ـ[فهد السند]ــــــــ[07 - 07 - 09, 09:14 م]ـ
زعم المبتدع محمود سعيد في مقاله أن (الخطيب البغدادي أشعري)! وهذا الزعم الكاذب سبق أن ردده أحد شيوخه المعظمين عنده؛ وهو الكوثري
ممن نسب الخطيب الى مذهب أبي الحسن الأشعري
الاستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد
والعلامة المحقق الدكتور بشار عوّاد في مقدمة تحقيقه تاريخ مدينة السلام
يقول الدكتور عبدالعزيز السعيد في مقدمة تحقيقه لكتاب الخطيب " القول في علم النجوم "
الصواب/ يوسف
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 10:50 م]ـ
بارك الله في الإخوة الكرام جميعًا، وأسأل الله أن يجزيهم خيرًا.
وأشكر الأخ فهد على التصويب ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 07 - 09, 02:36 ص]ـ
قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري 269 وما بعدها: " ذكرُ بعض المشهورين من الطبقة الرابعة المستبصرين بتبصيره وايضاحه في الاقتداء والمتابعة فمنهم أبو بكر الببغدادي الحافظ المعروف بالخطيب رحمه الله.
أخبرنا الشيخ الأمين أبو محمد هبة الله بن أحمد الأكفاني قال ثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الحافظ قال وردت كتب جماعة من بغداد إلى دمشق كل واحد يذكر في كتابه أن الإمام الحافظ أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي رحمه الله توفي يوم الاثنين ضحى نهار السابع من ذى الحجة من سنة ثلاث وستين واربعمائة وحمل يوم الثلاثاء الى جانب الغربي ودفن بالقرب من قبر أحمد بن حنبل عند قبر بشر بن الحرث رحمهما الله .... وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله ".
قال ابن المبرد الحنبلي في جمع الجيوش والدساكر ص189: " ثم ذكر - أي ابن عساكر - من الطبقة الرابعة الخطيب البغدادي، وهو مسلم له، وقد كان الخطيب كثير العصبية على أصحابنا .... " إلخ.
قلت: وقد وقفت على كلام للخطيب في مسألة التعليل وافق فيه الأشعرية.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[10 - 07 - 09, 06:19 م]ـ
.... وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري رحمه الله ".
قال ابن المبرد الحنبلي في جمع الجيوش والدساكر ص189: " ثم ذكر - أي ابن عساكر - من الطبقة الرابعة الخطيب البغدادي، وهو مسلم له، وقد كان الخطيب كثير العصبية على أصحابنا .... " إلخ.
قلت: وقد وقفت على كلام للخطيب في مسألة التعليل وافق فيه الأشعرية.
اخي ابا الحسنات - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
1 - لا يخفاكم - رعاكم الله - ان عقيدة العالم تؤخذ من كتبه لا مما ينقله عنه الآخرون, وقد نقل الاخ سليمان كلاما عن الخطيب يؤكد لنا ان عقيدته هي عقيدة السلف - رضوان الله عليهم - ووجّه كلام الكتاني, فالله اعلم
وظني ان ذلك لا يخفى عليك فقد قرأت كتاباتك حول الاشاعرة وهي تنبئ عن علم وتمكن
2 - ارجو ان تنقل لنا الكلام الذي وافق فيه الخطيب الاشاعرة في مسألة التعليل
على انني لا اريد تنبيهك الى ان كلام العالم في اي مسألة يجب ان يجمع كله فخاصه يوضح عامه ومقيده يجلي مطلقه وآخره ينسخ أوله
3 - هل لك ان تذكر لي اين اجد الحلقات الاولى التي كتبتها حول الاشاعرة او ان تجعلها برابط واحد ولك اجر ذلك ممن لا يمن بعطية
ـ[فهد السند]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:14 م]ـ
الدكتور محمود الطحان في كتابه
الحافظ الخطيب البغدادي واثره في علوم الحديث
لم يتوسع في هذه المسالة
بل اكتفى بنقل كلام الذهبي من تذكرة الحفاظ 2/ 1142 - 1143
تحت عنوان
مذهب الخطيب في الصفات
ص (60)
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 07 - 09, 08:16 م]ـ
اخي ابا الحسنات - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
1 - لا يخفاكم - رعاكم الله - ان عقيدة العالم تؤخذ من كتبه لا مما ينقله عنه الآخرون, وقد نقل الاخ سليمان كلاما عن الخطيب يؤكد لنا ان عقيدته هي عقيدة السلف - رضوان الله عليهم - ووجّه كلام الكتاني, فالله اعلم
وظني ان ذلك لا يخفى عليك فقد قرأت كتاباتك حول الاشاعرة وهي تنبئ عن علم وتمكن
2 - ارجو ان تنقل لنا الكلام الذي وافق فيه الخطيب الاشاعرة في مسألة التعليل
على انني لا اريد تنبيهك الى ان كلام العالم في اي مسألة يجب ان يجمع كله فخاصه يوضح عامه ومقيده يجلي مطلقه وآخره ينسخ أوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/460)
3 - هل لك ان تذكر لي اين اجد الحلقات الاولى التي كتبتها حول الاشاعرة او ان تجعلها برابط واحد ولك اجر ذلك ممن لا يمن بعطية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود من النقل بيان صحة انتساب الخطيب رحمه الله للأشعري، وأن هذا بحد ذاته ليس أمراً يُعترضُ عليه، وليس الكلام في مطابقة اعتقاد الخطيب للاعتقاد المعتمد عند الأشعرية المتأخرين، فهذا يعترض عليه.
وليس كل المنتسبين إلى الأشعري على منهج واحد، وقد أشرت إلى ذلك هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170817
قال شيخ الإسلام في الرسالة المدنية في الحقيقة والمجاز (6/ 359 - 360): " وَلِهَذَا كَانُوا يَقُولُونَ: إنَّ الْبِدَعَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ الْكُفْرِ وَآيِلَةٌ إلَيْهِ وَيَقُولُونَ: إنَّ الْمُعْتَزِلَةَ مَخَانِيثُ الْفَلَاسِفَةِ؛ وَالْأَشْعَرِيَّةُ مَخَانِيثُ الْمُعْتَزِلَةِ.
وَكَانَ يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ يَقُولُ: الْمُعْتَزِلَةُ الْجَهْمِيَّة الذُّكُورُ وَالْأَشْعَرِيَّةُ الْجَهْمِيَّة الْإِنَاثُ.
وَمُرَادُهُمْ الْأَشْعَرِيَّةُ الَّذِينَ يَنْفُونَ الصِّفَاتِ الْخَبَرِيَّةَ وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْهُمْ بِكِتَابِ " الْإِبَانَةِ " الَّذِي صَنَّفَهُ الْأَشْعَرِيُّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَلَمْ يُظْهِرْ مَقَالَةً تُنَاقِضُ ذَلِكَ فَهَذَا يُعَدُّ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ؛ لَكِنَّ مُجَرَّدَ الِانْتِسَابِ إلَى الْأَشْعَرِيِّ بِدْعَةٌ لَا سِيَّمَا وَأَنَّهُ بِذَلِكَ يُوهِمُ حُسْنًا بِكُلِّ مَنْ انْتَسَبَ هَذِهِ النِّسْبَةَ وَيَنْفَتِحُ بِذَلِكَ أَبْوَابُ شَرٍّ ".
أما كلامه في التعليل فقد قال في الفقيه والمتفقه (1/ 528 - 531): " باب القول في: حكم الأشياء قبل الشرع
اختلف أهل العلم في الأعيان المنتفع بها قبل ورود الشرع:
واحتج من قال هي على الإباحة: بأن الله تعالى خلقها وأوجدها، فلا يخلو من أن يكون خلقها لغرض أو لغير غرض، فلا يجوز أن يكون لغير غرض، لأنه يكون عبثاً والله لا يجوز أن يكون عابثاً في أفعاله، فوجب أن يكون خلقها لغرض، ولا يخلو من أن يكون ليضر بها أو لينفع، فلا يجوز أن يكون ليضر بها، لأنه حكيم لا يبتدي بالضرر، فوجب أن يكون للنفع، ولا يخلو من أن يكون لنفع نفسه أو لنفع عباده، فلا يجوز أن يكون لنفع نفسه، لأنه غني غير محتاج إلى الانتفاع فوجب أن يكون خلقها لينفع بها عباده ووجب أن يكون تصرفهم فيها مباحا، وأن يكون خلقها آذنا لهم في الانتفاع بها.
ثم قال جواباً على هذه الحجة: " وأما الجواب عما احتج به من أباحها فهو أنه غير صحيح، لأنا لا نعلل أفعال الله، وعلى أن ما ذكروه ينقلب عليهم فيما خلقه الله وحرمه على عباده مثل الخمر والخنزير، ويقسم عليهم مثل تقسيمهم حرفا بحرف، مع أنا نقول يجوز أن يكون الله تعالى خلقها ليمتحنهم بالكف عنها، ويثيبهم على ذلك، أو ليستدلوا بها على خالقها، وهذا وجه يخرجه من حد العبث فسقط ما قالوه " اهـ كلامه بلفظه.
وقال ص 310: " ولا يجوز تخصيص العموم بالعرف والعادة، لأن الشرع لم يوضع على العادة، وإنما وضع - في قول بعض الناس - على حسب المصلحة، وفي قول الباقين على ما أراد الله عز وجل، وذلك لا يقف على العادة ".
قلت: وإن لم يكن أخذ هذا الاعتقاد عن الأشعرية فممن أخذه؟.
ومن المعلوم أن موافقة العالم لأهل السنة في باب من الأبواب لا يلزم منه موافقتهم في سائر الأبواب.
وقال أيضاً (1/ 354): " باب القول فيما يرد به خبر الواحد: أحدها: أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه، لأن الشرع إنما يرد بمجوزات العقول، وأما بخلاف العقول، فلا ".
فمن من السلف وأهل الحديث عارض المعقول بالمنقول فضلاً أن يقدم أحدهما؟
قال شيخ الإسلام (13/ 28 - 29): " وَكَانَ مِنْ أَعْظَمِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ اعْتِصَامُهُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَكَانَ مِنْ الْأُصُولِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا بَيْنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ أَنَّهُ لَا يُقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ قَطُّ أَنْ يُعَارِضَ الْقُرْآنَ لَا بِرَأْيِهِ وَلَا ذَوْقِهِ وَلَا مَعْقُولِهِ وَلَا قِيَاسِهِ وَلَا وَجْدِهِ .... وَلِهَذَا لَا يُوجَدُ فِي كَلَامِ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ أَنَّهُ عَارَضَ الْقُرْآنَ بِعَقْلِ وَرَأْيٍ وَقِيَاسٍ وَلَا بِذَوْقِ وَوَجْدٍ وَمُكَاشَفَةٍ وَلَا قَالَ قَطُّ قَدْ تَعَارَضَ فِي هَذَا الْعَقْلُ وَالنَّقْلُ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَقُولَ: فَيَجِبُ تَقْدِيمُ الْعَقْلِ ".
أما ما سألت عنه فهو هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=8700097
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 04:48 م]ـ
لكن لماذا انتقده ابن الجوزي بشأن اعتقاده و معاداته للحنابلة
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 05:09 م]ـ
أخي الكريم: أباالحسنات:
قولكم: (ومن المعلوم أن موافقة العالم لأهل السنة في باب من الأبواب لا يلزم منه موافقتهم في سائر الأبواب).
الصواب في حال الخطيب أن يُقال:
(ومن المعلوم أن موافقة العالم للأشاعرة في باب من الأبواب لا يلزم منه موافقتهم في سائر الأبواب).
لاسيما وقد فارقهم في رأس مالهم: " مسألة الصفات ".
وفقكم الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/461)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 07:51 م]ـ
- ولعل مما ينفي أشعرية هذا الإمام - التي يدعيها محمود -: نقله في ترجمة ابن الأعرابي من تاريخ بغداد 5/ 284حكاية رده على من أول الاستواء بالاستيلاء. دون تعقب.
- الأخ الكريم: فهد: راجعت " موارد الخطيب " للعُمري، فوجدته يقول (ص47): (كان الخطيب على مذهب الأشعري في الأصول، فللأشعري قولان في الصفات: أشهرهما التأويل، وثانيهما - وهو المتأخر - عدم التأويل والتعطيل، وهو مذهب السلف ومذهب الإمام أحمد وأهل الحديث، وقد صرح الخطيب بأنه على مذهب أهل الحديث في الصفات، وهو القول الأخير للأشعري أيضًا) وأحال في الهامش إلى " التنكيل ".
فهو يعني مذهب الأشعري بعد توبته. لايعني مذهب الأشعري الذي يعتنقه محمود.
وليت الدكتور اكتفى بقوله: (وقد صرح الخطيب بأنه على مذهب أهل الحديث في الصفات) ولم يُقحم الأشعري؛ لئلا يلتبس بأنه على مذهب أتباعه من المتأخرين.(29/462)
(طوام) أحمد الغماري .. شيخ الهارب (محمود) ..
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 06:40 م]ـ
الحمد لله:
هنا يوضع ما لدى الإخوة من طوام (الغماري) الهالك الذي لم يستطع الجبان محمود أن يُدافع عنه.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 07:37 م]ـ
يقول الغماري:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا!!
ويقول أيضًا:
فرعون مؤمن!!
فهل بعد ذلك من كلام يقال أو يعقل؟!!!
وليس يصح في الأذهان شيءٌ ................. إذا احتاج النهار إلى دليل
وأقول:
يا عابد الخنزير لو أبصرتنا ................. لعلمت أنك في العبادة تلهثُ!!
وأقول لتلميذه:
يا عابد الكلب لو أبصرتنا .............. لعلمت أنك في العبادة ....
تنبيه:
ليس شرطًا أن يكون الخنزير الذي يعبده الغماري هو نفسه الذي يأكله النصاري!! فنرجو التفريق؛ لأن خنزير الغماري من جنس البلوى السودة سود الله وجهه ووجه تلميذه! إن لم يتب إلى ربه ويعود إلى رشده.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 07:49 م]ـ
وقع الغماري وتلميذه في معاوية بن أبي سفيان الصحابي الجليل رضي الله عنه، ولعنه الغماري وكفره، وحكم بنفاقه، وتابع محمود لشيخه على سب معاوية ولعنه
وفي هذا مخالفات لا حصر لها؛ منها:
1 - مخالفة الله عز وجل في ذلك، وسب من رضي الله عنهم ورضوا عنه، حيث رضي الله عز وجل عن الصحابة الكرام، وصرّح بهذا في القرآن المقدس، ولم يفرق بين أحد منهم، وأمرنا سبحانه بالدعاء لهم والترضي عليهم.
فمن سبّ أحدًا منهم بعد ذلك: فقد رفض حكم الله وخالفه.
ولم يرض بحكم الله وقدَره واختياره حين اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولم يرض بحكم الله وقدره واختياره حين رضي عنهم.
وظن السوء بربّه لما ينطوي عليه سب بعضهم من رضي الله على من يستحق السب، عياذًا بالله من الهوى والخذلان.
2 - مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((لا تسبوا أصحابي)) بصيغة الجمع، ولم يفرق بينهم.
والحديث عند البخاري (3673) ومسلم (2541).
وقال النووي في شرح مسلم: ((سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح.
قال القاضي: وسب أحدهم من المعاضي الكبائر، ومذهبنا ومذهب الجمهور: أنه يعزر ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل)).
وفي كلام ابن حجر عليه من ((فتح الباري)) (7/ 44) قال: ((وعن بعض المالكية يقتل، وخص بعض الشافعية ذلك بالشخيخين والحسنين، وفحكى القاضي حسين في ذلك وجهين، وقوَّاه السبكي في حق من كفر الشيخين، وكذامن كفَّر من صرح النبي صلى الله عليه وسلم بإيمانه أو تبشيره بالجنة إذا تواتر الخبر بذلك عنه لما تضمن من تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم)).3 - مخالفة إجماع أئمة الحق والهدى في تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم أو الوقوع فيهم، وأقوالهم مشهورة في هذا الباب؛ ومنها:
قال ابن عيينة رحمه الله: ((من نطقَ في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمةٍ فهو صاحب هوى)) [شرح السنة للبربهاري 32 - 33].
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ((ومن انتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لِحَدَثٍ منه أو ذكرَ مساوئه: كان مبتدعًا؛ حتى يترحّم عليهم جميعًا، ويكون قلبه سليمًا)) [أصول السنة لعبدوس 58 - 86].
وقال الإمام أحمد أيضًا: ((من تنقّصَ أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينطوي إلا على بلية وله خبيئة سوء؛ إذا قصد إلى خير الناس وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك)) [السنة للخلال: 758].
وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: مالهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية، وقال لي: يا أبا الحسن إذا رأيتَ أحدًا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوءٍ فاتَّهمه على الإسلام [الصارم المسلول لابن تيمية].
وقال أبو زرعة الرازي: ((إذا رأيتَ الرجلَ ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة)) [الكفاية للخطيب: 93، وعقيدة أبي زرعة للحداد: 169].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/463)
والأقوال في هذا الباب لا حصر لها، ويمكن مراجعة بعضها في كتب الاعتقاد.
4 - مخالفة إجماع أئمة الدين في الأمر بالكف عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، ومن أقوالهم في ذلك:
وكتب عقيدة أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم طافحة بالنص الواضح الصريح على ترك الخوض فيما شجر بين الصحابة جملة وتفصيلاً.
بل حكى أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان الإجماع على الكف عما شجر بينهم، وهذا صريحٌ في قولهما: ((أدركنا العلماء في جميع الأمصار؛ فكان من مذهبهم: الترحم على جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والكفّ عَمَّا شجر بينهم)) [انظر عقيدتهما للحداد: 165].
وعبارة البربهاري في ((شرح السنة)) (56 - 57): ((والكف عن حرب عليٍّ ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير رحمهم الله جميعًا ومن كان معهم، لا نُخاصم فيهم، وكِلْ أمرهم إلى الله تعالى)).
وقال أيضًا (59): ((ولا تُحَدِّث بشيءٍ من زَلَلِهم ولا حَرْبِهم، ولا ما غاب عنك علمه، وتسمعه من أحدٍ يُحَدِّث به؛ فإنه لا يسلمُ لك قلبك إِنْ سمعتَه)).
وأما ابن كثير يرحمه الله فيقول في ((الباعث الحثيث)) (499 - ط: العاصمة): ((وأما ما شجر بينهم بعده عليه السلام: فمنه ما وقعَ عن غير قصدٍ؛ كيوم الجمل، ومنه ما كان عن اجتهاد؛ كيوم صِفّين، والاجتهاد يُخطئ ويُصيب، ولكن صاحبه معذورٌ وإن أخطأ، ومأجورٌ أيضًا، وأم االمصيب فله أجران .... )) إلى أن قال رحمه الله: ((ومن كان من الصحابة مع معاوية؟ يقال: لم يكن في الفريقين مائةٌ من الصحابة، وعن أحمد: ولا ثلاثون. والله أعلم. وجميعهم صحابةٌ، فهم عدولٌ كلهم)) إلخ.
لكن ضَخَّم من لا فهم له القضايا حتى صارت قاصمة ظهرٍ!!
والذين ذكروا مثل هذه القضايا في كتبهم أخذوها من الواقدي وسيف بن عمر وأمثالهما من المجروحين، وأغلب ذلك مما لا تثبت به الأسانيد.
وما ثبتَ من ذلك فقليل، ومع هذا ليس فيه إساءة، وترى النص على الكف عنه وعن حكايته مسطورًا في كتب أهل السنة والجماعة، خلافًا لأعداء الصحابة وأهل البيت من شيعة وخوارج وروافض وغيرهم.
بل وصل الأمر بأهل السنة والجماعة رضي الله عنهم إلى أَبْعَد من ذلك؛ فلم يسكتوا عمّا شجر بينهم فقط؛ بل وسكتوا أيضًا عن التفضيل بينهم؛ إلا بما وردت به الأحاديث الصحيحة الثابتة.
وانظر إلى قول الإمام أحمد رحمه الله: ((السنة عندنا في التفضيل ما قال ابنُ عمر: كُنّا نعدّ ورسول الله صلى الله عليه وسلم حَيّ: أبو بكر وعمر وعثمان، ونسكت)) [السنة للخلال 507، وراجع: السنة لعبد الله بن أحمد رحمهما الله 1401، ومناقب أحمد لابن الجوزي 170].
وأزيد هنا أيضًا:
أنّ الأصل العام السائد لدى أئمة الدين وأهل السنة والحديث فيما سلف هو الكف عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم، جملةً وتفصيلاً، واعتقاد العذر والاجتهاد فيما كان.
وقد سبق نقل بعض نصوصهم في ذلك، ومما يؤيد هذا الأصل الذي من خرج عنه عُدّ شاذًا:
ففي ((قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر)) (103): ((ويمسكون عما شجر بين الصحابة بينهم، ويقولون: إن هذه الآثار المروية منها ما هو كذب، ومنها ما هو قد زيد فيه ونقص وغُيِّرَ عن وجهه، والصحيح منها هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون، وهم مع ذلك يعتقدون أن كل أحد من الصحابة ليس معصومًا عن كبائر الإثم وصغائره بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم إن صدر، حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ولهم من الحسنات التي تمحوا سيئات ما ليس لمن بعدهم، وكلهم عدول بتعديل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت في قوله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد)).
وهذه بعض أقوال العلماء في هذا الباب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/464)
يقول الخطابي رحمه الله في كتاب ((العزلة)) (23): ((أما ما شجر بين الصحابة من الأمور وحدث في زمانهم من اختلاف الآراء: فإنه باب كلما قل التسرع فيه والبحث عنه كان أولى بنا وأسلم لنا، ومما يجب علينا أن نعتقد في أمرهم أنهم كانوا أئمة علماء قد اجتهدوا في طلب الحق وتحروا جهته وتوخوا قصده، فالمصيب منهم مأجور والمخطيء معذور وقد تعلق كل منهم بحجة وفزع إلى عذر والمقايسة عليهم والمباحثة عنهم اقتحام فيما لا يعنينا والله تعالى يغفر لنا ولهم برحمته، وليس التهاجر منهم والتصارم بأكثر من التقاتل في الحروب والتواجه بالسيوف ولا أعجب من التباهل فيما شجر بينهم من الاختلاف والتنازع في التأويل، وكل منهم في ذلك مأجور على قدر اجتهاده في طلب الحق وحسن نيته والله يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ونسأله أن لا يجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا إنه رءوف رحيم.
فأما من بعد الصحابة من التابعين ومن وراءهم من طبقات المتأخرين: فلنا مناظرتهم في مذاهبهم وموافقتهم عليها والكشف عن حججهم .. )) إلخ.
ويقول ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة النبوية)) (4/ 311): ((والكلام بلا علم حرامٌ؛ فلهذا كان الإمساك عما شجر بين الصحابة خيرًا من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال؛ إِذْ كان كثير من الخوض في ذلك أو أكثره كلامًا بلا علمٍ، وهذا حرام لو لم يكن فيه هوى ومعارضة الحق المعلوم، فكيف إذا كان كلامًا بهوى يطلب فيه دفع الحق المعلوم)).
ويقول ابن تيمية في موضع آخر من نفس الكتاب (4/ 448): ((ولهذا كان من مذاهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة؛ فإنه قد ثبتت فضائلهم ووجبت موالاتهم ومحبتهم، وما وقع: منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان، ومنه ما تاب صاحبه منه، ومنه ما يكن مغفورًا، فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضًا وذمًّا، ويكون هو في ذلك مخطئًا؛ بل عاصيًا، فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك، كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك فإنهم تكلموا بكلامٍ لا يحبه الله ولا رسوله، إما من ذم من لا يستحق الذم، وإما من مدح أمور لا تستحق المدح؛ ولهذا كان الإمساك طريقة أفاضل السلف)).
وفي كلامٍ له يقول الذهبي في ((السير)) (10/ 92): (( .. كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والأجزاء ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا فينبغي طيه وإخفاؤه بل إعدامه؛ لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى)).
ولذا رأينا الخطيب البغدادي رحمه الله يجعل هذا أصلاً من الأصول اللازمة للْمَحَدِّث؛ فقال الخطيب في كتابه ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1356) وهو يُعَدِّد ما ينبغي على الْمُحَدِّث: ((وليجتنب المحدث رواية ما شجر بين الصحابة ويمسك عن ذكر الحوادث التي كانت منهم ويعم جميعهم بالصلاة عليهم والاستغفار لهم)).
وقد أنكر العلماء على تعرّضَ لهذا الباب في مصنفاته؛ ومن ذلك: قول السخاوي في ((فتح المغيث)) (3/ص92) وهو يُعَدِّد من صنف في الصحابة: ((وكأبي عمر بن عبد البر في الاستيعاب وهو كما قال النووي من أحسنها وأكثرها فوائد لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة وحكايته عن الأخباريين)).
وكلام النووي المذكور موجودٌ في ((التقريب)) له، وتبعًا له السيوطي في ((تدريب الراوي)) (2/ 207): ((ومن أحسنها وأكثرها فوائد الاستيعاب لابن عبد البر لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة وحكايته عن الأخباريين)) قال السيوطي مُعَلِّقًا: ((والغالب عليهم الإكثار والتخليط فيما يروونه)).
وقد عاب ابنُ الصلاح وغيره ذلك أيضًا على ابن عبد البر رحمه الله تعالى [وانظر على سبيل المثال: كشف الظنون 2/ 1103].
بل كان بعضهم ينص على ذلك صراحة في مقدمة المصنفات؛ بل حتى بعض المرقة الهلكة السابقين للصوفية والحلولية وغيرهم؛ ربما نصّ على ذلك أيضًا، وامتدَحَ كتابه بهذا كما في مقدمة ((محاضرة الأبرار)) للمارق الهالك ابن عربي حيث قال: ((وكذلك سكت أيضا في كتابي هذا عما شجر بين الصحابة رضى الله تعالى عنهم لما يتطرق للنفوس الضعيفة وأهل الأهواء)) [نقلاً عن كشف الظنون: 2/ 1610].
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:20 ص]ـ
وهذا استفسار ظهر لي بحق ولا أقوله والله استهزاء ولا غيره.
لكنني استغربت بحق: لماذا اختار الغماري وأسلافه الكلب والخنزير آلهة لهم؟
لما لم يأخذوا شيئًا من البقر أو الغنم أو نحو هذه الحيوانات النظيفة؟
وهل الهنود أرقى في الذوق الكفري من الغماري حين عبدوا البقرة مثلاً.
بحق أرجو مشايخنا الكرام التفضل بالرد على هذا الاستفسار عن سر هذا الاختيار الغريب للغماري وأسلافه.
هل لأن النصاري يعظمون الخنزير مثلاً ويذبحونه ويأكلونه؛ فشابهم الغماري في تعظيم الخنزير وزاد عليهم هو وأسلافه فعبدوه؟
أم في الخنزير ما لا أعلمه من الفوائد؟
أم إمعانًا في الكفر والمخالفة لله سبحانه وتعالى الذي حرم الخنزير؟
أفتوني مأجورين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/465)
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 03:32 م]ـ
أنظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95576&highlight=%C7%E1%C8%D1%C8%E5%C7%D1%ED
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحبذا لو يتم توثيق الردود والمعلومات التي تنسب للغماري من كتبه أو مقالاته أو كتب تلاميذه المعروفين فهذا أنفع وأجدى لنا ولغيرنا.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:14 م]ـ
رابط الكتاب الذي وضعه الشيخ طارق هو لتلميذ الشيخ أحمد الشيخ أبو أويس بوخبزة
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحبذا لو يتم توثيق الردود والمعلومات التي تنسب للغماري من كتبه أو مقالاته أو كتب تلاميذه المعروفين فهذا أنفع وأجدى لنا ولغيرنا.
بالجزء والصفحة
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد فقط إضافة فائدة على كلام الأخ راضي عبد المنعم وهي:
عندي سند متصل ينتهي إلى الغماري أنه كان له ورد يومي في لعن معاوية بن أبي سفيان الصحابي الجليل رضي الله عنه حيث أن لعنه هذا كان مشابها للشيعة فيما يسمونه لعن صنمي قريش.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[حامد تميم]ــــــــ[24 - 06 - 07, 10:16 م]ـ
ذكر الأخ اليوسفي صاحب كتاب تنبيه القاري؛ أن الشيخ احمد الغماري كان يجلس عند الصوفية الحضارم وبعض الزيديه، وهؤلاء وإن كانوا لايلعنون الشيخين فإنهم يغلون في آل البيت.
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 04:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا(29/466)
افتراء المبتدع الهارب محمود على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنها تكفر المسلمين!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 07:47 م]ـ
ردد المبتدع الهارب في مقاله السيئ ما قاله أسلافه من أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله " السلفية " كانت تُكفر وتستحل الدماء!
وللرد على هذه الفرية القديمة يقال: إذا كان إنكارك على مجرد " التكفير " و" القتال " فيلزمك مثله في دعوة الإسلام كلها من أيام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم! لأنها لم تخل من " تكفير " و" قتال ".
فإن قال: معاذ الله! أن أنكر التكفير والقتال إذا كانا بحق. إنما أنكر تكفير المسلمين وقتالهم.
قيل له: إذن فخلافك مع دعوة الشيخ السلفية ليس في " التكفير " و" القتال " في ذاتهما! لأنهما من دين الإسلام.
فيبقى النظر حينئذ فيمن كفرهم الشيخ وتلاميذه: هل هم مسلمون كما تزعم أو هم واقعون في الشرك المخرج من الملة؟ أما القتال فلا يلزم منه التكفير كما هو معلوم.
فيلزمك بدلا من الولولة والصراخ أن تُثبت أن من يستغيثون بغير الله أو يذبحون له أو ينذرون .. الخ هم مسلمون لا يجوز تكفيرهم.
فالخلاف بين الشيخ وخصومه من أمثالك هو في هذا: لا في مجرد التكفير والقتال .. لو كنت تفهم.
==============
وحيث أن هذه التهمة التي يرددها محمود سبق للعلماء منذ عصر الشيخ محمد أن فندوها وبينوا كذب أصحابها؛ فأود أن أنقل للقارئ ملخصًا في الرد عليها من رسالة " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - عرض ونقد " للدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف.
==============
قال - وفقه الله -: (إن كتب ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذا رسائل ومؤلفات أئمة وعلماء الدعوة، وأنصارها، قد بينت مسألة التكفير والقتال، وأعطت المسألة حقها من البيان الوافي، والتفصيل التام.
ومع كل هذا البيان والتفصيل، نجد أن هؤلاء الخصوم يفترون على دعوة الشيخ، الكذب والبهتان، ويختلقون من عند أنفسهم الإفك وإلصاق التهم قاتلهم الله أنّى يؤفكون، فليس عندهم نقل صحيح، ولا يملكون دعوى بدليل.
لقد بينت هذه الدعوة السلفية، في باديء الأمر، عقيدة التوحيد، وقرر علماؤها عقيدة التوحيد بأقوى الأدلة وأوضح البراهين، وألفوا في بيان التوحيد وتقريره، الكثير من الكتب والرسائل.
لقد اهتم علماء الدعوة بتقرير التوحيد أولاً؛ لأنه أول واجب على المكلف، - كما هو معلوم -؛ ولأن من تصور حقيقة التوحيد تصوراً تاماً، فإنه لزاماً أن يتصور حقيقة ما يناقض التوحيد ..
ويوضح هذا ما كتبه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في (منهاج التأسيس):
(أعلم أن من تصور حقيقة أي شيء على ما هو عليه في الخارج، وعرف ماهيته بأوصافها الخاصة، عرف ضرورة ما يناقضه ويضاده، وإنما الخفا بلبس إحدى الحقيقتين، أو بجهل كلا الماهيتين، ومع انتفاء ذلك، وحصول التصور التام لهما، لا يخفى ولا يلتبس أحدهما بالآخر، وكم هلك بسبب قصور العلم، وعدم معرفة الحدود، والحقائق من أمة، وكم وقع بذلك من غلط وريب وغمَّه، ومثال ذلك أن الإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان، ولا يرتفعان، والجهل بالحقيقتين، أو أحدهما أوقع كثيراً من الناس في الشرك، وعبادة الصالحين، لعدم معرفة الحقائق وتصورها، وإن ساعد الجهل وقصور العلم عوائد مألوفة، استحكمت البليَّة وتمكنت الرزيَّة .. ) (1).
ولم يقصر علماء الدعوة جهدهم على تقرير عقيدة التوحيد فحسب، بل تجاوزوا ذلك .. إلى أن حذروا من الشرك .. فذكروا نواقض الإسلام، وأوردوا أنواع الشرك والكفر وأقسامه، تحذيراً للأمة وكشفاً للغمة، كما سدّوا وسائل الشرك وذرائعه، فرحمهم الله جميعاً.
وإن نظرة سريعة إلى آثارها العلمية ومواقفهم العملية – في هذا المجال – لتعطي الجواب الوافي، والبيان الشافي لمسألة التكفير والقتال ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وسنورد الآن مفتريات الخصوم وأكاذيبهم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مسألة التكفير والقتال – كما جاءت مدونة في مؤلفاتهم أو منقولة عنهم من غيرهم.
ثم نأتي بالردَّ والدحض، وذلك من خلال ما كتبه بعض أئمة هذه الدعوة السلفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/467)
وبعد أن أوردنا بعض هذا الغث والركام لهؤلاء الخصوم، حين قذفوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – بتكفير المسلمين، ننتقل إلى سياق بعض ردود علماء هذه الدعوة السلفية على تلك الفرية، وبيانهم للحقيقة – كما هي -، وسيتضح – يقيناً – تهافت هذه الفرية وينكشف زيفها، وإن كثر قائلوها، فلا تعجبك كثرة الخبيث، فالزبد يذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
لقد بلغت هذه الفرية الخاطئة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله -، فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ – رحمه الله – على تأكيد هذه الردود, وإعلان براءته مما ألحق به .. ، فأرسل هذه الردود إلى مختلف البلاد.
فعلى النطاق المحلي في منطقة نجد، نلاحظ أن الشيخ قد بعث رسالة لأهل الرياض ومنفوحه، ينفي تلك الفرية، يقول الشيخ الإمام رحمه الله:
(وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين). (4)
ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها:
(وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله). (1)
وفي رسالته لأهل القصيم، يشير رحمه الله إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم ويبريء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ الإمام:
(والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله .. جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم. (2)
ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول - في رسالته لحمد التويجري -:
(وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك…). (3)
ويؤكد الشيخ الإمام - مرة أخرى - بطلان تلك الدعوى، وأنها دعوى كذب وبهتان، فيقول جواباً على سؤال الشريف .. (4)
(وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله .. ). (5)
ويبعث الشيخ رسالة لأحد علماء المدينة لدحض فرية تكفير الناس عموما، يقول الشيخ:
(فإن قال قائلهم أنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد). (6)
ويكتب الشيخ الإمام إلى إسماعيل الجراعي صاحب اليمن تكذيباً لهذه الفرية قال الشيخ:
(وأما القول بأنّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم). (7)
ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتاباً للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه … من تكفير الناس إلا من تبعه … فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية الخصوم:
(وأجبلوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون .. ) (1).
وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله – في وصف الشيخ ـ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/468)
(إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعاً عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء والضلال). (2)
===============
ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب تلك الفرية، فيقول:
(وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة). (3)
ويدل على براءتهم - أيضاً – من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – في موضع آخر:
(إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا .. ). (4)
ولما سئل الشيخ عبد العزيز بن حمد سبط الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن تلك الفرية، كان جوابه رحمه الله – بعد أن ساق السؤال _:
(وأما السؤال الثاني وهو قولكم: من لم تشمله دائرة إمامتكم ويتسم بسمة دولتكم، وهل داره دار كفر وحرب على العموم الخ.
فنقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده وندين الله به، أن من دان بالإسلام وأطاع ربه فيما أمر، وانتهى عما عنه نهى وزجر، فهو المسلم حرام المال والدم كما يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة. ولم نكفر أحداً دان بالإسلام لكونه لم يدخل في دائرتنا، ولم يتسم بسمة دولتنا، بل لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، ومن زعم أنا نكفر الناس بالعموم، أو نوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ببلده فقد كذب وافترى). (1)
ومن الحجج الدامغة التي سطرها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وأزهق بها فرية عثمان بن منصور حين قذف الشيخ الإمام بتكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ عبد اللطيف في (مصباح الظلام) دحضاً لذلك:
(هذه العبارة تدل على تهور في الكذب، ووقاحة تامة، وفي الحديث: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت). (2)
وصريح هذه العبارة أن الشيخ كفر جميع الأمة من المبعث النبوي إلى قيام الساعة إلا من وافقه على قوله الذي اختص به، وهل يتصور هذا عاقل عرف حال الشيخ وما جاء به ودعا إليه، بل أهل البدع كالقدرية والجهمية والرافضة والخوارج لا يكفرون جميع من خالفهم، بل لهم أقوال وتفاصيل يعرفها أهل العلم، والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب – أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العمل والعبادات – مجمع عليه المسلمين لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم). (3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/469)
كما يوضح الشيخ عبد اللطيف تورع جده – الشيخ الإمام – عن التكفير فيقول: (والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها). (4)
=================
ويورد الشيخ عبد اللطيف – في إحدى رسائله – معتقد الشيخ الإمام في مسألة التكفير فيقول:
(فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية) (5).
ويؤكد الشيخ عبد اللطيف أن من عرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أدرك براءته من تلك الفرية الكاذبة فيقول – رحمه الله -:
(كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يعلم أنه من أعظم الناس إجلالاً للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهياً عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم، بل هو ممن يدينون بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم، والشيخ رحمه الله لم يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمعت الأمة على كفره كمن اتخذ الآلهة والأنداد لرب العالمين) (1).
وتضمنت مناظرة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن لداود بن جرجيس، تفنيداً لفرية تكفير الناس فيقول الشيخ عبد اللطيف:
(وأما القول بأنا نكفر الناس عموماً ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، سبحانك هذا بهتان عظيم) (2).
ويدحض الشيخ صالح بن محمد الشتري كذبهم، فيقول:
(وأما ما ادعاه أعداءه المعاصرون له أنه كفر بالعموم، أو يكفر بالذنوب أو يقاتل من لا يستحق قتلاً، أو يستحل دمه وماله، فالجواب أن نقول سبحانك هذا بهتان عظيم، ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب تبرأ فيهن مما نسب إليه أعداؤه وأن مذهبه مذهب السلف الصالح .. ) (3).
ويجمل السهسواني الجواب على مفتريات شيخ الكذب دحلان في اتهام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب فيقول:
(هذا كله افتراء بلا ريب على الشيخ، يعرفه من له رائحة من الإيمان والعلم والعقل). (4)
ويقول أيضاً - بعد ذكر مفتريات أخرى لدحلان في قذف الشيخ الإمام بتكفير الناس -:
(الجواب على هذه الأقوال كلها أنها على طولها وكثرتها كاذبة خبيثة فلا تعجبك كثرة الخبيث). (5)
وينفي السهسواني مزاعم دحلان التي رمى بها دعوة الشيخ في مسألة التكفير .. ، فيقول:
(أن الشيخ وأتباعه لم يكفروا أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأن من خالفهم هم مشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السنة وسبي نسائهم … ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من اتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء). (6)
ومما قاله محمد رشيد رضا معلقاً - على الكلام السابق -:
(بل في هذه الكتب خلاف ما ذكر وضده، ففيها أنهم لا يكفرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين) (7).
ويورد الشيخ سليمان بن سحمان الدفاع عن الشيخ الإمام، ويبرأه من هذا البهتان فيقول رحمه الله – حاكياً حال الشيخ:
(فإنه رحمه الله كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها .. فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمع على تكفيره الأمة، ويوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم .. ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول، ومن نسب إليه خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها فقد كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم …). (1)
وكتب أحمد الكتلاني في (الصيب الهطال) – دفاعا عن الشيخ في هذا المقام – قريباً مما كتبه ابن سحمان (2).
=================
وأجاب أحد علماء نجد على تلك الفرية، حيث تلقفها صاحب جريدة القبلة وزعم أن الوهابيين يلزمون الناس بتكفير آباءهم وأجدادهم.
فكان جواب هذا العالم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/470)
(وهذا من نمط ما قبله من الكذب والبهتان، والذي نقوله في ذلك أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه، فالذي يحكم عليه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به، ومات على ذلك، فظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له، ولا يضحى له، ولا يتصدق عنه. وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كانت قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله. وأما من لا نعلم حاله في حال حياته، ولا ندري ما مات عليه، فإنا لا نحكم بكفره، وأمره إلى الله فمن نسب إلينا غير هذا فقد كذب علينا وافترى وحسبنا الله ونعم الوكيل) (3).
ويكذّب الشيخ محمد بن عثمان الشاوي هذا البهتان، فيقول في رسالته (القول الأسد):
(فإنا لم نكفر بالعموم، ولا نكفر إلا من قام الدليل القاطع على كفره، بصرفه حق الله لغيره، ودعائه، والتجاءه إلى ما لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلا عن غيره …). (4)
ويهاجم القصيمي في كتابه (الصراع) خصوم الشيخ – من الرافضة – مؤكداً براءة الشيخ من فرية التكفير، وأن هؤلاء الرافضة أحق وأجدر بهذا الوصف فيقول:
(إن من عجائب الأيام وفكاهاتها المضحكة قوماً، المبكية قوماً آخرين، أن تذهب الشيعة تتهم أهل السنة من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإكفار المسلمين وإحلال دمائهم وأموالهم، في حين أن الشيعة تعلن على رؤوس الملأ ومسامع العالمين إكفار خيار الأمة، وإكفار كبراء الصحابة، ومن تولاهم من فرق المسلمين، والذي يكفر خيار الصحابة كالصديق وعمر وعثمان وعائشة ومعاوية وغيرهم .. كيف لا يمنعه الحياء من أن يتهم أحدا بإكفار المسلمين .. ). (5)
من خلال هذه النقول المتعددة تظهر براءة الشيخ الإمام، وكذا أتباعه وأنصار دعوته من مفتريات وأكاذيب الخصوم في مسألة التكفير، ومن طالع كتبهم وقرأ رسائلهم تبين له صحة معتقدهم وسلامة فهمهم لمسألة التكفير، وإن اعتقادهم فيها هو عين اعتقاد السلف الصالح) اهـ من دعوى المناوئين (ص 162 - 177).
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 07:49 م]ـ
وللفائدة والزيادة فليُرجع إلى هذين الموقعين:
http://saaid.net/monawein/sh/index.htm
http://www.alwahabih.com/
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:27 ص]ـ
ومن الدلائل الواضحة على ذلك يا شيخ خراشي حفظك الله:
أنكم عندكم في بلد محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه وأسبغ عليه رحماته: لم تكفروا محمود سعيد على هذا الملتقى حسب علمي حتى الساعة.
لكننا في مصر بلد محمود سعيد نرى أن جماعة منها كفروه، وعلى صفحات الملتقى وغيره.
ومن نظر في كلمة شيخنا الفاضل احمد عسكر المصري حفظه الله حين قال له في بعض مشاركاته: ((حكمت عليك بالكفر أحيانًا وبالضلال أحيانا)).
وصدق شيخنا حفظه الله.
والذي لا أشك فيه وأنا المصري الفقير البسيط الذي لا يملك سوى حب آل البيت ومعاوية رضي الله عنهم، مع سائر الصحابة رضي الله عنهم:
لا أشك أن من عبد الخنزير كالغماري فهو أكفر من فرعون ومن الهندوس والبوذ.
وأن من دافع عن عابد الخنزير فهو أكبر من المدافع عن عابد البقر والشجر.
ودام أهل الحديث سالمين.(29/471)
كذب المبتدع الهارب محمود على العلامة المعلمي - رحمه الله - وكذبه وتلبيسه
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 08:10 م]ـ
أما الكذب فقوله: (أما الشيخ عبد الرحمن المعلمي فله رسالة مطبوعة باسم: "الاستبصار في نقد الأخيار" ذهب فيها إلى أن الصحابة ليسوا عدولا فردا فردا وأن معنى عدالتهم هو عدالتهم في الرواية)!!!
وهذا من الكذب الرخيص؛ لأجل أن ينشر بدعة مشايخه (عدم عدالة جميع الصحابة) التي يتسترون بها للنيل من بعض الصحابة الذين يبغضونهم؛ موهمين أن بعض أهل السنة يوافقهم عليها!!
ولو قال هذا عن غير العلامة اليماني لما صدقناه؛ لأن عقيدة أهل السنة في أمر الصحابة واضحة. فكيف والأمر يتعلق بمن سخره الله للدفاع عنهم والرد على أعدائهم؛ كأبي رية والكوثري وأمثالهما؟! وهو الذي عقد فصلا كاملا في كتابه " الأنوار الكاشفة " (259 - 276) يرد فيه على شبهات أبي رية الهالك حول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبين شمول العدالة لهم جميعًا؟
===========
وأما التلبيس: فهو تنزيله كلام المعلمي عن المنافقين على الصحابة!!
المعلمي يذكرفي كتاب " الاستبصار " (ص 19 – 22) أقوال الأئمة في عدالة جميع الصحابة ثم يُتبعها بالآيات الدالة على ذلك؛ وأنه لم يخرج من ذلك إلا المنافقون، وهم معروفون عند الصحابة بعد نزول سورة التوبة؛ فيأتي محمود بخُبث فيوهم القارئ أن المعلمي يتحدث عن الصحابة.
وأما البتر: فهو أن محمودا كشيوخه أعداء الصحابة؛ يردد عدم شمول العدالة لجميع الصحابة لكي يتسنى لهم الطعن في بعضهم؛ وعلى رأسهم معاوية – رضي الله عنه -! ولهذا لم ينقل بقية كلام المعلمي التي تُفسد عليه مسعاه الخائب؛ فقد قال المعلمي رحمه الله بعد بعد تعديل المهاجرين والأنصار: (وأما الطلقاء من أهل مكة فلم يرتد منهم أحد بعده صلى الله عليه وسلم، وقد شملتهم بعض الآيات المتقدمة كما يُعلم بمراجعتها، وكذلك تشملهم بعض الأحاديث؛ كالحديث المشهور " خير الناس قرني ") اهـ (الاستبصار، ص 25).
===========
وأما البتر: فقال محمود: (ونقل المعلمي في الاستبصار (ص19) عن ابن الأنباري أن المراد بالعدالة للصحابة رضي الله عنهم هو قبول رواياتهم بدون تكلف)!
وكلام ابن الأنباري كاملا هو: (وليس المراد بعدالتهم ثبوت العصمة لهم واستحالة المعصية منهم، وإنما المراد قبول رواياتهم من غير تكلف للبحث عن أسباب العدالة والتزكية، إلا إن ثبت ارتكاب قادح، ولم يثبت ذلك ولله الحمد).
وفرق بين النقلين لمن تأمل!
فالصحابة كلهم (عدول مزكون) عند ابن الأنباري ولم يأت ما يقدح في هذا. أما محمود وشيوخه فلا يُعدلون بعضهم ولا يزكونه!
نعوذ بالله من الهوى الذي يقود إلى التلبيس والبتر والتحريف. وهذا كله في مقال واحد؛ فكيف لو تتبع الإخوة جميع كتابات هذا المبتدع (الهارب)؟!
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 08:51 م]ـ
وقد أظهرت في مشاركة لي أنه كذب على ابن تيمية أيضًا، وبتر النص الذي نقله عنه من منهاج السنة.
وهو من المشاركات المحذوفة آنذك.
فأرجو المشرف الكريم وضعها هنا لو تفضل مشكورًا فهذا آوانها.(29/472)
ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية الجزء الرابع عشر
مانصّه:
د - التّوسّل بالنّبيّ بعد وفاته:
اختلف العلماء في مشروعيّة التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل: اللّهمّ إنّي أسألك بنبيّك أو بجاه نبيّك أو بحقّ نبيّك، على أقوال:
القول الأوّل:
11 - ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة - إلى جواز هذا النّوع من التّوسّل سواء في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته. قال القسطلانيّ: وقد روي أنّ مالكا لمّا سأله أبو جعفر المنصور العبّاسيّ - ثاني خلفاء بني العبّاس - يا أبا عبد اللّه أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه.
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه " فضائل مالك " بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات مشايخه.
وقال النّوويّ في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ثمّ يرجع الزّائر إلى موقف قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع به إلى ربّه، ومن أحسن ما يقول (الزّائر) ما حكاه الماورديّ والقاضي أبو الطّيّب وسائر أصحابنا عن العتبيّ مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال: السّلام عليك يا رسول اللّه. سمعت اللّه تعالى يقول: {وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً} وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي. ثمّ أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم وقال العزّ بن عبد السّلام: ينبغي كون هذا مقصوراً على النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه سيّد ولد آدم، وأن لا يقسم على اللّه بغيره من الأنبياء والملائكة الأولياء، لأنّهم ليسوا في درجته، وأن يكون ممّا خصّ به تنبيهاً على علوّ رتبته.
وقال السّبكيّ: ويحسن التّوسّل والاستغاثة والتّشفّع بالنّبيّ إلى ربّه.
وفي إعانة الطّالبين:. . . وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي. ما تقدّم أقوال المالكيّة والشّافعيّة.
وأمّا الحنابلة فقد قال ابن قدامة في المغني بعد أن نقل قصّة العتبيّ مع الأعرابيّ: ويستحبّ لمن دخل المسجد أن يقدّم رجله اليمنى. . . إلى أن قال: ثمّ تأتي القبر فتقول. . . وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربّي. . . ". ومثله في الشّرح الكبير.
وأمّا الحنفيّة فقد صرّح متأخّروهم أيضاً بجواز التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال الكمال بن الهمام في فتح القدير: ثمّ يقول في موقفه: السّلام عليك يا رسول اللّه. . . ويسأل اللّه تعالى حاجته متوسّلا إلى اللّه بحضرة نبيّه عليه الصلاة والسلام.
وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم. . . جئناك من بلاد شاسعة. . . والاستشفاع بك إلى ربّنا. . . ثمّ يقول: مستشفعين بنبيّك إليك.
ومثله في مراقي الفلاح والطّحاويّ على الدّرّ المختار والفتاوى الهنديّة.
ونصّ هؤلاء: عند زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّهمّ. . . وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيّك إليك. وقال الشّوكانيّ: ويتوسّل إلى اللّه بأنبيائه والصّالحين. وقد استدلّوا لما ذهبوا إليه بما يأتي:
أ - قوله تعالى: {وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلةَ}.
ب - حديث الأعمى المتقدّم وفيه: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة». فقد توجّه الأعمى في دعائه بالنّبيّ عليه الصلاة والسلام أي بذاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/473)
ج - «قوله صلى الله عليه وسلم في الدّعاء لفاطمة بنت أسد: اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الّذين من قبلي فإنّك أرحم الرّاحمين».
د - توسّل آدم بنبيّنا محمّد عليهما الصلاة والسلام: روى البيهقيّ في " دلائل النّبوّة " والحاكم وصحّحه عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «لمّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي فقال اللّه تعالى: يا آدم كيف عرفت محمّدا ولم أخلقه؟ قال: يا ربّ إنّك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلا أحبّ الخلق إليك، فقال اللّه تعالى: صدقت يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليّ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك، ولولا محمّد ما خلقتك».
هـ – حديث الرّجل الّذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفّان رضي الله عنه: روى الطّبرانيّ والبيهقيّ «أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه في زمن خلافته، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له: ائت الميضأة فتوضّأ، ثمّ ائت المسجد فصلّ، ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرّجل فصنع ذلك ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان رضي الله عنه، فجاء البوّاب فأخذ بيده، فأدخله على عثمان رضي الله عنه فأجلسه معه وقال له: اذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قال: ما لك من حاجة فاذكرها ثمّ خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له: جزاك اللّه خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتّى كلّمته لي، فقال ابن حنيف، واللّه ما كلّمته ولكن «شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره».
إلى آخر حديث الأعمى المتقدّم.
قال المباركفوري: قال الشّيخ عبد الغنيّ في إنجاح الحاجة: ذكر شيخنا عابد السّنديّ في رسالته والحديث - حديث الأعمى - يدلّ على جواز التّوسّل والاستشفاع بذاته المكرّم في حياته، وأمّا بعد مماته فقد روى الطّبرانيّ في الكبير عن عثمان بن حنيف أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان. . إلى آخر الحديث.
وقال الشّوكانيّ في تحفة الذّاكرين: وفي الحديث دليل على جواز التّوسّل برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اللّه عزّ وجلّ مع اعتقاد أنّ الفاعل هو اللّه سبحانه وتعالى وأنّه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
أليس هذا التوسل توسل ممنوع مبتدع؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً كثيراً
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 12:35 ص]ـ
بلى ولكن المسألة يتسع فيها الخلاف فلا يبدع من أباحه ولعلك تطالع "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة"
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 01:14 ص]ـ
صدقت أخي الحنبلي ..
فالمسألة خلافية سائغة ..
نص على ذلك شيخ الإسلام ..
وإن كان الراجح والمشهور المنع ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 05, 04:20 ص]ـ
بارك الله فيكم
والعجب من هذه الأقوال الباطلة التي ذكرت في الموسوعة الفقهية الكويتية في هذا الباب
فقصة مالك مع أبي جعفر كذب ولاتصح
وقصة العتبي كذب كذلك
ونسبتهم هذا القول للمذاهب الأربعة فيه نظر فإن قصدوا الأئمة الأربعة فهذا كذب وإن قصدوا بعض المتأخرين ممن ينتسب للمذاهب فقد يصح قولهم وكما هو معلوم أن في أتباع المذاهب الأربعة من المتأخرين كثير من المتصوفة والمبتدعة وقد ذكروا في كتبهم عددا من الخرافات والبدع فينبغي التنبه للكتب الفقهية التي يكون لصاحبها نوع بدعة سواء في الأسماء والصفات كالنووي وغيره أو كالبدع العملية كالتوسل ونحوه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=27117#post27117
وحول قصة العتبي ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=91488#post91488
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=110905#post110905
وحول قصة فاطمة بنت أسد المنكرة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=41304#post41304
وكذلك استدلالهم بالحديث الموضوع عن خطيئة آدم، وقد سبق الكلام عليه كما في هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=94769&postcount=3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58536#post58536
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59530#post59530
وحول حديث عثمان بن حنيف ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10152#post10152
وأما جواز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم فيحتاج إلى دليل صحيح، ولايكفي أن يقول به أحد من العلماء حتى يكون سائغا، بل العبرة بالدليل.
فالقصد أن ما جاء في الموسوعة فيها أخطاء حديثية وعلمية وغيرها، ولايصح الاعتماد عليها في هذا الأمر.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=42455#post42455
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/474)
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:26 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
أولا: نحن بحمد الله متفقون على عدم مشروعية التوسل بذوات أو بجاه المخلوقين، وأن ذلك بدعة ضلالة، فاللهم لك الحمد.
ثانيا: خلافنا ينحصر في هل المسألة من الخلاف السائغ أم لا، حيث تقول أنها ليست من الخلاف السائغ، وأذهب أنا أنها من الخلاف السائغ.
ثالثا: قلت أنها من الخلاف السائغ لأن المخالف لنا لم يخالف نصا من كتاب أو سنة أو إجماع قديم، وهم يستدلون بحديث الأعمى الذي علمه النبي دعاءا رد الله عليه به بصره، حيث جاء في الحديث: (اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة)، وهو حديث ثابت صحيح، والمسألة فيها أقوال، بل نقل المروزي عن الإمام أحمد دعاءا فيه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كما قال شيخ الإسلام، بل وشيخ الإسلام نفسه نص على أن الخلاف سائغ وإن كان يرجح المنع كما قلنا.
وفقك الله لما فيه الخير وجزاكم الله خيرا على هذه الروابط القيمة ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:31 ص]ـ
وما كل خلاف جاء معتبر **إلا خلاف له من الحظ نظر
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:36 ص]ـ
أصبت رحمك الله ..
ومسألتنا من هذا الباب ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:38 ص]ـ
بل وشيخ الإسلام نفسه نص على أن الخلاف سائغ وإن كان يرجح المنع كما قلنا ...
بودنا بارك الله فيك لو تنقل كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله حتى تتضح المسألة.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:06 ص]ـ
على العينين والرأس أخي الكريم بارك الله فيك، حبا وكرامة ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله في قاعدته الجليلة: (وساغ النزاع في السؤال بالأنبياء والصالحين دون الإقسام بهم لأن بين السؤال والإقسام فرقا، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم).
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/ 337): (وإن كان سؤالا بمجرد ذات الأنبياء والصالحين فهذا غير مشروع وقد نهى عنه غير واحد من العلماء وقالوا إنه لا يجوز ورخص فيه بعضهم والأول أرجح)، ثم ذكر أدلة ترجيحه ثم قال: (وقد نقل في (منسك المروزي) عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي وهذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز القسم به).
وجزاك الله خيرا وبارك فيك ووفقك لما فيه رضاه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 05, 07:08 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم، وهذا النص الذي ذكرته من قول الإمام ابن تيمية رحمه الله (وساغ النزاع) هو في التوسل والوسيلة ص 115 (الدكتور ربيع)، وهو في مجموع الفتاوى (1/ 223) بلفظ (وشاع) وهو الصواب، وما وقع في طبعة الدكتور ربيع تصحيف
، والصحيح أنه يقصد أن هذا القول الذي هو السؤال بالأنبياء والصالحين شاع بين العلماء وتكلموا عنه وذكروه بينما الإقسام بهم لم يكون له تلك الشهرة في كتبهم
ولذلك علق عليه بتعليق يستغرب فيه صدور هذا الكلام من ابن تيمية رحمه الله حيث قال الدكتور ربيع في الحاشية (هذا التعليل مستغرب من شيخ الإسلام، فإن النزاع إنما هو في السؤال المبتدع بمعنى التوسل بذوات الأنبياء والصالحين وبجاههم وحقهم، وشيخ الإسلام يقرر هذا في غير موضع أن التوسل من هذا النوع توسل بأسباب أجنبية غير مناسبة للإجابة، فيستبعد صدور هذا الكلام منه، والله أعلم) انتهى كلام الكتور ربيع.
وفعلا هذا الكلام تصحيف والصواب ما جاء في مجموع الفتاوى من قوله (وشاع)
ولعلي أنقل لك النص بما قبله وما بعده حتى يتضح الأمر
في مجموع الفنتاوى (1/ 223 - 224)
بعد موته هو من تمام بره.
والذى قاله أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من العلماء ـ من أنه لا يجوز أن يسأل الله تعالى بمخلوق: لا بحق الأنبياء ولا غير ذلك ـ يتضمن شيئين ـ كما تقدم ـ:
أحدهما: الإقسام على الله ـ سبحانه وتعالى ـ به، وهذا منهى عنه عند جماهير العلماء كما تقدم، كما ينهى أن يقسم على الله بالكعبة والمشاعر باتفاق العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/475)
والثانى: السؤال به، فهذا يجوزه طائفة من الناس، ونقل فى ذلك آثار عن بعض السلف، وهو موجود فى دعاء كثير من الناس، لكن ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك كله ضعيف بل موضوع. وليس عنه حديث ثابت قد يظن أن لهم فيه حجة، إلا حديث الأعمى الذى علمه أن يقول: [أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة]، وحديث الأعمى لا حجة لهم فيه، فإنه صريح فى أنه إنما توسل بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم وشفاعته، وهو طلب من النبى صلى الله عليه وسلم الدعاء، وقد أمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم شفعه فى). ولهذا رد الله عليه بصره لما دعا له النبى صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك مما يعد من آيات النبى صلى الله عليه وسلم. ولو توسل غيره من العميان، الذين لم يدع لهم النبى صلى الله عليه وسلم بالسؤال به، لم تكن حالهم كحاله.
ودعاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى الاستسقاء المشهور بين المهاجرين والأنصار، وقوله: (اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا): يدل على أن التوسل المشروع عندهم هو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته؛ إذ لو كان هذا مشروعاً لم يعدل عمر والمهاجرين والأنصار عن السؤال بالرسول إلى السؤال بالعباس.
وشاع النزاع فى السؤال بالأنبياء والصالحين، دون الإقسام بهم؛ لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم، والمقسم لا يقسم إلا على من يرى أنه يبر قسمه، فإبرار القسم خاص ببعض العباد.
وأما إجابة السائلين فعام؛ فإن الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وإن كان كافراً، وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من داع يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها) قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر. قال: (الله أكثر). وهذا التوسل بالأنبياء بمعنى السؤال بهم ـ وهو الذى قال أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم أنه لا يجوز ـ ليس فى المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك، فضلا أن يجعل هذا من مسائل السب، فمن نقل عن مذهب مالك أنه جوَّز التوسل به، بمعنى الإقسام به أو السؤال به، فليس معه فى ذلك نقل عن مالك وأصحابه، فضلا عن أن يقول مالك: إن هذا سب للرسول أو تنقص له، بل المعروف عن مالك أنه كره للداعى أن يقول: يا سيدى، سيدى، وقال: قل كما قالت الأنبياء: يا رب، يا رب، يا كريم. وكره أيضا أن يقول: يا حنان يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه.
فإذا كان مالك يكره مثل هذا الدعاء، إذ لم يكن مشروعاً عنده، فكيف يجوز عنده أن يسأل الله بمخلوق نبياً كان أو غيره، وهو يعلم أن الصحابة لما أجدبوا عام الرمادة لم يسألوا الله بمخلوق، لا نبى ولا غيره، بل قال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون) انتهى.
وأما الأمر الاخر الذي نقلته من كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله فله وجه آخر لعلي أذكره في مشاركة قادمة بإذن الله تعالى
وقد يستفاد من هذا الرابط حوله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=119037#post119037
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:12 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
وفقك الله لكل خير ..
بل السياق أخي الكريم يدل دلالة واضحة على أن الصحيح (ساغ) وليس (شاع)، وأن (شاع) هذه هي التصحيف، وذلك لأن شيخ الإسلام ذكر بعد ذلك سبب سواغ النزاع وليس سبب شيوعه، وتأمل قوله: (لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم)، فالمناسب لسياق الكلام أن هذا تعليل لسواغ النزاع وليس لشيوعه.
أضف إلى ذلك أن طبعة الشيخ ربيع مراجعة على مخطوط، وكذلك كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الموضع الثاني، ثم رواية المروزي عن أحمد، كل ذلك يبين ما أردت إيضاحه.
وحتى لو لم يثبت نص شيخ الإسلام على سواغ الخلاف في هذه المسألة لما كان ذلك دليلا على عدم سواغها، فالعبرة بالدليل كما قلت أنت قبل ذلك بارك الله فيك.
ومعلوم أن الخلاف يكون غير سائغا إذا صادم المخالف نصا من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي، وهذا ما ليس متوفرا في أدلتنا على المنع، بل كثير من مخالفينا استدل ببعض الآيات والأحاديث التي نسوقها استدلالا على المنع، حيث أن دلالاتها ظنية.
فإن كان في المسألة نص أو إجماع قلنا ساعتها بعدم سواغ الخلاف، أما والحال هكذا فلا، وإن كنت قد وقفت على نص أو إجماع في المسألة فلا تبخل علينا بالفائدة، وجزاك الله خيرا كثيرا على الرابط المفيد.
وأسأل لله أن يوفقنا للخير وأن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته، وأن يجعلنا إخوانا على سرر متقابلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/476)
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:47 ص]ـ
الإخوة الكرام: هذه مشاركة مني:
حديث الأعمى يتضمن ما يلي:
1 - توسله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم. يدل عليه: "اللهم فشفعه فيّ"، ومجيئه لطلب الدعاء.
2 - توسله بجاهه صلى الله عليه وسلم. أنه خصه بالمجيء وطلب الدعاء، فلولا جاهه عند الله ما خصه.
3 - توسله به صلى الله عليه وسلم في حياته. وهذا واضح.
فهذا في المتوسل به في حياته ..
فإن توسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته انتفى وصفان:
الأول: دعاءه صلى الله عليه وسلم. ففي هذه الحالة لا يحظى بدعائه.
الثاني: توسله به في حياته. ففي هذه الحالة يتوسل به وهو ميت عليه الصلاة والسلام.
ويكون قد تحقق وصف واحد هو:
- التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم. لأن جاهه لا يتغير، في حياته ولا بعد مماته.
بناء على ذلك: التوسل المشروع، المطابق لما ورد في السنة هو: ما تحقق فيه الأوصاف الثلاثة الآنفة.
فإن سقط شيء منها لم يطابق الحال في العهد النبوي، ومن ثم ففي مشروعيته نظر، وفي الاستدلال بحديث الأعمى عليه فيه نظر كذلك، وهذا بالضبط ما يكون في كل توسل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
ولأن هذا التوجيه محل الاعتبار والنظر: لم يؤثر عن الصحابة رضوان الله عليهم التوسل بالجاه النبوي.
وغاية ما عند المجيزين حديث الأعمى، وأنه يتضمن التوسل بالجاه، وهذا صحيح، لكن باقي الأوصاف غير متضمنة في المتوسل به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وهي: حياة النبي صلى الله وعليه وسلم، ودعاؤه لمن توسل به.
وإذا أخذنا بالاعتبار:
- أن كل دين لم يكن عليه الصحابة فليس دينا.
- وأن كل خير كان بين أيديهم، والدواعي لفعله موجودة، والموانع منتفية، ثم لم يفعلوه: فما ذلك إلا لأنه غير مشروع.
فإنه ينتج عنه: أن التوسل بالجاه بدعة، لكن فيه شبهة. فيتسامح في الواقع فيه، ويتلطف معه، لكن لا يقر عليه.
ولا نقول: خلاف سائغ. لأن الخلاف السائغ يترتب عليه: أن التوسل بالجاه مشروع وجائز. وهذا لم يدل عليه حديث صريح، وحديث الأعمى قد تبين شروطه، والصحابة أعرضوا عنه، وقد كانوا أحوج شيء إليه، لو كان جائزا.
هذا ما أراه حتى الآن، نسأله تعالى أن يعلمنا ويفهمنا.
وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 05, 11:31 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وحياة العلم مدارسته، فلا بأس بتدارس المسألة والوصول فيها إلى قول معين فالعلم بالمذاكرة والمدارسة.
ولعلك بارك الله فيك تتأمل مرة أخرى في النص الذي ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله حيث قال (وشاع النزاع فى السؤال بالأنبياء والصالحين، دون الإقسام بهم؛ لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم، والمقسم لا يقسم إلا على من يرى أنه يبر قسمه، فإبرار القسم خاص ببعض العباد.
وأما إجابة السائلين فعام؛ فإن الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وإن كان كافراً، وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من داع يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها) قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر. قال: (الله أكثر).
وهذا التوسل بالأنبياء بمعنى السؤال بهم ـ وهو الذى قال أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم أنه لا يجوز ـ ليس فى المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك، فضلا أن يجعل هذا من مسائل السبب، فمن نقل عن مذهب مالك أنه جوَّز التوسل به، بمعنى الإقسام به أو السؤال به، فليس معه فى ذلك نقل عن مالك وأصحابه، فضلا عن أن يقول مالك: إن هذا سب للرسول أو تنقص له،
بل المعروف عن مالك أنه كره للداعى أن يقول: يا سيدى، سيدى، وقال: قل كما قالت الأنبياء: يا رب، يا رب، يا كريم. وكره أيضا أن يقول: يا حنان يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/477)
فإذا كان مالك يكره مثل هذا الدعاء، إذ لم يكن مشروعاً عنده، فكيف يجوز عنده أن يسأل الله بمخلوق نبياً كان أو غيره، وهو يعلم أن الصحابة لما أجدبوا عام الرمادة لم يسألوا الله بمخلوق، لا نبى ولا غيره، بل قال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون.
وكذلك ثبت فى صحيح مسلم عن ابن عمر وأنس وغيرهما أنهم كانوا إذا أجدبوا إنما يتوسلون بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم واستسقائه، لم ينقل عن أحد منهم أنه كان فى حياته صلى الله عليه وسلم سأل اللّه تعالى بمخلوق /لا بد ولا بغيره، لا فى الاستسقاء ولا غيره، وحديث الأعمى سنتكلم عليه إن شاء اللّه تعالى، فلو كان السؤال به معروفاً عند الصحابة لقالوا لعمر: إن السؤال والتوسل به أولى من السؤال والتوسل بالعباس، فلم نعدل عن الأمر المشروع الذى كنا نفعله فى حياته وهو التوسل بأفضل الخلق إلى أن نتوسل ببعض أقاربه،وفى ذلك ترك السنة المشروعة وعدول عن الأفضل، وسؤال اللّه تعالى بأضعف السببين مع القدرة على أعلاهما ــ ونحن مضطرون غاية الاضطرار فى عام الرمادة الذى يضرب به المثل فى الجدب.
والذى فعله عمر فعل مثله معاوية بحضرة من معه من الصحابة والتابعين، فتوسلوا بيزيد بن الأسود الجُرَشِى كما توسل عمر بالعباس، وكذلك ذكر الفقهاء من أصحاب الشافعى وأحمد وغيرهم أنه يتوسل فى الاستسقاء بدعاء أهل الخير والصلاح، قالوا: وإن كانوا من أقارب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فهو أفضل، اقتداء بعمر، ولم يقل أحد من أهل العلم: إنه يسأل اللّه تعالى فى ذلك لا بنبى ولا بغير نبى.
وكذلك من نقل عن مالك أنه جوز سؤال الرسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام من أئمة المسلمين ــ غير مالك ــ كالشافعى وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم، ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك ويستند إلى حكاية مكذوبة عن مالك، ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذى فيها هو هذا، بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة، ولكن من الناس من يحرف نقلها، وأصلها ضعيف كما سنبينه إن شاء اللّه تعالى) انتهى.
فكلامه هنا واضح في نفي (تسويغ) هذا الفعل عن الأئمة، وقد بين أن هناك من كذب على الأئمة ونسب إليهم قصصا وأقوالا في هذا الباب لم تثبت عنهم،
وقولك وفقك الله (بل السياق أخي الكريم يدل دلالة واضحة على أن الصحيح (ساغ) وليس (شاع)، وأن (شاع) هذه هي التصحيف، وذلك لأن شيخ الإسلام ذكر بعد ذلك سبب سواغ النزاع وليس سبب شيوعه، وتأمل قوله: (لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم)، فالمناسب لسياق الكلام أن هذا تعليل لسواغ النزاع وليس لشيوعه.)
هذا بارك الله فيك لايسلم لك لأن شرحه لمعنى السؤال والإقسام لايؤثر على معنى تلك الكلمة، فهو قد ذكر السؤال والإقسام، ثم بين حال من يريد السؤال وحال من يريد القسم، ولايدل كلامه هذا لاعلى جواز ولا تحريم، وإنما هو بيان لحالهما فقط.
والكلام الذي ذكره بعد ذلك وبينه عن الأئمة يدل دلالة صريحة على عدم جواز السؤال وأنه لم ينقل عن أحد من أهل العلم المعتبرين ومن نقل عنهم فقد كذب عليهم.
وأما احتجاجك بطبعة الدكتور المدخلي ففيها كذلك بعض الأمور التي أخذت على المحقق، وقد ذكر بعضها الشيخ سمير المالكي في بحث له تجده في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=83998&postcount=3
وكذلك مما يؤيد وقوع التصحيف في المطبوع بتحقيق الدكتور المدخلي أنه هو نفسه استبعد صدور هذا عن المؤلف ونبه على هذا في الحاشية،فقال (هذا التعليل مستغرب من شيخ الإسلام، فإن النزاع إنما هو في السؤال المبتدع بمعنى التوسل بذوات الأنبياء والصالحين وبجاههم وحقهم، وشيخ الإسلام يقرر هذا في غير موضع أن التوسل من هذا النوع توسل بأسباب أجنبية غير مناسبة للإجابة، فيستبعد صدور هذا الكلام منه، والله أعلم) انتهى. ولكنه لم يتنبه لمسألة التصحيف!
فما ورد في مجموع الفتاوى من قوله (شاع) أنسب للسياق، وأنسب للمعروف من كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:09 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك وفي علمك وحلمك ..
في الحقيقة أخي الكريم، إني لا أجد في سياق كلام شيخ الإسلام إلا تسويغا للخلاف سواء كان الصحيح عنه لفظة (ساغ) أو كان الصحيح لفظة (شاع)، فكلاهما يدل على المراد إلا أن دلالة لفظة (ساغ) أبين وأوضح.
ولا أرى نفيا من شيخ الإسلام لـ (تسويغ) الخلاف، ولكنني أرى نفيا لحدوث ذلك من الأئمة الكبار رحمهم الله، وهو ما نتفق أنا وأنت مع شيخ الإسلام فيه، فالقضية - بيننا الآن - ليست في: هل وقع ذلك من الإئمة الكرام أم لا؟ فنحن ولله الحمد متفقون على عدم (تسويغ هذا الفعل عن الأئمة) و (أن هناك من كذب على الأئمة ونسب إليهم قصصا وأقوالا في هذا الباب لم تثبت عنهم) على حد تعبيراتك، هذا كله متفقون عليه، وهو الحق الذي ندين به إلى الله تعالى، وهذا هو ما يقرره شيخ الإسلام في كلامه.
أما قضية تسويغ (الخلاف) في المسألة فشأن آخر، ونحن لا نستدل على التسويغ بكلام شيخ الإسلام، وإنما نستأنس به فقط، ونستفيد منه أنه رحمه الله كان يرى الخلاف سائغا، وهذا أمر فرعي لن يأتي طول النقاش فيه بثمرة كبيرة، وإن لم يخلُ من فائدة، ويحسم النقاش فيه صورة مخطوط الكتاب، فمن زودنا بها أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء.
أما كلامنا الرئيسي فهو ما ذكرته لك في مشاركتي السابقة عن حد الخلاف غير السائغ، وعن عدم مصادمة المخالف لنص أو إجماع، هذا هو المجال الذي يستحق التباحث حقا، وفي انتظار كلامك أخي الكريم فيه، وسوف أعيد كتابته بنوع من التفصيل أكثر إن شاء الله، أسأل الله عز وجل أن يستعملنا وألا يستبدلنا، وبارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/478)
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:14 م]ـ
أخي الكريم لطف الله ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
جزاكم الله خيرا على هذا الكلام الطيب ..
والخلاف بيننا أظنه لفظي أو قريب من ذلك إن شاء الله ..
ولي عودة لبيان ذلك إن شاء الله ويسر ..
بارك الله فيك وأعانك على ما فيه الخير والرشاد ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:51 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذا رابط قديم، لعل فيه ما يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16850
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - 01 - 05, 11:37 م]ـ
الشيخان الكريمان عبد الرحمن الفقيه و أبو حفص الأثرى .. جزاكما الله خيرا و نفع بكما ..
شيخنا الأثرى, الرجاء توضيخ مقصودكم بأن الخلاف سائغ فى هذه المسئلة, فقد أشكلت على مقولتكم هذه, و أنت متفق مع الشيخ الفقيه على عدم تسويغ هذا الفعل عند الأئمة. هل ثبت عندكم تسويغ أحد الصحابة او التابعين أو تابعيهم لهذا الأمر, أم أن كل ما يؤثر من خلاف فى هذا الأمر منقول عن أئمة المذاهب المتأخرين كابن قدامة أو النووى أو القاضى عياض؟؟
و أنقل كلاما لشيخ الإسلام فى هذا الصدد لعله لا يخفى عليكم إن شاء الله يوضح فيه الشيخ مدى مخالفة أئمة المذاهب المتأخرين لمالك و الشافعى و أحمد:
قال رحمه الله:
(أحدها: أن كلام مالك فى ذم المبتدعة و هجرهم و عقوبتهم كثير, و أعظمهم عنده الجهمية, الذين يقولون أن الله ليس فوق العرش, وأن الله لم يتكلم بالقرآن كله و أنه لا يرى, كما وردت به السنة, و ينفون نحو ذلك من الصفات.
ثم إنه كثر فى المتأخرين من أصحابه من ينكر هذه الأمور, كما ينكرها فروع الجهمية و يجعل ذلك هو السنة , و يجعل القول الذى يخالفها - و هو قول مالك و سائر الأئمة - هو البدعة, ثم إنه يعتقد فى أهل البدعة ما قاله مالك, فبدل هؤلاء الدين , فصاروا يطعنون فى السنة.)
الإستقامة – تحقيق محمد رشاد سالم – (1/ 13 – 16).
ثم قال رحمه الله كلام مشابه على مخالفة الشافعية للشافعى حول تقديسهم لعلم الكلام و ذمه رضى الله عنه له, و مخالفة الحنابلة لأحمد فى مسألة القائل (لفظى بالقرآن غير مخلوق).
فهل يقال عن هذه المسائل , كتأويل الصفات مثلا , مسائل خلافية, لمجرد قول متأخرى الشافعية بها .. (و الله انى مجرد سائل راجى الإنتفاع بعلمكم) ...
و إذا كان الأمر كمت قال الشيخ لطف الله خوجة , أن المجوزين غاية ما عندهم حديث الأعمى .. فهل مثل هذا النص يصح أن يعتبر دليلا لأمر خطير كالتوسل و هو لم يؤثر عن الصحابة؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:23 م]ـ
الحمد لله وكفى، وسلاما على عباده الذين اصطفى، ولا سيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفَ، ثم أما بعد ..
أخي الحبيب الأزهري ..
بارك الله فيك ووفقك للفلاح في الدارين ..
جزاكم الله خيرا على هذا النقل عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأنا أثبته هنا لإتمام الفائدة، قال الإمام محمد بن عبد الوهاب ما نصه: (فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء ينهي عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور إنه مكروه فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد).
وهذا نص واضح وصريح يثبت أن تسويغ الخلاف في مسألة التوسل بذوات الصالحين أو بجاههم هو مذهب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أيضا، كما هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله رحمة واسعة.
وقد وقعت على موضع آخر في كتاب (قاعدة جليلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية يوضح ما اختلفنا حوله أنا والأخ عبد الرحمن الفقيه، حيث اختلفنا أنا وهو حول نقل لشيخ الإسلام ابن تيمية في نفس الكتاب رأيت أنا أنه نص على أن مذهب شيخ الإسلام هو تسويغ الخلاف في هذه المسألة، ورأى هو أن لا دلالة في الكلام على ذلك، ثم وقعت عيني على هذا النقل الجديد وأنا أراجع بعض المواطن في الكتاب، ففرحت به كثيرا لأنه أوضح في دلالته من النقل السابق على ما قلت، وهو يرجح ما ذهبت إليه في دلالة النقل السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/479)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما القسم الثالث مما يسمى توسلا فلا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي شيئا يحتج به أهل العلم كما تقدم بسط الكلام على ذلك، وهو الإقسام على الله عز وجل بالأنبياء والصالحين أو السؤال بأنفسهم، فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين، وإن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه، فيرد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله ويبدى كل واحد حجته كما في سائر مسائل النزاع، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم فإن القائل بهذا قد قال ما قالت العلماء والمنكر عليه ليس معه نقل يجب إتباعه لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة) صفحة 212 من طبعة الدكتور ربيع.
هذا نقل واضح عن شيخ الإسلام يوضح أبعاد القضية، ويؤكد أن المسألة من مسائل الخلاف السائغ، لا لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قال ذلك، ولا لأن الإمام محمد بن عبد الوهاب قال ذلك، فمجرد قولهما بتسويغ الخلاف ليس دليلا على سواغه، بل لأن الأمر ليس فيه نص يجب اتباعه، فالعبرة في تسويغ الخلاف أو عدمه إنما هي وجود النص أو الإجماع كما أجملت قبل ذلك، وسوف أفصل القول في ذلك لاحقا إن شاء الله.
نخلص من ذلك بعدة أمور ..
أولها: أن هذه المسألة من مسائل الخلاف السائغ التي لا ينكر فيها على المخالف لعدم وجود نقل يجب اتباعه.
ثانيا: أن هذا ما ذهب إليه شيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله.
ثالثا: أن الراجح لدينا عدم جواز ذلك وهو ترجيح الشيخين رحمهما الله.
ولا أنسى أن أشكر الأخ عبد الرحمن الفقيه وسائر الإخوة الكرام الذين كانوا سببا في مدارسة هذه المسألة وتوضيحها، نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبه، وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك ولكن الكلام الذي نقلته عن ابن تيمية رحمه الله في القسم وليس في السؤال؟ فتأمل
وليتك نقلت الكلام ص 213 ففيه بيان السؤال وأنه من فعله ضال
ولعلي أنقله للفائدة
وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العلماء، والسنن الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على ذلك، فإن هذا إنما يفعله على أنه قربة وطاعة، وأنه مما يستجاب به الدعاء.
وما كان من هذا النوع فإما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا، وكل ما كان واجبا أو مستحبًا فى العبادات والأدعية فلابد أن يشرعه النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، فإذا لم يشرع هذا لأمته لم يكن واجبا ولا مستحبا ولا يكون قربة وطاعة، ولا سببا لإجابة الدعاء، وقد تقدم بسط الكلام على هذا كله.
فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة، وقد تبين بالأحاديث الصحيحة وما استقرئ من أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن هذا لم يكن مشروعًا عندهم.
وأيضا، فقد تبين أنه سؤال لله تعالى بسبب لا يناسب إجابة الدعاء، وأنه كالسؤال بالكعبة والطور والكرسى والمساجد وغير ذلك من المخلوقات، ومعلوم أن سؤال الله بالمخلوقات ليس هو مشروعًا، كما أن الإقسام بها ليس مشروعًا بل هو منهى عنه) انتهى.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:55 م]ـ
أخي الكريم خطاب القاهري ..
وفقك الله لما فيه رضاه، وأعانك على تقواه ..
هناك فرق أخي الكريم بين (تسويغ الخلاف) و بين (تسويغ الفعل عن الأئمة)، فالأولى تعني أن المسألة ليست فيها نص أو إجماع يجب اتباعه، بل لكلا الطرفين وجه من الدليل، وهذا ما كنت أتكلم عنه، وإن كنت أرجح القول بالمنع، أما الثانية فمعناها: هل الأئمة صدر عنهم هذا النوع من التوسل أم لا؟ وهذا ما يتفق القائلون بالمنع على عدم حدوثه، لعدم ثبوت ذلك بسند صحيح.
ولو ثبت لنا بسند صحيح أن أحد الأئمة فعل ذلك لقلنا: عالم اجتهد فأخطأ فنال أجرا، إذ أننا نرجح خلاف ما ذهب إليه على ما ظهر لنا من الأدلة، ولكنه لم يثبت في ذلك شيء، فنقول: الحمد لله الذي جمعنا مع أئمتنا على اتباع السنة.
فالعبرة أخي الكريم - أحبك الله - في وجود نص أو إجماع في المسألة، لا في قول فلان من العلماء، فإذا كانت المسألة - عقدية كانت أو فقهية - ثبت فيها نص من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي لا يختلف فيه، فالمخالف حينها يكون قد خالفنا خلافا غير سائغ ولا معتبر، ويجوز ساعتها الإنكار عليه ومعاقبته ونحو ذلك.
أما إن كانت الأدلتة محتملة الدلالة، كما هو الحال في مسألتنا هذه فالأمر يختلف كما وضحت ذلك في المشاركة السالفة، ولعل أكثر ما يدخل من الخطأ على طلاب العلم في هذه المسائل عدم اتقانهم لأصول فقه الخلاف التي تعين على النظر إلى المخالف نظرة صحيحة، ولعلي أفرد لذلك موضوعا خاصا إن شاء الله ويسر.
أسأل الله أن يكون الإشكال قد زال، وأسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالفهم في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله علية وسلم، وفي أقوال ورثته عليهم رحمة الله، وبارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/480)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:19 ص]ـ
بارك الله فيك ولكن الكلام الذي نقلته عن ابن تيمية رحمه الله في القسم وليس في السؤال؟ فتأمل
وليتك نقلت الكلام ص 213 ففيه بيان السؤال وأنه من فعله ضال
ولعلي أنقله للفائدة
وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العلماء، والسنن الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على ذلك، فإن هذا إنما يفعله على أنه قربة وطاعة، وأنه مما يستجاب به الدعاء.
وما كان من هذا النوع فإما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا، وكل ما كان واجبا أو مستحبًا فى العبادات والأدعية فلابد أن يشرعه النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، فإذا لم يشرع هذا لأمته لم يكن واجبا ولا مستحبا ولا يكون قربة وطاعة، ولا سببا لإجابة الدعاء، وقد تقدم بسط الكلام على هذا كله.
فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة، وقد تبين بالأحاديث الصحيحة وما استقرئ من أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن هذا لم يكن مشروعًا عندهم.
وأيضا، فقد تبين أنه سؤال لله تعالى بسبب لا يناسب إجابة الدعاء، وأنه كالسؤال بالكعبة والطور والكرسى والمساجد وغير ذلك من المخلوقات، ومعلوم أن سؤال الله بالمخلوقات ليس هو مشروعًا، كما أن الإقسام بها ليس مشروعًا بل هو منهى عنه) انتهى.
وقال ص 258 - 259
فمن الناس من يقول: هذا يقتضى جواز التوسل به مطلقًا حيا وميتا. وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفى مغيبه، ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة فى حياته كان بمعنى الإقسام به على الله، أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضى حوائجهم، ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم، ولا إلى أن يطيعوه، فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع، الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه، ويظنون أن الله تعالى يقضى حاجة هذا الذى توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول، كما يقضى حاجة هذا الذى توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ كلاهما متوسل به عندهم، ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبى صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم. وقول هؤلاء باطل شرعًا وقدرًا، فلا هم موافقون لشرع الله، ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:51 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن ..
رعاك الله وزادك من فضله العظيم ..
أما تعقيبك الأول فأقول بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك:
بل النقل الثاني الذي سقته عن شيخ الإسلام إنما هو عن السؤال والإقسام معا، فمنهما يتكون القسم الثالث من التوسل عند شيخ الإسلام كما هو ظاهر من كلامه في غير ما موضع من الكتاب، وكلامه كله منصب على القسم الثالث بنوعيه: السؤال والإقسام، وأظن أن ذلك أوضح من أن يوضح، ولا أريد إعادة نسخ النقل مرة أخرى، فلتتأمله غير مأمور بارك الله فيك.
بل النقل الذي نقلته أنت أخي الفاضل وقلت أنه حكم بالتضليل، وخصصته بالسؤال، وظللته باللون الأحمر، إنما هو أيضا على هذين النوعين معا، السؤال والإقسام، فلتراجعه مرة أخرى غير مأمور لا حرمك الله الأجر.
وقد بينت لك قبل ذلك أخي الكريم - أعزك الله - أن إثبات تسويغ شيخ الإسلام للخلاف في هذه المسألة ليس هو مطلبنا الرئيس، بل أنت القائل أخي الكريم أن العبرة بالأدلة لا بقول عالم، أو كلاما نحو ذلك لا أذكر نصه، فإثبات تسويغهم للخلاف - وهو الحق كما هو ظاهر - ليس هو الفيصل في المسألة، وقد بينت ذلك في كلام سابق فلا داعي لتكراره.
أما تعقيبك الثاني أخي الكريم، فأنا لا أخالفك فيه أصلا كما بينت سلفا، وهذا ما أدين لله به، ولا مزية لاقتصارك على نقله دون غيره، فالكتاب جله يدور حول ترجيح هذا القول، وهو الحق إن شاء الله، ولكن كلامنا كان على تسويغ الخلاف فقط.
أسأل الله عز وجل أن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته، وأن يغسل قلوبنا بالماء والثلج والبرد، وأن يجعلنا من عباده المخلصين، وبارك الله فيك ونفع بك وأعزك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:59 ص]ـ
بارك الله فيكم
وحتى لو كان شاملا فهذا الأخير لم يذكر سيغانه عن العلماء وإنما ذكره في القسم الأول ولم يذكره في الثاني، وبين أن القسم الثاني الذي هو السؤال ضلالة بدعة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:25 ص]ـ
ومن باب تقريب المسألة أكثر فالسؤال بالأنبياء يحتمل أن يكون سؤالا لله بجاههم ويحتمل أن يكون قسما بهم ويحتمل أن يكون سؤالا بذاتهم، فالسؤال بالذات أو بالجاه لايجوز ولايشرع وليس فيه خلاف معتبر.
و إن كان قسما فهذا قال به أحمد في إحدى الروايتين كما نقل عنه المروزي، وخالفه أكثر أهل العلم في عدم جواز القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فليس ما نقل عن أحمد هو نفس التوسل المبتدع بالجاه.
فما ورد في كلام الإمام أحمد فيحمل على إحدى الروايتين عنه في جواز القسم بالأنبياء.
فالخلاف يكون في القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس هناك خلاف معتبر في التوسل بالجاه أو بالذات.
ولذلك قال الإمام ابن تيمية رحمه الله (وقد نقل فى [منسك المروذى] عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبى صلى الله عليه وسلم، وهذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه فى جواز القسم به) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/481)
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:43 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
أفاض الله عليك من كل نعمة ..
تقول أخي الكريم: (لم يذكر سيغانه عن العلماء وإنما ذكره في القسم الأول ولم يذكره في الثاني)!
أقول بارك الله فيك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام مرة أخرى مشيرا إلى موضع الشاهد باللون الأحمر: قال شيخ الإسلام: (فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين، وإن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه).
فأين أنه ذكره في القسم الأول وحده؟!
ثم تقول بارك الله فيك: (وبين أن القسم الثاني الذي هو السؤال ضلالة بدعة)!
أقول نفع الله بك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام - الذي كتبته أنت بيديك - أيضا كما في المثال الأول: قال شيخ الإسلام: (فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة).
فأين تخصيصه للسؤال بالحكم؟!
هذا والأمر لا يقتصر على شيخ الإسلام وحده، بل ذكرنا نقلا عن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى، بل لا يعد كلامهما إلا دليلا في حد ذاته كما أشرنا مسبقا، والله الهادي إلى سواء السبيل، فأسأله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:49 ص]ـ
نعم السؤال في كلامه الأول ص 212 المقصود به القسم وليس السؤال بالجاه، وأما ص 213 فقد فصل وبين حال السؤال بغير معنى الإقسام، فكلامه ص 212 عن السؤال بمعنى الإقسام.
وأما كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المنقول عنه فلا يسلم له هذا الإطلاق ولعلي أنقل كلامه واذكر بعض التفاصيل حول بإذن الله تعالى.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:15 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
أعزك الله بالإسلام وقواك بالإيمان ..
قلت في ردك الأخير بارك الله فيك:
(نعم السؤال في كلامه الأول ص 212 المقصود به القسم وليس السؤال بالجاه، وأما ص 213 فقد فصل وبين حال السؤال بغير معنى الإقسام، فكلامه ص 212 عن السؤال بمعنى الإقسام).
أقول: ليس هذا بجواب على ما فصلت لك من كلام شيخ الإسلام، فأعيد لك السؤال مرة أخرى لعلك لم تنتبه له:
تقول أخي الكريم: (لم يذكر سيغانه عن العلماء وإنما ذكره في القسم الأول ولم يذكره في الثاني)!
أقول بارك الله فيك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام مرة أخرى مشيرا إلى موضع الشاهد باللون الأحمر: قال شيخ الإسلام: (فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين، وإن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه).
فأين أنه ذكره في القسم الأول وحده؟!
ثم تقول بارك الله فيك: (وبين أن القسم الثاني الذي هو السؤال ضلالة بدعة)!
أقول نفع الله بك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام - الذي كتبته أنت بيديك - أيضا كما في المثال الأول: قال شيخ الإسلام: (فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة).
فأين تخصيصه للسؤال بالحكم؟!
أما بالنسبة لتسويغك للخلاف في الحلف بغير الله، فلا أملك - الآن - إلا أن أقول: الله أكبر!!
وهذا يدفعني دفعا إلى تحويل دفة النقاش الذي لا أريد له - صدقا - أن يتحول إلى جدال، فأسألك أخي الكريم - يسر الله لك الخير - ما هو حد الخلاف غير السائغ عندك؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:25 ص]ـ
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
أولا ما ذكرته أني سوغت الخلاف في الحلف بغير الله فلا أدرى ما وجهه، وأما تكبيرك فجزاك الله خيرا على ذلك وكتب لك أجر المكبرين.
وثانيا تأمل بارك الله فيك الكلام الأول ص 212 فقد ذكر ابن تيمية رحمه الله أن هذا النوع ليس من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين، بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم ....
وقال في الثاني (فمن اعتقد في هذا وفي هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة ..... )
فهذا يدل على أن الأول غير الثاني، فتأمل بارك الله فيك وهو جواب لما ذكرته في استفسارك.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 03:00 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك وغفر لك ..
أود أخي الكريم حتى لا يطول النقاش بغير فائدة - أطال الله بقاءك - ألا يترك جزء من الكلام بدون أخذ في الاعتبار حتى لا أضطر إلى إعادة الكلام مرة أخرى، بارك الله فيك ونفع بك، وحتى يكون الكلام مرتبا، ولا يسقط منه شيء أثناء القراءة سوف أعمد إلى ترتيب كلامي في هيئة نقاط تيسيرا لتتبعها، أسأل الله أن ييسر أمورنا وأمور المسلمين.
أولا: بالنسبة لتسويغك للخلاف في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإني قد فهمته من قولك: (فالخلاف يكون في القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس هناك خلاف معتبر في التوسل بالجاه أو بالذات)، فإن كنت قد أخطأت الفهم فإني أعتذر، أرجو أن تبين لي.
ثانيا: بينت لك بالألوان - مرتين متتاليتين - أن الكلام الذي في صفحة 212 كله جاء بعد قوله: (لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين)، فمن أين فهمت أن الكلام على أحدهما دون الآخر؟
ثالثا: بينت لك أيضا - بل أنت الذي نقلت ذلك - أن حكم شيخ الإسلام إنما هو على النوعين حيث يقول: (فمن اعتقد في هذا وفي هذا)، ها هو يكرر بارك الله فيك: (في هذا وفي هذا)، فمن أين فهمت أن الكلام على أحدهما دون الآخر؟
رابعا: ما هو حد الخلاف غير السائغ عندك؟
هذه أربعة تحتاج إلى أربعة:)، أسأل الله عز وجل أن يبارك فيك ويوفقك لما فيه صلاح دينك ودنياك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/482)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 03:36 ص]ـ
آمين، وجزاك الله خيرا على الدعاء ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
وأما الحلف بغير الله فغفر الله لي ولك ولم أقصد شيئا من هذا وجزاكم الله خيرا.
ومثل ما تفضلت حتى لايتشعب الموضوع فلعلي أنقل الكلام كاملا من الصفحتين 212و213، وحتى يتضح أن كلام ابن تيمية رحمه الله لايقصد به شيئا واحد، فكيف يجعله في المرة الأولى ليس من مسائل العقوبات ويجعله في المرة الثانية ضلالة بدعة، ولماذا يذكر في الصفحة 213 قوله (وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العماء ... ) وقال (وكانت بدعته من البدع السيئة) وصاحب البدعة يستحق العقوبة
وقوله (في هذا وفي هذا) فقد ذكر قبلها النذر لغيرالله والحلف بغير الله ثم ذكر السؤال به من غير إقسام) فهذا الكلام يعود إليها.
وهذا نص كلامه رحمه الله ص212 - 214
(وأما القسم الثالث مما يسمى [توسلا] فلا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم شيئا يحتج به أهل العلم ـ كما تقدم بسط الكلام على ذلك ـ وهو الإقسام على الله عز وجل بالأنبياء والصالحين أو السؤال بأنفسهم، فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتًا لا فى الإقسام أو السؤال به، ولا فى الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين.
وإن كان فى العلماء من سوغه، فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه، فيرد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله، وبيدى كل واحد حجته كما فى سائر مسائل النزاع، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين، بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم، فإن القائل بهذا قد قال ما قالت العلماء، والمنكر عليه ليس معه نقل يجب اتباعه لا عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة، وقد ثبت أنه لا يجوز القسم بغير الله، لا بالأنبياء ولا بغيرهم، كما سبق بسط الكلام فى تقرير ذلك.
وقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن ينذر لغير الله لا لنبى ولا لغير نبى، وأن هذا النذر شرك لا يوفى به. وكذلك الحلف بالمخلوقات لا تنعقد به اليمين، ولا كفارة فيه، حتى لو حلف بالنبى صلى الله عليه وسلم لم تنعقد يمينه كما تقدم ذكره، ولم يجب عليه كفارة عند جمهور العلماء كمالك والشافعى وأبى حنيفة وأحمد فى إحدى الروايتين، بل نهى عن الحلف بهذه اليمين.
فإذا لم يجز أن يحلف بها الرجل ولا يقسم بها على مخلوق فكيف يقسم بها على الخالق جل جلاله؟
وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العلماء، والسنن الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على ذلك، فإن هذا إنما يفعله على أنه قربة وطاعة، وأنه مما يستجاب به الدعاء.
وما كان من هذا النوع فإما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا، وكل ما كان واجبا أو مستحبًا فى العبادات والأدعية فلابد أن يشرعه النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، فإذا لم يشرع هذا لأمته لم يكن واجبا ولا مستحبا ولا يكون قربة وطاعة، ولا سببا لإجابة الدعاء، وقد تقدم بسط الكلام على هذا كله.
فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة، وقد تبين بالأحاديث الصحيحة وما استقرئ من أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن هذا لم يكن مشروعًا عندهم.
وأيضا، فقد تبين أنه سؤال لله تعالى بسبب لا يناسب إجابة الدعاء، وأنه كالسؤال بالكعبة والطور والكرسى والمساجد وغير ذلك من المخلوقات، ومعلوم أن سؤال الله بالمخلوقات ليس هو مشروعًا، كما أن الإقسام بها ليس مشروعًا بل هو منهى عنه.
فكما أنه لا يسوغ لأحد أن يحلف بمخلوق فلا يحلف على الله بمخلوق، ولا يسأله بنفس مخلوق، وإنما يسأل بالأسباب التى تناسب إجابة الدعاء كما تقدم تفصيله) انتهى.
وأما مسألة الخلاف السائغ وغيره فهذه يرجع فيها إلى القرب والبعد من الدليل مثل قصة الصلاة في بني قريظة.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:24 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك وفي كل من تحب ..
أولا: جزاكم الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك على هذا التوضيح، وأعتذر مرة أخرى على قصور فهمي، وأتفق معك تماما في أن الإقسام بغير الله ليس فيه خلاف سائغ، ولكنك أخي الحبيب ناقضت نفسك من حيث لا تشعر، فأنت تحاول جاهدا أن تثبت أن كلام شيخ الإسلام عن السؤال يختلف عن كلامه عن الإقسام، وأنه في كلامه عن السؤال قال: (ضال ومبتدع)، ولذلك تجعله أنت من الخلاف غير السائغ عنده إذ (صاحب البدعة يستحق العقوبة) على حد قولك!
وفي نفس الوقت تتفق معي على عدم سواغ الخلاف في الإقسام مع أن شيخ الإسلام قال عنه (وحده) أنه (ليس من مسائل العقوبات بالإجماع) على حد قولك!
فأرجو أن تشرح لي هذا التناقض الظاهر في كلامك، بارك الله فيك وأعزك وغفر لك.
ثانيا وهو الأهم: إذا كان الضابط ما ذكرت أخي الكريم فإنه أمر نسبي، فما كان قريبا عند فلان لم يكن بذاك القرب عند علان، فالأمر بذلك لن ينضبط، ولا سيما أن كون الخلاف غير سائغ سيترتب عليه إنكار وعقاب كما تعلم، فكيف يضبط الأمر؟
ذانك سؤالان ينتظران إجابتين، بارك الله فيك وعمر أوقاتك بالطاعات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/483)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 01 - 05, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيك
أنا ذكرت سابقا أن السؤال قد يكون بالذات وقد يكون بالجاه وقد يكون بالقسم
فالسؤال بالقسم هو المذكور ص 212 وهو الذي يقصد به في هذا النوع الثالث من التوسل، ولذلك ذكر ابن تيمية بعده -بعد أن ذكر الرجوع إلى الكتاب والسنة- (وقد ثبت أنه لايجوز القسم بغير الله لابالأنبياء ولابغيرهم كما سبق بسط الكلام في تقرير ذلك)
فلو قال رجل وهو يدعو الله مثلا (بالنبي اغفر لي) فهنا يقال ماذا يقصد من قوله هذا، فقد يقصد به القسم على الله بالنبي، وقد يقصد به السؤال بذات النبي، وقد يقصد به السؤال بجاه النبي.
فالقسم الأول وهو السؤال بمعنى القسم وهو المذكور ص 212 ولذلك قال ابن تيمية (وهو الإقسام على الله عز وجل بالأنبياء والصالحين أو السؤال بأنفسهم) فالإقسام على الله بالنبي كقوله (أقسم عليك يارب بنبيك إلا غفرت لي) والسؤآل بنفسه على صيغة القسم كقول (بالنبي اغفر لي)، وهذه الأخيرة تحتمل أن تكون قسما أو سؤالا بالجاه أو سؤالا بالذات.
فكان كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله في الأول عن هذا النوع الذي هو القسم بالأنبياء أو السؤال بهم بمعنى القسم.
ثم قال ص 213 (وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا .... )
فبين هنا الأنواع الأخرى التي تدخل تحت السؤال ولكنها ليست بقسم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 07:34 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
شَيْخَنَا الجَلِيلَ، دُرَّةَ هَذَا المُلْتَقَى: أَبَا عُمَرَ الفَقِيهَ الغَامِدِيَّ.
جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ الجَزَاءِ.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك ووفقك للخير ..
لم تجبني مرة أخرى أخي الكريم حفظك الله على سؤالي، فأعيدهما لك مع تبسيط صيغة السؤال الأول منهما آملا أن تلحظ بنفسك ما عارض فيه قولُك قولَك ..
أولا: (هل) الإقسام على الله بالنبي صلى الله عليه وسم من الخلاف السائغ عندك؟
ثانيا وهو الأهم: إذا كان الضابط ما ذكرت أخي الكريم فإنه أمر نسبي، فما كان قريبا عند فلان لم يكن بذاك القرب عند علان، فالأمر بذلك لن ينضبط، ولا سيما أن كون الخلاف غير سائغ سيترتب عليه إنكار وعقاب كما تعلم، فكيف يضبط الأمر؟
وفي انتظار جوابك رحمك الله، أسأل الله عز وجل أن يفيض علينا من رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وجزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[05 - 01 - 05, 06:24 م]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن ..
سددك الله ووفقك للخير ..
أحببت أن أضيف شيئا بسيطا للسؤال الأول من سؤاليّ السابقين، ليكون بهذا الشكل:
أولا: (هل) الإقسام على الله بالنبي صلى الله عليه وسم من الخلاف السائغ عندك أو عند شيخ الإسلام؟
وفي انتظار جواب السؤالين إن شاء الله، يسر الله لك أمرك، وشرح لك صدرك، وبارك لك في عمرك، ورفع في الدنيا والآخرة قدرك.
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[08 - 01 - 05, 12:51 ص]ـ
- - -
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لما فيه رضاه ..
- - -
ـ[أبو حفص الأثري]ــــــــ[06 - 03 - 05, 03:00 م]ـ
خلاصة البحث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27412
وجزاكم الله خيرا ..(29/484)
ما مدى صحة القول بجواز التوسل بذات الرسول قبل وفاته وبعدها؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 10:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية الجزء الرابع عشر
مانصّه:
د - التّوسّل بالنّبيّ بعد وفاته:
اختلف العلماء في مشروعيّة التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كقول القائل: اللّهمّ إنّي أسألك بنبيّك أو بجاه نبيّك أو بحقّ نبيّك، على أقوال:
القول الأوّل:
11 - ذهب جمهور الفقهاء - المالكيّة والشّافعيّة ومتأخّرو الحنفيّة وهو المذهب عند الحنابلة - إلى جواز هذا النّوع من التّوسّل سواء في حياة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته. قال القسطلانيّ: وقد روي أنّ مالكا لمّا سأله أبو جعفر المنصور العبّاسيّ - ثاني خلفاء بني العبّاس - يا أبا عبد اللّه أأستقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو؟ فقال له مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى اللّه عزّ وجلّ يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه.
وقد روى هذه القصّة أبو الحسن عليّ بن فهر في كتابه " فضائل مالك " بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشّفاء من طريقه عن شيوخ عدّة من ثقات مشايخه.
وقال النّوويّ في بيان آداب زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ثمّ يرجع الزّائر إلى موقف قبالة وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيتوسّل به ويستشفع به إلى ربّه، ومن أحسن ما يقول (الزّائر) ما حكاه الماورديّ والقاضي أبو الطّيّب وسائر أصحابنا عن العتبيّ مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابيّ فقال: السّلام عليك يا رسول اللّه. سمعت اللّه تعالى يقول: {وَلو أَنَّهُم إذْ ظَلَمُوا أنْفسَهم جَاءوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لهم الرَّسُولُ لَوَجدُوا اللَّهَ تَوَّابَاً رَحِيمَاً} وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي. ثمّ أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهنّ القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم وقال العزّ بن عبد السّلام: ينبغي كون هذا مقصوراً على النّبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه سيّد ولد آدم، وأن لا يقسم على اللّه بغيره من الأنبياء والملائكة الأولياء، لأنّهم ليسوا في درجته، وأن يكون ممّا خصّ به تنبيهاً على علوّ رتبته.
وقال السّبكيّ: ويحسن التّوسّل والاستغاثة والتّشفّع بالنّبيّ إلى ربّه.
وفي إعانة الطّالبين:. . . وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربّي. ما تقدّم أقوال المالكيّة والشّافعيّة.
وأمّا الحنابلة فقد قال ابن قدامة في المغني بعد أن نقل قصّة العتبيّ مع الأعرابيّ: ويستحبّ لمن دخل المسجد أن يقدّم رجله اليمنى. . . إلى أن قال: ثمّ تأتي القبر فتقول. . . وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربّي. . . ". ومثله في الشّرح الكبير.
وأمّا الحنفيّة فقد صرّح متأخّروهم أيضاً بجواز التّوسّل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم.
قال الكمال بن الهمام في فتح القدير: ثمّ يقول في موقفه: السّلام عليك يا رسول اللّه. . . ويسأل اللّه تعالى حاجته متوسّلا إلى اللّه بحضرة نبيّه عليه الصلاة والسلام.
وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم. . . جئناك من بلاد شاسعة. . . والاستشفاع بك إلى ربّنا. . . ثمّ يقول: مستشفعين بنبيّك إليك.
ومثله في مراقي الفلاح والطّحاويّ على الدّرّ المختار والفتاوى الهنديّة.
ونصّ هؤلاء: عند زيارة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم اللّهمّ. . . وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك مستشفعين بنبيّك إليك. وقال الشّوكانيّ: ويتوسّل إلى اللّه بأنبيائه والصّالحين. وقد استدلّوا لما ذهبوا إليه بما يأتي:
أ - قوله تعالى: {وَابْتَغُوا إليه الوَسِيلةَ}.
ب - حديث الأعمى المتقدّم وفيه: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة». فقد توجّه الأعمى في دعائه بالنّبيّ عليه الصلاة والسلام أي بذاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/485)
ج - «قوله صلى الله عليه وسلم في الدّعاء لفاطمة بنت أسد: اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الّذين من قبلي فإنّك أرحم الرّاحمين».
د - توسّل آدم بنبيّنا محمّد عليهما الصلاة والسلام: روى البيهقيّ في " دلائل النّبوّة " والحاكم وصحّحه عن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «لمّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي فقال اللّه تعالى: يا آدم كيف عرفت محمّدا ولم أخلقه؟ قال: يا ربّ إنّك لمّا خلقتني رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلّا اللّه محمّد رسول اللّه فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلا أحبّ الخلق إليك، فقال اللّه تعالى: صدقت يا آدم، إنّه لأحبّ الخلق إليّ، وإذ سألتني بحقّه فقد غفرت لك، ولولا محمّد ما خلقتك».
هـ – حديث الرّجل الّذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفّان رضي الله عنه: روى الطّبرانيّ والبيهقيّ «أنّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه في زمن خلافته، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له: ائت الميضأة فتوضّأ، ثمّ ائت المسجد فصلّ، ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك فيقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرّجل فصنع ذلك ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان رضي الله عنه، فجاء البوّاب فأخذ بيده، فأدخله على عثمان رضي الله عنه فأجلسه معه وقال له: اذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قال: ما لك من حاجة فاذكرها ثمّ خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له: جزاك اللّه خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتّى كلّمته لي، فقال ابن حنيف، واللّه ما كلّمته ولكن «شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره».
إلى آخر حديث الأعمى المتقدّم.
قال المباركفوري: قال الشّيخ عبد الغنيّ في إنجاح الحاجة: ذكر شيخنا عابد السّنديّ في رسالته والحديث - حديث الأعمى - يدلّ على جواز التّوسّل والاستشفاع بذاته المكرّم في حياته، وأمّا بعد مماته فقد روى الطّبرانيّ في الكبير عن عثمان بن حنيف أنّ رجلا كان يختلف إلى عثمان. . إلى آخر الحديث.
وقال الشّوكانيّ في تحفة الذّاكرين: وفي الحديث دليل على جواز التّوسّل برسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى اللّه عزّ وجلّ مع اعتقاد أنّ الفاعل هو اللّه سبحانه وتعالى وأنّه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
أليس هذا التوسل توسل ممنوع مبتدع؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً كثيراً
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 12:35 ص]ـ
بلى ولكن المسألة يتسع فيها الخلاف فلا يبدع من أباحه ولعلك تطالع "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة"
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 01:14 ص]ـ
صدقت أخي الحنبلي ..
فالمسألة خلافية سائغة ..
نص على ذلك شيخ الإسلام ..
وإن كان الراجح والمشهور المنع ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 04:20 ص]ـ
بارك الله فيكم
والعجب من هذه الأقوال الباطلة التي ذكرت في الموسوعة الفقهية الكويتية في هذا الباب
فقصة مالك مع أبي جعفر كذب ولاتصح
وقصة العتبي كذب كذلك
ونسبتهم هذا القول للمذاهب الأربعة فيه نظر فإن قصدوا الأئمة الأربعة فهذا كذب وإن قصدوا بعض المتأخرين ممن ينتسب للمذاهب فقد يصح قولهم وكما هو معلوم أن في أتباع المذاهب الأربعة من المتأخرين كثير من المتصوفة والمبتدعة وقد ذكروا في كتبهم عددا من الخرافات والبدع فينبغي التنبه للكتب الفقهية التي يكون لصاحبها نوع بدعة سواء في الأسماء والصفات كالنووي وغيره أو كالبدع العملية كالتوسل ونحوه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=27117#post27117
وحول قصة العتبي ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=91488#post91488
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=110905#post110905
وحول قصة فاطمة بنت أسد المنكرة ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=41304#post41304
وكذلك استدلالهم بالحديث الموضوع عن خطيئة آدم، وقد سبق الكلام عليه كما في هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=94769&postcount=3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58536#post58536
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=59530#post59530
وحول حديث عثمان بن حنيف ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10152#post10152
وأما جواز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم فيحتاج إلى دليل صحيح، ولايكفي أن يقول به أحد من العلماء حتى يكون سائغا، بل العبرة بالدليل.
فالقصد أن ما جاء في الموسوعة فيها أخطاء حديثية وعلمية وغيرها، ولايصح الاعتماد عليها في هذا الأمر.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=42455#post42455
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/486)
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:26 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
أولا: نحن بحمد الله متفقون على عدم مشروعية التوسل بذوات أو بجاه المخلوقين، وأن ذلك بدعة ضلالة، فاللهم لك الحمد.
ثانيا: خلافنا ينحصر في هل المسألة من الخلاف السائغ أم لا، حيث تقول أنها ليست من الخلاف السائغ، وأذهب أنا أنها من الخلاف السائغ.
ثالثا: قلت أنها من الخلاف السائغ لأن المخالف لنا لم يخالف نصا من كتاب أو سنة أو إجماع قديم، وهم يستدلون بحديث الأعمى الذي علمه النبي دعاءا رد الله عليه به بصره، حيث جاء في الحديث: (اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة)، وهو حديث ثابت صحيح، والمسألة فيها أقوال، بل نقل المروزي عن الإمام أحمد دعاءا فيه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم كما قال شيخ الإسلام، بل وشيخ الإسلام نفسه نص على أن الخلاف سائغ وإن كان يرجح المنع كما قلنا.
وفقك الله لما فيه الخير وجزاكم الله خيرا على هذه الروابط القيمة ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:31 ص]ـ
وليس كل خلاف جاء معتبرا ** إلا خلاف له حظ من النظر
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:36 ص]ـ
أصبت رحمك الله ..
ومسألتنا من هذا الباب ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:38 ص]ـ
بل وشيخ الإسلام نفسه نص على أن الخلاف سائغ وإن كان يرجح المنع كما قلنا ...
بودنا بارك الله فيك لو تنقل كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله حتى تتضح المسألة.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:06 ص]ـ
على العينين والرأس أخي الكريم بارك الله فيك، حبا وكرامة ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله في قاعدته الجليلة: (وساغ النزاع في السؤال بالأنبياء والصالحين دون الإقسام بهم لأن بين السؤال والإقسام فرقا، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم).
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/ 337): (وإن كان سؤالا بمجرد ذات الأنبياء والصالحين فهذا غير مشروع وقد نهى عنه غير واحد من العلماء وقالوا إنه لا يجوز ورخص فيه بعضهم والأول أرجح)، ثم ذكر أدلة ترجيحه ثم قال: (وقد نقل في (منسك المروزي) عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي وهذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز القسم به).
وجزاك الله خيرا وبارك فيك ووفقك لما فيه رضاه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 07:08 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم، وهذا النص الذي ذكرته من قول الإمام ابن تيمية رحمه الله (وساغ النزاع) هو في التوسل والوسيلة ص 115 (الدكتور ربيع)، وهو في مجموع الفتاوى (1/ 223) بلفظ (وشاع) وهو الصواب، وما وقع في طبعة الدكتور ربيع تصحيف
، والصحيح أنه يقصد أن هذا القول الذي هو السؤال بالأنبياء والصالحين شاع بين العلماء وتكلموا عنه وذكروه بينما الإقسام بهم لم يكون له تلك الشهرة في كتبهم
ولذلك علق عليه بتعليق يستغرب فيه صدور هذا الكلام من ابن تيمية رحمه الله حيث قال الدكتور ربيع في الحاشية (هذا التعليل مستغرب من شيخ الإسلام، فإن النزاع إنما هو في السؤال المبتدع بمعنى التوسل بذوات الأنبياء والصالحين وبجاههم وحقهم، وشيخ الإسلام يقرر هذا في غير موضع أن التوسل من هذا النوع توسل بأسباب أجنبية غير مناسبة للإجابة، فيستبعد صدور هذا الكلام منه، والله أعلم) انتهى كلام الكتور ربيع.
وفعلا هذا الكلام تصحيف والصواب ما جاء في مجموع الفتاوى من قوله (وشاع)
ولعلي أنقل لك النص بما قبله وما بعده حتى يتضح الأمر
في مجموع الفنتاوى (1/ 223 - 224)
بعد موته هو من تمام بره.
والذى قاله أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم من العلماء ـ من أنه لا يجوز أن يسأل الله تعالى بمخلوق: لا بحق الأنبياء ولا غير ذلك ـ يتضمن شيئين ـ كما تقدم ـ:
أحدهما: الإقسام على الله ـ سبحانه وتعالى ـ به، وهذا منهى عنه عند جماهير العلماء كما تقدم، كما ينهى أن يقسم على الله بالكعبة والمشاعر باتفاق العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/487)
والثانى: السؤال به، فهذا يجوزه طائفة من الناس، ونقل فى ذلك آثار عن بعض السلف، وهو موجود فى دعاء كثير من الناس، لكن ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك كله ضعيف بل موضوع. وليس عنه حديث ثابت قد يظن أن لهم فيه حجة، إلا حديث الأعمى الذى علمه أن يقول: [أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبى الرحمة]، وحديث الأعمى لا حجة لهم فيه، فإنه صريح فى أنه إنما توسل بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم وشفاعته، وهو طلب من النبى صلى الله عليه وسلم الدعاء، وقد أمره النبى صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم شفعه فى). ولهذا رد الله عليه بصره لما دعا له النبى صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك مما يعد من آيات النبى صلى الله عليه وسلم. ولو توسل غيره من العميان، الذين لم يدع لهم النبى صلى الله عليه وسلم بالسؤال به، لم تكن حالهم كحاله.
ودعاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى الاستسقاء المشهور بين المهاجرين والأنصار، وقوله: (اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا): يدل على أن التوسل المشروع عندهم هو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته؛ إذ لو كان هذا مشروعاً لم يعدل عمر والمهاجرين والأنصار عن السؤال بالرسول إلى السؤال بالعباس.
وشاع النزاع فى السؤال بالأنبياء والصالحين، دون الإقسام بهم؛ لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم، والمقسم لا يقسم إلا على من يرى أنه يبر قسمه، فإبرار القسم خاص ببعض العباد.
وأما إجابة السائلين فعام؛ فإن الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وإن كان كافراً، وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من داع يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها) قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر. قال: (الله أكثر). وهذا التوسل بالأنبياء بمعنى السؤال بهم ـ وهو الذى قال أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم أنه لا يجوز ـ ليس فى المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك، فضلا أن يجعل هذا من مسائل السب، فمن نقل عن مذهب مالك أنه جوَّز التوسل به، بمعنى الإقسام به أو السؤال به، فليس معه فى ذلك نقل عن مالك وأصحابه، فضلا عن أن يقول مالك: إن هذا سب للرسول أو تنقص له، بل المعروف عن مالك أنه كره للداعى أن يقول: يا سيدى، سيدى، وقال: قل كما قالت الأنبياء: يا رب، يا رب، يا كريم. وكره أيضا أن يقول: يا حنان يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه.
فإذا كان مالك يكره مثل هذا الدعاء، إذ لم يكن مشروعاً عنده، فكيف يجوز عنده أن يسأل الله بمخلوق نبياً كان أو غيره، وهو يعلم أن الصحابة لما أجدبوا عام الرمادة لم يسألوا الله بمخلوق، لا نبى ولا غيره، بل قال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون) انتهى.
وأما الأمر الاخر الذي نقلته من كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله فله وجه آخر لعلي أذكره في مشاركة قادمة بإذن الله تعالى
وقد يستفاد من هذا الرابط حوله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=119037#post119037
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:12 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
وفقك الله لكل خير ..
بل السياق أخي الكريم يدل دلالة واضحة على أن الصحيح (ساغ) وليس (شاع)، وأن (شاع) هذه هي التصحيف، وذلك لأن شيخ الإسلام ذكر بعد ذلك سبب سواغ النزاع وليس سبب شيوعه، وتأمل قوله: (لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم)، فالمناسب لسياق الكلام أن هذا تعليل لسواغ النزاع وليس لشيوعه.
أضف إلى ذلك أن طبعة الشيخ ربيع مراجعة على مخطوط، وكذلك كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الموضع الثاني، ثم رواية المروزي عن أحمد، كل ذلك يبين ما أردت إيضاحه.
وحتى لو لم يثبت نص شيخ الإسلام على سواغ الخلاف في هذه المسألة لما كان ذلك دليلا على عدم سواغها، فالعبرة بالدليل كما قلت أنت قبل ذلك بارك الله فيك.
ومعلوم أن الخلاف يكون غير سائغا إذا صادم المخالف نصا من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي، وهذا ما ليس متوفرا في أدلتنا على المنع، بل كثير من مخالفينا استدل ببعض الآيات والأحاديث التي نسوقها استدلالا على المنع، حيث أن دلالاتها ظنية.
فإن كان في المسألة نص أو إجماع قلنا ساعتها بعدم سواغ الخلاف، أما والحال هكذا فلا، وإن كنت قد وقفت على نص أو إجماع في المسألة فلا تبخل علينا بالفائدة، وجزاك الله خيرا كثيرا على الرابط المفيد.
وأسأل لله أن يوفقنا للخير وأن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته، وأن يجعلنا إخوانا على سرر متقابلين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/488)
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:47 ص]ـ
الإخوة الكرام: هذه مشاركة مني:
حديث الأعمى يتضمن ما يلي:
1 - توسله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم. يدل عليه: "اللهم فشفعه فيّ"، ومجيئه لطلب الدعاء.
2 - توسله بجاهه صلى الله عليه وسلم. أنه خصه بالمجيء وطلب الدعاء، فلولا جاهه عند الله ما خصه.
3 - توسله به صلى الله عليه وسلم في حياته. وهذا واضح.
فهذا في المتوسل به في حياته ..
فإن توسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته انتفى وصفان:
الأول: دعاءه صلى الله عليه وسلم. ففي هذه الحالة لا يحظى بدعائه.
الثاني: توسله به في حياته. ففي هذه الحالة يتوسل به وهو ميت عليه الصلاة والسلام.
ويكون قد تحقق وصف واحد هو:
- التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم. لأن جاهه لا يتغير، في حياته ولا بعد مماته.
بناء على ذلك: التوسل المشروع، المطابق لما ورد في السنة هو: ما تحقق فيه الأوصاف الثلاثة الآنفة.
فإن سقط شيء منها لم يطابق الحال في العهد النبوي، ومن ثم ففي مشروعيته نظر، وفي الاستدلال بحديث الأعمى عليه فيه نظر كذلك، وهذا بالضبط ما يكون في كل توسل بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
ولأن هذا التوجيه محل الاعتبار والنظر: لم يؤثر عن الصحابة رضوان الله عليهم التوسل بالجاه النبوي.
وغاية ما عند المجيزين حديث الأعمى، وأنه يتضمن التوسل بالجاه، وهذا صحيح، لكن باقي الأوصاف غير متضمنة في المتوسل به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وهي: حياة النبي صلى الله وعليه وسلم، ودعاؤه لمن توسل به.
وإذا أخذنا بالاعتبار:
- أن كل دين لم يكن عليه الصحابة فليس دينا.
- وأن كل خير كان بين أيديهم، والدواعي لفعله موجودة، والموانع منتفية، ثم لم يفعلوه: فما ذلك إلا لأنه غير مشروع.
فإنه ينتج عنه: أن التوسل بالجاه بدعة، لكن فيه شبهة. فيتسامح في الواقع فيه، ويتلطف معه، لكن لا يقر عليه.
ولا نقول: خلاف سائغ. لأن الخلاف السائغ يترتب عليه: أن التوسل بالجاه مشروع وجائز. وهذا لم يدل عليه حديث صريح، وحديث الأعمى قد تبين شروطه، والصحابة أعرضوا عنه، وقد كانوا أحوج شيء إليه، لو كان جائزا.
هذا ما أراه حتى الآن، نسأله تعالى أن يعلمنا ويفهمنا.
وفقكم الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 11:31 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وحياة العلم مدارسته، فلا بأس بتدارس المسألة والوصول فيها إلى قول معين فالعلم بالمذاكرة والمدارسة.
ولعلك بارك الله فيك تتأمل مرة أخرى في النص الذي ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله حيث قال (وشاع النزاع فى السؤال بالأنبياء والصالحين، دون الإقسام بهم؛ لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم، والمقسم لا يقسم إلا على من يرى أنه يبر قسمه، فإبرار القسم خاص ببعض العباد.
وأما إجابة السائلين فعام؛ فإن الله يجيب دعوة المضطر ودعوة المظلوم وإن كان كافراً، وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من داع يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخر له من الخير مثلها، وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها) قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر. قال: (الله أكثر).
وهذا التوسل بالأنبياء بمعنى السؤال بهم ـ وهو الذى قال أبو حنيفة وأصحابه وغيرهم أنه لا يجوز ـ ليس فى المعروف من مذهب مالك ما يناقض ذلك، فضلا أن يجعل هذا من مسائل السبب، فمن نقل عن مذهب مالك أنه جوَّز التوسل به، بمعنى الإقسام به أو السؤال به، فليس معه فى ذلك نقل عن مالك وأصحابه، فضلا عن أن يقول مالك: إن هذا سب للرسول أو تنقص له،
بل المعروف عن مالك أنه كره للداعى أن يقول: يا سيدى، سيدى، وقال: قل كما قالت الأنبياء: يا رب، يا رب، يا كريم. وكره أيضا أن يقول: يا حنان يا منان. فإنه ليس بمأثور عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/489)
فإذا كان مالك يكره مثل هذا الدعاء، إذ لم يكن مشروعاً عنده، فكيف يجوز عنده أن يسأل الله بمخلوق نبياً كان أو غيره، وهو يعلم أن الصحابة لما أجدبوا عام الرمادة لم يسألوا الله بمخلوق، لا نبى ولا غيره، بل قال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. فيسقون.
وكذلك ثبت فى صحيح مسلم عن ابن عمر وأنس وغيرهما أنهم كانوا إذا أجدبوا إنما يتوسلون بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم واستسقائه، لم ينقل عن أحد منهم أنه كان فى حياته صلى الله عليه وسلم سأل اللّه تعالى بمخلوق /لا بد ولا بغيره، لا فى الاستسقاء ولا غيره، وحديث الأعمى سنتكلم عليه إن شاء اللّه تعالى، فلو كان السؤال به معروفاً عند الصحابة لقالوا لعمر: إن السؤال والتوسل به أولى من السؤال والتوسل بالعباس، فلم نعدل عن الأمر المشروع الذى كنا نفعله فى حياته وهو التوسل بأفضل الخلق إلى أن نتوسل ببعض أقاربه،وفى ذلك ترك السنة المشروعة وعدول عن الأفضل، وسؤال اللّه تعالى بأضعف السببين مع القدرة على أعلاهما ــ ونحن مضطرون غاية الاضطرار فى عام الرمادة الذى يضرب به المثل فى الجدب.
والذى فعله عمر فعل مثله معاوية بحضرة من معه من الصحابة والتابعين، فتوسلوا بيزيد بن الأسود الجُرَشِى كما توسل عمر بالعباس، وكذلك ذكر الفقهاء من أصحاب الشافعى وأحمد وغيرهم أنه يتوسل فى الاستسقاء بدعاء أهل الخير والصلاح، قالوا: وإن كانوا من أقارب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فهو أفضل، اقتداء بعمر، ولم يقل أحد من أهل العلم: إنه يسأل اللّه تعالى فى ذلك لا بنبى ولا بغير نبى.
وكذلك من نقل عن مالك أنه جوز سؤال الرسول أو غيره بعد موتهم أو نقل ذلك عن إمام من أئمة المسلمين ــ غير مالك ــ كالشافعى وأحمد وغيرهما فقد كذب عليهم، ولكن بعض الجهال ينقل هذا عن مالك ويستند إلى حكاية مكذوبة عن مالك، ولو كانت صحيحة لم يكن التوسل الذى فيها هو هذا، بل هو التوسل بشفاعته يوم القيامة، ولكن من الناس من يحرف نقلها، وأصلها ضعيف كما سنبينه إن شاء اللّه تعالى) انتهى.
فكلامه هنا واضح في نفي (تسويغ) هذا الفعل عن الأئمة، وقد بين أن هناك من كذب على الأئمة ونسب إليهم قصصا وأقوالا في هذا الباب لم تثبت عنهم،
وقولك وفقك الله (بل السياق أخي الكريم يدل دلالة واضحة على أن الصحيح (ساغ) وليس (شاع)، وأن (شاع) هذه هي التصحيف، وذلك لأن شيخ الإسلام ذكر بعد ذلك سبب سواغ النزاع وليس سبب شيوعه، وتأمل قوله: (لأن بين السؤال والإقسام فرقاً، فإن السائل متضرع ذليل يسأل بسبب يناسب الإجابة، والمقسم أعلى من هذا، فإنه طالب مؤكد طلبه بالقسم)، فالمناسب لسياق الكلام أن هذا تعليل لسواغ النزاع وليس لشيوعه.)
هذا بارك الله فيك لايسلم لك لأن شرحه لمعنى السؤال والإقسام لايؤثر على معنى تلك الكلمة، فهو قد ذكر السؤال والإقسام، ثم بين حال من يريد السؤال وحال من يريد القسم، ولايدل كلامه هذا لاعلى جواز ولا تحريم، وإنما هو بيان لحالهما فقط.
والكلام الذي ذكره بعد ذلك وبينه عن الأئمة يدل دلالة صريحة على عدم جواز السؤال وأنه لم ينقل عن أحد من أهل العلم المعتبرين ومن نقل عنهم فقد كذب عليهم.
وأما احتجاجك بطبعة الدكتور المدخلي ففيها كذلك بعض الأمور التي أخذت على المحقق، وقد ذكر بعضها الشيخ سمير المالكي في بحث له تجده في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=83998&postcount=3
وكذلك مما يؤيد وقوع التصحيف في المطبوع بتحقيق الدكتور المدخلي أنه هو نفسه استبعد صدور هذا عن المؤلف ونبه على هذا في الحاشية،فقال (هذا التعليل مستغرب من شيخ الإسلام، فإن النزاع إنما هو في السؤال المبتدع بمعنى التوسل بذوات الأنبياء والصالحين وبجاههم وحقهم، وشيخ الإسلام يقرر هذا في غير موضع أن التوسل من هذا النوع توسل بأسباب أجنبية غير مناسبة للإجابة، فيستبعد صدور هذا الكلام منه، والله أعلم) انتهى. ولكنه لم يتنبه لمسألة التصحيف!
فما ورد في مجموع الفتاوى من قوله (شاع) أنسب للسياق، وأنسب للمعروف من كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:09 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك وفي علمك وحلمك ..
في الحقيقة أخي الكريم، إني لا أجد في سياق كلام شيخ الإسلام إلا تسويغا للخلاف سواء كان الصحيح عنه لفظة (ساغ) أو كان الصحيح لفظة (شاع)، فكلاهما يدل على المراد إلا أن دلالة لفظة (ساغ) أبين وأوضح.
ولا أرى نفيا من شيخ الإسلام لـ (تسويغ) الخلاف، ولكنني أرى نفيا لحدوث ذلك من الأئمة الكبار رحمهم الله، وهو ما نتفق أنا وأنت مع شيخ الإسلام فيه، فالقضية - بيننا الآن - ليست في: هل وقع ذلك من الإئمة الكرام أم لا؟ فنحن ولله الحمد متفقون على عدم (تسويغ هذا الفعل عن الأئمة) و (أن هناك من كذب على الأئمة ونسب إليهم قصصا وأقوالا في هذا الباب لم تثبت عنهم) على حد تعبيراتك، هذا كله متفقون عليه، وهو الحق الذي ندين به إلى الله تعالى، وهذا هو ما يقرره شيخ الإسلام في كلامه.
أما قضية تسويغ (الخلاف) في المسألة فشأن آخر، ونحن لا نستدل على التسويغ بكلام شيخ الإسلام، وإنما نستأنس به فقط، ونستفيد منه أنه رحمه الله كان يرى الخلاف سائغا، وهذا أمر فرعي لن يأتي طول النقاش فيه بثمرة كبيرة، وإن لم يخلُ من فائدة، ويحسم النقاش فيه صورة مخطوط الكتاب، فمن زودنا بها أسأل الله أن يجزيه خير الجزاء.
أما كلامنا الرئيسي فهو ما ذكرته لك في مشاركتي السابقة عن حد الخلاف غير السائغ، وعن عدم مصادمة المخالف لنص أو إجماع، هذا هو المجال الذي يستحق التباحث حقا، وفي انتظار كلامك أخي الكريم فيه، وسوف أعيد كتابته بنوع من التفصيل أكثر إن شاء الله، أسأل الله عز وجل أن يستعملنا وألا يستبدلنا، وبارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/490)
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:14 م]ـ
أخي الكريم لطف الله ..
بارك الله فيك ونفع بك ..
جزاكم الله خيرا على هذا الكلام الطيب ..
والخلاف بيننا أظنه لفظي أو قريب من ذلك إن شاء الله ..
ولي عودة لبيان ذلك إن شاء الله ويسر ..
بارك الله فيك وأعانك على ما فيه الخير والرشاد ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:51 م]ـ
الحمد لله وحده ...
هذا رابط قديم، لعل فيه ما يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16850
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - 01 - 05, 11:37 م]ـ
الشيخان الكريمان عبد الرحمن الفقيه و أبو حفص الأثرى .. جزاكما الله خيرا و نفع بكما ..
شيخنا الأثرى, الرجاء توضيخ مقصودكم بأن الخلاف سائغ فى هذه المسئلة, فقد أشكلت على مقولتكم هذه, و أنت متفق مع الشيخ الفقيه على عدم تسويغ هذا الفعل عند الأئمة. هل ثبت عندكم تسويغ أحد الصحابة او التابعين أو تابعيهم لهذا الأمر, أم أن كل ما يؤثر من خلاف فى هذا الأمر منقول عن أئمة المذاهب المتأخرين كابن قدامة أو النووى أو القاضى عياض؟؟
و أنقل كلاما لشيخ الإسلام فى هذا الصدد لعله لا يخفى عليكم إن شاء الله يوضح فيه الشيخ مدى مخالفة أئمة المذاهب المتأخرين لمالك و الشافعى و أحمد:
قال رحمه الله:
(أحدها: أن كلام مالك فى ذم المبتدعة و هجرهم و عقوبتهم كثير, و أعظمهم عنده الجهمية, الذين يقولون أن الله ليس فوق العرش, وأن الله لم يتكلم بالقرآن كله و أنه لا يرى, كما وردت به السنة, و ينفون نحو ذلك من الصفات.
ثم إنه كثر فى المتأخرين من أصحابه من ينكر هذه الأمور, كما ينكرها فروع الجهمية و يجعل ذلك هو السنة , و يجعل القول الذى يخالفها - و هو قول مالك و سائر الأئمة - هو البدعة, ثم إنه يعتقد فى أهل البدعة ما قاله مالك, فبدل هؤلاء الدين , فصاروا يطعنون فى السنة.)
الإستقامة – تحقيق محمد رشاد سالم – (1/ 13 – 16).
ثم قال رحمه الله كلام مشابه على مخالفة الشافعية للشافعى حول تقديسهم لعلم الكلام و ذمه رضى الله عنه له, و مخالفة الحنابلة لأحمد فى مسألة القائل (لفظى بالقرآن غير مخلوق).
فهل يقال عن هذه المسائل , كتأويل الصفات مثلا , مسائل خلافية, لمجرد قول متأخرى الشافعية بها .. (و الله انى مجرد سائل راجى الإنتفاع بعلمكم) ...
و إذا كان الأمر كمت قال الشيخ لطف الله خوجة , أن المجوزين غاية ما عندهم حديث الأعمى .. فهل مثل هذا النص يصح أن يعتبر دليلا لأمر خطير كالتوسل و هو لم يؤثر عن الصحابة؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:23 م]ـ
الحمد لله وكفى، وسلاما على عباده الذين اصطفى، ولا سيما عبده المصطفى وآله المستكملين الشرفَ، ثم أما بعد ..
أخي الحبيب الأزهري ..
بارك الله فيك ووفقك للفلاح في الدارين ..
جزاكم الله خيرا على هذا النقل عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وأنا أثبته هنا لإتمام الفائدة، قال الإمام محمد بن عبد الوهاب ما نصه: (فكون بعضٍ يرخِّص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصُّه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء ينهي عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه، ولو كان الصواب عندنا قول الجمهور إنه مكروه فلا ننكر على من فعله، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد).
وهذا نص واضح وصريح يثبت أن تسويغ الخلاف في مسألة التوسل بذوات الصالحين أو بجاههم هو مذهب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب أيضا، كما هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله رحمة واسعة.
وقد وقعت على موضع آخر في كتاب (قاعدة جليلة) لشيخ الإسلام ابن تيمية يوضح ما اختلفنا حوله أنا والأخ عبد الرحمن الفقيه، حيث اختلفنا أنا وهو حول نقل لشيخ الإسلام ابن تيمية في نفس الكتاب رأيت أنا أنه نص على أن مذهب شيخ الإسلام هو تسويغ الخلاف في هذه المسألة، ورأى هو أن لا دلالة في الكلام على ذلك، ثم وقعت عيني على هذا النقل الجديد وأنا أراجع بعض المواطن في الكتاب، ففرحت به كثيرا لأنه أوضح في دلالته من النقل السابق على ما قلت، وهو يرجح ما ذهبت إليه في دلالة النقل السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/491)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما القسم الثالث مما يسمى توسلا فلا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي شيئا يحتج به أهل العلم كما تقدم بسط الكلام على ذلك، وهو الإقسام على الله عز وجل بالأنبياء والصالحين أو السؤال بأنفسهم، فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين، وإن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه، فيرد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله ويبدى كل واحد حجته كما في سائر مسائل النزاع، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم فإن القائل بهذا قد قال ما قالت العلماء والمنكر عليه ليس معه نقل يجب إتباعه لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة) صفحة 212 من طبعة الدكتور ربيع.
هذا نقل واضح عن شيخ الإسلام يوضح أبعاد القضية، ويؤكد أن المسألة من مسائل الخلاف السائغ، لا لأن شيخ الإسلام ابن تيمية قال ذلك، ولا لأن الإمام محمد بن عبد الوهاب قال ذلك، فمجرد قولهما بتسويغ الخلاف ليس دليلا على سواغه، بل لأن الأمر ليس فيه نص يجب اتباعه، فالعبرة في تسويغ الخلاف أو عدمه إنما هي وجود النص أو الإجماع كما أجملت قبل ذلك، وسوف أفصل القول في ذلك لاحقا إن شاء الله.
نخلص من ذلك بعدة أمور ..
أولها: أن هذه المسألة من مسائل الخلاف السائغ التي لا ينكر فيها على المخالف لعدم وجود نقل يجب اتباعه.
ثانيا: أن هذا ما ذهب إليه شيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله.
ثالثا: أن الراجح لدينا عدم جواز ذلك وهو ترجيح الشيخين رحمهما الله.
ولا أنسى أن أشكر الأخ عبد الرحمن الفقيه وسائر الإخوة الكرام الذين كانوا سببا في مدارسة هذه المسألة وتوضيحها، نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما جهلنا وأن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل صالح يقربنا إلى حبه، وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك ولكن الكلام الذي نقلته عن ابن تيمية رحمه الله في القسم وليس في السؤال؟ فتأمل
وليتك نقلت الكلام ص 213 ففيه بيان السؤال وأنه من فعله ضال
ولعلي أنقله للفائدة
وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العلماء، والسنن الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على ذلك، فإن هذا إنما يفعله على أنه قربة وطاعة، وأنه مما يستجاب به الدعاء.
وما كان من هذا النوع فإما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا، وكل ما كان واجبا أو مستحبًا فى العبادات والأدعية فلابد أن يشرعه النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، فإذا لم يشرع هذا لأمته لم يكن واجبا ولا مستحبا ولا يكون قربة وطاعة، ولا سببا لإجابة الدعاء، وقد تقدم بسط الكلام على هذا كله.
فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة، وقد تبين بالأحاديث الصحيحة وما استقرئ من أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن هذا لم يكن مشروعًا عندهم.
وأيضا، فقد تبين أنه سؤال لله تعالى بسبب لا يناسب إجابة الدعاء، وأنه كالسؤال بالكعبة والطور والكرسى والمساجد وغير ذلك من المخلوقات، ومعلوم أن سؤال الله بالمخلوقات ليس هو مشروعًا، كما أن الإقسام بها ليس مشروعًا بل هو منهى عنه) انتهى.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[04 - 01 - 05, 11:55 م]ـ
أخي الكريم خطاب القاهري ..
وفقك الله لما فيه رضاه، وأعانك على تقواه ..
هناك فرق أخي الكريم بين (تسويغ الخلاف) و بين (تسويغ الفعل عن الأئمة)، فالأولى تعني أن المسألة ليست فيها نص أو إجماع يجب اتباعه، بل لكلا الطرفين وجه من الدليل، وهذا ما كنت أتكلم عنه، وإن كنت أرجح القول بالمنع، أما الثانية فمعناها: هل الأئمة صدر عنهم هذا النوع من التوسل أم لا؟ وهذا ما يتفق القائلون بالمنع على عدم حدوثه، لعدم ثبوت ذلك بسند صحيح.
ولو ثبت لنا بسند صحيح أن أحد الأئمة فعل ذلك لقلنا: عالم اجتهد فأخطأ فنال أجرا، إذ أننا نرجح خلاف ما ذهب إليه على ما ظهر لنا من الأدلة، ولكنه لم يثبت في ذلك شيء، فنقول: الحمد لله الذي جمعنا مع أئمتنا على اتباع السنة.
فالعبرة أخي الكريم - أحبك الله - في وجود نص أو إجماع في المسألة، لا في قول فلان من العلماء، فإذا كانت المسألة - عقدية كانت أو فقهية - ثبت فيها نص من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي لا يختلف فيه، فالمخالف حينها يكون قد خالفنا خلافا غير سائغ ولا معتبر، ويجوز ساعتها الإنكار عليه ومعاقبته ونحو ذلك.
أما إن كانت الأدلتة محتملة الدلالة، كما هو الحال في مسألتنا هذه فالأمر يختلف كما وضحت ذلك في المشاركة السالفة، ولعل أكثر ما يدخل من الخطأ على طلاب العلم في هذه المسائل عدم اتقانهم لأصول فقه الخلاف التي تعين على النظر إلى المخالف نظرة صحيحة، ولعلي أفرد لذلك موضوعا خاصا إن شاء الله ويسر.
أسأل الله أن يكون الإشكال قد زال، وأسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالفهم في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله علية وسلم، وفي أقوال ورثته عليهم رحمة الله، وبارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/492)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:19 ص]ـ
بارك الله فيك ولكن الكلام الذي نقلته عن ابن تيمية رحمه الله في القسم وليس في السؤال؟ فتأمل
وليتك نقلت الكلام ص 213 ففيه بيان السؤال وأنه من فعله ضال
ولعلي أنقله للفائدة
وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العلماء، والسنن الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على ذلك، فإن هذا إنما يفعله على أنه قربة وطاعة، وأنه مما يستجاب به الدعاء.
وما كان من هذا النوع فإما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا، وكل ما كان واجبا أو مستحبًا فى العبادات والأدعية فلابد أن يشرعه النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، فإذا لم يشرع هذا لأمته لم يكن واجبا ولا مستحبا ولا يكون قربة وطاعة، ولا سببا لإجابة الدعاء، وقد تقدم بسط الكلام على هذا كله.
فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة، وقد تبين بالأحاديث الصحيحة وما استقرئ من أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن هذا لم يكن مشروعًا عندهم.
وأيضا، فقد تبين أنه سؤال لله تعالى بسبب لا يناسب إجابة الدعاء، وأنه كالسؤال بالكعبة والطور والكرسى والمساجد وغير ذلك من المخلوقات، ومعلوم أن سؤال الله بالمخلوقات ليس هو مشروعًا، كما أن الإقسام بها ليس مشروعًا بل هو منهى عنه) انتهى.
وقال ص 258 - 259
فمن الناس من يقول: هذا يقتضى جواز التوسل به مطلقًا حيا وميتا. وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفى مغيبه، ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة فى حياته كان بمعنى الإقسام به على الله، أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضى حوائجهم، ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم، ولا إلى أن يطيعوه، فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع، الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه، ويظنون أن الله تعالى يقضى حاجة هذا الذى توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول، كما يقضى حاجة هذا الذى توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ كلاهما متوسل به عندهم، ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبى صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم. وقول هؤلاء باطل شرعًا وقدرًا، فلا هم موافقون لشرع الله، ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:51 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن ..
رعاك الله وزادك من فضله العظيم ..
أما تعقيبك الأول فأقول بارك الله فيك أخي الكريم ونفع بك:
بل النقل الثاني الذي سقته عن شيخ الإسلام إنما هو عن السؤال والإقسام معا، فمنهما يتكون القسم الثالث من التوسل عند شيخ الإسلام كما هو ظاهر من كلامه في غير ما موضع من الكتاب، وكلامه كله منصب على القسم الثالث بنوعيه: السؤال والإقسام، وأظن أن ذلك أوضح من أن يوضح، ولا أريد إعادة نسخ النقل مرة أخرى، فلتتأمله غير مأمور بارك الله فيك.
بل النقل الذي نقلته أنت أخي الفاضل وقلت أنه حكم بالتضليل، وخصصته بالسؤال، وظللته باللون الأحمر، إنما هو أيضا على هذين النوعين معا، السؤال والإقسام، فلتراجعه مرة أخرى غير مأمور لا حرمك الله الأجر.
وقد بينت لك قبل ذلك أخي الكريم - أعزك الله - أن إثبات تسويغ شيخ الإسلام للخلاف في هذه المسألة ليس هو مطلبنا الرئيس، بل أنت القائل أخي الكريم أن العبرة بالأدلة لا بقول عالم، أو كلاما نحو ذلك لا أذكر نصه، فإثبات تسويغهم للخلاف - وهو الحق كما هو ظاهر - ليس هو الفيصل في المسألة، وقد بينت ذلك في كلام سابق فلا داعي لتكراره.
أما تعقيبك الثاني أخي الكريم، فأنا لا أخالفك فيه أصلا كما بينت سلفا، وهذا ما أدين لله به، ولا مزية لاقتصارك على نقله دون غيره، فالكتاب جله يدور حول ترجيح هذا القول، وهو الحق إن شاء الله، ولكن كلامنا كان على تسويغ الخلاف فقط.
أسأل الله عز وجل أن يجمعنا في الدنيا على طاعته وفي الآخرة في جنته، وأن يغسل قلوبنا بالماء والثلج والبرد، وأن يجعلنا من عباده المخلصين، وبارك الله فيك ونفع بك وأعزك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 12:59 ص]ـ
بارك الله فيكم
وحتى لو كان شاملا فهذا الأخير لم يذكر سيغانه عن العلماء وإنما ذكره في القسم الأول ولم يذكره في الثاني، وبين أن القسم الثاني الذي هو السؤال ضلالة بدعة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:25 ص]ـ
ومن باب تقريب المسألة أكثر فالسؤال بالأنبياء يحتمل أن يكون سؤالا لله بجاههم ويحتمل أن يكون قسما بهم ويحتمل أن يكون سؤالا بذاتهم، فالسؤال بالذات أو بالجاه لايجوز ولايشرع وليس فيه خلاف معتبر.
و إن كان قسما فهذا قال به أحمد في إحدى الروايتين كما نقل عنه المروزي، وخالفه أكثر أهل العلم في عدم جواز القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فليس ما نقل عن أحمد هو نفس التوسل المبتدع بالجاه.
فما ورد في كلام الإمام أحمد فيحمل على إحدى الروايتين عنه في جواز القسم بالأنبياء.
فالخلاف يكون في القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس هناك خلاف معتبر في التوسل بالجاه أو بالذات.
ولذلك قال الإمام ابن تيمية رحمه الله (وقد نقل فى [منسك المروذى] عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبى صلى الله عليه وسلم، وهذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه فى جواز القسم به) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/493)
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:43 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
أفاض الله عليك من كل نعمة ..
تقول أخي الكريم: (لم يذكر سيغانه عن العلماء وإنما ذكره في القسم الأول ولم يذكره في الثاني)!
أقول بارك الله فيك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام مرة أخرى مشيرا إلى موضع الشاهد باللون الأحمر: قال شيخ الإسلام: (فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين، وإن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه).
فأين أنه ذكره في القسم الأول وحده؟!
ثم تقول بارك الله فيك: (وبين أن القسم الثاني الذي هو السؤال ضلالة بدعة)!
أقول نفع الله بك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام - الذي كتبته أنت بيديك - أيضا كما في المثال الأول: قال شيخ الإسلام: (فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة).
فأين تخصيصه للسؤال بالحكم؟!
هذا والأمر لا يقتصر على شيخ الإسلام وحده، بل ذكرنا نقلا عن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى، بل لا يعد كلامهما إلا دليلا في حد ذاته كما أشرنا مسبقا، والله الهادي إلى سواء السبيل، فأسأله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 01:49 ص]ـ
نعم السؤال في كلامه الأول ص 212 المقصود به القسم وليس السؤال بالجاه، وأما ص 213 فقد فصل وبين حال السؤال بغير معنى الإقسام، فكلامه ص 212 عن السؤال بمعنى الإقسام.
وأما كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المنقول عنه فلا يسلم له هذا الإطلاق ولعلي أنقل كلامه واذكر بعض التفاصيل حول بإذن الله تعالى.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:15 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
أعزك الله بالإسلام وقواك بالإيمان ..
قلت في ردك الأخير بارك الله فيك:
(نعم السؤال في كلامه الأول ص 212 المقصود به القسم وليس السؤال بالجاه، وأما ص 213 فقد فصل وبين حال السؤال بغير معنى الإقسام، فكلامه ص 212 عن السؤال بمعنى الإقسام).
أقول: ليس هذا بجواب على ما فصلت لك من كلام شيخ الإسلام، فأعيد لك السؤال مرة أخرى لعلك لم تنتبه له:
تقول أخي الكريم: (لم يذكر سيغانه عن العلماء وإنما ذكره في القسم الأول ولم يذكره في الثاني)!
أقول بارك الله فيك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام مرة أخرى مشيرا إلى موضع الشاهد باللون الأحمر: قال شيخ الإسلام: (فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتا لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين، وإن كان في العلماء من سوغه فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه).
فأين أنه ذكره في القسم الأول وحده؟!
ثم تقول بارك الله فيك: (وبين أن القسم الثاني الذي هو السؤال ضلالة بدعة)!
أقول نفع الله بك: أنقل لك كلام شيخ الإسلام - الذي كتبته أنت بيديك - أيضا كما في المثال الأول: قال شيخ الإسلام: (فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة).
فأين تخصيصه للسؤال بالحكم؟!
أما بالنسبة لتسويغك للخلاف في الحلف بغير الله، فلا أملك - الآن - إلا أن أقول: الله أكبر!!
وهذا يدفعني دفعا إلى تحويل دفة النقاش الذي لا أريد له - صدقا - أن يتحول إلى جدال، فأسألك أخي الكريم - يسر الله لك الخير - ما هو حد الخلاف غير السائغ عندك؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:25 ص]ـ
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
أولا ما ذكرته أني سوغت الخلاف في الحلف بغير الله فلا أدرى ما وجهه، وأما تكبيرك فجزاك الله خيرا على ذلك وكتب لك أجر المكبرين.
وثانيا تأمل بارك الله فيك الكلام الأول ص 212 فقد ذكر ابن تيمية رحمه الله أن هذا النوع ليس من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين، بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم ....
وقال في الثاني (فمن اعتقد في هذا وفي هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة ..... )
فهذا يدل على أن الأول غير الثاني، فتأمل بارك الله فيك وهو جواب لما ذكرته في استفسارك.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 03:00 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك وغفر لك ..
أود أخي الكريم حتى لا يطول النقاش بغير فائدة - أطال الله بقاءك - ألا يترك جزء من الكلام بدون أخذ في الاعتبار حتى لا أضطر إلى إعادة الكلام مرة أخرى، بارك الله فيك ونفع بك، وحتى يكون الكلام مرتبا، ولا يسقط منه شيء أثناء القراءة سوف أعمد إلى ترتيب كلامي في هيئة نقاط تيسيرا لتتبعها، أسأل الله أن ييسر أمورنا وأمور المسلمين.
أولا: بالنسبة لتسويغك للخلاف في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإني قد فهمته من قولك: (فالخلاف يكون في القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس هناك خلاف معتبر في التوسل بالجاه أو بالذات)، فإن كنت قد أخطأت الفهم فإني أعتذر، أرجو أن تبين لي.
ثانيا: بينت لك بالألوان - مرتين متتاليتين - أن الكلام الذي في صفحة 212 كله جاء بعد قوله: (لا في الإقسام أو السؤال به ولا في الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين)، فمن أين فهمت أن الكلام على أحدهما دون الآخر؟
ثالثا: بينت لك أيضا - بل أنت الذي نقلت ذلك - أن حكم شيخ الإسلام إنما هو على النوعين حيث يقول: (فمن اعتقد في هذا وفي هذا)، ها هو يكرر بارك الله فيك: (في هذا وفي هذا)، فمن أين فهمت أن الكلام على أحدهما دون الآخر؟
رابعا: ما هو حد الخلاف غير السائغ عندك؟
هذه أربعة تحتاج إلى أربعة:)، أسأل الله عز وجل أن يبارك فيك ويوفقك لما فيه صلاح دينك ودنياك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/494)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 03:36 ص]ـ
آمين، وجزاك الله خيرا على الدعاء ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.
وأما الحلف بغير الله فغفر الله لي ولك ولم أقصد شيئا من هذا وجزاكم الله خيرا.
ومثل ما تفضلت حتى لايتشعب الموضوع فلعلي أنقل الكلام كاملا من الصفحتين 212و213، وحتى يتضح أن كلام ابن تيمية رحمه الله لايقصد به شيئا واحد، فكيف يجعله في المرة الأولى ليس من مسائل العقوبات ويجعله في المرة الثانية ضلالة بدعة، ولماذا يذكر في الصفحة 213 قوله (وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العماء ... ) وقال (وكانت بدعته من البدع السيئة) وصاحب البدعة يستحق العقوبة
وقوله (في هذا وفي هذا) فقد ذكر قبلها النذر لغيرالله والحلف بغير الله ثم ذكر السؤال به من غير إقسام) فهذا الكلام يعود إليها.
وهذا نص كلامه رحمه الله ص212 - 214
(وأما القسم الثالث مما يسمى [توسلا] فلا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم شيئا يحتج به أهل العلم ـ كما تقدم بسط الكلام على ذلك ـ وهو الإقسام على الله عز وجل بالأنبياء والصالحين أو السؤال بأنفسهم، فإنه لا يقدر أحد أن ينقل فيه عن النبى صلى الله عليه وسلم شيئا ثابتًا لا فى الإقسام أو السؤال به، ولا فى الإقسام أو السؤال بغيره من المخلوقين.
وإن كان فى العلماء من سوغه، فقد ثبت عن غير واحد من العلماء أنه نهى عنه، فتكون مسألة نزاع كما تقدم بيانه، فيرد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله، وبيدى كل واحد حجته كما فى سائر مسائل النزاع، وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين، بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم، فإن القائل بهذا قد قال ما قالت العلماء، والمنكر عليه ليس معه نقل يجب اتباعه لا عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة، وقد ثبت أنه لا يجوز القسم بغير الله، لا بالأنبياء ولا بغيرهم، كما سبق بسط الكلام فى تقرير ذلك.
وقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز لأحد أن ينذر لغير الله لا لنبى ولا لغير نبى، وأن هذا النذر شرك لا يوفى به. وكذلك الحلف بالمخلوقات لا تنعقد به اليمين، ولا كفارة فيه، حتى لو حلف بالنبى صلى الله عليه وسلم لم تنعقد يمينه كما تقدم ذكره، ولم يجب عليه كفارة عند جمهور العلماء كمالك والشافعى وأبى حنيفة وأحمد فى إحدى الروايتين، بل نهى عن الحلف بهذه اليمين.
فإذا لم يجز أن يحلف بها الرجل ولا يقسم بها على مخلوق فكيف يقسم بها على الخالق جل جلاله؟
وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا أيضا مما منع منه غير واحد من العلماء، والسنن الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين تدل على ذلك، فإن هذا إنما يفعله على أنه قربة وطاعة، وأنه مما يستجاب به الدعاء.
وما كان من هذا النوع فإما أن يكون واجبا وإما أن يكون مستحبا، وكل ما كان واجبا أو مستحبًا فى العبادات والأدعية فلابد أن يشرعه النبى صلى الله عليه وسلم لأمته، فإذا لم يشرع هذا لأمته لم يكن واجبا ولا مستحبا ولا يكون قربة وطاعة، ولا سببا لإجابة الدعاء، وقد تقدم بسط الكلام على هذا كله.
فمن اعتقد ذلك فى هذا أو فى هذا فهو ضال وكانت بدعته من البدع السيئة، وقد تبين بالأحاديث الصحيحة وما استقرئ من أحوال النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أن هذا لم يكن مشروعًا عندهم.
وأيضا، فقد تبين أنه سؤال لله تعالى بسبب لا يناسب إجابة الدعاء، وأنه كالسؤال بالكعبة والطور والكرسى والمساجد وغير ذلك من المخلوقات، ومعلوم أن سؤال الله بالمخلوقات ليس هو مشروعًا، كما أن الإقسام بها ليس مشروعًا بل هو منهى عنه.
فكما أنه لا يسوغ لأحد أن يحلف بمخلوق فلا يحلف على الله بمخلوق، ولا يسأله بنفس مخلوق، وإنما يسأل بالأسباب التى تناسب إجابة الدعاء كما تقدم تفصيله) انتهى.
وأما مسألة الخلاف السائغ وغيره فهذه يرجع فيها إلى القرب والبعد من الدليل مثل قصة الصلاة في بني قريظة.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 04:24 ص]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك وفي كل من تحب ..
أولا: جزاكم الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك على هذا التوضيح، وأعتذر مرة أخرى على قصور فهمي، وأتفق معك تماما في أن الإقسام بغير الله ليس فيه خلاف سائغ، ولكنك أخي الحبيب ناقضت نفسك من حيث لا تشعر، فأنت تحاول جاهدا أن تثبت أن كلام شيخ الإسلام عن السؤال يختلف عن كلامه عن الإقسام، وأنه في كلامه عن السؤال قال: (ضال ومبتدع)، ولذلك تجعله أنت من الخلاف غير السائغ عنده إذ (صاحب البدعة يستحق العقوبة) على حد قولك!
وفي نفس الوقت تتفق معي على عدم سواغ الخلاف في الإقسام مع أن شيخ الإسلام قال عنه (وحده) أنه (ليس من مسائل العقوبات بالإجماع) على حد قولك!
فأرجو أن تشرح لي هذا التناقض الظاهر في كلامك، بارك الله فيك وأعزك وغفر لك.
ثانيا وهو الأهم: إذا كان الضابط ما ذكرت أخي الكريم فإنه أمر نسبي، فما كان قريبا عند فلان لم يكن بذاك القرب عند علان، فالأمر بذلك لن ينضبط، ولا سيما أن كون الخلاف غير سائغ سيترتب عليه إنكار وعقاب كما تعلم، فكيف يضبط الأمر؟
ذانك سؤالان ينتظران إجابتين، بارك الله فيك وعمر أوقاتك بالطاعات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/495)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 01 - 05, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيك
أنا ذكرت سابقا أن السؤال قد يكون بالذات وقد يكون بالجاه وقد يكون بالقسم
فالسؤال بالقسم هو المذكور ص 212 وهو الذي يقصد به في هذا النوع الثالث من التوسل، ولذلك ذكر ابن تيمية بعده -بعد أن ذكر الرجوع إلى الكتاب والسنة- (وقد ثبت أنه لايجوز القسم بغير الله لابالأنبياء ولابغيرهم كما سبق بسط الكلام في تقرير ذلك)
فلو قال رجل وهو يدعو الله مثلا (بالنبي اغفر لي) فهنا يقال ماذا يقصد من قوله هذا، فقد يقصد به القسم على الله بالنبي، وقد يقصد به السؤال بذات النبي، وقد يقصد به السؤال بجاه النبي.
فالقسم الأول وهو السؤال بمعنى القسم وهو المذكور ص 212 ولذلك قال ابن تيمية (وهو الإقسام على الله عز وجل بالأنبياء والصالحين أو السؤال بأنفسهم) فالإقسام على الله بالنبي كقوله (أقسم عليك يارب بنبيك إلا غفرت لي) والسؤآل بنفسه على صيغة القسم كقول (بالنبي اغفر لي)، وهذه الأخيرة تحتمل أن تكون قسما أو سؤالا بالجاه أو سؤالا بالذات.
فكان كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله في الأول عن هذا النوع الذي هو القسم بالأنبياء أو السؤال بهم بمعنى القسم.
ثم قال ص 213 (وأما السؤال به من غير إقسام به فهذا .... )
فبين هنا الأنواع الأخرى التي تدخل تحت السؤال ولكنها ليست بقسم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 07:34 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
شَيْخَنَا الجَلِيلَ، دُرَّةَ هَذَا المُلْتَقَى: أَبَا عُمَرَ الفَقِيهَ الغَامِدِيَّ.
جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ الجَزَاءِ.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 02:40 م]ـ
أخي الكريم عبد الرحمن ..
بارك الله فيك ووفقك للخير ..
لم تجبني مرة أخرى أخي الكريم حفظك الله على سؤالي، فأعيدهما لك مع تبسيط صيغة السؤال الأول منهما آملا أن تلحظ بنفسك ما عارض فيه قولُك قولَك ..
أولا: (هل) الإقسام على الله بالنبي صلى الله عليه وسم من الخلاف السائغ عندك؟
ثانيا وهو الأهم: إذا كان الضابط ما ذكرت أخي الكريم فإنه أمر نسبي، فما كان قريبا عند فلان لم يكن بذاك القرب عند علان، فالأمر بذلك لن ينضبط، ولا سيما أن كون الخلاف غير سائغ سيترتب عليه إنكار وعقاب كما تعلم، فكيف يضبط الأمر؟
وفي انتظار جوابك رحمك الله، أسأل الله عز وجل أن يفيض علينا من رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وجزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[05 - 01 - 05, 06:24 م]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن ..
سددك الله ووفقك للخير ..
أحببت أن أضيف شيئا بسيطا للسؤال الأول من سؤاليّ السابقين، ليكون بهذا الشكل:
أولا: (هل) الإقسام على الله بالنبي صلى الله عليه وسم من الخلاف السائغ عندك أو عند شيخ الإسلام؟
وفي انتظار جواب السؤالين إن شاء الله، يسر الله لك أمرك، وشرح لك صدرك، وبارك لك في عمرك، ورفع في الدنيا والآخرة قدرك.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[08 - 01 - 05, 12:51 ص]ـ
- - -
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لما فيه رضاه ..
- - -
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[06 - 03 - 05, 03:00 م]ـ
خلاصة البحث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27412
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[ماهر]ــــــــ[23 - 10 - 05, 11:52 ص]ـ
اللهم احفظ جميع رواد هذا الملتقى، وأقول كما أخي الأزهري السلفي
الحمد لله وحده ...
شَيْخَنَا الجَلِيلَ، دُرَّةَ هَذَا المُلْتَقَى: أَبَا عُمَرَ الفَقِيهَ الغَامِدِيَّ.
جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ الجَزَاءِ
ـ[زياد عوض]ــــــــ[23 - 10 - 05, 02:49 م]ـ
هل التوسل من مسائل العقيدة:
وسئل -جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء-: عن التوسل هل هو من مسائل العقيدة؟.
فأجاب – حفظه الله تعالى – بقوله: التوسل داخل في العقيدة، لأن المتوسل يعتقد أنّ لهذه الوسيلة تأثيراً في حصول مطلوبه، ودفع مكروهه؛ فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة؛ لأنّ الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أنّ له تأثيراً فيما يريد.
فتاوى اين عثيمين ج 2
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[23 - 10 - 05, 02:51 م]ـ
هل هذا السند صحيح ام لا؟
----------------------
أخرج الحافظ ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق الحافظ أبو الحسن بن بشران قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بنا سنان العوقي ثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة قال قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً? قال "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه".
-------------------
شكرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/496)
ـ[أحمد يس]ــــــــ[23 - 10 - 05, 05:29 م]ـ
السلام عليكم:
سبق الكلام على هذا الحديث هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24050
وهنا أيضا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17351
وقد ذكر الأخ "الأزهري الأصلي" أنه أرسل لموقع "الإسلام اليوم"بشأن الحديث فرد عليه الشيخ/ د. عبد الله بن محمد القناص (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
قال:
حديث ميسرة الفجر أخرجه أحمد ح (20596) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا منصور بن سعد عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله متى كتبت نبياً؟ قال: " وآدم عليه السلام بين الروح والجسد "وهذا إسناد قوي لكن اختلف فيه على بديل بن ميسرة فرواه منصور بن سعد عنه هكذا، وخالفه حماد بن زيد فرواه عن بديل عن عبد الله بن شقيق، قال: قيل يا رسول الله ولم يذكر ميسرة، وهناك وجوه أخرى من الاختلاف، ينظر الإصابة (6/ 144)، وأخرجه الإمام أحمد ح (16623): حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا حماد عن خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، عن رجل، قال: قلت: يا رسول الله متى جعلت نبياً؟، قال: " وآدم بين الروح والجسد "، وإسناده صحيح. وصححه الحافظ في الإصابة.
وأما السياق المطول لحديث ميسرة الذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى وعزاه لابن الجوزي في كتابه " الوفا بحقوق المصطفى " فيلاحظ عليه ما يأتي:
1 - قوله: وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبي الفرج بن الجوزي، وهذا خلل ظاهر، فأبو الحسين بن بشران توفي سنة 415 هـ، وابن الجوزي ولد سنة510 هـ، وتوفي 597 هـ، وقد يكون صواب العبارة: رواه ابن الجوزي من طريق أبي الحسين بن بشران.
2 - الحديث رواه البيهقي عن أبي الحسين بن بشران باللفظ المختصر الذي اتفقت عليه جميع روايات الحديث قال البيهقي في دلائل النبوة (1/ 84): أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ببغداد، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، قال: حدثنا محمد بن سنان العوقي، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة الفجر، قال: قلت: يا رسول الله، متى كتبت نبياً؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد. "، وإسناد البيهقي يوضح أنه ليس هناك واسطة بين أحمد بن إسحاق بن صالح، ومحمد بن سنان العوقي، كما جاء في السياق المطول المنقول عن ابن الجوزي، وبهذا يتضح أن محمد بن صالح مقحم في الإسناد، ومحمد بن عمرو هو: ابن البختري بن مدرك بن أبي سليمان أبو جعفر الرزاز ثقة، له ترجمة في السير (15/ 385)، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان له ترجمة في سؤالات الحاكم للدارقطني (ص: 90) قال: لا بأس به.
3 - رواية البيهقي توضح أن رواية أبي الحسين بن بشران موافقة لروايات الحديث الأخرى، باللفظ المختصر، وأما السياق المطول والمشتمل على غرابة ونكارة فيظهر أن العلة فيه ما بين ابن الجوزي وأبي الحسين بن بشران، فقد يكون هناك أحد الرواة أدخل هذه الزيادة في الحديث، وكتاب الوفا لابن الجوزي المطبوع بين أيدينا مجرد من الأسانيد. انتهى مختصرا.
قلت (أحمد يس):
كل مشكلة السند السابق وجود محمد بن صالح فيه كما هو التحقيق ولكن ورد إشكال وهو:
نقل الشيخ شمس الدين عبد الله محمد بن النعمان المراكشي (ت:683 هـ) في كتابه (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) (طبعة دار جوامع الكلم بتحقيق الدكتور عبد العظيم فتحي خليل والأستاذ محمد عبد الرحمن الشاغول) إسناد الحافظ ابن بشران وليس فيه "محمد بن صالح" ونص كلامه كما في صفحة 23:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله السلامي قال أخبرنا محمد بن ناصر السلامي عن أبيطاهر محمد بن أحمد بن قيداس عن أبي الحسين بن بشران قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو قال ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح قال حدثنا محمد بن سنان العوقي إلى آخر السند والمتن.
فما علة هذا الإسناد والمتن بارك الله فيكم؟
اعلم أن الملتقى سيغلق اليوم لكن أحببت الطرح ولا ضير أن تكون الإجابة بعد شهر رمضان إن شاء الله تعالى وتقبل الله منا جميعا.
أخوكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 05, 03:06 ص]ـ
تجد الكلام على هذه الرواية الشاذة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=118227#post118227
ـ[أحمد يس]ــــــــ[05 - 11 - 05, 04:36 م]ـ
السلام عليكم:
أرجو الرد على هذا الكلام:
كل مشكلة سند الحديث السابق وجود محمد بن صالح فيه كما هو التحقيق ولكن ورد إشكال وهو:
نقل الشيخ شمس الدين عبد الله محمد بن النعمان المراكشي (ت:683 هـ) في كتابه (مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام) (طبعة دار جوامع الكلم بتحقيق الدكتور عبد العظيم فتحي خليل والأستاذ محمد عبد الرحمن الشاغول) إسناد الحافظ ابن بشران السابق وليس فيه "محمد بن صالح" ونص كلامه كما في صفحة 23:
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله السلامي قال أخبرنا محمد بن ناصر السلامي عن أبيطاهر محمد بن أحمد بن قيداس عن أبي الحسين بن بشران قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو قال ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح قال حدثنا محمد بن سنان العوقي إلى آخر السند والمتن.
فما علة هذا الإسناد والمتن بارك الله فيكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/497)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الله فيكم أخي الكريم
ومن قال بأن مشكلة الحديث السابق هو وجود محمد بن صالح فقط؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[07 - 11 - 05, 04:40 م]ـ
أخي الفاضل:
هل من الممكن التفصيل في علل الحديث الأخرى غير "محمد بن صالح" والكلام حوله؟
وبارك الله فيكم.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[12 - 11 - 05, 11:23 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 05, 11:44 م]ـ
العلل الأخرى هي الشذوذ والنكارة.(29/498)
طعون المبتدع الهارب محمود في معاوية - رضي الله عنه - والرد عليها
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 11:01 م]ـ
يوضع هنا جميع ما ذكره المبتدع الهارب محمود في حق الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -.
=============
وأقدم لهذا بما قاله الأشعري - رحمه الله - " إمام محمود كما يزعم! " في حق هذا الصحابي؛ لنرى هل هو صادق (حتى) في أشعريته التي يفتخر بها؟!
أم أنه يتستر بهذا أمام الناس ويُخفي عقيدة الشيعة أعداء الصحابة - قبحهم الله -؟
يقول الأشعري في " الإبانة " (ص 190 - 191، ط دار البيان دمشق): (فأما ما جرى بين علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم؛ فإنما كان على تأويل واجتهاد، وعلي الإمام، وكلهم من أهل الاجتهاد، وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة؛ فدل على أنهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم.
وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما؛ كان على تأويل واجتهاد. وكل الصحابة مأمونون غير متهمين في الدين؛ وقد أثنى الله ورسوله على جميعهم، وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم، والتبري من كل من ينقص أحدًا منهم. رضي الله عن جميعهم). اهـ كلام الأشعري؛ وهو صريح في التبرؤ من محمود وأمثاله ممن يتسترون بالأشعرية زورًا.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:16 ص]ـ
بوركتم شيخنا الخراشي حفظه الله.
وأما النكد المسمى بمحمود سعيد:
فيقال له: هل رضي الله عن معاوية أم لا؟ إن قال: نعم رضي عنه بنص الآية، ولأنه يدخل في جملة من رضي الله عنهم.
قلنا له: صدقت في ذلك؛ فالله سبحانه وتعالى رضي عن معاوية.
ولكن سألناه: هل يجوز لعن وسب وتكفير من رضي الله عنه؟ إن قال: لا؛ قلنا: لكن لعنت معاوية تبعًا لشيخك الذي لعنه وكفره.
وإن قال نعم يجوز لعن من رضي الله عنه؛ قلنا له: كفرت؛ لأنك خالفت حكم الله واخياره وقدره ورضاه ولم ترض بشيئ من ذلك.
وللحديث بقية.
لكن ليكن معلومًا لدينا: أن الغماري يقول: وما الكلب والخنزير إلا إلهنا، ويقول: فرعون مؤمن.
ويدافع محمود سعيد عن الغماري.
وأقول:
يا عابد الخنزير لو أبصرتنا ................... لعلمت أنك في العبادة تلهث.
ودمتم يا أهل الحديث سالمين.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 01 - 05, 03:25 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله!
ما كنت أود أن ينساق الإخوة وراء تهربات وتشتيتات الأستاذ محمود، الذي ترك موضوعنا الأصلي وفتح كل هذه المواضيع، وقد بيّنتُ أصول هروب الرجل في الرابط التالي: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25321
ولكن!! لكلٍّ وجهة نظر في توجيه الحوار، ولستُ مشرفا حتى أُلزم غيري برأيي .. والعكس هو الحاصل!!
أما وقد حصل هذا .. فيؤسفني القول أنني انتظرتُ إجابة محددة طال انتظارها ولم تأتِ من الأستاذ محمود، وهي في تحديد موقفه من تصريح أحمد الغماري بلعن الصحابي الجليل معاوية ورميه بالنفاق والكفر!! وتوقعتُ أن أجد من الأستاذ تبرؤا سريعا شأن كل مسلم سني ذي ديانة وتقى، ولكن .. !
طال العهد ولم أر إلا تأصيلات ومقدمات شيعية قديمة من الأستاذ حول معاوية رضي الله عنه، ففهمتُ موقفه، وكم آلمني ذلك من منتسب للأشعرية -التي يسبها الغماري- والصوفية والشافعية، مخالفا بذلك أئمته في الثلاثة كلها!! فضلا عن أهل السنة أصحاب الحديث، وأصحاب الفقه، الذي يدعي مبالغةً ووَهْماً (في أحسن الظن) جمع الغماريين للمدرستين!!
عودا لموضوع الصحابي المظلوم معاوية رضي الله عنه .. فأقول إن التأصيل والبناء أجدى من الترقيع والرد، خاصة أن شبهات الرافضة -ومن تلوث بفكرهم كأحمد الغماري، ومن تأثر به كالأستاذ ممدوح- أضحت مكررة معروفة، وهناك كتب وأشرطة ومنتديات ومواقع خاصة في تزييفها، كموقع الدفاع عن السنة ..
بيد أني سأشارك في تأصيل فضل معاوية على نهج المحدثين، ولي رسالة خاصة لما تكتمل في ذلك، أثنى عليها بعض مشايخي الذين رأوا مسودتها، كالشيخ المحدّث سعد الحميّد حفظه الله، وسُرَّ بمنهجها وحثني عليها شيخي الإمام المحدّث عبدالقادر الأرناؤوط رحمه الله، وغيره.
فأستعين بالله وأنزل المسودة هنا، وكثير من أبحاثها مكتمل، أرجو بذلك استباق الأجر، ودعوات الإخوة المحبين، وسيجدوا فيها كثيرا من الردود والتحريرات في أمور معاوية رضي الله عنه، وقد أنزلتُ يسيرا منها في هذا الملتقى في منتدى العلوم الشرعية، ومنها رد على فرية الغماري على معاوية بشرب الخمر هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24835&page=4&pp=15&highlight=%CD%D3%ED%E4+%E6%C7%DE%CF ، والتي لم يعتذر منها الأستاذ محمود ممدوح (على قاعدته التي استعملها معي في شأن قذف الغماري للكتاني، مع أني أسندتُ وأحلت!)، وكذا قضية سب معاوية لعلي التي أوهم أن مسلما احتج بها.
وارتأيتُ تنزيل الكتاب على ملف وورد 2003 تسهيلا لاستفادة الإخوة، والهدف نصرة السنة إن شاء الله، سائلا الله الإخلاص والنفع والقبول.
وأسعد بملاحظات الإخوة وإفاداتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/499)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 04:35 م]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ زياد، وبورك فيكم على هذه المسوّدة التي فيها الرد العلمي المؤضل على من تجرأ على هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 01 - 05, 04:44 م]ـ
وإياك أخي الفاضل .. بانتظار ملاحظاتك
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:01 م]ـ
جزيت خيرا ياشيخ زياد وبارك الله في علمك.
وممن صنف في فضائل معاوية -رضي الله عنه - الشيخ العلامة فقيرالله المدراسي الهندي السلفي في كتابه (مفسق معاوية من الفرقة الغاوية) , رد فيه على أبي بكر بن شهاب با علوي.
والكتاب طبع في الهند قديما وعندي منه نسخة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:12 م]ـ
شكرا أخي الشيخ الفاضل، كيف لي أن أحصل على صورة من الكتاب المذكور، لأنني مهتم كثيرا بالمسألة ..
وأستفيد من أبحاثك وفوائدك الطيبة، وننتظر مواصلة تحقيقاتك الجيدة.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:12 م]ـ
جزيت خيرا ياشيخ زياد وبارك الله في علمك.
....
والكتاب طبع في الهند قديما وعندي منه نسخة.
جزاكم الله خيرًا مشايخنا الكرام.
وبوركت يا شيخنا محمد حفظك الله.
ولم أستطع أخي فتح الملف بصيغة الوورد وضعف خط الشبكة عندي، فأرجو أخي ضغطه بصيغة رار ووضعه لنا ثانية لنستطيع تنزيله بارك الله فيكم.
أخي أبو الوفاء حفظك الله:
ضع لنا هذا الكتاب على الملتقى بارك الله فيكم، مهما كلفك الأمر.
أو أرسله للمشرفين الكرام بارك الله فيكم، وهم يقومون بهذا العمل رجاء الأجر والمثوبة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:18 م]ـ
وهذا ملف مضغوط بالكتاب.
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:26 م]ـ
هؤلاء هم أهل السنة والحديث فجزاكم الله خيرًا يا أخي محمد وبارك فيك وحفظك على ضغطك للملف وقد أنزلته عندي بارك الله فيكم وشكر لك جهدك فيه.
ورضي الله عن معاوية وسائر الصحابة الكرام وبارك لنا فيهم وفي علمهم وما ورثوه.
ولعنة الله على من كفر بالله أو عَبَدَ غيره كالخنزير مثلاً بأي حجة كانت.
وكما قال راضي في بيته المقتبس:
يا عابد الخنزير لو أبصرتنا ........... لعملت أنك في العبادة تلهث!!
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:55 ص]ـ
جزا الله أخانا الكريم محمد زياد التكلة على مسودته المباركة في فضائل معاوية رضي الله عنه وسود الله وجوه منتقصيه في الدنيا على رؤوس الأشهاد وفي القيامة أخزاهم رب العباد. آمين
ـ[الحارثي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 01:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وبعد:
فجزى الله خيراً الإخوة الكرام على ما قالوه وذبهم عن أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وأرضاه.
ثم أقول: يكفي المبتدعة الذين يطعنون في أمير المؤمنين معاوية (فخراً)! أنه لم يسبقهم إلى الطعن فيه وفي غيره من الصحابة واتهامه بالنفاق سوى الرافضة والخوارج!
وأنا هنا لن أناقشهم في أحاديث أو أخبار يسهل عليهم الطعن فيها (لا لضعفها حقيقة بل لأنهم لا يتقون الله تعالى)! ولكني سأعرض لنقطتين رئيستين أتعجب كيف يمرون عليها وهم عنها معرضون!
1 - فإن المتواتر المجمع عليه عند المسلمين والرافضة ومن تبعهم أن أمير المؤمنين معاوية قد أظهر إسلامه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم بعدها. أي أن إسلامه او إظهاره للإسلام كان مجمعاً عليه متواتراً؛ فالأصل أنه مسلم! فكيف خرج عن هذا الأصل لديكم؟! إما أن يكون لديكم دليل قاطع متواتر مجمع عليه يزيل هذا الأصل، وإلا فلتكفوا عن النيل من هؤلاء الكرام! ونعني بالدليل القاطع شيئاً غير رواياتكم المتهافتة التي تنقلونها من كتب الرافضة أو تلك الأقوال التي قالها شيوخكم بل لا بد أن يكون إعلان من معاوية رضي الله عنه متواتر عنه أنه ارتد! أو إجماع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك أو كفر صريح صدر منه وتواتر عنه وأجمع على أنه بقي عليه! أو غير ذلك من أدلة قاطعة لا تقبل الشك! فلو تواتر عن معاوية رضي الله عنه أنه شرب الخمر -مثلاً-فإن هذا لا يدل على ردته عن الإسلام!! وهذا باتفاق بين المسلمين والرافضة والأشاعرة الذين اتبعوهم بإساءة!!! بغض النظر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/500)
عن قولهم في مرتكب الكبيرة وخلوده في النار بزعمهم!
2 - ومع عدم وجود دليل واحد على الطعن في دين أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه؛ فإن الأدلة على أنه كان مسلماً ومات مسلماً لا تحصى! ولن أذكر منها سوى ما تواتر وأجمع عليه الناس من مسلمين ورافضة وأشاعرة وغيرهم!
فإن أحداً لم ينقل نقلاً صحيحاً صريحاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه طعن في دين معاوية!.
كما أن أحداً لم ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن في دين معاوية رضي الله عنه.
بل لقد تواتر عنهم جميعاً أنهم وثقوا بمعاوية رضي الله عنه حيث ولاه عمر عثمان الشام، ولم يخلعه علي رضي الله عنه إلا عندما لم يبايعه.
أما أمير المؤمنين السيد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد استقال الأمة وبايع معاوية ابن أبي سفيان على الخلافة! -مع العلم بأن الحسن بن علي معصوم عند الرافضة- فكيف بايعه على الخلافة وفي دينه شك؟! ولماذا لم يقاتله؟! ولو افترضنا أن معاوية بدّل -كما يقولون- بعد الخلافة فلماذا لم يخرج عليه الحسن؟! ولو افترضنا أنه بدل بعد موت الحسن فلماذا لم يخرج عليه السيد الكريم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما؟!
هذان جوابان سريعان لكل عاوية على أمير المؤمنين معاوية! على كل منهم أن يتفكر فيهما ويتدبر!
وقبل أن أختم أحذر المبتدعة من أن يتبادر إليهم حديث (في أصحابي اثنا عشر منافقاً) لأننا سنسألهم مباشرة من أين عرفوا أن أحدهم معاوية؟! ثم سنسألهم عن البقية وكيف عرفوهم! مع العلم بأننا لا نؤمن (بالكشف)! ولا نؤمن بمعصوم سوى سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله! وهل غاب ذلك عن حذيفة كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين، وهل غاب عن عمر وعثمان الذين ولياه؟! وهل غاب عن الحسن الذي بايعه بالخلافة بعد أن كان هو الخليفة -ونذكر بأن الحسن كان معصوماً عند الرافضة-؟! وهل غاب ذلك عن الحسين كذلك؟! وهل غاب عن عائشة والزبير وطلحة؟! وهل غاب عن من وقفوا في صف معاوية؟! وهل غاب عن من وقفوا مع علي رضي اله عنهم أجمعين؟! سبحان الله! من وافقوه ومن خالفوه ومن قاتلوه كلهم لم يطعنوا في دينه ولم يذكر أحد منهم هذا الحديث ثم بعد خمسة عشر قرناً تكتشفون في معاوية ما لم يكتشفه معاصروه فيه؟! قليلاً من الحياء!
أسأل الله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منه وما بطن والحمد لله رب العالمين.(30/1)
الهارب محمود يزعم أن مسائل القبور - مهما كانت - هي من (الفروع) ... !!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 11:06 م]ـ
ردد الهارب في مقاله أن مسائل القبور - ولو كانت بدعية أو شركية! - هي من مسائل " الفروع " عند (العلماء قاطبة) - كما يقول!! وأن الوهابيين هم الذين أخرجوها من الفروع إلى الأصول! وهذا استغفال مضحك للقراء!
بيانه: أنه إن أراد بمسائل القبور: طريقة غسل الميت؛ وكيف يُصلى عليه؟ وكيف يُدفن؟ وما قد يُصاحب هذا من مخالفات؛ فكل عاقل يعلم أن هذه الأمور تُبحث في كتب الفقه في أبواب " الجنائز "
وأما إن أراد بمسائل القبور ما أحدثه سلفه المبتدعة القبوريين من صرف نوع من أنواع العبادة لها – وهو ما يريده! – فهذا كذب على أئمة الإسلام - رحمهم الله – ممن كانوا يُحذرون من هذه البدع والشركيات في مصنفاتهم المتنوعة – في التفسير أو شروح الأحاديث أوالكتب المفردة للمحدثات؛ إضافة إلى تنبيه بعضهم عليها في كتب " الجنائز ".
وانظر على سبيل المثال: تفسير القرطبي (2/ 58 و 10/ 380 - 381) حديثه عن ما يحدث عند القبور من بدع. والتمهيد لابن عبدالبر (1/ 168) حديثه عن النهي عن اتخاذ القبور مساجد. والزواجر للهيتمي (1/ 195)، وروح المعاني (17/ 212 - 213) رده على المستغيثين بالمقبورين، والفوز الكبير للدهلوي (ص 26)، وتقوية الإيمان للدهلوي، والحوادث والبدع للطرطوشي المالكي (ص 294 - 295).
و الباعث لأبي شامة .. وغيرها.
وللزيادة: انظر هذه الرسائل القيمة التي توضح كذب محمود:
1 - " جهود الشافعية في تقرير توحيد العبادة " للدكتور عبدالله العنقري.
2 - " عقيدة الإمام أبي حنيفة " للدكتور محمد الخميّس: وله أيضًا:
3 - " عقيدة الإمام مالك ".
4 - و " عقيدة الإمام الشافعي ".
5 - " جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية " للشمس الأفغاني – رحمه الله -.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[03 - 01 - 05, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم
أعذروني لجهلي ولكن عندي سؤال:
من الذي قسم الدين الإسلامي إلي فروع وأصول؟؟
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 02:03 ص]ـ
الذي صدر عنه أن أعلى درجات الإيمان قول لا إله إلا الله و ان أدنى ذلك مرتبة إماطة الآذى عن الطريق
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[03 - 01 - 05, 02:20 ص]ـ
لله دركم شيخنا سليمان الخراشي ..
لقد قمت بفضح المبتدعه زادك الله من فضله
ـ[المسلمي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ /جلمد
من أدلة الخير في هذه الأمة أنه مازال فيها من يسأل هذا السؤال الطيب
من الذي قسم الدين إلى أصول وفروع؟
بل ومن الذي له الحق في هذا التقسيم؟؟
ومن أعطاه سلطانا بهذا؟؟؟
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
الأخ / عبد الله
لقد تكرمت بذكر شعب الإيمان ولكن من سمى هذا أصلا وذاك فرعا بسلطان من الله؟؟
ـ[عبد الله]ــــــــ[03 - 01 - 05, 06:02 ص]ـ
الأخ المسلمي
لا أخالك تسوي بين الأمرين!!
و لا يسع أحد أن ينفي كون الشهادتين أصل لما دونهما من الشرائع.
و لا يخفى عليك أن في كتب أهل العلم عبارات مثل (أصل الإسلام) (أصل الدين) (أصول الاعتقاد) ... إلخ و هذا لم يأتي من فراغ
و من الممتنع وجود الأصل دون فرع
و هذا بديهي
على كلِ
هناك من اهل العلم من قال بهذا تفصيلاً
على رأسهم ابن تيمية رحمة الله عليه.
لو يفتح موضوع جديد بهذا الخصوص
حتى لا نشوش على بقية المشاركين
و فق الله الجميع
ـ[المشرف الفني]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:25 ص]ـ
الشيخ: سليمان الخراشي
لله درك على فضح هذا اللئيم المبتدع وجزاك الله خيرا على ما تقوم به من كشف عواره
هو ومن هم على شاكلته
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ /جلمد
من أدلة الخير في هذه الأمة أنه مازال فيها من يسأل هذا السؤال الطيب
من الذي قسم الدين إلى أصول وفروع؟
بل ومن الذي له الحق في هذا التقسيم؟؟
ومن أعطاه سلطانا بهذا؟؟؟
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
الأخ / عبد الله
لقد تكرمت بذكر شعب الإيمان ولكن من سمى هذا أصلا وذاك فرعا بسلطان من الله؟؟
الكل دين يجب العمل به عند المسلم الحريص.
لكن المتكاسل ربما قال: هذا واجب وهذا مستحب.
وقد قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.
وشكر الله لجلمد والمسلمي.
ونفع الله بالخراشي وعبد الله.
وغيركم من أهل الحديث والسنة
وأما عابد الكلب والخنزير فأقول له:
يا عابد الخنزير لو أبصرتنا ................ لعلمت أنك في العبادة تلهت.
طرفة: طلب رجل شيخه يعبد الخنزير أن يناظر رجلاً من أهل السنة؛ فترى في أي مكان كان يفعلان المناظرة؟ هل على الشبكة؟ أو بحضور الأستاذ خنزير (حتى لا يقال لي تأدب مع الخنزير) وربما أقيمت في (زر ... الخنازير) ما الكل (سلطة).
ودمتم بسلام
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[05 - 01 - 05, 05:03 م]ـ
الأخ محمد أحمد جلمد يقول:
أعذروني لشدة حرصي على الحق والفائدة من الذي قسم الدين الإسلامي إلي فروع وأصول؟
إليك بارك الله بك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18243(30/2)
متفرقات .. ومضحكات .. حول المبتدع الهارب!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 05:07 ص]ـ
ذكر الهارب أن أهل السنة وصلوا إلى مرحلة (التكفير الجماعي) - هكذا! -؛ مستشهدًا برسالة الشيخ المغراوي - حفظه الله - " المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات ".
وهذا كذب معلوم؛ لأن المغراوي بين خطأ المتأولين من المفسرين؛ وأن هذا مخالف لعقيدة السلف في الصفات؛ بعد أن بينها في مقدمة الكتاب.
ولم يتعرض لا لتكفير " جماعي " ولا " فردي "! كما زعم الكذوب.
============
من الأخطاء المضحكة التي تدل على حال الرجل ومقدار علمه قوله معرضًا بمعاوية رضي الله عنه ومن معه: (واستبدوا بالحكم، وحولوا الخلافة إلى ملك عضوض؛ فولوا يزيد الناصبي الظالم في وجود الحسن والحسين)!!!
قلتُ: أما الحسين رضي الله عنه فنعم.
وأما الحسن رضي الله عنه فقد توفي زمن معاوية كما هو معلوم لصغار الطلبة!! ولكن هذا مقدار علم المبتدع!(30/3)
صورة من قلة فهم، وجهل، وتحريف محمود سعيد ممدوح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 01 - 05, 07:02 ص]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسوله وآله، وصحبه أما بعد:
فقد بدأ محمود بمشاركته عندما جاء منتصرا لشيخه الهالك الغماري، وبدأ بنوع من التبرير لمخالفاته، محاولا أن يلبس على القراء أن ما حدث له قد حدث لغيره من العلماء بسبب العدواة المذهبية وكلام المعاصرين في بعض .. ، وتعامى ـ أعماه الله ـ عما في كتب شيخه من البلايا، والطوام، والزندقة، والشرك، والخرافات، ..
وجاء منافحا عنه بالباطل، وكان مما قاله في مقدم كلامه:
--------------------------------
ويمكن أن يكتفى بموقف الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه من الأئمة: البخاري، ومسلم، وابن كلاب، والكرابيسي ..
--------------------------------
فقلت له:
لعلك وهمت بذكر أحمد، فلم يقع للإمام أحمد مع البخاري، ومسلم شيئا،
، والفتنة التي وقعت للبخاري كانت بعد موت أحمد،
وأرى أن من الظلم أن يقرن البخاري مع ابن كلاب!
فهل تريد أن توهم أن كلام من تكلم في الغماري ككلام من تكلم في البخاري؟!
ولا أدري لماذا قلت موقف أحمد وأصحابه .. الخ
مع أن الموقف هو موقف أهل الحديث بالنسبة لابن كلاب، والكرابيسي وغيرهم من أهل البدع، وأهل الرأي.
وبالنسبة للفتنة التي وقعت للبخاري فلها ملابساتها، ولا تخفى على طلبة العلم، قد تقدم في صفحات الملتقى شيء من ذلك.
=================================
وكان ما ذكرتُ له من وهمه في مسألة البخاري .. ينبغي مقابلته بالرجوع إلى الحق،
وما ذكرت له من خطأ قرنه لإمام من أئمة السنة "البخاري" مع ابن كلاب،
وكذا اقتصاره في نسبته القول لأحمد، وأصحابه بالنسبة لابن كلاب، والكرابيسي وغيرهم من أهل البدع، وأهل الرأي .. الخ
فما كان منه إلا أن عاد إلينا بشيء عجيب، وتأويل غريب في قصة أحمد والبخاري التي زعم،
وجاء بنقول منتقاة، ومبتورة تأيد إمامة ابن كلاب والكرابيسي!، وأن موقفهم، ومذهبهم هو مذهب أهل السنة والحديث!، وكان يتكلم بتعالي عجيب، وانطلق كعادته يلتقط كليمات من هنا، وهناك تؤيد ما شطح به ـ بعد تهذيب ما يخالف ما يريد ـ!
وفاته أنه يتكلم في منتدى علمي يقرأ طلاب علم لا يخفى عليهم طرق سلفه في التلفيق، والكذب، مع ما وهبهم الله من جهل في معرفة أقوال أهل السنة، ومخالفيهم ..
وهذا تبيين كلامه، وتزييفه:
وإن كان في الحقيقة لا يستحق التعليق، لكن هو صورة من صور تلبيس وجهل أصحاب الأهواء.
فأقول:
قال محمود ـ بعد تأويل عجيب لما رددتُ عليه خطأه ـ في أمر يسيرـ في زعمه أن أحمد أنكر على البخاري .. الخ ـ
: المقصود الموقف، والمنهج، فافهم!.اهـ.
قال السديس:
هذا اللفظ الذي ذكرتَ: ويمكن أن يكتفى بموقف الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه من الأئمة: البخاري، ومسلم.
وهو صريحٌ بأنك تظن أن أحمد كان له موقف من البخاري، فلما أوقفتك على وهمك، فزع لمراجعة كثير من الكتب لعله يجد شيئا! فلما لم تجد شيئا يسانده فيها = فزع إلى التأويل المزعوم، واستنكف عن الرجوع عن خطئه.
وهو كمن يقول: ويمكن أن يكتفى بموقف أبي بكر الصديق، والصحابة ـ رضي الله عنهم ـ من القدرية. فلما قيل له: القدرية لم تحدث إلا بعد الصديق بزمن.
قال: المقصود من الكلام شدتهم في إثبات القدر، واتباعهم للسنة ..
: فالمقصود الموقف والمنهج، فافهم.!
وتذكرتُ كلمة للإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ: ما أوردت الحق، والحجة على أحد، فقبلها مني = إلا هبته، واعتقدت مودته، ولا كابرني أحد على الحق، ودفع الحجة الصحيحة إلا سقط من عيني، ورفضته.
ثم قال لي محمود: وأقول لك ياسديس: الكرابيسي وابن كلاب شيخا البخاري، والبخاري إمام أهل الحديث، ولا تتسرع وتمهل، وافهم.اهـ.
قال السديس:
أولا: لا يلزم من كون الإنسان تتلمذ على شيخ أو سمع منه أن يكون موافقا لما هو عليه بل قد لا يعلم عنه، وقد لا يظهر بدعته إلا بعد مدة،
وابن حجر ـ لسان 2/ 563 ـ قال في الكرابيسي: يقال: إنه من جملة مشايخ البخاري.
وثانيا: من أين لك أن ابن كلاب شيخاً للبخاري! إن زعمت أن أخذتها من كلمة ابن حجر في الفتح: وأما المسائل الكلامية فأكثرها من من الكرابيسي وابن كلاب .. الخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/4)
فأقول: مع بطلان هذا الكلام، ـ وسيأتي تفنيده ـ ليس صريحا أنه شيخه، أو أخذ عنه، ولم أجد أحدا ممن ترجم لابن كلاب، ولا للبخاري ذكر ما زعمت.
ولو كان تلميذا له لتوجت بها ترجمته،
ومعلوم أن مذهب البخاري، ومنهجه ينافي أن يجالس مثل ابن كلاب، أو يتتلمذ عليه،
ولو فعل ـ وحاشاه ـ لما سَلِمَ من كلام أئمة الحديث، فقد كانوا ينكرون على من جالس أهل الرأي! وكلامهم مشهور، فكيف بمن جالس رؤوس أهل البدع!.
ومما يدل أيضا على عدم فهمك لكلام ابن حجر عدم التفاتك لما قبله، وبعده؛ فكلام ابن حجر جاء في معرض الرد على الكرماني في تهجمه على البخاري في أنه لا يراعي حسن الترتيب ... الخ
فقال: مع أن البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله عن أهل ذلك الفن كأبي عبيدة، والنضر بن شميل، والفراء، وغيرهم، وأما المباحث الفقهيه فغالبها مستمدة له من الشافعي وأبي عبيد، وأمثالهما، وأما المسائل الكلامية .. الخ
ومعلوم أن أبا عبيدة والنضر، والفراء، والشافعي، ليسوا من شيوخ البخاري،
فبطل بذلك احتجاجك بهذا النقل، مع ما فيه من علات.
ثم فزع محمود بالنقل (المنتقى) لإثبات إمامة الكرابيسي، وأن مذهبه حق، وأنه كالبخاري الخ
-------------
فقال [محمود]: قال ابن عبد البر في الانتقاء:وكانت بينه [الكرابيسي] وبين أحمد بن حنبل صداقة وكيدة .. الخ
-------------
قال السديس: لماذا لم تكمل النقل المتصل به، وهو:
وحكى داود في كتاب الكافي: أن هذا كان مذهب الشافعي، وأنكر ذلك أصحاب الشافعي وقالوا: هذا قول فاسد ما قاله الشافعي قط!.
أو نقلتَ ما اشتهيت، وتركت الذي عليك!.
ثم أقول: ما ذكر ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ من أن بين أحمد، والكرابيسي: صداقة وكيدة .. الخ = فيه نظر، وخذ ما ينقضه:
قال ابن عدي في الكامل 2/ 365:
حدثنا بن أبي عصمة ثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أبا نصر بن عبد المجيد يسأل أحمد بن حنبل، فقال: تعرف حسين الكرابيسي؟
فقال: لا أعرفه عافاك الله، فقال: يا أبا عبد الله يزعم أنه كان يناظرك عند الشافعي، وكان معكم عند يعقوب بن إبراهيم بن سعد! فقال: لا أعرفه بالحديث، ولا بغيره.
السنة لعبدالله بن أحمد 1/ 165:
سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء، وهو كلام الجهمية، قال له إن الكرابيسي يقول: هذا فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله: يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو يقال مخلوق، أو غير مخلوق.
قال سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث؟ فقال: ما أعرفه، وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد؟
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد؟
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم، ولا غيره، وما أعرفه.
* سألت أبا ثور إبراهيم بن خالد الكلبي عن حسين الكرابيسي، فتكلم فيه بكلام سوء رديء
، وسألته هل كان يحضر معكم عند الشافعي ـ رحمه الله ـ فقال: هو يقول لنا ذلك، وأما أنا فلا أعرف ذلك، أو نحو هذا من الكلام.
* قال: وسألت الحسن بن محمد الزعفراني عن حسين الكرابيسي؟
فقال: نحو مقالة أبي ثور
، وقال لي حسن في اختلافه إلى الشافعي ـ رحمه الله ـ مثل قول أبي ثور. اهـ
قلت: هل يكفيك هذا لإبطال هذا الزعم؟!
------------------
ثم قال محمود: انظر لقول ابن عبد البر ((وطبقاتهم))، فطائفة كبيرة من أهل الحديث كانوا على طريقة الكرابيسي.
------------------
قال السديس: ما دام أنك استحسنت هذا الكلام، وترى صحته، وأنا أزعم أنه باطل، فهل تستطيع أن تسمي لنا هذه الطائفة من أهل الحديث! التي تزعم، أو بعضها!
بل الذي في كتب العقيدة، والتأريخ، والتراجم أن أهل الحديث تركوا الكرابيسي، وهجروه، وبدعوه .. ! وقد اطلعتَ على: هذه العبارة في الميزان واللسان: (ومقت الناس حسينا ـ الكرابيسي ـ)؛ لأنك نقلت ما قبلها وتركتها.
وهذا تجاهلته، أو جهلته، ولو كان ما فهمتَه حقا لمقت الناس طائفة كبيرة من أهل الحديث!!.
وخذ هذا النقل:
قال ابن حجر في الفتح 13/ 492:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/5)
وجمع بن أبي حاتم أسماء من أطلق على اللفظية أنهم جهمية، فبلغوا عددا كثيرا من الأئمة، وأفرد لذلك بابا في كتابه الرد على الجهمية.
وانظر: ما ذكره الأئمة كاللالكائي، والسجزي، وغيره عن أهل الحديث في ذلك.
قال شيخ الإسلام في الفتاوي 12/ 573: (الثالث) التلاوة الظاهرة من العبد عقيب حركة الآية فهذه منهم من يصفها بالخلق وأول من قال ذلك فيما بلغنا حسين الكرابيسى وتلميذه داود الأصبهاني، وطائفة، فأنكر ذلك عليهم علماء السنة في ذلك الوقت، وقالوا فيهم: كلاما غليظا، وجمهورهم ـ وهم اللفظية عند السلف ـ الذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوق، أو القرآن بالفاظنا مخلوق ونحو ذلك، وعارضهم طائفة من أهل الحديث والسنة كثيرون، فقالوا: لفظنا بالقرآن غير مخلوق والذي استقرت عليه نصوص الإمام أحمد، وطبقته من أهل العلم:
أن من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو: جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو: مبتدع،
هذا هو الصواب عند جماهير أهل السنة أن لا يطلق واحد منهما كما عليه الإمام أحمد، وجمهور السلف؛ لأن كل واحد من الإطلاقين يقتضى إيهاما لخطأ .. الخ
-----------------
قال محمود: والبخاري، وابن كلاب وغيرهم
----------------
قال السديس: يدل أنك لم تعرف المسألة جيدا، وإنما تلقطت ألفاظا من هنا، وهناك، دفاعا عن خطئك لما بينتُ جهلك
قال البخاري: يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والمدينة ومكة والبصرة إني قلت: لفظي بالقرآن فهو كذاب فإني لم أقل هذه المقالة إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة.
اعتقاد أهل السنة2/ 359 وتاريخ بغداد 2/ 32، وتاريخ دمشق52/ 96، وسير النبلاء12/ 458.
وليس من غرضي الآن الكلام في ذي المسألة، فقد فصل فيها شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض، والفتاوي، وتلميذه ابن القيم كما في مختصر الصواعق بما لا مزيد عليه، وكتب فيها سليمان العسيري من المعاصرين في ترجمته للذهلي، وأفردها برسالة
(وأعلم أنه لا يعجبك ذكر ابن تيمية وتلميذه .. لكن هم القوم رغم أنوف المبتدعة:
وإن رغمت أنوف من أناس * فقل يارب لا ترغم سواها.
---------------
وأما قول محمود: وابن كلاب
---------------
قال السديس: هذا والله يدل على جهلك، فانظر ما قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين عنه في هذه المسألة، وما ذكر في كتب العقائد، والملل، وقارنه بما نسبه لأهل الحديث، تعلم سعة اطلاعك في ذا الباب.
------------------
وقال محمود ـ بعد أن ذكر شيئا منتقى في الثناء على الكرابيسي ـ:
فالكرابيسي إمام في أصول الدين، إمام في الفقه وأصوله، نظار يصاول وينافح، ويتتلمذ له الكبار كالبخاري، وناهيك به مكانة، فلله در الكرابيسي.
------------------
قال السديس: تركت نقولا أكثر بكثير مما ذكرت، لأئمة هم أولى، وأعلم، وأمكن ممن نقلت عنه،
فهاك وجها آخر من النقول في الكرابيسي تبين لك سعة اطلاعك،، وتلبيسك، ومدى إنصافك:
قال ابن رجب في شرح العلل2/ 892: وقد تسلط كثير ممن يطعن في أهل الحديث عليهم بذكر شيء من هذه العلل، وكان مقصوده بذلك الطعن في أهل الحديث جملة، والتشكيك فيه، أو الطعن في غير حديث أهل الحجاز، كما فعله حسين الكرابيسي في كتابه الذي سماه بكتاب المدلسين ... [ينظر بعده كلام أحمد، وأبي ثور.]
قال المروذي قلت: لأبي عبدالله إن الكرابيسي يقول: من لم يقل لفظه بالقرآن مخلوق فهو كافر؟ فقال: بل هو الكافر.
وقال: ثار بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي، وقال لي: هذا قد تجهم، وأظهر الجهمية ينبغي أن يحذر عنه، وعن كل من اتبعه. طبقات الحنابلة 1/ 149.
قال الخطيب البغدادي في تاريخه 8/ 64:
أخبرنا محمد بن الحسين القطان حدثنا أبو سهل بن زياد حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال سمعت يحيى بن معين: ـ وقيل له إن حسينا الكرابيسي يتكلم في أحمد بن حنبل ـ فقال: ومَن حسين الكرابيسي لعنه الله! إنما يتكلم في الناس أشكالهم ينطل حسين، ويرتفع أحمد.
قال جعفر: ينطل يعني: ينزل، وهو الدردي الذي في أسفل الدن.
وفي ميزان الأعتدال 2/ 300 زيادة: وقال: ما أحوجه إلى أن يضرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/6)
وقال الخطيب أيضا 8/ 65: أخبرنا محمد بن عمر النرسي أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا أحمد بن محمد بن مظفر قال: حدثني أبو طالب قال: سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول: مات بشر المريسي، وخلفه حسين الكرابيسي.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان قال: قال لي عمي: وسألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن الكرابيسي؟ فقال: مبتدع.
قال ابن حبان في الثقات 8/ 189:
عن حسين الكرابيسي: وكان ممن جمع وصنف ممن يحسن الفقه، والحديث ولكن أفسده قلة عقله فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علما يقتدى به، ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه.
قال الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 202:
ووجدت في بعض كتب أبي حاتم محمد بن إدريس ابن المنذر الحنظلي الرازي ـ رحمه الله ـ مما سُمع منه يقول: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، وترك النظر في موضع بدعهم والتمسك بمذهب أهل الأثر مثل: أبي عبد الله أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم وأبي عبيد القاسم بن سلام والشافعي ولزوم الكتاب والسنة والذب عن الأئمة المتبعة لآثار السلف، واختيار ما اختاره أهل السنة من الأئمة في الأمصار مثل:مالك بن أنس في المدينة الأوزاعي بالشام والليث بن سعد بمصر وسفيان الثوري وحماد بن زياد بالعراق من الحوادث مما لا يوجد فيه رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وترك رأي الملبسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين، وترك النظر في كتب الكرابيسي، ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه، وشاجر [دونه] مثل: داود الأصبهاني، وأشكاله، ومتبعيه.اهـ
وفي لسان الميزان 2/ 563: وذكر بن أبي حاتم: من عدة طرق،
عن أحمد: أنه رمى الكرابيسي برأي جهم، وكذا عن أحمد بن صالح المصري، وأحمد، ويعقوب الدورقيين، وأبي ثور، وأبي همام الوليد بن شجاع، والزعفراني، وأحمد بن سنان في آخرين. اهـ.
قال السديس: وتقدم تكذيبُ أحمدَ وأبي ثورٍ والزعفرانيِّ للكرابيسي في حكاية الشافعي= فهذا يا محمود أفندي!
الإمام الذي لله دره!!
قد حكي: كفره، ولعنه، وتخبيثه، وبدعته، ورميه برأي جهم، واتهامه بالكذب، واتهامه بقلة عقله، واستحقاقه للضرب! وغير ذلك.
من أئمة كبار لا منازعة في إمامتهم، وتقدمهم، وفضلهم.
-----------------
وأما نقل محمود قول الحافظ: وأما المسائل الكلامية فأكثرها من الكرابيسي، وابن كلاب ونحوهما.
----------------
قال السديس: هذا فيه نظر ظاهر، فمقالات ابن كلاب التي وافق فيها الحق، وعليها أئمة أهل السنة، فالبخاري ليس بتابع له، وكتب البخاري ليس فيها من مسائل ابن كلاب، وبدعه شيء، ومن زعم فليثبت ذلك، بل فيها خلاف قوله، بل والرد عليه كما في مسألة الصوت.
قال الإمام أبو نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد ص80: اعلموا ـ أرشدنا الله وأياكم ـ أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب، والقلانسي، والصالحي والأشعري، وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة، وهم معهم بل أخس حالا منهم .. وينظر ما بعده.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي6/ 528: وليس من طوائف المسلمين من أنكر أن الله يتكلم بصوت إلا ابن كلاب ومن اتبعه كما أنه ليس في طوائف المسلمين من قال: إن الكلام معنى واحد قائم بالمتكلم إلا هو ومن اتبعه .. [ينظر ما قبله وما بعده].
المقصود من ذا أن البخاري رد على من أنكر الصوت في أبواب صحيحه، وفي خلق أفعال العباد، فكيف يزعم أنه أخذ منه؟!.
وينظر: مختصر الصواعق 4/ 1387 من أراد التوسع.
--------------------------
قال محمود: وبعد ياسديس: فقد أخطأت وتسرعت في رميك الكرابيسي، وابن كلاب بالابتداع.
--------------------------
قال السديس: تقدم بعض الكلام على الكرابيسي، وأما ابن كلاب: فله بدعة في كلام الله لم يسبقه إليها أحد من العالمين ـ وله غيرها ـ، كما أن الكرابيسي أيضا: قد ابتدع بدعة ما سبق إليها ..
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ص5:
اختلف المسلمون عشرة أصناف: الشيع والخوارج والمرجئة والمعتزلة والجهمية والضرارية والحسينية والبكرية والعامة وأصحاب الحديث والكلابية: أصحاب عبد الله بن كلاب القطان. اهـ
وذكر عنه في الكتاب تفصيل قوله ..
والكلابية مذهب مشهور منسوب إليه، محكي قولهم في كتب الملل، والعقائد، والتراجم، وشروح الحديث بكثرة كاثرة، لا يجهله صغار طلبة العلم!
لكن من كان في شغل عنها بتعظيم شيوخ يعظمون شاربي الأبوال، وآكلي العذرات، ويعدونها من المناقب، والمفخرات = لا بد أن يجهل ذلك.
وختاما أقول: وبعد يا محمود فقد أخطأت، وتسرعت في تخطئتي، وناديت على نفسك بالجهل بأقوال العلماء، ومذاهبهم، وعدم تمييزك بين أهل السنة والحديث، والمبتدعة، وكشفت لنا وجها من تحريفك للنقول، ووجها من عدم فهمك لكلام أهل العلم.
هذا، واستغفر الله على ما فات من الوقت على قراءة كلامك، والرد عليه. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/7)
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[04 - 01 - 05, 06:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عبدالرحمن على هذا الرد المحكم.وننتظر المزيد.
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[04 - 01 - 05, 09:29 ص]ـ
جزالك الله خير الجزاء شيخنَا الكريم ..
فقد بهرتنا بهذا التحرير البديع ..
ـ[ابن نائلة]ــــــــ[04 - 01 - 05, 12:41 م]ـ
أخي الحبيب،،،،
أسأل الله تعالى أن يبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يثقل بما كتبت موازين أعمالك
تابع أحسن الله إليك، في كشف ما في كتبه ومؤلفاته من شرك وبدع
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[04 - 01 - 05, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي فضيلة الشيخ السديس وسدد خطاك , وبارك لك في وقتك , وأطال عمرك , ونفع بك البلاد والعباد.
فقد أتيت الموضوع من جميع جوانبه , وأوصدت في وجه هذا المبتدع العنيد الهارب جميع المنافذ , فلم يبق من بياض وجهه إلا السواد , سود الله وجهه , وأخلفه بفتنة عمياء تصمه.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[بن خميس]ــــــــ[04 - 01 - 05, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي فضيلة الشيخ السديس وسدد خطاك , وبارك لك في وقتك , وأطال عمرك , ونفع بك البلاد والعباد
واخزى الله محمود سعيد ممدوح ورد كيده في نحره
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:38 ص]ـ
جزاك الله أخي السديس على هذه الفوائد الجيدة ..
وسبحان الله! من رقّع باطله بباطل فإنما يزيد على نفسه الإيرادات والمزالق ويفتح عليها أبواب الانتقادات والبوائق!! ولو أراد الإنسان أن يتتبع مثيلات ذلك من تلبيسات وتدليسات ومغالطات الأستاذ محمود لطال عليه الأمر!! فانظروا كيف يودي التعصب بصاحبه!!
هداه الله وإيانا جميعا سواء السبيل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 01 - 05, 04:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأرشد من لا يعرف كثيرا من تخبيط هذا المبتدع الضال إلى اقتناء كتب الشيخ المحقق الناقد/
أبي معاذ طارق بن عوض الله:
طليعة فقه الإسناد وكشف حقيقة المعترض على الأئمة النقاد.
صيانة الحديث وأهله من تعدي محمود سعيد وجهله.
ردع الجاني المتعدي على اللباني.
وقد طبعت هذه الكتب الثلاثة الطبعة الحديثة، مجموعة في مجلد واحد في دار المحجة، وصدر عام 1424هـ.
أقول: من اطلع على هذه الكتب عرف مبلغ هذا الأفاك من الدجل، والجهل، والبدعة.
نسأل الله أن يجزيه بسوء عمله، ويريح العباد من شره.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[12 - 01 - 05, 12:56 م]ـ
حول الكرابيسي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25663
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 02:06 ص]ـ
لله درك يا شيخ عبدالرحمن
فقد ألقمت هذا المبتدع احجاراً لن يستطيع بلعها الى هذه الساعة!!!
بارك الله في علمكم و نفع بكم
ـ[أبو الأم]ــــــــ[22 - 04 - 06, 09:55 م]ـ
جزاك الله خيراً ...
ورفع قدرك
لكن لو وضحتم لنا من الشيخ هل هو امام الحرم .. ام من؟(30/8)
ما عقيدة الإمام الكبير ابن حجر ...
ـ[أبا عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 01 - 05, 04:05 م]ـ
أرجو الإجابة وعدم الحذف
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[04 - 01 - 05, 05:46 م]ـ
انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23641(30/9)
توضيح العبارة في الرد على صاحب كتاب (رفع المنارة في أحاديث الزيارة)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[04 - 01 - 05, 10:10 م]ـ
توضيح العبارة في الرد على صاحب كتاب
(رفع المنارة في أحاديث الزيارة)
جمع ودراسة
عبدالغفار بن محمد حميده
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد:
فهذا جزء جمعت فيه الأحاديث الواردة في فضل زيارة قبرالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من بطون الكتب، وتكلمت على أسانيدها بما يفتح الله علي متتبعا طرق كل حديث، مستفيدا من كتب أهل العلم في هذا الفن.
وهذه الأحاديث على رغم ضعفها الشديد، وبعضها موضوع مكذوب، إلا أن بعض أهل العلم استدل بها على جواز شد الرحل لزيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقبور بعض الأنبياء في فلسطين، وقبور ومشاهد الأولياء والصالحين في العالم الإسلامي للتبرك بها والدعاء عندها، والتوسل والإستغاثة بأصاحابها، متشبهين بالروافض وأصحاب الطرق الصوفية.
و مسئلة زيارة القبر الشريف، ألف فيه بعض أهل العلم رسائل خاصة في بين مانع ومجّوز، وممن ألف في ذلك:
1. علي بن عبدالكافي السبكي (ت 756 هـ) كتابا سماه "شفاء السقام في زيارة خير الأنام"، ذكر فيه خمسة عشر حديثا بطرقها، لكنه لم يوفي الموضوع حقه من الناحية العلمية حيث كان مجرد جامع لأحاديث الباب، محتجا بها غره كثرة الطرق، التي جلها إن لم يكن كلها ظلمات بعضها فوق بعض.
2. الحافظ الناقد ابن عبدالهادي (ت 744 هـ)، له كتاب سماه "الصارم المنكي في الرد على السبكي"، فند تلك الأحاديث التي ذكرها السبكي في كتابه السابق الذكر ونقدها نقد العالم البصير الخبير، فبين عللها وعدم حجيتها في الإستدلال، فشرق بذلك أقوام.
3. الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدى بن عبد الله العلائي الشافعي. (ت 761 هـ). له مؤلف جمع فيه أحاديث زيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ذكره ابن العماد في شذرات الذهب (6/ 191).
4. أحمد بن حجر الهيتمي (ت 974 هـ)، له كتابان الأول إسمه "الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المعظم". والثاني إسمه: "تحفة الزوار في زيارة قبر النبي المختار".
5. العلامة المحدث محمد بشير السهسواني (ت 1326 هـ) له كتاب اسمه "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان".
6. العلامة محدث الجزيرة حماد الأنصاري رحمه الله تعالى (ت 1418 هـ). له رسالة مختصرة سماها "كشف الستر عما ورد في السفر إلى القبر"، بين فيها عدم صحة هذه الأحاديث.
7. محمود سعيد ممدوح له كتاب سماه "رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة ط. أولى نشر دار الإمام النووي"، تكلم فيه على أحاديث الزيارة، وحاول جاهدا تصحيحها منتصرا للسبكي، مع التشنيع وسوء الأدب والتطاول في مواطن على بعض الأئمة الأعلام الذين خالفوه في عدم حجية هذه الأحاديث، وعلى رأس هؤلاء الأئمة الإمام ابن عبدالهادي رحمه الله، ذنبه في ذلك تمحيصه ونقده للسبكي سوقه الأحاديث على عواهنها. كما أن هذا المؤلف تعالم ولم يتبع المنهج العلمي في الكلام على أحاديث كل صحابي على حدة، حيث فرق حديث الصحابي الواحد في ثنايا الكتاب ولم يتكلم عليها في مكان واحد، ولعل الذي دفعه إلى ذلك علمه أن جمعها في مكان واحد يزيد في ضعفها، ففرقها ليشتت ذهن القاري ويتكثر بها أمام العوام وأنصاف المتعلمين، كما هو الحال في أحاديث ابن عمر وأنس وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وهذا التفريق كالتالي:
1. أحاديث ابن عمر: انظر رفع المنارة حيث تكلم من (ص 229 إلى ص 264)، على حديث واحد له، وتكلم بعده على حديث ابن عباس وأنس وحاطب وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ثم عاد لحديث ابن عمر ص 278 إلى ص 281، وتكلم بعده على حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ثم عاد وتكلم على حديثين لابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (ص 283 إلى ص 285).
2. أحاديث أنس انظر انظر المصدر السابق حيث تكلم من (ص 268 إلى ص 270) على حديث واحد، وتكلم بعد ذلك على حديث حاطب وعمر وابن عمر وابن مسعود وحديثين لابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ثم عاد لحديث أنس من (ص 286 إلى ص 287).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/10)
3. حديث عمر: أما هذا الحديث فيروى تارة عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وتارة عن رجل من آل حاطب عن حاطب، وهو عند التحقبق حديث واحد، فجعلها حديثين ليتكثر بها.
ومن أمثلة إساءته الأدب مع من هو أفضل منه وأعلم وأفقه، وأختار منهم الحافظ ابن عبدالهادي رحمه الله، حيث أساء الأدب معه في مواضع:
1. قال المعترض (ص 245): "وقد أشفقت على علوم الحديث التي تغافل عنها ابن عبدالهادي رحمه الله لغرض ينصره".
2. وقال أيضا (ص 247): "وقد تقعقع ابن عبدالهادي رحمه الله تعالى كعادته فأخذ يضعف هذه المتابعة".
3. وقال (ص 248): "والحاصل أن كلام ابن عبدالهادي مخالف لأدني قواعد علم الحديث".
4. وقال (ص 248): "أما كونه (منكر المتن)، فهي دعوى لا يسندها إلا الدفع بالصدر فقط، فلا دليل أتى به ابن عبدالهادي ليقيم به صلب هذه الدعوى المتهاوية".
5. وقال أيضا (ص 270): "ولو وقف عليه ابن عبدالهادي لشنع عليه وصب تشنيعه على الراوي المبهم كما هي طريقته، لأنه يأبى أن يصح حديث في الباب".
6. وقال رادا على العلامة الألباني ومعرِّضا بابن عبدالهادي رحمهما الله (ص 272): "فعمدته قول ابن عبدالهادي الذي ما استطاع أن يقيم صلب دعوته المتهاوية، ثم جاء الألباني يردد الصدي لا غير وهذا هو التقليد المذموم، فأين البحث منه أو ممن قلده".
وسوف أذكر نبذة يسيرة عن هذا الإمام الذي ما عرف قدره هذا المعترض المغمور، وأن علماء عصره عرفوا له قدره وأنزلوه منزلته اللائقة به كما في ترجمته الآتية.
كما أساء الأدب مع العلامة الشيخ ابن باز مفتي الديار السعودية رحمه الله لما علق على كلام الحافظ في الفتح فوصفه بالكاتب، قال المعترض (ص 73): "وكان الأولى بالكاتب أن يتقيد بمذهبه الحنبلي….الخ".
وقد جمعت في رسالتي هذه والتي أسميتها "توضيح العبارة في الرد على صاحب كتاب رفع المنارة في أحاديث الزيارة"، عشرين حديثا، ستة أحاديث عن ابن عمر، وأربعة عن أنس، وثلاثة عن ابن عباس، وحديثا عن كل من عمر وعلي و أبي هريرة وابن مسعود ومعاذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ومرسلا عن بكير بن عبدالله، وحديثين بدون إسناد، وخمس زيارات لقبر النبي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن عيسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وبلال وميسرة بن مسروق وعمر بن الخطاب وأبي أيوب الأنصاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وإبراد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله السلام إلى النبي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. وأحاديث الزيارة ذكرها العلماء والفقهاء في كتبهم ومصنفاتهم الجامعة ضمن أحاديث الحج وفضائل المدينة.
والله أسأل أن ينفع بها، حيث قصدت فيها بيان الحق وتجلية كلام أهل العلم المعتبرين المُتبعَةِ أقوالهم في هذا الشأن في هذه الأحاديث وأسانيدها، والله الهادي إلى سواء السبيل.
كتبه: عبدالغفار بن محمد حميده
المدينة النبوية 12/ 4/1424هـ
نبذة عن الإمام ابن عبدالهادي
ترجم لهذا العالم الحافظ الفذ الإمام الجِهْبِذ، الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه الدرر الكامنة (3/ 331)، وسأذكر منه ما يفي بالغرض:
"محمد بن أحمد بن عبد الهادى بن عبد الحميد بن عبد الهادى بن يوسف ابن محمد بن قدامة، المقدسى الحنبلى شمي الدين، أحد الأذكياء، ولد في رجب (سنة 705 هـ) وقيل قبلها وقيل بعدها، وتردد إلى ابن تيمية ومهر في الحديث والأصول والعربية وغيرها.
قال الصفدى: لو عاش كان آية، كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية، فينحدر كالسيل وكنت أراه يوافق المزى في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه.
وقال الذهبى في معجمه المختص: الفقيه البارع المقرئ المجود المحدث الحافظ النحوى الحاذق ذو الفنون كتب عنى واستفدت منه.
وقال ابن كثير: كان حافظا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ الكبار وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال حسن الفهم جدا صحيح الذهن.
وقال المزى: ما التقيت به إلا واستفدت منه.
قال الذهبي: ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه وكثر التأسف عليه لما مات وحضر جنازته من لا يحصى كثرة ومات في عاشر جمادى الأولى سنة (744هـ) ".
قال مقيده عفا الله عنه: فأين الثرى من الثريا، وأين المتعالم المغمور من الإمام المشهور، فالله المستعان على بعض مخرفي هذا الزمان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/11)
حكم زيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[/ CENTER]
ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى استحباب زيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ويذكرون ذلك عادة في كتاب الحج، عند الكلام على زيارة المدينة النبوية.
انظر: (الفتاوي الهندية 1/ 265. المجموع للنووي 8/ 72). المغني لابن قدامة 3/ 588).
حجتهم أحاديث الزيارة الواردة في هذه الرسالة، والحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود من حديث أبي هريرة: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). أخرجه أحمد في المسند (2/ 527). وأبو داود في سننه (المناسك ح 2041).
قال العلامة المحدث محمد شمس الحق أبادي في عون المعبود (6/ 25): "واعلم أن زيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أشرف من أكثر الطاعات وأفضل من كثير المندوبات، لكن ينبغي لمن يسافر أن ينوي زيارة المسجد النبوي، ثم يزور قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويصلي ويسلم عليه، اللهم ارزقنا زيارة المسجد النبوي، وزيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آمين".
كما ذكر القاضي عياض في الشفا (2/ 667). عن الإمام مالك كراهته أن يقول الزائر: "زرت قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". كما ذكر عنه (2/ 671) قوله: "لا أرى أن يقف الزائر عند قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يدعو، لكن يسلم ويمضي". وقال أيضا (2/ 675): "قال مالك في المبسوط: وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من أهل المدينة الوقوف بالقبر، وإنما ذلك للغرباء". وقال أيضا: "لا بأس لمن قدم من سفر أن يقف على قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيصلي عليه ويدعو له ولأبي بكر وعمر، فقيل له: إن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه، يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر وربما وقفوا في الجمعة ساعة. فقال: لم يبلغني هذا عن أهل الفقه ببلدنا وتركه واسع! ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها! ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك! ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده". ثم قال: "قال ابن القاسم: ورأيت أهل المدينة إذا خرجوا منها أو دخلوها أتو القبر فسلموا، قال: وذلك رأي".
فهذا رأي إمام دار الهجرة رحمه الله، ولو أن أحدا من علماء زماننا قال ما قاله مالك، لقالوا: وهابي يكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويكره زيارة قبره المكرم ولأقذعوه بأقبح الألفاظ.
هذه الأقوال عن الإمام مالك تردُّ ما نقله الحافظ في الفتح (3/ 66) عن محققي المالكية أنه أرد اللفظ ولم يرد الفعل، ونَقْل القاضي عياض يدل عليه، حيث لم يعلق على كراهة مالك قولهم: "زرت قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ". وقيد الزيارة للغرباء والقادمين من سفر، وأن زيارة قبره ? ليست بلازم لأهل المدينة.
ترى هل الإمام مالك من أتباع مدرسة ابن تيمية أو ابن عبدالوهاب، والذين جاءا بعده بقرون؟! وإذا كان هذا رأي مالك في كراهته تكرار الزيارة لأهل المدينة والوقوف على القبر، فكيف بمن يشد الرحل لمجرد الزيارة والوقوف أمام القبر للإستغاثة برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وطلب الإستغفار والحوائج منه.
أما مسألة شد الرحل لزيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإنه لم يرد فعله عن الصحابة الكرام ولا التابعين ولا الأئمة من الفقهاء والمحدثين، وإنما هو من فعل الرافضة قلدهم فيه أصحاب الطرق الصوفية.
فينبغي لمن رغب في زيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه رضي الله عنهما أن يُعمل النية للسفر إلى مسجده، والصلاة فيه رغبة في الثواب الذي جاء في ذلك من كون الصلاة في مسجده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، أخرجه البخاري (الجمعة ح 1190)، ومسلم (الحج ح 1394) من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ثم يقوم بالزيارة والصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه تأسيا بفعل الصحابي الجليل ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وعليه فتوى إمام دار الهجرة.
فعن مسلم بن أسلم بن بجرة أخي الحارث بن الخزرج وكان شيخا كبيرا قد حدث عن نفسه قال: ثم إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسوق ثم يرجع إلى أهله، فإذا وضع رداءه ذكر أنه لم يصل في مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيقول: والله ما صليت في مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فإنه قد قال لنا:
(من هبط منكم إلى هذه القرية فلا يرجعن إلى أهله حتى يصلي ركعتين في هذا المسجد ثم يرجع إلى أهله).
أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 435): "حدثنا أبو خليفة، ثنا علي بن المديني، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي عن بن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن مسلم به….". رجاله ثقات، وابن إسحاق صدوق مدلس صرح بالتحديث، وعزاه الحافظ في الإصابة (6/ 83) لابن مندة، وقال: "غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه". وقال الهيثمي في المجمع (4/ 8): "رجاله ثقات".
فهذا الصحابي الجليل حدث عن نفسه عندما يأتي المدينة أنه يصلي في مسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولم يتطرق لزيارة القبر الشريف، لأنها لم تكن معروفة لدى كبار الصحابة رضي الله عنهم فضلا عن صغارهم، ولعل هذا هو مستند إمام دار الهجرة عندما قال عمن يزور القبر كلما دخل المسجد: "لم يبلغني هذا عن أهل الفقه ببلدنا وتركه واسع! ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها! ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك! ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده".
يتبع بإذن الله وأرجو أن أستفيد من توجيهات الإخوة الكرام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/12)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[05 - 01 - 05, 05:40 م]ـ
تحتوي هذه الحلقة على ثلاثة مواضيع:
الأول: أول من قام بزيارة القبر الشريف
الثاني: من أدلة الزيارة طلب المغفرة من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عند قبره
الثالث: الرد على المعترض
أول من قام بزيارة القبر الشريف
ذكرت الروايات الصحيحة أن أول من فعل ذلك الصحابي الجليل عبدالله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، روى عبدالرزاق عن نافع قال: "كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه".
قال عبدالرزاق في المصنف (3/ 576).: "وأخبرناه عبد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر. قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر فقال: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل ذلك إلا ابن عمر".
فهذه شهادة من عبيدالله بن عمر الثقة لهذه القضية، كالمتعجب من فعل ابن عمر ?، وتفرده من دون صحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فيستبعد أن يروي عبيدالله حديثا منكرا في الزيارة كما سيأتي بيانه في أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
وحيث أن هذا الفعل صح عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وبمحضر من الصحابة رضي الله عنهم ولم ينكر عليه أحد فصار كالإجماع لقبول هذا العمل.
قد يعترض معترض فيقول: هذا ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - جاء مسافرا إلى المدينة، وبدأ بزيارة القبر الشريف، وهو حجة في الباب.
فنقول: إن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من أهل المدينة فلما أراد السفر منها بدأ بزيارة القبر، ولما عاد إليها فعل الشيء نفسه، ولو كان من غير أهلها لقلنا بأن فعله يشهد للأحاديث الواهية والموضوعة في الزيارة، ففعله موافق لقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى).
أخرجه البخاري (الجمعة ح 1189). ومسلم (الحج ح 827).
فينبغي لكل مسلم حصل له شوق لزيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، اتباع سنة من اشتاق لزيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فينوي شد الرحل لزيارة مسجده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصلاة فيه، طلبا للأجر المترتب على ذلك، ثم يزور القبر المكرم، وهو كذلك لساكن المدينة إن عرض له سفر أو قدم منه.
من أدلة الزيارة طلب المغفرة من النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره
يستدل المجيزون لشد الرحل لزيارة قبر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وطلب المغفرة منه بهذه الآية: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (النساء 64)، حيث فهموا هذا الفهم الفاسد من قصتين باطلتين تُذكران عند تفسيرها من بعض المفسرين:
الأولى:
قال القرطبي (5/ 266). عند تفسير هذه الآية: "روى أبو صادق عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر رسول الله ? وحثا على رأسه من ترابه، فقال: قلت يارسول الله، فسمعنا قولك، ووعيت عن الله، فوعينا عنك، وكان فيما أنزل الله عليك: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ … الآية}، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي! فنودي من القبر أنه قد غفر لك".
وذكر ابن عبدالهادي رحمه الله سندها في الصارم (ص 430) فقال: "روى أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن الكرخي، عن علي بن محمد بن علي، حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم، حدثني أبي عن أبيه، عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق، عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ".
وللقصة علل:
" أحمد بن محمد بن الهيثم".
لم أقف على ترجمته، وقال ابن عبدالهادي في الصارم (ص 430): "أظنه ابن عدي الطائي، فإن يكن هو فهو متروك كذاب، وإلا فهو مجهول"، وذكر من طعن فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/13)
"أبو صادق". اختلف في اسمه، قيل: "مسلم بن يزيد أبو صادق الأزدي"، وقيل "عبدالله بن ناجذ"، وذهب أبو حاتم في الجرح (8/ 199) إلا أنه لم يسمع من علي.
الثانية:
قال ابن كثير (1/ 520).: "ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل، الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}، وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النوم، فقال يا عتبي: إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له".
وقد أسند البيهقي في شعبه (3/ 495 ح 4178) قصة مشابهة: أخبرنا ابو علي الرودباري، نا عمرو بن محمد بن عمرو بن الحسين بن بقية، إملاء نا سكر الهروي، نا ابو زيد الرقاشي، عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي:
"حج أعرابي فلما جاء الى باب مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر، ووقف بحذاء وجه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال":السلام عليك يا رسول الله ثم سلم على أبي بكر وعمر، ثم أقبل على رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك، لأنه قال في محكم كتابه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً}، وقد جئتك بأبي أنت وأمي مثقلا بالذنوب والخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي، وأن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس وهو يقول:
يا خير من دفنت في الأرض أعظمه فطاب من طيبه الأبقاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
وفي غير هذه الرواية: فطاب من طيبه القيعان والأكم".
" قال مقيده عفا الله عنه: لم أستطع الوقوف على ترجمة كل من:
"محمد بن حرب الهلالي، أو أبو حرب الهلالي". و"محمد بن روح بن يزيد البصري".
وأخرجها ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن (ص 275 ح 295). بإختلاف بسيط من طريق: "محمد بن روح، إلا أنه قال: محمد بن حرب".
وذهب السبكي في شفاء السقام (ص 65)، إلى أن اسم العتبي هو "محمد بن عبيدالله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان"، ولم يذكر مستنده، ومن ترجموا للعتبي ذكروا أنه صاحب أخبار وأدب وشعر، ولم يذكروا في ترجمته أنه صاحب القصة المذكورة.
انظر تاريخ بغداد (2/ 324)، والعبر (1/ 403)، تهذيب الكمال (12/ 202)، في ترجمة سهل بن محمد السجستاني. وشذرات الذهب (2/ 65).
الترجيح
هذا الفهم الفاسد بأن نأتي قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليستغفر لنا كلما عصينا الله، لم يفهمه الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون لهم بإحسان، كما لم ينقل لنا عن أئمة الإسلام الأعلام ولم يفعلوه وهم غير معصومين، وإنما هو فهم فهمه أهل الأهواء والبدع وعملوه. ويقبح بنا أن نفعل شيئا في حقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفعله أئمة الدين من الصحابة فمن بعدهم.
ومما يرد هذا الإستدلال الباطل ويدحضه أمور:
أولا: سياق الآية
هذه الآية في سياق الكلام على المنافقين الراغبين في التحاكم إلى الطاغوت، الرافضين للتحاكم إلى الله ورسوله.
ثانيا: المجيء في الآية والقرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/14)
تحكي الآية ظلم المنافقين لأنفسهم، وعقّبه استغفارٌ ومجيء له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لطلب الإستغفار، والمجيء في الآية لا يكون للأموات، فلا تقول جئت والدي الميت، بل تقول زرته أو جئت قبره، وهكذا في حقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فالمجيء إليه بعد الموت ليس مجيء لشخصه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بل هو مجيء لقبره فلا يقال: جئت رسول الله، بل يقال: جئت قبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو زرته.
والمقصود في الآية المجيء له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حال الحياة لا الموت، ولو كان المقصود من الآية قبره لأنتفت البلاغة في القرآن، والتي هي إحدى معجزات التنزيل وهذا مطعن لايقول به عاقل، يشهد له قوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (التوبة 84)، وقوله تعالى: {حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ} (التكاثر 2).
وكل آية جاء فيها ذكر المجيء للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في القرآن يفهم منه أنه حال الحياة، قال تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} (النساء 62)، وقال تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} (المائدة 42)، وقال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} (الأنعام 25).
ثالثا: استغفار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في القرآن
كل استغفار في القرآن من قِبل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، المراد منه استغفار حال الحياة أيا كان نوع المعصية التي يُستغفر منها. مثل:
• استغفاره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لذنبه وذنوب المؤمنين، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (محمد 19).
• استغفاره للأعراب، قال تعالى: {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا} (الفتح 11).
• استغفاره للمبايعات من النساء قال تعالى: {فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (الممتحنة 12).
• نهي الله عزوجل نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الإستغفار للمنافقين وذي القربى من المشركين.
ولا أدل على ما ذهبنا إليه من كون استغفاره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حال الحياة، هو: انقطاع إستغفاره بموته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال الحق سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الأنفال آية 33)، وفي ذلك قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
(أنزل الله علي أمانين لأمتي {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}، فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة).
أخرجه أحمد (4/ 393) بسند حسن، قال: (حدثنا وكيع عن حرملة بن قيس عن محمد بن أبي أيوب عن أبي موسى .. )، والترمذي في التفسير (ح 3082) قال: (حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا ابن نمير عن إسمعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عباد بن يوسف عن أبي بردة ابن أبي موسى عن أبيه .. ). بسند ضعيف قال الترمذي: "حديث غريب وإسمعيل بن مهاجر يضعف في الحديث". وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (ص 378 ح 596).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/15)
قال مقيده عفا الله عنه: فهذا نص صريح ونكتة بديعة غابت عن عقول الطُّرقيّين وأهل الأهواء من الرافضة وغيرهم، وهي: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمان لأمته حال الحياة، فإذا مضى إلى جوار ربه كان الأمان الباقي في الأمة هو استغفار أفرادها، وليس مجيئهم إلى قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لطلب الإستغفارمنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فتنبه!
كما يرده تفسير أغلب المفسرين لهذه الآية.
قال إمام المفسرين الطبري رحمه الله في تفسيره (4/ 157): "ولو أن هؤلاء المنافقين الذين وصف صفتهم في هاتين الآيتين، الذين إذا دعوا إلى حكم الله وحكم رسوله صدوا صدودا، إذ ظلموا أنفسهم باكتسابهم إياها العظيم من الإثم في احتكامهم إلى الطاغوت وصدودهم عن كتاب الله وسنة رسوله، إذا دعوا إليها جاءوك يا محمد حين فعلوا ما فعلوا من مصيرهم إلى الطاغوت، راضين بحكمه دون حكمك جاءوك تائبين منيبين فسألوا الله أن يصفح لهم عن عقوبة ذنبهم بتغطيته عليهم وسأل لهم الله رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثل ذلك، وذلك هو معنى قوله: (فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) ".
وإلى هذا التفسير ذهب ابن المنذر وابن أبي حاتم. انظر الدر المنثور (2/ 583).
والعبرة في الآية عموم اللفظ لا خصوص السبب، قال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} (الفرقان 77). وقال تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (آل عمران 17). وقوله تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (الذاريات 18).
كما بين الحق صراحة حال الظالمين أنفسهم فقال: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران 135). فليس في هذه الآيات ذكر لإتيان قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لطلب المغفرة أو ترغيب لفعله، مما يدل ويؤكد على أن الإتيان كان حال الحياة.
فهذه الآيات البينات الواضحات صريحة الدلالة في طلب المغفرة والدعاء من الله الغفور لا من أصحاب القبور، كما لم يطلب الحق منا أن نأتي قبر نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونفعل ذلك.
رابعا: استغفار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في السنة
السنة المطهرة ترد هذا المعنى الباطل، وتثبت أن طلب الإستغفار منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حال الحياة الذي هو أحد الأمانين كما مر في ثالثا، وقد ردت عدة أحاديث متواترة المعنى تؤكد وتخصص طلب الدعاء والإستغفار من الباري جل وعلا مبالشرة دون واسطة، منها:
1. حديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: (كنت عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذ جاءه حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: يا رسول الله الإيمان ههنا وأشار بيده الى لسانه، والنفاق ههنا وأشار بيده الى صدره، ولا يذكر الله إلا قليلا. فسكت عنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فردد ذلك عليه، وسكت حرملة، فأخذ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بطرف لسان حرملة فقال: اللهم اجعل له لسانا صادقا، وقلبا شاكرا وارزقه حبي وحب من يحبني، وصَيّر أمره إلى الخير. فقال حرملة: يا رسول الله إني لي إخوانا منافقين كنت فيهم رأسا أفلا أدلك عليهم، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن أصر على ذنبه فالله أولى به ولا تخرق على أحد سترا).
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 5). قال الهيثمي في مجمع الازوائد (9/ 410): "رجاله رجال الصحيح". وقال الحافظ في الإصابة (1/ 320): "إسناده لا بأس به، وأخرجه ابن منده أيضا، وروينا في فوائد هشام بن عمار رواية أحمد بن سليمان بن زبان، بالزاي والموحدة من حديث أبي الدرداء نحوه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/16)
قال مقيده عفا الله عنه: قيد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استغفاره لأصحابه الغائبين عنه وهو حي، بالمجيء إليه يفهم من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحرملة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: "من جاءنا كما جئتنا…". وأن المجيىء بعد موته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما يزعم الخرافيون القبوريون وأشابههم من الروافض، يرده نص الحديث. فهل يَعقل هذا المتعسفون في تفسير قوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك…} الآية.
2. حديث عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: (انكسفت الشمس على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلم يكد يركع، ثم ركع فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده فقال: أف أف ثم قال: رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم، ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون، ففرغ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صلاته وقد أمحصت الشمس).
أخرجه بهذ اللفظ أبو داود (الصلاة ح 1194)، وصححه الألباني.
3. حديث فضالة بن عبيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله).
أخرجه أحمد (6/ 20) بسند ضعيف، فيه رشدين ابن سعد، وراو آخر مجهول، ويشهد له أحاديث الإستغفار، والحديث الذي بعده.
4. حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني). أخرجه أحمد (3/ 29).
5. حديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).
أخرجه أبو داود (ح 1518)، وابن ماجة (ح 3819).
خامسا: فعل الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة رضي الله عنهم بشر غير معصومين، فلم ينقل عن أحد منهم أنه جاء إلى قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لطلب المغفرة من الذنوب بعد موته، بل الذي فهموه خلافه، فقد جاؤا إليه حال حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لطلب المغرة، يثبت ذلك صحة النقول عنهم:
1. حديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - السابق المذكور في (رابعا).
قصة ماعز 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: فعن نعيم بن هزال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: "كان ماعز بن مالك يتيما في حجر أبي، فأصاب جارية من الحي، فقال له أبي: ائت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك وإنما يريد بذلك رجاء أن يكون له مخرجا فأتاه فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله فأعرض عنه فعاد، فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، فأعرض عنه فعاد، فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، حتى قالها أربع مرار، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنك قد قلتها أربع مرات، فَبِمَن؟ قال: بفلانة، فقال: هل ضاجعتها؟ قال: نعم. قال: هل باشرتها؟ قال: نعم. قال: هل جامعتها؟ قال: نعم. قال: فأمر به أن يرجم فأخرج به إلى الحرة، فلما رجم وجد مس الحجارة جزع فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد عجز أصحابه فنزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله، ثم أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فذكر ذلك له، فقال: هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه".
أخرجه الترمذي (المناقب ح 3712)، وأبو داود (الحدود ح 4419).
وفي رواية عند مسلم (الحدود ح 1695): أنه طلب من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تطهيره مما اقترفه.
2. كما جاءت إليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إمرأتان الغامدية والجهنية في قصة مماثلة بعد اقتراف معصية الزنا وطلب التطهير منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. أخرجه مسلم (الحدود ح 1695، ح 1696).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/17)
ومحل الشاهد: ماعزا والصحابيتان رضي الله عنهم جاؤا إليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حال الحياة، وأيضا قصة الصحابي الجليل كعب بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وتخلفه عن غزوة تبوك، واستغفار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للمتخلفين.
أخرجه البخاري (المغازي ح 4418)، ومسلم (التوبة ح 2769).
فهذا كله نقل لنا عن صحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حال حياته بالأسانيد الصحيحة، ولم ينقل لنا خلافه عنهم بعد موته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا حتى بسند ضعيف فضلا عن موضوع، كما أن كثيرا من الصحابة رضي الله عنهم أذنبوا حال حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يأتوا إليه لطلب استغفاره، وأكتفوا بإستغفارهم.
وحمل قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} على العموم - حال الحياة وبعد الموت - يقدح في اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم الذين أذنبوا ولم يأتوا قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لطلب المغفرة، كما يقدح فيمن بعدهم من علماء الأمة المعتبرين، وعليهم ينطبق قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} (المنافقون 5). وهذا لايقوله عاقل.
سادسا: فهم السلف
قال الأوزاعي رحمه الله: "قال إبليس لأوليائه: من أي شيء تأتون بني آدم؟ فقالوا: من كل شيء، قال: فهل تأتونهم من قبل الاستغفار؟ قالوا: هيهات، ذاك شيء قرن بالتوحيد، قال: لأبثن فيهم شيئا لا يستغفرون الله منه! قال: فبث فيهم الأهواء". انظر سنن الدارمي (المقدمة رقم 308).
وقال القرطبي (7/ 399): "قال المدائني عن بعض العلماء قال: كان رجل من العرب في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مسرفا على نفسه ولم يكن يتحرج، فلما أن توفي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لبس الصوف، ورجع عما كان عليه وأظهر الدين والنسك، فقيل له: لو فعلت هذا والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حي لفرح بك، قال: كان لي أمانان فمضى واحد وبقي الآخر، قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}، فهذا أمان والثاني: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ".
قلت: وهذا يحتاج إلى سند للحكم عليه، لكن ذكرته استئناسا.
سابعا: لغويا
ترد اللغة العربية وقوانينها هذا الفهم الباطل لأن (إذ) من حروف المعاني ولها أربع حالات:
الأولى: أن تكون إسما للزمن الماضي، ولها أربع استعمالات:
1. أن تكون ظرفا وهو الغالب، نحو قوله: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (التوبة 40).
2. أن تكون مفعولا به نحو قوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ} الأعراف 86).
3. أن تكون بدلا من المفعول، نحو قوله: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ} (مريم 16).
4. أن يكون مضافا إليها اسم زمان صالح للإستغناء عنه نحو: "يومئذ، وحينئذ"، أو غير صالح له نحو {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} آل عمران 8).
الثانية: أن تكون اسما للزمن المستقبل نحو {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} (الزلزلة 4). ونحو {إِذْ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ}. (غافر 79).
الثالثة: أن تكون للتعليل نحو {وَلَنْ يَنفَعَكُمْ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}. (الزخرف 39).
الرابعة: أن تكون للمفاجأة، وهي الواقعة بعد: "بينا، أو بينما"، كقول الشاعر:
استقدر الله خيرا وارضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير
انظر مغني اللبيب (1/ 80).
الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"
استدل المعترض في رفع المنارة (ص 57) بقوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ .. الآية}، على استحباب شد الرحل لزيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال: "وهذه الآية تشمل حالتي الحياة وبعد الإنتقال، ومن أراد تخصيصها بحال الحياة فما أصاب".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/18)
قلت: يلزمه إثباته من قول المشرع - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفعل الصحابة رضي الله عنهم بالأسانيد الصحيحة، وهذا ما لاسبيل إليه ودونه خرط القتاد، بل الأدلة تثبت أن الآية تفيد الإتيان حال الحياة كما سبق بيانه.
ثم قال المعترض (ص 57): "وقد فهم المفسرون من الآية العموم، ولذلك تراهم يذكرون معها حكاية العتبي الذي جاء للقبر الشريف".
كلامه يفيد أن جميع المفسرين ذكروا قصة العتبي، وهذا تعالم من المعترض وكذب صراح، فكتب التفسير والحمد لله كثير منها مطبوع متداول بين أيدي العلماء والباحثين، وقد طالعت تفسير "الطبري والكشاف والرازي، والبحر المحيط وابن الجوزي والسيوطي، والسمرقندي والألوسي وأبي السعود والشوكاني والبيضاوي وسيد قطب"، فلم أقف على ذكرهم لهذه القصة المختلقة، والذين ذكروها حسب علمي فيما وقفت عليه من المطبوع من تفاسيرهم: القرطبي وابن كثير والنسفي والثعالبي".
ثم تناقض المعترض (ص 59) فأقر بعدم صحتها، واستدل بها لإثبات أمر شرعي فقال: "وهي حكاية غير صحيحة الإسناد، لكن محل ذكرها هو بيان أن العلماء ذكروها إستئناسا لبيان أن الآية تفيد العموم".
ثم قال المعترض (ص 59): "وحديث عرض الأعمال يؤيد الإستدلال بهذه الآية وهو قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم وتعرض علي أعمالكم، فما وجدت خيرا حمدت الله، وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم) ".
قلت: الإستدلا بالقصص الضعيف والمختلق والحديث الواهي والموضوع، استئناسا تعالم وقصور في فهم المعترض، يثبته استدلاله بحديث عرض الأعمال وإن كان فيه كلام، إلا أن منطوقه يفهم منه عدم المجيء إلى قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لأن أي مسلم في أي مكان في الدنيا تعرض أعماله على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وليس هذا خاصا بمن جاء إلى القبر الشريف فافهم!!.
ثم تعالم المعترض مرة أخرى فقال (ص 59): "ومع عموم الآية الذي لا يرتاب فيه مرتاب، أغرب ابن عبدالهادي فقال: ولم يفهم أحد من السلف والخلف إلا المجيء إليه في حياته ليستعغر لهم".
قلت: من هم السلف الذين فهموا ما زعمه المعترض، هل هم الصحابة أو التابعون، أم من؟ وقد سبق وأن بينا كلام الإمام مالك في الزيارة، وهو من السلف.
يتبع إن شاء الله تعالى
ـ[ابن نائلة]ــــــــ[06 - 01 - 05, 04:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ورفع الله قدرك
استمر أحسن الله إليك
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[06 - 01 - 05, 10:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم ابن نائلة، وأسأل الله التوفيق للجميع
الحلقة الثالثة
مواضيع الحلقة:
1. هل شد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرحل لزيارة القبور.
2. القائلين بشد الرحل أدلتهم وفعلهم مشابه للرافضة
3. دراسة أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الزيارة - الحديث الأول - وفيه الرد على المعترض
هل شد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرحل لزيارة القبور
قد يعترض معترض بأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شد الرحل لزيارة قبر أمه بالأبواء، وهي مكان على طريق الذاهب إلى مكة وجدة. كما روي عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قوله: "لو أعرف قبر يحيى بن زكريا لزرته". وهذا الإعتراض غير وارد، وسأتكلم على حديث زيارة قبر يحيى أولا، وأثني بالكلام على زيارته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لقبر أمه.
أولا: حديث زيارة قبر يحيى عليه السلام
أخرجه ابن كثير في جامع المسانيد، في مسند زُكرة بن عبدالله، من طريق بقية عن عمرو بن عتبة، عن أبيه عن زياد بن سمية، سمعت زكرة سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (لو أعرف قبر يحيى بن زكريا لزرته).
انظر: جامع المسانيد (4/ 370 ح 2736). والفردوس بمأثور الخطاب (3/ 375 ح 5140)، والإستيعاب (2/ 564)، وأسدالغابة (2/ 319 ت 1756)، والإصابة (2/ 566).قال ابن عبدالبر في الإستيعاب (2/ 564): "ليس إسناده بالقوي".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/19)
وزياد بن سمية قال ابن حجر في الإصابة (2/ 566): "قال أبو حاتم: زياد بن سمية هذا ليس هو الأمير المشهور الذي دعاه معاوية". وإن كان هو الأمير فقال ابن حبان في المجروحين (1/ 305): "ظاهر أحواله معصية الله، وقد أجمع أهل العلم على ترك الإحتجاج من كان ظاهر أحواله غير طاعة الله، والأخبار المستفيضة في أسبابه تغني عن الإنتزاع منها للقدح فيه". وقال الحافظ في لسان الميزان (2/ 493): "لا يعرف".
ثانيا: قصة زيارة قبر النبي قبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمه
كما هو معلوم أن والدة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - توفيت بالأبواء (قرية من أَعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجُحْفَة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. انظر معجم البلدان 1/ 79). وهي عائدة إلى مكة، وروى أبو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - "أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: أستأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت". أخرجه مسلم (الجنائز ح 976).
لكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن خروجه لأجل زيارة القبر بل كان لأمر آخر، فعن بريدة الأسلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
"كنا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم، يقول: يا رسول الله ما لك؟ قال: إني سألت ربي عزوجل في الإستغفار لأمي فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، وإني كنت نهيتكم عن ثلاث عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا".
أخرجه أحمد في المسند (5/ 355). والحاكم في المستدرك (1/ 376) وصححه ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في المجمع (1/ 117): "ورجاله رجال الصحيح".
وهذا يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان بصدد أمر آخر، وفيه أقوال:
الأول: أنه كان في عمرة الحديبية، وهذي رواية ضعيفة. انظر طبقات ابن سعد (1/ 116)، وهذه الرواية علتها "محمد بن واقد"، متروك.
الثاني: كان في عمرته بعد غزوة تبوك وهذي رواية ضعيفة. أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 12049)، قال الهيثمي في المجمع (1/ 117): "وفيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبدالله عن أبيه عن عكرمة ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم".
الثالث: أنه كان في عودته من فتح مكة. انظر طبقات ابن سعد (1/ 117) بسند جيد، عن بريدة الأسلمي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وتفسير الطبري (11/ 42) مرسلا.
ورجح ابن تيمية إلى أن زيارته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كانت وهو في طريقه لفتح مكة. انظر الرد على الأخنائي – حاشية الرد على البكري (ص 133).
وذهب الحافظ إلى أنها كانت في إحدى عمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. انظر فتح الباري (8/ 368 ح 4772 ط الريان).
وهذا يدل على أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يخرج من المدينة لأجل الزيارة، وقد مر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالأبواء مرات ولم ينقل لنا زيارته لقبرها:
فقد ترجم البخاري في صحيحه (باب غزوة العشيرة أو العسيرة. قال ابن إسحاق: أول ما غزا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الأبواء ثم بواط ثم العشيرة). انظر الفتح (7/ 326 ح 3949 ط الريان).
كما فقدت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قلادتها بالأبواء. انظر مسند أحمد (1/ 220 – 276)، ومسند الحميدي (1/ 88)، ومسند أبي يعلى (5/ 56 ح 2648)، والمعجم الكبير للطبراني (10/ 321)، وانظر فتح الباري (1/ 516 ح 334).
ومر بعض الصحابة بالأبواء ولم يمروا بقبر أمه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لزيارته، كابن عباس ومعاوية. انظر الفتح (4/ 67 شرح ح 1840)، والمعجم الكبير للطبراني (19/ 306).
وحتى قبر والده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والمدفون بالمدينة لم ينقل لنا زيارته له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مدة حياته بها، وهو على بعد خطوات منه.
القائلين بشد الرحل أدلتهم وفعلهم مشابه للرافضة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/20)
لو كان الأمر مقتصرا على شد الرحل لزيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لهان الخطب والأمر، لكنه تعدى إلى شد الرحل لزيارة قبور ومشاهد الأولياء والصالحين، والدعاء عندها والطواف حولها والتبرك بها والنذر لها والإستغاثة بأصحابها. وهذا من أسس دين الرافضة، الذين يشدون الرحال لزيارة قبور ومشاهد أئمتهم من أهل البيت في بعض الأقطار الإسلامية، وشابههم في ذلك أهل التصوف، ومن أشهر هذه المشاهد التي تشد الرحال لزيارتها مشهد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وأحمد البدوي ومشهد عبدالقادر الجيلاني، ومشاهد أهل البيت بكربلاء والنجف والكوفة، ومشاهد أقطاب التصوف المنتشرة في العالم الإسلامي.
نقل السبكي في شفاء السقام (ص 70) عن أحد الحنابلة، وهو "محمد بن عبدالله السامري" قوله: "اللهم إني أتوجه إليك بنبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - …وذكر دعاء طويلا، ثم قال: وإذا أراد الخروج عاد إلى قبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فودع".
وقال مفتي الشافعية بمكة أحمد دحلان (ت 1304هـ) في الدرر السنية (ص 86): "وقال ابن أبي فديك: سمعت بعض من أدركت من العلماء والصلحاء يقول: بلغنا أن من وقف عند قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فتلا هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، وقال: صلى الله عليك يا محمد، حتى يقولها سبعين مرة، ناداه ملك: صلى الله عليك يا فلان ولم تسقط له حاجة".
قلت: هذا احتجاج باطل من ابن دحلان لأن ابن فديك روى عن مجهول والمجهول عن مثله، ظلمات بعضها فوق بعض، وهذا شأن المتصوفة والقبوريين الإستدلال بالغث والهش والنطيحة والمتردية وما لا طائل تحته.
أدلة الروافض على شد الرحل لزيارة قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
روى شيخ الرافضة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت460 هـ):
1. حدثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي بن الحسين عليه السلام قال: حدثني أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلي في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إلي بالسلام فإنه يبلغني".
2. وبسنده عن صفوان بن سليمان عن أبيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله قال: "من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة".
3. وبسنده عن ابن أبي نجوان قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام عمن زار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قاصدا؟ قال: له الجنة".
4. وبسنده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله: "من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامه".
5. وبسنده عنه أيضا: "من أتى مكة حاجا ولم يزرني في المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة".
6. وبسنده عنه قال: "ما لمن زار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله؟ قال: كمن زار الله فوق عرشه".
7. وبسنده عن الحسين عليه السلام أنه قال لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله: "يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال: يابني من زارني حيا أو ميتا، أو زار أباك، أو زار أخاك، أو زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة، وأخلصه من ذنوبه".
ثم إن الرافضي استحسن أن يقول الزائر لقبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}، وإني أتيتك مستغفرا تائبا من ذنوبي، وإني أتوجه بك إلى الله عزوجل، ربي وربك ليغفر لي ذنوبي".
انظر في تهذيب الأحكام (6/ 3 فما بعدها).
وقال الطوسي أيضا: "باب وداع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/21)
وبسنده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل، ثم ائت قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله بعد ما تفرغ من حوائجك فودعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقل: "اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيك، فإن توفيتني قبل ذلك فإني أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله". انظر المصدر السابق (6/ 11).
وروى الطوسي بسنده عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله". المصدر السابق (6/ 34).
أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
رويت عنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ستة أحاديث تراوحت بين شديد الضعف والواهي والموضوع والمختلق، وهي:
الحديث الأول
(من حج فزار قبرى بعد موتى كان كمن زارني في حياتي)
حديث واه جدا إلى درجة الوضع، أخرجه من طريق:
(حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -).
عدد من الحفاظ: الجندي. والفاكهي. والطبراني. وابن عدي وزاد (وصحبني). والدارقطني. والبيهقي وضعفه. وابن الجوزي. والأصبهاني. وسعيد بن منصور عزاه له ابن عبدالهادي. وعزاه الذهبي للبخاري في كتابه الضعفاء من طريق سعيد بن منصور. وابن النجار عزاه له السبكي. كما عزاه لأبي يعلى الموصلي ابن عبدالهادي إلا أنه زاد بين حفص وليث "كثير بن شنظير".
انظر على الترتيب (فضائل المدينة (ص39 ح 52). أخبار مكة (1/ 435 ح 949). المعجم الكبير (12/ 406)، والأوسط (3/ 351). الكامل (2/ 790). سنن الدارقطني (2/ 278). السنن الكبرى (5/ 246)، الشعب الإيمان (3/ 489). مثير الغرام الساكن (ص 272). الترغيب والترهيب (1/ 446). الصارم المنكي (ص 96). ميزان الإعتدال (1/ 559). شفاء السقام (ص 21). الصارم المنكي (ص 89).
علل الحديث
على رغم كثرة من أخرجه إلا أن فيه علتين قادحتين:
الأولى: "حفص بن سليمان أبو عمر الأسدي"، صاحب القراءة.
طعن فيه أئمة الحديث من جهة الرواية، وذكروه ضمن الوضاعين للحديث النبوي.
انظر تهذيب التهذيب (2/ 400 – 402). والكشف الحثيث (ص 101)، وتنزيه الشريعة (1/ 54).
وخلاصة القول فيه عند الإمامين الذهبي وابن حجر: أنه متروك الحديث، مع إمامته في القراءة.
انظر الكاشف (1/ 177)، والتقريب (ص 257 ت 1414).
وقد نص أئمتنا المعتمدة أقوالهم في هذا الشأن أن من قيل فيه: "متروك الحديث" فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه. انظر انظر الكفاية (ص 23).، ومن كان هذا حاله فكيف يتابع حديثه، وحفص قال فيه الأئمة: أحمد والبخاري ومسلم وابن المديني والنسائي وغيرهم: "متروك الحديث"، وأقوالهم مبسوطة في ردنا الآتي على المعترض.
الثانية: "ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي".
وهو وإن كان من رجال مسلم والأربعة، إلا أنه طعن فيه أئمة الجرح والتعديل من جهة الرواية، ووصفوه بالإضطراب والتخليط. انظر تهذيب التهذيب (8/ 465 – 468). وسأل البرقاني الدارقطني عنه فقال: "صاحب سنة يخرّج حديثه. ثم قال: إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد". انظر سؤالات البرقاني (ص 58).
وهو هنا يروي عن مجاهد. وخلاصة القول فيه عند الذهبي أنه: (فيه ضعف يسير من سوء حفظه)، وعند الحافظ ابن حجر أنه: (صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك). انظر الكاشف (2/ 13). تقريب التهذيب (ص 817 ت 5721).
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
آفة أهل الأهواء والبدع هي عدم قبول الحق إذا خالف أهواهم، والمعترض أحدهم. ولما كان رد هذا الحديث من قبل الأئمة خالف هواه، طفق يبحث عما ينصر غرضه وبدعته، ويقلل من أقوالهم في الراوي حفص بن سليمان، فقال (ص 278). بعد إقراره بضعف سنده: "وبالغ فيه بعضهم فنسبه إلى الكذب".
والمعترض حاله كالمستغيث من الرمضاء بالنار، لجأ إلى قول السبكي في الدفاع عن حفص بن سليمان، وترك اللجوء إلى أقوال أئمة الجرح والتعديل، لهوى ينصره وبدعة يعتقدها، وكل الذي دافع به السبكي عن حفص هو: تعجبه من كونه إماما في القراءة كيف يكذب في الحديث! وأن الطعن فيه إسراف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/22)
إن اتهام أئمة العلم بالقدح في الرواة دون مبرر من قبل السبكي وابن ممدوح، تعالم منهما لهوى في نفسيهما. على أن الأئمة لم يجهلوا كون حفص من القرّاء، وإليك أقوال من وصفهم السبكي بالإسراف والمعترض بالمبالغة، في حق حفص بن سليمان:
قال الدارمي عن ابن معين في: "وسألته عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي كيف حديثه؟ فقال: ليس بثقة".وقال البخاري: "تركوه". وقال مسلم: "متروك الحديث". وقال الجوزجاني: "قد فرغ منه منذ دهر". وقال عنه عبدالله بن أحمد بن حنبل: "سمعت أبي يقول: حفص بن سليمان يعني أبا عمر القارىء متروك الحديث". كما ذكر عن أبيه عن شعبة أنه قال: "أخذ مني حفص بن سليمان كتابا فلم يرده وكان يأخذ كتب الناس فينسخها". كما اتهمه بذلك ابن أبي حاتم فقال: "أخذ منى حفص بن سليمان كتابا فلم يرده، قال: وكان يأخذ كتب الناس فينسخها". وقال ابن حبان: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وكان يأخذ كتب الناس فينسخها ويرويها سماع". وقال النسائي: "متروك الحديث". وذكر الخطيب عن علي بن المديني أنه قال: "متروك ضعيف الحديث وتركته على عمد". كما ذكر عن أبي علي صالح بن محمد أنه قال: "لا يكتب حديثه هو المقرىء كان يتيما في حجر عاصم بن أبي النجود أحاديثه كلها مناكير". كما ذكر عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش أنه قال: "حفص بن سليمان كذاب متروك يضع الحديث". كما ذكر عن يحيى الساجي أنه قال: "أحاديثه بواطل". وذكر الذهبي عن الدارقطني أنه قال: "ثبتا في القراءة واهيا في الحديث".
انظر على الترتيب: - تاريخ ابن معين (1/ 97). التاريخ الكبير (2/ 363). الكنى والأسماء (1/ 540 ت 2164). أحوال الرجال (ص 110). العلل ومعرفة الرجال (1/ 401). المصدر السابق (2/ 42). الجرح والتعديل (1/ 140). المجروحين (1/ 255). الضعفاء (ص 31 ت 134). تاريخ بغداد (8/ 186). سير أعلام النبلاء (5/ 260) -.
فهؤلاء أربعة عشر إماما نقل أقوالهم أئمة مثلهم في حق (حفص بن سليمان)، لم يجهلوا كونه من أئمة القراء. ثم ذكر المعترض أن حفص بن سليمان له متابعات، تقوى الحديث السابق وتعضده، وهو ما سنتكلم عليه:
متابعات
لحفص بن سليمان متابعان، لكن لايفرح بهما لشدة ضعف إسناديهما:
الأولى: عن علي بن الحسن بن هارون الأنصاري.
أخرجها الطبراني المعجم الكبير (12/ 406).، قال: (حدثنا أحمد بن رشدين ثنا علي بن الحسن بن هارون الأنصاري ثنا الليث بن بنت الليث بن أبي سليم قال حدثتني جدتي عائشة بنت يونس امرأة الليث عن ليث…به).
سند ظلمات بعضها فوق بعض، وله عدة علل:
1. "أحمد بن رشدين"، وهو أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري، أبو جعفر.
قال ابن عدي: كذبوه وأنكرت عليه أشياء. وقال: سمعت محمد بن سعد السعدي يقول: سمعت أحمد بن شعيب النسائي يقول: كان عندي أخو ميمون وعدة، فدخل ابن رشدين يعني أبا جعفر، فصفقوا به وقالوا له: يا كذاب! فقال لي ابن رشدين: ألا ترى ما يقول هؤلاء؟ فقال له أخو ميمون: أليس أحمد بن صالح أمامك! قال: بلى. فقال: سمعت علي بن سهل يقول: سمعت أحمد بن صالح يقول: إنك كذاب. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: سمعت منه بمصر، ولم أحدث عنه لما تكلموا فيه. وقال ابن يونس: وكان من حفاظ الحديث وأهل الصنعة. وقال مسلمة في الصلة: حدثنا عنه غير واحد، وكان ثقة عالما بالحديث. وذكروه ضمن الوضاعين للحديث.
انظر لسان ميزان الإعتدال (1/ 257). الكشف الحثيث (ص 58)، تنزيه الشريعة (1/ 32).
2. "علي بن الحسن بن هارون، والليث ابن بنت الليث، وعائشة بنت يونس".
ثلاثتهم لم أقف على تراجمهم. قال الهيثمي مجمع الزوائد (4/ 2): "رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عائشة بنت يونس ولم أجد من ترجمها". وقال الحافظ تلخيص الحبير (2/ 267).: "أما رواية الطبراني: ففيها من لايعرف".
الثانية: عن جعفر بن سليمان الضبعي.
ذكرها ابن عبدالهادي في (الصارم ص 98) فقال: (قال أبو بكر محمد بن عمر بن خلف بن زنبور الكاغدي، أخبرنا محمد بن السري بن عثمان التمار، حدثنا نصر بن شعيب مولى العبيديين، حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ليث…به).
علل المتابعة
1. "أبو بكر محمد بن عمر بن خلف بن زنبور الكاغدي".
قال الخطيب في تاريخه (3/ 35): "كان ضعيفا جدا. سألت الأزهري عن ابن زنبور فقال ضعيف في روايته عن ابن منيع". وذكر عن العتيقي أنه قال: "فيه تساهل".
2. "محمد بن السري بن عثمان التمار".
قال الذهبي في الميزان (3/ 559).: "يروي المناكير والبلايا ليس بشيء". وقال ابن حجر في لسان ميزان (1/ 172)، ترجمة أحمد بن روح البزاز: "كان مخلطا".
3. "نصر بن شعيب".
قال الذهبي في ميزان الإعتدال (4/ 251): "ضُعِّف".
4. "جعفر بن سليمان الضبعي".
قال ابن عبدالهادي في الصارم (ص 98): "هكذا وقع في هذه الرواية جعفر بن سليمان الضبعي، وذلك خطأ قبيح ووهم فاحش، والصواب حفص بن سليمان، وهو حفص بن أبي داود القاري، والحديث حديثه وبه يعرف ومن أجله يُضعف، ولم يتابعه عليه ثقة يحتج به. وهذا التصحيف الذي وقع في هذا الإسناد هو من بعض هؤلاء الشيوخ الذين لايعتمد على نقلهم، ولا يحتج بروايتهم".
وعلى فرض عدم التصحيف، وأن الرواي هو جعفر الضبعي، وإن كان ثقة فقد تكلم فيه بعضهم وأنكروا عليه بعض ما روى، قال الذهبي في المغني في الضعفاء (1/ 132): "صدوق صالح ثقة مشهور، ضعفه يحيى القطان وغيره فيه تشيع، وله ما ينكر وكان لا يكتب".
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
لم يفرح المعترض بهاتين المتابعتين، إذ لم يستطع دفع ما قيل في بعض رواتهما، واكتفي بقوله في المتابعة الثانية (ص 280).: "وهذا الإسناد ضعيف بسبب أبي بكر محمد بن السري بن عثمان التمار"، وذكر قول الذهبي فيه، وقول ابن عساكر أن جعفر وهم والصحيح "حفص".
قلت: تقيده ضعف الإسناد بـ "أبي بكر محمد بن السري"، تعالم، فالسند فيه ثلاثة رواة متكلم فيهم غير أبي بكر التمار كما حققناه آنفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/23)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[07 - 01 - 05, 11:19 ص]ـ
الحلقة الرابعة
وتشمل بقية أحاديث ابن عمر الخمسة متضمنة الرد على المتعالم ابن ممدوح
الحديث الثاني
(من زار قبري وجبت له شفاعتي - وفي رواية – حلّت).
حديث منكر. اختلف في روايته على موسى بن هلال، فتارة يرويه:
1. "عن عبيد الله بن عمر – المصغر الثقة - عن نافع عن ابن عمر ".
2. "عن عبد الله بن عمر – المكبر الضعيف - عن نافع عن ابن عمر ".
دندن حول هذا الحديث من يريد إثباته، والعمل به أنه من رواية - المصغر الثقة – والصحيح خلافه. وزعم المعترض صاحب كتاب رفع المنارة (ص 236). أن رواية موسى بن هلال عن عبيدالله المصغر رواها عنه خمسة هم:
1. عبيد بن محمد الوراق.
2. جعفر بن محمد البزوري.
3. محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي.
4. الفضل بن سهل.
5. محمد بن عبدالرزاق.
ثم ذكر (ص 238) من روى عن موسى بن هلال عن عبدالله المكبر وهم:
1. علي بن معبد بن نوح.
2. الفضل بن سهل.
3. محمد بن إسماعيل الأحمسي.
4. عبيد الوراق.
ثم رجح المعترض على طريقته في التعالم رواية المصغر لهوى ينصره.
قال مقيده عفا الله عنه: الحديث يرويه عن موسى بن هلال ستة رواة، أربعة رووا عنه كلا الطريقين (المصغر والمكبر)، وانفرد الخامس برواية طريق المصغر، وانفرد السادس برواية طريق المكبر. تفصيل ذلك:
• من روى الطريقين:
الأول: "عبيد بن محمد بن القاسم بن أبي مريم الوراق". وثقه الخطيب في تاريخه (11/ 97).
أخرج طريق (المصغر): الدارقطني في سننه (2/ 278)، وابن خزيمة في صحيحه عزاه له الحافظ في اللسان (7/ 140 ت 8779). والبيهقي في الشعب (3/ 490 ح4160).
أما طريق (المكبر) فقد أخرجه الخطيب في كتابه تلخيص المتشابه (1/ 581).
الثاني: "محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي". وثقه الحافظ في التقريب (ص 826 ت 5769).
وأخرج طريق (المصغر): الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 447). أما طريق (المكبر) فقد أخرجه: ابن عدي في الكامل (6/ 2350). وابن خزيمة في صحيحه عزاه له الحافظ ابن حجر في اللسان (6/ 135).
الثالث: "الفضل بن سهل الأعرج".
قال في التقريب (ص 782 ت 5438): "صدوق". أخرج رواية (المصغر): البيهقي في الشعب (3/ 490 ح 4160). وابن الجوزي في مثير الغرام الساكن (ص273 ح 290). أما طريق (المكبر) فقد أخرجه: السبكي في شفاء السقام (ص 7). والحسيني في (أخبار المدينة) عزاه له السبكي في الشفاء، والراوي عن الفضل رجل مجهول، حيث قال الحسيني: حدثنا رجل من طلبة العلم.
الرابع: "محمد عبدالرزاق".
لم أوفق في العثور على ترجمته. أخرجه القاضي عياض في شفائه، واختلفت طبعات الكتاب في ذلك: ففي بعض الطبعات يروي عن (المصغر)، كطبعة "دار الفكر لعام 1401هـ بدون تحقيق (2/ 83) ". أما رواية (المكبر) ففي طبعة "دار الكتاب العربي بتحقيق البجاوي (2/ 666) "، وشرح الشفا للخفاجي "الطبعة السلفية (3/ 511) ".
فهؤلاء الأربعة رووا كلا الطريقين عن موسى بن هلال.
• من تفرد برواية (المصغر)
تفرد جعفر بن محمد البزوري - لم أوفق في العثور على ترجمته وهو من شيوخ الطبري - برواية المصغر، التي أخرجها العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 170).
• من تفرد برواية (المكبر)
تفرد علي بن معبد بن نوح، برواية المكبر التي أخرجها الدولابي في الكنى (2/ 64). وثقه في التقريب (ص 705 ت 4835).
ترجيح الأئمة رواية المكبر
أقوى دليل صريح صحيح في هذه المسألة هو استنكار عبيدالله بن عمر - المصغر – من قيام ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بزيارة القبور الثلاثة إذا قدم من سفر أو أراده، كما رواه عبدالرزاق المصنف (3/ 576) فقال: "وأخبرناه عبد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر". ثم عقبه باستنكار عبيد الله، فقال: "قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر فقال: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل ذلك إلا ابن عمر".
قال مقيده عفا الله عنه: فهذه شهادة من عبيدالله بن عمر الثقة لهذه القضية، كالمتعجب من فعله وتفرده 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من دون الصحابة رضي الله عنهم، فيستبعد أن يروي عبيدالله حديثا منكرا في الزيارة.
أئمة الحديث وحفاظه عند رواية هذا الحديث ووقوفهم على الخلاف فيه، رجحوا بعد التحقيق أنه من رواية عبدالله المكبر، وهم:
1. الحافظ ابن عدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/24)
قال الكامل في الضعفاء (6/ 2350) عند ذكره لرواية (محمد بن إسماعيل بن سمرة): "وقد روى غير ابن سمرة هذا الحديث عن موسى بن هلال، فقال: عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. قال وعبد الله أصح، ولموسى غير هذا، وأرجو أنه لا بأس به".
2. الحافظ أبو بشر الدولابي.
نص على ذلك في سياق سنده في كتابه الكنى (2/ 64) فقال: "حدثنا علي بن معبد بن نوح حدثنا موسى بن هلال حدثنا عبد الله بن عمر – أبو عبدالرحمن أخو عبيدالله - عن نافع عن ابن عمر". قال الحافظ ابن حجر معقبا عليه في اللسان (5/ 135): "فهذا قاطع للنزاع من أنه عن المكبر، لا عن المصغر، فإن المكبر هو الذي يكنى أبا عبدالرحمن، وقد أخرج الدولابي هذا الحديث فيمن يكنى أبا عبدالرحمن".
3. الحافظ ابن خزيمة.
ذكر ابن حجر في تلخيص الحبير (2/ 267) قوله فقال: "إن صح الخبر فإن في القلب من إسناده، ثم رجح أنه من رواية عبد الله بن عمر العمري المكبر الضعيف، لا المصغر الثقة وصرح بأن الثقة لا يروي هذا الخبر المنكر، وقال: إنه لا يصح حديث موسى ولا يتابع عليه ولا يصح في هذا الباب شيء". كما ذكر عنه الحافظ أيضا قوله: "أنا ابرأ من عهدته، هذا الخبر من رواية الأحمسي أشبه لأن عبيد الله بن عمر أجل واحفظ من أن يروى مثل هذا المنكر، فإن كان موسى بن هلال، لم يغلط في من فوق أحد العمرين، فشبه أن يكون هذا من حديث عبد الله بن عمر، فأما من حديث عبيد الله بن عمر فإنى لا أشك أنه ليس من حديثه". ثم قال الحافظ: "هذه عبارته بحروفها وعبد الله بن عمر العمرى بالتكبير ضعيف الحديث، وأخوه عبيد الله بن عمر بالتصغير ثقة حافظ جليل، ومع ما تقدم من عبارة ابن خزيمة وكشفه عن علة هذا الخبر، لا يحسن أن يقال أخرجه بن خزيمة في صحيحه إلا مع البيان".
4. الحافظ البيهقي.
قال في الشعب (3/ 490) بعد أن ذكر إسناده، من طريق موسى بن هلال: "وسواء قال: عبيد الله أو عبد الله فهو منكر عن نافع عن ابن عمر لم يأت به غيره".
5. الحافظ الضياء المقدسي.
قال ابن حجر في التلخيص (2/ 267): "جزم الضياء في الأحكام، وقبله البيهقي بأن عبد الله بن عمر المذكور في هذا الإسناد هو المكبر".
6. الحافظ الذهبي
وافق في الميزان (4/ 226) من سبقه من الأئمة في كون الحديث من رواية عبدالله المكبر، ونص كلامه فيه: "وأنكر ما عنده حديثه عن عبدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا من زار قبري وجبت له شفاعتي".
7. الحافظ ابن حجر
حيث تابع الذهبي في نكارة حديثه وكونه من رواية عبدالله - المكبر. انظر لسان الميزان (6/ 134).
علل الحديث:
أما وقد أثبتنا بما لا يدع مجالا لشك طالب الحق، كون الحديث من رواية المكبر، بترجيح الأئمة لذلك، فيكون فيه علتان قادحتان:
الأولى: "موسى بن هلال".
قال ابن أبي حاتم: "سألت أبى عنه؟ فقال: مجهول". الجرح والتعديل (8/ 166). وقال العقيلي الضعفاء الكبير (4/ 170): "لا يصح حديثه ولا يتابع عليه". وقال ابن عدي في الكامل (6/ 2350): "لا بأس به". وزاد الذهبي في الميزان (4/ 226): "صالح الحديث .. وقال: وأنكر ما عنده حديثه عن عبدالله بن عمر". وذكره في المغني في الضعفاء (2/ 688). وتابعه الحافظ في اللسان (5/ 134)، وذكر عن ابن القطان قوله فيه: "أنه لم تثبت عدالته"، كما ذكر عن البرقاني تجهيل الدارقطني له.
الرد عل المعترض
طفق المعترض يدفع الجهالة عن موسى بن هلال في موضعين من كتابه (من صفحة 230 إلى 235، ومن صفحة 240 إلى 245)، حيث سود صفحات بما لا طائل تحته، لو تركها بيضاء نقية لكان أجدى له، وقد أثبتنا بما لايدع مجالا للشك من كلام أئمة الجرح والتعديل، أنه من رواية عبدالله المكبر الضعيف، واستنكار أخيه عبيدالله هذا الفعل من ابن عمر. فلا فائدة في تحسين حال موسى بن هلال في هذا الحديث.
قال العلامة السهسواني رحمه الله في صيانة الإنسان (ص 57): "وبالجملة فموسى بن هلال في عداد من ينجبر ضعفه بالمتابعة وتعدد الطرق، فلينظر هل تابع أحد موسى بن هلال في رواية هذا الحديث؟ وعلى الأول فهل ذلك المتابع صالح للمتابعة أم لا؟ فأقول: قد تابعه مسلم بن سالم الجهني وهو لا يصلح للمتابعة، فإن أبا داود السجستاني قال في حقه: أنه ليس بثقة، نص عليه الحافظ في اللسان. ومن يكتب في حقه هذا اللفظ فهو لا يصلح للمتابعة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/25)
وسيأتي الكلام على مسلم بن سالم الجهني، عند كلامنا على متابعة موسى بن هلال.
الثانية: "عبدالله بن عمر بن حفص العمري".
أختلفت فيه أقوال الأئمة: كابن معين، ذكر عنه ابن عدي (4/ 1459 – 1461) أنه: "ضعفه مرة، ومرة قال: ليس به بأس يكتب حديثه"، كما ذكر عنه لما سئل عن حاله في نافع فقال: "صالح ثقة". واقتصر الخطيب في تاريخه (10/ 19) على قوله: "صالح"، فقط. واختلفت فيه أقوال أحمد بن حنبل، فنقل عنه ابن عدي في الكامل (4/ 1459 – 1461) قوله: (صالح قد روي عنه، لابأس به، وقال المروزي عنه: لم يرضه، وقال: لين الحديث، ونقل عن أبي زرعة: قيل لابن حنبل: فكيف حديث عبدالله بن عمر؟ فقال: كان يزيد في الأسانيد ويخالف، وكان رجلا صالحا). ووافق ابن حبان في المجروحين (2/ 7)، أحمد فيما نقله أبو زرعة.
وقال الحافظ في التهذيب (5/ 326 - 328): "وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق في حديثه اضطراب. وقال العجلي: لابأس به. وقال أحمد بن يونس: لو رأيت هيئته لعرفت أنه ثقة. وقال الخليلي: ثقة غير أن الحفاظ لم يرضوه. وقال صالح جزرة: لين مختلط. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يستضعف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الترمذي في علله الكبير عن البخاري: ذاهب لا أروي عنه شيئا. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف الحديث".
قال مقيده عفا الله عنه: فالرجل عداده في الضعفاء المتروك حديثهم، ولم يستقر عليه رأي الأئمة المتشددين والمتساهلين، ولأجله طعن الأئمة في حديثه وأنكروه وتبراوا منه.
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
شرِق المعترض برد أئمة الجرح والتعديل لأحاديث الزيارة، فطفق يعمل كحاطب ليل يجمع الحطب والخشب والهش والقش والروث والغث في تقوية الحديث، وتبجح عليهم بما لايليق، وظن نفسه – وبعض الظن إثم – أنه من أعلم أهل الأرض بالحديث وعلومه، فقال (ص 229):
"وقد صححه عبدالحق الإشبيلي، وصححه أو حسنه السبكي في (شفاء السقام)، والسيوطي في (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا) ".
قال مقيده عفا الله عنه: التحقيق العلمي يقتضي البحث والتحري والتقصي والتوثيق، وعدم سوق الكلام على عواهنه مع التلفيق، إذ هذا شأن أهل البدع والأهواء. وأما قوله: "صححه عبدالحق"، دعوى عارية عن التحقيق وتعالم، والذي ذكره ابن حجر عنه خلاف ذلك فكشف عوار المعترض، ففي لسان الميزان (6/ 135): "عن موسى بن هلال عن عبد الله بن عمر مكبرا، فأورده عبد الحق في الأحكام من طريقه وسكت عليه، فتعقبه ابن القطان وقال: الظاهر أنه لم يسكت عنه تصحيحا وانما تسامح فيه لأنه من الحث أو الترغيب، ثم ذكر كلامهم في موسى بن هلال، وقال: الحق أنه لم تثبت عدالته". فأين التصحيح المزعوم؟
وأما قوله: "صححه السبكي"، فهذا لاعبرة به ولا يعتد به عند التحقيق، إذ السبكي ليس من أهل تصحيح الأحاديث، يُعرف ذلك من سَوقِه أحاديث الزيارة على عواهنها في كتابه الشفاء، حيث ظن ـ وبعض الظن إثم ـ أن كثرة الطرق مدعاة لتصحيح الحديث وهذا ليس على إطلاقه، وديدن أهل العلم المحققين نقد الأحاديث وطرقها مع البيان.
وأما زعمه تصحيح السيوطي له في "مناهل الصفا" خيانة علمية، فالسيوطي لم يحسِّن الحديث أو يصححه، وعبارته فيه (ص 208 ح 1115): "…ابن خزيمة في صحيحه متوقفا في ثبوته، والبزار والطبراني، وله طرق وشواهد حسَّنه الذهبي لأجلها". فأين تصحيح السيوطي؟ ثم إن الذهبي لم يحسن هذا الحديث كما زعم السيوطي، بل حكم بنكارته كما ذكرنا ذلك عنه آنفا عند كلامه على "موسى بن هلال" وعبارته: "وأنكر ما عنده حديثه عن عبدالله بن عمر" انظر ميزان الإعتدال (4/ 226). ويؤيد ذلك نقل السخاوي عن الذهبي قوله: "طرقه كلها لينة". انظر المقاصد الحسنة (ص 410).
وبعد ما تقدم من العلل القادحة التي صرح بها أئمة هذا الشأن في الحديث، تعالم المعترض فقال (ص 229): "وقد أُعل هذا الحديث بعلل لا يصح منها شيء".
فأقول للمعترض: يغنيك عن قول قبيح تركه قد يوهن الرأي الصحيح شكه. وقد مرت علل قوادح.
ثم قال المعترض (ص 234): "والحاصل مما سبق أن إطلاق جهالة الحال على موسى بن هلال، من ابن عبدالهادي في الصارم (ص 32) فيها نظر ظاهر، وانظر إلى المقال ولا تنظر لمن قال، فإذا وافق المقال القواعد فهو الحق، وإن خالفه فهو مما لايلتفت إليه والله المستعان".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/26)
تعالم المعترض جعله يَشرق بنقد الإمام ابن عبدالهادي للسبكي، فخصه بسؤ الأدب في المقال ليثأر للسبكي بالهوى ودعوى الباطل. وابن عبدالهادي مسبوق في الحكم على ابن هلال بالجهالة سبقه الحافظان الناقدان، الدارقطني وأبو حاتم الرازي كما في اللسان (2/ 134 – 135)، وهل تجهيلهما لموسى بن هلال مخالف لقواعد الحديث كما زعم المتعالم المعترض؟
ثم تعالم مرة أخرى وكأنه أحد أئمة نقاد الحديث فقال (ص 236): "فتحسين حديث موسى بن هلال، هو ما أراه صوابا، والله أعلم".
قلت: هذا الحديث طعن في صحته وحكم بنكارته وتبرأ منه كبار أئمة الحديث ونقاده وصيارفته: "كابن خزيمة والعقيلي والبيهقي وابن القطان والذهبي وابن حجر"، والمعترض متعالم لا يؤبه لقوله بجانب أقوالهم!!
ثم حاول المعترض متعالما إثبات رواية عبيدالله – المصغر - للحديث فقال (ص 240): "بل حدث به موسى بن هلال، عن عبيدالله بن عمر بأسانيد صحيحة مرات وبمخارج متعددة، فقد رواه هنا من هذا الوجه كما سبق خمسة من الثقات وتعددت مخارجهم".
هذه دعوى باطلة والدعاوى إن لم تقم عليها البينات أصحابها أدعياء، وفي بداية تحقيق هذا الحديث، بينت من روى هذا الحديث عن ابن هلال كلا الطريقين - المكبر والمصغر - وذكرت عدم وقوفي على ترجمة كل من: "جعفر بن محمد البزوري" راوي طريق المكبر، و"محمد بن عبدالرزاق" وهو ممن رُوي عنه الطريقان، فليذكر المعترض المتعالم من هما ومن وثقهما؟
ثم تعالم المعترض رادا على ابن عبدالهادي فقال (ص 247): "أما كونه ضعيف الإسناد منكر المتن، فهو معارض بتصحيح من هو أعلم وأقدم وأقعد بهذا الفن منه، أعني الحافظ أبا علي بن السكن الذي صحح هذا الطريق بمفرده … إلى أن قال: … أما كونه منكر المتن فهي دعوى لايسندها إلا الدفع بالصدر فقط، فلا دليل أتى به ابن عبدالهادي ليقيم به صلب هذه الدعوى المتهاوية".
قال مقيده عفا الله عنه: شرق المعترض بإنكار ابن عبدالهادي الحديث، وهو مسبوق بإنكار كبار الأئمة كما سبق، وتجاهل المعترض أقوالهم، وجعل حكمهم على الحديث دعاوي متهاوية لا يسندها إلا الدفع بالصدر. وتفرد ابن السكن بتصحيح الحديث غير ملزم، لما فيه من علل قادحة.
ثم حكم المعترض متعالما على الحديث بقوله (ص 264): "حديث حسن ولابد، وهذا ماتقتضيه قواعد الحديث، أما من كابر فلا كلام لنا معه".
قال مقيده عفا الله عنه: هذه طريقة أهل الأهواء والمبتدعة البطالين المتعالمين، فالأئمة: "ابن خزيمة والعقيلي والبيهقي وابن القطان، والذهبي وابن عبدالهادي وابن حجر"، لما صدر حكمهم على الحديث بالنكارة والبراءة من عهدته، لم يصدر عنهم مثل هذا الهراء، الذي صدر عن هذا المتعالم في حق المخالف لهم. فاللهم أرزقنا الأدب والإقتداء بأئمتنا.
ومتابعة الحديث الآتي تثبت أن الحديث من رواية عبدالله المكبر.
متابعة لموسى بن هلال عن عبيدالله – المصغر -
(من جاءني زائرا لا يعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة)).
حديث منكر. أخرجه الطبراني المعجم الكبير (12/ 291)، والأوسط (5/ 275)، (حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد العبادي البصري ثنا مسلم بن سالم الجهني حدثني عبيد الله بن عمر .. به .. ).
رويت هذه المتابعة من طريق عبدالله – المكبر الضعيف -، عزاها الذهبي في الميزان للدارقطني وأبي الشيخ من رواية مسلم بن سالم عن عبدالله المكبر، وقد رجعت لطبعتين من الميزان: (تحقيق البجاوي 4/ 104)، و تحقيق مجموعة (6/ 415)، وفي كليهما ذكر عبدالله المكبر. وهو كذلك في اللسان لابن حجر في طبعتين مختلفتين هما: (دار الفكر (6/ 29)، و (دار إحياء التراث العربي (6/ 705)، في ترجمة مسلم عن عبدالله المكبر.
وأخرجه من طريق – المكبر - أيضا: أبو نعيم في أخبار أصبهان، وهو كذلك في طبعتين عن - المكبر- هما: (دار الكتاب الإسلامي (2/ 219)، و (دار الكتب العلمية تحقيق سيد كسروي (2/ 190).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/27)
ونص عليه الحافظ في التلخيص (2/ 267) فقال: "رواه الطبراني من طريق مسلمة بن سالم الجهني، عن عبد الله بن عمر بلفظ: (من جاءني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة)، وجزم الضياء في الأحكام وقبله البيهقي، بأن عبد الله بن عمر المذكور في هذا الإسناد هو المكبر". كما نص في التهذيب (10/ 131) على أنه روى عن المكبر والمصغر. ومع ذلك لم تسلم هذه المتابعة من العلة.
علة المتابعة: "مسلم بن سالم الجهني".
ويقال له "مسلمة بن سالم" كما في التقريب (ص 938 ت 6672). وضعفه، قال ابن حزم في المحلى (10/ 326): "ليس بالمعروف"، وقال الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 655) عن أبي داود: "ليس بثقة". ولأجله ضعف الهيثمي الحديث في مجمع الزوائد (4/ 2). وقال ابن عبدالهادي في الصارم (ص 68): " تفرد هذا الشيخ الذي لم يعرف بنقل العلم، ولم يشتهر بحمله ولم يعرف من حاله ما يوجب قبول خبره، وهو: (مسلمة بن سالم الجهني)، الذي لم يشتهر إلا برواية هذا الحديث المنكر، وحديث آخر موضوع ذكره الطبراني بالإسناد المتقدم، ومتنه (الحجامة في الرأس أمان من الجنون والجذام والبرص والنعاس والضرس) .. وإذا تفرد مثل هذا الشيخ المجهول الحال، القليل الرواية بمثل هذين الحديثين المنكرين، عن عبيدالله بن عمر أثبت آل عمر بن الخطاب في زمانه وأحفظهم، عن نافع عن سالم عن أبيه عبدالله بن عمر، من بين سائر أصحاب عبيدالله الثقات المشهورين والأثبات المتقنين، عُلم أنه شيخ لا يحل الإحتجاج بخبره، ولا يجوز الإعتماد على روايته".
الرد على المعترض
تعالم المعترض فقال (ص 246): "والحاصل: أن السند صح إلى مسلمة بن سالم الجهني، فانحصر الكلام فيه. فأقول: الرجل وإن قال عنه أبو داود: ليس بثقة، لكن صحح له ابن السكن، ومقتضى ذلك أن يكون ثقة عنده، فمع توثيق ابن السكن، وكلام أبي داود فالرجل يصلح للمتابعات ولا ريب".
قال مقيده عفا الله عنه: فرح المعترض ـ والله لا يحب الفرحين ـ بمتابعة مسلم هذا لموسى بن هلال، فشغب معتمدا تصحيح ابن السكن للحديث، وقد ذكرنا قبل كلام الأئمة النقاد في مسلم وأنه ليس بثقة ولا معروف، وتضعيف الحافظ الهيثمي الحديث لأجله، وقول المحدث السهسواني أنه لا يصلح للمتابعة، ولكن المعترض صاحب هوى.
الحديث الثالث
(من زار قبري حلت له شفاعتي)
حديث واه ضعيف منكر جدا يصل لدرجة الموضوع على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يصح الإحتجاج به، أخرجه البزار، قال: (حدثنا قتيبة ثنا عبدالله بن إبراهيم ثنا عبدالرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر … الحديث). قال البزار: "عبدالله بن إبراهيم لم يتابع على هذا، وإنما يكتب ما يتفرد به".انظر كشف الأستار (2/ 57 ح 1198).
علل الحديث:
1. "عبدالله بن إبراهيم"، هو ابن أبي عمرو المدني الغفاري.
"يدلسونه لوهنه. نسبة ابن حبان الى الوضع. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لايتابع عليه. وقال الدار قطني: حديثه منكر. قال الحاكم: يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة. وذكر له الذهبي أحاديث موضوعة وباطلة".انظر ميزان الإعتدال (2/ 388). وقال العقيلي الضعفاء الكبير (2/ 233): "كان يغلب على حديثه الوهم". وذكر الحافظ في التهذيب (5/ 137) إنكار أبي داود والساجي حديثه. وفي التقريب (ص 490 ت 3216): "متروك". كما ذكروه ضمن الوضاعين للحديث النبوي. انظر الكشف الحثيث (ص 148)، وتنزيه الشريعة (1/ 71).
2. "عبدالرحمن بن زيد"، هو ابن أسلم.
أجمع نقاد الحديث وعلماء الجرح والتعديل على ضعفه، وأن له أحاديث أنكرت عليه، وبعضهم ترك حديثه وروى عن أبيه أحاديث موضوعة. انظر تهذيب التهذيب (6/ 177). وذكره في تنزيه الشريعة (1/ 78) ضمن الوضاعين لحديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/28)
وعلى رغم ماقاله الأئمة في هذين الراويين، إلا أن السبكي غض الطرف عن ذلك فقال في شفاء السقام (ص 14): "وإذا كان المقصود من هذا الحديث تقوية الأول به وشهادته له، لم يضر ما قيل في هذين الرجلين، إذ ليس راجعا إلى تهمة كذب ولا فسق، ومثل هذا يحتمل في المتابعات والشواهد". فنَقَد العلامة الإمام ابن عبدالهادي كلام السبكي السابق فقال (ص 56): "ولو ذكر بدل هذا الحشو ما يتعلق بعلة الحديث، وتحرير القول في إسناده لكان أحسن وأولى، وإنما ذكرت مثل هذا عن المعترض وإن كان فيه تطويل للتنبيه على أنه يطول بمثله الكلام على الأحاديث في كثير من المواضع".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا الحديث حاله كحال بعض راوته، وأدنى طلبة العلم معرفة بعلم الحديث يستطيع الحكم عليه بأنه حديث واه منكر موضوع على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ليس عليه من عَبق النبوة شيء، إذ لا يعقل أن عدم زيارة قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تمنع من شفاعته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهذا لايقوله عاقل، لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أول الشافعين لأمته في المحشر. انظر صحيح مسلم (الإيمان ح 196).
الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة" من بدهيات المشتغلين بعلم الحديث عند تحقيق حديث ما، جمع شواهده ومتابعاته وطرقه في موضع واحد، ليفسر بعضه بعضا، وللحكم عليه صحة وضعفا قبولا وردا، لكن المعترض فاتته هذه البديهة لغرض ينصره وبدعة يعتقدها، إذ من المفترض ذكر هذا الحديث مع الحديث الثاني الذي علته "موسى بن هلال"، لأنه من متابعاته، فذكر هذا الحديث وتكلم عليه فيه (ص 285)، وتكلم على حديث "موسى بن هلال" من (ص 229 حتى ص 263)، ثم تكلم بعده على أحاديث ابن عباس وأنس وبكر بن عبدالله وحاطب وعمر رضي الله عنهم من (ص 264 وحتى ص 278)، ثم عاد في (ص 278 حتى ص 281) فتكلم على حديث "حفص بن سليمان" وهو أول حديث من أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - تكلمنا عليه في كتابنا هذا. ثم ذكر حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بعده حتى (ص 283)، ثم ذكر بعده حديثا لابن عمر في جفوة من لم يزره بعد الحج من (ص 283 ص 285)، ثم ذكر بعده الحديث الذي نحن بصدده هنا.
ولما كانت علل أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، تمنع من تقويتها والقول بحسنها عند التحقيق، فرقها المعترض في ثنايا كتابه ليشتت ذهن القارئ ظنا منه _ وبعض الظن إثم _ أن ذلك ينفعه في تحسين حال الحديث. ومع ذلك لم يستطع المعترض التهويل والشغب لتحسينه كما فعل في سابقه.
الحديث الرابع
(من زارني إلى المدينة كنت له شفيعا أو شهيدا).
حديث مختلق على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أخرجه الدارقطني في علله، قال: (حدثنا جعفر بن محمد الواسطي، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا محمد بن الحسن الختلي، حدثنا عبدالرحمن بن المبارك، حدثنا عون بن موسى، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر .. ). عزاه له ابن عبدالهادي والسبكي. انظر الصارم المنكي (ص 128). شفاء السقام (ص 28). وقال الأخير: "وإنما لم أفرد هذا الحديث بترجمة لأن نسخة العلل للدارقطني التي نقلت منها سقيمة". فقال ابن عبدالهادي معقبا عليه:
"والجواب أن يقال: هذا اللفظ المذكور غلط في هذا الحديث، حديث نافع عن ابن عمر، ولفظ الزيارة فيه غير محفوظ، ولو كان محفوظا لم يكن فيه حجة على محل النزاع، والمحفوظ في هذا عن أيوب السختياني، ما رواه هشام الدستوائي وسفيان بن موسى عنه عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من أستطاع أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه من مات بها كنت له شفيعا أو شهيدا). هذا هو حديث أيوب عن نافع، ليس فيه ذكر الزيارة أصلا… إلى أن قال: ... وقد وقف هذا المعترض على ما ذكره الدارقطني في كتاب العلل من الإختلاف في إسناد الحديث ومتنه، ولم ينقل منه إلا طريقا واحدا أخطأ فيه الراوي، ولفظا واحدا وهم فيه الناقل، وأعرض عن ذكر الطرق الواضحة والألفاظ الصحيحة، وهل هذا إلا عين الخذلان أن ينظر الرجل في ألفاظ الحديث وطرقه في موضع واحد فينقل منها الضعيف السقيم ويدع القوي الصحيح من غير بيان لذلك، ثم يعتل بأن النسخة التي نقل منها سقيمة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/29)
قلت: لم ينفرد ابن عبدالهادي بهذا، بل وافقه ابن حجر فقال لسان الميزان (4/ 389 ترجمة عون بن موسى): "المحفوظ: من أستطاع".
فأين المتعالم المعترض ابن ممدوح من السبكي وسقطاته
الحديث الخامس
(من حج ولم يزرني فقد جفاني)
حديث كذب موضوع على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حكم بوضعه أئمة.
أخرجه ابن عدي (7/ 2480). وحكم بوضعه، وابن حبان في المجروحين (3/ 73)، والدارقطني في غرائب مالك عزاه له السبكي في شفاء السقام (ص 26)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 217) وحكم بوضعه. كلهم من طريق:
(محمد بن محمد بن النعمان، عن جده، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر).
كما حكم بوضعه الذهبي في ميزان الإعتدال (4/ 265).
علل الحديث: 1. "محمد بن محمد بن النعمان بن شبل الباهلي".قال الحافظ في التهذيب (9/ 433): " أتهمه الدارقطني وضعفه جدا". كما ذكر عنه في اللسان (5/ 358) أنه أخرج في غرائب مالك أحاديث من طريقه واستنكرها. وفي التقريب (ص 894 ت 6315): "متروك". وذُكر ضمن الوضاعين للحديث النبوي. انظر الكشف الحثيث (ص 246)، تنزيه الشريعة (1/ 113).
2. "النعمان ين شبل الباهلي".قال ابن حبان في المجروحين (3/ 73): "يأتي عن الثقات بالطامات وعن الأثبات بالمقلوبات". وذكر ابن عدي في الكامل (7/ 2470) عن موسى بن هارون الحمال: "كان متهما". كما ذكر بسنده عن صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، ثنا عمران بن موسى الدجاجي، ثنا النعمان بن شبل، وكان ثقة. ثم ذكر ابن عدي في آخر ترجمته: "لم أر في أحاديثه حديثا قد جاوز الحد فاذكره".
وقد رد ابن عبداهادي (ص 120) التوثيق الذي ساقه ابن عدي عن التعمان، لأن موثقه "صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي"، مطعون فيه. وقال الذهبي في الميزان (2/ 287): "قال الدارقطني: متروك كذاب دجال أدركناه ولم نكتب عنه يحدث بما لم يسمع. وقال ابن عدي كان يسرق الحديث. وقال البرقاني: ذاهب الحديث". وذهب الحافظ في الإصابة (1/ 237 ت 1164) إلى أنه ضعيف في الجملة. وفي التلخيص (2/ 267): ضعيف جدا.
الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة" هذا أحد أحاديث ابن عمر التي فرقها المعترض في ثنايا كتابه (ص 283)، لغرض ينصره وبدعة تعلق بها وشاغب لأجلها.
والمعترض كثير التعالم ومن ذلك قوله (ص 284) عن النعمان هذا: "ارتضاه ابن عدي". وأعرض عمن لم يرتضه من أئمة نقاد الحديث!
الحديث السادس
(من حج حجة الإسلام وزار قبري، وغزا غزوة وصلى علي في بيت المقدس، لم يسأله الله فيما افترض عليه). حديث موضوع باطل حكم ببطلانه الذهبي وابن عبدالهادي ووافقهم ابن عراق، كما سيأتي بيانه في علل الحديث. وعزاه السبكي في شفاء السقام (ص 33) لأبي الفتح الأزدي في الثاني من فوائده، قال الأزدي: "حدثنا النعمان بن هارون بن أبي الدلهاث حدثنا أبو سهل بدر بن عبدالله المصيصي، حدثنا الحسن بن عثمان الزيادي، حدثنا عمار بن محمد، حدثني خالي سفيان، عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله".
قال مقيده عفا الله عنه: كان الأجدر بالسبكي التحقق من صحة الحديث شأن المحققين من العلماء لكنه تجاهل ذلك كله، وطفق يحسن حال رواته كـ: عمار بن محمد ابن أخت الثوري، والمصيصي والنعمان بن هارون والأزدي، وسكت عن متن الحديث المرفوض عقلا ونقلا، إذ لا يعقل أن من عمل بهذا الحديث لايسأله الله عما افترض عليه من أمر التوحيد والإيمان، والصلاة المفروضة والتي هي الفارق بين الإيمان والكفر، والزكاة والصيام والحج، هذا لايقوله عاقل. فما أحرى بالمعترض المتعالم صاحب كتاب رفع المنارة الشفقة على الحديث وعلومه من مثل السبكي ومقلديه.
علة الحديث: "بدر بن عبدالله المصيصي". قال الذهبي في الميزان (1/ 300): "عن الحسن بن عثمان الزيادي بخبر باطل، وعنه النعمان بن هارون".ووافقه في بطلانه ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 175)، والفتني في تذكرة الموضوعات (ص 73)، والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 109 ح 18). وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 40) ضمن الوضاعين للحديث. وقال ابن عبدالهادي (ص 226): "ولا يخفى أن هذا الحديث الذي رواه في فوائده، موضوع مركب مفتعل إلا على من لا يدري علم الحديث ولا شم رائحته، والله الموفق".
يتبع بحول الله وقوته بأحاديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:33 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/30)
الحلقة الخامسة
وتحتوي على أحاديث ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والرد على المعترض المتعالم ابن ممدوح في الحديث الأول
أحاديث عبدالله بن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رويت عنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ثلاثة أحاديث باطلة منكرة، طعن في رواتها أئمة الحديث:
الحديث الأول
(من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له شهيدا يوم القيامة، أو قال شفيعا).
حديث موضوع أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 457) فقال: (حدثناه سعيد بن محمد الحضرمي حدثنا فضالة بن سعيد بن زميل المأربي حدثنا محمد بن يحيى المأربي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -).
حكم بوضعه الذهبي في ميزان الإعتدال (3/ 348).
علل الحديث:
1. "سعيد بن محمد الحضرمي".رجح ابن عبدالهادي (ص 238) أنه تصحيف من (شعيب بن محمد الحضرمي).
قلت: ولعله (سعيد بن محمد بن ثواب الحصري). ذكره ابن حبان والخطيب. وقال الأخير: "وغيره يخالفه في الإسناد".
انظر الثقات (8/ 272). تاريخ بغداد (9/ 94).
2. "فضالة بن سعيد بن زميل المأربي".
قال العقيلي (3/ 457).: "حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به". وقال عن الحديث: "يروى بغير هذا الإسناد من طريق أيضا فيه لين". وقال الذهبي في الميزان (3/ 348): "موضوع على ابن جريج ويروى في هذا شيء أمثل من هذا". ووافقه الحافظ في اللسان (4/ 435) وزاد: "قال أبو نعيم: روى المناكير".
3. "محمد بن يحيى بن قيس المأربي".
قال الذهبي في الميزان (4/ 62): "قال ابن عدي أحاديثه مظلمة منكرة ووثقه الدارقطني". وفي الكاشف (3/ 95): "وثق". وقال في ديوان الضعفاء (2/ 642): "أحاديثه مظلمة منكرة"، مما يدل على أن الرجل مجروح عنده. وزاد ابن حجر في التهذيب (9/ 521) ذِكر ابن حبان له في الثقات، وتجهيل ابن حزم له. وفي التقريب (ص 908 ت 6433): "لين الحديث". وقال ابن عبدالهادي (ص 239): "شيخ معروف مختلف في عدالته". وذكره الحلبي في الكشف الحثيث (ص 252)، وابن عراق في التنزيه (1/ 115). ضمن الوضاعين للحديث.
4. "عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج".
قال الحافظ في تعريف أهل التقديس (ص95 ت 83): "فقيه الحجاز مشهور بالعلم والتثبت كثير الحديث، وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطني: شر التدليس تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس الا فيما سمعه من مجروح".
5. "عطاء". شيخ ابن جريج.
هكذا بإهماله، وابن جريج روى عن ثلاثة كلهم إسمه عطاء وهم: "عطاء بن أبي رباح"، و"ابن السائب"، و"ابن أبي مسلم الخرساني". انظر تهذيب الكمال (18/ 342).
فالأول: "عطاء بن أبي رباح"، قال في التقريب (ص 677 ت 4623): "ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الإرسال…تغير بآخرة". وفي التهذيب (7/ 203): "إن ابن جريج وغيره تركوا عطاء بآخرة لأجل تغيره".
الثاني: "عطاء بن السائب"، قال في التقريب (ص 678 ت 4625): "صدوق اختلط". وقال ابن الكيال في الكواكب النيرات (ص 323): "احتج أهل العلم برواية الأكابر عنه، مثل سفيان الثوري وشعبة لأن سماعهم منه كان في الصحة، وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه آخر".
أما الذين رووا عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيمن إسمه عطاء فليس فيهم ابن السائب.
الثالث: "عطاء بن أبي مسلم الخرساني"، قال في التقريب (ص 679 ت 4633): "صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس". وقال أحمد ابن حنبل كما في جامع التحصيل (ص 238): "لم يسمع من ابن عباس شيئا". وقال يحيى بن سعيد القطان: "ابن جريج عن عطاء الخراساني ضعيف إنما هو كتاب دفعه إليه". انظر المصدر السابق (ص230).
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
المعترض المتعالم شأنه عجيب، كشف عواره بتشغيبه على الأئمة، فشرق بردهم لأحاديث حاول لاهثا تصحيحها، دون مستند علمي لغرض ينصره وبدعة تشرب بها قلبه، فظهر تعالمه وسوء أدبه مع العلم والعلماء، فقال (ص 265): "وإن تعجب فعجب من الحافظ الذهبي رحمه الله، ففي ترجمته لفضالة بن سعيد بن زميل المأربي، ذكر الحديث موضع البحث، ثم قال (3/ 349): هذا موضوع على ابن جريج. اهـ ولا يوجد في الإسناد أو المتن ما يساعده على دعواه، فهي دعوى لابرهان عليها، ولا ذكر الذهبي دليلا يشهد لها، وكلام العقيلي هنا أقوى وأقعد".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/31)
قلت: وافق ابن حجر الذهبي في هذه المقولة!! والمعترض لم يفهم عبارة العقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 457)، والتي وافقه عليها الذهبي، وهي: "وهذا يروى بغير هذا الإسناد من طريق أيضا فيه لين"، وبقية قول الذهبي في الميزان (3/ 348) والذي تعامى عنه المعترض: "يروى في هذا شيء أمثل من هذا".
فيا عجبى من تعالم المعترض وقوله: "كلام العقيلي هنا أقوى وأقعد". فأي فرق بين العبارتين!!
ثم لو فتش المعترض كتاب الشفاء للسبكي (ص 38) لوقف على نقله عن ابن عساكر عن العقيلي قوله في فضالة: "لا يتابع على حديثه من جهة تثبت، ولا يعرف إلا به". لكنه التعالم بالهوى والبدعة، أعماه عن رؤية الحق والحقيقة حتى في كتب أسياده. ثم عَجبُ المعترض فيه تعالم آخر! فالراوي فضالة ذكر ابن حجر فائدة عن أبي نعيم قوله فيه: "روى المناكير" والحديث من مروياته. وليس هو علة الحديث الوحيدة.
ثم قال المعترض (ص 265) عن "محمد بن يحيى بن قيس المأربي": "فقبول توثيق الدارقطني وابن حبان، هو الموافق لقواعد الحديث، ومن علم حجة على من لم يعلم".
قلت: كم ظن المعترض نفسه إماما لا يجارى فهرف بما لم يعرف، فمحمد بن يحيى بن قيس المأربي اختلفت فيه أقوال الأئمة، بين موثق ومضعف، لكن رجح الذهبي وابن حجر جرحه. وعند تعارض الجرح والتعديل قال الخطيب في الكفاية (ص 105): "اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والإثنان، وعدله مثل عدد من جرحه فإن الجرح به أولى، والعلة في ذلك أن الجارح يخبر عن أمر باطن قد علمه ويصدق المعدل ويقول له: قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها، وتفردت بعلم لم تعلمه من اختبار امره، وأخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفى صدق قول الجارح فيما أخبر به، فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل".
ترى ما هو الموافق لقواعد الحديث، قول المعترض الذي أبان عن جهله وتعالمه، أم قول الخطيب البغدادي الذي وافقه أئمة الحديث، ثم الجرح في هذا الراوي من ابن عدي مفسر، وهو نكارة أحاديثه التي ساق بعضها في ترجمته في الكامل، ثم تقديم الذهبي للجرح وذكر الراوي في ديوان الضعفاء والإكتفاء بعبارة ابن عدي، وهذا لا يعارض قوله في الكاشف "وثق"، حيث ذكرها بصيغة التمريض.
ويستمر تعالم المعترض فقال (ص 267): "بقي الكلام على ما قد يظن بعضهم أنه علة ثالثة في هذا الإسناد، وهي أن ابن جريج… مدلس ولم يصرح بالسماع. والجواب على ذلك: أن هذا يرويه ابن جريج عن عطاء وروايته عنه محمولة على السماع صرح أو لم يصرح، فإن ابن جريج قال: إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعته منه وإن لم أقل سمعت. وعزاه المعترض لتهذيب ابن حجر 6/ 406".
كم أثبت المعترض تعالمه وتطاوله على الأئمة، فأقول:
أولا: لم يحقق لنا المعترض هنا من هو عطاء المهمل، وابن جريج يروي عن ثلاثة كلهم عطاء، ويروي عن ابن عباس منهم إثنان، هما ابن أبي رباح والخرساني.
ثانيا: من تعالمه ذكره مقولة ابن جريج السابقة في روايته عن عطاء. وسند الحديث هنا فيه عنعنة ابن جريج عن عطاء، وليس فيه قال عطاء. وهذا منتهى التعالم من المعترض وهو عدم تفريقه بين (عن) و (قال). وجهله بما قاله الدارقطني في ابن جريج: "شر التدليس تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس الا فيما سمعه من مجروح". انظر تعريف أهل التقديس (ص95 ت 83). كما ذهب الدارقطني إلى اجتناب حديثه المعنعن. انظر فتح المغيث (1/ 185). لكن المعترض محروم من التحقيق العلمي.
وتمادى المعترض في تعالمه الفج فقال (ص 267): "فالحاصل مما تقدم أن هذا الإسناد فيه راو غاية ما فيه أنه مجهول وتفرد بهذا الحديث وآخر اختلف فيه".
قلت: تعالم المعترض منعه من تحقيق إسناد الحديث من أوله إلى منتهاه، وظن وبعض الظن إثم أن علة الحديث في هذيين الراويين فقط، فما قوله في:
• "عطاء" المهمل ومن هو؟
• وتدليس ابن جريج الذي وصفه الدارقطني بأنه شر تدليس، وقد عنعن؟
• ثم من هو شيخ العقيلي؟ "سعيد بن محمد الحضرمي".
ومن علم حجة على من لم يعلم، ونسأل الله الإنصاف في تحقيق الحق عند الخلاف.
الحديث الثاني
(من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/32)
حديث باطل مكذوب على النبي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. ذكر ابن عبدالهادي في الصارم المنكي (ص 79) أن بعض الحفاظ أخرجه في زمن ابن مندة والحاكم في كتاب كبير له، كما ذكر أنه وقف على بعضه، وإسناده: (حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن سيار بن محمد النصيبي، حدثنا أسيد بن زيد، حدثنا عيسى بن بشير عن محمد بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس….). كما عزاه السيوطي للديلمي في مسند الفردوس. انظر الجامع الكبير (مصورة دار الكتب المصرية ق1/ 771).
علل الحديث: 1. "أسيد بن زيد"، هو ابن نجيح الجمال الهاشمي الكوفي. "قال الجنيد عن ابن معين: كذاب أتيته ببغداد فسمعته يحدث بأحاديث كذب. وقال الدوري عنه نحو ذلك. وقال أبو حاتم: كانوا يتكلمون فيه. وقال النسائي: متروك. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المناكير ويسرق الحديث. وقال ابن عدي: يتبين على رواياته الضعف وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال الدارقطني: ضعيف الحديث. وقال ابن ماكولا: ضعفوه. وقال الخطيب: قدم بغداد وحدث بها، مرضي في الرواية. وقال البزار: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. وقال في موضع آخر: قد احتمل حديثه مع شيعية شديدة فيه. وقال الساجي: سمعت أحمد بن يحيى الصوفي يحدث عنه بمناكير". انظر تهذيب التهذيب (1/ 344). وذكره الحلبي في الكشف الحثيث (ص 73) فيمن رمي بوضع الحديث.
2. "عيسى بن بشير".
قال الذهبي في الميزان (3/ 310): "لا يدري من ذا وأتى بخبر باطل"، وذكر سند الحديث السابق، ثم قال: "تفرد به أسيد وهو ضعيف ولا يحتمله".
الحديث الثالث
(من زار العلماء فكأنما زارني، ومن صافح العلماء فكأنما صافحني، ومن جالس العلماء فكأنما جالسني، ومن جالسني في الدنيا أجلسه ربه في الجنة).
حديث كذب موضوع على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أخرجه من طريق: (حفص بن عمر المدني عن الحكم بن أبان العدني عن أبيه عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس): السهمي في تاريخ جرجان (ص 197 ح280)، وأبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (2/ 364). غير أن أبا نعيم أسقط أبان العدني.
والحديث حكم بوضعه السيوطي في ذيل الموضوعات (ص 35)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 272).
علة الحديث:
"حفص بن عمر المدني" ابن ميمون العدني أبو إسماعيل.
"وثقه أبو عبد الله الطهراني. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ. وقال ابن حبان: يروي عن مالك وأهل المدينة، كان ممن يقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وقال المروذي: سألت أبا عبد الله عنه فقال: لم أكتب عنه. وقال البرقي: عن ابن معين ليس بثقة. وقال أبو العرب الصقلي: ليس بشيء. وقال العقيلي: يحدث بالأباطيل. وقال الآجري: عن أبي داود ليس بشيء، قال: وسمعت ابن معين يقول: كان رجل سوء، وسمعت أحمد يقول: كان مع حماد في تلك البلايا. وقال الآجري: يعني حماد البربري. قال أبو داود: وهو منكر الحديث. وقال العجلي: يكتب حديثه وهو ضعيف الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف، وفي موضع آخر ليس بقوي في الحديث، وقال في العلل: متروك". انظر تهذيب التهذيب (2/ 410). وذكره في تنزيه الشريعة (1/ 54) ضمن الوضاعين للحديث.
يتبع بحول الله وقوته أحاديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:05 م]ـ
الحلقة السادسة
أحاديث أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
رويت عنه أربعة أحاديث مكذوبة منكرة، لا يجوز الإحتجاج بها أو ذكرها إلا على سبيل البيان.
الحديث الأول
(من زارني بالمدينة محتسبا كنت له كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة).
حديث منكر ملفق من عبارتين زيارته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالمدينة والترغيب في الموت بأحد الحرمين، أخرجه من طريق: (محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني ابو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي، عن أنس بن مالك .. ). ابن أبي حاتم في العلل (1/ 291). والبيهقي في الشعب (3/ 490 ح 4157)، مع إختلاف بينهما، حيث أن ابن أبي حاتم لم يذكر لفظ الزيارة، أما البيهقي زاد في أوله: (من مات في أحد الحرمين…)، مع ذكر لفظ الزيارة، وأقتصر مرة على لفظ الزيارة. كما أخرجه باللفظ المذكور أعلاه السهمي في تاريخ جرجان (ص 220، ص 434)، وابن الجوزي في مثير الغرام (ص 273).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/33)
علة الحديث: "أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي".
ومدار الحديث عليه. قال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي، وذكره ابن حبان في الثقات وذكره ابن حبان في الضعفاء في الكنى، فقال: أبو المثنى شيخ يخالف الثقات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للإعتبار. وتعقبه الدارقطني في حواشيه، فقال: أبو المثنى هذا هو سليمان بن يزيد الكلبي مدني، وقال في العلل: سليمان بن يزيد ضعيف، وقعت روايته عن أنس في كتاب القبور لابن أبي الدنيا وقيل إنه لم يسمع منه. انظر تهذيب التهذيب (12/ 221).
والحديث فيه إنقطاع، حيث نفى الدارقطني سماعه من أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، بل ذهب بعضهم إلى عدم سماعه من بعض التابعين. انظر جامع التحصيل (ص 190). قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 291): "قال أبي هذا خطأ إنما هو سليمان، أخاف أن يكون عن الثقة عن أنس".
قال مقيده عفا الله عنه: الذي ظهر لي والله أعلم، أن هذا الحديث ملفق من عبارتين، عبارة "الموت بأحد الحرمين" كما سبق في رواية البيهقي، والثانية عبارة "الزيارة"، وحديث أنس "الموت بأحد الحرمين" أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (3/ 69 ح 1813) بلفظ: (من مات بين الحرمين حشره الله تعالى من الآمنين)، والحديث علته: "أبان بن عياش"، أحد المتروكين.
الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة" نقل المعترض ما ذكره الذهبي عن غيره في حق سليمان بن يزيد، بقوله (ص 269): "وأجاد الحافظ الذهبي فقال في الكاشف (3/ 331): وثق، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي". والمعترض غالبا ما يتعالم فينقل من كلام الأئمة ما يؤيد فكرته، ويُعرِض عما يدحضها ويهدمها، فالذهبي ذكر في الكاشف قولين متعارضين، لكن رأي الذهبي مغاير لما أراد إثباته المعترض، وهو إما أنه لم يقف عليه وهذه مصيبة على مدعي البحث والتحقيق، أو أنه وقف عليه وتجاهله وهذه أعظم. والذهبي أيضا استدرك على الحاكم في المستدرك (4/ 221 – 222) تصحيح حديثه بقوله: "سليمان واه، وبعضهم تركه"، والمعترض وقف على تصحيح الحاكم لحديث الكعبي في رفع المنارة (ص 269)، فلماذا تجاهل استدراك الذهبي؟؟! وهو الذي ذكره في المغني في الضعفاء (1/ 284 ت 2632) فقال فيه: "منكر الحديث، ليس بقوي".
ثم فرح المعترض بذكره طريقا آخر للحديث - والله لا يحب الفرحين - (نقلا عن كتاب المداوي للغماري – 6/ 232)، فقال (ص 269).: "وله طريق آخر عن أنس، قال إسحاق بن راهويه في مسنده: أخبرنا عيسى بن يونس، ثنا ثور بن يزيد، حدثني شيخ عن أنس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قلت ـ أي المعترض ـ عيسى بن يونس هو ابن إسحاق السبيعي ثقة، وثور بن يزيد ثقة ثبت. فلولا الشيخ المبهم الذي لم يسم لكان السند في أعلى درجات الصحة. لكن هذا الطريق إذا ضم لسابقه استفاد الحديث قوة".
قلت: لَوْلَوة المعترض تعالم والسند السابق فيه أبو المثنى الكعبي لم يحتج به المحققون من المحدثين ويخالف الثقات، والسند الآخر فيه مجهول، فكيف يستفيد الحديث قوة على زعم المعترض؟؟
كما أقر المعترض بإنقطاع سند الحديث الأول، وبالمبهم في السند الثاني. والمنقطع لا يحتج به عند جمهور المحدثين، قال الجوزقاني في الأباطيل عن عبدالرحمن بن مهدي: "إن العالم إذا لم يعرف الصحيح والسقيم من الحديث لا يسمى عالما. فمما يعرف به صحيح الأحاديث من سقيمها أن يكون الحديث متعريا من سبع خصال:
الأول: أن لا يكون الشيخ الذي يرويه مجروحا.
الثاني: أن لا يكون فوقه شيخ مجهول يبطل الحديث به.
الثالث: أن لا يكون الحديث مرسلا، فإن المرسل عندنا لا تقوم به حجة.
الرابع: أن لا يكون الحديث منقطعا، فإن المنقطع عندنا أسوأ حالا من المرسل".
انظر الأباطيل والمناكير (1/ 12). وانظر جامع التحصيل (ص 96). إرشاد الفحول (ص 66).
ثم شنع المعترض كعادته تعالما، على ابن عبدالهادي فقال (ص 270): "وابن عبدالهادي لم يذكر الطريق الثاني وكأنه لم يقف عليه، ولذا كان كلامه مقصورا على الطريق الأول فقط. ولو وقف عليه ابن عبدالهادي لشنع عليه وصب تشنيعه على الراوي المبهم كما هي طريقته، لأنه يأبي أن يصح حديث في الباب والله المستعان".
قلت: المعترض مثله: - رمتني بدائها وانسلت.
الحديث الثاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/34)
(من زارني ميتا فكأنما زارني حيا، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة. وما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر). حديث مكذوب موضوع مختلق على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أخرجه ابن النجار في "الدرة الثمينة في فضائل المدينة"، عزاه له السبكي وذكر سنده فقال في شفاء السقام (ص 36): "أنبأنا أبو محمد بن علي، أنبأنا أبو يعلى الأزدي، أنبأنا أبو إسحاق البجلي، أنبأنا سعيد بن أبي سعيد النيسابوري، أنبأنا إبراهيم بن محمد المؤدب، أنبأنا إبراهيم بن محمد، حدثنا محمد بن محمد، حدثنا محمد بن مقاتل، حدثنا جعفر بن هارون، حدثنا سمعان بن مهدي، عن أنس… رفعه".
علل الحديث: 1. "محمد بن مقاتل".
قال البخاري: "لأن أخر من السماء أحب إلي من أروي عن محمد بن مقاتل الرازي". انظر تهذيب التهذيب (9/ 470). وقال الذهبي في الميزان (4/ 47).: "تكلم فيه ولم يترك".
2. "جعفر بن هارون".
قال الذهبي في الميزان (1/ 420): "عن محمد بن كثير الصنعاني، أتى بخبر موضوع". وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 46) ضمن الوضاعين.
3. "سمعان بن مهدي".
قال الذهبي في الميزان (2/ 234): "عن أنس بن مالك حيوان لا يعرف، ألصقت به نسخة مكذوبة رأيتها، قبح الله من وضعها". وقال ابن حجر في اللسان (3/ 114): "وهي من رواية محمد بن مقاتل الرازي، عن جعفر بن هارون الواسطي، عن سمعان. فذكر النسخة وهي أكثر من ثلاثمئة حديث أكثر متونها موضوعة".
4. الرواة من دون محمد بن مقاتل لم أقف عليهم.
الرد على المعترض و السبكي
سبق وأن بينت أن من بدهيات المشتغلين بعلم الحديث عند تحقيق حديث ما، جمع شواهده ومتابعاته وطرقه في موضع واحد، ليفسر بعضه بعضا، وللحكم عليه صحة وضعفا قبولا وردا، لكن المعترض المتعالم فاتته هذه البديهة في أحاديث ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، حيث أوضحنا ذلك عنه – انظر انظر ردنا على المعترض عند كلامنا على حديث ابن عمر الثالث -، كما فاتته هنا أيضا، حيث كان من المفترض أن يذكر هذا الحديث مع الحديث الأول السابق، فقد تكلم عليه في كتابه رفع المنارة (ص 268)، ثم عاد وتكلم على الحديث الثاني (ص 286)، وكل حديث منفردا لم يصح فكيف لو جمع معه غيره، فآثر المعترض التفريق والتلفيق على التحقيق.
أما السبكي فعلى الرغم مما قيل في رواة الحديث من جرح، إلا أنه لما عزا الحديث لابن النجار في شفائه، سكت عنه ولم يعلق عليه ولا بكلمة واحدة، بخلاف الحافظ الناقد الإمام ابن عبدالهادي لما وقف على الحديث، قال عن السبكي في الصارم (ص 234): "هكذا ذكر المعترض هذا الحديث، وخرس بعد ذكره فلم ينطق بكلمة، وهو حديث موضوع مكذوب مختلق مفتعل، مصنوع من النسخة الموضوعة المكذوبة الملصقة بسمعان بن مهدي قبح الله واضعها، وإسنادها إلى سمعان ظلمات بعضها فوق بعض. وأما سمعان فهو من الحيوانات التي لا يدرى هل وجدت أم لا؟ وهذا المعترض إن كان لا يدري أن هذا الحديث من أقبح الموضوعات فهو من أجهل الناس، وإن كان يعلم أنه موضوع ثم يذكره في معرض الإحتجاج ويتكثر به ولا يبين حاله، فهو داخل في حديث (من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكذابين)، فهو إما جاهل مفرط في الجهل، أو معاند صاحب هوى متبع لهواه، نعوذ بالله من الخذلان".
الحديث الثالث
(من زار عالما فكمن زارني، ومن صافح عالما فكمن صافحني، ومن جالس عالما فكمن جالسني، ومن جالسني في دار الدنيا أجلسه الله معي غدا في الجنة). حديث مكذوب موضوع على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أخرجه ابن النجار، عزاه له ابن عراق فقال في تنزيه الشريعة (1/ 272): "من حديث أنس في قصة بينة الكذب".
الحديث الرابع
(إن لله عزوجل مدينة تحت العرش، من مسك أذفر على بابها ملك ينادي كل يوم: ألا من زار العلماء فقد زار الأنبياء، ومن زار الأنبياء فقد زار الرب عزوجل، ومن زار الرب فله الجنة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/35)
حديث مكذوب موضوع على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أخرجه الديلمي، عزاه له ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 272) فقال: "من حديث أنس، وفيه إبراهيم بن سليمان البلخي يسرق الحديث. قلت – ابن عراق -: إنما اتهمه ابن عدي بالسرقة في حديث واحد أورده له عن الثوري ثم قال: وسائر أحاديثه غير منكرة. وقال الحاكم: محله الصدق. وقال الخليلي في الإرشاد: صدوق، نعم الراوي عنه عمران بن سهل لم أقف له على ترجمة، فلعل البلاء منه والله أعلم".
يتبع بحول الله وقوته
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 04:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الغفار
وليتك تضع البحث في ملف وورد عند الإنتهاء منه .. مجرد إقتراح!
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[13 - 01 - 05, 10:59 ص]ـ
وجزاك أخي الكريم، وأرجو منك تذكيري عند الحلقة الأخيرة حتى نتدارس هذا الأمر
الحلقة السابعة
حديث عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(من زار قبري – أو قال: من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا. ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين يوم القيامة).
حديث مختلق مكذوب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهو حديث عجيب غريب التركيبة إسنادا ومتنا، أخرجه من طريق: (سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي حدثني رجل من آل عمر عن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -)، الطيالسي في المسند (1/ 15)، والبيهقي في سننه الكبرى (5/ 245)، وقال: "هذا اسناد مجهول"، وانظر وشعب الإيمان (3/ 488).
هذا الحديث المختلق أختلف في سنده ومتنه، على ثلاثة أحوال مضطربة الإسناد والمتن:
الحالة الأولى: رواية اقتصر فيها على الموت بأحد الحرمين وليس فيها ذكر زيارة القبر، عن:
(سوار بن مبمون عن أبي قزعة، قال حدثني رجل من آل عمر بن الخطاب مرفوعا: من مات بأحد الحرمين مكة أو المدينة بعث من الأرض يوم القيامة). أخرجه ابن أبي عاصم الآحاد والمثاني (2/ 61 ح 756).
الحالة الثانية: فيها ذكر الزيارة دون ذكر القبر، مع ذكر الموت في أحد الحرمين، عن:
(سوار بن ميمون، عن هارون بن قزعة، عن رجل من آل الخطاب مرفوعا: من زارني متعمدا كان في جوار الله يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة). أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 362) وقال: "الرواية في هذا لينة". والبيهقي في الشعب (3/ 488) بنحوه.
الحالة الثالثة: رواية مكونة من عبارتين زيارته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد الموت والموت بأحد الحرمين، من طريق:
(الأسود بن ميمون عن هارون أبي قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب رفعه: من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين). أخرجها الدارقطني في السنن (2/ 278)، والبيهقي في الشعب (3/ 488).
علل الحديث
هذا الحديث مختلق مركب الإسناد والمتن كما مر في الأحوال الثلاثة السابقة، لأمور:
أولا: رواية الطيالسي التي صدرنا بها حديث عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. وجهالة من يروي عنه سوار وهو مجهول.
ثانيا: رواية ابن أبي عاصم ـ الحالة الأولى ـ وهي رواية سوار عن أبي قزعة عن رجل مجهول من آل عمر.
ثالثا: رواية العقيلي والبيهقي في الشعب ـ الحالة الثانية ـ وهي رواية سوار عن هارون بن قزعة عن رجل مجهول من آل الخطاب مرفوعا)، وليس فيها ذكر زيارة القبر، وإنما هي زيارة عامة.
قلت: ولا ندري هل الرجل من آل عمر أو آل الخطاب صحابي أو تابعي؟
رابعا: رواية الدارقطني والبيهقي في الشعب ـ الحالة الثالثة ـ، وهي طريق: (الأسود بن ميمون عن هارون أبي قزعة عن رجل مجهول من آل حاطب عن حاطب مرفوعا).
وأيضا مما يثبت اختلاق هذه الرواية ورودها من حديث حاطب، أو رجل من آل حاطب: فالبيهقي قال في الشعب (3/ 488) بعد الرواية السابقة: "وفي تاريخ البخاري: ميمون بن سوار العبدي عن هارون أبي قزعة عن رجل من ولد حاطب عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مات في احد الحرمين". فقلب اسم سوار بن ميمون، وبنفس الطريق عزاها رجل من ولد حاطب. ومما يزيد الأمر غرابة أن هذا الحديث ورد عن حاطب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بلفظ الرؤية بعد الموت فقط، ذكره ابن عبدالبر في الإستيعاب (1/ 275)، واستدركه ابن حجر في الإصابة (1/ 300) فقال: "وأغرب أبو عمر فقال: لا أعلم له غير حديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/36)
واحد (من رآني بعد موتي .. الحديث). قلت: وقد ظفرت بغيره". ووافقه العيني في عمدة القاري (17/ 275).
خامسا: وهو خلاصة ما سبق تبين لنا ما يلي:
1. الإختلاف في اسم سوار على ثلاثة أقوال، وزاد العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 361) قولا رابعا هو: "سوار بن منصور". ولم يترجم لسوار بن ميمون في كتب التراجم أحد، وتفرد ابن حبان في الثقات (9/ 173) بالترجمة لميمون بن سوار.
2. الإختلاف في الرجل المجهول فمرة يروي عنه سوار، وتارة يروي عنه ابن قزعة، ثم هل هو من آل عمر أو آل الخطاب أو آل حاطب.
3. الإختلاف في اسم هارون شيخ سوار بن ميمون على ثلاثة أقوال: "فمرة هارون بن قزعة، وتارة هارون بن أبي قزعة، وأخرى هارون أبي قزعة". ترجم له ابن حجر في اللسان (6/ 180) في موضعين، فقال في الأول: "هارون بن أبي قزعة المدني، عن رجل في زيارة قبر النبي ?، قال البخاري: لا يتابع عليه….وقال أيضا: ضعفه أيضا يعقوب بن شيبة وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود في الضعفاء". وقال عن الثاني (6/ 183): "هارون أبو قزعة: لا يعرف. قال الأزدي: متروك انتهى. وقال البخاري: روى عنه ميمون بن سوار لا يتابع عليه. قلت: ما يبعد أن الأزدي أراد ابن قزعة الذي تقدم".
4. الإختلاف في متن الحديث فمرة بذكر زيارة القبر، وتارة بعموم الزيارة، وأخرى الإقتصار على الموت بأحد الحرمين، وأخيرا بذكر الرؤية بدل الزيارة.
الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"
تعالم المعترض في كتابه رفع المنارة (ص 272 إلى ص 278) فجعل هذا الحديث المختلق حديثين، "عن عمر وعن حاطب"، ليتكثر بها وشغب كعادته على ابن عبدالهادي بما لا طائل تحته، فقال (ص 274) عن حديث حاطب: "فإن الكلام في هذا الإسناد انحصر في هارون بن أبي قزعة وشيخه المبهم".
قالت: فلِم سكت المعترض عن تحرير القول في الأسود بن ميمون الراوي عن ابن قزعة وبيان حاله، وهل هو سبب الإختلاف في اسم هارون أم غيره؟ ثم تعالم مرة أخرى فقال (ص275): "وتبقى علة واحدة في هذا الإسناد وهي شيخ هارون أبي قزعة المبهم".
قلت: اعتمد المعترض توثيق هارون على رواية الشعبي عنه وتوثيق ابن حبان له، وسكت عن الأسود بن ميمون المجهول العين والحال، حيث لم يستطع الوقوف عليه في كتب التراجم وقوله (ص 274): " تبقى علة واحدة"، هراء فالحديث بمجموعه له أربع علل كما مر معنا آنفا.
ثم قال المعترض (ص 275): "وليكن الضعف في هذا الحديث غير شديد، بل ضَعْفه قريب ويحتج الفقهاء بمثله في إثبات مشروعية أمر ما، ودونك كتب الفقه لتتحقق من صحة مقولتي، فكيف ولأحاديث الزيارة طرق بعضها من شرط الحسن، فإذا وقفت بعد على قولهم: أحاديث الزيارة ضعيفة بل موضوعة فأضرب به عرض الحائط لأنه مخالف للقواعد".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا منتهى التعالم من المعترض، حديث فيه راو اختلف في اسمه على أربعة أقوال، ولم يترجم له علماء الجرح والتعديل، وفيه راو آخر مجهول، وبينهما ابن قزعة فيه كلام، حديث ضعفه غير شديد؟؟
ثم إن كتب الفقه مليئة بالأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة بل والموضوعة يعرف ذلك المحققون، وبعض الفقهاء يستدل بالضعيف والموضوع لتأيد مذهبه، والمعول في التشريع على الحديث الصحيح والحسن، أما الضعيف والموضوع فلا عبرة به، وأحاديث الزيارة من هذا الباب فلا يحتج بها.
يتبع إن شاء الله بحديث علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[08 - 02 - 05, 01:26 م]ـ
لتذكير الشيخ بارك الله في وقته .... يا ليت ينشط لإتمام الرد ..
وأسأل الله أن يرزقك الفردوس الأعلى
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 02 - 05, 01:37 م]ـ
الشيخ عبدالغفار حفظه الله تعالى , وأنا كذلك أطالب بما يطالب به الأخ الشيخ (حسام العقيدة) حفظه الله تعالى , فهلا استجبت لمطلبنا جزاك الله خيراً.
كتبه الداعي لكم بالتوفيق / خالد الأنصاري.
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[08 - 02 - 05, 02:12 م]ـ
أصلح الله الشيخ خالد ... والله لست بشيخ ... فلا تضعني في غير موضعي ... إنما أنا صغير صغير
بارك الله فيكم
ولا انسى أن أشكر لك ما بينته بشأن الغماري ...
وبارك الله بكم
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[08 - 02 - 05, 02:15 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد، واسأل الله أن يوفقك ويسر لك البحث
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[08 - 02 - 05, 05:17 م]ـ
جزاك الله خيرا، ننتظر المزيد منك
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[12 - 02 - 05, 08:21 ص]ـ
الشيخ بعث لي على الخاص ان مشاركاته علقت هنا .. ولا يعرف السبب؟؟؟
مع ان الموضوع لم يغلق؟؟؟
وأقول لماذا يوقف الشيخ عن هذا الموضوع؟؟؟
وإذا كان الشيخ معلقة مشاركاته .. فلماذا يا مشرفون؟
ـ[أبو مصعب البكري]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء من الجميع التفاعل مع الموضوع وتيسير تنزيل باقي الرد، لأن بعض المبتدعة ينشر كتاب رفع المنارة في بعض المنتديات
#####
وأطلب من الأخ الشيخ عبد الغفار مراسلتنا على موقع الصوفية
info@alsoufia.com
أو
Ak1965@hotmail.com
وأنا أستأذنه بوضع الكتاب كاملا في مكتبة الموقع، كذلك بنشره بالمنتدى الخاص بالموقع، ووضعه في ما أمكن من المواقع والمنتديات لبيان الحق،
ولو كان بالإمكان إرسال الكتاب كاملا على ملف ورد على العنوان السابق.
وجزاكم الله كل خير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/37)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[14 - 02 - 05, 06:04 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على مشاركاتهم ولم أعلم أن موضوعي انتقل إلى هنا حيث أني كنت أضعه في منتدى المناظرات، فتوقفت بسبب اغلاقه هناك، ومن ثم ارشدني أحد الإخوة بالمشاركة به في منتدى النيلين وسوف أواصل بحول الله وقوته على إكماله في المنتديين بحول الله وقوته.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[14 - 02 - 05, 11:44 م]ـ
أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا واستفسروا عن هذا الموضوع وأقول للأخ أبي مصعب البكري أني لم استطع الدخول إلى الرابطين المذكورين بخصوص الصوفية فالرجاء إرسال رسالة خاصة أو تصحيح الرابط لي وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
الحلقة الثامنةحديث علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني).
حديث موضوع،
أخرجه الحسيني في أخبار المدينة: "حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبو أحمد الهمداني حدثنا النعمان بن شبل حدثنا محمد بن الفضل المديني سنة ست وسبعين، عن جابر عن محمد بن علي عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رفعه". عزاه له السبكي وسكت عن سند الحديث.
انظر شفاء السقام (ص 38).
علل الحديث:
1. "النعمان بن شبل". [/ CENTER]
تقدم الكلام عليه في أحاديث ابن عمر الحديث الخامس، ومما قيل فيه: "يأتي عن الثقات بالطامات، وأنه متهم".
2. " [ CENTER] محمد بن الفضل المديني".
لم أقف علي ترجمته، وذهب ابن عبدالهادي إلى أنه "محمد بن الفضل بن عطية"، وقال عنه: "كذاب مشهور بالكذب". نظر الصارم المنكي (ص 240).
وقال السخاوي: "روى عنه النعمان بن شبل"، وذكر الحديث ثم قال: "وقوله: مديني زال … - بياض بالأصل - كأنه محمد بن الفضل بن عطية الكوفي أو المروزي نزيل بخارى". انظر التحفة اللطيفة (3/ 710).
قال مقيده عفا الله عنه: فإن كان هو ماذهب إليه ابن عبدالهادي والسخاوي، فالرجل مجروح لايحتج بروايته، قال الذهبي: "تركوه". انظر الكاشف (3/ 79). وقال الحافظ: "كذبوه". انظر التقريب (ص 888 ت 6265).
3. "جابر"، هو ابن يزيد الجعفي.
رافضي كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ يؤمن بالرجعة، كذبه وطعن فيه أكثر أئمة الجرح والتعديل. انظر المجروحين لابن حبان (1/ 208).
قال الذهبي: "من أكبر علماء الشيعة وثقه شعبة فشَذّ وتركه الحفاظ، قال أبو داود: ليس في كتابي له شيء سوى حديث السهو". انظر الكاشف (1/ 122).
متابعة
ذكر السبكي بسنده متابعة لهذا الحديث الموضوع ظن أنها تنفعه، عن ابن عساكر فقال: "أنبأنا عبدالمؤمن وآخرون، عن ابن الشيرازي، أنبأنا ابن عساكر، أنبأنا أبو العز أحمد بن نصير بن عرفة، حدثنا محمد بن إبراهيم الصلحي حدثنا منصور بن قدامة الواسطي، حدثنا المضيء بن أبي الجارود، حدثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب قال:
"من سأل لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الدرجة والوسيلة يوم القيامة، ومن زار قبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان في جوار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
انظر شفاء السقام (ص 39).
علة المتابعة: "عبدالملك بن هارون بن عنترة".
قال الحافظ: " .. عن أبيه قال الدارقطني: هما ضعيفإن. وقال أحمد عبد الملك: ضعيف. وقال يحيى: كذاب. وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال ابن حبان: يضع الحديث وهو الذي يقال له عبد الملك بن أبي عمر … ثم قال الحافظ: قلت: والسند إليه ظلمة فما أدرى من افتعله …. وذكر عن السعدي قوله: دجال كذاب. وقال الحافظ أيضا: وقال صالح بن محمد: عامة حديثه كذب، وأبوه هارون ثقة وضعفه يعقوب بن سفيان. وقال الحربي: غيره أوثق منه. وقال مسعود السجزى عن الحاكم: ذاهب الحديث جدا. وقال في المدخل: روى عن أبيه أحاديث موضوعة. وذكره الساجى والعقيلى وابن الجارود وابن شاهين في الضعفاء. وقال أبو نعيم الاصبهاني: يروى عن أبيه مناكير".انظر لسان الميزان (4/ 71).
وذكروه ضمن الوضاعين للحديث. انظر الكشف الحثيث (ص 173 ت 462)، و تنزيه الشريعة (1/ 82).
السبكي والقبورية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/38)
ذكر السبكي أن أبا سعيد عبدالملك بن محمد بن إبراهيم، روى هذا الحديث عن علي ? في كتابه (شرف المصطفى)، قال السبكي: "وهذا الكتاب في ثمان مجلدات، ومصنفه عبدالملك النيسابوري، صنف في علوم الشريعة كتبا، توفي سنة ست وأربعمائة، وقبره بها مشهور يزار ويتبرك به". انظر شفاء السقام (ص 39).
قال مقيده عفا الله عنه: هنا ملاحظتان على السبكي:
الأولى: سكوته عن الحديث وعدم تحقيق سنده، يثبت أ نه ليس من رجال هذا العلم وأهله، وهنا يظهر الفرق بينه وبين الإمام ابن عبدالهادي رحمه الله، حيث محص ونقد الأحاديث التي ساقها السبكي في شفائه على عواهنها، بطريقة علمية هي طريقة أئمة الحديث، فشرق بذلك صاحب كتاب (رفع المنارة) وغيره من أهل الأهواء والبدع.
الثانية: قوله عن قبر أبي سعيد النيسابوري: "مشهور يزار ويتبرك به" قبورية من السبكي.
إذ التبرك بالقبور بدعة لم نعهدها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا صحابته الكرام رضي الله عنهم ولا من الأئمة المتبوعين، كما لم يُعهد عنهم شد الرحل لزيارتها والعكوف عندها، والطواف حولها وتقديم النذور وعمل الموالد لأصحابها، إذ كل ذلك من فعل المبتدعة وأهل الأهواء من الروافض والمتصوفة، وهو من جنس عمل الجاهلية، حيث التبرك بالأصنام والطواف حولها وتقديم النذور لها، كما قص لنا القرآن الكريم عن قوم نوح، نعوذ بالله من الخذلان.
والسبكي أثبت هنا أنه من المؤيدين والداعين لذلك، حيث قال في شفائه: "وكذلك إذا المقصود التبرك ممن لا يقطع له بذلك، وإن كنا نستحب زيارة قبور الصالحين من حيث الجملة، ونرجو البركة بزيارتها أكثر مما نستحب زيارة مطلق القبور، وأما من يقطع ببركته كقبور الأنبياء ومن شهد الشرع له بالجنة كأبي بكر وعمر، فيستحب قصده". انظر المصدر السابق (ص 97).
قال مقيده عفا الله عنه: يستحب زيارة القبور على العموم، ولم يرد نص بزيارة قبور بعينها لانبي ولا ولي ولا أن بزيارتها تحصل البركة، قال ابن كثير رحمه الله: "وأصل عبادة الأصنام من المغالاة في القبور وأصحابها، وقد أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بتسويه القبور وطمسها، والمغالاة في البشر حرام". انظر البداية والنهاية (10/ 274).
وقال أيضا في ترجمة "الخضر بن نصر": "وترجمه ابن خلكان في الوفيات وقال: قبره يزار وقد زرته غير مرة، ورأيت الناس ينتابون قبره يتبركون به". فتعقبه ابن كثير بقوله: "وهذا الذي قاله ابن خلكان مما ينكره أهل العلم عليه وعلى أمثاله ممن يعظم القبور". انظر المصدر السابق (12/ 307).
وما قاله السبكي آنفا هو من جنس هذا المنكر الذي قاله ابن خلكان، وأنكره الحافظ ابن كثير.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 05:20 م]ـ
الحلقة التاسعة
حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي، ومن زارني كنت له شهيدا – أو – شفيعا يوم القيامة).
حديث منكر موضوع، عزاه السبكي في شفائه لأبي الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل اليعقوبي في جزء له فيه فوائد مشتملة على شمائل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال: "حدثنا الإمام السمعاني أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن الحافظ إملاء في الروضة بين قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومنبره في الزورة الثانية، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عبدالرحمن الزكواني، أنبأنا أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، حدثنا الحسن بن محمد السوسي، أنبأنا أحمد بن سهل بن أيوب، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا عبدالله بن عمر العمري قال: سمعت سعيدا المقبري يقول: سمعت أبا هريرة…الحديث.
ثم ذكر السبكي أن علة الحديث هو "خالد بن يزيد"، وذكر كلام ابن حبان فيه. انظر شفاء السقام (ص 34، 35).
علل الحديث:
1. "خالد بن يزيد" العمري أبو الوليد.
اكتفى السبكي من كلام ابن حبان بقوله فيه: "إنه منكر الحديث"، وأعرض عن ذكر بقية كلامه وهو قوله: "منكر الحديث جدا، أكثر من كتب عنه أصحاب الرأي، لا يشتغل بذكره لأنه يروي الموضوعات عن الأثبات". انظر المجروحين (1/ 284).
وهذا من السبكي تعالم مخالف للأمانة العلمية في النقل، كما أنه لم يتتبع بقية أقوال الأئمة فيه:
قال البخاري: "ذاهب الحديث". كذا في التاريخ الكبير (3/ 184). وذكر ابن أبي حاتم عن ابن معين قوله: "كذاب"، كما ذكر عن أبيه قوله: "كان كذابا أتيته بمكة ولم أكتب عنه، وكان ذاهب الحديث". انظر الجرح والتعديل (3/ 360).
وقال ابن عدي: "أحاديثه عامتها مناكير". انظر الكامل في الضعفاء (3/ 890).
وقال العقيلي: "يحدث بالخطأ ويحكي عن الثقات ما لا أصل له". انظر الضعفاء الكبير (2/ 18).
ترى هل خفيت هذه الأقوال على السبكي؟! ومن روى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، فأين المعترض المتعالم ابن ممدوح صاحب كتاب رفع المنارة من السبكي.
2. "الحسن بن محمد السوسي".
3. "أحمد بن سهل بن أيوب".
قال ابن عبدالهادي: "يرويان المنكر، لا يحتج بخبرهما ولا يعتمد على روايتهما". انظر الصارم المنكي (ص 227).
قلت: وفيه علة رابعة وهي: "عبدالله العمري"، المكبر الضعيف، سبق وتكلمنا عليه في أحاديث ابن عمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/39)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[16 - 02 - 05, 05:29 م]ـ
الحلقة العاشرة
مرسل بكير بن عبدالله
(من أتى زائرا إلي وجبت له شفاعتي يوم القيامة، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمنا).
حديث واه. عزاه السبكي للحسيني في "أخبار المدينة"، قال: (محمد بن يعقوب، حدثنا عبدالله بن وهب عن رجل عن بكر)، كذا في المطبوعة. انظر شفاء السقام (ص 40). وذكره ابن عبدالهادي عن السبكي، لكنه قال: عن "بكير" بالتصغير. انظر الصارم المنكي (ص 243).
علة الحديث: [/ CENTER]
الحديث فيه رجل مجهول، وهذا وحده كاف لرد الحديث لكن فيه علة أخرى، وهي الإختلاف بين ما ذكره السبكي وابن عبدالهادي في راوي الحديث هل هو بكر أو بكير، فإن كان بكرا، فقد قال السمهودي: "وبكر بن عبدالله، إن كان المزني فهو تابعي جليل فيكون مرسلا، وإن كان هو بكر بن عبدالله بن الربيع الأنصاري، فهو صحابي". انظر وفاء الوفاء (4/ 1348).
قلت: إن كان هو المزني فهو ثقة جليل من الثالثة، كما في التقريب (ص 175 ت 751). وقد روى عن بعض الصحابة والتابعين من طبقته ومن الرابعة، وهذه الطبقة جل روايتهم عن كبار التابعين، والمزني من أوسطهم، فالله يعلم كم سقط من السند إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وإن كان هو ابن الربيع الصحابي، فالمشكلة أكبر إذ كم سقط بين الراوي المجهول وبين الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولأجل ذلك قال ابن عبدالهادي في هذا الحديث: "حديث باطل لا أصل له، وخبر معضل لا يعتمد على مثله، وهو من أضعف المراسيل، وأوهى المنقطعات، ولو فرض أنه من الأحاديث الثابتة لم يكن فيه دليل على محل النزاع". انظر الصارم المنكي (ص 243).
[ CENTER] الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"
تعالم المعترض ف لم يعجبه قول ابن عبدالهادي السابق فشَرِق بذلك فقال: "فمن مجانبة قواعد الحديث قول ابن عبدالهادي… .. وذكر كلامه السابق إلى قال:… تزّيد الرجل جدا وبالغ وتعنت وتشدد، فإسناد الحديث ليس فيه إلا الرجل المبهم، وإمامه أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الفقه والحديث يحتجون بالمرسل. ولم يذكر ابن عبدالهادي دليل مقولته لأن قواعد الحديث لا توافقه". انظر رفع المنارة (ص 271).
قال مقيده عفا الله عنه: كلام المعترض فيه تعالم وعار عن التحقيق، وكان الأجدر به أن ينتقد السبكي في سوقه الأحاديث على عواهنها، دون خطام أو زمام كالحديث الذي ساقه بعد أن ذكر هذا الحديث، وكأنه لا يدري ما علم الجرح والتعديل، ولا الحديث الصحيح من الموضوع، حيث قال في الشفاء: "وقد وردت أحاديث أخر في ذلك منها: (من لم يمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام) ". انظر شفاء السقام (ص 40).
قلت: فكيف غاب عن السبكي أن الحديث من الأحاديث الموضوعة على خير البرية - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فلو أن المعترض ابن ممدوح ترك تعالمه على ابن عبدالهادي، وصرف همته ووقته في بيان حكم أمثال هذه الأحاديث التي ساقها السبكي في شفائه الممرض لكان أجدى له. وقال ابن عبدالهادي عن حديث زيارة قبر الخليل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "فإنه من الأحاديث المكذوبة والأخبار الموضوعة، وأدنى من يعد من طلبة العلم يعلم أنه حديث موضوع وخبر مفتعل مصنوع، وأن ذكر مثل هذا الحديث المكذوب من غير تبين لحاله لقبيح بمن ينتسب إلى العلم". انظر الصارم المنكي (ص 243).
على الرغم من أن المعترض ذكر حديث زيارة قبر الخليل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبين أنه موضوع. انظر رفع المنارة (ص 287).
فلماذا سكت عن نقد السبكي وعدم تمكنه من علم الحديث، ووجه سهامه الواهنة نحو العلامة ابن عبدالهادي؟
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 12:31 م]ـ
الحلقة الحادية عشر
حديث بدون إسناد
(من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد دخل الجنة).
حديث باطل موضوع لا سند له،
قال النووي: "حديث باطل ليس هو مرويا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا يعرف في كتاب صحيح ولا ضعيف، بل وضعه بعض الفجرة". انظر المجموع (8/ 277).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فهذا ليس في شيء من الكتب لا بإسناد موضوع ولا غير موضوع، وقد قيل: إن هذا لم يسمع في الإسلام حتى فتح المسلمون بيت المقدس في زمن صلاح الدين، فلهذا لم يذكر أحد من العلماء لا هذا ولا هذا، لا على سبيل الإعتضاد، ولا على سبيل الإعتماد". انظر مجموع الفتاوى (27/ 217).
الرد على السبكي والمعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"
ومع كون الحديث باطلا إلا أن السبكي ذكره دون بيان ولفظه: (من لم يمكنه زيارتي فليزر قبر إبراهيم الخليل). انظر شفاء السقام (ص 40).
وعلى رغم ذكر الأئمة له في كتب الموضوعات كـ: الزركشي انظر التذكرة في الأحاديث المشتهرة (ص 172). وابن طولون انظر الشذرة في الأحاديث المشتهرة (2/ 171 ح 961)، والسيوطي انظر ذيل الموضوعات (ص 203).
تجرأ السبكي بذكره دون بيان وضعه، كما سكت عن نقده المعترض ابن ممدوح. وأئمة علم الحديث لم يجوزوا ذكر حديث موضوع دون بيان، قال الحافظ العراقي في ألفيته (ص 119):
وكيف كان لم يجيزوا ذِكْره لمن عَلِمْ ما لم يُبَيِّن أَمْرَه
فيا ترى هل المعترض المتعالم وسكوته عن شيخه السبكي، ممن اتبعوا قواعد علم الحديث، اللهم لا!!
حديث بدون إسناد
(رحم الله من زارني وزمام ناقته بيده).
حديث باطل موضوع،
ذكره بعض علماء الحديث في كتب الموضوعات.
انظر تنزيه الشريعة (2/ 176). والأسرار المرفوعة (ص 128 ح 483). المصنوع (1/ 105). الفوائد المجموعة (ص 364 ح 514). النخبة البهية (ص 64 ح 132). كشف الخفاء (1/ 514 ح 1373). أسنى المطالب (ص 151 ح 222).
قال السخاوي في المقاصد: "قال شيخنا _ يعني الحافظ ابن حجر _ إنه لا أصل له بهذا اللفظ". انظر المقاصد الحسنة (ح 514).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/40)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 01:35 م]ـ
زيارة النبي عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
(عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: والذي نفس أبا القاسم بيده، لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين، وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه).
حديث ضعيف جدا. تفرد به سعيد المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
الكلام على رواية سعيد المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
هذا الحديث يرويه سعيد المقبري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - على ثلاثة أوجه:
الأول: روايته عن أبي هريرة بدون واسطة، أخرجه أبو يعلى في المسند (11/ 462 ح 6584)، قال: "حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا بن وهب عن أبي صخر، أن سعيدا المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة…".
قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح". انظر مجمع الزوائد (8/ 211).
الثاني: روايته عنه بواسطة "عطاء مولى أم صُبَيَّة"، أخرجه الحاكم مرفوعا بنحوه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة". ووافقه الذهبي.
انظر المستدرك (2/ 595) قال: أخبرني أبو الطيب محمد بن أحمد الحيري، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية قال: سمعت أبا هريرة رفعه.
الثالث: روايته عنه بواسطة أبيه، أخرجه ابن عساكر بنحوه.
انظر تاريخ دمشق (47/ 493): " أخبرناه أبو الفتح محمد بن علي بن عبدالله المصري، أنبأنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى، أنبأنا أبو محمد بن أبي شريح، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة…".
طريق آخر عن أبي هريرة:
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق الحديث عن أبي هريرة، وفيه إشكال سنتكلم عليه لاحقا، قال ابن عساكر: "أخبرنا أبو محمد بن طاوس، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عبدالرحمن بن محمد الذكواني، أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، حدثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، حدثنا سعد بن الصلت، عن حميد بن صخر، عن شبيه المدني عن أبي هريرة…". المصدر السابق (47/ 496).
علل طرق الحديث:
أولا: علة طريق أبي يعلى: "حميد بن صخر" الرواي عن سعيد المقبري
ذكره المزي في شيوخ ابن وهب وسماه بـ "حميد بن زياد المدني"، انظر تهذيب الكمال (16/ 277). ثم ذكره (10/ 466) في ترجمة المقبري وسماه "حميد بن صخر المدني". وجعلهما ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/ 685، 691) إثنان، وخالفه ابن حبان في الثقات (6/ 188) فجعلهما واحدا وقال: "حميد بن زياد أبو صخر الخراط، من أهل المدينة مولى بنى هاشم، يروى عن نافع ومحمد بن كعب. روى عنه حيوة بن شريح، وهو الذي يروى عنه حاتم بن إسماعيل، ويقول: حميد بن صخر وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر، لا حميد بن صخر". وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 350): "وقال بعضهم "حميد بن صخر". مما يدل على أنهما واحد لا إثنان.
وعلى فرض أنهما إثنان فحميد بن زياد ضعفه ابن معين مرة ووثقه أخرى، وقال ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/ 285): "أرجو أن يكون مستقيما". و"حميد بن صخر" ضعفه النسائي، وذهب ابن عدي (2/ 691) إلى أن أحاديثه لا يتابع عليها.
فإن كانا إثنين ففيهما كلام، وإن كان واحدا فهو راو مختلف فيه.
ثانيا: علة طريق الحاكم، "عطاء مولى أم صبية":
وهو الطريق الذي يرويه المقبري بواسطة "عطاء مولى أم صبية"، سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 339). وقال الذهبي في ميزان الإعتدال (3/ 78): "عن أبي هريرة في السواك، لايعرف. تفرد عنه المقبري".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/41)
قلت: فالأولى أن لا يوافق الذهبي الحاكم في تصحيحه كما مر آنفا في المستدرك (2/ 595)، مادام عطاء مجهولا لا يعرف، ولأجله ضعف الألباني الحديث، لكن سعيد المقبري يروي هذا الحديث عن عطاء آخر هو ابن ميناء، أخرجه مسلم (الإيمان ح 155) وليس فيه لفظ الزيارة: قال رسول الله ?:
(ثم لينزلن بن مريم حكما عادلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية ولتتركن القلاص، فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء، والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد).
و أَيّد ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 493) هذه الرواية بقوله: "وهذا هو المحفوظ".
مسألة إختلاط سعيد المقبري:
رُمي المقبري بالإختلاط، رماه الواقدي ـ والواقدي غير حجة ـ. قال الحافظ عن المقبري: "مجمع على ثقته، لكن شعبة يقول: حدثنا سعيد المقبري بعد أن كبر، وزعم الواقدي أنه اختلط قبل موته بأربع سنين، وتبعه ابن سعد ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وأنكر ذلك غيرهم. وقال الساجي عن يحيى بن معين: أثبت الناس فيه ابن أبي ذئب. وقال ابن خراش: أثبت الناس فيه الليث بن سعد". انظر مقدمة الفتح (2/ 130).
وقال الباجي في التجريح والتعديل (3/ 1079) عن ابن عجلان: "كان سعيد بن أبي سعيد يسندها عن رجال عن أبي هريرة، فاختلطت عليه فجعلها عن أبي هريرة". وقال العلائي في جامع التحصيل (ص 184): "سمع من أبي هريرة، ومن أبيه عن أبي هريرة وأنه اختلف عليه في أحاديث، وقالوا: أنه اختلط قبل موته وأثبت الناس فيه الليث بن سعد، يميز ما روى عن أبي هريرة مما روى عن أبيه عنه، وتقدم أن ما كان من حديثه مرسلا عن أبي هريرة فإنه لا يضر لأن أباه الواسطة".
ثالثا: علل طريق ابن عساكر:
1. "محمد بن إسحاق"
صاحب المغازي، مدلس من الطبقة الثالثة التي لا تقبل عنعنتها. قال العلائي (ص 261): "مشهور بالتدليس، وأنه لا يحتج إلا بما قال فيه حدثنا". وقال الحافظ في تعريف أهل التقديس (ص 132): "صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء المجهولين وعن شر منهم، وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما".
أما الطريق الآخر الذي رواه ابن عساكر ففيه إشكال الراوي "شبيه المدني"، فالذي ظهر لي والله أعلم أنه تصحيف من الناسخ ومشى على طابع الكتاب، وصوابه "سعيد المدني" وهو المقبري، لأن الراوي عنه هو حميد بن صخر، وفيه ما تقدم من الكلام.
2. "إسحاق بن إبراهيم الملقب بشاذان"
قال الحافظ في لسان الميزان (1/ 347): "له مناكير وغرائب، مع أن ابن حبان ذكره في الثقات…إلى أن قال الحافظ: .. وقد جمع ابن مندة غرائبه، ووقعت لنا من طريقه. وقد ذكره ابن أبي حاتم فنسبه: إسحاق بن إبراهيم بن عبدالله بن عمر بن زيد النهشلي. وقال: صدوق".
الخلاصة:
مما سبق تبين لنا أن هذا الحديث مداره على المقبري. والحديث روي من طريقه من غير ذكر لزيارة القبر، رواه عنه الليث بن سعد وهو من أثبت الناس فيه، كما في رواية مسلم التي ذكرناها آنفا عند كلامنا على طريق الحاكم، مما يدل على أن عبارة "زيارة القبر" شاذة. كما روي عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دون ذكر الزيارة، رواه عنه إمامان ثقتان هما:
"سعيد بن المسيب" في الصحيحين انظر انظر (البخاري ح 2222، ومسلم ح 155).
و"محمد بن سيرين" انظر مسند أحمد (2/ 411).
مما يقوي شذوذ عبارة "زيارة القبر". ولأجل ذلك ساق الحافظ ابن عساكر في تاريخه (47/ 524) قرابة عشر روايات عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليس فيها ذكر لزيارة القبر الشريف، ولما ذكر الرواية التي فيها ذكر دفن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بجوار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "قال البخاري هذا لا يصح عندي، ولا يتابع عليه"، وقال (47/ 493) عن رواية مسلم: "وهذا هو المحفوظ".
الرد على المعترض صاحب كتاب "رفع المنارة"
تعالم المعترض فقال في رفع المنارة (ص 292) عن حديث الباب: "قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، وسلمه الذهبي. وللحديث أوجه أخر، ورجح هذا الوجه أبو زرعة الرازي في العلل رقم (2747)، ولا يضر هنا عدم تصريح محمد بن إسحاق بالسماع".
قال مقيده عفا الله عنه: هذا كل ما جادت به قريحته، والمقام يقتضي البحث والتحقيق ودراسة أسانيد هذه الأوجه، وترجيح ما في الصحيحين على غيرهما كما تقتضيه قواعد علم المصطلح التي خالفها المعترض بتعالمه، ولكونه صاحب هوى ينصره وبدعة اشرأبت عنقه للدفاع عنها، اكتفى بهذه الرواية الشاذة، كالذي استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، ثم ترجيح أبي زرعة لا يصحح الرواية ولا يزيل إشكال عنعنة ابن إسحاق!.
وقوله: "ولا يضر هنا عدم تصريح محمد بن إسحاق بالسماع"، تعالم مخالف لأدنى قواعد الحديث التي أشفق على ابن عبدالهادي عدم اتباعها بزعمه. قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل (ص 261) عن ابن إسحاق: "مشهور بالتدليس وأنه لا يحتج إلا بما قال فيه حدثنا".
فكم تعالم المعترض وخالف أقوال الأئمة وأحكامهم على أحاديث الزيارة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/42)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 02:30 م]ـ
الحلقة الأخيرة
زيارة بلال بن رباح 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وآذانه بالمدينة
عن أبي الدرداء قال: (لما دخل عمر بن الخطاب الجابية، سأل بلال أن يقدم الشام ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى بينه وبيني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فنزل داريا في خولان فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقال لهم: قد جئناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله، ومملوكين فأعتقنا الله وفقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وأن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما، ثم إن بلالا رأى في منامه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يقول له: ما هذه الجفوة يا بلال أما ان لك أن تزورني يا بلال؟ فانتبه حزينا وجلا خائفا، فركب راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه، وأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذنه لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في السحر ففعل، فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر الله أكبر أرتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله زاد تعاجيجها، فلما أن قال: أشهد أن محمدا رسول الله، خرج العواتق من خدورهن، فقالوا: أَبُعث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -! فما رئي يومئذ أكثر باكيا ولا باكية بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ذلك اليوم).
قصة مكذوبة موضوعة،
أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 137)، قال: "أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، نا عبد العزيز بن أحمد، أنا تمام بن محمد نا محمد بن سليمان، نا محمد بن الفيض، نا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، حدثني أبي محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان بن بلال، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء…". وعزاها السبكي له في شفاء السقام (ص 55)
من طريق محمد بن الفيض به…، وقال: "روينا ذلك بإسناد جيد إليه، وهو نص في الباب".
علل القصة1. "أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان".
قال الحافظ في اللسان (1/ 107): "إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، فيه جهالة حدث عنه محمد بن الفيض الغساني. ترجم له ابن عساكر، ثم ساق من روايته عن أبيه، عن جده عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، في قصة رحيل بلال إلى الشام، وفي قصة مجيئه إلى المدينة وأذانه بها، وارتجاج المدينة بالبكاء لأجل ذلك، وهي قصة بينة الوضع ". وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 24) ضمن الوضاعين للحديث النبوي.
2. "سليمان بن بلال".
لم أقف على ترجمته. وقال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي (ص 320): "رجل غير معروف، بل هو مجهول الحال قليل الرواية، لم يشتهر بحمل العلم ونقله، ولم يوثقه أحد من الأئمة فيما علمناه، ولم يذكر له البخاري ترجمة في كتابه، وكذا ابن أبي حاتم، ولا يعرف له سماع من أم الدرداء".
الرد على المعترض صاحب كتاب رفع المنارة
قال مقيده عفا الله: عجبت لأمر السبكي كيف جوَّد إسناد هذه القصة المكذوبة، والأعجب تعامي المتعالم ابن ممدوح صاحب كتاب رفع المنارة عن تعقب هفواته، وحرصه على تعقب ابن عبدالهادي في تحقيقاته.
قصة بينة الوضع على رأي ابن حجر، طعن فيها الأئمة المحققون قبله. قال الذهبي في السير (1/ 357): "إسناده لين، وهو منكر". وقال ابن عبدالهادي الصارم المنكي (ص 314: "وهو أثر غريب منكر، وإسناده مجهول فيه إنقطاع". كما حكم بوضعها ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 24).
قال ابن حزم في المحلى (3/ 152): "لم يؤذن بلال لأحد بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا مرة واحدة بالشام للظهر والعصر فقط، ولم يشفع الأذان".
ترى فأين الجودة التي زعمها السبكي، وهل مثلها نص في الباب؟ فإن دل فإنما يدل على جهل السبكي بأبسط قواعد علم الحديث، ثم أين المعترض المتعالم عن نقد السبكي على أبسط قواعد علوم الحديث التي خالفها!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/43)
ومما يثبت كذب هذه القصة، آذان بلال في غير وقت الصلاة، مطعن فيه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وتجهيل له، إذ كيف يعقل لمؤذن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعله.
زيارة ميسرة بن مسروق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال أبو عبيدة: (فَخُذ الكتاب بارك الله فيك، فأخذه ميسرة واستوى على ناقة له كوماء، ولم يزل سائرا الى أن دخل المدينة فدخلها ليلا، وقال: والله لا نزلت عند أحد من الناس، فأناخ ناقته على باب المسجد وعقلها، ودخل المسجد وسلم على قبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وعلى قبر أبي بكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ….).
قصة موضوعة.
ذكرها الواقدي في فتوح الشام (1/ 235)، وسيأتي تفصيل الكلام عليها في قصة زيارة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الآتية.
زيارة عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
قال كعب: ( .. فلما سمعت هذه الآيات، قلت: يا أمير المؤمنين أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ففرح عمر بإسلام كعب الأحبار، ثم قال: هل لك أن تسير معي الى المدينة فنزور قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتتمتع بزيارته، فقلت: نعم يا أمير المؤمنين أنا أفعل ذلك).
قصة موضوعة،
ذكرها الواقدي في فتوح الشام (1/ 244). وذكر السبكي في شفاء السقام (ص 59) كلا القصتين.
علل القصتين:
هاتين القصتين ذكرهما الواقدي "محمد بن عمر" دون إسناد، وهو غير حجة في الرواية، قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 348): "الحافظ البحر، لم أسق ترجمته هنا لإتفاقهم على ترك حديثه، وهو من أوعية العلم لكنه لا يتقن الحديث". وبسط الكلام عليه في ترجمته في الميزان (3/ 662)، وذكر من عدله ومن جرحه وكذبه، وقال في آخر ذلك: "استقر الإجماع على وهن الواقدي".
كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 2) عن الشافعي قوله فيه: "كتب الواقدي كذب". وذكر العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 107): "أن علي بن المديني لم يرضه لا في الحديث ولا في الأنساب ولا شيء". وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 111) ضمن الوضاعين للحديث.
الرد على السبكي
قال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي (ص 330) رادا على السبكي سوقه القصتين فقال: "هو مطالب أولا: ببيان صحته. وثانيا: ببيان دلالته على مطلوبه، ولا سبيل له إلى واحد من الأمرين، ومن المعلوم أن هذا من الأكاذيب والموضوعات على عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -. وفتوح الشام فيه كذب كثير، وهذا لا يخفى على آحاد طلبة العلم، لكن شأن هذا المعترض الإحتجاج دائما بما يظنه موافقا لهواه، ولو كان من المنخنقة والموقوذة والمتردية، وليس هذا من شأن العلماء، بل المستدل بحديث أو أثر عليه أن يبين صحته ودلالته على مطلوبه".
زيارة أبي أيوب الأنصاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
(أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم جئت رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم آت الحجر، سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله).
قصة منكرة ضعيفة جدا.
أخرجها من طريق: (كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح فذكره…)، أحمد في المسند (5/ 422)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 515) وصححه ووافقه الذهبي. ولها طريق آخر: (عن كثير بن زيد عن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب…)، أخرجها الطبراني مقتصرا على قوله: "لا تبكوا على الدين…الخ" انظر المعجم الأوسط (1/ 94)، وقال: "لا يروى هذا الحديث عن أبي أيوب إلا بهذا الإسناد تفرد به حاتم".
وبنحو رواية أحمد من طريق المطلب أخرجها ابن عساكر في تاريخه (57/ 250)، والحسيني في أخبار المدينة عزاها له السبكي في شفائه (ص 162).
علل القصة:
1. "داود بن أبي صالح".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/44)
وهو علة راوية أحمد والحاكم، قال الحافظ في تهذيب التهذيب (3/ 188): "روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين)، وعنه الحسن بن أبي عزة الدباغ، وأبو قتيبة مسلم بن قتيبة، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وغيرهم، قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد وهو حديث منكر. وقال أبو حاتم: مجهول حدث بحديث منكر. قلت: وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمد".
2. "المطلب بن عبدالله بن حنطب".
وهو علة الرواية الأخرى، قال العلائي جامع التحصيل (ص 281): "قال البُخاري: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعاً، إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قال الترمذي: وسمعت عبدالله بن عبد الرحمن ـ يعني الدّارمي ـ يقول مثله. قال عبدالله: وأنكر علي بن المدينيّ أن يكون المطلب سمع من أنس بن مالك. وقال أبو حاتم: المطلب بن حنطب عامة أحاديثه مراسيل، لم يدرك أحداً من أصحاب النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا سهل بن سعد وأنساً، وسلمة بن الأكوع أو من كان قريباً منهم".
وقال الحافظ في تقريب التهذيب (ص 949 ت 6756): "صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة".
3. "مروان بن الحكم".
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6/ 396): "روى عن بسرة وعن عثمان، وله أعمال موبقة نسأل الله السلامة، رمى طلحة بسهم وفعل وفعل".
إرسال عمر بن عبدالعزيز السلام إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالبريد
(عن يزيد بن أبي سعيد المقبري قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز إذ كان خليفة بالشام، فلما ودعته قال إن لي إليك حاجة، إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي ? فأقرئه مني السلام).
قصة ضعيفة.
أخرجها من طريق: (ابن أبي فديك، عن رباح بن بشير، عن يزيد…). البخاري في التاريخ الكبير (8/ 339)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 270)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 492 ح 4167) ..
علل القصة:
1. "رباح بن بشير".
سكت عنه البخاري في التاريخ (3/ 317)، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 490): "مجهول". وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 242).
2. "يزيد بن أبي سعيد المقبري".
قوله "المقبري" تصحيف صوابه: "المهري" كما في تهذيب الكمال (32/ 141) حيث قال: "يزيد بن أبي سعيد المدني مولى المهري روى عن عمر بن عبد العزيز وأبيه أبي سعيد مولى المهري روى عنه رباح بن بشير بن محرز". وقد سكت عنه البخاري التاريخ الكبير (8/ 339)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 270)، والذهبي في الكاشف (3/ 243). وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 272). وقال الحافظ في التقريب (ص 1075 ت 7770): "مقبول".
متابعة
(كان عمر بن عبد العزيز يوجه بالبريد قاصدا الى المدينة، ليقرئ عنه النبي ? السلام).
متابعة ضعيفة. أخرجها البيهقي شعب الإيمان (3/ 491 رقم 6)، قال: (حدثنا عبد الله بن يوسف الأصفهاني أنا ابراهيم بن فراس بمكة حدثني محمد بن صالح الرازي نا زياد بن يحيى عن حاتم بن وردان .. ).
علل المتابعة:
1. "إبراهيم بن فراس".
لم أوفق في الوقوف عليه.
2. "محمد بن صالح الرازي". لم أستطع تميزه.
3. الإنقطاع بين حاتم بن وردان وبين عمر بن عبدالعزيز، حيث أن عمر توفي (101هـ)، وحاتم توفي (184هـ). قال ابن عبدالهادي في الصارم المنكي (ص 328): "وأكبر شيخ لحاتم، أيوب السختياني، وكانت وفاة أيوب سنة (131هـ) ".
قلت: هذه متابعة لا تعضد الأثر السابق لأمور:
أولا: شدة الضعف في كلا الإسنادين.
ثانيا: كان عمر بن عبدالعزيز أميرا على المدينة، ولم ينقل لنا أنه زار قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهذا مما لا يخفى على أهل المدينة، فكيف يبرد السلام إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو عنه بعيد ولا يزور القبر وهو منه قريب.
ثالثا: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى أبي بكر بن حزم كتابا، ولم يذكر له أن يقريء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - السلام، فقد أخرج ابن سعد في الطبقات بسند صحيح رجاله ثقات قال: "أخبرنا يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن محمد بن حزم: أن أنظر ما كان من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو سنة ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه، فإني خشيت دروس العلم وذهاب أهله".
انظر الطبقات الكبرى (5/ 480). والجرح والتعديل (9/ 337)، والتعديل والتجريح (3/ 1255).
الرد على السبكي
لقد خبرنا السبكي ونقولاته التي بدون خطام أو زمام، فقد قال في شفاء السقام (ص 57): "وقد استفاض عن عمر بن عبدالعزيز 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه كان يبرد من الشام يقول: سلم لي على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. وممن ذكر ذلك ابن الجوزي ونقلته من خطه في كتاب (مثير الغرام الساكن) ".
قال مقيده عفا الله عنه: كأن السبكي لم يقف على إسناد ما ذكره عن عمر فأكتفى بما قال. وابن الجوزي ذكر العبارة السابقة، دون ذكر لفظة "استفاض" انظر مثير الغرام الساكن (ص 273)، فلعلها سقطت من المطبوعة أو أنها زيادة من السبكي الذي قال في شفاء السقام (ص 58): "فسفر بلال في زمن صدر الصحابة، ورسول عمر بن عبدالعزيز في زمن صدر التابعين من الشام إلى المدينة لم يكن إلا للزيارة والسلام على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولم يكن الباعث على السفر غير ذلك، لا من أمر الدنيا ولا من أمر الدين، لا من قصد المسجد ولا من غيره. وإنما قلنا ذلك لئلا يقول بعض من لا علم له: إن السفر لمجرد الزيارة ليس بسنة".
كلام السبكي فيه تعالم يدل على أنه لم يتحقق من أسانيد ما ذكر، حيث أن قصة بلال وإبراد عمر بن عبدالعزيز السلام لم تصح من حيث الإسناد وهي في حكم القصص المكذوب كما مر تحقيقه.
انتهى الكتاب والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وآمل من المشايخ وطلبة العلم الكرام أن لايبخلوا بملاحظاتهم وتعديلاتهم على هذا البحث إما على الموقع أو على الإيميل أو برسالة خاصة وجزاكم الله خير الجزاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/45)
ـ[أبو حفص اليماني]ــــــــ[07 - 03 - 05, 12:12 م]ـ
بشرى سارة الى الأخ الشيخ عبد الغفار محمد , و كل من يحب بيان عوار محمود سعيد
أود أن اخبركم بأني قد وقفت مؤخرا على رسالة قوية في الرد على محمود سعيد في كتابه رفع المنارة ,باسم تحفة الابار في تحقيق أثر مالك الدار و رسالة اخرى باسم مدارج السالكين في تحقيق حديث أسالك بحق السائلين كلاهما للاخ أبي حمزة المنياوي, ,قامت بطباعتهما دار طيبة الخضراء في الرياض, علما بأن هاتان الرسالتان تعتبران طليعة لعدة رسائل في الرد على كتاب رفع المنارة ,
و أود من الاخوة الذين قد وقفوا على هذه الرسائل أن يبدو لنا عن رأيهم فيها و جزاكم الله كل خير. [
ـ[أحمد يس]ــــــــ[30 - 01 - 06, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
استفدت جدا بهذا البحث بالرغم من أنه لا يخلو من بعض الملاحظات التي لا تؤثر على مجمله وقد أحببت أن أضع إحدى هذه الملاحظات:
قال الأخ الفاضل عبد الغفار بن محمد في علل قصة زيارة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه لقبر النبي صلى الله عليه وسلم:
((1. "داود بن أبي صالح".
وهو علة راوية أحمد والحاكم، قال الحافظ في تهذيب التهذيب (3/ 188): "روى عن نافع عن ابن عمر أن النبي: (نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين)، وعنه الحسن بن أبي عزة الدباغ، وأبو قتيبة مسلم بن قتيبة، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وغيرهم، قال البخاري: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث واحد وهو حديث منكر. وقال أبو حاتم: مجهول حدث بحديث منكر. قلت: وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات حتى كأنه يتعمد")).
قلت: وهم الأخ الفاضل فأتي بترجمة داود بن أبي صالح المدني وهو ليس من رواة الأثر والصواب أن راوي الأثر هو داود بن أبي صالح الحجازي وهو غير السابق.
وداود بن أبي صالح الحجازي ترجم له ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 416) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وقال عنه الذهبي في الميزان (2/ 9): لا يعرف.
وقال ابن حجر في التقريب"مقبول".
وقد خلط بين الاثنين المناوي في الفيض ولكن الصواب فصلهما وهو وهم منه رحمه الله.
والله أعلم.
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 01:09 ص]ـ
أحسنت أخي الكريم أحمد يس وجزاك الله خيرا على هذه الإهتمام الجيد والملاحظة القيمة
ويا حبذا لو زودتني بملاحظتك على الايميل ( a_gafar_h@yahoo.com) حتى أقوم بتعديلها في بحثي
ولك من الله خير الجزاء
والشكر موصول لأبي حفص اليمني وفقه الله.
أخوك
عبدالغفار
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[02 - 02 - 06, 03:49 ص]ـ
الأخ عبد الغفار حفظك الله وجزاك الله خيراً على هذه الحلقات المتتالية وما بذلت فيها من علم نافع أسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتك، وفيما يخص مذاهب العلماء في آداب وأحكام زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، أخبرك أنه لي بحث فقهي فيما يخص زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومذاهب العماء في ذلك، وسميته (الإعلام بأحكام زيارة خير الأنام) وموجود في هذا الموقع في ملف وورد في قسم المرفقات، وبحث آخر فيما يخص مذاهب العلماء في زيارة النساء للقبور وسميته (الإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف) وموجود أيضاً في نفس الموقع مع مجموعة من البحوث الفقهية وغيرها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخوك في الله محمد بن محمد المصطفى.
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[02 - 02 - 06, 04:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الغفار
وليتك تضع البحث في ملف وورد عند الإنتهاء منه .. مجرد إقتراح!
للتذكير
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[03 - 02 - 06, 01:40 م]ـ
وجزاكم أحبتي الكرام
والبحث موجود على الرابط:
http://www.alsoufia.org/vb/attachment.php?attachmentid=28
اخي مصطفى هلا وضعت رابط بحثك بارك الله فيك حتى استفيد منه.
ـ[طلعت منصور]ــــــــ[03 - 02 - 06, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى عبدالغفار فى ردك على هذا المتشيع محمود سعيد ممدوح الذين يبجله جهله الصوفيه والواضح انه من الاغمار المتعصبين الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى علم الاكابر
ـ[أحمد يس]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:25 م]ـ
السلام عليكم:
من الملاحظات أيضا ما أوردته في حديث زيارة نبي الله عيسى -عليه السلام- لقبر نبينا -صلى الله عليه وسلم- وخاصة الطريق الأول الذي رواه المقبري بواسطة أبي هريرة -رضي الله عنه- والذي أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (11/ 462) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 493 - 494).
وقد انتقد العلماء ابن عدي -رحمه الله- على التفريق بين حميد بن زياد وحميد بن صخر وصوبوا أنه واحد يقول ابن عبد الهادي في الصارم المنكي ص 192:
((هكذا فرق ابن عدي بينهما – يعني: بين حميد بن زياد أبي صخر الخراط المدني، وبين حميد بن صخر – والصحيح أنهما رجل واحد، وهو أبو صخر حميد بن زياد)).
والاختلاف في حميد بن صخر -والذي جعلته علة السند- لا يجعل الحديث ضعيفا جدا وخاصة أنه من رجال مسلم -رحمه الله-.
وقد قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 211): "ورجاله رجال الصحيح".
وقال الشيخ حسين سليم أسد في تحقيق مسند أبي يعلى (11/ 462): "إسناده صحيح".
وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم 2733: "إسناده جيد".
إذا فلا يستقيم القول بتضعيف الحديث وأن أقل الأقوال فيه أنه حسن فأظن أن الكلام عن المتن أولى.
أرجو تصحيح ما تراه خطأ نفع الله بكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/46)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 09:45 م]ـ
السلام عليكم:
من الملاحظات أيضا ما أوردته في حديث زيارة نبي الله عيسى -عليه السلام- لقبر نبينا -صلى الله عليه وسلم- وخاصة الطريق الأول الذي رواه المقبري بواسطة أبي هريرة -رضي الله عنه- والذي أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (11/ 462) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 493 - 494).
وقد انتقد العلماء ابن عدي -رحمه الله- على التفريق بين حميد بن زياد وحميد بن صخر وصوبوا أنه واحد يقول ابن عبد الهادي في الصارم المنكي ص 192:
((هكذا فرق ابن عدي بينهما – يعني: بين حميد بن زياد أبي صخر الخراط المدني، وبين حميد بن صخر – والصحيح أنهما رجل واحد، وهو أبو صخر حميد بن زياد)).
والاختلاف في حميد بن صخر -والذي جعلته علة السند- لا يجعل الحديث ضعيفا جدا وخاصة أنه من رجال مسلم -رحمه الله-.
وقد قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 211): "ورجاله رجال الصحيح".
وقال الشيخ حسين سليم أسد في تحقيق مسند أبي يعلى (11/ 462): "إسناده صحيح".
وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم 2733: "إسناده جيد".
إذا فلا يستقيم القول بتضعيف الحديث وأن أقل الأقوال فيه أنه حسن فأظن أن الكلام عن المتن أولى.
أرجو تصحيح ما تراه خطأ نفع الله بكم.
شيخ أبو يعلى أحمد بن عيسى المصري
قال أبو داود: كان بن معين يحلف أنه كذاب
وقال أبو حاتم: تكلم الناس فيه قيل لي بمصر أنه قدمها واشترى كتب بن وهب وكتاب المفضل بن فضالة، ثم قدمت بغداد فسألت: هل يحدث عن المفضل؟ فقالوا: نعم فأنكرت ذلك وذلك أن الرواية عن بن وهب والرواية عن المفضل لا يستويان
قلت وفي هذا الرد على من زعم أن أحمد بن صالح ليس له مناكير
وقال سعيد بن عمرو البردعي: أنكر أبو زرعة على مسلم روايته عن أحمد بن عيسى في الصحيح
سعيد: قال لي: ما رأيت أهل مصر يشكون في أنه وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب
الكذب وقال النسائي: أحمد بن عيسى كان بالعسكر ليس به بأس
قال الخطيب أخبرنا أبو بكر البرقاني حدثنا أبو الحسين يعقوب بن موسى الأزدبيلي حدثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال شهدت أبا زرعة يعني الرازي ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج ثم الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئاً يتسوقون به ألفوا كتاباً لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر فقال أبو زرعة ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر ثم رأى في كتابه قطن بن نسير فقال لي وهذا أطم من الأول قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس ثم نظر فقال يروى عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه الصحيح قال لي أبو زرعة ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى وأشار أبو زرعة إلى لسانه كأنه يقول الكذب ثم قال لي تحدث عن أمثال هؤلاء وتترك محمد بن عجلان ونظراءه وتطرق لأهل البدع علينا فيجدوا السبيل بأن يقولوا للحديث إذا احتج به عليهم: ليس هذا في كتاب الصحيح ورأيته يذم من وضع هذا الكتاب ويؤنبه فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه وروايته في كتاب الصحيح عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى فقال لي مسلم إنما قلت صحيح وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم إلا أنه ربما وقع إلى عنهم بارتفاع ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول فاقتصر على أولئك وأصل الحديث معروف من رواية الثقات وقدم مسلم بعد ذلك الري فبلغني أنه خرج إلى أبي عبد الله محمد بن مسلم بن واره فجفاه وعاتبه على هذا الكتاب وقال له نحوا مما قاله لي أبو زرعة إن هذا تطرق لأهل البدع علينا فاعتذر إليه مسلم وقال إنما أخرجت هذا الكتاب وقلت هو صحاح ولم أقل إن ما لم أخرجه من الحديث في هذا الكتاب ضعيف ولكني إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح ليكون مجموعاً عندي وعند من يكتبه عني فلا يرتاب في صحتها ولم أقل أن ما سواه ضعيف أو نحو ذلك مما اعتذر به مسلم إلى محمد بن مسلم فقبل عذره وحدثه))
قلت هذا سند صحيح واعتذار مسلم عن روايته لأحمد بن صالح يدل على أنه ضعيف عنده
ـ[أحمد يس]ــــــــ[04 - 02 - 06, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
بالنسبة لأحمد بن عيسى المصري فقد ذكرت عبارات التجريح فيه ولكن هناك من وثقه غير النسائي كما نقلت:
فقد قال أبو جعفر النحاس: كان أحمد أحد الثقات، اتفق الإمامان على إخراج حديثه.
وقال الذهبي: احتجّ به أرباب الصحاح، ولم أر له حديثاً منكراً فأورده.
ووصفه بأنه موثق وبأنه من الحفاظ كما في الميزان.
وكان الخطيب البغدادي قد دافع عنه فقال: " وما رأيت لمن تكلم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه "
وقد روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن.
وقد فصل الشيخ الحويني روايته في الصحيحين هنا:
http://www.alheweny.com/khotab2.HTM
ولذا فقد قال ابن حجر كما في التقريب: ((صدوق تكلم في بعض سماعاته قال الخطيب بلا حجة)).
فما القول؟ نرجو الإفادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/47)
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 02:04 م]ـ
وعليكم السلام أخي الكريم أحمد يس:
وشكر للأخ عبدالله الخليفي على إفادته القيمة
أخي أحمد زادك الله علما
أتفق معكم على الوهم في الملاحظة الأولى، وأختلف معكم في الثانية لأمور:
أولا: لم أجعل علة السند في حميد بن صخر المختلف فيه، بل هو أحد العلل، وهو علة طريق أبي يعلى تحديدا، وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: "ضعيف". انظر الضعفاء الكبير للعقيلي (1/ 270). وفي رواية أخرى عن أحمد قال: "ليس به بأس"، واختلف فيه قول ابن معين فعن عثمان الدارمي قال: "ليس به بأس"، وقال إسحاق بن منصور وابن أبي مريم عن يحيى: "ضعيف" وكذا قال النسائي. وقال ابن عدي: "وهو عندي صالح" وذكر أنه له حديثين منكرين. وذهب الى أنه: "له أحاديث وبعضها لا يتابع عليه". ووثقه الدارقطني، وذكره بن حبان في الثقات. انظر تهذيب التهذيب (3/ 36). وذكره الحافظ في اللسان (7/ 204). ولذلك نسبه الى الوهم في التقريب (ت 1555 ص 274) فقال: "صدوق يهم".
ثانيا: الالباني صحح طريق ابي يعلى وانكر طريق الحاكم على رغم اتحاد المعنى، ومن رواية المقبري وبواسطة
ثالثا: إختلاط سعيد المقبري وعليه مدار الحديث وروايته مباشرة وبواسطة عن أبي هريرة مع اختلاف في الألفاظ. وقدفصلت الكلام في البحث.
رابعا: ساق الحافظ ابن عساكر في تاريخه (47/ 524) قرابة عشر روايات عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليس فيها ذكر لزيارة القبر الشريف، ولما ذكر رواية دفن عيسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بجوار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "قال البخاري هذا لا يصح عندي، ولا يتابع عليه"، وقال عن رواية مسلم (47/ 493): "وهذا هو المحفوظ".
خامسا: أنا ضعفت رواية زيارة القبر وليس أصل الحديث وذهبت إلى شذوذها.
والله أعلم وإحالة العلم إليه أسلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 03:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
بالنسبة لأحمد بن عيسى المصري فقد ذكرت عبارات التجريح فيه ولكن هناك من وثقه غير النسائي كما نقلت:
فقد قال أبو جعفر النحاس: كان أحمد أحد الثقات، اتفق الإمامان على إخراج حديثه.
وقال الذهبي: احتجّ به أرباب الصحاح، ولم أر له حديثاً منكراً فأورده.
ووصفه بأنه موثق وبأنه من الحفاظ كما في الميزان.
وكان الخطيب البغدادي قد دافع عنه فقال: " وما رأيت لمن تكلم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه "
وقد روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب السنن.
وقد فصل الشيخ الحويني روايته في الصحيحين هنا:
http://www.alheweny.com/khotab2.HTM
ولذا فقد قال ابن حجر كما في التقريب: ((صدوق تكلم في بعض سماعاته قال الخطيب بلا حجة)).
فما القول؟ نرجو الإفادة.
بارك الله فيك قد بينا لك أن الإمام مسلم قد اعتذر عن روايته له وقال أنه لم يرو عنه إلا ما ثبت من أحاديث الثقات وجاء من طريقه عالياً
أما كونه ليس له حديث منكر فقد رددت على هذا القيل فيما سبق
ولا تنسَ تلك اليمين التي أطلقها إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين على أنه كذاب
فمثل يحيى بن معين لا يطلق القول جزافاً فما بالك إذا أقسم
وجرحه أبوزرعة وأبو حاتم وهما تلميذاه بل ذكر أبو حاتم أنه كان يسرق الكتب وهذا جرح شديد
والنحاس متأخر عن هؤلاء الأئمة
ـ[أحمد يس]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:24 م]ـ
يقول الشيخ الحويني عن أحمد بن عيسى وتكذيب ابن معين له:
((وأحمد بن عيسى المصري تكلم فيه بعض أهل العلم، وأشار ابن معين إلى أنه كان يكذب، أما أنه كان يكذب الكذب الاصطلاحي، فمعاذ الله أن يكون أحمد من الكذابين، إنما ابن معين أو بعض النقاد قد يطلق الكذب على الخطأ، فإذا روى حديثاً أخطأ فيه على شيخه، فهذا الخطأ يدخل في جملة الكذب لغة، أي أنه أخبر بغير الواقع، كما قيل لعائشة رضي الله عنها، إن أبا الدرداء يقول: من أصبح ولم يوتر فلا وتر له، فقالت عائشة: كذب أبو الدرداء. فهي لا تكذبه الكذب المذموم الذي هو تعمّد قلب الحقائق، كلا.
ولمّا ذكر رجل يكنى بأبي محمد فقال: إن الوتر واجب. فبلغ ذلك عبادة بن الصامت، قال: كذب أبو محمد، ولما قال نوف البكالي: إن موسى الذي صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، قال ابن عباس: كذب عدو الله. أو قال كذب نوف، كما في رواية أخرى.
فالكذب يدخل في جملة الكذب لغة، أي أنه أخبر بغير الواقع.
فيحيى بن معين لا يقصد أن أحمد بن عيسى كان يكذب الكذب الاصطلاحي الذي يترك بسببه الرواية عنه، ولكن قصد أن يخطئ على شيوخه ما يحدّث، ولذلك قال الخطيب البغدادي: ما رأيت لمن تكلّم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه. ثم ذكر علي النسائي حيث قال: ليس به بأس. وقال أبو جعفر النحاس: كان أحمد أحد الثقات، اتفق الإمامان على إخراج حديثه. وقال الذهبي: احتجّ به أرباب الصحاح، ولم أر له حديثاً منكراً فأورده)) انتهى كلامه.
وقال ابن حجر موضحا موضع الجرح:
"إنما أنكروا عليه ادعاء السماع ولم يتهم بالوضع، وليس في حديثه شئ من المناكير والله أعلم"
فنرجو سبر مروياته في الصحيحين وغيرهما وعمل بحث منفرد له.
وجزاكم الله خيرا.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/48)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[04 - 02 - 06, 09:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يا اخي الكريم عبد الغفار بن محمد لم فهم نقطة وانا دخت فيها فعلا وهي أنك ذكرت ان الألباني ضعف حديث (مجيء عيسى لقبر الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله يا محمد وان الرسول سيجيبه) بينما انا وجدت الألباني صحح الحديث وهذا مصدره
يا اخي أليس هذا شرك أكبر كيف يفعل هذا النبي عيسى؟ لم افهم ما معنى الحديث لو أنك شرحت معناه تره دخت انا فما معناه؟
السلسلة الصحيحة [جزء 6 - صفحة 236]
2733 - (الصحيحة) والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 10:48 م]ـ
وعليكم السلام أخي الكريم
الالباني ضعف رواية الحاكم ولفظه:
(ليهبطن عيسى ابن مريم حكما وإماما مقسطا وليسلكن فجا فجا حاجا أو معتمرا وليأتين قبري حتى يسلم علي ولأردن عليه). *
فقال في الضعيفة (3/ 647 ح 1450): "منكر بهذا التمام".
وهو من رواية أبي هريرة من طريق المقبري بواسطة عنه.
فهنا فيه ذكر السلام ورواية أبي يعلى فيها النداء وليس هو بالمفهوم الذي ذهبت إليه إذ أنبياء الله من دعاة التوحيد فكيف يشركون، وهو محمول على النداء ويحمل على الحديث الذي ذكرته لك هنا وهو السلام ورده.
والله أعلم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 02 - 06, 12:10 ص]ـ
يقول الشيخ الحويني عن أحمد بن عيسى وتكذيب ابن معين له:
((وأحمد بن عيسى المصري تكلم فيه بعض أهل العلم، وأشار ابن معين إلى أنه كان يكذب، أما أنه كان يكذب الكذب الاصطلاحي، فمعاذ الله أن يكون أحمد من الكذابين، إنما ابن معين أو بعض النقاد قد يطلق الكذب على الخطأ، فإذا روى حديثاً أخطأ فيه على شيخه، فهذا الخطأ يدخل في جملة الكذب لغة، أي أنه أخبر بغير الواقع، كما قيل لعائشة رضي الله عنها، إن أبا الدرداء يقول: من أصبح ولم يوتر فلا وتر له، فقالت عائشة: كذب أبو الدرداء. فهي لا تكذبه الكذب المذموم الذي هو تعمّد قلب الحقائق، كلا.
ولمّا ذكر رجل يكنى بأبي محمد فقال: إن الوتر واجب. فبلغ ذلك عبادة بن الصامت، قال: كذب أبو محمد، ولما قال نوف البكالي: إن موسى الذي صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل، قال ابن عباس: كذب عدو الله. أو قال كذب نوف، كما في رواية أخرى.
فالكذب يدخل في جملة الكذب لغة، أي أنه أخبر بغير الواقع.
فيحيى بن معين لا يقصد أن أحمد بن عيسى كان يكذب الكذب الاصطلاحي الذي يترك بسببه الرواية عنه، ولكن قصد أن يخطئ على شيوخه ما يحدّث، ولذلك قال الخطيب البغدادي: ما رأيت لمن تكلّم في أحمد بن عيسى حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه. ثم ذكر علي النسائي حيث قال: ليس به بأس. وقال أبو جعفر النحاس: كان أحمد أحد الثقات، اتفق الإمامان على إخراج حديثه. وقال الذهبي: احتجّ به أرباب الصحاح، ولم أر له حديثاً منكراً فأورده)) انتهى كلامه.
وقال ابن حجر موضحا موضع الجرح:
"إنما أنكروا عليه ادعاء السماع ولم يتهم بالوضع، وليس في حديثه شئ من المناكير والله أعلم"
فنرجو سبر مروياته في الصحيحين وغيرهما وعمل بحث منفرد له.
وجزاكم الله خيرا.
والله أعلم.
أرجو أن تقرأ كلامي جيداً قبل أن تعلق عليه لكي لا تعيد ذكر النقولات التي أجبت عليها كما فعلت سابقاً
أما عن رواية البخاري لأحمد بن عيسى فقد ذكر الحافظ ابن حجر في هدي الساري أن البخاري لم يخرج لأحمد بن عيسى شيئاً تفرد به
وأما مسلم فقد قدمت لك جوابه على اعتراض أبي زرعة
فمن المستغرب أن تطالب بدراسة حول مرويات أحمد بن عيسى في صحيح وقد بين مسلم نفسه منهجه!!
أما عن تأويل الحويني لكلام ابن معين فالجواب عليه من وجوه
الأول انه يلزم من قول الحويني أن يكون قصد ابن معين بقوله ((كذاب)) خطاء او كثير الخطأ وهذا جرحٌ مفسر يجعله ((صدوق كثير الخطأ)) وليس ((صدوق تكلم فيه بغير حجة))
الثاني أن ابن معين لم يتفرد بهذا القول حتى يتم تأويله بما يوافق قول الجمهور
فقد قال أبو زرعة ((رأيت أهل مصر يشكون في أنه وأشار إلى لسانه كأنه يقول الكذب))
ولا ريب أن مثل أبو زرعة إنما ينقل عن الأئمة المعتبرين لا العامة
الثالث أن وصف الراوي بأنه كثير الخطأ ليس بالأمر الجلل التي يستدعي القسم ولكن اتهامه بالكذب هو الأمر الخطير
الرابع أن الحويني مطالب بذكر رواة قال فيهم ابن معين ((كذاب)) ولم يكونوا بالكذبة وفرق بين (كذب فلان) أي أخطأ وبين (فلان كذاب) على وزن فعال وقد رأيت ابن معين هذا اللفظة على جمع من الهلكى والمتروكين وإليك بعضهم
الأول زياد بن المنذر قال عنه ابن معين ((كذاب))
وقال النسائي وغيره ((متروك))
الثاني غيّاث بن إبراهيم قال عنه ابن معين ((كذّاب، ليس بثقة، ولا مأمون)) واتهمه ابن حبان بالوضع
الثالث موسى بن مطير قال عنه ابن معين ((كذاب)) وقال النسائي ((متروك الحديث))
الرابع سيف بن محمد الثوري الكوفي قال عنه ابن معين ((كذاب)) وقال أحمد ((كان يضع الحديث، لا يكتب حديثه))
الخامس محمد بن محصن العكاشي قال ابن معين: كذاب وقال البخاري: ((يقال له الأندلسي، منكر الحديث))
أكتفي بهذا القدر
وأما قول الذهبي وابن حجر أنه ليس له مناكير فقد أبنا لك أن أبا حاتم الرازي قد استنكر عليه الجمع بن وهب و المفضل في الرواية
والمسالة مرجعها للسبر وسبر ابن معين وأبو حاتم الرازي أولى بالتقديم على سبر الذهبي وابن حجر ومن عرف حجة على من لم يعرف
وأما قول ابن حجر في هدي الساري أن أبا زرعة أنكر على مسلم إخراجه لحديث أحمد بن عيسى
بلا حجة
فليس بشيء لأن مسلماً أذعن لقول أبي زرعة وأبان انه لم يحتج باحمد بن عيسى على وجه الإنفراد مما يدل على حجة أبي زرعة في تضعيف أحمد بن عيسى معتبرة عند أهل الفن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/49)
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[05 - 02 - 06, 11:49 ص]ـ
جزاك الله خير يا أخي عبد الغفار أرحتني انا اكره الشبهات التي يريد من خلالها الصوفية والرافضة إجازة دعاء غير الله وهو شرك أكبر لأن الله خاطب اعظم الخلق محمد عليه الصلاة والسلام قائلا: (وأن المساجد لله فلا تدع مع الله أحدا) وقال تعالى مخاطبا المشركين: (إن الذين تدعونهم عباد أمثالكم) .. وقال تعالى مخاطبا المشركين أيضا: (إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القايمة يكفرون بشرككم) وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الدعاء هو العبادة) ..
ثم إني راجعت السلسلة الصحيحة الغير مختصرة في برنامج الموسوعه الشاملة الذي لدي فوجدت أن الألباني علق على تحصيح الرواية وإعتبر النداء تسليم من عيسى على رسولنا عليه الصلاة والسلام لأن هنالك شاهد من رواية الحاكم وإن كانت رواية الحاكم ضعيفه ولكنه صرح بأنها تصلح شاهدا والحمد لله وإليكم كلام الألباني رحمه الله:
السلسلة الصحيحة - (ج 6 / ص 232)
2733 - " والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا،
فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن
عليه المال فلا يقبله، ثم لئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجبته ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 524:
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " (4/ 1552): حدثنا أحمد بن عيسى أخبرنا ابن وهب
عن أبي صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين غير أبي صخر - و هو حميد ابن زياد الخراط - فمن رجال مسلم وحده، و قد
تكلم فيه بعضهم، و صحح له ابن حبان و الحاكم و البوصيري، و مشاه المنذري،
فانظر الحديث (83) من كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " (1/ 39). و
الحديث قال الهيثمي (8/ 211): " رواه أبو يعلى، و رجاله رجال الصحيح ". و
قد أخرجه البخاري (3448)، و مسلم (1/ 93 - 94) و غيرهما من طريق سعيد ابن
المسيب عن أبي هريرة دون قوله: " و ليصلحن ذات البين، و ليذهبن الشحناء ". و
الفقرة الثانية منهما عند مسلم و غيره من حديث عطاء بن ميناء عن أبي هريرة و
الجملة الأخيرة لها طريق أخرى عنه بلفظ: " .. و ليأتين قبري حتى يسلم علي، و
لأردن عليه ". أخرجه الحاكم. و صححه الذهبي و غيرهما من المتأخرين، و فيه
علتان بينتهما في " الضعيفة " تحت الحديث (5540)، لكن لعله يصلح شاهدا
للطريق الأولى. (تنبيه): قوله: " لأجبته " كذا في " مسند أبي يعلى "، و
النسخة سيئة، لكن كذلك وقع أيضا في نقل الهيثمي عنه، و قد ادعى الشيخ أبو غدة
في تعليقه على " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " (ص 245) أنه تحريف، و
أن الصواب: " لأجيبنه "، و هو محتمل <1>. و الله أعلم.
-----------------------------------------------------------
[1] ثم رأيته كذلك في " المطبوعة " (11/ 462 / 6584) و كذا في " المطالب
العالية " (4/ 23). اهـ.
إنتهى كلامه مع كلامه الذي في الهامش والسلام عليكم ..
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[05 - 02 - 06, 06:40 م]ـ
وجزاك أخي الكريم أبا جعفر
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 12:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[13 - 01 - 07, 07:39 م]ـ
برجاء التكملة(30/50)
كتاب للإمام النووي في عداد المفقود ينشر يبين عقيدته المخالفة لعقيدة الأشاعرة!!!!
ـ[عبد النور السلفي]ــــــــ[07 - 01 - 05, 04:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه وبعد.
فقد نشر حديثاً كتاباً للإمام النووي كان في عداد المفقود اسمه" جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات" وهو من آواخر ما ألف النووي حيث صنفه قبل وفاته بما يقرب الشهرين.
سبب تأليفه: أنه سأله سائل عن زبد أقوال المتقدمين في الاعتقاد في الحروف والأصوات
قسمه قسمين:
القسم الأول: نقل عن الحافظ الأرموي الشافعي عن كتابه"غاية المرام في مسألة الكلام"
القسم الثاني: نقل عن كتابه المعروف بالتبيان في آداب حملة القرآن.
نقل النووي عن الأرموي أن كلام الله حروف وأصوات ونسب هذا القول للإمام أحمد وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي واسماعيل بن عليه ويوسف بن الماجشون وغير هؤلاء من الأئمة.
ثم ذكر قول الأشعري وابن فورك والجويني وغيرهم من أن القرآن عبارة ودلالة على الكلام القديم
ثم أخذ يسحق هذا القول بالحجج السلفية من القرآن والسنة وإجماع الصحابة وهو يسميهم باسمهم الصريح فيقول:
((والعجب أن كتب الأشاعرة مشحونه بأن كلام الله منزل على نبيه ومكتوب في المصاحف ومتلو بالألسنة على الحقيقة ثم يقولون: المنزل هو العبارة والمكتوب غير الكتابة والمتلو غير التلاوة ويشرعون في مناقضات ظاهرة وتعقبات باردة ركيكة!!!.
ويكفي في دحض هذا المعتقد كونهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء .... الخ))
وذكر لهم عشرون حجة في إبطال قول أهل السنة ورد عليها ثم قال:
((فصل في إثبات الحرف لله تعالى)) وذكر أدلته
ثم قال: ((فصل في إثبات الصوت لله تعالى)) وذكر أدلته
ثم قال الأرموي: ((ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين] ونؤمن بجميع أحاديث الصفات لا نزيد على ذلك شيئاً، ولا ننقص منه شيئاً كحديث قصة الدجال وقوله فيه: "إن ربكم ليس بأعور" وكحديث النزول إلى سماء الدنيا وكحديث الاستوء على العرش وإن القلوب بين إصبعين من أصابعه وإنه يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع .. وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها، وأن نمرها كما جاءت.
وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: ((وجاء ربك والملك صفاً صفا)) وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) وقوله: ((ثم دنا فتدلى () فكان قاب قوسين أو أدنى)) وأشباه ذلك من آيات الصفات، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح.
ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان بل هو في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان كما قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء)) وكما قال: ((إليه يصعد الكلم الطيب)) وكما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعة ((ثم دنا من ربه))
وكما جاء في حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين ربك فقالت في السماء فقال أعتقها فإنها مؤمنة .. الخ
قال الإمام النووي معلقاً: ((فهذا آخر ما أردنا نقله من هذا المختصر من معتقد مصنفه مما ذكره في كتابه كتاب"غاية المرام في مسألة الكلام" للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف.
منقوووول
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[08 - 01 - 05, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي،،، ولو استطعت ان تقوم بوضع هذا الكتاب في الموقع لكان خيرا كل الخير
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 01 - 05, 07:33 م]ـ
نعم أخي الكريم، ليتك تنشط وتضع الكتاب في الموقع.
بارك الله فيك وأحسن إليك.
ـ[محمد أبو أحمد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 07:07 ص]ـ
الرجاء عدم الوثوق في النقل قبل التأكد من وجود الكتاب أولاّ، ثم من نسبته إلى الإمام النووي. فالصيغة التي سيقت بها العبارات المنقولة تختلف كثيرا عن منهج النووي في الكتابة والتعبير، وهذا ملحوظ لمن له اطلاع بكتب النووي رحمه الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:59 ص]ـ
لقد صدق أخي عبدالنّور، وقد رأيت الكتاب من سنة في مكتبة الرشد (فرع طريق الملك فهد).
ولم يصل إلى التدمرية إلا قبل أيام قليلة.
لكن يبقى صحة نسبته للنّوويّ
والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 - 01 - 05, 09:34 ص]ـ
الكتاب صحيح النسبة للنووي، ولله الحمد وقد الفه قبل موته بثلاثة أشهر
والله اعلم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:55 م]ـ
لا بد من إثبات نسبته اليه , بالأدلة التي يعرفها المحققون. ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/51)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[11 - 01 - 05, 12:57 م]ـ
أخي ابو علي كيف تغيرت اجابتك في ليلة واحدة، ففي الاولى لم تكن تعرف صحة النسبة و في الثانية عرفت انه للامام النووي،، ارجو شرح كيف توصلت في هذا الوقت القصير للتأكد من صحة النسبة،
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[11 - 01 - 05, 01:28 م]ـ
شكر الله للجميع سعيهم، ولا شك أن الحاجة ماسة لمثل هذا الكتاب عن الإمام النووي، كما أنه لا شك أن التأكد من صحة النسبة أمر ضروري، فمن ينتدب لهذا الأمر وأجره على الله؟؟؟؟
ـ[محمد أبو أحمد]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:46 م]ـ
أهل الحديث هم أولى الناس بالتثبت في نسبة الأقوال إلى أصحابها قبل نشرها على الآخرين. ولا يكفي نشر هذا الكتاب من قبل إحدى النشر كي تعتمد نسبته إلى النووي، إلا إذا كانت الطبعة محققة من أحد الموثوقين.
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[15 - 01 - 05, 03:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول الأمين وعلى آله وصحبه وبعد.
فقد نشر حديثاً كتاباً للإمام النووي كان في عداد المفقود اسمه" جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات" وهو من آواخر ما ألف النووي حيث صنفه قبل وفاته بما يقرب الشهرين.
سبب تأليفه: أنه سأله سائل عن زبد أقوال المتقدمين في الاعتقاد في الحروف والأصوات
هل تخبرني الذي من العلماء أدرجوا هذا العمل إلى يمكن أن تكون حقا من الإمام النووي؟ رجاء إقتبس مصادرك بالكامل. شكرا لكم.
ـ[الرقيان]ــــــــ[19 - 01 - 05, 07:16 ص]ـ
لم أجد فيما اطلعت عليه من بعض المراجع على ضعف همتي هذا المؤلف للنووي رحمه الله تعالى
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[23 - 01 - 05, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خيرا
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[17 - 10 - 05, 02:03 م]ـ
لم يستطع أحد حتى الآن إثبات نسبته للنووي،
ثم نصف الكتاب اختصار لكلام أرموي مجهول حتى الساعة
فما منزلة مثل هذا الكتاب عند أهل التحقيق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو تراب]ــــــــ[17 - 10 - 05, 04:59 م]ـ
ليت صاحب المشاركة والذي كتب منقووووول أن يذكر المصدر الذي نقل منه هذا أولا
ثم التأكد من نسبته للإمام النووي أمر آخر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 05, 05:42 م]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36258
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=138760#post138760
14) نشر حديثاً كتاباً للإمام النووي كان في عداد المفقود اسمه" جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف والأصوات" وهو من أواخر ما ألف النووي حيث صنفه قبل وفاته بما يقرب الشهرين. سبب تأليفه: أنه سأله سائل عن زبد أقوال المتقدمين في الاعتقاد في الحروف والأصوات، قسمه قسمين:
القسم الأول: نقل عن الحافظ الأرموي الشافعي عن كتابه"غاية المرام في مسألة الكلام"
القسم الثاني: نقل عن كتابه المعروف ب"التبيان في آداب حملة القرآن".
نقل النووي عن الأرموي أن كلام الله حروف وأصوات ونسب هذا القول للإمام أحمد وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ويزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي واسماعيل بن عليه ويوسف بن الماجشون وغير هؤلاء من الأئمة.
ثم ذكر قول الأشعري وابن فورك والجويني وغيرهم من أن القرآن عبارة ودلالة على الكلام القديم، ثم أخذ يسحق هذا القول بالحجج السلفية من القرآن والسنة وإجماع الصحابة وهو يسميهم باسمهم الصريح فيقول:
((والعجب أن كتب الأشاعرة مشحونه بأن كلام الله منزل على نبيه ومكتوب في المصاحف ومتلو بالألسنة على الحقيقة ثم يقولون: المنزل هو العبارة والمكتوب غير الكتابة والمتلو غير التلاوة ويشرعون في مناقضات ظاهرة وتعقبات باردة ركيكة!!!.ويكفي في دحض هذا المعتقد كونهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء .... الخ))
وذكر لهم عشرين حجة في إبطال قول أهل السنة ورد عليها ثم قال:
((فصل في إثبات الحرف لله تعالى)) وذكر أدلته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/52)
ثم قال: ((فصل في إثبات الصوت لله تعالى)) وذكر أدلته ثم قال الأرموي: ((ونحن من ديننا التمسك بكتاب الله وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث المشهورين] ونؤمن بجميع أحاديث الصفات لا نزيد على ذلك شيئاً، ولا ننقص منه شيئاً كحديث قصة الدجال وقوله فيه: "إن ربكم ليس بأعور" وكحديث النزول إلى سماء الدنيا وكحديث الاستواء على العرش وإن القلوب بين إصبعين من أصابعه وإنه يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع .. وما أشبه هذه الأحاديث جميعها كما جاءت بها الرواية من غير كشف عن تأويلها، وأن نمرها كما جاءت.
وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: ((وجاء ربك والملك صفاً صفا)) وإن الله يقرب من عباده كيف شاء لقوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) وقوله: ((ثم دنا فتدلى () فكان قاب قوسين أو أدنى)) وأشباه ذلك من آيات الصفات، ولا نتأولها ولا نكشف عنها بل نكف عن ذلك كما كف عنه السلف الصالح.
ونؤمن بأن الله على عرشه كما أخبر في كتابه العزيز ولا نقول هو في كل مكان بل هو في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان كما قال تعالى: ((أأمنتم من في السماء)) وكما قال: ((إليه يصعد الكلم الطيب)) وكما جاء في حديث الإسراء إلى السماء السابعة ((ثم دنا من ربه))
وكما جاء في حديث سوداء أريدت أن تعتق فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين ربك فقالت في السماء فقال أعتقها فإنها مؤمنة .. الخ
قال الإمام النووي معلقاً: ((فهذا آخر ما أردنا نقله من هذا المختصر من معتقد مصنفه مما ذكره في كتابه كتاب"غاية المرام في مسألة الكلام" للشيخ أبي العباس أحمد بن الحسن الأرموي الشافعي، وهو الذي عليه الجمهور من السلف والخلف.))
------------------------
فالقصد أن الكتاب إن ثبتت نسبته للنووي فلا يضر عدم معرفة الأرموي هذا، لأن نقل النووي عنه واعتماده كاف في إثبات ذلك.
ولايستغرب من النووي رحمه الله رجوعه عن العقيدة الأشعرية الفاسدة واتباعه لما دل عليه الكتاب والسنة وسار عليه سلف الأمة الأبرار من إثبات الصفات لله على ما يليق به من غير تشبيه ولاتعطيل.
ـ[محمد أبو أحمد]ــــــــ[17 - 10 - 05, 07:33 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن،
أرجو قبول ملاحظتي التالية: الرابطان الموضوعان لم يأتيا بجديد فاولهما يحيل إلى نفس هذا الموضوع مما لا يعطيه أي قيمة .. والآخر ليس فيه أي إضافة حول الكتاب ولا حول الشخص المذكور.
وما ذكر لحد الآن لا يتجاوز الإخبار بدون أي دليل:
- لا على صحة وجود الكتاب
- ولا على صحة نسبته إلى الإمام النووي
وأرجو التنبه إلى ذلك كي لا تصبح كثرة الرسائل دليلا في حد ذاته على هذا الأمر.
أما مسألة عدم استغراب ذلك من النووي فليس هذا من الأدلة التي يثبت بها نسبة الكلام غلى أهله.
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 05, 08:42 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 09:08 م]ـ
بالنسبة لوجود الكتاب فهو عندي في مكتبتي والمخطوطة رأيتها بعيني وهي من محفوظات دار الكتب المصرية.
ودمتم لأبي فهر
ـ[المقدادي]ــــــــ[18 - 10 - 05, 12:35 ص]ـ
اخي الفاضل ابو فهر السلفي
المخطوطة التي رايتها هل فيها اسم الامام النووي رحمه الله؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 05, 02:50 ص]ـ
كلمة فيها مبهمة.
فإن كنت تريد على طرتها فنعم هذا الذي أذكره.
وإن كنت تريد في صلب المخطوط فهناك ما هو أبلغ وهو تصريح المؤلف بنقله من (كتابه) هو التبيان في آداب حملة القرآن.
وكما تعلم فلا هذه ولا تلك تفيدنا تأكيد كون المؤلف هو النووي،فقد يكون منحولا عليه.
ودمت لأبي فهر.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[23 - 03 - 06, 02:44 م]ـ
هل طبع الكتاب؟! وأين أجده في السعودية؟!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 06, 02:59 م]ـ
الكتاب طبع في إحدى دور النشر المصرية المغمورة وقد تاه الكتاب في مكتبتي فلا أجده الآن لأضبط لك اسمها، ويعسر أن تجده في المملكة على حد علمي.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[23 - 03 - 06, 03:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 12:40 م]ـ
قد صحح نسبت هذا الكتاب الى النووي الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان احد اعلم طلاب الألباني واكثرهم اطلاعا وقد صرح بصحتها اثناء شرحه لصحيح مسلم من خلال التعليق على شرح النووي وهذا رابط الموضوع ونقلت فيه رابط التسجيل للشيخ من موقعه على النت راجعوا رابط الموضوع التالي: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86379
ـ[سهل السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:22 م]ـ
أرجو من الاخوة رفع الكتاب للمنتدى
عسى الله ان يجعله سببا لهداية طالبي الحق من الاشاعرة ويكتب الله لمن قام بذلك الاجر
(ارجو رفعه ياأخوة فنحن في أمسّ الحاجة اليه لشيوع الاشاعرة عندنا وتعصبهم للامام النووي رحمه الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/53)
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[28 - 02 - 07, 01:42 ص]ـ
منهجية إثبات الكتب والرسائل لأصحابها واضحة فهل منكم من يُتحفنا كيفية إثبات الرسالة للنووي وطرق تحقيق الأصل و كم لها من المخطوطات متوفرة في المكتبات، حتى نثق بها ونستفيد مما فيها، وننصح من أصحابه المعاصرين من على مذهب متأخري الأشعرية العاكفين على حواشي بدء الأمالي أن هذه عقيدة شيخهم النووي ليركنوا إليها كما ركنوا إلى علومه الفقهية، إلا أنني لم أظفر إلى الآن بعد بحث مستفيض في كتب من ترجموا له أن ذكروا له هذه الرسالة مع كثرتها.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن ينقصنا فعلا التأكد
لان التصديق ليس بهذه السهولة
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:04 م]ـ
لعل أحد إخواننا يقوم برفع الكتاب للضرورة
ولعلهم أيضًا يذكرون اسم المخطوط ورقمة بدار الكتب
ودمتم
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:42 م]ـ
بالله عليكم يا اخوة لا تستعجلوا.
ينبغي التأكد
ليست هذه طريقة أهل السنة سلمكم الله
ـ[أبو الحسن المكي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:15 م]ـ
الرجاء عدم الوثوق في النقل قبل التأكد من وجود الكتاب أولاّ، ثم من نسبته إلى الإمام النووي. فالصيغة التي سيقت بها العبارات المنقولة تختلف كثيرا عن منهج النووي في الكتابة والتعبير، وهذا ملحوظ لمن له اطلاع بكتب النووي رحمه الله.
الأخ أبو أحمد
أوافقك أخي الكريم فيما قلته، لما يلي:
1 - أن الأسلوب هنا يختلف عن أسلوب الإمام النووي في كتبه المعروفة.
2 - أن الكتب المؤلفة في ترجمة النووي القديمة والمعاصرة التي أمكننا الاطلاع عليها لم تنسب هذا الكتاب له، وقد استقصى الدكتور الحداد في كتابه الإمام النووي وأثره في الحديث وعلومه، ولم يذكره ضمن مؤلفاته. وكذا ترجمته المفردة ضمن سلسلة دار القلم لعبد الغني الدقر.
3 - أنه لايكفي لتوثيق نسبة الكتاب لمؤلفه وجود اسمه عليه بل لا بد من دلائل أخرى تدل على صحة النسبة كذكر المؤلف له أو من المترجمين له ممن يعتمد قوله، ومراعاة أسلوب المؤلف، ومقارنته بكتبه الأخرى ونحو ذلك مما هو معروف. فكم نسبت للسيوطي وغيره من مؤلفات كالرحمة في الطب والحكمة وثبت عدم صحة نسبتها.
4 - أن الإمام النووي وافق الأشاعرة في المسائل التي ذكرت في الكتاب السابق، وما هنا ينقض ذلك. وكتب المعروفة ثابتة النسبة له وهي مقدمة على مالم يثبت أو في نسبته شك في بيان مذهبه في هذه المسائل.
والله تعالى أعلم.
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:46 م]ـ
الأخ أبو أحمد
أوافقك أخي الكريم فيما قلته، لما يلي:
1 - أن الأسلوب هنا يختلف عن أسلوب الإمام النووي في كتبه المعروفة.
2 - أن الكتب المؤلفة في ترجمة النووي القديمة والمعاصرة التي أمكننا الاطلاع عليها لم تنسب هذا الكتاب له، وقد استقصى الدكتور الحداد في كتابه الإمام النووي وأثره في الحديث وعلومه، ولم يذكره ضمن مؤلفاته. وكذا ترجمته المفردة ضمن سلسلة دار القلم لعبد الغني الدقر.
3 - أنه لايكفي لتوثيق نسبة الكتاب لمؤلفه وجود اسمه عليه بل لا بد من دلائل أخرى تدل على صحة النسبة كذكر المؤلف له أو من المترجمين له ممن يعتمد قوله، ومراعاة أسلوب المؤلف، ومقارنته بكتبه الأخرى ونحو ذلك مما هو معروف. فكم نسبت للسيوطي وغيره من مؤلفات كالرحمة في الطب والحكمة وثبت عدم صحة نسبتها.
4 - أن الإمام النووي وافق الأشاعرة في المسائل التي ذكرت في الكتاب السابق، وما هنا ينقض ذلك. وكتب المعروفة ثابتة النسبة له وهي مقدمة على مالم يثبت أو في نسبته شك في بيان مذهبه في هذه المسائل.
والله تعالى أعلم.
جزاك الله خيرا
ليس من المصلحة التعجل
حتى لا يحتج علينا القوم بذلك
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[01 - 05 - 07, 08:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيكم نصيحتي لكم بالتريث في نسبة هذا الكتاب الى الامام النووي حتى تتأكدوا و تتثبتوا منها خاصة بعد ما جاء فيه من النقل عن (النكرة) الأموري و ما وصفه به '' النووي '' و كيفية تقديمه من دون سائر العلماء و الائمة، الحيطة واجبة و مستحبة في مثل هذه الامور، غفر الله لنا و لكم و لجميع المسلمين.
ـ[محمد جميل حمامي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 01:38 م]ـ
أنا بصدد تصويره ورفعه إذا يسر المولى ذلك لي
و حالما أفعل سأهديه لكم
اسم جزء الإمام النووي:
جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف و الأصوات
طباعة: مكتبة الأنصار للنشر و التوزيع في مصر، بتحقيق: أبي الفضل أحمد بن علي الدمياطي
ووضع المحقق نماذجاً من المخطوط ومنها صورة غلافة حيث جاء مكتوب على طرة المخطوط:
جزء الحروف و الأصوات
تأليف الإمام العالم العلامة أبو زكريا النواوي
رحمة الله عليه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=661557#post661557
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/54)
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 11:17 ص]ـ
في انتظار الرفع
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:21 ص]ـ
رفعوه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169568
ـ[أبو مصعب البكري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام بارك الله بكم
المخطوط لا يثبت عن الإمام النووي، ولم يذكره أحد من العلماء ممن جاء بعده، وكثير هم الذين اهتموا بالإمام وكتبه من عصره إلى اليوم.
الله الله في منهج أهل الحديث أهل السنة والجماعة، فلا تعطوا الفرصة لأعداءنا لكي يقعوا فينا
منهج السلف في العقائد منهج محفوظ منصور ظاهر بعون الله وفضله، وليس بحاجة لا إلى النووي ولا إلى أحد غيره.
ومن تتبع كتب الإمام النووي رحمه الله تعالى علم أنه ليس بذلك الأشعري الذي تبنى التأليف في هذا الباب أو الدعوة له.
باختصار المخطوط لا يرقى إلى درجة الثبوت
وهذا هو منهج أهل السنة والأثر، والله أعلم.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 09:43 م]ـ
قد مضى على الموضوع أربع سنوات فهل استجد في الموضوع شيء
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 08 - 09, 12:16 م]ـ
"منقول"
الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ... أما بعد،،
كما قلت سابقاً إن من الخطأ أن يقول القائل إن الامام النووي رحمه الله كان أشعرياً ومات على ذلك .. لأنه رحمه الله كان سلفياً متبعاً لأهل السنة والجماعة بل والأكثر من ذلك كان منتقداً للأشاعرة مع إنه كان متأثراً بهم لكنه قبل مماته رحمه الله أقر بنفسه في رسالته أنه يتبرأ منهم بل وينتقد الأشاعرة بل ويثبت الصفات لله تعالى على عكس الأشاعرة ..
بين يديكم تلخيص لجزء يسمى (جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف و الأصوات (تأليف الإمامأبي زكريا يحيى بن شرف الدينالنووي، وهو إختصار لمسألة الحروف و الأصوات، من كتاب (غاية المرام فيمسألة الكلام) للشيخ فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن عثمان الأرموي الشافعي، ثم ألحق في آخره جمعاً من كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن) ..
وللأمانة لقد نقلت هذا الملخص من رسالته رحمه الله من الاخ أبو عبدالرحمن السلفي جزاه الله خير:
و القارئ لهذه الرسالة سيجد نفسه متأكداً من سلفية الإمام النووي أو متأكداً من رجوع الإمام النووي أخيراً إلى قول السلف في الأسماء و الصفات ... لأسباب منها:
1 - الظاهر أن هذه الرسالة هي آخر قول للإمام النووي في هذه المسألة لأنها نسخت في شهر ربيع الآخر من سنة 676 وقد وافت المنية الإمام النووي في الثالث و العشرين من رجب لنفس السنة.
فليس بين الزمنين كبير وقت، إنما هي ثلاثة أشهر فحسب. فأول ربيع الآخر وجمادي الأولى و الأخيرة ثم رجب!
2 أن الطريقة التي اتبعها الإمام النووي في رسالته تلك على صغرها، مماثلة جداً جداً لطريق السلف و أسلوبهم في سرد الأدلة من القرآن الكريم أولاً، ثم من الأحاديث الصحاح، ثم من أقوال السلف، الذي استند إلى آرائهم كثيراً و وروى أقوالهم مراراً، واستدل بكلامهم في غير ما موضع مثل الإمام أحمد بن حنبل وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عيينه، وغيرهم و قد مدحهم وأثنى عليهم وعلى قولهم خيراً و سيأتي مثال لذلك قريباً
دون أن يشير أدنى إشارة إلى من دونهم من الخلف وإلى تفضيل قولهم، إلا في موضع الرد عليهم مثل ابن فورك و الباقلاني و الجويني و أبي القاسم الإسفراييني وغيرهم.
3 ذمَّ الإمام النووي الأشاعرة صراحة، بل و استغرب من مذهبهم و من قولهم في الصفات! وسيأتي نصه بتمامه أيضاً.
4 و أخيراً تصريح الإمام النووي، بقول السلف رضوان الله عليهم في صفات الرب جل في علاه كالإستواء والصوت و اللفظ لله عز وجل، و أن القرآن كلام الله تلفظ به بصوت مسموع إلى جبريل عليه السلام، و غير ذلك من الصفات، بل و تصريحه أيضاً بقول أهل السنة و الجماعة بالإيمان وأنه يزيد وينقص، وهذا أيضاً سيأتي بنصه وحرفه.
وقد أفاد الإمام النووي وأجاد جداً في الرد على الذين لا يثبتون اللفظ و الكلام لله عز وجل، وذكر لهم عشرين وجهاً، يستترون بها، ذكر أقوالهم ثم نقضها عليهم وفضح عوارهم وكشف زيفهم، فقد رد ردوداً حازمة جازمة على أقوالهم العشرين تلك! بعشرين حجة أفصح بياناً وأقوى احتجاجا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/55)
وهذه قراءة سريعة لمحتوى تلك الرسالة النووية و مع النقول من كلام الإمام النووي بحرفه ونصه:
من صفحة 17 إلى صفحة 22 وهو القسم الأول من الرسالة، حشد الإمام النووي الأدلة من الكتاب و السنة وأقوال الأئمة في إثبات الكلام و اللفظ لله تعالى وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وقد نقل في هذه الصفحات أقوالاً عن الإمام أحمد وعن عبد الرحمن بن منده و القاضي محمد الهاشمي – من أصحاب الإمام أحمد – و البخاري و يحيى بن سعيد القطان و عبد الله بن المبارك وإسحاق بن راهويه ثم قال بعد هذه النقول الواضحة في نصرة الحق: (فلا سبيل إلى الخروج عما اعتقدوه فهم القدوة للإسلام و الأنجم في الظلام) صفحة 22
أما من صفحة 25 إلى صفحة 54 وهي القسم الثاني من الكتاب فقد جعلها الإمام النووي (في تعيين محل النزاع وذكر البرهان عليه وإيراد الأسئلة و جواب عنها) _ من كلامه رحمه الله _
فبعد أن ذكر تحت هذا الفصل كثيراً من الآيات المباركات و الأحاديث الصحيحات و النقولات الطيبات قال ذاماً الأشاعرة في صفحة 39: (و العجب أن كتب الأشاعرة مشحونة بأن كلام الله منزل على نبيه، و مكتوب في المصاحف، ومتلوا بالألسنة على الحقيقة، ثم يقولون: المنزل هو العبارة، و المكتوب غير الكتابة، و المتلو غير التلاوة، ويشرعون في مناقضات وتعقبات باردة ركيكة.
ويكفي في ضحد هذا المعتقد كونُهم لا يستطيعون على التصريح به بل هم فيه على نحو من المراء ... )!!!
ولما ذكر الإمام النووي شبههم التي استدلوا بها على قولهم .. كانت إحداها أن إثبات الحرف و الصوت لله مخالف لبديهية العقل فكان جواب الإمام النووي قاطعاً في صفحة 45:
(أن مجموع ما ذكرنا من الآيات و الأخبار و الإجماع صريح في مدعانا ونص له عليه وفيه، ودعوى المجاز مردود إذ هو خلاف الأصل، ثم كيف يظن بالصحابة رضي الله عنهم وهم أصحاب العربية واهل اللغة تواطئهم على استعمال المجاز في صور لا تعد ولا تحصى)!!!
وبعد أن رد عليهم أقوالهم قال الإمام النووي في صفحة 53:
( ... ولعمري! لقد اندفع بهذا التقرير كثير من كلام الأشاعرة و تلبياتهم عند العارف بمعاني الكلام و دقائقه.
بقي على هذا أن يقال، قد نقل عن الإمام مالك –رحمه الله – أنه قال: {ليس من السنة أن يجادل عنها، أنما السنة أن تخبر بها، فإن قبل منك وإلا فاسكت.
وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: {من أخذ دينه بالقياس ذهب دهره في الإلباس، مائلاً عن المنهاج طاعناً في الإعوجاج}
ثم قال ابن عباس: نعرف ربنا بما عرف به نفسه، ونصفه بما وصف به نفسه، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، قريب من الأشياء غير ملاصق، بعيد منها غير مفارق، تحقق بلا تمثيل، و موحد بلا تعطيل.
قلت: فإشارة ابن عباس إلى أنه لا يجوز العدول عما جاء به الكتاب العزيز، ونطق به السيد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يليق بذي الجلال أن نصفه إلا بما وصف به نفسه، ومن تجاوز ذلك المنهاج، ومال بآرائه و مقاييسه عن طريق الحق والسداد، عُدَّ من عصابة الجهل و أهل العناد)!!!
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 08 - 09, 12:21 م]ـ
"منقول"
فيصل ...
ونص على هذا الإمام النووي فقد قال في ترجمة الخطابي من تهذيبه على طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 469 - 470: ((وله تصانيف في فنون جميلة بديعة منها كتابه الموسوم بـ"شعار الدين" في أصول الدين التزم فيه إيراد أوضح ما يعرفه من الدلائل من غير أ ن يجرد طريقة المتكلمين ... إلى أ ن قال .. وصرح بأنه سبحانه في السماء وقال: زعم بعضهم أن معنى الاستواء هاهنا الاستيلاء، ونزع فيه ببيت مجهول لم يقله من يصح الاحتجاج بقوله.)) انتهى المقصود وقد استفدت الإحالة من الشيخ مشهور آل سلمان في أحد أشرطته في عقيدة النووي بارك الله في عمره ثم رجعت ونقلت النص بنفسي من الكتاب.
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=252210&page=2
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:54 ص]ـ
أين الكتاب هلا تكرم أحد الاخوة برفعه متفضلاً علينا
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[22 - 10 - 10, 06:02 م]ـ
الى الان ولا احد استطاع ان يثبت لنا صحة نسبته الى الامام النووي رحمه الله مع اني اكاد اجزم ان النووي رحمه الله ليس اشعريا وان وافقهم في بعض عقائدهم فاصوله غير اصول الاشعرية وقد قال هذا الفقيه ابن العثيمين رحمه الله واثنى على الشيخ سفر الحوالي حظه الله تعالى لانه ذكر هذا في كتاب منهج الاشاعرة في العقيدة
اما بنسبة ما قاله ابو جعفر الزهيري فشيء غريب وعجيب اذ انه قال الكتاب صحيح النسبة الى النووي لان مشهور حسن نسبه الى النووي في تعليقه على شرح النووي
والله شيء عجيب جدا وغريب والله المستعان(30/56)
مسألةٌ في الفدية في الحج .. هل قال بقول ابن قدامة فيها أحدٌ من أهل العلم؟
ـ[النقّاد]ــــــــ[10 - 01 - 05, 08:31 ص]ـ
قال الإمام الموفق ابن قدامة في كتابه «العمدة» في باب الفدية: «وهي على ضربين: أحدهما على التخيير , وهي فدية الأذى واللبس والطيب , فله الخيار بين صيام ثلاثة أيام أو إطعام ثلاثة آصع من تمر لستة مساكين أو ذبح شاة. وكذلك الحكم في كل دم وجب لترك واجب».
فابن قدامة يرى أن فدية ترك الواجب على التخيير كفدية الأذى ..
هكذا فهم كلامه البهاء المقدسي في «العدة» , وشيخ الإسلام في شرحه على «العمدة» وزاد أن في المسألة روايتين: هل الفدية على التخيير أو الترتيب ..
وهذا غريبٌ جدًّا ..
فعامة كتب الحنابلة لا تذكر هذا القول الذي اختاره ابن قدامة البتة .. بل تقول: إن ترك الواجب فديته فدية التمتع .. وقد استشكل قول المذهب الشيخُ ابن عثيمين في «الشرح الممتع» دون أن يورد قول ابن قدامة ..
فهل قال بقول ابن قدامة أحد من الفقهاء , من المذهب أو غيره , من المتقدمين أو المتأخرين؟
وهل وجد أحدٌ من ذكر الروايتين اللتين أشار إليهما شيخ الإسلام؟(30/57)
ماقامت الأدلة على أنه حق في العقيدة وجب الجزم به والجزم ببطلان ما عارضه
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:10 ص]ـ
قال الله تعالى (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين)
قال ابن سعدي - رحمه الله -:
وفي هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة، سواء قدر العبد على حلها أم لا فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه، لأن ما خالف الحق فهو باطل، قال تعالى فماذا بعد الحق إلا الضلال وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 01 - 05, 04:40 م]ـ
فائدة نفسية جدا جدا جدا .. بارك الله فيك يا شيخنا!(30/58)
قاعدة (من اتخذ سببا لم يجعله لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد أشرك شركا أصغر)
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 01:38 م]ـ
قاعدة (من اتخذ سببا لم يجعله لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد أشرك شركا أصغر)
ذكر هذه القاعدة سماحة الشيخ الإمام العلامة ابن عثيمين_ رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء_ في شرح كتاب التوحيد,
فهل نص على هذه القاعدة أيضا غيره من العلماء ولاسيما المتقدمين؟
وهل هناك صور تشكل على هذه القاعدة؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:10 م]ـ
- هذه القاعدة ذكرها ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية، وأكثر مادته من كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، فيبحث عنها في كتبهما.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 12:27 ص]ـ
لكنه أحيانا لا ينقل عنهما,,,,,,,,
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 01:05 م]ـ
من الصور التي قد تشكل على هذه القاعدة: التوسل بجاه النبي أو التوسل بحق النبي فهذا من البدع المحدثة المخالفة للسنة لا شك في ذلك , لكن هل يقال إنه مع ذلك شرك أصغر لكونه اعتقد أن الجاه أو الحق سبب في حصول المطلوب, وهو ليس بسبب.
ـ[عارف]ــــــــ[16 - 01 - 05, 05:21 م]ـ
الصورة التي ذكرها التميمي لا علاقة لها بالمسألة؛ لأن الكلام في الأسباب الحسية لجلب نفع أو دفع ضر، أما ماذكره فيلحق به كل البدع؛ فإن أصحابها يظنونها سببا للقرب من الله تعالى.
والقاعدة المذكورة صحيحة نقلا لا غبار عليها، أخذت من أحاديث الحلقة والخيط والودعة والتولة والتمائم ونحوها.
والشيخ لما قال: شرعا وقدرا، لم يرد الدليل الشرعي على خصوص صورة السبب كما هو شأن العبادات، وإنما أراد ثبوت أثره الغيبي كما في الرقى الشرعية، ولذا لا تفتقر هيئة الرقية إلى توقيف، ويكفي فيها توافر الشروط الشرعية المعروفة، والله أعلم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:14 م]ـ
يشكل عليها التميمة من القرآن ...
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[16 - 01 - 05, 06:44 م]ـ
يبدو لي أن هذا الضابط عليه إشكالات، منها:
- التوسع في وصف الأعمال بالشرك، لمجرد أنها أسباب غير شرعية.
والأضبط أن يقال:
كل ما ورد في النصوص أنه شرك، ولم يبلغ درجة الشرك الأكبر.
فهذا الضابط شرعي خالص، ولا يتحقق أفراده إلا بنص ثابت، فالإصابة متحققة.
وهذا بخلاف الأول، حيث يكثر فيه الاجتهاد، ومن ثم الخطأ وارد.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 05, 09:06 م]ـ
يبدو لي أن هذا الضابط عليه إشكالات، منها:
- التوسع في وصف الأعمال بالشرك، لمجرد أنها أسباب غير شرعية.
.
الأخ لطف الله خوجه وفقه الله:
ما المانع من وصف هذه الأعمال بكونها شركا أصغر وإن لم يرد التنصيص عليها خاصة, مادامت متفقة في المعنى مع ما ورد فيه النص, وإن اختلفت في الصورة الظاهرة, كما تقتضيه القاعدة المذكورة مثلا.
وجزى الله جميع الإخوة المشاركين خيرا
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[16 - 01 - 05, 11:31 م]ـ
من حيث الشريعة: فالأوصاف لا تطلق على الأعمال إلا وفق نص ثابت.
فالفسق لا يطلق على إلا عمل نص الشارع أنه فسق.
والكفر لا يطلق إلا على عمل نص الشارع أنه كفر: سواء كان أكبر أو أصغر.
والشرك وصف لا يطلق إلا عمل نص الشارع أنه شرك: سواء كان أكبر أو أصغر.
والعلة في هذا التقييد: أنها أحكام يترتب عليها عقوبات: دنيوية، أو أخروية. والعقوبات يجب ألا تقع إلا بيقين، ولا يقين إلا بنص ثابت. وفي الأثر: "ادرءوا الحدود بالشبهات".
من هذا الباب كان الالتزام بالنص: معنى، ولفظا. هو المتوجب، حتى لا يقع خطأ.
أما إذا جنح إلى القياس على المعنى، فالخطأ حيئنذ وارد محتمل، وتترتب عليه عقوبة .. وهذا موضع الزلل .. !! فلأن تخطئ في العقوبة، خير لك من أن تخطئ في العفو.
فالأحكام تبنى على اليقين، أو على اليقين قدر المستطاع.
والأحكام تبنى على الأوصاف، فإذا حصل الخطأ الوصف، فالخطأ في الحكم حاصل.
وإذا أطلق وصف الشرك الأصغر على عمل جاء النص به، حينئذ لا وجه لقول مخالف، ولو اعترض معترض فهو محجوج بالنص.
أما إذا أطلق على عمل بمقتضى التشابه في معنى، أو وفق قاعدة: "ما جعل سببا وليس بسبب ... "، فالخلاف حاصل، والجزم بالحكم صعب.
وأحكام الكفر والشرك يجب الاحتراز فيها للغاية، لما ورد من الوعيد فيها.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 12:39 ص]ـ
أقول: لايشكل التميمة من القرآن لأن لمستدل أن يستدل بعموم" وننزل من القرآن ما هو شفاء"
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:34 ص]ـ
القرآن يقرأ لا يعلق (ليس حظاظة)، فالعموم في الآية المذكورة له مورد
ومورده هو استعمال القرآن فيما أنزل من أجله، ولو استسغت أن تتوسع في
الاستدلال بالعمومات ففي العمومات مندوحة للتمائم من غير القرآن، وفي
العمومات متسع لكثير من الشركيات الصغيرة ولا يخفى على مثلك ما يستدل
به القبورية والصوفية من أدلة الشرع في هذا الباب .. فتأمل بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/59)
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[19 - 01 - 05, 12:48 م]ـ
الأخ رضا صمدي ..
و لكن إذا استحضرنا مع هذه الآية استدلال بعض الصحابة بها في جواز تعليق التمائم من القرءآن.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[19 - 01 - 05, 12:59 م]ـ
من الصور التي قد تشكل على هذه القاعدة: التوسل بجاه النبي أو التوسل بحق النبي فهذا من البدع المحدثة المخالفة للسنة لا شك في ذلك , لكن هل يقال إنه مع ذلك شرك أصغر لكونه اعتقد أن الجاه أو الحق سبب في حصول المطلوب, وهو ليس بسبب.
أشكل ما أشكل عليك أخي الحبيب في هذا، وقد سئلتُ شيخنا العلامة ابن عثيمين عن هذا رحمه الله، فأجابني أنها بدعة، وذكرت له القاعدة، وكأنه (لا أستحضر بالضبط) لم يجعلها شركا كون الشبهة فيها قوية
وكذلك سألتُ شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله فقال أنه بدعة، ولم يقل شركا، والذي يظهر لأن المسألة من المسائل الخفية، كما نص عليه ابن تييمة أعني بدعة التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أذكر هل الشيخ شمس الأفغاني - رحمه الله - وصف التوسل بشرك أصغر في كتابه (جهود علماء الحنفية في محاربة القبورية) كأنه مر بي هذا هناك
أما تعليق القرآن للإستشفاء فلا بأس وهو قول جمهور أهل العلم وصح عن عائشة، وهو نوع من أنواع الرقية وهي الرقى الخطية، وابن عبدالبر له كلام حسن في هذا الباب في الإستذكار
وأما حديث (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) فهو الراجح فيه الوقف على ابن مسعود، ويحمل على ما لم يكن من القرآن
والضابط في هذا حديث (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) والله أ‘لم
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 05:20 م]ـ
*ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله أن التوسل بجاه فلان أو حقه بدعة ومن وسائل الشرك , وليس من الشرك. انظر فتاوى الشيخ (3/ 963,948). {جمع الطيار وأحمد بن باز}
*والشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الفتاوى (2/ 343) قال عن التوسل بوسيلة سكت عنها الشارع: (هذا محرم , وهو نوع من الشرك , مثل أن يتوسل بجاه شخص ذي جاه عند الله , فيقول: أسألك بجاه نبيك , فلا يجوز ذلك ,لأنه إثبات لسبب لم يعتبره الشرع .......... ).ومن المعلوم أن قوله (نوع من الشرك) ليس كقوله شرك أصغر.
*الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله في فتاويه ص358 ذكر أن التوسل البدعي وسيلة للشرك, ومن قال: إنه شرك فهو مخطئ.
وأما في ص357 فذكر أن التوسل البدعي شرك أصغر.
لكن لا أدري هل بنى ذلك على هذه القاعدة ,أو أن ذلك بناء على قول من يعرِّف الشرك الأصغر بأنه ما كان وسيلة للشرك الأكبر.
فماذا يقول الإخوة وفقهم الله؟؟؟؟؟
ـ[همام بن همام]ــــــــ[22 - 01 - 05, 01:27 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى حول هذه المسألة في شرحه لكتاب التوحيد "باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه": (وأما الأسباب التي تكون سببا لمسبباتها، فهذه لا بد أن يكون مأذونا بها في الشرع، ولهذا بعض العلماء يعبر عما ذكرت بقوله: من أثبت سببا لله -يعني: يحدث المسبب يحدث النتيجة- لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فقد أشرك، يعني: الشرك الأصغر. هذه القاعدة في الجملة صحيحة، قد بعض الأمثلة يشكل هل تدخل أو لا تدخل، لكن هو المقصود من هذا الباب أن إثبات الأسباب لا بد أن يكون إما من جهة الشرع، وإما من جهة التجربة الظاهرة، مثل دواء الطبيب، ومثل الانتفاع ببعض الأسباب التي فيها الانتفاع ظاهرا تتدفأ بالنار، أو تتبرد بالماء أو نحو ذلك) انتهى كلامه. فالقاعدة أغلبية كما ذكر الشيخ؛ وكنت سألت أحد المشايخ عنها فأجابني بنفس الجواب.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 02:42 م]ـ
الأخ لطف الله خوجه -وفقه الله-
ألا تكفي هذه النصوص الواردة في التمائم والتطير في الحكم على الأعمال المماثلة لها في المعنى والحقيقة , وإن كانت مختلفة عنها في الصورة الظاهرة؟
والشرع كما هو معلوم لا يفرق بين المتماثلات , فما هو الفرق بين تعليق التميمة على الإنسان وبين أن يتبرك بحجر على الأرض يعتقد أنه سبب لجلب النفع له,
لافرق فيما يظهر إلا في الصورة الظاهرة فقط, وهذا غير مؤثر في الحكم.
وكما يعمل باللفظ على عمومه إذا جاء على إحدى صيغ العموم , كذلك يعمل بعموم المعنى المتضمَّن في النص, والذي يعرف بغلبة الظن.
والمتقرر عند أهل العلم أن الشرع مبني في كثير من مسائله على غلبة الظن , وقولك: (العقوبات لا توقع إلا بيقين) ليس بجيد , فالعقوبات توقع بغلبة الظن , فبشهادة عدلين تقطع يد السارق, مع أن شهادتهما لا تفيد اليقين ,بل الظن الغالب, لاحتمال كذبهما كما هو معلوم.
ومجرد احتمال الخطأ الذي لا يستند إلى دليل معتبر لا يلتفت إليه.
وفق الله الجميع,,,,
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[02 - 02 - 05, 01:58 م]ـ
أخي أبو محمد التميمي ..
العقوبة على جهتين: دنيوية، وأخروية.
وكلامي كان في الأخروية، فالعقوبات الأخروية لا توقع إلا بيقين، فالوصف بالكفر الأصغر لا يدخل ضمن دائرة العقوبات الدنيوية، بل الأخروية.
فإذا كانت العقوبات الدنيوية تبنى على غلبة الظن، فالآخروية ليست كذلك، بل (من قال لأخيه: يا كافر. فقد باء به أحدهما).
ولا يخفى عليك أن مسألتنا هذه لا تندرج ضمن الحدود والجنايات، فالشرك الأصغر ليس فيه حد دنيوي.
وكما قلتُ سابقا: فإن من اقتصر على النص في الوصف بالشرك الأصغر، لن يخطئ في وصف فعل ما بالشرك، أما من استعمل القياس، فالخطأ وارد، وفي باب الأحكام الأخروية يجب اليقين، وإلا فالترك أولى.
وفي التبرك بحجر باعتقاد أنه سبب للنفع، لو قلنا: إنه بدعة، وذريعة إلى الشرك. فذلك كاف عن القول هو شرك أصغر، إذ لم يكن لدينا نص ثابت يثبت هذا القول بيقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/60)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 10:22 ص]ـ
نعم استدل بها بعض الصحابة والجمهور من الصحابة منعوا فتبقى المسألة
على أصلها في عدم مجيء شيء من الشرع أو القدر في جوازها، والملاحظة
إنه إذا جاءت الإيرادات توسعنا في تفسير وبسط القاعدة (لنصون القاعدة
من الاستنثاء والخلل) وهذه آفة القواعد التي نجعلها حاكمة على النصوص
لذلك كان من المناسب أن نعرف السبب وأن نعرف بعض الألفاظ المأخوذة
في القاعدة مثل كلمة شرع وكلمة قدر ... والله الموفق والله أعلم ...
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[05 - 02 - 05, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إليكم بعض التفصيل لهذه القاعدة لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان من كتابه القواعد المذاعة في مذهب أهل السنة والجماعة / القاعدة الخامسة والعشرين.
وقد جعلتها كملف مرفق في أربع صفحات فقط في أسفل مشاركتي هذه.
وأما من أراد الإفادة من كتب الشيخ الأخرى فهذا رابطها: http://www.saaid.net/Doat/wled/index.htm (http://)
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 04:46 م]ـ
أخي الحبيب لطف الله خوجه حفظه الله تعالى ووفقه:
قلت في المشاركة 9: (من حيث الشريعة: فالأوصاف لا تطلق على الأعمال إلا وفق نص ثابت. ...
والعلة في هذا التقييد: أنها أحكام يترتب عليها عقوبات: دنيوية، أو أخروية. والعقوبات يجب ألا تقع إلا بيقين، ولا يقين إلا بنص ثابت. وفي الأثر: "ادرءوا الحدود بالشبهات".) فهذا الكلام في الحقيقة عام يشمل العقوبات الدنيوية والأخروية , ولاسيما مع إيرادك الأثر المذكور ,
فأردتُ أن أوضح أن هذا الكلام ليس على عمومه , فذكرتُ مثال السرقة , ولم يخفَ عليَّ بحمد الله أن الشرك الأصغر ليس فيه حد دنيوي , وأن مسألتنا لا تندرج ضمن الحدود والجنايات , لكن كلامك كان عاما فأردتُ أن أبين ما فيه من إجمال,
وعلى كلٍ جزاك الله خيرا على رفع اللبس وتوضيح مرادك بارك الله فيك,
ثم لا بد أن نعرف أن إطلاق الكفر أو الشرك على شخص لا يجب أن يكون مبنيا على اليقين والقطع , بل قد يبنى على غلبة الظن , لذا تثبت الردة والكفر بالشهادة مع أنها لا تفيد إلا الظن الغالب , مع أن الكفر الأكبر تترتب عليه عقوبة دنيوية وأخروية ,
كذلك لابد أن يُعلم بأن وصفنا للشخص بالكفر ظاهراً وإن استوجب عقوبة دنيوية (حد الردة في الكفر الأكبر -طبعا مع توفر الشروط-) , إلا أنه لا يلزم منه أننا حكمنا عليه بالعقوبة الأخروية,
لذلك لا نحكم على معين بالنار بمجرد فعل المكفر , بل ذلك يفتقر إلى شروط وضوابط , وفيه تفصيل طويل ليس هذا محله ,
فحكمنا على العمل أو العامل بالكفر أو الشرك لا يستلزم الحكم عليه بالعقوبة الأخروية –بل في المسألة تفصيل - , فقولنا هذا العمل شرك أصغر لا يلزم منه أننا حكمنا على فاعله المعين بالعقوبة الأخروية ,
كما أنه لا يخفاك وفقك الله أن العقوبة الأخروية تكون على الفعل المحرم ,ولو لم يكن كفرا ولا شركا, والتحريم يثبت بالقياس والنظر إلى المعنى والعلة, مع أنه يفيد الظن في الغالب, فطرد مذهبك أننا لا نحكم على الفعل بالتحريم بالقياس , بل لابد من النص الثابت, لأن التحريم سبب للعقوبة الأخروية , والعقوبات لا تقع إلا بيقين , كما تقول أنت,
على أنك حفظك الله لم تذكر الفرق بين تعليق التميمة على الإنسان وبين أن يتبرك بحجر على الأرض يعتقد أنه سبب لجلب النفع له ,
وقد ذكرتُ أن مجرد احتمال الخطأ لا التفات له , لأنه وارد في معظم الأحكام وليس بقادح.
وجزاك الله خيرا ,وجميع الإخوة المشاركين,,
ـ[همام بن همام]ــــــــ[14 - 02 - 05, 04:58 ص]ـ
أخي أبا محمد قولك: " ثم لا بد أن نعرف أن إطلاق الكفر أو الشرك على شخص لا يجب أن يكون مبنيا على اليقين والقطع , بل قد يبنى على غلبة الظن , لذا تثبت الردة والكفر بالشهادة مع أنها لا تفيد إلا الظن الغالب , مع أن الكفر الأكبر تترتب عليه عقوبة دنيوية وأخروية "
فيه مناقضة لقول أهل العلم من ثبت له الإسلام بيقين لا يزول عنه إلا بيقين.
أرجو التوضيح، وبارك الله فيك.(30/61)
ما معنى قول ابن تيمية في إثبات الصفات بالكتاب والسنة فما معنى (أو أثبت له المؤمنون)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 05:55 م]ـ
قرأت لشيخ الإسلام ابن تيمية كلاما استوقفني فأحببت طرحه هنا على طلبة العلم ليفيدوني بشرح معناه.
فقد ذكر الشيخ وهو يتكلم عن الصفات والأسماء: أننا نثبت لله ما أثبت لنفسه، أو اثبت له رسوله، أو أثبت له المؤمنون.
فما معنى (أو أثبت له المؤمنون)؟ هل هناك صفات أو أسماء تثبت بالإجماع من غير نص كتاب أو سنة ثابتة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[18 - 01 - 05, 06:44 م]ـ
بسم الله والحمد لله
أخي أبو عبدالباري يا ليت تعطينا اسم الكتاب والجزء والصفحة ..
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 10:31 م]ـ
هل يمكن أن يكون المراد الإجماع؟
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:57 م]ـ
الإجماع .. ألا يقوم على نص؟!
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:18 م]ـ
الأخ أبو عبدالباري ... نحن ننتظر موقع الكلام.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:50 م]ـ
قرأت هذا الكلام في مواطن، ولبعدي عن مكتبتي لا تنال يدي غير ما ذكره شيخ الإسلام في الفتوى (5/ 26)
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث.
ونقله ابن عبد الهادي في العقود الدرية (103) حيث نقل عن ابن تيمية لكنه قال (أو بما وصفه بن السابقون ..... ).
وإذا رجعت لمكتبتي فلعي أنقل ذلك من دفتر الفوائد الذي كتبته فيه إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:49 م]ـ
ربما يقصد احاديث الصحابة رضي الله عنهم التي مرفوعه حكما. والله اعلم
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:33 م]ـ
بسم الله والحمد لله
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات، ويُستأنس فيه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك ... الحديث".
ولكن الصفات توقيفية فلا ثبت إلا بالكتاب والسنة كما قال الشيخ: لا يتجاوز القرآن والحديث. فصفات يثبتها السابقون الأولون يشكل على هذا. وربما تكون صفات قالها الصحابة ونزل القرآن وأتت السنة بإثباتها والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:07 ص]ـ
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات
ولكن الصفات توقيفية فلا ثبت إلا بالكتاب والسنة كما قال الشيخ: لا يتجاوز القرآن والحديث. فصفات يثبتها السابقون الأولون يشكل على هذا. وربما تكون صفات قالها الصحابة ونزل القرآن وأتت السنة بإثباتها والله أعلم.
الأخ هشام حفظه الله
هذا الكلام الذي ذكرته فيه نظر ..
وهذه المسائل المهمة المتعلقة بالعقيدة ينبغي التوقي من الكلام فيها بغير غير علم.
والوقت الآن ضيق،
ولي عودة بإذن الله إن فسح الله في الأجل.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[20 - 01 - 05, 07:27 ص]ـ
كصف القدم الثانية لله تبارك وتعالى، فإنها ثبتت بالإجماع، قاله ابن عباس (الكرسي موضع القدمين) وليس مخالف من الصحابة
وكجلوس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش (وإن كان ليس في الصفات) لكنه قريب من هذا الباب فقد حكى الإجماع غير واحد من أهل العلم
وكذا غير مسألة من مسائل العقيدة
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[20 - 01 - 05, 07:44 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن، ولو استقبلت من امري ما استدبرت ما كتبت هذا الكلام، وارجوا إن كان فيه أخطأ أن تبينها زادك الله علما وحرصاً.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 08:00 ص]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو والله اعلى واعلم انه لا إشكال فيما نقلت عن ابن عبد الهادى رحمه الله فيما نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله:
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث".
فانه رحمه الله صدر كلامه بقوله (أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
ثم ختمه بقوله رحمه الله (لا يتجاوز القرآن والحديث)
وجعل بينهما هذه الكلمة التى سببت عندك إشكال ولا إشكال بإذن الله عز وجل وهى قوله رحمه الله (و بما وصفه به السابقون الأولون)
الا ترى اخى انه انه صدرها بما وصف الله عزوجل نفسه او وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - _ فهذا هو الإمام المقتدى به وهم اى السلف السابقون الاولون به مقتدون لايتجاوزن القرآن والحديث، ولانهم اكثر الناس اتباع للكتاب والسنة، ثم جعل القران والحديث قاضيا عليهم لانه لاعصمة لاحد بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ولان اهل السنة والجماعة يتميزون عن غيرهم بأنهم للاصحاب النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - محبون ولهم مقدمون كما قال عزوجل عن الذين يأتون من بعدهم أنهم يقولون (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)، بالاثار السلفية يحتجون لانهم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لانهم هم الذين قاتلوا على تنزيله و وهم اولى بفهم تأويله.
بل ان هذا الوصف الذى انتزعه شيخ الاسلام وصف قرانى لخير القرون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما قال عزوجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
فهذا ما قصده شيخ الاسلام انهم المزكون من قبل رب العالمين، ومن اقتدى بهديهم.
والله عزوجل اعلى واعلم واعز واحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/62)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 08:14 ص]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاح الفاضل هشام بن سعد حفظه الله تعالى:
قولك (من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات)
بل القاعدة على العكس من ذلك أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء كما ذكر ذلك شيخ عبد السعدى رحمه الله تعالى، وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فى القواعد المثلى القاعدة الثانية فى الصفات واليك اخى الحبيب النقل من المُجلى د/ كاملة الكوارى حفظها الله تعالى:
(المتن)
القاعدة الثانية
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (1) [لقمان: 27] 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(الشرح)
(1) قال السعدي في تفسيره (4/ 114):
{ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام} يكتب بها {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} مداداً يستمد بها، لتكسرت تلك الأقلام ولفنى ذلك المداد و {ما نفدت كلمات الله} وهذا ليس مبالغة لا حقيقة له بل لما علم تبارك وتعالى ان العقول تتقاصر عن الإحاطة ببعض صفاته وعلم تعالى أن معرفته لعباده أفضل نعمة أنعم بها عليهم، وأجل منقبة حصلوها وهى لا تمكن على وجهها ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله فنبههم تعالى على بعضها تنبيهاً تستنير به قلوبهم، وتنشرح له صدورهم ويستدلون بما وصلوا إليه إلى ما لم يصلوا إليه ويقولون كما قال أفضلهم وأعلمهم بربه: " لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " وإلا فالأمر أجل من ذلك وأعظم 0 وهذا التمثيل من باب تقريب المعنى الذي لا يطاق الوصول به إلى الأفهام والأذهان وإلا فالأشجار وإن تضاعفت على ما ذكر أضعافاً كثيرة والبحور لو امتدت بأضعاف مضاعفة فإنه يتصور نفادها وانقضاؤها لكونها مخلوقة 0
وأما كلام الله تعالى، فلا يتصور نفاده بل دلنا الدليل الشرعي والعقلي على أنه لا نفاد له ولا منتهى فكل شيء ينتهي إلا الباري وصفاته: {وأن إلى ربك المنتهى} وإذا تصور العقل حقيقة أوليته تعالى وآخريته وأن كل ما فرضه الذهن من الأزمان السابقة مهما تسلسل الفرض والتقدير فهو تعالى قبل ذلك إلى غير نهاية وأنه مهما فرض الذهن والعقل من الأزمان المتأخرة وتسلسل الفرض والتقدير وساعد على ذلك من ساعد بقلبه ولسانه فالله تعالى بعد ذلك إلى غير غاية ولا نهاية والله في جميع الأوقات يحكم ويتكلم ويقول ويفعل كيف أراد وإذا أراد لا مانع له من شيء من أقواله وأفعاله فإذا تصور العقل ذلك عرف أن المثل الذي ضربه الله لكلامه ليدرك العباد شيئاً منه وإلا فالأمر أعظم وأجل ا0هـ
(المتن)
ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله تعالى المجيء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش (1) إلى غير ذلك من الصفات (2) التي لا تحصى كما قال تعالى: {وجاء ربك} (3) [الفجر: 22] وقال: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (4) [البقرة: 210] وقال: {فأخذهم (5) الله بذنوبهم} [آل عمران: 11] وقال: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} (6) [الحج: 65] وقال: {إن بطش ربك لشديد} (7) [البروج: 12]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) الصفات التي ذكرها المؤلف صفات فعلية
(2) ذكر المؤلف في الأمثلة الصفات الفعلية إلا مثالاً واحداً فقد أتى بالصفة الذاتية الفعلية وهي الإرادة في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر) فأصل صفة الإرادة ذاتية فعلية لكن الآية التي استشهد بها هي الإرادة التي ترادف المحبة فتكون هي صفة فعلية أيضاً.
قال الشيخ خليل بن هراس في كتابه ابن تيمية السلفي ص126:
فكلامه قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك ا0هـ
وقال في ص111:
ومن الصفات ما هي قديم الجنس ولكن تحدث في ذاته تعالى آحاده وذلك مثل العلم والإرادة والكلام ا0هـ
وقال خالد بن نور في منهج أهل السنة (2/ 510):
أهل السنة يثبتون إرادة أزلية ذاتية وإرادات مستقبلية فعليه ا0هـ
(3) الشاهد: إثبات المجيء.
(4) الشاهد: إثبات الإتيان 0
(5) الشاهد إثبات الأخذ 0
(6) الشاهد إثبات الإمساك 0
(7) الشاهد إثبات البطش 0
ملاحظة: هذه الصفة لم يذكرها الشيخ علوي السقاف في كتابه الجامع لصفات الله حيث ذكر في المقدمة ص 12 أنه احصى جميع الصفات الفعلية، فتكون هذه الصفة مما يستدرك على كتابه 0
وقد ذكر هذه الصفة د 0 مروان القيسي في كتابه معالم التوحيد ص 167.
(المتن)
وقال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (1) [البقرة: 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " (2)
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه: الجائي والآتي والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) الشاهد إثبات صفة الإرادة وهي الإرادة الشرعية الدينية لأنها مرادفة للمحبة،
انظر الروضة الندية شرح الواسطية لزيد بن فياض ص 80.
(2) الحديث في الصحيحين كما في الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 78)، والجمع بين الصحيحين لأبي حفص الموصلي (1/ 290)، وجامع الأصول لابن الأثير (4/ 138).
(3) وقد سبق أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء فالله لا نسميه بالمريد لكن نخبر عنه أنه يريد وكذا الإخبار عنه بالصانع والقديم 0
وانظر مدارج السالكين (3/ 415) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/63)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 09:13 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات، ويُستأنس فيه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك ... الحديث".
ولكن الصفات توقيفية فلا ثبت إلا بالكتاب والسنة.
الصحيح أخى الحبيب بعد التعليق السابق ونقل كلام أهل العلم رحمهم الله، أن باب الاسماء ان كانت اضيق من باب الصفات علم أن كليهما توقيفي و اليك أخى الحبيب النقل من المُجلى شرح القواعد المثلى د/ كاملة الكوارى:
(المتن)
القاعدة الخامسة
أسماء الله تعالى توقيفية (1) لا مجال للعقل فيها (2):
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك (3) ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) توقيفي: هو تفعيل من الوقف والياء للنسبة والوقف في اللغة: مادة تدل على الحبس والمنع ومنه التوقيف هنا إذ المراد به الوقوف على نص الشارع فلا يجوز الكلام في هذا الباب بطريق القياس أو الاشتقاق اللغوي بل يكتفي بما وردت به نصوص الشرع لفظاً ومعنى فعلم بذلك أن التوقيف هو الاقتصار في الوصف والتسمية على ما وردت به الآيات القرآنية والآثار النبوية لفظاً ومعنى ا0هـ من قواعد البريكان 0
(2) القول بأن أسماء الله توقيفية هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وفي المسالة أقوال أخرى سنذكرها في الملحق 0
وانظر في ذلك: تفسير الرازي (8/ 180)، وتفسير البحر المحيط لأبي حيان (4/ 427) وتفسير ابن عطية (6/ 154)
(3) الإدراك هو إحاطة الشيء بكماله قاله الجرجاني في التعريفات 0
والإدراك هو المترتبة الثانية من مراتب وصول العلم إلى النفس إذ أنه يكون بتمامه أما المرتبة الأولى فهي الشعور وهو وصول المعنى إلى النفس لا بتمامه 0
انظر في ذلك الكليات لأبي البقاء الكفوي ص 66، ومذكرة المنطق للشنقيطي والتوقيف للمناوي ص 336
(المتن)
{ولا تقف (1) ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} [الإسراء: 36] وقوله: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (2) [الأعراف: 33] ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار (3) ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) أي لا تتبع من قفاه يقفوه إذا تتبع أثره وهو مشتق من اسم القفا وهو ما وراء العنق 0
ومعنى الآية: لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.
وروى البيهقي في شعب الإيمان (6/ 109) وأبو نعيم في الحلية (8/ 189) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال)، قال ابو نعيم، حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل ا0هـ
وقال الكميت:
فلا أرمي البرىء بغير ذنب **** ولا أقفو الحواصن إن قفينا
والآية فيها قراءتان غير هذه وهما ليستا من السبعة:
الأولى: ولا تقفو، بإثبات الواو وقال السمين في الدر المصون (4/ 390) إن إثبات حرف العلة جزماً لغة قوم وضرورة عند آخرين 0
الثانية: ولا تقف بزنة ثقل من قاف يقوف أي تتبع أيضاً
انظر تفسير أبي السعود (3/ 327)، تفسير أبي حيان (6/ 32) وتفسير القرطبي (10/ 257).
(2) والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً0
(3) ذكرُ المؤلف لإنكار الأسماء هنا من باب المقابلة لأن الكلام في حكم الاثبات لا الإنكار إذ أنه سيذكره في الإلحاد إلا أنه زيادة فائدة 0
ويمكن أن يقال إن المسألة في حكم الأسماء إثباتاً و نفياً لكن غالب من يتكلم تحت هذا العنوان يتكلم في الإثبات.
(المتن)
فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/64)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(الشرح)
(1) قال الخازن في تفسيره (2/ 276): (يعني ادعو الله بأسمائه التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ففيه دليل على أن أسماء الله توقيفية لا اصطلاحية ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده أنه يجوز أن يقال: يا جواد ولا يجوز أن يقال: يا سخى ويجوز أن يقال: يا عليم ولا يجوز أن يقال: يا عاقل، ويجوز أن يقال: يا حكيم ولا يجوز أن يقال يا طبيب ا 0 هـ
وقال الزمخشري في الكشاف (2/ 180): كما سمعنا البدو يقولون بجهلهم: يا أبو المكارم، يا أبيض الوجه ا 0 هـ
وقال الخطابي في شأن الدعاء ص 111:
ومن علم هذا الباب، اعني: الأسماء والصفات، ومما يدخل في أحكامه [ويتعلق به من شرائط] أنه لا يتجاوز فيها التوقيف ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه: السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد ثم أن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين والسهولة وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك: جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، ومطر جود و فرس جوادٌ إذا: بذل ما في وسعه من الجري 0
وقد جاء في الأسماء " القوي " ولا يقاس عليه الجلد وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين لأن باب التجلد يدخله التكلف والاجتهاد، ولا يقاس على " القادر " المطيق ولا المستطيع لأن الطاقة والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة، ولا يقاس على " الرحيم " الرقيق وإن كانت الرحمة في نعوت الآدميين نوعاً من رقة القلب وضعفه عن احتمال القسوة 0
وفي صفات الله سبحانه: " الحليم " و " الصبور " فلا يجوز أن يقاس عليها الوقور والرزين 0
وفي أسمائه " العليم " ومن صفته العلم، فلا يجوز قياسه عليه أن يسمى " عارفاً " لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل وهذا الباب يجب أن يراعى ولا يغفل فإن عائدته عظيمة والجهل به ضار [وبالله التوفيق] 0
ملحق القاعدة الخامسة
قبل أن نورد الأقوال في كون الأسماء توقيفية أم لا نحرر محل النزاع وهو:
1 - أن العلماء متفقون على جواز إطلاق الأسماء والصفات إذا ورد بها الإذن من الشارع 0
2 - ومتفقون على امتناع تسميته إذا ورد المنع منه 0
3 - واختلفوا إذا لم يوجد إذن ولا منع على أقوال هي:
1 - أن أسماء الله توقيفية وهو مذهب أهل السنة كما سبق وقد ذكر المؤلف الأدلة على ذلك من الكتاب والعقل ونزيد دليلاً من السنة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1/ 352) (لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) والتسمية من الثناء فدل على أن العقل لا مجال له في باب الأسماء إلا التصديق والوقوف عند النصوص 0
ومن الأدلة أيضاً أنه لا يجوز تسمية النبي صلى الله وسلم بما ليس من أسمائه فالباري أولى، ذكره السفاريني في اللوامع (1/ 125)
قال السفاريني: لكنها في الحق توقيفيه ****لنا بذا أدله وفيه
2 - قول المعتزلة ومال إليه الباقلاني في تمهيد الأوائل ص 261، ونقله عنه التفتازاني في شرح المقاصد (4/ 344) وهو أن أسماء الله ليست توقيفية أي يجوز أن يسمى الله بكل اسم إذا كان متصفاً بمعناه ولم يوهم نقصاً وان لم يرد توقيف من الشارع، و ذكره الباجوري في شرح جوهرة اللقاني ص 89 0
وانظر شرح المحلي المطبوع مع حاشية العطار على جمع الجوامع (2/ 496) 0
3 - التوقف وعدم الجزم بالتحريم ولا الجواز وهو قول إمام الحرمين في الإرشاد ص 136.
ونسب الزركشي في شرح جمع الجوامع (4/ 869) إلى الباقلاني التوقف أيضاً فلعل له في المسألة قولين 0
مناظرة في أسماء الله هل هي توقيفية 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/65)
يذكر مترجموا أبي الحسن الأشعري أن من أسباب تركه الاعتزال مناظرته لشيخه أبي علي الجبائي في بعض المسائل، ومنها هذه المسألة فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية – بخلاف شيخه الجبائي فمرة دخل رجل على الجبائي، فقال له: هل يجوز أن يسمى الله تعالي عاقلاً
فقال الجبائي: لا لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق 0
فقال أبو الحسن الأشعري: فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا **** ونضربُ حين تختلط الدماء
وقول الآخر:
أبني حنفية حكموا سفهاءكم **** إني أخاف عليكمو أن أغضبا
أى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم 0
فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك
أن تمنع إطلاق (حكيم) على الله سبحانه وتعالى 0
قال: فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟
قال: فقلت له: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ا هـ ذكره السبكي في الطبقات (3/ 357) وعبدالرحمن بن بدوي في مذاهب الإسلاميين (1/ 500)
ومما سبق نستخلص قاعدة أخرى وهي:
إن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الإخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم والشيء الموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه بعض ما لم يرد به السمع ذكر ه ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 162).
هذا بالنسبة غلى الاسماء،واليك أخى الحبيب النقل بالنسبة للصفات
(المتن)
القاعدة السابعة
صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (1): " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث (انظر القاعدة الخامسة في الأسماء) 0
طرق إثبات الصفة
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول: التصريح بالصفة (2) كالعزة (3) والقوة (4) والرحمة (5) والبطش (6) والوجه (7) واليدين (8) ونحوهما 0
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة والسميع متضمن للسمع ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء) 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) نقلها شيخ الإسلام في الفتوى الحموية ص271.
(2) الصفة هي المعنى القائم بالله وقد سبق بيان ذلك في ملحق القاعدة الثانية 0
(3) كقوله تعالى {إن العزة لله} [يونس: 65] 0
(4) كقوله تعالى {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58] 0
(5) كقوله تعالى {أولئك يرجون رحمة الله} [البقرة: 218] 0
(6) كقوله تعالى {إن بطش ربك لشديد} [البروج: 12] 0
(7) كقوله تعالى {وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله} [البقرة: 272] 0
(8) كقوله تعالى {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} [ص: 75] 0
والتصريح بالصفة سواء في الكتاب أو في السنة.
(المتن)
الثالث: التصريح بفعل أو وصف (1) دال عليها كالاستواء على العرش
والنزول إلى السماء الدنيا والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة (2)
والانتقام من المجرمين (3) الدال عليها – على الترتيب – (4) قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " الحديث (5) وقول الله تعالى: {وجاء ربك والملك صفاً صفا} [الفجر: 22] وقوله: {إنا من المجرمين منتقمون} (6) [السجدة: 22] 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) قيل إن الصفة والوصف مترادفان وقيل بينهما تغاير و الظاهر أن مراد المؤلف من الوصف هنا هو اسم الفاعل كما في المثال الذي أتى به 0
انظر كتاب الوصف المشتق في القرآن د 0 عبدالله الدايل ص43
(2) هذه كلها أفعال للرب فالاستواء، والنزول والمجيء صفات فعلية0
(3) عرفنا أن هناك فرقاً بين الصفة والوصف وأن دلالة الصفة تكون بالتصريح بها وكذلك تثبت الصفة بالتصريح بالوصف كالانتقام فهو صفة فعلية
(4) يسمى في البلاغة باللف والنشر المرتب وسماه بعض البديعيين بالطي والنشر وهو ذكر متعدد على الإجمال ثم ذكر ما لكل واحد من غير تعيين ثقة بأن السامع يرده إليه لعلمه بذلك بالقرائن.
انظر التبيان في البيان للطيبي ص504 وعلم البديع د0عبدالعزيز عتيق ص167 ومعجم البلاغة للدكتور أحمد مطلوب ص525.
(5) سبق تخريج الحديث.
(6) وورد من ذلك قوله تعالى {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً} [الكهف: 8]، وقد ذكر ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق ص 160 انه من الأسماء 0
وورد قوله تعالى {وانا لموسعون} [الذاريات: 47] 0
وممن ذكر ذلك من الأسماء ابن منده وابن العربي وابن الوزير.
ملاحظة: ان جعلنا المنعم والموسع والجاعل أسماء فإثبات الصفة يرجع إلى الوجه الثاني وهو التضمن لكن لما كان المؤلف يرى أن المنتقم ليس اسما فإنه ذكر أن لله صفة الانتقام من الوجه الثالث والله أعلم.
اليك اخى الحبيب كتاب المُجلى فى شرح القواعد المُثلى لعل الله عز وجل ينفعك به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/66)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:46 م]ـ
هناك صفات أثبتها الله سبحانه لنفسه في كتابه. ابتداءً.
وهناك صفات أثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداءً (من حيث نسبة الكلام أنه من النبي عليه الصلاة والسلام كصفة الحيي والستير).
وهذا معلوم, ويبقى السؤال, هل هناك صفات أثبتها الصحابة وأجمعوا عليها ابتداءً لم يُنقل لنا فيها حديث صحيح؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 01 - 05, 04:17 م]ـ
ما زال الأمر مشكلا بالنسبة لي فهل من مزيد؟
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 09:45 م]ـ
صفة الحد، هل ورد فيها حديث صحيح مرفوع؟
قال الشيخ العلامة ابن تيمية في التلبيس ج1ص 445:
قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
فالذي يفهم من كلامه هذا جواز اثبات صفات دل عليها القران بالمطابقة او التضمن او الالتزام وليس باللفظ! ولعل هذا الذي اراده من قوله رحمه الله "بما وصفه بن السابقون"!
وهذه مسالة عظيمة.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 01 - 05, 10:43 م]ـ
ولو استقبلت من امري ما استدبرت ما كتبت هذا الكلام، وارجوا إن كان فيه أخطأ أن تبينها.
أحسنت يا أخي على هذه الكلمات، وهذا سبيل طالب الحق ..
قد ذكر الأخ أبو المنذر في نقله ما يفيد فجزاه الله خيرا ..
وينظر أيضا: بدائع الفوائد [1/ 280 طبعة دار عالم الفوائد]
فائدة جليلة: ما يجري صفة أو خبرا على الرب ـ تبارك وتعالى ـ ..
وهي من أنفس ما كتب في المسألة ..
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:15 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية
ولكن، إذا قال: هل الصفات توقيفية كالأسماء، أو هي اجتهادية، لمعنى أن يصح لنا أن نصف الله سبحانه وتعالى بشيء لم يصف به نفسه؟.
فالجواب أن نقول: إن الصفات توقيفية على المشهور عند أهل العلم، كالأسماء، فلا تصف الله إلا بما وصف به نفسه. وحينئذ نقول: الصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
صفة كمال مطلق.
وصفة كمال مقيد.
وصفة نقص مطلق.
أما صفة الكمال على الإطلاق، فهي ثابتة لله عز وجل، كالمتكلم، والفعال لما يريد، والقادر .. ونحو ذلك.
وأما صفة الكمال بقيد، فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق إلا مقيداً، مثل: المكر، والخداع، والاستهزاء .. وما أشبه ذلك، فهذه الصفات كمال بقيد، إذا كانت في مقابلة من يفعلون ذلك، فهي كمال، وإن ذكرت مطلقة، فلا تصح بالنسبة لله عز وجل، ولهذا لا يصح إطلاق وصفه بالماكر أو المستهزئ أو الخادع، بل تقيد فنقول: ماكر بالماكرين، مستهزئ بالمنافقين، خادع للمنافقين، كائد للكافرين، فتقيدها لأنها لم تأت إلا مقيدة.
وأما صفة النقص على الإطلاق، فهذه لا يوصف الله بها بأي حال من الأحوال، كالعاجز والخائن والأعمى والأصم، لأنها نقص على الإطلاق، فلا يوصف الله بها وانظر إلى الفرق بين خادع وخائن، قال الله تعالى:] إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم [[النساء: 142]، فأثبت خداعه لمن خادعه لكن قال في الخيانة:] وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم [[الأنفال: 71] ولم يقل: فخانهم، لأن الخيانة خداع في مقام الائتمان، والخداع في مقام الائتمان نقص، وليس فيه مدح أبداً.
فإذاً، صفات النقص منفية عن الله مطلقاً.
والصفات المأخوذة من الأسماء هي كمال بكل حال ويكون الله عز وجل قد أتصف بمدلولها، فالسمع صفة كمال دل عليها اسمه السميع، فكل صفة دلت عليها الأسماء، فهي صفة كمال مثبته لله على سبيل الإطلاق، وهذه تجعلها قسماً منفصلاً، لأنه ليس فيها تفصيل، وغيرها تنقسم إلى الأقسام الثلاثة التي سلف ذكرها، ولهذا لم يسم الله نفسه بالمتكلم مع أنه يتكلم، لأن الكلام قد يكون خيراً، وقد يكون شراً، وقد لا يكون خيراً ولا شراً، فالشر لا ينسب إلى الله، واللغو كذلك لا ينسب إلى الله، لأنه سفه، والخير ينسب إليه، ولهذا لم يسم نفسه بالمتكلم، لأن الأسماء كما وصفها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/67)
الله عز وجل:] ولله الأسماء الحسنى [[الأعراف: 180]، ليس فيها أي شيء من النقص ولهذا جاءت باسم التفضيل المطلق.
إذا قال قائل: فهمنا الصفات وأقسامها، فما هو الطريق لإثبات الصفة مادمنا نقول: إن الصفات توقيفية؟
فنقول: هناك عدة طرق لإثبات الصفة: الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى:] إن الله عزيز ذو انتقام [[إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله:] إنا من المجرمين منتقمون [[السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من] وكلم الله موسى تكليماً [[النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم انتهى كلامه رحمه الله.
*******
وقال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة
الطريق الثالث إنه قد ثبت بصريح العقل أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله سبحانه يوصف بالكمال منهما دون النقص ولهذا لما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل وصف بالعلم دون الجهل وكذلك العجز والقدرة والكلام والخرس والبصر والعمى والسمع والصمم والغنى والفقر ولما تقابلت المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة وإذا كانت المباينة تستلزم علوه على العالم أو سفوله عنه وتقابل العلو والسفول وصف بالعلو دون السفول وإذا كان مباينا للعالم كان من لوازم مباينته أن يكون فوق العالم ولما كان العلو صفة كمال كان ذلك من لوازم ذاته فلا يكون مع وجود العالم إلا عاليا عليه ضرورة ولا يكون سبحانه إلا فوق المخلوقات كلها ولا تكون المخلوقات محيطة به أصلا وإذا قابلت بين هذه المقدمات ومقدمات شبه المعطلة ظهر لك الحق، انتهى كلامه رحمه الله
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:30 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
رفع الله قدرك وغفر ذنبك أخي أبو المنذر.
أخي عبدالرحمن أسأل الله لك علما نافعا وعملا صالحاً .. آمين.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[21 - 01 - 05, 05:59 م]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو عبد الباري وفقه البارى
لازلت أقول:
يبدو والله اعلى واعلم انه لا إشكال فيما نقلت عن ابن عبد الهادى رحمه الله فيما نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله:
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث".
فانه رحمه الله صدر كلامه بقوله (أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله)
ثم ختمه بقوله رحمه الله (لا يتجاوز القرآن والحديث)
وجعل بينهما هذه الكلمة التى سببت عندك إشكال ولا إشكال بإذن الله عز وجل وهى قوله رحمه الله (و بما وصفه به السابقون الأولون)
الا ترى اخى انه انه صدرها بما وصف الله عزوجل نفسه او وصفه به رسوله _ فهذا هو الإمام المقتدى به وهم اى السلف السابقون الاولون به مقتدون لايتجاوزن القرآن والحديث، ولانهم اكثر الناس اتباع للكتاب والسنة، ثم جعل القران والحديث قاضيا عليهم لانه لاعصمة لاحد بعد رسول الله.
ولان اهل السنة والجماعة يتميزون عن غيرهم بأنهم للاصحاب النبى محبون ولهم مقدمون كما قال عزوجل عن الذين يأتون من بعدهم أنهم يقولون (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)، بالاثار السلفية يحتجون لانهم لانهم هم الذين قاتلوا على تنزيله و وهم اولى بفهم تأويله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/68)
بل ان هذا الوصف الذى انتزعه شيخ الاسلام وصف قرانى لخير القرون كما قال عزوجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
فهذا ما قصده شيخ الاسلام انهم المزكون من قبل رب العالمين، ومن اقتدى بهديهم.
والدليل على ما ذكرت اخى الحبيب حفظك الله هو كلام شيخ الاسلام نفسه فى اول هذه الفتوى اقصد (الفتوى الحموية) واليك اخى موضع النقل
مجموع الفتاوى ج: 5 ص 27:5
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده سئل شيخ الإسلام العالم الربانى تقى الدين أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ما قول السادة العلماء أئمة الدين فى آيات الصفات كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش وقوله ثم استوى الى السماء وهى دخان الى غير ذلك من آيات الصفات و أحاديث الصفات كقوله ان قلوب بنى آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن وقوله يضع الجبار قدمه فى النار الى غير ذلك وما قالت العلماء فيه وأبسطوا القول فى ذلك مأجورين ان شاء الله تعالى
فأجاب رضى الله عنه الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الواجب على جميع الخلق فى هذا الباب وغيره فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد وشهد له بأنه بعثه داعيا اليه بإذنه وسراجا منيرا وأمره ان يقول (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) فمن المحال فى العقل والدين أن يكون السراج المنير الذى اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور وانزل معه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وأمر الناس ان يردوا ما تنازعوا فيه من أمر دينهم الى ما بعث به من الكتاب والحكمة وهو يدعو الى الله والى سبيله بإذنه على بصيرة وقد اخبر الله بأنه أكمل له ولأمته دينهم واتم عليهم نعمته محال مع هذا وغيره ان يكون قد ترك باب الايمان بالله والعلم به ملتبسا مشتبها ولم يميز بين ما يجب لله من الأسماء الحسنى والصفات العليا وما يجوز عليه وما يمتنع عليه فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية وأفضل وأوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وافضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا.
ومن المحال ايضا أن يكون النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد علم أمته كل شىء حتى الخراءة وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى الا هالك) وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما صح عنه أيضا (ما بعث الله من نبى الا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم) وقال أبو ذر لقد توفى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وما طائر يقلب جناحيه فى السماء الا ذكر لنا منه علما) وقال عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (قام فينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مقاما فذكر بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه) رواه البخارى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/69)
ومحال مع تعليمهم كل شىء لهم فيه منفعة فى الدين وان دقت أن يترك تعليمهم ما يقولونه بألسنتهم ويعتقدونه فى قلوبهم فى ربهم ومعبودهم رب العالمين الذى معرفته غاية المعارف وعبادته أشرف المقاصد والوصول اليه غاية المطالب بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية فكيف يتوهم من فى قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول على غاية التمام ثم إذا كان قد وقع ذلك منه فمن المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها قصروا فى هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين عنه ثم من المحال أيضا أن تكون القرون الفاضلة القرن الذى بعث فيه رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كانوا غيرعالمين وغير قائلين فى هذا الباب بالحق المبين لأن ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق وكلاهما ممتنع:
(أما الأول) فلأن من فى قلبه أدنى حياة وطلب للعلم أو نهمة فى العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه أكبر مقاصده وأعظم مطالبه أعنى بيان ما ينبغى اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته.
وليست النفوس الصحيحة الى شىء أشوق منها الى معرفة هذا الامر وهذا أمر معلوم بالفطرة الوجدية فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضى الذى هو من أقوى المقتضيات أن يتخلف عنه مقتضاه فى أولئك السادة فى مجموع عصورهم هذا لا يكاد يقع فى ابلد الخلق وأشدهم أعرضا عن الله وأعظمهم أكبابا على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله تعالى فكيف يقع فى أولئك؟
وأما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق أو قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال القوم.
ثم الكلام فى هذا الباب عنهم: أكثر من أن يمكن سطره فى هذه الفتوى وأضعافها يعرف ذلك من طلبه وتتبعه ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما قد يقوله بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وان كانت هذه العبارة اذا صدرت من بعض العلماء قد يعنى بها معنى صحيحا.
فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف انما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هى مجرد الايمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ) (البقرة:78) وان طريقة الخلف هى إستخراج معانى النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات.
فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التى مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا فى تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف فى الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف.
وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس فى نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة التى شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين فلما اعتقدوا انتفاء الصفات فى نفس الأمر وكان مع ذلك لابد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض المعنى وهى التى يسمونها طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان بنوع تكلف وهى التى يسمونها طريقة الخلف فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع فان النفى انما اعتمدوا فيه على أمور عقلية ظنوها بينات وهى شبهات والسمع حرفوا فيه الكلم عن مواضعه.
فلما ابتنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين الكاذبتين كانت النتيجة إستجهال السابقين الأولين واستبلاههم واعتقاد أنهم كانوا قوما أميين بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا فى حقائق العلم بالله ولم يتفطنوا لدقائق العلم الالهى وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق فى هذا كله.
ثم هذا القول اذا تدبره الإنسان وجده فى غاية الجهالة بل فى غاية الضلالة كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والاشارة بالخلف الى ضرب من المتكلمين الذين كثر فى باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية أقدامهم بما انتهى إليه أمرهم حيث يقول
لعمرى لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفى بين تلك العالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/70)
وأقروا على أنفسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعى العالمين ضلال
وأرواحنا فى وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولا تروى غليلا ورأيت اقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ فى الاثبات الرحمن على العرش استوى إليه يصعد الكلم الطيب واقرأ فى النفى ليس كمثله شىء ولا يحيطون به علما ومن جرب مثل تجربتى عرف مثل معرفتى ا.هـ
ويقول الآخر منهم لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت فى الذى نهونى عنه والآن ان لم يتداركنى ربى برحمته فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمى أهـ
ويقول الآخر منهم اكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام
ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف اذا حقق عليهم الامر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضلون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم فى باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر اتباع الأنبياء فضلا عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم اليها لاستحيا من يطلب المقابلة؟!
ثم كيف يكون خير قرون الامة انقص فى العلم والحكمة لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته من هؤلاء الأصاغر بالنسبة اليهم أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم واشباههم أعلم بالله من ورثة الانبياء وأهل القرآن والايمان؟!
وإنما قدمت (هذه المقدمة) لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو فى هذا الباب وغيره وعلم أن الضلال والتهوك انما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم واعراضهم عما بعث الله به محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من البينات والهدى وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله باقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك وبدلالات كثيرة وليس غرضى واحدا معينا وانما أصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء.
وإذا كان كذلك فهذا كتاب الله من أوله الى آخره وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أولها الى آخرها ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو اما نص واما ظاهر فى أن الله سبحانه وتعالى هو العلى الأعلى وهو فوق كل شىء وهو على كل شىء وأنه فوق العرش وأنه فوق السماء مثل قوله تعالى (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (إنى متوفيك ورافعك الى) (أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض) (أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا) (بل رفعه الله إليه) (تعرج الملاكة والروح اليه) (يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه) (يخافون ربهم من فوقهم) (ثم استوى على العرش) فى ستة مواضع (الرحمن على العرش استوى) (يا هامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع الى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) (تنزيل من حكيم حميد) (منزل من ربك بالحق) الى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى الا بكلفة.
وفى الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى الا بالكلفة مثل قصة معراج الرسول الى ربه ونزول الملائكة من عند الله وصعودها اليه وقوله فى الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار فيعرج الذين باتوا فيكم الى ربهم فيسالهم وهو أعلم بهم وفى الصحيح فى حديث الخوارج (الا تأمنونى وأنا أمين من فى السماء يأتينى خبر السماء صباحا ومساء) وفى حديث الرقية الذى رواه ابو داود وغيره ربنا الله الذى فى السماء تقدس اسمك أمرك فى السماء والأرض كما رحمتك فى السماء اجعل رحمتك فى الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/71)
الوجع قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل ربنا الله الذى فى السماء وذكره وقوله فى حديث الأوعال والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وقوله فى الحديث الصحيح للجارية أين الله قالت فى السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فانها مؤمنة وقوله فى الحديث الصحيح ان الله لما خلق الخلق كتب فى كتاب موضوع عنده فوق العرش ان رحمتى سبقت غضبى وقوله فى حديث قبض الروح حتى يعرج بها الى السماء التى فيها الله تعالى.
وقول عبدالله بن رواحة الذى أنشده للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأقره عليه
شهدت بأن وعد الله حق وان النار مثوى الكافرينا
وان العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وقول أمية بن أبى الصلت الثقفى الذى أنشد للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال آمن شعره وكفر قلبه حيث قال:
مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا فى السماء أمسى كبيرا
البناء الأعلى الذى سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا ما يناله بصر العين ترى دونه الملائك صورا
وقوله فى الحديث الذى فى المسند ان الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه اليه أن يردهما صفرا وقوله فى الحديث يمد يديه الى السماء يقول يا رب يا رب الى أمثال ذلك مما لا يحصيه الا الله مما هو أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التى تورث علما يقينا من ابلغ العلوم الضرورية ان الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى الى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم فى الجاهلية والإسلام الا من اجتالته الشياطين عن فطرته.
ثم عن السلف فى ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو الوفا.
ثم ليس فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن أحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم باحسان ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والإختلاف حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا.
ولم يقل أحد منهم قط أن الله ليس فى السماء ولا أنه ليس على العرش ولا أنه بذاته فى كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه و لا أنه لا متصل ولا منفصل ولا أنه لا تجوز الاشارة الحسية اليه بالأصابع ونحوها بل قد ثبت فى الصحيح عن جابر ابن عبدالله أن النبى لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات فى أعظم مجمع حضره الرسول جعل يقول الا هل بلغت فيقولون نعم فيرفع اصبعه الى السماء ثم ينكبها اليهم ويقول اللهم اشهد غير مرة وأمثال ذلك كثيرة
فلئن كان الحق ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة فى
الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها دون ما يفهم من الكتاب والسنة إما نصا وإما ظاهرا فكيف يجوز على الله تعالى ثم على رسوله ثم على خير الأمة أنهم يتكلمون دائما بما هو اما نص واما ظاهر فى خلاف الحق ثم الحق الذى يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجىء انباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التى يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها!!
لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا فى معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا أو ظاهرا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا فى أصل الدين.
فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء أنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفيا واثباتا لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة.
ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به سواء كان موجودا فى الكتاب والسنة أو لم يكن وما لم تجدوه مستحقا له فى عقولكم فلا تصفوه به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/72)
ثم هم ههنا فريقان (اكثرهم) يقولون: ما لم تثبته عقولكم فانفوه ومنهم من يقول بل توقفوا فيه وما نفاه قياس عقولكم الذى أنتم فيه مختلفون ومضطربون اختلافا أكثر من جميع من على وجه الأرض فانفوه واليه عند التنازع فارجعوا فإنه الحق الذى تعبدتكم به وما كان مذكورا فى الكتاب والسنة مما يخالف قياسكم هذا أو يثبت ما لم تدركه عقولكم على طريقة أكثرهم فاعلموا انى امتحنكم بتنزيله لا لتأخذوا الهدى منه لكن لتجتهدوا فى تخريجه على شواذ اللغة ووحشى الالفاظ وغرائب الكلام أو ان تسكتوا عنه مفوضين علمه الى الله مع نفى دلالته على شىء من الصفات هذا حقيقة الأمر على رأى هؤلاء المتكلمين.
وهذا الكلام قد رأيته صرح بمعناه طائفة منهم وهو لازم لجماعتهم لزوما لا محيد عنه ومضمونه أن كتاب الله لا يهتدى به فى معرفة الله وأن الرسول معزول عن التعليم والإخبار بصفات من أرسله وان الناس عند التنازع لا يردون ما تنازعوا فيه الى الله والرسول بل الى مثل ما كانوا عليه فى الجاهلية والى مثل ما يتحاكم إليه من لا يؤمن بالأنبياء كالبراهمة والفلاسفة وهم المشركون والمجوس وبعض الصابئين.
وان كان هذا الرد لا يزيد الأمر الا شدة ولا يرتفع الخلاف به اذ لكل فريق طواغيت يريدون أن يتحاكموا اليهم وقد أمروا أن يكفروا بهم وما اشبه حال هؤلاء المتكلمين بقوله سبحانه وتعالى (ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا - واذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا - فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان أردنا الا إحسانا وتوفيقا)
فان هؤلاء إذا دعوا الى ما أنزل الله من الكتاب والى الرسول والدعاء اليه بعد وفاته هو الدعاء الى سنته أعرضوا عن ذلك وهم يقولون انا قصدنا الإحسان علما وعملا بهذه الطريق التى سلكناها والتوفيق بين الدلائل العقلية والنقلية.
ثم عامة هذه الشبهات التى يسمونها دلائل انما تقلدوا أكثرها عن طاغوت من طواغيت المشركين أو الصابئين أو بعض ورثتهم الذين أمروا أن يكفروا بهم مثل فلان وفلان أو عمن قال كقولهم لتشابه قلوبهم قال الله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه) الآية
ولازم هذه المقالة أن لا يكون الكتاب هدى للناس ولا بيانا ولا شفاءلما فى الصدور ولا نورا ولا مردا عند التنازع لأنا نعلم بالاضطرار أن ما يقوله هؤلاء المتكلفون أنه الحق الذى يجب اعتقاده لم يدل عليه الكتاب والسنة لا نصا ولا ظاهرا وانما غاية المتحذلق أن يستنتج هذا من قوله (ولم يكن له كفوا أحد) (هل تعلم له سميا)
وبالاضطرار يعلم كل عاقل أن من دل الخلق على أن الله ليس على العرش ولا فوق السموات ونحو ذلك بقوله (هل تعلم له سميا) لقد أبعد النجعة وهو اما ملغز واما مدلس لم يخاطبهم بلسان عربى مبين.
ولازم هذه المقالة أن يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم فى أصل دينهم لأن مردهم قبل الرسالة وبعدها واحد وانما الرسالة زادتهم عمى وضلالة.
يا سبحان الله كيف لم يقل الرسول يوما من الدهر ولا أحد من سلف الأمة هذه الآيات والأحاديث لا تعتقدوا ما دلت عليه ولكن اعتقدوا الذى تقتضيه مقاييسكم أو اعتقدوا كذا وكذا فانه الحق وما خالف ظاهره فلا تعتقدوا ظاهره أو انظروا فيها فما وافق قياس عقولكم فاقبلوه وما لا فتوقفوا فيه أو أنفوه.
ثم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد أخبر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة فقد علم ما سيكون ثم قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله) وروى عنه أنه قال فى صفة الفرقة الناجية (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/73)
فهلا قال من تمسك بالقرآن أو بدلالة القرآن أو بمفهوم القرآن أو بظاهر القرآن فى باب الاعتقادات فهو ضال وانما الهدى رجوعكم الى مقاييس عقولكم وما يحدثه المتكلمون منكم بعد القرون الثلاثة فى هذه المقالة وان كان قد نبغ أصلها فى أواخر عصر التابعين.
ثم أصل هذه المقالة مقالة التعطيل للصفات انما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين فان أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة فى الإسلام أعنى أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وان معنى استوى بمعنى استولى ونحو ذلك هو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم ابن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية اليه.
وقد قيل أن الجعد أخذ مقالته عن ابان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت بن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودى الساحر الذى سحر النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أهل حران وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة بقايا أهل دين نمرود والكنعانيين الذين صنف بعض المتأخرين فى سحرهم ونمرود هو ملك الصابئة الكلدانيين المشركين كما أن كسرى ملك الفرس والمجوس وفرعون ملك مصر والنجاشى ملك الحبشة وبطليموس ملك اليونان وقيصر ملك الروم فهو اسم جنس لا اسم علم.
فكانت الصابئة الا قليلا منهم اذ ذاك على الشرك وعلماؤهم هم الفلاسفة وان كان الصابىء قد لا يكون مشركا بل مؤمنا بالله واليوم الآخر كما قال الله تعالى (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وقال (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) لكن كثيرا منهم أو أكثرهم كانوا كفارا أو مشركين كما أن كثيرا من اليهود والنصارى بدلوا وحرفوا وصاروا كفارا أو مشركين فأولئك الصابئون الذين كانوا اذ ذاك كانوا كفارا أو مشركين وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل.
ومذهب النفاة من هؤلاء فى الرب أنه ليس له الا صفات سلبية أو إضافية أو مركبة منهما وهم الذين بعث اليهم ابراهيم الخليل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيكون الجعد قد أخذها عن الصابئة الفلاسفة وكذلك أبو نصر الفارابى دخل حران وأخذ عن فلاسفة الصابئين تمام فلسفته وأخذها الجهم أيضا فيما ذكره الامام أحمد وغيره لما ناظر السمنية بعض فلاسفة الهند وهم الذين يجحدون من العلوم ما سوى الحسيات فهذه اسانيد جهم ترجع الى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالون هم إما من الصابئين وإما من المشركين
ثم لما عربت الكتب الرومية واليونانية فى حدود المائة الثانية زاد البلاء مع ما ألقى الشيطان فى قلوب الضلال ابتداء من جنس ما ألقاه فى قلوب أشباههم
ولما كان فى حدود المائة الثالثة انتشرت هذه المقالة التى كان السلف يسمونها مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسى وطبقته وكلام الأئمة مثل مالك وسفيان بن عيينة وابن المبارك وأبى يوسف والشافعى وأحمد واسحاق والفضيل بن عياض وبشر الحافى وغيرهم كثير فى ذمهم وتضليلهم.
وهذه التأويلات الموجودة اليوم بايدى الناس مثل أكثر التأويلات التى ذكرها أبو بكر بن فورك فى كتاب التأويلات وذكرها أبو عبدالله محمد ابن عمر الرازى فى كتابه الذى سماه تأسيس التقديس ويوجد كثير منها فى كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل أبى على الجبائى وعبدالجبار بن أحمد الهمدانى وأبى الحسين البصرى وأبى الوفاء بن عقيل وأبى حامد الغزالى وغيرهم هى بعينها تأويلات بشر المريسى التى ذكرها فى كتابه وان كان قد يوجد فى كلام بعض هؤلاء رد التأويل وابطاله أيضا ولهم كلام حسن فى أشياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/74)
فإنما بينت ان عين تأويلاتهم هى عين تأويلات بشر المريسى ويدل على ذلك كتاب الرد الذى صنفه عثمان بن سعيد الدارمى أحد الأئمة المشاهير فى زمان البخارى صنف كتابا سماه رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله فى التوحيد حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المريسى بكلام يقتضى أن المريسى أقعد بها وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت اليهم من جهته وجهة غيره ثم رد ذلك عثمان ابن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكى علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم،ثم إذا رأى الأئمة أئمة الهدى قد أجمعوا على ذم المريسية وأكثرهم
كفروهم أو ضللوهم وعلم أن هذا القول السارى فى هؤلاء المتأخرين هو مذهب المريسى تبين الهدى لمن يريد الله هدايته ولا حول ولا قوة الا بالله والفتوى لا تحتمل البسط فى هذا الباب وانما اشير اشارة الى مبادىء الامور والعاقل يسير وينظر وكلام السلف فى هذا الباب موجود فى كتب كثيرة لا يمكن أن نذكر ههنا الا قليلا منه مثل كتاب السنن للالكائى والابانة لابن بطة والسنة لأبى ذر الهروى والأصول لأبى عمرو الطلمنكى وكلام أبى عمر بن عبدالبر والأسماء والصفات للبيهقى وقبل ذلك السنة للطبرانى ولابى الشيخ الاصبهانى ولأبى عبدالله بن منده ولأبى أحمد العسال الأصبهانيين وقبل ذلك السنة للخلال والتوحيد لابن خزيمة وكلام أبى العباس بن سريج والرد على الجهمية لجماعة مثل البخارى وشيخه عبدالله بن محمد بن عبدالله الجعفى وقبل ذلك السنة لعبدالله بن أحمد والسنة لأبى بكر بن الأثرم والسنة لحنبل وللمروزى ولأبى داود السجستانى ولابن أبى شيبة والسنة لأبى بكر بن أبى عاصم وكتاب خلق أفعال العباد للبخارى وكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمى وغيرهم وكلام أبى العباس عبدالعزيز المكى صاحب الحيدة فى الرد على الجهمية وكلام نعيم بن حماد الخزاعى وكلام غيرهم وكلام الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه ويحيى بن سعيد ويحيى بن يحيى النيسابورى وأمثالهم وقبل لعبدالله بن المبارك وأمثاله وأشياء كثيرة
وعندنا من الدلائل السمعية والعقلية ما لا يتسع هذا الموضع لذكره
وأنا اعلم أن المتكلمين النفاة لهم شبهات موجودة ولكن لا يمكن ذكرها فى الفتوى فمن نظر فيها وأراد ابانة ما ذكروه من الشبه فانه يسير
فإذا كان أصل هذه المقالة مقالة التعطيل والتأويل مأخوذا عن تلامذة المشركين والصابئين واليهود فكيف تطيب نفس مؤمن بل نفس عاقل أن يأخذ سبيل هؤلاء المغضوب عليهم أو الضالين ويدع سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
فصل ثم القول الشامل فى جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث
قال الإمام أحمد رضى الله عنه لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجى بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق فى بيان العلم وأفصح الخلق فى البيان والتعريف والدلالة والإرشاد
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شىء لا فى نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا فى أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله افعال حقيقة فكذلك له صفات حقيقة وهو ليس كمثله شىء لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله وكل ما اوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فانه سبحانه مستحق للكمال الذى لا غاية فوقه ويمتنع عليه الحدوث لامتناع العدم عليه واستلزام الحدوث سابقة العدم ولافتقار المحدث الى محدث ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى. ا. هـ
اذاً مقصود شيخ الاسلام كما سبق هو المفاصلة بين ما عليه السلف و بين المتكلمين اياً ما كانوا لا ان الشيخ رحمه يقول ان الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ومن تبعهم يصفون الله عزوجل بصفات من عندى انفسهم بل هم متبعون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - للكتاب والسنة، لا كغيرهم من اصحاب الاهواءالذين يقولون على الله بغير علم.
والله اعلم
اما الكلام على الحد والجهة وغيرها فسوف نوضح فيه الكلام، من عبارات السلف رحمهم الله وماذا يقصدون بها؟ والله المستعان
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 01 - 05, 06:35 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
وأشكركم على التفاعل والتوضيح ولست بحمد الله تعالى ممن يظن بشيخ الإسلام ظن السوء، ولا ممن يقول بأن الصفات اجتهادية أو تثبت بغير النص، وإنما أشكلت علي هذه العبارة، وكان يراودني شك كبير من ثبوت حرف (الباء) وكنت أقول في نفسي: لعل الصواب (وما وصفه به السابقون لا يتجاوز القرآن والحديث) كأنها جملة جديدة، فكنت أبحث عن صحة ذكر الباء وهل يستقيم معها المعنى.
فهل من أحد يتفضل علينا بتحقيق ثبوت حرف (الباء) في الكلام، وإن كان الجواب ما أفدتم إذا تحققنا من ثبوتها لأني سمعت أن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية زيد في بعضها ما ليس منها أيام المحنة.
وعلى كل حال فزيادة التحقيق والتوضيح مما تطمئن به النفوس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/75)
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[31 - 08 - 07, 07:26 م]ـ
نرجو من الأخ المشرف ضم هذا الموضوع إلى مثيله الذي في الرابط مع حذف المكرر من المشاركات إن أمكن ذلك حتى تتم الفائدة
و جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25908&highlight=%DE%C7%D1%DA%C7(30/76)
ما معنى قول ابن تيمية في إثبات الصفات بالكتاب والسنة فما معنى (أو أثبت له المؤمنون)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[18 - 01 - 05, 05:55 م]ـ
قرأت لشيخ الإسلام ابن تيمية كلاما استوقفني فأحببت طرحه هنا على طلبة العلم ليفيدوني بشرح معناه.
فقد ذكر الشيخ وهو يتكلم عن الصفات والأسماء: أننا نثبت لله ما أثبت لنفسه، أو اثبت له رسوله، أو أثبت له المؤمنون.
فما معنى (أو أثبت له المؤمنون)؟ هل هناك صفات أو أسماء تثبت بالإجماع من غير نص كتاب أو سنة ثابتة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[18 - 01 - 05, 06:44 م]ـ
بسم الله والحمد لله
أخي أبو عبدالباري يا ليت تعطينا اسم الكتاب والجزء والصفحة ..
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 10:31 م]ـ
هل يمكن أن يكون المراد الإجماع؟
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[19 - 01 - 05, 03:57 م]ـ
الإجماع .. ألا يقوم على نص؟!
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:18 م]ـ
الأخ أبو عبدالباري ... نحن ننتظر موقع الكلام.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 08:50 م]ـ
قرأت هذا الكلام في مواطن، ولبعدي عن مكتبتي لا تنال يدي غير ما ذكره شيخ الإسلام في الفتوى (5/ 26)
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث.
ونقله ابن عبد الهادي في العقود الدرية (103) حيث نقل عن ابن تيمية لكنه قال (أو بما وصفه بن السابقون ..... ).
وإذا رجعت لمكتبتي فلعي أنقل ذلك من دفتر الفوائد الذي كتبته فيه إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 01 - 05, 09:49 م]ـ
ربما يقصد احاديث الصحابة رضي الله عنهم التي مرفوعه حكما. والله اعلم
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:33 م]ـ
بسم الله والحمد لله
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات، ويُستأنس فيه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك ... الحديث".
ولكن الصفات توقيفية فلا ثبت إلا بالكتاب والسنة كما قال الشيخ: لا يتجاوز القرآن والحديث. فصفات يثبتها السابقون الأولون يشكل على هذا. وربما تكون صفات قالها الصحابة ونزل القرآن وأتت السنة بإثباتها والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:07 ص]ـ
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات
ولكن الصفات توقيفية فلا ثبت إلا بالكتاب والسنة كما قال الشيخ: لا يتجاوز القرآن والحديث. فصفات يثبتها السابقون الأولون يشكل على هذا. وربما تكون صفات قالها الصحابة ونزل القرآن وأتت السنة بإثباتها والله أعلم.
الأخ هشام حفظه الله
هذا الكلام الذي ذكرته فيه نظر ..
وهذه المسائل المهمة المتعلقة بالعقيدة ينبغي التوقي من الكلام فيها بغير غير علم.
والوقت الآن ضيق،
ولي عودة بإذن الله إن فسح الله في الأجل.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[20 - 01 - 05, 07:27 ص]ـ
كصف القدم الثانية لله تبارك وتعالى، فإنها ثبتت بالإجماع، قاله ابن عباس (الكرسي موضع القدمين) وليس مخالف من الصحابة
وكجلوس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش (وإن كان ليس في الصفات) لكنه قريب من هذا الباب فقد حكى الإجماع غير واحد من أهل العلم
وكذا غير مسألة من مسائل العقيدة
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[20 - 01 - 05, 07:44 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن، ولو استقبلت من امري ما استدبرت ما كتبت هذا الكلام، وارجوا إن كان فيه أخطأ أن تبينها زادك الله علما وحرصاً.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 08:00 ص]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو والله اعلى واعلم انه لا إشكال فيما نقلت عن ابن عبد الهادى رحمه الله فيما نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله:
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث".
فانه رحمه الله صدر كلامه بقوله (أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -)
ثم ختمه بقوله رحمه الله (لا يتجاوز القرآن والحديث)
وجعل بينهما هذه الكلمة التى سببت عندك إشكال ولا إشكال بإذن الله عز وجل وهى قوله رحمه الله (و بما وصفه به السابقون الأولون)
الا ترى اخى انه انه صدرها بما وصف الله عزوجل نفسه او وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - _ فهذا هو الإمام المقتدى به وهم اى السلف السابقون الاولون به مقتدون لايتجاوزن القرآن والحديث، ولانهم اكثر الناس اتباع للكتاب والسنة، ثم جعل القران والحديث قاضيا عليهم لانه لاعصمة لاحد بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ولان اهل السنة والجماعة يتميزون عن غيرهم بأنهم للاصحاب النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - محبون ولهم مقدمون كما قال عزوجل عن الذين يأتون من بعدهم أنهم يقولون (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)، بالاثار السلفية يحتجون لانهم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لانهم هم الذين قاتلوا على تنزيله و وهم اولى بفهم تأويله.
بل ان هذا الوصف الذى انتزعه شيخ الاسلام وصف قرانى لخير القرون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما قال عزوجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
فهذا ما قصده شيخ الاسلام انهم المزكون من قبل رب العالمين، ومن اقتدى بهديهم.
والله عزوجل اعلى واعلم واعز واحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/77)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 08:14 ص]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاح الفاضل هشام بن سعد حفظه الله تعالى:
قولك (من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات)
بل القاعدة على العكس من ذلك أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء كما ذكر ذلك شيخ عبد السعدى رحمه الله تعالى، وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فى القواعد المثلى القاعدة الثانية فى الصفات واليك اخى الحبيب النقل من المُجلى د/ كاملة الكوارى حفظها الله تعالى:
(المتن)
القاعدة الثانية
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (1) [لقمان: 27] 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(الشرح)
(1) قال السعدي في تفسيره (4/ 114):
{ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام} يكتب بها {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} مداداً يستمد بها، لتكسرت تلك الأقلام ولفنى ذلك المداد و {ما نفدت كلمات الله} وهذا ليس مبالغة لا حقيقة له بل لما علم تبارك وتعالى ان العقول تتقاصر عن الإحاطة ببعض صفاته وعلم تعالى أن معرفته لعباده أفضل نعمة أنعم بها عليهم، وأجل منقبة حصلوها وهى لا تمكن على وجهها ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله فنبههم تعالى على بعضها تنبيهاً تستنير به قلوبهم، وتنشرح له صدورهم ويستدلون بما وصلوا إليه إلى ما لم يصلوا إليه ويقولون كما قال أفضلهم وأعلمهم بربه: " لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " وإلا فالأمر أجل من ذلك وأعظم 0 وهذا التمثيل من باب تقريب المعنى الذي لا يطاق الوصول به إلى الأفهام والأذهان وإلا فالأشجار وإن تضاعفت على ما ذكر أضعافاً كثيرة والبحور لو امتدت بأضعاف مضاعفة فإنه يتصور نفادها وانقضاؤها لكونها مخلوقة 0
وأما كلام الله تعالى، فلا يتصور نفاده بل دلنا الدليل الشرعي والعقلي على أنه لا نفاد له ولا منتهى فكل شيء ينتهي إلا الباري وصفاته: {وأن إلى ربك المنتهى} وإذا تصور العقل حقيقة أوليته تعالى وآخريته وأن كل ما فرضه الذهن من الأزمان السابقة مهما تسلسل الفرض والتقدير فهو تعالى قبل ذلك إلى غير نهاية وأنه مهما فرض الذهن والعقل من الأزمان المتأخرة وتسلسل الفرض والتقدير وساعد على ذلك من ساعد بقلبه ولسانه فالله تعالى بعد ذلك إلى غير غاية ولا نهاية والله في جميع الأوقات يحكم ويتكلم ويقول ويفعل كيف أراد وإذا أراد لا مانع له من شيء من أقواله وأفعاله فإذا تصور العقل ذلك عرف أن المثل الذي ضربه الله لكلامه ليدرك العباد شيئاً منه وإلا فالأمر أعظم وأجل ا0هـ
(المتن)
ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله تعالى المجيء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش (1) إلى غير ذلك من الصفات (2) التي لا تحصى كما قال تعالى: {وجاء ربك} (3) [الفجر: 22] وقال: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (4) [البقرة: 210] وقال: {فأخذهم (5) الله بذنوبهم} [آل عمران: 11] وقال: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} (6) [الحج: 65] وقال: {إن بطش ربك لشديد} (7) [البروج: 12]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) الصفات التي ذكرها المؤلف صفات فعلية
(2) ذكر المؤلف في الأمثلة الصفات الفعلية إلا مثالاً واحداً فقد أتى بالصفة الذاتية الفعلية وهي الإرادة في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر) فأصل صفة الإرادة ذاتية فعلية لكن الآية التي استشهد بها هي الإرادة التي ترادف المحبة فتكون هي صفة فعلية أيضاً.
قال الشيخ خليل بن هراس في كتابه ابن تيمية السلفي ص126:
فكلامه قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك ا0هـ
وقال في ص111:
ومن الصفات ما هي قديم الجنس ولكن تحدث في ذاته تعالى آحاده وذلك مثل العلم والإرادة والكلام ا0هـ
وقال خالد بن نور في منهج أهل السنة (2/ 510):
أهل السنة يثبتون إرادة أزلية ذاتية وإرادات مستقبلية فعليه ا0هـ
(3) الشاهد: إثبات المجيء.
(4) الشاهد: إثبات الإتيان 0
(5) الشاهد إثبات الأخذ 0
(6) الشاهد إثبات الإمساك 0
(7) الشاهد إثبات البطش 0
ملاحظة: هذه الصفة لم يذكرها الشيخ علوي السقاف في كتابه الجامع لصفات الله حيث ذكر في المقدمة ص 12 أنه احصى جميع الصفات الفعلية، فتكون هذه الصفة مما يستدرك على كتابه 0
وقد ذكر هذه الصفة د 0 مروان القيسي في كتابه معالم التوحيد ص 167.
(المتن)
وقال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (1) [البقرة: 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " (2)
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه: الجائي والآتي والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) الشاهد إثبات صفة الإرادة وهي الإرادة الشرعية الدينية لأنها مرادفة للمحبة،
انظر الروضة الندية شرح الواسطية لزيد بن فياض ص 80.
(2) الحديث في الصحيحين كما في الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 78)، والجمع بين الصحيحين لأبي حفص الموصلي (1/ 290)، وجامع الأصول لابن الأثير (4/ 138).
(3) وقد سبق أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء فالله لا نسميه بالمريد لكن نخبر عنه أنه يريد وكذا الإخبار عنه بالصانع والقديم 0
وانظر مدارج السالكين (3/ 415) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/78)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[20 - 01 - 05, 09:13 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات، ويُستأنس فيه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك ... الحديث".
ولكن الصفات توقيفية فلا ثبت إلا بالكتاب والسنة.
الصحيح أخى الحبيب بعد التعليق السابق ونقل كلام أهل العلم رحمهم الله، أن باب الاسماء ان كانت اضيق من باب الصفات علم أن كليهما توقيفي و اليك أخى الحبيب النقل من المُجلى شرح القواعد المثلى د/ كاملة الكوارى:
(المتن)
القاعدة الخامسة
أسماء الله تعالى توقيفية (1) لا مجال للعقل فيها (2):
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك (3) ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) توقيفي: هو تفعيل من الوقف والياء للنسبة والوقف في اللغة: مادة تدل على الحبس والمنع ومنه التوقيف هنا إذ المراد به الوقوف على نص الشارع فلا يجوز الكلام في هذا الباب بطريق القياس أو الاشتقاق اللغوي بل يكتفي بما وردت به نصوص الشرع لفظاً ومعنى فعلم بذلك أن التوقيف هو الاقتصار في الوصف والتسمية على ما وردت به الآيات القرآنية والآثار النبوية لفظاً ومعنى ا0هـ من قواعد البريكان 0
(2) القول بأن أسماء الله توقيفية هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وفي المسالة أقوال أخرى سنذكرها في الملحق 0
وانظر في ذلك: تفسير الرازي (8/ 180)، وتفسير البحر المحيط لأبي حيان (4/ 427) وتفسير ابن عطية (6/ 154)
(3) الإدراك هو إحاطة الشيء بكماله قاله الجرجاني في التعريفات 0
والإدراك هو المترتبة الثانية من مراتب وصول العلم إلى النفس إذ أنه يكون بتمامه أما المرتبة الأولى فهي الشعور وهو وصول المعنى إلى النفس لا بتمامه 0
انظر في ذلك الكليات لأبي البقاء الكفوي ص 66، ومذكرة المنطق للشنقيطي والتوقيف للمناوي ص 336
(المتن)
{ولا تقف (1) ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} [الإسراء: 36] وقوله: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (2) [الأعراف: 33] ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار (3) ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) أي لا تتبع من قفاه يقفوه إذا تتبع أثره وهو مشتق من اسم القفا وهو ما وراء العنق 0
ومعنى الآية: لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.
وروى البيهقي في شعب الإيمان (6/ 109) وأبو نعيم في الحلية (8/ 189) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال)، قال ابو نعيم، حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل ا0هـ
وقال الكميت:
فلا أرمي البرىء بغير ذنب **** ولا أقفو الحواصن إن قفينا
والآية فيها قراءتان غير هذه وهما ليستا من السبعة:
الأولى: ولا تقفو، بإثبات الواو وقال السمين في الدر المصون (4/ 390) إن إثبات حرف العلة جزماً لغة قوم وضرورة عند آخرين 0
الثانية: ولا تقف بزنة ثقل من قاف يقوف أي تتبع أيضاً
انظر تفسير أبي السعود (3/ 327)، تفسير أبي حيان (6/ 32) وتفسير القرطبي (10/ 257).
(2) والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً0
(3) ذكرُ المؤلف لإنكار الأسماء هنا من باب المقابلة لأن الكلام في حكم الاثبات لا الإنكار إذ أنه سيذكره في الإلحاد إلا أنه زيادة فائدة 0
ويمكن أن يقال إن المسألة في حكم الأسماء إثباتاً و نفياً لكن غالب من يتكلم تحت هذا العنوان يتكلم في الإثبات.
(المتن)
فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/79)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(الشرح)
(1) قال الخازن في تفسيره (2/ 276): (يعني ادعو الله بأسمائه التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ففيه دليل على أن أسماء الله توقيفية لا اصطلاحية ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده أنه يجوز أن يقال: يا جواد ولا يجوز أن يقال: يا سخى ويجوز أن يقال: يا عليم ولا يجوز أن يقال: يا عاقل، ويجوز أن يقال: يا حكيم ولا يجوز أن يقال يا طبيب ا 0 هـ
وقال الزمخشري في الكشاف (2/ 180): كما سمعنا البدو يقولون بجهلهم: يا أبو المكارم، يا أبيض الوجه ا 0 هـ
وقال الخطابي في شأن الدعاء ص 111:
ومن علم هذا الباب، اعني: الأسماء والصفات، ومما يدخل في أحكامه [ويتعلق به من شرائط] أنه لا يتجاوز فيها التوقيف ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه: السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد ثم أن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين والسهولة وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك: جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، ومطر جود و فرس جوادٌ إذا: بذل ما في وسعه من الجري 0
وقد جاء في الأسماء " القوي " ولا يقاس عليه الجلد وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين لأن باب التجلد يدخله التكلف والاجتهاد، ولا يقاس على " القادر " المطيق ولا المستطيع لأن الطاقة والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة، ولا يقاس على " الرحيم " الرقيق وإن كانت الرحمة في نعوت الآدميين نوعاً من رقة القلب وضعفه عن احتمال القسوة 0
وفي صفات الله سبحانه: " الحليم " و " الصبور " فلا يجوز أن يقاس عليها الوقور والرزين 0
وفي أسمائه " العليم " ومن صفته العلم، فلا يجوز قياسه عليه أن يسمى " عارفاً " لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل وهذا الباب يجب أن يراعى ولا يغفل فإن عائدته عظيمة والجهل به ضار [وبالله التوفيق] 0
ملحق القاعدة الخامسة
قبل أن نورد الأقوال في كون الأسماء توقيفية أم لا نحرر محل النزاع وهو:
1 - أن العلماء متفقون على جواز إطلاق الأسماء والصفات إذا ورد بها الإذن من الشارع 0
2 - ومتفقون على امتناع تسميته إذا ورد المنع منه 0
3 - واختلفوا إذا لم يوجد إذن ولا منع على أقوال هي:
1 - أن أسماء الله توقيفية وهو مذهب أهل السنة كما سبق وقد ذكر المؤلف الأدلة على ذلك من الكتاب والعقل ونزيد دليلاً من السنة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1/ 352) (لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) والتسمية من الثناء فدل على أن العقل لا مجال له في باب الأسماء إلا التصديق والوقوف عند النصوص 0
ومن الأدلة أيضاً أنه لا يجوز تسمية النبي صلى الله وسلم بما ليس من أسمائه فالباري أولى، ذكره السفاريني في اللوامع (1/ 125)
قال السفاريني: لكنها في الحق توقيفيه ****لنا بذا أدله وفيه
2 - قول المعتزلة ومال إليه الباقلاني في تمهيد الأوائل ص 261، ونقله عنه التفتازاني في شرح المقاصد (4/ 344) وهو أن أسماء الله ليست توقيفية أي يجوز أن يسمى الله بكل اسم إذا كان متصفاً بمعناه ولم يوهم نقصاً وان لم يرد توقيف من الشارع، و ذكره الباجوري في شرح جوهرة اللقاني ص 89 0
وانظر شرح المحلي المطبوع مع حاشية العطار على جمع الجوامع (2/ 496) 0
3 - التوقف وعدم الجزم بالتحريم ولا الجواز وهو قول إمام الحرمين في الإرشاد ص 136.
ونسب الزركشي في شرح جمع الجوامع (4/ 869) إلى الباقلاني التوقف أيضاً فلعل له في المسألة قولين 0
مناظرة في أسماء الله هل هي توقيفية 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/80)
يذكر مترجموا أبي الحسن الأشعري أن من أسباب تركه الاعتزال مناظرته لشيخه أبي علي الجبائي في بعض المسائل، ومنها هذه المسألة فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية – بخلاف شيخه الجبائي فمرة دخل رجل على الجبائي، فقال له: هل يجوز أن يسمى الله تعالي عاقلاً
فقال الجبائي: لا لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق 0
فقال أبو الحسن الأشعري: فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا **** ونضربُ حين تختلط الدماء
وقول الآخر:
أبني حنفية حكموا سفهاءكم **** إني أخاف عليكمو أن أغضبا
أى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم 0
فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك
أن تمنع إطلاق (حكيم) على الله سبحانه وتعالى 0
قال: فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟
قال: فقلت له: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ا هـ ذكره السبكي في الطبقات (3/ 357) وعبدالرحمن بن بدوي في مذاهب الإسلاميين (1/ 500)
ومما سبق نستخلص قاعدة أخرى وهي:
إن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الإخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم والشيء الموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه بعض ما لم يرد به السمع ذكر ه ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 162).
هذا بالنسبة غلى الاسماء،واليك أخى الحبيب النقل بالنسبة للصفات
(المتن)
القاعدة السابعة
صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها
فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (1): " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث (انظر القاعدة الخامسة في الأسماء) 0
طرق إثبات الصفة
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول: التصريح بالصفة (2) كالعزة (3) والقوة (4) والرحمة (5) والبطش (6) والوجه (7) واليدين (8) ونحوهما 0
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة والسميع متضمن للسمع ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء) 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) نقلها شيخ الإسلام في الفتوى الحموية ص271.
(2) الصفة هي المعنى القائم بالله وقد سبق بيان ذلك في ملحق القاعدة الثانية 0
(3) كقوله تعالى {إن العزة لله} [يونس: 65] 0
(4) كقوله تعالى {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58] 0
(5) كقوله تعالى {أولئك يرجون رحمة الله} [البقرة: 218] 0
(6) كقوله تعالى {إن بطش ربك لشديد} [البروج: 12] 0
(7) كقوله تعالى {وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله} [البقرة: 272] 0
(8) كقوله تعالى {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} [ص: 75] 0
والتصريح بالصفة سواء في الكتاب أو في السنة.
(المتن)
الثالث: التصريح بفعل أو وصف (1) دال عليها كالاستواء على العرش
والنزول إلى السماء الدنيا والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة (2)
والانتقام من المجرمين (3) الدال عليها – على الترتيب – (4) قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " الحديث (5) وقول الله تعالى: {وجاء ربك والملك صفاً صفا} [الفجر: 22] وقوله: {إنا من المجرمين منتقمون} (6) [السجدة: 22] 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) قيل إن الصفة والوصف مترادفان وقيل بينهما تغاير و الظاهر أن مراد المؤلف من الوصف هنا هو اسم الفاعل كما في المثال الذي أتى به 0
انظر كتاب الوصف المشتق في القرآن د 0 عبدالله الدايل ص43
(2) هذه كلها أفعال للرب فالاستواء، والنزول والمجيء صفات فعلية0
(3) عرفنا أن هناك فرقاً بين الصفة والوصف وأن دلالة الصفة تكون بالتصريح بها وكذلك تثبت الصفة بالتصريح بالوصف كالانتقام فهو صفة فعلية
(4) يسمى في البلاغة باللف والنشر المرتب وسماه بعض البديعيين بالطي والنشر وهو ذكر متعدد على الإجمال ثم ذكر ما لكل واحد من غير تعيين ثقة بأن السامع يرده إليه لعلمه بذلك بالقرائن.
انظر التبيان في البيان للطيبي ص504 وعلم البديع د0عبدالعزيز عتيق ص167 ومعجم البلاغة للدكتور أحمد مطلوب ص525.
(5) سبق تخريج الحديث.
(6) وورد من ذلك قوله تعالى {وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزاً} [الكهف: 8]، وقد ذكر ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق ص 160 انه من الأسماء 0
وورد قوله تعالى {وانا لموسعون} [الذاريات: 47] 0
وممن ذكر ذلك من الأسماء ابن منده وابن العربي وابن الوزير.
ملاحظة: ان جعلنا المنعم والموسع والجاعل أسماء فإثبات الصفة يرجع إلى الوجه الثاني وهو التضمن لكن لما كان المؤلف يرى أن المنتقم ليس اسما فإنه ذكر أن لله صفة الانتقام من الوجه الثالث والله أعلم.
اليك اخى الحبيب كتاب المُجلى فى شرح القواعد المُثلى لعل الله عز وجل ينفعك به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/81)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:46 م]ـ
هناك صفات أثبتها الله سبحانه لنفسه في كتابه. ابتداءً.
وهناك صفات أثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداءً (من حيث نسبة الكلام أنه من النبي عليه الصلاة والسلام كصفة الحيي والستير).
وهذا معلوم, ويبقى السؤال, هل هناك صفات أثبتها الصحابة وأجمعوا عليها ابتداءً لم يُنقل لنا فيها حديث صحيح؟
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[20 - 01 - 05, 04:17 م]ـ
ما زال الأمر مشكلا بالنسبة لي فهل من مزيد؟
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 09:45 م]ـ
صفة الحد، هل ورد فيها حديث صحيح مرفوع؟
قال الشيخ العلامة ابن تيمية في التلبيس ج1ص 445:
قد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه ويصح أن يجئ هو ويأتي كما سنقرر هذا في موضعه فإن القرآن يدل على المعنى تارة بالمطابقة وتارة بالتضمن وتارة بالالتزام وهذا المعنى يدل عليه القرآن تضمنا أو التزاما
فالذي يفهم من كلامه هذا جواز اثبات صفات دل عليها القران بالمطابقة او التضمن او الالتزام وليس باللفظ! ولعل هذا الذي اراده من قوله رحمه الله "بما وصفه بن السابقون"!
وهذه مسالة عظيمة.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 01 - 05, 10:43 م]ـ
ولو استقبلت من امري ما استدبرت ما كتبت هذا الكلام، وارجوا إن كان فيه أخطأ أن تبينها.
أحسنت يا أخي على هذه الكلمات، وهذا سبيل طالب الحق ..
قد ذكر الأخ أبو المنذر في نقله ما يفيد فجزاه الله خيرا ..
وينظر أيضا: بدائع الفوائد [1/ 280 طبعة دار عالم الفوائد]
فائدة جليلة: ما يجري صفة أو خبرا على الرب ـ تبارك وتعالى ـ ..
وهي من أنفس ما كتب في المسألة ..
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:15 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية
ولكن، إذا قال: هل الصفات توقيفية كالأسماء، أو هي اجتهادية، لمعنى أن يصح لنا أن نصف الله سبحانه وتعالى بشيء لم يصف به نفسه؟.
فالجواب أن نقول: إن الصفات توقيفية على المشهور عند أهل العلم، كالأسماء، فلا تصف الله إلا بما وصف به نفسه. وحينئذ نقول: الصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
صفة كمال مطلق.
وصفة كمال مقيد.
وصفة نقص مطلق.
أما صفة الكمال على الإطلاق، فهي ثابتة لله عز وجل، كالمتكلم، والفعال لما يريد، والقادر .. ونحو ذلك.
وأما صفة الكمال بقيد، فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق إلا مقيداً، مثل: المكر، والخداع، والاستهزاء .. وما أشبه ذلك، فهذه الصفات كمال بقيد، إذا كانت في مقابلة من يفعلون ذلك، فهي كمال، وإن ذكرت مطلقة، فلا تصح بالنسبة لله عز وجل، ولهذا لا يصح إطلاق وصفه بالماكر أو المستهزئ أو الخادع، بل تقيد فنقول: ماكر بالماكرين، مستهزئ بالمنافقين، خادع للمنافقين، كائد للكافرين، فتقيدها لأنها لم تأت إلا مقيدة.
وأما صفة النقص على الإطلاق، فهذه لا يوصف الله بها بأي حال من الأحوال، كالعاجز والخائن والأعمى والأصم، لأنها نقص على الإطلاق، فلا يوصف الله بها وانظر إلى الفرق بين خادع وخائن، قال الله تعالى:] إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم [[النساء: 142]، فأثبت خداعه لمن خادعه لكن قال في الخيانة:] وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم [[الأنفال: 71] ولم يقل: فخانهم، لأن الخيانة خداع في مقام الائتمان، والخداع في مقام الائتمان نقص، وليس فيه مدح أبداً.
فإذاً، صفات النقص منفية عن الله مطلقاً.
والصفات المأخوذة من الأسماء هي كمال بكل حال ويكون الله عز وجل قد أتصف بمدلولها، فالسمع صفة كمال دل عليها اسمه السميع، فكل صفة دلت عليها الأسماء، فهي صفة كمال مثبته لله على سبيل الإطلاق، وهذه تجعلها قسماً منفصلاً، لأنه ليس فيها تفصيل، وغيرها تنقسم إلى الأقسام الثلاثة التي سلف ذكرها، ولهذا لم يسم الله نفسه بالمتكلم مع أنه يتكلم، لأن الكلام قد يكون خيراً، وقد يكون شراً، وقد لا يكون خيراً ولا شراً، فالشر لا ينسب إلى الله، واللغو كذلك لا ينسب إلى الله، لأنه سفه، والخير ينسب إليه، ولهذا لم يسم نفسه بالمتكلم، لأن الأسماء كما وصفها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/82)
الله عز وجل:] ولله الأسماء الحسنى [[الأعراف: 180]، ليس فيها أي شيء من النقص ولهذا جاءت باسم التفضيل المطلق.
إذا قال قائل: فهمنا الصفات وأقسامها، فما هو الطريق لإثبات الصفة مادمنا نقول: إن الصفات توقيفية؟
فنقول: هناك عدة طرق لإثبات الصفة: الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى:] إن الله عزيز ذو انتقام [[إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله:] إنا من المجرمين منتقمون [[السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من] وكلم الله موسى تكليماً [[النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم انتهى كلامه رحمه الله.
*******
وقال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة
الطريق الثالث إنه قد ثبت بصريح العقل أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله سبحانه يوصف بالكمال منهما دون النقص ولهذا لما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل وصف بالعلم دون الجهل وكذلك العجز والقدرة والكلام والخرس والبصر والعمى والسمع والصمم والغنى والفقر ولما تقابلت المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة وإذا كانت المباينة تستلزم علوه على العالم أو سفوله عنه وتقابل العلو والسفول وصف بالعلو دون السفول وإذا كان مباينا للعالم كان من لوازم مباينته أن يكون فوق العالم ولما كان العلو صفة كمال كان ذلك من لوازم ذاته فلا يكون مع وجود العالم إلا عاليا عليه ضرورة ولا يكون سبحانه إلا فوق المخلوقات كلها ولا تكون المخلوقات محيطة به أصلا وإذا قابلت بين هذه المقدمات ومقدمات شبه المعطلة ظهر لك الحق، انتهى كلامه رحمه الله
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[21 - 01 - 05, 01:30 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
رفع الله قدرك وغفر ذنبك أخي أبو المنذر.
أخي عبدالرحمن أسأل الله لك علما نافعا وعملا صالحاً .. آمين.
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[21 - 01 - 05, 05:59 م]ـ
الاخوة الافاضل والمشايخ الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو عبد الباري وفقه البارى
لازلت أقول:
يبدو والله اعلى واعلم انه لا إشكال فيما نقلت عن ابن عبد الهادى رحمه الله فيما نقله عن شيخ الاسلام رحمه الله:
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث".
فانه رحمه الله صدر كلامه بقوله (أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله)
ثم ختمه بقوله رحمه الله (لا يتجاوز القرآن والحديث)
وجعل بينهما هذه الكلمة التى سببت عندك إشكال ولا إشكال بإذن الله عز وجل وهى قوله رحمه الله (و بما وصفه به السابقون الأولون)
الا ترى اخى انه انه صدرها بما وصف الله عزوجل نفسه او وصفه به رسوله _ فهذا هو الإمام المقتدى به وهم اى السلف السابقون الاولون به مقتدون لايتجاوزن القرآن والحديث، ولانهم اكثر الناس اتباع للكتاب والسنة، ثم جعل القران والحديث قاضيا عليهم لانه لاعصمة لاحد بعد رسول الله.
ولان اهل السنة والجماعة يتميزون عن غيرهم بأنهم للاصحاب النبى محبون ولهم مقدمون كما قال عزوجل عن الذين يأتون من بعدهم أنهم يقولون (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10)، بالاثار السلفية يحتجون لانهم لانهم هم الذين قاتلوا على تنزيله و وهم اولى بفهم تأويله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/83)
بل ان هذا الوصف الذى انتزعه شيخ الاسلام وصف قرانى لخير القرون كما قال عزوجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)
فهذا ما قصده شيخ الاسلام انهم المزكون من قبل رب العالمين، ومن اقتدى بهديهم.
والدليل على ما ذكرت اخى الحبيب حفظك الله هو كلام شيخ الاسلام نفسه فى اول هذه الفتوى اقصد (الفتوى الحموية) واليك اخى موضع النقل
مجموع الفتاوى ج: 5 ص 27:5
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده سئل شيخ الإسلام العالم الربانى تقى الدين أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ما قول السادة العلماء أئمة الدين فى آيات الصفات كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش وقوله ثم استوى الى السماء وهى دخان الى غير ذلك من آيات الصفات و أحاديث الصفات كقوله ان قلوب بنى آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن وقوله يضع الجبار قدمه فى النار الى غير ذلك وما قالت العلماء فيه وأبسطوا القول فى ذلك مأجورين ان شاء الله تعالى
فأجاب رضى الله عنه الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان وما قاله أئمة الهدى بعد هؤلاء الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الواجب على جميع الخلق فى هذا الباب وغيره فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم الى صراط العزيز الحميد وشهد له بأنه بعثه داعيا اليه بإذنه وسراجا منيرا وأمره ان يقول (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) فمن المحال فى العقل والدين أن يكون السراج المنير الذى اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور وانزل معه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وأمر الناس ان يردوا ما تنازعوا فيه من أمر دينهم الى ما بعث به من الكتاب والحكمة وهو يدعو الى الله والى سبيله بإذنه على بصيرة وقد اخبر الله بأنه أكمل له ولأمته دينهم واتم عليهم نعمته محال مع هذا وغيره ان يكون قد ترك باب الايمان بالله والعلم به ملتبسا مشتبها ولم يميز بين ما يجب لله من الأسماء الحسنى والصفات العليا وما يجوز عليه وما يمتنع عليه فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية وأفضل وأوجب ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول فكيف يكون ذلك الكتاب وذلك الرسول وافضل خلق الله بعد النبيين لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا.
ومن المحال ايضا أن يكون النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد علم أمته كل شىء حتى الخراءة وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدى الا هالك) وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما صح عنه أيضا (ما بعث الله من نبى الا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم) وقال أبو ذر لقد توفى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وما طائر يقلب جناحيه فى السماء الا ذكر لنا منه علما) وقال عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (قام فينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مقاما فذكر بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه) رواه البخارى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/84)
ومحال مع تعليمهم كل شىء لهم فيه منفعة فى الدين وان دقت أن يترك تعليمهم ما يقولونه بألسنتهم ويعتقدونه فى قلوبهم فى ربهم ومعبودهم رب العالمين الذى معرفته غاية المعارف وعبادته أشرف المقاصد والوصول اليه غاية المطالب بل هذا خلاصة الدعوة النبوية وزبدة الرسالة الالهية فكيف يتوهم من فى قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون بيان هذا الباب قد وقع من الرسول على غاية التمام ثم إذا كان قد وقع ذلك منه فمن المحال أن يكون خير أمته وأفضل قرونها قصروا فى هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين عنه ثم من المحال أيضا أن تكون القرون الفاضلة القرن الذى بعث فيه رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كانوا غيرعالمين وغير قائلين فى هذا الباب بالحق المبين لأن ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق وكلاهما ممتنع:
(أما الأول) فلأن من فى قلبه أدنى حياة وطلب للعلم أو نهمة فى العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفة الحق فيه أكبر مقاصده وأعظم مطالبه أعنى بيان ما ينبغى اعتقاده لا معرفة كيفية الرب وصفاته.
وليست النفوس الصحيحة الى شىء أشوق منها الى معرفة هذا الامر وهذا أمر معلوم بالفطرة الوجدية فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضى الذى هو من أقوى المقتضيات أن يتخلف عنه مقتضاه فى أولئك السادة فى مجموع عصورهم هذا لا يكاد يقع فى ابلد الخلق وأشدهم أعرضا عن الله وأعظمهم أكبابا على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله تعالى فكيف يقع فى أولئك؟
وأما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق أو قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال القوم.
ثم الكلام فى هذا الباب عنهم: أكثر من أن يمكن سطره فى هذه الفتوى وأضعافها يعرف ذلك من طلبه وتتبعه ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما قد يقوله بعض الاغبياء ممن لم يقدر قدر السلف بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وان كانت هذه العبارة اذا صدرت من بعض العلماء قد يعنى بها معنى صحيحا.
فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف انما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هى مجرد الايمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ) (البقرة:78) وان طريقة الخلف هى إستخراج معانى النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات.
فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التى مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا فى تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف فى الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف.
وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس فى نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة التى شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين فلما اعتقدوا انتفاء الصفات فى نفس الأمر وكان مع ذلك لابد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض المعنى وهى التى يسمونها طريقة السلف وبين صرف اللفظ الى معان بنوع تكلف وهى التى يسمونها طريقة الخلف فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر بالسمع فان النفى انما اعتمدوا فيه على أمور عقلية ظنوها بينات وهى شبهات والسمع حرفوا فيه الكلم عن مواضعه.
فلما ابتنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكفريتين الكاذبتين كانت النتيجة إستجهال السابقين الأولين واستبلاههم واعتقاد أنهم كانوا قوما أميين بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا فى حقائق العلم بالله ولم يتفطنوا لدقائق العلم الالهى وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق فى هذا كله.
ثم هذا القول اذا تدبره الإنسان وجده فى غاية الجهالة بل فى غاية الضلالة كيف يكون هؤلاء المتأخرون لا سيما والاشارة بالخلف الى ضرب من المتكلمين الذين كثر فى باب الدين اضطرابهم وغلظ عن معرفة الله حجابهم وأخبر الواقف على نهاية أقدامهم بما انتهى إليه أمرهم حيث يقول
لعمرى لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفى بين تلك العالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/85)
وأقروا على أنفسهم بما قالوه متمثلين به أو منشئين له فيما صنفوه من كتبهم كقول بعض رؤسائهم
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعى العالمين ضلال
وأرواحنا فى وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولا تروى غليلا ورأيت اقرب الطرق طريقة القرآن اقرأ فى الاثبات الرحمن على العرش استوى إليه يصعد الكلم الطيب واقرأ فى النفى ليس كمثله شىء ولا يحيطون به علما ومن جرب مثل تجربتى عرف مثل معرفتى ا.هـ
ويقول الآخر منهم لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم وخضت فى الذى نهونى عنه والآن ان لم يتداركنى ربى برحمته فالويل لفلان وها أنا أموت على عقيدة أمى أهـ
ويقول الآخر منهم اكثر الناس شكا عند الموت أصحاب الكلام
ثم هؤلاء المتكلمون المخالفون للسلف اذا حقق عليهم الامر لم يوجد عندهم من حقيقة العلم بالله وخالص المعرفة به خبر ولم يقعوا من ذلك على عين ولا أثر كيف يكون هؤلاء المحجوبون المفضلون المنقوصون المسبوقون الحيارى المتهوكون أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكم فى باب ذاته وآياته من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان من ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل وأعلام الهدى ومصابيح الدجى الذين بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا الذين وهبهم الله من العلم والحكمة ما برزوا به على سائر اتباع الأنبياء فضلا عن سائر الأمم الذين لا كتاب لهم وأحاطوا من حقائق المعارف وبواطن الحقائق بما لو جمعت حكمة غيرهم اليها لاستحيا من يطلب المقابلة؟!
ثم كيف يكون خير قرون الامة انقص فى العلم والحكمة لا سيما العلم بالله وأحكام أسمائه وآياته من هؤلاء الأصاغر بالنسبة اليهم أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة وأتباع الهند واليونان وورثة المجوس والمشركين وضلال اليهود والنصارى والصابئين وأشكالهم واشباههم أعلم بالله من ورثة الانبياء وأهل القرآن والايمان؟!
وإنما قدمت (هذه المقدمة) لأن من استقرت هذه المقدمة عنده عرف طريق الهدى أين هو فى هذا الباب وغيره وعلم أن الضلال والتهوك انما استولى على كثير من المتأخرين بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم واعراضهم عما بعث الله به محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من البينات والهدى وتركهم البحث عن طريقة السابقين والتابعين والتماسهم علم معرفة الله ممن لم يعرف الله باقراره على نفسه وبشهادة الأمة على ذلك وبدلالات كثيرة وليس غرضى واحدا معينا وانما أصف نوع هؤلاء ونوع هؤلاء.
وإذا كان كذلك فهذا كتاب الله من أوله الى آخره وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أولها الى آخرها ثم عامة كلام الصحابة والتابعين ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو اما نص واما ظاهر فى أن الله سبحانه وتعالى هو العلى الأعلى وهو فوق كل شىء وهو على كل شىء وأنه فوق العرش وأنه فوق السماء مثل قوله تعالى (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) (إنى متوفيك ورافعك الى) (أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض) (أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا) (بل رفعه الله إليه) (تعرج الملاكة والروح اليه) (يدبر الأمر من السماء الى الأرض ثم يعرج اليه) (يخافون ربهم من فوقهم) (ثم استوى على العرش) فى ستة مواضع (الرحمن على العرش استوى) (يا هامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع الى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) (تنزيل من حكيم حميد) (منزل من ربك بالحق) الى أمثال ذلك مما لا يكاد يحصى الا بكلفة.
وفى الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى الا بالكلفة مثل قصة معراج الرسول الى ربه ونزول الملائكة من عند الله وصعودها اليه وقوله فى الملائكة الذين يتعاقبون فيكم بالليل والنهار فيعرج الذين باتوا فيكم الى ربهم فيسالهم وهو أعلم بهم وفى الصحيح فى حديث الخوارج (الا تأمنونى وأنا أمين من فى السماء يأتينى خبر السماء صباحا ومساء) وفى حديث الرقية الذى رواه ابو داود وغيره ربنا الله الذى فى السماء تقدس اسمك أمرك فى السماء والأرض كما رحمتك فى السماء اجعل رحمتك فى الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/86)
الوجع قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا اشتكى أحد منكم أو اشتكى أخ له فليقل ربنا الله الذى فى السماء وذكره وقوله فى حديث الأوعال والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وقوله فى الحديث الصحيح للجارية أين الله قالت فى السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فانها مؤمنة وقوله فى الحديث الصحيح ان الله لما خلق الخلق كتب فى كتاب موضوع عنده فوق العرش ان رحمتى سبقت غضبى وقوله فى حديث قبض الروح حتى يعرج بها الى السماء التى فيها الله تعالى.
وقول عبدالله بن رواحة الذى أنشده للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأقره عليه
شهدت بأن وعد الله حق وان النار مثوى الكافرينا
وان العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وقول أمية بن أبى الصلت الثقفى الذى أنشد للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو وغيره من شعره فاستحسنه وقال آمن شعره وكفر قلبه حيث قال:
مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا فى السماء أمسى كبيرا
البناء الأعلى الذى سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا
شرجعا ما يناله بصر العين ترى دونه الملائك صورا
وقوله فى الحديث الذى فى المسند ان الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه اليه أن يردهما صفرا وقوله فى الحديث يمد يديه الى السماء يقول يا رب يا رب الى أمثال ذلك مما لا يحصيه الا الله مما هو أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التى تورث علما يقينا من ابلغ العلوم الضرورية ان الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى الى أمته المدعوين أن الله سبحانه على العرش وأنه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الأمم عربهم وعجمهم فى الجاهلية والإسلام الا من اجتالته الشياطين عن فطرته.
ثم عن السلف فى ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو الوفا.
ثم ليس فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن أحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم باحسان ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والإختلاف حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا.
ولم يقل أحد منهم قط أن الله ليس فى السماء ولا أنه ليس على العرش ولا أنه بذاته فى كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه و لا أنه لا متصل ولا منفصل ولا أنه لا تجوز الاشارة الحسية اليه بالأصابع ونحوها بل قد ثبت فى الصحيح عن جابر ابن عبدالله أن النبى لما خطب خطبته العظيمة يوم عرفات فى أعظم مجمع حضره الرسول جعل يقول الا هل بلغت فيقولون نعم فيرفع اصبعه الى السماء ثم ينكبها اليهم ويقول اللهم اشهد غير مرة وأمثال ذلك كثيرة
فلئن كان الحق ما يقوله هؤلاء السالبون النافون للصفات الثابتة فى
الكتاب والسنة من هذه العبارات ونحوها دون ما يفهم من الكتاب والسنة إما نصا وإما ظاهرا فكيف يجوز على الله تعالى ثم على رسوله ثم على خير الأمة أنهم يتكلمون دائما بما هو اما نص واما ظاهر فى خلاف الحق ثم الحق الذى يجب اعتقاده لا يبوحون به قط ولا يدلون عليه لا نصا ولا ظاهرا حتى يجىء انباط الفرس والروم وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة التى يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها!!
لئن كان ما يقوله هؤلاء المتكلمون المتكلفون هو الاعتقاد الواجب وهم مع ذلك أحيلوا فى معرفته على مجرد عقولهم وان يدفعوا بما اقتضى قياس عقولهم ما دل عليه الكتاب والسنة نصا أو ظاهرا لقد كان ترك الناس بلا كتاب ولا سنة أهدى لهم وأنفع على هذا التقدير بل كان وجود الكتاب والسنة ضررا محضا فى أصل الدين.
فإن حقيقة الأمر على ما يقوله هؤلاء أنكم يا معشر العباد لا تطلبوا معرفة الله عز وجل وما يستحقه من الصفات نفيا واثباتا لا من الكتاب ولا من السنة ولا من طريق سلف الأمة.
ولكن انظروا أنتم فما وجدتموه مستحقا له من الصفات فصفوه به سواء كان موجودا فى الكتاب والسنة أو لم يكن وما لم تجدوه مستحقا له فى عقولكم فلا تصفوه به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/87)
ثم هم ههنا فريقان (اكثرهم) يقولون: ما لم تثبته عقولكم فانفوه ومنهم من يقول بل توقفوا فيه وما نفاه قياس عقولكم الذى أنتم فيه مختلفون ومضطربون اختلافا أكثر من جميع من على وجه الأرض فانفوه واليه عند التنازع فارجعوا فإنه الحق الذى تعبدتكم به وما كان مذكورا فى الكتاب والسنة مما يخالف قياسكم هذا أو يثبت ما لم تدركه عقولكم على طريقة أكثرهم فاعلموا انى امتحنكم بتنزيله لا لتأخذوا الهدى منه لكن لتجتهدوا فى تخريجه على شواذ اللغة ووحشى الالفاظ وغرائب الكلام أو ان تسكتوا عنه مفوضين علمه الى الله مع نفى دلالته على شىء من الصفات هذا حقيقة الأمر على رأى هؤلاء المتكلمين.
وهذا الكلام قد رأيته صرح بمعناه طائفة منهم وهو لازم لجماعتهم لزوما لا محيد عنه ومضمونه أن كتاب الله لا يهتدى به فى معرفة الله وأن الرسول معزول عن التعليم والإخبار بصفات من أرسله وان الناس عند التنازع لا يردون ما تنازعوا فيه الى الله والرسول بل الى مثل ما كانوا عليه فى الجاهلية والى مثل ما يتحاكم إليه من لا يؤمن بالأنبياء كالبراهمة والفلاسفة وهم المشركون والمجوس وبعض الصابئين.
وان كان هذا الرد لا يزيد الأمر الا شدة ولا يرتفع الخلاف به اذ لكل فريق طواغيت يريدون أن يتحاكموا اليهم وقد أمروا أن يكفروا بهم وما اشبه حال هؤلاء المتكلمين بقوله سبحانه وتعالى (ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا - واذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا - فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان أردنا الا إحسانا وتوفيقا)
فان هؤلاء إذا دعوا الى ما أنزل الله من الكتاب والى الرسول والدعاء اليه بعد وفاته هو الدعاء الى سنته أعرضوا عن ذلك وهم يقولون انا قصدنا الإحسان علما وعملا بهذه الطريق التى سلكناها والتوفيق بين الدلائل العقلية والنقلية.
ثم عامة هذه الشبهات التى يسمونها دلائل انما تقلدوا أكثرها عن طاغوت من طواغيت المشركين أو الصابئين أو بعض ورثتهم الذين أمروا أن يكفروا بهم مثل فلان وفلان أو عمن قال كقولهم لتشابه قلوبهم قال الله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه) الآية
ولازم هذه المقالة أن لا يكون الكتاب هدى للناس ولا بيانا ولا شفاءلما فى الصدور ولا نورا ولا مردا عند التنازع لأنا نعلم بالاضطرار أن ما يقوله هؤلاء المتكلفون أنه الحق الذى يجب اعتقاده لم يدل عليه الكتاب والسنة لا نصا ولا ظاهرا وانما غاية المتحذلق أن يستنتج هذا من قوله (ولم يكن له كفوا أحد) (هل تعلم له سميا)
وبالاضطرار يعلم كل عاقل أن من دل الخلق على أن الله ليس على العرش ولا فوق السموات ونحو ذلك بقوله (هل تعلم له سميا) لقد أبعد النجعة وهو اما ملغز واما مدلس لم يخاطبهم بلسان عربى مبين.
ولازم هذه المقالة أن يكون ترك الناس بلا رسالة خيرا لهم فى أصل دينهم لأن مردهم قبل الرسالة وبعدها واحد وانما الرسالة زادتهم عمى وضلالة.
يا سبحان الله كيف لم يقل الرسول يوما من الدهر ولا أحد من سلف الأمة هذه الآيات والأحاديث لا تعتقدوا ما دلت عليه ولكن اعتقدوا الذى تقتضيه مقاييسكم أو اعتقدوا كذا وكذا فانه الحق وما خالف ظاهره فلا تعتقدوا ظاهره أو انظروا فيها فما وافق قياس عقولكم فاقبلوه وما لا فتوقفوا فيه أو أنفوه.
ثم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد أخبر أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة فقد علم ما سيكون ثم قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله) وروى عنه أنه قال فى صفة الفرقة الناجية (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/88)
فهلا قال من تمسك بالقرآن أو بدلالة القرآن أو بمفهوم القرآن أو بظاهر القرآن فى باب الاعتقادات فهو ضال وانما الهدى رجوعكم الى مقاييس عقولكم وما يحدثه المتكلمون منكم بعد القرون الثلاثة فى هذه المقالة وان كان قد نبغ أصلها فى أواخر عصر التابعين.
ثم أصل هذه المقالة مقالة التعطيل للصفات انما هو مأخوذ عن تلامذة اليهود والمشركين وضلال الصابئين فان أول من حفظ عنه أنه قال هذه المقالة فى الإسلام أعنى أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وان معنى استوى بمعنى استولى ونحو ذلك هو الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم ابن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية اليه.
وقد قيل أن الجعد أخذ مقالته عن ابان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت بن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودى الساحر الذى سحر النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أهل حران وكان فيهم خلق كثير من الصابئة والفلاسفة بقايا أهل دين نمرود والكنعانيين الذين صنف بعض المتأخرين فى سحرهم ونمرود هو ملك الصابئة الكلدانيين المشركين كما أن كسرى ملك الفرس والمجوس وفرعون ملك مصر والنجاشى ملك الحبشة وبطليموس ملك اليونان وقيصر ملك الروم فهو اسم جنس لا اسم علم.
فكانت الصابئة الا قليلا منهم اذ ذاك على الشرك وعلماؤهم هم الفلاسفة وان كان الصابىء قد لا يكون مشركا بل مؤمنا بالله واليوم الآخر كما قال الله تعالى (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وقال (ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) لكن كثيرا منهم أو أكثرهم كانوا كفارا أو مشركين كما أن كثيرا من اليهود والنصارى بدلوا وحرفوا وصاروا كفارا أو مشركين فأولئك الصابئون الذين كانوا اذ ذاك كانوا كفارا أو مشركين وكانوا يعبدون الكواكب ويبنون لها الهياكل.
ومذهب النفاة من هؤلاء فى الرب أنه ليس له الا صفات سلبية أو إضافية أو مركبة منهما وهم الذين بعث اليهم ابراهيم الخليل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيكون الجعد قد أخذها عن الصابئة الفلاسفة وكذلك أبو نصر الفارابى دخل حران وأخذ عن فلاسفة الصابئين تمام فلسفته وأخذها الجهم أيضا فيما ذكره الامام أحمد وغيره لما ناظر السمنية بعض فلاسفة الهند وهم الذين يجحدون من العلوم ما سوى الحسيات فهذه اسانيد جهم ترجع الى اليهود والصابئين والمشركين والفلاسفة الضالون هم إما من الصابئين وإما من المشركين
ثم لما عربت الكتب الرومية واليونانية فى حدود المائة الثانية زاد البلاء مع ما ألقى الشيطان فى قلوب الضلال ابتداء من جنس ما ألقاه فى قلوب أشباههم
ولما كان فى حدود المائة الثالثة انتشرت هذه المقالة التى كان السلف يسمونها مقالة الجهمية بسبب بشر بن غياث المريسى وطبقته وكلام الأئمة مثل مالك وسفيان بن عيينة وابن المبارك وأبى يوسف والشافعى وأحمد واسحاق والفضيل بن عياض وبشر الحافى وغيرهم كثير فى ذمهم وتضليلهم.
وهذه التأويلات الموجودة اليوم بايدى الناس مثل أكثر التأويلات التى ذكرها أبو بكر بن فورك فى كتاب التأويلات وذكرها أبو عبدالله محمد ابن عمر الرازى فى كتابه الذى سماه تأسيس التقديس ويوجد كثير منها فى كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل أبى على الجبائى وعبدالجبار بن أحمد الهمدانى وأبى الحسين البصرى وأبى الوفاء بن عقيل وأبى حامد الغزالى وغيرهم هى بعينها تأويلات بشر المريسى التى ذكرها فى كتابه وان كان قد يوجد فى كلام بعض هؤلاء رد التأويل وابطاله أيضا ولهم كلام حسن فى أشياء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/89)
فإنما بينت ان عين تأويلاتهم هى عين تأويلات بشر المريسى ويدل على ذلك كتاب الرد الذى صنفه عثمان بن سعيد الدارمى أحد الأئمة المشاهير فى زمان البخارى صنف كتابا سماه رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله فى التوحيد حكى فيه هذه التأويلات بأعيانها عن بشر المريسى بكلام يقتضى أن المريسى أقعد بها وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت اليهم من جهته وجهة غيره ثم رد ذلك عثمان ابن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكى علم حقيقة ما كان عليه السلف وتبين له ظهور الحجة لطريقهم وضعف حجة من خالفهم،ثم إذا رأى الأئمة أئمة الهدى قد أجمعوا على ذم المريسية وأكثرهم
كفروهم أو ضللوهم وعلم أن هذا القول السارى فى هؤلاء المتأخرين هو مذهب المريسى تبين الهدى لمن يريد الله هدايته ولا حول ولا قوة الا بالله والفتوى لا تحتمل البسط فى هذا الباب وانما اشير اشارة الى مبادىء الامور والعاقل يسير وينظر وكلام السلف فى هذا الباب موجود فى كتب كثيرة لا يمكن أن نذكر ههنا الا قليلا منه مثل كتاب السنن للالكائى والابانة لابن بطة والسنة لأبى ذر الهروى والأصول لأبى عمرو الطلمنكى وكلام أبى عمر بن عبدالبر والأسماء والصفات للبيهقى وقبل ذلك السنة للطبرانى ولابى الشيخ الاصبهانى ولأبى عبدالله بن منده ولأبى أحمد العسال الأصبهانيين وقبل ذلك السنة للخلال والتوحيد لابن خزيمة وكلام أبى العباس بن سريج والرد على الجهمية لجماعة مثل البخارى وشيخه عبدالله بن محمد بن عبدالله الجعفى وقبل ذلك السنة لعبدالله بن أحمد والسنة لأبى بكر بن الأثرم والسنة لحنبل وللمروزى ولأبى داود السجستانى ولابن أبى شيبة والسنة لأبى بكر بن أبى عاصم وكتاب خلق أفعال العباد للبخارى وكتاب الرد على الجهمية لعثمان بن سعيد الدارمى وغيرهم وكلام أبى العباس عبدالعزيز المكى صاحب الحيدة فى الرد على الجهمية وكلام نعيم بن حماد الخزاعى وكلام غيرهم وكلام الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه ويحيى بن سعيد ويحيى بن يحيى النيسابورى وأمثالهم وقبل لعبدالله بن المبارك وأمثاله وأشياء كثيرة
وعندنا من الدلائل السمعية والعقلية ما لا يتسع هذا الموضع لذكره
وأنا اعلم أن المتكلمين النفاة لهم شبهات موجودة ولكن لا يمكن ذكرها فى الفتوى فمن نظر فيها وأراد ابانة ما ذكروه من الشبه فانه يسير
فإذا كان أصل هذه المقالة مقالة التعطيل والتأويل مأخوذا عن تلامذة المشركين والصابئين واليهود فكيف تطيب نفس مؤمن بل نفس عاقل أن يأخذ سبيل هؤلاء المغضوب عليهم أو الضالين ويدع سبيل الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
فصل ثم القول الشامل فى جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث
قال الإمام أحمد رضى الله عنه لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجى بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق فى بيان العلم وأفصح الخلق فى البيان والتعريف والدلالة والإرشاد
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شىء لا فى نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا فى أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله افعال حقيقة فكذلك له صفات حقيقة وهو ليس كمثله شىء لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله وكل ما اوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فانه سبحانه مستحق للكمال الذى لا غاية فوقه ويمتنع عليه الحدوث لامتناع العدم عليه واستلزام الحدوث سابقة العدم ولافتقار المحدث الى محدث ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى. ا. هـ
اذاً مقصود شيخ الاسلام كما سبق هو المفاصلة بين ما عليه السلف و بين المتكلمين اياً ما كانوا لا ان الشيخ رحمه يقول ان الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ومن تبعهم يصفون الله عزوجل بصفات من عندى انفسهم بل هم متبعون 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - للكتاب والسنة، لا كغيرهم من اصحاب الاهواءالذين يقولون على الله بغير علم.
والله اعلم
اما الكلام على الحد والجهة وغيرها فسوف نوضح فيه الكلام، من عبارات السلف رحمهم الله وماذا يقصدون بها؟ والله المستعان
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 01 - 05, 06:35 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
وأشكركم على التفاعل والتوضيح ولست بحمد الله تعالى ممن يظن بشيخ الإسلام ظن السوء، ولا ممن يقول بأن الصفات اجتهادية أو تثبت بغير النص، وإنما أشكلت علي هذه العبارة، وكان يراودني شك كبير من ثبوت حرف (الباء) وكنت أقول في نفسي: لعل الصواب (وما وصفه به السابقون لا يتجاوز القرآن والحديث) كأنها جملة جديدة، فكنت أبحث عن صحة ذكر الباء وهل يستقيم معها المعنى.
فهل من أحد يتفضل علينا بتحقيق ثبوت حرف (الباء) في الكلام، وإن كان الجواب ما أفدتم إذا تحققنا من ثبوتها لأني سمعت أن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية زيد في بعضها ما ليس منها أيام المحنة.
وعلى كل حال فزيادة التحقيق والتوضيح مما تطمئن به النفوس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/90)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:19 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 11 - 05, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ربما يقصد شيخ الإسلام بقوله (أو أثبت له المؤمنون) ما نطق به بعض السلف من أن الله (بائن عن خلقه) أو إثبات عبد الله بن المبارك (الحد) لله تبارك وتعالى .. والله أعلم.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[17 - 11 - 05, 01:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأحبة حفظكم الله ونفع بكم:
الذي بدا لي من عبارة ابن عبد الهادي المنقولة عن شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله (ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث").
أنها صواب لا إشكال فيها: لأن المراد الظاهر والله أعلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم المتبعون العارفون لألفاظ الكتاب والسنة بتعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم.
فما أثبتوه من صفات يدخل كما قدم بعض الإخوة على أحد الوجوه التالية: إما دلالة المطابقة أو دللالة التضمن أو دلالة الإلتزام.
وهذه الدلالات كلها لا تخرج عن الكتاب والسنة.
ويدل على هذا (و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث").إذ لم يفردها كما فعل بالتلقي من الكتاب والسنة بل قيدها بعدم تجاوز الكتاب والسنة ولم يثبت عن واحد منهم تجاوز ما قاله رحمه الله إذ قوله ناتج من استقراء لا من ارتجال.
ولم ينشيء واحد منهم ما لم يرد بهما وغاية ما يمكن وروده تفسر وبيان لمعنى أشكل عند سائل.
وسبب ذكره لهم دون غيرهم سدا على المحرفين فعلهم وغمطهم للنصوص.
فما رأيكم حفظكم الله؟.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 11 - 05, 02:22 م]ـ
قال الشيخ خالد المصلح في " شرح الحموية ":
وقال: (وبما وصفه به السابقون الأولون)
هذا ليس على أنه طريق ثابت لإثبات ما يجب لله سبحانه وتعالى في هذا الباب وإنما ليبين أنهم وقفوا على ما وقف عليه السلف الصالح في هذا الباب.
فهم سالكون في طريقهم ناهجون لسبيلهم والسلف الصالح قد وقفوا في هذا الباب على الكتاب والسنة وهم لا يتكلمون فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى من قبل آرائهم ولا من قبل عقولهم بل إنما يتكلمون في هذا الباب بما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علموه من الكتاب من كتاب الله جل وعلا فهم في وصفهم وفيما يخبرون به عن الله عز وجل لا يخرجون عن هدي الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهى
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[31 - 08 - 07, 07:29 م]ـ
نرجو من الأخ المشرف ضم هذا الموضوع إلى مثيله الذي في الرابط مع حذف المكرر من المشاركات إن أمكن ذلك حتى تتم الفائدة
و جزاكم الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65199&highlight=%DE%C7%D1%DA%C7
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[07 - 09 - 07, 05:54 م]ـ
بسم الله والحمد لله
من المعلوم أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات،.
العكس .. باب الصفات أوسع كماهي عقيدة أهل السنة وكلاهما توقيفي ..
أما بخصوص كلام ابن تيمية:
فأظنه يقضد بعض الصفات التي استخدمها أهل السنة في الرد على المبتدعة كلفظ الذات وغيرها ..
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[08 - 09 - 07, 05:35 ص]ـ
قرأت هذا الكلام في مواطن، ولبعدي عن مكتبتي لا تنال يدي غير ما ذكره شيخ الإسلام في الفتوى (5/ 26)
" ثم القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث. ونقله ابن عبد الهادي في العقود الدرية (103) حيث نقل عن ابن تيمية لكنه قال (أو بما وصفه بن السابقون ..... ).
وإذا رجعت لمكتبتي فلعي أنقل ذلك من دفتر الفوائد الذي كتبته فيه إن شاء الله تعالى.
لو أن الإخوة الأفاضل تأملوا في كلام شيخ الإسلام قليلا لما تمشكل عليهم و الله أعلم
فقوله " أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله " هنا انتهى الكلام عن باب الصفات، ثم بعد ذلك شرع في قوله - رحمه الله -
" و بما وصفه به السابقون الأولون، لا يتجاوز القرآن والحديث " و يقصد به باب الإخبار مما ذكره الله جل و علا في كتابه أو سنة نبيه مما ليس من اسماءه ولا من صفاته، أو مما فهم من سياق الآي أو صحيح الأخبار فيجوز به الإخبار، و ذكر أنهم لا يتجاوزن فيه الوحيين، و قد اختلف السلف قديما أيخبر عن الباري جل و علا بغير ما لم يرد نصا أو فهم منه أم لا، وهم على ضربين في ذلك.
و إن أردتم أمثالا عن هذا الأخير فأشيروا علي ...
وفق الله الجميع
ـ[عمر بن سليمان]ــــــــ[09 - 04 - 10, 03:55 م]ـ
ثم القول الشامل فى جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث
قال الإمام أحمد رضى الله عنه لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجى بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق فى بيان العلم وأفصح الخلق فى البيان والتعريف والدلالة
هذا النص من مجموع الفتاوى للشيخ رحمه الله - بحسب الشاملة -
والذي يظهر من مجمل قوله رحمه الله
أن هذا الباب نعتقده كما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفق مافهمه السلف الصالح كما في فهم عائشة رضي الله عنها لصفة السمع في حديث التي تجادل الرسول صلى الله عليه وسلم وتحاوره بخفية فسمعها الله عز وجل وهو ماعناه بقوله في آخر المنقول (ومذهب السلف ... الخ الآنف الذكر) وهو بهذا الضابط يخرج من يقول انا أومن بها كما في الكتاب والسنة - بحسب مايمليه علي فهمي -
والله اعلم(30/91)
الشيخ ابن باز وحكم التقريب مع الرافضة والقتال معهم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 01 - 05, 07:55 م]ـ
س7:
من خلال معرفة سماحتكم بتاريخ الرافضة، ما هو موقفكم من مبدأ التقريب بين أهل السنة وبينهم؟
ج7:
التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة غير ممكن؛ لأن العقيدة مختلفة، فعقيدة أهل السنة والجماعة توحيد الله وإخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى، وأنه لا يدعى معه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعلم الغيب، ومن عقيدة أهل السنة محبة الصحابة رضي الله عنهم جميعا والترضي عنهم والإيمان بأنهم أفضل خلق الله بعد الأنبياء وأن أفضلهم أبو بكر الصديق، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عن الجميع، والرافضة خلاف ذلك فلا يمكن الجمع بينهما، كما أنه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة، فكذلك لا يمكن التقريب بين الرافضة وبين أهل السنة لاختلاف العقيدة التي أوضحناها.
س8:
وهل يمكن التعامل معهم لضرب العدو الخارجي كالشيوعية وغيرها؟
ج8:
لا أرى ذلك ممكنا، بل يجب على أهل السنة أن يتحدوا وأن يكونوا أمة واحدة وجسدا واحدا وأن يدعوا الرافضة أن يلتزموا بما دل عليه كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الحق، فإذا التزموا بذلك صاروا إخواننا وعلينا أن نتعاون معهم، أما ما داموا مصرين على ما هم عليه من بغض الصحابة وسب الصحابة إلا نفرا قليلا وسب الصديق وعمر وعبادة أهل البيت كعلي - رضي الله عنه - وفاطمة والحسن والحسين، واعتقادهم في الأئمة الاثني عشرة أنهم معصومون وأنهم يعلمون الغيب؛ كل هذا من أبطل الباطل وكل هذا يخالف ما عليه أهل السنة والجماعة.
رحمه الله
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[19 - 01 - 05, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخ إحسان وزادك علما
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:43 ص]ـ
وجزاك
وبارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 01:53 ص]ـ
الشيخ إحسان وفقه الله:
هل كلام الامام ابن باز رحمه الله على إطلاقه
بمعنى هل من مانع شرعي من التحالف مع المبتدع أو حتى مع الكافر غير المحارب للدفاع عن بيضة أهل السنة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 01 - 05, 07:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الشيخ ابن باز قال [لا أرى ذلك ممكنا] ولم يقل: لا أرى ذلك جائزاً لما يعرف به الرافضةمن الخيانة والغدر والتحالف مع الكافر من أجل القضاء على أهل السنة.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[20 - 01 - 05, 08:42 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا إحسان أمدكم الله بسحائب الإحسان.
ورحم الله الإمام ابن باز
صدق والله التقارب مع هؤلاء من الخبل والجنون
قوم لم يرفعوا راية الجهاد يوما
ولم يفتحوا أرضا
ولم يخذلوا عدوا
وتاريخهم الأسود مليئ بالخيانات من الكوفة إلي العراق.
وعجيب هذا الأمر والله
أن تكون أول خياناتهم في نفس المكان الذي انتهت فيه اليوم
وربما لن تنتهي إلا أن يشاء الله.
هناك كتاب فريد في نوعه اسمه " خيانات الرافضة" لدكتور مصري نسيت اسمه.
على العموم هو موجود في دار الإيمان في الإسكندرية.
أخوكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 01 - 05, 08:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك عليك
وتقبل منا ومنك
والكتاب الذي أشرت إليه هو:
" خيانات الشيعة وأثرها في هزائم الأمة الإسلامية "
المؤلف: عماد علي عبد السميع حسين
وهذا الكتاب لمن أراده
هدية العيد:)
http://saaid.net/book/open.php?cat=84&book=1481
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 01 - 05, 03:55 م]ـ
روح يا شيخ
الله يكتب لك
بكل خطوه سلامة
هدية مقبولة
وعيدك مبارك
وتقبل الله أضحيتك:)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 12:25 ص]ـ
إيش دراك إني مضحي؟:)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 01 - 05, 08:13 ص]ـ
من مقدمة كتاب الدكتور:
تصدير
"بدأت دراستي بالدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة بتوجيه من أستاذي الجليل الشيخ محمد المدني، على أن التشيع مذهب خامس بعد أربعة أهل السنة؛ غير أنني عندما بدأت البحث واطلعت على مراجعهم الأصلية وجدتُ الأمر يختلف تمامًا عمَّا سمعت .. فدراستي إذن بدأت بتوجيه من الشيخ المدني من أجل التقريب، ولكن الدراسة العلمية لها طابعها الذي لا يخضع للأهواء والرغبات".
أ. د/ علي أحمد السالوس – أستاذ الفقه وأصوله
"إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول، كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي الخونساري ويقره كل شيعي، وإذا كان هذا في زمن النصير الطوسي فهو في زمن باقر المجلسي الآن أشد وأفظع".
الشيخ محب الدين الخطيب "الخطوط العريضة"
"ليس أدل على خداع دعوى التقريب من سوء حال أهل السنة في إيران؛ فلو صدقوا في دعواهم لقاربوا بين صفوف الشعب الإيراني سنة وشيعة".
انظر ناصر الدين الهاشمي "موقف أهل السنة في إيران"
"لقد عشت مع شيعة العراق وإيران والسعودية ولبنان ثماني سنوات محاورًا ومناقشًا، وقد اتضح لي على وجه اليقين أنهم صورة طبق الأصل من كتبهم السوداء المنحرفة".
د/ أحمد الأفغاني "سراب في إيران"
"فُتَحتْ دار للتقريب بين السنة والشيعة في القاهرة منذ أربعة عقود، لكنهم رفضوا أن تُفتَح دور مماثلة في مراكزهم العلمية كالنجف وقُم وغيرها لأنهم إنما يريدون تقريبنا إلى دينهم".
انظر د/ مصطفى السباعي "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي"(30/92)
وساوس بشر المريسي
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 01 - 05, 08:31 م]ـ
قال الذهبي في السير في ترجمة بشر المريسي 10/ 199:
* وبلغ من ورعه! أنه كان لا يطأ أهله ليلاً مخافة لشبهة.
* ولا يتزوج إلا من هي أصغر منه بعشر سنين مخافة أن تكون رضيعته.
* وفي تاريخ بغداد 13/ 71: كان بشر المريسي يخرج إلى ناحية الزابيين ليغتسل ويتطهر، وكان به المذهب، فمضى وليد الكرابيسي إليه وهو في الماء، فقال: مسألة، قال: وأنا على هذه الحال؟ فقال له: نعم، فقال: أليس رووا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع؟ فهذا الذي أنت فيه إيش؟ قال: إبليس يوسوس لي ويوهمني أني لم أطهر، قال: فهو الذي وسوس لك حتى قلت: القرآن مخلوق.
نسأل الله السلامة والعافية.(30/93)
الجامع للردود على الهارب محمود سعيد ممدوح
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 01 - 05, 02:27 ص]ـ
صورة من قلة فهم، وجهل، وتحريف محمود سعيد ممدوح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64693&highlight=%E6%CA%CD%D1%ED%DD+%E3%CD%E3%E6%CF
تجميع التعقيب على ممدوح سعيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25629
كذب المبتدع الهارب محمود في أن المقصود ب"قرن الشيطان " دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب!!:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64666
طعون المبتدع الهارب محمود في معاوية - رضي الله عنه - والرد عليها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64677
أبيات شعرية قيلت في المبتدع محمود سعيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64773
( علامات أهل البدع). . قراءة في مناظرة محمود سعيد ممدوح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25484
الهارب محمود يزعم أن مسائل القبور - مهما كانت - هي من (الفروع) ... !!:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64679
مناقشة الأصول الثلاثة للتهرب عند الأستاذ محمود سعيد ممدوح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25321
افتراء المبتدع الهارب محمود على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنها تكفر المسلمين!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64664
( طوام) أحمد الغماري .. شيخ الهارب (محمود) ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64661
متفرقات .. ومضحكات .. حول المبتدع الهارب!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25373
أبوغدة يرد على الهارب محمود في قضية تقسيم التوحيد!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25356
كذب المبتدع الهارب محمود على العلامة المعلمي - رحمه الله - وكذبه وتلبيسه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64667
كلام المبتدع الهارب محمود عن الشيخ الألباني - رحمه الله -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64662
جهل المبتدع الهارب محمود سعيد بعقيدة السلف في الصفات!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64660
الرد على المبتدع الهارب محمود في قوله:إن الخطيب البغدادي كان أشعريًا!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64658
( بيان): هروب المبتدع العنيد .. محمود سعيد .. !
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=64656
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[17 - 12 - 05, 03:27 م]ـ
بعض هذه الروابط لا يفتح!
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 04 - 06, 11:45 م]ـ
الاخوة المشرفين
هل يمكنكم التأكد من الراوبط؟ لأنها لا تعمل!
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 04 - 06, 12:35 ص]ـ
تمّ تعديل جميع الروابط ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 04 - 06, 01:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا مشرفنا الكريم خليل بن محمد
ـ[أبو وئام]ــــــــ[21 - 04 - 06, 11:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 04 - 06, 08:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 12:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[25 - 10 - 06, 07:27 م]ـ
بارك الله فيكم
لا زال بعض هذه الروابط لا يعمل
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 08:28 م]ـ
أحسنت يا أسود السنة وبارك الله فيكم ...
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[25 - 10 - 06, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 01:24 م]ـ
بورك فيك أخي الفاضل
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:45 م]ـ
هذا الرابط لا يعمل نرجو تعديله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25373
يعمل الآن
## المشرف ##
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 06:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ...
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 09:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا على ما أفدتم ... ونحن نحتاج الى دراسات علمية وافية عن محمود سعيد ممدوح واتجاهاته المتغيرة، وبالأخص بعد اتلاف كتبه بدبي، وكثرة الطلب عليها، وقيام بعضهم بتفكيكها، عن طريق طبع مقدمات كتبه كالتعريف والاحتفال، وجمع مقالاته، ورسائله ,
ولما كان ملتقى أهل الحديث رائدا في بابه فهو يمكن أن يشرع أو يوجه الى دراسات علمية حرة.
ـ[عبدالعزيز ع]ــــــــ[26 - 10 - 07, 11:13 م]ـ
جزاكم الله خير على ونفع بكم(30/94)
الردة عن أصل الدين أعظم من الكفر بأصل الدين
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 05, 06:07 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:واذا كانت الردة عن اصل الدين اعظم من الكفر باصل الدين، فالردة عن شرائعه اعظم من خروج الخارج الاصلى عن شرائعه؛ ولهذا كان كل مؤمن يعرف احوال التتار، ويعلم ان المرتدين الذين فيهم / من الفرس والعرب وغيرهم شر من الكفار الاصليين من الترك ونحوهم، وهم بعد ان تكلموا بالشهادتين مع تركهم لكثير من شرائع الدين خير من المرتدين من الفرس والعرب وغيرهم، وبهذا يتبين ان من كان معهم ممن كان مسلم الاصل هو شر من الترك الذين كانوا كفارًا؛ فان المسلم الاصلى اذا ارتد عن بعض شرائعه، كان اسوا حالاً ممن لم يدخل بعد فى تلك الشرائع، مثل مانعى الزكاة وامثالهم ممن قاتلهم الصديق. وان كان المرتد عن بعض الشرائع متفقها او متصوفًا او تاجرًا او كاتبًا او غير ذلك، فهؤلاء شر من الترك الذين لم يدخلوا فى تلك الشرائع واصروا على الاسلام؛ ولهذا يجد المسلمون من ضرر هؤلاء على الدين ما لا يجدونه من ضرر اولئك، وينقادون للاسلام وشرائعه وطاعة الله ورسوله اعظم من انقياد هؤلاء الذين ارتدوا عن بعض الدين، ونافقوا فى بعضه، وان تظاهروا بالانتساب الى العلم والدين.
وغاية ما يوجد من هؤلاء يكون ملحدًا، نصيريًا، او اسماعيليًا، او رافضيًا. وخيارهم يكون جهميًا اتحاديًا او نحوه، فانه لا ينضم اليهم طوعًا من المظهرين للاسلام الا منافق او زنديق او فاسق فاجر. ومن اخرجوه معهم مكرهًا فانه يبعث على نيته. ونحن علينا ان نقاتل العسكر جميعه اذ لا يتميز المكره من غيره.
وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال: / (يغزو هذا البيت جيش من الناس، فبينما هم ببيداء من الارض اذ خسف بهم). فقيل: يا رسول الله، ان فيهم المكره. فقال: (يبعثون على نياتهم). والحديث مستفيض عن النبى صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة، اخرجه ارباب الصحيح عن عائشة، وحفصة، وام سلمة. ففى صحيح مسلم عن ام سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث اليه بعث، فاذا كانوا ببيداء من الارض خسف بهم). فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهًا؟ قال: (يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته)، وفى الصحيحين عن عائشة قالت: عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامه. فقلنا: يا رسول الله، صنعت شيئًا فى منامك لم تكن تفعله. فقال: (العجب! ان ناسًا من امتى يؤمون هذا البيت برجل من قريش وقد لجا الى البيت، حتى اذا كانوا بالبيداء خسفت بهم). فقلنا: يا رسول الله، ان الطريق قد يجمع الناس. قال: (نعم، فيهم المستنصر، والمجنون، وابن السبيل، فيهلكون مهلكًا واحدًا، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله ـ عز وجل ـ على نياتهم)، وفى لفظ للبخارى عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش الكعبة، فاذا كانوا ببيداء من الارض يخسف باولهم واخرهم). قالت: قلت: يارسول الله، كيف يخسف باولهم واخرهم وفيهم اسواقهم ومن ليس منهم؟! قال: (يخسف باولهم واخرهم، ثم يبعثون على نياتهم)،/ وفى صحيح مسلم عن حفصة، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيعوذ بهذا البيت ـ يعنى الكعبة ـ قوم ليست لهم منعة، ولا عدد، ولا عدة، يبعث اليهم جيش يومئذ حتى اذا كانوا ببيداء من الارض خسف بهم). قال يوسف بن ماهك: واهل الشام يومئذ يسيرون الى مكة. فقال عبد الله بن صفوان: اما والله ما هو بهذا الجيش.
فالله ـ تعالى ـ اهلك الجيش الذى اراد ان ينتهك حرماته ـ المكره فيهم وغير المكره ـ مع قدرته على التمييز بينهم، مع انه يبعثهم على نياتهم، فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين ان يميزوا بين المكره وغيره، وهم لا يعلمون ذلك؟! بل لو ادعى مدع انه خرج مكرهًا لم ينفعه ذلك بمجرد دعواه، كما روى ان العباس بن عبد المطلب قال للنبى صلى الله عليه وسلم ـ لما اسره المسلمون يوم بدر: يا رسول الله، انى كنت مكرهًا. فقال: (اما ظاهرك فكان علينا، واما سريرتك فالى الله). بل لو كان فيهم قوم صالحون من خيار الناس ولم يمكن قتالهم الا بقتل هؤلاء لقتلوا ايضًا، فان الائمة متفقون على ان الكفار لو تترسوا بمسلمين وخيف على المسلمين اذا لم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/95)
يقاتلوا، فانه يجوز ان نرميهم ونقصد الكفار. ولو لم نخف على المسلمين جاز رمى اولئك المسلمين ـ ايضًا ـ فى احد قولى العلماء. ومن قتل لاجل الجهاد الذى/ امر الله به ورسوله ـ هو فى الباطن مظلوم ـ كان شهيدًا، وبعث على نيته، ولم يكن قتله اعظم فسادًا من قتل من يقتل من المؤمنين المجاهدين.
واذا كان الجهاد واجبًا وان قتل من المسلمين ما شاء الله. فقتل من يقتل فى صفهم من المسلمين لحاجة الجهاد ليس اعظم من هذا، بل قد امر النبى صلى الله عليه وسلم المكره فى قتال الفتنة بكسر سيفه. وليس له ان يقاتل، وان قتل، كما فى صحيح مسلم، عن ابى بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انها ستكون فتن، الا ثم تكون فتن، الا ثم تكون فتن، القاعد فيها خير من الماشى، والماشى فيها خير من الساعى، الا فاذا نزلت ـ او وقعت ـ فمن كان له ابل فليلحق بابله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له ارض فليلحق بارضه). قال: فقال رجل: يا رسول الله، ارايت من لم يكن له ابل، ولا غنم، ولا ارض؟ قال: (يعمد الى سيفه فيدق على حده بحجر، ثم لينج ان استطاع النجاة. اللهم هل بلغت. اللهم هل بلغت. اللهم هل بلغت). فقال رجل: يا رسول الله، ارايت ان اكرهت حتى ينطلق بى الى احدى الصفين ـ او احدى الفئتين ـ فيضربنى رجل بسيفه، او بسهمه، فيقتلنى. قال: (يبوء باثمه واثمك، ويكون من اصحاب النار). /ففى هذا الحديث انه نهى عن القتال فى الفتنة، بل امر بما يتعذر معه القتال من الاعتزال، او افساد السلاح الذى يقاتل به، وقد دخل فى ذلك المكره وغيره. ثم بين ان المكره اذا قتل ظلمًا كان القاتل قد باء باثمه واثم المقتول، كما قال ـ تعالى ـ فى قصة ابنى ادم عن المظلوم: {اِنِّي اُرِيدُ اَن تَبُوءَ بِاِثْمِي وَاِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ اَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ} [المائدة: 29]، ومعلوم ان الانسان اذا صال صائل على نفسه جاز له الدفع بالسنة والاجماع، وانما تنازعوا: هل يجب علىه الدفع بالقتال؟ على قولين، هما روايتان عن احمد: احداهما: يجب الدفع عن نفسه ولو لم يحضر الصف. والثانية: يجوز له الدفع عن نفسه. واما الابتداء بالقتال فى الفتنة فلا يجوز بلا ريب.
والمقصود انه اذا كان المكره على القتال فى الفتنة ليس له ان يقاتل، بل عليه افساد سلاحه، وان يصبر حتى يقتل مظلومًا، فكيف بالمكره على قتال المسلمين مع الطائفة الخارجة عن شرائع الاسلام، كمانعى الزكاة والمرتدين ونحوهم؟! فلا ريب ان هذا يجب علىه اذا اكره على الحضور الا يقاتل، وان قتله المسلمون، كما لو اكرهه الكفار على حضور صفهم ليقاتل المسلمين، وكما لو اكره رجل رجلا على قتل مسلم معصوم، فانه لا يجوز له قتله باتفاق المسلمين، وان اكرهه بالقتل، فانه ليس حفظ نفسه بقتل ذلك المعصوم اولى من العكس، /فليس له ان يظلم غيره فيقتله لئلا يقتل هو، بل اذا فعل ذلك كان القود على المكِره والمكرَه جميعًا عند اكثر العلماء، كاحمد، ومالك، والشافعى فى احد قوليه، وفى الاخر يجب القود على المكره فقط، كقول ابى حنيفة ومحمد. وقيل: القود على المكره المباشر، كما روى ذلك عن زفر. وابو يوسف يوجب الضمان بالدية بدل القود، ولم يوجبه. وقد روى مسلم فى صحيحه عن النبى صلى الله عليه وسلم قصة اصحاب الاخدود، وفيها: ان الغلام امر بقتل نفسه لاجل مصلحة ظهور الدين؛ ولهذا جوز الائمة الاربعة ان ينغمس المسلم فى صف الكفار، وان غلب على ظنه انهم يقتلونه، اذا كان فى ذلك مصلحة للمسلمين. وقد بسطنا القول فى هذه المسالة فى موضع اخر.
فاذا كان الرجل يفعل ما يعتقد انه يقتل به لاجل مصلحة الجهاد، مع ان قتله نفسه اعظم من قتله لغيره، كان ما يفضى الى قتل غيره لاجل مصلحة الدين التى لا تحصل الا بذلك، ودفع ضرر العدو المفسد للدين والدنيا الذى لا يندفع الا بذلك اولى. واذا كانت السنة والاجماع متفقين على ان الصائل المسلم اذا لم يندفع صوله الا بالقتل قتل، وان كان المال الذى ياخذه قيراطًا من دينار. كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، من قتل دون حرمه فهو شهيد)، فكيف /بقتال هؤلاء الخارجين عن شرائع الاسلام، المحاربين لله ورسوله، الذين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/96)
صولهم وبغيهم اقل ما فيهم؟. فان قتال المعتدين الصائلين ثابت بالسنة والاجماع، وهؤلاء معتدون صائلون على المسلمين فى انفسهم، واموالهم، وحرمهم، ودينهم. وكل من هذه يبيح قتال الصائل عليها. ومن قتل دونها فهو شهيد، فكيف بمن قاتل عليها كلها، وهم من شر البغاة المتاولين الظالمين؟ لكن من زعم انهم يقاتلون كما تقاتل البغاة المتاولون فقد اخطا خطا قبيحًا، وضل ضلالاً بعيدًا، فان اقل ما فى البغاة المتاولين ان يكون لهم تاويل سائغ خرجوا به؛ ولهذا قالوا: ان الامام يراسلهم، فان ذكروا شبهة بينها، وان ذكروا مظلمة ازالها. فاى شبهة لهؤلاء المحاربين لله ورسوله، الساعين فى الارض فسادًا الخارجين عن شرائع الدين؟ ولا ريب انهم لا يقولون: انهم اقوم بدين الاسلام علمًا وعملاً من هذه الطائفة، بل هم مع دعواهم الاسلام يعلمون ان هذه الطائفة اعلم بالاسلام منهم، واتبع له منهم. وكل من تحت اديم السماء من مسلم وكافر يعلم ذلك، وهم مع ذلك ينذرون المسلمين بالقتال، فامتنع ان تكون لهم شبهة بينة يستحلون بها قتال المسلمين، كيف وهم قد سبوا غالب حريم الرعية الذين لم يقاتلوهم؟! حتى ان الناس قد راوهم يعظمون البقعة وياخذون ما فيها من الاموال، ويعظمون الرجل /ويتبركون به ويسلبونه ما عليه من الثياب، ويسبون حريمه، ويعاقبونه بانواع العقوبات التى لا يعاقب بها الا اظلم الناس وافجرهم، والمتاول تاويلاً دينيًا لا يعاقب الا من يراه عاصيًا للدين، وهم يعظمون من يعاقبونه فى الدين ويقولون: انه اطوع لله منهم. فاى تاويل بقى لهم؟! ثم لو قدر انهم متاولون لم يكن تاويلهم سائغًا، بل تاويل الخوارج ومانعى الزكاة اوجه من تاويلهم.
اما الخوارج فانهم ادعوا اتباع القران، وان ما خالفه من السنة لا يجوز العمل به. واما مانعو الزكاة فقد ذكروا انهم قالوا: ان الله قال لنبيه: {خُذْ مِنْ اَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [التوبة: 103]، وهذا خطاب لنبيه فقط، فليس علينا ان ندفعها لغيره. فلم يكونوا يدفعونها لابى بكر، ولا يخرجونها له. والخوارج لهم علم وعبادة، وللعلماء معهم مناظرات، كمناظرتهم مع الرافضة والجهمية. واما هؤلاء فلا يناظرون على قتال المسلمين، فلو كانوا متاولين لم يكن لهم تاويل يقوله ذو عقل.
وقد خاطبنى بعضهم بان قال: ملكنا ملك، ابن ملك، ابن ملك، الى سبعة اجداد، وملككم ابن مولى. فقلت له: اباء ذلك الملك كلهم كفار، ولا فخر بالكافر، بل المملوك المسلم خير من الملك الكافر، قال الله تعالى: {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ اَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221]. فهذه وامثالها حججهم. ومعلوم ان من كان مسلمًا وجب /عليه ان يطيع المسلم ولو كان عبدًا، ولا يطيع الكافر، وقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال: (اسمعوا واطيعوا وان اُمِّرَ عليكم عبد حبشى، كان راسه زبيبة، ما اقام فيكم كتاب الله ودين الاسلام). انما يفضل الانسان بايمانه وتقواه، لا بابائه، ولو كانوا من بنى هاشم اهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم؛ فان الله خلق الجنة لمن اطاعه وان كان عبدًا حبشيًا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان شريفًا قرشيًا، وقد قال الله تعالى: {يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَاُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا اِنَّ اَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ اَتْقَاكُمْ اِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]. وفى السنن عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: (لا فضل لعربى على عجمى، ولا لعجمى على عربى، ولا لاسود على ابيض، ولا لابيض على اسود الا بالتقوى، الناس من ادم، وادم من تراب).
وفى الصحيحين عنه انه قال لقبيلة قريبة منه: (ان ال ابى فلان ليسوا باوليائى، انما وليى الله وصالح المؤمنين)، فاخبر النبى صلى الله عليه وسلم ان موالاته ليست بالقرابة والنسب، بل بالايمان والتقوى. فاذا كان هذا فى قرابة الرسول، فكيف بقرابة جنكسخان الكافر المشرك؟! وقد اجمع المسلمون على ان من كان اعظم ايمانًا وتقوى كان افضل ممن هو دونه فى الايمان والتقوى، وان كان الاول اسود حبشيًا، والثانى علويًا او عباسيًا.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[27 - 01 - 05, 07:51 م]ـ
هذا الذي قرره شيخ الاسلام ..... متفرع عن اصل عظيم .. من اصول هذه الشريعة .... ويمكن اختزاله فى العبارة التالية ... (ترك العمل بعد فعله اقبح من عدم الفعل اصلا) ... وتجد في السنة الحكيمة ... كثيرا من المفردات التي ... تندرج ضمن هذا الاصل .... من ذلك .. قوله صلى الله عليه وسلم ( .. وان احب الاعمال ادومها الى الله وان قل) وقوله عليه السلام لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)
وقوله (يستجاب لاحدكم ما لم يعجل ... فيقول دعوت .. فلم يستجب لي .. فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء .. )
والله اعلم(30/97)
وجد الصوفية وإشكال في كلام ابن عابدين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 - 01 - 05, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فكلنا يعرف الصوفية و تخريفهم و ما يقومون به من أمور هي أقرب لطقوس المشعوذين
و من نزل عندنا في الأزهر و قرب من مسجد الحسين قد يرى رجلا يرتدي ثيابا خضراء، و شد على وسطه حزاما عريضا من جلد المعز غير النزوع الشعر، و لف على رأسه عمامة كبيرة خضراء لفا عشوائيا ..
و كنت آخذا على نفسي أن أكون منصفا في الحكم على أي طائفة أو اتجاه دون تأثير نفسي تجاه حب هذه الطائفة أو بغضها ... فكنت أعرض ما لديهم على الكتاب و السنة و تراثنا الفقهي و الفكري لأرى مكانها من ذلك، و لكني حين رأيت هذا الرجل ما أعطاني عقلي فرصة حتى أقوم بهذه المعادلة أو الاختبار ..
بل فقط تبادر إلى عقلي سؤال // هل لو أصبح المسلمون جميعا مثل هذا الرجل، فارتدى الجميع الأخضر و لم يهتموا بنظافة ثيابهم و هيئتهم، و لم يعرفوا شيئا عن حال الأمة وواقعها، بل جلسوا في حلقات الذكر ـ أو الغناء حقيقة ـ .. كيف يكون حال أمتنا؟!
سرت يوما في حارة ضيقة عتيقة بالحسين متجها إلى مكتبة، فمررت على هذا الرجل الموصوف و بجانبه (مسجل) وقد وضع فيه شريطا لغناء و نغمة صوفية هي اقرب للفن المصري الريفي القديم حيث الراقصة العارية (الغازية) وحيث الرجل الذي يغني وينشد ممسكا بالعصا (المغنواتي) و رجل آخر يدق على الطبلة (المطبلاتي) .. و الله يا إخوان ما علمت الفرق بين المغنواتي و الصوفي إلا بشيء من التركيز فيما يقال من تخريف، ووجدت هذا الرجل الأخضر مغمضا عينيه باسطا ذراعيه و يهز رقبته و ذراعيه كأنه يؤدي رقصة البجعة!!
ذهبت إلى المكتبة، ثم خرجت منها لأجد هذا الرجل و معه طفله الصغير الذي يلبسه قميصا أخضرا و قلنسوة خضراء، ليظهر الطفل و ابوه في صورة غاية من الكوميديا ...
تابعته بنظري فاستوقفه شاب من العوام فسلم عليه وطأطأ رأسه ووضع الرجل الأخضر يده على رأسه متمتما بكلمات، و في النهاية شبّ شبّة قوية ناظرا إلى السماء و أحسبه كان يشهق أو شيئا من هذا القبيل ... ثم اعتدل وأخرج الشاب نقودا أعطاها للصغير و لكن كان واضحا أن الرجل ينتظرها بل و أذكر أنه نبهه عليها ليعطيها للطفل
هذه صورة واحدة تمثل هؤلاء المخابيل المهاويس .. أو بمعنى أصح (العقلاء النصوص) الذين ينهبون أموال الناس باسم الشفاء و التعاويذ وحب آل البيت .. حتى نستطيع أن نجزم بأن الدخل السنوي لصندوق نذور الحسين يصلح لأن يكون من موارد الدخل في محافظة القاهرة
هذه صورة استطرادية أوردتها قبل الدخول في الموضع المقصود ليزداد بغض و احتقار المسلمين لهذه الطائفة الفاسقة، و التي أكاد أختنق حين أجد السياح من أوروبا و غيرها ينظرون إليهم و يصورونهم على أنهم هم المسلمون النسّاك المتعبدون
و لا حول و لا قوة إلا بالله العليّ العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر ابن عابدين في رسالته (شفاء العليل و بل الغليل في إبطال الوصية بالختمات و التهليل) كلاما حسنا في هؤلاء الذين ذكرتهم، و أنهم من الفسقة و السارقين لأموال الناس، و المعبدون لشهواتهم الدنيئة
وقد قرأت رسالته هذه منذ مدة و كنت أتريث لعلي أجد وجها لما ذكره و لما أشكل عليّ
و لكن ما هناك من بد للاستفسار
قال ابن عابدين في رسالته المذكورة:
((و لا كلام لنا مع الصدقة من ساداتنا الصوفية، المبرئين عن كل خصلة ردية، فقد سئل إمام الطائفتين سيدنا الجنيد أن أقواما يتواجدون ويتمايلون فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإنهم قوم قطعت الطريق أكبادهم، و مزّق النصب فؤادهم، و ضاقوا ذرعا فلا حرج عليهم إذا تنفسّوا مداواة لحالهم، و لو ذقت مذاقهم عذرتهم في صياحهم وشق ثيابهم اهـ)) مجموع الرسائل 1/ 173 دار عالم الكتب
فأره بعد أن أغلق الباب فتحه على مصراعيه، وبعد أن كانت رسالته حجة على هؤلاء و مما قصد بتصنيفه إبطال ما هم عليه، صارت رسالته حجة لهم و مما صنف لتثبيت ما هم عليه
فما توجيه إخواننا من طلبة العلم؟
و جزاكم الله تعالى خيرا
كتبه / محمد رشيد
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 02:27 ص]ـ
لعل هذا يفيد
موقف ابن عابدين الفقيه
من الصّوفية والتصوّف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/98)
Mawqif Ibn Abideen Min al-Sufiyya wa’t-Tassawwuf
...
دراسة تحليلية وانتقادية حول مضمون رسالة
» سلِّ الحُسام الهندي في نُصرة مولانا خالد النقشبندي «
لمؤلّفها: الشيخ محمد أمين المعروف بابن عابدين
...
كتبه:
فريد الدين بن صلاح بن عبد الله بن محمد الهاشمي
Feriduddin AYDIN
البريد الألكتروني للشيخ فريد الدين
ferid@maktoob.com
أسطنبول – 1993م. الطبعة النانية -2003م.
Süleymaniye Vakf? ?lmî ara?t?rmalar Merkezi Yay?nlar?
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد،
فهذه دراسةٌ تحليليّةٌ حول مضمون رسالة سلِّ الحُسامِ الهندي في نصرة مولانا خالد النّقشبندي، لمؤلّفها: الشيخ محمد أمين المعروف بابن عابدين. فقمتُ بهذه الدّراسةِ بناءً على طلبٍ من العالم الفاضل الفقيه الكامل الدكتور الشيخ عبد العزيز أبي محمد سلجوق بَايِنْدِرْ، رئيسِ هيئة الفتوى بدار الإفْتاءِ الشَّريفةِ بمدينة إسطنبول.
فطالعتُ هذه الرسالةَ بإلْمَامٍ واهتمامٍ. فهي تتضمّنُ مقالةً ردِّيَّةً كَتَبَهَا الفقيه محمد أمين المعروف بابن عابدين؛ ردَّ فيها على تُهَمٍ قُصِدَ بِها الشّيخ خالدٌ البغداديُّ النقشبنديُّ. (1778 - 1826م.). فنقلتُ مقاطِعَ هامّةً من هذه الرّسالةِ وأتْبَعْتُ كُلَّ فقرةٍ بملاحظاتٍ مناسبةٍ، ثم اختتمتُ كلامي بالحُكمِ النّهائِيِّ في مضمون هذه الرسالةِ على سبيل الإجمال وفي ضوء الكتاب والسّنةِ.
أسأل الله تعالى أن يجعلها لوجهه الكريمِ، وأن يُرشِدَ بِهَا كُلَّ مَنْ يبحث عن الحقيقة وهو يهدي السّبيل.
فأقول مستعينًا بالله تعالى؛ قال ابنُ عابدين:» فَأَلَّفَ بَعْضُهُمْ رِسَالَةً ... إلخ. «. (ص/2). ولم يذكر اسم المؤلّفِ في البداية على سبيل الاحتقار، ثم قال مشيرًا إلى الشيخ خالد البغداديِّ:» الإمام الشهير، والعارف الكبير ... إلخ. «. وبالغ في تعظيمه إلى أن قال:» وهو الإمام الأوحدُ، والْعَلَمُ المفردُ، والهمامُ الماجدُ، حضرة سيّدي الشيخ خالد ... إلخ. «. وأضاف إلى ذلك ما لا يستسيغُهُ الفقهاءُ ولا يستحسنه العلماءُ ممّا يُزَعْزِعُ ثقة المسلم المثقّف أن يجعله في عداد الفضلاءِ العدول.
قال:» وَاشْتَهَرَ به الطّريقةُ النّقشبنديّةُ الواضحةُ الجليّةُ ... إلخ. «(ص/3)، فإظهر بمثل هذا الإمتداح انحيازه إلى طائفةٍ من الفِرَقِ الْباطنيةِ (وهي النقشبنديةُ) فأظهَرَ بذلِكَ أنّه غيرُ مُحَايِدٍ على أقلِّ تَقْديرٍ. بل هو متعصّبٌ لأهل الطُّرُقِ الصُّوفيّةِ ومخالفٌ لموقف علماء الإسلامِ من الباطنيةِ وأباطيلهم. وفضلاً عن هذا، فقد أطنب ابن عابدين بمدائح متواصلة لهذا الشيخ تعظيمًا وتوقيرًا له؛ ولم يقف عند هذا الحدِّ، بل ازْدَادَ مجاملةً، فتصنّع بمدح سلطان زمانه تَزلُّفًا إليه دونما قرينةٍ، وتكلّفَ في مداهنته له بعباراتٍ خلاَّبةٍ، وخطاباتٍ برّاقةٍ تَمَلَّقَ فيهَا من غير مناسبةٍ كقوله:» أدام الله طلعته السّعيدة في أفق الزّمان كوكبًا منيرًا، وخلّد ذَا لآراء السّديدة في باهي مملكته عضدًا ووزيرًا ... إلخ. «فخالف بهذه اللّهجة المتصنّعة الموقِفَ المستنكفَ المتأنّفَ لعلماء الإسلام من أهل السّلطةِ والمناصِبِ. ثمّ تابع ابن عابدين كلامَهُ بأسلوب العوامّ يذبُّ عن هذا الشَّيخ إلى أن استدلَّ بشهادةِ مفتي دمشق السّيّد حسين أفندي، وَأسهب في مدحه باستعاراتٍ وتعبيراتٍ مجازيةٍ استعرض فيها بلاغتَهُ وباعَهُ الطّويلَ في العلوم العربية وآدابها وقواعدها على غرار ملالي الأكرادِ، حتّى غدا كأنّه امتدح نفسَهُ بمدح غيره، وكفى بذلك ملامة أن يقال:» إنَّ هذا قد أثنى على نفسه. «لأنه ما ادّعى أحدٌ علمًا أو قصد ذلك بطريقة ماّ إلاَّ رُمِيَ بالجهل. ثمّ قال ابن عابدين:» فبادرتُ إلى التّوجّهِ والإقبال على الطّاعةِ والامتثال لسؤالهِ (أي المفتي)، بلا إهمالٍ ولا إمهال، فجمعتُ هذه الأوراق ... «إلى أن قال:» شَهِدَتْ بِبَرَاءَةِ سَاحَتِهِ المحتَرَمَةِ (الضمير راجع إلى الشيخ خالد)، عامّةُ أهل البلادِ من النّاس ... منهم مفتي الأنام في دمشق الشَّام، السّيد حسين أفندي ... إلخ. «وتفنّن ابن عابدين بعد ذلك في صياغة مدح هذا المفتي، ثمّ انتقل إلى سرد ما هو بصدده، فقال:» اعْلَمْ أنّي أُريد أن أكشفَ لك الغطا، وأنبِّهَكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/99)
على بعضِ ما وقع في تلك الرسالة من الْخَطَا، لأَلاَّ تَزِلَّ بِكَ الْخُطىَ (بضمّ الخاء المعجمة، وهي جَمعُ خُطْوَةٍ)،
كُلُّ هَذِهِ الصِّيَغُ المسجَّعَةُ تدلّ على اهتمام ابن عابدين بالقشرِ وليس باللُّبِّ. إذْ نشاهد من خلال كلامه أنّه مفتتنٌ بزخارف القول ليسحر بها العقول وهو منهمك في الدّفاع عن خالد البغداديّ لسببٍ غيرِ شديدٍ، إذ ينقل من كلامِ الشخص الّذي نال من خالد، فَعَادَ يُهَاجَمُهُ بقولِهِ:
قال ذلك الزاعم المزاعم: (كلاهما اسم فاعل من أصل واحد، والموالاة دلالةٌ على التّشْديد). ومن جملة ما نقل ابنُ عابدين من كلام هذا الشخصِ الّذي لَمْ يُسَمِّهِ في البداية، يفيد: أنّ الشيخَ خالدًا يقوم بتسخير الجنِّ، ويستعين بالأرواح الأرضية الخبيثة، ويدّعي علمَ الغيبِ عن إخْبار الجانِّ له، ويدّعي أنّه قَتَلَ وَرَبَطَ كثيرًا من العفاريت والجانِّ، كلّ ذلك بإقراره مع أنّه يدّعي الولايةَ والإرشَادَ في الوقتِ نَفْسِهِ.
ثمّ يستطردُ هذا الشخصُ قائلاً:» فلمّا كان السُّؤَالُ متعلِّقًا برجُلٍ مُشَخَّصٍ مُعَيَّنٍ مذكورٍ باسمه، اقتضى التوقّف والتفحّص عن أحواله ليتحقّق عندي جميعُ ما في السّؤال ... «
فيدلّ كلامُ (هذا الشخص المجهولِ) الّذي استرسلَ فيه أنّه قد فَحَصَ وفتّشَ الأمرَ وَبَحَثَ، حتّى شهدتْ جماعةٌ بكلِّ ما قد سَجّله من أمر هذا الشيخِ، وذكر أسماء بعض المعروفين من هؤلاء الشهود، وهم: الشيخ إسماعيل النقشبندي، والشيخ أحمد علي آغازاده الكردي، والشريف أفندي الدياربكري.
كما أنّه بعد وصفِهِ أتباعَ الشيخ خالد بـ (الفرقة الخالدية الضَّالة المضلّة)، أضاف قائِلاً:» بِأنّه لم يُنْكِرْ ولم يَكْتُمْ أحدٌ من هؤُلاءِ ما نُقِلَ عن شيخهم؛ بل أقرّوا بِأنَّ الشيخَ خالدًا نفسهُ يفتخر بما يظهر منه من هذه الأمورِ ويعدُّهُ من جُملَةِ خوارِقِهِ وعلامةِ ولايتِهِ «.
ثمّ لخّصَ هذا الشخص مقالته فقال:» فَثَبَتَ عندي صدقُ ما في السؤالِ ( ... )، فبادرتُ إلى الجواب ( ... ) ومن كتم علمًا أُلجِمَ بلجَامٍ من النار. فأجبتُ متوكّلاً على الله التوّاب قائلاً بِأنّه ساحرٌ بِالإجماعِ. أي باتّفاق المحقّقين من علماءِ المذاهب الأربعةِ «.
قال ابن عابدين: هذا تصّ كلامِهِ. (ص/5)
...
بعد هذه النقولات، بدأ ابن عابدين بمعاتبة هذا الرجلِ ورميه بالتعسُّفِ والمجانبةِ عن طريق الإنصافِ من جهةٍ، كما وقف بجانب الشيخ خالد موقف المدافع المتحمّسِ المفتدي من جهةٍ أخرى.
ومن الغريب أن ابن عابدين الفقيه يعبّر عن فائِقِ إعجابِهِ بالشيخ خالد الصّوفيِّ بقوله:
» فإنّ الّذي شاهدناه من حالتِهِ البديعةِ ( ... ) إحْيَاؤُهُ بُقَعَ الْمَسَاجِدِ والخَلَوَاتِ بإقامة الأذْكَارِ والأورادِ والصّلواتِ ... إلخ. «كأنّ إحياء المساجد مقصورةٌ على صلوات الصوفيةِ وأورادِهِم وأذكارهم الّتي أكثرها مستحدثاتٌ وبِدَعٌ وحفلاَتٌ سرِّيَّةٌ وحلقاتٌ شيطانيةٌ وشطحاتٌ وخرافاتٌ إسرائيليةٌ وضجيجٌ ومبالغاتٌ وهذياناتٌ مستورثةٌ من البوذيةِ والمانويةِ والشامانيةِ وغيرها من الأديان الوثنيةِ ومن التيارات الفلسفيةِ. كلّها مخالفةٌ لأذكار رسول الله صلى اله عليه وسلم، وَمُنَافِيَةٌ لِمَجَالِسِهِ وأحوالهِ ومناسكهِ ونوافله الطيِّبةِ الشّريفةِ الثابتةِ في سنّتِهِ النّبوية الطاهرةِ البيضاءِ. ثمّ يدّعي ابن عابدين: أنّ هذا الشيخَ كان له بعض مريدين قد طردهم فتطاولوا عليهِ بالفريةِ. (س/6)
أمّا مسألةُ الطردِ عند النقشبنديةِ، فليس أمرًا بسيطًا كما هو شائعٌ بين الناس. إذ أنّ الطردَ عند العامّةِ هو الإبعاد المحض. أي إذا طردتَ شخصًا من مكانٍ تكون قد أبْعَدْتَهُ من تلك الساحة بخلافِ ما قد اصطلحتْه الصوفيّةُ. أمّا عندهم، فالمريدُ إذا طرده الشيخُ أصبح مطرودًا ومبعودًا من باب اللهِ أيضًا، ومن باب رسوله ... وهو شقيٌّ من أهل النار بعد ذلك على التأبيد. ويحرم عليه الجنّةُ وإن قضى جميعَ حيَاتهِ ساجدًا لله تائبًا إليهِ ومستغْفرًا؛ فلا ينفعه عملٌ صالحٌ حتىَّ يرضى عنه شيخُهُ (!) وهذَا أشبه ما يكون بقرارات بابا (الزعيم الروحيّ للمذهب الكاثوليكي) المعروفةِ بالأفوروز Aphorose ضدّ العصاة المسيحيّينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/100)
هذا، وليس من الأمور الخفية ما قد جرتْ من مشاحناتٍ مريرةٍ وصراعٍ متواصلٍ بين مشايخ الطرق الصوفيةِ في المنطقة الشرقية من تركيا بسبب اتّهام بعضهم البعض الآخر بأنّه مطرودٌ من قِبَلِ شيخه وأنّه لا يجوز الإنابة إليه. وكمثال على ذلك: فإنّ أسرة الشيخ محمد الكُفرويّ ألْصَقَتْ هذه التُّهمةَ بالشيخ صبغة الله الحيزانيّ، فأفضى ذلك إلى عداءٍ شديدٍ بين هاتين الأسرتين حتّى كانت جماعاتٌ من مريدي الشيخ محمد الكُفرويّ تقصد من مدينة آغري A?R? وتصل إلى ضواحي مدينة بدليس B?TL?S بشقّ الأنفس، حيث بها ضريح الشيخ صبغة الله وخليفته الشيخ عبد الرحمن التاغي المعروف بين معارضيه بالشيخ الطاغي، كانوا يقومون بمثل هذا السفر الذي يكلّفهم، لِمُجَرَّدِ أن يبصقوا على قبورهم وأن يصبّوا على أرواحِ المدفونين في هذهِ المقبرةِ جامَ غضبهم بأنواع السّبِّ والشّتمِ واللّعنِ! وما زالت هذه العداوةُ قائمةً بين الأسرتين منذُ مائةٍ وخمسينَ عامًا. كلُّ ذلك أسفر عن ادّعاء الكُفروِيّينَ: أنّ الشيخَ صبغةَ اللهِ الحيزانيَّ اغتصب منصبَ الخلافةِ في الطريقة النقشبندية، وادّعى وراثةَ عبد الله الهكّاريّ من غير استحقاق، بينما كان هو في الحقيقة خليفةَ خليفتِهِ (الشيخ طه) الذي طرده من الطريقة، وأعلن أنّه دعيٌّ منتحلٌ كذَّابٌ. ومعنى ذلك: أنّ الشيخ صبغةَ اللهِ الحيزانيَّ نازع الشيخ الكفرويَّ على منصبه في الطريقة وعلى رتبته في السلسلة النقشبندية بهذا الإدّعاء. تلك السلسلة التي يزعمون أنها متّصلة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم (!)
ويعود الخلاف بين هذين الخصمين إلى أنّ كلاهما كانا خليفتي الشيخ طه الهكّاري، والقصّة طويلة لا محلّ لها من الإعراب.
هكذا فإنّ مفهوم الطّردِ عند ابن عابدين العلاّمة الفقيه (!) لا يختلف عن مفهومه عند الباطنيةِ. ونستنتج من هذا: أنّ مَن كان قد طرده الشيخُ خالدٌ، فإنّه كان مطرودًا عند الله في اعتقاد ابن عابدين ...
إنّ مسألةَ الطردِ عند المقشبنديّينَ، تتّضح بكلِّ ما فيها من دجلٍ وتضليلٍ عَبْرَ كلماتِ خالِدِ البغداديِّ بالذّات، في رسالةٍ بَعَثَهَا إلى مريديه في إسطنبول، يحذِّرُهُمْ فيها مخالطةَ رَجُلٍ طَرَدَهُ من طريقتِهِ، وَيُهَدِّدُهُم أنّه سوفَ يقطعُ هِمَّتَهُ منهم، أي أنّه لن يَمُدَّهم بكراماتِهِ في الدنيا ولا بشفاعَتِهِ عند اللهِ يومَ القيامةِ إنْ خالَطوهُ واتَّبَعوُهُ، كما يخبِرُهُم بأنّ ذلك الرجلَ مطرودٌ. وأمّا مفهوم الهمّةِ عند النقشبنديّين فإنّه مُعْتَقَدٌ هامٌّ جداًّ في طريقتهم، وقد ذكروا منها ما لا يُحصى من حكايات عريبةٍ من طيِّ الأرضِ لهم، ومشيِهم على البحر، وطيرانِهم على أجنهة السُحُبِ وأمثالِ ذلك على سبيل الاستشهاد بكراماتهم ... ومعنى الهمّةِ عندهم: أنّ الشيخ يمدُّ مريدَهُ متى أصابته نازلةٌ فناداه، يقطع مسافاتٍ شاسعةً فيحضر عند مريدِهِ ويُنقِذُهُ مماّ حلّ به من البلاءِ.
وهذا مقطعٌ من نصِّ كلامِ خالد البغداديِّ في صدد همّتِهِ، ورد ذلك في رسالةِ ابن عابدين.
يقول البغداديُّ:
» فألآنَ أُخْبِرُكُمْ بِأَنّي وَجَميِعَ رِجَالِ السِّلسِلَةِ تَبَرَّأْنَا مِنْ عَبْدِ الْوَهَّاب، فَهُوَ مَطروُدٌ عَنِ الطَّريِقَةِ، فَكُلُّ مَنْ تَصَادَقَ مَعَهُ لأَجْلِ الطَّريِقَةِ فَلْيَتْرُكْ مُصَادَقَتَهُ وَمُكَاتَبَتَهُ، وَإلاَّ فَهُوَ بَريءٌ مِنْ إِمْدَادِ هَذَا الْفَقيِرِ، وإمْدَادِ السَّادَاتِ الكِرَامِ، ولاَ أرّضىَ أنْ يُكَاتِبَنيِ وَلاَ أنْ يَسْتَمِدَّ هِمَّتيِ بَعْدَ وُصوُلِ هَذَا الْمَكتوُبِ إِلَيْهِ ... «
نعم، فإنّ ابن عابدين العلاّمة الفقيه (!) أيضًا كان يعتقد بهذه الخذعبلات. ولعل هذا هو من الأسباب التي دفع ابنَ عابدين إلى هذا الميدان حتّى اصبح جنديًّا يدافع عن قلعة الصوفية.
يستطرد ابن عابدين قائلاً:
» فَعَلِمْنَا أنّ ما ذَكَرَ (أي هذا الرّجلُ المطرودُ) كذبٌ وافتراءٌ. ويستبعد ابن عابدين بهذا الرّأي الجازم أن يكون الشيخ خالد قد قال شيئًا ممّا نُسِبَ إليه (أنّه يقوم بتسخير الجنِّ، ويستعين بالأرواح الأرضية الخبيثة، ويدّعي علمَ الغيبِ عن إخْبار الجانِّ له، ويدّعي أنّه قتل وربط كثيرًا من العفاريت والجانِّ ... ). إذ أنّه لو لم يكن يخشى الله لخشي العباد أن ينحطّ قدره على الأقل «. (ص/6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/101)
كان هذا لفظ ابن عابدين بالذّات!
ثمّ أشار إلى» هذه الإدّعاءات الباطلهِ «على حدّ وصفه إيّاها:» فإنّه ممّا تأنفه الأسماع وتمجحه الطباع «
وبالاختصار يقول ابن عابدين: إنّ الشيخ إسماعيل المذكور لم يقل كما أخبر عنه كاتب الرسالةِ، وإنّما أفاد أنّه كان يسمع أصواتًا خفيّةً، ولم ير أحدًا أثناء الذكر والحلقة التي يسمّونها: التّوجُّه. (ص/7)
فأنا تذكّرتُ هنا أمرًا بهذه المناسبة، وهي أنّ مشايخ الطريقة النقشبندية بالمنطقة الشرقية في تركيا كانوا يقيمون طقوسًا غريبةً لا يعرفها المسلمون ولا يعترفون بها، ومن جملة هذه الطقوس أنّهم كانوا يعقدون حلقةً خاصّةً تختلف عن حفلة (ختم خواجكان)، ويسمونها التوجُّه. ومن الغريب أن مشايخ هذه الطريقة بالمنطقة الغربية لا يعرفون عن هذه العادة شيئًا، رغم ما يدّعون أنّهم يتّصلون بتلك السلسلة المزعومة، ورغم اتّحادهم معهم في الطريقة والمشرب والمُعتقد. وهذا من الحجج التي تدلّ على عدم استقرارهم وبطلان دعواهم التي لا تقوم على أساس من الحقّ.
ثم يسجّل ابن عابدين نصَّ رسالةٍ كتبها الشيخ إسماعيل المذكور، يتبرّأ فيها كاتبها عمّا أُسنِدَ إليه، كما يعتزّ بشيخه خالد النقشبنديّ، ويمتدحه مدحًا طويلاً، ثمّ يتبرّأ من كلّ مَنْ يتوهّم السحر أو الكفرَ أو الفسقَ أو البدعة في حقّ شيخه. كذلك يتبرّأ خاصّةً من كاتب الرسالة التي طعن بها في شيخه، وسمّاه هنا، بعد أن امتنع من ذلك عبر حديثه، فقال:» لاسيّما من المنكر المطرود الذي اسمه عبد الوهّاب ... «. (ص/8)
لقد كنتُ في قلقٍ منذ بدأت أتصفّح رسالة (سلّ الحسام الهندي)، هذه التي تَنَاوَلْتُهَا، وَاتَّخَذْتُهَا موضوعًا لِبَحثي ودراستي حول الطريقة النقشبندية، كنتُ في قلقٍ لأتعرّفَ على اسم هذا الشخص الذي سلّ ابن عابدين الْحُسَامَ عليه لينتقمَ منه عن خالد البغداديّ، ولكنّه لم يذكره ألاَّ بالضمائر استخفافًا به، حتّى وصلتُ إلى هذا المقطع من الكتاب، فوجدتُ اسمَهُ مذكورًا في رسالةٍ أُخْرىَ منقولةٍ ضمنَ سطورِ ابن عابدين. وهذا يعني أنّ ابنَ عابدين، بلغ منه الغضبُ على هذا الشخص حتّى جعله يكره أن يذكر اسمه في كتابٍ لم يدوّنه إلاّ ليملأه باللّعن عليه. وبذا عرفنا أنّ ذلك الشخص الّذي اصبح غرضًا لسيف ابن عابدين اسمه (عبد الوهّاب السوسي).
ويدّعي الشيخ إسماعيل (على حدّ قولِهِ): أنّ عبد الوهّاب، هذا الطاعن في خالد البغدادي:» قد بنى فضولَهُ على خبرِ قصّةِ الشيخ إسماعيل بالذّات عليه (أي على عبد الوهّاب السوسي)، فيكون عبد الوهّاب قد تصرّف فيما نُقِلَ إليهِ. فزاد عليه أو حرّفهُ بألاستعانةِ بأحد الأشخاص المطرودين من باب الشيخ خالد، حيث كان هذا الشخص مع الشيخ إسماعيل في حجرةٍ مغلّة البابِ، فسمع أصوات الأجنّةِ تذكر اللهَ. فلمّا قصّ هذا الخبر على عبد الوهّاب استغلّ هذه القصّة فزاد فيه ما زاد. «
ثمّ عثرتُ على اسم هذا الرجل في رسالة أخرى مدوّنةٍ باللغة التركيةِ ألّفها شخصيةٌ من كبار الأعلام في تركيا اسمه قَسِيم كُفْرَويِ، يتطرّق فيها إلى نفس النزاع، فيقول:» إنّ عبد الوهّاب السوسي كان من خلفاء خالد البغداديّ. فكلّفه شيخه خالدٌ بنشر دعوته في إسطنبول. ولماّ بلغه أن عبد الوهّاب يأمر الناس بالرابطة لنفسه، طرده من طريقته بعد أن جرت بينهما مشاجرات ومساجلات ... «. كذلكَ وردت هذه القصّةُ في عددٍ أخرى من الرسائل والكُتُبِ للنقشبنديّينَ وغيرهم. فمن أراد المزيد من المعلومات حول هذه القصّةِ، يكفيه مراجعة (الحدائق الوردية في حقائق أجلاّء النقشبنديةِ) لِعبد المجيد الخاني.
أمّا (الرابطة): فهي صلاة في الديانة النقشبنديةِ مأخوذةٌ من معتقدات مجوس الهند، ويغلب أنها مقتَبَسَةٌ من كتاب السطرايات للراهب الهندي المعروف باسم (باتانجالي Patanjali). تنشب أحيانًا بسبب هذه البدعة فتن بين المسلمين والنقشبنديين في تركيا.
أودّ هنا أن أشير بالمناسبةِ إلى أنّه ظهر لي أثناء مطالعةِ رسالة (سلّ الحسام الهندي) لابن عابدين، أنّ المؤلّفَ كان متأثرًا إلى حدودٍ بعيدةٍ بظروف عصره والبيئة التي نشأ فيها. وتشهد على ذلك كلماته المسجّعةُ وما يبدو من خلالها من تكلُّفٍ وتصنُّعٍ وتشدُّقٍ. كلّ ذلك ليُظهِرَ به مهارتَهُ في تنسيق العبارات واتقانَهُ في التعبير بسحر الكلمات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/102)
لقد كان عصرُ ابن عابدين مرحلةً خطيرةً انتشرتْ فيها الفتنُ وعمَّ فيها الفسادُ، وساد الاضطراب على الحياة الاجتماعية في جميع أرجاء المعمورة، خاصّةً العالم الإسلامي شهد انهيارًا بالغًا في الأخلاق والسلوك، فأدّي ذلك إلى ضياع الرُّشْدِ وغياب القِيَمِ الساميةِ والفصائل، حتّى احتلّتْ مكانها بِدَعُ الصوفيةِ وخرافاتُ السحرةِ والمشعوذين. نشاهد موقفَ ابن عابدين الغافلَ عن أحداثِ وتطوّرات عصرِهِ في كلّ كلمة من عباراته. ونجده في سُباَتِهِ العميق كَجَهَلَةِ زمانه لا يفطَنُ إلى شيءٍ بدتْ أماراتُهُ، بل استخدم عِلْمَهُ ومعرفته واستهلك وقته في الرّدّ على شخصٍ هاجم شيخًا من شيوخ الصوفية وهو في غنىً عن ذلك، بينما كان عليه أن يستخدم علمه في إيقاظ المسلمين وإثارة مشاعرهم للوقوف أمام التيارات الهدّامة والفلسفات الماكرة من التصوّف والفرمسونية وأشكال غريبة من الزندقة والكفريات التي أماتت الحميّةَ والغيرةَ الإيمانيةَ في قلب الرجل المسلم وجعلتْ العالمَ الإسلاميَّ فريسةً للأمم الكافرةِ بمدّةٍ قليلةٍ بعد موت ابن عابدين، فانهارت دولة المسلمين، فسقطوا بأيدي أعداءهم، وزحف الغربُ على الوطن الإسلاميّ بكامله فاستعمره، وترك فيها من خبائثه يوم غادره. ثمّ بنوا على أنقاض هذه الدولة العظيمة دويلاتٍ قَزَمَةً وفرّقوا بذلك صفوف المسلمين وشتّتوا شملهم وجعلوهم شيعًا وأحزابًا، كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
ولكن لم يستطع شيوخ الصوفية المدرّعون بدفاع ابن عابدين وأمثالِهِ أن يُنْقِذوا المسلمين من هذه البلايا على الرغم من تعظيم ابن عابدين لهم وما يعتقد فيهم من البركة والكرامة والتصرّفات المعنوّية.
ثمّ سجّل ابن عابدين في رسالته (ص/8)، مقطعًا آخر من كلام عبد الوهّاب السوسي، جاء فيه بالاختصار: أنّ عبد الوهّاب استشعر أنه سيصبح هدفًا للأغراضِ على استشهاده بمن هو عدوٌّ لنفسِ الشخص الذي يعاديه، فعابه ابن عابدين بمثل هذا الاستشهاد وبحججٍ أخرى يدلّ كلامه على سعة علمه وكمال معرفته بطرق الاستدلالِ، على الرغم من غفلته عن واقع عصره. إلاّ أنّه نقل شيئًا من كلام ابن حجر الهيتمي الذي تدلّ ألفاظه على انتصاره للصوفية وتساهُلِهِ مع الباطنيةِ على طريقة ابن عابدين، ممّا يسبّب ذلك عدم الثقة برأيهما. ويُستَغرَبُ من مثلهما هذا الموقف.
ثمّ ينهال ابن عابدين على هذا الطاعن في الشيخ خالد بالتكذيب المتواصل، مستدلاًّ بآياتٍ كريماتٍ عدّةٍ، ويرميه بالحسدِ والافتراء والزور، كما يحاول إبراءَ ساحة الشيخ خالد من الكفر والزّندقةِ بدلائلَ منقولةٍ من كُتُبِ الرّجالِ كابن حجر الهيتمي وابن شحنة ... ويعزّزها بطائفةٍ من الأخبار والأشعار.
ثمّ بعد كلّ هذه المقدّمات والتعليلات، والحُكْمٍ على عبد الوهّاب، والإجابةِ على سؤالٍ مفروض بأنّ» القاعدةَ الّتي عليها التّعويل بين أهل التفريع والتأصيل: أنّ الجرح مقدّمٌ على التعديل «.
سلك ابنُ عابدين نفسُهُ خلاف هذه القاعدةِ بحجة:» أنَّ هذه في غير مَن اشتهرت عدالته وظهرت ديانته، وفي غير مَن عُلِمَ أنّ التّكلُّمَ فيه ناشئٌ عن عداوةٍ ... إلخ «. (ص/12)
ثمّ انتقل ابنُ عابدين بعد ذلك إلى شرح أمورٍ متعلّقةٍ بموضوع الطعن فقال:» ولنشرح لك هذا المقالَ تتميمًا للمرام في أربعةِ فصولٍ «. (ض/14)
» الفصل الأوّل: في بيان حقيقة الكرامة «
» الفصل الثاني: في بيان حقيقة الجنّ والفرق بينهم وبين الشياطين، وجواز رؤيتهم والاجتماع بهم «
» الفصل الثالث: في بيان السحر وأقسامه وأحكامه ... «
» الفصل الرابع: في بيان دعوى علم الغيب إلى آخره ... إلخ «
وربما يكون ابنُ عابدين قد أصاب في توضيحاته الّتي أوردها ضمن الفصول الثلاثة الأولى، وقد بذل جهدًا بالغًا في الكشف عن أسرار مفهوم الكرامةِ والسحرِ والاستدراج وأمثالها من الخوارق. ولله درّه في شرح مسائلها وبيان الفوارق الموجودةِ بينها. ونقل ما يتعلّق بها من آياتٍ وأخبارٍ وآراءٍ للعلماءِ. كذلكَ حسنُ ترتيبه لهذه الفصولِ وتبويبه لكلّ مسألةٍ على حدةٍ، وأسلوب استدلاله. كلّ ذلكَ جدير بالتقدير مما يدلّ على معرفته الواسعةِ وباعه الطويل في مختلف العلومِ. ومع هذا المستوى الرفيع والعقل الراجح والحرص المتزايد في استنباط الحقائق فقد انثنى ابنُ عابدين عن منهج العلماء المحقّقين عندما تدخّل في دعوى علم الغيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/103)
فعلى الرغم من وجود النصوص القاطعةِ في كتاب الله بأنّه وحده تعالى منفرد بعلم الغيبِ» وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُو «. (الأنعام59).» قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُون «. (الأنعام/50).» قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون «. (الأعراف/188).
فقد أغضى ابنُ عابدين عن كلّ هذه البراهين القاطعةِ وتكلّف في تأويل الآية الكريمة:» فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ «. (الجن/26 - 27)، وتمسّك بالقيل والقال بُغْيَةَ أن يُشْمِلَ هذه الآيةَ على غير الرّسلِ من البشر من أولئك الّذين يحظون الشهرةَ بِالْتِفَافِ الرَّعَاعِ حولهم، وبإطلاقِ بعض الناسِ صفةَ الولايةِ عليهم وإن لم يدعوها لأنفسهم.
ثم أنهى ابن عابدين رسالته هذه» بخاتمة مشتملة على نبذة يسيرة «وليست بيسيرة في الحقيقةِ وذلك» عن بعض العلماء الأعلامِ من معاصري هذا الإمام الذين شهدوا له بالفضل التامّ وبأنّه من العلماءِ العاملين والأولياء الكرام «على حدّ قوله وطبقا لذوقه السقيم وعقله المتخلّف القديم، فلا يستحق أن نهتمّ به لبساطة إطلاقه وخلطه ومراوغته ومجازفته ...
أمّا بعد هذه الدراسة السريعة لرسالة ابن عابدين المسماة» سلّ الحُسام الهندي ... «، فأقول مستعينًا بالله سبحانه على سبيل الإيجاز: أنّ في هذه الدراسة أمورًا بجب الوقوف عليها بامعانٍ وتحليلها في ضوء الكتاب والسنة:
أوّلها: أنّ ابن عابدين –غفر الله لنا وله- قد دوّن هذه العجالةَ ردّا على شخصٍ اسمُهُ عبد الوهّاب، ولم نعثر على شيءٍ من آثارِهِ إلاَ ما ذكرناه. وتَجِبُ الإشارةُ هنا إلى أنّ عبد الوهّاب هذا الرجل المستهدف ليس هو محمد بن عبد الوهّاب (1703 - 1792م.) الزعيم النجدي الذي تُنسَبُ إليه الطائفة الوهّابيةُ، تفاديًا للاشتباه.
وثاني هذه الأمور: هو أنه ثبت لي من خلال عباراته أن ابنَ عابدين غاضبٌ أشدّ الغضب على هذا الشخصِ بسبب تطاوله على الشيخ خالد البغداديِّ، وكأنّه يرى نفسَهُ مُكَلَّفًا بالدفاع عن هذا الشيخ خاصّةً وأكثر من أي فردٍ آخر من جمهور الناس المتهافتين حول هذا الشيخ! فاستغربتُ هذا الموقفَ منه، وودِدْتُ لو عرفتُ السببَ المعقول لهذه المحاولة، كما تمنّيتُ لو عرفتُ نسبتَهُ إلى هذا الشيخ وقرابتَه التي دفعتْهُ إلى هذا الميدان حتّى أخذ على عاتقه أن يقوم بمثل هذه المهمة وأن يتّخذ من هذا الأسلوب الحماسي في الدفاع عنه (!) وقد انتابني الاستغرابُ أيضًا بأشدّ ما يكون، عندما تصفّحتُ أواخرَ كتابِهِ وقرأتُ الفصل الرابعَ من مقالتِهِ إذ يقول للقارئِ بأسلوبه المسجّعِ على سبيل التّنبيه:
» قد ظهر لكَ وبانَ، ممّا قرّرناه في هذا الشأن، أنّ مَن كان من أهل العلم والعرفان، وأخبر عن أمرٍ حَدَثَ أو سيحدثُ في الزمان، ممّا أطلعه عليه الملك المنّان، لا يحلّ لمسلمٍ ذي دينٍ وإيمان، أنّ يتّهمهُ بأنّ ذلك عن إخبار الجانِّ، وبأنّه ساحر وشيطان، وأن يحكم عليه بالكفر والزندقةِ والإلحادِ بمجرّدِ داءِ الحسدِ والافتراءِ والعنادِ؛ فإنّ سهامَهُ ترجع إليهِ، ودعاويهِ تعودُ عليهِ، ويظهر منه خبث العقيدةِ، وأنّ آراءه غيرُ سديدةٍ، ويخشى عليه سرعة الانتقامِ وسوء الختام والعياذ بالله «. (ص/45 - 46)
نعم هكذا ابن عابدين الفقيه الموقَّر بين جماهير الأحناف بل وعند كثير من علماء أهل السّنةِ! قد انحطّ إلى هذا الدرك الّذي يأسف عليه كلّ ذي علمٍ بالحلال والحرام، وكلّ ومطّلعٍ على العقيدة في الإسلام. فنسأل الله تعالى أن يكون قد ندم وتاب عن هذه الفضيحةِ بعد أن سجّل هذه التُّرَّهات. ولعلّ بعض الأقلام المسمومة قد جرت على حسابه والله أعلم بالخفايا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/104)
أمّا الشيخ خالد البغداديُّ هذا الّذي اختلفت الأقلامُ بين طاعن فيه ومدافع عنه، فقد أوردتُ ترجمته في الفصل الرابع ضمن كتاب ألّفتُهُ تحت عنوان (الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها)؛ ولكنّني أرى أن أذكر هنا أيضًا نبذةً من أحوال هذا الشخص الخطير الّذي جاءَ بنظرةٍ روحانية جديدةٍ أشغل بها عقول ملايين الناسِ في عبادة اللهِ منذ قرنين. فحدث بذلك تغيّرُ جذريُّ في عقائد المنتسبين إليه، وانتشرت بدعته خاصّةً بين الأتراك والأكراد على الساحة التركية.
خالد البغداديُّ رجل من أكراد العراق ينتمي إلى العشيرة الميكائيلية القاطنة بضواحي مدينة السليمانية. وُلِدَ البغداديُّ عام 1778 للميلاد، ونشأ في المنطقة نفسها. درس على جماعة من الملالي الّذين جرت العادةُ على تسميتهم بالعُلماءِ وهم في الحقيقة لم يكونوا من العلماءِ. إذ لا شكّ أنّ العلم هَجَرَ أرض المسلمين منذ قرونٍ وحلَّتْ بهم حقبةٌ مظلمةٌ بعد القرن الثالث من الهجرة النبوية عليه السلام ودامت إلى هذه الأونة. بهذا طبعًا لا يجوز إطلاقُ صفة العلمِ على البغداديِّ أيضًا ولا على أحدٍ من الملالي وشيوخ الصوفيةِ. إذ أنّهم طبقة من أهل الرهبنةِ والجهل والعمى، لا حظَّ لهم من العلوم والمعارف والثقافةِ المعتَرَفِ بها في العالَمِ المتحضِّرِ؛ بل كانوا ولا يزالون يدرسون ركامًا من الكتب ذات الورق الأصفر التي حشاها نفر من شيوخ العجم بعباراتهم المعقّدةِ، كتبوها في عصور الظلامِ مثل كتاب العزِّيِّ في الصرفِ وكتاب الإظهار والنتائج وحلّ المعاقد والفوائد الضيائيةِ في النحوِ. وعدد أخر من كتبهم مدوّنةٌ باللغة الكرديةِ مثل كتاب الظروفِ والتركيبِ في النحو العربيِّ. كلُّ هذه الكتب خالية من القيمة العلمية لا فائدة فيها، عباراتها غامضةٌ ومعقّدةٌ، لم ينجح مؤلِّفوها في الأسلوب والتبويب. فضلاً عما حشدوا فيها من شروحٍ وحواشي مطوّلةٍ زادتها غموضًا فحوّلتها إلى ألغازٍ أعيتْ مَنْ تناولها من الطلبة والمدرّسينَ، فأشغلتهم عن الانفتاح الّذي يشهده العالَمُ المتحضِّر وعن الصحو الّذي بفضله قطع جماهير المثقّفين شوطًا بعيدًا في مضمار العلوم والفنون. كما أنّ هذه الكتب غير معروفة في البلاد العربية. والطّامّة الكبرى أن التلاميذ كانوا يحفظون هذه الكتبَ طوال مدة لا تقلّ عن خمسة عشر عامًا. ثم تعود عليهم بالخسران والندم حين يتخرّجونَ وهم غيرُ ذي كفاءةٍ لأيّ عملٍ. لذا منهم مّن يمارس الشعوذةَ، ومنهم مّن يصبح ذيلاً للصوفيةِ طلبًا لرغيفٍ يُشبِعُ به بطنَه.
كان خالد البغداديُّ من أبناء هذه البيئة المتخلِّفَةِ. ولكنّه كان لَبِقًا نشيطًا جريئًا متلوّنًا يتقلّبُ مع الظروفِ بصبرٍ وينسجمُ مع كل مَنْ يرجو منه المصلحةَ ويستغلُّ الفرصة في حينها. ساعدته هذه الطبيعة حتى استطاع أن يحقق جميع أهدافه ويصبح رجلاً مرموقًا يتهافت عليه الآلافُ، وإن كانوا من الأوغاد والرعاعِ. ذلك أن مِنْ واقع الحياة الاجتماعية أن الإنسانَ متى حظي من الشهرة واحتفل به الناسُ وخاصّةً إذا كانوا صادقين في ولاءهم له، هانت عليه صعاب الأمورِ ودانت له الرقاب. هذا ما حصل للبغداديّ حتى طارت شهرته إلى الآفاق. فلم يحتمل لأحد، حتّى للعلماء أن يدققوا النظر في دعوته الجديدة، عَمَّا إذا تُوَافِقُ أصولَ الدّيِنِ أم هي بدعةٌ أو سلسلةٌ من معتقداتِ الديانة البوذية والهندوكيةِ!
كان خالدٌ ماهرًا في استمالة قلوب الناسِ والتحكّم في رقابهم. نَجَحَ بذلك في جمعِ نُخْبَةٍ من رجالاتِ الأكرادِ تحت زعامته، ونفذ إلى قرارة نفوسهم بسحره حتّى غدوا عبيدًا يعكفون على أعتابه وهو يسيطر على نفوسهم وعقولهم بعد أن عوّدهم على صلاة الرابطةِ وهي شطرٌ هامٌّ من طقوسهم، ومبدأٌ أساسيٌّ تقوم عليه هذه الطريقةُ الصوفيةُ اقتبستها من الديانة البوذيةِ. يكمُنُ سرُّ الطريقة النقشبندية في هذا المبدأ الخطير الّذي يجعل من المريد عبدًا ذليلاً أمام شيخه، مُتَفَانيًا فيه، يطيعه في كلِّ ما يأمره، ولو كان محرَّمًا بنصِّ الكتابِ والسُّنَّةِ!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/105)
لعب خالدٌ دوره في نشر طريقته على جميعِ أرجاء المملكةِ العثمانيةِ بجهود أنصارِهِ من ملالي الأكرادِ وعلى رأسهم: عبد الرحمن الكرديّ الْعَقْريّ، وعبد الفتاح الكرديّ العقريّ، ومصطفى الكُلْعَنْبَريّ، والملا عباس الكوكيّ، والملا هداية الله الأربليّ، وملاّ عثمان الكرديّ الطويليّ، وخالد الكرديّ، وعبد القادر الديملانيّ، ومحمّد المجذوب العماديّ، ومحمّد الفراقيّ الكرديّ، ومحمد بن عبد الله الخاني، وإسماعيل الأنارانيّ ... لقد حاول هؤلاء ومئاتٌ آخرونَ من ملالي الأكراد والأتراك بكل ما في طاقتهم، وبذلوا أقصى جهودهم في نشر دعوة هذا الرجل إلى الآفاق دون أن يتأمّلوا هل أنه على حقٍّ أم على باطل، حتّى أصبحت حكومة الدولة العثمانيةِ تتهيّبُه وتعترف بمركزه وتحسب له حسابها. فكانت من نتائج هذا التحفّظ أن اتَّبَعَتْ الدولةُ سياسةً خاصّةً سايرته بها واستغلّتْه في حرب الوهّابيّةِ. إذ وافقتْ هذه السياسةُ أهدافَ الدّولةِ وأهدافَ خالدٍ في الوقتِ ذاتِهِ. لأنّ الدّولةَ كانت في حاجةٍ إلى موافقة الرعيّةِ في هذه الحربِ، فحصّلتْها بتأييدِ خالدٍ.
إنّ الصوفيةَ عامّةً والنقشبنديةَ خاصّةً يكرهونَ أهل التوحيدِ، ويرمونهم بإساءة الأدبِ إلى ذَاتِ النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وإلى الشخصيات المعروفين بينهم بالأولياءِ، كما أنّ أهل التوحيدِ (بما فيهم الوهّابية)، يكرهون سائر القبوريينَ. ولمّا كانت معتقدات معظم الأتراك والأكراد مشوبةً بالوثنيةِ، نالتْ دعوةُ خالدٍ البغداديّ رغبةً عظيمةً بين الطّائفتين، وانتشرت الطريقة النقشبنديةُ على كامل الساحة العثمانية في فترة أقل من ثلاثة أعوام. وصلت دعوة هذه النحلة إلى أقصى بقاعِ شبه جزيرة البلقان غربًا، وإلى تخوم دولة الروس في جبال قوقاز شرقًا، واجتاحتْ منطقةَ كُرْدِسْتَان والأناضول بتمامها في حياة خالد البغداديِّ. كانت هذه التطوّرات في الحقيقة انتصارًا عظيمًا للوثنية الجديدة على أرض الإسلام. وما زال هذا الخطرُ المتنكِّرُ في لباسِ الزُّهدِ والتَّقوى يهدّد الدين الحنيف على هذه الساحة، كما أنّ القلّة من المؤمنين الحنفاءَ من أبناء الْقَوْمَيْنِ التركيِّ والكرديِّ يعانونَ اضطهادًا شديدًا في هذه الآونة الأخيرةِ من جرَّاء التحالُفِ العلمانيِّ-النقشبنديّ.
مات خالدٌ عام 1826 للميلاد وهو نَادِمٌ على ما جاء به من البدع، وألفاظه شاهدة على هذه الندامة إذ يردّد الآية الكريمة {يَا حَسْررَتىَ عَلىَ مَا فَرَّطْتُ فيِ جَنْبِ اللهِ ... } قُبيلَ أن يلفظ أنفاسَه الأخيرةَ. ولعلّ مَن يقول معترضًا أن كلَّ مؤمن يحظى من الصحوة الإيمانيةِ، لا بدّ وأن يُكثر من الاستغفارِ وأن يُظهِرَ الندامةَ وهو على الرمق الأخير. هذا كلام صحيح لا شكّ فيه. ولكنه لا يصلح أن يُحتَجَّ به لإبراء ساحةِ خالد. لأنّه بالذّات يعترف في وصيته بسلبياتٍ صدرت منه على سبيل الإيجاز وهو مضطرٌّ للاختصارِ آنئذٍ حتمًا في تلك الظروف الخطيرة التي حلّت به إذ كان قد أصابه الطاعون، والله سبحانه أعلم به أنه لو كان على كمال الصحّةِ لربما اعترف بأضعافِ ذلك. وهذه كلماته الأخيرة:» لا تزيدوا التكايا عما في عهدي. ومن أراد الإحداث فليعمّر جامع العدّاس «. فقولوا بالله، أيُّ شيخٍ من شيوخ الطرق الصوفيةِ أوصى حتّى الآن بمثل هذا الأمر، ونهى أصحابه عن أن يزيدوا في عدد التكايا؟! هذا أمرٌ لا يستقيم مع المنطق السليم. إذ أنّ النهيّ عن إقامة التكايا معناه النهي عن ممارسة طقوس الصوفيةِ. وهذا قد صدر عن خالد البغدادي بصراحةٍ بالغةٍ من خلال كلماته المنقولة آنفًا. والله تعالى غنيٌّ عن عذابه وعذابنا، كما نَتَمَنَّى أن يشملنا جميعًا غُفْرَانُهُ، إلاَّ أنَّ تأثيرَ هذا الرجل لا يزال يوجّه ملايين الناس في ازدياد التكايا، وإسرَارِهِمْ على بِدَعِهِ، فضلاً عن الاضطهاد الذي يمارسه أنصارُ طريقتِهِ ضد المؤمنين الحنفاءِ في تركيا اليوم.
وعلى ضوء ما أوردتُ في هذه العجالة من معلومات هامّةٍ أريد أن أختتم كلامي بنبذة من الوصايا للقرّاءِ الكرام، وخاصّةً منهم القائمينَ بإرشاد الناسِ أن يلتزموا جانب الحيطةَ في ثلاثة أمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/106)
أوّلها، أن يتمسّكوا بمذهب السلف الصالح في التعامل مع كتاب الله العزيز. وأمّا مذهبُ السلف، فهو تركُ التأويل، وعدمُ المبالغة في التفسير، والتفويضُ إلى الله تبارك وتعالى في المتشابهات بلا تعطيل. {وَمَا يَعْلَمُ تَأْويِلَهُ إلاَّ اللهُْ ... }. إنّ الاقتحام في هذا الأمر عدول عن جادّة الصوابِ، كما لا يخفى تمييع أهل التأويل للعقيدة الحنيفةِ ممّا أسفر ذلكَ عن مُعتَقَدَاتٍ باطلةٍ افتتنتْ بها الناسُ وتغذَّت بها النفوس المريضةُ، وقامت على أساسها فِرَقٌ بَاطنيةٌ وأحزابٌ شريرةٌ ضربت الإسلامَ من الدَّاخلِ. ولا يزال المسلمون في شتاتٍ واختلافٍ وتناحُرٍ من جرّائها.
أمّا ثانيها، أن يحذّروا المسلمين من مخالطة الصوفيةِ الّذينَ يظهرون للناسِ في لباس الزهدِ والتّقوىَ، وهم في الحقيقة زائغون عن المنهج الّذي رسمه الله لعباده بأن لا يسلكوا غيره في العبادةِ له تعالى. ولكنّهم أَبَوْا إلاَّ أنْ يخالفوا هذا المنهج، فاختلقوا من تلقاءِ أنفسهم أشكالاً غريبةً من المناسك والتعبّدِ وربما اقتبسوها من طقوس المشركين واليهود والنصارى أسوةً بعبدة الأوثانِ، وتقرُّبًا إلى اللهِ بما يُسخِطُهُ، ورهبانيةً ابتدعوها ما كتب الله عليهم، وما أنزل الله بها من سلطان.
إلاَّ أنّ الأمرَ لا ينبغي أن يكونَ مجرّدَ تحذيرٍ من منطلقِ الحقدِ عليهم والبغض لهم، لأنّ ذلك يثيرهم، فلا يجدي بما هو المطلوب. إذ ليس من المعقول أن يُرجى هدايةُ من يُكرَهُ على الطاعةِ ولو كانت الدعوة إلى الحقِّ الّذي لا مريةَ فيهِ. لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم. (البقرة/256). وقد يكون التشدّد في الدعوة سببًا لتطوُّر الخلافِ بين أصناف الناسِ. إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين. (القصص/56). ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين. (النحل/125). لأنّ التشدّدَ في الدعوةِ ربما يؤدّي إلى تفاقم الفتنةِ والشغبِ، والفتنة نائمةٌ يحرم إيقاظها.
هذا فإنّ مِنْ طبيعةِ عوامّ الناسِ، أنّهم يغترّون دائمًا بظواهر الأمور ويعتمدون على الشكل، لعجزهم عن الإطلاعِ على المقصود به. خاصّةً فإنّ الطبقة العامّية في تركيا معروفة بإفراطها في التقليد. هذه الخصلة أوقعت كثيرًا منهم في الزندقة والبِدعِ باتباعهم شيوخَ الصوفيةِ والمنتحلين. فمتى وجد أحدهم شيخًا مُعمَّمًا وعليه لباس المتنسّكين علقت به نفسه، خاصّةً إذا وجد حولَهُ جماعةً ركن إليه وافتتن به. هذا التقليد الأعمى هو الّذي حمل الناس في هذا البلدِ منذ القديم على اتباعِ شيوخ الصوفيةِ والمبالغة في تعظيمهم وتوقيرهم. حتّى عدّوهم من أولياء الله رجمًا بالغيب، ووصفوهم بما ليس فيم من خصالٍ جليلةٍ، واعتقدوا فيهم ما يستحيل عليهم. وقد بلغ تعلّقهم بمثل هؤلاءِ حتّى إذا تصدّى لهم أحدٌ وأنكر علهم ما يعتقدون في شيخهم من علم الغيبِ والخوارق على أنها من كراماته، تعرّضَ لسخطهم، وربما ناله خطرهم. وقد يشجّعهم موقف شيخهم منهم. لأنّ شيوخ الصوفيةِ يسكتونَ على كل ما يعتقد فيهم أنصارهم مما حرّمه الله، أو ما يستحيل عليهم عقلاً. وربما يثيرونهم على المناوئين.
وليس من القليل ما وجدنا من هذا القبيل، خاصّةً وأنّ المناطقَ التي يسكنها المسلمون من غير العربِ، فإنّ هؤلاءِ الأشخاصَ المستغلّينَ هم أكثر حظًّا في إضلالِ الناسِ وأقدرُ على ذلك في تلك المناطق. كما لا يخفى أنّ الصوفيةَ لا أثر لهم يستحقّ الذكرَ في المناطق العربيةِ. أمّا بقيةُ المسلمين من الأكرادِ والأتراك والشراكسةِ وغيرهم من الأقلّيات العجميةِ، فإنّ العامّةَ منهم تشعر نقصًا بالغًا في نفسِها أمامهم. إذ ينشأُ هذا الشعور من جهلِها بالأمورِ الدقيقةِ في الدين من جهةٍ، كما أنّ الدّياناتِ القديمةَ التي كانت هذه الشعوبُ تعتنقُها في ما سبق، لَها آثارٌ ظلّتْ في نفوسِ البعضِ منهم، ثم تفاقمت وشاعت مع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/107)
الزمان بعد أن أُجْرِيَتْ عليها تعديلاتٌ وتمّ عرضُها باسمِ الإسلامِ من جهةٍ أخرى. وما دامتْ اللغَةُ العربيةُ هو المفتاح الوحيد الذي لا يمكن الوصولُ إلى الإسلامِ إلاَّ بِها، فإنه لابدّ لهذه الشعوبِ أن تهتمّ بهذ اللغةِ لِتُقِيمَ صلَتَها مع الإسلامِ من جدبد وبصورةٍ صحيحةٍ. وإلاَّ فلا يكاد المجتمع يتخلَّصُ من الإضطراب والفوضى السائد على المعتقدات والأفكار في هذا البلد.
كذلك، فإنَّ للشيعةِ أثرٌ كبيرٌ على معتقدات الأكراد السنّيين القاطنينَ في شرق البلاد (المنطقة الواقعةِ على الحدود الإيرانية التُّركيةِ)، وذلك بحكم الجوار. ولهذا الأثرِ ملامح ظاهرةٌ على الحياة الدينية للأكراد. كاعتقادهم بالأئمّةِ الاثنى عشر على غرار الشيعةِ. ويشهد على ذلك ما تتضمّنُهُ رسالةُ (نوبهار) للشيخ أحمد الخاني التي قد ألّفها باللغة الكردية (وأخيرًا قد تمّ تصحيحُها وتنقيتُها من آثار المعتقدات الدخيلةِ)؛ وكاعتقادهم بما يُنسَبُ إلى شيوح الطُرُقِ الصوفيةِ من علم الغيبِ والتصرُّفِ في القدرِ. لذا يتواضعونَ لهم تواضعَ العبد الرقيق لسيِّدِهِ على غرار أهل الرفضِ لآياتهم، بل يبلُغُ هذا التّواضُعُ منهم أحيانًا إلى تذلُّلِ الكلبِ لِصاحِبِهِ. وقد أصبحتْ هذه العادةُ شائعةً بين الجماعات الصوفيةِ كما يشهد على هذه الحقيقةِ ما نقلَهُ ابنُ عابِدين في رسالتِهِ (سَلُّ الحُسامِ الهندي ... ) من كلامِ الشيخ خالد البغداديِّ المعروفِ بين أتباعِهِ بِـ (ذي الجناحين)، أنّهُ يقول:» أنا مِن كِلاَبِ السَّادَاتِ «(ص/37)
أمّا شيوخ الطرق الصوفيةِ في الحقيقةِ ليسوا على علمٍ تامٍّ بِلُبِّ العقيدةِ الإسلاميَّةِ والتوحيد الخالِصِ لأسباب كثيرةٍ تعود إلى الظروف الاجتماعيةِ التي تحيط بهم والبيئة التي يتربَّونَ فيها والمناهج التعليمية الوعرة المتطرّفةِ التي تُطَبَّقُ في مدارسِهم. لذا لا يكادُ أحدٌ منهم يُتقِنُ لُغَةَ الضَّادِ نُطْقًا وكِتابةً، بل يقتصرونُ على حفظِ قواعِدِ الصَّرفِ والنحوِ، ويضرِبونَ مثالاً شيطانِيًّا في العِنَادِ بهذه المحاولَةِ دونَ أن يتذوّقوا حلاوةَ هذه اللغةِ، ولا أن يفطنوا إلى أنّها أداةٌ للتعبيرِ عن كُلِّ ما يُقصَدُ به مِنْ سلبٍ وإيجابٍ. لذا فإنَّ معرفتَهم متفاوتةٌ فيها، بل قليلةٌ غالِبًا، حيث لا يكادُ أحدٌ منهم يكتُبُ وينطِقُ بالعربيةِ حتّى بأدنى ما يدور في خلدِهِ ويدبُّ في ذهنِهِ من أمورٍ بسيطةٍ؛ إلاَّ مَنْ كانَ منهم من أبناءِ أسرةٍ عربيةٍ. كذلكَ إنّهم جهلةٌ بواقع العصرِ والتطوُّراتِ الخطيرةِ بما يعانونَ من الفقر العلميِّ والفكريِّ؛ يأخذُ بعضُهم من البعضِ الآخرِ دونَ معرفةٍ، وينقُلُ منهُ دونَ رويَّةٍ، يقلِّدونَ صناديدَهم بلا وعيٍ، ويعبدونَ الله على غيرِ بصيرةٍ، وإنّما يقتصرُ همُّهُمْ على جمعِ الناسِ حولَهم بطُرُقٍ شَتّىَ وأساليبَ ماكِرَةٍ، وقد تدعمهم الحكوماتُ والسُّلُطاتُ لإبعادِ الناسِ عن الحياةِ السِّياسِيَّةِ حتّى تخلُوَ لَها الجوُّ، وتصفُوَ لَها الأمورُ لِيَتَهَنّىَ رِجالُ السِّياسَةِ والطائِفَةُ الحاكِمَةُ بِما شَاءَتْ لَهم أنفُسُهم.
كذلك، فإنَّ شيوخَ الطُّرُقِ الصُّوفِيَّةِ هم في غفلتِهِمْ يعمهمن، وبأباطيلهم يشتغلونَ. لا يهمّهم ما يحلُّ بالمسلمينَ من عدوانِ أهلِ الكفرِ، وما يتعرَّضونَ له اليومَ في مختلفِ انحاءِ العالَمِ على أيدي اليهودِ والنصارى والمجوسِ من تشريدٍ، وقهرٍ، وظلمٍ، واضطهادٍ، وقتلٍ، وقمعٍ، وإبادةٍ ... أمّا الشيوخ، فإنّهم لا يكادونَ يتقلَّبونَ في حياةٍ موهومةٍ غافلينَ عن كُلِّ ما يجريِ حولَهم من صِراعٍ، وحروبٍ، وتطوُّراتٍ، واكتِشافاتٍ، وأحداثٍ غَريبَةٍ، وانقِلاَبَاتٍ خطيرةٍ، يتأثَّرُ بِها المسلمونَ؛ بل إنّهم زيادةً على هذه الغفلَةِ يتقوّلونَ على اللهِ بِتأويلِ آياتِهِ وحملِها على غيرِ ما أرادَهُ اللهُ، وإنْ كانَ القليلُ منهم يتعمّدونَ التَّلبيسَ والتّدليسَ في ذلِكَ. كما أن أكثرِيَّةَ المعاصرينَ منهم أيضًا غافلون عمّا وقع فيه أسلافُهم من الضّلالةِ على جهلٍ، لعجزِهم عن دركِ الحقيقةِ، وهذا هو السبَبِ الأساسيّ لافتنان الأخلافِ بساداتهم الأوّلينَ وكبراءهم الذينَ أضَلّوا السَّبيلَ، وأفسدوا عليهم الفهمَ الصَّحيحَ. ذلك أنّ إفراطَهُمْ في تعظيم شيوخم هو المصيبةُ الكبرى لِهؤلاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/108)
الأخلافِ. لأنّ شدّةَ اعتقادَهم في أسلافِهم وصلَ بهم إلى درجةٍ من اليقينِ المؤكَّد في كمالِهم حتّى آمنوا بِأنّه يستحيل عليهم الوقوع في الخطأ اطلاقًا. ولهذا يقدِّسونَ شيوخَهم، وينقادونَ إليهم في كُلِّ ما قد وَرَدَ عنهم من أراجيفِ عَبَدَةِ الأوثانِ، وقد يزيدونَ عليها ما تهوي إليهِ نفوسُهم مِنْ كُلِّ بدعَةٍ وهرطَقَةٍ. فَيَتَنَاقَلُهَا جيِلٌ عن جيلٍ. كما أنَّ غالِبَ الناسِ مِمَّنْ هُوَ أعمىَ قلبًا منهم، مُغْتَرّونَ بهم اليومَ. وقد دأبوا لأنفُسِهم أورادًا وأذكارًا ومناسِكَ، أخذوا جُزئِياتِها من الإسلامِ، فركّبوا منها أشكالاً غريبةً، وسَمّوها بأسماءَ مزيجةٍ بالفارسيةِ، مثل:» خَتمِ خواجكان، و هُوشْ دَردَم، و سَفَرْ دَرْ وَطَنْ، و خَلْوَتْ دَرْ أنْجُمَنْ، و يَادْكَردْ، و بَازْكَشْتْ و نِكَاه دَاشتْ، و يَادْ دَاشْت ... «وغير ذلك. وقد اختلقوا صِيَغًا غريبةً من الدعاءِ والمديحِ يُرَدِّدونَها ويؤَلِّهونَ بِها غير اللهِ، ويبالِغونَ بِها في مدائِحِ ساداتِهم كقولِهم:» قطب العارفين، وغوث الواصلين، وإمام المتّقين، وتاج الكاملين، ونور السماوات والأرضين ... «! وعندما يذكرونَ اسمًا من أسماءِ ساداتِهم، يُعَظِّمونَهُ بِدُعاءٍ غريِبٍ. يبدو من هذا الدّعاءِ أنّهم لا يرونه في حاجةٍ إلى رحمة الله، بل يرونه عنيًّا عنها، فيقولونَ:» قَدّسَ اللهُ سِرَّهُ العزيز «أو» قَدَّسَ الله أسرارَهُ، وأفاضَ علينا بِرَّهُ وَبَرَكَتَهُ وَأنوارَهُ ... «إلى غير ذلك مِن شِرْكِيَّاتٍ، وخزعبلاتٍ وإسرائيلِيّاتٍ مخالفةٍ لأسلوبِ دُعاءِ المسلمينَ. إذ لا يستنكِفُ المسلِمُ أن يطلُبَ من الله الرحمةَ سواءٌ كانَ لِنَفسِهِ أو لِغيرِهِ من المؤمنينَ ولو كانَ نبيًّا.
في الحقيقةِ إنّهم يواجهونَ ردًّا عنيفًا ودِفاعًا شديدًا من علماء المسلمينَ في كُلِّ عصرٍ، ولا يبرحونَ في ضيقٍ وحرجٍ لما اقترفوا من الجناياتِ على الإسلامِ بأنواع المُفْتَرَيَاتِ، ويزعمونَ أنَ المسلمينَ لا يعتقدونَ بالشفاعةِ والتّوسُّلِ وكراماتِ الأولياءِ، لأنَّ الصوفيةَ يَعُدّوُنَ صَنَاديدَهم فحسب من الأولياءِ دون غيرِهم، رجمًا بالغيبِ، بينما المسلمونَ لا يعترفونَ بهم. ومِنْ خُرافِيَّاتِهِمُ التي لا حصر لها: أن الولايةَ متسلسلةٌ عند بعضهم في سُلاَلاَتٍ معيّنةٍ من مشائخ الطُّرُقِ؛ فهي عائلاتٌ مقدّسَةٌ عندهم.
ولهذه الأسبابِ كُلِّها يجب الاحتياطُ في معاملة الصوفيةِ، وإرشادٍهم إلى الحقِّ، ومجادلتهم بالّتي هي أحسن؛ لأنّهم أشدّ الناسِ تعصُّبًا وتعنّتًا وحمقًا واغترارً. فإنَّ إقناعَ الأحمقِ والمغترِّ والمكابِرِ مِنْ أشَدِّ الأمورِ تعقيدًا. وقد قال تعالى بشمولٍ وعموم: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ... (الأعراف/146).
هذا، ومن خصائص شيوخَ النقشبندية أنّ أكثرهم يرفضونَ الحوارَ، لذا يستحيل تبادل الرأي والمناقشةِ معهم؛ ذلك لفرط عنادهم، ولإعجابهم بعقيدتهم، واغترارهم بمن أفسدوا عليهم سُبُلَ الهدى وَأَلْبَسُوا عليهم الحقَّ بالباطلِ، واعتزازهم بمن حولَهم من الأنصارِ والمؤيِّدينَ؛ خَاصَّةً فإنَّ الأمرَ يتأكّدُ حذرًا وحيطةً مع الشيوخ الذينَ يتمتّعونَ بكثرةِ رجالِهم، الجَهَلَةِ من المريدين الذينَ هم رهن إشارتهم، ليفتدوا بأموالِهم وأنفسهم في سبيلِ أدنى غرضٍ من أغراض الشيخِ. إنَّ هذا الرصيدَ من القوَّةِ العمياءِ مع العقليةِ الحمقاءِ، هو الذي جعل رجالَ السياسةِ يسايرونهم في هذه البلادِ، ليستغلّوا تأييدَهم في كلّ موسمٍ للإنتخاباتِ. ولله درّ مَن قال:
إذا كانَ الزمانُ زَمَانَ حُمقٍ * فإنّ العقلَ حِرمانٌ وشُؤْمٌ.
فَكُنْ حُمْقيِ مَعَ الحُمْقىَ فإِنّيِ * أرىَ الدُّنيا بدولَتِهِم تَدوُمُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/109)
وممّا يجبُ معرِفَتُها على النّاهِضِ لمُقَارَعَتِهِمْ أن يعلمَ: إنّ دينَ التصوُّفِ يأمر بأشياءَ كثيرةٍ قد أمرَ بِها الإسلامُ قبلَ هذا الدّينِ المستحدَثِ؛ كالزُّهدِ، والتّقوىَ، والعِفَّةِ، والقناعَةِ، والحِلمِ، وصفاءِ السَّريرَةِ، والاستقامةِ والكَرَمِ، والإيثارِ، ومحبَةِ اللهِ ومحبَّةِ رَسولِهِ والصالِحِنَ، وملاَزَمَةِ ذكر اللهِ، والمواظبةِ على النوافِلِ، والشَفَقَةِ على خَلقِ اللهِ، والصَّبرِ، والتَّوَكُّلِ على اللهِ، إلى غيرِ ذلِكَ من الخصالِ الحميدةِ، والأعمالِ الصَّالِحَةِ، والسُّلوُكِ الرَّفيعِ. فليتأكّد المناهضُ لهم بأنّهم يتوارونَ بهذه الأعمالِ والخصالِ في ظاهرهم، ويدافعونَ بِها عن أباطيلِهم.
أمَّا في الواقِعِ فإنَّ هذه الأمورَ كلَّها جُزئِياتٌ من صميم الإسلامِ، وليس لها ادنى صلة بدين التصوُّفِ ولا بالطُّرُقِ الصوفيةِ التي هي في الحقيقةِ مُنظَّماتٌ مشبوهةٌ مُختَلِفَةٌ ذاتُ عَقَائِدَ مَزيجَةٍ بين تعاليم الإسلامِ والأديانِ الوثنيةِ. ذلكَ، أنّ الصوفيةَ قد أقتبسوا مفاهيمَ كثيرةًً من الإسلامِ فاستغلّوها، وتقمّصوا بها عن حظِّ نفسِ، ثمَّ أضافوا إليها ما ليسَ من الإسلامِ في شيءٍ، واختلقوا طقوسًا ومفاهيمَ ومُعتَقَدَاتٍ ما أنزل الله بها من سلطانٍ. كحلقاتِ الّذكرِ، وحَفَلاتٍ سرِّيةٍ (بالسمِ التوجُّهِ والصحبةِ)، ومناسِكَ دَجَلِيَّةٍ مُقَلَّدَةٍ من مناهلِ الشرك والوثنيةِ، (كَرَابِطَةِ الشَّيخِ، وعَدِّ الأذكارِ بالحَصىَ)، واستِعرَاضاتٍ غريبةٍ (كالسّماعِ، والرقصِ، والحركاتِ الموزونَةِ جماعةً وَفُرَادىَ، والعزفِ على آلاتِ الموسيقى، والترنُّماتِ المطربةِ، وطعن الأسياخِ في الجسمِ، وابتلاعِ الموادِّ القاطعةِ، كالزجاجِ وقِطَعِ الأمواسِ، ومَسِّ النَّارِ) ... ولهم أحوالٌ، وأقوالٌ، وأطوارٌ، وَبِدَعٌ مثيرَةٌ كالوثبِ، والقفزِ، والشطحاتِ، ودعوى علم الغيبِ واعتقادِ ذلك في المتنسِّكينَ والمتزمّتينَ من أولياءهم، وقولهم بالمكاشفاتِ، والاتحادِ والحلوليةِ ...
كلُّ ذلكَ مأخوذةٌ من الزرادشتيةِ، والهندوكيةِ، والمانويةِ والغنوصيةِ وأمثالِها من الأديانِ المحرَّفةِ والعقائد الوثنيةِ، والفلسفةِ اليونانيةِ ... خاصَّةً فإنَّ لِكُلٍّ من اليهوديةِ والمسيحيةِ تأثيرٌ كبيرٌ على دين التصوُّفِ؛ وبذلكَ قد مزّج الصوفيةُ ضروبًا شتّى من الأباطيلِ بتعاليم الإسلامِ. خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، ولكنهم لم يعترفوا بذنوبهم وما اقترفوا من جناياتٍ على الإسلامِ، بل أصرّوا دائمًا بأنّهم على الحقِّ وغيرهم على الباطل، قصدوا بذلِك أهلَ التوحيد الخالِصِ ومَن نهاهم عن الشركِ من أئمّةِ المسلمينَ، واعتمدوا على تأويل المتشابهاتِ من الآياتِ كما أشارت لهم أنفسهم، كتأويلهم لقوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. زعموا» أن في ذلكَ اشارةً إلى التوسُّلِ بالأولياءِ والاستمداد من روحانيّتم والتشفُّعِ بهم «(المائدة/35)، كذلك تأويلهم لقوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. زعموا أنّ في هذه الآيةِ الكريمةِ اشارةً إلى اتخاذِ شيخٍ من الصوفيةِ والقيامِ برابطتِهِ، وهي شكلٌ من أشكالِ العبادةِ عندهم.
هكذا تجرّأوا على تأويل الآياتِ من كتاب اللهِ. فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا الله، وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الألْبَابِ. فركّبوا منها دينًا سمّوه التصوّفَ، ورتّبوا منها طرقًا متباينةً، فسقوا بها الناسَ السّمَّ في العسلِ.
هذا وليس من السهلِ لأحدٍ أنْ ينتبِهَ إلى هذه الحِيَلِ المتمثِّلَةِ في التصوُّفِ، ولا أن يكافحَ هذا الخطر الذي يتربّصُ بالمسلمينَ ليَجرِفَهم إلى جهنّمَ وهم يصلّونَ ويصومونَ ويتنفّلونَ ويتبتّلونَ ويذكرونَ اللهَ!!! إلاَّ إذا كان الله قد أقدَرَهُ على ذلكَ وألهَمَهُ رُشْدَهُ، وهداهُ إلى الحقِّ، وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
فريد صلاح الهاشمي
Feriduddin AYDIN
ferid@maktoob.com
الطبعة النانية -2003م.(30/110)
نص غريب عن شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[باز11]ــــــــ[01 - 02 - 05, 09:14 ص]ـ
أدعو جميع الإخوة للمشاركة وإبداء النظر العاجل في الآتي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/ 33):
" فصل والخطأ المغفورفي الاجتهاد هو فى نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط فى غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد ان الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته او اعتقد ان الله لا يرى لقوله لا تدركه الابصار ولقوله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب كما احتجت عائشة بهاتين الآيتين على إنتفاء الرؤية فى حق النبى وانما يدلان بطريق العموم، وكما نقل عن بعض التابعين ان الله لا يرى وفسروا قوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة بإنها تنتظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح .....
أو اعتقد أن الميت لا يعذب ببكاء الحي .....
أو اعتقد أن الميت لا يسمع خطاب الحي .....
أو اعتقد أن الله لا يعجب، كما اعتقد ذلك شريح لا عتقاده أن العجب إنما يكون من جهل السبب والله منزه عن الجهل.
أو اعتقد أن عليا أفضل الصحابة ......
أو اعتقد أن بعض الكلمات أو الآيات ليست من القرآن لأن ذلك لم يثبت عنده بالنقل كما نقل عن غير واحد من السلف أنهم أنكروا ألفاظا من القرآن .......
وكما أنكر طائفة من السلف والخلف أن الله يريد المعاصي لاعتقادهم أن معناه أن الله يحب ذلك ويرضاه ويأمر به ........ ".
ويرجى من الإخوة مراجعة فتاوى شيخ الإسلام في هذا الموضوع للوقوف على النص كاملا.
لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ اللإسلام أو فيه رائحة تحريف لأن النص المذكور ينقل المسائل الاعتقادية المذكورة إلى فرعية، وبذلك يكون الخطأ فيها مغفور، لأنه خطأ في الاجتهاد.
وبيان ذلك أن مسألة الرؤية عند أهل السنة والجماعة وكذلك مسألة التفضيل قطعية، وكيف يكون في النص المتقدم إبداء العذر لبعض من ينكر بعض الآيات والكلمات من القرآن الكريم وهذه عقيدة بعض الروافض.
وعندما وقفت على هذا النص تباحثت فيه مع بعض المشايخ فاستغربه منه لأن هذه المسائل قطعية وتمس المعلوم من الدين بالضرورة.
وقد أشار علي بعض المشايخ الكبار بأنه ينبغي تكوين لجان علمية متخصصة لتحقيق تراث شيخ الإسلام، وإني أتعجب من سرعة الطبع دون تحقيق للنصوص ولا تخريج الأحاديث التي فيها الصحيح والضعيف والمنكروالتأكد من عزو الأقوال والمذاهب لأصحابها وفروق النسخ وغير ذلك.
وبذلك نخرج النصوص المدسوسة والمحرفة من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وهذه إحدى الأمنيات التي كان شيخنا ابن باز رحمه الله يريد تحقيقها.
لكن أحببت التنبيه في هذه العجالة فقط على هذا النقل الغريب الذي يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة.
ـ[بن خميس]ــــــــ[01 - 02 - 05, 10:49 ص]ـ
أخي باز كأنك استعجلت في أمر كان لك فيه أناة وأنت تقول (لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ اللإسلام أو فيه رائحة تحريف لأن النص المذكور ينقل المسائل الاعتقادية المذكورة إلى فرعية، وبذلك يكون الخطأ فيها مغفور، لأنه خطأ في الاجتهاد).تمهل الله يوفقك فهو يعتذر للصحابة والتابعين الذين وقع منهم خطا ولايفرق بين المسائل الفرعية وغيرها وهذا شي معروف عنه
ـ[باز11]ــــــــ[01 - 02 - 05, 11:13 ص]ـ
لا تستعجل الاجابة فالموضوع ليس سهلا وراجع النص في الفتاوى جيدا وأمعن ودقق فى الكلام تجده ينقل حقائق لاتحتمل الاختلاف الى دائرة الاجتهاد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 02 - 05, 01:32 م]ـ
أحسنت يا بن خميس
هذا الكلام لا شك أنه من كلام الشيخ وهذا أسلوبه لا يخفى على من له مراس بكلامه.
وقراءة الكلام من ص19 - 39 كاملا يبين مراد الشيخ من كلامه.
والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 01:59 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/ 33): " فصل والخطأ المغفورفي الاجتهاد هو فى نوعي المسائل الخبرية والعلمية كما قد بسط فى غير موضع كمن اعتقد ثبوت شيء لدلالة آية أو حديث وكان لذلك ما يعارضه ويبين المراد ولم يعرفه مثل من اعتقد ان الذبيح إسحاق لحديث اعتقد ثبوته او اعتقد ان الله لا يرى لقوله لا تدركه الابصار ولقوله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب كما احتجت عائشة بهاتين الآيتين على إنتفاء الرؤية فى حق النبى وانما يدلان بطريق العموم، وكما نقل عن بعض التابعين ان الله لا يرى وفسروا قوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة بإنها تنتظر ثواب ربها كما نقل عن مجاهد وأبي صالح.
- الأخ المكرم .. باز11 ... وفقه الله وبارك فيه
- هذا النصُّ عن شيخ الإسلام له نظائر في غير ما كتاب له، ولا أستحضر الآن تلك النصوص حتى أنقلها.
ولا أرى أنَّ في النص ما يورث الشكَّ في ثبوته عن الشيخ رحمه الله.
أما بالنسبة لقول مجاهد في نفي الرؤية فهذا أمر ثابت لا شك فيه، وانظر تعقيب رقم (23) من هذا الرابط ـ ترى فيه ذلك بجلاء:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3574&highlight=%CA%C3%E6%ED%E1
- وهنا رابط آخر فيه كلام للشيخ شبيهٌ بهذا المنقول هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13438&highlight=%CA%C3%E6%ED%E1
- ثم قد بيَّن الشيخ أنَّ الاجتهاد ما دام بدلالة آية أوحديث وليس عن هوى أو بدعة = فإنَّ صاحبه يكون مغفوراً له.
- ولعلِّي أنشط فيما بعد للبحث عن هذه النصوص التي تضاهي هذا النص، وإن كان ذلك غير ضروريٍّ؛ إذ كلام الشيخ مستقيمٌ في نظري.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/111)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 02 - 05, 02:05 م]ـ
هذا النصُّ عن شيخ الإسلام له نظائر في غير ما كتاب له، ولا أستحضر الآن تلك النصوص حتى أنقلها.
أحسنت أبا عمر:
نحو النص المذكور
مجموع الفتاوى 3/ 229
الأصبهانية ص183
وهناك عدة مواضع غيرها والوقت الآن لا يسمح ..
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 02 - 05, 02:38 م]ـ
أدعو جميع الإخوة للمشاركة وإبداء النظر العاجل في الآتي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (20/ 33):
"لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ اللإسلام أو فيه رائحة تحريف لأن النص المذكور ينقل المسائل الاعتقادية المذكورة إلى فرعية، وبذلك يكون الخطأ فيها مغفور، لأنه خطأ في الاجتهاد.
وبيان ذلك أن مسألة الرؤية عند أهل السنة والجماعة وكذلك مسألة التفضيل قطعية، وكيف يكون في النص المتقدم إبداء العذر لبعض من ينكر بعض الآيات والكلمات من القرآن الكريم وهذه عقيدة بعض الروافض.
وعندما وقفت على هذا النص تباحثت فيه مع بعض المشايخ فاستغربه منه لأن هذه المسائل قطعية وتمس المعلوم من الدين بالضرورة.
.
مسألة التفضيل وقع فيها خلاف بين التابعين ثم وقع الاجماع بعدُ. وهذا معلوم مشهور لايخفى على احد.
وكلام شيخ الاسلام صحيح وليس فيه نقل الخلاف في الاصول الى خلاف في الفروع، بل كلامه ظاهر وهو ان كل من اجتهد وفاق النص وكان من أهل الاجتهاد لم يلم فيما يقع فيه.
والعبرة بالمنهج الكلي الذي عليه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم واتباعهم.
ولو طالعت كتب الاعتقاد الكبار المسندة لرأيت من ذلك ما يشبه هذا منها مسائل القدر وخلاف بعض التابعين فيها كما ثبت عن الحسن (وقد رجع عنه في آخر حياته) وغيره من الاتباع.
وينبغى التروى في الكلام على أقوال اهل العلم وانما يكون بيانه الى اهل العلم وحملته.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 02 - 05, 02:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وينبغي التريث في الحكم على كلام الأئمة
والقول بأن هذا مدسوس ونحو ذلك
فهذه العبارة
(خطأ كبير لاينبغي لطالب العلم أن يسلكه) الا بالحجة والبيان
لابمجرد أنه استغلت عليه العبارة
أو فهم منه غير مراد المصنف
ونحو ذلك
والله أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 02 - 05, 04:09 م]ـ
أخي الكريم باز جزاك الله خيرا على غيرتك على الحق وأعتب عليك تسرعك في القطع بدس شيء في كتب شيخ الإسلام قدس الله روحه ولو أنك عرضت ما استشكلته وطلبت من مشايخنا وإخواننا طلبة العلم في هذا الملتقى المبارك حلّ الاشكال عندك أو توضيح المراد من الكلام لكان أولى.
ثانيا: أخي الكريم ليس من السهل أن يدس شيء في كتب أحد من أهل السنة بل من أئمتهم لا سيما شيخ الإسلام ثم لا يبينه العلماء بل يتركونا نحن المساكين حتى نستخرجه ونبينه ونقول خفي عليهم ... إلخ
وهذا شيء معلوم ولما انتشرت الرسالة المنسوبة إلى شيخ الإسلام في الجهاد بينها علماؤنا ولله الحمد والموضع يحتاج إلى بسط.
وأما بالنسبة للكلام الذي نقلته من الفتاوى فليس فيه دس ولا إشكال بحمد الله يوضحه أن شيخ الإسلام يوضح السبب الباعث على الخلاف وأنواعه وحكم كل نوع ويفرق بين الخلاف عن هوى ورأي مجرد دون التفات إلى النصوص وبين من كان مأخذه في الاستدلال الاعتماد على الكتاب والسنة ولكنه أخطأ ففرق كبير بين هذا وذاك وإن كان الخطأ في النهاية واحدا، ولكن الحكم على القائل يختلف-كما سيأتي بيانه-
وفرق كبير بين عدم تأثيم المجتهد وبين تخطئته فلا تلازم بين الاثنين إلا عند أهل البدع وهذا نظير التفرقة بين القول أو الفعل المكفر-بكسر الفاء- وبين القائل أو الفاعل- وبين إطلاق أن مقولة ما بدعة أو كفر وبين حكم قائلها؛ إذ لابد من تحقق شروط وانتفاء موانع للحكم بفسق أو كفر فلان.
وقد شرح شيخ الإسلام هذا في غالب كتبه بل لو قلتُ بأنه لا يخلو كتاب من إشارة أو تصريح بهذا الكلام لما كنتُ مخطئا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/112)
وسأذكر لك نقلا مختصرا يوضح مغزى كلام شيخ الإسلام رفع الله قدره ورحمه- ثم أنقل لك نقلا آخر مطول-ا، يقول رحمه الله:"وَمَنْ خَالَفَ مَا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَإِنَّهُ يَكُونُ إمَّا كَافِرًا وَإِمَّا فَاسِقًا وَإِمَّا عَاصِيًا إلَّا أَنْ يَكُونَ مُؤْمِنًا مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا فَيُثَابُ عَلَى اجْتِهَادِهِ وَيُغْفَرُ لَهُ خَطَؤُهُ وَكَذَلِكَ إنْ كَانَ لَمْ يَبْلُغْهُ الْعِلْمُ الَّذِي تَقُومُ عَلَيْهِ بِهِ الْحُجَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَأَمَّا إذَا قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الثَّابِتَةُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَخَالَفَهَا: فَإِنَّهُ يُعَاقَبُ بِحَسَبِ ذَلِكَ إمَّا بِالْقَتْلِ وَإِمَّا بِدُونِهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. "الفتاوى1/ 108 - 109).
فهو يفرق بين من تكلم في مسألة مع تفريطه في سلوك السبيل الذي يتضح به الحق وبين من تكلم باجتهاد واستفراغ وسع ولكنه أخطأ.
ثم إنه يجب علينا بيان خطأ المخطأ سواء أكان عن اجتهاد أو غيره وبيان الحق في ذلك ولكن من فرط لا نعذره ونشنع عليه أما من اجتهد فنبين خطأه مع التماس العذر له.
وسأنقل لك أخي مثل ماذكرته تماما عن شيخ الإسلام ولكن في موضع آخر وفيه زيادة بيان وشرح وتوضيح من ابن تيمية رحمه الله وأرجو أن تقرأ هذا النقل بتروٍ ففيه إزالة الإشكال الذي عندك مع توضيح مأخذ شيخ الإسلام فيما ذكره، يقول شيخ الإسلام رحمه الله في مناظرته في العقيدة الواسطية:" وَقَدْ قُلْت لَهُمْ غَيْرَ مَرَّةٍ: أَنَا أُمْهِلُ مَنْ يُخَالِفُنِي ثَلَاثَ سِنِينَ إنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ يُخَالِفُ مَا قُلْته فَأَنَا أُقِرُّ بِذَلِكَ. وَأَمَّا مَا أَذْكُرُهُ فَأَذْكُرُهُ عَنْ أَئِمَّةِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ بِأَلْفَاظِهِمْ وَبِأَلْفَاظِ مِنْ نَقْلِ إجْمَاعِهِمْ مِنْ عَامَّةِ الطَّوَائِفِ. هَذَا مَعَ أَنِّي دَائِمًا وَمَنْ جَالَسَنِي يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنِّي: أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ , إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً وَفَاسِقًا أُخْرَى وَعَاصِيًا أُخْرَى وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا: وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ. وَمَا زَالَ السَّلَفُ يَتَنَازَعُونَ فِي كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَلَمْ يَشْهَدْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ لَا بِكُفْرِ وَلَا بِفِسْقِ وَلَا مَعْصِيَةٍ كَمَا أَنْكَرَ شريح قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} وَقَالَ: إنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ , فَبَلَغَ ذَلِكَ إبْرَاهِيمَ النخعي فَقَالَ إنَّمَا شريح شَاعِرٌ يُعْجِبُهُ عِلْمُهُ. كَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَعْلَمَ مِنْهُ وَكَانَ يَقْرَأُ {بَلْ عَجِبْتَ}. وَكَمَا نَازَعَتْ عَائِشَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ الصَّحَابَةِ فِي رُؤْيَةِ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ وَقَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَمَعَ هَذَا لَا نَقُولُ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَنَحْوِهِ مِنْ الْمُنَازِعِينَ لَهَا: إنَّهُ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ. وَكَمَا نَازَعَتْ فِي سَمَاعِ الْمَيِّتِ كَلَامَ الْحَيِّ وَفِي تَعْذِيبِ الْمَيِّتِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَدْ آلَ الشَّرُّ بَيْنَ السَّلَفِ إلَى الِاقْتِتَالِ. مَعَ اتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّة عَلَى أَنَّ الطَّائِفَتَيْنِ جَمِيعًا مُؤْمِنَتَانِ , وَأَنَّ الِاقْتِتَالَ لَا يَمْنَعُ الْعَدَالَةَ الثَّابِتَةَ لَهُمْ , لِأَنَّ الْمُقَاتِلَ وَإِنْ كَانَ بَاغِيًا فَهُوَ مُتَأَوِّلٌ وَالتَّأْوِيلُ يَمْنَعُ الْفُسُوقَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/113)
وَكُنْت أُبَيِّنُ لَهُمْ أَنَّمَا نُقِلَ لَهُمْ عَنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ إطْلَاقِ الْقَوْلِ بِتَكْفِيرِ مَنْ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ أَيْضًا حَقٌّ , لَكِنْ يَجِبُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْإِطْلَاقِ وَالتَّعْيِينِ. وَهَذِهِ أَوَّلُ مَسْأَلَةٍ تَنَازَعَتْ فِيهَا الْأُمَّةُ مِنْ مَسَائِلِ الْأُصُولِ الْكِبَارِ وَهِيَ مَسْأَلَةُ " الْوَعِيدِ " فَإِنَّ نُصُوصَ الْقُرْآنِ فِي الْوَعِيدِ مُطْلَقَةٌ كَقَوْلِهِ {إنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} الْآيَةَ وَكَذَلِكَ سَائِرُ مَا وَرَدَ: مَنْ فَعَلَ كَذَا فَلَهُ كَذَا. فَإِنَّ هَذِهِ مُطْلَقَةٌ عَامَّةٌ. وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِ مَنْ قَالَ مِنْ السَّلَفِ مَنْ قَالَ كَذَا: فَهُوَ كَذَا. ثُمَّ الشَّخْصُ الْمُعَيَّنُ يلتغي حُكْمُ الْوَعِيدِ فِيهِ: بِتَوْبَةِ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ أَوْ شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ. وَالتَّكْفِيرُ هُوَ مِنْ الْوَعِيدِ. فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ الْقَوْلُ تَكْذِيبًا لِمَا قَالَهُ الرَّسُولُ , لَكِنْ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِإِسْلَامِ أَوْ نَشَأَ بِبَادِيَةِ بَعِيدَةٍ. وَمِثْلُ هَذَا لَا يَكْفُرُ بِجَحْدِ مَا يَجْحَدُهُ حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ. وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ لَا يَسْمَعُ تِلْكَ النُّصُوصَ أَوْ سَمِعَهَا وَلَمْ تَثْبُتْ عِنْدَهُ أَوْ عَارَضَهَا عِنْدَهُ مُعَارِضٌ آخَرُ أَوْجَبَ تَأْوِيلَهَا , وَإِنْ كَانَ مُخْطِئًا , وَكُنْت دَائِمًا أَذْكُرُ الْحَدِيثَ الَّذِي فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الرَّجُلِ الَّذِي قَالَ: " {إذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي , ثُمَّ ذروني فِي الْيَمِّ فَوَاَللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ , فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: مَا حَمَلَك عَلَى مَا فَعَلْت. قَالَ خَشْيَتُك: فَغَفَرَ لَهُ} ". فَهَذَا رَجُلٌ شَكَّ فِي قُدْرَةِ اللَّهِ وَفِي إعَادَتِهِ إذَا ذُرِّيَ , بَلْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَا يُعَادُ , وَهَذَا كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ , لَكِنْ كَانَ جَاهِلًا لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ وَكَانَ مُؤْمِنًا يَخَافُ اللَّهَ أَنْ يُعَاقِبَهُ فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ. وَالْمُتَأَوِّلُ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ الْحَرِيصُ عَلَى مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ أَوْلَى بِالْمَغْفِرَةِ مِنْ مِثْلِ هَذَا. " اهـ الفتاوى 3/ 229 - 231.
وانظر إلى قوله رحمه الله:" وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ ".
ويقول رحمه الله في موضع آخر ضمن كلام طويل له:" وَإِنْ كَانَ هَذَا النَّقْصُ هُوَ مُنْتَهَى قُدْرَةِ صَاحِبِهِ لَا يَقْدِرُ عَلَى إزَالَتِهِ فَالْعَجْزُ يَكُونُ عُذْرًا لِلْإِنْسَانِ فِي أَنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُهُ إذَا اجْتَهَدَ الِاجْتِهَادَ التَّامَّ. هَذَا عَلَى قَوْلِ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فِي أَنَّ مَنْ اتَّقَى اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَ إذَا عَجَزَ عَنْ مَعْرِفَةِ بَعْضِ الْحَقِّ لَمْ يُعَذَّبْ بِهِ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْ الجهمية وَنَحْوِهِمْ: إنَّهُ قَدْ يُعَذِّبُ الْعَاجِزِينَ وَمَنْ قَالَ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الْقَدَرِيَّةِ: إنَّ كُلَّ مُجْتَهِدٍ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَعْرِفَ الْحَقَّ وَإِنَّ مَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ فَلِتَفْرِيطِهِ لَا لِعَجْزِهِ فَهُمَا قَوْلَانِ ضَعِيفَانِ وَبِسَبَبِهِمَا صَارَتْ الطَّوَائِفُ الْمُخْتَلِفَةُ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ يُكَفِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " الفتاوى5/ 563
والنصوص عن شيخ الإسلام في هذا الباب أكثر من أن تحصر وقد تناول هذا البحث بالتفصيل في كثير من كتبه لاسيما منهاج السنة النبوية وعندي نقول كثيرة عنه إن أسعفني الوقت أضفتها هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/114)
وهنا مسألة مهمة يجدر بحثها حتى يتضح المراد كاملا ألا وهي مسألة التفريق بين الأصول والفروع وضابط ذلك وهل يصح هذا التفريق أم لا؟ وهل هناك أدلة تثبت هذا التفريق؟ وهل من فرق بينهما لم يقع في التناقض؟ ... إلخ الإيرادات الواردة على هذه المسألة.
ومعلوم أن رأي شيخ الإسلام هو عدم التفريق بين الأصول والفروع-إن صح التعبير- من حيث رفع الإثم عن المجتهد الذي تحققت فيه شروط الاجتهاد إن أخطأ وله نقول كثيرة توضح هذا.
وأختم بهذه المقولة لشيخ الإسلام:" فَإِذَا رَأَيْت إمَامًا قَدْ غَلَّظَ عَلَى قَائِلِ مَقَالَتِهِ أَوْ كَفَّرَهُ فِيهَا فَلَا يُعْتَبَرُ هَذَا حُكْمًا عَامًّا فِي كُلِّ مَنْ قَالَهَا إلَّا إذَا حَصَلَ فِيهِ الشَّرْطُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ بِهِ التَّغْلِيظَ عَلَيْهِ وَالتَّكْفِيرَ لَهُ ; فَإِنَّ مَنْ جَحَدَ شَيْئًا مِنْ الشَّرَائِعِ الظَّاهِرَةِ وَكَانَ حَدِيثَ الْعَهْدِ بِالْإِسْلَامِ أَوْ نَاشِئًا بِبَلَدِ جَهْلٍ لَا يَكْفُرُ حَتَّى تَبْلُغَهُ الْحُجَّةُ النَّبَوِيَّةُ. وَكَذَلِكَ الْعَكْسُ إذَا رَأَيْت الْمَقَالَةَ الْمُخْطِئَةَ قَدْ صَدَرَتْ مِنْ إمَامٍ قَدِيمٍ فَاغْتُفِرَتْ ; لِعَدَمِ بُلُوغِ الْحُجَّةِ لَهُ ; فَلَا يُغْتَفَرُ لِمَنْ بَلَغَتْهُ الْحُجَّةُ مَا اُغْتُفِرَ لِلْأَوَّلِ فَلِهَذَا يُبَدَّعُ مَنْ بَلَغَتْهُ أَحَادِيثُ عَذَابِ الْقَبْرِ وَنَحْوِهَا إذَا أَنْكَرَ ذَلِكَ وَلَا تُبَدَّعُ عَائِشَةُ وَنَحْوُهَا مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ بِأَنَّ الْمَوْتَى يَسْمَعُونَ فِي قُبُورِهِمْ ; فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ فَتَدَبَّرْهُ فَإِنَّهُ نَافِعٌ. وَهُوَ أَنْ يَنْظُرَ فِي " شَيْئَيْنِ فِي الْمَقَالَةِ " هَلْ هِيَ حَقٌّ؟ أَمْ بَاطِلٌ؟ أَمْ تَقْبَلُ التَّقْسِيمَ فَتَكُونُ حَقًّا بِاعْتِبَارِ بَاطِلًا بِاعْتِبَارِ؟ وَهُوَ كَثِيرٌ وَغَالِبٌ؟. ثُمَّ النَّظَرُ الثَّانِي فِي حُكْمِهِ إثْبَاتًا أَوْ نَفْيًا أَوْ تَفْصِيلًا وَاخْتِلَافِ أَحْوَالِ النَّاسِ فِيهِ فَمَنْ سَلَكَ هَذَا الْمَسْلَكَ أَصَابَ الْحَقَّ قَوْلًا وَعَمَلًا وَعَرَفَ إبْطَالَ الْقَوْلِ وَإِحْقَاقَهُ وَحَمْدَهُ فَهَذَا هَذَا وَاَللَّهُ يَهْدِينَا وَيُرْشِدُنَا إنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ." الفتاوى6/ 61
وأرجو أن تكون المسألة قد اتضحت والله أعلم بالصواب.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[01 - 02 - 05, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله تعالى بالغيب باز جعله الله تعالى في علم وفهم ابن باز:
فقد رأيت اليوم استشكالكم هذا النص من ابن تيمية رحمه الله تعالى، ولم أر في ما كتبه الإمام ما يستشكل وأبين لك أيها الحبيب أمور:
الأول: هذه المسألة فرع من فروع مسألة العذر بالجهل، وهي أمر متفق عليه بين أهل السنة.
الثاني: وصفكم لكل ما ذكره ابن تيمية رحمه الله تعالى من أمثلة بالقطعي وفي هذا نظر، وخصوصا المثال الذي أعطيته وهو مسألة التفضيل وقولك فيه قطعي فهذا ليس بقطعي فهناك أئمة وخصوصا أهل الكوفة كانوا يرون الوقوف على عثمان رضي الله عنه، وكان أحمد لا ينكر على من يقف وراجع السنة للخلال تجد مصداق ذلك، نعم استقر القول بعد ذلك على البداءة بالأربعة ثم من يليهم على الترتيب المعروف لكن أن المسألة قطعية فلا.
ومن جعل مسألة عذاب الميت ببكاء الحي من العقائد بله أن تكون من القطعيات.
وكذلك الأسماء والصفات، فإن التفريق بين من ينكرها لهوى في نفسه أو عدم علم أو جهل، وبين من ينكرها لكونها لم يبلغه الدليل الذي انبنى عليه إثبات الصفة، أو أن ظن في إثباتها النقص كما ظن شريح القاضي رحمه الله تعالى في صفة العجب، وهذا هو مذهب أحمد فقد كان يفرق ونص ابن تيمية على هذا وانظر درء التناقض.
بل ابن تيمية رحمه الله تعالى في مكان آخر نص على عين هذه المسائل على أنها مما يعذر فيها وسيأتي النقل.
الثالث: أن ابن تيمية رحمه الله تعالى قيد في أول كلامه الذي نقلته أنت سبب العذر لمن أخطأ في تلك الأمور، وهو أن الدليل الآخر المبين لوجه المسألة لم يبلغه، أو أنه تأوله.
وأعاد هذا في آخر كلامه حيث قال: وكثير من الناس لا يعلم ذلك إما لأنه لم تبلغه الأحاديث وإما لأنه ظن أنه كذب وغلط أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/115)
ويقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (24/ 172):
وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا فى الأمر اتبعوا أمر الله تعالى فى قوله ? فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ? وكانوا يتناظرون فى المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم فى المسألة العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وإخوة الدين، نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافا لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع.
فعائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قد خالفت ابن عباس وغيره من الصحابة فى أن محمدا رأى ربه وقالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله تعالى الفرية وجمهور الأمة على قول ابن عباس مع أنهم لا يبدعون المانعين الذين وافقوا أم المؤمنين رضى الله عنها.
وكذلك أنكرت أن يكون الأموات يسمعون دعاء الحى لما قيل لها أن النبى قال: " ما أنتم بأسمع لما أقول منهم "، فقالت: إنما قال: أنهم ليعلمون الآن أن ما قلت لهم حق ومع هذا فلا ريب أن الموتى يسمعون خفق النعال كما ثبت عن رسول الله وما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام صح ذلك عن النبى إلى غير ذلك من الأحاديث وأم المؤمنين تأولت والله يرضى عنها.
وكذلك معاوية نقل عنه فى أمر المعراج أنه قال: إنما كان بروحه والناس على خلاف معاوية رضي الله عنه ومثل هذا كثير.
وأما الاختلاف فى الأحكام فأكثر من أن ينضبط ولو كان كل ما اختلف مسلمان فى شىء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة.
ولقد كان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما سيدا المسلمين يتنازعان فى أشياء لا يقصدان الا الخير، وقد قال النبى لأصحابه يوم بنى قريظة: " لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة "، فأدركتهم العصر فى الطريق فقال قوم: لا نصلى إلا فى بنى قريظة وفاتتهم العصر، وقال قوم: لم يرد منا تأخير الصلاة فصلوا فى الطريق، فلم يعب واحدا من الطائفتين أخرجاه فى الصحيحين من حديث ابن عمر.
وهذا وإن كان فى الأحكام فما لم يكن من الأصول المهمة فهو ملحق بالأحكام، وقد قال: " ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر "؟
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: " صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هى الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " رواه أبو داود من حديث الزبير بن العوام رضى الله عنه.
وصح عنه أنه قال: " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام ".
نعم صح عنه أنه هجر كعب بن مالك وصاحبيه رضى الله عنهم لما تخلفوا عن غزوة تبوك، وظهرت معصيتهم وخيف عليهم النفاق، فهجرهم وأمر المسلمين بهجرهم حتى أمرهم باعتزال أزواجهم من غير طلاق خمسين ليلة إلى أن نزلت توبتهم من السماء، وكذلك أمر عمر رضي الله عنه المسلمين بهجر صبيغ بن عسل التميمى لما رآه من الذين يتبعون ما تشابه من الكتاب إلى أن مضى عليه حول وتبين صدقه فى التوبة فأمر المسلمين بمراجعته.
فبهذا ونحوه رأى المسلمون أن يهجروا من ظهرت عليه علامات الزيغ من المظهرين للبدع الداعين إليها والمظهرين للكبائر، فأما من كان مستترا بمعصية أو مسرا لبدعة غير مكفرة فان هذا لا يهجر وإنما يهجر الداعى إلى البدعة، إذ الهجر نوع من العقوبة وإنما يعاقب من أظهر المعصية قولا أو عملا.
وأما من أظهر لنا خيرا فإنا نقبل علانيته ونكل سريرته إلى الله تعالى فإن غايته أن يكون بمنزلة المنافقين الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله لما جاءوا إليه عام تبوك يحلفون ويعتذرون ولهذا كان الإمام احمد وأكثر من قبله وبعده من الأئمة كمالك وغيره لا يقبلون رواية الداعى إلى بدعة ولا يجالسونه بخلاف الساكت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/116)
وقد أخرج أصحاب الصحيح عن جماعات ممن رمي ببدعة من الساكتين ولم يخرجوا عن الدعاة إلى البدع والذى أوجب هذا الكلام أن وفدكم حدثونا بأشياء من الفرقة والاختلاف بينكم حتى ذكروا ان الأمر آل إلى قريب المقاتلة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم والله هو المسؤول أن يؤلف بين قلوبنا وقلوبكم ويصلح ذات بيننا ويهدينا سبل السلام ويخرجنا من الظلمات إلى النور ويجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ويبارك لنا فى اسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا ما أبقانا ويجعلنا شاكرين لنعمه مثنين بها عليه قابليها ويتممها علينا أ. هـ
ويقول رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (35/ 69):
وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لايعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا القرابة ولا السابقين ولا غيرهم بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم والله تعالى يغفر لهم بالتوبة ويرفع بها درجاتهم ويغفر لهم بحسنات ماحية أو بغير ذلك من الأسباب قال تعالى والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم مايشاءون عند ربهم وذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذى عملوا ويجزيهم أجرهم باحسن الذى كانوا يعملون وقال تعالى حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم فى أصحاب الجنة ولكن الأنبياء صلوات الله عليهم هم الذين قال العلماء إنهم معصومون من الإصرار على الذنوب فأما الصديقون والشهداء والصالحون فليسوا بمعصومين وهذا فى الذنوب المحققة وأما ما اجتهدوا فيه فتارة يصيبون وتارة يخطئون فإذا إجتهدوا فأصابوا فلهم أجران وإذا اجتهدوا واخطئوا فلهم أجر على اجتهادهم وخطؤهم مغفور لهم وأهل الضلال يجعلون الخطأ والاثم متلازمين فتارة يغلون فيهم ويقولون إنهم معصومون وتارة يجفون عنهم ويقولون أنهم باغون بالخطأ وأهل العلم والايمان يعصمون ولا يؤثمون.
ويقول في درء تناقض العقل والنقل (2/ 102) وكان يتكلم عن وجه مخالفات من خالف أهل السنة في باب العقائد وفقط لأن الكتاب معمول لهذا:
ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والإنتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف، لكن لما التبس عليهم هذا الأصل – يقصد رحمه الله تعالى مسألة حدوث العالم وكيف تثبت عند المتكلمين وأنها بالجواهر والأعراض - المأخوذ ابتداء عن المعتزلة وهم فضلاء عقلاء، احتاجوا الى طرده والتزام لوازمه، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس بسبب ذلك منهم من يعظمهم لما لهم من المحاسن والفضائل، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل.
وخيار الأمور أوساطها وهذا ليس مخصوصا بهؤلاء بل مثل هذا وقع لطوائف من أهل العلم والدين، والله تعالى يتقبل من جميع عباده المؤمنين الحسنات ويتجاوز لهم عن السيئات ? رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ?.
ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه تحقيقا للدعاء الذي استجابه الله لنبيه وللمؤمنين حيث قالوا ? رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ? أ. هـ
فهذا أخي الحبيب يقوله في العلماء الذين أخطأوا في الباب العقائد فما بالك بالصحابة ورؤوس التابعين أمثال شريح ونحوه.
الحاصل أن هذا ليس بكلام فيه نظر من ابن تيمية ولا غيره، ولا شيء في النسخة ولا غيره.
ولولا الإطالة لأتيت لك من كلام غير ابن تيمية ممن سبقه ومن عاصره سواء أكان من تلامذته أو أقرانه وممن بعده ما لاي خرج لا قليل ولا كثيرا عن كلامه رحمه الله تعالى، لكن إذا أردت الزيادة في هذا الباب فانظر:
رفع الملام عن الأئمة الأعلام.
الجزء الأول وبداية الثاني من الكتاب الفحل: درء تناقض العقل والنقل.
وأود أن أنبهك أخي الحبيب لأمر هام وهو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/117)
أولا: أنك إذا أردت استشكال كلام ما لإماما ما فلا يصح أن تبادر بنفي الكلام أو ادعاء كذبه فهذا خطأ شديد إذا لم يكن تحت يدك دليل واضح بين يتكون من وجهين:
الأول: أن يكون عندك نقولات صحيحة عن ابن تيمية رحمه الله تعالى مضادة لهذا الكلام بحيث لا يستطاع الجمع بينهما.
الثاني: أن يكون عندك نسخ أخرى من مجموع الفتاوى أو من الجزء الخاص الذي نقلت عنه ذاك النقل المستشكل، فتكتشف التحريف أو الدس أو الزيادة أو النقص.
أما بدون هذين الأمرين فلا مجال لما قلته.
ثانيا: قولك: لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ الإسلام أو فيه رائحة تحريف لأن النص المذكور ينقل المسائل الاعتقادية المذكورة إلى فرعية، وبذلك يكون الخطأ فيها مغفور، لأنه خطأ في الاجتهاد.
فأقول لك تريث بعض الشيء أخي الحبيب في تلك الإطلاقات واذكر كلمة كان يوصيني بها أحد مشايخي بارك الله تعالى في عمره حينما كان يراني أوقات أجزم بنفس طريقتك في بعض المسائل كان يقول:
اجعل لك خط رجعة حتى لا يعرف عنك الإستعجال وعدم التدقيق.
ثالثا: وأنت أعلم بحالكم أخي المبجل، وسامحنى على ذلك التنبيه فإن كلمة مثل كلمتك السابقة بنفس قوتها لا تقبل إلا من رجل عرك كتب ابن تيمية عركا وحفظها حفظا ودرس أصول ابن تيمية في الخلاف، ومتى يعذر ومتى لا يعذر، معارضا أصوله بأصول غيره من العلماء، جهد كبير يحتاج لسنين واتساع أفق وصبر عجيب خصوصا مع ابن يتيمة وطريقة تأليفه وتشعب أبحاثه المنبثقة من مسألة واحدة.
ثم أقول لك شيئا آخيرا وهو:
لولا أنا أمرنا بتقديم حسن الظن لأسأنا بك الظن، وخصوصا مع طريقة عرضك للموضع الذي استشكلته وقوة جزمك برأيك فيه، ثم قولك: وبذلك نخرج النصوص المدسوسة والمحرفة من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكلامك هذا فيه إشارة خفية إلى أن كتب شيخ الإسلام فيها أشياء مدسوسة ويترتب عليه عدم الثقة في الكلام الموجود فيها حتى تقوم اللجنة التي تريدها بمهمتها أولا، دعوى عريضة لا دليل عليها و كلامك ينشأ في نفس قارئه ريبة من جهتكم أليس كذلك أخي؟ مع العلم أن المطالع أدنى مطالعة لكتب ابن تيمية رحمه الله تعالى، بل وأصول منهج أهل السنة والجماعة في العذر للمخالف ولو في مسائل الإعتقاد – مع اعتبار العوارض والموانع وجودا وعدما - ليعلم علم اليقين خطأ طرحك، فالنصيحة أخي الحبيب أن تتريث ثم تتريث قبل أن تخط شيئا تندم عليه بعد.
وفققك الله تعالى لما يحبه ويرضاه , وأيدكم بروح منه ونعمة، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 12:07 ص]ـ
بعض الطَّلبة -هداهم الله-، ولست أقصد أخي الباز بالتَّحديد، إذا أستنكر كلامًا لأحد العلماء، ولم يفهمه قام بالتَّشكيك، وطعن من أخرج تلك النُّصوص، ونسوا أنَّ من أخرجها أعلم منهم، وأنَّ كلام العالم قد يكون في مواضع متشابه، فإذا كلام الله فيه متشابه فكلام البشر أولى؛ لذلك يردُّ المتشابه إلى المحكم.
وغير ذلك هؤلاء العلماء حاضرون بيننا من منهم أنكر شيئا من هذا الكلام، أقصد الكبار الّذين أخذوا العلم على كبار مثلهم، ورضعوا العلم رضعا، واتصل سند تعلّمهم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلّم.
ثم من لم ينكره له عقل كما لمثلهم، فإذا لم ينكروه فليسأل، قبل تضخيم الأمور والتَّشكيك، والتَّهويل.
ولست أقصد-ختامًا- أحدًا بعينه، وإن فهم بعض النَّاس ذلك، ولكنِّي أردت النَّصيحة.
والله أعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 02:02 ص]ـ
- وبعض الناس يعيد التعقيب والتكرير بما تقدم التعقيب به مرة أخرى وأخرى؟!
النصيحة إذا كثرت وكرّرت أملَّت ونفَّرت!
ـ[باز11]ــــــــ[02 - 02 - 05, 10:36 ص]ـ
أشكر الاخوة على الكلمات التي قالوها لكن الكلام يحتاج الى تفصيل والى تبصر فكل مسأله مذكورة قد ناقشها شيخ الاسلام بطريقة أخرى في كتبه وبين ضلال المخالف كمسائل الرؤيه وارادة الافعال وقطعيت القران حرفا حرفا والاجماع على التفضيل وغير ذلك ثم الاجماع بعد الاختلاف فيه نظر فان الاقوال لاتموت بموت اصحابها والحاصل ان بحث شيخ الاسلام حل المسائل المذكورة يفيد انها من القطعيات التي يضلل بها المخالف فكيف تكون هنا اجتهادية ولذك توقفت في هذا النص لما اعرفه عن غيرة وعلم شيخ الاسلام فارجو عدم التسرع والنظر الى كل مسألة بمفردها وعند ذلك نفهم ورحم الله شيخ الاسلام
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 02 - 05, 12:28 م]ـ
أخي الكريم باز أرجو أن تتدبر النقول التي وضعناها عن شيخ الإسلام وما ذكرته من قولك:"ان بحث شيخ الاسلام حل المسائل المذكورة يفيد انها من القطعيات التي يضلل بها المخالف فكيف تكون هنا اجتهادية " .....
لم يقل أحد بأن القطعيات أصبحت اجتهادية وإنما الكلام في: هل يعذر من استفرغ وسعه في طلب مرضاة الشارع واجتهد للوصول إلى الحكم الشرعي ولكن خفيت عليه بعض النصوص ... هل يعذر مثل هذا أم لا؟ وتدبر حديث الرجل الذي أمر بإحراقه وشك في قدرة الله ثم تأمل تعليق شيخ الإسلام على الحديث بأن المجتهد أولى بالعذر من هذا وأرجو أخي الكريم ألا تعلق على الكلام أو تكتب ردا حتى تتأمل موضع الإشكال، وأحسب أن من رد عليك يعلمون جيدا أقوال شيخ الإسلام في كتبه وليس من كتاب واحد وأظنهم لم يتسرعوا في الجواب والأمر واضح ولله الحمد، ونحن هنا جميعا في هذا الملتقى المبارك هدفنا وضالتنا وغايتنا-إن شاء الله- الوصول إلى الحق فليس فينا غالب ولا مغلوب بل طالما أنا نتحرى السنة في العقيدة والعمل ونهج السلف فإننا نكمل بعضنا ونسأل الله لنا جميعا الفهم والهداية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/118)
ـ[باز11]ــــــــ[02 - 02 - 05, 01:10 م]ـ
أخونا أبو المنذر.
هناك مسائل يجوز فيها الاجتهاد ومسائل لا يجوز فيها الاجتهاد لأنها من العقائد كمسائل الرؤية وخلق الأفعال وإرادة القبح وقطعية القرآن والإجماع على أفضلية الشيخين على علي رضي الله عنهم.
وشيخ الإسلام هنا يصرح بأنها مسائل اجتهادية.
والذي رأيته في كتب شيخ الإسلام وغيره من أئمة أهل السنة والجماعة أنها قطعية والمخالف فيها ضال وقد يكفر.
هذا موضع الإشكال عندي أرجو أن تحله مشكوراً.
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[02 - 02 - 05, 04:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب المحترم: باز حفظه الله تعالى برعايته:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
ظننت أن ما قدمته لكم أخي الحبيب وإن لم أكثر منه كافيا في إثبات المطلوب لأنه يتضمن أمور:
الأول: إثبات أن هذا الكلام صدر من ابن تيمية في كتب أخرى من كتبه مثل المجموع والدرء، فعلم أن هذا مذهب لابن تيمية رحمه الله تعالى.
فإذا قبلت كلامه في مكان أن ما ضربته كأمثلة من العقائد فاقبل كلامه في مواطن أخرى بأن من اجتهد فأخطأ لعارض وعدم انتفاء المانع فهو معذور.
الثاني: أن من المسائل التي قلت أنت أخي أنها قطعية قد أوردت لك نصا من ابن تيمية في مكان آخر أنها يجري فيها العذر والإجتهاد، هذا يفيد إما أنها ليست كذلك أو أنكم وهمتم على ابن تيمية وغيره مما ذكرت مجملا.
الثالث: أن بعض المسائل التي ضربتها كمثال للقطعي قد بينت لك أنها ليست بقطعية بدليل أن ابن تيمية أجرى فيها الخلاف، وأيضا لم ينص أحد على أنها قطعية.
وأظن أن إخواني الأحبة بالغيب: السمرقندي أبو عمر، والمصري أبو عمرو،، ثم المتمسك بالحق، ختم الله لهم جميعا بقول الحق، قد أبانوا لك، بعضهم بالإستفاضة وآخر بالإشارة، ثم أنت تسأل أيها الحبيب أنها مضادة لما عرفته أنت من كلام أئمة أهل السنة وكلام ابن تيمية نفسه؟
وعليه فأنت مطالب بأمرين:
الأول: ما المقصود بالمسائل القطعية التي تعبر بها، وهل القطع هنا ثبوتا أم دلالة، أم المقصود بالقطع هنا أي أنها من عقيدة أهل السنة بلا خلاف؟
الثاني: النصوص التي رأيتها أنت عن ابن تيمية أولا ثم عن العلماء رحمهم الله تعالى علماء أهل السنة والجماعة بأن عين المسائل التي ضرب بها ابن تيمية أمثلة في نصك في أول المشاركة: قطعية، وقصدهم بالقطعية في كل مسألة.
فإذا بينت لأخيك هذين الأمرين أكن شاكرا لك تمام الشكر فإما أن أسلم بإشكالية ما استشكلته أو أجيبك إن شاء ربي سبحانه وتفضل، ولكم مني جزيل الشكر والإمتنان أخي الحبيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[باز11]ــــــــ[05 - 02 - 05, 07:14 ص]ـ
إخواننا المكرمون.
لقد استمتعت بمشاركاتكم وفوائدكم الكثيرة وغيرتكم على شيخ الإسلام رحمه الله وهذا منكم محل الشكر والتقدير.
واسمحوا لي إخواني أن أبدي ‘عجابي بكلماتكم الإيجابية وهنا أود أن أوضح أن المجال واسع جدا بناءا على كلمات شيخ الإسلام في جمع كلمة المسلمين بعيدا عن التناحر وليعذر كل منا الآخر ولتتسع الصفحات والقلوب للمسلمين وأن نمد أيدينا نحن السلفيين للمذاهب الأخرى فما يشاع عنا من تكفير المخالف والتسرع في تبديعه أو تفسيقه مخالف للصواب من قول أهل العلم والذي سبق وأن بينه شيخ الإسلام بكلماته التي تدل على أن المخالف المجتهد معذور حتى وأن وقع اجتهاده في بعض الأصول ويجب أن يقرأ إخواننا المتشددون كلمات شيخ الإسلام وينطلقون منها إلى التخفيف على المخالف ومناقشته بالتي هي أحسن.
رحم الله شيخ الإسلام كان في اتباع كلامه غنية عن الوقوع في مشاكل كثيرة نتجت عن سوء الفهم
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 02 - 05, 09:06 م]ـ
الأخ الكريم / باز11 وفقه الله
أولا:
تصحيح يسير: الصحيح أن يقال: إخواننا المكرمين لا المكرمون.
الثاني:
لم ترد على مطالب الشيخ / أبي المنذر النقاش.
ثالثا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/119)
كلامك الأخير أخي (باز11) طيب، ويبقى أمر هو من الأهمية بمكان الا وهو احترام ماخطته أيدي العلماء الأجلاء أمثال الشيخ عبدالرحمن ابن قاسم رحمه الله تعالى- حيث ذكر في مقدمة المجلد الأول كيف جمع هذا السفر العظيم وتعب في إعداده -، فلا ينبغي اتهام مابنوه في سنين عديدة واطلاع مستمر وبحث شاق، بأن يكون فيه إضافات مدسوسة على شيخ الإسلام رحمه الله، وأعيد وأكرر ماذكره الشيخ الكريم / المنقاش حيث قال وفقه الله:
"قولك: وبذلك نخرج النصوص المدسوسة والمحرفة من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكلامك هذا فيه إشارة خفية إلى أن كتب شيخ الإسلام فيها أشياء مدسوسة ويترتب عليه عدم الثقة في الكلام الموجود فيها حتى تقوم اللجنة التي تريدها بمهمتها أولا، دعوى عريضة لا دليل عليها و كلامك ينشأ في نفس قارئه ريبة من جهتكم أليس كذلك أخي؟ مع العلم أن المطالع أدنى مطالعة لكتب ابن تيمية رحمه الله تعالى، بل وأصول منهج أهل السنة والجماعة في العذر للمخالف ولو في مسائل الإعتقاد – مع اعتبار العوارض والموانع وجودا وعدما - ليعلم علم اليقين خطأ طرحك، فالنصيحة أخي الحبيب أن تتريث ثم تتريث قبل أن تخط شيئا تندم عليه بعد ".
قلتُ:
والتشكيك في صحة فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى،- وأن فيها المدسوس كمازعمتَ - تشكيكٌ في مرجع أساس وأصيل من المراجع العلمية العميقة لدى الأمة، وكذلك هو تشكيكٌ في جهد وبذل وجمع وإعداد من الشيخ عبدالرحمن ابن قاسم وابنه الشيخ محمد رحمهم الله تعالى رحمة واسعة، وهو أيضا إنقاص (بطريق غير مباشر) للعلماء الأجلاء الذين قراءوا هذا الجمع المبارك أمثال الشيخ محمد بن ابراهيم والشيخ عبداللطيف بن ابراهيم والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهم الله تعالى والشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى وغيرهم، حيث قراءوه وفاتهم التنبيه على هذا الكلام - المدسوس - كما زعم الأخ.
وأعتذر للأكارم عن تكرار التنبيه للأخ باز11، وقد أعرضت عن الكتابة عندما رأيت توجيه الأخ الشيخ السمرقندي، إلا أني لما رأيت أن الأخ لم يصرح بالتراجع ولم يطلب زيادة البيان كي يزال ماعنده من إشكال، رأيت أن أكتب ماكتبتُه، حبا لشيخ الإسلام رحمه الله وحبا للشيخين المباركين /عبدالرحمن بن قاسم وابنه محمد رحمهم الله تعالى، وحبا للفتاوى أن تكون نقية عن مايشوبها، وحبا لأن يبقى ملتقى أهل الحديث مرجعا للحق والوضوح لا مرتعا للشبه والتشكيك.
حفظ الله الجميع.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 02 - 05, 09:50 م]ـ
ليس مقصود شيخ الإسلام من هذا الكلام الذي يكتب بماء الذهب: تحديد طريقة تعامل السلفي مع البدعي.
إنما يقصد أن وقوع المؤهل للاجتهاد في الخطأ بعد إخلاص النية واستنفاذ الجهد في البحث عن الحق: لا يخرجه عن السلفية أصلاً، ولا عن كونه من أهل الحق في العموم.
والله أعلم.
ـ[متأمل]ــــــــ[06 - 02 - 05, 01:56 ص]ـ
بدأ النقاش مستشكلا للعبارة نافيا لها مدعيا أنها مدسوسة .... وانتهى للمطالبة بناء على النص الذي كان يراه مدسوسا في اول النقاش!!! إلى الأخذ به و التسامح!!! مع الطوائف الأخرى
أسلوب لا يصدر من طالب علم مبتغاه رفع الجهل عن نفسه ليعبد الله على بصيرة .. اخيرا الشكر للمشايخ على الفوائد التي نقلوها وتكلفوا لافهام الطالب المستشكل!! مع أن العبارة واضحة في نفسها بينة المعنى ليس فيها ما يوجب الشك .... الا لمن أرد جعلها مطية لتقرير أمر لا يقول به شيخ الاسلام ولا غيره من أعلام السلف الصالح ....
ـ[باز11]ــــــــ[06 - 02 - 05, 07:09 ص]ـ
الإخوة المكرمون:
نعم المكرمون لا المكرمين والمكرمون خبر للمبتدأ.
وأحب أن أقول إنه لي الحرية الكاملة في استشكال أي عبارة وطلب الفهم والاستعانة بإخواننا الأفاضل في ذلك وأشكرهم على تجاوبهم.
والقول بأن العبارة واضحة في نفسها بينة المعنى كما يقول أخونا المتأمل يؤدي بنا إلى طرح عملية الاختلاف مع المبتدعة كالمعتزلة والروافض وتنزيل أكثر الخلاف معهم بمنزلة الخلاف في الاجتهاد.
فنرجوا التفهم لآن العبارة مشكلة جدا وهي صادرة من شيخ الإسلام وبالألفاظ التي تدل عليه.
أما عن كون أن العبارة مدسوسة أو غير مدسوسة فهذا لا ينقص من قدر المشايخ الكرام التي تعبوا في إخراج الفتاوى.
ولكن انظر إلى عمل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز على فتح الباري وقارنه بعمل غيره مع فتاوى شيخ الإسلام عند ذلك يحسن بنا أن نقارن ثم نسأل هل فتاوى شيخ الإسلام اتبع في جمعها ونشرها وتحقيقها الأسلوب العلمي الأمثل.
إنني أدع الإجابة لإخواني المشايخ جزاهم الله خيرا.
ـ[عارف]ــــــــ[06 - 02 - 05, 08:01 ص]ـ
من الخطأ اعتبار مسائل العقيدة كلها أصولا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 02 - 05, 09:35 ص]ـ
الأخ باز وفقه الله:
لك الحرية الكاملة في الاستشكال (بل الاستشكال فن)، ولكن ليس لك الحرية في أمرين:
الاول: الجزم بأن هذه العبارة مدسوسة أو غير مدسوسة، لان المسألة تفضى الى الفوضى وعبث الصبيان.
فهناك اسس ومعايير و مناهج يقتفيها أهل العلم وضوابط يدرجون عليها لتحقيق نسبة النصوص وليس الامر عائد الى ظن او تخريص.
الثاني: التناقض والاضطراب، ثم لمز العلماء. كقولك: (نسأل هل فتاوى شيخ الإسلام اتبع في جمعها ونشرها وتحقيقها الأسلوب العلمي الأمثل)!! ولا أدري حقيقة ما الذي يناسب قوله في هذا المقام!
وعلى العموم وجهة نظري وللاخوة كامل الحرية في ذلك ان المسألة صارت واضحة واستشكال الواضحات لايمكن تعليله الا بعلتين يعلم طلبة العلم ما هما.
وعليه فأظن ان النقاش من الافضل ان يتوقف هنا لانه ليس ثمة فائدة من متابعته، وقد نهينا في ديننا عن الجدل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/120)
ـ[السدوسي]ــــــــ[06 - 02 - 05, 10:06 ص]ـ
الأخ الفاضل باز11:
كان ينبغي أن يكون الطرح على هيئة سؤال، لتجد الجواب الشافي من الإخوة الكرام، لأن المشكلة أننا جميعا لم نستشكل مااستشكلته، وفيما بينه الإخوة كفاية.
وثمة همسة في أذنك يامحب:مادمت بحمد الله سلفيا فاحذر أخي أن تطرق الطريق للمبتدعة لينالوا من شيخ السلام مسترشدين بارشادك حفظك الله من كل مكروه.
ـ[باز11]ــــــــ[06 - 02 - 05, 10:42 ص]ـ
شيخ الإسلام على العين والرأس، بل وفوقهما، والعلماء الأجلاء الذين صححوا الفتاوى جزاهم الله خيراً.
ولكن هل يرضى الأخوة أن يقال: أو اعتقد أن بعض الكلمات أو الآيات ليست من القرآن لأن ذلك لم يثبت عنده بالنقل كما نقل عن غير واحد من السلف أنهم أنكروا ألفاظا من القرآن .......
فنفتح الطريق للعبث في القرآن الكريم بدعوى الاجتهاد، ونفتح الطريق للروافض وأنتم تعلمون مرقفهم من القرآن.
إن الدعوى إلى التوقف في هذا النص دعوى علمية، والداعي إلى ذلك ما تعلمناه من شيخ الإسلام وغيره من المحافظة على ثوابتنا العقدية التي على أساسها كان الولاء والبراء.
وأعيد بتوجيه سؤالي إلى مشايخنا المحققين، هل المجال مفتوح لتحقيق أصول كتب شيخ الإسلام تحقيقاً علمياً، كما فعل شيخنا ابن باز رحمه الله في الأجزاء الثلاثة الأولى من فتح الباري.
وإن كان النص ثابتاً عن شيخ الإسلام، فكان ينبغي التعقيب عليه كما فعل شيخنا في التعليق على فتح الباري وتبعه جماعة من أهل العلم منهم الشيخ الدويش رحمه الله.
نحب شيخ الإسلام، ولكن حبنا للقرآن أشد.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:03 ص]ـ
شيخ الإسلام على العين والرأس، بل وفوقهما، والعلماء الأجلاء الذين صححوا الفتاوى جزاهم الله خيراً.
ولكن هل يرضى الأخوة أن يقال: أو اعتقد أن بعض الكلمات أو الآيات ليست من القرآن لأن ذلك لم يثبت عنده بالنقل كما نقل عن غير واحد من السلف أنهم أنكروا ألفاظا من القرآن .......
فنفتح الطريق للعبث في القرآن الكريم بدعوى الاجتهاد، ونفتح الطريق للروافض وأنتم تعلمون مرقفهم من القرآن.
إن الدعوى إلى التوقف في هذا النص دعوى علمية، والداعي إلى ذلك ما تعلمناه من شيخ الإسلام وغيره من المحافظة على ثوابتنا العقدية التي على أساسها كان الولاء والبراء.
وأعيد بتوجيه سؤالي إلى مشايخنا المحققين، هل المجال مفتوح لتحقيق أصول كتب شيخ الإسلام تحقيقاً علمياً، كما فعل شيخنا ابن باز رحمه الله في الأجزاء الثلاثة الأولى من فتح الباري.
وإن كان النص ثابتاً عن شيخ الإسلام، فكان ينبغي التعقيب عليه كما فعل شيخنا في التعليق على فتح الباري وتبعه جماعة من أهل العلم منهم الشيخ الدويش رحمه الله.
نحب شيخ الإسلام، ولكن حبنا للقرآن أشد.
الكلام ليس على شيخ الاسلام. فلا تماري.
بل على طريقتك في جعل النص مدسوس.
ونحن لم نقل شيخ الاسلام معصوم، ولم يقل به احد ممن عقب، بل نحن نتكلم عن استنتاج غريب ليس يقوم على شئ معتبر بل هو تخرص، وهو دليل عدم المام صاحبه بأصول العلم الشرعي فضلا عن كلام شيخ الاسلام.
أما قولك: (هل المجال مفتوح لتحقيق أصول كتب شيخ الإسلام تحقيقاً علمياً، كما فعل شيخنا ابن باز رحمه الله في الأجزاء الثلاثة الأولى من فتح الباري.
وإن كان النص ثابتاً عن شيخ الإسلام، فكان ينبغي التعقيب عليه كما فعل شيخنا في التعليق على فتح الباري).
أقول: نحن نعرف مقصودك من هذا الطرح جيدا فلسنا بالسذج، فكف عنا كلامك.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:28 ص]ـ
لا شك عندي أن هذا الكلام مدسوس على شيخ اللإسلام أو فيه رائحة تحريف لأن النص المذكور ينقل المسائل الاعتقادية المذكورة إلى فرعية، وبذلك يكون الخطأ فيها مغفور، لأنه خطأ في الاجتهاد.
وكيف يكون في النص المتقدم إبداء العذر لبعض من ينكر بعض الآيات والكلمات من القرآن الكريم وهذه عقيدة بعض الروافض.
وقد أشار علي بعض المشايخ الكبار بأنه ينبغي تكوين لجان علمية متخصصة لتحقيق تراث شيخ الإسلام، وإني أتعجب من سرعة الطبع دون تحقيق للنصوص، ولا تخريج الأحاديث التي فيها الصحيح والضعيف والمنكر، والتأكد من عزو الأقوال والمذاهب لأصحابها.
وبذلك نخرج النصوص المدسوسة والمحرفة من تراث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وهذه إحدى الأمنيات التي كان شيخنا ابن باز رحمه الله يريد تحقيقها.
لكن أحببت التنبيه في هذه العجالة فقط على هذا النقل الغريب الذي يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة.
وهنا أود أن أوضح أن المجال واسع جدا بناءا على كلمات شيخ الإسلام في جمع كلمة المسلمين بعيدا عن التناحر وليعذر كل منا الآخر ولتتسع الصفحات والقلوب للمسلمين وأن نمد أيدينا نحن السلفيين للمذاهب الأخرى فما يشاع عنا من تكفير المخالف والتسرع في تبديعه أو تفسيقه مخالف للصواب من قول أهل العلم والذي سبق وأن بينه شيخ الإسلام بكلماته التي تدل على أن المخالف المجتهد معذور حتى وأن وقع اجتهاده في بعض الأصول
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/121)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[06 - 02 - 05, 11:36 ص]ـ
يا أخواني في الملتقى تنبهوا من صالح الأسمري وتلاميذه فهذا كلامهم يشككون في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بطرق ملتوية ويحاولون التركيز على المتأخرين من الحنابلة ونشر مخالفاتهم العقدية على أنها هي المذهب الحنبلي وغيرها كثير وكان واحد منهم يكتب باسم عبدالله العرياني وهو صالح الأسمري الصوفي الضال
ـ[باز11]ــــــــ[06 - 02 - 05, 01:19 م]ـ
إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، والله الذي لا إله إلا هو، لقد أخطأت في ظنك سامحك الله يا أخي.
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[06 - 02 - 05, 01:36 م]ـ
الأخ باز ..
عمل الشيخ ابن باز -رحمه الله-، هو التعليق على الفتح، و اثبات النص من طبعة بولاق؛ و ليس تحقيقاً علمياً كما زعمت!
ـ[عبيدالله]ــــــــ[06 - 02 - 05, 02:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي باز بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على غيرتك على شيخ الإسلام وإرادتك للذب عنه واستيضاح كلامه، وأشكر جميع إخوتنا الذي شاركوا في هذا الموضوع الذي نرى فيه سمت السنة ومدى حرص أهلها على تبين الإشكالات وسد ذرائح الطعن في علمائها.
في الحقيقة أنا لن أقول كلاما كثيرا، وأقصد بذلك ما كان من كلامي الخاص وإنما أنقل لك نقلا يسيرا موجزا عن فضيلة الشيخ / صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله في معرض كلامه عن العقيدة في شريطه الموسوم بالتأصيل في طلب العلم لعلنا نستفيد منه جميعا ويوضح أمرا صغيرا يحصل كثيرا مع طلبة العلم من أمثالنا والله المستعان.
يقول الشيخ صالح: {لكن من العجب أن يأتي بعضٌ منّا ويفتح الفتاوى ويقرأ فيها، وهو ما أحكم أصول علم الاعتقاد، جاء به نوم تعبان كليل ما عنده إلا عشرة دقائق أو ربع ساعة، قال: خلِّي نقرأ في الفتاوى. يفتح ويقرأ، ثم بعد ذلك يصبح يجادل في بعض المسائل وهو ما فهمها أصلا، وهذا كثير وواجهناه، كثير يأتي يقول قال شيخ الإسلام كذا، وإذا راجعت وجدت أنّ شيخ الإسلام ما قاله:
لأجل أنه أعطاه وقتا مقتطعا ليس بجيد. (1)
الثاني لأجل أنّه ما عنده أصول تلك المسألة؛ يعني أصول تلك المسألة ليست ثابتة عنده، فيكون فهمه لكلام العلماء ليس بقوي.
الأعظم من ذلك أنْ لا يكون أحكم الواسطية أو الحموية أو لمعة الاعتقاد، أحكمها فهما، ويذهب إلى كتب السلف كالسنة لعبد الله بن الإمام أحمد، أو الإيمان لابن منده، أو كالتوحيد لابن خزيمة، أو كالتوحيد لا بن منده، ومثل ذلك من الكتب الكبار التي ليست المسائل فيها مؤصلة كما أصلت في كتب المتأخرين.
لكن إذا أصلت المسائل ثم ذهبت إلى تلك الكتب فسوف يكون استدلالك بكلام السلف على أتم وجه فستفهمه على أتم فهم إن شاء الله تعالى؛ لأنّ الكلمة من كلام السلف سوف تكون في بالك منوطة بالمسألة التي كانت عندك أصولها في تمام الوضوح، ترتبط الكلمة واضحة عندك معناها، مرادهم بها، محترزاتها، ما تحوى.
من أمثلة ذلك مثلا الكلمة التي هي في أول لمعة الاعتقاد، حيث قال صاحب اللمعة في أولها في الإيمان بالأسماء والصفات قال بـ (لا كَيْفَ ولا مَعْنَى)؛ هذه يأتيها طالب العلم (ولا مَعْنَى)، هذه إذا ما فهمها على حقيقتها فإنه إذا أتى إلى كتب السلف ... (هناك قطع في الشريط في هذا الموضع) ثم تحيل على علمائنا الكبار لأنّ عندهم من العلم ما ليس عند غيرهم، فإن لم يكن عندك من الوقت ما يناسب أوقاتهم ونحو ذلك فلا بأس أن تلحق بغيرهم من طلبة العلم ممن هم من أساتذتنا ولكن بشروطه المعتبرة.}
مرفق مع هذه المشاركة تفريغ للشريط المذكور جزى الله خيرا من فرغه
(1) قال عبيد الله عفا الله عنه: وأنا يا أخي أحسن بك الظن ولا أظنك من هذا النوع وإنما أظن الإشكال مما سيأتي من الكلام وذلك أيضا مع إحسان الظن بك فلا نحسبك إلا سلفيا سائرا وراء الأثر.
ـ[باز11]ــــــــ[07 - 02 - 05, 09:23 ص]ـ
جزاك الله ياأخي كل خير وأظن أن الدعوة للتحقيق العلمي لفتاوى شيخ الآسلام لاتضر وللأخ المشرف الكريم النظر في الموضوع من حيث الاقفال أو الابقاء
ـ[عبيدالله]ــــــــ[07 - 02 - 05, 11:10 م]ـ
وإياك جزى الله خيرا أخي الكريم، أرجو أن لا تكون قد غضبت مني، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وبالنسبة لما تفضلت به من أن الدعوة للتحقيق العلمي لفتاوى شيخ الإسلام لا تضر ذلك كلام سديد وأهل السنة أكثر من يفرح بذلك لأنهم باحثون عن الحق، لكن أخي الكريم، كما قال أحد إخواننا هذا الكلام (وهو أن هناك كلام مدسوس أو ما شابه) لا يطرح هكذا على العلن لعدة أسباب:
1 - الأول أن هناك الكثير من العوام الذين يقرأون الموضوع فيشكل عليهم
2 - يكون هذا ذريعة لأهل الزيغ والضلال للطعن في علماء أهل السنة
3 - ما نقلته لك من كلام الشيخ صالح حفظه الله من أن الواجب التثبت وقراءة كلام شيخ الإسلام جيدا فالرجل موسوعي إن تكلم في مسألة جمع فيها أطرافا شتى حتى أنه من المسألة الصغيرة يتفرع إلى مسائل كثيرة.
4 - لا بد قبل طرح هذه المسائل قراءة كلام شيخ الإسلام في عدة مواضع لأن شيخ الإسلام غالبا ما يضيف هذه العبارة " كما فصلنا هذا في مواضع أخرى" أو ما شابه فربما وجد الكلام مجملا في بعض الأماكن ومفصلا في أماكن أخرى ولا بد من النظر في كل النصوص لا نص واحد وذلك من تمام العدل والإنصاف.
إسمح لي إن أطلت عليك لكني أسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/122)
ـ[باز11]ــــــــ[08 - 02 - 05, 07:19 ص]ـ
أخي عبيد الله.
جزاك الله خيرا يا أخي وأحسن إليك، ونحن نتكلم في ملتقى علمي ونحن جميعا هنا سلفيون حتى النخاع، وولازلت عند دعوتي ورأيي الذي ذكرته مرات، غيرة على تراث شيخ الإسلام.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 02 - 05, 07:26 ص]ـ
الأخ باز ..
عمل الشيخ ابن باز -رحمه الله-، هو التعليق على الفتح، و اثبات النص من طبعة بولاق؛ و ليس تحقيقاً علمياً كما زعمت!
بل الشيخ حققه على نسخة خطية من مكتبة الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن، وعلى طبعة بولاق، وصحح ما وجد من أخطاء، وانتهت النسخة الخطية آخر الجنائز.
ونسخة أخرى من مكتبة في ضمد في جازان إلى كتاب الحج ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 02 - 05, 07:30 ص]ـ
الأخ باز
عمل العلامة ابن قاسم في الفتاوي لقي استحسان أكابر العلماء من طبعها إلى اليوم، والأخطاء اليسيرة التي وقعت في الطبعة لا تؤثر على عمله.
ولعلك تراجع مقدمة الكتاب لتعلم كيف جمعها، وهل يستطيع أحد أن يصبر على ما صبر عليه أو لا.
أو اقرأ ما كتبه الشيخ ناصر الفهد (عج) في مقدمة صيانة مجموع الفتاوي.
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[09 - 02 - 05, 09:24 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن السديس ..
لم أعلم هذا من قبل!
و ما كتبت كان سوء فهمٍ مني لكلام الشيخ عبدالكريم الخضير في "شروح الكتب الستة".
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[13 - 02 - 05, 10:27 م]ـ
كانت مساجلة علمية جميلة ورحم الله الدكتور محمد رشاد سالم الذي خدم علم الإمام أيما خدمة خصوصا في كتابيه منهاج السنة ودرء التعاض وغيرهما.
وقد سمعت العلامة المحدث حماد الأنصار رحمه الله قبل سنوات يستحسن ويشجع تحقيق فتاوى شيخ الإسلام جزى الله جامعها خير الجزاء.
ـ[باز11]ــــــــ[14 - 02 - 05, 07:59 ص]ـ
اذن الحمد لله لقد أثمرت المباحثة علميا وأشكر الآخوة المشايخ على المشاركات وكذلك أشكر الشيخ المشرف
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:26 م]ـ
أما قولك: (هل المجال مفتوح لتحقيق أصول كتب شيخ الإسلام تحقيقاً علمياً، كما فعل شيخنا ابن باز رحمه الله في الأجزاء الثلاثة الأولى من فتح الباري.
وإن كان النص ثابتاً عن شيخ الإسلام، فكان ينبغي التعقيب عليه كما فعل شيخنا في التعليق على فتح الباري).
أقول: نحن نعرف مقصودك من هذا الطرح جيدا فلسنا بالسذج، فكف عنا كلامك.
بورك فيك ياشيخ زياد, فعبادة القناعة مشكلة تكثر لدى من لديهم قليل علم, وقلة العلم تورث ضيف الأفق, وضيف الأفق يورث سوء الفهم, وسوء الفهم يؤدي إلى مايسمونه الإستشكال, فتقرأه فترى أنه اتى يقرر لا يستشكل. وفي هذا الصدد أتذكر أن المأمون بدأ خطبته بالحمدله والبسملة وذكر الله عز وجل من أجل غيرته على الدين وحمل الناس على القول بـ .... وجلد الإمام أحمد.
قال: إياس بن معاوية رحمه الله: لست بالخب, وليس الخب يخدعني. طبقات ابن سعد
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[14 - 03 - 06, 02:35 م]ـ
أخونا باز 11 يريد أن يثير هو الشبهة وأن يشتغل الناس بتحريرها!!
يا أخي: إذا كان كلام شيخ الإسلام في المواضع الأخرى يناقض كلامه هذا، كما تقول، فشمِّر بارك الله فيك عن ساعد الجدّ وأبرز لنا هذه النصوص ولو بطريق القص واللزق!!
وليس من الإنصاف أن يتعب الناس في تحرير شبهاتك ثم تعقّب بعدم الاقتناع، ولا أن تتهم أعضاء الملتقى بالتسرُّع، ولو شاؤوا لقالوا بأنك أنت المتسرِّع إلى اتّهام الناس بالدس والتحريف بناء على قراءة عابرة أو حديث في مجلس!!
التأنّي بارك الله فيك!!
ـ[أبو فراج]ــــــــ[19 - 03 - 06, 01:43 م]ـ
الأخ عبدالله بن خميس بارك الله فيك لي بعض الأسئلة وأرجو الإجابة عليها:
هل تعرف صالح الأسمري شخصيا؟
كيف جزمت بأن هذا من كلام الأسمري وطلابه؟
كيف حكمت عليه بأنه صوفي؟(30/123)
من سب الصحابة
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[05 - 02 - 05, 04:00 م]ـ
لقد تطاول الغماريون وأذنابهم زماناً طويلاً على خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين , صحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وأخص منهم الشريف المكي القرشي معاوية بن أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كاتب الوحي , والذي ناله الجانب الأكبر من اللعن والسب ـ بله التكفير ـ!!!
ولقد شاء الله تعالى أن لايبقى من عقبهم وذراريهم إلا شرذمة قليلون وبقية من أذنابهم كـ (الكرفطي (التليدي!!) , والسقاف , ومحمود سعيد) , بل من مشيئة الله تعالى أن جعل كبيرهم ـ أحمد الغماري ـ عقيماً لاولد له!!!!
وذلك لحكمة من الله؛ لم يتنبه لها هؤلاء الثلاثة (الثلاثي المرح) , بل لم يعوها أو يفقهوها ... قال تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب} [البقرة: 269].
وكي لا أطيل , فقد سبق وذكر أحد الإخوة الأفاضل (مختار الديرة) حفظه الله تعالى رابطاً لكتاب " من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية " وهو من تأليف العلامة الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي ـ رحمه الله تعالى ـ , وهو كتاب نفيس جداً جداً , أحبك أن تطلع عليه مرة أخرى أخي طالب العلم , لكي تعرف المستوى الذي وصل إليه هؤلاء , ومبلغ علمهم الحقيقي ....
والله من وراء القصد.
الرابط هو:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3637
كتبه باغي الخير / خالد الأنصاري.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 02 - 05, 09:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، وهذه الرسالة للفائدة والاطلاع
من سب الصحابة ومعاوية
فأُمه هاوية
تأليف
الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي
---------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد للَّه، نجمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102).
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب:71 – 72).
وبعد… فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي، هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
سبب التأليف:
لما رأيت قوافل الرفض المشئومة، وجراد العذا ب تحلّق في أجواء الدُّخان الناتج عن إحتراق مزابل من الجيَف ضاربة أقنابها في القدم وهي مستنقع روافده، جمعت كل أجناس النجاسات والقاذورات، ويطيب لكثير من الهوام العفنة ألا تتنفس إلا في هذه الأوحال، وتبح في هذه البحار المحظورة التي حذَّر منها كل معافى، فخفت على الشباب في بلاد المغرب الذي عافاه الله من هذه الكوارث التي حلَّت بغيره من بلاد المشرق وإن كان بعض مخلَّفات الرفض طار شررها الى هذا البلد وذلك بحكم التناسب الصوفي. وعادت المذاهب الهدامة تغير على البلاد التي في عافية من أمرها وسيَّما في غياب السُّنة وموت أهلها.
جمعت هذا الجزء المبارك لعلَّه يكون وقاية وحماية لشباب المغرب – خاصة – وباقي الشباب في بقية البلاد. والله أسال أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه. وأن يكون شفاعة عند لقائه؛ إنه سميع مجيب.
أبو سهل / محمد بن عبد الرَّحمن المغراوي
-----------------
تعظيم قدر الصحابة
أولاً: من القرآن الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/124)
قال الله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (الفتح:29)
قال إبن الجوزي رحمه الله تعالى: ((وهذا الوصف لجميع الصحابة عند الجمهور))
قال القرطبي رحمه الله: ((قوله تعالى: {وَعَدَ الله الَّذينَ ءامَنوا} أي: وعد الله هؤلاء الذين مع محمد وهم المؤمنون الذين أعمالهم صالحة {مَّغفرَةً وأَجراً عظيماً} أي ثواباً لا ينقطع وهو الجنَّة، وليست " من " في قوله {منهم} مبعّضة لقوم من الصحابة دون قوم، ولكنها عامَّة مجنسة مثل قوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (الحج:30). لا يقصد للتبعيض؛ لكنه يذهب الى الجنس، أي فاجتنبوا الرجس من جنس الأوثان، إذا كان الرجس يقع من أجناس شتى منها الزنا والربا وشرب الخمرة والكذب، فأدخل "من" يفيد بها الجنس وكذا "منهم" أي: من هذا الجنس، يعني جنس الصحابة.
وقال إبن إدريس رحمه الله: " لا آمن أن يكونوا قد ضارعوا الكفار- يعني الرافضة – لأن الله تعالى يقول: {ليَغيظَ بهمُ الكُفَّار} " تفسير إبن الجوزي ".
قال أبو عروة الزبيري رحمه الله: ((كنا عند مالك فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} (الفتح:29).
قال مالك: من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية)) " رواه الخلال، وأبو نعيم وذكره إبن الجوزي مختصراً في تفسيره.
ونقل القرطبي هذا الأثر وعزاه للخطيب ثم قال: ((لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردَّ على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين)) " تفسير القرطبي ".
قال الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (الحشر: 8، 10).
قال شيخ الإسلام رحمه الله في " منهاج " [2/ 18 – 19]: " وهذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار، وعلى الذي جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبهم غلاً لهم، وتتضمن أن هؤلاء الأصناف هم المستحقون للفيء.
ولا ريب أن هؤلاء الرافضة خارجون من الأصناف الثلاثة، فإنهم لم يستغفروا للسابقين الأولين، وفي قلوبهم غلّ عليهم. ففي الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم، وإخراج الرافضة من ذلك، وهذا نقيض مذهب الرافضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/125)
وقد روى ابن بطَّة وغيره من حديث أبي بدر عن سعد بن أبي وقاص قال: ((الناس على ثلاث منازل، فمضت منزلتان وبقيت واحدة، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً} (الحشر:8). هؤلاء المهاجرون وهذه منزلة قد مضت. ثم قرأ {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (الحشر:9). ثم قال هؤلاء الأنصار وهذه منزلة قد مضت.ثم قرأ:
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (الحشر:10). فقد مضت هاتان وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم عليه كائنون أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت أن تستغفروا الله لهم.
قال ابن أبي العز رحمه الله: ((فمن أضل ممن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين؟ بل قد فضلهم اليهود والنصارى بخصلة، قيل لليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى، وقيل للرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب محمد!! لم يستشنوا منهم الا القليل، وفيمن سبُّوهم من هو خير ممن استثنوهم بأضعاف مضاعفة)) " شرح الطحاوية [470] ".
قال الشوكاني رحمه الله: ((أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينزع من قلوبهم الغل للذين آمنوا على الإطلاق، فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أولياً لكونهم أشرف المؤمنين، ولكون السياق فيهم، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم ويطلب رضوان الله لهم فقد خالف ما أمره الله به في هذه الآية، فإن وجد في قلبه غلاً لهم فقد أصابه نزغ من الشيطان وحل به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجوء الى الله سبحانه ةالاستغاثة به؛ بأن ينزع عن قلبه ما طرقه من الغل لخير القرون وأشرف هذه الأمة، فإن جاوز ما يجده من الغل الى شتم أحد منهم، فقج انقاد للشيطان بزمام ووقع في غضب الله وسخطه، وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة أو صاحب من أعداء خير الأمة الذي تلاعب بهم الشيطان وزين لهم الأكاذيب المختلفة والأقاصيص المفتراة والخرافات الموضوعة،وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور، فاشتروا الضلالة بالهدى، واستبدلوا الربح الوافر بالخسران العظيم، وما زال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة الى منزلة، ومن رتبة الى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي ورموا الدين وأهله بكل حجر ومدر، والله من ورائهم محيط)) " تفسير الشوكاني [51/ 287 - 288].
وقال الزبير بن بكار: ثنا عبد الله بن ابراهيم بن قدامة اللخمي عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن أبيه قال: جلس قوم من أهل العراق فذكروا أبا بكر وعمر فنالوا منهما، ثم ابتدأوا في عثمان فقال لهم: أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (الحشر:8). قالوا: لا، قال: فأنتم من الذين: {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} (الحشر:9). قالوا: لا، فقال لهم: أما أنتم فقد أقررتم وشهدتم على أنفسكم أنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء، وأنا أشهد أنكم لستم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/126)
من الفرقة الثالة الذين قال الله عز وجل فيهم: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا} (الحشر:10). الآية، فقوموا عني لا بارك الله فيكم ولا قرب دوركم، أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله. " البداية والنهاية [9/ 122]. واستحق الروافض الأخباث والأنجاس هذه العقوبة لأنهم وقعوا في أعراض أفضل الأمم بعد الأنبياء وحملة الشريعة الغراء الى أقاصي البلاد الذين بذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس؛ فالطاعن فيهم طاعن في الدين وبعيد عن سبيل المؤمنين، سالك لسبيل المعتدين المجرمين، واقع في حبائل الغوي المبين متوعد بالعذاب مهين.
ورحم الله شيخ الإسلام إذ يصف سوء حالهم فيقول عنهم: ((أمة ليس لها عقل صريح ولا نقل صحيح، ولا دين مقبول، ولا دنيا منصورة بل هم من أعظم الطوائف كذباً وجهلاً، ودينهم يدخل على المسلمين كل زنديق ومرتد كما دخل في النصيرية والإسماعيلية وغيرهما. فإنهم يعمدون الى خيار الأمة يعادونهم والى أعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين يوالونهم، ويعمدون الى الصدق الظاهر المتواتر يدفعونه، والى الكذب المختلق الذي يُعلَم فسادَه يقيمونه؛ فهم كما قال فيهم الشعبي – وكان من أعلم الناس بهم – لو كانوا من البهائم لكانوا حُمراً، ولو كانوا من الطير لكانو رخماً، ولهذا كانوا أبهت الناس وأشَّدهم فرية مثل ما يذكرون عن معاوية، فإن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمره النبي صلى الله عليه وسلم كما أمر غيره وجاهد معه وكان أميناً عنده يكتب الوحي؛ وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب الذي كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه ولم يتهمه في ولايته)) " الفتاوى [4/ 471 - 472].
وقال تلميذه شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمه الله تعالى بعد ما ذكر الجهمية والفرعونية والباطنية: (والرافضة الذين هم بحبائل الشيطان متمسكون، ومن حبل الله منقطعون، وعلى مسبة أصحاب رسول الله عاكفون، وللسنة وأهلها محاربون، ولكل عدو لله ورسوله ودينه مسالمون، وكل هؤلاء عن ربهم محجوبون وعن بابه مطردون، أؤلئك أصحاب الضلال وشيعة اللَّعين، وأعداء الرسول وحزبه)) " حادي الأرواح [196].
وقال سبحانه وتعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (الحديد:10).
والحسنى هي الجنة كما ورد مرفوعاً وموقوفاً من طرق كثيرة مستفيضة. واستدل ابن حزم رحمه الله تعالى: {وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُّ الحُسنَى} أن جميع الصحابة بدون إستثناء من أهل الجنة مقطوع بذلك.
ورضي الله عنهم من فوق سبع سماوات في قوله {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} (الفتح:18). وفي قوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100).
قال البغوي رحمه الله تعالى: (قال أبو صخر حميدة بن زيادة: أتيت محمد بن كعب القرظي فقلت له: ما قولك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة محسنهم ومسيئهم، فقلت: من أين تقول هذا؟ قال: اقرأ قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/127)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضى الله تعالى عنه، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم، عياذاً بالله من ذلك؛ وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله تعالى عنهم، وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون)) " في تفسيره [2/ 367].
قال ابن تيمية رحمه الله: والرضى من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضى. ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً .. – إلى أن قال – فكل من أخبر الله عنه أنه رضي الله عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح؛ فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له، فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك)) " الصارم المسلول [574 - 575].
وقال ابن حزم رحمه الله تعالى: (أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا شك فيهم البنة))
والآيات القرآنية في مدحهم وتعظيم قدرهم كثيرة منها: قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران:110). وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} (البقرة:143). فمن المخاطب وقت نزول الآيتين غير الصحابة؟ فهم المخاطبون بذلك خطاباً أولياً، فثبت خيريتهم رضي الله تعالى عنهم على كافة الناس غير الأنبياء وجعلهم الله شهداء على الناس يوم القيامة لفضلهم وشرفهم وعلو منزلتهم.
ومنها قوله تعالى: {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} (التحريم:8). قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (وفي الجملة كل ما في القرآن من خطاب المؤمنين والمتقين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم، فهم – أي الصحابة – أول من دخل في ذلك من هذه الأمة، وأفضل من دخل في ذلك من هذه الأمة) " منهاج السنة [2/ 49 - 50].
ثانياً: من السنة النبوية الصحيحة
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تسبّوا أحدا من أصحابي فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك
مد أحدهم ولا نصيفه) (1).
قال شيخ الاسلام: (وذلك ان الايمان الذي كان في قلوبهم حين الانفاق في أول الاسلام وقلة أهله، وكثرة الصوارف عنه، وضعف الدواعي اليه لايمكن لأحد أن يحصل له مثله من بعدهم. وهذا يعرف بعضه من ذاق الأمر، وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس، وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة. وهذا مما يعرف به أن ابا بكر رضي الله تعالى عنه لن يكون أحد مثله، فان اليقين والايمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحد. قال ابو بكر بن عياش: ما سبقهم ابو بكر بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بشيء وقر في قلبه. وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول، مؤمنين به مجاهدين معه، ايمان ويقين لم يشركهم فيهى من بعدهم. (2).
وقال العلامة الشوكاني: (فانظر الى هذه المزية العظيمة، والخصيصة الكبيرة التي لم تبلغ من غيرهم انفاق مثل الجبل الكبير من الذهب نصف المد الذي ينفقه الواحد منهم، فرضي الله عنهم وارضاهم.
فهم أفضل أولياء الله سبحانه وأكرمهم عليه، وأعلاهم منزلة عنده: وهم الذين عملوا بكتاب الله تعالى وستة رسوله صلى الله عليه وسلم (3).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم … الحديث) (4).
-------------------------------
(1) – رواه البخاري < 3673 >، ومسلم < 2541 >.
(2) – منهاج السنة < 6/ 223 >.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/128)
(3) قطر الولي < ص: 255 >.
(4) – أخرجه البخاري < 3651 >، ومسلم < 2533/ 212 >.
وهو خبر متواتر (1) وقد رواه جمع من الصحابة الكرام منهم: ابو هريرة وعبد الله بن مسعود وعمران بن الحصين والنعمان بن بشير وعائشة وبريدة وابو برزة وعمر بن الخطاب وسمرة وسعد بن تميم وجعد بنت هبيرة وجميلة بنت ابي لهب (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين) (3).
قال الامام الآجري: (ومن سبهم فقد سب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سب رسول الله استحق اللعنة من الله عز وجل ومن الملائكة ومن الناس اجمعين) (4).
وقال ايضا: (لقد خاب وخسر من سب اصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم؛ لانه خالف الله ورسوله ولحقته اللعنة من الله عز وجل ومن رسوله ومن الملائكة ومن جميع المؤمنين ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، لا فريضة ولا تطوعا، وهو ذليل في الدنيا، وضيع القدر، كثّر الله بهم القبور، واخلى منهم الدور) (5).
------------------
(1) كما قال شيخ الاسلام في منهاج السنة < 2/ 35 >، والحافظ بن حجر في مقدمة الاصابة
< 1/ 13 >.
(2) انظر الأزهار المتناثرة للسيوطي ولقط اللآلي للزبيدي < ص: 72 > ونظم المتناثر للكتاني
< 127 >.
اخرجه ابو نعيم ورواه الطبراني عن ابن عباس موصولا وقال الألباني: (وبالجملة فالحديث بمجموع طرقه حسن عندي على اقل الدرجات والله اعلم).
(4) الشريعة < 3/ 543 >.
(5) الشريعة < 3/ 550 >.
قال المناوي: (من سب اصحابي) أي شتمهم (فعليه لعنة الله والملائكة والناس) أي الطرد والبعد عن مواطن الأبرار ومنازل الأخيار، والسب والدعاء من الخلق (اجمعين) تاكيد لمن سب، او الناس فقط أي: كلهم. وهذا شامل لمن لابس القتل منهم لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون فسبهم كبيرة ونسبتهم الى الضلال او الكفر كفر) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: (النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد. وانا امنة لأصحابي فاذا ذهنت اتى اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لأمتي، فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون) (2).
قال ابن القيم رحمه الله: (… جعل نسبة اصحابه لمن بعدهم كنسبته الى اصحابه وكنسبة النجوم الى السماء ومن المعلوم ان هذا التشبيه يعطي من وجوب اهتداء الأمة بهم ما هو نظير اهتدائهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم ونظير اهتداء اهل الأرض بالنجوم،وايضا فانه جعل بقائهم بين الأمة امنة لهم وحرزا من الشر واسبابه) (3).
وقال صلى الله عليه وسلم ايضا: (ياتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من راى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: نعم فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: فيكم من راى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم هل فيكم من راى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: نعم، فبفتح لهم (4).
وقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا باصحابي خيرا ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم …).
--------------------------
(1) – الفيض < 6/ 146 – 147 >.
(2) احمد < 4/ 399 >، ومسلم < 2531 >.
(3) – اعلام الموقعين < 4/ 137 >.
(4) – البخاري < 3649 >، ومسلم < 2532 >.
وفي رواية: (أحسنوا الى اصحابي)، وفي رواية: (احفظوني في اصحابي)، وفي: (رواية أكرموا أصحابي)، وفي اخرى: (أوصيكم بأصحابي) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني. والله لا تزالون بخير ما د ام فيكم من راى من رآني وصاحب من صاحبني، والله لا تزالون بخير ما د ام فيكم من راى من راى من رآني وصاحب من صاحب من صاحبني) (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: (اذا ذكر اصحابي فامسكوا، واذ ا ذكر النجوم فأمسكوا واذا ذكر القدر فأمسكوا) (3).
----------------------------
(1) – رواه احمد والترمذي وقال حسن صحيح من هذا الوجه.ورواه الحاكم وصححه واقره الذهبي وقد صحح الحديث أحمد شاكر رحمه الله وكذا الألباني في الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/129)
(2) رواه ابن ابي عاصم في السنة وابن ابي شيبة وحسن اسناده الحافظ في الفتح وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طرق ورجال احدها رجال الصحيح.
(3) رواه الطبراني وابو نعيم وغيرهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وحسنه الحافظان العراقي وابن حجر وصححه الألباني لشواهده انظر الصحيحة.
ومعنى (اذا ذكر اصحابي فأمسكوا) قال ابو الحسن الأشعري في (رسالته الى أهل الثغر) < ص: 172 > (قال اهل العلم: ومعنى ذلك لا تذكروهم الا بخير الذكر).
وقال صلىالله عليه وسلم: (ان الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه، فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وان سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وانا اكره مساءته) رواه البخاري.
ولا شك عند كل ذي عقل سليم وخلق كريم ودين قويم ان الصحابة هم اول من يتصف بالولاية اتصافا اوليا.
قال الشوكاني رحمه الله: (اعم ان الصحابة لا سيما أكابرهم الجامعين بين الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعلم بما جاء به وأسعدهم الله سبحانه وتعالى بمشاهدة النبوة وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء، وبذلهم انفسهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى حتى صاروا خير القرون بالأحاديث الصحيحة. فهم خيرة الخيرة،لأن هذه الأمة هي كما اكرمهم الله به بقوله: (كنت خير أمة أخرجت للناس)، وكانا الشهداء على العباد كما في القرآن العظيم فهم خير العباد جميعا، وخير الأمم سابقهم ولاحقهم، واولهم وآخرهم وهؤلاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم هم خير قرونهم، وأفضل طوائفهم الى يوم القيامة.
فتقرر بهذا ان الصحابة رضي الله عنهم خير العالم بأسره من أوله لآخره، لا يفضلهم أحد الا الأنبياء والملائكة، ولهذا لم يعدل مثل أحد ذهبا مد أحدهم، ولا نصيفه.
فاذا لم يكونوا راس الأولياء، وصفوة الأتقياء، فليس لله أولياء ولا أتقياء ولا بررة ولا أصفياء.
وقد نطق القرآن الكريم بان الله قد رضي عن أهل بيعة الشجرة وهم جمهور الصحابة اذ ذاك.
وثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم ثبوتا متواترا ان الله سبحانه اطلع على أهل بدر فقال: (اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (1). وشهد النبي صلى الله عليه وسلم لجماعة منهم بأنهم من أهل الجنة.
فقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (من عادى لي وليا) يصدق عليهم صدقا أولياء، ويتناولهم بفحوى الخطاب.
فانظر – أرشدك الله – الى ماصارت الرافضة أقمأهم (2) الله تصنعه بهؤلاء الذين هم رؤوس الأولياء ورؤساء الأتقياء، وقدوة المؤمنين واسوة المسلمين، وخير عباد الله اجمعين من الطعن واللعن والثلب والسب والشتم والثلم، وانظر الى أي مبلغ بلغ الشيطان الرجيم بهؤلاء المغرورين المجترئين على هذه الأعراض المصونة المحترمة المكرمة.
فيا لله العجب من هذه العقول الرقيقة، والأفهام الشنيعة، والأذهان المختلة والادراكات المعتلة، فان هذا التلاعب الذي تلاعب بهم الشيطان يفهمه اقصر الناس عقلا، وأبعدهم فطانة، وأجمدهم فهما،
وأقصرهم في العلم باعا، وأقلهم اطلاعا. فان الشيطان لعنه الله سول لهم بان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين لهم المزايا التي لايحيط بها حصر، ولا يحصيها حد ولا عد، أحقاء بما يهتكون من أعراضهم الشريفة، ويجحدون من مناقبهم المنيفة، حتى كأنهم لم يكونوا هم الذين أقاموا أعمدة الاسلام بسيوفهم، وشادوا قصور الدين برماحهم، واستباحوا الممالك الكسروية، وأطفأوا الملة النصرانية والمجوسية، وقطعوا حبائل الشرك من الطوائف المشركة من العرب وغيرهم، وأوصلوا دين الاسلام الى أطراف المعمورة من شرق الأرض وغربها ويمينها وشمالها، فاتسعت رقعة الاسلام وطبقت الأرض شرائع الايمان، وانقطعت علائق الكفر وانقصمت حباله، وانفصمت أوصاله، ودان بدين الله سبحانه الأسود والأحمر، والوثني والملي.
------------
(1) أخرجه البخاري ومسلم.
(2) دعاء عليهم بمعنى اذلهم وحقرهم وصغرهم، والقميء الذليل والحقير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/130)
فهل رأيت أو سمعت بأضعف من هؤلاء تميزا، وأكثر منهم جهلا، وأزيف منهم رأيا! يا لله العجب يعادون خير عباد الله وأنفعهم للدين، الذي بعث به رسول الله صلىالله عليه وآله وسلم، وهم لم يعاصروهم، ولا عاصروا من أدركهم، ولا أذنبوا اليهم بذنب، ولا ظلموهم في مال، ولا دم ولا عرض، بل صاروا تحت أطباق الثرى وفي رحمة واسع الرحمة منذ مئات السنين. وما أحسن ما قاله بعض أمراء عصرنا، وقد رام كثير من أهل الرفض أن يفتنوه ويوقعوه في الرفض: (مالي ولقوم بيني وبينهم زيادة على اثنتي وعشرة مائة من السنين). وهذا القائل لم يكن من أهل العلم بل هو عبد صيره مالكه أميرا، وهداه عقله الى هذه الحجة العقلية التي يعرفها بالفطرة كل من له نصيب من عقل، فان عداوة من لم يظلم المعادي في مال ولا دم ولا عرض، ولا كان معاصرا له حتى ينافسه فيما هو فيه، يعلم كل عاقل انه لا يعود على الفاعل بفائدة.
هذا على فرض انه لا يعود عليه بضرر في الدين، فكيف وهو من أعظم الذنوب التي لا ينجي فاعلها الا بعفو الغريم المجني بظلمه في عرضه؟!! – انظر عافاك الله – ما ورد في غيبة المسلم من الوعيد الشديد من انها ذكر الغائب بما فيه كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيانه لما ساله السائل عن ذلك ثم سأله عن ذكره بما ليس فيه جعل ذلك من البهتان، كما هو ثابت في الصحيح، ولم يرخص فيها بوجه من الوجوه.
وقد أوضحنا ذلك في الرسالة التي دفعنا بها (1) ما قاله النووي وغيره من جواز الغيبة في ست صور، وزيفنا ما قالوه تزييفا لا يبقى بعده شك ولا ريب، ومن بقي في صدره حرج وقف عليها، فانها دواء لهذا الداء الذي هلك به كثير من عباد الله سبحانه.
فاذا كان هذا حرام بيننا، وذنبا عظيما في غيبة فرد من أفراد المسلمبن الأحياء الموجودين، فكيف غيبة الأموات التي صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النهي عنها بقوله: (لا تسبّوا الأموات فانهم قد أفضوا الى ما قدّموا) (2). فكيف اذا كان هؤلاء المسبوبين الممزقة أعراضهم المهتوكة حرماتهم هم خير الخليقة، وخير العالم كما قدمنا تحقيقه.
فسبحان الصبور الحليم.
فيا هذا المتجريء على هذه الكبيرة المقتحم على هذه العظيمة، ان كان الحامل لك عليها والموقع لك في وبالها هو تاميلك الظفر بأمر دنيوي، وعرض عاجل، فاعلم انك لا تنال منه طائل، ولا تفوز منه بنقير ولا قطمير.
فقد جربنا وجرب غيرنا من أهل العصور الماضية، أن من طلب الدنيا بهذا السبب الذي فتح بابه الشيطان الرجيم، وشيوخ الملاحدة من الباطنية والقرامطة والاسماعيلية تنكدت عليه أحواله وضاقت عليه معايشه، وعاندته مطالبه وظهر عليه كآبة المنظر، وقمائة الهيئة ورثاثة الحال، حتى يعرفه غالب من رآه أنه رافضي، وما علمنا بأن رافضيا أفلح في ديارنا هذه قط.
وان كان الحامل لك على ذلك الدين فقد كذبت على نفسك، وكذبك شيطانك وهوكذوب.
--------------
(1) – هي رفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة – نشرت قديما ضمن مجموعة الرسائل المنيرة، ثم طبعت بتحقيق محمد خير رمضان يوسف فيما بعد.
(2) أحمد – البخاري – النسائي.
فان دين الله هو كتابه وسنة رسوله، فانظر هل ترى فيهما الا الاخبار لنا بالرضى عن الصحابة، وأ أنهم اشداء على الكفار، وأن الله يغيظ بهم الكفار، وأنه لا يلحق بهم غيرهم، ولا يماثلهم سواهم.
وهم الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، وأنفقوا بعده كما حكاه القرآن الكريم، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيله. وهم الذين قاموا بفرائض الدين، ونشرها في المسلمين، وهم الذين وردت لهم في السنة المطهرة المناقب العظيمة، والفضائل الجسيمة عموما وخصوصا. ومن شك في هذا نظر في دواوين الاسلام؛ وفيما يلتحق بها من السندات والمستدركات والمعاجيم، ونحوها فانه سيجد هنالك ما يشفي علله ويروي غلله ويرده عن غوايته، ويفتح له أبواب هدايته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/131)
هذا اذا كان لا يدري بهذا ويزعم ان له سلفا في هذه المعصية العظيمة والخصلة الذميمة، فقد غره الشيطان بمخذول مثله، ومفتون مثل فتنته، وقد نزه الله عز وجل علماء الاسلام سابقهم ولاحقهم ومجتهدهم ومقلدهم عن الوقوع في هذه البلية الحالقة للدين المخرجة لمرتكبها من سبيل المؤمنين الى طريق الملحدين.
موقف أهل البيت من الصحابة
فان زعم أنه قد قال بشيء من هذا الضلال المبين قائل من أهل البيت المطهرين، فقد افترى عليهم الكذب البين، والباطل الصراح فانهم مجموعون سابقهم ولاحقهم على تعظيم جانب الصحابة الأكرمين، ومن لم يعلم بذلك فلينظر في الرسالة التي الفتها في الأيام القديمة التي سميتها (ارشاد الغبي الى مذهب أهل البيت في صحب النبي) * فاني نقلت فيها نحو أربعة عشر اجماعا عنهم من طرق مروية عن اكابرهم وعن التابعين لهم المتمسكين بمذهبهم.
فيا أيها المغرور بمن اقتديت، وعلى من اهتديت، وباي حبل تمسكت، وفي أي طريق سلكت، يا لك الويل والثبور، كيف أذهبت دينك في أمر يخالف كتاب الله سبحانه، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويخالف جميع المسلمين منذ قام الدين الى هذه الغاية، وكيف رضيت لنفسك أن تكون خصما لله سبحانه ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولسنته ولصحابته ولجميع المسلمين؟!!! أين يتاه بك، والى أي هوة يرمى بك، أنا تخرج نفسك من هذه الظلمات المتراكمة الى الأنوار هذا الدين الذي جاءنا به الصادق المصدق عن رب العالمين، وأجمع عليه المسلمون أجمعون، ولم يخالف فيه مخالف يعتد به في اجماع المسلمين، اللهم الا ان يكون رافضيا خبيثا، أو باطنيا ملحدا، أو قرمطيا جاحدا، أو زنديقا معاندا (1).
---------------------
(1) – قطر الولي < ص: 292 - 298 >.
ثالثا: اقوال السلف الصالح والعلماء
التابعين لهم باحسان
قال ابن عمر رضي الله عنهما: (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم أربعين سنة) وفي رواية (خير من عبادة أحدكم عمره) (1).
عن ميمون بن مهران قال: قال لي ابن عباس احفظ عني ثلاثا: (اياك والنظر في النجوم فانه يدعو الى الكهانة، واياك والقدر فانه يدعو الى الزندقة، واياك وشتم أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيكبك الله في النار على وجهك) (2).
وقالت عائشة رضي الله عنها: (أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فسبوهم) (3).
روى مسلم في صحيحه أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل على عبيد الله بن زياد فقال: (أي بني، اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ان شر الرعاء الحطمة، فايلك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فانما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قال: وهل كانت لهم نخالة؟ انما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم).
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: (ان شر الرعاء الحطمة، قالوا: هو العنيف في رعيته لا يرفق بها في سوقها ومرعاها بل يحطمها في ذلك وفي سقيها وغيره ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها).
------------------
(1) – رواه أحمد في فضائل الصحابة وابن ماجه وصححه البوصري، وحسنه الألباني.
(2) - اللالكائي.
(3) – رواه مسلم وأحمد في فضائل الصحابة وابن ابي عاصم في السنة.
------------------------------------
قوله: (انما انت من نخالتهم) يعني لست من فضائلهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم، بل من سقطهم، والنخالة هنا الاستعارة من نخالة الدقيق وهي قشوره والنخالة والحقالة والحثالة بمعنى واحد – قوله: (وهل كانت لهم نخالة انما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم) هذا من جزل الكلام وفيصحه وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم، فان الصحابة رضي الله عنهم كلهم هم صفوة الناس وسادات الأمة وأفضل ممن بعدهم، وكلهم عدول قدوة لا نخالة لهم، وانما جاء التخليط ممن بعدهم، وفيمن بعدهم كانت النخالة).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (ان الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه (1).
-------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/132)
(1) – أخرجه أحمد وقال الشيخ أحمد شاكر: (اسانده صحيخ وهو موقوف على ابن مسعود) وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال الألباني: (ثم أخرجه – أي الخطيب في الفقيه والمتفقه – من طريق عبد الرحمن بن يزيد: فذكره واسناده صحيح.
وقال ايضا: من كان متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، وأقومها هديا وأحسنها حالا قوما اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم فاعرفوا لهم الفضل وأتبعوهم في آثرهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم (1).
قال الامام مالك رضي الله عنه: (هذا النبي مؤدب الخلق الذي هدانا الله به وجعله رحمه للعالمين يخرج جوف الليل الى البقيع فيدعو لهم ويستغفر كالمودع لهم؛ وبذلك أمره الله، وأمر النبي بحبهم وموالتهم، ومعاداة من عاداهم)) (2).
وقال أيضا: (انما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون) (3)
كان ذلك كذلك لأن الصحابة حمى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. ولله در من قال (4):
وكن على حب النبي عاكفا اياك أن ترى له مخالفا
ثم قال:
والله فاتقيه في أصحابه فالخوض فيهم هو في جنابه
وقد أحسن من قال: (5)
وصحابه فهم العدول وجرحهم جرح لدين الواحد الديان
ضل الروافض ويحهم أومادروا ان الصحابة عدلوا بقرآن.
---------------
(1) -جامع البيان العلم وفضله ورد عن ابن عمر نحوه ورواه ابو نعيم في الحلية من طريق الحسن وهو مدلس وفي ثبوت سماعه مقال.
(2) -الشفا للقاضي عياض
(3) - الصارم المسلول
(4) - القائال هو محمد سعيد الدمشقي في منظومته (دعوة الأصحاب الى التحلي بحلى الآداب).
(5) - هو عبد العزيز الحربي.
وقال الشافعي: (أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والانجيل وسبق على لسان رسول الله صلىالله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم،
فرحمهم الله وهنأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، فهم أدوا لنا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وارشادا وعرفوا من سننه ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر واستدرك به علم واستنبط به، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم) (1).
قال الامام أحمد: (اذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الاسلام) (2).
وقال أيضا: (من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينطوي الا على بلية، وله خبيئة سوء، اذا قصد الى خير الناس وهم أصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم حسبك) (3). وقال أيضا من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين (4)، وقال في رواية: (ما أراه على الاسلام).
وقال ايضا: (ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كاهم أجمعين والكف عن الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحدا فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآرائهم فضيلة) السنة للامام أحمد.
(1) - مناقب الشافعي للبيهقي
(2) -اللالكائي، والبداية والنهاية، والصارم المسلول.
(3) - (4) - السنة للخلال.
قال أبو نعيم: (فمن سبهم وأبغضهم وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن فهو العادل عن أمر الله تعالى وتأديبه ووصيته فيهم، لا يبسط لسانه فيهم الا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والمسلمين (1).
قال النووي رحمه الله: (واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات، سواء من لابس الفتنة منهم وغيره لانهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون) (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/133)
قال ابن حجر الهيتمي: (عد ما ذكر – أي بغض الأنصار وشتم واحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين – كبيرتين هو ما صرح به غير واحد وهو ظاهر، وقد صرح الشيخان وغيرهما أن سب الصحابة كبيرة، قال جلال البلقيني: (وهو – أي سب الصحابة – داخل تحت مفارقة الجماعة وهو الابتداع المدلول عليه بترك السنة، فمن سب الصحابة رضي الله عنهم أتى كبيرة بلا نزاع (3). ثم قال أيضا (فقد نص الله تعالى على أنه رضي عن الصحابة في غير آية، قال تعالى:
(والسابقون--- ورضوا عنه) < التوبة: 100 >. فمن سبهم أو واحد منهم فقد بارز الله بالمحاربة أهلكه وخذله، ومن ثم قال العلماء: اذا ذكر الصحابة بسوء كاضافة عيب لهم وجب الامساك عن الخوض في ذلك بل ويجب انكاره باليد ثم باللسان ثم بالقلب على حسب الاستطاعة كسائر المنكرات بل هذا من أشرها وأقبحها، ومن ثم أكد النبي صلى الله عليه وسلم التحذير من ذلك بقوله: (الله الله) أي احذروا الله أي عذابه وعقابه على حد قوله (ويحذركم الله نفسه)
وكما تقول لمن تراه مشرفا على الوقوع في نار عظيمة: النار النار أي احذرها، وتأمل أعظم فضائلهم ومناقبهم التي نوه بها صلى الله عليه وسلم حيث محبتهم محبة له وبغضهم بغض له، وناهيك بذلك جلالة لهم وشرفا فمحبتهم عنوان محبته وبغضهم عنوان بغضه)).
--------------
(1) - الامامة والرد على الرافضة
(2) -شرح مسلم
(3) - الزواجر.
ثم قال أيضا (أي ابن حجر الهيتمي): (وانما يعرف فضل الصحابة من تدبر سيرهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثرهم الحميدة في الاسلام في حياته وبعد مماته فجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وأكمله وأفضله فقد جاهدوا في الله حق جهاده حتى نشروا الدين وأظهروا شرائع الاسلام ولولا ذلك منهم ما وصل الينا قرآن ولا سنة ولا أصل ولا فرع فمن طعن فيهم فقد كاد أن يمرق من الملة، لأن الطعن فيهم يؤدي الى انطماس نورها (ويابى الله – الكافرون) التوبة: 32،. وقال محمد بن بشار: (قلت لعبد الرحمن بن مهدي، أحضر جنازة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: (لو كان من عصبتي ما ورثته).
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس: باع محمد بن عبد العزيز التيمي داره وقال: (لا أقيم بالكوفة، بلد يشتم فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال ابن السمعاني رحمه الله في الاصطلام <*>: (التعرض الى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله بل هو بدعة وضلالة) (1).
قال ابو أيوب السختياني: (… ومن أحسن الثناء على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برىء من النفاق ومن ينتقص أحدا منهم أو بغضه لشيء كان منه فهو مبتدع مخالف للسنة والسلف الصالح والخوف عليه ان لا يرفع له عمل الى السماء حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه لهم سليما (2). قال أبو زرعة العراقي: (اذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان الرسول عندنا حق والقرآن حق وانما أدى الينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله وانما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة) (3).
وروى الخطيب بسنده الى عبد الله بن مصعب قال: قال لي امير المؤمنين المهدي (هو الخليفة العباسي أبو عبد الله محمد بن ابي جعفر عبد الله المنصور) يا أبا بكر ما تقول فيمن ينقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: زنادقة، قال: ما سمعت أحدا قال هذا قبلك، قال: قلت: هم قوم أرادوا رسول الله بنقص فلم يجدوا أحدا من الأمة يتابعهم على ذلك، فتنقّصوا هؤلاء عند أبناء هؤلاء، وهؤلاء عند أبناء هؤلاء، فكأنهم قالوا: رسول الله يصحبه صحابة السوء، فقال: ما أراه الا كما قلت).
------------------
<*>- ومعنى الاصطلام: الاستئصال والاباءة.
(1) - نقله الحافظ في الفتح.
(2) - أصول السنة لابن أبي زمنين واللالكائي في شرح اعتقاد السنة.
(3) - الكفاية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/134)
والبدعة الخبيثة ذيلا هو أشر ذيل وويلا هو أقبح ويل. وهو أنهم لما علموا أن الكتاب والسنة يناديان عليهم بالخسارة، والبوار بأعلى صوت عادوا السنة المطهرة وقدحوا فيها وفي أهلها بعد قدحهم في الصحابة رضي الله عنهم. وجعلوا المتمسك بها من أعداء أهل البيت ومن المخافين للشيعة ولأهل البيت.فأبطلوا السنة المطهرة بأسرها، وتمسكوا في مقابلها، وتعوضوا عنها بأكاذيب مفتراة مشتملة على القدح المكذوب المفترى في الصحابة وفي جميع الحاملين للسنة المهتدين بهديها، العاملين بما فيها، الشارين لها في الناس من التابعين وتابعيهم الى هذه الغاية، وسموهم بالنصب، والبغض لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأولاده. فأبعد الله الرافضة وأقماهم، أيبغض علماء السنة المطهرة هذا الامام الذي تعجز الألسن عن حصر مناقبه مع علمهم بما في كتب السنة المطهرة من قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق) < رواه أحمد ومسلم وغيرهما>
وما ثبت في السنة من أنه يحبه الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم؟! يا لهم الويل الطويل،
والخسار البالغ. أيوجد مسلم من المسلمين، وفرد من أفراد المؤمنين بهذه المثابة؟! سبحانك هذا بهتان عظيم، ولكن ألأمر كما قلت:
قبيح لا يملثله قبيح لعمر أبيك دين الرافضة
أذاعوا في علي كل نكر وأخفوا من فضائله اليقينا
وسبّوا لا راعوأصحاب طه وعادوا من عداهم أجمعينا
وقالوا دينهم دين قويم ألا لعن الاله الكاذبينا
وكما قلت:
تشيع الأقوام في عصرنا منحصر في أربع من البدع
عداوة السنة والثلب للأ سلاف والجمع وترك الجمع
قال بشر بن الحارث المشهور بالحافي: (من شتم أصحاب رسول الله فهو كافر وان صام وصلى وزعم أنه من المسلمين).
وقال ابن حزم رحمه الله: (صدق أبو يوسف القاضي اذ سئل عن شهادة من يسب السلف الصالح،
فقال: لو ثبت عندي على رجل أنه يسب جيرانه ما قبلت شهادته، فكيف من يسب أفاضل الأمة،
الا ان يكون من الجهل بحيث لم تقم عليه حجة النص بفضلهم والنهي عن سبهم، فهذا لايقدح سبهم في دينه اصلا، ولا ما هو أعظم من سبهم، لكن حكمه أن يعلم ويعرف، فان تمادى فهو فاسق، وان عاند في ذلك الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر مشرك).
قال الامام الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة المشهورة: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرّأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم الا بخير، وحبهم دين وايمان واحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
قال الامام ابن بطة العكبري: (ويشهد لجميع الهاجرين والأنصار بالجنة والرضوان والتوبة والرحمة من الله، ويستقر علمك وتوقن قلبك أن رجلا راى النبي صلى الله عليه وسلم وشاهده وآمن به وأتبعه ولو ساعة من نهار أفضل ممن لم يره ولم يشاهده، ولو أتى بأعمال اهل الجنة أجمعين، ثم الترحم على جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرهم وكبيرهم، وأولهم وآخرهم
، وذكر
محاسنهم، ونشر فضائلهم والاقتداء بهديهم والاقتفاء لآثارهم وأن الحق في كل ما قالوه
، والصواب فيما فعلوه).
وقال الامام البربهاري: (واعلم أنه من تناول أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعلم انما أراد محمدا صلى الله عليه وسلم وقد آذاه في قبره).
وقال أيضا: (واذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاعلم انه صاحب قول سوء وهوى).
وقال الامام ابو بكر الحميدي شيخ البخاري: (السنة عندنا أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره … - فعد مسائل اللا ان قال -: والترحم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلهم فان الله عز وجل قال: (والذين جآءو…… رحيم) < الحشر - 10 >. فلم يؤمر الا بالاستغفار لهم فمن سبهم أو بعضهم او أحدا منهم وليس له في الفيء حق أخبرنا بذلك غير واحد عن مالك بن أنس).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/135)
وقال الامام حرب صاحب الامام أحمد في مسائله: (وذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم والكف عن ذكر مساويهم التي شجرت بينهم فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو واحد منهم، أو نقصه، أو طعن عليه، أو عرض بعيبهم، أو عاب احدا منهم فهو مبتدع رافضي خبيث مخالف، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، بل حبهم سنة والدعاء لهم قربة والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بلآثارهم فضيلة، وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان، ووقف قوم على عثمان: وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس،
لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم ولا أن يطعن على واحد منهم بعيب ولا نقص فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه ويستتيبه فان تاب قبل منه، وان لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت او يرجع). (1)
وقال ابن شاهين: (وأن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي عليهم السلام، وأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أخيار أبرار واني أدين الله بمحبتهم وأبرأممن سبهم أو لعنهم أو ضللهم أو خونهم أو كفرهم). (2)
-------------
(1) - نقله ابن القيم في حادي الأرواح < ص: 294 >.
(5) - الكتاب اللطيف لشرح مذاهب اهل السنة <ص:251>.
وقال الامام المزني صاحب الامام الشافعي عن الصحابة: (ونخلص لكل رجل منهم من المحبة بقدر الذي أوجب لهم رسول الله ويقال بفضلهم. ويذكرون بمحاسن أفعالهم ونمسك عن الخوض فيما شجر بينهم، فهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم ارتضاهم الله عز وجل لنبيه وخلقهم أنصارا لدينه، فهم ائمة الدين واعلام المسلمين فرحمة الله عليهم أجمعين) (1).
ثم قال حاكيا الاجماع على هذه العقيدة: (هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى، وجانبوا التكلف فيما كفوا، فشددوا بعون الله ووفقوا، لم يرغبوا عن الاتباع فيقصروا، ولم يجاوزوه تزيدا فيعتدوا، فنحن باله واثقون، وعليه متوكلون واليه في اتباع آثارهم راغبون) < 2 >.
وقال الامام أبو حنيفة: (ولا نذكر احد من صحابة الرسول الا بخير).
وقال أيضا: (مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة خير من عمل أحدنا جميع عمره وان طال).
--------------------
(1) - رسالته شرح السنة التي يبين فيها جملة من اعتقاد أهل السنة.
(2) -المصدر السابق.
وقال ايضا: (ويحبهم كل مؤمن تقي ويبغضهم كل منافق شقي).
وقال ابن ابي زيد في مقدمة الرسالة: (ولا يذكرأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بأحسن الذكر، والامساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن تلتمس لهك المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب … واتباع السلف الصالح، واقتفاء آثارهم ,الاستغفار لهم).
قال القاضي عبد الوهاب في شرحه للرسالة: (لأن فيه سلامة الدين وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وقبول وصيته).
وقال الآجري بعدما روى حديثا في فضل الصحابة: (فمن سمع فنفعه الله الكريم بالعلم أحبهم أجمعين المهاجرين والانصار وأصهار رسول الله صلىالله عليه وسلم، من تزوج اليهم ومن زوجهم وجميع أهل بيته الطيبين وجميع أزواجه، واتقى الله الكريم فيهم ولم يسب واحدا منهم ولم يذكر فيما شجر بينهم، واذا سمعوا واحدا يسب أحدا منهم نهاه وزجره ونصحه، فان أبى هجره ولم يجالسه، فمن كان على هذا مذهبه رجوت له من الله الكريم كل خير في الدنيا والآخرة).
قال ابن حزم رحمه الله: (أما الصحابة رضي الله عنهم فهو كل من جالس النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة سمع منه ولو كلمة فما فوقها، أو شاهد منه عليه السلام أمرا يعيه، ولم يكن من المنافقين الذين اتصل نفاقهم واشتهر حتى ماتوا على ذلك ولا مثل من نفاه عليه الاسلام باستحقاقه كهيت المخنث ومن جرى مجراه فمن كان كما وصفنا أولا فهو صاحب، وكلهم عدل امام فاضل رضى،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/136)
فرض علينا توقيرهم وتعظيمهم، وأن نستغفر لهم ونحبهم، وتمرة يتصدق بها أحدهم أفضل من صدقة أحدنا بما يملك، وجلسة من الواحد منهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عبادة أحدنا دهره كله، وسواء كان من ذكرنا على عهده عليه السلام صغيرا أوبالغا فقد كان النعمان بن بشير وعبد الله بن الزبير والحسن والحسين ابنا علي رضي الله عنهم أجمعين من أبناء العشر فأقل اذ مات النبي صلى الله عليه وسلم،. وأما الحسن فكان حينئذ ابن ست سنين اذ مات النبي صلى الله عليه وسلم
وكان محمود بن الربيع ابن خمس سنين اذ مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعقل مجة مجها النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه من ماء دارهم، وكلهم معدودون من خيار الصحابة، مقبولون فيما رووا عنه عليه السلام أتم القبول وسواء من ذلك الرجال والنساء والعبد والأحرار).
قال ابن القيم: أفضل الناس في الرأي: والمقصود أن أحدا ممن بعدهم لا يساويهم في رأيهم، وكيف يساويهم؟ وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته! كما راى عمر في أسارى بدر أن تضرب أعناقهم، فنزل القرآن بموافقته، وراى أن تحجب نساء النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القرآن بموافقته، وقال لنساء النبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمعن في الغيرة عليه: (عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات)، فنزل القرآن بموافقته، ولما توفى عبد الله بن أبي قام النبي عليه الصلاة والسلام ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوبه، فقال: يا رسول الله انه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عليه: (ولا تصل … .. قبره) < التوبة – 84 >.
وقال الامام النووي في شرح مسلم: (وفضيلة الصحبة ولو لحظة لا يوازيها عمل ولا تنال درجتها بشيء).
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: (الذي ذهب اليه الجمهور أن فضيلة الصحابة لا يعدلها عمل لمشاهدة
رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال الصنعاني الأمير في ثمرات النظر في علم الأثر وأما الصحابة رضي الله عنهم فلهم شأن جليل وشأو نبيل ومقام رفيع وحجاب منيع فارقوا في دين الله أهلهم وأوطانهم وعشائرهم واخوانهم وأنصارهم وأعوانهم وهم الذين أثنى الله جل جلاله عليهم في كتابه وأودع ثنائهم شريف كلامه وخطابه وفيهم
الممادح النبوية والأخبار الرسولية بأنه لا يبلغ أحد مد أحدهم ولا نصيفه ولو أنفق مثل أحد ذهبا).
قلت: وانما حصل واستحق الصحابة الكرام هذا الثناء الجميل في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة لما بذلوه في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه حتى ان الرجل الواحد منهم كان يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله وأهله وولده ولا يقبل أن يصاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأدنى سوء. وهم الذين ضربوا للأجيال من بعدهم أمثلة رائعة في التضحية والصبر حتى انهم أكلوا أوراق الشجر وربطوا الحجر على بطونهم، وهم الذين جاهدوا في الله حق جهاده حتى بلغوا بالاسلام أقاصي البلاد وأبهروا أعدائهم ببسالتهم وشجاعتهم في القتال، فقد روى ابن كثير عن ابي اسحاق قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء (1)، فقال هرقل – وهو على انطاكية لما قدمت منهزمة الروم – ويلكم أخبروني عن هؤلاء
القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشرا مثلكم؟ فقالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافا في كل موطن. قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر،
ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر، ونزني، ونركب الحرام، وننقض العهد، ونغصب ونظلم، ونأمر بالسخط، وننهى عما يرضي الله، ونفسد في الأرض فقال أنت صدقتني) (2).
-------------------
(1) - الفواق: ما بين الحلبتين من الوقت.
(2) – البداية والنهاية.
بيان الحق فيما وقع بين الصحابة الكرام
رضي الله عنهم أجمعين
أما ما شجر بينهم فأعدل الأقوال قول أهل السنة والجماعة.
قال الامام أبوحسن الأشعري في (رسالة الى أهل الثغر) ضمن ذكره لما أجمع عليه السلف الصالحون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/137)
(ص-172): (الاجماع الثامن والأربعون: وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة عليهم السلام الا بخير ما يذكرون به، وعلى انهم أحق أن ينشر محاسنتهم / ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج، وأن نظن بهم أحسن الظن وأحسن المذاهب ممتثلين بذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: (اذا ذكر أصحابي فأمسكوا) وقال أهل العلم: (معنى ذلك لاتذكروهم الا بخير الذكر).
وقال أيضا في الابانة: (فأما ما جرى بين علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم فانما كان على تأويل واجتهاد، وعلي الامام وكلهم من أهل الاجتهاد وقد شهد لهم النبي بالجنة والشهادة فدل على انهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم، وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كان على تأويل واجتهاد وكل الصحابة ائمة مؤمنون غير متهمين في الدين وقد أثنى الله ورسوله على جميعهم وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم والتبري من كل من ينقص أحدا منهم رضي الله عن جمعهم،
وقد قلنا في الاقرار قولا وخبرا والحمد لله أولا وأخيرا).
قال الامام الآجري: (ولا يذكر ما شجر بينهم ولا ينقر عنه ولا يبحث، فان عارضنا جاهل مفتون قد خطىء به عن طريق الرشاد فقال: لم قاتل فلان لفلان ولم قاتل فلان لفلان وفلان؟ قيل له: ما بنا وبك الى ذكر هذا حاجة تنفعنا ولا اضطررنا الى عملها. فان قال: ولم؟
قيل له: لأنها فتن شاهدها الصحابة رضي الله عنهم فكانوا فيها على حسب ما أراهم العلم بها وكانو أعلم بتأويلها من غيرهم وكانوا أهدى سبيلا ممن جاء بعدهم لأنهم أهل الجنة عليهم نزل القرآن وشاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه وشهد لهم الله عز وجل بالرضوان والمغفرة والأجر العظيم، وشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم انهم خير قرن.
فكانوا بالله عز وجل أعرف وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وبالقرآن والسنة ومنهم يؤخذ العلم وفي قولهم نعيش وبأحكامهم نحكم وبأدبهم نتأدب ولهم نتبع وبهذا أمرنا.
فان قال: وايش الذي يضرنا من معرفتنا لما جرى بينهم والبحث عنه؟
قيل له: ما لا شك فيه وذلك أن عقول القوم كانت أكبر من عقولنا، وعقولنا أنقص بكثير ولا نؤمن أن نبحث عما شجر بينهم، فنزل عن طريق الحق ونتخلف عما أمرنا فيهم.
فان قال وبما أمرنا فيهم؟
قيل: أمرنا بالاستغفار لهم والترحم عليهم والمحبة لهم والاتباع لهم دل على ذلك الكتاب والسنة
وقول المسلمين. وما بنا حاجة الى ذكر ما جرى بينهم قد صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وصاهرهم وصاهروه فبالصحبة يغفر الله الكريم لهم.
وقد ضمن الله عز وجل في كتابه أن لا يخزي منهم واحدا، وقد ذكر الله تعالى في كتابه أن وصفهم في التوراة والانجيل فوصفهم بأجمل الوصف ونعتهم بأحسن النعت، وأخبرنا مولانا الكريم أن قد تاب عليهم، واذا عليهم لم يعذب واحد منهم أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون.
فان قال: انما مرادي من ذلك لأن أكون عالما بما جرى بينهم فأكون لم يذهب علي ما كلنوا فيه لأني أحب ذلك ولا أجله.
قيل له: أنت طالب فتنة لأنك تبحث عما يضرك ولا ينفعك ولو اشتغلت باصلاح ما لله عز وجل عليك فيما تعبدك به من أداء فرائضه واجتناب محارمه كان أولى بك.
وقيل: ولا سيما في زماننا هذا مع قبح ما قد ظهر فيه من الأهواء الضالة.
وقيل له: اشتغالك بمطعمك وملبسك من اين هو؟ أولى بك أو تكسبك لدرهمك من أين هو؟ وفيما تنفقه أولى بك.
وقيل: لا يأمن أن يكون بتنقيرك وبحثك عما شجر بين القوم الى أن يميل قلبك فتهوى ما لا يصلح
لك أن تهواه ويلعب بك الشيطان فتسب وتبغض من أمرك الله بمحبته والاستغفار له وباتباعه فتزل عن طريق الحق وتسلك طريق الباطل).
قال شيخ الاسلام: (ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – الى أن قال – ويمسكون عما جرى بين الصحابة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/138)
ويقولون: ان هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون، واما مجتهدون مصيبون واما مجتهدون مخطئون – الى أن قال -: ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل؛ علما يقينا انهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم صفوة من قرون هذه الأمة اليي هي خير الأمم وأكرمها على الله).
قال الامام ابن بطة العكبري: (نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم فقد شهدوا المشاهد معه سبقوا الناس بالفضل. فقد الله لهم وأمرك بالستغفار لهم، والتقرب اليه بمحبتهم
وفرض ذلك على لسان نبيه، وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون وانما فضلوا على سائر الخلق
لأن الخطأ والعمد قد وضع عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور لهم).
وقال عمر بن عبد العزيز: وسئل عن أمر الحرب التي جرت بينهم فقال: تلك دماء كف الله يدي فيها، فلا أحب أن أغمس لساني فيها وأرجوا أن يكونوا ممن قال الله عز وجل فيهم: (ونزعنا
ما في صدورهم من غل) < الحجر – 47 >.
وفي رواية عنه قال: (دماء لم أغمس فيها يدي أغمس فيها لساني؟). وفي أخرى: (دماء غيّب الله عنها يدي أحضرها بلساني).
قال أبو قاسم الأصفهاني التيمي: (فالصحابة رضي الله عنهم كانوا أخير الناس وهم ائمة لمن بعدهم والامام اذا لاح له الخير في شيء حتى فعله لا يجب أن يسمى ذلك الشيء اساءة، اذ المساوىء ما كان على اختيار في قصد الحق من غير امام فكيف تعد أفعالهم مساوىء وقد أمر الله عز وجل بالاقتداء بهم .. طهر الله قلوبنا من القدح فيهم وألحقنا بهم).
قال القرطبي رحمه الله ذابّا عن الصحابي الجليل عقبة بن عامر رضي الله عنه: (فمن نسبه أو واحدا من الصحابة الى الكذب فهو خارج عن الشريعة مبطل للقرآن طاعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى ألحق واحد منهم تكذيبا فقد سب، لأنه لا عار وعيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب اصحابه فالمكذب لأصغرهم – ولا صغير فيهم – داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلىالله عليه وسلم وألزمها كل من سب واحدا من أصحابه أو طعن عليه). < الجامع لأحكام القرآن (16/ 285).
قال ابن كثير: (ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفا وخلفا). وقال أيضا: (وأما ما شجر بينهم بعده عليه الصلاة والسلام فمنه ما وقع عن غير قصد كيوم الجمل، ومنه ما كان عن اجتهاد كيوم صفين. والاجتهاد يخطىء ويصيب، ولكن صاحبه معذور وان أخطأ ومأجور أيضا، وأما المصيب فله أجران اثنان، وكان علي وأصحابه أقرب الى الحق من معاوية وأصحابه رضي الله عنهم
أجمعين) < اختصار علوم الحديث (الناعث الثيث) " 182 " >.
وسئل الامام أحمد عما جرى بينهم فقرأ: (تلك أمة ---- يعملون) " البقرة – 141 ".
ويرى أهل السنة والجماعة أن معاوية رضي الله عنه كان في قتاله مع علي مجتهدا متأولا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران واذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر) " رواه البخاري ومسلم ".
وقد تقرر في شرعنا الحنيف أن ما وقع بين الصحابة الكرام وجب القول فيه بحق وعدل وانصاف،
هدى الله ووفق أهل السنة والجماعة لذلك فقالوا: خيرا في جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعندهم أن المصيب مأجور والمتأول معذور ومن لم يقل فيهم خيرا مأزور، ومن رماهم بالثلب ابتلاه الله بموت القلب.
قال يزيد بن الأصم: (سئل علي عن قتلى يوم صفين فقال: قتلانا وقتلاهم في الجنة ويصير الأمر الي والى معاوية). " أخرجه ابن ابي شيبة في المصنف (7/ 552)، وذكر نحوه الذهبي في السير (3/ 144).
قال النووي: (وأما الحروب التي جرت فكانت لكل طائفة شبهة اعتقدت تصويب أنفسها بسببها
وكلهم عدول رضي الله عنهم متأولون في حروبهم وغيرها، ولم يخرج شيء من ذلك أحدا منهم عن العدالة لأنهم مجتهدون اختلفوا في مسائل من محل الاجتهاد كما يختلف المجتهدون بعدهم في مسائل من الدماء وغيرها ولا يلزم من ذلك نقص أحد منهم، واعلم أن سبب تلك الحروب أن القضايا كانت مشتبهة فلشدة اشتباهها اختلف اجتهادهم وصاروا ثلاثة أقسام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/139)
* - قسم ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في هذا الطرف وأن مخالفه باغ، فوجب عليه نصرته وقتال الباغي عليه فيما اعتقدوه ففعلوا ذلك ولم يكن يحل لمن هذه صفته التأخر عن مساعدة امام العدل في قتال البغاة في اعتقاده.
• • - وقسم عكس هؤلاء ظهر لهم بالاجتهاد أن الحق في الطرف الآخر فوجب عليهم مساعدته وقتال الباغي عليه.
• • - وقسم ثالث اشتبهت عليهم القضية وتحيروا فيها ولم يظهر لهم ترجيح أحد الطرفين فاعتزلوا الفريقين وكان هذا الاعتزال هو الواجب في حقهم لأنه لا يحل الاقدام على قتال مسلم حتى يظهر أنه مستحق لذلك، ولو ظهر لهؤلاء رجحان أحد الطرفين وأن الحق معه لما جاز لهم التأخر عن نصرته في قتال البغاة عليهم فكلهم معذورون رضي الله عنهم، ولهذا أهل الحق ومن يعتد به في الاجماع على قبول شهاداتهم ورواياتهم وكمال عدالتهم رضي الله عنهم أجمعين).
" شرح مسلم (15 - 149) ".
قال الجوزقاني عن معاوية: (تولى الامارة عشرين سنة من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب،
وأمير المؤمنين عثمان وتوفى سنة ستين من الهجرة في رجب، فنحن: ان عثمان بن عفان رضي الله عنه لما قتل مظلوما، فسمع معاوية رضي الله عنه وأطاع وطلب منه أن يقتل قتلة عثمان رضي الله عنه قصاصا، فامتنع من قتلهم، لأن مذهبه رضي الله عنه أن لا يقتل الجماعة بالواحد، فتأول معاوية حينئذ، وطلب قتلة ابن عمه عثمان، لأن عثمان بن عفان بن ابي العاص بن أمية بن عبد شمس لقول الله تعالى: (ومن قتل ------ سلطانا) " ألاسراء 33 " الآية. فخرج يقاتل على التأويل، وبايع له جمهور الصحابة ومن لا يحصى من التابعين الى أن استقر الأمر على التحكيم بعد الحروب العظيمة، فحكم له بالخلافة وبويع عليها يومئذ باجماع، وهذه قصة مشهورة) – < الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (ص: 101).
قلت: الصواب أنه لم يحصل الاجماع على خلافته الا بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه.
أما ما يحكى ويروى في كتب التواريخ مثل مهزلة التحكيم وتصوير عمرو بن العاص رضي الله عنه بصورة الرجل الكائد المخادع الناقض للعهد، وتصوير ابي موسى الأشعري بصورة الرجل المغفل المخدوع الذي لا يدري ما يدور حوله. ومثل حكايات لعن علي رضي الله تعالى عنه على منابر معاوية وغيرها من الأكاذيب والمختلقات فلا نشك جازمين أن ذلك مما دسه أعداء الاسلام في تاريخه كالروافض وغيرهم لتشويه سمعة الصحابة ليتأتى لهم اسقاط عدالتهم ودينهم ثم بعد ذلك ينقضوا الاسلام عروة عروة، فعلينا أن نخضع التاريخ ورواياته للميزان المحدثين نخلصه مما دس فيه وشوه جمالية الاسلام ونقاءه.فان أغلب هذه الروايات التي فيها تنقيص الصحابة وخاصة معاوية هي من طريق الاخباري أبي مخنف لوط بن يحيى الرافضي المحترق وغيرهم ممن هم على شاكلته فلا تغتر أخي القارىء بوجود مثل هذه الأخبار في كتب المؤرخين الكبار كالطبري وغيرهم فهم قد ساقوا ذلك بأسانيدهم ومعلوم أنه من أسند لك فقد أحالك وبرئت ذمته. قال ابن العربي: (وقد تحكم الناس بالتحكيم فقالوا فيه ما لا يرضي الله، واذا لاحظتموه بعين المروءة – دون الديانة – رأيتم أنها سخافة حمل على سطرها في الكتب في الأكثر عدم الدين، وفي الأقل جهل المتين).
وبخصوص ما وقع في صفين أنقل لك أخي القارىء فصلا من كتاب (عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام) لناصر بن عائض حسن الشيخ. فقد ذلك من كتب التاريخ بروح متحررة فأجاد وأفاد جزاه الله خيرا.
قال في الجزء< 2/ 717 - 726>: (فقد دارت رحى رحا الحرب فيها بين أهل العراق من أصحاب علي رضي الله تعالى عنه وبين أهل الشام من أصحاب معاوية بن ابي سفيان رضي الله تعالى عنهما ذلك أن عليا رضي الله عنه لما فرغ من وقعة الجمل ودخل البصرة وشيع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما أرادت الرجوع الى مكة ثم سار من البصرة الى الكوفة فدخلها وكان في نيته أن يمضي ليرغم أهل الشام على الدخول في طاعته كما كان في نية معاوية ألا يبايع حتى يقام الحد على قتلة عثمان رضي الله عنه، أو يسلموا اليه ليقتلهم، ولما دخل علي رضي الله عنه الكوفة شرع في مراسلة معاوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/140)
بن أبي سفيان رضي الله عنهما فقد بعث اليه جرير بن عبد الله البجلي ومعه كتاب أعلمه فيه: باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعته ودعاه فيه الى الدخول فيما دخل فيه الناس فلما انتهى اليه جرير بن عبد الله البجلي أعطاه الكتاب فطلب معاوية عمرو بن العاص ورؤوس أهل الشام فاستشارهم فأبوا أن يبايعوا حتى يقتل قتلة عثمان، أو أن يسلم اليهم قتلة عثمان وان لم يفعل لم يبايعوه حتى يقتل قتلة عثمان رضي الله عنه فرجع جرير الى علي فأخبره بما قالوا: وحينئذ خرج من الكوفة عازما على دخول الشام فعسكر بالنخيلة وبلغ معاوية أن عليا قد خرج بنفسه فاستشار عمرو بن العاص فقال له: أخرج أنت أيضا بنفسك فتهيأ أهل الشام وتأهبوا، وخرجوا أيضا: الى نحو الفرات من ناحية صفين حيث يكون مقدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسار علي رضي الله عنه
بمن معه من الجنود من النخيلة قاصدا أرض الشام فالتقى الجمعان في صفين أوائل ذي الحجة سنة ست وثلاثين).
ومكث علي يومين لا يكاتب معاوية، ولا يكاتبه معاوية، ثم دعا علي بشير بن عمرو الأنصاري وسعيد بن قيس الهمداني، وشبث بن ربعي التميمي فقال لهم: ائتوا هذا الرجل فادعوه الى الطاعة
والجماعة واسمعوا ما يقول لكم فلما دخلوا على معاوية جرى بينه وبينهم حوار لم يوصلهم الى نتيجة فما كان من معاوية الا ان أخبرهم أنه مصمم على القيام بطلب دم عثمان الذي قتل مظلوما).
ولما رجع أولئك النفر الى علي رضي الله عنه وأخبروه بجواب معاوية رضي الله عنه لهم وأنه لن يبايع
حتى يقتل القتلة أويسلمهم) عند ذلك نشبت الحرب بين الفريقين واقتتلوا مدة شهر ذي الحجة كل يوم، وفي بعض الأيام ربما اقتتلوا مرتين ولما دخل شهر المحرم تحاجز القوم رجاء أن تكون بينهم مهادنة وموادعة يؤول أمرها الى الصلح بين الناس وحقن دمائهم) ثم في خلال هذا الشهر بدأت مساعي الصلح والمراسلة تتكرر بين الطرفين ولكن انسلخ شهر محرم ولم يحصل لهم أي اتفاق، ولم يقع بينهم صلح. ثم نشبت الحرب بين الطائفتين أياما ثمانية وكان أشدها وأعنفها ليلة التاسع من صفر سنة سبع وثلاثين حيث سميت هذه الليلة (ليلة الهرير) تشبيها لها بليلة القادسية اشتد القتال فيها حتى توجه النصر فيها لأهل العراق على أهل الشام) وتفرقت صفوفهم وكادوا ينهزمون فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح وقالوا: هذا بيننا وبينكم قد فنى الناس فمن لثغور أهل الشامبعد أهل الشام، ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق، فلما رأى الناس المصاحف قد رفعت قالوا: نجيب الى كتاب الله عز وجل وننيب اليه.
ولما رفعت المصاحف بالرماح توقفت الحرب ولما رفع أهل الشام المصاحف اختلف أصحاب علي رضي الله عنه وانقسموا عليه: من راى الموافقة على التحكيم، ومنهم من كان يرى الاستمرار في القتال حتى يحسم الأمر، وهذا كان رأي علي رضي الله عنه في بادىء الأمر، ثم وافق أخيرا على التحكيم).
فتم الاتفاق بين الفريقين على التحكيم بعد انتهاء موقعة صفين وهو أن يحكّم كل واحد منهما رجلا من جهته، ثم يتفق الحكمان على ما فيه مصلحة المسلمين فوكل معاوية عمرو بن العاص ووكل علي أبا موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعا، ثم أخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين العهود والمواثيق أنهما آمنان على أنفسهما وأهلهما والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه، وعلى المسلمين والمؤمنين من الطائفتين – كليهما – عهد الله وميثاقه أنهما على ما في ذلك الكتاب وأجلا القضاء الى رمضان وان أحبا أن يؤخرا ذلك فعلى تراض منهما وكتب في يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة سبع وثلاثين على أن يوافي علي و معاوية موضع الحكمين بدومة الجندل في رمضان، ومع كل واحد من الحكمين أربعمائة من أصحابه، فان لم يجتمعا لذلك من العام المقبل بأذرح ولما كان من شهر رمضان جعل الاجتماع كما تشراطوا عليه وقت التحكيم بصفين وذلك أن عليا رضي الله عنه لما كان مجيء رمضان بعث أربعمائة فارس من أهل الشام ومعهم عبد الله بن عمر،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/141)
فتوافوا بدومة الجندل بأذرح وهي نصف المسافة بين الكوفة والشام بينه وبين كل من البلدين تسع مراحل، وشهد معهم جماعة من رؤوس الناس كعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي وعبد الرحمن بن عبد يغوث الزهري، وأبو جهم بن حذيفة فلما اجتمع الحكمان وتراوضا على المصلحة للمسلمين ونظر في تقدير أمور ثم اتفقا على أن يكون الفصل في موضوع النزاع بين علي ومعاوية يكون لأعيان الصحابة الذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم هذا ما اتفق عليه الحكمان فيما بينهما لاشيء سواه.
أما ما يذكره المؤرخون من أن الحكمين لما اجتمعا بأذرح من دومة الجندل وتفاوضا واتفقا على أن يخلعا الرجلين فقال عمرو بن العاص لأبي موسى: اسبق بالقول فتقدم فقال: اني نظرت فخلعت عليا عن الأمر وينظر المسلمون لأنفسهم كما خلعت سيفي هذا من عنقي أو عاتقي وأخرجه من عنقه فوضعه في الأرض، وقام عمرو فوضع سيفه في الأرض وقال: اني نظرت فأثبت معاوية في الأمر: كما أثبت سيفي هذا في عاتقي وتقلده، فأنكر أبو موسى فقال عمرو: كذلك اتفقنا وتفرق الجمع على ذلك من الاختلاف).
فهذه البدع وما يشبهها من اختلاف أهل الأهواء والبدع الذين لا يعرفون قدر أبي موسى وعمرو بن العاص ومنزلتهما الرغ\فيعة في الاسلام. قال ابو بكر بن العربي مبينا كذب ذلك: (هذا كذب صراح ما جرى منه حرف قط، وانما هو شيء أخبر عنه المبتدعة ووضعته التاريخية للملوك فتوارثه أهل المجانة والجهارة بمعاصي الله والبدع) " العواصم -: 179 ".
ولم يكتف الواضعون من أهل التاريخ بهذا بل وسمّوا الحكمين بصفات يتخذون منها وسيلة للتفكه والتندر، وليتخذ منها أعداء الاسلام صورا هزيلة لأعلام الاسلام في مواقف حرجة، فقد وصفوا عمرو بن العاص رضي الله عنه بأنه كان صاحب غدر وخداع، ووصفوا أبا موسى بأنه كان أبله ضعيف الرأي مخدوعا في القول كما وصفوه بأنه كان على جانب كبير من الغفلة.
ولذلك خدعه عمرو بن العاص في قضية التحكيم حيث اتفقا على خلع الرجلين فخلعهما ابو موسى
واكتفى عمرو بخلع علي دون معاوية .. كل هذه الصفات الذميمة يحاول المغرضون الصاقها بهذين الرجلين العظيمين اللذين اختارهما المسلمون ليفصلا في خلاف كبير أدى الى قتل الآلآف من المسلمين، وكل ذي لب يعلم أن المسلمين لا يسندون الفصل في هذه الأمر الى أبي وموسى وعمرو بنالعاص رضي الله عنهما الا لعلمهم بما هما عليه من الفضل، وانهما من خيار الأمة المحمدية، ومن أكثرهم ثقة وورعا وأمانة فكيف يصفون الافلون هذين الرجلين بما وصفوهما به من المكيدة والخداع وضعف الرأي والغفلة، ولكن تلك الأوصاف هي أليق بمن تفوه بها من أهل الأهواء، وقد تجاهل
أولئك الواصفون لأبي موسى وعمرو بما تقدم ذكره أمورا لو دققوا النظر فيها لاستحيوا من ذكر
تلك الأوصاف وتلك الأمور هي:
الأمر الأول: أنهم تجاهلوا أن معاوية لم يكن خليفة ولا هو ادعى الخلافة يومئذ حتى يحتاج عمرو
الىخلعها عنه أو تثبيتها له.
الأمر الثاني: أن سبب النزاع هو أخذ الثأر لعثمان رضي الله عنه من قتلته فلما طلب علي البيعة من معاوية (عتل بان عثمان قتل مظلوما وتجب المبادرة الى الاقتصاص من قتلته وأنه أقوى الناس على طلب بذلك، والتمس من علي أن يمكنه منهم ثم يبايع له بعد ذلك)، ومعنى هذا أن معاوية كان مسلما لعلي بالخلافة لأن الطلب منه بوصفه الخليفة تسليم القتلة، أو اقامة الحد عليهم باعتباره أمير المؤمنين، وكان رأي علي أن يدخل معاوية ومن معه من أهل الشام فيما دخل فيه الناس من البيعة
له، ثم يتقدم أولياء عثمان بالمحاكمة اليه (فان ثبت على أحد بعينه انه ممن قتل عثمان اقتص منه فاختلفوا بحسب ذلك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/142)
قال ابو محمد بن حزم مبينا أن القتال الذي دار بين علي ومعاوية كان مغايرا لقتال علي الخوارج حيث قال: (واما أمر معاوية رضي الله عنه فبخلاف ذلك ولم يقاتله علي رضي الله عنه لامتناعه من بيعته لأنه كان يسعه في ذلك ما وسع ابن عمر وغيره ولكن قاتله لامتناعه من انفاذ أوامره في جميع أرض الشام وهو الامام الواجبة طاعته فعليّ المصيب في هذا ولم ينكر معاوية قط فضل علي واستحقاقه الخلافة لكن اجتهاده أداه الى أن رأى تقديم أخذ القود من قتلة عثمان رضي الله عنه على البيعة وراى نفسه أحق بطلب دم عثمان والكلام فيه من ولد عثمان وولد الحكم بن العاص لسنه ولقوته على الطلب بذلك كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن سهل أخا عبد الله بن سهل المقتول بخيبر بالسكوت وهو أخو المقتول وقال له: كبر كبر فسكت عبد الرحمن وتكلم محيصة وحويصة ابنا مسعود وهما ابنا عم المقتول لأنهما كانا أسن من أخيه) فلم يطلب معاوية من ذلك الا ما كان له من الحق ان يطلبه وأصاب في ذلك الأثر الذي ذكرنا واما أخطأ في تقديمه ذلك على البيعة فقط فله أجر الاجتهاد في ذلك ولا اثم عليه فيما حرم من الاصابة كسائر المخطئين في اجتهادهم الذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لهم أجرا واحدا وللمصيب أجران – الى أن قال – وقد علمنا أن من لزمه حق واجب وامتنع ون أدائه وقاتل دونه فانه يجب على الامام أن يقاتله وان كان منا وليس ذلك بمؤثر في عدالته وفضله ولا بموجب له فسقا بل هو مأجور لاجتهاده ونيته في طلب الخير فبهذا قطعنا على صواب علي رضي الله عنه وصحة امامته وأنه صاحب الحق وأن له أجرين: أجر الاجتهاد وأجر الاصابة وقطعنا أن معاوية رضي الله عنه ومن معه مخطئون مجتهدون مأجورون أجرا واحدا).
فابن حزم رحمه الله يقرر في هذا النص أن النزاع الذي كان بين علي ومعاوية انما هو في شأن قتلة عثمان وليس اختلافا على الخلافة اذ ان معاوية رضي الله عنه لم ينكر فضل علي واستحقاقه للخلافة وانما امتنع عن البيعة حتى يسلمه القتلة أو يقتلهم وكان علي رضي الله عنه يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك فتحكيمهما اذن هو في محل النزاع، وليس من أجل الخلافة.
الأمر الثالث: أن موقف ابو موسى الأشعري في التحكيم لم يكن أقل من موقف عمرو بن العاص
في شيء، ولذلك عد المؤرخون المنصفون هذا الموقف من مفاخر أبي موسى بعد موته بأجيال وصار مصدر فخر لأحفاده من بعده حتى قال ذو الرمة الشاعر مخاطبا بلال بن ابي بردة ابن أبي موسى الأشعري بأبيات منها:
أبوك تلافى الدين والناس بعدما ** تشاءوا وبيت الدين منقطع الكسر
فشد آصار الدين أيام أذرح ** ورد حروبا قد لقحن الى عقر
فلم يول رضي الله عنه في الفصل في قضية التحكيم الا لما علم فيه من الفطنة والعلم وقدرته على حل المعضلات فقد ولاّه النبي صلى الله عليه وسلم هو ومعاذ بن جبل قبل حجة الوداع على بلاد اليمن حيث بعث كل واحد منهما على مخلاف وأوصاهما عليه الصلاة والسلام بأن ييسرا ولا يعسرا وأن يبشرا ولا ينفرا وما توليته عليه الصلاة والسلام لأبي موسى الا لعلمه بصلاحه للامارة.
قال العلاّمة ابن حجر رحمه الله عند شرحه لحديث بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ الى اليمن: (واستدل به على أن أبا موسى كان عالما فطنا حاذقا، ولولا ذلك لم يوله النبي صلى الله علبه وسلم الامارة ولوكان فوّض الحكم لغيره لم يحتج الى توصيته بما وصّاه به، ولذلك اعتمد عليه عمر، ثم عثمان ثم علي، وأما الخوارج والروافض فطعنوا فيه ونسبوه الى الغفلة، وعدم الفطنة لما صدر منه بالتحكيم بصفين فالتحكيم لم يقع فيه خداع ولا مكر ولم تتخلله بلاهة ولاغفلة، وأن عمرا لم يغالط أبا موسى ولم يخدعه ولم يقرر في التحكيم غير الذي قرره ابو موسى ولم يخرج عما اتفقا عليه من تفويض الحسم في موضع النّزاع الى النفر الذين بقوا على قيد الحياة ممن توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/143)
قال ابن كثير: (والحكمان كانا من خيار الصحابة وهما: عمرو بن العاص السهمي من جهة أهل الشام، والثاني أبو موسى عبدالله بن قيس الأشعري من جهة أهل العراق، وانما نصبا ليصلحا بين الناس ويتفقا على أمر فيه رفق بالمسلمين وحقن دمائهم، وكذلك وقع). واذا كان قرارهما الذي اتفقا عليه لم يتم فما في ذلك تقصير منهما فهما قد قاما بمهمتهما بحسب ما أدى اليه اجتهادهما واقناعهما ولو لم تكلفهما الطائفتان معا باداء هذه المهمة لما تعرضا لها ولا أبديا رأيا فيها، وكل ما تقدم ذكره في هذا المبحث عن موقعتي الجمل وصفين وقضية التحكيم هو الائق بمقام الصحابة فمو خال مما دسه الشيعة الرافضة وغيرهم على الصحابة في تلك المواطن من الحكايات المختلفة والأحاديث الموضوعة؛ ومما يعجب له الانسان أن أعداء الصحابة اذا دعوا الى الحق أعرضوا عنه وقالوا: لنا أخبارنا ولكم أخباركم ونحن حينئذ نقول لهم: سلام عليكم لانبتغي الجاهلين).
قلت: أما عن الحديث الذي رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: (تقتلك الفئة الباغية) فالبغي هنا لا يلستلزم الفسق وخاصة ان كان صحبه متأولا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في معرض كلامه على هذا الحديث: (قد تأوله بعضهم على أن الباغية الطالبة بدم عثمان، كما قالوا نبغي ابن عفان بأطراف الأسل، وليس بشيء بل يقال ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق كما قاله، وليس في كون عمار تقتله الفئة الباغية ماينافي ما ذكرناه فانه قد قال الله تعالى: (وان طائفتان ----- بين أويكم) "الحجرات"- 10 ". فقد جعلهم مؤمنين، وليس كل من كان باغيا، أو ظالما، أو معتديا، أو مرتكبا ما هو ذنب فهو "قسمان" متأول، وغير متأول، فالمتأول المجتهد: كأهل العلم والدين، والذين اجتهدوا، واعتقد بعضهم حل الأمور، واعتقد الآخر تحريمها كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة، وبعضهم بعض المعاملات الربوية وبعضهم بعض عقود التحليل والمتعة وأمثال ذلك، فقد جرى ذلك وأمثاله خيار السلف. فهؤلاء متأولون المجتهدون غايتهم أنهم مخطئون، وقد قال الله تعالى: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا) "البقرة: 286". وقد ثبت في الصحيح أن الله استجاب هذا الدعاء.
وقد أخبر سبحانه عن داود وسليمان عليهما السلام أنهما حكما في الحرث، وخص أحدهما بالعلم والحكم، مع ثنائه على كل منهما بالعلم والحكم، والعلماء ورثة الأنبياء، فاذا فهم أحدهم من المسألة مالم يفهمه الآخر لم يكن بذلك ملوما ولا مانعا لما عرف من علمه ودينه، وان كان ذلك مع العلم بالحكم يكون اثما وظلما، والاصرار عليه فسق، بل متى علم تحريمه ضرورة كان تحليله كفرا، فالبغي هو من هذا الباب.
اما اذا كان الباغي مجتهدا ومتأولا، ولم يتبين له أنه باغ، بل اعتقد أنه على الحق وان كان مخطئا في اعتقاده: لم تكن تسميته "باغيا " موجبة لاثمه، فضلا عن توجب فسقه، والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين، يقولون: مع الأمر بقتالهم قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم، لا عقوبة لهم، بل للمنع من العدوان، ويقولون: انهم باقون على العدالة، لا يفسقون، ويقولون هم كغير المكلف، كما يمنع الصبي والمجنون والناسي والمغمى عليه والنائم من العدوان أن لا يصدر منهم، بل تمنع البهائم من العدوان، ويجب على من قتل مؤمنا خطأ الدية بنص القرآن مع أنه لا اثم عليه من ذلك) "الفتاوى"35/ 74،75، 76 ".
ثم قال: (ثم بتقدير أن يكون "البغي" بغير تأويل يكون ذنبا، والذنوب تزول عقوبتها بأسباب متعددة: بالحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك. ثم قال: (ان عمارا تقتله الفئة الباغية) ليس نصا في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه، بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته، وهي طائفة من العسكر، ومن رضي بقتل عثمان كان حكمه حكمها. ومن المعلوم أنه كان في المعسكر من لم يرض بقتل عمار: كعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيره بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار، حتى معاوية وعمرو) "الفتاوى – ص: 76، 77 ".
ثم قال: (والمقصود أن هذا الحديث لا يبيح لعن أحد من الصحابة، ولا يوجب فسقه) "الفتاوى: ص – 79 ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/144)
وقال الحافظ ابن كثير في معرض كلامه على الحديث الذي رواه مسلم واحمد: (تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق).
قال: (فهذا الحديث من دلائل النبوة اذ قد وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، وفيه الحكم باسلام الطائفتين أهل الشام وأهل العراق، لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام، من تكفيرهم أهل الشام، وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين الى الحق، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن عليا هو المصيب وان كان معاوية مجتهدا، وهو مأجور ان شاء الله، ولكن عليا هو الامام فله أجران كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، واذا اجتهد فأخطأ فله أجر). "البداية:7/ 290". قال الحافظ: (واتفق أهل السنة على وجوب منع طعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب الا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطىء في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وأن المصيب يؤجر أجرين) "الفتح13/ 42 ".
ورحم الله من قال:
وما جرى بين الصحاب نسكت ** عنه وأجر الاجتهاد نثبت.
وقال أبو محمد بن حزم عن قتال علي معاوية رضي الله عنهما: (ولم يقاتله علي رضي الله عنه لامتناعه من بيعته لأنه كان يسعه في ذلك ما وسع ابن عمر وغيره لكن قاتله لامتناعه من انفاذ أوامره في جميع أرض الشام وهوالامام الواجبة طاعته ن فعلي المصيب في هذا، ولم ينكر معاوية قط فضل علي واستحقاقه الخلافة لكن الاجتهاد أداه الى أن راى تقديم أخذ القود من قتلة عثمان رضي الله عنه
على البيعة ورأى نفسه أحق بطلب بدم عثمان والكلام فيه عن ولد عثمان وولد الحكم ابن أبي العاص لسنه ولقوته على الطلب بذلك كما أمر رسول ا لله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن سهل أخا عبد الله بن سهل المقتول بخيبر بالسكوت وهو أخو المقتول وقال له (كبر كبر).
وروى الكبر الكبر فسكت عبد الرحمن وتكلم محيصة وحويصة أبناء مسعود وهما ابنا عم المقتول لأنهما كانا أسن من أخيه فلم يطلب معاوية من ذلك الا ما كان له من الحق أن يطلبه وأصاب في ذلك الأثر الذي ذكرنا، وانما أخطأ في تقديمه ذلك على البيعة فقط له أجر الاجتهاد في ذلك ولا اثم عليه فيما حرم من الاصابة كسائر المخطئين في اجتهادهم الذين اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن لهم أجرا واحدا وللمصيب أجرين ولا عجب أعجب ممن يجيز الاجتهاد في الدماء وفي الفروج والأنساب والشرائع والأموال التي يدان الله بها من تحريم وتحليل وايجاب، ويعذر المخطئين في ذلك
ويرى ذلك مباحا الليث والبتي وأبي حنيفة والثوري ومالك والشافعي وأحمد وداود واسحاق وأبي ثور وغيرهم كزفر وأبي يوسف ومحمد بن الحسن بن زياد وابن القاسم وأشهب وابن الماجشون والمزني وغيرهم فواحد من هؤلاء يبيح دم هذا الانسان وآخر منهم يحرمه كمن حارب ولم يقتل
أو عمل عمل قوم لوط، وغير هذا كثير وواحد منهم يبيح هذا الفرج، وآخر منهم يحرمه كبكر
أنكحها أبوها وهي بالغة عاقلة بغير اذنها ولا رضاها وغير هذا كثير، وكذلك في الشرائع والأوامر والأنساب وهكذا فعلت المعتزلة بشيوخهم كواصل وعمرو وسائر شيوخهم وفقهائهم، وهكذا فعلت الخوارج بفقهائهم ومفتيهم ثم يضيقون ذلك على من له الصحبة والفضل والعلم والتقدم
والاجتهاد كمعاوية وعمرو ومن معهما من الصحابة رضي الله عنهم، وانما اجتهدوا في مسائل
دماء كالتي اجتهد فيها المفتون وفي المفتين من يرى قتل الساحر وفيهم من لا يراه وفيهم من يرى
قتل الحر بالعبد وفيهم من لا يراه، وفيهم من يرى قتل المؤمن بالكافر وفيهم من لا يراه فأي فرق
بين هذه الاجتهادات واجتهاد معاوية وعمرو وغيرهما لولا جهل والعمى والتخليط بغير علم وقد علمنا أن من لزمه حق واجب وامتنع عن أدائه وقاتل دونه فانه يجب على الامام أن يقاتله وان كان منا وليس ذلك بمؤثر في عدالته وفضله، ولا بموجب له فسقا بل هو مأجور لاجتهاده ونيته في طلب
الخير، فبهذا قطعنا على صواب علي رضي الله عنه وصحة امامته وأنه صاحب الحق وأن له أجرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/145)
: أجر الاجتهاد وأجر الاصابة. وقطعنا أن معاوية رضي الله عنه ومن معه مخطئون مجتهدون مأجورون أجرا واحدا وأيضا في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن مارقة تمرق بين طائفتين من أمته يقتلها أولى الطائفتين بالحق فمرقت تلك المارقة وهم لخوارج من أصحاب علي أصحاب معاوية فقتله علي وأصحابه فصح أنهم أولى الطائفتين بالحق، وأيضا الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا الفئة الباغية) "الفصل: 4/ 159 – 161".
وقال أيضا: (فصح أن عليا هو صاحب الحق والامام المفترضة طاعته، ومعاوية مخطىء مأجور مجتهد وقد يخفى الصواب على الصاحب العالم فيما هو أبين وأوضح من هذا الأمر من أحكام الدين فربما رجع اذا استبان له وربما لم يستبن له حتى يموت عليه وما توفيقنا الا بالله عز وجل وهو المسئول العصمة والهداية لا اله الا هو) "الفصل: < ص: 163 > ".
وقال الحافظ الذهبي: (فنحمد الله على العافية التي أوجدنا في زمان قد انمحص فيه الحق واتضح من الطرفين وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين وتبصرنا فعذرنا واستغفرنا، وأحببنا باقتصاد وترحمنا
على البغاة بتأويل سائغ في الجملة أو بخطأ ان شاء الله مغفور وقلنا كما علمنا الله (ربنا -- ءامنوا)
"الحشر: 10 ". وترضينا أيضا عمن اعتزل الفريقين كسعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة وسعيد بن زيد وخلق، وتبرأنا من الخوارج المارقين الذين حاربوا عليا وكفروا الفريقين، فالخوارج كلاب النار قد مرقوا من الدين ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار كما نقطع به لعبدة الأصنام والصلبان) "السير: 3/ 128 ".
أما ما يحكى ويروى في كتب التاريخ من تشويه سمعة معاوية رضي الله عنه واظهاره بمظهر الرجل الماكر المخادع الشرس المحب للدنيا .. فلا نشك أن ذلك مما عملته أيدي الروافض الضلال.
قال محمد بن عمر بحرق الحضرمي، المتوفي سنة 930: (يجب تعظيم كافة الصحابة رضي الله تعالى عنهم والكف عن القدح في منصبهم الجليل، ويطلب المحامل الحسنة والتأويلات اللائقة بقدرهم فيما ينقل عنهم بعد العلم بصحة ذلك عنهم، وعدم المسارعة الى ما ينقله عنهم المؤرخون والاخباريون، وأهل البدع الضالة المبطلون، وانما المعتمد على ما يورده العلماء الراسخون في علم الحديث والسير بالأسانيد المعتمدة فاذا صح ذلك وجب حمله على أحسن المحامل، لأن تقريره يؤدي الى مناقضة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والخلف في قولهما محال، ثم يؤدي الى هدم أركان الشرع من أصله والازراء بشارعه وناقله وأهله لأن الصحابة هم الذين نقلوا الينا الشرع والتوحيد، والنبوة والرسالة، والاسلام والايمان، والصلاة والزكاة، والصيام والحج، والحلال والحرام الى غير ذلك ومتى تطرقت الأوهام الى القدح فيهم انخرمت عدالتهم، وردت روايتهم وشهادتهم، وصار هذا الدين الذي هو خير الأديان شر الأديان لكونه حمّاله فسقة، وكان القرآن مفترى، والا كان قوله فيهم: (أولئك هم الصادقون) "الحجرات:15". (التائبون العابدون)
" التوبة: 112 "، (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) "الاحزاب: 23". الى غير ذلك زورا وبهتانا،
وكان الرسول متقولا على الله وقوله: (خيركم قرني ثم الذين يلونهم) " وقال عمران: فما أدري قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله مرتين أو ثلاثا " (ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن). "متفق عليه".
وقوله: (ويحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين) " رواه ابن عبد البر وابن عدي والبيهقي والحديث حسن كما قالا الحافظان العلائي والسخاوي، ".
الى غير ذلك افكا وباطلا، وكان الخير كله والصدق والنزاهة مع أعداء الله القادحين فيهم الذين
حدثوا بعدهم وأحدثوا بدعهم، لا مع الله ورسوله وأوليائه، وصار جميع الأنبياء والمرسلين المبشرين
برسالة محمد صلى الله عليه وسلم كذبة، والكتب المنزلة عليهم من عند الله مختلقة، وصار جميع العلماء الأحبار، والعارفين بالله الأخيار، من أول الدهر الى آخر الأعصار، على باطل وضلال،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/146)
لاتفاقهم على تصديق الصحابة فيما نقلوه وعملهم بعلمهم الذي عنهم حملوه، الى ما لا يحصر من الكفر والضلال تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وهذا في الحقيقة هم المقصود لهذه الفرقة الضالة، التي ظاهر مذهبها الرفض، وباطنها الكفر المحض، والا فكيف يخطر بقلب من يدعي الايمان الازدراء بسادة المؤمنين، وأركان الدين أو يتطرق الى القدح فيهم آخذا بقول من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة، وعدولا عن ثناء الله عليهم في مواضع عديدة، في كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد،
فأين قول القادح فيهم المتنقص لهم المزري بهم من قول الله تعالى الذي لا يبدل القول لديه، ولا يتصور أن ينعكس مدحه ذما، ولا رضاه سخطا (لكن الرسول --- العظيم) "التوبة: 88،89".
وهذه الخيرات والفلاح والجنان المعدة لمن هي؟ (للفقراء ---- ورضوانا) "الحشر: 8 ".
(والسابقون ----- ورضوا عنه) "التوبة: 100 "، وهذا الرضى الأبدي من المراد به؟
(رجال ---- تبديلا) " الأحزاب: 23 ". (ان الله --- الجنة) "التوبة: 111 "، وهذه البيعة
الرابحة من تولى عقدها؟ (محمد ----- السجود) "الفتح: 29 "، وهذه الأوصاف الجميلة من
هو الموصوف بها؟ (الذين ءامنوا ---- عند الله) "التوبة: 20 " الآيات (فأنزل الله --- عليما)
"الفتح: 26 ".
يا عجبا كيف تكون العصاة الفسقة بزعم الدعاة المرقة أحق بكلمة التقوى وأهلها؟! هلا كانوا هم أحق بها وأهلها، لزعمهم أنهم على الحق، لا الصحابة وأتباعهم أغلط صدر من الباري جل وعلا؟
حتى أعطى القوس غير باريها، أم سهل حصل ممن لا يضل ولا ينسى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وبادي الأمور وخافيها حتى يقول فيهم ذلك، مع علمه بما سيكون منهم من التبديل والتحريف .. كلا والله بل كان الله بكل شيء عليما، وكانوا هم أحق بها وأهلها أزلا وأبدا، وعلم الله لا يتبدل، والله أعلم حيث يجعل رسالاته، ثم كيف أطنب في مدحهم في كتابه، وعلى لسان رسوله وهو يعلم ما يصدر منهم من التعاون على الظلم والعدوان، وقول الزور والبهتان، قبل أن يدفنوا نبيهم ويجهزوه أغش منه لرسوله المحبوب مع ماله عنده من المكانة!! أو عجزت قدرته النافذة
عن أن يختار لرسوله من يصحبه بالصدق، ويؤدي شرعه بالأمانة!! أم أنزل كتابه وأرسل رسوله للاضلال لا للارشاد حتى مدح فيه من هو مذموم عنده من العباد، فاعتبروا يا اولي القلوب والأبصار
(وان استغفروا ----- قدير) "هود: 3، 4 ".
ولنختم الكلام حول هذا الموضوع بوصية نفيسة من ابن العربي المعافري رحمه الله قال: (فأعرضوا عن الغاوين وازجروا العاوين وعرجوا عن سبيل الناكثين الى سنن المهتدين وأمسكوا الألسنة عن السابقين الى الدين، واياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بخصومة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد هلك من كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خصمه، دعوا ما مضى فقد قضى الله فيه ما قضى وخذوا لأنفسكم الجد فيما يلزمكم اعتقادا وعملا ولا تسترسلوا بألسنتكم فيما لا يعنيكم مع كل ماجن اتخذ الدين هملا، فان الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ورحم الله الربيع بن خثيم فانه لما قيل له قتل الحسين، قال: أقتلوه؟ قالوا: نعم، فقال: (قل اللهم – يختلفون) " الزمر: 46 "، ولم يزد على هذا أبدا فهذا العقل والدين والكف عن أحوال المسلمين
والتسليم لرب العالمين). " العواصم من القواصم: ص – 182 ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 02 - 05, 09:19 ص]ـ
التتمة
-----------------
بعض أقوال علماء الجرح والتعديل
فيمن يسب الصحابة
كان عبد الله بن مبارك يقول على رؤوس الناس (دعوا حديث عمرو بن ثابت فانه كان يسب السلف) " مقدمة صحيح مسلم: 1/ 16 ".
وقال هناد السري: (مات عمرو بن ثابت فلما مر بجنازته فرآها ابن المبارك دخل المسجد وأغلق عليه بابه حتى جاوزته).
وقال أبو عبيد الآجري: (سألت أبا داود عن عمرو بن ثابت فقال: (رافضي خبيث).
وقال أيضا: (رجل سوء). وقال كذلك: (من شرار الناس).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/147)
قال يحيى بن معين – لما سئل عن يونس بن خباب – فقال: ليس بثقة، كان يشتم أصحاب النبي صلىالله عليه وسلم ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليس بثقة).
وقال أيضا: (رجل سوء كان يشتم عثمان).
وقا لالامام أحمد: (كان خبيث الرأي).
وقال ابن حبان: (وكان رجل سوء غاليا في الرفض)، ثم قال: (لاتحل الرواية عنه لأنه كان داعية لمذهبه). وكان عمرو بن عبيد ممن اجتمعت فيه البلايا والرزايا اذ جمع بين بدعة الاعتزال وبدعة القدر وجريمة شتم الصحابة ولكن علماءنا وأئمتنا جزاهم الله خيرا تصدوا لبدعته وكشفوا عوراه وحذروا من نحلته حتى بلغ ذلك بابن عون رحمه الله أن هجر وأعرض عن رجل رآه يمشي مع عمرو بن عبيد شهرين).
وهذا المغيرة بن سعيد البجلي (كان رافضيا خبيثا كذابا ساحرا، أدعى النبوة وفضل عليا على الأنبياء وكان مجسما). كما يقول عنه الذهبي: (قتله الأمير خالد القسري لزندقته. قال الأعمش: (أول من سمعته يتنقص أبا بكر وعمر المغيرة المصلوب).
وقال ابن عدي: (لم يكن بالكوفة ألعن من المغيرة بن سعيد فيما يروى عنه من الزور عن علي، هو دائم الكذب على أهل البيت).
وقال الدارقطني: (دجال أحرق بالنار زمن النخعي، ادعى النبوة).
وهذا ابراهيم بن أبي يحيى الأسلمي قال عنه أبو همام السكوني: (سمعت ابراهيم بن أبي يحيى يشتم بعض السلف)، وقال يحيى القطان: (سألت مالكا عن ابراهيم بن أبي يحيى أثقة في الحديث؟ قال: لا ولا ثقة في دينه).
---------------
عدالة جميع الصحابة بدون استثناء عند المحدثين
قال الحافظ ابن حجر: (اتفق أهل السنة على ان الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك الا شذوذ من المبتدعة).
قال الخطيب: باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة (وأنه لا يحتاج الى سؤال عنه وانما يجب فيما دونهم). ثم قال – (عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن). – ثم ساق نصوصا في ذلك – الى أن قال: (والأخبار في هذا المعنى تتسع وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن، وجميع ذلك يقتضي طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطلع على بواطنهم الى تعديل أحد من الخلق له فهم على هذه الصفة الا أن يثبت على أحد ارتكاب ما لا يحتمل الا قصد المعصية، والخروج من باب التأويل، فيحكم بسقوط العدالة وقد برّأهم الله من ذلك، ورفع أقدارهم عنه، على أن لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد من النصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الايمان واليقين، القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل جميع هذا المذهب كافّة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء).
قال القرطبي: (فالصحابة كلهم عدول أولياء الله تعالى وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم الى أن حال الصحابة كحال غيرهم) "الجامع لأحكام القرآن: 16/ 285 – 286).
قال ابن عبد البر: (ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسوله عليه السلام، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ولا تزكية أفضل من ذلك ولا تعديل أكمل منه).
وقال في التمهيد: (… جميعهم ثقات مأمونون عدل الرضى، فوجب قبول ما نقل كل واحد منهم وشهد به على نبيه صلى الله عليه وسلم …) ثم قال: (وهم أولو العلم والدين والفضل، وخير أمة أخرجت للناس، وخير القرون، ومن قد رضي الله عنهم، وأخبر بأنهم رضوا عنه، وأثنى عليهم بأنهم الرحماء بينهم، الأشداء على الكفار، الركع السجود، وأنهم الذين أوتوا العلم.
قال مجاهد وغيره في قول الله عز وجل: (ويرى --- هو الحق) "سبأ: 6 ". قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الى كثير من ثناء الله عز وجل عليهم واختياره اياهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/148)
قال ابن كثير: (والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه فيه من الأموال و الأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل). ثم قال: (وقول المعتزلة الصحابة عدول الا من قاتل عليا قول باطل مرذول ومردود).
قال ابن صلاح في مقدمته: (للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن عدالة أحد منهم بل ذلك مفروغ منه لكونهم على الاطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة واجماع من يعتد به في الاجماع من الأمة، قال الله تبارك وتعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) "آل عمران: 110". ألآية، قيل: اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: (وكذلك --- الناس) " البقرة: 142 ". وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ …).
ثم قال: (ان الأمة مجمعة على تعديل الصحابة ومن لابس الفتن منهم، فكذلك باجماع العلماء الذين يعتد بهم في الاجماع احسانا للظن بهم ونظرا الى ما تمهد لهم من المآثر وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الاجماع احسانا للظن بهم ونظرا الى ما تمهد لهم من المآثر وكأن الله سبحانه وتعالى وأتاح الاجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة والله أعلم).
قال ابن حزم رحمه الله: (وكلهم عدل امام فاضل رضى).
قال النووي: (الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم باجماع من يعتد به).
وقال السخاوي: (وهم رضي الله عنهم باتفاق أهل السنة عدول كلهم مطلقا كبيرهم وصغيرهم، لابس الفتن أم لا. وجوبا لحسن الظن ونظرا الى ما تمهد لهم من المآثر من امتثال أوامره بعده وفتحهم الأقاليم وتبليغهم عنه الكتاب والسنة وهدايتهم الناس، ومواظبتهم على الصلاة والزكاة وأنواع القربات من الشجاعة والبراعة والكرم والآثار والأخلاق الحميدة التي لم تكن في أمة من الأمم المتقدمة
وقال ابن الجوزي: (أجمع صالحوا هذه الأمة وعلى رأسهم السلف الكرام على استهجان واستقباح النيل من أحد الصحابة، وهجروا فاعله ورموه بالرزيات وأوقعوا به، شتى العقوبات، وقد توعده القرآن والسنة بالخزي في الحياة وبعد الممات، قال تعالى: (ومن يشاقق --- مصيرا) "النساء:115". ومن المؤمنون حين نزول هذه الآية غير الصحابة؟ فجهنم لمن اتبع غير سبيلهم. فكيف بمن سبهم وشتمهم وأبغضهم؟
قال أبو الحسن الأشعري: (وأجمعوا " أي أهل السنة والجماعة " على النصيحة للمسلمين والتولي لجماعتهم وعلى التوادد في الله والدعاء لأئمة المسلمين والتبري ممن ذم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته وازواجه، وترك الاختلاط بهم، والتبري منهم).
قلت: فانظر رحمك الله الى أهل السنة كثّرهم الله كيف ينفرون ويتبرون من كل من ينتقص الصحابة، وتجد بعض الحركيين الحزبيين ينادون ليل نهار بتلك القولة الفاجرة وهي: الدعوة الى التقارب مع الشيعة، الوالغين في دم وأعراض الصحابة رضي الله عنهم فواجب على كل مسلم سلفي غيور على صحابة نبيه أن يتبرأ من كل من لم يتبرأ من أعداء الصحابة أو دعا الى التقارب معهم.
وقد نص أئمتنا على أن الله تعالى يعاقب شاتمي صحابة نبيه بالمسخ في الدنيا.
قال ابن القيم: (وتأمل حكمته تعالىفي مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم؛ فانها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشبه، وهذا غاية الحكمة.
واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير، كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها!
ثم ان كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشبابهم ونظرائهم، كيف تراها بادية عليها؟ وان كانت مستورة بصورة الانسانية فاقرأ نسخة القردة من صور أهل المكر والخديعة والفسق الذين لاعقول لهم، بل هم أخف الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/149)
فان لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم فلست من المتوسمين، واقرأ النسخة الخنازير من الصور أشباههم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فان هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب! وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه؛ فان الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا، ومن خاصيته أنه يدع الطبيات فلا يأكلها ويقوم الانسان عن رجيعه فيبادر اليه.
فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطبقا عليهم؟ فانهم عمدوا الى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرءوا منهم،، ثم والوا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار وصرحوا بانهم خير منهم. فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير؟! فان لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين!
وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمسخ من مسخ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا، وقد أفرد لها الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابا).
وقد علق محقق كتاب الأخ الفاضل علي الحلبي في الهامش قائلا: (ولم أر لكتابه المشار اليه ذكرا فيه، فالله أعلم. نعم؛ ذكر في كتابه: (النهي عن سب الأصحاب وبيان ما فيه من العذاب) < 89 – 114 > فضلا بعنوان: (ذكر بعض ما بلي به من كان يشتم الصحابة رضي الله عنهم) وفيه قصص في مسخ بعض أولئك الى خنازير. ثم رأيت ما يؤكد ذلك من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية – شيخ المصنف – في " منهاج السنة النبوية " < 1/ 485 > ثم قال: (وذكر فيه حكايات معرفة في ذلك، وأعرف أنا حكايات أخرى لم يذكرها هو).
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: (اعلم أن الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع الصحابة باثبات العدالة لهم والكف عن الطعن فيهم والثناء عليهم).
--------------
حكم من سب الصحابة
وما يترتب على ذلك من عقوبات
اعلم أن سب المسلم ذنب عظيم وخلق ذميم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) "متفق عليه ".
وقال: (لايرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك)
"رواه البخاري ".
وقال: (من لعن مؤمنا فهو كقتله، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله) " رواه البخاري ".
وقال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) " رواه البخاري، ومسلم من وجه آخر ".
فاذا كان هذا الوعيد الشديد يلحق من سب مسلما من رعاع الناس فكيف بمن سب خيرة الناس بعد الأنبياء فالوعيد عليه أشد والخسران به ألحق، قال الله تعالى: (والذين يؤذون --- مبينا) "الأحزاب: 58 ". وقال: (ويل لكل همزة لمزة) قال ابن عباس (همزة لمزة): طعان معياب.
ويا من يقول قول سوء في الصحابة الكرام ولم يتعظ بالمواعظ العظام، وسلك سبيل اللئام ألا تخاف من بطش رب الأنام؟ (فكيف تقدم على شيء لم يكن عليه أمر الله ورسوله وكل ما لم يكن عليه أمرهما فهو رد، أي باطل، كيف وقد أمرك الله ورسوله بخلافه، ونهاك عن سب كل من اتصف بالاسلام كيف وقد أمرك الله تعالى بطلب المغفرة منه لمن سبق كيف وقد وصف الله تعالى نفسه بأنه قد رضي عنهم، أفيرضى عنهم وتسخط عنهم أنت يا عامي يا جاهل، فان قلت: انما أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالدعاء لهم قبل أن يقع ما وقع قلت: هذا كفر لأن الله تعالى عالم بما كان وما سيكون فلو علم لقيد الأمر بمن لم يقع منه شيء وقد أطلع رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك كما هو معروف وكان سيتقلب علم الله تعالى جهلا أو أنه وقع شيء وهو لا يعلمه أو أنهم فعلوا شيئا لا قدرة له على دفعه وكل واحد من هذه الثلاثة لا يقول به الا كافر نعوذ بالله من ذلك) " من كتاب (القول الشافي السديد في نصح المقلد وارشاد المستفيد) < لعلي محمد بن علي الشوكاني – وهو ابن العلامة الشوكاني >.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/150)
وقال العلامة علي القاري: (وأما من سب أحدا من الصحابة فهو فاسق و مبتدع بالاجماع، الا اذا اعتقد انه مباح، كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم، أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة في فصل خطابهم؛ فانه كافر بالاجماع ولا يلتفت الا خلاف مخالفتهم في مقام النزاع).
وبعد هذا أتركك أخي القارىء مع امام همام وهو شيخ الاسلام بحق ابن تيمية الحراني يفصل لك القول في ذلك، وسأنقل كلامه وان طال لنفاسته وأهميته.
قال رحمه الله " في الصارم المسلول، ص: 570 ": (فصل: حكم من سب أحدا من الصحابة): فأما من سب أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – من أهل بيته وغيرهم – فقد أطلق الامام أحمد أنه يضرب ضربا نكالا، وتوقف عن قتله وكفره.
قال أبو طالب: سألت أحمد عمن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال القتل أجبن عنه، ولكن أضربه ضربا نكالا.
وقال عبد الله: سألت أبي عمن يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أرى أن يضرب. قلت له: حد، فلم يقف على حد، الا أنه قال: يضرب، وقال: ما أراه على الاسلام.
وقال: سألت أبي: من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون – أو يسبون – أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
وقال في الرسالة التي رواها أبو العباس أحمد بن يعقوب الاصطرخري وغيره: وخير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان، ووقف قوم، هم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فان تاب قبل منه، وان ثبت أعاد عليه العقوبة وخلده في الحبس حتى يموت أو يراجع.
وحكى الامام أحمد هذا عمن أدركه من أهل العلم، وحكاه الكرماني عنه وعن اسحاق والحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم.
وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية، وقال لي: يا أبا الحسن اذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الاسلام).
فقد نص رضي الله عنه على وجوب تعزيره، واستتابته حتى يرجع بالجلد، وان لم ينته حبس حتى يموت أو يراجع، وقال: (ما أراه على الاسلام) وقال: (اتهمه على الاسلام)، وقال: (اجبن عن قتله). وقال اسحاق بن راهويه: (من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس)
وهذاقول كثير من أصحابنا، منهم ابن أبي موسى، قال: (ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولايزوج، ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة، الا أن يتوب ويظهر توبته)، وهذا في الجملة قول عمر بن عبد العزيز وعاصم الأحول وغيرهما من التابعين.
وروى الامام أحمد عن عاصم الأحول قال: أتيت برجل قد سب عثمان، قال فضربته عشرة أسواط، قال: ثم عاد لما قال، فضربته عشرة أخرى، قال: فلم يزل يسبه حتى ضربته سبعين سوطا.
وهوالمشهور من مذهب مالك، قال مالك: من شتم النبي صلى اللله عليه وسلم قتل، ومن سب أصحابه أدب.
وقال عبد الملك بن حبيب: من غلا من الشيعة الى بغض عثمان والبراءة منه أدب أدبا شديدا، ومن زاد الى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد، ويكرر ضربه، ويطال سجنه حتى يموت، ولا يبلغ به القتل الا في سب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال القاضي أبو يعلي: الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة: ان كان مستحلا لذلك كفر، وان لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر، سواء كفرهم أو طعن في دينهم مع اسلامهم.
وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة وكفر الرافضة.
قال محمد بن يوسف الفريابي، وسئل عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قيل: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسأله، كيف يصنع به وهو يقول لا اله الا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته.
وقال أحمد بن يونس: (لو أن يهوديا ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الاسلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/151)
وكذلك قال أبو بكر بن هاني: لا تؤكل ذبيحة الروافض والقدرية كما لا تأكل ذبيحة المرتد، مع أنه تأكل ذبيحة الكتابي؛ لأن هؤلاء يقامون مقام المرتد، وأهل الذمة يقرون على دينهم، وتؤخذ منهم الجزية. وقال فضيل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة: والله ان قتلك لقربة الى الله، وما امتنع من ذلك الا بالجواز، وفي رواية قال، رحمك الله، قذفت، انما تقول هذا تمزح، قال: لا، والله ما هو بالمزاح ولكنه الجد، قال: وسمعته يقول: لئن أمكننا الله منكم لنقطعنّ أيديكم وأرجلكم. وصرح جماعات من أصحابنا بكفر الخوارج المعتقدين البراءة من علي وعثمان، وبكفر الرافضة المعتقدين لسب جميع الصحابة الذين كفروا الصحابة وفسقوهم وسبوهم.
وقال أبو بكر عبد العزيز في المقنع: فأما الرافضي فان كان يسب فقد كفر فلا يزوّج.
ولفظ بعضهم وهو الذي نصره القاضي أبو يعلي أنه ان سبهم سبا يقدح في دينهم وعدالتهم كفر بذلك، وان سبهم سبا لا يقدح – مثل أن يسب أبا أحدهم أو يسبه سبا يقصد بها غيظه ونحو ذلك - لم يكفر.
قال أحمد في رواية أبي طالب في رجل يشتم عثمان: (هذا زندقة، وقال في رواية المروزي: (من شتم أبا بكر وعمر وعائشة ما أراه على الاسلام). قال القاضي أبو يعلي: فقد أطلق القول فيه أنه يكفر بسبه لأحد من الصحابة، وتوقف في رواية عبد الله وأبي طالب عن قتله وكمال الحد، وايجاب التعزير يقتضي أنه لم يحكم بكفره. قال: فيحتمل أن يحمل قوله: (ما أراه على الاسلام) اذا استحل سبهم بأنه يكفر بلا خلاف، ويحمل اسقاط القتل على من لم يستحل ذلك، بل فعله مع اعتقاده لتحريمه كمن يأتي المعاصي.
قال: ويحتمل قوله: (ما أراه على الاسلام) على سب يطعن في عدالتهم نحو قوله: ظلموا، وفسقوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذوا الأمر بغير حق، ويحمل قوله في اسقاط القتل على سب لا يطعن في دينهم، نحو قوله: كان فيهم قلة علم، وقلة معرفة بالسياسة والشجاعة، وكان فيهم شح وحب للدنيا، ونحو ذلك، قال: ويحتمل أن يحمل كلامه على ظاهره فتكون في سابهم روايتان: احداهما يكفر. والثانية يفسق.
وعل هذا استقر قول القاضي وغيره، حكوا في تكفيرهم روايتين.
قال القاضي: ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برّأها الله منه كفر بلا خلاف.
وقال أيضا: (وعن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال: قلت لأبي: لو كنت سمعت رجلا يسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالكفر، أكنت تضرب عنقه؟ قال نعم، رواه أحمد وغيره. وفي رواية قال: قلت لأبي: لو أتيت برجل يسب أبا بكر ما كنت صانعا؟ قال: أضرب عنقه، قلت: فعمر؟ قال: أضرب عنقه.
وروى الحكم بن حجل قال: (سمعت عليا يقول: لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما الا جلدته حد المفتري).
وعن علقمة بن قيس قال: خطبنا علي رضي الله عنه: (أنه بلغني أن قوما يفضلونني على أبي بكر وعمر، ولوكنت تقدمت في هذا لعاقبت فيه، ولكن أكره العقوبة قبل التقدم، ومن قال شيئا من ذلك فهو مفتر عليه ما على المفتري خير الناس كان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر).
وروى الامام أحمد باسناد صحيح عن ابي ليلى قال: (تداروا في أبي بكر وعمر، فقال رجل من عطارد: عمر أفضل من أبي بكر، فقال الجارود بل أبو بكر أفضل منه، قال: فبلغ ذلك عمر، قال: فجعل يضربه ضربا بالدرة حتى شغر برجله، ثم أقبل الى الجارود فقال: اليك عني، ثم قال عمر: أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كذا وكذا، ثم قال عمر: من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري).
فاذا كان الخلفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضّل عليا على أبي بكر وعمر، أو يفضّل عمر على أبي بكر – مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب – علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير.
فصل في تفصيل القول في سب الصحابة
أما من اقترن بسبه دعوى أن عليا اله، أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبرائيل في الرسالة؛ فهذا لا شك في كفره، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/152)
وكذلك من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، ونحو ذلك، وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في تكفيرهم. وأما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم – مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك – فهذا هوالذي يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم.
وأما من لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم؛ لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الإعتقاد.
وأما من جاوز ذلك الى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضا في كفره، لأنه كذب لما نصه القرآن في غير موضع: من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفره متعين، فان مضمون هذه المقالة أن نقله الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي: (كنتم خير أمة …) [آل عمران: 110] وخيرها هو القرن الأول، كان عامته كفاراً أو فساقاُ، ومضمونها أن هذه الأ‘مة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام.
ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شيء من هذه الأقوال، فإنه يتبين أنه زنديق، وعامة الزنادقة انما يستترون بمذهبهم، وقد ظهرت لله فيهم مثلات، وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات، وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك، وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبو عبد الله بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب، وما جاء فيه من الإثم والعقاب.
وبالجملة فمن الأصناف السابة من لا ريب في كفره، ومنهم من لايحكم بكفره، ومنهم من تردد فيه).
وعن علي أنه بلغه أن ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر فدعا به وبالسيف فهمّ بقتله فكلّم فيه فقال: (لا يساكني بلداً أنا فيه، فنفاه الى الشام) " اللالكائي [7/ 1336].
وعن المغيرة قال: (تحول جرير بن عبد الله وحنظلة وعدي بن حاتم من الكوفة الى قرقيسيا وقالوا: (لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان) " اللالكائي [7/ 1340] ".
وعن أبي وائل: (ان رجلا حرج على أم سلمة قوله فأمر عمر أن يجلد مائتي جلدة). "المصدر السابق ".
وعن عبد الله بن الحسن يعني ابن ابن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: (ما أرى رجلاً يسب أبا بكر رضوان الله عليه يتيسر له توبة) " اللالكائي [7/ 1343] ".
وروى ابن أبي العوام أن رجلا سأل أبا يوسف فقال: (يا أبا يوسف يذكرون عنك أنك تجيز شهادة من يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على التأويل، فقال: ويحك هذا أحبسه وأضربه حتى يتوب) " أصول الدين عند الامام أبي حنيفة ل [ً: 554] ".
وكان عمر بن محمد بن رجاء العبكري ادا مات رجل من الرافضة فبلغه أن بزازاً باع له كفنا، أو غاسلا غسله، أم حاملا حمله هجره على ذلك. وكان لا يكلم رافضياً الى عشرة " طبقات الحنابلة [2/ 56 – 57] ".
كان مهيار بن مرزويه مجوسيا فأسلم وانتحل التشيع وأخذ في سب الصحابة فقال له ابن برهان رحمه الله: (انتقلت بإسلامك في النار من زاوية الى زاوية، كنت مجوسيا، فصرت تسب الصحابة في شعرك) " السير [17/ 472] ".
ومن امواقف المشرفة أيضا الإمام أبي الأحوص سلام بن سليم [ت 179] قال أحمد العجلي: (كان ثقة صاحب السنة واتباع، وكان إذا ملئت داره من أصحاب الحديث قال لإبنه أحوص: يا بني قم فمن رأيته في جاري يشتم أحدا من الصحابة فأخرجه، ما يجيء بكم إلينا؟).
وقال ابن حجر الهيتمي: أجمع القائلون بعدم تكفير من سب الصحابة على إنهم فساق).
قال النووي: (قال القاضي وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا مذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل، قال المالكية يقتل) " شرح مسلم [16/ 93] ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/153)
قال الحافظ: (إختلف في سابّ الصحابي، فقال عيّاض: ذهب الجمهور الى انه يعزر، وعن بعض المالكية يقتل، وخص بعض الشافعية ذلك بالشيخين والحسنين فحكى القاضي حسين في ذلك وجهين وقواه السبكي في حق من كفّر الشيخين، وكذا من كفر من صرّح النبي صلى الله عليه وسلم بإيمانه أو تبشيره بالجنة إذا تواتر الخبر بذلك عنه لما تضمن من تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم " الفتح [44/ 7] ".
قال القاضي عياض: (وسب آل بيته وأزواجه وأصحابه صلى الله عليه وسلم وتنقصهم حرام ملعون فاعله) " الشفا [2/ 1106] ".
ثم قال: (وقد إختلف العلماء في هذا، فمشهور مذهب مالك في ذلك ألإجتهاد والأدب الموجع، قال مالك رحمه الله: (من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل، ومن شتم أصحابه أدّب، وقال أيضا: من شتم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال كانوا على ضلال وكفر قتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكّل نكالا شديدا.
وقال ابن حبيب: من غلا من الشيعة الى بغض عثمان والبراءة منه أدّب أدبا شديدا، ومن زاد الى بغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد، ويكرر ضربه ويطال سجنه، حتى يموت، ولا يبلغ به القتل الا في سب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال سحنون: من كفّر أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علي أو عثمان أو غيرهما يوجع ضربا.
وحكى أبو محمد بن أبي يزيد، عن سحنون: من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي: إنهم كانوا على ضلالة وكفر وقتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نكّل النكال الشديد.
وروي عن مالك: (من سب أبا بكر جلد ومن سب عائشة قتل، قيل له: لم؟ قال: من رماها فقد خالف القرآن. وقال ابن شعبان عنه: لأن الله يقول: (يعظكم الله أن …) [النور: 17].
فمن عاد لمثله فقد كفر) " الشفا [2/ 1108] ".
واعلم أخي القارىء أنه ما استحق واستوجب سابّ الصحابة والطاعن فيهم هذه العقوبات الرادعة الا لأنه بطعنه هذا يطعن في الشريعة الغرّاء لأن الصحابة هم ناقلوها والذابون عن حياضها، والطعن في الناقل طعن في منقوله. ولهذا كانت الرافضة شر الطوائف وأخبث الفرق).
ورحم الله من قال: (… فضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين: سئلت اليهود؛ من خير أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب موسى، وسئلت النصارى؛ من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواري عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أمروا بالاستغفار لهم فسبّوهم، فالسيف عليهم مسلول الى يوم القيامة، لا تقوم لهم راية، ولا يثبت لهم قدم، ولا تجتمع لهم كلمة، ولا تجاب لهم دعوة، دعوتهم مدحوضة وكلمتهم مختلفة، وجمعهم متفرق. (كلما أوقدوا نارا …) [المائدة: 64].
وقال الملاّ علي القاري: وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق مبتدع بالإجماع، الا اذا اعتقد أنه مباح، أو يترتب عليه ثواب كما عليه بعض الشيعة، أو اعتقد كفر الصحابة؛ فإنه كافر بالإجماع، فينظر فإن كان معه قرائن حاية على ما تقدم من الكفريات و الا فاسق، وإنما يقتل عند علمائنا سياسة لدفع فسادهم وشرهم). " منهاج السنة [1/ 27 – 34] ".
وقال علي بن محمد بن علي الشوكاني في معرض بيان قبح وعظم جرم ساب الصحابة: (واعلم أن الأدلة من الكتاب والسنة قاضية بكفر فاعل ذلك، والعلة في ذلك أنه لما كان لهم منة على جميع الأمة وأن محبتهم وموالاتهم من الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم، وأتهم القائمون بالشريعة بالقتال والتحمل لها ونقلها الى سائر الأمة فمن أقدم على مثل هذا الجناب فقد اقترف كبيرة توجب عليه الكفر، وإن كان باقيا على سائر أركان الإسلام فإن من الأعمال محبطا لها ولا تكون لها معه عبرة وهذا منها لما دلت عليه الأدلة …) " القول الشافي السديد في نصح المقلد وإرشاد المستفيد [ص:53].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/154)
وقال أيضا في معرض بيان أقسام التشيع: (الثاني وهو الذي بلغ الى رتبة السب للصحابة وهذا قد أخرج عن الإسلام فوصفه بالتشيع من وضع هذا القلب في غير موضعه لأن الله تبارك وتعالى يقول: (لقد رضي الله عن المؤمنين) إلى آخر ألاية الكريمة وهذا الذي يبلغ به الشيطان الى رد القرآن استخفافا، ويقول بعكسه تعجرفا، وقال عز من قائل: {ليغيظ بهم الكفار} [الفتح: 29].
وهذا لا يسبهم إلا وقد أغاظوه، وقد حكم الله تعالى بأنه لا يغيظ بهم الا الكفار) " المصدر نفسه
[ص: 34] ".
-----------------
وهذه بعض الكتب التي صنفت في من سب الصحابة
1 – رسالة النهي عن سب الصحابة لمحمد بن سحنون التنوخي (ترتيب المدارك) [4/ 207].
2 – النهي عن سب الأصحاب وما جاء فيه من الإثم والعقاب للضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي.
3 – تنبيه الولاة والحكام على أحكام شاتم خير الأنام، أو أحد أصحابه الكرام عليهم الصلاة والسلام لإبن عابدين.
4 – الصواعق المحرقة لإخوان الشياطين أهل الإبتداع والضلال الزندقة، لإبن حجر الهيتمي.
5 – حكم من سب أحدا من الصحابة للشوكاني.
6 – السيف المسلول على مبغضي أصحاب الرسول لياسين مصطفى الفرضي.
7 – الحسام المسلول على منقصي أصحاب الرسول لبحرق اليمني.
8 – السيف اليماني المسلول في عنق من طعن في أصحاب الرسول لمحمد بن يوسف التونسي.
9 – السيف المسلول على من سب أصحاب الرسول للقاضي عياض (كشف الظنون: 2/ 1018، وهديةالعارفين: 2/ 805).
10 – السيف المسلول على من سب أصحاب الرسول لتقي الدين السبكي (كشف الظنون).
11 – الرسالة الوازعي للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين للمؤيد يحيى بن حمزة الطالبي ت 745.
وكتب محمود شكري الألوسي المتوفي سنة [1342 هجري]: (صب العذاب على من سب الأصحاب) ذكرها في الإعلام [7/ 173] وقد طبعت مؤخرا.
(الصارم القرضاب في نحر من سب أكارم الأصحاب) لعثمان بن سند.
(إلقام الحجر لمن زكى ساب أبي بكر وعمر) للسيوطي.
---------------
نماذج لبعض الضلال الذين يسبون ويلعنون
معاوية رضي الله تعالى عنه
قال أحمد الغماري: (ومن تعظيم جنابهم الأقدس وحماهم الأطهر تنزيههم عن إدخال المنافقين والفجرة فيهم وعدهم من زمرتهم مثل معاوية وأبيه، وابنه الحكم بن العاص وأضرابهم قبحهم الله ولعنهم فإن عد هؤلاء من جملة الصحابة بعد التكذيب خبر الله ورسوله بكفرهم ونفاقهم حط من قدر الصحابة رضي الله تعالى عنهم … وعلم سيرة الفاجر اللعين معاوية ومعاندته لله ورسوله واستخفافه بأمرها واستهزائه بالشريعة المحمدية وسفكه الدماء البريئة …) " البحر العميق ".
وقال (… معاوية قبحه الله فإنه كان يأمر الرجال أن يقوم في الناس فيخطب ويروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا في فضل الشام وأهله …) " جؤنة العطار.
وقال (… في تلك الأحاديث التي افتراها معاوية اللعين وأنصاره) " الجؤنة ".
وقال: كل حديث تجد فيه ذكر رجل مبهم ذمة النبي صلى الله عليه وسلم أو وصفه بأنه من أهل النار أو رأس الفتن أو نحو ذلك فاعلم أنه معاوية يبهمه الرواة النواصب المنافقون أعداء الله ورسوله وأحباب أعدائه …) الجؤنة.
تأمل هذا فقد حكم على أئمة الحديث الكبار ممن رووا فضل معاوية بالنصب والنفاق أمثال الإمام البخاري وأحمد ,ابي داود والترمذي والنسائي والدارقطني والطبراني وغيرهم كثير.
وقال: ((… مؤثراً للعاجلة كافراً بالآجلة خارجاً عن ربقة الإسلام مستحلاً للدم الحرام)) "الجؤنة".
وقد نهج أحمد الغماري نهج شيخه ابن عقيل الحضرمي الشيعي في الطعن في معاوية، ولشيخه هذا الكتاب: ((النصائح الغالية لمن يتولى معاوية)). وقد رد عليه جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى.
وقال أخوه عبد الحي بن الصديق الغماري متحدثاً عن ابن العربي المعافري: ((فارجع الى كتابه العواصم من القواصم لترى كيف لعب الهوى بعقله فجعله ينتصر للفجار الظالمين معاوية ويزيد وبطانة السوء التي كانت تناصرهما ويهضم حق المظلومين الأتقياء أهل بيت النبوة عليهم السلام)).
" في كتابه التيمم [ص: 14 – 15].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/155)
وقال أخوه عبد الله: ((معاوية أسهم في قتل الحسين عليه السلام لأنه كان يريد أن ينفرد بالملك ويجعله وراثة في بني أمية، وهو من مسلمة الفتح الطلقاء، ومسلمة الفتح نوعان، نوع حسن إسلامه فكان صحابياً فاضلاً مثل حكيم بن حزام وعتاب بن أسيد، ونوع لم يحسن إسلامه مثل معاوية وأبيه وبشر بن أرطأة السفاك عامل معاوية على اليمن، وليس كل صحابي فاضلاً بل فيهم منحرفون عن الجادة مثل سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة وعمرو بن العاص وجرير بن عبد الله البجلي ورئيسهم الباقي بنص الحديث)) "الحاوي في الفتاوي [3/ 32] – وحقيق أن يسمى بالحاوي للبلاوي -.
وقال أيضاً في " القول المسموع في الهجر المشروع " [ص: 14 – 15]: وكان الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم يعطون الصحابة أعطياتهم المستحقة لهم في بيت المال، وكانوا يقسمونها بالعدل، مع مراعاة من له يد في الإسلام. فلما جاء معاوية آثر أعوانه بالعطاء، وفضله على الأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن …
فذكر أبو أيوب معاوية بالحديث الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص الأثرة، ليتعظ معاوية ويرجع ويتوب! ولكنه لم يرجع بل استمر على غيه وقال: ((أنا أول من صدق)).
يعني أنه أول حاكم صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً عملياً، حيث آثر أعوانه بالعطاء، وهذه جرأة قبيحة تؤذن بأنه لا يقيم لكلام الرسول وزناً)). عن جنة المرتاب لأبي اسحاق الحويني [ص: 167].
سبحان الله! ما هذا التوافق في الرفض والخبث والحقد لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الناس بعد الأنبياء.
والطعن في معاوية رضي الله عنه ديدن الضلال من قديم اتهم الجاحظ معاوية رضي الله عنه بالكفر في رسالة له عن بني أمية ملحقة بكتاب ((النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم)) للمقريزي [ص: 94].
وقد استشرى هذا الداء الى أقلام المعاصرين كما سبق عن الغماريين ومثل ذلك ما ورد عن عباس محمود العقاد في كتابه: ((معاوية بن أبي سفيان في الميزان)) " ص: 66 " حيث يقول عنه: ((ولو حاسبه التاريخ حسابه الصحيح، لما وصفه بغير مفرق الجماعات)).
وأيضاً حسين مؤنس في مقالاته ضمن مجلة أكتوبر الأسبوعية تحت عنوان: "تاريخ موجز للفكر العربي" حيث وصف حكومة معاوية رضي الله عنه بالظلم والطغيان والإستبداد "ص: 24 من العدد 372 ". وكذلك محمد بك الخضري في كتابه الدولة الأموية " 2/ 356 ".
وكذلك ذلك المستغرب طه حسين في عديد من كتبه كـ " الفتنة الكبرى " عليه من الله ما يستحق.
وقال سيد قطب ((إن معاوية وعمرو لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في إستخدام كل سلاح وهو مقيد بأخلاقه في إختيار وسائل الصراع وحين يركن معاوية وزميله الى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن يتدلى الى هذا الدرك الأسفل فلا عجب أن ينجحا ويفشل وإنه لفشل أشرف من كل نجاح)) " في كتابه الموسوم بـ – كتب وشخصيات – ص: 242 ".
فانظر رحمك الله الى هذا القلم النتن كيف يصف صاحبين جليلين بالركون الى الكذب والغش والخديعة والنفاق، وصاحبه ملمع مقدم عند هؤلاء الحزبيين الذين يقودون ما يسمى الان بالصحوة الإسلامية! وبهذا وغيره تعلم أنهم لا يقودنهم إلا ضمن تلك السبل المبعدة عن صراط الله المستقيم والتي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن على رأس كل سبيل منها شيطان يدعو إليها.
وبالله عليك أخي القارىء كيف تفلح دعوة تقف مثل هذه الماقف المخزية تجاه حملة المحمدية أفضل الناس بعد الأنبياء، وزيادة على أنها غارقة في أوحال الحزبية والبدع المقيتة.
وكم لهذا الرجل من الطامات والبلايا العقدية والمنهجية، راجع كتابنا "المفسرون"، وكتب أخينا وحبيبنا العلامة ناصر السنة وقامع البدعة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
وقال ابن المطهر الحلي الرافضي الخبيث عليه من الله ما يستحق في حق معاوية رضي الله عنه: ((كان شراً من إبليس)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/156)
وإن تعجب فعجب تعلق المدعو عبد المعطي أمين القلعجي – الذي نصَّبَ نفسه محققاً مدققاً لكتب الحديث والرجال وهو لعمر الله: كالهر يحكي إنتفاخاً صولة الأسد – بهذه الأكاذيب والإفترءات، طعناً في خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين فشتم وشنع، وقال من الكلام ما هو مستفظع، وإليك نصه قال ((وثمة بدعة أٌخرى كريهة ظهرت في عهد معاوية، وهي أن معاوية نفسه وسائر ولاته بأمره كانوا يكيلون السب والشتم لسيدنا علي بن أبي طالب في خطبهم على المنابر لدرجة أنهم كانوا يلعنونه – لعنهم الله - …)) واسترسل في سرد تهم وطامات معاوية بريء منها براءة الذئب من دم إبن يعقوب، ويا ليته تثبت وتريث – والمحقق والمدقق هذه من أوليات صفاته – فقرأ ما كتبه المصنف ابن كثير رحمه الله تعالى بعد سطور قليلة، وأراح القراء من ذلك الهراء، ويكفي المرء عقوقاً شتم خاله إن كان مؤمناً والله المستعان)). " من تعليقه على جامع المسانيد – لابن كثير: 11/ 566 – ". وقال خالد محمد خالد: ((معاوية بالشام يحض الناس عل الإمام وشتمه …)) " في كتابه خلفاء الرسول، ص: 558 ". وذكر ألفاظاً نابية ننزه القلم عن كتابتها، ومما يؤسف له، انتشار هذا الكتاب بين القراء انتشاراً واسعاً ولا سيما وجمهور القراء قد فقدوا ميزان التلقي والتمحيص جرياً خلف الأسلوب المثير، مع ما يحمله هذا الكتاب بين دفتيه من مرويات مكذوبة وطعون مخذولة في بعض الصحابة. والحكم نفسه لكتابه ((رجال حول الرسول)) فلينتبه القراء الكرام، ويا ليت قومي يعلمون.
وكذلك فعل عبد الوهاب النجار في كتابه " الخلفاء الراشدون " حيث شوَّه الحقائق معتمداً على أخبار المؤرخين التي لا زمام لها ولا خطام، والله المستعان. " الخلفاء الراشدون ص: 405 – 439 ".
وكذلك محمد بسيوني مهران في كتابه " الإمام علي بن أبي طالب " ضمن سلسلته في رحاب النبي وآل بيته الطاهرين.
وكذلك ذاك المبتدع الضال عبد الله الهرري الحبشي حيث اتهم معاوية فيما جرى له مع علي رضي الله عنهما بقوله " إنما قاتل للدنيا وللملك " في رسالته المشؤومة التي سماها زوراً وبهتانا " المقالات السنية " [ص: 200]، وفي حقيقة أمرها مقالات بدعية ردية جمع فيها شتى أصناف الشركيات والبدع والضلالات والثلب للعلماء وخاصة شيخ الإسلام بحق إبن تيمية الحراني، والله المستعان.
ومثله أيضاً أقوال نقلها عبد السلام ياسين عن الجاحظ مقراً إياه مفادها الطعن في معاوية رضي الله عنه وقال أيضاً: ((كان شتم علي ولعنه على المنابر مما فعله وأمر به معاوية، ثار بالفئة الباغية وقاده حتى استولى على الحكم)). " في كتابه تنوير المؤمنات 2/ 20 ".
وقال عبد الباري الزمزمي: ((… معاوية، من المعلوم ومن الثابت في الصحيح، في صحيح مسلم وفي التاريخ أيضاً أنه لما استقر له الأمر " رسم " – أي ثبت – في خطبة الجمعة وأمر الخطباء أن يلعنوا علي بن أبي طالب في خطبة الجمعة)) " في شريط له تحت عنوان مناقب علي تـ 11/ 5/1996.
وأكد ذلك بشريط آخر بعنوان " مناقب المهاجرين " وحظر الترضي عنه. وكل هذا كذب وافتراء فأين ورد هذا في صحيح مسلم؟!! نعم يوجد ذلك في كتب الروافض وكتب التاريخ التي لا تعني بصحة الأخبار وتوثيقها.
ولو كان ذلك حقاً كيف سكت عنه الصحابة وهم متوافرون دون انكار؟! وهم الشجعان الذين لا يخافون في الله لومة لائم فهم لا يسكتون على سب رجل من عوام المسلمين دون حق بله عن سب علي رضي الله عنه وهو الذي أجمع المسلمون على فضيلته ومنزلته الرفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال له: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)). "متفق عليه "
وقال أيضاً ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) وقال يوم خيبر: ((لأدفعن الراية غداً الى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) " مسلم ". وكان علي صاحبها وغير ذلك كثير فمن نسب ذلك لمعاوية فقد أشرك معه جميع الصحابة الذين عاصروه أيام خلافته واتهمهم بالطواطىء معه على الظلم والفحش شعر أم لم يشعر.
ومعاوية رضي الله عنه منزه عن مثل ذلك وهو مقر ومعترف بأفضلية علي بن أبي طالب عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/157)
وقد ورد في غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: لا والله، إني أعلم أنه9 خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قُتل مظلوماً وأنا إبن عمه، وأنا أطلب بدمه وأمره إلي، فقولوا له فليسلم إلي قتلة عثمان وأنا أسلم له أمره. " السير [3/ 140]، البداية [8/ 132].
وقال جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال: لما جاء خبر قتل علي الى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: ((أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك أنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم
" البداية [8/ 133] ".
قال ابن عبد البر: ((وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك، فلما بلغه قتله قال: ((ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام، فقال: دعني عنك)) " الإستيعاب [3/ 1108].
وأما ما وقع بينهما فقد كان بتاويل واجتهاد من معاوية رضي الله عنه وأهل السنة يعتقدون أنه مخطىء في ذلك كما تقدم، ولكن هذا لا يسوغ تلفيق وصياغة أكاذيب وافتراءات في سيرته تحط من قدره وتشوه مقامه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذي ورد في صحيح مسلم ليس فيه ما افتراه عليه هؤلاء، وهاك نصه وأقوال العلماء فيه:
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن ابي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، الا أنه لا نبوة بعدي))
وسمعته يقول يوم خيبر: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) قال: فتطاولنا لها، فقال: ((ادعوا لي علياً)) فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه،
ولما نزلت هذه الآية: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} (آل عمران:61) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: ((اللهم هؤلاء أهلي)) " مسلم ". وليس في هذا الأثر الصحيح التصريح لا من قريب ولا من بعيد أن معاوية سب أو أمر بسب علي. واستمع أخي القارىء لما قاله العلماء في شرح هذا الأثر لترى كيف يحسنون هذا الظن ويحملون ماورد من الصحابة مما يقد يفهم منه القدح فيهم محملاً حسناً لا كما يفعله المصطادون في الماء العكر والمتمسكون بما تشابه من النصوص ليقعوا في أعراض الصحابة فبئس ما يفعلون.
قال النووي: ((قال العلماء: الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها قالوا: ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً
بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب كأنه يقول له هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك
فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ولعل سعداً كان في طائفة يسبون، فلم يسب معهم وعجز عن الانكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال، قالوا: ويحتمل تأويل آخر أن معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه خطأ)) " شرح مسلم [15/ 175 – 176].
وقال القرطبي: وأما معاوية فحاشاه من ذلك لما كان عليه من الصحبة والدين والفضل وكرم الأخلاق وما يذكر عنه من ذلك فكذب وأصح ما في ذلك قوله لسعد هذا وتأويله ما ذكره عياض وقد كان معاوية معترفاً بفضل علي وعظيم قدره)) " شرح مسلم ".
هذا ما فاهو به في حق معاوية رضي الله عنه متاجهلين معرضين عن كل ما ورد من فضائله إذ هو خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين.
وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً اهد به)) "رواه أحمد وهو صحيح"
وبعد هذا هل يرد دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستجاب له؟ كلا وألف كلا، لذلك علمنا يقيناً أن معاوية كان هادياً مهدياً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/158)
أما الحديث الذي ورد فيه: ((لا أشبع الله بطنه)) فليس فيه طعن في معاوية رضي الله تعالى عنه
قال الألباني: ((وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ليتخذوا منه طعناً في معاوية رضي الله عنه، وليس فيه ما يساعدهم على ذلك؛ كيف وفيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم؟!.
ولذلك قال الحافظ ابن عساكر: ((انه أصح ما ورد في فضل معاوية)).
والظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلاهما بلا نية؛ كقوله صلى الله عليه وسلم في بعض نسائه: ((عقرى حلقى)) و ((تربت يمينك))، وقوله في حديث أنس الآتي: ((لا كبر سنك)).
ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة؛ منها حديث انس بن مالك قال: ((كانت عند أم سليم يتيمة، وهي أم أنس، فراى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال: آنت هي؟ لقد كبرت لا كبر سنك، فرجعت اليتيمة الى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: مالك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني أبداً، فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها – أي تلفه –
حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك يا أم سليم؟ فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أم سليم قالت: زَعمَت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها؟ قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فايما أحد دعوت عليه من امتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهوراً وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة)). ثم أتبع الامام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية وبه ختم الباب، إشارة منه رحمه الله الى أنها من باب واحد، وفي معنى واحد فكما لا يضر اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليها – بل هو لها زكاة وقربة – فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية.
وقد قال الامام النووي في " شرحه على مسلم " [2/ 325 طبع الهند]: وأما دعاؤه على معاوية ففيه جوابان، أحدهما: أنه جرى على اللسان بلا قصد.
والثاني: أنه عقوبة له لتأخره، وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه؛ فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعل غيره من مناقب معاوية؛ لأنه في الحقيقة يصير دعاء له. وقد أشار الذهبي في " سير أعلام النبلاء " [9/ 171 / 2] الى هذا المعنى الثاني، فقال " قلت: لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: اللَّهم من لعنته أو سببته؛ فاجعل ذلك زكاة ورحمة ". واعلم أن قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر … "
إنما هو تفضيل لقوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} (الكهف:110).
وقد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء الى إنكار مثل هذا الحديث؛ بزعم تعظيم النبي عليه الصلاة والسلام، وتنزيهه عن النطق به ، ولا مجال الى مثل هذا الإنكار؛ فإن الحديث صحيح، بل هو عندنا متواتر، فقد رواه مسلم من حديث عائشة وأم سلمة، ومن حديث أبي هريرة وجابر، وورد من حديث سلمان وأنس وسمرة وأبي طفيل وأبي سعيد وغيرهم.
وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً مشروعاً، إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم صحيحاً ثابتاً وبذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وسلم عبداً ورسولاً، دون إفراط ولا تفريط؛ فهو صلى الله عليه وسلم بشر بشهادة الكتاب والسنة، ولكنه سيد البشر وأفضلهم إطلاقاً بنص الأحاديث الصحيحة، وكما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم وسيرته، وما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة التي لم تكتمل في بشر إكتمالها فيه صلى الله عليه وسلم، وصدق الله العظيم إذ خاطبه بقوله الكريم: {وإنكَ لعلى خلق عظيم} (القلم: 4).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/159)
وفي حديث أم حرام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نام عندها ثم استيقظ وهو يضحك، قالت، قلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج – أي وسط – هذا البحر ملوكاً على الأسرة – أو مثل الملوك على الأسرة – قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال، أنت من الأولين … فركبت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت)) " البخاري، ومسلم ".
قال الفرياني: "وكان أول من غزاه معاوية في زمن عثمان بن عفانرحمة الله عليهما "
قال ابن كثير: " يعني جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها في سنة سبع وعشرين أيام عثمان بن عفان وكانت معهم أم حرام فماتت هناك بقبرص، ثم كان أمير الجيش الثاني ابنه يزيد بن معاوية ولم تدرك أم حرام جيش يزيد هذا وهذا من أعظم دلائل النبوة " (البداية والنهاية – 8/ 232).
وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: (وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي).
وعن أم حرام أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم: قال: " أنت فيهم " ثم قال النبي ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم))، فقلت أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا)) " رواه البخاري ".
قال المهلب: " في الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر "
وقال الحافظ: " وقوله قد أجيبوا " أي فعلوا فعلاً وجبت لهم الجنة "
قال الذهبي: " حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على اقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضي الناس بسخائه وحلمه "
قال ابن تيمية: " وعمر من أعلم الناس بأحوال الرجال وأحذقهم في السياية وأبعد الناس عن الهوى … فلم يول معاوية الا وهم عنده ممن يصلح للإمارة ثم لما توفى زاد عثمان في ولايته ".
وقال في الفتاوى: (لما مات يزيد بن سفيان في خلافة عمر استعمل أخاه معاوية وكان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة وأخبرهم بالرجال وأقومهم بالحق وأعلمهم به حتى قال علي بن أبي طالب: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر).
وقال أيضاً " لولا استحقاقه للإمارة ما أمره ".
وقال رحمه الله: (وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة وكان رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) " منهاج السنة [6/ 247] والحديث رواه أحمد ومسلم ".
قال شيخ الإسلام: (واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة؛ وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة كما جاء في الحديث ((يكون الملك نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم ملك وجبرية، ثم ملك عضوض)) – " رواه الطبراني ورجاله ثقات وهو في الصحيحة – " وكان في ملكه من الرحمة والحلم ونفع المسلمين ما يعلم أنه كان خيراً من ملك غيره) " الفتاوى [4/ 478 ".
أما خلافته فكانت صحيحة شرعية، فقد بايعه عدد كبير من الصحابة الكرام.
قال الجوزقاني: (واعلم أحسن الله لنا ولك التوفيق – أن الإعتماد في خلافته على ما فعله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، لأنه كان أكبر أولاد علي رضي الله عنه، وأجمع عليه أصحاب أبيه بعده، فلما نظر في عاقبة الأمر وما يؤول اليه خلع نفسه وسلم الأمر الى معاوية وبايع له، فصار ذلك إجماعاً صحيحا من غير تأويل ولا مقال، وكان هذا الفعل من الحسن رضي الله عنه أحد ما استدل به المسلمون على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه أخبر عنا يكون فكان، وذلك قوله: ((إن ابني هذا سيد وعسى الله عز وجل أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)) - واه البخاري - ثم قال فاستدلنا هذا الحديث على صحة نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر عن أمر يكون فكان كما أخبر، وعلى أن الفئتين كلاهما من المسلمين، ولم يميز إحداهما على الأخرى بفضل ولا نقص) " كتاب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير [ص: 101 – 102].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/160)
ذكر الحافظ عبد الغني المقدسي أن يزيد بن معاوية بايعه ستون صحابياً منهم ابن عمر.
قلت: إذا بايع يزيد ستون صحابياً فلا شك أن من بايع معاوية منهم أضعاف أضعاف هذا العدد. قال الأوزاعي: ((أدركت خلافة معاوية عدة من الصحابة منهم أسامة وسعد وجابر وابن عمر وزيد ابن ثابت ومسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن خديج ولأبو أمامة وأنس بن مالك ورجال أكثر وأطيب ممن سمبنا بأضعاف مضاعفة كانوا مصابيح الهدى وأوعية العلم حضروا من الكتاب تنزيله ومن الدين جديده وعرفوا من الاسلام ما لم يعرفه غيرهم وأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تأول القرآن، ومن التابعين لهم بإحسان ما شاء الله، منهم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن محيرز، وفي أشباه لهم لم ينزعوا يداً من جماعة في امة محمد صلى الله عليه وسلم)).
ومن الصحابة أيضاً الحسن بن علي، وابن عباس، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبو الدرداء وغيرهم كثير رضي الله عنهم أجمعين، فهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجى، فلم يبايعوا معاوية رضي الله عنه إلا وقد رأوا فيه شروط الإمامة متوفرة، ومنها العدالة، فمن يطعن بعدالة معاوية وإمامته فقد طعن في عدالة هؤلاء الصحابة جميعهم وخوَّنهم وتنقصهم. فمن رضيه هؤلاء لدينهم ودنياهم ألا نرضاه ونقبل به نحن؟؟ ضللنا اذاً وما اهتدينا ان لم نرض بمن رضوا به، ومن قال لعلهم بايعوا خوفاً فقد سبهم واتهمهم بالجبن وعدم الصدع بالحق، وهم منزهزن عن أدنى شيء يشين دينهم، وهم القوم المعلوم من سيرتهم الشجاعة والشهامة وعدم الخوف في الله لومة لائم ولو نشروا بمناشير الحديد نصفين، فمن استن بسنتهم نجى وسلم، ومن خالفهم واتبع غير سبيلهم ضلَّ وأضل. وفي مبايعة سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما معاوية رد بليغ وإلقام حجر في فم الروافص أعداء الله، والحسن رضي الله عنه من الأئمة المعصومين عندهم الذي لا يجوز الخطأ في حقهم، فلم يا ترى خالفوه ووسموه بمسوّد وجوه المؤمنين؟! إنه الهوى والضلال والزندقة. وفي هذا أيضاً علم من أعلام النبوة إذ قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين))، وفي قوله من المسلمين، رد على الخوارج كلاب النار الذين كفَّروا علياً وأصحابه، ومعاوية وأصحابه، عافانا الله وإياكم من الأهواء المضلة.
وعن ابن مليكة: ((قيل لابن عباس هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة. قال: إنه فقيه)) " البخاري ". فشهادة ابن عباس له بالفقه والصحبة دالة على الفضل الكثير وهذا منه رضي الله عنه يدل على نظر ثاقب وفقه دقيق " ذكره الحافظ في الفتح [7/ 131].
وقال أبو الدرداء: ((ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا – يعني معاوية -)).
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة " 6/ 235 " بعد ما أورد أثر ابن عباس السابق، وأثر أبي الدرداء هذا: ((فهذه شهادة الصحابة بفقهه ودينه والشاهد بالفقه ابن عباس وبحسن الصلاة أبو الدرداء وهما هما والآثار الموافقة لهذا كثيرة)).
وقال أيضاً: ((من المعلوم من سيرة معاوية أنه كان من أحلم الناس وأصبرهم على من يؤذيه …)).
قال الامام أحمد: كان معاوية كريماً حليماً.
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر إجترأ على ما وراءه. " تاريخ بغداد [1/ 209]، والبداية [8/ 142].
وعن قتادة قال: ((قلت للحسن: إن قوماً يشهدون على معاوية رحمه الله أنه في النار، قال: لعنهم الله)) " الشريعة [3/ 521].
وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره: سُئلَ المعافى بن عمران: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فغضب وقال للسائل: أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين! معاوية صاحبه وصهره، وكاتبه، وأمينه على وحي الله. " تاريخ بغداد [1/ 209].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/161)
وسئل عبد الله بن المبارك: ((عمر بن عبد العزيز أفضل أم معاوية؟ قال: تراب دخل في أنف معاوية في بعض مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بن عبد العزيز)) " الحجة في بيان المحجة [2/ 377] لأبي قاسم الأصبهاني ".
قال ابن العماد: ((سئل الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: أيما افضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: لغبار لحق بأنف جواد معاوية بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وأماتنا على محبته)) " شذرات الذهب [1/ 65].
وفي رواية قال البشر بن الحارث: سئل المعافى وأنا أسمع أو سألته: معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز " السنة للخلال [435].
قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث: (وقال بعضهم في معاوية وعمر بن عبد العزيز: ليوم شهده معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته) "الباعث الحثيث
[181] ".
وقال قتادة: (لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي). وورد عن جماعة من السلف أنهم ذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه؟ قال: بل في عدله).
وعن همام بن منبه قال: سمعت ابن عباس يقول: (ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية)
" السنة للخلال [440]، الطبري في التاريخ [3/ 269]، البداية [8/ 137].
قال ابن كثير: وقال قبيصة بن جابر: (ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد إناءة ولا ألين مخرجاً ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية) " الجليس الصالح الكافي للجريري [4/ 51].
وقال قبيصة كذلك: (ألا أخبركم من صحبت؟ صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً أفقه فقهاً ولا أحسن مدارسة منه، ثم صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غير مسألة منه، ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ولا أشبه سريرة بعلانية منه) تاريخ الطبري [3/ 269].
وقال هارون الحمال: (سمعت أحمد بن حنبل واتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله، إن هاهنا رجل يفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية بن أبي سفيان فقال أحمد: لا تجالسه ولا تؤاكله ولا تشاربه وإذا مرض فلا تعده) " ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب [3/ 133] فكم من المتنقصين نؤاكلهم ونشاربهم ونبش في وجوههم والله المستعان ".
قال سعد بن أبي وقاص: (ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب، يعني معاوية) " البداية [8/ 136].
قال أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي الحكيم أنه كان سيافاً لمعاوية رضي الله عنه فدخل عليه رجل فأخبره بهذا الحديث عن أبي هريرة الذي يرويه عن رسول الله قال: قال: صلى الله عليه وسلم ((إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل الى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارىء: ألم أعلمك على ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يارب، قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له كذبت، وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال إن فلاناً قارىء فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى ما أدعك تحتاج الى أحد؟ قال: بلى يارب. قال فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال كنت أصل الرحم وأتصدق. فيقول الله له: كذبت وتقول له الملائكة كذبت، ويقول الله تعاالى: بل اردت أن يقال فلان جواد قد قيل ذاك، ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله، فيقول له الله: فبماذا قتلت؟ فيقول: أُمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله تعالى له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك، ثم ض رب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)) فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاءً شديداً حتى ظننا أنه هالك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه وقال: صدق الله ورسوله: {
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/162)
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (هود: 15 – 16). " رواه مسلم مختصراً، وهذه الرواية في الترمذي ".
ومن تواضعه رضي الله عنه عن أبي مجلز قال (خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار)) " صحيح الأدب المفرد ورواه أحمد ".
وروى أحمد بسنده الى علي بن أبي حملة عن أبيه قال: (رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه قميص مرقوع) " الزهد [172] ".
وعن يونس بن ميسر الحميري قال: رأيت معاوية في سوق دمشق، وهو مردف وراءه وصيفاً، وعليه قميص مرقوع الجيب، يسير في أسواق دمشق.
----------------
أحاديث معاوية عند المحدثين وذكر من بوَّب له
في المناقب ومن صنَّف فيه مصنَّفاً
أخرج أهل الحديث لمعاوية رضي الله عنه 163 حديثاً.
وخصص له الإمام أحمد في كتابه مسنداً خاصاً، وروى له أكثر من مائة حديث. وكذا أبو يعلي الموصلي في مسنده. والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم.
وقال الذهبي: (مسنده في مسند بقي مئة وثلاثة وستون حديثاً، وقد عمل الأهوازي مسنده في مجلد واتفق له البخاري ومسلم في أربعة، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة).
أخرج له أصحاب الكتب الستة ستون حديثاً.
بعض الذين رووا عن معاوية رضي الله عنه: عبد الله بن عباس، وجرير بن عبد الله البجلي، وأبو سعيد الخدري، وأبو عبد الله الصنابجي، وأبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء وابن عمر، وعبد الله بن الزبير، والنعمان بن بشير، ومحمد بن مسلمة، وأبو الطفيل، والسائب بن يزيد، وعبد الله بن عمرو بن العاص، ووائل بن حجر، ومعاوية بن خديج، وسبرة بن معبد، وعبد الرحمن بن الشبل، وأسيد بن ظهير، وأبو عامر الأشعري، ويزيد بن جاري رضي الله عنهم، والحسن البصري، وخالد بن معدان، وسعيد بن المسيب، وسعيد المقبري، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن جبير بن مطعم، ومحمد بن سرين، ومحمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية ومطرف بن عبد الله بن الشخير وهمام بن منبه، وأبو ادريس الخولاني، وعروة بن الزبير
وسالم بن عبد الله بن عمر، ومجاهد، وأبو قلابة، ومكحول، وعطاء بن يسار، وبهز بن حكيم وغيرهم كثير. " أُ نظر في تهذيب الكمال [28/ 177 – 178]، وأُسد الغابة [5/ 204].
وألف الهيتمي رسالة في الدفاع عن معاوية رضي الله عنه سماها: (تطهير الجنان واللسان عن الخطر والتفوه بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان). وقد طبعت ملحقة بالصواعق المحرقة. وكتب أبو عمر الزاهد جزءاً في فضائل معاوية وكذلك أبو فتح القواس.
وكتب في سيرته عوانة بن الحكم وكذلك الأهوازي.
وكتب أبو يعلي الفراء " تبرئة نعاوية " نزهه عن الظلم في مطالبته بدم عثمان رضي الله عنهما.
وفي الشريعة عقد الإمام الآجري كتاباً سماه: ((فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه)) ثم أورد تحته أبوباً في فضائله وهي:
• • باب ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه.
• • بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رحمه الله بالجنة.
• • ذكر مصاهرة النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بإخته أم حبيبة رحمه الله.
• • ذكر استكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رحمه الله.
• • ذكر صحبة معاوية رحمه الله للنبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته عنده.
• • ذكر تواضع معاوية رحمه الله في خلافته.
• • ذكر تعظيم معاوية لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإكرامه إياهم.
• • ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه إن وليت فاعدل.
وفي الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان لابن بلبان الفارسي (كتاب اخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين)، ذكر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه. " الاحسان [16/ 191].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/163)
وفي البداية والنهاية لابن كثير فصل بعنوان ((فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه)) "البداية والنهاية [8/ 21].
وعقد الجوزقاني في كتابه ((الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير)) باباً باسم: " فضائل طلحة والزبير و معاوية وعمرو " [ص: 92].
-----------------
بعض أصحاب كتب التراجم والرجال
الذين ترجموا لمعاوية ولم يذكروه الا بخير
• • البخاري في التاريخ الكبير [7/ 326].
• • ابن سعد في الطبقات الكبرى [7/ 406].
• • ابن جرير الطبري في التاريخ [3/ 260].
• • الخطيب في تاريخ بغداد [1/ 207].
• • ابن عساكر في تاريخ دمشق [المختصر 24/ 399].
• • ابن قتيبة في المعارف [152].
• • ابن الأثير في أُسد الغابة [5/ 201].
• • ابن الأثير في الكامل [4/ 5].
• • ابن الجوزي في المنتظم [5/ 332].
• • ابن عبد البر في الاستيعاب [10/ 134].
• • ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل [8/ 377].
• • ابن حجر في الاصابة [6/ 151].
• • الذهبي في سير أعلام النبلاء [3/ 119].
• • المزي في تهذيب الكمال [28/ 176].
• • ابن حجر في تهذيب تهذيب [10/ 207].
• • ابن حبان في ثقات [3/ 373].
• • ابن كثير في البداية والنهاية [8/ 120] وفي جامع المسانيد [11/ 568].
• • ابن العماد في شذرات الذهب [1/ 65].
• • السيوطي في تاريخ الخلفاء [194].
• • ابن دقمان في الجوهر الثمين [73]. وغيرهم كثير.
• • ----------------------
أحاديث باطلة لا تصح في
شأن معاوية ذماً ومدحاً
قال ابن الجوزي: ((قد تعصب قوم ممن يدعي السنة فوضعوا في فضله أحاديث ليغضبوا الرافضة وتعصب قوم من الرافضة فوضعوا في ذمه أحاديث، وكلا الفريقين على الخطأ القبيح)) "الموضوعات" [2/ 15].
بعض ماجاء من الأحاديث الواهية في ذمه:
((اللهم اركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما في النار دعاً)) أي معاوية وعمرو بن العاص.
((يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتي)) فطلع معاوية
((قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً، فأخذ معاوية بيد ابنه يزيد وخرج ولم يسمع الخطبة فقال صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله القائد والمقود).
هذا من أسمج وأقبح الكذب، فمعاوية لم يتزوج الى في زمن عمر، وولد له يزيد في زمن عثمان سنة سبع وعشرين من الهجرة.
((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)).
- - بعض ما جاء من الأحاديث الواهية في مدحه:
((كاد معاوية أن يبعث نبياً من حلمه وائتمانه على كلام ربي)).
((هنيئاً لك يا معاوية، لقد أصبحت أميناً على خبر السماء)).
((يحشر معاوية وعليه حلة من نور)).
((يبعث معاوية وعليه رداء من نور الإيمان)).
((يخرج معاوية من قبره وعليه رداء من سندس مرصع بالدر والياقوت)).
((الأمناء ثلاثة أنا وجبريل ومعاوية)).
وغير ذلك كثير، راجع كتب الموضوعات والأباطيل ترى العجب.
فانظر رحمك الله الى هذا الغلو المقيت وذاك الجفاء القبيح، الروافض يجعلون معاوية من الكفار والزنادقة الملعونين والنواصب يرفعونه الى عليين ودرجة النبيين، وصدق من قال: يضيع هذا الدين بين الغالي فيه والجافي عنه. ورحم الله أهل السنة السلفيين الذين عرفوا للصحابة قدرهم وأنزلوا كل واحد منزلته، فتكلموا بعدل وإنصاف فكانوا حقاً أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق.
----------------
مقتطفات من أقوال العلماء
في معاوية رضي الله عنه
قال الآجري في الشريعة [3/ 496]: ((معاوية رحمه الله كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على وحي الله عز وجل وهو القرآن بأمر الله عز وجل وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أ، يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكن له في البلاد وأن يجعله هادياً مهدياً)). الى أن قال: ((وهو ممن قال الله عز وجل {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} (التحريم:8) فقد ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وقال الامام ابن بطة في الإبانة الصغرى [ص: 299]: ((تترحم على أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان أخي أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم خال المؤمنين أجمعين وكاتب الوحي وتذكر فضائله)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/164)
وقال الجوزقاني في كتابه ((الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير [ص: 100 – 101] اعلم أن معاوية خال المؤمنين وكاتب الوحي المبين المنزل من عند رب العالمين على رسوله محمد الأمين صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف القرشي يجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم النسب من عبد مناف)).
قال ابن عساكر: ((خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين)).
قال أبو نعيم الحافظ: ((كان من الكتبة الحسبة الفصحة)). ثم قال ((كان حليماً وقوراً)).
قال ابن الأثير: ((وشهد مع رسول الله حنيناً، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أوقية وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامهما وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وقال ابن العماد: ((ولي الشام لعمر وعثمان عشرين سنة، وتملكها بعد علي عشرين الا شهراً، وسار بالرعية سيرة جميلة، وكان من دهاة العرب وحلمائها، ويضرب به المثل، وهو أحد كتبة الوحي، وهو الميزان في حب الصحابة ومفتاح الصحابة)).
قال الذهبي في السير: ((أمير المؤمنين، ملك الإسلام)).
وقال أيضاً: ((كان محبباً الى رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخرسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك)).
قال أبو القاسم حمزة بن محمد الكناني في ((جزء البطاقة)) بعد أن ساق بسنده الى العرباض بن سارية رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب)) قال وقد روى عن معاوية رضي الله عنه جماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم ساق أسمائهم وأحاديثهم الى أن قال: وروى عنه وجوب التابعين أهل المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام، وهذه منزلة عظيمة ودرجة رفيعة شريفة، ونسأل الله حسن التوفيق والسلامة في الدين وبه نستعين)). وقال: ((وكان أول ملك في الإسلام واستمر في الملك الى سنة ستين توفي فيها بدمشق، عن ثمانين سنة رحمه الله، ورضي عنه، وقد كان حليماً وقوراً رئيساً سيداً له مكارم، وفضائل ومآثر …)).
قال ابن خلدون: ((وقد كان ينبغي أن تلحق دولة معاوية وأخباره بدول الخلفاء وأخبارهم، فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة)).
-----------------
أعماله رضي الله تعالى عنه
اتسعت رقعة العالم الإسلامي في عهده رضي الله عنه من أفريقيا غربياً الى بلاد الهند شرقاً وإلى حدود قسطنطينة شمالاً، وكسرت شوكة الروم في عهده وفتح كثيراً من البلدان كقبرص وقيسارية.
قال ابن كثير ملخصاً حالت العالم الإسلامي في عهده رضي الله تعالى عنه: ((والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية والغنائم ترد إليه من اطراف الأرض والمسلمون معه في راحة وعدل وصفح وعفو)). وقال أيضاً: ((وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين، مرة في الصيف ومرة في الشتاء، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس وحج هو سنة خمسين وحج ابنه يزيد سنة احدى وخمسين، وفيها أو في التي بعدها أغزاه بلاد الروم فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينة، وقد ثبت في الصحيح [أول جيش يغزو القسطنطينة مغفور لهم].
قال سعيد بن عبد العزيز: ((لما قتل عثمان واختلف الناس لم يكن للناس غازية ولا صائقة – الغزو في الصيف – حتى اجتمعت الأمة على معاوية سنة أربعين، وسموها سنة الجماعة)).
وقال أيضاً: ((فأغزا معاوية الصوائف وشتاهم بأرض الروم ستة عشرة صائفة تصيف بها وتشتوا ثم تقفل وتدخ معقبتها، ثم أغزاهم معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في البر والبحر حتى جاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينة على بابها ثم قفل بهم راجعاً الى الشام وكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال: شد خناق الروم)) " تاريخ أبي زرعة [1/ 188]، البداية [8/ 136].
وهو مؤسس أول أسطول إسلامي بحري وبلغ 1700 سفينة في عهده، وقد أسس داراً للصناعة البحرية في عكا، وداراً أخرى لصناعة السفن البحرية في جزيرة الروضة بمصر عاك 54 هـ. وأسس مصلحة الشرطة وأنشأ البريد ووضع ديوان الخاتم. وغيرها كثير انظرها في كتب التواريخ والتراجم.
كمل المقصود وربنا المحمود، فما كان فيه من الصواب فمن الله، وما كان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان، ورحم الله القائل:
وإن تجد عيباً فسد الخللا ** فجل من لاعيب فيه وعلا
ومن قال:
وما بها من خطأ ومن خلل ** أذنت في إصلاحه لمن فعل
لكن بشرط العلم والإنصاف** فذا وذا من أجمل الأوصاف
والله يهدي سبل السلام ** سبحانه بحبله إعتصام
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/165)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 07:11 م]ـ
جزى الله أباعمر الفقيه خيراً
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 02:26 ص]ـ
حب الصحابة كلهم لي مذهب ومودة القربى بها أتوسل
رضي الله عن معاوية وأرضاه وبارك الله فيكما على هذا الموضوع الطيب
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[08 - 02 - 05, 02:59 ص]ـ
وبارك فيك أخي الفاضل.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 09:07 م]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم من سب الصحابة رضي الله عنهم؟؟
فأجاب قائلاً:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
سب الصحابة من المنكرات العظيمة؛ بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 10:01 م]ـ
سب الصحابة جريمة كبرى
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[05 - 09 - 06, 04:55 م]ـ
لقد تطاول الغماريون وأذنابهم زماناً طويلاً على خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين , صحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , وأخص منهم الشريف المكي القرشي معاوية بن أبي سفيان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كاتب الوحي , والذي ناله الجانب الأكبر من اللعن والسب ـ بله التكفير ـ!!!
ولقد شاء الله تعالى أن لايبقى من عقبهم وذراريهم إلا شرذمة قليلون وبقية من أذنابهم كـ (الكرفطي (التليدي!!) , والسقاف , ومحمود سعيد) , بل من مشيئة الله تعالى أن جعل كبيرهم ـ أحمد الغماري ـ عقيماً لاولد له!!!!
وذلك لحكمة من الله؛ لم يتنبه لها هؤلاء الثلاثة (الثلاثي المرح) , بل لم يعوها أو يفقهوها ... قال تعالى: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب} [البقرة: 269].
وكي لا أطيل , فقد سبق وذكر أحد الإخوة الأفاضل (مختار الديرة) حفظه الله تعالى رابطاً لكتاب " من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية " وهو من تأليف العلامة الشيخ محمد بن عبدالرحمن المغراوي ـ رحمه الله تعالى ـ , وهو كتاب نفيس جداً جداً , أحبك أن تطلع عليه مرة أخرى أخي طالب العلم , لكي تعرف المستوى الذي وصل إليه هؤلاء , ومبلغ علمهم الحقيقي ....
والله من وراء القصد.
الرابط هو:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3637
كتبه باغي الخير / خالد الأنصاري.
أظن أن الشيخ المغراوي حي يرزق بمراكش المغربية ...
فإن كنت تقصد ياشيخنا خالد الرحمة التي ترجى لأموات المسلمين ... فالشيخ المغراوي حي ...
و إن كنت تقصد الرحمة العامة لأحياء المسلمين و أمواتهم ... فأسحب ملاحظتي
و جزاك الله خيرا
ـ[محمد آصف]ــــــــ[23 - 01 - 07, 07:03 م]ـ
للرفع
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[14 - 08 - 07, 05:14 م]ـ
إن بمنتداناكثيرا من الصوفيين المبتدعة!! فأرجو أن لانغفل عنهم! وأن نقف لهم بالمرصاد!
اللهم وفقنا للتوحيدوالسنة ..
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 06:57 م]ـ
[ quote= أبو رحمة السلفي;467361] سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم من سب الصحابة رضي الله عنهم؟؟
فأجاب قائلاً:
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
سب الصحابة من المنكرات العظيمة؛ بل ردة عن الإسلام، من سبهم وأبغضهم فهو مرتد عن الإسلام، لأنهم هم نقلة الشريعة، هم نقلوا لنا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسنته، وهم نقلة الوحي، نقلوا القرآن، فمن سبهم وأبغضهم أو اعتقد فسقهم فهو كافر نسأل الله العافية، نسأل الله العافية والسلامة.
بارك الله فيك،
ما مصدر الفتوى؟
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[19 - 09 - 08, 05:14 م]ـ
سب الصحابة:
الصحابة هم صحابة رسول اله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عزّ وجلّ عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: {والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار والَّذين اتَّبعوهم بإحسان رَّضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم} وقال تعالى: {مُحمَّدٌ رسول الله والَّذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً} ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.
والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر.
المصدر:
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=886
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/166)
ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 11:02 م]ـ
http://www.ahlalathr.com/vb/showthread.php?t=1404&highlight=%C7%E1%D5%CD%C7%C8%C9
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[20 - 11 - 10, 09:24 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[20 - 11 - 10, 09:39 م]ـ
بارك الله فيك(30/167)
مخالفة الأشاعرة لأهل السنة والجماعة.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[07 - 02 - 05, 08:34 م]ـ
مخالفة الأشاعرة لأهل السنة والجماعة
خالفوهم في أصول الدين:
1/مصدر التلقي:فأهل السنة والجماعة مصدر التلقي عندهم الشرع،وأماعند الأشاعرة فمصدر التلقي العقل0
2/إثبات وجود الله:فعند أهل السنة والجماعة إثبات وجود الله فطري بالنظر في آيات الله المبثوثة في النفس والآفاق والكائنات، وعقلي شرعي كالاستدلال بآيات القرآن الشرعية العقلية (أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون) وعند الأشاعرة نظري أو عقلي فلسفي.
3/في التوحيد: عند أهل السنة إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأهمه توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية والأسماءوالصفات. وأما عند الأشاعرة فالتوحيد عندهم إثبات أن الله واحد لامثيل له، وينفون بذلك غالب الصفات، وأنه واحد لاقسيم له وينفون بذلك الصفات الخبريةكاليد والرجل والوجه، وواحد في أفعاله لاشريك له وينكرون بذلك الأسباب ويقولون بالجبر،
وأما توحيدالألوهية فلا ذكر له عندهم ومعنى لاإله إلا الله لاقادر على الاختراع إلا الله.
4/ أول واجب على العبد عند أهل السنة التوحيد ومنه: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وعند الأشاعرة النظر الفلسفي أو القصد الى النظر.
5/ الإيمان: عند أهل السنة قول وعمل؛ قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وأنه يزيد وينقص، وأما عند الأشاعرة فتصديق القلب، وبعضهم يزيد إقرار اللسان ولايزيد ولا ينقص عندهم،ولا يجوز الاستثناء فهم مرجئة جهمية.
6/ الوعد والوعيد فالأشاعرة في الوعد والوعيد مرجئة لايضر مع الإيمان معصية.
7/القرآن: فأهل السنة يقولون أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وأما عند الأشاعرة فحقيقة قولهم هو أن ما بين الدفتين مخلوق؛ لأنه عندهم عبارة عن كلام الله تعالى؛ لأن الله لايتكلم بحرف ولاصوت في اعتقادهم الباطل.
8/القدر: مذهب الأشاعرة هو القول بالكسب وحقيقة الجبر، ومما خالفوا فيه أهل السنة إنكار الأسباب ونفي فعل المخلوقات.
9/نفي الحكمة في أحكامه الكونية والشرعية ولذا أنكروا كل (لام) تعليل في القرآن ومما خالف فيه أهل السنة والجماعة التحسين والتقبيح العقليين. وأما أهل السنة والجماعة فيقولون بذلك لكن لاحكم للعقل قبل ورود الشرع.
10/اعتقاد الأشاعرة أن النبوة لادليل عليها إلا المعجزة وأن بعثة الرسل لمجرد المشيئة.
11/التأويل مما هو في الحقيقة تحريف.
12/رد خبر الآحاد في الأعتقاد حتى لو كان في الصحيحين بل في الكتب الستة مالم يصل إلى التواتر.
13/التكفير:فأهل السنة لايكفرون إلا من كفره الله ورسوله إذا تمت شروط التكفير وانتفت الموانع،وأما الأشاعرة فمتناقضون فتارة يقولون لانكفر احداً، وتارة يقولون لانكفر إلا من كفرنا، وتارة يكفرون من لايستحق الا التبديع كتكفير من يقول إن لله جسم لا كالأجسام، وتاره يكفرون من لايستحق إلا التفسيق كتكفير من قال النار علة الإحراق،وتاره يكفرون صاحب الحق كتكفير من أثبت لله العلو أو جميع الصفات الثابتة بالكتاب والسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
*الفروق السابقة ملخصة من مذكرة الشيخ سفرالحوالي (الأشاعرة) لخصها أحد طلبة العلم.
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 11:11 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:36 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وبعد:
فهذه المسألة يمكن الاطلاع عليها من خلال كتاب الدكتور سفر الحوالى (منهاج الاشاعرة فى العقيدة) ولكن لى ملاحظات هامة
1 - ان كثيرا من الاراء التى تنسب للاشاعرة هى فى الاصل راجعة للثلاثة المتاخرين: الباقلانى
الغزالى
الرازى
والى الاخيرتعزى الكثير من الاراء الشاذة التى ذكرتها مثل
أ-ان مصدر التلقى هو العقل
ب- ان النظر هو اول واجبات المسلم
ج- الارجاء
وقد تنصل من هذه الاراء جمع من المتأخرين والمعاصرين مما يجعل قول البعض ان الخلاف مع الاشاعرة فى الاسماء والصفات هو قول سليم نسبيا ان تحدثنا عن اصل المذهب الاشعرى
2 - لايصح اطلاق كلمة اصول الدين وفروعه حسب ما جاء فى فتاوى بن تيمية
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[13 - 03 - 05, 05:55 م]ـ
أخي الفاضل: عبدالرحمن العلي
وأنت كذلك.
أخي الكريم: سليمان المصرى
وقد تنصل من هذه الاراء جمع من المتأخرين والمعاصرين
كلام يفرح القلب لو صح! فهل ذكرت البرهان على ذلك؟
سؤال لابد منه هل الأشاعرة في هذا الوقت على مذهب أبي الحسن رحمه الله تعالى أم على مذهب المتأخرين من أتباع أبي الحسن؟
مما يجعل قول البعض ان الخلاف مع الاشاعرة فى الاسماء والصفات هو قول سليم نسبيا ان تحدثنا عن اصل المذهب الاشعرى
قولك هذا يحتاج إلى تحرير بليغ لعل الله أن ييسر لى الكتابة حول هذا.
لايصح اطلاق كلمة اصول الدين وفروعه حسب ما جاء فى فتاوى بن تيمية
مذهب الجمهور على التقسيم حتى ابن تيمية رحمه الله تعالى تنوعت عبارته حول هذا المعنى .. .
وللدكتو سعد الشتري رسالة قيمة حول هذا الموضوع بعنوان (الأصول والفروع حقيقتهما، والفرق بينهما والأحكام المتعلقة بهما).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/168)
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[14 - 03 - 05, 12:16 ص]ـ
أخي لا يهم أن يتنصل من يتنصّل فهذا راجع له.
المهم ما في كتب ومراجع القوم.
ومع أن التفريق بين المتأخرين والمتقدمين جيد من حيث كون المتأخرين هم معتزلة في الحقيقة مع تغيير أسماء البدع والعناوين الرئيسية.
لكن حتى لا يشكل علينا الأمر فالأفضل أن يفرق بين مذهب الشاعرة الكلامي وبين مذهب محدّثي الأشاعرة أو أشاعرة المحدثين، فإن لدور الحديث في حياة هؤلاء العلمية أثر في نظرة البعض لحقيقة مذهب الأشاعرة، والحق أن ما ذهب إليه المحدّثون ممن تأثر بمذهب الأشعري لا يغير من حقيقة المذهب، وأنه في الحقيقة من أسوأ المذاهب من حيث كونه خادعاً بظاهر عباراته حتى يظنه البعض موافقاً للسنة وهو مخالف لها.
ورسالة الشيخ سفر من خير ما ألف في هذا الأمر وإن كان بعض المعاصرين يتبرّم منها ويزعم أن الشيخ ظلم فيها الأشاعرة ولم يفهم حقيقة مذهبهم كما حدثني أحد طلبة العلم عن الشيخ الددو.
ويُنظر للفائدة كتاب السجزي في الرد على أنكر الحرف والصوت.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:30 ص]ـ
وقد تنصل من هذه الاراء جمع من المتأخرين والمعاصرين مما يجعل قول البعض ان الخلاف مع الاشاعرة فى الاسماء والصفات هو قول سليم نسبيا ان تحدثنا عن اصل المذهب الاشعرى
- هذا كلامٌ عجيبٌ، بل لا يقبل قول (بعض) المتأخرين من الأشاعرة في هذا التنصُّل، لأنه خارجٌ عن المذهب، فلا يعدُّ عليهم ومنهم.
- بل النظر في كتب القوم ومنظوماتهم المعتمد تدريسها لدى المتأخرة (كالجوهرة) يدلٌّ على أن لا تنصُّل!
- ثم كون المذهب قام بتحريفه وإمالته بعض أكابرهم كالثلاثة المذكورين وغيرهم = فهذا لا يحرِّك في القضية ولا يزيد ولا ينقص.
إذ ليس المقصود من أقرَّ المذهب على الرأي الفلاني، بل ما الذي استقرَّ عليه المذهب، كائناً من كان سبب ذاك الاستقرار ..
- فمخالفاتهم ليست منحصرة في مسألة الأسماء والصفات.
- ولعلِّي أذكر مثالاً واحداً حسبُ: هل المتأخرون يخالفون أساطينهم في مسألة الإيمان؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 12:25 م]ـ
اخي المحترم عبد القاهر لي ملاحظات على ما ذكرت
مخالفة الأشاعرة لأهل السنة والجماعة].
3في التوحيد: عند أهل السنة إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأهمه توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية والأسماءوالصفات. وأما عند الأشاعرة فالتوحيد عندهم إثبات أن الله واحد لامثيل له، وينفون بذلك غالب الصفات، وأنه واحد لاقسيم له وينفون بذلك الصفات الخبريةكاليد والرجل والوجه، وواحد في أفعاله لاشريك له وينكرون بذلك الأسباب ويقولون بالجبر،
وأما توحيدالألوهية فلا ذكر له عندهم ومعنى لاإله إلا الله لاقادر على الاختراع إلا الله.
.
اخي الكريم كيف تضع عبارة صحيحة وتضع تفسير الاشاعرة له بما يوهم القاريء اننا لانقول بالجزء الاول
فقولك "وأما عند الأشاعرة فالتوحيد عندهم إثبات أن الله واحد لامثيل له"
الافضل ان تقول "قولهم في أن الله واحد لامثيل له"
لان كل اهل الاسلام يقرون بهذه العبارة حتى ان المشبهة قالوا جسم لا كالاجسام , والمعتزلة يقولوا ان نفيهم للصفات كذلك للتنزيه.
ونفس المشكلة في تركيب العبارة الثانية بما توهم القاريء ان اهل السنة يخالفونهم ويقولوا الانقسام على الله جل وعلا شأنه.
الرجاء التوضيح في الكلام بما لا يوهم القاريء ان الانقسام او التنزيه هو ما يختلفوا به عنا.
وهم يقصدون بالانقسام لا تفصيل الصفات وانما عن كون المنقسم مركب من اجزاء , وهو ناتج عن شبهة عندهم اساسها هو وقوعهم في تشبيه الصفات من حيث لا يعلموا.
1012/رد خبر الآحاد في الأعتقاد حتى لو كان في الصحيحين بل في الكتب الستة مالم يصل إلى التواتر.
بالنسبة للاشاعرة هذا غير صحيح , فكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية فهم وضعوا قواعد فسروا فيها الاحاديث والايات ايضا على اساسها.
اما اهل السنة فانهم لا يقبلوا كل اخبار الاحاد ولكن يقبلوا ما صح منها , لان تقسيم الخبر الى احاد ومتواتر يختلف عن تقسيمه صحيح وضعيف. فالتقسيم الاول فيه الكثير من المشاكل. اهمها مشكلة ثبوت التواتر عند الفرد. وعندنا لا يقبل خبر الاحاد لمجرد وجوده في الكتب الستة وانما يعتمد على ثبوت الصحة.
امر اخر يجب الانتباه له: اننا لا نجيز اختلاف العقل والشرع اصلا عند كون العقل صحيحا. ففارق كبير ما يظنه المرء عقلا وما هو عقلا اصلا.
9نفي الحكمة في أحكامه الكونية والشرعية ولذا أنكروا كل (لام) تعليل في القرآن ومما خالف فيه أهل السنة والجماعة التحسين والتقبيح العقليين. وأما أهل السنة والجماعة فيقولون بذلك لكن لاحكم للعقل قبل ورود الشرع.
نفرق بين العقل كعقل وبين فهم الناس وعقولهم:
لذلك فنحن لا نقول بتقديم النقل على العقل ولا العقل على النقل بل نجعلهما شيء واحد من حيث النتيجة , الا ان افهام الناس تتفاوت فتضطرب عقولهم وتفكيرهم , والشرع لا اضطراب فيه, فنتبع الشرع ونعلم ان البحث العقلي الصحيح سيقودك الى حسن عمل الشرع , واهل السنة يقرون بحسن عمل الشرع بدون بحث (ايمان) ولا يقولوا ان الشرع يحسن ما يقبحه العقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/169)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[14 - 03 - 05, 02:06 م]ـ
تم التوضيح فجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 07:49 م]ـ
اخي اهل الحديث: اشكرك على حسن ظنكم , ولكن اقصد انها عقيدة اهل السنة , فان كنت قد خالفت في ذلك في قولي فنبهني اين الخطأ؟
ولكن مدار كلام شيخ الاسلام على ذلك اليك كلامه من درء التعارض:
دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنَّقْلِ أو
مُوَافَقَةُ صَحِيْحِ المَنْقُوْلِ لِصَرِيْحِ المَعْقُوْلِ
شيخ الإسلام ابن تيمية
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
قال شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الأنام الإمام المجاهد الصادق الصابر سيف السنة المسلول على المبتدعين والقاطع البتار لألسنة المارقين الملحدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم تقي الدين الشهير بابن تيمية الحراني رحمه الله وغفر لنا وله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلىالله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيراً.
قول القائل إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية أو نحو ذلك من العبارات فإما أن يجمع بينهما وهو محال لأنه جمع بين النقيضين وإما أن يردا جميعا، وإما أن يقدم السمع وهو محال لأن العقل أصل النقل فلو قدمناه عليه كان ذلك قدحا في العقل الذي هو أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه فكان تقديم النقل قدحا في النقل والعقل جميعا فوجب تقديم العقل ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض وأما إذا تعارضا تعارض الضدين امتنع الجمع بينهما ولم يمتنع ارتفاعهما وهذا الكلام قد جعله الرازي وأتباعه قانونا كليا فيما يستدل به من كتب
الله تعالى وكلام أنبيائه عليهم السلام وما لا يستدل به ولهذا ردوا الاستدلال بما جاءت به الأنبياء والمرسلون في صفات الله تعالى وغير ذلك من الأمور التي أنبأوا بها وظن هؤلاء أن العقل يعارضها وقد يضم بعضهم إلى ذلك أن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين وقد بسطنا الكلام على قولهم هذا في الأدلة السمعية في غير هذا الموضع وأما هذا القانون الذي وضعوه فقد سبقهم إليه طائفة منهم أبو حامد وجعله قانونا في جواب المسائل التي سئل عنها في نصوص أشكلت على السائل كالمسائل التي سأله عنها القاضي أبو بكر بن العربي وخالفه القاضي أبو بكر في كثير من تلك الأجوبة وكان يقول شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر وحكى هو عن أبي حامد نفسه أنه كان يقول أنا مزجى البضاعة في الحديث
ووضع أبو بكر بن العربي هذا قانونا آخر مبنيا على طريقة أبي المعالي ومن قبله كالقاضي أبي بكر الباقلاني ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل
كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم وقد غلطوا في الرأي والعقل فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء لكن النصارى يشبههم من ابتدع بدعة بفهمه الفاسد من النصوص أو بتصديقه النقل الكاذب عن الرسول كالخوارج والوعيدية والمرجئة والإمامية وغيرهم بخلاف بدعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/170)
الجهمية والفلاسة فإنها مبنية على ما يقرون هم بأنه مخالف للمعروف من كلام الأنبياء وأولئك يظنون أن ما ابتدعوه هو المعروف من كلام الأنبياء وأنه صحيح عندهم ولهؤلاء في نصوص الأنبياء طريقتان طريقة التبديل وطريقة التجهيل أما أهل التبديل فهم نوعان أهل الوهم والتخييل وأهل التحريف والتأويل فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسم عظيم وأن الأبدان تعاد وأن لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر لأن من مصلحة الجمهور أن يخاطبوا بما يتوهمون به
ويتخيلون أن الأمر هكذا وإن كان هذا كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور إذ كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن إلا بهذه الطريق وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانونهم على هذا الأصل كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية وهؤلاء يقولون الأنبياء قصدوا بهذه الألفاظ ظواهرها وقصدوا أن يفهم الجمهور منها هذه الظواهر وإن كانت الظواهر في نفس الأمر كذبا وباطلا ومخالفة للحق فقصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة ثم من هؤلاء من يقول النبي كان يعلم الحق ولكن أظهر خلافه للمصلحة ومنهم من يقول ما كان يعلم الحق كما يعلمه نظار الفلاسفة وأمثالهم وهؤلاء يفضلون الفيلسوف الكامل على النبي ويفضلون الولي الكامل الذي له هذا المشهد على النبي كما يفضل ابن عربي الطائي خاتم الأولياء في زعمه على الأنبياء
وكما يفضل الفارابي ومبشر بن فاتك وغيرهما الفيلسوف على النبي وأما الذين يقولون إن النبي كان يعلم ذلك فقد يقولون إن النبي أفضل من الفيلسوف لأنه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة وأمكنه أن يخاطب الجمهور بطريقة يعجز عن مثلها الفيلسوف وابن سينا وأمثاله من هؤلاء، ومنا في هذه الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب
رسائل إخوان الصفاء والفارابي وابن سينا والسهرودي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة كابن عربي وابن سبعين وابن الطفيل صاحب رسالة حي ابن يقظان وخلق كثير غير هؤلاء، ومن الناس من يوافق هؤلاء فيما أخبرت به الأنبياء عن الله أنهم قصدوا به التخييل دون التحقيق وبيان الأمر على ما هو عليه دون اليوم الآخر، ومنهم من يقول بل قصدوا هذا في بعض ما أخبروا به عن الله كالصفات الخبرية من الإستواء والنزول وغير ذلك ومثل هذه الأقوال يوجد في كلام كثير من النظار ممن ينفي هذه الصفات في نفس الأمر كما يوجد في كلام طائفة
، وأما أهل التحريف والتأويل فهم الذين يقولون إن الأنبياء لم يقصدوا بهذه الأقوال إلا ما هو الحق في نفس الأمر وإن الحق في نفس الأمر هو ما علمناه بعقولنا ثم يجتهدون في تأويل هذه الأقوال إلى ما يوافق رأيهم بأنواع التأويلات التي يحتاجون فيها إلى إخراج اللغات عن طريقتها المعروفة وإلى الإستعانة بغرائب المجازات والإستعارات، وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه لا يقصدون طلب مراد المتكلم به وحمله على ما يناسب حاله وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده فصاحبه كاذب على من تأول كلامه ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل بل يقولون يجوز أن يراد كذا وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ، وأما كون النبي المعين يجوز أن يريد ذلك المعنى بذلك اللفظ فغالبه يكون الأمر فيه بالعكس ويعلم من سياق الكلام وحال المتكلم امتناع إرادته لذلك المعنى بذلك الخطاب المعين
، وفي الجملة فهذه طريق خلق كثير من المتكلمين وغيرهم وعليها بني سائر المتكلمين المخالفين لبعض النصوص مذاهبهم من المعتزلة والكلابية والسالمية والكرامية والشيعة وغيرها
فلا ادري هل تجيزون ان يتعارض العقل والنقل؟
التعارض يتم اما بسبب فهم خاطيء, او بسبب نقل خاطيء.
اذ اننا حكمنا على صحة الحديث بالنظر العقلي , فكيف نحكم على فساد ما استخدمناه لمعرفة صحة الحديث؟. وان قلنا بفساد الاول فهذا فساد للعقل الذي حكم بصحة الاول!.
ان كنت مخطيء فصحح لي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 08:21 م]ـ
اخي اهل الحديث: اشكرك على حسن ظنكم , ولكن اقصد انها عقيدة اهل السنة , فان كنت قد خالفت في ذلك في قولي فنبهني اين الخطأ؟
ولكن مدار كلام شيخ الاسلام على ذلك اليك كلامه من درء التعارض:
فلا ادري هل تجيزون ان يتعارض العقل والنقل؟
التعارض يتم اما بسبب فهم خاطيء, او بسبب نقل خاطيء.
اذ اننا حكمنا على صحة الحديث بالنظر العقلي , فكيف نحكم على فساد ما استخدمناه لمعرفة صحة الحديث؟. وان قلنا بفساد الاول فهذا فساد للعقل الذي حكم بصحة الاول!.
ان كنت مخطيء فصحح لي.
- نعم .. بارك الله فيك ..
كلامك في عدم صحة تعارض العقل والنقل صحيح جيِّدٌ، لكن عبارتك الأولى فيها إيهام كان أحرى بك تركه.
وهو قولك: (فنحن لا نقول بتقديم النقل على العقل ولا العقل على النقل).
إذ لو سلَّمنا أنَّ التعارض (المتوهَّم) يقع لضعف العقل عن درك مقاصد النقل وعدم معارضته إياه = فلايصلح أن تعبِِّر بهذا التعبير الموهم.
وكلام شيخ الإسلام المنقول خالٍ من هذا الإيهام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/171)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 09:07 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو عمر ولكني فصلت في كلامي الاول عن التفريق بين فهم الناس وما يقوله العقل حقيقة , وكان بالاحرى اضافة باقي العبارة الى الاولى."بل نجعلهما شيء واحد من حيث النتيجة "
ـ[أبو محمد السعوي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك يالشخ عبد القاهر على هذا الموضوع:
ومن باب الفائدة حبذا لو تحقق من مسائلة أن الأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات فأنا سمعت وقرأت قبل بضع حجج أنه لو أننا تحققنا من كلام أئمة الأشاعرة في الصفات لوجدناهم في الحقيقة لا يثبتون إلا ثلاث صفات: الحياة، العلم، القدرة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 - 03 - 05, 06:32 م]ـ
الشيء الغريب انك لو قرأت كتب أوائل الاشاعرة فلن تصدق نسبة اواخرهم اليهم. فشتان بين البيهقي وبين ابن السبكي. واعجب من ذلك تعليقات الكوثري على كتاب الاسماء والصفات للبيهقي!.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[15 - 03 - 05, 06:56 م]ـ
لقد سمعت ان ابو عمر الفخر الرازي قد تاب في اخر حياته.
وهو القائل:
نهاية إقدام العقول عقال ... و أكثر سعي العالمين ضلال
واروحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا اذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا.
وقال:
لقد تأملت الطرق الكلامية و المناهج الفلسفية فما رأيت تشفي عليلا ولا تروي غليلا و رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الاثبات ((الرحمن على العرش استوى)) ((إليه يصعد الكلم الطيب)) واقرأ في النفي ((ليس كمثله شئ)) ((ولا يحيطون به علما)) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:16 م]ـ
الشيء الغريب انك لو قرأت كتب أوائل الاشاعرة فلن تصدق نسبة اواخرهم اليهم. فشتان بين البيهقي وبين ابن السبكي. واعجب من ذلك تعليقات الكوثري على كتاب الاسماء والصفات للبيهقي!.
- الكوثري الهالك جهميٌّ لا أشعريٌّ.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 - 03 - 05, 08:18 م]ـ
وهل تجد من متأخري الاشاعرة من يقول بمقالة اولهم؟
اغلب الاشاعرة اليوم للتجهم اقرب , هذا من اعرفهم على الاقل.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[16 - 03 - 05, 04:29 ص]ـ
رسالة الشيخ سفر على صغرها الا أنها مفيدة جدا
لكن من أراد التوسع فعليه برسالة الشيخ / عبدالرحمن المحمود
موقف شيخ الاسلام من الأشاعرة (3 مجلدات).
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[16 - 03 - 05, 03:56 م]ـ
لقد سمعت ان ابو عمر الفخر الرازي قد تاب في اخر حياته.
وهو القائل:
نهاية إقدام العقول عقال ... و أكثر سعي العالمين ضلال
واروحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا اذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا.
وقال:
لقد تأملت الطرق الكلامية و المناهج الفلسفية فما رأيت تشفي عليلا ولا تروي غليلا و رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الاثبات ((الرحمن على العرش استوى)) ((إليه يصعد الكلم الطيب)) واقرأ في النفي ((ليس كمثله شئ)) ((ولا يحيطون به علما)) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في " لاميته ":
وجميع آيات الصفات أمرها - حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقالها - وأصونها عن كل مايتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه - وإذا استدل يقول قال الأخطل
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 03 - 05, 04:28 ص]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:
ولم يُحط بفائدة هذه الآية ويقفْ عندها ويقتطفُ من ثمراتها إلا المُمِرُّون الصِّفات على ظاهرها , المُريحونَ أنفُسهم من التكلُّفات والتعسُّفات والتأويلات والتحريفات , وهم السَّلفُ الصالحُ ـ كما عَرَفْتَ ـ , فهم الذين اعترفوا بالإحاطة , وأوقفوا أنفسهم حيثُ أوقفها الله , وقالوا: الله أعلم بكيفية ذاته وماهيَّةِ صفاته , بل العلمُ كلُّهُ له , وقالوا كما قال من قال ممن اشتغل بطلب هذا المُحالِ , فلم يظفرْ بغير القيل والقال:
العلمُ للرحمن جل جلالُهُ - وسِواهُ في جَهَلاتِهِ يَتَغَمْغَمُ
ما للتُّرابِ وللعلومِ وإنما - يسعى ليَعْلَمَ أنَّهُ لا يَعْلَمُ
بل اعترفَ كثيرٌ من هؤلاء المتكلِّفين بأنه لم يستفدْ من تَكَلُّفِهِ وعدمِ قُنعِهِ بما قَنَعَ به السلَفُ الصالح إلا مُجَرَّد الحَيْرَةِ التي وَجَدَ عليها غيْرَهُ من المُتَكَلِّفينَ , فقال:
لقدْ طفْتُ في تلكَ المعاهِدِ كُلِّها - وسَرَّحْتُ طَرْفي بينَ تلكَ المعالِمِ
فلمْ أرَ إلا واضِعاً كَفَّ حائرٍ - عل ذقنٍ أو قارعاً سنَّ نادِمِ
وها أنا أخبركَ عن نفسي , وأوضحُ لكَ ما وَقَعْتُ فيه في أمسي , فإنِّي في أيام الطلب , وعُنْفُوانِ الشَّباب , شُغِلْتُ بهذا العلم الذي سَمّوْهتارةً علم الكلام , وتارةً علم التوحيد , وتارةً علم أصول الدين , وأكبَبْتُ على مُؤلَّفاتِ الطوائفِ المختلفة منهم , ورُمت الرجوع بفائدةٍ , والعوْدَ بعائدةٍ , فلم أظفرْ من ذلك بغير الخيْبَةِ والحَيْرَةِ , وكان ذلك من الأسباب التي حَبَّبَتْ إليَّ مذهَبَ السَّلفِ , على أنِّي كنتُ قبلَ ذلك عليهِ , ولكنْ أردتُ أن أزدادَ منهُ بصيرةً , وبه شغفاً , وقلتُ عندَ ذلك عليه , ولكن أردتُ أنْ أزدادَ منهُ بصيرةً , وبه شَغَفاً , وقلتُ عند ذلك في تلك المذاهب:
وغايةُ ما حصَّلْتُهُ من مباحثي - ومن نظري من بعدِ طُولِ التدبُّرِ
هُوَ الوقفُ ما بينَ الطريقينِ حَيْرةً - فما علمُ مَنْ لَمْ يَلْقَ غَيْرَ التَّحَيُّرِ
على أنَّني قَدْ خُضْتُ منهُ غِمارَهُ - وما قَنَعَتْ نَفْسي بغيرِ التبحُّرِ
نقلته من كتاب " التحف في مذاهب السلف " (ص 56 ـ 57 / طبع ابن الجوزي).
خالد الأنصاري.(30/172)
مخالفة الأشاعرة لأهل السنة والجماعة.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[07 - 02 - 05, 08:34 م]ـ
مخالفة الأشاعرة لأهل السنة والجماعة
خالفوهم في أصول الدين:
1/مصدر التلقي:فأهل السنة والجماعة مصدر التلقي عندهم الشرع،وأماعند الأشاعرة فمصدر التلقي العقل0
2/إثبات وجود الله:فعند أهل السنة والجماعة إثبات وجود الله فطري بالنظر في آيات الله المبثوثة في النفس والآفاق والكائنات، وعقلي شرعي كالاستدلال بآيات القرآن الشرعية العقلية (أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون) وعند الأشاعرة نظري أو عقلي فلسفي.
3/في التوحيد: عند أهل السنة إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأهمه توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية والأسماءوالصفات. وأما عند الأشاعرة فالتوحيد عندهم إثبات أن الله واحد لامثيل له، وينفون بذلك غالب الصفات، وأنه واحد لاقسيم له وينفون بذلك الصفات الخبريةكاليد والرجل والوجه، وواحد في أفعاله لاشريك له وينكرون بذلك الأسباب ويقولون بالجبر،
وأما توحيدالألوهية فلا ذكر له عندهم ومعنى لاإله إلا الله لاقادر على الاختراع إلا الله.
4/ أول واجب على العبد عند أهل السنة التوحيد ومنه: الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وعند الأشاعرة النظر الفلسفي أو القصد الى النظر.
5/ الإيمان: عند أهل السنة قول وعمل؛ قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وأنه يزيد وينقص، وأما عند الأشاعرة فتصديق القلب، وبعضهم يزيد إقرار اللسان ولايزيد ولا ينقص عندهم،ولا يجوز الاستثناء فهم مرجئة جهمية.
6/ الوعد والوعيد فالأشاعرة في الوعد والوعيد مرجئة لايضر مع الإيمان معصية.
7/القرآن: فأهل السنة يقولون أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وأما عند الأشاعرة فحقيقة قولهم هو أن ما بين الدفتين مخلوق؛ لأنه عندهم عبارة عن كلام الله تعالى؛ لأن الله لايتكلم بحرف ولاصوت في اعتقادهم الباطل.
8/القدر: مذهب الأشاعرة هو القول بالكسب وحقيقة الجبر، ومما خالفوا فيه أهل السنة إنكار الأسباب ونفي فعل المخلوقات.
9/نفي الحكمة في أحكامه الكونية والشرعية ولذا أنكروا كل (لام) تعليل في القرآن ومما خالف فيه أهل السنة والجماعة التحسين والتقبيح العقليين. وأما أهل السنة والجماعة فيقولون بذلك لكن لاحكم للعقل قبل ورود الشرع.
10/اعتقاد الأشاعرة أن النبوة لادليل عليها إلا المعجزة وأن بعثة الرسل لمجرد المشيئة.
11/التأويل مما هو في الحقيقة تحريف.
12/رد خبر الآحاد في الأعتقاد حتى لو كان في الصحيحين بل في الكتب الستة مالم يصل إلى التواتر.
13/التكفير:فأهل السنة لايكفرون إلا من كفره الله ورسوله إذا تمت شروط التكفير وانتفت الموانع،وأما الأشاعرة فمتناقضون فتارة يقولون لانكفر احداً، وتارة يقولون لانكفر إلا من كفرنا، وتارة يكفرون من لايستحق الا التبديع كتكفير من يقول إن لله جسم لا كالأجسام، وتاره يكفرون من لايستحق إلا التفسيق كتكفير من قال النار علة الإحراق،وتاره يكفرون صاحب الحق كتكفير من أثبت لله العلو أو جميع الصفات الثابتة بالكتاب والسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
*الفروق السابقة ملخصة من مذكرة الشيخ سفرالحوالي (الأشاعرة) لخصها أحد طلبة العلم.
ـ[عبدالرحمن العلي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 11:11 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[09 - 02 - 05, 12:36 ص]ـ
بسم الله والحمد لله وبعد:
فهذه المسألة يمكن الاطلاع عليها من خلال كتاب الدكتور سفر الحوالى (منهاج الاشاعرة فى العقيدة) ولكن لى ملاحظات هامة
1 - ان كثيرا من الاراء التى تنسب للاشاعرة هى فى الاصل راجعة للثلاثة المتاخرين: الباقلانى
الغزالى
الرازى
والى الاخيرتعزى الكثير من الاراء الشاذة التى ذكرتها مثل
أ-ان مصدر التلقى هو العقل
ب- ان النظر هو اول واجبات المسلم
ج- الارجاء
وقد تنصل من هذه الاراء جمع من المتأخرين والمعاصرين مما يجعل قول البعض ان الخلاف مع الاشاعرة فى الاسماء والصفات هو قول سليم نسبيا ان تحدثنا عن اصل المذهب الاشعرى
2 - لايصح اطلاق كلمة اصول الدين وفروعه حسب ما جاء فى فتاوى بن تيمية
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[13 - 03 - 05, 05:55 م]ـ
أخي الفاضل: عبدالرحمن العلي
وأنت كذلك.
أخي الكريم: سليمان المصرى
وقد تنصل من هذه الاراء جمع من المتأخرين والمعاصرين
كلام يفرح القلب لو صح! فهل ذكرت البرهان على ذلك؟
سؤال لابد منه هل الأشاعرة في هذا الوقت على مذهب أبي الحسن رحمه الله تعالى أم على مذهب المتأخرين من أتباع أبي الحسن؟
مما يجعل قول البعض ان الخلاف مع الاشاعرة فى الاسماء والصفات هو قول سليم نسبيا ان تحدثنا عن اصل المذهب الاشعرى
قولك هذا يحتاج إلى تحرير بليغ لعل الله أن ييسر لى الكتابة حول هذا.
لايصح اطلاق كلمة اصول الدين وفروعه حسب ما جاء فى فتاوى بن تيمية
مذهب الجمهور على التقسيم حتى ابن تيمية رحمه الله تعالى تنوعت عبارته حول هذا المعنى .. .
وللدكتو سعد الشتري رسالة قيمة حول هذا الموضوع بعنوان (الأصول والفروع حقيقتهما، والفرق بينهما والأحكام المتعلقة بهما).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/173)
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[14 - 03 - 05, 12:16 ص]ـ
أخي لا يهم أن يتنصل من يتنصّل فهذا راجع له.
المهم ما في كتب ومراجع القوم.
ومع أن التفريق بين المتأخرين والمتقدمين جيد من حيث كون المتأخرين هم معتزلة في الحقيقة مع تغيير أسماء البدع والعناوين الرئيسية.
لكن حتى لا يشكل علينا الأمر فالأفضل أن يفرق بين مذهب الشاعرة الكلامي وبين مذهب محدّثي الأشاعرة أو أشاعرة المحدثين، فإن لدور الحديث في حياة هؤلاء العلمية أثر في نظرة البعض لحقيقة مذهب الأشاعرة، والحق أن ما ذهب إليه المحدّثون ممن تأثر بمذهب الأشعري لا يغير من حقيقة المذهب، وأنه في الحقيقة من أسوأ المذاهب من حيث كونه خادعاً بظاهر عباراته حتى يظنه البعض موافقاً للسنة وهو مخالف لها.
ورسالة الشيخ سفر من خير ما ألف في هذا الأمر وإن كان بعض المعاصرين يتبرّم منها ويزعم أن الشيخ ظلم فيها الأشاعرة ولم يفهم حقيقة مذهبهم كما حدثني أحد طلبة العلم عن الشيخ الددو.
ويُنظر للفائدة كتاب السجزي في الرد على أنكر الحرف والصوت.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:30 ص]ـ
وقد تنصل من هذه الاراء جمع من المتأخرين والمعاصرين مما يجعل قول البعض ان الخلاف مع الاشاعرة فى الاسماء والصفات هو قول سليم نسبيا ان تحدثنا عن اصل المذهب الاشعرى
- هذا كلامٌ عجيبٌ، بل لا يقبل قول (بعض) المتأخرين من الأشاعرة في هذا التنصُّل، لأنه خارجٌ عن المذهب، فلا يعدُّ عليهم ومنهم.
- بل النظر في كتب القوم ومنظوماتهم المعتمد تدريسها لدى المتأخرة (كالجوهرة) يدلٌّ على أن لا تنصُّل!
- ثم كون المذهب قام بتحريفه وإمالته بعض أكابرهم كالثلاثة المذكورين وغيرهم = فهذا لا يحرِّك في القضية ولا يزيد ولا ينقص.
إذ ليس المقصود من أقرَّ المذهب على الرأي الفلاني، بل ما الذي استقرَّ عليه المذهب، كائناً من كان سبب ذاك الاستقرار ..
- فمخالفاتهم ليست منحصرة في مسألة الأسماء والصفات.
- ولعلِّي أذكر مثالاً واحداً حسبُ: هل المتأخرون يخالفون أساطينهم في مسألة الإيمان؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 12:25 م]ـ
اخي المحترم عبد القاهر لي ملاحظات على ما ذكرت
مخالفة الأشاعرة لأهل السنة والجماعة].
3في التوحيد: عند أهل السنة إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأهمه توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية والأسماءوالصفات. وأما عند الأشاعرة فالتوحيد عندهم إثبات أن الله واحد لامثيل له، وينفون بذلك غالب الصفات، وأنه واحد لاقسيم له وينفون بذلك الصفات الخبريةكاليد والرجل والوجه، وواحد في أفعاله لاشريك له وينكرون بذلك الأسباب ويقولون بالجبر،
وأما توحيدالألوهية فلا ذكر له عندهم ومعنى لاإله إلا الله لاقادر على الاختراع إلا الله.
.
اخي الكريم كيف تضع عبارة صحيحة وتضع تفسير الاشاعرة له بما يوهم القاريء اننا لانقول بالجزء الاول
فقولك "وأما عند الأشاعرة فالتوحيد عندهم إثبات أن الله واحد لامثيل له"
الافضل ان تقول "قولهم في أن الله واحد لامثيل له"
لان كل اهل الاسلام يقرون بهذه العبارة حتى ان المشبهة قالوا جسم لا كالاجسام , والمعتزلة يقولوا ان نفيهم للصفات كذلك للتنزيه.
ونفس المشكلة في تركيب العبارة الثانية بما توهم القاريء ان اهل السنة يخالفونهم ويقولوا الانقسام على الله جل وعلا شأنه.
الرجاء التوضيح في الكلام بما لا يوهم القاريء ان الانقسام او التنزيه هو ما يختلفوا به عنا.
وهم يقصدون بالانقسام لا تفصيل الصفات وانما عن كون المنقسم مركب من اجزاء , وهو ناتج عن شبهة عندهم اساسها هو وقوعهم في تشبيه الصفات من حيث لا يعلموا.
1012/رد خبر الآحاد في الأعتقاد حتى لو كان في الصحيحين بل في الكتب الستة مالم يصل إلى التواتر.
بالنسبة للاشاعرة هذا غير صحيح , فكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية فهم وضعوا قواعد فسروا فيها الاحاديث والايات ايضا على اساسها.
اما اهل السنة فانهم لا يقبلوا كل اخبار الاحاد ولكن يقبلوا ما صح منها , لان تقسيم الخبر الى احاد ومتواتر يختلف عن تقسيمه صحيح وضعيف. فالتقسيم الاول فيه الكثير من المشاكل. اهمها مشكلة ثبوت التواتر عند الفرد. وعندنا لا يقبل خبر الاحاد لمجرد وجوده في الكتب الستة وانما يعتمد على ثبوت الصحة.
امر اخر يجب الانتباه له: اننا لا نجيز اختلاف العقل والشرع اصلا عند كون العقل صحيحا. ففارق كبير ما يظنه المرء عقلا وما هو عقلا اصلا.
9نفي الحكمة في أحكامه الكونية والشرعية ولذا أنكروا كل (لام) تعليل في القرآن ومما خالف فيه أهل السنة والجماعة التحسين والتقبيح العقليين. وأما أهل السنة والجماعة فيقولون بذلك لكن لاحكم للعقل قبل ورود الشرع.
نفرق بين العقل كعقل وبين فهم الناس وعقولهم:
لذلك فنحن لا نقول بتقديم النقل على العقل ولا العقل على النقل بل نجعلهما شيء واحد من حيث النتيجة , الا ان افهام الناس تتفاوت فتضطرب عقولهم وتفكيرهم , والشرع لا اضطراب فيه, فنتبع الشرع ونعلم ان البحث العقلي الصحيح سيقودك الى حسن عمل الشرع , واهل السنة يقرون بحسن عمل الشرع بدون بحث (ايمان) ولا يقولوا ان الشرع يحسن ما يقبحه العقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/174)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[14 - 03 - 05, 02:06 م]ـ
تم التوضيح فجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 07:49 م]ـ
اخي اهل الحديث: اشكرك على حسن ظنكم , ولكن اقصد انها عقيدة اهل السنة , فان كنت قد خالفت في ذلك في قولي فنبهني اين الخطأ؟
ولكن مدار كلام شيخ الاسلام على ذلك اليك كلامه من درء التعارض:
دَرْءُ تَعَارُضِ العَقْلِ وَالنَّقْلِ أو
مُوَافَقَةُ صَحِيْحِ المَنْقُوْلِ لِصَرِيْحِ المَعْقُوْلِ
شيخ الإسلام ابن تيمية
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
قال شيخ الإسلام علم الأعلام مفتي الأنام الإمام المجاهد الصادق الصابر سيف السنة المسلول على المبتدعين والقاطع البتار لألسنة المارقين الملحدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم تقي الدين الشهير بابن تيمية الحراني رحمه الله وغفر لنا وله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلىالله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيراً.
قول القائل إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية أو السمع والعقل أو النقل والعقل أو الظواهر النقلية والقواطع العقلية أو نحو ذلك من العبارات فإما أن يجمع بينهما وهو محال لأنه جمع بين النقيضين وإما أن يردا جميعا، وإما أن يقدم السمع وهو محال لأن العقل أصل النقل فلو قدمناه عليه كان ذلك قدحا في العقل الذي هو أصل النقل والقدح في أصل الشيء قدح فيه فكان تقديم النقل قدحا في النقل والعقل جميعا فوجب تقديم العقل ثم النقل إما أن يتأول وإما أن يفوض وأما إذا تعارضا تعارض الضدين امتنع الجمع بينهما ولم يمتنع ارتفاعهما وهذا الكلام قد جعله الرازي وأتباعه قانونا كليا فيما يستدل به من كتب
الله تعالى وكلام أنبيائه عليهم السلام وما لا يستدل به ولهذا ردوا الاستدلال بما جاءت به الأنبياء والمرسلون في صفات الله تعالى وغير ذلك من الأمور التي أنبأوا بها وظن هؤلاء أن العقل يعارضها وقد يضم بعضهم إلى ذلك أن الأدلة السمعية لا تفيد اليقين وقد بسطنا الكلام على قولهم هذا في الأدلة السمعية في غير هذا الموضع وأما هذا القانون الذي وضعوه فقد سبقهم إليه طائفة منهم أبو حامد وجعله قانونا في جواب المسائل التي سئل عنها في نصوص أشكلت على السائل كالمسائل التي سأله عنها القاضي أبو بكر بن العربي وخالفه القاضي أبو بكر في كثير من تلك الأجوبة وكان يقول شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر وحكى هو عن أبي حامد نفسه أنه كان يقول أنا مزجى البضاعة في الحديث
ووضع أبو بكر بن العربي هذا قانونا آخر مبنيا على طريقة أبي المعالي ومن قبله كالقاضي أبي بكر الباقلاني ومثل هذا القانون الذي وضعه هؤلاء يضع كل فريق لأنفسهم قانونا فيما جاءت به الأنبياء عن الله فيجعلون الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه هو ما ظنوا أن عقولهم عرفته ويجعلون ما جاءت به الأنبياء تبعا له فما وافق قانونهم قبلوه وما خالفه لم يتبعوه وهذا يشبه ما وضعته النصارى من أمانتهم التي جعلوها عقيدة إيمانهم وردوا نصوص التوراة والإنجيل إليها لكن تلك الأمانة اعتمدوا فيها على ما فهموه من نصوص الأنبياء أو ما بلغهم عنهم وغلطوا في الفهم أو في تصديق الناقل
كسائر الغالطين ممن يحتج بالسمعيات فإن غلطه إما في الإسناد وإما في المتن وأما هؤلاء فوضعوا قوانينهم على ما رأوه بعقولهم وقد غلطوا في الرأي والعقل فالنصارى أقرب إلى تعظيم الأنبياء والرسل من هؤلاء لكن النصارى يشبههم من ابتدع بدعة بفهمه الفاسد من النصوص أو بتصديقه النقل الكاذب عن الرسول كالخوارج والوعيدية والمرجئة والإمامية وغيرهم بخلاف بدعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/175)
الجهمية والفلاسة فإنها مبنية على ما يقرون هم بأنه مخالف للمعروف من كلام الأنبياء وأولئك يظنون أن ما ابتدعوه هو المعروف من كلام الأنبياء وأنه صحيح عندهم ولهؤلاء في نصوص الأنبياء طريقتان طريقة التبديل وطريقة التجهيل أما أهل التبديل فهم نوعان أهل الوهم والتخييل وأهل التحريف والتأويل فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة بأمور غير مطابقة للأمر في نفسه لكنهم خاطبوهم بما يتخيلون به ويتوهمون به أن الله جسم عظيم وأن الأبدان تعاد وأن لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا وإن كان الأمر ليس كذلك في نفس الأمر لأن من مصلحة الجمهور أن يخاطبوا بما يتوهمون به
ويتخيلون أن الأمر هكذا وإن كان هذا كذبا فهو كذب لمصلحة الجمهور إذ كانت دعوتهم ومصلحتهم لا تمكن إلا بهذه الطريق وقد وضع ابن سينا وأمثاله قانونهم على هذا الأصل كالقانون الذي ذكره في رسالته الأضحوية وهؤلاء يقولون الأنبياء قصدوا بهذه الألفاظ ظواهرها وقصدوا أن يفهم الجمهور منها هذه الظواهر وإن كانت الظواهر في نفس الأمر كذبا وباطلا ومخالفة للحق فقصدوا إفهام الجمهور بالكذب والباطل للمصلحة ثم من هؤلاء من يقول النبي كان يعلم الحق ولكن أظهر خلافه للمصلحة ومنهم من يقول ما كان يعلم الحق كما يعلمه نظار الفلاسفة وأمثالهم وهؤلاء يفضلون الفيلسوف الكامل على النبي ويفضلون الولي الكامل الذي له هذا المشهد على النبي كما يفضل ابن عربي الطائي خاتم الأولياء في زعمه على الأنبياء
وكما يفضل الفارابي ومبشر بن فاتك وغيرهما الفيلسوف على النبي وأما الذين يقولون إن النبي كان يعلم ذلك فقد يقولون إن النبي أفضل من الفيلسوف لأنه علم ما علمه الفيلسوف وزيادة وأمكنه أن يخاطب الجمهور بطريقة يعجز عن مثلها الفيلسوف وابن سينا وأمثاله من هؤلاء، ومنا في هذه الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب
رسائل إخوان الصفاء والفارابي وابن سينا والسهرودي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية الخارجين عن طريقة المشايخ المتقدمين من أهل الكتاب والسنة كابن عربي وابن سبعين وابن الطفيل صاحب رسالة حي ابن يقظان وخلق كثير غير هؤلاء، ومن الناس من يوافق هؤلاء فيما أخبرت به الأنبياء عن الله أنهم قصدوا به التخييل دون التحقيق وبيان الأمر على ما هو عليه دون اليوم الآخر، ومنهم من يقول بل قصدوا هذا في بعض ما أخبروا به عن الله كالصفات الخبرية من الإستواء والنزول وغير ذلك ومثل هذه الأقوال يوجد في كلام كثير من النظار ممن ينفي هذه الصفات في نفس الأمر كما يوجد في كلام طائفة
، وأما أهل التحريف والتأويل فهم الذين يقولون إن الأنبياء لم يقصدوا بهذه الأقوال إلا ما هو الحق في نفس الأمر وإن الحق في نفس الأمر هو ما علمناه بعقولنا ثم يجتهدون في تأويل هذه الأقوال إلى ما يوافق رأيهم بأنواع التأويلات التي يحتاجون فيها إلى إخراج اللغات عن طريقتها المعروفة وإلى الإستعانة بغرائب المجازات والإستعارات، وهم في أكثر ما يتأولونه قد يعلم عقلاؤهم علما يقينا أن الأنبياء لم يريدوا بقولهم ما حملوه عليه وهؤلاء كثيرا ما يجعلون التأويل من باب دفع المعارض فيقصدون حمل اللفظ على ما يمكن أن يريده متكلم بلفظه لا يقصدون طلب مراد المتكلم به وحمله على ما يناسب حاله وكل تأويل لا يقصد به صاحبه بيان مراد المتكلم وتفسير كلامه بما يعرف به مراده وعلى الوجه الذي به يعرف مراده فصاحبه كاذب على من تأول كلامه ولهذا كان أكثرهم لا يجزمون بالتأويل بل يقولون يجوز أن يراد كذا وغاية ما معهم إمكان احتمال اللفظ، وأما كون النبي المعين يجوز أن يريد ذلك المعنى بذلك اللفظ فغالبه يكون الأمر فيه بالعكس ويعلم من سياق الكلام وحال المتكلم امتناع إرادته لذلك المعنى بذلك الخطاب المعين
، وفي الجملة فهذه طريق خلق كثير من المتكلمين وغيرهم وعليها بني سائر المتكلمين المخالفين لبعض النصوص مذاهبهم من المعتزلة والكلابية والسالمية والكرامية والشيعة وغيرها
فلا ادري هل تجيزون ان يتعارض العقل والنقل؟
التعارض يتم اما بسبب فهم خاطيء, او بسبب نقل خاطيء.
اذ اننا حكمنا على صحة الحديث بالنظر العقلي , فكيف نحكم على فساد ما استخدمناه لمعرفة صحة الحديث؟. وان قلنا بفساد الاول فهذا فساد للعقل الذي حكم بصحة الاول!.
ان كنت مخطيء فصحح لي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 08:21 م]ـ
اخي اهل الحديث: اشكرك على حسن ظنكم , ولكن اقصد انها عقيدة اهل السنة , فان كنت قد خالفت في ذلك في قولي فنبهني اين الخطأ؟
ولكن مدار كلام شيخ الاسلام على ذلك اليك كلامه من درء التعارض:
فلا ادري هل تجيزون ان يتعارض العقل والنقل؟
التعارض يتم اما بسبب فهم خاطيء, او بسبب نقل خاطيء.
اذ اننا حكمنا على صحة الحديث بالنظر العقلي , فكيف نحكم على فساد ما استخدمناه لمعرفة صحة الحديث؟. وان قلنا بفساد الاول فهذا فساد للعقل الذي حكم بصحة الاول!.
ان كنت مخطيء فصحح لي.
- نعم .. بارك الله فيك ..
كلامك في عدم صحة تعارض العقل والنقل صحيح جيِّدٌ، لكن عبارتك الأولى فيها إيهام كان أحرى بك تركه.
وهو قولك: (فنحن لا نقول بتقديم النقل على العقل ولا العقل على النقل).
إذ لو سلَّمنا أنَّ التعارض (المتوهَّم) يقع لضعف العقل عن درك مقاصد النقل وعدم معارضته إياه = فلايصلح أن تعبِِّر بهذا التعبير الموهم.
وكلام شيخ الإسلام المنقول خالٍ من هذا الإيهام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/176)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[14 - 03 - 05, 09:07 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو عمر ولكني فصلت في كلامي الاول عن التفريق بين فهم الناس وما يقوله العقل حقيقة , وكان بالاحرى اضافة باقي العبارة الى الاولى."بل نجعلهما شيء واحد من حيث النتيجة "
ـ[أبو محمد السعوي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
بارك الله فيك يالشخ عبد القاهر على هذا الموضوع:
ومن باب الفائدة حبذا لو تحقق من مسائلة أن الأشاعرة لا يثبتون إلا سبع صفات فأنا سمعت وقرأت قبل بضع حجج أنه لو أننا تحققنا من كلام أئمة الأشاعرة في الصفات لوجدناهم في الحقيقة لا يثبتون إلا ثلاث صفات: الحياة، العلم، القدرة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 - 03 - 05, 06:32 م]ـ
الشيء الغريب انك لو قرأت كتب أوائل الاشاعرة فلن تصدق نسبة اواخرهم اليهم. فشتان بين البيهقي وبين ابن السبكي. واعجب من ذلك تعليقات الكوثري على كتاب الاسماء والصفات للبيهقي!.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[15 - 03 - 05, 06:56 م]ـ
لقد سمعت ان ابو عمر الفخر الرازي قد تاب في اخر حياته.
وهو القائل:
نهاية إقدام العقول عقال ... و أكثر سعي العالمين ضلال
واروحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا اذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا.
وقال:
لقد تأملت الطرق الكلامية و المناهج الفلسفية فما رأيت تشفي عليلا ولا تروي غليلا و رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الاثبات ((الرحمن على العرش استوى)) ((إليه يصعد الكلم الطيب)) واقرأ في النفي ((ليس كمثله شئ)) ((ولا يحيطون به علما)) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:16 م]ـ
الشيء الغريب انك لو قرأت كتب أوائل الاشاعرة فلن تصدق نسبة اواخرهم اليهم. فشتان بين البيهقي وبين ابن السبكي. واعجب من ذلك تعليقات الكوثري على كتاب الاسماء والصفات للبيهقي!.
- الكوثري الهالك جهميٌّ لا أشعريٌّ.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 - 03 - 05, 08:18 م]ـ
وهل تجد من متأخري الاشاعرة من يقول بمقالة اولهم؟
اغلب الاشاعرة اليوم للتجهم اقرب , هذا من اعرفهم على الاقل.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[16 - 03 - 05, 04:29 ص]ـ
رسالة الشيخ سفر على صغرها الا أنها مفيدة جدا
لكن من أراد التوسع فعليه برسالة الشيخ / عبدالرحمن المحمود
موقف شيخ الاسلام من الأشاعرة (3 مجلدات).
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[16 - 03 - 05, 03:56 م]ـ
لقد سمعت ان ابو عمر الفخر الرازي قد تاب في اخر حياته.
وهو القائل:
نهاية إقدام العقول عقال ... و أكثر سعي العالمين ضلال
واروحنا في وحشة من جسومنا ... وغاية دنيانا اذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا.
وقال:
لقد تأملت الطرق الكلامية و المناهج الفلسفية فما رأيت تشفي عليلا ولا تروي غليلا و رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الاثبات ((الرحمن على العرش استوى)) ((إليه يصعد الكلم الطيب)) واقرأ في النفي ((ليس كمثله شئ)) ((ولا يحيطون به علما)) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في " لاميته ":
وجميع آيات الصفات أمرها - حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقالها - وأصونها عن كل مايتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه - وإذا استدل يقول قال الأخطل
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 03 - 05, 04:28 ص]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:
ولم يُحط بفائدة هذه الآية ويقفْ عندها ويقتطفُ من ثمراتها إلا المُمِرُّون الصِّفات على ظاهرها , المُريحونَ أنفُسهم من التكلُّفات والتعسُّفات والتأويلات والتحريفات , وهم السَّلفُ الصالحُ ـ كما عَرَفْتَ ـ , فهم الذين اعترفوا بالإحاطة , وأوقفوا أنفسهم حيثُ أوقفها الله , وقالوا: الله أعلم بكيفية ذاته وماهيَّةِ صفاته , بل العلمُ كلُّهُ له , وقالوا كما قال من قال ممن اشتغل بطلب هذا المُحالِ , فلم يظفرْ بغير القيل والقال:
العلمُ للرحمن جل جلالُهُ - وسِواهُ في جَهَلاتِهِ يَتَغَمْغَمُ
ما للتُّرابِ وللعلومِ وإنما - يسعى ليَعْلَمَ أنَّهُ لا يَعْلَمُ
بل اعترفَ كثيرٌ من هؤلاء المتكلِّفين بأنه لم يستفدْ من تَكَلُّفِهِ وعدمِ قُنعِهِ بما قَنَعَ به السلَفُ الصالح إلا مُجَرَّد الحَيْرَةِ التي وَجَدَ عليها غيْرَهُ من المُتَكَلِّفينَ , فقال:
لقدْ طفْتُ في تلكَ المعاهِدِ كُلِّها - وسَرَّحْتُ طَرْفي بينَ تلكَ المعالِمِ
فلمْ أرَ إلا واضِعاً كَفَّ حائرٍ - عل ذقنٍ أو قارعاً سنَّ نادِمِ
وها أنا أخبركَ عن نفسي , وأوضحُ لكَ ما وَقَعْتُ فيه في أمسي , فإنِّي في أيام الطلب , وعُنْفُوانِ الشَّباب , شُغِلْتُ بهذا العلم الذي سَمّوْهتارةً علم الكلام , وتارةً علم التوحيد , وتارةً علم أصول الدين , وأكبَبْتُ على مُؤلَّفاتِ الطوائفِ المختلفة منهم , ورُمت الرجوع بفائدةٍ , والعوْدَ بعائدةٍ , فلم أظفرْ من ذلك بغير الخيْبَةِ والحَيْرَةِ , وكان ذلك من الأسباب التي حَبَّبَتْ إليَّ مذهَبَ السَّلفِ , على أنِّي كنتُ قبلَ ذلك عليهِ , ولكنْ أردتُ أن أزدادَ منهُ بصيرةً , وبه شغفاً , وقلتُ عندَ ذلك عليه , ولكن أردتُ أنْ أزدادَ منهُ بصيرةً , وبه شَغَفاً , وقلتُ عند ذلك في تلك المذاهب:
وغايةُ ما حصَّلْتُهُ من مباحثي - ومن نظري من بعدِ طُولِ التدبُّرِ
هُوَ الوقفُ ما بينَ الطريقينِ حَيْرةً - فما علمُ مَنْ لَمْ يَلْقَ غَيْرَ التَّحَيُّرِ
على أنَّني قَدْ خُضْتُ منهُ غِمارَهُ - وما قَنَعَتْ نَفْسي بغيرِ التبحُّرِ
نقلته من كتاب " التحف في مذاهب السلف " (ص 56 ـ 57 / طبع ابن الجوزي).
خالد الأنصاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/177)
ـ[أبو محمد يوسف]ــــــــ[10 - 03 - 06, 01:20 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد فإنني وإن كنت ممن لايحتج في العقائد إلا على طريقة المحدثين إلا أنني قبل أن أرد على الأشاعرة المتأخرين، قمت بدراسة عقيدتهم من أفواه شيوخهم قبل عشرين سنة في تونس المحروسة ومن كتبهم المعتمدة كشرح جوهرة التوحيد، فسألتهم: هل عندكم حصر لصفات الله تعالى، فقالوا: أما بالنسبة لما ثبت في العقل من غير الرجوع إلى النقل فهي عشرون صفة على أوسع الأقوال، وأما ماثبت في النقل والشرع تصريحا أو تضمينا فهي قد بلغت الألف، فجميع ما ثبت في الكتاب والسنة من اسم وفعل ووصف بالمشتق فهو صفة لله تعالى بالمعنى الذي يليق بالله تعالى على مراده، لاعلى فهمنا لأن الله تعالى لاتحيط به العقول، ثم يقولون: كل من أنكر صفة لله تعالى ثبتت في القرآن أو السنة المتواترة فهو كافر ومن شك في كفره فقد كفر، وأما من أنكر صفة ثبتت بدليل صحيح ولكن أحاد فهو ضال فاسق، فقلت: فما الخلاف بينكم وبين الظاهرية أو ما تسمونهم حشوية، فقالوا: نحن لانختلف معهم في اثبات كل ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه أو ما أثبته رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة القطعية من حيث الألفاظ المروية وإلا فهذا كفر باتفاق،ولكن الخلاف لما يتجرأ الحشوية على تفسير الصفات المتشابهة كالعين واليد والقدم والساق ويحملونها على ظاهرها الموهم للتشبيه والتجسيم ويجعلون لها مفهوما حقيقيا كمفهومها في الإنسان مع عدم المثلية، نضطر للضرورة لتأويلها بمعنى يليق بالله تعالى ونخرج عن الأصل الذي هو أسلم لنا ولهم وهو التفويض مذهب السلف: أمروها بلفظها كما جاءت بلا كيف ولا تعطيل و لاتمثيل ولا زيادة ولا نقصان. ودليل هذا الكلام، ما جاء في جوهرة التوحيد /كل خير في اتباع من سلف /وكل شر في ابتداع من خلف.وأما التوحيد فتعريفهم:هو افراد الحق سبحانه بالعبادة والإعتقاد، ومعنى توحيد الإعتقاد هو أن الله تعالى واحد في ذاته ومع ذاته وواحد في صفاته وواحد بصفاته وواحد في أفعاله وهي ماتسمى عندهم بالكموم الخمسة، وأما صفاته تعالى بالنسبة للمؤمنين لاتطلق عليه إلا بنفس اللفظ المنقول لأنها توقيفية على الشرع، وهنا قلت: فأنتم تصفون الله تعالى بالقِدَم وهذا لم يرد، فقالوا: هذا لفظ تفسيري وأما لفظ الشرع/أول ليس قبله شئ ......... إلخ. وقصدي من ايراد هذه النصوص هو أن لانتعجل في الرد عليهم حتى نتيقن كلامهم ومرادهم من كتبهم المعتمدةالمشروحة شرحا وافيا، أما بالنسبة لما أدين الله تعالى به في جميع الصفات متشابه أو غير متشابه فهو قول واحد، لا قول الأشاعرة ولا غيرهم ممن يزعم أنه من أهل السنةثم يُشبه الأشاعرة في التفصيل والتفسير الذي لم ينقل عن السلف وأققول حصرا بلا زيادة ولانقصان في الخوض كما قال الترمذي في سننه عن أئمة الحديث خاصة: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ مِثْلُ هَذَا مَا يُذْكَرُ فِيهِ أَمْرُ الرُّؤْيَةِ أَنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ رَبَّهُمْ وَذِكْرُ الْقَدَمِ وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ وَالْمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ الْأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٍ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ رَوَوْا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ثُمَّ قَالُوا تُرْوَى هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَنُؤْمِنُ بِهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَنْ تُرْوَى هَذِهِ الْأَشْيَاءُ كَمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلَا تُفَسَّرُ وَلَا تُتَوَهَّمُ وَلَا يُقَالُ كَيْفَ وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ الْعِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوهُ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ وَمَعْنَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ يَعْنِي يَتَجَلَّى لَهُمْ. والله الموفق للصواب(30/178)
الفلوس
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 - 02 - 05, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أحبتي في الله تعالى ...
يعرف العلماء رحمهم الله تعالى (الفلوس) بأنها مقادير نحاسية كانت تستعمل في عهد التعامل السلعي الذهب و الفضي كأثمان مساعدة
فبما أنه لا يمكن تقييم كل شيء بدارهم الذهب و الفضة لارتفاع قيمة هذين المعدنين، فكان لابد من إيجاد أثمان تستعمل في تقييم الأشياء الرخيصة، فكانت تلك (الفلوس) التي تصنع من (النحاس) على المشهور، و إلا فقد تصنع من غيره و لا يلزم كونها من النحاس ...
لو كان تبادل الفلوس من باب التبادل السلعي، بمعنى أن يكون نفس المعدن الذي تسك منه هذه الفلوس مرغوبا فيه لذاته كالذهب و الفضة ما كان هناك إشكال في أمر هذه الفلوس، فيكون من باب النقد السلعي، إلا أن المشهور عن هذه النقود أنها تمثل لدى التعامل أكبر من قيمتها الحقيقية الذاتية،
فلا يرغب شخص في صهرها مثلا و بيعها كمعدن؛ لكون قيمتها تكمن في سكها و إسباغ القوة الشرائية عليها، لا في ذاتها كالذهب و الفضة ...
و يذكر العلماء لهذه النقود أحكاما خاصة مباينة لأحكام النقود المعدنية الأخرى و التي تكمن قيمتها في ذاتها، منها عدم جريان الربا فيها كما ذهب إليه أبو حنيفة و أبو يوسف و الشافعية و الحنابلة و المالكية، خلافا لمحمد بن الحسن من الحنفية ..
و نرى وقوع التشابه بين الأوراق النقدية المعاصرة و بين هذه الفلوس في كونهما لا قيمة لهما في نفسهما، بل تستمد كل من الأوراق و النقود قوتها الشرائية من الاصطلاح عليها و الاطمئنان إلى تداولها؛ و من ثم وجدنا بعض العلماء ـ و منهم الشيخ الحنفي أحمد الرضا البريلوي و الشيخ الشافعي أحمد الخطيب الجاوي ـ يذهبون إلى قياس الأوراق النقدية المعاصرة على الفلوس بجامع الاصطلاح على ثمنية كل منهما، فلم يجر الربا الأوراق النقدية قياسا على الفلوس الرائجة .. و بالطيع لا يخفى ما في هذه القياس من الضعف لاختلاف حقيقة الفلوس الرائجة عن النقود الورقية الحالية في كثير من الصفات المؤثرة في تعدية الحكم تأثيرا أكبر من تأثير وصف الاصطلاح على الثمنية؛ ككون الفلوس تقوم بها الأشياء الرخيصة بخلاف الأوراق .. و كون الفلوس غير إلزامية بخلاف الأوراق التي ألزم التعامل بها في مستهل الحرب العالمية الأولى 1914م .. إلخ
و لكن الإشكال حقا هنا يكمن في كون هذه الفلوس الرائجة قيمتها الاصطلاحية أكبر من قيمتها الذاتية فإن ذلك يعني أنها (نقود ائتمانية) و ليست (نقودا سلعية)؛ و هذا بالتالي يعني أن ظهور النقود الائتمانية كان متقدما جدا، بل من عصر الإمام الشافعي؛ حيث تكلم عن هذه النقود في (الأم)
فما قول طلبة العلم في أمر هذه (الفلوس)؟
نرجو التفاعل و النقاش الجاد
وجزاكم الله تعالى خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 02 - 05, 12:34 ص]ـ
أخي الحبيب الشيخ محمد رشيد - وفقه الله
بارك الله فيك
موضوع مهم
ولكن أنبه الى شيء - ليس هو من صلب الموضوع - ولكن مجرد تنبيه
هو
(و منهم الشيخ الحنفي أحمد الرضا البريلوي) أن هذا الرجل هو مؤسس الفرقة البريلوية
وهو
(أحمد رضا خان (1272ـ1340هـ))
البريلوية ( http://www.al-hakawati.com/arabic/ReligiousGroups/relg20.asp)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 02 - 05, 01:28 م]ـ
أعوذ بالله
اللهم إني أبرأ إليك من كل من أشرك بك
و أقر لك بأنك لا إله غيرك و لا يعبد سواك(30/179)
" المذري " هل هو من أسماء الله تعالى؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 01:04 ص]ـ
هناك رجل اسمه " عبد المُذري "، ولعل سبب التسمية منطلقة من قول الله تعالى: (قل هو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تُحشرون).
فالاسم مشتق من الفعل ذرأ، ومعناه كما قال ابن كثير رحمه الله:
أَيْ بَثَّكُمْ وَنَشَرَكُمْ فِي أَقْطَار الْأَرْض وَأَرْجَائِهَا مَعَ اِخْتِلَاف أَلْسِنَتكُمْ فِي لُغَاتكُمْ وَأَلْوَانكُمْ وَحُلَاكُمْ وَأَشْكَالكُمْ وَصُوَركُمْ.
فما رأي المشايخ الكرام في هذه التسمية؟
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[10 - 02 - 05, 05:16 ص]ـ
الاخ الفاضل والشيخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلى آله وصحبه ومن والاه
اما بعد
اولاً: قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى فى كتابه القيم (القواعد المُثلى)
القاعدة الخامسة: أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها:
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (21). وقوله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (22). ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص. أ. هـ
ثانياً: يقول الشيخ علوى السقاف حفظه الله تعالى فى كتابه (صفات الله)
((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) (نقلا عن ابن القيم رحمه الله فى مدراج السالكين).
ثالثاً: هذا الاسم يصح فى باب الاخبار لانه توفيق وليس توقيف، فخبر به عن الله طالما تضمن معنى صحيح، وهذا ما قرره شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وتبعهم على ذلك كثير من اهل العلم واليك بعض كلامهم رحمهم الله:
(ويفرق بين دعائه و الإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم الى محمود ومذموم فليس ذلك من الأسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فان ذلك لا يكون الا محمودا) (مجموع الفتاوى جـ6 صـ141)
وقال ابن القيم:
(ويجب أن تعلم هنا أمور أحدها أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا الثاني أن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وهذا كالمريد والفاعل والصانع فإن هذه الألفاظ لا تدخل في أسمائه ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق بل هو الفعال لما يريد فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا الثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله عن قوله فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه سبحانه منها إلا أفعال مخصوصة معينة فلا يجوز أن يسمى بأسمائها) إ هـ. (بدائع الفوائدجـ1 169،170صـ)
و أجاب الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى عن سؤال له علاقة بالموضوع نصه ما يلى:
السؤال: ما حكم قول بعض الناس: يا ساتر؟
الجواب: هم لو أخبروا خبراً لقلنا صحيح، لكن إذا قالوا: يا ساتر دعاء، فالله عزوجل يقول (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف: من الآية180) فلا يُدعى الله تعالى إلا بأسمائه الحسنى أو بالصفات التي لا يتصف بها إلا هو.
السؤال: كيف يخبروا بها؟
الجواب: ما قصدهم الخبر، لو قالوا: إن الله ساتر فهذا صحيح لأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال " من ستر مسلماً ستره الله " (أخرجه مسلم 2699)، فأضاف الستر إلى الله، لكن إذا دعوه بها فإنه لا يُدعى إلا بأسمائه أو صفاته التي لا يتصف بها إلا هو.
مثل قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (اللهم مُنزل الكتاب ومُجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم) (متفق عليه عن عبد الله بن أبى أوفى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -)، فدعا الله عزوجل بالصفات التى لا يتصف بها إلا هو. (شرح العقيدة السفارينية صـ167،166)
- بناءاً على السابق فانه لا يجوز الدعاء بكل ما ورد بالأخبار، لأن الله أمر بدعائه بأسمائه الحسنى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف: من الآية180 - ومن معانى الدعاء التسمية كما افاده الالوسي رحمه الله: ومنه قولهم رزقت بولدت ودعوته محمدا، اى سميته)، ولأن الأخبار فيها الحسنى فيها الخبر المجرد كقولنا الموجود و المتكلم والصانع وغيرها، وكذلك هذا الاسم فلايصح التعبيد به.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/180)
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 05, 06:51 ص]ـ
ذكر الشيخ الدكتور عبدالله الغصن في كتابه أسماء الله تعالى الحسنى (بحث ماجستير) عند كلامه عن منهج البيهقي في كتابه الأسماء والصفات:
" وعليه فإن هناك أسماء كثيرة أوردها البيهقي لم ترد بصيغة الاسم، سواء منها ماورد مضافا، أو على صيغة الفعل، أو لم يرد نصا في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي ..... وذكر منها (الذارئ) .. "أ. هـ
وفي آخر الكتاب وضع الشيخ جدولا بين فيه الأسماء الحسنى:
- رواية الوليد بن مسلم.
- رواية عبدالملك الصنعاني.
- رواية عبدالعزيز ابن الحصين.
- الأسماء عند ابن منده.
- الأسماء عند الأصبهاني.
- احصاء عند ابن حزم.
- إحصاء ابن العربي.
- إحصاء ابن الوزير.
- إحصاء ابن حجر.
- الأسماء عند البيهقي.
- إحصاء ابن عثيمين.
رحمهم الله جميعا.
وذكر أن اسم (الذارئ) لم يذكره إلا الأصبهاني والبيهقي.
----------
فائدة استفدتها أثناء البحث عن إجابة السؤال فنقلتها، وقد لايكون فيها كبير فائدة.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:12 ص]ـ
بالإضافة إلى ما ذكره الشيخان الكريمان أبو المنذر والمسيطير _ حفظهما الله _، وما نقلاه، من أن أسماء الله تعالى توقيفية، وأنه لا يشتق لله تعالى أسماء من صفاته، إذ باب الصفات أوسع من باب الأسماء، فإنه من الناحية اللغوية اسم الفاعل من الفعل (ذرأ) الثلاثي هو ذارئ، وليس مذرئ.
وعليه فالخلاصة هي أن تسمية الله تعالى بالمذرئ خطأ من الناحية العقدية، وخطأ كذلك من الناحية اللغوية، والله أعلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 05:04 م]ـ
الشيخ الكريم أبو المنذر أثابك الله
الشيخ الكريم المسيطير جزاك الله خيرا، وفائدتك في محلها.
شيخنا الكريم المحقق أبو خالد السُّلمي أحسن الله إليك.
بقي هنا سؤالٌ متفرِّعٌ عن الموضوع:
هل المنع من اشتقاق أسماء الله سبحانه وتعالى من صيغ الأفعال الواردة في الأدلة محل اتفاق أو خلاف بين أهل العلم؟
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[10 - 02 - 05, 06:24 م]ـ
الاخ الكريم:أبو إبراهيم الحائلي أثابك الله
سؤالك:
هل المنع من اشتقاق أسماء الله سبحانه وتعالى من صيغ الأفعال الواردة في الأدلة محل اتفاق أو خلاف بين أهل العلم؟
المسألة فصلتها د/ كاملة الكوارى (جزاها الله خيرا) فى شرحها على القواعد المثلى (المُجلى)، فى شرحها القاعدة المذكورة واليك القاعدة بشرحها بتمامها للفائدة:
(المتن)
أسماء الله تعالى توقيفية (1) لا مجال للعقل فيها (2):
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك (3) ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) توقيفي: هو تفعيل من الوقف والياء للنسبة والوقف في اللغة: مادة تدل على الحبس والمنع ومنه التوقيف هنا إذ المراد به الوقوف على نص الشارع فلا يجوز الكلام في هذا الباب بطريق القياس أو الاشتقاق اللغوي بل يكتفي بما وردت به نصوص الشرع لفظاً ومعنى فعلم بذلك أن التوقيف هو الاقتصار في الوصف والتسمية على ما وردت به الآيات القرآنية والآثار النبوية لفظاً ومعنى ا0هـ من قواعد البريكان 0
(2) القول بأن أسماء الله توقيفية هو الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة وفي المسالة أقوال أخرى سنذكرها في الملحق 0
وانظر في ذلك: تفسير الرازي (8/ 180)، وتفسير البحر المحيط لأبي حيان (4/ 427) وتفسير ابن عطية (6/ 154)
(3) الإدراك هو إحاطة الشيء بكماله قاله الجرجاني في التعريفات 0
والإدراك هو المترتبة الثانية من مراتب وصول العلم إلى النفس إذ أنه يكون بتمامه أما المرتبة الأولى فهي الشعور وهو وصول المعنى إلى النفس لا بتمامه 0
انظر في ذلك الكليات لأبي البقاء الكفوي ص 66، ومذكرة المنطق للشنقيطي والتوقيف للمناوي ص 336
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(المتن)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/181)
{ولا تقف (1) ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} [الإسراء: 36] وقوله: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (2) [الأعراف: 33] ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار (3) ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) أي لا تتبع من قفاه يقفوه إذا تتبع أثره وهو مشتق من اسم القفا وهو ما وراء العنق 0
ومعنى الآية: لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.
وروى البيهقي في شعب الإيمان (6/ 109) وأبو نعيم في الحلية (8/ 189) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {من قال في مؤمن ما لا يعلم حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال)، قال ابو نعيم، حديث غريب تفرد به إسماعيل عن سهل ا0هـ
وقال الكميت:
فلا أرمي البرىء بغير ذنب **** ولا أقفو الحواصن إن قفينا
والآية فيها قراءتان غير هذه وهما ليستا من السبعة:
الأولى: ولا تقفو، بإثبات الواو وقال السمين في الدر المصون (4/ 390) إن إثبات حرف العلة جزماً لغة قوم وضرورة عند آخرين 0
الثانية: ولا تقف بزنة ثقل من قاف يقوف أي تتبع أيضاً
انظر تفسير أبي السعود (3/ 327)، تفسير أبي حيان (6/ 32) وتفسير القرطبي (10/ 257).
(2) والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً0
(3) ذكرُ المؤلف لإنكار الأسماء هنا من باب المقابلة لأن الكلام في حكم الاثبات لا الإنكار إذ أنه سيذكره في الإلحاد إلا أنه زيادة فائدة 0
ويمكن أن يقال إن المسألة في حكم الأسماء إثباتاً و نفياً لكن غالب من يتكلم تحت هذا العنوان يتكلم في الإثبات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
(المتن)
فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(الشرح)
(1) قال الخازن في تفسيره (2/ 276): (يعني ادعو الله بأسمائه التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم ففيه دليل على أن أسماء الله توقيفية لا اصطلاحية ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده أنه يجوز أن يقال: يا جواد ولا يجوز أن يقال: يا سخى ويجوز أن يقال: يا عليم ولا يجوز أن يقال: يا عاقل، ويجوز أن يقال: يا حكيم ولا يجوز أن يقال يا طبيب ا 0 هـ
وقال الزمخشري في الكشاف (2/ 180): كما سمعنا البدو يقولون بجهلهم: يا أبو المكارم، يا أبيض الوجه ا 0 هـ
وقال الخطابي في شأن الدعاء ص 111:
ومن علم هذا الباب، اعني: الأسماء والصفات، ومما يدخل في أحكامه [ويتعلق به من شرائط] أنه لا يتجاوز فيها التوقيف ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر وضع اللغة ومتعارف الكلام فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه: السخي وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد ثم أن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين والسهولة وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك: جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، ومطر جود و فرس جوادٌ إذا: بذل ما في وسعه من الجري 0
وقد جاء في الأسماء " القوي " ولا يقاس عليه الجلد وإن كانا يتقاربان في نعوت الآدميين لأن باب التجلد يدخله التكلف والاجتهاد، ولا يقاس على " القادر " المطيق ولا المستطيع لأن الطاقة والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة، ولا يقاس على " الرحيم " الرقيق وإن كانت الرحمة في نعوت الآدميين نوعاً من رقة القلب وضعفه عن احتمال القسوة 0
وفي صفات الله سبحانه: " الحليم " و " الصبور " فلا يجوز أن يقاس عليها الوقور والرزين 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/182)
وفي أسمائه " العليم " ومن صفته العلم، فلا يجوز قياسه عليه أن يسمى " عارفاً " لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل وهذا الباب يجب أن يراعى ولا يغفل فإن عائدته عظيمة والجهل به ضار [وبالله التوفيق] 0
ملحق القاعدة الخامسة
قبل أن نورد الأقوال في كون الأسماء توقيفية أم لا نحرر محل النزاع وهو:
1 - أن العلماء متفقون على جواز إطلاق الأسماء والصفات إذا ورد بها الإذن من الشارع 0
2 - ومتفقون على امتناع تسميته إذا ورد المنع منه 0
3 - واختلفوا إذا لم يوجد إذن ولا منع على أقوال هي:
1 - أن أسماء الله توقيفية وهو مذهب أهل السنة كما سبق وقد ذكر المؤلف الأدلة على ذلك من الكتاب والعقل ونزيد دليلاً من السنة وهو قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (1/ 352) (لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) والتسمية من الثناء فدل على أن العقل لا مجال له في باب الأسماء إلا التصديق والوقوف عند النصوص 0
ومن الأدلة أيضاً أنه لا يجوز تسمية النبي صلى الله وسلم بما ليس من أسمائه فالباري أولى، ذكره السفاريني في اللوامع (1/ 125)
قال السفاريني: لكنها في الحق توقيفيه ****لنا بذا أدله وفيه
2 - قول المعتزلة ومال إليه الباقلاني في تمهيد الأوائل ص 261، ونقله عنه التفتازاني في شرح المقاصد (4/ 344) وهو أن أسماء الله ليست توقيفية أي يجوز أن يسمى الله بكل اسم إذا كان متصفاً بمعناه ولم يوهم نقصاً وان لم يرد توقيف من الشارع، و ذكره الباجوري في شرح جوهرة اللقاني ص 89 0
وانظر شرح المحلي المطبوع مع حاشية العطار على جمع الجوامع (2/ 496) 0
3 - التوقف وعدم الجزم بالتحريم ولا الجواز وهو قول إمام الحرمين في الإرشاد ص 136.
ونسب الزركشي في شرح جمع الجوامع (4/ 869) إلى الباقلاني التوقف أيضاً فلعل له في المسألة قولين 0
مناظرة في أسماء الله هل هي توقيفية 0
يذكر مترجموا أبي الحسن الأشعري أن من أسباب تركه الاعتزال مناظرته لشيخه أبي علي الجبائي في بعض المسائل، ومنها هذه المسألة فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية – بخلاف شيخه الجبائي فمرة دخل رجل على الجبائي، فقال له: هل يجوز أن يسمى الله تعالي عاقلاً
فقال الجبائي: لا لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق 0
فقال أبو الحسن الأشعري: فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا **** ونضربُ حين تختلط الدماء
وقول الآخر:
أبني حنفية حكموا سفهاءكم **** إني أخاف عليكمو أن أغضبا
أى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم 0
فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك
أن تمنع إطلاق (حكيم) على الله سبحانه وتعالى 0
قال: فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟
قال: فقلت له: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ا هـ ذكره السبكي في الطبقات (3/ 357) وعبدالرحمن بن بدوي في مذاهب الإسلاميين (1/ 500)
ومما سبق نستخلص قاعدة أخرى وهي:
إن ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الإخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم والشيء الموجود والقائم بنفسه فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه بعض ما لم يرد به السمع ذكر ه ابن القيم في بدائع الفوائد (1/ 162).
وايضاً اليك نص عزيز لابن القيم رحمه الله فى الباب:
(فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك) ............. الى ان قال رحمه الله:
(وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق).إ هـ مدارج السالكين جـ 3 صـ416،415
ارجو ان يكون فى هذه النقول الاجابة على ما طرحته اخى الفاضل والله عزوجل اعلم
ـ[أبوالأشبال]ــــــــ[10 - 02 - 05, 06:38 م]ـ
أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) (نقلا عن ابن القيم رحمه الله فى مدراج السالكين).
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أبا المنذر، هل هذه القاعدة عامة؟ أقصد هل يمكننا اشتقاق الصفة من كل أفعال الله تعالى؟
محبكم أبو الأشبال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/183)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[11 - 02 - 05, 08:40 ص]ـ
الاخ الكريم/ أبوالأشبال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
اما بعد
احبك الله الذى احببتنى فيه
اما سؤالك:هل يمكننا اشتقاق الصفة من كل أفعال الله تعالى؟ هل هذه القاعدة عامة؟
وللاجابة على هذا السؤال لابد أن نسأل سؤالاً اخر وهو
بما تثبت الصفات؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى:
إذا قال قائل: فهمنا الصفات وأقسامها، فما هو الطريق لإثبات الصفة مادمنا نقول: إن الصفات توقيفية؟
فنقول: هناك عدة طرق لإثبات الصفة:
الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى:] إن الله عزيز ذو انتقام [[إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله:] إنا من المجرمين منتقمون [[السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من] وكلم الله موسى تكليماً [[النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم. (شرح الواسطية صـ93)
وقال رحمه الله:
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها – على الترتيب – قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث. وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ). (القاعدة السابعة فى الصفات /القواعد المُثلى) (وقد نقلها الشيخ السقاف حفظه الله فى قواعد الصفات فى كتابه صفات الله)
وقال رحمه الله:
القسم الثاني من الصفات: صفات فعلية:
فهذه باعتبار الجنس صفة ذاتية لأن الله لم يزل ولا يزال فعالاً،
أفعاله لا تنقضي، وكذلك أقواله {قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا} (الكهف 109). (شرح السفارينية صـ238)
واختم اخى بهذا الشرح للفاضلة د/كاملة الكوارى للقاعدة الثانية فى قواعد الصفات:
القاعدة الثانية
باب الصفات أوسع من باب الأسماء
(المتن)
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم} (1) [لقمان: 27] 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الشرح)
(1) قال السعدي في تفسيره (4/ 114):
{ولو ان ما في الأرض من شجرة أقلام} يكتب بها {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} مداداً يستمد بها، لتكسرت تلك الأقلام ولفنى ذلك المداد و {ما نفدت كلمات الله} وهذا ليس مبالغة لا حقيقة له بل لما علم تبارك وتعالى ان العقول تتقاصر عن الإحاطة ببعض صفاته وعلم تعالى أن معرفته لعباده أفضل نعمة أنعم بها عليهم، وأجل منقبة حصلوها وهى لا تمكن على وجهها ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله فنبههم تعالى على بعضها تنبيهاً تستنير به قلوبهم، وتنشرح له صدورهم ويستدلون بما وصلوا إليه إلى ما لم يصلوا إليه ويقولون كما قال أفضلهم وأعلمهم بربه: " لا نحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " وإلا فالأمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/184)
أجل من ذلك وأعظم 0 وهذا التمثيل من باب تقريب المعنى الذي لا يطاق الوصول به إلى الأفهام والأذهان وإلا فالأشجار وإن تضاعفت على ما ذكر أضعافاً كثيرة والبحور لو امتدت بأضعاف مضاعفة فإنه يتصور نفادها وانقضاؤها لكونها مخلوقة 0
وأما كلام الله تعالى، فلا يتصور نفاده بل دلنا الدليل الشرعي والعقلي على أنه لا نفاد له ولا منتهى فكل شيء ينتهي إلا الباري وصفاته: {وأن إلى ربك المنتهى} وإذا تصور العقل حقيقة أوليته تعالى وآخريته وأن كل ما فرضه الذهن من الأزمان السابقة مهما تسلسل الفرض والتقدير فهو تعالى قبل ذلك إلى غير نهاية وأنه مهما فرض الذهن والعقل من الأزمان المتأخرة وتسلسل الفرض والتقدير وساعد على ذلك من ساعد بقلبه ولسانه فالله تعالى بعد ذلك إلى غير غاية ولا نهاية والله في جميع الأوقات يحكم ويتكلم ويقول ويفعل كيف أراد وإذا أراد لا مانع له من شيء من أقواله وأفعاله فإذا تصور العقل ذلك عرف أن المثل الذي ضربه الله لكلامه ليدرك العباد شيئاً منه وإلا فالأمر أعظم وأجل ا0هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(المتن)
ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله تعالى المجيء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش (1) إلى غير ذلك من الصفات (2) التي لا تحصى كما قال تعالى: {وجاء ربك} (3) [الفجر: 22] وقال: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام} (4) [البقرة: 210] وقال: {فأخذهم (5) الله بذنوبهم} [آل عمران: 11] وقال: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} (6) [الحج: 65] وقال: {إن بطش ربك لشديد} (7) [البروج: 12]
(1) الصفات التي ذكرها المؤلف صفات فعلية
(2) ذكر المؤلف في الأمثلة الصفات الفعلية إلا مثالاً واحداً فقد أتى بالصفة الذاتية الفعلية وهي الإرادة في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر) فأصل صفة الإرادة ذاتية فعلية لكن الآية التي استشهد بها هي الإرادة التي ترادف المحبة فتكون هي صفة فعلية أيضاً.
قال الشيخ خليل بن هراس في كتابه ابن تيمية السلفي ص126:
فكلامه قديم الجنس حادث الأفراد، وكذلك فعله وإرادته ونحو ذلك ا0هـ
وقال في ص111:
ومن الصفات ما هي قديم الجنس ولكن تحدث في ذاته تعالى آحاده وذلك مثل العلم والإرادة والكلام ا0هـ
وقال خالد بن نور في منهج أهل السنة (2/ 510):
أهل السنة يثبتون إرادة أزلية ذاتية وإرادات مستقبلية فعليه ا0هـ
(3) الشاهد: إثبات المجيء.
(4) الشاهد: إثبات الإتيان 0
(5) الشاهد إثبات الأخذ 0
(6) الشاهد إثبات الإمساك 0
(7) الشاهد إثبات البطش 0
ملاحظة: هذه الصفة لم يذكرها الشيخ علوي السقاف في كتابه الجامع لصفات الله حيث ذكر في المقدمة ص 12 أنه احصى جميع الصفات الفعلية، فتكون هذه الصفة مما يستدرك على كتابه 0
وقد ذكر هذه الصفة د 0 مروان القيسي في كتابه معالم التوحيد ص 167.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(المتن)
وقال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (1) [البقرة: 185] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " (2)
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه: الجائي والآتي والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشاهد إثبات صفة الإرادة وهي الإرادة الشرعية الدينية لأنها مرادفة للمحبة،
انظر الروضة الندية شرح الواسطية لزيد بن فياض ص 80.
(2) الحديث في الصحيحين كما في الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 78)، والجمع بين الصحيحين لأبي حفص الموصلي (1/ 290)، وجامع الأصول لابن الأثير (4/ 138).
(3) وقد سبق أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء فالله لا نسميه بالمريد لكن نخبر عنه أنه يريد وكذا الإخبار عنه بالصانع والقديم 0
وانظر مدارج السالكين (3/ 415) 0
بناءاً على ما سبق نقله من كلام ابن القيم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وكذلك فوائد العلامة ابن العثيمين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هى قاعدة عامة.
والله عزوجل أعلم
ـ[أبوالأشبال]ــــــــ[11 - 02 - 05, 11:40 ص]ـ
أخي الحبيب أبا المنذر،
جزاك الله عني خير الجزاء، فقد شفيت الغليل
محبك أبو الأشبال(30/185)
هل هذا إرجاء من ابن حزم رحمه الله؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام قال أحد مشايخنا الكرام فك الله أسره ما نصه:
{{وأما مذهب ابن حزم في الإيمان فهو مرجئ، وله مذهب خاص في الإرجاء، فجميع فرق المرجئة تخرج العمل من الإيمان، أما ابن حزم فإنه يُخرج العمل من أصل الإيمان ويُدخله في الإيمان الواجب.
أما الدليل على أنه يخرج العمل من أصل الإيمان: فقوله ((فأما الإيمان الذي يكون الكفر ضداً له فهو العقد بالقلب والإقرار باللسان فإن الكفر ضد لهذا الإيمان)) (الفصل) 3/ 255، وقوله ((الإيمان الذي يكون الكفر ضداً له)) فهذه صفة أصل الإيمان، فأخرج العمل من أصل الإيمان وقَصَره على اعتقاد القلب وإقرار اللسان كقول مرجئة الفقهاء خلافا لأهل السنة، ويترتب على هذا أنه لايكفُر أحدٌُ بشئ من العمل، وهذا مايصرّح به ابن حزم فقال ((ومن ضيّع الأعمال كلها فهو مؤمن عاص ناقص الإيمان لايكفر)) (المحلى) 1/ 40، ويدل على إرجائه أيضا تجويزه قول ((أنا مؤمن مسلم قطعاً عند الله تعالى)) هكذا بدون استثناء بل على وجه القطع والجزم. (الفصل) 3/ 271. وهذه كلها أقوال المرجئة بلا ريب.
وأما الدليل على أنه يُدخل العمل في الإيمان الواجب والإيمان المستحب، فقوله ((وأما الإيمان الذي يكون الفسق ضداً له لا الكفر، فهو ماكان من الأعمال فرضاً فإن تركه ضد للعمل وهو فسق لاكفر. وأما الإيمان الذي يكون الترك له ضداً فهو كل ماكان من الأعمال تطوعاً فإن تركه ضد العمل به وليس فسقاً ولاكفراً)) (الفصل) 3/ 255. والإيمان الذي يضاده الفسق هو الإيمان الواجب، والإيمان الذي يضاده الترك غير المكفر ولا المفسق هو الإيمان المستحب.
وبهذا تعلم أن ابن حزم وافق المرجئة في مسائل ووافق أهل السنة في مسائل، ولهذا فإن قوله ((الإيمان والإسلام شئ واحد ــ إلى قوله ــ كل ذلك عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية)) (المحلى) 1/ 38، كلامه هذا وإن كان موافقاً لأهل السنة في ظاهره إلا أنه مخالف لهم في الحقيقة إذ لايُدخِل العمل في أصل الإيمان كما ظهر من كلامه السابق، فأمره مضطرب. ولهذا فقد اعتبر ابن الجوزي الظاهرية فرقة ً من فرق المرجئة في كتابه (تلبيس ابليس) ط مكتبة المدني، صـ 28.
وهذا شأن ابن حزم رحمه الله في معظم العلوم سواء منها الاعتقاد أو أصول الفقه أو الفقه، أمره مضطرب، وكلامه يجمع بين الحق والباطل، ولهذا يجب التوقف في قبول ماانفرد به من آراء وأحكام حتى ينظر فيها، وينبغي ألا يبدأ طالب العلم دراسته بقراءة كتب ابن حزم كالإحكام والمحلى على مافيهما من فوائد، وأنا أنصح بقراءتهما، ولكن في مرحلة متقدمة بعد قراءة غيرهما من الكتب ليستفيدالطالب بما فيهما من فوائد مع توقِّيه ما فيهما من أخطاء.
وفي وصف حال ابن حزم وبيان سبب اضطرابه، قال ابن تيمية ((وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه في الملل والنحل إنما يستحمد بموافقة السنة والحديث مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك، بخلاف ماانفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة ــ إلى قوله ــ وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره، لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ماصرفه عن موافقة أهل السنة في معاني مذهبهم في ذلك، فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى. وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتباعه لظاهر لاباطن له، كما نفي المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق، وكما نفي خرق العادات ونحوه من عبادات القلب، مضموما إلى مافي كلامه من الوقيعة والإسراف في نفي المعاني ودعوى متابعة الظواهر)) (مجموع الفتاوي) 4/ 18 ــ 19، فهذا حال ابن حزم مالَه وماعليه. ومع هذا فكلامه في الإيمان جدير بالقراءة مع معرفة ما أخطأ فيه.}}.
فله يؤيد الشيخ على هذا الكلام؟!. للمناقشة وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:40 م]ـ
الأخ الحبيب أبو الزهراء الشافعي وفقه الله وجزاه الله خيرا.
فيما يخص ابن حزم في باب الإيمان فهو على غير مذهب أهل السنة، وقد وهم البعض فظنه على مذهب أهل السنة، وأوهم آخرون فقالوا: حمده ابن تيمية في الكفر والإيمان، وليس كذلك إنما الموجود من كلام ابن تيمية ما ذكرته جزاك الله خيرا.
وازيدك في الباب أن ابن حزم يرى الإيمان الذي هو ذد الكفر شيئا واحدا لا يتجزء ولهذا يقول: إن اليقين لا يقبل الزيادة والنقصان فانظر ذلك في المحلى بعد الفقرة التي نقلتها.
أخوك/ أبو عبد الباري الشافعي سابقا (ابتسامة)
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[11 - 02 - 05, 10:01 ص]ـ
###الأخ أبا حذيفة، الموضوع إنما هو عن مناقشة كلام ابن حزم وبيان موقف العقيدة الصحيحة منه، فالرجاء التزام موضوع المشاركة، وجزاك الله خيراً###(30/186)
تاريخ نجمة إسرائيل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 05, 08:27 م]ـ
منقول: طلبا لإفادات الفضلاء:
يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري عن نجمة اسرائيل: هي عبارة عبرية معناها الحرفى (درع داود) ( Magen David) وقد استخدم الاصطلاح في البداية للاشارة الى الخالق! ثم استخدمت بعد ذلك للاشارة الى النجمة السداسية.
تاريخ النجمة
يُذكر بانها ظهرت "نجمة داود" إلى الوجود لأول مرة عام 1648 م وحكايتها بدأت في مدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية وعندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد، كان هناك من بين المجموعات العرقية المتعددة والتي تولت الدفاع عن المدينة، مجموعة من اليهود، فأقترح إمبراطور النمسا آنذاك، فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من تلك المجموعات راية تحملها وذلك للتمييز بينها وبين فلول القوات الغازية التي تحصنت في المدينة وبدأت بشن حرب عصابات، وعلى إثر ذلك الإقتراح، قام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف "داود" وهو حرف الدال باللاتينية والذي هو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض وبهذا حصل على الشكل الذي نعرفه اليوم تحت إسم "نجمة داود" وأخيراً قام ذلك القسيس برسم النجمة على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق على أن تكون شعاراً لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ ويبدو أن الفكرة أعجبت الجالية اليهودية هناك فاتخذت من نجمة القسيس رمزاً دينياً لها وهكذا بدأ مشوار الخداع فيما يتعلق بنجمة داود وأصلها.
وتزيد الدراسات كشفاً لذلك الموضوع، اذ انه قد عثر في كتابات أثرية أن الهنود كانوا يستخدمون الشكل السداسي (قبل اليهود بقرون طويلة) كرمز للوقاية من الامراض!!
واذا تصفحنا أوراق التاريخ نتوقف عند القرن السادس عشر حين استخدمت النجمة كشعار لليهود!!، أما في القرن التاسع عشر فقد ظهرت النجمة على درع عائلة (روتشيلد) عندما رفعه الامبراطور لرتبة النبلاء، ثم اتخذتها الصهيونية شعارا لها في عام 1897م في (بازل) بسويسرا كرمز للحركة الصهيونية في المؤتمر الصهيوني الأول، ومنذ عام 1948م ظهرت النجمة السداسية على العلم الرسمي للكيان الصهيوني ..
التلمود والنجمة
كتابهم المزعوم الملغوم والذي وضوعوه بايديهم ويعتبر مقدساً اكثر من التوراه .. لم يُشر لامن قريب ولابعيد الى تلك النجمه ونسبها الى داود او غيره ليضع استفهاماً كبيرا على رؤوس العقلاء؟؟؟ وكل من اراد ان يتجول بتاريخهم المشرد ووثائقهم المزوره لن يجد شيئاً عن تلك النجمه ونسبها الى نبي الله داود ..
فنستنتج: إن الأبحاث أثبتت أن (النجمة) لم تكن رمزا يهوديا في الأصل بأي شكل من الأشكال، وليس لها أى أصول يهودية في ديانة اليهود القدامى .. فهي اضافه من عندهم والصاقها بنبي الله داود عليه السلام بمُمارساتهم التى لايتقبلها الانسان وكيف لا وهم اصلاً قتلة الانبياء ..
ارجوا ان اكون وفقت بإختياري .. متمنياً من الاخوان نشر هذه الظاهره بالطريقه المناسبه لهم ..
ولمن اراد المزيد
@ موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية- الدكتور عبدالوهاب المسيرى- ص 395 - مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية- الأهرام- القاهرة- 1975م
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@255.wcUfpCCzyEY.0@.1dd6e908
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[10 - 02 - 05, 09:55 م]ـ
شكرا لك أخي على هذه المعلومة الجميلة.
ـ[الحارثي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 05:59 م]ـ
جزاك الله خيراً .. وهذا الذي نقلته يمنع أيضاً من أن نقول: "نجمة (إسرائيل) "، فلا يجوز أن تنسب إلى أي من النبيين الكريمين: إسرائيل وداوود! وجزاكم الله خيراً.
وبهذه المناسبة فإنني أنبه إلى خطا شاع بيننا وهو تسمية أرض فلسطين باسم (إسرائيل)! وقد نبه بعض طلبة العلم على خطورة ذلك! كما نبهوا إلى خطأ من يسب إسرائيل! وهو نبي! ويريد دولة يهود!
وبهذه المناسبة أيضاً -وأرجو أن تسامحني على الاستطراد- أنبه إلى خطأ خطير يقع فيه البعض، وأصبحت وسائل الإعلام تروج له، وهو خطوة من خطوات الشيطان وأعوانه من شياطين الإنس لينسونا ديننا ويوجهونا غير الوجهة التي وجهنا إليها، وهو زعمهم وتركيزهم على التفرقة بين (اليهودية) و (الصهيونية)! كما ركز ذلك أحدهم! وهو مشهور معروف يظهر كل أسبوع على قناة (فضائحية)! مهمتها إثارة الشغب والتفريق بين المسلمين!
فاليهود هم اليهود -مهما اختلفت مسمياتهم- وهم -على اختلاف مذاهبهم- يجمعهم وصف الله تعالى لهم بأنهم: (أشد الناس عداوة للذين آمنوا) صدق الله وكذب المتقولون!
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[11 - 02 - 05, 07:16 م]ـ
3) يختص (ملتقى أهل الحديث) بالموضوعات والبحوث المتعلقة بالعلوم الشرعية البحتة، كالعقيدة وعلوم القرآن والسنة وغيرها مما يهمّ طلبة العلم. أمّا الموضوعات السياسيّة والإخبارية فلها منتدياتها المختصّة، ونأمل من الإخوة عدم طرحها هنا مطلقاً.
لتنبيه فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/187)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:13 م]ـ
إخوتي الكرام،
قد تصادفون هذه النجمة منقوشة بنقش كبير في أفنية أو نوافذ أو منابر أو محارب بعض المساجد أو الجوامع القديمة المشهورة الباقية من العثمانيين في تركيا (مثلا: في قصر طوبقابي و مسجد الجامع السليمانية). وحتى يُرى هذه النجمة على راية الملاّح قائد القوات البحرية لسلطان سليمان القانوني "خير الدين باشا" والذي قال عن نفسه: "نحن لسنا بقراصن بل بحمد الله غزاة مجاهدون في الله" ... وأيضا تصادف هذه النجمة في الرقى والتمائم ... وليست لها علاقة بالصهيونية البتة، تتلقى كـ"مُهر سليمان" وهو نبينا.
وإضافة إلى ما قاله در. عبد الوهاب المسيري: "يقال إن أول ما بحث عنها في كتبه وسمّيها بنجمة داود هو عالم "قَبَّلاَ" Yosef Gikatilla والذي عاش في القرن الثالث عشر ميلاديا. وهي أيضا منقوشة على غلاف كتاب مطبوع لأول مرة في عالم المطبوعات اليهودية سنة 1512 في Prag ( عاصمة جمهورية تشيك) وهو Sefer Tefirot. وهذه النجمة قد وجدت منقوشة على بعض بلاطات الضريح للذين أسمائهم "داود" بقيت من القرن السادس الميلادي بإيطاليا و إسبانيا".
لذا تاريخ هذه النجمة أقدم من المذكور أعلاه. والله أعلم بالصواب.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:33 م]ـ
حملوا الموسوعة واستفيدوا
مهمة
http://saaid.net/book/open.php?cat=83&book=855
http://saaid.net/book/open.php?cat=84&book=1532
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:58 م]ـ
ماوجه مشاركة هذا الموراني؟؟؟!!!!!!!
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[11 - 02 - 05, 10:02 م]ـ
ليس بمشاركة كما قلت
موراني
(بدون الـ)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 10:07 م]ـ
يريد الدفاع عن إخوانه.
ـ[المستشرق موراني]ــــــــ[11 - 02 - 05, 10:20 م]ـ
رويدا يا أبا غازي!
اليك بهذا:
5) يطلب من جميع الإخوة مراعاة الأخلاق الإسلامية الحميدة، والبعد عن التشنيع والشدة في الردّ، وأن يكون الهدف الوصول للحق بدون تعصب
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 02 - 05, 12:44 ص]ـ
الى المستشرق موراني:
أقول:
ويطلب أيضا منك بأن تشارك بالمفيد أو تترك المشاركة لغيرك.
وإذا كنتَ تظن أن هذا الموضوع يعدُّ موضوعا سياسيا أو إخباريا فهذا ظن عجب.
وهذا أيضا للتنبيه فقط.
هداك الله.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[17 - 02 - 05, 06:32 ص]ـ
دكتور موراني:
نقلت من شروط الكتابة في المنتدى مايلي:
3) يختص (ملتقى أهل الحديث) بالموضوعات والبحوث المتعلقة بالعلوم الشرعية البحتة، كالعقيدة وعلوم القرآن والسنة وغيرها مما يهمّ طلبة العلم. أمّا الموضوعات السياسيّة والإخبارية فلها منتدياتها المختصّة، ونأمل من الإخوة عدم طرحها هنا مطلقاً.
وفيه: وغيرها مما يهم طلبة العلم ...
والكلام عن نجمة الصهاينة مفيد لطلبة العلم في بيان أصل هذه النجمة التي
صارت شعارا لأعدى أعداء الإسلام، بل صات شعارا لقوم نتعبد الله ببغضهم
وقد ضل بعض الأفراد من أمة الإسلام حينما لم يعرفوا أصل تلك الشعارات
وحقيقتها وما ترمي إليه ... فالاخوة استفادوا من الموضوع حين علموا
أنه لا يفيد نسبة النجمة لداود لأنه نبي، والنجمة بدعة حتى في شريعة
اليهود، فالتلظ بعبارة (نجمة داود) بدعة أيضا، وهذا مما يفيد طلبة
العلم وليس له علاقة بالسياسة والأخبار ...
غير أنك فهمت المقصود من الشرط خطأ ...
فالسياسة عندنا معاشر المسلمين من الدين ... ولكن المقصود بالسياسة هنا
المماحكات التي تصدر بين الكتاب أثناء مناقشة خبر أو حدث سياسي عالمي
أو محلي مما يحول المتندى لمهرجان لا يستفيد منه طلبة العلم، وقد خصص
هذا المنتدى لمناقشة ذلك، والموضوعات حتى السياسية إذا نوقشت من منظور
علمي فهي مسموحة أما إذا تحولت إلى مهاترات فلن تنفع طلبة العلم لذلك
تمنع ...
فتأمل ....
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 12:30 ص]ـ
ياليت المشرفين وفقهم الله يجعلوا من شروط الكتابة في هذا الملتقى السلفي المبارك أن يكون الرجل مسلما فمن ليس مسلما فليس بعدل ولاكرامة له "ومن يهن الله فما له من مكرم".
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:31 ص]ـ
هناك بعض الدارسين اليهود يشككون بالفعل في أصالة هذا الشعار وأنه لا جذور له
.......
أما عن وجوده في نقوش بعض المساجد القديمة فهو منتشر فعلاً لا سيما في الفترة العبيدية (الفاطمية)
وقد قمت ببحثأثناء دراستي بكلية الهندسة مبيناً أثر عقيدة الشيعة في بناء المساجد العبيدية في القاهرة
وبالتالي عرجت على العلاقة بين اليهودية والتشيع
وكنت أظن وقتها أن هذا الرمز أخذه الشيعة من اليهود
ولكن الأستاذ المشرف رد هذه النقطة بأنها خطأ تاريخياً حيث ان هذه النجمة السداسية ظهرت أولاً في المساجد العبيدية ثم عند اليهود!!
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 01:32 ص]ـ
هناك بعض الدارسين اليهود يشككون بالفعل في أصالة هذا الشعار وأنه لا جذور له
.......
أما عن وجوده في نقوش بعض المساجد القديمة فهو منتشر فعلاً لا سيما في الفترة العبيدية (الفاطمية)
وقد قمت ببحثأثناء دراستي بكلية الهندسة مبيناً أثر عقيدة الشيعة في بناء المساجد العبيدية في القاهرة
وبالتالي عرجت على العلاقة بين اليهودية والتشيع
وكنت أظن وقتها أن هذا الرمز أخذه الشيعة من اليهود
ولكن الأستاذ المشرف رد هذه النقطة بأنها خطأٌ تاريخيٌ حيث أن هذه النجمة السداسية ظهرت أولاً في المساجد العبيدية ثم عند اليهود!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/188)
ـ[المضري]ــــــــ[19 - 02 - 05, 04:51 ص]ـ
دكتور موراني نجمة داؤد الصهيونية هي موضوع ديني بحت قبل أن يكون سياسي! وفي هذا المنتدى لايوجد بند عنصري متخلف بعنوان: يمنع معاداة أو كراهية النجمة السامية بذكرها أو النقاش حولها!!
لأن المنتدى لايتطلع لإذلال الشعوب وتسخيرها وإرهابها نفسياً بقطع ألسنتها وكبت مايجول في خواطرها.
الأفضل لك من وجهة نظري أن تهتم بكيفية تحصيل ودفع إتاوات - إبتزاز معسكر اوشفتز - السنوية المرهقة.
ـ[بزيد]ــــــــ[26 - 02 - 05, 11:20 م]ـ
السلام عليكم وبعد كنت اقرأفي الموسوعة العربية العالمية تفسيرا لأحد اعلام (رايات) الدول حيث قال عن النجمة الخماسية يرمزون بها الى الشيوعية وأغلب ظني انه في تفسير علم فيتنام
فليت الاخوة يبحثون عن اصل هذه النجمة التي ما اكثر ما تنافس عليها طلاب المراحل الدنيا وما اكثر ما توضع على الملابس و البطاقات وغيرها.
وطلب اخر وهو ما مظان هذه الموضوعات؟؟؟؟؟؟؟؟؟
للمشاركة: من اهمها الموسوعة سالفة الذكر غير انها بعيدة عني الان
انتظر تسطير اناملكم لا شلت.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[27 - 02 - 05, 12:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا اخواني في الله ...
و أرد على موراني و غيره ممن يظنون أن ديننا كدينهم في المعابد و الكنائس فقط،
بأن ديننا هو منهج حياة في القضاء و الحكم و الحياة و الاقتصاد و السياسة الشرعية و الدراسة و الاكل و الشرب و الزواج و التعامل و القتال و الجهاد و العبادة و المساجد فهو يدخل في كل ما يخص المسلم وليس محصورا في زاوية التعبد في دور العبادة فقط!!!!!!
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:33 ص]ـ
إليكم صورة من ورقة قديمة عليها دعاء (وَفْق) محتفظة في دائرة الأمانات المقدسة بقصر (سراي) طوبقابي - إستانبول.
http://www.ripway.com/members/getfile.asp?file=\2004-8\155299\tavan\Vefk%2Ejpg
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:43 ص]ـ
الأخ الكريم أبو زلال
لابد من التسجيل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 03 - 05, 03:44 ص]ـ
الأفضل لك من وجهة نظري أن تهتم بكيفية تحصيل ودفع إتاوات - إبتزاز معسكر اوشفتز - السنوية المرهقة.
أضحك الله سنك:)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[03 - 03 - 05, 04:31 م]ـ
أخي ابن وهب،
هذه الصورة (والتي صورتها أنا فوتوغرافية) من وسط الكتاب الضخم المطبوع في السنة الماضية باعتناء "حِلْمِي آيْدين" الذي هو مساعد مدير متحف قصر طوبقابي.
وللمزيد انظر هذا الرابط:
http://www.kutsalemanetler.com/?show=Download
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 03 - 05, 04:46 م]ـ
الأخ الكريم
بارك الله فيك
حينما اضع الرابط الذي وضعتموه - وفقكم الله
http://www.ripway.com/members/getfile.asp?file=\2004-8\155299\tavan\Vefk%2Ejpg
أجد
http://www.ripway.com/login.asp
فلا تظهر الصورة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 03 - 05, 04:51 م]ـ
إني زرت طوبقابي.
وما ذكرتموه حول وجود النجمة في بعض مساجد استانبول فهذا صحيح وقد رأيت ذلك
ولكني ما رأيت ذلك في مسجد السليمانية
وان كنت قد سمعت بذلك
فهل تعرف مكان وجود النجمة في جامع السليمانية
وجزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 03 - 05, 05:29 م]ـ
وقد وجد في بعض مقتنيات السلاطين
أظنه السلطان عبد العزيز - لااتذكر- وكذا السلطان سليمان القانوني
وقد فسر ذلك بعضهم
بالتغلغل اليهودي في الدولة العثمانية
والله أعلم بالصواب
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[03 - 03 - 05, 06:57 م]ـ
أخي الكريم،
1 - عادي أن لايعمل الرابط الثاني الذي وضعتَه. والرابطان اللذان وضعتُهما يعملان عندي بدون مشكلة.
2 - سوف استعلم لك مكان النجمة في السليمانية إن شاء الله.
3 - لا يمكن ربط هذه النجمة بالتغلغل اليهودي. لأن السلطان فاتح (جد القانوني) قد سمّم من طرف طبيب يهودي يعمل للتجار الونديكيين. وهذا الوفق المذكور أعلاه مصدره سلالة حاكمة في قيريم آنذاك ...
وللنجمة سر ولكن لم اكتشفه بعدُ ...
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 03 - 05, 07:27 م]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك
(والرابطان اللذان وضعتُهما يعملان عندي بدون مشكلة)
يعملان عندك ربما لانك مشترك
ولكن هل يعمل لدى الاخوة
بامكانك اخي الحبيب ان تضع الصورة في الملتقى
وأما الرابط الثاني
http://www.kutsalemanetler.com/?show=Download
فيعمل وجزاك الله خيرا على هذا الرابط
ولكن لم أجد فيه ما اردتم توضيحه
قولكم - وفقكم الله
(هذا الوفق المذكور أعلاه مصدره سلالة حاكمة في قيريم)
والقرم كان فيه يهود وكان كثير من المتطببة هم من اليهود
ودعاء وفق هذا ما عرفته
وكثير من التمائم والرقى هو من صنع يهود
وحتى الان نساء اليهود في بخارى يقمن بهذا العمل
وكذا بعض يهود السامرة في نابلس
حتى ان لبعضهم دكان في نابلس القديمة
(والله أعلم) وهو يظهر انه يعالج المرضى
فلينظر في هذا الأمر
ذكرت هذا للبحث والفائدة
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/189)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[03 - 03 - 05, 10:25 م]ـ
أخي الكريم حفظك الله،
ومما يجدر بالذكر أنه كان مكتوبا في هامش هذه الصورة اسم مرسل الوفق إلى الملك العثماني (بدون تاريخ)، وهي السيدة فاطمة ... ولكنني الآن لم أتمكن من ضبط الكلام بتمامه لما لايتواجد الكتاب عندي. والصورة كانت ملتقطة من نسخة صديق لي ساكن في مدينة أخرى. ومع هذا لايمكن أن نتأكد من أنه من صنع اليهود المزعومين أنهم يعيشون ويشتغلون بالسحر في القيريم ... وأرفق بالصورة كملف إن شاء الله.
فكما يشاهد فيها يكتب في أعلى الصحيفة: يا كافي يا رقيب. ولكنه لا ينكر أنها مليئة بالأحرف العربية التي لايفهم من مجموعها شيء. وكأن هذا يشبه متون رقية النملة والعقرب التي تذكر في الآثار المروية:
1 - يقول الفقيه الشافعي الدميري المصري (ت 808 هـ) في حياة الحيوان الكبرى (2/ 378 - 379): ورأيت في بعض الكتب بخط بعض الأئمة الحفاظ أن رقية النملة، أن يصوم راقيها ثلاثة أيام متوالية ثم يرقيها بكرةَ كلِ يوم من الثلاثة عند طلوع الشمس فيقولَ: افسطرى وانبرجى فقد نوه بنوه بربطش ديبقت اشف أيها الجرب بألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
2 - الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 368): عن جابر قال كان بالمدينة رجل يكنى أبا مذكر يرقي من العقرب فينفع الله بذلك فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يا أبا مذكر ما رقيتك هذه أعرضها علي. فقال: شجنة قرنية ملحة بحر قفطا فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا بأس بهذا وهذه مواثيق أخذها سليمان بن داود على الهوام قال الحكيم الترمذي ذكر لنا أنها بلغة حمير ثم أسند من طريق مغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال كلمات بالحميرية. وفي حياة الحيوان (2/ 35 - 36): ورأيت بخط ابن الصلاح في رحلته رقية للعقرب قال: ذكر أن الإنسان يرقي بها فلا تلدغه عقرب. وإن أخذها بيده لا تلدغه. وإن لدغته لا تضره. وهى: بسم الله وبالله وبسم جبريل وميكائيل كازم كازم ويزازم فتيز إلى مرن إلى مرن بشتامرا بشتامرا هوذا هوذا هى لمظا أنا الراقي والله الشافي. (ولا يبعد أن يكون أصل هذه الكلمات حروف متفرقة مثل ما كان الحال في صورتنا – أبو زلال)
وبالرغم من أن كلاهما ضعيفان وبلغة أعجمية (ولذا يرى العلماء أن الاسترقاء بمثل هذه الكلمات غير المفهومة مكروهاً، كما قاله البيهقي في شعب الإيمان 2/ 60 - 61 وحتى الدميري نفسه في حياة الحيوان 2/ 35 وابن الأثير في النهاية في مادة رقى) يعطيان لنا فكراً في هذا الموضوع. وإن تلقينا ما في الأخبار صحيحاً قد يمكن لنا أن نقول كون هذه النجمة أصلية مستعملة بيد سليمان عليه السلام مثل الميثاق المأخوذ من الهوام. ولا بأس باستعمالها مشتركا مع اليهود ما لم يكن فيها شبهة شرك.
فكل هذا عبارة عن ظن محروم من دليل تاريخي. والله أعلم بالصواب.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 05, 01:43 ص]ـ
أخي الحبيب
بارك الله فيك
لايخفى عليك خطر يهود القرم والقرم هذه كانت منطقة خطرة ولعبت دورها هاما في الدولة العثمانية
وليس الحديث هنا عن اليهود في القرم
ولكن الحديث أن هذه العلامة أأو النجمة هو من اليهود
واليهود يششتغلون في هذا الأمر فهذا الدكان الذي أحدثك عنه في نابلس
من يأتيه (أبناء المسلمين ونساء المسلمين)
فاذا وجدت هذا وقلت هذا من الرقى والتمائم التي كان يمتبها اليهود اكون قد نسبت ذلك الى أناس مزعمين
يعيشون في نابلس
حتى رقى العقرب بالحميرية كان هناك يهود في اليمن
ومن حمير
فأصل هذه المادة من اليهود فلا غرابة ان قلت أن هذا من اليهود
فكلامي لم يأت بدون حجة ولابرهان ولادليل بل كان مستند الى حجة وبرهان
وذكرت لك مثاله في بخارى
فاشتغال اليهود بهذا أمر قديم
ثم أنكم وفقكم الله تطرقتم الى مسائل شرعية
وكان حديثي عن الناحية التاريخية
وأصل الموضوع هنا عن النجمة وتاريخ النجمة
وانتم - وفقكم اعترضتم على ما ورد في بحث الدكتور عبدالوهاب
وانا اوافقكم على هذا الاعتراض
وقد أجدتم في قولكم (لذا تاريخ هذه النجمة أقدم من المذكور أعلاه)
وانا رأيت مقابر لليهود في استانبول قديمة وعليها هذه النجمة التي يسمونها نجمة داود
فلامانع أن تكون فاطمة هذه ذهبت الى يهودي أو يهودية في القرم وما أكثر يهود القرم
وكتب أو كتبت لها هذا الدعاء
او هي تعلمت ذلك منهم
المهم المصدر في النهاية اليهود
وكون هذا الشعار يوجد في بعض المساجد في استنابول يعني نفوذ دور اليهود
واصلا دور اليهود وتغلغلهم في الدولة العثمانية لاينكر
وكذا وجود هذا في خاتم بعضهم
ونعرف دور اليهود في البلاط السلطاني
عموما انتم تطرقتم الى مسألة شرعية وهي مسألة حكم هذا النوع من الرقى
وانا لم أتطرق الى ذلك
وحيث أنكم قد تطرقتم إلى ذلك
فقد وجب الخوض فيه
وادع ذلك للمشايخ في الملتقى
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 03 - 05, 03:33 ص]ـ
الذي يظهر لي بعد البحث أن النجمة السداسية متعلقة بالسحر وليس باليهود.
والسحر هو أسر الشيطان واستعماله لأغراض دنيئة. ويتم استدعاءه عن طريق رموز خاصة وتعويذات، ثم يتم أسره في دائرة (وهي مهمة).
واليهود طبعاً ينسبون السحر لسليمان عليه السلام. وقد كذبهم الله تعالى وبرأ سليمان من السحر فقال: {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ .... } (102) سورة البقرة
ثم انظر لشعار الولايات الأمريكية المتحدة وهو مطبوع على فئة الدولار الواحد، وفيه النجمات بشكل نجمة سداسية تحيط بها دائرة فيها 13 خط طويل، و 13 خط قصير. طبعاً الرقم 13 له علاقة بالماسونية. لكن النجمة السداسية والدائرة متعلقة بالسحر. ولم يكن النفوذ اليهودي آنذاك شيئاً، بل جورج واشنتون وكذلك فرانكلين كانا يودان منع اليهود من الهجرة إليها لعلمهم بنواياهم وسعيهم للسيطرة عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/190)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 05, 06:40 ص]ـ
الذي أراه هو حذف الصورة
اذ لاداعي لوضع مثل هذه الصورة في هذا الملتقى المبارك
وانا انما طلبت من الأخ الكريم وضع الصورة لكي أرى ما فيه
اما وقد حصل ذلك فأرى حذف الصورة
الشيخ محمد الامين وفقه الله
فيما ذكرتموه نظر
فهل اليهود كلهم سحرة
لايعقل هذا ولايتصور
نعم قد يكون للشعار معنى عند السحرة ولكن أن يكون هذا شعار السحرة فحسب
فهذا ليس صحيحا
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - 12 - 05, 11:28 م]ـ
قد أعطاني احد الإخوة رسالة صغيرة بعنوان: " هل يجوز تسمية دولة اليهود بإسرائيل " للشيخ ربيع بن هادي المدخلي، و بين فيها أنه لا يجوز تسميتها بذلك، فمن ارادها وجدها.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[17 - 12 - 05, 09:23 ص]ـ
قرأت أن رقم 13 لعدد النجوم المكونة للنجمة السداسية على صدر النسر الأصلع (شعار أمريكا) -نعم، هناك 13 نجمة ترسم معاً النجمة السداسية- .. وأن الرؤوس الـ13 للسهام التي يحملها النسر في أحد قدميه، والـ13 ورقة زيتون في عرق الزيتون الذي يحمله في الأخرى، ... هذا الرقم 13 يشير لقبائل بني إسرائيل الـ12 .. لكن بزيادة قبيلة الخزر، قبيلة في جنوب شرق أوروبا اعتنقت اليهودية في القرن العاشر ميلادية فيما يعتبر أكبر عملية تحول من دين لآخر في التاريخ (حسبما قرأت)!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 10 - 08, 08:13 ص]ـ
وحتى يُرى هذه النجمة على راية الملاّح قائد القوات البحرية لسلطان سليمان القانوني "خير الدين باشا" والذي قال عن نفسه: "نحن لسنا بقراصن بل بحمد الله غزاة مجاهدون في الله" ....
وهذا هو علم المجاهد المعروف خير الدين الخضر بن يعقوب المعروف
بخير الدين بربروس ت 953 هـ 1546 م
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60229&stc=1&d=1224044287
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 10 - 08, 09:22 ص]ـ
وهذا علم إمارة قرمان (647 - 892) ه (1250 - 1487) م
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60230&stc=1&d=1224047828
وهذا موقع إمارة قرمان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60231&stc=1&d=1224048045
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 10 - 08, 12:24 م]ـ
وهذا علم Candaro?lu Süleyman في شمال تركيا في منطقة سينوب وقسطمونية (قسطموني)
(691 - 865) ه (1292 – 1461) م
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60232&stc=1&d=1224058586
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 10 - 08, 01:50 م]ـ
نقود العائلة العلوية فى المغرب من سنة 1868 الى سنة 1953 كلها يهودية
http://www.rami.tv/fr/alaouites/drapeau/monnaie-alaouite-1953.bmp
http://www.rami.tv/fr/alaouites/drapeau/monnaie-alaouite-1921.bmp
http://www.rami.tv/fr/alaouites/drapeau/monnaie-alaouite-1879.bmp
http://www.rami.tv/fr/alaouites/drapeau/monnaie-alaouite-1868.bmp
وهذه النجمة صار لها انتشار واسع بعد ظهور ماركة (مونت بلان)
http://www3.0zz0.com/2008/03/14/18/235156960.jpg
وكذلك هناك دولة في أفريقيا علمها يحتوي على نجمتين من نجمة اليهود
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 10 - 08, 02:33 م]ـ
لم يكن لدى المسلمين حساسية نحو هذا الشكل الهندسي
ترى هل نعتبر هذا الشكل من شعار اليهود
http://www.barbaros.biz/index_dosyalar/Muhrusuleyman1.jpg
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 10 - 08, 12:14 م]ـ
الشيخ محمد الامين وفقه الله
فيما ذكرتموه نظر
فهل اليهود كلهم سحرة
لايعقل هذا ولايتصور
نعم قد يكون للشعار معنى عند السحرة ولكن أن يكون هذا شعار السحرة فحسب
فهذا ليس صحيحا
لم أقل ذلك
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 10 - 08, 01:44 م]ـ
هل كل خطين متقاطعين يعتبر صليب؟
ونفس الشيء هل كل نجمة سداسية تعتبر رمز يهود؟
ـ[ابو خطاب العراقي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
مبحث مفيد
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[22 - 10 - 08, 10:00 م]ـ
ياليت المشرفين وفقهم الله يجعلوا من شروط الكتابة في هذا الملتقى السلفي المبارك أن يكون الرجل مسلما فمن ليس مسلما فليس بعدل ولاكرامة له "ومن يهن الله فما له من مكرم".
لديّ سؤال لإدارة الملتقى حفظهم الله، هل يجوز الدعاء للكافر بالتوفيق"وفقه الله"، علما بأن الكافر محروم التوفيق بتركه للإسلام؟
إخوتي الكرام،
قد تصادفون هذه النجمة منقوشة بنقش كبير في أفنية أو نوافذ أو منابر أو محارب بعض المساجد أو الجوامع القديمة المشهورة الباقية من العثمانيين في تركيا (مثلا: في قصر طوبقابي و مسجد الجامع السليمانية). وحتى يُرى هذه النجمة على راية الملاّح قائد القوات البحرية لسلطان سليمان القانوني "خير الدين باشا" والذي قال عن نفسه: "نحن لسنا بقراصن بل بحمد الله غزاة مجاهدون في الله" ... وأيضا تصادف هذه النجمة في الرقى والتمائم ... وليست لها علاقة بالصهيونية البتة، تتلقى كـ"مُهر سليمان" وهو نبينا.
وإضافة إلى ما قاله در. عبد الوهاب المسيري: "يقال إن أول ما بحث عنها في كتبه وسمّيها بنجمة داود هو عالم "قَبَّلاَ" Yosef Gikatilla والذي عاش في القرن الثالث عشر ميلاديا. وهي أيضا منقوشة على غلاف كتاب مطبوع لأول مرة في عالم المطبوعات اليهودية سنة 1512 في Prag ( عاصمة جمهورية تشيك) وهو Sefer Tefirot. وهذه النجمة قد وجدت منقوشة على بعض بلاطات الضريح للذين أسمائهم "داود" بقيت من القرن السادس الميلادي بإيطاليا و إسبانيا".
لذا تاريخ هذه النجمة أقدم من المذكور أعلاه. والله أعلم بالصواب.
صدقت، ألا نستطيع اعتبارها من فن الزخرفة الإسلامي خصوصا مدى تأثر العثمانين وغيرهم بها، وبالمناسبة المسجد الأقصى يمتلئ بمثلها بل أغلب الشواهد الأثرية الإسلامية في فلسطين والله أعلم.(30/191)
تمام المنة في بيان عقيدة النواصب عند أهل السنة!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 02 - 05, 02:22 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين وآله وأصحابه أجمعين أما بعد:
نظراً لكثرة من يستفسر عن هذا الموضوع وهو موضوع (النواصب) وقلة من كتب فيه وعلى حد علمي القاصر واطلاعي المحدود لم أجد كتاباً مصنفاً مطبوعاً عن هذا الموضوع
فعزمت على بحث هذا الموضوع بشكل مختصر وتجلية هذا الأمر بشكل أكبر خاصة وأننا أصبحنا نسمع هذه اللفظة كثيراً تُطلق على أهل السنة وهم منها براء فأهل السنة ليسوا نواصب
ولا خوارج ولا روافض بل هم وسط بين جميع المذاهب والفرق كما بين ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية وكثير من كتبه وسبقه أيضاً الإمام أحمد وغيره من أئمة أهل السنة
الذين كانوا يترضون على جميع الصحابة بلا استثناء وكل من نال شرف الصحبة وخاصة أهل بدر
وبسبب ذلك أحببت أن أكتب عن هذا الموضوع بشكل مختصر وإن كنت أعلم أن رضى الناس غاية لاتدرك لكن رضى الله غاية لاتترك وأتمنى من الإخوة الكرام تسديدي وتصويبي إن وقعت في خطأ أو زلة غير مقصودة وسميت هذا البحث (تمام المنة في بيان عقيدة النواصب عند أهل السنة) ويستبدل العنوان السابق بهذا العنوان وربما يكون هذا البحث في أكثر من ستين صفحة وأرجو من الإخوة الكرام الا نتظار حتى أنتهي من هذا الموضوع كله وبعد ذلك فلا بأس لمن يريد الاستفسارر أو التعليق أو التعقيب وهذا مما يسرني جداً علماً بأن هناك العديد من الأخطاء اللغوية والمطبعية
في هذا البحث سوف أتداركها إذا أعددت هذا البحث للطباعة وهذا البحث خاص بهذا المنتدى ولا أسمح بنشره خارجه حتى تتم مراجعته مراجعة كاملة شاملة والله الموفق
وقيل: السعيد من عدت غلطاته وما اشتدت سقطاته
والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه
وقال ابن المقفع: من وضع كتاباً فقد استهدف فإن أصاب فقد استشرف وإن أساء فقد استقذف
وأخيراً أقول: وإن تجد عيباً فسد الخللا ... فجل من لاعيب فيه وعلا
الفصل الأول: تعريف النواصب ومن هم؟
تعريف النواصب\\\\\
تعريف النصب:
1 - يقال ناصبه الشر والحرب والعداوة مناصبة أظهره له و نصبه وكله من الانتصاب00 0 و النواصب قوم يتدينون ببغض علي عليه السلام.: لسان العرب ج1/ص762
2 - قال ابن حجر: والنصب بغض علي وتقديم غيره عليه والخوارج الذين أنكروا على علي التحكيم وتبرءوا منه ومن عثمان وذريته وقاتلوهم فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغلاة منهم. مقدمة فتح الباري ج1/ص459
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وطريقة النواصب
الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل. العقيدة الواسطية (248)
4 - وقال أيضاً: وكانت الكوفة بها قوم من الشيعة المنتصرين للحسين وكان رأسهم المختار بن أبي عبيد الكذاب وقوم من الناصبة المبغضين لعلي رضي الله عنه وأولاده ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
منهاج السنة النبوية (كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 4، صفحة 554.
5 - وقال أيضاً: و الرد على النواصب الذين يسبونه أو يفسقونه أو يكفرونه و يقولون فيه من جنس ما تقوله الرافضة في الثلاثة ففي فضائل علي الثابتة رد على النواصب كما أن في فضائل الثلاثة ردا على الروافض.
كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 7، صفحة 339.
6 - قال ابن حجر: فصار الناس في حق علي ثلاثة أهل السنة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أمية واتباعهم.
7 - قال الذهبي: من تعرض للإمام علي بذم فهو ناصبي يعزر فإن كفره فهو خارجي مارق بل سبيلنا أن نستغفر للكل ونحبهم ونكف عما شجر بينهم. سير أعلام النبلاء ج7/ص370
ترجمة مختصرة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال ابن حجر: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو الحسن أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح فربى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وزوجه بنته فاطمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/192)
وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال له أنت أخي ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي وقال غيره وكان سبب ذلك بغض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا وقد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنى عنها وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وروى عنه من الصحابة ولداه الحسن والحسين وابن مسعود وأبو موسى وابن عباس وأبو رافع وابن عمر وأبو سعيد وصهيب وزيد بن أرقم وجرير وأبو أمامة وأبو جحيفة والبراء بن عازب وأبو الطفيل وآخرون ومن التابعين من المخضرمين أو من له رؤية عبد الله بن شداد بن الهاد وطارق بن شهاب وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن الحارث بن نوفل ومسعود بن الحكم ومروان بن الحكم وآخرون ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلهم أولاده محمد وعمر والعباس وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام. انتهى الإصابة في تمييز الصحابة ج4/ص564وقال أيضاً:
قال احمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في علي وكأن السبب في ذلك انه تأخر ووقع الاختلاف في زمانه وخروج من خرج عليه فكان ذلك سببا لانتشار مناقبه من كثرة من كان بينها من الصحابة ردا على من خالفه فكان الناس طائفتين لكن المبتدعة قليلة جدا ثم كان من أمر علي ما كان فنجمت طائفة أخرى حاربوه ثم اشتد الخطب فتنقصوه واتخذوا لعنه على المنابر سنة ووافقهم الخوارج على بغضه وزادوا حتى كفروه مضموما ذلك منهم إلى عثمان فصار الناس في حق علي ثلاثة أهل السنة والمبتدعة من الخوارج والمحاربين له من بني أمية واتباعهم فاحتاج أهل السنة إلى بث فضائله فكثر الناقل لذلك لكثرة من يخالف ذلك والا فالذي في نفس الأمر ان لكل من الأربعة من الفضائل إذا حرر بميزان العدل لا يخرج عن قول أهل السنة والجماعة أصلا وروى يعقوب بن سفيان بإسناد صحيح عن عروة قال اسلم علي وهو بن ثمان سنين وقال بن إسحاق عشر سنين وهذا ارجحها وقيل غير ذلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت مني وانا منك هو طرف من حديث البراء بن عازب في قصة بنت حمزة.
أول من أسلم علي
قال النسائي: أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
4 أخبرنا عبد الله بن سعيد قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن أرقم قال أول من أسلم علي
5 أخبرنا إسماعيل بن مسعود عن خالد وهو ابن الحارث قال 00. خصائص علي ج1/ص22
قلت: وفي رواية عند الترمذي وأحمد في المسند أن النخعي أنكر ذلك على عمرو بن مرة وقال أبو بكر رضي الله عنه قلت: لايمنع من الجمع بين رواية زيد بن أرقم وهو صحابي جليل وبين رواية النخعي بأن إسلام علي كان في ذاك الوقت صبياً وأبو بكر كان كبيراً ولا شك أن إسلام أبي بكر كان أكثر تأثيرا وأنفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام غيره وبإسلام أبي بكر أسلم الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم و الأحاديث الواردة في فضل الصديق رضي الله عنه كثيرة ولا مجال لذكرها هنا
قال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم أول من أسلم أبو بكر الصديق وقال بعضهم أول من أسلم علي وقال بعض أهل العلم أول من أسلم من الرجال أبو بكر وأسلم علي وهو غلام بن ثمان سنين وأول من أسلم من النساء خديجة 3750. سنن الترمذي ج5/ص642
باب أول من أسلم علي بن أبي طالب.
الأوائل للطبراني ج1/ص78
قوله عن عمرو بن مرة الجملي المرادي أول من أسلم علي وفي رواية لأحمد في مسنده أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
وفي أخرى له أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه فأنكره وقال أول من أسلم أبو بكر الصديق لا وجه للإنكار فإن أبا بكر أول من أسلم من الرجال
وعليا أول من أسلم من الصبيان
قوله هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/193)
قوله وأبو حمزة اسمه طلحة بن يزيد بفتح التحتية الأولى وكسر الزاي وسكون التحتية الثانية وبالدال المهملة مولى الأنصار نزل الكوفة وثقه النسائي من الثالثة. تحفة الأحوذي ج10/ص164
قال الشريف: وهذا الأثر عن زيد بن أرقم رضي الله عنه إسناده صحيح ولا مطعن فيه وهو يدل على قدم إسلام علي رضي الله عنه وفضله ويرويه شعبه (ثقة ثبت)
عن عمرو بن مرة ثقة عن أبي حمزة الأنصاري (ثقة) وهو أحد رواة الصحيح وقد أخرج له البخاري نفس الإسناد ولكن الحديث مختلف
وروى أثر زيد بن أرقم أحمد بن حنبل في المسند والترمذي والحاكم والنسائي في الخصائص والطبراني في الأوائل وابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي عاصم في السنة والآحاد والمثاني والأوائل والبيهقي وفي السنن وغيرهم
ويرويه عن شعبة مجموعة من الرواة وهم كالتالي:
1 - خالد بن الحارث السنن الكبرى (ج5/ص106)
2 - علي بن الجعد مسند ابن الجعد (ج1/ص29)
3 - محمد بن جعفر خصائص علي
مصنف ابن أبي شيبة (ج7/ص263)
سنن الترمذي ج (5/ص642)
المستدرك على الصحيحين (ج3/ص147) فضائل الصحابة لابن حنبل (ج2/ص590)
4 - يزيد بن هارون مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج4/ص368)
5 - أبو داود الطيالسي مسند الطيالسي (ج1/ص935) -- أبو النضر
6 - أسد بن موسى الأوائل (للطبراني /ص79)
7 - وكيع بن الجراح لأوائل لابن أبي عاصم ج1/ص79 الآحاد والمثاني 090ج1/ص149 مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص12
8 - شبابة بن سوار
مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص338
9 - عبدالله بن إدريس الأودي
10 - عفان بن مسلم الصفار الطبقات الكبرى ج3/ص21
11 - وهب
12 - حسين بن علي تاريخ مدينة دمشق ج42/ص38
13 - عبد الرحمن بن مهدي
خصائص علي ج1/ص21
قال ابن سعد أخبرنا وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم عن شعبة. الطبقات الكبرى ج3/ص
21
وفي رواية حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة
عن زيد بن أرقم قال أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق.
قلت: هذه الرواية شاذة غير صحيحة ومخالفة للروايات الأخرى.
قال محمد بن عمر: وأصحابنا مجمعون أن أول أهل القبلة الذي استجاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد ثم اختلف عندنا في ثلاثة نفر أيهم أسلم أولا في أبي بكر
وعلي وزيد بن حارثة وما نجد إسلام علي صحيحا إلا وهو بن إحدى عشرة سنة00الخقال البيهقي: واختلفوا في سن علي رضي الله عنه يوم قتل فقيل خمس وستون سنة وقيل ثلاث وستون وقيل أقل من ذلك وأشهره ثلاث وستون على رأس أربعين من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرجع سنه يوم أسلم على قول من قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشرا إلى ثلاث عشرة سنة وعلى قول من قال ثلاث عشرة إلى عشر سنين ففي أكثر الروايات كان رضي الله عنه بلغ من السن حين صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم قدرا يحتمل أن يكون احتلم فيه وما روي من الشعر محتمل للتأويل مع ضعف إسناده على أن الحكم بصحة قول البالغ دون الصبي المميز وقع شرعه بعد إسلام علي رضي الله عنه فإسلامه كان محكوما بصحته إما لأنه بقي حتى وصف الإسلام بعد بلوغه أو لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاطبه بالدعاء إلى الإسلام وغيره من الصبيان غير مخاطب أو لأن قول الصبي المميز إذ ذاك كان محكوما بصحته قبل ورود الشرع بغيره أو كان قد احتلم فصار بالغا به والله أعلم هذا وقد ذهب الحسن البصري وغير واحد في رواية قتادة إلى أن عليا رضي الله عنه أسلم وهو بن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة كما مضى ذكر. سنن البيهقي الكبرى ج6/ص207
وللحديث بقية _=_
ـ[باز11]ــــــــ[16 - 02 - 05, 07:34 ص]ـ
فائدة:
أخونا الشريف ذكر العلامة المقريزي في سيرته أن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه لا يدخل في مسألة أول الناس اسلاما لأنه تربى في بيت النبوة فلم يجر عليه كفر ولم يسجد لصنم وكان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.
فأرجو من أخي الشريف وهو يخوض غمار هذا البحث الحساس أن يتأنى جدا جدا ولا يتسرع أو يتركه لوقت آخر لا سيما وأنتم من أشراف مكة المكرمة.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[16 - 02 - 05, 01:45 م]ـ
يا باز هل ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسلما؟ وأين كلام المقريزي كاملا بما قبله وما بعده حتى أناقشك فيه؟
وأنا أنصحك الأح الشريف بالمواصلة في هذا البحث المفيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/194)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 02 - 05, 06:23 م]ـ
حب علي إيمان وبغضه نفاق
عن عدي بن ثابت عن زر عن علي رضي الله عنه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهدالنبي الأمي إلى أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
أخرجه مسلم (78) والترمذي رقم (3736) والنسائي (6/ 535) ابن ماجه (1/ 42) وأحمد في فضائل الصحابة (2/ رقم 961) وابن أبي عاصم في السنة (1325) مصنف ابن أبي شيبة 6/ 365) الإيمان لابن منده (1/ 414) الإيمان للعدني (1/ 81) تاريخ دمشق (42/ 276) ابن حبان (15/ 367) مسند أبي يعلى (1/ 250))
قال الترمذي: حسن صحيح
قال أبو نعيم:
حديث صحيح متفق عليه رواه عبدالله بن داود الخريبي وعبدالله بن محمد بن عائشة حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا عبدالله عن عبدالله ورواه الجم الغفير عن الأعمش ورواه شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت وإسناده صحيح. حلية الأولياء 4/
185
قلت: عدي بن ثابت أحد رواة الجماعة وهو ثقة لاشك في ذلك ولا ريب وأما رميه بالرفض ففيه نظر كبير عندي ولم أجد أحداً أطلق هذا على عدي بن ثابت سوى الدار قطني من رواية أبي عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الرحمن السلمي متكلم فيه ورواية البرقاني اقتصرت على قوله (ثقة) ولم يتطرق للرفض لا من قريب ولا من بعيد فهذه الرواية مخالفة لسائر الروايات والبرقاني أوثق من السلمي بمراحل!
وغاية ما شنعوا فيه على عدي أنه شيعي غال في التشيع ولم يمنعهم ذلك
من توثيقه لصدقه وضبطه وعلى ذلك سائر أهل الحديث وعلى هذا جرى أصحاب الصحيح ومحبة علي بن أبي طالب من السنة والإيمان وبغضه نفاق وبدعة ومن رد هذا الحديث بدعوى أن هذا الحديث يقوي بدعة التشيع ففقد خالف الصواب وهذه القاعدة صارت شماعة في رد كل حديث يأتي في فضل علي بن أبي طالب وقد اجتمعت فيه عدة أمور توجب محبته والترضي عليه وكره من يبغضه ويتعدى عليه، فعلي بن أبي طالب هو ممن تربى في بيت النبوة وأسلم أول الناس بالرغم أن والده وأخوه الأكبر لم يسلما ومع ذلك فقد تابع ابن عمه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم بأبي هو وأمي، وعلي أيضاً متزوج من سيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء ووالد ريحانتي أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم وهو رابع الخلفاء الراشدين وأفضل الناس بعد الثلاثة ونحن أولى بمحبة هذا الصحابي الجليل (الذي قل أن تجمتع في أحد هذه الصفات) من غيره من الروافض وغيرهم فمحبته من غير غلو ولا إفراط واجبة على كل صاحب سنة وحديث وسوف يأتينا بعض خصائص هذا الخليفة الراشد وما صح من أحاديث في فضل هذا الإمام فيه غنية وكفاية من كثير من الأحاديث الموضوعة والتالفة التي لانحتاج إليها فما عندنا نحن أهل السنة من أحاديث صحيحة يكفي في فضل هذا الصحابي الجليل
ومنها هذا الحديث وهو أكبر رد على النواصب والخوارج الذين يطعنون في أبي الحسن رضي الله عنه فهذه شهادة ودليل على عظم منزلة هذا الخليفة
وقال محقق (التهذيب):لم أجد له ذكراً في كتب الشيعة ولم أجد لهم عنه رواية في كتبهم المعتبرة فينظر في أمره!. تهذيب الكمال للمزي (19/ 524)
والحديث صحيح لاريب فيه والأعمش مقل في التدليس ولا نتوقف عند تدليسه كثيراً وعدي ثقة لم يرمه أحد بالتدليس ولو رماه أحد بذلك لنقل إلينا والأصل هو عدم التدليس وهذا واضح جلي لكل منصف , وزر من أصحاب علي وهو ثقة معمر ورميه بالنصب لايصح كما سأبين ذلك فيما بعد إن شاء الله
وأما ما قيل عن الدار قطني أنه ضعف (الحديث) فلم يتبين لي ذلك غاية ما قاله هو: وأخرج مسلم حديث عدي بن ثابت:والذي فلق الحبة. ولم يخرجه البخاري.
فلو كان في الحديث علة لبينها كما تعقب الدار قطني كثيراً من الأحاديث في مسلم , وليس شرطا أن يخرج البخاري كل حديث أخرجه مسلم وكذلك ليس شرطا أن يمتنع مسلم من تخريج أي حديث لم يخرجه البخاري والعبرة بصحة الرواية
قال الشيخ مقبل: وهذا أيضا من الإلزامات لأن رجاله كلهم من رجال الشيخين. الإلزامات والتتبع (428) -
قال الدار قطني في العلل: وسئل عن حديث زر عن علي قال: لايحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق إنه لعهد النبي الأمي. فقال: يرويه الأعمش عن عدي عن زر عن علي رواه أصحاب الأعمش عنه كذلك 00
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/195)
والصحيح عن وكيع وغيره عن الأعمش عن عدي عن زر 00والصواب حديث عدي. العلل للدار قطني (3/ 203)
قال ابن حبان:ذكر الخبر الدال على أن محبة المرء علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الإيمان.
صحيح ابن حبان ج15/ص367
قلت: وهذا الحديث معروف من طريق الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر ويرويه عن الأعمش مجموعة من الرواة:
وهم كالتالي:
1 - وكيع بن الجراح
2 - أبو معاوية محمد بن خازم
3 - الفضل بن موسى
4 - ابن نمير عبدالله بن نمير
5 - عبد الحميد الحماني
6 - عبدالله بن داود الخريبي
7 - محاضر ابن المورع
8 - يحي بن عيسى
9 - عبيدالله بن موسى
1 - قال الذهبي:
فمعناه أن حب علي من الإيمان وبغضه من النفاق فالإيمان ذو شعب وكذلك النفاق يتشعب فلا يقول عاقل إن مجرد حبة يصير الرجل به مؤمنا مطلقا ولا بمجرد بغضه يصير به الموحد منافقا خالصا فمن أحبه وأبغض أبا بكر كان في منزلة من أبغضه وأحب أبا بكر فبغضهما ضلال ونفاق وحبهما هدى وإيمان والحديث ففي صحيح مسلم: سير أعلام النبلاء ج12/ص510
2 - وقال أيضاً: وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء وطرق حديث من كنت مولاه وهو أصح وأصح منها ما أخرجه مسلم عن علي قال إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وهذا أشكل الثلاثة فقد أحبه قوم لا خلاق لهم وأبغضه بجهل قوم من النواصب فالله أعلم.
سير أعلام النبلاء ج17/ص169
3 - قال محقق سير أعلام النبلاء: وجدت على هامش الأصل تعليق على استشكال الذهبي ونصه: قلت: لا إشكال فالمراد:لا يحبك الحب الشرعي المعتد به عند الله تعالى وأما الحب المتضمن لتلك البلايا والمصائب فلا عبرة به بل هو وبال على صاحبه كما أحبت النصارى المسيح. (17/ 169)
4 - قال ابن حجر: الحديثين ان عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله أراد بذلك وجود حقيقة المحبة والا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة وفي الحديث تلميح بقوله تعالى [قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله] فكأنه أشار إلى ان عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتصف بصفة محبة الله له ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق كما أخرجه مسلم من حديث علي نفسه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق وله شاهد من حديث أم سلمة عند احمد. فتح الباري ج7/ص72
5 - وقال الذهبي: فمولانا الامام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه اشد الحب ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق
وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب اهل الجنة لو استخلفا لكانا اهلا لذلك
وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للامامة وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه واكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد امام فقيه يصلح للخلافة
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشان من ائمة العلم كان اولى بالامر من أبي جعفر المنصور
وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم اولى بالخلافة من هارون وله نظراء في الشرف والفضل. سير أعلام النبلاء ج13/ص120
قلت: ويروى موقوفا عن أبي سعيد الخدري بإسناد صحيح. قال ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا والأنصار.
ويرويه مالك بن إسماعيل النهدي (ثقة) نا إسرائيل (ثقة) عن الأعمش (ثقة) عن أبي صالح (ثقة) عن أبي سعيد الخدري فذكره
وفي جزء الحميري نا هارون بن إسحاق (ثقة) ناسفيان بن عيينة (ثقة) عن الزهري (ثقة) عن يزيد بن خصيفة (ثقة) عن بسر بن سعيد (ثقة) عن أبي سعيد الخدري قال ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغض علي. صحيح
جزء الحميري ج1/ص34.
. تاريخ مدينة دمشق ج42/ص285
قال الشريف:وهذه شهادة عظيمة من أبي سعيد الخدري لايمكن التغاضي عنها وتدل على عظم مكانة علي عند الصحابة رضوان الله عليهم
ويروى بهذا اللفظ عن أبي ذر وابن مسعود وجابر بن عبدالله وأصحها رواية أبي سعيد الخدري.
الفئة الباغية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/196)
من الأمور المهمةالتي على طالب العلم أن يتنبه لها هي أن علياً رضي الله عنه هو المصيب في حروبه كما ورد ذلك صريحاً في حديث (تقتل عمار الفئة الباغية) وعليه أن يكف عما شجر بينهم ولا يلعن ولايسب أي طائفة منهم وإن كان المصيب هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه لاشك في ذلك ولا ريب وسوف أورد من كلام العلماء ما يؤيد ذلك
عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
(ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار.) صحيح البخاري ج3/ص1035
ورواه مسلم بهذا اللفظ: عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تقتل عمارا الفئة الباغية.)
وعند أحمد في المسند (قال فرأى عمارا فقال ويحه بن سمية تقتله الفئة الباغية قال فذكرته لمحمد يعنى بن سيرين فقال عن أمه قلت نعم أما انها كانت تخالطها تلج عليها) 26639 مسند الإمام أحمد بن حنبل ج6/ص289
قلت: وهذه الفائدة لم يذكرها ابن حجر في ترجمة (خيرة) أُم الحسن البصري والقائل فذكرته لمحمد بن سيرين لعله ابن عون فهو من تلاميذه وقد وثقها ابن حبان في الثقات وهي مولاة أم سلمة
وفي المسند أيضاً: حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا معاذ ثنا بن عون عن الحسين عن أمه عن أم سلمة. مسند الإمام أحمد بن حنبل ج6/ص315
قلت: هنا خطأ مطبعي والصواب (الحسن عن أمه) وليس الحسين
قال الترمذي حدثنا أبو مصعب المدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية.
قال أبو عيسى وفي الباب عن أم سلمة وعبد الله بن عمرو وأبي اليسر وحذيفة قال وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن 3818 سنن الترمذي ج5/ص669
وممن شهد هذه الوقعة خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين في قصة مشهورة وقد نفى ذلك سيف بن عمر التميمي
وقال شعيب حدثنا سيف عن محمد بن عبدالله عن الحكم قال قيل له أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل قال ليس به ولكنه غيره من الأنصار مات ذو الشهادتين في زمان عثمان بن عفان
قال الخطيب:وهذا القول خطأ لا مرية فيه وذلك أن خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين شهد مع علي صفين أجمع علماء أهل السيرة على ذلك وليس سيف بن عمر حجة فيما يرويه إذا خالف ذلك قول أهل العلم.000 قال وكان خزيمة بن ثابت الأنصاري يدعى ذا الشهادتين أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين قال الزهري وقتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب
00عن الأجلح بن عبدالله الكندي قال سمعت زيد بن علي وعبدالله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبدالله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمى جماعة ثم قال وخزيمة بن ثابت الأنصاري وهو الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين
قال الخطيب وليس في الصحابة من اسمه خزيمة واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين والله أعلم
: موضح أوهام الجمع والتفريق ج1/ص263
قال ابن حجر: قلت لا ذنب لسيف بل الآفة من شيخه وهو العرزمي نعم أخرج سيف أيضا في قصة الجمل عن محمد بن طلحة أن عليا خطب بالمدينة لما أراد الخروج إلى العراق فذكر الخطبة قال فأجابه رجلان من أعلام الأنصار أبو الهيثم بن التيهان وهو بدري وخزيمة بن ثابت وليس بذي الشهادتين ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمى خزيمة واسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين كذا قال. الإصابة في تمييز الصحابة ج2/ص279
وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة ورواه جمع من الصحابة.
أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري ومسلم من حديث أم سلمة والترمذي من حديث أبي هريرة والنسائي من عدة طرق والبيهقي وابن حبان والحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة وأحمد في المسند من حديث أبي سعيد الخدري وعبدالله بن عمرو بن العاص وأم سلمة وغيرهم والطبراني في الأوسط والكبير
وأبو يعلى في مسنده وإسحاق قي مسنده وعبد الرزاق في المصنف ومسند علي بن الجعد والتاريخ الكبير وحلية الأولياء وتاريخ دمشق وتاريخ بغداد والنسائي في الخصائص
مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج6/ص289)
السنن الكبرى للنسائي (ج5/ص157) خصائص علي (ج1/ص172)
المستدرك على الصحيحين (ج2/ص162)
صحيح ابن حبان (ج15/ص55)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/197)
سنن البيهقي الكبرى (ج8/ص189)
مصنف ابن أبي شيبة (ج7/ص548)
مصنف عبد الرزاق (ج11/ص240)
المعجم الأوسط (ج6/ص249)
المعجم الكبير (ج23/ص363)
مسند أبي يعلى (ج11/ص403)
مسند إسحاق بن راهويه (ج4/ص111)
مسند ابن الجعد (ج1/ص246)
التاريخ الكبير (ج3/ص39)
حلية الأولياء (ج7/ص198)
1 - قال الذهبي: وفي الباب عن عدة من الصحابة فهو متواتر. سير أعلام النبلاء ج1/ص421
2 - قال الكتاني: تقتل عمارا الفئة الباغية
أورده في الأزهار من حديث 1 أبي سعيد 2 وأبي قتادة 3 وأم سلمة 4 وحذيفة 5 وابن مسعود 6 وعمار بن ياسر 7 وعمرو بن العاص 8 وابنه عبد الله 9 وعمرو بن حزم 10 وخزيمة بن ثابت 11 وعثمان بن عفان 12 وأنس 13 وأبي هريرة 14 وأبي رافع 15 وجابر بن عبد الله 16 ومعاوية بن أبي سفيان 17 وعبد الله بن عباس 18 وزيد بن أبي أوفى الأسلمي 19 وجابر بن سمرة 20 وأبي اليسر السلمي كعب بن عمرو 21 وزياد بن الفرد 22 وكعب ابن مالك 23 وأبي أمامة الباهلي 24 وعائشة أربعة وعشرين نفسا
قلت ورد أيضا من حديث 25 ابن عمر 26 وأبي أيوب 27 وقتادة بن العمان 28 وزيد بن ثابت 29 وعمرو بن ميمون قال ابن عساكر وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره 30 وعمر 31 ومولاة لعمار ابن ياسر وممن صرح بتواتره السيوطي في خصائصه الكبرى وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي قال ابن عبد البر تواترت الأخبار بذلك وهو من أصح الحديث وقال ابن دحية لا مطعن في صحته ولو كان غير صحيح لرده معاوية وأنكره
نظم المتناثر ج1/ص197
2 - قال ابن عبد البر:
وتواترت الآثار عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال تقتل عمار الفئة الباغية وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم وهو من أصح الأحاديث
وكانت صفين فى ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين ودفنه على رضى الله عنه. الاستيعاب ج3/ص1140
3 - قال ابن حجر: روى حديث تقتل عمارا الفئة الباغية جماعة من الصحابة منهم قتادة بن النعمان كما تقدم وأم سلمة عند مسلم وأبو هريرة عند الترمذي وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره وغالب طرقها صحيحة أو حسنة وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم. فتح الباري ج1/ص543
4 - قال الزمخشري:
ويح النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمار ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية ويح وويب وويس ثلاثتها فى معنى الترحم وقيل ويح رحمة لنازل به بلية وويس رأفة واستملاح كقولك للصبى ويسه ما أملحه وويب مثل ويح وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة وعن الفراء إن الويل كلمة شتم ودعاء سوء وقد استعملتها العرب استعما لقاتله الله. الفائق ج4/ص85
5 - قال ابن كثير رحمه الله: والله أعلم وهذا الحديث من دلائل النبوة حيث أخبر صلوات الله وسلامه عليه عن عمار أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أهل الشام في وقعة صفين وعمار مع علي وأهل العراق كما سيأتي بيانه وتفصيله في موضعه وقد كان علي أحق بالأمر من معاوية ولا يلزم من تسمية أصحاب معاوية بغاة تكفيرهم كما يحاوله جهلة الفرقة الضالة من الشيعة وغيرهم لانهم وإن كانوا بغاة في نفس الامر الامر فانهم كانوا مجتهدين فيما تعاطوه من القتال وليس كل مجتهد مصيبا بل المصيب له أجران والمخطئ له أجر ومن زاد في هذا الحديث بعد تقتلك الفئة الباغية لا أنالها الله شفاعتي يوم القيامة فقد افترى في هذه الزيادة على رسول الله فإنه لم يقلها إذ لم تنقل من طريق تقبل والله أعلم وأما قوله يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فإن عمارا وأصحابه يدعون أهل الشام إلى الالفة واجتماع الكلمة وأهل الشام يريدون أن يستأثروا بالأمر دون من هو أحق به وأن يكون الناس أوزاعا على كل قطر امام برأسه وهذا يؤدي الى افتراق الكلمة واختلاف الامة فهو لازم مذهبهم وناشئ عن مسلكهم وإن كانوا لا يقصدونه والله أعلم. البداية والنهاية ج3/ص218
6 - وقال أيضاً: وهذا مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه مع أمير المؤمنين على بن أبي طالب قتله أهل الشام
وبان وظهر بذلك سر ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه تقتله الفئة الباغية وبان بذلك أن عليا محق وأن معاوية باغ وما في ذلك من دلائل النبوة. البداية والنهاية ج7/ص267
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/198)
7 - وقال يعقوب بن سفيان ولكن كان علي وأصحابه أدنى الطائفتين إلى الحق من أصحاب معاوية وأصحاب معاوية كانوا باغين عليهم. المعرفة والتاريخ ج3/ص323
8 - -قال الذهبي: ولا نذكر أحدا من الصحابه إلا بخير ونترضى عنهم ونقول هم طائفة من المؤمنين بغت على الإمام علي وذلك بنص قول المصطفى صلوات الله عليه لعمار تقتلك الفئة الباغية فنسأل الله أن يرضى عن الجميع وألا يجعلنا ممن في قلبه غل للمؤمنين ولا نرتاب أن عليا أفضل ممن حاربه وأنه أولى بالحق رضي الله عنه. سير أعلام النبلاء ج8/ص209
9 - -قال ابن حجر: والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي. تهذيب التهذيب ج8/ص410
10 - - قال ابن حجر: فلما قتل عثمان بايعه الناس ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان فكان من وقعة الجمل ما اشتهر ثم قام معاوية في أهل الشام وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله فدعا إلى الطلب بدم عثمان فكان من وقعة صفين ما كان وكان رأى علي أنهم يدخلون في الطاعة ثم يقوم ولي دم عثمان فيدعى به عنده ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهرة وكان من خالفه يقول له تتبعهم واقتلهم فيرى أن القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتجه وكل من الفريقين مجتهد وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال وظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع علي واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم. الإصابة في تمييز الصحابة ج4/ص566
11 - الفئة الباغية هي الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام العادل وقال النبي لعمار ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية وفي التنزيل فلا تبغوا عليهن سبيلا أي إن أطعنكم لا يبقى لكم عليهن طريق إلا أن يكون بغيا وجورا وأصل البغي مجاوزة الحد. لسان العرب ج14/ص78
12 - قال ابن حجر: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه قوله في آخر الحديث يقول عمار أعوذ بالله من الفتن فيه دليل على استحباب الاستعاذة من الفتن ولو علم المرء أنه متمسك فيها بالحق لأنها قد تفضي إلى وقوع من لا يرى وقوعه
13 - قال العيني:
وفيه فضيلة ظاهرة لعلي وعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه وفيه استحباب الاستعاذة من الفتن لأنه لا يدري أحد في الفتنة أمأجور هو أم مأزور إلا بغلبة الظن ولو كان مأورا لما استعاذ عمار من الأجر. عمدة القاري ج4/ص209
14 - قال المناوي: ويح عمار بالجر على الإضافة وهو ابن ياسر تقتله الفئة الباغية قال القاضي في شرح المصابيح يريد به معاوية وقومه اه وهذا صريح في بغي طائفة معاوية الذين قتلوا عمارا في وقعة صفين وأن الحق مع علي وهو من الإخبار بالمغيبات يدعوهم أي عمار يدعو الفئة وهم أصحاب معاوية الذين قتلوه بوقعة صفين في الزمان المستقبل إلى الجنة أي إلى سببها وهو طاعة الإمام الحق ويدعونه إلى سبب النار وهو عصيانه ومقاتلته قالوا وقد وقع ذلك في يوم صفين دعاهم فيه إلى الإمام الحق ودعوه إلى النار وقتلوه فهو معجزة للمصطفى وعلم من أعلام نبوته وإن قول بعضهم المراد أهل مكة الذين عذبوه أول الإسلام فقد تعقبوه بالرد قال القرطبي وهذا الحديث من أثبت الأحاديث وأصحها ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال إنما قتله من أخرجه فأجابه علي بأن رسول الله إذن قتل حمزة حين أخرجه قال ابن دحية وهذا من علي إلزام مفحم لا جواب عنه وحجة لا اعتراض عليها وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريق الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن عليا مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم وقال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة أجمعوا أن عليا مصيب في قتاله أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين معاوية وعسكره اه فيض القدير ج6/ص365
15 - قال البيهقي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/199)
وقد ذهب أكثرهم إلى أن عليا رضي الله عنه كان محقا في قتاله حاملا لمن خالفه على طاعته يقصد بقتاله أهل الشام حمل أهل الامتناع على ترك الطاعة للإمام وبقتاله أهل البصرة دفع ما كانوا يظنون عليه من قتله عثمان بن عفان رضي الله عنه أو مشاركته قاتله في دمه أو ما يقدح في إمامته واستدلوا على بغي من خالفه من أهل الشام بما كان سبق له من شورى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبيعة من بقي من أصحاب الشورى إياه قبل وقوع الفرقة وإنه كان في وقته أحقهم بالإمامة بخصائصه وأنهم وجدوا علامة رسول الله صلى الله عليه وسلم للفئة الباغية فيمن خالفه وهي في ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ 0000عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار تقتلك الفئة الباغية.سنن البيهقي الكبرى ج8/ص188
وقال أيضاً: وأما خروج من خرج على أمير المؤمنين رضي الله عنه مع أهل الشام في طلب دم عثمان ثم منازعته إياه في الإمارة فإنه غير مصيب فيما فعل واستدللنا ببراءة علي من قتل عثمان بما جرى له من البيعة لما كانت له من السابقة في الإسلام والهجرة والجهاد في سبيل الله والفضائل الكثيرة والمناقب الجمة التي هي معلومة عند أهل المعرفة
إن الذي خرج عليه ونازعه كان باغيا عليه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر عمار بن ياسر بأن الفئة الباغية تقتله فقتله هؤلاء الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في حرب صفين
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد السبعيني النيسابوري ثنا أبو العباس الأصم ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار
تقتلك الفئة الباغية قال الأصم وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو داود ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن الحسن بن أبي الحسن عن أمه أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بن أبي الحسن الدارمي يقولون سمعنا أبا بكر محمد بن إسحاق يقول وهو ابن خزيمة رحمه الله خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالخلافة أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي بن أبي طالب رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين قال وكل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إمارته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن إدريس يعني الشافعي رحمه الله
قال الشيخ ثم لم يخرج من خرج عليه ببغيه عن الإسلام فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
قال الشيخ ويعني بقيام الساعة انقراض ذلك العصر والله أعلم وصحيح عن علي رضي الله عنه أنه قاتلهم قتال أهل العدل مع أهل البغي فكان أصحابه لا يجهزون على جريح ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بفرقة تكون بين طائفتين من أمته فتخرج من بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتين بالحق كانت هذه الفرقة بين علي ومن نازعه وقد جعلهما جميعا من أمته ثم خرجت هذه المارقة وهي أهل النهروان قتلهم علي وأصحابه وهم أولى الطائفتين بالحق
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وصف المارقة الخارجة وأخبر بالمخدج الذي يكون فيهم فوجدوا بالصفة التي وصف ووجد المخدج بالنعت الذي نعت وذلك بين في حديث أبي سعيد الخدري وغيره
وكان إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ووجود تصديقه بعد وفاته من دلائل النبوة ومما يؤثر في فضائل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في كونه محقا في قتالهم مصيبا في قتل من قتل منهم وحين وجد المخدج سجد علي رضي الله عنه شكرا لله تعالى على ما وفق له من قتالهم وقد ذكرنا هذه الأحاديث في الفضائل وهذا الكتاب لا يحتمل أكثر من هذا.
كتاب الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد
17 - قال أبو محمد (بن حزم) رحمه الله: وإنما قتل عمار رضي الله عنه أصحاب معاوية رضي الله عنه وكانوا متأولين تأويلهم فيه وإن أخطؤوا الحق مأجورون أجرا واحدا لقصدهم الخير. المحلى ج11/ص97
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/200)
17 - قال الزيلعي: وأما إن الحق كان بيد علي في نوبته فالدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار تقتلك الفئة الباغية ولا خلاف أنه كان مع علي وقتله أصحاب معاوية قال إمام الحرمين في كتاب الإرشاد وعلي رضي الله عنه كان إماما حقا في ولايته ومقاتلوه بغاة وحسن الظن بهم يقتضي أن يظن بهم قصد الخير وان أخطأوه وأجمعوا على أن عليا كان مصيبا في قتال أهل الجمل وهم طلحة والزبير وعائشة ومن معهم وأهل صفين وهم معاوية وعسكره وقد أظهرت عائشة الندم. نصب الراية ج4/ص69
18 - قال الحاكم: قال أبو بكر (ابن خزيمة) فنشهد أن كل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه في خلافته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال بن إدريس (الشافعي) رضى الله عنه. معرفة علوم الحديث ج1/ص84
19 - وقال ابن حزم: وأما أمر علي والحسن ومعاوية فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم نه نذر بخارجة تخرج من طائفتين يقتلها أولى الطائفتين بالحق فكان قاتل تلك الطائفة علي رضي الله عه فهو صاحب الحق بلا شك وكذلك أنذر عليه السلام بأن عمارا تقتله الفئة الباغية فصح أن عليا هو صاحب الحق وكان علي هو السابق إلى الإمامة صح بعد أنه صاحبها وأن من نازعه فيها فمخطئ رحمه الله مخطئ مأجور مرة لأنه مجتهد ولا حجة في خطأ المخطئ. الفصل في الملل والنحل (3/ 89)
20 - قال شيخ الإسلام: واما علي، فابغضه وسبه ـ او كفره ـ الخوارج، وكثير من بني امية وشيعتهم الذين قاتلوه وسبوه. فالخوارج تكفر عثمان وعليًًًًا وسائر اهل الجماعة.
واما شيعة علي، الذين شايعوه بعد التحكيم، وشيعة معاوية التي شايعته بعد التحكيم، فكان بينهما من التقابل، وتَلاعُن بعضهم، وتكافر بعضهم ما كان، ولم تكن الشيعة التي كانت مع على يظهر منها تَنَقُّص لابي بكر وعمر، ولا فيها من يقدم عليًا على ابي بكر وعمر، ولا كان سَبُّ عثمان شائعًا فيها، وانما كان يتكلم به بعضهم فيرد عليه اخر.
وكذلك تفضيل عليّ عليه لم يكن مشهورًا فيها، بخلاف سبّ على فانه كان /شائعًا في اتباع معاوية؛ ولهذا كان علي واصحابه اولى بالحق واقرب الى الحق من معاوية واصحابه. كما في الصحيحين عن ابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تَمْرُقُ مارقة على حين فُرْقَةٍ من المسلمين، فتقتلهم اولى الطائفتين بالحق). وروى في الصحيح ايضًا: (ادنى الطائفتين الى الحق).
وكان سب على ولعنه من البغي الذي استحقت به الطائفة ان يقال لها: الطائفة الباغية، كما رواه البخاري في صحيحه، عن خالد الحَذَّاء، عن عِكْرِمة، قال: قال لي ابن عباس ولابنه على: انطلقا الى ابي سعيد واسمعا من حديثه. فانطلقنا، فاذا هو في حائط يصلحه، فاخذ رداءه فاحْتَبَي به، ثم انشا يحدثنا، حتى اذا اتى على ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لَبِنَةً لَبِنة، وَعمَّار لبنتين لبنتين، فراه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يَنْفُضُ التراب عنه ويقول: (ويْحَ عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار) قال: يقول عمار: اعوذ باللّه من الفتن.
ورواه مسلم عن ابي سعيد ـ ايضًا ـ قال: اخبرني من هو خير مني ـ ابو قتادة ـ ان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال لعمار ـ حين جعل يحفر الخندق ـ جعل يمسح راسه ويقول: (بُؤْسَ ابن سُمَيَّةَ تقتله فئة باغية). ورواه مسلم ـ ايضًا ـ عن ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (تقتل عمارًا الفئة الباغية).
وهذا ـ ايضًا ـ يدل على صحة امامة على، ووجوب طاعته، وان الداعي الى طاعته داع الى الجنة والداعي الى مقاتلته داع الى النار ـ وان كان متاولا ـ وهو /دليل على انه لم يكن يجوز قتال علي، وعلى هذا فمقاتله مخطئ، وان كان متاولًًًًا او باغ بلا تاويل، وهو اصح القولين لاصحابنا، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليًا وهو مذهب الائمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتاولين. 000
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/201)
لكن المنصوص عن احمد تَبْدِيعُ من توقف في خلافة علي، وقال: هو اضل من حمار اهله، وامر بهُجْرانه، ونهى عن مناكحته، ولم يتردد احمد ـ ولا احد من ائمة السنة ـ في انه ليس غير علي اولى بالحق منه، ولا شكوا في ذلك. فتصويب احدهما لا بعينه تجويز لان يكون غير على اولى منه بالحق، وهذا لا يقوله الا مبتدع ضال، فيه نوع من النصب وان كان متاولًًًًا، لكن قد /يسكت بعضهم عن تخطئة احد كما يمسكون عن ذمه والطعن عليه امساكًًًًا عما شجر بينهم، وهذا يشبه قول من يصوب الطائفتين.
ولم يسترب ائمة السنة، وعلماء الحديث: ان عليا اولى بالحق واقرب اليه، كما دل عليه النص، وان استرابوا في وصف الطائفة الاخرى بظلم او بغي، ومن وصفها بالظلم والبغي ـ لما جاء من حديث عمار ـ جعل المجتهد في ذلك من اهل التاويل.
مجموع فتاوى ابن تيمية (4/ 89 - 132)
وقال ابن حبان: 13021 -
ذكر الخبر الدال على أن علي بن أبي طالب كان في تلك الوقعة على الحق. صحيح ابن حبان ج15/ص ثم ذكر حديث (الفئة الباغية)
وقال أيضاً
22 - ذكر الخبر الدال على أن عمار بن ياسر ومن كان معه كانوا على الحق في تلك الأيام
7078 أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح بن سمية تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال بن المنهال فحدثت به أبا داود فدلسه عني.: صحيح ابن حبان ج15/ص553
24 - قال النووي:
والمعنى يابؤس بن سمية ماأشده وأعظمه000 وأما والفئة الطائفة والفرقة قال العلماء هذا الحديث حجة ظاهرة فى أن عليا رضى الله عنه كان محقا مصيبا والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك كما قدمناه فى مواضع منها هذا الباب وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أوجه منها أن عمارا يموت قتيلا وأنه يقتله مسلمون وأنهم بغاة وأن الصحابة يقاتلون وأنهم يكونون فرقتين باغية وغيرها وكل هذا قد وقع مثل فلق الصبح صلى الله وسلم على رسوله الذىشرح
لاينطق عن الهوى إن هو إلاوحى يوحى. النووي على صحيح مسلم ج18/ص41
عمار بن ياسر
ترجمة مختصرة لعمار بن ياسر رضي الله عنه
الذي ورد فيه الحديث السابق (تقتل عمار الفئة الباغية)
قال أبو بكر الخطيب:
عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن زيد بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ويكنى أبا اليقظان تقدم إسلامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو معدود في السابقين الأولين من المهاجرين وممن عذب في الله بمكة أسلم هو وأبوه وأمه سمية مولاة أبي حذيفة بن المغيرة وهي أول شهيدة في الإسلام طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فقتلها ومر النبي صلى الله عليه وسلم بعمار وأبيه وأمه وهم يعذبون فقال اصبروا يا آل ياسر فإن موعدكم الجنة وشهد عمار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وأحدا والخندق ومشاهده كلها ونزل فيه آيات من
القرآن فمن ذلك أن المشركين أخذوه وعذبوه حتى سب النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءه وذكر له فأنزل الله فيه [إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان] الآية ح
المراد بالإرجاء عند المتقدمين
وقال ابن حجر:
قلت المراد بالإرجاء الذي تكلم الحسن بن محمد فيه غير الإرجاء الذي يعيبه أهل السنة المتعلق بالإيمان وذلك إني وقفت على كتاب الحسن بن محمد المذكور أخرجه بن أبي عمر العدني في كتاب الإيمان له في آخره قال حدثنا إبراهيم بن عيينة عن عبد الواحد بن أيمن قال كان الحسن بن محمد يأمرني أن أقرأ هذا الكتاب على الناس أما بعد فأنا نوصيكم بتقوى الله فذكر كلاما كثيرا في الموعظة والوصية لكتاب الله وأتباع ما فيه وذكر اعتقاده ثم قال في آخره ونوالي أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ونجاهد فيهما لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما ونرجىء من بعدهما ممن دخل في الفتنة فنكل أمرهم إلى الله إلى آخر الكلام فمعنى الذي تكلم فيه الحسن أنه كان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا وكان يرى أنه يرجىء الأمر فيهما وأما الإرجاء الذي تعلق بالإيمان فلم يعرج عليه فلا يلحقه بذلك عيب والله أعلم. تهذيب التهذيب ج2/ص276
قلت: والحسن هو ابن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروي عنه بإسناد صحيح أنه تراجع عن ذلك
وعن محمد بن سعد قال فولد محمد بن الحنفية الحسن بن محمد وكان من ظرفاء بني هاشم أهل العقل منهم وهو أول من تكلم في الارجاء ولا عقب له وامه جمال ابنة قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي. تاريخ مدينة دمشق ج13/ص375
نا الحارث بن أبي أسامة نا محمد بن سعد أنا موسى بن إسماعيل أنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن زاذان وميسرة انهما دخلا على الحسن بن محمد بن علي فلاماه على الكتاب الذي وضع في الارجاء فقال لزاذان يا أبا عمر لوددت أني كنت مت ولم اكتبه. تاريخ مدينة
يتبع =
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/202)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 02 - 05, 06:22 م]ـ
ومن فضائل ومناقب أبي تراب علي بن أبي طالب الهاشمي التي أغفل عنها النواصب أو تغافلوا عنها ما رواه مسلم وغيره
قال مسلم بن الحجاج
حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك ان تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب الي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبوة بعدي
2 - وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به رمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه
3ولما نزلت هذه الآية فقل [تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي
وفي رواية أهل بيتي).
) أخرجه مسلم (2404) واللفظ له والترمذي (3724) والنسائي (8394) السنة لابن أبي عاصم (2/ 601).اعتقاد أهل السنة (8/ 1378).مسند سعد للدورقي (51) مسند البزار (3/ 322) السنن الكبرى للبيهقي (7/ 63) المستدرك (3/ 163) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. تاريخ دمشق (42/ 113)
قال البزار: وهذا الحديث بهذا اللفظ فلا نعلم رواه إلا بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه. مسند البزار 3/ 325
وقال الترمذي:
هذا حديث حسن غريب صحيح. سنن الترمذي (5/ 225)
والآية سورة آل عمران (رقم 61)
قال الحاكم:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة وقد اتفقا جميعا على إخراج حديث المؤاخاة وحديث الراية
قال ابن حجر:
بكير بن مسمار الزهري أبو محمد المدني أخو مهاجر ترجمة الذي يروي عن الزهري وقد قيل أنه بكير الدامغاني قال وليس هذا أخا مهاجر ذاك ثقة قلت: وأما البخاري فجمع بينهما في التاريخ لكنه ما قال فيه نظر الا عند ما ذكر روايته عن الزهري ورواية أبي بكر الحنفي عنه.: تهذيب التهذيب 1/:434.
قلت:والصواب التفريق ومن أمثلة من جعلهما البخاري واحدا وغيره يقول اثنان
صالح بن درهم وصالح الدهان فهما اثنان بصريان
البخاري يقول هما واحدوغيره يقول خلاف ذلك
قال الخطيب:ذكر صالح بن درهم
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي أخبرنا أحمد بن محمد بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري أخبرنا صالح بن درهم عن مولاة لابن عمر يقال لها وجزة قالت كان لعبد الله بن عمر شكوة ينقع له فيها ليلا فإذا أصبح أكل زبيبه وشرب ماءه
وهو صالح الدهان كذا قال محمد بن إسماعيل البخاري
وقال أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان هما اثنان والله أعلم موضح أوهام الجمع والتفريق ج2/ص180
قال يحيى أبو الأزهر صالح بن درهم ثقة يروي عنه شعبة ومروان الفزاري. تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج4/ص212
سمعت أبي يقول أبو الأزهر اسمه صالح بن درهم لا أعلم إلا خيرا حدث عنه يحيى بن سعيد.
أبو الأزهر صالح بن درهم الجهني سمع ابن عمر روى عنه يحيى بن سعيد شعبة وابنه إبراهيم بن صالح.
قال البخاري: أبو الأزهر الباهلي البصري الدهان وقال موسى بن إسماعيل كنيته أبو نوح قال أحمد روى شعبة عن أبي الأزهر عن جهينة وهو صالح بن درهم 000 وكنت جيد البصر فكان مجهودي حين أسلم أن أثبت وجه من عن يميني سمع بن عمر وسمرة بن جندب.
عند الترمذي: بكير بن مسمار مدني ثقة.سنن الترمذي 5/ 225
. قلت: وهذه الفائدة لم يذكرها ابن حجر ولا المزي في ترجمة بكير بن مسمار في التهذيب
قال ابن عدي: وبكير بن مسمار لم أخرج له شيئا هاهنا لأني لم أجد في رواياته حديثا منكرا وأرجو أنه لا بأس به. الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 42.
والخلاصة أن روايته صحيحة و في مسلم الرواية كاملة وفي البخاري مختصرة وقد جاوز القنطرة.
ويرويه عن بكير بن مسمار مجموعة من الرواة:
1 - حاتم بن إسماعيل عند مسلم والترمذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/203)
2 - أبو بكر الحنفي عند الحاكم في المستدرك والبيهقي
3 - ثابت بن علي الجزري عند الحاكم في المستدرك وغيره
بألفاظ مختلفة
وقد حاول بعض الناس! بحسن نية أو بغيرها! تضعيف هذا الحديث لكنه لم يصنع شيئا والحديث مخرج في مسلم وقد جاوز القنطرة ومسلم بن الحجاج محق فيما ذهب إليه
وفي الصحيحين عن سهل الساعدي قال
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
قال النووي: وفي هذا الحديث معجزات ظاهرات لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولية وفعلية فالقولية اعلامه بأن الله تعالى يفتح على يديه فكان كذلك والفعلية بصاقه في عينه وكان أرمد فبرأ من ساعته وفيه فضائل ظاهرة لعلي رضي الله عنه وبيان شجاعته وحسن مراعاته لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه الله ورسوله وحبهما. شرح النووي على صحيح مسلم ج15/ص177
وفي الصحيحين أيضاً:
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمدا فقال أنا أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم فلحق به فلما بتنا الليلة التي فتحت قال لأعطين الراية غدا أو ليأخذن الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله يفتح الله عليه فنحن نرجوها فقيل هذا علي فأعطاه ففتح عليه.
قوله يدوكون أي يخوضون ويموجون ويختلفون فيه و الدوك الاختلاط وقع القوم في دوكة و دوكة وبوح أي وقعوا في اختلاط من أمرهم وخصومة وشر وجمع الدوكة دوك و ديك ومن قال دوكة قال دوك في الجمع وباتوا يدوكون دوكا إذا باتوا في اختلاط ودوران و تداوك القوم أي تضايقوا في حرب أو شر و داك الفرس الحجر علاها و داك الرجل المرأة يدوكها دوكا وباكها بوكا إذا جامعها.
لسان العرب ج10/ص430
وعند مسلم
قال سعيد بن المسيب: فأحببت ان أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامر فقال انا سمعته فقلت آنت سمعته فوضع أصبعيه على أذنيه فقال نعم وإلا فاستكتا. صحيح مسلم (4/ 1870)
قال النووي؟:
هو بتشديد الكاف اي صمتا
قال القاضي عياض: فاستكتا أي صمتا والإسكاك الصمم والسكك ضيق الصماخ ومن رواه فاصطكتا بمعناه أبدل التاء طاء من افتعل كما قالوا اصطاد لقرب مخرجها من السين والصاد. مشارق الأنوار (2/ 216)
وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة قال أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال ذكر لي أنكم تسبون عليا قال قد فعلنا قال فلعلك قد سببته قال قلت معاذ الله قال فلا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت.
السنن الكبرى 5/ 133 مصنف ابن أبي شيبة (6/ 373) مسند أبي يعلى (2/ 114) الأحاديث المختارة 3/ 273وقال إسناده حسن
قال ابن حجر:
وعند أبي يعلى عن سعد من وجه اخر لا بأس به قال لو وضع المنشار على مفرقي على ان اسب عليا ما سببته ابدا. فتح الباري (7/ 74)
قلت وهو كما قال: وأبوبكر بن خالد بن خالد بن عرفطة قال عنه أحمد بن حنبل يروى عنه وهو من كبار التابعين ولم يذكر ببدعة وهو والد طالوت بن أبي بكر يروي عن ابن عباس رضي الله عنه
طالوت بن أبي بكر بن خالد بن عرفطة ويقال العرفطي حليف بني زهرة عن عمر قاله النضر بن إسماعيل عن أبي طالوت عن طالوت.
شقيق بن أبى عبد الله مولى الحضرمي كوفى روى عن أنس وأبى بكر بن خالد بن عرفطة روى عنه بن عيينة ويحيى بن أبى زائدة ووكيع وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه يحيى بن سعيد القطان نا عبد الرحمن أخبرنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب الى قال سمعت يحيى بن معين يقول شقيق بن أبى عبد الله ثقة
الجرح والتعديل ج4/ص372
أبو بكر بن خالد بن عرفطة حليف بنى زهرة روى عن سقط روى عنه سقط سمعت أبى يقول ذلك ثنا عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل فيما كتب الى قال سألت أبى عن أبى بكر بن خالد بن عرفطة فقال يروى عنه.
الجرح والتعديل ج9/ص340
وأبو بكر بن خالد بن عرفطة اسمه كنيته هؤلاء لا يكاد يذكرون الا منسوبين. المحدث الفاصل ج1/ص297
سألته عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة قال يروى عنه.العلل ومعرفة الرجال ج3/ص99
ص النسائي في خصائص علي أبو بكر بن خالد بن عرفطة العذري القضاعي حليف بني زهرة روى عن سعد بن أبي وقاص وخباب بن الأرت وعنه ابنه طالوت وشقيق بن أبي عبد الله قال قال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فقال يروي عنه.
تهذيب التهذيب ج12/ص28
النسائي في خصائص علي شقيق بن أبي عبد الله الكوفي مولى آل الحضرمي روى عن أنس وأبي بكر بن خالد بن عرفطة وثابت البجلي وعنه القطان ووكيع وابن عيينة وجعفر بن عون وأبو نعيم وغيرهم قال بن معين ثقة وقال أبو داود ليس به بأس وذكره بن حبان في الثقات روى يونس بن خباب عن شقيق الأزدي عن علي بن ربيعة فذكر الطبراني أنه شقيق بن أبي عبد الله هذا.
تهذيب التهذيب ج4/ص318
يتبع=
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/204)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:58 م]ـ
ومن الأحاديث الدالة على فضل علي بن أبي طالب حديث زيد بن أرقم في مسلم وأحمد وغيرهم
في التذكير في فضل آل البيت وعلي بن أبي طالب منهم يقيناً ولا يشك في هذا أحد
قال الإمام مسلم حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم
وزاد في رواية في حديث جرير كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل
وعن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
أخرجه مسلم (4/ 1874) النسائي في الكبرى (5/ 51) مسند الإمام أحمد (4/ 366) مسند عبد بن حميد (1/ 114) صحيح ابن خزيمة (4/ 62) سنن الدارمي (2/ 524) المعجم الكبير (5/ 182) سنن البيهقي (2/ 148) السنة لابن أبي عاصم (2/ 643)
قال الشريف: وهذا الحديث من أكثر الأحاديث تأكيداً على فضل آل البيت وحبهم وودهم من غير غلو ولا جفاء وحاول بعض الناس تضعيف
هذا الحديث بدعوى أن الصحابي الجليل زيد بن أرقم الأنصاري ربما نسي هذا الحديث (أو خرف) وأقول له أن الصحابي زيد بن أرقم لم ينس ولو نسي لما حدث بها الحديث وهو ربما قصد بالنسيان الهرم والتخريف ونقول أن هذا لم يحصل لزيد بن أرقم بل قال إنه (قال يا بن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه)
وقصد بهذا أن ما حدث به فهو يقيناً مما لم ينساه وما لم يحدث به فهو مما ربما نساه وهناك فرق بين هذا النسيان الذي يصيب أكثر الناس من كبار السن وبين الهرم والخرف الذي يكون الإنسان لايعي ما يقول وأحياناً يهذي بما لايعرف وهذا بحمد الله لم يحصل لزيد بن أرقم
وقد سبق هذا المدعي الناصبي البغيض عبيدالله بن زياد عندما قال لزيد بن أرقم (بكل وقاحة وقلة أدب) في حديثالحوض
: ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجدها في كتاب الله تحدث ان له حوضا في الجنة قال قد حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه قال كذبت ولكنك شيخ قد خرفت قال انى قد سمعته أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من جهنم وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إسناده صحيح مسند الإمام أحمد (4/ 366) المستدرك على الصحيحين (1/ 149) المعجم الكبير (5/ 181)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/205)
قلت: انظر لهذا الناصبي (قاتل الحسين بن علي) يتهم زيد بن أرقم بالتخريف فأجابه زيد بن أرقم لم أُخرف بل كل الذي قلته سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد حذر من الكذب عليه بقوله (من كذب علي متعمداً 000الخ.
ولأهمية موضوع آل البيت أذكر باختصار ما يخص هذا الأمر من تعريف لآل البيت وبعض فضائلهم
وحكم الصدقة عليهم وأقوال أهل العلم في فضلهم باختصار وهذا الموضوع له تعلق بآلنصب
التعريف بآل البيتمن هم آل البيت؟
قال ابن القيِّم: ((اختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أربعة أقوال:
القول الأول: هم الذين حرّمت عليهم الصدقة، مثل بنو هاشم، وقيل:
كذلك بنو المطّلب.
القول الثاني: أنهم ذريّته وأزواجه خاصّة.
القول الثالث: أنهم أتباعُه إلى يوم القيامة.
القول الرابع: أنهم الأتقياء من أمّته)).
ثم قال ابن القيم: ((الصحيح: هو القول الأوّل، ويليه القول الثاني. وأما القول الثالث والرابع فضعيفان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع الشبهة بقوله: ((إن الصدقة لا تحلُّ لآل محمد))، وقوله: ((إنما يأكل آل محمد من هذا المال
قال ابن عبد البر: ((وبنو هاشم: آل العبّاس، وآل أبي طالب، وبنو أبي لهب، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وآل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وكلّ بني عبد المطّلب هم فصيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعشيرتُه الأقربون وآله الذين تحرم عليهم الصدقة)) ().
قال ابن تيمية: ((اتّفق العلماء على أنّ بني العبّاس وبني الحارث من عبد المطلب من آل محمد الذين تحرُم عليهم الصدقة، ويدخلون في الصلاة، ويستحقون الخُمس،
وتنازعوا في بني المطّلب بن عبد المناف هل تحرُم عليهم الصدقة، ويدخلون في آل محمد صلى الله عليه وسلم على قولين هما روايتان عن أحمد، أحدهما: أنه تحرم عليهم الصدقة، كقول الشافعي.
والثانية: لا تحرم، كقول أبي حنيفة، وآل محمد عند الشافعي، وأحمد في المنصوص عنه؛ وهو اختيار الشريف أبي جعفر () بن أبي موسى وغيره من أصحابه هم الذين تحرُم عليهم الصدقة وهم بنو هاشم.
وفي المطّلب روايتان ().
وقال زيد بن أرقم: ((آل بيته: مَن حرم عليهم الصدقة بعدَه، وهم: آل علي، وآل عقيل، وعبّاس)) ().
قال ابن كثير:
هكذا وقع في هذه الرواية والأولى أولى والأخذ بها أحرى وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله وهذا الأحتمال أرجح جمعا بينها وبين الرواية التي قبلها وجمعا أيضا بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت فإن في بعض أسانيدها نظرا والله أعلم ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا] فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كله [واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة] أي واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه قال بعض العلماء رحمه الله لأنه لم يتزوج بكرا سواها ولم ينم معها رجل في فراشها سواه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها فناسب أن تخصص بهذه المزية وأن تفرد بهذه المرتبة العلية ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية كما تقدم في الحديث وأهل بيتي أحق وهذا يشبه ما ثبت في صحيح مسلم 1398 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم فقال هو مسجدي هذا فهذا من هذا القبيل فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك
قال الشيخ محمد بن عبد الوهّاب: ((الصحيح: أن آل محمد: هم أهل بيتِه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/206)
والصحيح: أنّ أزواجَه من آله)) ().
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 02 - 05, 01:38 م]ـ
أقوال العلماء في حقول آل البيت ومحبّتهم1 ـ
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: (رأيتُ أبي إذا جاءه الشيخ والحدَث من قريش أو غيرهم من الأشراف لا يخرج من باب المسجد حتى يخرجهم، فيكون هيتقدّمونه، ثم يخرُج بعدَهم)) ().
2 ـ قال ابن تيمية: ((ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقًّا على الأمة لا يشاركهم فيه غيرهم، ويستحقّون من زيادة المحبّة ما لا يستحقُّه غير قريش من القبائل، كما أنّ جنس العرب يستحقُّ من المحبة والموالاة ما لا يستحقُّه سائر أجناس بني آدم؛ وهذا مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم، وفضل قريش على سائر العرب، وفضل بني هاشم على سائر قريش.
وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره، والنصوص دلّت على هذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن الله اصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش، واصطفاني من بني هاشم)) ()، وكقوله صلى الله عليه وسلم: ((الناس معادن كمعادن الذّهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم فيالإسلام إذا فقهوا)) ().
وقال أيضاً: فما تحبون أهل البيت؟ قلت: محبتهم عندنا فرض واجب يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بغَدِير يدعى: خمّا، بين مكة والمدينة فقال: (أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه)، فذكر كتاب اللّه وحض عليه، ثم قال: (,,وعترتي أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي). قلت لمقدم: ونحن نقول في صلاتنا كل يوم: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد). قال مقدم: فمن يبغض أهل البيت؟ قلت: من أبغضهم فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صرفًا ولا عدلا.
وقال أيضا: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي.
3 - قال ابن كثير:
ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم أجمعين وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بغدير خم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وإنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض وقال الإمام أحمد 1207 حدثنا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضهم بعضا لقوهم ببشر حسن وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا وقال والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله لرسوله ثم قال أحمد حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب بن ربيعة قال دخل العباس رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث فإذا رأونا سكتوا فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينه ثم قال صلى الله عليه وسلم والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي وقال البخاري 3713 حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد حدثنا شعبة عن واقد قال سمعت أبي يحدث عن بن عمر رضي الله عنهما عن أبي بكر هو الصديق رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وقال عمر بن الخطاب للعباس رضي الله تعالى عنهما والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/207)
النبيين والمرسلين رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين
4 - ـ قال محمد بن عبد الوهاب: ((أهل البيت - رضوان الله عليهم - لا شكّ في طلب حبهم ومودّتهم لما ورد فيه من كتاب وسنّة، فيجب حبهم ومودّتهم؛ إلاّ أن الإسلام ساوى بن الخلْق، فلا فضلَ لأحدٍ إلاّ بالتقوى، ولهم مع ذلك التوقير والتكريم والإجلال، ولسائر العلماء مثل ذلك، كالجلوس في صدور المجالس، والبداءة بهم في التكريم والتقديم في الطريق إلى موضع التكريم ونحو ذلك إذا تقارب أحدهم مع غيره في السن والعلم ())).
وقال ـ أيضًا ـ: ((ونقول لمن أمر بمعادات أهل البيت وبغضهم والتبرّي منهم ما قاله () بعض العلماء:
إن كان رفضًا حبّ آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي))
الأحاديث الواردة في فضائل آل البيت
1 ـ عن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا بماء يُدعى خُمًّا بين مكّة والمدينة؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين أوّلهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به))، فحثَّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثم قال: ((وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي)).
فقال له حصين: ومَن أهل بيتِه يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟، قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس، قال: كل هؤلاء حُرم الصدقة؟، قال: نعم ().
2 ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: خرج النبي صلى الله وآله وسلم
غداةً وعليه مِرط مُرحَّل () من شعر، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم
جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلَها، ثم جاء عليّ فأدخله، ثم قال: (({إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لَيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ () أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرًا} ())) ().
4 ـ قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحبّ إليَّ أن أصل قرابتي) ().
5 ـ عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قال ((ارقبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)) ().
مِرط مرحَّل: المرط هو: كساء، وجمعه: مروط. والمرحل: هو الموشى بذلك؛ لأن عليه صور الرحال، وقيل: سمّي بذلك لأن فيه صور الرحال أو المراجل وهي القدور.
() الرجس: الشكّ، ويقع ـ أيضًا ـ على الكفر، وعلى العمل الذي يؤدِّي إلى العذاب، وعلى اللعنة، والعذاب، والمأثم.
والرجس: اسم كلّ ما يستقذر من عمل. اكمال المعلم (7/ 435).
() سورة الأحزاب، آية: 33.
() أخرجه مسلم (رقم: 2424)، أحمد: (4/ 107)، والسنة لابن أبي عاصم
(1351)، وابن حبان: (6976).
() أخرجه البخاري في (باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: 3712).
() أخرجه البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله
ـ[باز11]ــــــــ[23 - 02 - 05, 07:01 ص]ـ
هذا الموضوع يحتاج إلى اختصار الأسانيد والكلام على الرجال واستثمار الفوائد من المتون ومناقشة المخالفين لنا من الروافض والنواصب
وهل هناك نواصب في عصرنا كما أن هناك روافض معروفون في عصرنا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[26 - 02 - 05, 12:49 م]ـ
الأحاديث الواردة في تحريم الصدقة على آل البيت 1 ـ
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: أخذ الحسن بن علي تمرةً من تمر الصدقة فجعلها في فِيْهِ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((كَخْ كِخْ)) ()، ليطرحها، ثم قال: ((أمَا شعرتَ أنّا لا نأكل الصدقة)) ().
2 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي، ثم أرفعُها لآكلَها، ثم أخشى أن تكون صدقةً فأُلقيها)) ().
3 ـ عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخُ الناس () ... )) ().
4 ـ عن أنس ـ رضي الله عنه ـ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بتمرةٍ بالطريق فقال: ((لولا أن تكون من الصدقة لأكلتُها)) ().
4 ـ عن أبي رافع ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ((إن الصدقة لا تحل لنا؛ وإن مولى القوم منهم)) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/208)
5 ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ: أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا أتى بطعام سأل عنه، فإن قيل: هديّة، أكلَ منه، وإن قيل: صدقة،
لم يأكل منها ().
6 ـ عن أنس ـ رضي الله عنه ـ: أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُتي بلحم تُصدِّق به على بريرة ـ مولاة عائشة رضي الله عنها ـ، فقال: ((هو عليها صدقة، وهو لنا هديّة)) ().
قال النووي: ((باب إباحة الهديّة للنبي صلى الله عليه وسلم ولبني هاشم وبني المطلب وإن كان المُهدى ملكها بطريق الصدقة، وبيان أن الصدقة إذا قبضها المتصدق عليه زال عنها موصف الصدقة وحلّت لكل أحد ممن كانت الصدقة محرمة عليه)):
(2/ 754، رقم: 1075). ((شرح مسلم)) للنووي.
قال ابن حجر: ((واستنبط البخاري من قصة بريرة أن للهاشمي أن يأخذ من سهم العاملين إذا عمل على الزكاة؛ وذلك أنه إنما يأخذ على عمله، قال: فلما حلّ للهاشمي أن يأخذ ما يملكه بالهدية مما كان صدقة لا بالصدقة كذلك يحل له أخذ ما يملكه بعمله لا بالصدقة.
واستدل به ـ أيضًا ـ على جواز صدقة التطوّع لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم فرقوا بين أنفسهم وبينه صلى الله عليه وآله وسلم ولم يُنكِر عليهم ذلك، بل أخبرهم أن تلك الهدية بعينها خرجت عن كونها صدقة بتصرّف المتصدّق عليه كما تقدّم تقريره. والله أعلم)). ((فتح الباري)): (3/ 418).
() كَِخ ـ بفتح الكاف وكسرها المعجمة مثقّلاً ومخفّفًا، وبكسر الخاء منونة وغير منونة؛ فيخرج من ذلك ستّ لغات ـ، والثانية توكيدٌ للأولى. وهي كلمة تقال لردع الصبي عند تناوله ما يستقذر، قيل عربية، وقيل عجمية ... .
(1) أخرجه البخاري: (رقم: 1491)، و مسلم: (2069).
(2) أخرجه مسلم: (3/ 751)، و أحمد: (رقم: 1727).
(3) أوساخ الناس: معناها إنها تطهير لأموالهم ونفوسهم؛ فهي كغسالة الأوساخ لكرامتهم، كقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيْهُم بِهَا}.
(4) أخرجه مسلم: (3/ 752)، والنسائي: (2608)، وأبو داود: (2985).
(5) أخرجه مسلم: (رقم: 1071)، وأبو داود: (1652).
قال النووي: ((التمرة من محقّرات الأموال، لا يجب تعريفُها، وتركها النبيُّ خشيةَ أن تكون من الصدقة)).
(6) أخرجه أبو داود (رقم: 1650)، والترمذي (رقم: 657)، والنسائي:
(رقم: 1611).
وإسنادُه صحيح.
(7) أخرجه مسلم: (1077)، والنسائي: (2612)، والترمذي: (626).
(8) أخرجه البخاري (كتاب الزكاة، باب إذا تحولت الصدقة: 3/ 417، رقم: 1495)
ـ مع الفتح ـ، مسلم: (كتاب الزكاة: 2/ 754، رقم 3075).
------------------------------------------------------------------------------------------------------
أقوال العلماء في حكم الصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته الكرام1
ـ قال ابن عبد البر: ((أما الصدقة المفروضة فلا تحلُّ للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا لبني هاشم، ولا لمواليهم. ولا خلاف بين علماء المسلمين في ذلك، إلا أنّ بعض أهل العلم قال: إن موالي بني هاشم لا يحرم عليهم شيءٌ من الصدقات؛ وهذا خلافُ الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
قال: ((واختلف العلماء أيضًا في جواز صدقة التطوّع لبني هاشم، والذي عليه جمهور أهل العلم ـ وهو الصحيحُ عندنا ـ: أن صدقة التطوّع لا بأس بها كبني هاشم ومواليهم؛ ومما يدلّك على صحّة ذلك: أن عليًّا والعباس وفاطمة ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم تصدّقوا، وأوقفوا أوقافًا على جماعة من بني هاشم؛ وصدقاتهم الموقوفة معروفة ومشهورة)).
وقال ـ أيضًا ـ: ((ولا خلاف علمتُه بين العلماء في بني هاشم وغيرهم في قبول الهدايا، والمعروف سواء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل معروف صدقة)) ().
وأما امتناعه صلى الله عليه وسلم من أكل صدقة التطوّع فمشهورٌ ومنقول من وجوه صحاح)).
وقال ـ أيضًا ـ: ((وإنما لم تجز صدقة التطوّع للنبي صلى الله عليه وسلم
ـ والله أعلم ـ لأن الصدقة لا يُثاب عليها صاحبُها؛ لأنه لا يبتغي بها إلاّ الآخرة، وأبيحت له الهديّة لأنه يثيب عليها، ولا تلحقه بذلك منّة)) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/209)
2 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((المحرّم عليهم صدقة الفرض، وأما صدقات التطوّع فقد كانوا يشربون من المياه المسبّلة بين مكة والمدينة، ويقولون: إنما حرم علينا الفرض، ولم يحرم علينا التطوّع)).
وقال ـ أيضًا ـ: ((وبنو هاشم إذا منعوا من خمس الخمس جاز لهم الأخذ من الزكاة؛ لأنه محلّ حاجة وضرورة، ويجوز لبني هاشم الأخذ من زكاة الهاشميّين وهو محكيٌّ عن طائفة من أهل البيت)) () انتهى.
3 ـ قال ابن مفلح الحنبلي (): ((ومال شيخنا [ابن تيمية] إلى أنهم إن منعوا الخمس أخذوا من الزكاة، وربما مال إليه أبو البقاء، وقال: إنه قول القاضي يعقوب في أصحابنا، وقال: وتجوز إلى ولد هاشميّة من غير هاشمي في ظاهر كلامهم)) ().
4 ـ قال العراقي: ((والصحيح عند أصحابنا: أن المحرَّم عليهم [آل البيت]: الزكاة دون صدقة التطوع، وكذا هو الصحيح عند الحنابلة، وبه قال الحنفيّة؛ وهو رواية أصبغ عن القاسم)) ().
5 ـ قال ابن حجر العسقلاني: ((وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة أوساخ الناس)) ـ كما رواه مسلم ـ ()؛ ويؤخذ من هذا: جواز التطوّع دون الفرض، وهو قولُ أكثر الحنفيّة، والمصحّح عند الشافعية، والحنابلة.
وأما عكسه فقالوا: أن الواجب حقٌّ لازم لا يلحق بأخذه ذلة بخلاف التطوّع)).
وقال ـ أيضًا ـ: ((وجه التّفرق بين بني هاشم وغيرهم أنّ موجب المنع: رفع اليد الأدنى عن الأعلى؛ فأما الأعلى على مثله فلا، ولم أرى لمن أجاز مطلقًا دليلاً إلاّ ما تقدّم عن أبي حنيفة)) ().
6 ـ قال الخطّابي: ((وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ولا يأخذ الصدقة لنفسه، وكأنَّ المعنى في ذلك أنّ الهديّة إنما يراد بها ثواب الدنيا؛
فكان صلى الله عليه وسلم يقبلها ويثيب عليها فتزولُ المنّة عنه. والصدقة يراد بها ثواب الآخرة، فلم يجز أن يكون يد أعلى من يده في ذات الله وفي أمر الآخرة)) ().
قال الشريف: ومن خلال ما نقلنا من كلام العلماء يتبيّن أنّ الصدقة على قسمين: صدقة فريضة، وصدقة تطوّع؛ فأما الفريضة فلا تجوز في حالة وجود الخمس، وأما التطوّع فتجوز؛ لأن العلّة منتفية فيه.
ولا شكّ أن الإحسان إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إن كانوا فقراء أولى من الإحسان إلى غيرهم وسدِّ حاجتهم أولى من سدّ حاجة غيرهم؛ لأنهم اجتمع فيهم الإسلام وحقّ القرابة. والله أعلم. وإذا كان طالب علم فاجتمع فيه ثلاثة أمور وبعض الناس يقول إن الصدقة على آل البيت لا تجوز حتى لو كانوا فقراء معدمين وهذا فقه غريب لأن آل البيت كان صلى الله عليه وسلم يعطيهم من بيت المال ما يسد حاجتهم فلما انعدم ذلك صاروا كغيرهم من عامة الناس بل أقول إن
الصدقة على فقراء آل البيت أولى من الصدقة على غيرهم لأن هذا من البر والصلة التي أمرنا بها أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان المتصدق من آل البيت فهي صدقة وصلة
وأما الهدية والهبة وغيرها من المسميّات فلا بأس بها، وقد قبلها صلى الله عليه وسلم.
(1) أخرجه مسلم: (كتاب الزّكاة، باب بيان أنّ اسم الصّدقة يقع على كلّ نوع من المعروف، رقم:1005) من حديث حذيفة رضي الله عنه، وأبو داود (باب المعونة للمسلم) [رقم:4947].
(2) التمهيد لابن عبد البر: (3/ 91 ـ 98).
(3) منهاج السنة: (4/ 260)، الاختيارات الفقهية (ص 104).
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رضيتُ لكم عن غسالة الأيدي؛ لأن لكم من خمس الخمس ما يغنيكم أو يكفيكم)). تفسير ابن جرير الطبري: (13/ 554)، تفسير ابن كثير: (4/ 18).
وقال ابن كثير: ((حسن الإسناد)).
وعن مجاهد قال: (كان آل محمد لا تحلُّ لهم الصدقة فجعل لهم خمس الخمس). تفسير ابن جرير الطبري: (13/ 554)، نصب الراية للزيلعي: (2/ 404).
وفي رواية: (قد علم الله أن في بني هاشم الفقراء فجعل لهم الخمس مكان الصدقة).
(4) ابن مفلح: محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، أبو عبد الله، شمس الدين، المقدسي، ثم الصالحي: أعلم أهل عصره بمذهب الإمام أحمد؛ قال عنه ابن قيّم الجوزية: ((وهو
ـ معاصر له ـ ما تحت قبّة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من الشيخ محمد بن مفلح))؛ توفّي ـ رحمه الله ـ سنة 763ه. مقدمة الفروع للمرداوي (24)، الأعلام:
(7/ 107).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/210)
(5) الفروع: (2/ 639).
(6) طرح التُثريب: (4/ 34).
(7) مسلم (رقم: 1072).
(8) فتح الباري: (3/ 415).
(9) شرح الخطّابي لأبي داود: (2/ 299).
يتبع =
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 03 - 05, 03:39 م]ـ
ومن الأحاديث الدالة على خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حديث سفينةوهو أكبر رد على النواصب الذين ينكرون خلافة علي ويقولون أنه زمان فتنة وحديث سفينة أخرجه الترمذي وأحمد في المسند وابن أبي شيبة وغيرهم وصححه أحمد ويحي بن معين
قال الترمذي
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا شريج بن النعمان حدثنا حشرج بن نباتة عن سعيد بن جمهان قال حدثني سفينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك ثم قال لي سفينة أمسك خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان ثم قال لي أمسك خلافة علي قال فوجدناها ثلاثين سنة قال سعيد فقلت له إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم قال كذبوا بنو الزرقاء بل هم ملوك من شر الملوك قال أبو عيسى وفي الباب عن عمر وعلي قالا لم يعهد النبي صلى الله عليه وسلم في الخلافة شيئا وهذا حديث حسن قد رواه غير واحد عن سعيد بن جمهان ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان.
سنن الترمذي 4/ص503
وفي رواية أبي داود قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة
قال كذبت إستاه بني الزرقاء يعني بني مروانسنن أبي داود ج4/ص211
وأخرج حديث سفينة أبوداود وأحمد وابن حبان والطبراني والحاكم وابن أبي عاصم وغيرهم كثير وهو حديث صحيح صححه أحمد بن حنبل ويحي والترمذي والحاكم وابن حبان وهو كما قالوا
وسعيد بن جمهان راوي الحديث عن سفينة وثقه أحمد ويحي والفسوي وابن حبان وغيرهم
قال سمعت يحيى بن معين يقول سعيد بن جمهان بصري ثقة
قلت لأبي: سعيد بن جمهان هذا هو رجل مجهول قال لا روى عنه غير واحد حماد بن سلمة وحماد بن زيد والعوام بن حوشب وحشرج بن نباتة. العلل ومعرفة الرجال ج2/ص314
قلت له: يعني (أحمد بن حنبل) ما تقول في سعيد بن جمهان فقال ثقة روى عنه العوام بن حوشب وروى عنه حماد وأراه ذكر عبدالوارث وغيره قلت يروى عن يحيى القطان أنه سئل عنه فلم يرضه فقال باطل وغضب وقال ما قال هذا أحد غير علي بن المديني ما سمعت يحيى يتكلم فيه بشيء.
علل الحديث ومعرفة الرجال ج1/ص81
وقال ابن حجر صدوق له أفراد
قال ابن عدي: وقد روى حشرج أيضا بهذا الإسناد والخلافة بعدي ثلاثون وقد خرج حشرج عن عهدة هذا الحديث لأن هذا الحديث قد رواه معه عن سعيد بن جمهان حماد بن سلمة وعبد الوارث بن سعيد والعوام بن حوشب ويحيى بن طلحة بن أبي شهدة وغيرهم. الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص441
قال أبو حاتم الشريف: هذا الحديث يرويه سعيد بن جمهان عن سفينة ويرويه عن سعيد مجموعة من الرواة:
1 - حشرج بن نباتة سنن الترمذي (4/ 503)
مسند الطيالسي (1/ 151) وغيرهم
2 - حماد بن سلمة عند أحمد في المسند
مسند الإمام أحمد بن حنبل (5/ص2
مسند ابن الجعد (1/ص479)
والطبراني في المعجم الكبير (7/ص84)
3 - عبد الوارث بن سعيد. سنن أبي داود (4/ص211) والحاكم في (المستدرك على الصحيحين (ج3/ص156)
وابن حبان في صحيحه (ج15/ص392)
4 - والعوام بن حوشب الآحاد والمثاني (ج1/ص129) وغيره
5 - يحيى بن طلحة مسند الروياني ج1/ص439
ويروي هذا الحديث أيضاً:
قال المزي:
رواه أبو داود عن سوار بن عبد الله العنبري عن عبد الوارث بن سعيد وعن عمرو بن عون عن هشيم عن العوام بن حوشب ورواه الترمذي عن أحمد بن منيع عن سريج بن النعمان عن حشرج بن نباتة ورواه النسائي عن أحمد بن سليمان عن يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب جميعا عن سعيد بن جمهان نحوه فوقع لنا عاليا جدا وقال الترمذي حسن لا نعرفه إلا من حديث سعيد وليس له عند الترمذي غيره. تهذيب الكمال ج10/ص378
(إن هؤلاء) أي بني مروان كذبت أستاه بني الزرقاء (الأستاه) جمع أست وهو العجز ويطلق على حلقة الدبر وأصله ستة بفتحتين والجمع أستاه والمراد أنه كلمة خرجت من دبرهم والزرقاء امرأة من أمهات بني أمية كذا في فتح الودود. عون المعبود ج12/ص260
أقوال الإمام أحمد في الخلافة والتفضيل
1 - إبراهيم بن علي الطبري قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/211)
صرت إلى أحمد بن حنبل رحمه الله فسألته عن خلافة علي رضي الله عنه هل تثبت؟ فقال ما سؤالك عن هذا؟ فقلت إن الناس يزعمون أنك لا تثبت خلافته فاستنكر ذلك! وقال أنا أقول وسالت عيناه ثم قال ما هذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى خلفه ثلاثون ألف رجل فجاءوا بجماعتهم فقدموا أبا بكر رضي الله عنه فأقول أخطأ القوم وأصبت ثم فشا الإسلام بعده فجاءوا إلى عمر رضي الله فقدموه فأقول أخطأ هؤلاء القوم وأصبت ثم فتحت الفتوح وفشا الإسلام فصار المسلمون أضعاف هذه العدة مضاعفة فقدموا عثمان رضي الله عنه فأقول أخطأ القوم وأصبت ثم زاد الأسلام وفشا ثم قدموا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأقول أخطأ القوم وأصبت!!
2 - سمعت الدوري يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول
الفضل أبو بكر وعمر وعثمان في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
قال سمعت عباسا يقول سمعت يحيى بن معين يقول في الخلافة والفضل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
3 - قال ونا ابن الأعرابي قال سمعت مطين يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول لأحمد بن حنبل بلغني أن قوما يقولون أبو بكر وعمر وعثمان ثم يسكت فقال هذا كلام سوء!!. تاريخ مدينة دمشق ج39/ص508
4 - الميموني يقول سمعت أحمد بن حنبل وقيل إلى ما تذهب في الخلافة قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فقيل له كأنك تذهب إلى حديث سفينة قال اذهب إلى حديث سفينة وإلى شيء آخر رأيت عليا في زمن أبي بكر وعمر وعثمان لم يتسم بأمير المؤمنين ولم يقم الجمع والحدود ثم رأيته بعد قتل عثمان قد فعل ذلك فعلمت أنه قد وجب له في ذلك الوقت ما لم يكن له قبل ذلك.
الاعتقاد ج1/ص336
5 - قال سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن التفضيل فقالا أبو بكر وعمر سمعت هشام بن عمار يقول قال أحمد قلت بأي شيء قلتما ذلك قالا صح عندنا حديث سفينة كتبت إلى أحمد بن حنبل أسأله عن التربيع فقال أذهب في التفصيل إلى حديث ابن عمر وفي الخلافة إلى حديث سفينة أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
59 وسمعت أحمد بن أبي الحواري يقول لرجلين وأنا ثالثهما وسألاه عن شيء فقال والله لولا ما قد جرى أو مضى من السنة وسار في الناس من تقدمة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ما قدمنا على علي أحدا يعني لسابقته وفضله وقدمته. أخبار وحكايات ج1/ص37
6 - سمعت صالح بن أحمد بن حنبل بالرملة وهو نازل في فندق الرهبان وقد وجهه الموفق إلى أحمد بن طولون وقد كاره أصحاب الحديث فحدثهم يومين فلما كان اليوم الثالث بالغداة في وقت ركوبه حدثهم وأنا حاضر فقال له محمد بن الحسن بن موسى أبو الحارث وكان من رؤساء أصحاب الحديث يا أبا الفضل إن من حضر من أصحاب الحديث يحبون أن يعرفوا ما تقول وما كان رأي الشيخ يريدون أحمد بن حنبل في التفضيل والخلافة فقال نعم سألت أبي رضي الله عنه ما تقول في التفضيل فقال أذهب فيه إلى حديث ابن عمر وأذهب في الخلافة إلى حديث سفينة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضى الله عنهم لأنه قد تسمى بأمير المؤمنين وأهل بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون يدعونه بأمير المؤمنين فقلت له يا أبة أرأيت الرجل يخر ج على الأمة بسيفه ويسمى بأمير المؤمنين أيجوز ذلك له فقال لي يا بني أتجعل عليا رضي الله عنه كالخوارج وأ هل بدر كسائر الناس نعوذ بالله من الغلو ونعوذ بالله من الغلو نعوذ بالله من الغلو يرددها ثلاثا. أخبار وحكايات للغساني ج1/ص41
7 - أنبأنا عبد الرحمن قال حدثنا خيثمة قال حدثنا صالح بن علي النوفلي بحلب قال سألت النفيلي عن تفضيل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جرى بينه وبينه كلام فقلت يا أبا جعفر فإنما أريد أجعلك حجة بيني وبين الله عز وجل قال ومن أنا؟! قلت لم أر مثلك قال يا ابن أخي فإنا نقول خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي قلت يا أبا جعفر إن أحمد بن حنبل ويعقوب بن كعب يقولان عثمان ويقفان عن علي قال أخطئا جميعا أدركت الناس وأهل السنة والجماعة على هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/212)
8 - -أنبأنا عبد الرحمن قال حدثنا خيثمة قال حدثنا صالح بن علي النوفلي قال سألت احمد بن حنبل عن تفضيل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أبو بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمر ثم عثمان ثم علي في الخلافة ويذهب الى حديث سفينة يكون خلافة ورحمة ثلاثين سنة قلت له يا أبا عبد الله فتعرف من قال علي في الإمامة والخلافة قال لا قال أحمد بن حنبل ولا يعجبني من وقف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلافة قال احمد بن حنبل رحمة الله ونترحم على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعين. من حديث خيثمة ج1/ص107
9 - أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم فجاءت طائفة من الكرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا وذكروا خلافة ابي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا فرفع أبي رأسه إليهم فقال يا هؤلاء قد أكثرتم في علي والخلافة والخلافة وعلى أن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها
قال السياري فحدثت بهذا بعض الشيعة فقال لي قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض. تاريخ مدينة دمشق ج42/ص446
قال أبو حاتم الشريف وقد سبق أن ذكرت جميع أقوال الإمام أحمد في مسألة التفضيل في مسائل وأقوال الإمام أحمد ومما قلته هناك:
في الحقيقة اختلفت الروايات عن الإمام أحمد في قضية التفضيل بين الصحابة ونعني بذلك بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبقية الصحابة سوى الخلفاء الراشدين.
ففي بعض الروايات ترجيح رأي التوقف بين علي وبقية الصحابة ورجح هذا الرأي ابن حزم الظاهري وتابعه بعض المعاصرين
وفي البعض الآخر ترجيح أفضلية علي بن أبي طالب رضي الله عنه
على بقية العشرة المبشرين بالجنة وعلى هذا الرأي ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية وعلى هذا الرأي مشى سائر أئمة أهل السنة في كتبهم المسانيد والسنن والصحاح
ونذكر هنا الروايات الدالة على أفضلية علي بن أبي طالب من كتب أصحاب الإمام أحمد:
1 - رواية الأصطخري:قال أحمد: خير هذه الأمة بعد الني صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر وعمر بعد أبي بكر وعثمان بعد عمر وعلي بعد عثمان ووقف قوم على عثمان! وهم خلفاء راشدون مهديون ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هؤلاء الأربعة.
2 - رواية الحسن بن إسماعيل الربعي: أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ابن عم رسول الله
3 - رواية محمد بن عوف الحمصي الثقة المشهور: خير الناس بعد رسول الله أبو بكر وعمر ثم عثمان ثم علي فقلت له: يا أبا عبد الله فإنهم يقولون إنك وقفت على عثمان؟! فقال: كذبوا والله علي إنما حدثتهم بحديث ابن عمر (كنا نفاضل بين أصحاب رسول الله نقول: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان فيبلغ ذلك رسول الله فلا ينكره) ولم يقل النبي لاتخايروا بعد هؤلاء بين أحد ليس لأحد في ذلك حجة. فمن وقف على عثمان ولم يربع بعلي فهو على غير السنة!!. طبقات الحنابلة (1/ 313
4 - ) في رواية مسدد بن مسرهد قال: ولا عين نظرت بعد النبي خيرا من أبي بكر ولا بعد أبي بكر عين نظرت خيرا من عمر ولا عين نظرت خيرا من عثمان ولاعين نظرت خيرا من علي رضي الله عنهم أجمعين. طبقات الحنابلة (1/ 344)
5 - رواية وريزة الحمصي: قال: دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل حين أظهر التربيع بعلي رضي الله عنه فقلت له: يا أبا عبد الله إن هذا لطعن على طلحة والزبير!! فقال أحمد: بئسما قلت!! وما نحن وحرب القوم وذكرها؟ فقلت: أصلحك الله إنما ذكرنا ها حين ربعت بعلي وأوجبت له الخلافة!! وما يجب للأئمة قبله فقال لي أحمد: وما يمنعني من ذلك؟ قال: قلت:حديث ابن عمر فقال لي: عمر خير من ابنه قد رضي عليا للخلافة على المسلمين وأدخله في الشورى وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قد سمى نفسه أمير المؤمنين فأقول: أنا ليس للمؤمنين أمير؟! فانصرفت عنه طبقات الحنابلة (1/ 392)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/213)
6 - رواية عبدالله بن الإمام أحمد:قال كنت جالسا ذات يوم بين يدي أبي فجاءت طائفة من الكرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عملر وخلافة عثمان فأكثروا وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا وأطالوا فرفع أبي رأسه أاليهم وقال: أكثرتم القول في علي والخلافة والخلافة وعلي إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها!!! قال السياري (أحد الرواة) فحدثت بهذا بعض الشيعة فقال لي: لقد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض. تاريخ بغداد (1/ 135) السنةللخلال (408)
7 - قال يحي بن معين:خير هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي هذا قولنا ومذهبنا. التاريخ رواية الدوري (3/ 336)
8 - قال جرير بن عبد الحميد سألت يحي بن سعيد الأنصاري وما رأيت شيخا أنبل منه فقلت: من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ما كان قولهم في علي وعثمان؟ فقال: من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لم يختلفوا في أبي بكر وعمر وفضلهما. قال: إنما كان الاختلاف في علي وعثمان!!
العلل ومعرفة الرجال (2/ 345)))
9 - فقام إليه (يعني الوليد بن مسلم) رجل يكنى أبا المطيع خراساني من أصحاب الحديث يسكن في بيوت باب البريد التي فيها البزازون الساعة فقال له يا أبا عامر إن الناس يحبون أن يسمعوا في التفضيل فقال أبو بكر قال ثم من قال عمر قال ثم من قال عثمان قال أبو المطيع جزاك الله خيرا فهذه السنة وعلى هذا مضى السلف فوضع أبو عامر سبابته اليمنى في شدقه الأيسر ثم فقع تفقيعة سمع صوتها ثم قال أوه ما لعلي بن أبي طالب وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه خير من هؤلاء كلهم فضحك الناس فقال لهم أبو المطيع ما أراد الشيخ إلا خيرا ما أراد الشيخ إلا خيرا!! وأدخل أبو الحسن سبابته في شدقة الأيسر وفقع عظمة وقال هكذا فقع أبو عامر (الوليد بن مسلم)
10 - قال أبو الحسن أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يربع بعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه هشام بن عمار بن نصير السلمي ومحمود بن خالد بن يزدي وأحمد بن أبي الحواري وإبراهيم بن هشام الغساني وهارون بن محمد بن بكار بن بلال ومحمد بن يحيى بن حموزة الحضرمي وأبو عامر موسى بن عامر وبقيتهم لم يكونوا يربعون. أخبار وحكايات ج1/ص37
11 - قال ابن تيمية: ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين 00000
ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار 000ولكن استقر
أمر أهل السنة على تقديم علي بعد عثمان 000 الخ العقيدة الواسطية
قال أبو حاتم الشريف: وهناك روايات تدل على أن أحمد يرى الوقف على الثلاثة ولكن يظهر أن هذا أمر مرجوح والصحيح والذي عليه علماء أهل السنة هو التفضيل على الخلافة وأما قول من قال أن أحمد قال هذا الكلام لأهل الشام لأنهم نواصب00 الخ فهذا غير صحيح وأحمد ليس من الذين يغيرون معتقدهم لأجل أحد ويكفي وقفته القوية في مسألة خلق القرآن وواضح من خلال ما نقلنا أن أحمد يتبنى رأي تفضيل علي على البقية سوى الخلفاء الراشدين الثلاثة وتشديده في الكلام كما في رواية الحمصي ثم رواية مسدد بن مسرهد وهو غير شامي ولا حمصي.!
يتبع=
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 03 - 05, 01:22 م]ـ
فتنة الخوارج
من أعظم الفتن التي حدثت في عصر الصحابة هي فتنة الخوارج (الحرورية, المارقة)
وقد انفردوا دون الصحابة الأجلاء بآراء غريبة واستبدوا برأيهم وقاتلوا الأخيار وكفروهم وفسقوهم وضللوهم وقد أحدثوا شرخاً كبيراً في صفوف الصحابة رضوان الله عليهم
وكانوا قد خرجوا بأعداد كبيرة لا يستهان بها وقد أوقعوا فتنة عظيمة في جند علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكان أهل شجاعة و عبادة وقراءة قرآن لكنها قراءة لا تخرج من تراقيهم
موقف علي وأصحابه من الخوارج
فمن أصحاب علي من كان يرى احتواءهم وعدم قتالهم ومنهم من كان يرى وجوب قتالهم قبل غيرهم من أهل صفين ومنهم من كان يرى محاورتهم ومجادلتهم لعلهم يرجعون ويتوبون
وقد تصدى لهذا الأمر ابن عباس في الحديث المشهور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/214)
وقد نجح في إقناع الكثير ممن غُرربهم واتبعوا أهواءهم لكن الكثير منهم بقي على موقفه يرى رأيه ولا يرى غيره , ولا يتزحزح عنه قيد أنملة , وقد قاتلوا علي بن أبي طالب ومن معه من الصحابة والتابعين ووقعت بينهم مقتلة كبيرة نجح علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في القضاء على أكثرهم وكان هذا الأمر من علامات النبوة التي أخبر عنها المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد تحقق على يد أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما تواترت بذلك الأحاديث وقد عد الكثير من أهل العلم قتال علي للخوارج من خصائصه وفضائله ومناقبه لا من معايبه ومثالبه!
وسوف تتعجب عندما تسمع الحديث وترى شدة يقين علي بن أبي طالب وتصميمه على صحة عمله وتصديقه لرسوله وإخباره عن رجل مقتول يدعى ذا الثدية
وكان وجود هذا الرجل علامة على صحة ما أخبر به علي بن أبي طالب علماً بأن كثيراً من أصحابه
كانوا لايرون قتال هؤلاء حتى أخبرهم علي عن هذا الرجل وعن بعض صفاته بعد ذلك الكل اقتنع بصحة عمل أبي الحسن 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
وهذا الحديث عده كثير من العلماء من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تحققت بعد وفاته كما روي ذلك في الصحيحين
وأحاديث الخوارج من الأحاديث المتواترة كما نص على ذلك كثير من المحدثين وفيها رد على النواصب أيضاً كما سيأتينا
وُيروى هذا الحديث بألفاظ مختلفة عن أبي سعيد الخدري وابن مسعود وعلي وابن عمر وسهل بن حنيف وعائشة وابي ذر وغيرهم
قال ابن كثير: الحديث الأول عن علي رضي الله عنه ورواه عنه زيد بن وهب وسويد بن غفلة وطارق ابن زياد وعبد الله بن شداد وعبيد الله بن أبي رافع وعبيدة بن عمرو السلماني وكليب أبو عاصم وأبو كثير وأبو مريم وأبو موسى وأبو وائل الوضى فهذه اثنتا عشرة طريقا إليه ستراها بأسانيدها وألفاظها ومثل هذا يبلغ حد التواتر
البداية والنهاية 7/ 290
قال ابن حجر:
قال الطبري وروى هذا الحديث في الخوارج عن علي تاما ومختصرا
عبيد الله بن أبي رافع وسويد بن غفلة وعبيدة بن عمرو وزيد بن وهب وكليب الجرمي وطارق بن زياد وأبو مريم
قلت: وأبو وضيء وأبو كثير وأبو موسى وأبو وائل في مسند إسحاق بن راهويه والطبراني
وأبو جحيفة عند البزار وأبو جعفر الفراء مولى علي أخرجه الطبراني في الأوسط وكثير بن نمر وعاصم بن ضمرة
قال الطبري ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب أو بعضه
عبد الله بن مسعود وأبو ذر وبن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وبن عمر وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وحذيفة وأبو بكرة وعائشة وجابر وأبو برزة وأبو أمامة وعبد الله بن أبي أوفى وسهل بن حنيف وسلمان الفارسي
قلت ورافع بن عمرو وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر وجندب بن عبد الله البجلي وعبد الرحمن بن عديس وعقبة بن عامر وطلق بن علي وأبو هريرة أخرجه الطبراني في الأوسط بسند جيد من طريق الفرزدق الشاعر أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد وسألهما فقال إني رجل من أهل المشرق وأن قوما يخرجون علينا يقتلون من قال لا إله إلا الله ويؤمنون من سواهم فقالا لي سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول من قتلهم فله أجر شهيد ومن قتلوه فله أجر شهيد
فهؤلاء خمسة وعشرون نفسا من الصحابة
والطرق إلى كثرتها متعددة كعلي وأبي سعيد وعبد الله بن عمر وأبي بكرة وأبي برزة وأبي ذر
فيفيد مجموع خبرهما القطع بصحة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتح الباري 12/ 302
] الأحاديث الوردة في ذم الخوارج [/ COLOR]
( آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر)
1 - عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/215)
والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته.
رواه البخاري باب علامات النبوة في الإسلام (3/ 1308) وفي رواية مسلم , الزهري عن أبي سلمة والضحاك الهمداني عن أبي سعيد الخدري مسلم 2/ 744 النسائي في الكبرى ذكر ما خص به علي من قتال المارقين 5/ 15 مسند أحمد (3/ 56)
حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام
2 - عن سويد بن غفلة قال قال علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة.
البخاري (3/ 132) مسلم (/746) النسائي الكبرى (5/ 160) سنن أبي داود (4/ 244) مسند أحمد (1/ 113)
قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة
3 - وفي رواية أخرى: عن عبيدة عن علي قال ذكر الخوارج فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال قلت آنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة
مسلم (2/ 747) سنن أبي داود 4/ 242) سنن النسائي الكبرى (5/ 164) سنن ابن ماجه (1/ 59) مسند أحمد (1/ 95)
كلمة حق أُريد بها باطل
4 - عن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قالوا لا حكم إلا لله قال علي كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم وأشار إلى حلقه من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي فلما قتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم زاد يونس في روايته قال بكير وحدثني رجل عن بن حنين أنه قال رأيت ذلك الأسود
رواه مسلم (2/ 749) سنن النسائي (5/ 160) ابن حبان (15/ 3877 - ) سنن البيهقي (8/ 171)
5 - وفي رواية: ثنا بن نمير عن الأجلح عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال بينا أنا في الجمعة وعلي رضي الله عنه على المنبر إذ قام رجل فقال لا حكم إلا لله ثم قام آخر فقال لا حكم إلا لله ثم قاموا من نواحي المسجد فأشار إليهم علي رضي الله عنه بيده اجلسوا نعم لا حكم إلا لله كلمة يبتغي بها باطل حكم الله ننظر فيكم ألا إن لكم عندي ثلاث خصال ما كنتم معنا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا ثم أخذ في خطبته وروي بعض معناه من وجه آخر عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه 16525
مصنف ابن أبي شيبة 7/ 562 السنن الكبرى 8/ 184
رجاله ثقات باستثناء كثير بن نمر الحضرمي وقد ذكره ابن حبان في كتاب الثقات
وقال البخاري:
كثير بن نمر الحضرمي يعد في الكوفيين سمع عليا روى عنه سلمة بن كهيل. التاريخ الكبير 7/ 207
وقال ابن أبي حاتم:
كثير بن نمر الحضرمي كوفى روى عن على رضي الله عنه روى عنه سلمة بن كهيل سمعت أبى يقول ذلك. الجرح والتعديل 7/ 157
قال ابن حبان: كثير بن نمر الحضرمي من أهل الكوفة يروى عن على بن أبى طالب روى عنه سلمة بن كهيل. الثقات 5/ 331
قال ابن سعد: كثير بن نمر الحضرمي روى عن علي بن أبي طالب. الطبقات الكبرى6/ 236
ولا مانع من تعدد الروايات وهذه الحادثة مختلفة عن الحادثة السابقة واحتمال تحسينه وارد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/216)
وعند الطبراني:محمد بن كثير عن الحارث بن حصيرة عن سلمة بن كهيل عن كثير بن نمر قال دخلت مسجد الكوفة عشية جمعة وعلي يخطب الناس فقاموا من نواحي المسجد يحكمون فقال بيده هكذا ثم قال كلمة حق يبتغى بها باطل. المعجم الأوسط 7/ 376
محمد بن كثيرالقرشي منكر الحديث والحارث بن حصيرة الأزدي وثقه ابن معين وضعفه سائر الأئمة وروى عنه الثوري وعبدالله بن نمير ورمي بالرفض
وتابعه أبو مخنف وهو متروك
قال أبو مخنف حدثني الأجلح بن عبدالله عن سلمة بن كهيل عن كثير بن بهز (نمر) الحضرمي قال قام علي في الناس يخطبهم ذات يوم فقال رجل من جانب المسجد لا حكم إلا لله فقام آخر فقال مثل ذلك ثم توالى عدة رجال يحكمون فقال علي الله أكبر كلمة حق يلتمس بها باطل أما إن لكم عندنا ثلاثا ما صحبتمونا لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسمه ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تبدؤونا ثم رجع إلى مكانه الذي كان فيه من خطبته.
تاريخ ابن جرير (3/ 114)
وعند ابن جرير
7 - حدثنا ابو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت إسماعيل بن سميع الحنفي عن أبي رزين قال لما وقع التحكيم ورجع علي من صفين رجعوا مباينين له فلما انتهوا إلى النهر أقاموا به فدخل علي في الناس الكوفة ونزلوا بحروراء فبعث إليهم عبدالله بن عباس فرجع ولم يصنع شيئا فخرج إليهم علي فكلمهم حتى وقع الرضا بينه وبينهم فدخلوا الكوفة فأتاه رجل فقال إن الناس قد تحدثوا عنك رجعت لهم عن كفرك فخطب الناس في صلاة الظهر فذكر أمرهم فعابه فوثبوا من نواحي المسجد يقولون لا حكم إلا لله واستقبله رجل منهم واضع إصبعيه في أذنيه فقال [ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين] فقال علي [فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون] صحيح
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 556)
تاريخ الطبري (3/ 114)
إسماعيل بن سميع وثقه أحمد ويحي القطان وابن معين وسائر الأئمة ورمي برأي الخوارج ولا يضره فالعبرة بثقة الراوي روى له مسلم وأبو داود والنسائي.
تهذيب الكمال (3/ 110)
أبو رزين الأسدي ثقة مشهور
قال أبي (أحمد بن حنبل) أبو رزين مسعود بن مالك الذي روى عنه إسماعيل بن سميع والأعمش وعاصم وإسماعيل بن أبي خالد وقد صلى خلف علي بن أبي طالب قال أبي وكان رجلا صالحا هو أبو رزين الأسدي قال أبي وكان شعبة ينكر أن يكون سمع من عبد الله بن مسعود شيئا. العلل ومعرفة الرجال (1/ 513)
وقال الشافعي
قال الشافعي رحمه الله بلغنا أن عليا رضي الله عنه بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد لا حكم إلا لله فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا حكم إلا لله كلمة حق أريد بها باطل لكم علينا ثلاث لا نمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نبدؤكم بقتال.: الأم 4/ 217
السنن الكبرى للبيهقي 8/ 184
8 - وفي رواية ثنا عفان ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال سمع علي رضي الله عنه قوما يقولون لا حكم إلا لله قال نعم لا حكم إلا لله ولكن لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل فيها المؤمن ويستمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الأجل.
صحيح
سنن البيهقي 8/ 184
عاصم بن ضمرة السلولي
قلت:عاصم بن ضمرة ثقة ورواية إبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة مقبولة لأنه جاوره ثلاثون سنة!
قال ابن سعد:
عاصم بن ضمرة السلولي من قيس عيلان روى عن علي وتوفي بالكوفة في ولاية بشر بن مروان وكان ثقة وله أحاديث. الطبقات الكبرى (6/ 222)
وقال أحمد بن عبد الله العجلي وعلي بن المديني ثقة وقال النسائي ليس به بأس قال خليفة بن خياط مات في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين روى له الأربعة.
تهذيب الكمال (13/ 498)
سألت يحيى أيما أعجب إليك الحارث عن على أو عاصم بن ضمرة عن على فقال عاصم بن ضمرة
تاريخ ابن معين (رواية الدوري) 3/ 268
قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق قال جاورنا عاصم بن ضمرة ثلاثين سنة فما سمعته يحدث حديثا إلا عن علي. العلل ومعرفة الرجال (1/ 504)
سمعت يحيى يقول سمعت سفيان يقول كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث. العلل ومعرفة الرجال 3/ 225
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/217)
حدثنا عبد الله قثنا عثمان بن أبي شيبة قثنا شريك عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال قلت للحسن بن علي أن الشيعة يزعمون أن عليا يرجع! قال كذب أولئك الكذابون لو علمنا ذاك ما تزوج نساءه ولا قسمنا ميراثه
فضائل الصحابة 2/ 715
وقال شهاب بن خراش عن الحجاج بن دينار كان أول من سدس مسروق قال نظرت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت العلم انتهى إلى ستة منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء عويمر رحمة الله عليهم أجمعين قال ثم سدسوا أصحاب الصحابة فأصحاب علي
عاصم بن ضمرة والنزال بن سبرة وعبد الله بن سلمة المرادي وعبد خير الحيواني والحارث الأعور وعلي بن ربيعة
ثم سدسوا أصحاب عبد الله علقمة والأسود والحارث بن قيس وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل وعبيدة السلماني ومسروق
قال الحجاج وسدسوا أصحاب إبراهيم الحكم وحماد والأعمش وأبو معشر زياد بن كليب والحارث العكلي ومنصور وقال قريش بن أنس عن بن عون عن محمد بن سيرين كان أصحاب عبد الله خمسة يبدأ بعضهم بعبيدة والحارث ومسروق وعلقمة وشريح قال وكان كلهم فيه.
تهذيب الكمال (5/ 273)
إخواننا بغوا علينا
9 - يزيد بن هارون عن شريك عن أبي العنبس عن أبي البختري قال سئل علي رضي الله عنه عن أهل الجمل أمشركون هم قال من الشرك فروا قيل أمنافقون هم قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا قيل فما هم قال إخواننا بغوا علينا.
فيه انقطاع لكن له متابعة جيدة عن عبد خير عن علي
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 535) سنن البيهقي (8/ 173)
أبو العنبس كوفي ثقة ورواية يزيد بن هارون عن شريك مقبولة لأنه واسطي وأبو البختري سعيد بن فيروز ثقة مشهور قيل لم يدرك علياً.
عن حبيب بن أبي ثابت اجتمعت انا وسعيد بن جبير وأبو البختري الطائي وكان الطائي اعلمنا وافقهنا وقال هلال بن خباب كان من أفاضل أهل الكوفة وقال أبو نعيم مات في الجماجم سنة ثلاث وثمانين روى له الجماعة.
تهذيب الكمال 11/ 34
ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا حفص بن غياث عن عبد الملك بن سلع عن عبد خير قال سئل علي رضي الله عنه عن أهل الجمل فقال إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم وقد فاءوا وقد قبلنا منهم. لابأس به
سنن البيهقي (8/ 182)
قال ابن حجر: عبد الملك بن سلع الهمداني صدوق من السادسة س.
قال ابن حبان:
عبد الملك بن سلع الهمداني من أهل الكوفة يروى عن عبد خير روى عنه مروان بن معاوية وابنه مسهر بن عبد الملك كان ممن يخطىء
الثقات (7/ 104)
قال ابن أبي حاتم: عبد الملك بن سلع الهمداني سمع عبد خير روى عنه سيف بن هارون وأبو خالد الأحمر ومروان الفزاري وابن نمير سمعت أبى يقول ذلك قال أبو محمد وروى عنه ابنه عمرو بن عبد الملك بن سلع. الجرح والتعديل 5/ 353
عبد خير
من كبار أصحاب علي ذكره ابن حجر في التقريب وقال: عبد خير بن يزيد الهمداني أبو عمارة الكوفي مخضرم ثقة من الثانية لم يصح له صحبة 4.
وقال في الإصابة:عبد خير بن يزيد ويقال بن محمد بن خولى بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن الصائد الهمداني أبو عمارة الكوفي أدرك الجاهلية قال الخطيب يقال اسمه عبد الرحمن قلت ولعله غير في الإسلام وقال أبو عمر أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه
قلت وتأتي قصة إسلامه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ترجمة والده يزيد رواها أبو يعلى وغيره
روى عبد خير عن أبي بكر الصديق وعن بن مسعود وعلى وكان من كبار اصحابه وعن عائشة وغيرهم
روى عنه ابنه المسيب والشعبي وأبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن سلع وعلقمة بن مرثد والحكم وعطاء بن السائب وآخرون
نزل الكوفة قال عبد الملك بن سلع قلت له كم اتى عليك قال عشرون ومائة سنة أخرجه الدولابي في الكنى فيمن يكنى أبا عمارة
وذكره احمد بن حنبل في الاثبات عن على ووثقه بن معين والنسائي والعجلي وذكره مسلم في الطبقة الأولى من التابعين
: الإصابة (5/ 102)
(سيماهم التحالق قال هم شر الخلق أو من أشر الخلق يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق)
10 - وعن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق قال هم شر الخلق أو من أشر الخلق يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثلا أو قال قولا الرجل يرمي الرمية أو قال الغرض فينظر في النصل فلا يرى بصيرة وينظر في النضي فلا يرى بصيرة وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة قال قال أبو سعيد وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق!
11:تمرق مارقة
وفي رواية عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تمرق مارقة في فرقة من الناس فيلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق.
مسلم2/ 746
قال الشريف: أبو نضرة اسمه المنذر بن مالك بن قطعة البصري قال ابن حبان: كان من فصحاء أهل البصرة أفلج في آخر عمره مات سنة ثمان أو تسع ومائة. مشاهير علماء الأمصار
قال الذهبي: المنذر بن مالك بن قطعة الإمام المحدث الثقة أبو نضرة العبدي ثم العوقي البصري والعوقة بطن من عبد القيس.
قال النووي:
وأما أبو نضرة بفتح النون واسكان الضاد المعجمة فاسمه المنذر بن مالك بن قطعة بكسر القاف واسكان الطاء العوقى بفتح العين والواو وبالقاف هذا هو المشهور.
ويروي حديث أبي سعيد:
أبو سلمة بن عبدالرحمن والضحاك وعطاء وأبو نضرة ويرويه عن أبي نضرة مجموعة من الرواة وهم كالتالي:
1 - القاسم بن الفضل الحداني مسلم
2 - سليمان بن المعتمر مسلم
3 - قتادة بن دعامة السدوسي مسلم
4 - داود بن أبي هند مسلم
5 - عوف بن أبي جميلة عند ابن حبان والحلية
6 - علي بن زيد بن جدعان
--7عبدالله بن عون
8 - عبدالملك بن أبي نضرة
قال الحربي البغدادي:
قوله (تمرق مارقة)
المروق الخروج من الشىء والامتراق سرعة المروق ومروق السهم سرعة خروجه.
غريب الحديث للحربي (2/ 381)
يتبع=
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/218)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[20 - 03 - 05, 08:00 ص]ـ
- فدمعت عين علي!!
عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال اتيته فسألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قال قلت فيم فارقوه وفيما استجابوا له وفيما دعاهم وفيم فارقوه ثم استحل دماءهم قال إنه لما استحر القتل في أهل الشام بصفين اعتصم معاوية وأصحابه بجبل فقال عمرو بن العاص أرسل إلى علي بالمصحف فلا والله لا يرده عليك قال فجاء به رجل يحمله ينادي بيننا وبينكم كتاب الله [ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون] قال فقال علي نعم بيننا وبينكم كتاب الله أنا أولى به منكم قال فجاءت الخوارج وكنا نسميهم يومئذ القراء قال فجاؤا بأسيافهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين لا نمشي إلى هؤلاء القوم حتى يحكم الله بيننا وبينهم فقام سهل بن حنيف فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فجاء عمر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا قال فانطلق عمر ولم يصبر متغيظا حتى أتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل فقال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أوفتح هو قال نعم فطابت نفسه ورجع فقال علي أيها الناس أن هذا فتح فقبل على القضية ورجع ورجع الناس ثم أنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفا فأرسل إليهم يناشدهم الله فأبوا عليه فأتاهم صعصعة بن صوحان فناشدهم الله وقال علام تقاتلون خليفتكم قالوا نخاف الفتنة قال فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل فرجعوا فقالوا نسير على ناحيتنا فإن عليا قبل القضية قاتلناهم يوم صفين وإن نقضها قاتلنا معه فساروا حتى بلغوا النهروان فافترقت منهم فرقة فجعلوا يهددون الناس قتلا فقال أصحابهم ويلكم ما على هذا فارقنا عليا فبلغ عليا أمرهم فقام فخطب الناس فقال أما ترون أتسيرون إلى أهل الشام أم ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوا إلى ذراريكم فقالوا لا بل نرجع إليهم فذكر أمرهم فحدث عنهم ما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [لأ إن فرقة تخرج عند اختلاف الناس تقتلهم أقرب الطائفتين بالحق علامتهم رجل فيهم يده كثدي المرأة] فساروا حتى التقوا بالنهروان فاقتتلوا قتالا شديدا فجعلت خيل علي لا تقوم لهم فقام علي فقال أيها الناس إن كنتم إنما تقاتلون لي فوالله ما عندي ما أجزيكم به وإن كنتم إنما تقاتلون لله فلا يكن
هذا قتالكم فحمل الناس حملة واحدة فانجلت الخيل عنهم وهم مكبون على وجوههم فقال علي اطلبوا الرجل فيهم قال فطلب الناس فلم يجدوه حتى قال بعضهم غرنا بن أبي طالب من اخواننا حتى قتلناهم فدمعت عين علي قال فدعا بدابته فركبها فانطلق حتى أتى وهدة فيها قتلى بعضهم على بعض فجعل يجر بأرجلهم حتى وجد الرجل تحتهم فأخبروه فقال علي الله أكبر وفرح الناس ورجعوا وقال علي لا أغزو العام ورجع إلى الكوفة وقتل واستخلف حسن فساروا بسيرة أبيه بالبيعة إلى معاوية. صحيح
سنن النسائي (6/ 463) مسند أحمد (3/ 485) مسند أبي عوانة2/ 297 مسند أبي يعلى (1/ 364)
و استحر القتل بمعنى اشتد
أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي
قال وحدثني أبي ثنا نعيم بن حماد ثنا أبو بكر بن عياش عن إسماعيل بن سميع قال قلت لأبي وائل كان رأيك حسنا حتى أفسدك مسروق!
قال أبو بكر وكان أبو وائل علويا قبل ثم صار عثمانيا وكان مسروق عثمانيا وقال أبو وائل إن مسروقا لا يهدي أحد ولا يضله.
00 عن أبي بكر بن عياش عن عاصم قال كان زر يحب عليا وكان أبو وائل يحب عثمان وكانا يتجالسان فما سمعتهما يتناميان شيئا قط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/219)
يزيد بن هارون أن أبا وائل كان من أهل النهر
وأنه رجع لما كلمهم ابن عباس ومات.
تاريخ دمشق (23/ 176)
حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن شقيق قال قيل له أشهدت صفين قال نعم وبئست الصفون كانت. مصنف ابن أبي شيبة 7/ 549
اطلبوا ذالثدية 13 -
أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن علي قال لما كان يوم النهروان لقي الخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح فقتلوا جميعا فقال علي اطلبوا ذا الثدية فطلبوه فلم يجدوه فقال علي ما كذبت ولا كذبت اطلبوه فطلبوه فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى فإذا رجل على يده مثل سبدات (سبلات) السنور قال فكبر علي والناس وأعجب الناس وأعجب علي.
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 558) خصائص علي 1/ 190
ورواه سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب بأوسع من ذلك.
والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله
14 - عن سلمة بن كهيل قال حدثنا زيد بن وهب أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم شيئا ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ولا صيامكم إلى صيامهم شيئا يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلمون الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليه شعرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله
قال سلمة فنزلني زيد منزلا منزلا حتى مررنا على قنطرة فلما التقينا على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم قال فسلوا السيوف وألقوا جفونها وشجرهم الناس يعني برماحهم فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان قال علي التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا قتلى بعضهم على بعض قال جردوهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر علي وقال صدق الله وبلغ صلى الله عليه وسلم فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أي والله الذي لا إله إلا هو لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له.
السنن الكبرى 5/ 163 مصنف عبد الرزاق 10/ 14
من هو زيد بن وهب؟
زيد بن وهب الجهني أحد بني حسل بن نصر بن مالك بن عدي بن الطول بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة من قضاعة ويكنى زيد أبا سليمان وروى زيد عن عمر وعلي وعبد الله وحذيفة وشهد مع علي بن أبي طالب مشاهده. وقال أصحابنا توفي زيد بن وهب في ولاية الحجاج بعد الجماجم وكان ثقة كثير الحديث
وكان قد نزل الكوفة وحضر مع علي بن أبي طالب الحرب بالنهروان.
زيد بن وهب ع أجلة التابعين وثقاتهم
متفق على الاحتجاج به إلا ما كان من يعقوب الفسوي فإنه قال - في تاريخه في حديثه خلل كثير ولم يصب الفسوي
ثم إنه ساق من روايته قول عمر يا حذيفة بالله أنا من المنافقين قال وهذا محال أخاف أن يكون كذبا
قال ومما يستدل به على ضعف حديثه روايته عن حذيفة إن خرج الدجال تبعه من كان يحب عثمان
ومن خلل روايته قوله حدثنا والله - أبو ذر بالربذة قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبلنا أحد 000 الحديث
فهذا الذي استنكره الفسوي من حديثه ما سبق إليه ولو فتحنا هذه الوساوس علينا لرددنا كثيرا من السنن الثابتة بالوهم الفاسد ولا نفتح علينا في زيد بن وهب خاصة باب الاعتزال فردوا حديثه الثابت عن ابن مسعود حديث الصادق المصدوق وزيد سيد جليل القدر هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبض وزيد في الطريق
وروى عن عمر وعثمان وعلي والسابقين وحدث عنه خلق
ووثقه ابن معين وغيره حتى أن الأعمش قال إذا حدثك زيد بن وهب عن أحد فكأنك سمعته من الذي حدثك عنه
قلت مات قبل سنة تسعين أو بعدها: قال الذهبي ميزان الاعتدال 3/ 158
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/220)
الطبقات لابن سعد 1/ 102
تاريخ بغداد 8/ 440
لا تحركوهم حتى يحدثوا حدثا
15 - عن أبى الأحوص قال لما كان يوم النهروان كنا مع على بن أبى طالب دون النهر فجاءت الحرورية حتى نزلوا من ورائه قال على لا تحركوهم حتى يحدثوا حدثا فانطلقوا إلى عبد الله بن خباب فقالوا حدثنا حديثا حدثك أبوك سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حدثني أبى انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الساعى فقدموه إلى النهر فذبحوه كما تذبح الشاة فاتى على فأخبر فقال الله أكبر نادوهم ان اخرجوا إلينا قاتل عبد الله بن خباب فقالوا كلنا قتله ثلاث مرات فقال على لأصحابه دونكم القوم فما لبث ان قتلهم على وأصحابه وذكر باقي الحديث
تاريخ بغداد 1/ 290 سنن الدارقطني 3/ 132
أبو الأحوص:
عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص الجشمي سمع على بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود روى عنه أبو إسحاق السبيعي وحميد بن هلال العدوى وعطاء بن السائب وهو ممن نزل الكوفة وحضر النهروان مع على وكان ثقة تاريخ بغداد12/ 290
مثل الشراك ما ابذقر
16 - حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس قال لما تفرق الناس صحبت قوما لم أصحب قوما أحب إلي صحبة منهم فسرنا على شط نهر فرفع لنا مسجد فإذا فيه رجل فلما نظر إلى نواصي الخيل خرج فزعا يجر ثوبه فقال له أميرنا لم ترع فقال قد رعتموني قال فإذا هو عبد الله بن خباب قال له أميرنا حدثنا حديثا سمعته من أبيك يحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحدث عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي فإن أدركتك فكن عبد الله المقتول قال فقربوه إلى شط النهر فذبحوه فرأيت دمه يسيل في الماء مثل الشراك ما ابذقر قال ثم أخذوا أم ولده فقتلوها وكانت حبلى فبقروا بطنها فلم أصحب قوما أبغض إلي منهم حتى وجدت خلوة فانفلت.
مسند أحمد 5/ 110.مسند أبي يعلى 13/ 176
تاريخ الطبري 3/ 118المعجم الكبير/4/ 60
عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن حميد بن هلال (ثقة) قال لم يستحل علي قتال الحروراء حتى قتلوا بن خباب. مصنف عبد الرزاق 10/ 118
ما ابذقر:
بذقر
بذقر ابذقر القوم وابذعروا تفرقوا ونذكر في ترجمة مذقر فما ابذقر دمه وهي لغة معناه ما تفرق ولا تمذر وهو مذكور في موضعه.
ابذقروا تبددوا وتفرقوا وبمعنى ابذعروا وما ابذقر الدم في الماء أي لم تتفرق أجزاؤه فتمزج به ولكنه مر فيه مجتمعا متميزا منه.
لسان العرب 4/ 51 القاموس المحيط 1/ 444
من هوعبدالله بن خباب؟
وعبد الله بن خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد من بني سعد بن زيد مناة ويقال إنه مولى أم أنمار بنت سباع الخزاعية وذكر انه عبد الله بن خباب ولد في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان موصوفا بالخير والصلاح والفضل وورد المدائن وقتلته الخوارج بالنهروان
ت س عبد الله بن خباب بن الأرت المدني حليف بني زهرة روى عن أبي بن كعب وأبيه خباب بن الأرت ت س
وله صحبة قال أحمد بن عبد الله العجلي عبد الله بن خباب من كبار التابعين ثقة قتلته الحرورية أرسله إليهم علي فقتلوه فأرسل إليهم أقيدونا بعبد الله بن خباب فقالوا كيف نقيدك به وكلنا قتله فنهد إليهم فقتلهم وذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له الترمذي والنسائي حديثا واحدا قال أبو نعيم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مختلف في صحبته له رؤية ولأبيه صحبة وقال الغلابي قتل سنة 37 وكان من سادات المسلمين
تاريخ بغداد 1/ 205 تهذيب الكمال 14/ 447
تهذيب التهذيب 5/ 172
17 - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال قدمت على عائشة رضي الله عنها فبينما نحن عندها جلوس مرجعها من العراق ليالي قوتل علي
إذ قالت يا عبد الله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه حدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي قلت وما لي لا أصدقك
قالت فحدثني عن قصتهم
قلت إن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس فنزلوا أرضا من جانب الكوفة يقال لها حروراء وإنهم أنكروا عليه فقالوا انسلخت من قميص ألبسكه الله وأسماك به ثم انطلقت فحكمت في دين الله ولا حكم إلا لله فلما أن بلغ عليا ما عتبوا عليه وفارقوه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/221)
أمر فأذن مؤذن لا يدخلن على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن فلما أن امتلأ الدار من القراء دعا بمصحف عظيم فوضعه على بين يديه فطفق يصكه بيده ويقول أيها المصحف حدث الناس فناداه الناس فقالوا يا أمير المؤمنين ما تسأله عنه إنما هو ورق ومداد ونحن نتكلم بما رأينا منه فماذا تريد قال أصحابكم الذين خرجوا بيني وبينهم كتاب الله يقول الله عز وجل في امرأة ورجل [فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها]
فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم حرمة من امرأة ورجل ونقموا علي أن كاتبت معاوية وكتب علي بن أبي طالب وقد جاء سهيل بن عمرو ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية حين صالح قومه قريشا فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال فكيف أكتب قال اكتب باسمك اللهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب ثم قال اكتب من محمد رسول الله قالوا لو نعلم إنك رسول الله لم نخالفك فكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله قريشا يقول الله في كتابه [لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر] فبعثه إليهم علي بن أبي طالب فخرجت معهم حتى إذا توسطنا عسكرهم
قام بن الكواء فخطب الناس فقال يا حملة القرآن إن هذا عبد الله بن عباس فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرفه من كتاب الله هذا من نزل فيه قومه بل هم قوم خصمون فردوه إلى صاحبه ولا تواضعوه كتاب الله قال فقام خطباؤهم فقالوا لا والله لنواضعنه كتاب الله فإذا جاء بالحق نعرفه استطعناه ولئن جاء بالباطل لنبكتنه بباطله ولنرده إلى صاحبه فواضعوه على كتاب الله ثلاثة أيام فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب بينهم بن الكواء حتى أدخلهم على علي فبعث علي إلى بقيتهم فقال قد كان من أمرنا وأمر الناس ما قد رأيتم فقفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتنزلوا حيث شئتم بيننا وبينكم أن نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلا أو تطيلوا دما فإنكم إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن الله لا يحب الخائنين
فقالت له عائشة رضي الله تعالى عنها يا بن شداد فقد قتلهم
فقال والله ما بعث إليهم حتى
1 - قطعوا السبيل
2 - وسفكوا الدماء بغير حق الله
3 - وقتلوا بن خباب
4 - واستحلوا أهل الذمة
فقالت آلله قلت آلله الذي لا إله إلا هو
قالت فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثون به يقولون (ذو الثدي ذو الثدي)
فقلت قد رأيته ووقفت عليه مع علي في القتلى فدعا الناس فقال هل تعرفون هذا فكان أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ورأيته في مسجد بني فلان يصلي فلم يأت بثبت يعرف إلا ذلك قالت فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق
قلت سمعته يقول صدق الله ورسوله
قالت وهل سمعته أنت منه قال غير ذلك
قلت اللهم لا
قالت أجل صدق الله ورسوله.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا ذكر ذي الثدية فقد أخرجه مسلم بأسانيد كثيرة
المستدرك (2/ 165) مسند أحمد (1/) 86ظ) 9 مسند أبي يعلى 1/ 368سنن البيهقي (8/) 180خلق أفعال العباد (1/) 87.تاريخ دمشق 42/ 465
وإسناده صحيح
وعبدالله بن شداد بن الهاد
عبد الله بن شداد بن الهاد واسمه أسامة ابن عمرو بن عبد الله بن جابر ويقال خالد بن بشر ابن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث بن بكر بن عبد مناة ابن علي بن كنانة بن خزيمة بن مدركة أبو الوليد الليثي المدني
حدث عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وأسماء بنت عميس وعبد الله بن جعفر وأبيه شداد بن الهاد وله صحبة
روى عنه الشعبي وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وعكرمة بن خالد المخزومي والحكم بن عتيبة وأبو عون محمد
علي بن عبدالله المديني يقول:عبدالله بن شداد أصله مديني وكنيته أبو الوليد قد روى عنه أهل الكوفة وكان مع علي يوم النهروان
وقد لقي عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وابن عباس وابن عمر
روى عبدالله بن شداد عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب
وكان ثقة قليل الحديث وكان شيعيا
قال محمد بن عمر وكان عبدالله بن شداد يأتي الكوفة كثيرا فينزلها وخرج فيمن خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فقتل يوم دجيل
وأمه سلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء بنت عميس وكانتا أختي ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم واختي أم الفضل بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب واختي لبابة الصغرى بنت الحارث لامهن وامهن هند بنت عوف بن زهير بن الحارث من حمير وكانت أمه تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له ابنته عمارة ويقال فاطمة ويقال أم الفضل وقتل عنها يوم أحد فتزوجها شداد بن الهاد فولدت له عبد الله بن شداد وهو بن خاله عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد وعبد الله بن جعفر
وقال العجلي وأبو بكر الخطيب هو من كبار التابعين وثقاتهم وقال أبو زرعة والنسائي ثقة وقال محمد بن سعد كان عثمانيا ثقة في الحديث توفي في ولاية الحجاج على العراق.
وقال بن عبد البر في الاستيعاب ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وقال يعقوب بن شيبة في مسند عمر كان يتشيع
قال ابن حجر: وما في الأصل عن بن سعد كان عثمانيا فيه نظر.
قال الشريف:هو كما قال ابن حجر فيه نظر لأن عبدالله بن شداد من كبار أصحاب علي وهو المراد بالتشيع هنا (المناصرة) وكان من أكبر أعوانه في الحروب وهو ثقة ولم يكن عثمانياً.
تهذيب التهذيب 5/ 222
تاريخ دمشق 29/ 140
تهذيب الكمال 15/ 848
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/222)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 03 - 05, 09:44 م]ـ
4] أخبروني ما تنقمون على بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله [/ COLOR] 19-
عن عكرمة بن عمار ثنا أبو زميل الحنفي ثنا عبد الله بن عباس قال لما اعتزلت حروراء وكانوا في دار على حدتهم
قلت لعلي يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم
قال فإني أتخوفهم عليك
قال قلت كلا إن شاء الله
قال فلبست أحسن ما اقدر عليه من هذه اليمانية ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة فدخلت على قوم
لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم أيديهم كأنها ثفن الإبل ووجوهم معلبة من آثار السجود
قال فدخلت فقالوا مرحبا بك يا بن عباس ما جاء بك قال جئت أحدثكم عن أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله فقال بعضهم لا تحدثوه وقال بعضهم لنحدثنه
قال قلت أخبروني ما تنقمون على بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله
فقال بعضهم لا تحدثوه وقال بعضهم لنحدثنه
قال جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله فقال بعضهم لا تحدثوه وقال بعضهم لنحدثنه قال
قلت أخبروني ما تنقمون على بن عم رسول الله وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالوا ننقم عليه ثلاثا
قلت ما هن
قالوا
1 - أولهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله [إن الحكم إلا لله] قال قلت وماذا قالوا
2 - وقاتل ولم يسب ولم يغنم لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم قال قلت
وماذا قالوا
3 - ومحا نفسه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين
قال قلت أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم مالا تنكرون أترجعون قالوا نعم قال قلت
أما 1 - قولكم إنه حكم الرجال في دين الله فإنه يقول [يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم] إلى قوله [يحكم به ذوا عدل منكم]
وقال في المرأة وزوجها [وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها]
أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم قال خرجت من هذه قالوا اللهم نعم
وأما
2 - قولكم إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام إن الله عز وجل يقول [النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم]
فأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم قال
3 - وأما قولكم إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم [دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال أكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب يا علي محمد بن عبد الله]
فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي أخرجت من هذه قالوا اللهم نعم فرجع منهم عشرون ألفا وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا. إسناده صحيح
مصنف عبد الرزاق 10/ 158المعجم الكبير 10/ 257 حلية الأولياء1/ 318 تاريخ دمشق (42/ 463)
سنن أبي داود باختصار مسند أحمد باختصار
الراوي عن ابن عباس هو أبو زميل الحنفي
قال ابن حبان:سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل من أهل اليمامة كان متقنا ثبتا قدم البصرة فحدثهم بها فكتب عنه العراقيون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/223)
وقال ابن أبي حاتم:سماك بن الوليد أبو زميل الحنفي روى عن بن عباس وابن عمر ومالك بن مرثد روى عنه شعبة ومسعر وعكرمة بن عمار وعبد ربه بن بارق الحنفي وابنه الزميل بن سماك سمعت أبى يقول ذلك حدثنا عبد الرحمن انا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب الى قال قال احمد بن حنبل سماك الحنفي ثقة ذكره أبى عن إسحاق بن منصورعن يحيى بن معين انه قال سماك بن الوليد ثقة حدثنا عبد الرحمن سمعت أبى يقول سماك الحنفي صدوق لا بأس به حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عن سماك أبى زميل الحنفي فقال ثقة كوفى أصله من اليمامة
قال ابن حجر:
بخ م 4 البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل اليمامي سكن الكوفة روى عن بن عباس وابن عمر ومالك بن مرثد وعروة بن الزبير وعنه ابنه زميل وابن ابنه عبد ربه بن بارق وشعبة.
وقال أيضاً:
سماك بن الوليد الحنفي أبو زميل بالزاي مصغرا اليمامي ثم الكوفي ليس به بأس من الثالثة بخ م 4
الجرح والتعديل 4/ 280
مشاهير علماء الأمصار
تهذيب التهذيب 4/ 206
الفوائد من مناظرة ابن عباس:
ونستفيد من هذه القصة ما يلي:
1 - عظم منزلة ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
2 - أن ابن عباس ممن شارك في حرب النهروان
3 - مشروعية مناقشة أهل البدع ومناظرتهم لمن يملك الأهلية في ذلك
4ليس شرطا في مناقشة أهل البدع أن يرجعوا عن بدعتهم ولكن لإقامة الحجة عليهم
5 - أن توبة المبتدع مقبولة وليس صحيحاً أن أهل البدع لايرجعون عن بدعهم
6 - رجوع عدد كبير من الخوارج عن بدعتهم بسبب مناقشة ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعددهم قيل عشرون ألفاً وقيل أقل من ذلك
7 - مدح أهل البدع بما فيهم ليس تزكية لهم
8 - أن علياً أول من أول من آمن من الصحابة وأن أصحاب رسول الله كانوا معه وأن الخوارج لم يكن معهم أحد من الصحابة
9 - أن مناظر أهل البدع لابد أن يكون بصيراً بشبههم حتى يستطيع الرد عليها
10 - أن الراد على أهل البدع لابد أن يكون حليماً طويل النفس لا يخشى في الله لومة لائم
11 - أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت من أهل الجمل ولكنها اجتهدت ومن زعم أنها ليست بأم المؤمنين كفر
12 - مناقشة المسائل مسألة مسألة ولا نذهب إلى غيرها حتى ننجز الأولى
13 - مناداة القائد بأمير المؤمنين حتى لو كان ابن عم له وهذا من باب احترام الأمير
14 - أن الجهل هو السبب الأكبر في الوقوع في البدع
15 - مراعاة المصالح والمفاسد عند الحاجة لذلك
16 - أن ابن عباس لم يكن يرى كفر الخوارج عند مناقشتهم
17 - أن بدعة الخوارج هي أول البدع ظهوراً
18 - أن الخوارج ظنوا أن الناس على قسمين إما مؤمن وأما كافر
19 - يستحسن للعالم وطالب العلم أن يلبس أحسن ماعنده وليس ذلك من الكبر في شيء ولا يتكلف ماليس عنده
20 - أن الخوارج كانوا يرون كفر أصحاب معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من باب أولى
21 - لابد من صحة العمل الإخلاص والمتابعة وكثرة العمل ليست دليلا على صحة العمل
22 - أن عليا كان حريصا على حياة ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
23 - أن الصحابة هم أعلم الناس بالتأويل
24 - لابد عند التحاكم أن يكون التحاكم بالكتاب والسنة
25 - أن علياً كان هو الكاتب في غزوة الحديبية وهذه منقبة له
معمر قال سألت الزهري من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية فضحك وقال هو علي ولو سألت هؤلاء قالوا عثمان يعني بني أمية. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل
20 - جعفر بن برقان حدثنا ميمون بن مهران عن أبي أمامة رضي الله عنه قال شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا.صحيح
قال الحاكم:
هذا حديث صحيح الإسناد في هذا الباب وله شاهد صحيح.
المستدرك 2/ 167
21 - شعبة عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد قال سألت أبي عن هذه الآية [
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا]
أهم الحرورية؟
قال لا هم أهل الكتاب اليهود والنصارى أما اليهود فكذبوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا ليس فيها طعام ولا شراب ولكن الحرورية
[الذين ينقضون عهد الله
من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون]
وكان سعد يسميهم الفاسقين.
عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت مصعب بن سعد قال سئل أبي عن الخوارج قال هم قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم.
23 - حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن رجل من بني نضر بن معاوية قال كنا عند علي فذكروا أهل النهر فسبهم رجل فقال علي لا تسبوهم ولكن إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم فإن لهم بذلك مقالا
مصنف ابن أبي شيبة 7/ 559
.
وهذا الأثر إسناده صحيح إلى عبدالله بن الحارث
يتبع
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[21 - 02 - 06, 03:27 ص]ـ
زيدوا جزاكم الله خيرا ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/224)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:35 ص]ـ
الشيخ الفاضل أبو حاتم الشريف
جزاك الله خيراً
مر قرابة العام على الموضوع ولم يتم إكماله
وفقك الله وسددك لإكماله.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 03 - 06, 12:42 ص]ـ
وإلى الإخوة الفضلاء
هل هناك مؤلفات وكتب لعلماء أهل السنة عن " النواصب "؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 06, 01:26 م]ـ
أشكر أخي الفاضل صلاح الشريف وكذلك الأخ حمزة الكتاني وفقه الله وفي الحقيقة الموضوع مر عليه الآن سنة من آخر مشاركة لي وسوف أُحاول أن أُكمل الموضوع قريباً إن شاء الله والله الموفق 23/ 3/ 2006 م 23/ 2/ 1427
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 03 - 06, 04:53 م]ـ
من ضمن المباحث التي سوف أتطرق لها إن شاء الله
1 - أشهر من رمي بالنصب من خلال كلام أئمة أهل السنة
2 - بعض مظاهر النصب
3 - المناطق التي اشتهر فيها النصب
وغيرها من المباحث والمادة العلمية شبه جاهزة ولكن تحتاج إلى نتقيح وتحقيق
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[24 - 03 - 06, 09:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المتميز ... وإن كنت أرى أن الناصبي لا يقل ضلالا عن الخارجي والرافضي .. لاشتراك كليهما في إنكار معلوم من الدين بالضرورة ...
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:02 ص]ـ
حمزة الكتاني
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المتميز ... وإن كنت أرى أن الناصبي لا يقل ضلالا عن الخارجي والرافضي .. لاشتراك كليهما في إنكار معلوم من الدين بالضرورة ...
بارك الله فيك أخي الشيخ حمزة الكتاني والنصب والرفض بدعتان مذمومتان نتبرأ إلى الله منهما
وأنا متردد في إكمال ماتبقى من الموضوع وأرى أنه الأهم من ناحية المادة العلمية
أرجو المشورة هل الوقت مناسب أم لا؟
ووالله إنا لنحزن لما يتعرض له "إخواننا أهل السنة من تعذيب وتنكيل من قبل الرافضة الصفوية
ومن قبل المحتل الكافر وكلاهما شران لحقا بأهلنا أعانهم الله وفرج عنهم
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[28 - 01 - 07, 04:14 ص]ـ
الموضوع مهم جدا، ولكن كأنك تمشي على الصراط، لن يعجب لا أهل السنة ولا الشيعة، وكل سيفهمك على عكس مرادك، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 07:13 م]ـ
ووالله إنا لنحزن لما يتعرض له "إخواننا أهل السنة من تعذيب وتنكيل من قبل الرافضة الصفوية
ومن قبل المحتل الكافر وكلاهما شران لحقا بأهلنا أعانهم الله وفرج عنهم
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[29 - 01 - 07, 01:35 م]ـ
الموضوع مهم جدا، ولكن كأنك تمشي على الصراط، لن يعجب لا أهل السنة ولا الشيعة، وكل سيفهمك على عكس مرادك، ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
ماهذا الصراط الذي سيمشي عليه ولن يعجب أهل السنة
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المتميز ... وإن كنت أرى أن الناصبي لا يقل ضلالا عن الخارجي والرافضي .. لاشتراك كليهما في إنكار معلوم من الدين بالضرورة.
الرافضة مثلهم مثل النصارى واليهود بل هم اشد كفرا
قال ابن حجر:
وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غاليا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه وسلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضى الله تعالى عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[29 - 01 - 07, 06:14 م]ـ
الحمد لله
أبوحاتم الشريف
وأنا متردد في إكمال ماتبقى من الموضوع وأرى أنه الأهم من ناحية المادة العلمية
أرجو المشورة هل الوقت مناسب أم لا؟
توكل على الله، فالحق أحق أن يُتَّبَع، ولا تعبأ أخي الفاضل بمن سيغضب، فمن يغضب "للنواصب " فهو منحرف عن آل البيت، وهو عند أهل السنة كمن يغضب "للروافض"، فلا يغضب للرافضة إلا منحرف عن الشيخين وعثمان وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم.
كما أن للموضوع أهمية، لأنني رأيت الكثير من طلبة العلم ـ وبعضهم من الدعاة ـ لا يعرفون الكثير عن النواصب.
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[30 - 01 - 07, 08:32 ص]ـ
ما زلت اسأل ماهذا الصراط الذي سيمشي عليه ولن يعجب أهل السنة؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/225)
ـ[أبو إبراهيم الفيفاوي]ــــــــ[14 - 02 - 07, 09:35 ص]ـ
أعانك الله وسددك ..
أكمل بحثك يا رعاك الله لكشف عوارهم وبيان خبث معتقدهم ..
ياااااااااالله ما اجتمع الخبث في قوم كما اجتمع في النواصب والروافض
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:20 ص]ـ
أخي الحبيب ويا إبن عم أكمل وفقك الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:03 م]ـ
أخي الحبيب ويا إبن عم أكمل وفقك الله
الإخوة الكرام الفيفاوي والحنبلي والمقدسي والحسيني وغيرهم أعتذر عن إكمال الموضوع لانشغالي ببحوث أخرى وسوف أكمل إن شاء الله قريبا والله المستعان
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:12 م]ـ
الله أعلم بحقيقة الأمور، وهل باقي البحث جاهز عند الشريف؟ أم ماذا؟ وكان قد أعلن على أقسام البحث، فهل وهل وهل؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:18 م]ـ
الله أعلم بحقيقة الأمور، وهل باقي البحث جاهز عند الشريف؟ أم ماذا؟ وكان قد أعلن على أقسام البحث، فهل وهل وهل؟
في الحقيقة لم أفهم هذه العبارة!
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
الرجاء أن تعلمنا باسماء النواصب، ودرجات النصب، وهل النصب نفاق؟ وما هي علامات النصب؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
من مشاهير من رمي بالنصب (حريزبن عثمان)
هذا موضوع قديم (لم ينشر) كتبته من سنتين أو أكثر (مع زيادات يسيرة مضافة) وهو جزء من بحثي الموسع عن النواصب ومن هؤلاء المشهورين بالنصب:
المحدث المشهور (حريز بن عثمان الرحبي الحمصي)
وهذه ترجمة مختصرة لهذا المحدث:
هو أبو عثمان حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن اسعد الرحبي المشرقي الحمصي
روى عن عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن ميسرة
روى عنه معاذ بن معاذ وعيسى بن يونس وبقية وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار
وله أقوال مشهورة من أجلها رمي بالنصب وهو الانحراف عن علي بن أبي طالب رضي الله
من ذلك:
1 - -حدثنا إسماعيل بن عياش قال عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه كذا وقع في نسخة السماع وأظنه من حمص والله أعلم
2 - حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال وحريز بن عثمان كان يتنقص عليا ينال منه وكان حافظا لحديثه
3 - قال أبو حفص سمعت يحيى يحدث عن ثور عنه
وقال أبو حفص في موضع آخر حريز بن عثمان ثبت شديد التحامل على علي
4 - سمعت يحيى بن صالح الوحاظي وقيل لم لم تكتب عن حريز بن عثمان قال كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين لعنة كل يوم
5 - حدثنا عمران بن أبان قال سمعت حريز بن عثمان يقول لا أحبه قتل آبائي يعني عليا
6 العقيلي قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن علي قال قلت ليزيد بن هرون هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب قال إني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا مخافة أن أسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه قال فأشد شيء سمعته يقول لنا أمير ولكم أمير يعني لنا معاوية ولكم علي فقلت ليزيد فقد آثرنا على نفسه قال نعم. تاريخ بغداد ج8/ص269
7 - أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال حدثنا الحسن بن علي ابن عاصم قال حدثنا الحسن بن علي بن راشد قال جلسنا نتذاكر الحديث فقال بعض أصحابنا رأيت يزيد بن هرون في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وعاتبني فقلت غفر لك ورحمك وعاتبك فقال نعم قال لي يا يزيد بن هارون كتبت عن حريز بن عثمان قلت يا رب العزة ما علمت إلا خيرا قال إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب
.
8 - قال الدارقطني: حريز بن عثمان الحمصي وروى عن عبدالله بن بسر يرمى بالانحراف عن علي بن أبي طالب وعنه في ذلك اختلاف هو حريز بن عثمان بن خير بن احمد الرحبي المشرقي أبو عثمان توفي سنة ثلاث وستين ومائة. تاريخ مدينة دمشق ج12/ص340
9 - إسماعيل بن عياش قال خرجت مع حريز بن عثمان وكنت زميله فسمعته يقع في علي فقلت مهلا يا أبا عثمان بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فقال اسكت يا رأس الحمار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/226)
10 - وقال يحيى بن صالح الوحاظي أملى علي حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن الوحاظي هذا الحديث أيضا عن حريز عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا في تنقص علي حديث لا يصلح ذكره في الكتاب معضل منكر جدا لا يروي مثله من يتقي الله
قال الوحاظي فلما حدثني بذلك قمت عنه وتركت الكتاب عنه. الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص453
قال الشريف: ويحي بن صالح الوحاظي الحمصي راوي القصة عن حريز صدوق لابأس به.
11 - نبأنا بن عمار قال حريز بن عثمان يتهمونه أنه كان يتنقص عليا ويروون عنه ويحتجون بحديثه وما يتركونه.
12 - ثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال حريز بن عثمان الرحبي شامي ثقة وكان يحمل على علي
13 - عن يحيى بن ضريس حدثنا يحيى بن المغيرة قال ذكر أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر
14 - عبد الوهاب بن الضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش قال سمعت حريز بن عثمان قال هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى حق ولكن أخطأ السامع قلت فما هو قال إنما هو أنت مني مكان قارون من موسى
قلت عمن ترويه قال سمعت الوليد بن عبد الملك يقوله وهو على المنبر
قلت عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في الرواية ولا يصح الاحتجاج بقوله
15 - قال ابن حبان:حريز بن عثمان الرحبي من أهل حمص كنيته أبو عثمان يروي عن راشد بن سعد وأهل الشام روى عنه بقية ولد سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وستين ومائة وكان يلعن على بن طالب رضوان الله عليه بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة فقيل له في ذلك فقال هو القاطع رءوس آبائي وأجدادي القوس وكان داعية إلى مذهبه وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عنه وليس ذلك بمحفوظ عنه حدثني إبراهيم بن محمد بن يعقوب بهمدان ثنا محمد بن أبي هارون ثنا محمد بن سهل البغدادي ثنا أبو نافع بن بنت يزيد بن هارون قالت رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت ما فعل بك ربك قال غفر لي وشفعني وعاتبني فقلت له أما قد غفر لك فقد علمت ففيم عاتبك قال قال لي يزيد بن هارون كتبت عن حريز بن عثمان قال قلت يا رب ما رأيت منه إلا خيرا قال إنه كان يشتم على بي أبي طالب عليه السلام
16 - قال ابن الجوزي: حريز بن عثمان الرحبي
من أهل حمص
يروي عن راشد بن سعد
لا يجوز الرواية عنه قال ابن حبان كان يلعن علي بن أبي طالب بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة ويقول قتل آبائي واجدادي وكان داعية إلى مذهبه قال وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عن ذلك وليس محفوظ عنه
وذكر أبو الفتح الأزدي أن حريز بن عثمان روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يركب بغلته جاء علي رضي الله عنه فحل حزام البغلة حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن هذه حالته لا يروي عنه شيء وقد ذكر ابن عدي عنه قال والله ما شتمت عليا قط وأن أحمد ويحيى وثقاه وقال أحمد هو صحيح الحديث إلا أنه يحمل على علي عليه السلام.
الضعفاء والمتروكين
قال أبو حاتم الشريف:
وهناك رأي آخر يرى أن ما قيل عنه من بغضه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لايصح:
قال أبو حاتم الرازي: حريز بن عثمان حسن الحديث ولم يصح عندي ما يقال في رأيه ولا اعلم بالشام اثبت منه هو اثبت من صفوان بن عمرو وأبي بكر بن أبي مريم وهو ثقة متقن
قال احمد بن حنبل: ليس بالشام اثبت من حريز الا ان يكون بحير قيل صفوان بن عمرو قال حريز فوقه حريز ثقة ثقة
عن يحيى بن معين انه قال حريز بن عثمان ثقة
قال سمعت دحيما يثني على حريز
ابن عياش أنا سمعته يقول أن اقواما يزعمون أني اتناول عليا معاذ الله أن افعل ذلك حسبهم الله. تاريخ مدينة دمشق ج12/ص352
قال البخاري:
حريز بن عثمان أبو عثمان الحمصي الرحبي عن راشد بن سعد سمع منه الحكم بن نافع وقال محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا حريز بن عثمان أبو عثمان ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه وقال أبو اليمان كان حريز يتناول من رجل ثم ترك ذلك وقال يزيد بن عبد ربه مات حريز سنة ثلاث وستين ومائة ومولده سنة ثمانين
التاريخ الكبير
يحيى بن معين قال سمعت علي بن عياش قال سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل ويحك اما خفت الله حكيت عنى أني اسب عليا والله ما أسبه ولا سببته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/227)
بابة قال سمعت حريز بن عثمان قال له رجل يا أبا عمرو بلغني أنك لا تترحم على علي قال فقال له اسكت ما أنت وهذا ثم التفت إلي فقال رحمه الله مائة مرة
محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال وسئل علي بن المديني عن حريز بن عثمان فقال لم يزل من
أدركناه من أصحابنا يوثقونه
ال لم يكن له كتاب إنما كان يحفظ ولده سنة ثمانين ومات سنة ثلاث وستين لا يختلف فيه ثبت في الحديث
قال بن عدي: وحريز بن عثمان من الاثبات في الشاميين يحدث عنه الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وإسماعيل بن عياش ومبشر بن إسماعيل وبقية وعصام بن خالد ويحيى الوحاظي وحدث عنه من ثقات أهل العراق يحيى القطان وناهيك به ومعاذ بن معاذ ويزيد بن هارون وسفيان بن حبيب وغيرهم وحريز يحدث عن أهل الشام عن الثقات منهم وقد وثقه يحيى القطان ومعاذ بن معاذ وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ودحيم وإنما وضع منه ببغضه لعلي وتكلموا فيه فحواه وقال يحيى بن صالح الوحاظي أملى علي حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن الوحاظي هذا الحديث أيضا عن حريز عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا في تنقص علي حديث لا يصلح ذكره في الكتاب معضل منكر جدا لا يروي مثله من يتقي الله قال الوحاظي فلما حدثني بذلك قمت عنه وتركت الكتاب عنه
قال الذهبي:خ 4 حريز بن عثمان الحافظ أبو عثمان الرحبي المشرقي الحمصي محدث حمص عداده في صغار التابعين ومتقنيهم على نصب فيه
12 - =- قال ابن حجر:حريز بن عثمان الحمصي مشهور من صغار التابعين وثقه أحمد وبن معين والأئمة لكن قال الفلاس وغيره أنه كان ينتقص عليا
وقال أبو حاتم لا أعلم بالشام أثبت منه ولم يصح عندي ما يقال عنه من النصب قلت جاء عنه ذلك من غير وجه وجاء عنه خلاف ذلك وقال البخاري قال أبو اليمان كان حريز يتناول من رجل ثم ترك
قلت:فهذا أعدل الأقوال فلعله تاب
وقال بن عدي كان من ثقات الشاميين وإنما وضع منه بغضه لعلي
وقال بن حبان كان داعية إلى مذهبه يجتنب حديثه
قلت ليس له عند البخاري سوى حديثين.
مقدمة فتح الباري ج1/ص396
قال ابن حجر:حريز بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي بن عثمان الرحبي بفتح الراء والحاء المهملة بعدها موحدة الحمصي ثقة ثبت رمي بالنصب من الخامسة مات سنة ثلاث وستين وله ثلاث وثمانون سنة خ
قال أبو حاتم الشريف. الذين نقلوا عنه الطعن في علي بن أبي طالب ثقات ومنهم بلديه إسماعيل بن عياش الحمصي وهو ثقة والفلاس والوحاظي وغيرهم والذين نقلوا عنه نفي الطعن ثقات ومنهم علي بن عياش وهو ثقة فلعله تراجع عن ذلك والله يتولى الصالحين. وله في صحيح البخاري حديثان ولم يخرج له الإمام مسلم بن الحجاج بسبب ما قيل عنه من النصب
أحاديثه في صحيح البخاري:
- حدثنا عصام بن خالد حدثنا حريز بن عثمان
: أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخا؟ قال كان في عنفقته شعرات بيض
دثنا علي بن عياش حدثنا حريز قال حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تره أو يقول على رسول الله
سمعت يزيد بن هارون يقول لما حدثنا شعبة بحديث المقدام أبى كريمة في حق الضيف قال شعبة فيكم أحد سمعه من حريز بن عثمان؟
قلت انا قال حدثني به قلت:لا احفظه قال: صحفيون! فضحك يزيد
من أقوال حريز الرحبي:لا تعاد احدا حتى تعلم ما بينه وبين الله فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعداوتك إياه وان يك مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه.
وكتبه: الشريف ناجي الهجاري
\
0 باختصار شديد
1428/ 5
17/ 5
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
ما الدليل على أن الإمام مسلم ترك الإحتجاج به لنصبه؟
فقد خرج مسلم في صحيحه حديث نعيم بن أبي هند مع كونه متهماً بالسند
واحتج بثور بن يزيد وهو أيضاً متهم بالنصب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:00 م]ـ
استجابة لطلب بعض الإخوة الكرام حول موضوع النواصب وأشهر من رمي به سوف نكمل الموضوع
والله الموفق
وممن رمي بالنصب الحافظ المشهور ابن أبي داود السجستاني الحنبلي صاحب القصيدة المشهورة وهو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/228)
عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران أبو بكر بن أبى داود الأزدي السجستاني. ولد سنة 230
رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقا وغربا وسمعه من علماء ذلك الوقت فسمع بخراسان والجبال وأصبهان وفارس والبصرة وبغداد والكوفة والمدينة ومكة والشام ومصر والجزيرة والثغور واستوطن بغداد وصنف المسند والسنن والتفسير والقراآت والناسخ والمنسوخ وغير ذلك وكان فهما عالما حافظا.
قال محمد بن عبد الله بن أيوب القطان كنت عند محمد بن جرير الطبري فقال له رجل إن ابن أبى داود يقرأ على الناس فضائل على بن أبى طالب رضي الله عنه
فقال ابن جرير: تكبيرة من حارس.!
قال الذهبي:
قلت:لا يسمع هذا من ابن جرير للعداوة الواقعة بين الشيخين.
وقال أيضاً: وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود وكان كل منهما لا ينصف الآخر وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داود فكثروا وشغبوا على ابن جرير وناله أذى ولزم بيته نعوذ بالله من الهوى. سير أعلام النبلاء ج14/ص277
قال الخطيب: كان بن أبى داود يتهم بالانحراف عن على والميل عليه فأخبرني على بن أبى على حدثنا أبو الحسن احمد بن يوسف الأزرق قال سمعت أبا بكر بن أبى داود غير مرة وهو كل من بيني وبينه شيء أو ذكرنى بشيء شك أبو الحسن فهو في حل الا من رمانى ببغض على بن أبى طالب
قال ابن عدي: سمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله أنه قال لي أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال لي روى الزهري عن عروة قال كانت قد حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن عدي: وأبو بكر بن أبي داود لولا شرطنا أول الكتاب أن كل من تكلم عنه متكلم ذكرته في كتابي هذا وابن أبي داود قد تكلم فيه أبوه وإبراهيم الأصبهاني ونسب في الابتداء الى شيء من النصب ونفاه بن الفرات من بغداد الى واسط ورده علي بن عيسى وحدث وأظهر فضائل علي ثم تحنبل فصار شيخا فيهم وهو معروف بالطلب وعامة ما كتب مع أبيه أبي داود ودخل مصر والشام والعراق وخراسان وهو مقبول عند أصحاب الحديث وأما كلام أبيه فيه فلا أدري أيش تبين له منه.
الكامل في ضعفاء الرجال ج4/ص266
قال أبو نعيم:محمد بن عبد الله بن حفص أبو عبد الله الهمذاني هو الذي عمل وسعى في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليلى الحارث بن عبد العزيز بضرب عنقه لما تقولوا عليه وكان رحمه الله احتسب في أمر عبد الله بن أبي داود السجستاني لما امتحن وتشمر في استنقاذه من القتل وذلك أن أبا بكر بن أبي داود قدم إصبهان وكان من المتبحرين في فنون العلم والحفظ والذكاء والفهم فحسده جماعة من الناس وأجري يوما في مذاكرته ما قالته الناصبة في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فإن الخوارج والنواصب نسبوه أن أظافيره قد حفيت من كثرة تسلقه على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ونسبوا الحكاية إليه وتقولوا عليه وحرضوا عليه جعفر بن محمد بن شريك وأقاموا بعض العلوية خصما له فأحضر مجلس الوالي أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز وأقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمد بن يحيى بن مندة وأحمد بن علي الجارود ومحمد بن العباس الأخرم فأمر الوالي أبو ليلى بضرب عنقه فاتصل الخبر بمحمد بن عبد الله بن الحسن فحضر الوالي أبا ليلى وجرح الشهود وقدح في شهادتهم
فنسب محمد بن يحيى إلى العقوق وإنه كان عاقا لوالده
ونسب ابن الجارود إلى أنه مراب يأكل الربا ويؤكل الناس الربا
ونسب الأخرم إلى أنه مقرئ غير صدوق
وأخذ بيد عبد الله بن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل فكان عبد الله بن أبي داود يدعو لمحمد بن عبد الله طول حياته ويدعو على الذين شهدوا عليه فاستجيب له فيهم وأصابت كل واحد منهم دعوته فمنهم من احترق ومنهم من خلط وفقد عقله.
تاريخ أصبهان ج2/ص181
وعند أبي الشيخ الأصبهاني رواية قريبة من رواية أبي نعيم وفيها تفاصيل أُخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/229)
قال: أبو بكر بن أبي داود السجستاني وكان من العلماء الكبار فكان يجتمع مع حفاظ أهل البلد وعلمائهم فجرى بينهم يوما ذكر علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال بن أبي داود إن الناصبة يروون عليه أن أظفاره حفيت من كثرة تسلقه على أم سلمة فنسبوا الحكاية إليه والغوا ذكر الناصبة وألبوا عليه جعفر بن شريك وأولاده وأحضروه مجلس أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز وأقاموا له رجلان من العلوية خصما فادعى عليه العلوي هذا الدعوى وأقام الشهادة عليه رجلان هما محمد بن يحيى بن منده وابن الجارود فأمر بضرب عنقه فلحقه محمد بن عبد الله بن الحسن فقدح في الشاهدين وقال أما محمد بن يحيى فأخبرني أحمد بن عبد الله بن دليل أنه عاق لوالده!
وأما فلان بن الجارود فكذاب!
وأخذ بابن أبي داود فأخرجه وخلصه من القتل على يده فلما أخرجه سفه عليه أبا جعفر بن شريك فالتفت إليهما وقال لو اشتغلتما بما في أيديكما من الضياع التي فيها شياه كان أحرى عليكما قال فلحقه جعفر وشتم ابنته وقدمهما إليه ويسأله تأديبهما والرضا عنهما
طبقات المحدثين بأصبهان ج3/ص304
قال الذهبي: وهذا لم يسنده أبو بكر إلى الزهري فهو منقطع ثم لا يسمع قول الأعداء بعضهم في بعض
ولقد كاد أن يضرب عنق عبد الله لكونه حكى هذا فشد منه محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني وخلصه من أمير أصبهان أبي ليلى وكان انتدب له بعض العلوية خصما ونسب إلى عبد الله المقالة وأقام الشهادة عليه ا بن مندة المذكور ومحمد بن العباس الأخرم وأحمد بن علي بن الجارود فأمر أبو ليلى بقتله فأتى الهمداني وجرح الشهود ونسب ابن مندة إلى العقوق ونسب أحمد إلى أنه يأكل الربا وتكلم في الآخر وكان ذا جلالة عظيمة ثم قام وأخذ بيد عبد الله وخرج به من فك الأسد فكان يدعو له طول حياته ويدعو على الشهود حكاها أبو نعيم الحافظ
وقال فاستجيب له فيهم منهم من احترق ومنهم من خلط وفقد عقله. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص.114 لسان الميزان ج3/ص294.
وقال أيضاً: قلت هذا باطل وإفك مبين وأين اسناده إلى الزهري ثم هو مرسل
ثم لا يسمع قول العدو في عدوه
وما اعتقد أن هذا صدر من عروة أصلا
وابن أبي داود إن كان حكى هذا فهو خفيف الرأس فلقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبر لكونه تفوه بمثل هذا البهتان فقام معه وشد منه رئيس أصبهان محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني الذكواني وخلصه من أبي ليلى امير أصبهان وكان انتدب له بعض العلويه خصما ونسب إلى أبي بكر المقالة وأقام عليه الشهادة محمد بن يحيى بن مندة الحافظ ومحمد بن العباس الأخرم وأحمد بن علي بن الجارود واشتد الخطب وأمر أبو ليلى بقتله فوثب الذكواني وجرح الشهود مع جلالتهم
فانهم سعوا عليه انه نال من علي ولم يقع ذلك منه إنما روى شيئا أخطأ بنقله من قول النواصب لا بارك الله فيهم.
قال أبوحاتم: ولم أجد رواية عروة بن الزبير في أي من كتب السنة والله أعلم
قال المعلمي بعد أن دافع عن أبي بكر بن أبي داود: وعلى كل حال فقد أساء جد الإساءة بتعرضه للحكاية من دون أن يقرنها بما يصرح بطلانها ولا يكفيه من العذر أن يقال قد جرت عادتهم في المذاكرة بأن يذكر أحدهم ما يرجو أن يغرب به على الآخرين بدون التزام أن يكون حقا أو باطلا لكن الرجل تاب وأناب كما تقدم والتائب من الذنب كمن لاذنب له 000الخ
التنكيل (314)
وقال: محمد بن الضحاك بن عمرو له ترجمة في تاريخ بغداد ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا00الخ
قال أبو حاتم الشريف: من نظر في ترجمته في تاريخ بغداد يستبعد عدم توثيق ابن الضحاك بن أبي عاصم
وهذه ترجمته عند الخطيب:
محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الشيباني واسمه الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الأسود بن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان وكنية محمد أبو علي نشأ بأصبهان وكتب بها الحديث ثم انتقل إلى بغداد فسكنها وروى بها عن عمه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم كتاب الآحاد والمثاني حدث به عنه جعفر الخالدي وحدث أبي علي أيضا عن أسيد بن عاصم وعمران بن عبد الرحيم الأصبهانيين وعن \يحيى بن مالك السوسي وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي وسهل بن عبد الله بن الفرخان الزاهد روى عنه أبو الصيدا ناجية بن حيان القاضي وعبد الله بن موسى أبو العباس الهاشمي ومحمد بن المظفر الحافظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/230)
أخبرني أبو القاسم الأزهري أخبرنا محمد بن المظفر حدثنا أبو علي محمد بن الضحاك بن عمرو بن الضحاك بن مخلد أخبرنا عمران بن عبد الرحيم أبو سعيد الأصبهاني حدثنا بكار بن الحسن حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبي حنيفة عن مالك بن أنس عن عبد الله بن الفضل عن نافع عن جبير بن مطعم عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأمر وصمتها اقرارها)
أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا بن قانع أن محمد الضحاك بن أبي عاصم النبيل مات في شهر رببع من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
تاريخ بغداد ج5/ص376
قال أبوحاتم الشريف: هذه ترجمه محمد ابن أبي عاصم فهل يقال عن هذا أنه مجهول؟!
ومن الرواة عن محمد بن الضحاك (الحافظ ابن عدي) وأكثر عنه في كتاب الكامل فهو (أحمد بن أبي عاصم) فيما يظهر لي حافظ مشهور لاينبغي أن نشكك في مصداقيته وقد روى كتاب الآحاد والمثاني عن عمه أحمد بن أبي عاصم علما بأن هذه المعلومة لم يذكرها محقق كتاب الآحاد والمثاني الدكتور الجوابرة فيستدرك عليه والله أعلم.
تراجم العلماء الذين حضروا حادثة ابن أبي داود الحنبلي
1 - الحافظ ابن مندةت 301
قال الأصبهاني:أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة بن الوليد العبدي توفي سنة إحدى وثلاثمائة كان أستاذ شيوخنا وإمامهم ومن يأخذوا عنه
قال الذهبي:الإمام الكبير الحافظ المجود أبو عبدالله محمد بن يحيى بن مندة واسم مندة إبراهيم بن الوليد بن سندة بن بطة بن أستندار بن جهار بخت العبدي مولاهم الأصبهاني جد صاحب التصانيف الحافظ أبي عبدالله محمد بن إسحاق بن محمد
ولد في حدود العشرين ومئتين في حياة جدهم مندة
سمع إسماعيل بن موسى السدي وعبدالله بن معاوية الجمحي ومحمد بن سليمان لوين وأبا كريب محمد بن العلاء وهناد بن السري ومحمد بن بشار وأبا سعيد الأشج وأحمد بن الفرات وطبقتهم بالكوفة والبصرة وأصبهان وجمع وصنف
حدث عنه القاضي أبو أحمد العسال وأبو القاسم الطبراني وأبو الشيخ وأبو إسحاق بن حمزة ومحمد بن أحمد بن عبدالوهاب وولده إسحاق بن محمد وخلق سواهم من شيوخ أبي نعيم الحافظ الذين لقيهم بأصبهان.
2 - ابن الأخرم ت301
2 - الحافظ أبو جعفر محمد بن العباس بن الأخرم الأصبهاني الفقيه روى عن أبي كريب وخلق
ت301.
3 - الجارودي ت299
الحافظ المتقن صاحب التصانيف أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد بن الجارود الأصبهاني له رحلة وهمة ومعرفة تامة حدث عن أبي سعيد الأشج وعمر بن شبة وهارون بن إسحاق وأحمد بن الفرات وطبقتهم
وعنه أبو إسحاق حمزة والطبراني وأبو الشيخ وعبدالرحمن ابن محمد بن سياه وأهل أصبهان
توفي سنة تسع وتسعين ومئتين وقيل قبلها بعام
4 - جعفر بن محمد بن شريك أبو الفضل توفي سنة ثماني وثمانين ومائتين 288ت
كتب عن لوين وعبد الله بن عمران وغيره وكان صاحب سنة تولى للسلطان فولى غسله أبو جعفر الأخرم حدثنا جعفر بن محمد بن شريك يحدث عن لوين وذكر أنه نزل عليه وخصه بحديث كثير وحدث عن عبد الله بن عمران والحسين بن الفرج وكان صاحب سنة غسله أبو جعفر الأخرم وصلى
الذكواني الأصبهاني ت285
5 - محمد بن عبد الله بن الحسين بن حفص أبو عبد الله الهمذاني توفي سنة خمس وثمانين ومائتين حدث عن أبي سفيان صالح بن مهران ومحمد بن بكير الحضرمي والبصريين والناس عرض عليه قضاء إصبهان وورد كتاب المعين بن المتوكل بتولية القضاء له عليها فهرب منها إلى قاسان مقيما بها إلى أن ولي محمد بن إبراهيم بن الرماح الخراساني قضاء إصبهان ثم عاد إلى إصبهان وكانت أمه نازكان بنت خالد بن الأزهر أمير إصبهان والأهواز وهو الذي عمل وسعى في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليلى الحارث بن عبد العزيز بضرب عنقه لما تقولوا عليه وكان رحمه الله احتسب في أمر عبد الله بن أبي داود السجستاني لما امتحن وتشمر في استنقاذه من القتل وذلك أن أبا بكر بن أبي داود قدم إصبهان وكان من المتبحرين في فنون العلم والحفظ والذكاء والفهم فحسده جماعة من الناس وأجري يوما في مذاكرته ما قالته الناصبة في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
6 - القائد الحارث بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي المعروف بأبي ليلى ت284
وأبو دلف العجلي
عيسى بن إدريس بن معقل بن عمير بن شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزيز بن دلف ابن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لحيم الأمير أبو دلف العجلي أحد قواد المأمون والمعتصم وإليه ينسب الأمير أبو نصر بن ماكولا صاحب كتاب الاكمال
قصيدة ابن أبي داود في الحث على اتباع السنة وحب الصحابة وهي تنافي ما قيل عنه من بغضه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال:وقل ان خير الناس بعد محمد **وزيراه قدما ثم عثمان الارجح
ورابعهم خير البرية بعدهم **علي حليف الخير بالخير منجح
وانهم للرهط لا ريب فيهم **على نجب الفردوس بالنور تسرح
سعيد وسعد وابن عوف وطلحة **وعامر فهر والزبير الممدح
وقل خير قول في الصحابة كلهم**ولا تك طعانا تعيب وتجرح
فقد نطق الوحي المبين بفضلهم **وفي الفتح أي للصحابة تمدح
تنبيه:
أرجو كل من لدية ملاحظة على كتاباتي مراسلتي على بريدي الخاص والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/231)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:01 م]ـ
أشهر من رمي بالنصب
قال السيوطي: إسحق بن سويد العدوي بهز بن أسد حريز بن عثمان حصين بن نمير الواسطي خالد بن سلمة الفأفاء عبد الله بن سالم الأشعري قيس بن أبي حازم هؤلاء رموا بالنصب وهو بغض علي رضي الله عنه وتقديم غيره عليه. تدريب الراوي ج1/ص328
1 - أحمد بن عبدة بن موسى الضبي أبو عبد الله البصري ثقة رمي بالنصب من العاشرة مات سنة خمس وأربعين م 4 تقريب التهذيب
2 - إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني بضم الجيم الأولى وزاي وجيم نزيل دمشق ثقة حافظ رمي بالنصب من الحادية عشرة مات سنة تسع وخمسين. تقريب التهذيب
3 - حريز بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي بن عثمان الرحبي بفتح الراء والحاء المهملة بعدها موحدة الحمصي ثقة ثبت رمي بالنصب من الخامسة مات سنة ثلاث وستين وله ثلاث وثمانون سنة خ 4 تقريب التهذيب
4 - حصين بن نمير بالنون مصغر الواسطي أبو محصن الضرير كوفي الأصل لا بأس به رمي بالنصب من الثامنة خ د ت س.
تقريب التهذيب
5 - زياد بن علاقة بكسر المهملة وبالقاف الثعلبي بالمثلثة والمهملة أبو مالك الكوفي ثقة رمي بالنصب من الثالثة مات سنة خمس وثلاثين وقد جاز المائة ع. تقريب التهذيب
6 - سليمان بن عبد الحميد بن رافع البهراني أبو أيوب الحمصي صدوق رمي بالنصب وأفحش النسائي القول فيه من الحادية عشرة مات سنة أربع وسبعين د.
تقريب التهذيب
7 - عبد الله بن سالم الأشعري أبو يوسف الحمصي ثقة رمي بالنصب من السابعة مات سنة تسع وسبعين خ د س. تقريب التهذيب
8 - الهيثم بن الأسود المذحجي بفتح الميم والمهملة بينهما معجمة ثم جيم أبو العريان بضم المهملة وسكون الراء بعدها تحتانية الكوفي شاعر صدوق رمي بالنصب من الثالثة مات بعد الثمانين بخ. تقريب التهذيب
تقريب التهذيب
9 - نعيم بن أبي هند النعمان بن أشيم الأشجعي ثقة رمي بالنصب من الرابعة مات سنة عشر ومائة خت م مد ت س ق
ناصبي رافضي!!
أخبرنا عمرو بن بحر الجاحظ سنة ثلاث وخمسين ومائتين قال حدثني ثمامة بن أشرس قال شهدت رجلا يوما من الأيام وقد قدم خصما الى بعض الولاة فقال أصلحك الله ناصبي رافضي جهمي مشبه مجبر قدري يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان ويلعن معاوية بن أبي طالب فقال له الوالي ما أدري مما أتعجب من علمك بالأنساب أو من معرفتك بالمقالات فقال أصلحك الله ما خرجت من الكتاب حتى تعلمت هذا كله. تاريخ بغداد ج7/ص146
من عجائب الزمان كوفي ناصبي!!
الفأفاء
الإمام الفقيه أبو سلمة خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء قتل في أواخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة وهو من عجائب الزمان كوفي ناصبي ويندر أن تجد كوفيا إلا وهو يتشيع. سير أعلام النبلاء ج5/ص373
لون غريب كوفي ناصبي!
قيل للثوري لم لم تسمع من نعيم بن أبي هند قال كان يتناول عليا رضي الله عنه
قلت ولأبيه أبي هند النعمان بن أسماء الأشجعي صحبه و نعيم لون غريب كوفي ناصبي
قال أبو حاتم صدوق. ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج7/ص46
نا عبد الرزاق قال سمعت معمرا يقول دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواء فظننت بهم الخير فجلست إليهم فإذا هم ينتقصون علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلي ظننت به خيرا فجلست إليه فلما حس بي جلس وسلم فقلت له يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم يشتمون علي بن أبي طالب وينتقصونه وجعلت أحدثه بمناقب علي بن أبي طالب وأنه زوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو الحسن والحسين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا عبد الله ما لقي الناس من الناس لو أن أحدا نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وينتقص قلت ومن أبو محمد قال الحجاج بن يوسف رحمه الله وجعل يبكي فقمت عنه وقلت لا استحل أن أبيت بها فخرجت من يومي
إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه!
1 - سلمة بن شبيب قال سمعت أبا عبد الرحمن المقرئ يقول كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه! فبلغ ذلك رباحا فقال هو عُلي وكان يغضب من علي ويحرج من سماه به.
تاريخ مدينة دمشق ج41/ص480
2 - -زكريا بن يحيى المنقري قال قال الأصمعي حدثت أن أهل موسى بن علي يكرهون أن يقولوا علي ويقولون هو علي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/232)
3 - - ابن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول أهل مصر يقولون عُلي بن رباح وأما أهل العراق فعَلي.
تاريخ مدينة دمشق ج41/ص480
4 - -عن أبي نصر بن ماكولا قال وأما عُلَي بضم العين وفتح اللام فهو علي بن رباح بن قصير اللخمي بن أردة بن القشيب أبو عبدالله وكان أعور كان اسمه عليا فصغر وكان يحرج على من سماه بالتصغير روى عن عقبة بن عامر وعبدالله بن عمرو وأبي قيس مولى عمرو بن العاص روى عنه ابنه موسى ويزيد بن أبي حبيب.
5 - قال ابن حبان: - على بن رباح اللخمي أبو موسى من ثقات أهل مصر وهو الذي يقال له على بن رباح وكان يقول من قال لي على ليس منى في حل وذاك أن أهل الشام كانوا يصغرون كل على لما في قلوبهم لأمير المؤمنين على بن أبى طالب. مشاهير علماء الأمصار ج1/ص121
3 - أهل حمص ينتقصون علياً
1 - -- قال عثمان بن صالح السهمي كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد يحدثهم بفضل عثمان فكفوا عن ذلك وكان أهل حمص ينتقصون علي بن أبي طالب حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك.
تاريخ بغداد ج13/ص7
تاريخ مدينة دمشق ج9/ص42
تهذيب الكمال ج24/ص271
2 - إسماعيل بن عياش دت س ق
ابن سليم الحافظ الإمام محدث الشام بقية الأعلام أبو عتبة الحمصي العنسي مولاهم وكان من بحور العلم صادق اللهجة متين الديانة صاحب سنة واتباع وجلالة ووقار ولد سنة ثمان ومئة
قال ابن عدي إذا روى إسماعيل عن قوم من أهل الحجاز كيحيى ابن سعيد ومحمد بن عمرو وهشام بن عروة وابن جريج وعمر بن محمد وعبيدالله الوصافي فلايخلو من غلط فيغلط إما يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصله أو موقوفا يرفعه وحديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم وفي الجملة هو ممن يكتب حديثه ويحتج به من حديث الشاميين خاصة
قلت (الذهبي): حديث إسماعيل عن الحجازيين والعراقيين لا يحتج به وحديثه عن الشاميين صالح من قبيل الحسن ويحتج به إن لم يعارضه أقوى منه.
سير أعلام النبلاء ج8/ص312
4 - علي أعان على قتل أبي بكر!!
عبد الله بن سالم الأشعري الحمصي قال أبو داود كان يقول: علي أعان على قتل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وجعل يذمه أبو داود يعني أنة ناصبي.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج4/ص104
5 - ختم المجلس بلعن أبي تراب
-- حدثنا بشر بن عبد الوهاب قال حدثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن قال دخلت من حوران آخذ عطائي فصليت الجمعة ثم خرجت إلى بابا الدرج فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاص يقص على الناس فرغب فربنا وخوف فبكينا فلما أن انقضى حديثه قال اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فلعنوا أبا تراب فالتفت عن يميني فقلت ومن أبو تراب فقال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته صلى الله عليهم وأول الناس إسلاما وأبو الحسن والحسين صلوات الله عليهما فقلت ما أصاب هذا القاص فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت ورته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأنطح برأسه الحائط وصاح واجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبد الملك وابو شيبة يقدمني فصاح يا أمير المؤمنين قاصك وقاص آبائك وأجدادك أتى اليوم
إليه أمر عظيم من فعل بك هذا فقال هذا فالتفت إلي هشام وعنده أشراف الناس فقال أبا يحيى متى قدمت فقلت أمس وكنت على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني الجمعة فصليت وخرجت إلى الدرج فإذا هذا الشيخ قائم يقص فجلست إليه فقرأ فسمعنا ورغب فرغبنا وحذر فبكينا ودعا فأمنا وقال في آخر كلامه اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فسألت من أبو تراب فقيل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أول الناس إسلاما وابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين فوالله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه هذه اللعنة لأحللت به الذي أحللت به فكيف لا أغضب لص هر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج انته قال فقال هشام بئسما صنع ثم عقد لي على السند ثم قال لبعض جلسائه مثل هذا لا يجاورني هاهنا فيفسد عليه البلد فباعد به إلى السند فقال لنا بشر بن عبد الوهاب وهو متصل على باب السند بيده اليمنى سيف وبيده اليسرى كيس يعظمه ومات الجنيد بالسند رحمه الله فقال فيه الشاعر من الخفيف ذهب الجود والجنيد جميعا **فعلى الجود والجنيد السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/233)
أخبار وحكايات ج1/ص52
قلت: ولا أدري ما صحة هذه الحكاية؟!
6 - لقد ضلوا بحب أبي تراب
أبو العباس الشاعر الأعمى
1 - قال المرزباني في معجمه في حقه هو ابن فروخ مولى لبني حذيفة بن عدي وكان هجاء خبيثا فاسقا مبغضا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم مائلا إلى بني أمية مداحا لهم وهو القابل لأبي الطفيل عامر بن واثلة وكان شيعيا لعمرك إنني وأبا طفيل لمختلفان && والله الشهيد
لقد ضلوا بحب أبي تراب** كما ضلت عن الحق اليهود. فوات الوفيات ج1/ص430
2 - السائب بن فروخ أبو العباس الضرير المكي الشاعر مولى بني جذيمة بن عدي بن الديل
كان منحرفا عن آل أبي طالب مائلا إلى بني أمية مادحا لهم وهو القائل لأبي الطفيل عامر بن واثلة وكان شيعيا
لعمرك إنني وأبا طفيل ... لمختلفان والله الشهيد
لقد ضلوا بحب أبي تراب** كما ضلت عن الحق اليهود
الوافر.
معجم الأدباء ج3/ص358
7 - الذي تولى كبره (علي بن أبي طالب)!
1 - الحسن بن علي الحلواني ثنا محمد بن إدريس الشافعي ثنا عمي قال دخل سليمان بن يسار على هشام فقال له يا سليمان من الذي تولى كبره منهم فقال له عبد الله بن أبي بن سلول فقال له كذبت هو علي بن أبي طالب قال أمير المؤمنين أعلم بما يقول فدخل ابن شهاب فقال يا بن شهاب من الذي تولى كبره منهم فقال له عبد الله بن أبي فقال له كذبت هو علي بن أبي طالب فقال له أنا أكذب لا أبا لك فوالله لو ناداني مناد من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت
2 - وقال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله وعلقمة بن وقاص كلهم عن عائشة أن الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي فلم يزل القوم يغرون به فقال له هشام ارحل فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل على مثلك فقال له ابن شهاب ولم ذاك أنا اغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني على نفسي فخل عني فقال له لا ولكنك استدنت ألفي ألف فقال قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك فقال هشام إنا إن نهيج الشيخ يهيج الشيخ فأمر فقضى عنه من دينه ألف ألف فأخبر بذلك فقال الحمد لله الذي هذا هو من عنده.
تاريخ مدينة دمشق ج55/ص370
8 - الوليد بن عبدالملك بن مروان
1 - - حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال فقال الذي تولى كبره على بن أبي طالب فقلت كلا يا أمير المؤمنين أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعلقمة بن وقاص عن عائشة رضي الله عنها قالت الذي تولى كبره عبد الله بن أُبي
قال فما كان جرمه قلت أخبرني رجال من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن عائشة رضي الله عنها قالت كان مسيئا في أمري.
أخبار المدينة ج1/ص198
2 - حدثني محمد بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال الذي تولى كبره منهم علي بن أبي طالب فقلت لا
حدثني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله أنهم سمعوا عائشة تقول الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي بن سلول. المعرفة والتاريخ ج1/ص201 وإسناده صحيح
وهو الذي تولى كبره أي معظمه وقيل الكبر الإثم وهو من الكبيرة كالخطء من الخطيئة.
لسان العرب ج5/ص129
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:08 م]ـ
كبير النواصب (الحجاج بن يوسف الثقفي)
وسف حدثنا عبد الله قال حدثني أبي قثنا سيار يعني بن حاتم قال نا جعفر يعني بن سليمان قال نا مالك يعني بن دينار قال سألت سعيد بن جبير قلت يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال فنظر الي وقال كأنك رخي البال فغضبت وشكوته الى إخوانه من القراء قلت: الا تعجبون من سعيد اني سألته من كان حامل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الي وقال انك لرخي البال قالوا أرأيت حين تسأله وهو خائف من الحجاج قد لاذ بالبيت كان حاملها علي!
علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الكذابين
نا عيسى هو ابن يونس عن الأعمش قال
رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج وهو متكىء على ابنه معقل وهم يقولون له العن فيقول لعن الله الكذابين ثم يسكت ثم يقول علي بن أبي طالب والمختار بن أبي عبيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/234)
نا يعقوب بن سفيان (ثقة) نا أبو سعيد الأشج (ثقة) نا حفص وأبو بكر بن عياش (ثقة) عن الأعمش (ثقة) قال
رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج وكأن ظهره مسح وهو متكىء على ابنه وهم يقولون له العن الكذابين فيقول لعن الله الكذابين ثم يقول الله الله علي بن أبي طالب عبد الله بن الزبير المختار بن أبي عبيد قال الأعمش وأهل الشام حوله كأنهم حمير لا يدرون ما يقول وهو يخرجهم من اللعن
أخبرنا أبو علي الحداد أنا أبو نعيم نا محمد بن أحمد بن الحسن نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا يزيد بن مهران نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال
رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى مجلودا على المصطبة وهم يقولون له العن الكذابين وكان رجلا ضخما به ربو فقال اللهم العن الكذابين آه ثم يسكت علي وعبد الله بن الزبير والمختار
صالح بن أحمد حدثني أبي قال
كان عبد الرحمن بن أبي ليلى من أصحاب علي بن أبي طالب وكان الحجاج ضربه وأوقعه على المصطبة وقيل له العن عليا فكان يقول اللهم العن الكذابين ثم يسكت علي بن أبي طالب يرفعه لئلا يقع عليه اللعن وعبد الله بن الزبير والمختار بن عبيد وكان عبد الرحمن يروي عن عمر وعلي وعبد الله وأبي وكان خرج مع ابن الأشعث وقتل بدجيل. وإسناده صحيح
عبد الرحمن بن أبي ليلى واسم أبي ليلى يليل بن احيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس ويقال ليس لأبي ليلى اسم ويقال بلال هو أخو أبي ليلى يكنى أبو عيسى غرق ليلة دجلة مع ابن الأشعث سنة ثلاث وثمانين
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من الأنصار إذا سئل أحدهم عن شىء أحب أن يكفيه صاحبه
يعقوب بن سفيان نا سليمان بن حرب نا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد قال جلست إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى وأصحابه يعظمونه كأنه أمير
قال ابن كثير:
فى حديث أسماء بنت الصديق إنه سيكون فى ثقيف كذاب ومبير فهذا هو الكذاب وهو يظهر التشيع واما المبير فهو الحجاج بن يوسف الثقفى وقد ولى الكوفة من جهة عبد الملك بن مروان كما سيأتى وكان الحجاج عكس هذا كان ناصبيا جلدا ظالما غاشما ولكن لم يكن فى طبقة هذا متهم على دين الاسلام ودعوة النبوة وأنه يأتيه الوحى من العلى العلام
وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف هذا وقد كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية وكان جبارا عنيدا مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة وقد روى عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:54 م]ـ
نحن نواصب بالنسبة للروافض وروافض بالنسبة للنواصب
و الحقيقة نحن وسط بين الطائفتين
كالمسلمين و سط بين الأمم يوم القيامة
و كذللك جعلناكم أمة وسطا
ـ[أبو علي المعامري الجبوري]ــــــــ[13 - 12 - 08, 02:22 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
هل كان عبد الملك بن مروان ناصبيا .... ؟
و هل يطلق على بني أمية بالعموم نواصب.؟
و جزاكم الله تعالى كل خير.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - 12 - 08, 03:32 ص]ـ
في هذا الزمان، أظن " بل أجزم " أنه لا يوجد نواصب ولله الحمد ..
هناك روافض يغلون في آل البيت ..
أما نواصب يُناصبون آل البيت العداء فلم أسمع بذلك.!
ـ[أبو علي المعامري الجبوري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 02:29 ص]ـ
أرجو الإجابة على سؤالي حول عقيدة عبد الملك بن مروان و عقيدة الدولة الأموية
و جزاكم الله تعالى عنا كل خير.
ـ[أبو علي المعامري الجبوري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 02:31 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
هل كان عبد الملك بن مروان ناصبيا .... ؟
و هل يطلق على بني أمية بالعموم نواصب.؟
و جزاكم الله تعالى كل خير.
أرجو الإجابة عليه و جزاكم الله تعالى عنا كل خير.
ـ[أبو علي المعامري الجبوري]ــــــــ[21 - 12 - 08, 01:48 ص]ـ
هل من إجابة أيدكم الله تعالى.
ـ[ابو تقي الدين]ــــــــ[11 - 08 - 09, 04:16 م]ـ
بارك الله فيك على هذا البحث الرائع
ـ[محمد محمد الهاشمي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 09:34 م]ـ
قد أطلق الأئمة على الحجاج وأمقاله تهمة النصب، مع أنه لم يثبت عنه لعن أو شتم علي رضي الله عنه. فهل نفرق بين مبغض علي وشاتمه؟ فنقول كلاهما ناصبي ولكن المبغض منافق والشاتم فاسق؟(30/235)
إشكال (هل لفظ مبتدع من باب الأسماء والأحكام)؟؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[17 - 02 - 05, 07:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء ,احبتي في الله. هل لفظ مبتدع من باب الأسماء والأحكام، أم أنه من ألفاظ الزجر والهجر والعقوبات؟؟؟
والذي أوقعني في هذ الإشكال أنه لاشك أن الأشاعرة هي من فرق الأهواء وكذا المتاريدية، فكثير من أهل الفضل والعلم هم من الإشاعرة، ولم نرَ من أطلق عليهم لفظ (مبتدع) مع أنه ينسبه لغير طائفة أهل السنة!!! ويقول هو ليس من أهل السنة والجماعة!
ومسألة قيام الحجة على المبتدع، أي أنه إذا قامت الشروط انتفت الموانع حكمنا ببدعته هذا أيضا مشكل، لأن المنكر لعلو الله على خلقه، إذا قامت عليه الحجة فهو يكفر لا يبدع فقط، وقد أشار ابن تيمية إلى مثل هذا في (مناظرة الواسطية) اي أنه لو أعتقد إعتقاد الإشاعرة لكفر!!! وكذا كثير في هذا العصر من المبتدعة كالخليلي الأباضي فهو مبتدع، ولو أقيمت الحجة عليه لكان كافرا
فظهر لي إخوتي في الله أن لفظ (مبتدع) هو من ألفاظ الزجر والهجر والعقوبات، يطلق متى كانت المصلحة راجحة في إطلاقه، ويترك متى كانت المفسدة راجحه في إطلاقه؟
طبعا مرادي في ذلك هو من انتسب إلى طائفة غير أهل السنة والجماعة، أو كانت بدعته مشهورة ظاهر مخالفته للكتاب والسنة، كالإرجاء أو الخوراج أو التجهم أو التصوف والله أعلم
فهل من مفيد، فأنا طامع في كرمكم بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 02 - 05, 06:23 ص]ـ
أعلم أن الملتقى ملىء بمن عنده الجواب على ما استشكلت، فمن الذي يسابق إلى الخير، كتب الله أجره ورفع قدره في الدراين، وغفر ذنبه(30/236)
ماهي أبرز المؤاخذات على طه حسين
ـ[أبو عبدالله الجبوري22]ــــــــ[19 - 02 - 05, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الكرام
ماهي أبرز المؤاخذات على طه حسين؟
ارجو التكرم بالاجابة باختصار مع ذكر المرجع
والله يحفظكم
والسلام
ـ[عبدالغفار بن محمد]ــــــــ[19 - 02 - 05, 10:42 م]ـ
انصحك باقتناء كتاب (طه حسين في ميزان العلماء والأدباء) للشيخ محمود مهدي الاستانبولي رحمه الله طبعة الكتب الإسلامي تجد فيه بغيتك.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 10:51 م]ـ
للشيخ سليمان الخراشي جزاه الله خيراً جهود مباركة في فضح أمثال طه حسين.
وفي هذا الرابط تجد بغيتك:
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=573
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 12:47 ص]ـ
يؤخذ عليه أنه تنصر في فرنسا. كذا بلغني والله أعلم. والذي ذكر أنه تنصر إما زوجته وإما سكرتيره (الشك مني). هذا والأستاذ عبدالله بن خميس من العارفين بهذا الموضوع، فأرجو أن يذكر رأيه في هذا.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 04:03 ص]ـ
كتاب (تحت راية القرآن) للأستاذ الرافعي المعاصر لطه حسين و الذي يجمع مقالات الأستاذ الرافعي و ردوده على طه حسين هو أفضل ما يعرفك من هو طه حسين و كيف نظر إليه معاصروه من أهل العلم و الدين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 04:42 ص]ـ
هنا كل ما تبحثون عنه من أقواله مع الأحكام الصادرة عليها، وبالوثائق!!!!؟؟؟؟؟؟
http://www.ziedan.com//wathaek/Taha.asp
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 - 02 - 05, 01:40 م]ـ
كتب الأستاذ الجليل أنور الجندي رحمه الله كتاباً حافلاً، اعتمد عليه جل من كتب بعده، وهو كتاب (محاكمة فكر طه حسين) وهو مراجعة شاملة لمؤلفات طه حسين خلال خمسين عاماً في مواجهة ردود أكثر من أربعين عالماً. وقد طبعته دار الاعتصام. وصدر عام 1404هـ
وقد سرد فيه الجندي قرارات الاتهام - من وجهة نظره - وأوصلها إحدى وثلاثين تهمة. سردها في المقدمة ثم تناولها واحدة واحدة.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[20 - 02 - 05, 01:51 م]ـ
وله - أي أنور الجندي رحمه الله - كتاب (المعارك الأدبية)، فيه بعض من أفكار طه حسين والرد عليه من الأدباء.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 05, 05:41 ص]ـ
الأخ (محمد الأمين):
تنصر طه حسين من ذكره وفي أي كتاب؟؟؟
أم أنه بلاغ شفوي؟؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 02 - 05, 03:50 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat/.1dd6f594
لمصطفى صادق الرافعى الكاتب والشاعر المعروف كتاب بعنوان "تحت راية القرآن" كان فى الأصل مقالات فى جريدة "كوكب الشرق" ردَّ فيها على ما قاله طه حسين فى كتابه "فى الشعر الجاهلى" الصادر عام 1926م والذى سُحِب من الأسواق إثر هذه المقالات الرافعية التى فضحت ما فيه، ثم أعيد طَرْحه العام الذى يليه بعنوان "فى الأدب الجاهلى" بعد أن حُذِف منه ما يسىء للقرآن الكريم وللإسلام وأضيف إليه عدة فصول جديدة. وقد تناول الرافعى فى هذه المقالات طه حسين وكتابه المذكور من عدة جوانب، بيد أننى سأقتصر هنا على مناقشة ما قاله فى دين الرجل، وهو نفس الموضوع الذى أثاره الكتّاب والمعلقون فى جريدة "شباب مصر" فى الأسابيع الأخيرة، وذلك بغية مزيد من التوضيح لبعض ما قالوه فى هذا الصدد. وأود أن أنبه إلى أن ما سأكتبه هنا مأخوذ من كتابى "معركة الشعر الجاهلى بين الرافعى وطه حسين" الصادر فى عام 1987م. وهذا نص ما قلته هناك بدءا من الفقرة الثالثة من الفصل الثانى من الكتاب المذكور (ص/ 15 - 26):
"لن نكتفى هنا بترديد رأى الرافعى فى طه حسين بل سنعرضه على النصوص ونقلّبه على كل وجوهه. وأريد أن أصارح القارئ منذ الآن بأن العلم لا يعرف تلك الحساسية التى تصيب بعض الناس حينما يرون من ينتقد هؤلاء الذين يعظّمهم، وتدفعهم إلى القول بأننا ينبغى ألا نتعرض لإيمان هذا الشخص أو ذاك، على أساس أن هذا تدسُّس إلى القلوب نَهَى عنه الإسلام. إن هذا الاعتراض يصح لو أن الباحث يرجم فى هذه القضية بالغيب، لكن إذا كانت هناك نصوص مقطوع بنسبتها إلى قائلها لا يمكن تأويلها فمعنى ذلك أن للباحث الحق فى دراسة الأمر. وقد سبق أن تناول كثير من الدارسين عقائد أمثال يزيد بن الوليد وابن المقفَّع والمتنبِّى والمَعَرّى والحاكم بأمر الله، فلم نسمع من ينكر عليهم، فلِمَ الكيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/237)