ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[16 - 08 - 05, 05:36 م]ـ
الأخ عبد الناصر
هل أتاك نبأ التواتر؟
ألست تعرف أن أعلى درجات الحديث الصحيح هو ما تواتر على روايته جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب؟
و الآن هل تظن أني والأخ العدوي والأخ أبو صفوت و صاحبة التحقيق المرفق أعلى تواطأنا على الكذب على شيخك؟
هل لديك تفسير آخر لكون هذه الأخبار التي نرويها عن شيخك جاءت من أشخاص ليس لهم علاقة ببعض إلا أن تكون هذه الأخبار صادقة؟
ما زلنا في انتظار ردك على النقاط المحددة آنفا
وأخيرا مرة أخرى أخبرنا بلا استحياء: هل أنت من أتباع الطريقة الخليلية؟ ولماذا؟
_______________________________________________
عن ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: صَاحِبُنَا اللَّيْثُ يَقُوْلُ: لَوْ رَأَيْتُ صَاحِبَ هَوَىً يَمْشِي عَلَى المَاءِ، مَا قَبِلْتُهُ.
قَالَ: قَصَّرَ ... لَوْ رَأَيْتُهُ يَمْشِي فِي الهَوَاءِ، لَمَا قَبِلْتُهُ
ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[27 - 08 - 05, 06:50 م]ـ
الأخ الكريم محب النبي
هل يمكنك أن ترد على الأسئلة الموجودة بأعلى وتثبت أن طريقته و حضراته وموالده و إلهاماته و نفحاته و ...... هي من هدي خير البشر صلى الله عليه وسلم فقد سئمنا الدفاع عن الرجل بدون دليل ولا بينة
على أي حال هذا جزء من التحقيق المشار إليه يكشف جوانب ومواهب جديدة في شخصية صالح أبو خليل!!
http://www.al-araby.com/articles/926/040912-12-926-inv05.htm
. يمتلك صالح أبوخليل مطعما (لعلها مطحنا) للغلال بالزقازيق حرر ضده العديد من المحاضر من بينها المحضر رقم 446 لسنة 2002 وكذلك المحضر رقم 143/ 7 أحوال مركز الزقازيق فى 14/ 2/2002 وعدم صلاحيته للاستخدام الآدمى وعدم مطابقته للمواصفات .. حفظت المحاضر وتم نقل رئيس مباحث التموين الذى حرر المحاضر.
الغريب أن صالح أبوخليل حررت ضده أيضا بعض المحاضر فالمهندس محمد عادل حسنى الاستاذ بإحدى جامعات المملكة العربية السعودية تقدم بالمحضر رقم 202 لسنة 1993 إدارى قسم أول الزقازيق لاتهامه بالتصرف فى ممتلكاته أثناء سفره للخارج بعد أن اقنعه بعمل توكيل عام لصالحه لإدارة أعماله فى مصر ولكنه فوجئ أن صالح أبوخليل قد باع ممتلكاته مستندا للتوكيل العام الذى يحمل رقم 5378 لسنة 1992 مدينة نصر دون علمه كما قام بالتصرف فى سيارته رقم 701248 ملاكى القاهرة ومحل سوبر ماركت بمصر الجديدة حيث منحه لشقيقه أحمد أحمد الشافعى وذلك بالعقد المشهر برقم 1476 لسنة 1991 شمال القاهرة مقابل 12 ألف جنيه فى حين أن السعر الحقيقى للمحل يتجاوز نصف المليون جنيه بالإضافة إلى العديد من الأجهزة الكهربائية المختلفة التى تسلمها صالح أبوخليل على سبيل الأمانة وبعد مطالبته بمستحقاته اكتشف الحقيقة حيث قام بإلغاء التوكيل وإنذاره بالإلغاء فى 13/ 12/1992 إلا أن التحقيقات حفظت.
ـ[مدحت الخليلى]ــــــــ[15 - 11 - 05, 08:13 ص]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله والله عن نفسى مشفتش الا كل خير مدد يا عمالشيخ صالح
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[15 - 11 - 05, 08:19 ص]ـ
هل تعلم ان طلبك المدد شرك مخرج من الإسلام؟
نسأل الله أن يهدينا وإياك.
اتق الله في نفسك ولاتطلب المدد من غير الله تعالى، وهذا الرجل قد تبين أنه على غير منهج السلف الصالح وأن عنده عدد من المخالفات العقدية، فلا تجادل عنه بالباطل.
وكونك لم تر منه إلا الخير لايكفي لإن يكون على الحق، فالعبرة بعرض عمله واعتقاده على الكتاب والسنة الصحيحة.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[15 - 11 - 05, 08:25 ص]ـ
ما حكم طالب المدد من شخص ميت
السؤال الأول من الفتوى رقم (4259):
س 1: ما حكم طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان , وما الحكم في طلبه أيضا من الأحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمدد؟
ج 1: أولا: طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان , يجب نصحه وتنبيهه بأن هذا أمر محرم , بل هو شرك , فإن أصر على ذلك فهو مشرك كافر ; لأنه طلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله , فقد صرف حق الله إلى المخلوق , قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار} الآية.
ثانيا: طلب المدد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز ; لأنه دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى , وهو شرك أيضا , قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة , فمن فعل ذلك نصح , فإن لم يقبل فهو مشرك شركا يخرج من الملة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=262&CID=4#TOP
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/347)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[15 - 11 - 05, 08:27 ص]ـ
فإن لم يقبل فهو مشرك شركا يخرج من الملة
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[16 - 11 - 05, 01:07 ص]ـ
و الله ان الصوفية و الشيعة أولاد عم و الله و الله و الله كل واحد له نسب و يريد شهرة يكون طريقة و يقول لا تشتموا آل البيت فالعلم عندهم اليس هذا هو التشيع
(حتى لا يقول كلب انني أكره آل البيت فأنا ينتهي نسبي منجهة أمي لسيدنا الحسين رضي الله عنه)
ـ[مدحت الخليلى]ــــــــ[17 - 11 - 05, 06:44 ص]ـ
الله اعلم بما يقال لكن انا اسا كنت مريض القلب ولة كان السبب فى الهداية طبعا اللهعز وعجل عن طريق عم الشيخ صالح ابو خليل وكيف لم اشهد انة رجل عارف باللة ونحتسبة ان شاء الله على ذلك وعمتن اشباء عديدة الى يريد با يعرفها يكلمنى على الاميل دة جزاكم الله حيرا اخوكم فى الله مدحت سالم واحب يان يطلق علية اسم مدح الخليلى والاميل هو ’
###
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ـ[مدحت الخليلى]ــــــــ[17 - 11 - 05, 06:49 ص]ـ
يا اخ ابوحس العسقلانى ياريت تعطى رايك بادب واحترام شكرا
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[17 - 11 - 05, 06:50 ص]ـ
في مشاركتك السابقة طلبت المدد من شيخك الخليلي؟ ونقلنا لك فتوى العلماء أن عملك هذا مخرج من الملة وأنه شرك أكبر!
فأنت لم تجب إلى الآن عن هذا الأمر؟
فإن تبت من ذلك فالحمد لله، ويجب عليك أن تحذر الناس من هذا الشيخ الضال، وإن كان عندك شبهة فاذكرها حتى يتم الإجابة عليها.
ونسأل الله أن يشرح صدورنا جميعا لما يرضي الله سبحانه وتعالى.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[17 - 11 - 05, 07:10 ص]ـ
سنضطر إلى إيقافك عن الكتابة في الملتقى لصدور الشرك الأكبر المخرج من الملة في كتابتك وعدم توبتك منها، ونسأل الله لك الهداية للتوحيد والسنة.
ـ[بلال خليل]ــــــــ[18 - 08 - 06, 01:23 ص]ـ
الى جميع المشتركين فى المنتدى الكرام
ارجو اعادة طرح السؤال وارجو الرد بالكتاب والسنة
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[18 - 08 - 06, 06:49 ص]ـ
سؤال واحد فقط قبل أن يلغى اشتراكك من الملتقى:
ما رأيك في هذا الكلام
ما حكم طالب المدد من شخص ميت
السؤال الأول من الفتوى رقم (4259):
س 1: ما حكم طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان , وما الحكم في طلبه أيضا من الأحياء الغير حاضرين لذلك الشخص الطالب للمدد؟
ج 1: أولا: طالب المدد من شخص ميت بأن يقول: مدد يا فلان , يجب نصحه وتنبيهه بأن هذا أمر محرم , بل هو شرك , فإن أصر على ذلك فهو مشرك كافر ; لأنه طلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله , فقد صرف حق الله إلى المخلوق , قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار} الآية.
ثانيا: طلب المدد من الحي الذي ليس بحاضر لا يجوز ; لأنه دعا غير الله وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى , وهو شرك أيضا , قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ودعاء الحي الغائب نوع من العبادة , فمن فعل ذلك نصح , فإن لم يقبل فهو مشرك شركا يخرج من الملة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[10 - 12 - 06, 12:15 ص]ـ
يرفع لفضح هذه الطريقة وصاحبها ..
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[07 - 04 - 07, 04:04 م]ـ
وصلتنا رسالة على بريد الملتقى من كمال علي هذا نصها
عدم تشوية صمعة الطريقة الخليلية وشيخها واالله والا سيكون عقابكم من الله شديد وقال النبى صلى الله علية وسلم: من أذى لى ولياً فقد آذنتة بالحرب صدق رسول الله صلى الله علية وسلم
وانا لا أههدكم بل انبهكم ومن أراد الله لة بالهداية فاليذهب الى هذا الشيخ على سبيل الا تضلاع ويحاول أن يسلم علية فاوالله هذا ما فعلة الكثير من أنا س كانوا يسبوا هذا الرجل وقد هداهم اللة الى الطريق المستقيم واسأل الله العظيم أن يهدينا الى سبل السلام وعنوانى البريدى عندكم
فنقول له نحن نتقرب إلى الله تعالى بالتحذير من الطريقة الخليلية وصاحبها، لأنا نحذر من البدع والخرافات في الدين، وندعو إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسير على منهج الصحابة الكرام ومن اقتدى بهم من الأئمة الأعلام.
فنسأل الله أن يكتب لنا الأجر في هذا التحذير، كما نسأل الله أن يهدي أصحاب هذه الطريقة للتوبة منها والعودة إلى الاسلام الصحيح البعيد عن البدع والخرافات.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 05:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أسكن في نفس شارع المدعو صالح أبو خليل .. وأعدكم بمعلومات أسمعها من أهلي الكبار عنه لأنهم يعرفون شيئا من تاريخه ... وكذلك أحدثكم ببعض ما أرى في موالده، ومن مريديه.
بعض ذلك: معاملة الناس له - بدع المولد - تاريخه القذر!!
ولو أنا في الصيف لاتقطت لكم بعض الصور لمريديه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/348)
ـ[المستشار]ــــــــ[07 - 04 - 07, 05:31 م]ـ
أدام الله توفيقكم لكل خير.
فقط أردتُ التنبيه على أمر مهم بخصوص كون المذكور أعلاه (نقيب الأشراف بالزقازيق) وأنه من (آل البيت).
وسأكتفي بهذه القصة التي جرت لي شخصيا في شبابي، فقد جاءني بعض الشباب المتصوفة، وهو جار لنا نعرفه جيدا، وعلمتُ منه بأنه قد صار صوفيا وأنه قد أخرج كارنيه من نقابة الأشراف وأنه قد انتسب وصار منتسبا لأهل البيت!.
مع أني أعرفه وأعرف عائلته وأهله جميعا قبل أن يولد، ولا صلة بينهم وبين آل البيت من قريب أو بعيد، وفجأة صار من أهل البيت ومن الأِشراف!.
وذكر لي يومها أنه بموجب ذلك سيتقاضى مبلغا من المال يشبه الراتب كل شهر.
ودعى بعض الأصدقاء يومها بأن نذهب معه ونخرج كرنيهات نصبح بموجبها من آل البيت ومن الأشراف كبداية بطبيعة الحال.
وهؤلاء مع الأيام يصبحون أولياء، مع أن معظمهم فجرة سحرة كذبة.
وهذا الذي دعانا وصار من أهل البيت أكبر مثال على هذا، فيصدق عليه أن يقال بأنه من شباب الشوارع، لا يعرف شيئا عن الدين، بل الجامع أمام بيتهم وفيه مقام وموالد وتخاريف وشيشة ودروشة، ومسألة العبادات والدين آخر ما يمكن أن يفكّر فيه!.
والحقيقة أن السحرة عندنا يطلق الناس عليهم اسم المشايخ، ويقولون: دا راجل ولي لله، ويذهبون إليهم لقضاء حاجاتهم، وسؤالهم عن الأشياء الضائعة، لأنهم كما يقول الناس مكشوف عنهم الحجاب، ويقوم هؤلاء السحرة بهذه الأشياء مقابل مبالغ معروفة.
ولكل ساحر أعوان وأتباع يتكسبون من خلفه، وله في البلاد المجاورة له غالبًا أصدقاء يدلون الناس عليه مقابل سمسرة معروفة.
يعني المسألة كلها مجموعة سحرة فجرة وأعوان لهم يأكلون أموال الناس بالباطل.
وأذكر مرة أن أحدهم تحداني وقال لي حين نبهت الناس على فساده: سأجعل أختي زينب (جنية) تدخل في جسمك يوم السبت.
فقبلتُ التحدّي وتحديته بأن يقدر وأقسمتُ له أنه لن يقدر على أن يجعل الجن يمسني ولا أن تدخل عندي أخته زينب هذه.
وتوكلتُ على الله وقرأتُ الأذكار وخاصة آية الكرسي قبل النوم وهي مضاد حيوي قاتل لجراثيم هؤلاء السحرة بفضل الله.
وكان عندي عمل ولا وقت لدي حقيقة ومع ذلك يوم السبت المذكور رجعت لمنطقتي وظللت طوال اليوم أدور في المنطقة ليراني الناس ويعلموا جيدًا أنه لم يستطع أن يفعل شيئًا، ورد الله كيد هذا الساحر الماكر.
المهم أن نعلم أن مسألة الأشراف أو آل البيت قد دخل فيها الكثير والكثير ممن ليس شريفًا ولا يمت لأهل البيت بصلة.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[07 - 04 - 07, 06:05 م]ـ
وصلتنا رسالة على بريد الملتقى من كمال علي هذا نصها
عدم تشوية صمعة الطريقة الخليلية وشيخها واالله والا سيكون عقابكم من الله شديد وقال النبى صلى الله علية وسلم: من أذى لى ولياً فقد آذنتة بالحرب صدق رسول الله صلى الله علية وسلم
وانا لا أههدكم بل انبهكم ومن أراد الله لة بالهداية فاليذهب الى هذا الشيخ على سبيل الا تضلاع ويحاول أن يسلم علية فاوالله هذا ما فعلة الكثير من أنا س كانوا يسبوا هذا الرجل وقد هداهم اللة الى الطريق المستقيم واسأل الله العظيم أن يهدينا الى سبل السلام وعنوانى البريدى عندكم
فنقول له نحن نتقرب إلى الله تعالى بالتحذير من الطريقة الخليلية وصاحبها، لأنا نحذر من البدع والخرافات في الدين، وندعو إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسير على منهج الصحابة الكرام ومن اقتدى بهم من الأئمة الأعلام.
فنسأل الله أن يكتب لنا الأجر في هذا التحذير، كما نسأل الله أن يهدي أصحاب هذه الطريقة للتوبة منها والعودة إلى الاسلام الصحيح البعيد عن البدع والخرافات.
وأنا أتقرب بنشر هذا الموضوع ونشره على شكل أجزاء في كثير من الملتقيات؛ بل ومستعد لمباهلته لنرى من ينزل عليه العقاب الدنيوي فضلاً عن الفضيحة الأخروية ..
ولو كان عندهم كتب وأتباع فزودونا بها لكي نبعثها للشيخ عبدالكريم -حفظه الله- فينشأ عليه رداً يكشف عواره لأتباعه ..
وشكل المرسل أرسل لما بدأت بنيان الطريقة يتزعزع من خلال هذا الموضوع، وكشف حقيقة هذا الغبي مدعي الولاية
http://www.alsoufia.org/vb/showthread.php?p=37778#post37778
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[07 - 04 - 07, 10:09 م]ـ
الأخوة الكرام. لولا أن أتباع المدعو الشيخ صالح من الشباب يتزايدون لما جاز لنا الاشتغال بأمره فأمثاله كثر، ولكن نظرا لبعض الأوضاع الداخلية وحاجة الشباب إلى حضن يرجى أن يكون حرزا من الشيطان يقع بعض الناس فريسة هذا الوهم.
وباختصار أؤكد على كلام الأخوان، وعدم صواب ما يقول الأخ عبد الناصر البتة، وشاهدي - مع أسفي طبعا - حالة أسرية، إنه أخي الذي لم يبلغ الثلاثين من عمره، حاصل على مؤهل متوسط، ويعيش فى إحدى قرى الصعيد فى وسط تغلبه الروح الصوفية، ومن ثم لم يكن غريبا أن يبحث عن شيخ، وكان أتباع الشيخ صالح مهرة فى الإيقاع بأخي وأمثاله، وذهبوا إلى الزقازيق، ولغلبة الجهل على نفوسهم غرهم أن في مجلس الشيخ كثيرا ممن يشار إليهم للوجاهة الدنيوية، ووقع الولد فى إسار المدعو الشيخ صالح، وأنا أقطن بعيدا ولم أعلم بالأمر إلا بعد زمن، فتحريت الأمر، واستطعت بشيء من الحيلة أن أسمع من الولد ذاته أن ما حكاه الأخوة عن هذا الرجل صحيح تماما وأن ما يقوله الأخ عبد الناصر عار تماما عن الصحة، بل قيل لي إن الرجل من سماسرة الانتخابات. هذا من فيّ فتى شديد التعلق به ويعلم ربي أننى صادق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/349)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 09:05 ص]ـ
للرفع
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:22 م]ـ
للرفع إغاظة للجهال!!
والحقيقة أن مستوى الكاتبين المنافحين عن الرجل مستوى يقطع القلب ـ ابتسامة تحسر!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:00 م]ـ
يرفع لتأييد كلامكم بخصوص الكلام عن النسبة لآل البيت
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=35231&Page=1
بدون تعليق!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ملاحظة: (الدريني) المذكور في الرابط هو رئيس الشيعة هناك.
ـ[الجميلي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 12:15 ص]ـ
هذا كله كذب واشعات غير صحيحه ايها المجانين انا الخليلي
لسنا بحاجة إلى شهادتك أيها الجاهل المجهول، فالشهادات السابقة تكفي من أراد الحق
## المشرف ##
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:50 م]ـ
ولله الحمد تم التحذير من هذا المدعوا صالح ابو خليل عليه من الله مايستحق ,, وسمعنا هذا التحذير من مشائخ الملتقى وطلبة العلم الذين نثق بهم ..
وأما انتم يالجهال والنكرات من امثال الجميلي والجاهل المعاند المتكبر مدحت الخليلي, وعبدالناصر فقولكم مردود ,, ويبدو أنكم كذلك عندكم خلل في العقيدة واحد منكم يطلب المدد والعياذ بالله ..
أين التوحيد هكذا علمكم شيخكم.؟
ـ[أبي عبد الرحمن الخليلي]ــــــــ[01 - 12 - 07, 12:20 م]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[01 - 12 - 07, 02:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخوان
والحمد لله على نعمة السنة
ـ[ابو هبة]ــــــــ[01 - 12 - 07, 03:37 م]ـ
للرفع مراغمةً للمبتدعة.كتب الله أجر الأخوة المشاركين أعلاه.
ـ[أبومهدي]ــــــــ[05 - 12 - 07, 09:10 م]ـ
أشهد بالله العظيم إن هذا المتقول على الشيخ صالح أبو خليل لم يذكر شيئا واحدا صحيحا، فأنا أعرفه عن قرب أكثر من خمس سنوات ولم أر منه شيئا واحدا مما ذكره هذا الجهبذ الذى يرمى خاصة علماء الأمة بأقبح التهم نقلا عن كاذب عن كاذب، وأدعو الله له ولنا وللقراء جميعا بالهداية
وأنا أشهد بالله العظيم أني أقمت في مدينة الزقازيق سنين طويلة، فلم أسمع احداً فيها يذكر هذا الرجل بخير أو يدَّعي أنه عالم من العلماء، بل يتناقل أهل المدينة عنه أخباراً و أحولاً لا تجتمع إلا في أفاق زنديق، و الله بحاله أعلم.
و الشخص الوحيد الذي رأيته يمتدح هذا الرجل في الزقازيق، كان رجل مطموس البصر، يعمل بالسحر و تسخير الجن، عافانا الله و اياكم. و قد أهداني هذا الرجل مجموعة كتب إبراهيم أبو خليل (وهي عبارة عن مجموعة أشعار و أوراد)، و هو جد هذا المحتال و مؤسس الطريقة الخليلية. و وجدت في هذه المجموعة بدع و شركيات لا تحصى. أما عما يحدث في مولد هذا الجد من منكرات و بلايا فحدث و لا حرج.
أما الأكذوبة الثانية التى تدلّ على أن الأخ العدوى لا يمحص الروايات فقوله إنه هو وأتباعه يذكرون سبعة أسماء فقط من أسماء الله، ثم يتساءل: لماذا؟ والحقيقة أنهم لا يذكرون سبعة أسماء فقط ولن أقول له الرقم الصحيح حتى يتعوّد أن يبذل جهدا ولو يسيرًا
ثلاثة عشر اسماً، مذكورة في كتاب "الإشراقات الصوفية الإبراهيمية" لمؤسس الطريقة إبراهيم أبو خليل. و هذه الأسماء هي:
لا إله إلا الله (أهذا اسم؟!!!!) - الله - هو (وهذا أيضاً اسم!!!!) - حي - واحد - عزيز - ودود - حق - قهار - قيوم - وهاب - مهيمن - باسط.
أما عن دعوى انتسابه لآل البيت، فعندي نسب جد هذا المحتال، و ليت أحد من رواد المنتدى عنده علم بأنساب آل البيت، فنعرض عليه هذا النسب لينظر فيه.
ـ[عاصم خان المجددي]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:09 ص]ـ
***********************
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[06 - 03 - 08, 03:41 ص]ـ
الأخ الكريم حسن العسقلاني غفر الله لك لا يدفعنك حماسك وغيرتك على مخالفة منهج أهل السنة، فجادل بالحكمة وبالتي هي أحسن كما علمنا ربنا سبحانه
وارجو من الإخوة الكرام المشرفين إعادة النظر في أمر إلغاء عضوية المخالفين في المعتقد، فلعل في بقائهم الخير فربما كان لواحد منهم شبهة أمكن زوالها عنه بما يفتح الله به على أعضاء المنتدى وأنتم تعلمون أن المرء إذا كان على بدعة زينها له الشيطان كان من العسير جداً تركه لها إلا بتوفيق الله عزوجل وهدايته فلعل الله يشرح صدره بكلمة، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.
وهناك أمر جدير بالمناقشة أهم من الكلام في هذا الرجل المدعي للولاية وهو عن كيفية مقاومته وأمثاله خصوصاً أن لهم تأثيراً شديداً على الجهال الذين لا يجدون من يحذرهم أو يقنعهم بأن هذا الرجل وأمثاله سحرة ومشعوذون ماداموا قد حادوا عن ميزان الكتاب والسنة، فقديماً قال الجنيد رحمه الله إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء ولا يقيم حدود الله فاعلموا أنه ساحر بل الساحر أقدر منه على المعجزات " انتهى وأقول هي ليس معجزات بل تخييلات فالمعجزات هي ما أيد الله به أنبياءه من خوارق العادات نسأل الله الثبات على الحق وهداية الخلق اللهم آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/350)
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[06 - 03 - 08, 04:04 ص]ـ
(حتى لا يقول كلب انني أكره آل البيت فأنا ينتهي نسبي منجهة أمي لسيدنا الحسين رضي الله عنه)
غفر الله لك
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[06 - 03 - 08, 09:58 ص]ـ
نعم يجب أن يستمر هذا الموضوع للتحذير من هذا الدجال فإن أمره قد استشرى
ووالله الذي رفع السماء بغير عمد لقد رأيت بعينى أصحاب طريقته في أسيوط يشربون الدخان في جلسات الإلهام المزعومة، ووالله الذي رفع السماء بغير عمد إن واحداً من زملائي القدامى في الدراسة ممن سحرهم هذا الدجال، حاولت أن أنصحه مراراً وتكراراً ولكنه كان كالمخذر وكالمسحور ما كان يسمع كلامي بل كان يقول لي وهو ويشير إلى صورة" لعمه الشيخ صالح" معلقة على الحائط: " بص كده كويس تلاقيه بيضحكلك "، ثم إذا ما بينت له حال هذا الساحر قال لي: بس لحسن الشيخ صالح يؤذيك!!!!!
المشكلة يا إخوان أن الرجل واتباعه يدعون لمذهب الشيعة فكلاهما وجهان لعملة واحدة -الشيعة والصوفية أقصد-والامر اوضح من ان يوضح، كما كان يفعل ذلك البدوي الدجال نزيل طنطا، ولكن كان الظاهر بيبرس له بالمرصاد ...... هذا الرجل لو دخل اي إنتخابات لفاز بها فوزاً ساحقاً، وهذا هو المخيف في الامر، فالأتباع أضل من الانعام، اما الرءوس وعلى رأسهم رأس الضلال هذا الطالح فأنا متاكد ان هناك من الشيعة من يحركهم حتى إشعار آخر ........ فله مندوبون في كل محافظات مصر .......
وهنا في محافظة اسيوط ....... عدو الخالق .. أو من يدعى عبد الخالق .... دجال من الدجاجلة
له من الشركيات ما لا يعد ولا يحصى ..
ومن كراماته المتواترة هنا في اسيوط: أن فتاة من اتباعه ذهبت لتستشيره في الزواج من بعض من تقدم لها، فقال لها هذا الافاك: " لا تتزوجيه فإني قد أريتك في المنام زوجتي في الجنة"!!!!!!!! ولكنها كانت ممن تبقى لديه ذرة من عقل فقالت له: ولكن يا شيخ هذا في الآخرة وانا اريد ان أعف نفسي في الدنيا " ثم نجاها الله تعالى منه ........ ولعلي أنشط بإذن الله تعالى لسرد بعض من حيل هذا الافاك الدجال الذي حول كثيراً من شباب بلدتنا إلي " تائهين غائبين عن الوعي" وإن شئت فقل "مغيبين" ..... والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:01 م]ـ
ومما رأيته بعيني رأسي من هذا الدجال المدعو "عدو الخالق" أنه كان يخطب الجمعة فوق المنبر ثم سكت قليلاً وسط الخطبة، ثم واصل وقال أنا كنت أطوف بالكعبة الآن!!!!
وإذا ببعض المأجورين طبعاً ممن استأجرهم هذا الدجال يصرخ بألفاظ غير مفهومة بالسريانية، وهذا الدجال يرد عليه ويقول: "كل واحد يضبط نفسه انا مش مسئول عنه"!!!! وهكذا إلى آخر المسلسل ... عفواً الخطبة ...
يتبع- بإذن الله تعالى - .................................
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:13 ص]ـ
اكتشفت مؤخرا ان هذه الطريقة منتشرة في سوهاج صعيد مصر
فرجاء تزويدنا بكل طاماتهم حتى نعرف منهجهم اكثر
وانا قال لي ابن عمي ان شيخ في الطريقة بسوهاج كان الناس يقبلون يده والسيجارة فى يده الاخرى
جزاكم الله خيرا اخواني على الموضوع فى انتظار المزيد
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - 03 - 08, 03:43 م]ـ
عندما احتد النقاش بيني وبين ذلك المسكين زميل الدراسة القديم، فقلت له ان هذا الطالح أبا خليل لا يعرف شيئاً في أمور الدين والفقه فهو كما قال شيخ الإسلام " أضل من دابة أهله "، هنالك احتد علي وقال: لا تقل هذا فانا أخاف عليك من عمي!!! فقلت له: " هل عندكم من علم فتخرجوه لنا "، فكان رده: بل هو عالم وسأثبت لك ذلك؛ فقلت: " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "، فذهب وغاب أياماً ثم عاد بكتاب "غلاف" وقال هذا هو كتاب عمي الشيخ وهو في الاحاديث النبوية لتعلم انه عالم ...
فتصفحت الكتاب الذي فإذا به كلام منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم، كذب وافتراء وبعض الاحاديث الصحيحة
وكأن الرجل حاطب ليل، فتعجبت لو انه كلف نفسه ونظر في صحيح البخاري او مسلم لما نقل إلا الصحيح!!!
ولكن صدق الله "فإنها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[26 - 05 - 09, 02:58 ص]ـ
للرفع وللفضح
فليس لهؤلاء إلا البراء
وأرجو من المشرف الكريم أن يثبت الموضوع قليلا وسيأتيه الإخوة بالعجب العجاب
وهذه طامة أخرى لإحدى المريدين _ والله إنها حقيقية لا لبس فيها _
حدثنى أحد إخوانى عن أحد أصدقائنا لما سألت عنه _وكانت صدمة _
ولم أستغرب أن أباه فعل ذلك لأنه كان ملازما لهذا الرجل الذى فاحت رائحته
فقد كان الأب لا يصلى ولا يدخل أى مسجد إلا مسجد هذا المزعوم
ماذا فعل الأب مع ابنه قبل أن يموت بأيام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهب ابنه لشيخهم صالح أبو خليل (الشخص الذى ليس له نصيب من اسمه أبدا)
فالابن جالس ليل نهار يأكل ويشرب وينام وبالطبع يلحس الأقدام! حتى ينال رضا الجاهل الجهول
ومن مريديه المطربين والفنانين فضلا عن الفنانات والراقصات _ الأحياء منهم والأموات _
ولولا تلطيخ الملتقى بأسمائهم كما ذكر أحد إخواننا لذكرت طرفا من هؤلاء
فإلى الله المشتكى فهؤلاء قوم معهم المال ومعهم القرار
ولكن أهل السنة معهم الله
نرجو التفاعل فى هذا الموضوع
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/351)
ـ[د ريان أحمد محرم]ــــــــ[16 - 08 - 09, 09:32 ص]ـ
يشيع أتباع هذا الشيخ اختصاصهم بما يسمونه جلسات الإلهام! التي يزعمون فيها أن الملهم يمكن أن يخبر الجالس أمامه بغيبيات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى عنه وعن أسرته وعمله ونحو ذلك! وأجزم أن هذه الجلسات تدور بين أمرين لا ثالث لهما: إما الاستعانة بالجن والقرناء والشياطين في ما مضى من أحداث، أو أن مبناها على النصب والدجل على الجالسين والتخمين في ما هو آت مما يذكر من أحداث غيبية لا يعلمها إلا الله جل في علاه؟ ومن أفضل أساليب مقاومة هذه البدعة عملياً عند العوام قبول الجلوس في هذه الجلسة وتحدي الملهم أن يستطيع معرفة شيء حياة المتحدي المتحصن بالأذكار الشرعية الحافظة من الشياطين ومسهم وكيدهم والله تعالى أعلم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[01 - 02 - 10, 06:14 ص]ـ
للرفع وللفضح
فليس لهؤلاء إلا البراء
حسبنا الله ونعم الوكيل
انظروا لموقع الإسلاميون- التابع لموقع اسلام أون لاين- وهو يروج لهذه الخزعبلات والضلالات بمن يدعى أنه صحفى
هذه هى المقدمة فقط
من ساعة أن حملت حقيبتي على كتفي وشرعت في السفر إليه انتابني شيء من الخوف مشوب بشيء من القلق، ومغلف بكثير من الحذر .. فمقصدي رجل قبل أن أقصده سمعت عنه الكثير مما يبدو أنه ترسب في كوامن نفسي، وفي أعماق وجداني ما أشعر منه وما لا أشعر .. [ U][COLOR=Blue] سبط النبي وقطب الكون الذي يتصرف فيه، يكشف حقيقة ما يدور بخلدك .. يلهمك ويهاتفك ويخبرك بأشيائك التي حدثت في زمان بعيد أو أشياء تقع لك في زمان قريب، ويذهب إليك في منامك وأنت تحلق في فضاء العالم المجهول .. يوصلك إلى الله إذا كنت مريدا الله أو يعطيك من الدنيا إذا كنت ترغبها .. وقد يستمطر عليك لعنات الله إذا عاديته، بل قد تموت قتيلا إذا خرجت عن طوعه كالذي خرج عليه وذهب ينشئ طريقة أخرى فقتله الشيخ بسيفه البتار ودفنه بنفسه، ثم نزل عند قبره، وقال نصا: "هو في مقعد صدق عند مليك مقتدر" .. يحج إليه من كل صوب وحدب حتى رجالات الدولة الكبار، ونجوم المجتمع وكواكبه إلى درجة أنه يخيل إليك لو أنك حضرت حضرته أنه لم يبق إلا رأس الدولة لم يأت بعد هنا والله أعلم .. كنت أحمل بين جنباتي كل هذا ويزيد وأنا في طريقي إلى الزقازيق موطن عمي الشيخ صالح أحمد الشافعي محمد محمد أبو خليل الكبير.
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[09 - 09 - 10, 01:41 م]ـ
للرفع ...
ضلالات صالح أبو خليل وأكذوبة حفيد الرسول
- بقلم: أحمد هريدي
صحفى مصرى
في ظل حالة غيبوبة إختيارية من سلطة الدولة تحولت بعض الطرق والجماعات الصوفية في مصر إلى مراكز قوى تبسط هيمنتها على ضعاف الأنفس في مؤسسات الدولة وسلطاتها الرسمية، فأصبح رأي أدعياء الولاية والكرامة حكماً في منصة القضاء يتهم البرئ ويبرئ ساحة المتهم، وأضحت أحلام صاحب الكرامات قول فصل في التحريات الأمنية والتقارير الرقابية وصار الدجل والشعوذة والخرافات قوة لمن يمارسها، وأمست خرافات الجماعات الصوفية مغنماً لأدعياء الولاية والكرامة فتدفقت الأموال إلى خزائنهم وزادت قوتهم واستفحل خطرهم بعد أن أعلنوا عن جهالاتهم في الصحف والقنوات الفضائية!!
و من الجماعات الصوفية التي أصبحت مركز قوة ودولة داخل الدولة جماعة غير قانونية يتزعمها المدعو صالح أبو خليل منتحلاً صفة شيخ الطريقة الخليلية في مصر وبهذه الصفة بدأ في ممارسة نشاطه منذ سنوات وجهر مؤخراً بضلالاته في الصحف والقنوات الفضائية.
أعلن الضال المضل عن فساده وإفساده ليضل الناس بغير علم ولا هدى ولا طريق مستقيم .. تحدث في عقيدة التوحيد عن جهل .. وقال في كتاب الله بما ليس فيه، وافتري الكذب على السنة النبوية والسيرة المحمدية شارحاً لها بما تهواه أنفس الضالين المضلين، و زاد في افتراءاته فانتحل صفة حفيد المصطفى صلى الله عليه وسلم!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/352)
وقد سبق هذه الحملة الصحفية حملة علاقات عامة بين أهل الفن والطرب فنظم بالإتفاق مع إحدى القنوات الفضائية احتفالية استقدم لها عدد كبير من أهل الطرب والفن فكانت حديث الكبير والصغير في محافظة الشرقية بعد أن شاهدوا كبار النجوم يتغنون بصاحب الكرامات الذي أتى في مجال التصوف بما لم يأت به سابقوه فأقام حلقة ذكر على أنغام الموسيقات الشرقية والغربية بأصوات إيهاب توفيق وخالد علي ومحمد ثروت وبأداء تمثيلي لعمر الحريري ورشوان توفيق وأشرف عبد الغفور وغيرهم!
وقد حضر هذا الحضرة المودرن عدد كبير من الشخصيات المعروفة في احتفالية طار بها صالح أبو خليل فرحاً حتى فقد اتزانه وتجاوز وقار العقلاء وأخذ يصفق ويحرك يديه ورأسه في حركات هستيرية زادت عندما تغني أحد المطربين بأغنية تسبح بحمد (عمي الشيخ صالح كما يطلقون عليه) وتطلب منه المدد!!
ولمن لا يعرف هذا الضال المنتحل لصفة حفيد النبي المصطفى أقول إن اسمه الحقيقي:
صالح أحمد الشافعي محمد محمد أبو خليل وشهرته صالح أبو خليل .. يتزعم جماعة صوفية غير قانونية بإسم الطريقة الخليلية في مواجهة طريقة صوفية رسمية تحمل نفسه الإسم ويتولى قيادتها أبناء عمومته في ذات المنطقة التي ينطلق منها نشاطه المشبوه بجوار مسجد أبو خليل مقر أضرحة أبناء الشيخ أبو خليل مؤسس الطريقة الخليلية في مدينة الزقازيق المصرية.
* رحلة الإسراء من الزقازيق إلى مكة!
وبإدعاء أنه حفيد المصطفى ومن نسل آال البيت نجح في خداع البسطاء من أهل الصعيد ومارس نشاطه تحت ستار جمعية تحمل إسم الجمعية الخليلية الصوفية فى مصر بالزقازيق وتسلل إلى نقابة الأشراف واستغل الأوضاع القائمة في النقابة وأسس لها مقراً في الزقازيق ولما زاد المال بين يديه أصبح نقيباً للأشراف بالمدينة!!
وبأكاذيب نقلها البعض تحول صالح ابو خليل لصاحب كرامات يقصده البسطاء وينخدع به المثقفون فجمع حوله نفر من أهل الفن من الممثلات والممثلين والمطربين والمطربات ليكونوا طريقه لتكوين كيان ينضم لمراكز القوى التي تشكلها بعض الطرق الصوفية في مصر!!
زعم صالح أبو خليل أنه قطب صوفي وخليفة للشيخ محمد أبو خليل في قيادة الطريقة الخليلية الصوفية والحقيقة أن أبناء وخلفاء الشيخ محمد أبو خليل المتوفي عام 1920 تضمهم الطريقة الخليلية المؤسسة بقرار المجلس الأعلى للطرق الصوفية رقم 88/ 5 لسنة 1988 والتي يرأسها حالياً الشيخ محمد محمود ابراهيم محمد أبو خليل وهم ينكرون على المدعو صالح أبو خليل افتراءاته وادعاءاته .. !!
ولمن أراد أن من مريديه أن يتحقق من صحة ما اقول عليه زيارة مقر الطريقة الخليلية المجاور لمسجد أبو خليل بمنطقة النحال بالزقازيق على بعد خطوات من مقر المدعو صالح ابو خليل!!
و بإدعاء الكرامة والولاية والانتساب لنسل النبي قصده المئات من صعيد مصر وانهالت عليه التبرعات والهبات فاستخدم هذه الأموال في توسيع نشاطه والترويج لضلالاته فزاع صيته وانتشر حتى أن بعض ضباط الشرطة وصغار المسئولين يسعون اليه لنيل بركاته التي تكون طريقهم لمزيد من المناصب!!
والمنتحل لنسب النبي وصفة الشيخ الولى لا يخرج من بيته للصلاة في المسجد المجاور له ويقول أتباعه إنه لا يهبط من مسكنه ولكنه – حسب زعمهم - يطير في إسراء يومي من الزقازيق إلى مكة والمدينة حيث يصلى هناك ويعود لشقته التي لا يفارقها إلا للظهور في الليالي والاحتفالات ومقابلات المريدين الذين ينتظمون في صفوف انتظاراً لنزوله من مسكنه إلى مجلس في الدور الأول!!
ويصاحب نزول صاحب الكرامات عصر الخميس من كل أسبوع زغاريد النساء وتكبيرات الرجال وأناشيد يتغنى بها المئات من مريديه وهم يحملون صورته التي يتم بيعها حول المسجد بسعر يبدأ من عشرين جنيها وبعض الأغنياء يدفعون خمسين جنيهاً!!!
ولا يجد هذا الولي المزعوم غضاضة في مقابلة ومصافحة الممثلات والمطربات والفتيات والسيدات اللاتي يحلمن بحياة زوجية سعيدة تبدأ بترشيح صاحب الكرامات لزوج المستقبل .. وكثيراً ما تنتهي هذه الترشيحات بالطلاق والتعاسة الزوجية .. !!
ومن حلم بالزواج إلى أمل في الإنجاب و شوق إلى استقرار عائلي تنتظم مئات السيدات في انتظار صاحب البركات والكرامات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/353)
أما الشباب فطموحاتهم وآمالهم متنوعة .. منهم من يطمح في عقد تعيين في شركة من شركات البترول أو مؤسسة من المؤسسات الكبرى .. ومن يسعى للرزق والبركة وتأمين المستقبل فقطع الأميال سفراً ليحصل على بركات الشيخ التي تبدأ بمصافحة تليها أيدي تتلقف المخدوع لتبشره بتحقيق أمله وتمنحه تزكية لا تسمن ولا تغني من جوع يتسلمها بعد أن يتبرع بما تملكه يديه من آلاف الجنيهات .. و من المنتظرين في مواسم مكاتب التنسيق تجد الراغبين في الالتحاق بكلية الشرطة و الكليات العسكرية وغيرهم الكثير والكثير .. وقائمة الأسعار تحكم جميع الطلبات!!!
وتحضرني عدة نماذج لمثقفين أنفقوا ما لديهم من أموال وبددوا جهدهم تصديقاً لكرامات صالح ابو خليل:
- النموذج الأول: شاب مسكين صدق كرامات الشيخ واصدر صحيفة لندنية تتغنى بكرامات مولاه وانتظر الإعلانات المنهمرة والموافقة الأمنية والدعم الأدبي والمالي الذي سيجعل من صحيفته منافساً قوياً لكبريات الصحف المصرية وطال انتظار الشاب وأصدر أعداداً تتغنى بكرامات مولاه ولم تأته الإعلانات ولم يحصل على الموافقة الأمنية فتوقفت الصحيفة!!
- والنموذج الثاني: لشاب خاض تجربة الإنتخابات البرلمانية مدعوماً بدعوات الشيخ وكراماته وتأييد أتباعه فتأخرت الكرامات وخسر الشاب عشرات الآلاف من الجنيهات دون أن يصل إلى هدفه .. في تجربة مريرة انتهت بتأثير سلبي خطير على حالته الصحية!!
- النموذج الثالث: مثقف واع وعقلية متزنة يحظى بكل احترام وتقدير من المحيطين به .. لكنهم يرون أن من أشد عيوبه كونه من اتباع صالح ابو خليل .. وقد صدق الرجل كرامات صالح وانتظر أن يختم حياته بمقعد في البرلمان .. وأنفق مئات الآلاف من الجنيهات على حملة إنتخابية كان من المفترض أن يحصد فيها عشرين ألف صوت من مريدي وأتباع صالح أبو خليل في أكبر دائرة في صعيد مصر تضم مؤيدين للمدعو صالح أبو خليل .. وللأسف ضاع حلم الرجل!!
* إعلانات الضلال!
ولأن المدعو صالح ابو خليل يعلم أنه مهما فعل تحت ستار الصوفية فلن يجد مواجهة من جهات الأمن التي لا تمانع من قيام اي كيان صوفي حتى لو بالمخالفة للقانون .. توسع في نشاطه وبدأ في الإعلان عن نفسه على صفحات الصحف وفي القنوات الفضائية التي تسمح بنظام تأجير الوقت و في اليوم الأخير من شهر رمضان 1429 الموافق الثلاثين من سبتمبر 2008، (اليوم الأخير من رمضان حسب دار الإفتاء المصرية) كانت عيناي تختار صحف اليوم وفوجئت بصورة المدعو صالح أبو خليل تتصدر الصفحة الأولى من (صحيفة النبأ) ومعها عنوان بارز يقول:
"20 سؤالاً خطيراً مع الشيخ صالح ابو خليل حفيد الرسول (ص) " وفي الصفحة الأخيرة وتحت عنوان: "الشيخ صالح ابو خليل في حوار صريح: التوسل بأولياء الله الصالحين مشروع .. وزيارة القبور والأضرحة ليست شركاً بالله "!! جاء الحوار الجريمة متضمناً فتاوى ضالة مضلة وتفسيرات خاطئة للقآن الكريم والسنة النبوية.
وفي اليوم نفسه نشرت صحيفة (المصري اليوم) ما قيل إنه مقال للشيخ صالح أبو خليل على مساحة نصف صفحة أيضاً متضمناً فقرات نشرتها صحيفة النبأ بالنص، وذات الفقرات موجودة على موقع على الإنترنت بإسم "الجميعة الخليلية الصوفية بمصر".
وعلمت أنه نشر أيضاً إعلانا في صحيفة (الأهرام) زينه بصورته مع الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي لتأكيد ما يردده بين الناس من أن الشيخ الشعراوي كان من أتباعه ومريديه!!!!
ويتلخص ما نشره المدعو صالح ابو خليل من ضلالات في:
1 - الإدعاء بأنه حفيد الرسول .. وقد أورد في حديثه عن المصطفى القول نصاً "قال جدي!!! " و لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون من نسل النبي وآل بيته ضال مضل جاهل مثل هذا المدعي .. !!
2 - نصب الضال نفسه مفتياً فقدم ما أسمته الصحيفة حواراً بعنوان يقول: "التوسل بأولياء الله الصالحين مشروع وزيارة القبور والأضرحة ليست شركاً بالله .. "!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/354)
وتحت هذا العنوان تضمن الحوار خلطاً واضحاً متعمداً بين التوسل بالموتى والأحياء وفهماً مغلوطاً لما ورد في كتاب الله وسنته والسيرة النبوية وسيرة الصحابة والتابعين فافترى على كتاب الله بتفسير مغلوط لآيات القرآن فزعم أن قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة" .. معناه جواز أن تكون هناك (واسطة) حسب تعبيره نتقرب بها إلى الله .. ويبدو أنه لم يقرأ في التفاسير معنى والوسيلة التي وردت في القرآن في آيتين، الأولى سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) "والآية الثانية في سورة الإسراء " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) و الوسيلة التوصل إلى الشيء برغبة، وورد في العديد من كتب التفسير أن حقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم و العبادة، و تحري مكارم الشريعة، وقال الشنقيطي رحمه الله أن جمهور العلماء أجمع على القول: " المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى؛ لأن هذا وحده هو الطريق الموصلة إلى رضى الله تعالى، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة.
وأصل الوسيلة: الطريقة التي تقرب إلى الشيء، وتوصل إليه وهي العمل الصالح بإجماع العلماء؛ لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدّاً كقوله تعالى: (وَمَآ ءَاتَـ?كُمُ ?لرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـ?كُمْ عَنْهُ فَ?نتَهُواْ)، وكقوله: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ?للَّهَ فَ?تَّبِعُونِى)، وقوله: (قُلْ أَطِيعُواْ ?للَّهَ وَأَطِيعُواْ ?لرَّسُولَ)، إلى غير ذلك من الآيات.
وإذا نظرنا إلى المقال الموقع باسمه في (المصري اليوم) نجد أن صالح ابو خليل تجاوز حدوده فوصف حب الله بألفاظ حاشا لله أن نستخدمها في حق الله فاستخدم ألفاظ العشق والسكر والهيام .. كما فسر العبادة في قول الله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" بأن معناه ليعرفون فذهب بآيات الله إلى غير معناها وقال في كلام الله بما يخالف حقيقته!!
وزاد صالح ابو خليل في جهالاته فقال في سيرة الصحابة بنقيض مدلول السيرة فاستدل باستسقاء الصحابة بالعباس رضي الله عنه عندما حل الجفاف بالمسلمين في عهد عمر على أنه جواز التوسل بالرسول وأولياء الله والصحيح أنه دليل على عدم جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وبمن توفاه الله من صحابته، ولو كان التوسل بالرسول جائز شرعاً لما توسلوا بالعباس و كان الأولى أن يتوسلوا برسول الله صلى عليه وسلم!!
3 - كذب الضال المضل صالح ابو خليل على رسول الله وفسر حديث "لا تشد الرحال إلا لثلاث .. " فقال إن مقصد الحديث في فضل ثواب الصلاة في هذه المساجد، وتأسيساً أفتى بجواز شد الرحال للأضرحة وزيارة قبور الأولياء وآل البيت وإقامة الموالد لهم (!!) مع أن الحديث النبوي صريح في قوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا لثلاث .. " ولكن المدعو صالح ابو خليل قال في تفسيره بما لم يقل به أي عالم من العلماء الثقات!!
ومن تعمده الإضلال خلط المدعو ابو خليل بين مشروعية زيارة القبور وبين مشروعية زيارة الأضرحة وما تصحبه هذه الزيارت من جهالات مثل الطواف بالأضرحة والتبرك بها والنذر لها .. وقد زاد بعض الجهلاء في تقديم خطابات مكتوبة يتم إلقاؤها داخل السور المحيط بالضريح متضمنة حاجات الزائرين من المدفون أسفل الضريح وهذا ما يحدث فعلاً من الزائرين لضريح الإمام الشافعي بالقاهرة!!
4 - تحدث الضال المضل عن الكشف والكرامات بلا علم فأثبت الكرامة والكشف لكل من يدعي الولاية، وقد اراد أن يستفيد من حديثه لإثبات ما يدعيه من كشف وكرامة وتحدث عن حب آل البيت بعد أن نسب نفسه إليهم وتحدث عن الإمام ابن تيمية وكأنه أنكر حب آل البيت وقال إن ابن تيمية خالف إجماع الأمة (!!!) في حديثه عن الصوفية!!
وأبلغ رد على الفهم السقيم في موضوع الكرامات قول الإمام الشافعي رحمه الله:" لو رأيتم رجلاً يسير في الهواء، أو يمشي على الماء لا تقبلوا منه دعوى الولاية حتى تعرضوا أعماله على الكتاب والسنة "!!
ولن تكفينا عشرات الصفحات في الرد على الترهات التي نطق بها المدعو صالح ابو خليل ونكتفي بالرد الموجز على بعضها .. في سطور أقدمها معذرة إلى ربي جلت قدرته وسبحانه وتعالى عما يشركون.
أحمد هريدي محمد
صحفي مصري
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[09 - 09 - 10, 01:44 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
انظروا لموقع الإسلاميون- التابع لموقع اسلام أون لاين- وهو يروج لهذه الخزعبلات والضلالات بمن يدعى أنه صحفى
هذه هى المقدمة فقط
صالح أبوخليل .. "ملك" على عرش الصوفية بمصر ( http://islamyoon.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1256034091041&pagename=Islamyoun%2FIYALayout)!!!!
سبحان الله بداخل هذا المقال المذكور كتب فيه:
...
تدافعت وتلاطمت وسط الكتل البشرية من كافة الأعمار والمستويات والأنواع من شباب وفتيات وأطفال وشيوخ، من يرتدي البذلة والكرافيت، ومن يرتدي السديري والجلباب، ومن ترتدي الجينز والنظارة السوداء، ومن ترتدي الخمار والعباءة ... خليط فسيفسائي يكثر بينهم فئة الشباب الريفيين والحضريين يرتدون ثيابًا حديثة، وقليل منهم من ذوي اللحية والجلباب وكثيرات منهن متبرجات.
فالحمد لله أن أهل السنة لا مكان لهم عند أهل البدع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/355)
ـ[أبو طارق المصرى]ــــــــ[13 - 10 - 10, 09:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاه والسلام علي اشرف المرسلين ,الحمدلله علي كل حال
اخوكم مسلم ولد في القاهره ,عشت في الزقازيق 24 سنه ,انتقلت بعدها لخارج مصر
هذه شهاده ارجو من الله ان يقراها كل مسلم
ليس هناك شك عند عقلاء الناس من الزقازيق وغيرها ان هذا المبتدع مخرف ,قصص البدع وجلسات الأنس يعرفها العامه في الزقازيق ,بعد احداث 11 سبتمبر وقتها كنت في نيويورك ,رجعت مصر وكانت هناك وقفه ,قرأت بعد من التوراه ,ثم بعض الانجيل لكن الله هداني وجعل عقلي يختار الاسلام ,وقتها كان الاسلام في مصر مشوه ,كنا نقول علي أهل السنه في مصر السنين ,سبحان الله كلما اتذكر اضحك ,وقتها سألت والدي عن الشيخ صالح لاعرف أي اتجه ,هداني الله لبعض اصدقائي في الجامعه سلفيين ,دعوني للاسلام ,بعدها سألت والدي كما قلت عن الشيخ صالح
الشيخ صالح قال عنه البعض ان اخوه يتاجر بالمخدرات
الوزراء يقبلون أقدامه ويدفعون النصيب كل شهر
يعمل عنده في خدمته من الممثلين والفنانين ,رجال ونساء مايجعلني اشك في اسلامه
مايقال عن جلساته الخسه يجعلني اخجل من ذكر اسم مدينتي كلمة سألت عنها
ابن اخته كان يركب سياره جديده كل شهر و كان كل يوم مع فتاه
اشهد الله اني حذرت منه
والله انه لكاذب
كل من حضر خطب الجمعه في جامعه قال بخرف كلامه
ارجو التحذير منه علي قدر المستطاع
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:21 ص]ـ
ثبتنا الله وإياك على الحق حتى نلقاه
بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم
ـ[عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:30 م]ـ
بالمناسبة اسمه هكذا ليس صحيحاً.
و يوحي أن اسمه صالح أبوخليل .. و أن الشافعي مذهبه .. و كأنه من أهل العلم، و هو أبعد ما يكون عن ذلك.
و الصواب أن الشافعي اسم أبيه، و أبوخليل لقب العائلة.
فهو صالح الشافعي ابوخليل و ليس صالح ابوخليل الشافعي.(27/356)
العتب على من قال للعامة: هذا واجبٌ، وهذا مستحب
ـ[عصام البشير]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:08 ص]ـ
أخي المحرر زادك الله علما وفهما
لم أر في النقل عن ابن رجب رحمة الله عليه ما يوافق عنوانك.
إنما فيه معنى مصطلح (الواجب) عند بعض الأئمة المتقدمين.
وهذا قريب من قول بعض أهل العلم إن مصطلح (مكروه) عند الأئمة المتقدمين قد يراد به التحريم.
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:49 ص]ـ
العتب على من قال للعامة: هذا واجبٌ، وهذا مستحب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
قال ابن رجبٍ – رحمه الله – في فتح الباري (5/ 34):
و أنكر أحمد أن يسمى شيءٌ من أفعال الصلاة وأقوالها سنة، وجعل تقسيم الصلاة إلى سنةٍ وفرضٍ بدعةً، وقال: كل ما في الصلاة واجبٌ، وإن كانت الصلاة لا تعادُ بترك بعضها.
وكذلك أنكر مالكٌ تقسيم الصلاة إلى فرضٍ وسنةٍ، وقال: هو كلامُ الزنادقة. وقد ذكرنا كلامه في موضعٍ آخر.
وكذلك ذكر الآبري في (مناقب الشافعي) بإسناده، عن الواسطي، قال: سمعت الشافعي يقول: كل أمر الصلاة عندنا فرضٌ.
وقال – أيضاً – قرأت عن (كذا في المطبوع) الحسين بن علي، قال: سئل الشافعي عن فريضة الحج؟ قال: الحج من أوله إلى آخره فرضٌ، فمنه ما إن تركه بطل حجه، فمنه الإحرام، ومنه الوقوف بعرفات، ومنه الإفاضة ...
ثم ذكر – رحمه الله – في (5/ 342) عن حكم الاغتسال للجمعة:
وأما رواية الوجوب؛ فالوجوب نوعان: وجوب حتمٍ، ووجوب سنةٍ وفضلٍ.
ثم ذكر بعض كلام الأئمة، وبين أنهم يقصدون وجوب سنةٍ؛ ثم قال:
وقد تبين بهذا أنَّ لفظ ((الواجب)) ليس نصاً في الإلزام بالشيء، والعقاب على تركه؛ بل قد يراد به ذلك – وهو الأكثر –، وقد يراد به تأكد الاستحباب والطلب.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 03:20 ص]ـ
الأخ المحرر وفقه الله
جزاكم الله خيراً على طرح هذه الفائدة، وإن كنت أؤيد ماذكره الأخ عصام البشير في التعقيب السابق.
وأطرح سؤالاً على عنوان موضوعك؛ فأقول: ماذا سيقال للعامة إذن؟
هل يقال واجبٌ لكن لا تؤاخذون به؟
((لا مشاحاة في الاصطلاح)).
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 03 - 04, 06:53 م]ـ
[و أنكر أحمد أن يسمى شيءٌ من أفعال الصلاة وأقوالها سنة، وجعل تقسيم الصلاة إلى سنةٍ وفرضٍ بدعةً، وقال: كل ما في الصلاة واجبٌ، وإن كانت الصلاة لا تعادُ بترك بعضها.
وكذلك أنكر مالكٌ تقسيم الصلاة إلى فرضٍ وسنةٍ، وقال: هو كلامُ الزنادقة. وقد ذكرنا كلامه في موضعٍ آخر.].
للتدبر، والقراءة المتأنية!
بارك الله فيكما، وغفر الله لكما، ولوالدينا، وجميع المسلمين.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[31 - 03 - 04, 07:10 م]ـ
قرأت أو سمعت فيما مضى كلاما رائعا، ولا أذكر موضعه ولا نصه بحروفه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
المعنى
إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعرفوا هذه التقسيمات (أي الأحكام الخمسة) ولهذا وجدتهم ارتقوا المعالي، وصنعوا الأعاجيب، عندما ألحقوا المندوب بالواجب، والمكروه بالحرام، وتصرفوا في المباح بالنية.
أو كلاما من هذا القبيل معناه.
ماهر
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 07:42 م]ـ
الأخ المحرر ... وفقه الله وبارك فيه
غفر الله لنا جميعاً ووفقنا دوماً لمحابه
الكلام المنقول قد قريء وتدبِّر والحمدلله.
إنما العتب على العنوان؟!
ثم هلاَّ أجبتني عن سؤالي بارك الله فيك ..
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 03 - 04, 10:11 م]ـ
سئل إسحاق: عن الواجب في الصلاة عندكم، وعن ما لا بدَّ منه؟
فقال: وأما ما سألت عن الواجب في الصلاة أيها هي؟ فإن الصلاة كلَّها من أولها إلى آخرها واجبة، والذين يقولون للناس في الصلاة سنة، وفيها فريضة خطأ من المتكلم ... ولكن لا يجوز لأحدٍ أن يجعل الصلاة أجزاءً مجزأةً، فيقول: فريضته كذا، سنته كذا؛ فإن ذلك بدعة.
مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، رواية الكوسج (189 ط دار الهجرة).
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 03 - 04, 10:15 م]ـ
أخي الكريم الشيخ المفضال (أبو عمر السمرقندي) وفقه الله لكل خير.
يقال للعامة: هذا ما أمر الله ورسوله به، ولا يفصل لهم،
لأن من المعتاد إذا قيل لهم: هذا سنة، التهاون به، وتركه ...
وكذلك، إذا قيل لهم: هذا مكروه، عملوه طيبةً به نفوسهم ..
______________________________________
أخي الكريم (أبو بكر بن عبد الوهاب) وفقه الله.
هناك كلام للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - حول هذه المسألة، وأشار إلى ما ذكرته، ولعلي أبحث عنه، وأضعه هنا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 04 - 04, 01:06 م]ـ
1 - بعد التدبر لم يظهر لي في الأقوال المستدل بها ما يوافق العنوان. فلعل الأخ المحرر يشرح لي بشيء من التروي فإن الفهم ثقيل - فيما يبدو.
2 - إذا لم توضح للعوام ما هو من أركان الصلاة التي لا تجبر، وما هو من واجباته التي تجبر بسجود السهو، وما هو من سننه التي لا ضير في تركها، تكون قد سببت لهم حرجا بالغا، لم يأت الشرع بمثله.
وكم من العوام يترك واجبا لازدحامه بسنة، وما ذلك إلا لجهله بالترتيب بين هذه الأحكام.
من الأمثلة التي أعرفها:
- رجل في دوام في إحدى الصيدليات، ويصر على أداء صلاة الضحى، رغم أن ذلك يضيع مصالح الزبائن الوافدين وأغلبهم من المرضى.
- رجل أخبرني أنه في الحج كان يكاد أن يقتتل مع الطائفين للصلاة مباشرة وراء مقام إبراهيم، جهلا منه بالحكم.
والأمثلة كثيرة جدا لا أنشط لتتبعها.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/357)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[02 - 04 - 04, 04:35 م]ـ
شيخي الكريمين:
أعتذر لكما – مقدماً – عن سوء عبارتي، وأنا أحقُّ بهذا الوصف، وببلادة الذهن، وأنا صاحب الفهم الثقيل.
لكن هل من الممكن أن توضحا لي الآتي:
(والذين يقولون للناس في الصلاة سنة، وفيها فريضة خطأ من المتكلم).
(ولكن لا يجوز لأحدٍ أن يجعل الصلاة أجزاءً مجزأةً، فيقول: فريضته كذا، سنته كذا؛ فإن ذلك بدعة).
(و أنكر أحمد أن يسمى شيءٌ من أفعال الصلاة وأقوالها سنة، وجعل تقسيم الصلاة إلى سنةٍ وفرضٍ بدعةً).
(وكذلك أنكر مالكٌ تقسيم الصلاة إلى فرضٍ وسنةٍ، وقال: هو كلامُ الزنادقة).
أريد منكما توضيح الكلام السابق، وأنا أتراجع عن (العنوان) الذي سبب لي (العتب) من مشايخي الكرلا - وفقهم الله -.
أسأل الله العظيم أن يجزيكما خير الجزاء، وأن يبارك في جهودكما، وأستغفر الله مما بدر مني.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[02 - 04 - 04, 06:00 م]ـ
لعل كلام الأئمة يحمل على نبذ ما أدخله علماء الكلام في العلوم الشرعية ومنها صفة الصلاة والحج. فإن تعليم صفة الصلاة والحج من خلال تقسيمهما إلى فرائض وواجبات ومستحبات، ليس من طريقة أهل الحديث.
أما توجيه الناس إلى ما تبطل صلاتهم بتركه وما شابه فلا يدخل في كلام الأئمة الذي نقله الأخ المحرر. ولذلك قال الشافعي: "فمنه ما إن تركه بطل حجه ... "، وقال أحمد: "وإن كانت الصلاة لا تعادُ بترك بعضها".
والله اعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 04 - 04, 07:27 م]ـ
- الأخ الفاضل .. المحرر ... جزاك الله خيراً وغفر لنا ولك
- ومما قد يرد على ما تقدَّم كثير من النصوص الشرعية.
من مثل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((لا .. إلاَّ أن تطوَّع))!
فسمَّاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تطوُّعاً ولم يلزمه بفعله!
- أما علامَ يحملُ كلام أحمد؟!
فهذا لي فيه احتمال، أحتاج لتأمله قبل ذكره ههنا.
- وبالله تعالى التوفيق.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 04 - 04, 12:52 ص]ـ
جزا الله خيراً أخي الفاضل (المحرر) على هذه الفوائد القيمة والنادرة عن أئمة الحديث والعلم.
وأظن كلام إسحاق وغيره من أهل العلم في هذه المسألة واضحاً وقد أشار إليه أخي هيثم في آخر تعقيباته، وهو أن مقصود هؤلاء العلماء أنه ينبغي عند تعليم الناس صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً أن يقال لهم هذا هو هدي النبي في صلاته، وهكذا صلى وعلم أصحابه الصلاة، فإن هذا _ ولا شك _ أوقع في النفس.
والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 12 - 04, 01:26 ص]ـ
ليس ما ههنا هو ما وعدت به سابقاً من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في شرح الأربعين النووية (138): لا ينبغي للإنسان إذا سمع أمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يقول: هل هو واجبٌ أم مستحب؟ لقوله: " فأتوا منه ما استطعتم " ولا تستفصل، فأنت عبدٌ منقادٌ لأمر الله – عز وجل – ورسوله – صلى الله عليه وسلم –.
لكن إذا وقع العبد وخالف، فله أن يستفصل في أمره، لأنه إذا كان واجباً فإنه يجب عليه التوبة، وإذا كان غير واجب فالتوبة ليس واجبة.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[31 - 12 - 04, 09:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((وكذلك ذكر الآبري في (مناقب الشافعي) بإسناده، عن الواسطي، قال: سمعت الشافعي يقول: كل أمر الصلاة عندنا فرضٌ.))
هل الاسناد صحيح؟؟ ولو صح أليس يخالف كتابه الام لان في كتابه قسم الاشياء الي سنة وفرض ... وكذلك ما روي عنه تلامذته عنه كالربيع والمزني في مختصره
فعل سبيل مثال:
قال الامام الشافعي رحمه الله:
ويصنع في التكبير ما وصفت من أن يبينه ولا يمططه ولا يحذفه فإذا جاء بالتكبير بينا أجزأه ولو ترك التكبير سوى تكبيرة الافتتاح وقوله سمع الله لمن حمده لم يعد صلاته وكذلك من ترك. [ص: 133] الذكر في الركوع والسجود وإنما قلت ما وصفت بدلالة الكتاب ثم السنة قال الله عز وجل {اركعوا واسجدوا} ولم يذكر في الركوع والسجود عملا غيرهما فكانا الفرض فمن جاء بما يقع عليه اسم ركوع , أو سجود فقد جاء بالفرض عليه والذكر فيهما سنة اختيار وهكذا قلنا في المضمضة والاستنشاق مع غسل الوجه انتهي ...
http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?idfrom=307&idto=311&bk_no=31&ID=105
ثم كيف نجمع كلامكم وكلام الائمة الحنابلة مثلا
عندما يقولون ان لامام احمد مثلا روايتان في هذه مسئلة
انها واجب وغير واجب او مسئلة أنها سنة او غير سنة وتري كثير في كتب الحنابلة ...
فقوله ببدعيته يخالف ما روي عنه تلامذته واصحابه ... أليس كذلك
يحتاج الي التأمل او تفسير
ثم لماذا لم يأخذ اصحاب الأمام احمد رضي الله عنه بهذا القول ببدعية تقسيم الصلاة الي واجب وغير واجب
ولماذا لم ياخذا اصحاب الشافعي وتلامذته بهذه الاقوال ... !!
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/358)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 01 - 05, 02:08 ص]ـ
قال الشيخ علي القاري في مرقاة المفاتيح (5/ 281): ... دعواه – أي: ابن حجر – أن الإحرام من الأركان إجماعاً، فإن كان يريد إجماع السلف من الصحابة والتابعين فلم ينقل عنهم التصريح بذلك؛ بل ولم يكن من دأبهم تبيين الركن من الشرط ونحوهما هناك ... .
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 01 - 05, 02:29 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في أحكام القرآن (2/ 370 ط. الوطن):
ومن الحكمة في إخبار الله – تبارك وتعالى – عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين أنهم قالوا: سمعنا وأطعنا، أن يكون لنا في ذلك أسوة، فنقول: سمعنا وأطعنا، وهذا باعتبار الأوامر والنواهي .... والإنسان إذا مشى على هذا المنهج وهذه الطريقة سَلِمَ من إشكالات كثيرة، ومن شكوك كثيرة، وصار عبداً حقاً.
وإنني بهذه المناسبة أنبه – أيضاً – على شيءٍ يفعله بعض الناس إذا ورد أمرٌ بشيءٍ، تجد بعض الناس يقول: هل الأمر للاستحباب أو للوجوب؟
يا أخي! لا تقل هكذا. قل: سمعنا وأطعنا، إن كان للوجوب فقد أثابك الله عليه ثواب الواجب، وإن كان للاستحباب أثابك الله عليه ثواب المستحب، لكن تسليمك لهذا الشيء، وفعلك إياه دون أن تشعر بأنه واجب أو مستحب، هذا أعلى المقامات،
وكذلك إذا ورد النهي يقول: هل هو للكراهة أو للتحريم؟ لا تسأل يا أخي! اترك. إذا نهيت. أُترك.
ولهذا لا أعلم أنَّ الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يقولون إذا أَمَر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأمرٍ: يا رسول الله، هل هو مستحب أو واجب؟ وإذا نهى عن شيءٍ يقولون: هل هو مكروهٌ أو حرام؟ ما عَلِمْتُ هذا .. نعم إذا دار الأمر بين أن يكون هذا الأمر للمشورة أو لإرشاد أو لطلب الفعل. سألوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما جاء ذلك في قصة بريرة (وذكر الشيخ القصة، ومحل الشاهد أنها سألت الرسول – عليه الصلاة والسلام –: إن كنت تأمرني فسمعاً وطاعة، وإن كنت تُشير عليَّ فلا حاجة لي فيه ... ) وما كانوا يسألون: أتريدُ الوجوب يا رسول الله أو تريد الاستحباب أبداً.
فمن تمام الانقياد والذل لله – عز وجل – إذا سمعتَ أمراً أن تفعله. نعم. إذا تورط الإنسان في الشيء، أي في المخالفة، حينئذٍ يسأل: هل هو للوجوب، فيحتاج إلى توبة؟ أو للاستحباب، فالأمر فيه سعة؟
وأما قبل التورط، فيا أخي أنت مؤمن .. أنت ذليل .. أنت عبد .. إنك لو أمرتَ ولدك بشيءٍ وردَّ عليك وقال: يا أبتِ أنت مصرٌّ أم لا؟! لرأيت هذا سوءَ أدبٍ، فكيف بأوامر الخالق؟!
وله كلام قريبٌ من هذا في شرح رياض الصالحين، لعلي أنشط فيما بعد فأنقله تتميماً للفائدة.
وهذا وإن لم يكن في صميم الموضوع، لكن له إيحاءاته التي قد توضح المراد من كلام السلف السابق.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[16 - 08 - 06, 06:34 م]ـ
قال البخاري - رحمه الله - في صحيحه
395 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَافَ بِالْبَيْتِ الْعُمْرَةَ، وَلَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، أَيَأْتِى امْرَأَتَهُ فَقَالَ قَدِمَ النَّبِىُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعاً، وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:53 ص]ـ
وقال ابن رجب - رحمه الله - في جامع العلوم والحكم في شرحه للحديث الثلاثين: ... وأما ما حكي عن أحمد أنه قال كل ما في الصلاة فرض فليس كلامه كذلك إنما نقل عنه ابنه عبدالله أنه قال كل شيء في الصلاة ذكره الله فهو فرض وهذا يعود إلى معنى قوله إنه لا فرض إلا ما في القرآن والذي ذكره الله من أمر الصلاة القيام والقراءة والركوع والسجود وإنما قال أحمد هذا لأن بعض الناس كان يقول الصلاة فرض و الركوع والسجود لا أقول إنه فرض ولكنه سنة وقد سئل مالك بن أنس عمن يقول ذلك فكفره فقيل له إنه يتأول فلعنه فقال لقد قال قولا عظيما وقد نقله أبو بكر النيسابوري في كتاب مناقب مالك من وجوه عنه وقد روى أيضا بإسناده عن عبدالله بن عمرو بن ميمون بن الرماح قال دخلت على مالك بن أنس فقلت يا أبا عبدالله ما في الصلاة من فريضة وما فيها من سنة أو قال نافلة فقال مالك كلام الزنادقة أخرجوه ونقل إسحاق بن منصور عن إسحاق بن راهوية أنه أنكر تقسيم أجزاء الصلاة إلى سنة وواجب فقال كل ما في الصلاة فهو واجب وأشار إلى أن منه ما تعاد الصلاة بتركه ومنه ما لا تعاد وسبب هذا والله أعلم أن التعبير بلفظ السنة قد يفضي إلى التهاون بفعل ذلك وإلي الزهد فيه وتركه وهذا خلاف مقصود الشارع من الحث عليه والترغيب فيه بالطرق المؤدية إلى فعله وتحصيله فإطلاق لفظ الواجب أدعى إلى الإتيان به والرغبة فيه وقد ورد إطلاق الواجب في كلام الشارع على ما لا يأثم بتركه ولا يعاقب عليه عند الأكثرين كغسل الجمعة وكذلك ليلة النصف عند كثير من العلماء أو أكثرهم وإنما المراد به المبالغة في الحث على فعله وتأكيده.
قمت بنسخ هذا الموضع من نسخة مكتبة المشكاة (319 - 320).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/359)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 10 - 07, 09:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا وهذا رابط يتعلق بالموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93004&highlight=%C3%DD%DA%C7%E1+%C7%E1%D5%E1%C7%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93004&highlight=%C3%DD%DA%C7%E1+%C7%E1%D5%E1%C7%C9)(27/360)
رابعة العدوية .. و فقيه: يحكم بينهم شيخ الإسلام
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 04 - 04, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على قائد الغر المحجلين، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهنا خاطرة كثيرة العبور على الخاطر، وهي تقصير كثير من أرباب العلوم (أعني الشرعية، وفروعها) في جانب العبادة (الخاص)، والتقليل من شأنها ـ أحيانا ـ حالا، أو مقالا، حتى أو قع هذا عند بعض العامة، وكذا من العباد أحيانا نفرة من العلم، بل وربما من أهله!
وقلة هم من عنوا بالأمرين معا خصوصا في هذه الزمان، وخصوصا من الشباب!
فيا لله كم فينا من الزهد في العبادات، والتقصير في النوافل، والمستحبات؟
حتى كننا نتعلم العلم لنتركه! وندرس الفضائل لمجانبتها!
واستوقفتني كثيرا كلمة لشيخ قارب الثمانين من عمره قد سأله بعض طلبة العلم من أبناء أخيه عن بعض أقاربهم .. (أسئلة في النسب) فقال: تتعلمون من أنسابكم ما تقطعون به أرحامكم!
ونحو هذا كثير مما لا يخفى .. فقف قليلا، واسأل نفسك كم من الفضائل تعلمين، وكم منها تعملين! ألا تعقلين ... في الخاطر نفثات، والحر تكفيه الإشارة ..
وهنا استشكال فيه شبه من بعض ما أشير إليه عُرِضَ على الإمام الحبر العالم العابد المحتسب المجاهد .... ؛ فأجاب بجواب غاية في الحسن، لكن قصر في زيادة التفصيل عدم اتساع الكاغد ... وهذا نصه:
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوي 11/ 395 - 400:
ما الحكمة في أن المشتغلين بالذكر، والفكر، والرياضة، ومجاهدة النفس، وما أشبهه يفتح عليهم من الكشوفات، والكرامات، وما سوى ذلك من الأحوال ـ مع قلة علمهم، وجهل بعضهم ـ ما لا يفتح على المشتغلين بالعلم، ودرسه، والبحث عنه حتى لو بات الإنسان متوجها مشتغلا بالذكر، والحضور لابد أن يرى واقعة، أو يفتح عليه شيء،
ولو بات ليلة يكرر على باب من أبواب الفقه لا يجد ذلك حتى إن كثيرا من المتعبدين يجد للذكر حلاوة،ولذة، ولا يجد ذلك عند قراءة القرآن مع أنه قد وردت السنة بتفضيل العالم على العابد لا سيما إذا كان العابد محتاجا إلى علم هو مشتغل به عن العبادة ففي الحديث" إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع "،" وإن العلماء ورثة الأنبياء "، " وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب". وفى الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال:" إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل للعابدين والمجاهدين: ادخلوا الجنة، فيقول العلماء بفضل علمنا عبدوا، وجاهدوا، فيقول الله عز وجل لهم: أنتم عندي كملائكتي اشفعوا، فيشفعون ثم يدخلون الجنة ".
وغير ذلك من الأحاديث والآثار ثم إن كثيرا من المتعبدين يؤثر العبادة على طلب العلم مع جهله بما يبطل كثيرا من عبادته: كنواقض الوضوء، أو مبطلات الصلاة، والصوم، وربما يحكى بعضهم حكاية في هذا المعنى: بأن رابعة العدوية رحمها الله أتت ليلة بالقدس تصلي حتى الصباح، وإلى جانبها بيت فيه فقيه يكرر على باب الحيض إلى الصباح، فلما أصبحت رابعة قالت له: يا هذا وصل الواصلون إلى ربهم وأنت مشتغل بحيض النساء، أو نحوها .. فما المانع أن يحصل للمشتغلين بالعلم ما يحصل للمشتغلين بالعبادة مع فضله عليه؟
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين لا ريب أن الذي أوتى العلم، والإيمان أرفع درجة من الذين أوتوا الإيمان فقط كما دل على ذلك الكتاب، والسنة، والعلم الممدوح الذي دل عليه الكتاب، والسنة هو العلم الذي ورثته الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر".
وهذا العلم ثلاثة أقسام:
علم بالله وأسمائه وصفاته وما يتبع ذلك .. ، وفى مثله أنزل الله سورة الإخلاص، وآية الكرسي،ونحوهما.
و القسم الثاني: العلم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية، وما يكون من الأمور المستقبلة، وما هو كائن من الأمور الحاضرة وفي مثل هذا: أنزل الله آيات القصص، والوعد، والوعيد، وصفة الجنة، والنار، ونحو ذلك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/361)
و القسم الثالث: العلم بما أمر الله به من الأمور المتعلقة بالقلوب، والجوارح من الإيمان بالله من معارف القلوب وأحوالها، وأقوال الجوارح، وأعمالها، وهذا العلم يندرج فيه العلم بأصول الإيمان، وقواعد الإسلام، ويندرج فيه العلم بالأقوال، والأفعال الظاهرة، وهذا العلم يندرج فيه ما وجد في كتب الفقهاء من العلم بأحكام الأفعال الظاهرة، فان ذلك جزء من جزء من جزء من علم الدين كما إن المكاشفات التي تكون لأهل الصفا جزء من جزء من جزء من علم الأمور الكونية. والناس إنما يغلطون في هذه المسائل لأنهم يفهمون مسميات الأسماء الواردة في الكتاب، والسنة، ولا يعرفون حقائق الأمور الموجودة، فرب رجل يحفظ حروف العلم التي أعظمها حفظ حروف القرآن، ولا يكون له من الفهم بل ولا من الإيمان ما يتميز به على من أوتي القرآن، ولم يؤت حفظ حروف العلم كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث المتفق عليه:" مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب، وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب، ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها".
فقد يكون الرجل حافظا لحروف القرآن، وسوره، ولا يكون مؤمنا بل يكون منافقا فالمؤمن الذي لا يحفظ حروفه، وسوره خير منه، وإن كان ذلك المنافق ينتفع به الغير كما ينتفع بالريحان وأما الذي أوتي العلم والإيمان، فهو مؤمن عليم فهو أفضل من المؤمن الذي ليس مثله في العلم مثل اشتراكهما في الإيمان فهذا أصل تجب معرفته.
وههنا أصل آخر وهو: أنه ليس كل عمل أورث كشوفا، أو تصرفا في الكون يكون أفضل من العمل الذي لا يورث كشفا، وتصرفا فإن الكشف، والتصرف إن لم يكن مما يستعان به على دين الله و إلا كان من متاع الحياة الدنيا، وقد يحصل ذلك للكفار من المشركين، وأهل الكتاب وإن لم يحصل لأهل الإيمان الذين هم أهل الجنة، وأولئك أصحاب النار، ففضائل الأعمال، ودرجاتها لا تتلقى من مثل هذا، وإنما تتلقى من دلالة الكتاب، والسنة.
ولهذا كان كثير من الأعمال يحصل لصاحبه في الدنيا رئاسة ومال، فأكرم الخلق عند الله أتقاهم، ومن عبد الله بغير علم فقد أفسد أكثر مما يصلح، وإن حصل له كشف، وتصرف وإن اقتدى به خلق كثير من العامة.
وقد بسطنا الكلام في هذا الباب في مواضعه، فهذا أصل ثان.
و أصل ثالث: إن تفضيل العمل على العمل قد يكون مطلقا مثل تفضيل أصل الدين على فرعه، وقد يكون مقيدا فقد يكون أحد العملين في حق زيد أفضل من الآخر، والآخر في حق عمرو أفضل، وقد يكونان متماثلين في حق الشخص، وقد يكون المفضول في وقت أفضل من الفاضل، وقد يكون المفضول في حق من يقدر عليه وينتفع به أفضل من الفاضل في حق من ليس كذلك.
مثال ذلك: إن قراءة القرآن أفضل من مجرد الذكر بسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وإجماع الأمة، ولا اعتبار بمن يخالف ذلك من جهال العباد، ثم الركوع والسجود ينهى فيه عن قراءة القرآن، ويؤمر فيه بالذكر، وكذلك الذكر والدعاء في الطواف، وعرفة، ونحوهما؛ أفضل من قراءة القرآن، وكذلك الأذكار المشروعة مثل ما يقال عند سماع النداء، ودخول المسجد، والمنزل، والخروج منهما، وعند سماع الديكة، والحمر، ونحو ذلك = أفضل من قراءة القرآن في هذا الموطن، وأيضا: فأكثر السالكين إذا قرؤوا القرآن لا يفهمونه، وهم بعد لم يذوقوا حلاوة الإيمان الذي يزيدهم بها القرآن إيمانا فإذا اقبلوا على الذكر أعطاهم الذكر من الإيمان ما يجدون حلاوته، ولذته؛ فيكون الذكر انفع لهم حينئذ من قراءة لا يفهمونها، ولا معهم من الإيمان ما يزداد بقراءة القرآن.
أما إذا أوتي الرجل الإيمان؛ فالقرآن يزيده من الإيمان ما لا يحصل بمجرد الذكر فهذا أصل ثالث.
و أصل رابع وهو: أن الرجل قد يأتي بالعمل الفاضل من غير قيام بشروطه، ولا إخلاصه فيه؛ فيكون بتفويت شرائطه دون من أتى بالمفضول المكمل.
فهذه الأصول، ونحوها تبين جواب هذا السائل، وإن كان تفصيل ذلك لا تتسع له الورقة، والله أعلم.
رحم الله الشيخ، وغفر الله للسائل فليته أعطاه ورقة أكبر، أو أعطاه ورقتين أو أكثر .. لنرى مزيدا من الفائدة.
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[03 - 04 - 04, 10:22 م]ـ
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم}
لاأقدر أن أقول غير ذلك،ثم يغالبني دمعي حين أقرأ لذلك الحبر البحر،ولو كان لي خيار لتمنيت أني كنت أدركته حتى لو قصر عمري إلى عُشُره؛لكنني أعلم أن لله حكمة في كل شيء.
ياشيخ عبدالرحمن:
والله إني حين أمر على بعض الفوائد المحققة من ذلكم الإمام والتي أجد أن نفَسه فيها قد قطع لصارف أغمض عينيّ فلاأقرأها أصلا؛لكي لاأجرّ على نفسي حزنا لصرمه ماكان يريد بيانه ..
شيخنا:
نقرت فيّ جرحا بهذا النص الذي طالما تغافلت عنه ..
غفر لك ربك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/362)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 04, 10:53 م]ـ
أخي الحبيب: الفقير إلى عفو ربه حفظه الله ..
ليس هذا فحسب، بل غاب عنا شيء كثير من كلامه في التفسير الذي كان يلقيه في المسجد بعد الجمعة ...
وشيء كثير مما كان يحرر على عجل .. فربما قال لمن حوله اكتبوا هذا، فلا يجدوا أحدا .. ، فيمضي السائل بالأصل ... وغيرها كثير لا يخفاك ..
وكذا من مؤلفات غيره من العلماء الفذاذ في شتى الفنون ..
لم أرد زيادة غمك .. لكن فيما ترك، ووصلنا خير كثير لمن تأمله، واعتنى به ..
جعلني الله، وإياك منهم، ونفعنا بما نعلم.
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[03 - 04 - 04, 11:07 م]ـ
شيخنا الفاضل:
حين أُمر على فكري حاله حين يأتيه سائل برقعة فيجيب عليها بقدر الرقعة ويريد الزيادة فلايقدر لصغرها،ثم يأذن لطلابه بتبييضها فلايجد ورقا عندهم،فينصرف بها السائل،أزداد غما!!
كيف لا،وأنا أرى بعض النماذج التي بُيضت فيها العجب العجاب،ولعل أقرب مثال على ذلك: قصيدة ذلك المتحذلق التائية التي رد عليها في الحال وعلى البديهة برويها ووزنها على طول،فكم فاتنا من مثل ذلك؟
بل حين سجن - عليه رحمات الله - ربما قُذف إليه بالرقعة ليجيب على مافيها،فيفعل ثم يكتب في آخرها: والورقة لاتكفي لأكثر من هذا.
بالله عليك أين قلبك حين ذاك؟
حتى دعا ذلك أولئك الظلمة أن أخذوا منه الأقلام فصار يجيب بفحم تسخين الماء ..
أي رجل ذاك؟؟!!
والله إنه لأمة وحده!!
أليس كذلك؟
وأما على الكتب الكاملة التي فقدت فما أظنني بكيت على كتاب كمثل كتاب شرح الترمذي لابن رجب رحمه الله ..
ـ[البدر المنير]ــــــــ[04 - 04 - 04, 12:06 ص]ـ
إن مما يزيد من عظمة هذا الإمام، أنه لاتزال آثاره على أهل البدع والضلال باقية، وكتبه كالرصاص تقع على شبهاتهم، ولايزالون ينظرون إليها وكأنها للتو ألفت، وكانه يعيش بينهم رغم الفارق الزمني بينهم. وحسب ماسمعت أن أمريكا أدرجت اسمه وكتبه من ضمن المناهج الممولة للإرهاب.(27/363)
" روحُ الشريعة "، مَن أولُ مَن قالها؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[05 - 04 - 04, 02:41 م]ـ
التعبير بقولهم: " هذا الأمر يتفق مع روح الشريعة ".
هل عبَّر به أحد المتقدمين؟
وهل في استعماله مانعٌ شرعي؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[05 - 04 - 04, 08:54 م]ـ
شيخنا المفضال الفقيه الأديب أبا عبد الله النجدي _ حفظه الله ورفع قدره _
بخصوص سؤالكم الثاني: (وهل في استعماله مانعٌ شرعي؟)
فالذي لاحظته أن هذا المصطلح المطاط (روح الشريعة) قد أولع باستعماله العلمانيون والزنادقة، يزعمون أن الشريعة لها روح وجسد، فالجسد هو نصوص القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة في شرح تلك النصوص، وأما الروح فيريدون بها بعض المعاني العامة المطاطة كالحرية والمساواة وما أشبه ذلك، وعليه فإن كل ما يحقق الحرية والمساواة فهو موافق لروح الشريعة بزعمهم، ويخلصون من ذلك إلى أن القوانين الأمريكية والإسرائيلية موافقة لروح الشريعة بل ربما صرح بعضهم أنها أقرب إلى روح الشريعة من الفقه الإسلامي!
ومن المضحكات المبكيات خبر قرأته قبل أشهر قليلة عن أحد الملوك العرب أنه عرض على برلمانه مشروع قانون للأسرة ينص على منع تعدد الزوجات ومنع الرجل من تطليق المرأة إلا في حالات نادرة لا تكاد توجد وإعطاء المرأة الحق في تطليق الرجل في نفس تلك الحالات! ويقول هذا الملك لبرلمانه: (لولا أن هذا القانون يوافق روح الشريعة الإسلامية لما عرضته عليكم)!
وفي مقابل هؤلاء هناك بعض الأخيار سرى إلى تعبيرهم هذا المصطلح ويقصدون به مقاصد الشريعة بالمعنى المعروف عند فقهاء الإسلام
والذي أراه أن هجر مصطلح (روح الشريعة) وإخمال ذكره حري بالمسلم لأنه كما ذكرنا مصطلح مطاط ويستعمله العلمانيون والزنادقة للمروق من أحكام الدين والله تعالى أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 04 - 04, 02:00 ص]ـ
جزاك الله شيخنا السلمي خيرا ونفع به
قال الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد شفاه الله
في كتابه النافع: معجم المناهي اللفظية
ط3 ... صفحة 285
((روح الدين الإسلامي))
أهل العلم في هذا الزمان يعيشون في زحمة زحف مهول من " عامية الثقافة المعاصرة "، ومن " توليد المصطلحات "، ومن الوقوع في دائرة " اصطلاحات المتصوفة " من حيث لا يشعرون
ومن هذه: هذا اللفظ ونحوه مثل:
روح الشريعة
روح الإسلام
ومعلوم أن " الروحانية " وهذه البلاد فيها روحانية، وهذه المجالسة فيها روحانية، وهكذا، كلَّها مصطلحات صوفية لا عهد للشريعة بها
فعلى المسلمين تجنبها وإن كان لها بريق
فعند تأمل البصير لها، يجدها خواء، أو تشتمل على منابذة للشريعة بوجه ما.
والله المستعان.
ا. هـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 04 - 04, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وممن استعملها من المعاصرين بقصد مقاصد الشريعة كما ذكر الشيخ أبو خالد حفظه الله محمد بخيت المطيعي في تكملة المجموع
حيث قال في نهاية المجلد الرابع عشر
ومن خلال هذا الحوار المفتوح بين المؤيدين والمعارضين تبرز حقيقة ماثلة وهى أن الاصل هو التغلب على أسباب الغبن والغرر،
ثم إن ما منيت به البشريه من بلشفيه ملحدة قتلت الحوافز، وكفت الارادة، وجعلت من الانسان آلة صماء لا تعقل ليجعلنا أحوج ما نكون إلى فهم ((روح الشريعة)) السمحة.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[07 - 04 - 04, 03:42 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
محمد بخيت المطيعي في تكملة المجموع حيث قال في نهاية المجلد الرابع عشر.
تكملة المجموع هي للشيخ محمد نجيب المطيعي الشافعي رحمه الله وهو غير الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار سابقا وهو متقدم عن الشيخ نجيب بحوالي 60 سنة.
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[07 - 04 - 04, 09:11 ص]ـ
لبعض المعاصرين كتاب سماه روح الدين الإسلامي!!
وهذه تسمية شوهاء سرت إلى بعض المصنفين فأغراهم بريق الألفاظ دون التأمل في أصل وضعها ..
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 03:17 م]ـ
أخي الشيخ أبا خالد: شكر الله لك هذه الإفادة، وزادك علماً وفقهاً وبراً.
أخي الشيخ خالد: أحسن الله إليك على النقل المفيد.
أخي الشيخ أبا عمر: بارك الله فيك، وأثابك على النقل.
أخي الدكتور الأجهوري: شكر الله لك وزادك سداداً.
أخي الشيخ الدرعاني: بارك الله فيك، ونفع بك.
"""""""""""
ومما لحظته أن بعض الفقهاء والأصوليين ـ ممن تقدمنا ـ يعبرون أحياناً بقولهم: "روح هذه المسألة كذا "، أو: يتفق مع روح هذا الدليل " .. الخ
وهذا نوعُ توسعٍ في الألفاظ، لا ينبغي أن نتمهد به إلى تصيير هذه اللفظة ـ روح الشريعة ـ مناطاً للأحكام، كما تفضل المشايخ أعلاه، لما لها من سيولةٍ وارتخاء، مما يؤدي بأحكام الشرع إلى أن تصير في مهبِّ ريحٍ كريح عاد!(27/364)
طلب حول عقيدة السلف في الأسماء و الصفات.
ـ[عبد الرحمن الفقير]ــــــــ[06 - 04 - 04, 05:15 م]ـ
السلام عليكم.
أعياني البحث على الانترنت عن نصوص للسف الصالح في تصريحاتهم بمعتقدهم في صفات الله عز وجل. أنا لا أريد الخوض في أي نقاش حول هذا الموضوع، لأني و الحمد لله معتقد أن ما جاء في كتب شيخ الاسلام و من نحا نحوه هو عين عقيدة السلف. و أن الصفات هي على حقيقتها و ليست مجازية. لكني أريد أن أجد نصوص من للسلف و من تبعهم باحسان يصرحون فيها بمثل قولهم: استوى الله بذاته، أو أن النزول هو على حقيقة.
نعرف أن أهل السنة كانوا ينطقون بالحق لما ينطق غيرهم بالباطل، لذلك ماذا كان جوابهم على نفاة الصفاة؟
لو تتفضلون بمساعدتي بايجاد نصوص خصوصا للبخاري و أهل الحديث و علماء المذاهب الاربعة و غيرهم من العلماء الكبار المعروفين في هذا الزمان.
و أذكر أنني لم آت هنا لأناقش هذا الأمر، أريد فقط نصوص بارك الله فيكم و جزاكم عنا كل خير.
ملاحظة: أعتذر عن اختياري لهذا الاسم "عبد الرحمن الفقير" و الذي قد يلتبس للبعض و يحسبوه الاخ: عبد الرحمن الفقيه، لأني لم أعلم بوجود هذا الاسم الا لاحقا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 04 - 04, 03:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم عبدالرحمن الفقير
وقد ذكرتني بصنيعك هذا بقول الشاعر القاضي الرشيد بن الزبير الغسَّاني المصري
إن الفقير هو الفقيه وإنما ** راء الفقير تجمَّعت أطرافها
وأما نصوص السلف فكثيرة جدا في هذا الباب فيمكنك مراجعة الكتب التالية
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للآلكائي
كتاب السنة لعبدالله بن أحمد
كتاب الحجة في بيان المحجة
وكتاب الشريعة للآجري
وغيرها كثير
وأما كلام البخاري فتجده في صحيحه في كتاب الإيمان وكتاب التوحيد
وكذلك في كتابه المفرد خلق أفعال العباد
فلعلك تراجع هذه الكتب سددك الله.
ـ[عبد الرحمن الفقير]ــــــــ[07 - 04 - 04, 10:49 م]ـ
شكرا أخي الفقيه و بارك الله فيك.
أخ النصراوي مع احترامي لك لكني لم أطلب رأيا في صحة هذه الكلمات أم لا. لأني رأيت أن الامام أحمد كان يقول أن القرآن غير مخلوق و هذا لم يرد في السنة أو في أقوال السلف. لذلك أنا مطمئن أن سرد مثل هذه الكلمات ما هو الا لتوضيح المعاني للكلمات العربية ليس الا.
شكرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 04 - 04, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
ولأجل طلب الأخ عبدالرحمن الفقير وفقه الله سنقوم بوضع كتاب (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للآلكائي) في خزانة الأبحاث قريبا بإذن الله تعالى
وفيه من النقولات المسندة عن السلف في باب الاعتقاد ما يشرح صدر كل موحد متبع للسنة وهدي السلف.(27/365)
ما هي عقيدة الطبيب ابن سيناء
ـ[القارئ]ــــــــ[08 - 04 - 04, 11:19 م]ـ
الى الاخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكاد يشتهر ابن سيناء بعدة الفاظ منها
الشيخ
الاستاذ
الطبيب
الخ .............
بل عده بعض الاخوة انه من علماء المسلمين
وانا اعرف ان في عقيدته دخن
فهلا اتحفنا الاخو ة المشائخ بحال هذا الرجل
علما ان بعض جهلة المسلمين يفتخرون به ويتسمون باسمه
للمستوصفات والصيدليات ظانين انه من علماء المسلمين
المفتخر بهم ,,,,
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 04 - 04, 12:18 ص]ـ
هو من كبار ملاحدة الفلاسفة ..
وقد كتب أخي الشيخ أبو عمر السمرقندي على ما أظن هنا بحثا عنه فيه نقولات كثيرة .. لكني لم أستطع الوصول إليه .. من خلال البحث هنا بمحرك البحث
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[09 - 04 - 04, 01:00 ص]ـ
- حيا الله الأخ الشيخ الكريم عبدالرحمن السديس ...
- أما ابن سينا ومن نحا نحوه فهو ملحد مارق من دين الإسلام.
- وقد تقدم هذا في الموضوع الذي أشار إليه أخي عبدالرحمن، وهذا رابطه: التحذير من الفلاسفة الملحدين المنتسبين زوراً إلى المسلمين: ابن سينا والفارابي. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16052&highlight=%CE%E1%ED%DD%C9+%C7%E1%D4%ED%D8%C7%E4)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[09 - 04 - 04, 05:10 ص]ـ
وأذكر أن ابن حجر قال عن ابن سينا لعله تاب في آخر حياته
ونقل عنه أنه قال في كتابه الذي ألفه في الطب أنه قال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فالله أعلم
ـ[القارئ]ــــــــ[09 - 04 - 04, 11:02 ص]ـ
أشكر / الشيخ عبدالرحمن السديس على مشاركته
والاخ العزيز / راجي رحمة ربه
والشكر موصول لصاحب الموضوع / الاخ العزيز: ابو عمر السمرقندي
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[10 - 04 - 04, 01:42 ص]ـ
للشيخ احمد بن مسفر العتيبي - فيما يبدو - كتاب عن عقيدة ابن سينا - وقد نشر من سنين في المكتبات. ارجو ان لا اكون واهما في الاسم والكتاب.
ـ[ابو مونيا]ــــــــ[22 - 11 - 10, 05:54 م]ـ
السلام عليكم حياكم الله يا اهل السنة والجماعة اما قوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لا يعني انه تاب
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 06:53 م]ـ
.......... وليسوا كذلك وقد صرح شيخ الإسلام وابن القيم بأن ابن سيناء كافر ليس من المسلمين وإن كان مقدساً عند القومين العرب وأشباههم مما لا يقيمون للدين وزناً ولا للعقيدة أعتباراً فهو عندهم مقدس حتى أنهم قد يسمعون بعض المدارس باسم هذا الرجل بابن سيناء مع أنه كافر والكافر لا يجوز أن ينوه باسمه أطلاقاً بل يدفن ويقبر إذا كان له من دعاية أو نشر كتب مظلّة فيذكر على سبيل الذم لا على سبيل المدح أسمع ما يقول .......... / العثيمين شرح النونية
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان
وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد ولا رب خالق ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 10:33 م]ـ
سمعت فضيلة الشيخ النقيب يقول عنه رغم انه متميز في مجال الطب الا انه باطني خبيث
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 11 - 10, 05:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=56150
رابط جديد لبحث الشيخ أبي عمر السمرقندي بارك الله فيه(27/366)
خاطرة حول: إسبال الإزال لغير الخيلاء
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[12 - 04 - 04, 10:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
ثبت في الحديث -عند البخاري- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"، وثَبَت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من جر ثوبه خُيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة".
والعقوبتان -كما هو ظاهِر- مُتباينتان في الحَديثَين. فبماذا يُجيب القائلون بتقييد مُطلَق الحَديث الأول بـ "الخيلاء" المذكورة في الحَديث الثاني، على قول مَن قال: أن العقوبتين مُختلفتان، فالتقييد مُتَعَذِّر!
وأيضًا مِمَّا لا يرتاب فيه أحدُ أن العلم بسبب وُرود الحَديث مُعتَبَرٌ -أي اعتبار- في استنباط الأحكام منه؛ وقد ثَبَت عن النبي صلى الله عليه وسلم -عند البخاري- أنه قال: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال (أبو بكر) رضي الله عنه: إن إزاري يسترخي إلا أني أتعاهده، فقال: إنك لستَ مِمَّن يفعله خُيلاء". وعليه؛ فكيف يسوغ لمُعتَرِض أن يحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: "إنك لست ممن يفعله خيلاء" -على أن علة النهي عن الإسبال هي الخُيلاء؟ فأبو بكر رضي الله عنه إنما سمعه يذم الإسبال خيلاء فسأله عن ذلك، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم عنه الخيلاء في الإسبال، ولم يتعرض لغير الخيلاء؛ فهذه جاءت فيه أحاديث أُخَر كالحديث الذي استهللتُ به كلامي "ما أسفل من الكعبين ... " الحديث.
وهذا من أقوى الردود -في نظري- على مَن يستدل بهذا الحديث على تقييد مطلق الحديث الأول بالحديث الثاني.
ولا يَرِد علينا أنه يلزم من ذلك أنه نفي عنه الخيلاء، إلا أنه آثِم بالإسبال لغير الخُيلاء! وهذا غير وارِد ولا لازِم؛ لأنه -هو وأمثاله من المعذورين بمثل حاله- لم يتعمد الإسبال؛ فإزاله يسترخي رغمًا عنه لنحافة في بدنه رضي الله عنه، فمثله مثل مَن به حَكَّة أو مَرَض ومثل النساء اللاتي يُرَخص لهن في الإسبال؛ فحالته من باب "الضرروات تُبيح المَحظورات"، فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لستَ ممن يفعله خُيلاء" ليس خاصًّا به رضي الله عنه؛ بل عام لأمثاله من المعذورين؛ والشريعة لا تُفَرّق بين المُتماثلات. ولعل تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم للصديق أبي بكر رضي الله عنه جاء إخراجًا منه صلى الله عليه وسلم له من عموم قوله لجابر بن سليم الهجيمي رضي الله عنه: "وإياك والإسبال؛ فإنه من المخيلة" فمجرد الإسبال مَخيلة قصد المُسبِل أو لم يقصد؛ فأخرج النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه من الخيلاء رغم أنه لم يقصد، وكان يكفي أن يُقال أنه لا يقصد الخُيلاء فهو لا يدخل في عموم الحَديث "من جر ثوبه خيلاء ... " أصلاً! ولكن نزهه عن الخُيلاء للضرورة والحاجة (لكونه نحيفًا) رضي الله عنه؛ فكأنه صلى الله عليه وسلم يقول له: "إنك ومَن هو مَعذور مثلك لستَ ممن يفعله خيلاء؛ لحال العُذر".
والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصبحه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 04 - 04, 12:51 م]ـ
عندي إشكال حول الخاطرة الأولى:
العقوبتان مختلفتان، ولكن لا تنفي إحداهما الأخرى.
فهل العقوبتان لا يتصور اجتماعهما في شخص واحد حتى يمتنع التقييد؟
ـ[أبْجَد]ــــــــ[12 - 04 - 04, 12:55 م]ـ
نعم جال في خاطري ما ذكره الأخ عصام البشير، لكنه سبقني بالتعقيب وفقه الله
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[12 - 04 - 04, 03:24 م]ـ
الشيخين الفاضلين (عصام البشير) و (أجد) -وفقهما الله-
جزاكما الله خيرًا على التعقيب النافِع.
الشيخ الفاضل (عصام):
قلتَ: "العقوبتان مختلفتان، ولكن لا تنفي إحداهما الأخرى"، ثم بينت مُرادَك بعدم مُنافاة إحداهما الأخرى بقولك: "فهل العقوبتان لا يتصور اجتماعهما في شخص واحد حتى يمتنع التقييد؟ ".
أولاً: العقوبتان مختلفتان اختلافًا كبيرًا، فالحديث الأول قيَّد ما تحت الكعبين بالإحراق بالنار دون غيره، أما الثاني فعقوبته: "لا ينظر الله إليه يوم القيامة" وفي بعض الروايات: "لا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم".
ثانيًا: أما اجتماع العقوبيتن في شخص واحد فهذا مُتَصَوَّر، ولكن إعمال كل حديث على حدة أولى من طَرح إحدى الحديثين! فالجمع بين الحديثين -إن صح- يلغي عمل الحديث الأول؛ لأنه داخل ضمنًا في الحديث الثاني؛ فمن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم يُعَذَّب ما تحت كعبيه وزيادة في النار! فما المُستفاد -إذن- من الحديث الأول إن قُيِّد بالثاني؟ قد تقول: هو نفسه المُستفاد من أي حديثين قَيَّد أحدهما الآخر! أقول: هذا إلى النَّسْخ أقرب منه إلى التقييد! ولو تدبرت الأحاديث التي يُقَيِّد أحدها الآخر أو الآيات المُقَيَّدة بالأحاديث تجد أن المُقَيِّد (بالكسر) لا يلغي عمل المُقَيَّد (بالفَتح)، أما هنا فالحديث الثاني ألغى عمل الأول تمامًا! فما فائدة التقييد بالعذاب بما تحت الكعبين إذن؟
هذا ما أردتُ بيانَه.
وأحب أن أنَبِّه إلى أن القول بعدم حمل إطلاق الأول على الثاني لاختلاف العقوبتين: فهو -كما هو معلوم- للعلامة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) -رحمه الله تعالى-. فأردتُ أن أعرف جوابَ المُعارِض على قولِه؟ والحمد لله؛ فلم أنسب هذا لنفسي؛ فقد قلتُ في مُشاركتي الأولى: "فبماذا يُجيب القائلون .... على قَول مَن قال ... ". نعم؛ كان يحسن التنبيه على ذلك أول الأمر؛ فالحمد لله على ما قَدَّر.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/367)
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[12 - 04 - 04, 03:30 م]ـ
أظن أننا مقيدون في فهمنا بفهم السلف الصالح والأئمة منهم ولهذا فهذه مشاركتي في الموضوع:
عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: <من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة>، فقال أبو بكر: يا رَسُول اللَّهِ إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: <إنك لست ممن يفعله خيلاء> رَوَاهُ البُخَارِيُّ تحت باب (من جر إزاره من غير خيلاء) فكأنه يرى الجواز، وروى مسلم بعضه.
,وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَسَفَتْ الشَّمْسُ وَنَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُسْتَعْجِلاً حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَثَابَ النَّاسُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَجُلِّيَ عَنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَقَالَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئاً فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يَكْشِفَهَا. (رواه البخاري في باب من جر إزاره من غير خيلاء).
,أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود بسند جيد أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال إني حمش الساقين.
, أخرج ابن أبي شيبة وعنه أبو نعيم في الحلية: (5/ 322) وابن سعد في الطبقات: (5/ 403) عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عمرو بن مهاجر قال كان قميص عمر بن عبد العزيز ما بين الكعب والشراك.
, وعن أبي إسحاق قال: رأيت ابن عباس أيام منى طويل الشعر، عليه إزار فيه بعض الإسبال، وعليه رداء أصفر.
قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن.
,وكما سبق أن أشرنا فقد عقد البخاري بابا في صحيحه بعنوانمن جر إزاره من غير خيلاء) وجاء فيه بالحديثين السابقين فكأن هذا مذهبه وهو أنه لا إثم على من جر ثوبه لغير خيلاء.
إبراهيم بن يزيد النخعي – رحمه الله تعالى -:
فقد أخرج ابن أبي شيبة في ((المصَنَّفِ)) (رقم:24845) قال: حدثنا ابن مهدي، عن أبي عوانة، عن مغيرة قال: ((كان إبراهيم قميصُه على ظهر القدم)).
إسناده صحيحٌ
أيُّوب بن أبي تِميمَة السِّختِيَانيُّ – رحمه الله تعالى -:
فقد أخرج الإمام أحمد في ((العلل)) – رواية ابنه عبد الله – (رقم: 841) قال:حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، قال: ((أمرَنِي أيّوب أن أقطعَ له قميصاً قال: اجعلْه يضرِبُ ظَهْرَ القدم، و اجعَلْ فَمَ كُمِّهِ شبراً)).
وإِسنادٌه صحيحٌ، رواته الأئمَّةُ الفحُولُ الذين بهم تُعرَفُ الرِّجَالُ.
و قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّةَ في ((شرح العمدة)) ص: 368 (و قد فرق أبو بكر و غيره من أصحابنا في الاستحباب بين القميص وبين الإزار فقال: يستحب أن يكون طول قميص الرجل إلى الكعبين أو إلى شراك النعلين، و طول الإزار إلى مراق الساقين، و قيل: إلى الكعبين، و يكره تقصير الثوب الساتر عن نصف الساق قال إسحاق بن إبراهيم: دخلت على أبي عبد الله و عليَّ قميصٌ قصيرٌ أسفل من الرُّكبة و فَوقَ نصفِ السَّاق، فقال: أَيشٍ هذا؛ و أنكره)) و في رواية: أيش هذا، لِمَ تُشَهِّرُ نَفسَك)).
و ذلك لأن النَّبِي صلى الله عليه و سلم حَدَّ أُزرَةَ المؤمن بأنَّها إلى نصف الساق و أمر بذلك، و فعله، ففي زيادة الكشف تعرية لما يشرع ستره لا سيما إن فُعِلَ تديُّنا، فانَّ ذلك تنطُّع و خروجٌ عن حدِّ السنة و استحباب لما لم يستحِبَّه الشَّارع)).
*علماً أنَّ هذه اللِّبسةَ صارت اليوم من الشُّهرة، و قد يصاحبها عند البعض العجب و الغرور و الرياء، حيث يظنُّ نفسه الأقرب إلى فعل السنة و تطبيقها، و أن ذلك لكمال إيمانه، و نحوها من الوساوس الشيطانية و المقاصد الإبليسية.
قال أيوب السختياني: ((كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها)).
أخرجه معمر في ((جامعه)) (11/ 84) – و من طريقه عبدالرزاق في ((المصنف)) (11/ 84)، و من طريقه أيضا: أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) (1) (7/ 248) و الدينوري في ((المجالسة)) (1919) و أبو نعيم في ((الحلية)) (3/ 7) و البيهقي في ((الشعب)) (رقم:6243) –.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/368)
و لفظ الحلية: ((كان في قميص أيوب بعض التذييل فقيل له فقال: الشهرةُ اليومَ في التشمير)).
و لفظ ابن سعد: ((يا أبا عروة – هي كنيةُ معمرٍ -: كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، فالشهرة اليوم في تشميرها)).
و كما قال سفيان بن حسين لعمر بن علي بن مقدم: أتدري ما السمت الصالح؟! ليس هو بحلق الشارب!، و لا تشمير الثوب؛ و إنما هو: لزوم طريق القوم، إذا فعل ذلك قيل: قد أصاب السَّمت، وتدري ما الاقتصاد؟! هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير.
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (21/ 68) و سنده صحيح.
,جاء في شرح صحيح مسلم للنووي:
هذا التَّقييد بالجرِّ خيلاء يخصِّص عموم المسبل إزاره، ويدلُّ على أنَّ المراد بالوعيد من جرّه خيلاء، وقد رخَّص النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- في ذلك لأبي بكر الصِّدِّيق -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وقال: لست منهم إذ كان جرّه لغير الخيلاء.
ويقول:
أمَّا الأحاديث المطلقة: بأنَّ ما تحت الكعبين في النَّار، فالمراد بها: ما كان للخيلاء، لأنَّه مطلق، فوجب حمله على المقيَّد، واللهُ أعلم.
,وجاء في فتح الباري لابن حجر:
قال شيخنا في " شرح الترمذي " ما مس الأرض منها خيلاء لا شك في تحريمه.
قال: ولو قيل بتحريم ما زاد على المعتاد لم يكن بعيدا، ولكن حدث للناس اصطلاح بتطويلها، وصار لكل نوع من الناس شعار يعرفون به، ومهما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شك في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه ما لم يصل إلى جر الذيل الممنوع.
ونقل عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة.
ويقول:
وفي هذه الأحاديث أن إسبال الإزار للخيلاء كبيرة، وأما الإسبال لغير الخيلاء فظاهر الأحاديث تحريمه أيضا، لكن استدل بالتقييد في هذه الأحاديث بالخيلاء على أن الإطلاق في الزجر الوارد في ذم الإسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والإسبال إذا سلم من الخيلاء.
قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجر لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد، إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال.
وقال النووي: الإسبال تحت الكعبين للخيلاء، فإن كان لغيرها فهو مكروه، وهكذا نص الشافعي على الفرق بين الجر للخيلاء ولغير الخيلاء، قال: والمستحب أن يكون الإزار إلى نصف الساق، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، وما نزل عن الكعبين ممنوع منع تحريم إن كان للخيلاء وإلا فمنع تنزيه، لأن الأحاديث الواردة في الزجر عن الإسبال مطلقة فيجب تقييدها بالإسبال للخيلاء انتهى.
والنص الذي أشار إليه ذكره البويطي في مختصره عن الشافعي قال: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء، ولغيرها خفيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ا هـ، وقوله: " خفيف " ليس صريحا في نفي التحريم بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء، فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال، فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم، ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر، وإن كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم، وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول.
,وجاء في صحيح ابن حبان (2/ 281):
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة، قال: حدثني أبو جري الهجيمي قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئا ينفعنا الله به، فقال: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك، ووجهك إليه منبسط. وإياك وإسبال الإزار، فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله. وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك، فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك، ووباله على من قاله)).
قال أبو حاتم: الأمر بترك استحقار المعروف أمر قصد به الإرشاد. والزجر عن إسبال الإزار زجر حتم لعلة معلومة، وهي الخيلاء، فمتى عدمت الخيلاء، لم يكن بإسبال الإزار بأس. والزجر عن الشتيمة، إذا شوتم المرء، زجر عنه في ذلك الوقت، وقبله، وبعده، وإن لم يشتم.
,وجاء في فيض القدير للمناوي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/369)
(?المسبل إزاره) الذي يطوّل ثوبه ويرسله إذا مشى تيهاً وفخراً (خيلاء) أي يقصد الخيلاء بخلافه لا بقصدها ولذلك رخص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لأبي بكر حيث كان جره لغير الخيلاء.
,ويقول السندي في حاشيته على سنن النسائي في شرح حديث "ثلاثة لا يكلمهم الله ... ومنهم المسبل":
"المسبل" من الإسبال بمعنى الإرخاء عن الحد الذي ينبغي الوقوف عنده والمراد إذا كان عن مخيلة والله تعالى أعلم.
,وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
وفي المواهب (وهو أحد كتب المالكية): ما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شكّ في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه، ما لم يصل إلى جرّ الذّيل الممنوع منه.
,وجاء في الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (حنبلي):
يكره أن يكون ثوب الرجل إلى فوق نصف ساقه, نص عليه. ويكره زيادته إلى تحت كعبيه بلا حاجة, على الصحيح من الروايتين. وعنه"ما تحتهما في النار" وذكر الناظم: من لم يخف خيلاء لم يكره والأولى تركه ,هذا في حق الرجل.
,ويقول الحافظ العراقي في طرح التثريب:-
المستحب أن يكون الثوب إلى نصف الساقين، والجائز بلا كراهة ما تحته إلى الكعبين، فما نزل عن الكعبين فهو ممنوع، فإن كان للخيلاء فهو ممنوع منع تحريم , وإلا فمنع تنزيه.
وأما الأحاديث المطلقة بأن ما تحت الكعبين في النار فالمراد به ما كان للخيلاء ; لأنه مطلق فوجب حمله على المقيد انتهى – يقصد أن النهي عن الإسبال جاء من غير تحديد لسبب الإسبال في الحديث، إلا أننا وجدنا تقييد ذلك في حديث آخر بالخيلاء، فيجب تقييد الحديث المطلق بهذا الحديث المقيد.ا. هـ بتصرف.
ومن العلماء من قال:- إن إطالة الثوب في حد ذاتها خيلاء، فتكون محرمة، وأنه لا يتصور من أحد أن يطيل ثوبه لغير الخيلاء، وأن من ادعى أنه يطيله للعادة، وليس للخيلاء فهو كاذب في دعواه، قال ذلك ابن العربي في شرح سنن الترمذي، وسبب هذا القول ما أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي , وصححه من حديث جابر بن سليم من حديث طويل فيه {وارفع إزارك إلى نصف الساق , فإن أبيت فإلى الكعبين , وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة} فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الإسبال في ذاته خيلاء.
وقد رد العلماء على ابن العربي، فقال العراقي ما معناه: هذه الدعوى لا تسلم له، لأن ذلك مخالف للأحاديث التي قيدت النهي بالخيلاء، فدل على أن هناك إطالة للخيلاء، وإطالة لغير الخيلاء، وعدم التفريق إلغاء للحديث.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: فلا بد من حمل قوله " فإنها المخيلة " في حديث جابر بن علي أنه خرج مخرج الغالب , فيكون الوعيد المذكور في حديث الباب متوجها إلى من فعل ذلك اختيالا , والقول بأن كل إسبال من المخيلة أخذا بظاهر حديث جابر ترده الضرورة , فإن كل أحد يعلم أن من الناس من يسبل إزاره مع عدم خطور الخيلاء بباله , ويرده قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء "، والحديث رواه الجماعة حيث قال صلى الله عليه وسلم: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة , فقال أبو بكر: إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه , فقال: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء} ففيه تصريح بأن مناط التحريم الخيلاء , وأن الإسبال قد يكون للخيلاء , وقد يكون لغيره.ا. هـ بتصرف.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:-قال ابن تيمية: السنة في الإزار والقميص ونحوه من نصف الساقين إلى الكعبين فلا يتأذى الساق بحر وبرد ولا يتأذى الماشي ويجعله كالمقيد، ويكره ما نزل عن ذلك أو ارتفع عنه نص عليه – يقصد نص عليه أحمد بن حنبل.
وقال – يقصد أحمد بن حنبل - في رواية حنبل: جر الإزار إذا لم يرد الخيلاء فلا بأس به وهذا ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب رحمهم الله.
وقال أحمد رضي الله عنه أيضا {ما أسفل من الكعبين في النار} لا يجر شيئا من ثيابه وظاهر هذا التحريم , فهذه ثلاث روايات، ورواية الكراهية منصوص الشافعي وأصحابه رحمهم الله.
قال صاحب المحيط من الحنفية وروي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار وكان يجره على الأرض فقيل له أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال إنما ذلك لذوي الخيلاء ولسنا منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/370)
واختار الشيخ تقي الدين رحمه الله عدم تحريمه ولم يتعرض لكراهة ولا عدمها. ا. هـ بتصرف.
,?قال السفاريني في كتابه "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب":
واستدل له برواية حنبل عن الإمام رضي الله عنه أنه قال عن جر الإزار: إذا لم يرد به خيلاء فلا بأس به , وهو ظاهر كلام غير واحد من الأصحاب كما في الآداب الكبرى للعلامة ابن مفلح. وقال صاحب المحيط من الحنفية: روي أن أبا حنيفة رحمه الله ارتدى برداء ثمين قيمته أربعمائة دينار , وكان يجره على الأرض , فقيل له: أولسنا نهينا عن هذا؟ فقال: إنما ذلك لذوي الخيلاء , ولسنا منهم. قال في الآداب: واختار الشيخ تقي الدين عدم تحريمه , ولم يتعرض للكراهة , ولا عدمها.انتهى.
,?قال الشوكاني في نيل الأوطار:-
الحديث يدل على تحريم جر الثوب خيلاء. والمراد بجره هو جره على وجه الأرض وهو الموافق لقوله صلى الله عليه وسلم: {ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار.
وظاهر التقييد بقوله: خيلاء , يدل بمفهومه أن جر الثوب لغير الخيلاء لا يكون داخلا في هذا الوعيد. قال ابن عبد البر: مفهومه أن الجار لغير الخيلاء لا يلحقه الوعيد إلا أنه مذموم.
قال النووي: إنه مكروه وهذا نص الشافعي. قال البويطي في مختصره عن الشافعي: لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء , ولغيرها خفيف , لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنك لست ممن يصنعه خيلاء حين رآه يتعاهد ثوبه برفعه عن الأرض.
وبهذا يحصل الجمع بين الأحاديث وعدم إهدار قيد الخيلاء المصرح به في الصحيحين.
وقد جمع بعض المتأخرين رسالة طويلة جزم فيها بتحريم الإسبال مطلقا , وأعظم ما تمسك به حديث جابر.
وأما حديث أبي أمامة الذي أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة قال: {بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل , فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه ويتواضع لله عز وجل ويقول: عبدك وابن عبدك وأمتك حتى سمعها عمرو فقال: يا رسول الله إني أحمش الساقين , فقال: يا عمرو إن الله تعالى قد أحسن كل شيء خلقه , يا عمرو إن الله لا يحب المسبل}. والحديث رجاله ثقات وظاهره أن عمرا لم يقصد الخيلاء , فغاية ما فيه التصريح بأن الله لا يحب المسبل , وحديث أبي بكر مقيد بالخيلاء وحمل المطلق على المقيد واجب. وأما كون الظاهر من عمرو أنه لم يقصد الخيلاء فما بمثل هذا الظاهر تعارض الأحاديث الصحيحة. والله أعلم.
,وقال النحلاوي في الدرر المباحة:" لا يجوز إسبال الثوب تحت الكعبين، إنْ كان للخيَلاء، والتكبر، وإلاّ جاز ?لا أنّ الأفضل أن يكون فوق الكعبين .. "
,وممن ذكر ذلك من المالكية: سليمان بن خلف الباجي في كتابه المنتقى شرح الموطأ والنفرواي في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
ومن الشافعية: الإمام النووي وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري والإمام شهاب الدين الرملي والحافظ ابن حجر الهيتمي وغيرهم كثير.
وممن نص على ذلك من الحنابلة: الإمام ابن قدامة في المغني وشيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة والرحيباني في مطالب أولي النهى وابن مفلح في الآداب الشرعية والمرداوي في الإنصاف.
وإليك طرفاً من أقوالهم في المسألة، قال الباجي في المنتقى: وقوله صلى الله عليه وسلم الذي يجر ثوبه خيلاء يقتضي تعليق هذا الحكم بمن جره خيلاء، أما من جره لطول ثوب لا يجد غيره، أو عذر من الأعذار، فإنه لا يتناوله الوعيد.
وتعقب العراقي ابن العربي حيث ذهب إلى تحريم الإسبال مطلقاً بخيلاء أو بغير خيلاء، فقال العراقي: وهو مخالف لتقييد الحديث بالخيلاء.
وقال ابن قدامة: ويكره إسبال القميص والإزار والسراويل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برفع الإزار، فإن فعل ذلك على وجه الخيلاء حرام.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة 4/ 363: وهذه نصوص صريحة في تحريم الإسبال على وجه المخيلة، والمطلق منها محمول على المقيد، وإنما أطلق ذلك؛ لأن الغالب أن ذلك إنما يكون مخيلة.
ثم قال: ولأن الأحاديث أكثرها مقيدة بالخيلاء فيحمل المطلق عليه، وما سوى ذلك فهو باقٍ على الإباحة، وأحاديث النهي مبنية على الغالب والمظنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/371)
ثم قال: وبكل حال فالسنة تقصير الثياب، وحدِّ ذلك ما بين نصف الساق إلى الكعب، فما كان فوق الكعب فلا بأس به، وما تحت الكعب في النار.
,وجاء في سير أعلام النبلاء للذهبي:
أَنَّ المَرْأَةَ إِذَا كَانَتْ تَخْتَالُ فِي لُبْسِ الذَّهَبِ وَتَفْخَرُ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ، كَمَا فِيْمَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ.
,ويقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (22\ 138): والفعل الواحد في الظاهر يثاب الإنسان على فعله مع النية الصالحة ويعاقب على فعله مع النية الفاسدة
وضرب عدة أمثلة ثم قال:
وكذلك اللباس فمن ترك جميل الثياب بخلا بالمال لم يكن له أجر ومن تركه متعبدا بتحريم المباحات كان آثما ومن لبس جميل الثياب إظهارا لنعمة الله واستعانة على طاعة الله كان مأجورا ومن لبسه فخرا وخيلاء كان آثما فإن الله لا يحب كل مختال فخور ولهذا حرم إطالة الثوب بهذه النية كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله يوم القيامة إليه فقال أبو بكر يا رسول الله إن طرف إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال يا أبا بكر إنك لست ممن يفعله خيلاء وفى الصحيحين عن النبي أنه قال بينما رجل يجر إزاره خيلاء إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة فهذه المسائل ونحوها تتنوع بتنوع علمهم واعتقادهم (أي بحسب النية).
,ويقول الشيخ القرضاوي:
لقد روى البخاري تعليقًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة" وقال ابن عباس كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك اثنتان، سرف أو مخيلة، يدل هذا على أن الممنوع هو ما كان فيه إسراف وما قصد به الخيلاء وإذا انتفى هذان الأمران فلا حرج، وقد ورد في ذلك عدة أحاديث منها "ما أسفل الكعبين من الإزار في النار" رواه البخاري وغيره والإزار هو ما يستر أسفل البدن، ومنه البنطلون والجلباب. "من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة" رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أنى أتعاهده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لست ممن يفعله خيلاء" رواه البخاري ومسلم وغيرهما. والخيلاء هو الكبر والعجب. والمخيلة من الاختيال وهو الكبر واستحقار الناس. وفي رواية لمسلم وغيره عن الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم إنهم هم المسبل إزاره والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب. والمسبل هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض كأنه يفعل ذلك تجبرًا واختيالا. كما فسره الحافظ المنذري في كتابه "الترغيب والترهيب".
وحديث "ما أسفل الكعبين من الإزار في النار" ليس عامًا للرجال والنساء فقد فهمت أم سلمة رضي الله عنها أنه عام وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ فقال: يرخين شبرًا" فقالت: إذا تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخينه ذراعًا لا يزدن عليه" أخرجه النسائي والترمذي وصححه. والذراع شبران بشبر اليد المعتدلة.
والخلاصة أن للرجال حالين، حال استحباب وهو أن يقتصر بالإزار على نصف الساق، وحال جواز وهو إلى الكعبين. وكذلك للنساء حالان، حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدر الشبر، وحال جواز بقدر ذراع. وأن البطر والتبختر مذموم ولو لمن شمر ثوبه، ومن قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه، مستحضرًا لها شاكرًا عليها غير محتقر لمن ليس له مثله لا يضره ما لبس من المباحات ولو كان في غاية النفاسة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر" فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة، فقال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس"، والغمط معناه الاحتقار. والحديث الذي أخرجه الطبري "إن الرجل يعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك صاحبه" محمول على من أحب ذلك ليتعظم به على صاحبه. لا من أحب ذلك ابتهاجًا بنعمة الله. فقد أخرج الترمذي وحسنه "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" وأخرج النسائي وأبو داود وصححه الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل رآه رث الثياب "إذا أتاك الله مالا فلير أثره عليه" أي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/372)
بأن يلبس ثيابًا تليق بحاله من النفاسة والنظافة ليعرفه المحتاجون إلى الطلب منه، مع مراعاة القصد وترك الإسراف.
هذا وقد نقل القاضي عياض عن العلماء كراهة كل ما زاد على العادة وعلى المعتاد في اللباس من الطول والسعة، والثوب الطويل الذي ليس فيه خيلاء يكره إذا لم يأمن لابسه من تعلق النجاسة به، فقد أخرج الترمذي عن عبيد بن خالد أنه قال: "كنت أمشي وعليَّ برد أجره، فقال لي رجل" ارفع ثوبك فإنه أنقى وأبقى" فنظرت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إنما هي بردة ملحاء – أي فيها خطوط سود وبيض – فقال: "أما لك في أسوة؟ قال: فنظرت فإذا إزاره إلى أنصاف ساقيه "فتح الباري ج10 ص264 – 275".
ويقول الدكتور القرضاوى
عملية الإسبال، وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الإسبال، بعضها ورد فيها نهي مطلق عن الإسبال "أن يسبل إزاره" وبعضها مقيد بمن فعل ذلك اختيالا قال "لا يريد بذلك إلا المخيلة" وهو حديث ابن عمر، يعني من جَرَّ إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة، معنى المخيلة أي الاختيال أي يريد التبختر والفخر على الناس، وكان العرب في الجاهلية يعتبرون جَرَّ الثياب هذا من مظاهر العظمة، وإن الفقير يلبس لحد الركبة أو تحت الركبة بقليل، والغني يلبس ويجر في إزاره، فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن جَرِّ الثوب، أو جَرِّ الإزار بالذات، معظم الأحاديث جاءت في الإزار وجاء أيضا إزرة المؤمن إلى نصف الساق، فبعض العلماء أخذ بالإطلاق وقال الإسبال ممنوع على كل حال، والبعض قال ممنوع إذا أريد به المخيلة، إذا أريد به الاختيال، أما من لم يخطر الاختيال بباله فلا يدخل، بدليل حديث ابن عمر وبدليل حديث سيدنا أبو بكر قال "يا رسول الله: إني لا أتعهد إزاري فيسترخي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست ممن يفعله خيلاء" فدل على أن فيه عِلَّة، وهذا ما ذهب إليه الإمام النووي والحافظ بن حجر، والكثير من شُرَّاح الحديث وأنا من هذا الفريق الذي يربط التحريم بالاختيال والفخر.
,ويقول الدكتور/يحيى إسماعيل-رئيس هيئة كبار العلماء بالأزهر سابقا-:
إن الإسبال ذكر النهي عنه مرهونًا بعلة، وحيث ذكرت العلة فإن الحكم يدور معها، والحديث الصحيح الذي هو بمثابة العمدة في تلك القضية: "ثلاثة لا ينظر إليهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان بالعطية، والمنفق سلعة بعد العصر باليمين الكاذبة، ورجل جرَّ ثوبه خيلاء"، فإذا انتفت العلة انتفى المعلول.
ويقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام بعد أن ذكر أقوال أهل العلم في المسألة:
(والراجح فقهاً هو ما ذهب إليه حاملو مطلق نصوص المسألة على مقيدها مع أن الأفضل هو رفع الإزار عن حد الكعبين)
وأورد قول من قيد النهي بالخيلاء فقال (إن القاعدة الأصولية هي حمل المطلق على المقيد وهي قاعدة مطردة في عموم نصوص الشريعة.
والشارع الحكيم لم يقيد تحريم الإسبال – بالخيلاء – إلا لحكمة أرادها ولولا هذا لم يقيده.
والأصل في اللباس الإباحة فلا يحرم منها إلا ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والشارع قصد من تحريم هذا اللبسة الخاصة قصد الخيلاء من الإسبال وإلا لبقيت اللبسة المذكورة على أصل الإباحة.
وإذا نظرنا إلى عموم اللباس وهيئاته وأشكاله لم نجد منه شيئاً محرماً إلا وتحريمه له سبب وإلا فما معنى التحريم وما الغرض منه، لذا فإن مفهوم الأحاديث أن من أسبل ولم يقصد بذلك الكبر والخيلاء، فإنه غير داخل في الوعيد.
ويؤكد هذا ما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من جر ثوبه لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنك لست ممن يفعله خيلاء) "
فهذا نص صحيح صريح في المسألة في أن القصد من التحريم هو الخيلاء لا كثرة نزول الإزار أو قلته وإلا لقيد به.
قال الإمام النووي في شرح مسلم: وأما قوله صلى الله عليه وسلم المسبل إزاره فمعناه المرخي له الجار طرفه خيلاء كما جاء مفسر بالحديث الآخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/373)
وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم من أسبل إزاره ويدل على أنه المراد بالوعيد من جره خيلاء وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه وقال لست منهم إذ كان جره لغير الخيلاء.)
توضيح الأحكام من بلوغ المرام للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن البسام 6/ 246 – دار القبلة للثقافة الإسلامية
والله تعالى أعلم.
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[12 - 04 - 04, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على طرح تلك المسألة
وجزى الله الأخ الأزهري على هذه النقولات التي أوضحت مذهب الجمهور
ومعلوم أن أهل العلم انقسموا في هذه المسألة على مذهبين أما الأول فللجمهور الذي رأى أن علة التحريم هي الخيلاء والكبر
وأما الفريق الثاني فقد ذهب إلى أن الإسبال هو في نفسه خيلاء
والذي نراه صوابا هو ما ذهب إليه الجمهور والله أعلى وأعلم وقد صح عن
ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لست ممن يفعله خيلاء رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
ولفظ مسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني هاتين يقول من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فإن الله عز وجل لا ينظر إليه يوم القيامة
الخيلاء بضم الخاء المعجمة وكسرها أيضا وبفتح الياء المثناة تحت ممدودا هو الكبر والعجب
والمخيلة بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة من الاختيال وهو الكبر واستحقار الناس
وهذه الرواية واضحة كل الوضوح في بيان علة التحريم
وعن هبيب بن مغفل بضم الميم وسكونالمعجمة وكسر الفاء رضي الله عنه أنه رأى محمدا القرشي قام فجر إزاره فقال هبيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من وطئه خيلاء وطئه في النار. رواه أحمد بإسناد جيد وأبو يعلى والطبراني وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2040)
ولكن الإشكال حقيقة في هذه المسألة هو ما فصله فضيلة الشيخ الحويني حفظه الله في سلسلة (فوائد وعبر من مقتل عمر رضي الله عنه) حيث أنه أورد الحديث الذي جمع بين الحديثين وهو
إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه إسناده صحيح النووي رياض الصالحين 314
وقال فيما معناه أن هذا الحديث جمع بين الأمرين فلا يقيد الحكم بالخيلاء لأن الحديث بين جزاء الفعلين وقد اتحد المصدر
والمسألة ما زالت في طور البحث عندي والله الموفق
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:56 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل محمد بن يوسف الصعيدي
كنت قد قرأت كلاما للشيخ المفضال الفقيه محمد بن الصالح
يفصل بعض ما استشكلته
لعلي أنقله لك بتمامه لاحقا
والسلام ...
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 04, 02:14 ص]ـ
الاخوة الفضلاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لعل من أقوى الأدلة في نظري على تحريم الاسبال مطلقا ما رواه أبو داود مرفوعا "ما أسفل من الكعبين ففي النار ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه" فهذا الجمع بين العقوبتين في لفظ واحد دليل على اختلافهما. والله تعالى أعلم(27/374)
صفة الشمّ لله
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[14 - 04 - 04, 05:39 م]ـ
هل عليها دليل من السنة، وقد سمعت أن الإمام ابن باز يثبتها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 04 - 04, 11:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفارس،،، فلنتجنب الكلام في ذات الله تعالى يهذا البحث و التنقيب
و مادمت لا تجد دليلا على ذلك أو لا تعرف دليلا على ذلك فلا وجه البتة لإثبات الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لها
و أنا على العموم رغم قراءتي في كتب السلفية العقدية إلا أني لم اجد دليلا على هذه الصفة مطلقا
بل لم أسمع مطلقا من تكلم بها
فأقول أخي الكريم // نثبت لله تعالى كل كمال إجمالا و ننفي عنه كل نقص إجمالا
ـ[الذهبي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:27 ص]ـ
الأخ خالد الفارس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أثبت العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى - هذه الصفة لله تعالى؟
ومن ذاك الذي أخبرك بذلك؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:54 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الذهبي
الأخ خالد الفارس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أثبت العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى - هذه الصفة لله تعالى؟
ومن ذاك الذي أخبرك بذلك؟
وهذا رابط مفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16934&highlight=%CA%CA%CC%E1%CC%E1
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:37 ص]ـ
الاصل في باب الصفات التوقيف - فلا اثبات الا بدليل - ورحم الله امرءا قال خيرا فغنم او سكت فسلم.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:33 م]ـ
لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:51 م]ـ
أما عن إثبات صفة الشم لله تعالى فقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية أن بعض الطوائف أثبتوها ومنهم من نفاه عن الله تعالى، ولم ينقل شيخ الإسلام عن جمهور السلف الصالح إثبات لذلك.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=422
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 04 - 04, 05:20 م]ـ
ردا على الاستدلال بحديث (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) على أنَّ من صفة الله الشم، بغض النظر عن القائل.
صفات الله عز وجل لا يقاس عليها ().
قال البغدادى في بيان الاصول التى اجمع عليها أهل السنة:
(إن مأخد اسماء الله التوقيف عليها، إما بالقرآن، وإما بالسنة، وإما بإجماع الأمة عليه، ولا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس) ().
فلا يقاس السخاء على الجود، ولا الجلد على القوة، ولا الاستطاعة على القدرة، ولا الرقة على الرحمة والرأفة، ولا المعرفة على العلم………وهكذا.
فقد سمى الله نفسه "العليم" فلا يسمى: الداري، الحبر، الفهم، الذكي، العارف، النبيل فكل هذا مدح واحد في اللغة بمعنى "عليم" ولا فرق.
وسمى نفسه: "الكريم" فلا يسمى: السخي، والجواد.
وسمى نفسه: "الحكيم" فلا يسمى: الناقد، العاقل.
وسمى نفسه: "العظيم" فلا يسمى: الفخم، الضخم.
وسمى نفسه: "الحليم" فلا يسمى: المحتمل، المتأني.
وأخبر أنه "قريب": فلا يسمى: الداني، المجاور، المياسر.
وسمى نفسه: "الواسع" فلا يسمى: الرحب، العريض.
وسمى نفسه: "العزيز" فلا يسمى: الرئيس.
وأخبر أنه "شاكر" و "شكور". فلا يسمى: الحامد، والحمَّاد.
وسمى نفسه: "القهار" فلا يسمى: الظافر.
وسمى نفسه: "الآخر" فلا يسمى: الثاني، والتالي، والخاتم.
وسمى نفسه: "الظاهر" فلا يسمى: البادي، والمعلن.
وسمى نفسه: "الخبير" فلا يسمى: العارف، والداري.
وسمى نفسه: "الكبير" فلا يسمى: الرئيس، والمتقدم.
وسمى نفسه: "القدير" فلا يسمى: المطيق، والمستطيع.
وسمى نفسه: "العلي" فلا يسمى: العالي، والرفيع، والسَّامي.
وسمى نفسه: "البصير" فلا يسمى: المعاين.
وسمى نفسه: "الجبار" فلا يسمى: المتجبر، الزاهي، التيَّاه.
وسمى نفسه: "المتكبر" فلا يسمى: المستكبر، المتعاظم، المتنحِّي.
وسمى نفسه: "البر" فلا يسمى: الزاكي، والمواصل.
وسمى نفسه: "المتعالي" فلا يسمى: المتعظم، المترفع.
وسمى نفسه: "الغني" فلا يسمى: الموسر، المليء، المكثر، الوافر.
وسمى نفسه: "الولي" فلا يسمى: الصديق، المصادق، الموالي، الحبيب.
وسمى نفسه: "القوي" فلا يسمى: الجلد، النجد، الشجاع، الجليد، الشديد، الباطش، البطَّاش.
وسمى نفسه: "الحي" وأخبر أن له: "نفسًا" فلا يسمى: المتحرك، الحسَّاس. واقطع بأن له روحاً بمعنى النفس.
وسمى نفسه: "السميع"، "البصير". فلا يسمى: الشمَّام، الذَّوَّاق.
وسمى نفسه: "المجيد". فلا يسمى: الشريف، الماجد.
وسمى نفسه: "الحميد". فلا يسمى: "المحمدّ"، "المحمود"، "الممدوح".
وسمى نفسه: "الودود". فلا يسمى: "الوادّ، المحبّ، الحبيب، الوديد.
وسمى نفسه: "الصمد". فلا يسمى: المصْمَت.
وسمى نفسه: "الحق". فلا يسمى: الصحيح، الثابت.
وسمى نفسه: "اللطيف". فلا يسمى: الخفيف.
وذكر تعالى أن له: "مكرًا" وكيداً. فلا يقال أن له: دهاء، ومكرًا، وخبثًا، وتحيُّلاً، وخدائع.
وسمى نفسه: "المبين". فلا يسمى: الواضح، الباين، اللائح، البادي.
وسمى نفسه: "المؤمن". فلا يسمى: المسلم، المصدق.
وسمى نفسه: "الباطن". فلا يسمى: الخفي، الغائب، المتغيب.
وسمى نفسه: "الملك"، "والمليك". فلا يسمى: "السلطان".
وصحّ بالسنة: أنه يسمى: "جميلاً". فلا يسمى: الصبح، الحسن.
راجع:
شأن الدعاء للخطابي ص111
الفرق بين الفرق ص 337
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 1/ 342 - 345
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/375)
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[01 - 01 - 05, 01:44 ص]ـ
بارك الله فيكم على الإفادات(27/376)
صفة الشمّ لله
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[14 - 04 - 04, 05:39 م]ـ
هل عليها دليل من السنة، وقد سمعت أن الإمام ابن باز يثبتها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 04 - 04, 11:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخي الفارس،،، فلنتجنب الكلام في ذات الله تعالى يهذا البحث و التنقيب
و مادمت لا تجد دليلا على ذلك أو لا تعرف دليلا على ذلك فلا وجه البتة لإثبات الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لها
و أنا على العموم رغم قراءتي في كتب السلفية العقدية إلا أني لم اجد دليلا على هذه الصفة مطلقا
بل لم أسمع مطلقا من تكلم بها
فأقول أخي الكريم // نثبت لله تعالى كل كمال إجمالا و ننفي عنه كل نقص إجمالا
ـ[الذهبي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:27 ص]ـ
الأخ خالد الفارس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أثبت العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى - هذه الصفة لله تعالى؟
ومن ذاك الذي أخبرك بذلك؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:54 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الذهبي
الأخ خالد الفارس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أثبت العلامة ابن باز - رحمه الله تعالى - هذه الصفة لله تعالى؟
ومن ذاك الذي أخبرك بذلك؟
وهذا رابط مفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16934&highlight=%CA%CA%CC%E1%CC%E1
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:37 ص]ـ
الاصل في باب الصفات التوقيف - فلا اثبات الا بدليل - ورحم الله امرءا قال خيرا فغنم او سكت فسلم.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:33 م]ـ
لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:51 م]ـ
أما عن إثبات صفة الشم لله تعالى فقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية أن بعض الطوائف أثبتوها ومنهم من نفاه عن الله تعالى، ولم ينقل شيخ الإسلام عن جمهور السلف الصالح إثبات لذلك.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=422
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 04 - 04, 05:20 م]ـ
ردا على الاستدلال بحديث (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) على أنَّ من صفة الله الشم، بغض النظر عن القائل.
صفات الله عز وجل لا يقاس عليها ().
قال البغدادى في بيان الاصول التى اجمع عليها أهل السنة:
(إن مأخد اسماء الله التوقيف عليها، إما بالقرآن، وإما بالسنة، وإما بإجماع الأمة عليه، ولا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس) ().
فلا يقاس السخاء على الجود، ولا الجلد على القوة، ولا الاستطاعة على القدرة، ولا الرقة على الرحمة والرأفة، ولا المعرفة على العلم………وهكذا.
فقد سمى الله نفسه "العليم" فلا يسمى: الداري، الحبر، الفهم، الذكي، العارف، النبيل فكل هذا مدح واحد في اللغة بمعنى "عليم" ولا فرق.
وسمى نفسه: "الكريم" فلا يسمى: السخي، والجواد.
وسمى نفسه: "الحكيم" فلا يسمى: الناقد، العاقل.
وسمى نفسه: "العظيم" فلا يسمى: الفخم، الضخم.
وسمى نفسه: "الحليم" فلا يسمى: المحتمل، المتأني.
وأخبر أنه "قريب": فلا يسمى: الداني، المجاور، المياسر.
وسمى نفسه: "الواسع" فلا يسمى: الرحب، العريض.
وسمى نفسه: "العزيز" فلا يسمى: الرئيس.
وأخبر أنه "شاكر" و "شكور". فلا يسمى: الحامد، والحمَّاد.
وسمى نفسه: "القهار" فلا يسمى: الظافر.
وسمى نفسه: "الآخر" فلا يسمى: الثاني، والتالي، والخاتم.
وسمى نفسه: "الظاهر" فلا يسمى: البادي، والمعلن.
وسمى نفسه: "الخبير" فلا يسمى: العارف، والداري.
وسمى نفسه: "الكبير" فلا يسمى: الرئيس، والمتقدم.
وسمى نفسه: "القدير" فلا يسمى: المطيق، والمستطيع.
وسمى نفسه: "العلي" فلا يسمى: العالي، والرفيع، والسَّامي.
وسمى نفسه: "البصير" فلا يسمى: المعاين.
وسمى نفسه: "الجبار" فلا يسمى: المتجبر، الزاهي، التيَّاه.
وسمى نفسه: "المتكبر" فلا يسمى: المستكبر، المتعاظم، المتنحِّي.
وسمى نفسه: "البر" فلا يسمى: الزاكي، والمواصل.
وسمى نفسه: "المتعالي" فلا يسمى: المتعظم، المترفع.
وسمى نفسه: "الغني" فلا يسمى: الموسر، المليء، المكثر، الوافر.
وسمى نفسه: "الولي" فلا يسمى: الصديق، المصادق، الموالي، الحبيب.
وسمى نفسه: "القوي" فلا يسمى: الجلد، النجد، الشجاع، الجليد، الشديد، الباطش، البطَّاش.
وسمى نفسه: "الحي" وأخبر أن له: "نفسًا" فلا يسمى: المتحرك، الحسَّاس. واقطع بأن له روحاً بمعنى النفس.
وسمى نفسه: "السميع"، "البصير". فلا يسمى: الشمَّام، الذَّوَّاق.
وسمى نفسه: "المجيد". فلا يسمى: الشريف، الماجد.
وسمى نفسه: "الحميد". فلا يسمى: "المحمدّ"، "المحمود"، "الممدوح".
وسمى نفسه: "الودود". فلا يسمى: "الوادّ، المحبّ، الحبيب، الوديد.
وسمى نفسه: "الصمد". فلا يسمى: المصْمَت.
وسمى نفسه: "الحق". فلا يسمى: الصحيح، الثابت.
وسمى نفسه: "اللطيف". فلا يسمى: الخفيف.
وذكر تعالى أن له: "مكرًا" وكيداً. فلا يقال أن له: دهاء، ومكرًا، وخبثًا، وتحيُّلاً، وخدائع.
وسمى نفسه: "المبين". فلا يسمى: الواضح، الباين، اللائح، البادي.
وسمى نفسه: "المؤمن". فلا يسمى: المسلم، المصدق.
وسمى نفسه: "الباطن". فلا يسمى: الخفي، الغائب، المتغيب.
وسمى نفسه: "الملك"، "والمليك". فلا يسمى: "السلطان".
وصحّ بالسنة: أنه يسمى: "جميلاً". فلا يسمى: الصبح، الحسن.
راجع:
شأن الدعاء للخطابي ص111
الفرق بين الفرق ص 337
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 1/ 342 - 345
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/377)
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[01 - 01 - 05, 01:44 ص]ـ
بارك الله فيكم على الإفادات
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 11 - 05, 12:18 ص]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله في تعليقه على فتح الباري لابن حجر تحقيق الشيخ نظر الفاريابي 5/ 215:
قوله [ابن حجر] " ... مع أنه سبحانه وتعالى منزه على استطابة الروائح .. الخ"
هذا الجزم من الحافظ رحمه بنفي الشم عن الله تعالى الذي هو إدارك المشمومات لم يذكر عليه دليلا إلا قوله: "إذ ذاك من صفة الحيوان" وهذه الشبهة هي بعينها هي شبة كل من نفى صفة من صفات الله سبحانه من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، وهي شبهة باطلة، فما ثبت لله تعالى من الصفات يثبت له على ما يليق به، ويختص به كما يقال ذلك في سمعه وبصره وعلمه، وسائر صفاته، وصفة الشم ليس في العقل ما يقتضي نفيها فإذا قام الدليل السمعي على إثباتها، وجب إثباتها على الوجه اللائق به سبحانه، وهذا الحديث، وهو قوله:" لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ". ليس نصا في إثبات الشم بل هو محتمل لذلك، فلا يجوز نفيه من غير حجة، وحينئذ فقد يقال: إنه صفة الشم لله تعالى مما يجب التوقف فيه لعدم الدليل البين على النفي او الأثبات فليتدبر، والله أعلم بمراده، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذا وقد قال ابن القيم عند هذا الحديث:" ثم ذكر كلام الشراح في معنى طيبه، وتأويلهم إياه بالثناء على الصائم والرضا بفعله على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كانه قد بورك فيه فهو موكل به.
وأي ضرورة تدعو إلى تأويل كونه أطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله، والرضا بفعله، وإخراج اللفظ عن حقيقته؟
وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي إرادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير نظر منه إلى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه أو احتمال اللغة له.
ومعلوم أن هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله بأن مراده من كلامه كيت وكيت، فإن لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى أو عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة أو الغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى أو تفسيره له به، و إلا كانت شهادة باطلة، وأدنى أحوالها أن تكون شهادة بلا علم.
ومن المعلوم أن أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمثّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا، وأعظم ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه؛ فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أن رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، كما أن ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم، وأفعالهم لا تشبه أفعالهم، وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد إليه، والعمل الصالح فيرفعه، وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا. ثم إن تأويله لا يرفع الإشكال؛ إذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا، فإن قال: رضا ليس كرضا المخلوقين، فقولوا: استطابة ليست كاستطابة المخلوقين، وعلى هذا جميع ما يجئ من هذا الباب.
الوابل الصيب ص44 - 54.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 11 - 05, 12:54 ص]ـ
سقط سهوا
تتمة كلام الشيخ: ويلاحظ أن ابن القيم اقتصر على لفظ الاستطابة دون لفظ الشم وقوفا مع لفظ الحديث. اهـ
ـ[ابو عبيدة العراقي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:24 ص]ـ
كون ريح المسك اطيب عند الله من ريح المسك لا يستوجب ان نثبت الشم كصفة لله تبارك وتعالى. اذ ان هذا بعلمه تعالى. والصفات لاتثبت الا بدليل صحيح صريح. والله اعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 08 - 07, 04:19 ص]ـ
هنا تعليقات وفائد حول الموضوع ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=860)
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 02 - 10, 06:32 م]ـ
قال الشيخ / فهد بن عبدالله السنيد وفقه الله تعالى في كتابه: " الكنز الثمين من سؤالات ابن سنيد لابن عثيمين " ص 22:
س40: هل تثبت صفة الشم لله؟.
فقال الشيخ رحمه الله باللهجة العامية: " وش عليك منه "، هذا من التنطع، والصحابة لم يسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا لما قال لهم: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".
ـ[أبو المنار]ــــــــ[11 - 02 - 10, 09:07 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/378)
ردا على الاستدلال بحديث (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) على أنَّ من صفة الله الشم، بغض النظر عن القائل.
صفات الله عز وجل لا يقاس عليها ().
قال البغدادى في بيان الاصول التى اجمع عليها أهل السنة:
(إن مأخد اسماء الله التوقيف عليها، إما بالقرآن، وإما بالسنة، وإما بإجماع الأمة عليه، ولا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس) ().
فلا يقاس السخاء على الجود، ولا الجلد على القوة، ولا الاستطاعة على القدرة، ولا الرقة على الرحمة والرأفة، ولا المعرفة على العلم………وهكذا.
فقد سمى الله نفسه "العليم" فلا يسمى: الداري، الحبر، الفهم، الذكي، العارف، النبيل فكل هذا مدح واحد في اللغة بمعنى "عليم" ولا فرق.
وسمى نفسه: "الكريم" فلا يسمى: السخي، والجواد.
وسمى نفسه: "الحكيم" فلا يسمى: الناقد، العاقل.
وسمى نفسه: "العظيم" فلا يسمى: الفخم، الضخم.
وسمى نفسه: "الحليم" فلا يسمى: المحتمل، المتأني.
وأخبر أنه "قريب": فلا يسمى: الداني، المجاور، المياسر.
وسمى نفسه: "الواسع" فلا يسمى: الرحب، العريض.
وسمى نفسه: "العزيز" فلا يسمى: الرئيس.
وأخبر أنه "شاكر" و "شكور". فلا يسمى: الحامد، والحمَّاد.
وسمى نفسه: "القهار" فلا يسمى: الظافر.
وسمى نفسه: "الآخر" فلا يسمى: الثاني، والتالي، والخاتم.
وسمى نفسه: "الظاهر" فلا يسمى: البادي، والمعلن.
وسمى نفسه: "الخبير" فلا يسمى: العارف، والداري.
وسمى نفسه: "الكبير" فلا يسمى: الرئيس، والمتقدم.
وسمى نفسه: "القدير" فلا يسمى: المطيق، والمستطيع.
وسمى نفسه: "العلي" فلا يسمى: العالي، والرفيع، والسَّامي.
وسمى نفسه: "البصير" فلا يسمى: المعاين.
وسمى نفسه: "الجبار" فلا يسمى: المتجبر، الزاهي، التيَّاه.
وسمى نفسه: "المتكبر" فلا يسمى: المستكبر، المتعاظم، المتنحِّي.
وسمى نفسه: "البر" فلا يسمى: الزاكي، والمواصل.
وسمى نفسه: "المتعالي" فلا يسمى: المتعظم، المترفع.
وسمى نفسه: "الغني" فلا يسمى: الموسر، المليء، المكثر، الوافر.
وسمى نفسه: "الولي" فلا يسمى: الصديق، المصادق، الموالي، الحبيب.
وسمى نفسه: "القوي" فلا يسمى: الجلد، النجد، الشجاع، الجليد، الشديد، الباطش، البطَّاش.
وسمى نفسه: "الحي" وأخبر أن له: "نفسًا" فلا يسمى: المتحرك، الحسَّاس. واقطع بأن له روحاً بمعنى النفس.
وسمى نفسه: "السميع"، "البصير". فلا يسمى: الشمَّام، الذَّوَّاق.
وسمى نفسه: "المجيد". فلا يسمى: الشريف، الماجد.
وسمى نفسه: "الحميد". فلا يسمى: "المحمدّ"، "المحمود"، "الممدوح".
وسمى نفسه: "الودود". فلا يسمى: "الوادّ، المحبّ، الحبيب، الوديد.
وسمى نفسه: "الصمد". فلا يسمى: المصْمَت.
وسمى نفسه: "الحق". فلا يسمى: الصحيح، الثابت.
وسمى نفسه: "اللطيف". فلا يسمى: الخفيف.
وذكر تعالى أن له: "مكرًا" وكيداً. فلا يقال أن له: دهاء، ومكرًا، وخبثًا، وتحيُّلاً، وخدائع.
وسمى نفسه: "المبين". فلا يسمى: الواضح، الباين، اللائح، البادي.
وسمى نفسه: "المؤمن". فلا يسمى: المسلم، المصدق.
وسمى نفسه: "الباطن". فلا يسمى: الخفي، الغائب، المتغيب.
وسمى نفسه: "الملك"، "والمليك". فلا يسمى: "السلطان".
وصحّ بالسنة: أنه يسمى: "جميلاً". فلا يسمى: الصبح، الحسن.
راجع:
شأن الدعاء للخطابي ص111
الفرق بين الفرق ص 337
الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم 1/ 342 - 345
أخي المحترم ... هل أعوزك كلام أهل السنة حقاً في هذه المسألة لتنقل عن أشعري جلد مثل البغدادي؟!
بل حتى الخطابي إن لم نقل إنه أشعري على طريقة متقدميهم، فلا يخلو من تأثر وموافقة في بعض أصولهم
وابن حزم معروف باضطرابه، وقد نسب إلى التجهم في باب الصفات
ولو قلبت كتب أهل السنة لوجدت ما يكفي ويشفي .. والله الموفق(27/379)
قاعدة مهمة في معرفة البدع ليست على إطلاقها {دعوة للمشاركة}
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[14 - 04 - 04, 07:25 م]ـ
ذكر هذه القاعدة شيخ الإسلام رحمه الله وغيره وهي أن ما قام سبب فعله في عهد النبي ولم يفعله الني فهو بدعة ومع ذلك تجد أن شيخ الإسلام لما ذكر السبحة قال وفعلها حسن إن لم يكن يقصد الرياء وإظهار العمل، وكان من المفترض إن يكون الأمر فيها على القاعدة السابقة بدعة، وقال في مسألة تلقين الميت في قبره: فيها ثلاثة أقوال وأعدلها الجواز، وكان من المفترض أن تكون بدعة بناء على القاعدة السابقة، {ذكر ذلك شيخنا الغفيص} مما يدل على أن القاعدة ليست على إطلاق كما يفهمه الكثير.
هل من مشاركة؟.
ـ[طالب النصح]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة النفيسة الغالية ... كم كنت أفكر في هذا فجاء كلامك بفضل الله على الموضع جزاك الله خيراً
واذكر أن هناك فتوى للجنة الدائمة لم تعتمد هذه القاعدة أصلاً ... ولا أعرف كيف اصل إليها الآن اتمنى لو أن أحداً ينقل ذلك فيفيدنا .. وجزاه الله خيراً مقدماً
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[15 - 04 - 04, 07:44 ص]ـ
اذا امكن يا اخي الكريم ان تنقل لنا مصدر النقل بار ك الله فيك لان من سياق الكلام يتضح كل شيء
ومن الممكن ان يكون الشيخ العلامة ابن تيمية رحمنا الله واياه قد استدل بحديث ما. وحسب علمي فمسألة تلقين الميت فيها حديث لا يصح كما اعلم.
فلعلك تسال الشيخ الغفيص حفظه الله عن ذلك
استفسار ليس له علاقة بالموضوع ..................
ابو يحيى حفظك الله هل للشيخ الغفيص دروس منتظمة ارجوا افادتنا بارك الله فيك؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:11 م]ـ
هذه القاعدة ذكرها الشاطبي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم
والسؤال القائم هو: هل فهمنا لهذه القاعدة صحيح؟ أعني تطبيق هذه القاعدة من قبل بعض المشايخ هل هو صحيح لأني أرى إكثارا من تنزيل هذه القاعدة وواحتجاجا بها والقطع ببدعية كثير من المسائل بتطبيق هذه القاعدة عليها دون تأمل وإذا طولبوا بالدليل أنزلوا هذه القاعدة
أحسب أن هذا ليس بوجيه
بل إن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يتعامل مع المسائل بهذه القاعدة على إطلاقها وقد جمعت لشيخ الإسلام مسائل كثيرة ومنها ما ذكره أخونا الشيخ أبو يحيى جعلها شيخ الإسلام من قسيم الحسن أو المباح أو المكروه ولم يجعلها بدعة
بل إن هناك مسائل تخرم هذه القاعدة ولا نعلم أحدا من أهل هذا الزمان يطبقها عليها
وكم كنت أتمنى أن يبحثها أستاذنا وشيخنا تلميذ شيخ الإسلام صاحب الفهم الثاقب ودرة القصيم الشيخ يوسف الغفيص فهو أهل لهذا والله المستعان.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 06:26 م]ـ
بالنسبة لدروس الشيخ يوسف فقد علق الشيخ على العقيدة الحموية وكتاب الإيمان لأبي عبيد ورسالة حديث الافتراق لشيخ الاسلام وهو حاليا يشرح العقيدة الواسطية في لقاء شهري في جامع الملك عبد العزيز بالمعابدة وكلها تجدها في تسجيلات الإمام البخاري بمكة.
وتعقيبا على ما ذكر فإني لم أطرح الموضوع إلا لأجل الخلط الواقع فيها
ونحن بحاجة إلى تفهم كلام السلف فهما صحيحا، وأنا واحد ممن يحتاج ذلك وهذا الملتقى قائم على التعاون على الخير، فليدل كل منكم بدلوه لعل الصورة تتضح أكثر.
وأرجو الرجوع إلى كلام الشاطبي في الموافقات 1/ 681الطبعة الخامسة لدار المعرفة ولولا ضيق الوقت لنقلته لكن لعل أحد الإحوة ينقله أو أقوم بنقله لاحقا.
تجد أن الشاطبي ذكر المصالح المرسلة وسأتكلم عنها بإيجاز فأقول:
ليعلم أن المصالح ثلاثة أنواع:
1ـ ما شهد لها الشرع بالاعتبار فيجب اعتبارها
2ـ ما شهد الشرع بإلغائها فيجب إلغاؤها
3ـ ما سكت عنها الشارع فهذه هي المرسلة لأن الشارع أطلقها بمعنى أنه لم يرد فيها دليل خاص يثبتها أو ينفيها وليس لها نظير منصوص على حكمه حتى تقاس عليه
وهي ثلاث مراتب:
1ـ الضروريات 2ـ الحاجيات 3ـ التحسينيات ولا تخفى عليكم ماهيتها.
إذا علم ذلك فاعلم أن الأحذ بالمصلحة المرسلة يشترط للأخذبه ثلاثة شروط:
1ـ أن تكون ملائمة لقصد الشارع لا لمجرد العقل والذوق والهوى
2ـ أن تكون في الأمور العملية المعقولة المعنى، أما التعبدية فلا مدخل لها فيها {وهو قيد مهم}
3ـ أن ترجع إلى حفظ أمر ضروري أو حاجي دون التحسيني.
وقد ذكر الشاطبي هذه الشروط في الاعتصام تفصيلا مبينا أنها الفارق بين المصلحة المرسلة والبدعة.
أتمنى إثراء الموضوع
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 01:30 ص]ـ
هذه القاعدة صحيحة ومطردة، لكن يعممها كثير من طلبة العلم على الوسائل وجنس العبادات، وهي لا تشمل الوسائل، فكل ما كان وسيلة فإنه غير داخل في هذه القاعدة، وإنما القاعدة في إحداث أمر في الدين وجد سببه في عهد الرسول ولم يفعله، كالمولد ونحوه.
وبه يعلم أن مسألة المسبحة أو استخدام مكبرات الصوت - على أن له أصلا في السنة - غير داخلة في هذه القاعدة لأن هذا من باب الوسائل، والوسائل لها أحكام المقاصد، بشرط أن تكون الوسيلة مباحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/380)
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 05:44 م]ـ
هذا يحل الإشكال تماما، لكن هل ثمة نقل عن العلماء في تقرير ذلك، أرجو أن يكون سريعا.
وإن كان كما تقول فكيف الحال بالنسبة لتلقين الميت في قبره أرجو البيان.
وجزيت خيرا.
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:10 م]ـ
أذكر أن شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ذكر هذا في شرح الورقات، وسأراجعه لك وأكتب نصه
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:12 م]ـ
أتمنى أن تعجل، أكون لك من الشاكرين
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[17 - 04 - 04, 07:08 م]ـ
قال شيخنا رحمه الله وطيب ثراه: " وهناك قاعدة أعم من هذه القاعدة عند العلماء، وهي: الوسائل لها أحكام المقاصد.
وعلى هذا فنقول: ما كان وسيلة لواجب فهو واجب، وما كان وسيلة لمستحب فهو مستحب، وما كان وسيلة لمحرم فهو محرم، وما كان وسيلة لمكروه فهو مكروه، وما كان وسيلة لمباح فهو مباح.
وهنا يرد سؤال: وهو هل الوسائل تعتبر كالمقاصد والغايات، بحيث لا نأتي بوسيلة إلا إذا ثبتت بعينها عن الشارع، أو نقول: إن الوسائل أوسع من الغايات، فكل ما كان وسيلة لشيء فله حكم ذلك الشيء؟
الجواب: الأخير دون الأول، لكن يستثني من ذلك أن تكون الوسيلة محرمة بعينها، فهذه لا يجوز أن تستخدم.
كما لو قال قائل: أنا أدعو هؤلاء الكفار بالضرب على الربابة والعود، وبإسماعهم من الأغاني الخليعة، قيل له: لم يا أخي؟ قال: حتى يدخلوا في الإسلام.
فهذا لا يجوز.
إذا فانتبهوا لهذه النقطة، لأن بعض الناس الآن يشتبه عليهم الأمر، ويظنون الوسائل غايات، ويقولون: لا بد أن تثبت الوسيلة بعينها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا نقبلها، ونقول: أنت مبتدع، ولهذا يبدعون الفقهاء في تقسيمهم العبادات إلى واجبات وأركان وشروط.
وعليه فنحن نقول: الشرع مقاصد ووسائل، المقاصد غايات لا يمكن أن نغير فيها، ولا أن نستبدلها بغيرها، والوسائل لها أحكام الغايات ما لم تكن محرمة بعينها، فإن كانت محرمة بعينها كانت حراما.
وعليه فإن جعل الخط في المسجد لا يمكن أن يقال إنه بدعة، وذلك لأنه ليس عبادة، وإنما هو وسيلة إلى عبادة، وهي استواء الصفوف، فإنه كما ترون لا يتم استواء الصفوف إلا بهذه الخطوط، وليست هذه الوسيلة محرمة بعينها.
فإن قال قائل: هذا السبب الذي جعلته مناط الحكم موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا لم يفعل؟ فترك النبي صلى الله عليه وسلم الشيء مع وجود سببه سنة، كما أنه فعله سنة.
فالجواب عن ذلك أن يقال: إن هذه القاعدة إنما هي في حق العبادات، فالمراد أن العبادة إذا وجد سببها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحدث لها أمرا فإن من احدث لها أمر فإحداثه مردود عليه " أ. هـ
وأذكر أنني سألت شيخنا عمر السبيل رحمه الله عن نحو هذه المسألة، فقال إن الوسائل ليس لها علاقة بهذه القاعدة.
والله أعلم.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:18 ص]ـ
قال شيخ الإسلام:
. والترك الراتب: سنة، كما أن الفعل الراتب: سنة، بخلاف ما كان تركه لعدم مقتض، أو فوات شرط، أو وجود مانع، وحدث بعده من المقتضيات والشروط وزوال المانع ما دلت الشريعة على فعله حينئذ، كجمع القرآن في المصحف، وجمع الناس في التراويح على إمام واحد. وتعلم العربية، وأسماء النقلة للعلم، وغير ذلك ما يحتاج إليه في الدين، بحيث لا تتم الواجبات أو المستحبات الشرعية إلا به، وإنما تركه صلى الله عليه وسلم لفوات شرطه أو وجود مانع.
فأما ما تركه من جنس العبادات، مع أنه لو كان مشروعاً لفعله، أو أذن فيه، ولفعله الخلفاء بعده، والصحابة: فيجب القطع بأن فعله بدعة وضلالة، ويمتنع القياس في مثله.
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:06 م]ـ
بالنسبة لتلقين الميت واعتباره جائزاً وعدم تبديع الفعل عند شيخ الاسلام مع عدم صحة الأدلة وأنه غير معروف في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، سبب هذا والله أعلم: أنه قد ورد بعض الآثار الصحيحة عن الصحابة وأنهم قد فعلوا هذا الفعل كابن عمر وغيره،، ولذلك هو معروف عند الصحابة والسلف،،
لذلك قد!! تكون القاعدة "" ما انعقد سببه في عهد النبي ولم يفعله ولا أصحابه ولا عرف عند السلف مع امكانية فعله فهو بدعة""
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/381)
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:58 ص]ـ
القاعدة التي ذكرها شيخ الإسلام وذكرها غيره كثير من العلماء المحققين من أجمع القواعد التي تبين البدعة ولم أجد ما يخرمها ونصها كما في الاقتضاء ص 278:
" إن الناس لا يُحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحة ... فما رآه المسلمون مصلحة نظر في السبب المحوج إليه ... فان كانالمقتضى لفعله قائما على عهد رسول الله rلكن ترَكه rلمعارض قد زال بموته ... فهنا يجوز إحداث ما تدعو الحاجة إليه ... فكل أمر يكون المقتضى لفعله على عهد رسول الله r موجوداً لو كان مصلحة ولم يفعل، يعلم أنه ليس بمصلحة ... فان كل ما يبديه المحدث لهذا من المصلحة أو يستدل به من الأدلة: قد كان ثابتاً على عهد رسول الله r ، ومع هذا لم يفعله رسول الله r فهذا الترك سنَّة خاصة مقدمة على كل عموم وكل قياس (وضرب على ذلك أمثلة ثم قال):
ونحن نعلم أن هذا ضلالة قبل أن نعلم نهياً خاصاً عنها أو أن نعلم ما فيها من المفسدة " ا. هـ
وملخص القاعدة أن يقال:
كل أمر وجد مقتضاه في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يوجد مانع من فعله ولم يُفعل ففعله بعد موت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بدعة
وأما الأمثلة التي ذكرها أخونا أو يحي فلا تخرم القاعدة لأن فيها آثار اعتمد عليها شيخ الإسلام في القول بمشروعيتها.
وعلى كل حال لو بحثت كما وقع لي عن تعريف للبدعة لن تجد أحسن ولا أكمل من هذه القاعدة التي تصلح أن تكون تعريفا جامعا مانعا للبدعة.
وأما استثناء الوسائل كما ذكر بعض الإخوة فهذا لا يصح البته لأن قول أهل العلم (أن الوسائل لها أحكام المقاصد) إنما أرادوا الوسائل المشروعة وإلا سنقع في قول من قال (إن الغاية تبرر الوسيلة)!
وأنا أطالب الإخوة بكتابة أمثلة تخرم هذه القاعدة في زعمهم وسأبين الجواب عنها أن شاء الله.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:52 ص]ـ
تنبيهك أخي أبا عبد الرحمن مهم جدا .. بارك الله فيك.
القاعدة منضبطة بأمرين: وجود السبب وعدم المانع.
ولعل الالتفات إلى هذين الأمرين يقلل من المسائل التي تشكل على القاعدة.
وأحب أن ألفت نظر المشايخ الكرام إلى أن مخالفة العالم في جزئية معينة للقاعدة الكلية التي حررها لا يبدو أنه قادح فيها .. لإمكان ذهوله وقت الفتوى عن القاعدة، أو لوجود معارض لها عنده، أو نحو ذلك.
======
الأخ الكريم الشيخ صالح .. ذكرتم أن التلقين ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما .. فحبذا لو أتحفتموني بالمصدر في هذا .. لأن الذي وقفت عليه -ونقله شيخ الإسلام في الفتاوى- أن ذلك مروي عن أبي أمامة وواثلة بن الأسقع رضي الله عنهما .. وفي ثبوته عنهما نظر .. والله أعلم.
وأما كون ذلك مشهورا عند السلف والصحابة .. ففيه نظر .. وشيخ الإسلام نفسه أشار إلى أنه لم يكن كثير من الصحابة يفعل ذلك.
بل قال أحمد رحمه الله -كما رواه الأثرم ونقله ابن قدامة في المغني-: ما رأيت أحدا فعل هذا إلا أهل الشام.
والله أعلم.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:06 ص]ـ
لم أتصور أن يبعث الموضوع من مرقده، ولولا الرسالة في البريد ما تنبهت ولا انتبهت ...
أشكر الإخوة السعدي والديحاني وأبا محمد على مناقشة هذا الموضوع فلهم مني الشكر الجزيل ...
الأخ السعدي:
وأما الأمثلة التي ذكرها أخونا أو يحي فلا تخرم القاعدة
لا ... وألف لا ...
1 ـ أنا لم أذكر تلك الأمثلة، وإنما ذكرها شيخنا الشيخ يوسف الغفيص، كما عزوت له، وهو من هو في العلم والفهم لكلام شيخ الإسلام ..
2 ـ تلك الأمثلة ليس القصد منها خرم القاعدة، أو بيان بطلانها، إنما القصد هو بيان أن هذه القاعدة ليست على إطلاقها كما يتوهمه البعض، وسأذكر تفصيل ذلك لاحقا ..
فليكن الحوار مبنيا بيننا على سؤال:
هل هذه المسألة على إطلاقها أم لا؟
وليس كلامنا في أصل القاعدة، فذلك مسلم به تمام التسليم .. فليتنبه ..
وأما استثناء الوسائل كما ذكر بعض الإخوة فهذا لا يصح البته
سيأتي وجه استثناء الوسائل ..
لأن قول أهل العلم (أن الوسائل لها أحكام المقاصد) إنما أرادوا الوسائل المشروعة
لو قلت: الوسائل الجائزة لكان أولى، ليعم المشروعة وغيرها ..
وإلا سنقع في قول من قال (إن الغاية تبرر الوسيلة)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/382)
ليس بلازم، وقول من قال ذلك ليس بمعتبر، لأن القاعدة باطلة من أساسها، فلا يلتفت إليها، ولا تصلح للاستناد عليها أصلا ..
الأخ الديحاني:
بالنسبة لتلقين الميت واعتباره جائزاً وعدم تبديع الفعل عند شيخ الاسلام مع عدم صحة الأدلة وأنه غير معروف في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، سبب هذا والله أعلم: أنه قد ورد بعض الآثار الصحيحة عن الصحابة وأنهم قد فعلوا هذا الفعل كابن عمر وغيره،، ولذلك هو معروف عند الصحابة والسلف،،
لذلك قد!! تكون القاعدة "" ما انعقد سببه في عهد النبي ولم يفعله ولا أصحابه ولا عرف عند السلف مع امكانية فعله فهو بدعة""
كلام جميل جدا، وإطلالة رائعة ..
وأنا وأنت اتفقنا على أن القاعدة ليس على إطلاقها، فأضفت أنت قيودا، وخصصت انا القاعدة ..
وكلامك متجه، لكن قد ينضم إلى ما سأذكره من تخصيص القاعدة، فكلي رجاء أن تنظر إليه ..
الأخ أبو محمد:
وأحب أن ألفت نظر المشايخ الكرام إلى أن مخالفة العالم في جزئية معينة للقاعدة الكلية التي حررها لا يبدو أنه قادح فيها .. لإمكان ذهوله وقت الفتوى عن القاعدة، أو لوجود معارض لها عنده، أو نحو ذلك.
كلام منضبط متفق عليه، وأعود فأكرر:
ليس النزاع في أصل القاعدة، وإنما النزاع (أو بعبارة أصح: الحديث) حول القاعدة من حيث الإطلاق وعدمه .. فليتنبه ..
أسباب القول بأن هذه القاعدة ليست على إطلاقها وأنها مخصوصة بالعبادات:
1 ـ أن أحد العلماء الجهابذة في زماننا، العارفين بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية مداخله ومخارجه، نص على ذلك صراحة، وهو العلامة ابن عثيمين كما نقل ذلك أخونا الفاضل مجرد إنسان، وكذا نقله عن الشيخ عمر السبيل رحمه الله:
فالجواب عن ذلك أن يقال: إن هذه القاعدة إنما هي في حق العبادات، فالمراد أن العبادة إذا وجد سببها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحدث لها أمرا فإن من احدث لها أمر فإحداثه مردود عليه " أ. هـ
وأذكر أنني سألت شيخنا عمر السبيل رحمه الله عن نحو هذه المسألة، فقال إن الوسائل ليس لها علاقة بهذه القاعدة
ولن يقول العلامة ابن عثيمين هذا الكلام إلا بعد سبر للقاعدة، ونظر في تطبيقاتها عند الأئمة ..
2 ـ إشارات من العلماء اقتضت هذا الأمر كقول شيخ الإسلام فيما نقلته سابقا:
فأما ما تركه من جنس العبادات، مع أنه لو كان مشروعاً لفعله، أو أذن فيه، ولفعله الخلفاء بعده، والصحابة: فيجب القطع بأن فعله بدعة وضلالة، ويمتنع القياس في مثله.
وقال في اقتضاء الصراط المستقيم: وكل ما لم يشرع من العبادات مع قيام المقتضي لفعله من غير مانع فإنه من باب المنهي عنه.
وكذا قال غيره من العلماء:
ففي منهاج التأسيس قوله: وكل ما لم يشرع من العبادات مع قيام المقتضي لفعله من غير مانع فإنه من باب المنهي عنه.
وكذا في الدرر السنية وغيرها ..
قال الشيخ صالح آل الشيخ: والقسم الثاني: المحدثات التي هي في الدين بما أُحدث مع قيام المقتضي لفعله في عهده - صلى الله عليه وسلم - وتُرِك، فما ترك في عهده من العبادات أو مما يتقرب به إلى الله جل وعلا مع قيام المقتضي بفعله ولم يفعل، فهو محدثة في الدين، فهو بدعة.
3 ـ أن الأمور التي حكم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم بأنها بدعة بناء على هذه القاعدة، هي من العبادات أو مما يتقرب به إلى الله تعالى، وانظر إلى الأمثلة في اقتضاء الصراط المستقيم وغيرها تجدها كما ذكرت، وتجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية عندما يذكر ما هو من الوسائل لا يستدل بهذه القاعدة على بدعيتها عند سوق أدلة من يقول ببدعيتها، سواء كانت كذلك في نفس الأمر أم لا، وذلك كالسبحة وغيرها .. وهذا استقراء مني قد يكون ناقصا، ولعل من الإخوة من يقرر ذلك أو ينفيه ..
فهذه أمور ثلاثة أبرزها الأول والثالث، جعلتني أرجح أن تقييد شيخ الإسلام للقاعدة في بعض المواطن بالعبادات أو ما يتقرب به تقييد مقصود، دلت عليه الأمثلة الموردة من قبله، ولك أن تنظر فيها أنت والإخوة ..
وإذا ثبت أو سلم أو تنزل في أن هذه القاعدة في العبادات أو ما يتقرب به إلى الله فلا تصلح حينئذ تعريفا للبدعة، فتنبه ....
وبارك الله فيكم جميعا ......(27/383)
من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): "الكَمْأة من المَن، وماؤها شفاء للعَين"
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[19 - 04 - 04, 08:07 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد؛
فقد ثَبَت في الصحيحَين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "الكمأة مِن المَن، وماؤها شفاء للعَين"، وفي رواية لمسلم: "الكمأة من المن الذي أنزله الله -عز وجل- على بني إسرائيل ... "، وفي رواية له أيضًا: "الكمأة من المن الذي أنزله الله على موسى ... ".
و"الكمأة": تُضبط بفتح الكاف وتسكين الميم وفتح الهمزة هكذا "كَمْأة"، وهي جَمع "كَمْء" -بفتح ثم سكون ثم همز-، على غير القياس؛ لأن المُتبادِر إلى الذِّهن أن "كمأة" مفرد وجمعها "كَمْء"، ولكن الصحيح هو العكس؛ ولذا قال الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله تعالى- في «النهاية في غريب الحديث والأثر»: "وواحِدها "كَمْء"، على غير قياس؛ وهي من النوادِر؛ فإن القياس العَكْس" اهـ. وتُجمَع "كَمْء" أيضًا على "كُمُء" بضم الكاف والميم.
وُهناك وَجه آخر لقول الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله- أنها على غير القياس؛ وهو ما ذكره الإمام (ابن الأعرابي) -رحمه الله- بأن "ما بينه وبين واحده التاء، فالواحد منه بالتاء، وإذا حذفت كان للجمع"، وهذا هو مَعنى أنه خِلاف قياس العربية. والله أعْلَم.
بل ومِن العُلماء مَن قال بالعَكس؛ فقال أن "الكمأة" واحدة "الكَمء"؛ أي أنها مُفرَد لا جمع، ومنهم الحافظ (ابن حجر) -رحمه الله- في «فتح الباري»، ومِنهم مَن قال بجواز الأمرَين -أي جواز كونها جمعًا أو مفردًا-. والله أعْلَم.
أما معناها: فقد اقتصر الإمام (ابن الأثير) -رحمه الله تعالى- بقوله عنها: "الكمأة معروفة" ولم يَزِد! وهي -كما جاء في «المُعجَم الوَجيز» الذي طبعه مَجمع اللغة العربية بمصر-: "فُطْر (1) من الفصيلة الكَمْئية، وهي أرضية تنتفِح حاملات أبواغها (2) فتُجْنَى وتؤكل مطبوخة، ويختلف حجمها بحسب الأنواع" اهـ (ص 540)، وجاء فيه أيضًا: "المَكْمأة: المَوضِع تكثُر فيه الكَمْأة".
وهي -كما هو معروف عند علماء النبات- (تنمو تحت سطح الأرض على أعماق متفاوتة تصل ما بين 2 سم إلى 50 سم، ولا تظهر لها أجزاء فوق سطح الأرض على الإطلاق فلا ورق ولا زهر ولا جذر لها. تنمو الكمأة في الصحارى وتحت أشجار البلوط، وتتكون من مستعمرات قوام كل مجموعة من عشرة الى عشرين حبة، وشكلها كروي لحمي رخو منتظم وسطحها أملس أو درني ويختلف لونها من البيج الى الاسود.
يعرف مكان الكمأة إما بتشقق سطح الارض التي فوقها، أو بتطاير الحشرات فوق الموقِع، ولكن في فرنسا وايطاليا تُدَرَّب الكلاب والخنازير لمعرفة موقع الكمأة.
تُعْرَف الكمأة بعدة أسماء: فتُعْرَف في المملكة بـ "الفقع"، وفي بعض البلاد بـ "شجرة الأرض" أو "بيضة الأرض" أو "بيضة البلد" أو "العسقل" أو "بيضة النعامة").
انظر هذا الرابط: http://www.khayma.com/wahat/Truffle.htm
وأما عن وَجه كون هذا الحَديث من دلالات النُّبوة؛ فَمِن وَجْهَين:
الأول: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "الكمأة من المن"، وفي رواية: " ... المَن الذي أنزله الله -عز وجل- على بني إسرائيل ... "، وفي رواية: " ... المن الذي أنزله الله على موسى ... ".
والمَن: هو ما يَمتَنُّ الله به على عباده، دون تَدَخُّل منهم؛ بل هو مَحض فَضل، دون إعمال أي سَبَب منهم؛ فلا كُلفة ولا مُؤنَة من العبد لإخراجه. هذا هو الراجح؛ بِخِلاف مَن قصرها على أفراد بعينها؛ كَمن قَصَرَها على المادة الصمغية الحُلوة التي تُفرزها بعض الأشجار كالأثْل. وَوجه العموم -أي أن "المَن" هو كل ما يمتن الله به على عباده- أن الله سبحانه وتعالى أنزل على بني إسرئيل قوم (موسى) -عليه الصلاة والسلام- المَن والسلوى، كما ذُكِر في القرآن، وهنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم أن "الكمأة مِن المَن"؛ و"مِن" تَبعيضية؛ أي: الكمأة فَرد من أفراد المَن، مثلها مثل المادة الصمغية الحلوة التي تُفرِزها بعض الأشجار. والله أعْلَم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/384)
وأما دلالة هذا الحديث على نبوة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)؛ فقد أخبرنا أن "الكمأة" مما يمتن الله به على عباده دون تَدَخُّل منهم؛ وهذا ما أثبته العلم الحديث؛ فهي -أي الكمأة- "تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع ولا سقاية؛ فهي ممنون بها من الله، وهي فوق ذلك لا تُزرَع ولا تُستَزرَع. وقد أثبتت البحوث العلمية أن محاولات استزراعها باءت بالفشل؛ لكي تبقى مِنَّة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من دلائل نبوته إلى أن يَرِثَ اللهُ الأرض ومن عليها".
انظر الرابط السابق؛ بتصرف بسيط.
وسبحان الله! سبحان الله! سبحان الله! والحمد لله على نعمة الإسلام.
الوَجه الثاني من كون الحديث من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): قوله: "وماؤها شفاء للعَين"، و"العَين"؛ أي: أمراض العَين الحسية. وقد قال الإمام (ابن القيم) -رحمه الله-: "اعترف فضلاء الاطباء أن ماء الكمأة يجلو العين، منهم المسبحي وابن سينا وغيرهما" اهـ، وقال الإمام (النووي) -رحمه الله-: "وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردًا فشفي وعاد إليه بصره، وهو الشيخ العدل الأمين الكمال بن عبد الدمشقي، صاحب صلاح ورواية في الحديث، وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادًا في الحديث وتبركًا به فنفعه الله به" اهـ؛ انظرهما في "الفتح".
وقد أثبتت الأبحاث الطبية الحَديثة أن "ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما؛ وذلك عن طريق التدخل الى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف. وعليه؛ فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة"، وأنه "إذا خُلِطَ الإثمد مع الكمأة واكتُحِلَ به فانه يصلح البصر ويقويه ويقوي أجفان العين ويدفع عن العين نزول الماء"، و"يستعمل عصير الكمأة لجَلاء البصر كُحْلاً". انظر: الرابط السابق.
فسبحان اللهِ العَظيم! هل بَقي مِن مُتَشَكِّك؟! وهل مِن مُدَّكِر؟
فائدة لطيفة جدًّا:
قال الإمام (الخطابي) -رحمه الله-: "إنما اختُصَّت الكَمأة بهذه الفضيلة؛ لأنها من الحلال المحض الذي ليس في اكتسابه شبهة. ويُستَنبَط منه أن استعمال الحلال المَحْض يجلو البصر، والعكس بالعكس". انظره في "الفتح".
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
------------------حاشية سفلية------------------------------
(1) فُطر: هكذا ضبطه علماء مَجمَع اللغة العربية بالضَّم، على غير ما هو مُنتشر أنه بالكَسر فيقولون فِطر وفِطريات -بالكَسر-، والصواب فُطر وفُطريات -بالضم-. وهو -في أصل اللغة-: "حبات العنب أول ما تبدو". ثم استخدمه عُلماء الأحياء والبيولوجيا وأطلقوه على "طائفة من اللازهريات، منها ما يؤكل ومنها ما هو سامٌّ، وما هو طُفيلي على النبات". وانظر «المُعجَم الوجيز»: ص (476)، بتصرف.
(2) أبواغ: أجِنَّة.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[19 - 04 - 04, 07:39 م]ـ
صورةٌ ستعجبكم:
http://www.alnadawi.org/galary/details.php?image_id=366&sessionid=d140b46bbee25732f666d13b32671cec
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[19 - 04 - 04, 07:44 م]ـ
هناك صور في هذا الرابط تمنع إدارة المنتدى إدراجها، وفيها صورة للكمأة والأرض قد انشقت عنها لو أن أحد الإخوة يدرجها هنا:
http://www.alnadawi.com/vb/showthread.php?threadid=21572
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:26 ص]ـ
أخي الفاضل
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المفيد
قولك: "المادة الصمغية الحُلوة التي تُفرزها بعض الأشجار" فيه نظر
إذ المعروف أن المن تنتجه حشرات صغيرة أي كما ينتج النحل العسل
والله أعلم
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[20 - 12 - 04, 12:56 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخانا المفضال الشيخ الكريم (محمدًا الأمين).
والجدير بالذِّكْر أنه قد طَعَن في صحة هذا الحديث –وهو في "البخاري" و"مسلم"- بعض الكُفَّار، وبعض المسلمين (!) كأحمد أمين في كتابه «ضُحَى الإسلام»! بشُبْهات يُغني سقوطها عَن إسقاطها، وبُطلانها عَن إبطالها! حاصِلها: تقديم العَقل والطب والتَّجْرِبَة على الحديث وقول النبي (صلى الله عليه وسلم)! مَع أن الطب والتجربة لم يُخالِفَا الحديث، كما مَرَّ. وهذا مُطرد في كل ما صَحَّ عَن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالعقل الصحيح لا يتنافى مع النقل الصريح، كما بيَّنَه شيخُ الإسلام في مواضع مِن كُتُبِه؛ أوعبها كتابه الفَذ «دَرء تعارض العقل والنقل».
وقد رَدَّ عليهم الكثير من علماء المُسلمين، كـ (د. مصطفى السباعي) –رحمه الله تعالى- في كتابه «السنة النبوية ومكانتها في التشريع»، وغيره.
وتندرج هذه الدعاوى المُفتراة تحت باب "اهتمام وعناية علماء المسلمين بنقد سند الحديث أكثر من مَتنه" –زَعَموا-. وقد رَدَّ عُلماء المسلمين على هذه الدَّعوَى وفندوها أحسن تفنيد، وأوضحوها أحسن بيان. ومِنهم: د. مصطفى السباعي –رحمه الله تعالى-، ود. محمد عجاج الخطيب، ود. محمود الطحان، وقد رأيتُ كتابًا كبيرًا منذ سنين صُنِّف في هذا الباب، لا أذكر –للأسف- اسمه ولا اسم مؤلفه! ومِن آخر مَن رأيتُه رَدَّ على هذه الفرية فضيلة الشيخ (د. عبد الكريم الخضير) –حفظه الله تعالى- في "رسالته للماجستير" «الحديث الضعيف وحُكْم الاحتجاج به»، وقد استفدتُ منه بعض ما كتبتُه الآن؛ فجزاه الله خيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/385)
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[20 - 12 - 04, 02:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخينا محمد يوسف وإنها لفائدة عظيمة
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[09 - 02 - 06, 02:03 ص]ـ
للرفع.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[09 - 02 - 06, 09:02 ص]ـ
ذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية
أن في معنى كون الكمأة من المن احتملان:
الأول: أنه من جملة ما من الله به على بني إسرائيل.
الثاني: أنه مثله في عدم الكلفة ونزوله من السماء، فالكمأ في العادة ينبت بعد نزول المطر بلا زراعة وكلفة.
ومعنى قوله: وماؤها شفاء للعين: أنه يخلط مع غيره كالإثمد. وقيل: المراد بمائها بعد شيِّهِ واستقطاره، لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب ما به من أذى، وقيل: ما يبقى منها بعد عصرها، لما روى أبو هريرة الحديث قال: فأخذت ثلاثة أكمؤ أو خمسا أو سبعا فعصرتهن وجعلت ماءهن في قارورة وكحلت به جارية لي عمشاء فبرأت. رواه الترمذي
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[14 - 03 - 06, 11:03 م]ـ
جزاك الله خيرا , أخي وحبيبي فى الله (محمد بن يوسف) - حفظه الله من كل سوءٍ -
يعلم الله أني احبك فيه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[30 - 03 - 07, 04:40 ص]ـ
للفائدة.
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[02 - 04 - 07, 06:55 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:28 ص]ـ
للفائدة.
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:42 ص]ـ
للأهمية
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[13 - 05 - 09, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
للرفع!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 05 - 09, 11:19 م]ـ
إخوتي الكرام ,,
والدتي الفاضلة الكريمة - أسأل الله أن يغفر لها ويرزقني برها - كفيفة لا ترى بالكلية
فهل الكمأة لكل مصاب في عينه .. ؟
وكيف طريقة إستخدامها .. ؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 09, 02:47 م]ـ
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%85%D8%A3
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 09, 02:51 م]ـ
وعندما تم تحليل الكمأة تبين أنها مصدر مهم للبروتينات من بين نباتات الصحراء، وأنها تتكون من 77 % ماء، 23 %مواد مختلفة، منها 60 % هيدرات الكربون، 7 % دهون، 4 % ألياف، 18 % مواد بروتينية، 11 % تبقى على هيئة رماد بعد الحرق، وتم التعرف على سبعة عشر حمضاً من الأحماض الأمينية في بروتينيات الكمأة.
وقد أجريت العديد من الدراسات والأبحاث على مرضى مصابين بالرمد الحبيبي أو التراخوما - وهو التهاب مزمن ومعدٍ يصيب العين ويؤدي إلى تليف القرنية، مما قد يتسبب في فقدان البصر - فاستُخدم ماءُ الكمأة في علاج نصف المرضى، واستخدمت المضادات الحيوية في علاج النصف الآخر، فتبين أن ماء الكمأة قد أدَّى إلى نقص شديد في تكون الخلايا اللمفاوية والألياف التي تنتج عن هذا الالتهاب، والتي تسبب العتامة في القرنية، بعكس الحالات الأخرى التي استخدمت فيها المضادات الحيوية، فهو يقلل من حدوث هذا التليف في قرنية العين وذلك بوقف نمو الخلايا المكونة للألياف، كما أنه في نفس الوقت يقوم بمعادلة التأثير الكيميائي لسموم التراخوما، ويمنع النمو غير الطبيعي للخلايا الطلائية للملتحمة في العين، ويزيد من التغذية لهذه الخلايا عن طريق توسيع الشعيرات الدموية بالملتحمة، ولأن معظم مضاعفات الرمد الحبيبي تنتج عن عملية تليف قرنية العين، فإن ماء الكمأة يمنع من حدوث هذه المضاعفات بإذن الله.
وهذا هو ما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قبل ألف وأربعمائة سنة حين قال كما في الصحيحين: (الكمْأة من المنِّ وماؤُها شفاء للعين)، فكان قوله هذا سبقاً علمياً وإعجاز نبوياً، تحدى فيه الأطباء والباحثين، قبل أن تتطور العلوم ويكتشف الناس هذه الحقائق في العصر الذي تباهى الناس فيه بالعلم وركنوا إليه، وليتهم جعلوا منه طريقاً إلى الإيمان بالله وبرسوله عليه الصلاة والسلام.
المراجع:
الإعجاز العلمي في السنة النبوية د. زغلول النجار
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 09, 03:17 م]ـ
وللعلم انه يعرف في المغرب العربي (ليبيا،تونس، الجزائر، المغرب،) بالترفاس، وبالنسبة للبلاد التونسية ينبت بتطاوين وبن قردان وفي الصحراء عموما، وهذه الأيام موسم التقاطه
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 12:37 ص]ـ
قال الحافظ في الفتح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/386)
قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: فِي الْمُرَاد بِكَوْنِهَا شِفَاء لِلْعَيْنِ قَوْلَانِ:
أَحَدهمَا: أَنَّهُ مَاؤُهَا حَقِيقَة، إِلَّا أَنَّ أَصْحَاب هَذَا الْقَوْل اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يُسْتَعْمَل صِرْفًا فِي الْعَيْن، لَكِنْ اِخْتَلَفُوا كَيْف يُصْنَع بِهِ عَلَى رَأْيَيْنِ:
أَحَدهمَا: أَنَّهُ يُخْلَط فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي يُكْتَحَل بِهَا حَكَاهُ أَبُو عُبَيْد، قَالَ: وَيُصَدِّق هَذَا الَّذِي حَكَاهُ أَبُو عُبَيْد أَنَّ بَعْض الْأَطِبَّاء قَالُوا: أَكْل الْكَمْأَة يَجْلُو الْبَصَر،
ثَانِيهمَا: أَنْ تُؤْخَذ فَتُشَقّ وَتُوضَع عَلَى الْجَمْر حَتَّى يَغْلِي مَاؤُهَا، ثُمَّ يُؤْخَذ الْمِيل فَيُجْعَل فِي ذَلِكَ الشِّقّ وَهُوَ فَاتِر فَيُكْتَحَل بِمَائِهَا، لِأَنَّ النَّار تُلَطِّفهُ وَتُذْهِب فَضَلَاته الرَّدِيئَة وَيَبْقَى النَّافِع مِنْهُ، وَلَا يُجْعَل الْمِيل فِي مَائِهَا وَهِيَ بَارِدَة يَابِسَة فَلَا يَنْجَع، وَقَدْ حَكَى إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عَنْ صَالِح وَعَبْد اللَّه اِبْنَيْ أَحْمَد بْن حَنْبَل أَنَّهُمَا اِشْتَكَتْ أَعْيُنهمَا فَأَخَذَا كَمْأَة وَعَصَرَاهَا وَاكْتَحَلَا بِمَائِهَا فَهَاجَتْ أَعْيُنهمَا وَرَمِدَا.
قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: وَحَكَى شَيْخنَا أَبُو بَكْر بْن عَبْد الْبَاقِي أَنَّ بَعْض النَّاس عَصَرَ مَاء كَمْأَة فَاكْتَحَلَ بِهِ فَذَهَبَتْ عَيْنه.
وَالْقَوْل الثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد مَاؤُهَا الَّذِي تَنْبُت بِهِ، فَإِنَّهُ أَوَّل مَطَر يَقَع فِي الْأَرْض فَتُرَبَّى بِهِ الْأَكْحَال حَكَاهُ اِبْن الْجَوْزِيّ عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَبْد الْبَاقِي أَيْضًا، فَتَكُون الْإِضَافَة إِضَافَة الْكُلّ لَا إِضَافَة جُزْء. قَالَ اِبْن الْقَيِّم: وَهَذَا أَضْعَف الْوُجُوه.
قُلْت: وَفِيمَا اِدَّعَاهُ اِبْن الْجَوْزِيّ مِنْ الِاتِّفَاق عَلَى أَنَّهَا لَا تُسْتَعْمَل صِرْفًا نَظَر، فَقَدْ حَكَى عِيَاض عَنْ بَعْض أَهْل الطِّبّ فِي التَّدَاوِي بِمَاءِ الْكَمْأَة تَفْصِيلًا، وَهُوَ إِنْ كَانَ لِتَبْرِيدِ مَا يَكُون بِالْعَيْنِ مِنْ الْحَرَارَة فَتُسْتَعْمَل مُفْرَدَة، وَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَتُسْتَعْمَل مُرَكَّبَة، وَبِهَذَا جَزَمَ اِبْن الْعَرَبِيّ فَقَالَ: الصَّحِيح أَنَّهُ يَنْفَع بِصُورَتِهِ فِي حَال، وَبِإِضَافَتِهِ فِي أُخْرَى، وَقَدْ جُرِّبَ ذَلِكَ فَوُجِدَ صَحِيحًا. نَعَمْ جَزَمَ الْخَطَّابِيُّ بِمَا قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ فَقَالَ: تُرَبَّى بِهَا التُّوتِيَاء وَغَيْرهَا مِنْ الْأَكْحَال، قَالَ: وَلَا تُسْتَعْمَل صَرْفًا فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْعَيْن. وَقَالَ الْغَافِقِيّ فِي " الْمُفْرَدَات ": مَاء الْكَمْأَة أَصْلَح الْأَدْوِيَة لِلْعَيْنِ إِذَا عُجِنَ بِهِ الْإِثْمِد وَاكْتُحِلَ بِهِ، فَإِنَّهُ يُقَوِّي الْجَفْن، وَيَزِيد الرُّوح الْبَاصِر حِدَّة وَقُوَّة، وَيَدْفَع عَنْهَا النَّوَازِل. وَقَالَ النَّوَوِيّ: الصَّوَاب أَنَّ مَاءَهَا شِفَاء لِلْعَيْنِ مُطْلَقًا فَيُعْصَر مَاؤُهَا وَيُجْعَل فِي الْعَيْن مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ رَأَيْت أَنَا وَغَيْرِي فِي زَمَاننَا مَنْ كَانَ عَمِيَ وَذَهَبَ بَصَره حَقِيقَة فَكَحَّلَ عَيْنه بِمَاءِ الْكَمْأَة مُجَرَّدًا فَشُفِيَ وَعَادَ إِلَيْهِ بَصَره، وَهُوَ الشَّيْخ الْعَدْل الْأَمِين الْكَمَال بْن عَبْد الدِّمَشْقِيّ صَاحِب صَلَاح وَرِوَايَة فِي الْحَدِيث، وَكَانَ اِسْتِعْمَاله لِمَاءِ الْكَمْأَة اِعْتِقَادًا فِي الْحَدِيث وَتَبَرُّكًا بِهِ فَنَفَعَهُ اللَّه بِهِ.
قُلْت: الْكَمَال الْمَذْكُور هُوَ كَمَال الدِّين بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد الْمُنْعِم بْن الْخَضِر يُعْرَف بِابْنِ عَبْد بِغَيْرِ إِضَافَة الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِيّ مِنْ أَصْحَاب أَبِي طَاهِر الْخُشُوعِيّ، سَمِعَ مِنْهُ جَمَاعَة مِنْ شُيُوخ شُيُوخنَا، عَاشَ ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سَنَة وَمَاتَ سَنَة اِثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَسِتّمِائَةِ قَبْل النَّوَوِيّ بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَيَنْبَغِي تَقْيِيد ذَلِكَ بِمَنْ عَرَفَ مِنْ نَفْسه قُوَّة اِعْتِقَاد فِي صِحَّة الْحَدِيث وَالْعَمَل بِهِ كَمَا يُشِير إِلَيْهِ آخِر كَلَامه، وَهُوَ يُنَافِي قَوْله أَوَّلًا مُطْلَقًا، وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه بِسَنَدٍ صَحِيح إِلَى قَتَادَة قَالَ: حُدِّثْت أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: أَخَذْت ثَلَاثَة أَكْمُؤ أَوْ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَعَصَرْتُهُنَّ فَجَعَلْت مَاءَهُنَّ فِي قَارُورَة فَكَحَّلَتْ بِهِ جَارِيَة لِي فَبَرِئَتْ. وَقَالَ اِبْن الْقَيِّم: اِعْتَرَفَ فُضَلَاء الْأَطِبَّاء أَنَّ مَاء الْكَمْأَة يَجْلُو الْعَيْن، مِنْهُمْ الْمُسَبِّحِيّ وَابْن سِينَا وَغَيْرهمَا. وَاَلَّذِي يُزِيل الْإِشْكَال عَنْ هَذَا الِاخْتِلَاف أَنَّ الْكَمْأَة وَغَيْرهَا مِنْ الْمَخْلُوقَات خُلِقَتْ فِي الْأَصْل سَلِيمَة مِنْ الْمَضَارّ، ثُمَّ عَرَضَتْ لَهَا الْآفَات بِأُمُورٍ أُخْرَى مِنْ مُجَاوَرَة أَوْ اِمْتِزَاج أَوْ غَيْر ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَاب الَّتِي أَرَادَهَا اللَّه تَعَالَى، فَالْكَمْأَة فِي الْأَصْل نَافِعَة لِمَا اِخْتَصَّتْ بِهِ مِنْ وَصْفهَا بِأَنَّهَا مِنْ اللَّه، وَإِنَّمَا عَرَضَتْ لَهَا الْمَضَارّ بِالْمُجَاوَرَةِ، وَاسْتِعْمَال كُلّ مَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّة بِصِدْقٍ يَنْتَفِع بِهِ مَنْ يَسْتَعْمِلهُ، وَيَدْفَع اللَّه عَنْهُ الضَّرَر بِنِيَّتِهِ، وَالْعَكْس بِالْعَكْسِ، وَاَللَّه أَعْلَم.
انتهى كلامه رحمه الله(27/387)
الإخوة المتصوفة؛ إلى ههنا وصل الأمر؟، لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 04 - 04, 08:44 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
منذ ما يقرب من خمسة عشر يوما كانت محاضرة في دمشق، وفيها من يشار إليه بالبنان، وكانت المحاضرة عبارة عن ترجمة للشيخ أحمد الحارون، وانقضت الساعات في الكلام عن كرامات الشيخ، وكان مما قيل في المحاضرة:
1ـ ثلاث حالات إحياء للموتى من الشيخ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2ـ حالات متكررة من الإطلاع على الغيب.
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم)
(قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ).
3ـ وكان مما قال هذا المحاضر أن الشيخ كان يتصرف في الكون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن ذكرت ممن يشار إليه بالبنان، والبعض يوضع قبل اسمه ألف ودال (أ د) الكل ساكت متبسم وعليه سمت الفرح والسرور، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم إني بريء من هذا الذي قاله هذا المحاضر المتعالم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:21 م]ـ
إن كانوا يقولون ويقرون مثل هذه الكفريات فلست لهم أخا، وليسوا لك بإخوة.
والله المستعان.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[20 - 04 - 04, 10:58 م]ـ
من هو؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[20 - 04 - 04, 11:12 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجُرنا في مُصيبتنا وأخلِف لنا خَيرًا منها.
نعم؛ أخي، اذكر أسمائهم؛ حتى يفتضح أمرهم أمام أهل السُّنَّة، وهيا نغتابهم في الله!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 04 - 04, 11:33 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عصام البشير
إن كانوا يقولون ويقرون مثل هذه الكفريات فلست لهم أخا، وليسوا لك بإخوة.
صدقت
هذا غلاة الصوفية: شرك في الربوبية.
شرك العرب الأوائل أخف منهم.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[20 - 04 - 04, 11:50 م]ـ
اخي الكريم ارح نفسك ولاتسئل من هو فانهم كثير
ولكن شيخنا الفاضل عصام بشير لي عندك سؤال اذا كانت هذة الاقوال الكفرية تخرج من الجهال فامر بسيط ولكن ارجو منك ان تشرح لي كيف يخرج مثل ذلك ممن يصفة العلماء بالعلامة او بشيخ الاسلام او شمس الاسلام او مفتي الحنفية او المالكية في وقتة او المحدث الكبير ولا اريد ان اسمي وعندي امثلة وكتب وسائل في هذا الكلام الكفري والحمد لله علي عقيدة اهل الاثر
ـ[المظفري]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:46 م]ـ
السلام عليكم
أنا أكره المبالغات مثلكم
ولكن إذا أكرم الله عبدا صالحا وثبت ذلك أو حصل استدراجا لغير صالح شيء من هذا فهل يكون إثباته على الإطلاق شركا
إذن كيف نعتقد بعض هذا في عيسى عليه السلام وفي الأنبياء الذين يطلعهم الله على بعض ما يغيب عن غيرهم
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[22 - 04 - 04, 02:29 ص]ـ
يبدو أن الجفري ركن منهم، فقد سمعت له مثل هذه الشركيات كاستطاعة الولي خلق طفل في بطن امرأة!! بزعم الكرامة
وإن كان ما ذكرته صحيحاً أخي صاحب الموضوع، فلستَ لهم بأخٍ، وليسوا لك بإخوة، بل هم أعداء في الدين، ولنا في إبراهيم عليه السلام أسوة حسنة حيث قال
(قد كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة: من الآية4)
ـ[المستكشف]ــــــــ[22 - 04 - 04, 03:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا عمر. ووفقك الله تعالى وسددك لكل خير.
ولكني أعتقد أن (لا حول ولا قوة إلا بالله) لا تصلح في هذا المقام؛ إذ إنها ذكر مطلق. والأولى (التكبير) أو (الاسترجاع).
هذا حسب علمي، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:35 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المظفري
السلام عليكم
أنا أكره المبالغات مثلكم
ولكن إذا أكرم الله عبدا صالحا وثبت ذلك أو حصل استدراجا لغير صالح شيء من هذا فهل يكون إثباته على الإطلاق شركا
إذن كيف نعتقد بعض هذا في عيسى عليه السلام وفي الأنبياء الذين يطلعهم الله على بعض ما يغيب عن غيرهم
ما حدث لعيسى عليه السلام من معجزات كانت من الله لإثبات نبوته، وإظهار قدرة الله على يديه ليؤمن بني إسرائيل
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}
وهذا المذكور ليس برسول!
وذكر أخي ماهر عنه قوله: أنه يتصرف في الكون!
وهذه ليست مبالغات! كما قلتَ بل كذب تعرفه عجائز نيسابور!
ومن اعتقد أن أحدا من الخلق قادرا على فعل ما ذُكِرَ فليراجع إسلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/388)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:20 م]ـ
ومما كان في هذه المحاضرة
كلام بذيء يأبى الصغير والكبير أن يقوله، وبالطبع لن أكتبه لأني أستحيي من سماعه فكيف بنطقه وكتابته.
هذا الكلام كان من دعابة الشيخ الحارون كما يقول هذا الأحمق المتهور!!!
الإخوة الأفاضل
أنا ماأدركت الشيخ الحارون الذي يتحدثون عن فضائله!!!!
لكن الذي أعرفه عنه
أن في عقله شيء.
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:23 ص]ـ
كان ابن الجوزي يقول: (اللهم اني اعوذ بك من صحبة البطالين) اللهم انا نعوذ بك من البطالين ونسألك صحبة الصالحين.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:25 ص]ـ
قبل أسابيع بثت قناة " الجزيرة " برنامجاً رائعاً عن الصوفية، ونشاطهم لا سيما بعد الحادي عشر من سبتمبر، ومما لفت انتباهي وانتباه كل من شاهده قولُ أحد شيوخ طرق الصوفية المشهورة: المغفلون يظنون أنا على الاسلام، أما الأذكياء فيعلمون أننا لسنا على الاسلام!
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:53 ص]ـ
الذي أنصح به الإخوة هنا هو عدم الوقوع في عرض الشيخ أحمد الحارون رحمه الله تعالى.
فقد سمعت بإذني من الشيخ على الطنطاوي رحمه الله أن الشيخ أحمد كان رجلا صالحا، على السنة، ملتزما بآداب الشريعة. وهو يعرفه شخصيا.
وقال أن كثيرا مما ينسب له من حكايات لا تصح نسبتها إليه.
فرحمهم الله جميعا،
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:36 ص]ـ
وبالنسبة للإخبار بالغيب فهاهو الشيخ ابن القيم الجوزية يحكي في مدارج السالكين كرامة لابن تيمية يخبر فيها بما في اللوح المحفوظ فما رأي المنكرين؟:
قال ما نصه:
أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة وأن جيوش المسلمين تكسر
وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام
وأن كلب الجيش وحدته في الأموال: وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة
(وسماها ابن القيم فراسة)
وقال أيضا ما نصه:
ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم وأن الظفر والنصر للمسلمين
وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينا فيقال له: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا وسمعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا علي قلت: لا تكثروا كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ أنهم مهزومون في هذه الكرة وأن النصر لجيوش الإسلام
(وهذا إخبار بالغيب، وجزم بما في اللوح المحفوظ)
وقال:
ولما طلب إلى الديار المصرية وأريد قتله بعد ما أنضجت له القدور وقلبت له الأمور: اجتمع أصحابه لوداعه وقالوا: قد تواترت الكتب بأن القوم عاملون على قتلك فقال: والله لا يصلون إلى ذلك أبدا قالوا: أفتحبس قال: نعم ويطول حبسي ثم أخرج وأتكلم بالسنة على رؤوس الناس سمعته يقول ذلك
إلى أن قال:
وقال مرة: يدخل علي أصحابي وغيرهم فأرى في وجوههم وأعينهم أمورالا أذكرها لهم فقلت له أو غيري لو أخبرتهم فقال: أتريدون أن أكون معرفا كمعرف الولاة
وقلت له يوما: لو عاملتنا بذلك لكان أدعى إلى الاستقامة والصلاح فقال: لا تصبرون معي على ذلك جمعة أو قال: شهرا
وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه ولم ينطق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدته والله أعلم.
(وتأمل العبارة الأخيرة، وما هو قولك لو حكيت عن غيره، وأنا لا أعرف عنه كثيرا، لكن بعض الإخوة هنا متسرع في الحكم على الناس)
كتاب مدارج السالكين من الجزء 2، صفحة 490
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=81&id=1016
فما يقال عما هنا يقال هناك، فإن قيل فراسة قيل فهناك أيضا، والله أعلم بصحة ما ينسب للناس.
=====================
أما بالنسبة لمن أنكر كرامة إحياء الموتى لبعض الصالحين فتأمل معي ما في كتاب الفرقان لابن تيمية فقد قال ما نصه:
وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو، فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة، ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية، وأخذ سرجه فمات الفرس.
وقال أيضا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/389)
ورجل من النخع كان له حمار فمات في الطريق، فقال له أصحابه: هلم نتوزع متاعك على رحالنا، فقال لهم: أمهلوني هنيهة، ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين، ودعا الله تعالى فأحيا له حماره، فحمل عليه متاعه.
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowChapter.php?lang=A&BabId=129&ChapterId=129&BookId=1603&CatId=310
فأين المنكر؟
فمهما قال هنا، يقال نحوه هناك.
والله أعلم بصحة ما ينقله الناس عن غيرهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 04 - 04, 09:50 ص]ـ
- أهل السنة يثبتون كرامات الأولياء، ويكذبون ادعاءات الأدعياء الأغبياء.
- فرق بين أن يدعو الله أن يحيي حماره وفرسه، وبين أن يدعيَ هؤلاء الحمقى أنه هو الذي يحيه، وكون الشيخ الحارون هذا بريء من هذا الأقوال، أو غير بريء؛ فالأمر لازم لهؤلاء الجهلة الخرافيين الذي ألقوا المحاضرة، وتبسموا لها، وصدقوها.
- وأما ما ذكرته عن ابن تيمية رحمه الله، فشيخ الإسلام رحمه الله يكفر من يدعي علم الذي لا يعلمه إلا الله ... وكلامه في هذا أكثر من أن يشهر، ويذكر، وما سماه ابن القيم فراسة حق، وهذه ليست لكل الناس، ولذا لم يدعها لنفسه! فالمؤمن يرى بنور ربه كما ورد في بعض الأخبار، وقد روي عن بعض الصحابة، وجمع من كبار الأئمة من السلف شيء مشابه لهذا وقد فرقوا بينه، وبين خزعبلات الصوفية، وما يوحيه لهم الشيطان.
- وقد يكون أيضا ما وقع لشيخ الإسلام رؤيا رآها هو، أو غيره وأخبره بها فعلم تأويلها ..
- وبالنسبة لغزو التتار، وبعض ما ذكر فيه من النصر فقاله توكلا على الله وثقة بوعده سبحانه لعباده إذا أصلحوا ..
- ولا تنس حكاية تصرفه في الكون؛ فهذه قوية!
- وما يقوله الصوفية ويفعلونه ليس هذا فقط، حتى يعلق الحكم به! فالبوطي في الشام، وهو خرافي محترق في الضلال، حتى لو لم تصح جدلا هذه الحكاية مع أن الناقل لها (أبو بكر) ثقة ثبت!
- وقولك (عن ابن تيمية) لا أعرف عنه كثيرا .. أدعوك إلى أن تعرف عنه، ولا تحرم نفسك فالرجل قد أفاد منه كبار الأئمة العلماء في زمانه وبعده من كل المذاهب حتى بعض من يخالفه في شيء المعتقد!
وأنصحك بالإطلاع على كتاب الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية جمع محمد عزير شمس وعلي العمران لتتعرف على شيء مما نقلوا فيه فقد ذكروا في الكتاب من ترجم للشيخ فكانوا قرابة الثمانين عالما من شتى المذاهب الفقهية والمشارب العقدية.
وأما الكلام في الصوفية، وما عندهم من البلايا والخطايا فيعجز القلم عن تسطير بعضه، ويكفيهم خبثا القيام والولاية على أعظم ذنب عصي الله به (الشرك) فلا تجد قبرا يعبد ويحج له ... إلا والقائم عليه منهم! اللهم إلا ما يشاركهم فيه إخوانهم من الرافضة، مع أني أعلم أنهم ليسوا على درجة واحدة من الضلال لكن {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (132) سورة الأنعام
والكلام هنا يحتاج إلى مزيد بسط، لكن هذا ما سمح به الوقت الآن.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 10:37 ص]ـ
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الجزء الثامن من الفتاوى:
ولهذا قال بعض العلماء: ما من آية لنبي من الأنبياء السابقين، إلا ولرسول الله صلي الله عليه وسلم مثلها. - فأورد عليهم أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يلق في النار فيخرج حياً، كما حصل ذلك لإبراهيم. فأجيب بأنه جري ذلك لأتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، كما ذكره المؤرخون عن أبي مسلم الخولاني، وإذا أكرم أتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بجنس هذا لأمر الخارق للعادة، دل ذلك على أن دين النبي صلي الله عليه وسلم حق، لأنه مؤيد بجنس هذه الآية التي حصلت لإبراهيم. وأورد عليهم أن البحر لم يفلق للنبي صلي الله عليه وسلم، وقد فلق لموسي! فأجيب بأنه حصل لهذه الأمة فيما يتعلق في البحر شىء أعظم مما حصل لموسي، وهو المشي على الماء، كما في قصة العلاء بن الحضرمي، حيث مشوا على ظهر الماء، وهذا أعظم مما حصل لموسي، مشي على أرض يابسة. وأورد عليهم أن من آيات عيسي إحياء الموتي، ولم يقع ذلك لرسول الله صلي الله عليه وسلم. فأجيب بأنه حصل وقع لأتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، كما في قصة الرجل الذي مات حماره في أثناء الطريق، فدعا الله تعالي أن يحييه، فأحياه الله تعالي. وأورد عليهم إبراء الأكمة والأبرص. فأجيب بأنه حصل من النبي صلي الله عليه وسلم أن قتادة بن النعمان لما جرح في أحد، ندرت عينه حتي صارت على خده، فجاء النبي صلي الله عليه وسلم، فأخذها بيده، ووضعها في مكانها، فصارت أحسن عينيه. فهذه من أعظم الآيات. فالآيات التي كانت للأنبياء السابقين كان م ن جنسها للنبي صلي الله عليه وسلم أو لأمته، ومن أراد المزيد من ذلك، فليرجع إلي كتاب " البداية والنهاية في التاريخ" لابن كثير. تنبيه: الكرامات، قلنا: إنها تكون تأييدا أو تثبيتاً إو إعانة للشخص أو نصراً للحق، ولهذا كانت الكرامات في التابعين أكثر منها في الصحابة، لأن الصحابة عندهم من التثبيت والتأييد والنصر ما يستغنون به عن الكرامات فإن الرسول صلي الله عليه وسلم كان بين أظهرهم، وأما التابعون، فإنهم دون ذلك، ولذلك كثرت الكرامات في زمنهم تأييداً لهم وتثبيتاً ونصراً للحق الذي هم عليه. وما يجري على أيديهم من خوارق العادات.
فأين المنكر؟ والكلام هنا عن الكرامات وليس التصرف في الكون.
وراجعوا كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي رحمه الله ففيها الكثير من هذه الاخبار.
والله أعلم بصحة ما ينقله الناس عن غيرهم كما قال الاخ الكريم راجي رحمة ربه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/390)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:55 م]ـ
توطئة: ولي عودة إن شاء الله للتعليق على بعض ما ذكر، وأحببت أن تكون هذه القاعدة كمقدمة لمن اختلط عليه بعض الأمر.
تنبيه: لم يراع في طبعة الفتاوي الهمزات، ولا كتابة النقط للياء، والوقت لا يسعفني في إصلاحها.
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوي 11/ 311 - 362
قاعدة شريفة فى المعجزات والكرامات وإن كان اسم المعجزة يعم كل خارق للعادة فى اللغة وعرف الأئمة المتقدمين كالامام احمد بن حنبل وغيره ويسمونها الآيات لكن كثير من المتأخرين يفرق فى اللفظ بينهما فيجعل المعجزة للنبى و الكرامة للولي وجماعهما الأمر الخارق للعادة فنقول صفات الكمال ترجع إلى ثلاثة العلم والقدرة والغنى وان شئت ان تقول العلم والقدرة والقدرة إما على الفعل وهو التأثير وإما على الترك وهو الغنى والأول اجود وهذه الثلاثة لا تصلح على وجه الكمال الا لله وحده فانه الذى احاط بكل شىء علما وهو على كل شىء قدير وهو غنى عن العالمين وقد امر الرسول ان يبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم انى ملك ان اتبع إلا ما يوحى الى وكذلك قال نوح عليه السلام فهذا أول أولى العزم واول رسول بعثه الله تعالى إلى أهل الأرض وهذا خاتم الرسل وخاتم اولى العزم كلاهما يتبرأ من ذلك وهذا لأنهم يطالبون الرسول تارة بعلم الغيب كقوله ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين و يسألونك عن الساعة ايان مرساها قل انما علمها عند ربى وتارة بالتأثير كوله وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا إلى قوله قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا وتارة يعيبون عليه الحاجة البشرية كقوله وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى اليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها فأمره ان يخبر انه لا يعلم الغيب ولا يملك خزائن الله ولا هو ملك غنى عن الاكل والمال إن هو الا متبع لما اوحى اليه واتباع ما اوحى اليه هو الدين وهو طاعة الله وعبادته علما وعملا بالباطن والظاهر وانما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله تعالى فيعلم منه ما علمه اياه ويقدر منه على ما اقدره الله عليه ويستغنى عما اغناه الله عنه من الامور المخالفة للعادة المطردة او لعادة غالب الناس فما كان من الخوارق من باب العلم فتارة بأن يسمع العبد مالا يسمعه غيره وتارة بأن يرى مالا يراه غيره يقظة ومناما وتارة بأن يعلم مالا يعلم غيره وحيا وإلهاما أو انزال علم ضرورى أو فراسة صادقة ويسمى كشفا ومشاهدات ومكاشفات ومخاطبات فالسماع مخاطبات والرؤية مشاهدات والعلم مكاشفة ويسمى ذلك كله كشفا و مكاشفة اى كشف له عنه وما كان من بابا القدرة فهو التأثير وقد يكون همة وصدقا ودعوة مجابة وقد يكون من فعل الله الذى لا تأثير له فيه بحال مثل هلاك عدوه بغير أثر منه كقوله من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وانى لأثأر لأوليائى كما يثأر الليث الحرب ومثل تذليل النفوس له ومحبتها اياه ونحو ذلك وكذلك ما كان من باب العلم والكشف قد يكشف لغيره من حاله بعض امور كما قال النبى فى المبشرات هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح او ترى له وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم أنتم شهداء الله فى الأرض وكل واحد من الكشف والتأثير قد يكون قائما به وقد لا يكون قائما به بل يكشف الله حاله ويصنع له من حيث لا يحتسب كما قال يوسف بن اسباط ما صدق الله عبد إلا صنع له وقال احمد بن حنبل لو وضع الصدق على جرح لبرأ لكن من قام بغيره له من الكشف والتأثير فهو سببه ايضا وان كان خرق عادة فى ذلك الغير فمعجزات الأنبياء واعلامهم ودلائل نبوتهم تدخل فى ذلك وقد جمع لنبينا محمد جميع انواع المعجزات والخوارق أما العلم والاخبار الغيبية والسماع والرؤية فمثل اخبار نبينا عن الأنبياء المتقدمين وأممهم ومخاطباته لهم واحواله معهم وغير الأنبياء من الأولياء وغيرهم بما يوافق ما عند أهل الكتاب الذين ورثوه بالتواتر أو بغيره من غير تعلم له منهم وكذلك اخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/391)
تعلم منهم ويعلم ان ذلك موافق لنقول الأنبياء تارة بما فى ايديهم من الكتب الظاهرة ونحو ذلك من النقل المتواتر وتارة بما يعلمه الخاصة من علمائهم وفى مثل هذا قد يستشهد أهل الكتاب وهو من حكمة ابقائهم بالجزية وتفصيل ذلك ليس هذا موضعه فاخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق وكذلك اخباره عن الامور المستقبلة مثل مملكة امته وزوال مملكة فارس والروم وقتال الترك وألوف مؤلفة من الاخبار التى اخبر بها مذكور بعضها فى كتب دلائل النبوة و سيرة الرسول و فضائله و كتب التفسير و الحديث و المغازى مثل دلائل النبوة لابى نعيم والبيهقى وسيرة ابن اسحق وكتب الاحاديث المسندة كمسند الامام أحمد والمدونة كصحيح البخارى وغير ذلك مما هو مذكور أيضا فى كتب أهل الكلام والجدل كاعلام النبوة للقاضى عبد الجبار وللماوردى والرد على النصارى للقرطبى ومصنفات كثيرة جدا وكذلك ما أخبر عنه غيره مما وجد فى كتب الأنبياء المتقدمين وهى فى وقتنا هذا اثنان وعشرون نبوة بايدى اليهود والنصارى كالتوراة والانجيل والزبور وكتاب شعيا وحبقوق ودانيال وأرميا وكذلك اخبار غير الانبياء من الاحبار والرهبان وكذلك اخبار الجن والهواتف المطلقة واخبار الكهنة كسطيح وشق وغيرهما وكذلك المنامات وتعبيرها كمنام كسرى وتعبير الموبذان وكذا اخبار الأنبياء المتقدمين بما مضى وما عبر هو من أعلامهم وأما القدرة والتأثير فاما ان يكون فى العالم العلوى أو ما دونه وما دونه إما بسيط أو مركب والبسيط إما الجو و إما الأرض والمركب اما حيوان وإما نبات واما معدن والحيوان إما ناطق وإما بهيم فالعلوى كانشقاق القمر ورد الشمس ليوشع بن نون كذلك ردها لما فاتت عليا الصلاة و النبى نائم فى حجره إن صح الحديث فمن الناس من صححه كالطحاوى والقاضى عياض ومنهم من جعله موقوفا كابى الفرج بن الجوزى وهذا اصح وكذلك معراجه إلى السماوات وأما الجو فاستسقاؤه واستصحاؤه غير مرة كحديث الاعرابى الذى فى الصحيحين وغيرهما وكذلك كثرة الرمى بالنجوم عند ظهوره وكذلك اسراؤه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى و اما الارض والماء فكاهتزاز الجبل تحته وتكثير الماء فى عين تبوك وعين الحديبية ونبع الماء من بين اصابعه غير مرة ومزادة المرأة وأما المركبات فتكثيره للطعام غير مرة فى قصة الخندق من حديث جابر وحديث أبى طلحة وفى أسفاره وجراب أبى هريرة ونخل جابر بن عبد الله وحديث جابر وابن الزبير فى انقلاع النخل له وعوده إلى مكانه وسقياه لغير واحد من الأرض كعين أبى قتادة وهذا باب واسع لم يكن الغرض هنا ذكر أنواع معجزاته بخصوصه وإنما الغرض التمثيل وكذلك من باب القدرة عصا موسى عليه السلام وفلق البحر والقمل والضفادع والدم وناقة صالح وابراء الا كمه والأبرص واحياء الموتى لعيسى كما ان من باب العلم اخبارهم بما يأكلون وما يدخرون فى بيوتهم وفى الجملة لم يكن المقصود هنا ذكر المعجزات النبوية بخصوصها وإنما الغرض التمثيل بها وأما المعجزات التى لغير الأنبياء من باب الكشف والعلم فمثل قول عمر فى قصة سارية وأخبار ابى بكر بان ببطن زوجته أنثى واخبار عمر بمن يخرج من ولده فيكون عادلا وقصة صاحب موسى فى علمه بحال الغلام و القدرة مثل قصة الذى عنده علم من الكتاب وقصة أهل الكهف وقصة مريم وقصة خالد بن الوليد وسفينة مولى رسول الله وابى مسلم الخولانى واشياء يطول شرحها فان تعداد هذا مثل المطر وإنما الغرض التمثيل بالشىء الذى سمعه سمعه أكثر الناس واما القدرة التى لم تتعلق بفعله فمثل نصر الله لمن ينصره وأهلاكه لمن يشتمه فصل الخارق كشفا كان أو تأثيرا أن حصل به فائدة مطلوبة فى الدين كان من الأعمال الصالحة المأمور بها دينا وشرعا واما واجب واما مستحب وان حصل به أمر مباح كان من نعم الله الدنيوية التى تقتضى شكرا وان كان على وجه يتضمن ما هو منهى عنه نهى تحريم أو نهى تنزيه كان سببا للعذاب أو البغض كقصة الذى اوتى الآيات فانسلخ منها بلعام بن باعوراء لكن قد يكون صاحبها معذورا لاجتهاد أو تقليد أو نقص عقل أو علم أو غلبة حال أو عجز أو ضرورة فيكون من جنس برح العابد و النهى قد يعود إلى سبب الخارق وقد يعود إلى مقصوده فالأول مثل أن يدعو الله دعا منهيا عنه اعتداء عليه وقد قال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية أنه لا يحب المعتدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/392)
ومثل الأعمال المنهى عنها إذا أورثت كشفا أو تأثيرا والثانى ان يدعو على غيره بما لا يستحقه أو يدعو للظالم بالاعانة ويعينه بهمته كخفراء العدو وأعوان الظلمة من ذوى الاحوال فإن كان صاحبه من عقلاء المجانين والمغلوبين غلبة بحيث يعذرون والناقصين نقصا لا يلامون عليه برحية وقد بينت فى غير هذا الموضع ما يعذرون فيه وما لا يعذرون فيه وان كانوا عالمين قادرين كانوا بلعامية فان من أتى بخارق على وجه منهى عنه أو لمقصود منهى عنه فاما ان يكون معذورا معفوا عنه كبرح أو يكون متعمدا للكذب كبلعام فتلخص أن الخارق ثلاثة أقسام محمود مع الدين ومذموم فى الدين ومباح لا محمود ولا مذموم فى الدين فان كان المباح فيه منفعة كان نعمة وان لم يكن فيه منفعة كان كسائر المباحات التى لا منفعة فيها كاللعب والعبث قال أبو على الجوزجانى كن طالبا للاستقامة لا طالبا للكرامة فان نفسك منجبلة على طلب الكرامة وربك يطلب منك الاستقامة قال الشيخ السهروردى فى عوارفه وهذا الذى ذكره أصل عظيم كبير فى الباب وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا عن سلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فأبدا نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شىء من ذلك ويحبون ان يرزقوا شيئا من ذلك ولعل احدهم يبقى منكسر القلب متهما لنفسه فى صحة عمله حيث لم يكاشف بشىء من ذلك ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الامر فيعلم ان الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك بابا والحكمة فيه ان يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة تفننا فيقوى عزمه على هذا الزهد فى الدنيا والخروج عن دواعى الهوى وقد يكون بعض عباده يكاشف بصدق اليقين ويرفع عن قلبه الحجاب ومن كوشف بصدق اليقين أغنى بذلك عن رؤية خرق العادات لأن المراد منها كان حصول اليقين وقد حصل اليقين فلو كوشف هذا المرزوق صدق اليقين بشىء من ذلك لازداد يقينا فلا تقتضى الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضع استغناء به وتقتضى الحكمة كشف ذلك لآخر لموضع حاجته وكان هذا الثانى يكون اتم استعدادا وأهلية من الأول فسبيل الصادق مطالبة النفس بالإستعانة فهى كل الكرامة ثم إذا وقع فى طريقه شىء خارق كان كأن لم يقع فما يبالى ولا ينقص بذلك وإنما ينقص بالاخلال بواجب حق الاستقامة فتعلم هذا لأنه أصل كبير للطالبين والعلماء الزاهدين ومشايخ الصوفية.
فصل كلمات الله تعالى نوعان كلمات كونية وكلمات دينية فكلماته الكونية هى التى استعاذ بها النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله أعوذ بكلمات الله التامات التى لا يجاوزهن بر ولا فاجر وقال سبحانه إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وقال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا والكون كله يدخل تحت هذه الكلمات وسائر الخوارق الكشفية التأثيرية و النوع الثانى الكلمات الدينية وهى القرآن وشرع الله الذى بعث به رسوله وهى أمره ونهيه وخبره وحظ العبد منها العلم بها والعمل والأمر بما أمر الله به كما أن حظ العبد عموما وخصوصا من الأول العلم بالكونيات والتأثير فيها أى بموجبها فالأولى قدرية كونية والثانية شرعة دينية وكشف الأولى العلم بالحوادث الكونية وكشف الثانية العلم بالمأمورات الشرعية وقدرة الأولى التأثير فى الكونيات وقدرة الثانية التأثير فى الشرعيات وكما أن الأولى تنقسم إلى تأثير فى نفسه كمشيه على الماء وطيرانه فى الهواء وجلوسه على النار وإلى تأثير فى غيره باسقام وإصحاح وأهلاك وإغناء وافقار فكذلك الثانية تنقسم إلى تأثير فى نفسه بطاعته لله ورسوله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله باطنا وظاهرا وإلى تأثير فى غيره بأن يأمر بطاعة الله ورسوله فيطاع فى ذلك طاعة شرعية بحيث تقبل النفوس ما يأمرها به من طاعة الله ورسوله فى الكلمات الدينيات كما قبلت من الأول ما أراد تكوينه فيها بالكلمات الكونيات وإذا تقرر ذلك فاعلم ان عدم الخوارق علما وقدرة لا تضر المسلم فى دينه فمن لم ينكشف له شىء من المغيبات ولم يسخر له شىء من الكونيات ولا ينقصه ذلك فى مرتبته عند الله بل قد يكون عدم ذلك انفع له فى دينه إذا لم يكن وجود ذلك فى حقه مأمورا به امر إيجاب ولا استحباب واما عدم الدين والعمل به فيصير الانسان ناقصا مذموما اما ان يجعله مستحقا للعقاب واما ان يجعله محروما من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/393)
الثواب وذلك لأن العلم بالدين وتعليمه والأمر به ينال به العبد رضوان الله وحده وصلاته وثوابه وأما العلم بالكون والتأثير فيه فلا ينال به ذلك إلا إذا كان داخلا فى الدين بل قد يجب عليه شكره وقد يناله به إثم وإذا عرف هذا فالأقسام ثلاثة اما ان يتعلق بالعلم والقدرة أو بالدين فقط أو بالكون فقط فالأول كما قال لنبيه وقل رب ادخلنى مدخل صدق وإخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا فان السلطان النصير يجمع الحجة والمنزلة عند الله وهو كلماته الدينية والقدرية والكونية عند الله بكلماته الكونيات ومعجزات الأنبياء عليهم السلام تجمع الأمرين فانها حجة على النبوة من الله وهى قدرية وابلغ ذلك القرآن الذى جاء به محمد فانه هو شرع الله وكلماته الدينيات وهو حجة محمد على نبوته ومجيئه من الخوارق للعادات فهو الدعوة وهو الحجة والمعجزة واما القسم الثانى فمثل من يعلم بما جاء به الرسول خبرا وأمرا ويعمل به ويأمر به الناس ويعلم بوقت نزول المطر وتغير السعر وشفاء المريض وقدوم الغائب ولقاء العدو وله تأثير إما فى الأناسى واما فى غيرهم باصحاح واسقام واهلاك أو ولادة أو ولاية أو عزل وجماع التأثير أما جلب منفعة كالمال والرياسة واما دفع مضرة كالعدو والمرض اولا واحد منهما مثل ركوب اسد بلا فائدة أو اطفاء نار ونحو ذلك و اما الثالث فمن يجتمع له الأمران بأن يؤتى من الكشف والتأثيرالكونى ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعى وهو علم الدين والعمل به والأمر به ويؤتى من علم الدين والعمل به ما يستعمل به الكشف والتأثير الكونى بحيث تقع الخوارق الكونية تابعة للاوامر الدينية أو ان تخرق له العادة فى الأمور الدينية بحيث ينال من العلوم الدينية ومن العمل بها ومن الأمر بها ومن طاعة الخلق فيها وما لم ينله غيره فى مطرد العادة فهذه أعظم الكرامات والمعجزات وهو حال نبينا محمد وأبى بكر الصديق وعمر و كل المسلمين فهذا القسم الثالث هو مقتضى اياك نعبد واياك نستعين إذ الاول هو العبادة والثانى هو الاستعانة وهو حال نبينا محمد والخواص من أمته المتمسكين بشرعته ومنهاجه باطنا وظاهرا فان كراماتهم كمعجزاته لم يخرجها الا لحجة أو حاجة فالحجة ليظهر بها دين الله ليؤمن الكافر ويخلص المنافق ويزداد الذين آمنوا إيمانا فكانت فائدتها اتباع دين الله علما وعملا كالمقصود بالجهاد والحاجة كجلب منفعة يحتاجون إليها كالطعام والشراب وقت الحاجة إليه أو دفع مضرة عنهم ككسر العدو بالحصى الذى رماهم به فقيل له وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وكل من هذين يعود إلى منفعة الدين كالأكل والشراب وقتال العدو والصدقة على المسلمين فان هذا من جملة الدين والأعمال الصالحة وأما القسم الأول وهو المتعلق بالدين فقط فيكون منه ما لا يحتاج الى الثانى ولا له فيه منفعة كحال كثير من الصحابة والتابعين وصالحى المسلمين وعلمائهم وعبادهم مع أنه لابد ان يكون لهم حاجة أو انتفاعا بشىء من الخوراق وقد يكون منهم من لا يستعمل أسباب الكونيات ولا عمل بها فانتفاء الخارق الكونى فى حقه إما لانتفاء سببه وإما لانتفاء فائدته وانتفاؤه لانتفاء فائدته لا يكون نقصا وأماانتفاؤه لانتفاء سببه فقد يكون نقصا وقد لا يكون نقصا فان كان لاخلاله بفعل واجب وترك محرم كان عدم الخارق نقصا وهو سبب الضرر وان كان لاخلاله بالمستحبات فهو نقص عن رتبة المقربين السابقين وليس هو نقصا عن رتبة اصحاب اليمين المقتصدين وان لم يكن كذلك بل لعدم اشتغاله بسبب بالكونيات التى لا يكون عدمها ناقصا لثواب لم يكن ذلك نقصا مثل من يمرض ولده ويذهب ماله فلا يدعو ليعافى أو يجىء ماله أو يظلمه ظالم فلا يتوجه عليه لينتصر عليه وأما القسم الثانى وهو صاحب الكشف والتأثير الكونى فقد تقدم انه تارة يكون زيادة فى دينه وتارة يكون نقصا وتارة لا له ولا عليه وهذا غالب حال أهل الاستعانة كما ان الأول غالب حال أهل العبادة وهذا الثانى بمنزلة الملك والسلطان الذى قد يكون صاحبه خليفة نبيا فيكون خير أهل الأرض وقد يكون ظالما من شر الناس وقد يكون ملكا عادلا فيكون من أوساط الناس فان العلم بالكونيات والقدرة على التأثير فيها بالحال والقلب كالعلم باحوالها والتأثير فيها بالملك وأسبابه فسلطان الحال والقلب كسلطان الملك واليد إلا أن اسباب هذا باطنة روحانية وأسباب هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/394)
ظاهرة جثمانية وبهذا تبين لك أن القسم الأول إذا صح فهو أفضل من هذا القسم وخير عند الله وعند رسوله وعباده الصالحين المؤمنين العقلاء وذلك من وجوه أحدها أن علم الدين طلبا وخبرا لا ينال إلا من جهة الرسول وأما العلم بالكونيات فأسبابه متعددة وما اختص به الرسل وورثتهم أفضل مما شركهم فيه بقية الناس فلا ينال علمه إلا هم وأتباعهم ولا يعلمه إلا هم وأتباعهم الثانى ان الدين لا يعمل به إلا المؤمنون الصالحون الذين هم أهل الجنة واحباب الله وصفوته وأحباؤه وأولياؤه ولا يأمر به إلا هم وأما التأثير الكونى فقد يقع من كافر ومنافق وفاجر تأثيره فى نفسه وفى غيره كالأحوال الفاسدة والعين والسحر وكالملوك والجبابرة المسلطين والسلاطين الجبابرة وما كان من العلم مختصا بالصالحين أفضل مما يشترك فيه المصلحون والمفسدون الثالث ان العلم بالدين والعمل به ينفع صاحبه فى الآخرة ولا يضره واما الكشف والتأثير فقد لا ينفع فى الآخرة بل قد يضره كما قال تعالى ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون الرابع ان الكشف والتأثير إما ان يكون فيه فائدة أو لا يكون فان لم يكن فيه فائدة كالاطلاع على سيئات العباد وركوب السباع لغير حاجة والاجتماع بالجن لغير فائدة والمشى على الماء مع امكان العبور على الجسر فهذا لا منفعة فيه لا فى الدنيا ولا فى الآخرة وهو بمنزلة العبث واللعب و إنما يستعظم هذا من لم ينله وهو تحت القدرة والسلطان فى الكون مثل من يستعظم الملك أو طاعة الملوك لشخص وقيام الحالة عند الناس بلا فائدة فهو يستعظمه من جهة سببه لا من جهة منفعته كالمال والرياسة ودفع مضرة كالعدو والمرض فهذه المنفعة تنال غالبا بغير الخوارق أكثر مما تنال بالخوارق ولا يحصل بالخوارق منها إلا القليل ولا تدوم الا بأسباب اخرى واما الآخر أيضا فلا يحصل بالخوارق إلا مع الدين والدين وحده موجب للآخرة بلا خارق بل الخوارق الدينية الكونية ابلغ من تحصيل الآخرة كحال نبينا محمد وكذلك المال والرياسة التى تحصل لأهل الدين بالخوارق إنما هو مع الدين وإلا فالخوارق وحدها لا تؤثر فى الدنيا الا أثرا ضعيفا فإن قيل مجرد الخوارق ان لم تحصل بنفسها منفعة لا فى الدين ولا فى الدنيا فهى علامة طاعة النفوس له فهو موجب الرياسة والسلطان ثم يتوسط ذلك فتجتلب المنافع الدينية والدنيوية وتدفع المضار الدينية والدنيوية قلت نحن لم نتكلم إلا فى منفعة الدين او الخارق فى نفسه من غير فعل الناس وأما ان تكلمنا فيما يحصل بسببها من فعل الناس فنقول اولا الدين الصحيح أوجب لطاعة النفوس وحصول الرياسة من الخارق المجرد كما هو الواقع فانه لا نسبة لطاعة من اطيع لدينه الى طاعة من أطيع لتأثيره إذ طاعة الاول اعم واكثر والمطيع بها خيار بنى آدم عقلا ودينا واما الثانية فلا تدوم ولا تكثر ولا يدخل فيها الاجهال الناس كأصحاب مسيلمة الكذاب وطليحة الاسدى ونحوهم وأهل البوادى والجبال ونحوهم ممن لا عقل له ولا دين ثم نقول ثانيا لو كان الخارق يناله من الرياسة والمال أكثر من صاحب الدين لكان غايته ان يكون ملكا من الملوك بل ملكه أن لم يقرنه بالدين فهو كفرعون وكمقدمى الاسماعيلية ونحوهم وقد قدمنا أن رياسة الدنيا التى ينالها الملوك بسياستهم وشجاعتهم واعطائهم اعظم من الرياسة بالخارق المجرد فان هذه أكثر ما يكون مدة قريبة الخامس ان الدين ينفع صاحبه فى الدنيا والآخرة ويدفع عنه مضرة الدنيا والآخرة من غير ان يحتاج معه الى كشف او تأثير وأما الكشف أو التأثير فان لم يقترن به الدين وإلا هلك صاحبه فى الدنيا والآخرة اما فى الآخرة فلعدم الدين الذى هو اداء الواجبات وترك المحرمات واما فى الدنيا فان الخوارق هى من الامور الخطرة التى لا تنالها النفوس إلا بمخاطرات فى القلب والجسم والأهل والمال فانه إن سلك طريق الجوع والرياضة المفرطة خاطر بقلبه ومزاجه ودينه وربما زال عقله ومرض جسمه وذهب دينه وإن سلك طريق الوله والاختلاط بترك الشهوات ليتصل بالأرواح الجنية وتغيب النفوس عن اجسامها كما يفعل مولهوا الاحمدية فقد ازال عقله وأذهب ماله ومعيشته وأشقى نفسه شقاء لا مزيد عليه وعرض نفسه لعذاب الله فى الآخرة لما تركه من الواجبات وما فعله من المحرمات وكذلك إن قصد تسخير الجن بالاسماء والكلمات من الاقسام والعزائم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/395)
فقد عرض نفسه لعقوبتهم ومحاربتهم بل لو لم يكن الخارق الا دلالة صاحب المال المسروق والضال على ماله أو شفاء المريض أو دفع العدو من السلطان والمحاربين فهذا القدر إذا فعله الانسان مع الناس ولم يكن عمله دينا يتقرب به إلى الله كان كأنه قهرمان للناس يحفظ أموالهم أو طبيب أو صيدلى يعالج أمراضهم أو أعوان سلطان يقاتلون عنه إذ عمله من جنس عمل أولئك سواء ومعلوم ان من سلك هذا المسلك على غير الوجه الدينى فان يحابى بذلك أقواما ولا يعدل بينهم وربما اعان الظلمة بذلك كفعل بلعام وطوائف من هذه الأمة وغيرهم وهذا يوجب له عداوة الناس التى هى من أكثر اسباب مضرة الدنيا ولا يجوز ان يحتمل المرء ذلك الا إذا امر الله به ورسوله لأن ما أمر الله به ورسوله وان كان فيه مضرة فمنفعته غالبة على مضرته والعاقبة للتقوى السادس ان للدين علما وعملا اذا صح فلا بد ان يوجب خرق العادة اذا احتاج إلى ذلك صاحب قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقال تعالى ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وقال تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما وقال تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة وقال رسول الله اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ثم قرأ قوله تعالى إن فى ذلك لآيات للمتوسمين رواه الترمذى وحسنه من رواية أبى سعيد وقال الله تعالى فيما روى عنه رسول الله من عادى لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة وما تقرب إلى عبدى بمثل اداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا احببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها فبى يسمع وبى يبصر وبي يبطش وبى يمشى ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه وما ترددت فى شىء انا فاعله ترددى فى قبض نفس عبدى المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولا بدله منه فهذا فيه محاربة الله لمن حارب وليه وفيه ان محبوبه به يعلم سمعا وبصرا وبه يعمل بطشا وسعيا وفيه انه يجيبه إلى ما يطلبه منه من المنافع ويصرف عنه ما يستعيذ به من المضار وهذا باب واسع واما الخوارق فقد تكون مع الدين وقد تكون مع عدمه او فساده أو نقصه السابع ان الدين هو اقامة حق العبودية وهو فعل ما عليك وما امرت به واما الخوارق فهى من حق الربوبية إذا لم يؤمر العبد بها وان كانت بسعى من العبد فان الله هو الذى يخلقها بما ينصبه من الاسباب والعبد ينبغى له ان يهتم بما عليه وما امر به واما اهتمامه بما يفعله الله إذا لم يؤمر بالاهتمام به فهو إما فضول فتكون لما فيها من المنافع كالمنافع السلطانية المالية التى يستعان بها على الدين كتكثير الطعام والشراب وطاعة الناس إذا رأوها ولما فيها من دفع المضار عن الدين بمنزلة الجهاد الذى فيه دفع العدو وغلبته ثم هل الدين محتاج اليها فى الأصل ولان الايمان بالنبوة لا يتم إلا بالخارق او ليس بمحتاج فى الخاصة بل فى حق العامة وهذا نتكلم عليه وانفع الخوارق الخارق الدينى وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال ما من نبى إلا وقد أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذى أوتيته وحيا أوحاه الله الى فارجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة اخرجاه فى الصحيحين وكانت آيته هى دعوته وحجته بخلاف غيره من الأنبياء ولهذا نجد كثيرا من المنحرفين منا إلى العيسوية يفرون من القرآن والقال إلى الحال كما أن المنحرفين منا الى الموسوية يفرون من الايمان والحال الى القال ونبينا صاحب القال والحال وص 4 احب القرآن والايمان ثم بعده الخارق المؤيد للدين المعين له لأن الخارق فى مرتبة اياك نستعين والدين فى مرتبة اياك نعبد فأما الخارق الذى لم يعن الدين فاما متاع دنيا أو مبعد صاحبه عن الله تعالى فظهر بذلك ان الخوارق النافعة تابعة للدين حادثة له كما ان الرياسة النافعة هى التابعة للدين وكذلك المال النافع كما كان السلطان والمال بيد النبى صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر رضى الله عنهما فمن جعلها هى المقصودة وجعل الدين تابعا لها ووسيلة اليها لا لأجل الدين فى الاصل فهو يشبه بمن يأكل الدنيا بالدين وليست حاله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/396)
كحال من تدين خوف العذاب او رجاء الجنة فان ذلك مأمور به وهو على سبيل نجاة وشريعة صحيحة والعجب أن كثيرا ممن يزعم أن همه قد ارتفع وارتقى عن ان يكون دينه خوفا من النار أو طلبا للجنة يجعل همه بدينه أدنى خارق من خوارق الدنيا ولعله يجتهد اجتهادا عظيما فى مثله وهذا خطأ ولكن منهم من يكون قصده بهذا تثبيت قلبه وطمأنينته وايقانه بصحة طريقه وسلوكه فهو يطلب الآية علامة وبرهانا على صحة دينه كما تطلب الامم من الانبياء الآيات دلالة على صدقهم فهذا اعذر لهم فى ذلك ولهذا لما كان الصحابة رضى الله عنهم مستغنين فى علمهم بدينهم وعملهم به عن الآيات بما رأوه من حال الرسول ونالوه من علم صار كل من كان عنهم أبعد مع صحة طريقته يحتاج إلى ما عندهم فى علم دينه وعمله فيظهر مع الافراد فى أوقات الفترات واماكن الفترات من الخوارق مالا يظهر لهم ولا لغيرهم من حال ظهور النبوة والدعوة فصل العلم بالكائنات وكشفها له طرق متعددة حسية وعقلية وكشفية وسمعية ضرورية ونظرية وغير ذلك وينقسم الى قطعى وظنى وغيرذلك وسنتكلم إن شاء الله تعالى على ما يتبع منها وما لا يتبع فى الأحكام الشرعية اعنى الاحكام الشرعية على العلم بالكائنات من طريق الكشف يقظة ومناما كما كتبته فى الجهاد وأما العلم بالدين وكشفه فالدين نوعان أمور خبرية اعتقادية وأمور طلبية عملية فالأول كالعلم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويدخل فى ذلك اخبار الأنبياء واممهم ومراتبهم فى الفضائل وأحوال الملائكة وصفاتهم وأعمالهم ويدخل فى ذلك صفة الجنة والنار وما فى الاعمال من الثواب والعقاب وأحوال الأولياء والصحابة وفضائلهم ومراتبهم وغير ذلك وقد يسمى هذا النوع أصول دين ويسمى العقد الاكبر ويسمى الجدال فيه بالعقل كلاما ويسمى عقائد واعتقادات ويسمى المسائل العلمية والمسائل الخبرية ويسمى علم المكاشفة والثانى الأمور العملية الطلبية من أعمال الجوارح والقلب كالواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات والمباحات فان الأمر والنهى قد يكون بالعلم والاعتقاد فهو من جهة كونه علما واعتقادا أو خبرا صادقا أو كاذبا يدخل فى القسم الأول ومن جهة كونه مأمورا به أو منهيا عنه يدخل فى القسم الثانى مثل شهادة ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله فهذه الشهادة من جهة كونها صادقة مطابقة لمخبرها فهى من القسم الاول ومن جهة انها فرض واجب وان صاحبها بها يصير مؤمنا يستحق الثواب وبعدمها يصير كافرا يحل دمه وماله فهى من القسم الثانى وقد يتفق المسلمون على بعض الطرق الموصلة إلى القسمين كاتفاقهم على أن القرآن دليل فيهما فى الجملة وقد يتنازعون فى بعض الطرق كتنازعهم فى أن الاحكام العملية من الحسن والقبيح والوجوب والحظر هل تعلم بالعقل كما تعلم بالسمع أم لا تعلم إلا بالسمع وان السمع هل هو منشأ الاحكام أو مظهر لها كما هو مظهر للحقائق الثابتة بنفسها وكذلك الاستدلال بالكتاب والسنة والاجماع على المسائل الكبار فى القسم الاول مثل مسائل الصفات والقدر وغيرهما مما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف وابى ذلك كثير من أهل البدع المتكلمين بما عندهم على أن السمع لا تثبت به تلك المسائل فاثباتها بالعقل حتى يزعم كثير من القدرية والمعتزلة انه لا يصح الاستدلال بالقرآن على حكمة الله وعدله وانه خالق كل شىء وقادر على كل شىء وتزعم الجهمية من هؤلاء ومن اتبعهم من بعض الاشعرية وغيرهم انه لا يصح الاستدلال بذلك على علم الله وقدرته وعبادته وأنه مستو على العرش ويزعم قوم من غالبة أهل البدع أنه لا يصح الاستدال بالقرآن والحديث على المسائل القطعية مطلقا بناء على أن الدلالة اللفظية لا تفيد اليقين بما زعموا ويزعم كثير من أهل البدع أنه لا يستدل بالاحاديث المتلقاة بالقبول على مسائل الصفات والقدر ونحوهما مما يطلب فيه القطع واليقين ويزعم قوم من غالية المتكلمين أنه لا يستدل بالاجماع على شىء ومنهم من يقول لا يصح الاستدلال به على الأمور العلمية لانه ظنى وانواع من هذه المقالات التى ليس هذا موضعها فإن طرق العلم والظن وما يتوصل به اليهما من دليل او مشاهدة باطنة أو ظاهرة عام أو خاص فقد تنازع فيه بنو آدم تنازعا كثيرا وكذلك كثير من أهل الحديث والسنة قد ينفى حصول العلم لاحد بغير الطريق التى يعرفها حتى ينفى أكثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/397)
الدلالات العقلية من غير حجة على ذلك وكذلك الأمور الكشفية التى للاولياء من أهل الكلام من ينكرها ومن أصحابنا من يغلو فيها وخيار الأمور أوساطها فالطريق العقلية و النقلية والكشفية والخبرية والنظرية طريقة أهل الحديث وأهل الكلام وأهل التصوف قد تجاذبها الناس نفيا واثباتا فمن الناس من ينكر منها ما لا يعرفه ومن الناس من يغلو فيما يعرفه فيرفعه فوق قدره وينفى ما سواه فالمتكلمة والمتفلسفة تعظم الطرق العقلية وكثير منها فاسد متناقض وهم أكثر خلق الله تناقضا واختلافا وكل فريق يرد على الآخر فيما يدعيه قطيعا وطائفة ممن تدعى السنة والحديث يحتجون فيها بأحاديث موضوعة وحكايات مصنوعة يعلم انها كذب وقد يحتجون بالضعيف فى مقابلة القوى وكثير من المتصوفة والفقراء يبنى على منامات واذواق وخيالات يعتقدها كشفا وهى خيالات غير مطابقة واوهام غير صادقة إن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغنى من الحق شيئا فنقول اما طرق الاحكام الشرعية التى نتكلم عليها فى أصول الفقه فهى بإجماع المسلمين الكتاب لم يختلف احد من الأئمة فى ذلك كما خالف بعض أهل الضلال فى الاستدلال على بعض المسائل الاعتقادية والثانى السنة المتواترة التى لا تخالف ظاهر القرآن بل تفسره مثل اعداد الصلاة واعداد ركعاتها ونصب الزكاة وفرائضها وصفة الحج والعمرة وغير ذلك من الاحكام التى لم تعلم إلا بتفسير السنة وأما السنة المتواترة التى لا تفسر ظاهر القرآن أو يقال تخالف ظاهره كالسنة فى تقدير نصاب السرقة ورجم الزانى وغير ذلك فمذهب جميع السلف العمل بها أيضا إلا الخوارج فان من قولهم أو قول بعضهم مخالفة السنة حيث قال أولهم للنبى فى وجهه ان هذه القسمة ما اريد بها وجه الله ويحكى عنهم انهم لا يتبعونه إلا فيما بلغه عن الله من القرآن والسنة المفسرة له واما ظاهر القرآن إذا خالفه الرسول فلا يعلمون إلا بظاهره ولهذا كانوا مارقة مرقوا من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية وقال النبى لأولهم لقد خبت وخسرت إن لم أعدل فإذا جوز ان الرسول يجوز ان يخون ويظلم فيما ائتمنه الله عليه من الأموال وهو معتقد أنه امين الله على وحيه فقد اتبع ظالما كاذبا وجوز ان يخون ويظلم فيما ائتمنه من المال من هو صادق أمين فيما ائتمنه الله عليه من خبر السماء ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم أيأمننى من فى السماء ولا تأمنونى أو كما قال يقول صلى الله عليه وسلم ان اداء الأمانة فى الوحى أعظم والوحى الذى اوجب الله طاعته هو الوحى بحكمه وقسمه وقد ينكر هؤلاء كثيرا من السنن طعنا فى النقل لا ردا للمنقول كما ينكر كثير من أهل البدع السنن المتواترة عند أهل العلم كالشفاعة والحوض والصراط والقدر وغير ذلك الطريق الثالث السنن المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما متلقاة بالقبول بين أهل العلم بها أو برواية الثقات لها وهذه أيضا مما اتفق أهل العلم على اتباعها من أهل الفقه والحديث والتصوف وأكثر أهل العلم وقد انكرها بعض أهل الكلام وانكر كثير منهم ان يحصل العلم بشىء منها وإنما يوجب العلم فلم القرآن والسنة المتلقى بالقبول وغيره وكثير من أهل الرأى قد ينكر كثيرا منها بشروط اشترطها ومعارضات دفعها بها ووضعها كما يرد بعضهم بعضا لأنه بخلاف ظاهر القرآن فيما زعم أو لأنه خلاف الأصول أو قياس الأصول أو لأن عمل متأخرى أهل المدينة على خلافه أو غير ذلك من المسائل المعروفة فى كتب الفقه والحديث وأصول الفقه الطريق الرابع الاجماع وهو متفق عليه بين عامة المسلمين من الفقهاء والصوفية وأهل الحديث والكلام وغيرهم فى الجملة وانكره بعض أهل البدع من المعتزلة والشيعة لكن المعلوم منه هو ما كان عليه الصحابة واما ما بعد ذلك فتعذر العلم به غالبا ولهذا اختلف أهل العلم فيما يذكر من الاجماعات الحادثة بعد الصحابة واختلف فى مسائل منه كاجماع التابعين على احد قولي الصحابة والاجماع الذى لم ينقرض عصر أهله حتى خالفهم بعضهم والاجماع السكوتى وغير ذلك الطريق الخامس القياس على النص والاجماع وهو حجة ايضا عند جماهير الفقهاء لكن كثيرا من أهل الرأى اسرف فيه حتى استعمله قبل البحث عن النص وحتى رد به النصوص وحتى استعمل منه الفاسد ومن أهل الكلام وأهل الحديث وأهل القياس من ينكره رأسا وهى مسألة كبيرة والحق فيها متوسط بين الاسراف والنقص الطريق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/398)
السادس الاستصحاب وهو البقاء على الاصل فيما لم يعلم ثبوته وانتفاؤه بالشرع وهو حجة على عدم الاعتقاد بالاتفاق وهل هو حجة فى اعتقاد العدم فيه خلاف ومما يشبه الاستدلال بعدم الدليل السمعى على عدم الحكم الشرعى مثل ان يقال لو كانت الاضحية أو الوتر واجبا لنصب الشرع عليه دليلا شرعيا إذ وجوب هذا لا يعلم بدون الشرع ولا دليل فلا وجوب فالاول يبقى على نفى الوجوب والتحريم المعلوم بالعقل حتى يثبت المغير له وهذا استدلال بعد الدليل السمعى المثبت على عدم الحكم إذ يلزم من ثبوت مثل هذا الحكم ثبوت دليله السمعى كما يستدل بعدم النقل لما تتوفر الهمم والدواعى على نقله وما توجب الشريعة نقله وما يعلم من دين اهلها وعادتهم انهم ينقلونه على انه لم يكن كالاستدلال بذلك على عدم زيادة فى القرآن وفى الشرائع الظاهرة وعدم النص الجلى بالامامة على علي أو العباس أو غيرهما ويعلم الخاصة 2 من أهل العلم بالسنن والآثار وسيرة النبى وخلفائه انتفاء امور من هذا ولا يعلم انتفاءها غيرهم ولعلمهم بما ينفيها من أمور منقولة يعلمونها هم ولعلمهم بانتفاء لوازم نقلها فان وجود احد الضدين ينفى الآخر وانتفاء اللازم دليل على انتفاء الملزوم الطريق السابع المصالح المرسلة وهو ان يرى المجتهد ان هذا الفعل يجلب منفعة راجحة وليس فى الشرع ما ينفيه فهذه الطريق فيها خلاف مشهور فالفقهاء يسمونها المصالح المرسلة ومنهم من يسميها الرأى وبعضهم يقرب إليها الاستحسان وقريب منها ذوق الصوفية ووجدهم وإلهاماتهم فان حاصلها أنهم يجدون فى القول والعمل مصلحة فى قلوبهم واديانهم ويذوقون طعم ثمرته وهذه مصلحة لكن بعض الناس يخص المصالح المرسلة بحفظ النفوس والأموال والأعراض والعقول والأديان وليس كذلك بل المصالح المرسلة فى جلب المنافع وفى دفع المضار وما ذكروه من دفع المضار عن هذه الأمور الخمسة فهو أحد القسمين وجلب المنفعة يكون فى الدنيا وفى الدين ففى الدنيا كالمعلامات والأعمال التى يقال فيها مصلحة للخلق من غير حظر شرعى وفى الدين ككثير من المعارف والأحوال والعبادات والزهادات التى يقال فيها مصلحة للانسان من غير منع شرعى فمن قصر المصالح على العقوبات التى فيها دفع الفساد عن تلك الأحوال ليحفظ الجسم فقط فقد قصر وهذا فصل عظيم ينبغى الاهتمام به فان من جهته حصل فى الدين اضطراب عظيم وكثير من الأمراء والعلماء والعباد رأوا مصالح فاستعملوها بناء على هذا الاصل وقد يكون منها ما هو محظور فى الشرع ولم يعلموه وربما قدم على المصالح المرسلة كلاما بخلاف النصوص وكثير منهم من أهمل مصالح يجب اعتبارها شرعا بناء على ان الشرع لم يرد بها ففوت واجبات ومستحبات أو وقع فى محظورات ومكروهات وقد يكون الشرع ورد بذلك ولم يعلمه وحجة الاول ان هذه مصلحة والشرع لا يهمل المصالح بل قد دل الكتاب والسنة والاجماع على اعتبارها وحجة الثانى ان هذا امر لم يرد به الشرع نصا ولا قياسا والقول بالمصالح المرسلة يشرع من الدين مالم يأذن به الله غالبا وهى تشبه من بعض الوجوه مسئلة الاستحسان والتحسين العقلى والرأى ونحو ذلك فان الاستحسان طلب الحسن والاحسن كالاستخراج وهو رؤية الشىء حسنا كما أن الاستقباح رؤيته قبيحا والحسن هو المصلحة فالاستحسان والاستصلاح متقاربان والتحسين العقلى قول بأن العقل يدرك الحسن لكن بين هذه فروق والقول الجامع ان الشريعة لا تهمل مصلحة قط بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة فما من شىء يقرب إلى الجنة الا وقد حدثنا به النبى صلى الله عليه وسلم وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك لكن ما اعتقده العقل مصلحة وان كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له إما ان الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر أو أنه ليس بمصلحة وان اعتقده مصلحة لأن المصلحة هى المنفعة الحاصلة أو الغالبة وكثير ما يتوهم الناس ان الشىء ينفع فى الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة كما قال تعالى فى الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما أكبر من نفعهما وكثير مما ابتدعه الناس من العقائد والأعمال من بدع أهل الكلام وأهل التصوف وأهل الرأى وأهل الملك حسبوه منفعة أو مصلحة نافعا وحقا وصوابا ولم يكن كلك بل كثير من الخارجين عن الاسلام من اليهود والنصارى والمشركين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/399)
والصابئين والمجوس يحسب كثير منهم ان ما هم عليه من الاعتقادات والمعاملات والعبادات مصلحة لهم فى الدين والدنيا ومنفعة لهم فقد ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وقد زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا فإذا كان الانسان يرى حسنا ما هو سيء كان استحسانه أو استصلاحه قد يكون من هذا الباب وهذا بخلاف الذين جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فان باب جحود الحق ومعاندته غير باب جهله والعمى عنه والكفار فيهم هذا وفيهم هذا 2 وكذلك فى أهل الاهواء من المسلمين القسمان فان الناس كما أنهم فى باب الفتوى والحديث يخطئون تارة ويتعمدون الكذب اخرى فكذلك هم فى أحوال الديانات وكذلك فى الافعال قد يفعلون ما يعلمون أنه ظلم وقد يعتقدون أنه ليس بظلم هو ظلم فان الانسان كما قال الله تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا فتارة يجهل وتارة يظلم ذلك فى قوة علمه وهذا فى قوة عمله وأعلم ان هذا الباب مشترك بين أهل العلم والقول وبين أهل الارادة والعمل فذلك يقول هذا جائز أو حسن بناء على ما رآه وهذا يفعله من غير اعتقاد تحريمه أو اعتقاد أنه خير له كما يجد نفعا فى مثل السماع المحدث سماع المكاء والتصدية واليراع التى يقال لها الشبابة والصفارة والاوتار وغير ذلك وهذا يفعله لما يجده من لذته وقد يفعله لما يجده من منفعة دينه بزيادة أحواله الدينية كما يفعل مع القرآن وهذا يقول هذا جائز لما يرى من تلك المصلحة والمنفعة وهو نظير المقالات المبتدعة وهذا يقول هو حق لدلالة القياس العقلى عليه وهذا يقول يجوز ويجب اعتقادها وادخالها فى الدين اذا كانت كذلك وكذلك سياسات ولاة الأمور من الولاة والقضاة وغير ذلك واعلم أنه لا يمكن العاقل أن يدفع عن نفسه أنه قد يميز بعقله بين الحق والباطل والصدق والكذب وبين النافع والضار والمصلحة والمفسدة ولا يمكن المؤمن ان يدفع عن إيمانه ان الشريعة جاءت بما هو الحق والصدق فى المعتقدات وجاءت بما هو النافع والمصلحة فى الأعمال التى تدخل فيها الاعتقادات ولهذا لم يختلف الناس ان الحسن أو القبيح إذا فسر بالنافع والضار والملائم للانسان والمنافى له واللذيذ والاليم فانه قد يعلم بالعقل وهذا فى الافعال وكذلك اذا فسر حسنه بانه موجود أو كمال الموجود يوصف بالحسن ومنه قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى وقوله الذى أحسن كل شىء خلقه كما نعلم ان الحى اكمل من الميت فى وجوده وان العلم أكمل من الجاهل وان الصادق أكمل من الكاذب فهذا أيضا قد يعلم بالعقل وإنما اختلفوا فى ان العقل هل يعتبر المنفعة والمضرة وأنه هل باب التحسين واحد فى الخالق والمخلوق فأما الوجهان الأولان فثابتان فى أنفسهما ومنهما ما يعلم بالعقل الأول فى الحق المقصود والثانى فى الحق الموجود الأول متعلق بحب القلب وبغضه وارادته وكراهته وخطابه بالأمر والنهى و الثانى متعلق بتصديقه وتكذيبه واثباته ونفيه وخطابه الخبرى المشتمل على النفى والاثبات والحق والباطل يتناول النوعين فإن الحق يكون بمعنى الموجود الثابت والباطل بمعنى المعدوم المنتفى والحق بازاء ما ينبغى قصده وطلبه وعمله وهو النافع والباطل بازاء ما لا ينبغى قصده ولا طلبه ولا عمله وهو غير النافع والمنفعة تعود إلى حصول النعمة واللذة والسعادة التى هى حصول اللذة ودفع الألم هو حصول المطلوب وزوال المرهوب وحصول النعيم وزوال العذاب وحصول الخير وزوال الشر ثم الموجود والنافع قد يكون ثابتا دائما وقد يكون منقطعا لا سيما اذا كان زمنا يسيرا فيستعمل الباطل كثيرا بازاء ما لا يبقى من المنفعة وبازاء ما لا يدوم من الوجود كما يقال الموت حق والحياة باطل وحقيقته انه يستعمل بازاء ما ليس من المنافع خالصا أو راجحا كما تقدم القول فيه فيما يزهد فيه وهو ما ليس بنافع والمنفعة المطلقة هى الخالصة أو الراجحة واما ما يفوت ارجح منها او يعقب ضررا ليس هو دونها فانها باطل فى الاعتبار والمضرة احق باسم الباطل من المنفعة واما ما يظن فيه منفعة وليس كذلك أو يحصل به لذة فاسدة فهذا لا منفعة فيه بحال فهذه الأمور التى يشرع الزهد فيها وتركها وهى باطل ولذلك ما نهى الله عنه ورسوله باطل ممتنع ان يكون مشتملا على منفعة خالصة أو راجحة ولهذا صارت أعمال الكفار والمنافقين باطلة لقوله لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذى ينفق ماله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/400)
رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فثله كمثل صفوان عليه تراب الآية اخبر ان صدقة المرائى والمنان باطلة لم يبق فيها منفعة له وكذلك قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم وكذلك الاحباط فى مثل قوله ومن فقد حبط عمله ولهذا تسميه الفقهاء العقود والعبادات بعضها صحيح وبعضها باطل وهو ما لم يحصل به مقصوده ولم يترتب عليه اثره فلم يكن فيه المنفعة المطلوبة منه ومن هذا قوله والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء الآية وقوله مثل ما ينفقون فى هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر اصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته وقوله وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ولذلك وصف الاعتقادات والمقالات بانها باطلة ليست مطابقة ولا حقا كما أن الأعمال ليست نافعة وقد توصف الاعتقادات والمقالات بانها باطلة إذا كانت غير مطابقة ان لم يكن فيها منفعة كقوله اللهم انى أعوذ بك من علم لا ينفع فيعود الحق فيما يتعلق بالانسان إلى ما ينفعه من علم وقول وعمل وحال قال الله تعالى أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها إلى قوله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض كذلك يضرب الله الأمثال وقال تعالى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما أنزل على محمد إلى قوله كذلك يضرب الله للناس أمثالهم وإذا كان كذلك وقد علم ان كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل حابط لا ينفع صاحبه وقت الحاجة إليه فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لأن ما لم يرد به وجهه إما أن لا ينفع بحال وإما أن ينفع فى الدنيا أو فى الآخرة فالأول ظاهر وكذلك منفعته فى الآخرة بعد الموت فانه قد ثبت بنصوص المرسلين أنه بعد الموت لا ينفع الانسان من العمل إلا ما أراد به وجه الله وأما فى الدنيا فقد يحصل له لذات وسرور وقد يجزى بأعماله فى الدنيا لكن تلك اللذات إذا كانت تعقب ضررا أعظم منها وتفوت أنفع منها وابقى فهى باطلة أيضا فثبت أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل وان كان فيه لذة ما واما الكائنات فقد كانت معدومة منتفية فثبت ان أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ألا كل شىء ما خلا الله باطل وكما قال أصدق كلمة قالها شاعر قول لبيد ألا كل شىء ما خلا الله باطل وانها تجمع الحق الموجود والحق المقصود وكل موجود بدون الله باطل وكل مقصود بدون قصد الله فهو باطل وعلى هذين فقد فسر قوله كل شىء هالك إلا وجهه الا ما اريد به وجهه وكل شىء معدوم الا من جهته هذا على قول واما القول الآخر وهو المأثور عن طائفة من السلف وبه فسره الامام احمد رحمه الله تعالى فى رده على الجهمية والزنادقة قال احمد واما قوله كل شىء هالك إلا وجهه وذلك ان الله أنزل كل من عليها فان فقالت الملائكة هلك أهل الأرض وطمعوا فى البقاء فأنزل الله تعالى أنه يخبر عن أهل السموات والأرض انكم تموتون فقال كل شىء من الحيوان هالك يعنى ميتا إلا وجهه فانه حى لا يموت فلما ذكر ذلك ايقنوا عند ذلك بالموت ذكر ذلك فى رده على الجهمية قولهم ان الجنة والنار تفنيان وقد تبين مما ذكرناه ان الحسن هو الحق والصدق والنافع والمصلحة والحكمة والصواب وان الشىء القبيح هو الباطل والكذب والضار والمفسدة والسفه والخطأ واما مواضع الاشتباه والنزاع واختلاف الخلائق فموضع واحد وذلك ان فعل الله كله حسن جميل قال الله عز وجل الذى أحسن كل شىء خلقه وقال تعالى صنع الله الذى اتقن كل شىء وقال تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون وقال النبى ان الله جميل يحب الجمال وهو حكم عدل قال الله تعالى شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم وقال تعالى ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها وقال تعالى وهو الحكيم الخبير وهذا كله متفق عليه بين الأمة مجملا غير مفسر فإذا فسر تنازعوا فيه وذلك ان هذه الأعمال الفاسدة والآلام وهذا الشر الوجودى المتعلق بالحيوان وانه لا يخلو عن ان يكون عملا من الأعمال او ان يكون الما من الآلام الواقعة بالحيوان وذلك العمل القبيح والألم شره من ضرره وهذا العمل والتألم المعتزلة ومن اتبعها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/401)
من الشيعة تزعم أن الأعمال ليست من خلقه ولا كونها شىء وان الآلام لا يجوز ان يفعلها الا جزاء على عمل سابق أو تعوض بنفع لاحق وكثير من أهل الاثبات ومن اتبعهم من الجبرية يقولون بل الجميع خلقه وهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا فرق بين خلق المضار والمنافع والخير والشر بالنسبة اليه ويقول هؤلاء أنه لا يتصور ان يفعل ظلما ولا سفها اصلا بل لو فرض انه فعل اى شىء كان فعله حكمة وعدلا وحسنا اذ لا قبيح الا ما نهى عنه وهو لم ينهه أحد ويسوون بين تنعيم الخلائق وتعذيبهم وعقوبة المحسن ورفع درجات الكفار والمنافقين والفريقان متفقان على انه لا ينتفع بطاعات العباد ولا يتضرر بمعصيتهم لكن الأولون يقولون الاحسان إلى الغير حسن لذاته وان لم يعد إلى المحسن منه فائدة والآخرون يقولون ما حسن منا حسن منه وما قبح منا قبح منه والآخرون مع جمهور الخلائق ينكرون والأولون يقولون إذا أمر بالشىء فقد اراده منا لا يعقل الحسن والقبيح إلا ما ينفع او يضر كنحو ما يأمر الواحد منا غيره بشىء فانه لابد ان يريده منه ويعينه عليه وقد اقدر الكفار بغاية القدرة ولم يبق يقدر على ان يجعلهم يؤمنون اختيارا وانما كفرهم وفسوقهم وعصيانهم بدون مشيئته واختياره وآخرون يقولون الامر ليس بمستلزم الارادة اصلا وقد بينت التوسط بين هذين فى غير هذا الموضع وكذلك امره والأولون يقولون لا يأمر إلا بما فيه مصلحة العباد والآخرون يقولون أمره لا يتوقف على المصلحة وهنا مقدمات تكشف هذه المشكلات أحداها أنه ليس ما حسن منه حسن منا وليس ما قبح منه يقبح منا فان المعتزلة شبهت الله بخلقه وذلك ان الفعل يحسن منا لجلبه المنفعة ويقبح لجلبه المضرة ويحسن لانا امرنا به ويقبح لأنا نهينا عنه وهذان الوجهان منتفيان فى حق الله تعالى قطعا ولو كان الفعل يحسن باعتبار آخر كما قال بعض الشيوخ ويقبح من سواك الفعل عندى وتفعله فيحسن منك ذا كا المقدمة الثانية ان الحسن والقبح قد يكونان صفة لأفعالنا وقد يدرك بعض ذلك بالعقل وان فسر ذلك بالنافع والضار والمكمل والمنقص فان أحكام الشارع فيما يأمر به وينهى عنه تارة تكون كاشفة للصفات الفعلية ومؤكدة لها وتارة تكون مبينة للفعل صفات لم تكن له قبل ذلك وان الفعل تارة يكون حسنه من جهة نفسه وتارة من جهة الأمر به وتارة من الجهتين جميعا ومن انكر ان يكون للفعل صفات ذاتية لم يحسن الا لتعلق الأمر به وان الأحكام بمجرد نسبة الخطاب إلى الفعل فقط فقد انكر ما جاءت به الشرائع من المصالح والمفاسد والمعروف والمنكر وما فى الشريعة من المناسبات بين الاحكام وعللها وانكر خاصة الفقه فى الدين الذى هو معرفة حكمة الشريعة ومقاصدها ومحاسنها المقدمة الثالثة ان الله خلق كل شىء وهو على كل شىء قدير ومن جعل شيئا من الأعمال خارجا عن قدرته ومشيئته فقد الحد فى أسمائه وآياته بخلاف ما عليه القدرية المقدمة الرابعة ان الله إذا أمر العبد بشىء فقد اراده منه غرادة شرعية دينية وان لم يرده منه إرادة قدرية كونية فاثبات إرادته فى الأمر مطلقا خطأ ونفيها عن الأمر مطلقا خطأ وانما الصواب التفصيل كما جاء فى التنزيل يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يريد الله ليخفف عنكم ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج وقال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وقال أولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم وقال ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وأمثال ذلك كثير المقدمة الخامسة ان محبته ورضاه مستلزم للارادة الدينية والأمر الدينى وكذلك بغضه وغضبه وسخطه مستلزم لعدم الارادة الدينية فالمحبة والرضا والغضب والسخط ليس هو مجرد الارادة هذا قول جمهور أهل السنة ومن قال ان هذه الامور بمعنى الارادة كما يقوله كثير من القدرية وكثير من أهل الاثبات فانه يستلزم أحد الأمرين إما ان الكفر والفسوق والمعاصى مما يكرهها دينا فقد كره كونها وانها واقعة بدون مشيئته وارادته وهذا قول القدرية أو يقول انه لما كان مريدا لها شاءها فهو محب لها راض بها كما تقوله طائفة من أهل الاثبات وكلا القولين فيه ما فيه فان الله تعالى يحب المتقين ويحب المقسطين وقد رضى عن المؤمنين ويحب ما أمر به أمر ايجاب او استحباب وليس هذا المعنى ثابتا فى الكفار والفجار والظالمين ولا يرضى لعباده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/402)
الكفر ولا يحب كل مختال فخور ومع هذا فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن واحسن ما يعتذر به من قال هذا القول من أهل الاثبات ان المحبة بمعنى الارادة انه أحبها كما ارادها كونا فكذلك احبها ورضيها كونا وهذا فيه نظر مذكور فى غير هذا الموضع فان قيل تقسيم الارادة لا يعرف فى حقنا بل ان الامر منه بالشىء اما أن يريده أو لا يريده واما الفرق بين الارادة والمحبة فقد يعرف فى حقنا فيقال وهذا هو الواجب فان الله تعالى ليس كمثله شىء وليس امره لنا كامر الواحد منا لعبده وخدمه وذلك ان الواحد منا إذا أمر عبده فاما ان يأمره لحاجته اليه او إلى المأمور به أو لحاجته إلى الأمر فقط فالاول كأمر السلطان جنده بما فيه حفظ ملكه ومنافعهم له فان هداية الخلق وارشادهم بالامر والنهى هى من باب الاحسان اليهم والمحسن من العباد يحتاج إلى احسانه قال الله تعالى ان أحسنتم أحسنتم لانفسكم وان أسأتم فلها وقال من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها والله تعالى لم يأمر عباده لحاجته إلى خدمتهم ولا هو محتاج إلى أمرهم وإنما أمرهم احسانا منه ونعمة أنعم بها عليهم فامرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم وارسال الرسل وانزال الكتب من أعظم نعمه على خلقه كما قال وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وقال تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من انفسهم وقال يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فمن أنعم الله عليه مع الأمر بالامتثال فقد تمت النعمة فى حقه كما قال اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى وهؤلاء هم المؤمنون ومن لم ينعم عليه بالامتثال بل خذله حتى كفر وعصى فقد شقى لما بدل نعمة الله كفرا كما قال ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار والأمر والنهى الشرعيان لما كانا نعمة ورحمة عامة لم يضر ذلك عدم انتفاع بعض الناس بهما من الكفار كانزال المطر وإنبات الرزق هو نعمة عامة وان تضرر بها بعض الناس لحكمة اخرى كذلك مشيئته لما شاءه من المخلوقات واعيانها وافعالها لا يوجب ان يحب كل شىء منها فاذا امر العبد بأمر فذاك ارشاد ودلالة فان فعل المأمور به صار محبوبا لله وإلا لم يكن محبوبا له وان كان مرادا له وإرادته له تكوينا لمعنى آخر فالتكوين غير التشريع فان قيل المحبة والرضا يقتضيان ملاءمة ومناسبة بين المحب والمحبوب ويوجب للمحب بدرك محبوبه فرحا ولذة وسرورا وكذلك البغض لا يكون إلا عن منافرة بين المبغض والمبغض وذلك يقتضى للمبغض بدرك المبغض أذى وبغضا ونحو ذلك والملاءمة والمنافرة تقتضى الحاجة إذ مالا يحتاج الحى إليه لا يحبه وما لا يضره كيف يبغضه والله غنى لا تجوز عليه الحاجة إذ لو جازت عليه الحاجة للزم حدوثه وإمكانه وهو غنى عن العالمين وقد قال تعالى أى فى الحديث القدسى يا عبادى انكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى فلهذا فسرت المحبة والرضا بالارادة إذ يفعل النفع والضر فيقال الجواب من وجهين احدهما الالزام وهو ان نقول الارادة لا تكون إلا للمناسبة بين المريد والمراد وملاءمته فى ذلك تقتضى الحاجة والا فما لا يحتاج إليه الحى لا ينتفع به ولا يريده ولذلك اذا اراد به العقوبة والاضرار لا يكون إلا لنفرة وبغض والا فما لم يتألم به الحى اصلا لا يكرهه ولا يدفعه وكذلك نفس نفع الغير وضرره هو فى الحى متنافر من الحاجة فان الواحد منا إنما يحسن إلى غيره لجلب منفعة أو لدفع مضرة وإنما يضر غيره لجلب منفعة أو دفع مضرة فاذا كان الذى يثبت صفة وينفى اخرى يلزمه فيما اثبته نظير ما يلزمه فيما نفاه لم يكن اثبات احداهما ونفى الأخرى اولى من العكس ولو عكس عاكس فنفى ما اثبته من الارادة واثبت ما نفاه من المحبة لما ذكره لم يكن بينهما فرق وحينئذ فالواجب إما نفى الجميع ولا سبيل إليه للعلم الضرورى بوجود نفع الخلق والاحسان إليهم وان ذلك يستلزم الارادة واما اثبات الجميع كما جاءت به النصوص وحينئذ فمن توهم انه يلزم من ذلك محذور فاحد الأمرين لازم اما ان ذلك المحذور لا يلزم او انه ان لزم فليس بمحذور الجواب الثانى ان الذى يعلم قطعا هو ان الله قديم واجب الوجود كامل وأنه لا يجوز عليه الحدوث ولا الامكان ولا النقص لكن كون هذه الأمور التى جاءت بها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/403)
النصوص مستلزمة للحدوث والامكان أو النقص هو موضع النظر فان الله غنى واجب بنفسه وقد عرف ان قيام الصفات به لا يلزم حدوثه ولا امكانه ولا حاجته وان قول القائل بلزوم افتقاره الى صفاته اللازمة بمنزلة قوله مفتقر إلى ذاته ومعلوم انه غنى بنفسه وانه واجب الوجود بنفسه وانه موجود بنفسه فتوهم حاجة نفسه إلى نفسه وان عنى به ان ذاته لا تقوم الا بذاته فهذا حق فان الله غنى عن العالمين وعن خلقه وهو غنى بنفسه واما اطلاق القول بانه غنى عن نفسه فهو باطل فانه محتاج إلى نفسه وفى اطلاق كل منهما ايهام معنى فاسد ولا خالق الا الله تعالى فإذا كان سبحانه عليما يحب العلم عفوا يحب العفو جميلا يحب الجمال نظيفا يحب النظافة طيبا يحب الطيبر وهو يحب المحسنين والمتقين المقسطين وهو سبحانه الجامع لجميع الصفات المحبوبة والأسماء الحسنى والصفات العلى وهو يحب نفسه ويثنى بنفسه على نفسه والخلق لا يحصون ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه فالعبد المؤمن يحب نفسه ويحب فى الله من احب الله واحبه الله فالله سبحانه أولى بأن يحب نفسه ويحب فى نفسه عباده المؤمنين ويبغض الكافرين ويرضى عن هؤلاء ويفرح بهم ويفرح بتوبة عبده التائب من أولئك ويمقت الكفار ويبغضهم ويحب حمد نفسه والثناء عليه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم للاسود بن سريع لما قال اننى حمدت ربى بمحامد فقال ان ربك يحب الحمد وقال لا أحد احب إليه المدح من الله ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أرسل الرسل ولا احد اصبر على أذى من الله يجعلون له ولدا وشريكا وهو يعافيهم ويرزقهم فهو يفرح بما يحبه ويؤذيه ما يبغضه ويصبر على ما يؤذيه وحبه ورضاه وفرحه وسخطه وصبره على ما يؤذيه كل ذلك من كماله وكل ذلك من صفاته وأفعاله وهو الذى خلق الخلائق وأفعالهم وهم لن يبلغوا ضره فيضروه ولن يبلغوا نفعه فينفعوه وإذا فرح ورضى بما فعله بعضهم فهو سبحانه الذى خلق فعله كما انه اذا فرح ورضى بما يخلقه فهو الخالق وكل الذين يؤذون الله ورسوله هو الذى مكنهم وصبر على اذاهم بحكمته فلم يفتقر إلى غيره ولم يخرج شىء عن مشيئته ولم يفعل احد ما لا يريد وهذا قول عامة القدرية ونهاية الكمال والعزة واما الامكان لو افتقر وجوده الى فرح غيره واما الحدوث فيبنى على قيام الصفات فيلزم منه حدوثه وقد ذكر فى غير هذا الموضع ان ما سلكه الجهمية فى نفى الصفات فمبناه على القياس الفاسد المحض وله شرح مذكور فى غير هذا الموضع ومن تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها فى غاية الاحكام والاتقان وانها مشتملة على التقديس لله عن كل نقص والاثبات لكل كمال وانه تعالى ليس له كمال ينتظر بحيث يكون قبله ناقصا بل من الكمال انه يفعل ما يفعله بعد ان لم يكن فاعله وأنه إذا كان كاملا بذاته وصفاته وافعاله لم يكن كاملا بغيره ولا مفتقرا إلى سواه بل هو الغنى ونحن الفقراء وقال تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق وهو سبحانه فى محبته ورضاه ومقته وسخطه وفرحه واسفه وصبره وعفوه ورأفته له الكمال الذى لا تدركه الخلائق وفوق الكمال اذ كل كمال فمن كماله يستفاد وله الثناء الحسن الذى لا تحصيه العباد وإنما هو كمال اثنى على نفسه له الغنى الذى لا يفتقر إلى سواه ان كل من فى السموات والأرض الا آتى الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا فهذا الأصل العظيم وهو مسألة خلقه وأمره وما يتصل به من صفاته وأفعاله من محبته ورضاه وفرحه بالمحبوب وبغضه وصبره على ما يؤذيه هى متعلقة بمسائل القدر ومسائل الشريعة والمنهاج الذى هو المسئول عنه ومسائل الصفات ومسائل الثواب والعقاب والوعد والوعيد وهذه الأصول الأربعة كلية جامعة وهى متعلقة به وبخلقه وهى فى عمومها وشمولها وكشفها للشبهات تشبه مسألة الصفات الذاتية والفعلية ومسألة الذات والحقيقة والحد وما يتصل بذلك من مسائل الصفات والكلام فى حلول الحوادث ونفى الجسم وما فى ذلك من تفصيل وتحقيق فإن المعطلة والملحدة فى اسمائه وآياته كذبوا بحق كثير جاءت به الرسل بناء على ما اعتقدوه من نفى الجسم والعرض ونفى حلول الحوادث ونفى الحاجة وهذه الأشياء يصح نفيها باعتبار ولكن ثبوتها يصح باعتبار آخر فوقعوا فى نفى الحق الذى لا ريب فيه الذى جاءت به الرسل ونزلت به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/404)
الكتب وفطرت عليه الخلائق ودلت عليه الدلائل السمعية والعقلية والله أعلم. اهـ
- وينظر قبله 11/ 156 - 310 الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ففيه فوائد حول هذا ..
ومن عنده ريح تصوف أو لوثة من ذلك فأنصحه نصيحة مشفق أن يقرأ المجلد العاشر من الفتاوي لابن تيمية ففيه ما يروي الغليل ويشفي العليل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:28 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو تقي
فأين المنكر؟ والكلام هنا عن الكرامات وليس التصرف في الكون.
الأخ الناقل يعلم ما ينقل، وهو أطلق القول في ذلك ولم يحدده، فجعلك له من باب الكرامة قبل معرفته مجزافة.
ولا بد قبل تسمية ما يحدث من خوارق إن صح وقوعها عمّن نسبت عنه أن ينظر في حاله، وأمره هل هو من أولياء الله المتقين فيكون كرامة، وأهل السنة من معتقدهم إثبات كرامات الأولياء.
وإن كان من نسب وقوع الخرق إليه غير تقي ولا صالح فهي من الأحوال الشيطانية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مجموع 11/ 294:
والناس فى خوارق العادات على ثلاثة أقسام:
قسم يكذب بوجود ذلك لغير الأنبياء وربما صدق به مجملا
وكذب ما يذكر له عن كثير من الناس لكونه عنده ليس من الأولياء.
ومنهم من يظن ان كل من كان له نوع من خرق العادة كان وليا لله وكلا الأمرين خطأ، ولهذا تجد أن هؤلاء يذكرون أن للمشركين وأهل الكتاب نصراء يعينونهم على قتال المسلمين وأنهم من اولياء الله وأولئك يكذبون أن يكون معهم من له خرق عادة.
والصواب القول الثالث وهو: أن معهم من ينصرهم من جنسهم لا من أولياء الله عز وجل كما قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم).
وهؤلاء العباد والزهاد الذين ليسوا من أولياء الله المتقين المتبعين للكتاب والسنة تقترن بهم الشياطين فيكون لأحدهم من الخوارق ما يناسب حاله لكن خوارق هؤلاء يعارض بعضها بعضا وإذا حصل من له تمكن من اولياء الله تعالى ابطلها عليهم ولا بد ان يكون فى أحدهم من الكذب جهلا او عمدا ومن الأثم ما يناسب حال الشياطين المقترنة بهم ليفرق الله بذلك بين اوليائه المتقين وبين المتشبهين بهم من أولياء الشياطين قال الله تعالى هل انبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل افاك أثيم والافاك الكذاب والأثيم الفاجر.
تصحيح: فأنصحه نصيحة مشفق أن يقرأ المجلد الحادي عشر من الفتاوي لابن تيمية ففيه ما يروي الغليل ويشفي العليل.
يتبع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:36 ص]ـ
أهل السنة يثبتون كرامات الأولياء، ويفرقون بينها وبين من يتلاعب بهم الشيطان، والفارق في هذا قول الحق تبارك وتعالى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ}
وهذه أمثلة لبعض كرامات الأولياء التي ساقها شيخ الإسلام في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان [مجموع الفتاوي 11/ 274] التي اقتص الأخ منها ما يتعلق بدعاء بعضهم ربه في إحياء دابته.
فأولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم فيفعلون ما أمر به وينتهون عما عنه زجر ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه فيؤيدهم بملائكته وروح منه ويقذف الله في قلوبهم من أنواره ولهم الكرامات التي يكرم الله بها أولياءه المتقين وخيار أولياء الله كراماتهم لحجة في الدين أو لحاجة بالمسلمين كما كانت معجزات نبيهم كذلك وكرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة إتباع رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهي في الحقيقة تدخل فى معجزات الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثل انشقاق القمر وتسبيح الحصا في كفه وإتيان الشجر إليه وحنين الجذع إليه وإخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس وإخباره بما كان وما يكون وإتيانه بالكتاب العزيز وتكثير الطعام والشراب مرات كثيرة كما اشبع في الخندق العسكر من قدر طعام وهو لم ينقص في حديث أم سلمة المشهور وأروى العسكر في غزوة خيبر من مزادة ماء ولم تنقص وملأ أوعية العسكر عام تبوك من طعام قليل ولم ينقص وهم نحو ثلاثين ألفا ونبع الماء من بين أصابعه مرات متعددة حتى كفى الناس الذين كانوا معه كما كانوا في غزوة الحديبية نحو ألف وأربعمائة أو خمسمائة ورده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/405)
لعين أبى قتادة حين سالت على خده فرجعت أحسن عينيه ولما أرسل محمد بن سلمة لقتل كعب بن الأشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرئت وأطعم من شواء مائة وثلاثين رجلا كلا منهم حز له قطعة وجعل منها قطعتين فأكلوا منها جميعهم ثم فضل فضلة ودين عبد الله أبى جابر لليهودي وهو ثلاثون وسقا قال جابر فأمر صاحب الدين أن يأخذ التمر جميعه بالذي كان له فلم يقبل فمشى فيها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم قال لجابر جد له فوفاه الثلاثين وسقا وفضل سبعة عشر وسقا ومثل هذا كثير قد جمعت نحو ألف معجزة.
وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا مثل ما كان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهى الملائكة نزلت لقراءته.
وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين.
وكان سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها.
وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما رواه البخاري وغيره.
وقصة الصديق فى الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر وامرأته فإذا هي أكثر مما كانت فرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء إليه أقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا.
و خبيب بن عدى كان أسيرا عند المشركين بمكة شرفها الله تعالى وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة.
و عامر بن فهيرة قتل شهيدا فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع وقال عروة فيرون الملائكة رفعته.
وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.
و سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر الأسد بأنه رسول رسول الله فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده.
و البراء بن مالك كان إذا اقسم على الله تعالى أبر قسمه وكان الحرب إذا اشتد على المسلمين فى الجهاد يقولون يا براء اقسم على ربك فيقول يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم فيهزم العدو فلما كان يوم القادسية قال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا.
و خالد بن الوليد حاصر حصنا منيعا فقالوا لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره.
و سعد بن أبى وقاص كان مستجاب الدعوة ما دعي قط إلا استجيب له وهو الذي هزم جنود كسرى وفتح العراق.
و عمر بن الخطاب لما أرسل جيشا أمر عليهم رجلا يسمى سارية فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأل فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدوا فهزمونا فإذا بصائح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله.
ولما عذبت الزبيرة على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها قال المشركون أصاب بصرها اللات والعزى قالت كلا والله فرد الله عليها بصرها.
ودعا سعيد بن زيد على اروى بنت الحكم فأعمى بصرها لما كذبت عليه فقال اللهم ان كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها فعميت ووقعت فى حفرة من أرضها فماتت.
والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله على البحرين وكان يقول فى دعائه يا عليم يا حليم يا على يا عظيم فيستجاب له ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والاسقاء لما بعدهم فأجيب ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم ودعا الله أن لا يروا جسده إذا مات فلم يجدوه فى اللحد وجرى مثل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/406)
لأبى مسلم الخولاني الذي ألقى في النار فانه مشى هو ومن معه من العسكر على دجلة وهى ترمى بالخشب من مدها ثم التفت إلى أصحابه فقال تفقدون من متاعكم شيئا حتى ادعوا الله عز وجل فيه فقال بعضهم فقدت مخلاة فقال اتبعني فتبعه فوجدها قد تعلقت بشىء فأخذها وطلبه الأسود العنسي لما ادعى النبوة فقال له أتشهد أنى رسول الله قال ما اسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فأمر بنار فألقى فيها فوجدوه قائما يصلى فيها وقد صارت عليه بردا وسلاما وقدم المدينة بعد موت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأجلسه عمر بينه وبين أبى بكر الصديق رضي الله عنهما وقال الحمد الله الذي لم يمتني حتى أرى من أمة محمد من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله، ووضعت له جارية السم في طعامه فلم يضره، وخببت امرأة عليه زوجته فدعا عليها فعميت وجاءت وتابت فدعا لها فرد الله عليها بصرها.
وكان عامر بن عبد قيس يأخذ عطاءه ألفى درهم في كمه وما يلقاه سائل في طريقه إلا أعطاه بغير عدد ثم يجىء إلى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها، ومر بقافلة قد حبسهم الأسد فجاء حتى مس بثيابه الأسد ثم وضع رجله على عنقه وقال إنما أنت كلب من كلاب الرحمن وأني استحى أن أخاف شيئا غيره ومرت القافلة ودعا الله تعالى ان يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار ودعا ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو فى الصلاة فلم يقدر عليه.
وتغيب الحسن البصري عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه، ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتا.
و صلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال اللهم لا تجعل لمخلوق على منة ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه فلما وصل إلى بيته قال يا بنى خذ سرج الفرس فانه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس، وجاع مرة بالأهواز فدعا الله عز وجل واستطعمه فوقعت خلفه دوخلة رطب في ثوب حرير فأكل التمر وبقى الثوب عند زوجته زمانا، وجاء الأسد وهو يصلى في غيضة بالليل فلما سلم قال له اطلب الرزق من غير هذا الموضع فولى الأسد وله زئير.
وكان سعيد بن المسيب في أيام الحرة يسمع الأذان من قبر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أوقات الصلوات وكان المسجد قد خلا فلم يبق غيره.
ورجل من النخع كان له حمار فمات في الطريق فقال له أصحابه هلم نتوزع متاعك على رحالنا فقال لهم أمهلوني هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه.
ولما مات أويس القرني وجدوا فى ثيابه أكفانا لم تكن معه قبل ووجدوا له قبرا محفورا فيه لحد فى صخرة فدفنوه فيه وكفنوه فى تلك الأثواب.
وكان عمرو بن عقبة بن فرقد يصلى يوما في شدة الحر فأظلته غمامة وكان السبع يحميه وهو يرعى ركاب أصحابه لأنه كان يشترط على أصحابه في الغزو انه يخدمهم.
وكان مطرف بن عبد الله بن الشخير إذا دخل بيته سجت معه آنيته وكان هو وصاحب له يسيران في ظلمة فأضاء لهما طرف السوط.
ولما مات الأحنف بن قيس وقعت قلنسوة رجل في قبره فأهوى ليأخذها فوجد القبر قد فسح فيه مد البصر. وكان إبراهيم التيمي يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئا وخرج يمتار لأهله طعاما فلم يقدر عليه فمر بسهلة حمراء فأخذ منها ثم رجع إلى أهله ففتحها فإذا هي حنطة حمراء فكان إذا زرع منها تخرج السنبلة من أصلها إلى فرعها حبا متراكبا.
وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال صوتا حسنا ودمعا غزيرا وطعاما من غير تكلف فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره وكان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدرى من أين يأتيه.
وكان عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق له أعضاءه وقت الوضوء فكان وقت الوضوء تطلق له أعضاؤه ثم تعود بعده.
وهذا باب واسع قد بسط الكلام على كرامات الأولياء في غير هذا الموضع.
وأما ما نعرفه عن أعيان ونعرفه في هذا الزمان فكثير. اهـ.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[25 - 04 - 04, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، أشكر الشيخ عبدالرحمن السديس على مداخلاته المفيده، وأقول للأخ راجي رحمة ربه - غفر الله لك - ولا أظن والله أنه يخالجك شك في أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ليس كمثل كلام ذلك الصوفي، ولا ما نقله عنه محبوه، وكلام ابن تيمية من عظم الرجاء وعظم الفراسة، ومن ثقته بربه، ودلائل ولايته رحمه الله تعالى مشتهرة في كتبه وكتب تلاميذه، وهذه هي الولاية الحقه (ولاية أهل السنة) لا ولاية أهل البدعة والمذمة والخرافة، ومحبوا ابن تيمية سموها كذلك، وهذا هو ما يعتقدون، ولكن ذلك الشيخ الصوفي ها أنت ترى أهل الاحتفاء بذكره والثناء عليه يفخرون بها في انكشاف غطاء الغيب له من دون العالمين!!
وأنه يحي الموتى لا أنه يدعو الله بأن يحي الموتى!!!.
وعلى كلٍ كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في انفراد الله تعالى بعلم الغيب وإبطال دعاوى غلاة المتصوفة مشهور ومطرد وقد نقل أخونا السديس جملة منه، كما أن كلامه في كرمات الأولياء مطرد في إثباتها على الوجه الشرعي، فلماذا هذه المشاغبة بكلام ابن تيمية فقط دون غيره؟، ولماذا نضعف جانب إنكار المنكر بمشتبه المنقول فضلاً على أن يكون من صريحه، وما نقلته عن الشيخ الطنطاوي رحمه الله يدفعه ما أقيم من أجله من حفل من خواص محبيه وهذا يدل على أن الشيخ الطنطاوي إما أنه لم يثبت عنه ذلك أصلاً!، أو ثبت عنه ولكن لم يكن على معرفة بحاله، فنعوذ بالله من ضعف الدين، وانقلاب الحقائق ولا حول ولا قوة إلاّ بالله وزمن العجائب قادم فنسأل الله الثبات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/407)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 04 - 04, 10:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب أبا عبد الله عبد الرحمن السديس
جزاكم الله تعالى خيرا
1ـ لست ممن ينكر كرامات الصالحين المتبعين لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، معاذ الله أن أقول ذلك وبي رمق.
2ـ الأخ راجي رحمة ربه والأخ أبو تقي بارك الله بكما
انتبها إلى التعليق رقم 3 في أول المشاركة (يتصرف بالكون).
أنا لا أتوقف فيمن يقول مثل هذا الكلام.
أسأل الله تعالى أن ينور قلوبنا بنور العلم والمعرفة
اعلما أخواي أني كما قدمت لست ممن ينكر الكرامة للأولياء، كيف هذا وقد دلت عليها الآثار.
أما أنهم يتصرفون في الكون.
فمعاذ الله أن أعتقد هذا لهم.
ويعلم الله أني نقلت بدقة وأمانة، ولست ممن يجازف بالكلمات لا يحسب لله حساب.
3ـ لا تستغربوا أن كثيرا من الإخوة يعتقد الولاية والكرامة والصلاح في من رفع عنه التكليف، ويسأله الدعاء.
وفي بلدتنا كان رجل يدعى (الشيخ بدوي) وكان أرسل الخضر مرة إلى أحد المشايخ، ولما ذُكر ذلك لشيخنا أنكره وقال فيما حدثني به أبو أحمد وحسان عنه، قال: إنه كان يسب الله تبارك وتعالى في الشوارع والطرقات، وإنه كان يبول في ثيابه، وإنه كان مرفوع عنه التكليف.
وعند باب الجامع الكبير رأيت أحد الشباب يطلب الدعاء من مجنون رفع عنه التكليف، فأتيته ناصحا له وقلت: هذا مجنون، ويسب الله تعالى في كل مكان، ويشرب الخمر، كيف تطلب منه الدعاء، فأجابني ناصحا لي: لا تقع في أعراض هؤلاء، إن بهم سر.
4ـ ومما قال هذا المحاضر
عند كلامه عن واحدة من حالات إحياء الموتى
قال:
وهذه القصة لا يرويها في الدنيا غير الشيخ (أظنه قال نافذ) وكل من يرويها إنما يرويها من طريقه!!!
إخواني الكرام:
لو كانت من طريق إمام حافظ ثقة ثبت في الحديث لرأيت من الأئمة من ينكر عليه ويردها لحال الإسناد.
ملاحظة هامة:
عند الكلام عن كرامات الصالحين علينا أن نتنبه إلى جملة أمور لنلقى الله تعالى وهو عنا راض:
1ـ نتثبت مما نرويه وننسبه إلى من نظن به الصلاح، فما أكثر الكذب في هذا، الكثير يروي ويحكي كل ما يسمع، فإن قيل له شيخنا الشيخ فلان فعل كذا وكذا وحصل معه كذا وكذا، تراه ينقل لك هذه الحكاية وينشرها بين الناس وكأن الذي قالها له هو شيخ الإسلام.
إن كثيرا من هذه الأمور التي يتناقلها الناس هي ادعاءات لا حقيقة لها، إما أن يدعيها أناس لأنفسهم، أو أن تُدعى لأناس كذبا محضا أو توهما.
2ـ كثير من هؤلاء الإخوة يظنون أن لازم الولاية الكرامة، والأمر ليس كما يدعون، فالولاية لا تدل عليها الخوارق للعادات، إنما قد تدل عليها.
3ـ لا بد من النظر في حال من رويت عنه الكرامة، وهذا لا يحتاج إلى تفصيل.
4ـ كثير هم أصحاب هذا الطرح، وخطابهم إلى العامة أسُّه وأساسه الكرامات، بناء على هذه الحقيقة الواقعة علينا أن نصحح نظرة الكثيرين إلى الكرامات
هل هي أن صاحبها سيدخل الجنة.
هل أنه ذو مكانة عند الله تعالى تفوق مكانة فلان وفلان.
هل وصل إلى مرحلة لا يستطاع اللحاق به والوصول إليه.
هل تُكسب الشيخ صاحب الكرامة قداسة تمنعنا من أن ننكر عليه ما تعلمنا من أهل الحق (الذين ليس لهم كرامات) أنه منكر.
هل إن سمعنا الكلمة الرذيلة من غير الملتزمين ننكرها عليهم وإن سمعناها من أصحاب الكرامات نمرها ونسكت بزعم أنهم من الأولياء.
5ـ طريقة طرح كثير من هؤلاء تجد فيها شبهة تعظيم صاحب الكرامة وإنزاله في مكان لا يرضي الله تبارك وتعالى، وقد يكون هو نفسه لا يرضاه.
6ـ عرض ما يروى على الكتاب والسنة، هل يمنع منه مانع؟
ويعلم كثير من الإخوة أن بعض الأئمة رد أحاديث ظاهر إسنادها كالشمس لكن ردوها للمخالفة.
7ـ إن كثيرا من الضلالات والمخالفات لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت مرتبطة بأمور الكرامات والمكاشفات والأسرار والفتوحات، لعلنا إن تأملنا هذا وأمعنا النظر في المصالح والمفاسد لعلنا نجد أن الأقرب رد كثير مما يروى.
ومن باب العلم فإن كثيرا ممن رأيت وسمعت يروي مثل هذه الأمور والحكايات ولا إسناد لها قائم ولا قاعد، وكلنا يعرف هذا.
إن هذا الفعل وحده (وهو الرواية بلا تثبتت) مما لا يرضاه الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/408)
أخيرا جزاك الله تعالى خيرا أخي الشيخ عبد الرحمن وجعلني الله تعالى عند حسن ظنكم، ولا أخيّبك إن شاء الله إذ جزمت َ بصحة ما نقلتُ لكم.
أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في وقتكم وعلمكم.
أخوكم أبو بكر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:56 ص]ـ
أشكر الأخوة الفضلاء على الفوائد، والمداخلات المثمرة، والنافعة.
أخي ماهر أنا لا أشك في أنك تثبت الكرمات، ولم يخطر ببالي شيء غير ذلك، لكن الكلام للفائدة.
والشيء بالشيء يذكر وتتميما للفائدة ننقل لكم بعض ما ذكره الإمام ابن تيمية من تلاعب الشياطين، ومكرهم بأتباعهم ... ، وبعض تلبيسهم على الجهال ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفرقان [مجموع] 11/ 287:
: وبين كرامات الأولياء وما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة منها:
- أن كرامات الأولياء سببها الإيمان والتقوى، و الأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه ورسوله وقد قال تعالى (قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فالقول على الله بغير علم، والشرك، والظلم، والفواحش قد حرمها الله تعالى، ورسوله فلا تكون سببا لكرامة الله تعالى بالكرامات عليها فإذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن بل تحصل بما يحبه الشيطان وبالأمور التي فيها شرك كالاستغاثة بالمخلوقات، أو كانت مما يستعان بها على ظلم الخلق وفعل الفواحش فهي من الأحوال الشيطانية لا من الكرامات الرحمانية، ومن هؤلاء من إذا حضر سماع المكاء والتصدية يتنزل عليه شيطانه حتى يحمله في الهواء ويخرجه من تلك الدار، فإذا حصل رجل من أولياء الله تعالى طرد شيطانه فيسقط كما جرى هذا لغير واحد.
ومن هؤلاء من يستغيث بمخلوق إما حي أو ميت سواء كان ذلك الحي مسلما أو نصرانيا أو مشركا فيتصور الشيطان بصورة ذلك المستغاث به، ويقضى بعض حاجة ذلك المستغيث فيظن أنه ذلك الشخص، أو هو ملك على صورته، وإنما هو شيطان أضله لما أشرك بالله كما كانت الشياطين تدخل الأصنام، وتكلم المشركين ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له: أنا الخضر، وربما أخبره ببعض الأمور، وأعانه على بعض مطالبه كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين، واليهود والنصارى، وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته وهم يعتقدون أنه ذلك الميت، ويقضي الديون ويرد الودائع ويفعل أشياء تتعلق بالميت، ويدخل على زوجته ويذهب، وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار، كما تصنع كفار الهند، فيظنون أنه عاش بعد موته، ومن هؤلاء شيخ كان بمصر أوصى خادمه فقال: إذا أنا مت فلا تدع أحدا يغسلني فانا أجيء وأغسل نفسي فلما مات رأى خادمه شخصا في صورته فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه فلما قضى ذلك الداخل غسله أي غسل الميت غاب وكان ذلك شيطانا، وكان قد أضل الميت، وقال إنك بعد الموت تجىء فتغسل نفسك فلما مات جاء أيضا في صورته ليغوى الأحياء كما أغوى الميت قبل ذلك.
ومنهم من يرى عرشا في الهواء وفوقه نور ويسمع من يخاطبه ويقول: أنا ربك فان كان من أهل المعرفة علم أنه شيطان، فزجره، واستعاذ بالله منه؛ فيزول.
ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة يدعى أحدهم أنه نبي، أو صديق، أو شيخ من الصالحين، وقد جرى هذا لغير واحد.
ومنهم من يرى في منامه أن بعض الأكابر إما الصديق رضي الله عنه، أو غيره قد قص شعره، أو حلقه، أو ألبسه طاقيته، أو ثوبه فيصبح وعلى رأسه طاقية وشعره محلوق أو مقصر، وإنما الجن قد حلقوا شعره أو قصروه.
وهذه الأحوال الشيطانية تحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة وهم درجات، والجن الذين يقترنون بهم من جنسهم وهم على مذهبهم والجن فيهم الكافر والفاسق والمخطئ فان كان الإنسي كافرا أو فاسقا أو جاهلا دخلوا معه في الكفر و الفسوق والضلال، وقد يعاونونه إذا وافقهم على ما يختارونه من الكفر مثل الإقسام عليهم بأسماء من يعظمونه من الجن وغيرهم، ومثل أن يكتب أسماء الله، أو بعض كلامه بالنجاسة، أو يقلب فاتحة الكتاب، أو سورة الإخلاص، أو آية الكرسي، أو غيرهن، ويكتبهن بنجاسة فيغورون له الماء، وينقلونه بسبب ما يرضيهم به من الكفر، وقد يأتونه بما يهواه من امرأة أو صبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/409)
إما في الهواء وإما مدفوعا ملجأ إليه إلى أمثال هذه الأمور التي يطول وصفها والأيمان بها إيمان بالجبت والطاغوت والجبت السحر والطاغوت الشياطين والأصنام، وإن كان الرجل مطيعا لله ورسوله باطنا وظاهرا لم يمكنهم الدخول معه في ذلك أو مسالمته، ولهذا لما كانت عبادة المسلمين المشروعة في المساجد التي هي بيوت الله كان عمار المساجد أبعد عن الأحوال الشيطانية وكان أهل الشرك والبدع يعظمون القبور ومشاهد الموتى فيدعون الميت أو يدعون به أو يعتقدون أن الدعاء عنده مستجاب أقرب إلى الأحوال الشيطانية فانه ثبت في الصحيحين عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال:" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وثبت في صحيح مسلم عنه أنه قال:" قبل أن يموت بخمس ليال إن من أمن الناس على في صحبته وذات يده أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من أهل الأرض لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن صاحبكم خليل الله لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فأني أنهاكم عن ذلك".
وفي الصحيحين عنه أنه ذكر له في مرضه كنيسة بأرض الحبشة وذكروا من حسنها وتصاوير فيها فقال:" إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيها تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ".
وفي المسند وصحيح أبي حاتم عنه قال:" إن من شرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين اتخذوا القبور مساجد".
وفى الصحيح عنه أنه قال:" لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها".
وفي الموطأ عنه أنه قال:" اللهم لا تجعل قبر وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
وفي السنن عنه أنه قال:" لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا على حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني، وقال ما من رجل يسلم على إلا رد الله على روحي حتى أرد عليه السلام".
وقال صلى الله عليه وسلم:" إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام".
وقال:" أكثروا على من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليّ قالوا يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ـ أي بليت ـ فقال إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء ".
وقد قال الله تعالى في كتابه عن المشركين من قوم نوح عليه السلام (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال ابن عباس، وغيره من السلف: هؤلاء قوم كانوا صالحين من قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم فعبدوهم، فكان هذا مبدأ عبادة الأوثان فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ليسد باب الشرك، كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لأن المشركين يسجدون للشمس حينئذ والشيطان يقارنها وقت الطلوع ووقت الغروب فتكون في الصلاة حينئذ مشابهة لصلاة المشركين فسد هذا الباب.
والشيطان يضل بنى آدم بحسب قدرته فمن عبد الشمس والقمر والكواكب ودعاها كما يفعل أهل دعوة الكواكب فإنه ينزل عليه شيطان يخاطبه، ويحدثه ببعض الأمور، ويسمون ذلك روحانية الكواكب وهو شيطان، والشيطان وإن أعان الإنسان على بعض مقاصده فانه يضره إضعاف ما ينفعه وعاقبة من أطاعه إلى شر إلا أن يتوب الله عليه، وكذلك عباد الأصنام قد تخاطبهم الشياطين، وكذلك من استغاث بميت، أو غائب، وكذلك من دعا الميت، أو دعا به أو ظن أن الدعاء عند قبره أفضل منه في البيوت والمساجد، ويروون حديثا هو كذب باتفاق أهل المعرفة وهو إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور وإنما هذا وضع من فتح باب الشرك، ويوجد لأهل البدع وأهل الشرك المتشبهين بهم من عباد الأصنام والنصارى والضلال من المسلمين أحوال عند المشاهد يظنونها كرامات وهى من الشياطين مثل أن يضعوا سراويل عند القبر فيجدونه قد انعقد أو يوضع عنده مصروع فيرون شيطانه قد فارقه يفعل الشيطان هذا ليضلهم، وإذا قرأت آية الكرسي هناك بصدق بطل هذا فان التوحيد يطرد الشيطان ولهذا حمل بعضهم في الهواء فقال: لا إله إلا الله فسقط.
ومثل أن يرى أحدهم إن القبر قد انشق وخرج منه إنسان فيظنه الميت وهو شيطان.
وهذا باب واسع لا يتسع له هذا الموضع ..
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو تقي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
لم يكن الهدف من مداخلتي تصديق الاخبار التي نقلها الاخ الفاضل أبو بكر بن عبدالوهاب وانما المزيد من التوضيح حول كرامات الاولياء وأصحاب التقوى.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[ Bashar Baghdadi] ــــــــ[25 - 04 - 04, 08:55 م]ـ
الاخوة الاكارم السلام عليكم و رحمة الله
انا اروي هذه القصة فقط للعلم و لان فيها بيان لاحوال اشخاص ذكرت اسمائهم في الردود السابقة و قد يقع المرء فيهم و هو لا يعرف عنهم الا قول عوام الناس و لست اتعرض لما ذكر في المحاضرة:
فاقول و بالله التوفيق قد ذكر لي الشيخ نعيم العرقسوسي قصة عن الشيخ احمد الحارون و احببت ان انقلها لان الشيخ نعيم سمعها من الدكتور البوطي مباشرة و ليس لي الا النقل و الله الموفق يقول الدكتور ان رجلا عرض للشيخ احمد في التكية السليمانية في دمشق المحروسة و هي موجودة في مكان المتحف الحربي الان فقال له يا شيخ احمد قد سمعت من الناس عن كراماتك و اريد منك ان تنقلني الان الى مكة المكرمة لاداء فريضة الحج (الظاهر انه كان في فترة الحج) فقال له الشيخ احمد حسنا سافعل و لكنعليك الا تخبر احدا ثم طلب منه ان يرتقي بحيرة المياه الكبيرة الموجودة في التكية السليمانية و ان يغلق عينيه و ما ان فعل حتى رفسه الشيخ الى المياه و مضى و تركه.
و الطريف في القصة ان الشيخ احمد راى الرجل نفسه بعد مدة في سوق الحميدية فما كان من الشيخ الا ان قال للرجل مازحا حجا مبرورا و سعيا مشكورا فقال له الرجل و هو يكاد ينفجر غضبا الله يلع .. ك انت و كل من يقول انك ولي.
هذه القصة و الله سمعتها من الشيخ نعيم و هو سمعها من الدكتور البوطي الذي اخبره ان صديقا للشيخ احمد الحارون لا يزال حيا هو الذي اخبره بها هذا و الله اعلم و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/410)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:08 م]ـ
الأخ Bashar Baghdadi شكرا على النقل، وإن كان البوطي هذا خرافي ضال في باب العقيدة قد أوسعه أهل السنة ردا وبيانا لضلالاته .. ، ولا أظن أن مثل هذه المحاضرات تخفى عليه، ويعلم ما فيها، إن لم يكن قد حضرها ... والعبرة بواقع المتصوفة المخزي اليوم، ولو فرضنا أنها لم تحدث هذه القصة ..
----------------------------------------------------------
وتتميما لما سبق:
ومما له علاقة بالموضوع، ولم أنشط لنقله ـ فمن أراده فليراجعه ـ:
مدارج السالكين 1/ 129 و 2/ 482 - 495 ففيه كلام نفيس عن الفراسة، وأنواعها ...
والروح ص40 و238 - 240 ففيه كلام بديع عن الفراسة، ونقول عن السلف.
ومفتاح دار السعادة 2/ 220 ذكر ما تميز به الشافعي في الفراسة، وتعلمه لها، وكونه منزه عن ما نقل عنه غلطا أن تعلم النجوم أول عمره .. فراجعه فهو نفيس.
وجامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية جمع محمد عزير شمس المجموعة الأولى ص 85 فيها: فصل في أولياء الله وأولياء الشيطان. وهو فصل نافع ومختصر.
وص 93: فيه: مسألة عن الأحوال وأرباب الأحوال. مهم جدا.
وقاعدة في أفعال الحج ص209 - 220 ذكر هناك شيئا مما تفعله الشياطين بأوليائهم، وأنهم يطيرون بهم بالهواء ويذهبون بهم إلى عرفات ... وذكر كلاما طويلا وقصصا ..
وينظر: مجموع الفتاوي2/ 95 - 97
ولعلي أختم هنا بنقول عن فراسة الإمام الشافعي رحمه الله: ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم والحاكم وغيرهما عن الحميدي قال: قال الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها ثم لما كان انصرافي مررت في طريقي برجل وهو محتب بفناء داره أزرق العين نأتيء الجبهة سفاط، فقلت: له هل من منزل؟
قال: نعم. قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة فأنزلني فرأيت أكرم رجل بعث إلى بعشاء وطيب وعلف لدوابي وفراش ولحاف وجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب؟! فلما أصبحت قلت للغلام: أسرج فأسرج فركبت، ومررت عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فاسأل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي فقال لي الرجل أمولا لأبيك أنا؟ قلت: لا. قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟ قلت: لا. قال: فأين ما تكلفت لك البارحة؟ قلت: وما هو؟ قال: اشتريت لك طعاما بدرهمين، وأدما بكذا، وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدوابك بدرهمين، وكرى الفراش واللحاف درهمان. قال قلت: يا غلام فهل بقى شيء؟ قال: كرى المنزل، فأني وسعت عليك وضيقت على نفسي فغبطت نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقى شيء؟ قال: امض أخزاك الله فما رأيت شرا منك.
قال قتيبة بن سعيد رأيت محمد بن الحسن والشافعي قاعدين بفناء الكعبة فمر الرجل فقال أحدهما: لصاحبه تعال نركز على هذا المار أي حرفة معه فقال أحدهما: هذا خياط. وقال الآخر: هذا نجار فبعثا إليه فسألاه؟ فقال: كنت خياطا، واليوم أنجر أو كنت نجارا واليوم أخيط.
وقال الربيع سمعت الشافعي وقدم عليه رجل من أهل صنعاء فلما رآه قال له من أهل صنعاء؟ قال: نعم. قال فحداد أنت؟ قال: نعم
وقال الربيع: دخلنا على الشافعي عند وفاته أنا والبويطي والمزني ومحمد بن عبد الله ابن عبد الحكم، قال فنظر إلينا الشافعي ساعة فأطال ثم التفت، فقال: أما أنت يا أبا يعقوب فستموت في حديد ـ يعنى البويطي ـ وأما أنت يا مزني فسيكون لك بمصر هنات وهنات، ولتدركن زمانا تكون أقيس أهل ذلك الزمان، وأما أنت يا محمد فسترجع إلى مذهب أبيك، وأما أنت يا ربيع فأنت أنفعهم لي في نشر الكتب قم يا أبا يعقوب فتسلم الحلقة. قال الربيع فكان كما قال.
وقال الربيع: ما رأيت أفطن من الشافعي لقد سمى رجالا ممن يصحبه فوصف كل واحد منهم بصفة ما أخطأ فيها فذكر المزني والبويطي، وفلانا، فقال: ليفعلن فلان كذا، وفلان كذا، وليصحبن فلان السلطان، وليقلدن القضاء، وقال لهم يوما ـ وقد اجتمعوا ـ: ما فيكم أنفع من هذا و أومأ إليّ لأنه أمثلكم بأخيه، وذكر صفاتا غير هذه .. قال: فلما مات الشافعي صار كل منهم إلى ما ذكر فيه ما أخطأ في شيء من ذلك.
وقال حرملة لما وقع الشافعي في الموت خرجنا من عنده، فقلت لأبي: يا أبه كل فراسة كانت للشافعي أخذناها يدا بيد إلا قوله يقتلني أشقر وها هو في السياق، فوافينا عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف ابن عمرو، فقلنا إلى أين؟ قالا إلى الشافعي، فما بلغنا المنزل حتى أدركنا الصراخ عليه قلنا: مه مالكم؟ قالوا: مات الشافعي، فقال أبي من غمضه؟ قالوا: يوسف بن عمرو وكان أزرق.
وهذه الآثار وغيرها ذكرها ابن أبي حاتم والحاكم في مصنفيهما في مناقب الشافعي وهي اللائقة بجلالته ومنصبه لا ما باعده الله منه من أكاذيب المنجمين وهذياناتهم، والله أعلم. انتهى من مفتاح دار السعادة 2/ 220
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:28 م]ـ
ما عنيته هو أني لا أعرف كثيرا عن الشيخ الحارون.
و لا ظن من يدعي الإسلام يظن في كرامة إحياء الموتى هذه أنها كانت بغير طلب أو إذن من الله.
والإخبار بالغيب، سماه بعضهم فراسة لكن القصص التي ساقها ابن القيم، لا تقل عما ينقله الآخرون.
فعاد الأمر خلافا لفظيا.
أما في العقيدة.
فالكل يعتقد أن الله هو المتصرف الحقيقي في الكون، وأنه هو الذي يحيي ويميت وأنه هو الذي يطلع عباده على الغيب، لا أنهم يفعلون ذلك من قبل أنفسهم. ومن نسب شيئا من ذلك للناس مع عدم اعتقاد هذا فهو ضال مضل وقوله مردود عليه، لا يرتاب فيه مرتاب.
ومن شك في هذا الأمر الأخير فهو كافر ملعون بلعنة الله إلى يوم الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/411)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:48 م]ـ
ليس ما ينقله ابن القيم عن الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية العلم العلامة إمام المسلمين في زمانه، الذي شهد له بالتقدم في جميع العلوم الخصوم قبل الخاصة الأصحاب .. كما ينقل عن أرباب الطرق الفاسدة، والأحوال الشيطانية .. وهذا بحمد الله ظاهر .. وقد قدمت من النقول، والقواعد في ذلك ما يشفي ويكفي .. ويفرق فيه بين كلام الدجالين، والعلماء الربانيين.
وليس الخلاف لفظيا فالفراسة علم حقيقي، تقدم نقول عن السلف من الصحابة فمن بعدهم .. وما يفعله هؤلاء الدجاجلة من إيحاء الشياطين، ودجل العرافين، لأكل أموال المساكين {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}
ولا يخفى على ذي لب وبصيرة أن الضُلال اليوم يعتقدون في الموتى أعظم من هذا الذي ذكر هنا، وهذا واقعهم اليوم في معظم البلاد، ولا ينكره إلا مكابر! ومع هذا هم يحضرون الجمع والجماعة، ويزعمون أنهم مسلمين!(27/412)
نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان لأبي عبدالله الذهبي
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 04 - 04, 06:19 م]ـ
نظرات في أشرطة قصص من التاريخ للدكتور طارق سويدان
لأبي عبدالله الذهبي وفقه الله وجزاه خير الجزاء
ومعه
نظرات في أشرطة سيرة الصديق والفاروق للدكتور طارق السويدان له أيضا(27/413)
قصيدة جميلة في غربة الدين والولاء والبراء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 04, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبعد:
فهذه قصيدة جميلة في غربة الدين والولاء والبراء نقلتها من كتاب موارد الظمآن للشيخ عبد العزيز السلمان رحمه الله ولم يذكر اسم قائلها فرحمه الله على كل حال
إلى الله نشكو غربة الدين والهدى**وفقدانه من بين من راح أو غدا
فعاد غريبا مثل ما كان قد بدا**على الدين فليبكي ذوو العلم والهدى
فقد طمست أعلامه في العوالم
حوى المال أنذال الورى ورذالهم **وقد عم في هذا الزمان ضلالهم
ولا ترتضي أقوالهم وفعالهم **وقد صار إقبال الورى واحتيالهم
على هذه الدنيا وجمع الدراهم
فذو المال لا تسأل أخص خدينهم **وقد نفق الجهل العظيم بحينهم
بإعراضهم عن دينهم ومدينهم **وإصلاح دنياهم بإفساد دينهم
وتحصيل ملذوذاتهم والمطاعم
محبون للدنيا محبون قيلها **ولو معرضا عن دينه ولها لها
وكلهم لا شك دندن حولها **يعادون فيها بل يوالون أهلها
سواء لديهم ذو التقى والجرائم
إلى الله في هذا الصباح وفي المسا *نبث الدعا فالقلب لا شك قد قسا
وحب الورى الدنيا ففي القلب قد رسى*إذا انتقص الإنسان منها بما عسى
يكون له ذخرا أتى بالعظائم
بكى واعتراه المس من عظم ما حسى **وخر صريعا إذ بدا النقص وافلسا
وانحل جسما ناعما قبل ما عسى **وابدى أعاجيبا من الحزن والأسى
على قلة الأنصار من كل حازم
ونادى بصوت مزعج متكلما **وبات حزينا قلبه متكلما
وقام على ساق لحراه معلما **وناح عليها آسفا متظلما
وبات بما في صدره غير كاتم
فذا شأن أهل الغي والجهل والردى **إذا انتقصوا الدنيا أصاروا الثرى ندى
وبكوا وأبكوا كل من راح أو غدا ** فأما على الدين الحنيفي والهدى
وملة إبراهيم ذات الدعائم
ولو قطعت في كل أركانها القوى **ولو سلكت كل الورى سبل من غوى
أو اتخذ المخلوق معبوده الهوى **فليس عليها والذي فلق النوى
من الناس من باك وآس ونادم
بنود لها فيما مضى بيننا انتفت **وكل محامي لها مال والتفت
ومحبوبنا من أبغضته ومن نفت **وقد درست منها المعالم بل عفت
ولم يبق إلا الإسم بين العوالم
وقد ظهرت تلك الفواحش والجفا **ولا شك في فعل اللواط مع الزنى
وقلبي إذاً من مما بدى مسه الضنى **فلا آمر بالعرف يعرف بيننا
ولا زاجر عن معضلات الجرائم
بحار المعاصي قد طمى الآن لجها **ومتسع بين البرية ثجها
وقد لاح من فوق البسيطة فجها **وملة إبراهيم غودر نهجها
عفاء وأضحت طامسات المعالم
نواظرها كلت وأنوارها طفت **وألسننا عن بحث منهاجها حفت
مناهجها والله من بيننا عفت **وقد عدمت فينا وكيف وقد سفت
عليها السوافي من جميع الأقالم
تظنون أن الدين لبيك في الفلا **وفعل صلاة والسكوت عن الملا
وسالم وخالط من لذا الدين قد قلا **وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذاك البراء من كل غاو وآثم
فأفرادنا ظنوا النجا في التنسك **وغالبنا منهاجهم في التسلك
وملة إبراهيم من خير مسلك **وليس لها من سالك متمسك
بدين النبي الأبطحي بن هاشم
فلسنا نرى ما حل في الدين وامّحت ** به الملة السمحاء إحدى القواصم
عسى توبة تمحو ذنوبا لمرتجي ** عسى نظرة تسلك بنا خير منهج
عسى وعسى من نفحة علها تجي ** فنأسى على التقصير منا ونلتجي
إلى الله في محو الذنوب العظائم
فكل الورى الورى في كثرة المال نافست **ورانت ذنوب في القلوب وقد رست
وفي النهي عن كل المعاصي تناعست ** فنشكوا إلى الله القلوب التي قست
وران عليها كسب تلك المآثم
نراعي أخا الدنيا فذاك هو الأخ ** ولو كان في كل المعاصي ملطخ
ألسنا بأوضار الخطا نتضمخ ** ألسنا إذا ما جاءنا متضمخ
بأوضار أهل الشرك من كل ظالم
أتيناه نسعى من هناك ومن هنا ** وفي عصرنا بعض يرد ولو عنى
أتينا سراعا والرضى عنه حثنا ** نهش إليهم بالتحية والثنا
ونهرع في إكرامهم بالولائم
إذا يرتضى في الدين هل من معلم ** أفق أيها المغبون هل من تندم
أيرضى بهذا كل أبسل ضيغم **وقد بري المعصوم من كل مسلم
يقيم بدار الكفر غير مصارم
ولا منكر أقوالهم يا ذوي الهدى **ولا مبغض أفعال من ضل واعتدى
ولا آمر بالعرف من بينهم غدا **ولا مظهر للدين بين ذوي الردى
فهل كان منا هجر أهل الجرائم
وهل كان في ذات المهيمن ودنا ** وهل نحن قاتلنا الذي عنه صدنا
وهل نحن أبعدنا غدا والذي دنا ** ولكنما العقل المعيشي عندنا
مسالمة العاصينا من كل آثم
أيا وحشتنة من بين تلك المنازل ** ويا وصمة للدين من كل نازل
تكلمت الأوباش وسط المحافل ** فيا محنة الإسلام من كل جاهل
ويا قلة النصار من كل عالم
فنفسك فخزمها إذا كنت حازما ** ومن بابه لا تلتفت كن ملازما
وصبر فرب العرش للشرك هازما **وهذا أوان الصبر إن كنت حازما
على الدين فاصبر صبر أهل عزائم
ومد يدا لله كل عشية **وسل ربك التثبيت في كل لحظة
على ملة الإسلام أزكى البرية ** فمن يتمسك بالحنيفية التي
أتتنا عن المعصوم صفوة آدم
وعض عليها بالنواجذ إذ غدا ** وحيدا من الخلان ما ثم مسعدا
على قلة النصار اصبح واحدا ** له أجر خمسين أمرا من ذوي الهدى
من الصحب أصحاب النبي الأكارم
وكن عن حرام في المآكل ساغبا **ولا تمش من بين العباد مشاغبا
ومد يدا نحو المهيمين طالبا **ونح وابك واستنصر بربك راغبا
إليه فإن الله أرحم راحم
لينصر هذا الدين من بعد ما عفت ** معالمه في الأرض بين العوالم
وأن يكبت الأعدا ويفنوا بغلهم ** ويخذل أعداء الهدى بأقلهم
من المؤمنين الصالحين وخلهم ** وصل على المعصوم والآل كلهم
وأصحابه أهل التقى والمكارم
بعدِّ وميض البرق والرمل والحصى ** وما انهل ودقٌ من خلال الغمائم
من يعرف قائلها فليفد مشكورا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/414)
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[27 - 04 - 04, 03:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا على التذكير بهذه الابيات الرائعة اخي عبد الرحمن السديس
وهي والله أعلم للشيخ سليمان بن سحمان في ديوانه
ومن أفضل الابيات التي خمسها
تظنون أن الدين لبيك في الفلا **وفعل صلاة والسكوت عن الملا
وسالم وخالط من لذا الدين قد قلا **وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذاك البراء من كل غاو وآثم
وما الدين إلا الحب والبغض والولا ** كذاك البراء من كل غاو وآثم
ـ[نواف البكري]ــــــــ[27 - 04 - 04, 12:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا .....
والقصيدة (مخمّسة) ليست لابن سحمان.
وإنما قصيدة ابن سحمان هي الميمية التي أولها (على الدين فليبكِ ذوو العلم والهدى ... ).
وهي في ديوانه (458 - 459).
ولا أعرف لمن هذا التخميس على قصيدة ابن سحمان؟
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك أخانا عبد الرحمن ...
والقصيدة هي كما قال الإخوة تخميسٌ لقصيدة العلامة ابن سحمان الميميّة الشهيرة، ويظهر أنّ هذا التخميس للشيخ عبد العزيز السلمان، وقد كان من عادته ألاّ ينسب قصائده لنفسِهِ بل يقول: (شعراً) أو نحو ذلك، وهو يُشبِهُ في هذا الإمام ابن القيّم في بعض كتبِه.
وللشيخ السلمان قصائدُ ذاتُ طرافة .. لعلّي أنقلُها فيما بعد ..
رحِم اللهُ علماءنا جزاء ما قدّموا للدين ونصحوا لأهلِه ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 04, 11:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[اللجين]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اريد ترجمه للشبخ عبد العزيز السلمان
لاني وانا اقرأله اتمنى اعرف سيرته
ـ[اكرم]ــــــــ[28 - 04 - 04, 04:05 ص]ـ
جزيت خيرا
ـ[نواف البكري]ــــــــ[28 - 04 - 04, 06:55 ص]ـ
أخي أبا عبدالله الروقي: معذرة لا أظن أن التخميس للشيخ السلمان - رحمه الله تعالى - ويبعد أن يكون الشيخ شاعراً في الأصل!، ومجرد قوله: شعراً!! لا يدل على ذلك، وكم من قصيدة سبقها بهذه الكلمة وهي قطعاً ليست له، وقول الكتّاب (شعراً) للتمييز بينه وبين غيره في المخطوطات لأن الأوراق شحيحة فيكتبون شعراً لتمييزه عن غيره ويجعلونه متتاليا في السطور لا كما نصنع اليوم في المطبوعات - مع شبع الأوراق - ونكتب الشعر كل بيت منه في سطر.
أما ترجمته رحمه الله:
فأذكر أن ابنه عبدالحميد كتب فيه ترجمة في حياته وطبعت، وإليكم ترجمة له من خلال بحث الشبكة:
ميلاده ونشأته
هو الشيخ الفقيه المدقق الزاهد عبدالعزيز بن محمد بن عبدالمحسن السلمان ولد سنة 1337هـ أو 1339هـ على ما ذكره ابنه عبدالحميد نقلاً عن أبيه بخطه ولقد نشأ في بيت علم وصلاح وخير ونشأ بين أبوين كريمين ولكن أباه قد توفي وهو صغير فكفلته أمه واعتنت به أيما عناية وأدخلته مدرسة المعلم محمد بن عبدالعزيز الدامغ لتحفيظ القرآن الكريم ومكث في هذه المدرسة ثلاث سنوات حفظ فيها القرآن الكريم، بعد ذلك دخل مدرسة الأستاذ صالح بن ناصر بن صالح -رحمه الله- وتعلم في هذه المدرسة الكتابة والقراءة والخط والحساب وتخرج منها، وقد انشغل في بداية شبابه بالتجارة وفتح محلاً يقوم فيه بالبيع والشراء ثم لما حصل الكساد أثناء الحرب العالمية الثانية على العالم كله وخصوصاً الجزيرة العربية أصبحت التجارة ليس لها مردود جيد فترك الشيخ عبدالعزيز مزاولة التجارة واتجه إلى طلب العلم.
طلبه للعلم
كانت الخطوة الأولى للشيخ -رحمه الله- إلى عالم العلم والعلماء هي مدرسة العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي 1376هـ -رحمه الله- التي كانت في الحقيقة منارة العلم والمعرفة انضم الشيخ عبدالعزيز إلى هذه المدرسة التي كانت تعقد غالباً في جامع عنيزة الكبير كان ذلك سنة 1353هـ وكانت حلقة الشيخ عبدالرحمن السعدي اشبه بخلية نحل يتوافد عليها الطلبة من كل حدب وصوب ينهلون من علم الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- حيث لازمه ستة عشر عاماً إلى سنة 1369هـ وقد قرأ على الشيخ مع زملائه علوم العقيدة والفقه والحديث واللغة العربية وقد عرف الشيخ عبدالرحمن السعدي -رحمه الله- بحرصه الشديد على تعهد تلاميذه بطريقته الفذة التي تميز بها عن بقية العلماء في طريقة التدريس وتوصيل المعلومات إلى ذهن التلميذ وجعل الاختيار له في الكتاب الذي يريده وأسلوب النقاش الذي يفتح لطالب العلم الكثير من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/415)
أبواب العلم وفهم المسائل بشكل جيد. ولقد تأثر شيخنا عبدالعزيز -رحمه الله- بشيخه السعدي كثيراً لا في طريقة تدريسه وتعامله مع التلاميذ والعطف عليهم والسؤال عن حالهم فحسب، بل في التقلل من حطام الدنيا والعيش بالكفاف والقناعة وعدم الخوض في أعراض الناس وتركه ما لا يعنيه -رحمه الله- مع الانكباب على العلم وطلب المعرفة التي كانت شغله الشاغل لا من ناحية التدريس في معهد الرياض العالي أو التأليف الذي كان يفرغ له جل وقته عندما أحيل إلى التقاعد ولقد تعين - رحمه الله- في المعهد العلمي بالرياض إبان إنشائه سنة 1370هـ رشحه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ 1389هـ -رحمه الله- وهذا دليل على كفاءته العلمية وقدرته المعرفية فلقد جاء إلى الرياض وهو قد ارتوى من العلم والمعرفة من حلقة شيخه عبدالرحمن -رحمه الله-، الذي كان دائماً يلهج بالثناء عليه والدعاء له وهذا دليل وفائه -رحمه الله- وهكذا كان دأب سلفنا الصالح مع شيوخهم وعلمائهم.
استمر الشيخ عبدالعزيز مدرساً في معهد إمام الدعوة حتى سنة 1404هـ.
ما قاله عنه تلاميذه ومحبوه
قال عنه العلامة الشيخ صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي بوزارة العدل أنه «رجل تعلوه السكينة والبساطة، جم الأخلاق، واسع البال، كان يشرح درسه مرتين بأسلوب شيق، وكان يمازح تلامذته بمداعبة جادة وموزونة. وكان -رحمه الله- جاداً صبوراً واسع النظر، وربما يذكرك بمن سلف من السلف، وكان ذا طول في التأني والتحمل وحسن الأداء وتعلمنا منه النقاش والشعور بالمسؤولية واسنطاق حال النص بشجاعة علميّة وادبية.
وكما قال أيضاً الشيخ عبدالمحسن بن محمد العجمي وهو أحد تلامذة الشيخ قائلاً: .... كنا نزوره - رحمه الله - في بيته القديم بحي الديرة شارع السويلم ونصلى معه في مسجده القديم فيستقبلنا بحفاوة ونحن بعد لم نناهز الحلم ويتحدث معنا وكأنه أب لنا يحرص ويهمه أن نسير على منهج الحق ونقتفي أثر السلف ثم يدخلنا في بيته ويزودنا بالكتب والمؤلفات القيمة له ولغيره لاسيما كتابه الزاخر بالعلم والأدب والأخلاق والمواعظ «موارد الظمآن» ثم يقوم -رحمه الله- بحثنا على طلب العلم والحرص في تحصيله والجد في تعلمه وحفظ أوقاتنا بما ينفعنا وكان يوصينا كثيراً بقراءة كتب السلف مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيّم وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة السلفية -رحمهم الله- كل ذلك بتوجيه حكيم ومنطق رزين وشفقة وحب، ومما ذكره الشيخ عبدالرحمن الرحمة عن الشيخ السلمان قائلاً: «فلقد رزئت الأمة الإسلامية بوفاة عالم من علمائها المخلصين ومجاهد من مجاهديها الصادقين نذر وقته ونفسه لنشر العلم الصافي وبيان أحكام الدين وذلك عن طريق التأليف والتصنيف.
مؤلفاته وآثاره العلمية
الشيخ عبدالعزيز السلمان من المكثرين في التأليف وأول كتاب ألفه هو الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطة سنة 1382هـ وكتبه الوعظية لها قبول لدى الناس ويحرص عليها أئمة المساجد يقرأونها بعد صلاة العصر على المصلين وقبل صلاة العشاء وخصوصاً في ليالي شهر رمضان من كتاب موارد الظمان وهو اسم على مسمى ففيه من المواعظ والرقائق مايروي الظمأن، ووضع الشيخ السلمان ثقله العلمي كله في هذا الكتاب وصدر هذا الكتاب، في ستة مجلدات كبار ضخام، وبقية مؤلفاته كلها معروفة لدى الناس فلا حاجة لذكرها، وقد تجاوزت طباعة بعض كتبه إلى ما يقارب (36) طبعة وهو كتاب محاسن الدين الإسلامي، والطبعة (37) فسوف تصدر بعد فترة وجيزة وقد ترجمت جميع كتبه إلى اللغة الأوردية وحصل لها فتح عظيم وتأثير كبير عند الشعوب التي تتكلم بهذه اللغة، والجدير بالذكر أن كثيراً من دور النشر كانت تلح على الشيخ أن تطبع كتبه وعرضها للبيع فرفض رفضاً باتاً وقال هي وقف لله تعالى ولا أريد إلا الثواب من الله عز وجل في هذه الكتب. ومع ذلك قامت بعض دور النشر بطبع كتبه بدون إذنه وعرضتها للبيع، والكتاب الذي طبعته هو كتابه من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.
اللحظات الأخيرة للشيخ السلمان
يقول ابنه عبدالحميد عن اللحظات الأخيرة قبل أن يتوفى والده بساعات: كان الوالد -رحمه الله- في حياته لايعاني من أمراض مستعصيه سوى داء الركبتين حيث إنه في المدة الأخيرة أصبح لا يستطيع المشي إلا بصعوبة وكان يستعمل العكازين وكان يخدم نفسه بنفسه في داخل البيت وكان يستمتع بكامل قواه ويضيف ابنه قائلاً: إن أبي عندما ألف كتابه الأخير مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار قال ليّ ياعبدالحميد أريد أن أتأهب بهذا الكتاب -إن شاء الله- عز وجل لدخول دار القرار، ولم يؤلف الشيخ بعد هذا الكتاب أي كتاب.
ويقول ابنه عبدالحميد كان من عادة الوالد قبل أن ينام أن أجلس معه قليلاً وأسأله هل يريد شيئاً أقضيه له وفي يوم وفاته في الساعة الثانية عشرة ليلاً يوم الأحد التاسع عشر من شهر صفر لعام 1422هـ وكالعادة ذهبت إليه وكان بجانبه شريط به تسجيل لأحد قراء القرآن الكريم يستمع إليه وكان هذا دأبه أما قارئاً للقرآن الكريم أو مستمعاً. وقلت له هل تريد شيئاً يا ابي؟ قال لا وإذا أردت شيئاً سأطلبك ولمست يده فإذا هي مرتفعة الحرارة وذهبت إلى غرفتي وأنا غير مطمئن ورجعت له مرة ثانية ولمست يده فإذا هي أكثر حرارة وبلغ منه الجهد والأعياء وأصبح واضحاً فقلت له سوف نحملك إلى المستشفى فرفض وقال أعاني من ألم شديد «وهو يشير إلى صدره» لايعلم مداه إلا الله عز وجل ولو كان الموت يُشترى لأشتريته ولكن لايجوز تمني الموت. ولعل ذلك مرض الموت وذكرت له أول الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريد معرفة ذاكرته وأكمل ليّ الحديث، نصف الحديث بأكمله -رحمه الله- وأتت الوالدة -حفظها الله- وأسقته من ماء زمزم فشرب منه ثم استقبل القبلة -رحمه الله- وتشهد الشهادة كلمة التوحيد وفاضت روحه الطاهرة في الساعة الثالثة ليلاً في وقت تستجاب فيه الدعوات.
وهذا رابط الترجمة:
http://www.alshamsi.net/islam/sheook/sh5.html
ــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/416)
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 09:52 م]ـ
القصيدة كما ذكر الإخوة للشيخ سليمان بن سحمان وتجدونها على هذا الرابط
منظومات للعلامة سليمان بن سحمان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83253)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[26 - 10 - 06, 05:59 م]ـ
جزاكم الله خير منظومة جميلة
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[27 - 10 - 06, 02:26 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 10 - 06, 04:06 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 06, 06:14 ص]ـ
ها هي المنظومة مجردة عن الهوامش
مَنْظُومَةٌ فِي غُرْبَةِ الإسْلامِ
لِلعَلاَّمَةِ
سُلَيْمَانَ بْنِ سَحْمَانَ
[1266 تقريباً ـ1349 هـ]
رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَحْمَانَ إلى الأَخِ الْمُكَرَّمِ وَالْمُحِبِّ الْمُقَدَّمِ إبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ آل حَمَدْ حَلاَّهُ اللهُ بِحِلْيَةِ أَوْلِيَائِهِ، وَعَمَّرَهُ بِآلائِهِ وَنَعْمَائِهِ، وَرَفَعَ لَهُ ذِكْرَهُ بَيْنَ أَهْلِ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ آمِينَ.
سَلامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعْدُ:
فَأَحْمَدُ إلَيْكُمْ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ، وَهُوَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَالْخَطُّ وَصَلَ بِمَا تَضَمَّنَ مِنَ الْوَصِيَّةِ، وَفَقَّنَا اللهُ وَإيَّاكَ لِقَبُولِ الْوَصَايَا الشَّرْعِيَّةِ، وَأَعَاذَنَا مِنْ سَيِّئَاتِ الأَعْمَالِ الكَسْبِيَّةِ، وَأُوصِيكَ بِمَا أَوْصَيْتَنِي بِهِ وَبِلُزُومِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالرَّغْبَةِ فِيهِمَا، فَإنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ نَبَذُوهُمَا ظِهْرِيًّا وَزَهِدُوا فِيمَا تَضَمَّنَاهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، اللَّهُمَّ إلاَّ أَنْ يُوَافِقَ الْهَوَى، وَاذْكُرْ قَوْلَهُ صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ لَمَّا سَأَلَهُ عَنِ الْفِتَنِ قَالَ: "اقْرَأْ كِتَابَ اللَّهِ وَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ " كَرَّرَهَا ثَلاثًا.
قَالَ شَيْخُنَا الشَّيْخُ عَبْدُ اللَّطِيفِ قَدَّسَ اللهُ رُوحَهُ: " وَالْحِكْمَةُ - وَاللهُ أَعْلَمُ - شِدَّةُ الْحَاجَةِ وَقْتَ الْفِتَنِ وَخَوْفُ الْفِتْنَةِ وَالتَّقَلُّبِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ وَغَيْرِهِمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ فِي هَذِهِ الأَزْمَانِ، وَالْمُؤْمِنُ مَن اشْترَى نَفْسَهُ وَرَغِبَ فِيمَا رَغِبَ عَنْهُ الْجُهَّالُ وَالْمُتْرَفُونَ " انتهى.
وَتَذَكَّرْ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ غُرْبَةِ الدِّينِ وَانْدِرَاسِ مَعَالِمِ الإسْلامِ، إلَى آخِرِ مَا ذَكَرْتَ, فَالأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتَ وَأَعْظَمُ مِمَّا إلَيْهِ أَشَرْتَ، فَإنَّا للهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، وَهَذَا مِصْدَاقُ مَا أَخْبَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَوْلِهِ: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ " ... الْحَدِيثَ.
وَقَدْ صَارَ إقْبَالُ النَّاسِ وَإكْبَابُهُمُ الْيَوْمَ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا وَإصْلاحِهَا وَلَوْ بِفَسَادِ دِينِهِمْ.
قَالَ ابْنُ عَقِيلٍ رَحِمَهُ اللهُ: " مِنْ عَجِيبِ ما قدمت فِي أَحْوَالِ النَّاسِ كَثْرَةُ مَا نَاحُوا عَلَى خَرَابِ الدِّيَارِ وَمَوْتِ الْأَقَارِبِ وَالْأَسْلافِ، وَالتَّحَسُّرِ عَلَى الأَرْزَاقِ وَذَمِّ الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ، وَذِكْرِ نَكَدِ الْعَيْشِ فِيهِ وَقَدْ رَأَوْا مِنِ انْهِدَامِ الإسْلامِ وَشَعَثِ الأَدْيَانِ وَمَوْتِ السُّنَنِ وَظُهُورِ الْبِدَعِ وَارْتِكَابِ الْمَعَاصِي وَتَقَضِّي الْعُمُرِ فِي الْفَارِغِ الَّذِي لا يُجْدِي، فَلا أَحَدَ مِنْهُمْ نَاحَ عَلَى دِينِهِ وَلا بَكَى عَلَى فَارِطِ عُمُرِهِ وَلا تَأَسَّى عَلَى فَائِتِ دَهْرِهِ، وَلا أَرَى ذَلِكَ إلاَّ لِقِلَّةِ مُبَالاتِهِمْ بِالأَدْيَانِ وَعِظَمِ الدُّنْيَا فِي عُيُونِهِمْ ضِدَّ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَرْضَوْنَ بِالْبَلاغِ وَيَنُوحُونَ عَلَى الدِّينِ ... "انْتَهَى.
فَلأَجْلِ غُرْبَةِ الإسْلامِ وَانْطِمَاسِ مَعَالِمِهِ الْعِظَامِ وَإكْبَابِ النَّاسِ عَلَى جَمْعِ الحُطَامِ أَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/417)
عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ وَالْهُدَى ... فَقَدْ طُمِسَتْ أَعْلامُهُ فِي الْعَوَالِمِ
وَقَدْ صَارَ إقْبَالُ الْوَرَى وَاحْتِيَالُهُمْ ... عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا وَجَمْعِ الدَّرَاهِمِ
وَإصْلاحِ دُنْيَاهُمُ بِإفْسَادِ دِينِهِمْ ... وَتَحْصِيلِ مَلْذُوذَاتِهَا وَالْمَطَاعِمِ
يُعَادُونَ فِيهَا بَلْ يُوَالُونَ أَهْلَهَا ... سَوَاءٌ لَدَيْهِمْ ذُو التُّقَى وَالْجَرَائِمِ
إذَا انْتُقِصَ الإنْسَانُ مِنْهَا بِمَا عَسَى ... يَكُونُ لَهُ ذُخْرًا أَتَى بِالْعَظَائِمِ
وَأَبْدَى أَعَاجِيبًا مِنَ الْحُزْنِ وَالأَسَى ... عَلَى قِلَّةِ الأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ حَازِمِ
وَنَاحَ عَلَيْهَا آسِفًا مُتَظَلِّمًا ... وَبَاتَ بِمَا فِي صَدْرِهِ غَيْرَ كَاتِمِ
فَأَمَّا عَلَى الدِّينِ الْحَنِيفِيِّ وَالْهُدَى ... وَمِلَّةِ إبْرَاهِيمَ ذَاتِ الدَّعَائِمِ
فَلَيْسَ عَلَيْهَا وَالَّذِي فَلَقَ النَّوَى ... مِنَ النَّاسِ مِنْ بَاكٍ وَآسٍ وَنَادِمِ
وَقَدْ دَرَسَتْ مِنْهَا الْمَعَالِمُ بَلْ عَفَتْ ... وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ الإِسْمُ بَيْنَ الْعَوَالِمِ
فَلا آمِرٌ بِالْعُرْفِ يُعْرَفُ بَيْنَنَا ... وَلا زَاجِرٌ عَنْ مُعْضِلاتِ الْجَرَائِمِ
وَمِلَّةُ إبْرَاهِيمَ غُودِرَ نَهْجُهَا ... عَفَاءً فَأَضْحَتْ طَامِسَاتِ الْمَعَالِمِ
وَقَدْ عُدِمَتْ فِينَا وَكَيْفَ وَقَدْ سَفَتْ ... عَلَيْهَا السَّوَافِي فِي جَمِيعِ الأَقَالِمِ
وَمَا الدِّينُ إلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْوَلا ... كَذَاكَ الْبَرَا مِنْ كُلِّ غَاوٍ وَآثِمِ
وَلَيْسَ لَهَا مِنْ سَالِكٍ مُتَمَسِّكٍ ... بِدِينِ النَّبِيِّ الأَبْطَحِيِّ ابْنِ هَاشِمِ
فَلَسْنَا نَرَى مَا حَلَّ فِي الدِّينِ وَامَّحَتْ ... بِهِ الْمِلَّةُ السَّمْحَاءُ إحْدَى الْقَوَاصِمِ
فَنَأْسَى عَلَى التَّقْصِيرِ مِنَّا وَنَلْتَجِي ... إلَى اللهِ فِي مَحْوِ الذُّنُوبِ الْعَظَائِمِ
فَنَشْكُو إلَى اللهِ الْقُلُوبَ الَّتِي قَسَتْ ... وَرَانَ عَلَيْهَا كَسْبُ تِلْكَ الْمَآثِمِ
أَلَسْنَا إذَا مَا جَاءَنَا مُتَضَمِّخٌ ... بَأَوْضَارِ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ كُلِّ ظَالِمِ
نَهَشُّ إلَيْهِمْ بِالتَّحِيَّةِ وَالثَّنَا ... وَنُهْرَعُ فِي إكْرَامِهِمْ بِالْوَلائِمِ
وَقَدْ بِرِئ الْمَعْصُومُ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ ... يُقِيمُ بِدَارِ الْكُفْرِ غَيْرَ مُصَارِمِ
وَلا مُظْهِرٍ لِلدِّينِ بَيْنَ ذَوِي الرَّدا ... فَهَلْ كَانَ مِنَّا هَجْرُ أَهْلِ الْجَرَائِمِ
وَلَكِنَّمَا الْعَقْلُ الْمَعِيشِيُّ عِنْدَنَا ... مُسَالَمَةُ الْعَاصِينَ مِنْ كُلِّ آثِمِ
فَيَا مِحْنَةَ الإسْلامِ مِنْ كُلِّ جَاهِلٍ ... وَيَا قِلَّةَ الأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ عَالِمِ
وَهَذَا أَوَانُ الصَّبْرِ إنْ كُنْتَ حَازِمًا ... عَلَى الدِّينِ فَاصْبِرْ صَبْرَ أَهْلِ الْعَزَائِمِ
فَمَنْ يَتَمَسَّكْ بِالْحَنِيفِيَّةِ الَّتِي ... أَتَتْنَا عَنِ الْمَعْصُومِ صَفْوَةِ آدَمِ
لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ امْرَأً مِنْ ذَوِي الْهُدَى ... مِنَ الصَّحْبِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ الأَكَارِمِ
فَنُحْ وَابْكِ وَاسْتَنْصِرْ بِرَبِّكَ رَاغِبًا ... إلَيْهِ فَإنَّ اللهَ أَرْحَمُ رَاحِمِ
لِيَنْصُرَ هَذَا الدِّينَ مِنْ بَعْدِ مَا عَفَتْ ... مَعَالِمُهُ فِي الأَرْضِ بَيْنَ الْعَوَالِمِ
وَصَلِّ عَلَى الْمَعْصُومِ وَالآلِ كُلِّهِمْ ... وَأَصْحَابِهِ أَهْلِ التُّقَى وَالْمَكَارِمِ
بِعَدِّ وَمِيضِ الْبَرْقِ وَالرَّمْلِ وَالْحَصَى ... وَمَا انْهَلَّ وَدْقٌ مِنْ خِلالِ الْغَمَائِمِ
هَذَا مَا لَزِمَ،، وَلَدَيْنَا الشَّيْخُ المُكَرَّمُ عَبْدُاللهِ بْنُ عَبْدِاللَّطِيفِ وَأَوْلادُهُ، وَحَاضِرُ الخَطِّ وَبَلِّغِ السَّلامَ الشَّيْخَ إبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَخَوَاصَّ الإخْوَانِ مِنَّا عُمُومًا وَمِنْكَ خُصُوصًا عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ، الكُلُّ يُبَلِّغُونَكَ السَّلامَ وَأَنْتَ سَالِمٌ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 11:12 م]ـ
وهذا رابط من موقع المختار الإسلامي
http://www.islamselect.com/index.php?ref=33252
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 05:43 ص]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 01 - 09, 08:50 ص]ـ
تبارك الله لا قوة إلا بالله(27/418)
كِتَابُ اَلشَّرْحِ وَالْإِبَانَةِ عَلَى أُصُولِ اَلسُّنَّةِ وَالدِّيَانَةِ لابن بطة
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[01 - 05 - 04, 08:52 ص]ـ
كِتَابُ اَلشَّرْحِ وَالْإِبَانَةِ عَلَى أُصُولِ اَلسُّنَّةِ وَالدِّيَانَةِ لابن بطة
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[02 - 05 - 04, 02:16 ص]ـ
بارك الله فيكم(27/419)
سؤال هام عن العقيده
ـ[طارق بن شهاب]ــــــــ[06 - 05 - 04, 02:17 ص]ـ
اخوانناالافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندنا رجل يتعقد ليلة 12 ربيع الاول افضل من ليلة القدر، يدل عن قول لامام احمد ابن حنبل
و يجوز السلام علي النبي صلي الله عليه وسلم بالنداء، والدليل عنده قول النبي صلي الله عليه وسلم حول السلام عن اليوم الجمعة
ماذا الجواب عندنا؟
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 05 - 04, 04:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالأخ الكريم ونسأل الله أن يحفظك ويوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
أما هذا الرجل الذي يعتقد أن ليلة الثاني عشر من ربيع الأول أفضل من ليلة القدر، فكلامه غير صحيح ونسبته لهذا الكلام عن أحمد غير صحيح!
أما نداء الرسول صلى الله عليه وسلم في السلام وغيره فلا يجوز بل هو من دعاء الغائب
وحديث (أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي) فقد أعله أبو حاتم وغيره.
قد ذكرت في مشاركاتك السابقة أنك من باكستان ولاتجيد العربية وتجيد الإنجليزية
فإن كنت تستطيع قراءة بعض الكتب العربية فأنصحك بهذه الكتب
كتاب جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر " للشيخ سمير المالكي (وهو مهم جدا)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3512
وكتاب الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبدالهادي
وتجده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...&threadid=13485
وكذلك كتاب صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان للعلامة السهسواني
وتجده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showt...&threadid=13610
وكذلك كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة
وغيرها من الكتب في العقيدة السلفية الصحيحة.
تجد في هذا الرابط كتب مفيدة متعددة فاحرص عليها حفظك الله
http://saaid.net/book/list.php?cat=1
ـ[طارق بن شهاب]ــــــــ[07 - 05 - 04, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن الفقيه
روابط منك جيد، عندك اي روابط الإنجليزية في الموضوع؟
ـ[طارق بن شهاب]ــــــــ[09 - 05 - 04, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا للروابط الانجليزيه؟
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[10 - 05 - 04, 07:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الحبيب طارق بن شهاب
لعل هذا الرابط يفيدك ان شاء الله تعالى: http://sultan.org/index.html#scholars
و أسأل الله تعالى أن يحفظ عليك عقيدتنا السلفية الصافية.
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[10 - 05 - 04, 07:26 ص]ـ
و انظر هذا الرابط أيضا:
http://www.islaam.com/Scholars.asp(27/420)
صفة العرش
ـ[ابوفراس]ــــــــ[07 - 05 - 04, 06:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خير اريد تفصيل في صفة العرش والكرسي
وما هي الكتب التي فصلت في الموضوع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 05 - 04, 06:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العرش والكرسي ليست من الصفات، بل هي من المخلوقات
ومن الكتب التي تكلمت عن العرش
كتاب العرش لابن أبي شيبة
كتاب الرسالة العرشية لابن تيمية
كتاب العلو (العرش) للذهبي
وغيرها كثير
ويمكنك مراجعة كتب العقيدة مثل
العقيدة الواسطية لابن تيمية
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=787
وكذلك شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=833
وغيرها.
ـ[ابوفراس]ــــــــ[08 - 05 - 04, 05:52 م]ـ
جزاكم الله خير(27/421)
زيادة بيان في مسألة التبرك
ـ[فريد أبوقرة]ــــــــ[08 - 05 - 04, 03:21 م]ـ
"زيادة بيان في مسألة التبرك"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ,و بعد:
فقد اطلعت على مقال جيد في جريدة "العربي"الغراء (العدد23.ص9) بعنوان"حديث عن بركة الصالحين .. و التبرك بهؤلاء"لصاحبته بلقيس أم الهدى-وفقها المولى-, فأردت إيضاح بعض الأمور زيادة على ما ذكرته , فأقول و بالله تعالى التوفيق:
ذكر العلماء أن الذي يبارك هو الله جل و علا, فالبركة من الله تعالى و العبد مبارك عليه؛ و منه منعوا قول بعضهم"إننا نبارك هذا العمل"مثلا.
و بركة الأولياء الصالحين التي أثبتتها الكاتبة الموفقة إنما تكون في حياتهم, أما بعد مماتهم فهم أحوج ما يكونون إلى نفع أنفسهم من نفع غيرهم-رحمهم الله تعالى-.
ثم إن قولها:"و أما بركة الذوات فلا يجوز نسبتها إلى الأنبياء",الصواب أن تقول:"الأولياء"؛فقد قال العلماء أن بركة قسمان: بركة ذاتية و بركة عملية؛ فالأنبياء و المرسلون كلهم مباركون بركة ذات و بركة عمل, و غيرهم من المسلمين ففيهم بركة عمل بقدر ما عندهم من الخير ,فكل مسلم فيه بركة بحسبه.
ثم قالت-وفقها الله-:"و لم يخالف في ذلك من الصحابة إلا عمر الذي كان يتحرى الأماكن و الآثار الطيبة طلبا لبركة الاقتداء لا بركة المكان",والصواب أنه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-.ثم انه لا يمكن اعتباره مخالفا لغيره من الصحابة في مسألة التبرك بالآثار المكانية للنبي عليه الصلاة و السلام, بدليل تتمة كلام صاحبة المقال. قلت هذا حتى لا يتعلق متعلق-ممن لا يتبعون الأدلة الشرعية-بشبهة و جود خلاف في المسالة؛ فيقع فيما هو شرك باتفاق جميع العلماء.
و في الأخير أشكر الأخت الفاضلة على طرحها مثل هذا الموضوع النافع و المفيد, و أسال الله تعالى أن يوفق الجريدة إلى المزيد من طرح مثل هذه المواضيع؛ فبصلاح العقيدة يصلح المجتمع. و الله الموفق لا رب سواه.
و كتب فريد أبوقرة.
الجزائر.4 ربيع الأول1425هجري-الموافق24/ 04/2004م.
تنبيه/هذه مقالة كتبتها و أرسلتها الى جريدة "العربي" الأسبوعية و التي تصدر بالجزائر، و لكنها لم تنشر-لأمر ما- فارتأيت أن أنشرها في هذا الموقع عسى أن ينفع الله بها، و الرجاء من الاخوة في هذا الموقع التفاعل مع هذا الموضوع-اضافة و تعقيبا-حتى تعم الفائدة، و الله من وراء القصد.(27/422)
أتمنى ان تساعدوني في تفنيد هذه الشبهة بارك الله فيكم ...
ـ[عاشقة الشهادة]ــــــــ[09 - 05 - 04, 12:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,
أخواني اعضاء المنتدى الكرام
رأيت في احدى المواقع ... هذه الشبهة لأحد الرافضة
وهو ان السيوطي يرى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وله قدرة على التخفي وغيره ....
وقد ورد ذلك في كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد
تحقيق عبدالقادر الأرانوؤط ومحمود الأرانؤوط
حيث جاء النص في ص 54 (وقال الشيخ عبدالقادر قلت له كم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فقال بضع وسبعين مرة .... )
ثم ذكر كلاما ثم قال (قال فأخذ بيدي وقال أغمض عينيك فرحل بي نحو سبع وعشرين خطوة ثم قال افتح عينيك فإذا نحن بباب المعلاة فزرنا أمنا خديجة والفضيل بن عياض ............... الخ)
فكيف الرد على مثل هذه الشبهة؟؟!!!!
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[09 - 05 - 04, 12:57 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة عاشقة الشهادة وفقها الله
شبهات الرافضة والصوفية وغيرهم كثيرة، فالأفضل للمسلم تعلم العقيدة الصحيحة وطلب العلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة، ثم بعد ذلك إذا تقوى في العلم وأصبح مؤهلا للرد على أهل البدع يقوم بالرد، أما أن يبدأ بالرد على المخالفين وحصيلته العلمية ضعيفة فهذا غير صحيح، وفيه خطر عليه، فقد يلقون عليه شبهة لايستطيع ردها وتعلق بذهنة فتسبب له خللا في الاعتقاد.
والسيوطي له مخالفات عقدية متنوعة، فينبغي التنبه لذلك، وكلامه هذا المذكور باطل ومنكر.
وأما كذب الرافضة في قولهم إنه جاء في كتاب شذرات الذهب (تحقيق عبدالقادر الأرانوؤط ومحمود الأرانؤوط!) فهذا أول تدليس منهم
فالكتاب بتحقيق محمود الأرناؤوط وبتقديم والده الشيخ عبدالقادر
فقبح الله الرافضة وأخزاهم ولعنهم لعنا كبيرا.(27/423)
هل رؤية الله في الدنيا مستحيلة
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[10 - 05 - 04, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكل علي امر في العقيدة واحببت التساؤل عنه وهو كالتالي:
يقول العلامة العثيمين اثناء شرحه على لمعة الاعتقاد (رؤية الله في الدنيا مستحيلة)
ويقول العلامة الفوزان اثناء شرحه على لمعة الاعتقاد (رؤية الله في الدنيا ليست مستحيلة)
وهذا امر خطير فيمايبدو لي لأنه يتعلق بالعقيدة
فهلا سألتموا لي الشيخ العلم البحر الحبر البراك حفظه الله أو احد الأخوة طلبة العلم المتمكنين في العقيدة
حفظكم الله وجزاكم خير
ـ[محب لأثر]ــــــــ[10 - 05 - 04, 09:28 ص]ـ
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية:
فإن الرؤية في الدنيا ممكنة, إذ لو لم تكن ممكنة لما سألها موسى عليه السلام.
وقال: وإنما لم نره في الدنيا لعجز أبصارنا , لا لامتناع الرؤية , فهذه الشمس إذا أحدق الرائي البصر في شعاعها ضعف عن رؤيتها , لا لامتناع في ذات المرئي , بل لعجز الرائي فإذا كان في الدار الآخرة أكمل الله قوى الآدميين حتى أطاقوا رؤيته.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 04, 09:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
(106) سئل فضيلة الشيخ: عما جاء في شرح لمعة الاعتقاد من قول فضيلته: " رؤية الله في الدنيا مستحيلة". وقد ذكر الشنقيطي رحمه الله أن رؤية الله عز وجل بالأبصار جائزة عقلاً في الدنيا والآخرة، وأما شرعاً فهي جائزة وواقعة في الآخرة، وأما في الدنيا فممنوعة شرعاً. وما نقله النووي عن بعض أهل العلم من أن رؤية الله تعالى في الدنيا جائزة، فنرجو من فضيلتكم توضيح ذلك؟
فأجاب بقوله: ما ذكرته في شرح لمعة الاعتقاد لا ينافي ما ذكره الشيخ الشنقيطي وغيره من أن رؤية الله تعالى في الدنيا ممكنة، فإن قولي: " إنه مستحيل" أي بحسب خبر الله عز وجل بأنه لن يراه، إذ لا يمكن أن يتخلف مدلول خبره تعالى، وقد جاءت بمثل ذلك السنة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن الدجال: " واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ". أخرجه مسلم.
ثم اعلم أن المستحيل في حق الله تعالى نوعان:
أحدهما: مستحيل لكونه لا يليق بجلاله كالجهل والعجز ونحوهما، فهذا لا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره أن يخطر بباله جوازه أو ينطق لسانه بسؤاله.
الثاني: مستحيل بالنسبة لغيره لكمال صفات الله تعالى، كرؤية الإنسان ربه في الدنيا، فإن هذا مستحيل لكون البشر لا يطيق أن يرى الله تعالى في الدنيا لنقص حياة البشر حينئذ. ولذلك تكون الرؤية ممكنة يوم القيامة لأن حياة البشر حينذاك أكمل.
وعلى كل حال فقد دلت النصوص وإجماع السلف على أن الله تعالى لم يره أحد في الدنيا يقظة، وإن كان قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما ظاهره أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى، فالله أعلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 05 - 04, 05:20 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
على القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فإن هذا يكون اختصاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن موسى عليه الصلاة والسلام قال له الله تبارك وتعالى (لن تراني)، إذا عُرف هذا ثم قيل بالجواز فأين الخصوصية إذن، إن القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه يمنع ذلك عن غيره فإن لم يكن رأى ربه كان من باب أولى عدم جواز ذلك لغيره صلى الله عليه وسلم.
هذا كله على فرض ثبوت الرؤية والله أعلم بذلك.
ـ[ايوب]ــــــــ[12 - 05 - 04, 06:37 م]ـ
سمعت الشيخ/عبالعزيز السدحان حفظه الله في محاضرة له يقول:
في الدنيا حال اليقظه لن يرى أحد ربه لحديث (اعلموا أنه لن يرى أحد ربه)
أما في المنام فمحل خلاف, يقول أبن تيميه رحمه الله: لاأظن أن عاقل ينكر أن الله يرى في المنام
وقال ابن حجر رحمه الله: جوزوا رؤية الله في المنام
و سئلت الشيخ ابن باز رحمه الله فقال: لايرى الله على صورته في المنام ولكن يرى نوراً فيقع في قلبه أنه الله
أنتهى كلام الشيخ/عبدالعزيز السدحان حفظه الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 05 - 04, 01:55 ص]ـ
ينبغى التفريق بين: الجواز العقلي , والجواز الشرعي.
فالشي قد يجوز عقلا ويمتنع شرعا.
أما الامكان العقلي فيظهر انه لامخالف من أهل القبلة في هذا فيما أعلم الا بعض المعتزلة وغيرهم من شذاذ الفرق.
أما الامكان الشرعي فهو الذي وقع في الاختلاف وقال بعدم جوازه الشيخ ابن عثيمين وغيره من أكابر أهل العلم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 05 - 04, 03:12 ص]ـ
وإذاتأملنا حديث "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا" وأننه يشمل رؤية النوم بدليل إطلاق الرؤيية عليها كما في الحديث"من راٌنى فى المنام فقد رٌاني" علمنا صحة قول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/424)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[13 - 05 - 04, 09:23 ص]ـ
شيخنا أبا عمر جزاك الله تعالى خيرا
أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في وقتكم
وضعت يدك على جرح المسألة
كثير من الإخوة عندما يتكلمون عن هذه المسألة وغيرها من مسائل الكرامات تجدهم يقولون:
أليس من الممكن؟
أليس الله بقادر على كذا؟
وبالطبع يقصدون الإمكان العقلي
وهم في غفلة عن الإمكان الشرعي
وقد قلت لأحدهم مرة بعد أن قال لي ذلك
أليس من الممكن أن يدخل الله الكفار الجنة
فقال بلى
فقلت له لكن الله سبحانه وتعالى لن يدخلهم الجنة لأنه وعدنا بذلك، إذن كلامك ليس منه ثمرة.
علينا أن ننتبه إلى هذا الأمر
بارك الله بكم جميعا شيوخنا الكرام
ـ[اللجين]ــــــــ[13 - 05 - 04, 02:35 م]ـ
سئلت الشيخ صالح المنجد
ان هناك شخص ادعى انه راى الله في المنام
فاجاب حفظه الله:
كاذب ضال أو مريض نفسي.
وبالفعل كان الشخص مريض نفسي(27/425)
على أي أصل من أصول الإمام أحمد تفرعت هذه الفروع؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد //
ففي خلال اطلاعي في كتب الحنابلة ـ رضي الله عنهم ـ بين الحين و الآخر، لاحظت خصيصة عند الإمام أحمد إمام أهل السنة ـ رضي الله عنه ـ وهي التفريق بين حالات العمد و النسيان في صور لم يتفق معه فيها غيره في حدود علمي فقط،،،
و مثال ذلك // القول بأن التسمية على الذبيحة تسقط بالسهو ـ رغم قولهم باشتراطها لحل الذبيحة وفقا للحنفية و الجمهور خلافا للشافعية القائلين بسنيتها ـ
منتهى الإرادات 1/ 421 ط عالم الكتب
و كمسألة التسمية على الوضوء أيضا فإنها تسقط سهوا ـ رغم قولهم بوجوبها ـ
منتهى الإرادات 1/ 46 ط عالم الكتب
و أيضا مسألة مس الذكر سهوا فإنه لا ينقض الوضوء على روية مرجوحة في المذهب
مما يلفت إلى ابتناء ذلك على أصل مختص
فما هو الأصل الذي ابتنت عليه هذه الفروع في مذهب أحمد؟
فنرجو الإفادة من مشايخنا الأفاضل جزاهم الله تعالى خير الجزاء
ـ[طالب النصح]ــــــــ[14 - 05 - 04, 01:15 م]ـ
الذي يظهر لي والله اعلم ..
أن هذا مرجعه إلى العلاقة بين الشرط والواجب ... فإنهما يشتركان فيمن تركهما عمداً مع العلم وعدم العذر ... فالواجب كالشرط من هذه الجهة ..
ويختلفان في أن الواجب يعذر بتركه سهواً و نسياناً ...
وهذا مراد الفقهاء في مواضع كثيرة لما يذكرون الشرط ... والله اعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 05 - 04, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الناصح
هل يمكن توثيق هذا الكلام مع التمثيل بمذكور في كتب الحنابلة أقصد أصولهم؟
ثم هل ما ذكرت تفرد به الحنابلة خاصة؟
ننتبه إلى إلى أن معظم أصولهم يتفقون هم و الجمهور، و ما أوردته أنا يشير إلى خصيصة إما في خصائص الأصول أو هي في الفروع و لا أراها الثانية لضرورة ابتنائها على أصل كما يظهر
و جزاك الله خيرا
ـ[طالب النصح]ــــــــ[16 - 05 - 04, 01:12 ص]ـ
لعلكم سلمكم الله لو تطالعون هذا الرابط تجدون شيئاً حول الموضوع
كلام أئمة الحنابلة في أن ترك الواجب عمداً يبطل العبادة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=14019
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=13904
شاكراً لكم تواضعكم وإثارتكم لهذه المسألة الدقيقة، وجزاكم الله خيراً(27/426)
هل يسأل كراع عن فسق زوجته؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 07:15 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد //
فيقول شمس الدين محمد بن شهاب الرملي الشهير بالشافعي الصغير، في (نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج):
[و ليس للزوج ضرب زوجته على ترك الصلاة و نحوها إذ محل جواز ضربه لها في حق نفسه لا في حقوق الله تعالى] ا هـ 1/ 393 حلبي
قال الشبراملسي في حاشيته على الشرح في نفس الموضع:
[أي لا يجوز له ذلك بل يجب عليه أمرها بذلك حيث لم يخش نشوزا و لا أمارته لوجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر على عموم المسلمين و الزوج منهم]
و قال أيضا ـ أي الشبراملسي ـ في نفس الموضع أيضا:
[أي البالغة العاقلة، أما الصغيرة فله ضربها إذا كانت فاقدة الأبوين ـ سم على منهج بالمعنى ـ]
يريد بـ (سم) أي حاشية ابن قاسم على المنهج
فما قول مشايخنا الكرام في ذلك؟
و ما محل مراعية الزوج في رعيته؟
و هل يدخل وضع الحجاب ـ و العياذ بالله تعالى ـ فيما قاله الرملي؟
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[11 - 05 - 04, 11:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في المغني لابن قدامه ج 8 ص 164:
فصل
وله تأديبها على ترك فرائض الله.
وسأل اسماعيل بن سعيد أحمد عما يجوز ضرب المرأة عليه قال على فرائض الله،
وقال في الرجل له امرأة لا تصلي يضربها ضربا رفيقا غير مبرح،
وقال علي رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) قال علموهم أدبوهم،
وروى أبو محمد الخلال باسناده عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله عبدا علق في بيته سوطا يؤدب أهله)
فان لم تصل فقد قال احمد أخشى أن لا يحل لرجل يقيم مع امرأة لا نصلي ولا تغتسل من جنابة ولا نتعلم القرآن.
قال احمد في الرجل يضرب امرأته لا ينبغي لاحد أن يسأله ولا أبوها لم ضربتها،
والاصل في هذا ما روى الاشعث عن عمر أنه قال يا أشعث احفظ عني شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نسألن رجلا فيم ضرب امرأته. رواه أبو داود، ولانه قد يضربها لاجل الفراش، فان أخبر بذلك استحيا، وان أخير بغيره كذب) انتهى.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 02:31 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخنا الكريم الفقيه
و لكن هل يفهم من ذلك أن المسألة خلافية؟
و أنها قد خالف فيها الحنابلة الشافعية
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[11 - 05 - 04, 04:06 م]ـ
نعم حفظك الله، وكذلك جاء في رواية عند الحنفية وكذلك المالكية
قال في البحر الرائق (وأما ضرب الزوجة فجائز في مواضع أربعة وما في معناها على ترك الزينة لزوجها وهو يريدها وترك الإجابة إلى الفراش وترك الغسل والخروج من المنزل. وفي ضرب امرأته وولده على ترك الصلاة روايتان كذا قالوا)
وفي الموسوعة الفقهية (40/ 288) (وقال المالكية: مما يكون به نشوز الزوجة .......
ويكون النشوز كذلك بتركها حقوق الله تعالى كالغسل أو الصلاة أو صيام رمضان) الشرح الصغير2/ 511وشرح الزرقاني4/ 60والشرح الكبير مع حاشية الدسوقي2/ 343.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[11 - 05 - 04, 04:24 م]ـ
وكذلك قال ابن البزري من الشافعية
ففي أسنى المطالب (4/ 162)
(قوله: لا لحق الله تعالى) أي كالصلاة والصوم وشبههما
(قوله: وقضيته أنه ليس له ضربها على ترك الصلاة) أشار إلى تصحيحه
(قوله لكن أفتى ابن البزري) بتقديم الزاي بعد الموحدة المفتوحة وقوله بأنه يجب عليه ذلك وقال القمولي رأيت فيما علق عن مشايخ عصرنا أن الظاهر أن للزوج تأديب زوجته الصغيرة للتعليم واعتياد الصلاة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[11 - 05 - 04, 04:32 م]ـ
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في التفسير
قال سفيان الثوري عن منصور عن رجل عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى قوا أنفسكم وأهليكم نارا يقول أدبوهم وعلموهم
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوا أنفسكم وأهليكم نارا يقول اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله وأمروا أهلكم بالذكر ينجيكم الله من النار
وقال مجاهد قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال اتقوا الله وأوصوا أهليكم بتقوى الله
وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها وزجرتهم عنها
وهكذا قال الضحاك ومقاتل حق المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه وفي معنى هذه الآية الحديث الذي رواه أحمد 3210 وأبو داود 494 والترمذي 407 من حديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين فإذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها هذا لفظ أبي داود وقال الترمذي هذا حديث حسن وروى أبو داود 495 من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك قال الفقهاء وهكذا في الصوم ليكون ذلك تمرينا له على العبادة لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة والطاعة ومجانبة المعاصي وترك المنكر والله الموفق.
وفي الدر المنثور للسيوطي
الدر المنثور ج: 8 ص: 225
وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن علي بن أبي طالب في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله قوا أنفسكم وأهليكم نارا قال أدبوا أهليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/427)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 05:33 م]ـ
بارك الله تعالى فيك شيخنا المبارك الفقيه
و أفاض علينا من فضائلكم و بارك فيكم
و زادكم علما و شرفا
آمين آمين آمين(27/428)
بالنسبة للعاقد ماذا يحل له من المعقود عليهاو هل ينسب له الولد الناتج من وقوعه عليها
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد قال أحدهم في شريط له ما معناه ـ و نقلي قريب من لفظه ـ:
((بالنسبة للعاقد ماذا يحل له من المعقود عليها؟،، أنا أقول بأنه لا يحل له شيء من الوطء و لا غيره،، و قد قام بعض طلابي بعمل بحث في هذه المسألة، و خلصوا فيها إلى أنه لا يجوز له حتى النظر إلى وجهها و كفيها،، و أنا و إن كنت لا أفتي بهذا، إلا أن هذا هو الذي أرتضيه لنفسي مع بناتي فمن عقد عليهن، نقول له / هيا اذهب لا نعرفك و لا تعرفنا حتى تستكمل شروط عقدنا فلا ترى وجها و لا كفا و لا تتكلم كلاما،،،
و كثير من الناس يتساهلون في هذا و نجد الواحد منهم يأخذ المعقود عليها إلى دروس العلم، و تتأبط ذراعه و يحصل في النفس ما يحصل و تكون النتيجة أنه يرجع إلى بيته و قد توقد نارا و ترجع إلى بيتها و قد توقدت نارا فلا يجدون أمامهم إلا الاستمناء لتفريغ شهوتهما،،،))
أقول ـ محمد رشيد ـ: إلى هنا فلا أرى في الكلام كبير مبالغة أو مخالفة للواقع،، بل أحييه على هذه الغيرة التي افتقدناها في الكثير من المسلمين و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم،،
و لكنه قال بعد ما سبق:
((و ماذا نفعل لو وقع عليها هذا العاقد وأنجبت؟
هل ننسب إليه الولد؟
لا .. لا ننسب إليه الولد
لأن وقوعه عليها ليس شرعيا، و هو ليس زوجا شرعيا لها حتى ننسب إليه الولد،،
و ماذا نفعل لو جاء رجل آخر و قال / هذا الولد لي أنا و أنا الذي وقعت عليها ...
كلاهما لا ينسب إليه الولد؛ لأن كليهما لا حق له في وطئها،،
في الحقيقة إن العاقد على المرأة ليس بزوج شرعي لها، بل هو زوج مع إيقاف التنفيذ،،
فلا ننسب إليه الولد؛ لأن النبي صلى الله عليه و سلم يقول [الولد للفراش و للعاهر الحجر]
و أنت أيها العاقد لا فراش لك أصلا،، أين فراشك من الأصل؟ حتى ننسب إليك الولد!!))
انتهى كلامه بمعناه قريبا من لفظه ....
فهل لهذا القائل سلف فيما قال؟
و هل يصح تفسيره هذا لحديث [الولد للفراش و للعاهر الحجر]؟
أرجو المناقشة العلمية الجادة لهذا الكلام مع العزو و التوثيق من المراجع المعتبرة،، لأن هذا الكلام قيل على الملأ و اعتمده كثير من الإخوة المستقيمين و اعتبروه أصلا ينكرون أشد الإنكار على من خالف حرفا منه ...
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
أخوكم المحب / محمد رشيد
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 05:46 م]ـ
أرى أن تعديل العنوان لم يوافق الموضوع
لأن كلامي في (هل له سلف في عدم نسبة الابن للعاقد الذي وقع على المعقود عليها؟؟) و ليس فيما يحل له منها،، لأن الواقع على المعقود عليها و قبل البناء أقل ما يقال فيه أنه خائن للعهد
فليس ما في العنوان مراد بالموضوع
فنرجو تعديله إلى (و هل ينسب له الولد الناتج من وقوعه على معقودته؟)
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[11 - 05 - 04, 07:28 م]ـ
إن كان المقصود بالعقد مجرد خطبة و موافقة مبدئية ليس فيها أركان العقد الشرعي فلا تُحل الخطبة ما كان حراما
و إن كان المقصود بالعقد أن يعقد النكاح بتوفر شاهدين و قبول الولي والخاطب و موافقة الثيب تنصيصا و البكر و لو سكوتا فهذا نكاح صحيح قد اكتملت شروطه يقع على المرأة فيها الطلاق و تلزمها عدة الوفاة ويقع به التوارث بينهما حال الوفاة وهو زواج صحيح لا غبار عليه ولكن ينبغي أن يكون هناك مهر و لو كان قليلا لأن السنة أمرت به و طائفة من الفقهاء جعلوه واجبا و أما الزواج فيصح ولو لم تتسلم المرأة مهرها متى ما سمي المهر و اتفقا عليه و عقد النكاح فهي زوجته في حكم الشرع و أما العادات فتختلف من مجتمع إلى آخر ومن زمان إلى آخر و الولي ينبغي أن ينظر لمصلحة موليته و تمكينهما من مجالسة بعضهما و محادثة بعضهما بعد النكاح مع نصحهما إن احتاج الأمر لابأس به بل قد يكون فيه خير لهما ليعرفا بعضا و تنكسر بعض الرهبة بينهما و الحكمة مطلوبة و أما في الشرع فهي امرأته: ((و إن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها)) فهذا في المطلقة قبل الدخول فلا عدة عليها و إن فرض لها شيئا فطلقها قبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/429)
الدخول فلها نصف مهر مثلها.
و الآيات بينة في محلها
كتبته على عجل مخافة أن يشدد في ما وسع الله فيه
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 05 - 04, 05:03 م]ـ
و ليس قوله هذا مخالف للإجماع؟
و كيف يفسر الفراش بالفراش حقيقة!!!!
و ماذا لو بنى الرجل و ليس له فراش؟ بل يضاجع على الأرض؟!!!!
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 05 - 04, 06:51 م]ـ
أخي الكريم محمد رشيد _ وفقه الله _
الكلام الذي قاله هذا القائل في شريطه هذا فيه مغالطات جسيمة، وإني لأستغرب كيف تصدر هذه المغالطات عن شخص ينسب إلى العلم (علماً بأني لا أعرف من القائل).
فادعاؤه أن الولد لا ينسب إلى العاقد الذي يمكن أن يكون الولد منه ادعاءٌ مخالف للإجماع
قال الإمام النووي في شرح مسلم:
أما ما تصير به المرأة فراشا , فإن كانت زوجة صارت فراشا بمجرد عقد النكاح ونقلوا في هذا الإجماع وشرطوا إمكان الوطء بعد ثبوت الفراش. فإن لم يمكن بأن ينكح المغربي مشرقية ولم يفارق واحد منهما وطنه ثم أتت بولد لستة أشهر أو أكثر لم يلحقه لعدم إمكان كونه منه. وهذا قول مالك والشافعي والعلماء كافة إلا أبا حنيفة فلم يشترط الإمكان بل اكتفى بمجرد العقد. قال: حتى لو طلق عقب العقد من غير إمكان وطء فولدت لستة أشهر من العقد لحقه الولد , وهذا ضعيف ظاهر الفساد ولا حجة له في إطلاق الحديث , لأنه خرج على الغالب وهو حصول الإمكان عند العقد , هذا حكم الزوجة.اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
فإن ثبوت النسب لا يفتقر إلى صحة النكاح في نفس الأمر، بل الولد للفراش، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) فمن طلق امرأته ثلاثا ووطأها يعتقد أنه لم يقع به الطلاق: إما لجهله، وإما لفتوي مفت مخطئ قلده الزوج، وإما لغير ذلك فإنه يلحقه النسب، ويتوارثان بالاتفاق، بل ولا تحسب العدة إلا من حين ترك وطأها، فإنه كان يطؤها يعتقد أنها زوجته، فهي فراش له فلا تعتد منه حتى تترك الفراش.
ومن نكح امرأة نكاحاً فاسداً متفقا على فساده، أو مختلفا في فساده أو ملكها ملكا فاسدا متفقا على فساده، أو مختلفا في فساده، أو وطأها يعتقدها زوجته الحرة، أو أمته المملوكة فإن ولده منها يلحقه نسبه، ويتوارثان باتفاق المسلمين. اهـ
ثم إن نصوص السنة وعبارات الفقهاء كلها قاضية بأن العقد كاف لإباحة الوطء ومقدماته، إلا إذا اشترطت المرأة عليه في العقد ألا يطأها إلا بعد شهر أو سنة أو أقل أو أكثر فبعض الفقهاء يرى صحة هذا الشرط، والجمهور على أنه شرط غير صحيح ولا يلزمه العمل به، وإنما ذكر الفقهاء عدم تسليم المرأة لزوجها بعد العقد وعدم تمكينه من وطئها في حالات خاصة، كما لو كانت صغيرة لا تقوى على الوطء فإذا قويت عليه وجب تسليمها له وإلا أثم الولي وصارت المرأة ناشزا، وكذا يجوز ألا تمكنه من وطئها بعد العقد إذا لم يعطها المعجل من صداقها حتى يعطيها إياه، أو إذا لم يوفر مسكنا صالحا لمعاشرتها فيه، ونحو ذلك من الأعذار، ولكن يظل الأصل أن العقد يبيح الوطء والخلوة والنظر والمس والتقبيل، وأما كون الأعراف في بعض البلاد أن المرأة لا تخلو بالعاقد عليها حتى يتم إشهار البناء وإقامة حفلة للزفاف فهذا عرف لا أصل له في الشرع، فإذا كان برضى الطرفين أو باشتراط وقت العقد فلا بأس، لكن أن يقال إن هذا هو الأصل، وينكر على من وطأ امرأته التي عقد عليها ولا ينسب له ولده منها فهذا باطل.
جاء في الموسوعة الفقهية:
تسليم الزوجة نفسها: يجوز للزوجة قبل دخول الزوج بها أن لا تسلم نفسها إلى زوجها، حتى تقبض جميع مهرها المعين الحال، سواء أكان بعضه أم كله. وإن انتقلت إلى بيت زوجها فالحكم كذلك لتعين حقها في البدل، كما يتعين حقه في المبدل. ولا يتعين حقها إلا بالتسليم والانتقال إلى حيث يريد زوجها إن أراد، وهذا بلا خلاف. فإن سلمت نفسها بالدخول، أو بالخلوة الصحيحة، فمذهب المالكية والشافعية والحنابلة وأبي يوسف ومحمد: أنه لا يجوز لها أن تمنع نفسها؛ لأنها بالدخول أو بالخلوة الصحيحة سلمت جميع المعقود عليه برضاها، وهي من أهل التسليم، فبطل حقها في المنع. ويرى أبو حنيفة: أن للزوجة أن تمتنع من زوجها حتى تأخذ المعجل لها من المهر، ولو دخل بها برضاها وهي مكلفة؛ لأن المهر مقابل بجميع ما يستوفى من منافع البضع في جميع أنواع الاستمتاع التي توجد في هذا الملك، ويكون رضاها بالدخول أو الخلوة قبل قبض معجل مهرها إسقاطا لحقها في منع نفسها في الماضي، وليس لحقها في المستقبل، على الراجح عند الحنفية. ويرى الشافعية في قول أن لها الامتناع حتى تستوفي مهرها، كما لو كان حالا ابتداء.
- والتسليم الواجب على المرأة يحصل في المكان الذي يتمكن فيه زوجها من استمتاعه بها، سواء أكان المكان بيت أبيها إن رضيا معا بالإقامة فيه، أم كان مسكنا شرعيا أعده لها زوجها. ويترتب على تسليم نفسها لزوجها وجوب نفقتها عليه؛ لأنها محبوسة لحقه، وهذا بلا خلاف.
..... ذهب الفقهاء إلى أن الزوجة الصغيرة التي لا تحتمل الوطء لا تُسلَّم إلى زوجها حتى تكبر وتصبح في سن تتحمل فيه الوطء، حتى وإن كان الزوج عاقلاً أميناً وتعهد ألا يقربها، لأن هيجان الشهوة فيه قد يحمله على وطئها فيؤذيها، ورأى الحنابلة أنها إذا بلغت تسع سنين دفعت إلى زوجها.(27/430)
هل ترك الصلاة - تهاوناً - كفر دون كفر
ـ[سليمان]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أشكل علي ما نقله السيد سابق في فقه السنة من منظارة الإمام الشافعي والإمام أحمد حول تارك الصلاة.وما أعقبه تحقيق الشوكاني:
وهذا ما قاله الشوكاني رحمه الله:
والحق أنه كافر يقتل.أما كفره فلأن الأحاديث قد صحت أن الشارع سمى تارك الصلاة بذلك الإسم، وجعل الحائل بين الرجل وبين جواز إطلاق هذا الإسم عليه هو الصلاة فتركها مقتض لجواز الإطلاق.و لا يلزمنا شيء من المعارضات التي أوردها المعارضون، لأنا نقول: لا يمنع أن يكون بعض أنواع الكفر غير مانع من المغفرة واستحقاق الشفاعة ككفر أهل القبلة ببعض الذنوب التي سماها الشارع كفراً فلا ملجئ إلى التأويلات التي وقع الناس في مضيقها
وإذا كان يقتل فهل يقتل حداً أو يقتل لأجل أنه مرتد؟
أفيدونا بارك الله فيكم خاصة بمراجع للتوسع؟ وأين أجده هل هو بحث في العقيدة أم في الفقه؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 04, 10:46 ص]ـ
المناظرة التي ذكرها السبكي بين الشافعي وأحمد موضوعة، والسبكي غير ثقة.
ومناقشة هذا الموضوع تجده هنا: http://www.ibnamin.com/ الصلاة%20والزكاة. htm
ـ[بوشهاب]ــــــــ[23 - 05 - 04, 11:35 ص]ـ
الرابط لا يعمل, و كثير من الروابط على نفس الموقع
ـ[سليمان]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:44 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخنا محمد
قلت المناظرة موضوعة والكلام على معناها.، والكلام على من ترك الصلاة تهاوناً وكسلاً لا جحوداً لها .. كذا ومن غالبه يجمع الصلوات لنومه ..
الأخ بو شهاب
نقلت لك الطريقة من موقع الشيخ
فهذا الموقع مخصص لنشر أبحاث الشيخ محمد بن الأمين. وعامة الروابط فيه قد لا تعمل عند المستخدم العادي، وذلك لأن أسماء الملفات هي باللغة العربية. والحل سهل جداً.
إذهب إلى الخيارات المتقدمة وتأكد من إزالة اختيار: Always send URLs as UTF-8
ثم أعد تشغيل المتصفح، وبإذن الله ستتمكن من قراءة الملفات العربية.(27/431)
انحرافات خالص جلبي
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:15 ص]ـ
انحرافات خالص جلبي
شيخ (العصرانيين) في القصيم!!
إعداد
سليمان بن صالح الخراشي
1422 هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فلا زالت بلادنا –حفظها الله وثبتها على الحق- ملاذاً آمناً لكل من يريد إقامة دينه ودنياه من أبناء المسلمين على اختلاف هوياتهم، وملتقىً لهم بما خصها الله به من وجود الحرمين الشريفين على أراضيها. وقد أمَّها الكثير منهم، ما بين كبير وصغير، وعالم وجهل، فعاد فئام إلى أهاليهم وقد استقامت أحوالهم الدينية –ولله الحمد- بعد أن تبصروا وتفقهوا في تلك الأحوال وفق ما جاء في الكتاب والسنة، وهو ما لم يجده كثير منهم في بلاده نظراً للظروف التي مرت بالعالم الإسلامي، مما لا يجهلها أحد.
ولكن بقي فئات قدمت إلى هذه البلاد (متشربة) البدعة ومخالفة الكتاب والسنة، راضية بما هي عليه من انحراف، قد انتكست فطرتها، فرأت المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
أتت وقد تشبعت قلوبها من أئمة الضلال ببغض دعوة الكتاب والسنة التي تقوم عليها بلادنا –ولله الحمد-، فلم ترض أن تتنازل عن ما هي عليه من باطل.
وهذه الفئة صنفان:
1 - صنف أتى لهذه البلاد طالباً للعيش، وجوار الحرمين الشريفين، غير ساعٍ في نشر بدعته وانحرافه بين أهلها، إما خوفاً () أو عدم حماس لها، مما جعله يتستر عليها ولا يُسر بها إلا لخواصه الأدنين، جاعلاً شعاره قول المتنبي:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عدواً له ما من صداقته بدُ!
وقول الآخر:
ودارهم ما دمت في (دارهم) وأرضهم ما دمت في (أرضهم)!
وهذا الصنف قد كفانا مؤنة الرد عليه وفضحه، لما هو عليه من تستر وتحفظ من نشر بدعته وانحرافه، فهو (مبتدع) غير داعية إلى بدعته.
فمثل هذا يناصح برفق، ولا يرد عليه علناً، لكي لا تشتهر بدعته، أو تأخذه الحمية في نصرتها.
2 - والصنف الآخر: كالأول تماماً في بدعته وانحرافه، لكنه لم يخضع كما خضع الأول! ولم يستتر كاستتاره، بل جاهر ببدعته وانحرافه، مستعملاً كل أسلوب متاح لترويج ذلك بين شباب هذه البلاد؛ لكي يصرفهم عن دعوة الكتاب والسنة إلى ما يوافق مشربه.
فهو لأجل ذلك يُصنف الكتب، ويكتب في الصحف والمجلات، ويشارك في الندوات.
وهؤلاء يختلفون في بدعهم ومشاربهم؛ فمنهم الأشعري الخَلَفي، والصوفي الخرافي، والمعتزلي العقلاني .. الخ
إنما يجمعهم كلهم: (بغض دعوة الكتاب والسنة) ومحاولة صرف الشباب عنها إلى أهوائهم.
فهذا الصنف يجب على دعاة الكتاب والسنة أن يتصدوا له، وأن يفضحوه بين الناس، ويُشهّروا به في الآفاق؛ حتى يدع بدعته أو يكف عن بثها ونشرها.
والطبيب خالص جلبي من هذا الصنف! فهو قد قدم إلى هذه البلاد منذ عشرات السنين مستقراً في بلاد القصيم! ليعمل في أحد مستشفياتها.
قدم وقد تشربت نفسه انحرافات عديدة ظنها حقاً يجب أن يبشر به الناس حوله.
قدم وفي نفسه (أشياء) من دعوة الكتاب والسنة التي لم يجد فيها بغيته! ولم تُرض طموحه! لهذا فما أن ألقى عصاه في بلاد القصيم وطاب له المقام فيها، حتى شمر عن ساعديه في نشر انحرافاته وأفكاره التي استولت على نفسه. فبدأ يؤلف الكتب، وينشر مقالاته في مختلف الصحف، ويجتمع بالآخرين لينقل إليهم ما عنده؛ هادفاً من هذا إلى تجميع الشباب حول أفكاره التي آمن بها ورضيها، ولا زال على هذا الحال!
قد يقول قائل ممن يعرف ما عند الدكتور: يا فلان لقد ضخَّمت القضية، فالرجل ليس عنده سوى مذهب (السِّلم ونبذ العنف) الذي آمن بجدواه بعد أن جرَّب غيره، في بلاده، وهذا المذهب (السلمي) الخانع مع أعداء الأمة لن يؤمن به الشباب مهما حاول الدكتور؛ نظراً لمخالفته للفطرة ولطبائع البشر قبل مخالفته لشريعة رب العالمين –كما سيأتي-.
فأقول: نعم، فكرة الدكتور الكبرى وهي الدعوة إلى السِّلم (مع الجميع!) لن تشد أحداً من الشباب إليها كما قلت، بل سيتخذها بعضهم سخرياً في زمنٍ لا يؤمن إلا بمبدأ واحد هو القوة، ولو تعامى الدكتور عن ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/432)
لذا فأنا لا أخاف على الشباب من هذه الفكرة الخيالية الحالمة، إنما أخاف عليهم من حواشيها! ومتطلباتها!؛ لأن الدكتور –كما سيأتي- جعل لنجاح هذه الفكرة شروطاً ينبغي أن تتحقق في المؤمنين بها، وهو ما أخافني منه على الشباب!؛ فهو يرى أن العالم ينبغي أن يعيش في سلم عام، يتحقق له عن طريق:
1 - احترام وجهات النظر والرأي الآخر مهما كان!
2 - حرية الإنسان في الدعوة إلى ما يعتقده في كل مكان!
3 - حرية الإنسان في التنقل بين العقائد والأديان!!
4 - إلغاء ما يعارض ذلك، وهو حد الردة!!
5 - أن الحقيقة المطلقة لا يملكها أحد من البشر!!
إلى غير ذلك من الشروط والحواشي الخطيرة!، وهي ما نجح الدكتور في بثها في عقول بعض الشباب ممن يسمون (بالعصرانيين)، وساعده على ذلك أن هذه الحواشي والأفكار الفرعية تلائم عصر العولمة! وترضخ للضغوط المعاصرة التي لا يجهلها أحد، إضافة إلى أنها تريح النفوس البطالة التي تعبت من الدعوة إلى دين الله الحق وأصابها (طول الأمد) والملل!
فجاء الدكتور يستثمر هذا كله، ويستفيد منه في نقل أفكاره إلى عقول بعض شبابنا ممن نراهم يدندنون كما ما يدندن الدكتور.
أما فكرته الكبرى (وهي الدعوة إلى مذهب السلم) فلا أظنها تلقى الرواج والقبول عن الشباب، كما لقيته هذه الأفكار الفرعية.
لهذا كله: كان لابد من عرض أفكار الدكتور –ولو بإيجاز- تحت مجهر الكتاب والسنة؛ ليتبين للشباب ما عند الرجل من انحرافات، لتكون هذه الرسالة عوناً لهم تركها أو الحذر منها.
ولعل الشباب الذي تأثر بدعاوى (العصرنة) و (التمييع) يراجع نفسه، ويجدد حياته، ويعود إلى سبيل النجاة بعد أن تنكب عنه سنين عددًا، أضاعها في الترويج لهذه الأفكار (العصرانية) المنحرفة.
وليتعظ المرء من هؤلاء بحال من سبقوه من أساطين العصرنة الذين أرادوا تشذيب الإسلام حتى يوافق عقولهم القاصرة وعصرهم المتقلب، ولكنهم لم يجنوا من ذلك سوى ضياع الدين وخسارة الدنيا، والعياذ بالله.
ولا تزال لهم قدم سوء في هذه الأمة التي ضللوها عن دينها القويم.
فليعتبر ناصح نفسه بحالهم ومآلهم، ولا تأخذه العزة بالإثم أن يعود إلى الحق؛ فإن (الحق قديم).
أسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى صراطه المستقيم، وأن يباعد بيننا وبين البدعة وأهلها، وأن يوفق الدكتور جلبي للخلاص مما وقع فيه من انحرافات.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه (أجمعين)
كتبه
سليمان بن صالح الخراشي
1/ 7/1422هـ
تعريف بالدكتور خالص جلبي ():
- هو الدكتور خالص مجيب جلبي كنجو من مواليد القامشلي، سورية 1945م، تخرج من كلية الطب، جامعة دمشق 1971م، وتخرج من كلية الشريعة، جامعة دمشق 1974م، وحصل على الزمالة الألمانية (تخصص جراحة) من ألمانيا الغربية 1982م.
يعمل حالياً رئيساً لوحدة جراحة الأوعية الدموية في مستشفى الملك فهد التخصصي بالقصيم.
من مؤلفاته:
1 - الطب محراب الإيمان (جزءان).
2 - ظاهرة المحنة.
3 - النقد الذاتي.
4 - الإيدز الطاعون الجديد.
5 - عندما بزغت الشمس مرتين: قصة السلاح النووي.
6 - أين يقف العلم اليوم.
7 - ثلاث مقالات، أبحاث في العلم والسلم.
8 - مخطط الانحدار.
9 - سيكولوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي.
10 - العصر الجديد للطب.
11 - جدلية القوة والفكر والتاريخ.
- يكتب الدكتور مقالاته في صحف ومجلات متنوعة، أبرزها جريدة الشرق الأوسط، ومجلة الفيصل، وزاويته بجريدة الاقتصادية.
- الدكتور متزوج من ليلى سعيد أخت المفكر (المادي) المشهور جودت سعيد، الذي كان له أثر كبير في فكر خالص جلبي –كما سيأتي-، وكما يعترف الدكتور نفسه.
خالص جلبي متأثر بجودت سعيد:
لكي نفهم خالص جلبي لابد أن نفهم (أخ زوجته) جودت سعيد، فالدكتور متأثر به جداً، ويكاد أن يكون رجع صدى لصوته بصورة شكلية مغايرة. والدكتور لا يخفي هذا الأمر بل يفخر به، فهاهو يهدي كتابه (في النقد الذاتي) إليه قائلاً ((إلى أخي المفكر جودت سعيد، فهو الذي غرس النباتات الأولى لهذا الإتجاه عندي)) (ص7).
ويقول في نفس الكتاب: ((لابد من ذكر فضل خالص للأستاذ جودت سعيد في إثارة هذا الجانب العقلي ودفعه للنمو)) (ص11).
ويثني في كتابه (سيكولوجية العنف) (ص12) على كتاب (شيخه) جودت (حتى يغيروا ما بأنفسهم) ويرى أنه "جدير بالمراجعة والتأمل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/433)
يقول الأستاذ عادل التل بعد أن عرض لمجموعة من أفكار جودت سعيد: ((يتابع جودت على هذه الأفكار: خالص جلبي وزوجته ليلى سعيد…)) (النزعة المادية في العالم الإسلامي، ص 83). (وانظر أيضاً ص 69 و ص99)
قلت: ولكي نفهم جودت سعيد لابد من قراءة كتبه ومقالاته التي ينشرها بين المسلمين، وكذا قراءة كتاب الأستاذ عادل التل (النزعة المادية في العالم الإسلامي: نقد كتابات جودت سعيد، محمد إقبال، محمد شحرور، على ضوء الكتاب والسنة) وقد قمت بهذا ولخصت كتاب الأستاذ التل مع بعض الزيادات في بحث بعنوان (انحرافات جودت سعيد) سأنشره قريباً –إن شاء الله-
وأوجزه في نقاط:
1 - يعد جودت سعيد أبرز دعاة مذهب (السّلم) ونبذ ما يسميه (بالعنف)، فهو يدعو إلى هذا بكل ما أوتي من استطاعة، وقد خصص له جلَّ كتبه ومقالاته، وعلى رأسها كتيبه الشهير (مذهب ابن آدم الأول).
2 - يرى أن هذا المذهب (مذهب السلم) هو الأنجح في حل قضايانا، وتحقيق أهدافنا، بخلاف غيره، ولو كان الجهاد!.
3 - يرى أن (الوحي) و (النبوة) قد انتهى دورهما!! وأن لنا أن نستبدل ذلك (بقراءة التاريخ والسنن الكونية)!، ولهذا نجده لا يُعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يجعله مرجعاً له. بل –والعياذ بالله- يرى أن الرجوع إلى الكتاب والسنة مما يزيدنا فرقة واختلافاً!!
4 - يتابع الفلاسفة (أهل التخييل) في أمور الغيب!
5 - يمجد الفلاسفة والكفرة ويُعظم أفكارهم؛ من أمثال سقراط وغاندي وماركس وكونت وغيرهم، لاسيما إذا كانوا يخدمون فكرته.
6 - يحرف المعاني الشرعية؛ كمعنى الشرك ومعنى العبادة…، بمعانٍ مخترعة من عنده.
7 - يطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
8 - يؤمن بفكرة (النشوء والارتقاء) البائدة!.
9 - يُحرف آيات القرآن الكريم بما يخدم أفكاره.
قلت: هذه بعض انحرافات جودت سعيد، ولتوثيقها ومعرفة المزيد عنه، مع تفنيد هذه الانحرافات، انظر: (انحرافات جودت سعيد).
التلميذ يتابع شيخه:
تابع خالص جلبي شيخه جودت سعيد في أفكاره السابقة كلها، وعلى رأسها (الدعوة لمذهب السلم) الذي استحوذ على معظم كتاباته –كما سيأتي- وفي ظني أن الذي دعاه لهذا أمران:
1 - قربه من جودت سعيد، فهو متزوج من أخته – كما سبق-، ومعلومٌ أن القرين بالمقارن يقتدي، وأن الصاحب ساحب، ولهذا نعلم حكمة (النهي عن مجالسة المبتدعة) الذين يلقون الشبه في ذهن المرء فيشككونه في أمر دينه، حتى يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً. مهما ادعى المرء أنه ذو حصانة من هذا التأثر، أو أن مبدأ (النهي عن مجالسة المبتدعة) ينبئ عن عدم ثقة بما لدى الإنسان من حق .. الخ ما يردده (العصرانيون) في زماننا.
2 - أنه اتخذ مبدأ (العنف) و (العمل السري) في مطلع حياته، فلما لم يثمر هذا المبدأ سوى التعرض للسجن والتنكيل من قبل السلطة الحاكمة في بلاده، انقلب الرجل إلى الضد من ذلك، و (كفر) بما كان يؤمن به سابقاً من جدوى (العنف) و (العمل المسلح)، وأصبح لفعله الأول ردة فعل عليه بعد خروجه من السجن قادته إلى (تطرف) آخر على الجهة المقابلة، وهو الدعوة إلى (مذهب السِّلم) ونبذ كافة أنواع (العنف) ولو كان من ضمنها الجهاد المشروع!
بل قاده ذلك إلى تقبل (الآخر) والدفاع عن معتقداته وحريته في نشر تلكم المعتقدات مهما كانت! بدعوى (الحرية) و (الحوار) و (قبول وجهات النظر) و (الآراء المختلفة) … الخ ما يدندن حوله عصرانيو اليوم.
يقول خالص في مقدمة كتابه (سيكولوجية العنف واستراتيجية الحل السلمي) –الذي خصصه للدعوة إلى مذهب السلم-: ((منذ ظروف المعتقل في عام 1974م ما زال هذا البحث ينمو عندي ويترسخ)) (ص 24).
ويقول –أيضاً-: ((ثم سجلت خطة العمل المستقبلية في كتابي (ظاهرة المحنة) مؤكداً على ضرورة تطهير ساحة العمل من (العنف) و (التنظيمات السرية) (المرجع السابق، ص 25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/434)
فالرجل قد عالج الخطأ بخطأ آخر أعظم منه. فهو في مطلع شبابه لم يلتزم منهج السلف أهل السنة والجماعة في التعامل مع الحكام، من حيث الصبر على جَوْرهم وظلمهم مع الاستمرار في الدعوة إلى الحق إلى أن يقضي الله أمره، استجابة للأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الآمرة بذلك، مع عدم الالتفات إلى دعاوى (التثبيط) أو الاتهام بالخوف أو التخاذل إلى آخر دعاوى المتحمسين أو المبتدعة من الخوارج أو المعتزلة.
ولكن الدكتور آثر مذهب (الخروج) على الحاكم والتأليب عليه، والانخراط في الأعمال السرية للإطاحة به، مما أدى به إلى السجن؛ لأن الحاكم سيدافع حتماً بما أوتي من قوة عن سلطته ولن يفرط فيها بسهولة، كما قد يتوهم البعض.
فلما علم الدكتور –بعد حين- خطأ مسلكه الأول، لم يصححه بالتزام مذهب السلف أهل السنة والجماعة في عقيدته ودعوته، بل ارتد إلى الطرف الآخر وهو نبذ (العنف) بكافة ألوانه والتنفير منه، والدعوة إلى (مذهب السلم) الذي ظن بجهله اتباعاً لشيخه جودت أنه سيسود العالم في يومٍ ما!! –كما سيأتي-.
فقاده هذا (التطرف) تجاه الجهة المقابلة إلى عدة انحرافات خطيرة سترى شيئاً منها فيما يلي –إن شاء الله-. فكان كما قيل:
إذا استشفيتَ من داء بداء
فأقتل ما أعلك ما شفاك!
وأنا لن أتهم الدكتور –وكذا شيخه- كما فعل البعض، بأنهما مجردُ صنيعتين من صنائع أعداء الأمة (من اليهود والنصارى)، استخدموهما لترويج مذهب (السلم) بين أفراد الأمة وشبابها لإماتة روح الجهاد التي تقلق الأعداء -كما هو معلوم-.
أنا لن أفعل هذا؛ لأنه لا دليل مؤكد عليه حتى الآن، بل سأتعامل معهما كمنحرفَيْن من مئات المنحرفين الذين مروا على أمة الإسلام، هادفاً التحذير من أطروحاتهما التي قد تروج على البعض؛ نظراً لتماشيها مع ضغط الواقع المعاصر!
فإلى انحرافات الدكتور:
الانحراف الأول: دعوته إلى مذهب "السِّلم" أو "السلام"، ونبذه لجميع أنواع ما يسميه "بالعنف" دون تفريق بين حقٍ وباطل. وحصره مفهوم الجهاد الشرعي في الدفاع عن البشر المظلومين (أياً كان دينهم) المكرهين على تغيير آرائهم واعتقاداتهم، وذلك بعد قيام الدولة الإسلامية بواسطة الطريق السلمي، أما قبل قيامها فلا يجوز أيُّ نوع من أنواع الجهاد (المسلح)!.
وإليك شيئاً من أقواله تبين هذا، ثم التعقيب عليها:
- يقول الدكتور تحت عنوان (أنظمة فكرية أربعة في كيفية استعمال العنف): ((توجد أربعة أنظمة فكرية، أو أربع لغات في جواز استخدام العنف ومشروعيته من حرمته وعدم جواز استخدامه:
1 - فاللغة الأولى هي شريعة الغاب: القوي فيها يأكل الضعيف ولا يوجد أي ظل لأي قانون ضمن الدولة الواحدة أو بين الدول، وهي مرحلة مشى فيها الجنس البشري، وهو يودعها تقريباً الآن، وقد يعترض من يقول: لا، إن الوضع لم يتغير، وهذا ينسف كل إمكانية أو تحقيق أي تطور عن الإنسان والجنس البشري عموماً، وهو تصور غير صحيح، في ضوء إنجازات الجنس البشري حتى الآن، من نظام الأمم المتحدة، ومحكمة لاهاي للعدل الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، ومعاهدة جنيف لأسرى الحرب، ومنظمة الهلال والصليب الأحمر الدوليين… الخ. وهذا لا يعني الكمال في الإنجاز، ولكنها خطوة متواضعة، في طريق تحقيق الكمال الإنساني، والدولة العالمية الواحدة، لتأمين الخبز، ودحر المجاعات، واحتكار السلاح، وإيقاف الحروب.
2 - واللغة الثانية هي لغة الديموقراطيات الغربية: وتؤمن بالعنف لإطاحة الحكومات الظالمة المستبدة، وتحرم العنف بعده، ويصب معهم في الاتجاه نفسه تيار (الخوارج) من التاريخ الإسلامي، الذين لم يؤمنوا باستقراطية الحكام (أن يكونوا من قريش مثلاً)، فالإنسان الأسود (كونه من الشرائح المستضعفة في قاع المجتمع) يمكن أن يتولى منصب الرئاسة، كما هو الحال في نيلسون مندلا، في جنوب أفريقيا الآن، وهذا التصور كان مستحيلاً في تلك الأيام، كما آمنوا بالثورة المسلحة، لتغيير الحاكم المنحرف (وهو ما تفعله جماعات الإسلام السياسي في الوقت الحاضر، حيث أحيت مذهب الخوارج من جديد)، فالخوارج رأوا في الحكم الأموي، أنه غير إسلامي وظالم؛ فوجب الإطاحة به، على كل حال هم يُكَفِّرون مرتكب الكبيرة، ولقد كفَّروا عليّاً واستباحوا دمه، ثم قتلوه في النهاية، وقد استنفدوا طاقتهم في الصراع مع الأمويين،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/435)
وجعلوا الدولة الأموية تنزف حتى الموت، وسقطت كالتفاحة الناضجة ليست بأيديهم، ولا بأيدي آل البيت المنتظرين بفارغ الصبر، بل بيد العبّاسيِّين المحنَّكين، المختبئين في الظلام المجهولين!
3 - واللغة الثالثة هي لغة الأنبياء: الذين حَرّموا صناعة الحكم بالقوة المسلحة وبالعنف، من خلال الانقضاض على الحكومات القائمة، حتى لو كان مجيئها إلى السلطة بالسيف وبالعنف، فاللاشرعية لا تزال باللاشرعية، بل بالشرعية، والخطأ لا يزال بالخطأ، بل يُقَوم بالعمل الصحيح، وهذا ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي غيّر المجتمع بالفكر وسلميّاً، فحين فشل في اختراق مجتمع مكة والطائف، نجح في نشر دعوته في أهل يثرب، التي ستأخذ اسم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك (المدينة المنورة)، حتى تفشى الإسلام في مجتمع المدينة، فلم يذهب إليهم على ظهر الدبابات بانقلاب عسكري، بل خرجوا لاستقباله، في مظاهرة ضخمة، ضمت أهل المدينة من الرجال والنساء، في مشاركة رائعة، مع فرقة موسيقية كاملة، () والكل ينشد: طلع البدر علينا، () معلنين خضوع مجتمع المدينة للفكرة الجديدة، دون سفك قطرة دم واحدة، وهذا التحول المدهش، في مجتمع المدينة المنورة سابقاً وبهذه الطريقة السلمية، غاب عن أعين المسلمين منذ ذلك الوقت، وعطلوا سنة عظيمة من سُنن الإسلام، في كيفية بناء المجتمع أو معالجته حين الانحراف، وتبخر الحكم الراشدي تحت حرارة العنف ودمويته، وانزلق المجتمع الإسلامي، إلى ليل التاريخ، حيث المغامرون والانقلابيون يتناوبون قنص السلطة الدموي دون رحمة، ولم يخلص العالم الإسلامي من هذا المرض حتى اليوم، وأعيد مذهب الخوارج، بكل عنفوانه وقوته مرة أخرى، في مناطحة الحكومات، واستنفاد الجهود في معارك مدمرة، بحيث توقفت عملية نقل السلطة السلمي، وتحول المجتمع إلى شرائح، لا يثق بعضها ببعض، وتوقف الحوار، وأضمرت النفوس الحقد والتآمر، وسُفِكت الدماء غزيرة.
4 - وأما اللغة الرابعة: فهي بعد قيام الحكم الشرعي، فإذا صار الحكم شرعياً، استطاع وسُمح له بالجهاد المسلّح، بعد أن بنى مجتمع (اللاإكراه).
عند ذلك، من لا يريد أن يدخل في السلم، ويريد أن يُكره الناس على أي دين ومبدأ وفكرة، فهذا يتصدى له المجتمع الإسلامي (مجتمع لا إكراه في الدين)، فهذا هو مجال الجهاد، أي حماية الناس من الفتنة (الإكراه) () (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)، (والفتنةُ أشدُّ منَ القتلِ)، وهذا يتولد منه مجموعة هامة من المعاني: الجهاد هو لحماية المخالف، والجهاد أداة واحتكار للعنف بيد السلطة، والسلطة أي سلطة، لا يسمى ما تفعله جهاداً، حتى يتم وصولها إلى الحكم برضا الناس، فالجهاد هو ذو جانبين في المجاهِد (بكسر الهاء) والمجاهَد (بفتح الهاء) ضدّه، فلا جهاد إلا بيد سلطة وصلت إلى الحكم برضا الناس، ولا جهاد إلا ضدّ من يمارس الظلم على الآخرين بإخراجهم من ديارهم وأديانهم بالقوة المسلحة (لا يَنهَاكُمُ الله عنِ الذينَ لم يُقاتلُوكُمُ في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسِطُوا إليهِمْ)) ().
قلت: هذا المقطع الطويل يوجز لنا الفكرة التي يدندن حولها الدكتور في كثير من كتاباته.
فالتغيير (أي تغيير السلطة الظالمة) يكون سلمياً دون (عنف) أو (استخدام سلاح)، وبعد الوصول إلى السلطة من قبل (السلميين) يجوز استخدام (الجهاد) أو (السلاح) أو (العنف) لا لنشر الإسلام وحماية الدولة الإسلامية!! إنما لحماية المكرهين على تغيير آرائهم ومعتقداتهم فقط!!.
وهذا فيه تلبيس عجيب من الدكتور الذي لو تابع مذهب السلف أهل السنة والجماعة بعد نبذه للعمل السري الحربي المسلح لأراح نفسه وجنبها تحريف الحقائق الشرعية وتزويرها – هداه الله-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/436)
فنصوص السنة تفصل في هذه المسألة التي أرقت الدكتور حتى جعلته يصنف كتابه هذا، وتخبر بأن الحاكم (المسلم) الظالم الجائر لا يجوز الخروج عليه بالسلاح، وعلى هذا استقر مذهب السلف. أما إذا ارتكب هذا الحاكم كفراً بواحاً ظاهراً فإنه يجوز الخروج عليه بالسلاح وتغييره إذا كان المسلمون لديهم القدرة على ذلك، وأقواله صلى الله عليه وسلم كثيرة مشهورة في تقرير هذا؛ من أوضحها ما رواه عوف بن مالك –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم))، قال: قلت: يا رسول الله! أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: ((لا، ما أقاموا فيكم الصلاة)) أخرجه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ستكون بعدي أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع)) قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: ((لا، ما صلوا)) أخرجه مسلم ().
فالجهاد أو ما يسميه الدكتور (بالعنف!) يجوز استخدامه من قبل المسلمين قبل الوصول للسلطة –لا كما يزعم الدكتور- وذلك في الحالة السابقة، وأقواله صلى الله عليه وسلم تشهد بهذا، وهي لا تخالف سيرته صلى الله عليه وسلم التي حاول الدكتور أن يوهمنا أنها تعارض هذا، لأنه هو نفسه الآمر بذلك الجهاد أو (الخروج) الشرعي.
انحرافات أخرى للدكتور تفرعت عن انحرافه الأول:
قلت: فترتب على (غلو) الدكتور في هذا المذهب الغريب مذهب السِّلم وعدم العنف انحرافات كثيرة، سأذكرها مع مقولة أو أكثر للدكتور تشهد لكل واحدة منها، ثم أعقب عليها بإيجاز بما يبين للقارئ بطلانها:
1 - الدكتور يؤمن بأن الحروب ستنتهي!
يقول الدكتور: "كانت الحروب قديماً تؤدي دوراً من الغنائم والأسلاب والرقيق، واليوم فات وقتها، فكما تم إلغاء الرق فالعالم في طريقه لإلغاء مؤسسة الحرب" (سيكولوجية العنف، ص143).
قلت: هذا مقولة إنسان خيالي يسبح عقله في ما يتخيله مثالياً، لا أساس لها من الواقع.
وهي –أيضاً- مقولة إنسان لا يؤمن بحكمة مشروعية الجهاد في الإسلام! حيث ارتبطت الحروب عنده فقط بالغنائم والأسلاب والرقيق والأمور (المادية) التي تناسب تفكيره (المادي)! التي متى ما استغنى الناس عنها –كما يزعم الدكتور- سيتوقف (القتال)!! () متغافلاً عن أن الجهاد في الإسلام لا تأتي هذه الأمور (المادية) إلا تبعاً لحِكَمِهِ العالية ومقاصده الشريفة؛ وعلى رأسها (إعلاء كلمة الله في الأرض)، ونشر دينه، واكتساب المجاهدين الأجر العظيم الوارد فيمن جاهد لأجل ذلك، وغير ذلك من المقاصد الشريفة ().
فليست مقاصد الجهاد في الإسلام هي مجرد الغنائم والرقيق كما يزعم جلبي الذي ينظر للأمور بتفكير (مادي).
وأيضاً: ففي كلامه هذا مصادمة لنصوص الشريعة (الآمرة) بالجهاد والمخبرة عن استمراره إلى يوم القيامة؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم في مسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) وقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة).
بل هذا من جملة عقائد أهل السنة الثابتة عندهم دون شك، قال الطحاوي –رحمه الله- في عقيدته: ((والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين، برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما)) ()
ويقول الشيخ علي العلياني في كتابه (أهمية الجهاد، ص 186): "لا ينتهي جهاد الكفار إلا إذا أسلموا أو خضعوا لحكم الإسلام ودفعوا الجزية".
وأيضاً: ففي كلامه السابق مصادمة للنصوص الشرعية (المخبرة) عن استمرار القتال (من جميع الأطراف)! على وجه الأرض إلى أن تقوم القيامة، ومن راجع ما جاء في أشراط الساعة علم هذا، ويأتي على رأس ذلك مقاتلة المسلمين لليهود التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، وكذا خروج يأجوج ومأجوج، وغير ذلك.
فكلام الدكتور باطل (شرعاً) و (قدراً).
ثم قوله (تم إلغاء الرق) ليس فيه دليل على (تحريم) الرق أو أن الإسلام قد جاء بما يشين –كما يوهم كلامه-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/437)
بل الرق باقٍ ما بقي الجهاد، ولا حرج منه. وإجماع (العالم) على إلغائه لا يغير من حكمه شيئاً في الإسلام؛ لأن الإسلام يُحْتج به ولا يُحتج عليه بالأمور الواقعة. ولو فعلنا هذا لحللنا كثيراً من المحرمات التي (استباحها) أو (أذن بها) العالم اليوم.
يقول الشيخ عبدالله بن يابس –رحمه الله- في تعقبه على بعض الكتاب: ((وإذا كان القتال ماضياً إلى قيام الساعة، والكفار موجودين في كل زمن فسنة الإسلام جواز الاسترقاق لمن استولوا عليه بطريق الحرب)) ().
ويقول الدكتور علي العلياني راداً على بعضهم ممن يرى رأي الدكتور: ((من الأحكام الإسلامية المتعلقة بالجهاد التي حرفها تلاميذ الاستشراق والاستعمار: حكم الرق، حتى إنا نرى بعض أولئك الضعاف المهازيل من قليلي العلم والتقوى الذين أعجبوا بمبادئ الدول الغربية والشرقية من الدول الكافرة والملحدة يعتذرون عن رب العالمين في تشريعه للجهاد، ويعللون إباحة الإسلام للرق بتعليلات ساقطة من عند أنفسهم، لم يدل عليها دليل من كتاب ولا سنة…)) ()
وقال رداً على من قال: بأن الإسلام لا يتعارض مع إلغاء الرق من العالم اليوم!: ((هذا كذب صراح وافتراء على الإسلام …. وهل يظن هذا الكاتب أن المسلمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عام 1842م عندما وُقعت اتفاقية دولية تحرم الرق كانوا يعملون غير مباح؟! نعوذ بالله من هذا التحريف المشين)) ().
2 - الدكتور يتمنى قيام دولة عالمية واحدة!!
يقول الدكتور تحت عنوان (الدولة العالمية كمقصد أعلى للبشر): "إن وجود دولة عالمية تحتكر العنف من الدول سيحقق الأمن عالمياً، فندخل العصر الذي تتوقف فيه الحروب" ويقول: "الأمل أن تتحقق الدولة العالمية الواحدة في مدى القرنين القادمين أو ربما أسرع…. عندها تنتهي لعبة الحروب نهائياً، ويلغى عصر الجوع"!! (سيكولوجية العنف .. ، ص158).
ويقول في موضع آخر: "الطريق ما زال طويلاً لإقامة الدولة العالمية التي ستحتكر السلاح والخبز، فتلغي الحروب بين الدول، وتنهي عصر المجاعات" (المرجع السابق، ص 218)
قلت: لا زال الدكتور يحلم ويمني النفس! وليته إذ مارس (حلمه) و (أمنياته) هذه مارس ذلك لوحده أو بين أهله إذاً لكففت القلم عنه وقلت
إذا تمنيتُ بتُّ الليل مغتبطاً إن المنى رأس أموال المفاليس!
ولكن حلمه هذا تحول إلى فكرة تشغل ذهنه، ثم سوّلت له نفسه نشرها وتكتيل الأنصار حولها، فعندها لزم الرد، وإيقاظ الدكتور من نومه.
أما أن فكرته عبارة عن حلم، فهذا يعرفه كل مسلم، وكل من له عقل، وقد قضى الله (كوناً) هذا الخلاف بين البشر وقدَّره.
يقول سبحانه عن البشر (ولا يزالون مختلفين).
وليس معنى هذا –كما يتوهم البعض- أن يرضى المسلم بهذا الاختلاف ويقره ولا يحاول تغييره؛ لأن هذا الأمر مما يحبه الله ولذلك قدره!!.
فهذا قول من لا يفرق بين إرادة الله (الكونية) وإرادته (الشرعية)، -كما هو معتقد أهل السنة-، ويخلط بينهما، فيظن أن الله إذا قدر وأراد (شيئاً) بإرادته (الكونية) ينبغي للمسلم أن يقر ذلك ويرضاه، وهذا قول شنيع، يلزم منه أن يقر صاحبه الكفر والمعاصي ويرضى بها، ولا يحاول تغييرها! والله تعالى يقول (ولا يرضى لعباده الكفر)، مع أنه واقع في الأرض بإرادته سبحانه (الكونية) لا (الشرعية).
فاختلاف البشر واقع ولا يزال مستمراً، وقد أراده الله بإرادته (الكونية) التي لا يخرج عنها شيء من المقدَّرات، ولكنه لم يرده (شرعاً)، بل أراد لعباده جميعاً أن يعبدوه ويوحدوه، والمسلم مطالب بعدم الرضا بهذا الاختلاف، والسعي لإزالته بما يستطيع، ومحاولة جمعهم على الكتاب والسنة. والله أعلم.
ثم ليت الدكتور حينما خالف هذا الأمر الكوني بحلمه وأمنيته تلك حلم وتمنى بأن يجتمع العالم في دولة (إسلامية) واحدة، تحكم بشريعة الله –سبحانه وتعالى-، وهو حلم كل مسلم.
لكنه لم يفعل هذا، بل تمنى دولة عالمية واحدة تطعمه من الجوع وتؤمنه من الخوف!! مهما كان دينها أو مذهبها!! كل هذا لا يهم عند الدكتور، مادام ينام هانئاً آمناً ممتلئاً بطنه بالخبز والماء البارد، ونعوذ بالله من دناءة المطلب.
3 - الدكتور يدعي أن الغرب المتحضر ترك (العنف) و (الحرب)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/438)
يقول الدكتور: "غدت الحرب موضة قديمة يمارسها المتخلفون، وكل بؤر النزاع والحروب في العالم اليوم هي في معظمها مناطق المتخلفين "!! (المرجع السابق، ص 164).
قلت: كل متابع للأحداث يعلم بطلان هذا القول ومخالفته للواقع، بل (العنف) و (الحروب) مستمرة ما دام هناك بشر مختلفون، دون تفريق بين (متحضر) و (متخلف) كما يزعم الدكتور.
وشاهد ذلك من الواقع كثير: فهذه زعيمة التحضر (أمريكا) لا تزال تمارس عنجهيتها وعنفها مع المسلمين؟ كما حدث في السودان وأفغانستان.
وهذه روسيا تفعل ذلك في الشيشان.
وهذه إسرائيل وهي من الدول المتحضرة عندك بلا شك! لامتلاكها للتكنولوجيا والصناعة المتطورة، غارقة في أوحال الحرب مع العرب بين حين وآخر.
إن قال الدكتور: ما يحدث من روسيا وأمريكا ليست حروباً، إنما هي حملات تأديب! أو نحو ذلك. أقول له:
هذه التي تسميها (حملات تأديب) أليست هي عنفاً في نظرك؟! هي كذلك بلا شك، وهذا مما ينقض قولك؛ لأن من مارس (العنف) الجزئي سيمارسه (كلياً) عندما يحتاج إليه! ويحمى الوطيس.
أيضاً: فقل لي –بالله- متى خلت البلاد (المتقدمة) من الحروب؟! أليست الحرب العالمية الثانية لم تضع أوزارها إلا قبل خمسين عامًا تقريباً، فكيف حكمت بهذا الحكم خلال هذه المدة القصيرة؟! ومثل هذه الأحكام لا تبنى إلا خلال قرون.
ثم أقول: لقد غاب عنك، أن هذه الدول المذكورة لم تدع (الحروب) في السنوات الأخيرة نظراً (لتقدمها) أو (لتحضرها) كما تزعم بل ودعتها لأنها تعلم أن حروب اليوم لو وقعت لأكلت الأخضر واليابس، ولأحرقت الجميع بنارها؛ نظراً لتطور الأسلحة، فسبب تركهم -إن سلمناه لك – هو خوفهم من الموت ومن الهلاك، ولا علاقة (بالتحضر) في هذا الأمر.
4 - (المتقدم) يحل مشاكله بالحوار لا بالعنف، عند الدكتور!
يقول الدكتور: "العالم اليوم فيه شريحتان: شريحة ودعت الحرب وتحل مشاكلها بالحوار، وشريحة لم تصل إلى هذا المستوى، فتحل مشاكلها بالصدام والسلاح"! (المرجع السابق، ص144). (وانظر ص 164 و219 وما بعدها)
قلت: وهذه كذبة أخرى للدكتور يؤيد بها (أحلامه)!
ونحن لم نر هذا الحوار في تعامل أمريكا مع السودان أو أفغانستان!
ولم نره في تعاملها مع العراق!
وهكذا لم نره في تعامل الروس مع الشيشان.
ولا في تعامل اليهود مع المسلمين الفلسطينيين.
5 - الصراع بين الناس لا يمكن حله إلا بالسلام!
يقول الدكتور: "هذا الصراع بين الإنسان وأخيه لا يمكن تحويله أو إلغاؤه إلا بالسلام" (المرجع السابق، ص184) وكثيراً ما يردد الدكتور بأن (العنف لا يحل المشكلة) (سيكولوجية العنف، ص152، وانظر: ص168، 211).
قلت: وهذا ليس على إطلاقه! بل بعض الصراعات تُحل بالسلام وبالصلح، وبعضها –وهي الأكثر- لا تحل إلا بالقوة والعنف!! وشاهد هذا من التاريخ القديم والمعاصر كثير لا يخفى على عاقل. فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا لو تعامل بمنهجك هذا مع الكفار لما استجابوا له، ولما خضد شوكتهم، وكسر هيبتهم، وحل بديارهم.
ولقد أحسن القائل:
دعا المصطفى دهراً بمكة لم يُجب
وقد لان منه جانبٌ وخطابُ
فلما دعا والسيف صلتٌ بكفه
له أسلموا واستسلموا وأنابوا
وهكذا خلفاؤه لو فعلوا ذلك مع الفرس والروم وغيرهم لما ازدادوا إلا ضعفاً وتراجعاً.
وفي عصرنا الحاضر رأينا السلاح والعنف يحل كثيراً من الأمور والصراعات المستعصية، فعلى سبيل المثال: حادثة توحيد البلاد السعودية لم تتم -بعد توفيق الله- إلا بهذا، وإلا لكنا شراذم شتى لو طبقنا فكرة الدكتور! وهكذا توحيد اليمن لم تحله المؤتمرات والحوارات، إنما حلته أفواه الرشاشات وأزيز العربات والطائرات! قال الشاعر:
والشر إن تلقه بالخير ضقت به
وإن تلقه بالشر ينحسم
بل شاهد ذلك من الدول التي يزعم الدكتور أنها (متقدمة) واضح جداً، فهذه الولايات المتحدة لم يتحقق لها هذا الارتفاع الدنيوي في الأرض إلا بسبب خوضها للحروب الطويلة مع مستعمريها من الإنجليز وغيرهم.
ثم مع جاراتها في سبيل توحيد الولايات إلى أن تحررت، ثم تطورت، ثم سيطرت () ولو أخذت بمبدئك هذا لما كان لها هذا الشأن.
والأمثلة كثيرة
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/439)
6 - إلغاء الحروب وقيام هيئة الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية هو حلم الأنبياء عند الدكتور!!.
يقول:" إن الجنس البشري بلغ من النضج ما يجعله يحقق الحلم النبوي القديم، في إلغاء مؤسسة العنف جملة وتفصيلاً، وكل ما قرب إليها من قول وعمل، والمؤسسات الدولية اليوم هي نطف بدائية لأفكار عظيمة نادى بها الأنبياء"!! (سيكولوجية العنف، ص 151)
قلت: هذا من الافتراء على الأنبياء -عليهم السلام – الذين كان حلمهم ودعوتهم بنص القرآن هو أن يعبد الناس رب العالمين وحده، ولا يشركوا به شيئاً، قال تعالى (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
وما من نبي إلا وقد مارس (القتال) وأمر به لتحقيق هذا الحلم والهدف، لا كما يُلبّس الدكتور. قال سبحانه (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا)، وهذه سيرهم عليهم السلام حافلة بذلك.
أما المؤسسات الدولية فحاشا الأنبياء أن تكون هي أحلامهم! وما هي إلا مؤسسات صليبية متسترة، قامت لأجل خدمة مصالح دول الكفر –أخزاها الله، وهذا مما قد تبين صراحة لكل عاقل يتدبر مواقفها المخزية في العالم. ()
7 - الإسلام (سلمي) عند الدكتور!
يقول الدكتور: محاولاً تقرير فكرته (الباطلة) بإلصاقها بالإسلام " التربية (السلمية) تنطلق من روح الإسلام، التي تريد المحافظة على الإنسان وليس قتله وتدميره" (المرجع السابق، ص 199).
قلت: بل التربية (الجهادية) هي التي تنطلق من روح الإسلام التي تريد أن تكون كلمة الله هي العليا في الأرض، وتقتل كل من (يعترض) ذلك، وآيات الكتاب العزيز وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تشهد لهذا، وهي مما يعلمه كل مسلم يقرأ القرآن، فلا نحتاج لبسطها للدكتور الذي لا تخفاه! ولكنه يتابع هواه!
8 - الدكتور يطالبنا بعدم رد الأذى!
يطالب الدكتور قراءه كثيراً بـ (عدم رد الأذى بالأذى) اتباعاً لمنهجه السلمي (المرجع السابق، ص52).
قلت: وهذا معارض للقرآن الكريم! يقول الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ويقول (وجزاء سيئة سيئة مثلها)
فرد الأذى بالأذى لا حرج منه، بل هو مطلوب أحياناً؛ إذا كان الأذى المقابل لا يندفع إلا به، كما سبق.
ومع ذلك فالصفح والعفو (في محله) أفضل، قال سبحانه (وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين* ولمن انتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل *إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور). فهل بعد قول الله من قول؟!
9 - الجهاد ليس لنشر الإسلام عند الدكتور!
يقول الدكتور:" الجهاد ليس لنشر الإسلام، بل لحماية الرأي الآخر، ولتطبيق مبدأ "لا إكراه في الدين" أي دين أو مذهب أو عقيدة، تركاً أو اعتناقاً، فالجهاد هو لحماية التعددية داخل المجتمع الإسلامي"!! (سيكولوجية العنف، ص12 - 13) (وانظر: ص 128،155).
وفي (ص 163) يفتري الدكتور على شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- بأنه يرى بأن الجهاد في الإسلام دفاعي وليس هجومياً! بل زاد في الافتراء زاعماً بأن الشيخ يرى أن الجهاد هو للدفاع (عن المظلوم)!.
يقول هذا المفتري: " وقرر هذا الإمام ابن تيمية، وهو أن الجهاد لم يُشرع لنشر الإسلام، بل للدفاع عن المظلوم، ويدخل ضمنه حماية حرية الرأي والعقيدة، والتعبير داخل المجتمع الإسلامي".
قلت: الدكتور لا يستطيع إلغاء الجهاد من الإسلام بالكلية، نظراً للأدلة الصريحة الواضحة الكثيرة الواردة في تقريره، ولو استطاع ذلك لفعله دون تردد!! لأن هذا الجهاد يؤرقه وينقض عليه فكرته الباطلة من الأساس، ويجعلها غريبة على الإسلام والمسلمين.
عندما علم الدكتور ذلك، لجأ إلى طريقة أخرى لإزاحة هذا الجهاد من طريقة، ومحاولة إذابته وتمييعه، وهي أنه وافق إخوانه من المنهزمين بأن الجهاد في الإسلام لم يُشرع إلا للدفاع عن الدولة الإسلامية، لا لنشر الإسلام في الأرض، ثم زاد الدكتور انحرافاً أو لم يرضه صنيع إخوانه، فزعم أن الجهاد إنما هو للدفاع عن المظلومين في الأرض لا للدفاع عن الدولة الإسلامية!! فزاد ضغثاً على إبالة ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/440)
وقضية الجهاد هل هو دفاعي أم هجومي، هي من القضايا التي أثارها المنهزمون في العصر الحديث استجابة لضغوط الأعداء، وادعوا أن فيها خلافاً، وأن الصواب هو أن يكون الجهاد دفاعياً، كل هذا استحياء من دينهم أن يعلنوه كما هو دون خوف أو مجاملة لأحد، وكأنهم يسترون عورة من العورات! والعياذ بالله.
وقد تصدى علماء المسلمين في هذا الزمان وبعض الكتاب لهذه الفكرة الباطلة (وهي أن الجهاد في الإسلام دفاعي فقط)، وبينوا ما فيها من تلبيس وتمييع للدين، كالشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ سليمان بن حمدان، والشيخ عبدالرحمن الدوسري، والشيخ ابن باز –رحمهُ الله-، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ الجعوان، والشيخ قادري، والشيخ عابد سفياني، وسيد قطب، وأخيه محمد، وعبد الكريم زيدان، وغيرهم.
وخلاصة رأي علماء أهل السنة في هذه المسألة هو ما ذكره الشيخ الألباني –يرحمه الله- في تعليقه على العقيدة الطحاوية (ص 49)، حيث قال:" اعْلَمْ أن الجهاد على قسمين:
الأول: فرضُ عين، وهو صد العدو المهاجم لبعض بلاد المسلمين، كاليهود الآن الذين احتلوا فلسطين، فالمسلمون جميعاً آثمون حتى يخرجوهم.
والآخر: فرضُ كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهو الجهاد في سبيل نقل الدعوة الإسلامية إلى سائر البلاد حتى يحكمها الإسلام، فمن أسلَمَ من أهلها فبها، ومن وقف في طريقها قوتِل حتى تكون كلمةُ الله هي العليا، فهذا الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، فضلاً عن الأول، ومن المؤسف أن بعض الكتاب اليوم ينكره، وليس هذا فقط، بل إنه يجعل ذلك من مزايا الإسلام! ".
أما افتراء الدكتور على شيخ الإسلام بأنه يرى أن الجهاد هو للدفاع، فهو افتراء قديم من المنهزمين الذي طاروا فرحاً برسالة عن القتال منسوبة زوراً إلى الشيخ –رحمه الله- ذكر فيها هذه الفكرة الباطلة التي تخالف أقوال الشيخ وأفعاله الصريحة في نقضها. ولهذا فما زال العلماء -بين حين وآخر- يبينون كذب هذه الرسالة المنسوبة لشيخ الإسلام-رحمه الله-، وأترك المجال للشيخ علي العلياني ليزيد هذا الأمر تفصيلاً (). قال –حفظه الله-:
"وزعم أهل الدفاع بأن شيخ الإسلام ابن تيمية المعروف بفضله وعلمه واطلاعه على مذاهب العلماء يوافقهم فيما ذهبوا إليه بأن القتال في الإسلام للدفاع! واعتمدوا في هذا الزعم على رسالة تباع في الأسواق بعنوان (قتال الكفار) طبعت مع مجموعة رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية عام 1368هـ وضربوا صفحاً عن أقوال ابن تيمية المتعلقة بالجهاد في سائر كتبه التي قد ثبتت نسبتها إليه يقيناً ككتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول وكتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وكتاب السياسة الشرعية ورسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلم يشيروا ولو من طرف خفي بأن لابن تيمية أقوالاً تخالف ما في رسالة القتال التي يعتمدون عليها ويذيعونها بين الناس، وهكذا الهوى المنحرف يفعل بأصحابه الأفاعيل!!.
ورسالة القتال المنسوبة إلى ابن تيمية لم تصح نسبتها إليه فلم يذكرها أعرف الناس بكتب ابن تيمية وهو تلميذه المحقق ابن القيم ضمن مؤلفات ابن تيمية وقد أفرد لمؤلفات ابن تيمية رسالة خاصة عدد فيها أكثر ما ألفه ابن تيمية من كتب ورسائل وفتاوى فذكر ما يقرب من المائتين ولم يكن من بينها رسالة القتال ()، وقد رفض هذه الرسالة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم جامع فتاوى ابن تيمية ولم يدخلها ضمن الفتاوى إذ قال () (ولم أضع في هذا المجموع إلا ما أعرفه لشيخ الإسلام وقد أعرضت عن نزر قليل نسب إليه كمنظومة في عقائد ونقل محرف لترك البداءة بقتال الكفار وقد رد عليه الشيخ سليمان بن سحمان وأوضح تحريفاته في عدة كراريس) قلت: وقد ردّ على هذه الرسالة المنسوبة إلى ابن تيمية العالم المحقق الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان المدرس بالمسجد الحرام رحمه الله رحمة واسعة وذلك بكتابه القيم (دلالة النصوص والإجماع على فرض القتال للكفر والدفاع) المطبوع في دار الطباعة والنشر في عَمّان، جاء في مقدمته ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/441)
(أما بعد فقد وقفت على رسالة منسوبة لشيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى ورضي عنه مضمونها أن قتال الكفار سببه المقاتلة لا مجرد الكفر وأنهم إذا لم يقاتلونا لم يجز لنا قتالهم وجهادهم على الكفر، وأن هذا القول هو الذي يدل عليه الكتاب والسنة والاعتبار واستدل لما زعمه ببعض آيات شبه بها ولبس، وأولها على غير معناها المراد؛ بها مثل قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) الآية وقوله (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) وقوله (لا إكراه في الدين) وحديثين حرفهما لفظا ومعنى وضرب صفحاً عن الآيات المحكمة الصريحة التي لا تحتمل التأويل والأحاديث الصحيحة التي تكاد تبلغ حد التواتر في الأمر بقتال الكفار والمشركين حتى يتوبوا من كفرهم ويقلعوا عن شركهم، وهذه طريقة أهل الزيغ والضلال يَدَعون المحكم ويتبعون المشابة كما أخبر الله عنهم في قوله تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) ولما رآها بعض من ينتسب إلى العلم وليس من أهل الدراية والفهم صادفت هوى في نفسه فطار فرحاً ظاناً أنها الضالة المنشودة وراجت لديه بمجرد نسبتها لشيخ الإسلام فسعى في طبعها ونشرها على كذبها وقشرها.
وما علم المسكين أنه قد استحسن ذا ورم وأنها محض افتراء وتزوير على الشيخ وقد نزه الله شيخ الإسلام عن هذا الخطل الواضح والجهل الفاضح والخوض في شرع الله بغير علم ولا دراية ولا فهم، ولكن الأمر كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه للحارث بن الأحوص لما قال له أتظن: أن طلحة والزبير كانا على باطل؟ فقال له: (يا حارثه إنه لملبوس عليك إن الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله). فهذا الذي طبعها ونشرها ممن لا يعرف الحق إلا بالرجال فهو ملبوس عليه كما قال أمير المؤمنين. لأنه لو عرف الحق في هذا الباب لما راجت عنده هذه الرسالة ولقابلها بالإنكار والرد ونبذها نبذ النواة لأنها تتضمن إبطال فريضة دينية هي ذروة سنام الإسلام، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، وقد جاء في حديث مرسل (أن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند حلول الشهوات) فبالبصر النافذ تندفع الشبهة وبالعقل الكامل تندفع الشهوة. وحيث أن ما جاء في هذه الرسالة مخالف لنصوص الكتاب والسنة ولما أجمعت عليه الأمة في الصدر الأول ومخالف أيضاً لما نص عليه شيخ الإسلام نفسه في كتبه المشهورة المتداولة المعروفة لدى الخاص والعام: الجواب الصحيح والصارم المسلول ومنهاج السنة والسياسة الشرعية وغيرها من كتبه التي سنذكر نصه فيها بالحرف ونحيل على الكتاب ليسهل الوقوف عليه لمن أحب ذلك، وليعلم أن هذه الرسالة مزورة عليه ولا تصح نسبتها إليه بوجه من الوجوه وأن من نسبها إليه فقد شارك المفتري في عمله وما يترتب عليه من إثم، وبما أن الله تعالى قد أوجب على أهل العلم البيان وعدم الكتمان في قوله عز من قائل (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) ولما لم أر من قام بهذا الواجب ولا أعاره من العناية والأهمية جانباً إلا أنه بلغني أن شيخنا الشيخ سليمان بن سحمان قد رد عليها ولكن أصبح رده غير موجود، وخوفاً من أن يظن أن هذه المسألة من مسائل النزاع فضلاً عن أن يظن أنها من مسائل الإجماع فيغتر بها جاهل لا تفريق له بين الحق والباطل والحالي والعاطل أو يحتج بها ملحد منافق مجادل مشاقق تصديت لبيان ما فيها من فساد وتحريف وإلحاد…. وقد ارتكب واضع هذه الرسالة ومفتريها بعمله هذا أنواعاً من المحرمات والعظايم؛ فمنها الفرية على الله تعالى بأن هذا شرعه ودينه الذي شرعه لعباده وقد قال تعالى (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم)، قال قتاده هي لكل مفتر إلى يوم القيامة. ومنها الإلحاد في آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم وتأويلها على غير معناها المراد بها. ومنها الكذب على إمام من أئمة المسلمين ونسبة ما لم يقل إليه وقد نقل فيها بعض عبارات من الصارم المسلول وغيره من كتب الشيخ تصرف فيها أسوأ التصرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/442)
ليوهم أنها من كلام الشيخ ولكن ركاكة مبانيها وتناقض عباراتها ومعانيها يدل دلالة ظاهرة على أنها لم تصدر من كاتب قدير فضلاً عن عالم نحرير كشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، إنه لو فرض أن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أو غيره من أهل العلم المقتدى بهم غلط في مسألة من المسائل مع قيام الدليل من الكتاب والسنة على خلاف ما قاله لم يوافق على ذلك لأنه ليس بمعصوم من الخطأ فهو أسوة غيره من المجتهدين الذين يصيبون وقد يخطئون وهم مأجورون على اجتهادهم في الصواب والخطأ فمن أصاب فله أجران أجر على اجتهاده في تحري الحق وأجر على إصابته، ومن أخطأ فله أجر على اجتهاده في تحري الحق وخطؤه مغفور له؛ لما روى عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر) رواه البخاري. ولكن هذه المسألة ليست من أفراد المسائل التي ربما يحصل فيها الاشتباه ويقع فيها الخطأ ويكون فيه مجال للاجتهاد بل هي أصل من أصول الدين وفرض من فروضه ينبني عليها كثير من أحكامه ولا مجال للاجتهاد فيها لوضوح أدلتها من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم ()، وقد اطلعت على الرسالة المذكورة فاتضح لي ما اتضح للشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله من أن الرسالة منحولة على الشيخ وفيها عبارات كثيرة مأخوذة من كتبه، ولقد حرص واضعها على عدم ذكر جهاد الابتداء والطلب بينما الناظر في مؤلفات ابن تيمية المشهورة يجد أن قوله في الجهاد لا يخالف إجماع المسلمين بل يوافقهم وقد نقل بنفسه الإجماع كما تقدم قريباً ونص على وجوب جهاد الابتداء والطلب في مواضع من كتبه فقال في كتابه القيم الجواب الصحيح (… .. فإذا وجب علينا جهاد الكفار بالسيف ابتداء ودفعاً فلأن يجب علينا بيان الإسلام وإعلامه ابتداء ودفعاً لمن يطعن فيه بطريق الأولى والأحرى …) () وقال في كتابه الصارم المسلول (…. لما نزلت براءة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتدئ جميع الكفار بالقتال وثنيهم وكتابيهم سواء كَفّوا أم لم يكفوا) ().
وبهذا تظهر براءة ابن تيمية من تلك الرسالة المخالفة للإجماع ولأقواله هو بنفسه)) ()
10 - مبالغته في الاستدلال بقصة ابَنْي آدم –عليه السلام- على مذهب شيخه الفاسد:
كما فعل شيخ جلبي: جودت سعيد من الغلو في قصة ابَنْي آدم –عليه السلام- والاستشهاد بها على مذهبه الفاسد، وبنى على هذه القصة كتابه المشهور (مذهب ابن آدم الأول)، كذلك صنع تلميذه جلبي، فَحَمَّل هذه القصة من المعاني (الباطلة) مالا تحتمله، ومن ذلك قوله: "عندما استخدم القرآن في قصة ولدي آدم كان يهدف إلى تدشين أسلوب جديد في الصراع الإنساني، وحلّ النزاعات، فبعد أن أعلن إبراهيم عليه السلام إلغاء القربان الإنساني والتضحية به، حمل مع كل إمكانات الانتقال من العالم العتيق وفكره المتخلف، إلى العالم الجديد في تدشين آليات نفسية جديدة، لحلَّ نزاعات الجنس البشري، فولد آدم الأول أراد إزالة فشله، في عدم قبول القربان منه، بالتصفية الجسدية للطرف الآخر، كأسلوب لحل المشكلات (لأقتلنَّك) بالتشديد، ولكن ابن آدم الثاني الذي يمثل حركة انتقال الإنسان من مرحلة الرعي والصيد إلى مجتمع الزراعة والقانون، شرح موقفه بشكل واضح، إنه تخلى عن القوة من طرف واحد، في حركة ذكية لفهم طبيعة التطور الجديدة في مسار الحياة الإنسانية.
في قصة ولدي آدم يجتمع الاتجاهان (الرَّجعي) الذي يريد حلّ مشاكله (بيده) فيقتل، و (التَّقدمي) الذي يرى في تدشين مؤسسة (الدولة) الفرصة التاريخية لأمن المجتمع، ونزع العنف من يد الأفراد، واحتكار الدولة له، وتطبيق القانون، فيقفز الوجود الإنساني إلى عتبة جديدة في تطوير نفسه، في التّخلي عن العنف، داخل مؤسسة الدولة، سواء في مقاومتها، أو الوصول إليها، فلا تزال اللاشرعية باللاشرعية، وهي حركة الأنبياء في التاريخ، (سيكولوجية العنف، ص216 - 217).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/443)
قلت: هذا من مبالغاتك وتهويلاتك في سبيل نصرة مذهبك الفاسد! ويكفي للرد عليك أن يُقال بأن الذي قصَّ هذه القصة علينا، وهو الله سبحانه وتعالى، هو الذي فرض الجهاد وقتال الكفار! فكيف تزعم أن الله أراد بهذه القصة (تدشين أسلوب جديد في الصراع الإنساني وحل النزاعات)؟ أليس هذا من الكذب والتلبيس على القارئ؟! عندما حملت هذه القصة القرآنية على معانٍ باطلة قد استقرت في نفسك، وهذا من التفسير بالهوى.
فابن آدم (المقتول) لم يقتل أخاه بعد أن علم بنيته في قتله تورعاً منه رحمه الله أن يبوء بإثم قتل النفس بغير الحق الأول في تاريخ البشرية، فتُحمل عليه أوزار من تبعه في هذه السنة السيئة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من نفس تُقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفلٌ من دمها؛ لأنه أول من سن القتل)) ()
11 - الدكتور يقول: مفاهيمنا ستسود العالم!
يقول الدكتور: "هذه المفاهيم سوف تعم العالم في النهاية؛ لأنها صوت الحفاظ على الجنس البشري" (المرجع السابق،ص 91)
قلت: يقول الله تعالى (تلك أمانيّهم)! ويقول (ليس بأمانيكم)!
ويقول الشاعر:
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداً
الانحراف الثاني: تحريفه للآيات والأحاديث والمعاني الشرعية:
وهذا من الانحرافات التي استقاها واستفادها جلبي من شيخه جودت سعيد، حيث أن هذا الأخير قد تميز وتفرد في تحريف معاني النصوص الشرعية بما يوافق هواه، غير عابئ بمعانيها الحقيقية التي أجمع عليها المسلمون، وليس المقام مقام تبيين ذلك من كلام جودت لأن له موعداً لن نخلفه إن شاء الله.
أما تلميذه النجيب فسأذكر لك شيئاً من تحريفه للتفاسير والمعاني الشرعية بما يبين لك مقدار تعظيم هذا الرجل للنصوص، حيث يقوم بمهارة بتحريفها ولي أعناقها زاعماً أنها تشهد للمعنى الفاسد الذي تقرر في ذهنه مسبقاً، وإليك نماذج من ذلك:
أولاً: تحريفه لآيات الكتاب العزيز:
1 - مضى تفسيره (الفتنة) في قوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) بأنها الإكراه، وإنما هي الشرك ()
2 - ومن ذلك: قوله: (يجب أن نعترف أن الحوار الفعَّال النشط يحتاج دون شك إلى أرضية فكرية خصبة، وطاقة نفسية، وتحرر فكري، وانكسار قيد التقليد، ولكنه مع هذا يبقى مفتاح دخول وتجاوز العقبة (فلا اقتحم العقبة))! (سيكولوجية العنف، ص 98)
قلت: (العقبة) فسرها الله بقوله بعدها (وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يومٍ ذي مسغبة، يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة)
3 - ومن ذلك: قوله: (بقدر نمو الوعي والتراكم المعرفي، والسمو الأخلاقي، تتراجع وتضمر مؤسسة العنف، حتى يتخلص الجنس البشري من العنف كلية (حتى تضع الحرب أوزارها)! (سيكولوجية العنف، ص 120).
قلت: آية (حتى تضع الحرب أوزارها) ليس معناها كما يزعم هذا الضال نهاية الحرب (أو الجهاد) من العالم!! بل معناها يشهد له ما قبلها، قال تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّاً بعدُ وإما فداءً حتى تضع الحرب أوزارها) قال ابن كثير –رحمه الله-: ((حتى إذا أثخنتموهم) أي أهلكتموهم قتلاً (فشدوا الوثاق) الأسارى الذين تأسرونهم، ثم أنتم بعد انقضاء الحرب وانفصال المعركة مخيرون في أمرهم إن شئتم مننتم عليهم فأطلقتم أساراهم مجاناً، وإن شئتم فاديتموهم بمال تأخذونه منهم وتشارطونهم عليه) () وقال ابن عباس (حتى تضع الحرب أوزارها): حتى لا يبقى أحد من المشركين () وقال قتادة: حتى لا يكون شرك ().
قلت: بل جاء في تفسير هذه الآية ما يُكذِّب هذا الفهم الفاسد الذي فهمه الدكتور، فقد قال النواس بن سمعان –رضي الله عنه- فُتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحٌ فأتيته فقلت: يا رسول الله، سُيِّبت الخيل ووضعوا السلاح، فقد وضعت الحرب أوزارها وقالوا: لا قتال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذبوا الآن جاء القتال، الآن جاء القتال، إن الله جل وعلا يزيغ قلوب أقوام يقاتلونهم ويرزقهم الله منهم؛ حتى يأتي أمر الله على ذلك، وعقر دار المؤمنين الشام)) ()
فحق لنا بعد هذا أن نُكذِّب الدكتور على فهمه السقيم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/444)
4 - ومن ذلك: قوله تحت عنوان (المغزى العميق لتأسيس المفهوم السلمي في المجتمع): (إن القرآن استخدم كلمات جميلة حينما اعتبر أن الذي يلقي بالسلام يجب عدم اعتباره كافراً (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً)) (سيكولوجية العنف، ص 133).
قلت: وما دخل هذا بما تدندن حوله؟! فالآية تطالب المؤمنين بأن يحكموا على الأشخاص بظواهرهم، فمن سلَّم علينا لا يجوز لنا أن نرميه بالكفر قبل أن نتبين ذلك منه. وليس فيها أي دليل أو إشارة إلى ما تردده من مفهوم السلم الذي يلغي الجهاد الشرعي.
5 - ومن ذلك: قوله: (ربما لا يوجد كتاب كالقرآن استخدم مصطلح (ظلم النفس)؛ لأن وضع اليد على هذه البؤرة الحساسة يقود إلى حل مشكلة الإنسان والتخلص من علاقات القوة، والعودة إلى العلاقات الإنسانية، عندما يعتاد الإنسان أن يلغي آلية لوم الآخرين (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)) (سيكولوجية العنف، ص 181 - 182).
قلت: تفسير الآية هو أن الإنسان شهيد على نفسه بما عمل، وسيشهد عليه سمعه وبصره ويديه ورجليه وجوارحه يوم القيامة، (ولو ألقى معاذيره) أي ولو جادل واعتذر بباطل فلن يُقبل منه ().
فليس في الآية ما يحاول أن يوهمنا الدكتور إياه؛ من عدم لوم الآخرين مهما خالفوا الحق وجانبوا الصراط المستقيم!
6 - ومن ذلك: قوله بعد أن تحدث عن أهمية (التعددية الفكرية) في المجتمع! قال بأن ذلك (بداية تأسيس مناخ يسمح للمجتمع بالتعبير والوجود والنمو المتبادل (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً))!! (سيكولوجية العنف، ص244 - 245)، وهذه من أغرب تحريفات الدكتور للآيات! فكل مسلم يعلم بأن الآية خطاب من الله لموسى عليه السلام بأنه سيشد عضده بأخيه هارون، ويمده بالسلطان والحجة لمواجهة فرعون وقومه، والدكتور حرَّفها إلى أن الأفكار المتعددة في المجتمع المسلم (مهما كانت!!) يشد بعضها بعضاً!
ألا بعداً لهذا التحريف!
قال سبحانه محذراً الدكتور ومن شاكله ممن يحرفون آيات الله ويفسرونها بأهوائهم (إن الذين يلحدون في آيات الله لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة، اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير). قال ابن عباس: الإلحاد وضع الكلام على غير مواضعه ().
قلت: ومن صنع هذا الصنيع بكلام الله –تعالى- فقد شابه اليهود الذين (كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) فليحذر الدكتور أن يصيبه ما أصابهم.
ثانياً: تحريف الدكتور للسنة
1 - من ذلك: قوله عن حديث: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) (): (يظن بعض الناس أن هذا الحديث يخص المسلمين باعتبار أنه قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. في محاولة لفهم عنصري مغلق … الخ) (سيكولوجية العنف، ص 172).
قلت: فالدكتور يرى بأن هذا الحديث عام لكل الناس! فلوا التقى مسلم بكافر بسيفيهما، فالاثنان في النار وإن كان الكافر حربياً!! وهذا ما لم يقل به أحد من المسلمين ()، وهو من الشذوذات الكثيرة لهذا الرجل.
ثالثاً: تحريفه للمعاني الشرعية
1 - من ذلك: قوله (حق الفيتو: الشرك الأكبر، هو الذي يعيق ولادة عالم سليم…)! (سيكولوجية العنف، ص159).
فالشرك الأكبر عند الدكتور هو حق الفيتو! وهذه من آثار (العصرنة) التي قلبت مفاهيم الرجل! ولكنه عند أهل السنة: ((أن يجعل الإنسان لله نداً في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته)) ().
2 - ومن ذلك: قوله: (الحج إذن احتشاد تظاهرة الإنسان لإيقاف تقديم القرابين البشرية، وتدشين السلام العالمي)!! (سيكولوجية العنف، ص210) (وانظر ص227).
قلت: انظر -وفقك الله- كيف تضخمت فكرة (السِّلم) في ذهن الدكتور حتى لم يعد يرى سواها أينما اتجهت به قدماه! وتأمل كيف (جيَّر) الركن الخامس من أركان الإسلام في سبيل دعم هذه الفكرة الباطلة، زاعماً أن الحج إنما فُرض لإيقاف (الحرب)! متغافلاً عن أن من فرض الحج لعبادته قد فرض الجهاد أيضاً! فنعوذ بالله من التلبيس.
الانحراف الثالث: دعوته إلى ما يسمى (الحرية الفكرية)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/445)
يقول جلبي معلقاً على قوله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة): (إن الإسلام – بكلمة ثانية – سوف يجاهد من أجل أن يسمح للطرف الآخر الذي لا يؤمن به بالبقاء، بل بالمحافظة عليه، بل بحمايته من أجل أن يعبر عن رأيه حتى ولو كان معارضاً للإسلام) (سيكولوجية العنف، ص56)، ويقول هازئاً من حد الردة في الإسلام!: (لنتصور سيارة تملك إمكانية المشي للأمام فقط، بدون إمكانية الرجوع للخلف، إن هذا يمنع إمكانية المناورة، بل سيجعل حركة السيارة قريبة من المستحيل … الخ) (المرجع السابق، ص 127).
ويقول أيضاً: "المجتمع الإسلامي المكان الوحيد المسموح به بممارسة كل الأفكار، والتقاء كل الثقافات بالتعايش والتعبير" (المرجع السابق، ص234)
ويقول أيضاً: "إن صلاح الكون وجماله بالتنوع والتعددية" (المرجع السابق، ص239).
ويقول أيضاً: "إن المحافظة على الآخر هي محافظة على الذات" (المرجع السابق، ص244).
قلت: هذه بعض عبارات الدكتور في تقرير الحرية الفكرية في المجتمع المسلم، وأن الإسلام يقبل الاختلافات بل يحميها!، وهذا يعني أن الإسلام –والعياذ بالله- يقبل أن يُعلن الكافر كفره، والمبتدع بدعته دونما حساب أو عقاب!! وهذا لا يقول به مسلم يفقه دينه.
ومشكلة جلبي ومن يرى رأيه ممن يسمون بالمفكرين المسلمين أنهم لا يفرقون بين إرادة ومشيئة الله الكونية وبين إرادته ومشيئته الشرعية. فهم عندما يرون الكفر والبدع والانحرافات واقعة في المجتمع المسلم في زمان ما يظنون -بجهلهم- أن الله يرضى بهذا وأن الإسلام يُقره، جاهلين أن الأمر قد يقدره الله (كوناً)؛ لأنه لا شيء يخرج عن قدرته سبحانه، ولكنه تعالى لا يرضاه شرعاً؛ كما قال تعالى (ولا يرضى لعباده الكفر) فالله لا يرضى الكفر (شرعاً)، رغم وقوعه في الأرض بقدرته (الكونية).
فوقوع الكفر والانحراف في الأرض ليس مسوغاً للمسلم أن يرضى به أو يقره أو يفرح به! بل مطلوب منه أن يكافحه بما استطاع.
فهولاء المفكرون عندما يقرؤون التاريخ الإسلامي ويرون أن الفرق المبتدعة؛ كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة، بل والفلاسفة، وغيرهم منتشرة في فترة من الفترات، يتخذون من هذا الأمر مدحة للإسلام وأنه يقر الاختلافات الفكرية –زعموا-!! متغافلين عما سبق ذكره.
ومما يشهد لهذا أنه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القدوة للمسلمين، لم يكن صلى الله عليه وسلم يرضى بهذا الذي رضي به المفكرون، بل حذر صلى الله عليه وسلم من الاختلافات ومن البدع، وأمر بقتال مشركي العرب، وبقتل المرتد –كما سيأتي- وبقتال الخوارج … الخ. فأي حرية فكرية يزعمها الدكتور؟!
ولا يظنن ظان أن هذا مما يُذم به الإسلام –والعياذ بالله-، بل هذا مما يُمدح به؛ لأنه يقود معتنقيه إلى رضا الله –سبحانه-، ويباعدهم عن الكفر ويحذرهم منه، نفعاً لهم، وقبل هذا كله: ينبغي أن يعلم المسلم أن لله الأمر كله، يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريد.
أما اليهود والنصارى من أهل الكتاب فإنهم إنما يُقَرون على كفرهم إذا رضوا بدفع الجزية، والتزام عدم دعوة المسلمين لكفرهم، ولهم الحماية بموجب عقد (الذمة) بالشروط التي بينها العلماء، فأي تعبير للرأي المخالف يدعيه الدكتور؟!
الانحراف الرابع: أن الدكتور كثيراً ما يردد: بأن الحق المطلق لا يمتلكه أحد!!
فمن ذلك قوله:" إن الحقيقة النهائية والمطلقة والشمولية لن يملكها أحد" (سيكولوجية العنف، ص243). ويقول:" ليس كل رأي يصدق في قول الحقيقة أو يرويها أو يزعم قنص الحقيقة الحقيقية النهائية المطلقة، أو يحتكر الوصاية على الحقيقة" (المرجع السابق، ص240) (وانظر: ص101،109)
قلت: هذه الفكرة من الأفكار (الكفرية) –والعياذ بالله- التي تورط بها الدكتور؛ لأنها تساوي بين الحق والباطل، والإسلام والكفر، بدعوى أننا لا ندري في أيٍ تكون (الحقيقة)!!.
فإن كان الدكتور يشك في (إسلامه) –والعياذ بالله- ويظن أنه قد لا يكون فيه الحق! فنحن –ولله الحمد- لا نشك في أن الإسلام هو دين الله الحق الذي يجب على كل إنسي وجني أن يدين الله به، ومن لم يعتنقه فهو كافر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/446)
وأما دعوى (نسبية الحقيقة) فهذه دعوة قد تلقفها الدكتور من الغربيين، انظر لردها مقالاً مفيداً للأستاذ غازي التوبة في مجلة المجتمع (عدد 1337) بعنوان (بين نسبية الحقيقة والنص القطعي الثبوت والدلالة) () جاء فيه قوله:
(والآن أعود إلى نسبية الحقيقة التي تتصادم مع النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة الذي يؤدي إلى ثبات الحقيقة، وأتجاوز الظروف التاريخية التي جعلت نسبية الحقيقة جزءاً أساسياً من ثقافة الغرب، التي تختلف عن ظروفنا التاريخية وأتساءل: هل حقاً ليس هناك ثبات في الحقيقة؟ ومن أين جاء النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة في ثقافتنا الإسلامية؟ وما سنده الواقعي في صيرورة الكون؟
إن الإجابة عن الأسئلة السابقة تقتضي أن نقرر أن هناك ثباتاً في الحقيقة، وإلا لما سميت حقيقة، وبشكل أدق جاء الثبات في الحقيقة من ثبات بعض النواميس التي تحكم الكون، ومن الفطرة التي قال الله عنها: (فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) ().
ومن مظاهر الفطرة الثابتة على مدار التاريخ: التعبد، وحب التملك، والتجاذب بين الذكر والأنثى، وإعلاء قيم الصدق والأمانة، وإسفال قيم الكذب والخيانة .. الخ لذلك جاء النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة في الشريعة ليعبر عن تلك الحقائق الثابتة المنغرسة في الفطرة، فكانت أحكام العقيدة وأحكام العبادات ثابتة، لأنها تتعلق بفطرة التعبد، وكانت أحكام فرضية الزكاة وتحريم الربا، وتشريع حد السرقة ثابتة، لأنها تتعلق بفطرة حب التملك، وكانت أحكام الخطبة والزواج والطلاق ثابتة لأنها تتعلق بفطرة التجاذب بين الذكر والأنثى، وكانت أحكام مدح الصادقين وإجزال مثوبتهم ثابتة لأنها تتعلق ببعض الأخلاق الفطرية.
وفي النهاية نقول: طالما أن هناك فطرة ثابتة لا تتغير فهناك حقائق ثابتة لا تتغير، وهذا ما قادت الظروف التاريخية أوروبا لإنكاره، وليس بالضرورة أن يكون الصواب مع أوروبا).
قلت: ومما يشهد لهذا ما حكاه الله عن المشركين الذي كانوا يغيرون الحقائق ويدعون نسبيتها! ويحللون الشهر المحرم عاماً ويحرمونه عاماً آخر، فأنكر الله عليهم ذلك التلاعب بالحقائق، وقال (إنما النسيء زيادة في الكفر يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله زُين لهم سوء أعمالهم).
والدكتور جلبي قد زُين له سوء عمله، فأصبح يتلاعب بالحقائق، ويشك فيها، فحق لنا بعدها أن نتلو عليه الآيات الربانية التي فيها ذم (الشكاكين)؛ كقوله تعالى عن الكفار (وإنهم لفي شك منه مريب) وقوله (بل هم في شك منها بل هم منها عمون)؛ لعله يتنبه إلى خطورة هذه الفكرة التي تورط بها؛ لأجل الدفاع عن أهل الباطل والكفر والضلال.
ونعوذ بالله أن نكون في (شك) من ديننا، أو أن نساوي بين الإسلام والكفر، وبين الحق والباطل.
الانحراف الخامس: قوله الشنيع بأن النصوص لا تحل المشاكل!!
يقول جلبي عن معركة صفين: "إن التحاكم القديم إلى النصوص لم يحل المشكلة، إن لم يكن قد زادها تعقيداً؟ "!! (سيكولوجية العنف، ص42)
قلت: نعوذ بالله من (الكفر) و (الضلال)! فما أشنعها من كلمة يا دكتور، كيف تكون نصوص الكتاب والسنة لا تحل المشاكل والله قد أمرنا عند الاختلاف بالرجوع إليها؟! قال سبحانه: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلكم خير وأحسن تأويلاً) "وهذا أمر من الله عز وجل بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتابُ والسنة" ().
وقوله تعالى (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) يدل على "أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر" ().
قلت: وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بأنهم هم الذين لا يريدون حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم ويفرون منهما، ويلجئون إلى حكم (الطاغوت)، أياً كان هذا الطاغوت: رئيس قبيلة، أو حاكم دولة، أو قانوناً، أو سنناً وتاريخاً –كما يردد جلبي! - أو غيرها من الطواغيت المختلفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/447)
قال تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً) ().
فنعوذ بالله أن نكون من أهل (النفاق).
الانحراف السادس: دعوته إلى الديمقراطية (الكفرية):
(انظر كتابه السابق، ص12،56).
قلت: والديمقراطية فكرة جاهلية كافرة، تجعل التشريع بيد البشر، وتقر الكفر وترضى به، وتفرق الأمة… الخ مفاسدها وكفرياتها التي بينها العلماء والكتاب ().
الانحراف السابع: ادعاءاته المتكررة تبعاً لشيخه بأن الله قد أمرنا أن نأخذ أحكامنا من النظر في أحوال الماضين والنظر في الكون:
وقوله الشنيع ((بانتهاء النبوة))!! (انظر: ص49 من كتابه السابق).
قلت: هذه الفكرة (المادية) قد استقاها جلبي من شيخه جودت سعيد، الذي ما فتئ يرددها في كتبه، محاولاً صرف الأمة عن (الوحي) إلى (السنن) كما يزعم! وقد ناقشها –بما لا مزيد عليه- الأستاذ عادل التل في كتابه (النزعة المادية في العالم الإسلامي) فليراجع. وهي فكرة (كفرية) تُحَقر الكتاب والسنة وأنه لا حل فيهما للبشرية الآن، إنما انتهى دورهما!! وبقي دور (السنن) المستمرة!.
فهي فكرة يكفي ذكرها ليتبين بطلانها لكل مسلم، يعظم الكتاب والسنة، ويتبرأ من (الكفر) وأهله.
الانحراف الثامن: غلوه في مدح الغرب
وزعمه بأن حضارته "ليست حضارة مادية كما يزعم البعض"! بل يراها جلبي حضارة روحية أيضاً!! وفي مقابل هذا يقول عنا بأننا "لا نملك نحن حضارة روحية"!! (المرجع السابق، ص 241 - 242).
قلت: حبك الشيء يعمي ويصمّ!
وقارن ما قاله هذا المغرم بالغرب بما قاله الشيخ محمد قطب –وفقه الله-: " المسلم إذا عرف دينه وعرف تاريخه سينظر إلى الحضارة الغربية نظرة الأجيال الأولى من المسلمين للحضارات الجاهلية التي كانت تحيط بهم، فيها أشياء نافعة يستفيد منها من أجل ترسيخ قدمه في الأرض، وفيها مفاسد ومهاوٍ وموبقات، فيأخذ النافع الذي يستفيد به، ويطوعه لعقائده ولقيمه ولمبادئه ولمفاهيمه، وينظر باستعلاء المؤمن إلى المفاسد والمهاوي والموبقات، فيبتعد عنها ويحاذر أن يقع فيها … فيكتب له الفلاح في الدنيا والآخرة" ()
قلت: فقارن بين نظرة الكاتب المسلم المعتز بدينه، ونظرة المعجب بالغرب، الظان بدينه وحضارته ظن السوء.
ومفاسد الغرب وتهاويه في الأمور الأخلاقية وأمور القيم لا يحتاج لكثير عناء لإثباته، فهو واضح وضوح الشمس، لكن العيون الرمد تعمى عنه!.
" وعين الرضا عن كل عيب كليلة "
الانحراف التاسع: عدم تأدبه مع نوح – عليه السلام –
وذلك بقوله عنه: " نوح عليه السلام فشل في مهمة تغيير المجتمع "!! (في النقد الذاتي، ص 71)
قلت: هذه كلمة شنيعة في حق نبي الله نوح –عليه السلام-، الذي لم يفشل –كما يزعم الدكتور-، بل عمل ما كلفه الله به؛ وهو تبليغ رسالته إلى قومه، كما قال سبحانه (وما على الرسل إلا البلاغ المبين)، فهذه هي مهمة الرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- وقد أدوها بنجاح لا فشل فيه، وأما هداية الخلق أو غيرها، فليست من مهماتهم، كما قال سبحانه (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء).
وأذكر أن بعض العلماء قد كفروا الدكتور الكويتي أحمد البغدادي عندما استخدم هذه العبارة في حق المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فهل يتعظ الدكتور، ويتورع عن إطلاق هذه العبارة الشنيعة؟!
الانحراف العاشر: دفاع الدكتور عن الزنادقة والملحدين في تاريخنا!
ومن ذلك: أنه كتب مقالاً في جريدة الشرق الأوسط (عدد 7532) بعنوان (أحرقوا أحياء لآرائهم)، يشنع فيه على خالد القسري لذبحه الزنديق الجعد بن درهم شيخ الجهمية، ويدافع فيه عن السهروردي الملحد وعن الحلاج!! الذي قال فيه الذهبي –رحمه الله-:"مقالته نبرأ إلى الله منها؛ فإنها محض الكفر، نسأل الله العفو والعافية، فإنه يعتقد حلول البارئ –عز وجل- في بعض الأشراف، تعالى الله عن ذلك" ()
قلت: وهذا الانحراف من الدكتور سببه اقتناعه بفكرة حرية الفكر والتعبير عن الرأي، مهما كان هذا الرأي، كفرياً أو مبتدعاً!! كل هذا لا يهم عند الدكتور –كما سبق-، ولهذا فهو يدافع عن كل زنديق أو ملحد أظهر زندقته وإلحاده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/448)
وسيأتيك أنه يعارض حد الردة!! نعوذ بالله من الضلال
الانحراف الحادي عشر: إنكار الدكتور لحد الردة!!
يقول:" الخطأ يحق له أن يعيش، ولا يُقتل الإنسان من أجل آرائه مهما كانت "!! (سيكولوجية العنف، ص148).
ويقول معترضاً على حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم بقتل المرتد: ((في المجتمع الإسلامي مجتمع اللاإكراه لا يُقتل إلانسان من أجل آرائه أيا كانت الأفكار، سواءً تركاً أو اعتناقاً … إلى أن قال: وهذا يفند الاتجاه العام للمفهوم السائد بقتل المرتد؛ لأن المرتد هو الذي يعتنق مبدأ ثم يتركه، فكيف تسمح الحرية الفكرية لاعتناق مبدأ ثم تحبسه فيه؟! إنه لا حرية فكرية مع هذا الحجر، فهذه المقولة –أي قتل المرتد- تدشن العصبية الفكرية باتجاه واحد…الخ ما قال "! (المرجع السابق، ص126 - 127).
قلت: قتل المرتد ليس من المفاهيم السائدة يا دكتور، بل هو حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكنك تتبع هواك، فما وافقه أخذت به ولو لم يكن من دين الإسلام، وما عارضه رفضته ولو جاءت به النصوص القطعية والعياذ بالله.
والاعتراض على حكم المرتد شنشنة قديمة نعرفها من العصرانيين الذين يخجلون من أحكام دينهم، ولقد أعجبني ردٌ للشيخ أحمد شاكر –رحمه الله- على واحدٍ من هؤلاء () قد اعترض على هذا الحكم زمن الشيخ، فقال الشيخ: (تحدث المؤلف عن عقوبة الاعتداء على الدين بالردة" حديثاً غريباً، لا ندري ما وجهه! فكان مما قال: "أما العقاب الدنيوي لهذه الجناية، وهو القتل، فيثبته الفقهاء بحديث يروى عن ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه. وقد تناول العلماء هذا الحديث بالبحث من جهات: هل المراد من بدل دينه من المسلمين فقط، أو هو يشمل من تنصر بعد أن كان يهودياً مثلاً؟ " إلى أن قال .. "وقد يتغير وجه النظر في هذه المسألة، إذا لوحظ أن كثيراً من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحاً للدم، وإنما المبيح للدم هو محاربة المسلمين" إلى آخر ما قال!
أما أولاً: فإن حديث ((من بدل دينه فاقتلوه)) حديث صحيح لا شك في صحته، والراجح عند العلماء أنه فيمن ارتد عن الإسلام فقط. فاختلاف العلماء في فهمه وذهاب بعضهم إلى أنه عام يشمل غير المرتد، ممن خرج من دين غير الإسلام إلى دين آخر غير الإسلام، لا يكون علة للحديث حتى يبطل كل معناه، كما يريد المؤلف أن يذهب. فإن هذا مذهب عجيب في إبطال السنة ونقض دلالتها على الأحكام، فما من حديث إلا اختلف الناس في تأويله وفهمه، فمصيب ومخطئ.
وأما ثانياً: فما أعرف "أن كثيراً من العلماء يرى أن الحدود لا تثبت بأحاديث الآحاد" وما أرى لهذا دليلاً ولا شبه دليل. وإنما يتلاعب بعض المتقدمين ممن يرون نفي السنة كلها، منهم من يصرح، ومنهم من يتحايل بمثل هذه الألفاظ الموهمة. وقد تكفل العلماء بالرد على نفاة الأحاديث، وعلى متأوليها المتلاعبين بها، وعلى من زعم تحكيم اصطلاحات المتكلمين في الشريعة وأدلتها، فيفرقون بين "القطعي" و"الظني" ويزعمون أن الأحاديث كلها من "الظني" وأن "الظن" الذي هو الشك أو نحوه لا يصلح دليلاً. وأنا أعتقد أن الأستاذ المؤلف العلامة يعرف من هذا الشيء الكثير ويعرف أن دلالة الأحاديث الصحيحة دلالة قطعية في مجموعها، وأن اختلاف العلماء على اختلاف الروايات في بعض الشيء منها، لا ينفي حجتها القطعية فيما دل عليه مجموعها، ولا يبطل الاحتجاج بتفاصيلها المختلف فيها في الرواية بعد الاجتهاد في الترجيح. وقد قلت في نحو هذا المعنى في شرحي على "اختصار علوم الحديث" تأليف الحافظ ابن كثير (ص25) "والحق الذي ترجحه الأدلة الصحيحة ما ذهب إليه ابن حزم ومن قال بقوله من أن الحديث الصحيح يفيد العلم القطعي، سواء أكان في أحد الصحيحين أم في غيرهما. وهذا العلم اليقيني علم نظري برهاني، لا يحصل إلا للعالم المتبحر في الحديث، العارف بأحوال الرواة والعلل".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/449)
وأما ثالثاً: فإن الأمر بقتل المرتد عن الإسلام لم يثبت بما يسميه المؤلف العلامة "حديث الآحاد"، وإنما هو شيء ثابت بالسنة المتواترة، معلوم من الدين بالضرورة، لم يختلف فيه العلماء، أعني لم يختلفوا في أن "المرتد يقتل"، أعني أنهم لم يختلفوا فيما يسميه الناس في اصطلاحهم اليوم "المبدأ" وإن اختلفوا في بعض التفصيل، تبعاً لاختلاف النظر في التطبيق، تطبيق "المبدأ" على الفروع، وتطبيقه على الحوادث.
نعم، إن الدستور المصري نص على"حرية الأديان" ففهم الناس أن قصد واضعيه إباحة الردة عن الإسلام لمن شاء وحماية المرتدين، ثم صار هذا كالعقيدة البديهية عندهم، حتى صاروا يرون غيرها منكراً، يعرفون المنكر، وينكرون المعروف، فأظن أن الأستاذ المؤلف، وهو يلقي هذا الكتاب دروساً على خريجي كلية الحقوق (طلبة الليسانس) أراد أن يتألفهم ويقرب إليهم أحكام الشريعة حتى لا ينفروا منها، فغلبه ما أراد من ذلك، ليجمع بين ما ورد من الأحاديث في قتل المرتد، وبين ما قرره الدستور طبقاً لمبادئ "التشريع الحديث"!! التي تأكد ضربها على بلادنا بما جاء في معاهدة "منترو".
وإن الأستاذ المؤلف العلامة لأجلّ في نفسي وأعلم، من أن أظن به أنه لم ير الأحاديث الصحيحة التي وردت في ذلك، ولم يقرأها في مصادرها من دواوين الحديث، فيما تلقى من شيوخه وأساتذته كما تلقينا، وفيما قرأ لطلابه ومريديه كما يقرأ شيوخ العلم وأساطينه. ولكنه حين أراد أن يكتب هذا البحث، وجهه حرصه على تألف طلابه ورغبته في إقناعهم بفضل التشريع الإسلامي وجهة أخرى، أنسته شيئاً كثيراً، وهو العالم الباحث الواسع الاطلاع.
ولقد جاء هو في كتابه (ص128) في نصوص النهي عن القتل بحديث من الأحاديث الواردة في قتل المرتد، قال: ((ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)) وهذا حديث عبدالله بن مسعود في البخاري وغيره.
وقد جاء في معناه أيضاً حديث عثمان بن عفان، حين ثار به الثائرون وحصروه وأرادوا أن يقتلوه، فقال: " وبم يقتلونني؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً فيقتل بها. فوالله ما أحببت أن لي بديني بدلاً منذ هداني الله، ولا زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا قتلت نفساً، فبم يقتلونني؟ ". وأظن أن هذا صريح وواضح في أن عثمان ومن سمعه من الصحابة، وهم عرب يفهمون كلام العرب على وجهه، وهم الذي حضروا التشريع وفهموا مقاصد رسول الله وأسرار الشريعة: فهموا أن الردة عن الإسلام وحدها موجبة لقتل المرتد، فما يظن واحد منهم أن عثمان كان خارجاً على الدولة محارباً للمسلمين! وهو رئيس الدولة، والذين حرصوا على قتله هم الخارجون المحاربون.
ومن ذلك أيضاً: حديث أبي موسى الأشعري إذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم والياً على اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل "فلما قدم عليه قال: انزل، وألقى إليه وسادة، وإذا رجل عنده موثق، قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يهودياً فأسلم، ثم راجع دينه فتهوَّد، قال: لا أجلس حتى يُقْتل، قضاء الله ورسوله، فقال: اجلس، نعم، قال: لا أجلس حتى يُقْتل، قضاء الله ورسوله، ثلاث مرات، فأمر به فقتل". وهذا حكم بَيّن كان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم) ().
الانحراف الثاني عشر: مبالغته في ذم الدولة الأموية:
كقوله: "كارثتان دخلتا المجتمع الإسلامي ولم يعاف منهما حتى الآن: الكارثة الأولى في تسلل بني أمية إلى السلطة …" (في النقد الذاتي، ص304) وقد أداه هذا الغلو في ذمهم إلى لمز معاوية –رضي الله عنه- (كما في كتابه سيكولوجية العنف، ص157).
وبنو أمية برغم ما قد يقعون فيه من الأخطاء إلا أن دولتهم كانت من أفضل الدول الإسلامية، وانتشر الإسلام فيها انتشاراً لا يجحده إلا مكابر، فكان الأولى بالدكتور أن يحفظ لهم حسناتهم كما أحصى عليهم أخطاءهم.
وأما معاوية –رضي الله عنه- فيكفيه شرفاً صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولن يضيره حقد أو عداء الرافضة ومن تابعهم من الجهلة.
الانحراف الثالث عشر: إعجابه الشديد –كشيخه- بغاندي الهندوسي!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/450)
بل والإدعاء بأنه أحد "أعلام الإصلاح الاجتماعي "! (ظاهرة المحنة، ص97 - 98).
قلت: العجوز (غاندي) كان من أعلام الإصلاح الهندوسي!! وكان حاقداً على المسلمين، وإن ستر هذا الحقد بتقيته المعروفة. يقول الأستاذ محمد المجذوب في كتابه (مشاهداتي في الهند) (ص59):
"وقد بلغني من مصادر موثوقة أن ثمة حواراً جاداً قد ينتهي قريباً إلى تحول مليون من الطبقة المنبوذة إلى الإسلام. وقبل ثلث قرن ظهرت بادرة تاريخية من هؤلاء المنبوذين أوشكت أن تصير بهم إلى المجموعة الإسلامية في تحول جماعي، إلا أن المسلمين لم يحسنوا متابعة الحدث إلى نهايته فأفلتت الفرصة من أيديهم، وكان لغاندي أثره الكبير في تجميد تلك الحركة أيامئذ إذ فتح للمنبوذين أبواب المعابد التي كانت مغلقة في وجوههم، وتعهد لهم برد الكثير من الاعتبار الإنساني إليهم بعد الاستقلال إذا هم حافظوا على انتمائهم للنحلة الهندوسية، وإنما فعل ذلك خشية أن تزداد بهم قوة المسلمين".
قلت: هذا نموذج واحد لحقده على المسلمين، ومن تتبع أقواله وأفعاله وجد الكثير.
خاتمة:
وبهذا الانحراف ينتهي ما أردت جمعه من انحرافات هذا الدكتور النازل بأرضنا؛ لعله أن يكون فيها ما يوقظ القلوب الغافلة التي قد تنخدع بكتب الرجل ومقالاته، وتغفل عن انحرافاته التي لابس (الكفر) شئ غير يسير منها، ولعل من دقق في تلكم المقالات والكتب وجد انحرافات أخرى غيرها.
وإنني لا أستبعد أن يكون الدكتور قد تورط في فكرة (الدعوة إلى وحدة الأديان)!!؛ لأن شيخه قد قال بها –كما سيأتي في رسالة (انحرافات جودت سعيد) -، ولأنه في كثير من أفكاره وانحرافاته يحوم حولها. فهو مثلاً –كما عرفنا- لا يفرق بين المسلم والمرتد والكافر، فالجميع له الحق في إبداء رأيه، والجميع يؤمن بحرية الفكر، ورأينا دندنته حول نسبية الحقيقة.
فمن يقرأ كتابات الرجل لأول مرة لا يدري أهو مسلم أم غير مسلم! لأن أفكاره توافق الجميع!! ومصدره –كما علمنا- ليس هو مصدر المسلمين (الوحي)، بل مصدراً مشتركاً بين البشر؛ هو التاريخ والسنن!.
فلعل الدكتور إلى الآن لم يجد الفرصة المناسبة للتعبير عن هذه الفكرة الباطلة (وحدة الأديان)!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ().
قال تعالى (قل انتظروا إنا منتظرون)
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
المؤلف
سليمان بن صالح الخراشي
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[28 - 05 - 04, 03:20 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 10 - 04, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 08:41 ص]ـ
- أحسنتم .. جزاكم الله خيراً ..
ومن كلامه - هذا الجلبي - أيضاً:
ويزحف اليوم ما يسمى الحجاب وهو لا يزيد عن غطاء الرأس في كل مكان من ميونيخ إلى تورنتو، والحجاب (خصوصية) لزوجات النبي في الانفصال الكامل; «فإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب»، ولكن المسلمات يرتدين الجينز مع غطاء الرأس ويسمونه حجابا، فيخطئن مرتين في التسمية والتطبيق، وفلسفة اللباس كما في القرآن هي للمناخ والجمال والثقافة «يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى خير».
ولكن المسلمين في الغرب حولوا الدين إلى قطعة قماش وكأنهم يقولون «بني الإسلام على ستة» أولها الشهادة وآخرها غطاء الرأس، فيبدلوا الكلم عن مواضعه، ويصنعوا حديثا جديدا بدون سند، ويحولوا اللباس إلى عقيدة، وتنقلب معركة العدالة التي جاء بها محمد بن عبد الله إلى معركة حول جسد الأنثى.
ومن أسرف في الغطاء كان صنو من أسرف في التبرج. والكل ينطلق من مشاعر جنسية في اللاشعور لامتلاك الأنثى.
وهناك كما يذكر مالك بن نبي نموذج من التفاعل الخلاق مع الغرب، فيفعل كما يفعل البستاني من وضع (الطعم) على الشجرة الأصلية، فيمتص الطعم نسغ الحياة من الأصل، ولكنه يثمر ثمراته الخاصة، فيبدع ويتجدد ثمرات مختلفاً ألوانها.
وأنا اعتبر نفسي سوري المولد، عربي اللسان، مسلم القلب، ألماني التخصص كندي الجنسية، عالمي الثقافة إنساني النزعة، أتكلم بلغتين من التراث والمعاصرة، وأدعو إلى الطيران إلى المستقبل بجناحين من العلم والسلم. وهكذا فكل خلية مني تغذت من أقليم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/451)
http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9565&search= خالص%20جلبي& page=leader&article=280971&state=true#280971
- وأما ما يتعلَّق بما أورده الشيخ في بعض النقاط، فيؤيدها أيضاً قول الجلبي:
وأعترف أن هذا الموضوع حيرني منذ أكثر من ثلاثين سنة حتى شرح الله صدري للسلام، فأكتشف أن كلا من العنف واللاعنف يشكلان جغرافية مختلفة في كوكب ذي إحداثيات من نوع جديد.
في عام 1964م طرح (جودت سعيد) كتاباً في الأسواق بعنوان (مذهب ابن آدم الأول)، وتقوم فلسفة الكتاب على (التخلص من القوة ومن طرف واحد) كما فعل ابن آدم الأول، مما أثار استهجان الجهاديين والعنفيين من كل الفرقاء، شيوعيين وإسلاميين.
كتب هذا برؤية تنبؤية مدهشة قبل أن ينفجر العنف في العالم على الشكل الذي نراه، ويدخل الخوف على الناس جميعاً، وتضيق الأرض بما رحبت، ويفتش الناس في المطارات مثل اللصوص.
ومن الغريب في الكتاب الذي طرحه (جودت سعيد) منذ ذلك الوقت المبكر، أنه أتى بآيات من القرآن وأحاديث نبوية تصب في هذا الاتجاه، ولكن الثقافة تصاب بالعمى، ويمكن أن تعطل أعظم النصوص ولو كانت آيات من القرآن الكريم، ليس بالإلغاء (الخطي) ولكن بـ (التعطيل الوظيفي)، فيخسر الواقع حقيقة، ويحافظ النص على حروف ميتة. وهذه الظاهرة معروفة في علم النفس تحت فكرة (الوعي الانتقائي) ; وحين يزور طبيب بلدة يلفت نظره عيادات الأطباء والمشافي، أكثر من مؤسسات عملاقة لا علاقة لها بتخصصه، فيمر عليها وكأنه لا يراها، ودماغنا مركب على هذا النحو.
في سورة المائدة، وهي من آخر ما نزل من القرآن قصة أول صراع نشب بين ولدي آدم، فقام القرآن يفكك ظاهرة النزاعات الإنسانية: أسبابها وكيف تتطور وإلى أين تنتهي وكيف تحل النزاعات. ومن الغريب أن القرآن الذي تحدث عن (القتال) في آيات شتى ذكر في هذه القصة أسلوبا من المواجهة لا يقوم على القتل، بل الاستعداد للموت دون مباشرة القتل، (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)، وهو أسلوب يظهر كأنه ضد الطبيعة الإنسانية؟
وكل الفرقاء اليوم، بمن فيهم المسلمون ومجلس الأمن الذي يشكل عقبة في نمو العالم اليوم، يؤمنون بالقتل حلاً للمشاكل فيدعون لقتل الحاكم الظالم وأن (الدفاع عن النفس) مبرر ومشروع، ولكن الآيات الست من سورة المائدة تنص على شيء مختلف، فمن المدافع ومن المهاجم؟ وهي النهاية التي انتهى إليها الحديث فاعتبر «أن القاتل والمقتول في النار (لأنهما ينطلقان من نفس القاعدة النفسية) إنه كان حريصاً على قتل صاحبه».
وهذه المسألة (الوجودية) أقلقت الملائكة منذ بداية الخلق الإلهي، فحين أعلن الرب عن المشروع الجديد في خلق (كائن) سيكون خليفة الله، سألت: أتجعل فيها من يفسد فيها و (يسفك الدماء) ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ وهذا (الظن) الملائكي عن حقيقة الإنسان، الذي برهن نفسه في حادثة نسف (الحريري) في بيروت في فبراير 2005 م يصيب الإنسان بالإحباط ورؤية الوجود خالياً من المعنى، ولكن الجواب الإلهي عن معنى وجود الإنسان جاء مختلفاً فقال الله: (إني أعلم ما لا تعلمون). فهذا الجدل بين (ظن) الملائكة و (علم) الله هو الذي يملك سر التاريخ.
والآيات التي تنص على (عدم الدفاع عن النفس) موضوع يستحق الوقوف أمامه من زاوية علم النفس، وكل المصائب جاءت من فكرة (الدفاع عن النفس)، فكل فريق ينطلق من هذا المبدأ، فيختلط من هاجم ومن دافع ...
- من: http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9580&search= خالص%20جلبي& page=leader&article=283768&state=true#283768
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 09:53 ص]ـ
المرأة قادمة .. انتظروها!
خالص جلبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/452)
أحرز النادي الأدبي في مدينة جدة غرب السعودية اختراقاً نوعياً حينما شاركت المرأة بحماس ووعي ومن خلال صوتها من خلف (حاجز) في مؤتمره الخامس حول مكة المكرمة عاصمة الثقافية الإسلامية بتاريخ 29 ـ 31 مارس الماضي في "ملتقى قراءة النص". وكانت ورقتي حول (الإعلان الإبراهيمي) بالتوقف عن التضحية بالقربان الإنساني على أية صورة وتحت أي شعار، وقلت في تعليقي على المداخلات إنني اتطلع في العام القادم أن تشارك المرأة معنا فتجلس حيث نجلس، وتلقي ورقتها من حيث نفعل، ولن يستقيم شأن العالم العربي حتى تشارك فيه النساء. ولكن ثقافتنا تقوم على الثلاثي: ممنوع. مستحيل. حرام.
أكثر من يناله النصيب مترعاً من هذه التضييقات هي المرأة، وهناك من اعتبر صوتها عورة، وهناك من رأى أنها لا تخرج إلا ثلاث خرجات: من رحم أمها إلى الدنيا، ومن بيت أبيها إلى بيت زوجها، ومن بيت زوجها إلى القبر، ألا ساء ما يحكمون.
وهناك من يخلط بين (الحجاب) و (لباس المرأة)، فالحجاب خصوصية لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، فالآية الكريمة تقول "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب" وهو الفصل الكامل في اللباس والرؤية والخطاب، وهو غير (اللباس) المنصوص لنساء المسلمين عن الخمار الذي يضرب به على الجيوب.
ومن خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عدم الزواج من زوجاته بعد وفاته، فهن أمهات المؤمنين "وما كان لكم أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا". ومنها مصافحة النساء التي لم يكن يفعلها "إني لا أصافح النساء".
وهذه الأمور شرحها صاحب كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) الشيخ عبد الحليم أبو شقة، رحمه الله تعالى، وهو كتاب تعب عليه صاحبه ربع قرن من الزمن واستخرجه من الصحاح التسعة، وكان يزورني في ألمانيا ويقول لي: كل ما أريد فعله أن أضع النصوص بين يدي المسلمين وأتركهم يحكمون في مواجهة النصوص. وقد أطلعني على نصوص ذهلت منها.
مع هذا فإن أربعين حديثا وصل إليها ليقرر أن الأصل كان كشف الوجه في جو الصحابة الأول، استشهد بها فقيه آخر ليقول إن الأصل هو تغطية الوجه!! وهذا يعني أن الجدل في النصوص عقيم.
وفي حرب الخليج الثانية اجتمع أناس شتى في بغداد ومكة وكلهم استشهد بالنصوص على صحة موقفه، فلم يحلا المشكلة، ومن حل المشكلة وطرد صدام كانت أمريكا.
يدور الصراع ضاريا حول امتلاك جسد الأنثى، ومن بالغ في الستر كان قرين من بالغ في التبرج، وقد يكون الثاني واضحا والأول خفيا، ولكنه ليس دليل التقوى، بل مؤشر خفي على الدافع الجنسي، كما ذكر ذلك (مالك بن نبي). فكلٌ من الإغراق في (التبرج) و (التستر) وجهان لعملة واحدة، والاستبداد الديني هو جد الاستبداد السياسي، وزعماء العالم العربي اليوم يشبهون شيوخ الطرق الصوفية، وانتخابات رؤساء الجمهوريات الثورية مثل توزيع الحرز والأيقونات في حلقات الصوفية.
وإذا انتقلنا الى الغناء والموسيقى فإنه لا يوجد نص واضح في القرآن بمنعه، ويقول الفقيه الاندلسي ابن حزم إنه لم يعثر على أي نص في ذلك من حديث صحيح، وكتب الرجل كتابا في تجربته العاطفية (طوق الحمامة) يخجل البعض من قراءتها، ولكن لا بأس من قراءة ما هو أقبح بكثير سرا. لأن بعضنا تعود على النفاق!.
وهناك من يعتمد حديثا ظنيا عن عدم جواز تولي المرأة ولاية "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" مع أنها ليست حكما بل خبرٌ وتعليقٌ من الرسول صلى الله عليه وسلم على الأحداث التي كانت تنقل له من تردي الأوضاع في بلاد فارس، أكثر منها امرأة جاءت إلى الحكم أو رجل. كما حصل في عهد الإمبراطور (جوانكسو) في الصين حين قامت (سيكسي) خالته بانقلاب عليه في 21 أيلول 1898م فكانت الكارثة وسقطت الإمبراطورية الكونفوشيوسية كما سقطت من قبل الساسانية.
وحينما استعرض القرآن قصة سليمان وملكة سبأ ظهر أن من احتوى المسألة بدون حرب مدمرة امرأة حكيمة تحمي بلادها من الملوك الذين قالت عنهم "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون".
ومن هزم العرب أجمعين في حرب 1967 كانت امرأة إسرائيلية اسمها جولدا ماير. والعصر الذهبي في بريطانيا يدين للملكة فكتوريا، ومن هزم الإسبان وأباد أعظم قوة بحرية في معركة الأرمادا عام 1587م كانت اليزابيث الأولى، ومن هزم الأرجنتين في حرب الفوكلاند كانت (تاتشر) البريطانية، السيدة الحديدية كما لقبت، ومن القارة الهندية نسمع عن سونيا وحسينة وانديرا غاندي.
ومن الغريب أن كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) لعبد الحليم أبو شقة أظهر أن العروس هي التي تخدم الضيوف، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينام عند (أم حرام) فيبشرها أنها ستكون ممن يركبون ثبج البحر الأخضر من الفوج الأول من الغزاة في سبيل الله، وأن (أم سليم) تعلمت سورة (ق) من فم الرسول صلى الله عليه وسلم من على المنبر، وكانت إذا سمعت دعوة أيها الناس قالت وأنا من الناس فهرعت مع الرجال إلى المسجد، وأن الرسول يحث (أم الدرداء) أن تعتني بزينتها أمام زوجها، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسابق عائشة وعائشة تسابقه، أما نحن فالنساء موؤودات، وإن وجدن ففي الخلف ...
وروت لي سيدة كندية شاركت في مؤتمر إسلامي أمريكي فمنعت من الاستماع في الصالة الرئيسية وطلب منها الانزواء في الخلف مع الأطفال فلما رفضت طلبوا لها البوليس الأمريكي ليلقي عليها القبض ويخرجها بقوة السلاح من القاعة الرئيسية.
على كل حال هناك خبر غير سار للذكور، فقد توصل 250 عالماً في علم الجينات، إلى كشف كامل الكود الوراثي للكروموسوم الأنثوي الذي يرمز له بالحرف إكس باللغة الإنجليزية ( X) ، وأن الذكور يحملون كروموسوم إكس وحيدا بجانب كروموسوم ذكري ضئيل ( Y)، بينما تحمل الأنثى إكس مضاعف ( XX)، ونشر البحث في مجلة الطبيعة ( Nature) في منتصف مارس 2005 م، ليقولوا إن الكروموسوم الذكري تآكل معظمه خلال 300 مليون سنة الفائتة، وهو ماضٍ في رحلة التحلل بدون توقف.
وهو يعني أنثروبولوجياً أن المجتمع الطبقي الآبائي الهيراركي سيزول ليحل محله المجتمع الأمومي الأفقي الماترياركي ... والله سبحانه رب الجميع، الذكور والاناث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/453)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 05:24 م]ـ
ولكن المسلمات يرتدين الجينز مع غطاء الرأس ويسمونه حجابا، فيخطئن مرتين في التسمية والتطبيق
وفي حرب الخليج الثانية اجتمع أناس شتى في بغداد ومكة وكلهم استشهد بالنصوص على صحة موقفه، فلم يحلا المشكلة، ومن حل المشكلة وطرد صدام كانت أمريكا.
مارأيك ياشيخ أبو عمر السمرقندي في هذا الكلام؟؟؟ أي هل كان صادقاً أم كاذباً؟؟
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 04 - 05, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:49 م]ـ
انظر ـ في نقد انحرافات جودت سعيد ـ هذا الرابط:
www.arabic.islamicweb.com/sunni/jawdat_said.htm - 184k
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:49 م]ـ
ولمحمد أحمد المناصر كتاب ماتع في الرد على جودت وزوج ابنته الطبيب خالص
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[11 - 07 - 07, 11:08 م]ـ
من كان هذا كلامه فلا يؤسف عليه ....
((وأنا اعتبر نفسي سوري المولد، عربي اللسان، مسلم القلب، ألماني التخصص كندي الجنسية، عالمي الثقافة إنساني النزعة، أتكلم بلغتين من التراث والمعاصرة، وأدعو إلى الطيران إلى المستقبل بجناحين من العلم والسلم. وهكذا فكل خلية مني تغذت من أقليم.))
ليته بقي على جراحة الاوعية الدموية كان أخف لذنوبه!(27/454)
سؤال/ هل ثمة تلازم ضروري بين الأشاعرة والجهمية والصوفية والمذهبية؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 11:53 ص]ـ
لا أدعي العلم، ولست حتى طالب علم (بالمعنى الاصطلاحي العصري، لا الشرعي): أنا مجرد عامي ملؤه غيرة على دينه وحماس للذب عن نقائه والدفع ببراءته من إفساد الغالين، يتمنى أن يأتي اليوم الذي ينكب فيه انكباباً مطلقاً لنصرة هذا الدين بكل ما يملك من مال وجهد .. ونفس -طبعاً، وقبل أي شيء. لست مختصاً بأي علم شرعي، ولست حتى خريج أي جامعة عربية، ومشاغلي وسوء إدارتي لوقتي واستعجالي تحتم كلها علي هذه الساعة أن أسألكم زبدة ما تعرفون حول هذه المسألة:
قرأت منذ زمن مؤلَّف الحوالي في الأشاعرة، وأخذت فكرة سريعة عن ماهية الجهمية من مقال بالانجليزية عن موقع ###، واصطدمت في الغرب (حيث أعيش) بالصوفية والمذهبية، ولمست فيهم عقيدة الجهم بن صفوان. اليوم، وبعد طول انقطاعي عن تتبع وملاحقة القوم على الانترنت وخارجها، صارت معرفتي لما يميز الجهمية عن الأشاعرة تكاد تكون شبه منعدمة (إن وُجدت أصلاً يوماً)، فما مدى مشابهة الجهمية للأشاعرة (إن كان ثمة تشابه؟)، أم هل أنهما فرقة واحدة؟؟ لا أذكر أن هذا هو واقع الحال! أذكر تسامح أهل السنة والجماعة مع الأشاعرة بشكل لم يوجد مع الجهمية، فهلا ذكرتموني بالفرق، واحتمال/استحالة الجمع بين العقيدتين؟؟ ولست أدري إن كان يمكن القول/الجزم بأن ثمة تلازم حتمى وضروري دائم بين الأشاعرة والجهمية والصوفية والمذهبية، فهل يمكن قول ذلك؟؟
### هذا اللقب يجده الملاحظ مشبعاً، مشحوناً، مملتئاً، معبأً بكل الضلالات التي عرفت بين من انتسب للإسلام السُّني، حتى لكأن الفرد المتبني لذلك اللقب كالحاوية يجمعها كلها في نفسه، كل ما يخالف فيه ’السلفيون‘! هذا ما أحسه من واقع معايشتي للقوم، فما مدى دقته/شططه؟؟
###
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 04:01 م]ـ
@ كنت قد كتبت في مشاركة سابقة على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6455&highlight=%C7%E1%CC%E5%E3%ED%C9+%C7%E1%D0%DF%E6%D1
التعقيب (21).
...........
@ وأما الجهمية (الذكور الأقحاح) فالجمهور سلفاً وخلفاً على تكفيرهم، بل نقل اتفاق جملة كبيرة من علماء الأمصار (500 عالم) في تكفيرهم.
@ كما قال شيخ الإسلام ابن القيم في قصيدته:
..................... ... .......................
هذي مقالة كل جهمي وهم ... فيها الشيوخ معلمو الصبيان
لكن أهل الاعتزال قديمهم ... لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني
وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الرضى ... البصري ذاك العالم الرباني
وكذاك أتباع على منهاجهم ... من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذلـ ... ـك وافقوا جهما على الكفران
فهم بذا جهمية أهل اعتزال ... ثوبهم أضحى له علمان
ولقد تقلد كفرهم خمسون ... في عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الامام حكاه عنـ ... ـهم بل حكاه قبله الطبراني
@ قال شارحها ابن عيسى (1/ 296): ((قوله: (ولقد تقَّلد كفرهم خمسون في عشر الخ) أي: أن القائلين بخلق القرآن كفرهم خمسمائة عالم من علماء المسلمين.
وهذا معنى قول الناظم: (ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر الخ).
قوله: (واللالكائي الامام حكاه عنهم الخ) قال الامام الحافظ ابو القاسم اللالكائي - وقد ذكر أقوال السلف والائمة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وما ورد عنهم من تكفير من يقول ذلك - ثم قال: ((فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفساً واكثر؛ من التابعين، وأتباع التابعين، والائمة المرضيين، سوى الصحابة الخبيرين، على اختلاف الاعصار، ومضي السنين والاعوام، وفيهم نحو من مائة امام ممن اخذ الناس بقولهم، وتدينوا بمذاهبهم، قال: ((ولو اشتغلت بنقل قول المحدثين لبلغت اسماؤهم (الوفاً كثيرة)؛ لكن اختصرت، فنقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر، لا ينكر عليهم منكر، ومن أنكر قولهم استتابوه وأمروا بقتله أو نفيه أو صلبه)) انتهى المقصود منه.
@ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [كما في مجموع الفتاوى: 2/ 477]: ((وقد كان سلف الأمة وسادات الأئمة يرون كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود؛ كما قال عبدالله بن المبارك والبخارى وغيرهما)).
@ ... فالعلماء لم يكفروا الجهمية الذكور من النفاة والمتفلسفة الجاحدين أو المعتزلة (إناثهم)، أوالأشعرية (خناثهم؟!) = لمجرَّد نفيهم صفات الله بالتأويل.
@ ولكن تكفيرهم إنما هو للقائلين بمقالة خلق القرآن وغيرها.
@ وإلاَّ فما من مذهب من مذاهب أهل البدع التاليةلجهم إلاَّ وقد استلَّت من قواعده أموراً، فمقلٌّ ومستكثر؛ كما قال ابن القيِّم أيضاً في قصيدته في كلامه على جهم وأتباعه، من جمعهم لـ (جيمات البدعة والضلالة) كـ (الجبر والتجهم والارجاء ... ) = قال:
تالله ما استجمعنَّ عند معطِّلٍ ... جيماتها ولديه من إيمان
والجهم أصَّلها جميعاً فاغتدت ... مقسومةً في الناس بالميزان
والوارثون له على التحقيق هم ... أصحابها لا شيعة الرحمن
لكن تقسَّمت الطوائف قوله ... ذو السهم والسهمين والسُهمان
@ لذا فمن كان من الجهمية الذكور فلا شك في كفره.
- فالفرق والعلاقة بين الجهمية والأشاعرة علاقة عموم وخصوص، فكل أشعري جهمي ولكن ليس كل جهمي أشعري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/455)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 05 - 04, 05:47 م]ـ
ملاحظة دقيقة أخي أبا بكر:
* نعم سلمك الله، إن مذهب متأخري الأشاعرة في باب الصفات قريب جداً من مذهب الجهمية، وذلك لأنهم عجزوا عن ردّ شبهات أهل السنة على أقوال متقدميهم، فلم يجدوا حلاً سوى العودة إلى أقوال الجهمية. وحتى الأمور التي يزعمون أنهم يختلفون فيها عن الجهمية في الظاهر لو ناقشتهم ووصلت إلى حقيقة قولهم فيها، لوجدتهم يوافقون الجهمية ولكن دون تصريح، والأمثلة على ذلك كثيرة، ويكفي اشتراك الفرقتين في قدر كبير من التعطيل والجبر والإرجاء.
* وكذلك صحيحٌ أن منظري مذهب الأشاعرة والماتريدية في هذا الزمان ينظرون للتعصب المذهبي، ويزعمون أن اللامذهبية هي قنطرة اللادينية، وفي السلوك يروجون لمذاهب الصوفية. لذلك تجد أحدهم يقول: أنا أشعري في الأصول شافعي في الشريعة شاذلي سلوكاً.
بخلاف أهل الحديث، فإنهم الفرقة الوحيدة التي تنتسب لطريقة السلف في كل شيء، عقيدة وفقهاً وسلوكاً.
والله أعلم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:01 م]ـ
نعم لا تلازم،
فيوجد صوفية غير أشاعرة، كبعض الغماريين
ويوجد شيعة متصوفين (لا أعرف أسماءهم)
ويوجد صوفية سلفية كالهرري (ولقبه بعضهم بشيخ الإسلام) وهو صوفي قح بل وعلى تقسيماته اعتمد كثير ممن جاء بعده، وشرح كتابه ابن القيم في مدارج السالكين.
والشيخ حسن البنا كان يصرح بأنه سلفي صوفي!!
ويوجد أشاعرة غير صوفية كابن حجر العسقلاني
وأشاعرة غير جهمية كالنووي وابن حجر والعز بن عبد السلام والقسطلاني وغيرهم.
ويوجد أشاعرة محدثين كمن سبق والبيهقي وابن حبان وكثير غيرهم.(27/456)
الاستغاثة بالأموات بين عقيدة السلف الصالح وعقيدة الصوفية القبورية
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: مسألة الاستغاثة بالأموات بين عقيدة السلف الصالح و عقيدة الصوفية القبورية
يروج الصوفية القبورية المسائل الشركية و البدعية و منها الاستغاثة بالأموات من الأنبياء والصالحين عبر وسائل الأعلام و هذا رد على أباطيلهم و تحايلهم على العباد بذكر المتشابه من النصوص و الأحاديث و الآثار الضعيفة و تأويل الأحاديث الصحيحة على غير فهم السلف الصالح و يتضمن أيضا هذا الرد تقرير لعقيدة السلف الصالح في هذه المسألة و بالله التوفيق
الاستغاثة لغة: طلب الغوث و انصر.
و شرعا: لا تخرج في المعنى عن التعريف اللغوي حيث تكون طلب العون و تفريج الكروب.
و الاستغاثة نوع من أنواع الدعاء و الدعاء عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((الدعاء هو العبادة)) رواه أحمد و الترمذي و قال حديث حسن صحيح.
و من الأصول الشرعية أن الأصل في العبادات الظاهرة و الباطنة المنع حتى يقوم الدليل الشرعي على الجواز.
فإذا تقرر ذلك فأعلم رحمك الله و أرشدك إلى طاعته أن الاستغاثة بالمخلوق تنقسم عند السلف الصالح إلى قسمين:
1) استغاثة مشروعة: و هي الاستغاثة عند الحاجة بالمخلوق الحي فيما يقدر عليه دون ذل و تضرع و خضوع له كما يسأل الله تعالى.
من أدلة مشروعية هذه الاستغاثة:
أ) قوله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة و السلام: ((فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدّوه)) و هي من قبل العون و النجدة.
ب) قوله تعالى ((و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان))
ـــــــــــــــــــــــــــ
2) استغاثة ممنوعة و هي قسمان:
أ) الاستغاثة بالمخلوق الحي فيما لا يقدر عليه إلا الله و هذا ممنوع بالاتفاق.
من أدلة هذه المسألة قوله تعالى: ((و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك))
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ب) الاستغاثة بالأموات من الأنبياء أو الصالحين.
و من الأدلة على المنع ما يلي:
1) قوله تعالى: ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون))
تأمل رعاك الله عندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوجه إليه السؤال و يكون الجواب من الله تعالى كان يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا لنقل الجواب فيقول له عز وجل (قل) أي يا محمد أخبرهم و من ذلك:
1 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج))
2 - قوله تعالى: ((يسألونك عن لشهر لحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل لله وكفر به))
3 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما))
4 - قوله تعالى: ((يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم))
5 - قوله تعالى: ((يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة))
6 - قوله تعالى: ((يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم لطيبات))
7 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها ثم ربي))
8 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله ولرسول))
و غير ذلك كما في شأن اليتامى و الحيض
فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيطا ينقل الجواب بتوجه من الله (قل) إلا في مسألة الدعاء فإن الله لم يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا بل تولى الجواب مباشرة دون قوله تعالى (قل)
فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ((يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فانزل الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعان) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه السنة 1/ 277 و ابن حبان في كتابه الثقات 8/ 436 و ذكره سببا لنزول الآية الطبري في تفسيره 2/ 158 و ابن كثير في تفسيره 1/ 219 و القرطبي في تفسيره 2/ 308 ذكره سبب النزول عن الحسن البصري رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/457)
و هذه إشارة ربانية إلى أن الله تعالى لا يحب و لا يحتاج العبد إلى وسطاء أو شفعاء عند دعاءه لربه عز وجل بل يدعوه مباشرة و قوله تعالى (فليستجيبوا لي) أي فليدعوني. يؤكد هذا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2) قوله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا)) فإن هذه الآية مصرحة بأنه صلى الله عليه و سلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغير.
و يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه و سلم: ((يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم)) رواه مسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3) قوله تعالى ((قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف عنكم و لا تحويلا)) قال بعض السلف أن هذه الآية نزلت في أقوام كانوا يدعون العزيز و المسيح و الملائكة فأنزل الله هذه الآية.
فإن قال قائلهم هؤلاء يعبدونهم من دون الله و أما نحن فلا نعبدهم و لكن ليكونوا وسطاء و شفعاء لنا عند الله؟!!
فالجواب: إن قولكم هذا كقول المشركين في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم
قال تعالى: ((ما نعبدهم إلا ليقربوا إلى الله زلفى)) و رغم هذا لم تقبل منهم هذه الدعوة و لم تنفعهم و قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4) أن الأصل أن الأموات ليسوا كالأحياء قال تعالى ((و ما يستوي الأحياء و لا الأموات))
و الأصل أن الأموات لا يسمعون الأحياء قال تعالى ((و ما أنت بمسمع من في القبور)) إلا ما استثناه الدليل و هو ما يلي:
1 - كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مع قتلى المشركين بعد غزوة بدر و هم في القليب (قبل دفنهم)
و عن هذا قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: وإنما كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم كرامة له وأمرا اختص به فلا يقاس عليه غيره. اهـ.
المصدر: كتاب المغني 10/ 63 طبعة دار الفكر لعام 1405هـ
2 - سمع الميت قرع نعال أصحابه
3 - رد روحه صلى الله عليه و سلم لتبليغه سلام من يسلم عليه
4 - سماع الميت من يسلم عليه و هو عند قبره على قول من يصحح الحديث
و ليس هناك دليل يستثني الميت من عدم سماعه أنه يسمع من يسأله و يطلبه من الأحياء و إذا لم يكن هناك دليل فالأصل باقي ما كان على ما كان وهو عدم سماع الأموات للأحياء
و الأصل أنه صلى الله عليه و سلم من البشر و الأصل أنه صلى الله عليه و سلم في مسألة الموت كالناس قال تعالى ((إنك ميت و إنهم ميتون)) إلا ما استثناه الدليل من أن جسده لا تأكله الأرض و أنه صلى الله عليه و سلم ترد عليه روحه في قبره ليبلغ سلام من يسلم عليه و أنه تعرض عليه أعمال أمته على قول من يصحح الحديث.
و ما تقرر في جانب سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم فهو من باب أولى في غيره
فإذا تقرر ذلك عندك أن الأنبياء لا يسمعون سؤال من سألهم فتأمل في قوله تعالى: ((ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
5) قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب)) و لم يقل ارغب إلى الأنبياء و الصالحين.
قال الإمام الطبري رحمه الله: وقوله ((وإلى ربك فارغب)) يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك دون من سواه من خلقه إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. اهـ.
المصدر: كتاب تفسير الطبري 30/ 237 طبعة دار الفكر لعام 1405 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6) إن الذي تعلمه و فهمه الصحابة رضوان الله عيهم أجمعين أن رسول صلى الله عليه و سلم لا يستغاث و لا يتوسل به بعد موته و يؤكد هذا ما رواه البخاري 1/ 342 و غيره عن أنس رضي الله عنه ثم أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم رآه فاسقنا قال فيسقون.
و لو أنك أخي القارئ تجردت و تأملت لعلمت أن عمر وأكابر الصحابة لم يروا مشروعية التوسل و الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كما كان يشرع في حياته بل كانوا في الاستسقاء في حياته يتوسلون به فلما مات لم يتوسلوا به بل قال عمر في دعائه الصحيح المشهور الثابت باتفاق أهل العلم بمحضر من المهاجرين والأنصار في عام الرمادة المشهور لما اشتد بهم الجدب و لما استسقى بالناس قال: ((اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم رآه فاسقنا فيسقون)) وهذا دعاء أقره عليه جميع الصحابة لم ينكره أحد مع شهرته وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية السكوتية.
و لو كان توسلهم بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كتوسلهم في حياته لقالوا كيف نتوسل بالعباس و نعدل عن التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم الذي هو أفضل الخلائق وأعظمها عند الله فلما لم يقل ذلك أحد منهم فدل على أنهم علموا إنما التوسل به صلى الله عليه و سلم يكون في حياته فقط وبعد مماته يكون التوسل بدعاء غيره من الصالحين الأحياء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
7) لم يأمر رسول الله صلى عليه و سلم أحد من أصحابه رضي الله عنهم إذا نزلت به حاجة أو مصيبة أن يتوجه إليه ويستغيث به بعد موته بل قال لأبن عباس رضي الله عنهما ((إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح.
و غير ذلك من الأدلة التي تدل على أن الاستغاثة بالأموات من الأنبياء و الصالحين ممنوعة شرعا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/458)
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[01 - 06 - 04, 09:47 ص]ـ
عمل طيب تؤجر عليه إن شاء الله
والآن وبعد ثورت التقنية أصبح كل يعلن ويجاهر ببدعته والمتصدي والمحتسب لهم قليل.
وكشف زيفهم وبيان باطلهم من خير القرب.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 02:00 ص]ـ
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?threadid=470
وكنت قد نشرته في هذا الموقع ولا ادري لم حذفه المشرف؟!!
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله)) رواه الترمذي وسنده حسن
إخواني جزاكم الله خيرا وحرم وجوهكم على النار على كلماتكم الطيبة
أسال الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يجعلكم مباركا أينما كنتم وأن يتولاكم في الدنيا والآخرة ويحرم وجوهكم على النار إنه سميع مجيب الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[26 - 08 - 04, 02:08 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل.
الأخ الأزهري الأصلي لقد استمتعت بقراءة موضعكم؛ وإن كنت رأيت فيه مخالفات لا أذكرها الآن، فبعض ما نقلته حمال وجوه، وبالنسبة لإخوانك في ملتقى أهل السنة في السودان فليتك تحسن الظن، فهم لم يحذفون مشاركتك؛ بل أحد الروافض حذف جميع المشاركات لك ولجميع أعضاء المنتدى.(27/459)
رأي في مجادلة أهل الأهواء وغير المسلمين
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[02 - 06 - 04, 03:52 م]ـ
الأخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الاطلاع على هذا الرأي وإفادتي فيه بالرأي والمشورة بارك الله فيكم:
كنتُ قد تمرَّستُ قديمًا على الردِّ على بعض أهل البدع والخرافات، والإتيان بما يقرع حججهم، ويردع كبارهم، وأخذتُ زمانًا في مجادلة بعض المنتسبين إلى عيسى عليه السلام، ولم أُغْلَب في موقعة والحمد لله تعالى، ثم بدا لي أنَّ الأمر قد طال جدًا، وتدبرتُ أمري، وتفكَّرتُ حالي وما آل إليه، فرأيتني قد أضعتُ زمانًا في تكرار ما أحفظ، أو الحرص على حفظ الشبهات والردود عليها، وصرفني ذلك عن الحديث صرفًا، فبقيتُ حينًا لم أزدد فيه حرفًا.
فعُدتُ على نفسي باللوم، وعاتبتها عتاب المحب الناصح لها، المشفق عليها، لتلين لكلامي، وتستجيب لمرامي، فأطاعتني نفسي، وعادت معي إلى الصحيح والضعيف، والموصول والموقوف، ووجدتْ لذَّتها بين ((المشقة تجلب التيسير)) و ((العادة محكمة))، إلى آخر علوم الشريعة الكريمة.
ثم جاء النداء ممن يسمى بالجندي المسلم طالبًا مني الرد على شبهات بعض من ينسب نفسه للقرآن، وينكر السنة، فاستجبتُ لذلك على عجل، فكتبتُ مشاركة لي هنا بعنوان: ((أتحداك أيها القرآني)).
ونظرتُ في رد الضال المنكر عليَّ بعد ذلك، وكيف صال وجال في كل منحىً ومجال، إلا ما نحن فيه، فلم يُجب أو يعترض عليه، فعلمتُ زندقة الرجل وهواه، وألزمتُ نفسي أن تنساه.
وقد تدبَّرْت الأمر، وتدارستُه، فخرجتُ بشيءٍ أظنُّه مقبولاً لديَّ، غير منكرٍ عليَّ، وحاصل ما رأيتُه الآن:
- أن مناظرة أهل الديانات الأخرى والرد على شبههم، وكذا مناظرة أهل الطوائف الضالة المنسوبة زورًا إلى الإسلام كالشيعة والروافض ونحوهم مما يطول جدًا، لكثرة ما لدى هؤلاء من شُبَهٍ وضلال وانحراف وزيغ.
- أن ضياع الأوقات في ذلك يصرف المرء عن تحصيل القرآن والسنة وعلومهما، ولابد أن يأتي من وراء ذلك ما يوازي التفريط في هذه المصلحة المذكورة.
- أن الرد على هؤلاء يضع الإنسان في موضع المدافع، ومعلومٌ أن المدافع عن شيئ يكون أضعف موقفًا من المهاجم.
ولذا قال علماؤنا الكرام: إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.
- أن هؤلاء أعداءٌ لنا ولاشك، فالتعرض لهم دون حاجة أو ضرورة يُعَد تعرُّضًا للعدو، وفي الحديث: ((لا تتمنوا لقاء العدو)).
فبناءً على هذه الأمور وغيرها:
أرى والله أعلم أن يصرف المرء همَّته وطاقته في تحصيل علوم الشريعة الحقة على مذهب أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم، صارفًا قصده عن مناظرة هؤلاء كلهم إلا بما لا يضره في مسيرة التحصيل، وعند الضرورة حتى لا يدخل فيمن تمنى لقاء العدو، وذهب إليه بنفسه، فيخالف بذلك الحديث السابق، والحديث وإن وَرَد في الحرب لكنَّه يستفاد به هنا أيضًا.
وفي حال التعرض لهؤلاء برد أو محاورة فأرى أن يقوم الأمر على أساس دعوتهم للإسلام، وعقيدة أهل السنة والجماعة، لا على أساس الدفاع عن الدين، أو الإجابة على شبههم وفقط، وفرقٌ كبير بين هذا وذاك.
ثم ينبغي أن يتصدى لهذا الشأن مَنْ تَمَكَّنَ مِنْ عقيدة أهلِ السنة والجماعة وعلومهم، فهو الأنفع بإذن الله تعالى، ولا يخفاك ما قد يعود به مَن لا يعلم على نفسه ودينه بالضرر إذا تصدى لمثل هذا.
ثم أرى أن لا يشْتَهِر ذلك في الناس لئلا يصرفهم عمَّا هو أنفع لهم.
وينبغي لمن تصدى لهذا أن يدوم وصله بأهل السنة وحفظة العلم حتى لا ينقطع به حبل السنة، فيهوي في شبه هؤلاء وأطروحاتهم الضالة، ونحتاج لمناظرته هو بعد ذلك، وقد حَدَث هذا فلا تُنْكِره، وإنما يقع هذا لقليل العلم، فاحذر، رعاك الله.
هذا ملخص ما رأيتُه مؤخرًا، والأمر يطول في شرحه، لكن هذه أهم موضوعاته.
فأرجو من الشيوخ الكرام التعليق على ما ارتأيته، رجاء النفع والمشورة.
وأشكركم لوقتكم ورفقكم وطيب أخلاقكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[معاذ]ــــــــ[02 - 06 - 04, 05:10 م]ـ
رأي طيب وتوجيه لبذل الجهد فيما هو أنفس لكن ألا يرى معي الأخ يحيى قطان أن مقارعة هؤلاء ثغر من الثغور ينبغي ألا يخلو من مرابط في سبيل الله، بل ينبغي أن يرابط فيه المتمكنون من العلوم الشرعية والعربية دون غيرهم، نعم ينبغي أن ينهى غير المتمكنين من التعرض لتلك الثغور خشية الفتنة والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/460)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:10 م]ـ
مسألة مجادلة أهل الأهواء لها ضوابط عديدة، ترجع في النهاية إلى الموازنة بين المصالح والمفاسد المترتبة على مجادلتهم أو الإعراض عنهم.
فقد قال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) فقسمهم الله تعالى إلى فريقين: فريق نجادله بالتي هي أحسن، وفريق ظالم لا نجادله بالتي هي أحسن.
وفي سيرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نجد أنه جادل فريقا من المشركين، وقاتل فريقا منهم وأعرض عن فريق منهم، ونجد أبا بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قاتل أهل الردة ولم يجادلهم، وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لما جاءه صبيغ بالشبهات ضربه على رأسه حتى قال خرجت البدعة من رأسي ولم يجادله، بينما ناظر علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الخوارج.
وكذلك تعددت مناهج الأئمة في هذا الموضوع، فالإمام أبو حنيفة ناظر بعض أهل الأهواء، بينما الإمام مالك مثلا كان إذا جاءه أحد من أهل الأهواء يناقشه في شبهة يقول له: (أما أنا فإني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاكّ، فاذهب إلى شاكّ مثلك فحاججه.)
والله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء.
فمن الأمور المؤثرة في اتخاذ القرار بمجادلتهم أو بالإعراض عنهم ما يلي:
1) هل هم راغبون في اتباع الحق ونرجو من مجادلتهم أن يهتدوا أو أنهم يجادلون لأجل الجدل ويغلب على الظن أنهم إن ظهر لهم الحق فلن يتبعوه؟
2) هل المسلمون هم الذين لهم الدولة والقوة ويتمكنون من ردع صاحب الشبهات وكفه عنها بالقوة أم بالمسلمين ضعف ولا قوة بهم لردع أهل الأهواء؟
3) هل الشبهة قد انتشرت في الناس وتأثروا بها أم هي شبهة مغمورة والكلام فيها سيؤدي إلى نشرها؟ وحتى إذا كانت منتشرة هل الأصلح الرد عليها في محاضرة أو رد كتابي ينشر أو القعود مع أهل الأهواء لمجادلتهم؟
4) هل الذي سيناصر الحق عنده علم كاف بالإسلام والسنة وعلم كاف بمذهب الخصم وعلم كاف بآداب البحث والمناظرة وحيل المتناظرين وخبرة سابقة أيضا أم لا؟ لأن العلم الشرعي وحده لا يكفي للانتصار في المناظرة، والدهاء والحيلة لا يكفيان أيضا، وقد يتسبب ضعف حجة مناصر الحق أو جهله بمذهب خصمه أو عدم دهائه وقلة خبرته في مجال المناظرات قد يتسبب ذلك في ترويج الشبهة وإظهار المبطل أمام الناس في صورة المنتصر مما يضر أكثر مما ينفع.
كذلك لا بد أن يكون المناظر عالما بالأدلة وبكيفية الاستدلال، وهل سيرد بنفي صحة دليل الخصم أم بتقرير صحة الدليل ولكن ينفي صحة الاستدلال:
وذلك أن هناك من يستدل بدليل صحيح على مذهب صحيح
وهناك من يستدل بدليل صحيح على مذهب باطل
وهناك من يستدل بدليل باطل على مذهب صحيح
وهناك من يستدل بدليل باطل على مذهب باطل
فعندما يستدل المبطل بدليل صحيح على مذهب باطل، فبعض المناظرين المتحمسين يندفع إلى الطعن في الدليل الصحيح فيضر أكثر مما ينفع، وقد يعجز المناظر عن إثبات عدم صحة الاستدلال وعدم انطباق الدليل على المدلول يلتبس الأمر على الجهال وتروج عليهم الشبهة.
5) هل انشغال المناظر بتعلم العلم النافع وتعليمه للراغبين في الاستفادة أصلح له وللناس أم انشغاله بالمناظرات ورد الشبهات؟ فهناك علماء وطلبة علم يحتاج الناس إلى علومهم وأوقاتهم أنفس من أن تهدر في جدل عقيم مع أناس لا يرغبون في الهداية ولا يريدون الحق، وهناك من دوره في التعليم محدود وغيره يكفيه، وبإمكانه أن يكفي المسلمين في مجال المناظرات والمجادلات.
ففي ضوء ما سبق ينبغي أن يوازن كل إنسان بين المصالح والمفاسد ويستخير الله تعالى ويستشير الناصحين، ويفعل ما هو الأصلح له وللمسلمين، والله أعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 01:50 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله ...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
قرات كلامكم يا شيوخي و أخواني و هو كلام جميل و نفيس و إن كان لي تعليق عليه .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في درء التعارض: "كل من لم يناظر أهل الالحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الاسلام حقه ولاوفى بموجب العلم والايمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/461)
فاين أنتم من هذا الكلام؟ و أين اصحاب العلم من مجال المناظرة و قطع الدابر؟ و هل ترى المسلم العادي ينهض - غيرةً و حمية - للذب عن دينه لو كان يرى العلماء و أهل العلم ينافحون و يدافعون؟
انتم يا شيوخنا مقصرون مقصرون مقصرون، و ساظل اصرخ بها حتى ارى قلاع الكفر تتهاوى امام ضرباتكم. و الله لقد احزنني كلامكم و لكني عرفت منه ما يقلقكم بالنسبة لمجادلة أهل الكفر و البدع.
حسنٌ، نحن نعمل هذه الأيام على منهج للرد على غير المسلمين و تعليم المسلمين كيفية الرد عليهم بطريقة مؤثرة و فعالة حتى لا تضيع جهودنا مع الريح. و حتى يكتمل المنهج دعوني اخبركم كيف حللنا مشاكلكم بالنسبة لحوار النصارى على الأقل. . .
أولاً: لا داعي لمجادلة الكفار في مبادرات فردية منكم فنحن نعمل على إقامة مناظرات على صفحات منتدانا المتخصص في الرد على النصارى؛ المناظرة ثنائية بين فردين فقط مسلم و نصراني حول موضوع محدد يتم الاتفاق عليه مسبقاً بين الطرفين و نعمل نحن - مشرفي الحوار - على عدم تجاوزه و تستمر المناظرة على صفحات المنتدى لمدة شهر يتم في نهايته الإعلان عن نتيجتها. هذا النظام يوفر الوقت و المجهود و ينظم الحوار بين الطرفين فلا يطول الأمر و لا يتشتت الموضوع في مجادلات فرعية لا لزوم لها، أليس هذا الترتيب أفضل من مناظراتكم الفردية غير المنظمة مع طرف لا يبغي سوى التهويش؟؟
ثانياً: لا تحتاج معظم الشبهات إلى علماء مؤهلين لدحضها فمعظمها شبهات تافهة لا تستحق و يستطيع ردها أي مسلم عادي و هذا هو المجال الذي نقوم فيه بالرد على النصارى عندنا .. أما الشبهات من الوزن الثقيل فنتركها لعلمائنا.
ثالثاً: نحن لا نحتاج علمائنا في مجال المناظرات بل في مجال رد الشبهات و هذا يكفينا و دعوا المناظرات لمن لديه وقت لها. نحن نحتاج إليكم في الردود على الشبهات و علينا ترويج هذه الردود إن شاء الله؛ فكل ميسر لما خلق له.
أرانا قد سهلنا لكم المهمة يا شيوخنا فما المانع لديكم الآن؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:00 ص]ـ
و هل كل المناظرين من أعداء الدين على نفس المنوال؟ كلا، بل منهم القاسطون و منهم الظالمون. و غرض الكفار هو تطفيش أهل العلم من أمامهم بوضع هؤلاء العابثين الذين لا يرغبون في الحق في طريقهم و شغل وقتهم و حرق أعصابهم. انظر مثلاً إلى شبهة رضاع الكبير: هي شبهة تافهة و لكنهم يضعونها في كل مكان و يقذفونها في وجه كل مسلم .. فهل هذه شبهة تستحق كل هذا السخف؟ بالطبع لا و لكن الغرض هو شغل المسلمين بما لا يفيدهم في الدفاع عن دينهم و تشتيتهعم بعيداً عن الشبهات الحقيقية.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:10 ص]ـ
الرجاء مطالعة هذا الموضوع. . .
دعوة للدفاع عن الدين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19747)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:02 م]ـ
كلام القطان صحيح.
وتنبيه الشيخ أبي خالد مفيد جدا
وكان الأئمة يكرهون مجادلة أهل الهواء لأغراض متعددة.
منها قول مالك لست في شك من ديني. ومنها تحقيرهم وتقليل شأنهم، ومنها خوف دخول الشبه على المناظر أو السامع، ومنها خوف الانقطاع لمن هو غير متمكن من معرفة عقيدة ودين وشبه المخالف واتقانه لفن المناظرة والجدال وقبلها العلم الشرعي والتبحر فيه.
ومما ينبغي عدم التغافل عنه أن المناظرة بيننا تجعل لهم وزنا، وقيمة لكن الواجب دحر شبهاتهم إذا كانت ذات بال، كما في ردود أهل السنة على الجهمية.
ولا يجوز لمن لم يتمكن من العلم الشرعي مجادلة أهل الهواء لأنه ربما انقطع فيكون نقصا على المسلمين، ولذا انصح الشباب المتحمسين بترك الدخول في هذه المنتديات لأنها من مواطن الفتن، ولا يجوز للإنسان أن يعرض نفسه للفتن، ولذا منع أهل العلم من السفر إلى بلاد الكفار لمن لم يكن عنده علم يدفع به الشبهات فكيف بهذه المنتديات؟!
وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " احرص على ما ينفعك ". الحديثَ.
ولماذا لا تهاجم عقائدهم وتبين السنة والصواب والحق من غير
جدال.كما قال الإمام أحمد وغيره: تكلم بالسنة وبينها للناس.
وبالنسبة لكلام ابن تيمية الذي ذكره د. هشام
فقد يحمل على ما إذا استفحل الأمر، وانتشر واندثرت السنة، وتكلم بالبدعة على رؤس الشهاد كما حصل في زمانه، وينظر كل وقت ومكان وما يناسبه، أما إذا كان في منتدى يزوراه عشرات هم نفسهم الراد والمردود عليه، وبعض المشجعين للطرفين والفضوليين= فلا
ولا بد من الانتباه إلى أن المبتدع أو الكافر المتعصب لا ينفع معه الكلام ولا يضاع الوقت عليه فهم كما قال الله تعالى {وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ}
هذه خاطرة كتبتها على عجل. وقد تكلم أهل العلم بكلام طويل كثير على هذه المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/462)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:27 م]ـ
وهذا نقل منتقى من كتاب الآداب الشرعية 1/ 219 وما بعدها
نقلته ليُطلع على رأي أئمة الإسلام ..
(ونقلته على تنسيقه من برنامج التراث)
فصل في النظر إلى ما يخشى منه الوقوع في الضلال والشبهة
ويحرم النظر فيما يخشى منه الضلال والوقوع في الشك والشبهة ونص الإمام أحمد رحمه الله ورضي عنه على المنع من النظر في كتب أهل الكلام والبدع المضلة وقراءتها وروايتها وقال في رواية المروذي لست بصاحب كلام فلا أرى الكلام في شيء إلا ما كان في كتاب الله أو حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو عن أصحابه رضي الله عنهم أو عن التابعين فأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود رواه الخلال
وقال في رواية أحمد بن أصرم لرجل إياك ومجالسة أصحاب الخصومات والكلام
وقال في روايته أيضا لرجل لا ينبغي الجدال اتق الله ولا ينبغي أن تنصب نفسك وتشتهر بالكلام لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إن جاءك مسترشد فأرشده رواهما أبو نصر السجزي
وقال في رواية حنبل عليكم بالسنة والحديث وما ينفعكم وإياكم والخوض والمراء فإنه لا يفلح من أحب الكلام وقال لي أبو عبد الله لا تجالسهم ولاتكلم أحدا منهم
وقال أيضا وذكر أهل البدع فقال لا أحب لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم وكل من أحب الكلام لم يكن آخر أمره إلا إلى بدعة لأن الكلام لا يدعو إلى خير عليكم بالسنن والفقه الذي تنتفعون به ودعوا الجدال وكلام أهل البدع والمراء أدركنا الناس وما يعرفون هذا ويجانبون أهل الكلام
وقال عبد الله سمعت أبي يقول كان الشافعي رضي الله عنه إذا ثبت عنده خبر قلده وخير خصلة فيه أنه لم يكن يشتهي الكلام إنما كانت همته الفقه
قال في روايته أيضا وكتب إليه رجل يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم قال والذي كنا نسمع وأدركنا عليه من أدركنا من سلفنا من أهل العلم أنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل الزيغ وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا نتعدى ذلك
وقد قال أحمد في المسند حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام بن حسان حدثنا حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من سمع بالدجال فلينأ عنه من سمع بالدجال فلينأ عنه من سمع بالدجال فلينأ عنه فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به بما معه من الشبه حتى يتبعه أخرجه أحمد وأبو داود وإسناده صحيح
إسناد جيد ورواه أبو داود من حديث حميد بن هلال
وقال الزعفراني سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول ما ناظرت أهل الكلام إلا مرة وأنا أستغفر الله عز وجل من ذلك
وقال الربيع سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول لأن يبتلي الله عز وجل العبد بكل ذنب ما خلا الشرك به خير له من الأهواء
وقال ابن عبد الحكم عنه لو علم الناس ما في الأهواء من الكلام لفروا منه كما يفرون من الأسد
وقال أيضا ما أحد ارتدىمسألة من علم الكلام فقال له أين أنت فقال في المسجد الجامع في الفسطاط فقال لي أنت في تاران وتاران موضع في بحر القلزم لا تكاد تسلم منه سفينة ثم ألقى علي مسألة في الفقه فأجبت فيها فأدخل علي شيئا أفسد جوابي فأجبت بغير ذلك فأدخل شيئا أفسد جوابي فجعل كلما جئت بشيء أفسده ثم قال لي هذا الفقه الذي فيه الكتاب والسنة وأقاويل الناس يدخله مثل هذا فكيف الكلام في رب العالمين الذي الجدال فيه كفر فتركت الكلام وأقبلت على الفقه
وقال أيضا حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم في القبائل والعشائر وينادي عليهم هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام
وقال ابن الجوزي رحمة الله عليه إما من عنده أو حكاية عن الشافعي لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر وكان فيها كتب الكلام لم تدخل في الوصية لأنه ليس من العلم وقال نوح الجامع قلت لأبي حنيفة فيما أحدث الناس في الكلام من الأعراض والأجسام فقال مقالات الفلاسفة عليك بطريق السلف وإياك وكل محدثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/463)
وقال عبدوس بن مالك العطار سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال والخصومات في الدين إلى أن قال لا تخاصم أحدا ولا تناظره ولا تتعلم الجدال فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه لا يكون صاحبه إن أصاب بكلامه السنة من أهل السنة حتى يدع الجدال
وقال العباس بن غالب الوراق قلت لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري فيتكلم متكلم مبتدع أرد عليه قال لا تنصب نفسك لهذا أخبر بالسنة ولا تخاصم فأعدت عليه القول فقال ما أراكإلا مخاصما.
قال القاضي أبو الحسين وجه قول إمامنا قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بقوم شرا ألقى بينهم الجدل وحزب عنهم العمل وقيل للحسن البصري تجادل فقال لست في شك من ديني وقال مالك بن أنس كلما جاء رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل على محمد عليهما السلام لجدله
وقال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي حديث صحيح
الخبر وروى المظفر السمعاني في كتاب الانتصار لأهل الحديث عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من أمتي أهل البدع لم نفق له على سند ولا نخاله يصح
وذكر أبو المظفر فيه قيل للإمام مالك بن أنس رحمه الله وما البدع قال أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله تعالى وصفاته وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون
وقال الأوزاعي عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك القول فليحذر كل مسؤول ومناظر من الدخول فيما ينكره عليه غيره وليجتهد في اتباع السنة واجتناب المحدثات كما أمر انتهى كلام أبي الحسين وقال رجل لأيوب السختياني أكلمك بكلمة قال ولا بنصف كلمة
وقال الأوزاعي إذا أراد الله عز وجل بقوم شرا فتح عليهم الجدال ومنعهم العمل وقال مالك ليس هذا الجدل من الدين بشيء وقال الشافعي رضي الله عنه المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن
وروى أحمد حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا حجاج بن دينار الواسطي عن أبي غالب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه
إلا أوتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) ورواه جماعة منهم الترمذي وقال حسن صحيح هو حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه والترمذي.
وقال موسى بن هارون الحمال أبو عمران عن أحمد لا تجالس أصحاب الكلام وإن ذبوا عن السنة.
وقال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول من تعاطى الكلام لا يفلح ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم.
وقال ابن شريح قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
وقال الحسن بن علي البربهاري في كتابه شرح السنة واعلم أنه ليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا يتبع فيها الأهواء وهو التصديق بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح ولا يقال لم وكيف فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب وإن أصاب صاحبه السنة والحق إلى أن قال وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده وإن جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا وهو يزيل عن طريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم وقال البربهاري المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة انتهى كلامه.
وقال ابن الجوزي قال رجل لابن عقيل ترى لي أن أقرأ علم الكلام فقال الدين النصيحة أنت الآن على ما بك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء وتعرف الطفرة ولا عرفت الخلاء والملاء والجوهر والعرض وهل يبقى العرض زمانين وهل القدرة مع الفعل أو قبله وهل الصفات زائدة على الذات وهل الاسم عين المسمى أو غيره وإني أقطع أن الصحابة رضي الله عنهم ماتوا وما عرفوا ذلك فإن رأيت طريقة المتكلمين أجود من طريقة أبي بكر وعمر فبئس الاعتقاد وقد أفضى علم الكلام بأربابه إلى الشكوك في كلام طويل انتهى كلامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/464)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:38 ص]ـ
بسم الله. . .
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس - حفظه الله،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
الكلام الذي قلته يا شيخي الفاضل لا يقوله سوى من لا يتابع ما يحدث في العالم من من طعن و غارات على الإسلام. . هل تسمع عن قناة فضائية اسمها الحياة؟؟ إن كنت لا تعلم فهي قناة تنصيرية متخصصة يقوم فيها أحد القساوسة و يدعى القمص زكريا بطرس و امرأة متنصرة اسمها ناهد متولي بدعوة المسلمين للنصرانية من خلال اظهار ما يسمونه بمساوئ الإسلام و ابراز ما يدعى محاسن المسيحية و يقوم فيها القمص بشرح آيات القرآن كما يحلو له و أشياء أخرى لا داع لتفصيلها، فما رأيك في هذا يا سيدي الفاضل؟
و هل تعرف كم المواقع النصرانية التي تهاجم الإسلام و ترتيبها على الإنترنت؟
هل تسمع عن الكيلو أربعة و نصف على طريق مصر السويس حيث عمل النصارى بكل جهدهم لتنصير المسلمين و المنطقة هناك في سبيلها للدخول كلها في النصرانية .. و قد تحركنا و كنا في سبيلنا للتدخل هناك بشكل كبير على مستوى منظمات إسلامية كبيرة و لكن تدخل المباحث أحبط كل الجهود و أجهض كل المحاولات، و الآن هم بعد نجاحهم في الكيلو أربعة و نصف يتوجهون لجزيرة الذهب و يصادفون نجاحاً مطرداً يحرق قلوب المسلمين.
و الله إن ما نفعله على الإنترنت لهو أضعف الإيمان، و لو ناداني مناد من السماء يقول توقف ما توقفت!!
هذا واقع أعيشه و أحسه و ألمسه و لست - مثل فضيلتكم - أعيش في بلد إسلامي 100% تحت رقابة صارمة تمنع تسرب الضلال إلى الناس. . أنا و أهلي و أصدقائي معرضون دوماً للشبهات و المطاعن، و أصادف دعاة الضلال في كل مكان؛ فهم يبيعون الإنجيل مع شريط فيلم آلام المسيح بجنيهين اثنين فقط و من لا يملك الجنيهين يأخذهم مجاناً. . فما رأي فضيلتكم في هذا الإغراء؟؟ و هل كل المسلمين سيقاومونه؟ هؤلاء الناس تجدهم في كل مكان: أمام أبواب الجامعات و المصالح الحكومية و محطات الأتوبيس و غيرها. . و لا تسألني عن الحكام فهم لا يهمهم سوى طاعة أسيادهم على الجانب الآخر من المحيط!!!!!
و لا حول و لا قوة إلا بالله!!
ولماذا لا تهاجم عقائدهم وتبين السنة والصواب والحق من غير جدال.كما قال الإمام أحمد وغيره: تكلم بالسنة وبينها للناس.
أنا معك في هذا الكلام. هل تفعل ذلك؟
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[09 - 06 - 04, 03:05 ص]ـ
الأخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم هشام عزمي بارك الله فيكم.
قبل بدء كلامي معك أود لفت نظرك إلى أنه لو ناداك مناد من السماء توقف فعليك الطاعة والإذعان.
ثم لقد أرسل لي هؤلاء أضعاف أضعاف ما ذكرتَه أنت بارك الله فيكم مجانًا، بل أزيدك أن كبيرهم الذي يشرف على الساعة التي تبث في تمام الحادية عشرة بتوقيتنا قد أهداني كتابهم المحرف نسخة لا تكاد توجد إلا عند الكبار فقط، بها فهرس شامل، ومعجم كبير للموضوعات والأحكام التي زعموها اشتمل عليها، وأشياء كثيرة، فضلا عن طباعة أنيقة للغاية لم أرها في حياتي، وأهداني ـ وكل هذا عبر البريد ـ بعض تفسير القرطبي وبعض التفاسير الإسلامية، ودعاني مرارًا فلم أذهب إليه، بل وردد اسمي في برنامجه ولم يستطع بحمد الله الجواب على سؤال واحد مما سألته له.
لكن الطامة التي رأيتها أن كل ما أرسله لي عن القرطبي وغيره مكذوب عن آخره، لا يصح فيه إلا لون الورق الذي لا أشك أنه ورق وليس غير الورق، وإن شككت في الورق لبعض الوقت من هول من رأيت من كذب وإفك مفترى.
وكلامي السابق هنا وكذا كلام المشايخ الكرام بارك الله فيهم لا يدل أبدًا على الانصراف عن ذلك.
كلا لم أقل ذلك ولم يقل المشايخ ذلك أبدًا، وإنما المراد أن نوازن بين المصالح والمفاسد، وأن يتصدى لهذا الأمر من هم على دراية به أمثالك مثلاً.
ثم أن لا نذهب إليهم جميعًا، ويكون هذا شغلنا الشاغل، وإنما لهم من يردعهم أمثالكم، وللوضاعين وللكذابين في السنة من يردعهم أيضًا، وأنت تقوم بعمل ونحن بآخر والجميع يصب في مشكاة الإسلام.
ولكن لو اضطررنا صمدنا ولم نول الأدبار وناظرنا وفعلنا ما يسرك، غير أن للحديث رجال وللفقه رجال وللمجادلة رجال، وهكذا.
والمسألة تخصصات وفتوحات يفتح الله بها على بعض عباده دون البعض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/465)
ومع ذلك يظل الأمر كله في إطار ضوابط شرعية تمنع من انزلاق البعض في مهاوي التردي أو الانحراف والعياذ بالله.
ولعل من الطريف ان أذكر لك ما جري لي أمس الذي قبل اليوم:
فقد دخلت على الشبكة فإذا بواحد من الملاعين يخرج لي، وإذا به من القاهرة، وبادرني بالسؤال: ممكن نتعرف؟
فاستغربت الأمر، وسألته: من معي، فعرفني بنفسه، وأخذ يحاول استدراجي، فسألني سؤالا: أنتم تقولون كتبكم محرفة، والصواب أن المسلمين يكذبون، ألا توافقني؟
فما كان مني إلا أن قلبت له ظهر المجن، وكان الرجل حمارًا غايته النصرة ليس إلا ولو أداه ذلك إلى الخروج من ملته التي هو عليها إلى أسوأ منها.
فقلت له: أنتم تقولون: إن عيسى صلب، أليس كذلك؟
ففطن الحمار أنني سأصنع له فخًا فقال: لا، عيسى حي.
قلت له: هذا جميل، ونحن نقول إنه حي عند الله عز وجل، لكن ما رأيك في رجلين أحدهما يقول: صُلِبَ والآخر يقول: لا، مؤكد أنه واحد منهما صواب والثاني خطأ؟
قال: نعم.
قلت: عندكم أربعة وليس اثنين، بعضم يقول: صُلِب، وبعضهم يقول: لا، فمن هو الصادق منهم ومن الكاذب؟
فقال الحمار: إنه لا يؤمن بهذا الإنجيل.
فانظر كيف خرج الحمار من الاعتراف بالحق إلى ما هو أسوأ من ملته.
بل وتمادى في تَحَمُّرِه إلى ما هو أبعد من هذا بكثير.
فقلت له: أنا والله جاد في طلبي: أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين.
وجلستُ أُعَدد له فضائل الإسلام، ففرَّ هاربًا وترك الشبكة.
فأنت ترى أخي الحبيب أن القطان لم يتأخر حين عرضت له مسألة كهذه، وكذا المشايخ الأجلاء السابقة أسماؤهم، غير أننا لا نذهب لهذا حرصًا على التميُّز والتحصيل في علوم الشريعة الأخرى.
فنحن نكفيك في جانب، وأنت تكفينا في آخر.
وأنا أعلم مدى المعاناة التي تحكيها، فأنا ((ابن أم عباس)) مثلك تمامًا، غير أن هذا قدرنا بارك الله فيكم.
ولو تركتَ أنت ما أنت عليه لضاع الجميع، ولو تركنا نحن ما نقوم به لما وجدتَ من يعينك في كبير ولا صغير، بل ما قامت مناظراتك وأخوانك بارك الله فيك إلا على أكتاف أهل الحديث خاصة والشريعة عامة الذين وهبهم الله الحرص على التعلم، والصبر في هذا المجال، والعناية به، وتبليغه الناس.
فاصبر على ما أنت لاقٍ، ولنصبر على ما بُلينَا.
وإن احتجتني فلن أخذلك، لكن حسبما يسمح به الحال.
ومع كل هذا فأنا عند رأي الصريح السابق: أن لا يتصدى إليهم إلا راسخ في العلم والعقيدة، ثم لابد من وجود استعلاء الإيمان في قلب المجادل لهم، ولا نقبل من ضعيف الإيمان مجادلة لهؤلاء أبدًا.
وأشكرك.
وأشكركم جميعًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[معاذ]ــــــــ[09 - 06 - 04, 09:59 ص]ـ
لقد اعترضت على الدكتور هشام بقولك (قبل بدء كلامي معك أود لفت نظرك إلى أنه لو ناداك مناد من السماء توقف فعليك الطاعة والإذعان)
هل هذا الكلام سليم يا شيخ يحيى القطان؟
وهل من مناد من السماء نسلم ونذعن له بعد انقطاع الوحي بانتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى؟
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[09 - 06 - 04, 03:30 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة معاذ
لقد اعترضت على الدكتور هشام بقولك (قبل بدء كلامي معك أود لفت نظرك إلى أنه لو ناداك مناد من السماء توقف فعليك الطاعة والإذعان)
هل هذا الكلام سليم يا شيخ يحيى القطان؟
وهل من مناد من السماء نسلم ونذعن له بعد انقطاع الوحي بانتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى؟
..................
الأخ معاذ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا أخي الكريم أرجو أن نفهم مرادات الخطاب على وجهه، بمتابعة السابق واللاحق، ثم معرفة ممن صدر الكلام ولمَن؟
وأنت لو تابعت كلامي مع أخي هشام بارك الله فيك، في هذا الموضع وغيره؛ لوجدته ممزوجًا بمداعبات في أثناء الكلام تخفف عن أخي ما هو فيه، وهو بارك الله فيه يعلم ذلك ويفهمه على وجهه.
وإلا فمن قال إن هناك مناد الآن؟؟
هو لم يقل ذلك، فقط افترض بلو، وأنا أيضًا افترضتُ بلو.
فإذا وُجِدَ مناد فأعدك أن أبحث المسألة معك، أما الآن ونحن وأنت نعلم أنه لا مناد فلا بحث فيما لم يقع، وادخل معنا بارك الله فيك فيما نحن فيه.
وأشكرك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:09 م]ـ
الأخ الفاضل د. هشام عزمي حفظه الله
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/466)
- أشكرك على غيرك على دينك، وحماسك في الرد والذب عن عقيدتك، وهذا عمل صالح أرجو أن يثيبك الله عليه.
- لا يخفى عليكم أخي الكريم أن الحماس للدين وحده لا يكفي، بل حتى العمل إن لم يكن على وفق السنة، ومنهج سلفنا الصالح ثم النظر في جدواه.
- بعد ذلك قلتَ لي: الكلام الذي قلته يا شيخي الفاضل لا يقوله سوى من لا يتابع ما يحدث في العالم من من طعن و غارات على الإسلام. . .
أقول بارك الله فيك: لا يخفى على من يتابع، ولا على من لا يتابع؛ ما يبذله النصارى من جهود جبارة في نشر دينهم الباطل .. في وسائل يصعب حصرها، وأظن الذي ذكرتَ من أقلها ..
لكن لا ننسى كذلك ما يقوم به المسلمون من جهود جبارة في دعوة الكفار لهذا الدين، ومنهم النصارى، فهناك ـ ولله الحمد ـ مئات، أو آلاف الجمعيات، والمنظمات،ومكاتب الدعوة، والبعثات، والجهود الفردية، وغير ذلك، وقد دخل في دين الله من هؤلاء ما لا يستطيع أن يعده العاد. فلله الحمد.
وهذه الجهود أكثر نفعاً، وثمرةً من المناظرات، والمهاترات التي تحدث مع هؤلاء الفجرة، والمتعصبين مما يقل ـ غالبا ـ جدواها، هذا مع قلة المستفيدين من هذه المناظرات لمحدودية الإطلاع على ذلك لعدم شهرة هذه المواقع، وقلة الزوار، وضعف المتناظرين علميا من الطريفين، وكونهم مجاهيل أو مغمورين من الطائفتين.
وقولك: هل تعرف كم المواقع النصرانية التي تهاجم الإسلام و ترتيبها على الإنترنت؟
أقول: وهل تعرف كم المواقع الإسلامية التي تنشر الإسلام، وتبين محاسنه، وكم المواقع التي تهاجم الكفرة والمبتدعة، وترتيبها على الإنترنت؟
وقولك: هذا واقع أعيشه و أحسه و ألمسه و لست – مثلك - أعيش في بلد إسلامي 100% تحت رقابة صارمة تمنع تسرب الضلال إلى الناس ... الخ
أقول: نسأل الله أن يعينكم على نشر دينه، وأن يستعملكم في طاعته، وبذل الجهود المثمرة والطرق القصيرة الموصلة لأنفع النتائج .. إنه على كل شيء قدير. ونحن، وإن كنا في بلدنا أحسن حالا في الجملة؛ إلا أنه عندنا طوائف من المبتدعة قد مُكنَ لهم مع الأسف كالرافضة في مناطقهم، والصوفية، وناهيك عن تسلط الحداثيين والعلمانيين وتمكنهم من وسائل الإعلام وبعض قيادات التعليم وغير ذلك، وكذا حثالات من التغريبيين والعقلانيين لا كثرهم الله، وهذا واقع نلمسه نعيشه، ونعانيه، وإن كنتم هناك لا تشعرون به.
وقولك: أنا معك في هذا الكلام. هل تفعل ذلك؟
نسأل الله الإعانة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15501&highlight=%C7%E1%E3%CD%DF%E3
ـ[عبد فقير]ــــــــ[10 - 06 - 04, 06:35 م]ـ
بسمك اللهم
الإخوة الأفاضل
الأساتذه العلماء والباحثين الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أشكر إدارة المنتدى لفتح باب النقاش فى موضوع شائك كهذا
ثانياً دعونى أرد على شىء مما قاله علمائنا الأجلاء
-------
أولاً يتمركز رفض الأفاضل فى المنتدى لفكرة دحض شبهات النصارى وغيرهم من اهل الأهواء والبدع الضلال (وأنا يهمنى فى هذا المقام النصارى) حول أن هذه مضيعة للوقت لا فائد منها ولا طائل
فسبحان الله
هل كان رسول الله جاهل بنعمه الوقت فضيعها حين ناظر نصارى نجران ومشركى قريش ويهود المدينه
حاشاه
منذ بدء الإسلام والإسلام يدفع المسلمين دفعاً لمناقشه أهل الضلال لبيان ضلالهم وما نحن عليه من حق وهذا نراه واضحا جلياً على طول القرآن الكريم وعرضه فى مواضع عده فهل غفل العلماء عن هذا
معاذ الله
بل أن أول كتاب على وجه الكرة الأرضيه فى علم مقارنه الأديان بعد القرآن الكريم هو كتاب النوبختى المتوفى سنه 202 هـ وإسمه الأراء والديانات
ألم يؤلف كبار علماء الإسلام كتب فى الرد على النصارى وغيرهم وعلى سبيل المثال لا الحصر المسعودى والمسبحى وأبو الحسن العامرى وأبو الريحان البيرونى وأبو منصور البغدادى وإبن حزم الأندلسى والشهرستانى والغزالى وأبو البقاء صالح بن الحسين الجعفرى وأحمد بن إدريس القرافى وشيخ الإسلام إبن تيميه وتلميذه إبن القيم والشيخ عبد الله الترجمان والشيخ رحمت الله الهندى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/467)
فهل كان كل هؤلاء على جهل بقيمة الوقت وعَلِمَّه علمائنا الأفاضل فى المنتدى هنا فنفروا من تضييع اوقاتهم الثمينه فى الذب عن حياض الإسلام والدفاع عن دين الله الذى هو الآن أحوج ما يكون إلى علماء ربانيين يدافعون عنه
فسبحان الله
علمائنا الأفاضل محدثكم هو واحد من 2 مليار وثلاثمئه مليون مسلم يستغيثون من هجمات الإلحاديين والمبشريه
الأخ هشام عزمى يظن أن المملكه هى الأرض الوحيدة على سطح الأرض الآمنه من هجمات المنصرين والإلحاديين (وهما وجهان لعمله واحده وكما قال أحد المنصرين إن لم نستطع أن ندخلهم فى النصرانيه فلنخرجهم من الإسلام)
ولكن دعنى اقول لك وأقول لكل علمائنا لم تسلم المملكه من هذا الشر بل هناك منصرين يعملون داخل المملكه بكل جهدهم (وقبل أن يقول لى الإخوة الأعضاء أنى مثير لبلبله أو مشاكل فأقول لهم الحالات كثيره ومنها من قابلته بنفسى وعاد إلى دين الله ومنها من لازال على ضلاله)
وليس فى المملكه وحدها فى الكويت وفى اليمن وفى الجزائر وفى مصر وفى الأردن وفى أفريقيا ومسلمى أروربا وآسيا وفى الهند وباكستان وأفغانستان
فى كل مكان على وجه البسيطه النصارى يعملون بكل جهدهم لا يدخرون الغالى ولا النفيس يضيعون وقتهم الثمين فى الدعوة إلى دينهم وتثبيت أهلهم
لا أدرى ماذا ينتظر علمائنا ليتحركوا
هل ينتظرون أن يحدث كما حدث فى اليمن أن يقوم المتنصرون بسمح الحمامات بالقرأن الكريم
هل يتنظرون أن يحدث كما حدث فى الهند منذ مئات السنين حينما كان المسلمون يتنصرون بالألاف أيام الإحتلال البريطانى وكان المنصرين يدقون الأبواب يدعون المسلمين للنصرانيه ولم يبقى سوى عائلات العلماء ومنهم ظهر الشيخ رحمة الله الهندى مؤلف كتاب إظهار الحق حين قام عالم واحد بالرد على النصارى والمنصرى إندحروا وجروا أزيال الخيبه فهل ننتظر أن تكون النيران فى بيت جارنا حتى نطفئها أم نغلق باب الشر من الحين
ولكن طبعاً علمائنا وقتهم لا يسمح فهم مشغولون بمسائل محققه من قبل عشرات المرات مشغولون بالصحيح و الضعيف والثقه والكذوب
سبحان الله
أسألكم بالله يا علمائنا أليس ما تفعلونه الآن يفعله علماء الإسلام على مر العصور لهم أكثر من ألف سنه
يا أساتذتى وعلمائى الأفاضل
أنا لا أقول لكم أتركوا علوم الحديث وتفرغوا للرد على أهل الباطل (رغم أنه واجب عليكم الأن فى الوضع السىء الذى نحن فيه) أقول لكم ساعه أو ساعتين ليس فى اليوم بل فى الإسبوع
أهذا كثير على الدفاع عن دين الله
لأ والله بل هو أقل القليل
تخيلوا معى لو عشره علماء خصصوا فى كل إسبوع ساعتين للرد على شبهه من شبهات النصارى يعنى أصبح لدينا كل إسبوع 20 ساعه بهم رد على عشر شبهات
يعنى فى آخر كل شهر لدينا رد على أربعين شبهه وربما أكثر
يعنى فى خلال سنه تكون شبهات النصارى كلها مردود عليها من علماء محققين
هل عجزتم عن هذا
أصبح علمائنا الآن متفرغون فى مسائل لا نقلل نمن قيمتها ولكن هناك أولويات
يخرج مثلاً علينا الشيخ فلان بكتاب فى الفقه فيخرج آخر للرد على كتاب الشيخ الأول ليختلف معه فى نقاط بسيطه كالبسمله قبل الوضوء وهى أشياء لو كان يريد الشيخ الثانى الخير لرفع سماعه الهاتف وقال للشيخ الأول هناك نقاط كذا وكذا فلنتناقش بها ولتنزل طبعة جديده من الكتاب بها توضيح لهذه النقاط
ولكن تفرغنا للرد على بعضنا البعض
وكم من أمثله مثل هذه والمثال الذى قلته حدث حقيقةً وغيره
سبحان الله
علمائنا الآن هدفهم وهمهم وشغلهم الشاغل تحقيق المحقق
محدثكم هو صاحب أحد مواقع الرد على النصارى
هل تعلمون أننى قبل أن أقوم بفتح موقعى هذا أننى أرسلت للبريد الإلكترونى لمعظم من حلصت على بريدهم الإلكترونى من علماء وهيئات إسلاميه كبرى والرساله كان بها مئات المواقع التنصيريه وأقول لهم إفعلوا شىء أى شىء
والجواب
لا جواب
تخيلوا من رد على
موقع الداعيه عمرو خالد ولم يفعلوا شىء سوى إضافتى للقائمة البريديه لديهم فقط
بالله عليكم أليست هذه مهزله
كان هذا منذ سنتين على أقل تقدير
ووالله ما تعلمون ما أصبانى من أحباط حينها
حينها كنت مسلم بطاقه لا يعرف شىء عن أى شىء وتعرضت بكثرة كثيرة جداً لشبهات المنصرين ولكن كانت عندى ثقه بدينى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/468)
ولولا فضل على ثم فضل شيخ كبير العمر هو ليس بعالم ولا محقق هو إمام مسجد فى بلد صغيرة من بلاد مصر جلست له وقلت له يا شيخ دول بيقولوا الرسول إتجوز عائشه وهى عندها 9 سنين فيرد ياشيخ دول ألفوا كلام مشابه لكلام الله فى القرآن فيرد الشيخ ياشيخ يا شيخ ويرد الشيخ ولا يكل ولا يمل
من صلاة العشاء حتى صلاة الضحى فى اليوم التالى وهو معى
دخلت له باكيا مستغيثاً فلم يخذلنى وأخرجنى من عنده مبتسماً فرحاً بل ضاحكا على سفاهة النصارى
وأنت الآن يدخل لكم الآلاف مستغيثون ولكن الوقت الثمين لا يسمح
سامحكم الله وسامحنى
تخيلوا حضراتكم لو كان فى مكانى هو واحد من الذين يتزعزع إيمانهم بكلمه لحظتها كان سيصدق ما يقوله النصارى ان علماء الإسلام لا يستطيعون الرد على شبهاتهم وحينها كان سيتنصر وكم من المغريات كالسفر والعمل بالخارج والزيجه المرتاحه (حدث هذا الأمر مع شخص نسأل الله له الهدايه)
من سيسأل أمام الله فى هذا الشىء هل المتنصر وحده
لا
بل أنتم أيها العلماء
أنتم يا من تحملون أمانه الدين ولكن وقتكم الثمين لا تستطيعون إقتطاع ساعتين منه فى الإسبوع للرد على النصارى
-------------------
حجه واهيه
أحد الحجج الواهيه هى أن الدفاع عن الإسلام يضع الإسلام فى موقف الضعيف
سبحانك ربى
ألم يدافع الله عن رسوله وعن الإسلام فى كلامه القرآن
هل الله لم يفطن لما فطن له علمائنا الأجلاء
أستغفر الله
ألم يدافع رسول الله والصحابه والتابعين وتابعى التابعين وعلماء الإسلام عن الإسلام
هل جهلوا ما علمه علمائنا الأجلاء
معاذ الله
هل جينما يقوم الإنسان بهش الذباب من على وجهه هو فى موقف الضعيف
لا أظن
نعم ندافع عن دينا والدفاع عن ديننا هو أحد وسائل الهجوم على معاقل الكفر والإلحاد
لم التخاذل
لا أدرى
من يرى موقفكم هذا يظن أن الإسلام هو الباطل وأن ما دونه هو الحق لذلك يخاف العلماء ويتهاونون
فى حين أننا مع الوقت الطويل الذى قضيناه فى الدفاع عن الإسلام (وأنا أتكلم هنا بصيغه الجمع لأنها صرخه جماعيه ولست وحدى بل ما أقوله يريد الكثير غيرى قوله وأنا أنقل لكن غيض من فيض) مع طول هذا الوقت عَلِمنا أنه لا أقوى ولا أفضل من دين الإسلام فلماذا أنتم متهاونون لهذا الحد
------
قول الإمام مالك
أما قول الإمام مالك رضى الله عنه والذى نقله لنا الشيخ السديس ((منها قول مالك لست في شك من ديني. ومنها تحقيرهم وتقليل شأنهم، ومنها خوف دخول الشبه على المناظر أو السامع، ومنها خوف الانقطاع لمن هو غير متمكن من معرفة عقيدة ودين وشبه المخالف واتقانه لفن المناظرة والجدال وقبلها العلم الشرعي والتبحر فيه.))
وهل من يدافع عن دينه هو فى شك منه
أعجبنى قول مالك خوف دخول الشبه على المناظر أو السامع، ومنها خوف الانقطاع لمن هو غير متمكن من معرفة عقيدة ودين وشبه المخالف واتقانه لفن المناظرة والجدال وقبلها العلم الشرعي والتبحر فيه.
ألا يرى علمائنا أنه هم الأولى منى ومن الأصاغر أمثالى بالدفاع عن دين الله
أنا مستعد أن اغلق هذا الباب فى حياتى ولكن لما أرى أن العلماء يقومون بما وجب عليهم فيه
ولكن علمائنا مقصرين أو مشغولين
أما القول بأن المتعصب لا يجدى نقاشه
فأقول لشيخنا الفاضل
أنا لا أنتقى من يدخل موقعى أو يقرأ كتابى أو مقالتى
فربما يقرأها متعصب فيلقى بها فى الزباله
أو يقرأها طالب حق فيهتدى بى
أو يقرأها مسلم متشكك (وهم كثر) فيقوى إيمانه
أما قول الشيخ السديس بحمل كلام شيخ الإسلام إبن تيميه على إنه إذا ما إستفحل الأمر
فأقول للشيخ
أنت لا تملك طبقاً (دش) فى بيتكم
ربما
ولكن جارك عنده واحد
دق بابه وإساله كم قناه تنصيريه موجوده على الدش سيقول لك ثلاثه (باللغه العربيه فقط) وأخرى بالكرديه والفارسيه والإنجليزيه طبعاً
شغلهم الشاغل هو تشكيك المسلمين بدينهم
أليس هذا المقصود بإستفحال الأمر
إنهم وصلوا لعقر دارك يا شيخ
بل وصلوا للشيخ القطان شخصيا أليس هذا ما يطلق عليه إستفحال الأمر
إن لم يكن إستفحال الأمر كذلك فكيف يكون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/469)
العهد الجديد يباع بإثنين جنيه أمام المساجد فى مصر أمام المساجد والله وأحاسب عليها يوم الدين وتوزيع الأهرام يأخذ نسبه 40% من أى كتاب يباع عن طريقه وهذا يعنى أن الكتاب سعره الأساسى 120 قرشاً مصريا فقط يعنى المصروف الشخصى لطفل فى الإبتدائى يكفى لشرائه
أليس هذا إستفحال الأمر
وإن لم يكن هذا إستفحال فى المصاب فأعلمونى متى يمكننى أن أخبركم انه إستفحال حتى أخبركم حينها!!
------------------------------
توضيح
يقول الشيخ السديس
لكن لا ننسى كذلك ما يقوم به المسلمون من جهود جبارة في دعوة الكفار لهذا الدين، ومنهم النصارى، فهناك ـ ولله الحمد ـ مئات، أو آلاف الجمعيات، والمنظمات،ومكاتب الدعوة، والبعثات، والجهود الفردية، وغير ذلك، وقد دخل في دين الله من هؤلاء ما لا يستطيع أن يعده العاد. فلله الحمد.
يا شيخنا الفاضل
لا ننكر هذا
لكن ما تقوله لا يتعدى نقطه فى بحر التنصير والمنصرين
فلا نخدع أنفسنا
يا شيوخنا الكرام أذكر فى دراسه قرأتها ولكنى نسيت أين لكنى أذكر الأرقام بالتحديد أمام كل داعيه مسلم هناك 1500 منصر نصرانى
هل نزلتم على أرض الواقع أم لا
أقول: وهل تعرف كم المواقع الإسلامية التي تنشر الإسلام، وتبين محاسنه، وكم المواقع التي تهاجم الكفرة والمبتدعة، وترتيبها على الإنترنت؟
كم يا شيخنا
كم
أقل مما يلزمنا
هل تعرف كم موقع عربى متخصص للرد على المنصرين
تخيل حضرتك كم
لا يتعدى أصابع اليدين ويمكننى أن أعددهم لك الآن (الجامع-إبن مريم-الدعوة-عين الحقيقه-عين الإسلام)
منهم إثنين متوقفين عن العمل نهائياً
وواحد منهم مهدد بالتوقف فى أى لحظه
هل نزلتم على أرض الواقع
-----------------------------
وأخيراً
شيوخنا الكرام
آسف على سوء أدبى
ولكنى مفجوع فعلاً فى رد فعلكم
ووالله لو تعلمون ما يعلقه عليكم إخوانكم من آمال لما كنت تهاونتم للحظه
ووالله لو تعلمون كم عدد الرسائل التى تصلنى تطالب بوجود علماء معنا وتريد تعاونهم ومناصرتهم لنا لعلمتم كم كان رد فعلكم السلبى سببا فى ضيقى
فتحملوا إبنكم او أخوكم الصغير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[10 - 06 - 04, 08:38 م]ـ
أخي العبد الفقير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على جميع ما ذكرته، وأبشر أخي فما تخاذل الناس في هذا السبيل.
غير أني أعلم أن الغيرة على الدين هي التي دفعتك لمثل هذا.
ثم أود أن أعلمك أن ما ذكرتَه صحيح في الجملة لا نعارضك في كثيرٍ منه.
غير أن المشكلة الحقيقة تكمن في أمرين:
الأول: في مناظرة هؤلاء ضمن الشبكة العنكبوتية، وهذا ينبغي أن يتفرغ له البعض دون الكل، بل هذا يجري في مناظرة هؤلاء في كافة المواقع.
فهو من الواجبات على الكفاية.
والأمر يرجع كما ذكر المشايخ الأجلاء إلى الموازنة بين المصالح والمفاسد، والجميع على ثغر من ثغور الإسلام فليحرص على أن لا يؤتى الإسلام من ناحيته.
ثم الأمر الثاني الذي أود التنبيه عليه: هو تلك الهالة العظيمة التي يعطيها الناس لجهود هؤلاء المنكوبين، وأقولها راسخًا ثابتًا متيقنًا: والله لو جلسوا ألف عامٍ ثم جاء بعض صغار المسلمين إلى ما فعلوه في الألف عام لنفخه بفيه لهشاشته.
ولكن الناس يخيفهم الإعلام والإعلان المستمر، وكما قيل: الضرب على الآذان أمر من السحر.
فيا أخي الكريم، أحدثك حديث الخبير بما تقول، بل حديث رجل عاش يناظرهم سنين عددًا، فما وجدت لهم شبهة تقوى.
بل أقول لك شيئًا رأيته مرارًا: كنت أعطيهم السؤال وأتركهم شهرين وثلاثة فلا يجيبون عليه إلا بقولهم: الصديق العزيز عيسى جاء ليخلص البشرية من الخطايا وعليك أن تؤمن بذلك، وباقي الأمور يمكننا مناقشتها فيما بعد.
وهكذا كان جوابهم على الدوام، ولقد حدثني الثقة الثبت أن كبيرهم جلس يدعو ((العربجية)) قادة الحمار والفرس ثلاث ساعات، وقدم لهم الحلوى وما يطيب اجتذابًا لهم، وفي آخر محاضرته قال بعض هؤلاء الذين لا يؤبه لهم عند الكثيرين: وحدوه؟؟؟ فرد الجميع: لا إله إلا الله محمد رسول الله!!!
فانظر أخي بارك الله فيكم إلى هذا وتدبره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/470)
ولقد ضج هؤلاء من شيخ كبير، فدعوه للمناظرة في دارهم وجمعوا له ـ وهو الأصولي الفقيه المحدث بارك الله فيه ـ جمعوا له ثلاثة عشر كبيرًا، كانت النتيجة أن دخل بعضهم في دين الله والحمد لله، وبقي الآخرون في حيرةٍ من أمرهم.
فتدبر هذا أيضًا.
فيا أخي: هذه فقاعات ماء في هواء، لا تظل كثيرًا.
فهون على نفسك.
لكن لا تفهم من كلامي التقليل من شأن المناظرة لهم ومقارعتهم، كلا ... لكن المراد أن نعطي لهؤلاء الأقزام حجمهم القزمي المعهود لهم.
وإنما انتفش هؤلاء حين نفشناهم نحن.
وفي المثل عند ((أم عباس)): ((إيه اللي فرعنك يا فرعون؟ قال: ما لقتش حد يردني)).
فالمسألة كبيرة نعم، لكننا ساعدنا على تكبيرها.
فيا أخي: نحن لا نقلل من جهودكم، ثم لا ننكر الحاجة لهذه الجهود، بل ولا ننكص على أعقابنا، ونقوم بالواجب متى لزمنا ذلك.
غير أن مما لا شك فيه: أن التوحيد أولاً وقبل كل شيء.
وأنت خبير أن الطامة ليست في هؤلاء أو أولئك؛ إنما الطامة في جهل الناس بدينهم.
ولذا يذهب هؤلاء إلى جهال المسلمين غالبًا، ونادرًا ما يذهبون لمن يتلمسون فيها علمًا ما.
ولذا فالواجب في مثل هذا السير على طريقين:
الأول: العلم الشرعي بكل جوانبه التوحيدية والحديثية والفهية والأصولية، وغيرها.
الثاني: محاججة المبتدعة من أعداء الدين؛ كالمترفضين والمتنصرين والمتهودين وغيرهم.
ولا يجوز التهاون في هذين الطريقين، ولا يغني أحدهما عن الآخر.
ومن هنا إذا كان الله قد منحكم الثاني وفتح عليكم به، فيلزمك المواصلة، وتكون آثمًا إن توليت عنه، كما نأثم نحن إن تولينا عن الأول إذا كان الله قد منحنا فيه بعض الفهم.
وهكذا تصح لنا الأمور.
وأظنك توافقني على ذلك بارك الله فيكم.
لكن ما لم أحبه لك: حدتك في العبارة مع المشايخ الأجلاء، فهم إخوانك من قبل ومن بعد، لكني أعلم أن سبب ذلك غيرتك على الدين، ولذا فأنا لا ألومك في حدتك هذه وإن لم أحبها لك.
وأرجو الله عز وجل أن يكون المراد قد وصلك الآن بارك الله فيكم.
ومع هذا فلن أقبل بحالٍ من الأحوال: أن ينخرط في هذا المجال أو ذاك غير ثبت في العلم، قوي في العقيدة والإيمان، وأمر الله عز وجل صريح في ذلك: ((فأعدوا)) والآمر الآخر: ((خذوا حذركم)) فلابد من إعداد علمي وإيماني، يجانبه ويوازيه أخذ الحذر.
والله يوفقك ويرعاك ويسدد خطاك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[10 - 06 - 04, 08:47 م]ـ
وهذه نصائح أرى من الإفادة الإشارة لبعضها:
منها: الحرص الدائم على الطاعات.
ومنها: دوام الاستغفار والتسبيح، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يأخذ غدوته من الاستغفار ليفتح الله عليه ويعينه على مناظرة المبتدعة، فعليك بذلك.
ومنها: دوام النظر في كتب أهل الإسلام، خاصة كتب علوم الإيمان والعقائد.
ومنها: دوام التفقه في الشرع، خشية أن تنطلي عليك بعض الشبهات.
ومنها: دوام الدعاء.
ومنها: التسمية والاستعانة بالله على هؤلاء.
ومنها: استعلاء الإيمان على الدوام.
ومنها: كثرة المطالعة في علوم أصول الفقه والبحث والمناظرة، لتتكون ملكة في مناظرة الآخرين.
ومنها: دوام المطالعة فيما كتبه علماء الإسلام من مناظرات لهؤلاء القوم.
ومنها: لزوم أهل العلم، والحرص على صحبة العلماء وطلبة العلم، فهذا من أنفع الطرق وأعظمها لتقويم الشخص لنفسه على الدوام.
ومنها: الفطنة لئلا تتسرب بعض أفكارهم إليك.
ومنها: الانسحاب متى كان الانسحاب لازمًا، والحكمة في الانسحاب بما لا يُظْهِر الانقطاع أو الهزيمة لئلا يعظم هذا في نفس الضال ويشجعه على استمرار المسيرة.
وأكتفي بهذا الآن.
ولعل المشايخ الأجلاء يضعون لكم بعض النصائح المعينة لكم في مثل هذا.
بارك الله في الجميع.
وأشكركم جميعًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 06 - 04, 12:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ العبد الفقير بارك الله فيك: لماذا هذه الحدة في الخطاب؟
هل هذا بسبب مناظرة النصارى؟ (ابتسامة)
يا أخي بارك الله فيك ... أوردتَ أشياء أنا لم أخالفك فيها!
واعترضت عليّ باعتراضات ليس بها ناقة ولا جمل!
لكن يبدو أنك لم تدقق بما كتبتُ سابقا.
ثم يا أخي لا تظن أن هؤلاء الذين ترميهم بالتقصير لا يهتمون بأمر الإسلام، أو نصرته أو لا يغارون عليه، وأنهم مشتغلون بدنياهم!
لا يا أخي هذا ظن غير صحيح!
وليس كونه لم يشترك مع زيد في عمل معين أنه يكون مقصرا!
لا أبدا، فربما لم يقتنع بجدوى عملك، وله من الأعمال في نصرة الدين، ونشره، والذب عنه أضعاف ما تعمل.
وعلى كل حال أنا ذكرتُ رأيي، وبينتُ وجْهَهُ، ولا ألزمُكَ بِهِ، والأنفعُ لنا أن نلتفتَ لما ينفعُنا.
{قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً}
وقد أحسن يحيى القطان في البيان فجزاه الله خيرا.
وهذه (ابتسامة) أخرى، والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/471)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:48 م]ـ
عقبت ولم يظهر التعقيب!(27/472)
ما هو ضابط الكرامات والحد الأعلى الذي يجوز شرعا منها
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[05 - 06 - 04, 12:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فهذا السؤال في الأصل كنت قد أرسلته إلى شيخنا الحبيب أبي عمر زياد بن منيف العضيلة حفظه الله تعالى، ورأى الشيخ حفظه الله أن أطرحه في موضوع لتعم الفائدة ويشارك به إخواننا الكرام.
ما هو ضابط الكرامات، أريد تعريفا جامعا مانعا لها، وما هو الحد الأعلى منها، بمعنى ما هو آخر حد تصل إليه الكرامة.
البعض يقول إطلاع على بعض المغيبات.
والبعض يقول إطلاع على كل المغيبات.
والبعض يرى العرش.
والبعض يرى اللوح المحفوظ.
والبعض يرى الذهاب من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب بلحظة.
والبعض تأتي الكعبة لزيارته فيطوف حولها.
والبعض يرى إحياء موتى البشر.
والبعض يرى إحياء موتى الحيوانات.
والبعض يرى قلب الحجارة فاكهة.
والكلام في هذا يطول.
والحاصل في هذه المسألة
أن في الكرامة ثلاثة أقوال فيما أعلم
1ـ المنع مطلقا.
2ـ الجواز مطلقا.
3ـ التفصيل بين ما كان من قبيل المعجزات الكبار (ما وقع بها التحدي) أو غيرها فمنعوا الكبار وأجازوا ما دون ذلك.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (7/ 479 طبعة السلام) إن هذا القول أعدل المذاهب (أي القول الثالث بالتفصيل)، ثم أجاز الإطلاع على بعض المغيبات مما يدل على أنه لا يعتبره من الكبار.
وهذا تمام كلامه رحمه الله:
قوله: (وما كان إلا رزق رزقه الله) في رواية ابن سعد " رزقه الله خبيبا " وفي رواية شعيب وثابت " تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا " قال ابن بطال: هذا يمكن أن يكون الله جعله آية على الكفار وبرهانا لنبيه لتصحيح رسالته قال: فأما من يدعي وقوع ذلك له اليوم بين ظهراني المسلمين فلا وجه له , إذ المسلمون قد دخلوا في الدين وأيقنوا بالنبوة , فأي معنى لإظهار الآية عندهم؟ ولو لم يكن في تجويز ذلك إلا أن يقول جاهل إذا جاز ظهور هذه الآيات على يد غير نبي فكيف نصدقها من نبي والفرض أن غيره يأتي بها لكان في إنكار ذلك قطعا للذريعة , إلى أن قال. إلا أن وقوع ذلك مما لا يخرق عادة ولا يقلب عينا , مثل أن يكرم الله عبدا بإجابة دعوة في الحين , ونحو ذلك مما يظهر فيه فضل الفاضل وكرامة الولي , ومن ذلك حماية الله تعالى عاصما لئلا ينتهك عدوه حرمته انتهى. والحاصل أن ابن بطال توسط بين من يثبت الكرامة ومن ينفيها فجعل الذي يثبت ما قد تجري به العادة لآحاد الناس أحيانا , والممتنع ما يقلب الأعيان مثلا , والمشهور عن أهل السنة إثبات الكرامات مطلقا , لكن استثنى بعض المحققين منهم كأبي القاسم القشيري ما وقع به التحدي لبعض الأنبياء فقال: ولا يصلون إلى مثل إيجاد ولد من غير أب ونحو ذلك , وهذا أعدل المذاهب في ذلك , فإن إجابة الدعوة في الحال وتكثير الطعام والماء والمكاشفة بما يغيب عن العين والإخبار بما سيأتي ونحو ذلك قد كثر جدا حتى صار وقوع ذلك ممن ينسب إلى الصلاح كالعادة , فانحصر الخارق الآن فيما قاله القشيري , وتعين تقييد قول من أطلق أن كل معجزة وجدت لنبي يجوز أن تقع كرامة لولي , ووراء ذلك كله أن الذي استقر عند العامة أن خرق العادة يدل على أن من وقع له ذلك من أولياء الله تعالى , وهو غلط ممن يقوله , فإن الخارق قد يظهر على يد المبطل من ساحر وكاهن وراهب , فيحتاج من يستدل بذلك على ولاية أولياء الله تعالى إلى فارق , وأولى ما ذكروه أن يختبر حال من وقع له ذلك فإن كان متمسكا بالأوامر الشرعية والنواهي كان ذلك علامة ولايته ومن لا فلا وبالله التوفيق.
قلت (أبو بكر):
في هذا عندي إشكال، إذ لو لم تكن معرفة بعض المغيبات من الكبار فما هي الكبار إذاً.
أنا إلى هذه الساعة التي أكتب لكم فيها أقول بالعموم الوارد في جملة الآيات والأحاديث الظاهرة الدلالة في امتناع إطلاع أحد على الغيب سوى الإستثاء في قوله تعالى (إلا من ارتضى من رسول) وقد بحثت كثيرا عن مخصص ولما أجد، وقد وقفت بالطبع على ما رواه الإمام البخاري رحمه الله في الصحيح
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب.
ولكن لم يتبين لي أن هذا الحديث يقوى لتخصيص هذه العمومات للاختلاف في دلالته.
وقد قال لي مرة أحد الإخوة
أليس الوقوع أقوى أدلة الإمكان
وأراد أن يخصص الآيات والأحاديث بالوقوع.
أجبته أني لا أعرف أحدا تكلم عن تخصيص للنصوص بالوقوع، ثم قلت له ولا أعرف أن هذا ثبت عن أحد فيما أعلم، ثم استدل علي بقصة عمر رضي الله تعالى عنه وقت أن قال (يا سارية الجبل الجبل)، فاعترضته بأن هذا الأثر لا يصح ألبتة.
وللفائدة فالحنفية كلام عامة المتقدمين منهم يمنع جواز الكبار (والكبار عندهم كثيرة) لا بل وأكثر من ذلك، وقد رد أحد من عرفت على كلام نقلته عنهم بما لا يجوز السطر قائلا:
عامة متقدمي الحنفية معتزلة فلا عبرة بقولهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخوكم المحب أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/473)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:48 م]ـ
الاخ الحبيب: أبو بكر نفع الله بعلمه.
انتظرت مشايخنا لننتفع بردهم، ولكني اتقدم بين يديهم بما عندي عل الله ان ينفع به، وحتى نستفيد من استدركاتهم.
فيما يتعلق بمسألة الكرامة من حيث الاصل فلا شك ان من مذهب أهل السنة المقرر عندهم الايمان بالكرامات.
و وافقهم جملة من أهل الفرق ومنهم الاشاعرة.
وخالف في ذلك المعتزلة وبعض الاشاعرة. وينسب الى ابن حزم هذا المذهب.
و حتى يتبين ألامر فأن أصل الخلاف مرجعه الى معجزات الانبياء أو (آيات الانبياء) كما فضل هذا المصطلح ابن تيمية لموافقته للاصطلاح القرآني.
فأن المنكرين لكرامات الاولياء أعجزهم التفريق بين المعجزات والكرامات والخوارق.
(و المعجزات للانبياء و الكرامات للاولياء و الخوارق للسحرة والشياطين وامثالهم).
فاضطروا الى انكار الكرامات بالكلية حتى يفرق بين المعجزة وغيرها.
أما مذهب أهل السنة والجماعة ومن وافقهم فهو الايمان بها لكن بقيود أختلفوا فيها:
فاتفقوا على ان الكرامة لا تكون الا للصالحين وتبعة الانبياء وأختلفوا فيما عدا ذلك:
قال السفاريني:
وكل خارق أتي عن صالح ... من تابع لشرعنا وناصح.
فأنها من الكرامات التى ... بها نقول فاقف الادلة ِ
و كرامات الاولياء هي في الحقيقة من آيات الانبياء لانهم بالاتباع لطريقتهم حصلت لهم هذه الكرامات.
فيظهر ان الفرق بين هذه الاقسام او هذه (الخوارق) لان المعجزة والكرامة والخوارق، تجتمع في انها مخالفة للعادة على وجه لايستطاع بدونها.
فيظهر ان من اهم الفروق بين هذه الاقسام الثلاث: هو باعتبار الصادر عنه هذا الخارق.
فأن كان من نبي عرف بعلاماته فهي معجزة، وان كان من ولي صالح كان كرامة، وان كان من مخرق كان (شعوذة وسحرا وتخرق).
أما كون الكرامة قد تكون من جنس معرفة المغيبات فهذا صحيح وهل في المغيبات ما يكون للانبياء دون الاولياء فصحيح أيضا.
وبيان ذلك أن الكرامات نتقسم قسمين:
الاول: في جنس العلم.
الثاني: في جنس القدرة.
وقد ذكر هذا شيخ الاسلام كما في آخر الواسطية كما هو معلوم وكما نص عليه في النبوات والفرقان والفتاوى وغيرها.
وكأن شيخ الاسلام رحمه الله يقول ان الكرامات قد تشابه المعجزات لانها من جنسها بخلاف الخوارق.
لكن القدرات منها ما هو خاص بالانبياء فلا يستطيعه بشر ولي كان او غيره.
وكذلك العلوم. فالقدرات كما حصل لعيسى من ولادته من غير اب وكاحياء الموتى فهذا لايقدر عليه ولي ولا مخرق.
وكذلك العلوم كالاخبار عن المغيبات:
فالاخبار عن بعض المغيبات قد يستطيعه بعض البشر والجن كما أخبرنا بذلك رسول الله.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (والجن غايتها أن تخبر ببعض الامور المستقبلية كالذي يسترقه الجن من السماء ... فهو من جنس المعتاد للناس ........... وأما ما يخبر به الؤسل من الامور البعيدة الكبيرة مفصلا مثل إخباره: انكم تقاتلون الترك ضغار الاعين .... والنار التى تخرج من الحجاز .... الخ كلامه يرحمه الله).
وأيضا ما يحصل من المنام من رؤى لبعض الصالحين لما قد يحدث في المستقبل القريب فهو من جنس الكرامة وهو جزء من النبوة ومن الغيب.
وكما تقدم فان الكرمات بالجملة داخلة تحت جنس المعجزات لانها منها.
بخلاف الخوارق والكهانات وأشباهها.
وأما مسألة هل يخص العام بالوقوع فهذا هو مذهب جمهرة أهل العلم فأن الحس يخصص العام كما هو معلوم في موضعه من أصول الفقه.
وللحديث بقية ان يسر الله تعالى.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 10:05 م]ـ
بحث هام
وأتمنى أن يضاف إليه بحث: العلاقة بين الكرامة والدعاء المستجاب، فهل تقع الكرامة بسبب الدعاء –كما في قصة أصحاب الغار_ أم ليس الدعاء شرطاً فيها –كما في قصة جريج عندما سأل الغلام الرضيع عن أبيه فتكلم الرضيع
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 06 - 04, 04:20 ص]ـ
شيخنا الكريم الشيخ أبا عمر زياد بن منيف العضيلة حفظه الله تعالى.
جزاكم الله تعالى خيرا على اهتمامكم بهذا الموضوع
وأسأل الله أن تجده في صحيفتك.
1ـ إن أمكن توثيق مذهب ابن حزم رحمه الله في هذه المسألة أو بيان من نسبه إليه حيثُ لم أقف بعدُ على قول له فيها.
2ـ قولكم إن الفرق هو باعتبار الصادر عنه هذا الخارق جيد (لكن يبقى ضبط ما هو جائز وما هو ممتنع شرعا على الولي).
3ـ قلتم حفظكم الله:
(فالإخبار عن بعض المغيبات قد يستطيعه بعض البشر والجن كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم)
ما هو الخبر الذي اعتمدتم عليه بارك الله بكم
4ـ سؤال له ارتباط بما تقدم
من تحدث معه الكرامة (يخبر بشيء من الغيب مثلا) كيف يكون اعتقاده بما أخبر به وقت إخباره؛ يظن وقوعه أم يعلم وقوعه.
5ـ أما التخصيص بالوقوع (الحس) فأعتذر على تقصيري وما هو إلا ذهول وإلا فقد درسته وحفظته وهو كما ذكرتم شيخنا الكريم بلا ريب، فإبطاله محض تكلف ومكابرة، لا بل سفسطة وجنون، إذ من أنكر المحسوسات التي يراها فأي عقل لديه.
6ـ المعجزات تكون للأنبياء عليهم الصلاة والسلام تثبيتا لدعوتهم مما يحدث علما عند المخاطبين بأنهم أنبياء، ولا يحدث العلم عند المخاطبين إلا برؤية الخارق على أيديهم عليهم الصلاة والسلام مع اعتقاد امتناعه عن غيرهم حتى يكون ذلك خصوصية لهم تثبت بها نبوتهم عند من جحدها.
فإن جوزنا اشتراك النبي والولي ـ كما هي القاعدة المشهور ـ بالأمر الخارق فأي خصوصية تبقى لتثبيت نبوة النبي، الذي أراه الآن أن هذا يفتح باب شر ومفسدة عظيمة على الأمة ألا وهي ادعاء النبوة أو تقديس الأولياء لاشتراكهم مع الأنبياء في الخوارق بلا تخصيص وقد كثر في هذا الزمان غلو البعض بالأولياء حتى ادعوا لهم ما تقشعر الأبدان من سماعه، لذا فالصواب أن يقال: إن بين النبي والولي ـ من حيث حصول الخارق على يده ـ عموم وخصوص مطلق وبهذا ينفرد الأنبياء عن الأولياء بخوارق، لكن ما هو تفصيل ما ينفردون به ويمتنع عن غيرهم عليهم الصلاة والسلام هذا ما لا أعلمه.
وبانتظار فوائدكم شيخنا الكريم
لا حرمنا الله إياها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/474)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:09 ص]ـ
الاخ الحبيب: ماهر وفقه الله تعالى لكل خير:
أما مذهب ابن حزم فهو قد نص عليه في مواضع ومنها في كتابه (الفصل) وله في الكرامة تفصيل أذ هو يجيزها اذا كانت في عصر نبي ويمنعها بعده وأيضا يستوى عنده فيها الكافر والمؤمن = فالكرامة منكرة عند ابن حزم رحمه الله.
وهذا بعض ما نص عليه (المعجزة بمعنى الكرامة عند ابي محمد) قال:
وكذلك ما ذكر عمن ليس نبيا من قلب عين، أو إحالة طبيعة؛ فهو كذب إلا ما وجد من ذلك في عصر نبي، فإنه آية كذلك لذلك ... وسواء كان الذي ظهرت فيه الآية صالحا أو فاسقا، وذلك كنحو النور الذي ظهر في سوط عمر بن حممة الدوسي.
وبرهان ذلك: أنه لم يظهر فيه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنما ننكر على من خص بذلك الفاضل فجعلها كرامة له، فلو جاز ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لأشكل الأمر، ولم تكن في أمن من دعوى من ادعى أنها آية لذلك الفاضل، ولذلك الفاسق، والإنسان من الناس يدعيها آية له، ولو كان ذلك لكان إشكالا في الدين، وتلبيسا من الله تعالى على جميع عباده، أولهم عن آخرهم، وهذا خلاف وعد الله تعالى لنا، وإخباره بأنه قد بين علينا الرشد من.
قال أبو محمد: وأما الذي روي في ذلك عن الثلاثة أصحاب الغار، وانفراج الصخرة ثلثا ثلثا عندما ذكروا من أعمالهم، فلا تعلق لهم به؛ لأن تكسير الصخرة ممكن في كل وقت، ولكل واحد بلا إعجاز، وما كان هكذا فجائز وقوعه بالدعاء وبغير الدعاء، لكن وقع وفاقا لتمنيه، كمن دعا في موت عدوه، أو تفريج همه، أو بلوغ أمنيته في دنياه.
ولقد حدثني حكم بن منذر بن سعيد أن أباه رحمه الله كان في جماعة في سفرة في صحراء، فعطشوا وأيقنوا بالهلكة، ونزلوا في ظل جبل ينتظرون الموت، قال: فأسندت رأسي إلى حجر ناتئ فتأذيت به، فقلعته فاندفع الماء العذب من تحته، فشربنا وتزودنا، ومثل هذا كثير مما يفرج.
وحتى لو كانت معجزة لوجب بلا شك أن يكونوا أنبياء، أو لنبي ممن في زمن نبي، لا بد مما قدمناه.
قال أبو محمد: ولا عجب أعجب من قول من يجيز قلب الأعيان للساحر، وهو عندهم فاسق أو كافر، ويجيز مثل ذلك للصالح وللنبي،.
وقد جاء بعدهم من يدعي لهم النبوة بها، فاستوى عند هؤلاء المخذولين النبي والساحر، ونعوذ بالله من الضلان المبين.
قال أبو محمد: فلو جاز ظهور المعجزة على غير نبي على سبيل الكرامة لوجب القطع على ما في قلبه، وأنه ولي الله تعالى، وهذا لا يعلم من أحد بعد الصحابة رضي الله عنهم الذين ورد فيهم النص.
انتهى كلامه رحمه الله بنصه
____________________________
أما ما ذكرتم في القرة الثالثة فمقصودي فيه خبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والذي فيه: ان الشياطين تسترق السمع فيسمع احدهم الكلمة قيلقيها عَلَى لسان الكاهن أَو الساحر. فربما لم يدرك حَتَّى يلقيها. فِيكذب معها مائة كذبة. فتصدق تلك الكلمة التي سمعت من السماء.
____________________________
أما بخصوص الفقرة الخامسة وهي لب المسألة أذ ان المنكرون أنما دعاهم الى الانكار خوف هذا الامر.
فأقول اولا: الولي اذا ادعى النبوة فلا تصح منه الكرامة.
لانه نقض شرطها وهو صدورها عن (صالح) و ادعاء النبوة من الفجور القادح.
وهذا يكون بعد انقضاء زمن الرسل اي بعد ختمها برسولنا الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أما قبل ذلك فقد يصح هذا الاعتراض.
وبعضهم قيد ضوابط كثيرة منا مثلا قولهم:
أن الكرامة تحدث بدون تخيير من الفاعل اي لايصير له الاختيار، وهذا فيه بحث كما هو بين. ومعارض بما ثبت من كرامات الصحابة الكرام.
و بعض الفروق بين جنس المعجزات وجنس الخوارق يصلح ان يكون فرق بين الكرامة والمعجزة.
وقد ذكرت لك فيما سبق ان أهل العلم أكثرهم يؤسس الفروق بين الخوارق والمعجزات لان الكرامات عنده من جنس المعجزة لانها انما حصلت للولي من جراء اتباعه للنبي.
وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله اثني عشر فرق بين المعجزة والخوراق.
فلا يلتفت أهل العلم كثيرا الى الفورق بين الكرامات والمعجزات، واضبط القيود كما تقدم ان يقال ان المعجزات تكون في كبارا وقد تكون من جنس صغار المعجزات، والكرامات لاتكون الا من جنس صغار الخوارق.
والصغار من الخوارق تكون في الجنسين:
العلم، والقدرة.
والعلم يرتبط بالمعرفة، والقدرة بالحس والكون.
فمن جنس الفرق بين الكرامة والمعجزة في باب العلم ان المعجز عن النبي أنه يخبر بما هو واقع الى قيام الساعة بل وف يالساعة وغيرها من كبار المغيبات والكرامة دون ذلك فغايتها المستقبل القريب.
ومن جنس الفرق بينهما في باب القدرة: أن المعجزة قد تكون بشق القمر والمعراج الى السماء، والكرامة دون ذلك فقد تكون بالسير على الماء او الدفع للبلاء وغيرها.
وذكرت لك ان شيخ الاسلام رحمه الله ضبط هذا بأن ابواب الكرامات و الخوارق تكون من جنس المستطاع بالقدرة البشرية او الشيطانية فقدرات الشياطين كأحضار الغائب البعيد في لحظة أو الاخبار عن المسروق او الانتقال من مكان الى مكان بسرعة فهذا يكون من جنس الخوارق والكرامات بخلاف المعجزات فهي عاجز عنها البشر والجن كما قال سبحانه عن معجزة نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - القرآن الكريم فقال سبحانه: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهير).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/475)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 01 - 05, 12:32 ص]ـ
بحث هام
وأتمنى أن يضاف إليه بحث: العلاقة بين الكرامة والدعاء المستجاب، فهل تقع الكرامة بسبب الدعاء –كما في قصة أصحاب الغار_ أم ليس الدعاء شرطاً فيها –كما في قصة جريج عندما سأل الغلام الرضيع عن أبيه فتكلم الرضيع
الدعاء ليس شرطا في تحقق الكرامة.
لكن هل تحقق الدعاء واستجابته يدخل في جنس الكرامة هذا موضع يحتاج الى تأمل وتدبر في الوقائع والنصوص.
لكن قد يقال ان اذا كان الدعاء بطلب ما هو خارق وحصلت الاستجابة فأن هذا من جنس الكرامات او المعجزات كما حصل من ملك سليمان وتكليمه للحيوان.
المسألة تحتاج الى تدبر.(27/476)
ما حكم هذه المعاملة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أود معرفة الحكم الشرعي في هذه المعاملة المنتشرة عندنا بكثرة.
(وأخص بالسؤال الأخ المتمسك بالحق)
هذه المعاملة تسمى عندنا بالرهن.
يحتاج صاحب المنزل إلى قسط من المال، فيرهن منزله بقسط من المال لمدة معينة، يسترده بعد انتهاء المدة. ويؤدي المرتهن إجارة شهرية قليلة بالمقارنة مع ثمن الإجارة الحقيقي للمنزل.
فهل يمكن أن يقال عن هذه المعاملة إنها من باب (قرض جر نفعا) أم أنها من باب (الرهن الحلال)؟
أفيدونا أثابكم الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 01:27 ص]ـ
أخي الحبيب الشيخ عصام البشير نحن أحق بالاستفادة من علمكم وتواضعكم.
لكن هذه مذاكرة في هذه المسألة:
قلتم: يحتاج صاحب المنزل إلى قسط من المال، فيرهن منزله بقسط من المال لمدة معينة، يسترده بعد انتهاء المدة.ا هـ
قلت: فهذا عقد قرض. وهو من عقود الارفاق. ولايصح اشتراط الانتفاع به. وتمت توثقة هذا القرض (السلف) بالرهن.
ثم قلتم:. ويؤدي المرتهن إجارة شهرية قليلة بالمقارنة مع ثمن الإجارة الحقيقي للمنزل. ا هـ
قلت: هذه منفعة حصلت للمرتهن بسبب القرض:
- وهي ثمن الاجرة الذي يقل عن ثمن المثل.
فهذا الانتفاع من المرتهن بالرهن محرم لانه (قرض جر نفعا والنفع هنا هو الاجرة بأقل من المثل).
وجمهور الفقهاء ونقل الاجماع عليه غير واحد على انه لايجوز للمرتهن الانتفاع بالرهن اذا كان الرهن (عقد قرض). لانه يجر نفعا للمقرض وهو ممنوع.
و أما أصحبنا الحنابلة فأجازوه (في رواية) أذا اذن الراهن (وان كان قرض) بشرط ان يكون الانتفاع (بعوض مثله - حتى تنتفي المنفعة -) و المنع أولى، أما اذا كان أقل من عوض المثل فلا يصح لانه سلف جر نفعا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيرا وأثابك الجنة
وهذا الظن بك أيها الشيخ الفاضل.(27/477)
الفرق بين الكفر و الشرك
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:26 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذه قاعدة مهمة جدا قل من يتنبه لها مع كثرة ورودها في كتاب الله و مع أن أهل العلم المحققين يذكرونها في ثنايا كتبهم.
قال تعالى {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (96) سورة البقرة.
أي اليهود مع أن اسم الكفر يشملهم جميعا و لكن هناك فرق بين من كان يهوديا كافرا و بين من كان مشركا كافرا فتدبر.
و قال تعالى {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} (151) سورة آل عمران.
و هنا ذكر الله تعالى وصفين لعين واحدة فلا بد إذن أن يكون كل وصف له تأثير و إن كان وحده فذكرهم الله تعالى بوصف الكفر و هذا لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة و يقترن به العذاب و الوصف الآخر الشرك و هو جعل المخلوق ندا للخالق و هذا لا يشترط إقتران العذاب به فقد يكون مشركا و لكن من أهل الفترة و لا يعذب حتى تقام عليه الحجة.
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (186) سورة آل عمران و هذا كذلك تفريق بين الأسماء بسبب اختلاف الحقائق فحقيقة المشرك غير حقيقة الكتابي لذا خالف الله تعالى بين أسمائهم و إن كانوا يجتمعون في اسم الكفر بعد قيام الحجة فذكر الله تعالى كل بوصفه للتفريق بينهما.
قوله تعالى {ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (88) سورة الأنعام فعلق الله تعالى حبوط العمل بالشرك فدل على أن كل من وقع في شرك أكبر فقد حبط عمله و هذا لا يقتضي تعذيبه لأن العذاب لا يكون إلا بعد الرسالة و كذلك لا يقتضي أن يكون حكمه حكم المسلم بحيث يدخل الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة و هذه نفس غير مسلمة و لكن لها حكم آخر و هو حكم أهل الفترة بحيث تمتحن فإن أطاعت دخلت الجنة فكان حكمها حكم النفس المسلمة و إن لم تطع دخلت النار فكان حكمها حكم من أقيمت عليه الحجة.
قوله تعالى {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (1) سورة البينة فلهم اسم و حقيقة لهذا الإسم قبل البينة و هو الشرك و لهم اسم و حكم بعد البينة و هو الكفر و العذاب.
قوله تعالى {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (65) سورة الزمر فحكم الله تعالى حكم جازما لازما بحبوط عمل من أشرك بالله الشرك الأكبر و إن كان خليل الله محمد صلى الله عليه و سلم و الاسم يؤخذ من الفعل فكما أن من أشرك حبط عمله فكذلك من أشرك و حبط علمه هو مشرك لإنتفاء حقيقة التوحيد من قلبه إما استكبارا أو جعل لله أندادا في العبادة لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل.
فالأصل لغة و شرعا بل و عقلا أن من فعل فعلا سمى بهذا الفعل فمن اكل سمي آكلا و من شرب سمي شاربا سواء قيل بان الاسم مشتق من المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق لأن المصدر و الفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل فشارب مثلا يتضمن حدث الشرب و هذا الحدث موجود في في الفعل و المصدر و فارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن.
و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات.
و كذلك شرعا كل من فعل فعلا سمي بهذا الفعل فمن أشرك مع الله غيره سمي مشركا و من ابتدع في الدين سمي مبتدعا و من شرب الخمر سمي شاربا للخمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/478)
و الشرع أحكامه جاريه على لغة العرب و أساليبها و لو قلنا غير هذا للزمنا أن تكذيب قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) (النحل: 103).
و قوله (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر: 28).
و قوله (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (الشعراء: 195).
نعم قد يزيد الشارع بعض القيود و الشروط و بعض المعاني و لكن أبدا لا يخرج عن أساليب العرب و لغتهم.
و حتى الكفر لغة كما قال ابن منظور (الكُفْرُ جُحود النعمة , وهوضِدُّ الشكر. وقوله تعالى: إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ أَي جاحدون. و كَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً و كُفْراناً و كَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها. و كافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. ورجل مُكَفَّر مجحود النعمة مع إِحسانه. ورجل كافر جاحد لأَنْعُمِ الله , مشتق من السَّتْر , وقيل: لأَنه مُغَطًّى على قلبه.).
و الجحد لا يكون إلا لمن علم الحق او تمكن منه و رده.
فصفة الكفر لغة و شرعا تقتضي معرفة المكفور به و أو التمكن منها ثم ردها و جحدها و هذا جاري كذلك على الأصل الذي ذكرناه بأن من وقع منه الفعل سمي بهذا الفعل فمن وقع منه الكفر سمي كافرا و صفة الكفر كما ذكرنا تقتضي الرد و الجحد مع العلم أو التمكن من العلم حيث نزل منزلة العلم.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (ولا ريب أن الكفر متعلق بالرسالة فتكذيب الرسول كفر وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان ... ).
و قال رحمه الله (فَإِنَّ حَالَ الْكَافِرِ: لَا تَخْلُو مِنْ أَنْ يَتَصَوَّرَ الرِّسَالَةَ أَوْ لَا؛ فَإِنْ لَمْ يَتَصَوَّرْهَا فَهُوَ فِي غَفْلَةٍ عَنْهَا وَعَدَمِ إيمَانٍ بِهَا. كَمَا قَالَ: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} وَقَالَ: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} لَكِنَّ الْغَفْلَةَ الْمَحْضَةَ لَا تَكُونُ إلَّا لِمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الرِّسَالَةُ وَالْكُفْرُ الْمُعَذَّبُ عَلَيْهِ لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ بُلُوغِ الرِّسَالَةِ. فَلِهَذَا قَرَنَ التَّكْذِيبَ بِالْغَفْلَةِ وَإِنْ تَصَوَّرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَانْصَرَفَ فَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} وَكَمَا قَالَ: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} وَكَمَا قَالَ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}. وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا حَظَّ لَهُ؛ لَا مُصَدِّقَ وَلَا مُكَذِّبَ وَلَا مُحِبَّ وَلَا مُبْغِضَ فَهُوَ فِي رَيْبٍ مِنْهُ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ عَنْ حَالِ كَثِيرٍ مِنْ الْكُفَّارِ مُنَافِقٍ وَغَيْرِهِ كَمَا قَالَ: {إنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} وَكَمَا قَالَ مُوسَى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إلَيْهِ مُرِيبٍ} {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/479)
مُبِينٍ} {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إنْ نَحْنُ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ: عَنْ مُنَاظَرَةِ الْكُفَّارِ لِلرُّسُلِ فِي الرُّبُوبِيَّةِ أَوَّلًا فَإِنَّهُمْ فِي شَكٍّ مِنْ اللَّهِ الَّذِي يَدْعُونَهُمْ إلَيْهِ وَفِي النُّبُوَّةِ ثَانِيًا بِقَوْلِهِمْ: {إنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وَهَذَا بَحْثُ كُفَّارِ الْفَلَاسِفَةِ بِعَيْنِهِ؛ وَإِنْ كَانَ مُكَذِّبًا لَهُ فَهُوَ التَّكْذِيبُ وَالتَّكْذِيبُ أَخَصُّ مِنْ الْكُفْرِ. فَكُلُّ مُكَذِّبٍ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ فَهُوَ كَافِرٌ. وَلَيْسَ كُلُّ كَافِرٍ مُكَذِّبًا بَلْ قَدْ يَكُونُ مُرْتَابًا إنْ كَانَ نَاظِرًا فِيهِ أَوْ مُعْرِضًا عَنْهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ نَاظِرًا فِيهِ وَقَدْ يَكُونُ غَافِلًا عَنْهُ لَمْ يَتَصَوَّرْهُ بِحَالِ لَكِنْ عُقُوبَةُ هَذَا مَوْقُوفَةٌ عَلَى تَبْلِيغِ الْمُرْسَلِ إلَيْهِ. وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرَيْنِ فِي أَنْ يُضَمَّ إلَى الْمَعْرِفَةِ الْمُجْمَلَةِ إمَّا تَكْذِيبٌ وَإِمَّا كُفْرٌ بِلَا تَكْذِيبٍ ... ).
و قال رحمه في موضع آخر (فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ؛ لِقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا. وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} {فَكَذَّبَ وَعَصَى} وَقَالَ: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/480)
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ((فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية وما عدا هذا من الذنوب التي هي دونه في المرتبة. والمفسدة لانكفر بها) الدرر السنية (1/ 515 , 522).
فانظر كيف فرق رحمه الله بين اسم الشرك و اسم الكفر و فصل في العذاب فعلقه بالكفر و لم يعلقه في الشرك.
سئل إبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب عبدالله وحسين رحمهم الله عن حكم من مات قبل ظهور دعوة الشيخ فأجابوا: (من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به، ومات على ذلك فهذا ظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له و لا يضحى له و لا يتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله) الدرر السنية 10/ 142) فحكم أبناء الشيخ على مثل هؤلاء بأنهم مشركون و أما العذاب فلا يكون إلا بعد الرسالة.
و قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله (أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لايكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله وبعضهم ومعاداتهم .. الخ) الدرر السنية: (11/ 545 - 546).
و قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم و لا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله ... )
و قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله (بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع () ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة).
و غيرها كثير من أدلة الكتاب و السنة و كلام أهل العلم و لولا خشية الإطالة لنقلته.
و الله اعلم.
ـ[الشعبي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:37 م]ـ
حفظك الله ياشيخ،
ولكن كأني فرأت هذا الفرق من قبل،
وأظنه من أحد كتب الشيخ المشايخ.
وجزاك الله خيراً ,,,
ـ[السمرقندية]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
قلتم
(((لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل.
فالأصل لغة و شرعا بل و عقلا أن من فعل فعلا سمى بهذا الفعل فمن اكل سمي آكلا و من شرب سمي شاربا سواء قيل بان الاسم مشتق من المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق لأن المصدر و الفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل فشارب مثلا يتضمن حدث الشرب و هذا الحدث موجود في في الفعل و المصدر و فارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن.
و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات.)))
هل يمكن ضرب أمثلة حول أول هذه الجملة حتى يُفهم المراد بدقة
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ الشعبي نعم كما ذكرت
و هذه المسألة كما ذكرت قل من يتطرق لها مع أهميتها فبسبب عدم التفريق بين الحقيقتين وقع كثير من الناس حتى ممن ينتسب للعلم و المشيخة في الحكم على من وقع في الشرك الأكبر بالإسلام مع أن مسألة خروج من فعل الشرك الأكبر من الإسلام من ضروريات الدين و لكن لما التبس عليهم بعض كلام أهل العلم ظنوا أن العلماء لا يخرجون من وقع في الشرك الأكبر من الإسلام لأنهم لا يكفرونه و أهل العلم يفرقون بين حقيقة الكفر و حقيقة الشرك لذا تجد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما ذكر الشرك و ذكر الكفر فرق بينهما فقال رحمه الله (و اعلم أن ضد التوحيد الشرك و هو ثلاثة أنواع شرك أكبر و شرك أصغر و شرك خفي .... )
ثم ذكر أدلة الشرك الأكبر و قال (هو أربعة أنواع .... ) و ذكر أنواعه.
فلما انتهى من الشرك الأكبر دخل في الكفر و لو كان الشرك و الكفر حقيقة و احدة لما فارق بينهما الشيخ رحمه الله بل و فارق بين أنواعهما فقال في الكفر (الكفر كفران كفر يخرج من الملة و هو خمسة أنواع .... ) و ذكر الأنواع الخمسة و من تدبر في هذه الأنواع علم أنها كلها لا تكون إلا لمن أقيمت عليه الحجة إما بوصولها إليه ككفر التكذيب و الشك و النفاق أو بإعراضه عنها ككفر الإعراض و هذا تفصيل لما ذكرته من أن الكفر كله لا يكون إلا بعد قيام الحجة و أما الشرك فيكون قبل قيام الحجة فيسمى من وقع في الشرك مشركا و يخرج بذلك من الملة و لكن لا يكون من وقع في الشرك الأكبر كافرا حتى تقام عليه الحجة و ليس معنى قولنا أنه ليس بكافر أنه مسلم بل هو خرج من الملة بوقوعه في الشرك الأكبر و لا يعذب و هو مرادنا بالكفر إلا بعد قيام الحجة.
و هذ التقسيم الذي ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قد سبقه إليه ابن القيم رحمه الله و ذكره في عدة من كتبه من أكثرها تفصيلا كتابه الماتع (مدارج السالكين) فقال رحمه الله (الكفر .. فأما الكفر فنوعان كفر أكبر و كفر أصغر .. ) ثم تكلم عن الفرق بينهما.
ثم دخل في بيان أنواع الكفر الأكبر فقال (و أما الكفر الأكبر فخمسة أنواع كفر التكذيب و كفر استكبار و إباء مع التصديق و كفر إعراض و كفر شك و كفر نفاق ... ) ثم بدأ رحمه في شرح هذه الجملة.
ثم قال رحمه الله (فصل
الشرك: و أما الشرك فهو نوعان: اكبر و أصغر ... ) ثم دخل في شرح مطول في بيان أنواع الشرك.
فهذا التقسيم هو ما أردنا التدليل على أصله و هو الفرق بين الشرك و الكفر بسبب وقوع كثير من الناس في الخلط بينهما مع أن بينهما من الفوارق كما بين السماء و الأرض لغة و شرعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/481)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:57 ص]ـ
بارك الله فيك يا أختي الفاضلة أم بالنسبة لقولي (لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل ... )
فمن أمثلة هذه البدع شرعا و هو من أعظم الأمثلة تسميتهم من وقع في الشرك الأكبر مسلما فحقيقة الشرك تناقض حقيقة الإسلام مناقضة تامة فهما نقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان فلا بد من وجود أحدهما فجاء بعض ممن ينتسب للعلم في هذا العصر فقال نقول بأن فعله شرك و لكن لا نقول بأنه مشرك و دخلت عليهم هذه الشبهه لما قرأوا بعض كلام أهل العلم في عدم تكفير من وقع في الشرك فقالوا نحن نفرق بين الفعل و الفاعل فالفعل شرك و الفاعل ليس بمشرك و هؤلاء ما فقهوا معاني ألفاظ كتاب الله تعالى و المراد بهذه الألفاظ و لو أنهم رجعوا للكتاب و عكفوا على فهمه لما رأيتهم وقوعوا بمثل هذا و لكن دخل عليهم الشيطان بتعظيم أهل العلم و أخذ كلامهم على عواهنه دون عرضه على الكتاب و السنة فنشأ عندهم تعارض بين معاني القرآن و و بين معاني مشايخهم فقالوا لن نسبق مشايخنا بشئ فأثروا الركون على فهوم المتأخرين من بعض المشايخ ممن لم ترسخ قدمه بالعلم خاصة في مثل هذه العلوم الجليلة ثم رجع يبحث عن من يوافقه من أهل المتقدمين فوجد بعض الألفاظ التي وافقت قلبا خاليا فتمكنت منه و أخذ هذه الأفاظ دون تمحيص و لا تدقيق و لا مراجعة لمراد أهل العلم بهذا الألفاظ فترسخت عنده هذه الشبهه فأصبحت أصلا (فرق بين الفعل و الفاعل) من وقع في الشرك ليس بمشرك و إن كان فعله شرك و أنا أطالب من تقلد هذا لأصل الباطل أن يأتيني بدليل من الكتاب و السنة و أقوال الصحابة ما يدل على هذا الأصل.
ثم إن هذا الأصل مبني على بدعة لغوية و هي التفريق بين الفعل و الفاعل و قد بينا سابقا أن النحويين أجمعوا على أن من وقع الفعل منه أشتق له اسم فاعل فمن ركض يقال راكض و من سمع يقال سامع و من درس يقال دارس و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق هل هو الفعل أم المصدر و لكنهم لا يختلفون فيما ذكرنا عنهم.
و أما مقتضى العقل فمن السفه أن يقال لمن أكل او شرب أو نام بأنه ليس بشارب و لا نائم و لا آكل و لو قيل له أنت نائم أو شارب أو آكل و قال لا يحق لكم أن تقولوا هذا نعم أنا أكلت و شربت و نمت و لكني لست بنائم و لا بشارب و لا بآكل فهل يشك أحد بأن مثل هذا من السفه المستبين.
هذا هو مرادي بهذه العبارة.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:27 ص]ـ
لعله من لمهم هنا التنبيه الى أن الكفر قد يطلق في الكتاب و السنة و يراد به الشرك لا كفر القتال و التعذيب و يعرف ذلك بالقرائن
كقوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين) اي مشركين لان القوم ما بلغتهم الحجة،و قد نبه الى هذا الشيخ الكريم الفاضل علي الخضير حفظه الله و فك أسره في كتابه العظيم الحقائق في التوحيد.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا أسيد.
و لعل كلامك يجرنا إلى قاعدة مهمة و هي أن الكفر و الشرك إذا اقترنا افترقا و دليله ما ذكرنا من آيات كقوله تعالى (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران: 151).
و قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (البينة: 6).
فلما اقترن الكفر و الشرك فرق الله تعالى هنا بين الشرك و الكفر فالكفر أعم من الشرك لأنه يدخل فيه كل خروج عن الدين كتكذيب الرسل أو تحريف الكتب أو غيرها من أنواع الكفر و أما الشرك فهو اتخاذ الأندادا من دون الله تعالى و هذه الحقيقة لا يدخل فيها إلا ما في معناها كشرك الدعوة و الإستغاثه و السجود و غيرها من أنواع الشرك.
لذا ذكر الله تعالى وصف أهل الكتاب و المراد هنا بوصف أهل الكتاب من خرج من الدين منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/482)
فكل وصف أطلقه الله تعالى في كتابه لابد و أنه تعالى يريد أن يفارق به غيره من الأوصاف فالكفر في آية البينة جعله الله تعالى عاما و ذكر من أقسامه أهل الكتاب و المشركين ثم إن أهل الكتاب وصف يفارق وصف المشركين.
و إذا افترقا قد يراد بالكفر الشرك و لكن هنا يكون المراد به الشرك الذي أقيمت على صاحبه الحجة كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25) و المراد بهذه الآية قريش و كان سبب كفرهم غالبه الشرك.
و قوله تعالى (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون: 117) فهنا ذكر الله تعالى وصف الشرك و ختم الآية بالكفر لبيان أن الشرك سبب لدخول النار و الكفر و الحساب الشديد.
فمن تتبع نفي الفلاح في كتاب الله تعالى يجده غالبا مقيد الكفر و الظلم و الإجرام.
كما قال تعالى (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (القصص: 82).
و قال (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام: 21).
و قال (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) (يونس: 17) و كل هذه الأوصاف لا تكون إلا بعد قيام الحجة.
و أما إذا انفرد الشرك فليس من شرطه أن تكون الحجه مقامه فيه إلا بقرينة كما قال تعالى (حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج: 31) فهذه الآية عامة تشمل من أقيمت عليه الحجه و من لم تقم عليه.
و قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء: 48).
و قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً) (النساء: 116).
و قوله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة: 72) و في هذه الآية ذكر الله تعالى مصير أهل الشرك و لكن هذا مقيد بشرطه و هو إقامة الحجه كما هو ثابت بالأدلة الأخرى.
و قوله تعالى (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (الأنعام: 88).
و قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج: 17).
و قوله (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة: 82).
و قوله تعالى (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر: 65).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/483)
لذا من المعلوم ضرورة من دين الإسلام أن من وقع في الشرك الأكبر حبط عمله حبوطا كليا.
و لنتدبر في قوله تعالى (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (غافر: 12) فهذه الآية فيها دليل على التفريق بين الكفر و الشرك و أن الشرك مقابله التوحيد و الكفر مقابله الإيمان.
ففي قوله تعالى (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) ذكر وصف التوحيد و هو إخلاص الدعوة لله تعالى و ذكر موقف المشركين من هذا التوحيد و هو الكفر أي الجحد و الإنكار.
و في قوله تعالى ( ... وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) أي يؤمنوا بهذا الشرك.
فإخلاص الدعاء لله تعالى مقابل الشرك و الكفر بالتوحيد مقابل الإيمان بالشرك و العكس بالعكس أي الإيمان بالتوحيد مقابل الكفر بالشرك كما قال تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 256).
فنخلص إلى أن هذه الآية فيها تفريق صريح بين االشرك و الكفر و أن لكل منهما حقيقة تفارق الآخر و يلزم من تخالفهما تخالف أضدادهما فجعل الله تعالى ضد التوحيد الشرك و ضد الإيمان الكفر.
و أما قوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين).
فما نبه عليه الشيخ الفاضل علي الخضير فك الله أسره ليس في محله فبعد أن ذكرنا الأصل السابق علمنا يقينا أن هذه الآية المراد بها أن هؤلاء قد أقيمت عليه الحجة فسبب تسميتهم كافرين هو عبادتهم لغير الله تعالى و ليس هذا معناه أنهم لم تقم عليهم الحجة بل الحجة مقامة عليهم لوصفهم بالكفر هذا هو الفهم الصحيح لمعنى الكفر في كتاب الله تعالى و هذا هو المعهود من لفظ الكفر في القرآن.
و سأبين معنى دقيق خفي على الشيخ الفاضل في هذه الآية فقوله تعالى (وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ) (النمل: 43) كلام الله تعالى هذا ذكره بعد مجئ بلقيس إلى سليمان عليه السلام و هذا هو سياق الآية كما في هذه القصة.
و معلوم من سياق الآية أن قبل مجئ بلقيس لسليمان عليه السلام كان سليمان عليه السلام أرسل إليهم إليهم كتابا ((قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ29إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ30أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (النمل: 31) فهذا كتاب سليمان عليه السلام لهم فبهذا الكتاب قد أقيمت عليهم الحجه فأصبحوا كافرين إن لم تكن الحجه مقامه عليهم من قبل و معلوم من سياق الآية أن قوله تعالى (إنا كانت من قوم كافربن) في آخر سياق القصة.
ثم إن الله تعالى ذكر في نفس الآية الشرك و هي عبادتهم للشمس من دون الله تعالى و ذكر الكفر و هو قوله (إنها كانت من قوم كافرين) فلابد إذن أن يفترقا بالمعنى كما افترقا باللفظ و السياق فلا يقال أن المراد بأنها كانت من قوم كافرين الشرك لأن صفة الشرك موجودة في الآية و الأصل عدم التكرار فلو كررنا لفظ الشرك لكنا سياق الآية يأتي بهذلا المعنى و صدها الشرك و هو عبادة الشمس من دون الله تعالى إنها كانت من قوم مشركين و هذا المعنى فيه تكرار واضح ينزه عنه كلام الله تعالى و الأصل كما ذكرنا عدم التكرار و كذلك الأصل التأسيس لا التأكيد و قولنا بأن المراد هنا إقامة الحجة بيان لمعنى غير مكرر لأن التكرير تأكيد و المعنى الجديد تأسيس.
ثم إن الله تعالى ذكر في أول القصة وصفها و قومها بالشرك و عبادة الشمس من دون الله تعالى بقوله (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) (النمل: 24) فلا حاجة إذا تكرار وصف قومها بالشرك و أنها كانت من قوم مشركين.
فوصف الشرك كما قررنا يفارق وصف الكفر هذا هو الأصل و لا يجتمعان إلا بعد قيام الحجة.
و لو شئنا لنقلنا الآيات الدالة على هذا الأصل في معنى الكفر و لكن فيم سبق كفاية إن شاء الله تعالى
و الله أعلم.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الفوائد المهمة، و الحق أن الصدر ينشرح لما ذكرتم و يزول به كثير من الاشكال ولعل الشيخ ذكر أن الشرك قد يأتي بمعنى الكفر لورود ذلك
على لسان أئمة الدعوة رحمهم الله، مثل:
1 - قول الشيخين الكريم حسين و عبد الله أبناء شيخ الاسلام محمد (الدرر10\ 142):"من مات على الشرك قبل بلوغ
هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك و يدين به و مات على ذلك فهذا ظاهره أنه
مات على الكفر ... )، قال الشيخ -:"وقوله مات على الكفر أي كفر شرك"
(التوضيح و التتمات حاشية64)
2 - قال الشيخ حمد بن ناصر (الدرر10\ 336):",ام من كان يعبد الأوثان و مات على ذلك قبل ظهور هذا الدين
فهذا ظاهره الكفر"، قال الشيخ معلقا"لانه يعبد الأوثان، و الكفر المسمى هنا كفر شرك"
أرجوا التعليق من فضيلتكم و عسىأن لا أكون قد أثقلت عليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/484)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 06 - 04, 07:37 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ أبا أسيد و رزقنا و إياك البصيرة في الدين و العمل به.
أخي الفاضل نحن اليوم نحتاج أشد الحاجة لمذاكرة علومنا و مدارستها لم في ذلك من الفوائد العظيمة من تثبيتها و مراجعتها و استدراكها و نمائها.
و أما ما ذكرته من أقوال علماء الدعوة فتدبره ينبهنا إلى أمور:
قولك (قول الشيخين الكريم حسين و عبد الله أبناء شيخ الاسلام محمد (الدرر10\ 142):"من مات على الشرك قبل بلوغ
هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك و يدين به و مات على ذلك فهذا ظاهره أنه
مات على الكفر ... )، قال الشيخ -:"وقوله مات على الكفر أي كفر شرك").
انظر كلام الشيخين في التفريق بين الشرك و الكفر فبينا أولا إنه إذا مات على الشرك ثم حكما بكفره و هما حكما بالظاهر و أما أمره إلى الله و المراد هل أقيمت الحجة فهذا عند الله كما قال ابن القيم رحمه الله (والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم) فمن كان من أهل الفترة و لم تقم عليه الحجة ظاهرا يعامل معاملة الكفار كالأطفال و المجانين و الهرم كما هو ثابت في حديث أبي هريرة و الأسود بن سريع فليس معنى أننا لا نعلم هل أقيمت عليهم الحجة أم لا؟ نعاملهم في الدنيا معاملة المسلمين أو نتوقف فيهم.
فكلام أبناء الشيخ موافق لما قرره ابن القيم رحمه الله.
و تتتمة كلام أبناء الشيخ رحمهم الله تبين ذلك ( .... فلا يدعى له ولايضحى له و لايتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله).
فكل هذه الأحكام هي أحكام الكفار لا المسلمين.
ثم أنهم فرقوا بين من كان كفره ظاهرا إذا لم يعلموا هل أقيمت عليه الحجة أم لا؟
بقولهم (فهذا ظاهره أنه مات على الكفر) و قالوا (وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله).
و إذا أقيمت عليه الحجة و عاند قالوا (فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر و الباطن).
فبهذا يتبين مرادهم بالحكم عليه ظاهرا بالكفر و هذا يكون متى لم نعلم إقامة الحجة عليه.
و أما ظاهرا و باطنا فيكون بعد إقامة الحجة عليه.
و هذا الكلام يتماشي تماما مع ما قررناه من التفريق بين الكفر و الشرك و أن الكفر يكون بعد إقامة الحجة و أما الشرك فهو سبب الكفر و الكفر شرط التعذيب.
و انظر كلام ابن القيم هذا و قارنه بكلام علماء الدعوة تجد أنه خرج من مشكاة واحدة هي مشكاة ألفاظ و معاني الكتاب و السنة (بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول) فمراد ابن القيم هنا هو عينه مراد علماء الدعوة بالحكم على من دان بدين غير الإسلام بالكفر ظاهرا و أما الحكم بالكفر باطنا فهذا موكول إلى الله تعالى مشروط بإقامة الحجة عليهم.
و على التفصيل الذي ذكرناه يحمل كلام الشيخ حمد بن معمر و هي تقريبا نفس الألفاظ لا تحتاج إعادة بيان.
و الله أعلم
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:23 م]ـ
جزاكم الله شيخنا الفاضل على هذه الفوائد المهمة.
شيخي الكريمالفاضل نقل اجماع ائمة الدعوة على ان زمن شيخي الاسلام كان زمن فترة، فهل نقل الاجماع عل هذا أحد غيره؟ و لم كان زمنهم زمان مع وجود القران و القوم عرب فيهم الادباء و الشعراء و المتكلمون؟ ام ان الكتاب لا يكفي لاقامة الحجة اذا لم يكن هنالك دعاة للتوحيد (انظر باب 16 باب الفترة من الحقائق، و انظر ايضاباب 48 و باب 49 من الحقائق).
الرجاء مراجعة بريدكم الخاص
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[15 - 06 - 04, 08:40 ص]ـ
عذرا سقطت كلمة فترة من قولي: ولم كان زمنهم زمن (فترة)؟
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ
الذين يظهر من تتبع لفظتي (الشرك) و (الكفر) نجد أنهما يندرجان تحت قاعدة: (إذا اجتمعا افترقا، و إذا افترقا اجتمعا) كلفظ الإيمان و الإسلام، و لفظي الفقير و المسكين و نحو ذلك
و لو رجعنا إلى مدلول الكلمتين من ناحية اللغة لظهر الفرق بينهما و ما فيهما من اتحاد
و لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع لكتاب الفروق لأبي هلال العسكري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/485)
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 04:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و لعلك تراجع ما كتبه الشيخ عبد الرحمن اعلاه، فاسم الشرك لا تعلق له بقيام الحجة فمن تلبس بالشرك و قامت فيه حقيقة الشرك فهو مشرك، سواء قامت عليه الحجة أو لم تقم، اما اسم الكفر فلا يلحق الا من قامت عليه
الحجة، فكيف يقال إذافترقا اجتمعا؟
فالصحيح انهما لا يجتمعان الااذا كانت الحجة قائمة. و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[19 - 06 - 04, 10:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو أسيد
أما بالنسبة لنقل الإجماع فلا أعلم أن أحدا من علماء الدعوة النجدية نقل الإجماع على ذلك و لكن لعل الشيخ من خلال استقراءه لكلام علماء الدعوة تبين له أن هذا هو قول علماء الدعوة النجدية قاطبة لسعة إطلاعه على أقوال علماء الدعوة.
و أعلم أخي الفاضل أنه ليس من شرط الفترة أن لا تقام الحجة على أحد في هذا الوقت و لكن المراد أن الرسالة تضعف حتى تخفى كثير من معالم الرسالة عند كثير من الناس و هذا هو المعنى الصحيح للفترة لغة و شرعا و لا تناقض بين هذا المعنى و بين حديث النبي صلى الله عليه و سلم (أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار قال فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما) فليس كل من كان في زمن الفترة لم تقم عليه الحجة فهناك الكثير من كان في زمن الفترة مقامه عليهم الحجه و لكن زمن الفترة مظنة عدم قيام الحجة.
بل ما هو أبلغ من ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله في الفرق بين عجز المعرض و عجز الطالب و هما في زمن فترة و لم يتمكنا من الوصول للحجة فلما كان أحدهما معرضا و مثل هذا لو وجدت الحجه لما انقاد لها فوجود الحجه و عدمها في مثل حاله سواء فمثل هذا قال ابن القيم رحمه الله بأن الحجه مقامه عليه و أما من استفرغ وسعه في طلب الحق و لم يجده فهذا حكمه خكم أهل الفترة كما في حديث الأسود بن سريع.
فالمراد أن ليس كل زمن قيل بأنه زمن فترة أن الحجه غير مقامه على أهله و لكن من مات في زمن الفترة و لم نعلم بأن الحجه مقامه عليه هنا لا نستطيع الحكم عليه بأنه من أهل النار مع أن مثل هذا قد تكون الحجه مقامه عليه عند الله لذا نكل أمره إلى الله تعالى.
فزمن شيخ الإسلام بهذا المعنى الذي ذكرناه زمن فترة و لا شك و المتتبع لرسائل الشيخ الشخطية و كتبه علم أن الشيخ رحمه الله جدد الملة في هذا الوقت و أقام الحجة على الناس بإظهار دعوة التوحيد و نشرها.
قال تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة: 19) و معلوم أن انقطاع الرسل هنا يلزم منه ضعف الرسالة لذا أقام الله تعالى الحجة على أهل الكتاب ببعثة النبي صلى الله عليه و سلم حتى لا يحتجون بانقطاع الرسالة بأنه لم يأتهم بشير و لا نذير.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[23 - 06 - 04, 03:08 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و وما ذكرتموه عن معنى الفترة وقيام الحجة الخاصة على بعض الناس زمن الفترات و اضح
بين و لله الحمدفوالدا الرسول صلى الله عليه و سلم و أهل مكة و بنو عامر وغيرهم ممن كانوا في زمان الفترة وورد في الحديث الحاق اسم الكفر وحكمه بهم قامت عليهم الحجة الخاصة بالاحناف و بقايا الموحدين من أهل الكتاب، ولكن ما أشكل
علي شيخي الكريم هو هل توجد الفترة مع وجود الكتاب غير المحرف ووجود من يفهم معناه؟ الذي يظهر لي من كلام الشيخ علي الخضير
فك الله أسره أنه يرى أن الحجة لا تقوم بالكتاب مع عدم وجود المبلغ و يستدل علىذلك باحاديث رفع العلم
مع ذهاب العلماء و يورد أيضا كلام الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ ( ... فلا حجة بالوحيين إذ النقل و التعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم) (الحقائق باب 48 - كتاب حقيقة الحجة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/486)
أرجو التعليق من فضيلتكم
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:41 م]ـ
0
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:47 م]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك و في علمك
هذا الكلام ليس على إطلاقه و لا يعم كل المسائل فمسائل الشرك الأكبر و عبادة غير الله لا يشترط لها ذلك فشرط إقامة الحجة هنا هو الإعراض عنها فمجرد وجود الإعراض فقد أقيمت الحجة و هذا ما قرره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في عدة مواضع من كتبته حيث قرر أن ليس من شرط الحجه بلوغها لكل فرد بل الوجاب إبلاغها بلاغا عاما و متى ما أعرض المكلف و صد عن الحجة فقد أقيمت عليه الحجة حتى و إن لم تبلغه و هذا الأصل ذكره في المجلد الثامن و العشرين من الفتاوى و في الرد على المنطقيين و غيرهما.
لذا ألحق ابن القيم رحمه الله من مات في زمن الفترة و لم تبلغه الحجة و لم يتمكن منها و لكن كان عاجزا معرضا ألحقه بمن تمكن من الحجة ثم اعرض عنها لأن المناط و هو الإعراض موجود في الحالتين فكان حكمهما واحدا و سمى هذا عجز المعرض و أما الذي يعذر هو من لم يتمكن من الحجة و كان طالبا للحق مؤثرا له و لم يصل للحجة فهذا هو الذي يحكم له يوم القيامة بحكم أهل الفترة.
لذا على هذا الأصل الذي ذكرناه ليس من شرط كل حجة أن يكون هناك مبلغ يبلغ المكلف الحجه لأن المكلف كما ذكرنا قد تقوم عليه الحجه بمجرد إعراضه و لو لم يصله شئ سواء مبلغ أو كتاب.
و أما الإحتجاج بأحاديث رفع العلم فهذا الإحتجاج لا يستقيم على الأصل الذي ذكرناه و فرق بين رفع العلم و رفع الحجه فالعلم قد يرفع و يثبت الجهل بسبب إعراض بعض الناس عن العلم و ليس هذا معناه أنهم لم تقم عليهم الحجة فمعلوم أن المعرض عن الحق حتى لو وجدت الحجة فهو جاهل غير عالم فهل يقول أحد أنه و الحاله هذه الحجه غير مقامه عليه.
ثم إن الحجه في أصل الدين لا تحتاج إلى عالم بل كل من علم الحق فيها فهو ممن أمكن أن يقيم الحجه على المشركين و مثل هذا الصنف لا يعدم من الأرض إلى قيام الساعة كما في حديث الريح التي تقبض روح كل مؤمن.
فالله تعالى سمى ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم فترة و كان الجهل و الضلال منتشر و معلوم أن كثير من الناس و قتها الحجه مقامه عليهم فكيف بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم و انتشار الدين و لا نقول أنه ليس هناك أناس قد يكونون من أهل الفترة بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم و لكن نقول أن أهل الفترة بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم أقل ممن قبل البعثة.
و الله أعلم.
ـ[أبو أسامة العباسي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 05:34 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
أبشر الإخوة المشاركين في هذا المقال؛ أن الإمام ابن حزم له بحث ماتع في كتاب الملل في الفصل والنحل، وقد انتهى إلى القول باشتراكهما في الدلالة وافتراقهما في الوضع، كما نبه عليه الإخوة المشاركون.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 04, 09:38 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وإذا أخبر بوقوع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر منها لم يكن من شرط ذلك أن يصل امر الآمر ونهى الناهى منها الى كل مكلف فى العالم اذا ليس هذا من شرط تبليغ الرسالة فكيف يشترط فيما هو من توابعها بل الشرط ان يتمكن المكلفون من وصول ذلك اليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا فى وصوله اليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه كان التفريط منهم لا منه ... ) الفتاوى 28/ 125 - 126.
و قال رحمه الله (بناء على هذا الفرق هذا لم يتواتر عندي فلا يقوم به الحجة على فيقال له اسمع كما سمع غيرك وحينئذ يحصل لك العلم
وإنما هذا كقول من يقول رؤية الهلال أو غيره لا تحصل إلا بالحس وانا لم أره فيقال له أنظر إليه كما نظر غيرك فتراه إذا كنت لم تصدق المخبرين
وكمن يقول العلم بالنبوة لا يحصل إلا بعد النظر وأنا لا أنظر أو لا أعلم وجوب النظر حتى أنظر
ومن جواب هؤلاء أن حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم فليس من شرط حجة الله تعالى علم المدعوين بها
ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعا من قيام حجة الله تعالى عليهم وكذلك إعراضهم عن استماع المنقول عن الأنبياء وقراءة الآثار المأثورة عنهم لا يمنع الحجة إذ المكنة حاصلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/487)
فلذلك قال تعالى وإذا تتلى عليه ءايتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم
وقال تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا) الرد على المنطقيين 99.
قال ابن القيم رحمه الله (نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي والثاني راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض فتأمل هذا الموضع والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهبذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم ... ).
طريق الهجرتين 609 - 610
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[25 - 06 - 04, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
هلا شرحتم لنا-ااتماما للفائدة-كلام الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ ( ... فلا حجة بالوحيين إذ النقل و التعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم) (الحقائق باب 48 - كتاب حقيقة الحجة)
وهلا بينتم لنا حال القوم ايام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولماذا كانوا أهل فترة؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[25 - 06 - 04, 04:18 م]ـ
أخي الفاضل بالنسبة لكلام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (تعريف أهل العلم للجهال بمباني الإسلام وأصول الإيمان والنصوص القطعية والمسائل الإجماعية حجة عند أهل العلم تقوم بها الحجة وتترتب عليها الأحكام، أحكام الردة وغيرها والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتبليغ عنه ومن الذي يبلغ وينقل نصوص الكتاب والسنة غير أهل العلم ورثة الرسل؟ فإن كانت حجة الله لاتقوم بهم وببيانهم أن هذا من عند الله وهذا كلام رسول الله فلا حجة بالوحيين إذ النقل والتعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم كما قال علي رضى الله عنه في حديث كميل بن زياد بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه كي لا تبطل حجج الله، وبالجملة فالحجة في كل زمان ومكان إنما تقوم بأهل العلم ورثة الرسل) مصباح الظلام 124،123
هنا نكتة مهمة جدا يجب التنبه لها و هي هناك فرق بين البلاغ العام و بين قيام الحجة على الأعيان.
نعم البلاغ العام لا يقوم به إلا أهل العلم و ورثة الرسل و ليس معنى هذا أن الأعيان وقتها غير مقامه الحجه عليهم فمن قال حينها بأن كل عين قبل البلاغ العام الحجه غير مقامه عليهم فقد كذب و افترى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/488)
فإذا كان المشركون قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم الكثير من أعيانهم الحجه مقامه عليهم و لم يكن هناك بلاغ عام لذا ما أراه من كلام الشيخ أنه يريد بذلك البلاغ العام لا قيام الحجة على الأعيان قال تعالى (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (المائدة: 92).
و قال (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة: 99).
و قال (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل: 82).
نعم يلزم من البلاغ العام قيام الحجه على من لم تقم عليه الحجه قبله.
ثم إن المقصود من البلاغ العام هو هداية الناس و إخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: 6).
و قال (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر: 8).
فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يريد أن يهلك نفسه من أجل هداية الناس و لم يهلك نفسه من أجل إقامة الحجة عليهم و إن كان كما ذكرنا يلزم من البلاغ العام قيام الحجة.
و الدليل على أن الشيخ عبد اللطيف رحمه الله لم يرد قيام الحجة في أًصل ذكر تعريف أهل العلم بمباني الإسلام و المسائل الإجماعية و النصوص القطعية و هذه المسائل يدخل فيها المسائل الظاهره و الخفية و غيرها.
و أما قيام الحجه على الأعيان فهذه مسألة أخرى غير مسألة البلاغ المبين العام فالحجة على المعين في أصل الدين تقوم بأدنى من هذا بكثير كما ذكر ابن القيم رحمه الله في طبقات المكلفين فكل من أعرض و إن كان غير متمكن من الحجه فقد أقيمت عليه الحجه و يدخل في كلام ابن القيم رحمه الله من لم يتمكن من الحجه و علم الحق ثم صد عنها فهؤلاء حكمهم حكم من تمكن من الحجه فكيف إذا كان متمكنا منها.
و الشيخ عبد اللطيف رحمه الله نقل كلام ابن القيم في الطبقة السابعة عشر ثم علق عليه قائلا (فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله ... ) و هذا الكلام في قيام الحجة لا في البلاغ العام فتدبر الفرق بين النقلين يتبين لكم المراد منهما.
و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:54 م]ـ
أما حال القوم في زمن شيخ الإسلام فهو منتشر في كتب الشيخ و أبنائه و أحفاده و تلامذته و هذا كتاب يبين حقيقة دعوة الشيخ رحمه الله و حال الناس في زمنه
و كان الناس في زمن الشيخ رحمه الله في فترة لضعف العلم والقدرة على العمل بأصل الدين فصار الوقت وقت فترة.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ((لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إما لا يعرفون اللفظ وإما أن يعرفوا اللفظ و لا يعرفوا المعنى فحينئذ يصيرون في جاهلية) الفتاوى 17/ 307.
و هذه الحقيقة كانت موجودة في زمن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ
قال أبو هلال العسكري: (الفرق بين الشرك و الكفر: أن الشرك خصال كثيرة على ما ذكرنا، و كل خصلة منها تضاد خصلة من الإيمان، لان العبد إذا فعل خصلة من الكفر فقد ضيع خصلة من الإيمان.
و الشرك خصلة واحد وهو إيجاد ألوهية مع الله أو من دون الله و اشتقاقه ينبئ عن هذا المعنى ثم كثر حتى قيل لكل كفر شرك على وجه التعظيم له و المبالغة في صفته .. ).
قال الشيخ مبارك بن محمد الميلي في كتابه (الشرك و مظاهره ص 64): (ومحصل كلام أبي هلال العسكري أن الشرك و الكفر مختلفان في الأصل متحدان في استعمال الشرع، فهما كالإسلام و الإيمان ... ) ا. هـ
و انظر أيضا كتاب مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لعثمان ضميرية.
مع أني أقول أنه ربما عند الاقتران بينهما قد يكون من الفروق بينهما هو ما ذكره شيخنا عبد الرحمن وفقه الله kk
ـ[محي الدين]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:51 م]ـ
؟
ـ[محي الدين]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:52 م]ـ
الأخ الكريم عبد الحمن المخلف ..
كنت قد اطلعت على ما كتبته من فوائد جليلة في هذا الموضوع و بقي في ذهني إستشكال أعرضه عليك و هو بخصوص قيام الحجة حيث أنك جعلت الإعراض مطلقا يمثل في نفسه قيام الحجة حتى بدون بلوغ الرسالة .. و هنا موضع الإستشكال حيث أن الله تعالى أخبر بانه يبعث الرسل حتى لا تكون للناس حجة و هو عكس ما قررته في كلامك من كون الحجة تكون قائمة بمجرد الإعراض و لو لم تبلغ الرسالة .. قال تعالى (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) و قال (رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) .. فهذه الآيات و غيرها صريحة في تقوية الإعتراض حيث الحجة لا تقوم كما هو ظاهر الآيات إلا بإبلاغ الرسل و قيام الحجة لا بمجرد الإعراض ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/489)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[27 - 08 - 04, 03:46 م]ـ
بارك الله فيك و في علمك أخي الفاضل محي الدين و جزاك الله خير الجزاء على مذاكرتك لإخوانك و إيرادك لما يشكل من مسائل حتى يتم مدراستها و مذاكرتها و بيان وجه الحق فيها و قبل أن أشرع في بيان وجه الحق في هذا الإشكال لي عدة ملاحظات يجب التنبه لها قبل الشروع:
الأولى: يجب التنبه أن الأصل هو ما ذكره الله تعالى في كتابه أنه لا يعذب أحدا حتى يبعث له رسولا كما قال تعالى {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء و غيرها كثير من الآيات.
الثانية: أن مسألتنا هذه ليس عكس الأصل الذي ذكرناه بل هي فرع عنه و سنبين ذلك إن شاء الله عند الشروع في الموضوع.
الثالثة: يجب التفريق بين مسألة أن العقل حجة على الخلق في العذاب و إن لم يأت رسول كما هو قول أهل البدع من المعتزلة و غيرهم و بين مسألة أن الإعراض و عدم طلب الحق و السعي له حجة على المكلف و سأذكر فرق واحد يبين لنا حقيقة الفرق بين المسألتين و هو أن أهل البدع ليس عندهم أهل فترة لأن العقل موجود عند كل مكلف فهو حجة عليهم و أما من قال بأن المعرض غير المؤثر للحق و لا مريد له معذب يقول بأن هناك أهل فترة و لكن صفتهم أنه طلبوا الحق و آثروه في وقت الفترة و لم يصلوا إليه فهؤلاء هم من ينطبق عليه حكم أهل الفترة.
الرابعة: أن هذه المسألة ليست مهمات المسائل في أصول أهل السنة و الجماعة و بل و لعله لا ينبى عليها عمل في الدنيا لأن محلها يوم القيامة و الله تعالى يحاسب الناس يومها على علمه لا على علمنا و هو تعالى أعلم بمن قامت عليه الحجة و من لم تقم عليه.
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 07:04 ص]ـ
هناك كتاب لأبي يوسف مدحت ال فراج عن العذر بالجهل , فهل اطلعت عليه ياشيخ عبد الرحمن؟؟؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 02 - 05, 08:41 ص]ـ
حياك الله يا أبا أسامه و جزاك الله خير الجزاء على مداخلتك
لقد اطلعت على الكتاب و هو يكاد يكون من أفضل الكتب التي جمعت في هذا الباب في أيامنا هذه.
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 08:58 ص]ـ
الله يرفع قدرك.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 02 - 05, 11:54 ص]ـ
آمين أجمعين يارب العالمين
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[15 - 02 - 05, 03:53 م]ـ
هناك رسالة بعنوان
الجهل بمسائل الاعتقاد
و حكمه
تأليف: عبد الرزاق معاش
و هي رسالة ماجستير أشرف عليها و قدم لها
الشيخ: عبد الرحمن البراك و أجيزت بتقدير ممتاز
و هي مطبوعة
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:53 ص]ـ
لفت انتباهي كلام الشيخ الكريم عبد الرحمن عن أهل الفترة في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم ثم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تحدث عن
صفة أهل الفترة في عهد شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله،
وكلام الشيخ عبد الرحمن في توصيف أهل الفترة بأنهم من تحققت فيه صفة
الإعراض أو الجهالة يحتمل تأويلات كثيرة ولكن ما يشكل هو: هل أهل الفترة
بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لوماتوا لهم نفس احكام أهل الفترة قبل
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟(27/490)
الفرق بين الكفر و الشرك
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:26 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
هذه قاعدة مهمة جدا قل من يتنبه لها مع كثرة ورودها في كتاب الله و مع أن أهل العلم المحققين يذكرونها في ثنايا كتبهم.
قال تعالى {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (96) سورة البقرة.
أي اليهود مع أن اسم الكفر يشملهم جميعا و لكن هناك فرق بين من كان يهوديا كافرا و بين من كان مشركا كافرا فتدبر.
و قال تعالى {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} (151) سورة آل عمران.
و هنا ذكر الله تعالى وصفين لعين واحدة فلا بد إذن أن يكون كل وصف له تأثير و إن كان وحده فذكرهم الله تعالى بوصف الكفر و هذا لا يكون إلا بعد بلوغ الرسالة و يقترن به العذاب و الوصف الآخر الشرك و هو جعل المخلوق ندا للخالق و هذا لا يشترط إقتران العذاب به فقد يكون مشركا و لكن من أهل الفترة و لا يعذب حتى تقام عليه الحجة.
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (186) سورة آل عمران و هذا كذلك تفريق بين الأسماء بسبب اختلاف الحقائق فحقيقة المشرك غير حقيقة الكتابي لذا خالف الله تعالى بين أسمائهم و إن كانوا يجتمعون في اسم الكفر بعد قيام الحجة فذكر الله تعالى كل بوصفه للتفريق بينهما.
قوله تعالى {ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (88) سورة الأنعام فعلق الله تعالى حبوط العمل بالشرك فدل على أن كل من وقع في شرك أكبر فقد حبط عمله و هذا لا يقتضي تعذيبه لأن العذاب لا يكون إلا بعد الرسالة و كذلك لا يقتضي أن يكون حكمه حكم المسلم بحيث يدخل الجنة لأن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة و هذه نفس غير مسلمة و لكن لها حكم آخر و هو حكم أهل الفترة بحيث تمتحن فإن أطاعت دخلت الجنة فكان حكمها حكم النفس المسلمة و إن لم تطع دخلت النار فكان حكمها حكم من أقيمت عليه الحجة.
قوله تعالى {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} (1) سورة البينة فلهم اسم و حقيقة لهذا الإسم قبل البينة و هو الشرك و لهم اسم و حكم بعد البينة و هو الكفر و العذاب.
قوله تعالى {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (65) سورة الزمر فحكم الله تعالى حكم جازما لازما بحبوط عمل من أشرك بالله الشرك الأكبر و إن كان خليل الله محمد صلى الله عليه و سلم و الاسم يؤخذ من الفعل فكما أن من أشرك حبط عمله فكذلك من أشرك و حبط علمه هو مشرك لإنتفاء حقيقة التوحيد من قلبه إما استكبارا أو جعل لله أندادا في العبادة لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل.
فالأصل لغة و شرعا بل و عقلا أن من فعل فعلا سمى بهذا الفعل فمن اكل سمي آكلا و من شرب سمي شاربا سواء قيل بان الاسم مشتق من المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق لأن المصدر و الفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل فشارب مثلا يتضمن حدث الشرب و هذا الحدث موجود في في الفعل و المصدر و فارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن.
و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات.
و كذلك شرعا كل من فعل فعلا سمي بهذا الفعل فمن أشرك مع الله غيره سمي مشركا و من ابتدع في الدين سمي مبتدعا و من شرب الخمر سمي شاربا للخمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/491)
و الشرع أحكامه جاريه على لغة العرب و أساليبها و لو قلنا غير هذا للزمنا أن تكذيب قوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) (النحل: 103).
و قوله (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر: 28).
و قوله (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (الشعراء: 195).
نعم قد يزيد الشارع بعض القيود و الشروط و بعض المعاني و لكن أبدا لا يخرج عن أساليب العرب و لغتهم.
و حتى الكفر لغة كما قال ابن منظور (الكُفْرُ جُحود النعمة , وهوضِدُّ الشكر. وقوله تعالى: إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ أَي جاحدون. و كَفَرَ نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً و كُفْراناً و كَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها. و كافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. ورجل مُكَفَّر مجحود النعمة مع إِحسانه. ورجل كافر جاحد لأَنْعُمِ الله , مشتق من السَّتْر , وقيل: لأَنه مُغَطًّى على قلبه.).
و الجحد لا يكون إلا لمن علم الحق او تمكن منه و رده.
فصفة الكفر لغة و شرعا تقتضي معرفة المكفور به و أو التمكن منها ثم ردها و جحدها و هذا جاري كذلك على الأصل الذي ذكرناه بأن من وقع منه الفعل سمي بهذا الفعل فمن وقع منه الكفر سمي كافرا و صفة الكفر كما ذكرنا تقتضي الرد و الجحد مع العلم أو التمكن من العلم حيث نزل منزلة العلم.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (ولا ريب أن الكفر متعلق بالرسالة فتكذيب الرسول كفر وبغضه وسبه وعداوته مع العلم بصدقه في الباطن كفر عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان ... ).
و قال رحمه الله (فَإِنَّ حَالَ الْكَافِرِ: لَا تَخْلُو مِنْ أَنْ يَتَصَوَّرَ الرِّسَالَةَ أَوْ لَا؛ فَإِنْ لَمْ يَتَصَوَّرْهَا فَهُوَ فِي غَفْلَةٍ عَنْهَا وَعَدَمِ إيمَانٍ بِهَا. كَمَا قَالَ: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} وَقَالَ: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} لَكِنَّ الْغَفْلَةَ الْمَحْضَةَ لَا تَكُونُ إلَّا لِمَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ الرِّسَالَةُ وَالْكُفْرُ الْمُعَذَّبُ عَلَيْهِ لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ بُلُوغِ الرِّسَالَةِ. فَلِهَذَا قَرَنَ التَّكْذِيبَ بِالْغَفْلَةِ وَإِنْ تَصَوَّرَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ وَانْصَرَفَ فَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} وَكَمَا قَالَ: {رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} وَكَمَا قَالَ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا}. وَإِنْ كَانَ مَعَ ذَلِكَ لَا حَظَّ لَهُ؛ لَا مُصَدِّقَ وَلَا مُكَذِّبَ وَلَا مُحِبَّ وَلَا مُبْغِضَ فَهُوَ فِي رَيْبٍ مِنْهُ كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ عَنْ حَالِ كَثِيرٍ مِنْ الْكُفَّارِ مُنَافِقٍ وَغَيْرِهِ كَمَا قَالَ: {إنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} وَكَمَا قَالَ مُوسَى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إلَيْهِ مُرِيبٍ} {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/492)
مُبِينٍ} {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إنْ نَحْنُ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ: عَنْ مُنَاظَرَةِ الْكُفَّارِ لِلرُّسُلِ فِي الرُّبُوبِيَّةِ أَوَّلًا فَإِنَّهُمْ فِي شَكٍّ مِنْ اللَّهِ الَّذِي يَدْعُونَهُمْ إلَيْهِ وَفِي النُّبُوَّةِ ثَانِيًا بِقَوْلِهِمْ: {إنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} وَهَذَا بَحْثُ كُفَّارِ الْفَلَاسِفَةِ بِعَيْنِهِ؛ وَإِنْ كَانَ مُكَذِّبًا لَهُ فَهُوَ التَّكْذِيبُ وَالتَّكْذِيبُ أَخَصُّ مِنْ الْكُفْرِ. فَكُلُّ مُكَذِّبٍ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ فَهُوَ كَافِرٌ. وَلَيْسَ كُلُّ كَافِرٍ مُكَذِّبًا بَلْ قَدْ يَكُونُ مُرْتَابًا إنْ كَانَ نَاظِرًا فِيهِ أَوْ مُعْرِضًا عَنْهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ نَاظِرًا فِيهِ وَقَدْ يَكُونُ غَافِلًا عَنْهُ لَمْ يَتَصَوَّرْهُ بِحَالِ لَكِنْ عُقُوبَةُ هَذَا مَوْقُوفَةٌ عَلَى تَبْلِيغِ الْمُرْسَلِ إلَيْهِ. وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرَيْنِ فِي أَنْ يُضَمَّ إلَى الْمَعْرِفَةِ الْمُجْمَلَةِ إمَّا تَكْذِيبٌ وَإِمَّا كُفْرٌ بِلَا تَكْذِيبٍ ... ).
و قال رحمه في موضع آخر (فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ؛ لِقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا. وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} {وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ. {فَكَذَّبَ وَعَصَى} كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى. {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} {فَكَذَّبَ وَعَصَى} وَقَالَ: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/493)
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ((فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية وما عدا هذا من الذنوب التي هي دونه في المرتبة. والمفسدة لانكفر بها) الدرر السنية (1/ 515 , 522).
فانظر كيف فرق رحمه الله بين اسم الشرك و اسم الكفر و فصل في العذاب فعلقه بالكفر و لم يعلقه في الشرك.
سئل إبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب عبدالله وحسين رحمهم الله عن حكم من مات قبل ظهور دعوة الشيخ فأجابوا: (من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به، ومات على ذلك فهذا ظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له و لا يضحى له و لا يتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله) الدرر السنية 10/ 142) فحكم أبناء الشيخ على مثل هؤلاء بأنهم مشركون و أما العذاب فلا يكون إلا بعد الرسالة.
و قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله (أجمع العلماء سلفاً وخلفاً من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع أهل السنة أن المرء لايكون مسلماً إلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه وممن فعله وبعضهم ومعاداتهم .. الخ) الدرر السنية: (11/ 545 - 546).
و قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء – إلى أن قال – وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم و لا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله ... )
و قال الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله (بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع () ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة).
و غيرها كثير من أدلة الكتاب و السنة و كلام أهل العلم و لولا خشية الإطالة لنقلته.
و الله اعلم.
ـ[الشعبي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:37 م]ـ
حفظك الله ياشيخ،
ولكن كأني فرأت هذا الفرق من قبل،
وأظنه من أحد كتب الشيخ المشايخ.
وجزاك الله خيراً ,,,
ـ[السمرقندية]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
قلتم
(((لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل.
فالأصل لغة و شرعا بل و عقلا أن من فعل فعلا سمى بهذا الفعل فمن اكل سمي آكلا و من شرب سمي شاربا سواء قيل بان الاسم مشتق من المصدر أو من الفعل فكل النحويين متفقون على ذلك و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق لأن المصدر و الفعل كلاهما يتضمن الحدث الذي هو الفعل فشارب مثلا يتضمن حدث الشرب و هذا الحدث موجود في في الفعل و المصدر و فارق الفعل المصدر بأن الحدث قارنه زمن.
و هذا من تدبره علم علم اليقين بأنه مقتضى جميع اللغات.)))
هل يمكن ضرب أمثلة حول أول هذه الجملة حتى يُفهم المراد بدقة
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:17 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ الشعبي نعم كما ذكرت
و هذه المسألة كما ذكرت قل من يتطرق لها مع أهميتها فبسبب عدم التفريق بين الحقيقتين وقع كثير من الناس حتى ممن ينتسب للعلم و المشيخة في الحكم على من وقع في الشرك الأكبر بالإسلام مع أن مسألة خروج من فعل الشرك الأكبر من الإسلام من ضروريات الدين و لكن لما التبس عليهم بعض كلام أهل العلم ظنوا أن العلماء لا يخرجون من وقع في الشرك الأكبر من الإسلام لأنهم لا يكفرونه و أهل العلم يفرقون بين حقيقة الكفر و حقيقة الشرك لذا تجد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لما ذكر الشرك و ذكر الكفر فرق بينهما فقال رحمه الله (و اعلم أن ضد التوحيد الشرك و هو ثلاثة أنواع شرك أكبر و شرك أصغر و شرك خفي .... )
ثم ذكر أدلة الشرك الأكبر و قال (هو أربعة أنواع .... ) و ذكر أنواعه.
فلما انتهى من الشرك الأكبر دخل في الكفر و لو كان الشرك و الكفر حقيقة و احدة لما فارق بينهما الشيخ رحمه الله بل و فارق بين أنواعهما فقال في الكفر (الكفر كفران كفر يخرج من الملة و هو خمسة أنواع .... ) و ذكر الأنواع الخمسة و من تدبر في هذه الأنواع علم أنها كلها لا تكون إلا لمن أقيمت عليه الحجة إما بوصولها إليه ككفر التكذيب و الشك و النفاق أو بإعراضه عنها ككفر الإعراض و هذا تفصيل لما ذكرته من أن الكفر كله لا يكون إلا بعد قيام الحجة و أما الشرك فيكون قبل قيام الحجة فيسمى من وقع في الشرك مشركا و يخرج بذلك من الملة و لكن لا يكون من وقع في الشرك الأكبر كافرا حتى تقام عليه الحجة و ليس معنى قولنا أنه ليس بكافر أنه مسلم بل هو خرج من الملة بوقوعه في الشرك الأكبر و لا يعذب و هو مرادنا بالكفر إلا بعد قيام الحجة.
و هذ التقسيم الذي ذكره شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قد سبقه إليه ابن القيم رحمه الله و ذكره في عدة من كتبه من أكثرها تفصيلا كتابه الماتع (مدارج السالكين) فقال رحمه الله (الكفر .. فأما الكفر فنوعان كفر أكبر و كفر أصغر .. ) ثم تكلم عن الفرق بينهما.
ثم دخل في بيان أنواع الكفر الأكبر فقال (و أما الكفر الأكبر فخمسة أنواع كفر التكذيب و كفر استكبار و إباء مع التصديق و كفر إعراض و كفر شك و كفر نفاق ... ) ثم بدأ رحمه في شرح هذه الجملة.
ثم قال رحمه الله (فصل
الشرك: و أما الشرك فهو نوعان: اكبر و أصغر ... ) ثم دخل في شرح مطول في بيان أنواع الشرك.
فهذا التقسيم هو ما أردنا التدليل على أصله و هو الفرق بين الشرك و الكفر بسبب وقوع كثير من الناس في الخلط بينهما مع أن بينهما من الفوارق كما بين السماء و الأرض لغة و شرعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/494)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:57 ص]ـ
بارك الله فيك يا أختي الفاضلة أم بالنسبة لقولي (لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل ... )
فمن أمثلة هذه البدع شرعا و هو من أعظم الأمثلة تسميتهم من وقع في الشرك الأكبر مسلما فحقيقة الشرك تناقض حقيقة الإسلام مناقضة تامة فهما نقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان فلا بد من وجود أحدهما فجاء بعض ممن ينتسب للعلم في هذا العصر فقال نقول بأن فعله شرك و لكن لا نقول بأنه مشرك و دخلت عليهم هذه الشبهه لما قرأوا بعض كلام أهل العلم في عدم تكفير من وقع في الشرك فقالوا نحن نفرق بين الفعل و الفاعل فالفعل شرك و الفاعل ليس بمشرك و هؤلاء ما فقهوا معاني ألفاظ كتاب الله تعالى و المراد بهذه الألفاظ و لو أنهم رجعوا للكتاب و عكفوا على فهمه لما رأيتهم وقوعوا بمثل هذا و لكن دخل عليهم الشيطان بتعظيم أهل العلم و أخذ كلامهم على عواهنه دون عرضه على الكتاب و السنة فنشأ عندهم تعارض بين معاني القرآن و و بين معاني مشايخهم فقالوا لن نسبق مشايخنا بشئ فأثروا الركون على فهوم المتأخرين من بعض المشايخ ممن لم ترسخ قدمه بالعلم خاصة في مثل هذه العلوم الجليلة ثم رجع يبحث عن من يوافقه من أهل المتقدمين فوجد بعض الألفاظ التي وافقت قلبا خاليا فتمكنت منه و أخذ هذه الأفاظ دون تمحيص و لا تدقيق و لا مراجعة لمراد أهل العلم بهذا الألفاظ فترسخت عنده هذه الشبهه فأصبحت أصلا (فرق بين الفعل و الفاعل) من وقع في الشرك ليس بمشرك و إن كان فعله شرك و أنا أطالب من تقلد هذا لأصل الباطل أن يأتيني بدليل من الكتاب و السنة و أقوال الصحابة ما يدل على هذا الأصل.
ثم إن هذا الأصل مبني على بدعة لغوية و هي التفريق بين الفعل و الفاعل و قد بينا سابقا أن النحويين أجمعوا على أن من وقع الفعل منه أشتق له اسم فاعل فمن ركض يقال راكض و من سمع يقال سامع و من درس يقال دارس و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق هل هو الفعل أم المصدر و لكنهم لا يختلفون فيما ذكرنا عنهم.
و أما مقتضى العقل فمن السفه أن يقال لمن أكل او شرب أو نام بأنه ليس بشارب و لا نائم و لا آكل و لو قيل له أنت نائم أو شارب أو آكل و قال لا يحق لكم أن تقولوا هذا نعم أنا أكلت و شربت و نمت و لكني لست بنائم و لا بشارب و لا بآكل فهل يشك أحد بأن مثل هذا من السفه المستبين.
هذا هو مرادي بهذه العبارة.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:27 ص]ـ
لعله من لمهم هنا التنبيه الى أن الكفر قد يطلق في الكتاب و السنة و يراد به الشرك لا كفر القتال و التعذيب و يعرف ذلك بالقرائن
كقوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين) اي مشركين لان القوم ما بلغتهم الحجة،و قد نبه الى هذا الشيخ الكريم الفاضل علي الخضير حفظه الله و فك أسره في كتابه العظيم الحقائق في التوحيد.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا أسيد.
و لعل كلامك يجرنا إلى قاعدة مهمة و هي أن الكفر و الشرك إذا اقترنا افترقا و دليله ما ذكرنا من آيات كقوله تعالى (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران: 151).
و قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (البينة: 6).
فلما اقترن الكفر و الشرك فرق الله تعالى هنا بين الشرك و الكفر فالكفر أعم من الشرك لأنه يدخل فيه كل خروج عن الدين كتكذيب الرسل أو تحريف الكتب أو غيرها من أنواع الكفر و أما الشرك فهو اتخاذ الأندادا من دون الله تعالى و هذه الحقيقة لا يدخل فيها إلا ما في معناها كشرك الدعوة و الإستغاثه و السجود و غيرها من أنواع الشرك.
لذا ذكر الله تعالى وصف أهل الكتاب و المراد هنا بوصف أهل الكتاب من خرج من الدين منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/495)
فكل وصف أطلقه الله تعالى في كتابه لابد و أنه تعالى يريد أن يفارق به غيره من الأوصاف فالكفر في آية البينة جعله الله تعالى عاما و ذكر من أقسامه أهل الكتاب و المشركين ثم إن أهل الكتاب وصف يفارق وصف المشركين.
و إذا افترقا قد يراد بالكفر الشرك و لكن هنا يكون المراد به الشرك الذي أقيمت على صاحبه الحجة كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25) و المراد بهذه الآية قريش و كان سبب كفرهم غالبه الشرك.
و قوله تعالى (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون: 117) فهنا ذكر الله تعالى وصف الشرك و ختم الآية بالكفر لبيان أن الشرك سبب لدخول النار و الكفر و الحساب الشديد.
فمن تتبع نفي الفلاح في كتاب الله تعالى يجده غالبا مقيد الكفر و الظلم و الإجرام.
كما قال تعالى (وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (القصص: 82).
و قال (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) (الأنعام: 21).
و قال (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) (يونس: 17) و كل هذه الأوصاف لا تكون إلا بعد قيام الحجة.
و أما إذا انفرد الشرك فليس من شرطه أن تكون الحجه مقامه فيه إلا بقرينة كما قال تعالى (حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج: 31) فهذه الآية عامة تشمل من أقيمت عليه الحجه و من لم تقم عليه.
و قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء: 48).
و قوله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً) (النساء: 116).
و قوله تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) (المائدة: 72) و في هذه الآية ذكر الله تعالى مصير أهل الشرك و لكن هذا مقيد بشرطه و هو إقامة الحجه كما هو ثابت بالأدلة الأخرى.
و قوله تعالى (ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (الأنعام: 88).
و قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (الحج: 17).
و قوله (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة: 82).
و قوله تعالى (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر: 65).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/496)
لذا من المعلوم ضرورة من دين الإسلام أن من وقع في الشرك الأكبر حبط عمله حبوطا كليا.
و لنتدبر في قوله تعالى (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) (غافر: 12) فهذه الآية فيها دليل على التفريق بين الكفر و الشرك و أن الشرك مقابله التوحيد و الكفر مقابله الإيمان.
ففي قوله تعالى (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) ذكر وصف التوحيد و هو إخلاص الدعوة لله تعالى و ذكر موقف المشركين من هذا التوحيد و هو الكفر أي الجحد و الإنكار.
و في قوله تعالى ( ... وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا) أي يؤمنوا بهذا الشرك.
فإخلاص الدعاء لله تعالى مقابل الشرك و الكفر بالتوحيد مقابل الإيمان بالشرك و العكس بالعكس أي الإيمان بالتوحيد مقابل الكفر بالشرك كما قال تعالى (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 256).
فنخلص إلى أن هذه الآية فيها تفريق صريح بين االشرك و الكفر و أن لكل منهما حقيقة تفارق الآخر و يلزم من تخالفهما تخالف أضدادهما فجعل الله تعالى ضد التوحيد الشرك و ضد الإيمان الكفر.
و أما قوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين).
فما نبه عليه الشيخ الفاضل علي الخضير فك الله أسره ليس في محله فبعد أن ذكرنا الأصل السابق علمنا يقينا أن هذه الآية المراد بها أن هؤلاء قد أقيمت عليه الحجة فسبب تسميتهم كافرين هو عبادتهم لغير الله تعالى و ليس هذا معناه أنهم لم تقم عليهم الحجة بل الحجة مقامة عليهم لوصفهم بالكفر هذا هو الفهم الصحيح لمعنى الكفر في كتاب الله تعالى و هذا هو المعهود من لفظ الكفر في القرآن.
و سأبين معنى دقيق خفي على الشيخ الفاضل في هذه الآية فقوله تعالى (وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ) (النمل: 43) كلام الله تعالى هذا ذكره بعد مجئ بلقيس إلى سليمان عليه السلام و هذا هو سياق الآية كما في هذه القصة.
و معلوم من سياق الآية أن قبل مجئ بلقيس لسليمان عليه السلام كان سليمان عليه السلام أرسل إليهم إليهم كتابا ((قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ29إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ30أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (النمل: 31) فهذا كتاب سليمان عليه السلام لهم فبهذا الكتاب قد أقيمت عليهم الحجه فأصبحوا كافرين إن لم تكن الحجه مقامه عليهم من قبل و معلوم من سياق الآية أن قوله تعالى (إنا كانت من قوم كافربن) في آخر سياق القصة.
ثم إن الله تعالى ذكر في نفس الآية الشرك و هي عبادتهم للشمس من دون الله تعالى و ذكر الكفر و هو قوله (إنها كانت من قوم كافرين) فلابد إذن أن يفترقا بالمعنى كما افترقا باللفظ و السياق فلا يقال أن المراد بأنها كانت من قوم كافرين الشرك لأن صفة الشرك موجودة في الآية و الأصل عدم التكرار فلو كررنا لفظ الشرك لكنا سياق الآية يأتي بهذلا المعنى و صدها الشرك و هو عبادة الشمس من دون الله تعالى إنها كانت من قوم مشركين و هذا المعنى فيه تكرار واضح ينزه عنه كلام الله تعالى و الأصل كما ذكرنا عدم التكرار و كذلك الأصل التأسيس لا التأكيد و قولنا بأن المراد هنا إقامة الحجة بيان لمعنى غير مكرر لأن التكرير تأكيد و المعنى الجديد تأسيس.
ثم إن الله تعالى ذكر في أول القصة وصفها و قومها بالشرك و عبادة الشمس من دون الله تعالى بقوله (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) (النمل: 24) فلا حاجة إذا تكرار وصف قومها بالشرك و أنها كانت من قوم مشركين.
فوصف الشرك كما قررنا يفارق وصف الكفر هذا هو الأصل و لا يجتمعان إلا بعد قيام الحجة.
و لو شئنا لنقلنا الآيات الدالة على هذا الأصل في معنى الكفر و لكن فيم سبق كفاية إن شاء الله تعالى
و الله أعلم.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الفوائد المهمة، و الحق أن الصدر ينشرح لما ذكرتم و يزول به كثير من الاشكال ولعل الشيخ ذكر أن الشرك قد يأتي بمعنى الكفر لورود ذلك
على لسان أئمة الدعوة رحمهم الله، مثل:
1 - قول الشيخين الكريم حسين و عبد الله أبناء شيخ الاسلام محمد (الدرر10\ 142):"من مات على الشرك قبل بلوغ
هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك و يدين به و مات على ذلك فهذا ظاهره أنه
مات على الكفر ... )، قال الشيخ -:"وقوله مات على الكفر أي كفر شرك"
(التوضيح و التتمات حاشية64)
2 - قال الشيخ حمد بن ناصر (الدرر10\ 336):",ام من كان يعبد الأوثان و مات على ذلك قبل ظهور هذا الدين
فهذا ظاهره الكفر"، قال الشيخ معلقا"لانه يعبد الأوثان، و الكفر المسمى هنا كفر شرك"
أرجوا التعليق من فضيلتكم و عسىأن لا أكون قد أثقلت عليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/497)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 06 - 04, 07:37 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ أبا أسيد و رزقنا و إياك البصيرة في الدين و العمل به.
أخي الفاضل نحن اليوم نحتاج أشد الحاجة لمذاكرة علومنا و مدارستها لم في ذلك من الفوائد العظيمة من تثبيتها و مراجعتها و استدراكها و نمائها.
و أما ما ذكرته من أقوال علماء الدعوة فتدبره ينبهنا إلى أمور:
قولك (قول الشيخين الكريم حسين و عبد الله أبناء شيخ الاسلام محمد (الدرر10\ 142):"من مات على الشرك قبل بلوغ
هذه الدعوة فالذي يحكم عليه أنه إذا كان معروفا بفعل الشرك و يدين به و مات على ذلك فهذا ظاهره أنه
مات على الكفر ... )، قال الشيخ -:"وقوله مات على الكفر أي كفر شرك").
انظر كلام الشيخين في التفريق بين الشرك و الكفر فبينا أولا إنه إذا مات على الشرك ثم حكما بكفره و هما حكما بالظاهر و أما أمره إلى الله و المراد هل أقيمت الحجة فهذا عند الله كما قال ابن القيم رحمه الله (والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وعباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم) فمن كان من أهل الفترة و لم تقم عليه الحجة ظاهرا يعامل معاملة الكفار كالأطفال و المجانين و الهرم كما هو ثابت في حديث أبي هريرة و الأسود بن سريع فليس معنى أننا لا نعلم هل أقيمت عليهم الحجة أم لا؟ نعاملهم في الدنيا معاملة المسلمين أو نتوقف فيهم.
فكلام أبناء الشيخ موافق لما قرره ابن القيم رحمه الله.
و تتتمة كلام أبناء الشيخ رحمهم الله تبين ذلك ( .... فلا يدعى له ولايضحى له و لايتصدق عنه وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله).
فكل هذه الأحكام هي أحكام الكفار لا المسلمين.
ثم أنهم فرقوا بين من كان كفره ظاهرا إذا لم يعلموا هل أقيمت عليه الحجة أم لا؟
بقولهم (فهذا ظاهره أنه مات على الكفر) و قالوا (وإن لم تقم عليه الحجة في حياته فأمره إلى الله).
و إذا أقيمت عليه الحجة و عاند قالوا (فإن قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر و الباطن).
فبهذا يتبين مرادهم بالحكم عليه ظاهرا بالكفر و هذا يكون متى لم نعلم إقامة الحجة عليه.
و أما ظاهرا و باطنا فيكون بعد إقامة الحجة عليه.
و هذا الكلام يتماشي تماما مع ما قررناه من التفريق بين الكفر و الشرك و أن الكفر يكون بعد إقامة الحجة و أما الشرك فهو سبب الكفر و الكفر شرط التعذيب.
و انظر كلام ابن القيم هذا و قارنه بكلام علماء الدعوة تجد أنه خرج من مشكاة واحدة هي مشكاة ألفاظ و معاني الكتاب و السنة (بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول) فمراد ابن القيم هنا هو عينه مراد علماء الدعوة بالحكم على من دان بدين غير الإسلام بالكفر ظاهرا و أما الحكم بالكفر باطنا فهذا موكول إلى الله تعالى مشروط بإقامة الحجة عليهم.
و على التفصيل الذي ذكرناه يحمل كلام الشيخ حمد بن معمر و هي تقريبا نفس الألفاظ لا تحتاج إعادة بيان.
و الله أعلم
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:23 م]ـ
جزاكم الله شيخنا الفاضل على هذه الفوائد المهمة.
شيخي الكريمالفاضل نقل اجماع ائمة الدعوة على ان زمن شيخي الاسلام كان زمن فترة، فهل نقل الاجماع عل هذا أحد غيره؟ و لم كان زمنهم زمان مع وجود القران و القوم عرب فيهم الادباء و الشعراء و المتكلمون؟ ام ان الكتاب لا يكفي لاقامة الحجة اذا لم يكن هنالك دعاة للتوحيد (انظر باب 16 باب الفترة من الحقائق، و انظر ايضاباب 48 و باب 49 من الحقائق).
الرجاء مراجعة بريدكم الخاص
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 08:40 ص]ـ
عذرا سقطت كلمة فترة من قولي: ولم كان زمنهم زمن (فترة)؟
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ
الذين يظهر من تتبع لفظتي (الشرك) و (الكفر) نجد أنهما يندرجان تحت قاعدة: (إذا اجتمعا افترقا، و إذا افترقا اجتمعا) كلفظ الإيمان و الإسلام، و لفظي الفقير و المسكين و نحو ذلك
و لو رجعنا إلى مدلول الكلمتين من ناحية اللغة لظهر الفرق بينهما و ما فيهما من اتحاد
و لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع لكتاب الفروق لأبي هلال العسكري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/498)
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 04:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و لعلك تراجع ما كتبه الشيخ عبد الرحمن اعلاه، فاسم الشرك لا تعلق له بقيام الحجة فمن تلبس بالشرك و قامت فيه حقيقة الشرك فهو مشرك، سواء قامت عليه الحجة أو لم تقم، اما اسم الكفر فلا يلحق الا من قامت عليه
الحجة، فكيف يقال إذافترقا اجتمعا؟
فالصحيح انهما لا يجتمعان الااذا كانت الحجة قائمة. و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[19 - 06 - 04, 10:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو أسيد
أما بالنسبة لنقل الإجماع فلا أعلم أن أحدا من علماء الدعوة النجدية نقل الإجماع على ذلك و لكن لعل الشيخ من خلال استقراءه لكلام علماء الدعوة تبين له أن هذا هو قول علماء الدعوة النجدية قاطبة لسعة إطلاعه على أقوال علماء الدعوة.
و أعلم أخي الفاضل أنه ليس من شرط الفترة أن لا تقام الحجة على أحد في هذا الوقت و لكن المراد أن الرسالة تضعف حتى تخفى كثير من معالم الرسالة عند كثير من الناس و هذا هو المعنى الصحيح للفترة لغة و شرعا و لا تناقض بين هذا المعنى و بين حديث النبي صلى الله عليه و سلم (أربعة يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر وأما الهرم فيقول رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا وأما الذي مات في الفترة فيقول رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم أن ادخلوا النار قال فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما) فليس كل من كان في زمن الفترة لم تقم عليه الحجة فهناك الكثير من كان في زمن الفترة مقامه عليهم الحجه و لكن زمن الفترة مظنة عدم قيام الحجة.
بل ما هو أبلغ من ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله في الفرق بين عجز المعرض و عجز الطالب و هما في زمن فترة و لم يتمكنا من الوصول للحجة فلما كان أحدهما معرضا و مثل هذا لو وجدت الحجه لما انقاد لها فوجود الحجه و عدمها في مثل حاله سواء فمثل هذا قال ابن القيم رحمه الله بأن الحجه مقامه عليه و أما من استفرغ وسعه في طلب الحق و لم يجده فهذا حكمه خكم أهل الفترة كما في حديث الأسود بن سريع.
فالمراد أن ليس كل زمن قيل بأنه زمن فترة أن الحجه غير مقامه على أهله و لكن من مات في زمن الفترة و لم نعلم بأن الحجه مقامه عليه هنا لا نستطيع الحكم عليه بأنه من أهل النار مع أن مثل هذا قد تكون الحجه مقامه عليه عند الله لذا نكل أمره إلى الله تعالى.
فزمن شيخ الإسلام بهذا المعنى الذي ذكرناه زمن فترة و لا شك و المتتبع لرسائل الشيخ الشخطية و كتبه علم أن الشيخ رحمه الله جدد الملة في هذا الوقت و أقام الحجة على الناس بإظهار دعوة التوحيد و نشرها.
قال تعالى (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة: 19) و معلوم أن انقطاع الرسل هنا يلزم منه ضعف الرسالة لذا أقام الله تعالى الحجة على أهل الكتاب ببعثة النبي صلى الله عليه و سلم حتى لا يحتجون بانقطاع الرسالة بأنه لم يأتهم بشير و لا نذير.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 03:08 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم و وما ذكرتموه عن معنى الفترة وقيام الحجة الخاصة على بعض الناس زمن الفترات و اضح
بين و لله الحمدفوالدا الرسول صلى الله عليه و سلم و أهل مكة و بنو عامر وغيرهم ممن كانوا في زمان الفترة وورد في الحديث الحاق اسم الكفر وحكمه بهم قامت عليهم الحجة الخاصة بالاحناف و بقايا الموحدين من أهل الكتاب، ولكن ما أشكل
علي شيخي الكريم هو هل توجد الفترة مع وجود الكتاب غير المحرف ووجود من يفهم معناه؟ الذي يظهر لي من كلام الشيخ علي الخضير
فك الله أسره أنه يرى أن الحجة لا تقوم بالكتاب مع عدم وجود المبلغ و يستدل علىذلك باحاديث رفع العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/499)
مع ذهاب العلماء و يورد أيضا كلام الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ ( ... فلا حجة بالوحيين إذ النقل و التعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم) (الحقائق باب 48 - كتاب حقيقة الحجة)
أرجو التعليق من فضيلتكم
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:41 م]ـ
0
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:47 م]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك و في علمك
هذا الكلام ليس على إطلاقه و لا يعم كل المسائل فمسائل الشرك الأكبر و عبادة غير الله لا يشترط لها ذلك فشرط إقامة الحجة هنا هو الإعراض عنها فمجرد وجود الإعراض فقد أقيمت الحجة و هذا ما قرره شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في عدة مواضع من كتبته حيث قرر أن ليس من شرط الحجه بلوغها لكل فرد بل الوجاب إبلاغها بلاغا عاما و متى ما أعرض المكلف و صد عن الحجة فقد أقيمت عليه الحجة حتى و إن لم تبلغه و هذا الأصل ذكره في المجلد الثامن و العشرين من الفتاوى و في الرد على المنطقيين و غيرهما.
لذا ألحق ابن القيم رحمه الله من مات في زمن الفترة و لم تبلغه الحجة و لم يتمكن منها و لكن كان عاجزا معرضا ألحقه بمن تمكن من الحجة ثم اعرض عنها لأن المناط و هو الإعراض موجود في الحالتين فكان حكمهما واحدا و سمى هذا عجز المعرض و أما الذي يعذر هو من لم يتمكن من الحجة و كان طالبا للحق مؤثرا له و لم يصل للحجة فهذا هو الذي يحكم له يوم القيامة بحكم أهل الفترة.
لذا على هذا الأصل الذي ذكرناه ليس من شرط كل حجة أن يكون هناك مبلغ يبلغ المكلف الحجه لأن المكلف كما ذكرنا قد تقوم عليه الحجه بمجرد إعراضه و لو لم يصله شئ سواء مبلغ أو كتاب.
و أما الإحتجاج بأحاديث رفع العلم فهذا الإحتجاج لا يستقيم على الأصل الذي ذكرناه و فرق بين رفع العلم و رفع الحجه فالعلم قد يرفع و يثبت الجهل بسبب إعراض بعض الناس عن العلم و ليس هذا معناه أنهم لم تقم عليهم الحجة فمعلوم أن المعرض عن الحق حتى لو وجدت الحجة فهو جاهل غير عالم فهل يقول أحد أنه و الحاله هذه الحجه غير مقامه عليه.
ثم إن الحجه في أصل الدين لا تحتاج إلى عالم بل كل من علم الحق فيها فهو ممن أمكن أن يقيم الحجه على المشركين و مثل هذا الصنف لا يعدم من الأرض إلى قيام الساعة كما في حديث الريح التي تقبض روح كل مؤمن.
فالله تعالى سمى ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم فترة و كان الجهل و الضلال منتشر و معلوم أن كثير من الناس و قتها الحجه مقامه عليهم فكيف بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم و انتشار الدين و لا نقول أنه ليس هناك أناس قد يكونون من أهل الفترة بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم و لكن نقول أن أهل الفترة بعد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم أقل ممن قبل البعثة.
و الله أعلم.
ـ[أبو أسامة العباسي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 05:34 م]ـ
الحمد لله، وبعد:
أبشر الإخوة المشاركين في هذا المقال؛ أن الإمام ابن حزم له بحث ماتع في كتاب الملل في الفصل والنحل، وقد انتهى إلى القول باشتراكهما في الدلالة وافتراقهما في الوضع، كما نبه عليه الإخوة المشاركون.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[23 - 06 - 04, 09:38 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وإذا أخبر بوقوع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر منها لم يكن من شرط ذلك أن يصل امر الآمر ونهى الناهى منها الى كل مكلف فى العالم اذا ليس هذا من شرط تبليغ الرسالة فكيف يشترط فيما هو من توابعها بل الشرط ان يتمكن المكلفون من وصول ذلك اليهم ثم إذا فرطوا فلم يسعوا فى وصوله اليهم مع قيام فاعله بما يجب عليه كان التفريط منهم لا منه ... ) الفتاوى 28/ 125 - 126.
و قال رحمه الله (بناء على هذا الفرق هذا لم يتواتر عندي فلا يقوم به الحجة على فيقال له اسمع كما سمع غيرك وحينئذ يحصل لك العلم
وإنما هذا كقول من يقول رؤية الهلال أو غيره لا تحصل إلا بالحس وانا لم أره فيقال له أنظر إليه كما نظر غيرك فتراه إذا كنت لم تصدق المخبرين
وكمن يقول العلم بالنبوة لا يحصل إلا بعد النظر وأنا لا أنظر أو لا أعلم وجوب النظر حتى أنظر
ومن جواب هؤلاء أن حجة الله برسله قامت بالتمكن من العلم فليس من شرط حجة الله تعالى علم المدعوين بها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(27/500)
ولهذا لم يكن إعراض الكفار عن استماع القرآن وتدبره مانعا من قيام حجة الله تعالى عليهم وكذلك إعراضهم عن استماع المنقول عن الأنبياء وقراءة الآثار المأثورة عنهم لا يمنع الحجة إذ المكنة حاصلة
فلذلك قال تعالى وإذا تتلى عليه ءايتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم
وقال تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا) الرد على المنطقيين 99.
قال ابن القيم رحمه الله (نعم لا بد في هذا المقام من تفصيل به يزول الإشكال وهو الفرق بين مقلد تمكن من العلم ومعرفة الحق فأعرض عنه ومقلد لم يتمكن من ذلك بوجه والقسمان واقعان في الوجود فالمتمكن المعرض مفرط تارك للواجب عليه لا عذر له عند الله وأما العاجز عن السؤال والعلم الذي لا يتمكن من العلم بوجه فهم قسمان أيضا أحدهما مريد للهدى مؤثر له محب له غير قادر عليه ولا على طلبه لعدم من يرشده فهذا حكمه حكم أرباب الفترات ومن لم تبلغه الدعوة الثاني معرض لا إرادة له ولا يحدث نفسه بغير ما هو عليه فالأول يقول يا رب لو أعلم لك دينا خيرا مما أنا عليه لدنت به وتركت ما أنا عليه ولكن لا أعرف سوى ما أنا عليه ولا أقدر على غيره فهو غاية جهدي ونهاية معرفتي والثاني راض بما هو عليه لا يؤثر غيره عليه ولا تطلب نفسه سواه ولا فرق عنده بين حال عجزه وقدرته وكلاهما عاجز وهذا لا يجب أن يلحق بالأول لما بينهما من الفرق فالأول كمن طلب الدين في الفترة ولم يظفر به فعدل عنه بعد استفراغ الوسع في طلبه عجزا وجهلا والثاني كمن لم يطلبه بل مات على شركه وإن كان لو طلبه لعجز عنه ففرق بين عجز الطالب وعجز المعرض فتأمل هذا الموضع والله يقضي بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل فهبذا مقطوع به في جملة الخلق وأما كون زيد بعينه وعمرو قامت عليه الحجة أم لا فذلك ما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول هذا في الجملة والتعيين موكول إلى علم الله وحكمه هذا في أحكام الثواب والعقاب وأما في أحكام الدنيا فهي جارية على ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار في أحكام الدنيا لهم حكم أوليائهم ... ).
طريق الهجرتين 609 - 610
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم
هلا شرحتم لنا-ااتماما للفائدة-كلام الشيخ عبد اللطيف ال الشيخ ( ... فلا حجة بالوحيين إذ النقل و التعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم) (الحقائق باب 48 - كتاب حقيقة الحجة)
وهلا بينتم لنا حال القوم ايام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولماذا كانوا أهل فترة؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[25 - 06 - 04, 04:18 م]ـ
أخي الفاضل بالنسبة لكلام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (تعريف أهل العلم للجهال بمباني الإسلام وأصول الإيمان والنصوص القطعية والمسائل الإجماعية حجة عند أهل العلم تقوم بها الحجة وتترتب عليها الأحكام، أحكام الردة وغيرها والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالتبليغ عنه ومن الذي يبلغ وينقل نصوص الكتاب والسنة غير أهل العلم ورثة الرسل؟ فإن كانت حجة الله لاتقوم بهم وببيانهم أن هذا من عند الله وهذا كلام رسول الله فلا حجة بالوحيين إذ النقل والتعريف يتوقف على أهل العلم كما أن بيان المعاني يتوقف عليهم كما قال علي رضى الله عنه في حديث كميل بن زياد بلى لن تخلو الأرض من قائم لله بحججه كي لا تبطل حجج الله، وبالجملة فالحجة في كل زمان ومكان إنما تقوم بأهل العلم ورثة الرسل) مصباح الظلام 124،123
هنا نكتة مهمة جدا يجب التنبه لها و هي هناك فرق بين البلاغ العام و بين قيام الحجة على الأعيان.
نعم البلاغ العام لا يقوم به إلا أهل العلم و ورثة الرسل و ليس معنى هذا أن الأعيان وقتها غير مقامه الحجه عليهم فمن قال حينها بأن كل عين قبل البلاغ العام الحجه غير مقامه عليهم فقد كذب و افترى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/1)
فإذا كان المشركون قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم الكثير من أعيانهم الحجه مقامه عليهم و لم يكن هناك بلاغ عام لذا ما أراه من كلام الشيخ أنه يريد بذلك البلاغ العام لا قيام الحجة على الأعيان قال تعالى (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (المائدة: 92).
و قال (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) (المائدة: 99).
و قال (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) (النحل: 82).
نعم يلزم من البلاغ العام قيام الحجه على من لم تقم عليه الحجه قبله.
ثم إن المقصود من البلاغ العام هو هداية الناس و إخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: 6).
و قال (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (فاطر: 8).
فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يريد أن يهلك نفسه من أجل هداية الناس و لم يهلك نفسه من أجل إقامة الحجة عليهم و إن كان كما ذكرنا يلزم من البلاغ العام قيام الحجة.
و الدليل على أن الشيخ عبد اللطيف رحمه الله لم يرد قيام الحجة في أًصل ذكر تعريف أهل العلم بمباني الإسلام و المسائل الإجماعية و النصوص القطعية و هذه المسائل يدخل فيها المسائل الظاهره و الخفية و غيرها.
و أما قيام الحجه على الأعيان فهذه مسألة أخرى غير مسألة البلاغ المبين العام فالحجة على المعين في أصل الدين تقوم بأدنى من هذا بكثير كما ذكر ابن القيم رحمه الله في طبقات المكلفين فكل من أعرض و إن كان غير متمكن من الحجه فقد أقيمت عليه الحجه و يدخل في كلام ابن القيم رحمه الله من لم يتمكن من الحجه و علم الحق ثم صد عنها فهؤلاء حكمهم حكم من تمكن من الحجه فكيف إذا كان متمكنا منها.
و الشيخ عبد اللطيف رحمه الله نقل كلام ابن القيم في الطبقة السابعة عشر ثم علق عليه قائلا (فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع فإنه لم يستثن إلا من عجز عن إدراك الحق مع شدة طلبه وإرادته له فهذا الصنف هو المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين رحمهم الله ... ) و هذا الكلام في قيام الحجة لا في البلاغ العام فتدبر الفرق بين النقلين يتبين لكم المراد منهما.
و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:54 م]ـ
أما حال القوم في زمن شيخ الإسلام فهو منتشر في كتب الشيخ و أبنائه و أحفاده و تلامذته و هذا كتاب يبين حقيقة دعوة الشيخ رحمه الله و حال الناس في زمنه
و كان الناس في زمن الشيخ رحمه الله في فترة لضعف العلم والقدرة على العمل بأصل الدين فصار الوقت وقت فترة.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ((لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إما لا يعرفون اللفظ وإما أن يعرفوا اللفظ و لا يعرفوا المعنى فحينئذ يصيرون في جاهلية) الفتاوى 17/ 307.
و هذه الحقيقة كانت موجودة في زمن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ
قال أبو هلال العسكري: (الفرق بين الشرك و الكفر: أن الشرك خصال كثيرة على ما ذكرنا، و كل خصلة منها تضاد خصلة من الإيمان، لان العبد إذا فعل خصلة من الكفر فقد ضيع خصلة من الإيمان.
و الشرك خصلة واحد وهو إيجاد ألوهية مع الله أو من دون الله و اشتقاقه ينبئ عن هذا المعنى ثم كثر حتى قيل لكل كفر شرك على وجه التعظيم له و المبالغة في صفته .. ).
قال الشيخ مبارك بن محمد الميلي في كتابه (الشرك و مظاهره ص 64): (ومحصل كلام أبي هلال العسكري أن الشرك و الكفر مختلفان في الأصل متحدان في استعمال الشرع، فهما كالإسلام و الإيمان ... ) ا. هـ
و انظر أيضا كتاب مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية لعثمان ضميرية.
مع أني أقول أنه ربما عند الاقتران بينهما قد يكون من الفروق بينهما هو ما ذكره شيخنا عبد الرحمن وفقه الله kk
ـ[محي الدين]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:51 م]ـ
؟
ـ[محي الدين]ــــــــ[18 - 08 - 04, 06:52 م]ـ
الأخ الكريم عبد الحمن المخلف ..
كنت قد اطلعت على ما كتبته من فوائد جليلة في هذا الموضوع و بقي في ذهني إستشكال أعرضه عليك و هو بخصوص قيام الحجة حيث أنك جعلت الإعراض مطلقا يمثل في نفسه قيام الحجة حتى بدون بلوغ الرسالة .. و هنا موضع الإستشكال حيث أن الله تعالى أخبر بانه يبعث الرسل حتى لا تكون للناس حجة و هو عكس ما قررته في كلامك من كون الحجة تكون قائمة بمجرد الإعراض و لو لم تبلغ الرسالة .. قال تعالى (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) و قال (رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) .. فهذه الآيات و غيرها صريحة في تقوية الإعتراض حيث الحجة لا تقوم كما هو ظاهر الآيات إلا بإبلاغ الرسل و قيام الحجة لا بمجرد الإعراض ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/2)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[27 - 08 - 04, 03:46 م]ـ
بارك الله فيك و في علمك أخي الفاضل محي الدين و جزاك الله خير الجزاء على مذاكرتك لإخوانك و إيرادك لما يشكل من مسائل حتى يتم مدراستها و مذاكرتها و بيان وجه الحق فيها و قبل أن أشرع في بيان وجه الحق في هذا الإشكال لي عدة ملاحظات يجب التنبه لها قبل الشروع:
الأولى: يجب التنبه أن الأصل هو ما ذكره الله تعالى في كتابه أنه لا يعذب أحدا حتى يبعث له رسولا كما قال تعالى {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء و غيرها كثير من الآيات.
الثانية: أن مسألتنا هذه ليس عكس الأصل الذي ذكرناه بل هي فرع عنه و سنبين ذلك إن شاء الله عند الشروع في الموضوع.
الثالثة: يجب التفريق بين مسألة أن العقل حجة على الخلق في العذاب و إن لم يأت رسول كما هو قول أهل البدع من المعتزلة و غيرهم و بين مسألة أن الإعراض و عدم طلب الحق و السعي له حجة على المكلف و سأذكر فرق واحد يبين لنا حقيقة الفرق بين المسألتين و هو أن أهل البدع ليس عندهم أهل فترة لأن العقل موجود عند كل مكلف فهو حجة عليهم و أما من قال بأن المعرض غير المؤثر للحق و لا مريد له معذب يقول بأن هناك أهل فترة و لكن صفتهم أنه طلبوا الحق و آثروه في وقت الفترة و لم يصلوا إليه فهؤلاء هم من ينطبق عليه حكم أهل الفترة.
الرابعة: أن هذه المسألة ليست مهمات المسائل في أصول أهل السنة و الجماعة و بل و لعله لا ينبى عليها عمل في الدنيا لأن محلها يوم القيامة و الله تعالى يحاسب الناس يومها على علمه لا على علمنا و هو تعالى أعلم بمن قامت عليه الحجة و من لم تقم عليه.
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[11 - 02 - 05, 07:04 ص]ـ
هناك كتاب لأبي يوسف مدحت ال فراج عن العذر بالجهل , فهل اطلعت عليه ياشيخ عبد الرحمن؟؟؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 02 - 05, 08:41 ص]ـ
حياك الله يا أبا أسامه و جزاك الله خير الجزاء على مداخلتك
لقد اطلعت على الكتاب و هو يكاد يكون من أفضل الكتب التي جمعت في هذا الباب في أيامنا هذه.
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 08:58 ص]ـ
الله يرفع قدرك.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 02 - 05, 11:54 ص]ـ
آمين أجمعين يارب العالمين
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[15 - 02 - 05, 03:53 م]ـ
هناك رسالة بعنوان
الجهل بمسائل الاعتقاد
و حكمه
تأليف: عبد الرزاق معاش
و هي رسالة ماجستير أشرف عليها و قدم لها
الشيخ: عبد الرحمن البراك و أجيزت بتقدير ممتاز
و هي مطبوعة
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 10:53 ص]ـ
لفت انتباهي كلام الشيخ الكريم عبد الرحمن عن أهل الفترة في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم ثم بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تحدث عن
صفة أهل الفترة في عهد شيخي الإسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله،
وكلام الشيخ عبد الرحمن في توصيف أهل الفترة بأنهم من تحققت فيه صفة
الإعراض أو الجهالة يحتمل تأويلات كثيرة ولكن ما يشكل هو: هل أهل الفترة
بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لوماتوا لهم نفس احكام أهل الفترة قبل
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[16 - 06 - 05, 07:10 م]ـ
ما رأيك يا شيخ عبد الرحمن بكتابي الشيخ أبي العلا راشد الراشد (عارض الجهل- ضوابط تكفير المعين)؟
ـ[النصري]ــــــــ[17 - 06 - 05, 01:54 ص]ـ
أخي عبد الرحمن جزيت خيرا على هذا البيان الماتع، لكن ثمَّ إشكال في المكتوب الأول ألا وهو قولك:
لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل. وأقول بأن التفريق لايصح لغة ولا عرفا، لكن في الشرع يختلف ذلك، فهناك فرق بين الحكم الشرعي العام وبين فاعله، بمعنى أن تطبيق الأحكام على الأفراد لا بد له من توفر شروط وانتفاء موانع، ولهذه القاعدة أمثلة، وأقرب مثال حديث: أنت عبدي وأنا ربك، وحديث: لإن قدر علي ربي .. وقس على ذلك بقية الأحكام الشرعية ..
فأرجو التنبيه لهذه المسألة المهمة والتي يسبب إهمالها كثير من الفتن والواقع دليل على ذلك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/3)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:18 ص]ـ
كتاب أبو العلا عارض الجهل قرأت أكثره و توصل إلى الحق في مسائل كثيره إلى أنه لم يصل إلى المأخذ الصحيح في هذه المسائل و تختلط عند مسألة الاسم قبل قيام الحجة و الاسم بعد قيامها فاسم الشرك لا يحتاج إلى قيام حجه و أما العقوبة و العذاب فلايقعان إلا بعد قيام الحجه.
و الكتاب قرأته قبل مدة طويله و هذا ما علق بذهني الآن.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:36 ص]ـ
الأخ الفاضل النصري جعلنا الله و إياك من أنصار هذا الدين نحن نتكلم أخي الفاضل عن الاسم لا الحكم فالحكم ذكرت في أكثر من موضع بأنه لا يتم حتى تقام الحجه و المراد بالحكم العقوبة في الدنيا و الآخرة قال تعالى {مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} الإسراء15
و في الحديث الصحيح عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِى لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «تَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، وَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ».
و أما ماذكرته من حديث الأعرابي الذي ضل راحلته فهو في هذه الحالة في حكم غير المكلف لأنه لم يرد معنى اللفظ الذي تكلم به و كلامنا على من تكلم بكلام أراد معناه و لم يعلم أنه شرك أكبر مخرج من الملة هل يكفر أم لا؟
و أما حديث الرجل الذي أمر بذري نفسه فهذا موضوعه آخر فهو و إن كان قد أراد المعنى الذي تكلم به و لكن لم ينكر البعث بل هو مؤمن بالبعث و لكن خوف من العذاب الذي يؤمن به أمر أبنائه بحرقه و سحقه و ذريه في البر و البحر فهو حقيقة مؤمن بالبعث و بعموم قدرة الله تعالى و بالحساب و عنده من الخوف من الله تعالى ما ليس عندنا و لكن ظن أنه لو فعل هذا قد لا يقدر عليه الله تعالى و مثل هذا يعذر بجهله إن كان مثله قد يجهل هذا و أما مسألتنا فهي في الشرك الأكبر الذي أرسل الله الرسل كلهم و أنزل الكتب كلها في التحذير منه و البراءة من أهله و تكفيرهم.
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[17 - 06 - 05, 02:46 ص]ـ
هل لكم شيخ عبد الرحمان أن تذكروا لنا تقويما -ولو على سبيل الإشارة-لأبرز ما صنف في مسألة الجهل في أصل الدين ومدى اعتباره مانعا من موانع التكفير.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[17 - 06 - 05, 03:07 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن, ما ذكرته عن الكتاب صحيح, بارك الله فيك, مع أن الشيخ صالح الفوزان علق في أحد حواشي الكتاب على هذه المسألة, ويبدو أن المؤلف وفقه الله لم يتنبه, لما يريده الشيخ صالح.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 09:03 ص]ـ
سؤال عاجل: هل الكفر الأصغر هو الشرك الأصغر؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=29926#post29926)(28/4)
حكم سائر العقود في المساجد وما يباح منها وما يحرم وبيان ان العقود صحيحة لاتنقض،،،،،،
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 06 - 04, 04:22 ص]ـ
الحمدلله ولي المتقين، و الصلاة والسلام على أكمل العالمين.
وبعد فهذا بحث جرنا اليه كثرة وقوع صوره، والتباس آحادها على الباحث وأخوانه.
فقد رأيت بعض التشديد في بعض صور الانتفاع في بيوت الرحمن، وقد رأيته من بعض الاحبة في بعض صور الانتفاع فيالمساجد، بل وادنى من الانتفاع، مثل وجود بعض الالات والتى فيها شعار المصنع.
وقد بينت لهم ان هذا التشديد لا مبرر له. لان الكلام في المنع انما هو في البيع والشراء فحسب.
وسيتين لك خلال هذا البحث ان شاء الله ان قول جمهور أهل العلم هو الكراهه!
ولسنا نبرر ولا نجيز البيع والشراء في بيوت الله لانها ذات قدسية واذا حرم فيها نشدان الضالة، مع ما فيه من المصلحة الخاصة فكيف بلعاعة الدنيا غير ان هذا لايبيح التشديد بمنع كل العقود حتى عقود يتبين لك في ثنايا البحث جواز عقدها.
وهذا القول يتقرر لك بأذن الله الصواب فيه من جهة (الجمع) لا الترجيح فلسنا له بأهل وهو مركب صعب عسر، لايتيسر لمن هو في حالي ركوبه خاصة مع قلة البضاعة في العلم والتقوى نسأل الله السلامة والستر في الدنيا ولآخرة.
وهذا آوان بسط القول في مسألة البيع والشراء في المساجد:
أقوال العلماء في حكم البيع والشراء في المسجد (وسيأتي الحديث عن بقية العقود كعقد السلم والرهن و الكفالة والضمان):
القول الاول: هو الكراهة دون التحريم:
وهو قول جمهور أهل العلم من الحنفيه (وجوزوه للمعتكف) وهو قول في مذهب الحنابلة، وهو قول الشافعيه، وللامام مالك رواية بالكراهية واستثنى بعض العقود او أشباهها كالسوم وقضاء الدين، وهذا من فقهه رحمه الله تعالى.
وهو قول ابن حزم رحمه الله.
وأتفقوا جميعا على كراهية احضار السلع الى المساجد.
القول الثاني: التحريم:
وهو المشهور من قول الحنابلة ونص عليه الامام أحمد. وعليه بعض المتأخرين كالشوكاني والصنعاني.
تنبيه: نسب القول بالجواز الى الحنفيه، ولم يظهر لي هذا رغم كثرة من نسبه اليهم، ويظهر والله اعلم انه قد التبس عليهم تجويز الحنفيه البيع والشراء للمعتكف فعمموا.
________________________
دليل من قال بالتحريم:
1 - قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة ... الاية).
وجه الاستدلال: ان التسبيح وقع من رجال لاينشغلون بالتجارة والبيع عن أقام الصلاة، وفيها الضمير عائد على المساجد.
2 - قال عليه الصلاة و السلام: (جنبوا مساجدكم صبيانكم) , إلى أن قال: (وبيعكم وشراءكم) رواه ابن ماجه وغيره.
3 - روى أصحاب السنن الأربعة من حديث محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشراء والبيع في المسجد , وأن تنشد ضالة , أو ينشد فيه شعر , ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة} , انتهى.قال الزيلعي:
قال الترمذي: حديث حسن , والنسائي رواه في " اليوم والليلة " بتمامه , وفي " السنن " اختصره , لم يذكر فيه البيع والشراء , ورواه أحمد في " مسنده " من طريق ابن المبارك ثنا أسامة بن زيد حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص , مرفوعا. {حديث آخر}: أخرجه الترمذي في " كتابه " , والنسائي في " اليوم والليلة " عن عبد العزيز بن محمد أخبرني يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة , قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من رأيتموه يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا ربح الله تجارتك , ومن رأيتموه ينشد ضالة في المسجد , فقولوا: لا رد الله عليك} انتهى. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
___________________
بعض ادلة اصحاب القول بالكراهه:
قال ابن حزم رحمه الله بعد حديث: (ذا رأيتم الرجل ينشد في المسجد فقولوا له لا رد الله عليك , وإذا رأيتموه يبيع فقولوا له: لا أربح الله تجارتك).
قال: ليس فيه منع من البيع , ولكنها كراهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/5)
فابن جزم كأنه فهم رحمه الله انه لو كان البيع محرما ممنوعا لامر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمنعه و لما كان غاية الانكار من أهل المسجد ان يدعوا عليه.
فلما لم يكن منع للبيع صار البيع جائزا.
2 - قال الكاساني رحمه الله في البدائع: (ولنا عمومات البيع والشراء من الكتاب الكريم والسنة من غير فصل بين المسجد وغيره وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال لابن أخيه جعفر: هلا اشتريت خادما؟ قال: كنت معتكفا قال: وماذا عليك لو اشتريت. أشار إلى جواز الشراء في المسجد وأما الحديث فمحمول على اتخاذ المساجد متاجر كالسوق يباع فيها وتنقل الأمتعة إليها أو يحمل على الندب والاستحباب توفيقا بين الدلائل بقدر الإمكان).
3 - أن لاجماع انعقد على صحة البيع وانه لاينقض ولو كان البيع محرما لم صح وقد نقل الاجماع غير واحد منهم الماودري والمازري.
الرد على اصحاب القول الثاني:
1 - مناقشة الدليل الثالث: وهو ان الاجماع انعقد على صحة البيع فيه بحثان:
الاول: ان صحة البيع لايعنى عدم تحريمه الا على مذهب من قال ان النهى هنا عاد الى ذات البيع او وصفه القريب.
والنهي هنا لم يعد على شئ من ذلك وانما وقع لحرمة المساجد وعليه فالبيع لاينضقه شئ.
الثاني: ان الرواية الثانية المخرجة على القول بالتحريم عند الحنابلة تنقض الاجماع اذ انها خرجت على بطلان البيع.
2 - مناقشة الدليل الثاني: العمومات المبيحة خصصت بالمنهيات على مذهب الجمهور في حكم تعارض العام والخص خلافا للحنفيه؟ وللحنفيه تشدد في مسائل ابطال العقد وإن صح النهي كما هو بين في فروعهم فهم لايبطلون العقد الا بدليل صريح جدا وعائد الى محل العقد او لازمه المبطل له.
3 - مناقشة الدليل الثالث: قول ابن حزم انه ليس بمعنى النهي قلنا قد وردت الروايات الاخرى الدالة على النهى الصريح عن البيع والشراء.
******************
يظهر والله اعلم أن القول بالتحريم ظاهر وان كان حمله على الكراهة وجيها وهو قول جماهير أهل العلم.
ولا يمنع هذا من الانكار على البائع لصحة الحديث، وللاتفاق على كراهيته.
حكم العقد الذي وقع في المسجد اذا كان من جنس البيع والشراء الصريح:
الذي يظهر صحة العقد ولزومه ان كان لازما. مع أثم من
أنشأه في المسجد.
حكم بقية العقود مثل الضمان والرهن وغيرها
أما ما كان من جنس المعاوضات فقد تقدم واما ما جمع بين الامرين فهو أخف حكما.
أما ما كان وصفا او قضاء دين فلا يدخل في التحريم و الله أعلم ومنه وصف السلعة ومنه قضاء الدين او الانتفاع بالمستأجر.
قال البخاري رحمه الله:
باب ذِكْرِ الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ عَلَى الْمِنْبَرِ فِي الْمَسْجِدِ
قال ابن حجر رحمه الله:
قوله: (باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد) مطابقة هذه الترجمة لحديث الباب من قوله " ما بال أقوام يشترطون " فإن فيه إشارة إلى القصة المذكورة، وقد اشتملت على بيع وشراء وعتق وولاء.
ووهم بعض من تكلم على هذا الكتاب فقال: ليس فيه أن البيع والشراء وقعا في المسجد، ظنا منه أن الترجمة معقودة لبيان جواز ذلك، وليس كما ظن، للفرق بين جريان ذكر الشيء والإخبار عن حكمه فإن ذلك حق وخير، وبين مباشرة العقد فإن ذلك يفضي إلى اللغط المنهي عنه، قال المازري: واختلفوا في جواز ذلك في المسجد مع اتفاقهم على صحة العقد لو وقع.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 06 - 04, 04:56 ص]ـ
تنبيهان:
الاول: أنني لم أذكر الروايات الغير مشهورة في المذاهب كرواية تحريم البيع والشراء عند المالكية، واباحته دون الكراهه عند الشافعية.
الثاني: أن بعض الحنفيه نص على ان كراهية إحضار السلعة الى المسجد على التحريم عندهم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 07 - 04, 01:20 ص]ـ
قلت: (وللامام مالك رواية بالكراهية واستثنى بعض العقود او أشباهها كالسوم وقضاء الدين).
ومقصودي أنه أستثناها من الكراهة فهي (جائزة) وليست مكروهة.
وليس المقصود أنها محرمة.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[31 - 07 - 04, 01:30 ص]ـ
[ quote= الروايات الغير مشهورة.
بل الروايات غير المشهورة
ـ[عبيدالرحمن]ــــــــ[16 - 02 - 08, 07:42 م]ـ
----------
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 02 - 08, 11:02 م]ـ
----------
أخي عبيد الرحمن هذا الموقع لمدارسة العلم والإستفادة من الإخوة الفضلاء لا لوضع الرموز والعلامات وفقك الله لهداه.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 02 - 08, 11:16 م]ـ
بعض ادلة اصحاب القول بالكراهه:
قال ابن حزم رحمه الله بعد حديث: (ذا رأيتم الرجل ينشد في المسجد فقولوا له لا رد الله عليك , وإذا رأيتموه يبيع فقولوا له: لا أربح الله تجارتك).
قال: ليس فيه منع من البيع , ولكنها كراهية.
فابن جزم كأنه فهم رحمه الله انه لو كان البيع محرما ممنوعا لامر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمنعه و لما كان غاية الانكار من أهل المسجد ان يدعوا عليه.
فلما لم يكن منع للبيع صار البيع جائزا.
2 - قال الكاساني رحمه الله في البدائع: (ولنا عمومات البيع والشراء من الكتاب الكريم والسنة من غير فصل بين المسجد وغيره وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال لابن أخيه جعفر: هلا اشتريت خادما؟ قال: كنت معتكفا قال: وماذا عليك لو اشتريت. أشار إلى جواز الشراء في المسجد وأما الحديث فمحمول على اتخاذ المساجد متاجر كالسوق يباع فيها وتنقل الأمتعة إليها أو يحمل على الندب والاستحباب توفيقا بين الدلائل بقدر الإمكان).
3 - أن لاجماع انعقد على صحة البيع وانه لاينقض ولو كان البيع محرما لم صح وقد نقل الاجماع غير واحد منهم الماودري والمازري.
.
أخي زياد نفعنا الله بعلمكم
كيف أصبح القول بالكراهه وجيها مع عدم انعقاد الأدلة لهم ولم يثبت دليل صحيح على ما يقولون
فأما الدليل الأول فكفيتنا أنت
وأما الثاني فكما ذكرت مشكورا مأجورا العمومات خصصت بالمنهيات
وأما ما استدلوا به من السنة فهو ضعيف كما هو مقرر عند أهل العلم
وأما الثالث فإجماع بعد خلاف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/6)
ـ[عبيدالرحمن]ــــــــ[17 - 02 - 08, 07:11 ص]ـ
أخي الكريم، حصلت لدي مشكلة، وقد راسلت المشرف لحلها، جزاك الله خيرا على حسن ظنك.(28/7)
سؤالين في العقيدة
ـ[ابوعبدالرحمن الشرقاوي]ــــــــ[20 - 06 - 04, 09:55 ص]ـ
شيخنا الحبيب حفظه اله لدي سؤالين
الأول: ما هو القول الصحيح في قول أنا مؤمن إن شاء الله؟ وما هي الأقوا المخالفة لقول أهل السنة في ذلك.
الثاني: ورد في ترجمة الامام الاوزاعي في البداية والنهاية أنه رأى الله في منامه فما مدى صحة رؤية اله في المنام وهل هي ثابتة في عقيدة أهل السنة وما الأدلة على ذلك.
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[20 - 06 - 04, 02:48 م]ـ
الاستثناء في الايمان:
صورته، قول المؤمن: أنا مؤمن إن شاء الله.
فلا يجوز أن يكون الاستثناء عن شكٍّ في المعتقد، لأن الشاكَّ لم يعد مؤمناً، ويجوز أن يكون في كمال الايمان لأن الانسان لايستطيع أن يحكم لنفسه بالايمان الكامل، فلذلك قال السلف بجواز الاستثناء في الايمان لا الايجاب، وألا يكون الاستثناء عن شكٍّ في الاعتقاد، لأن الشكَّ كفرٌ وردة.
وأهل السنة يرون أن السؤال: هل أنت مؤمن؟ بدعة أحدثها المرجئة.
قال عبدالله بن مسعود - ? -: (من شهد على نفسه أنه مؤمن، فليشهد أنه في الجنة) انظر الايمان لابن أبي شيبة ص 49، والسنة لعبدالله بن أحمد 1/ 322.
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -: أذهب إلى حديث ابن مسعود في الاستثناء في الايمان، لأن الايمان قولٌ وعمل، والعمل فعل، فقد جئنا بالقول، ونخشى أن نكون فرّطنا في العمل، فيعجبني أن نستثني في الايمان، تقول: أنا مؤمنٌ إن شاء الله " انظر السنة للخلال 3/ 600.
وقال يحيى بن سعيد القطّان – رحمه الله -: ما أدركت أحداً من أصحابنا ولا بلغنا إلا على الاستثناء " رواه الخلال في السنة 3/ 595.
وعن جرير بن عبدالحميد قال: سمعت منصور بن المعتمر والمغيرة بن مقسم والأعمش وليث بن أبي سليم وعمارة بن القعقاع وابن شبرمة والعلاء بن المسيب وإسماعيل بن أبي خالد وعطاء بن السائب وحمزة بن حبيب الزيات ويزيد بن أبي زياد وسفيان الثوري وابن المبارك ومن أدركت: يستثنون في الإيمان، ويعيبون على من لا يستثني " انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 5/ 1050.
وسئل الإمامُ أحمد – رحمه الله – عن الايمان، فقال: قولٌ وعملٌ ونيّة، قيل له: فإذا قال الرجل: مؤمن أنت؟ قال: هذه بدعة، قيل له: فما يُردُّ عليه؟ قال: يقول مؤمنٌ إن شاء الله إلا أن يستثني في هذا الموضع " انظر شرح اصول اعتقاد اهل السنة 5/ 1057.
وقال إبراهيم النخعي – رحمه الله -: سؤال الرجل الرجل: أمؤمن أنت؟ بدعة " الإبانة 2/ 880.
وقال سفيان بن عيينة – رحمه الله -: إذا سئل: أمؤمن أنت؟ إن شاء لم يجبه، أو يقول: سؤالك إيّاي بدعة، ولا أشكُّ في إيماني، ولا يعنف من قال: إن الايمان ينقص، أو قال: مؤمن إن شاء الله، وليس يُكره وليس بداخلٍ في الشك " الإبانة 2/ 881.
وقال شيخ الاسلام ابن تيميّة – رحمه الله -: والمأثور عن الصحابة وأئمة التابعين، وجمهور السلف، وهو مذهب أهل الحديث، وهو المنسوب إلى أهل السنة: أن الايمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأنه يجوز الاستثناء فيه " مجموع الفتاوى 7/ 505.
وأما الاستثناء في الإسلام أي قول الإنسان: أنا مسلمٌ إن شاء الله.
فدلت النصوص الشرعية على جواز القول: أنا مسلمٌ، بدون استثناء، كما في قول الله تعالى: ? وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?.
وقوله تعالى: ? قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?.
وقال شيخ الاسلام ابن تيميّة – رحمه الله -: وهذه الآية ممّا احتجّ بها أحمد بن حنبل وغيره على أنه يستثنى في الإيمان دون الاسلام، وأن أصحاب الكبائر يخرجون من الإيمان إلى الإسلام، قال الميموني: سألت احمد بن حنبل عن رأيه في: أنا مؤمنٌ إن شاء الله، فقال: أقول: مؤمنٌ إن شاء الله، وأقول: مسلمٌ ولا أستثني، قال قلت لأحمد: تفرِّقُ بين الإسلام والايمان؟ فقال لي: نعم، فقلت له: بأيِّ شيءٍ تحتج؟ قال لي: ? قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ?.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 06 - 04, 07:51 م]ـ
- وأما بالنسبة لسؤالك الثاني وما يبهه وما يماثله فتجد الجواب عليه في هذا الرابط:
هل رأى النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه-سبحانه- أم لا .. ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4017&highlight=%C7%E1%E3%CF%CE%E1+%C7%E1%E3%DD%D5%E1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/8)
ـ[ابوعبدالرحمن الشرقاوي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 09:35 ص]ـ
شكر الله لكم هذا الرد الطيب المدعم بالاثار النيرة عن سلف الأمة الأخيار والله أسأل أن يميتنا على المعتقد الخالص وهو راض عنا والحمد لله رب العالمين
ـ[الياسي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 12:49 م]ـ
عندي سؤال للشيخ حفظه الله
الأول: قول النبي (من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي) هل هو خاص بالنبي أم نقول من باب أولى لا يتمثل الشيطان بربنا؟ فإن كان الأول فهل نقطع برؤيا أحد غير النبي مع عدم التمييز بين رؤيا الحق والباطل؟ أثابكم الله.
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[21 - 06 - 04, 07:04 م]ـ
أخوتي هل يجوز أن يقول المسلم لاخيه ربما نكون مشركين ونحن لا نشعر وذلك ليس شك في الاسلام ولكن شك في كونهم مسلمين حقا
قال تعالى: (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمّ نَقُولُ لِلّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ الّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) (ثُمّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبّنَا مَا كُنّا مُشْرِكِينَ) (انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىَ أَنفُسِهِمْ وَضَلّ عَنْهُمْ مّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ)
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[22 - 06 - 04, 12:54 ص]ـ
يا أبا عبد الرحمن:
قل: سؤالان و ليس سؤالين.
و كذلك: لدي سؤالان.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 09:28 م]ـ
قول النبي (من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي) هل هو خاص بالنبي أم نقول من باب أولى لا يتمثل الشيطان بربنا؟ فإن كان الأول فهل نقطع برؤيا أحد غير النبي مع عدم التمييز بين رؤيا الحق والباطل؟ أثابكم الله.
- الحمدلله ... وبعد
يمكن للشيطان أن يأتي للمرء في منامه أو يقظته ((ليس متمثِّلاً)) بالله تعالى فإنَّ الله ليس له مثيل!
ولكن ... في صورةٍ من المهابة والجلالة والبهاء زاعماً أنه ربُّ العزة والجلال.
كما حصل لبعض الصوفية في منامهم ويقظتهم أن جاءهم الشيطان في صورة الله تعالى.
والله تعالى لا يُرى في صورةٍ نعرفه عليها؛ لكن يراه الصالحون في المنام على قدر إيمانهم، كما رآه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
- والفرق بين رؤية الصالحين وغيرهم ممن يتلاعب الشياطين بهم = ما يكون في الرؤية من خطاب أو أمرٍ بخير أو شرٍّ؛ كما حصل للشيخ الإمام عبدالادر الجيلاني رحمه الله.
________________________
- تتمة: ممن رأى الله تعالى في منامه الألوسي المفسِّر كما ذكر ذلك في
تفسيره.
- وقد يراه بعض الصالحون في هذه الأزمان دون تذكر صورةٍ له؟!!
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[26 - 06 - 04, 09:23 م]ـ
الأخ الفاضل عبد المحسن المطوع جزاك الله خيرا على نقلك لكلام السلف رحمهم الله تعالى.
و لكن لي تعقيب مهم على إطلاق ذكرته يحتاج إلى تفصيل.
قولك أخي الفاضل (لا يجوز أن يكون الاستثناء عن شكٍّ في المعتقد، لأن الشاكَّ لم يعد مؤمناً).
و قولك (فلذلك قال السلف بجواز الاستثناء في الايمان لا الايجاب، وألا يكون الاستثناء عن شكٍّ في الاعتقاد، لأن الشكَّ كفرٌ وردة.).
أخي الفاضل الشك هنا في هذه المسألة على قسمين الأول و هي الشك في الإعتقاد و هو الذي ذكرته أنت كمن شك بوجود الله تعالى أو شك بنبوة النبي صلى الله عليه و سلم او شك بالبعث أخي الفاضل مثله هذا يكفر بإجماع المسلمين.
و لكن هناك شك آخر و هو المراد هنا و هو الشك هل حقق أصل الدين أم لا فهذا ليس شكا في المعتقد و لكن شك في تحقيق المعتقد فمن حقق الإعتقاد الصحيح ثم شك هل حققه أم لا فمثل هذا لا يقال بأنه ارتد و خرج من الإسلام و لكن ينظر في اعتقاده فإن حقق الإعتقاد الصحيح فهو مسلم باق على إسلامه و إن ظن بأنه لم يحقق الإعتقاد الصحيح و يكون مثل هذا نوع وسواس كمن توضوء وضوءا صحيحا كاملا ثم شك هل وضوءه صحيح أم لا لا يقال هنا أن وضوءه غير صحيح و لكن يقال بأنه وضوءه صحيح و لكن هو شك في صحة وضوءه و كمن صلى الصلاة بأركانها و شروطها ثم شك في صحة صلاته فلايقال هنا يجب عليه الإعادة لأنه شك في صحة صلاته بل صلاته صحيحه و هو لبس عليه الشيطان فأوهمه بأن صلاته غير صحيحه.
فكذلك من استثنى في الإيمان لظنه أنه قد يكون لم يحقق أصل الإيمان فلا يقال عندها أن مرتد لأنه شك في صحة إيمانه فالأصل أن المسلم لا يخرج من الإسلام بوساوس الشيطان إذا كان قد صح إسلامه حتى يتبين خروجه من الإسلام بيقين لأن تشكيك الشيطان له بصحة إسلامه ليس نقضا لإسلامه على الحقيقة فتدبر الفرق بين المسألتين يتبين لك أن مراد من اسثنى في أصل الإسلام إنما استثنى للشك في صحة الإسلام لا الشك في عين ما يعتقده فهو مثلا لا يشك بنبوة النبي صلى الله عليه و سلم و لكن يشك هل حقق الإيمان بنبوة النبي صلى الله عليه و سلم و قد يحكم على نفسه بالكفر بظنه أنه لم يحقق هذا الإيمان و هو في حقيقته محقق له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/9)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[26 - 06 - 04, 09:48 م]ـ
و إتماما للفائدة أقول بأن مثل هذا الظن أي الشك في صحة الإسلام مع تحقيق الإسلام قد يقع للمسلم مع نفسه و يقع مع غيره بحيث قد قد يظن المسلم بمسلم آخر أنه خرج من الإسلام و هو في حقيقته لم يخرج من الإسلام بل هذا النوع واقع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن حاطب رضي الله عنه خرج من الإسلام فأراد قتله و حكم أسيد بن حضير رضي الله عنه على سعد بن عبادة بالنفاق و حكم أحد الصحابة على مالك بن الدخشن بالنفاق لم رأى وجهه و نصيحته للمنافقين بل ظن حنظلة رضي الله عنه بنفسه النفاق لما جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم و قال (نافق حنظلة .. ) حتى بين له النبي صلى الله عليه و سلم خطأ ظنه هذا.
قال حنظلة الأسيدي ان من كتاب رسول الله (ص) - لقيني أبو بكر وقال: كيف أنت يا حنظلة قلت: نافق حنظلة قال: سبحان الله ما تقول قلت:نكون عند رسول الله (ص) يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي العين فإذا خرجنا من عند رسول الله (ص) عافسنا (لاعبنا) الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا قال حنظلة فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله (ص) قلت: نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله (ص) وما ذاك قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتىكأنا رأي العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا قال رسول الله: والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة وكرر هذه الكلمة - ساعة وساعة - ثلاث مرات صحيح أخرجه مسلم والترمذي وقال حديث حسن صحيح و التخريج للألباني رحمه الله.
ـ[ابوعبدالرحمن الشرقاوي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:08 ص]ـ
اخي الكريم الداعية الى الخير شكر الله لك على تعقيبك اللغوي واهيب بكل اخ على هذا المنتدى المبارك ان يبذل النصح لاخوانه في الصغير والكبير بالحكمة والموعظة الحسنة والرغبة في التقويم فان العمر قصير والحق عزيز وكذا اشكر الاخ عبدالرحمن بن طلاع على هذا التعقيب الجيد والله اسال ان ينفع الجميع بما يكتب ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن
تدبر كلام الله واعتمد الخبر ***** ودع عنك رايا لا يلائمه اثر
ونهج الهدى فالزمه واقتد بالالى ... هم شهدوا التنزيل علك تنجبر
وكن موقنا ان وكل مكلف ***** أمرنا بقفو الحق والأخذ بالحذر
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[29 - 06 - 04, 06:18 م]ـ
الأخ عبد الرحمن بن طلاع .. جزاك الله خيرا على هذا التوضيح والتبيين.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[29 - 06 - 04, 11:16 م]ـ
و فيك بارك أخي الفاضل.(28/10)
سؤال في العقيدة (عاجلاً لو سمحتم)
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[20 - 06 - 04, 11:35 م]ـ
ما حكم تمثيل صفات الله كمن يقرا حديث " قلوب بني آدم بين اصبعين من اصابع الرحمن ... فيقوم بالإشارة بأصبعيه وهل يستدل بخر الحبر إن الله يضع السموات على ذه والأرض على ذه ... وإقرار النبي صلى الله عليه وسلمله على جواز الفعل؟
أجيبوني بارك اله فيكم.ولكم مني الدعاء
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[20 - 06 - 04, 11:44 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من أخي توضيح الكلام جيدا ..
و الرد عندي ان شاء الله
و الحمد لله
ـ[مسدد2]ــــــــ[21 - 06 - 04, 12:06 ص]ـ
سؤال الاخ ابن الصالح باسهاب هو:
هل يجوز لك عندما تروي حديث (القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء)، هل يجوز لك ان تضم قبضتك و تمثل بأصابعك كأنك تحمل بينهما قلباً ثم تقلبه رأساً على عقب؟
وهل يمكن ان نستدل بحديث ان الله يضع كذا على اصبع وكذا على اصبع، وقيام النبي صلى الله عليه وسلم بحركات مماثلة توضيحاً، على جواز الفعل المسؤول عنه اعلاه؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الكرام -بارك الله فيهم-
لقد سألتُ فضيلة الشيخ (محمد بن أحمد إسماعيل المُقَدَّم) -حفظه الله تعالى- هذا السؤال في معرض القاهرة الدولي للكتاب (الأخير)؛ فقال: لا تفعل. فلما استشكلتُ عليه بما استشكله الأخ (ابن الصالح) -وفقه الله- قال -حفظه الله-: هذا مُقَيِّدٌ بالحديث الذي فعل فيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا الفِعل، وهذا كان على المِنبَر، والحال حال وعظ فيقتضي التمثيل. فقلتُ له: إذن؛ هل يجوز التمثيل بالأعضاء (اليدين والقدمين ونحوها) في حال الوَعظ على المِنبَر؟ فقال (مُبتسمًا): لالا؛ نقتصر على ما اقتصر عليه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -[يعني: الحديث السابق ذكره فقط، وهو الذي قبض فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيديه، وأما غيره فلا؛ لعدم الدليل].
هذا هو كلام الشيخ بمعناه، وقريبًا من لفظه.
وهذا -والله أعلم- لقيام الدليل على المَنع -أعني: منع التمثيل-؛ لما فيه مِن تشبيه الخالق بالمخلوقين، أو مظنة التشبيه. وهذا هو الأصل، وما عداه فهو خارج عن الأصل، فيُقتصر عليه، والله -تعالى- أعلم.
وهذا كالأحاديث الواردة في تحريم الحلف بغير الله، فهذا هو الأصل الذي لا ينبغي العدول عنه، وما ورد فيه بخلاف هذا الأصل فيُقال فيه: لعله قبل التحريم، أو خاصٌّ بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أو غيرها من التوجيهات [الجملة الأخيرة مُستفادة من كلام الشيخ المفضال (عبد الرحمن السديس) نقلاً عن شيخه العلامة (عبد الرحمن البراك) -حفظهما الله-].
نسأل الله -سبحانه- أن يُبارِكَ في الشيخ وفي علماء المُسلمين جميعًا، آمين.
ـ[الأذرعي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 08:30 ص]ـ
جزى الله جميع الإخوة المشاركين خير الجزاء
أقول والله أعلم وأحكم: الحديث يدل على جواز هذا الفعل وهو الإشارة
كما فعل النبي صل الله عليه وسلم و لا أوافق الأخ السائل على تسميته تمثيلا , فهوتقريب للمعنى المراد , فهو من قبيل التشبيه لا التمثيل , ومعلوم الفرق بينهما.
وإنما شبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل لبيبين أن صفاته سبحانه حقيقية , وليس المراد أنها مثل هذه العين أو هذا السمع
ولو كانت الإشارة موهمة التمثيل لاستشكلها الصحابة , وهذا يدفع القول بالخصوصية التي زعمها أخونا المقدم ,
فليس في الأمر ما يستنكر حتى نندفع إلي القول بالخصوصية.
ثم إنه لا دليل عليها , وكونها تتعارض مع الآيات التي تمنع تمثيل الله بخلقه فهذا التعارض مبني على الفهم المغلوط للواقعة.
أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى القمر وقال سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته. فهل رؤية الله مثل رؤية القمر تماما؟
لا , إنما أراد المقارنة من وجه دون وجه , وهذا معلوم في أساليب العرب.
لكن يبقى السؤال: هل يجوز فعل هذا!؟
لا يفعل ذلك أمام من يظن أنه يستشكل ذلك إلا مع البيان. لأن كثيرا من الناس فسدت فطرهم في هذا الباب.
ويكون هذا من العلم الذي يجب إخفاؤه.
اللهم ارزقنا علم مالم نعلم والعمل بما نعلم.(28/11)
حكم الإسلام في إحياء الآثار
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 06 - 04, 10:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وبعد فقد نشرت بعض الصحف مقالات حول إحياء الآثار والاهتمام بها لبعض الكتاب ومنهم الأستاذ صالح محمد جمال وقد رد عليه سماحة العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد فأجاد وأفاد وأحسن أجزل الله مثوبته ولكن الأستاذ أنور أبا الجدايل هداه الله وألهمه رشده لم يقتنع بهذا الرد أو لم يطلع عليه فكتب مقالا في الموضوع نشرته جريدة المدينة بعددها الصادر برقم 5448 وتاريخ 22/ 4 / 1402 هـ بعنوان (طريق الهجرتين) قال فيه (والكلمة المنشورة بجريدة المدينة بالعدد 5433 وتاريخ 7/ 4 / 1402 هـ للأستاذ البحاثة عبد القدوس الأنصاري عطفا على ما قام به الأديب الباحث الأستاذ عبد العزيز الرفاعي من تحقيق للمواقع التي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق الذي سلكه في هجرته من مكة إلى المدينة المنورة تدفعنا إلى استنهاض همة المسئولين إلى وضع شواخص تدل عليها كمثل خيمتين أدنى ما تكونان إلى خيمتي أم معبد مع ما يلائم بقية المواقع من ذلك بعد اتخاذ الحيطة اللازمة لمنع أي تجاوز يعطيها صفة التقديس أو التبرك أو الانحراف عن مقتضيا الشرع لأن المقصود هو إيقاف الطلبة والدارسين ومن يشاء من السائحين على ما يريدونه من التعرف على هذا الطريق ومواقعه هذه لمعرفة ما عاناه الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلته السرية المتكتمة هذه من متاعب وذلك لمجرد أخذ العبرة وحمل النفوس على تحمل مشاق الدعوة إلى الله تأسيا بما تحمله في ذلك عليه الصلاة والسلام على أن تعمل لها طرق فرعية معبدة تخرج من الطريق العام وتقام بها نزل واستراحات للسائحين وأن يعنى أيضا بتسهيل الصعود إلى أماكن تواجده صلى الله عليه وسلم بدءا بغار حراء ثم ثور والكراع حيث تعقبه سراقة بن مالك حتى الوصول إلى قباء وما سبق ذلك من مواقع في مكة المكرمة كدار الأرقم بن أبي الأرقم والشعب الذي قوطع هو وأهله فيه وطريق دخوله في فتح مكة ثم نزوله بالأبطح وكذا في الحديبية وحنين وبدر وكذلك مواقعه في المدينة المنورة ومواقع غزواته وتواجده في أريافها ثم طريقه صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وإلى تبوك وتواجده فيهما لإعطاء المزيد من الإحاطة والإلمام بجهاده الفذ في نشر الدعوة الإسلامية والعمل على التأسي به في ذلك) ا هـ
كما دعا الدكتور فاروق أخضر في مقاله المنشور في جريدة الجزيرة بعددها رقم 3354 وتاريخ 13/ 1 / 1402 هـ إلى تطوير الأماكن الأثرية في المملكة لزيارتها من قبل المسلمين بصفة مستمرة لضمان الدخل بزعمه بعد نفاذ البترول ومما استدل به (أن السياحة الدينية في المسيحية في الفاتيكان تعتبر أحد الدخول الرئيسية للاقتصاد الإيطالي وأن إسرائيل قد قامت ببيع زجاجات فارغة على اليهود في أمريكا على اعتبار أن هذه الزجاجات مليئة بهواء القدس) كما أشار إلى أنها ستؤدي من الفوائد أيضا (في تثبيت العلم بالإسلام عند الأطفال المسلمين إلخ) ونظرا لما يؤدي إليه إحياء الآثار المتعلقة بالدين من مخاطر تمس العقيدة أحببت إيضاح الحق وتأييد ما كتبه أهل العلم في ذلك والتعاون معهم على البر والتقوى والنصح لله ولعباده وكشف الشبهة وإيضاح الحجة فأقول إن العناية بالآثار على الوجه الذي ذكر يؤدي إلى الشرك بالله جل وعلا؛ لأن النفوس ضعيفة ومجبولة على التعلق بما تظن أنه يفيدها والشرك بالله أنواعه كثيرة غالب الناس لا يدركها والذي يقف عند هذه الآثار سواء كانت حقيقة أو مزعومة بلا حجة يتضح له كيف يتمسح الجهلة بترابها وما فيها من أشجار أو أحجار ويصلي عندها ويدعو من نسبت إليه ظنا منهم أن ذلك قربة إلى الله سبحانه ولحصول الشفاعة وكشف الكربة ويعين على هذا كثرة دعاة الضلال الذين تربت الوثنية في نفوسهم والذين يستغلون مثل هذه الآثار لتضليل الناس وتزيين زيارتها لهم حتى يحصل بسبب ذلك على بعض الكسب المادي وليس هناك غالبا من يخبر زوارها بأن المقصود العبرة فقط بل الغالب العكس ويشاهد العاقل ذلك واضحا في بعض البلاد التي بليت بالتعلق بالأضرحة وأصبحوا يعبدونها من دون الله ويطوفون بها كما يطاف بالكعبة باسم أن أهلها أولياء فكيف إذا قيل لهم إن هذه آثار رسول الله صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/12)
الله عليه وسلم كما أن الشيطان لا يفتر في تحين الأوقات المناسبة لإضلال الناس قال الله تعالى عن الشيطان إنه قال قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ وقال أيضا سبحانه عن عدو الله الشيطان قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ وقد أغوى آدم فأخرجه من الجنة مع أن الله سبحانه وتعالى حذره منه وبين له أنه عدوه كما قال تعالى في سورة طه وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ومن ذلك قصة بني إسرائيل مع السامري حينما وضع لهم من حليهم عجلا ليعبدوه من دون الله فزين لهم الشيطان عبادته مع ظهور بطلانها وثبت في جامع الترمذي وغيره بإسناد صحيح عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة لتركبن سنن من كان قبلكم شبه قولهم اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط بقول بني إسرائيل اجعل لنا إلها كما لهم آلهة فدل ذلك على أن الاعتبار بالمعاني والمقاصد لا بمجرد الألفاظ ولعظم جريمة الشرك وخطره في إحباط العمل نرى الخليل عليه السلام يدعو الله له ولبنيه السلامة منه قال الله تعالى وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ الآية فإذا خافه الأنبياء والرسل - وهم أشرف الخلق وأعلمهم بالله وأتقاهم له - فغيرهم أولى وأحرى بأن يخاف عليه ذلك ويجب تحذيره منه كما يجب سد الذرائع الموصلة إليه ومهما عمل أهل الحق من احتياط أو تحفظ فلن يحول ذلك بين الجهال وبين المفاسد المترتبة على تعظيم الآثار؛ لأن الناس يختلفون من حيث الفهم والتأثر والبحث عن الحق اختلافا كثيرا ولذلك عبد قوم نوح عليه السلام ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا مع أن الأصل في تصويرهم هو التذكير بأعمالهم الصالحة للتأسي والاقتداء بهم لا للغلو فيهم وعبادتهم من دون الله ولكن الشيطان أنسى من جاء بعد من صورهم هذا المقصد وزين لهم عبادتهم من دون الله وكان ذلك هو سبب الشرك في بني آدم روى ذلك البخاري رحمه الله في صحيحه
عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت
أما التمثيل بما فعله اليهود والنصارى فإن الله جل وعلا أمر بالحذر من طريقهم؛ لأنه طريق ضلال وهلاك ولا يجوز التشبه بهم في أعمالهم المخالفة لشرعنا وهم معروفون بالضلال واتباع الهوى والتحريف لما جاء به أنبياؤهم فلهذا ولغيره من أعمالهم الضالة نهينا عن التشبه بهم وسلوك طريقهم والحاصل أن المفاسد التي ستنشأ عن الاعتناء بالآثار وإحيائها محققة ولا يحصى كميتها وأنواعها وغاياتها إلا الله سبحانه فوجب منع إحيائها وسد الذرائع إلى ذلك ومعلوم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أعلم الناس بدين الله وأحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأكملهم نصحا لله ولعباده ولم يحيوا هذه الآثار ولم يعظموها ولم يدعوا إلى إحيائها بل لما رأى عمر رضي الله عنه بعض الناس يذهب إلى الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه وسلم تحتها أمر بقطعها خوفا على الناس من الغلو فيها والشرك بها فشكر له المسلمون ذلك وعدوه من مناقبه رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/13)
ولو كان إحياؤها أو زيارتها أمرا مشروعا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وبعد الهجرة أو أمر بذلك أو فعله أصحابه أو أرشدوا إليه وسبق أنهم أعلم الناس بشريعة الله وأحبهم لرسوله صلى الله عليه وسلم وأنصحهم لله ولعباده ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم ولا عنهم أنهم زاروا غار حراء حين كانوا بمكة أو غار ثور ولم يفعلوا ذلك أيضا حين عمرة القضاء ولا عام الفتح ولا في حجة الوداع ولم يعرجوا على موضع خيمتي أم معبد ولا محل شجرة البيعة فعلم أن زيارتها وتمهيد الطرق إليها أمر مبتدع لا أصل له في شرع الله وهو من أعظم الوسائل إلى الشرك الأكبر ولما كان البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها من أعظم وسائل الشرك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعن اليهود والنصارى على اتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد وأخبر عمن يفعل ذلك أنهم شرار الخلق
وقال فيما ثبت عنه في صحيح مسلم رحمه الله عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك وفي صحيح مسلم أيضا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه زاد الترمذي بإسناد صحيح وأن يكتب عليه والأحاديث في هذا المعنى كثيرة
وقد دلت الشريعة الإسلامية الكاملة على وجوب سد الذرائع القولية والفعلية واحتج العلماء على ذلك بأدلة لا تحصى كثرة وذكر منها العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه [إعلام الموقعين] تسعة وتسعين دليلا كلها تدل على وجوب سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي وذكر منها قول الله تعالى وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ الآية وقوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس سدا لذريعة عبادة الشمس من دون الله.
ومنعا للتشبه بمن فعل ذلك كما ذكر منها أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بناء المساجد على القبور ولعن من فعل ذلك ونهى عن تجصيص القبور وتشريفها واتخاذها مساجد وعن الصلاة إليها وعندها وعن إيقاد المصابيح عليها وأمر بتسويتها ونهى عن اتخاذها عيدا وعن شد الرحال إليها لئلا يكون ذلك ذريعة إلى اتخاذها أوثانا والإشراك بها وحرم ذلك على من قصده ومن لم يقصده بل قصد خلافه سدا للذريعة.
فالواجب على علماء المسلمين وعلى ولاة أمرهم أن يسلكوا مسلك نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في هذا الباب وغيره وأن ينهوا عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يسدوا الذرائع والوسائل المفضية إلى الشرك والمعاصي والغلو في الأنبياء والأولياء حماية لجناب التوحيد وسدا لطرق الشرك ووسائله والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين وأن يفقههم في الدين وأن يوفق علماءهم وولاة أمرهم لما فيه صلاحهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة وأن يوفق قادة المسلمين لتحكيم شريعة الله والحكم بها في كل شئونهم وأن يسلك بالجميع صراطه المستقيم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=Bz00463.htm
ـ[المستفيد7]ــــــــ[23 - 06 - 04, 07:02 م]ـ
تعظيم الآثار رؤية شرعية
محمد بن عبد الله الهبدان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فتعظيم الآثار ظاهرة قديمة، تأخذ صوراً وأشكالاً متعددة عند كثير من
الشعوب والأمم، وقد درجت بعض الدول في العصور المتأخرة على إحياء آثارها
التاريخية لأسباب سياسية واقتصادية، ونشطت كثير من المنظمات الدولية في
رعاية تلك الآثار ودعوة الدول إلى العناية بها.
وبعد حادثة تحطيم الأصنام التي جرت في أرض أفغانستان كثر حديث الساسة
والمنظمات الدولية والقنوات الإعلامية عن الآثار التاريخية وضرورة العناية بها،
فكتبت هذه الدراسة المتواضعة توضيحاً للمنهج الشرعي الصحيح، وبياناً للحق
مستعيناً بالله - تعالى - فأقول، وبالله التوفيق:
تعريف الآثار لغة واصطلاحاً:
1 - تعريف الأثر لغة [1]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/14)
الهمزة والثاء والراء، لها ثلاثة أصول: تقديم الشيء، وذكر الشيء، ورسم
الشيء الباقي.
فالأول وهو تقديم الشيء: كأن تقول افعل يا فلان هذا آثِراً ما، أي: إنْ
اخترت ذلك الفعل فافعل هذا إما لا. قال ابن الأعرابي: معناه: افعله أوَّلَ كلِّ
شيء.
والثاني وهو ذكر الشيء: ومنه قول ابن عمر - رضي الله عنهما -: «ما
حلفت بعدها آثِراً ولا ذاكراً» فقوله: آثِراً: أي مخبراً عن غيري أنه حلف به.
والثالث وهو رسم الشيء الباقي: قال الخليل: والأثر بقية ما يرى من كل
شيء، وما لا يرى بعد أن تبقى فيه علقة. والآثار الأثر، كالفلاح والفلح، والسداد
والسدد، قال الخليل: أثر السيف ضربته، وتقول: من يشتري سيفي وهذا أثره،
يضرب للمجرب المختبر.
وقال الأصفهاني: أثر الشيء: حصول ما يدل على وجوده، يقال: أَثَر
وإثْرٌ، والجمع: الآثار، قال - تعالى -:] ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا [
(الحديد: 27)،] وَآثَاراً فِي الأَرْضِ [(غافر: 21).
ومن هذا يقال: للطريق المستدَل به على مَنْ تقدم: آثار، نحو قوله -
تعالى-:] فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ [(الصافات: 70)،] قَالَ هُمْ أُوْلاءِ عَلَى
أَثَرِي [(طه: 84).
2 - تعريف الآثار اصطلاحاً:
من خلال البحث لم أجد أحداً عرَّف الآثار، ومجمع اللغة العربية عرَّف علم
الآثار بقوله: علم الوثائق والمخلفات القديمة [2].
وهذا التعريف قاصر؛ إذ لا يتناول المواقع التي لا يوجد فيها أمور عينية، وهي
من الآثار.
ويمكن أن يقال في تعريفها بأنها: ما يدل على أثر مَنْ سلف من الأمم.
منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده وموقفهم من الاهتمام
بالآثار:
من خلال تتبع بعض الأحداث يتبين لنا منهج رسول الله، فمن ذلك:
1 - الأماكن التي زارها النبي قبل البعثة وبعد البعثة لم يرد دليل واحد على
أن النبي قصد زيارتها أو أمر بزيارتها أو حث على الاهتمام بها، ونحو ذلك. قال
شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «فإن النبي بعد أن أكرمه [الله] بالنبوة لم
يكن يفعل ما فعله قبل ذلك من التحنث في غار حراء أو نحو ذلك، وقد أقام بمكة
بعد النبوة بضع عشرة سنة، وأتاها بعد الهجرة في عمرة القضية، وفي غزوة الفتح،
وفي عمرة الجعرانة ولم يقصد غار حراء، وكذلك أصحابه من بعده، لم يكن أحد
منهم يأتي غار حراء .. » [3] ويقول أيضا: «وكذلك قصد الجبال والبقاع التي
حول مكة غير المشاعر؛ عرفة و مزدلفة و منى مثل جبل حراء والجبل الذي عند
منى الذي يقال إنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك؛ فإنه ليس من سنة رسول الله
زيارة شيء من ذلك بل بدعة» [4].
2 - عندما فتح النبي مكة وطاف بالكعبة كسر الأصنام التي حول الكعبة كلها
كما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِي اللَّه عَنْه - قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ مَكَّةَ
وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُباً فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَجَعَلَ
يَقُولُ صلى الله عليه وسلم:] جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً [
(الإسراء: 81) [5] وهذه الأصنام تعتبر من الآثار التي يحافظ عليها في مثل
هذا الزمن؛ فلماذا لم يحافظ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ويعتني بها،
ويجعلها في متحف ونحوه؟!!
وعلى هذا المنوال سار أتباعه الكرام، وإليك البيان:
لقد كان هدي السلف الصالح الاهتمام بالآثار الفعلية والقولية من أقوال
المصطفى صلى الله عليه وسلم وأفعاله، ولا أدل على ذلك من هذه الكتب التي
تزخر بالكثير من الآثار الفعلية والقولية .. فأفنوا أعمارهم من أجل المحافظة عليها،
وقطعوا القفار وكابدوا مشقة الأسفار؛ وواصلوا الليل بالنهار؛ كل ذلك جمعاً لآثار
النبي المختار صلى الله عليه وسلم وتدوينها ليعمل بها .. وبلغ من حرصهم على
تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية أن يُنقَل لنا حتى شؤون النبي
صلى الله عليه وسلم الزوجية في غسله ووضوئه، في أكله وشربه، وفي نومه
واستيقاظه .. في كل شيء .. هذا كان ديدنهم، وتلك كانت همتهم. ولم يكن معروفاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/15)
عنهم تتبع الآثار المكانية والعينية والاهتمام بها وتشييدها أو عمل مزارات. يقول
الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: «ومعلوم أن أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم - ورضي الله عنهم - أعلم الناس بدين الله وأحب الناس لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وأكملهم نصحاً لله ولعباده ولم يحيوا هذه الآثار، ولم يعظموها،
ولم يدعوا إلى إحيائها .. ولو كان إحياؤها أو زيارتها أمراً مشروعاً لفعله النبي
صلى الله عليه وسلم في مكة وبعد الهجرة أو أمر بذلك أو فعله أصحابه أو أرشدوا
إليه .. » [6].
ومما يدل على ذلك:
1 - موقفهم من الآثار الموجودة في مكة و المدينة وبيت المقدس: فلم يعرف
أن أحداً منهم زار تلك الآثار أو تتبعها وأمر بتشييدها، بل كانوا يسدون هذا الباب؛
فإن المسلمين لما فتحوا تُستَر، وجدوا هناك سرير ميت باق ذكروا أنه «دانيال»
ووجدوا عنده كتاباً فيه ذكر الحوادث، وكان أهل تلك الناحية يستسقون به، فكتب
في ذلك أبو موسى الأشعري إلى عمر، فكتب إليه أن يحفر بالنهار ثلاثة عشر قبراً،
ثم يُدفَن بالليل في واحد منها ويعفَّى قبره؛ لئلا يفتتن الناس به [7] ولذلك يقول
شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «لم تَدَعِ الصحابة في الإسلام قبراً ظاهراً
من قبور الأنبياء يفتتن به الناس؛ ولا يسافرون إليه ولا يدعونه، ولا يتخذونه
مسجداً؛ بل قبر نبينا صلى الله عليه وسلم حجبوه في الحجرة، ومنعوا الناس منه
بحسب الإمكان، وغيره من القبور عفوه بحسب الإمكان؛ إن كان الناس يفتتنون به،
وإن كانوا لا يفتتنون به فلا يضر معرفة قبره .. » [8].
وفي بعض الأحايين تحصل مناسبة لزيارة تلك الأماكن الأثرية ومع ذلك لا
يزورونها كما حصل لعمر ابن الخطاب وابنه عبد الله - رضي الله عنهما - فقد
زارا بيت المقدس ولم يأتيا الصخرة ولا غيرها من البقاع [9]، بل إذا خشيت الفتنة
أمروا بإزالتها كما أمر عمر بقطع الشجرة التي حصلت تحتها بيعة الرضوان.
2 - وجود الأهرامات في مصر: فبعد دخول الفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن
العاص - رضي الله عنه - لم تذكر كتب التراجم والسير والتاريخ أن أحداً منهم
زار تلك الأهرامات مع أنها تعتبر معلماً من معالم مصر فضلاً عن الاهتمام بها
وتشييدها.
وكم هم العلماء الذين رحلوا إلى مصر لطلب العلم والحديث!! فهل نقل أن
أحداً منهم زار تلك الآثار؟!! فهذا الإمام الشافعي و العز بن عبدالسلام و ابن
خزيمة و أبو حاتم وغيرهم كثير .. وقد سئل الزركلي عن الأهرام وأبي الهول
ونحوها: «هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟ فقال: كان أكثرها مغموراً
بالرمال ولا سيما أبا الهول» [10].
بل إن كثيراً من هذه الآثار لم تكتشف إلا أخيراً؛ فمعبد أبي سمبل مثلاً الذي
يعد من أكبر معابد الفراعنة كان مغموراً بالرمال مع تماثيله وأصنامه إلى ما قبل
قرن أو نصف قرن تقريباً، وأكثر الأصنام الموجودة في المتاحف المصرية في هذا
الوقت لم تكتشف إلا قريباً.
«ومما يدل دلالة واضحة على عدم الاهتمام بها أن بعض تلك الآثار يعلو
عليها التراب، يقول ياقوت الحموي: وفي سفح أحد الهرمين صورة آدمي عظيم
مصبغة وقد غطى الرمل أكثرها» [11] مما يدل على أنها مهملة.
وأشد من ذلك صدور محاولات عدة من الولاة لهدمها كالمأمون [12] والملك
العزيز الأيوبي [13]. وقد ذكر ابن خلدون أن الخليفة الرشيد حاول كسر إيوان
كسرى على ضخامته مع أن بعضهم أشار عليه بتركه؛ لا من أجل التفاخر به؛
ولكن من أجل أن يستدل به على عظم ملك آبائه الذين سلبوا الملك لأهل ذلك
الهيكل [14]؛ ومع ذلك لم يستجب فقام بمحاولة تكسيره - رحمه الله -.
وقال أبو علي الأوقي: سمعت أبا طاهر السِّلَفي [15] يقول: «لي ستون سنة
بالإسكندرية ما رأيت منارتها إلا من هذه الطاقة، وأشار إلى غرفة يجلس
فيها» [16]. مع أنها معلم من معالم الإسكندرية.
ولكن بدأ هذا النوع ينمو ويسري في بلاد المسلمين كلها وهو: العناية بالآثار،
وعمل المزارات لها وارتيادها، والاهتمام بها، والحفاظ عليها، بل هذا يعتبر من
أبرز اهتمامات وزارات السياحة، وإدارات الآثار.
بيان أن الاهتمام بالآثار من عادة غير المسلمين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/16)
من المعلوم أن الدول الغربية هي التي شجعت على ظهور مثل هذا الاهتمام
لتحقيق مطامعها في الشرق الإسلامي .. فها هو (جب) يقول بصراحة تامة:
«وقد كان من أهم مظاهر فرنجة العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث
الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغلها المسلمون الآن،
فمثل هذا الاهتمام موجود في تركيا وفي مصر وفي إندونيسيا وفي العراق وفي
فارس، وقد تكون أهميته محصورة الآن في تقوية شعور العداء لأوروبا، ولكن من
الممكن أن يلعب في المستقبل دوراً مهما في تقوية الوطنية الشعوبية وتدعيم
مقوماتها» [17].
وهذا التصريح يعلل لنا عطف حكومات الاحتلال الغربية على كل مشاريع
الحكومات الوطنية في الشرق الإسلامي والعربي منه خاصة التي من شأنها تقوية
الشعوبية فيها وتعميق الخطوط التي تفرق بين هذه الأوطان الجديدة، مثل الاهتمام
بتدريس التاريخ القديم على الإسلام لتلاميذ المدارس وأخذهم بتقديسه، والاستعانة
على ذلك بالأناشيد، ومثل خلق أعياد محلية غير الأعياد الدينية التي تلتقي قلوب
المسلمين ومشاعرهم على الاحتفال بها، ومثل العناية بتمييز كل من هذه البلاد بزي
خاص ولا سيما غطاء الرأس مما يترتب عليه تمييز كل منها بطابع خاص، بعد أن
كانت تشترك في كثير من مظاهره [18].
وحتى يحصل لهم ما يريدون، ويتحقق لهم ما يشتهون «أعانت الدول
المحتلة كُلاً في منطقة نفوذه على تدعيم قداسة هذه الأوطان الجديدة في نفوس الناس
بأسلوب علمي منظم، وذلك بمساعدتها على إحياء التاريخ القديم لكل قطر من هذه
الأقطار، ونشط الحفر للبحث عن آثار الحضارات القديمة السابقة على الإسلام في
كل من العراق و سوريا و لبنان و فلسطين وشرق الأردن ومصر؛ لتوهين عرى
الجامعة العربية، ولتشتيت القلوب التي ألف بينها الإسلام وجمعها على لغة واحدة؛
فاستيقظت العصبيات الجاهلية، وراح كل بلد يفاخر البلاد الأخرى بمجده العريق،
وشغلت الصحف بالكلام عن الكشوف الأثرية الجديدة وما تدل عليه من حضارات
البابليين والآشوريين والكلدانيين والحثيين والفينيقيين والفراعنة.
وكانت أصابع الغربيين واضحة في هذه الجهود؛ فقد عاش المسلمون دهوراً
وهم غافلون عن هذه الآثار القديمة لا يعيرونها التفاتاً، ولا يتحدثون عنها حين
يتحدثون إلا كما يتحدثون عن قوم غرباء من الكفرة أو العتاة، لا يثير الحديث عنهم
شيئاً من الحماس أو الزهو في نفوسهم، وظلوا على هذه الحال حتى بدأ الغربيون
بالكشف عن كنوزهم ولفت أنظارهم إليها منذ اتجهت مطامعهم إلى بلادهم.
وللأوروبيين في ذلك أسلوب خبيث ماكر؛ فهم يبدؤون التنقيب ببعوث من علماء
الآثار الغربيين، حتى إذا حققوا ما يهدفون إليه من اهتمام كل بلد من هذه البلاد
بتراثه القديم وتحمسه له وغيرته عليه، ورأوا أن هذه الغيرة تدفعه إلى منافسة
الأجانب في هذا الميدان الذي يعتبر نفسه أوْلى به وأحق، بوصفه وارث هذه
الحضارة، عند ذلك يتخلون عن مهمتهم ويتركونها في رعايته، مطمئنين إلى أنه
سيوالي السير في الخطوط التي رسموها له.
والأدلة على هذا الأسلوب الخبيث كثيرة لا تعوز الباحث؛ فقد بلغ من اهتمام
الأوروبيين بنبش هذا التاريخ القديم واتخاذه أساساً لتدعيم التجزئة الجديدة للوطن
العربي أن عصبة الأمم قد نصَّت في صك انتداب بريطانيا إلى فلسطين على
الاهتمام بالحفريات، وذلك في المادة (21) التي تنص على: «أن تضع الدولة
المنتدبة وتنفذ في السنة الأولى من تاريخ تنفيذ هذا الانتداب قانوناً خاصاً بالآثار
والعاديات ينطوي على الأحكام الآتية .. »، وكذلك كان شأن الفرنسيين في سوريا
ولبنان، فقد كان أول ما اهتم به الفرنسيون أن ألَّفوا في خلال الحرب العالمية
الأولى لجاناً في دمشق و بيروت لكتابة تاريخ الشام، فكتبوا منه بعض تاريخ لبنان
وأهملوا تاريخ سوريا، ثم لم يلبث الآباء اليسوعيون في بيروت أن كلفوا ثلاثة من
رهبانهم الفرنسيين سنة 1920م بكتابة هذا التاريخ، بعد أن قسموه إلى ثلاثة
عصور: العصر الآرامي والفينيقي، والعصر اليوناني والروماني، والعصر
العربي.
ومما لا تخفى دلالته في هذا الصدد أن الثري الأمريكي اليهودي الأصل
روكفلر (ابن روكفلر الكبير) صاحب الملايين، قد أعلن سنة 1926م عن تبرعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/17)
بعشرة ملايين دولار أمريكي لإنشاء متحف للآثار الفرعونية في مصر، يلحق به
معهد لتخريج المتخصصين في هذا الفن، واشترط لمنح هذه الهبة أن يوضع
المتحف والمعهد تحت إشراف لجنة مكونة من ثمانية أعضاء ليس فيها إلا عضوان
مصريان فقط، على أن تظل هذه اللجنة هي المسؤولة عن إدارة المتحف والمعهد
لمدة ثلاث وثلاثين سنة.
وقد استرد الثري الصهيوني الأمريكي هبته وقتذاك، بعد أن أرسل مندوباً
يمثله من علماء الآثار الأمريكيين المعروفين وهو الأستاذ بْرِسْتِدْ ومعه أحد محاميه،
وذلك لرفض الحكومة شرط إشراف الأجانب الفني على المعهد، وقد كان واضحاً
من تحديد صاحب الملايين مدة الإشراف بثلاث وثلاثين سنة أنه يهدف إلى خلق
جيل من المتعصبين للفرعونية ثقافياً وسياسياً، ومصلحة الصهيونية في ذلك ظاهرة؛
لأنها إذا نجحت في سلخ الدول العربية عن عروبتها فقد سلختها من إسلامها، وإذا
انسلخت هذه الدول من إسلامها ومن عروبتها أمن اليهود كل معارضة لاستقرارهم
في فلسطين، وعاشوا مع جيرانهم في هدوء يمكن لهم من الإعداد لوثبة جديدة
يأكلون فيها جيرانهم النائمين؛ لأن معارضة الدول العربية لمطامع اليهود في
فلسطين إنما تستند إلى الإسلام والعروبة، فإذا انسلخ المصريون مثلاً من الإسلام
والعروبة ولبسوا ثوب الفرعونية مات الحافز الذي يدفعهم إلى مجاهدة اليهود
ومعارضة دولتهم في فلسطين؛ إذ يصبح اليهود والعرب لديهم عند ذلك
سواء» [19].
وقد وضح الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - أن إحياء الآثار القديمة تعتبر
من دسائس الأعداء فقال: «ومن دسائس هذه المنظمات الكفرية دعوتها إلى إحياء
الآثار القديمة والفنون الشعبية المندثرة حتى يشغلوا المسلمين عن العمل المثمر
بإحياء الحضارات القديمة والعودة إلى الوراء وتجاهل حضارة الإسلام، وإلا فما
فائدة المسلمين من البحث عن أطلال الديار البائدة! والرسوم البالية الدارسة! وما
فائدة المسلمين من إحياء عادات وتقاليد أو ألعاب قد فنيت وبادت! في وقت هم في
أمسّ الحاجة إلى العمل الجاد المثمر، وقد أحاط بهم أعداؤهم من كل جانب واحتلوا
كثيراً من بلادهم وبعض مقدساتهم! إنهم في مثل هذه الظروف بحاجة إلى العودة
إلى دينهم وإحياء سنَّة نبيهم، والاقتداء بسلفهم الصالح حتى يعود لهم عزهم
وسلطانهم، وحتى يستطيعوا الوقوف على أقدامهم لرد أعدائهم، وأن يعتزوا
برصيدهم العلمي من الكتاب والسنة والفقه، ويستمدوا من ذلك خطة سيرهم في
الحياة، ويقرؤوا تاريخ أسلافهم لأخذ القدوة الصالحة من سيرهم، أما أن ينشغلوا
بالبحث عن آثار الديار، وإحياء الفنون الشعبية بالأغاني والأسمار، وإقامة مشاهد
تحاكي العادات القديمة؛ فكل ذلك مما لا جدوى فيه، وإنما هو استهلاك للوقت
والمال في غير طائل، بل ربما يعود بهم إلى الوثنية، والعوائد الجاهلية» [20].
أسباب الافتتان بالآثار:
إن الله - تعالى - أرسل الرسل، وأنزل الكتب تبياناً لأهم قضية خُلقت
الخلائق من أجلها ألا وهي قضية التوحيد والنهي عن الشرك، وقد ركز القرآن
والسنة في بيان هذه القضية ووضحها غاية الإيضاح، وبينها غاية البيان حتى غدت
من ضروريات هذا الدين التي لا يمكن جهلها، ولكن لما اشتدت غربة الإسلام
وتباعد عصر النبوة؛ انتشر الشرك في الأمة وعظم الخطب في آثار الأنبياء
والصالحين، وأصبحوا يعتقدون فيهم الاعتقادات الباطلة، والخرافات الساقطة،
فلما كان ذلك كذلك احتاج الأمر إلى دراسة الأسباب التي جعلت الكثير من أفراد
الأمة يفتنون في مثل هذه الآثار، حتى يتم علاجها وإيجاد الحلول المناسبة لهذه
القضية الجلل «لأن معرفة المرض وسببه يعين على مداواة أصحابها وإزالة
شبهاتهم» [21] وهذه الأسباب متفاوتة من جهة تأثيرها على الناس ومتعددة،
وسأذكر إن شاء الله - تعالى - بعض هذه الأسباب مقدماً الأهم فالأهم، فأقول وبالله
التوفيق:
السبب الأول: الجهل بحقيقة هذا الدين:
لقد كان الناس قبل البعثة في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، حتى جاءهم
بمن أخرجهم من ظلمات الجهل، إلى نور العلم، جاءهم خاتم الأنبياء محمد صلى
الله عليه وسلم جاءهم ليعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم:] لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/18)
المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [(آل عمران: 164). فما مات
صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على
المحجة البيضاء، ثم قام أصحابه بتبليغ رسالته لمن بعدهم فكانوا أعلم الناس بنبيهم
صلى الله عليه وسلم ثم حمل عنهم العلم مَنْ بعدهم، وهكذا كل جيل يحمل العلم عن
سلفه، وفي هذا كله لا يزال العلم ينقص، ويكثر الجهل كلما امتد الزمان؛ وذلك
مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يقبض العلم ويظهر الجهل
والفتن» [22].
وقد حصل بالفعل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فقد انتشر «الجهل
بحقيقة ما بعث الله به رسوله، بل جميع الرسل من تحقيق التوحيد، وقطع أسباب
الشرك، فقلّ نصيبهم جداً من ذلك، ودعاهم الشيطان إلى الفتنة، ولم يكن عندهم
من العلم ما يُبطل دعوته، فاستجابوا له بحسب ما عندهم من الجهل، وعصموا
بقدر ما معهم من العلم» [23] بل وصل الأمر عند بعض دهماء الأمة إلى جعل
المعروف منكراً والمنكر معروفاً؛ ولذا يقول ابن القيم - رحمه الله -: «قد غلب
الشرك على أكثر النفوس لظهور الجهل، وخفاء العلم، فصار المعروف منكراً،
والمنكر معروفاً، والسنة بدعة، والبدعة سنة، ونشأ في ذلك الصغير وهرم عليه
الكبير، وطمست الأعلام، واشتدت غربة الإسلام، وقلّ العلماء، وغلب السفهاء،
ولكن مع هذا لا تزال طائفة من العصابة المحمدية بالحق قائمين، ولأهل الشرك
والبدع مجاهدين إلى أن يرث الله سبحانه الأرض ومن عليها وهو خير
الوارثين» [24].
وقد بين ابن الجوزي - رحمه الله - أن «الباب الأعظم الذي يدخل منه
إبليس على الناس هو الجهل، فهو يدخل منه على الجهال بأمان، وأما العالم فلا
يدخل إلا مسارقة» [25]. وقال القرافي المالكي « .. أصل كل فساد في الدنيا
والآخرة إنما هو الجهل؛ فاجتهد في إزالته عنك ما استطعت، كما أن أصل كل
خير في الدنيا والآخرة إنما هو العلم؛ فاجتهد في تحصيله ما استطعت والله - تعالى -
هو المعين على الخير كله» [26].
وهذا الجهل الذي وقعت به الأمة ناتج والله أعلم عن أمرين:
الأول: الإعراض عن الكتاب، والسنة تعلماً وتعليماً، وتدبراً وتفهماً لما
فيهما:
فمن أعرض عن السنة اشتغل بالبدعة، «وأما من أصغى إلى كلام الله بقلبه،
وتدبره وتفهمه، أغناه عن السماع الشيطاني الذي يصد عن ذكر الله وعن الصلاة،
وينبت النفاق في القلب، وكذلك من أصغى إليه وإلى حديث الرسول صلى الله
عليه وسلم بكليته، وحدّث نفسه باقتباس الهدى والعلم منه لا من غيره أغناه عن
البدع والآراء والتخرصات والشطحات والخيالات التي هي وساوس النفوس
وتخيلاتها، ومن بَعُدَ عن ذلك فلا بد له أن يتعوض عنه بما لا ينفعه، كما أن من
غمر قلبه بمحبة الله - تعالى - وذكره، وخشيته، والتوكل عليه، والإنابة إليه،
أغناه ذلك عن محبة غيره وخشيته والتوكل عليه، وأغناه أيضاً عن عشق الصور،
وإذا خلا من ذلك صار عبد هواه، أي شيء استحسنه ملكه واستعبده.
فالْمُعْرِض عن التوحيد مشرك، شاء أم أبى، والمعرض عن السنة مبتدع
ضال، شاء أم أبى .. والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم» [27].
الثاني: أنهم حملوا نصوص الكتاب والسنة على أناس قد مضوا، وأما هم
فغير مخاطبين بهما؛ وهذا ما يتصوره «أكثر الناس، [حيث] لا يشعرون بدخول
الواقع تحته، وتضمنه له، ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا
وارثاً، وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن، ولعمر الله إن كان أولئك
قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أو دونهم، وتناول القرآن لهم كتناوله
لأولئك، ولكن الأمر كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-: «إنما تُنقَض
عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية»، وهذا لأنه
إذا لم يعرف الجاهلية والشرك، وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره، ودعا إليه
وصوَّبه وحسَّنه وهو لا يعرف أنه هو الذي كان عليه أهل الجاهلية أو نظيره أو شر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/19)
منه، أو دونه فينقض بذلك عرى الإسلام عن قلبه .. » [28].
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحمه الله -:
« .. ومن الأسباب المانعة عن فهم كتاب الله أنهم ظنوا أن ما حكى الله عن
المشركين، وما حكم عليهم ووصفهم به خاص بقوم مضوا، وأناس سلفوا
وانقرضوا، ولم يعقبوا وارثاً، وربما سمع بعضهم قول من يقول من المفسرين:
هذه نزلت في عباد الأصنام، هذه في النصارى، هذه في الصابئة؛ فيظن الغُمْر أن
ذلك مختص بهم، وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا من أكبر الأسباب التي تحول بين
العبد وبين فهم القرآن والسنة» [29].
السبب الثاني: علماء الضلال:
من أسباب انتشار الفتنة بآثار الأنبياء والصالحين علماء أهل الضلال،
وهؤلاء ابتليت الأمة بهم حتى وصل الأمر ببعضهم - كما قال شيخ الإسلام - أنهم:
«يُصنِّفون لأهل السيف والمال من الملوك والوزراء في ذلك، ويتقربون إليهم
بالتصنيف فيما يوافقهم .. » [30]، وقد صنف شيخ الرافضة ابن النعمان المعروف
عندهم بالمفيد كتاباً سماه: «مناسك المشاهد» جعل قبور المخلوقين تحج كما تحج
الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قياماً للناس، وهو أول بيت وضع للناس فلا
يطاف إلا به، ولا يُصلى إلا إليه، ولم يأمر الله إلا بحجه [31]. وهؤلاء الذين
صنفوا هذه الكتب لهم أغراض فاسدة؛ منها التقرب إلى الأئمة، ومنها إضلال الأمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «وهذا إنما ابتدعه وافتراه في
الأصل قوم من المنافقين والزنادقة ليصدوا به الناس عن سبيل الله، ويفسدوا عليهم
دين الإسلام، وابتدعوا لهم أصل الشرك المضاد لإخلاص الدين لله .. ولهذا صنف
طائفة من الفلاسفة الصابئين المشركين في تقرير هذا الشرك ما صنفوه، واتفقوا هم
والقرامطة الباطنية على المحادة لله ورسوله حتى فتنوا أمماً كثيرة وصدوهم عن دين
الله. وأقل ما صار شعاراً لهم تعطيل المساجد وتعظيم المشاهد؛ فإنهم يأتون من
تعظيم المشاهد وحجها والإشراك بها ما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه
وسلم؛ بل نهى الله عنه ورسوله عباده المؤمنين. وأما المساجد فيخربونها؛ فتارة
لا يصلون جمعة ولا جماعة بناءً على ما أصلوه من شعب النفاق، وهو أن الصلاة
لا تصح إلا خلف معصوم، ونحو ذلك من ضلالتهم .. » [32]. بهذا تعرف مدى
تأثير هؤلاء العلماء في انتشار الفتنة بآثار الأنبياء والصالحين.
السبب الثالث: الأئمة المضلون:
لا يشك عاقل في خطر الأئمة المضلين، وكما قيل: الناس على دين ملوكهم،
وقد حذر صلى الله عليه وسلم الأمة منهم بقوله كما في حديث ثوبان - رضي الله
عنه -: «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين» [33]، وعن زياد بن حدير قال:
قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: قلت: لا، قال: يهدمه زلة
العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين» [34].
فمثلاً القبة التي على الصخرة لم تكن موجودة في عهد الصحابة رضي
الله عنهم كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بل كانت مكشوفة
حتى تولى عبد الملك بن مروان الملك فبنى القبة على الصخرة وكساها في
الشتاء والصيف ليرغب الناس في زيارة بيت المقدس [35]. وقال في موضع
آخر: «وظهر في ذلك الوقت تعظيم الصخرة وبيت المقدس ما لم يكن
المسلمون يعرفونه بمثل هذا، وجاء بعض الناس ينقل الإسرائيليات في
تعظيمها» [36].
وذكر الشيخ أحمد بن عبد الحميد العباسي رحمه الله المتوفى في القرن العاشر
الهجري في كتابه: «عمدة الأخبار في مدينة المختار» أنه لما كان عام ثمان
وسبعين وستمائة هجرية أمر السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي والد
السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون ببناء قبة على الحُجرة الشريفة، ولم يكن
قبل هذا التاريخ عليها قبة ولها بناء مرتفع وإنما كان حظير حول الحجرة الشريفة
فوق سطح المسجد، وكان مبنياً بالآجر مقدار نصف قامة بحيث يميز سطح الحجرة
الشريفة على سطح المسجد، وكان مبنياً بالآجر فعملت هذه القبة الموجودة
اليوم .. » [37].
والمشاهد لم تكن معروفة في العصور المفضلة، ولكن ظهرت وكثرت في
دولة بني بويه، لما ظهرت القرامطة بأرض المشرق والمغرب وكان بها زنادقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/20)
كفار، مقصودهم تبديل دين الإسلام، وكان في بني بويه من الموافقة لهم على
بعض ذلك [38]، وفي دولتهم أظهر المشهد المنسوب إلى علي - رضي الله عنه -
بناحية النجف [39].
السبب الرابع: الشبهات التي يتمسكون بها في تسويغ فعلهم:
ومن الأسباب التي أدت إلى الاهتمام بآثار الأنبياء والصالحين بعض الشبهات
التي يتشبث بها أصحاب الأهواء والشهوات، وهي شبه كبيت العنكبوت في
الضعف والوهن، وكما قيل:
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور [40]
فمن تلك الشبهة مثلاً قولهم: «إن من التماثيل ما يعد أصناماً وما لا يعد كذلك،
والأولى هي التي تعبد من دون الله ومن ثم فتحريمها مقطوع به على المسلمين،
أما التماثيل التي لا تعبد فوصفها بأنها أصنام فيه افتئات ينبغي أن يتنزه عنه العقل
الرشيد»، واستدل على هذا التفريق بقوله الله - تعالى -:] يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ
مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ [(سبأ: 13) فسليمان - عليه السلام - كانت تصنع له
التماثيل، وذكر أنها صور الأنبياء والعلماء [41].
والجواب على هذا:
أولاً: أن ما فُرِقَ به بين التمثال والصنم لا دليل عليه لعموم النصوص
الشرعية؛ فالحكم واحد؛ سواء جعل للعبادة أو لم يجعل لما رواه الترمذي
(2806) وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك
البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال، وكان في البيت قرام
ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب؛ فمُرْ برأس التمثال الذي بالباب فليقطع
فليصيَّر كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين يوطآن،
ومُرْ بالكلب فيخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم». «ومن المعلوم
أن هذا التمثال الذي في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متخذاً للعبادة، ولا
يشك في ذلك مسلم؛ ومع ذلك فقد أمره جبريل بإزالته. وروى مسلم من حديث أبي
هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا
تدخل الملائكة بيتاً فيه تماثيل أو تصاوير» [42].
أما استدلاله بالآية فقد وضح الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره وغيره
أن هذه الآية تدل على أن تصوير التماثيل كان مباحاً في ذلك الزمان، ونسخ بشرع
محمد صلى الله عليه وسلم [43]. والنصوص في تحريم صناعة التماثيل المجسمة
كثيرة جداً لا يتسع المقام لذكرها وهذا قول جماهير العلماء قاطبة، بل نقل كثير من
المالكية الإجماع على ذلك [44].
السبب الخامس: الغلو في التعظيم [45]:
من الأسباب التي أدت إلى انتشار الفتنة بآثار الأنبياء والصالحين هو الغلو في
التعظيم، وقد جاءت النصوص الكثيرة في التحذير من هذا الداء العضال على سبيل
العموم سواء كان ذلك في جانب العقيدة أو العبادة، يقول الله - تعالى -:] قُلْ يَا
أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ [(المائدة: 77)، وقوله سبحانه:] يَا
أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الحَقَّ [(النساء: 171)
فهاتان الآيتان وإن كان الخطاب موجه فيهما إلى أهل الكتاب فإن أمة محمد صلى
الله عليه وسلم تدخل فيهما تبعاً [46] لأنها قد نُهيت عن اتخاذ سبيلهم والسير على
منوالهم واتباع نهجهم، وهذا واضح غاية الوضوح لمن تتبع الأدلة واستقرأها [47].
وجاء في حديث الفضل بن العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ياكم والغلو في الدين؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» [48]. قال شيخ
الإسلام رحمه الله: «وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال،
وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار وهو داخل فيه مثل الرمي بالحجارة بناءً على
أنها أبلغ من الصغار، ثم علله بما يقتضي مجانبة هديهم أي هدي من كان قبلنا
إبعاداً عن الوقوع فيما هلكوا به، وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من
الهلاك» [49].
وقد بين شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - أن سبب شرك بني آدم هو الغلو
في تعظيم قبور الصالحين فقال: «والشرك في بني آدم أكثره عن أصلين: أولها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/21)
تعظيم قبور الصالحين، وتصوير تماثيلهم للتبرك بها، وهذا أول الأسباب التي بها
ابتدع الآدميون، وهو شرك قوم نوح .. » [50]. وقد ذكر ابن القيم أن من أعظم
مكائد الشيطان التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله - تعالى -
فتنته «ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور، حتى آل الأمر
فيها إلى أن عُبد أربابها من دون الله، وعُبدت قبورهم، واتخذت أوثاناً، وبنيت
عليها الهياكل وصورت صور أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجساداً لها ظل،
ثم جعلت أصناماً، وعبدت مع الله - تعالى -، وكان أول هذا الداء العظيم في قوم
نوح، كما أخبر - سبحانه - عنهم في كتابه، حيث يقول:] قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ
عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً * وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً * وَقَالُوا لاَ
تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَداًّ وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّوا
كَثِيراً [(نوح: 21 - 24). قال غير واحد من السلف: «كان هؤلاء قوماً
صالحين في قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا
تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم». فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة
القبور، وفتنة التماثيل، وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة - رضي الله عنها -:
«أن أم سلمة - رضي الله عنها - ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها مارية، فذكرت له ما رأت فيها من
الصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أولئك قوم إذا مات فيهم العبد
الصالح، أو الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجداً، وصوروا فيه تلك الصور،
أولئك شرار الخلق عند الله» [51]. فجمع في هذا الحديث بين التماثيل والقبور،
وهذا كان سبب عبادة اللات؛ فقد روى ابن جرير بإسناده عن سفيان عن منصور
عن مجاهد] أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى [(النجم: 19) قال: «كان يلت لهم السويق
فمات، فعكفوا على قبره». وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله
عنهما: «كان يلت السويق للحاج».
فقد رأيتَ أن سبب عبادة وَدّ، و يغوث و يعوق و نسر واللات، إنما كانت
من تعظيم قبورهم، ثم اتخذوا لها التماثيل وعبدوهم كما أشار إليه النبي صلى الله
عليه وسلم .. » [52].
السبب السادس: الحرص على تحصيل المال والجاه:
من أسباب الاهتمام بآثار الأنبياء والصالحين ونحوها الحرص على الحصول
على الأموال والجاه والشرف والمكانة بين الناس؛ فمن ذلك ما ذكره عبد القدوس
الأنصاري أن الحجر الذي جلس عليه النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني
ظفر [53] رآه في خزانة زجاجية عالية بمدخل دار الكتب المصرية، وعلم من
المدير العام لها أن شخصاً من أهل المدينة نقله إلى مصر فيما بعد وباعه إلى الدار
بثمن كبير!!! [54].
يقول العلامة الشوكاني - رحمه الله تعالى -: «وربما يقف جماعة من
المحتالين على قبر ويجلبون الناس بأكاذيب عن ذلك الميت ليستجلبوا منهم النذور
ويستدروا منهم الأرزاق ويقتنصوا النحائر ويستخرجوا من عوام الناس ما يعود
عليهم، وعلى من يعولونه، ويجعلون ذلك مكسباً ومعاشاً وربما يهولون على الزائر
لذلك الميت بتهويلات، ويجعلون قبره بما يعظم في عين الواصلين إليه، ويوقدون
في المشهد الشموع، ويوقدون فيه الأطياب ويجعلون لزيارته مواسم مخصوصة
يتجمع فيها الجمع الجم، فيبهر الزائر، ويرى ما يملأ عينه وسمعه من ضجيج
الخلق وازدحامهم وتكالبهم على القرب من الميت والتمسح بأحجار قبره وأعواده،
والاستغاثة به والالتجاء إليه، وسؤاله قضاء الحاجات ونجاح الطلبات، مع
خضوعهم واستكانتهم وتقريبهم إليه نفائس الأموال، ونحرهم أصناف
النحائر» [55].
السبب السابع: التأثر بأصحاب الديانات الضالة:
من أسباب الاهتمام بالآثار اختلاط المسلمين بأصحاب الديانات الأخرى من
يهود ونصارى وغيرهم، وهؤلاء عندهم اعتقادات وأباطيل كثيرة، تأثر بها بعض
ضعاف المسلمين، فتعظيم القبور كان موجوداً عند اليهود والنصارى، وفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/22)
النصارى أكثر وأشد؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لعن الله اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا» [56]، ولأن النصارى يعيشون بين
المسلمين أكثر من غيرهم من أهل الديانات الأخرى كان التأثر بهم أكثر؛ فشيخ
الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يذكر أن كثيراً: «من جهال المسلمين ينذرون
للمواضع التي يعظمها النصارى، كما قد صار كثير من جهالهم يزورون كنائس
النصارى، ويلتمسون البركة من قسيسيهم ورهابينهم ونحوهم» [57].
ولو تأملت بعض ما يفعله القُبوريون لعلمت أنه امتداد لعادات وثنية كانت
سائدة قبل الإسلام: «وأول هذه العادات: تقديس الأولياء، تلك العادة التي لقيت
رواجاً سريعاً وعميقاً في نفوس المصريين لارتباطها بطبيعتهم منذ فجر التاريخ؛
ففكرة تشييد المساجد الجميلة فوق أجساد الموتى وتقديسهم تتصل بجذور الفكر
الديني المصري منذ العصر الفرعوني، ولا سند لها في القرآن والسنة .. » [58]
يقول الشيخ محمد رشيد رضا معقباً على ما ادعاه أحد مشايخ القبورية في تسويغ
اتخاذ القبور والأضرحة واسطة للشفاعة: «هذا عين ما كان يحتج به المشركون
الأولون وحكاه الله - تعالى - عنهم ... وهو ما يفعله بعض النصارى عند قبور
القديسين».
ويقول أيضاً: «ولا تظنوا أن الهندوس ليس عندهم كهنة يتأولون لهم بدعهم
الوثنية كما تأول هذا العالم الأزهري .. واحتج لهم بأنهم كأنجاس الهند المنبوذين،
ليس لأحدهم أن يتقرب إلى الله - تعالى - بنفسه، بل لا بد له من أحد هؤلاء
المعتقدين ليقربه إليه زلفى» [59].
ويقول الشيخ أبو الحسن الندوي: «وكل ما كان يدور حول قبور الأولياء
والمشايخ كان تقليداً ناجحاً للأعمال والتقاليد التي كانت تنجز في معابد غير
المسلمين وقبور المقدسين عندهم؛ فالاستغاثة منهم والاستعانة بهم، ومد يد الطلب
والضراعة إليهم كل ذلك كان عاماً شائعاً بينهم ... » [60].
ويذكر الشيخ محمد رشيد رضا صورة من هذا التشابه، فيقول: «في بنارس
[في الهند] قبر أبي البشر آدم - عليه السلام -، وقبر زوجه وقبر أمه! ويقال:
«إنهم يعبرون بأمه عن الطبيعة»، وقبور قضاته، وهي تحت قباب
مصفحة بالذهب كقبة أمير المؤمنين علي في النجف، وقباب غيره .. وجميع هذه
القبور تعبد بالطواف حولها، والتمسح بها، وتلاوة الأدعية والأوراد عندها،
كغيرها من تماثيل معبوداتهم، مع الخشوع وبذل الأموال والنذور لها ولسدنتها
وكهنتها، فلا يحسبن الجاهل بالتاريخ وبعقائد الملل والنحل أو التعبدات فيها أن علماء
وثنيي الهند يعتقدون أن هذه الأشياء تنفع وتضر بنفسها، وأنهم ليس لهم فلسفة في
عبادتها» [61].
بهذا يتبين أن اختلاط المسلمين بغيرهم، ومساكنتهم لهم ودخول كثير منهم في
الإسلام مع بقاء بعض العادات الجاهلية سبب من الأسباب التي أدت إلى انتشار
الاهتمام بالآثار.
هذه بعض الأسباب التي أدت إلى انتشار الاهتمام بالآثار والبحث عنها في
بلاد الإسلام حتى عمت البلوى بها في كل مكان حتى لا تكاد ترى من يسلم من ذلك
إلا من وفقه الله لسلوك سبيل المؤمنين الموحدين.
فنسأل الله - تعالى - أن يصلح حال الأمة، وأن يزيل عنها الغمة، وينصر
السنة ويقمع البدعة؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
________________________
(1) انظر: مقياس اللغة (1/ 53)، لسان العرب (4/ 5)، مفردات ألفاظ القرآن، ص 62.
(2) المعجم الوجيز، ص 5.
(3) مجموع الفتاوى (11/ 18).
(4) مجموع الفتاوى (26/ 144).
(5) أخرجه البخاري (2478).
(6) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (3/ 338 339).
(7) مجموع الفتاوى (27/ 170 171) بتصرف، وقد ذكرها أيضا بسياق أتم في (27/ 270)، وقال: «رواه يونس بن بكر في: (زيادات مغازي ابن إسحاق) عن أبي خلدة خالد بن دينار حدثنا أبو العالية قال» ثم ذكر الخبر.
(8) الفتاوى (27/ 271).
(9) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 809.
(10) شبه جزيرة العرب (4/ 1188).
(11) معجم البلدان (5/ 400) وما بعده، وانظر: الموسوعة العربية العالمية (1/ 98).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/23)
(12) انظر: مقدمة ابن خلدون ص 346، معجم البلدان (5/ 400) وما بعده تحفة النظار في رائب الأمصار وعجائب الأسفار (1/ 57 58) لابن بطوطة وقد بين سبب امتناع الخليفة عن الهدم؛ وهو بسبب إشارة بعض مشايخ مصر.
(13) انظر: التاريخ المنصوري (1/ 5).
(14) انظر: مقدمة ابن خلدون، ص 346.
(15) قال الذهبي في ترجمته في السير: هو الإمام العلاَّمة المحدِّث المفتي، شيخ الإسلام شرف المعمرين أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني الجرواني السير (21/ 5).
(16) سير أعلام النبلاء (21/ 22).
(17) انظر: أساليب الغزو الفكري، ص 78.
(18) الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر (2/ 141).
(19) الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر (2/ 137140)، محمد محمد حسين.
(20) الخطب المنبرية (3/ 85 86).
(21) الرد على البكري، لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص 80.
(22) أخرجه البخاري في كتاب العلم، ح/ 85، مسلم في كتاب العلم، ح/ 157.
(23) إغاثة اللهفان (1/ 214).
(24) زاد المعاد، (3/ 507).
(25) تلبيس إبليس، ص 130.
(26) الفروق (4/ 265).
(27) إغاثة اللهفان (1/ 214) بتصرف يسير.
(28) مدارج السالكين (1/ 343 344).
(29) تحفة الطالب والجليس في كشف شبه داود بن جرجيس، ص 59 60.
(30) الاستقامة (1/ 43).
(31) انظر: منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام (1/ 476).
(32) مجموع الفتاوى، (4/ 517).
(33) رواه أحمد، ورقمه (21359)، والترمذي (2229) وقال (حسن صحيح)، و أبو داود (4252).
(34) سنن الدارمي، (216).
(35) انظر: مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 62.
(36) الاقتضاء 2/ 810.
(37) ص 124، وانظر رياض الجنة في الرد على أعداء السنة، للشيخ مقبل الوادعي، ص 272 وما بعده.
(38) انظر: مجموع الفتاوى (27/ 176).
(39) انظر: المرجع السابق (27/ 466).
(40) قاله الخطابي في الرد على المتكلمين، انظر نقض المنطق ص 26، ومجموع الفتاوى 4/ 28، و الحموية، ص 114.
(41) مقال في صحيفة الشرق الأوسط، لفهمي هويدي بتاريخ 24/ 11/1421هـ.
(42) رواه مسلم عن أبي هريرة في كتاب اللباس والزينة، ح/ 2112.
(43) انظر: الجامع لأحكام القرآن (14/ 174).
(44) انظر: أحكام التصوير في الفقه الإسلامي، ص 208.
(45) انظر في هذا: الفتاوى (17/ 460)، و (27/ 124)، جامع الرسائل (2/ 53).
(46) فقد بوب البخاري - رحمه الله - في صحيحه باب (ما يكره من التعمق والتنازع والغلوّ في الدين والبدع لقوله - تعالى -: [قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحَقِّ] (المائدة: 77): «واستدلاله أي البخاري بالآية ينبني على أن لفظ أهل الكتاب للتعميم ليتناول غير اليهود والنصارى، أو يحتمل على أن تناولها من عدا اليهود والنصارى بالإلحاق)، وانظر مقاصد الشريعة الإسلامية، ص60، لمحمد الطاهر عاشور.
(47) انظر في ذكر الأدلة التي تأمر بمخالفة الكفار والنهي عن التشبه بهم اقتضاء الصراط المستقيم، ص 12، وما بعده.
(48) أخرجه النسائي، ورقمه (3057)، و ابن ماجه (3029)، وأحمد (1/ 215، 347)، و الحاكم (1/ 466)، وابن خزيمة (4/ 274)، و ابن حبان، ورقمه (1011)، والحديث صححه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان وشيخ الإسلام ابن تيمية، كما في الاقتضاء ص 106، وقال: «هذا إسناد صحيح على شرط مسلم»، وصححه من المعاصرين العلامة الألباني في السلسة الصحيحة، ورقمه (1282).
(49) نقلاً من تيسير العزيز الحميد، ص 275، ويوجد نحوه في الاقتضاء (1/ 289).
(50) الرد على المنطقيين، ص 285، الفتاوى (17/ 460).
(51) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، ح/ 434، مسلم في كتاب المساجد، ح/ 528.
(52) انظر: إغاثة اللهفان (1/ 183 184) بتصرف واختصار وانظر زاد المعاد (3/ 458).
(53) ولا يعني هذا التسليم بصحة أن هذا الحجر هو الذي جلس عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
(54) آثار المدينة المنورة، ص 131.
(55) الدر النضيد، ص 93 94.
(56) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، ح/ 435، 436، مسلم في كتاب المساجد، ح/ 531.
(57) مجموع الفتاوى 27/ 461.
(58) الطرق الصوفية بين الساسة والسياسة، ص 128.
(59) مجلة المنار ج 3، م33، ص 216 218.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/24)
(60) عن: الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ، ص 780.
(61) مجلة المنار ج 3، م33، ص 216 218، نقلاً من مجلة البيان عدد 131، ص 81.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[23 - 06 - 04, 07:06 م]ـ
في الحلقة الأولى عرَّف الكاتب الآثار لغة واصطلاحاً، ثم تحدث عن منهج
الرسول صلى الله عليه وسلم ومَنْ بعده وموقفهم من الاهتمام بالآثار، وبيَّن أن
الاهتمام بالآثار من عادة غير المسلمين، ثم عدَّد أسباب الافتتان بالآثار التي أدت
إلى انتشار الاهتمام بها في بلاد المسلمين، وفي هذه الحلقة يتابع الكاتب الجوانب
الأخرى من الرؤية الشرعية لتعظيم الآثار.
- البيان -
عواقب التعلق بالآثار:
كوننا مأمورين بالسير في الأرض، والنظر في خلق الله، والاعتبار بمصائر
الأمم السابقة، لا يعني تقديس آثار السابقين أو المحافظة عليها، ومما يوضح ذلك
أننا نُهينا عن البقاء بديار الأمم الغابرة التي هلكت، وأُمرنا إذا مررنا بآثارها أن
نكون مسرعين باكين؛ فكيف نعدها من التراث الثمين والأمجاد؟!
ولو كان للناس في تتبع هذه الآثار من مساكن ونحوها مصلحة دينية أو
معاشية لأرشدنا الله إليها، ولما خفيت على الخلق كثير من تلك الآثار والمساكن
والقبور.
وقد أنكر الله - تعالى - على قوم عاد إطالة البناء وجودته، فقال سبحانه:
] أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ [
(الشعراء: 128 - 129)، قال ابن كثير - رحمه الله -:] أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ
آيَةً تَعْبَثُونَ [(الشعراء: 128) أي: مَعْلَماً بناء ًمشهوراً.] تَعْبَثُونَ [
(الشعراء: 128) أي: وإنما تفعلون ذلك عبثاً لا للاحتياج إليه؛ بل لمجرد
اللعب وإظهار القوة؛ ولهذا أنكر عليهم نبيهم - عليه السلام - ذلك؛ لأنه تضييع
للزمان؛ وإتعاب للأبدان في غير فائدة، واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في
الآخرة [1]. فإذا كان هذا يقال في بناء المساكن؛ فكيف يكون الحال إذن في
الاهتمام بأماكن الآثار وتحسينها؟! ألا إن الأمر أشد والخطب أعظم.
المبحث الأول: الشرك:
من مفاسد إحياء الآثار أنه يؤدي إلى الشرك الذي هو أعظم الذنوب عند الله -
تعالى - والذي قال الله فيه:] إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن
يَشَاءُ [(النساء: 116).
أما كيف يؤدي إلى الشرك؟
فإن ذلك يحصل - بإحدى حالتين:
الأولى: التمسح بها والصلاة عندها، وطلب كشف الكربة والشفاعة منها:
قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -: «إن العناية بالآثار على
الوجه الذي ذُكِرَ [2] يؤدي إلى الشرك بالله - جل وعلا -؛ لأن النفوس ضعيفة
ومجبولة على التعلق بما تظن أنه يفيدها، والشرك بالله أنواعه كثيرة غالب الناس
لا يدركها، والذي يقف عند هذه الآثار سواء كانت حقيقة أو مزعومة بلا حجة
يتضح له كيف يتمسح الجهلة بترابها، وما فيها من أشجار أو أحجار، ويُصلُّون
عندها، ويدعون من نُسبت إليه ظناً منهم أن ذلك قربة إلى الله سبحانه ولحصول
الشفاعة، وكشف الكربة. ويعين على هذا كثرة دعاة الضلال الذين تربت الوثنية
في نفوسهم ممن يستغلون مثل هذه الآثار لتضليل الناس وتزيين زيارتها لهم حتى
يحصلوا بسبب ذلك على بعض الكسب المادي، وليس هناك غالباً من يخبر زوارها
بأن المقصود العبرة فقط بل الغالب العكس.
ويشاهد العاقل ذلك واضحاً في بعض البلاد التي بليت بالتعلق بالأضرحة
وأصبحوا يعبدونها من دون الله، ويطوفون بها كما يطاف بالكعبة باسم أن أهلها
أولياء؛ فكيف إذا قيل لهم إن هذه آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم!! كما أن
الشيطان لا يفتر في تحيُّن الأوقات المناسبة لإضلال الناس. قال الله - تعالى -
عن الشيطان إنه قال:] قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ
المُخْلَصِينَ [(ص: 82 - 83)، وقال أيضاً - سبحانه - عن عدو الله الشيطان:
] قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ [(الأعراف: 16)» [3].
الحالة الثانية: تقديس أمكنة الأنبياء والصالحين وآثارهم، وتعظيمها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/25)
وقد كان أصل حصول الشرك وعبادة الأصنام في الأرض بسبب تعظيم
الموتى الصالحين.
روى ابن جرير الطبري - رحمه الله - عن بعض السلف في تفسيره لقوله
تعالى:] وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَداًّ وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً
* وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً [(نوح: 23 - 24) أن هذه أسماء رجال صالحين من بني
آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم:
لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم، فلما ماتوا جاء
آخرون دب إليهم إبليس، فقال: إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يُسقَوْن المطر،
فعبدوهم. وروى ابن جرير أن هذه الأصنام كانت تُعبد في زمان نوح - عليه
السلام -، ثم اتخذها العرب بعد ذلك [4].
وأيضاً: فإن اللات التي هي من أكبر أوثان العرب في الجاهلية كان سبب
عبادتها تعظيم قبر رجل صالح والعكوف عليه.
وبهذا تبين أن سبب عبادة الأصنام هو المبالغة في تعظيم الصالحين. وقد رد
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - على مقال نشر بعنوان: (رميم
بيت الشيخ محمد بن عبد الوهاب بحريملاء) وذكر صاحب المقال أن الإدارة العامة
للآثار والمتاحف أولت اهتماماً بالغاً بمنزل مجدد الدعوة السلفية الشيخ محمد بن
عبد الوهاب - رحمه الله - في حي غيلان بحريملاء؛ حيث تمت صيانته وأعيد
ترميمه بمادة طينية تشبه مادة البناء الأصلية .. إلى أن قال: وتم تعيين حارس
خاص لهذا البيت .. إلخ. يقول الشيخ - رحمه الله -: «وقد اطلعت اللجنة
الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية على المقال المذكور،
ورأت أن هذا العمل لا يجوز، وأنه وسيلة للغلو في الشيخ محمد - رحمه الله -
وأشباهه من علماء الحق والتبرك بآثارهم والشرك بهم، ورأت أن الواجب هدمه،
وجعل مكانه توسعة للطريق سداً لذرائع الشرك والغلو، وحسماً لوسائل ذلك،
وطلبت من الجهة المختصة القيام بذلك فوراً، ولإعلان الحقيقة والتحذير من هذا
العمل المنكر جرى تحريره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه» [5].
المبحث الثاني: الابتداع:
الاهتمام بالآثار وإحياؤها ابتداع في الدين ليس عليه دليل من كتاب الله -
تعالى 0 ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله السلف الصالح - رحمهم
الله تعالى -، ولو كان خيراً لسبقونا إليه. يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز -
رحمه الله -: «ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» أخرجه الشيخان، وفي لفظ لمسلم: «من عمل
عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه -
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: «أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهذه
الآثار التي ذكرها الكاتب كغار حراء، و غار ثور، وبيت النبي صلى الله عليه
وسلم، و دار الأرقم بن أبي الأرقم، ومحل بيعة الرضوان وأشباهها إذا عُظِّمت
وعُبِّدت طرقها وعملت لها المصاعد واللوحات لا تزار كما تزار آثار الفراعنة،
وآثار عظماء الكفرة، وإنما تزار للتعبد والتقرب إلى الله بذلك، وبذلك نكون بهذه
الإجراءات قد أحدثنا في الدين ما ليس منه، وشرعنا للناس ما لم يأذن به الله؛
وهذا نفس المنكر الذي حذر الله - عز وجل - منه في قوله - سبحانه -:] أَمْ لَهُمْ
شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [(الشورى: 21)، وحذر منه
النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد» .. ولو كان تعظيم الآثار بالوسائل التي ذكرها الكاتب وأشباهها مما
يحبه الله ورسوله لأمر به صلى الله عليه وسلم أو فعله، أو فعله أصحابه الكرام -
رضي الله عنهم -؛ فلما لم يقع شيء من ذلك عُلم أنه ليس من الدين، بل هو من
المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، وحذر منها أصحابه - رضي
الله عنهم -، وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/26)
أنه أنكر تتبع آثار الأنبياء، وأمر بقطع الشجرة التي بويع النبي صلى الله عليه
وسلم تحتها في الحديبية لما قيل له إن بعض الناس يقصدها، حماية لجناب
التوحيد، وحسماً لوسائل الشرك والبدع والخرافات الجاهلية» [6].
المبحث الثالث: الوقوع في أنواع من الكذب [7]:
إن من مفاسد الاهتمام بالآثار لجوء أصحابه إلى الكذب، من أجل الاستدلال
على شرعية ما ذهبوا إليه، أو لغرض تعيين موضع أو تحديد مكان، ولهذا وقعوا
في عدة أنواع من الكذب، تلك الخصلة الذميمة الممقوتة، ويمكن بيان أنواع الكذب
التي وقعوا فيها بسبب الاهتمام بالآثار فيما يأتي:
الأول: الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم: لا شك أن أشد أنواع
الكذب هو الكذب على الله - تعالى - أو على رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد حذر - عليه الصلاة والسلام - من الكذب عليه بقوله: «من كذب عليّ
متعمداً فليتبوأ مقعده من النار» [8].
ويتنوع الكذب هنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد يكون في أقواله
للاستدلال على شرعية زيارة أماكن الآثار وهذا هو الكثير، وقد يكون الكذب في
آثاره صلى الله عليه وسلم.
ومن نماذج الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله ما يأتي:
1 - الأحاديث الموضوعة في فضل زيارة قبره صلى الله عليه وسلم.
2 - الأحاديث المكذوبة في فضل الصخرة بالقدس.
3 - أحاديث في فضل الجامع الأموي بدمشق ومضاعفة الصلاة فيه.
أما الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم في آثاره فإن المقصود به ما قد
ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كذباً - لا سيما في العصر الحاضر - من
آثاره الحسية كشعراته مثلاً، وكذا دعوى وجود موطئ قدم النبي صلى الله عليه
وسلم على بعض الأحجار.
الثاني: الكذب على غير الرسول صلى الله عليه وسلم، كالكذب على
الصحابة - رضي الله عنهم - أو التابعين رحمهم الله، وغيرهم من الصالحين.
وهذا الكذب عليهم قد يكون في الأقوال، مثل ما ينسب إليهم من الروايات
المكذوبة في ذكر فضائل بعض الأماكن، وقد يكون الكذب عليهم في الأفعال كادعاء
حصول الخير عند بعض القبور مثل ادعاء أن الشافعي كان يدعو عند قبر أبي
حنيفة إذا نزلت به شدة فيستجاب له.
الثالث: الكذب في تعيين موضع الأثر [9]:
ويكثر هذا النوع في تعيين مواضع قبور بعض الصالحين من الصحابة
وغيرهم وكذا المساجد والموالد.
فمن ذلك مثلاً: مسجد يسميه البعض مسجد الكوع؛ لأن الرسول صلى الله
عليه وسلم وضع عليه كوعه ملتمساً شيئاً من الراحة عندما اشتد عليه أذى
القوم!! [10].
ومسجد الراية يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم ركز رايته يوم الفتح عند
هذا الموقع!! [11].
وتحديد مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم [12].
الرابع: ادعاء بركة بعض المواضع دون مستند شرعي:
ومن النماذج على ذلك: زعمهم أن دار خديجة - رضي الله عنها - بمكة أفضل
المواضع بعد المسجد الحرام، وأن الدعاء يستجاب فيها.
ومنها كثرة ادعاء استجابة الدعاء عند بعض المقابر أو الجبال أو المساجد
المحدثة المبنية على آثار الأنبياء والصالحين.
المبحث الرابع: التشبه بالكفار:
ومن مفاسد الاهتمام بالآثار أن فيه مشابهة للمشركين الذين يهتمون بمثل هذه
الجوانب؛ كما تقدم أن عصبة الأمم قد نصت في صك انتداب بريطانيا على
فلسطين على الاهتمام بالحفريات، وذلك في المادة (21) التي تنص على: «أن
تضع الدولة المنتدبة وتنفذ في السنة الأولى من تاريخ تنفيذ هذا الانتداب قانوناً
خاصاً بالآثار والعاديات ينطوي على الأحكام الآتية .. ». والنبي صلى الله عليه
وسلم يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم» [13]. وقد تقدم أيضاً أن المسلمين عاشوا
دهوراً وهم غافلون عن هذه الآثار القديمة لا يعيرونها التفاتاً، ولا يتحدثون عنها
حين يتحدثون إلا كما يتحدثون عن قوم غرباء من الكفرة أو العتاة، لا يثير الحديث
عنهم شيئاً من الحماس أو الزهو في نفوسهم، وظل المسلمون على هذه الحال حتى
بدأ الغربيون بالكشف عن كنوزهم ولفت أنظارهم إليها، فهي عادة غربية ونحن
مأمورون بمخالفة المشركين وعدم التشبه بهم. يقول الشيخ عبد العزيز بن باز -
رحمه الله -: «أما التمثيل بما فعله اليهود والنصارى [14] فإن الله - جل وعلا -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/27)
أمر بالحذر من طريقهم؛ لأنه طريق ضلال واتباع الهوى، ولا يجوز التشبه بهم
في أعمالهم المخالفة لشرعنا وهم معروفون بالضلال واتباع الهوى والتحريف لما
جاء به أنبياؤهم؛ فلهذا ولغيره من أعمالهم الضالة نهينا عن التشبه بهم وسلوك
طريقهم» [15].
المبحث الخامس: إضاعة السنن:
ومن مفاسد الاهتمام بالآثار إضاعة السنن؛ وهذا من خصائص البدع، ذلك
أن القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن [16].
ولهذا جاء في الأثر: «ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم
مثلها» [17].
ولا شك أن السنن تموت إذا أُحييت البدع «لأن الباطل إذا عُمل به لزم ترك
العمل بالحق، كما في العكس؛ لأن المحل الواحد لا يشتغل إلا بأحد الضدين» [18].
ثم إن من لم يعطل الفرائض والسنن فستضعف عنايته بها على الأقل بسبب
تعلقه بالبدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عند سياقه مفاسد البدع: «ومنها
أن الخاصة والعامة تنقص بسببها عنايتهم بالفرائض والسنن، ورغبتهم فيها، فتجد
الرجل يجتهد فيها ويخلص وينيب، ويفعل فيها ما لا يفعله في الفرائض والسنن،
حتى كأنه يفعل هذه عبادة، ويفعل الفرائض والسنن عادة ووظيفة، وهذا عكس
الدين، فيفوته بذلك ما في الفرائض والسنن من المغفرة والرحمة والرقة والطهارة
والخشوع، وإجابة الدعوة، وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك من الفوائد، وإن لم
يفته هذا كله فلا بد أن يفوته كماله» [19].
هذا ومن الأمثلة على ما يؤدي إليه الاهتمام بهذه الآثار من إضاعة الواجبات
والسنن ما يأتي:
1 - ما يفعل عند القبور من العكوف عندها والمجاورة، ونحو ذلك من
المظاهر المبتدعة يشغل عن كثير من الفرائض والواجبات والسنن المشروعة في
الدين. بل بلغ ببعض الغلاة إلى تفضيل زيارة المشاهد التي على القبور على حج
البيت الحرام، وإلى اعتقاد أن السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل
من حج البيت [20].
2 - قصد المساجد المحدثة المبتدعة، وتتبع آثار الأنبياء والصالحين وبعض
الجبال والمواضع، في مكة والمدينة و بلاد الشام وغيرها، لأداء العبادات فيها
كالصلاة والدعاء .. وفي ذلك تعطيل لأداء العبادة المفروضة أو المسنونة في
المساجد الثلاثة الفاضلة، وسائر المساجد الأخرى التي شرعت العبادة فيها.
المبحث السادس: اقتراف المعاصي:
إن من مفاسد الاهتمام بالآثار الوقوع في المعاصي والمنكرات، ومن الأمثلة
على ذلك ما يلي:
1 - صرف النفقات الباهظة المحرمة على بناء القباب والمزارات وكسوتها
بالأقمشة وتزيينها بالمصابيح، وتحبيس الأوقاف على ذلك، وبناء المصاعد على
الجبال، وإضاعة المال عن طريق النذور التي تقدم لصالح الأموات، ويأكلها
السدنة.
2 - اختلاط الرجال بالنساء، وما ينتح عن ذلك من الفتنة والواقع في الدول
الإسلامية خير شاهد على ذلك.
3 - ما يحصل عند بعض المزارات من تبرج وسفور فيحصل فيها من الفتن
ما الله به عليم.
وسائل مقاومة الافتتان بالآثار:
بعد عرض أسباب الافتتان بالآثار وسلبياته لا بد من بيان وسائل مقاومته
للقضاء عليه، والحد من انتشاره بين المسلمين، ويمكن حصر ذلك في عدة وسائل
مهمة، وبيانها فيما يأتي:
المبحث الأول: نشر العلم:
لا يشك أحد في فضل العلم، ورفعة منزلته، وفضل طلبه وفضيلة العلماء،
والمراد بالعلم هنا: العلم الشرعي الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلف من أمر
دينه، في عباداته ومعاملاته، والعلم بالله تعالى وصفاته، وما يجب له من القيام
بأمره وتنزيهه عن النقائص [21].
ومن لوازم تعلم العلم: تبليغ العلم، ونشره بين الناس، وتعليمهم إياه، كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [22]،
وكما قال صلى الله عليه وسلم في إحدى خطبه في الحج: «ليبلغ الشاهد
الغائب» [23].
فعلى العلماء بذل العلم ونشره بين الناس على أوسع نطاق، وعدم كتمان العلم
ولا سيما عند شيوع الجهل وظهور البدع، حتى يعرف الناس الحق من الباطل،
ويعبدوا ربهم على بصيرة وعلم.
وبما أن أهم ما يتضمنه العلم الشرعي بيان أصول الدين - المسمى أحياناً بعلم
العقيدة - فإن ذلك يعني بيان العقيدة الصحيحة، عقيدة السلف الصالح التي تقوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/28)
على اتباع كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتمسك بما كان
عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
ومن المعلوم أن الاهتمام بالآثار لون من ألوان البدع المحدثة كما سبق؛ ففي
نشر العلم الشرعي - المتضمن بيان عقيدة أهل السنة والجماعة وما يضادها -
وقاية من الوقوع في مثل هذا الاهتمام، كما أن في ذلك أيضاً مقاومة له بعد حصوله.
المبحث الثاني: الدعوة إلى المنهج الحق:
ومن الوسائل المهمة لمقاومة الاهتمام بالآثار وبعثها من جديد الدعوة إلى
المنهج الحق، وأعني بهذا دعوة من ابتلي بشيء من هذا الاهتمام حتى يرجع إلى
الحق وإلى منهج الشرع القويم.
وتحقيق ذلك داخل ضمن مبدأ عظيم من مبادئ الدين، ألا وهو مبدأ الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر.
فعلى هذا يجب على من عنده علم واستطاعة إنكار المنكرات التي أعظمها
البدع المحدثة في الدين، ومنها بدعة الاهتمام بالآثار.
ويمكن دعوة من يفعل ذلك إلى المنهج الحق باتباع الوسائل الآتية:
1 - تبصير الناس بالمنهج الحق الذي كان عليه سلف الأمة الأبرار، وتحذير
الناس من الابتداع والإحداث في الدين، وسد الذرائع المفضية إلى ذلك.
2 - على الدعاة إنكار جميع ما يقع من مطالبات لإحياء هذه الآثار والاهتمام
بها.
3 - على العلماء مناقشة الشبهات التي يتمسك بها مؤيدو إحياء هذه الآثار
والرد عليها، عن طريق المؤلفات، وشتى الوسائل المختلفة المناسبة.
4 - وضع مرشدين من طلبة العلم عند بعض المواضع التي يكثر طَرْقُها من
قبل عامة الناس للتوعية والإرشاد بشكل دائم.
5 - كتابة النشرات الإرشادية المناسبة على لوحات، ووضعها عند الأماكن
التي يُعتقد فيها كالمقابر والمشاهد، والجبال، والمساجد المحدثة.
6 - صدور فتاوى من كبار العلماء في هذا الموضوع، وينص بمنع أصحاب
الأقلام في الصحافة ونحوها من الكتابة والمطالبة فيه.
7 - توعية الأدلاَّء الجهال أو من يسمون (المزوِّرين) الذين يصطحبون
الحجاج أو الزوار إلى المزارات المشروعة، وعقد الدورات العلمية لهم لتوجيههم،
واشتراط أن يكونوا متعلمين، ومن المعروفين باتباع السنة.
ولقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن حكم عمل القُوّام عند
القبور أو غيرهم الذين يأمرون زوار القبور بالبدع ويرغبونهم فيها، ويأخذون على
ذلك جُعلاً، وعن موقف ولي الأمر من ذلك.
وكان مما أجاب عن ذلك قوله - رحمه الله - بعدما أبان حرمة هذا العمل:
«ومن أمر الناس بشيء من ذلك، أو رغبهم فيه، أو أعانهم عليه، من القُوّام أو
غير القُوَّام، فإنه يجب نهيه عن ذلك، ومنعه منه، ويثاب ولي الأمر على منع
هؤلاء، وإن لم ينته عن ذلك فإنه يُعزر تعزيراً يردعه، وأقل ذلك أن يعزل عن
القيامة، ولا يترك من يأمر الناس بما ليس من دين المسلمين».
وأفاد - رحمه الله - أن «الكسب الذي يكسب بمثل ذلك خبيث، من جنس
كسب الذين يكذبون على الله ورسوله ويأخذون على ذلك جُعلاً، ومن جنس كسب
سدنة الأصنام الذين يأمرون بالشرك ويأخذون على ذلك جُعلا» [24].
المبحث الثالث: إزالة وسائل الغلو ومظاهر الاهتمام:
من الوسائل الفعلية النافعة في مقاومة الاهتمام بالآثار: إزالة وسائل الغلو في
الأنبياء والصالحين وغيرهم؛ والأصل في إزالة المنكر قوله صلى الله عليه وسلم:
«من رأى منكم منكراً فليغيره بيده .. » [25]. وتغيير المنكر وإزالته باليد ونحوها
أعلى مراتب التغيير، ولا يجوز العدول عن هذه المرتبة إلى ما دونها إلا عند عدم
الاستطاعة.
وتأمل في قصة وفد ثقيف عندما أسلموا ووفدوا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم؛ فإنهم فيما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع لهم الطاغية - وهي
اللات - لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، فما
برحوا يسألونه سَنَة سَنَة، ويأبى عليهم، حتى سألوه شهراً واحداً بعد قدومهم، فأبى
عليهم أن يدعها شيئاً مسمَّى، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يَسْلَموا بتركها
من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروِّعوا قومهم بهدمها، فبعث المغيرة
بن شعبة و أبا سفيان بن حرب لهدمها [26] .. فتأمل - يا رعاك الله - المصالح التي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/29)
ذكروها .. فهم حدثاء عهد بإسلام فيحتاجون إلى التأليف .. وخافوا من سفهاء
قومهم .. وأرادوا تأليف قومهم وعدم ترويعهم حتى يدخلوا الإسلام .. ومع ذلك كله
فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن المصلحة في دك حصون الشرك وقلع
قواعده وهدم صروحه، ولم يلتفت إلى تلك المصالح الموهومة مطلقاً.
قال ابن القيم - رحمه الله - في فوائد قصة ثقيف هذه: «ومنها: أنه لا
يجوز إبقاء مواضع الشرك والطواغيت بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً
فإنها من شعائر الكفر والشرك، وهي أعظم المنكرات فلا يجوز الإقرار عليها مع
القدرة البتة» [27] ويقول أيضاً: «ومنها: هدم مواضع الشرك التي تتخذ بيوتاً
للطواغيت وهدمها أحب إلى الله ورسوله وأنفع للإسلام والمسلمين من هدم الحانات
والمواخير، وهذا حال المشاهد المبنية على القبور التي تعبد من دون الله ويُشرك
بأربابها مع الله لا يحل إبقاؤها في الإسلام ويجب هدمها، ولا يصح وقفها ولا
الوقف عليها» [28].
وهناك نماذج عديدة لإزالة المنكر الظاهر على مر العصور من قبل الأنبياء
عليهم السلام وغيرهم، كخلفاء المسلمين.
فقد كسر إبراهيم - عليه السلام - أصنام قومه، يقول الله تعالى:] وَتَاللَّهِ
لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ [(الأنبياء: 57)،] فَرَاغَ إِلَى
آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ * فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ [
(الصافات: 91 - 93)، وأحرق موسى - عليه السلام - العجل الذي عُبد من
دون الله. يقول الله - تعالى -:] وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ
ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفاً [(طه: 97)، وكسر النبي صلى الله عليه وسلم
الأصنام لما فتح مكة [29]، وهدم عليه الصلاة والسلام مسجد الضرار بالمدينة،
وحرق بعض الخلفاء أمكنة الخمر، وأتلفوا المغشوش مما يباع في أسواق
المسلمين، وقطع عُمَرُ - رضي الله عنه - الشجرة التي بويع النبي صلى الله
عليه وسلم تحتها.
إلى غير ذلك من الأمثلة الأخرى، وما أجمل ما قاله محمد إقبال:
كنا نرى الأصنام من ذهب فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لحازها كنزاً وصاغ منها الحلي والدينارا
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
________________________
(1) تفسير ابن كثير (3/ 342).
(2) من ذلك تحقيق المواقع التي نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطريق الذي سلكه في هجرته من مكة إلى المدينة المنورة، ووضع شواخص تدل عليها كمثل خيمتين أدنى ما تكونان إلى خيمتي أم معبد، مع ما يلائم بقية المواقع من ذلك وتسهيل الصعود إلى أماكن تواجده (بدأ بغار حراء ثم ثور، والكراع حيث تعقبه سراقة بن مالك).
(3) مجموع فتاوى ومقالات متفرقة (3/ 334).
(4) تفسير الطبري 29/ 98، 99.
(5) مجموع فتاوى ومقالات (7/ 425).
(6) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (1/ 401).
(7) انظر: في هذا المبحث: التبرك أنواعه وأحكامه، د ناصر الجديع، ص 490 - 492 بتصرف.
(8) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، رقم 110، ومسلم، المقدمة، رقم 3.
(9) انظر: تاريخ مكة للأزرقي (2/ 198) وتلحظ أن كل الأماكن التي يذكرها يقول فيها: يقال
كذا!!.
(10) انظر: دراسات في آثار المملكة العربية السعودية (1/ 101) تأليف د محمد أحمد بدين
وعبدالرحمن بكر كباوى.
(11) المرجع السابق (1/ 92).
(12) المرجع السابق (1/ 95).
(13) أخرجه: أبو داود (4031) وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء: إسناده جيد.
(14) حيث استدل الدكتور فاروق أخضر في مقاله المنشور في جريدة الجزيرة بعددها رقم 3354 في تطوير الأماكن الأثرية بأن «السياحة الدينية في المسيحية في الفاتيكان تعتبر أحد الدخول الرئيسية للاقتصاد الإيطالي، وأن إسرائيل قد قامت ببيع زجاجات فارغة على اليهود في أمريكا على اعتبار أن هذه الزجاجات مليئة بهواء القدس!!».
(15) مجموع فتاوى ومقالات (3/ 338).
(16) الاقتضاء 2/ 740.
(17) أخرجه الدارمي، رقم 99، من قول حسان بن عطية.
(18) الاعتصام للشاطبي 1/ 114.
(19) الاقتضاء 2/ 611، وانظر: 2/ 741.
(20) الاقتضاء 2/ 793.
(21) فتح الباري 1/ 141.
(22) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: خيركم من تعلم القرآن، رقم 5027.
(23) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب: ليبلغ العلم الشاهد الغائب، رقم 104.
(24) انظر: مجموع الفتاوى (27/ 106 111).
(25) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب: كون النهي عن المنكر من الإيمان، رقم 49.
(26) انظر: الطبقات لابن سعد (5/ 505)، تاريخ الطبري (2/ 180).
(27) زاد المعاد (3/ 506).
(28) المرجع السابق (3/ 601).
(29) الحديث في الصحيحين.
http://www.albayan-magazine.com/hajj/trbou9.htm(28/30)
منهج السلف في العقيدة
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[28 - 06 - 04, 10:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فهذه مجموعة من القواعد التي تبين منهج السلف في العقيدة.
1 - القاعدة الأولي في منهج السلف هي اقتصارهم في مصدر التلقي على الوحي: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة، وقد تمثلت هذه القاعدة في عدة ركائز هي:
أ/ الاعتقاد الجازم أنه لا يتحقق رضا الله تبارك وتعالى والفوز بجنته والنجاة من عذابه إلا بالإيمان بهما والعمل بما جاءابه وما يترتب على هذا من وجوب أن يعيش المسلم حياته كلها اعتقاداً وعملاً وسلوكاً مستمسكاً ومعتصماً بهما لا يزيغ عنهما ولا يتعدى حدودهما.
ب/ أن هذا الدين كامل والله تبارك وتعالى يقول:" اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً "
ج/ وجوب تقديم الشرع على العقل عند توهم التعارض وإلا ففي الحقيقة والواقع لا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح ولقد كان تقديم ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على ما في غيرهما من معقول أو غيره يعارضها من مسلمات منهج السلف رحمهم الله تعالى.
د/الأدب مع نصوص الكتاب والسنة وذلك بأن تراعى ألفاظهما عند بيان العقيدة وأن لا تستخدم الألفاظ والمصطلحات الموهمة غير الشرعية، فأهل السنة والحديث فيهم رعاية النصوص لألفاظ النصوص وألفاظ السلف.
القاعدة الثانية:
-------------------------- عدم الخوض في علم الكلام والفلسفة والاقتصار في بيان وفهم العقيدة على ما في الكتاب والسنة وقد تجلى هذا في منهج السلف من خلال عدة أمور:
أ/ الحرص على العلم النافع مع العمل.
فالعلم علمان: * علم نافع يولد عملاً وينفع صاحبه في الدنيا والآخرة.
* وعلم لا ينفع صاحبه في الدنيا أو لا ينفع صاحبه في الآخرة.
ولذلك جاءت السنة بتقسيم العلم إلى نافع وغير نافع والاستعاذة من العلم الذي لا ينفع، وسؤال العلم النافع ففي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:" اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها "
ب/ النهي عن البدع ومن ذلك علم الكلام وقد كان موقف السلف واضحاً ومشهوراً من علم الكلام.
ج/ الرد على المنحرفين وأصحاب الأهواء بمنهج متميز مستند على الأدلة النقلية والعقلية المبنية على الكتاب والسنة.
3 - القاعدة الثالثة:
--------------------------- حجية السنة في العقيدة ومن ذلك خبر الآحاد وهذه من القواعد الكبرى في منهج السلف رحمهم الله تميزوا بها عن كثير من أهل الأهواء والبدع.
وقد كان اعتمادهم رحمهم الله على السنة وتعظيمهم لها مبنياً على أمور منها:
أ/ أن من مقتضيات شهادة أن محمداً رسول الله التي لا يتم الإيمان إلا بها وجوب تصديقه فيما أخبر سواء كان عن الله أو صفاته أو مخلوقاته أو ما يستقبل من أمور الآخرة وغيرها من المغيبات.
ب/ أن أعرف العباد بما صلح لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه أرغب الناس في نشر الخير وتعريف الخلق به ولذلك فما من خير إلا ودل أمته عليه وما من شر إلا وحذرها منه.
ج/ أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه لم يكتم شيئاً من ذلك وأنه عليه الصلاة والسلام قد بلغ ذلك أتم بلاغ وأبينه حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
4 - القاعدة الرابعة:
------------------------------ أن الصحابة رضي الله عنهم أعلم الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالعقيدة، لذلك فأقوالهم وتفاسيرهم للنصوص حجة لأنهم رضي الله عنهم قد اكتمل فيهم الفهم والمعرفة لأصول الدين التي دل عليها كتاب الله المنزل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
5 - القاعدة الخامسة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/31)
----------------------------- التسليم لما جاء به الوحي مع إعطاء العقل دوره الحقيقي وعدم الخوض في الأمور الغيبية مما لا مجال للعقل فيه فالسلف رحمهم الله لم يلغوا العقل كما يزعم خصومهم من أهل الكلام أو من لا خبرة له بمذهب السلف من غيرهم كما أنهم لم يحكموه في جميع أمورهم كما فعل أهل الضلال وإنما وزنوا الأمر بموازين الشرع فما جاء به الوحي فهو حق وصدق ولا يمكن أن يخالف معقولاً صريحاً أبداً إذ كيف يخالفها والوحي من الله والعقل مخلوق لله.
6 - القاعدة السادسة:
----------------------------- لم يكونوا يتلقون النصوص ومعهم أصول عقلية يحاكمون النصوص إليها كما فعل المعتزلة وغيرهم الذين وضعوا أصولاً عقلية ثم لما جاءوا إلى القرآن والسنة وما فيهما من دلالات في الاعتقاد نظروا فما وجدوه موافقاً لتلك الأصول العقلية أخذوا به وما وجدوه مخالفاً لشيء منها أولوه أو أنكروا الاحتجاج به.
7 - القاعدة السابعة:
------------------------------- الرجوع إلى النصوص الواردة في مسألة معينة وعدم الاقتصار على بعضها دون البعض الآخر.
8 - القاعدة الثامنة:
------------------------------- التزام العدل والإنصاف مع أعدائهم، فهم يعترفون بما عند الخصوم من حق ولا يعميهم ما يجدونه عندهم من ضلال فيصدهم عن قول الحق فيهم أو يدعوهم إلى رميهم بما ليس فيهم من الباطل وهذا بخلاف منهج أهل الأهواء الذين يرمون كل من لم يقل بمقالتهم بشتى أنواع التهم.
فقسم السلف أعدائهم إلى قسمين:
الأول / أهل كفر وعناد فهؤلاء يجاهدونهم ويكشفون باطلهم.
الثاني / أهل بدعة وعصيان فهؤلاء يحمدون لهم ما عندهم من إيمان وجهاد وخير وخدمة للإسلام ويردون ما هم عليه من بدعة ويبينون ما فيها من ضلال ومخالفة لمذهب أهل السنة ومن كان داعياً إلى بدعته فالموقف منه يشتد حسب خطورة المقالة الضالة التي أتى بها وحسب المصلحة التي تنجم عن كشف البدعة وتفسيق صاحبها.
9 - القاعدة التاسعة:
------------------------------ لا يتعصبون لشخص إلا للرسول صلى الله عليه وسلم فعندهم أن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا الهادي البشير عليه الصلاة والسلام لأنه الذي لا ينطق عن الهوى وهذا بخلاف أهل الأهواء الذين يتعصبون لطائفتهم أو إلى رجل من رجالهم ويجعلون أقوال هؤلاء كالنصوص لا تقبل الرد ولا التأويل ومن ثم يردون نصوص الكتاب والسنة لأجلها أما أهل السنة فإمامهم وقائدهم الذي يتبعون ما جاء به ويزنون جميع أقوال الناس بأقواله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والقصد من هذه القواعد بيان الميزات التي تميز بها أهل السنة عن غيرهم ومن أهمها:
1 - أن أهل السنة ليس لهم اسم يسمون به إلا اسم (أهل السنة والجماعة) أو أهل الحديث، فهو الاسم الذي عرفوا به.
2 - توسطهم بين الناس وعدم الإفراط والتفريط وهذا مبني على أن مذهبهم هو المذهب الوسط.
3 - ثباتهم على منهجهم لقناعتهم أنه الحق وعدم تقلبهم كما هي عادة أهل الأهواء.
4 - اتفاقهم في أمور العقيدة وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان.
5 - ردهم على أهل البدع في كل زمان حسب البدع التي نشأت فيه وهذا لأنهم حريصون أتم الحرص على سلامة العقيدة من أن يشوبها شيء من كدر الهوى والابتداع.
6 - حبهم لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وموالاتهم لأهلها وهذه ميزة بارزة لأهل السنة.
7 - قبولهم عند الناس والتمكين لهم فهم العدول الذين تقبل أقوالهم ويحتج برواياتهم ولو استعرضنا تاريخ الإسلام لوجدنا البارزين فيه في كل عصر هم أهل السنة الذين قاموا بالحق ودعوا إليه.
8 - الحرص على جماعة المسلمين ووحدتهم فهم دائماً يحضون على الوحدة وينبذون الفرقة والتفرق.
والله تعالى اعلم
ينظر بتمامه موقف ابن تيمية من الأشاعرة ج1ص51
منقول(28/32)
العقيدة الصحيحة وما يضادها
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[29 - 06 - 04, 09:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:
العقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام وأساس الملة، ومعلوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أن الأعمال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال كما قال تعالى:" ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الأخرة من الخاسرين ".
وقد دل كتاب الله المبين وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم على أن العقيدة الصحيحة تتلخص في: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. فهذه الأمور الستة هي أصول العقيدة الصحيحة التي نزل بها كتاب الله العزيز وبعث الله بها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ويتفرع عن هذه الأصول كل ما يجب الإيمان به من أمور الغيب وجميع ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم وأدلة هذه الأصول الستة في الكتاب والسنة كثيرة جداً فمن ذلك قول الله سبحانه:" ليس لبر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين ".
أما الأحاديث الصحيحة الدالة على هذه الأصول فكثيرة جداً منها الحديث الصحيح المشهور الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال له:" الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " الحديث.
وهذه الأصول الستة يتفرع عنها جميع ما يجب على المسلم اعتقاده في حق الله سبحانه وفي أمر المعاد وغير ذلك من أمور الغيب.
فمن الإيمان بالله سبحانه، الإيمان بأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون كل ما سواه لكونه خالق العباد والمحسن إليهم والقائم بأرزاقهم والعالم بسرهم وعلانيتهم والقادر على إثابة مطيعهم وعقاب عاصيهم ولهذه العبادة خلق الله تعالى الثقلين وأمرهم بها كما قال تعالى:" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ".
وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتب لبيان هذا الحق والدعوة إليه والتحذير مما يضاده كما قال تعالى:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ".
له تابع إن شاء الله وسيكون عن (حقيقة العبادة)
منقول
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة العبادة
وحقيقة العبادة هي إفراد الله سبحانه بجميع ما تعبد العباد به من دعاء وخوف ورجاء وصلاة وصوم وذبح ونذر وغير ذلك من أنواع العبادة على وجه الخضوع له والرغبة والرهبة مع كمال الحب له سبحانه والذل لعظمته وغالب القرآن الكريم نزل في هذا الأصل العظيم كقوله تعالى:" فاعبد الله مخلصاً له الدين * ألا لله الدين الخالص ".
وقوله سبحانه:" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ".
وفي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ".
ومن الإيمان بالله أيضاً: الإيمان بجميع ما أوجبه على عباده وفرضه عليهم من أركان الإسلام الخمسة الظاهرة وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا وغير ذلك من الفرائض التي جاء بها الشرع المطهر وأهم هذه الأركان وأعظمها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي إخلاص العبادة لله وحده ونفيها عما سواه وهذا هو معنى لا إله إلا الله فإن معناها: لا معبود حق إلا الله فكل ما عبد من دون الله من بشر أو ملك أو جني أو غير ذلك فكله معبود بالباطل والمعبود بالحق هو الله وحده كما قال سبحانه:" ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/33)
ومن الإيمان بالله سبحانه الإيمان بأنه خالق العالم ومدبر شئونهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعاً لا خالق غيره ولا رب سواه وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد ودعوتهم إلى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والآجل وأنه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك وقال تعالى:" الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ".
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله (الإيمان بأسماء الله وصفاته)
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:54 ص]ـ
ومن الإيمان بالله، الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف الله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال تعالى:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
وقال تعالى:" فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون "
وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان وهي التي نقلها الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه (المقالات) عن أصحاب الحديث وأهل السنة ونقلها غيره من أهل العلم والإيمان.
قال الأوزاعي رحمه الله: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقالا: أمروها كما جاءت.
وقال الوليد بن مسلم رحمه الله: سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات فقالوا جميعاً: أمروها كما جاءت بلا كيف.
وقال الأوزاعي رحمه الله: كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله سبحانه على عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات.
ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمه الله عن الاستواء قال:" الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق "
ولما سئل الإمام مالك عن ذلك قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) ثم قال للسائل ما أراك إلا رجل سوء وأمر به فأخرج روي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها.
وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله: (نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه).
وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جداً لا يمكن نقله ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب " السنة " لعبد الله بن أحمد بن حنبل، وكتاب " التوحيد " للإمام الجليل محمد بن خزيمة، وجواب الشيخ ابن تيمية لأهل حماة وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه الله عقيدة أهل السنة ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة وبطلان ما قاله خصومهم وهكذا رسالته الموسومة بالتدمرية قد بسط قيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية والرد على المخالفين بما يظهر الحق ويدمغ الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات فإنه يقع ولابد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه.
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته إثباتاً بلا تمثيل، ونزهوه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيهاً بريئاً من التعطيل ففازوا بالسلامة من التناقض وعملوا بالأدلة كلها وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله وبذل وسعه في ذلك وأخلص لله في طلبه أن يوفقه للحق ويظهر حجته كما قال تعالى:" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ".
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند كلامه على قوله تعالى:" إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش "
كلاماً حسناً في هذا الباب يحسن نقله ها هنا لعظم فائدته قال رحمه الله:" للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى " انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله (الإيمان بالملائكة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/34)
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 01:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان بالملائكة
أما الإيمان بالملائكة فيتضمن: الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً فيؤمن المسلم بأن لله ملائمة خلقهم لطاعته ووصفهم بأنهم (عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون).
وهم أصناف كثيرة منهم الموكلون بحمل العرش ومنهم خزنة الجنة والنار ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد ونؤمن على سبيل التفصيل بمن سمى الله ورسوله منهم كجبريل وميكائيل ومالك خازن النار وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور وقد جاءذكرهم في أحاديث صحيحة وقد ثبت في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ".
وهطذا الإيمان بالكتب يجب الإيمان إجمالاً بأن الله سبحانه أنزل كتباً على أنبيائه ورسله لبيان حقه والدعوة إليه كما قال تعالى:" لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط.
ونؤمن على سبيل التفصيل بما سمى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن.
والقرآن هو أفضلها وخاتمها وهو المهيمن والمصدق لها وهو الذي يجب على جميع الأمة اتباعه وتحكيمه مع ما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله سبحانه بعث رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى جميع الثقلين وأنزل عليه هذا القرآن ليحكم به بينهم وجعله شفاء لما في الصدور وتبياناً لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين كما قال تعالى:" وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون ".
والآيات في هذا المعنى كثيرة.
وهكذا الرسل يجب الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً فنؤمن أن الله سبحانه أرسل إلى عباده رسلاً منهم مبشرين ومنذرين ودعاة إلى الحق فمن أجابهم فاز بالسعادة ومن خالفهم باء بالخيبة والندامة وخاتمهم وأفضلهم هو نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه:" ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ".
ومن سمى الله منهم أو ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسميته آمنا به على سبيل التفصيل والتعيين كنوح وهود وصالح وإبراهيم وغيرهم صلى الله عليهم وعلى آلهم وأتباعهم.
والله تعالى أعلم
له تابع إن شاء الله تعالى (الإيمان باليوم الآخر)
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 06:20 م]ـ
الإيمان باليوم الآخر
فيدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت كفتنة القبر وعذابه ونعيمه وما يكون يوم القيامة من الأهوال والشدائد والصراط والميزان والحساب والجزاء ونشر الصحف بين الناس فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره ويدخل في ذلك أيضاً الإيمان بالحوض المورود لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بالجنة والنار ورؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتكليمه إياهم وغير ذلك مما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب الإيمان بذلك كله وتصديقه على الوجه الذي بينه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأما الإيمان بالقدر فيتضمن أربعة أمور:
الأول: أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون وعلم أحوال عباده وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم لا يخفى عليه من ذلك شيء سبحانه وتعالى كما قال سبحانه:" إن الله بكل شيء عليم ".
الثاني: كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه كما قال سبحانه:" قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيض "
الثالث: الإيمان بمشيئته النافذة فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن كما قال سبحانه:" إن الله يفعل ما يشاء "
وقال تعالى:" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون "
الرابع: خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه كما قال سبحانه:" الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ".
فالإيمان بالقدر يشمل الإيمان بهذه الأمور الأربعة عند أهل السنة والجماعة خلافاً لمن أنكر بعض ذلك من أهل البدع.
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 06:26 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/35)
ويدخل في الإيمان بالله اعتقاد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأنه لا يجوز تكفير أحد من المسلمين بشيء من المعاصي التي دون الشرك والكفر كالزنا والسرقة وأكل الربا وشرب المسكرات وعقوق الوالدين وغير ذلك من الكبائر ما لم يستحل ذلك لقول الله سبحانه وتعالى:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء "
ولما ثبت في الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان.
ومن الإيمان بالله الحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله فيحب المؤمن المؤمنين ويواليهم ويبغض الكفار ويعاديهم وعلى رأس المؤمنين من هذه الأمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهل السنة والجماعة يحبونهم ويوالونهم ويعتقدون أنهم خير الناس بعد الأنبياء لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير الناس قرني ثم الذين يلونم ثم الذين يلونهم " متفق على صحته.
ويعتقدون أن أفضلهم أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين وبعدهم بقية العشرة ثم بقية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ويمسكون عما شجر بين الصحابة ويعتقدون أنهم في ذلك مجتهدون من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين به ويتولونهم ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ويترضون عنهن جميعاً ويتبرؤن من طريقة الروافض الذين يبغضون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسبونهم ويغلون في أهل البيت ويرفعونهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله عز وجل كما يتبرؤن من طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل
وجميع ذلك داخل في العقيدة الصحيحة التي بعث الله بها رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وهي عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله سبحانه "
وقال صلى الله عليه وسلم:" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " فقال الصحابة من هي يا رسول الله؟ قال:" من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " وهي العقيدة التي يجب التمسك بها والاستقامة عليها والحذر مما خالفها.
وأما المنحرفون عن هذه العقيدة والسائرون على ضدها فهم أصناف كثيرة فمنهم عباد الأصنام والأوثان والملائكة والأولياء والجن والأشجار والأحجار وغيرها فهؤلاء لم يستجيبوا لدعوة الرسل بل خالفوهم وعاندوهم كما فعلت قريش وأصناف العرب مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا يسألون معبوداتهم قضاء الحاجات وشفاء المرضى والنصر على الأعداء ويذبحون لهم وينذرون لهم فلما أنكر عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأمرهم بإخلاص العبادة لله وحده استغربوا ذلك وأنكروه وقالوا:" أجعل الألهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ". فلم يزل صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الله وينذرهم من الشرك ويشرح لهم حقيقة ما يدعو إليه حتى هدى الله منهم من هدى ثم دخلوا بعد ذلك في دين الله أفواجا فظهر دين الله على سائر الأديان بعد دعوة متواصلة وجهاد طويل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان.
ثم تغيرت الأحوال وغلب الجهل على أكثر الخلق حتى عاد الأكثرون إلى دين الجاهلية بالغلو في الأنبياء والأولياء ودعائهم والاستغاثة بهم وغير ذلك من أنواع الشرك ولم يعرفوا معنى لا إله إلا الله كما عرف معناها كفار العرب فالله المستعان.
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 06:29 م]ـ
ولم يزل هذا الشرك يفشو في الناس إلى عصرنا هذا بسبب غلبة الجهل وبعد العهد بعصر النبوة.
وشبهة هؤلاء المتأخرين هي شبهة الأولين وهي قولهم:" هؤلاء شفعاؤنا عند الله " " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "
وقد أبطل الله هذه الشبهة وبين أن من عبد غيره كائناً من كان فقد أشرك به وكفر كما قال تعالى:" ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/36)
فرد الله عليهم سبحانه بقوله:" قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون " فبين سبحانه في هذه الآية أن عبادة غيره من الأنبياء والأولياء أو غيرهم هي الشرك الأكبر وإن سماها فاعلوها بغير ذلك.
وقال تعالى:" والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " فرد الله عليهم سبحانه بقوله:" إن الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار " فأبان بذلك سبحانه أن عبادتهم لغيره بالدعاء والخوف والرجاء ونحو ذلك كفر به سبحانه وأكذبهم في قولهم إن آلهتهم تقربهم إليه زلفى.
ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة والمخالفة لما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ما يعتقده الملاحدة في هذا العصر من أتباع ماركس ولينين وغيرهما من دعاة الإلحاد والكفر سواء سموا ذلك اشتراكية أو شيوعية أو بعثية أو غير ذلك من الأسماء فإن من أصول هؤلاء الملاحدة أنه لا إله والحياة مادة ومن أصولهم ‘نكار المعاد وإنكار الجنة والنار والكفر بالأديان كلها ومن نظر في كتبهم ودرس ما هم عليه علم ذلك يقيناً ولا ريب أن هذه العقيدة مضادة لجميع الأديان السماوية ومفضية بأهلها إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة.
ومن العقائد المضادة للحق ما يعتقده بعض المتصوفة من أن بعض من يسمونهم بالأولياء يشاركون الله في التدبير ويتصرفون في شؤون العالم ويسمونهم بالأقطاب والأوتاد والأغواث وغير ذلك من الأسماء التي اخترعوها لآلهتهم وهذا من أقبح الشرك في الربوبية وهو شر من شرك جاهلية العرب لأن كفار العرب لم يشركوا في الربوبية وإنما أشركوا في العبادة وكان شركهم في حال الرخاء أما في حال الشدة فيخلصون لله العبادة كما قال الله سبحانه:" فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون " أما الربوبية فكانوا معترفين بها لله وحده كما قال سبحانه:" ولإن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ".
أما المشركون المتأخرون فزادوا على الأولين من جهتين:
إحداهما: شرك بعضهم في الربوبية.
والثانية: شركهم في الرخاء والشدة كما يعلم ذلك من خالطهم وسبر أحوالهم ورأى ما يفعلون عند قبر الحسين والبدوي وغيرهما في مصر وعند قبر العيدروس في عدن والهادي في اليمن وابن عربي في الشام والشيخ عبد القادر الجيلاني في العراق وغيرها من القبور المشهورة التي غلت فيها العامة وصرفوا لها الكثير من حق الله عز وجل وقل من ينكر عليهم ذلك ويبين لهم حقيقة التوحيد الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الرسل عليهم الصلاة والسلام فإنا لله وإنا إليه راجعون ونسأله سبحانه أن يردهم إلى رشدهم وأن يكثر بينهم دعاة الهدى وأن يوفق قادة المسلمين وعلماء وعلماءهم لمحاربة هذا الشرك والقضاء عليه ووسائله إنه سميع قريب.
ومن العقائد المضادة للعقيدة الصحيحة في باب الأسماء والصفات عقائد أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سلك سبيلهم في نفي صفات الله عز وجل وتعطيله سبحانه من صفات الكمال ووصفه عز وجل بصفة المعدومات والجمادات والمستحيلات تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً ويدخل في ذلك من نفى بعض الصفات وأثبت بعضها كالأشاعرة فإنه يلزمهم فيما أثبتوه من الصفات نظير ما فروا منه في الصفات التي نفوها وتأولوا أدلتها فخالفوا بذلك الأدلة السمعية والعقلية وتناقضوا في ذلك تناقضاً بيناً.
أما أهل السنة والجماعة فقد أثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على وجه الكمال ونزهوه عن مشابهة خلقه تنزيهاً بريئاً من شائبة التعطيل فعملوا بالأدلة كلها ولم يحرفوا ولم يعطلوا وسلموا من التناقض الذي وقع فيه غيرهم وهذا هو سبيل النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة وهوالصراط المستقيم الذي سلكه سلف هذه الأمة وأئمتها ولن يصلح آخرهم إلا ما صلح به أولهم وهو اتباع الكتاب والسنة وترك ما خالفهما.
والله ولي التوفيق وهوسبحانه حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا به وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
" مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله واسكنه الجنة (ج1 ص13وما بعدها)(28/37)
الإيمان بالأنبياء عليهم الصلاة والسلم
ـ[الدرعمى]ــــــــ[30 - 06 - 04, 12:17 ص]ـ
لا شك أن الأيمان بالرسل والأنبياء جميعًا من أركان العقيدة وأن من جحد نبوة نبى من الأنبياء فهو خارج عن ملة الإسلام ونحن نؤمن بالأنبياء إجمالاً وبمن ورد ذكرهم فى القرآن والسنة على التعيين والسؤال الذى يطرح نفسه ماذا يجب علينا من اعتقاد إذاء من اختلف فى كونه نبيًا أو عبدًا صالحًا كالخضر عليه السلام وذى الكفل عليه السلام وكذلك فى بعض الأقوال لقمان وأخوة يوسف ... ؟
نرجو من الإخوة الأعزاء البحث فى هذه المسألة المهمة وموافاتنا بأقوال أهل العلم من السلف لمعرفة الحق فيها وما يجب علينا اعتقاده .. وفقنا الله وإياكم للاعتقاد السليم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(28/38)
سؤال عن التحسين والتقبيح
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 04, 03:20 ص]ـ
الإخوة الكرام: أريد بحثا عن مسألة التحسين والتقبيح والفرق بين قول أهل السنة والمعتزلة والأشاعرة مدعما بالنقل عن أئمة السنة لاسيما شيخ الإسلام ورجاء الاهتمام وأخص الأخ عبد الرحمن السديس والشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقهما الله تعالى
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:24 ص]ـ
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
فصل قال صاحب المنازل اللطيفة الثالثة أن مشاهدة العبد الحكم لم
تدع له استحسان حسنة ولا استقباح سيئة لصعوده من جميع المعاني إلى معنى الحكم
هذا الكلام إن أخذ على ظاهره فهو من أبطل الباطل الذي لولا إحسان الظن بصاحبه وقائله ومعرفة قدره من الإمامة والعلم والدين لنسب إلى لازم هذا الكلام ولكن من عدا المعصوم فمأخوذ من قوله ومتروك ومن ذا الذي لم تزل به القدم ولم يكب به الجواد
............ فاعلم أن هذا مقام عظيم زلت فيه أقدام طائفتين من الناس طائفة من أهل الكلام والنظر وطائفة من أهل السلوك والإرادة
فنفى لأجله كثير من النظار التحسين والتقبيح العقليين وجعلوا الأفعال كلها سواء في نفس الأمر وأنها غير منقسمة في ذواتها إلى حسن وقبيح ولا يميز القبيح بصفة اقتضت قبحه بحيث يكون منشأ القبح وكذلك الحسن فليس للفعل عندهم منشأ حسن ولا قبح ولا مصلحة ولا مفسدة ولا فرق بين السجود للشيطان والسجود للرحمن في نفس الأمر ولا بين الصدق والكذب ولا بين السفاح والنكاح إلا أن الشارع حرم هذا وأوجب هذا فمعنى حسنه كونه مأمورا به لا أنه منشأ مصلحة ومعنى قبحه كونه منهيا عنه لا أنه منشأ مفسدة ولا فيه صفة اقتضت قبحه ومعنى حسنه أن الشارع أمر به لا أنه منشأ مصلحة ولا فيه صفة اقتضت حسنه
وقد بينا بطلان هذا المذهب من ستين وجها في كتابنا المسمى تحفة النازلين بجوار رب العالمين وأشبعنا الكلام في هذه المسألة هناك وذكرنا جميع ما احتج به أرباب هذا المذهب وبينا بطلانه
فإن هذا المذهب بعد تصوره وتصور لوازمه يجزم العقل ببطلانه وقد دل القرآن على فساده في غير موضع والفطرة أيضا وصريح العقل
فإن الله سبحانه فطر عباده على استحسان الصدق والعدل والعفة والإحسان ومقابلة النعم بالشكر وفطرهم على استقباح أضدادها ونسبة هذا إلى فطرهم وعقولهم كنسبة الحلو والحامض إلى أذواقهم وكنسبة رائحة المسك ورائحة النتن إلى مشامهم وكنسبة الصوت اللذيذ وضده إلى أسماعهم وكذلك كل ما يدركونه بمشاعرهم الظاهرة والباطنة فيفرقون بين طيبه وخبيثه ونافعه وضاره
وقد زعم بعض نفاة التحسين والتقبيح أن هذا متفق عليه وهو راجع إلى
الملائمة والمنافرة بحسب اقتضاء الطباع وقبولها للشيء وانتفاعها به ونفرتها من ضده
قالوا وهذا ليس الكلام فيه وإنما الكلام في كون الفعل متعلقا للذم والمدح عاجلا والثواب والعقاب آجلا فهذا الذي نفيناه وقلنا إنه لا يعلم إلا بالشرع وقال خصومنا إنه معلوم بالعقل والعقل متقض له
فيقال هذا فرار من الزحف إذ ههنا أمران متغيران لا تلازم بينهما
أحدهما هل الفعل نفسه مشتمل على صفة اقتضت حسنه وقبحه بحيث ينشأ الحسن والقبح منه فيكون منشأ لهما أم لا
والثاني أن الثواب المرتب على حسن الفعل والعقاب المرتب على قبحه ثابت بل واقع بالعقل أم لا يقع إلا بالشرع
ولما ذهب المعتزلة ومن وافقهم إلى تلازم الأصلين استطلتم عليهم وتمكنتم من إبداء تناقضهم وفضائحهم ولما نفيتم أنتم الأصلين جميعا استطالوا عليكم وأبدوا من فضائحكم وخلافكم لصريح العقل والفطرة ما أبدوه وهم غلطوا في تلازم الأصلين وأنتم غلطتم في نفي الأصلين
والحق الذي لا يجد التناقض إليه السبيل أنه لا تلازم بينهما وأن الأفعال في نفسها حسنة وقبيحة كما أنها نافعة وضاره والفرق بينهما كالفرق بين المطعومات والمشمومات والمرئيات ولكن لا يترتب عليها ثواب ولا عقاب إلا بالأمر والنهي وقبل ورود الأمر والنهي لا يكون قبيحا موجبا للعقاب مع قبحه في نفسه بل هو في غاية القبح والله لا يعاقب عليه إلا بعد إرسال الرسل فالسجود للشيطان والأوثان والكذب والزنا والظلم والفواحش كلها قبيحة في ذاتها والعقاب عليها مشروط بالشرع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/39)
فالنفاة يقولون ليست في ذاتها قبيحة وقبحها والعقاب عليها إنما ينشأ بالشرع والمعتزلة تقول قبحها والعقاب عليها ثابتان بالعقل
وكثير من الفقهاء من الطوائف الأربع يقولون قبحها ثابت بالعقل والعقاب متوقف على ورود الشرع وهو الذي ذكره سعد بن علي الزنجاني من الشافعية وأبو الخطاب من الحنابلة وذكره الحنفية وحكوه عن أبي حنيفة نصا لكن المعتزلة منهم يصرحون بأن العقاب ثابت بالعقل
وقد دل القرآن أنه لا تلازم بين الأمرين وأنه لا يعاقب إلا بإرسال الرسل وأن الفعل نفسه حسن وقبيح ونحن نبين دلالته على الأمرين
أما الأول ففي قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وفي قوله رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وفي قوله كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء فلم يسألوهم عن مخالفتهم للعقل بل للنذر وبذلك دخلوا النار وقال تعالى يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليك آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين وفي الزمر ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ثم قال في الأنعام بعدها ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون وعلى أحد القولين وهو أن يكون المعنى لم يهلكهم بظلمهم قبل إرسال الرسل فتكون الآية دالة على الأصلين أن أفعالهم وشركهم ظلم قبيح قبل البعثة وأنه لا يعاقبهم عليه إلا بعد الإرسال وتكون هذه الآية في دلالتها على الأمرين نظير الآية التي في القصص ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين فهذا يدل على أن ما قدمت أيديهم سبب لنزول المصيبة بهم ولولا قبحه لم يكن سببا لكن امتنع إصابة المصيبة لإنتفاء شرطها وهو عدم مجيء الرسول إليهم فمذ جاء الرسول انعقد السبب ووجد الشرط فأصابهم سيئات ما عملوا وعوقبوا بالأول والآخر
فصل وأما الأصل الثاني وهو دلالته على أن الفعل في نفسه حسن وقبيح
فكثير جدا كقوله تعالى وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون فأخبر سبحانه أن فعلهم فاحشة قبل نهيه عنه وأمر بإجتنابه بأخذ الزينة والفاحشة ههنا هي طوافهم بالبيت عراة الرجال والنساء غير قريش ثم قال تعالى
إن الله لا يأمر بالفحشاء أي لا يأمر بما هو فاحشة في العقول والفطر ولو كان إنما علم وإنه لا معنى لكونه فاحشة إلا تعلق النهي به لصار معنى الكلام إن الله لا يأمر بما ينهى عنه وهذا يصان عن التكلم به آحاد العقلاء فضلا عن كلام العزيز الحكيم وأي فائدة في قوله إن الله لا يأمر بما ينهى عنه فإنه ليس لمعنى كونه فاحشة عندهم إلا أنه منهي عنه لا أن العقول تستفحشه
ثم قال تعالى قل أمر ربي بالقسط والقسط عندهم هو المأمور به لا أنه قسط في نفسه فحقيقة الكلام قل أمر ربي بما أمر به
ثم قال قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق دل على أنه طيب قبل التحريم وأن وصف الطيب فيه مانع من تحريمه مناف للحكمة
ثم قال قل إنما حرم ربي الفواحش ما طهر منها وما بطن ولو كان كونها فواحش إنما هو لتعلق التحريم بها وليست فواحش قبل ذلك لكان حاصل الكلام قل إنما حرم ربي ما حرم وكذلك تحريم الإثم والبغي فكون ذلك فاحشة وإثما وبغيا بمنزلة كون الشرك شركا فهو شرك في نفسه قبل النهي وبعده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/40)
فمن قال إن الفاحشة والقبائح والآثام إنما صارت كذلك بعد النهي فهو بمنزلة من يقول الشرك إنما صار شركا بعد النهي وليس شركا قبل ذلك
ومعلوم أن هذا وهذا مكابره صريحة للعقل والفطرة فالظلم ظلم في نفسه قبل النهي وبعده والقبيح قبيح في نفسه قبل النهي وبعده والفاحشة كذلك وكذلك الشرك لا أن هذه الحقائق صارت بالشرع كذلك
نعم الشارع كساها بنهيه عنها قبحا إلى قبحها فكان قبحها من ذاتها وازدادت قبحا عند العقل بنهي الرب تعالى عنها وذمه لها وإخباره ببغضها وبغض فاعلها كما أن العدل والصدق والتوحيد ومقابلة نعم المنعم بالثناء والشكر حسن في نفسه وازداد حسنا إلى حسنه بأمر الرب به وثنائه على فاعله وإخباره بمحبته ذلك ومحبة فاعله
بل من أعلام نبوة محمد أنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث
فلو كان كونه معروفا ومنكرا وخبيثا وطيبا إنما هو لتعلق الأمر والنهي والحل والتحريم به لكأن بمنزلة أن يقال يأمرهم بما يأمرهم به وينهاهم عما ينهاهم عنه ويحل لهم ما يحل لهم ويحرم عليهم ما يحرم عليهم وأي فائدة في هذا وأي علم يبقى فيه لنبوته وكلام الله يصان عن ذلك وأن يظن به ذلك وإنما المدح والثناء والعلم الدال على نبوته أن ما يأمر به تشهد العقول الصحيحة حسنه وكونه معروفا وما ينهى عنه تشهد قبحه وكونه منكرا وما يحله تشهد كونه طيبا وما يحرمه تشهد كونه خبيثا وهذه دعوة جميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وهي بخلاف دعوة المتغلبين المبطلين والكذابين والسحرة فإنهم يدعون إلى ما يوافق أهواءهم وأغراضهم من كل قبيح ومنكر وبغي وإثم وظلم
ولهذا قيل لبعض الأعراب وقد أسلم لما عرف دعوته عن أي شيء وما رأيت منه مما دلك على أنه رسول الله قال ما أمر بشيء فقال العقل ليته نهى عنه ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته أمر به ولا أحل شيئا فقال العقل ليته حرمه ولا حرم شيئا فقال العقل ليته أباحه فانظر إلى هذا الأعرابي وصحة عقله وفطرته وقوة إيمانه واستدلاله على صحة دعوته بمطابقة أمره لكل ما حسن في العقل وكذلك مطابقة تحليلة وتحريمه ولو كان جهة الحسن والقبح والطيب والخبث مجرد تعلق الأمر والنهي والإباحة كذلك قوله تعالى إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي
وهؤلاء يزعمون أن الظلم في حق عباده هو المحرم والمنهي عنه لا أن هناك في نفس الأمر ظلما نهى عنه وكذلك الظلم الذي نزه نفسه عنه هو الممتنع المستحيل لا أن هناك أمرا ممكنا مقدورا لو فعله لكان ظلما فليس في نفس الأمر عندهم ظلم منهي عنه ولا منزه عنه إنما هو المحرم في حقه والمستحيل في حقه فالظلم المنزه عنه عندهم هو الجمع بين النقيضين وجعل الجسم الواحد في مكانين في آن واحد ونحو ذلك
والقرآن صريح في إبطال هذا المذهب أيضا قال الله تعالى قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد أي لا أؤاخذ عبدا بغير ذنب ولا أمنعه من أجر ما عمله من صالح ولهذا قال قبله وقد قدمت إليكم بالوعيد المتضمن لإقامة الحجة وبلوغ الأمر والنهي وإذا آخذتكم بعد التقدم فلست بظالم بخلاف من يؤاخذ العبد قبل التقدم إليه بأمره ونهيه فذلك الظلم الذي تنزه الله سبحانه وتعالى عنه
وقال تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما يعني لا يحمل عليه من سيئات ما لم يعمله ولا ينقص من حسنات ما عمل ولو كان الظلم هو المستحيل الذي لا يمكن وجوده لم يكن لعدم الخوف منه معنى ولا للأمن من وقوعه فائدة
وقال تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد أي لا يحمل المسيء عقاب ما لم يعمله ولا يمنع المحسن من ثواب عمله ...............
كلام ابن القيم طويل ارجع اليه في كتاب مدارج السالكين، الجزء 1، صفحة 227.
و ما بعدها
دار النشر دار الكتاب العربي
مدينة النشر بيروت
سنة النشر 1393 - 1973
رقم الطبعة الثانية
إسم المحقق محمد حامد الفقي
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=81&id=225
وكذلك كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل
لابن القيم رحمه الله
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 04, 05:08 ص]ـ
مجموع الفتاوى
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?words=%C7%E1%CD%D3%E4+%E6%C7%E1%DE%C8% CD&book=381
ـ[الدرعمى]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:16 م]ـ
الأخ الكريمالحنبلى السلفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
أنقل إليك خلاصة قول المعتزلة فى المسألة فقد قمت ببحث فى هذا الموضوع منذ سنوات:
فالتحسين والتقبيح عند المعتزلة إنما يقصد به المعنى الأخلاقى لا الجمالى، وهم يعرفون القبح بأنه ما إذا فعله القادر استحق الذم على بعض الوجوه (احترازًا من الصغيرة والقبائح الواردة من الصبيان والمجانين).
و تنقسم القبائح عندهم إلى قسمين
مايقبح لذاته ولصفته كالكذب والظلم
وما يقبح لغيره وهو ما يدعو إلى المفاسد والسمعيات منها تدخل فى هذا الوجه (انظر شرح الأصول الخمسة ص41)
اما الحسن: فقد اختلف فيه المعتزلة فالذى قاله الجبائيان امه يحسن لوجه هو كونه نافعصا أو دافعصا لضرر عن النفس أو الغير (انظر المغنى للقاضى عبد الجبار 14/ 16)
وقيل إن الحسن لا يحتاج لوجه غذ هو مجرد نفى استحقاق الذم.
ثم يقسمون الحسن إلى:
ماله صفة زائدة على حسنه لكونه يسهل فعل الواجبات كالنوافل
وما ليس له صفة زائدة على حسنه وهو الذى عبر عنه الشرع بالمباح (انظر المغنى 14/ 171)
وإذا تقرر ذلك فمرك الحسن والقبح عند المعتزلة إنما هو العقل لا الشرع يقول المعتزلة إن احكام القبح العقلى يجب أن تكون معلومة على طريق الجملة ضرورة ذاتية لكل مكلف فهى من جملة كمال العقل ولولا ذلك لصارت غير معلومة أدصا (انظر المحيط بالتكليف للقاضى عبد الجبار ص 37) هذا هو المشهور عنهم إلا أن ما ذكره القاضى عبد الجبار بهذا الشان ان من القبائح و المحاسن ما لا تدرك إلا بالشرع (راجع المحيط بالتكليف ص228 والمغنى له 8/ 171 - 176)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/41)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:42 م]ـ
هذا جزء من بحث لي، ومن عنده ملاحظات يتحفنا بها مشكوراً مأجوراً:
ذهب أهل السنة في ذلك إلى التفصيل، فلم يقولوا بأن معرفة حسن الأشياء وقبحها متوقف على العقل فقط ولا على الشرع فقط، بل قالوا بالتفصيل، ويوضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فيقول: وقد ثبت بالخطاب والحكمة الحاصلة من الشرائع ثلاثة أنواع:
أحدها: أن يكون الفعل مشتملاً على مصلحة أو مفسدة ولو لم يرد الشرع بذلك، كما يعلم أن العدل مشتمل على مصلحة العالم، والظلم يشتمل على فسادهم، فهذا النوع هو حسن وقبيح، وقد يعلم بالعقل والشرع قبح ذلك، لا أنه ثبت للفعل صفة لم تكن، لكن لا يلزم من حصول هذا القبح أن يكون فاعله معاقباً في الآخرة إذا لم يرد الشرع بذلك، وهذا مما غلط فيه غلاة القائلين بالتحسين والتقبيح، فإنهم قالوا: إن العباد يعاقبون على أفعالهم القبيحة ولو لم يبعث الله إليهم رسولاً، وهذا خلاف النص، قال تعالى: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً "
النوع الثاني: أن الشارع إذا امر بشيئ صار حسناً، وإذا نهى عن شيئ صار قبيحاً، واكتسب صفة الحسن والقبح بخطاب الشارع.
والنوع الثالث: أن يأمر الشارع بشيئ ليمتحن به العبد، هل يطيعه أم يعصيه، ولا يكون المراد فعل المأمور به، كما أمر إبراهيم بذبح ابنه " فلما أسلما و تله للجبين " حصل المقصود ففداه بالذبح وكذلك حديث ابرص واقرع واعمى .. فالحكمة منشؤها من نفس الأمر لا من نفس الأمور، وهذا التوع والذي قبله لم يفهمه المعتزلة وزعمت أن الحسن والقبح لا يكون إلا لما هو متصف بذلك، بدون أمر الشارع، والأشعرية ادعوا أن جميع الشريعة من قسم الامتحان، وأن الأفعال ليست لها صفة لا قبل الشرع ولا بالشرع، وأما الحكاء والجمهور فأثبتوا الأقسام الثلاثة وهو الصواب " مجموع الفتاوى 8/ 434 - 436.
وبالنسبة لمخالفين:
القول الأول: مذهب الأشاعرة:
أنه لا يجب على العباد شيئ قبل ورود السمع، فالعقل لا يدل على حسن شيئ ولا على قبحه في حكم التكليف، وإنما يتلقى التحسين والتقبيح من موارد الشرع وموجب السمع، إذن فهم يقولون بالتحسين والتقبيح الشرعيين لا العقليين، وينبغي أن يعلم أن مذهب الأشاعرة ليس معناه أن الحسن والقبح زائد على الشرع، مع المصير إلى توقف إدراكه عليه.
القول الثاني: مذهب المعتزلة:
أن الحسن والقبح صفتان ذاتيتان في الأشياء، فالحاكم بالحسن والقبح هو العقل، والفعل حسن أو قبيح، إما لذاته وإما لصفة من صفاته لازمة له، وإما لوجوه واعتبارات أخرى، وأما الشرع فإنه كاشف ومبين لتلك الصفات فقط، ويلحظ من ذلك تسويتهم بين الخالق والمخلوق فيما يحسن ويقبح، وهذه التسوية هي التي جعتلهم يلجؤون إلى نفي القدر عن الله وإثباته للمخلوق فراراً من الظلم.
هذا ملخص الخلاف في هذه المسألة، ومنه يتبين كيف أثر على الخلاف في القدر، فالمعتزلة قدموا العقل على كل شيئ، وقاسوا الله بخلقه، فهم يوجبون على الله من جنس ما يوجبون على العباد، ويحرمون عليه من جنس ما يحرمون على العباد فهم مشبهة الأفعال، وهذا أدى بهم إلى القول بأن الله لا يخلق أفعال العباد، لأنه لو كان هو الخالق لها ثم عذبهم عليها لكان ظالماً لهم، وهذا لا يجوز كما هو الحال بالنسبة للمخلوقين فيما بينهم.
والأشاعرة أدى بهم مذهبهم إلى القول بأن الطاعة ليست علة الثواب ولا المعصية علة العقاب ولا يجب لأحد على الله بل الثواب وما أنعم به على العبد فضل منه والعقاب عدل منه ويجب على العبد ما أوجبه الله عليه، ولا موجب ولا واجب على الله .. فأدى بهم الى القول بأن أفعال العباد كسب لهم فقط وليسوا فاعلين لها في الحقيقة، ومع ذلك فهم مستحقون للثواب والعقاب من الله.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:58 م]ـ
هناك خلل في الرفع
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:57 ص]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء وجعله في موازين الحسنات وأرجو إثراء الموضوع بأكثر من هذا.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:45 ص]ـ
لقد ترتب على قول المعتزلة بالتحسين والتقبيح العقليين قولهم بوجوب الصلاح والأصلح فقالوا بأن الله تعالى لا يدع فعل ما هو أصلح لنه أولى به وفعل ما دون الأصلح مع فعل الصلح فساد فتصوروا وجود معايير مسبقة تحكم الفعل الإلهى وقالو لإن الإنسان هو الفاعل لما هو دونه وترتب على ذلك انحرافات خطيرة تصدى لها أئمة السلف والحديث وكان القول بخلق الأفعال من نقائص المعتزلة وهم فى ذلك أتباع الفلاسفة والطبائعيين.
أما الأشاعرة فقد راو أن فى القول بالتحسين والتقبيح العقليين تناقضا مع مبدأ طلاقة القدرة الإلهية وتقليل من دور الشرع فقالو إن الله تعالى يتصرف فى خالص ملكه فكل ما يفعله عدل على كل حال ولا يجب على الله تعالى شىء لا صلاح ولا أصلح (انظر الأشعرى: اللمع ص47، 50، 116، 117، وهو يؤول] أحسن الخالقين [بيحسن أن يخلق أنظره صـ 85.)
ومن ثم ذهب الأشاعرة الأوائل إلى أنه قبل ورود الشرع لا يقبح الكذب والظلم ولا يحسن الإيمان والعدل بل ولا يمتنع عقلا أن نؤمر بالكفر وننهى عن الإيمان وإن كان لا بد من وصف الأفعال بالحسن والقبح فليكن الحسن ما أمر به الشرع ورغب فيه والقبح ما نهى عنه وتوعد عليه (راجع اللمع 72 - 74، 96 - 98)
ثم تطور الموقف الأشعرى بعد الجوينى فقالوا إنه لا سبيل لجحد أن ما وافق الغرض من جهة المعقول وإن لم يرد به الشرع يمكن تسميته حسنًا، وواصله الفخر الرازى حتى انتهى إلى القول بالتحسين والتقبيح العقليين ورده إلى ثلاثة أمور الأول: البلوغ لما هو كمال فى نظر العقل أو القضور عنه
والثانى: موافقة الغرض أو مخالفته
والثالث: فعل ما يستوجب الثواب أو العقاب.
وقال إن العقل يمكن أن يدرك وحده القسمين الأولين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/42)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:59 ص]ـ
للإمام ابن قيم الجوزية كلام نفيس مفصل في كتابه مفتاح دار السعادة، الجزء الثاني، أظن أنه استقصى فيه الموضوع بأكثر مما فعل في مؤلفاته الأخرى، وأورد الأدلة النقلية والعقلية في حوالي مئة صفحة على ما أذكرـ أو الكتاب ليس بين يدي الآن.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:14 ص]ـ
هنا تنبيه لطيف على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(النوع الثاني: أن الشارع إذا امر بشيئ صار حسناً، وإذا نهى عن شيئ صار قبيحاً، واكتسب صفة الحسن والقبح بخطاب الشارع.).
و قبل أن نذكر هذا التنبيه أقدم لهذا التنبيه أقول:
كل موجود في هذا الكون لا يخرج عن عدة أقسام:
أولا: ما يجب وجوده عقلا و هو وجود الله تعالى بذاته و صفاته و أفعاله إذا يمتنع أن يكون الله تعالى يجوز أن يوجد و يجوز أن لا يوجد فهذه صفات المخلوقات الكائنة بعد أن لم تكن و هذا الأصل دل العقل و الفطرة و الشرع قال تعالى (أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) (الواقعة: 59).
و قوله تعالى (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الأنعام: 102).
و الثاني ما يستحيل و يمتنع وجوده عقلا كما قال تعالى (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء: 22) أي يمتنع عقلا وجود آلهة مع الله تعالى لأنه لو وجدت هذه الآلهة لفسدت السموات و الأرض و لما لم تفسد دل أنه ليس هناك إله مستحق العبادة إلا الله تعالى.
و قوله تعالى (قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ) (الزخرف: 81) فيمتنع عقلا وجود وله للرحمن و إلا لأصبح ممكن الوجود لا واجب الوجود فكما أن ولده ممكن الوجود فهو كذلك ممكن الوجود فهما من حنس واحد.
و الثالث ممكن الوجود عقلا و لكن مستحيل الوجود قدرا أي كتب الله أنه لا يقع مع أنه ممكن وقوعه و ممكن عدم وقوعه و منه إسلام أبو لهب و أبو جهل قال تعالى (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) (الأنعام: 111) أي أن الله تعالى كتب عليهم الكفر فاستحال قدرا وقوع الإيمان منهم لا أنهم لا يستطيعون على الإيمان و لكنا لما علم الله تعالى ما في قلوبهم كتب عليهم الكفر و ختم على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذا الأليم (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ) (يونس: 88).
و قال تعالى (وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) (الأنبياء: 95) فالله تعالى قادر على بعثهم مرة أخرى و لكن منع ذلك قدرا و إن كان العقل يجيز ذلك.
الرابع: ما أمكن وجوده عقلا و وجب وجوده قدرا أي وجب وقوعه قدرا و يدخل في هذا كل ما قدر الله تعالى وقوعه و كتبه في اللوح المحفوظ و القسم الثالث و الرابع معلق بعلم الله تعالى فمنه ما علمناه بخبر الله تعالى سواء وجودا أو عدما و منها ما لم نعلمه لأنه من الغيب قال تعالى (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (آل عمران: 179).
و قال (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ) (الأنعام: 50).
و قال (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام: 59).
الخامس: ما أمكن وجوده و لم يمتنع و دل الشرع على حسنه أو قبحه و هذا الأصل هو الذي ذكره شيخ الإسلام و ذكرت الأقسام الأربعة الأولى حتى يتبين الفرق بين هذا القسم و بين باقي الأقسام ثم ليعلم أن الشارع لا يحسن شئ و لا يقبحه إلا و في ذات الشئ أو في وصفه أو يقارنه ما يرجح حسنه أو قبحه فالله تعالى لا يرجح حسن شئ او قبحه من غير مرجح و إلا لكان عبثا يتنزه الله تعالى عنه فكيف يصف الله تعالى الشئ بالحسن أو القبح من غير أن يكون هناك مرجح للحسن و القبح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/43)
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:48 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
ذكر الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه (الوجيز)، ما ملخصه:
انحصرت الآراء في مسألة التحسين والتقبيح العقليين، في 3 آراء:
أولا: أن العقل يستقل بهما، دون الرجوع إلى الشرع، وهذا مذهب المعتزلة، (وهم أقوى الفرق نصرة له)، وعنهم أخذه الشيعة، والماتريدية (وإدخالي للماتريدية، مستفاد من كتاب أصول الفرق الإسلامية للشيخ الدكتور عمر بن عبد العزيز حفظه الله، ص312، بينما ضم الدكتور عبد الكريم زيدان أبا منصور محمد بن محمد الماتريدي رحمه الله، وهو الذي تنسب إليه الماتريدية، لفريق أهل السنة، في هذه المسألة، والأقرب ما ذهب إليه الدكتور عمر، لأن الماتريدية، عرفوا بنزعتهم العقلية، المشابهة لنزعة المعتزلة، والله أعلم).
ووصل الغلو بالمعتزلة إلى القول بأن العقل يستقل بإدراك الأحكام التكليفية، دون حاجة للشرع، وقالوا بأن الرسول، هو العقل، وأن معرفة الله عز وجل واجبة بالعقل، لا بالشرع، وهذا يشبه إلى حد كبير قول البراهمة الذين أنكروا الرسالات السماوية، وهذا مما يؤكد على الأصول الفلسفية الغير إسلامية لهذه الفرق.
ثانيا: وعلى النقيض، تماما، ذهب الأشلعرة، وعلى رأسهم، أبو الحسن الأشعري رحمه الله، إلى أنه ليس للفعل قبل أمر الشرع ونهيه، حسن أو قبح، والفعل إنما يصير حسنا لأمر الشارع عز وجل به لا لذات الفعل، وفرعوا على هذا:
مسألة التكليف بما لا يطاق، وإن كانوا يقولون، بأن هذا يكون من الناحية العقلية فقط، لا من الناحية الشرعية، فلم يقع التكليف بما لا يطاق شرعا أبدا، وقالوا بأن المراد هنا، أن يضمر المكلف، مع عجزه، أن لو استطاع فعل ما لا يطيقه لفعله، فالمسألة نظرية، لا ينبني عليها كبير فائدة، بينما قال أهل السنة والجماعة، بعدم التكليف بما لا يطاق، واستدلوا بقوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
وفرعوا مسألة، مجافاة الشرع للفطرة، فقالوا بأن الشرع قد يجافي الفطرة، وهذا غير وارد عند أهل السنة والجماعة، فالتكاليف الشرعية، متوائمة مع الفطرة، وإن ظهر تعارضهما بادي الرأي لمن لا علم له بأسرار الشريعة.
وفرعوا مسألة، معرفة الله عز وجل بالشرع، لا بالعقل، وقال الأشعري رحمه الله، بأنه لولا الرسل والأنبياء لما كلف الله أحدا بمعرفته، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، حيث استدلوا بقوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، فلا تكليف، ولا ثواب ولا عقاب، قبل إقامة الحجة، ببعث الرسل عليهم الصلاة والسلام، والله أعلم.
ولعل هذا الموقف المضاد الذي تبناه الأشعري رحمه الله، نلتج من خصومته الشديدة للمعتزلة، حيث كان من أبرز رؤوسهم، قبل أن يتبرأ من مذهبهم الفاسد، والله أعلم.
ثالثا: وتوسط أهل السنة والجماعة، فقالوا بأن للأفعال حسنا وقبحا يستطيع العقل إدراكهما، ولكن لا يلزم من كون الفعل حسنا، حسب إدراك العقل، أن يأمر به الشرع، ولا يلزم من كون الفعل قبيحا أن ينهى عنه الشرع، لأن العقول مهما نضجت فهي قاصرة، ومهما اتسعت فهي ناقصة، وعلى هذا فكل ما يمكن أن يقال: هو أن ما في الفعل من حسن يدركه العقل يجعل الفعل صالحا لأن يأمر به الشرع، وأن ما في الفعل من قبح يدركه العقل يجعل الفعل صالحا لأن ينهى عنه الشرع، ولا يقال: إن الحسن والقبح موجبان لحكم الله بالأمر والنهي، وبنوا على ذلك: أن حكم الله لا يدرك بدون وساطة رسول وتبليغه، ومن ثم: فلا حكم لله في أفعال العباد قبل بعثة الرسل أو قبل بلوغ الدعوة، وحيث لا حكم فلا تكليف، وحيث لا تكليف فلا ثواب ولا عقاب، كما سبق.
وختاما، فإن الإطلاع على هذه المسائل الخلافية، يوضح مزية مهمة، لأهل السنة والجماعة، وهي أنهم دوما وسط بين الإفراط والتفريط، أو الغلو والجفاء، فهم، على سبيل المثال، وسط بين الخوارج والشيعة، في الصحابة، ووسط بين الخوارج والمرجئة في قضية الإيمان، ووسط بين القدرية والجبرية في القدر، ووسط بين الصوفية والمعتزلة في مسألة رؤية الخالق عز وجل … الخ. والله أعلم.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 04:48 ص]ـ
الأخ الكريم أبو المسور المصرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما نتحدث بلا مراجع ينبغى علينا أن نقتصد فى نسبة الأقوال إلى أصحاب المذاهب وألا نغالى فى اتهامهم فليس ذلك من آداب البحث العلمى .. من قال يا أخى إن المعتزلة يقولون بان الأحكام التكليفية تدرك بالعقل وأن الرسول هو العقل إن ذلك القول يساوى جحد النبوة .. ولم يتهمهم أحد من السلف أو الخلف بالخروج عن الإسلام حتى أشد أعدائهم من الأشاعرة.
إننا لا نقر بمذهب المعتزلة وإنما هى ملاحظة منهجية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/44)
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[14 - 07 - 04, 03:25 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعتذر على تأخري في الرد على تعقيبك، لأني لم أفطن له إلا بالأمس فقط، فالله الحمد والمنة، وأما بخصوص ما استدركته علي، فإني أنقل إليك العبارة المتعلقة، بتعقيبك، كما قرأتها، من كتاب أصول الفرق الإسلامية، من تأليف الدكتور عمر بن عبد العزيز قريشي، حفظه الله، وهو من المحاضرين في قسم الأديان والمذاهب في كلية الدعوة الإسلامية، جامعة الأزهر، حيث يقول في معرض كلامه على الماتريدية:
لقد تأثر الماتريدي بمذهب المعتزلة فأعطى للعقل سلطانا على النص، وذهب إلى أن معرفة الله واجبة بالعقل، لكنه خالف المعتزلة بقوله: إن العقل لا يستقل بمعرفة الأحكام التكليفية. اهـ، فمفهوم الكلام أن المعتزلة يقولون بإستقلال العقل بمعرفة الأحكام التكليفية، وإلا لما كان لمخالفة الماتريدي لهم في هذه المسألة معنى، وقدذكرت، أخي الحبيب، في مداخلتي أن هذا يشبه إلى حد كبير قول البراهمة، وإن لم يقولوا به، فلازم كلامهم، يقتضي هذا، لأنه إن استقل العقل بإدراك الحسن والقبح (بمعناهما الشرعي الذي يترتب عليه الثواب والعقاب) وإدراك الأحكام التكليفية (مع ما فيها من تفصيل يستحيل على العقل البشري أن يحيط به دون وحي)، فأي شيء يبقى للرسل عليهم الصلاة والسلام؟
ولم أصف في مداخلتي، أخي الدرعمي، كل المعتزلة بأنهم يقولون بهذا القول، وإنما وصفت غلاتهم، ولا يخفى عليك، أنهم، بشكل عام، من الغلاة في إستخدام عقولهم، ومع ذلك، فقد زاد غلو بعضهم، حتى قالوا أقوالا، ما سبقهم إليها أحد، أو كان سلفهم، فيها من ضلال فلاسفة اليونان، ووصل غلو بعضهم، كأبي الهذيل العلاف، إلى أن كفره المعتزلة أنفسهم، بل وألف أبو علي الجبائي، والمردار، وهما من المعتزلة، في تكفيره، لأن أقواله تؤدي إلى القول بقدم العالم، ومن أبرز ما شذ به هذا الضال، وأنقل إليك من نفس الكتاب:
قوله: إن مقدورات الله تعالى تتناهى، بمعنى أن لها حد ونهاية، وأنه إذا وجد ذلك الحد، وتلك النهاية، لا يقدر الله على شيء بعد ذلك، تعالى الله عما يقول علوا كبيرا، وهذا قول، كما ترى، أخي الدرعمي، كفر بواح، بل ويقول: إذا دخل ذلك الوقت، فإن الباري عز وجل لا يقدر على أن يزيد في نعيم أهل الجنة ذرة، ولا أن يزيد في عذاب أهل النار ذرة، حتى إن العبد في الجنة لو مد يده إلى ثمرة من ثمارها ثم دخل ذلك الوقت لم يقدر أن يوصل يده إليها.
وممن غلا وشذ من ضلالهم، النظام، حيث قال بـ:
الجزء الذي لا يتجزأ، حيث قال: إن كل جزء يمكن انقسامه إلى أجزاء لا تتناهى، وأنه لا يزال من الممكن أن يفصل من الخردلة الواحدة شيء بعد شيء إلى ما لا يتناهى، وهذا الرأي يؤدي إلى القول بقدم العالم، وهذا في حد ذاته، مخالف لنصوص الشرع القطعية، ويلزم قائله أن يكذب بصريح القرآن.
وقال بالكمون، ومعناه أن الله خلق الكون دفعة واحدة، وأن ما يستجد من الحوادث هو: ظهور عن كمون، وأما العدم، فهو: كمون بعد ظهور، وقد أخذه عن أحد ضلال اليونان، ويدعى "أنكسا غوارامي"، وهذا يبرز، كما سبق، قي تعقيبي الأصول الغير إسلامية لهذه الفرقة.
بل وخالف حتى المعتزلة، أنفسهم، في مسألة قدرة الله عز وجل، فإنهم مع إنكارهم خلق الله عز وجل للشر، لم يقولوا بعجزه عن خلقه، وأما هو فقال بأن الله عز وجل لا يوصف بالقدرة على خلق الشر، وهذا نفي صريح لقدرة الله عز وجل، يلزم منه تكفير قائله.
وأما الجاحظ، وهو من أئمتهم، فقد وافق الفيلسوف اليوناني "ديمقريطس" في مسألة قدم المادة، (أو الجوهر)، وأن المادة التي خلقت منها الكائنات، قديمة لا تفنى، وإنما الحادث (هو العوارض) التي تحدث في هذه المادة القديمة، وهذا مخالف لنصوص القرآن القطعية، كقوله تعالى: (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا)، فإعجاز الخالق عز وجل، هو في خلق الشيء بعد عدمه، وليس في تحويل أعراض مادة قديمة، غير حادثة، كما قال ذلك الضال.
وهذه الأمثلة، كما ترى أخي الحبيب، فيها من الغلو ما فيها، فلا يستبعد ممن قال بهذه الأقوال، أن يقول بأن عقله قادر على معرفة الأحكام التكليفية، دون وحي، وأهل السنة والجماعة، وإن لم يكفروا المعتزلة، إجمالا "في أصولهم الخمسة"، إلا أنهم قالوا بأن أقوالهم كفرية، فما بالك، بما نقلته لك من أقوال شذ بها بعضهم، من لازمها الكفر البواح؟.
وأنقل إليك، أخي الدرعمي، تعليق عمرو بن عبيد (وهو أحد أئمة المعتزلة)، على حديث ابن مسعود رضي الله عنه، في خلق الإنسان 40 يوما نطفة … الخ، وقد ذكره الشيخ عبد الله السعد، حفظه الله في شرح الموقظة، حيث قال (أي عمرو بن عبيد): لو سمعت الأعمش يحدث به لرددته عليه، و لو سمعت زيد بن وهب يحدث به لرددته عليه، و لو سمعت ابن مسعود يحدث به لرددته عليه، ولو سمعته من رسول الله لقلت له: ما هكذا أخبرتنا، فأي قبح بعد هذا؟.
وأخيرا أنقل إليك، أخي الحبيب، قولا قرأته، قد يبدو للوهلة الأولى أنه غير وثيق الصلة بموضوعنا، ولكنه قد يفيد في هذا الموضع إن شاء الله، وهو: أن العقل آلة لإقامة العبودية لا لإدراك الربوبية، وما وقع، ويقع فيه، كل من أعمل عقله في معارض النصوص، إنما هو بسبب غفلته عن هذه القاعدة النفيسة.
أرجو أن تكون وجهة نظري، قد اتضحت لك، وفي إنتظار ردك، وجزاك الله عني خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/45)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 04:05 ص]ـ
أخى الكريم أبو المسور المصرى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
ينبغى أولا ألا يفهم كلامى على أنه دفاع عن المعتزلة فهم من المبتدعة قالوا بالقدر وأسندو فعل الشر إلى العبد وأولوا الصفات وقد طفح الكيل بأقوالهم المشئومة
ثم اعلم أيها الأخ الكريم أن المعتزلة ليست فرقة واحدة وإنما بضع عشرة فرقة يجمع بينهم الأصول الخمسة التى وضعوها.
غير أنك أخى الكريم عندما تنقل عن المعتزلة ينبغى أن تنقل عنهم من كتبهم هم وأهمها على الإطلاق موسوعة المغنى للقاضى عبد الجبار المعتزلى والمحيط بالتكليف وشرح الأصول الخمسة والانتصار للخياط وأنت عندما ترجع إلى بعض هذه الكتب تجد الصورة أمامك قد اختلفت تماما وهذا ما يفعله المتخصصون أما ما نقلته عنهم فهو يئول إلى مصادر أشعرية وحتى أهل السة كابن تيمية نقل عن الأشاعرة وقد كان الأشاعرة معنيين بتشويه صورة المعتزلة كما كان بنو العباس معنيين بتشويه تاريخ بنى أمية
نحن لا نقر بمذهب المعتزلة ولا نتعاطف معهم وإنما نرفض طمس الحقائق وتكفير الناس بغير علم
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 04:15 ص]ـ
ملاحظة:
أخى الكريم بل لقد قال النظام (بنفى) الجزء الذى لا يتجزء هذا معنى كلامك وهو منسوب إلى النظام ومشهور عنه إلا أن ذلك لا يعد كفرًا فى حد ذاته إلا إذا اعتبرنا أن لازم المذهب مذهب وهذا مختلف فيه والراجح أن لازم المذهب ليس بمذهب كما قال شيخ الإسلام، وكذلك بقية أقوالك ينبغى أن تراعى فيها هذا المبدأ.
أنا سعيد بمشاركتك يا أخى الكريم وبارك الله فيك.
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[17 - 07 - 04, 03:42 ص]ـ
فهمت قصدك أخي الدرعمي، وأعرض عليك فهمي، لتصوبه إن كان فيه خطأ، فمعنى هذا أن قول المعتزلة، إن صح النقل عنهم،: (إن العقل يستقل بإدراك الأحكام التكليفية)، لازمه، عند من يقول بأن لازم المذهب مذهب، أن العقل مستغن عن الوحي، وعلى مذهب من يقول بأن لازم المذهب ليس بمذهب، وهو ما رجحه شيخ الإسلام، كما ذكرت في ردك، فلا لازم لهم، ولا يكون مؤدى كلامهم جحد الوحي، وهكذا في كل المسائل.
وبالمناسبة، فقد عرفت من خلال إحدى مشاركاتك، أنك من المتخصصين في دراسة مذهب الأشاعرة، ولدي بعض الإستفسارات، وأرجو أن لا أضجرك، لأني سوف أعرض عليك فهمي بداية، ثم أترك لك تصويبه، إن كان فيه خطأ:
أولا: بالنسبة لمسألة الألفاظ المحتملة، وخاصة فيما يتعلق بأسماء الله عز وجل، ما فهمته من الدروس المتعلقة بهذه المسألة أنه لابد أولا من معرفة مقصود القائل قبل الحكم على قائله، وأضرب لك أخي بعض الأمثلة:
مسألة الجهة: إذا ما قال قائل بإثبات الجهة للخالق عز وجل، فإننا يجب أن نسأله أولا: هل تقصد بالجهة، العلو المطلق (وهذا هو المعنى الصحيح)، أم أنك تقصد جهة العلو المخلوقة (وهذا هو المعنى الباطل، لأن من لازمه تحيز الخالق عز وجل في جهة مخلوقة)؟
مسألة الجسم: إذا ما قال قائل بإثبات الجسم للخالق عز وجل، وهذا معنى فاسد، للوهلة الأولى، ولكننا يجب أن نسأله أولا: هل تقصد بهذا إثبات ذات الله عز وجل دون تشبيهها بذوات المخلوقين (وهذا معنى صحيح، رغم إيهام اللفظ)، أم أنك تقصد إثبات الجسم، بمعنى اللحم والدم والصورة (وهذا هو المعنى الباطل الذي وقع فيه غلاة المثبتة).
وذكر الدكتور عمر، حفظه الله، بعض الأمثلة الأخرى، ومنها:
قول الإيجي: ولا يصح عليه الحركة والإنتقال: فإن أريد به عدم مشابهة المخلوقين فهو معنى صحيح، وإن أريد به نفي صفتي المجيء والنزول فهو باطل.
لفظ التحيز: فإن أريد به أن الخالق عز وجل منحاز عن خلقه، فهو معنى صحيح، وإن أريد به، تحيز الخالق عز وجل في حيز محدود، فهو باطل ولا شك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/46)
مسألة الحد، وهي أهم مسألة، فإن أراد القائل، أنه سبحانه وتعالى بائن عن خلقه بحد فاصل، كما قرر ذلك ابن المبارك رحمه الله، فهو معنى صحيح في الإثبات، وإن أراد أن الله عز وجل، تعالى أن يحيط بحده أحد، فهذا معنى صحيح في النفي، وأما إن أراد بنفي الحد، حلول الخالق عز وجل في مخلوقاته، وإمتزاجه بهم، فهو معنى باطل في النفي، وسبب وصفي لهذه المسألة، بأنها أهم مسألة، أن الشيخ سعد الحميد، حفظه الله، ذكر في محاضرته عن ابن حبان رحمه الله، من سلسلته "مناهج المحدثين"، أن ابن حبان رحمه الله، قال بنفي الحد، وذكر أن هذا مما أنكر عليه، فهل من الممكن أن نعتذر بأن ابن حبان رحمه الله، أراد نفي الحد بمعنى أن الله عز وجل، تعالى أن يحيط بحده أحد، كما سبق، ولم يرد المعنى الباطل، الذي يوهم الحلول؟ علما بأن الشيخ الحميد حفظه الله، ذكر أن ابن حبان رحمه الله تأثر في بعض المسائل بالأشاعرة، وكأني به يقرر تأثره بالأشاعرة في هذه المسألة، وقد وجدت في كلام الزركشي رحمه الله، في البرهان، ما فهمت منه أن ابن حبان رحمه الله، تأثر بمذهب ابن كلاب رحمه الله، ومن تابعه من الأشاعرة، في مسألة أنه لا فضل لبعض القرآن على بعض، لأن الكل كلام الله، حيث قال في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه: (ما أنزل الله في التوارة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، إن الله لا يعطي لقاريء التوارة والإنجيل من الثواب مثل ما يعطي لقاريء أم القرآن إذ الله بفضله فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم، وأعطاها من الفضل على قراءة كلامه أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراءة كلامه)، قال: وقوله: أعظم سورة، أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض. أرجو منك زيادة توضيح مسألة تأثر ابن حبان رحمه الله بالأشاعرة، مع التعليق على ما نقلته لك في مسألة الألفاظ المحتملة.
وبالمناسبة فقد نقل الزركشي رحمه الله، قول مالك رحمه الله، في هذه المسألة، حيث قال: وروي معناه (أي عدم تفضيل بعض القرآن على بعض) عن مالك، قال يحيى بن يحيى: تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ، وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها، وهذا ما أنقله، والعهدة على راويه (وهو الزركشي رحمه الله، في البرهان (1/ 438) طبعة مكتبة دار التراث)، ولا أدري هل هذا يعني أن مالك رحمه الله، قد خالف أهل السنة في هذه المسألة، أم أنه يمكن تخريج كلامه على أصول أهل السنة؟ أرجو أن أجد التوضيح عندك؟ خاصة أنني لا أعرف بالتحديد هل تأثر الزركشي رحمه الله، ببعض آراء الأشاعرة في "البرهان" أم أن هذا وهم مني، وأنقل لك رأيه في مبحث المحكم والمتشابه، في "البرهان"، وما فهمته منه، معتذرا عن إطالتي، وراجيا منك تصويبي إن أخطأت، فقد قال رحمه الله:
اختلف الناس في الوارد منها في الآيات والأحاديث على ثلاث فرق:
أحدها: أنه لا مدخل للتأويل فيها، بل تجرى على ظاهرها، ولا تؤول شيئا منها، وهم المشبهة.
والثاني: أن لها تأويلا، ولكنا نمسك عنه، مع تنزيه إعتقادنا عن الشبه والتعطيل، ونقول: لا يعلمه إلا الله، وهو قول السلف.
الثالث: أنها مؤولة، وأولوها على ما يليق به.
ثم قال رحمه الله: والأول باطل، والأخيران منقولان عن الصحابة، وما فهمته كالتالي:
إذا أخذنا في الإعتبار، تعريف التأويل، وأنه قد يعنى به التفسير اللفظي، (كما يعبر بذلك الطبري رحمه الله)، وقد يعنى به، ما يؤول إليه الشيء، وهو حقيقة الشيء، وهو حقيقة الشيء، وعليه يمكن تفسير الآراء الثلاثة، كالتالي:
بالنسبة للرأي الأول: ربما عنى به الزركشي رحمه الله، من قالوا بأن صفات الله عز وجل، تجرى على ظاهرها، ولو كان غير لائق بالله عز وجل، مثل أن يراد بكون "الله قبل وجه المصلي"، أنه مستقر في الحائط المقابل، وهذا معنى باطل، كما قرر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله، في "الحموية"، وعليه فلا إشكال في هذا الرأي.
وبالنسبة للرأي الثاني: فقوله: لا يعلمه إلا الله، يخرج على أنه يقصد بالتأويل، حقيقة الشيء، فحقيقة صفات الله عز وجل، لا يعرفها إلا الله، وأما التأويل بمعنى التفسير، فأهل السنة، كما هو معلوم، يثبتون المعاني، مع نفي علم الكيفية، وعليه فلا إشكال في هذا المعنى.
وبالنسبة للرأي الثالث: فقوله بأن البعض أولها على ما يليق، ونسبته ذلك للصحابة، فهو ما أشكل علي، فهل عنى رحمه الله: أن التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره، كصرف لفظ الغضب، على سبيل المثال إلى إرادة الإنتقام، وهو مذهب الأشاعرة منقول عن الصحابة، وهذا مما قد يدل على تأثره بمذهب الأشاعرة؟، أم أنه أراد رأيا آخر لم أفهمه، وأخيرا أعتذر لك أخي الحبيب عن إطالتي، وأرجو منك التدقيق في كلامي، وعدم التعجل في الرد، وما زال لدي أسئلة أخرى، أسأل الله أن ييسر لي بعثها إليك على فترات، بحيث لا أثقل بها عليك، وقد كشفت لنا عن تخصصك في هذه المسائل، فأسلت لعابنا، طمعا فيما عندك من علم، وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/47)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:58 ص]ـ
أخى الكريم أبو المسور المصرى
السلام عليم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فإن ما ذكرته من فهمك لمسألة الألفاظ المحتملة هو قريب جدًا من فهم المعتدلين من متأخرى الأشاعرة وقد صرح بقولك هذا الأمدى فى أبكار الأفكار والأصوب أخى الكريم عدم التفريق فننسب إلى الله تعالى صفة العلو مطلقًا ولم نجد عند أحد من السلف هذا الذى ذكرته رحمك الله فهى إذا طريقة بعض متأخرى الأشاعرة.
وكذلك ما ذكرته من قول بعضهم فى المجىء فهو محاولة منهم للتقارب مع منهج أهل السنة.
وهذا يختلف عن إثبات جسم لله تعالى فهو قول باطل فاسد لا يقبل غير ذلك، ولم يصرح بذلك إلا بعض الغلاة كهشام بن الحكم وكذلك لفظ التحيز لفظ باطل وإنما ذكروا أنه تعالى بائن من خلقه ولم يقولوا منحاز عن خلقه ولفظ التحيز والجهة مما يلزم به الأشاعرة والمعتزلة أهل السنة لإثباتهم صفة العلو وهو خطأ منهم لأن العلو ليس بمعنى التحيز فى الجهة المشار إليها.
أما تأثر ابن حبان بالأشاعرة فلا علم لى به وأما تأثر الزركشى -وأظنك تقصد صاحب البحر المجيط رحمه الله تعالى - بالأشاعره فواضح خاصة فى مقدمة البحر المحيط واعلم أخى الكريم أن من قال بهذا التقسيم ونسب ما نسب إلى الصحابه فأحسن الظن به أنه من جملة الأشاعرة وإن لم يخض فى الكلام.
وأما ابن كلاب فلم يخرج عن مذهب أهل السنة ولا صلة له بالأشاعرة وقد أثنى عليه ابن تيمية خيرًا بل ويصفه أحيانًا بأنه صنو للإمام أحمد وأنه من حذاق المثبته ولعل ذلك كان فى معرض دفاعه عنه ضد ابن المطهر الحلى وإلا فقد تعاطى ابن كلا ب رحمه الله تعالى الكلام وخاض فيه وأما
وأما مسألة عدم تفضيل آى القرآن على بعض فلم تنسبها أخى الكريم لابن كلاب والأشاعرة؟؟! وكأنك لا ترى أن ذلك هو مذهب أهل السنة.
أما ما أشرت إليه من قضية التأويل فاعلم أيها الأخ الكريم أنه من أهم ما فارق به الأشاعرة مذهب أهل السنة فقد رأو ا خاصة المتأخرين منهم أن فى إثبات بعض الصفات الخبرية تعارضًأ مع مبدأ التنزيه ورأوا أنه للخروج من تلك المعارضة يجب اللجوء إلى أحد الخيارات التالية:
1 - إخراج مضمون السياق إلى معنى آخر لا تقع معه المعارضة ومن أمثلته تأويلهم لقوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) بأنه كناية عن اشتداد الأمر ولهم فى ذلك مستند من الأثر فهم لا يتعرضون فى تفسيرهم لذلك مجرد التعرض لما قيل فيها من إثبات صفة خبرية طالما ورد أثر بإخراج مضمون السياق إلى معنى آخر لا تقع معه المعارضة التى زعموها (راجع التفسير الكبير)
2 - تفسيرها بمعن آخر لا تقع معه المعارضة المزعومة:
ومن أمثلته قولهم فى صفة العلو الواردة فى قوله تعالى: (أأمنتم من فى السماء) قالوا ((ولم لا يكون تقدير الآية الملك الموكل بالعذاب)) والفرق بينه وبين النوع السابق أنهم غير مستندين فيه إلى أثر وهو قريب من التأويل المحض.
3 - تأويلها بمعانى تعود إلى الصفات السبع:
ومثاله تأويلهم اليد فى قوله تعالى (يد الله فوق أيديهم) بالقدرة، والعين فى قوله تعالى (ولتصنع على عينى) بالبصر أوالعناية وللوجه فى قوله تعالى: (ويبقى وجه ربك) بالذات.
أما المتقدمون منهم فلم يؤثر عنهم تأويل إلا ما يوهم حدوث الصفات فى ذاته تعالى كتأويل الرضا والمحبة والإرادة وكذلك تأويل الضحك والغضب والتردد مما وردت به الآثار.
ولا ينبغى إغفال محاولة بعض الأشاعرة وضع ضابط لظاهرة التأويل والتى خرجت بهم عن متابعة أسلافهم كما فعل الغزالى وصنف فى ذلك (قانون التأويل) ولكن هيهات ثم هيهات.
واعلم أخى الكريم ان التأويل فرع عن التشبيه وهذه مسألة فى غاية الدقة فإنهم لو لم يشبهوا ما أولو فتأمله.
أشكرك أخى الكريم على طرحك لهذه الأسئلة التى تدل على دقيق فهمك وهدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم.
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[19 - 07 - 04, 05:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/48)
ما دعاني إلى نفي قول أهل السنة والجماعة بعدم تفاضل آي القرآن، أن هذا القول، هو الذي اعتمده ابن كلاب رحمه الله، ومن وافقه من الأشاعرة، وأنقل إليك، أخي الحبيب، مستندي في هذه المسألة، وهو فقرة من كتاب "منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين" للدكتور مصطفى حلمي، حفظه الله، حيث قال في معرض نقده للمسائل التي خالف فيها ابن كلاب، رحمه الله، أهل السنة:
"ولكن وجه الخطأ في تأويل ابن كلاب ومن وافقه: ظنه أنه لا يمكن رد قول الجهمية في القرآن، إلا إذا قيل أن الله تعالى لم يتكلم بمشيئته وقدرته، ولا كلم موسى صلى الله عليه وسلم حين أتاه، ولا قال للملائكة اسجدوا لآدم بعد أن خلقه، ولا يغضب على أحد بعد أن يكفر به، ولا يرضى عنه بعد أن يطيعه، ولا يحبه بعد أن يتقرب إليه بالنوافل، ولا يتكلم بكلام بعد كلام فتكون كلماته لا نهاية لها.
وكانت هذه العقيدة التي اتخذها ابن كلاب رحمه الله وأتباعه بمثابة رد فعل لما زعمه الجهمية بأن القرآن مخلوق، فظنوا أن دفع هذا القول والرد عليه يقتضي الإعتقاد بأن كلام الله تعالى معنى واحد قائم بذاته، وبذلك خالفوا سلف الأمة وجمهورها القائلين بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض " اهـ.
وما فهمته من مذهب ابن كلاب رحمه الله، ومن جاء بعده من الأشاعرة، التالي (وأرجو منك التعليق):
¨ أولا: أن الظاهر من الكلام السابق، أن ابن كلاب رحمه الله، نفى تعلق صفة الكلام بمشيئة الله عز وجل، وهذا يظهر من عبارة (ولا يتكلم بكلام بعد كلام فتكون كلماته لا نهاية لها)، بل وظاهر الكلام السابق، أنه ينفي كل الصفات التي لها تعلق بمشيئة الخالق عز وجل كالغضب والمحبة والرضا، فهو لا ينفي الكلام كصفة ذات، وإنما الإشكال في نفيه للكلام على أنه صفة فعلية تتعلق بالمشيئة، بينما مذهب أهل السنة والجماعة، كما قرره، ابن عثيمين رحمه الله، أن الكلام، بإعتبار أصله صفة ذات، وبإعتبار آحاده صفة فعل، وربما كان منشأ هذا زلل ابن كلاب رحمه الله في هذه المسألة، أنه أراد أن ينفي كل ما يوهم الحدوث، في صفات الله عز وجل، فنفى هذه الصفات، وكان بإمكانه أن يخرج من هذا الإشكال، بأن يقول بأن هذه الصفات قديمة النوع، حادثة الأفراد، فينفي ما يوهم الحدوث، ويثبت المشيئة في نفس الوقت، واعتقد، والله أعلم، أن هذا راجع إلى فساد طريقة المتكلمين في إثبات الصانع، حيث اعتمدوا على أمرين:
· قولهم بأن الأعراض القائمة بالجواهر حادثة، أي أن الأفعال التي تتعلق بالذوات حادثة، وهذه مقدمة صحيحة.
· وانتهوا إلى نهاية، في غاية الفساد، وهي أم ما لايخلو من الحوادث فهو حادث، وعليه فإن من أثبت لله أفعالا، أفرادها حادثة، وإن كانت أنواعها قديمة، فقد نفى أزلية الخالق عز وجل، وهذا كما ترى، أخي الحبيب، معنى في غاية الفساد، والصحيح ما نقلته لك، من قدم الأنواع وحدوث الأفراد المتعلقة بالمشيئة، والله أعلم.
وممن شدد عليهم النكير، في مسألة نفي تعلق الكلام بمشيئة الخالق عز وجل، ابن خزيمة رحمه الله، حيث ذكر الدكتور مصطفى، حفظه الله، ناقلا عن شيخ الإسلام رحمه الله، أن الناس انقسموا بعد ظهور هذا الرأي إلى فريقين:
· الفريق الأول: فريق ابن خزيمة رحمه الله، ومن تابعه كالحاكم والسلمي والشهرستاني وابن مندة رحمهم الله.
· والفريق الثاني: فريق ابن كلاب رحمه الله، ومن تابعه كأبي ذر الهروي وأبي بكر البيهقي رحمهما الله.
ولكن صدى هذا الخلاف لم يتعد أن أمر ابن خزيمة رحمه الله، في رواية، ولاة الأمر بتأديبهم (أي أتباع ابن كلاب رحمه الله)، لمخالفتهم له وكانوا من أتباعه، وفي رواية أخرى، أنه هب مناقشا لآراء الكلابية (فلم يزل يصيح بتشويهها، ولقن في الكتاتيب ونقش في المحاريب، (وهذا هو محل الشاهد)، أن الله تعالى متكلم … إن شاء تكلم وإن شاء سكت).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/49)
¨ ثانيا: أنه مما تقدم من النقل، يظهر أن القول بأن كلام الله لا يفضل بعضه بعضا، يؤدي الى القول بأن كلام الله معنى واحد، وهذا ما ذهب إليه ابن كلاب رحمه الله وأتباعه، وهو ما عرف بالكلام النفسي (أي المعنى القائم بالذات المجرد عن الصيغة)، وهذا مبني على قولهم بنفي تعلق الكلام بالمشيئة، ولذا نفوا الصيغة لأنها تقتضي الحدوث، وهذا قول باطل، مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، ولذا لم أنسبه لأهل السنة، في ردي عليك.
وأنقل إليك، أخي الحبيب، رأي شيخ الإسلام رحمه الله، في هذه المسألة، لعله يزيد الأمر وضوحا حيث قال، في جواب أهل العلم والإيمان،: بأن الكلام له نسبتان: نسبة إلى المتكلم به، ونسبة إلى المتكلم فيه، فهو يتفاضل بإعتبار النسبتين وبإعتبار نفسه أيضا، فإن (قل هو الله أحد) و (تبت يدا أبي لهب) كلاهما كلام الله تعالى، وهما مشتركان من هذه الجهة، لكنهما متفاضلان من جهة المتكلم فيه، المخبر عنه، فالآيات الأولى كلام الله وخبره الذي يخبر به عن نفسه، وصفته التي يصف بها نفسه، وكلامه الذي يتكلم به عن نفسه تعالى، والآيات الثانية كلام الله الذي يتكلم به عن بعض خلقه، ويخبر به ويصف به حاله، وهما في هذه الجهة متفاضلان، بحسب تفاضل المعنى المقصود بالكلامين. اهـ
¨ ثالثا: أنه من الواضح، من منهج ابن كلاب رحمه الله، ومن تابعه من الأشاعرة، كان محاولة غير ناجحة للتوسط بين أهل السنة من جهة، والمعتزلة من جهة أخرى، وهذا ما يظهر جليا من رأيهم في هذه المسألة، وفي مسائل أخرى، كمسألة الكسب، عند الأشعري رحمه الله، حيث حاول التوسط بين أهل السنة، والمعتزلة، ولكنه لم يوفق، وبدت نظريته في الكسب، مع شدة غموضها، أقرب ما تكون لقول الجبرية.
وأما المحور الثاني في هذه المداخلة، فهو أن أحمد رحمه الله، وهو إمام أهل السنة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام رحمه الله، أنكر على ابن كلاب رحمه الله وأتباعه، هذا الرأي المحدث، وأمر رحمه الله، بهجر الكلابية، حتى هجر الحارث المحاسبي رحمه الله، لأنه كان صاحب ابن كلاب، وكان قد وافقه على هذا الأصل، ثم روي عنه أنه رجع عن ذلك، ولم يهجره لتصوفه، كما هو شائع، والله أعلم.
ورغم ذلك، فإني أوافقك، أخي الكريم، في ثناء ابن تيمية رحمه الله، على ابن كلاب رحمه الله، حيث أقر بما كان له من فضل وعلم ودين ودافع عنه إزاء من يتهمونه بأنه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى في المسلمين، وهو بذلك ينكر القصة التي افتراها، خصوم ابن كلاب رحمه الله، عليه، من أنه كان نصرانيا، ثم أسلم وفارق قومه … الخ.
ولا أحد ينكر رد ابن كلاب رحمه الله، القوي على المعتزلة في مسائل كثيرة، من أبرزها، مسألة علو الله تعالى، ولكني أختلف معك، أخي الكريم، في القول بإطلاق هذا الثناء، دون تعقب ابن كلاب رحمه الله، في المسائل التي زل فيها، وخالف أهل السنة.
وأود التأكيد، أخي الحبيب، على إنصاف ابن تيمية رحمه الله، في ثناؤه على ابن كلاب رحمه الله، ومن تابعه من الأشاعرة، في المسائل التي وافقوا فيها أهل السنة، وتصدوا فيها للمعتزلة، حيث قال رحمه الله، في درء التعارض: "فإن الواحد من هؤلاء له مساع مشكورة في نصرة ما نصره من الإسلام والرد على طوائف من المخالفين لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فحمدهم والثناء عليهم بما لهم من السعي الداخل في طاعة الله ورسوله وإظهار العلم الصحيح … وما من أحد من هؤلاء ومن هو أفضل منه، إلا وله غلط في مواضع" اهـ.، وقال في النبوات: "حيث إن خطؤهم بعد إجتهادهم مغفور" اهـ، ولا يعني هذا بطبيعة الحال، غض الطرف عما زلوا فيه، وكذا فعل الحافظ رحمه الله، في ترجمة الرازي رحمه الله، كما نقل أخونا المضري حفظه الله، في تعقيبه على مداخلة أخينا أبو محمد الإفريقي حفظه الله تحت عنوان "ما هي أقوال العلماء في الأشاعرة والماتريدية "، حيث قال، بعد أن ذكر زلات الرازي وشنائعه: "أوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده". اهـ، وهي الوصية الشهيرة التي قال فيها: (لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلا، ولا تروي غليلا، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن …… الخ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/50)
واللافت للنظر، أخي الحبيب، أن معظم الأئمة، الذين تبنوا منهج الأشاعرة، ثبت في مواضع أخرى من كلامهم، رجوعهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة، فعلى سبيل المثال:
¨ الجويني رحمه الله، أنكر إستواء الله على العرش، بل وأنكر علو الله بذاته، كما ذكر ذلك ابن عثيمين رحمه الله، في العقيدة الواسطية، في معرض ذكره للمناظرة الشهيرة، بين الجويني والهمذاني رحمه الله، ورغم ذلك، فإن الناظر في الفتوى الحموية، يجد شيخ الإسلام رحمه الله، يستدل بكلام نفيس للجويني رحمه الله، في "الرسالة النظامية"، في تقرير صفة المعية، لله عز وجل، وكيف أنها لا تقتضي المحاذاة والمماسة، وإنما تقتضي المقارنة المطلقة فقط … الخ، فهذا كلام يؤيد رجوع الجويني رحمه الله، إلى قول أهل السنة في مسألة العلو، والله أعلم، وأكد الجويني رحمه الله في "غياث الأمم"، في باب "تفصيل ما إلى الأئمة والولاة" على أن أحد مهام الخليفة: صرف المسلمين عن الخوض في المشكلات الكلامية وتوجيههم إلى طريقة السلف.
¨ وكذا نقل شيخ الإسلام عن الباقلاني رحمه الله، كلاما له في إثبات إستواء الله عز وجل على عرشه، بل ووصفه بأنه أفضل المتكلمين المنتسبين للأشعري رحمه الله، وبأنه ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده، وجدير بالذكر أن الباقلاني، كان حريصا على الإنتساب لإمام أهل السنة، أحمد رحمه الله، حتى كان يكتب في بعض أجوبته: محمد بن الطيب الحنبلي، وقد انتهى به الأمر إلى إثبات جميع الصفات كالوجه واليدين، وإبطال أصناف التأويلات التي يستعملها المؤولة، وذلك في كتابه: تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل.
¨ وها هو الغزالي رحمه الله، وهو من أئمة المتكلمين، يقول في كتابه (التفرقة بين الإيمان والزندقة): لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم "أي علم الكلام" حرام)، ويصف أدلته بأنها لا تفيد اليقين، يقول الدكتور مصطفى حلمي، حفظه الله: ومات الغزالي على خير أحواله، مات على الصحيحين: صحيح البخاري وصحيح مسلم، فتحول من الكلام إلى طلب السنة من مصادرها الصحيحة.
وهذا (والكلام للدكتور مصطفى)، إن دل على شيء، فإنما يدل على الإخلاص في البحث عن الحقيقة من جهة، كما يدل من جهة أخرى على أنه لا سبيل إلى معرفة أصول الدين إلا من مصادره (الكتاب والسنة).
¨ والأشعري رحمه الله، كما قرر الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله، في هامشه على معارج القبول، مر في حياته العلمية بثلاثة أطوار:
· أولا: إنتسابه إلى المعتزلة.
· ثانيا: رده عليهم، ودخوله معهم في جدال عقلي، تولد عنه المذهب المنسوب إليه، وهذه المرحلة، هي المرحلة التي توقف عندها أتباع المذهب من بعده.
· ثالثا: رجوعه إلى مذهب أهل السنة، لما انتقل من البصرة إلى بغداد، واتصل بأهل الحديث وأتباع أحمد رحمه الله، وألف "الإبانة" و "مقالات الإسلاميين".
ولابد من التنبيه على مدى الإختلاف بين متقدمي الأشاعرة كالباقلاني وابن مجاهد ومتأخريهم كالرازي وسعد الدين التفتازاني والشريف الجرجاني، فالأولون أقرب للسنة بلا شك، والله أعلم، وأوكد على أن هذا لا يعني موافقتهم، على ما زلوا فيه، كما فعل متأخرو الأشاعرة، وإنما هو من باب إعطاء كل ذي حق حقه.(28/51)
هل قبر الرسول أفضل من العرش!!! أرجو الإجابة يا أخوان
ـ[((العجيب))]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
===================
شاهدت مقطعا لأحد دعاة التصوف المعاصرين , ومن قوله أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم والبقعة التي دفن فيها أفضل من الكعبة بل أفضل من العرش
فهل هذا الكلام صحيح أم خطأ؟؟؟
واذا كان صحيحا أم خاطأ , فأتمنى منكم نقل كلام علماء السلف الصالح في هذه المسألة
واذا كان يوجد بحث لهذه المسألة فأتمنى منكم إيراده
جزا الله الجميع خيرا
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[02 - 07 - 04, 10:28 ص]ـ
انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 27/ 37
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 07 - 04, 12:56 م]ـ
نقل ابن القيم هذا المعنى في بدائع الفوائد عن ابن عقيل الحنبلي، ولم يتعقبه.
فلينظر هناك.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[02 - 07 - 04, 06:24 م]ـ
وما العمل أو الاعتقاد الواجب الذى ينبنى على ذلك؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 07 - 04, 06:29 م]ـ
انظر نوادر الأصول للحكيم الترمذي وفتح الباري لابن حجر والفنون لابن عقيل والشفا للقاضي عياض ومجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية وبدائع الفوائد لابن القيم
(في الفتح (13/ 308)
((وقد احتج أبو بكر الأبهري المالكي بأن المدينة أفضل من مكة بأن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من تربة المدينة وهو أفضل البشر فكانت تربته أفضل الترب انتهى وكون تربته أفضل الترب لا نزاع فيه)
الخ
انتهى
قال القاضي عياض (2/ 91الشفا) (ولا خلاف أن موضع قبره أفضل البقاع)
في بدائع الفوائد لابن القيم
(قال ابن عقيل: سألني سائل أيما أفضل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم أو الكعبة؟ فقلت: إن أردت مجرد الحجرة، فالكعبة أفضل، وإن أردت وهو فيها فلا والله ولا العرش وحملته ولا جنة عدن ولا الأفلاك الدائرة، لأن بالحجرة جسداً لو وزن بالكونين لرجح)
انتهى وقريب منه في كتاب الفنون المطبوع كمت أذكر والله أعلم
وفي مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية
(وَسُئِلَ عن التربة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم: هل هي أفضل من المسجد الحرام؟
فأجاب:
وأما [التربة] التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعلم أحدا من الناس قال: إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعا، وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه. ولا حجة عليه، بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد.
وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي. ونوح نبى كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر.
والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة، لم يستثن منها قبور /الأنبياء، ولا قبور الصالحين. ولو كان ما ذكره حقا لكان مدفن كل نبى، بل وكل صالح، أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام.
وَسُئِلَ ـ أيضا ـ عن رجلين تجادلا فقال أحدهما: إن تربة محمد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من السموات والأرض. وقال الآخر: الكعبة أفضل. فمع من الصواب؟
فأجاب:
الحمد لله، أما نفس محمد صلى الله عليه وسلم فما خلق الله خلقا أكرم عليه منه، وأما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام، بل الكعبة أفضل منه، ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض، ولم يسبقه أحد إليه، ولا وافقه أحد عليه، والله أعلم.
وفي مجموع الفتاوى أيضا
(في مجموع الفتاوى
(وما ذكره بعضهم من أن قبور الأنبياء والصالحين أفضل من المساجد، وأن الدعاء عندها أفضل من الدعاء في المساجد، حتى في المسجد الحرام والمسجد النبوي، فقول يعلم بطلانه بالاضطرار من دين الرسول، ويعلم إجماع علماء الأمة على بطلانه إجماعا ضروريا، كإجماعهم على أن الاعتكاف في المساجد أفضل منه عند القبور. والمقصود / بالاعتكاف: العبادة والصلاة، والقراءة، والذكر، والدعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/52)
وما ذكره بعضهم من الإجماع على تفضيل قبر من القبور على المساجد كلها، فقول محدث في الإسلام، لم يعرف عن أحد من السلف، ولكن ذكره بعض المتأخرين، فأخذه عنه آخر وظنه إجماعا؛ لكون أجساد الأنبياء أنفسها أفضل من المساجد. فقولهم يعم المؤمنين كلهم، فأبدانهم أفضل من كل تراب في الأرض، ولا يلزم من كون أبدانهم أفضل أن تكون مساكنهم أحياء وأمواتا أفضل، بل قد علم بالاضطرار من دينهم أن مساجدهم أفضل من مساكنهم.
وقد يحتج بعضهم بما روي من: (أن كل مولود يذر عليه من تراب حفرته)، فيكون قد خلق من تراب قبره. وهذا الاحتجاج باطل لوجهين:
أحدهما: أن هذا لا يثبت، وما روي فيه كله ضعيف، والجنين في بطن أمه يعلم قطعا أنه لم يذر عليه تراب، ولكن آدم نفسه هو الذي خلق من تراب، ثم خلقت ذريته من سلالة من ماء مهين. ومعلوم أن ذلك التراب لا يتميز بعضه لشخص وبعضه لشخص آخر، فإنه إذا استحال وصار بدنا حيا لما نفخ في آدم الروح فلم يبق ترابا. وبسط هذا له موضع آخر.
/والمقصود هنا التنبيه على مثل هذه الإجماعات التي يذكرها بعض الناس، ويبنون عليها ما يخالف دين المسلمين؛ الكتاب والسنة والإجماع.
الوجه الثاني: أنه لو ثبت أن الميت خلق من ذلك التراب، فمعلوم أن خلق الإنسان من مني أبويه أقرب من خلقه من التراب، ومع هذا فاللّه يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي؛ يخرج المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن، فيخلق من الشخص الكافر مؤمنا نبيا وغير نبي، كما خلق الخليل من آزر، وإبراهيم خير البرية هو أفضل الأنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وآزر من أهل النار، كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يلقي إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، فيقول إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول له: فإليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب، ألم تعدني ألا تخزيني، وأي خزي أخزي من أبي الأبعد؟! فيقال له: التفت، فيلتفت، فإذا هو بذيخ عظيم، والذيخ ذكر الضباع، فيمسخ آزر في تلك الصورة، ويؤخذ بقوائمه فيلقي في النار، فلا يعرف أنه أبو إبراهيم). وكما خلق نبينا صلى الله عليه وسلم من أبويه، وقد نهي عن الاستغفار لأمه، وفي الصحيح: أن رجلا قال له: أين أبي؟ قال: (إن أباك في النار)، فلما أدبر دعاه فقال: (إن أبي وأباك في النار). وقد أخرج من نوح وهو /رسول كريم ابنه الكافر الذي حق عليه القول، وأغرقه، ونهي نوحا عن الشفاعة فيه. والمهاجرون والأنصار مخلوقون من آبائهم وأمهاتهم الكفار.
فإذا كانت المادة القريبة التي يخلق منها الأنبياء والصالحون لا يجب أن تكون مساوية لأبدانهم في الفضيلة؛ لأن اللّه يخرج الحي من الميت فأخرج البدن المؤمن من مني كافر، فالمادة البعيدة وهي التراب أولي ألا تساوي أبدان الأنبياء والصالحين، وهذه الأبدان عبدت اللّه وجاهدت فيه، ومستقرها الجنة. وأما المواد التي خلقت منها هذه الأبدان فما استحال منها وصار هو البدن فحكمه حكم البدن، وأما ما فضل منها فذاك بمنزلة أمثاله.
ومن هنا غلط من لم يميز بين ما استحال من المواد فصار بدنا، وبين ما لم يستحل، بل بقي ترابا أو ميتا. فتراب القبور إذا قدر أن الميت خلق من ذلك التراب فاستحال منه وصار بدن الميت، فهو بدنه، وفضله معلوم. وأما ما بقي في القبر فحكمه حكم أمثاله، بل تراب كان يلاقي جباههم عند السجود ـ وهو أقرب ما يكون العبد من ربه المعبود ـ أفضل من تراب القبور واللحود. وبسط هذا له موضع آخر.
)
)
انتهى
ـ[الدرة]ــــــــ[02 - 07 - 04, 09:14 م]ـ
أخي ابن وهب حفظك الله
ذكرتم أن كتاب الفنون مطبوع ففي أي دار؟ حبذا تزويدي بمعلوات عن الكتاب
وجزاكم الله خيراً
ـ[((العجيب))]ــــــــ[03 - 07 - 04, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ابن وهب
ولكن هل هناك أقوال أخرى؟
وخاصة للأئمة الأربعة؟
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[18 - 11 - 06, 02:58 ص]ـ
تنبيه من المشرف:
هذه المشاركة فيها نقولات فيها نظر، وإنما أبقيناها ليتسنى للإخوة الإطلاع عليها وبيان مخالفتها للعقيدة الصحيحة.
بسم اله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/53)
الحمد لله، اللهم صلي وسلم وبارك وكرم على خير من خلقت وأرسلت وخير من إليك دعا وبلغ سيدنا محمد الفاتح لما أغلق الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق الهادي إلى الصراط المستقيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم، وبعد:
قال القاضي عياض اليحصبي في كتابه الشفا ((ولا خلاف أن موضع قبره صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع الأرض)) فعلَّق عليه الشيخ الخفَّاجي ((بل أفضل من السموات والعرش والكعبة كما نقله السبكي رحمة الله)) أ هـ من نسيم الرياض ج (3) ص (531) ونقل عن ابن عبد السلام مثل ذلك.
قلت: وما نقله عن السبكي رحمه الله تجده في "تنزيل السكينة على قناديل المدينة" فانظره.
قال الإمام الحصفكي في الدر المختار ((لا حرم للمدينة عندنا ومكة أفضل منها على الراجح إلا ما ضم أعضاءه عليه الصلاة والسلام فإنه أفضل مطلقا حتى من الكعبة والعرش والكرسي. وزيارة قبره مندوبة , بل قيل واجبة لمن له سعة)) اهـ كلامه.
ويقول الإمام ابن حجر الهيتمي في قصيدة له:
وبقعته التي ضمته حقاً * رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذي ضم الطوايا * تشرف حين حل به النزيل
وأفضل من عرش ومن جنان عدن * وفردوس بها خير جزيل
ويقول الإمام ابن عابدين الحَنَفِي:
((مطلب في تفضيل قبره المكرم صلى الله عليه وسلم.
(قوله إلا إلخ) قال في اللباب: والخلاف فيما عدا موضع القبر المقدس , فما ضم أعضاءه الشريفة فهو أفضل بقاع الأرض بالإجماع. ا هـ. قال شارحه: وكذا أي الخلاف في غير البيت: فإن الكعبة أفضل من المدينة ما عدا الضريح الأقدس وكذا الضريح أفضل من المسجد الحرام. وقد نقل القاضي عياض وغيره الإجماع على تفضيله حتى على الكعبة , وأن الخلاف فيما عداه. ونقل عن ابن عقيل الحنبلي أن تلك البقعة أفضل من العرش , وقد وافقه السادة البكريون على ذلك. وقد صرح التاج الفاكهي بتفضيل الأرض على السموات لحلوله صلى الله عليه وسلم بها , وحكاه بعضهم على الأكثرين لخلق الأنبياء منها ودفنهم فيها وقال النووي: الجمهور على تفضيل السماء على الأرض , فينبغي أن يستثنى منها مواضع ضم أعضاء الأنبياء للجمع بين أقوال العلماء))
ويقول الشيخ محمد بن أحمد عليش في شرحه على مختصر الخليل:
((ومحل الخلاف في غير الموضع الذي ضمه صلى الله عليه وسلم فإنه أفضل من الكعبة والسماء والعرش والكرسي واللوح والقلم والبيت المعمور))
وفي حاشية الشوبري على أسنى المطالب قوله: ((ومحل التفاضل بين مكة والمدينة في غير موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم، أما هو فأفضل بالإجماع، كما نقله القاضي عياض، قال ابن قاضي شهبة قال شيخي ووالدي: وقياسه أن يقال إن الكعبة المشرفة أفضل من سائر بقاع المدينة قطعاً، ما عدا موضع قبره الشريف، وبيت خديجة الذي بمكة أفضل موضع منها بعد المسجد الحرام، قاله المحب الطبري، وقال النووي في إيضاحه المختار استحباب المجاورة بمكة، إلا أن يغلب على ظنه الوقوع في الأمور المحذورة، وقوله، وأما هو فأفضل بالإجماع، قال شيخنا -أي الشمس الرملي -: وأفضل من السموات السبع ومن العرش والكرسي ومن الجنة)) انتهى.
وقال المناوي في شرحه المسمَّى "فيض القدير" ج 6 ص 343:
((والخلاف فيما عدا الكعبة فهي أفضل من المدينة اتفاقا خلا البقعة التي ضمت أعضاء الرسول صلى الله عليه وسلم فهي أفضل حتى من الكعبة كما حكى عياض الإجماع عليه.))
وقَالَ الشَّيْخُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخِ الْمَدِينَةِ: ((نَقَلَ عِيَاضٌ وَقَبْلَهُ أَبُو الْوَلِيدِ وَالْبَاجِيُّ وَغَيْرُهُمَا الْإِجْمَاعَ عَلَى تَفْضِيلِ مَا ضَمَّ الْأَعْضَاءَ الشَّرِيفَةَ عَلَى الْكَعْبَةِ بَلْ نَقَلَ التَّاجُ السُّبْكِيُّ عَنْ ابْنِ عَقِيلٍ الْحَنْبَلِيِّ أَنَّهَا أَفْضَلُ مِنْ الْعَرْشِ، وَصَرَّحَ التَّاجُ الْفَاكِهِيُّ بِتَفْضِيلِهَا عَلَى السَّمَوَاتِ، قَالَ: بَلْ الظَّاهِرُ الْمُتَعَيَّنُ جَمِيعُ الْأَرْضِ عَلَى السَّمَوَاتِ لِحُلُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا، وَحَكَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ الْأَكْثَرِ بِخَلْقِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهَا وَدَفْنِهِمْ فِيهَا، لَكِنْ قَالَ النَّوَوِيُّ: الْجُمْهُورُ عَلَى تَفْضِيلِ السَّمَاءِ عَلَى الْأَرْضِ أَيْ مَا عَدَا مَا ضَمَّ الْأَعْضَاءَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/54)
الشَّرِيفَةَ، وَأَجْمَعُوا بَعْدُ عَلَى تَفْضِيلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى سَائِرِ الْبِلَادِ، وَاخْتَلَفُوا فِيهِمَا، وَالْخِلَافُ فِيمَا عَدَا الْكَعْبَةَ فَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ بَقِيَّةِ الْمَدِينَةِ اتِّفَاقًا)) انْتَهَى.
وفي مختصر الخليل في الفقه المالكي:
((وَمَحِلُّ الْخِلَافِ الْمَذْكُورِ فِي غَيْرِ الْبُقْعَةِ الَّتِي ضَمَّتْ أَعْضَاءَ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ بِقَاعِ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ))
فعلَّق عليه شارحه الخرشي:
(((قَوْلُهُ الَّتِي ضَمَّتْ أَعْضَاءَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَيْ ضَمَّتْ جَسَدَهُ الشَّرِيفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ مَسَّتْ أَعْضَاءَهُ لَا كُلُّ الْقَبْرِ فَمَا مَسَّ أَعْضَاءَهُ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَتَّى الْكَعْبَةِ وَالسَّمَوَاتِ وَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَاللَّوْحِ وَالْقَلَمِ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَيَلِيهِ الرَّوْضَةُ وَيَلِيهَا الْكَعْبَةُ؛ فَالْكَعْبَةُ أَفْضَلُ مِنْ بَقِيَّةِ الْمَدِينَةِ اتِّفَاقًا وَأَمَّا الْمَسْجِدَانِ بِقَطْعِ النَّظَرِ عَنْ الْكَعْبَةِ وَالْقَبْرِ الشَّرِيفِ فَمَسْجِدُ الْمَدِينَةِ أَفْضَلُ وَلَمَّا زِيدَ مِنْ مَسْجِدِهِ الشَّرِيفِ حُكْمُ مَسْجِدِهِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ خِلَافًا لِلنَّوَوِيِّ)) انتهى
وقال الإمام السخاوي في التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة الصفحة: 12
((مع الإجماع على أفضلية البقعة التي ضمته صلى الله عليه وسلم، حتى على الكعبة المفضلة على أصل المدينة، بل على العرش، فيما صرح به ابن عقيل من الحنابلة.
ولا شك أن مواضع الأنبياء وأرواحهم أشرف مما سواها من الأرض والسماء، والقبر الشريف أفضلها، لما تتنزل عليه من الرحمة والرضوان والملائكة، التي لا يعملها إلا مانحها، ولساكنه عند الله من المحبة والاصطفاء ما تقصر العقول عن إدراكه)) اهـ.
قال الإمام السيوطي في (الحاوي للفتاوي) طبعة دار الكتاب العربي تحقيق الشيخ خالد طرطوسي ص310 تحت الفتاوى القرآنية ما نصّه:
((فالآيات والأحاديث دلت على أن البيت هو المقصود الأعظم وهو أشرف من عرفة وسائر البقاع إلا القبر الشريف النبوي فأضيف الحج إليه لأنه المعظّم فوق عرفة)) اهـ كلامه.
وقال الشيخ الإمام محمد بن أبي جمرة فيما نقله عنه ابن الحاج في (المدخل) ما نصّه:
((إنه صلى الله عليه وسلم تتشرّف الأشياء به لا هو يتشرّف بها، فلو بقي في مكة لكان يتوهّم أنه قد تشرف بمكة، فلما أراد الله تعالى أن يبيّن لعباده أنه صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقات كانت هجرته إلى المدينة فتشرّفت به، ألا ترى أن ما وقع من الإجماع على أنَّ أفضل البقاع الموضع الذي ضم أعضاءه الكريمة صلوات الله وسلامه عليه)) اهـ كلامه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 06, 05:41 ص]ـ
أما نفس التراب فليس هو أفضل من الكعبة البيت الحرام، بل الكعبة أفضل منه، ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض، ولم يسبقه أحد إليه، ولا وافقه أحد عليه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 11 - 06, 07:25 ص]ـ
إدعاء إجماع باطل من القاضي عياض ومن تبعه، وليس عندهم دليل من الكتاب ولا من السنة
وفي مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية
(وَسُئِلَ عن التربة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم: هل هي أفضل من المسجد الحرام؟
فأجاب:
وأما [التربة] التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعلم أحدا من الناس قال: إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعا،
وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه. ولا حجة عليه،
بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد. وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي. ونوح نبى كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر.
والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة، لم يستثن منها قبورالأنبياء، ولا قبور الصالحين. ولو كان ما ذكره حقا لكان مدفن كل نبى، بل وكل صالح، أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:32 م]ـ
هناك إشكال وتساؤل, فأما الإشكال فهو:
(وقَالَ الشَّيْخُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخِ الْمَدِينَةِ: ((نَقَلَ عِيَاضٌ وَقَبْلَهُ أَبُو الْوَلِيدِ وَالْبَاجِيُّ وَغَيْرُهُمَا الْإِجْمَاعَ عَلَى تَفْضِيلِ مَا ضَمَّ الْأَعْضَاءَ الشَّرِيفَةَ عَلَى الْكَعْبَةِ) اه
بينما ابن تيمية رحمه الله ذكر أن عياض لم يسبقه أحد في القول بالتفضيل؟؟
هل يعرف أحد نقول عن آخرين سبقوا القاضي عياض لهذا القول .. ؟
وأما التساؤل: فهل هناك تلازم بين القول بتفضيل التربة التي خلق منها على الكعبة وبين ما يفعله المبتدعة عندها مما لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحد من أصحابه؟ وما وجه ذلك التلازم؟
فقد يقول قائل: هي أفضل ولكني لا أعبد الله إلا بما شرع!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/55)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[19 - 11 - 06, 05:38 م]ـ
إدعاء إجماع باطل من القاضي عياض ومن تبعه، وليس عندهم دليل من الكتاب ولا من السنة
الإجماع حجة في نفسه، فلا يحتاج إلى استدلال من الكتاب والسنة، ولو وجدتا لما احتجنا للإجماع، الشرط أن ترد دعواه من أهله، وأن لا تخالف بخرق ممن يصح خرقه من المتقدمين، والقاضي عياض وقبله أبو الوليد الباجي أهل لادعاء الإجماع ... ولو طعن فيه ابن تيمية فيحتاج لإثبات من خرقه قبل الباجي إذ لا يصح خرق الإجماع بعد عقده ..
وعلى كل؛ فهذه أمور لم ترد أعيانها في الكتاب ولا السنة، ولا ينبني عليها عمل، فالسؤال عنها بدعة، والولوج فيها جدالا بعد عن الصراط السوي، وتسور على محراب الشريعة ... فالأفضل ترك الحديث فيها ..
إن السلامة من سلمى وجارتها===أن لا تمر على حال بواديها
ـ[محمد بشري]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:32 م]ـ
كيف يكون السؤال عنها بدعة وأنت أخي الكريم تصحح دعوى الإجماع؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:50 ص]ـ
أنا لا أصحح دعوى الإجماع، أنا أتحدث عن قاعدة أصولية، بغض النظر عن الموضوع ...
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[20 - 11 - 06, 08:49 م]ـ
الإجماع حجة في نفسه، فلا يحتاج إلى استدلال من الكتاب والسنة، ولو وجدتا لما احتجنا للإجماع، الشرط أن ترد دعواه من أهله، وأن لا تخالف بخرق ممن يصح خرقه من المتقدمين، والقاضي عياض وقبله أبو الوليد الباجي أهل لادعاء الإجماع ... ولو طعن فيه ابن تيمية فيحتاج لإثبات من خرقه قبل الباجي إذ لا يصح خرق الإجماع بعد عقده ..
وعلى كل؛ فهذه أمور لم ترد أعيانها في الكتاب ولا السنة، ولا ينبني عليها عمل، فالسؤال عنها بدعة، والولوج فيها جدالا بعد عن الصراط السوي، وتسور على محراب الشريعة ... فالأفضل ترك الحديث فيها ..
إن السلامة من سلمى وجارتها===أن لا تمر على حال بواديها
كم من مسالة ادعي فيها الاجماع وليس الامر كذلك
وان كان ابو الوليد والقاضي متأهلين لدعوى الاجماع فكذا ابن تيمية اهل لاثباته ونفيه
على ان الاصل عدم الاجماع فالنافي مستصحب للاصل
وكثيرا ما يدعي بعض اهل العلم الاجماع في مسائل بناء على عدم العلم بالمخالف
ومعلوم ان عدم االعلم به لا يلزم منه عدمه
وما ادري كيف يعلم الاجماع في مسالة لم ترد في كتاب ولا سنة ولا تكلم بها سلف الامة؟!
ولكن يتبين في مثل هذه المسائل من يقصد التحقيق ومن ياخذ الغث والسمين
وكذا تتبين فيها المقاصد و الاهواء وبالله التوفيق.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[20 - 11 - 06, 09:30 م]ـ
وظاهر كلامك ان الباجي سبق القاضي في نقل الاجماع في هذه المسالة فاين قاله ومن حكاه عنه؟
ـ[محمد بشري]ــــــــ[20 - 11 - 06, 09:54 م]ـ
مسألة
كون الإجماع حجة أمر مقطوع به عند جمهور أهل العلم،أما كونه ينعقد من غير نص ففيه النزاع،وحكى كثير من المحققين أن الإجماع لابد أن يستند إلى الكتاب والسنة وممن قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله ( .... ولا يوجد مسألة يتفق الإجماع عليها إلا وفيها النص) 19/ 190
وقال أيضا (مستند الإجماع يجب أن يكون متقدما عليه،فيمتنع تأخره عنه،فإنه يفضي إلى الدور الباطل) 20/ 271
وقد يقال فما فائدة الإجماع حينئذ؟ فيقال:
النص قديتعرض للنسخ أوالتخصيص أوالتقييد .... فإذا أجمع عليه فلا يرد عليه شيىء من وجوه النسخأو التخصيص ..... كما يستفاد من حكاية الاجماع سقوط البحث عن الدليل وحرمة المخالفة التي كانت جائزة قبل انعقادالإجماع.
،وحتى من جوز إمكان الإجماع استنادا إلى الإجتهاد ومثل لذلك بإجماع الصحابة مثلا على خلافة أبي بكر أمكن إرجاع قوله إلى النصوص العامة فتكون أشبه بالمنصوص عليه.
و صورة المسألة كما ذكرها شارح المراقي في النثر ( .. والأولى ما ذكره بعض الأصوليين من أن صورة الخلاف هي هل يمكن أن ينعقد الإجماع دون مستند من كتاب أوسنة بأن يلهموا الصواب فيتفقوا عليه، أو لا يمكن انعقاده إلابمستند من كتاب أو سنة؟
أما بعد انعقاده فلا يمكن رده) ص434
وعلى ضوء هذا التقرير يجري بحث الإجماع الذي نقله القاضي رحمه الله.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:40 م]ـ
تعليق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على هذا في كتابه الشرح الممتع على زاد المستقنع (كتاب المناسك باب صيد الحرم):
((قال صاحب الروض: "قال في الفنون" الفنون كتاب لابن عقيل - رحمه الله -، وسمي فنوناً لأنه جمع فيه الفنون كلها، وهو كتاب رأينا شيئاً منه، ولا بأس به لكن ليس بذاك الكتاب الذي فيه التحقيق الكامل في مناقشة المسائل، إنما ينفع طالب العلم بأن يفتح له الأبواب في المناقشة.
يقول: "الكعبة أفضل من مجرد الحجرة"، أي: حجرة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهذا لا شك فيه، والحجرة ليس فيها فضل إطلاقاً؛ لأنها بناء، ثم هذا البناء الآن بناء محدث على قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، لكن مراده بقوله: الحجرة أي حجرة عائشة، وهو البيت الأول الذي دفن فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فالكعبة أفضل من البيت الذي كان الرسول صلّى الله عليه وسلّم ساكنه، ودفن فيه.
قال في الفنون: "فأما والنبي صلّى الله عليه وسلّم فيها - أي في الحجرة - فلا والله، ولا العرش وحملته ولا الجنة".
أي: أن الحجرة التي فيها قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم أفضل من الكعبة، وأفضل من العرش، وأفضل من حملة العرش، وأفضل من الجنة.
قال: "لأن بالحجرة جسداً لو وزن به لرجح"، وهذا التعليل عليل، فلو قال: إن الجسد أفضل لكان فيه نوع من الحق.
أما أن يقول الحجرة أفضل؛ لأن فيها هذا الجسد، فهذا خطأ منه - رحمه الله -.
والصواب أن هذا القول مردود عليه، وأنه لا يوافق عليه، وأن الحجرة هي الحجرة، ولكنها شَرُفت بمقام النبي صلّى الله عليه وسلّم فيها في حياته وبعد موته.
وأما أن تكون إلى هذا الحد، ويقسم - رحمه الله - أنه لا تعادلها الكعبة، ولا العرش، ولا حملة العرش ولا الجنة فهذا وهم وخطأ، لا شك فيه.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/56)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 11 - 06, 10:41 م]ـ
ادعاء الإجماع من قبل القاضي أو غيره لابد له من مستند، وليس هناك آثار عن السلف في الكتب عن السلف الماضين في هذه المسألة، بل الغالب أنها من المسائل التي gم يتكلموا عليها، فمن أين يدعي القاضي وغيره الإجماع على مسألة لايعرف للسلف فيها كلام نفيا ولا إثباتا.
وأما كونه إجماع باطل فلأنه مخالف للنصوص الشرعية، من مثل قوله صلى الله عليه وسلم (خير البقاع المساجد)، وليس هناك دليل من كتاب ولاسنة ولاقول صاحب ولاقياس صحيح يخصص قبر النبي صلى الله عليه وسلم من عموم النص، فهذا بطلانه من ناحية أصولية.
والنبي صلى الله عليه وسلم صلى ومشى ونام في أماكن متعددة، وقد لامس جسده الشريف هذه الأشياء كما لامس أجساد نسائه ومن صافحهم من الصحابة وغير ذلك، ومع ذلك لم تكن هذه الأشياء أفضل البقاع عند الله، فاستدلالهم على فضل قبره صلى الله عليه وسلم بأنه لامس جسده الشريف استدلال في غير محله، فهذا أمر لم يتفرد به القبر بل شاركه فيه أشياء أخرى.
فائدة
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 20 / ص 216)
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب " شفائه "، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الاحاديث، وبما تواتر من الاخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الاسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور).
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[21 - 11 - 06, 03:25 ص]ـ
كم من مسالة ادعي فيها الاجماع وليس الامر كذلك
لا خلاف في ذلك، ولكن علينا بيان من خرق الإجماع، ولم يذكر أحد ذلك الآن ...
وان كان ابو الوليد والقاضي متأهلين لدعوى الاجماع فكذا ابن تيمية اهل لاثباته ونفيه
لا خلاف في أن ابن تيمية أهل لذكر الإجماع، وإجماعاته من أصح الإجماعات كما هو معلوم، ولكن النفي لا يكون إلا ببينة، ولم يبينها شيخ الإسلام رحمه الله ..
على ان الاصل عدم الاجماع فالنافي مستصحب للاصل
كلامك يلزمك تسليم من نفى الإجماع مطلقا، وهذا لم يقل به أحد، فلو ادعى عدلان، يحتج بعلمهما الإجماع على أمر، يسلم لهما ما لم يرد نقل صحيح بخرقه ممن يعتبر خرقه، والباجي وعياض عدلان، حجتان في العلم .. ويزاد عليهما ما نقلته الأخت العقيدة وفقها الله عن كتاب الفنون لابن عقيل الحنبلي رحمه الله، فهو نص آخر، على أن لبعض العلماء مؤلفا حافلا في الموضوع، لدينا نسخة مخطوطة عنه.
وكثيرا ما يدعي بعض اهل العلم الاجماع في مسائل بناء على عدم العلم بالمخالف، ومعلوم ان عدم االعلم به لا يلزم منه عدمه
كلام صحيح، ولكن ليس المحل محله، وكثيرا ما ينفون الإجماع وليس لهم علم بانعقاده .. وعدم العلم به لا يدل على عدم وجوده، والمثبت العدل الثقة مقدم على النافي كما لا يخفى ...
وما ادري كيف يعلم الاجماع في مسالة لم ترد في كتاب ولا سنة ولا تكلم بها سلف الامة؟!
عجيب هذا القول، فجل الإجماعات لم يصرح بها لا كتاب ولا سنة، نعم، يكون لها أصل عام، أما القول بعدم تكلم سلف الأمة، فمن أين جاء الباجي وعياض بقوليهما؟.
ولكن يتبين في مثل هذه المسائل من يقصد التحقيق ومن ياخذ الغث والسمين، وكذا تتبين فيها المقاصد و الاهواء وبالله التوفيق.
هذا مصادرة عن المطلوب، ولا أظنكم تتهمون مدعي الإجماع بذلك، وبالمقابل، كم من منكر للمحسوسات والمعلومات المقطوع بها من أجل إثبات اعتقاد له يخالف الجمهور، فلو احتكمنا لهذا المنطق لتسبب في الطعن في العلماء، وهو ما يخالف منهج أهل العلم والسلف الصالح رضوان الله عليهم ...
وما نقله الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله عن الذهبي حول كتاب الشفا؛ خارج عن موضوع هذه الحكاية، ولا يسلم إطلاقه للذهبي، فقد لاقت الأمة كتاب "الشفا" بالقبول، واعتبروا ما فيه من الاستنباطات من دقيق الفهوم، ونبيل العقول ... والله الموفق للصواب.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 11 - 06, 06:34 ص]ـ
لا خلاف في ذلك، ولكن علينا بيان من خرق الإجماع، ولم يذكر أحد ذلك الآن ...
هذه هي التي خرقت الإجماع وهي كافية للعقل والنظر الصحيح في معاني الشريعة:
هذه أمور لم ترد أعيانها في الكتاب ولا السنة، ولا ينبني عليها عمل، فالسؤال عنها بدعة، والولوج فيها جدالا بعد عن الصراط السوي، وتسور على محراب الشريعة ... فالأفضل ترك الحديث فيها ..
وكما أن نفي الإجماع لابد أن يكون عن علم بثبوته، فادّعاء الإجماع كذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 06, 12:14 ص]ـ
يكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (خير البقاع المساجد) فهذا فيه رد على القاضي عياض وغيره ممن زعم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ومن المساجد بدون دليل ولابينة بل ويحكي على ذلك الإجماع؟ فالله المستعان.
وأما كلام الذهبي رحمه الله على كتاب الشفاء فهو كلام إمام عالم منصف
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 20 / ص 216)
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب " شفائه "، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الاحاديث، وبما تواتر من الاخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الاسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/57)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[24 - 11 - 06, 03:57 ص]ـ
يكفينا قول النبي صلى الله عليه وسلم (خير البقاع المساجد) فهذا فيه رد على القاضي عياض وغيره ممن زعم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة ومن المساجد بدون دليل ولابينة بل ويحكي على ذلك الإجماع؟ فالله المستعان
كلامك يقتضي أن مسجد الإمام تركي في الرياض خير من العرش والكرسي، بل ومن الجنة والفردوس الأعلى التين لا تقام فيهما الصلاة ضرورة انقطاع الأعمال بعد الموت، أليس كذلك؟ ..
ـ[أبو سليمان سيف]ــــــــ[24 - 11 - 06, 04:23 م]ـ
سؤال: أليس القول بأن البقعة الفلانية أفضل من الكعبة هو من الأمور الغيبية التي تحتاج إلى نص من المعصوم - صلى الله عليه وسلم؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[24 - 11 - 06, 06:48 م]ـ
أخي الحبيب، كلامك صحيح، والأصل عدم النقاش في هذه الأمور إذ لم ترد فيه نصوص واضحة قطعية، ولكن الذين تحدثوا فيها تحدثوا في باب الفضائل، ذلك الباب الذي تساهل فيه العلماء قديما وحديثا بناء على أنه لا يبنى عليه عمل، والأمر فيه واسع ...
وأذكر أن أصل القضية حديثا في شمائل الترمذي، أن المرء يدفن في البقعة التي خلق من ترابها، وحيث كان النبي صلى الله عليه وسلم خير خلق الله، حسا ومعنى، فالبقعة التي خلق منها هي خير البقاع التي خلقها الله تعالى، ضرورة أنه جزء منها وهي جزء منه صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث إن العرش من خلق الله، فموضع تربيته صلى الله عليه وسلم وعلى آله خير منه.
وحيث إن المتبادر لذهن البعض بأن العرش الذي يستوي عليه الحق تعالى، أنه تعالى يستوي عليه بذاته استواء تماس كما نستوي نحن على المجالس والعروش، استعظموا المقارنة بين موقع يمسه الحق تعالى بذاته، وموقع خلق منه أو دفن فيه عبد من عبيده ...
ولما أن عقيدة أهل السنة اعتقاد الاستواء بغير تكييف ولا تشبيه، مع الاعتقاد بأن صفات الخالق تعالى متباينة كل التباين عن صفات المخلوقين، وأن حقيقة تلك الصفات إنما هي من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، فإن ذاك الظن الأخير باطل جملة وتفصيلا، وحيث إن الأمر مما لا تدركه العقول، ولا تصله الأبصار، كان الأفضل تجنب الحديث فيه ... والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:01 م]ـ
كلامك يقتضي أن مسجد الإمام تركي في الرياض خير من العرش والكرسي، بل ومن الجنة والفردوس الأعلى التين لا تقام فيهما الصلاة ضرورة انقطاع الأعمال بعد الموت، أليس كذلك؟ ..
ما الزمت به الشيخ عبدالرحمن ليس بلازم له لان المراد بقاع الارض
والخبر وان خرج مخرج العموم فالمراد به الخصوص بقرينة المقابله فانه قال في تتمة الخبر وابغضها الى الله اسواقها
وقد علم ضرورة ان النار شر من الاسواق
كما انه قد صح في الخبر ان في الجنة سوقا ياتيه اهل الجنة كل جمعه
فدل ذلك ان المراد بقاع الارض
ثم انه لا وجه لذكر العرش والكرسي اذ الحديث عن البقاع لا مطلق المخلوقات
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[24 - 11 - 06, 10:39 م]ـ
كيف يكون السؤال عنها بدعة وأنت أخي الكريم تصحح دعوى الإجماع؟
نقض جيد من الاخ محمد لم يستطعه الشيخ حمزه فحاد عنه فزعم انه لا يصحح دعوى الاجماع رغم انه يقرره ويرد على من نفاه
وحق لنا ان نسال كيف يكون مجمعا على هذه الفضيلة ثم يكون السؤال عنها بدعه ويكره الحديث عنها
اذ كان الواجب اذ كانت فضيلة مجمعا عليها ان يشاع ذكرها ويتقرب الى الله ببيانها
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 03:36 ص]ـ
وحيث كان النبي صلى الله عليه وسلم خير خلق الله، حسا ومعنى، فالبقعة التي خلق منها هي خير البقاع التي خلقها الله تعالى.
بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد. وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي. ونوح نبى كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر ..
اللهم اجزه عنا خير الجزاء
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 11:23 ص]ـ
(خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق)
قال الألباني رحمه الله: ضعيف
ضعيف الترغيب والترهيب1/ 51
إضافة من المشرف:
5582 - خير البقاع المساجد و شر البقاع الأسواق.
تخريج السيوطي
(طب ك) عن ابن عمر.
تحقيق الألباني
(حسن) انظر حديث رقم: 3271 في صحيح الجامع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:01 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ولعل ما ذكره الشيخ عبدالكريم الشهري فيه إجابة عن الإيراد السابق، وأما الحديث فهو ثابت، وقد رواه ابن حبان وغيره من طريق جرير بن عبدالحميد عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثارعن ابن عمر مرفوعا، وإسناده مقارب وإنا الكلام فيه من ناحية اختلاط عطاء بن السائب وأن رواية عبدالحميد عنه بعدها، ولكن الشواهد الأخرى تدل على حفظ عطاء له، فانتفى ما كان يخشى من اختلاط عطاء.
وله شواهد تقويه.
مجمع الزوائد - (ج 4 / ص 135)
وقال البزار عن جبير: أن رجلا قال: أي البلدان أحب إلى الله؟ وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال:
لا أدري حتى أسأل جبريل صلى الله عليه و سلم
فأتاه فأخبره: " أن أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغض البقاع إلى الله الأسواق "
ورجال أحمد وأبي يعلى والبزار رجال الصحيح خلا عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث وفيه كلام.
مجمع الزوائد - (ج 4 / ص 135)
- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجبريل:
أي البقاع خير؟ قال: لا أدري. قال: فسل عن ذلك ربك عز و جل فبكى جبريل صلى الله عليه و سلم وقال: يا محمد ولنا أن نسأله؟ هو الذي يخبرنا بما يشاء. فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال: خير البقاع بيوت الله في الأرض. قال: فأي البقاع شر؟ فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال: شر البقاع الأسواق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن واقد وهو ضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/58)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:26 م]ـ
جزى الله خيرا المشرف على إضافته ولكنه لم يبين لنا الإشكال الناتج عن تلك الإضافة فالألباني رحمه الله ضعّف الحديث مرتين وحسنه مرة , فبأي أقواله نأخذ ولمَ؟؟
فتضعيفه كان لرواية ابن حبان والطبراني في معجميه الأوسط والكبير ..
خصوصا وأني أظن صحيح الجامع كان سابقا لضعيف الترغيب والترهيب لأن الألباني رحمه الله لم يذكره ضعيف الترغيب والترهيب ضمن مؤلفاته التي أوردها في مقدمة صحيح الجامع ..
فأرجو من مشرفنا الفاضل أن يفيدنا في ذلك
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[25 - 11 - 06, 01:53 م]ـ
واخرجه مسلم وغيره من حديث انس بن عياض عن الحارث بن عبدالرحمن بن ابي ذباب عن عبدالرحمن بن مهران عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال:"احب البلاد الى الله المساجد وابغض البلاد الى الله اسواقها
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 11 - 06, 03:23 م]ـ
السؤال عن حديث (خير البقاع المساجد وشرالبقاع الأسواق) ... ؛؛
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 11 - 06, 03:44 م]ـ
أخي الحبيب، كلامك صحيح، والأصل عدم النقاش في هذه الأمور إذ لم ترد فيه نصوص واضحة قطعية، ولكن الذين تحدثوا فيها تحدثوا في باب الفضائل، ذلك الباب الذي تساهل فيه العلماء قديما وحديثا بناء على أنه لا يبنى عليه عمل، والأمر فيه واسع ...
المشكلة هو في العوام الذين يسمعون مثل هذا الكلام، يستنتجون منه انه مكان مبارك إذا تبركوا به او تمسحوا به يحصلون على البركة والأجر، ويكفي ما يحصل من البدع والشرك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويستدل أهل البدع بمثل هذا الكلام الذي تكلم به بعض اهل العلم.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 04:52 م]ـ
أخي الكريم ما تذكرونه هنا خارج عما نحن بصدده، وحديث "خير البقاع" لا استدلال به فيما نحن بصدده ...
وإضافة إلى دعوى الباجي والقاضي عياض، وابن عقيل الحنبلي، رحمهم الله، وقفت على نص في المسألة للإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله، في الجزء الثالث من "المنح المكية" ... فهم أربعة من أئمة الإسلام نصوا على المسألة، ومنهم من ادعى الإجماع عليها ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 11 - 06, 05:23 م]ـ
أخي الكريم ما تذكرونه هنا خارج عما نحن بصدده، وحديث "خير البقاع" لا استدلال به فيما نحن بصدده، فقبر النبي صلى الله عليه وسلم داخل في المسجد بدليل: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة". وهو في البخاري، ولا شك أنها ما كانت روضة من رياض الجنة إلا ببركة منبر النبي وقبره صلى الله عليه وسلم، فالقبر الشريف داخل في "الروضة من رياض الجنة" ... هذا أولا.
وثانيا؛ فهناك نقاش منطقي وأصولي هل الحد داخل في الموضوع أو خارج عنه، ولا شك هنا بدلائل نقلية وعقلية أنه داخل في الموضوع، فيبطل الاحتجاج بحديث "خير البقاع من وجهين:
الأول: أن القبر الشريف داخل في المسجد والموضع المحضوض عليه بالتعبد والتأله بشاهد الحديث، فالحديث أعلاه يعضد وجهة النظر ولا ينافيها.
ثانيا: أنه بما أن القبر "روضة من رياض الجنة" فلا شك أنه أفضل من مساجد الأرض، إذ الجنة خير من الأرض كما لا يخفى، فرياضها خير من منازل الأرض، وفي الحديث: "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها" ...
وإضافة إلى دعوى الباجي والقاضي عياض، وابن عقيل الحنبلي، رحمهم الله، وقفت على نص في المسألة للإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله، في الجزء الثالث من "المنح المكية" ... فهم أربعة من أئمة الإسلام نصوا على المسألة، ومنهم من ادعى الإجماع عليها ...
على أن مسألة تفضيل المدينة على مكة وقع الخلاف فيها من لدن الصحابة للآن، وقد استدل من قال بفضل المدينة بوجود القبر الشريف وأنه أفضل البقاع إطلاقا، ونزاع من نازعهم كان تسليم القول بفضله، وإنكار القول بعموم الفضل في المدينة لمجاورتها له، فلم يرد إنكار فضل نفس القبر الشريف على ساكنه أفضل السلام، فكل من سلم ذلك كالشافعي وابن حبيب وابن وهب وابن عبد البر يعد مسلما للقول بفضل موضع القبر الشريف على غير من المواضع, بل قال الشوكاني في "نيل الأوطار" / 99: (قال القاضي عياض: إن موضع قبره (صلى الله عليه وسلم) أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره (صلى الله عليه وسلم) ". فهو نص من الشوكاني على الإجماع ... فتأمل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 11 - 06, 05:44 م]ـ
نعيد الكلام السابق (وإن عدتم عدنا)
إدعاء إجماع باطل من القاضي عياض ومن تبعه، وليس عندهم دليل من الكتاب ولا من السنة
وفي مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية
(وَسُئِلَ عن التربة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم: هل هي أفضل من المسجد الحرام؟
فأجاب:
وأما [التربة] التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلا أعلم أحدا من الناس قال: إنها أفضل من المسجد الحرام، أو المسجد النبوي أو المسجد الأقصى، إلا القاضي عياض، فذكر ذلك إجماعا،
وهو قول لم يسبقه إليه أحد فيما علمناه. ولا حجة عليه،
بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد. وأما ما فيه خلق أو ما فيه دفن، فلا يلزم إذا كان هو أفضل أن يكون ما منه خلق أفضل؛ فإن أحدا لا يقول: إن بدن عبد الله أبيه أفضل من أبدان الأنبياء، فإن الله يخرج الحي من الميت، والميت من الحي. ونوح نبى كريم، وابنه المغرق كافر، وإبراهيم خليل الرحمن، وأبوه آزر كافر.
والنصوص الدالة على تفضيل المساجد مطلقة، لم يستثن منها قبورالأنبياء، ولا قبور الصالحين. ولو كان ما ذكره حقا لكان مدفن كل نبى، بل وكل صالح، أفضل من المساجد التي هي بيوت الله، فيكون بيوت المخلوقين أفضل من بيوت الخالق التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/59)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 11 - 06, 05:47 م]ـ
أين الإجابة؟
نقض جيد من الاخ محمد لم يستطعه الشيخ حمزه فحاد عنه فزعم انه لا يصحح دعوى الاجماع رغم انه يقرره ويرد على من نفاه
وحق لنا ان نسال كيف يكون مجمعا على هذه الفضيلة ثم يكون السؤال عنها بدعه ويكره الحديث عنها
اذ كان الواجب اذ كانت فضيلة مجمعا عليها ان يشاع ذكرها ويتقرب الى الله ببيانها
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 06, 05:51 م]ـ
بدليل: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة". وهو في البخاري.
الذي في البخاري " ما بين بيتي ... " وهو المحفوظ
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:21 ص]ـ
الأخ الفقيه بارك الله فيكم؛ لقد أجبنا أعلاه، وأنتم من لم يجب، كلام ابن تيمية رحمه الله مردود، فقد جلبنا لكم كلام الشوكاني وغيره، والنقل عن الشافعي وابن وهب وابن حبيب، وهم قبل عياض والباجي، وكلام ابن تيمية سبق وأن قلنا لم يذكر من خالف من السلف:
والدعاوى ما لم تكن لها بينات فأصحابها أدعياء
كما هي القاعدة في علم القضاء ...
وكلام الأخ الشهري، لم نجب عليه، لأنه واضح البطلان، ومخالف للقواعد العلمية، وما هو متعلق بالإجماع وشروطه ...
والأخ الأثري وفقكم الله؛ لا مشاحة في اللفظ، لأن قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم داخل بيته، فرواية "البيت" أشمل وأوسع في الاستدلال كما لا يخفاكم، ويمكن اعتبارها من دلائل النبوة ...
فقط أحب من الأخوة إيراد أمر:
وهو من خرق الإجماع ممن تقدم على الباجي وعياض؟، وما مستند ذلك ومحله ...
فإن وجد؛ تمت لكم الحجة في عدم وقوع الإجماع، وإن لم يوجد، فلا يسلم لكم طعنكم في الإجماع ..
وكلام شيخ الإسلام فيه ما فيه، ولا يصح مطعنا هنا، لأن الإجماعات والنصوص لا ترد بالرأي والفهم العقلي .. ورحم الله القائل:
وكل خير في اتباع من سلف===وكل شر في ابتداع من خلف
فواجب علينا تقديم قول سلف الأمة، والعصابة الممدوحة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: "خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم"، والقائل: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" .. فلا نترك كلام أهل القرون الأولى ونتبع إنكارات من تأخر عنهم ...
وهناك أمر؛ وهو أن استدلالكم بحديث المساجد فيه ما فيه من المصادرة عن المطلوب، ففي الحديث: "وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا"، فاستوت الأراضي هنا بمساجدها وغيرها، فهو مطعن ثان في استدلالكم بالحديث الشريف ...
ويرد على ابن تيمية - رحمه الله - أن القبر - مسكن النبي - لم يفضل من حيث هو قبر وغرفة، إنما من حيث وجود الجسد النبوي والتربة التي خلق منها جسده الشريف صلى الله عليه وسلم وعلى آله، فالجسد هو المفضل لا الغرفة، وقد نص ابن تيمية على شرفه وفضله على الحرمين، في قوله أعلامه: "بل بدن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من المساجد ".فيكون هنا - بحسب علم المنطق - "الدور"، وهو الرجوع لأول القضية، فيحصل الاتفاق بين شيخ الإسلام وبين غيره، فلا استدلال لكم بكلام شيخ الإسلام فهو تحصيل حاصل كما لا يخفى ...
ثم هناك رد آخر؛ وهو أن بيوت الله تعالى، لم يدع أحد أن الله تعالى قاطن فيها وساكن، فما أورده شيخ الإسلام رحمه الله من أن بيوت الأنبياء صارت أفضل من بيوت الله، لا وجه له بحال، فلا يحتج به ولا يعول عليه ... فتأمل.
فيا سبحان الله يا شيخ عبد الرحمن؛ إجماع ادعاه الشافعي، وابن حبيب، وابن وهب، والباجي، وعياض، وابن عقيل الحنبلي، وسلمه ابن القيم، والتاج السبكي، والعز ابن عبد السلام، والحصكفي، والسخاوي، والسيوطي، والمناوي، والتاج الفاكهي، ونص عليه ابن أبي جمرة، وسلمه ابن الحاج في المدخل؛ كيف تشككون فيه، وتردونه؟، هذا لا يكون ...
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:52 ص]ـ
كون القاضي عياض اخبر بوجود اجماع لا يعني ان هذا صحيحا فإن قوله أن هنالك اجماع يحتاج دليل وليس يدعى احد اجماعا دون حجة ودليل
بعد تأملي كلام شيخ الإسلام وجدته ججة على من ادعى الإجماع
خاصة أن من ادعى الإجماع يغلب على الظن انه خلط بين الكلام عن جسد النبي وبين الكلام عن قبر النبي الذي حوى جسده عليه الصلاة والسلام ومعلوم ان الفرق ظاهر وقد شرحه شيخ الإسلام بتفصيل رائع نقله ألأخ إبن وهب عن مجموع الفتاوى فأنصح بمراجعة كلام شيخ الإسلام إبن تيمية في مشاركة الأخ إبن وهب جزاه الله خيرا
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[26 - 11 - 06, 05:11 ص]ـ
كأنك لم تقرأ مداخلتنا الأخيرة ...
ـ[أبو جعفر الزهيري]ــــــــ[26 - 11 - 06, 05:33 ص]ـ
بل فعلت لكن انت كلامك كله الغاز الله يهديني وإياك كل شيء لا نفهم منك طيب اذا انت طالب علم انزل الى مستوانا حتى نفهمك على الأقل بدل ان تقول لي كأنك لم تقرأ مداخلتنا الأخيرة ... !!!!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - 11 - 06, 05:58 ص]ـ
فيا سبحان الله يا شيخ عبد الرحمن؛ إجماع ادعاه الشافعي، وابن حبيب، وابن وهب، والباجي، وعياض، وابن عقيل الحنبلي، وسلمه ابن القيم، والتاج السبكي، والعز ابن عبد السلام، والحصكفي، والسخاوي، والسيوطي، والمناوي، والتاج الفاكهي، ونص عليه ابن أبي جمرة، وسلمه ابن الحاج في المدخل؛ كيف تشككون فيه، وتردونه؟، هذا لا يكون ...
الشيخ الفاضل الشريف حمزة الكتاني
ما هو هذا الإجماع الذي ادعاه الشافعي وابن حبيب وو .. ؟ هل نقل عنهم الإجماع على تفضيل القبر على سائر البقاع؟
أرجو أن توضح هذه النقطة مع النقل عنهم, فإن نقلت عن الشافعي ولو قول له أن القبر أفضل فمن وجهة نظري تتم لك الحجة .. لأن ذلك يعني وجود النقل في ذلك عن الشافعي مع عدم وجود النقل عمن خالفه في عصره
تريد نقول بارك الله فيك .. وأما كلام الشوكاني ففيه شيء من الإجمال, فنرجو نقل نص واضح عن الإمام الشافعي في المسألة
بانتظارك بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/60)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[26 - 11 - 06, 08:27 م]ـ
فيا سبحان الله يا شيخ عبد الرحمن؛ إجماع ادعاه الشافعي، وابن حبيب، وابن وهب، والباجي، وعياض، وابن عقيل الحنبلي، وسلمه ابن القيم، والتاج السبكي، والعز ابن عبد السلام، والحصكفي، والسخاوي، والسيوطي، والمناوي، والتاج الفاكهي، ونص عليه ابن أبي جمرة، وسلمه ابن الحاج في المدخل؛ كيف تشككون فيه، وتردونه؟، هذا لا يكون ...
اتق الله يا رجل
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 05:01 م]ـ
اتق الله يا رجل
جزاك الله خيرا، اللهم ارزقنا تقاك، واجعلنا ممن ذُكر فنفعته الذكرى ...
ما هو هذا الإجماع الذي ادعاه الشافعي وابن حبيب وو .. ؟ هل نقل عنهم الإجماع على تفضيل القبر على سائر البقاع؟
أرجو أن توضح هذه النقطة مع النقل عنهم, فإن نقلت عن الشافعي ولو قول له أن القبر أفضل فمن وجهة نظري تتم لك الحجة .. لأن ذلك يعني وجود النقل في ذلك عن الشافعي مع عدم وجود النقل عمن خالفه في عصره
أخي الكريم، بارك الله فيك، قال الشوكاني في نيل الأوطار: 5/ 99 في معرض المفاضلة بين مكة والمدينة: "قال القاضي عياض: إن موضع قبره (صلى الله عليه وسلم) أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره (صلى الله عليه وسلم) فقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان إن مكة أفضل وإليه مال الجمهور، وذهب عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر المدنيين إلى أن المدينة أفضل، واستدل الأولون بحديث عبد الله بن عدي المذكور في الباب".
قلت فهو نص على اتفاق أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب، على أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم خير البقاع، واختلفوا هل تصبح المدينة خير البقاع لمجاورتها له ... النص واضح .. واعذروني لأنني ظننت أنني أثبته أعلاه، ولم أكن أثبته ... وبقية الأسماء مذكورة في مداخلة أحد الأخوة أعلاه .. ويزاد عليها قول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أثبته أعلاه ... فلا أعلم مخالفا في الموضوع أصلا ...
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[28 - 11 - 06, 08:13 م]ـ
فيا سبحان الله يا شيخ عبد الرحمن؛ إجماع ادعاه الشافعي، وابن حبيب، وابن وهب، والباجي، وعياض، وابن عقيل الحنبلي، وسلمه ابن القيم، والتاج السبكي، والعز ابن عبد السلام، والحصكفي، والسخاوي، والسيوطي، والمناوي، والتاج الفاكهي، ونص عليه ابن أبي جمرة، وسلمه ابن الحاج في المدخل؛ كيف تشككون فيه، وتردونه؟، هذا لا يكون ... [/ COLOR]...
قال الشوكاني في نيل الأوطار: 5/ 99 في معرض المفاضلة بين مكة والمدينة: "قال القاضي عياض: إن موضع قبره (صلى الله عليه وسلم) أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره (صلى الله عليه وسلم) فقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان إن مكة أفضل وإليه مال الجمهور، وذهب عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر المدنيين إلى أن المدينة أفضل، واستدل الأولون بحديث عبد الله بن عدي المذكور في الباب".
[/ COLOR]...
ان كنت فهمت من كلام الشوكاني هذا ان الشافعي وابن وهب وابن حبيب حكوا الاجماع في هذه المسالة فانا لله وانا اليه راجعون
وان كنت فهمت من قول ابن عقيل في الفنون "فأما والنبي صلّى الله عليه وسلّم فيها - أي في الحجرة - فلا والله، ولا العرش وحملته ولا الجنة".
انه يحكي الاجماع فلا حول ولا قوة الا بالله
وكنت قد كتبت لارد عليك فيما سبق
اما وقد وصل الامر الى هذا الحد من كيل حكاية الاجماع ونسبتها الى ائمة اهل العلم بلا بينة ولا برهان فالكف احمد
وقد تبين مصداق ما ذكرت سابقا في اول مشاركة لي في هذا الموضوع وبالله التوفيق.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[29 - 11 - 06, 06:25 ص]ـ
يا أخي حمزة الكتاني أنصحك تترك المنافحة عن الصوفية وتبني منهجهم!!!!!!! فعندهم طوام وطوام فاحذر من الصوفية نصيحة لله واتبع المنهج السلفي
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[29 - 11 - 06, 10:07 م]ـ
يا أخي حمزة الكتاني أنصحك تترك المنافحة عن الصوفية وتبني منهجهم!!!!!!! فعندهم طوام وطوام فاحذر من الصوفية نصيحة لله واتبع المنهج السلفي
أخي الكريم، أنا لا أنافح عن الصوفية، وأعلم أن الصوفية لن يدخلوا معي في قبري، نحن نتحدث عن مسألة علمية، نوقشت من قديم، وأُقحمت فيها وأنا لا أريد، ثم تبين أن جمهور الأمة يقولون بها سلفا وخلفا، فإنا هنا من يتبع "النهج السلفي"، وهذه إنما مناقشة علمية، ولو تبين لي خلاف ما ذكرته لرجعت إلى الحق عاجلا دونما احتشام، فالحق أحق أن يتبع ..
وقد طلبت من الأخوة أن يذكروا خلافا قبل الباجي فلم يأتوني بشيئ، بل وقفت على دعوى الإجماع من الشوكاني وغيره، واتفاق أهل مكة والكوفة والشافعي وابن حبيب وابن وهب على ذلك، وهم من السلف الصالح وأهل الحديث كما لا يخفى ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/61)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:31 ص]ـ
كل هذا ولست صوفياً؟؟
على أن الإجماع الذي تتوهمه باطل لم يحدث قط
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[17 - 12 - 06, 02:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
إتهام الأخ حمزة بالصوفية من أجل تبنيه لرأى الباجى وعياض ومن تبعهم بعيد ولادليل عليه
إذ لا يلزم من تفضيل قبر النبى صلى الله عليه وسلم الدعوة إلى التبرك به وو .... إلى غير ذلك من بدع الصوفية
ولا نعلم أحدا اتهم الباجى وابن عقيل والشوكانى بالصوفية
فالرفق الرفق
وابن تيمية على جلالته وسعة اطلاعه على عقيدة السلف والخلف إلا أنه ليس بنبى العقيدة
وقوله ليس بمعصوم
وقد خالف الشيخ ابن عثيمين ابن تيمية فى مسألة تمريغ الوجه بالتراب
وذهب الشيخ ابن باز والراجحى إلا أن الظل صفة لله لا ظل العرش كما ذهب إليه ابن تيمية
فالأمر لايحتاج كل هذه الحساسية إذ القائل بتفضيل القبر لا يدعو إلى التبرك به وو ....... إلى آخره من البدع
والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 08:15 م]ـ
######################
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 04:33 ص]ـ
تحرير المسألة كما نص عليه شيخ الاسلام هي باتباث قول لأحد قبل القاضي عياض رحمه الله يقول بأفضلية القبر و ليس الجسد على باقي البقاع لأن عبارة القاضي عياض موهمة أن القبر مستثنى عند السلف من الخلاف حول أفضلية البقاع و هو استثناء قاله القاضي عياض بناءا على ما قرره هو نفسه من أنهم مجمعون على أفضلية القبر فلزم ان يستثني القبر من خلافهم أي أنه بنى هذا الاستثناء على صحة الاجماع عنده بأفضلية القبر - و كل من قال بقوله انما يحيل على القاضي في ذلك- فالاستدلال بهذا الاستثناء لاتباث صحة نقله للاجماع فيه دور لا يخفى فلتصحيح هذا الاستثناء يلزم تصحيح دعوى الاجماع و لتصحيح دعوى الاجماع يلزم بيان مستنده النقلي بنقل أقوال من سبق القاضي عياض رحمه الله ممن يصرح بأفضلية القبر - لا الجسد - و هذا هو محل النزاع الذي بينه شيخ الاسلام - كعادته رحمه الله- باختصار و دقة سيما و قد بين رحمه االله ان التزام مثل هذا القول ينتج عنه تفضيل قبور الأنبياء على سائر البقاع و هو خلاف أصول الاسلام كما قال رحمه الله
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال تبادر الى ذهني وأنا أتابع الردود في هذا الموضوع ... بارك الله في الجميع.
... اذا كنت هناك مسألة ادعى فيها عالم الاجماع - وهو أهل للدعوى - ولم يكن في المسألة نص من كتاب او سنة, فهل تقبل دعواه؟
... وموضع الاشكال عندي ان دعوى الاجماع تصح في ما يقبل فيه الاجتهاد, كمسائل الفقه مثلاً ... فمسائل الفقه يقبل فيها الاجماع والقياس ... وذلك كون المسائل الفقهية كثير كما هو معروف ومنها الحادث ولم يكن معروف في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ولا زمن الصحابه ... فكان الاجماع على فهم دليل أو الاجماع على حكم مسألة معينة مرجح في المسألة ... والكلام يصح أيضاً في ما يخص باب القياس.
ولكن في مسائل العقيدة ... فلا يصار الى الاجماع الا بدليل من الكتاب والسنة ... وكون احد الأئمة ادعى في مسألة عقدية الاجماع دون حجة من كتاب أو سنة فيه نظر ... فكيف أثبت هذه العقدية أصلاً؟
في باب العقائد لا بد من نص صريح يلزم منه التسليم بتلك العقيدة ... والا لو فتح الباب على مصراعيه لكان رأى كل مخالف صحيح ... ولا حجة على أي مبتدع في الدين.
فهل هذا الفهم مني صحيح؟
بارك الله في الجميع ووفقهم الى كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 02:15 م]ـ
رقم الفتوى: 56683
عنوان الفتوى: فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق
تاريخ الفتوى: 29 شوال 1425/ 12 - 12 - 2004
السؤال
يقول أحد العلماء أن النبي صلى الله أفضل من عرش رب العالمين و أن البقعة التي فيها جسد النبي صلى الله عليه و سلم أفضل من العرش وقال أجمع على ذلك العلماء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، فهل هذا الإجماع صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان الإجماع على تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، نقله المقري فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/62)
وانعقد الإجماع أن المصطفى ***** أفضل خلق الله والخلق انتقى
وما نحا الكشاف في التكوير ***** خلاف إجماع ذوي التحرير.
وقد ذكر كثير من المحقيقن فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق منهم شيخ الإسلام في عدة من كتبه، والعيني في شرح البخاري، والغزالي في الإحياء. ولا نعلم لهم مخالفا في ذلك، وأما تفضيل البقعة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم على جميع البقاع، فقد نقله الشيخ عبد العزيز اللمطي في نظم قرة الأبصار فقال:
وهاجر المختار لما أن وصل ***** خمسين مع ثلاثة حتى نزل
بطيبة الغراء حيث أمرا ***** ثم بها أقام حتى احتضرا
بها فكانت أشرف البقاع ***** أما ضريحه فيها فبالإجماع.
وأما مسألة تفضيلها على العرش فلم نجد فيها كلاما لأهل العلم، والظاهر أن العرش أفضل من الأرض، مع أن التفضيل أمر لا يمكن الجزم فيه إلا بدليل.
وفي مسألة التفاضل بين مكة والمدينة خلاف سبق الكلام عليه في الفتوى رقم: 46872. فمذهب الجمهور تفضيل مكة، وقد قال المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح الترمذي عند قول النبي صلى الله عليه وسلم لمكة: ما أطيبك من بلد، قال: هذا دليل للجمهور على أن مكة أفضل من المدينة خلافا لمالك رحمه الله. اهـ. والحديث المذكور أخرجه ابن حبان والترمذي وصححه الألباني. وقد استدل شيخ الإسلام ابن تيمية على فضل مكة أيضا بقوله لمكة أيضا: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله. والحديث أخرجه الترمذي وابن حبان وصححاه ووافقهما الألباني.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=56683&Option=FatwaId
وقد قال الصوفي المخرف الجفري - داعية المزابل!! - إن البقعة التي دفن فيها النبي صلى الله أفضل من " القلم " و أفضل من " سدرة المنتهى "!!! عدا عن الكعبة والعرش!!
ولا أدري كيف صارت بقعة دفن فيها نبينا صلى الله عليه وسلم وانقطع عن التبليغ والوحي أفضل من (بقع) عاش فيها ودعا إلى ربه وبلغ رسالته وقرأ فيه القرآن؟؟؟
والإجماع الذي ليس مستنده النص حكايته وعدمها سواء
وقد أمرنا عند الاختلاف بالرجوع إلى القرآن والسنة
فأين في القرآن والسنة مثل هذه الخزعبلات؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 02:21 م]ـ
رقم الفتوى: 46872
عنوان الفتوى: المفاضلة بين مكة والمدينة
تاريخ الفتوى: 20 صفر 1425/ 11 - 04 - 2004
السؤال
أحب المدينة المنورة والارتياح لها عن مكة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أجمع أهل العلم على أن مكة المكرمة والمدينة المنورة هما أفضل بقاع الأرض، ثم اختلفوا في أيهما أفضل، فذهب الجمهور إلى أن مكة أفضل لكثير من الوجوه، وذهب المالكية في المشهور عنهم إلى أن المدينة أفضل، قال النفراوي في الفواكه الدواني: .... قال خليل: والمدينة أفضل، ثم مكة أفضل من بيت المقدس.
هذا فيما يتعلق بالمفاضلة بين مكة والمدينة، وقد علمت أن مذهب الجمهور تفضيل مكة على المدينة، فإذا كان السائل الكريم يريد من سؤاله أنه يرى أفضلية المدينة على مكة، فقد علم مما ذكرنا أن هذا هو مشهور مذهب الإمام مالك رحمه الله، وإن كان إنما يعني مجرد الحب الغريزي كأن يكون لسبب ما يجد فيها من المتعة والراحة مما لا يجده في غيرها ونحو ذلك، فهذا أمر جِبِلِّي لا تعلق للتكليف به، وليس فيه من حرج، لكن عليه أن يحذر من أن يؤدي به ذلك إلى بغض مكة المكرمة أو الاستخفاف بشيء من أمورها، فإن الاستخفاف بها استخفاف بشيء من الدين، وهو كفر والعياذ بالله.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=46872
وإذا كان مذهب الجمهور تفضيل مكة فكيف يثبت الإجماع على تفضيل بقعة في المدينة على العرش؟
ولو صح هذا الإجماع لما كان ثمة خلاف في مسألة التفضيل بين مكة والمدينة أصلاً
فبقعة المدينة خير من الكعبة والعرش والقلم وسدرة المنتهى هل سيكون ثمة خلاف بعدها في تفضيلها على مكة؟؟
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:35 ص]ـ
تنبيه من المشرف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/63)
هذه الأقوال التي تفضل موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم على غيرها من البقاع أقوال مبتدعة قال بها بعضهم وزعموا أنها إجماع ولم يقل بقولهم هذا أحد من الصحابة ولا من التابعين ولامن الأئمة الأربعة فقولهم ساقط لادليل عليه سوى زعم الإجماع.
قال الملا علي القاري الحنفي في المَسْلَك المُتَقَسِّط في المنسك المُتَوسِّط ص351 - ص352 ما نصّه:
((أجمعوا على أنّ أفضل البلاد مكّة والمدينة زادهما الله شرفًا وتعظيمًا، ثم اختلفوا بينهما أي في الفضل بينهما، فقيل: مكة أفضل من المدينة، وهو مذهب الأئمة الثلاثة وهو المرويُّ عن بعض الصحابة، وقيل: المدينة أفضل من مكة، وهو قول بعض المالكية ومن تبعهم من الشافعية، وقيل بالتسوية بينهما)) ... إلى أن قال:
((والخلاف أي الاختلاف المذكور محصورٌ فيما عدا موضع القبر المقدس، قال الجمهور: فما ضمّ أعضاءه الشريفة فهو أفضل بقاع الأرض بالإجماع حتى من الكعبة ومن العرش)) انتهى ملخّصًا.
وفي السيرة الحلبيّة لنور الدين الحلبي:
((والكلام فى غير ماضم أعضاءه الشريفة صلى الله عليه وسلم من أرض المدينة وإلا فذاك أفضل بقاع الأرض بالإجماع بل حتى من العرش والكرسى)) وقال في موضع آخر:
((وقام الاجماع على أن هذا الموضع الذي ضم أعضاءه الشريفة صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع الأرض حتى موضع الكعبة الشريفة قال بعضهم وافضل من بقاع السماء أيضا حتى من العرش))
ونقل شمس الدين الشامي في سبل الهدى والرشاد قول السبكي والقاضي عياض وأقرّه وقال:
((ولا ريب أن نبينا -صلّى الله عليه وسلّم- أفضل المخلوقات, فليس في المخلوقات على الله تعالى أكرم منه, لا في العالم العلوي ولا في العالم السفلي كما تقدم في الباب الأول من الخصائص)) اهـ.
وفي تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام لابن الضياء:
((موضع قبره الشريف أفضل بقاع الأرض، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم على الله تعالى)) وقوله: ((تقرر أنه أفضل المخلوقين وأن تربته أفضل بقاع الأرض)).
وقال الشيخ مصطفى السيوطي الرحيباني في مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي ج2 ص385 ما نصّه:
(((فرع: موضع قبره عليه الصلاة والسلام) (أفضل بقاع الأرض) , لأنه صلى الله عليه وسلم خلق من تربته , وهو خير البشر , فتربته خير الترب , وأما نفس تراب التربة ; فليس هو أفضل من الكعبة , بل الكعبة أفضل منه إذا تجرد عن الجسد الشريف.
(وقال) أبو الوفاء علي (بن عقيل في) كتابه (" الفنون ") الذي لم يؤلف مثله في الدنيا , ولا مقداره فقد قيل: إنه مجلد لكن لما استولى التتار على بغداد طرحوا معظم كتبها في الدجلة , ومن جملتها هذا الكتاب: (الكعبة أفضل من مجرد الحجرة , فأما والنبي صلى الله عليه وسلم فيها ; فلا والله ولا العرش وحملته) والجنة , (لأن بالحجرة جسدا لو وزن به) سائر المخلوقات (لرجح).
(ويتجه): أنه يؤخذ (من هذا) , أي: من أن الحجرة الشريفة بما فيها من الجسد الشريف أفضل من سائر البقاع: (أن الأرض أفضل من السماء , لأن شرف المحل بشرف الحال فيه) , قال ابن العماد في الذريعة ": اتفق أكثر أهل العلم على أن الأرض أفضل من السماء بمواطئ أقدامه الشريفة صلى الله عليه وسلم ولأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , خلقوا منها , ولأن السماوات تطوى يوم القيامة وتلقى في جهنم , وأما الأرض ; فإنها تصير خبزة يأكلها أهل المحشر مع زيادة كبد الحوت)) اهـ
قلت: والمتن (أعني غاية المنتهي للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي) من أهم متون الحنابلة.
وفي الموسوعة الكويتية الفقهية الجزء السابع والثلاثين:
(( .. قال الزّركشي: أنشأ أصله سيّد المرسلين والمهاجرون الأوّلون والأنصار المتقدّمون خيار هذه الأمّة , وفي ذلك من مزيد الشّرف على غيره ما لا يخفى , واشتمالها على بقعة هي أفضل بقاع الأرض بالإجماع , وهو الموضع الّذي ضمّ أعضاء النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم , حكى الإجماع القاضي عياض وغيره , وفي ذلك قال: بعضهم - وهو أبو محمّد بن عبد اللّه البسكريّ المغربي -:
جزم الجميع بأنّ خير الأرض ما قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت كالنّفس حين زكت زكا مأواها)) اهـ.
تنبيه من المشرف: تركنا هذه النقولات مع ظهور بطلانها للاطلاع وأما قولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من تربته فهو افتراء على دين الله بغير علم وليس عندهم دليل صحيح على قولهم.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:08 م]ـ
تنبيه من المشرف:
هذه الأقوال التي تفضل موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم على غيرها من البقاع أقوال مبتدعة قال بها بعضهم وزعموا أنها إجماع ولم يقل بقولهم هذا أحد من الصحابة ولا من التابعين ولامن الأئمة الأربعة فقولهم ساقط لادليل عليه سوى زعم الإجماع.
تنبيه من المشرف: تركنا هذه النقولات مع ظهور بطلانها للاطلاع وأما قولهم إن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من تربته فهو افتراء على دين الله بغير علم وليس عندهم دليل صحيح على قولهم.
إيش هذا الخبص والتطاول على العلماء يا "مشرف"، لا يليق هذا الكلام أبدا، وليس من منهج العلماء ولا أهل الحديث ...
هل الملا القاري، ومحمد بن يوسف الصالحي، ونور الدين الشامي، وغيرهم من الأئمة مبتدعة وضالون؟ ... ما هذا الكلام ...
والنقول التي نقلناها أعلاه، وما سيأتي إن شاء الله تعالى عن العلماء السابقين واللاحقين كلها لم تعتبرها؟، ومنهم ابن تيمية وابن القيم، وعياض، والباجي، وحكاية الشوكاني الإجماع ... إلخ ... وقول ابن عقيل الحنبلي، هل كل هؤلاء مبتدعة عنك؟ ... لا يليق هذا أبدا ...
أما مسألة خلق الإنسان من التربة التي يدفن فيها، فقد وردت بذلك أحاديث متعددة، أخذ بها العلماء، فيها الضعيف والحسن، والأضعف، كما يأتي إن شاء الله ...
أما النقل أعلاه عن "الفقيه" فتلك ليست فتوى شرعية، ولا مؤصلة، إنما دعوى وشتام تنزه عنها مجالس العلماء وطلبة العلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/64)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 08:00 م]ـ
ان كان الاجماع صحيحا أفلا نقل قول واحد لامام متبع قبل ادعاء القاضي عياض الاجماع - و كل من ادعى الاجماع بعده فهو يعول على القاضي - قال بأفضلية القبر على ما عداه فكيف يسلم ادعاء اجماع على قول لم يقل به او حتى بمقتضاه أحد من أئمة الأمصار؟
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:59 ص]ـ
وقال السّيوطي رحمه الله تعالى في "الحجج المبينة في التفضيل بين مكّة والمدينة" ط الأمين ص47:
((واستدراك محل هذا الخلاف في غير قبره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما هو فأفضل البقاع بالإجماع، نبّه على ذلك القاضي عياض وغيره بل أفضل من الكعبة، بل رأيت بخط القاضي تاج الدين السُّبكي عن ابن عقيل الحنبلي: أنّه أفضل من العرش، وفي ذلك قال بعضهم:
جزم الجميع بأنّ خير الأرض ما قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت كالنّفس حين زكت زكا مأواها)) اهـ كلامه رحمه الله. والله الموفِّق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:09 م]ـ
سبق بيان بطلان كلام السيوطي وغيره، و عند السيوطي عددمن الانحرافات العقدية التي يعتمد عليها أهل البدع فينبغي الحذر من ذلك.
قال الإمام أحمد:من ادعى الإجماع فقد كذب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:26 م]ـ
وما هي الفائدة التي يجنيها المتصوفة والخرافيين هداهم الله من محاولتهم المستميتة في محاولة تفضيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة! سبحان الله العظيم
يكفينا ما ورد في كتاب الله تعالى وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة من الفضائل النبوية الكثيرة، فلم ينقل العلماء عن صحابي واحد ولا تابعي أنه فضل قبر النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة، أليس لنا فيهم أسوة.
فهذا القول من التنطع والغلو المذموم، ومهما حاول أحد إثباته فإن مستنده يرجع إلى دعاوى إجماع متأخرة فيها ما فيها، ولن يجد دليلا من كتاب أو سنة أو قول صاحب.
ـ[مهند الهاشمي الحسني]ــــــــ[15 - 10 - 07, 08:49 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله ..
وما هي الفائدة التي يجنيها المتصوفة والخرافيين هداهم الله من محاولتهم المستميتة في محاولة تفضيل قبر النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة! سبحان الله العظيم
إن شاء الله جميعًا نكون من أتباع السَّلَف الصّالح رضي الله عنهم ..
وَصَدِّقْنِي يا أَخِي، حاولت كثيرًا، التّنقيب والتّنقيب عن جميع من تكلّم في هذه المسألة .. ولم أَجِد سلفًا واحدًا من القرون الثلاث عشر الأولى! جعل لهذه المسألة ارتباط بينها وبين (المتصوفة والخرافيين) ..
حتّى في كلام (شيخ الإسلام) ابن تيمية رحمه الله، ليس فيه أنّ المخالف فيها من الصّوفيّة الخرافيّين!!
والّذي يليق أن نكون سلفيِّين في نقدنا لغيرنا أيضًا .. فمَن تحفَظ مِنَ العلماء يا شيخ عبد الرحمن جعل للصّوفيّة أدنى صِلَة بهذه المسألة؟!! .. اذكرهم لنا حفظكم الله ..
إتهام الأخ حمزة بالصوفية من أجل تبنيه لرأى الباجى وعياض ومن تبعهم بعيد ولادليل عليه
ولا نعلم أحدا اتهم الباجى وابن عقيل والشوكانى بالصوفية
فالرفق الرفق
لله درُّك أخي أمجَد ..
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 08:52 ص]ـ
الأخ مهند الهاشمي - وفقه الله -:
أكرر سؤال الشيخ عبدالرحمن لك: ما الفائدة التي ستجنيها من معرفة هذه المسألة؟
بارك الله فيك و نفع بك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 10 - 07, 11:49 ص]ـ
ما شاء الله لاقوة إلا بالله ....
الذي (يستميت في الدفاع عن هذا القول) هم الصوفية و الخرافيين ولا أعرف أن هناك من العلماء السلفيين من يتبنى هذا القول ويستميت في الدفاع عنه خاصة من المعاصرين.
فأين العالم السلفي الذي يتبنى هذا القول الفاسد ويستميت في الدفاع عنه؟ لعلك تذكره؟
والقاضي عياض له في كتابه الشفاء مخالفات متعددة أشار إليها الإمام الذهبي رحمه الله بقوله
في سير أعلام النبلاء - (ج 20 / ص 216)
قلت: تواليفه نفيسة، وأجلها وأشرفها كتاب " الشفا " لولا ما قد حشاه بالاحاديث المفتعلة، عمل إمام لا نقد له في فن الحديث ولا ذوق، والله يثيبه على حسن قصده، وينفع ب " شفائه "، وقد فعل، وكذا فيه من التأويلات البعيدة ألوان، ونبينا صلوات الله عليه وسلامه غني بمدحة التنزيل عن الاحاديث، وبما تواتر من الاخبار عن الآحاد، وبالآحاد النظيفة الاسانيد عن الواهيات، فلماذا يا قوم نتشبع بالموضوعات، فيتطرق إلينا مقال ذوي الغل والحسد، ولكن من لا يعلم معذور، فعليك يا أخي بكتاب " دلائل النبوة " للبيهقي، فإنه شفاء لما في الصدور وهدى ونور).
و تجد بعض المتصوفة يتبعون كل ناعق ويغلون في الرسول صلى الله عليه وسلم بغير برهان ولادليل حتى وصل بعضهم إلى تصنيف كتاب أسماه (الإنسان الكامل) وهو كتاب شركي.
فكل هذا بسبب الغلو المذموم الذي حذر منه الشارع الحكيم.
وفي مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية (عن تفضيل القبر النبوي على الكعبة):
وهذا قول مبتدع في الدين، مخالف لأصول الإسلام.
فنعوذ بالله من البدع المخالفة لأصول الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/65)
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 10 - 07, 05:55 ص]ـ
هذا الإجماع فيه نظر شديد بدليل أن مستندهم فيه: أن نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق فينتج من هذا أن تكون قبره صلى الله عليه وسلم خير البقع!! يعني كما أنه هو أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام فموضعه كذلك هو أفضل المواضع!! وهذا هو نص قولهم فتأملوه:
ونقل شمس الدين الشامي في سبل الهدى والرشاد قول السبكي والقاضي عياض وأقرّه وقال:
((ولا ريب أن نبينا -صلّى الله عليه وسلّم- أفضل المخلوقات, فليس في المخلوقات على الله تعالى أكرم منه, لا في العالم العلوي ولا في العالم السفلي كما تقدم في الباب الأول من الخصائص)) اهـ.
وفي تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام لابن الضياء:
((موضع قبره الشريف أفضل بقاع الأرض، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم على الله تعالى)) وقوله: ((تقرر أنه أفضل المخلوقين وأن تربته أفضل بقاع الأرض)).
وقال الشيخ مصطفى السيوطي الرحيباني في مطالب أولي النهي في شرح غاية المنتهي ج2 ص385 ما نصّه:
(((فرع: موضع قبره عليه الصلاة والسلام) (أفضل بقاع الأرض) , لأنه صلى الله عليه وسلم خلق من تربته , وهو خير البشر , فتربته خير الترب , وأما نفس تراب التربة ; فليس هو أفضل من الكعبة , بل الكعبة أفضل منه إذا تجرد عن الجسد الشريف.
(في الفتح (13/ 308)
((وقد احتج أبو بكر الأبهري المالكي بأن المدينة أفضل من مكة بأن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من تربة المدينة وهو أفضل البشر فكانت تربته أفضل الترب انتهى وكون تربته أفضل الترب لا نزاع فيه)
في بدائع الفوائد لابن القيم
(قال ابن عقيل: سألني سائل أيما أفضل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم أو الكعبة؟ فقلت: إن أردت مجرد الحجرة، فالكعبة أفضل، وإن أردت وهو فيها فلا والله ولا العرش وحملته ولا جنة عدن ولا الأفلاك الدائرة، لأن بالحجرة جسداً لو وزن بالكونين لرجح)
وأما المقدمة الأولى وهي أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق فغير مسلمة وإن كان الكثير من أهل السنة والأثر يقول بهذا وقد سبق أن كتبت "مسودة" لمقالة في هذا الموضوع منذ أكثر من سنة تجدونها هاهنا-وهي تحتاج لمزيد تحرير وإضافة-:
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=GEJUR4U157
http://up.3ash8.com//folder1/3ash8_dPE4sczkYS.zip
فإن كان ما بني عليه أفضلية القبر شيء غير مسلم به ولا به إجماع وفيه نزاع معروف فكيف يكون هناك إجماع على أفضلية القبر؟
ثم المقدمة الثانية وهي أن "أفضلية البقعة تبع لأفضلية من فيها " فإن كان هو أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام فموضعه كذلك هو أفضل المواضع!! فقد بين ابن تيميه ما بها من خلل وقد نقله الأخ ابن وهب في الرد رقم 5
والله أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 10 - 07, 11:09 م]ـ
أخي ابن وهب حفظك الله
ذكرتم أن كتاب الفنون مطبوع ففي أي دار؟ حبذا تزويدي بمعلوات عن الكتاب
وجزاكم الله خيراً
الأخ الحبيب، الكتاب طُبِع قطعة منه في مجلدين،
انظر: معجم الطريقي، 2/ 149
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 10 - 07, 11:30 م]ـ
وقد حصل اضطراب في تعيين عدد مجلداته،
ينظر في ذلك حاشية الدكتور العثيمين عل ذيل طبقات الحنابلة، 1/ 345
ـ[صالح التعزي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:30 ص]ـ
وعلى كل؛ فهذه أمور لم ترد أعيانها في الكتاب ولا السنة، ولا ينبني عليها عمل، فالسؤال عنها بدعة، والولوج فيها جدالا بعد عن الصراط السوي، وتسور على محراب الشريعة ... فالأفضل ترك الحديث فيها ..
إن السلامة من سلمى وجارتها===أن لا تمر على حال بواديها
على هذا القدر أوافقك ...... والخوض في هذه الأمور أحد العوائق ومفتاح من مفاتيح الجدال بغير علم، وربما تطور إلى التبديع والتفسيق ..... فكل من سأل نحو هذا السؤال ... الأولى أن يقال له ... سؤالك ضرب من العبث فلم يتعبدنا الله بمثل بمعرفة هذا، ولو كان تعبدنا لبلغنا بشيء من الكتاب أو السنة ... والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 01:11 ص]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
فضل الكعبة لايخفى، والرد على الباطل مأمور به، ومن الباطل ما ذكره القاضي عياض وغيره، فوجب الرد عليهم وبيان فساد قولهم، وهذا من واجب أهل العلم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:13 ص]ـ
لكن لابد من التنبيه بارك الله فيكم على أن القاضي عياضا يختلف عن غيره من أصحاب هذا القول.
فكلام القاضي عياض عن التفضيل على سائر بقاع الأرض وهذا الحد من الكلام فيه المنازعة السابقة التي تفضل المشايخ ببيانها. (تراجع مشاركات المشايخ الأفاضل عبد الرحمن الفقيه والشيخ ابن وهب التي سبقت في هذا الرابط)
لكن كلام الصوفية ففيه تفضيل القبر على السماء والعرش والكرسي والكعبة وهذا كله لم يصرح به القاضي عياض في كلامه
فوجب التنبيه على هذا الفرق بارك الله فيكم
وجزاكم الله خير الجزاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/66)
ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 01:58 ص]ـ
فائدة:
قال الإمام الحجاوي رحمه الله في الإقناع:
" وأما نفس تراب تربته فليس هو أفضل من الكعبة بل الكعبة أفضل منه ولا يعرف أحد من العلماء فضل تراب القبر على الكعبة إلا القاضي عياض ولم يسبقه أحد إليه ولا وافقه أحد قط عليه "
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:04 ص]ـ
هل هناك دليل على أن جسد النبي صلى الله عليه وسلم له فضيلة بعد وفاته؟؟؟
وإذا ثبت هذا الدليل فماذا يستفيد المسلم من هذه الفضيلة؟؟؟
أقصد هل لها أثر في عبادته أو عقيدته أو غير ذلك
أرجو التوضيح
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 07 - 08, 04:02 ص]ـ
سبحان الله وبحمده
فيصل
وأما المقدمة الأولى وهي أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق فغير مسلمة وإن كان الكثير من أهل السنة والأثر يقول بهذا وقد سبق أن كتبت "مسودة" لمقالة في هذا الموضوع منذ أكثر من سنة تجدونها هاهنا-وهي تحتاج لمزيد تحرير وإضافة-:
http://www.muslm.00op.com/download.php?id=GEJUR4U157
http://up.3ash8.com//folder1/3ash8_dPE4sczkYS.zip
فإن كان ما بني عليه أفضلية القبر شيء غير مسلم به ولا به إجماع وفيه نزاع معروف
الأخ فيصل ... بعيداً عن موضوع التربة والقبر
وإنما في أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الخلق التي تقول عنها إنها غير مسلم بها
ولا إجماع عليها وفيها نزاع معروف!
أين النزاع المعروف؟
وكيف تنكر الإجماع وقد نقله الأخ إحسان العتبيبي
إحسان العتيبي
رقم الفتوى: 56683
عنوان الفتوى: فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق
تاريخ الفتوى: 29 شوال 1425/ 12 - 12 - 2004
السؤال
يقول أحد العلماء أن النبي صلى الله أفضل من عرش رب العالمين و أن البقعة التي فيها جسد النبي صلى الله عليه و سلم أفضل من العرش وقال أجمع على ذلك العلماء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، فهل هذا الإجماع صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان الإجماع على تفضيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق، نقله المقري فقال:
وانعقد الإجماع أن المصطفى ***** أفضل خلق الله والخلق انتقى
وما نحا الكشاف في التكوير ***** خلاف إجماع ذوي التحرير.
وقد ذكر كثير من المحقيقن فضله صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق منهم شيخ الإسلام في عدة من كتبه، والعيني في شرح البخاري، والغزالي في الإحياء. ولا نعلم لهم مخالفا في ذلك،
وإن لم يكن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق!! فمن هو أفضل الخلق؟؟؟؟
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=846361
تنبيه:
الرابط الأول لايعمل
والملف بالرابط الثاني لم يُفتح معي.
ـ[حذافة]ــــــــ[16 - 07 - 08, 08:51 ص]ـ
لمن يقول بصحة هذا القول إليك ضلال الصوفية بالصوت والصورة وانظر كيف يكذبون ويضيفون إلى هذا القول تفصيلا لم يقل به أحد من العلماء ... وهذه عادة أهل البدع يتبعون الغرائب وسقطات العلماء .....
على هذا الرابط
#####
يقول داعية التصوف علي الجفري: ((الموطن الذي دفن فيه سيد الوجود شُرف بكرامة لم يُشرف بها موطن آخر من المواطن الحسية، حتى قال أهل السنة والجماعة: إن الموطن الذي دفن فيه رسول الله هو أفضل من الكعبة بذاتها، الخلاف بين من يفضل مكة والمدينة؛ المدينة بعامتها وليس البقعة التي دفن فيها رسول الله، الإمام الشافعي يرى أفضلية مكة على المدينة، ومالك يرى أفضلية المدينة على مكة، نعم لكن البقعة التي دفن فيها، الاتفاق كامل بين أئمة أهل السنة أنها أفضل من الكعبة بل أفضل من اللوح، بل أفضل من العرش، بل أفضل من القلم، بل أفضل من سدرة المنتهى)).
انظر يقول الموطن الذي دفن فيه ..... أفضل من العرش .......
ـ[فيصل]ــــــــ[16 - 07 - 08, 09:33 ص]ـ
سبحان الله وبحمده
الأخ فيصل ... بعيداً عن موضوع التربة والقبر
وإنما في أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الخلق التي تقول عنها إنها غير مسلم بها
ولا إجماع عليها وفيها نزاع معروف!
أين النزاع المعروف؟
وكيف تنكر الإجماع وقد نقله الأخ إحسان العتبيبي.
يمكنك تحميل الملف من المرفق.
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 08, 09:21 م]ـ
للرفع(28/67)
مثلث الغزالي من رموز السحر عند المتصوفة هل اجد معلومة عنه عندكم
ـ[حنبل]ــــــــ[04 - 07 - 04, 11:56 ص]ـ
مثلث الغزالي و الخاتم و المرموز و حساب ابجد بعد الطرق التى يستخدمها كهنة المتصوفة و سحرتهم اريد معلومات تفصلية عنها فهل اجد عندكم المساعدة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:48 م]ـ
مذكور في فتاوى ابن حجر الهيتمي
ـ[حنبل]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:50 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك.
أين. فى اى جزء و صفحة.
و الله يدخل ولديك الجنه الموضوع مهم جدا بالنسبه لي و ليس عندى الفتاوى هل يمكن ان تنقل لى ما قاله الهيتمي.
ـ[حنبل]ــــــــ[06 - 07 - 04, 10:19 ص]ـ
اين انت اخى ابن وهب.
ـ[حنبل]ــــــــ[07 - 07 - 04, 02:06 م]ـ
للمرة الاخير فى انتظار الاخ بن وهب.(28/68)
إشكال حول " دعاء الصفة "!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 02:37 ص]ـ
عن سعيد بن المسيب عن أبيه ـ رحمهما الله ـ قال: خمدت الأصوات يوم اليرموك فلم يُسمع صوتٌ، إلا رجلٌ تحت الراية ينادي: يا نصرَ الله اقترب، فدنوت فإذا أبو سفيان بن حرب، تحت راية ابنة يزيد بن أبي سفيان.
قال الحافظ في الإصابة: " روى يعقوب بن سفيان، وابن سعد بإسناد صحيح ... "، فذكره (5/ 129).كما ساقه ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده.
ثم رأيت الواقدي يذكر أن شعار بني مراد من المسلمين يوم اليرموك: يا نصرَ الله انزل.
كما في فتوح الشام (1/ 211).
ومعلومٌ ـ إن شاء الله ـ ما ذكره أبو العباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ من تكفير مَن دعا الصفة، وأنه لم يُنقَل عن أحد دعاء الصفة.
فكيف يخرَّج ذلك.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:02 ص]ـ
أخى الكريم لى استفسار
هل ذكر أحد من أهل العلم أن ذلك القول ((يا نصر الله اقترب)) أو ((يانصر الله انزل)) من قبيل الدعاء أم أنه مجرد نداء
ـ[المنيف]ــــــــ[12 - 07 - 04, 12:43 م]ـ
لعله نداء لا دعاء
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:13 م]ـ
(يا تصر الله) هذا نداء بأداته المعروفة
ولكن فعل الأمر (اقترب) أو (انزل) فلا يخرج لغة عن أحد ثلاثة احتمالات:
1) إن كان من الأعلى إلى الأدنى فهو أمر
2) إن كان من المساوي إلى المساوي فهو التماس
3) إن كان من الأدنى إلى الأعلى فهو دعاء
وبناء على ما سبق فعبارة (يا نصر الله اقترب) من الناحية اللغوية هي دعاء كما ذكر شيخنا الفقيه أبو عبد الله النجدي لا حرمنا الله فوائده
ويبقى التوجيه الشرعي العقدي لحكم هذه العبارة وتأويل هذا الأثر
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:21 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً،،،
لكن لم يتضح لي المراد مما ذكره الأخَوان حول الفرق بين [النداء والدعاء] في هذا الموضع بالذات،،،
قديماً قال النمري لصاحبته:
فقلتُ ادعِي وأَدْعُ فإنَّ أندَى ... لصوتٍ أن يناديَ داعيانِ
فالنداء دعاء، والدعاء نداء، فما الفرق بينهما [في الصورة المذكورة].
""""""
والأثر أسنده أيضاً اللالكائي أيضاً في سياق فضائل معاوية من شرح أصول الاعتقاد (8/ 1448).
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:25 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد السلمي
ويبقى التوجيه الشرعي العقدي لحكم هذه العبارة وتأويل هذا الأثر
شيخنا أبا خالد .. سلمه الله ..
هو ما تفضلتم به من الحاجة إلى بيان الوجه الشرعي، وقد كتبتُ الرد أعلاه سابقاً، ثم اطلعتُ على كلامكم المسدد ... فالحمد لله، ثم الشكر لكم على الإفادة ...
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:44 م]ـ
عذرًا إخوان الأعزاء فليس كلام الشيخ السالمى دقيقًا
فإن النداء إذا كان من الأدنى إلى الأعلى سمى التماسًا وليس دعاء بإطلاق وأرجو أيها الإخوة من كان لديه كلامًا مسندًا إلى أهل العلم أو من كتبهم أن يتفضل علينا به
وجزاكم الله خيرًا
ـ[المقرئ.]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:46 م]ـ
إلى الشيخ الفاضل والأخ الباذل: أبي عبد الله النجدي
مشاركة علها تفيد
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله بعد أن قرر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وأن دعاء الصفة أو عبادتها من الشرك ونقل الاتفاق الذي ذكره شيخ الإسلام في هذا ثم قال " إن كان مراد الداعي بقوله " يا رحمة الله " الاستغاثة برحمة الله تعالى يعني أنه لا يدعو نفس الرحمة ولكنه يدعو الله سبحانه وتعاى أن يعمه برحمته كان هذا جائزا وهذا هو الظاهر من مراده فلو سألت القائل هل أنت تريد أن تدعو الرحمة نفسها أو تريد أن تدعو الله عز وجل ليجلب لك الرحمة؟ لقال هذا مرادي
المقرئ
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 07 - 04, 04:14 م]ـ
أخى الكريم نريد المصادر موثقة لو تكرمت فالأمر يتعلق بأصل من أصول الآعتقاد
ـ[المقرئ.]ــــــــ[12 - 07 - 04, 04:41 م]ـ
على الرحب والسعة يا أخانا الدرعمي:
مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 2/ 164 - 165
المقرئ
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 07 - 04, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيرًا أخى الكريم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[12 - 07 - 04, 10:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وما قرره العلامة ابن عثيمين _ نور الله قبره _ هو المخرج إن شاء الله من الإشكالات التي في هذا الباب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/69)
وهذا رابط مفيد إن شاء الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4429&highlight=%CF%DA%C7%C1+%C7%E1%D5%DD%C9
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 11:41 م]ـ
أخي الشيخ المقريء .... أثابكم الله على الإفادة.
وكلام الشيخ محمد المذكور متوجِّه، وهو يكاد يقيد كلام الإمام الكبير ابن تيمية ـ رحمهما الله ـ بقيد ثقيل.
فقول القائل: (يا نصرَ الله): هو من توسع العرب في كلامهم، ومرادهم بلا ريب: استنزال النصر من الله.
فكذا من قال: يا رحمة الله، أو يا قدرة الله، .... الخ، لا يفهم العربي منه دعاء الرحمة ذاتها.
وكذا أهل البادية في نجد حين يقولون: يا وجه الله.
فالقول بأن اللفظة شركية فيه نظرٌ من هذا الوجه، أي من جهة التنزيل والتطبيق، والأصل أن الناس يدعون الله بمثل هذه العبارات، ويتوجهون إلى الصفة، وهم يريدون الموصوف، فلا يحتاج إلى أن نستفهم مقصودهم.
نعم لو فُرض بأن أحداً دعا الصفة قاصداً ذاتها، دون من قامت به، لتوجَّه كلام الشيخ ـ رحمه الله ـ.
ومما يؤيد التوسعة في هذه الألفاظ ما جاء في لسان العرب ج15/ص334
قال: " وروي عن شداد بن أوس أنه قال: يا نعايا العرب، وروي عن الأصمعي وغيره إنما هو في الإعراب يا نعاء العرب، تأويله: يا هذا انعِ العرب، يأمر بنعيهم، كأنه يقول: قد ذهبت العرب. .... إلى أن قال:
فقوله: يا نعاء العرب، مع حرف النداء تقديره: يا هذا انعِ العرب، أو يا هؤلاء انعوا العرب بموت فلان، كقوله: ((ألا يا اسجدوا))، أي يا هؤلاء اسجدوا، فيمن قرأ بتخفيف ألا " اهـ مختصراً.
والحاصل أنه يفرَّق بين التنظيروالتنزيل، وإنما ذكرتُ هذا الكلام لأن بعض الإخوة لا يفرق بين مجال التنظير التقرير، ومجال التطبيق والتنزيل، فيأخذون أقوال العلماء وينزلونها تنزيلاً تلقائياً (أتوماتيكياً)، مع إغفال السياقات والقرائن ... ويطلقون الأسماء والأحكام الشرعية في غير مساقها ...
هذا ما بدا لي، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 07 - 04, 11:45 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبي عبد الله النجدي على مشاركاته النافعة في إثارة ما يستشكل من المسائل العلمية ..
و جزى الله خيرا جميع من تقدم في التعقيب و الإفادة - خاصة ما تفضل به فضيلة الشيخ أبو خالد -
وبخصوص هذا الأثر، فلا يزال في سمعي و ألهج به مذ قرأت السير للذهبي، و هو فيه 2/ 106.
و تخريجه فما أفهم - و الله أعلم - يكون على وجهين:
الأول: أن أبا سفيان تصور في نفسه صورة النصر، و هو يقبل من بعيد، فناده مناداة الحاضر الذي يسمع: يا نصر الله اقترب ...
و هذه الصورة لها في كلام العرب نظائر ...
و قد ذكر أهل العلم في تفسير قول العبد في التشهد (السلام عليك أيها النبي ... ) نحوا من هذا.
و معلوم أن الله وعد المؤمنين بالنصر على أعدائهم من الكفار، فهم يتصورون ذلك الوعد و ينادونه بالاقتراب و النزول، طلبا من الله لتحققه واقعا، مع كون المدعو حقيقة - و هو الله - محذوف في الجملة.
و الثاني: أن يكون هذا كرامةً حصلت لابي سفيان رضي الله عنه، حيث أُلهِم بأنَّ النصر قريبٌ، فناداه مناداة من يراه، كما في قصة عمر مع سارية (يا سارية الجبل .. ).، و الأخير تخريج فقط لما حصل لأبي سفيان.
و هذا بناء على أن (نصر الله) من إضافة المخلوق إلى خالقه، فالإضافة لله على نوعين:
إضافة الصفة إلى الموصوف، مثل كلام الله و سمع الله و أمثالهام.
و الثاني: إضافة المخلوق إلى خالقه، كبيت الله و رسول الله و عبد الله و ناقة الله.
و رحمة الله و نصر الله قد يراد بها الرحمة المخلوقة و النصر المخلوق، الذي يخلقها و يخلقه الله تبارك و تعالى.
و قد يراد بها الصفة المتصف بها ربنا، القائمة بذاته تعالى و تقدس.
......
و بخصوص النداء و الدعاء فلا شك في أنهما ليسا مترادفين، فبينهما اختلاف و فروق دقيقة، و قد جمع الله بينهما في كتابه في قوله: (و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء).
على أن هناك من سوى بينهما، فقال النادء و الدعاء بمعنى واحد.
و لقد أحسن أبوعبد الله حين قال: (الفرق بين [النداء والدعاء] في هذا الموضع بالذات،،،)
فقيده بقوله: (في هذا الموضع بالذات).
هذا ما لزم ذكره الآن.
........
تعقيبا على ما ذكره الشيخ أبو خالد في مشاركة الفرق بين الاستعاذة بالصفة و استعاذه الصفة،الرقم 10، فأقول: فما قاله حفظه الله صحيح، و قد شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض كتبه و لعله كتاب الرد على البكري.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 07 - 04, 11:52 م]ـ
الأخ أبا عبد الله وفقكم الله
لم أر تعقيبكم إلا بعد كتابتي لما كتبت ...
و ما ذكرتموه صحيح، ومثله يجري على ألسنة الناس ..
و في باب النادء من كتب النحو و المعاني تخريج لبعض ما أثر عن العرب و بعض ما جاء في القرآن، و يراجع مغني اللبيب و جواهر الأدب و رصف المباني ففيها تفصيل لما أثر عن العرب من أنواع الاستعمالات لحرف النادء (يا).
و الله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/70)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[13 - 07 - 04, 12:26 ص]ـ
وأنتم كذلك شيخنا أبا عبد الله النجدي
وأستأذنكم بذكر فائدة من نوع هذا الإطلاق من شبخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فسرها شيخنا ابن عثيمين وهي من فوائده المعهودة جعله الله في عليين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند أحد من الأئمة "
فعلق عليها شيخنا بقوله " هذا ليس على إطلاقه بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله لأنه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه إلا الله @ إلا الله.إ. هـ
فما نبهتم عليه بقولكم أسعدكم الله
" وإنما ذكرتُ هذا الكلام لأن بعض الإخوة لا يفرق بين مجال التنظير التقرير، ومجال التطبيق والتنزيل، فيأخذون أقوال العلماء وينزلونها تنزيلاً تلقائياً (أتوماتيكياً)، مع إغفال السياقات والقرائن ... ويطلقون الأسماء والأحكام الشرعية في غير مساقها ... "
كلام جد متين ومسدد زادكم الله من فضله
المقرئ
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[13 - 07 - 04, 02:48 م]ـ
الشيخ أبا تيمية والشيخ المقريء: جزيتما خيراً على التوضيح والبيان.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو تيمية إبراهيم
و ما ذكرتموه صحيح، ومثله يجري على ألسنة الناس ..
و في باب النداء من كتب النحو و المعاني تخريج لبعض ما أثر عن العرب
المشكلة ـ أبا تيمية ـ أننا أُتينا من باب " العجمة "، وما أكثر ما نهمل علوم اللغة، فنقع في طوامّ!
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المقرئ
فعلق عليها شيخنا بقوله " هذا ليس على إطلاقه
قابلتُ يوماً ما أحد طلبة العلم الناشئين، وكان شديد الحماس في مسألة إكفار المعين، وطريقته: أنه يأخذ ما اصطلح عليه علماء الدعوة، وقرره الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ـ رحمهم الله أجمعين ـ من " شروط لا إله إلا الله " السبعة: علم، يقين، إخلاص، صدق ... الخ
ويقرر أن كل من أخلَّ بشرطٍ منها فهو " كافر "، والعذر بالعوارض البشرية لديه ممتنعٌ بإطلاق، فمجرد الجهل، أو الشك ..... الخ: ناقضٌ!
فحاولتُ ـ عبثاً ـ أن أبيِّن له أن المسألة ليست كقوانين الرياضيات، (1+1=2)، بعد أن علمتُ أنه متخصص في علم الرياضيات، وأن الأئمة يقررون الشروط، ويضبطونها عند التنزيل بانتفاء الموانع .... الخ
لكنَّ لجاجَه الكثير ـ أصلحني الله وإياه ـ أعياني عن المواصلة، فودَّعته مسلّماً.
ـ[المنيف]ــــــــ[19 - 12 - 04, 01:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد والدرر(28/71)
هل قال ابن تيمية بفناء النار
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 07 - 04, 03:40 ص]ـ
كثير هم من يشنعون على شيخ الإسلام لكن إذا صدر القول عن أهل السنة وأتباع السلف تطلب منا مزيدًا من البحث والتأمل.
زعم بعض أهل السنة وعلى رأسهم المحدث ناصر الدين الألبانى طيب الله ثراه أن ابن تيمية كان يقول بفناء النار وقد طالعت كثيرًا من كتب شيخ الإسلام فلم أجد لذلك أثرًا وإنما هى بعض التلميحات لدى ابن القيم ولم يشر قط إلى نسبة هذا القول لشيخ الإسلام.
أمامنا مجموع الفتاوى وعامة كتب شيخ الإسلام مطبوعة ومحققة وأتحدى أن يثبت أحد نسبة هذا القول لشيخ الإسلام ..
ـ[الشعبي]ــــــــ[14 - 07 - 04, 06:33 ص]ـ
## هناك كتاب أبطل نسبة هذا القول ((لا يحضرني اسمه الآن)) لشيخ الإسلام رحمه الله، وهو للشيخ السمهري شيخ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،،،،
## ولكن البعض فهِم من إطلاقات وسرد الأقوال في بعض كتب العلامة ابن القيم رحمه الله، فنسب إلى ابن القيم هذا القول.
والله أعلم.
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 07 - 04, 08:20 ص]ـ
تفضل هذا الرابط أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7488&highlight=%DD%E4%C7%C1+%C7%E1%E4%C7%D1
وهناك كتاب اسمه (رفع الستار على من قال بفناء النار) للأمير الصنعاني تحقيق الشيخ الألباني - سينفعك إن شاء الله
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 11:21 م]ـ
السلام عليكم،،
هناك مخطوطة أشار إليها أحد شيوخ الأشاعرة في رده على شيخ الإسلام:
رسالة في بقاء الجنة وفناء النار: لأبي العباس ابن تيمية الحراني (ت 728هـ)، نسخة مكتبة تشستربتي المحفوظة تحت الرقم 3406 (6)، حيث صدرت بها رسالة الإمام تقي الدين السبكي:» الاعتبار في بقاء الجنة والنار «، وغفل عنها مفهرس مكتبة تشستربيتي فلم يذكرها
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 07 - 04, 11:55 م]ـ
يظهر والله أعلم أن ابن القيم يقول برجحان القول (بفناء النار).
وكذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى.
والاظهر ان هذا القول (أي فناء النار) قول فيه ضعف لكن له تأويل سائغ.
وهذا الموضع قد سبق النقاش الطويل حوله على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4534&perpage=15&highlight= فناء%20النار& pagenumber=2
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 07 - 04, 01:18 ص]ـ
أما ابن تيمية فلا، وأما ابن القيم فمحتمل
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 04, 02:21 ص]ـ
بناء على أي شئ تتكلم يا محمد الامين؟ والنقل عن شيخ الإسلام واضح
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 07 - 04, 04:45 م]ـ
لعل ما ذكره الشيخ محمد الأمين فيه صواب .. أما ابن تيمية فليس له نص صريح يقول فيه بفناء النار وإن ورد له كلام قد يفهم منه تأييده لمن حكى قولهم وليس بلازم ونحو هذا الاستطراد كثير في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
أما ابن القيم فكان يقول به (ينظر الروح) ثم رجع عنه (ينظر الوابل الصيب).
وأذكر أن مجلة الحكمة اللندنية العلمية أصدرت في أعدادها الأولى بحث بعنوان: بطلان نسبة القول بفناء النار لابن تيمية أو نحوه.
ولعل ما ذهب إليه الباحث صحيحاً فنصوص ابن تيمية التي يفهم منها هذا كثيرة، والله أعلم.
ـ[جمال خان]ــــــــ[07 - 08 - 04, 11:05 ص]ـ
أخي الكريم
كيف تقول أن ابن تيمية رحمه الله ليس له نص صريح يقول فيه بفناء النار، مع أن مخطوطته بفناء النار والآن مطبوعة تؤكد ميله إلى فناء النار. ومن اين تقول يا اخي الكريم ان العلامة ابن القيم رجع عن قوله بفناء النار، هل عندك أي دليل ان كتاب الوابل الصيب متأخر عن كتبه الثلاثة التي يقرر فيها فناء النار وميله إلى فناء النار واضح وضوح الشمس.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 07:03 م]ـ
من أقوال الشيخ ابن باز - رحمه الله - في " فناء النار ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/72)
1. وقال بعض السلف إن النار لها أمد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة وأنهم يموتون أو يخرجون منها وهذا قول ليس بشيء عند جمهور أهل السنة والجماعة بل هو باطل ترده الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة كما تقدم وقد استقر قول أهل السنة والجماعة إنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضا، بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الأدلة على ذلك مع ما تقدم قوله سبحانه في شأن النار: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا وقوله سبحانه في سورة النبأ يخاطب أهل النار: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا نسأل الله السلامة والعافية منها ومن حال أهلها.
من برنامج نور على الدرب رقم الشريط (22).
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1275
2. ومن هذا يعلم أن المقام مقام واضح ليس فيه شبهة ولا شك فأهل الجنة في الجنة أبد الآباد ولا موت ولا مرض ولا خروج ولا كدر ولا حزن ولا حيض ولا نفاس بل في نعيم دائم وخير دائم. وهكذا أهل النار يخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها كما قال عز وجل في حقهم: لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ والآيات في هذا المعنى كثيرة. أما قوله عز وجل في حقهم: إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ فقيل: إن المراد بذلك مقامهم في القبور، وقيل مقامهم في الموقف، وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد، كما قال تعالى في حقهم في سورة البقرة: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ وقال سبحانه في سورة المائدة: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1507
========
ابن القيم وفناء النار
سئل علماء اللجنة الدائمة:
هل صح عن الإمام ابن القيم أنه أنكر شد الرحال إلى قبر الخليل وأين هذا القول، وهل يجوز شد الرحال إلى قبر الخليل، وإن كان يجوز فما الدليل عليه؟ وهل قال ابن القيم بفناء النار. وأين هذا القول؟
فأجابوا:
أولا: شد الرحال لا يجوز إلا إلى المساجد الثلاثة ; لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد وهذا قول ابن القيم رحمه الله وشيخه شيخ الإسلام ابن تيمية وجمع كثير من أهل العلم ; عملا بالحديث المذكور، وبذلك تعلم أنه لا يجوز في أصح قولي العلماء شد الرحال لقبر الخليل ولا غيره من القبور للحديث المذكور.
ثانيا: رأي ابن القيم في فناء النار يمكنك أن ترجع إليه في كتابه [الوابل الصيب] فقد صرح فيه بأن النار لا تفنى، كما هو قول جمهور أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:29 ص]ـ
قد نص شيخ الإسلام في أكثر من موضع على إجماع السلف على أن النار لا تفنى
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 08 - 04, 07:57 ص]ـ
هلا نقلت لنا هذه المواضع أكرمك الله؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 04, 11:47 ص]ـ
قال رحمه الله تعالي في العقيدة الواسطية شرح العلامة محمد هراس (298): والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان.
وقال أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي (18/ 306) حين سئل عن صحة حديث أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال (سبعة لا تموت ولا تفني ولا تذوق الفناء: النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش).
فأجاب رحمه الله: أن هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلي الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد أتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة علي أن المخلوفات ما لا يعدم ولا يفني بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك
وقد ذكر ابن حزم في كتابه مراتب الإجماع بلفظ: وأن النار حق وأنها دار عذاب أبداً لا تفني ولا يفني أهلها أبداً بلا نهاية.
وأقره علي ذلك ابن تيمية في كتابه (نقد مراتب الإجماع) بخلاف غيرها من المسائل التي تعقبه فيها.
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[11 - 08 - 04, 01:24 م]ـ
إشكال للقائلين بفناء النار: هل إبليس يخرج من النار بعد أن تفنى؟
--------
الشيخ: محمد الأمين.
لكن رسالة شيخ الإسلام (أقصد جواب سؤال ابن القيم) , كان في مجلسه الأخير , فقد يقال: أنه تراجع إلى القول بفناء النار؟
سؤال: هل الوابل الصيب كتبه ابن القيم بعد حادي الأرواح؟., أم العكس؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/73)
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[11 - 08 - 04, 02:16 م]ـ
من يتحفنا بفتوى الشيخ عبدالكريم الحميد عندما رد على كتاب الإستنفار؟
هذا هو الرابط , لكنه محجوب عندنا:
http://www.muslm.org/showthread.php?s=&threadid=82798
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:08 م]ـ
كلام مهم لشيخ الإسلام من كتابه:"بيان تلبيس الجهمية" (1/ 157):" ... ثم أخبر ببقاء الجنة والنار بقاءً مطلقا ... "
ثم علق محقق الكتاب الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم في الهامش على هذا الكلام قائلا:"وهذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه عليه أعداؤه من القول بفناء النار"اهـ
وأشار شيخ الإسلام إلى إنكار القول بفناء الجنة والنار في كتابه السابق (1/ 152)
وقال أيضا في كتابه السابق (1/ 581):"وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك. ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها. لما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا تتسع هذه الورقة لذكره. وقد استدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على امتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية ... ".
وفي الفتاوى الكبرى: (1/ 408) ط. دار المعرفة بيروت. إشارة إلى فساد القول بفناء الجنة والنار
وأظن والله أعلم أن لشيخ الإسلام قولان في هذه المسألة.
وحتى يكتمل البحث ونخرج بنتيجة من مجموع ما يذكره الأخوة الأفاضل من فتاوى وأقوال أضع بعض الفتاوى التي وقفت عليها-وهذا ليس ترجيحا مني للقول بالفناء- ولكن كما ذكرت ليكتمل البحث:
أولا: فتوى الشيخ حمود الشعيبي رحمه الله وقد نشرت في موقعه وفي مواضع كثيرة في الانترنت وإليكم نصها:
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء؛
ما رأي فضيلتكم في هذه الفتنة التي ظهرت وانتشرت بين أوساط الشباب لا سيما صغار السن منهم، وهي القول بفناء النار أو عدم فنائها؟
أفتونا جزاكم الله خير
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن هذه المسالة قد بحثت وقتلت بحثا منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأئمة الهدى والدين وعلماء سلف الأمة المتقدمين منهم والمتأخرين.
اختلف السلف فيها على قولين على ضوء ما جاء في الكتاب والسنة.
القول الأول:
عليه جمهور سلف الأمة وهو خلود النار ودوامها وعدم فنائها.
القول الثاني:
لبعض السلف، وهو أن النار تبقى أحقاب ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب.
وكل من القولين مأثور عن السلف، وينظر في أدلة الفريقين فأيها كان أقوى دلالة كان هو القول الراجح.
فأما القول الأول وهو قول الجمهور فمن أدلته:
قوله تعالى: {وما هم منها بمخرجين} , وقوله تعالى: {إن عذابها كان غراما} أي ملازما دائما, وقوله تعالى: {وما هم بخارجين من النار} , وقوله تعالى: {لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} , وقوله تعالى: {خالدين فيها أبدا} , وقوله تعالى: {لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
أما القائلين بفناء النار فمن أدلتهم:
قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء ربك إن ربك حكيم عليم} , وقوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} , وجه الدلالة من الآيتين أنه لم يأت بعد الاستثناء ما يدل على دوام النار كما جاء في شأن الجنة مما يدل على دوامها في قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ}، فدل على أن النار تفنى والجنة نعيمها دائم لا ينقطع، وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية.
كما استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه ".
قالوا ومن حيث المعنى فإن عذاب الكفار مراد بالعرَض ونعيم الجنة مراد لذاته فما كان مرادا بالعرَض فإنه ينتهي بانتهاء ذلك العرض، وما كان مرادا لذاته فإنه يدوم ولا ينقطع، ومعنى مراد بالعرَض يعني أن تعذيبهم عَرَض لأجل كفرهم فإذا نقوا وتطهروا بالعذاب زال عنهم درن الكفر فأصبح تعذيبهم لا حكمة فيه إلى غير ذلك مما لم يذكر.
فإذا كان الأمر كذلك أعني أن المسألة فيها قولان للسلف فمن اجتهد وهو من أهل الاجتهاد وأخذ بأحد القولين فإنه لا ينكر عليه ولا يضلل ولا يبدع، لأن السب والتجريح و تضليل الآخرين وهم ليسوا كذلك فيه إثم ومعصية ويترتب عليه الاختلاف والفرقة التي نهى الله عباده عنها، ويفرح به أعداء الجميع من يهود ونصارى وعلمانيين وحداثيين ومنافقين وغيرهم من أصناف الكفار الذين يسرهم كثيرا حصول الاختلاف والفرقة بين المسلمين.
وإني أهيب بأبنائي من شباب، واخواني من طلبة العلم أن يكفوا عن إثارة هذه الفتنة وأن يوجهوا أقلامهم إلى الرد على أعدائهم كلهم من يهود ونصارى وعلمانيين وغيرهم من أنواع الكافرين، فإن ذلك أحرى بأن تتحد كلمة الأمة وعلمائها, وأن يفوتوا بذلك على الأعداء فرصتهم، هذا أملى في أبنائي الشباب واخواني طلبة العلم والمعنيين في هذه المسألة أن يستجيبوا لندائي هذا ويوقفوا هذه الأعمال التي لا يستفيد منها إلا العدو.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع على الحق كلمة المسلمين إنه على كل شيء قدير
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أملاه: حمود بن عقلاء الشعيبي | 18/ 4/1421 هـ
وهذا كتاب مفيد إن شاء الله بعنوان:"الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار " للشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد
وهذه فتوى الشيخ عبدالكريم الحميد عندما رد على كتاب الإستنفار التي طلبها الأخ محب ابن تيمية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/74)
ـ[أحمد علاء الدين]ــــــــ[01 - 03 - 08, 05:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أعتقد انه ينبغي التأني لإصدار حكم ما و هذا كان دأب سيرة السلف رحمهم الله فقد جاء أن بن عباس رضي الله عنهما كان يسأل ثلاثين صحابيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسألة الواحدة. نقل الحافظ بن حزم رحمه الله في كتابه مراتب الإجماع و سكت على نقله الحافظ شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في نقد مراتب الإجماع حيث قال بن حزم ثمة باب من الإجماع يكفر من خالفه بإجماع و ذكر مسائل كثيرة منها مسألة بقاء الجنة و النار و أنهما لا تفنيان انتهى.
ثم إن شيخ الإسلام رحمه الله ثبت عنه في كثير من كتبه نقل اتفاق السلف على بقاء الجنة والنار و مثالا أذكر الجزء 18 من مجموع الفتاوى و غيره كثير مع العلم أنه من كبار الدعاة للرجوع إلى فهم السلف للنصوص و لذا ليس لنا أن نترك الثابت عنه و نأخذ بقول جاء في وريقات لا ندري أصلا من كتبها اللهم إلا الظن و قد علمتم ما قال الله جل جلاله في الظن، أما الإمام بن القيم رحمه الله تعالى فقد ورد أن تلميذه الحافظ بن رجب رحمه الله تعالى قرأ عليه قصيدته النونية عاما قبل وفاته و أقر بما فيها و هذا إن دل على شيئ إنما يدل على رجوعه إلى ما تضمنته القصيدة من تقرير لكثير من المسائل العقائدية السنية السلفية. فنقطع ببقاء الجنة و النار على ما جاء في كتاب الله تعالى و على ما أجمع عليه المسلمون فيما نقله الحافظ بن حزم و الحافظ بن تيمية رحمهما الله تعالى و نقول بعدم ثبوت القول بفناء واحدة منهما أو كليهما عن شيخ الإسلام و لا عن تلميذه الحافظ بن القيم رحمهما الله تعالى الذي دل إقراره آخر حياته و بوجود الحافظ بن رجب رحمه الله تعالى بمضمون القصيدة النونية على رجوعه إلى إجماع المسلمين فرحمة الله على الجميع و نبرأ إلى الله من الجهم بن صفوان صاحب المقالة الكفرية و العياذ بالله.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تساء إلى صراط مستقيم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 12:31 ص]ـ
رسالة (الرد على من يقول بفناء الجنة والنار) لشيخ الإسلام
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=1985
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:28 ص]ـ
إشكال:
على القول بالرأي الثاني من أقوال أهل السلف
لو فرضنا أن أحد العصاة سمع بهذا وقال: ما دامت النار ستفنى ويخرج من فيها بعد أمد ويدخل الجنة فما ضرني فعل المعاصي .......
كيف نجيبه؟؟؟
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:43 ص]ـ
السؤال
فتوى الشيخ ابن العثيمين رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم توضيح الأمر التالي بالتفصيل، حيث وجدت فيه اختلافات كثيرة هل تفنى النار في الآخرة؟ وهل ذلك كان فعلاً رأي بعض الصحابة والسلف؟
أرجو التوضيح حيث تبين لي من الآيات والأحاديث التي قرأتها أن أهل النار خالدون فيها أبدا. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
سئل فضيلته: هل النار مؤبدة أو تفنى؟
فأجاب بقوله: المتعين قطعاً أنها مؤبدة، ولا يكاد يعرف عند السلف سوى هذا القول، ولهذا جعله العلماء من عقائدهم، بأن نؤمن ونعتقد بأن النار مؤبدة أبد الآبدين، وهذا الأمر لا شك فيه؛ لأن الله – تعالى – ذكر التأبيد في ثلاثة مواضع من القرآن:
الأول في سورة النساء في قوله – تعالى -: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ... "الآية، [النساء: 168 - 169].
والثاني: في سورة الأحزاب "إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً" الآية، [الأحزاب: 64 - 65].
والثالث: في سورة الجن "وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً" [الجن: 23].
ولو ذكر الله – عز وجل – التأبيد في موضع واحد لكفى، فكيف وقد ذكره في ثلاثة مواضع؟! ومن العجب أن فئة قليلة من العلماء ذهبوا إلى أنها تفنى بناء على علل عليلة لمخالفتها لمقتضى الكتاب والسنة، وحرفوا من أجلها الكتاب والسنة؛ فقالوا: إن "خالدين فيها أبداً" ما دامت موجودة فكيف هذا؟!
إذا كانوا خالدين فيها أبداً، لزم أن تكون هي مؤبدة "فيها" هم كائنون فيها وإذا كان الإنسان خالداً مؤبداً تخليده، لزم أن يكون مكان الخلود مؤبداً؛ لأنه لو فني مكان الخلود ما صح تأبيد الخلود، والآيات واضحة جداً، والتعليلات الباردة المخالفة للنص مردودة على صاحبها، وهذا الخلاف الذي ذكر عن فئة قليلة من أهل العلم خلاف مطرح لأنه مخالف للنص الصريح الذي يجب على كل مؤمن أن يعتقده، ومن خالفه لشبهة قامت عنده فيعذر عند الله، لكن من تأمل نصوص الكتاب والسنة عرف أن القول بتأبيدها هو الحق الذي لا يحق العدول عنه.
والحكمة تقتضي ذلك، لأن هذا الكافر أفنى عمره كل عمره في محاربة الله – عز وجل – ومعصية الله والكفر به، وتكذيب رسله – عليهم الصلاة والسلام - مع أنه جاءه النذير وأعذر وبين له الحق، ودعي إليه، وقوتل عليه وأصر على الكفر والباطل، فكيف نقول إن هذا لا يؤبد عذابه؟! والآيات في هذا صريحة كما تقدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/75)
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[02 - 03 - 08, 01:48 ص]ـ
قال فضيلة العلامة ((أسد السنة)) الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
فى كتابه القيم ((تعقبات على كتاب السلفية ليست مذهبا))
فى رده على البوطى ص 49، 50
التعقيب السابع والعشرون:
فى صفحة 146 المقطع الاخير ذكر أن من البدع القول بفناء النار، وأن ذلك بإجماع المسلمين فى معنى البدعة.
وتعقيبنا عليه من وجهين:
الوجه الأول: أنه لم يحصل إجماع على تخطئة القول بفناء النار وعده من البدع كما زعم، فالمسألة خلافية،و إن كان الجمهور لا يرون القول بذلك، لكنه لم يتم الجمع على إنكاره، وإنما هو من المسائل الخلافية التى لا يبتدع فيها.
الوجه الثانى: أن الذين قالوا بفنائها أستدلوا بأدلة من الكتاب والسنة، وبقطع النظر عن صحة استدلالهم بها أو عدم صحته فإن هذا القول لا يعتبر من البدع ما دام أن أصحابه يستدلون له، لأن البدع ما ليس له دليل أصلا، وغاية ما يقال إنه قول خطأ أو رأى غير صواب، ولا يقال بدعة، وليس قصدى الدفاع عن هذا القول، ولكن قصدى بيان أنه ليس بدعة، ولا ينطبق عليه ضابط البدعة، وهو من المسائل الخلافية. اهـ
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 03 - 08, 07:26 ص]ـ
هذه مشاركة لي في موضوع سابق وقد أغلق وسأضع المشاركة كما هي دون تعديل، وهذا رابطه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91158
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصواب ولي بعض الملحوظات على هذا الموضوع:
أولا: عنوان الموضوع:"هداية المحتار إلى إثبات القول بفناء النار " وهو عنوان يوحي بشعور كاتبه وأن الموضوع محير ولا أدلة قاطعة أو راجحة ونص في الموضوع وليس الأمر كذلك فأهل السنة قاطبة على عكس ما ذكره الأخ صاحب الموضوع.
ثانيا: من الجرأة العظيمة تخطئة أهل السنة كافة في مثل هذه المسألة مع استنادهم إلى الكتاب والسنة مع صراحة الأدلة وماذا مع المخالفين؟! أحاديث وآثار ضعيفة، وشبهات من آيات وأحاديث صحيحة فهل يصح هذا عند من ينصح لنفسه ويرجو نجاتها؟!
ثالثا: الخلاف في هذه المسألة ضعيف ويعتبر من الأقوال المهجورة لمصادمته لآيات الكتاب والنصوص المستفيضة من السنة الصحيحة وإجماع العلماء في مسألة أبدية الجنة والردود على توهم فناء النار هي نفسها الردود على توهم فناء الجنة.
رابعا: إثارة الزوابع بأن هذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية ثم محاولة التأول له والقول بوجود خلاف هذا كله خطأ وكلام الشيخ الألباني في مقدمة كتاب الصنعاني كلام عليه ملحوظات كثيرة فلم يقل شيخ الإسلام ابن تيمية أبدا بفناء النار ولا يوجد نص واضح يثبت ذلك فهو بريء براءة تامة من هذا القول وما نسبة هذا القول إليه إلا كنسبة أكل الذئب ليوسف عليه السلام وقد صرح في مواضع كثيرة من كتبه بعكس ما ينسبه له من لا علم له بكتب شيخ الإسلام قدس الله روحه ومن المواضع الصريحة في كتبه:
1 - مجموع الفتاوى:
3/ 304،
8/ 304، 380
12/ 45
14/ 348
18/ 307
وغيرها من المواضع.
2 - موافقة صريح المعقول صحيح المنقول:
1/ 157، 227، 305
2/ 72، 123.
3 - درء تعارض العقل والنقل:
2/ 357 - 358
8/ 345
4 - منهاج السنة النبوية:
1/ 36
5 - بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية:
1/ 157
أما القول بفناء النار فلن تجد موضعا واحدا يفيد ذلك فلماذا إذن ينسب إليه هذا القول ويتعلق به من يريد أن يذهب إلى هذا الباطل؟!
أما ابن القيم رحمه الله:
فقد تبين من خلال كتبه أن له ثلاثة مواقف وهي عند التحقيق:
الموقف الأول: ميله الشديد جدا إلى القول بفناء النار – ولعله بسبب ميله هذا وبسبب تعلقه بشيخ الإسلام نسب أهل البدع وبعض من لم يحقق المسألة من أهل السنة هذا القول لشيخ الإسلام-: وهذا الموقف الأول يتبين في كتبه التالية:
1 - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح: فقد أورد أدلة القائلين بفناء النار إيرادا قويا وأورد أدلة القائلين بعدم الفناء إيرادا فيه ضعف.
2 - شفاء العليل.
3 - الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة وقد أبان في هذا الكتاب عن ميله الشديد لهذا القول.
الموقف الثاني: التوقف في هذه المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/76)
وأشار إلى ما يفيد هذا في الكتب الثلاثة المتقدمة وكذلك في النونية، وقد قال في حادي الأرواح:" فإن قيل فإلي أين انتهت قدمك في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة قيل إلى قوله تبارك وتعالى {إِنَّ رَبَكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} " اهـ وهذا يدل على أنه أورد الأدلة بقوة ولكنه لم يقل بمقتضاها بل توقف فإنه قال قبل قوله السابق مباشرة:" فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة ولعلك لا تظفر به في غير هذا الكتاب"اهـ
وهذا فيه إشارة قوية لتوقفه.
الموقف الثالث: القول الجازم بعدم فناء النار.
وذلك من وجهين تلميحا وتصريحا:
1 - تلميحا: في مقدمة زاد المعاد، وفي اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، حيث أورد مقولة السلف بعدم الفناء وسكت عنها.
2 - تصريحا:
1 - في الوابل الصيب من الكلم الطيب حيث قال: ((وأما النار فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشئ لتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبيث وخبيث لا طيب فيه وآخرون فيهم خبث وطيب دورهم ثلاثة: دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فإنه لا يبقي في جهنم من عصاة الموحدين أحد فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ولا يبقي إلا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض)).
2 - كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين فقد قال:" فصل: فى أن الله خلق داريْن وخصَّ كل دار بأهل ... فهاتان الداران هما دارا القرار." اهـ
وهذا القول الثالث لابن القيم هو الذي ينبغي أن ينسب إليه لا القول الشاذ الآخر أو على الأقل من أراد أن ينسب لعالم قولا فليذكر كل أقواله في المسألة لا أن يذكر القول الضعيف المخالف للأدلة ويترك القول الذي يوافق أهل السنة قاطبة.
ثم نصيحتي لكل من يتكلم في هذه المسألة ألا يفرح بكلام عالم يحسن به الظن ويتبنى قوله قبل البحث والتدقيق والرجوع لكتب أئمة السلف لا سيما في مسائل الاعتقاد فهذه مما يهم فيها كثير من المعاصرين وينسبون للسلف أقوالا هم منها بريئون بل وقد ردوا على القائل بها.
ومع هذا كله لا أرى سببا لإثارة مثل هذا الموضوع بهذه الطريقة وهذا العنوان المستفذ وليس تحته شيء من الأدلة إلا ما ذكره الإمام ابن القيم وهي أدلة ضعيفة وما صح منها فعن غير معصوم وكلها مردود عليها بأدلة قوية ولو يسر الله الأمر ذكرت ما استدلوا به وجوابه ولكنني كتبت هذه الكلمات على عجل من أمري الآن لما رأيت من مناقشة دون اتباع ودون تمحيص ونسبة أقوال لعلماء هم منها يريئون والله الموفق لكل خير.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 03 - 08, 07:56 ص]ـ
إشكال:
على القول بالرأي الثاني من أقوال أهل السلف
لو فرضنا أن أحد العصاة سمع بهذا وقال: ما دامت النار ستفنى ويخرج من فيها بعد أمد ويدخل الجنة فما ضرني فعل المعاصي .......
كيف نجيبه؟؟؟
أخي الكريم
رفع الله قدرك
هذا قول يقوله بعض العصاة ولكن لا على القول
بفناء النار بل على القول الذي أجمع عليه أهل السنة
أن الموحد لا يخلد في النار
(يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً)
ويكفي في الرد على هذا
بيان حر النار
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً. قَالَ «فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا». تحفة
)
13848
وما ورد في عذاب جهنم
وعذاب العصاة
الخ
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 03 - 08, 04:33 م]ـ
أخي الكريم
رفع الله قدرك
هذا قول يقوله بعض العصاة ولكن لا على القول
بفناء النار بل على القول الذي أجمع عليه أهل السنة
أن الموحد لا يخلد في النار
(يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِى قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً)
ويكفي في الرد على هذا
بيان حر النار
(عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً. قَالَ «فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا». تحفة
)
13848
وما ورد في عذاب جهنم
وعذاب العصاة
الخ
(رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً)
جزاك الله خيرا، نسيت أن أوضح ما أقصده وفاتني ذلك وتذكرت في البيت ...
نعيد صيغة الجواب .....
لو أن تارك الصلاة ((على القول بكفره وهو الراجح)) قال كما ذكرت أعلاه بناء على القول الثاني فكيف نرد عليه؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/77)
ـ[سلطان الشثري]ــــــــ[02 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
السلام عليكم
قد خرجت ما استطعت من آثار كتاب الشيخ الحميد حفظه الله
وفي الكتاب آثار موضوعة فضلاً عما فيها من ضعيف ولم يصح أثر مما استدل به
ولمن أراده فهو في قسم الحديث
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[03 - 03 - 08, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة توجد رسالة دكتوراة للشيخ عبدالله بن صالح الغصن باسم دعاوى المناوئين لشيخ الاسلام, فقد
تعرض لهذا الموضوع ورد عليه, ويوجد كلام جميل في هذا الباب للشيخ محمد الامين الشنقيطي في كتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الامين الجكني الشنقيطي كتبها تلميذه احمد بن محمد الامين بن احمد الجكني الشنقيطي المدرس سابقا بالمسجد الحرام, صفحة (51).
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 08:18 م]ـ
تحقيق نسبة القول بفناء النار
ما هو القول المعتبر في قضية فناء النار، وما تحقيق القول في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية؟
د. محمد بن عبد الله الخضيري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان، كما قرر ذلك أهل السنة في مصنفات العقائد، وأدلة هذا القول:
1 – قوله تعالى: (إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً). [النساء: 169]
2 – وقوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً) [الأحزاب: 65].
3 – وقوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) [الجن: 23].
فهذه ثلاث آيات من كتاب الله فيها التصريح بالبقاء في العذاب وذكر الخلود، وتأكيد هذا الخلود بالتأبيد.
4 – قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) [البقرة: 167].
5 – وقوله تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) [المائدة: 37]. ففي هاتين الآيتين أخبر تبارك وتعالى بعدم خروجهم من النار، مؤكداً ذلك بأن العذاب مقيم ودائم معهم.
6 – قوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) [الزخرف: 75].
7 – وقوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا
بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) [فصلت: 28].
8 – ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت. ويقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح. ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت.
9 – دليل الإجماع على هذه المسألة:
1 – أبو زيد القيرواني – رحمه الله – في كتابه الجامع صـ 110 (فمما أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة ........ وإن الجنة والنار قد خلقتا، أعدت الجنة للمتقين، والنار للكافرين، لا تفنيان ولا تبيدان).
2 - عبد القاهر البغدادي – رحمه الله – في كتابه الفرق بين الفرق 348 (الفصل الثالث: في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة، - ثم ذكر أموراً – وقال: (الركن الثاني عشر: وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على المشركين والمنافقين، وقالوا إنً الخلود في النار لا يكون إلا للكفرة).
3 - ابن حزم – رحمه الله – قال رحمه الله في كتابه الملل والنحل: (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان، و أبا الهذيل العلاف، وقوماً من الروافض).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/78)
4 - ابن عطية – رحمه الله – في كتابه المحرر الوجيز 2/ 346 (والإجماع على التخليد الأبدي للكفار).
5 - شيخ الإسلام ابن تيمية في أكثر من موضع. وسيأتي الإشارة إليها في صلب البحث – بإذن الله تعالى -.
6 - ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح 11/ 429 فقال: (من زعم أنهم يخرجون منها، أو أنها تبقى خالية أوتفنى فهو خارج عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل السنة).
7 - أبو السعود – رحمه الله – في تفسيره 1/ 94 (وقد انعقد الإجماع على أنً المراد به – أي الخلد – الدوام).
8 - السفاريني – رحمه الله – في كتابه لوامع الأنوار البهية 2/ 234 (وعلى هذا إجماع أهل السنة والجماعة، فأجمعوا على أنّ عذاب الكفار لا ينقطع).
9 - الألوسي – رحمه الله – في جلاء العينين في محاكمة الأحمدين 424ص، وما بعدها (خلود الكفار مما أجمع عليه المسلمون، ولا عبرة بالمخالف).
ومن أقوال السلف المنثورة في مصنفات الإعتقاد:
1 – قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (وإن الله خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لها أهلاً، ونعيمها دائم، ومن زعم أنه يبيد من الجنة شيء فهو كافر، وخلق النار قبل خلقه الخلق، وخلق لها أهلاً وعذابها دائم).
2 - قول ابن أبي زمنين – رحمه الله – في كتابه أصول السنة: (وَأَهْلُ اَلسُّنَّةِ يُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اَلْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَا يَفْنَيَانِ وَلَا يَمُوتُ أَهْلُوهَا ...... ثم قال – رحمه الله -: (وَقَالَ رَدًّا عَلَى اَلْيَهُودِ وَتَكْذِيبًا لَهُمْ فِي قَوْلِهِمْ: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا اَلنَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اَللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اَللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اَللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَالسَّيِّئَةُ هَا هُنَا اَلشِّرْكُ.
كَذَلِكَ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ، فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ اَلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ...... ثم قال كذلك (قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَوْ لَمْ يَذْكُرْ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اَلْخُلُودَ إِلَّا فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ لَكَانَتْ كَافِيَةً لِمَنْ شَرَحَ اَللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ. وَلَكِنْ رَدَّدَ ذَلِكَ لِيَكُونَ لَهُ اَلْحُجَّةُ اَلْبَالِغَةُ).
3 - قال الإمام البربهاري (ت - 329هـ) رحمه الله: (وكل شيء مما أوجب الله عليه الفناء يفنى، إلا الجنة والنار، والعرش والكرسي، والصور، والقلم، واللوح ليس يفنى شيء من هذا أبداً).
4 - قال الإمام الآجري (ت - 360هـ) رحمه الله: (وقد ذكر الله عزّ وجل في كتابه أهل النار الذين هم أهلها، يخلدون فيها أبداً .. وأن أهل النار الذين هم أهلها في العذاب الشديد أبداً).
5 - قول الطحاوي –ر حمه الله – في ثنايا تقرير عقيدة أهل السنة والجماعة: (و الجنة والنار لا تفنيان أبداً ولا تبيدان).
6 - قول ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله تعالى – في شرحه للعقيدة الطحاوية: (وقوله: لا تفنيان أبدا ولا تبيدان - هذا قول جمهور الأئمة من السلف والخلف).
أقوال الطوائف في هذه المسألة
وهناك أقوال لأهل البدع – كما هو الحال والشأن – في أقوالهم في أبواب الإعتقاد المتفرقة وقد أشار لهذه الأقوال جماعة من أهل العلم – رحمهم الله – منهم:
1 – ابن حزم – رحمه الله – في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل.
2 – ابن أبي العز الحنفي –شارح العقيدة الطحاوية -. وغيرهم.
و أهم هذه الأقوال التي تستحق المناقشة هو القول المنسوب لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاباً ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب.
ومن أدلة القائلين بهذا القول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/79)
1 - قوله تعالى: (وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ) (الأنعام: 128)، وقوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ) (هود: 107) (هود: 106).
ووجه الدلالة: ما أشار إليه ابن أبي العز – رحمه الله – بقوله: (ولم يأت بعد هذين الاستثناءين ما أتى بعد الاستثناء المذكور لأهل الجنة وهو قوله: {عطاءً غير مجذوذ}).
والجواب عن ذلك من عدة أوجه:
الوجه الأول: أنّ المراد بقوله تبارك وتعالى: (إلا ما شاء ربك) فالإستثناء في هذه الآية وتقييدها بالمشيئة راجع إلى العصاة من الموحدين كما تواترت النصوص بخروج أهل التوحيد ومن كان في قلبه أدنى مثقال من إيمان.
وهذا المعنى ذهب إليه ابن عباس – رضي الله عنهما - فقال: (الاستثناء لأهل الإيمان).
وقد يشكل على هذا أنه جاءت الآية باستخدام (ما) التي لغير العاقل بمعنى (من) التي للعاقل.
والجواب عن ذلك: أنّ مثل ذلك وارد في كتاب الله تبارك وتعالى وفي اللغة العربية، كما في:
أ – (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) (النساء: 3) أي: من طاب لكم من النساء.
ب – (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (المؤمنون: 6)، فقوله تعالى: (ما ملكت) المقصود به: من ملكت.
ج - (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً) (النساء: 22) والمراد: من نكح.
الوجه الثاني: أنّ المراد بقوله تعالى: (ما دامت السموات والأرض) المراد بها: سموات الآخرة وأرضها بدليل قوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (إبراهيم: 48).
3 - وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية.
و الجواب عن هذه الآية: أن المراد أنهم لابثين فيها أحقاباً ومدداً لا حصر لها، وحذفت نهاية المدة للعلم به.
4 - استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه.
وهذه يجاب عنها بوجهين:
الوجه الأول: أنّ هذه الآثار المروية عن الصحابة – رضوان الله عليهم – لا تصح سنداً.
الوجه الثاني: أنها لو صحت لم يفهم منها القول بفناء النار.
موقف شيخ الإسلام من هذه المقولة
ما يتعلق بمسألة فناء النار هي من جملة المسائل التي شنّع فيها على شيخ الإسلام، واتهم أنه كان يقول بقول الجهمية في فناء النار، حيث له مقالات تفهم أنه يميل إلى هذا القول، ولهذا انقسم الناس فيه إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الذين يقطعون بأنه يقول بفناء النار، وهذا قول عامة مناوئيه، وبعض من يوافقه في الاعتقاد.
القسم الثاني: الذين ينفون عنه هذا القول مطلقاً، وأنه يرى خلودها كالجنة اعتماداً على أن هذا القول هو قول السلف وهو يقول به في عامة كتبه، بل هو من أكبر شراح عقيدة السلف، وهؤلاء اعتمدوا على نصوصه الصريحة في عامة كتبه التي تثبت أبدية النار.
القسم الثالث: القائلون بأن ابن تيمية يميل إلى القول بفناء النار لكنه لا يصرح بذلك، حيث وقفوا على بعض أقوال له تشعر بأنه يرتضي هذا القول، وهذه الأقوال جميعها مفهومة من كلام الشيخ في كتاب له بعنوان "الرد على من قال بفناء الجنة والنار".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/80)
والتحقيق -إن شاء الله- أن شيخ الإسلام يقول بقول جمهور السلف والأئمة من أبدية النار وعدم فنائها، وهذا هو الذي صرح به في عامة كتبه، بل ونقل اتفاق السلف على ذلك كما في المجموع (18/ 307)، وبيان تلبيس الجهمية (1/ 581)، وفي منهاج السنة (1/ 146)، ونقل كلام الأشعري في المقالات من اتفاق أهل الإسلام جميعاً على أن الجنة والنار لا يزالان، وذكره مقراً له ومؤيداً. انظر درء التعارض (2/ 357)، وفي مواضع كثيرة من الفتاوى يحكي هذا القول وينصره (2/ 428)، (16/ 197).، ثم إن النصوص التي يستدل بها القائلون بأنه يقول بفناء النار هي من كتاب واحد، وهو (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وهو ليس من الكتب المشهورة لشيخ الإسلام والمحققون من أهل العلم لهم عليه ملاحظات علمية ومنهجية ليس هذا موضع ذكرها، وابن القيم –رحمه الله- قد نقل أغلب ما في هذا الكتاب في كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ولم يصرح بأن ذلك هو رأي شيخ الإسلام، ولو كان قولاً له لصرح به، ثم إن الكتاب ظاهر من عبارته أنه قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الفريقين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، لكنها قوة عرض ليس إلا، بدليل أن ابن القيم الذي نقل عامة هذا الكتاب حين ذكر أدلة الفريقين ومناقشة الأدلة صرح بأنه يحكي هذا القول: فقال: "قال أصحاب الفناء ..... "، وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: "فهذا نهاية إقدام الفريقين في هذه المسألة" حادي الأرواح (ص 255، 283)، ثم على التسليم بأن كتاب ابن تيمية فيه تأييد ونصرة للقول بفناء النار، فالذي يترجح أن هذا الكتاب ليس من آخر ما كتب ابن تيمية، فإن الكتب المتأخرة مثل (درء التعارض) الذي ألفه في السنوات من عام (713 - 717) هـ ومنهاج السنة الذي كان تأليفه عام (710) هـ تقريباً، وكذا كتاب بيان تلبيس الجهمية ألفه في مصر من عام (705 - 712)، وهذه الكتب قد صرح فيها شيخ الإسلام بأبدية النار، وصرح فيها برأيه بوضوح تام، والكتاب السابق يغلب على الظن أنه قد تم تأليفه في مرحلة مبكرة من عمره، وقد أشار الشيخ الألباني –رحمه الله- إلى شيء من ذلك في مقدمة كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (ص 25).
وعلى كل حال فأقواله –رحمه الله- المصرحة بأبدية النار بيّنة وصريحة، ومن القواعد المقررة عند أهل العلم أن المجمل مما في نصوص الكتاب والسنة يرد إلى المحكم، ولا يتعلق بالمتشابة والمجمل ويترك المحكم والمبين إلا أهل الأهواء، وكذلك مقولات أئمة العلم والدين ينبغي أن يحمل المجمل والمشتبه على المبيّن والمحكم، وأن تحمل أقوالهم على أحسن المحامل وأسلم المقاصد.
و ُأجمل بعض النقاط المتقدمة في تبرئة شيخ الإسلام من القول بفناء النار في النقاط التالية:
1 – لشيخ الإسلام نصوص واضحة في هذه المسألة لا يتطرق لها الاحتمال والتأويل.
ومن ذلك -على سبيل الإيجاز لا الحصر -:
أ – قوله في تلبيس الجهمية: (و أن بقاء الجنة والنار بقاء مطلق) 1/ 157.
ب – إنكاره على من يقول بفناء الجنة والنار. الفتاوي 14/ 348.
2 – تصريح الأئمة بعدم صحة هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومن ذلك على سبيل الإيجاز لا الحصر:ما قاله القارىء – رحمه الله -: (و أما قول المؤول أن ابن تيمية الحنبلي: ذهب إلى أن الكفار في عاقبة الأمر يخرجون من النار فافتراء عليه). انظر كتابه الرد على القائلين بوحدة الوجود صـ 86. و أما ما نسبه له بعض أهل العلم والفضل سيأتي ذكر سبب هذه النسبة في آخر هذا البحث – إن شاء الله تعالى -.
3 – أنّ لشيخ الإسلام رحمه الله حاشية على كتاب ابن حزم – رحمه الله –في كتابه: (مراتب الإجماع)، فحينما ساق ابن حزم الإجماع على بقاء النار وعدم فنائها بقوله: (والنار حق، وأنها دار عذاب، لا تفنى ولا يفنى أهلها بلا نهاية) لم يتعقبه على كلامه كما تعقبه على غيره من جملة المواضع.
4 - أنه لم ينقل أحد من تلامذتهما عنهما هذا القول، ولم يقل به أحد منهم، وتلاميذهما علماء محققون وهم كُثُر (الذهبي – ابن رجب الحنبلي – ابن كثير) وغيرهم كثير.
سبب نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
لهذه النسبة عدة أسباب، منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/81)
السبب الأول: عدم تتبع كلام شيخ الإسلام – رحمه الله في جميع كتبه ورسائله، فهو رحمه الله لما استطرد في بيان أدلة من قال بفناء النار ظنّ البعض أن هذا هو قول شيخ الإسلام، أو أنه يميل إليه، لكنه لا يصرح به. فالكتاب قائم على حكاية قول القائلين بفناء النار على هيئة مناظرة وحوار، فذكر أدلة الطائفتين، وحين ذكر أدلة القائلين بفناء النار عرضها عرضاً يوحي بأنه منهم، ويستند هذا التعليل إلى أمور منها:
أ - أن ابن القيم رحمه الله حين ذكر أدلة القائلين بأبدية النار ودوامها وبدأ مناقشة هذه الأدلة، صرّح بأنه يحكي هذا القول فقال: (قال أصحاب الفناء: الكلام على هذه الطرق يبين الصواب في هذه المسألة).
وحين انتهى من ذكر مناقشاتهم قال: (فهذا نهاية أقدام الفريقين في هذه المسألة) ب - أن ابن تيمية رحمه الله ذكر في أبدية النار اتفاق سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة على هذا، ولا يسع ابن تيمية رحمه الله وأمثاله أن يخالف هذا الاتفاق، ولا سيما أنه حكى قول القائلين بالفناء بأنه يحتج على فناء النار بالكتاب والسنة، وأقوال الصحابة، مع أن القائلين ببقائها ليس معهم كتاب ولا سنة، ولا أقوال الصحابة، فكيف يحكي الاتفاق والإجماع على مسألة، ويركز عليها في كتبه المتعددة. ثم هو يقول بهذا النص، لا شك أن هذا النص هو حكاية لقول القائلين بالفناء لا أنه يرتضيه.
ج - يتفق ابن تيمية رحمه الله وابن القيم أنهما حكيا قول القائلين بالفناء، وذلك؛ لأن ابن القيم نقل أغلب كلام ابن تيمية رحمه الله الذي ذكره في كتابه (الرد على من قال بفناء الجنة والنار)، وذلك بعدما سأل ابن القيم (ت - 761هـ) شيخه ابن تيمية رحمه الله عن هذه المسألة، ثم يجمعهما - أيضاً - أنهما قالا بقول أهل السنة والجماعة في أبدية النار في مواضع متعددة من كتبهما.
السبب الثاني: الكلام المحتمل غير الصريح في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وابن القيم، فقد يفهم فاهم بأن هذا هو قوله في هذه المسألة.
وأنبه في نهاية البحث: إلى أهمية معرفة أن القول بفناء النار لا يسلم بأنه كفر، كما يزعمه كثير من خصوم شيخ الإسلام الذين يكفرونه بذلك، بل هذه المسألة فيها اشتباه وآثار متعددة اشتبهت على كثير من العلماء ومنهم باحثون معاصرون، وقالوا بفناء النار، واستندوا إلى الآثار المروية في ذلك عن بعض الصحابة والتابعين التي يفهم منها القول بفناء النار، فاجتهدوا في هذه المسألة، وإن كانوا مخطئين لكنهم لا يكفرون بذلك. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
مراجع لهذه المسألة:
1 – الاعتبار ببقاء الجنة والنار.
تأليف: للحافظ الإمام علي بن عبد الحافظ السبكي.
2 – رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار.
تأليف: محمد بن إسماعيل الصنعاني.
3 – توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين.
تأليف: مرعي بن يوسف الحنبلي.
4 – شرح العقيدة الطحاوية.
5 – دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية.
تأليف: د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن.
6 - تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار
تأليف: الشيخ سليمان بن ناصر العلوان.
1 - الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج 4/ 69.
2 - فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/ 440.
3 - أصول السنة، لإبن أبي زمنين، صفحة 19 و ما بعدها.
4 - شرح السنة ص33.
5 - الشريعة ص399 - 400.
6 - شرح العقيدة الطحاوية ج 1 - صفحة 420.
7 - والذي يظهر – والعلم عند الله – أنّ هذا القول لم يشتهر عن أحد من السلف إلا ما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمة الله عليهما – وهذا لا يصح عنهما، كما سيتبين خلال هذا البحث. ولعلّ كلام ابن أبي العز الحنفي حينما نسب هذا القول لبعض السلف لم يبين من هم السلف، و كأنه متردد – رحمه الله – في نسبة القول بفناء النار لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله -، و أما ما نُسب لبعض أهل التفسير فإن معظمهم تكلم على الآية التي جاء في سوة الأنعام، والآية الأخرى التي جاءت في سورة هود، ففهموا من الاستثناء القول بفناء النار، كما أيدوا هذا الفهم بالأقوال التي وردت عن الصحابة – رضوان الله عليهم – والتحقيق أنه لا يصح نسبة هذه الأقوال للصحابة فهي ضعيفة، وما صحً منها لا يفهم القول بفناء النار، و ممن جمع آثار الصحابة في هذه المسألة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان في رسالة له بعنوان: تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار. وقد قال ابن حجر – رحمه الله – كما في الفتح: 11/ 429 وما بعدها (وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول – يعنى القول بالفناء – وهو مذهب ردىء مردود على قائله، وقد أطنب السبكي في بيان وهائه فأجاد .... ). فالحافظ رحمه الله تعالى لم ينسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية كما ردً ابن حجر على شيخ الإسلام في مسألتين – كما في الفتح – وكان الصواب فيها مع شيخ الإسلام ابن تيمية ومن المعلوم كذلك: أنً السبكي كان من أعداء شيخ الإسلام ابن تيمية في وقته السبكي، ومع ذلك لم يتهمه بهذه التهمة، قال الألوسي – رحمه الله – في كتابه جلاء العينين في محاكمة الأحمدين: (إنً أكثر المنتقدين من المعاصرين وأشدهم من الوقوع فيه – أي: ابن تيمية – الإمام السبكي).
8 - انظر تفسير القرطبي [جزء 7 - صفحة 75] حيث قال: (وقال ابن عباس: الاستثناء لأهل الإيمان فما على هذا بمعنى من)
وكذلك انظر: توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين صـ 43.
9 - انظر رسالة تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار عن الصحابة الأخيار.
10 - حادي الأرواح ص255.
11 - حادي الأرواح ص283.
12 - انظر: الرد على من قال بفناء الجنة والنار ص67.
13 - انظر: شفاء العليل لابن القيم ص551 - 552.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/82)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:43 ص]ـ
عقيدة أهل السنة والجماعة المتفق عليها بينهم: أن دوام النار أو فناءها متعلقة بمشيئة الله تعالى.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 05:35 ص]ـ
الفتح: 11/ 429 وما بعدها (وقد مال بعض المتأخرين إلى هذا القول – يعنى القول بالفناء – وهو مذهب ردىء مردود على قائله، وقد أطنب السبكي في بيان وهائه فأجاد .... )
هذا القول من شيخ الاسلام ابن حجر هو الذي يترجح عند النظر في صحة تبوث القول عن شيخ الاسلام فقد كان فيه متوقفا برهة من الزمن ثم مال اليه في أواخر حياته دون أن يصرح به و رسالة شيخ الاسلام في الموضوع هي آخر ما ألف في سجن القلعة و ان لم تصح عن شيخ الاسلام و لم تكن أخر أمره لما كان لرد الامام السبكي فائدة
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 03 - 08, 05:40 ص]ـ
لكن السبكي وابن حجر لا يعتمد عليهما في نقل مذهب شيخ الإسلام العقائدي - بصرف النظر عن صحته أو عدمها.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:36 ص]ـ
ليست قضية النقل عنه و انما الكلام عن التشكيك في صحة الرسالة المنسوبة لشيخ الاسلام فلم يتجشم الامام السبكي الرد على رسالة غير موجودة أصلا في عهده؟؟؟ و بالتضمن فهي قرينة تاريخية أيضا من انهم فهموا آنذاك منها ميل شيخ الاسلام الى هذا القول تماما كما عبر عن ذلك الامام ابن حجر كما أنها تبين أن شيخ الاسلام لم يكن يميل الى شيء في المسألة قبل تصنيفه هذه الرسالة و الا فلم يتأخر الرد عليه و لم يشتهر في حياته كاشتهار الردود عليه في المسائل الأخرى؟؟ و هذا يفسر تمريره للاجماع الذي حكاه ابومحمد ابن حزم و نصوصه العامة في اتباث خلود النار و الجنة معا في مؤلفاته المتقدمة ... و قول الشيخ الخضيري انها لم تشتهر و لم يذكرها من جرد أسماء كتبه غير دقيق فقد ذكرها تلميذه الامام الأديب المؤرخ الصفدي من جهة ثم الظاهر أن كون الرسالة من آخر ما ألفه شيخ الاسلام يجعل من الصعب انتشارها مع كونها قريبة من وفاته مع ما صاحب ذلك من انشغال بالمصيبة و التضييق حتى أن عبارة ابن القيم حين ذكر الرسالة توحي بأنها وصلته متأخرة
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[06 - 03 - 08, 03:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
إن نسبة هذا القول لشيخ الاسلام ابن تيمية لا يخرج عن تقديم حسن الظن بخصومه أو تقديم فرضية الاحتمال على حقيقة المنقول عنه من نفيه فناء النار وتصريحه ببقائها وخودها وأهله، وقد جمعت من أقواله في هذه المسألة وكلامه عنها في خمسة عشر موضعا من كتبه، كنت قد ذكرت أغلبها في بحث قد طبع في مجلة الحكمة العدد الخامس _ ولعل هذا قبل اربعة عشر سنة _ وأظهرت قوله وأبنت تصريحه في كلالمواضع تصريحه بأبدية النار، وذكرت من اين أتي من اتهمه، وكيف غاب عن بعض أهل العلم من السابقين وبعض مشيخنا _ رحم الله أمواتهم وأحيائهم _ حقيقة قوله.
وحتى هذه الساعة لم أقف لشيخ الاسلام على قول يبين ان له قولا قديما وقولا جديدا، أو أن له رأيين في المسألة.
وليت بعض الجادين يبغلنا مقصدنا في تحصيل نص يقول خلاف ما هو ظاهر كلامه.
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 04 - 08, 10:16 م]ـ
قال الإمام الألباني -رحمه الله- في تحقيقه لكتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار:
وإن مما يمنع توجيه الطعن في ابن تيمية لقوله بفناء النار علاوة على ما ذكرنا آنفا أن له قولا آخر في المسألة وهو عدم فنائها كما سبق بيانه بالنقل عنه. وإذا كنا لا نعلم أي القولين هو المتأخر فمن البدهي أن الطاعن لا بد له من الجزم بأنه هو الأول ودون هذا خرط القتاد وأما نحن فإن حسن الظن الذي أمرنا به يقتضينا بأن نقول: لعله القول الآخر لأنه موافق للإجماع الذي نقله هو نفسه فضلا عن غيره كما تقدم وقد يؤيده هذا أن ابن القيم نقله أيضا كما بق في قصيدته (الكافية الشافية) فالظاهر أنه مات على ذلك لأنها قرئت عليه في آخر حياته فقد ترجمه الحافظ ابن رجب الحنبلي في (طبقاته) وذكر في آخرها ما يشعرنا بذلك فقال: (2/ 448):
(ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة وسمعت عليه قصيدته النونية الطويلة في السنة وأشياء من تصانيفه وغيرها)
أقول فإذا صح ظننا هذا فالحمد لله وإلا فأسوأ ما يمكن أن يقال: إنه خطأ مغفور لهما بإذن الله تعالى لأنه صدر عن اجتهاد صادق منهما ومعلوم أن المجتهد مأجور ولو أخطأ كما جاء في الحديث الصحيح: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد). متفق عليه
وقد تقرر في الأصول أن الخطأ مغفور ولو في المسائل العلمية كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه وفتاويه (1)
هذا بالإضافة إلى ما لهما من الجهاد والبلاء الحسن في الدعوة إلى العمل بالكتاب
(1) انظر (مجموع (الفتاوى) (19/ 403 و30/ 19 - 36)
وهذا رابط الكتاب:
http://islamport.com/d/1/alb/1/45/390.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/83)
ـ[العارض]ــــــــ[27 - 04 - 08, 06:24 م]ـ
.....
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 04:32 م]ـ
خلاصة القول أن نسبة هذا القول إلى ابن تيمية لم تثبُت، وعلى المُثْبت لها أن يأتي بدليل، أمَّا ابن القيم فأرجح الأقوال أنَّه توقف فيه.(28/84)
أئمة الأشاعرة ونار الزندقة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 07 - 04, 10:05 م]ـ
نار تهمة الزندقة ندر من الأشاعرة من لم تحرقه
لقد صرت أبحث في ثنايا تراجم الأشاعرة حين أقرأها عن الفقرة
التي يتهم فيها الأشعري الُمترجم بالزندقة من كثرة ما رأيته من اتهام هؤلاء
القوم بها من دون طوائف وفرق المسلمين (ما خلا الرافضة).
فلا أهل السنة رمي رجالهم بالزندقة أمر معتاداً ولا مطرداً
ولا الإباضية ولا الزيدية ولا حتى المعتزلة وإنما اختص بذلك الأشاعرة
والرافضة. وليست هذه بأول موافقات وتشابهات الرافضة مع
الأشاعرة بل يكفيك أن مصدر التشيع هو نفس مصدر التشعر والتمترد
أرضـ (ستان) يعني تشابهوا جغرافياً وعقائدياً فلا غرابة إن تشابهوا
في موضوع بحثنا.
أقول هل تعلم أخي أن الأسماء التي سأسردها لك قد رميت بالزندقة
كلها أو بالباطنية أو بالتشيع حتى:
1ـ ابن فورك ودس السم ابن سبكتكين له من أجل ما رمي به
3ـ الجويني.
الذي قال بأن الله لا يعلم بالجزئيات وهذه زندقة ظاهرة.
2ـ الغزالي (تهمة شبه ثابتة) وقد أحرقت كتبه لأجل ذلك في الحادثة
المشهورة وطرد من مصر لأجلها وألف من بعدها كتباً سرية يخفي
فيها عقائده. راجع ترجمته في كتاب الدكتور سليمان دنيا من المتأخرين
وهو باحث أكاديمي وإن شئت فعد لكتب السير كلها تعرف حقيقة الغزالي.
2ـ الشهرستاني اتهم بالزندقة ولكن (تهمة ضعيفة) وأما تهمة بالتشيع (فتهمة قوية)
فقد ألف كتاباً لوجه وجيه شيعي وتعاطف في كتابه مع الشيعة.
3ـ الفخر الرازي (تهمة ثابتة)
قد تشارك في اتهامه بهذه التهمة قدماء ومتأخرون أثبتوا كلهم أن الرجل في
عقيدته دخل وأنه يخفي زندقة بين سطور كتبه بل أثبت الباحث الممتاز
الدكتور الزركان صحة نسبة كتاب ألفه الرازي في عبادة الكواكب والنجوم والسحر.
4ـ محي الدين بن عربي (تهمة ثابتة) وهذا مما لا يحتاج للحديث عنه.
5 - التاج السبكي. ذكرها بعض المؤرخين ولأجلها طرد واوذي بل
اتهم بأنه يلبس الزنار ليلاً.
6ـ الآمدي الذي سماه ابن القيم ثور الأشاعرة طرد وشرد لأجل هذه التهمة وكاد يقتل أيضاً
.7ـ الشعراني (تهمة ثابتة) كتبه شاهد على ذلك.
8ـ الكيا الهراسي
9 - ابو عبد الرحمن السلمي (حقه التقديم لأجل التاريخ ولكنه محسوب على الصوفية أكثر منه على الأشعرية ولذا أخر ذكره أخر الله ذكره في الدنيا والآخرة فكم من مسلم قتله وضيع دينه بما اقترفته يداه:قال الخطيب قال محمد بن يوسف القطان (غير ثقة يضع الحديث للصوفية)
قال الذهبي في حقائق تفسيره أشياء لا تسوغ أصلاً عدها بعض الأئمة من زندقة الباطنية وعدها البعض عرفاناً وحقيقة) وكأنه يؤيد أنها زندقة فقد عقب فقال نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى أعلام النبلاء 17/ 252
وهو ناقل مبدأ الزنادقة من قال لشيخه لم لا يفلح أبدا قال الذهبي من الشيخ الذي يكره قول تلميذه له لم لا يفلح ذلك الشيخ 17/ 251
قال ابن الصلاح وجدت الإمام الواحدي أنه قال صنف السلمي " حقائق التفسير " فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر. قال الذهبي واغوثاه واغربتاه
ولأبي القاسم القشيري والدقاق والسلمي قصص تدل على مبلغ زندقة الأشاعرة
.
هؤلاء هم مؤسسي المذهب الأشعري ووجوه وقد كتبت هذا المقال
يعلم الله على عجل وأعطيت الأخوة أمثلة بارزة نرجو جمع بقية
المتهمين من الأشاعرة تمهيداً لمحاكمتهم.
وسوف أطور الموضوع لاحقاً ولكن نريد المشاركة من المشائخ الفضلاء
منقول لجودته
http://www.muslm.net/showthread.php?s=&threadid=113114
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 12:47 ص]ـ
أعدك يا شيخى الفاضل أن أكون لك عونًا فى القبض على هؤلاء الأشاعرة وتقديمهم للعدالة فقد تفرغت لدراسة مذهبهم لأكثر من خمس سنوات وعلمت خباياهم والحمد لله ولكن علينا أولاً أن نحدد من هم الأشاعرة المطلوبون وما المقصود بتهمة الزندقة حتى لا نتهم نحن بالزندقة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:47 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الدرعمى
ولكن علينا أولاً أن نحدد من هم الأشاعرة المطلوبون
والباحث يجد أن المنسوبين إلى مذهب الأشاعرة أربعة أصناف:
1– صنف ظلم وافتروا عليه النسبة للأشاعرة، وهو منهم براء. وذلك من باب تكثير السواد وحشد الأسماء، على طريقة الرافضة في تكثير علماء الشيعة. مثل: الإمام القيرواني والخطيب البغدادي والحافظين الإسماعيلي و أبو نعيم الأصبهاني.
2– صنف عاش في بيئة طغى فيها الإعلامي الجهمي الأشعري، وقل من نجى من شرار سعيرها، إلا من ثبته الله. فتأثر بهم في مواضع، وخالفهم في مواضع أخرى. ومن هؤلاء الصنف: ابن حجر والنووي وغيرهما.
3– صنف يعتبرون أساطين الضلالة ومؤسسي الباطل ومنظري الجهمية باسم "الأشعري"، وهو منهم براء. وهؤلاء هم من يتحمل وزر من تبعهم إلى يوم الدين. ومنهم: الغزالي (حجة الزنادقة) والرازي (مؤلف "عبادة الكواكب والنجوم") وأبو الحسن الآمدي (الفيلسوف).
وترى الجهمية يُقَدِّمون أمامهم أسماء مثل: ابن حجر والنووي وغيرهم، للتلبيس على الأغرار أن هذا هو مذهب هؤلاء الفضلاء. ثم إذا تورط، أخرجوا له الأسماء الخبيثة مثل: الغزالي والرازي وغيرهم.
4– صنف انتسب للأشعري في مذهبه الذي استقر عليه في الفترة الأخيرة (وهو مذهب السلف الصالح) وسمى نفسه به. وتجده يقول أنه أشعري، لكن حين تبحث تجده ينقل لك من الإبانة. ومثال ذلك محمد بن الموصلي الأصفهاني الشافعي الذي يصرّح بأنه أشعري، لكنه يثبت العلو ويثبت صفات الله على حقيقتها.
فالمقصود هو الصنف الثالث فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/85)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 07 - 04, 04:18 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الدرعمى
وما المقصود بتهمة الزندقة حتى لا نتهم نحن بالزندقة
قال الأخ غروزني: وتعبير الأخ أبو راشد .. لا يدل على زندقتهم .. بل يدل على أنه أصابهم من الزندقة شيء .. وهذا معنى التعبير الذي استعمله الأخ برأيي
وقال الأخ أبو راشد: السني يعرف فكر أخاه السني ولو لم يصرح ومعرفة الأخ غروزني لرأيي فيهم ظاهرة وقد أصاب كبد الحقيقة.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 05:53 ص]ـ
قال الموفق في المناظرة (ص 35):
ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم , ولا يتجاسرون عل إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية.
وقال (ص 51):
وليس في أهل البدع كلهم من يتظاهر بخلاف ما يعتقده غيرهم وغير من أشبههم من الزنادقة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 07 - 04, 06:31 ص]ـ
أنشدنا الإمام الحافظ تقي الدين أبو محمد بن عبدالغني بن عبدالواحد بن علي المقدسي قال
أنشدنا أبو الفرج ثابت بن محمد بن أبي الفرج بن الحسن بن عبدالله بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عبدالله المديني الشافعي
في داره بالمدينة
قال أنشدنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك بن الحسين الأديب فيما أظن
وكان من عيون أدباء البلد، كان من المرضيين للإمام أبي طاهر مطيان بن أحمد بن زيدان الرستمي الذي
قال الحافظ محمد بن عبدالواحد الدقاق في حقِّه ((ما رأيت رجلا قط خيرا منه في هجر أهل البدع))
الأشعرية ضلال زنادقة ********* إخوان من عبد العزَّى مع اللاَّت
بربهم كفروا جهرا وقولهُمُ ************* إذا تدبرته اسوى المقالات
ينفون ما أثبتوا عودا ببدئهم ******* عقائد القوم من أوهى المحالات
والرفض والنصب والإرجاء صاحبها ** لاه عن الله ملعون المقامات
من شبَّه الله بالمخلوق ليس له **** دين، ولا هو من أهل الولايات
الله نعرفه بالحد مستويا ********* حقا على عرشه فوق السماوات
من خلقه بائن والخلق كلهم ****** من دونه، فوقهم رب البريات
من بعد ما يسترق الليل ينزل من ** عرش مجيد إلى الخضراء بالذات
يقول هل سائل يعطى وهل أحد ... يدعوا فيعتق من رق الجنايات
إلى تنفس ضوء الصبح ثمَّ علا ***** كرسيه جلَّ من عال ومخ .. ت
وانظر كلام الكوثري أخزاه الله في تعليقه على ذيل التذكرة للذهبي رحمه الله (ص 261 _ 265)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 08:26 ص]ـ
إذا أنت تقصد بالأشاعرة المتهمين فخر الدين الرازى وأبى حامد الغزالى وسيف الدين الآمدى هذا واضح وكنت أود أن تضع لى قائمة جامعة بتلك الأسماء حتى نصل إلى نتيجة
لكن ما أراك عرفت الزندقة الزنديق هو من يقول ببقاء الدهر ويقول بإلاهين (انظر لسان العرب) فهل تقصد أن هؤلاء يقولون بذلك ومعذرة فنحن لا نعرف الأخ أبو راشد أو الأخ غوروزنى، فإذا كانت تلك الألفاظ لمجرد التشهير والاستهلاك ولا معنى لها فإن الكلام برمته لا يستحق جوابا
دعونا أيها الإخوة الكرام من الكلام الإنشائى والخطب الحماسية من أراد أن يتهم الرازى بعبادة النجوم أو الغزالى بعبادة الكواكب فليأتنا بدليل وأما ما ذكرتموه من كتب التراجم فليس بشى وقد اتهم ابن تيمية بأعظم من ذلك ولم يسلم أحد من طعن أعدائه.
لا نريد أيها الإخوة الكرام أن ندافع عن عقيدة أهل السنة بمنهج الخوارج.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 07 - 04, 09:44 ص]ـ
أنا لم أعط أي تعريف للزنديق حتى تلزمني به. وإذا أنت لم تعرف أبا راشد ولا غروزني فأنا أعرفهما منذ زمن. وأما الآمدي فقد أثبت عليه الإمام ابن قدامة أنه تارك الصلاة وهذا يكفينا. والرازي أثبت الذهبي أنه صاحب كتاب في السحر، وهو كفر صريح. مع أنه لا يعنينا تكفيره -وإن كان شيخ الإسلام قد كفره- بل يكفينا إثبات أنه غير أهل للإمامة
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 10:50 ص]ـ
إذا لم تعط تعريفًا فما الفرق بين أن تقول زنديق أو ديز (مقلوب زيد) لا شك أن الكلام على هذا النحو يصبح لغوًا
أما أبو راشد والغوروزنى فهما على العين والرأس لكن كلامهما ليس بحجة بل ولا يستأنس به فلا تحتج به علينا.
واما بقية قولك فما هى مصادرك حتى نعلم مدى صد قه وأنا أشك أن ابن تيمية قد كفر أحدًا من هؤلاء صراحة وكذلك تأليف الرازى لكتاب فى السحر مشكوك فيه حتى ولو نقله الذهبى والواقع يشهد بخلاف ما تقول فقد تلقى علماء أهل السنة كثيرًا من كتب الرازى بالقبول ولو كان ساحرًا لشاع ذلك وانتشر،وأما قولك إن ابن قدامة قد أثبت أن الآمدى تارك للصلاة فهى قصة ملفقة أظنك تقصد علامة الحبر التى وضعت على قدمه!! وقد ذكر ابن تيمية أنه من أسلمهم اعتقادًا ونقل عنه فى الموافقة كثيرًا.
وعلى كل فإن معظم هؤلاء قد ختم لهم بخير ولعلك قرأت وصية الرازى.
إننا لا نقول أبدًا بصحة مذهب الأشاعرة ولا ندافع عنه ونحن نعلم أن مذهبهم خاصة بعد إمام الحرمين قد اتجه نحو الآعتزال حتى كاد يلتحم به إلا أننا لا نبهت القوم ولا نكفرهم ونواليهم بقدر موالاتهم لله ورسوله فإن ورد فى كلام بعض ائمتنا ما ظاهره يخالف ذلك فإننا نحمله على النصيحة للأمة والتحذير الأكيد من تلك العقائد ولا نحمله على الأعيان ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بقول قائل ولا ظن ظان كائنًا من كان إذ كيف لا نقبل فد حد الزنا شهادة العدول دون الأربعة ونقبله فى تكفير الناس وأى ناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/86)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 07 - 04, 12:07 م]ـ
وقال شيخ اإسلام ابن تيمية رحمه الله فى رده على المتكلمبن "ثم تجد كثيرا من رؤوسهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف فى دين المشركين كما فعل أبو عبدالله الرازى ... وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين" [نقض المنطق:45].وقال أيضا"وصنف بعض المشهورين فيه كتابا على مذهب المشركين مثل أبى معشر البلخى وثابت بنقرة وأمثالهما ممن دخل فى الشرك وآمن بالطاغوت" قال الشيخ محمدبن عبدالوهاب"فانظر رحمك الله الى هذا الإمام الذى ينسب اليه من أزاغ الله قلبه عدم تكفير المعين كيف ذكر مثل الفخر الرازى وهو من أكابر أئمة الشافعية ومثل أبى معشر .. أنهم كفروا وارتدوا" [مفيد المستفيد:14].
ثم ترد على الذهبي وهو أعلم مني ومنك في نسبة الكتب إلى أصحابها. ومؤكد أنك لم تجهد نفسك بقراءة بحث الدكتور الزركان
هذا ولا يطعن بالإمام ابن قدامة ويتهمه بتلفيق القصص إلا ضال مخذول، فاحذر أن تكون أنت ...
إلا أننا لا نبهت القوم ولا نكفرهم
1 - من أنتم أصلاً؟
2 - وماذا تقولون في الإمام محمد بن عبد الوهاب؟ هل بهت القوم لما قال ما قال؟
وقد ذكر ابن تيمية أنه من أسلمهم اعتقادًا ونقل عنه فى الموافقة كثيرًا
هذا القول فيه تدليس خبيث، وأرجو أن تكون مجرد ناقل بحسن نية
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (18|52):
وقد أمر الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح بانتزاع مدرسة معروفة من أبى الحسن الآمدي. وقال: "أخذُها منه، أفضل من أخذ عكا" (أي من الإفرنج أيام احتلالهم لبعض بلاد الشام ومصر في المئة السادسة). مع أن الآمدي لم يكن في وقته أكثر تبحراً في الفنون الكلامية والفلسفية منه. وكان من أحسنهم إسلاماً وأمثلهم اعتقاداً. ومن المعلوم أن الأمور الدقيقة سواء كانت حقاً أو باطلاً، إيماناً أو كفراً، لا تُدرك إلا بذكاءٍ وفِطنة. فلذلك يستجهلون (أي المتكلمين) من لم يشركهم في عملهم، وإن كان إيمانه أحسن من إيمانهم، إذا كان منه قصورٌ في الذكاء والبَيان. وهُم كما قال الله تعالى: ?إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون. وإذا مروا بهم يتغامزون ... ? الآيات.
فقد توضح مراد شيخ الإسلام بعد أن جئنا ببقية القول المبتور. فهو يقول مع أن الآمدي كان أحسن من غيره، فقد أفتى فيه ابن الصلاح بما أفتاه. فكيف ببقية المتأشعرة ممن هم دون الآمدي؟
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:15 م]ـ
فضيلة الشيخ محمد أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته
أولا: لا تدرى كم هى سعادتى بطرحك لهذا الموضوع فقد وجدت فيه متنفسًا وأرجوك ألا تبخل علينا بمثل هذه الحوارات الشيقة.
ثم أقول لك يا أخى الكريم هون على نفسك ... فالأمر لا يعدو كونه نقاشًًا بين الأحبة فإن أبيت فهو حوار علمى نقارع فيه الحجة بالحجة فإن أبيت فليكن كلاما نقوله من قبيل (ديز) أو الزندقة أعنى لغوًا وكلامًا بلا معنى لذلك فأرجوك وأستحلفك بالله ألا تكفرنى أو تتهمنى بالزندقة والإلحاد فإن ذلك يشوه سمعتى وربما أغضبنى منك جدًا
نعود لموضوعنا الشيق:
هل يفهم من كلامى أخى الكريم أننى أنتقص من الإمام الذهبى وإمام ابن قدامة أو أننى عدو للإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب هل يفهم ذلك منى حقيقة أوضمنًا أعوذ بالله من ذلك وحتى لو أننى رددت لهم قولاً أو أولته بما يليق بمنهجهم فى الحكم على المسلمين هل أكون بذلك طاعنًا فيهم!!!
وأما فيما يتعلق بالآمدى فلم أقل عنعه يا أخى الكريم إنه إمام يهتدى به فى كل شىء وإنما قصدت إزاحة ما ألصقته به من تهمة الزندقة التى لا معنى لها ومن رميه الشرك.
وأخيرًا عندما تعرف الفرق بين قول شيخ الإسلام هذه رده وبين قوله هذا مرتد فاتصل بى فهناك جائزة فى انتظارك إن شاء الله تعالى
أشكرك على أن أتحت لى هذه الفرصة ولا تتأخر بالرد علينا وأعرفك أنى أعرفك لذلك لم أجد عليك و‘أعلم أن الصراخ إنما يكون على قدر الألم!!
ملحوظة:أنا وإخوانى من الشافعية لا زلنا ننتظر منك تعريفا شافيًا كافيًا جامعًا مانعًا مطردًا منعكسًا لما يسمى ب (الزندقة).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:31 م]ـ
الإخوان الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته و بعد:
لفت نظري في جملة من ذكر في المقال، ممَّن رمي بالتمشعر و الزندقة: اسم شيخ الصوفية في وقته أبي عبد الرحمن السلمي ..
و الحقيقة التي أعلمها أن الرجل لم يعدَّ أشعريا فضلا عن كونه من مؤسسي المذهب، كما جاء في آخر المقال: (هؤلاء هم مؤسسي المذهب الأشعري ووجوه .. )
بل الرجل ينكر الكلام في الصفات على طريقة العرض و الجسم، و له كتاب في ذم الكلام، وشيخ الإسلام كثيرا ما يستشهد بكلامه و رواياته في الرد على تلميذه القشيري صاحب الرسالة ..
و كتاب الاستقامة لابن تيمية و هو في الأصل رد على الرسالة القشيرية، ملاه ابن تيمية بالاستشهاد بكلام السلمي في معرض الرد على ما جاء في رسالة تلميذه القشيبري.
و القشيري خالف و لم يسر على طريقة مشايخه في الاعتقاد و منهم السلمي صاحب الطبقات.
و أما كونه رمي بالزندقة، فهذا مذكور في ترجمته من كتب التراجم.
لكن الأمر في كونه من الأشاعرة و من مؤسسي مذهبهم.
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/87)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:48 م]ـ
لا تتعجب يا أخى أبو تيمية ولتنتظر المزيد فقد حمى الوطيس وكدنا نقبض على الزنادقة متلبسين بالتمشعر والمتمشعرة متلبسين بالتزندق
وممن ذكره ثابت بن قرة وهو صابى لذلك لم ألق اهتماما فالفارق بين الصابىء والزنديق فارق طفيف إن شاء الله تعالى
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:54 م]ـ
يا أخي محمد الأمين، وأرجو أن يكون لك من اسمك أكبر نصيب، هلا أخي اجتنبت هذه الأساليب في المناقشة وطرح المواضيع الشرعية، فالمسألة ليست بالتهويش، وإشعال النيران، بل العلم العلم والفهم الفهم، قبل الإقدام والجزم بالنتائج
وخاصة عند اتهام الآخرين، فأنا لا أقول: لك لا تبحث ولا تناقش، ولكن أكرر تريث وتثبت، واجتنب الألفاظ الغليظة، والاتهامات الموهمة لأشياء كبيرة، فأخشى ما أخشى أن يكون أسلوب التهجم على الآخرين يخفي وراءه أشياء لا تحمد. وأنا أدلك من خلال تعقباتك، على شيء من تسرعك، واتهامك للآ خرين خطأ، ولا أقول عمدا، ثم على عدم تحررك من ربقة التقليد، واحتواء الآخرين لك، مع ما يفهم من طرحك في المداخلات من عدم التقليد، ويكاد يكون ادعاء الاجتهاد.
فمثلا: استكثرت على الأخ الدر عمي تخطئته للإمام الذهبي في نسبة كتاب السحر للرازي، وجئت بحجة كل المقلدة في تقليدهم للأئمة، فهلا رددت بذكر دليل صحيح في نسبة الكتاب إلى الرازي. أو بينت للأخ دليل الإمام الذهبي في صحة نسبة الكتاب له.
ثم توحي إلى القراء أن الأخ الدر عمي يتهم ابن قدامة ويطعن عليه، وأنت تعلم أن أغلب أهل الملتقى من الحنابلة، فما الذي ترمي إليه، والاتهام، أو ظنه غير صحيح أساسا، وهذا من التسرع وسوء الفهم للكلام.
وتحذر الأخ الدر عمي من تلك التهمة، فما رأيك في الذي يتهم من هو أكبر من الإمام ابن قدامة-رحمه الله- بشر من ذلك.
أيها الأخ العزيز: لا تترك البحث والتزود من العلم الصافي، وناقش ما شئت من المسائل، ولكن ضع في اعتبارك أن أهل الملتقى باعتبار انتسابهم لأهل الحديث، فمن شعارهم: أنك إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدعيا فالدليل، فقد تعالت هممهم عن تقليد الأئمة المجتهدين فكيف بغيرهم، ولذلك في هذا الملتقى لا يضرهم كثيرا عدم معرفة أعيان الكتبة، لأنهم يتعاملون مع المواضيع على هذه الأساس المتقدم. (ومكان هذا الكلام في موضوع الأسماء المستعارة في الملتقى، وإنما جرت إليه المناسبة) وأنا أخي أقترح عليك بما رأيته فيك من تفرغ للبحث وحرص على العلم، أن تأخذ كل ما تراه من المسائل-أصلية أو فرعية- غير صحيح، أو فيه غموض أو غير ذلك. من أي عالم أو إمام. ثم تناقشه منا قشة علمية صحيحة- وأظن أنه لا تخفى عليك أدواتها- وستصل إن شاء الله إلى نتيجة طيبة، أما أخي هذا النبش بهذه الطريقة، والسب والتجديع، والتضخيم والتهويل فما أظن أن أحدا سيستفيد منه،
أخي العزيز كن على ثقة أنني ما جئت لهذا الملتقى إلا لأتعلم منك ومن بقية الإخوة، وأحب أن أتعلم من سمتهم وحسن هديهم أكثر من المسائل، فلا تستكثر عليّ مثل هذه النصيحة، لمن هو في مثل مقامك. وإن تواضعت وأردت التعليق على كلامي، أو رده وإبطاله، فلك ذلك ولكن بلطف أرجوك. وضع بين يديك ما جاء في الأثر- رفقا بالقوارير- فما أنا إلا محب لأهل العلم وبس. (ابتسامة صغيرة). لإدخال السرور، وتغيير الأجواء المكفهرة.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:01 م]ـ
الاخ الدرعمي سلمه الله
كلام الموفق لا يعني به أن الاشاعرة زنادقة.
لكنه بين أنهم يكتمون عقيدتهم في القرآن كما يكتم الزنادقة عقيدتهم , فبينهم شبه من هذه الناحية.
فهون عليك.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:17 م]ـ
اخى الكريم ما دليل الموفق على ذلك القول ومن قال بذلك غيره من الأئمة
هناك أمر مهم أحب أن أنبه إليه بعد التأكيد على رفضى التام لمذهب الأشاعرة وهو ثابت من الرسالة التى تقدمت بها لنيل درجة الماجستير
إن كتب التراجم ليست مثل كتب الرجال وأغلب ما فيها محل نظر
ثانيًا إن ما كتب وسطر فى مدح هؤلاء القوم وذكر مناقبهم أكثر مما ذكر فى سلبهم وأتهامهم وكذلك كل ذى همة وعلم كشيخ الإسلام وينبغى علينا أن نضع ذلك فى أمام أعيننا
ثالثًالث لو جاء أحد فطعن فى مذهب الأشاعرة لساعدناه على ذلك وإنما هو يطعن فى أئمة ننظر إليهم على أنهم من أئمة الشافعية فالشافعية يطلقون على الغزالى الشافعى الثانى وعند إطلاق لفظ الإمام عند الشافعية فى الأصول ينصرف الذهن إلى فخر الدين الرازى ..
لا نريد الإطالة حتى لا تعد علينا الأخطاء ويتخذ ذلك كذريعة للطعن فى الأئمة(28/88)
من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.
ـ[ابوعامر]ــــــــ[15 - 07 - 04, 01:42 ص]ـ
من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد:
إن من كمال إيمان المرء أن يحب ويبغض في الله، فقد أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".
لذلك إن من أصول أهل السنّة والجماعة بغض أهل الأهواء والبدع؛ لأنهم محادون لله ورسوله بابتداعهم في الدين، والله عز وجل حرم مواداة من حاده ورسوله، قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
لذلك يجب على صاحب السنّة قطع أسباب حب أهل الأهواء والبدع ومودتهم، وذلك يتم بالآتي:
1) ترك السلام عليهم؛ روى الخلال أن رجلاً سئل الإمام أحمد: عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال: لا، إذا سلم عليه لا يرد عليه.
انظر: السنّة، للخلال، 1/ 494.
2) ترك مجالستهم؛ قال الإمام ابن أبي زمنين: "ولم يزل أهل السنّة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم".
انظر: أصول السنّة، لابن أبي زمنين، 3/ 1024.
3) عدم قبول إحسانهم وصِلاتهم؛ روى اللالكائي عن شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك أنه كان يقول: "اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي".
انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة، للالكائي، 1/ 140.
كما يجب إظهار البغض والعداوة لهم على الجوارح، وذلك لا يكون إلا بـ:
1) التصريح لهم بالبغض والعداوة، روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات".
انظر: الشريعة، للآجري، ص205.
2) معاملتهم بالغلظة والشدة، نقل الإمام إسماعيل الصابوني تقريراً لمنهج السلف وأصحاب الحديث في كيفية معاملة أهل البدع، إذ قال: "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم، ومهاجرتهم".
انظر: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للصابوني، ص315 - 316.
3) قطع معونتهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
وأخيراً، إن من الأصول المقررة عند أهل السنّة والجماعة إهانة أهل البدع، لدرء المفاسد المترتبة من تعظيمهم، لذلك يجب تجنب والحذر من الأمور التالية:
1) إطلاق الألقاب الحسنة عليهم.
2) تكنيتهم.
3) استقبالهم بالبشر والطلاقة.
4) تقديمهم في المجالس.
5) التلطف معهم في الكلام.
6) دعوتهم للطعام.
7) تهنئتهم في المناسبات.
8) استعمالهم في الوظائف.
9) مشاورتهم.
عموماً، فهذا الباب واسع جداً، لا يكاد ينحصر لاستحداث صور التكريم وألفاظ التشريف، فإن الضابط ما يستخدم في حق أهل البدع هو: "أن كل ما دلت النصوص على النهي عن استعماله، أو حذر العلماء منه من تلك الصور المتقدمة وغيرها، أو تعارف الناس عليه أنه من صور التعظيم فلا يجوز معاملة أهل البدع به".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/89)
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتمسكون في دنياهم مدة حياتهم بالكتاب والسنة، وجنبنا الأهواء المضلة والآراء المضمحلة، والأسواء المذلة، فضلا منه ومنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: أصل المادة العلمية مختصر الجزء الثاني من كتاب: "موقف أهل السنّة والجماعة من أهل الأهواء والبدع" تأليف الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي، ط: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
اختصرها احد الاخوه جزاه اله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 01:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=11320&highlight=%C7%E1%D3%D8%CD%ED%E6%E4
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:18 ص]ـ
أخي الكريم
أقدر لك شعورك تجاه ديننا الحنيف
ولكن ما قلته لا يستقيم بل هو تعصب لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته
فأنت تقرر أصولاً لا دليل عليها
فأما استشهادك بآية " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله"
فهذه الآية للكفار المارقين من الدين (ويدخل معهم الرافضة) كالمشركين واليهود والنصارى وغيرهم من الديانات.
ولا يمكن الاستشهاد بها على من كان من المسلمين وإن كان لديهم بعض البدع.
وأما رد السلام فهو واجب للمسلمين أما الكفار فترد عليهم بقولك "وعليكم"
وأما عدم قبول صلتهم فلم أكن أتخيل أن هذا الخلق يصدر من شخص سلفي يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة قدوة له يقول هذا الكلام.
ومعظم ما ذكرته لا أصل له حقيقة
بل هي أصول مزعومة لا دليل عليها من الكتاب والسنة, فاتق الله
ليس هذا خلق المسلمين وسلف هذه الأمة
استبدل ما قلت بطرق كيفية هدايتهم وتبيين الحق لهم ودعوتهم.
قال تبارك وتعالى:"وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"
ولم يقل اهجرهم ولا تسلم عليهم ولا تعينهم ولا ولا ولا ...
نحن نحتاج إلى الدعوة فهؤلاء المبتدعة لم يتوفر لهم مشايخ مثل ما توفروا لك ولم تتوفر لهم أمور متوفرة لك.
فالواجب عليك دعوتهم وتبيين أخطائهم بالطريقة الحسنة التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك أخي وسامحني إذا أغلظت عليك القول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محي الدين]ــــــــ[15 - 07 - 04, 02:58 ص]ـ
و ما أورده الأخ أبو عامر يدخل على أقل تقدير في باب الغلظة على اهل البدع و فيها ما لا يمكن اعتباره من هدي النبوة .. و هي أي (الغلظة) و سيلة و ليست هدفا مقصودا بذاته .. فمتى وجدنا وسيلة أخرى توصل إلى المقصود سلكناها .. و لا يخفى ان استخدام الغلظة هو عامل طرد قوي للناس يصرفهم عن الحق .. قال تعالى ((و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)) ..
و سمعت الألباني رحمه الله يقول بعدم جدوى هجر المبتدع في هذا الزمن لأنه لا يحقق النتيجة المرجوة من رجوع المهجور عن منكره او بدعته ..
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 07 - 04, 11:11 ص]ـ
أخواى الكريمين محيى الدين وأبو غازى جزاكما الله خيرًا فقد كفيتمونا مئونة الرد
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:34 م]ـ
لا أعلم من أين جاءوا بهذه الأصول!!
هل سمعت بقصة مسطح بن أثاثة حينما قذف أم المؤمنين وأراد أبو بكر أن يمنعه المعونة والصدقة, ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر؟ أشجعه على هجره ومنعه المؤونة؟ أم قال له اصفح عنه وصله ولا تقطع المعونة عنه؟
نصيحة يا أخي الكريم لك ولطلبة العلم خصوصاً هذه الأيام التي انتشرت فيها هذه الأخلاق السيئة والتي يدعو إليها من ينتسبون إلى أهل العلم ومن يركبون أكتاف العلماء ليُعرفوا.
لا تدع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتتبع هدي غيره وإن كان من السلف, لأن هذا السلفي الذي تقلده قد يكون مخطئاً في سلوكه أو فتوته, وقد تفهم كلامه على غير الوجه الذي أراده هو.
فعليك بقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب التي عنت بالأخلاق.
وفقكم الله(28/90)
سؤال يتعلق بزيادة الإيمان
ـ[ع. ع]ــــــــ[18 - 07 - 04, 12:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كما هي عقيدة أهل السنة، فان الايمان قول وعمل، يزيد وينقص.
وبما ان العمل داخل في الإيمان، فمعنى ذلك انه لا حد لاكثره، بل هو في زيادة مستمرة. فكلما زاد عمله زاد إيمانه.
السؤال هو:
إذا كان الايمان لا حد لاكثره، لو فرضنا ان فلان من الناس بلغ اعلى الدرجات في الايمان، فانه مع بلوغه هذه الدرجة، لو عمل اكثر، زاد ايمانه ايضا.
اذن ما معنى العبارة التي ترد في كلام السلف: من فعل كذا فقد (استكمل الايمان)؟!
كيف يستكمله وهو لا حد لاكثره؟!
والسؤال الاخر: هل يمكن ان يقال ان نبي - بدون تعيين - لو زاد في عمله - وهذا جائز عقلا - انه سيكون اكثر إيمانا مما هو عليه؟ ام يقال ان الانبياء استكملوا الايمان ووصل ايمانهم الى الدرجة التي لا درجة فوقها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 09:04 م]ـ
والسؤال الاخر: هل يمكن ان يقال ان نبي - بدون تعيين - لو زاد في عمله - وهذا جائز عقلا - انه سيكون اكثر إيمانا مما هو عليه؟ ام يقال ان الانبياء استكملوا الايمان ووصل ايمانهم الى الدرجة التي لا درجة فوقها؟
وجزاكم الله خيرا
وهل الإيمان يزيد وينقص عند الانبياء؟
ـ[سليمان البرجس]ــــــــ[15 - 06 - 07, 07:17 م]ـ
لشيخنا العلامة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق البدر رسالة دكتوراه في هذا الباب (باب زيادة الإيمان ونقصانه) وهي مطبوعة قديما ثم أعيدت طباعتها مرة أخرى.(28/91)
من هم أبرز علماء الحنابلة اليوم؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 04, 09:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
فهذا الموضوع على غرار موضوع أخينا محمد الشافعي
حتى يستفيد كل أصحاب المدارس الفقهية
فأنا أبحث عن الحنفية
و أخي الحنبلي السلفي يبحث عن الحنابلة بالملقط و لم يجد
و أخي أبو وكيع الغمري المالكي يبحث عن المالكية
فمن يستطيع الإفادة فلا يكسل عنها ـ و لا أقول فلا يبخل ـ فلا نظن برواد الموقع البخل بالفائدة، فهو بخل بالحسنة، وهو مذموم و يسقط المروءة، و لكن لا يكسل الإخوة الكرام عن إفادة إخوانهم هنا في مصر، فالحال سيء جدا، و سلوا الحنبلي السلفي ليلقي إليكم بزفراته
جزاكم الله تعالى خير الجزاء
1 ـ أعرف من الحنابلة الشيخ أحمد سبالك، فهو حقا من العلماء، لا مجازا، و هو مشهور و لا أظن أن ترجمته تغيب عن حنابلة الموقع، و أظنها موجودة على الموقع كذلك
ـ[المقرئ.]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:55 ص]ـ
إلى الأخ: محمد رشيد
أما في نجد فلا أظنه يخفى عليكم علماؤها فهم عنوان المجد
وقد وفق الله لنا علماء حنابلة تتلمذوا على أئمة في المذهب وبحمد الله لا زالت سلاسل العلماء تتصل إلى زمننا هذا وسلاسل الكتب الحنبلية موجودة إلى زماننا أيضا
وقد قرأت على كثير من علماء المذهب في المختصرات والمطولات فما هالني علمه وبهرني فهمه للمذهب وحضور ذهنه وتوقد فكره سواء في تحليل العبارات أو ملكة التخريج على المسائل مثل شيخنا العلامة: ابن عثيمين رحمه الله
وقد شرح شيخنا في المختصرات مختصر المقنع المسمى زاد المستقنع أكثر من مرة
وشرح أكثر الكافي وما أتمه
وشرح الإقناع وما أتمه
ولا غرو فهو تلميذ السعدي
وأما من لم أتشرف بالدراسة عليهم من أمثال:
الشيخ ابن عقيل والشيخ عبد الله الجبرين والشيخ بكر أبو زيد ولعل كل من درس على شيخ وأطال ملازمته يتحفنا بترجمة شيخه وجهوده في كتب المذهب
المقرئ
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[04 - 08 - 04, 12:29 م]ـ
الأخ محمد رشيد
السلام عليكم
الشيخ أحمد سبالك ليس حنبليا بل هو مالكي المذهب ويعلن هذا بل ويعلن أن هذا مذهب أهل السنة والجماعة إلا أن الشيخ له شروح على متون فقهية حنبلية وكذلك متون أصولية ...
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:06 م]ـ
الأخ محمد بن علي المصري
هل أنت متأكد أن الشيخ أحمد سبالك مالكيا؟
و ان كان كذلك , فكيف لنا به؟
و جزاك الله خيرا على تعاونك
و الحمد لله
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:13 م]ـ
الأخ الحبيب أبي وكيع
السلام عليكم
نعم متأكد .. أنا لا أنقل لك عن الشيخ بواسطة بل أنقل ما سمعته منه بنفسي أثناء تدريسه لكتاب التسهيل في الفقه لابن أسباسلار الحنبلي أو مختصر التحرير لابن النجار (لا أذكر في أثناء أيهما قال هذا الكلام) والأمر بالنسبة لمن يعرف الشيخ معروف ومشهور ... ومعظم أهل الجنوب بديارنا - تعلم - مالكية ومعظم الشماليين (بحري) شافعية والشيخ جنوبي كما هو معلوم
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:35 م]ـ
اذن أخي الكريم
فكيف لنا به؟
و بارك الله فيك
ـ[عبدالله زكريا]ــــــــ[04 - 08 - 04, 06:29 م]ـ
واين هم علماء الشافعية؟
فقد قرآت موضوع أبرز علماء الشافعية _ ولكن لم يذكروا الا عدد قليل
منهم
1_ الدكتور نصر فريد واصل
2_ الشيخ عطاء بن عبد اللطيف بن أحمد
وأنا أريد علماء فى محافظة الغربية او محافظة كفر الشيخ _ فإن لم يكن هناك علماء فى المحافظتين فكيف الوصول الى الشيخ عطاء بن عبد اللطيف - وفقه الله _ أو الدكتور نصر فريد واصل - وفقه الله
علما وجدت شيخ متقن لاصول الفقه
وهو فضيلة الشيخ الدكتور محمد ابراهيم الحفناوى حفظه الله
والشيخ من المحلة الكبرى
وأعتقد أنالمتقنين لعلم أصول الفقه (ومادخله من _ علم!!!! _ الكلام) قليل ان لم يكونوا معدومين
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[04 - 08 - 04, 06:38 م]ـ
الحبيب أبو وكيع
السلام عليكم
للشيخ دروس بمنطقته وخطب وقد أعلن في هذا الملتق عن بعض منها ويمكنك مراجعة الأخ حامد الحنبلي في هذا الأمر
هو عضو في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله
وهذا بريده - فهو أتاحه في الملتقى - hamedgad@hotmail.com
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:09 ص]ـ
في الكويت
من أعلم من عرفت علما بمذهب الأصحاب هو الشيخ الفاضل / ناصر لازم - حفظه الله -
وصدق أحد طلاب الشيخ ممن يكتب في هذا المنتدى وهو الشيخ عبدالعزيز العويد عندما وصفه بأنه وعاء من أوعية العلم في الكويت.
ومن المشايخ الذين لم أتشرف بالدراسة عليهم و سمعت طلاب العلم يثنون عليه لقوته في المذهب الشيخ خالد الحربي - حفظه الله - و هو عضو في اختيار الأئمة لمساجد الكويت، و لا يكاد يمر يوم تذهب المقبرة إلا وجدته فيها قد سبقك للصلاة على الميت و دفنه.
و كذلك الشيخ حامد العلي و الذي جلس يدرس الروض مايقارب خمس سنوات و قد انتهى قريبا منه، و الشيخ عثمان الخميس كذلك- حفظهم الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/92)
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[22 - 08 - 04, 01:28 م]ـ
الأخ الدرعمى السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة/أسأل الله عز وجل أن يفع درجتك فى المهديين.
أرجوا منك أن تدلنى على الشيخ الحنبلى الذى فى القاهرة الذى لازم الشيخ بن باز رحمة الله.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:28 م]ـ
و كذلك الشيخ حامد العلي و الذي جلس يدرس الروض مايقارب خمس سنوات و قد انتهى قريبا منه
لقد تُوفي الشيخ (حامد) -رحمه الله تعالى، وغفر له- من مُدَّة قريبة، ورثاه إخواننا هنا في المُلتقى. وقد بحثتُ عن رابطه؛ فلم أجدِه.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:44 م]ـ
كما تفضل المشايخ الكرام فعلماء الحنابلة بالمملكة العربية السعودية لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، فالمملكة عامرة بأهل العلم والفضل، وكثير من هؤلاء العلماء قد لا يكونون مشتهرين بين عوام الناس، ولكن من التمسهم وصل إليهم إن شاء الله.
وأما علماء الحنابلة بمصر:
فمنهم:
شيخي وأستاذي (وزوج أختي) العلامة الشيخ الطبيب / السيد بن سعد الدين الغباشي (الشريف الحسني) _ حفظه الله تعالى _
وهو من المتبحرين في مذهب أحمد أصوله وفروعه، وقد تتلمذ على الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بعنيزة بالقصيم قديما حيث رجع من المملكة إلى مصر سنة 1400 هـ، وقد كان قبل سفره إلى المملكة ظاهريا حيث قرأ المحلى لابن حزم من أوله إلى آخره مرات عديدة وأولع به وهو مستحضر للمحلى استحضارا عجيبا لا تسأله عن مسألة إلا ويورد لك من حفظه خلاصة لرأي ابن حزم ومناقشاته لمخالفيه والآثار التي استدل بها، ثم ترك مذهب الظاهرية وتحنبل لما لازم علماء المملكة، وقد لازم الغباشي الشيخ ابن عثيمين سنوات عديدة ملازمة تامة وكان الشيخ ابن عثيمين يحبه ويثني عليه خيرا، كما تتلمذ الغباشي على العديد من علماء المملكة، وكان الشيخ السيد الغباشي أحد الذين أرسوا دعائم الدعوة السلفية بالإسكندرية مع رفيقه في طلب العلم الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله، وللشيخ السيد الغباشي دروس مستمرة من سنة 1400 إلى اليوم في مسجده مسجد الإمام أحمد بن حنبل بشارع قنواتي المتفرع من شارع مصطفى كامل بحي فلمنج بمدينة الإسكندرية، شرح فيها العدة في شرح العمدة لابن قدامة عدة مرات، وعمدة الأحكام عدة مرات، وكتاب التوحيد للإمام ابن عبد الوهاب عدة مرات، والعديد من متون الأصول والعقيدة، كما شرح نيل الأوطار وسبل السلام وبعضا من المغني لابن قدامة، وشرح تدريب الراوي كاملا، وشرح كتاب الإيمان الكبير لابن تيمية أكثر من 8 مرات شرحا وافيا وله دروس في التفسير والسيرة والفرائض وغيرها من العلوم، ومن تلاميذه القدامى محدث الإسكندرية شيخنا الشيخ الدكتور علاء محمود، والشيخ الدكتور أحمد حطيبة، والشيخ هاني الحديدي المقيم حاليا بقطر، والشيخ محمد ياقوت المقيم حاليا بصنعاء باليمن، وكثيرون غيرهم، وله مؤلفات منها رسالة في العذر بالجهل اسمها سعة رحمة رب العالمين قدم لها سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله وطبعت بدار المسلم بالرياض، ورسالة في التوسل والرد على شبهات القبوريين اسمها الفوائد الجليلة قدم لها الشيخ ابن باز أيضا وطبعت كذلك بدار المسلم بالرياض، وله رسالة عن حكم المجالس التشريعية وحكم المشاركة فيها اسمها القول السديد طبعت في الكويت، ورسالة عن أحكام الصيام وأخرى عن أحكام رؤية الهلال طبعتا بمصر، ورسائل كثيرة أخرى لم تطبع وفي الختام ننبه إلى أن الشيخ الغباشي ابتلي ككثير من العلماء وطلبة العلم ببعض من عاداه وسعى في تنفير الناس عنه، فلا يلتفت طالب العلم الحريص إلى مثل هؤلاء الذين يصدون عن العلم وأهله، والحكمة ضالة المؤمن، وليذهب إليه بنفسه ويجرب حضور دروسه وسيجد فيها النفع والفائدة إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[22 - 08 - 04, 04:43 م]ـ
شيخنا أبو خالد، أين نجد دروس الشيخ الغباشي -حفظه الله وإياكم-؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[22 - 08 - 04, 06:41 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، شيخنا الحبيب (أبا خالد)، وبارك فيكم، ونفع بكم.
-------------------
أخي الحبيب (أبا شهاب) -حفظه الله-:
وللشيخ السيد الغباشي دروس مستمرة من سنة 1400 إلى اليوم في مسجده مسجد الإمام أحمد بن حنبل بشارع قنواتي المتفرع من شارع مصطفى كامل بحي فلمنج بمدينة الإسكندرية
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[22 - 08 - 04, 07:59 م]ـ
من مشايخ الحنابلة اليوم ..
العلامة الفقيه - شيخ مشايخنا - فضيلة الشيخ / عبدالله بن عبدالعزيز العقيل حفظه الله.
و من أعلم الناس اليوم بمذهب الأصحاب ..
و قد نُشِرت له ترجمة في هذا الملتقى ..
=================
الأخ محمد بن يوسف ..
أظنك واهماً ..
فلم نسمع بذلك!
و كذلك راجعنا موقع الشيخ فلم نجد لذلك ذكراً!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/93)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 08 - 04, 08:40 م]ـ
حتى لا يحصل لبس
فالشيخ عبد الله العقيل في مشاركته رقم 18 يقصد توهيم الشيخ محمد بن يوسف في مشاركته رقم 14
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[22 - 08 - 04, 10:39 م]ـ
أخي الكريم (عبد الله بن عقيل) -حفظه الله تعالى-
أسأل الله -سبحانه- أن أكون واهمًا في هذا الخبر. ولكن هذا ما أعلن عنه أحد الإخوة الكرام في الملتقى، ورثاه مجموعة من إخواننا وشيوخنا الأفاضل على الملتقى، ووضعوا له ترجمة موسعة. ويا ليت أحد الإخوة يُساعدني في إيجاد تلك المشاركة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[23 - 08 - 04, 02:19 ص]ـ
غفر الله لك يا شيخنا أفزعتنا
وقد دخلت موقع الشيخ حامد العلي http://69.72.226.94/ فلم أجد ما ذكرت و لا الصحف الكويتية أشارت إلى شيء من ذلك.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[23 - 08 - 04, 03:31 ص]ـ
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه، وأعوذ بالله أن أكون مُرَوِّجًا للإشاعات.
أعتذر لإخواننا وشيوخنا الكرام مِمَّن أفزعتهم، وأسألهم أن يجعلوني في حِلٍّ مِما قلتُ.
لقد تبين لي خَطأي وَوَهْمي، والحمد لله.
والذي أقصده هو الشيخ (إبراهيم محمد العلي) -رحمه الله تعالى-، وكُنتُ أحسبه هو نفسه الشيخ (حامد العلي) -أطال الله بقاءَه في الأعمال الصالحة، ونفعنا وإياكم بعلمه، آمين-.
وأعتذر مرة أخرى.
والحمد لله رب العالمين.
-------------------------------
وهذا هو الرابط المُشار إليه:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21479&highlight=%C5%C8%D1%C7%E5%ED%E3+%C7%E1%DA%E1%ED
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[23 - 08 - 04, 03:32 ص]ـ
من أراد عالماً حنبلياً فعليه بالشيخ الفاضل أحمد بن حطيبة، وهو يشرح " منار السبيل " و " المغني " في مسجد " نور الإسلام " بباكوس في مدينة الإسكندرية.
ولشيخنا محمد بن إسماعيل درساً في شرح " منار السبيل "، ولكنه يتفرع جدا.
وكون الشيخ أحمد بن حطيبة تلميذاً لسيد بن عباشي (!) فهذا من العجب!!! وأقول: اذهب إلى هذا واذهب إلى ذاك تجد الفرق بينهما، وتعلم من الشيخ ومن التلميذ.
ـ[يحىالنيسابوري]ــــــــ[23 - 08 - 04, 06:22 ص]ـ
الشيخ الفقيه العلامة عبد الله بن جبرين درس معظم كتب الحنابلة
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 08 - 04, 08:28 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا المنهال الآبيضي
أنا ما تعرضت للمفاضلة بين الشيخين الغباشي وحطيبة لا في علم ولا في تقوى، ولا يلزم عندما نقول فلان تتلمذ على فلان أن الشيخ أعلم من التلميذ، وإنما حكيت واقعا تاريخيا شهدته بنفسي قبل أن يبنى مسجد نور الإسلام، وهذا قبل ربع قرن، حيث كان الشيخ أحمد حطيبة يصلي خلف الشيخ الغباشي في مسجد الإمام أحمد بن حنبل ويحضر دروسه، وكان ينوب عن الشيخ الغباشي في الإمامة والتدريس إذا غاب، حتى بني مسجد نور الإسلام فتولى الشيخ حطيبة إمامته، وسل الشيخ علاء محمود وغيره ممن حضر تلك الفترة قبل بناء مسجد نور الإسلام يخبرك.
بالإضافة إلى أني بعيد عن مصر منذ سنوات طويلة، وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.
على كل حال فأنا قد تتلمذت على الشيخ أحمد حطيبة أيضاً في مسجد الإمام أحمد بن حنبل وكنت في المرحلة المتوسطة (الإعدادية) وانتفعت بعلمه، وله عليّ فضلٌ كبير، ويعلم الله أني أكنّ لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد حطيبة حفظه الله كل تقدير واحترام، نسأل الله تعالى أن ينفع به الإسلام والمسلمين.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[25 - 08 - 04, 12:34 ص]ـ
الشيخ حامد العلي الكويتي من أفضل من يدرس المذهب في الكويت وقد أثنى عليه في ذلك مخالفوه وهو حي يرزق ...
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[28 - 08 - 04, 03:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترجمة الشيخ خالد المشيقح
هو خالد بن علي بن محمد المشيقح، من مواليد بريدة من مدن القصيم بالمملكة العربية السعودية، بدأ تعليمه بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث التحق به بعد أن أنهى المرحلة الابتدائية، فدرس فيه المرحلتين المتوسط والثانوية، ثم التحق بكلية الشريعة بالقصيم، و تخرج منها بتقدير ممتاز، فعين معيداً في الكلية.
ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض قسم الدراسات العليا فنال درجة الماجستير من الكلية نفسها بتقدير ممتاز.
ثم التحق بالمعهد العالي للقضاء فنال منه درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى.
تتلمذ على مجموعة من العلماء و المشايخ منهم:-
1 - عبدالكريم آسكندر.
2 - الشيخ عبدالله بن إبراهيم القرعاوي.
3 - الشيخ فهد بن محمد المشيقح.
4 - الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
5 - الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.
6 - الشيخ محمد سليمان الفوزان. وغيرهم.
له المؤلفات:-
1 - الشرح الممتع على زاد المستقنع لشيخنا بن عثيمين.
2 - القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخنا بن عثيمين.
3 - أحكام اليمين بالله عز وجل.
4 - أحكام الظهار.
5 - فقه الاعتكاف.
6 - تحقيق الجزء الثاني من شرح العمدة لشيخ الإسلام.
7 - تحقيق الروض المربع صدر خمسة أجزاء وغيرها.
له دروس في فنون العلم المختلفة، وطلبة كثيرون ولله الحمد والمنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/94)
ـ[القاضي عياض]ــــــــ[29 - 08 - 04, 01:08 ص]ـ
الاخوة الأفاضل:
وهل ينسى العلم الماجد والصخرة التي لايطولهامعول فضيلة الشيخ الدكتور (صالح بن فوزان الفوزان)
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[29 - 08 - 04, 01:18 ص]ـ
هم ولله الحمد كثر جدا ولا أنسى ذلك الجبل الذي على رأسه نار فضيلة الشيخ العلامة سليمان بن ناصر العلوان - فك الله أسره -.
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[29 - 08 - 04, 08:58 ص]ـ
ومن علماء الحنابلة أيضا الشيخ العلامه البحر / عبد الله بن عبد العزيز الخضيري التميمي وقد توفي في عام 1399 من الهجرة النبوية وقد ترجم لة الشيخ / ابن بسام رحمه الله في كتابة (علماء نجد خلال ثمانية قرون) .. و ذكره الشيخ العلامه / بكر أبو زيد حفظه الله أضنه في كتاب (علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري) و (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة) و (تسهيل السابلة إلى معرفة علماء الحنابلة) .. وذكرة الشيخ / ابن بسام من علماء الحنابلة وذكر انه تتلمذ على يد الشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ / محمد بن إبراهيم رحمهم الله تعالى .. وينظر إلى ترجمتة موسعة في كتاب الشيخ / ابن بسام رحمه الله تعالى ... و أظن الأخ الكريم الذي يكتب في هذا المنتدى المبارك بإسم / عبد الله التميمي وذكر اسمه في توقيعه* ابوفهد , عبد الله بن فهد الخضيري التميمي* له صلة قرابة مع الشيخ فنرجو ان يتحفتا بترجمته ..
اخوكم ومحبكم
ابوفهد النجدي موطناً والسلفي عقيدتاً والحنبلي مذهباً
____________
ولا انسى قو الشاعر الحنبلي:
كن حنبلي ماحييت فإنني ... أوصيك خير وصيت الإخوان
وإن كان بعض اهل العلم ذموه (صاحب هذا البيت) لتعصبة فإنه مما يوستأنس به ..
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[29 - 08 - 04, 04:12 م]ـ
استغرب أنه لم يذكر الشيخ الفقيه إبراهيم الدبيان -حفظه الله- والشيخ دبيان الدبيان .. ببريدة ..
وفي سوريا مشايخ درعا وجميعهم -كما أذكر- حنابلة ..
وبعض طلبة العلم هنا وهناك في بلاد الشام.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[30 - 08 - 04, 12:22 م]ـ
الأخ أبو عمر المدني
هل تقصد دوما المعروفة بكونها مدينة الحنابلة بسوريا؟
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:46 م]ـ
المعذرة تصحيف من قبل أبو عمر دوما وليس درعا؛ لكن كيف حدث هذا الخطأ الفاحش!!(28/95)
إشكال حول قاعدة
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 08:07 م]ـ
أشكل على أمر وهو نقض الوضوء بالنوم ومعلوم عقلا وحسا أن المرء قد ينام ولا يحدث فكيف نوفق بين هذا وبين القاعدة المعروفة أن اليقين لاينقض إلا بيقين؟ أو بعبارة أخرى: لماذاأقيمت المظنة مقام اليقين في هذه المسألة؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 08 - 04, 09:21 م]ـ
الاخ المبارك الحنبلي السلفي.
المظنة تقوم مقام اليقين اذا قويت وصارت غالبة.
ويعضد هذا، الحديثُ المتكلم في ثبوته (العين وكاء السه فأذا نامت العين أستطلق الوكاء).
ونظائر هذا في الشريعة كثير جدا.
ولهذا فأنه (على القول الصحيح - وهو مشهور قول الحنابلة -) أن ضابط النوم الناقض هو (اليسير) وضده.
فأنه أذا شك هل كان نومه يسيرا (غير ناقض) أم عميقا (ناقض) فأنه (يبنى هنا على اليقين) ويكون على طهارة (يبنى على النوم اليسير) فيعمل هنا قاعدة اليقين لايزول بالشك.
وللغزالي (أبو حامد) كلام جميل حول هذه المسألة (مسألة قيام الظن مقام اليقين) كما في كتابة العظيم: (شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل في صحيفة 214 من الطبعة العراقية).
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا ألا تنقل لنا كلام أبي حامد لأن الكتاب ليس عندي؟ وأيضا في مسألة الطهارة بعينها ورد الحديث المشهور"لاينصرف حتى يسمع صوتا أويجد ريحا" فأحال على اليقين مع أن الإنسان قد يغلب على ظنه خروج الحدث لاسيما الموسوس فيبقى الإشكال وأما الحديث الّذي ذكرتموه أحسن الله إليكم فهو ضعيف كما لايخفى على علمكم.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[05 - 08 - 04, 12:37 ص]ـ
إلى الشيخ الحنبلي:
إضافة إلى ما ذكره شيخنا أبو عمر
لابد من استحضار ثلاثة أصول:
1 - أن الإجماع منعقد على أن الوضوء ينتقض بجنون أو إغماء أو سكر والتشابه والقرب في سبب النقض بين النوم وتلك ظاهر بل إن بعضهم ادعى الإجماع بالنقض حتى في النوم ولكنه منازع لكن هو قول جماهير العلماء
2 - الأحاديث الواردة كحديث صفوان وغيره مرجح للنقض
3 - جعلت المظنة بمثابة المئنة بخلاف غيره بسبب اختلاف الحالين
فالقاعدة لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا هي في تساوي الحال وعدم وجود المانع من اليقين
بينما هنا وجد مانع من اليقين وهو النوم بخلاف الحالة السابقة فليس هناك مانع من اليقين
المقرئ
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 12:48 ص]ـ
ياشيخ زياد ألاتنقل لنا كلام أبي حامد الغزالي يرحمك الله؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 08 - 04, 01:22 ص]ـ
أحسن الله اليكم وأعتذر عن التأخر لكن الله وحده عليم بما يشغلني.
أما فيما يتعلق بقولكم (الموسوس) فهذا لايدخل في هذا الحكم لان من ابتلى بالوسوسة حتى لو غلب على ظنه خروج ريح منه أو ماشابه فلا يعمل بظنه الغالب لانه ساقط من الاعتبار (وهل اتي الا من ظنه).
وحتى أزيد التوضيح فأن النائم قد غطي عقله وغيب وبغياب العقل تستطلق الاعضاء.
فتكون المظنه هنا بالغة القوة.
وكما ذكر الشيخ المقرئ حفظه الله أن الجنون والاغماء وغيرها صنو النوم في الحكم. والجامع بينهم غياب العقل وتغطيته. أو زواله في حال الجنون.
وأما الحديث الضعيف فالضعف ليس مخرج للحديث عن دائرة الاستدلال كما لايخفاكم.
وأما كلام ابي حامد رحمه الله فاليك هو:
قال بعد كلام طويل له: وقد عهد في الشرع أقامة مظان الامور مقام الامور المقصودة:
في إفادة الاحكام فأقيم النوم - الذي هو مظنة خروج الحدث - مقام الحدث و (العينان وكاء السه) فأذا نامت العنان أستطلق الهواء، ثم سواء استطلق الوكاء ام لم يستطلق ثبت حكم الحدث و وجب الوضوء.
وكذلك تغييب الحشفة مظنة نزول الماء فعلق به وجوب الغسل وان لم ينزل مع قوله صلى الله عليه وسلم (الماء من الماء) .................................................. ..... وكذلك القول في أقامة العقل مقام العقل وهو: البلوغ وأقامة مظنة شغل الرحم مقام شغل الرحم: في إيجاب العدة وهو الوطء.
ولو ذهبنا نستقصى نظائر ذلك لسودنا به اوراقا ولم نذكر منه الا اطرافا وآحادا) أنتهى.
وله موضع آخر في نفس الكتاب لم أجده وقد أردكني الوقت فأن وجدته أدرجته بأذن الله.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 07:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وأعانك على قضاء حوائجك ويسر لك الخير حيث كنت.(28/96)
ما حكم من يحمل الناس على القول بخلق القرآن؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[06 - 08 - 04, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم من يحمل الناس على القول بخلق القرآن كالمأمون ومن بعده؟ وهل هناك أحد كفرهم؟
ولماذا كفر العلماء الجعد وجهم بن صفوان وبشر المريسي ولم يكفروا المأمون وهو يعتبر من العلماء؟
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 08 - 04, 03:58 م]ـ
حكمه يا أخى الكريم أنه قد مات وراح لحاله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 08 - 04, 05:13 م]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9712&highlight=%C7%E1%D1%D3%E6%E1+%ED%CA%DF%E1%E3+%DA%D 1%C8%ED
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 08 - 04, 05:29 م]ـ
مع ملاحظة أن قد هنا للتقليل وليس للتحقيق ...
لا فائدة أخى الكريم بعدقراءتى للرابط ولا أنصح بإضاعة الوقت فى مثل هذا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[06 - 08 - 04, 07:23 م]ـ
أخي الدرعمي
إذا كانت هذه المسألة لا تفيدك فلعلها تفيدني وتفيد أخوة لي في هذا المنتدى.
فهذه مسألة من مسائل العقيدة ويجب علينا تعلمها وتأصيلها لأن الأغلب لا يفقه هذه المسألة
وهي مسألة التكفير والتعيين, فهي الآن بين إفراط وتفريط.
والسبب يعود إلى ما ذكرته أنت "حكمه يا أخى الكريم أنه قد مات وراح لحاله ".
وهذا الكلام لا أقبله ولا أقبل أن تترك أي مسألة من مسائل الشريعة هكذا دون فهم وتأصيل وتقعيد.
نحن هنا لكي نتعلم لا لنغض الطرف عن عقيدتنا.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 08 - 04, 10:55 م]ـ
اخى الكريم المأمون لم يكن من أهل العلم ولم يكن له تأثير فى مذهب معاصر وليس له أقول محفوظة فلا فائدة من الحكم بتكفيره أو عدمه مع ما فى ذلك من مجازفة التكفير.
وعلى كل فقد خاض الإخوة الكرام فى هذا الموضوع ولنا فيهم أسوة حسنه فراجع الرابط وتدبر وانظر بم ترجع.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 11:17 م]ـ
أغي أبا غازي
هذه مسألة من المسائل العقدية الخفية , وحكمها عند أهل السنة:
من قامت عليه الحجة وأزيلت الشبهة فقد كفر.
ومن لم تقم عليه الحجة أو لم تزل الشبهة أو كان مقلداً فلا يكفر , ولكن يكون من أهل الوعيد.
في تفاصيل لأهل العلم ....
والمأمون ومن بعده ليس من الصنف الثاني بل من الأول بدليل أنه لم يكن يناظر أهل السنة بل يأتي بأهل العلم ويطلب ابن أبي دؤاد وغيره من المعتزلة مناظرته.
هذا في تكفير بعض أعيان المعتزلة.
اما من ذكرت كالجهم والجعد وبشر فهؤلاء كفار مرتدون ولا يدخلون في التقسيم آنف الذكر!!
بل إنكارهم لمسائل ظاهرة معلومة ناقضة لأصل التوحيد والشهادتين , ومسألتهم لم تقف على صفة الكلام وخلق القرآن بل تعدته إلى طوام .......
إذاً ففرق بين المسائل الظاهرة والخفية.
============
أخي الدرعمي:
وفقه الله
حبذا لو تركز مشاركاتك - الكثيرة جداً - بالمفيد , وتترك الإعتراضات والتهويشات على مواضيع الأخوة , فما تراه أنت غير مفيد قد يراه غيرك مفيداً.
ومنها هذا الموضوع الذي أظن أنك قد استفدت أشياء جديدة.
لاتغضب مني يا أخي.
(اللهم اغفر لي ولأخي).
ـ[الدرعمى]ــــــــ[07 - 08 - 04, 11:36 م]ـ
يا أخى الكريم سلطان العتيبى أنا لا أغضب منك أبدًا إن شاء الله تعالى
ولكن يا أخى الكريم هذه وجهات نظر وعليك ان توجهنى: متى همشت مواضيع بارك الله فيك
اضرب لى أمثلة فنصيحتى واجبة عليك.
واعلم أخى الكريم أننى بحثت هذه المسألة الخاصة بتكفير المعتزلة مع أهل العلم وخلصنا والحمد لله تعالى إلى عدم الحكم بتكفيرهم أما فيما يتعلق بالمأمون فالأمر أهون من ذلك وإنما يدور حول بعض الروايات عن أحمد وقد سألت بعض أهل العلم من الحنابلة عن تلك الروايات فأنكروها فأنا أخى الكريم لا أهمش تلك الموضوعات وإنما أكره عرضها أمام الناس وأنت تعلم ما نعانى منه تلك الأيام من فتنة التكفير.
بارك الله فيك وزادنا الله وإياك حرصًا على هذه الأمة ولا تتردد أخى الكريم فى إبداء النصح لى فأنا أراه واجباً عليك.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 12:04 ص]ـ
نرجو من الأخ الكريم سلطان العتيبى أن يلخص لنا الفائدة التى تحصلت من نقاش الإخوة حول هذا الموضوع وان يحرر لنا القاعدة التى يمكن استنباطها من ذلك والعمل الذى ينبنى عليها.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 02:02 ص]ـ
هذه مسألة من المسائل العقدية الخفية , وحكمها عند أهل السنة:
من قامت عليه الحجة وأزيلت الشبهة فقد كفر.
ومن لم تقم عليه الحجة أو لم تزل الشبهة أو كان مقلداً فلا يكفر , ولكن يكون من أهل الوعيد.
في تفاصيل لأهل العلم ....
والمأمون ومن بعده ليس من الصنف الثاني بل من الأول بدليل أنه لم يكن يناظر أهل السنة بل يأتي بأهل العلم ويطلب ابن أبي دؤاد وغيره من المعتزلة مناظرته.
هذا في تكفير بعض أعيان المعتزلة.
معذرة فلم أنتبه لقولك هل تعنى أن المأمون من الصنف الأول هو ومن بعده:أن المأمون والمعتصم والواثق كفار خارجون عن الملة أم أن هناك خطًأ نرجو التوضيح بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/97)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 09:24 ص]ـ
الأخ الدرعمي سلمه الله:
أولاً: أخطأت في الكلام , إنما الذي أعنيه أن المأمون من الصنف المعذورين وهم الصنف الثاني , وسياق الكلام يدلُّ عليه.
ثانياً: (فتنة التكفير) عبارة خاطئة!!
والعبارة الصحيحة (فتنة الغلو في التكفير) لأن التكفير نصف التوحيد , (ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله ... ).
ثالثاً: الكلام على هذه المسألة ذو شجون , ولكن لعلي أعطيك مفاتيح المسألة على شكل إستشكالات ... :
1 - هل تعلم أن السلف كفروا أناس بأعيانهم ممن يدعي الإسلام؟ ولماذا؟
2 - هل قاعدة عدم تكفير أهل البدع مضطردة عندك على جميع أهل البدع حتى ابن العربي وابن الفارض؟
3 - مالضابط عند أهل العلم بين يكفَّر بعينه ومن لم يكفر؟ ودعك من إجمال قاعدة (توفر الشروط وانتفاء الموانع) وادخل في التفاصيل.
تنبيه: انتبه يا أخي من حصر التكفير بالجحود والتكذيب.
وبالنسبة للتهويشات - وليس التهميشات - فسترى ذلك على الخاص إن شاء الله.
و للحديث بقية.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 10:47 ص]ـ
قال تعالى ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة)) فليس فى إطلاقنا القول بفتنة التكفير مخالفة للغة ولا للشرع.
هل يا أخى أنا فى لجنة الامتحان ما قلت يا أخى إن لذلك الموضوع أهمية حتى تطالبى بإثبات ذلك أو نفيه وعلى كل:
فإجابة السؤال الأول بنعم والثانى بلا وأما الثالث فلا أدرى حتى تصحح الخطأ.
دعك من التشويش وأجب عما سألتك عنه فقد ادعيت التمييز بين المسائل العقائدية الخفية والجلية وزعمت أن تلك المسألة من المسائل الخفية وكفرت أناسًا وبرأت آخرين ويلزمك على كل ذلك دليل.
تنبيه: انتبه يا أخى فأنا لم أحصر شيئًا.
وأما رسالتك فقد وصلت وقد أجبت عليها فانظر فى بريدك الخاص غير مأمور ولا مهوش.
يا أخى الكريم بارك الله فيك ما معنى التكفير نصف التوحيد وما وجه استدلالك بالآية هل نحن نكفر بالطاغوت أم نكفّر الطاغوت من قال يا أخى من أهل العلم أن التكفير نصف التوحيد.
لقد افلحت يا أخى واستدرجتى غفر الله لى ولك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 08 - 04, 12:55 م]ـ
واعلم أخى الكريم أننى بحثت هذه المسألة الخاصة بتكفير المعتزلة مع أهل العلم وخلصنا والحمد لله تعالى إلى عدم الحكم بتكفيرهم
تكفير المعتزلة على العموم قد طفحت به كتب السنة والعقائد المسندة، بل وحتى كتب التراجم عن جموع من السلف، بل تواتر عنهم تكفير من قال ببعض قولهم: كخلق القرآن، أو إنكار الرؤية .. ، ونحوها
قال ابن القيم في النونية:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنـ ... هم بل حكاه قبله الطبراني
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 01:34 م]ـ
لكن أهل الاعتزال قديمهم لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني
وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الرضى البصري ذاك العالم الرباني
وكذاك أتباع على منهاجهم من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذا لك وافقوا جهما على الكفران
فهم بذا جهمية أهل اعتزال ثوبهم أضحى له علمان
ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الامام حكاه عن هم بل حكاه قبله الطبراني
شيخنا الجليل عبد الرحمن السديس
أولا: هل الأبيات التى ذكرتها جاء ذكرها فى معرض الحديث عن المعتزلة أم الجهمية؟
ثانيا: وجدنا ذكر المعتزلة فى كتب الفرق الإسلامية وفى كتاب وسمه الأشعرى ب ((مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)) وهو من أشد أعدائهم ووجدنا كثير من أهل العلم يرجع إلى كتب المعتزلة فى الأصول واللغة وغيرها فاين هو تواتر تكفير المعتزلة قاطبة؟!
ثالثًا: هل نقيس على ذلك تكفير الأشاعرة الذين قالوا بتأويل الصفات مع العلم بأن الفرق بين متأخرى الأشاعرة والمعتزلة فى هذا الصدد لا يكاد يذكر أم أن القول بتأويل صفة الكلام أعظم من تأويل الاستواء والعلو وما الدليل على ذلك؟
رابعًا: إذا كنتم تستندون فى تكفير المعتزلة إلى النصوص فلو تكرمتم نريد نصًا صريحًا واحداً عن ابن تيمية أو ابن القيم فى تكفير المعتزلة القائلين بالأصول الخمسة.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 03:00 م]ـ
قال ابن قدامة ((التوراة والإنجيل والزبور والقرآن متعددة وهي غير مخلوقة وإن قالوا هي مخلوقة فقد قالوا بخلق القرآن وهو قول المعتزلة وقد اتفقنا على ضلالهم واتفق المنتمون إلى السنة على ان القائل بخلق القرآن كافر منهم من قال كفر ينقل عن الملة ومنهم من قال لا ينقله عنها)) انظر المناظرة فى القرآن ص 19 - 20
ويستفاد من ذلك اختلاف أهل السنة فى تكفير المعتزلة القائين بخلق القرآن هل يخرجون عن الملة أم هو كفر دون كفر.
وعليه فلا مجال للنكير على من لم يقل بتكفير المعتزلة سواء المتقدمين ممن لم يقولوا بخلق القرآن أو المتأخرين القائلين به.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 08 - 04, 05:34 م]ـ
شيخنا الحبيب الدرعمي وفقه الله
تأمل عبارة الشيخ (واتفق المنتمون إلى السنة) ولم يقل أهل السنة
ولهذه العبارة دلالة
الشيخ يناظرمع الأشاعرة في مسألة معينة
وفي المناظرة هناك الزامات ونحو ذلك
ولذلك لايأخذ التأصيل العلمي من المناظرات
فقد تجد في المناظرات عبارات من أجل الزام الخصم
من ذلك ما تجده في كتاب الحيدة أو كتاب الرد على الجهمية للدارمي
نبه الى ذلك غير واحد منهم العلامة بكر أبو زيد
فهنا ابن قدامة يريد أن يلزم الحجة على الاشاعرة
فيناقشهم بالحجة والبيان
هذا ما أحببت ايراده هنا
من دون الخوض في أصل المسألة
فان كان صوابا فمن توفيق الله -سبحانه وبحمده- وان كان غير ذلك فمني ومن الشيطان
واستغفر الله العظيم وأتوب اليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/98)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 06:12 م]ـ
أخي الدرعمي:
شكراً على الرسالة اللطيفة.
ولكن أرجو من الأخوة الذين لم يدرسوا المسألة تمام الدراسة أن يحيدوا عن النقاش.
أخوكم سلطان العتيبي جاهل لايفقه من العلم شيئاً , ولكن في هذه المسألة قد ضبطها عن أهلها المتقنين لها , فأرجو ممن أتقن العلم أو جل العلم , ولم يضبط هذه المسألة أن يلزم الحياد!!
شيخنا السديس: أبيات ابن القيم ليست في عموم الجهمية إنما هي في الجهمية المحضة المجمع على كفرهم وردتهم بل وردة من لم يكفرهم ممن اطلع على حالهم.
أخي الدرعمي قبل ذكر المسألة:
هل أنت مختبر أم مستخبر؟
فإن جوابك الأخير شككني في أي الرجلين أنت!
ـ[أبو غازي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 06:38 م]ـ
الأخ الكريم سلطان العتيبي
هل من الممكن أن تضع لنا القواعد التي ضبطتها بخصوص مسألة تكفير المعين.
المسائل الظاهرة والمسائل الخفية , وهل في المسائل الظاهرة موانع للتكفير؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 08 - 04, 07:28 م]ـ
شيخنا الحبيب سلطان العتيبي وفقه الله
ذكرت (ولكن أرجو من الأخوة الذين لم يدرسوا المسألة تمام الدراسة أن يحيدوا عن النقاش)
(فأرجو ممن أتقن العلم أو جل العلم , ولم يضبط هذه المسألة أن يلزم الحياد!!
)
هل تقصدني
بارك الله فيك
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 08 - 04, 07:54 م]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكم اسمحوا لى بالانسحاب من هذه المناقشة التى لا أجد من ورائها إلا تضييع الوقت فى أفضل الأحوال ولكن قبل الانسحاب أحب أن أسجل شكرى للشيخ ابن وهب على تلك الملاحظة القيمة وإن كنت أرى أن كلام ابن قدامة رحمه الله تعالى ما يشير من قريب أو بعيد إلى الأشاعرة ولا أرى أن الأشاعرة يدخلون فى تصنيف ابن قدامة ضمن أهل السنة خاصة أن الحديث هنا عن المعتزلة لا عن الشيعة أو الخوارج على أن الأشاعرة خاصة المتقدمين كانوا أشد الناس على المعتزلة وأميل الناس إلى القول بتكفيرهم ..
الأخ الكريم سلطان العتيبى أنا لست مختبرًا ولا مستخبرًا ولا مخبرًا ودونك المعتزلة افعل بهم ماشئت.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 08 - 04, 12:43 ص]ـ
أخي الدرعمي قلتَ أحسن الله عملك:
أولا: هل الأبيات التي ذكرتها جاء ذكرها في معرض الحديث عن المعتزلة أم الجهمية؟
قلتُ: قد نقلتَ ـ جزاك الله خيرا ـ ما يكفي من الأبيات ويبين المراد، والمراد بالمعتزلة في كلامي هنا هو ما آلت الطائفين إليه، وقد كان السلف لا يفرقون بين الجهمية، والمعتزلة فيطلقون على جميعهم جهمية .. بل على من قال بقول من مقالاتهم، وهذا معروف.
قلتَ: ثانيا: وجدنا ذكر المعتزلة في كتب الفرق الإسلامية وفى كتاب وسمه الأشعري بـ ((مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين)) وهو من أشد أعدائهم ووجدنا كثير من أهل العلم يرجع إلى كتب المعتزلة في الأصول واللغة وغيرها فأين هو تواتر تكفير المعتزلة قاطبة؟!
قلتُ: إنما ذكرهم لأجل انتمائهم .. ، ثم هل أن هذه طريقة علمية لنفي التكفير عنهم؟
وكون بعض أهل العلم يستفيد من كتبهم .. لا أدري ما شأنه؟ فقد استفادوا أيضا من كتب الفلاسفة، والمجوس، والنصارى ..
ولعلك تراجع ما أشرت إليك هناك.
قلتَ: ثالثًا: هل نقيس على ذلك تكفير الأشاعرة الذين قالوا بتأويل الصفات مع العلم بأن الفرق بين متأخري الأشاعرة والمعتزلة فى هذا الصدد لا يكاد يذكر أم أن القول بتأويل صفة الكلام أعظم من تأويل الاستواء والعلو وما الدليل على ذلك؟
قلتُ: لا تعلق لكلامي السابق بهذا.
قلتَ: رابعًا: إذا كنت تستند في تكفير المعتزلة إلى النصوص فلو تكرمتم نريد نصًا صريحًا واحداً عن ابن تيمية أو ابن القيم في تكفير المعتزلة القائلين بالأصول الخمسة.
قلتُ: قد أشرت في التعقيب الأول إلى جواب هذا، وأنا إنما عقبت هناك لأجل المقطع الذي قلته أنت حسبُ، أما مطالبتك بالنقول عن هذين الإمامين فما أدري ما وجه؟
وأظني لستُ بحاجةٍ إلى إقناعك بكفرهم، أو إسلامهم ـ خصوصا بعد انسحابك ـ، ولعلك تراجعها مع مَن خلصتَ معه على عدم كفرهم.
*******************
الأخ الكريم سلطان العتيبي:
قلتَ: أبيات ابن القيم ليست في عموم الجهمية إنما هي في الجهمية المحضة المجمع على كفرهم وردتهم بل وردة من لم يكفرهم ممن اطلع على حالهم.
قلتُ: لم أفهم وجه الاعتراض، فالنقل الذي صاغه ابن القيم في نقله عن الأئمة الذين نقل عنهم الإمامان الطبراني، واللالكائي هو مرادي، ولا يخفى أن النقل المذكور؛ منثور في الكتب المشار إليها سابقا، وليس فقط لهذا النوع المعترض على ما دونه.
هذا ما أردت بيانه.
وحيث أني لم أتقن العلم، و لا جل العلم، ولم أدرس المسألة تمام الدراسة، ولم أضبطها فسأحيد عن النقاش، وأتركها لمن ضبطها.
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[09 - 08 - 04, 04:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن السديس
وغفر الله لك يا سلطان وهداك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/99)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[09 - 08 - 04, 02:17 م]ـ
يها الأحبة:
والله لا أقصد أحداً بعينه ,بل أنتم مشايخي , وأنا لا أبلغ مستوى أدنى تلاميذكم.
الذي أعنيه هو من يتكلم ويناقش بكل شيء بالدنيا , علمه أم لم يعلمه , فأنا لا أعين أحد إلا بعد توفر الشروط وانتفاء الموانع.
=====
الشيخ السديس والله ثم والله لا أقصدك
الشيخ ابن وهب والله ثم والله لا أقصدك
الشيخ الدرعمي نسأل الله ألا يحرمك علماً نافعاً.
الشيخ أبا غازي ستصلك إن شاء عبر البريد الخاص , لأن الأخوة يبدو عليهم الزعل قليلاً مني.
الشيخ تقويم النظر وإياك, ولكن يبدو أنني لم أضايق أحد , إذا حمل كلامي على ما أقصد.
ـ[محمد سعيد الخريمي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 10:53 م]ـ
اذا كان تريد التأصيل فليكن سؤالك الآن: لو وجد شخصا يدعى بأن القرآن مخلوق، فهل نحكم عليه بالكفر؟؟؟
اما من مات: فعلمهم عند الله ولا ارى فائدة من تكفير شخص بعينه، الا اذا كان وراء الاكمه ما وراءها
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 11:01 م]ـ
المعذرة أخي محمد عن الرد.
ولكن سأؤجله في موضوع مستقل حتى لا نجرح كبرياء أحدٍ من الأخوة.
وجوابك ستجده عند الأئمة الذين كفروا رؤوس الضلالة كالجعد والجهم وابن عربي وغيرهم كثير.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 08 - 04, 05:50 ص]ـ
أخي الدرعمي وفقه الله
قال ابن قدامة (اتفقنا) (يعني الحنابلة والاشاعرة على ضلالهم) ثم ذكر الاختلاف بين المنتمين للسنة فهذا يمكن حمله على الأمرين
لان الخلاف حاصل عند الحنابلة وعند الاشاعرة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
(وكان أحمد بن أبي دؤاد قد جمع له نفاة الصفات القائلين بخلق القرآن من جميع الطوائف؛ فجمع له مثل أبى عيسى محمد بن عيسى برغوث، ومن أكابر النجارية أصحاب حسين النجار.
وأئمة السنة ـ كابن المبارك، وأحمد بن إسحاق، والبخارى وغيرهم ـ يسمون جميع هؤلاء: جهمية.
وصار كثير من المتأخرين ـ من أصحاب أحمد وغيرهم ـ يظنون أن خصومه كانوا المعتزلة. ويظنون أن بشر بن غياث المريسي ـ وإن كان قد مات قبل محنة أحمد، وابن أبى دؤاد ونحوهما ـ كانوا معتزلة وليس كذلك.
بل المعتزلة كانوا نوعاً من جملة من يقول: القرآن مخلوق، وكانت الجهمية أتباع جهم، والنجارية أتباع حسين النجار، والضرارية أتباع ضرار بن عمرو، والمعتزلة هؤلاء، يقولون: القرآن مخلوق، وبسط هذا له موضع آخر.
منها: بطلان قول من يقول: إنه كلام مخلوق خلقه في جسم / من الأجسام المخلوقة كما هو قول الجهمية الذين يقولون بخلق القرآن من المعتزلة والنجارية والضرارية وغيرهم؛ فإن السلف كانوا يسمون كل من نفى الصفات وقال: إن القرآن مخلوق وإن الله لا يرى في الآخرة جهميًا؛ فإن جهما أول من ظهرت عنه بدعة نفي الأسماء والصفات، وبالغ في نفي ذلك، فله في هذه البدعة مزية المبالغة في النفي والابتداء بكثرة إظهار ذلك والدعوة إليه، وإن كان الجعد بن درهم قد سبقه إلى بعض ذلك.
فيقال: لا ريب أن قول ابن كُلاَّب والأشعري ـ ونحوهما من المثبتة للصفات ـ ليس هو قول الجهمية، بل ولا المعتزلة، بل هؤلاء لهم مصنفات في الرد على الجهمية والمعتزلة، وبيان تضليل من نفاها، بل هم تارة يكفرون الجهمية والمعتزلة، وتارة يضللونهم
والجهمية ـ عند كثير من السلف، مثل عبد الله بن المبارك، ويوسف بن أسباط، وطائفة من أصحاب الإمام أحمد وغيرهم ـ ليسوا من الثنتين والسبعين فرقة، التى افترقت عليها هذه الأمة، بل أصول هذه عند هؤلاء: هم الخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية وهذ المأثور / عن أحمد، وهو المأثور عن عامة أئمة السنة، والحديث أنهم كانوا يقولون: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال: إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر، ونحو ذلك.
ثم حكى أبو نصر السجزى عنهم في هذا قولين: أحدهما: أنه كفر ينقل عن الملة. قال: وهو قول الأكثرين، والثانى: أنه كفر لا ينقل؛ ولذلك قال الخطابى: إن هذا قالوه علي سبيل التغليظ، وكذلك تنازع المتأخرون من أصحابنا في تخليد المكفر من هؤلاء، فأطلق أكثرهم عليه التخليد، كما نقل ذلك عن طائفة من متقدمى علماء الحديث، كأبى حاتم، وأبى زُرْعَة وغيرهم، وامتنع بعضهم من القول بالتخليد.
وسبب هذا التنازع تعارض الأدلة؛ فإنهم يرون أدلة توجب إلحاق أحكام الكفر بهم، ثم أنهم يرون من الأعيان، الذين قالوا تلك المقالات من قام به من الإيمان ما يمتنع أن يكون كافرًا، فيتعارض عندهم الدليلان.
وحقيقة الأمر: أنهم أصابهم في ألفاظ العموم في كلام الأئمة ما أصاب الأولين في ألفاظ العموم في نصوص الشارع، كلما رأوهم قالوا: من قال كذا فهو كافر، اعتقد المستمع أن هذا اللفظ شامل لكل من قاله، ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق لمعين، وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين، / إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع، يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة ـ الذين أطلقوا هذه العمومات ـ لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه.
)
انتهى
الخ كلامه
والصواب ان السلف كفروا ولكن لاعلى الاعيان كما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية
والسجزي نقله عن الاكثرين والذين خالفوا الظاهر انهم خالفوا لانهم لم يستطيعوا الجمع بين التكفير الصادر من الائمة وبين حكم الاعيان كما وضحه شيخ الاسلام
لذلك لايعرف قط في كلام السلف انهم اطلاقوا الكفر على بدعة وارادوا الكفر الذي لاينقل عن الملة
بل كانوا من اشد الناس ورعا في اطلاق ذلك فاذا اطلقوا لم يريدوا بذلك الا الكفر الحقيقي
ولكنهم لم ينزلوه على الاعيان وهذا من دقة فهمهم رحمهم الله ورضي عنهم
قال شيخ الاسلام في موضع آخر
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية
(وأما الخوارج والمعتزلة فأنكروا شفاعته لأهل الكبائر، ولم ينكروا شفاعته للمؤمنين، وهؤلاء مبتدعة ضُلال، وفي تكفيرهم نزاع وتفصيل.)
انتهى
والحمدلله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/100)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[11 - 08 - 04, 06:42 ص]ـ
الشيخ الفاضل ابن وهب بارك الله فيك لقد أفدت وأجدت ومن تمام الفائدة أن أنقل بعضًا من نص كلام ابن قدامة لما قررته فضيلتكم من أن المناضرات لا ينبغى أن يستخلص منها تأصيل للمسائل لكثرة الإلزامات فيها وهذا يعنى أن نأتى بالكلام من أوله حتى يتضح وجه الاستدلال من كلام الإمام ابن قدامه وهل جاء على سبيل الإلزام أم التقرير ومن الواضح أنه كان يناظر بعض القائلين بخلق القرآن وليس الأشاعرة:
بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الإمام العالم الفقيه موفق الدين شيخ الاسلام مفتي الأنام سيد العلماء أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه وأرضاه الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد النبي وآله أجمعين أما بعد فإنه تكرر سؤال بعض أصحابنا عن حكاية مناظرة جرت بيني وبين بعض أهل البدعة في القرآن فخفت من الزيادة والنقصان فرأيت أن أذكر ذلك على غير سبيل الحكاية كي لا تكون الزيادة في الحجج والأجوبة عن شبههم كذبا مع تضمن ذلك لأكثر ما جرى إن شاء الله سبحانه والله الموفق والمعين وهو حسبنا ونعم الوكيل فنقول موضع الخلاف أننا نعتقد أن القرآن كلام الله وهو هذه المائة والأربع عشرة سورة أولها سورة الفاتحة وآخرها المعوذات وانه سور وايات وحروف وكلمات متلو مسموع مكتوب وعندهم أن هذه السور والآيات ليست بقرآن وإنما هي عبارة عنه وحكاية
وانها مخلوقة وأن القرآن معنى في نفس الباري وهو شيء واحد لا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتعدد ولا هو شيء ينزل ولا يتلى ولا يسمع ولا يكتب وأنه ليس في المصاحف إلا الورق والمداد واختلفوا في هذه السور التي هي القرآن فزعم بعضهم انها عبارة جبريل عليه السلام هو الذي ألفها بإلهام الله تعالى له ذلك وزعم آخرون منهم أن الله تعالى خلقها في اللوح المحفوظ فأخذها جبريل منه واحتجوا على كون هذه السور مخلوقة بأنها تتعدد ولا يتعدد إلا المخلوق وهذا يبطل بصفات الله تعالى فإنها صفات متعددة منها السمع والبصر والعلم والإرادة والقدرة والحياة والكلالام ولا خلاف في أنها قديمة وكذلك أسماء الله تعالى فإنها متعددة قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه الاعراف 180 وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لله تعالى تسعة تسعون اسما مائة إلا واحدا من أحصاها
دخل الجنة فثبت تعدادها بالكتاب والسنة الإجماع وهي قديمة وقد نص الشافعي رحمه الله على أن أسماء الله تعالى غير مخلوقة وقال احمد رحمه الله من زعم ان اسماء الله تعالى مخلوقة فقد كفر وكذلك كلمات الله تعالى متعددة قال الله تعالى ق لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا الكهف 109 وهي قديمة وكذلك كتب الله تعالى فإن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن متعددة وهي غير مخلوقة وإن قالوا هي مخلوقة فقد قالوا بخلق القرآن وهو قول المعتزلة وقد اتفقنا على ضلالهم واتفق المنتمون إلى السنة على ان القائل بخلق القرآن كافر منهم
من قال كفر ينقل عن الملة ومنهم من قال لا ينقله عنها فمتى قالوا بخلق القرآن وغيره من كتب الله تعالى فقد قالوا بقول أقروا بكفر قائله وإن أقروا بها غير مخلوقة وهي متعددة فقد بطل قولهم وان قالوا هى شيء واحد غير متعددة فقد كابروا ويجب على هذا أن تكون التوراة هي القرآن والإنجيل والزبور ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 08 - 04, 06:58 ص]ـ
أخي الحبيب مناظرة ابن قدامة رحمه الله في القرآن مع الاشاعرة
وتفصيل ذلك له موضع آخر
وعبارته واضحة (وإن قالوا هي مخلوقة فقد قالوا بخلق القرآن وهو قول المعتزلة وقد اتفقنا على ضلالهم)
اي الحنابلة والاشاعرة فهو يريد يلزم الحجة على الاشاعرة
تأمل نقله عن المبتدع
(وإنما هي عبارة عنه وحكاية) الخ
وهذا واضح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 08 - 04, 07:01 ص]ـ
وأما قوله اتفق المنتمون الى السنة) الخ فيمكن حمله على الامرين كما ذكرته انفا
شيخنا الحبيب سلطان العتيبي وفقه الله
جزاك الله خيرا
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[11 - 08 - 04, 07:51 م]ـ
أهل القيروان حول خلق القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/101)
ان العنوان لهذه الرسالة الوجيزة (أهل القيروان ... ألخ) لا يعني به اسمي المستعار في هذا الملتقى , لكي لا يظن أحد ولا يخيل عليه من قريب أو بعيد انني بصدد الحوار حول خلق القرآن على لسان المعتزلة!
كان هذا الموضوع بالغ الأهمية في دوائر أهل السنة بالقيروان كما يتبين ذلك من خلال
بعض القطع المتفرقة والأوراق المتبقية في المكتبة العتيقة بالقيروان (التي تسمى أيضا بالمكتبة الأثرية).
كان بكر بن حماد , أبو عبد الرحمان الزناتي (ت 296) من محدثي أهل القيروان غير أنه ليس لدينا الا بعض الأخبار عنه في كتب تراجم الافريقيين مثل معالم الايمان , ج 2 , ص 281 ورياض النفوس , ج 2 , 20 الى 26. وانظر حوله أيضا شجرة النور الزكية , الرقم 91 , والورقات لحسن حسني عبد الوهاب , ج 1 , ص 255 الى 257.
رحل الى المشرق ودرس على محدثي أهل الكوفة وأهل البصرة. وعاد بعد رحلته الى افريقيا ونزل القيروان وتركها هاربا الى بلاده تاهرت بعد ما سعي به الى الأمير ابراهيم بن أحمد الأغلبي. وذلك ربما لرفضه لما رأت الفرقة المعتزلة من خلق القرآن ومن انفاء الرؤية في ذلك العصر.
مما لا شك فيه أن المؤرخ المشهور أبا العرب التميمي (ت 333 في المعركة ضد الشيعة في الوادي المالح , على الطريق بين مدينة سوسة والمهدية) قد درس في حلقة بكر بن حماد هذا قبل خروجه الى بلاده وكتب عنه في حلقاته بالقيروان , اذ لدينا بعض الاوراق على الرق بخط أبي العرب التميمي يذكر فيها شيخه بكر بن حماد بأسانيده عدة مرات: (وحدثني بكر بن حماد قال .... ) كذلك يذكره أبو العرب في كتاب المحن له في أخبار المحنة في خلافة مأمون.
أما هذه الأوراق المتبقية من كتاب أو رسالة ما (ليس لدينا عنوان لهذه المجموعة من الأخبار حول المحنة) بخط أبي العرب التميمي فيروي بكر بن حماد فيها خبرا عن المحنة عن شيخه كما يلي:
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال:
حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يوسف الزمّي قال:
قدمنا من مكة فقال لي رفيقي: هل لك في عبد الله بن ادريس نأتيه فنسلم عليه.
قال: فأتنياه وسلمنا عليه فقال له رفيقي: يا أبا محمد , انّا قبلنا تاسا يقولون: القرآن مخلوق.
قال: من اليهود؟ قلت: لا.
قال: فمن النصارى؟
قلت: لا.
قال: من المجوس؟
قلت: لا.
قال: فممّن؟
قلت: من الموحّدين.
قال: كذبوا , ليس هؤلاء من الموحّدين , هؤلاء زنادقة. من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق. ومن زعم أن الله مخلوق فقد كفر.
قال أحمد: وزادني رجل عن الزمي قال: وقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم , وقال: الله مخلوق , والرحمن مخلوق والرحيم مخلوق , هؤلاء زنادقة.
.................................................. ................
انّ هذا الخبر يأتي من العراق وانتهى الى القيروان من طريق بكر بن حماد المذكور أعلاه.
أما الدورقي و فهو من شيوخ ابن حنبل , توفي ببغداد عام 246.
أما الزمي , وهو من خراسان , نزل بغداد حيث توفي عام 229 , وهو الذي التقى بعبد الله بن ادريس (ت 192) في الحجاز. وهذا الأخير طلب العلم بالمدينة وبمكة وكانت له علاقات بمالك بن أنس.
.................................................. ............
نظرا الى أن عبد الله بن ادريس توفي عام 192 فالحديث بينه وبين يحيى بن يوسف الزمي جرى قبل هذا التأريخ أي ما سبق على المحنة في خلافة مأمون بأكثر من 20 سنة.
وفي هذه الأوراق نجد اشارة واضحة الى أنّ أصحاب انفاء الرؤية اعتبروا مرتدين عن الاسلام الى جانب صفتهم (زنادقة) , وذلك بالرواية القيروانية التالية عن محمد بن وضاح الأندلسي:
وحدثني عمر بن يوسف وسعيد بن شعبان قالا.
حدثنا ابن وضاح قال: وحدثنا سعيد بن منصور قال: سمعت ابن الماجشون يقول:
من زعم أنّ الله لا يرى يوم القيامة استتيب.
أما بكر بن حماد فانه يروي في هذه الأوراق برواية بقي بن مخلد (وهو أيضا من العلماء الاندلسيين مثل ابن وضاح القرطبي) خلاف قول ابن الماجشون , وقال:
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: أصحابنا في الثغر لا يستتيبون من قال: القرآن مخلوق.
قال ابن حنبل: أنا أستتيبهم. قال بقيّ أبو عبد الرحمان في تفسير ابن حنبل (لا يستتيبون من قال ذلك) , يقول: زنادقة , يقتلون ولا يستتابون.
..............................................
لقد اعتصم أهل القيروان بتعاليم أهل السنة والجماعة ورفض رأي المعتزلة وتعاليمها
وأظهر هذا الاعتصام بالسنة ورفضه لخلق القرآن حتى على شواهد القبور بالقيروان
حيث نشاهد الى يومنا هذا:
.......... بعد الشهادة:
ان القرآن كلام الله وليس بمخلوق (من صفر عام 292)
وأيضا: بعد الشهادة:
أن الله عز وجل يرى يوم القيامة (من شعبان عام 392)
موراني
................................................
(من ملتقى أهل التفسير)
واعتمادي في هذه المسألة هو المصادر القديمة وغير المطبوعة والآثار المنقوشة
موراني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/102)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 04, 02:54 ص]ـ
من رسالة مسدد بن مسرهد إلى الإمام أحمد
روى القاضي أبو يعلى محمد بن محمد بن الحسين بن خلف الفراء في الطبقات والحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الحنبلي في كتابه مناقب الإمام أحمد وذكر القاضي برهان الدين إبراهيم بن مفلح في كتابه المقصد الأرشد أن أبا بكر أحمد بن محمد البردعي التميمي قال لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله e فلما ورد الكتاب على أحمد بن حنبل بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصري أنه قد انفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدي إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه .....
وأما المعتزلة فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أنهم يكفرون بالذنب ومن كان منهم كذلك فقد زعم أن آدم كان كافرا وأن إخوة يوسف حين كذبوا أباهم عليه السلام كانوا كفارا
وأجمعت المعتزلة على أن من سرق حبة فهو كافر وفي لفظ في النار تبين منه امرأته ويستأنف الحج إن كان حج فهؤلاء الذين يقولون بهذه المقالة كفار وحكمهم ألا يكلموا ولا يناكحوا ولا تؤكل ذبائحهم ولا تقبل شهادتهم حتى يتوبوا) انتهى.
قال ابن تيمية رحمه الله كما في المجموع ج: 5 ص: 131
(وقد صنف أبو القاسم عبدالرحمن بن مندة فى ذلك مصنفا وزيف قول من قال ينزل ولا يخلو منه العرش وضعف ما قيل فى ذلك عن أحمد بن حنبل فى رسالته الى مسدد وطعن فى هذه الرسالة وقال انها مكذوبة على أحمد وتكلم على راويها البردعى أحمد بن محمد وقال انه مجهول لا يعرف فى أصحاب أحمد) انتهى.
وكذلك (5/ 242)
وقال كما في مجموع الفتاوى ج: 5 ص: 396
(وأما رسالة أحمد بن حنبل الى مسدد بن مسرهد فهى مشهورة عند أهل الحديث والسنة وأصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول وقد ذكرها أبو عبدالله بن بطة فى كتاب الإبانة واعتمد عليها غير واحد كالقاضى أبى يعلى وكتبها بخطه) انتهى.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 08 - 04, 01:08 م]ـ
الواقع أن فيما نقل من تكفير المعتزلة لمرتكب الكبيرة نظر بل إن عدم تكفيره أصل من أصولهم خالفا به الخوارج فإن من أصولهم الخمسة التى قام عليها مذهبهم أصل المنزلة بين المنزلتين ويعنى أن مرتكب الكبيرة فى منزلة بين المؤمن والكافر.
قال شيخ الإسلام:
قال (أى ابن عبد البر) وأما قول المعتزلة فالإيمان عندهم جماع الطاعات ومن قصر منها عن شيء فهو فاسق لا مؤمن ولا كافر وهؤلاء هم المتحققون بالإعتزال اصحاب المنزلة بين المنزلتين مجموع الفتاوى 7/ 331
مقال فى المنهاج:
وكذلك المعتزلة باينوا جميع الطوائف فيما اختصوا به من المنزلة بين المنزلتين وقولهم إن أهل الكبائر يخلدون في النار وليسوا بمؤمنين ولا كفار فإن هذا قولهم الذي سموا به معتزلة فمن وافقهم فيه بعد ذلك من الزيدية فعنهم أخذوا منهاج السنة 3/ 461
وقال الملطى فى التنبيه
واعلم أن المعتزلة التي تحب أن تعرف ما هي عليه كما سألتني أن أشرح لك ذلك لتعلمه فاعلم أنها بنيت على الأصول الخمسة التي ذكرتها ذلك فالمعتزلة كلها متمسكون بالقول بذلك ويجادلون عليه وقد وضعوا في ذلك الكتب الكثيرة على من خالفهم ويتبرؤن ممن خالفهم فيها ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم وقالوا إن فاعل الكبائر بعد إيمانه المقيم على إيمانه فاسق لا مؤمن ولا كافر ولا مؤمن ولا مسلم ولا منافق كما سماه الله فقط وسموه المنزلة بين المنزلتين أي منزلة بين الكفر والإيمان التنبيه والرد على أهل الأهاء والبدع للملطى 1/ 36
وانظر كذلك الفرق بين الفرق 1/ 98 شرح كتاب التوحيد1/ 192 و بيان تلبيس الجهمية 1/ 419
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 08 - 04, 05:18 م]ـ
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ج:1 ص:124
واما الوعيد فقول المعتزلة فيه وقول الخوارج قول واحد لانهم يقولون ان اهل الكبائر الذين يموتون على كبائرهم في النار خالدون فيها مخلدون غير ان الخوارج يقولون ان مرتكبى الكبائر ممن ينتحل الاسلام يعذبون عذاب الكافرين والمعتزلة يقولون ان عذابهم ليس كعذاب الكافرين
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية
وكذلك المعتزلة الذين يقولون يحبط إيمانه كله بالكبيرة فلا يبقى معه شيء من الإيمان لكن الخوارج يقولون يخرج من الإيمان ويدخل في الكفر والمعتزلة يقولون يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر وهذه المنزلة بين المنزلتين وبقولهم بخروجه من الإيمان أوجبوا له الخلود في النار.
وقال
والمعتزلة موافقون للخوارج هنا في حكم الآخرة فإنهم وافقوهم على أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار لكن قالت الخوارج نسميه كافرا وقالت المعتزلة نسميه فاسقا فالخلاف بينهم لفظي فقط.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 08 - 04, 09:23 م]ـ
نعم هناك اتفاق بين المعتزلة والخوارج حول مآل مرتكب الكبيرة وأنه مخلد فى النار لكن الخلاف بينهما قائم حول تكفير مرتكب الكبيرة وليس الكفر مرادف للخلود فىالنار وأما ما نسب إليهم من تكفيرهم لمرتكب الكبيرة وما يلزمون به من تكفير آدم عليه السلام وإخوة يوسف ومن سرق ولوحبة فهو مما يقدح فى صحة هذه الرواية ونسبتها إلى أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/103)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 08 - 04, 12:04 ص]ـ
قال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ج:1 ص:124
واما الوعيد فقول المعتزلة فيه وقول الخوارج قول واحد لانهم يقولون ان اهل الكبائر الذين يموتون على كبائرهم في النار خالدون فيها مخلدون غير ان الخوارج يقولون ان مرتكبى الكبائر ممن ينتحل الاسلام يعذبون عذاب الكافرين والمعتزلة يقولون ان عذابهم ليس كعذاب الكافرين
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية
وكذلك المعتزلة الذين يقولون يحبط إيمانه كله بالكبيرة فلا يبقى معه شيء من الإيمان لكن الخوارج يقولون يخرج من الإيمان ويدخل في الكفر والمعتزلة يقولون يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر وهذه المنزلة بين المنزلتين وبقولهم بخروجه من الإيمان أوجبوا له الخلود في النار.
وقال
والمعتزلة موافقون للخوارج هنا في حكم الآخرة فإنهم وافقوهم على أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار لكن قالت الخوارج نسميه كافرا وقالت المعتزلة نسميه فاسقا فالخلاف بينهم لفظي فقط.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[15 - 08 - 04, 12:22 ص]ـ
قول المعتزلة وقول الخوارج واحد فى الوعيد وليس فى التكفير ومعلوم أن هناك فرق بين الكفر والخلود فى النار كما جاء فى الحديث إنه لن يدخل أحد الجنة بعمله.
والوعيد الذى ذكره هنا الأشعرى هو أصل من أصول المعتزلة الخمسة قالوا ((إن الله تعالى لا يغفر لمرتكب الكبيرة إلا بالتوبة وإنه لصادق فى وعده ووعيده وإذا خرج من غير توبة استحق الخلود فى النار)) والخلاف ليس لفظيًا بينهم وبين الخوارج خاصة فيما يتعلق بأحكام الدنيا فليس مرتكب الكبيرة عند المعتزلة ممن يحل دمه وماله ولا يصلى عليه ولا يدفن فى مقابر المسلمين ... كما عند الخوارج وإنما هو مسلم له ما للمسلمين من حقوق.(28/104)
هل عذر التأويل يمنع من التفسيق والتبديع؟
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[10 - 08 - 04, 06:44 ص]ـ
السلام عليكم:
تعلمون يا أحبة ما ذكره أئمة السلف في مسألة العذر بالتأويل وأنه مانع من تكفير المخالف (طبعاً على التفصيل المذكور في موضعه) والمهم هنا سؤال:
إذا كان التأويل مانعاً من تكفير المخالف في ـ الأسماء والصفات مثلاً ـ فكيف ساغ تبديعه وتفسيقه؟
كيف فصلنا بين القضيتين؟ الحكم عليه بالكفر، والحكم عليه بالبدعة والفسق: فإذا كان التأويل عذراً مانعاً من التكفير فكيف لا يكون مانعاً أيضاً من التفسيق والبدعة.
أنتظر الجواب ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 08 - 04, 10:30 ص]ـ
هو كذلك الأعذار تمنع من التكفير والتدبع والتفسيق، ولشيخ الإسلام كلام في هذا لعله يتيسر نقله بعد الرجوع إليه.
أما ما يطلقه الأئمة من تبديع أو تفسيق فعلى غير معين أو معين قامة عليه الحجة.
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:37 ص]ـ
أخي حارث، قلت: (أما ما يطلقه الأئمة من تبديع أو تفسيق فعلى غير معين أو معين قامة عليه الحجة) أما غي المعين فلا إشكال، وأما المعين الذي قامت عليه الحجة، فلماذا يبدعونه ولا يكفرونه مع أن الحال واحد، فإما أن يكون التأويل عذراً في حقه، أو لا، فإن كان عذراً في عدم تكفيره فكيف لا يكون عذراً في عدم تبديعه.
يعني مثل عمرو بن عبيد وواصل وأعيان المعتزلة الذين بدعهم السلف لماذا كان التأويل مانعاً من تكفيرهم ولم يك مانعاً من تبديعهم وتفسيقهم.
أرجو أن يكون سؤالي اتضح.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 08 - 04, 10:50 م]ـ
قرأت في ترجمة أحدهم في التهذيب لابن حجر .. و هو من فقهاء الكوفة .. أنه كان يشرب الخمر حتى يحمل على الحمار ....
يفعل ذلك تدينا منه ليقتدى به في مذهب علماء الكوفة أنه لا يحرم من المسكر إلا ما كان من التمر و العنب ... و مع هذا فالذي أذكره في ترجمته أنه من الثقات
و لا أذكر أكثر من ذلك لكوني مررت عليه قدرا لا قصدا منذ أربع سنوات تقريبا
فأنا على يقين من أن بعض من على الملتقى يعرف المذكور و الموضع
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 08 - 04, 11:52 ص]ـ
أولاً أخى الكريم العزيز بالله لم أسمع عن شىء اسمه العذر بالتأويل.
ثانيًا هل تقصد أن السلف لم يكفروا من يأول بعض الصفات كالصفات الخبرية وما قد يستلزم حدوث الحوادث مع القول بتبديعهم؟ ما الإشكال يا أخى فى ذلك لقد اعتبر بعض السلف بدعتهم هذه غير مكفرة.
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[12 - 08 - 04, 02:54 م]ـ
فالتكفير له موانع منها الجهل ومنها الإكراه ومنها التأويل:
وقد جاء عن شيخ الإسلام قوله لمن ناظرهم المناظروةالمشهورة في عقيدة الواسطية: أنا لو قلت بقولكم لكفرت، فلم يكفرهم، مع أنه يعدهم من المبتدعة، أو مما يسميهم البعض فساق التأويل، وهذا ما أقصده بالضبط، كيف كانوا فساقاً بتأويلهم ولم ينفعهم عذر التأويل مع أنه منع من تكفيرهم.
مثلاً القول بخلق القرآن اجتمعت كلمات أئمة السلف أن من قال القرآن مخلوق فإنه كافر، ومع هذا لم يكفروا أعيان المعتزلة.
ما زلت أنتظر الجواب .. ولا أدري لماذا غُيّر العنوان لأني جعلت لمن يجيبني جواباً منقولاً بنصه أو بفحواه عن السلف أو الخلف جعلاً ..
ـ[الدرعمى]ــــــــ[12 - 08 - 04, 03:03 م]ـ
يا أخى بارك الله فيك هذا الذى تتحدث عنه يسمى تأولاً لا تأويلاً.
راجع يا أخى الكريم منهاج السنة 5/ 393 وما بعدها تحقيق الشيخ محمد رشاد سالم فابن تيمية يتحدثث عن هذه المسألة ويستدل بأن المرأ قد يكون فى قلبه معارف وإرادات لا يدرى أنها فى قلبه وقد يررد بعض الحجج ظنًا منه أنها الحق وهذا يا أخى هو مصدر عدم تكفيرهم المعين لتأوله.
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 08 - 04, 05:56 م]ـ
أخي الفاضل العزيز بالله المقصود في ردي السابق إن وقع -المعين- في كفر كفر، وإن وقع في بدعة بدع -وقد تكون مكفرة وقد لاتكون- وإن وقع في مايوجب فسقاً فسق. ولا تجد السلف يعذرون بالتأول في فعل مكفر فيفسقون المعذور بدلاً من تكفيره!
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 08 - 04, 07:14 ص]ـ
أخي الدرعمي، لا يظهر لي فرق بين التأول والتأويل، وقد رجعت إلى أكثر من مصدر ووجدتهم يستخدمون اللفظين التأول والتأويل وهو المصدر، وانظر كلام ابن القيم عن التأويل في الصواعق.
وأما كلام شيخ الإسلام فقد راجعته ولم يتبين لي استدلالك به فهلا بينته.
أخي حارث شكر الله لك: قد يكون الكفر بدعة وقد لا يكون، وقد تكون البدعة كفراً وقد لا تكون، ليست هنا المشكلة، المشكلة في أن السلف أطلقوا في بعض الأمور أن من قالها كفر، ولم يكفروا أعيان من قال ذلك غالباً، وقد صرح ابن تيمية وغيره أنهم لم يكفروهم ظاهراً لمانع التأويل (أو التأول كما يقول أخي الدرعمي)
طيب: الآن من قال إن القرآن مخلوق متأولاً: لماذا بدّعناه وأثّمناه مع أنه معذور بتأويله، وإذا قيل إن عذر التأويل مانع من تكفيره فلماذا لا يكون مانعاً من تفسيقه وتأثيمه. والكلام بالطبع فيمن أُقيمت عليه الحجة.
خصوصاً وأن السلف عدوا (فيما أذكر) التأويل مثل الجهل.
لاأدري هل وصلت الفكرة أم أني قصرت؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/105)
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[13 - 08 - 04, 07:42 م]ـ
الذي يظهر أن المانع هو إجماع السلف على عدم تكفيره
قال ابن تيمية: (الفتاوى 3/ 351،352،353) (و أما السلف و الأئمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير ((المرجئة)) و ((الشيعة المفضلة)) و نحو ذلك .. )
هذا في جانب التكفير، و كذلك إجماعهم على تبديعهم
قال ابن سعدي: (و لهذا اتفق الصحابة في الحكم على بدعة الخوارج و مروقهم كما و ردت بذلك الأحاديث الصحيحة و اتفقوا على عدم خروجهم من الإسلام ..... )
نقلا من كتاب نواقض الإيمان للوهيبي
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[13 - 08 - 04, 07:47 م]ـ
الداعية إلى الخير = محمد الجابري
و لعل المانع في عدم تكفيرهم هو ما جاء من الوعيد الشديد في التكفير، و ما يترتب عليه من أحكام، منها إخراجه بالكلية من الإسلام
بخلاف التبديع و التفسيق الذي فيه صيانة للدين حتى لا يغتر الناس بهم و يكون في ذلك تحذير للمسلمين من سلوك طريقهم.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[14 - 08 - 04, 12:17 ص]ـ
الأخ الكريم العزيز بالله
بغض النظر عن المصطلحات هل تقصد من ذلك قياس التكفير على التبديع بمعنى كما حكمنا بفسقهم وبدعتهم ينبغى أن نحكم بكفرهم.
أم تقصد قياس عدم التبديع على عدم التكفير بمعنى كما لم نحكم بكفرهم ينبغى ألا نحكم ببدعتهم.
فى الحالتين أخى الكريم القياس غير صحيح.
موضع الشاهد فى كلام شيخ الإسلام هو أنه لم يكفر منكرى بعض الصفات لترديدهم حجج المعتزلة والجهمية ظنًا منهم أنها الحق دون علم بحقيقة تلك الحجج بل قد يكون فى قلب أحدهم من الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته ما يناقض تلك الحجج وقد استدل شيخ الإسلام على ذلك بأمور عجيبة فقال إن هؤلاء من أكثر الناس كلامًا عن الله تعالى وصفاته وهذه من علامات الحب فهم إذن ينفون صفة المحبة ولو فتش أحدهم فى قلبه لوجد من محبة الله تعالى ما يعجز عن بيانه بل إن كل مسلم فالله ورسوله أحب إليه مما سواهما وإن أنكر ذلك بلسانه. وأنت ترى أخى الكريم أن ليس كل من ردد حجة للجهمية والمعتزلة عالم بحقيقتها بل قد يدعى بعض المذاهب من هو فى غفلة عنها ويصعب على عقله إدراكها فالعذر هنا منصب على الوهم والخطأ فى الاستدلال.
وأما أن السلف يعذرون من أول الصفات هكذا مطلقًا فلا أدرى لذلك معنى فهم قد كفروا الجهمية وكثير من أعيان المعتزلة بذلك.
أعتقد يا أخى الكريم أن سؤلك فى حاجة إلى إعادة صياغة.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[14 - 08 - 04, 04:51 م]ـ
الأخ الفاضل العزيز بالله، إستشكالك رائع، وهو في النفس منذ زمن بعيد، وقد وقفت على إشارة للجواب على هذا في كلام الشيخ ابن تيمية ومن المتأخرين الشيخ الجديع في رسالته (اضواء على حديث الافتراق)
وترتيب المسألة
1 - أن هناك فرق بين التبديع والتفسيق، والتكفير، التكفير جرح في الظاهر والباطن، بخلاف التبديع فهو جرح في الظاهر ...
2 - أن التكفير تترتب عليه أحكام شرعية قطعية لا مدخل للمصلحة فيها، كعدم التوريث وعدم الصلاة عليه، وعدم الدفن في مقابر المسلمين، بخلاف لفظ التبديع أو مبتدع فأنه من باب الزجر والهجر، وقد تكون المصلحة الشرعية في عدم الهجر (مع أن غير الداعية للبدعة لا يهجر باتفاق حكاه ابن تيمية في رسالته لأهل البحرين) تجب الصلاة عليه في الجملة
3 - أن كثيرا من أقوال السلف فلان مرجىء، أو اشعري أو، غير ذلك وهي مرادفة لكلمة مبتدع، ومع ذلك لم نجد في كلامهم اشتراط قيام الحجة
4 - بقي هل كل من وقع في بدعة، قيل عنه مبتدع؟ الذي يظهر أن من انتسب إلى طائفة بدعية أو كانت بدعته مشهورة مخالفة للكتاب والسنة كتعطيل العلو ..
لكن مع التنبيه أن كلمة مبتدع لا تطلق إلا حسب المصلحة لأنها من ألفاظ الزجر والعقوبة، فقد يُترك أن يقال فلان من الناس مبتدع مع أنه اشعري لأن ذلك جالب لمفسدة أكبر من المصلحة ...
هذا ما عندي والله أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 08 - 04, 11:10 م]ـ
أخي الفاضل من هو المعين الذي لم يكفروه بمكفر وعدلوا عن تكفيره بالمانع إلى تفسيقه أو تبديعه بعينه!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[14 - 08 - 04, 11:44 م]ـ
عندك مثلا أحمد ابن دؤاد المعتزلي، والهذيل ابن علاف وغيرهم
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[15 - 08 - 04, 08:21 ص]ـ
الداعية إلى الخير = محمد الجابري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/106)
أرى أن الأمر قد اتضح الآن.
أليس كذلك؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 08 - 04, 11:23 ص]ـ
أخي الفاضل أبوعبدالرحمن بن أحمد بعض أهل البدع من أرباب الفرقة الواحدة تنقسم بدعته إلى مكفرة وغير مكفرة فالقدرية فيهم من نفى المراتب الأبعة وهذا كافر وفيهم من نفى ثنتين وهذا اختلفوا فيه.
أما من قال ببدعة مكفرة وظهر أمره فقد كفروه بل وقتل كثير منهم ردة في عهود خلافة أهل السنة كمعبد الجهني الذي صلب في أيام عبدالملك بن مروان.
وغيلان الدمشقي الذي استتابه عمر بن عبدالعزيز فتاب ثم رجع بعدها فقتله هشام بن عبدالملك بعد أن قطع يديه ورجليه وصلبه.
وكذلك الجعد بن درهم المقتول أيام هشام وفي خبر قتله القصة المشهورة -وفيها مقالا- مع خالد القسري.
ومثله عبدالكريم بن أبي العوجاء المعروف خبره عندما أخذ لتضرب عنقه.
ونحوه صالح بن عبدالقدوس وقد قتله المهدي زندقة.
ومثله النظام فقد كفره جماعة
وغير هؤلاء أثر عن أهل العلم تكفيرهم وإن كانت ظروف الخلافة أو الدولة لم تساعد على إقامة حد الله فيهم، فالدولة العباسية وخاصة في عهد المأمون والمعتصم والواثق دعمت المعتزلة، ومن هؤلاء بشر المريسي فقد نقل عن غير واحد تكفيره.
أما المثلان الذان ضربتهما:
فالأول أحمد بن فرج المشهور بابن أبي دؤاد، صاحب القول بخلق القرآن؛ ممتحن الناس فيه، قال الإمام أحمد (انظر بحر الدم 1/ 45) والمنتظم لابن الجوزي في ترجمته: هو كافر بالله العظيم.
وهذا مصداق قول هارون الفروي كما روى الآجري في الشريعة: لم أسمع أحداً من أهل العلم بالمدينة، وأهل السنن، إلا وهم ينكرون على من قال: القرآن مخلوق، ويكفرونه.
بل لعلك تعلم أن بعض من أكره فاتقى في القول بخلق القرآن لم يسلم بل كفر رغم جلالة قدره ومن هؤلاء ابن علية وقد نقلو ذلك عن أبي بكر بن عياش. وما ثبت من تكفير بعض تجلة أهل العلم للعلم الإمام أبي حنيفة النعمان أشهر من أن يذكر [يراجع في ذلك تاريخ الخطيب وتأنيب الكوثري وتنكيل المعلمي].
قال الآجري: وحدثني عمر بن أيوب قال: حدثنا الحسن بن الصباح قال: حدثنا إبراهيم بن زياد، قال: سألت عبد الرحمن بن مهدي فقلت: ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال: لو أني على سلطان لقمت على الجسر، فكان لا يمر بي رجل إلا سألته، فإذا قال: القرآن مخلوق، ضربت عنقه، وألقيته في الماء.
أما أبو الهذيل العلاف فلم أجد في ما بين يدي من مصادر ترجمة شافية له غير أنه من المستبعد أن تجد من أهل العلم رجلاً يرى أن ما قاله كفر، ويتحول عن تكفيره إلى تفسيقه لمانع قام به.
ثم إن الوصف بالبدعة أو الفسق قد يكون وصفاً بكفر وقد يكون دونه، فالأول إذا كانت البدعة أو الفسوق مكفراً، والثاني إذا كان دونه.
والوصف بهما قد يتوجه إلى ذات المعين وقد يتوجه إلى فعله، فإذا قلت فلان مبتدع [بدعة مكفرة] فقد يكون مرادك وصف فعله؛ مبتدع: أتى بدعة مكفرة [بغض النظر عن وصف حاله: ينزل عليه الحكم أو لاينزل] وقد يكون المراد بيان حكمه في نفسه ووصف حاله وهذا لاتنافي بينها وبين كونه كافر، ومثل ذلك يقول في التفسيق.
والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 08 - 04, 11:40 ص]ـ
ولا يفهم مما سبق عدم التفريق بين الحكم على المعين بكفر أو بدعة أو فسق فالتكفير أشد والتحري فيه ينبغي أن يكون أعظم مع عدم التساهل والمجازفة في الوصف بفسق أو معصية أو بدعة.
أما النقل الذي وعدت الأخ صاحب المقال بنقله فقد ذكره شيخ الإسلام في مفيد المستفيد فقال: "قال رحمه الله تعالى: أنا من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير أو تبديع أو تفسيق أو معصية إلا أذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى انتهى كلامه". ثم عقب: "وهذا صفة كلامه في المسألة في كل موضع وقفنا عليه من كلامه لا يذكر عدم تكفير المعين إلا ويصله بما يزيل الإشكال أن المراد بالتوقف عن تكفيره قبل أن تبلغه الحجة وإذا بلغته حكم عليه بما تقتضيه تلك المسألة من تكفير أو تفسيق أو معصية وصرح رضي الله عنه أيضاً أن كلامه أيضاً في غير المسائل الظاهرة فقال في الرد على المتكلمين لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام كثيراً قال: وهذا إن كان في المقالات الخفية فقد يقال إنه فيها مخطئ ضال لم تقم عليه الحجة".
ويتضح مما سبق أن الوصف بكفر أو بدعة أو فسق تلزم فيه إقامة الحجة على صاحب الفعل ثم يحكم عليه بمقتضى ذلك إن فسقاً ففاسق أو بدعة فمبتدع أو كفراً فكافر.
وإن لم تقم عليه الحجة فمخطئ أو ضال ونحوهما من الألفاظ التي تصف الحال.
ولايؤال مطلقاً لقيام مانع من الوصف بالكفر إلى الوصف بالفسق بغير مقتض مفسق وبغير حجة قائمة، وكذلك البدعة إلاّ أن يراد وصف الفعل لا ذات الفاعل، أو يراد البدعة والفسق المكفر بعد قيام الحجة لادونهما والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/107)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 04, 01:20 م]ـ
شيخنا الفاضل حارث متعه الله بالصحة والعافية
ليس الكلام هنا عن من كفر ابن دؤاد ورأى الحجة قامت عليه فهذا لا إشكال
لكن الكلام عن الذي لم يكفر ابن دؤاد، كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، فإنهم لم يكفروه، ومع ذلك جعلوه من أهل البدع، ولو قامت الحجة عليه عندهم لو كفروه، إذا قيام الحجة على المبتدع يقتضي تكفيره
وهذا في كل مبتدع
ولعله لا يخفاك شيخنا أن الفسق فسقان كما قرره ابن القيم في (المدراج) فسق إعتقادي وهو فسق المبتدع
وفسق عملي وهو فسق العاصي
أرجو التأمل أخي الكريم
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 08 - 04, 08:39 م]ـ
هو كذلك -أحسن الله إليكم- وقد ذكرت أقسام الفسق والبدعة في الردين السابقين، ولكن ينبغي أن نراعي أن لفظ مبتدع قد يراد به الفعل ففلان مبتدع أي أحدث فعلاً لم يكن ولايلزم من هذا الإطلاق الحكم على الفاعل، وقد يراد به إنزال الحكم على الفاعل، كما مضت الإشارة إليه في الردين السابقين، فإن أريد به إنزال الحكم على الفاعل فلايخلو مراد مطلقه من قصد البدعة المكفرة وهنا تساوي لفظة مبتدع كافر، أو بدعة غير مكفرة وهي دون الكفر.
فلو روعيت هذه التقسيمات الأربع في إطلاق البدعة انحل الإشكال وعلم أن السلف لم يعذروا مقترف كفر بعذر صحيح وعدلوا عنه لتبديعه تبديعاً لايصل لتكفيره.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[27 - 07 - 05, 03:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا جزء من بحث أقوم به يتعلق بمفهوم أهل السنة والجماعة واصطلاحها وصحة الانتساب إليها ....
ولعل فيه جوابا لسؤال أخينا الملهم فإني وإن كنت سُبقت بتقرير شيخنا حارث همام إلا أني رأيت عموما في الجواب ربما يصعب معه الوقوف على الجرح
وذلك أن قصد السائل أن السلف منهم من حكم بالبدعة على الأعيان وامتنع عن إنزال وصف الكفر عليهم بدعوى العذر
والسؤال هنا: لماذا كان هذا العذر مانعا من الكفر ولم يكن مانعا من البدعة؟
وليس مراد السائل أنهم عدلوا عن وصف الكفر إلى البدعة بدعوى العذر
ولا يتعلق السؤال بتقرير الحكم الشرعي لوضوحه وأنه لا يحكم بشيء من الكفر أو الفسق (ومنه البدعة) إلا إذا أقيمت حجة الله
وإنما يتعلق بطريقة تعامل العلماء مع بعض أهل البدع.
وهاك الجواب وفيه شيء من التفصيل علما بأن البحث لم يزل في طوره الأول وهو مسودة لم تر النور بعد ولا تنسونا من ملاحظاتكم.
(ويقال أيضا لماذا كان العذر مانعا من الكفر ولم يكن مانعا من البدعة؟
فإن التزم المجيب
قيل له: فما لكم امتنعتم عن تكفير قوم بدعوى العذر من جهل أو تأويل ولم يكن ذلك مانعا من تبديعهم فإنكم مثلا مع إقراركم بكفر جملة من مقالات الأشعرية إلا أن ذلك لم يكن موجبا لتكفيركم إياهم لعارض الشبهة ومع ذلك ما امتنعتم عن وصفهم بالابتداع.
وأنت تجد أن أئمة الإسلام قد استجازوا أعذار من قارف البدع التي توصف بأنها كفر فكانت تلك الأعذار حائلة عن الكفر ومع ذلك لم يتورعوا عن وصفهم بالابتداع فلماذا استطاعت تلك الأعذار حجب وصف الكفر وهو أعظم ولم تحجب وصف البدعة؟
لم تجد جوابا يقنع به طالب الحق
والجواب أن ينظر في هذه المسألة من عدة جهات منها:
1 - مأخذ هذا القول
2 - طبيعة هذا القول
3 - اعتبار القائل
فيقال: إن المأخذ في التبديع والتكفير لو كان واحدا فإن ذلك يوجب أن يكون العذر في أحدهما عذرا في الآخر وإلا عد ذلك ضرب من التناقض
أما إن اختلف المأخذان أو كانت تلك المآخذ بينها عموم وخصوص من وجه أي كان بعضها فيهما وبعضها في الكفر دون البدعة أو في البدعة دون الكفر
فإن هذا لا يوجب بحال أن يكون العذر في أحدهما عذرا في الآخر
فيصح والحال هذه أن يقوم وصف الكفر دون البدعة أو أن يقوم وصف البدعة دون الكفر وأن يقوم الوصفان أو أن ينتفيا
فمتى ما كان المأخذ واحدا وجب اشتراك العذر في المسألتين
فإن اختلفا لم يجب حينئذ اشتراكهما في الحكم بل ترتب كل مسألة مستقلة عن الأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/108)
فلو أني رأيت متكلما وانتحل مقالة قد حكم عليها أهل العلم بالكفر ثم إني امتنعت عن كفره لظني باشتباه الأمر عليه وتأويله لم يكن ذلك موجبا لعذره في البدعة لأني إنما حكمت عليه بالبدعة لسلوكه طريقة بدعية في هذا القيل ورأيت أن حجة الله عليه قائمة بهذا المسلك الذي سلكه ولم أكن ملتفتا حين حكمي عليه بهذا أكان هذا القيل من قبيل البدعة الموصلة إلى الكفر أو هي دون ذلك
فترى يا رعاك الله أني حكمت عليه بالبدعة لمسلكه وطريقته ورأيت أن حجة الله قائمة عليه ثم بعد هذا لما تأملت ما صار إليه هذا المبتدع من قول هو من جنس قول الكفار منعني من تكفيره ما رأيت من قصور إدراكه لحقيقة هذا القول وكنهه أو أنه سلك فيه مسلك أهل التأويل فكان العذر مسلطا على وصف الكفر وليس لهذا العذر أي متعلق بوصف البدعة حتى يقال لماذا كانت عذرا في الكفر ولم تكن عذرا في البدعة.
فمثلا القول بخلق القرآن قول مبتدع وهو كذلك كفر.
ومع هذا فإن من انتحل هذا القول قد يكون كافرا وقد يكون مبتدعا وقد لا يكون فيه شيء ذلك.
فمن انتحله وكانت حجة الله عليه قائمة وبان ذلك وجب أن يكون كافرا
فترى أن الإمام أحمد رحمه الله قد رمى أحمد بن أبي دؤاد بالبدعة والكفر
أما من انتحله وسلك في تقريره غير طريقة القرآن ودفعه إليه ضرب من التأويل والشبهة كان هذا مانعا من كفره إلا أن طريقته التي سلكها -وحجة الله عليه قائمة في ذلك – مقمصته من قمص أهل البدع ما شاء الله.
ثم إنه قد يتقول هذه المقولة رجل من سطة الناس إنما قرأها في قصة أو سمعها في موعظة أو قيل له إن القرآن مخلوق لأن الله يقول: (الله خالق كل شيء) أو أنه سمع المسألة على وجهها إلا أن الأمر اختلط عليه فظن أن قول أهل البدعة هو قول أهل السنة.
فمثل هذا يتعذر قيام أي من وصف الكفر أو البدعة عليه لما أنت راء فلا يدري معنى ما يقول ولم يسلك طريقة توجب تبديعه!
فيظهر مما سبق أن القول مع أنه قول واحد إلا أن الحكم على القائلين قد اختلف بحسب القائلين به وبحسب الموجب لهذا القول.
وبهذا يظهر خطأ قوم طردوا الحكم في هذه المسألة سواء كان بالعذر أو بعدمه فإنك تجد طائفة لما رأوا أن السلف عذروا قوما من أهل البدعة عن الكفر ولم يكن ذلك العذر مانعا من تبديعهم فإنك تجد أنهم ينتهجون هذا المنهج باطراد فالعذر عندهم في الكفر ولا مدخل له في البدعة.
وأعجب من هؤلاء من قعد قاعدة لا تنخرم بامتناع التكفير والاكتفاء بوصف البدعة.
وهذا الغلط كثير والله المستعان في المتأخرين وذلكم أنهم لم يلتزموا طريقة القرآن بل سلكوا فيه على طريقة تنزيل أحكام الوقائع المعاصرة من أحكام أهل العلم على وقائعهم (تنزلا وإلا فإن التخريج لا يكون دقيقا) فإن أهل العلم وإن كانت أحكامهم فاضلة إلا أنها كانت مناسبة لوقائعهم ولهذا تجد أنه يكثر عند هؤلاء الاستدلال من أحكام أهل العلم المتقدمين وإن استدلوا من النصوص بشيء فإنما يكون مما استدل به مقلدوهم.
ولهذا أيضا إذا ما نوزعوا فإنهم يقعون في الورطات التي ربما شككتهم في ما هم فيه من الحق والله المستعان.
ويظهر كذلك خطأ من جعل العذر في أحد الوصفين عذرا في الآخر باطراد وقد تبين مما سبق أنه متى ما انفكت الجهتان لم يلزم شيء من ذلك والله أعلم.)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[03 - 08 - 05, 11:48 ص]ـ
يرفع
ويهمني كثيرا رأي إخواني طلبة العلم خصوصا الشيخ حارث همام.
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[01 - 04 - 06, 10:55 م]ـ
أحسن الله إليك و تحقيقك للمسالة رائع(28/109)
معالم منهج المتأخرين في التوحيد (2) " محب العلم "
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[10 - 08 - 04, 11:28 ص]ـ
تنبيه: لم أستطع الدخول حاليا باسم المستخدم القديم، وسأستخدم هذا الاسم مؤقتا.
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله أمابعد:
فقد جرى لي قبل عامين أو أكثر حوار شريف مع رجل شريف! له في الحديث وعلومه صولات وجولات، وكتب في أصوله مقالات ومجلدات، ونلت منه في ذاك الحوار دررا وإفادة، وأزعجني منه فيه ماأزعجه من متأخري أهل فنه وزيادة، فكتبت مقالا في حينه نعته ب " منهج المتأخرين في التوحيد "، أذكر فيه هذا الفاضل وغيره أن يكون مع المتقدمين في كل ميدان، وألا يجعل اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن أعظم ضررا من اشتراط العلم بالاعتقاد في الكفر الظاهر المعلن.
فأبى إلا السير على طريقة المتأخرين في هذا الباب إباه عن السير على طريقتهم في تلك الأبواب، ورقم كتابا وسمه ب: " الولاء والبراء " عند المسلم، ذكرني فيه بالقاضي عياض رحمه الله حين كتب كتابه: " إكمال المعلم "!
فأبيت وأنا أعرف صدق الشيخ حفظه الله وحرصه على الحق إلا أن أكتب ما أتشبه فيه به في تعليقه على مقول" القاضي"، ومن تشبه بقوم فهو منهم!
فكان تقرير الشيخ في كتابه أعلاه هو مادة هذه المسألة من مسائل المتأخرين التي شابهوا فيها أهل الإرجاء! وشابه في غيرها آخرون أهل َالخروج والمروق والافتراء.
المسألة السادسة: اشتراط محبة دين الكفار لتكفير معينهم على المسلمين:
فالمتأخرون – هداهم الله – زادوا شرطا في تكفير من أعان الكفار على المسلمين، وهو المحبة القلبية لدين الكفار، فجعلوا الإعانة على قسمين:
الأولى: إعانة مكفرة: وهي إعانتهم محبة لدينهم.
الثانية: إعانة غير مكفرة: وهي إعانتهم طلبا لدنياهم.
وهذا التقسيم (المحدث) للإعانة لايعلم قائل به من أهل العلم المتقدمين، بل هو من (إبداعات) المتأخرين في استنباطاتهم من حديث حاطب رضي الله عنه.
وقد نقل الإجماع على كون الإعانة للكفار كفرا أكبر جماعة منهم:
ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138).
وعبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن كمافي الدرر: (الدرر 8/ 326).
وغيرهما.
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).
قال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله كما في (الدرر 8/ 138):
"فإذا كان من وعد المشركين في (السر) بالدخول معهم ونصرهم والخروج معهم إن جلوا نفاقاً وكفراً وإن كان كذباً، فكيف بمن أظهر ذلك صادقاً؟ ".
وقال سبحانه: (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُون).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في (الفتاوى 7/ 17):
"فذكر جملة شرطية تقتضي أنه إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف (لو) التي تقتضي مع انتفاء الشرط انتفاء المشروط، فقال (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ) فدل على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، ولا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب".
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله (الدرر 8/ 129):
"فذكر تعالى أن موالاة الكفار منافية للإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه، ثم أخبر أن سبب ذلك كون كثير منهم فاسقين، ولم يفرق بين من خاف الدائرة ولم يخف، وهكذا حال كثير من هؤلاء المرتدين قبل ردتهم كثير منهم فاسقون، فجر ذلك إلى موالاة الكفار والردة عن الإسلام، نعوذ بالله من ذلك".
وقال ابن حزم رحمه الله كما في المحلى (12/ 126):
" فصح بهذا أن من لحق بدار الكفر والحرب مختاراً محارباً لمن يليه من المسلمين , فهو بهذا الفعل مرتد له أحكام المرتد كلها: من وجوب القتل عليه , متى قدر عليه , ومن إباحة ماله , وانفساخ نكاحه , وغير ذلك ".
ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/110)
" فإن كان هناك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة , أو كتابة: فهو كافر - وإن كان إنما يقيم هنالك لدنيا يصيبها ".
وتأمل هنا معنى بديعا لاينبغي أنت تعرض عنه! وهو أن ابن حزم رحمه الله لم يعذر هذا المعين للكفار وهو في بلادهم قد لحق بها مختارا، وإن كان قد بقي في بلادهم لأجل الدنيا لا محبة في دينهم، فهو قد جعل البقاء في بلادهم لأجل الدنيا كفر إذا كان قد جر إلى إعانتهم على المسلمين ولو بالكتابة! ولم يذكر حكم تعمد إعانتهم لأجل الدنيا وهو مقيم في بلاد المسلمين! لأن مثل هذا في مثل ذهن هذا الإمام في مثل عصره عزيز أو معدوم.
والحاصل أن الإعانة داخلة دخولا أوليا في التولي وهي من أظهر صوره.
والجواب عن الاستدلال بحديث علي رضي الله عنه في الصحيحين في قصة حاطب رضي الله عنه – اختصارا – من وجوه:
الأول:
أن حديث حاطب رضي الله عنه ليس نصا محكما يصلح أن يخصص عموم الأدلة السابقة وأن ترد لأجله نصوص أهل العلم، بل هو مشتبه لايجوز أن ترد المحكمات لأجله، والاستدلال بالمشتبهات في مقابل المحكمات من أصول أهل الأهواء.
الثاني:
أن حاطب رضي الله عنه لم يتحقق فيه وصف الإعانة، ولم يرد حقيقتها بفعله، وإنما أراد (إيهام المشركين بالإعانة) طلبا للدنيا مع حفظ الدين، والإيهام بالإعانة ليست كفرا ظاهرا لايقبل فيه تأويل كماهو الحال في الإعانة.
والدليل على أنه إنما أراد الإيهام بالإعانة أنه قال كما في (الفتح 7/ 520) عن بعض أهل المغازي:
(أما بعد، يا معشر قريش، فإن رسول الله جاءكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده، فانظروا لأنفسكم والسلام)
فكتابه في حقيقة الأمر (إعانة) للمسلمين لا للكفار فهو تثبيط للكفار وإذهاب لريحهم.
الثالث:
أن حاطب رضي الله عنه كان متأولا في هذه الصورة الخفية من صور الإعانة، ومثلها يصلح فيها التأويل، فقد جاء في بعض ألفاظ الحديث:
" قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له أمره"
فهو يرى أن فعله ليس فيه أدنى إعانة للكفار على المسلمين وأنهم لن يستفيدوا منه شيئا، ومع هذا كان كبيرة من كبائر الذنوب، وسلط الله عليه بعض أكابر الموحدين بذنبه هذا فكفره وقال عنه بأنه منافق فلم ينكر النبي صلى الله عليهوسلم على عمر هذا التكفير وإنما استفصل من حاطب عن السبب الحامل له على هذا لينظر أله فيما فعل تأويل أم لا؟ وليتحقق من صورة فعله هل هي داخلة في الإعانة أم لا؟.
وقد أخرج البخاري رحمه الله قصة حاطب في كتاب (استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم) في (باب ما جاء في المتأولين).
و قال الحافظ في (الفتح 8/ 634): "وعذر حاطب ما ذكره، فإنه صنع ذلك متأولاً ألاّ ضرر في ذلك).
فوجه قبول التأويل هو أنه ظن ألا ضرر في ذلك على المسلمين، فكيف لو علم يقينا أن فعله نافع للكفار فاتك بالمسلمين؟!
وإن كان فعله اليسير هذا قد جر عليه اسم النفاق من بعض الصحابة وهو الصحابي البدري فكيف لا يسوغ إطلاقه على بعض أوباش العرب الذين لم نر وجوههم إلا إلى الكفار؟!
وديدن المتأخرين – هداهم الله – هو قياس ضرب الوجه على القتل، وقياس القبلة على الزنا، وقياس فعل حاطب على ركوب الصعب والذلول مع النصارى على الموحدين، وحكم الحاكم في مسألة -بغير حكم الله - لهوى على مسخ الشريعة وإحلال القوانين مكانها حكما بين المسلمين،وحلف الفضول ومعاهدة يهود المدينة على التحاكم المستبين لرؤوس الكفر في الشرق والغرب، وقياس إكراه فرد مسلم على قول كلمة كفر في حال سريع الزوال على إكراه جماعة عظيمة من المسلمين لهم شوكة ومنعة على هدم التوحيد وفتح وسائل الشرك في بلادهم لأن هذا من إكراه دولة لدولة وهو من النوازل! والتاريخ لايرحم.
فإن قيل: إن التكفير شأنه خطير وهو يجر إلى كيت وكيت من المفاسد (التي غالبها موهومة) وهذه المسائل لايتكلم فيها إلا العلماء الكبار، فالجواب من وجوه:
الأول:
أن خطورة التكفير لاتعني تحريف أحكام اللطيف الخبير، ففي السكوت عن الكلام – على التسليم بجوازه – سعة، أما تبديل أحكام الدين باسم الخوف من الفتنة فليس من منهاج الهداة المهتدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/111)
على أن السكوت عن تبيين هذه المسألة منازع فيه،فقد قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله كما في الدرر (8/ 372):
" وأكثرهم يرى السكوت عن كشف اللبس في هذه المسألة، التي اغتر بها الجاهلون، وضل بها الأكثرون، وطريقة الكتاب والسنة وعلماء الأمة تخالف ما استحله هذا الصنف من السكوت، والإعراض في هذه الفتنة العظيمة، وإعمال ألسنتهم في الاعتراض على من غار لله ولكتابه ولدينه. فليكن منك يا أخي طريقة شرعية، وسيرة مرضية، في رد ما ورد من الشبه، وكشف اللبس، والتحذير من فتنة العساكر، والنصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وهذا لا يحصل مع السكوت، وتسليك الحال على أي حال، فاغتنم الفرصة، وأكثر من القول في ذلك، واغتنم أيام حياتك، فعسى الله أن يحشرنا وإياك في زمرة عساكر السنة والقرآن، والسابقين الأولين، من أهل الصدق والإيمان".
هذا مع أن الفتنة التي ينكر الشيخ على السكوت عليها هنا هي فتنة (الاستعانة) بالمشركين لا (إعانتهم) فهو يرى أن هذه الاستعانة التي وقعت في زمانه – على ضعف القول بجواز الاستعانة بالمشركين عنده – مع كونها بغير ضوابط هذا الجواز، إلا أن صورتها (استعانة) وحقيقتها (إعانة)! فهو لم يعتبر الادعاء الذي يراه بعض المفتونين من أنواع التأويل، بل نظر إلى حقيقة الأمر وإن خالف اسمه فقال قبل كلامه أعلاه بيسير:
" ومن قصر الواقع على الاستعانة بهم فمافهم القضية وماعرف المصيبة والرزية، فيجب حماية عرض من قام لله وسعى في نصر دينه الذي شرعه وارتضاه وترك الالتفات على إلى زلاته، والاعتراض على عباراته ".
فهذا كلام هذا العالم في فتنة صورتها استعانة وحقيقتها إعانة، فكيف لو رأى فتنة صورتها إعانة وحقيقتها كسر لشوكة جميع المسلمين وإخضاعهم لاستعلاء الكفار المحاربين!
الوجه الثاني:
أن مصطلح: " العلماء الكبار " مصطلح حادث بمفهمومه المعاصر، ف (أل) في العلماء هنا للعهد الذهني، فهو مصطلح يراد به رجلان أو ثلاثة من علماء المسلمين الكبار لاجميع علمائهم الكبار.
ووجود الشوكة مع مجموعة من العلماء – وإن كانوا صادقين صالحين – لايوجب كونهم أهل الحل والعقد في بلد من البلاد فضلا عن الأمة كلها.
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله كما في الدرر: (10/ 399)، معترضا على من زعم إجماع العلماء على جواز أمر أنكره:
: " وأما دعوى هذا المبطل إجماع العلماء ... فكذب ظاهر، وشبهته أن هذه الأمور ظاهرة في جميع الأمصار ولم يسمعوا عالما أنكر، فيقال: بل أنكر كثير من علماء هذا الزمان، ووافق عليه خواص من علماء الحرمين واليمن، وسمعنا منهم مشافهة، ولكن الشوكة مع غيرهم ".
وقد نشأ هذا المصطلح بهذا المفهوم في مقابل إعراض بعض المصلحين عن أهل العلم إعراضا كليا واستقلالهم بأنفسهم ودعوتهم دون رجوع لأهل العلم ولا رفع رأس برأيهم وخاصة أهل العلم الكبار الذين رسخوا في العلم وعركتهم الحياة ? فقام بعض طلبة العلم ليرد هذا الخطأ الناشئ عن التوسع في امتلاك حق الاجتهاد في مصير الأمة بخطأ ناشئ عن قصر الاجتهاد في مصير الأمة على رجلين أو ثلاثة من أهل العلم الكبار!!
الثالث:
أن أهل العلم مجمعون على أن من تبين خطؤه في العلميات أو العمليات لم يجز اتباعه، وأصحاب هذا المصطلح يدعون الأمة كلها لتقليد هؤلاء الكبار تقليدا تاما في نوازل الأمة الكبار ولايسوغون اتباع غيرهم من الكبار وإن تبين خطأ أولئك الكبار، بل ويعقدون الولاء والبراء على أقوالهم ويشنعون على من قال بغيرها وإن كان الدليل معه، وهذا إن سلم في المسائل التي لايتبين وجه الصواب فيها، فكيف يقال به فيما أجمع أهل العلم على خلافه، وأي تبديل للدين وفتح لأبواب الشرك وذرائعه أعظم من هذا؟!
الرابع:
أنهم قالوا عند اختلاف علماء الأمة الكبار (وهم خمسة على الأكثر عندهم) أن على المسلمين أن يتبعوا السواد الأعظم منهم، ومقصودهم بالسواد الأعظم هنا (الكثرة)!
وهذا غير مسلم لا في أصله ولا في فرعه، فالسواد الأعظم – لمجرد كونهم سوادا أعظم بمعنى الكثرة – ليسوا مناطا للاتباع بالاجماع.
والسواد الأعظم المقصود به أهل الحق لا أكثر الطوائف المختلفة في الحق، وإلا فكيف يقال إن السواد الأعظم هو محمد بن أسلم الطوسي – كما جاء عن بعض السلف - وهو واحد؟!
الخامس:
أن العلماء رحمهم الله قد أجمعوا على أن العالم لايتبع بزلته، ولا يقلد ممن ظهر له بالأدلة بطلان نحلته، وهؤلاء – هداهم الله – لاذكر لزلة العالم عندهم البتة! بل ظاهر حالهم ومقالهم يدلك على قولهم بعصمة العلماء، وهم من هذا الوجه فيهم شعبة (تشيع) وهي الغلو في اتباع العلماء كما هو حال الإمامية الغالية، وهم وإن كانوا يدعون أنهم لايقولون بهذا وإنما يقولون بعصمة (الإجماع) لا أقوال الأفراد، إلا أن تنزيل اسم الإجماع على بعض أقوال الأفراد بحجة أنهم هم (الكبار) لا أنهم من (الكبار) هو الذي جرهم إلى هذه الشعبة من شعب البدعة عافانا الله.
فالخلل دخل على هؤلاء من جهتين:
الأولى: أنهم قصروا علة (الكبَر) في أهل العلم الموجبة للاتباع في النوازل على بعض أفرادها وهي الشهرة الناتجة من أحد أسبابها وهي (الشوكة).
الثانية: أنهم خلطوا بين النوازل التي لم يتبين وجه الصواب فيها بالنوازل التي علة الحكم فيها ظاهرة بالإجماع.
مع الأمر النفسي السابق وهو ردة الفعل الناتجة عن الخلل في بعض الإسلاميين المتعجلين.
وبقي مسألتان سأطرقهما إن شاء الله في القسم الثالث من معالم المنهج وهما:
المسألة السابعة: قصر التكفير في الحكم بما أنزل الله على المستحل فقط.
المسألة الثامنة: التوسع في عوارض الأهلية.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/112)
ـ[البخاري]ــــــــ[10 - 08 - 04, 11:41 ص]ـ
لا شُلت يمينك، كلام في غاية الجودة والنفاسة، ولا تعجب فسوق الإرجاء رائجة، واقرأ توقيعي تعرف لما راج .. !؟
وليت صاحبك كان على منهج المتأخرين في فنه، متقدماً في التوحيد، إن لم يكن بُد من المخالفة!
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[10 - 08 - 04, 07:18 م]ـ
ينبغي أن يكون معول طالب العلم المحب له على الدليل والبرهان , لا التهويش بعصا إجماع مدعى.
والخلاف في هذه المسألة معروف.
وقديما قيل: من لم يعرف الخلاف لم يشم الفقه.
والتساهل في حكاية الإجماع معيب في مسائل الفروع فكيف يكون في مسائل أصول الدين؟!
وأقوال العلماء يحتج لها لا بها.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 11:18 م]ـ
لله درك يا أبا أميرة:
أخي أبا حاتم , سؤال:
أهل الجاهلية كانوا ينتسبون لملة ابراهيم , فهل رأيت خلافاً في إسلامهم او كفرهم؟
سؤال آخر:
ما الفرق بين من تلبس بالشرك في الجاهلية ومن تلبس بالشرك في الإسلام؟
ولا أخفيك أن في هذين السؤالين سرُّ المسألة.
ـ[أدهم]ــــــــ[11 - 08 - 04, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا علي هذا الموضوع
و والله إني لاعجب من بعض المشتغلين بالعلم عندما يتحدثون في مسالة الموالاة تجدهم يستدلون بحديث حاطب اما حديث العباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عندما اخرج في جيش الكفار مكرها!! فهذا ليس بنص في المسالة! زعموا
و والله اني لازداد عجبا حين اسمع من بعضهم ان النصرة تكون كفرا بشرط محبة دين الكفار و يقول ذلك و هو واثق من نفسه:) و لو سالته بعدها عن حكم من يحب دين الكفار و ان لم ينصر كافرا, لغضب و قال هذا كفر.
و مثله في مسالة الاستحلال في الحكم بغير ما انزل الله.
و السبب في ذلك و الله اعلم:
ان اظهار الحق في هذه النوازل (موالاة الكفار, الحكم بغير ما انزل الله) سيؤدي حتما الي كشف فساد هذه المناهج و الجمعات مما سيفقدهم هذه الوجاهة العلمية التي تبرر وجودهم علي الساحة.
مثال: احد العلماء مثلا يسئل عن حكم من يقول ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع يعني (لا اله رئيسي الا الله). فيجيب (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) و يقول هذا كفر.
فياتي السؤال الثاني: ما راي فضيلتك في قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب طاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، كيف لا وهم يحلون ما حرم الله، ويحرمون ما أحل الله، ويسعون في الأرض فسادا بقولهم وفعلهم وتأييدهم، ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلا لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم) [الرسائل الشخصية،188]
فاذا وصل الامر الي هذا الحد, فإما قول الحق و إما ..... ؟!
فهذه مشاركتي التي اردت من خلالها ان اوضح اسباب هذه الاعراض التي سمها اخونا محب العلم بالمعالم, و الله من وراء القصد.
(لكل فرعون هامان)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:36 ص]ـ
حتى لا يتشعب الموضوع!
أود أن أعرف هل حجة الأخ الفاضل أبو أميرة على صحة ما ينصره في هذه المسألة هي عدم نقل قول آخر في المسألة قال به بعض العلماء (يعني إجماع تقوم به الحجة) , أم أن عنده على ما يقوله أدلة صحيحة الثبوت والدلالة؟
إن كان الأول فهل لو جاء أحد بقول لعالم يخالف ما يقول به تنتقض حجته؟
وإن كان الثاني فهل له أن يذكر لنا الأدلة ووجه الدلالة منها؟
أظن أن ضبط الحوار بهذه الطريقة خير من التمادي والتماهي مع غيره.
وكلنا رائده الحق إن شاء الله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 08 - 04, 05:00 ص]ـ
وفق الله الجميع
فقط تعليق
ينبغي التفطن عند الحديث عن مسائل الايمان والصفات ومسائل السنة عموما الى عدة أمور
منها أن يكون النقل في هذا الباب في تلك المسألة ممن لم يخالف السنة في هذا الباب وذاك
مثال مسائل الصفات لايمكن ان تأخذ من كتاب النووي رحمه الله ورضي عنه
وهكذا
مثلا مسألة الايمان أجد من يرجع الى كتب بعض المفسرين وشراح الحديث ممن ذهبوا مذهب الأشعري في مسائل الايمان كابن عطية والقرطبي والقاضي عياض والنووي أو ذهبوا مذهب الماتريدي كالعيني وغيره من شراح الحنفية فهولاء رحمه الله ورضي عنهم وغفر الله لنا ولهم لهم مذهب في الايمان قد يختلف عن مذهب السلف فلايمكن الاحتجاج بكلامهم في معارضة ما نقله أئمة السنة كابن مندة والتيمي والسجزي وابن تيمية وابن القيم ونحو هولاء
فقد وجدت من يحتج بكلام العيني رحمه الله في مسألة من مسائل الايمان ويزعم بأن العيني نقل بأن هذا هو مذهب السلف
فيحتج بهذا على من يخالفه الرأي وهكذا من يحتج بكلام النووي أو القاضي عياض أو القرطبي في شرح حديث حاطب مثلا على مسائل الايمان اذا خالف نقلهم نقل غيرهم من ائمة السنة
وهذا واضح بيان ذلك انا لو نقلنا كلام النووي أو القاضي عياض أو القرطبي رحمه الله ورضي عنهم في مسائل الصفات لما قبلوه وقالوا هذا مخالف للسنة وهولاء رحمهم الله ممن قد ذهبوا مذهب الأشعري في كثير من مسائل الصفات
فكيف بهم يحتجون بكلامهم في مسائل الايمان وهولاء رحمه الله ورضي عنهم ممن وافقوا الأشعري في مسائل الايمان
فيجب التنبه لهذا
مثصال ابو اسماعيل الانصاري رحمه الله ورضي عنه وافق السلف في الصفات وخالفهم في بعض مسائل القدر
وذلك في كتابه منازل السائرين فمن احتج بكلامه في القدر فقد اخطا
مثال آخر ابن حزم ممن وافق السلف في كثير من مسائل الايمان ورد على الأشعريو وله في ذلك رد عنيف
ولكنه خالف مذهب السلف في الصفات فمن احتج بكلامه في الصفات على ائمة السلف فقد أخطا
بينما لو احتج رجل بابي اسماعيل الانصاري في مسائل الصفات أو بابن حزم في مسائل الايمان
فقد أصاب لان الغالب عليهم انهم نصروا السنة في هذا
فليتأمل هذا الموضع جيدا
ذكرت دون الخوض في أصل الموضوع
والله أعلم بالصواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/113)
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[11 - 08 - 04, 11:35 ص]ـ
جزيت خيرا يا محب العلم والموضوع السابق كان متميزا
وهذا كسابقه على قصره
وتعليق الأخ بن وهب وضع السكين على المفصل فالكثير يظن مسائل العقيدة هي الأسماء والصفات فقط، فجزيت خيرا يا بن وهب
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[11 - 08 - 04, 03:49 م]ـ
سؤال آخر للأخ الكريم أبو أميرة:
من هم المتقدمون والمتأخرون في هذه المسألة؟ وهل لذلك أثر على تحقيق المسألة؟
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[12 - 08 - 04, 11:02 ص]ـ
أخي الفاضل الكريم (أبو حاتم) لازال موصولا بكل خير:
أولاً:
أعتذر لك وللإخوة الشرفاء المعلقين أعلاه عن تأخري في الرد على أطايب تعقيباتهم لقلة دخولي على الشبكة في هذه الأيام.
ثانياً:
ماذكرته - وفقك الله - من أن " التهويش بعصا إجماع مدعى " ليس من سيما من أحب العلم وطلبه حق لا يبطره إلا كل متكبر مريض - عافانا الله وإياك -، وأعظم من هذا وأقبح " التهويش بعصيَّة خلاف مدعى " لا يقرر حقا ولاينقض باطلا، ولا أرى طالب علم شريف مثلك ينازع في مثل هذا.
ثالثاً:
الذي " ادعى " الاجماع في هذه المسألة هم الأئمة الذين نقلت عنهم أعلاه وثم غيرهم، فإن كان هناك تهويش فليكن عليهم لا على من نقل عنهم.
رابعاً:
لا يخفى على مثلك أن كلام الأئمة الذي (يوهم) بعضه اشتراط المحبة القلبية لدين الكفار كثير لا يصعب على أحد أن ينسخ منه و " يهوش " على الأدلة التي أظهرها الإجماع، والتهويش بكلام (موهم) لنقض الاجماع ورد دلالة النصوص التي هي بين (النص) و (الظاهر) بمثله = ليس من سيما طالب العلم المحب له.
فإن كان الخلاف في هذه المسألة معروفا - كما تقول - فهو قطعا منصوص عليه، وليس مأخوذا بالاستقراء المشوب بشبهة إرجاء، فإن كان كذلك فهات (نصا) من كلام أهل العلم على حكاية الخلاف في هذه المسألة ونقل أقوال أهل العلم المختلفين فيها من كتب الاعتقاد أو الفقه أو الملل والنحل!
فإن لم تأت بهذا النص على هذا الخلاف، وإنما أتيت بكلام عالم يوهم اشتراط ماسبق في تكفير من أعان الكفار، فهنا لنا أن ننازعك في فهمك، وليس لك أن تنقض الاجماع بهذه الشبهة،وعدم فهم الأتباع ليس من " قوادح الاستدلال بالاجماع ".
ولك على إن ذكرت لي نصا من كلام عالم فهمت منه اشتراط المحبة القلبية أن أذكر لك - بعون الله - من كلام هذا العالم ماهو أظهر منه في التكفير بمطلق الاعانة.
خامساً:
سبق في القسم الأول من المعالم أن ذكرت مقصودي بالمتقدمين والمتأخرين في هذه المسائل فارجع إليه على هذا الرابط:
[ http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6919&highlight=%E3%DA%C7%E1%E3+%E3%E4%E5%CC]
وفقنا الله وإياك لكل خير.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[12 - 08 - 04, 04:37 م]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة وفقه الله.
لم تجب - أحسن الله إليك - عما سألتك.
فهل حجتك في هذه المسألة هي الإجماع؟ حتى نتحاور في تحقيقه وضبطه ونقل الخلاف وعدمه.
أم حجتك أدلة نقلية صحيحة الثبوت والدلالة؟ حتى نتحاور في ثبوتها من الجهتين.
دع الأمور تسير هكذا بهدوء , واحتسب الأجر في هداية أخيك , وسترى ما تقر به عينك إن شاء الله.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[12 - 08 - 04, 10:23 م]ـ
أخي الفاضل أبو حاتم.
الجواب على سؤالك يحتاج سؤالا مهما لتحرير الجواب.
فإن الكلام في هذه المسألة له ثلاث مقامات:
المقام الأول:
تقرير كون المسألة خلافية لا اجتهادية، وهذا مستنده الاجماع المزبور أعلاه.
المقام الثاني:
تقرير كفر من أعان الكفار على المسلمين وإن لم يحب دين الكفار بقلبه، وهذا مستنده الإجماع ونصوص الشريعة.
المقام الثالث:
تقرير جواز القول بكفر من أعان الكفار إعانة مجردة عن المحبة القلبية لدين الكفار، وهذا مستنده أقوال أهل العلم وهي على قسمين:
الأول: أقوال تضمنت تكفير من أعان الكفار بغير اشتراط المحبة لدينهم
الثاني: أقوال تضمنت تكفير من أعان الكفار مع النص على عدم اشتراط المحبة لدينهم.
فأي هذه المقامات تعني؟
إذ المقام الأول لايبطل إلا بإبطال الإجماع.
والثاني لايبطل إلا بإبطال الاجماع والنصوص.
والثالث لايبطل إلا بإثبات إجماع سابق.
وكل مقام له مقال
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[13 - 08 - 04, 04:17 ص]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة وفقه الله.
الأمر أسهل من ذلك.
حرف المسألة: أنك تقول بأن إعانة الكفار على المسلمين كفر حتى وإن كان ذلك طلبا للدنيا مجردا عن عمل القلب.
فهل حجتك على هذا (سمِّه مقاما أو ما شئت) إجماعٌ أم دليل نقلي؟
أجبني حتى ننتقل إلى ما بعده.
هل فيما أطلبه غموض أو تكلف أو حيدة؟!
لا أريد أن أخوض الآن في مناقشة بعض ما ورد في تعقيبك من تناقض؛ لأنه يصرفنا عن متابعة الأهم.
ولي طلب صغير في باحة كرمك: هل لك في أن تأخذني بلطفك وتمش معي خطوة خطوة؟
ـ[محب العلم]ــــــــ[13 - 08 - 04, 02:25 م]ـ
أخي الفاضل (أبو حاتم).
قد أجبتك على سؤالك، وقلت لفضيلتك في المقام الثاني:
كفر من أعان الكفار على المسلمين وإن لم يحب دين الكفار بقلبه مستنده الاجماع والأدلة النقلية.
ليس الحجة الاجماع فقط.
ولا الأدلة النقلية فقط.
بل كلاهما على هذا المدلول حجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/114)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[13 - 08 - 04, 05:15 م]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله.
أحسنت أحسن الله إليك.
واسمح لي قبل أن أخوض معك في البحث في الإجماع والأدلة أن أستفسر منك فقط عن مرادك بقولك: (كفر من أعان الكفار على المسلمين).
ما هي الإعانة المكفِّرة التي تقصدها؟ هل هي مطلق الإعانة (الدعم المالي والبدني واللوجستي والإعلامي ... ) وإن قلَّت؟ أم أن هناك تفصيلا؟
أريد فهم مقصودك الآن دون ذكر الأدلة أو أقوال العلماء.
بعد هذا ننتقل إلى البحث مباشرة إن شاء الله.
ـ[محب العلم]ــــــــ[13 - 08 - 04, 10:24 م]ـ
أخي أبو حاتم
كل فعل يفعله المسلم (ولم أقل يعمله فتنبه) يكون عونا للكفار في حربهم على المسلمين فهو كفر أكبر.
وأرجو أن تدخل في البحث الان مباشرة، بعيدا عن التحقيق (الجناعلمي).
أخوك المحب محب العلم.
ـ[العيدان]ــــــــ[14 - 08 - 04, 01:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله وبعد ..
بادئ ذي بدء أشكر الأخ المفضال:محب العلم على طرح مثل هذه المواضيع التي تزيل الران و توضح المقام ..
لكن أخي المفضال
أشكل عليّ ما نقلته مؤخرا في المشاركة الأخيرة مع ما قاله الشيخ عبدالرحمن بن حسن _ رحمه الله،و لا أظنه يخفى على من هو مثلك _ وما ذاك إلا لقلة علمي، فليكن أ×ي صدرا واسعا .. و تحمل قلة فهمي ..
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله كما في أوثق الإيمان المطبوع ضمن مجموعة مؤلفات الشيخ بتحقيق الشيخ الوليد الفريان ما صورة حرفه ص (133):
"و أما قول السائل: هل يكون هذا موالاة نفاق، أم يكون كفرا؟
فالجواب أن الموالاة إذا كانت مع مساكنتهم في ديارهم، والخروج معهم في قتالهم، ونحو ذلك فإنه يحكم على صاحبها بالكفر كما قال الله تعالى:"ومن يتولهم منكم فإنه منهم " وقال:"وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا نعهم حتى يخوضضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم"
و قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله"
وقال:"أنا بريء من مسلم بين أظهر المشركين" رواهما أبوداود.
وإن كانت الموالاة لهم وهو في ديار الإسلام إذا قدموا عليهم ونحو ذلك فهذا عاص آثم، متعرض للوعيد إن سلم من موالاتهم لأجل دينهم بل بلفظ وإكرام ونحوه ويجب عليه من التعزير و الهجر والأدب ما يزجر أمثاله،
وإن كانت الموالاة لأجل دينهم فهو منهم، ومن أحب قوما حشر مثلهم "
فهل الموالاة أعم أو أخص من الإعانة أو هما رديفان ..
بمعنى هل تكون الموالاة على دركات منها ما يصل إلى الكفر و منها على شفاه
بخلاف الإعانة ..
وأكرر طلبي يا شيخ بأن يكون صدرك رحبا لضعاف العلم أمثالي و الله يحفظكم و يرعاكم ..
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[14 - 08 - 04, 03:58 ص]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله.
معذرة أخي.
حتى أفهم مرادك فهما دقيقا , فإني لا أحب أن أوتى من عدم فهمي لكلام محاوري على وجهه:
- هل (كل) في جوابك على بابها لتشمل جميع صور الدعم والعون وإن قلَّت؟
- ما الفرق عندك بين (يفعل) و (يعمل)؟
لا تنس احتساب الأجر , فهو يهون عليك عناء الجواب عن استشكالاتي.
ـ[العيدان]ــــــــ[14 - 08 - 04, 10:13 ص]ـ
بسم الله
إنما أقصد الشيخ سليمان بن عبدالله و عبدالرحمن بن حسسن سبقة بنان مني فليعلم!!
تنبيه من المشرف:
الأخ الفاضل العيدان حفظه الله لعل الأفضل قصر المحاورة بين الإخوة فقط حتى لايشعب الموضوع.
ـ[محب العلم]ــــــــ[14 - 08 - 04, 12:47 م]ـ
أخي الفاضل العيدان وفقه الله:
أما قلة العلم فنحن لك فيها شركاء، بل أنت قليل العلم، وأخوك محب له فقط! وماهذا المنتدى المبارك إلا محل لأمثالنا نتباحث فيه ونتذاكر فحسب.
لاشك أن من الموالاة ماليس كفرا بالإجماع، كالصور التي ذكرها الشيخ في آخر جوابه، ومنها ماهو كفر بإجماع كمسألتنا التي نتباحث فيها الآن، وقد جاء اسم الموالاة في لسان الشرع شاملا للقسمين.
ولذا فإن أهل العلم اصطلحوا على تقسيم الموالاة إلى قسمين: مكفرة وغير مكفرة.
والمعاملة الجائزة مع الكفار غير داخلة في اسم الموالاة.
وأما التولي فلم يأت في لسان الشرع إلا على الموالاة المكفرة، فالموالاة أعم من اسم التولي.
والإعانة هي أظهر صور التولي، بل لاتولي بلاإعانة، وكما أن القليل من التولي كفر فكذلك القليل من الإعانة.
ومن الخطأ في هذا الباب مارأيته في تلبيسات بعض الملبسين - أخزاهم الله - من تقسيمه الإعانة إلى قسمين جاعلا لها رديفة للموالاة من كل وجه! ولو كان مناط التفريق عنده غير هذا لربما كان لكلامه (نصف وجه) يقابل به مخالفيه، ويتجمل به عند مؤالفيه.
ولهذا فلاتعجب من إلحاح أخينا أعلاه بالسؤال عن (كل) و (بعض)، و (فعل) و (عمل) مع التأكيد التام البين من البداية على أن المسلم لو أوقد عود (كبريت) معينا للكفار به على المسلمين كفر بالله العظيم كفرا أكبر، وأن هذا يتنافى منافاة تامة مع انقياد القلب لله كماتتنافى قطرة البول مع الوضوء للصلاة.
وإن كان الأخ الفاضل أبو حاتم بعيدا كل البعد عن تلك المقامات إلا أن إيراد الشبه من المذكورين أعلاه بحديث حاطب وحكم الجاسوس ونحوها من مخارق الاستدلالات جعل لمثل هذا الفاضل موردا على تلك المياه.
أخي الكريم المفضال / أبو حاتم
عبرت ب (الفعل) ليشمل القول والعمل، ورجع أضواء البيان عند قوله تعالى (ولو شاء ربك مافعلوه)، و (كل) في كلامي على بابها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/115)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[14 - 08 - 04, 04:59 م]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله.
أتمنى أن يكون حوارنا علميا صرفا , بعيدا عن أي مؤثرات خارجية قد تفسد ما نقصد إليه من الوصول إلى الحق.
وما لا صلة له بمسائل البحث فلا عليك أن تدعه , فإن من وراء ذلك خيرا كثيرا.
أرجو أن لا أحتاج إلى تذكيرك بهذا المعنى مرة أخرى.
والآن , ما رأيك في أي الأمرين تحب أن نبدأ البحث: الإجماع أو الأدلة؟
ـ[محب العلم]ــــــــ[14 - 08 - 04, 08:30 م]ـ
أخي الكريم / أبو حاتم.
ابدأ بما تريد، ولكن أرجو أن لاتوجه لي سؤالا قبل أن تقرر المعنى الذي تريد سواء في الاجماع أو الأدلة.
وأعتذر عن الإجابة على أي سؤال قبل طرح تقريرك.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[15 - 08 - 04, 03:21 ص]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله.
لنبدأ بالبحث في استدلالك بالإجماع على مسألتنا , وهي أن ((كل فعل يفعله المسلم يكون عونا للكفار في حربهم على المسلمين فهو كفر أكبر)). ما بين القوسين هي عبارتُك.
لم أفهم ماذا تقصد بقولك: ((ولكن أرجو أن لاتوجه لي سؤالا قبل أن تقرر المعنى الذي تريد سواء في الاجماع أو الأدلة)).
تقرير ماذا؟
ـ[محب العلم]ــــــــ[15 - 08 - 04, 02:50 م]ـ
أخي أبو حاتم
أسحب اعتذاري عن الاجابة على أسئلتك، وسأسير معك - على مستوى فهمك - إلى آخر النفق.
ولا أخفيك أني - يعلم الله - أتشوق جدا لمعرفة مستند (مقبول) عند المخالفين في هذه المسألة.
ولذلك فإني أطلب من فضيلتك أن تتجاوز عن (سوء تعبيري) في سؤالي الأخير، وألا تحرص كثيرا على فهم معناه.
وأن تبدأ بمناقشة الاجماع على الطريقة التي تعجبك، وستجدني إن شاء الله من الصابرين.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[15 - 08 - 04, 05:10 م]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله.
هذا هو الظن بك , وأسأل الله عز وجل أن يظهر الحق على يدي أو على يديك.
.................................................. .
استدللت - سلمك الله - على أن ((كل فعل يفعله المسلم يكون عونا للكفار في حربهم على المسلمين فهو كفر أكبر)) بأن على هذا إجماع أهل العلم.
وأنت تعلم أن الإجماع حجة شرعية تقوم بها الحجة.
فليتك تنقل عبارة من حكى الإجماع من أهل العلم , حتى أناقشك في:
1 - دلالتها على المراد.
2 - انضباط الإجماع وتوفر شروط الاحتجاج فيه في هذه المسألة.
3 - من ذهب من أهل العلم (المتقدمين والمتأخرين) إلى خلافه.
......................................
ولمنهجية البحث , وعدم تشتيته , حبذا لو يكون نقلك لكل نص عالم على حدة , فإذا فرغنا منه نقلتَ لنا نصا آخر لعالم آخر , وهكذا.
وفقنا الله وهدانا. آمين.
ـ[محب العلم]ــــــــ[16 - 08 - 04, 12:31 ص]ـ
النص الأول:
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138):
"صح أن قوله تعالى (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين "
.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[16 - 08 - 04, 06:38 م]ـ
أولا: أنصحك أخي أن تقرأ النص في مصدره الأصلي دون واسطة , وبدقة بالغة , ما بعده وما قبله؛ لأن ذلك يعينك على فهم مراد صاحبه.
.................................................. .......
أورد ابن حزم هذا الكلام أثناء بحثه في مسألة من أصاب حدًّا ثم لحق بالمشركين أو ارتد , وأنه لا يُسْقِط عن اللاحق بالمشركين لحاقُه شيئا من الحدود التي أصابها قبل لحاقه (11/ 135 – 138).
فقال: «فإن قال قائل: فإن الله يقول: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) , وقال تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) , فصح بهذا أن المرتد من الكفار؛ فإذْ هو منهم فحكمه حكمهم». أي في عدم إقامة الحدود عليهم.
ثم ساق لهم حججا أخرى , ثم أجاب عنها , ولما وصل إلى احتجاجهم بآية التولي قال: «وأما قول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فلا حجة لهم في هذا أصلا؛ لأنه ليس فيها إسقاط الحدود على من أبق إليهم أو ارتد , وإنما فيها أن المرتد من الكفار , وهذا لا شك فيه عند مسلم».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/116)
ثم قال: «ولاح أنهم في هذه المسألة لا النص من القرآن والسنة اتبعوا , ... وصحَّ أن قول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط , وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين».
وله في (ص / 198 – 201) مسألة مفردة فيمن صار مختارا إلى أرض الحرب , مشاقا للمسلمين , أمرتد هو بذلك أم لا؟ ومن اعتضد بأهل الحرب على أهل الإسلام وإن لم يفارق أرض الإسلام أمرتد هو بذلك أم لا؟.
ولا بد من قراءة المسألتين بتمامهما ليتبين مراد ابن حزم.
وكما هوظاهر جدًّا من كلام ابن حزم الذي فيه حكاية عدم الاختلاف بين المسلمين على كفر المتولي = أنه إنما بنى حكمه هذالأنه هو ظاهر الآية.
فلننظر إذن من هو المتولي عنده , وكيف فَهِمَ التولي الوارد في الآية.
ثم ننظر هل قال أحد من أهل العلم بالتفسير بخلاف ما فهمه في تفسير التولي.
ثم نعطف على ابن حزم مرة أخرى لنبين موضع حكايته لعدم اختلاف المسلمين في الحكم بكفر المتولي (بالمعنى الذي فهمه) , وهل هو إجماع معتبر أم لا.
أولا: التولي عند ابن حزم:
مراد ابن حزم بتولي الكفار (كما يفهم من مجموع كلامه) هو: أن يعين المسلمُ الواقعُ تحت حكم الكافرِ الكافرَ على حرب المسلم.
فمناط الكفر (أو مدلول «التولي») مركبٌ عنده من أمرين:
1 - أن يكون المسلم تحت حكم الكافر. ولذلك صور:
الأولى: أن يلحق المسلم بالكفار في دار الحرب مختارا.
الثانية: أن يغلب كافر على دار من دور الإسلام , ويقر المسلمين على حالهم , إلا أنه هو المالك لها , المنفرد بنفسه في ضبطها , وهو معلن بدين غير دين الإسلام , فيبقى ذاك المسلم معه.
الثالثة: إذا استعان المسلم في دار الإسلام بالكفار الحربيين على قتال المسلمين , بشرط أن تكون يدهم هي الغالبة , وحكمهم هو الجاري. فإن كانت يده هي الغالبة فهو هالكٌ في غاية الفسوق ولا يكون كافرا. وإن كانت يده ويد الكفار متساوية لا يجري حكم أحدهما على الآخر فلا يكفر.
2 – أن يحارب المسلمين أويعين الكفار عليهم.
فإن قاتل المسلمُ المسلمين , أو أعان الكفار على قتالهم , دون أن يكون تحت حكم الكفار , فمقتضى تقريره السابق أنه لا يكون كافرا؛ لأنه لم تتوفر فيه العلتان.
فهذا فهم مراد ابن حزم بالتولي من كلامه نفسه.
وبه تبين أنه لم يقصد به مطلق إعانة الكفار على المسلمين بأي صورة من صور الإعانة , وأن من فعل ذلك فهو كافر , فضلا عن أن يحكي الإجماع عليه.
وقد وقفت للإمام أحمد على قول يشير إلى بعض هذا التفصيل. ففي «الفروع» (6/ 163) أنه سئل عن بابك الخرمي , فقيل له: ... ثم خرج إلينا يحاربنا وهو مقيم في دار الشرك، أي شيء حكمه؟ فقال: إن كان هكذا فحكمه حكم الارتداد.
أما من فسر التولي الذي حكى ابن حزم عدم الاختلاف في كونه كفرا بمطلق الإعانة , بناء على أن التولي في اصطلاح العلماء يراد به: الذب عن الكفار، وإعانتهم بالمال والبدن والرأي، وهو كفر يخرج من الملة، والموالاة هي ما كان كبلِّ الدواة، أو بري القلم، أو التبشبش لهم , أو رفع السوط لهم , وهي كبيرة من كبائر الذنوب.
فهو تفسيرٌ غاية في البعد؛ لأن هذا اصطلاحٌ حادث , لا عرفه الصحابة في عهد التشريع , ولا عرفه ابن حزم , ولا دلت عليه اللغة , فكيف تحمل عليه النصوص أو كلام العلماء السابقين؟! وحسبه هذا ضعفا ووهاء.
ثانيًا: من فسَّر «التولي» في الآية بخلاف ما فهمه منه ابن حزم.
أقتصر على قول ابن الجوزي في «زاد المسير» (2/ 378): «قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فيه قولان: أحدهما: من يتولهم في الدين، فإنه منهم في الكفر. والثاني: من يتولهم في العهد فإنه منهم في مخالفة الأ مر».
فها هو ابن الجوزي يذكر ما قيل في تفسير الآية , وليس فيه ما فهمه ابن حزم. فتذكر هذا عند كلامنا الآتي عن قيمة إجماعه.
ثالثا: وعلى أي الوجهين فهمتَ كلام ابن حزم في مراده بالتولي (الوجه الأول الذي أرجح أنه مراده وفصَّلته آنفا , أوالوجه الثاني الذي زعمه بعضهم وهو مطلق الإعانة).
أقول: على أي الوجهين فهمت مراده فالإجماع الوارد في كلامه لا يمكن أن يعتبر حجة شرعية؛ لأن الذي فعله ابن حزم هو أنه فهم لفظ «التولي» في الآية فهما اعتبره هو ظاهرها (وقد قدمتُ لك من فسَّر الآية بخلاف تفسيره) , ثم جزم - بناء على ما ظنه ظاهر القرآن – بأن هذا الحكم المفهوم من ذاك الظاهر لا يختلف فيه مسلمان (لاحظ أنه لم يحك إجماع أهل العلم فقط , بل حكى عدم اختلاف اثنين من المسلمين فيه) , أي لا يجوز أن يختلف فيه مسلمان , لأن المسلم لا يخالف ظاهر القرآن إلا بحجة , ولم يجدها ابن حزم؛ فحكى عدم اختلاف المسلمين في ذلك بناء على هذا.
هكذا ترتبت المسألة عند ابن حزم , وإلا فلو كان يقصد الإجماع المعتبر المعروف عنده وعند غيره من أهل العلم , فلم لم يَنْقُل ذلك عن أحد ممن قبله كما هي عادته في مسائل العلم , وأين هي أقوال هؤلاء؟! وهل يستطيع أحد أن ينقل ذلك عن ثلاثة ممن قبله فضلا عن جماعة منهم؟! وأليس عجبًا حكاية إجماع المسلمين على حكم من أصول الديانة والاعتقاد لا يمكن نقله عن ثلاثة فقط من أهل العلم الذين سبقوا حاكي الإجماع؟! وهل يعقل هذا؟!
فكيف إن كان مستند ابن حزم في حكمه هذا هو فهمه لظاهر آية يخالفه فيه غيره من المفسرين؟!
فكيف إن وجدنا إماما كبيرا من أئمة الدين والعلم , كالشافعي , قد قال بما يخالف مدلول هذا الإجماع المدَّعى (بناءً على تفسير التولي بمطلق الإعانة , وقد بينت أنه ليس هو مراد ابن حزم)؟!
فالخلاصة أن ابن حزم إنما حكى الإجماع بفهمه لا بنقله. والحجة في الثاني لا في الأول.
فهو في الحقيقة ليس إجماعًا , وإنما هو قول ابن حزم.
أحسب أن في المسألة دقة , فلا عليك أن تكرر النظر في كلامي لتستبينه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/117)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[16 - 08 - 04, 09:10 م]ـ
عذرا أخي الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله.
فحتى تعلم لم حثثتك على الرجوع إلى المصدر الأصلي دون واسطة , وأن تتأمل ما بعده وما قبله بدقة؛ وأن ذلك يعينك على فهم مراد صاحبه. سأضرب لك هذا المثال:
مما يدل على أنك تنقل عن «المحلى» لابن حزم بواسطة: أنك نقلت الموضع الأول من كلامه في مقالك هذا (وقد سقطت منه كلمة , كما سقطت من المصدر الوسيط!) وقلت: (11/ 138). وهو كذلك في طبعة أحمد شاكر.
ثم نقلت الموضع الثاني مبتورا (إحسانا للظن بك أقول: إن هذا صنيع من نقلتَ منه) , وقلت: (12/ 126). فما هي هذه الطبعة؟! وهو يقع في طبعة أحمد شاكر التي وثق منها الموضع الأول في (11/ 200).
فما هو المبتور في النص الثاني؟
أنت نقلت النص هكذا: «فإن كان هناك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة , أو كتابة: فهو كافر - وإن كان إنما يقيم هنالك لدنيا يصيبها». ثم علقتَ عليه بما يفيده هذا النص المبتور.
وإليك النص كما هو في «المحلى» (11/ 200):
«فإن كان هناك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة , فهو كافر. وإن كان إنما يقيم هنالك لدنيا يصيبها وهو كالذمي لهم وهو قادر على اللحاق بجمهرة المسلمين وأرضهم , فما يبعد عن الكفر , وما نرى له عذرا , ونسأل الله العافية».
فهل ترى بين النصين فرقًا؟
وهل أفاد النص الثاني ما أفاده النص الأول؟
وهل يصح بناء على النص الثاني الكامل ما فهمتَه من النص الأول المبتور؟
فابن حزم جزم بكفر من حارب المسلمين أو أعان الكفار عليهم وهو مقيم في دار الحرب.
ثم تكلم عمن يعيش في دار الحرب (بلد الكفار) طلبا للدنيا , وهو كالذمي لهم , وهو قادر على اللحاق بجمهرة المسلمين وأرضهم , ولم يجزم بكفره , وإنما قال: إنه لا يبعد عن الكفر. ولم يذكر طبعا أنه أعان الكفار على حرب المسلمين وإلا لجزم بكفره.
فهما مسألتان ذكرهما ابن حزم , جعلتهما أنت مسألة واحدة:
الأولى: إعانة المسلم المقيم بدار الحرب للكفار على المسلمين.
الثانية: بقاء المسلم بدار الحرب (بلد الكفار) من أجل الدنيا.
ـ[محب العلم]ــــــــ[17 - 08 - 04, 09:41 ص]ـ
أخي الكريم أبو حاتم:
أحسنت - بارك الله فيك - في هذه النقلة الماتعة التي نقلت بها الحوار من ضيق السؤال إلى فسحة الجواب، وأصبت الحق والصدق في لزوم الرجوع إلى كل صاحب مصدر في مصدره، وحركت البحث بعد ركود بوضع يدك على محز الخلاف.
واسمح لي الآن أن أعيد ترتيب اعتراضاتك ليسهل على أخيك بقر مبانيها واستخراج غوامض معانيها.
=====================
أخي الكريم:
أمعنت النظر في ما أوردته على هذا النقل فوجدتك قد بنيته على المنع والتسليم وسقت الكلام فيهما مساقا واحدا.
فأما المنع فقد جعلته على أصلين:
الأصل الأول:
أن ابن حزم رحمه الله له اصطلاح خاص في " التولي " و هو " أن يعين المسلمُ الواقعُ تحت حكم الكافرِ الكافرَ على حرب المسلم "، وليس مراده بالتولي مطلق الإعانة.
وبنيته على أمرين:
الأول: مجموع كلامه – حسب تعبيرك -.
الثاني:أن تفسير " التولي " بمطلق الاعانة تفسير " حادث لا عرفه الصحابة في عهد التشريع , ولا عرفه ابن حزم , ولا دلت عليه اللغة
الاصل الثاني:
أن قول ابن حزم " لايختلف فيه اثنان من المسلمين " ليس نقلا للاجماع وإنما هو مؤول بأنه لاينبغي لمسلم أن يخالف فيه.
وبنيته على أمرين:
الأول: أن ابن حزم بناه على فهمه – الخاص – لمعنى التولي.
الثاني: أنه لم " يَنْقُل ذلك عن أحد ممن قبله " مع أن المسألة في أصول الديانة، فعلم أنه لايمكن ان يقصد الاجماع على أمر لم يسبق لنقل الاجماع فيه.
وأما على التسليم فقد اعترضت على هذا النقل للاجماع بأمرين:
الأول: أن المفسرين قد خالفوا ابن حزم في تفسير التولي بالإعانة، ومثلت بابن الجوزي.
الثاني: أن الشافعي " قد قال بما يخالف مدلول هذا الإجماع المدَّعى ".
======================
فأما الأصل الأول الذي بنيت عليه المنع فغير صحيح لانتقاض الأمر الأول الذي استدللت به عليه من ثلاثة وجوه:
الاول:
أن هذا فهم منك لـ (مجموع كلام ابن حزم) لا نقل لتفسير " التولي " بكلام ابن حزم نفسه كما عبرت في آخر تعقيبك.
الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/118)
أن استطراد العالم بذكر حكم لمسألة تعلقت بها مباحث مسألة جرت معها في سياق واحد لايعني أن هذا السياق هو " مجموع كلام " يجعل المسألتين مسألة واحدة!
فإن المخالفين الذين يرد عليهم ابن حزم رحمه الله استدلالهم بإقامة الحدود على من لحق بالكفار قد بنوا هذا الاستدلال من قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) على مقدمتين:
الأولى: أن من تولى الكفار فهو كافر منهم.
الثانية: أن كل من كفر وكان تحت حكم الكفار فهو مثلهم من كل وجه.
فرد عليهم ابن حزم رحمهم الله بأن المقدمة الصغرى موجبة كلية والكبرى موجبة جزئية فلا تكون النتيجة إلا موجبة جزئية.
فهو قد سلم بكفر كل من تولي الكفار وهذا كمايقول: " حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين".
إلا أنه لايسلم بأن كل من كفر وكان تحت حكم الكفار فهو كالكفار من كل وجه، فليس كل من كفر وكان تحت الكفار فإن الحد يقام عليه.
الثالث:
أن طرد هذه الطريقة في استخراج علة كلام ابن حزم يلزم منه نقض أصل المخالف في التكفير بالإعانة المطلقة، ووجه ذلك أن الآية نفسها قد سيقت بعد آيات الأمر بالحكم بما أنزل الله والنهي عن ترك حكم الله في القرآن كماترك اليهود والنصارى التوراة والإنجيل، ف: " مجموع الآيات " يدل على أن من تولى اليهود والنصارى فإنه لايكفر كفرا أكبر وإن تولاهم محبا لدينهم حتى يكون تحت حكم الكفار.
ومقتضى هذا التقرير أن الدخول تحت حكم الكفار" علة "! يدور معها تكفير من أعان الكفار- وإن أحب دينهم- وجودا وعدما، وهذا مالايلتزمه المخالف، فعلم أن هذا مسلك غير رشيد فهم كلام الأئمة.
==========================
و الأمر الثاني وهو أن تفسير التولي بمطلق الاعانة حادث " لا عرفه الصحابة في عهد التشريع , ولا عرفه ابن حزم , ولا دلت عليه اللغة "منتقض من ثلاثة وجوه:
الأول:
أن هذا القول مجازفة عجيبة لاتصدر إلا عن من يحفظ إجماعا للصحابة على تفسير التولي بالإعانة المقترنة بالمحبة لدين الكفار ومثل هذا الشرط عن أهل اللغة ومثله عن ابن حزم، وهذا مالا يوجد عند المخالف في هذه المسألة.
الثاني:
أن تفسير التولي بالإعانة كاف في إثبات أن مطلق الاعانة كفر عند من فسره بهذا، وعلى من زاد شرطا في كلام المفسِّر أن يبين مصدر هذه الزيادة من كلامه وإلا كان مفتريا عليه، وقد أطبق المفسرون على تفسير التولي في هذه الآية بالنصرة والإعانة ولم ينقل عن أحد منهم خلاف في تفسير هذا التولي بهذا المعنى إلا خلاف تنوع وقفت عليه عند مفسرين فقط:
أحدهما ابن الجوزي في " زاد المسير " والآخر الآلوسي في " روح المعاني "، وكلاهما لم يعرض لتفسير كلمة التولي في الآية وإنما عرض لحكم مجمل تدل عليه الآية لايعارض تفسير التولي بماذكر، وسيأتي الجواب عن وجه كلام ابن الجوزي، وبيان مبالغة الأخ الكريم في جعل ابن الجوزي هو " المفسرين " الذين خالفوا ابن حزم في تفسير الآية، وتأكيده لذلك بقوله: " أقتصر "!
الثالث:
أن عمر رضي الله عنه – وهو صحابي بدري جليل! – قد كفر حاطبا رضي الله عنه بمطلق الاعانة ووصفه بالنفاق مريدا به الكفر الأكبر بدليل أن النفاق العملي لاقتل فيه وهو قد طلب قتل حاطب دون استفصال عن قصده، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم التكفير بمطلق الاعانة وإنما انكر عليه: " تحقيق هذا المناط " في حاطب رضي الله عنه وأنه لم يعن الكفار وإنما والاهم بإظهار مايدل على محبتهم وهي كبيرة قد غفر الله لأهل بدر أمثالها.
وهذا وإن لم يكن تفسيرا للتولي بمطلق الاعانة إلا أنه في " معنى " هذا التفسير.
واما أهل اللغة رحمهم الله فلا أطيل عليك بنقل اقوالهم في تفسير معنى الفعل (تولى) إذا تعدى بنفسه -فيما وقفت عليه -من كتبهم مماهو ليس بين يدي الآن.
إلا أنني أنقل لك نصا واحدا من لسان العرب لابن منظور (15/ 409) يبين مدى ظهور دلالة التولي في هذه الآية على الاعانة حتى صارت تورد في كتب اللغة للدلالة على أن التولي يطلق ويراد به الاعانة!
فقد قال في الموضع السابق بعد أن ذكر أن من معاني الولي الناصر وأورد قوله تعالى: (أن تولوهم):
" قال ابو منصور: جعل التولي ههنا بمعنى النصر من الولي وهو الناصر "
ثم قال ابن منظور في (15/ 415):
" (ومن يتولهم منكم ... ) يتبعهم وينصرهم ".!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/119)
وأما ابن حزم فقد سبق النقل عنه بتكفير من اعان الكفار بلفظ أو كتابة فضلا عن غيرها من أنواع الاعانة ولم يحفظ عنه في موضع واحد اشتراط المحبة القلبية لدينهم مع كونه شرطا مهما للتكفير – عند المخالفين - لايحل السكوت عنه في موضع البيان.
بل حتى القرطبي رحمه الله الذي ينقل عنه المخالفون كلاما يوهم عدم التكفير بمطلق الاعانة قد فسر التولي في هذه الآية بقوله كمافي تفسيره (6/ 222): يتولهم: أي يعضدهم على المسلمين ".
===============================
وأما الأصل الثاني الذي بنيت عليه المنع فغير صحيح لانتقاض الأمر الأول الذي استدللت به عليه فمنتقض من ثلاثة وجوه:
الاول:
أن هذا الفهم الخاص لمعنى التولي عند ابن حزم مبني على أن (الدخول تحت حكم الكفار) هو علة الحكم بالكفر على من أعان الكفار عند ابن حزم، وهذا مالايسلم لك به، إذ (الدخول تحت حكم الكفار) في كلام ابن حزم الذي نقلته عنه (وصف طردي) لايصلح أن يكون مناطا للتكفير في كلامه، ولا شرطا (جديدا) لتكفير من أعان الكفار، وقد خلطت في كلامك هذا (العلة) ب (الشرط) ولم تبين وجه هذا ولا ذاك، ويلزمك لإثبات كونه علة- على التنزل - أن تسلك مسالك أهل العلم في استخراج علة هذا الحكم من كلامه بأي مسلك من مسالك التعليل، وإلا كان هذا تقولا عليه بلا دليل، وهو شئ لم تسبق إليه، وإن لم يكن كلام ابن حزم- جزما - ككلام الشارع، إلا أن هذا أولى من التحكم بلا دليل.
الثاني:
أن لغيرك أن يدعي أن العلماء (المفقودين) الذي اشترطوا لتكفير من تولى الكفار أن يحب دينهم، لهم فهم خاص) لمعنى التولي، وهو أن التولي عندهم هو (مطلق الموالاة) لا الإعانة والنصرة، وهو الذي عناه ابن الجوزي بقوله: " من يتولهم في الدين، فإنه منهم في الكفر "، فإنه أراد بالتولي هنا (مطلق الموالاة) لا النصرة والإعانة، وهذا الفهم الخاص عند ابن الجوزي أولى بالاعتبار من ذاك الفهم الخاص عند ابن حزم من ثلاثة وجوه:
أحدها: أن هذا فهم صحيح متقرر عند ابن الجوزي وعند غيره من العلماء، بخلاف الفهم الخاص المنسوب لابن حزم.
وثانيها: أن هذا فهم لايتنافى مع تفسير التولي في هذه الآية بالنصرة، فهو مبني على استنباط حكم من الآية لاعلى تفسير التولي بمعنى محدث كماهو في الفهم الخاص المنسوب لابن حزم.
وثالثها: أن هذا فهم لقول أطلقه ابن الجوزي ولم ينسبه لنفسه ولا لغيره، بخلاف فهم يستنبط من قول عالم ثم يجزم بنسبته إليه ويفرع على قوله -بهذا الفهم- قول له لم يسبقه إليه سابق ولا لحقه فيه لاحق إلا إشارة فهمت فهما (خاصا) من إشارة سابق ينقلها عنه لاحق في " مكنسة مذهبه " التي قصد بها جمع فروعه وتحريرها.
الثالث:
أن نقل الاجماع عن محله الظاهر بغير قرينة معتبرة مسلك جديد في نقض الاجماع، ومن لوازمه فتح باب الشرك والبدع لكل صاحب شرك وبدعة.
فلو قيل لمن يعترض على التكفير بمطلق اعانة الكفار:
هات دليلا أو إجماعا على التكفير بمطلق دعاء الأموات؟
فإن ساق الأدلة والإجماع وأقوال أهل العلم فاحملها على (اعتقاد النفع والضر) في الميت، وأنه إن دعى الميت معتقدا فيه النفع والضر كفر وإلا فهو مسلم عاص مرتكب لكبيرة من الكبائر.
وعندك من الأدلة أثر ابن عمر في " خدر الرجل " وهو صحيح ومطابق في درجة الدلالة لحديث حاطب!
ولن تعدم في كلام بعض أهل العلم قوله " من دعا غير الله سائلا له مالايقدر عليه إلا الله ومعتقدا فيه النفع والضر فهو كافر " فاجعل (معتقدا) هنا قيدا تحكما منك بلا دليل ولاقرينة، واحمل كل إجماع يرد إليك من المخالفين في المسألة نحو: " من دعا غير الله فهو كافر بالاجماع " على (الفهم الخاص) لكلام العالم المعتبر الذي ورد في كلامه ذكر الاعتقاد، واعترض على خصمك وقل:
من فسر " الدعاء " في الآيات بـ (سؤال الحاجات)؟! إن هو إلا العبادة واعتقاد النفع والضر من الحجاج للقبور والحاجات.
وكيف يطبق الصحابة والتابعون على السكوت عن نقل الاجماع على التكفير بمطلق الدعاء حتى جاء أهل القرن الثاني فنقله من لم يعتد أن ينقل إجماعا على مالم يسبق إلى نقل الاجماع عليه؟!
وبهذا اللازم يعلم انتقاض هذا الاعتراض، مالم يلتزمه المخالف.
=====================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/120)
و الأمر الثاني – وهو أنه لم يسبقه أحد لنقل الاجماع- منتقض من ثلاثة وجوه:
الأول:
أن عدم نقل الاجماع في القرون المفضلة فمابعدها ليس من " قوادح الاستدلال بالاجماع " عند الاصوليين، فقد يتقرر الاجماع دون طروء حاجة إلى نقله.
الثاني:
أن هذا يلزم منه نقض الاجماع الذي ينقله من بعد الصحابة من التابعين فمن بعدهم كالاجماع على كفر تارك الصلاة الذي لم ينقله صحابي واحد وإنما نقله عبدالله بن شقيق فمن بعده، ولنا أن نقول كما قال المخالف في هذه المسألة (مبالغا) بلابرهان:
" فلم لم يَنْقُل ذلك عن أحد ممن قبله كماهي عادته في مسائل العلم , وأين هي أقوال هؤلاء؟! وهل يستطيع أحد أن ينقل ذلك عن ثلاثة ممن قبله فضلا عن جماعة منهم؟! وأليس عجبًا حكاية إجماع المسلمين على حكم من أصول الديانة ... لا يمكن نقله عن ثلاثة فقط من أهل العلم الذين سبقوا حاكي الإجماع؟! وهل يعقل هذا؟! "
الثالث:
أن قوله عن ابن حزم رحمه الله في النقل السابق " كماهي عادته في مسائل العلم " أي بنقل إجماع قد سبق إلى نقله، تحكم منه بلادليل، فمن نص على أن عادة ابن حزم هي " نقل الاجماع بعد استقرار نقله "!
وهل بنى ابن تيمية رحمه الله نقده ل " مراتب الاجماع " إلا على خلاف هذه العادة!
وقد نقل ابن حزم رحمه الله الاجماع على وجوب تسمية المولود في: " مراتب الاجماع " وهي من مسائل العلم، فهل تعرف أحدا سبقه إلى نقل هذا الاجماع، أم أن هذا مما خالف فيه عادته رحمه الله؟!
==================================
وأما الاعتراض الأول الذي بنيته على التسليم وهو أن المفسرين قد خالفوا ابن حزم في تفسير التولي بالإعانة.
فقد سبق أنه مجازفة وتهويل بلادليل، ولم يفسر أحد من المفسرين التولي في هذه الآية بغير النصرة والإعانة ومادل عليهما.
فقد قال شيخ المفسرين الطبري رحمه الله في جامع التأويل (6/ 277):
"يعني تعالى ذكره بقوله (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ): ومن يتول اليهود والنصارى دون المؤمنين فإنه منهم، يقول: فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم وملتهم".
وقال البغوي رحمه الله في معالم التنزيل (1/ 686):
" (ومن يتولهم منكم) فيوافقهم ويعنهم (فإنه منهم) ".
وعلى هذين الامامين من أهل السنة فقس قول اهلها، ولاتخل تفسير البيضاوي والنسفي وأبي السعود من نظر، فإن عدمت فيهما تفسيرا للتولي بالنصرة أو الإعانة فاشطب على هذه المباحث برأس قلمك.
بل إن ابن الجوزي رحمه الله لم يتعرض كما سبق لتفسير التولي، وإنما حكى خلافا في معنى الآية لا في حكم الإعانة، وهذا الخلاف الذي حكى (بعض أقواله) ولم يصرح بقائليها هو خلاف تنوع يكثر إيراده في كتب التفسير كماقرره غير واحد من أهل التحقيق.
وقد سبق أن ابن الجوزي عنى بالتولي هنا (مطلق الموالاة) لا النصرة والإعانة، ولم يسق هذا تفسيرا للتولي وإنما حكاه معنى مجملا للآية لايعارض غيره من المعاني.
و (المحكم) من أقوال المفسرين لايصح أن يعارض به هذا (المتشابه) من قول هذا العالم.
وأما الاعتراض الثاني وهو قول الشافعي بما يخالف مدلول هذا الإجماع
فأول وجه في نقضه هو نقله هكذا بلازمام ولاخطام، إذ هو دليل ضعف الثقة فيه ممن نقله.
وثاني وجه في ذلك هو ماسبق تقريره في أول الحوار من أن كلام العلماء الذي يفهم منه اشتراط هذا الشرط (المحدث) للتكفير بإعانة الكفار لايسد أبدا ثغرة ترك التنصيص على هذا الشرط من علماء الإسلام على مر الأعوام، وإن كان سكوت العلماء عن نقل الاجماع على التكفير بمطلق الاعانة إلى عصر ابن حزم رحمه الله محال (غير معقول)، فكيف بإطباقهم في هذه القرون المتطاولة على إطلاق التكفير بالنصرة والإعانة دون (نص) واحد فضلا عن إجماع يدل على اشتراط شرط المحبة القلبية لدين الكفار، بل دون ذكر لقائل بهذا الشرط من اهل الإسلام حتى السنة الماضية أو التي قبلها
==========================
والآن أخي الكريم أبو حاتم، هل عندك على هذا الكلام أعلاه تعليق، أم ننتقل إلى النص الثاني من نصوص الاجماع؟
ـ[محب العلم]ــــــــ[17 - 08 - 04, 02:59 م]ـ
أخي أبو حاتم
أنبه إلى أن القائل بإقامة الحد على من لحق بالكفار هو ابن حزم رحمه الله، خلافا لمن يرد عليهم قولهم بجعله مثل الكفار من كل وجه، وقد جرى تقرير المسألة في كلامي بعكس القولين، وهو وإن لم يكن له أثر على وجه الرد، إلا أنني رغبت في تصحيحه بعد أن حاولت تحرير الرد أول الأمر فلم أتمكن من ذلك.
وأرجو منك قبل الانتقال إلى النص الثاني، أن تنقل كلام الشافعي الذي فهمت منه مخالفته للمسألة، ليحصل التباحث فيه، وإلا فالانتقال إلى مبحث آخر أولى، إذ قد فهمت وجه اعتراضك على هذا النقل للاجماع وأنت رأيت جوابي، فالبحث عن (نص) نجمع على دلالته أولى من الوقوف طويلا عند كل اختلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/121)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[17 - 08 - 04, 06:33 م]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله
كنت أتمنى أن تمنح كلامي السابق من وقتك وذهنك أكثر مما منحتَه , وقد كنت أخشى عليك هذا فنصحتك بطول التأمل.
أنا ناقشت كلام ابن حزم من جهات ثلاثة لم أرك وعيت عني معاقدها , وذهبتَ تبحث فيما يمكن لك أن تقول فيه شيئا.
ولم نصل بعد إلى البحث في حكم التولي مطلقا , وكلام أهل العلم كالشافعي وابن تيمية وغيرهما , وحديث حاطب , و ... . فلا تعجل! فقد ادخرتُ كل شيء لموضعه! وإنما نحن نبحث الآن في كلام ابن حزم من حيث فهم كلامه ودلالته على الإجماع.
فتأمل – رعاك الله – مرة أخرى ..
فابن حزم إنما بنى حكمه الذي ذكره لأنه هو ظاهر الآية عنده , كما قال: «وصحَّ أن قول الله تعالى: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط , وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين».
فلزم أن نبحث في ثلاثة أمور:
الأول: ما هو هذا الظاهر الذي فهمه ابن حزم؟
وقد اجتهدت في فهم مراد ابن حزم بالتولي من مجموع كلامه , فإن رأيت فيما فهمتُه غلطًا عليه فبينه مع دليله. وإن بدا لك فهم آخر فبينه مع برهانه.
وقد رددت على من فسر كلامه بالاصطلاح الحادث المفرِّق بين «التولي» و «الموالاة» وإعطاء كل منهما معنى خاصا؛ لأنه لا يمكن أن نفسر كلامه باصطلاح حدث بعده. ولم أقل: إن تفسير «التولي» بالنصرة مصطلح حادث , بل هو من أظهر معاني اللفظ اللغوية , ولكن البحث: هل كل نصرة تكون تولِّيًا؟ , فلا تستدل بالدعوى نفسها فإن ذلك معيب. وابن حزم الذي نريد فهم مقصوده بالتولي لم يكفِّر بكل نصرة , كما بينته في كلامي.
الثاني: أن ابن حزم مادام قد ذكر أن حكمه مبني على ظاهر الآية , فلا بد أن نرى هل خالفه غيره في فهم هذا الظاهر؟ فنقلتُ عن ابن الجوزي نقله قولين في معنى الآية ليس فيهما ما قاله ابن حزم. وحسبي هذا في البرهنة على أن هذا الذي قاله ابن حزم ليس إجماعا في فهم ظاهر الآية , وإنما هو فهمه هو. وهذا يفيدنا جدا عند البحث في نفي الاختلاف الذي ذكره بناء على فهمه لهذا الظاهر.
وأما قولك هنا: «بل إن ابن الجوزي رحمه الله لم يتعرض كما سبق لتفسير التولي، وإنما حكى خلافا في معنى الآية لا في حكم الإعانة، وهذا الخلاف الذي حكى (بعض أقواله) ولم يصرح بقائليها هو خلاف تنوع يكثر إيراده في كتب التفسير كماقرره غير واحد من أهل التحقيق. وقد سبق أن ابن الجوزي عنى بالتولي هنا (مطلق الموالاة) لا النصرة والإعانة، ولم يسق هذا تفسيرا للتولي وإنما حكاه معنى مجملا للآية لايعارض غيره من المعاني» = فغريبٌ غريب.
ومصادرة الأمور بهذا الشكل لا تصلح للمنصفين.
الثالث: هل فيما ذكره ابن حزم حكاية إجماعٍ معتبر؟
وقد بينت أنه ليس كذلك , وأنه فهم ابن حزم وقوله , وحسب. واستدللت على ذلك.
ولم يكن من حجتي أنه لم ينقل الإجماع قبله أحد , كما فهمتَ ذلك واستطلت به. وإنما كان من قرائن رد الإجماع (المفهوم من كلامه) أنه لم ينقل القول بما تضمنه من الحكم عن السابقين الذين هم مادة الإجماع وأفراده. وهذه هي عادته التي لم تحسن فهم مرادي بها.
فهل تسطيع أن تبحث في هذه القضايا وتناقش تقريري بوضوح وإنصاف بعيدا عن التشتيت والتشعيث؟
(لم أتعرض لمناقشتك في كل ما رأيتك زللت فيه في تعقيبك هذا؛ لأنه أمر إن استرسلنا فيه خرجنا عن الموضوع محل البحث , وهو ما لا أريده).
ـ[محب العلم]ــــــــ[18 - 08 - 04, 01:08 ص]ـ
أخي الكريم أبو حاتم
ماعندي في التعليق على اعتراضك على هذا النقل وضعته بين عينيك، ولا مزيد عندي عليه.
وأرغب من فضيلتك أن تراعي ترتيب الحجج ومحل الاحتجاج بها.
فتعليقي على كلام ابن الجوزي بما نقلته أنت وعقبت عليه
إنما أردت به أن تحكم على قولك بقولك، فأنا لم أسقه توجيها لكلام ابن الجوزي رحمه الله وإنما قلت لك قبل سوقه:
"أن لغيرك أن يدعي أن العلماء (المفقودين) الذي اشترطوا لتكفير من تولى الكفار أن يحب دينهم، لهم فهم خاص) لمعنى التولي، وهو أن التولي عندهم هو (مطلق الموالاة) لا الإعانة والنصرة وهو الذي عناه ابن الجوزي بقوله ... "
فالكلام موصول لم أستأنفه من قولي: " وهو الذي عناه ... "
فحكمت عليه أنت بقولك:
" ومصادرة الأمور بهذا الشكل لا تصلح للمنصفين "
وقولك: " غريب غريب ".
مع أنه أحد لوازم توجيهك لكلام ابن حزم بهذا التوجيه الذي لم تفهم حتى الآن وجه اعتراضي عليه بهذا التوجيه لكلام ابن الجوزي!
فالظاهر الذي يريده ابن حزم هو " الظاهر " وكفى.
=======================
ولأن لي أخي الفاضل تجربة سابقة في التباحث في مثل هذه المسائل كما في القسم الأول من هذا الموضوع، فقد قلت لك:
"وأرجو منك قبل الانتقال إلى النص الثاني، أن تنقل كلام الشافعي الذي فهمت منه مخالفته للمسألة، ليحصل التباحث فيه، وإلا فالانتقال إلى مبحث آخر أولى، إذ قد فهمت وجه اعتراضك على هذا النقل للاجماع وأنت رأيت جوابي، فالبحث عن (نص) نجمع على دلالته أولى من الوقوف طويلا عند كل اختلاف ".
=======================
فهل ترى أن ننتقل إلى النص الثاني، وندع الحكم على هذا النص لغيرنا من " المنصفين "؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/122)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[18 - 08 - 04, 04:43 ص]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله
ما دمت أخي قد وضعت ما عندك ولا مزيد لديك , فأحب أن ألخِّص قولي في هذا النص في كلمات , وأود منك أن تفعل مثله , حتى نجمع أطراف البحث.
أقول:
أولا: ليس في كلام ابن حزم حكاية إجماع , وإنما فيه فهمه للنصوص , حسب.
ثانيا: قول ابن حزم في المسألة هو: أن المسلم الواقع تحت حكم الكفارِ إذا أعان الكفارَ على حرب المسلمين فقد كفر بالله. وليست كل إعانة للكفار عنده تعتبر كفرا.
ملاحظة مهمة: إنما كان غرضي من تحرير كلام ابن حزم في المسألة هو التحقق من مراده منه , ثم التحقق مما زُعِم أنه حكاية إجماع في كلامه.
ولست أوافقه على ما ذهب إليه , وإن كنت أعتبره قولا قويًّا في المسألة , وقد نقلتُ عن أحمد ما يقاربه.
ـ[محب العلم]ــــــــ[18 - 08 - 04, 03:25 م]ـ
أخي الكريم أبوحاتم:
حاصل ماتقدم:
أولاً: ابن حزم رحمه الله لا يريد بالتولي هنا إلا الاعانة المجردة كماهو مقتضى اللغة وكلام عامة المفسرين عند هذه الآية، وحمل كلامه على غير ظاهره بغير قرينة معتبرة= تحكم لايصلح أن يكون حجة، وتخريج قول له بقرينة السياق طريقة غير معهودة في كلام مجتهدي المذاهب فضلا عن غيرهم، ومن لوازم التخريج بهذه الطريقة أن يحكم على" التولي " في قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) بأنه كفر أكبر إذا كان تحت حكم الكفار فقط- وإن أحب دينهم - بقرينة مجئ الآية بعد آيات الحكم والتحاكم في سورة المائدة، وتكون محبة الدين كفرا أكبر بأدلة أخرى، وهذا لازم في غاية البطلان.
ثانياً: يلزم من يحمل مراد ابن حزم على غير الظاهر بهذه الطريقة أن يقبل من مخالفيه حمل كلام ابن الجوزي في زاد المسير على قول متقرر عند ابن الجوزي وغيره.
ثالثاً: كلام ابن الجوزي في زاد المسير مسلم به غير منازع فيه، ولا أثر له على الخلاف في محل كلام ابن حزم عند نقله الإجماع، وبسط القول فيه متوقف على أن ينص المخالف على أنه يعتبر قول ابن الجوزي هذا نصا في نقل الخلاف في الاعانة.
رابعاً: من لوازم هذه الطريقة في نقل كلام الأئمة عن ظاهره المتبادر منه مما له نظائر في المنصوص عليه من كلامهم أن نفتح الباب لكل من أراد إضافة شروط من كيسه في أحكام الدين، ومن أظهر أمثلة ذلك مابينته لك في اشتراط اعتقاد (النفع والضر) في الميت عند تكفير من وقع في (السؤال المجرد) له، و (لا) يستطيع المخالف الجواب عن زيادة هذا الشرط لأنه سيعود على شرطه (محبة دين الكفار) في التكفير ب (الاعانة المجردة) بالابطال، وبيان لوازم القول لابطاله ليس خروجا عن محل النزاع كماتوهم فضيلتك.
خامسا ً: الأصل أن المطالب بالدليل هو المثبت لا النافي، وصاحب زيادة هذا الشرط في التكفير هو المطالب بالدليل لا العكس، فموقف النافي هنا أقوى من المثبت وهو محتاج إلى تأكيد النفي بعدم (ظهور) دلالة دليل الاثبات، وأنت بارك الله فيك تعكس المسألة، وتلح في (إثبات شرط)، بدليل عدم (ظهور) دلالة دليل النفي عند المخالف القابض على الأصل، وتزيد على هذا بحمل (ظواهر) أدلة المخالف عن ظاهرها ب (توهم) ظاهر آخر لايعارض شرطك!
فكلام ابن حزم عندي على (ظاهره) وهو أن قصده بالتولي: الاعانة المجردة، ونقله لعدم اختلاف مسلمين فيه على (ظاهره) وهو نقل الاجماع.
والله الموفق.
=========================
النص الثاني:
قال الشيخ العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ كما في الدرر السنية 8/ 325 - 326، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/ 53
(وقال تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة " [آل عمران:28] وقد جزم ابن جرير في تفسيره بكفر من فعل ذلك. قال تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان" [المجادلة:22] فليتأمل من نصح نفسه هذه الآيات الكريمات وليبحث عما قاله المفسرون وأهل العلم في تأويلها وينظر ما وقع من أكثر الناس اليوم، فإنه يتبين له – إن وفق وسدد – أنها تتناول من ترك جهادهم، وسكت عن عيبهم، وألقى إليهم السلم. فكيف بمن أعانهم أو جرهم على بلاد أهل الإسلام أو أثنى عليهم، أو فضلهم بالعدل على أهل الإسلام واختار ديارهم ومساكنتهم وولايتهم، وأحب ظهورهم، فإن هذا ردة صريحة بالاتفاق).
فإن قيل:
إنما أراد الشيخ تكفيرهم بالاعانة المقترنة بالمحبة القلبية بدليل قوله في آخر الجواب: وأحب ظهورهم، وذكره للثناء وهو ليس بكفر إلا إذا أثنى على دينهم.
فالجواب:
أن الشيخ رحمه الله لا يعرف (الاعانة المقترنة بمحبة الكفار) كما عند هؤلاء، وإنما يعرف الثناء المقترن بالمحبة والموالاة المقترنة بالمحبة بدليل قوله كما في " عيون الرسائل والأجوبة على المسائل" (1/ 179):
" لكن ليُعلم أنَّ هذا النوع من الموالاة شيء ومظاهرة المشركين على الكافرين ونصرتهم وتأيدهم والقتال معهم شئ آخر، فكما سبق في أول الحديث أنَّ هذا كفر وردة والعياذ بالله ويكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد ".
فعلم أن نقله للاتفاق - وهو بمعنى الاجماع هنا - في محله، وأنه على جميع ماذكر بدليل العطف ب (أو).
====================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/123)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[19 - 08 - 04, 08:28 ص]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله
لن أعتب عليك كثيرا في إصرارك على فهم كلام ابن حزم هكذا؛ لأن هذا هو الفهم المشتهر بين كثير من المعاصرين , وترك المألوف شديد.
وأرجو أن يكون فيما ذكرتُه في شرح كلام أبي محمد ما يدعوك إلى إنعام النظر فيه مرة أخرى بعيدا عن حماسة الحوار. ولا تستعجل فالليل طويلٌ وأنت مُقْمِر.
فلننتقل إلى النص الثاني ..
هذا النص والنصوص المشابهة عن بعض أئمة الدعوة النجدية (اعتبرتها كلها شيئا واحدا؛ لنقل بعضهم عن بعض , واتحاد طريقتهم) , التي فيها حكاية إجماع أهل العلم واتفاقهم , لا تصلح لإفادة وقوع الإجماع على أن مطلق إعانة الكفار على المسلمين كفر أكبر , وإنما هي في حقيقة الأمر دعوى أطلقها أولهم بناء على فهمه لا على نقله , فتابعه الآخرون.
وبيان ذلك من وجوه:
1 - أن الإجماع الذي هو حجة في دين الله هو اتفاق مجتهدي عصر من العصور من أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على حكم شرعي. وفي ضبطه وإمكانية وقوعه ونقله خلافٌ طويل.
فهل هذا الإجماع الذي يحكيه عالم في نهاية القرن الثالث عشر عن أهل العلم مطلقا , ثم لا نجد القول به منصوصا مشهورا عن أئمة العلم , بل نجد مخالفة بعضهم لبعض ما تضمنه = يصح أن يكون حجة في دين الله , وفي إخراج مسلم من دائرة الإسلام إلى الكفر؟!
فما دام أنه إجماع حقيقي منقول عن أفرادهم (وليس فهما كما أقول) فلا بد أن يكون معروفا عن أهل العلم , منصوصا عليه في كتبهم , المشهورين منهم على الأقل ..
فأين هي أقوال هؤلاء العلماء الناصة على هذه المسألة؟!
أفاطَّلع أئمة الدعوة على كتبٍ غير التي وصلتنا , أم رووا تلك الأقوال بالأسانيد المتصلة إلى أصحابها؟!
إن هذا لشيء عجاب.
إنني لا أحيف إذا قلت: إن من يزعم أن ما حكاه أئمة الدعوة من الإجماع في هذه المسألة هو إجماع حقيقي تقوم به الحجة = قد جانب الإنصاف.
2 - أن إطلاقهم القول بأن أهل العلم أجمعوا على أن كل إعانة للكفار على المسلمين هي كفر = منقوض بمخالفة بعض أهل العلم له في بعض الصور. (مع عدم التسليم بأن ما نقله أئمة الدعوة هو إجماع حقيقي يحتاج إلى نقل خلافه عن أحد).
فإن إفشاء الأسرار الحربية للكفار في حربهم مع المسلمين , ودلالتهم على عورات المسلمين , لا شك في أنه إعانة ظاهرة لهم , بل هو يسمى في عرف اليوم ((الخيانة العظمى)) , وقد ينشأ عنه من الضرر الذي يلحق بالمسلمين شيء كثير من إزهاق الأنفس واستباحة الحرمات , وهو أشد على المسلمين - ولا ريب - من أن يقاتل ذاك الجاسوس بنفسه مع العدو ضده.
فإذا كان جمهور أهل العلم لم يكفِّروا الجاسوس الذي يفعل هذا الفعل الشنيع العظيم الضرر , فهل سيكفِّرون من أعانهم بإيقاد عود كبريت , أو ببندقية؟! وهل في الشرع مثل هذا؟!
وتأمل كلام الإمام الشافعي الآتي وتدبره ولا تقرأه قراءة المنتقد المعتقد سابقا أنه خطأ.
في كتاب ((الأم)) (4/ 249): ((أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم أو بالعورة من عوراتهم , هل يحل ذلك دمه , ويكون في ذلك دلالة على ممالأة المشركين؟
قال الشافعي رحمه الله تعالى: لا يحل دم من ثبتت له حرمة الإسلام إلا أن يقتل أو يزني بعد إحصان أو يكفر كفراً بيناً بعد إيمان ثم يثبت على الكفر.
وليس الدلالة على عورة مسلم , ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها أو يتقدم في نكاية المسلمين = بكفر بيِّن.
فقلت للشافعي: أقلت هذا خبراً أم قياساً؟ قال: قلته بما لا يسع مسلماً علمه عندي أن يخالفه , بالسنة المنصوصة بعد الاستدلال بالكتاب.
فقيل للشافعي: فاذكر السنة فيه.
(فساق حديث حاطب) ثم قال: في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون؛ لأنه لما كان الكتاب يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام، وأنه فعله ليمنع أهله، ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام، واحتمل المعنى الأقبح = كان القول قوله فيما احتمل فعله.
وحكم رسول الله فيه بأن لم يقتله , ولم يستعمل عليه الأغلب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/124)
ولا أعلم أحدا أتى في مثل هذا أعظم في الظاهر من هذا؛ لأن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مباين في عظمته لجميع الآدميين بعده.
فإذا كان من خابر المشركين بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غرتهم , فصدقه , على ما عاب عليه من ذلك , غير مستعمل عليه الأغلب مما يقع في النفوس , فيكون لذلك مقبولاً = كان من بعده في أقل من حاله , وأولى أن يقبل منه مثل ما قبل منه.
قيل للشافعي: أفرأيت إن قال قائل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد صدق)) , إنما تركه لمعرفته بصدقه لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره.
فيقال له: قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين كاذبون , وحقن دماءهم بالظاهر؛ فلو كان حكم النبي صلى الله عليه وسلم في حاطب بالعلم بصدقه , كان حكمُه على المنافقين القتل بالعلم بكذبهم , ولكنه إنما حكم في كل بالظاهر , وتولى الله عز وجل منهم السرائر , ولئلا يكون لحاكم بعده أن يدع حكماً له , مثل ما وصفت من علل أهل الجهالة.
وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عام حتى يأتي عنه دلالة على أنه أراد به خاصاً , أو عن جماعة المسلمين الذين لا يمكن فيهم أن يجهلوا له سنة , أو يكون ذلك موجوداً في كتاب الله عز وجل)).
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية مع تكفيره للتتار لم يطلق القول بأن كل من قاتل معهم ضد المسلمين كافر , بل قال في ((الفتاوى)) (28/ 552): ((وأيضا لا يقاتل معهم غير مكره إلا فاسقٌ أو مبتدعٌ أو زنديق)).
وإن كان حكم من قاتل معهم حكمهم في القتال , كما قال في (28/ 530): ((وكل من قفز إليهم من أمراء العسكر فحكمه حكمهم , وفيهم من الردة عن شرائع الإسلام بقدر ما ارتد عنه من شرائع الإسلام)).
3 - أن في النصوص التي حكوا فيها الإجماع ذِكْرُ بعض الأفعال التي لا يجوز القول بأنها كفر أكبر , حتى عند بعض أئمة الدعوة أنفسهم. وهذا يدل على مدى التسمح الواقع في نقل الإجماع , الناتج عن تباين الاجتهاد والفهم , والدال على أن المسألة عندهم مسألة فهم لا مسألة نقل لأقوال معروفة محفوظة عمن سبق من أهل العلم.
ومن تلك الأفعال:
1 - الثناء على الكفار. ورد هذا في كلام الشيخ عبد اللطيف في النص أعلاه , وفي كلام الشيخ عبد الله بن حميد في الدرر السنية (15/ 479).
2 - إكرامهم. ورد هذا في كلام الشيخ عبد الله بن حميد في الدرر السنية (15/ 479).
3 - معاشرتهم. ورد هذا كذلك في كلام الشيخ عبد الله بن حميد في الدرر السنية (15/ 479).
ومن تأول هذه فلا يتكلم مرة أخرى عن خطر تأول ألفاظ الإجماع الواردة في كلام العلماء , لأن ذلك يفتح الباب على مصراعيه للمتأولين!
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[19 - 08 - 04, 10:33 م]ـ
ومما يجدر التنبيه عليه في هذا المقام أن مراد من حكى الإجماع من أئمة الدعوة النجدية بـ ((الكفار)) الذين من أعانهم على المسلمين بأي إعانة فقد كفر .. مرادهم به من حيث الأصل (وإن كان كلامهم عاما): الدولة العثمانية (الأتراك) وعساكرهم.
وذلك أن الأتراك (العثمانيين) عندما هاجموا نجدا سنة 1226 وأعانهم بعض المسلمين , أفتى علماء نجد بكفر كل من أعانهم , وصنف في كفر من أعانهم الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كتابه: ((الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك)).
ثم لما عاد الأتراك مرة أخرى وهاجموا نجدا بعد الحادثة الأولى بنحو خمسين سنة , وعاونهم بعض المسلمين , صنف الشيخ حمد بن عتيق كتابه: ((سبيل النجاة الفكاك من موالاة المرتدين والأتراك)) , وحكى فيه الإجماع على كفر كل من أعان الكفار على المسلمين.
فهذا سبب كثرة كلام أئمة الدعوة في هذه المسألة , وتشديدهم في هذا الباب.
فكفروا الدولة العثمانية وعساكرهم بالجملة , ثم كفروا كل من أعانهم بأي إعانة عليهم.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[20 - 08 - 04, 03:07 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/125)
وتمام الاحتجاج للقول الحق في المسألة , وتقرير وجوه الاستدلال عليه , والاستشهاد بكلام الأئمة فيه , والرد على شبه المخالفين = في كتاب الشيخ المحقق الشريف حاتم العوني ((الولاء والبراء بين الغلو والجفاء - في ضوء الكتاب والسنة)) , وهو أجود وأمتن ما قرأت في هذا الباب , وإني ناصح كل محب للحق , حريص على الوصول إليه , أن يقرأه قراءة المسترشد الباحث عن الهدى , دون تعصب لقول أو فئة , وأن ينظر فيه نظر المنصف.
وقد سبق أن وضعته في خزانة الكتب والأبحاث على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=92383
وكانت تلك طبعته الأولى.
وها هي طبعته المنقحة المزيدة المعتمدة , وستنشر إن شاء الله قريبا في الأسواق:
ـ[محب العلم]ــــــــ[20 - 08 - 04, 05:47 م]ـ
أخي الكريم أبو حاتم
قد فهمت وجه اعتراضك على الاجماع الذي نقله ابن حزم رحمه الله من كونه نقل الاجماع بفهمه لابنقله لوجود كلام له يدل (عندك) على فهم خاص (عنده) لمعنى التولي.
وسبق الكلام عليه.
ولكن مالم أفهمه حتى الآن! هو وجه اعتراضك على هذا الاجماع ?
هل هو لأنه نقل للاجماع أيضا بالفهم لا بالنقل! (مع التجاوز عن التجوز في التعبير)
أم هو لأنه من أئمة الدعوة وهم ينقل بعضهم عن بعض! ولا يقبل منهم نقل إجماع ?
أم لأنه لايوجد أحد في القرن الأول نقل هذا الاجماع ?
أم هو لوجود خلاف في حكم قتل الجاسوس ممايدل على وجود الخلاف في الاعانة مماينقض الاجماع ?
أم هولأن " في النصوص التي حكوا فيها الإجماع ذِكْرُ بعض الأفعال التي لا يجوز القول بأنها كفر أكبر"؟
أم هو جميع ماسبق؟!
========================
أخي أبو حاتم
تأملت طويلا في تعقيبك هذا، وفي انتقالك السريع من مناقشة ثبوت الاجماع الى اثبات وجود الخلاف، مع قولك في أول تعليقاتك: " دع الأمور تسير هكذا بهدوء "، ووقوفك الطويل نسبيا عند مناقشة كلام ابن حزم في نقل الاجماع، فما الذي دفع العجلة بهذه السرعة؟!،
هل هو قلة كلام ابن حزم في هذه المسألة وهي (التكفير بمطلق الاعانة للكفار على المسلمين) وسهولة تفسير كلامه ب (فهم) غيره، لصعوبة استخراج تفسير لكلامه من كلامه؟ بخلاف كلا م أئمة الدعوة، وخاصة الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله، فإن كلامه في هذه المسألة كثير جدا، وصريح في التكفير بالاعانة المجردة ولا مجال لتفسير كلامه ولا كلام غيره من أئمة الدعوة ب (فهم خاص) كالحال مع ابن حزم.
فكان الحل هو الطعن في الناقل لا في النقل وفي الفاهم لافي الفهم، مع تكرير أوجه الاعتراض (المزيدة) التي سبق الكلام فيها عند نقل ابن حزم رحمه الله؟
===============================
دعني أخي الكريم أعتبرك قد سلمت بنقل بعض أهل العلم للاجماع على هذه المسألة، وأنك إنما انتقلت لمسألة الجاسوس للقدح في هذا الاجماع بوجود المخالف، فإن عدم التسليم بوجود هذا النقل وصراحته في المراد أصبح في ظني " مجانبة للانصاف " كماتقول عن ناقله، خاصة وقد بقي في جعبتي نقلان خاليان من أوجه الاعتراضات جميعا – عدا وجود ناقل سابق -.
وقبل مناقشتك في هذا الايراد – وهو مسألة الجاسوس – أريد من فضيلتك أن تبين لي الفرق (عندك) بين نقل الاجماع وفهم الاجماع، إذ هو مشكل عندي جدا.
فإن كان الفرق هو وجود ناقل سابق في النقل، فأين يقف تسلسل النقل في الماضي؟
وإن كان الفرق هو وجود الخلاف في المسألة، فهذا ليس فهما للاجماع، وإنما هو خطأ في النقل!
ثم الخلاف في مسألة التكفير بمطلق الاعانة، والذي قلت فيه " من لم يعرفه لم يشم الفقه "، هل أتيت به أخي الفاضل من نقلك أم من فهمك.
إن كان من نقلك، فلا أريد منك وفقك الله لفض هذه المحاورة إلا أن تنقل لي عن واحد من أهل العلم حكايته للخلاف بقوله:
اختلف أهل العلم في اعانة الكفار على قولين:
الأول: أنها كفر أكبر، الثاني أنها ليست بكفر أكبر إلا مع محبة دين الكفار.
وإن كانت بلفظ: التولي، فهو على – قانونك: إيراد للخلاف بفهمك لا بنقلك! وهو عندك ليس بحجة.
أوردت هذا أخي الكريم لأبين لك أني لا أناقشك الآن في نقل ثابت للخلاف، وإنما في فهمك أنت لوجود الخلاف، ولكن بعد أن أفرغ من شغل عرض لي هذين اليومين.
وقد كنت أظن أن الادارة قد منعت دخول غير المتحاورين فركنت إلى ذلك، فأرجو من أخي أبو حاتم أن يواصل معي وألا يقطع تسلسل الحوار بحوارات على الهامش، وأرجو منه أن يراعي أني أكتب طوال الفترة الماضية من خارج منزلي، وأني أقتطع الوقت الذي أكتب له فيه اقتطاعا من وقتي، وأختصر الوقت اختصارا بالنقل أحيانا بطريقة النسخ واللصق.
وسأعرض في المبحث التالي لمسألة الجاسوس، فلا تعجل علي.
وأما كتاب الشريف فدون التسليم بمافيه خرط القتاد، فاترك الاحالة عليه حتى نفرغ من المسألة!
(يتبع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/126)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[20 - 08 - 04, 08:56 م]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله
وجه اعتراضي على الإجماع الذي يحكيه أئمة الدعوة في هذه المسألة قد أوضحته في كلامي السابق.
والفرق بين اعتراضي على إجماع ابن حزم وإجماع أئمة الدعوة:
أنني لا أسلم بأن ابن حزم أراد التكفير بمطلق الإعانة , وكلامه يرد هذا. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فليس في كلامه حكاية إجماع أصلا , وإنما فيه فهمه لظاهر الآية الذي لا يجوز لمسلم مخالفته عنده , وقد نقلتُ الخلاف في فهم الآية وتركتُ نقولا أخرى.
أما بالنسبة لأئمة الدعوة فإنني أسلِّم بأن مرادهم واضح , وهو التكفير بمطلق الإعانة. ولكني أمنع أن يكون ما حكوه من الإجماع إجماعا معتبرا تقوم به الحجة , وإنما هو فهمهم للنصوص , ظنوا أنه لا خلاف فيه , فحكوه إجماعا , لا أنهم وقفوا على أقوال أهل العلم الموافقة والناطقة بقولهم فنقلوها. وهذا ظاهر.
وأئمة الدعوة في هذا الأمر - لقرب عهدهم - كالواحد من طلبة العلم في هذا الزمان , لو ادعى أن في مسألة ما إجماعا , فلن يقبل منه ذلك هكذا حتى ينقل القول بمضمون الحكم الذي وقع عليه الإجماع الذي يدعيه عن جماعات من أهل العلم , ثم لا نجد لهم مخالفا.
هذا إذا تسمحنا كثيرا في شروط الإجماع.
فهل نقل أئمة الدعوة أقوال أهل العلم التي فيها التكفير بمطلق الإعانة؟
وهل تستطيع أنت أو غيرك أن يأتي بها؟
أم أنه يكفي أن يقول الشيخ عبد اللطيف رحمه الله: ((على هذا إجماع أهل العلم)) دون أن يذكر لنا أقوال جماعة من العلماء الذين يحكي إجماعهم؟!
أما الفرق بين أن يكون الإجماع بالنقل , أو بالفهم , فأظن أنه قد اتضح من خلال كلامنا عن إجماع ابن حزم وأئمة الدعوة.
ولا بأس أن أقربه لك بعبارة مبسطة.
الإجماع المنقول هو الذي يعتمد على الوقوف على أقوال العلماء في المسألة المتفقة على حكم ما , من عالم صاحب سعة في الاطلاع والرواية في كتب الفقه والاختلاف وشروح الحديث (وهذه ليست متوفرة في أئمة الدعوة , مع بالغ الاحترام لهم).
أما الإجماع المعتمد على الفهم , فهو كما يفعله بعض المتكلمين في نسبتهم بعض الأقوال إلى السلف , فتراهم يأتون بأقوال لم تنقل عن السلف ويقولون: ((هذا قول السلف)).
وقد بين شيخ الإسلام وغيره أنهم يأتون إلى المسألة وينظرون فيها , حتى إذا ظنوا أنهم وقعوا على الصواب والحق في تحريرها , قالوا: ما دام أن هذا هو الحق الذي تدل عليه الأدلة (سواء كانت عقلية أو غيره) , والسلف لا يخالفون الأدلة الصريحة لأنهم لا يخالفون الحق , فالسلف يقولون بهذه النتيجة!
وهذا هو ما فعله أئمة الدعوة؛ فإنهم نظروا إلى أدلة الكتاب والسنة في الموالاة ففهموا منها كفر كل من أعان الكفار بأي إعانة , فلما استقر عندهم أن هذا هو الحق الذي تدل عليه ظواهر النصوص حكوا اتفاق أهل العلم عليه , دون أن يكونوا قد وقفوا فعلا على أقوال أهل العلم الناصَّة عليه , وإلا لنقلوا بعضها , أو نقلها من بعدهم ممن تقلد قولهم.
فكيف إذا كان بعض أهل العلم يقول بخلاف بعض ما تضمنه ذاك الإجماع المزعوم , وهو ما ذكرنا في مسألة الجاسوس , مع أن فعله من أظهر صور الإعانة للكفار.
هذا كاف لنقض ذاك الإجماع (على التنزل) , وإلا فهو غير قائم أصلا حتى يحتاج إلى نقض.
ـ[محب العلم]ــــــــ[20 - 08 - 04, 11:15 م]ـ
أخي الكريم
أما مسألة الجاسوس ففرع عن حديث حاطب، والأولى لمن ينقض الاجماع بالخلاف في الجاسوس أن ينقضه بالخلاف في فعل حاطب هل هو كفر أم لا ?
وقد سبق في أول المقال بيان أوجه الرد على الاستدلال بحديث حاطب على اشتراط المحبة القلبية للتكفير، فإن فعل حاطب رضي الله عنه لايخلو من حالتين:
إما أن يكون قد وصل حد الاعانة، فهو هنا كفر أكبر، وحاطب رضي الله عنه معذور لتأوله.
وإما أن لايكون قد وصل حد الاعانة بل هو دون ذلك فهو كبيرة من الكبائر.
والقائلين بأنه لم يصل حد الاعانة، خرجوا عليه حكم قتل الجاسوس، ولم يخرجوا عليه حكم المعين للكفار بماله أو رأيه وهو في بلاد المسلمين بل أطلقوا القول بالتكفير بمطلق الاعانة والنصرة.
ووجه ذلك هو أن التجسس يحتمل الاعانة فمادونها كما يحتمله فعل حاطب، فكان قتل الجاسوس بهذا الأمر المحتمل خطأ بينا.
ولك أن تتأمل معي الصورة التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/127)
رجل من المسلمين أغراه الكفار بمال عظيم وطلبوا منه مقابله أن ينقل لهم أخبار المسلمين ويدلهم على عوراتهم ومكامن الضعف فيهم فتأول بأنه سيأخذ المال لينتفع به وسينقل للكفار أخبارا لاتنفعهم ويدلهم على عورات لايفيد كشفها شيئا بل قد يضر الكفار، فيكون ثمن الصاروخ – مثلا – الذي يضرب به الكفار مكانا ما للمسلمين أغلى قيمة من المكان الخرب الذي دلهم عليه، وهو هنا لايعرف مافي نفس الأمر فقد يكون هذا المكان الخرب الذي يدلهم عليه يحوي قائدا من قواد المسلمين ويكون ضارا جدا بهم،فصورة الاعانة هنا خفية تحتمل التأويل، وأصل التجسس ليس بإعانة على الحقيقة، وإنما هو كفعل حاطب، فهو فعل خفي لايمكن أن تعلق به أحكام القتل والتكفير قبل الاستفصال،وتأمل قول الشافعي رحمه الله فيما نقلته عنه:
" ليس بكفر بين " فمفهوم القيد يفيد أنه كفر أو محتمل للكفر.
والذين قالوا بقتل الجاسوس لم يقتلوه لأجل كفره بل لأجل جاسوسيته، وجعلوا حديث حاطب دليلا على القتل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علل عصمة دم حاطب بشهوده بدرا، فدل على أن مقتضى القتل قد وجد وعارض سبب العصمة، لكن عارض هذا المقتضي مانع،وهذا المانع مفقود في غير حاطب رضي الله عنه وهو مبني على الخلاف في التعليل بالمانع هل يفتقر إلى قيام المقتضي كما نبه إليه ابن القيم رحمه الله في: " بدائع الفوائد ".
فوصف الاعانة ليس منطبقا انطباقا ظاهرا على الجاسوس حتى يحكم بكفره أو بعدم كفره، بل فعله محتمل للاعانة ولعدمها،فإن كان تجسسه قد وصل حد الاعانة فإنه يكون قد فعل كفرا مناطه الاعانة لامطلق التجسس، ويكون تأوله عاصما لدمه – عند القائلين به – ومانعا للتكفير عند الجميع، لأن أصل التجسس محتمل للاعانة وعدمها.
وهذا خلاف الاعانة الظاهرة كالدخول مع الكفار في قتالهم أو في حلفهم ولو لم يقاتل ثم التزام اعانتهم بالمال والرأي، فهذا ليس من الجاسوسية في شئ، وهو محل النزاع.
وقل مثل هذا في الرأي فإنه إن كان تضليلا للكفار لم يكن إعانة،وإن كان اخبارا بمايعلم انتفاع الكفار به كان كفرا لايبيحه الا الاكراه، وعلى هذا فقس.
على أنه ينبغي أن تعلم أن قتل من أعان الكفار ليس متوقفا على تكفيره، وهذا راجع لظن التلازم بين التكفير والقتل.
فالمعين للكفار الذي تحقق فيه وصف الاعانة حقه القتل على كل حال، وحقه المقاتلة إن كان في صف الكفار، وقد خلط بعض المتأخرين بين حكم الجاسوس وحكم المعين للكفار لماسبق بيانه في أول المقال من قياس الزنا على المباشرة والقتل على ضرب الوجه!
والخلاف في أيهما أولى بالقتال المعين للكافر أو الكافر هو كالخلاف في أيهما اولى بالتقديم البخاري أم مسلم!
تشاجر قوم في عميل وسيد ## لدي وقالوا أي ذين نجاهده
فقلت لقد فاق العميل أذية ## كما فاق في صدق العداوة سيده
وبُعث لأحد علية المتأخرين ممن ينكر قتال من كان في صف الكفار من المنافقين:
هديت فلو خيرت بين مسالم ## عميل بدينار وعلج مرافق
لأعرضت عن وجه الصليبي جاهدا ## وأسكنت رمحي في فؤاد المنافق
فبعث مجاوبا:
جهادهم بالقول لم يك قتلهم ## بشرع على نهج الحنيف بصادق!!
فتأمل كيف جعل المرتد الذي يظهر كفره واذاه كالمنافق الذي يتخفى بكفره.
والحاصل أن الخلاف في قتل الجاسوس لايصلح لنقض الاجماع على التكفير بمطلق الاعانة ? لاختلاف محل المسألة ? ولأن الدعوى أعم مما استدل به.
فهو كمن يستدل على عدم كفر من استعان بالشياطين وتقرب إليهم بالذبح بالخلاف في بعض صور السحر وفي حكم قتل الساحر.
===========================
ومانقلته أخي الكريم عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فليس هذا محله، وإنمامحله عند الانتقال عن مبحث الاجماع إلى الادلة وأقوال أهل العلم، إلا إذا كنت تعتبره خلافا للاجماع فهذا مالم تنص عليه فإن كان كذلك فبين.
وإلا فالليل طويل وأنت مقمر!
===========================
وأما ماذكرته أعلاه فلي رجعة - بإذن الله - لمناقشته، ثم مواصلة الكلام في الاجماع أو الانتقال - إن شئت -لمبحث الأدلة.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[21 - 08 - 04, 01:22 ص]ـ
الأخ الكريم أبو أميرة (محب العلم) وفقه الله
كان الله في عونك , فقد ارتقيت مرتقا صعبا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/128)
حرف المسألة أنك تقلدتَ القول بأن كل إعانة للكفار على المسلمين تكون كفرا أكبر. واحتججت بحكاية الإجماع.
فنقضتُ عليك دعوى الإجماع (الذي لم أسلِّم به أصلا) بذهاب جماهير أهل العلم إلى عدم تكفير الجاسوس , مع أن التجسس على المسلمين للكفار معاونة ظاهرة غاية الظهور.
فضاقت عليك سبيل الجواب , فلجأتَ إلى حديث حاطب وفعله! وإلى الكلام عن قتل الجاسوس والخلاف فيه وأثره!
وأنا لم أتطرق إلى الحديث عن قتل الجاسوس ولا ورد في كلامي (وإن كان من تمام حجتي؛ لأن أهل العلم اختلفوا في قتله , ولم يختلفوا في عدم كفره).
وكذا فلم أستدل بفعل حاطب , ولم نصل بعد إلى مناقشة الأدلة , وبيان عجيب فهمك لحديث حاطب , وإنما كان اعتراضي بقول الجمهور في الجاسوس مطلقا سواء صنع مثل فعل حاطب أو أقل أو أكثر منه؛ لأنهم أطلقوا القول في التجسس ولم يقيدوه بما كان كفعل حاطب , ومن زعم غير ذلك لزمه البرهان الذي لن يجده.
فلم الخروج عن موضع البحث؟!
ومن أعجب الأمور وأطرفها أن ينازع عاقل في أن إفشاء الأسرار الحربية للكفار (وهو ما يصنعه الجاسوس) الذي هو من أظهر صور الإعانة عند العقلاء = هو إعانة لأولئك الكفار , ويتشكك ويتورَّع فيه! ثم هو لا يتردد ولا يتورع عن القول بإن إيقاد عود كبريت للكفار من الإعانة المكفرة!!
فسؤالي لك الآن:
هل التجسس للكفار (مطلقا , وبعيدا عن فعل حاطب) إعانة للكفار أم لا؟
فإن قلت: نعم , وهو الأولى بعاقل مثلك , فكيف تصح حكاية الإجماع على أن أهل العلم يكفرون بكل إعانة , وهم لم يكفروا الجاسوس مع أن فعله إعانة كما تقول؟
وإن قلت: لا ليس التجسس إعانة للكفار. فقد سقط الخطاب معك؛ لأنك غير منصف , إذ كيف تعتبر إيقاد عود كبريت!! للكفار إعانة مكفرة , ثم تأتي إلى التجسس الذي يوصف كما قلت بالخيانة العظمى وضرره أشد وخطره أعظم , وتقول بأنه ليس بإعانة!!
وليتك يا أخي تشح بوقتك الذي تقتطعه لنا عن ذكر مسامرات الأشعار , فإنا عنها لفي شغل.
ـ[محب العلم]ــــــــ[21 - 08 - 04, 02:40 م]ـ
أخي الكريم أبو حاتم
هون على نفسك فالأمر أقرب من ذلك، ولا أدري ماسر غضبك؟
هل لأن هذه هي الورقة الأخيرة عندك، وقد أحرقت - في نظرك - أم ماذا؟
لازلنا أخي في أول الطريق! فاصبر على تعليم أخيك.
أخي الكريم قلت أول كلامك بذهاب " جماهير أهل العلم إلى عدم تكفير الجاسوس "
ثم قلت بعده بسطر واحد:
" لأن أهل العلم اختلفوا في قتله , ولم يختلفوا في عدم كفره "!
فهل اختلفوا أم اتفقوا؟
وأينا الذي ارتقى مرتقا صعبا قلد فيه غيره من الشرفاء!
======================
على كل حال أخي الكريم
حديث حاطب هو الأصل الذي فرع عليه حكم الجاسوس، وهو الذي استدل به الشافعي فيما نقلته عنه في الأم على عدم قتل الجاسوس.
وليس بدعا أن أرجع الفرع إلى أصله، ولكن الغريب على طرائق أهل العلم هو أن تجعل هذا الفرع أصلا تخرج عليه حكم الاعانة المجردة، وتخريج الفروع على الفروع معيب عند كل عاقل.
======================
لعلي أخي محتاجا لتذكيرك بأن الهدوء في مناقشة هذه المسائل والتروي في الصدور عن رأي فيها مهم جدا لحسن الكلام فيها، وأن كثرة الزجر والتهديد والاستعانة بالعقلاء لايغني أبدا عن استخدام عقلك وترويض نفسك على تقبل إيراد خصمك.
=====================
قلت لك أخي الكريم إن وصف (التجسس) محتمل للاعانة ولما دونها، ومثلت لك بصورة من صور التجسس تطابق فعل حاطب رضي الله عنه.
فلم أطلق القول بكونه إعانة ولم أنف عنه كونه محتملا للاعانة.
فالتجسس مظنة للاعانة كما أن النوم مظنة للحدث.
فلو قال قائل هل النائم محدث؟
قلنا لا، ولكن نومه مظنة للحدث، فنحن نعطيه حكم الحدث إن كان نومه مستغرقا ينفي عنه شعوره، وإن لم نطلق عليه حقيقة اسم المحدث، وننفي عنه اسم الحدث وحكمه إن كان نومه يسيرا أو نام قاعدا غير مضطجع - عند من يقول بذلك -، وهو على كل حال مبني على أن العلة إذا خفيت أو كانت غير منضبطة علق الحكم بالمظنة.
والذي يشبه المتجسس بالمعين للكفار فهو كالذي يشبه النائم بمن يثلط يومه كله!
وأهل العلم لم يعلقوا حكم التكفير هنا بالمظنة لأن التكفير حكم شرعي يفتقر إلى برهان (بين) كما قال الشافعي، وكما دعوتك إلى التأمل في قوله.
وأما إيقاد عود كبريت إعانة للكفار فهو كفر كبر، لا لأنه إيقاد عود كبريت للكفار! بل لأنه إعانة لهم فهو تمثيل للاعانة اليسيرة لاتنزيل لوصف الاعانة في غير محله.
والذي نص على أن إيقاد عود كبريت إعانة للكفار كفر أكبر هو سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في تعليق له على أحد أشرطة صالح آل الشيخ، وهو قريب إن أردت اسمه، فهل هو عاقل عندك أم ماذا؟
على أن القول بأن إيقاد عود الكبريت إعانةً للكفار كفر أكبر، ليس ملزوما يبطل به القول بأن التجسس ليس بكفر إلا على مذهب متأخري العقلاء!
============================
وأما قولك أخي الفاضل:
" وليتك يا أخي تشح بوقتك الذي تقتطعه لنا عن ذكر مسامرات الأشعار , فإنا عنها لفي شغل ".
فأضحك الله سنك عليه، فوالله إني لا أدري ماهذا الشد العصبي الذي أشغلك عن ذوق الشعر وتمليح هذه المحاورة العذبة به، مالم يكن فيما نقلته ضعف أو سوء تعبير، وهو لم يأخذ مني كبير وقت كما اخذه شرح مرادي لبعض الاخوة.
وعلى كل، فلك علي أن لا ترى بعدُ، إلا نقلا من كتاب كل شريف.
أخوك محب العلم
============================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(28/129)