وكانوا يأخذون الأرزاق من بيوت أموالهم وقد كان المختار الكذاب يبعث إلى ابن عباس ومحمد ابن الحنفية وابن عمر بأموال، فيقبلونها، وذكر محمد بن عجلان عن القعقاع قال: كتب عبد العزيز بن مروان إلى ابن عمر " ارفع إلي حوائجك " فكتب إليه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن اليد العليا خير من اليد السفلى} وأحسب أن اليد العليا يد المعطي وأن اليد السفلى يد الآخذ، وإني لست سائلك شيئا ولا رادا عليك رزقا رزقنيه الله منك، والسلام وقد كان الحسن وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التابعين يأخذون أرزاقهم من أيدي هؤلاء الظلمة، لا على أنهم كانوا يتولونهم ولا يرون إمامتهم، وإنما كانوا يأخذونها على أنها حقوق لهم في أيدي قوم فجرة. وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف، وخرج عليه من القراء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين وفقهاؤهم فقاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز ثم بالبصرة ثم بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة وهم خالعون لعبد الملك بن مروان لاعنون لهم متبرئون منهم وكذلك كان سبيل من قبلهم مع معاوية حين تغلب على الأمر بعد قتل علي عليه السلام وقد كان الحسن والحسين يأخذان العطاء وكذلك من كان في ذلك العصر من الصحابة وهم غير متولين له بل متبرئون منه على السبيل التي كان عليها علي عليه السلام إلى أن توفاه الله تعالى إلى جنته ورضوانه. فليس إذا في ولاية القضاء من قبلهم ولا أخذ العطاء منهم دلالة على توليتهم واعتقاد إمامتهم وربما احتج بعض أغبياء الرفضة بقوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} في رد إمامة أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه; لأنهما كانا ظالمين حين كانا مشركين في الجاهلية وهذا جهل مفرط; لأن هذه السمة إنما تلحق من كان مقيما على الظلم، فأما التائب منه فهذه السمة زائلة عنه، فلا جائز أن يتعلق به حكم; لأن الحكم إذا كان معلقا بصفة فزالت الصفة زال الحكم، وصفة الظلم صفة ذم، فإنما يلحقه ما دام مقيما عليه، فإذا زال عنه زالت الصفة عنه; كذلك يزول عنه الحكم الذي علق به من نفي نيل العهد في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} ألا ترى أن قوله تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا}: إنما هو نهي عن الركون إليهم ما أقاموا على الظلم؟ وكذلك قوله تعالى: {ما على المحسنين من سبيل} إنما هو ما أقاموا على الإحسان فقوله: {لا ينال عهدي الظالمين} لم ينف به العهد عمن تاب عن ظلمه; لأنه في هذه الحالة لا يسمى ظالما كما لا يسمى موسوما من تاب من الكفر كافرا. ومن تاب من الفسق فاسقا، وإنما يقال: كان كافرا، وكان فاسقا، وكان ظالما; والله تعالى لم يقل: " لا ينال عهدي من كان ظالما " وإنما نفى ذلك عمن كان موسوما بسمة الظالم، والاسم لازم له باق عليه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19485
ـ[الدرة]ــــــــ[17 - 05 - 04, 03:35 م]ـ
أخي عبد الرحمن
هل كان أبو حنيفة من المرجئة وهل يعني هذا أنه من غير أهل السنة أم ماذا نرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 05 - 04, 03:51 م]ـ
وفقك الله أخي الكريم
المرجئة عدة فرق ومنهم مرجئة الفقهاء الذين يقولون أن الإيمان لايزيد ولاينقص ويقولون بأن الأعمال لاتدخل في مسمى الإيمان ويقولون كذلك بأن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان
بينما عقيدة السلف التي تدل عليها الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع هي أن الإيمان قول وعمل وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأن الأعمال تدخل في مسمى الإيمان
وأبو حنيفة رحمه الله كان من المرجئة الفقهاء وتجد في كتب العقيدة تفصيل ذلك فمن أهمها في هذا الباب كتاب الإيمان الكبير للإمام ابن تيمية رحمه الله وكذلك كتب السلف في العقيدة كالسنة للخلال والسنة للآلكائي وغيرها
وهذا نقل عن أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان
السؤال الرابع:
ما أقسام المرجئة؟ مع ذكر أقوالهم في مسائل الإيمان؟
الجواب:
المرجئة أربعة أقسام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/214)
القسم الأول: الذين يقولون الإيمان وهو مجرد المعرفة، ولو لم يحصل تصديق .. وهذا قول الجهمية، وهذا شر الأقوال وأقبحها، وهذا كفر بالله عز وجل لأن المشركين الأولين وفرعون وهامان وقارون وإبليس كلٌ منهم يعرفون الله عز وجل، ويعرفون الإيمان بقلوبهم، لكن لما لم ينطقوه بألسنتهم ولم يعملوا بجوارحهم لم تنفعهم هذه المعرفة.
القسم الثاني: الذين قالوا إن الإيمان هو تصديق القلب فقط، وهذا قول الأشاعرة، وهذا أيضاً قول باطل لأن الكفار يصدقون بقلوبهم، ويعرفون أن القرآن حق وأن الرسول حق، واليهود والنصارى يعرفون ذلك: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) فهم يصدقون به بقلوبهم! قال تعالى في المشركين: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)
.. فهؤلاء لم ينطقوا بألسنتهم،ولم يعملوا بجوارحهم مع إنهم يصدقون بقلوبهم فلا يكونون مؤمنين.
الفرقة الثالثة: التي تقابل الأشاعرة وهم الكرَّامية، الذين يقولون: إن الإيمان نطق باللسان ولو لم يعتقد بقلبه، ولا شك أن هذا قول باطل لأن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار يقولون: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بألسنتهم، ولكنهم لا يعتقدون ذلك ولا يصدقون به بقلوبهم، كما قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ @ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، قال سبحانه وتعالى: (يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)
الفرقة الرابعة: وهي أخف الفرق في الإرجاء، الذين يقولون إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا يدخل فيه العمل وهذا قول مرجئة الفقهاء وهو قول باطل أيضا.
السؤال الخامس:
هل خلاف أهل السنة مع مرجئة الفقهاء في أعمال القلوب أو الجوارح؟ وهل الخلاف لفظي أو معنوي؟ نرجو من فضيلتكم التفصيل.
الجواب:
خلافهم في العمل، خلاف مرجئة الفقهاء مع جمهور أهل السنة هو اختلاف في العمل الظاهر، كالصلاة والصيام والحج، فهم يقولون إنه ليس من الإيمان وإنما هو شرط للإيمان، إما شرط صحة وإما شرط كمال، وهذا قول باطل كما عرفنا.
والخلاف بينهم وبين جمهور أهل السنة خلاف معنوي وليس خلافاً لفظي، لأنهم يقولون إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص بالأعمال، فلا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية .. وإيمان الناس سواء لأنه عندهم التصديق بالقلب مع القول باللسان! وهذا قول باطل.
http://www.islam-home.net/aqeadah/411.htm
ـ[الدرة]ــــــــ[17 - 05 - 04, 09:43 م]ـ
جزاك الله خيراً وأنار بصيرتك. آمين(25/215)
الفكر المختل عند الأشاعرة###
ـ[عبد الله الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 03, 06:46 م]ـ
--------------------------------
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وآله وصحبه.
اما بعد:
فمن عجيب حال الاشاعرة انك إذا قلت لهم:
قال الله، قال رسوله، قال * الصحابة، هم أولوا العرفان!
قالوا لك:
شيخي قال لي عن الاخطل [[1]] * والاخطل عندي عمدةُ الأقوال!
فإنهم إذا قال لهم اهل السنة، الله متكلم، ودليلنا؛ قال سبحانه {وكلم الله موسى تكليما}، وقال صلى الله عليه وسلم: (يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب).
قال الاشاعرة: بل الله لا يتكلم، ودليلنا؛ قال الأخطل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل * اللسان على الفؤاد دليلا!
وإذا قال لهم اهل السنة، الله استوى على عرشه، ودليلنا؛ قال سبحانه {الرحمن على العرش استوى}، وقال صلى الله عليه وسلم: (وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك).
قال الاشاعرة، بل الله استولى على العرش، ودليلنا؛ قال الاخطل:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف أو دم مهراق!
فيا لله والعجب، يتركون كتاب الله وسنة رسوله، بدعوى انها آحاد، أو غير قطعية الثبوت ولا قطعية الدلالة! ثم يستدلون بقول شاعر نصراني ملعون، اسمه الاخطل [[2]]! أيترك قول الله وقول رسوله واجماع السلف، ويؤخذ بقول شاعر نصراني؟!
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: (ومن العجيب أن هؤلاء المتكلمين – أعمى الله بصائرهم فوق ما قد أعماها – يزعمون أنهم لا يرضون إلا بالأدلة القاطعة والبراهين اليقينية، ويرون الأخبار – زعماً منهم - أنها أخبار آحاد لا تفيد علماً يقينياً، ثم يستدلون بمثل هذا، الذي لا يدل على شيء أصلاً لا ظاهراً ولا يقيناً، بل هو بمجرّد عمىً وهذيان يصوغه من عند نفسه ويخرجه من زبد معدته) [تحريم النظر في كتب الكلام].
وإذا كان ترك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لقول الصحابي، عظيمة وكبيرة لا تغتفر عند السلف الصالح، حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: (يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر)؟! فماذا كان يفعل لو رأى الاشاعرة وهم يحرفون كلام الله لأجل قول شاعر نصراني؟!
فمن هو المتبوع الذي يؤخذ بقوله في الدين، أهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، أم نبي الاشاعرة الاخطل النصراني؟!
أما عند الاشاعرة؛ فالذي يؤخذ بقوله؛ نبيهم الاخطل!
ولقد شنع العلماء على الاشاعرة - ومن وافقهم في هذا المسلك القبيح - اعظم التشنيع، وذموهم اعظم الذم، لفعلتهم الشنيعة القبيحة هذه، وإليكم بعض ما قاله العلماء فيهم وفي مسلكهم هذا:
1 - قال ابن كثير رحمه الله: (وكان الأخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وابعد مثواه، وهو الذي انشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها " قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق "، وهذا البيت تستدل به الجهمية على ان الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك. . . ولا تجد اضعف من حجج الجهمية، حتى اداهم الإفلاس من الحجج الى بيت هذا النصراني المقبوح، وليس فيه حجة، والله اعلم) [البداية والنهاية].
2 - قال ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كان مما يشنع به على هؤلاء، أنهم احتجوا فى أصل دينهم. . . بقول شاعر نصرانى يقال له الاخطل. . . فالحقائق العقلية أو مسمى لفظ الكلام الذى يتكلم به جميع بنى آدم لا يرجع فيه الى قول ألف شاعر فاضل، دع ان يكون شاعرا نصرانيا اسمه الاخطل، والنصارى قد عرف أنهم يتكلمون فى كلمة الله بما هو باطل، والخطل فى اللغة هو الخطأ فى الكلام).
وقال: (وأما البيت الذى يحكى عن الأخطل. . . فمن الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره، وقالوا انهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه. . . ولو احتج محتج فى مسألة بحديث اخرجاه فى الصحيحين عن النبى، لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول، وهذا البيت لم يثبت نقله عن قائله باسناد صحيح لا واحد ولا أكثر من واحد ولا تلقاه أهل العربية بالقبول فكيف يثبت به أدنى شىء من اللغة؟!).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/216)
وقال: (وبالجملة فمن احتاج الى أن يعرف مسمى الكلام. . . بقول شاعر فانه من أبعد الناس عن معرفة طرق العلم، ثم هو من المولدين وليس من الشعراء القدماء، وهو نصرانى كافر مثلث) [مجموع الفتاوي].
3 - قال حافظ الحكمي رحمه الله: (وكما تأولوا الاستواء بالإستيلاء، واستشهدوا ببيت مجهول مروي على خلاف وجهه، وهو ما ينسب إلى الأخطل النصراني. . . فعدلوا عن اكثر من ألف دليل من التنزيل إلى بيت ينسب إلى بعض العلوج، ليس على دين الإسلام ولا على لغة العرب، فطفق أهل الأهواء يفسرون به كلام الله عز وجل ويحملونه عليه، مع إنكار عامة أهل اللغة لذلك) [معارج القبول].
4 - قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
ودليلهم في ذاك بيت قاله * فما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في * معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم * إذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا * هوتا قديما بعد متحدان
ونظير هذا من يقول كلامه * معنى قديم غير ذي حدثان
والشطر مخلوق وتلك حروفه * ناسوته لكن هما غيران
فانظر الى ذاك الاتفاق فانه * عجب وطالع سنة الرحمن
5 - قال ابن ابي العز رحمه الله: (ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به، فكيف وهذا البيت قد قيل أنه موضوع منسوب إلى الأخطل وليس هو في ديوانه؟!. . . وعلى تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به، فإن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام. . . أفيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام؟! ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب؟!) [شرح الطحاوية].
6 - قال ابو المعالي أسعد بن المنجا رحمه الله: كنت يوما عند الشيخ أبي البيان رحمه الله، فجاءه ابن تميم الذي يدعى الشيخ الأمين، فقال له الشيخ بعد كلام جرى بينهما: (ويحك، الحنابلة إذا قيل لهم ما الدليل على ان القرآن بحرف وصوت؟ قالوا؛ قال الله كذا وقال رسوله كذا. . . وانتم إذا قيل لكم؛ ما الدليل على ان القرآن معنى قائم في النفس؟ قلتم؛ قال الاخطل!. . . أيش هذا الأخطل؟! نصراني خبيث، بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسنة؟!) [رواه الذهبي رحمه الله في العلو].
7 - قال ابن حزم رحمه الله: (واحتج بعضهم في هذا المكان بقول الأخطل النصراني لعنه الله. . . فجوابنا على هذا الاحتجاج ان نقول؛ ملعون ملعون قائل هذا البيت، وملعون ملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله عز وجل. . . ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه، وحسبنا الله ونعم الوكيل) [الفصل في الملل والنحل].
فهذا قليل من كثير من ذم العلماء رحمهم الله للاشاعرة.
فاللهم عليك بالأشاعرة فانهم لا يعجزونك، كما حرفوا دينك، وحاربوا أوليائك واذوهم، وتركوا كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم ونبذوهما وراء ظهورهم، واخذوا بقول نصراني خبيث!.
ورحم الله القائل [[3]]:
قبحا لمن نبذ القرآن وراءه * فاذا استدل يقول قال الأخطل
والحمد لله وحده
وصلى الله على رسوله وسلم
السبت 28/ 4/1424هـ
اخوكم العراقي
-------------------------
1 - هو غوث بن غياث، شاعر نصراني، ولد عام 20 هـ وهلك عام 92 هـ
2 - قال الزمخشري: (خطل؛ مضطرب، وسهم خطل؛ يذهب يميناً وشمالاً لا يقصد قصد الهدف. . . ومنطق خطل؛ مضطرب، وفي كلامه خطل وخطل في كلامه وأخطل. . . وامرأة خطالة؛ ذات ريبة) [اساس البلاغة]، وفي القاموس المحيط: (الكلام الفاسد الكثير).
3 - هو شيخ الإسلام ابن تيمية.
__________
منقووول
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[01 - 07 - 03, 08:18 م]ـ
الأخ الفاضل / عبد الله الأثري بارك الله بك
عنوان يصدق عليهم فعلاً
وقد ضل من كانت العميان تهديه
نسأل الله لهم الهداية والعلم وترك الهوى والإستكبار
ـ[عبد الله الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 03, 09:39 م]ـ
وبارك فيك أيضاً أخي الطيب خالد
ـ[مسلم2003]ــــــــ[01 - 07 - 03, 11:45 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/217)
هل تعلمون أن الحافظ ابن حجر العسقلاني والنووي والقاضي عياض وأبا الوليد الباجي والقاضي أبا بكر بن العربي والحافظ العراقي والحافظ ابن سيد الناس، وكل أئمة القراءات الأندلسيين .. وعامة الفقهاء في الأمة الإسلامية هم أشاعرة أو يوافقون الأشاعرة في كثير من المسائل؟
فهل تقصدهم؟
ـ[عبد الله الأثري]ــــــــ[02 - 07 - 03, 11:01 م]ـ
(#حرّر#).
لاحول ولاقوة الا بالله
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[03 - 07 - 03, 01:18 ص]ـ
الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فأرجو ألا يحمل كلامي على غير معناه ... ، وهذا ليس دفاعًا ولا ذمًا للأشاعرة ـ رحمهم الله تعالى ـ وإنما بيان لما كتب أعلاه.
فالأخ كاتب المقال ـ سكن الله روعه ـ أراد أن يبدي بعض التعارض ـ لا أعلم هل هي من قوله أو منقوله ـ على مذهب الأشاعرة ـ رحمهم الله تعالى ـ ونسي أنه يجب أن يكون المتعارضان في نفس الموضوع، وذكر مسألة الكلام والاستواء، ثم عقب: فيا لله ... أيترك قول الله وقول رسوله واجماع السلف، ويؤخذ بقول شاعر نصراني؟!
وحقيقة أنا لا أعلم أحدًا من الاشاعرة قال إنه يترك قول الله أو رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لقول نصراني أو غيره، فهذا تلبيس بين، فإن قال: هذا فحوى كلامهم، فيقال: لا تعارض بين الكلام لأن مسألة التواتر والآحاد والظني والقطعي في نصوص الكتاب والسنة، أما أقوال الشعراء التي تفسر الكلام العربي فتؤخذ من المشركين والخمارين فضلا عن النصارى وغيرهم، فهي مبينة لمعاني الكلمات العربية.
ثم أخذ يسرد أقوالا للأئمة ـ رحمهم الله تعالى ـ، ولا أرى مطابقة بين الاستدلال وما يستدل له، لأن الأئمة عندما ردوا على الأشاعرة ـ رحمهم الله ـ إنما ردوا البيت لعدم ثبوته واختلاف ألفاظه إلى آخر ما يعكر الاستدلال اللغوي به ... ، ولم يردوه لأنه قول نصراني أو مشرك فكيف يُفسّر القرآن؟
فالفهم الفهم، وأرجو من المشرف ـ بارك الله فيه ـ أن يحرر العنوان، والدعاء السمج الذي تلفظ به كاتب المقال ـ غفر الله له ـ، فهذا شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ ولا يخفى ما حصل بينهم لم يدعو عليهم وإنما لهم، واعتذر لهم ..
ـ[البراق]ــــــــ[03 - 07 - 03, 02:43 ص]ـ
عفا الله عنك، أألأخطل نبي الأشاعرة اليس لك بنبيك قدوة صلى الله عليه وسلم أما كان بوسعك أن تتأدب في الخطاب وتحفظ - على الأقل - بقاء أصل الإيمان والإسلام عندهم.
أهكذا علمتنا سلفيتنا أن نشتم الآخرين، أهكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن قبله ومن بعده،.
والله إن سلفيتنا تحثنا على حبهم والدعاء لهم لأنهم ممن سبقونا بالإيمان كما أن سلفيتنا تحثنا على بغض ما هم عليه من خطأ لا نرضاه من تأويل غير مستساغ.
ومع ذلك نسأل الله أن يغفر لمذنبنا ومذنبهم ويهدي ضالنا وضالهم وأن يهديهم للمذهب الحق كما أننا في نفس الوقت نحذر من أخطائهم.
لذلك أرجو الإعتذار عن الإسلوب الغير لائق والإعتراف بالحق فضيلة وهذه السلفية الحقة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 03, 03:47 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ضرار بن الأزور
أما أقوال الشعراء التي تفسر الكلام العربي فتؤخذ من المشركين والخمارين فضلا عن النصارى وغيرهم، فهي مبينة لمعاني الكلمات العربية.
الفهم الفهم يا أخ ضرار
تكلم بعلم أو اسكت بحلم كما في توقيعك
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله (3/ 261): "واحتج بعضهم في هذا المكان بقول الأخطل النصراني لعنه الله إذ يقول:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
قال فجوابنا على هذا الاحتجاج أن نقول: ملعون، ملعون قائل هذا البيت، وملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله عز وجل، وليس هذا من باب اللغة التي يحتج فيها بالعربي وإن كان كافراً، وإنما هي قضية عقلية، فالعقل والحس يكذبان هذا البيت. وقضية شرعية، فالله عز وجل أصدق من النصراني اللعين إذ يقول عز وجل: ? يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم? [آل عمران: 167]، فقد أخبر عز وجل بأن من الناس من يقول بلسانه ما ليس في فؤاده بخلاف قول الأخطل لعنه الله.
فأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب الأخطل ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه. وحسبنا الله ونعم الوكيل. اهـ
ـ[أمير دولة الموحدين]ــــــــ[03 - 07 - 03, 04:20 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/218)
أخوانى الكرام نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يبارك فى جوهدكم، هذا الموقع هو أملنا الوحيد الباقى فالرجاء من الاخوة المشرفين أن يرعو شعور كل الزائرين لهذا الموقع فالنقد يكون بناء وليس هدام. ونسال الله العظيم رب العرش العظيم أن لا يدخل الشيطان بيننا.
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[03 - 07 - 03, 09:45 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين ـ وفقه الله تعالى ـ وبعد
فأساله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يتكلم بعلم أو يسكت بحلم ولا يتعجل بالرد والحكم، ولقد اعترضت على قولي: أما أقوال الشعراء التي تفسر الكلام العربي فتؤخذ من المشركين والخمارين فضلا عن النصارى وغيرهم، فهي مبينة لمعاني الكلمات العربية.
والسؤال هو ما الإشكال في هذا الكلام، ولا أظنك تختلف معي فيه.
فإن قلت: إتيانك به في معرض قول الأخطل: إن الكلام ...
قلت: وهل الأخطل ممن يحتج به في اللغة كالمشركين والخمارين أم لا؟
فإن قلت: لا يحتج بشعره، فلا كلام لي.
وإن قلت: يحتج بشعره، ولكن هذا البيت مما ليس فيه حجة لأمور منها:
عدم ثبوته، اختلاف ألفاظه، ما لقائله من عقيدة نصرانية ولهم معنى خاص للكلمة فيسقط الاستدلال بذلك كما اسقط الاستدلال بأقوال بعض الشعراء الذين كثرة خلطتهم بالفرس ..
أصبحنا على أمر سواء، واتفقنا والحمد لله رب العالمين.
أما الاستدلال بقول الإمام ابن حزم ـ غفر الله له ـ، ففيه ثلاثة نقاط:
أولا: هو مبتور حيث كان يتكلم عن المنافقين ... وليس بمسألة كلام الله والحرف والصوت، وأحببت الاستفسار من فضيلتكم، هل يقول الإمام ابن حزم بالحرف والصوت، فإني لم أطلع له على تصريح بذلك.
ثانيًا: لا تعارض بين قولي وقوله: فإني نبهت الكاتب على التفريق بين مسائل النصوص من ظني وقطعي وآحاد ومتواتر ... ويبن أقوال الشعراء التي تفسر كلام العرب، فهي لا تجري على قواعد النصوص، فلا تعارض بين قواعدهما، وإن كان يريد بيان خطأ معين في مقاله بدون تهجم وتهكم يجعله في رد البيت بالاستدلال العلمي، أو في موضوع أخبار الآحاد .. ، وانظر ـ رحمك الله ـ إلى قوله: قال الاشاعرة: بل الله لا يتكلم ا. هـ بالله عليك من قال من الأشاعرة أن الله لا يتكلم، هو يتكلم بدون دقة ولا .. إنما للرد والتهجم، الخلاف مشهور في هل الله تكلم بحرف أو صوت أم لا أما الكلام المطلق فهو أمر مجمع عليه، يكفر من أنكره، ولا أرى في كلام الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ أي اعتراض على هذا التفريق.
ثالثًا: قوله ـ رحمه الله تعالى ـ: فقد أخبر عز وجل بأن من الناس من يقول بلسانه ما ليس في فؤاده بخلاف قول الأخطل لعنه الله، فأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب الأخطل ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه. وحسبنا الله ونعم الوكيل. اهـ
فلا أرى حقيقة إن سلمنا ـ جدلاً ـ بثبوت البيت .. ، أن في البيت والآية أي تعارض فالآية تبين أن المنافقين ـ لعنهم الله تعالى ـ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم أي أن ما في قلوبهم بخلاف ما ينطقون به، وهذا لا ينفي أن يكون ما يقولونه في أنفسهم وقلوبهم يسمى كلامًا عند العرب ـ أعيد تنزلاً إن أخذنا بالبيت ـ، فأهل النحو وغيرهم يقولون بأن للكلام معان ... ولا يعني هذا أنه إن أثبتنا معنًا بطل الآخر، ولا يفيد قول الشاعر أن اللسان لا ينطق إلا بما في القلب ..
وهنا أريد أن أنبه أنه يجب على المشتغلين بالعقيدة وبيانها تنبيه الناس على خطر أقوال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ في هذا الباب ـ أي باب الاعتقاد ـ فهو رحمه الله أشد ضررًا وأخطر قولا من الأشاعرة ـ رحمهم الله تعالى ـ، فلا يُطمأن لقوله ولا يُركن إليه خاصة في هذا الباب، وأنقل بعض أقوال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ (مقتبس من مقال للأخ الموحد في موقع صيد الفوائد).
قال شيخ الإسلام في شرح الأصفهانية صـ 106ـ110: (وبهذا يتبين أن الحي القابل للسمع والبصر والكلام إما أن يتصف بذلك وإما أن يتصف بضده وهو الصمم والبكم والخرس ومن قدر خلوه عنهما فهو مشابه للقرامطة الذين قالوا لا يوصف بأنه حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/219)
وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة وقال لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا.
ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات، وقرمطة في السمعيات، فإنإ نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور، وإن العبد إذا قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، كان قد أحسن في مناجاة ربه، وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته ...
ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم، فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم، بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه، وإنما امتنعوا عن بعضها، وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى، وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى، بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده، فهذا ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع إدعائهم الحديث ومذهب السلف وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار.
ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير.
وأيضا فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات وينكرون على الأشعري وأصحابه، والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منه تحقيقا وانتسابا.
أما تحقيقا فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه ومذهب ابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات تبين له ذلك وعلم هو وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفة من الأشعرية، وأن الأشعرية أقرب إلى السلف والأئمة وأهل الحديث منهم.
وأيضا فإن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلكت المعتزلة.
وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات وإن خالفوهم في القدر والوعيد.
وأما الانتساب: فانتساب الأشعري وأصحابه إلى الإمام أحمد خصوصا وسائر أئمة أهل الحديث عموما ظاهر مشهور في كتبهم كلها ...
وهذه الجمل نافعة، فإن كثيرا من الناس ينتسب إلى السنة أو الحديث أو اتباع مذهب السلف أو الأئمة أو مذهب الإمام أحمد أو غيره من الأئمة أو قول الأشعري أو غيره ويكون في أقواله ما ليس بموافق لقول من انتسب إليهم، فمعرفة ذلك نافعة جدا كما تقدم في الظاهرية الذين ينتسبون إلى الحديث والسنة حتى أنكروا القياس الشرعي المأثور عن السلف والأئمة، ودخلوا في الكلام الذي ذمه السلف والأئمة، حتى نفوا حقيقة أسماء الله وصفاته، وصاروا مشابهين للقرامطة الباطنية، بحيث تكون مقالة المعتزلة في أسماء الله أحسن من مقالتهم فهم مع دعوى الظاهر يقرمطون في توحيد الله وأسمائه)
وقال شيخ الإسلام في درء التعارض 5/ 249،250) (وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة، وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث، ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن، مذهب السنة والحديث في الصفات، ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك (
وقال الحافظ ابن عبد الهادي عن ابن حزم، بعد أن وصفه بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع: (لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا؛ كالرحيم والعليم والقدير ونحوها، بل العلم عنده هو القدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على شيئ زائد على الذات المجردة أصلا، وهذا عين السفسطة والمكابرة، وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة، وأمعن في ذلك، فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة).
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:18 م]ـ
وهل تعلم أن الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة لم يكونوا أشاعرة!!!
بل القرون الثلاثة الفاضلة لم يكن فيها أشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/220)
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:02 م]ـ
المذهب الاشعرى يختلف مع اهل السنة فى المسائل الفرعية وهذا هو الحق الذى لا ينبغى الرجوع عنه
والدليل على هذا ان العامة يموتون بلا معرفة لمسائل مثل الصفات وغيرها ولم يقل احد ان الله يحاسبهم على هذه المسائل ولا يعنى هذا اننى اصحح ما قاله الاشاعرة ولكن المقصد اننى ارفض ان نبترهم من الاسلام لهذا
كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما علمنا السب والقدح فى المسلمين بل لم يسب المنافقين ونحن الان نسب اهل السنة قبل المبتدعة بسبب مسائل عمليه فرعيه وما للمسلمين الا ان يناقشوا المخالف بادب ويدعون لهم بالهداية ويرجون لمن مات من المسلمين ان يرحمهم الله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
والله إني لأعجب من وجود أعضاء بيننا لاظهرون إلا عند الكلام على المبتدعة وأهل الضلال فيدافعون عنهم باستناتة ويجلون خلافنا معهم في الفروع"مع أن لفظة الفروع بهذا المعنى لاتصح"فسبحان الله أين أنتم في الدفاع عن أهل السنة أو في نصرة الحق أو في تقرير مسألة تنفع الناس؟ اللهم طهر هذا المنبر المبارك من كل بتدع يريد أن يلوثه أو ينفث فيه سمومه وأحقاده.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
والله إني لأعجب من وجود أعضاء بيننا لاظهرون إلا عند الكلام على المبتدعة وأهل الضلال فيدافعون عنهم باستماتة ويجعلون خلافنا معهم في الفروع"مع أن لفظة الفروع بهذا المعنى لاتصح"فسبحان الله أين أنتم في الدفاع عن أهل السنة أو في نصرة الحق أو في تقرير مسألة تنفع الناس؟ اللهم طهر هذا المنبر المبارك من كل مبتدع يريد أن يلوثه أو ينفث فيه سمومه وأحقاده.
ـ[سيف الرسول]ــــــــ[16 - 03 - 05, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت ما شارك به الأخوة هنا حول الأشاعرة ولما رأيت أن هناك من لا يزال يدندن بأن كثير من أئمة السلف العلماء كانوا أشاعرة.رأيث أثبات ذلك المقال
وكان كتبه الوليد بن عبد الملك يرد به علي يوسف القرضاوي في مقال له نشره في مجلة المجتمع قال فيه ودندن بمثل ما قال بعضهم هنا. لا تحرمونا دعائكم
قول الدكتور:» فالأمة الإسلامية معظمها أشاعرة أو ماتُريدية، فالمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتُريدية … «
[1] أن الأمة الإسلامية ليس معظمها أشاعرة ولا ماتُريدية لا في القديم ولا في الحديث، بل فيها طوائف ضالة ومذاهب منتشرة كالمعتزلة الجهمية،
والصوفية المنحرفة، والرافضة الكفرة، وغيرهم.
[2] أن أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة
كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان، والإمام سفيان الثوري إمام العراق،
والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي
وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي
ويحيى بن معين، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك، وتلميذه الإمام
الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين
في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد
فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية، بل سلفيين أهل السنة والجماعة.
[3] أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك:
أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني، ولا الذين
رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/221)
وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف، فمنهم: إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور
إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي، وإمام المالكية في زمانه
الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي،
والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر، وغيرهم كثير
ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله
محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، وكتابهُ في التفسير [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته.
وأما الشافعية: فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني، والإمام
الربيع بن سليمان المرادي، وكالإمام البويطي وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة
أمثال: إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد،
وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني
أبو حامد الإسفراييني، وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]
والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي، والإمام علم الدين البرزالي
وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد.
وأما الحنفية: فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال: محمد بن الحسن الشيباني أحد
رواة موطأ الإمام مالك، والقاضي أبي يوسف وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية، بل أئمة سلفيين أمثال:
الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام
أبو جعفر الطحاوي، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة
القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان
القنُّوجي، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم» الدين الخالص «وهناك غيرهم من أئمة السلف.
وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه، حتى على
نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه، ومن هؤلاء العلماء:
السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم «
وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام «
وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة» بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/222)
قول الدكتور:» وكل علمائنا وأئمتنا الكبار من هؤلاء … «- يقصِد الأشاعرة والماتُريدية - و ذكر منهم: الاسفراييني، والجويني، والباقلاني، والغزالي، والآمدي، وابن حجر العسقلاني، وأبو الوليد الباجي، وغيرهم من العلماء، وسنبين إن شاء الله هُنا حال بعض الذين ذكرهم، وحال غيرهم ممن اتبع سبيلهم ونهج طريقهم حتى يتبين لنا الحق في ذلك من غيره والله وحده المستعان.
[1] أن الأئمة الكبار، والعلماء الجهابذة الفخام لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ولا معتزلة جهمية ولا رافضة ولا خوارج ولا قرامطة ولا باطنية ولا غير ذلك من الفرق المنحرفة الضالة، بل هم أئمة سلفيين أهل سُنةٍ وجماعة كما مر معنا في الوقفة العاشرة.
[2] أن العلماء الذين ذكرهم لا يصلون في الفضل والعلم إلى مرتبة الأئمة الأربعة ولا أئمة الحديث والفقه والذين ذكرنا بعضاً منهم في الوقفة العاشرة.
أن الماتُريدي والمنتسبين إليه وكثيراً من المنتسبين للأشعري هم في الحقيقة موافقون للمعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم التي تقلدوها، وبيان ذلك فيما يلي: إن أول من أنكر صفات الله تعالى في دار الإسلام هو الجعد بن درهم، فقد أنكر صفة محبة الله تعالى لعباده المؤمنين وأنكر كلام الله تعالى،فقتله الأمير خالد بن عبدالله القسري في عيد الأضحى حيث خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا، ثم نزل فذبحه كما تذبح الشاة، ثم أخذ هذه المقالة الخبيثة الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم ونشرها بين المسلمين فنُسبت هذه البدعة إليه فسُميت ببدعة الجهمية، وكل من قال بذلك فهو جهمي، ثم أخذ هذه البدعة الضال بشر بن غياث المِريسي الجهمي وحاول نشرها بين المسلمين، فرد عليه عُلماء السلف الجهابذة الأجلاء أهل السنة والجماعة، وصاحوا بهم من كل مكان وبدَّعوهم وكفروهم وضللوهم على هذه البدعة التي انتشرت بين بعض عوام المسلمين، بل وصلَ
أثرها السيء إلى بعض المنتسبين للعلم من أتباع الأئمة الأربعة حتى أدى ذلك بهم إلى تأويل صفات الله تعالى بزعم أن ظاهرها يقتضي التشبيه، وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية وأتباعهم من المعتزلة وأهل الكلام،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل منهم إلى الكُلاَّبية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة: كأبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل، وابن ابنه رزق الله، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأبي الحسن بن الزاغوني، وأبي الفرج
ابن الجوزي، وغير هؤلاء من أصحاب أحمد وإن كان الواحد من هؤلاء قد يتناقض في كلامه، وكأبي المعالي الجويني وأمثاله من أصحاب الشافعي،وكأبي الوليد الباجي وطائفة من أصحاب مالك، وكأبي الحسن الكرخي وطائفة من أصحاب أبي حنيفة «. [مجموع الفتاوى (5/ 576)]
ولهذا كان من الواجب أن نبين بعض حال هؤلاء الذين سماهم الدكتور ووصفهم أنهم من أهل السنة والجماعة، فنبدأ بالأشعري فنقول وبالله التوفيق:
الأشعري (أبو الحسن) رحمه الله تعالى المتوفى سنة 324 هـ
فقد كان في مبدأ أمره يقول بقول المعتزلة الذين منهم شيخه وزوج أمه أبو علي الجبائي رأس المعتزلة وهذا الذي أثر فيه وجعله يتمسك بمذهب المعتزلة
أربعين سنة، ثم بعد ذلك تحول عنه إلى مذهب الكُلابية أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاب، وتاب من القول بمذهب المعتزلة وجعل يرد عليهم
ويفضح مذاهبهم وأقوالهم، فألف في هذه الفترة كتبه:» اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع «و» كشف الأسرار وهتك الأستار «وغيرها من الكتب «[انظر الفهرست لابن النديم ص 257 وكذلك تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 39 – 42]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/223)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كُلاَّب «[مجموع الفتاوى (5/ 556)]» وذكر الإمام الذهبي أن الأشعري لحقَ بالكلابية وسلك طريقهم «[سير أعلام النبلاء (11/ 228)] وقال العلامة ابن القيم بعد أن ذكر ابن كُلاب:» ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه «[اجتماع الجيوش الإسلامية ص 257] ولذلك أثر فيه هذا في ترك مذهب المعتزلة والقول بما يوافق السلف في غالب مذهبهم، وإن كان له أقوال وافق فيها الجهمية وذلك بسبب عدم إحاطته بمذهب السلف في كل ما يقولون به إحاطةً كاملةً،
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية … «[مجموع الفتاوى (12/ 206)]
وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم «في» الإيمان «مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة «أنه:» يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … «[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (7/ 120 – 121)]
(تكملة الوقفة الثانية عشرة)
الإمام أبو حامد الاسفراييني
الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً، بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير، كما نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال:» سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ
أبا حامد الاسفراييني يقول:» مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر… «[شرح الأصفهانية 35]
ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة، وسأذكر ذلك في بيان حال الباقلاني إن شاء الله تعالى.
أبو بكر بن الطيب الباقلاني
أما القاضي أبو بكر الباقلاني فهو وإن كان ينتسب إلى الأشعري فإنه كان يوافق المعتزلة في كثيرٍ مما يقولون مما جعل الأئمة في زمانه يُحذرون منه، ويذمون
الأشاعرة لذلك السبب، قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام … «وقال أيضاً:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من» قطيعة الكرخ «إلى» الجامع المنصور «يدخل الرباط المعروف» بالروزي «المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: اشهدوا عليَّ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني، ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤون عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته … «[شرح الأصفهانية من 35 – 36]
وذكر الأمام الكرجي:» أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه «
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/224)
ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب» تمهيد الأوائل «وكتاب» الإبانة «وذكر فيها أنهُ يقول
بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة ويأتي إن شاء الله مزيد بيان لذلك.
أبو المعالي الجويني الابن، المتوفى سنة 478 هـ
مع أن الإمام أبي محمد الجويني والد أبي المعالي قد تاب من مذهب الأشعري إلا أن ابنه لم يسلك طريق أبيه، فقد كان يقول بمذهب الجهمية ويُنكر
علو الله على خلقه، مع أنه ينسب نفسه للأشعري، وفي هذا المقام قصة معروفة:» فقد ذكر الإمام محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة،
أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرةً والأستاذ أبو المعالي يذكر على منبره ويقول:» كان الله ولا عرش «ونفى الاستواء، فقال له الشيخ أبو جعفر:
يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني أن ذلك ثبت بالسمع – أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارفٌ قط: يا الله إلا وجدَ من
قلبه معنىً يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفعُ هذه الضرورة من قلوبنا؟! فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال: حيَّرني الهمداني
حيرني الهمداني ونزل «[مجموع الفتاوى (4/ 44 و 61) وانظر أيضاً (3/ 220
وسبب حيرته هذه هو عدم سلوكه طريق السلف أهل السنة والجماعة، فلم يكن عنده من العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف ما يعتصم به من هذه الحيرة والشبهات والشكوك، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما الجويني ومن سلك طريقته: فمالوا إلى مذهب المعتزلة فإن
أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم، قليل المعرفة بالآثار، فأثَّر فيه مجموع الأمرين … «[مجموع الفتاوى (6/ 52)]
وفي آخر حياته ترك أبو المعالي ما كان ينتحله من مذهب الجهمية المعتزلة، قال في كتابه» الرسالة النظامية «:» اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب عز وجل … «[مجموع الفتاوى (5/ 100 –101)] وانظر أيضاً [(العلو، للذهبي ص 187 - 188)]
فأحسنَ أبو المعالي في ترك مذهب الضُّلال والقول بترك التأويل- أي التحريف - في نصوص الصفات، ولكنهُ أخطأ في نسبة التفويض إلى السلف خطأً
عظيماً، وما ذلك إلا لأنه لم يكن على معرفةٍ كاملة وإحاطة تامةٍ بمذهب السلف رحمهم الله تعالى كما مر معنا،
ومع هذا فقد ندم أشد الندم على سلوكه الطريق السابق واختار أن يموت على عقيدة أمه أو عجائز نيسابور،فقال:» يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو
أني عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: لقد خُضتُ البحر الخِضم وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه،
والآن إن لم يتداركن الله برحمته فالويل لابن الجويني وها أنذا أموت على عقيدة أمي – أو قال –: عقيدة عجائز نيسابور «[مجموع الفتاوى (4/ 73)
الغزالي (أبو حامد) المتوفى سنة 505 هـ
أما الغزالي فقد تكلم عن نفسه في كتابه» المنقذ من الضلال «فبين أنه درس أولاً علم الكلام وثنى بالفلسفة وثلَّث بتعاليم الباطنية وربَّع بطريق الصوفية وأما طريقة السلف في تعلم آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فلم يذكرها في كتابه، ولذلك تكلم فيه خَلقٌ من العلماء حتى أخص الناس به تكلموا فيه وحذروا منه ومن كُتبه، ونذكر منهم ما يلي:
أ -[الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي] فقد كان من رُفقاء الغزالي واجتمع به وعرفه حق المعرفة، فقال في جواب لسائل يسأله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/225)
» سلامٌ عليك فإني رأيت أبا حامد وكلمته فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل وممارسةٍ للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريقِ العلماء ودخلَ في غِمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهبِ الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين … «
وقال عن كتابه» إحياء علوم الدين «:» وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين … «
ثم قال عنه:» فلما عمل كتابه الإحياء عَمَدَ فتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيسٍ بها ولا خبيرٍ بمعرفتها فسقط على أُم رأسه،
فلا في علماء المسلمين قَرَّ، ولا في أحوال الزاهدين استقرَّ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أعلم كتاباً على وجه الأرض أكثرُ كذباً على الرسول منه، ثم شبَّكهُ بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني رسائل إخوان الصفا … وما مثلُ من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة والآراء المنطقية إلا كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقاً يُرعد فيه ويبرق، ويُمنِّي ويُشوِّقُ، حتى إذا تشوفت له النفوس قال: هذا من علم المعاملة وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوز تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سر الصدر الذي نُهينا عن إفشائه، وهذا فعل الباطنية وأهل الدَّغل والدَّخل في الدين، يستقل الموجود، ويُعلق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه الجماعة، فلئن كان الرجل يعتقدُ ما سطَّرهُ لم يَبعد تكفيرُهُ، وإن كان لا يعتقده فما أقربَ تضليلُه، وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة خِيفَ عليهم أن يعتقدوا إذاً صحتَ ما فيه … «[انظر مقدمة كتاب الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي (ص 17 –18)]
ب -[الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح]
فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – فيما جمعهُ من طبقات أصحاب الشافعي وقرَّرهُ الشيخ أبو زكريا النووي – قال في هذا الكتاب:» فصلٌ في بيان
أشياء مهمةٍ أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضيها أهل مذهبهِ من الشذوذ في مصنفاته «ثم ذكر ما يُنتقد عليه حتى قال:» فكيف غَفَلَ الغزالي عن شيخه إمام الحرمين ومِن قبلهِ مِن كلِّ إمام هو لهُ مُقدِّم، ولمحله في تحقيق الحقائقِ رافعٌ ومُعظِّم، ثم لم يرفع أحدٌ منهم بالمنطقِ رأساً، ولا بنى عليه أُسَّاً، ولقد بخلطة المنطق بأصول الفقه بدعةً عظُمَ شؤمها على المتفقهة، حتى كثُرَ فيهم بعد ذلك المتفلسفة والله المستعان. [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 132]
ج – [الإمام أبو عبدالله المازري المالكي]
فقد قال عن الغزالي:» وأما أصول الدين فليس بالمستبحر فيها شغله عن ذلك قراءته علوم الفلسفة، وأكسبته قراءة الفلسفة جُرأةً على المعاني،
وتسهيلاً للهجوم على الحقائق … «[شرح الأصفهانية ص 133 – 134]
وقال عنه:» وقد عرفني بعض أصحابه أنه كان لهُ عكوف على قراءة رسائل إخوان الصفا، وذكر المازري أن الغزالي كان يُعوِّل على ابن سينا الفيلسوف
في أكثر ما يشير إليه في علم الفلسفة «ثم تكلم المازري في محاسن الإحياء ومذامه ومنافعه ومضاره بكلام طويل ختمه:» بأن من لم يكن عنده من البسطة
في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب فإن قراءته لا تجوز له … «[نفس المصدر السابق]
د – [الإمام ابن العربي المالكي]
قال عن شيخه وصاحبه الغزالي:» شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر، وقد حكى ابن العربي عنه من القول بمذاهب
الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كُتبه، ورد عليه العُلماء «. [مجموع الفتاوى (4/ 164)]
ه – [شيخ الإسلام ابن تيمية]
قال عنه:» والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في الشفاء وغيره، ورسائل إخوان الصفا، وكلام أبي حيان التوحيدي، وأما
المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة، وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة من تُرَّهات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/226)
الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة … «[مجموع الفتاوى (6/ 54 – 55)] وقال عن» كتاب الإحياء «:» والإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلين وألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمةُ الدين على أبي حامد هذا في كُتبه، وقالوا: مرَّضه الشفاء يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُرَّهاتهم … «[مجموع الفتاوى (10/ 551 - 552)] وقال عنه أيضاً:» في كلامه مادة فلسفية وأمور أُضيفت إليه توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المُخالفة للنبوة، بل المُخالفة لصريح العقل، حتى تكلم فيه جماعات من عُلماء خُراسان والعراق والمغرب: كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني، وأبي الوفاء بن عقيل، والقشيري، والطرطوشي، وابن رشد، والمازري، وجماعات من الأولين … وذكر منهم الإمام ابن الصلاح والإمام النووي. [شرح الأصفهانية ص 132] وانظر [مجموع الفتاوى (4/ 66)]
وقال عنه في موضع آخر:» يوجد في كلام أبي حامد ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يُحرفون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن مواضعه كما فعلت طائفة القرامطة والباطنية … «[مجموع الفتاوى (10/ 403)]
وسبب كلام هؤلاء العلماء في الغزالي وغيره هو: عدم سلوكهم طريقة السلف أهل السنة والجماعة في الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأبو حامد لم ينشأ بين من كان يعرف طريقة هؤلاء، ولا تلقَّى عن هذه
الطبقة، ولا كان خبيراً بطريقة الصحابة والتابعين، بل كان يقول عن نفسه:» أنا مُزجى البضاعة في الحديث «ولهذا يوجد في كُتبه من الأحاديث
الموضوعة والحكايات الموضوعة مالا يَعتمد عليه من لهُ علمٌ بالآثار… «[شرح الأصفهانية ص 128]
والغزالي في آخر حياته تاب مما كان قد صدر منه مما يُخالف دين الإسلام، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تكلم عنه فقال:» وأجود مالهُ من المواد المادة الصوفية ولو سلك فيها مسلك الصوفية وأهل العلم بالآثار النبوية واحترز عن تصوف المتفلسفة الصابئين لحصلَ مطلوبه، ونالَ مقصوده، ولكنه في آخر عُمره سلك هذا السبيل … «[شرح الأصفهانية ص 146]
ولذلك قال عنه تلميذه أبو الحسن عبدالغافر الفارسي: وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام … «[طبقات الشافعية للسبكي (4/ 111) وسير أعلام النبلاء للذهبي (19/ 325 – 326)]
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الغزالي مات وعلى صدره صحيح البخاري [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 162)] وذكر عنه أنه كان يقول:» أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام «[مجموع الفتاوى (4/ 28)]
وألف كتباً في هذه المرحلة مثل:» إلجام العوام عن علم الكلام «و» وتهافت الفلاسفة «وغيرها،
فإذا كان الغزالي قد اعترف بما آل إليه أمره من الشك والحيرة في آخر حياته، وتاب مما قد صدر منه قبل مماته، فهذا أمرٌ بينه وبين الله تعالى المطلع
على سريرته، وأما كتبه التي ألفها وفيها ما حذر العلماء منه فينبغي تركها والتحذير منها وعد اشتغال الناس بها،
كما قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح:» أبو حامد كثُر القول فيه ومنه، فأما هذه الكُتب – يعني المخالفة للحق – فلا يُلتفتُ إليها، وأما الرجل
فَيُسكت عنه ويفوض أمره إلى الله «[مجموع الفتاوى (4/ 65)].
الرازي أبو عبدالله عُمر بن الحسين المعروف (بابن الخطيب) المتوفى سنة 606 هـ
أما الرازي فقد أتعب نفسه طول حياته بالبحث فيما عاد عليه بالضرر من الحيرة والشك كما اعترف هو بنفسه، وقبل أن نذكر كلامه عن نفسه وكلام العلماء الصادقين فيه نبين بعض ما قد صدرَ منه من الأقوال الفاسدة والخطيرة المنحرفة،
[1] أنه كان يطعن في الأدلة الشرعية من حيث دلالتها فزعم أنها لا تُفيد اليقين، ومن حيث أن الأخبار الشرعية لا تفيد العلم، وهذه زلةٌ عظيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/227)
تجرُّ بلاء عظيماً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» فتجد أبا عبدالله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين وفي إفادة الأخبار للعلم، وهذان
هما مقدمة الزندقة «[مجموع الفتاوى (4/ 104)] وقال عنه في موضعٍ آخر:» أنه من أعظم الناس طعناً في الأدلة السمعية حتى ابتدع قولاً ما عُرف به قائلٌ مشهور غيره وهو أنها لا تفيد اليقين «[مجموع الفتاوى (13/ 141)].
[2] أنه قدم العقل على النقل من الكتاب والسنة، فجعل العقل أصلاً والنقل تابعاً، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس
وهو: أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل؟!!، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح،
كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم: درء تعارض العقل والنقل ويسمى أيضاً: موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ولهذا قال
شيخ الإسلام ابن تيمية: وكُتب أصول الدين لجميع الطوائف مملوءة بالاحتجاج بالأدلة السمعية الخبرية، لكن الرازي طعن في ذلك في المطالب العالية
قال: لأن الاستدلال بالسمع مشروط بأن لا يُعارضه قاطعٌ عقلي، فإذا عارضه العقلي وجب تقديمه عليه، قال: والعلم بانتفاء المعارض العقلي متعذر،
[مجموع الفتاوى (13/ 139)] وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السابق.
[3] أن الرازي قد صنف كتباً في كيفية عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر، وذكر فيها أن التقرب إلى هذه الكواكب يكون بفعل الفواحش
وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد
مقتلة عظيمة جداً قال: وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب
والأصنام وعمل السحر وسماه: السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ويُقال أنه صنفه لأم السلطان: علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين
خوارزم شاه، وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى إنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتاباً سماه الرسالة العلائية
في الاختيارات السماوية وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين…وأهل النجوم لهم اختيارات
إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم، وذكروا كثرة ما يقع
من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به، وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً، وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات
لهذا الملك، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك، كما ذكر في السر المكتوم في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها،
مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … [مجموع الفتاوى (13/ 180 – 181]
[4] أنه كان أعظم المتكلمين في باب الحيرة والشك والاضطراب وتناقض المقالات، كما اعترف بنفسه في آخر حياته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
عنه: وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب – لكن هو مسرفٌ في هذا الباب بحيث له نهمة في
التشكيك دون التحقيق … [مجموع الفتاوى (4/ 28)] وقال عنه في موضعٍ آخر: وأما ابن الخطيب فكثير الاضطراب جداً، لا يستقر على حال، وإنما هو بحثٌ وجدل، بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وسبب اضطرابه هو وأمثاله ممن ذكرناهم وغيرهم هو: عدم سلوكهم سبيل المؤمنين من السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وتوليهم لمذاهب أهل
الضلالة، من المتكلمين والفلاسفة، مما جعل أكابرهم في آخر حياتهم يعترفون بالحيرة والندامة، ومنهم الرازي نفسه، حتى قال عنه شيخ الإسلام
ابن تيمية: فهو تارة يرجح قوله قول الفلاسفة، وتارة قول المتكلمة، وتارة يحار ويقف، واعترف في آخر عُمره بأن طريق هؤلاء وهؤلاء لا تشفي
عليلاً ولا تروي غليلاً … «[مجموع الفتاوى (3/ 128)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/228)
وهذا هو الذي استقر عليه الرازي في آخر حياته حيث قال في كتابه» أقسام اللذات «:» لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: (الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه) واقرأ في النفي: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (ولا يحيطون به علما) (هل تعلم له سميا) ثم قال: ومن جرَّب مثل
تجربتي عرف مثل معرفتي، وكان دائماً يتمثل: نهاية إقدام العقول عقالُ وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وحاصلُ دنيانا أذىً ووبالُ
ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيلَ وقالُ [مجموع الفتاوى (4/ 72 - 73)]
وكان يقول كما قال أمثاله من قبل: من لزم دين العجائز كان هو الفائز، وكأن الجميع اتفقوا على أن غاية ما علموه طيلة حياتهم لا يُساوي دينَ
واعتقاد العجائز، وما ذاك إلا لأن إيمانهن واعتقادهن قويٌ صحيحٌ سليمٌ من تلك الشبهات والوساوس التي في نفوس أولئك القوم المتكلمين،
وقبل وفاته كتب وصيته التي أعلن فيها تبريه مما كان يقول به ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة واختياره طريقهم دون غيرهم من الناس وإثبات ما ورد من صفات الله تعالى على الوجه المراد منها واللائق بجلال الله تعالى وعظمته، قال الإمام الحافظ أبو الفداء بن كثير: ((وقد ذُكرت وصيته عند موته، وأنه رجع عن مذهب الكلام فيها إلى طريقة السلف، وتسليم ما ورد على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه. [البداية والنهاية (13/ 55)]
فيا ليت من انحرف عن طريق السلف الصالح أهل السنة والجماعة أن يتوب إلى الله ويرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويفعل
مثل ما فعل هؤلاء من التوبة والندم والرجوع إلى ذلك.وقد تأثر كثير من تلاميذ الرازي بحاله الأول حال الحيرة والشك، فمنهم تلميذه شمس الدين عبدالحميد الخسروشاهي المتوفى سنة 652 هـ حيث قالَ لما دخلَ عليه بعض الفُضلاء قال له شمس الدين ((: ما تعتقد؟ فقال له الرجل: ما يعتقده المسلمون، فقال له: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟! فقال الرجل: نعم، قال له: اُشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى أخضل لحيته. [شرح العقيدة الطحاوية (1/ 245 –246)]
الآمدي
وأما الآمدي فقد كانت الحيرة والشك تغلب عليه حتى اعترف هو بذلك، قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: والآمدي تغلب عليه الحيرة والوقف في
عامة الأصول الكبار، حتى أورد على نفسه سؤالاً في تسلسل العلل وزعم أنه لا يعرف عنه جواباً، وبنى إثبات الصانع على ذلك، فلا يُقرر في كتبه
لا إثبات إلا لصانع ولا حدوث العالم ولا وحدانية الله ولا النبوات ولا شيئاً من الأصول الكبار التي يحتاج إلى معرفتها. [مجموع الفتاوى (5/ 562)]
الشهرستاني أبو الفتح محمد بن القاسم بن عبدالكريم الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ.
كان الشهرستاني من عُلماء الأشاعرة المتكلمين وقد اعترف في آخر ما حصله من ذلك بالحيرة والشك، وأن جميع من أخذ عنهم من أولئك كانوا أيضاً
في حيرة تظهر عليم في غالب أحوالهم، فقال عن نفسه في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام: … فقد أشار إلى من إشارته غُنم، وطاعته حَتم، أن
أجمع له مشكلات الأصول، وأحل له ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول، لِحُسن ظنه بي أني وقفت على نهايات النظر، وفُزتُ بغايات مطارحِ
الفِكَر، ولعلَّهُ استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، ثم أنشد بعد هذا قوله:
لعمري لقد طُفتُ المعاهد كلها وسيرتُ طرفي بين تلك المعالمِ
فلم أر إلا واضعاً كفَّ حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ [نهاية الإقدام ص 1 –2]
وقد ردَّ عليه الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني بقوله:
لعلكَ أهملتَ الطوافَ بمعهدِ الرسولِ ومن لاقاهُ من كلِّ عالِمِ
فما حارَ من يُهدى بهديِّ محمدٍ ولستَ تراهُ قارعاً سِنَّ نادِمِ [حاشية درء تعاض العقل والنقل، تحقيق د: محمد رشاد سالم (1/ 159)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/229)
ولا شكَّ أن من وصل حالهُ إلى تلك الحيرة والشك – إن لم يتداركه الله برحمته – أنه يُصبح زنديق ضال مضل، كما هي حال الزنادقة.
وهناك غير هؤلاء ممن اعترف بحيرته على سلوك هذا الطريق فمنهم:
محمد بن نامور أبو عبدالله الخونجي المتوفى سنة 646 هـ فقد قال عند موته: ما عرفت مما حصلتُه شيئاً سِوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح، ثم قال:
الافتقار وصفٌ سلبيٌّ أموت وما عرفت شيئاً. [شرح الطحاوية المصدر السابق]
محمد بن سالم بن واصل الحموي المتوفى سنة 697 هـ، أحد المتأخرين وأبرعهم في الفلسفة والكلام، كان يقول: أستلقي على قفاي وأضع المِلحفة على نصف وجهي، ثم أذكر المقالات وحُجج هؤلاء وهؤلاء، واعتراض هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء. [مجموع الفتاوى (4/ 28)]
الإمام العلامة ابن دقيق العيد أبو الفتح القُشيري المتوفى سنة 702 هـ، وإن كان رحمه الله ليس مثلهم من جهة العلم والعمل لكنه ندم على سلوكه سبيل أولئك الأشاعرة المتكلمين المخالفين للسلف، والمخالفين حقيقةً لأبي الحسن الأشعري المنتسبين إليه،
قال عنه الإمام الذهبي: وقد كان شيخُنا أبو الفتح القُشيري يقول:
تجاوزتُ حَدَّ الأكثرينَ إلى العُلا وسافرتُ واستبقيتهم في المفاوزِ
وخُضتُ بحاراً ليسَ يُدركُ قعرها وسيرتُ نفسي في قَسِيمِ المفاوزِ
ولَجَجْتُ في الأفكارِ ثم تراجعَ اختياريْ إلى استحسانِ دينِ العجائزِ [العلو للعلي الغفار، للإمام الذهبي ص 188]
حتى الذين اشتهروا بالزندقة والضلال والخُبث، عند موتهم اعترفوا بتضييع أيامهم فيما منَّوا به أنفسهم من ذلك الكفر العظيم، ومن هؤلاء الصوفي الضال القائل بوحدة الوجود المشهور بابن الفارض قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: وابن الفارض – من متأخري الاتحادية – صاحب التائية المعروفة» بنظم السلوك «وقد نظم فيها الاتحاد نظماً رائق اللفظ، فهو أخبثُ من لحم خِنزير في صينيةٍ من ذهب، وما أحسنَ تسميتها» بنظم الشكوك «،لَمَّا حضرتهُ الوفاة أنشدَ:إن كانَ منزلتيْ في الحُبِّ عندَكمُ ما قد لقيتُ فقد ضيعتُ أيامي
أُمنيةً ظَفِرتْ نفسي بها زمناً واليومَ أحسَبُها أضغاثُ أحلامي [مجموع الفتاوي (4/ 73 - 74)]
ولذلك كاد الإمام الشوكاني أن ينزلق في طريق أولئك المتكلمين أهل الحيرة والشك، ولكنه بفضل الله تعالى رمي بذلك ولزم مذهب السلف
أهل السنة والجماعة، ولذلك قال عن نفسه:» واعلم أني عند الاشتغال بعلم الكلام وممارسة تلك المذاهب والنحل لم أزدد بها إلا حيرةً، ولا استفدتُ
منها إلا العلم بأن تلك المقالات خُزعبلات، فقلت إذ ذاك مُشيراً إلى ما استفدته من هذا العلم:
وغايةُ ما حصَّلتُهُ من مباحثي ومن نظري من بعدِ طولِ التَّدبُّرِ
هو الوقفُ ما بينَ الطريقينِ حيرةً فما عِلمُ من لم يلقَ غيرَ التحيُّرِ
على أنني قد خُضتُ منه غِمارهُ وما قنعتْ نفسي بدونِ التَّبَحُّرِ
وعن هذا رميتُ بتلك القواعد من حالق، وطرحتها خلفَ الحائط، ورجعتُ إلى الطريقة المربوطة بأدلة الكتاب والسنة، المعمودة بالأعمدة التي على
أوثقِ ما يعتمدُ عليه عباد الله وهم الصحابة ومن جاء بعدهم من علماء الأمة المقتدِين بهم السالكين مسالكهم، فطاحت الحيرة، وانجابت ظُلمة العماية،
وانقشعت وانكشفت ستور الغواية ولله الحمد … «[أدب الطلب ومنتهى الأرب (ص 146 – 147)]
فليت كل المخالفين لمنهج السلف أن يعودوا إليه مذعنين، ومما يخالفه تاركين، وأن يفعلوا كما فعل هؤلاء الأئمة الصالحين، من التمسك بسبيل الصحابة
وأتباعهم من المؤمنين أتباع سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ولذلك كل من خالف عن سبيل السلف فإنه يوجد عنده من الخطأ بقدر ما خالف فيه سواءً كان من المنتسبين للعلم أم من آحاد الناس،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/230)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» ولهذا يوجد في كلام الرازي وأبي حامد ونحوهما من الفلسفة ما لا يوجد في كلام أبي المعالي وذويه، ويوجد في كلام الرازي وأبي المعالي وأبي حامد من مذهب النفاة المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي الحسن الأشعري وقُدماء أصحابه، ويوجد في كلام أبي الحسن الأشعري من النفي الذي أخذه من المعتزلة مالا يوجد في كلام أبي محمد ببن كُلاَّب الذي أخذ أبو الحسن طريقته، ويوجد في كلام ابن كُلاَّب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة مالا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل فالسعيدُ من لزم السنة … «[بُغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد ص 451 وتُعرف بالسبعينية]
قال الإمام عبدالرحمن بن أحمد الكمالي في منظومته شهود الحق:
تَمسَّك بدينِ اللهِ دينِ نبيِّهِ وعُضَ عليهِ بالنواجذِ تَسعدِ
وعانقْ كِتابَ الله ما دُمتَ واجداً لهُ فقريبٌ رفعُهُ وكأنْ قَدِ
وقدْ رُفعتْ أحكامُهُ عندَ بعضهمْ ألَمَّا يكن ذا الرفعِ سُبحانَ سيدي
وصاحبْ حديثَ المصطفى مثلَ صحبهِ وإن لم تكن تقوى فقارب وسددِ
ولا تكُ من قومٍ أتتْ وتَفرَّقتْ بهمْ سُبُلٌ دون السبيلِ المُسَدَّدِ
وبعضهمُ في آخرِ العُمرِ قالَ قدْ أضعتُ نَفيسي في سرابٍ بِمَبْعَدِ
ألم يُغنني قول الإلهِ وأحمدٍ عنَ أقوال غيرٍ من بعيدٍ وأبعدِ
إلهي كأيمانِ العجائزِ جُدْ فقدْ وصلنَ ولمْ أسلمْ من اسر التَّبَعُّدِ
فيا ليت شعري هلْ نجا قبلَ موتهِ من الأسرِ أمْ كانَ اعتباراً لمُهتدِ [منظومة شهود الحق ص 160 – 162]
وقد وفق الله تعالى الإمام أبا محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني إلي التخلص من مذهب الأشاعرة والاعتراف بأن ما كانوا يقولون به في صفات الله تعالى من التأويل إنما هو تحريفٌ للكلم عن مواضعه، فذكر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة:» بالنصيحة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف
والصوت في القرآن المجيد «قال فيها:» وبعد، فهذه نصيحةٌ كتبتها إلى إخواني في الله أهل الصدق والصفاء، والإخلاص والوفاء، لما تعيَّنَ علي محبتهم في الله، ونصيحتهم في صفات الله عز وجل …أُعرفهم فيها أيدهم الله تعالى بتأييده، ووفقهم لطاعته ومزيده، أنني كُنتُ برهةً من الدهر متحيراً في ثلاث مسائل: مسألة الصفات، ومسألة الفوقية، ومسألة الحرف والصوت، وكُنتُ متحيراً في الأقوال الموجودة في كتب أهل العصر في جميع ذلك من تأويل الصفات وتحريفها، أو إمرارها والوقوف فيها وإثباتها بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، فأجد النصوص في كتاب الله تعالى وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم ناطقةً بحقائق هذه الصفات، وكذلك في إثبات العلو والفوقية، وكذلك في الحرف والصوت، ثم أجد المتأخرين من المتكلمين في كُتبهم: منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء، ويؤول النزول بنزول الأمر، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين، ويؤول القَدم
بقدم صدقٍ عند ربهم … وأمثال ذلك، ثم أجدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنىً قائماً بالذات بلا حرفٍ ولا صوتٍ ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم، وممن ذهب إلى هذه الأقوال قومٌ لهم في صدري منزلة، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين، لأني على مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه، عرفتُ فرائض ديني وأحكامه، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال وهم شيوخي ولي فيهم
الاعتقاد التام لفضلهم وعلمهم، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التأويلات حزازاتٌ لا يطمئن قلبي إليها، وأجدُ الكدرَ والظُّلمةَ منها، وأجدُ
ضيقَ الصدر وعدم انشراحهِ مقروناً بها، فكنتُ كالمتحير المضطرب في تحيره المتململ من قلبه في تقلبه وتغيره،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/231)
وكنتُ أخافُ أن من إطلاق القول بإثبات العلو والاستواء والنزول، مخافة الحصر والتشبيه، ومع ذلك فإذا طالعت النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أجدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني، وأجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرَّح بها مُخبراً عن ربه واصفاً لهُ بها، وأعلم بالاضطرار أنه صلى الله عليه وسلم كان يَحضرُ مجلسهُ الشريف والعالم والجاهل والذكي والبليد والأعرابي والجافي؛ ثم لا أجد شيئاً يُعقبُ تلك النصوص التي كان يَصفُ ربهُ بها لا نصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها ويؤولها كما تأولها هؤلاء مشايخي المتكلمين: مثل تأويلهم الاستواء بالاستيلاء، ونزول الأمر للنزول، وغير ذلك، ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لربه من الفوقية واليدين وغيرها، ولم يُنقل عنه مقالةً تدل على أن لهذه الصفات معاني أُخَر باطنة غير ما يظهر من مدلولها مثل فوقية المرتبة ويد
النعمة والقدرة وغير ذلك، وأجد الله عز وجل يقول: (الرحمن على العرش استوى) (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) … ثم ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وأنه هو الظاهر المراد من هذه النصوص،
ثم قال: إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلَّصنا من شُبهة التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل، وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، والحقُ واضحٌ في ذلك والصدور تنشرحُ له، فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل: تحريف الاستواء بالاستيلاء
وغيره، والوقوف في ذلك جهلٌ وعيٌّ، وع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسهُ بهذه الصفات لنعرفهُ بها، فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدولٌ عن المقصودِ
منه تعالى في تعريفنا إياها، فما وصف لنا نفسه بها إلا لِنُثبت ما وصف به نفسه ولا نقف في ذلك، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقةٌ وجهالةٌ فمن وفَّقهُ
الله تعالى للإثبات بلا تحريفٍ ولا تكييفٍ ولا وقوفٍ فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله …
وختم رسالته بقوله: فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار، وتأمل النصوص في الصفات، وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل
ولا جمود ولا وقوف، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكِفايةٌ لمن استبصر … «[انظر رسالته ضمن الرسائل المنيرية (1/ 174 –
وقد مرَّ معنا شيئاً من كلامه في الوقفة الرابعة.
وأما ذِكرُ الدكتور لبعض العلماء ونسبته لهم إما إلى الأشاعرة أو الماتريدية فلا يدل ذلك على أن كُل علماء الأمة كذلك، و ذكرنا أنه قد يقع من بعض العلماء زلات وأخطاء، وليس معنا هذا أن نوافقهُ في خطئه بل نُنبه عليه، ونُحذر من ذلك الخطأ وخاصةً إذا كان هذا الخطأ في أمور الاعتقاد، ومعلومٌ بالاضطرار من دين الإسلام أن خير القرون في كُلِّ فضلٍ وعلمٍ وفهمٍ أنهم القرون الثلاثة والصاحبة رضوان الله عليهم لهم النصيب الأعظم من ذلك ثم التابعون لهم بإحسان من بعدهم، ولم يقع منهم خلاف في شيءٍ من أمور الاعتقاد ولله الحمد، وأما العصور المتأخرة فليست كذلك، وقد نبَّه العُلماءُ الجهابذة على الأخطاء العقدية التي يقع فيها كثير من المنتسبين للعلم، فمثلاً الحافظ ابن حجر العسقلاني وقع في أخطاء في العقيدة في شرحه المسمى: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ونبَّه على أخطائه العلماء والأئمة أتباع السلف أهل السنة والجماعة بدون تجريحٍ لهُ ولا ذم متبعين في ذلك قولهُ صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فلهُ أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد، مع أن أمور الاعتقاد لا اجتهاد فيها بل نؤمنُ بها، ونهتدي بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم فيها، وممن نبَّه على أخطاءه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/232)
أ - العلامة المحدث الشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى الذي كان يحفظ الكتب الستة بأسانيدها، وكتابهُ مطبوع.
ب – سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وتعليقاته مطبوعة في حاشية فتح الباري.
ج – الشيخ العلامة عبدالله بن سعدي الغامدي، وكتابه مطبوع.
الوقفة الثالثة عشر
قول الدكتور:» والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطئون متجاوزون… «
وقول الدكتور:» فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة … «
[1] أنَّ الذم لا يكون إلا بمخالفة شيءٍ من الشرع الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم، وخاصةً إذا كان من
أمور الاعتقاد، فمن خالف شيئاً من ذلك فهو مذموم.
[2] أن الأشاعرة قد ذمهم علماءٌ كبار من الشافعية وغيرهم، ولذلك لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي
كتابه:» الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول «أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف وذكرَ منهم: الشافعي، ومالك والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، وسفيان بن عُيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم، وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها: من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …
والثاني:أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره،
فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد! قُلنا له: هذا من الأضداد،
لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد، ومن قال: أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول!! قُلنا له: قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد … «[مجموع الفتاوى (4/ 176 – 177)]
ثم قال رحمه الله تعالى:» وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ
مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية … «[المصدر السابق]
[3] أن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى لَمَّا تاب من الإعتزال وسلك طريقة أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب بقي في أقواله شيءٌ من أصول الجهمية كما مَرَّ معنا في الوقفة الثانية عشر.
[4] أن المنتسبين إلى الأشعري في الاعتقاد مختلفون فيما بينهم، فمنهم من حذا حذو الأشعري وهم: المتقدمون من أتباعه وهم قليل كأمثال: ابن مجاهد
وتلميذه الباقلاني، وكأبي علي بن شاذان، وأبي محمد اللبان، ومنهم من خالفه – وهم الغالبية – وخرج عن أقواله إلى أقوال المعتزلة والجهمية أمثال: أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وأبوعبدالله الرازي وغيرهم،
قال شخ الإسلام ابن تيمية:» وأئمة أصحاب الأشعري: كالقاضي أبي بكر الباقلاني وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد، وأصحابه: كأبي علي بن شاذان،
وأبي محمد اللبان، بل وشيوخ شيوخه: كأبي العباس القلانسي وأمثاله، بل والحافظ البيهقي وأمثاله أقرب إلى السنة من كثيرٍ من أصحاب الأشعري
المتأخرين الذين خرجوا عن كثيرٍ من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة، فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول
المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة … «[شرح الأصفهانية لابن تيمية (ص 78)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/233)
ولذلك كان شؤم المتأخرين من هؤلاء المنتسبين إلى الأشعري على بعض المسلمين عظيماً بسبب ما ينسبونه إلى السلف من الأقوال الباطلة التي لم يقُل بها
أحدٌ من السلف؛ وما ذاك إلا لقلةِ معرفتهم بآثار السلف،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره: فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف: كأبي المعالي وأبي حامد
وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعدون به من عواِّ أهل الصناعة فضلاً عن خواصِّها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف
البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامَّة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح والمتواتر عند أهل العلم بالحديث وبين الحديث
المُفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهدٍ بذلك ففيها عجائب. [مجموع الفتاوى (4/ 71 – 72)]
وقال في موضعٍ آخر: وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلفِ تارةً، وأقوال المتكلمين تارةً: كما يفعله غيرُ واحد مثل: أبي المعالي الجويني،
وأبي حامد الغزالي، والرازي وغيرهم، ولازم المذهب الذي ينصرونه تارةً أنه هو المعتمد، فلا يثبتون على دينٍ واحد وتغلبُ عليهم الشكوك وهذه
عادةُ الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة … [مجموع الفتاوى (4/ 157)]
[5] أن العلماء الجهابذة قد بينوا فساد مذهب الأشاعرة وغيرهم من الجهمية والمعتزلة والرافضة والصوفية أقطاب وحدة الوجود أهل الإلحاد القائلينَ
بالحلول والاتحاد، وغيرهم من أهل الزيغ والعناد، فمن أقوال أئمة السلف أهل السنة والجماعة في ذمِّ الأشاعرة:
أ-[قول الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي] كما مر معنا: وقد افتتن خلقٌ من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتتةٌ تعودُ بالوبال والنكال وسوء الدار … [المصدر السابق (4/ 177)]
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري، ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه … [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 36]
ب -[قول شيخ الإسلام ابن تيمية]: والأشعرية: الأغلب عليهم أنهم مُرجئةٌ في باب الأسماء والأحكام، جبريةٌ في باب القدر، وأما في الصفات
فليسوا جهميةً محضة بل فيهم نوع من التجهم … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وقال أيضاً: ولهذا صار من يُعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونحوهم يطعن في كثيرٍ ممن ينتسب إليه ويقولون: الشافعي لم يكن فيلسوفاً ولا مرجئياً
وهؤلاء فلاسفة مُرجئة، وغرضهم ذم الإرجاء … [المصدر السابق (7/ 120 – 121)]
ج_[الإمام العلاَّمة الحجة يحيى بن عمار السجستاني]
قال عنهم: المعتزلة الجهمية الذكور، والأشعرية الجهمية الإناث قال شيخ الإسلام: مرادهم الأشعرية الذين يُنفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يُظهر مقالةً تُناقض ذلك فهذا يُعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة؛ لاسيما وأنه بذلك يوهم حُسناً بكلِّ من انتسب هذه النسبة وينفتح باب شر [المصدر السابق (6/ 361)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:43 ص]ـ
قال شيخ الإسلام أبوالعباس بن تيمية رحمه الله تعالى في " لاميته ":
وأقول قال الله جل جلاله - المصطفى الهادي ولا أتأولِ
وجميع آيات الصفات أمرها - حقّاً كما نقل الطراز الأولِ
وأردُ عُهدتها إلى نُقالها - وأصونها عن كل ما يُتَخيْلِ
قُبحاً لمن نبذ القرآن وراءه - وإذا استدل يقولُ قالَ الأخطَلِ
ـ رحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة ـ
نقله خالد الأنصاري.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:59 ص]ـ
نعم وانا أيضا اسجل الاعتراض على عبارة نبيهم الاخطل
فهذا مما لايصح
وحسب علمي القاصر ارى انه لايجوز ان نقول نبي الاشاعرة هو الاخطل
أو (الفكر المختل عند الأشاعرة ونبيهم الأخطل)
ولو كان الأمر بيدي لغيرت العنوان
ومن نازعنا في شيء من هذا فليرجع الى أهل العلم وليأت بفتوى تجيز له القول (((ونبيهم الأخطل)
هذا والله أعلم بالصواب
تنبيه الكلام على العنوان
وعلى هذا الحرف
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 03 - 05, 03:32 ص]ـ
نعم وانا أيضا اسجل الاعتراض على عبارة نبيهم الاخطل
فهذا مما لايصح
وحسب علمي القاصر ارى انه لايجوز ان نقول نبي الاشاعرة هو الاخطل
أو (الفكر المختل عند الأشاعرة ونبيهم الأخطل)
ولو كان الأمر بيدي لغيرت العنوان
ومن نازعنا في شيء من هذا فليرجع الى أهل العلم وليأت بفتوى تجيز له القول (((ونبيهم الأخطل)
هذا والله أعلم بالصواب
تنبيه الكلام على العنوان
وعلى هذا الحرف
بارك الله فيك يا ابن وهب , وأنا أوافقك , وقد كنت لتوي أكتب اعتراضي على هذه العبارة بعد أن أوردت بعضاً من أبيات شيخ الإسلام , فإطلاق هذه العبارة مما لا يجوز النطق أو التفوه به , وهو من المناهي اللفظية.
فحبذا لو غير العنوان إلى:
الفكر المعتل في استدلال الأشاعرة بشعر الأخطل
هذا والله أعلم.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.(25/234)
الفكر المختل عند الأشاعرة###
ـ[عبد الله الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 03, 06:46 م]ـ
--------------------------------
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وآله وصحبه.
اما بعد:
فمن عجيب حال الاشاعرة انك إذا قلت لهم:
قال الله، قال رسوله، قال * الصحابة، هم أولوا العرفان!
قالوا لك:
شيخي قال لي عن الاخطل [[1]] * والاخطل عندي عمدةُ الأقوال!
فإنهم إذا قال لهم اهل السنة، الله متكلم، ودليلنا؛ قال سبحانه {وكلم الله موسى تكليما}، وقال صلى الله عليه وسلم: (يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب).
قال الاشاعرة: بل الله لا يتكلم، ودليلنا؛ قال الأخطل:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل * اللسان على الفؤاد دليلا!
وإذا قال لهم اهل السنة، الله استوى على عرشه، ودليلنا؛ قال سبحانه {الرحمن على العرش استوى}، وقال صلى الله عليه وسلم: (وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك).
قال الاشاعرة، بل الله استولى على العرش، ودليلنا؛ قال الاخطل:
قد استوى بشر على العراق * من غير سيف أو دم مهراق!
فيا لله والعجب، يتركون كتاب الله وسنة رسوله، بدعوى انها آحاد، أو غير قطعية الثبوت ولا قطعية الدلالة! ثم يستدلون بقول شاعر نصراني ملعون، اسمه الاخطل [[2]]! أيترك قول الله وقول رسوله واجماع السلف، ويؤخذ بقول شاعر نصراني؟!
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: (ومن العجيب أن هؤلاء المتكلمين – أعمى الله بصائرهم فوق ما قد أعماها – يزعمون أنهم لا يرضون إلا بالأدلة القاطعة والبراهين اليقينية، ويرون الأخبار – زعماً منهم - أنها أخبار آحاد لا تفيد علماً يقينياً، ثم يستدلون بمثل هذا، الذي لا يدل على شيء أصلاً لا ظاهراً ولا يقيناً، بل هو بمجرّد عمىً وهذيان يصوغه من عند نفسه ويخرجه من زبد معدته) [تحريم النظر في كتب الكلام].
وإذا كان ترك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لقول الصحابي، عظيمة وكبيرة لا تغتفر عند السلف الصالح، حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما: (يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر)؟! فماذا كان يفعل لو رأى الاشاعرة وهم يحرفون كلام الله لأجل قول شاعر نصراني؟!
فمن هو المتبوع الذي يؤخذ بقوله في الدين، أهو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، أم نبي الاشاعرة الاخطل النصراني؟!
أما عند الاشاعرة؛ فالذي يؤخذ بقوله؛ نبيهم الاخطل!
ولقد شنع العلماء على الاشاعرة - ومن وافقهم في هذا المسلك القبيح - اعظم التشنيع، وذموهم اعظم الذم، لفعلتهم الشنيعة القبيحة هذه، وإليكم بعض ما قاله العلماء فيهم وفي مسلكهم هذا:
1 - قال ابن كثير رحمه الله: (وكان الأخطل من نصارى العرب المتنصرة، قبحه الله وابعد مثواه، وهو الذي انشد بشر بن مروان قصيدته التي يقول فيها " قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق "، وهذا البيت تستدل به الجهمية على ان الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه، وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك. . . ولا تجد اضعف من حجج الجهمية، حتى اداهم الإفلاس من الحجج الى بيت هذا النصراني المقبوح، وليس فيه حجة، والله اعلم) [البداية والنهاية].
2 - قال ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كان مما يشنع به على هؤلاء، أنهم احتجوا فى أصل دينهم. . . بقول شاعر نصرانى يقال له الاخطل. . . فالحقائق العقلية أو مسمى لفظ الكلام الذى يتكلم به جميع بنى آدم لا يرجع فيه الى قول ألف شاعر فاضل، دع ان يكون شاعرا نصرانيا اسمه الاخطل، والنصارى قد عرف أنهم يتكلمون فى كلمة الله بما هو باطل، والخطل فى اللغة هو الخطأ فى الكلام).
وقال: (وأما البيت الذى يحكى عن الأخطل. . . فمن الناس من أنكر أن يكون هذا من شعره، وقالوا انهم فتشوا دواوينه فلم يجدوه. . . ولو احتج محتج فى مسألة بحديث اخرجاه فى الصحيحين عن النبى، لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول، وهذا البيت لم يثبت نقله عن قائله باسناد صحيح لا واحد ولا أكثر من واحد ولا تلقاه أهل العربية بالقبول فكيف يثبت به أدنى شىء من اللغة؟!).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/235)
وقال: (وبالجملة فمن احتاج الى أن يعرف مسمى الكلام. . . بقول شاعر فانه من أبعد الناس عن معرفة طرق العلم، ثم هو من المولدين وليس من الشعراء القدماء، وهو نصرانى كافر مثلث) [مجموع الفتاوي].
3 - قال حافظ الحكمي رحمه الله: (وكما تأولوا الاستواء بالإستيلاء، واستشهدوا ببيت مجهول مروي على خلاف وجهه، وهو ما ينسب إلى الأخطل النصراني. . . فعدلوا عن اكثر من ألف دليل من التنزيل إلى بيت ينسب إلى بعض العلوج، ليس على دين الإسلام ولا على لغة العرب، فطفق أهل الأهواء يفسرون به كلام الله عز وجل ويحملونه عليه، مع إنكار عامة أهل اللغة لذلك) [معارج القبول].
4 - قال ابن القيم رحمه الله في نونيته:
ودليلهم في ذاك بيت قاله * فما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في * معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح الههم * إذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا * هوتا قديما بعد متحدان
ونظير هذا من يقول كلامه * معنى قديم غير ذي حدثان
والشطر مخلوق وتلك حروفه * ناسوته لكن هما غيران
فانظر الى ذاك الاتفاق فانه * عجب وطالع سنة الرحمن
5 - قال ابن ابي العز رحمه الله: (ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد، ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به، فكيف وهذا البيت قد قيل أنه موضوع منسوب إلى الأخطل وليس هو في ديوانه؟!. . . وعلى تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به، فإن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام. . . أفيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام؟! ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب؟!) [شرح الطحاوية].
6 - قال ابو المعالي أسعد بن المنجا رحمه الله: كنت يوما عند الشيخ أبي البيان رحمه الله، فجاءه ابن تميم الذي يدعى الشيخ الأمين، فقال له الشيخ بعد كلام جرى بينهما: (ويحك، الحنابلة إذا قيل لهم ما الدليل على ان القرآن بحرف وصوت؟ قالوا؛ قال الله كذا وقال رسوله كذا. . . وانتم إذا قيل لكم؛ ما الدليل على ان القرآن معنى قائم في النفس؟ قلتم؛ قال الاخطل!. . . أيش هذا الأخطل؟! نصراني خبيث، بنيتم مذهبكم على بيت شعر من قوله وتركتم الكتاب والسنة؟!) [رواه الذهبي رحمه الله في العلو].
7 - قال ابن حزم رحمه الله: (واحتج بعضهم في هذا المكان بقول الأخطل النصراني لعنه الله. . . فجوابنا على هذا الاحتجاج ان نقول؛ ملعون ملعون قائل هذا البيت، وملعون ملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله عز وجل. . . ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه، وحسبنا الله ونعم الوكيل) [الفصل في الملل والنحل].
فهذا قليل من كثير من ذم العلماء رحمهم الله للاشاعرة.
فاللهم عليك بالأشاعرة فانهم لا يعجزونك، كما حرفوا دينك، وحاربوا أوليائك واذوهم، وتركوا كتابك وسنة رسولك صلى الله عليه وسلم ونبذوهما وراء ظهورهم، واخذوا بقول نصراني خبيث!.
ورحم الله القائل [[3]]:
قبحا لمن نبذ القرآن وراءه * فاذا استدل يقول قال الأخطل
والحمد لله وحده
وصلى الله على رسوله وسلم
السبت 28/ 4/1424هـ
اخوكم العراقي
-------------------------
1 - هو غوث بن غياث، شاعر نصراني، ولد عام 20 هـ وهلك عام 92 هـ
2 - قال الزمخشري: (خطل؛ مضطرب، وسهم خطل؛ يذهب يميناً وشمالاً لا يقصد قصد الهدف. . . ومنطق خطل؛ مضطرب، وفي كلامه خطل وخطل في كلامه وأخطل. . . وامرأة خطالة؛ ذات ريبة) [اساس البلاغة]، وفي القاموس المحيط: (الكلام الفاسد الكثير).
3 - هو شيخ الإسلام ابن تيمية.
__________
منقووول
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[01 - 07 - 03, 08:18 م]ـ
الأخ الفاضل / عبد الله الأثري بارك الله بك
عنوان يصدق عليهم فعلاً
وقد ضل من كانت العميان تهديه
نسأل الله لهم الهداية والعلم وترك الهوى والإستكبار
ـ[عبد الله الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 03, 09:39 م]ـ
وبارك فيك أيضاً أخي الطيب خالد
ـ[مسلم2003]ــــــــ[01 - 07 - 03, 11:45 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/236)
هل تعلمون أن الحافظ ابن حجر العسقلاني والنووي والقاضي عياض وأبا الوليد الباجي والقاضي أبا بكر بن العربي والحافظ العراقي والحافظ ابن سيد الناس، وكل أئمة القراءات الأندلسيين .. وعامة الفقهاء في الأمة الإسلامية هم أشاعرة أو يوافقون الأشاعرة في كثير من المسائل؟
فهل تقصدهم؟
ـ[عبد الله الأثري]ــــــــ[02 - 07 - 03, 11:01 م]ـ
(#حرّر#).
لاحول ولاقوة الا بالله
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[03 - 07 - 03, 01:18 ص]ـ
الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فأرجو ألا يحمل كلامي على غير معناه ... ، وهذا ليس دفاعًا ولا ذمًا للأشاعرة ـ رحمهم الله تعالى ـ وإنما بيان لما كتب أعلاه.
فالأخ كاتب المقال ـ سكن الله روعه ـ أراد أن يبدي بعض التعارض ـ لا أعلم هل هي من قوله أو منقوله ـ على مذهب الأشاعرة ـ رحمهم الله تعالى ـ ونسي أنه يجب أن يكون المتعارضان في نفس الموضوع، وذكر مسألة الكلام والاستواء، ثم عقب: فيا لله ... أيترك قول الله وقول رسوله واجماع السلف، ويؤخذ بقول شاعر نصراني؟!
وحقيقة أنا لا أعلم أحدًا من الاشاعرة قال إنه يترك قول الله أو رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لقول نصراني أو غيره، فهذا تلبيس بين، فإن قال: هذا فحوى كلامهم، فيقال: لا تعارض بين الكلام لأن مسألة التواتر والآحاد والظني والقطعي في نصوص الكتاب والسنة، أما أقوال الشعراء التي تفسر الكلام العربي فتؤخذ من المشركين والخمارين فضلا عن النصارى وغيرهم، فهي مبينة لمعاني الكلمات العربية.
ثم أخذ يسرد أقوالا للأئمة ـ رحمهم الله تعالى ـ، ولا أرى مطابقة بين الاستدلال وما يستدل له، لأن الأئمة عندما ردوا على الأشاعرة ـ رحمهم الله ـ إنما ردوا البيت لعدم ثبوته واختلاف ألفاظه إلى آخر ما يعكر الاستدلال اللغوي به ... ، ولم يردوه لأنه قول نصراني أو مشرك فكيف يُفسّر القرآن؟
فالفهم الفهم، وأرجو من المشرف ـ بارك الله فيه ـ أن يحرر العنوان، والدعاء السمج الذي تلفظ به كاتب المقال ـ غفر الله له ـ، فهذا شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ ولا يخفى ما حصل بينهم لم يدعو عليهم وإنما لهم، واعتذر لهم ..
ـ[البراق]ــــــــ[03 - 07 - 03, 02:43 ص]ـ
عفا الله عنك، أألأخطل نبي الأشاعرة اليس لك بنبيك قدوة صلى الله عليه وسلم أما كان بوسعك أن تتأدب في الخطاب وتحفظ - على الأقل - بقاء أصل الإيمان والإسلام عندهم.
أهكذا علمتنا سلفيتنا أن نشتم الآخرين، أهكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ومن قبله ومن بعده،.
والله إن سلفيتنا تحثنا على حبهم والدعاء لهم لأنهم ممن سبقونا بالإيمان كما أن سلفيتنا تحثنا على بغض ما هم عليه من خطأ لا نرضاه من تأويل غير مستساغ.
ومع ذلك نسأل الله أن يغفر لمذنبنا ومذنبهم ويهدي ضالنا وضالهم وأن يهديهم للمذهب الحق كما أننا في نفس الوقت نحذر من أخطائهم.
لذلك أرجو الإعتذار عن الإسلوب الغير لائق والإعتراف بالحق فضيلة وهذه السلفية الحقة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 03, 03:47 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ضرار بن الأزور
أما أقوال الشعراء التي تفسر الكلام العربي فتؤخذ من المشركين والخمارين فضلا عن النصارى وغيرهم، فهي مبينة لمعاني الكلمات العربية.
الفهم الفهم يا أخ ضرار
تكلم بعلم أو اسكت بحلم كما في توقيعك
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله (3/ 261): "واحتج بعضهم في هذا المكان بقول الأخطل النصراني لعنه الله إذ يقول:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
قال فجوابنا على هذا الاحتجاج أن نقول: ملعون، ملعون قائل هذا البيت، وملعون من جعل قول هذا النصراني حجة في دين الله عز وجل، وليس هذا من باب اللغة التي يحتج فيها بالعربي وإن كان كافراً، وإنما هي قضية عقلية، فالعقل والحس يكذبان هذا البيت. وقضية شرعية، فالله عز وجل أصدق من النصراني اللعين إذ يقول عز وجل: ? يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم? [آل عمران: 167]، فقد أخبر عز وجل بأن من الناس من يقول بلسانه ما ليس في فؤاده بخلاف قول الأخطل لعنه الله.
فأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب الأخطل ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه. وحسبنا الله ونعم الوكيل. اهـ
ـ[أمير دولة الموحدين]ــــــــ[03 - 07 - 03, 04:20 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/237)
أخوانى الكرام نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يبارك فى جوهدكم، هذا الموقع هو أملنا الوحيد الباقى فالرجاء من الاخوة المشرفين أن يرعو شعور كل الزائرين لهذا الموقع فالنقد يكون بناء وليس هدام. ونسال الله العظيم رب العرش العظيم أن لا يدخل الشيطان بيننا.
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[03 - 07 - 03, 09:45 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد الأمين ـ وفقه الله تعالى ـ وبعد
فأساله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يتكلم بعلم أو يسكت بحلم ولا يتعجل بالرد والحكم، ولقد اعترضت على قولي: أما أقوال الشعراء التي تفسر الكلام العربي فتؤخذ من المشركين والخمارين فضلا عن النصارى وغيرهم، فهي مبينة لمعاني الكلمات العربية.
والسؤال هو ما الإشكال في هذا الكلام، ولا أظنك تختلف معي فيه.
فإن قلت: إتيانك به في معرض قول الأخطل: إن الكلام ...
قلت: وهل الأخطل ممن يحتج به في اللغة كالمشركين والخمارين أم لا؟
فإن قلت: لا يحتج بشعره، فلا كلام لي.
وإن قلت: يحتج بشعره، ولكن هذا البيت مما ليس فيه حجة لأمور منها:
عدم ثبوته، اختلاف ألفاظه، ما لقائله من عقيدة نصرانية ولهم معنى خاص للكلمة فيسقط الاستدلال بذلك كما اسقط الاستدلال بأقوال بعض الشعراء الذين كثرة خلطتهم بالفرس ..
أصبحنا على أمر سواء، واتفقنا والحمد لله رب العالمين.
أما الاستدلال بقول الإمام ابن حزم ـ غفر الله له ـ، ففيه ثلاثة نقاط:
أولا: هو مبتور حيث كان يتكلم عن المنافقين ... وليس بمسألة كلام الله والحرف والصوت، وأحببت الاستفسار من فضيلتكم، هل يقول الإمام ابن حزم بالحرف والصوت، فإني لم أطلع له على تصريح بذلك.
ثانيًا: لا تعارض بين قولي وقوله: فإني نبهت الكاتب على التفريق بين مسائل النصوص من ظني وقطعي وآحاد ومتواتر ... ويبن أقوال الشعراء التي تفسر كلام العرب، فهي لا تجري على قواعد النصوص، فلا تعارض بين قواعدهما، وإن كان يريد بيان خطأ معين في مقاله بدون تهجم وتهكم يجعله في رد البيت بالاستدلال العلمي، أو في موضوع أخبار الآحاد .. ، وانظر ـ رحمك الله ـ إلى قوله: قال الاشاعرة: بل الله لا يتكلم ا. هـ بالله عليك من قال من الأشاعرة أن الله لا يتكلم، هو يتكلم بدون دقة ولا .. إنما للرد والتهجم، الخلاف مشهور في هل الله تكلم بحرف أو صوت أم لا أما الكلام المطلق فهو أمر مجمع عليه، يكفر من أنكره، ولا أرى في كلام الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ أي اعتراض على هذا التفريق.
ثالثًا: قوله ـ رحمه الله تعالى ـ: فقد أخبر عز وجل بأن من الناس من يقول بلسانه ما ليس في فؤاده بخلاف قول الأخطل لعنه الله، فأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب الأخطل ولعن الله من يجعل الأخطل حجة في دينه. وحسبنا الله ونعم الوكيل. اهـ
فلا أرى حقيقة إن سلمنا ـ جدلاً ـ بثبوت البيت .. ، أن في البيت والآية أي تعارض فالآية تبين أن المنافقين ـ لعنهم الله تعالى ـ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم أي أن ما في قلوبهم بخلاف ما ينطقون به، وهذا لا ينفي أن يكون ما يقولونه في أنفسهم وقلوبهم يسمى كلامًا عند العرب ـ أعيد تنزلاً إن أخذنا بالبيت ـ، فأهل النحو وغيرهم يقولون بأن للكلام معان ... ولا يعني هذا أنه إن أثبتنا معنًا بطل الآخر، ولا يفيد قول الشاعر أن اللسان لا ينطق إلا بما في القلب ..
وهنا أريد أن أنبه أنه يجب على المشتغلين بالعقيدة وبيانها تنبيه الناس على خطر أقوال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ في هذا الباب ـ أي باب الاعتقاد ـ فهو رحمه الله أشد ضررًا وأخطر قولا من الأشاعرة ـ رحمهم الله تعالى ـ، فلا يُطمأن لقوله ولا يُركن إليه خاصة في هذا الباب، وأنقل بعض أقوال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ (مقتبس من مقال للأخ الموحد في موقع صيد الفوائد).
قال شيخ الإسلام في شرح الأصفهانية صـ 106ـ110: (وبهذا يتبين أن الحي القابل للسمع والبصر والكلام إما أن يتصف بذلك وإما أن يتصف بضده وهو الصمم والبكم والخرس ومن قدر خلوه عنهما فهو مشابه للقرامطة الذين قالوا لا يوصف بأنه حي ولا ميت ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/238)
وقد قاربهم في ذلك من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة وقال لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا.
ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات، وقرمطة في السمعيات، فإنإ نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور، وإن العبد إذا قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، كان قد أحسن في مناجاة ربه، وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته ...
ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم، فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم، بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه، وإنما امتنعوا عن بعضها، وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى، وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى، بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده، فهذا ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع إدعائهم الحديث ومذهب السلف وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار.
ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير.
وأيضا فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات وينكرون على الأشعري وأصحابه، والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منه تحقيقا وانتسابا.
أما تحقيقا فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه ومذهب ابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات تبين له ذلك وعلم هو وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفة من الأشعرية، وأن الأشعرية أقرب إلى السلف والأئمة وأهل الحديث منهم.
وأيضا فإن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلكت المعتزلة.
وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات وإن خالفوهم في القدر والوعيد.
وأما الانتساب: فانتساب الأشعري وأصحابه إلى الإمام أحمد خصوصا وسائر أئمة أهل الحديث عموما ظاهر مشهور في كتبهم كلها ...
وهذه الجمل نافعة، فإن كثيرا من الناس ينتسب إلى السنة أو الحديث أو اتباع مذهب السلف أو الأئمة أو مذهب الإمام أحمد أو غيره من الأئمة أو قول الأشعري أو غيره ويكون في أقواله ما ليس بموافق لقول من انتسب إليهم، فمعرفة ذلك نافعة جدا كما تقدم في الظاهرية الذين ينتسبون إلى الحديث والسنة حتى أنكروا القياس الشرعي المأثور عن السلف والأئمة، ودخلوا في الكلام الذي ذمه السلف والأئمة، حتى نفوا حقيقة أسماء الله وصفاته، وصاروا مشابهين للقرامطة الباطنية، بحيث تكون مقالة المعتزلة في أسماء الله أحسن من مقالتهم فهم مع دعوى الظاهر يقرمطون في توحيد الله وأسمائه)
وقال شيخ الإسلام في درء التعارض 5/ 249،250) (وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة، وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث، ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما، ويدعي أنهم خرجوا عن، مذهب السنة والحديث في الصفات، ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك (
وقال الحافظ ابن عبد الهادي عن ابن حزم، بعد أن وصفه بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع: (لكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا؛ كالرحيم والعليم والقدير ونحوها، بل العلم عنده هو القدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على شيئ زائد على الذات المجردة أصلا، وهذا عين السفسطة والمكابرة، وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة، وأمعن في ذلك، فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة).
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:18 م]ـ
وهل تعلم أن الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة لم يكونوا أشاعرة!!!
بل القرون الثلاثة الفاضلة لم يكن فيها أشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/239)
ـ[سليمان المصرى]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:02 م]ـ
المذهب الاشعرى يختلف مع اهل السنة فى المسائل الفرعية وهذا هو الحق الذى لا ينبغى الرجوع عنه
والدليل على هذا ان العامة يموتون بلا معرفة لمسائل مثل الصفات وغيرها ولم يقل احد ان الله يحاسبهم على هذه المسائل ولا يعنى هذا اننى اصحح ما قاله الاشاعرة ولكن المقصد اننى ارفض ان نبترهم من الاسلام لهذا
كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما علمنا السب والقدح فى المسلمين بل لم يسب المنافقين ونحن الان نسب اهل السنة قبل المبتدعة بسبب مسائل عمليه فرعيه وما للمسلمين الا ان يناقشوا المخالف بادب ويدعون لهم بالهداية ويرجون لمن مات من المسلمين ان يرحمهم الله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
والله إني لأعجب من وجود أعضاء بيننا لاظهرون إلا عند الكلام على المبتدعة وأهل الضلال فيدافعون عنهم باستناتة ويجلون خلافنا معهم في الفروع"مع أن لفظة الفروع بهذا المعنى لاتصح"فسبحان الله أين أنتم في الدفاع عن أهل السنة أو في نصرة الحق أو في تقرير مسألة تنفع الناس؟ اللهم طهر هذا المنبر المبارك من كل بتدع يريد أن يلوثه أو ينفث فيه سمومه وأحقاده.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 11:30 م]ـ
والله إني لأعجب من وجود أعضاء بيننا لاظهرون إلا عند الكلام على المبتدعة وأهل الضلال فيدافعون عنهم باستماتة ويجعلون خلافنا معهم في الفروع"مع أن لفظة الفروع بهذا المعنى لاتصح"فسبحان الله أين أنتم في الدفاع عن أهل السنة أو في نصرة الحق أو في تقرير مسألة تنفع الناس؟ اللهم طهر هذا المنبر المبارك من كل مبتدع يريد أن يلوثه أو ينفث فيه سمومه وأحقاده.
ـ[سيف 1]ــــــــ[16 - 03 - 05, 09:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت ما شارك به الأخوة هنا حول الأشاعرة ولما رأيت أن هناك من لا يزال يدندن بأن كثير من أئمة السلف العلماء كانوا أشاعرة.رأيث أثبات ذلك المقال
وكان كتبه الوليد بن عبد الملك يرد به علي يوسف القرضاوي في مقال له نشره في مجلة المجتمع قال فيه ودندن بمثل ما قال بعضهم هنا. لا تحرمونا دعائكم
قول الدكتور:» فالأمة الإسلامية معظمها أشاعرة أو ماتُريدية، فالمالكية والشافعية أشاعرة والحنفية ماتُريدية … «
[1] أن الأمة الإسلامية ليس معظمها أشاعرة ولا ماتُريدية لا في القديم ولا في الحديث، بل فيها طوائف ضالة ومذاهب منتشرة كالمعتزلة الجهمية،
والصوفية المنحرفة، والرافضة الكفرة، وغيرهم.
[2] أن أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة
كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان، والإمام سفيان الثوري إمام العراق،
والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي
وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي
ويحيى بن معين، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك، وتلميذه الإمام
الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين
في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد
فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية، بل سلفيين أهل السنة والجماعة.
[3] أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك:
أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني، ولا الذين
رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/240)
وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف، فمنهم: إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور
إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي، وإمام المالكية في زمانه
الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي،
والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر، وغيرهم كثير
ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله
محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي، وكتابهُ في التفسير [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته.
وأما الشافعية: فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني، والإمام
الربيع بن سليمان المرادي، وكالإمام البويطي وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة
أمثال: إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد،
وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني
أبو حامد الإسفراييني، وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]
والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي، والإمام علم الدين البرزالي
وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد.
وأما الحنفية: فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال: محمد بن الحسن الشيباني أحد
رواة موطأ الإمام مالك، والقاضي أبي يوسف وغيرهم، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية، بل أئمة سلفيين أمثال:
الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام
أبو جعفر الطحاوي، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة
القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان
القنُّوجي، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم» الدين الخالص «وهناك غيرهم من أئمة السلف.
وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه، حتى على
نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه، ومن هؤلاء العلماء:
السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم «
وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام «
وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة» بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/241)
قول الدكتور:» وكل علمائنا وأئمتنا الكبار من هؤلاء … «- يقصِد الأشاعرة والماتُريدية - و ذكر منهم: الاسفراييني، والجويني، والباقلاني، والغزالي، والآمدي، وابن حجر العسقلاني، وأبو الوليد الباجي، وغيرهم من العلماء، وسنبين إن شاء الله هُنا حال بعض الذين ذكرهم، وحال غيرهم ممن اتبع سبيلهم ونهج طريقهم حتى يتبين لنا الحق في ذلك من غيره والله وحده المستعان.
[1] أن الأئمة الكبار، والعلماء الجهابذة الفخام لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ولا معتزلة جهمية ولا رافضة ولا خوارج ولا قرامطة ولا باطنية ولا غير ذلك من الفرق المنحرفة الضالة، بل هم أئمة سلفيين أهل سُنةٍ وجماعة كما مر معنا في الوقفة العاشرة.
[2] أن العلماء الذين ذكرهم لا يصلون في الفضل والعلم إلى مرتبة الأئمة الأربعة ولا أئمة الحديث والفقه والذين ذكرنا بعضاً منهم في الوقفة العاشرة.
أن الماتُريدي والمنتسبين إليه وكثيراً من المنتسبين للأشعري هم في الحقيقة موافقون للمعتزلة والجهمية في كثير من أقوالهم التي تقلدوها، وبيان ذلك فيما يلي: إن أول من أنكر صفات الله تعالى في دار الإسلام هو الجعد بن درهم، فقد أنكر صفة محبة الله تعالى لعباده المؤمنين وأنكر كلام الله تعالى،فقتله الأمير خالد بن عبدالله القسري في عيد الأضحى حيث خطب الناس وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيرا، ثم نزل فذبحه كما تذبح الشاة، ثم أخذ هذه المقالة الخبيثة الجهم بن صفوان تلميذ الجعد بن درهم ونشرها بين المسلمين فنُسبت هذه البدعة إليه فسُميت ببدعة الجهمية، وكل من قال بذلك فهو جهمي، ثم أخذ هذه البدعة الضال بشر بن غياث المِريسي الجهمي وحاول نشرها بين المسلمين، فرد عليه عُلماء السلف الجهابذة الأجلاء أهل السنة والجماعة، وصاحوا بهم من كل مكان وبدَّعوهم وكفروهم وضللوهم على هذه البدعة التي انتشرت بين بعض عوام المسلمين، بل وصلَ
أثرها السيء إلى بعض المنتسبين للعلم من أتباع الأئمة الأربعة حتى أدى ذلك بهم إلى تأويل صفات الله تعالى بزعم أن ظاهرها يقتضي التشبيه، وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية وأتباعهم من المعتزلة وأهل الكلام،قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وهذا القول أول من عُرف به هم الجهمية والمعتزلة وانتقل منهم إلى الكُلاَّبية والأشعرية والسالمية ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة: كأبي الحسن التميمي، وابنه أبي الفضل، وابن ابنه رزق الله، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأبي الحسن بن الزاغوني، وأبي الفرج
ابن الجوزي، وغير هؤلاء من أصحاب أحمد وإن كان الواحد من هؤلاء قد يتناقض في كلامه، وكأبي المعالي الجويني وأمثاله من أصحاب الشافعي،وكأبي الوليد الباجي وطائفة من أصحاب مالك، وكأبي الحسن الكرخي وطائفة من أصحاب أبي حنيفة «. [مجموع الفتاوى (5/ 576)]
ولهذا كان من الواجب أن نبين بعض حال هؤلاء الذين سماهم الدكتور ووصفهم أنهم من أهل السنة والجماعة، فنبدأ بالأشعري فنقول وبالله التوفيق:
الأشعري (أبو الحسن) رحمه الله تعالى المتوفى سنة 324 هـ
فقد كان في مبدأ أمره يقول بقول المعتزلة الذين منهم شيخه وزوج أمه أبو علي الجبائي رأس المعتزلة وهذا الذي أثر فيه وجعله يتمسك بمذهب المعتزلة
أربعين سنة، ثم بعد ذلك تحول عنه إلى مذهب الكُلابية أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاب، وتاب من القول بمذهب المعتزلة وجعل يرد عليهم
ويفضح مذاهبهم وأقوالهم، فألف في هذه الفترة كتبه:» اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع «و» كشف الأسرار وهتك الأستار «وغيرها من الكتب «[انظر الفهرست لابن النديم ص 257 وكذلك تبيين كذب المفتري لابن عساكر ص 39 – 42]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/242)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وكان أبو الحسن الأشعري لما رجع عن الاعتزال سلك طريق أبي محمد بن كُلاَّب «[مجموع الفتاوى (5/ 556)]» وذكر الإمام الذهبي أن الأشعري لحقَ بالكلابية وسلك طريقهم «[سير أعلام النبلاء (11/ 228)] وقال العلامة ابن القيم بعد أن ذكر ابن كُلاب:» ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على طريقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه «[اجتماع الجيوش الإسلامية ص 257] ولذلك أثر فيه هذا في ترك مذهب المعتزلة والقول بما يوافق السلف في غالب مذهبهم، وإن كان له أقوال وافق فيها الجهمية وذلك بسبب عدم إحاطته بمذهب السلف في كل ما يقولون به إحاطةً كاملةً،
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية … «[مجموع الفتاوى (12/ 206)]
وقال أيضاً:» وأبو الحسن الأشعري نصر قول» جهم «في» الإيمان «مع أنه نصر المشهور عن» أهل السنة «أنه:» يستثني في الإيمان «… وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ما ذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة … «[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام (7/ 120 – 121)]
(تكملة الوقفة الثانية عشرة)
الإمام أبو حامد الاسفراييني
الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً، بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير، كما نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال:» سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ
أبا حامد الاسفراييني يقول:» مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر… «[شرح الأصفهانية 35]
ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة، وسأذكر ذلك في بيان حال الباقلاني إن شاء الله تعالى.
أبو بكر بن الطيب الباقلاني
أما القاضي أبو بكر الباقلاني فهو وإن كان ينتسب إلى الأشعري فإنه كان يوافق المعتزلة في كثيرٍ مما يقولون مما جعل الأئمة في زمانه يُحذرون منه، ويذمون
الأشاعرة لذلك السبب، قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام … «وقال أيضاً:» كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من» قطيعة الكرخ «إلى» الجامع المنصور «يدخل الرباط المعروف» بالروزي «المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: اشهدوا عليَّ بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني، ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤون عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته … «[شرح الأصفهانية من 35 – 36]
وذكر الأمام الكرجي:» أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه «
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/243)
ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب» تمهيد الأوائل «وكتاب» الإبانة «وذكر فيها أنهُ يقول
بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة ويأتي إن شاء الله مزيد بيان لذلك.
أبو المعالي الجويني الابن، المتوفى سنة 478 هـ
مع أن الإمام أبي محمد الجويني والد أبي المعالي قد تاب من مذهب الأشعري إلا أن ابنه لم يسلك طريق أبيه، فقد كان يقول بمذهب الجهمية ويُنكر
علو الله على خلقه، مع أنه ينسب نفسه للأشعري، وفي هذا المقام قصة معروفة:» فقد ذكر الإمام محمد بن طاهر المقدسي في حكايته المعروفة،
أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مرةً والأستاذ أبو المعالي يذكر على منبره ويقول:» كان الله ولا عرش «ونفى الاستواء، فقال له الشيخ أبو جعفر:
يا أستاذ دعنا من ذكر العرش – يعني أن ذلك ثبت بالسمع – أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا ما قال عارفٌ قط: يا الله إلا وجدَ من
قلبه معنىً يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفعُ هذه الضرورة من قلوبنا؟! فصرخ أبو المعالي ووضع يده على رأسه وقال: حيَّرني الهمداني
حيرني الهمداني ونزل «[مجموع الفتاوى (4/ 44 و 61) وانظر أيضاً (3/ 220
وسبب حيرته هذه هو عدم سلوكه طريق السلف أهل السنة والجماعة، فلم يكن عنده من العلم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وبآثار السلف ما يعتصم به من هذه الحيرة والشبهات والشكوك، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأما الجويني ومن سلك طريقته: فمالوا إلى مذهب المعتزلة فإن
أبا المعالي كان كثير المطالعة لكتب أبي هاشم، قليل المعرفة بالآثار، فأثَّر فيه مجموع الأمرين … «[مجموع الفتاوى (6/ 52)]
وفي آخر حياته ترك أبو المعالي ما كان ينتحله من مذهب الجهمية المعتزلة، قال في كتابه» الرسالة النظامية «:» اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب عز وجل … «[مجموع الفتاوى (5/ 100 –101)] وانظر أيضاً [(العلو، للذهبي ص 187 - 188)]
فأحسنَ أبو المعالي في ترك مذهب الضُّلال والقول بترك التأويل- أي التحريف - في نصوص الصفات، ولكنهُ أخطأ في نسبة التفويض إلى السلف خطأً
عظيماً، وما ذلك إلا لأنه لم يكن على معرفةٍ كاملة وإحاطة تامةٍ بمذهب السلف رحمهم الله تعالى كما مر معنا،
ومع هذا فقد ندم أشد الندم على سلوكه الطريق السابق واختار أن يموت على عقيدة أمه أو عجائز نيسابور،فقال:» يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو
أني عرفتُ أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به، وقال عند موته: لقد خُضتُ البحر الخِضم وخلَّيت أهل الإسلام وعلومهم ودخلت فيما نهوني عنه،
والآن إن لم يتداركن الله برحمته فالويل لابن الجويني وها أنذا أموت على عقيدة أمي – أو قال –: عقيدة عجائز نيسابور «[مجموع الفتاوى (4/ 73)
الغزالي (أبو حامد) المتوفى سنة 505 هـ
أما الغزالي فقد تكلم عن نفسه في كتابه» المنقذ من الضلال «فبين أنه درس أولاً علم الكلام وثنى بالفلسفة وثلَّث بتعاليم الباطنية وربَّع بطريق الصوفية وأما طريقة السلف في تعلم آثار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده فلم يذكرها في كتابه، ولذلك تكلم فيه خَلقٌ من العلماء حتى أخص الناس به تكلموا فيه وحذروا منه ومن كُتبه، ونذكر منهم ما يلي:
أ -[الإمام محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي] فقد كان من رُفقاء الغزالي واجتمع به وعرفه حق المعرفة، فقال في جواب لسائل يسأله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/244)
» سلامٌ عليك فإني رأيت أبا حامد وكلمته فوجدته امرءاً وافر الفهم والعقل وممارسةٍ للعلوم، وكان ذلك معظم زمانه، ثم خالف عن طريقِ العلماء ودخلَ في غِمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم سابها وجعل يطعن على الفقهاء بمذاهبِ الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل ينتحي عن الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين … «
وقال عن كتابه» إحياء علوم الدين «:» وهو لعمر الله أشبه بإماتة علوم الدين … «
ثم قال عنه:» فلما عمل كتابه الإحياء عَمَدَ فتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيسٍ بها ولا خبيرٍ بمعرفتها فسقط على أُم رأسه،
فلا في علماء المسلمين قَرَّ، ولا في أحوال الزاهدين استقرَّ، ثم شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أعلم كتاباً على وجه الأرض أكثرُ كذباً على الرسول منه، ثم شبَّكهُ بمذاهب الفلاسفة ورموز الحلاج ومعاني رسائل إخوان الصفا … وما مثلُ من نصر الإسلام بمذاهب الفلاسفة والآراء المنطقية إلا كمن يغسل الثوب بالبول، ثم يسوق الكلام سوقاً يُرعد فيه ويبرق، ويُمنِّي ويُشوِّقُ، حتى إذا تشوفت له النفوس قال: هذا من علم المعاملة وما وراءه من علم المكاشفة لا يجوز تسطيره في الكتب، ويقول: هذا من سر الصدر الذي نُهينا عن إفشائه، وهذا فعل الباطنية وأهل الدَّغل والدَّخل في الدين، يستقل الموجود، ويُعلق النفوس بالمفقود، وهو تشويش لعقائد القلوب، وتوهين لما عليه الجماعة، فلئن كان الرجل يعتقدُ ما سطَّرهُ لم يَبعد تكفيرُهُ، وإن كان لا يعتقده فما أقربَ تضليلُه، وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب فلعمري إذا انتشر بين من لا معرفة له بسمومه القاتلة خِيفَ عليهم أن يعتقدوا إذاً صحتَ ما فيه … «[انظر مقدمة كتاب الحوادث والبدع للإمام الطرطوشي (ص 17 –18)]
ب -[الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح]
فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح – فيما جمعهُ من طبقات أصحاب الشافعي وقرَّرهُ الشيخ أبو زكريا النووي – قال في هذا الكتاب:» فصلٌ في بيان
أشياء مهمةٍ أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته، ولم يرتضيها أهل مذهبهِ من الشذوذ في مصنفاته «ثم ذكر ما يُنتقد عليه حتى قال:» فكيف غَفَلَ الغزالي عن شيخه إمام الحرمين ومِن قبلهِ مِن كلِّ إمام هو لهُ مُقدِّم، ولمحله في تحقيق الحقائقِ رافعٌ ومُعظِّم، ثم لم يرفع أحدٌ منهم بالمنطقِ رأساً، ولا بنى عليه أُسَّاً، ولقد بخلطة المنطق بأصول الفقه بدعةً عظُمَ شؤمها على المتفقهة، حتى كثُرَ فيهم بعد ذلك المتفلسفة والله المستعان. [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 132]
ج – [الإمام أبو عبدالله المازري المالكي]
فقد قال عن الغزالي:» وأما أصول الدين فليس بالمستبحر فيها شغله عن ذلك قراءته علوم الفلسفة، وأكسبته قراءة الفلسفة جُرأةً على المعاني،
وتسهيلاً للهجوم على الحقائق … «[شرح الأصفهانية ص 133 – 134]
وقال عنه:» وقد عرفني بعض أصحابه أنه كان لهُ عكوف على قراءة رسائل إخوان الصفا، وذكر المازري أن الغزالي كان يُعوِّل على ابن سينا الفيلسوف
في أكثر ما يشير إليه في علم الفلسفة «ثم تكلم المازري في محاسن الإحياء ومذامه ومنافعه ومضاره بكلام طويل ختمه:» بأن من لم يكن عنده من البسطة
في العلم ما يعتصم به من غوائل هذا الكتاب فإن قراءته لا تجوز له … «[نفس المصدر السابق]
د – [الإمام ابن العربي المالكي]
قال عن شيخه وصاحبه الغزالي:» شيخنا أبو حامد دخل في بطون الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر، وقد حكى ابن العربي عنه من القول بمذاهب
الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كُتبه، ورد عليه العُلماء «. [مجموع الفتاوى (4/ 164)]
ه – [شيخ الإسلام ابن تيمية]
قال عنه:» والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في الشفاء وغيره، ورسائل إخوان الصفا، وكلام أبي حيان التوحيدي، وأما
المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة، وكلامه في الإحياء غالبه جيد، لكن فيه مواد فاسدة: مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة من تُرَّهات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/245)
الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة … «[مجموع الفتاوى (6/ 54 – 55)] وقال عن» كتاب الإحياء «:» والإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإن فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلين وألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمةُ الدين على أبي حامد هذا في كُتبه، وقالوا: مرَّضه الشفاء يعني شفاء ابن سينا في الفلسفة، وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُرَّهاتهم … «[مجموع الفتاوى (10/ 551 - 552)] وقال عنه أيضاً:» في كلامه مادة فلسفية وأمور أُضيفت إليه توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المُخالفة للنبوة، بل المُخالفة لصريح العقل، حتى تكلم فيه جماعات من عُلماء خُراسان والعراق والمغرب: كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني، وأبي الوفاء بن عقيل، والقشيري، والطرطوشي، وابن رشد، والمازري، وجماعات من الأولين … وذكر منهم الإمام ابن الصلاح والإمام النووي. [شرح الأصفهانية ص 132] وانظر [مجموع الفتاوى (4/ 66)]
وقال عنه في موضع آخر:» يوجد في كلام أبي حامد ونحوه من أصول هؤلاء الفلاسفة الملاحدة الذين يُحرفون كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن مواضعه كما فعلت طائفة القرامطة والباطنية … «[مجموع الفتاوى (10/ 403)]
وسبب كلام هؤلاء العلماء في الغزالي وغيره هو: عدم سلوكهم طريقة السلف أهل السنة والجماعة في الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ولذلك قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية:» وأبو حامد لم ينشأ بين من كان يعرف طريقة هؤلاء، ولا تلقَّى عن هذه
الطبقة، ولا كان خبيراً بطريقة الصحابة والتابعين، بل كان يقول عن نفسه:» أنا مُزجى البضاعة في الحديث «ولهذا يوجد في كُتبه من الأحاديث
الموضوعة والحكايات الموضوعة مالا يَعتمد عليه من لهُ علمٌ بالآثار… «[شرح الأصفهانية ص 128]
والغزالي في آخر حياته تاب مما كان قد صدر منه مما يُخالف دين الإسلام، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية حينما تكلم عنه فقال:» وأجود مالهُ من المواد المادة الصوفية ولو سلك فيها مسلك الصوفية وأهل العلم بالآثار النبوية واحترز عن تصوف المتفلسفة الصابئين لحصلَ مطلوبه، ونالَ مقصوده، ولكنه في آخر عُمره سلك هذا السبيل … «[شرح الأصفهانية ص 146]
ولذلك قال عنه تلميذه أبو الحسن عبدالغافر الفارسي: وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما حجة الإسلام … «[طبقات الشافعية للسبكي (4/ 111) وسير أعلام النبلاء للذهبي (19/ 325 – 326)]
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الغزالي مات وعلى صدره صحيح البخاري [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (1/ 162)] وذكر عنه أنه كان يقول:» أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام «[مجموع الفتاوى (4/ 28)]
وألف كتباً في هذه المرحلة مثل:» إلجام العوام عن علم الكلام «و» وتهافت الفلاسفة «وغيرها،
فإذا كان الغزالي قد اعترف بما آل إليه أمره من الشك والحيرة في آخر حياته، وتاب مما قد صدر منه قبل مماته، فهذا أمرٌ بينه وبين الله تعالى المطلع
على سريرته، وأما كتبه التي ألفها وفيها ما حذر العلماء منه فينبغي تركها والتحذير منها وعد اشتغال الناس بها،
كما قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح:» أبو حامد كثُر القول فيه ومنه، فأما هذه الكُتب – يعني المخالفة للحق – فلا يُلتفتُ إليها، وأما الرجل
فَيُسكت عنه ويفوض أمره إلى الله «[مجموع الفتاوى (4/ 65)].
الرازي أبو عبدالله عُمر بن الحسين المعروف (بابن الخطيب) المتوفى سنة 606 هـ
أما الرازي فقد أتعب نفسه طول حياته بالبحث فيما عاد عليه بالضرر من الحيرة والشك كما اعترف هو بنفسه، وقبل أن نذكر كلامه عن نفسه وكلام العلماء الصادقين فيه نبين بعض ما قد صدرَ منه من الأقوال الفاسدة والخطيرة المنحرفة،
[1] أنه كان يطعن في الأدلة الشرعية من حيث دلالتها فزعم أنها لا تُفيد اليقين، ومن حيث أن الأخبار الشرعية لا تفيد العلم، وهذه زلةٌ عظيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/246)
تجرُّ بلاء عظيماً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» فتجد أبا عبدالله الرازي يطعن في دلالة الأدلة اللفظية على اليقين وفي إفادة الأخبار للعلم، وهذان
هما مقدمة الزندقة «[مجموع الفتاوى (4/ 104)] وقال عنه في موضعٍ آخر:» أنه من أعظم الناس طعناً في الأدلة السمعية حتى ابتدع قولاً ما عُرف به قائلٌ مشهور غيره وهو أنها لا تفيد اليقين «[مجموع الفتاوى (13/ 141)].
[2] أنه قدم العقل على النقل من الكتاب والسنة، فجعل العقل أصلاً والنقل تابعاً، وافترض افتراضاً باطلاً وهو كما في كتابه تأسيس التقديس
وهو: أنه لو خالف النقل عقلٌ فماذا يحصل؟!!، وهذا نوعٌ من الطعن في الأدلة الشرعية فإنه لا يمكن أن يُخالف نقلٌ صحيح عقلٌ سليم صريح،
كما بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم: درء تعارض العقل والنقل ويسمى أيضاً: موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ولهذا قال
شيخ الإسلام ابن تيمية: وكُتب أصول الدين لجميع الطوائف مملوءة بالاحتجاج بالأدلة السمعية الخبرية، لكن الرازي طعن في ذلك في المطالب العالية
قال: لأن الاستدلال بالسمع مشروط بأن لا يُعارضه قاطعٌ عقلي، فإذا عارضه العقلي وجب تقديمه عليه، قال: والعلم بانتفاء المعارض العقلي متعذر،
[مجموع الفتاوى (13/ 139)] وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه السابق.
[3] أن الرازي قد صنف كتباً في كيفية عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر، وذكر فيها أن التقرب إلى هذه الكواكب يكون بفعل الفواحش
وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية عندما تكلم عن فتنة التتار وقهرهم للخليفة بالعراق وقتلهم ببغداد
مقتلة عظيمة جداً قال: وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع، حتى صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب
والأصنام وعمل السحر وسماه: السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ويُقال أنه صنفه لأم السلطان: علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين
خوارزم شاه، وكان من أعظم ملوك الأرض، وكان للرازي به اتصال قوي، حتى إنه وصى إليه على أولاده، وصنف له كتاباً سماه الرسالة العلائية
في الاختيارات السماوية وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين…وأهل النجوم لهم اختيارات
إذا أراد أحدهم أن يفعل فعلاً أخذ طالعاً سعيداً فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم، وقد صنف الناس كتباً في الرد عليهم، وذكروا كثرة ما يقع
من خلاف مقصودهم فيما يُخبرون به ويأمرون به، وكم يُخبرون من خبر فيكون كذباً، وكم يأمرون باختيار فيكون شراً، والرازي صنف الاختيارات
لهذا الملك، وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك، كما ذكر في السر المكتوم في عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها،
مثل ما يدعوا الموحدون ربهم بل أعظم، بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله … [مجموع الفتاوى (13/ 180 – 181]
[4] أنه كان أعظم المتكلمين في باب الحيرة والشك والاضطراب وتناقض المقالات، كما اعترف بنفسه في آخر حياته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية
عنه: وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب – لكن هو مسرفٌ في هذا الباب بحيث له نهمة في
التشكيك دون التحقيق … [مجموع الفتاوى (4/ 28)] وقال عنه في موضعٍ آخر: وأما ابن الخطيب فكثير الاضطراب جداً، لا يستقر على حال، وإنما هو بحثٌ وجدل، بمنزلة الذي يطلب ولم يهتد إلى مطلوبه … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وسبب اضطرابه هو وأمثاله ممن ذكرناهم وغيرهم هو: عدم سلوكهم سبيل المؤمنين من السلف الصالح أهل السنة والجماعة، وتوليهم لمذاهب أهل
الضلالة، من المتكلمين والفلاسفة، مما جعل أكابرهم في آخر حياتهم يعترفون بالحيرة والندامة، ومنهم الرازي نفسه، حتى قال عنه شيخ الإسلام
ابن تيمية: فهو تارة يرجح قوله قول الفلاسفة، وتارة قول المتكلمة، وتارة يحار ويقف، واعترف في آخر عُمره بأن طريق هؤلاء وهؤلاء لا تشفي
عليلاً ولا تروي غليلاً … «[مجموع الفتاوى (3/ 128)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/247)
وهذا هو الذي استقر عليه الرازي في آخر حياته حيث قال في كتابه» أقسام اللذات «:» لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، اقرأ في الإثبات: (الرحمن على العرش استوى) (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه) واقرأ في النفي: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) (ولا يحيطون به علما) (هل تعلم له سميا) ثم قال: ومن جرَّب مثل
تجربتي عرف مثل معرفتي، وكان دائماً يتمثل: نهاية إقدام العقول عقالُ وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشةٍ من جسومنا وحاصلُ دنيانا أذىً ووبالُ
ولم نستفدْ من بحثنا طولَ عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيلَ وقالُ [مجموع الفتاوى (4/ 72 - 73)]
وكان يقول كما قال أمثاله من قبل: من لزم دين العجائز كان هو الفائز، وكأن الجميع اتفقوا على أن غاية ما علموه طيلة حياتهم لا يُساوي دينَ
واعتقاد العجائز، وما ذاك إلا لأن إيمانهن واعتقادهن قويٌ صحيحٌ سليمٌ من تلك الشبهات والوساوس التي في نفوس أولئك القوم المتكلمين،
وقبل وفاته كتب وصيته التي أعلن فيها تبريه مما كان يقول به ورجوعه إلى مذهب السلف الصالح أهل السنة والجماعة واختياره طريقهم دون غيرهم من الناس وإثبات ما ورد من صفات الله تعالى على الوجه المراد منها واللائق بجلال الله تعالى وعظمته، قال الإمام الحافظ أبو الفداء بن كثير: ((وقد ذُكرت وصيته عند موته، وأنه رجع عن مذهب الكلام فيها إلى طريقة السلف، وتسليم ما ورد على الوجه اللائق بجلال الله سبحانه. [البداية والنهاية (13/ 55)]
فيا ليت من انحرف عن طريق السلف الصالح أهل السنة والجماعة أن يتوب إلى الله ويرجع إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويفعل
مثل ما فعل هؤلاء من التوبة والندم والرجوع إلى ذلك.وقد تأثر كثير من تلاميذ الرازي بحاله الأول حال الحيرة والشك، فمنهم تلميذه شمس الدين عبدالحميد الخسروشاهي المتوفى سنة 652 هـ حيث قالَ لما دخلَ عليه بعض الفُضلاء قال له شمس الدين ((: ما تعتقد؟ فقال له الرجل: ما يعتقده المسلمون، فقال له: وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به؟! فقال الرجل: نعم، قال له: اُشكر الله على هذه النعمة، ولكني والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد والله ما أدري ما أعتقد، وبكى حتى أخضل لحيته. [شرح العقيدة الطحاوية (1/ 245 –246)]
الآمدي
وأما الآمدي فقد كانت الحيرة والشك تغلب عليه حتى اعترف هو بذلك، قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: والآمدي تغلب عليه الحيرة والوقف في
عامة الأصول الكبار، حتى أورد على نفسه سؤالاً في تسلسل العلل وزعم أنه لا يعرف عنه جواباً، وبنى إثبات الصانع على ذلك، فلا يُقرر في كتبه
لا إثبات إلا لصانع ولا حدوث العالم ولا وحدانية الله ولا النبوات ولا شيئاً من الأصول الكبار التي يحتاج إلى معرفتها. [مجموع الفتاوى (5/ 562)]
الشهرستاني أبو الفتح محمد بن القاسم بن عبدالكريم الشهرستاني المتوفى سنة 548هـ.
كان الشهرستاني من عُلماء الأشاعرة المتكلمين وقد اعترف في آخر ما حصله من ذلك بالحيرة والشك، وأن جميع من أخذ عنهم من أولئك كانوا أيضاً
في حيرة تظهر عليم في غالب أحوالهم، فقال عن نفسه في كتابه نهاية الإقدام في علم الكلام: … فقد أشار إلى من إشارته غُنم، وطاعته حَتم، أن
أجمع له مشكلات الأصول، وأحل له ما انعقد من غوامضها على أرباب العقول، لِحُسن ظنه بي أني وقفت على نهايات النظر، وفُزتُ بغايات مطارحِ
الفِكَر، ولعلَّهُ استسمن ذا ورم، ونفخ في غير ضرم، ثم أنشد بعد هذا قوله:
لعمري لقد طُفتُ المعاهد كلها وسيرتُ طرفي بين تلك المعالمِ
فلم أر إلا واضعاً كفَّ حائرٍ على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ [نهاية الإقدام ص 1 –2]
وقد ردَّ عليه الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني بقوله:
لعلكَ أهملتَ الطوافَ بمعهدِ الرسولِ ومن لاقاهُ من كلِّ عالِمِ
فما حارَ من يُهدى بهديِّ محمدٍ ولستَ تراهُ قارعاً سِنَّ نادِمِ [حاشية درء تعاض العقل والنقل، تحقيق د: محمد رشاد سالم (1/ 159)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/248)
ولا شكَّ أن من وصل حالهُ إلى تلك الحيرة والشك – إن لم يتداركه الله برحمته – أنه يُصبح زنديق ضال مضل، كما هي حال الزنادقة.
وهناك غير هؤلاء ممن اعترف بحيرته على سلوك هذا الطريق فمنهم:
محمد بن نامور أبو عبدالله الخونجي المتوفى سنة 646 هـ فقد قال عند موته: ما عرفت مما حصلتُه شيئاً سِوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح، ثم قال:
الافتقار وصفٌ سلبيٌّ أموت وما عرفت شيئاً. [شرح الطحاوية المصدر السابق]
محمد بن سالم بن واصل الحموي المتوفى سنة 697 هـ، أحد المتأخرين وأبرعهم في الفلسفة والكلام، كان يقول: أستلقي على قفاي وأضع المِلحفة على نصف وجهي، ثم أذكر المقالات وحُجج هؤلاء وهؤلاء، واعتراض هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ولم يترجح عندي شيء. [مجموع الفتاوى (4/ 28)]
الإمام العلامة ابن دقيق العيد أبو الفتح القُشيري المتوفى سنة 702 هـ، وإن كان رحمه الله ليس مثلهم من جهة العلم والعمل لكنه ندم على سلوكه سبيل أولئك الأشاعرة المتكلمين المخالفين للسلف، والمخالفين حقيقةً لأبي الحسن الأشعري المنتسبين إليه،
قال عنه الإمام الذهبي: وقد كان شيخُنا أبو الفتح القُشيري يقول:
تجاوزتُ حَدَّ الأكثرينَ إلى العُلا وسافرتُ واستبقيتهم في المفاوزِ
وخُضتُ بحاراً ليسَ يُدركُ قعرها وسيرتُ نفسي في قَسِيمِ المفاوزِ
ولَجَجْتُ في الأفكارِ ثم تراجعَ اختياريْ إلى استحسانِ دينِ العجائزِ [العلو للعلي الغفار، للإمام الذهبي ص 188]
حتى الذين اشتهروا بالزندقة والضلال والخُبث، عند موتهم اعترفوا بتضييع أيامهم فيما منَّوا به أنفسهم من ذلك الكفر العظيم، ومن هؤلاء الصوفي الضال القائل بوحدة الوجود المشهور بابن الفارض قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: وابن الفارض – من متأخري الاتحادية – صاحب التائية المعروفة» بنظم السلوك «وقد نظم فيها الاتحاد نظماً رائق اللفظ، فهو أخبثُ من لحم خِنزير في صينيةٍ من ذهب، وما أحسنَ تسميتها» بنظم الشكوك «،لَمَّا حضرتهُ الوفاة أنشدَ:إن كانَ منزلتيْ في الحُبِّ عندَكمُ ما قد لقيتُ فقد ضيعتُ أيامي
أُمنيةً ظَفِرتْ نفسي بها زمناً واليومَ أحسَبُها أضغاثُ أحلامي [مجموع الفتاوي (4/ 73 - 74)]
ولذلك كاد الإمام الشوكاني أن ينزلق في طريق أولئك المتكلمين أهل الحيرة والشك، ولكنه بفضل الله تعالى رمي بذلك ولزم مذهب السلف
أهل السنة والجماعة، ولذلك قال عن نفسه:» واعلم أني عند الاشتغال بعلم الكلام وممارسة تلك المذاهب والنحل لم أزدد بها إلا حيرةً، ولا استفدتُ
منها إلا العلم بأن تلك المقالات خُزعبلات، فقلت إذ ذاك مُشيراً إلى ما استفدته من هذا العلم:
وغايةُ ما حصَّلتُهُ من مباحثي ومن نظري من بعدِ طولِ التَّدبُّرِ
هو الوقفُ ما بينَ الطريقينِ حيرةً فما عِلمُ من لم يلقَ غيرَ التحيُّرِ
على أنني قد خُضتُ منه غِمارهُ وما قنعتْ نفسي بدونِ التَّبَحُّرِ
وعن هذا رميتُ بتلك القواعد من حالق، وطرحتها خلفَ الحائط، ورجعتُ إلى الطريقة المربوطة بأدلة الكتاب والسنة، المعمودة بالأعمدة التي على
أوثقِ ما يعتمدُ عليه عباد الله وهم الصحابة ومن جاء بعدهم من علماء الأمة المقتدِين بهم السالكين مسالكهم، فطاحت الحيرة، وانجابت ظُلمة العماية،
وانقشعت وانكشفت ستور الغواية ولله الحمد … «[أدب الطلب ومنتهى الأرب (ص 146 – 147)]
فليت كل المخالفين لمنهج السلف أن يعودوا إليه مذعنين، ومما يخالفه تاركين، وأن يفعلوا كما فعل هؤلاء الأئمة الصالحين، من التمسك بسبيل الصحابة
وأتباعهم من المؤمنين أتباع سيد المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ولذلك كل من خالف عن سبيل السلف فإنه يوجد عنده من الخطأ بقدر ما خالف فيه سواءً كان من المنتسبين للعلم أم من آحاد الناس،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/249)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» ولهذا يوجد في كلام الرازي وأبي حامد ونحوهما من الفلسفة ما لا يوجد في كلام أبي المعالي وذويه، ويوجد في كلام الرازي وأبي المعالي وأبي حامد من مذهب النفاة المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي الحسن الأشعري وقُدماء أصحابه، ويوجد في كلام أبي الحسن الأشعري من النفي الذي أخذه من المعتزلة مالا يوجد في كلام أبي محمد ببن كُلاَّب الذي أخذ أبو الحسن طريقته، ويوجد في كلام ابن كُلاَّب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة مالا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل فالسعيدُ من لزم السنة … «[بُغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل الإلحاد من القائلين بالحلول والاتحاد ص 451 وتُعرف بالسبعينية]
قال الإمام عبدالرحمن بن أحمد الكمالي في منظومته شهود الحق:
تَمسَّك بدينِ اللهِ دينِ نبيِّهِ وعُضَ عليهِ بالنواجذِ تَسعدِ
وعانقْ كِتابَ الله ما دُمتَ واجداً لهُ فقريبٌ رفعُهُ وكأنْ قَدِ
وقدْ رُفعتْ أحكامُهُ عندَ بعضهمْ ألَمَّا يكن ذا الرفعِ سُبحانَ سيدي
وصاحبْ حديثَ المصطفى مثلَ صحبهِ وإن لم تكن تقوى فقارب وسددِ
ولا تكُ من قومٍ أتتْ وتَفرَّقتْ بهمْ سُبُلٌ دون السبيلِ المُسَدَّدِ
وبعضهمُ في آخرِ العُمرِ قالَ قدْ أضعتُ نَفيسي في سرابٍ بِمَبْعَدِ
ألم يُغنني قول الإلهِ وأحمدٍ عنَ أقوال غيرٍ من بعيدٍ وأبعدِ
إلهي كأيمانِ العجائزِ جُدْ فقدْ وصلنَ ولمْ أسلمْ من اسر التَّبَعُّدِ
فيا ليت شعري هلْ نجا قبلَ موتهِ من الأسرِ أمْ كانَ اعتباراً لمُهتدِ [منظومة شهود الحق ص 160 – 162]
وقد وفق الله تعالى الإمام أبا محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني إلي التخلص من مذهب الأشاعرة والاعتراف بأن ما كانوا يقولون به في صفات الله تعالى من التأويل إنما هو تحريفٌ للكلم عن مواضعه، فذكر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة:» بالنصيحة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف
والصوت في القرآن المجيد «قال فيها:» وبعد، فهذه نصيحةٌ كتبتها إلى إخواني في الله أهل الصدق والصفاء، والإخلاص والوفاء، لما تعيَّنَ علي محبتهم في الله، ونصيحتهم في صفات الله عز وجل …أُعرفهم فيها أيدهم الله تعالى بتأييده، ووفقهم لطاعته ومزيده، أنني كُنتُ برهةً من الدهر متحيراً في ثلاث مسائل: مسألة الصفات، ومسألة الفوقية، ومسألة الحرف والصوت، وكُنتُ متحيراً في الأقوال الموجودة في كتب أهل العصر في جميع ذلك من تأويل الصفات وتحريفها، أو إمرارها والوقوف فيها وإثباتها بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، فأجد النصوص في كتاب الله تعالى وسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم ناطقةً بحقائق هذه الصفات، وكذلك في إثبات العلو والفوقية، وكذلك في الحرف والصوت، ثم أجد المتأخرين من المتكلمين في كُتبهم: منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء، ويؤول النزول بنزول الأمر، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين، ويؤول القَدم
بقدم صدقٍ عند ربهم … وأمثال ذلك، ثم أجدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنىً قائماً بالذات بلا حرفٍ ولا صوتٍ ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم، وممن ذهب إلى هذه الأقوال قومٌ لهم في صدري منزلة، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين، لأني على مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه، عرفتُ فرائض ديني وأحكامه، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال وهم شيوخي ولي فيهم
الاعتقاد التام لفضلهم وعلمهم، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التأويلات حزازاتٌ لا يطمئن قلبي إليها، وأجدُ الكدرَ والظُّلمةَ منها، وأجدُ
ضيقَ الصدر وعدم انشراحهِ مقروناً بها، فكنتُ كالمتحير المضطرب في تحيره المتململ من قلبه في تقلبه وتغيره،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/250)
وكنتُ أخافُ أن من إطلاق القول بإثبات العلو والاستواء والنزول، مخافة الحصر والتشبيه، ومع ذلك فإذا طالعت النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أجدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني، وأجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرَّح بها مُخبراً عن ربه واصفاً لهُ بها، وأعلم بالاضطرار أنه صلى الله عليه وسلم كان يَحضرُ مجلسهُ الشريف والعالم والجاهل والذكي والبليد والأعرابي والجافي؛ ثم لا أجد شيئاً يُعقبُ تلك النصوص التي كان يَصفُ ربهُ بها لا نصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها ويؤولها كما تأولها هؤلاء مشايخي المتكلمين: مثل تأويلهم الاستواء بالاستيلاء، ونزول الأمر للنزول، وغير ذلك، ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لربه من الفوقية واليدين وغيرها، ولم يُنقل عنه مقالةً تدل على أن لهذه الصفات معاني أُخَر باطنة غير ما يظهر من مدلولها مثل فوقية المرتبة ويد
النعمة والقدرة وغير ذلك، وأجد الله عز وجل يقول: (الرحمن على العرش استوى) (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) … ثم ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وأنه هو الظاهر المراد من هذه النصوص،
ثم قال: إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلَّصنا من شُبهة التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه والتمثيل، وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، والحقُ واضحٌ في ذلك والصدور تنشرحُ له، فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل: تحريف الاستواء بالاستيلاء
وغيره، والوقوف في ذلك جهلٌ وعيٌّ، وع كون أن الرب تعالى وصف لنا نفسهُ بهذه الصفات لنعرفهُ بها، فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدولٌ عن المقصودِ
منه تعالى في تعريفنا إياها، فما وصف لنا نفسه بها إلا لِنُثبت ما وصف به نفسه ولا نقف في ذلك، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقةٌ وجهالةٌ فمن وفَّقهُ
الله تعالى للإثبات بلا تحريفٍ ولا تكييفٍ ولا وقوفٍ فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله …
وختم رسالته بقوله: فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار، وتأمل النصوص في الصفات، وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل
ولا جمود ولا وقوف، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكِفايةٌ لمن استبصر … «[انظر رسالته ضمن الرسائل المنيرية (1/ 174 –
وقد مرَّ معنا شيئاً من كلامه في الوقفة الرابعة.
وأما ذِكرُ الدكتور لبعض العلماء ونسبته لهم إما إلى الأشاعرة أو الماتريدية فلا يدل ذلك على أن كُل علماء الأمة كذلك، و ذكرنا أنه قد يقع من بعض العلماء زلات وأخطاء، وليس معنا هذا أن نوافقهُ في خطئه بل نُنبه عليه، ونُحذر من ذلك الخطأ وخاصةً إذا كان هذا الخطأ في أمور الاعتقاد، ومعلومٌ بالاضطرار من دين الإسلام أن خير القرون في كُلِّ فضلٍ وعلمٍ وفهمٍ أنهم القرون الثلاثة والصاحبة رضوان الله عليهم لهم النصيب الأعظم من ذلك ثم التابعون لهم بإحسان من بعدهم، ولم يقع منهم خلاف في شيءٍ من أمور الاعتقاد ولله الحمد، وأما العصور المتأخرة فليست كذلك، وقد نبَّه العُلماءُ الجهابذة على الأخطاء العقدية التي يقع فيها كثير من المنتسبين للعلم، فمثلاً الحافظ ابن حجر العسقلاني وقع في أخطاء في العقيدة في شرحه المسمى: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ونبَّه على أخطائه العلماء والأئمة أتباع السلف أهل السنة والجماعة بدون تجريحٍ لهُ ولا ذم متبعين في ذلك قولهُ صلى الله عليه وسلم: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فلهُ أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد، مع أن أمور الاعتقاد لا اجتهاد فيها بل نؤمنُ بها، ونهتدي بهدي نبينا صلى الله عليه وسلم فيها، وممن نبَّه على أخطاءه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/251)
أ - العلامة المحدث الشيخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى الذي كان يحفظ الكتب الستة بأسانيدها، وكتابهُ مطبوع.
ب – سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وتعليقاته مطبوعة في حاشية فتح الباري.
ج – الشيخ العلامة عبدالله بن سعدي الغامدي، وكتابه مطبوع.
الوقفة الثالثة عشر
قول الدكتور:» والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطئون متجاوزون… «
وقول الدكتور:» فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة، ارتضتهم الأمة … «
[1] أنَّ الذم لا يكون إلا بمخالفة شيءٍ من الشرع الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم، وخاصةً إذا كان من
أمور الاعتقاد، فمن خالف شيئاً من ذلك فهو مذموم.
[2] أن الأشاعرة قد ذمهم علماءٌ كبار من الشافعية وغيرهم، ولذلك لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي
كتابه:» الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول «أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف وذكرَ منهم: الشافعي، ومالك والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، وسفيان بن عُيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم، وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها: من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …
والثاني:أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره،
فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد! قُلنا له: هذا من الأضداد،
لا بل من الارتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد، ومن قال: أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول!! قُلنا له: قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد … «[مجموع الفتاوى (4/ 176 – 177)]
ثم قال رحمه الله تعالى:» وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ
مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية … «[المصدر السابق]
[3] أن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى لَمَّا تاب من الإعتزال وسلك طريقة أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب بقي في أقواله شيءٌ من أصول الجهمية كما مَرَّ معنا في الوقفة الثانية عشر.
[4] أن المنتسبين إلى الأشعري في الاعتقاد مختلفون فيما بينهم، فمنهم من حذا حذو الأشعري وهم: المتقدمون من أتباعه وهم قليل كأمثال: ابن مجاهد
وتلميذه الباقلاني، وكأبي علي بن شاذان، وأبي محمد اللبان، ومنهم من خالفه – وهم الغالبية – وخرج عن أقواله إلى أقوال المعتزلة والجهمية أمثال: أبي المعالي الجويني، وأبي حامد الغزالي، وأبوعبدالله الرازي وغيرهم،
قال شخ الإسلام ابن تيمية:» وأئمة أصحاب الأشعري: كالقاضي أبي بكر الباقلاني وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد، وأصحابه: كأبي علي بن شاذان،
وأبي محمد اللبان، بل وشيوخ شيوخه: كأبي العباس القلانسي وأمثاله، بل والحافظ البيهقي وأمثاله أقرب إلى السنة من كثيرٍ من أصحاب الأشعري
المتأخرين الذين خرجوا عن كثيرٍ من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة، فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول
المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة … «[شرح الأصفهانية لابن تيمية (ص 78)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/252)
ولذلك كان شؤم المتأخرين من هؤلاء المنتسبين إلى الأشعري على بعض المسلمين عظيماً بسبب ما ينسبونه إلى السلف من الأقوال الباطلة التي لم يقُل بها
أحدٌ من السلف؛ وما ذاك إلا لقلةِ معرفتهم بآثار السلف،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره: فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف: كأبي المعالي وأبي حامد
وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعدون به من عواِّ أهل الصناعة فضلاً عن خواصِّها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف
البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامَّة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح والمتواتر عند أهل العلم بالحديث وبين الحديث
المُفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهدٍ بذلك ففيها عجائب. [مجموع الفتاوى (4/ 71 – 72)]
وقال في موضعٍ آخر: وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلفِ تارةً، وأقوال المتكلمين تارةً: كما يفعله غيرُ واحد مثل: أبي المعالي الجويني،
وأبي حامد الغزالي، والرازي وغيرهم، ولازم المذهب الذي ينصرونه تارةً أنه هو المعتمد، فلا يثبتون على دينٍ واحد وتغلبُ عليهم الشكوك وهذه
عادةُ الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة … [مجموع الفتاوى (4/ 157)]
[5] أن العلماء الجهابذة قد بينوا فساد مذهب الأشاعرة وغيرهم من الجهمية والمعتزلة والرافضة والصوفية أقطاب وحدة الوجود أهل الإلحاد القائلينَ
بالحلول والاتحاد، وغيرهم من أهل الزيغ والعناد، فمن أقوال أئمة السلف أهل السنة والجماعة في ذمِّ الأشاعرة:
أ-[قول الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي] كما مر معنا: وقد افتتن خلقٌ من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتتةٌ تعودُ بالوبال والنكال وسوء الدار … [المصدر السابق (4/ 177)]
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري، ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه … [شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 36]
ب -[قول شيخ الإسلام ابن تيمية]: والأشعرية: الأغلب عليهم أنهم مُرجئةٌ في باب الأسماء والأحكام، جبريةٌ في باب القدر، وأما في الصفات
فليسوا جهميةً محضة بل فيهم نوع من التجهم … [مجموع الفتاوى (6/ 55)]
وقال أيضاً: ولهذا صار من يُعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونحوهم يطعن في كثيرٍ ممن ينتسب إليه ويقولون: الشافعي لم يكن فيلسوفاً ولا مرجئياً
وهؤلاء فلاسفة مُرجئة، وغرضهم ذم الإرجاء … [المصدر السابق (7/ 120 – 121)]
ج_[الإمام العلاَّمة الحجة يحيى بن عمار السجستاني]
قال عنهم: المعتزلة الجهمية الذكور، والأشعرية الجهمية الإناث قال شيخ الإسلام: مرادهم الأشعرية الذين يُنفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يُظهر مقالةً تُناقض ذلك فهذا يُعد من أهل السنة، لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة؛ لاسيما وأنه بذلك يوهم حُسناً بكلِّ من انتسب هذه النسبة وينفتح باب شر [المصدر السابق (6/ 361)
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:43 ص]ـ
قال شيخ الإسلام أبوالعباس بن تيمية رحمه الله تعالى في " لاميته ":
وأقول قال الله جل جلاله - المصطفى الهادي ولا أتأولِ
وجميع آيات الصفات أمرها - حقّاً كما نقل الطراز الأولِ
وأردُ عُهدتها إلى نُقالها - وأصونها عن كل ما يُتَخيْلِ
قُبحاً لمن نبذ القرآن وراءه - وإذا استدل يقولُ قالَ الأخطَلِ
ـ رحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة ـ
نقله خالد الأنصاري.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:59 ص]ـ
نعم وانا أيضا اسجل الاعتراض على عبارة نبيهم الاخطل
فهذا مما لايصح
وحسب علمي القاصر ارى انه لايجوز ان نقول نبي الاشاعرة هو الاخطل
أو (الفكر المختل عند الأشاعرة ونبيهم الأخطل)
ولو كان الأمر بيدي لغيرت العنوان
ومن نازعنا في شيء من هذا فليرجع الى أهل العلم وليأت بفتوى تجيز له القول (((ونبيهم الأخطل)
هذا والله أعلم بالصواب
تنبيه الكلام على العنوان
وعلى هذا الحرف
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 03 - 05, 03:32 ص]ـ
نعم وانا أيضا اسجل الاعتراض على عبارة نبيهم الاخطل
فهذا مما لايصح
وحسب علمي القاصر ارى انه لايجوز ان نقول نبي الاشاعرة هو الاخطل
أو (الفكر المختل عند الأشاعرة ونبيهم الأخطل)
ولو كان الأمر بيدي لغيرت العنوان
ومن نازعنا في شيء من هذا فليرجع الى أهل العلم وليأت بفتوى تجيز له القول (((ونبيهم الأخطل)
هذا والله أعلم بالصواب
تنبيه الكلام على العنوان
وعلى هذا الحرف
بارك الله فيك يا ابن وهب , وأنا أوافقك , وقد كنت لتوي أكتب اعتراضي على هذه العبارة بعد أن أوردت بعضاً من أبيات شيخ الإسلام , فإطلاق هذه العبارة مما لا يجوز النطق أو التفوه به , وهو من المناهي اللفظية.
فحبذا لو غير العنوان إلى:
الفكر المعتل في استدلال الأشاعرة بشعر الأخطل
هذا والله أعلم.
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/253)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[21 - 02 - 06, 11:37 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 03 - 06, 08:20 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=419990#post419990
ـ[أبوبكر الكوردي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 01:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً اخي الكريم سيف ..
واستسمحك في نقل الموضوع.(25/254)
هلا ساعتموني في دحض شبه الرافضي؟
ـ[فارس النهار]ــــــــ[03 - 07 - 03, 08:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكم إخواني الأفاضل
أثناء محاورتي مع أحد الروافض في منتدى المنهج بخصوص أمور عند الإثنى عشرية تستلزم نقض دينهم منها عدم وجود حديث صحيح على شرطهم، وأن الاصطلاح الجديد يستلزم أمورا باطلة في دينهم .. الخ
على هذا الرابط:
http://www.almanhaj.com/vb/showthread.php?s=&threadid=120
فطرح الرافضي مسألتين:
1 - يقول أن المتواتر لا يشترط في أسانيده الرواة الثقات، يعني عندنا وعندهم.
فقال:
"لا ليس من شرط التواتر ان يكون الرواة ثقات بل يكفي فيه اخبار جماعة بلغوا من الكثرة الى حد احالت العادة تواطيهم واتفاقهم على الكذب ونحو هذا التعريف في حاشية العلامة احمد شاكرعلى الفية السيوطي ص46. " أهـ
فهل كلامه صحيح؟
2 - يحاول أن يجد شيئا يلزمنا - بعد أن عجز عن الرد - فقال:
" وهنالك الزامات تلزم مذهبكم في الرواية لان رواياتكم انما تنتهي الى الصحابة ولم تثبت عدالتهم وقد قدح فيهم الذهبي حبث ذكران كثيرا من الصحابة مدلسين ثم ذكران لاعيب في ذلك مع ان العلامة احمدشاكر قد ذكر التدليس وانواعه وعده بجميع اقسامه من الذموم فاين صحة رواياتكم.لاحظ تحفة الاحوذي ج1ص19للمباركفوري وفيه اوصل الامر الى التابعين ايضا وانهم مدلسين.وراجع سيراعلام النبلاء ج2ص438 ".
وأنا أعلم أنا كلامه فيه مغالطات كثيرة، و عندي بعض الإجابات المجملة كقولي بأنه لا يضر التدليس بين الصحابة - إن وجد - فكلهم عدول، لكن ليس عندي إجابة تفصيلية ..
فهلا ساعدتموني في دحض شبه الرافضي؟؟
وهل تسمحون لي بتكرار طرح مثل هذه الأسئلة إن لزم الأمر؟؟
لا سيما أن الموضوع الذي طرحته قد ثبته المشرف.
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
فارس النهار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 07 - 03, 03:02 م]ـ
أخي فارس بارك الله فيك
الرافضي غالبا ما يناقش، ويكثر الجدال ولا ينتفع بما يسمع بل يزيد تعصبه لما هو عليه.
وإن كان ولا بد من المناقشة، فلتكن أولا بأصل الدين، ناقشه بالشرك القوم مشركون في توحيد الإلهيه، والربوبية، وهم في بقية أصل الدين معتزلة غلاة .......
و لا تناقشه في أي مسألة قبل التوحيد، فإن نفع،وإلا لا تضيع وقتك معه.
أي فائدة في بحث التواتر والتدليس .... وهم يعبدون الأئمة، ويكفرون الصحابة، ويقولون بتحريف القرآن،ويدعون أن أئمتهم يعلمون الغيب، ......
قال الحق تبارك وتعالى:
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (8) سورة فاطر.
تنبيه:
إذا كنت يا أخي غير متمكن في هذه الأمور فلا تناقش أبدا، لأنه إن أحرجك في مسألة ولم تستطع الرد عليه زاد بغيه، وظن أنه انتصر على الحق بباطله.
وإليك هذه القصة:
في صيف العام الماضي أخبرني أحد الأخوة في المسجد الحرام أن رافضيا إيرانيا شابا جاءه وهو يحفظ في السنن في دورة الشيخ يحيى اليحيى، ورأى معه المذكرة،
فقال الرافضي ما هذه؟
فقال صاحبي: من أين أنت؟
قال: من إيران.
فقال: شيعي؟
فقال الرافضي: نعم.
قال صاحبي هذا كتاب للمسلمين، ولا يصلح لكم! فغضب الرافضي وقال: تناضرني؟ قال صاحبي: نعم.
وبدأ الحوار لكن كان الرافضي به عجمة، وغير فصيح مما جعل صاحبي لا يفهم بعض كلامه، وهو كذلك لم يفهم بعض الكلام مع النقاش ..
فقال له صاحبي: موعدك بعد صلاة العشاء، وكانوا العصر ـــ على ما أظن وكلمني لأناقشه لعدم فهم لهجته و لأنه منشغل بالحفظ أيصا ـــ فقال الرافضي: هذه عادتكم تهربون من النقاش!!
في العام الماضي ناقشت اثنين ــ وسماهم ــ وهربوا! هم يقولون: موعدك كذا ولا يأتون .....
المقصود أن هذا انتفخ بطرا عندما ناقش اثنين لم يحسنوا، وظن أنه تغلب عليهم، فكان أول طلب له مع صاحبي أن قال: تناظرني!!
لكن في النهاية جلسنا معه عدة جلسات حتى كاد أن يسلم، بل صرح بخفايا وأشياء غريبة من مذهبهم، وقال في النهاية: أنا أحب أهل السنة! ......
والقصة طويلة جدا.
ـ[فارس النهار]ــــــــ[03 - 07 - 03, 04:24 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/255)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل / عبد الرحمن السديس
جازاك الله خيرا على ردك على مشاركتي، وعلى توجيهي.
وأنا معك تماما في أنه لا يوجد ما هو أهم من قضايا العقيدة وما يتصل بها لأن هذه القضايا مصيرية فإما إلى جنة وإما إلى نار.
ولكن أخي بارك الله فيك ..
ما تفضلت به لا ينافي أن أناقشه في أمور أخرى، هي عنده من المسلمات، فإذا استطعت زلزلة هذه المسلمات فإنه ستنهدم أمور أخرى تبعا لانهيار هذه المسلمات ..
فمثلا مسألة الروايات والتصحيح والتضعيف ..
هذه المسألة تخص مصدر التلقي عنده، ومن خلالها يستقي عقيدته، مع ملاحظة أنه لا يراها كفرية، فإنه مثلا حين يقرأ نصوص الكافي والبحار وغيرها ويرى ما هو مسطر فيها من عقائدهم في أئمتهم فإنه يعتقد هذه الأمور ويظن في نفسه أنه على الحق، وغيره على الباطل.
فإذا أبطلت له المقدمات، فإنه سيفكر - هو أو غيره من القراء - فيما جاء وراء هذه المقدمات ..
ولذلك أخي تجد الأخوة في جميع منتديات الحوار يطرحون مواضيع ربما تعد فرعية بالنسبة لقضايا العقيدة مثل الخمس والمتعة ..
وحين يظهر للرافضي مقدار فضائح قومه في مسألتي الخمس والمتعة وهما مسألتان مهمتان في التأثير لأنهما يختصان بالعرض والمال، والنفوس مجبولة على محبتهما ..
حين يظهر له فضائح أكلة الخمس، وما يفعلونه من استحلال لفروج النساء (والتي قد يكن بناته أو زوجته .. ) فإنه مما لا شك فيه سيتزلزل داخليا، ويعيد التفكير في الأمر ..
إلى آخر هذه المسائل ..
فهذه بجانب هذه بجانب تلك إلى أن يوقن أن دينه باطل، بعدها يعود إلى التفتيش عن كل ما يعتقده.
مع العلم أيضا أن قضايا العقيدة تطرح أيضا، ولكن كما قلت سابقا لابد أيضا من هدم المقدمات ..
وأود التنبيه أن عناده لا يضرني، وأنا لا أكتب له وإنما لغيره ممن يريدون إبصار الحقيقة، وهؤلاء حين يجدون ردوده المتهافتة فإن الشك يبدأ في التسرب إلى أعماقهم.
وأما عن أسئلتي التي طرحتها فليست هل صلب الموضوع الذي ناقشته فيه، وإنما كان الموضوع بخصوص أن منهجهم في التصحيح والتضعيف يهدم جميع مروياتهم وكتبهم ..
لكنه طرح هاتين المسألتين وليستا من الموضوع أصلا، ولكني أحببت أن أجد ردا عليها حتى لا يتهمني التهرب ..
هذا ما رأيته، ولعلي أكون مخطئا فاعذرني ..
وأخبرا فإني أقدر نصيحتك جدا، وأشكر لك هذه الكلمات الطيبة ..
في انتظار توجيهاتكم وملاحظاتكم ..
أخوكم
فارس النهار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 07 - 03, 11:33 م]ـ
الأخ فارس بارك الله فيه
بالنسبة للمسألة الثانية:
أولا: طالبه بنص كلمة الذهبي. لأنه قد يكون تصرف بها وحرفها على عادة القوم، ولم يفهم معناها ...
ثانيا قوله: عدالة الصحابة لم تثبت ...
قل له: عداله الصحابة جاءت من نصوص القرآن الكثيرة ومنها:
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (100) سورة التوبة.
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (18) سورة الفتح.
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29) سورة الفتح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/256)
{لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (117) سورة التوبة.
{لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (9) سورة الحشر.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (143) سورة البقرة.
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران.
{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (10) سورة الحديد.
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (78) سورة الحج.
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (74) سورة الأنفال.
{فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (157) سورة الأعراف.
وغيرها من الآيات التي دلت على كمالهم وعدالتهم ورضوان الله عليهم وصدقهم وجهادهم ......
أما من السنة فا لرافضي لا يقبل.
لكن بالعقل، كيف يختار الله سبحانه لحمل شريعته العالمية الختامية، وصحبة أكرم أنبيائه؛ أمة، أو طائفة خائنة مخادعة!
وكيف يعيشون معه ويهاجرون معه وإليه ويربيهم النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه المدة ثم يرتدوا ولا يفلح ألا خمسة منهم .... هذا طعن في حكمة الله وشريعته و أختياره.
أما الذهبي رحمه الله فلم يقل في الصحبة شيئا يضر والتدليس والإرسال الذي وجد في الصحابة لم يكن لتلك الأهادف التي جرى عليها المدلسون بعدهم، لأنهم كلهم ثقات ولا يضر من لم يذكر في الإسناد منهم.
والصحابة لا يضرهم كلام الذهبي ــ مع أنه لم يقل شيئا منكرا ــ ولا غيره من العلماء بل الذي ينضر من تكلم فيهم!؛ لأنهم وثقهم الله ورسوله وأثنى عليهم، والطاعن فيهم مكذب بهذه النصوص ..
وعليك يا أخي أن تبين له التدليس عندنا ومعناه وأنواعه، وسيعرف تباعا النوع الذي قد يوصفُ به الصحابة، وعدم تأثيره فيهم.
وهذه بعض النقول في المسألة الأولى: قال الخطيب البغدادي:باب الكلام في الاخبار وتقسيمها الخبر هو ما يصح ان يدخله الصدق أو الكذب وينقسم قسمين خبر تواتر وخبر آحاد فاما خبر التواتر فهو ما خبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة ان اتفاق الكذب منهم محال وان التواطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية الى الكذب منتفية عنهم فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقة واوجب وقوع العلم ضرورة.
الكفاية في علم الرواية ص: 16
الكلام على الخبر المتواتر وخبر الآحاد:
أعلم أن المتواتر ما نقله من يحصل العلم بصدقهم ضرورة بأن يكونوا جمعاً لا يمكن تواطؤهم على الكذب على مثلهم من أوله إلى آخره ولذا كان مقيداً للعلم الضروري وهو الذي يضطر إليه الإنسان بحيث لا يمكنه دفعه ويجب العمل به من غير بحث عن رجاله ولا يعتبر فيه عدد معين في الأصح.
قواعد التحديث ص146
والله أعلم.
ولعلك أخي في الله تراجع كتب المصطلح، وكثير منها في قرص علوم الحديث الذي نشرته مكتبة التراث، وفي غيره كذلك ليوفر عليك عناء الكتابة، وقد يكون في الشبكة شئ منها.
وإليك هذا الرابط في الرد على الرافضة ففيه فوائد:
http://www.sultan.org/shia.html
هذا ما سمح به الوقت، ولعل بعض الأخوة يكمل ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/257)
ـ[ابو نورا]ــــــــ[04 - 07 - 03, 03:02 ص]ـ
.الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
فقد قرأت رسالة الأخ وذكره بعض شبه الرافضي وجوابها:
1 - أنه ليس من شرط التواتر العدالة ولا الاسلام بل كما هو الظاهر من تعريفها: هو ان يروي جمع عن حمع بحيث تحيل العادة تواطئهم على الكذب ويكون مستندهم الحس في ذلك فرواية الفاسق والكافر ليست شرط من شروط المتواتر بخلاف الاحاد (راجع كتب مصطلح الحديث تدريب الراوي - الباعث الحثيث - النكت على ابن الصلاح - نخبة الفكر .. ).
2 - قوله عن الصحابة انه ليسوا بعدول فنقول اولا:
1 - ان ما نقلته عن الذهبي وغيره من تدليس بعض الصحابة في الاحاديث فهذا ظاهر واشتهر بذلك ابن عباس وغيره ولكن السئوال هل التدليس في حد ذاته يقدح في العدالة؟؟؟ نقول المسئلة فيها تفصيل فيكون قادحا اذا كان الذي اسقطه ضعيف او وضاع فهذا حرام وان كان الذي اسقطه عدل ضابط فجائز وقد فعله من هو افضل منا الصحابة والتابعون (وللفائدة التدليس على خمس مراتب) راجع طبقات المدليس - والتبيين في اسماء المدلسين.وغيرها من كتب المصلح).
2 - ماذا يريد هذا الرافضي الخبيث بطعنه على بعض الصحابة هل يريد القول بان ابا بكر وعمر وعثمان وغيرهم ليسوا بعدول فنقول من باب الالزام وما دليلك على اخراج على وفاطمة والحسن والحسين وعمار وابا ذر فان قال النص الخاص بذلك، قلنا له وكذلك نحن نخرجهم بنصوص اكثر مما تستدل (راجع ما كتبه عبد الرحمن السديس في الاعلى).
في الخاتمة نصحيحة لأخي لا تتعب نفسك مع هؤلاء فان النقاش معهم لا يجدي وخاصة من تضلع بالرفض اما العامة فتكون نصيحتهم بكشف عور مذهبهم مثل قولهم -1 - بالبدا 2 - ان الائمة يعلمون الغيب 3 - ان الائمة يعلمون متى يموتون 4 تحريفهم للقران وادعائهم بمصحف فاطمة 5 - عقيدة الطينة عندهم 6 - قولهم في حج القبور وانها افضل من الحج 7 - وغير ذلك من الكفريات التى لا يجادل عنها الا الكفار والمناففون الرافضة الكبار.
هذا والله اعلم.
ـ[أبو محمد الديحاني]ــــــــ[08 - 07 - 03, 03:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
في الحقيقة ... بعض الشبه التي يلقيها اليهود ... أو النصاري .... أو الرافضة ... وعموم الفرق الضاله ... تجعلني أضحك ..... منها لتفاهتها!! وضعف ركائزها ... فهي لا تعدو إلا أن تكون نشارة خشب!!! وبراية عود!!
إخواني الأعزاء ... لا تحتفلوا كثيرا بما يلقية الأعداء ... ولا تبالغوا في إيراد شبههم الضعيفة ... والتي لا تساوي قلامة ظفر!! لانها ضعيفة في المحتوى .. مهلهلة ... ساقطة ... ميتة قبل أن تولد!!!
وعلى كل ... نحاول أن نجيب أخانا العزيز ... فارس النهار ...
أولا: من يقول إن معظم الصحابة مدلسون ... أرى إنه قد جانبه الصواب ... في رأيه هذا ... ولو قال بعض صغار الصحابة وقعوا في هذا لعد عقله من أولي الألباب!!
ثانياً: كما هو معروف التدليس على أقسام ... فمنه المستساغ اليسير ... ومنه الفاحش العسير!! وبين هذا وذاك فيافي وقفار!! لا يقطعها من ضرب أكباد الإبل ولو واصل المسير!!!
ثالثاً: ما وقع للصحابة الكرام من التدليس هو من قبيل المراسيل ... فبعض الصحابة ... وخاصة الصغار منهم ـ رضي الله عنهم ـ لم يدرك جملة من الأحاديث ... فهو يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم مع إسقاط الواسطه ـ وهو الصحابي قطعاً ـ ثم هو يرويها بدون تلك الواسطه
ونقول للرافضي ... يا روال الدابة!!! كل الصحابة عدول عندنا ... فاذهب بعيدا أنت وشبهك التافهة!!
رابعاً: الرافضي يعترف بأن كل رواياتهم فاقدة لشروط الحديث الصحيح من أتصال السند ... ألخ ..... ثم هو يقفز قفزا ... يريد أن يتناول الثريا بيده القذرتين!! ويدعي بأن أحاديثهم بلغت حد التواتر!!! (وجه ضاحك)!!! كيف لا يستقيم عندكم حديث على شرط القبول والصحة!! ثم تكون أحاديثكم من قبيل المتواتر!!!!!!! ثم من قال لكم إن من شرط الحديث المتواتر ... إن لا يقبل الأحاديث المسندة الصحيحة!!! فكل الأحاديث المتواترة التي لدينا ـ على سبيل المثال ـ أتت من طرق أسنادية الأغلب إنها صحيحة .... كأحاديث رفع اليدين في الدعاء ...
فالقاعدة في المتواتر تقول (وأن يستند الجمع على دليل حسي ... ) فلا يفهم من هذا أن الحديث الصحيح المتوفر فيه جميع الشروط لا يصلح أن يكون رافدا من روافد الخبر المتواتر!! فتنبه لهذا ....
والله أعلم .........................(25/258)
عقيدة الإمام الشوكاني!!!
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[04 - 07 - 03, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هل بقي الإمام الشوكاني -رحمه الله- على عقيدة الزيدية ذات الأصول الإعتزالية، خاصة في الأسماء والصفات؟! أم التزم معتقد أهل السنة؟!
فلقد قرات له في نيل الأوطار في شرح الحديث: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)، قوله: [قوله: "لم ينظر الله إليه": النظر حقيقة في إدراك العين للمرئي وهو هنا مجاز عن الرحمة، أي لا يرحمه الله لامتناع حقيقة النظر في حقه تعالى].
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد جلمد]ــــــــ[04 - 07 - 03, 06:01 م]ـ
أخى الفاضل السلام عليك
أما الشوكاني رحمه الله فلم يكن يوما علي غير عقيدة أهل السنة وما قيل عنه هو مجرد تشغيب وتشنيع ككل من حاول مواجهة المذهبية المذمومة.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[04 - 07 - 03, 06:04 م]ـ
الأخ ساري عرابي.
لقد كثر الكلام عن عقيدة الإمام الشوكاني، والكلام فيها يكون بعلم وبغير علم، وعند وضع الموضوع على ميزان البحث العلمي تنكشف أمور عديدة لم تكن في الحسبان.
وقد بُحثت عقيدة الإمام الشوكاني في رسالة علمية بعنوان: " منهجُ الإمامِ الشوكاني في العقيدة " تأليف الدكتور عبد الله نومسوك، وسأنقل لك ما لخصه الدكتور في الخاتمة فقال:
فقد انتهيت بعون الله وتوفيقه من إتمام هذا البحث وإكماله، وفي هذه الخاتمة أحب أن أجمل النتائج والفوائد التي توصلت إليها في النقاط التالية:
1 - عاش الشوكاني رحمه الله (1173 - 1250 هـ) في فترة كانت البلاد الإسلامية فيها تعاني من تفكك ومن ضعف شديد، وكانت الصراعات المذهبية والطائفية القبلية تسود المجتمعات الإسلامية بصفة عامة ومجتمع اليمن (مسقط رأسه) بصفة خاصة، وقد عاصر رحمه الله المذاهب والفرق والطوائف الدينية المختلفة، كالرافضة، والزيدية، والصوفية، والمعتزلة، وغيرهم، ورأى ما فيهم من التعصب والجمود، ومن الأنحراف العقدي والسلوكي المتناقض لتعاليم الأسلام، كما رأى ما وقع فيه الناس حوله من الفساد، والشرور، والبدع، والشركيات، وجهالهم بأمور الدين، ورأى قعود العلماء والحكام عن أداء واجباتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورأى الظلم الأجتماعي الذي ساد المجتمع اليمني عموماً، تبدّت مظاهره في سلوكيات القضاة والعمال والحكام وهذه الأمور التي تكونت منها بيئه الشوكاني لها أثر بالغ في ظهوره وقيامه بالأصلاح.
2 - نشأ الشوكاني رحمه الله في بيت علم حيث كان والده من العلماء الكبار، وكان له أكبر الأثر في تكوين الشوكاني، حيث هيأ له فرصة التفرغ للعلم، وكفل له وسائل الحياة المعيشية، فبدأ حياته العلمية منذ الصغر، وتتلمذ على عدد كبير من علماء صنعاء في عصره، ولم يرحل منها. وكان أكثرهم تأثيراً فيه شيخه عبد القادر بن أحمد الكوكبانى، والحسن بن إسماعيل المغربي، وعبد الله بن إسماعيل النهمي، ودرس جميع العلوم الشرعية والعربية ونبغ فيها، بل درس العلوم الفلسفية الشائعة في ذلك الوقت، كالمنطق، والطبيعة، والرياضة، وغير ذلك، وقد بلغ مرتبة من التفوق المبكر جعلته يدرّس وهو في أثناء طابه العلم، ويفتى وهو في العشرين من عمره، ثم يتولّى بعد ذلك القضاء العام وهو في السادسة والثلاثين من عمره، ووجد في قضائه فرصة متاحه له لنشر مذهبه في الأجتهاد ونبذ التقليد، والدعوة إلى طريق السلف الصالح، وظل متولياً منصب القضاء حتى توفى بصنعاء عام 1250هـ.
3 - حلّف الشوكاني رحمه الله تعالى مع اشتغاله بالأعمال الكثيرة عدداً كبيراَ من المؤلفات والرسائل القيمة في مختلف العلوم، ولم يزل معظم هذا التراث مخطوطاً وتجدر العناية بتحقيقه، ودراسته، وتسهيل السبل إلى طبعه، حتى تتحقّق الفائدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/259)
4 - تفقّه الشوكاني رحمه الله على مذهب الزيدية، إلا أنه لم يلبث أن تخلى عن التقليد والتمذهب، وأصبح لا يتقيد بفرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب، بل اعتمد اعتمادا مباشرا على الكتاب والسنة، وأصبح من المجتهدين في البحث عن الحكم الشرعي والرأي العقائدي من خلال الأدلة والبراهين، لا من طريق التقليد والتلقين، وقد وصل إلى هذه المرتبة وهو دون الثلاثين من عمره، وكانت دعوته إلى الاجتهاد ونبذ التقليد والرجوع بالتشريع إلى طريق السلف تمثل إمتدادا لأدوار من سبقه من المجددين والمصلحين، كالإمام مالك، وأبي حنيفة، وأحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وكابن الوزير، والمقبلي، والأمير الصنعاني، والإمام محمد بن عبد الوهاب، ونظائرهم، رحمهم الله. وقد تعرض في سبيل الدعوة لأذى كثير من المتعصبين والمقلدين في عصره، واتهموه بالدعوة إلى هدم مذهب أهل البيت، وهو بريء من هذه التهمة، وهذا شأنهم مع كل عالم مجتهم آخذ بالدليل.
5 - أورد الشوكاني رحمه الله أحاديث ضعيفة ومنكرة في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بعض كتبه، وألف في آخر عمره كتابه: الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، حيث بين نكارة كثير من تلك الأحاديث. وهذا يدل على أنه لم يتبين له ما في تلك الأحاديث من النكارة، ولما نضج علمه توصل إلى هذه النتيجة في الحكم عليها، وهو أمر يدل على تطور في علمه بعلوم الحديث، شأنه كشأن غيره من العلماء المجتهدين.
6 - من خلال دراستي لمنهج الشوكاني في العقيدة تبين لي أنه وافق السلف أهل السنة في جميع أركان الإيمان الستة، وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر، ولم يخالفهم إلا في مسائل قليلة، وكان رأيه في بعضها مضطربا بين كتاب وآخر، كما في بعض الصفات. وفيما يلي أذكر تلك المسائل مختصرا.
(أ) في توحيد الألوهية:
أجاز التوسل بالذات والجاه وجعله كالتوسل بالعمل الصالح، وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من محاربة الشرك وسد الذرائع المؤدية إليه.
(ب) في أسماء الله تعالى:
ذهب إلى جواز تسمية الله بما ثبت من صفاته، سواء ورد التوقيف بها أو لم يرد. غير أني لم أقف على تطبيق الشوكاني هذه القاعدة لا في تفسيره، ولا في غيره.
(ج) في صفات الله تعالى:
1 - أوّل بعض الصفات الإلهية في تفسيره: فتح القدير تأويلا أشعريا. والصفات التي أولها هي: الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجيء، والإتيان، والمحبة، والغضب، على التفصيل الذي ذكرته في الرسالة. وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم.
2 - نهج منهج أهل التفويض في صفة المعية في رسالته التحف، فلم يفسرها بمعية العلم، بل زعم أن هذا التفسير شعبة من شعب التأويل المخالف لمذهب السلف. وهذا مخالف لما ذهب إليه في تفسيره ةفي كتابه تحفة الذاكرين من أن هذه المعية معية العلم، وفسرها هنا تفسير السلف.
3 - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟
(د) في نواقض التوحيد:
1 - أجاز تحري الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين باعتبارها أماكن مباركة يستجاب الدعاء فيها. وهذا مخالف لما قرره ودعا إليه في عدد من كتبه من سد الذرائع إلى الشرك في الأموات.
2 - جعل الحلف بالقرآن كالحلف بمخلوق من مخلوقات الله.
(هـ) في النبوات:
يرى التوقف في مسألة التفضيل بين الأنبياء والرسل عليهم السلام.
هذا وقد سلك الشوكاني رحمه الله تعالى طريقة السلف في الاستدلال لكل مسألة من مسائل العقيدة التي أثبتها، فيقدم الأدلة النقلية على العقلية، ويقدم المعنى الظاهر من النصوص على معنى المجاز منها، كما في كتابه التحف، إلا في مسألة المعية كما تقدم إيضاحه في فقهة (2). وكذلك في تفسيره لمسألة الاستواء وغيرها من الصفات التي أثبتها في تفسيره ولم يؤولها.
أما ما يظهر في كتبه من اضطراب وتناقض في هذا الباب وغيره وخالف فيه السلف أهل السنة فيمكن الاعتذار عنه بأنه نشأ وترعرع في بيئة زيدية، وكانت دراسته داخلها ولم يخرج منها، فلعل الظروف المحيطة بهذه البيئة لم تتهيأ له كثيرا للأطلاع على كتب أئمة السلف أهل السنة والجماعة.
هذا وقد أخطأ الشوكاني فيما أخطأ، ولا ندعي له العصمة، ولا نقول عنه إلا أنه من البشر، والبشر يخطئون ويصيبون، وكما قال هو نفسه: " إن الخطأ شأن البشر، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، والأهوية تختلف، والمقاصد تتباين، وربك يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ".
ورحمه الله إذ قال:
فكرت في علمي وفي أعمالي ... ونظرت في قولي وفي أفعالي
فوجدت ما أخشاه منها فوق ما ... أرجو فطاحت عند ذا آمالي
ورجعت نحو الرحمة العظمى إلى ... ما أرتجي من فضل ذي الأفضال
فغدا الرجا والخوف يعتلجان في ... صدري وهذا منتهى أحوالي.ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/260)
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[04 - 07 - 03, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم (محمد جلمد) وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك.
الشيخ الفاضل عبد الله زقيل، جزيت خيراً على هذا النقل الطيب، والتوضيح الكافي الوافي.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[04 - 07 - 03, 10:24 م]ـ
ماذا قال الشوكاني في تفسيره عن الاستواء؟
وهل تفسيره كان قبل رسالته أم بعدها .. ؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[05 - 07 - 03, 08:22 م]ـ
سبحان الله وبحمده
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:14 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله عند تفسير قول الله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} آية 2 سورة الأنبياء:
[من لابتداء الغاية وقد استدل بوصف الذكر لكونه محدثا على أن القرآن محدث لأن الذكر هنا هو القرآن
وأجيب بأنه لا نزاع في حدوث المركب من الأصوات والحروف لأنه متجدد في النزول
فالمعنى محدث تنزيله
وإنما النزاع في الكلام النفسي
وهذه المسألة: أعني قدم القرآن وحدوثه قد ابتلي بها كثير من أهل العلم والفضل في الدولة المأمونية والمعتصمية والواثقية وجرى للإمام أحمد بن حنبل ما جرى من الضرب الشديد والحبس الطويل وضرب بسببها عنق محمد بن نصر الخزاعي وصارت فتنة عظيمة في ذلك الوقت وما بعده والقصة أشهر من أن تذكر ومن أحب الوقوف على حقيقتها طالع ترجمة الإمام أحمد بن حنبل في كتاب النبلاء لمؤرخ الإسلام الذهبي
ولقد أصاب أئمة السنة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع ولكنهم رحمهم الله جاوزوا ذلك إلى تكفير من قال لفظي بالقرآن مخلوق بل جاوزوا ذلك إلى تكفير من وقف
وليتهم لم يجاوزوا حد الوقف وإرجاع العلم إلى علام الغيوب فإنه لم يسمع من السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقت قيام المحنة وظهور القول في هذه المسألة شيء من الكلام ولا نقل عنهم كلمة في ذلك فكان الامتناع من الإجابة إلى ما دعوا إليه والتمسك بأذيال الوقف وإرجاع علم ذلك إلى عالمه هو الطريقة المثلى وفيه السلامة والخلوص من تكفير طوائف من عباد الله والأمر لله سبحانه]
فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله 3/ 397
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 08:29 م]ـ
3 - ذهب مذهب الواقفية في مسألة خلق القرآن، فلم يجزم برأي هل هو مخلوق أو غير مخلوق؟ قال الشوكاني رحمه الله عند تفسير قول الله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} آية 2 سورة الأنبياء:
[من لابتداء الغاية وقد استدل بوصف الذكر لكونه محدثا على أن القرآن محدث لأن الذكر هنا هو القرآن
وأجيب بأنه لا نزاع في حدوث المركب من الأصوات والحروف لأنه متجدد في النزول فالمعنى محدث تنزيله وإنما النزاع في الكلام النفسي
وهذه المسألة: أعني قدم القرآن وحدوثه قد ابتلي بها كثير من أهل العلم والفضل في الدولة المأمونية والمعتصمية والواثقية وجرى للإمام أحمد بن حنبل ما جرى من الضرب الشديد والحبس الطويل وضرب بسببها عنق محمد بن نصر الخزاعي وصارت فتنة عظيمة في ذلك الوقت وما بعده والقصة أشهر من أن تذكر ومن أحب الوقوف على حقيقتها طالع ترجمة الإمام أحمد بن حنبل في كتاب النبلاء لمؤرخ الإسلام الذهبي
ولقد أصاب أئمة السنة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع ولكنهم رحمهم الله جاوزوا ذلك إلى تكفير من قال لفظي بالقرآن مخلوق بل جاوزوا ذلك إلى تكفير من وقف وليتهم لم يجاوزوا حد الوقف وإرجاع العلم إلى علام الغيوب فإنه لم يسمع من السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقت قيام المحنة وظهور القول في هذه المسألة شيء من الكلام ولا نقل عنهم كلمة في ذلك فكان الامتناع من الإجابة إلى ما دعوا إليه والتمسك بأذيال الوقف وإرجاع علم ذلك إلى عالمه هو الطريقة المثلى وفيه السلامة والخلوص من تكفير طوائف من عباد الله والأمر لله سبحانه] فتح القدير 3/ 397
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 10:54 ص]ـ
(ج) في صفات الله تعالى:
1 - أوّل بعض الصفات الإلهية في تفسيره: فتح القدير تأويلا أشعريا. والصفات التي أولها هي: الوجه، والعين، واليد، والعلو، والمجيء، والإتيان، والمحبة، والغضب، على التفصيل الذي ذكرته في الرسالة. وهذا التأويل مناقض لمنهجه في رسالته التحف في إثبات الصفات على ظاهرها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مذهب السلف رضوان الله عليهم.
.
جزاكم الله خيرا!
يكون الشوكاني متناقضا في الصفات الإلهية إذا كانت رسالته (التحف في عقيدة السلف) متقدمة على نيل الأوطار في الفقه وتفسيره فتح القدير حيث نجد فيهما تأويل بعض الصفات، أما إذا كانت رسالة (التحف) متأخرة، فيكون ما فيها هو عقيدة الشوكاني التي مات عليها والتي ينبغي نسبته إليها، وما كان من تأويله للصفات في بداية أمره قبل أن يرجع إلى عقيدة السلف الصالح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/261)
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 02:06 م]ـ
الأخ ساري عرابي.
فكرت في علمي وفي أعمالي ... ونظرت في قولي وفي أفعالي
فوجدت ما أخشاه منها فوق ما ... أرجو فطاحت عند ذا آمالي
ورجعت نحو الرحمة العظمى إلى ... ما أرتجي من فضل ذي الأفضال
فغدا الرجا والخوف يعتلجان في ... صدري وهذا منتهى أحوالي.ا. هـ.
رحم الله الشوكاني ورفع درجته في عليين(25/262)
هل من أصول أهل السُنة وَ الجماعة امتحان الناس في عقائدهم؟؟!!
ـ[ abu mohmad] ــــــــ[04 - 07 - 03, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
انطلاقاً من قول الله تبارك وتعالى [وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان] المائدة: 2] ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم [((الدين النصيحة)) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري] ورغبة مني أن يعم النفع، وينجلي الغبار، وتتضح الرؤية في مسألة امتحان الناس بالناس، أنقل إليك أيها السلفي المبارك نصوص أئمة السلف التي تثبت أن الامتحان أصل من أصول أهل السنة.
اعلم أيها الحبيب وفقنا الله وإياك أن مسألة الامتحان مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإليك البرهان:
قال تعالى:
[قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدىً وبشرى للمؤمنين [97] من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكيل فإن الله عدوٌ للكافرين [98]]
قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تحت عنوان من فوائد الآيتين: فإن قيل: فهل من عادى المؤمنين يكون معادياً لله؟؟
فالجواب: هذا محل توقف في دلالة الآية عليه، اللهم إلا عادى المؤمنين لكونهم تمسكوا بشريعة الرسل، فهذا يظهر أن الله يكون عدواً لهم، لأن من عاداهم إنما فعل ذلك بسبب أنهم تمسكوا بما جاءت به الرسل، فكان حقيقة معاداتهم أنهم عادوا رسل الله. اهـ
[تفسير ابن عثيمين 1/ 318]
وثبت في الصحيحين من حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق بغض الأنصار. وآية المؤمن حب الأنصار)).
وثبت في صحيح مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث زر قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي ((أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق)).
قال العلامة النووي رحمه الله في شرحه: ومعنى هذه الأحاديث: أن من عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم في نصرة دين الإسلام والسعي في إظهاره وإيواء المسلمين، وقيامهم في مهمات دين الإسلام حق القيام، وحبهم النبي صلى الله عليه وسلم وحبه إياهم، وبذلهم أموالهم وأنفسهم بين يديه، وقتالهم ومعاداتهم سائر الناس إيثاراً للإسلام، وعرف من علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب النبي صلى الله عليه وسلم له، وما كان منه نصرة الإسلام وسوابقه فيه ثم أحب الأنصار وعلياً لهذا، كان من دلائل صحة إيمانه وصدقه في إسلامه لسروره بظهور الإسلام، والقيام بما يرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أبغضهم كان بضد ذلك، واستدل على نفاقه وفساد سريرته. والله أعلم. اهـ[شرح النووي لصحيح مسلم 1/ 342]
بعد الذي تقرر وتقدم أقول لك أيها الحبيب: كان السلف يمتحنون الناس بمن توفرت فيه مثل هذه الشروط:-
1 - الصلابة في السنة.
2 - قوة الديانة مع سلامة المنهج والمعتقد.
3 - الشدة على أهل الأهواء والبدع.
4 - تعظيم حرمات الله عز وجل والإمامة في الدين.
5 - العلم والصلاح والحرص على نشر الخير.
نصوص أئمةالسلف:-
* قال الإمام البربهاري رحمه الله: والمحنة في الإسلام بدعة وأما اليوم فيمتحن بالسنة. اهـ
[شرح السنة للبربهاري 123]
* وقال الذهبي رحمه الله: ومن أبغض الشيخين (أبو بكر وعمر رضي الله عنهما) واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة، أبعدهم الله. اهـ[السير 16/ 458]
* وقال الإمام البربهاري رحمه الله: وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة، وأنس بن مالك وأسيد ابن حُضير، فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله، وإذا رأيت الرجل يحب أيوب، وابن عون، ويونس بن عبيد، وعبد الله بن إدريس الأودي، والشعبي، ومالك بن مغول، ويزيد بن زُريع، ومعاذ بن معاذ، ووهب بن جرير، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وزائدة بن قدامة، فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل، والحجاج بن المنهال، وأحمد بن نصر، وذكرهم بخير، وقال بقولهم، فاعلم أنه صاحب سنة. اهـ[شرح السنة 117 - 118]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/263)
* وقال الإمام الصابوني رحمه الله: اخبرنا الحاكم ثنا محمد بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة، قرأعلينا أبو رجاء قتيبة بن سعيد كتاب الإيمان له، فكان في آخره: (فإذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، وأبا الأحوص، وشريكاً، ووكيعاً، ويحي بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، فاعلم أنه صاحب سنة. اهـ[عقيدة السلف وأصحاب الحديث 307 - 308]
* وقال البربهاري رحمه الله: وانظر إذا سمعت الرجل يذكر ابن أبي دؤاد، وبشر المريسي، وثمامة، وأبا هذيل، أو هشام الفوطي، أو واحداً من أتباعهم، وأشياعهم، فاحذروه فإنه صاحب بدعة، فإن هؤلاء كانوا على الردة، واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير، ومن ذكرهم
منهم. اهـ[شرح السنة 122 - 123]
* وقال الإمام قتيبة بن سعيد رحمه الله: إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وذكر قوماً آخرين فإنه على السنة ومن خالف هؤلاء فاعلم إنه مبتدع. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 67]
* وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: ابن عون في البصريين إذا رأيت الرجل يحبه فاطمان إليه وفي الكوفيين: مالك بن مغول. وزائدة بن قدامة إذا رأيت كوفياً يحبه فارج خيره ومن أهل الشام: الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ومن أهل الحجاز مالك بن أنس. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 62]
* وقال الإمام نُعيم بن حماد رحمه الله: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد، فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخرساني يتكلم في إسحاق، فاتهمه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير، فاتهمه في دينه. اهـ[السير 11/ 381]
* وقال الإمام أحمد بن عبد الله بن يونس رحمه الله ك امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة وإن أبغضوه فهم أهل بدعة كما يمتحن أهل الكوفة بيحي. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 66]
* وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه: إذا رأيت بصرياً يحب حماد بن زيد فهو صاحب
سنة. اهـ[أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي 62]
* وقال الإمام أبو حاتم إذا رأيت البغدادي يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيته يبغض ابن معين فاعلم أنه كذاب. اهـ[تهذيب التهذيب 11/ 248]
* وقال بقية بن الوليد رحمه الله: إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة. اهـ[تهذيب التهذيب 6/ 217]
* وقال الأسود بن سالم رحمه الله: إذا رأيت الرجل يغمز ابن المبارك فاتهمه على
الإسلام. اهـ[تهذيب التهذيب 5/ 341]
* وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: رجلان من أهل الشام إذا رأيت رجلاً يحبهما فاطمئن إليه: الأوزاعي وأبو إسحاق، كانا إمامين في السنة. اهـ[تهذيب التهذيب 1/ 137]
* وقال إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام، فإنه كان شديداً على المبتدعة. اهـ[السير 7/ 450]
* وعن يحي رحمه الله أنه قال: إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة، وحماد بن سلمة، فاتهمه على
الإسلام. اهـ[السير 7/ 447]
* وقال الإمام نعيم بن حماد رحمه الله: إذا رأيت الخرساني يتكلم في إسحاق بن راهويه، فاتهمه في دينه. اهـ[السير 11م370]
* وقال الإمام ابن أبي حاتم الرازي رحمه الله: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل، أيهما أحفظ؟؟ فقال: كانا في الحفظ متقاربين، وكان أحمد أفقه، إذا رأيت من يحب أحمد، فاعلم أنه صاحب سنة. اهـ[السير 11/ 198]
* وقال الإمام قتيبة بن سعيد رحمه الله: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني: أحمد ابن حنبل، وإذا رأيت رجلاً يحب أحمد، فاعلم انه صاحب سنة. ولو أدرك عصر الثوري، والأوزاعي، والليث، لكان هو المقدم عليهم. فقيل لقتيبة: يضم أحمد إلى عصر التابعين؟؟ قال: إلى كبار التابعين. اهـ[السير 11/ 195]
* وقال الإمام أبو عبيد رحمه الله: إني لأتدين بذكر أحمد مارأيت رجلاً أعلم بالسنة منه. اهـ
[السير 11/ 196]
ولله در القائل:
أضحى ابنُ حَنبَلَ مِحنة مَرِضِية .................. وبحب أحمدَ يُعرفُ المُتسكُ
وإذا رأيت لأحمدٍ مُتنقصاً ........................... فاعلم بَأن سُتورَهُ سَتهتكُ
* وسئل الإمام عبد الله ابن المبارك عن الاتباع؟؟ فقال: الاتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السكري. اهـ[السير 7/ 387]
* وقال علي بن الحسين بن شقيق رحمه الله: سئل عبد الله عن الأئمة الذين يقتدى بهم، فذكر أبا بكر وعمر، حتى انتهى إلى أبي حمزة، وأبو حمزة يومئذ حي. اهـ[السير 7/ 387]
* وقال الإمام أبو بكر بن عياش رحمه الله: إني لأرى الرجل يصحب سفيان، فيعظم في
عيني. اهـ[السير 7/ 239]
هذا والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
** منقوووووووول بتصرف يسير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/264)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[02 - 11 - 03, 02:41 م]ـ
امتحان الناس في عقائدهم بدعة، ذكر ذلك البخاري وغيره من أئمة السنة ..
والآثار التي ذكرتها ليس فيها ما يثبت أن السلف كانوا يمتحنون الناس، إلأّ أثر البربهاري وفيه ردٌّ عليه - رحمه الله -، لأنه قد أثبت وأقرَّ بأنه كان في السابقين أي السلف بدعة، وهذا كما قلتُ ردٌّ عليه إذ أن البدعة لا تكون سنةً، مهما دارت عليها السنون وتعاقبت عليها الليالي والأيّام.
والله أعلم.
ـ[رأس الحكمة مخافة الله]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:55 م]ـ
طبع مؤخرا كتاب في هذه القضية للشيخ عبدالمحسن العباد بعنوان: رفقا بأهل السنة يا أهل السنة، وهو كتاب نفيس في بابه، أحث الأخوة الكرام على مطالعته.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[03 - 11 - 03, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم
ما استدل به صاحب الموضوع كله خارج خارج محل النزاع إلا أثرين أو ثلاثة بالكثير منها اثر البربهاري رحمه الله
أما بقية الآثار خارج محل النزاع وفيها بيان مقدار الأئمة أئمة أهل السنة لا أكثر ولا أقل
على أن الأصل في الامتحان جائز، قال تعالى في شأن المهاجرات (فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهم)
وهناك بعض الآثار صريحة في الامتحان لم تذكر في المقال لعل أنشط بعدُ لكتابتها
وليت الأخ عبدالمحسن يدلي بحجته التي احتج بها من أن البخاري وغيره من أئمة السنة لم نصوا على بدعيتها، لا أن يرمي الكلام على عواهنه
والسلام
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:03 ص]ـ
الحقيقة أن عنوان الموضوع فيه خلل!
فأول ذلك أنه قال (من أصول أهل السنة)
والأصح أن يقال هل يجوز (امتحان عقائد الناس ... )
والذي يظهر أن مسائل الاعتقاد
قسمان: جلي، وخفي
فأما الجلي فأن ذلك جائز حسب الحاجة ويكفينا حديث الجارية (أين الله)
وأما الخفي كرؤية الكفار ربهم فقد نص ابن تيمية على أنه لا يجوز امتحان الناس بمثل هذا
وقد صنف ابن الحنلبي جزءا سماه (جزء امتحان السني من البدعي)
ذكر فيه مسائل تعرف بها البدعي
المهم أننا لو امتحنا الناس اليوم بالمعافى بن عمران فمن لم يعرفه
هل يكون مبتدعا ً لا أظن عاقلا يقول به فضلا عن العالم
فالمسألة للحاجة والمصلحة كتولية إمامة للمسجد أو زواج أو تدريس أو نحوها
والله أعلم(25/265)
هل صح هذا عن الأئمة -رحمهم الله- وما توجيهه ... (عاجل)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[06 - 07 - 03, 12:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أهل العلم - حفظكم الله- آمين
أورد علينا رافضي هذه النقول
فما هو جوابكم عنها نفعنا الله بعلمكم وسدد خطاكم
قال ابن حبان - رحمه الله- في كتابه الثقات 8/ 456: " على بن موسى الرضا وهو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسن من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم. مات على بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد، قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك أماتنا الله على وأهل بيته الله عليه وعليهم أجمعين ".
فيض القدير ج4ص489:
" فائدة في تاريخ نيسابور للحاكم أن عليا الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة الرازي وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان صلياها على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصاخ ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام معاشر الناس انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم وكان المستملي أبو زرعة والطوسي فقال الرضا حدثنا أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله قال حدثني جبريل عليه السلام قال حدثني رب العزة سبحانه يقول كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ثم أرخى الستر على القبة وسار فعد أهل المحابر والدواوين الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السبامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره فرئي في النوم بعد موته فقيل ما فعل الله بك قال غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وتصديقي بأن محمدا رسول الله وذكر الجمال الزرندي في معراج الوصول أن الحافظ أبا نعيم روى هذا الحديث بسنده عن أهل البيت إلا علي سيد الأولياء قال قال رسول الله سيد الأنبياء حدثني جبريل عليه السلام سيد الملائكة
قال قال الله تعالى إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني طه فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي الشيرازي في الألقاب عن علي أمير المؤمنين ونحوه خبر الحاكم في تاريخه وأبو نعيم عن علي أيضا لا إله إلا الله حصني الخ ".
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج7ص339:
" قال وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضي بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعني بن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ".
ما رواه الخطيب البغدادي بسنده عن الحسن بن ابراهيم الخلال قال:
((ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر (الكاظم) رضي الله عنه فتوسلت به إلا سهل الله سبحانه لي ما أحب)) وما قاله الإمام الشافعي: ((أن قبر موسى الكاظم ترياق مجرب))
............
فكيف أرد على هذا الرافضي نفعنا الله بكم- آمين-
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[06 - 07 - 03, 04:49 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/266)
اقتطعت لكجزءاً من رسالتي وآسف أنّها ليست منسقة لعلك ترجع إلأى اقتضاء الصراط المستقيم وتمعن ما ذكره شيخ الإسلام جواباً على شبهات القبوريين وهذا مختصر ذكرته في رسالتي أسأل الله أن ينفع به.
(مثل هذه القصص كثيرة في كتب التّاريخ والسّير والعمدة فيها كما ترى وقوع المراد من العمل فهل يعني ذلك مشروعيّته؟
نقول وبالله الإعانة: كان آخر الأمرين من النّبيّ e الحثّ على زيارة القبور لما ثبت عنه e أنّه قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة) (1).
قال النّووي رحمه الله تعالى في المجموع: (الهجر: الكلام الباطل، وكان النّهي أوّلاً لقرب عهدهم من الجاهليّة، فربّما كانوا يتكلّمون بكلام الجاهليّة الباطل، فلمّا استقرّت قواعد الإسلام، وتمهّدت أحكامه،واشتهرت معالمه أُبيح لهم الزيارة، واحتاط e بقوله: لا تقولوا هجراً) ().
ويُؤخذ من الأحاديث الّتي ورد فيها الحثّ على زيارة القبور أنّ سبب ذلك هو مافي زيارتها من العبرة وترقيق القلوب وتذكيرها بمآلها ونهايتها، فتنقشع الغشاوة الّتي تغطي القلب من جرّاء الاشتغال بالدّنيا والانهماك فيها، وقد شرع الإسلام لذلك أحكاماً في الزّيارة منها الدّعاء للأموات إن كانوا مسلمين، واحترام القبور وعدم المشي بالنعال بينها، وعدم الجلوس عليها وغير ذلك.
ولم يرد عن صحابيّ أو تابعي أو عالمٍ من علماء الأمّة أهل السّنّة المعتبرين المقتدى بهم، جواز الدّعاء أو قصد الدّعاء عندها فضلاً عن استحبابه، () حتّى لو كان الدّعاء خالصاً لله، إذ ليس للدّعاء عندها ميزة تُذكر سواء لصاحب القبر أو للقبر ذاته، قال ابن تيميّة رحمه الله: (الوجه الثّالث في كراهة قصد القبور للدّعاء: أنّ السّلف رضي الله عنهم كرهوا ذلك متأوّلين في ذلك قوله عليه الصّلاة والسلام: (لاتتخذوا قبري عيدا) () ... وماأحفظ: لاعن صحابيّ ولاعن تابعي ولاعن إمام معروف: أنّه استحبّ قصد شيءٍ من القبور للدّعاء عنده، ولاروى أحدٌ في ذلك شيئاً، لاعن النّبيّ e، ولاعن أحدٍ من الأئمّة المعروفين، وقد صنّف النّاس في الدّعاء وأوقاته وأمكنته، وذكروا فيه الآثار، فما ذكر أحدٌ منهم في فضل الدّعاء عند شيءٍ من القبور حرفاً واحداً فيما أعلم، فكيف يجوز ـ والحالة هذه ـ أن يكون الدّعاء عندها أجوب وأفضل، والسّلف تنكره ولا تعرفه وتنهى عنه ولاتأمر به) ().
وأهل السّير يكثرون في كتبهم عند ذِكر بعض الأئمّة من أهل الحديث والصّالحين من قولهم: (وقبره مشهور يزار)، وكنت أفهم منها معنى صالحاً وهو أن قبره مازال معروفاً وموضع وفاته ودفنه معروف ويزار الزّيارة الشّرعية للدّعاء له من جملة الأموات كما يُزار شهداء أحد، ولكنّي وجدت أنّ البعض يطلقها بمعنى الزّيارة البدعيّة للدّعاء عندها ظنّاً منهم أنّ الدّعاء عندها مُجاب،ومن أمثلتها ما سبق نقله.
وهذا في الحقيقة خطأٌ وزلّة ماكان لها أن تصدر من مثل هؤلاء الأئمّة، وخصوصاً المحدّثين منهم، ولكن كل يؤخذ من قوله ويرد إلاّ رسول الله e ولكلّ جواد كبوة.
وهذا الّذي نقلناه من جملة الأمور الحادثة في نحو المئة الثالثة في كلام بعض الناّس كما قال ابن تيميّة رحمه الله.
وهو أمر محدث ولا شك لما تقدّم من كونه لامستند له من نصٍّ نبوي ولا فعل صحابي ولا إمام متبوع.
وأمّا قول ابن حباتن وغيره: إنّه جُرّب ذلك مراراً وشوهد ما يحصل لهم من الإجابة فجوابه ما قال ابن تيميّة رحمه الله: (وأمّا إجابة الدّعاء: فقد يكون سببه اضطرار الدّاعي وصدق التجائه، وقد يكون سببه مجرّد رحمة الله له، وقد يكون أمراً قضاه الله لا لأجل دعائه، وقد يكون له أسباب أخرى، وإن كانت فتنةً في حقّ الداعي، فإنّا نعلم أنّ الكفّار قد يُستجاب لهم فيُسقون ويُنصرون ويُعافون ويُرزقون مع دعائهم عند أوثانهم وتوسّلهم بها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/267)
وقال أيضاً مامعناه: (إنّ سبب قضاء حاجة هؤلاء الدّاعين الأدعية المحرّمة أنّ الرّجل منهم قد يكون مضطراً اضطراراً لو دعا الله بها مشركٌ عند وثنٍ لاستُجيب له لصدق توجهه إلى الله، فالحاصل أنّ مايقع من الدّعاء المشتمل على كراهة شرعيّة، بمنزلة سائر أنواع العبادات، وقد عُلم أنّ العبادة المشتملة على وصف مكروه قد تُغفر تلك الكراهة لصاحبها لاجتهاده أو تقليده أو حسناته أو غير ذلك، ثمّ ذلك لايمنع أن يُعلم أنّ ذلك مكروه يُنهى عنه، وإن كان هذا الفاعل المعيّن قد زال موجب الكراهة في حقّه، ومن هنا يغلط كثيرٌ من النّاس فإنّهم يبلغهم أنّ بعض الأعيان من الصّالحين عبدوا عبادةً أو دعوا دعاءً ووجدوا أثر تلك العبادة أو ذلك الدّعاء، فيجعلون ذلك دليلاً على استحسان تلك العبادة والدّعاء، ويجعلون ذلك العمل سنّة كأنّه قد فعله نبي، وهذا غلط لما ذكرناه، خصوصاً إذا كان العمل إنّما كان أثره بصدقٍ قام بقلب فاعله حين الفعل، ثمّ تفعله الاتباع صورةً لاصدقا فيُضرّون به، لأنّه ليس العمل مشروعاً، فلا يكون لهم ثواب المتّبعين ولا قام بهم صدق ذلك الفاعل الّذي لعلّه بصدق الطّلب وصحّة القصد يُكفّر عن الفاعل).
إذن فحصول الاستجابة للدّعاء ليس دليلاً على صحّة الفعل، فلا يجوز الاستدلال على مشروعيّة الدّعاء عند قبور الصّالحين بالتّجربة وتكرّر حدوث الأثر المترتّب على الدّعاء، وكلام شيخ الإسلام المتقدم لامزيد عليه ممّا يظهر بوضوح بدعيّة ما نقله السّبكي وغيره وأيّدوه عن بعض الأئمّة أو أهل الفقه، وأنّه خلاف منهج السّلف الصّالح رضوان الله تعالى عليهم، والمشروع لمن أصابته شدّة ان يلجأ إلى الله مخلصاً له الدّين دون أن يكون ذلك مخصوصاً ببقعة معينة إلا بقعة شهد لها النّصّ بالفضيلة كالحرم المكّي، أو زمان شهد الشّرع له بالخصوصيّة كليلة القدر مثلاً، وما سوى ذلك فالأصل في هذا الباب التّوقّف والله تعالى أعلم وأحكم. (6)
(1) صحّ عن عدد من الصّحابة، وأشهرها حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، أخرجه مسلم في الجنائز باب استئذان النّبيّ e في زيارة قبر أمّه، وأحمد 5/ 350، 355، وأبوداود في الجنائز باب زيارة القبور، والنّسائي في الجنائز باب زيارة القبور، والتّرمذي في الجنائز باب زيارة القبور بألفاظ متقاربة وزاد: فمن أراد أن يزور فليزر ولاتقولوا هجراً.
(2) المجموع 5/ 310.
(3) يُستثنى من ذلك طبعاً الدّعاء للأموات أثناء الزّيارة.
(4) أخرجه أحمد 2/ 367، وأبوداود في المناسك باب زيارة القبور، عن أبي هريرة مرفوعاً، وصحّح إسناده النّووي في كتاب الأذكار، وله شاهد من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أخرجه ابن أبي شيبة في المصنّف ح7541، ورواه ابن أبي شيبة ح7542، وعبد الرّزّاق في المصنّف ح6726 عن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عن النّبيّ e مرسلاً.
(5) اقتضاء الصّراط المستقيم ص 368 ـ 369، باختصار.
(6) انظر اقتضاء الصراط المستقيم 344 ـ 356 طبعة الفقي وهوكلام طويل ونافع جداً في هذه المسألة.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[06 - 07 - 03, 05:35 م]ـ
الأخ الفاضل العزيز/ العزيز بالله - بارك الله بك - آمين-
أشكرك على إجابتك ودلالتك على الخير وفقك الله تعالى(25/268)
هل ثبت أن الإمام أحمد تأول"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فىظلل من الغمام""
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:05 م]ـ
جاء أن الامام أحمد رحمه الله أثناء مناظرته للجهميه فى مسأله خلق القران أنهم احتجوا عليه بقول النبى
صلى الله عليه وسلم أن البقرة و ال عمران تأتيان يوم القيامه كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فِرقان
من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما (رواه مسلم)،قالوا: وما يجىء إلا المخلوق.
فقال الإمام أحمد: قد قال الله تعالى:"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فىظلل من الغمام"
فهل يجىء الله؟ إنما يجىء أمره. كذلك هنا إنما يجىء الثواب
وهذه الواقعه ـ إن ثبتت ـ عزاها شيخ الإسلام رحمه الله الى كتاب محنه الإمام أحمد وأشار الدكتور:
محمد رشاد سالم رحمه الله أنه لم يجدها فى الجزء المطبوع منه وأن الجزء الأول من الكتاب مفقود
وقد نص على صحتها من لا نثق به وهو الكوثرى فى تعليقه على الأسماء والصفات
وغالب ظنى أن البيهقى قد حكى هذه القصه مسنده لكن لم أقف على ذلك والله المستعان
وقد إختلف الحنابله فى هذه الروايه على خمس طرق كالأتى:
1ـ قوم تأولوا هذه الصفه دون غيرها (أعنى صفه المجىء) من الصفات متابعة منهم لأحمد
2ـ قوم توسعوا عن الذين قبلهم واطردوا كلام أحمد فى الصفات الحركيه دون غيرها ومن هؤلاء
أبو الحسن الزاغونى وهو من الصفاتيه
3ـ وقوم توسعوا عن الذين قبلهم وارتكبوا الشطط واطردوا هذه الروايه على جميع نصوص أحمد
أى تأولوا ايات واحاديث الصفات ومن هؤلاء العلامه ابن الجوزى عفا الله عنه
وهذه الطرق الثلاث لا يصح منها شىء كما هو ظاهر وبطلانها معلوم وإن كان متفاوتاً والله المستعان
4ـ وقال قوم: إنما قال ذلك إلزاماً للجهميه لأنهم يتأولون مجىء الرب بمجىء أمره فكأن أحمد قال:
كما تقولون ذلك فى الأيه فقولوا كذلك فى الحديث.
وهذا المسلك يضعفه امران:
أ ـ سياق القصه يأبى ذلك
ب ـ ما ثبت عن أحمد أنه كره أن ترد البدعه بالبدعه، فكان أحمد فى مناظرته للجهميه ألزمه أبو عيسى
محمد بن عيسى برغوث أن القران إذا كان غير مخلوق لزم أن يكون الله جسماً وهذا منتفٍ، فلم يوافقه أحمد لا على نفى ذلك ولا على إثباته ,وقال:"قل هو الله أحد ... " الأيات
وذلك لأن لفظ الجسم من الألفاظ المبتدعه ولو أصاب من أطلقها معنٍ صحيحاً فقد ابتدع لفظاً
5ـ وقال قوم: أخطأ حنبل فى نقل هذه الروايه،ومعلوم أن حنبلاً له مفاريد ينفرد بها ولذلك إختلف الحنابله فى مفاريده هل تثبت بها روايه؟ فالخلال و الأثرم قد ينكرانها ويثبتها ابن حامد
وقد قال العلامه عبد الحليم بن تيميه والد شيخ الإسلام رحمهما الله فى ذكر الخلاف عندهم فيما إذا رويت عنه روايات بخلاف أكثر نصوصه (وليس هذا خاصاً بحنبل) هل تعد مذهباً له
فقال رحمه الله: فذهب أبو بكر الخلال وصاحبه عبد العزيز إلى أنها ليست مذهباً له. وذهب ابن حامد الى أنه لا يطلق ذلك، وإن كان دليلها أقوى قدمت ......... وهو حسن.اهـ
وأنا أميل الى هذا المسلك الأخير، فأن المتواتر قطعاً عن الإمام رحمه الله عدم تأويل أيات واحاديث الصفات ولو اننا اخضعنا روايه حنبل هذه لقواعد المحدثين لوجدناها تلتقى مع الحديث الشاذ
ولعل هذا ما أشار إليه شيخ الإسلام لما قال: وبكل حال،فالمشهور عند اصحاب الإمام أحمد أنهم لا
يتأولون الصفات التى من جنس الحركه: كالمجىء و الإتيان والنزول والهبوط والدنو والتدلى،
كما لا يتأولون غيرها متابعة للسلف الصالح. اهـ فبعداً لقوم يتبعون الشاذ من الأقوال
والله المستعان
مستفاد من الفتاوى ج 5\ 400 و ج5\ 430
والأستقامه ج1\ 75 و المسوده ج1\ 85
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3557
ـ[الموحد99]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:59 م]ـ
جزاك الله خيرأ
ولي ملاحظة على ما ذكر وهو قول " الصفات الحركية " ولفظ الحركة من الألفاظ المبتدعة ولو ذكره بعض أهل العلم فإن العبرة بالنصوص الشرعية كما هو معلوم لديكم والغريب أنك قلت:وذلك لأن لفظ الجسم من الألفاظ المبتدعه ولو أصاب من أطلقها معنٍ صحيحاً فقد ابتدع لفظاً0 أهـ وهذا ينطبق على اطلاقك "الصفات الحركية"
قال شيخ الإسلام: وقبل ينبغي أن يعرف أن لفظ الحركة والانتقال والتغير والتحول ونحو ذلك ألفاظ مجملة 000الخ ج5 ص336
وقال أيضاً: وكثير من أهل الحديث والسنة يقول: المعنى صحيح [في اثبات لفظ الحركة] لكن لا يطلق هذا اللفظ لعدم مجئ الأثر به كما ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر وغيره في كلامهم على حديث النزول والقول المشهور عن السلف عند أهل السنة و الحديث: هو الإقرار بما ورد به الكتاب والسنة من أنه يأتي وينزل وغير ذلك 000الخ ج5 ص 342
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:12 م]ـ
وجزاك الله خيراً أخى الموحد وملاحظتك لها كل التقدير،ولكن ألا ترى أن
شيخ الإسلام الذى قد تفضلت ونقلت كلامه هو نفسه الذى اطلق لفظه الصفات الحركيه. ومن ذلك تعلم أن المرء أحياناً يستخدم ألفاظ القوم
ليرد عليهم مثلاً أو ليبن مراده عندهم
وقد قال العلامه ابن القيم رحمه اللهفى الوجه الثانى والثلاثون بعد المئه
فى الرد على من زعم تعارض العقل والنقل: ويلزمه لوازم من حيث كونها صفه القديم .... اهـ من الصواعق ج4\ ص 1218
فأنت ترى أنه استخدم لفظ محدث قد أغنى عنه اسم الأول وذلك لمناقشه أهل الأصطلاح باصطلاحهم، ومن هذا تعلم أن لا غرابه فى إنكارى على من اطلق الالفاظ المبتدعه وعلى نقلى لمن ذكرها
وجزاك الله خيراً يا أخى الموحد 99 على إهتمامك بالتعليق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/269)
ـ[الموحد99]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:44 م]ـ
أخ الكريم الفاضل / هيثم
أولاً:
أنت لست في نقاش مع القوم [أعني أهل الكلام] حتى تقول أنك تستعمل اصطلاح القوم أنت هنا تقرر عقيدة يقرأه كل من تصفح الإنترنت
ثانياً:
لو فرضنا أنك تستعمل اصطلاح القوم ألا ترى أنه ينبغي لك أن تبين أن هذه العبارة فيها غموض وإجمال من باب النصح كما فعل شيخ الإسلام في كثير من المواضع وكما هو في العقيدة التدمرية
ثالثاً:
لحظة
إني أحبك في الله تعالى
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:49 م]ـ
أحبك الله الذى أحببتنى فيه .
ولا يسعنى إلا أن أقول لك جزاك الله خيراً والمسأله إن شاء الله يسيره
ما دمنا متفقين فى الأصل ووفقك الله
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:53 م]ـ
ولا يفوتنى أن اشكر الأخ عبد الرحمن جزاه الله خيراً على هذا الرابط الذى نقلنى إليه وارى من الضرورى نقل بعضه
قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 367) (وهذه رواية مشكلة جدا، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية أم لا) انتهى
قال المحقق جزاه الله خيرا في الحاشية (قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 143) وذكر أبو بكر الخلال فقال فد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وأغرب بغير شيء) انتهى وقال الذهبي في السير (13/ 52) (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب) انتهى
راجع ما قاله ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة للموصلي ص 478 وزاد المعاد (5/ 392) وراجع كلاما نفيسا لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (16/ 405) على رواية حنبل 0 وسيأتي كلام للمصنف (6/ 315،388) تحت حديث رقم (734،744) وكذا (7/ 229) تحت الحديث (806) انتهى ما في الحاشية
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي(25/270)
تقسيم البدعة على طريقة السلف و ليس الخلف
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[07 - 07 - 03, 07:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحاول البعض إيجاد مسوغ شرعي لبدعهم في باب العبادات القولية أو الفعلية أو الإعتقادية من خلال صرف العموم من قوله صلى الله عليه وسلم: (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)
أعلم رحمك الله أن البدعة تنقسم إلى قسمين بدعة شرعية و بدعة لغوية و في هذا الخصوص قال الأئمة الأعلام ما يلي:
1 - قال الإمام ابن كثير رحمه: والبدعة على قسمين تارة تكون بدعة شرعية كقوله فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وتارة تكون بدعة لغوية كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن كم إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم نعمت البدعة. اهـ.
المصدر: تفسير ابن كثير 1/ 162 طبعة دار الفكر لعام 1401 هـ
2 - قال المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي: فقوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه في التراويح نعمت البدعة. اهـ.
المصدر: كتاب تحفة الأحوذي 7/ 366 طبعة دار الكتب العلمية
3 - قال الإمام الصنعاني رحمه الله: ليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة. اهـ.
المصدر: كتاب سبل السلام 2/ 10 طبعة دار إحياء التراث العربي لعام 1379 هـ
فإذا تقرر ذلك أعلم أن (كل) من صيغ العموم. وقوله (بدعة) نكرة في سياق الإثبات
و من القواعد الأصولية: أن النكرة في سياق الإثبات أو النفي أو الشرط أو الاستفهام الاستنكاري فإنه يراد بها العموم.
الخلاصة أن هذا العموم باقي في باب العبادات و يدل عليه أمرين:
1 - (كل) و هي عند علماء الأصول
2 - (بدعة) و هي نكرة في سياق الإثبات يراد بها العموم
و بهذا يتضح أن كل عمل في باب العبادات ليس له أصل في كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أو الخلفاء الراشدين أو الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فهو بدعة شرعية مذمومة و قبيحة
و يؤيد هذا التقرير العلمي ما يلي:
1 - ما روي عن الإمام الشافعي رحمه الله:
قال الحافظ ابن رجب رحمه: روى الحافظ أبو نعيم بإسناد عن إبراهيم بن الجنيد قال سمعت الشافعي يقول البدعة بدعتان بدعة محمودة وبدعة مذمومة فما وافق السنة فهو محمود وما خالف السنة فهو مذموم واحتج بقول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة ... إلى قوله: وقد روى عن الشافعي كلام آخر يفسر هذا وأنه قال المحدثات ضربان ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة. اهـ.
المصدر: كتاب جامع العلوم و الحكم 1/ 267 – 268 طبعة دار المعرفة لعام 1408 هـ
2 - قال القرطبي رحمه الله: وكل بدعة ضلالة يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة أو عمل الصحابة رضي الله. اهـ.
المصدر: كتاب تفسير القرطبي 2/ 87 طبعة دار الشعب لعام 1372هـ
3 - قال الحافظ ابن رجب: المراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة. اهـ.
و قال رحمه الله: وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال نعمت البدعة ... إلى قوله: ومراده أن هذا الفعل لم يكن على هذا الوجه قبل هذا الوقت ولكن له أصل في الشريعة يرجع إليها فمنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث على قيام رمضان ويرغب فيه وكان الناس في زمنه يقومون في المسجد جماعات متفرقة ووحدانا وهو صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه في رمضان ليلة ثم امتنع من ذلك معللا بأنه خشي أن يكتب عليهم فيعجزوا عن القيام به وهذا قد أمن بعده صلى الله عليه وسلم. اهـ.
المصدر: كتاب جامع العلوم و الحكم 1/ 266 – 267 طبعة دار المعرفة لعام 1408 هـ
4 - قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: والمراد بقوله كل بدعة ضلالة ما أحدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام. اهـ.
المصدر: كتاب فتح الباري 13/ 254 طبعة دار المعرفة لعام 1379 هـ
5 - قال الإمام الشوكاني رحمه الله: إذا سمعت من يقول هذه بدعة حسنة بالقيام في مقام المنع مسندا له بهذه الكلية وما يشابهها من نحو قوله صلى الله عليه وآله وسلم كل بدعة ضلالة طالبا لدليل تخصيص تلك البدعة التي وقع النزاع في شأنها. اهـ.
المصدر: كتاب نيل الأوطار 2/ 70 طبعة دار الجيل 1373 هـ
قلت: ومن القواعد الشرعية الثابتة أن الأصل في العبادات المنع.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو حسين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نلاحظ ان دليلك الوحيد هو قول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " نعمت البدعة " هل عندك دليل غيره؟
و قلت: - قال الإمام الصنعاني رحمه الله: ليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة. اهـ.
المصدر: كتاب سبل السلام 2/ 10 طبعة دار إحياء التراث العربي لعام 1379 هـ
لماذا لم تبين إن الإمام الصنعاني قال:
إذا عرفت هذا عرفت أن عمر هو الذي جعلها جماعة على معين وسماها بدعة. وأما قوله: "نعم البدعة"، فليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة.
فكيف تستدل بقول الإمام الصنعاني وهو لا يوافقك في ما تذهب إليه وللعلم إن الإمام الصنعاني يرى إن المواظبه على التراويح بدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/271)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 12:07 م]ـ
قال الإمام البيهقي في السنن الكبرى
باب: من له الفتوى والحكم.
139 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبي سعيد بن أبي عمرو قال ثنا أبو
العباس الأصم ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا شبابة ثنا هشام بن
الغاز عن نافع عن ابن عمر قال: كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة.
الأولى أخذ فتاوى الصحابة, فهم أعلم الناس.
وأستغرب احتجاج البعض بالأئمة وترك الصحابة رضوان الله عليهم.
ـ[معاذ]ــــــــ[02 - 06 - 04, 01:02 م]ـ
كيف نوفق بين ما ذكر وما ورد في الحديث "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"
ـ[أبو غازي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 04:22 م]ـ
السلام عليكم
ابن عمر رضي الله عنه تحدث عن البدعة الحسنة, لا السنة الحسنة.
وهذا الحديث " من سن سنة حسنة" لا يتعلق بالعبادات المحضة.
لأن العبادات الأصل فيها التوقيف. فيجب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما أمر وعبادة الله تعالى على الطريقة شرعها لعباده وأذن فيها والتي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم, وأن لا نبتدع في الدين ونحدث فيه ما ليس منه.
فالعبادات المحضة لا يجوز الزيادة فيها فهي توقيفية ... أما غير العبادات المحضة فتدخل في ذلك الحديث.
مثل التصدق ..
فقد أخرج مسلم في صحيحه قال:
حدّثني مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ فِي صَدْرِ النَّهَارِ. قَالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ. مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ. عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ. بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ. فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللّهِ لِمَا رَأَى? بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ. فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ. فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ. فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} (4النساء الآية: 1) إِلَى? آخِرِ الآيَةِ. {إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} وَالآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: {اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا الله} (95الحشر الآية: 81) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ (حَتَّى? قَالَ) وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا. بَلْ قَدْ عَجزَتْ. قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ. حَتَّى? رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ. حَتَّى? رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللّهِ يَتَهَلَّلُ. كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ. مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ. وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ. مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ».
والشاهد من هذا الحديث قوله:" فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها, بل قد عجزت, ثم تتابع الناس" فهذه هي السنة الحسنة التي سنها والتي قلده فيها غيره.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو حسين]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير يا ابو غازي ووفقك الله
ـ[معاذ]ــــــــ[03 - 06 - 04, 05:09 م]ـ
وهل ترون أن الابتداع لا يكون إلا في العبادات المحضة؟
هناك العقائد وهناك المعاملات المالية والأحوال الشخصية التي لا تخلو من بدع في الدين
حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
ألا ترى يا أخي أن قوله "في أمرنا هذا" لايستقيم أن نفسره بالعبادات المحضة؟
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[04 - 06 - 04, 07:22 ص]ـ
هناك فرق كبير بين العبادات والعادات فالعادات الأصل فيها الإباحة فيجوز الإحداث فيها بما لايخالف الشرع أما العبادات فالأصل فيها التوقيف إلا بدليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/272)
فالأمور الدنيوية والوسائل ونحوها لاتدخل في معنى الحديث وإلا لو فهمنا الحديث بأن المقصود به (في أمرنا هذا) يعني في الأمورد الدنيوية لقلنا إنه لايجوز إحداث شي من أمور الدنيا زيادة على ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث المقصود به الإحداث في الدين ولذلك جاء عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أنهم قالوا عن القنوت في الفجر محدث ولم يقولوا عن جمع المصحف أو دواوين عمر أنها محدثة فالوسائل والأمور الدنيوية غير مقصودة في الحديث
ولو أن رجلا من أهل البدع المولدية الذي ابتدعوا المولد الخبيث الذي شابهوا فيه النصارى وزودا في الدين مالم يأذن به الله واشغلوا المسلمين بهذه البدعة الشيطانية بل وأخرجوا بعضهم من الدين بسببها في استغاثتهم بالرسول صلى الله عليه وسلم ونحوها من الأمور الشركية والبدعية
وكذلك كثير من البدع فتحت على المسلمين باب شر مثل صلاة الرغائب والاحتفال بالإسراء والمعرج فحسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء الذين ابتدعوا في دين الله مالم يأذن به الله وإذا سألهم أحد قالوا بدعة حسنة!!! ولم يعلموا أنهم شرعوا من الدين مالم يأذن به الله وأحدثوا في أمور العبادات مالم يسبقوا إليه
فالدين ليس فيه جديد عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
وأما الأمور الدنيوية والترتيبية والوسائل فهذه مباحة ويجوز أن نأخذ منها ما يعيننا على ترتيب وحفظ ما يتعلق بالأمور الشرعية والدنيوية
فمثلا الطباعة للكتب والأشرطة والحاسوب ونحوها وسائل يجوز لنا أن نستخدمها في حفظ الكتب والعلم الشرعي ونحو ذلك
ومثل نقط المصحف وجمعه وطباعته فكلها وسائل معينة على حفظ القرآن وبعضهم يسميها بدعة من ناحية اللغة والأمر يسير
ولكن الإشكال فيمن يستدل بمثل هذه الأمور في الوسائل ويجعلها حجة له في البدع المحدثة مثل المولد ومثل صلاة الرغائب ومثل الاحتفال بالإسراء والمعراج ونحوها من البدع المحدثة.
ـ[معاذ]ــــــــ[04 - 06 - 04, 11:49 م]ـ
هل لي أن أفهم من الأستاذ عبد الله أن قنوت الفجر محدث وأنه بدعة؟
ـ[معاذ]ــــــــ[04 - 06 - 04, 11:58 م]ـ
أرجو إثراء موضوع سؤالي للأهمية ..
اجتهاد المجتهد المخطئ في أمر من أمور الدين (عبادة كان أو غيرها) وليس في أمور الدنيا أو العادات ..
ما هو الفرق بين الخطأ في مثل هذا الاجتهاد وبين الابتداع في الدين؟
أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو غازي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 10:50 ص]ـ
قد يفضي ذلك الاجتهاد الخاطئ إلى بدعة في الدين.
وقد لا يفضي إلى بدعة.
ـ[معاذ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:25 م]ـ
لكن السؤال الله يحفظك هو: متى يفضي الاجتهاد المخطئ إلى بدعة في الدين ومتى نقول إنه لم يفض إلى ذلك؟
مثال على ذلك كيف نوثق القول بأن القنوت في الفجر (كاجتهاد خاطئ على قول بعض المذاهب) على أنه بدعة وأمر محدث كما سبق الإشارة إلى ذلك في مداخلة سابقة
ـ[أبو غازي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:27 م]ـ
بالنسبة للقنوت, فإن القنوت يشرع عند وجود العلة, وهي النازلة التي تحل في المسلمين.
فقد قنت النبي صلى الله عليه وسلم ودعا للمستضعفين .. وقنت يدعو على رعل وذكوان. لماذا؟ لأن هناك سبب جعله يقنت.
وأما في حالة عدم وجود سبب يستدعي القنوت, فإنه لا يشرع القنوت.
إذاً متى نقول أن القنوت بدعة؟
عندما نقنت ولا يوجد هناك سبب.
فالنبي لم يقنت إلا لسبب ...
وحينما يقنت شخص بغير سبب فهذا فهو المحدث الذي ليس له مثال سابق.
والله أعلم
ـ[معاذ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 05:08 م]ـ
هل لي أن أفهم أن الشافعية يعتبروا مبتدعين حيث المعتمد على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه أن القنوت في صلاة الفجر سنة وبدون سبب أو علة أو نازلة نزلت بالمسلمين؟
بل يشرع سجود السهو لمن ترك القنوت في صلاة الفجر!!
أرجو الإجابة حفظك الله
ـ[معاذ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 05:34 م]ـ
يقول لشيرازي في المهذب
قال المصنف رحمه الله تعالى (والسنة في صلاة الصبح أن يقنت في الركعة الثانية لما روى أنس رضي الله تعالى عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم تركه , فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/273)
ومحل القنوت بعد الرفع من الركوع لما روي أنه {سئل أنس هل قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح؟ قال: نعم , وقيل: قبل الركوع أو بعده؟ قال بعد الركوع}
والسنة أن يقول: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت " لما روى الحسن بن علي رضي الله عنه قال: {علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر فقال قل: اللهم اهدني فيمن هديت} إلى آخره وإن قنت بما روي عن عمر رضي الله عنه كان حسنا وهو ما روى أبو رافع قال: قنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد الركوع في الصبح فسمعته يقول: " اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ولا نكفرك ونؤمن بك. ونخلع ونترك من يفجرك , اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد , وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق , اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك يكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات , وأصلح ذات بينهم وألف بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه , وانصرهم على عدوك وعدوهم يا إله الحق واجعلنا منهم "
ويستحب أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الدعاء لما روي من حديث الحسن رضي الله عنه في الوتر أنه قال: " تباركت وتعاليت وصلى الله على النبي وسلم "
ويستحب للمأموم أن يؤمن على الدعاء لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: {قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤمن من خلفه} ويستحب له أن يشاركه في الثناء ; لأنه لا يصلح التأمين على ذلك فكانت المشاركة أولى.
وأما رفع اليدين في القنوت فليس فيه نص , والذي يقتضيه المذهب أنه لا يرفع ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفع اليد إلا في ثلاثة مواطن في الاستسقاء والاستنصار وعشية عرفة ولأنه دعاء في الصلاة فلم يستحب له رفع اليد كالدعاء في التشهد , وذكر القاضي أبو الطيب الطبري في بعض كتبه أنه لا يرفع اليد , وحكى في التعليق أنه يرفع اليد , والأول عندي أصح.
وأما غير الصبح من الفرائض فلا يقنت فيه من غير حاجة , فإن نزلت بالمسلمين نازلة قنتوا في جميع الفرائض , لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم {كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد أو يدعو على أحد , وكان إذا قال: سمع الله لمن حمده , قال: ربنا لك الحمد وذكر الدعاء})
انتهى كلام الشيرازي في المهذب
كما نص الإمام الشافعي في الأم على ندب القنوت في الفجر
فهل يستقيم بعد ذلك الكلام على القنوت في صلاة الفجر بدعة؟!!
أرجو الإجابة عافاك الله
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 12:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ اَلْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتٍ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اَللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إِلا اَللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ,
{يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمُ اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اَللَّهَ اَلَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اَللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اَللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.} وَبَعْدُ:
تقسيم البدع الى الاحكام الخمسه- وبيان بطلان هذا التقسيم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/274)
ذهب بعض العلماء الى تقسيم البدع بأقسام احكام الشريعه الخمسه , فجعلوا منها ما هو واجب ومندوب مباح ومكروه ومحرم , واول من ذهب الى هذا التقسيم العز بن عبدالسلام حيث قال: " البدعه فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمه الى بدعه واجبه , وبدعه محرمه , وبدعه مندوبه , وبدعه مكروهه , وبدعه مباحه " (1) ".
وقد تأثر بالعز في هذا التقسيم تلميذه القرافي الذي بسط القول في المساله ومثل لكل قسم من الاقسام السابقه بامثله فقال: اعلم ان الاصحاب متفقون على انكار البدع والحق والتفصيل وانها خمسة اقسام:
القسم الأول من البدع: واجب:
وهو ما تناولته قواعد الوجوب وادلته من الشرع كتدوين القرآن والشرائع اذا خيف عليها الضياع فأن التبليغ لمن بعدنا من القرون واجب اجماعا واهمال ذلك حرام اجماعا فمثل هذا النوع لا ينبغي ان يختلف في وجوبه.
القسم الثاني من البدع: محرم:
وهو بدعه تناولتها قواعد التحريم وادلته من الشريعه كالمكوس والمحادثات من المظالم المنافيه لقواعد الشريعه , كتقديم الجهال على العلماء وتولية المناصب الشرعيه من لا يصلح لها بطريق التوارث.
القسم الثالث من البدع: مندوب اليه:
وهو ما تناولته قواعد الندب وادلته من الشريعه كصلاة التراويح , واقامة صور الائمه (2) والقضاه وولاة الامور على خلاف ما كان عليه امر الصحابه بسبب المصالح والمقاصد الشرعيه لا تحصل الا بعظمة الولاه في نفوس الناس.
القسم الرابع من البدع: بدع مكروهه:
وهي ما تناولته ادلة الكراهه من الشريعه وقواعدها كتخصيص الايام الفاضله او غيرها بنوع من العبادات ومن ذلك في الصحيح ما اخرجه مسلم وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهى عن تخصيص يوم الجمعه بصيام او ليلته بقيام) (3).
ومن هذا الباب الزياده في المندوبات المحدودات كما ورد في التسبيح عقيب الصلوات ثلاثا وثلاثين فيفعل مائه (4) , وورد صاع في زكاة الفطر فيجعل عشره آصع بسبب ان الزياده فيها اظهار الاستظهار على الشارع وقلة ادب بل شأن العظماء اذا حددوا شيئا وقف عنده و الخروج عنه قلة ادب , والزياده في الواجب اشد في المنع لانه يؤدي الى ان يعتقد ان الواجب هو الاصل والمزيد عليه.
القسم الخامس من البدع: البدع المباحه:
وهي ما تناولته ادلة الاباحه وقواعدها من الشريعه كاتخاذ المناخل للدقيق , ففي الآثار اول شيئ احدثه الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخاذ الناخل للدقيق , لان تليين العيش واصلاحه من المباحات فوسائله مباحه.
فالبدعه اذا عرضت تعرض على قواعد الشريعه وادلتها فاي شيئ تناولها من الادله والقواعد ألحقت به , من إيجاب او تحريم او غيرهما , وان نظر إليهما من حيث الجمله بالنظرالى كونها بدعه مع قطع النظر عما يتقاضاها كرهت , فان الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع (5).
بيان بطلان هذا التقسيم وانه لا اصل له:
تقسيم البدعه الى اقسام الأحكام الخمسه تقسيم باطل , لايدل عليه دليل بل هو متناقض في نفسه. وقد ورد هذا التقسيم جمله من العلماء والمحققين منهم الإمام الشاطبي الذي بين فساد هذا التقسيم وتناقصه بما لا مزيد عليه.
وها هو ذا نقض الشاطبي لهذا التقسيم مختصرا من كتاب الاعتصام.
قال رحمه الله بعد نقله لكلام القرافي السابق:
والجواب ان هذا التقسيم امر مخترع لا يدل عليه دليل شرعي بل هو في نفسه متدافع , لأن من حقيقة البدعه ان لا يدل عليها دليل شرعي , لا من نصوص الشرع ولا من قواعده إذ لو كان هناك ما يدل من الشرع على وجوب او ندب او اباحة , لما كان ثم بدعه ولكان العمل داخلا في عموم الأعمال المأمور بها أو المخير فيها. فالجمع بين عد تلك الأشياء بدعا وبين كون الأدله تدل على وجوبها او ندبها او اباحتها جمع بين متنافين.
اما المكروه و المحرم منها:
فمسلم من جهة كونها بدعا لا من جهة اخرى , إذ لو دل دليل على منع امر او كراهته لم يثبت ذلك كونه بدعه لإمكان ان يكون معصيه , كالقتل والسرقة وشرب الخمر ونحوها فلا بدعه يتصور فيها ذلك التقسيم البته , إلا الكراهيه والتحريم.
واما قسم الواجب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/275)
فجميع ما ذكر فيه من امثله من قبيل المصالح المرسله لا من قبيل البدعه المحدثه , والمصالح المرسله قد عمل بمقتضاها السلف الصالح من الصحابه ومن بعدهم , فهي من الاصول الفقهيه الثابته عند اهل الاصول وان كان فيها خلاف بينهم , ولكن لا يعد ذلك قدحا على ما نحن فيه.
اما جمع المصاحف وقصر الناس عليه فهو على الحقيقة من هذا الباب إذ انزل القرآن على سبعة احرف كلها شاف كاف تسهيلا على العرب لاختلاف لهجاتهم , فكانت المصلحه في ذلك ظاهره , إلا انه عرض في اباحة ذلك بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح باب الاختلاف في القرآن , حيث اختلفوا في وجوه القراءة. فخاف الصحابه رضوان الله عليهم اختلاف الامه في ينبوع الملة , فقصروا الناس على ما ثبت منها في مصاحف عثمان رضي الله عنه واطرحوا ما سوى ذلك علما بأن ما اطرحوه مضمن فيما اثبتوه , لان من قبيل القراءات التي يؤدى بها القرآن.
واما قسم المندوب:
فليس من البدع بحال ويتبين ذلك بالنظر في الامثله التي مثل لها بصلاة التراويح في رمضان جماعه في المسجد , فقد قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد واجتمع الناس خلفه.
ففي صحيح البخاري عن عائشه رضي الله عنها: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليله فصلى بصلاته ناس , ثم صلى من القابله فكثر الناس , ثم اجتمعوا من الليله الثالثه او الرابعه فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما اصبح قال: قد رايت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إلا اني خشيت ان تفرض عليكم وذلك في رمضان) (6).
فدل هذا الحديث على كونها سنه , فإن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم اولا دليل على صحة القيام في المسجد جماعه في رمضان وامتناعه بعد ذلك من الخروج خشية الافتراض لا يدل على امتناعه مطلقا لان زمانه كان زمان وحي وتشريع فيمكن ان يوحى اليه اذا عمل به الناس بالإلزام , فلما زالت علة التشريع بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع الامر الى اصله وقد ثبت الجواز فلا ناسخ له.
وإنما لم يقم ذلك ابو بكر رضي الله عنه لأحد امرين:
1 - إما لأنه رأى ان قيام الناس آخر الليل وما هم به عليه كان افضل عندهم من جمعهم على امام اول الليل.
2 - وإما لضيق زمانه رضي الله عنه عن النظر في هذه الفروع مع شغله بأهل الرده وغير ذلك مما هو اوكد من صلاة التراويح.
وأما القسم المباح:
فذكر مسألة المناخل وليست في الحقيقه من البدع بل هي من باب التنعم ولا يقال فيمن تنعم بمباح: انه قد ابتدع وإنما يرجع ذلك –إذا اعتبر – الى جهة الاسراف كما يكون في جهة الكميه , فالمناخل لا تعدو القسمين فإن كان الاسراف من ماله (ولم يكره اغتفر وإلا فلا مع ان الاصل الجواز) (7).
أما قسم التحريم:
فليس فيه ما هو بدعه هكذا بإطلاق , بل ذلك كله مخالفه للأمر المشروع فلا يزيد على التحريم اكل المال بالباطل إلا من جهة كونه موضوعا على وزان الاحكام الشرعيه اللازمه كالزكوات المفروضه , والنفقات المقدره فلا يصح ان يطلق القول في هذا القسم بأنه بدعه دون ان يقسم الامر في ذلك.
وأما القسم المكروه:
ففيه اشياء هي من قبيل البدع في الجمله ولا كلام فيها كتخصيص بعض الليالي او الايام بنوع من العباده , والزياده في المندوبات المحدوده شرعا فإن الاحتياط في العبادات المحضه أن لا يزداد فيها ولا ينقص منها , وذلك صحيح لان الزياده فيها والنقصان منها بدع منكره فحالاتها وذرائعها يحتاط في جانب النهي (8).
وبعد ان انتقد الشاطبي هذا التقسيم وعابه ذكر ما وقع فيه القرافي من تناقض في عرضه لهذا التقسيم.
فقال: " وقوله: فكذلك يحتاجون إلى تجديد زخارف وسياسات قديمه وربما وجبت في بعض الاحوال , مفتقر الى التامل ففيه – على الجمله – انه مناقض لقوله في آخر الفصل (الخير كله في الاتباع والشر كله في الابتداع) مع ما ذكر قبله , فهذا الكلام يقتضي أن الابتداع شر كله , فلا يمكن ان يجتمع مع فرض الوجوب. وهو قد ذكر ان البدعه قد تجب , وإذا وجبت لزم العمل بها وهي لما كانت ضمن الشر كله فقد اجتمع فيها الامر بها والامر بتركها. ولا يمكن فيهما الانفكاك – وان كانت من جهتين لإن الوقوع يستلزم الإجماع وليست الصلاه في الدار المغصوبه لإن الانفكاك في الوقوع ممكن , وهاهنا: إذا وجبت فإنما تجب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/276)
على الخصوص , وقد فرض أن الشر فيها على الخصوص فلزم التناقض " (9).
فظهر بهذا بطلان هذا التقسيم للبدع , وتناقضه وانه ليس له اصل يرجع اليه او دليل يستند عليه بل هو مصادم للنصوص الشرعيه كقوله صلى الله عليه وسلم: ( ..... كل بدعة ضلاله) (10) فإنه يدل على تحريم البدع كلها , إذ كل ضلال محرم ومن زعم أن من البدع ما هو واجب او مندوب او مباح مع إطلاعه على النصوص في ذم البدع وأنها كلها ضلال , فقد أعظم على الله الفريه وشاق رسوله من حيث يدري او لا يدري. وقد قال تعالى في التحذير ممن ذلك: " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم " (11) وقال في التحذير من مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم: " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " (12).
تقسم البدعة إلى حسنة وسيئة، وبيان بطلان هذا التقسيم
وقريب من هذا التقسي تقسيم البدع الى: حسنه وسيئه:
فأنه تقسيم باطل ايضا فالبدع كلها ضلال ليس فيها هدى , قبيحه ليس فيها حسن , مذمومه ليس فيها ممدوح , وفد جاءت النصوص من الكتاب والسنه بذلك كما دلت على ذلك أقوال سلف الامه , وإنما قال بهذا التقسيم من لم يفهم مقاصد النصوص على حقيقتها وكلام السلف على وجهته فاستدلوا ببعض الاحاديث , وببعض الآثار المنسوبه الى بعض السلف وحملوها على غير المراد منها وزعموا انها تدل على تحسين بعض البدع.
وكان من جملة ما استدلوا به لقولهم هذا.
1 - قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سن في الاسلام سنة حسنه فله اجرها واجر من عمل بها بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيئ, ومن سن في الاسلام سنة سيئه كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزارهم شيئ) (13).
2 - ما نسبوه الى الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن وما رآه المسلمون سيئا فهو عند الله سيئ) (14).
3 - قول عمر رضي الله عنه لما راى اجتماع الناس لصلاة التراويح في المسجد (نعمت البدعه هذه) (15).
4 - قول الشافعي: (البدعه بدعتان: بدعه محموده , وبدعه مذمومه فما وافق السنه فهو محمود , وما خالف السنه فهو مذموم) (16).
وما احتج به محسنو البدع من هذه النصوص ليس فيه حجة لهم فيما ذهبوا إليه من تقسيم البدع الى حسنه وسيئه.
بيان بطلان هذا التقسيم
أما الحديث الاول: " من سن في الاسلام سنة حسنه .. ":
فليس فيه سوى ذكر السنه الحسنه والسيئه ولم يرد فيه ذكر للبدعه. والسنه في اللغه هي الطريقه (17).
فالمقصود بالحديث: من اتى بطريقة حسنه فسنها للناس فهو من المثابين عليها. ولا يمكن ان تعرف طريقة ما انها حسنه إلا بدلالة الشرع على تحسينها , فعندما توصف الطريقه بانها حسنه كما في الحديث يدل على ان لها اصلا في الشرع.
قال صاحب تحفة الاحوذي في معنى السنه الحسنه في الحديث: " أي من اتى بطريقة مرضيه يشهد لها اصل من اصول الدين " (18). وقال في معنى السنه السيئه " أي طريقة غير مرضيه لا يشهد لها اصل من اصول الدين " (19).
ومناسبة الحديث تدل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلق (السنه الحسنه) إلا على امر له اصل في الشرع. فأن سبب هذا الحديث: انه جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم وفد من العرب كانوا على غايه من الحاجه والفقر فحث النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه على التصدق عليهم , فجاء رجل من الانصار فتصدق بصدقه كبيره ثم تتابع الناس من بعده على التصدق حتى تجمع قدر كبير من الصدقات فاعجب فعل الانصاري النبي صلى الله علية وسلم فقال الحديث (20).
فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما قصد بالسنه الحسنه فعل الانصاري من ابتدائه بالصدقه في تلك الحادثه , والصدقه مشروعه من قبل.
فتقرر بهذا ان النبي صلى الله عليه وسلم إنما اطلق السنه الحسنه على ما هو مشروع في الدين , ولا مجال لإقحام البدع تحت دائرة السنه الحسنه اذ البدع لا اصل لها في الدين , فظهر بهذا بطلان استدلال محسني البدع بهذا الحديث بل هو حجه عليهم والله اعلم.
اما الحديث الثاني وهو مانسب الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: " ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن .... ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/277)
فهذا الحديث لا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام ابن مسعود رضي الله عنه.
قال السخاوي:" هو موقوف حسن " (21) وقال العجلوني: " إسناده ساقط والاصح وقفه على ابن مسعود " (22) وقال الالباني:" لا اصل له مرفوعا وانما ورد موقوفا على ابن مسعود " (23).
وعليه فالحديث لا يصح مرفوعا فلا يجوز ان يحتج به في معارضة الاحاديث القاطعه بأن كل بدعه ضلاله.
وعلى افتراض صحة الحديث مرفوعا فأن (أل) في كلمة المسلمون , إن كان للاستغراق ,اي كل المسلمين فاجماع حجة لا ريب فيه والاجماع الاصولي المعتبر هو اجماع اهل العلم في عصر, وليس من شك ان المقلدين ليسوا من اهل العلم. وإن كان للجنس فيستحسن بعض المسلمين هذا الامر ويستقبحه آخرون. كما هو الحال في اكثر البدع وذلك لاختلاف العقول والاهواء والاراء. وعليه سقط الاحتجاج بهذا الاثر (24).
والسياق يدل على ان المقصود بالمسلمين في الاثر فإنه (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رآه المسلمون حسنا ... ) (25) الاثر. فظهر أن الصحابه هم المعنيون بالمسلمين وهم مجمعون على وجوب لزوم الشرع ونبذ البدع.
أما قول عمر (نعمت البدعه هذه) فلا حجه لمحسني البدع قال شيخ الاسلام ابن تيميه في الرد عليهم في احتجاجهم بهذا الاثر: واما قول عمر نعمت البدعه هذه فاكثر المحتجين بهذا لو اردنا ان نثبت حكما بقول عمر الذي لم يخالف فيه , لقالوا قول الصاحب ليس بحجة فكيف يكون حجه لهم في خلاف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ومن اعتقد ان قول الصاحب حجه فلا يعتقده اذا خالف الحديث.
فعلى التقديرين: لا تصلح معارضة الحديث بقول الصاحب. نعم يجوز تخصيص عموم الحديث بقول الصاحب الذي لم يخالف على إحدى الروايتين فيفيدهم هذا حسن تلك البدعه اما غيرها فلا.
ثم نقول: اكثر ما في هذا تسمية تلك بدعه مع حسنها , وهذه تسميه لغويه لا تسميه شرعيه وذلك ان (البدعه) في اللغه تعم كل ما فعل ابتداء من غير مثال سابق , واما البدعه الشرعيه فكل ما لم يدل عليه دليل شرعي.
فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد دل على استحباب فعل او ايجابه بعد موته او دل عليه مطلقا ولم يعمل به إلا بعد موته , فإذا عمل احد ذلك العمل بعد موته صح ان يسمى بدعه في اللغه , لانه عمل مبتدا كما ان نفس الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يسمى بدعه ويسمى محدثا في اللغه , ثم العمل الذي يدل عليه الكتاب والسنه ليس بدعه في الشريعه وإن سمى بدعه في اللغه. وإذا كان كذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم قد كانوا يصلون قيام رمضان على عهده جماعه وفرادى وقد قال لهم في الليله الثالثه والرابعه لما اجتمعوا: (إنه لم يمنعني ان اخرج اليكم الا كراهة ان يفرض عليكم) فعلل صلى الله عليه وسلم عدم الخروج بخشيه الافتراض فعلم بذلك ان المقتضى للخروج قائم وانه لولا خوف الافتراض لخرج إليهم , فلما كان في عهد عمر جمعهم على قارئ واحد واسرج المسجد فصارت هذه الهيئه عملا لم يكونوا يعملونه من قبل فسمى بدعه لانه في اللغه يسمى بذلك , وان لم يكن بدعه شرعيه لان السنه اقتضت انه عمل صالح لولا خوف الافتراض , وخوف الافتراض قد زال بموته صلى الله عليه وسلم وانتفى المعارض (26).
واما قول الشافعي: [البدعه بدعتان بدعه محموده وبدعه مذمومه .... ] فاستدلالهم به باطل من عدة اوجه:
الوجه الاول: ان قول الشافعي إن صح لا يصح ان يكون معارضا لعموم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وقد مضى تقرير شيخ الاسلام ان قول الصاحب اذا خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم فليس بحجة الاجماع فكيف يكون قول الشافعي حجة وقول الصحابي ليس بحجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/278)
الوجه الثاني: ان الذين احتجوا بكلام الشافعي هذا لم يفهموا مقصوده منه , فكلامه لا يدل على انه يرى استحسان البدع اللغويه التي لها اصل في الشرع كما سمى عمر الاجتماع لصلاة التراويح في المسجد بدعه وانما قصد البدعه اللغويه قال ابن رجب: " قال الشافعي البدعه بدعتان بدعه محموده , وبدعه مذمومه فما وافق السنه فهو محمود و وما خالف السنه فهو مذموم واحتج بقول عمر رضي الله عنه: نعمت البدعه هذه. ومراد الشافعي رضي الله عنه ان اصل البدعه المذمومه ما ليس لها اصل في الشريعه ترجع اليه وهي البدعه في اطلاق الشرع , واما البدعه المحموده فما وافق السنه: يعني ما كان لها اصل من السنه ترجع اليه وانما هي بدعه لغه لا شرعا لموافقتها لبسنه " (27).
الوجه الثالث: ان الشافعي رحمه الله لا يمكن ان يقول بالبدعه الحسنه وهو القائل:" من استحسن فقد شرع " (28) وغير هذا من كلام الشافعي في ذم الاستحسان وان من العدل والانصاف ان يفسر كلام الشافعي بكلام الشافعي لان القائل ادرى من غيره بمقاصد كلامه معنى كلامه على هذا والله اعلم (29).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك، وتقبل منا صالح الأعمال
--------------------------------------------------------------------------------
1) قواعد الاحكام في مصالح الانام للعز بن عبد السلام جـ 2 ص 172 , 173.
2) يقصد القرافي بإقامة صور الأئمه التجمل في الملبس وتحسين الهيئه وإقامة الحجاب, وغيره مما يتميز به الأئمه والقضاه عن غيرهم من عامة الناس مما لم يكن موجودا في العصر الاول.
3) هذا الحديث رواه مسلم [كتاب الصيام – باب كراهة صيام يوم الجمعه منفردا] جـ 2 ص 801 وقد رواه القرافي بالمعنى ونص الحديث عن ابي هريره – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [لا تختصوا ليلة الجمعه بقيام من بين الليالي , ولا تختصوا يوم الجمعه بصيام من بين الايام إلا ان يكون في صوم يصومه احدكم].
4) هذا مقيد بأن يفعل ذلك استحسانا اما من أخطأ في العد فزاد أو نقص فإنه لا يعد مبتدعا.
5) انظر: الفروق للقرافي جـ 4 ص202 - 205.
6) رواه البخاري [كتاب التهجد – باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل .... ] فتح الباري جـ 3 ص10 ح:1129.
7) هذه العباره حدث فيها اختلال في المعنى في المصدر ولعله حدث فيها تصحيف في طبعه الاعتصام وتم تعديلها من كتاب الابداع لعلي محفوظ ص82 الذي نقل نص الشاطبي هذا.
8) انظر الاعتصام للشاطبي جـ1 ص 191 - 197.
9) المصدر السابق جـ1 ص 196.
10) رواه أحمد ج4،ص126، وأبو داود، ج5،ص13، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح، الترمذي مع تحفة الأحوذي، ج7، ص438، وابن ماجه، ج1، ص15، ح42، والدرامي، ج1، ص57، ورواه الحاكم وقال: صحيح ليس له علة، ووافقه الذهبي، المستدرك مع التلخيص ج1، ص95 - 96، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة، ص29 رقم 54، وابن بطة في الإبانة الكبرى، ج1، ص305 - 307، رقم 142، والآجري في الشريعة، ص46، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، ج1، ص75، رقم81. وقال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: سنده صحيح ونقل تصحيحه عن الضياء المقدسي. مشكاة المصابيح، ج1،ص58،رقم165.
11) سورة الانعام آية: 144.
12) سورة النساء آيه 115.
13) رواه مسلم [كتاب الزكاه – باب الحث على الصدقه ... ] صحيح مسلم جـ2 ص704,705 ح:1017.
14) رواه الامام احمد في المسند موقوفا على ابن مسعود جـ1ص379, وكذلك ابو نعيم في الحليه جـ1ص375 ولا يصح رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم بعض الناس. وسيأتي نقل كلام العلماء حوله ص114.
15) رواه البخاري [كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان] فتح الباري ج4 ص 250.
16) رواه ابو نعيم في الحليه جـ9ص113.
17) انظر كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع - تأليف الدكتور ابراهيم الرحيلي - الجزء الأول ص29.
18) تحفة الاحوذي جـ7 ص438.
19) المصدر نفسه جـ7 ص438.
20) انظر الحاشية رقم 13.
21) المقاصد الحسنه ص581.
22) كشف الخفاء ومزيل الإلباس جـ2ص188.
23) سلسلة الاحاديث الضعيفة جـ2ص17ح:533.
24) انظر البدعه واثرها في الامه لسليم الهلالي ص21.
25) انظر الحاشية رقم 14.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/279)
26) انظر اقتضاء الصراط المستقيم ص275 - 277.
27) جامع العلوم والحكم لابن رجب ص266.
28) نقله عن الشافعي الغزالي في المستصفى ج1 ص 247، والشاطبي في الاعتصام ج2 ص 137.
29) نقلا من كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع والأهواء - تأليف الدكتور ابراهيم الرحيلي - الجزء الأول، ص 106 - 117.
للأخ الفاضل بوحميد الفلاسي
ـ[معاذ]ــــــــ[06 - 06 - 04, 09:17 ص]ـ
النووي في المجموع شرح المهذب
(فرع) في مذاهب العلماء في إثبات القنوت في الصبح
مذهبنا أنه يستحب القنوت فيها سواء نزلت نازلة أو لم تنزل وبهذا قال أكثر السلف ومن بعدهم أو كثير منهم وممن قال به أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي وابن عباس والبراء بن عازب رضي الله عنهم رواه البيهقي بأسانيد صحيحة , وقال به من التابعين فمن بعدهم خلائق وهو مذهب ابن أبي ليلى والحسن بن صالح ومالك وداود
وقال عبد الله بن مسعود وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه وسفيان الثوري وأحمد: لا قنوت في الصبح قال أحمد إلا الإمام فيقنت إذا بعث الجيوش , وقال إسحاق يقنت للنازلة خاصة.
واحتج لهم:
- بحديث أنس رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه} رواه البخاري ومسلم
- وفي صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع في صلاته شهرا يدعو لفلان وفلان ثم ترك الدعاء لهم}
- وعن سعد بن طارق قال: {قلت لأبي: يا أبي إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي فكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بني فحدث} رواه النسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: {ما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من صلاته} وعن أبي مخلد قال: " صليت مع ابن عمر رضي الله تعالى عنهما الصبح فلم يقنت فقلت له: ألا أراك تقنت؟ فقال: ما أحفظه عن أحد من أصحابنا "
- وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " القنوت في الصبح بدعة "
- وعن أم سلمة {عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن القنوت في الصبح} رواه البيهقي.
واحتج أصحابنا:
بحديث أنس رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم ترك فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا} حديث صحيح رواه جماعة من الحفاظ وصححوه , وممن نص على صحته الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي البلخي والحاكم أبو عبد الله في مواضع من كتبه والبيهقي , ورواه الدارقطني من طرق بأسانيد صحيحة ,
- وعن العوام بن حمزة قال " سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح قال: بعد الركوع قلت: عمن؟ قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم " رواه البيهقي وقال: هذا إسناد حسن ورواه البيهقي عن عمر أيضا من طرق
- وعن عبد الله بن معقل - بفتح الميم وإسكان العين المهملة وكسر القاف - التابعي قال " قنت علي رضي الله عنه في الفجر " رواه البيهقي وقال: هذا عن علي صحيح مشهور ,
- وعن البراء رضي الله تعالى عنه عنه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الصبح والمغرب} رواه مسلم ورواه أبو داود وليس في روايته ذكر المغرب , ولا يضر ترك الناس القنوت في صلاة المغرب ; لأنه ليس بواجب أو دل الإجماع على نسخه فيها.
وأما الجواب عن حديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنهما في قوله: ثم تركه فالمراد ترك الدعاء على أولئك الكفار ولعنتهم فقط , لا ترك جميع القنوت أو ترك القنوت في غير الصبح , وهذا التأويل متعين ; لأن حديث أنس في قوله " لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا " صحيح صريح فيجب الجمع بينهما , وهذا الذي ذكرناه متعين للجمع , وقد روى البيهقي بإسناده عن عبد الرحمن بن مهدي الإمام أنه قال " إنما ترك اللعن " ويوضح هذا التأويل رواية أبي هريرة السابقة , وهي قوله " ثم ترك الدعاء لهم ".
والجواب عن حديث سعد بن طارق أن رواية الذين أثبتوا القنوت معهما زيادة علم وهم أكثر فوجب تقديمهم ,
وعن حديث ابن مسعود أنه ضعيف جدا ; لأنه من رواية محمد بن جابر السخمي وهو شديد الضعف متروك ولأنه نفي وحديث أنس إثبات فقدم لزيادة العلم ,
وعن حديث ابن عمر أنه لم يحفظه أو نسيه وقد حفظه أنس والبراء بن عازب وغيرهما فقدم من حفظ ,
وعن حديث ابن عباس أنه ضعيف جدا وقد رواه البيهقي من رواية أبي ليلى الكوفي وقال: هذا لا يصح وأبو ليلى متروك. وقد روينا عن ابن عباس أنه " قنت في الصبح "
وعن حديث أم سلمة أنه ضعيف ; لأنه من رواية محمد بن يعلى عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن نافع عن أبيه عن أم سلمة قال الدارقطني: هؤلاء الثلاثة ضعفاء , ولا يصح لنافع سماع من أم سلمة والله أعلم.
انتهى كلام الإمام النووي رضي الله عنه في المجموع
ـ[معاذ]ــــــــ[06 - 06 - 04, 09:39 ص]ـ
لا خلاف على أن البدعة بدعة والسنة سنة بارك الله فيك يا أخي العوضي،
لكن المسألة المتداولة هنا تتعلق بمفهوم البدعة وما الفرق بينها وبين الخطأ في الاجتهاد،
كلنا يعلم أن المجتهد المصيب له أجران والمجتهد المخطئ له أجر واحد، أما أن يكون المجتهد المخطئ مبتدع فهنا ينبغي أن نتوقف بارك الله فيكم لنحدد مفهوم البدعة،
وقد تناولنا في المداخلات السابقة مثال القنوت في الفجر الذي وسمه أحد الإخوة بأنه أمر محدث وأنه بدعة وتابعه على ذلك الأخ أبو غازي وأكد هذا الأمر،
والذي يبدو لي أن مفهوم البدعة مشوش عند كثير من الإخوة، لذلك أرجو منك يا أخ العوضي ويا أخ أبو غازي الرجوع إلرجوع إلى كتاب الاعتصام للشاطبي رضي الله عنه الذي نقلتم عنه بطلان تقسيم البدعة الذي أشرتم إليه فإن فإن فيه ثراء كبيرا يوضح مفهوم البدعة ويجعلنا ننأى بأنفسنا عن وصم أئمة السلف بالبدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/280)
ـ[معاذ]ــــــــ[06 - 06 - 04, 01:04 م]ـ
البدعة كما يشخصها الشاطبي في الاعتصام ينبغي أن يتوفر فيها عنصران أساسيان:
• الجهل
• اتباع الهوى
ولذلك سمي البتدعة بأهل الأهواء
فالانتصار لمذهب لمجرد الانتماء إليه لا شك أنه اتباع للهوى كما نص على ذلك الغزالي في الإحياء
وعندما ينضم إلى ذلك الجهل يمكننا أن نتوقع البدع والمحدثات في الدين والطامات الكبرى بأشكالها
وأما الانتصار للمذهب أو الرأي تعصبا واتباعا للهوى عن علم لا عن جهل فليس ذلك ببدعة على هذا المفهوم وإنما هو طامة أكبر من البدعة والعياذ بالله
هذا ما أحببت الإشارة إليه على عجل وهو مبسوط ومفند في كل من الاعتصام وإحياء علوم الدين للغزالي
وعندما تتاح لي الفرصة سأنقل النصوص منهما بما يفي بالمقصود والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو حسين]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس كل من يفعل بدعة يكون مبتدعا , لأن بعض السلف وقعوا في
بعض البدع كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه: " وكثير من مجتهدي
السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة؛ إما
لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها،
وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم. مجموع الفتاوى 19/ 191
ولا يوجد في العبادات بدعة حسنه.
اما القنوت فيشرع أحيانا ولسبب ولكن المواظبة عليه هو الذي نقول انه
بدعة.
ـ[معاذ]ــــــــ[06 - 06 - 04, 10:59 م]ـ
يتحدث الإمام الشاطبي رحمه الله عن البدعة والمبتدعين ويحقق فيها تحقيقا لم يسبق إليه، وكيف يفعل البدعة ويعتقدها وينافح عنها من ليس بمبتدع؟!!
والقنوت في الفجر مستحب سواء نزلت نازلة أم لم تنزل وبهذا قال كثير السلف وممن بعدهم ومنهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وابن عباس والبراء بن عازب رضي الله عنهم وقال به من التابعين فمن بعدهم خلق كثير وهو مذهب ابن أبي ليلى والحسن بن صالح ومالك وداود
هذا وقد غالى بعض القاصرين من طلبة العلم فنسب من لايقول بالقنوت في الفجر إلى الابتداع في الدين وتعطيل النصوص، وهذا لاشك فيه نوع من التجني وقد نسي هؤلاء بأن ممن لم يقل بالقنوت في الفجر أئمة أجلاء منهم الحنفية وبعض الحنابلة
وغاية مايمكن أن يدفع به في هذا المقام أن نتمثل بما كان يقول به الإمام الشافعي رضي الله عنه (مذهبنا صحيح يحتمل الخطأ ومذهب غيرنا خطأ يحتمل الصواب) ولا شك أن لكل أجر إن خلصت النية
هكذا كان أدب الخلاف عند السلف رضوان الله عليهم لا أن نجزم بما نرى من اجتهاد وكأنه نص قطعي لا يرد عليه والأنكى من ذلك أن نؤسس بناء عليه نسبة القول الآخر إلى البدعة، فالأمر متسع والمذاهب أكثر من أربعة نسأل الله العافية وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:14 م]ـ
يظهر لي يا أخ معاذ .. أنك شافعي متعصب ..
والعصبية كما تعلم صفة غير محمودة.
فأنت تكثر من أقوال الشافعية كالشيرازي والنووي رحمهم الله
ولا تلتفت إلى أقوال غيرهم .. احذر يا أخي من هذا.
وارجع إلى تحقيق ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد.
والسنة اتباع ما يقوله أو يفعله النبي صلى الله عليه وسلم وليس بما يقوله الشافعي رحمه الله.
بارك الله فيك.
ـ[معاذ]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:12 م]ـ
الأخ أبو غازي حفظه الله
أقدر لك نصيحتك والمؤمن مرآة أخيه المؤمن
ولكي لا يساء فهمي يا أخ أبو غازي فإن النقطة التي مازلت متوقفا عندها هي عملية الاعتراف بأن اجتهادي الذي اعتقد صحته يحتمل الخطأ فهو ليس قطعي الدلالة وأن هناك اجتهادا آخر أعتقد خطأه ويحتمل الصحة وليس هو بدعة يطلب إزالتها
ولو راجعت مداخلاتي جزاك الله خيرا لتجد أن ما أثار حفيظتي هو اعتبار الطرف الآخر مبتدعا وهو ما أعتبره سبة ووقوعا في أعراض أئمة أجلاء يجب أن ننزه أنفسنا عن ذلك
لست متوقفا عند مسألة القنوت في الفجر فهي مسألة فرعية جل الله سبحانه أن يجعلها فرقانا بين الحق والباطل أو علامة تميز أهل الحق عن غيرهم ففي الجنة متسع لكلا الفريقين إن أخلصوا النية
ولكن ما أنا متوقف عنده أن أقبل الآخر برؤيته المختلفة طالما علمت منه أنه يريد الوصول إلى الحق من خلال بحثه وتحريه، أما إن علمت مراوغته واتباعه للهوى في انتصاره لرأيه فهذا هو المبتدع بعينه الذي ينبغي أن أتجنب مماراته محافظة على ديني
ولا أخفيك يا أخ أبو غازي أني اطلعت على الأدلة المختلفة لمسألة القنوت في الفجر وأنا ما زلت مقتنعا برأي الشافعية أقولها بصدق والله يشهد
الحجة الأساس للشافعية هي الجمع بين النصوص الواردة في المسألة وهذا أصل من أصول الإمام الشافعي برع فيه من بين سائر الفقهاء وبراعته فيه تظهر فقهه رضي الله عنه
أرجو أن تتأمل في المسألة ليس من أجل أن تقتنع بأرجحية القنوت في الفجر، بل من أجل أن توافقني الرأي بأن هناك اجتهادا آخر للإمام الشافعي سوى رأي ابن القيم رحمه الله الذي توصل إليه ويستحق شيئا من التأمل وألا نسم ما ذهب إليه بأنه بدعة
باختصار يا أبو غازي أرجو أن تتأمل المسألة (كنموذج) وأن تتفق معي في الرأي بأن ليس أحد المذهبين قطعي الثبوت قطعي الدلالة شأن سائر أحكام الفقه والله أعلم.
معاذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/281)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:30 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي معاذ
لدي أسئلة أرجو من فضيلتكم أن تجيب عليها باختصار شديد مع الدليل؟
متى قنت النبي صلى الله عليه وسلم؟
لماذا قنت النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل العبادة توقيفية أم لا؟
ـ[معاذ]ــــــــ[07 - 06 - 04, 05:05 م]ـ
حسنا، جزاك الله خيرا يا أخي فالعلم ينمو بالمذاكرة أقول وبالله التوفيق:
لاشك أن العبادات توقيفية، فلا يجتهد فيها بزيادة ولا نقصان، بل يتعين فيها الاتباع والله أعلم.
وأما القنوت فقد ورد للنازلة لحديث أنس رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم تركه} رواه البخاري ومسلم
ولحديث البخاري ومسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت بعد الركوع في صلاته شهرا يدعو لفلان وفلان ثم ترك الدعاء لهم}
كما ورد القنوت في صلاة الفجر من غير نازلة لحديث أنس رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو عليهم ثم ترك فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا} حديث صحيح وممن نص على صحته الحاكم أبو عبد الله والبيهقي ورواه الدارقطني من طرق بأسانيد صحيحة
وعن العوام بن حمزة قال " سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح قال: بعد الركوع قلت: عمن؟ قال: عن أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم " رواه البيهقي وقال: هذا إسناد حسن
ورواه البيهقي عن عمر أيضا من طرق وعن عبد الله بن معقل - بفتح الميم وإسكان العين المهملة وكسر القاف - التابعي قال " قنت علي رضي الله عنه في الفجر " رواه البيهقي وقال: هذا عن علي صحيح مشهور
وعن البراء رضي الله تعالى عنه عنه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الصبح والمغرب} رواه مسلم ورواه أبو داود وليس في روايته ذكر المغرب ولا يضر ترك الناس القنوت في صلاة المغرب لأنه دل الإجماع على نسخه فيها.
وبالنظر في حديثي أنس وأبي هريرة المتفق عليهما في قوله: ثم تركه فالمراد ترك الدعاء على أولئك الكفار ولعنتهم فقط، لا ترك جميع القنوت أو ترك القنوت في غير الصبح، وهذا التأويل متعين، لأن حديث أنس في قوله " لم يزل يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا " صحيح صريح فيجب الجمع بينهما
ومما يؤيد طريقة الجمع هذه ما رواه البيهقي بإسناده عن عبد الرحمن بن مهدي الإمام أنه قال " إنما ترك اللعن " ويوضح هذا التأويل رواية أبي هريرة السابقة، وهي قوله " ثم ترك الدعاء لهم "
ـ[أبو غازي]ــــــــ[08 - 06 - 04, 03:22 م]ـ
أخي الحبيب ..
إن عمدتك هو حديث أنس "فما زال يقنت حتى فارق الدنيا" الذي رواه أحمد في مسنده فهذا الحديث منكر, فيه أبي جعفر الرازي.
ضعفه أحمد وقال: ليس بقوي في الحديث.
وقال ابن المديني: كان يخلط
وقال أبو زرعة: كان يهم كثيراً.
و قال ابن حبان: كان ينفرد عن المشاهير بالمناكير، لا يعجبنى احتجاج بحديثه إلا فيما وافق الثقات.
وقد وثقه جماعة, فهو ثقة عندما يوافق الثقات, وضعيف حينما يتفرد بأحاديث أو يخالف الثقات.
إذن فحديث أنس الذي فيه زيادة " فما زال يقنت حتى فارق الدنيا" منكرة خالفت ما رواه البخاري ومسلم " قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو على حي من أحياء العرب, ثم تركه" وليست فيه زيادة "حتى فارق الدنيا".
1 - لم يقنت أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم .. الخلفاء الراشدين.
قال الترمذي: حدثنا أحمدُ بنِ منيعٍ حدثنا يزيدُ بن هارونَ عنْ أبي مَالكٍ الأشجعِيِّ، قال: «قلتُ لأبي: يا أبَتِ إنّكَ قدْ صلَّيْتَ خَلفَ رسولِ الله وأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليِّ بن أبي طالبٍ (ها هُنا) بالكوفةِ، نحواً مِنْ خَمْسِ سنينَ، أكانوا يَقْنُتُون؟ قال: أيْ بُنيَّ محْدَثٌ».
قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
2 - ابن عمر رضي الله عنه:
قال عبدالرزاق: عن مالك عن نافع أن ابن عمر كان لا يقنت في الفجر. رقم 4950.
3 - عبدالله بن مسعود:
قال عبدالرزاق: عن معمر عن أبي إسحاق عن علقمة و الأسود أن ابن مسعود كان لا يقنت في صلاة الغداة.
4 - سالم بن عبدالله بن عمر:
قال عبدالرزاق: عن ابن عيينة عن ابن نجيح قال سألت سالم بن عبدالله هل كان عمر بن الخطاب يقنت في الصبح؟ قال: لا, إنما هو شيء أحدثه الناس بعد.
فانظر إلى هذا الجمع من الصحابة الذين لا يرون مشروعية القنوت, فلماذا تترك أقوالهم وتذهب إلى حديث منكر؟
ويقول ابن القيم رحمه الله: ومن المعلوم بالدين بالضرورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان يقنت كل غداة ويدعو بهذا الدعاء, ويؤمن الصحابة, لكان نقل الأمة لذلك كلهم كنقلهم لجهره بالقراءة فيها وعددها ووقتها ... " زاد المعاد ج1 ص 190 طبعة جمعية إحياء التراث.
ولا أحب أن أطيل أكثر من ذلك .. وإذا كنت تريد الاستزادة فعليك بكتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله. ففيه تفنيد لمذهب القنوت من عدة أوجه.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/282)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:23 م]ـ
لقد ابتعدنا عن الموضوع الرئيسي. فهل هناك بدعة حسنة أم لا؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[12 - 06 - 04, 09:52 ص]ـ
سبحان الله ... كيف يكون القنوت في الصبح بدعة و هو ثابت في الحديث الصحيح.
ففي صحيح البخاري، في كتاب الوتر عن عاصم الأحول، عن أنس قال: سألته عن القنوت، أقَبل الركوع أو بعده؟
فقال: قبل الركوع، قال: قلت: فإن فلانا أخبرني أنك قلت بعده. قال: كذب، إنما قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد الركوع شهرا، أنه كان بعث أناسا يقال لهم القراء ... الحديث "
رواه البخاري و غيره، و قد تابع عبد العزيز بن بن صهيب عاصما في كتاب المغازي من صحيح البخاري برقم (4089)
و الحديث ظاهر في أنّ القنوت قنوتان: قنوت نوازل و محله بعد الرفع من الركوع، و هذا هو الذي فعله رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا ثم تركه. و قنوت راتب، و محله قبل الركوع و بعد الفراغ من القراءة، و هو الذي لم يتركه النبي صلىالله عليه و سلم حتى فارق الدنيا.
و اعتراض من اعترض إنما كابن القيم رحمه الله إنما يتوجه لمذهب الشافعي، و أما الإمام مالك فعنده أن القنوت بعد الفراغ من القراءة يقرأ السورتين سرا، و لا يرفع يديه و لا يؤمن.
و ربما من أطلق البدعية على القنةت من هذه الجهة، أو ما أحدث زمن الفتنو بين أهل الشام ز أهل العراق؟(25/283)
ما هي المسائل العقدية التي أختلف فيها شرعنا عن شرع من قبلنا؟؟؟
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[11 - 07 - 03, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المشائخ الفضلاء
ما هي المسائل العقدية التي أختلف فيها شرعنا عن شرع من قبلنا؟
مثل السجود و صنع التماثيل ونحو ذلك؟
وما الجواب عنها؟
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[16 - 07 - 03, 06:55 ص]ـ
قال تعالى (يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل ... )
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[19 - 07 - 03, 11:47 م]ـ
قال تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)؟؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 07 - 03, 01:17 ص]ـ
اللآية الثانية تكلم عنها الشيخ الألبانى فى (تحذير الساجد) و إن أردت أن أنقل لك الكلام نقلته.
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[21 - 07 - 03, 06:21 ص]ـ
أثابك الله يا أبا المنهال
وليتك تنقل لنا كلام الشيخ على الآية
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[27 - 07 - 03, 05:27 م]ـ
؟؟؟
ـ[أسامة]ــــــــ[29 - 07 - 03, 01:33 ص]ـ
شرع من قبلنا لا يختلف مع شرعنا في مسائل العقائد .. أو بتعبير السلف التوحيد -على اعتبار أن مصطلح العقيدة محدث-
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[29 - 07 - 03, 05:28 م]ـ
أثابك الله يا أخي اسامة
ومرادي أن المسائل الثلاث السابقة وهي السجود لغير الله ,وصنع التماثيل , واتخاذ المساجد على القبور , وغيرها إن وجد مسائل مشكلة تحتاج إلى توجيه؟
على أن جمعا من أهل العلم قالوا بالتفريق بين سجود العبادة وبين سجود التحية , وأن الذين اتخذوا المساجد هم سفلة القوم فلا عبرة بفعالهم , والله أعلم
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:22 م]ـ
تنبيه
أَوْرَدَ الشَّيْخُ الأَلبانِيُّ - رَحِمَهُ الله ُ، وَغفرَ لهُ - هَذِهِ الشُّبْهَة َ في كِتَابهِ القيِّمِ «تَحْذِيْرِ السّاجِدِ، مِنَ اتخاذِ القبوْرِ مَسَاجِد» وَرَدَّهَا مِنْ وُجُوْهٍ عِدَّةٍ فأَحْسَنَ، عَدَا أَنَّ وَجْهَيْهِ الأَوَّليْن ِ في رَدِّهَا لا يسَلمَان ِ لهُ، بَلْ هُمَا مَرْدُوْدَان.
* فإنهُ ذكرَ الوَجْهَ الأَوَّلَ فقالَ: (إنَّ الصَّحِيْحَ المتقرِّرَ في عِلمِ الأُصُوْل ِ: أَنَّ شَرِيْعَة َ مَنْ قبْلنا ليْسَتْ شَرِيْعَة ً لنا، لأَدِلةٍ كثِيْرَة).
* ثمَّ ذكرَ الوَجْهَ الثّانِي فقالَ: (هَبْ أَنَّ الصَّوَابَ قوْلُ مَنْ قالَ: «شَرِيْعَة ُ مَنْ قبْلنا شَرِيْعَة ٌ لنا»: فذَلِك َ مَشْرُوْط ٌ عِنْدَهُمْ، بمَا إذا لمْ يرِدْ في شَرْعِنَا مَا يُخالِفه).
وَهَذَان ِ وَجْهَان ِ باطِلان ِ، فإنَّ اتخاذَ قبوْرِ الأَنبيَاءِ وَالصّالحِيْنَ مَسَاجِدَ، ليْسَ مِنْ شَرْعِ اللهِ قط، لا في أُمَّةِ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا في الأُمَمِ قبْلهَا.
وَلوْ كانَ ذلِك َ شَرْعًا مِنْ شَرْعِ اللهِ لِمَنْ كانَ قبْلنا: لمْ يسْتَحِقوْا لعْنَ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشَيْءٍ فعَلوْهُ قدْ أَتى بهِ شَرْعُهُمُ الذِي بُعِثَتْ بهِ أَنبيَاؤُهُمْ.
لكِنَّ لعْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهمْ، وَتغْلِيْظهُ عَليْهمْ: دَلِيْلٌ عَلى كبيْرِ ظلمِهمْ، وَعَظِيْمِ إثمِهمْ، وَمُخالفتهمْ لأَنبيَائِهمْ، وَعَدَمِ مَجْيْئِهمْ به، صَلوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَليْهمْ.
* منقول من كتاب الشَّيْخِ عَبْدِ العَزِيزِ بن ِ فيْصَل الرّاجِحِيّ، ِ «مُجَانبة ُ أَهْل ِ الثبوْر، المصَليْنَ في المشاهِدِ وَعِنْدَ القبوْر». تقديم الشيخ صالح الفوزان.
ـ[سنغالي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 07:00 ص]ـ
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى [15/ 159]
((فالدين واحد وإنما تنوعت شرائعهم ومناهجهم كما قال تعالى "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/284)
فالرسل متفقون في الدين الجامع للأصول الاعتقادية والعلمية فالاعتقادية كالإيمان باله وبرسوله وباليوم الآخر والعملية كالاعمال العامة المذكورة فى الانعام والاعراف وسورة بنى إسرائيل كقوله تعالى "قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم" إلى آخر الآيات الثلاث وقوله "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه" إلى آخر الوصايا وقوله "قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين" وقوله "قل إنما ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وإن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون" فهذه الأمور هي من الدين الذي اتفقت عليه الشرائع))
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[28 - 12 - 06, 08:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بخصوص قول الله تبارك وتعالى يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل
فقد قال ابن حجر رحمه الله في شرحه لفتح البارى عند قول النبى صلى الله عليه وسلم لاتدخل الملائكة بيتا فيه كلب او تصاوير
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ كَوْن الْمَلَائِكَة لَا تَدْخُل الْمَكَان الَّذِي فِيهِ التَّصَاوِير مَعَ قَوْله سُبْحَانه وَتَعَالَى عِنْد ذِكْر سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِنْ مَحَارِيب وَتَمَاثِيل) وَقَدْ قَالَ مُجَاهِد: كَانَتْ صُوَرًا مِنْ نُحَاس أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ. وَقَالَ قَتَادَة: كَانَتْ مِنْ خَشَب وَمِنْ زُجَاج أَخْرَجَهُ عَبْد الرَّزَّاق. وَالْجَوَاب أَنَّ ذَلِكَ كَانَ جَائِزًا فِي تِلْكَ الشَّرِيعَة وَكَانُوا يَعْمَلُونَ أَشْكَال الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ مِنْهُمْ عَلَى هَيْئَتهمْ فِي الْعِبَادَة لِيَتَعَبَّدُوا كَعِبَادَتِهِمْ، وَقَدْ قَالَ أَبُو الْعَالِيَة: لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فِي شَرِيعَتهمْ حَرَامًا ثُمَّ جَاءَ شَرْعُنَا بِالنَّهْيِ عَنْهُ، وَيُحْتَمَل أَنْ يُقَال: إِنَّ التَّمَاثِيل كَانَتْ عَلَى صُورَة النُّقُوش لِغَيْرِ ذَوَات الْأَرْوَاح، وَإِذَا كَانَ اللَّفْظ مُحْتَمَلًا لَمْ يَتَعَيَّن الْحَمْل عَلَى الْمَعْنَى الْمُشْكِل، وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيث عَائِشَة فِي قِصَّة الْكَنِيسَة الَّتِي كَانَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَة وَمَا فِيهَا مِنْ التَّصَاوِير، وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانُوا إِذَا مَاتَ فِيهِمْ الرَّجُل الصَّالِح بَنَوْا عَلَى قَبْره مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّورَة، أُولَئِكَ شِرَار الْخَلْق عِنْد اللَّه " فَإِنَّ ذَلِكَ يُشْعِر بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا فِي ذَلِكَ الشَّرْع مَا أَطْلَقَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الَّذِي فَعَلَهُ شَرّ الْخَلْق، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ فِعْل صُوَر الْحَيَوَان فِعْل مُحْدَث أَحْدَثَهُ عُبَّاد الصُّوَر، وَاَللَّه أَعْلَم
ـ[أبو ريا]ــــــــ[28 - 12 - 06, 09:02 ص]ـ
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى [15/ 159]
((فالدين واحد وإنما تنوعت شرائعهم ومناهجهم كما قال تعالى "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"
فالرسل متفقون في الدين الجامع للأصول الاعتقادية والعلمية فالاعتقادية كالإيمان باله وبرسوله وباليوم الآخر والعملية كالاعمال العامة المذكورة فى الانعام والاعراف وسورة بنى إسرائيل كقوله تعالى "قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم" إلى آخر الآيات الثلاث وقوله "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه" إلى آخر الوصايا وقوله "قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين" وقوله "قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وإن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون" فهذه الأمور هي من الدين الذي اتفقت عليه الشرائع))
نسيت كلمة أخي الكريم في الآية السابقة " حرّم "
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[24 - 07 - 09, 06:58 م]ـ
للاستفادة
بالنسبة للآية " وقال اللذين غلبوا على أمرهم لنتخذنَّ عليهم مسجدا"
لماذا لا نقول إنها إخبار فقط , ولا يوجد ما يدل على أن هذا الفعل مشروع.
وأيضا فالذين بنوا المسجد كانوا نصارى , وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
جزيتم كل خير
ـ[فهد السند]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:07 م]ـ
شرع من قبلنا
كنت استمع مرة لاحد دروس سماحة الامام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى
وسأله أحد الطلبة عن مثال لمسألةٍ دليلها: شرع من قبلنا؟
فتوقف الشيخ قليلا .. ثم قال: لا اعلم
الشاهد
-في نظري القاصر - ان مسألة شرع من قبلنا في المسائل العملية الفقهية نادر
فكيف بالمسائل في العقيدة
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:00 م]ـ
شرع من قبلنا
كنت استمع مرة لاحد دروس سماحة الامام الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى
وسأله أحد الطلبة عن مثال لمسألةٍ دليلها: شرع من قبلنا؟
فتوقف الشيخ قليلا .. ثم قال: لا اعلم
الشاهد
-في نظري القاصر - ان مسألة شرع من قبلنا في المسائل العملية الفقهية نادر
فكيف بالمسائل في العقيدة
المسائل التي ذكرتها هي من وسائل الشرك وليست من أصول التوحيد و وسائل الشرك قد تباح في موضع لكون القلوب بعيدة عن الشرك وقد تمنع في موضع لخشية الوقوع في الشرك ومن ذلك نهيه عن زيارة القبور في أول الإسلام ثم اباحها فيما بعد .. لكن أصول الإيمان الستة ليس فيها اختلاف بين الأنبياء .. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/285)
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 08:13 م]ـ
المسائل التي ذكرتها هي من وسائل الشرك وليست من أصول التوحيد و وسائل الشرك قد تباح في موضع لكون القلوب بعيدة عن الشرك وقد تمنع في موضع لخشية الوقوع في الشرك ومن ذلك نهيه عن زيارة القبور في أول الإسلام ثم اباحها فيما بعد .. لكن أصول الإيمان الستة ليس فيها اختلاف بين الأنبياء .. والله أعلم
جزاكم الله كل خير
هل هناك أمثلة أخرى على إباحة الوسائل وتحريمها؟
وهل من الممكن اختلاف حكمها في عصر دون عصر؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[29 - 07 - 09, 04:26 م]ـ
جزاكم الله كل خير
هل هناك أمثلة أخرى على إباحة الوسائل وتحريمها؟
وهل من الممكن اختلاف حكمها في عصر دون عصر؟
نعم
في أول الاسلام نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة خلفه قياما وهو قاعد وقال لهم «إِنْ كِدْتُمْ آنِفِاً لَتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسَ وَالرُّومِ يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ فَلاَ تَفْعَلُوا ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ إِنْ صَلَّى قَائِماً فَصَلُّوا قِيَاماً وَإِنْ صَلَّى قَاعِداً فَصَلُّوا قُعُوداً»
أما في آخر حياته لما تمكن الإسلام فعلوا ذلك ولم ينههم صلى الله عليه وسلم حيث جَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّى وَهْوَ يَأْتَمُّ بِصَلاَةِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ بِصَلاَةِ أَبِى بَكْرٍ، وَالنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ، وعند أبي داود (فكان أبو بكر يصلي قائما)
والله أعلمُ(25/286)
عندي سؤلان في العقيدة افيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[الاثر]ــــــــ[11 - 07 - 03, 04:04 م]ـ
س-مامعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يأخذ الصدقة بيمينه فيربيها .. ) هل يعني ان يأخذ الصدقة بيمينه حقيقة ام ان ذلك كناية عن فضل الصدقة عند الله وعظم ثوابها وان الله يبارك في صدقة العبد مع ايماننا ان لله يد حقيقة تاخذ ... ؟
س-ورد عن السلف ان من زادت حسناته على سيئاته ولو بحسنة دخل الجنة وان من زادت سيئاته على حسناته بسيئة دخل النار كيف نجمع بين هذا الاثر وبين قول اهل العلم ان من انواع الشفاعة الشفاعة فيمن استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها اليس الذي استحق النار لانه زادت سيئاته على حسناته ام ماذا؟ .. افتونا مأجورين حفظكم الله تعالى(25/287)
الاستغاثة بالأموات بين عقيدة السلف الصالح و داعية البدع علي الجفري
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[12 - 07 - 03, 06:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: مسألة الاستغاثة بالأموات بين عقيدة السلف الصالح و عقيدة الصوفية القبورية و منهم داعية البدع علي الجفري
يروج الصوفية القبورية و داعية البدع و الضلال علي الجفري المسائل الشركية و البدعية و منها الاستغاثة بالأموات من الأنبياء و الصالحين عبر وسائل الأعلام و هذا رد على أباطيلهم و تحايلهم على العباد بذكر المتشابه من النصوص و الأحاديث و الآثار الضعيفة و تأويل الأحاديث الصحيحة على غير فهم السلف الصالح و يتضمن أيضا هذا الرد تقرير لعقيدة السلف الصالح في هذه المسألة و بالله التوفيق
الاستغاثة لغة: طلب الغوث و انصر.
و شرعا: لا تخرج في المعنى عن التعريف اللغوي حيث تكون طلب العون و تفريج الكروب.
و الاستغاثة نوع من أنواع الدعاء و الدعاء عبادة كما جاء في حديث النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((الدعاء هو العبادة)) رواه أحمد و الترمذي و قال حديث حسن صحيح.
و من الأصول الشرعية أن الأصل في العبادات الظاهرة و الباطنة المنع حتى يقوم الدليل الشرعي على الجواز.
فإذا تقرر ذلك فأعلم رحمك الله و أرشدك إلى طاعته أن الاستغاثة بالمخلوق تنقسم عند السلف الصالح إلى قسمين:
1) استغاثة مشروعة: و هي الاستغاثة عند الحاجة بالمخلوق الحي فيما يقدر عليه دون ذل و تضرع و خضوع له كما يسأل الله تعالى.
من أدلة مشروعية هذه الاستغاثة:
أ) قوله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة و السلام: ((فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدّوه)) و هي من قبل العون و النجدة.
ب) قوله تعالى ((و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان))
ـــــــــــــــــــــــــــ
2) استغاثة ممنوعة و هي قسمان:
أ) الاستغاثة بالمخلوق الحي فيما لا يقدر عليه إلا الله و هذا ممنوع بالاتفاق.
من أدلة هذه المسألة قوله تعالى: ((و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك))
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ب) الاستغاثة بالأموات من الأنبياء أو الصالحين.
و من الأدلة على المنع ما يلي:
1) قوله تعالى: ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون))
تأمل رعاك الله عندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوجه إليه السؤال و يكون الجواب من الله تعالى كان يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا لنقل الجواب فيقول له عز وجل (قل) أي يا محمد أخبرهم و من ذلك:
1 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج))
2 - قوله تعالى: ((يسألونك عن لشهر لحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل لله وكفر به))
3 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما))
4 - قوله تعالى: ((يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم))
5 - قوله تعالى: ((يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة))
6 - قوله تعالى: ((يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم لطيبات))
7 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها ثم ربي))
8 - قوله تعالى: ((يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله ولرسول))
و غير ذلك كما في شأن اليتامى و الحيض
فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيطا ينقل الجواب بتوجه من الله (قل) إلا في مسألة الدعاء فإن الله لم يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا بل تولى الجواب مباشرة دون قوله تعالى (قل)
فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ((يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فانزل الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعان) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه السنة 1/ 277 و ابن حبان في كتابه الثقات 8/ 436 و ذكره سببا لنزول الآية الطبري في تفسيره 2/ 158 و ابن كثير في تفسيره 1/ 219 و القرطبي في تفسيره 2/ 308 ذكره سبب النزول عن الحسن البصري رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/288)
و هذه إشارة ربانية إلى أن الله تعالى لا يحب و لا يحتاج العبد إلى وسطاء أو شفعاء عند دعاءه لربه عز وجل بل يدعوه مباشرة و قوله تعالى (فليستجيبوا لي) أي فليدعوني. يؤكد هذا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2) قوله تعالى: ((قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا)) فإن هذه الآية مصرحة بأنه صلى الله عليه و سلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك لغير.
و يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه و سلم: ((يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم)) رواه مسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3) قوله تعالى ((قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف عنكم و لا تحويلا)) قال بعض السلف أن هذه الآية نزلت في أقوام كانوا يدعون العزيز و المسيح و الملائكة فأنزل الله هذه الآية.
فإن قال قائلهم هؤلاء يعبدونهم من دون الله و أما نحن فلا نعبدهم و لكن ليكونوا وسطاء و شفعاء لنا عند الله؟!!
فالجواب: إن قولكم هذا كقول المشركين في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم
قال تعالى: ((ما نعبدهم إلا ليقربوا إلى الله زلفى)) و رغم هذا لم تقبل منهم هذه الدعوة و لم تنفعهم و قاتلهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4) أن الأصل أن الأموات ليسوا كالأحياء قال تعالى ((و ما يستوي الأحياء و لا الأموات))
و الأصل أن الأموات لا يسمعون الأحياء قال تعالى ((و ما أنت بمسمع من في القبور)) إلا ما استثناه الدليل و هو ما يلي:
1 - كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مع قتلى المشركين بعد غزوة بدر و هم في القليب (قبل دفنهم)
و عن هذا قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: وإنما كان ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم كرامة له وأمرا اختص به فلا يقاس عليه غيره. اهـ.
المصدر: كتاب المغني 10/ 63 طبعة دار الفكر لعام 1405هـ
2 - سمع الميت قرع نعال أصحابه
3 - رد روحه صلى الله عليه و سلم لتبليغه سلام من يسلم عليه
4 - سماع الميت من يسلم عليه و هو عند قبره على قول من يصحح الحديث
و ليس هناك دليل يستثني الميت من عدم سماعه أنه يسمع من يسأله و يطلبه من الأحياء و إذا لم يكن هناك دليل فالأصل باقي ما كان على ما كان وهو عدم سماع الأموات للأحياء
و الأصل أنه صلى الله عليه و سلم من البشر و الأصل أنه صلى الله عليه و سلم في مسألة الموت كالناس قال تعالى ((إنك ميت و إنهم ميتون)) إلا ما استثناه الدليل من أن جسده لا تأكله الأرض و أنه صلى الله عليه و سلم ترد عليه روحه في قبره ليبلغ سلام من يسلم عليه و أنه تعرض عليه أعمال أمته على قول من يصحح الحديث.
و ما تقرر في جانب سيد ولد آدم صلى الله عليه و سلم فهو من باب أولى في غيره
فإذا تقرر ذلك عندك أن الأنبياء لا يسمعون سؤال من سألهم فتأمل في قوله تعالى: ((ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
5) قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب)) و لم يقل ارغب إلى الأنبياء و الصالحين.
قال الإمام الطبري رحمه الله: وقوله ((وإلى ربك فارغب)) يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك دون من سواه من خلقه إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد و بنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. اهـ.
المصدر: كتاب تفسير الطبري 30/ 237 طبعة دار الفكر لعام 1405 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6) إن الذي تعلمه و فهمه الصحابة رضوان الله عيهم أجمعين أن رسول صلى الله عليه و سلم لا يستغاث و لا يتوسل به بعد موته و يؤكد هذا ما رواه البخاري 1/ 342 و غيره عن أنس رضي الله عنه ثم أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم رآه فاسقنا قال فيسقون.
و لو أنك أخي القارئ تجردت و تأملت لعلمت أن عمر وأكابر الصحابة لم يروا مشروعية التوسل و الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كما كان يشرع في حياته بل كانوا في الاستسقاء في حياته يتوسلون به فلما مات لم يتوسلوا به بل قال عمر في دعائه الصحيح المشهور الثابت باتفاق أهل العلم بمحضر من المهاجرين والأنصار في عام الرمادة المشهور لما اشتد بهم الجدب و لما استسقى بالناس قال: ((اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم رآه فاسقنا فيسقون)) وهذا دعاء أقره عليه جميع الصحابة لم ينكره أحد مع شهرته وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية السكوتية.
و لو كان توسلهم بالنبي صلى الله عليه و سلم بعد مماته كتوسلهم في حياته لقالوا كيف نتوسل بالعباس و نعدل عن التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم الذي هو أفضل الخلائق وأعظمها عند الله فلما لم يقل ذلك أحد منهم فدل على أنهم علموا إنما التوسل به صلى الله عليه و سلم يكون في حياته فقط وبعد مماته يكون التوسل بدعاء غيره من الصالحين الأحياء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
7) لم يأمر رسول الله صلى عليه و سلم أحد من أصحابه رضي الله عنهم إذا نزلت به حاجة أو مصيبة أن يتوجه إليه ويستغيث به بعد موته بل قال لأبن عباس رضي الله عنهما ((إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح.
و غير ذلك من الأدلة التي تدل على أن الاستغاثة بالأموات من الأنبياء و الصالحين ممنوعة شرعا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد على أدلة الصوفية القبورية و داعية البدع علي الجفري جواز الاستغاثة بالأموات من الأنبياء و الصالحين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الثاني إن شاء الله تعالى
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/289)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:56 ص]ـ
بارك الله فيك .. افتقدنا مشاراكاتكم .. عسى المانع خير ..(25/290)
كلام غريب للقرطبي حول صفة الاستواء
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 07 - 03, 04:21 ص]ـ
قال العلامة مرعي بن يوسف الكرمي (رحمه الله) في (أقاويل الثقات 1/ 132):
وقال القرطبي: أظهر الأقوال؛ وإن كنت لا أقول به ولا أختاره؛ ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار: أن الله (سبحانه) على عرشه كما أخبر في كتابه، بلا كيف، بائن من جميع خلقه.
هذا جملة مذهب السلف الصالح. اهـ كلام القرطبي.
والعجب من القرطبي حيث يقول: "وإن كنت لا أقول به ولا أختاره"، ولعله خشي من تحريف الحسدة فدفع وهمهم بذلك. اهـ.
وانظر (الأثر المشهور عن الإمام مالك للشيخ عبدالرزاق العباد 125).
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[13 - 07 - 03, 05:43 ص]ـ
قال النووى فى شرح مسلم
كتاب الإيمان
باب معرفة طريق الرؤية.
حدّثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حَدّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللّيْثِيّ أَنّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أَنّ نَاساً قَالُوا لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللّهِ! هَلْ نَرَى رَبّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلْ تُضَارّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لاَ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: "هَلْ تُضَارّونَ فِي الشّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لاَ. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: فَإِنّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ ....
قال النووى:
( ... قوله صلى الله عليه وسلم: (فيأتيهم الله في صورة غير
صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه)
اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات وآيات الصفات قولين:
أحدهما وهو مذهب معظم السلف أو كلهم أنه لا يتكلم في معناها بل يقولون: يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء، وأنه منزه عن التجسم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق، وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره جماعة من محققيهم وهو أسلم.
والقول الثاني: وهو مذهب معظم المتكلمين أنها تتأول على ما يليق بها على حسب مواقعها، وإنما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله بأن يكون عارفاً بلسان العرب وقواعد الأصول الفروع ذا رياضة في العلم، فعلى هذا المذهب يقال في قوله صلى الله عليه وسلم: " .... )
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 07 - 03, 08:12 ص]ـ
لماذا تتعجب أخي هيثم؟
كلام القرطبي ليس فيه أي غرابة إن علمنا أن القرطبي أشعري
وعند الأشاعرة مذهب السلف (أهل السنة) أسلم ومذهب الخلف (الأشاعرة والماتريدية) أحكم! فليس من غرابة في أن يختار الأشعري قولاً مخالفاً لمذهب السلف الصالح.
فالقرطبي هو أشعري صادق وصريح في أنه يخالف مذهب السلف رغم قوة أدلته ويختار مذهب الخلف الأشاعرة لأنه موافق لأصول الشيخ أرسطو وأمثاله من فلاسفة الإغريق
ـ[مهداوي]ــــــــ[15 - 10 - 03, 12:58 ص]ـ
ما يدعوك للتساؤل يا شيخ محمد الأمين هو لماذا ينكر الأشاعرة على أتباع الدعوة السلفية إثبات الصفات وإمرارها ويتهمونهم بالتشبيه والتجسيم (وما أشنعها من تهمة) إن كانوا هم يعتقدون أن السلف لم تتأول الصفات .... تجد أن الأشاعرة يعتقدون بأن السلف كانوا يفوضون الصفات ولا يثبتونها، أي نعم يمرون الصفة كما هي دون تأويل لكن يفوضون معنى هذه الصفة إلى الله. وعلى هذا هم قسموا أهل السنة إلى ثلاث طوائف (إن كانوا يعتبروننا من أهل السنة)، مذهب السلف (تفويض المعنى)، مذهب الخلف (المتأولة من الأشعرة والماتريدية) ومذهب المشبهة ويقصدوننا به. وقد صعب مهمة التوفيق بين أهل السنة ظهور بعض الفرق التي تحاول إحياء مناهج المتكلمين التي أكل الدهر عليها وشرب كتلك الفرقة التي تعرف بالأحباش، وهذا العلم أمانة في أعناقكم يا أهل العلم فلا تضنوا به ولا تتقاعسوا عن البيان ووالله إنكم لمسؤولون.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 - 10 - 03, 03:37 ص]ـ
وفي التفسير ج: 7 ص: 219 ترى القرطبي يفصل رأيه بطريقة أعجب إذ يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/291)
قوله تعالى ثم استوى على العرش هذه مسألة الأستواء وللعلماء فيها كلام وإجراء وقد بينا أقوال العلماء فيها في الكتاب الأنسي في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلي وذكرنا فيها هناك أربعة عشر قولا
والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة فليس بجهة فوق عندهم لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بحجة أن يكون في مكان أو حيز ويلزم على المكان والحيز والحركة والسكون للمتحيز والتغير والحدوث
هذا قول المتكلمين
وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينظرون بذلك بل نطقوا هم والكافة بإثباته لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته وإنما جهلوا كيفية الإستواء فإنه لا تعلم حقيقته
قال مالك رحمه الله الإستواء معلوم يعني في اللغة والكيف مجهول والسؤال عن هذا بدعة وكذا قالت أم سلمة رضي الله عنها
وهذا القدر كاف ومن أراد زيادة عليه فليقف عليه في موضعه من كتب العلماء
والإستواء في كلام العرب هو العلو والاستقرار قال الجوهري واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته أي استقر واستوى إلى السماء أي قصد واستوى أي استوى وظهر
قال: قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق
واستوى الرجل أي انتهى شبابه واستوى الشيء إذا اعتدل
وحكى أبو عمر بن عبدالبر عن أبي عبيدة في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى قال علا وقال الشاعر فأوردتهم ماء بفيفاء قفرة وقد حلق النجم اليماني فاستوى أي علا وارتفع
قلت فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه لكنه العلي بالإطلاق سبحانه
اهـ نص كلامه وترى فيه وضوح أشعريته بما لا يدع مجالا للشك، ولعل في كتابه شرح الاسماء الحسنى توضيح أفضل لكن لم أطلع عليه.
والله المستعان
ـ[برهان]ــــــــ[15 - 10 - 03, 04:36 ص]ـ
" أن الله (سبحانه) على عرشه كما أخبر في كتابه، بلا كيف، بائن من جميع خلقه"
يقول: "بلا كيف"
وهذا النفي للكيف لا أصل له
لأن "ليس كمثله شيء" لا تنفي الكيف، ولكن تنفي أن يكون مشابهاً لشيء!
إنما نقول كما قال الإمام مالك -رحمه الله-: "الكيف مجهول"
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[15 - 10 - 03, 05:16 ص]ـ
أخ برهان وإليك ما هو أعجب ذكر ابن حجر عن الإمام مالك في فتح الباري ج: 13 ص: 407 شرح باب (باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم)
قال:
وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله " الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فأطرق مالك فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وما أراك إلا صاحب بدعة أخرجوه " ومن طريق يحيى بن يحيى عن مالك نحو المنقول عن أم سلمة لكن قال فيه " والإقرار به واجب، والسؤال عنه بدعة "
وأخرج البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي قال كان سفيان الثوري وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وشريك وأبو عوانة لا يحددون ولا يشبهون ويروون هذه الأحاديث ولا يقولون كيف قال أبو داود وهو قولنا قال البيهقي وعلى هذا مضى أكابرنا)
اهـ
فقوله: وكيف عنه مرفوع، وما بعده يشبه ما نقله القرطبي!!
ـ[المضري]ــــــــ[15 - 10 - 03, 05:27 ص]ـ
الا يمكن اعتبارها نوعاً من التقية في سبيل اظهار الحق؟
بمعنى ان القرطبي قد يكون فعلا مؤمنا بها (في داخله) لكنه يخشى من سطوة وألسنة بني قومه!
فيسجلها في كتابه ممتدحاً لها بقوله انها من اعتقاد السلف وبعد ان يقررها أفضل تقرير .. يدعي البراءة منها!
لاحظت هذا الأسلوب الملفت للنظر عند كثير من العلماء الأكابر الذين عاشوا وتربوا في بيئات وأزمان سيطرت فيها العقيدة الاشعرية.
ابن حجر والنووي والسيوطي والأن القرطبي وغيرهم!
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[15 - 10 - 03, 05:53 ص]ـ
الأخ برهان .. قد ورد عن الائمة عبار ة: بلا كيف .. لذا كان اهل البدع كالزمخشري وغيره يهزؤون بهم ويسمونهم: البلاكفة ..
ومقصودهم ليس نفي الكيفية مطلقا عن صفات الرب تبارك وتقدس، وانما نفي علمنا بها، فيكون تقديرها: بلاكيف نعلمه .. والله أعلم.
ـ[الشافعي]ــــــــ[15 - 10 - 03, 08:28 ص]ـ
أخي هيثم
كلام القرطبي موجود في كتابه الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى
وصفاته العلى بعد ذكره لأربعةعشر قولاً في الإستواء قال:
((وأظهر هذه الأقوال -وإن كنت لا أقول به ولا أختاره- ما تظاهرت به الآي
والأخبار أن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان
نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما
نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم.
وفي الباب حديث عبد الله بن رواحة ... قال:
شهدت بأن وعد الله حق * وان النار مثوى الكافرين
وأن العرش فوق الماء طاف * وفوق العرش رب العالمين
... وهذه القصة ينقطع عندها المخالفون لكونها في عصر النبي صلى
الله عليه وسلم ولم ينكر على قائلها بل أظهر الرضا بذلك حين ضحك))
وخلاصة كلامه هنا وفي التفسير تتمثل في جملة وجيزة قالها ابن
العربي عن نفسه ((حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث, وعن السلف
إمرارها, وعن قوم تأويلها وبه أقول.)) وعليه كثير من مالكية المغرب بعد
أن فرض التومرتية مذهب التأويل بحد السيف فيها.
ونحترم في هؤلاء الأئمة أمانتهم في نقلهم مذهب السلف مع مخالفتهم
له، وهو شيء لا تجده عند المتأخرين، ونسأل الله تعالى أن يغفر لهم
ويتجاوز عنهم، وأن يكون قد وفقهم للأخذ بالحق في آخر أمرهم.
بالنسبة لقول الإمام مالك وغيره من السلف ((بلا كيف)) فالظاهر أن
معناها ((لا يقال كيف)) و ((لا يسأل كيف)) والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/292)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[15 - 10 - 03, 07:13 م]ـ
بعض النقول عن العلماء في إثبات الكيفية لله جل وعلا
- ابن حجر رحمه الله:
حدد رحمه الله معنى (بلا كيف) التي قالها السلف حين قال بأن السلف (لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل، لكون العقول لها حد تقف عنده) فتح الباري 13/ 350
- الخطيب البغدادي:
قال: حدّثني الحسن بن أبي طالب قال: نبّأنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القزاز قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ... ))، فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علوّ؟!،
فقال أبو جعفر الترمذي: ((النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة)) - تاريخ بغداد 1/ 365
وأورده الذهبي في العلوّ، قال الألباني -رحمه الله-: ((وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات ... )) - مختصر العلوّ ص:232
وعلّق الذهبيُّ على هذا الأثر بقوله: ((صدق فقيهُ بغداد وعالمُها في زمانه؛ إذ السؤال عن النزول ما هو؟ عيٌّ؛ لأنَّه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة، وإلاّ فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليّةٌ واضحةٌ للسامع، فإذا اتّصف بها من ليس كمثله شيء، فالصفة تابعةٌ للموصوف، وكيفية ذلك مجهولة عند البشر، وكان هذا الترمذي من بحور العلم ومن العباد الورعين. مات سنة خمس وتسعين ومائتين)) - مختصر العلوّ ص:231
- أبو علي الحسين بن الفضل البجلي:
سئل عن الاستواء وقيل له: كيف استوى على عرشه؟
فقال: ((أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ما كُشف لنا، وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى)) رواه الصابوني في عقيدة السلف ص:40
- إمام الأئمة ابن خزيمة:
((نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متلكفين القول بصفته أو ((بصفة الكيفية)) إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول)) التوحيد لابن خزيمه 1/ 289 - 290
- الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي:
يقول في قصيدته في السنة:
وأن استواء الرب يعقل كونه **** ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب
العلو للذهبي 191 وطبقات السبكي 6/ 137
- الجويني الإمام الأشعري الكبير:
يقول في العقيدة النظامية ص34:
((وما استحسن من كلام إمام دار الهجرة رضي الله عنه وهو مالك ابن أنس أنه سئل عن قوله تبارك وتعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) فقال:
((الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عنه بدعه))، فلتجر آية الاستواء والمجيء وقوله: ((لما خلقت بيدي)) ((ويبقى وجه ربك)) وقوله ((تجري بأعيننا)) وما صح من أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم كخبر النزول وغير على ما ذكرناه)) أ. هـ
- أبو بكر بن العربي الأشعري:
((وذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى ولذلك قال للذي سأله الاستواء معلوم والكيفية مجهولة)) عارضة الاحوذي 3/ 166
- الإمام المفسر القرطبي الأشعري:
((قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم -يعني في اللغة- والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة))
وينقل إجماع السلف ويقول: ((ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته)) تفسير القرطبي 7/ 140 - 141
- الإمام حماد بن أبي حنيفة رحمه الله:
قال محمد بن الحسن: قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله:
قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله -عز وجل: ((وجاء ربك والملك صفاً صفاً))
قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف مجيئه.
فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف جيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم؟
قالوا: كافر مكذب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/293)
قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب
راوه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ص64 وإسناده في غايه الصحة
- العلامة جمال الدين القاسمي:
قال في تفسيره "محاسن التأويل" في شرح آية الإستواء:
قال البخاري في آخر [صحيحه] في كتاب الرد على الجهمية، في باب قوله تعالى "وكان عرشه على الماء": [قال مجاهد: استوى: علا على العرش] انتهى.
وفي كتاب [العلو] للحافظ الذهبي: [قال إسحاق بن راهويه: سمعت غير واحد من المفسرين يقول: "الرحمن على العرش استوى" أي ارتفع، ونقل ابن جرير عن الربيع بن أنس أنه بمعنى ارتفع، وقال: إنه في كل مواضعه بمعنى علا وارتفع].
وأقول: لا حاجة إلى الاستنكار من ذلك، فإن الاستواء غير مجهول وإن كان الكيف مجهولاً.
وأختم بهذا النقل لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الحموية:
((روى أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن الأوزاعي قال: سئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث فقالا: ((أمرّوها كما جاءت))
وروى أيضاً عن الوليد ابن مسلم قال: سألت مالك ابن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات، فقالوا: ((أمرُّوها كما جاءت))، ـ وفي رواية قالوا: ((أمرُّوها كما جاءت بلا كيف))
وقولهم -رضي الله عنهم-: ((أمرّوها كما جاءت)) ردٌّ على المعطِّلة
وقولهم: ((بلا كيف)) ردٌّ على الممثِّلة، والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين، ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما ... ))
وأورد أثر مالك وربيعة ثم قال:
((فقول ربيعة ومالك ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب)) موافق لقول الباقين: ((أمرُّوها كما جاءت بلا كيف)) فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة، ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرّد من غير فهم لمعناه على ما يليق بالله لما قالوا ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول))، ولما قالوا: ((أمرّوها كما جاءت بلا كيف))، فإنَّ الاستواء حينئذ لا يكون معلوماً، بل مجهول بمنزلة حروف المعجم، وأيضاً فإنَّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى، إنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أُثبتت الصفات.
وأيضاً فإنَّ من ينفي الصفات الخبرية أو الصفات مطلقاً لا يحتاج إلى أن يقول: ((بلا كيف))، فمن قال: إنَّ الله ليس على العرش، لا يحتاج أن يقول: بلا كيف، فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا: بلا كيف.
وأيضاً فقولهم: ((أمرّوها كما جاءت)) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه، فإنها جاءت ألفاظاً دالَّة على معاني، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال أمرّوا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد، أو: أمرّوا لفظها مع اعتقاد أنَّ الله لا يوصف بما دلّت عليه حقيقةً، وحينئذ تكون قد أُمرَّت كما جاءت، ولا يقال حينئذٍ: ((بلا كيف))؛ إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول.
وروى الأثرم في السنة وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة وأبو عمرو الطلمنكي وغيرهم بإسناد صحيح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ـ وهو أحد أئمة المدينة الثلاثة الذين هم: مالك بن أنس وابن الماجشون وابن أبي ذئب ـ وقد سُئل عما جحدت به الجهمية: ((أما بعد فقد فهمتُ ما سألتَ فيما تتابعت الجهمية ومن خلفها في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف والتدبر، وكلّت الألسن عن تفسير صفته، وانحصرت العقول دون معرفة قدرته، وردت عظمته العقول فلم تجد مساغاً فرجعت خاسئة وهي حسيرة، وإنما أُمروا بالنظر والتفكير، فيما خلق بالتقدير، وإنما يقال: ((كيف)) لمن لم يكن مرّة ثم كان، فأما الذي لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل، فإنه لا يعلم كيف هو إلاّ هو، وكيف يعرف قدر من لم يبدأ، ومن لا يموت ولا يبلى؟، وكيف يكون لصفته شيء منه حدٌّ أو منتهى يعرفه عارف، أو يحدُّ قدره واصف؟، على أنَّه الحق المبين لا حق أحق منه ولا شيء أبين منه، الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه، لا تكاد تراه صغراً، يحول ويزول، ولا يُرى له سمع ولا بصر، لما يتقلّب به ويحتال من عقله أعضل بك وأخفى عليك مما ظهر من سمعه وبصره، فتبارك الله أحسن الخالقين، وخالقهم، وسيِّد السادة، وربُّهم، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
اعرف -رحمك الله- غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها، إذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلّفك علم ما لم يصف؟!، هل تستدل بذلك على شيء من طاعته؟، أو تزجر به عن شيء من معصيته؟ …))
إلى أن قال: ((فما وصف الله من نفسه فسماه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم سميناه كما سماه، ولم تتكلّف منه صفة ما سواه، لا هذا ولا هذا، ولا نجحد ما وصف، ولا نتكلّف معرفة ما لم يصف …))
إلى آخر كلامه -رحمه الله- الحموية ص:24 ـ 27
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/294)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 02 - 04, 10:03 ص]ـ
هذا نقل آخر غريب جداً لأحد أئمة الماتريدية وهو التفتازاني، قال في شرح المقاصد:
فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الجهة والحيز، فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد منها تصريح بنفي ذلك، كما كرّرت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع، وأكّد غاية التأكيد مع أن هذا أيضاً حقيق بغاية التأكيد والتحقيق، كما تقرّر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ومدّ الأيدي إلى السماء؟
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في جهة، كان الأنسب في خطابهم والأقرب إلى صلاحهم، والأليق إلى دعوتهم الحق، ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث. اهـ. (أم البراهين للشيخ حامد العلي).
فانظر كيف يقرّر العلو بالنص والفطرة ثم ينقض ذلك كله بكلام ضعيف واه!(25/295)
الغزالي وكتابه (إحياء علوم الدين)
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 07 - 03, 05:00 م]ـ
احب ان افيد إخواني حول الغزالي وكتابه احياء علوم الدين بما وجدته في موقع الشيخ /محمد المنجد ... حفظه الله
ولأنه يكثر السؤال عنه وعن كتابه ..
ومن كان عنده علم فيتحفنا بما عنده مشكوراً ....
هل يمكن أن تلقي بعض الضوء على (من هو الإمام الغزالي)؟
الحمد لله
الغزالي: هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي المعروف بالغزالي، ولد بطوس سنة (450هـ) وكان والده يغزل الصوف ويبيعه في دكانه بطوس.
والحديث عن الغزالي يطول نظراً لأنه مرَّ بعدة مراحل، فقد خاض في الفلسفة ثم رجع عنها وردَّ عليها، وخاض بعد ذلك فيما يسمى بعلم الكلام وأتقن أصوله ومقدماته ثم رجع عنه بعد أن ظهر له فساده ومناقضاته ومجادلات أهله، وقد كان متكلماً في الفترة التي ردَّ فيها على الفلاسفة ولُقب حينها بلقب " حجة الإسلام " بعد أن أفحمهم وفند آراءهم، ثم إنه تراجع عن علم الكلام وأعرض عنه وسلك مسلك الباطنية وأخذ بعلومهم ثم رجع عنه وأظهر بطلان عقائد الباطنية وتلاعبهم بالنصوص والأحكام، ثم سلك مسلك التصوف. فهذه أربعة أطوار مرَّ بها الغزالي وما أحسن ما قاله الشيخ أبو عمر ابن الصلاح - رحمه الله - عنه حيث قال: " أبو حامد كثر القول فيه ومنه، فأما هذه الكتب – يعني كتبه المخالفة للحق – فلا يُلتفت إليها، وأما الرجل فيُسكت عنه، ويُفَوَّضُ أمره إلى الله " أنظر كتاب (أبو حامد الغزالي والتصوف) لعبد الرحمن دمشقية.
و لا يُنكر المُنْصِف ما بلغه أبو حامد الغزالي من الذكاء المتوقد والعبقرية النادرة حتى قال عنه الذهبي: " الغزالي الشيخ الإمام البحر حجة الإسلام أعجوبة الزمان زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي صاحب التصانيف والذكاء المفرط تَفَقَّه ببلده أولاً ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة فلازم إمام الحرمين فبرع في الفقه في مدة قريبة ومهر في الكلام والجدل حتى صار عين المناظرين ... " سير أعلام النبلاء ج9 ص 323.
وتجد أبا حامد الغزالي مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية ... يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي فإنه قال شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر وقد حكى عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه. أنظر مجموع الفتاوى ج4 ص66
ومع تقدم الغزالي في العلوم إلا أنه كان مُزْجَى البضاعة في الحديث وعلومه، لا يميز بين صحيح الحديث وسقيمه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله –: " فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره (الخارج عن مذهب السلف)؛ فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعَدَّونَ به من عوام أهل الصناعة فضلا عن خواصها ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث، وبين الحديث المفترى المكذوب، وكتبهم أصدق شاهد بذلك، ففيها عجائب. وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك، إما عند الموت، وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة ... هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف ... " مجموع الفتاوى ج4 ص71
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/296)
وقال أيضاً: " ولهذا كان أبو حامد مع ما يوجد في كلامه من الرد على الفلاسفة، وتكفيره لهم، وتعظيم النبوة، وغير ذلك، ومع ما يوجد فيه من أشياء صحيحةٍ حسنةٍ بل عظيمة القدر نافعة، يوجد في بعض كلامه مادة فلسفية وأمور أضيفت إليه توافق أصول الفلاسفة الفاسدة المخالفة للنبوة، بل المخالفة لصريح العقل، حتى تكلم فيه جماعات من علماء خراسان والعراق والمغرب، كرفيقه أبي إسحاق المرغيناني وأبي الوفاء بن عقيل والقشيري والطرطوشي وابن رشد والمازري وجماعات من الأولين، حتى ذكر ذلك الشيخ أبو عمرو بن الصلاح فيما جمعه من طبقات أصحاب الشافعي، وقرره الشيخ أبو زكريا النووي، قال في هذا الكتاب: فصلٌ في بيان أشياء مهمة أُنكرت على الإمام الغزالي في مصنفاته ولم يرتضيها أهلُ مذهبه وغيرُهم من الشذوذ في تصرفاته منها: قوله في مقدمة المنطق في أول المستصفي: هذه مقدمة العلوم كلها، ومن لا يحيط بها فلا ثقة بعلومه أصلاً.
قال الشيخ أبو عمرو: وسمعت الشيخ العماد بن يونس يحكي عن يوسف الدمشقي مدرس النظامية ببغداد وكان من النظار المعروفين أنه كان ينكر هذا الكلام ويقول: فأبو بكر وعمر وفلان وفلان يعني أن أولئك السادة عظمت حظوظهم من الثلج واليقين ولم يحيطوا بهذه المقدمة وأسبابها " العقيدة الأصفهانية. ج 1 ص169
ونقل الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء عن محمد بن الوليد الطرطوشي في رسالة له إلى ابن مظفر قال: فأما ما ذكرت من أبي حامد فقد رأيته وكلمته فرأيته جليلا من أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارس العلوم طول عمره، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا له عن طريق العلماء، ودخل في غُمار العُبَّاد، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخَ من الدين، فلما عمل الإحياء عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها، ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.
قلت (القائل هو الذهبي) أما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خيرٌ كثير، لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية نسأل الله علماً نافعاً، تدري ما العلم النافع؟
هو ما نزل به القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً ولم يأت نهي عنه. قال عليه السلام: " من رغب عن سنتي فليس مني ". فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النواوي وأذكاره، تفلح وتنجح.
وإياك وآراء عباد الفلاسفة ووظائف أهل الرياضات وجوع الرهبان وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة. فواغوثاه بالله اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم ...
ثم إن المازري أثنى على أبي حامد في الفقه، وقال هو بالفقه أعرف منه بأصوله، وأما علم الكلام الذي هو أصول الدين فإنه صنف فيه وليس بالمُتَبَحِر فيها، ولقد فطنت لعدم استبحاره فيها، وذلك أنه قرأ علوم الفلسفة قبل استبحاره في فن الأصول فأكسبته الفلسفة جرأة على المعاني، وتسهلاً للهجوم على الحقائق؛ لأن الفلاسفة تمر مع خواطرها، لا يردعها شرع.
وعرَّفني صاحب له أنه كان له عكوف على رسائل إخوان الصفا وهي إحدى وخمسون رسالة، ألفها من قد خاض في علم الشرع والنقل وفي الحكمة، فمزج بين العلمين، وقد كان رجلٌ يعرف بابن سينا ملأ الدنيا تصانيف، أدته قوته في الفلسفة إلى أن حاول رد أصول العقائد إلى علم الفلسفة وتلطف جهده حتى تم له ما لم يتم لغيره، وقد رأيت جملا من دواوينه، ووجدت أبا حامد يعول عليه في أكثر ما يشير إليه من علوم الفلسفة. وأما مذاهب الصوفية فلا أدري على من عَوَّل فيها، لكني رأيت فيما علق بعض أصحابه أنه ذكر كتب ابن سينا وما فيها، وذكر بعد ذلك كتب أبي حيان التوحيدي، وعندي أنه عليه عول في مذهب التصوف، وأُخبرت أن أبا حيان ألف ديوانا عظيماً في هذا الفن وفي الإحياء من الواهيات كثير ... ثم قال: ويستحسن أشياء مبناها على مالا حقيقة له، كقص الأظفار أن يبدأ بالسبابة لأن لها الفضل على باقي الأصابع؛ لأنها المسبحة، ثم قص ما يليها من الوسطى؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/297)
لأنها ناحية اليمين، ويختم بإبهام اليمنى وروى في ذلك أثراً.
قلت (القائل هو الذهبي): هو أثر موضوع ... قال أبو الفرج ابن الجوزي صنف أبو حامد الإحياء وملأه بالأحاديث الباطلة ولم يعلم بطلانها، وتكلم على الكشف وخرج عن قانون الفقه، وقال عن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم أنوار هي حُجُبُ الله عز وجل، ولم يُرِد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية. " السير ج19 ص340
ثم إن الغزالي – رحمه الله – رجع في آخر حياته إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، وأكب على الكتاب والسنة، وذم الكلام وأهله، وأوصى الأمة بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، قال شيخ الإسلام رحمه الله: " ... وإن كان بعد ذلك رجع إلى طريقة أهل الحديث وصنف إلجام العوام عن علم الكلام " مجموع الفتاوى ج4 ص72.
" وإن نظرة إلى كتابه المسمى إلجام العوام عن علم الكلام، ليثبت لنا حقيقة هذا التغيُّر من وجوهٍ عديدة:
الوجه الأول: أنه انتصر في هذا الكتاب لعقيدة السلف، منبهاً على أن الحق هو مذهب السلف، وأن من خالفهم في ذلك فهو مبتدع.
الوجه الثاني: أنه نهى عن التأويل أشد النهي، داعياً إلى إثبات صفات الله، وعدم تأويلها بما يودي بها إلى التعطيل.
الوجه الثالث: أنه شدد النكير على المتكلمين، ووصف كل أصولهم ومقاييسهم بـ" البدعة المذمومة "، وبأنها كانت سبب تضرر أكثر الخلق به، ومنبت الشر بين المسلمين قائلاً:
والدليل على تضرر الخلق به: المشاهدة والعيان والتجربة، وما ثار من الشر منذ نبغ المتكلمون، وفشت صناعة الكلام مع نهي العصر الأول من الصحابة رضي الله عنهم عن مثل ذلك. ويدل عليه أيضاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة بأجمعهم ما سلكوا في المحاجة مسلك المتكلمين في تقسيماتهم وتدقيقاتهم – لا لعجز منهم عن ذلك – فلو علموا أن ذلك نافع لأطنبوا فيه، ولخاضوا في تحرير الأدلة خوضاً يزيد على خوضهم في مسائل الفرائض.
وقال أيضاً: إن الصحابة رضي الله عنهم كانوا محتاجين إلى محاجة اليهود والنصارى في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فما زادوا على أدلة القرآن شيئاً، وما ركبوا ظهر اللجاج في وضع المقاييس العقلية وترتيب المقدمات. كل ذلك لعلمهم بأن ذلك مثار الفتن ومنبع التشويش، ومن لا يقنعه أدلة القرآن، لا يقنعه إلا السيف والسنان فما بعد بيان الله بيان " أنظر كتاب (أبو حامد الغزالي والتصوف)
هذه مجموعة من النقولات عن بعض العلماء الموثوق بعلمهم عن الغزالي رحمه الله ولعل فيها الكفاية لمن أراد الهداية. والله الهادي إلى سواء السبيل.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد.
رابط السؤال والاجابة ( http://63.175.194.25/index.php?formtrans=dgn%3D3%7C&ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=13473)
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 07 - 03, 05:04 م]ـ
هل تنصحوننا بقراءة كتاب إحياء علوم الدين للشيخ أبي حامد الغزالي؟
الحمد لله
فقد سئل شيخ الإسلام عن هذا الكتاب فأجاب بقوله:
" أما كتاب (قوت القلوب)، وكتاب (الإحياء) تبعٌ له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك، وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبى حامد الغزلي، وكلامه أَسَدُّ، وأجود تحقيقاً وأبعد عن البدعة، مع أنَّ في قوت القلوب أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة، وأما ما في الإحياء من الكلام في المهلكات مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية، ومنه ما هو مقبول، ومنه ما هو مردود، ومنه ما هو متنازع فيه، والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين، وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه، وقالوا مَرَّضَهُ " الشفاء " يعنى شفاء ابن سينا في الفلسفة.
وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة.
وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُّرهاتهم.
وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يرد منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه." انتهى مجموع الفتاوى ج10 ص551
ولهذا فالنصيحة بعدم قراءته، وخصوصاً أن هناك ما يغني عنه في بابه مثل ("كتاب حادي الأرواح، وكتاب الفوائد، وكتاب زاد المعاد، لابن القيم"، "وكتاب العبودية، وكتاب الإيمان، لشيخ الإسلام ابن تيمية"، "وكتاب لطائف المعارف، ورسالة الخشوع في الصلاة، لابن رجب") بالإضافة إلى أن هناك تلخيص لكتاب إحياء علوم الدين، يمكن الاستفادة منه مثل مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة. وأما طالب العلم المتمكن فلا بأس أن يقرأ فيه إذا كان يميز بين الصحيح والضعيف، والحق والضلال.
الشيخ محمد صالح المنجد
رابط السؤال والاجابة ( http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=27328&dgn=3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/298)
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 07 - 03, 05:40 م]ـ
اضغط هنا لقراءة اقوال العلماء عن كتاب (احياء علوم الدين) للغزالي ( http://www.islamweb.net/pls/iweb/FATWA.showSingleFatwa?FatwaId=6784&word= الغزالي)
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 03 - 05, 01:16 م]ـ
ومن كلام للشيخ احسان العتيبي
إحياء علوم الدين
1. كلام العلماء فيه:
أ. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي" (ت 508هـ):
إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم.
فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟
وزعم أن هذا من علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا من تمطى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها وشرع أحكامها أ. هـ.
ب. وقال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي:
فأمّا ما ذكرتَ من "أبي حامد" فقد رأيتُه وكلَّمتُه فرأيتُه جليلاً من أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمّال، ثم تصوَّف وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز "الحلاّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ من الدين، فلمَّا عمل " الإحياء" عمَد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه وشحن كتابه بالموضوعات. أ. هـ .
ج. وقال عنه "محمد بن علي المازري" (ت 536هـ):
... ثم يستحسنون -أي: بعض المالكية - مِن رجلٍ - (أي: الغزالي) - فتاوى مبناها على ما لا حقيقةَ له، وفيه كثيرٌ مِن الآثار عن النبي e لفّق فيه الثابت بغير الثابت، وكذا ما أورد عن السلف لا يمكن ثبوته كله، وأورد من نزعاتِ الأولياءِ ونفثاتِ الأصفياء ما يجلُّ موقعه، لكن مزج فيه النافع بالضار كإطلاقاتٍ يحكيها عن بعضهم لا يجوز إطلاقها لشناعتها، وإِنْ أُخذتْ معانيها على ظواهرها كانت كالرموز إلى قدح الملحدين ... أ. هـ .
د. وقال أبو الفضل القاضي عياض بن موسى (ت 544هـ):
والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة والتصانيف الفظيعة غلا في طريقةِ التصوُّفِ وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة - (أي: الإحياء) - أُخذ عليه فيها مواضعُ وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان- قال إحسان: السلطان هو: علي بن يوسف بن تاشفين ملِك المرابطين، تولَّى الحكم (سنة 500هـ).
قال الذهبي: وكان شجاعاً مجاهداً عادلاً ديِّناً ورعاً صالحاً، معظماً للعلماء مشاوراً لهم، نفق في زمانه الفقه والكتب والفروع حتى تكاسلوا عن الحديث والآثار، وأهينت الفلسفة ومُجَّ الكلام ومُقت، واستحكم في ذهن "علي" أن الكلام بدعة ما عرفه السلف فأسرف في ذلك، وكتب يتهدد ويأمر بإحراق الكتب، وكتب يأمر بإحراق تواليف الشيخ أبي حامد - (أي: الغزالي) - وتوعد بالقتل من كتمها. أ. هـ.
"سير أعلام النبلاء" (20/ 124)
وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس. للدكتور محمد المغراوي (ص29 - 52) - عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك أ. هـ .
هـ. وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي " ابن الجوزي":
صنَّف "أبو حامد" الإحياء وملأه بالأحاديثِ الباطلةِ ولم يَعلم بطلانها، وتكلَّم على الكشف، وخرج عن قانون الفقه،
وقال: "إن المراد بالكوكب والقمر والشمس اللواتي رآهن إبراهيم عليه السلام أنوارٌ، هي: حجب الله عز وجل، ولم يرِد هذه المعروفات". وهذا من جنس كلام الباطنية أ. هـ
.
و. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/299)
و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة. وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ... أ. هـ .
ز. وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب:
وأسمعْتُهم ما في "الإحياء" من التحريفات الجائرة والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقائق التي اشتملت على الداء الدفين والفلسفة في أصل الدين ... وقد حذَّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها - (أي: في مباحث"الإحياء") - ومطالعة خافيها وباديها. بل أفتى بتحريقِها علماءُ المغرب ممن عُرف بالسنَّةِ، وسمَّاها كثير منهم "إماتة علوم الدين"، وقام "ابن عقيل" أعظمَ قيامٍ في الذمِّ والتشنيعِ وزيَّف ما فيه من التمويهِ والترقيعِ، وجزمَ بأنَّ كثيراً من مباحثه زندقةٌ خالصةٌ لا يُقبل لصاحبها صرفٌ ولا عدلٌ أ. هـ
انظر لما سبق:
"سير أعلام النبلاء" (19/ 323).
"مجموع الفتاوى" (10/ 551 - 552).
"الكشف عن حقيقة الصوفية " (ص850).
"إحياء علوم الدين في ميزان العلماء والمؤرخين " لأخينا علي الحلبي.
2. بعض ما فيه من ضلال وزندقة:
أ. قال الغزَّالي: قال أبو تراب النخشبي يوماً لبعض مريديه: لو رأيتَ أبا يزيدٍ - (أي: البسطامي) - فقال: إني عنه مشغولٌ. فلمّا أكثر عليه "أبو تراب" من قوله "لو رأيت أبا يزيد" هاج وجد المريد، فقال: ويحك، ما أصنع بأبي يزيد؟ قد رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد. قال أبو تراب: فهاج طبعي ولم أملك نفسي، فقلتُ: ويلك تغترُّ بالله، لو رأيتَ أبا يزيد مرةً واحدةً كان أنفعَ لك من أن ترى الله سبعين مرَّةً! قال: فبُهتَ الفتى من قوله وأنكره. فقال: وكيف ذلك؟ قال له: ويلك أما ترى الله عندك فيظهر لك على مقدارك. وترى أبا يزيد عند الله قد ظهر له على مقداره أ. هـ
"الإحياء" (4/ 305).
ب. قال الغزالي: قال "سهل التستري": إن لله عباداً في هذه البلدةِ لو دَعَوْا على الظالمين لم يُصبحْ على وجهِ الأرضِ ظالم إلا مات في ليلةٍ واحدةٍ ... حتى قال: ولو سألوه أن لا يقيم الساعة لم يقمْها! أ. هـ
"الإحياء" (4/ 305).
قلت: وعلق على هذا الغزالي فقال:
وهذه أمورٌ ممكنةٌ في نفسِها، فمَن لم يحظَ بشيءٍ منها فلا ينبغي أنْ يخلو عن التصديق والإيمان بإمكانها، فإنَّ القدرةَ واسعةٌ، والفضلَ عميمٌ، وعجائبَ الملك والملكوت كثيرةٌ، ومقدورات الله تعالى لا نهاية لها، وفضله على عباده الذين اصطفى لا غاية لها! أ. ه قال الغزالي: قال سهل بن عبد الله التستري وسئل عن سرِّ النفسِ؟ فقال: النفسُ سرُّ الله، ما ظهر ذلك السرُّ على أحدٍ مِن خلقِهِ إلا على فرعون! فقال: أنا ربُّكم الأعلى! أ. ه
"الإحياء" (4/ 61).
ج. قال الغزالي: قال الجنيد: أُحبُّ للمريدِ المبتدئ" أنْ لا يَشغلَ قلبَه بثلاثٍ، وإلا تغيَّر حاله! التكسُّب وطلب الحديث والتزوج. وقال - (أي: الجنيد) -: أُحبُّ للصوفي أن لا يكتبَ ولا يقرأَ، لأنه أجمع لهمِّه أ. ه
"الإحياء" (4/ 206).
د. قال الغزالي: ... وعن بعضهم أنه قال: أقلقني الشوقُ إلى "الخضر" عليه السلام، فسألتُ الله تعالى أن يريَني إياه ليعلِّمَني شيئاً كان أهمَّ الأشياءِ عليَّ، قال: فرأيتُه فما غلبَ على همي ولا همتي إلا أنْ قلتُ له: يا أبا العباس! علِّمْني شيئاً إذا قلتُه حُجبْتُ عن قلوبِ الخليقةِ، فلم يكن لي فيها قدْرٌ، ولا يعرفني أحدٌ بصلاحٍ ولا ديانةٍ؟. فقال. قل " اللهمَّ أَسبِل عليَّ كثيف سترك، وحطَّ عليَّ سرادقات حجبك، واجعلني في مكنون غيبك، واحجبني عن قلوب خلقك " قال: ثم غاب فلم أره، ولم أشتقْ إليه بعد ذلك، فما زلتُ أقول هذه الكلمات في كلِّ يومٍ. فحكى أنه صار بحيث يُستذلُ ويُمتهنُ، حتى كان أهلُ الذمَّةِ يسخرون به ويستسخرونه في الطرق يحمل الأشياء لهم لسقوطه عندهم، وكان الصبيانُ يلعبون به، فكانت راحته ركود قلبه واستقامة حاله في ذلك وخموله ... أ. ه
"الإحياء" (4/ 306).
قلت: وعلق على هذه الخرافة "حجة الإسلام"! فقال: وهكذا حال أولياء الله تعالى ففي أمثال هؤلاء ينبغي أن يطلبوا ... أ. ه.
هـ. وقال الغزالي: وكان أبو يزيد وغيره يقول: ليس العالِم الذي يحفظ من كتاب، فإذا نسي ما حفظه صار جاهلاً، إنما العالِم الذي يأخذ علمَهُ من ربِّه أيّ وقتٍ شاء بلا حفظٍ ولا درسٍ! أ. ه
"الإحياء" (3/ 24).
و. وقال - متَّهماً الله تعالى بالظلم -: قرَّبَ الملائكةَ مِن غيرِ وسيلةٍ سابقةٍ، وأبعدَ إبليسَ مِن غيرِ جريمةٍ سالفةٍ! أ. ه
"الإحياء" (4/ 168).
نقلتُه من "الكشف عن حقيقة الصوفية".
وانظر "العقيدة السلفية في مسيرتها التاريخية" الجزء الخامس. لأخينا الدكتور محمد المغراوي.
قلت: وأمثالُ هذه الحكايات والضلالات كثيرٌ كثيرٌ.
http://www.alsaha.com/sahat/Forum2/HTML/004343.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/300)
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:24 م]ـ
المآخذ العقدية على كتاب احياء علوم الدين لابي حامد الغزالي _ ربع المنجيات _
- نوع الوثيقة: (رسالة علمية)
- رقم الرسالة: 7259
- اللغة: العربية
- المؤلف: امال عبدالرحمن احمد باحنشل
- جامعة ام القرى: كلية الدعوة وأصول الدين
- الدرجة: ماجستير
ملخص الرسالة
http://libback.uqu.edu.sa/hipres/ABS/ind7259.pdf
النص الكامل
http://staff.uqu.edu.sa/lib/dilib/pages.php?DSP=fulltext&ID=7259(25/301)
هؤلاء ... يسقون الناس شراب الكفر فى آنية الأنبياء
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[15 - 07 - 03, 01:07 م]ـ
برزت ظاهرة هذه الأيام، وهي طلب "البعض" أجوبةً على شبهات أهل الأهواء (بجميع أطيافهم) في المسألة الفلانية، فيأتيك هذا المسكين قلقاً مرتاباً، بعد أن تجوّل في مواقع هؤلاء (الشيطانية)، قائلاً: ما الجواب عن هذه الشبهة أو تلك!
قف على توصيف بديع من ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لأقوامٍ فرّغوا أنفسهم لتوليد الشبهات، والشبهة في نَولِ كلّ يدٍ، هم من جند إبليس، اتخذهم خوَلاً، وأجلَبَ بهم على عباد الله، يضلونهم عن صراطه، ويحرفونهم عن دينه وكتابه ......
استبدلوا باسم الإسلام والإيمان؛ أسماء لم ينزِل بها من السماء سلطان، من الشعارات الأرضية الوضعية، فمن رافضية، إلى ليبرالية؛ إلى علمانية؛ إلى غيرها من رايات تهتّكية " ميَّادةٍ " " صيَّادة " ...
هذا؛ ولمّا علمَ هؤلاء أنَّ فسادهم الصريح لا يروج في بلاد الإسلام، لبسوا لذلك مسوحَ الضأن، ونطقوا بآياتٍ وأحاديثَ، ليروجَ باطلهم على بعض الأمّيين وأشباههم ....
قال أبوالعباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في خلال ردِّه على أصحاب [وحدة الوجود]:
(ويجب بيان معناها ـ أي عباراتهم ـ، وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها، وخيف عليه أن يحسن الظن بها، أو أن يضل، فان ضررها على المسلمين أعظم من ضرر السموم التى يأكلونها ولا يعرفون أنها سموم، وأعظم من ضرر السراق والخونة الذين لا يعرفون انهم سراق وخونة. فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الانسان أو ذهاب ماله، وهذه مصيبة فى دنياه قد تكون سبباً لرحمته فى الآخرة.
وأما هؤلاء فيسقون الناس شراب الكفر والالحاد فى آنية أنبياء الله وأوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين فى سبيل الله وهم فى الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين فى قوالب ألفاظ أولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمنا ولياً لله فيصير منافقاً عدواً لله .... ).
ثم قال:
(ولقد ضربت لهم مرة مثلاً بقوم أخذوا طائفةً من الحجاج ليحجوا بهم، فذهبوا بهم الى قبرص لينصروهم، فقال لى بعض من كان قد انكشف له ضلالهم من اتباعهم: " لو كانوا يذهبون بنا إلى قبرص لكانوا يجعلوننا نصارى، وهؤلاء كانوا يجعلوننا شراً من النصارى "، والأمر كما قاله هذا القائل.
وقد رأيت وسمعت عمن ظن هؤلاء من أولياء الله، وأن كلامهم كلام العارفين المحققين من هو من أهل الخير والدين مالا أحصيهم، فمنهم من دخل فى إلحادهم وفهمه وصار منهم، ومنهم من كان يؤمن بما لا يعلم، ويعظم ما لا يفهم، ويصدق بالمجهولات، وهؤلاء هم أصلح الطوائف الضالين، وهم بمنزلة من يعظم أعداء الله ورسوله ولا يعلم أنهم أعداء الله ورسوله، ويوالى المشركين وأهل الكتاب ظاناً أنهم من أهل الإيمان وأولى الالباب، وقد دخل بسبب هؤلاء الجهال المعظمين لهم من الشر على المسلمين مالا يحصيه إلا رب العالمين ... ) اهـ
مجموع الفتاوي (2/ 360)
وليقبل طالب العلم الشادي فيه؛ على ما ينفعه، وليدع ما لا يعنيه، فأولى لك أيها المبارك، ثم أولى لك؛ ألاّ تصغي إلى أولئك المشبِّهة. وإذا مررتَ بسوحِهم فأنشد:
طرقَتكَ صائدةُ القلوبِ وليس ذا وقتُ الزيارة فارجعي بسلامِ
والسلام
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 07 - 03, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبدالله ونفع بك
أشكرك شكرا جزيلا على هذه الدرر التي تتحفنا بها بين الفينة والأخرى
أما ضعيف العقيدة والدين فهو تبع لكل ناعق
ولكن من أسس عقيدته ودينه على قواعد ثابتة وعقيدة صافية والتزم قبل ذلك كله بحبل الله المتين فإن الله لا يضل الصادقين
((من تقرب إلىَّ شبرا تقربت إليه ذراعا ... ))
وتأمل هذا:
أخرج الدارمي والبغوي في الجعديات وغيرهما
عن سلام بن أبي مطيع ان رجلا من أهل الأهواء قال لأيوب يا أبا بكر أسألك عن كلمة قال فولى وهو يشير بأصبعه ولا نصف كلمة وأشار لنا سعيد بخنصره اليمنى
المصيبة أبا عبدالله أن بعض الأغمار لم يتعلموا العقيدة الصحيحة يذهبون إلى مواقع أهل الزيغ بحجة الدفاع عن العقيدة _ زعموا _ فيتخبطون ثم يأتون يستفسرون عن حل هذه الشبهات، ولو أنهم تعلموا العقيدة وتركوا الردود على أهل البدع لمن رزقه الله علما وفهما لكان خيرا لهم
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[16 - 07 - 03, 07:36 م]ـ
جزيت خيراً أخي خالد بن عمر
رفع
ـ[روضة المحبين]ــــــــ[16 - 07 - 03, 11:18 م]ـ
أؤيدكما على هذا المعنى جزاكما الله خيرا ..... ،
وأزيد بأن الغالب على أهل الأهواء والبدع والشبهات أنهم يثيرون الباطل
لتضليل الناس لا طلبا للحق أو استجداء سبيله ...
وإلا فالحق ظاهر بين لمن التمسه واستهداه.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 07 - 03, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الشيخ النجدي ... فقد رزقكم الله فضل علم وحلم ورقة لفظ وجمال رسم.
وهذا موضوع مهم أخي الحبيب و المصيبة والبلية ليست مجرد السؤال بل الاعظم ان السائل خلوا (من أصول علمية) يفهم بها رد الشبهة! فيقع في الطوام والضلال.
أحدهم يسأل عن ابي هريرة رضى الله عنه وكيف يروى الاحاديث اكثر من بقية الصحابة؟؟؟ فأذا اجيب بحكم أرسال الصحابي قال وما هي مراسيل الصحابة؟؟
ولآخر قد وقع في قلبه شئ من الشبه العقدية فلا يفهم من العربية ما يؤهله لفهم الرد على هذه الشبه فيسأل وبقوة؟ (كيف تأتي في بمعنى على)؟ وكأن العربيه جمعت بين عينيه فهو ينكر ويعرف ... ولعله لم يتقن ما يلهجة قومة ...... الخ من الامثلة الكثيرة.
فأقول اخي ان المشكلة ليست في مطالعة الشبهات وطرحها فحسب بل ان السائل لايملك من المقومات التى تعينه في فهم الرد على هذه الشبه. ومن هنا كان حرص السلف الصالح على عدم مجالسة أهل البدع والسماع لهم .. والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/302)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 07 - 03, 02:33 ص]ـ
الشيخ المفضال/ أبوعبد الله النجدي مبدع كما عوّدنا
وأقول
نحن في عصرٍ ارتفع عن أهله فيما بينهم معظم الحدود والمسافات
بفضل الله العليم الخبير
فقد يسّر لنا هذه الوسائل التي اختصرت الوقت والجهد
فصار إخواننا من أهل السنة ممن يبحرون عبر شبكة المعلومات
تنثر لهم شبهات والمنتديات مفتوحة والأنترنت بحر متلاطم
فيه الدرر وفيه البعر وفيه ما بين ذلك درجات
(فكونهم يسألون) هذه فضيلة في نظري مع (رذيلة الجهل)
ومن سأل فهو خير ممن صار قلبه صندوقاً للشبهات
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 02 - 04, 01:45 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا أخي ابن عمر
تقول أخي ((المصيبة أبا عبدالله أن بعض الأغمار لم يتعلموا العقيدة الصحيحة يذهبون إلى مواقع أهل الزيغ بحجة الدفاع عن العقيدة _ زعموا _ فيتخبطون ثم يأتون يستفسرون عن حل هذه الشبهات، ولو أنهم تعلموا العقيدة وتركوا الردود على أهل البدع لمن رزقه الله علما وفهما لكان خيرا لهم))
أنا أعلم أخي أن الأمر يتعلق بي، و أنني أنا الغمر الذي ذهب إلى مواقع أهل الزيغ بحجة الدفاع عن العقيدة ـ زعمت أنا ـ .. لأنني أدري أنه ليس هناك ـ على الأقل الآن ـ من فتح هذا الموضوع غيري ... و من ذهب إلى مواقع أهل الزيغ ـ في نظرك ـ ثم جاء ليكتب على أهل الحديث غيري ..
و لكن أخي عليك أن تعلم أني لم أدخل موقع ### ابتداءا إلا للاستفادة في العلوم العقلية التي يزهد فيها جمهور السلفيين، ثم لما كان نقاشي مع الأخ ### كان حوارا لا غير .. لم يكن الأمر مناظرة .. بل كنت أتكلم بحق و في حسباني أن لو تبين لي الحق عنده لصرحت بذلك ... و أنا نفسيا مهيء تماما و الحمد لله لاتباع الحق لأني وجدت كل الشر في خلاف ذلك، لاسيما إن تعلق الأمر بالعقيدة .. و لو كنت أتبع طوائف و علماء تقليدا لكنت أشعريا من قديم .. لا سيما و جمهور علماء الأمة أشاعرة .. فأنا لو كنت أتبع طائفة من الطوائف لنظرت إلى السيوطي و ابن حجر و السبكي و القرطبي و ابن الهمام و ابن عبد البر و الشيرازي و النووي و الغزالي وغيرهم كثير من العلماء الأشاعرة ...
و أنا أخي أعلم كوني غمرا و أنا والله صادق فيما أقول .. و لكن لماذا لم تجب هذا الغمر عن سؤاله؟
لماذا اكتفيت بإخباره أو بإخبار زملائه بحقيقته .. أي بكونه غمرا؟ هل إيلامه مقصودا لك؟
ما الفائدة من كلامك؟
طال الموضوع ليصبح ثلاث صفحات و لم تجيبوا الغمر عن سؤاله ... ثم ما تحملتم ذلك و فعلتم ما فعلتم .. يؤسفني أن أطلب من أحدكم أن يذهب إلى موقع ### و ليناقش كيفما أراد .. سيجد نفسا طويلا جدا في الإجابة عن الأسئلة .. و لن يغلق الموضوع مثلما فعلتم ....
أنا لن أخفي حزني مما حدث، بل كنت متوقعا خلاف ذلك مما عهدته عليكم ...
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[20 - 02 - 04, 02:55 ص]ـ
لماذا افترضت أن الكلام عنك أخي محمد؟ لا أظن ذلك صحيحاً، والله أعلم.
ولستَ وحدك من كتب في موضوع صفة القدم، ومن قبل ذلك في موضوع الشيخ ذي المعالي حول معنى صفة اليد.
أما إغلاق الموضوع فسببه أن أحد الإخوة وضع مشاركة خارجة عن الموضوع الأصلي، وقد فتحته الآن مرة أخرى.
فأرجو أن يتسع صدرك لكلام إخوتك. واعلم أن الأشاعرة سيصفوننا بالجهل مهما قدّمنا لهم من حجج، وسيظهرون أنهم غير مقتنعين بما نقوله لهم وإن كان واضحاً مفحماً. ويكفي أنهم يصفون شيخ الإسلام ابن تيمية بالجهل وتلميذه ابن القيم أيضاً، بل إنهم يصفون بذلك السلف الصالح ولكن من طرف خفي.
والرجاء من جميع الإخوة الكرام عدم وضع روابط ولا أسماء مواقع أهل البدع من رافضة وأشاعرة وعلمانيين وغيرهم.
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[20 - 02 - 04, 03:13 ص]ـ
لا أظن أخي: محمد رشيد أن الموضوع يتعلق بك بمثل مافهمتَه حرفيا،وأقول هذا لكوني - فيما أظن نفسي - قد طالعت في هذا الملتقى بعض الموضوعات لغيرك في نفس الأمر،بل قد يكون السائل في بعضها أقل منك إداراكا وعلما؛لاسيما وأنا أعلم كونك طالبا في كلية الشريعة بالأزهر.
ومع كوني تعديت على إخوتي الذين تحدثوا في هذا الموضوع،بالإضافة إلى أني لاأملك معرفة مافي خواطرهم،ولم يطلبوا مني الحديث على ألسنتهم إلا أنني أقول بأنني تفاجأت بنظرتك هذه!!
وذلك لأنك كما تعلم بأن هذه المشكلة سارية في الأمة،فنجد أن الطبيب لايُغالط في مهنته،والفيزيائي لا يثرب عليه فيما يقول،والفلكي يسلم له في تخصصه،أما العلوم الشرعية فهي حمى مباح لكل راتع،وإناء موضوع لكل والغ!! فكل يقول فيها برأيه،ويحاكم النصوص إلى فهمه،بل قد يفسر الآيات بحسب عقله القاصر،وهذا هو أساس المشكلة.
والحق في ذلك أن يتعلم المرء عقيدته،وعباداته التي لايسعه الجهل بها،ثم يتضلع من العلم الشرعي بقدر وسعه،وله بعد ذلك - نصرةً لدين الله - أن يطلع على شبهات المعاندين لينافح عن دين الله عز وجل،مع سؤاله الله الثبات.
وتذكر أخي أن من كان في وقت الطلب وأعطى أذنه لمن يسكب فيها مالايصلح فربما وصلت يوما إلى القلب فطمسته،ورحم الله من قال: الشبه خطافة.
فقد لايتأثر المرء من أول واحدة؛لكن الضربة التاسعة والتسعين ربما أسقطت الشجرة.
ولتعلم أخي بأنني لاأخاطبك وحدك في ذلك بل هذا الأمر عام لكل من رأى في نفسه (الابتداء) في طريق طلب العلم،وماقصدتُ إلا الإصلاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/303)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 02 - 04, 03:30 ص]ـ
الأخ محمد بن يوسف وفقه الله
الموضوع هذا طرح قبل خمسة أشهر
ووالله الذي لا إله إلا هو ما قصدت أحدا بعينه ولم يدر ذلك في مخيلتي _ أي تخصيص أحد بعينه _ وأنت خيرا مني أخي محمد ومن قرأ مشاركاتي ومشاركاتك علم من هو الغمر حقَّا.
وسبب كلامي أخي محمد أني كنت أهتم بالمناقشة مع الروافض قديما في منتدى اسمه حضرموت فيأتي الروافض وغيرهم يطرحون شبها ويعزون النصوص إلى كتب من كتب أهل السنة مما له طبعات متعددة
فيأتي الجهلة ممن يدَّعون نصرة السنة ثم يقول أحدهم رجعت إلى الموضع الفلاني فلم أجد ما ذكرت أيها الكذاب الـ ... الـ ... ويكيل له السب والشتم فقط دون أي تفكير في الإجابة على تلك الشبهة
ومن طالع المواقع الكثيرة في الانترنت يجد أن الكثير من الذين يريدون نصرة السنة لا يملكون أدنى مقومات العلم ثم يذهب يدافع عن السنة بزعمه.
ولو أنه تعلَّم السُّنَّة حقا فسيعرف من أين تؤكل كتف أهل البدع لأنه سيلزمهم بإلزامات لن يستطيعوا الرَّد عليها إلا بتكلف أو أنهم سيولون الأدبار من تلك الحوارات.
وأعيد مرَّة أخرى
والله الذي لا إله غيره ما قصدت أحدا بعينه
فغفر الله لك أخي محمد وزادني وإياك علما وحلما وفهما وجميع الإخوة في الملتقى
والله أعلم وأحكم
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[20 - 02 - 04, 04:07 ص]ـ
أخي محمد رشيد:
إن مما يعين على فهم الرد على بعض بدع المبتدعة وشرك المشركين النظر فيما قعده الشيخ الإمام: محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - في كتابه: كشف الشبهات من أصول الاستدلال عليهم.
ولعلك تنتفع من شروح المشايخ: عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين عبدالله بن جبرين وعبدالعزيز الراجحي وسعود الشريم وعبدالله السعد وصالح الأسمري وعبدالعزيز آل عبداللطيف وعلي الخضير وغيرهم كثير،وأعلم أن معظمها موجود على الشبكة سواء في موقع طريق الإسلام أو غيره.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 02 - 04, 05:43 ص]ـ
أخي الفاضل محمد رشيد
إن كان لي من حقٍّ في إبداء الرأي فالظن أنك قد حمّلت كلام الأخ خالد بن عمر فوق ما يحتمل،،،
ولعلّك أسأت الظن بنفسك بغير داعٍ، ربما حملك عليه التواضع، إذ الموضوع مخصَّص لمن يخالط أصحاب الشبهات، الذين يتمشدقون ويتكلفون ما لا يؤمرون، ويخيطون مذاهبهم وشبهاتهم من خيوط العناكب، ولمّا ينضج بعدُ ....
فواجب صيانة الملة يحتم علينا وعليك أخي الكريم إنقاذهم من نفسهم ...
فهذا محل التحذير في الموضوع لا غير،،،
وليسعك حسن الظن بالجميع ...
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 02 - 04, 09:58 ص]ـ
أنا في أشد حالات الخجل من إخواني في الله طلبة العلم .. زادهم الله تعالى توفيقا و رغبة في الخير و أدبا .. آمين
و أركز اعتذاري لأخي و حبيبي الذي أسأت الظن به (خالد بن عمر) ... فأعتذر إليك أخي الحبيب على ما بدر مني، و لكن الأمور توافقت هكذا للأسف، و حصل هذا البس لأن الرابط تم وضعه على موضوع (لم هذا الجدل .. ) على ما أذكر .. فحسبته وضع حديثا ...
و أخص بالاعتذار أيضا أخي أبا عبدالله النجدي الذي أسأت فهم كلامه و حملته على نفسي ..
و لكن الأمور توافقت معي بطريقة عجيبة حيث وافق ذلك غلق الموضوع الذي كنت أتابع الردود فيه و والمناقشات دون تدخل حتى لا تتسع الدائرة و نخرج عن الموضوع الأصلي (((ما هو المعنى المتبادر من لفظ القدم)))
و في الحقيقة أحبتي في الله أصدقكم القول أني إلى الآن لم أجد ردا يشفي غليلي من هذه المسألة .. و لكني أشكر أخي هيثم على فتحه الموضوع مرة أخرى وسأكمل هناك إن شاء الله تعالى
ـــــــــــــــــ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي هيثم على فتحك الموضوع مرة أخرى ..
و بالنسبة لمشاركة التي تخرج عن صلب الموضوع لو كانت هي مشاركة أخي (راشد) حول " الحقو " فلا أظن أن الأمر يخرج كثيرا عن موضوعنا بل هو يتعلق به تعلقا أصيلا ... و الله تعالى أعلم
أكرر اعتذاري إليكم .. و جزاكم الله تعالى خير الجزاء(25/304)
تسلسل الحوادث
ـ[الفاروق عمر]ــــــــ[24 - 07 - 03, 01:56 ص]ـ
تسلسل الحوادث مسألة كبيره ودقيقه في الفهم،فنطلب من الأخوه التكلم عليها بعبارة سهله وبيان الأثر المترتب عليها؟؟ فيبين معني قدم العالم؟ وماالمقصود بالعالم هل هو كل ماسوي الله مثل الجنه وهم يقولون أن هذه العوالم ليست قديمه فتفني؟ هذا فتح باب للمسألة فنرجو طرح المسأله الإستفاده مع النقل العلمي.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[24 - 07 - 03, 03:06 ص]ـ
هناك بحيث جيد في هذه المسألة للباحثة /كاملة الكواري بعنوان (تسلسل الحوادث وقدم العالم) طبع دار أسامة بالأردن قدمه لها الشيخ سفر الحوالي بمقدمة نفيسة وأثنى على بحثها
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 07 - 03, 03:22 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7368
ـ[راشد]ــــــــ[24 - 07 - 03, 01:29 م]ـ
اللافت للنظر أن الباحثة الكواري ذكرت في المبحث الثالث:
المخالفون لابن تيمية ونقل كلامهم في ذلك
فذكرت منهم الحافظ ابن حجر والشيخ الهراس والعلامة الالباني والشيخ الجامي وغيرهم وذكرت كلامهم وردودهم على ابن تيمية
بينما لا نجد في كتابها فصلاً عن الموافقين له.!
ومنهم ابن القيم وشارح الطحاوية
ـ[الموحد99]ــــــــ[24 - 07 - 03, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
مذهب أهل السنة في التسلسل
أولا: أن التسلسل في المستقبل ممكن في الذوات وفي ذوات أخرى تستجد فيما بعد
ثانياً: أما التسلسل في الماضي ففي الذوات مستحيل: بمعنى أن نقول هذه الذات لم تزل ولا تزال موجودة فهذا مستحيل لأنه ليس هناك شيء من المخلوقات يوصف بالقدم كقدم الله تعالى لكننا نعلم أن الله لم يزل ولايزال خلاّق وأن هناك مخلوقات غير السموات والأرض لأن المصلي يقول " ملء السموات وملء الأرض وملء ماشئت بعد " هناك مخلوقات غير السموات والأرض وغير العرش لا نعرف ما هي لأن الله لم يزل و لا يزال فعال
تنبه: ولا يلزم من هذا قدم المفعول كقدم الفاعل لأنه باتفاق العقلاء: أن المفعول مسبوق بالفاعل لأن المفعول نتيجة فعل الفاعل وفعل الفاعل وصف له ولا بد أن يكون الموصوف سابق على الصفة ثم المفعول بعد الصفة
يعني عندنا مفعول وفعل وفاعل
المفعول: لا شك أنه متأخر عن فعل الفاعل
وفعل الفاعل: متأخر عن الفاعل
فعلى هذا لا يلزم من قولنا بقدم الحوادث أن تكون قديمة كقدم الله تعالى وأن تكون شريكة لله في الوجود
وهذا هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو الحق
انتهى ملخصا من كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح " عقيدة السفاريني"
قال الشيخ محمد خليل هرّاس في شرح النونية لابن القيم ص174:
انقسم الناس في تسلسل الحوادث والآثار الى:
(1)
التسلسل في الماضي والمستقبل مذهب أهل السنة والجماعة
(2)
لا تسلسل لا في الماضي ولا في المستقبل مذهب الجهمية وأبو الهذيل
(3)
التسلسل في المستقبل دون الماضي وهو مذهب الجبائي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني وجميع أهل الكلام الباطل المذموم
وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن المحمود في كتابه الرائع " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " نحوأ من هذا التقسيم فيحسن مراجعته
والله أعلم
ـ[راشد]ــــــــ[25 - 07 - 03, 12:33 ص]ـ
محمد خليل هراس رحمه الله:
يقول في كتابه ابن تيمية السلفي ص122:
ولكننا نتعجل فنقول إن ابن تيمية قد بني على هذه القاعدة (قدم الجنس وحدوث الأفراد) كثيراً من العقائد وجعلها مفتاحاً لحل مشاكل كثيرة في علم الكلام وهي قاعدة لا يطمئن إليها العقل كثيراً فإن الجملة ليست شيئاً أكثر من الأفراد مجتمعة فإذا فرض أن كل فرد منها حادث لزم من ذلك حدوث الجملة قطعاً.
محمد أمان الجامي رحمه الله:
قال في شرحه على شرح الطحاوية:
ان أهل السنة قالوا ان تسلسل الحوادث من حيث الوقوع والوجود ممتنع عقلاً وشرعاً، وأما من حيث الإمكان فغير ممتنع
-الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم 133 حيث قال:
(وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها، وأنه ما من مخلوق، إلا ومسبوق بمخلوق قبله، وهكذا إلى ما لا بداية له، بحيث لا يمكن أن يقال: هذا أول مخلوق، فالحديث يبطل هذا القول ويعين أن القلم هو أول مخلوق، فليس قبله قطعاً (1) أي مخلوق. ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها، وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول، ولا تقبله أكثر القلوب، حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها، مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم، ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له. كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية، فذلك القول منه غير مقبول، بل هو مرفوض بهذا الحديث، وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج، لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه، ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال: " ما منا من أحد إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر r "(25/305)
ما هي ثمرة الكلام حول (هل الاسم هو نفس المسمى ام غيره)؟
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[25 - 07 - 03, 08:43 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك ثمرة وفائدة من قضية (هل الاسم هو نفس المسمى ام لا)؟
ام ان هذه القضية من باب الترف الفكري الذي ادخله الفلاسفة، ولا ثمرة حقيقية منه؟
واين اجد شرح واضح وميسر عن هذه القضية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[25 - 07 - 03, 05:06 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الفاضل، عليك بمراجعة فهرس الفتاوى لابن تيمية
المجلد رقم 36/ 74
وبدائع الفوائد لابن القيم 1/ 16
كما تجد ذلك في معجم المناهي اللفظية صفحة 95 وصفحة 294
ـ[الرئيسي]ــــــــ[25 - 07 - 03, 05:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل،
هذه المسألة مرتبطة إرتباطاً وثيقاً مع مسألة خلق القرآن. فإن القول: "الاسم غير المسمى" تحمل معنيين، أحدهما حق والآخر باطل. لذلك يجب عدم إطلاق الألفاظ المجملة المحتملة لمعنيين: صحيح وباطل. فإن لا يجوز إطلاق لفظة (غير) إلا بعد التفصيل، فإن كان المقصود من القول: "الاسم غير المسمى"، المعنى اللغوي الذي يفصل بين الاسم والمسمى، فإن الأسماء التي هي أقوال ليست نفسها هي المسميات، فهذا لا ينازع فيه أحد من العقلاء.
انظر: مجموع الفتاوى، 6/ 203.
أما الوجه الباطل، أن الله كان ولا اسم له، حتى خلق لنفسه اسماً أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم، وهذا هو مراد الجهمية والمعتزلة، فهم يقولون في أسماء الله إنها غيره، كما يقولون في كلام الله إنه غيره، ونحو ذلك.
ومن أجل هذا المقصد الفاسد منع أهل السنّة القول بأن "الاسم غير المسمى" دفعاً للباطل الذي أراده هؤلاء.
انظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى، تأليف الدكتور محمد بن خليفة التميمي، ص276.
أنصحك بقراءة رسالة ماجستير بعنوان: "أسماء الله الحسنى" لعبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن، والرسالة مطبوعة لـ"دار الوطن" طبعتان، الثانية مزيدة ومنقحة، هذا بالإضافة إلى الكتاب المذكور أعلاه: "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى".
هذا والله الموفق.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[25 - 07 - 03, 11:27 م]ـ
وانظر تفسير ابن كثير ص 1/ 17
عند كلامه على البسملة
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[26 - 07 - 03, 12:42 ص]ـ
من بدائع الفوائد لابن القيم رحمه الله http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=64&ID=16
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[26 - 07 - 03, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
المشكلة؛ حتى علماء اهل السنة والجماعة قد اختلفوا في هذه القضية!
وبما اننا نتحدث حول موضوع الاسم:
فعندي سؤال اخر يتعلق بـ ثمرة الخلاف في قضية (هل الاسم مشتق من السمو او من السمة).
وجدت عندي القرطبي في تفسيره كلام حول ثمرة الخلاف في هذه القضية، عند كلامه على البسملة.
هل اجد كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية ولابن القيم ولغيرهما حولها؟
وسؤال اخر /
وجدت ان غالبية اهل التفسير اختاروا (ان الاسم مشتق من السمو)، ولكن قرأت في تفسير الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله، ان غالبية اهل التحقيق اختاروا العكس (اي ان الاسم مشتق من السمة)!! فمن هم هؤلاء الذين اختاروا هذا الاختيار؟!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 07 - 03, 12:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4366
ـ[الرئيسي]ــــــــ[26 - 07 - 03, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، هناك خلاف بين نحاة الكوفة والبصرة في أصل اشتقاق "الاسم" على قولين:
1) أنه مشتق من "السمو"، وبه قال النحاة البصريون.
2) أنه مشتق من "السمة"، وبه قال النحاة الكوفيون.
والصواب من القولين هو القول الأول، وذلك للأسباب التالية:
أولاً: لأن اشتقاقه من "السمو" هو الاشتقاق الأصغر الخاص، وهو الاشتراك في الحروف وترتيبها وهو المشهور، والذي يتفق فيه اللفظان في الحروف وترتيبها، فإنهم:
يقولون في تصريفه: "سمَّيت"، ولا يقولون: "وَسَمْتُ".
ويقولون في جمعه: "أسماء"، ولا يقولون: "أوسام".
ويقولون في تصغيره: "سُمَيٌّ"، ولا يقولون: "وُسيم".
ويُقال لصاحبه: "مُسمَّى"، ولا يقال: "موسومٌ".
وأما "السمة" فهي تتفق مع الاسم في الاشتقاق الأوسط، وهو ما يتفق فيه حروف اللفظين دون ترتيبهما، فإنه في كليهما (السين والميم والواو) لكن اشتقاقه من "السُّمُوَّ" هو الاشتقاق الخاصُّ كما أسلفنا.
ثانياً: إن "السَّمُوَّ" هو بمعنى العلو والارتفاع والرفعة. و"السِّمة" بمعنى العلامة.
وإذا كان الاسم مقصوده إطهار المسمَّى وبيانه فإن المعنى الثاني وإن كان صحيحاً، لكن المعنى الأول أخص وأتم، فإن العلو مقارنٌ للظُّهور، فالاسم يظهر به المسمَّى ويعلو؛ فيقال للمسمِّي: سَمِّهِ: أي أظهره وأعلِه، أي أعلِ ذكره بالاسم الذي يُذكرُ به، وبعض النحاة يقول: سمي اسماً لأنه علا على المسمَّى؛ أو لأنه علا قسيميه الفعل والحرف؛ وليس المرادُ به هذا، بل لأنه يُعلِي المسمى فيظهر، ولهذا يقال: سمَّيته أي أعليته وأظهرته، فتجعل المعلى المظهر هو المسمى، وهذا إنما يحصل بالاسم. وما ليس له اسم فإنه لا يُذكر ولا يظهر ولا يعلو ذكره؛ بل هو كالشيء الخفي الذي لا يُعرفُ؛ ولهذا يقال: الاسم دليل على المسمى، وعلمٌ على المسمى، ونحو ذلك.
ولهذا كان أهل الإسلام الذين يذكرون أسماء الله، يعرفونه ويعبدونه ويحبونه ويذكرونه، ويظهرون ذكره. بخلاف الملاحدة الذين ينكرون أسماءه وتُعرِضُ قلوبهم عن معرفته وعبادته ومحبته وذكره.
انظر: مجموع الفتاوى، 6/ 207 - 309، باختصار.
وقال الزجاج: ومن قال: إن اسماً مأخوذ من "وَسَمْتُ" فهو غلط، لأنا لا نعرف شيئاً دخلته ألف الوصل وحذفت فاؤه، أعني فاء الفعل، نحو قولك: "عِدَة" و"زِنَة"، وأَصْله "وعْدة" و"وزنْة". فلو كان "اسم" وسمة لكان تصغيره إذا حذفت منه ألف الوصل "وُسيْم" كما أن تصغير عِدة وصِلة: وُعَيدة، ووُصَيْلة،! ولا يقدر أحد أن يرى ألف الوصل فيما حذفت فاؤه من الأسماء.
انظر: معاني القرآن واعرابه، 1/ 40 - 41.
هذا والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/306)
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[28 - 07 - 03, 02:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الرئيسي.
قال القرطبي في ثمرة الخلاف حول اشتقاق الاسم من السمو او من السمة:
((فإن من قال الاسم مشتق من العلو يقول:
لم يزل الله سبحانه موصوفا قبل وجود الخلق وبعد وجودهم وعند فنائهم، ولا تأثير لهم في أسمائه ولا صفاته.
وهذا قول أهل السنة.
ومن قال الاسم مشتق من السمة يقول:
كان الله في الأزل بلا اسم ولا صفة، فلما خلق الخلق جعلوا له أسماء وصفات، فإذا أفناهم بقي بلا اسم ولا صفة.
وهذا قول المعتزلة.
وهو خلاف ما أجمعت عليه الأمة، وهو أعظم في الخطأ من قولهم: إن كلامه مخلوق، تعالى الله عن ذلك!)) اهـ(25/307)
أضواء من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[30 - 07 - 03, 02:04 م]ـ
من الكتب المهمة التي صدرت قبل عدة أشهر كتاب «أضواء من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة» تأليف الشيخ صالح بن فوزان الفوزان نشر دار ابن الجوزي.
وقد اقتنيت هذا الكتاب وقرأة فيه، فأعجبني ورأيت أن ألفت نظر إخواني إلى أهمية هذا الكتاب، وخاصة أن الكثير من طلاب العلم ممن أعرفهم لم يلقي لهذا الكتاب بالاً ولم يعرف أهميته ولم يتفطن لقيمته، وفي – ظني – أنه كتاب ينبغي أن يقتنيه كل طالب علم عنده عناية ب «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» وذلك لمميزات هذا الكتاب، وإليك شيئاً منها:
1 - إن هذا الكتاب منتقى لمسائل العقيدة في مجموع الفتاوى من المجلد الأولى إلى العاشر تقريباً.
2 - إن الذي تولى انتقاء هذه المسائل عالم متمكن في علم العقيدة وهو الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – وقد ركز على المسائل المهمة في هذا الزمان.
3 - إن الكتاب مخرج الأحاديث والآثار ومرقم الآيات مع عزوها إلى سورها.
4 - ضبط الشيخ صالح وفقه الله الكثير من الألفاظ المشكلة في «مجموع الفتاوى».
5 - وضع الشيخ عناوين لكل موضوع يساعد على فهم مواضع من كلام شيخ الإسلام، خاصة وأن كثيراً منها يشكل على الكثير من طلاب العلم.
6 - علق الشيخ صالح الفوزان على كثير من المواضع ولخص كلام شيخ الإسلام.
7 - حذف الشيخ صالح بعض العبارات والكلمات التي لا تخل بالمعنى.
ـ[عبدالله الشمراني]ــــــــ[31 - 07 - 03, 09:03 ص]ـ
جزاك الله خيرًا يا شيخ عبدالإله ونفع الله بكم.
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[01 - 08 - 03, 01:45 ص]ـ
جزاك الله خيرًا و نفع بك
هل هناك من كتب أخرى تذلل الطريق للقارئ في كتب شيخ الاسلام؟(25/308)
متى انتشر مذهبي الأشاعرة والماتريدية؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 08 - 03, 12:02 ص]ـ
من المعروف أنه لم ينتشر في المغرب إلا بعد انتهاء دولة المرابطين وسيطرة الزنادقة "الموحدين" (كما يسمون أنفسهم). ولو أنه كان له وجود من قبل في المغرب والأندلس.
وفي مصر نشره صلاح الدين بعد أن قضى على دولة الرافضة العبيديين (الفاطميين كما يسمون أنفسهم).
فماذا عن باقي الدول الإسلامية؟
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[02 - 08 - 03, 11:48 ص]ـ
والعلم عند الله أعتقد أنه كما نشره صلاح الدين في مصر بعد إسقاط الحكم الرافضي، فإن لأسلافه السلاجقة دور كبير في تعميمه بباقي المشرق بعد إزالتهم لدول الرفض، ترى مصداق ذلك في أعظم المدارس (الحكومية)، وهي المدارس النظامية.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 08 - 03, 01:00 م]ـ
أخي الكريم ابن سفران ..... رعاه الله.
لقد انتشر المذهب الاشعري في خراسان قبل ذلك .... بل كان سلاطنة السلاجقة قبل طغرلبك يلعنون الاشاعرة على المنابر .... كما في زمن عميد الملك. مما يدل على انه كان منتشرا قبل ذلك.
حتى اتى نظام الملك وزير طغرلبك فرفعهم ونصر الاشعرية وبث الفتنة في بغداد حتى اقتتل اهل الاسلام في الطرقات بسبب رداءة مذهب نظام الملك سامحه الله.
وقد كانت هناك مدارس للاشعرية قبل المدارس النظامية كمدرسة الامام البييهقي وغيرها.
بل ان ابو المعالى الجويني قد أخرج من بلده بسبب الفتنة زمن السلطان الب ارسلان هو والقشيري وغيرهم.
لكن قد يكون اول من تصدى لنشر المذهب الاشعري في خراسان هو ابو بكر بن فورك فانه (حسب علمي) او من اقام مدرسة تدرس على طريقة الاشاعرة في نيسابور (قصبة خراسان).
وهذا الذي يغلب على ظني انه أول من نشره.
الا ان يقال اول من سبب انتشاره بالقوة وبسلطة الحكم فكلام اخونا الفاضل ابن سفران صحيح من هذه الجهة. أعنى تبينه بقوة السلطان وقمع المخالف.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[03 - 08 - 03, 01:56 م]ـ
لا شك في ما قلته وفقك الله، ولكنه يعبر عن وجود المذهب، أما انتشاره هذا الانتشار الذي لم يبق لغيره معه إلا القليل فلا أظنه (وهذا ظن) إلا مع تحول الدولة السلجوقية لتبنيه بعد التهجم عليه فترة هي فترة وجيزة مقارنة بما بعدها.
والمذهب الأشعري قبل ذلك موجود، ولكنه في حالة صراع مع الاعتزال، وبعد ميل الدولة معه صار الاعتزال في كفة مرجوحة، وأصبحت الأشعرية هي السائدة.
وهذا منساق مع سؤال الأخ محمد الأمين، فلقد قال:
(من المعروف أنه لم ينتشر في المغرب إلا بعد انتهاء دولة المرابطين وسيطرة الزنادقة "الموحدين" (كما يسمون أنفسهم). ولو أنه كان له وجود من قبل في المغرب والأندلس).
ولدي أفكار حول أسباب وجوده في ظل الحكم الرافضي المعتزلي، و سريانه عند أهل السنة قبل انتشاره بقوة السلطان، وقد وجدت كلاما لابن تيمية يحوم حولها، فلعلي أصوغها وأنشرها.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[03 - 08 - 03, 07:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بالإضافة إلى ما أفاده مشايخنا الأفاضل الشيخ زياد العضيلة والشيخ ابن سفران _ حفظهما الله تعالى ونفع بهما _ فهذا نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يستفاد منه أن أول من أدخل الأشعرية إلى الحجاز هو الإمام أبو ذر الهروي المتوفى سنة 435هـ، وأن أول من أدخل الأشعرية إلى بلاد المغرب والأندلس هم تلاميذ أبي ذر وعلى رأسهم القاضيان أبو الوليد الباجي وأبو بكر بن العربي وهما أخذا الأشعرية عن أبي ذر الهروي أولاً ثم رحلا إلى بغداد بمشورة من أبي ذر فأخذا الأشعرية عن شيوخه فنشراها في المغرب، نسأل الله تعالى أن يغفر لهم أجمعين بمنه وكرمه.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
عن الحسين بن أبي أمامة المالكي قال: سمعت أبي يقول: لعن الله أبا ذر الهروي، فإنّه أول من حمل الكلام إلى الحرم، وأول من بثه في المغاربة، قلت: أبو ذر فيه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة، وانتصابه لرواية البخاري عن شيوخه الثلاثة، وغير ذلك من المحاسن والفضائل ما هو معروف به، وقد كان قدم إلى بغداد من هراة، فأخذ طريقة ابن الباقلاني وحملها إلى الحرم، فتكلم فيه وفي طريقته من تكلم، كأبي نصر السجزي، وأبي القاسم سعد بن علي الزنجاني، وأمثالهما من أكابر أهل العلم والدين بما ليس هذا موضعه، وهو ممن يرجح طريقة الصبغي والثقفي، على طريقة ابن خزيمة وأمثاله من أهل الحديث، وأهل المغرب كانوا يحجون، فيجتمعون به، ويأخذون عنه الحديث وهذه الطريقة ويدلهم على أصلها، فيرحل منهم من يرحل إلى المشرق، كما رحل أبو الوليد الباجي، فأخذ طريق أبي جعفر السمناني الحنفي صاحب القاضي أبي بكر ورحل بعده القاضي أبو بكر بن العربي، فاخذ طريقة أبي المعالي في الإرشاد.
ثم إنه ما من هؤلاء إلا له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من السنة والدين، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وعدل وإنصاف. اهـ تعارض العقل والنقل 2/ 101
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/309)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولعله يخطر في بالي سؤال آخر
متى أصبحت المذاهب الفقهية أربعة فحسب؟ ومن الذي حددها؟
سبق مناقشة هذا الأمر في المنتدى وذكر إسم الملك الذي فعل ذلك، لكن الموضوع ضاع مني، فلو أن أحد الإخوة ممن يحتفظ به بالمفضلة يتفضل به علينا مشكوراً.(25/310)
ماهي عقيدة العقيلي
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[05 - 08 - 03, 03:19 ص]ـ
الاخوه الاعزاء ذكر أحد طلاب العلم ان العقيلي صاحب الضعفاء ناصبي ماصحت هذه المقاله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 08 - 03, 03:33 م]ـ
الأخ الفاضل ما ذكره غير صحيح فالعقيلي صاحب عقيدة مستقيمة، ولعل طالب العلم هذا يقصد الجوزجاني صاحب (الشجرة في أحوال الرجال) الذي فيه نصب.(25/311)
زعم المعتزلة أن أمنا عائشة (ر) ردت حديث سيدنا ابن عمر (ر) لأنه يعارض القرآن
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 08 - 03, 10:59 ص]ـ
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?s=&threadid=17142&perpage=10&pagenumber=4
أعتذر عن إعادة كتابته هنا لأن هذا المنتدى لا توجد فيه إمكانيات متقدمة في الكتابة (وضع خط أسفل الجمل)(25/312)
الفروق بين توحيد الربوبية والألوهية ... دعوةٌ للمشاركة
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[06 - 08 - 03, 11:27 ص]ـ
الحمدُ للهِ وبعد؛
كتب الشيخُ الدكتورُ إبراهيمُ بنُ محمد البريكان - حفظه اللهُ - في " المدخل لدراسةِ العقيدةِ الإسلاميةِ على مذهبِ أهل السنةِ والجماعةِ " (ص 96) فروقاً بين توحيدِ الربوبيةِ والألوهيةِ، فقمتُ بالتصرفِ في وضعِ عنوانٍ لكلِ فرقٍ منها، وهي كما يلي:
1 - من جهةِ الاشتقاقِ:
- الربوبيةُ: مشتقةٌ من اسمِ اللهِ " الرب ".
- الألوهيةُ: مشتقةٌ من لفظِ " الإِله ".
2 - من جهةِ المتعلقِ:
- الربوبيةُ: متعلقةٌ بالأمورِ الكونيةِ كالخلقِ، والإحياءِ، والإِماتةِ، ونحوها.
- الألوهيةُ: متعلقةٌ بالأوامرِ والنواهي من الواجبِ، والمحرمِ، والمكروهِ.
3 - من جهةِ الإقرارِ:
- الربوبيةُ: أقر به المشركون.
- الألوهيةُ: فقد رفضوه.
4 - من جهةِ الدلالةِ:
- الربوبيةُ: مدلولهُ علمي.
- الألوهيةُ: مدلولهُ عملي.
5 - من جهةِ الاستلزامِ والتضمنِ:
- الربوبيةُ: يستلزم توحيد الألوهية بمعني أن توحيدَ الألوهيةِ خارجٌ عن مدلولِ توحيدِ الربوبيةِ، لكن لا يتحققُ توحيدُ الربوبيةِ إلا بتوحيدِ الألوهيةِ.
- الألوهيةُ: متضمنٌ توحيدَ الربوبيةِ، بمعنى أن توحيدَ الربوبيةِ جزءٌ من معنى توحيدِ الألوهيةِ.
6 - من جهةِ الدخولِ في الإسلامِ وعدمهِ:
- الربوبيةُ: لا يدخلُ من آمن به في الإسلامِ.
- الألوهيةُ: يدخلُ من آمن به في الإسلامِ.
7 - من جهةِ توحيدِ الله:
- الربوبيةُ: توحيدُ اللهِ بأفعالهِ هو سبحانهُ كالخلق ونحوه.
- الألوهيةُ: توحيدُ اللهِ بأفعالِ العبادِ من الصلاةِ، والزكاةِ، والحجِ، والصيامِ، والخشيةِ، والرهبةِ، والخوفِ، والمحبةِ، والرجاءِ ونحو ذلك. ويُطلقُ على توحيدِ الألوهيةِ توحيدُ الإرادةِ والطلبِ.ا. هـ.
فالمطلوبُ منكم طرحُ ما لديكم من فروقِ أخرى، أو التعقيب على ما طُرح ... أرجو أن لا تخيبوا ظني " ابتسامة ".
محبكم في الله: عبد الله زقيل.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[06 - 08 - 03, 12:16 م]ـ
الشيخ المكرم عبد الله .. حفظه الله وسدده ..
الفروق منها ما هو توقيفي ومنها ما هو اصطلاحي، فالفرق بين
صلاة السنة والواجب مثلا توقيفي ...
أما الفرق بين الكراهة التحريمية والحرام اصطلاحي ...
والفرق بين توحيد الألوهية والربوبية فرق اصطلاحي محض، مبني
على ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية بالأخص في كتبه حول معنى
الألوهية ومعنى الربوبية .. فلو اعتبرنا هذا المعنى فاعتبار
الفروق وارد، أما لو تسامحنا وأطلقنا هذا على ذاك وذاك على
هذا فالفروق ستتلاشى ..
وابن تيمية رحمه الله أراد أن يقرر معنى التوحيد الذي جاءت به
الرسل، وأنه ليس مجرد الإقرار بالرب، وأنه لا بد من العبودية
التي تستلزمها الألوهية .. وهذا كله مبني على استقرار مجمل
الآيات والأحاديث الواردة في هذا الصدد، ولكن ليس معنى هذا
أن الاستقراء يسلم أو أن الاصطلاح يلزم، فتأمل قول الله تعالى
(يا أيها الناس اعبدوا ربكم) .. فألزمهم بعبادة الرب،
فدل على تعلق العبادة بالربوبية ايضا ...
وأن تعلق الربوبية بالأمور الكونية والألوهية بالأوامر ليس بمطرد.
أما كون المشركين أقروا بالربوبية ولم يقروا بالألوهية فليس دقيقا،
فمن المشركين من أقر بالألوهية ولكنهم لم يوحدوه بالألوهية وبالاستحقاق
الكامل والفرد لللعبادة ...
كما أن من المشركين من أنكروا الربوبية أيضا فجعلوا لكل شيء
في الخليقة ربا يخلقه ويتولى أمره .. ولعل تفصيل شيخ الإسلام مبني
على ما قص القرآن من حال مشركي العرب وغالبهم كان على هذه
الحال، ولكن هذا لا يمنع أن هناك مشركين على صفات أخرى، ونص
القرآن ينطبق عليهم ..
أما التفريق بين الربوية والألوهية بأن الربوبية مدلولها علمي
والألوهية عملي فتفريق مغرق في الاصطلاح، هذا إذا اخذنا في
معنى المدلول (ما يدل عليه اللفظ) ودلالة اللفظ على العلمية
والعملية هنا اصطلاحي صرف، أما لو أخذنا في معنى المدلول
ما يفيده اللفظ بأصل الوضع فكلاهما علمي، أما من حيث ما يفيده
النص القرآني فكلاهما عملي، لأن لهما متعلق من الناحية العملية
حتى ولو كان قلبيا، لأن للقلب عمل كما هو معلوم.
والأشد في هذه الفروق هو التفريق بين الداخل في الإسلام وغير
الداخل بمقتضى الإيمان بالألوهية والربوبية، وهذا تجب مراجعته،
لأن معناه اشتراط أشياء للدخول في الإسلام لم يرد فيها نص من
كتاب أو سنة ..
فليس في الشرع امتحان الداخل في الإسلام: ما هو معنى إيمانك
بالرب أو بالإله ..
فلو: لا رب إلا الله، قبل منه .. ولو جهل معنى الربوبية والألوهية
بالمعنى الاصطلاحي الذي نعرفه لا إخال أن أحدا يبطل إسلامه ..
أما الفرق بين الربوبية والألوهية بأن الألوهية توحيد الله بأفعال العباد
والربوبية توحيد الله بأفعاله فهذا أبضا اصطلاحي محض، فأين نحن
من قول الله تعالى: ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون.
وعند الكلام عن الاصطلاح فدلالات الألفاظ والجمل تتسع وتنعدم المشاحة
بين أهل العلم ..
والمنتظر ألا تكون الفروق الاصطلاحية مقدسة بحيث تكون في حين من الأحيان
شعارا من شعارات أهل السنة نوالي ونعادي عليها، فمن نقص فيها أو
زاد صار من أهل البدع؟؟؟ هذا ليس بسديد ..
عقبت بهذا مشاركا وناصحا، راغبا أن يقومني أهل العلم في هذا المنتدى
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/313)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 - 08 - 03, 12:33 م]ـ
فائدة:
- صرحت آية كريمة بجميع أنواع التوحيد، قال تعالى: (رب السموات والأرض وما بينهما، فاعبده واصطبر لعبادته، هل تعلم له سمياً)؟
* (رب السموات والأرض وما بينهما) = توحيد الربوبية (أي توحيد الله بما يصدر منه تجاه خلقه)
* (فاعبده واصطبر لعبادته) = توحيد الإلهية (أي توحيد الله بما يصدر من الخلق تجاهه سبحانه)
* (هل تعلم له سمياً) = توحيد الأسماء وأنه لا يشركه في أسمائه الحسنى أحد.
- ورد عن قتادة رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) قال:
إنك لا تسأل أحداً من المشركين من ربك إلا قال ربي الله وهم يشركون في عبادته (رواه الطبري بإسناد صحيح كالشمس عنه)
كما روى الطبري بنحو هذا الأثر، آثار كثيرة عن مجاهد وابن عباس
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 - 08 - 03, 12:40 م]ـ
فائدة أخرى من كلام أحد مشايخنا وفقه الله حول تقسيم التوحيد:
ينبغي التفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الرب.
فإن توحيد الرب يشمل الأقسام الثلاثة إذ إن الرب هو الله تبارك وتعالى
أما توحيد الربوبية فهو توحيد الله بكونه الخالق المالك المدبر أي بما ينزل منه تجاه العبد أي الاعتقاد بأن الله هو النافع الضار مما يستلزم إفراده بالعبادة وهو المقصود من التقسيم
ـ[راشد]ــــــــ[08 - 08 - 03, 11:40 ص]ـ
اذا كان (الألوهيةُ: متضمنٌ توحيدَ الربوبيةِ، بمعنى أن توحيدَ الربوبيةِ جزءٌ من معنى توحيدِ الألوهيةِ.) كما قال الأخ عبد الله زقيل، فالتقسيم من أساسه فيه نظر.
والمسألة كما قال الأخ الصمدي:اصطلاحية غير ملزمة،ولو تسامحنا وأطلقنا هذا على ذاك وذاك على هذا فالفروق ستتلاشى
ـ[أمير دولة الموحدين]ــــــــ[08 - 08 - 03, 03:39 م]ـ
أخوانى الكرام الذى أريد معرفته كطالب علم مبتدى
هل هذه التعريفات كا الصحابة يستخدمون فيها.
وبها يصنفوا المسلم من الكافر. أومتى بداء أستخام هذه المصطلحات.
عذرا أذا كان هذا السوال غريب فهو من شخص جاهل بالعلم الشرعى حتى ولوكان أمير.
الرجاء الرد بايضاح وعدم التحويل الى روابط أخرى، فانا شخص علمى لاأحب كثرة الانشاء.
ـ[أحمد بن سعيد]ــــــــ[12 - 08 - 03, 12:47 ص]ـ
يبدو لي أن الأخ رضا الصمدي بالغ في القول بأن الفرق بين الربوبية والألوهية أمر اصطلاحي ..
لأن مدلول الرب في اللغة غير مدلو ل الأله .. وهذا أمر متفق عليه والحكم في هذا للمعاجم اللغوية
كما أن مصطلح الرب والأله في الشرع مختلفان والدليل هو الجمع بينهما في سورة واحدة " قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس "
ولو كان الرب بمعنى الأله لما كان للجمع بينهما فائدة
نعم أحيانا يأتي الرب بمعنى الأله ولكن تدل القرينة على هذا المعنى
وقل الأخ رضا في مسألة أقار المشركين بالربوبية: "كما أن من المشركين من أنكروا الربوبية أيضا فجعلوا لكل شيء
في الخليقة ربا يخلقه ويتولى أمره "
ففيه مبالغة أيضا
لأن عامة المشركين يقرون بالربوبية كما تدل على ذلك جملة كبيرة من الآيات
نعم يوجد عند بعضهم خلل وشرك في الربوبية ولكن ليس الى هذا المستوى الذي نقله الأح وهو أن البعض يعتقد أن لكل شئ في الخليقة ربا بمعنى أنه خالقة
فقد نقل ابن تيمية أنه لا يوجد أحد من الأمم يعتقد ذلك
فهل يمكن للأخ أن يأتي بنماذج لهؤلاء؟
بل صرح الشهرستاني في الملل والنحل بما سبق نقله عن شيخ الأسلام
والحقيقة أن المسألة ليست بهذا المستوى من التبسيط الذي قاله الأخ رضا مع العلم بأن هناك قضيايا اصطلاحية فعلا مثل تقسيمات التوحيد
وينبغي الحرص على المعنى أكثر من اللفظ الأصطلاحي مع أهمية تحرير المعنى الأصطلاحي ومعرفة قاعدة السلف في المصطلحات وقد قررها ابن تيمية في المجلد الأول من درء التعارض
هذا ما أفاد به بعض شيوخي المتخصصين في العقيدة من دون ذكر الأخ رضا ولكن زدت ذكره لمناسبة التعقيب ولكم الشكر
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 03, 11:52 ص]ـ
سؤال رقم 10262: تقسيم التوحيد إلى أقسام
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=10262&dgn=2
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/314)
سمعت من بعض الأخوة الذين عندهم علم بالتوحيد وأقسامه أن شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمة الله قسم التوحيد إلى نوعين (توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات) , فما مدى صحة هذا القول؟ وهل كان الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله يقسم التوحيد إلى أربعة أقسام؟ وأخيرا , فهل يقسم الشيخ صالح الفوزان حفظه الله التوحيد إلى أربعة أقسام؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا:
لابد أن نعلم أن القاعدة تقول " لا مشاحة في الاصطلاح "، وهذه قاعدة معروفة عند الفقهاء والأصوليين.
قال ابن القيم -رحمه الله-:
والاصطلاحات لامشاحة فيها إذا لم تتضمن مفسدة. " مدارج السالكين " (3/ 306).
ومعنى لا مشاحة أي لا تنازع.
ثانيا:
إن للعلماء من قديم الزمان تقسيمات للأحكام الشرعية، وهذا التقسيم إنما هو للتيسير وتسهيل الفهم للنصوص والأحكام الشرعية وخصوصا مع تأخر الزمان وضعف المعرفة باللغة العربية واختلاط اللسان العربي بالأعجمي.
فرأى العلماء أن وضع قواعد ومسائل وتقسيمات لتسهيل وتيسير الفهم لا مشاحة فيه بل ذلك من الأمور المستحسنة لما يترتب عليه من تقريب العلم للمسلمين، فهذا الشافعي واضع علم الأصول في الفقه الإسلامي وقد لاقت تقسيماته قبولا حسنا وعليه درج الأصوليون مع إضافات وتعقب على ما ذكره، وهكذا جميع العلوم الشرعية كعلم التجويد وتقسيماته وترتيباته وعلوم القرآن وغيرها ومنها علم التوحيد.
ثالثا:
ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام قسَّم التوحيد إلى قسمين والشيخ محمد بن إبراهيم قسمه إلى أربعة أقسام وكذلك الشيخ صالح الفوزان: فلا إشكال في ذلك وإليك البيان:
فقد ذكر بعض العلماء أن التوحيد ينقسم إلى قسمين:
توحيد المعرفة والاثبات: وهو يشمل الإيمان بوجود الله والإيمان بربوبيته والإيمان بأسمائه وصفاته.
توحيد القصد والطلب: وهو يشمل الإيمان بألوهية الله تعالى.
وأما من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام فقد فصَّل التقسيم السابق زيادة في تسهيل الفهم والمعرفة فقال: التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
توحيد الربوبية: ويدخل فيه الإيمان بوجود الله.
توحيد الألوهية أو توحيد العبادة - وهما بمعنى واحد –.
توحيد الأسماء والصفات.
ثم جاء بعض العلماء فزادوا في التقسيم فقالوا: التوحيد ينقسم إلى أربعة أقسام:
الإيمان بوجود الله.
الإيمان بربوبية الله.
الإيمان بألوهية الله.
الإيمان بأسماء الله وصفاته.
فكما نرى لا إشكال في هذا التقسيم ما دام أنه لا يدل على شيء باطل، ولا مشاحة في الاصطلاح، وهذا التفصيل إنما هو لتسهيل الفهم فكلما بعُد العهد: قلَّ الفهم واحتاج العلماء إلى التبسيط والتسهيل والتفصيل.
والخلاصة أنه لا إشكال فيما ذكره السائل لأن من قسم التوحيد إلى قسمين قد جمع في هذين القسمين ما فضّله الآخرون، ومن قسمه إلى ثلاثة أقسام أو أربعة فصّل فيما أجمله الآخرون.
والجميع متفقون على أن التوحيد يشمل كل ما ذكروه.
وهذه التقسيمات اصطلاحية لا مانع منها بشرط أن لا يحصل من ذلك مفسدة، كما لو أخرج من معاني التوحيد بعض ما يدخل فيه، أو يُدخل فيها ما ليس منه.
وقد يأتي زمان نحتاج فيه إلى تفصيل أكثر فيفصل العلماء ويقسموا ليسهلوا الفهم.
وهذا بيان مختصر لمعنى أنواع التوحيد الثلاثة:
الإيمان بالربوبية: هو إفراد الله بأفعاله من خَلْق وإحياء وإماتة وغيرها.
والإيمان بالألوهية: هو إفراد الله بأفعال العباد من قول أو فعل ظاهر أو باطن. فلا يُعبد إلا الله سبحانه وتعالى.
والإيمان بالأسماء والصفات: هو إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، ونفي ما نفاه الله عن نفسه من غير تعطيل أو تمثيل.
رابعا:
تقسيم العلماء للتوحيد على هذا التقسيم ليس محدثاً بل هو معروف في القرن الثالث والرابع كما ذكر ذلك الشيخ العلامة بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء في كتابه " الرد على المخالف "، فنقل هذا التقسيم عن ابن جرير الطبري وغيره من العلماء.
تنبيه: ما ذكره السائل من أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقسم التوحيد إلى قسمين: توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، ليس بصحيح بل يقسمه إلى قسمين وهما توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب، والأول منهما يتضمن توحيد الربوبية والأسماء والصفات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/315)
انظر مجموع الفتاوى (15/ 164) والفتاوى الكبرى (5/ 250)
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 03, 11:53 ص]ـ
فتوى رقم: 16146
عنوان الفتوى: أنواع التوحيد عُلِمت باستقراء نصوص الكتاب والسنة
تاريخ الفتوى: 21 صفر 1423
http://www.islamweb.net/web/fatwa.showSingleFatwa?FatwaId=16146&word= توحيد%20الحاكمية
السؤال
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
- توحيد ألوهية.
- توحيد ربوبية.
- توحيد أسماء وصفات.
ولكن البعض يشنع على هذا التقسم ويقولون إنه مثل تقسيم النصارى إلى ثلاثة أقسام!! حتى أن أحد أهل الضلال ألف كتاب سماه (التنديد لمن عدد التوحيد) فما هو الرد المناسب عليهم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يشنع على من يقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ويعده كتثليث النصارى يعتبر من أجهل الناس وأضلهم عن سواء السبيل، وذلك لأن هذا التقسيم علم بالتتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة، وهو بيان وإيضاح لمعنى توحيد الله الذي هو إفراد لله تعالى بما يختص به، وما يجب له من حقوق، لا تقسيم للذات الإلهية، كما تقول النصارى: إن الله ثالث ثلاثة، والثلاثة واحد وهو ما تنكره بَدَائِهُ العقول، إذ كيف تكون الذات الواحدة ثلاثة، والثلاثة واحدة، ولا يسوي بين تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع، وتثليث النصارى، إلا جاهل زائغ.
ومن العلماء من قسم التوحيد إلى قسمين فقط وهما:
- توحيد الربوية، ويسمى: توحيد المعرفة والإثبات.
- وتوحيد الألوهية، ويسمى: توحيد الطلب والقصد.
قال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على العقيدية الطحاوية: ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان:
1/ توحيد في الإثبات والمعرفة.
2/ وتوحيد في الطلب والقصد.
فالأول هو: إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ليس كمثله شيء في ذلك كله، كما أخبر عن نفسه، وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أفصح القرآن عن هذا كل الإفصاح، كما في أول (الحديد، وطه، وآخر الحشر، وأول آلم تنزيل السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها) وغير ذلك.
والثاني: وهو توحيد الطلب والقصد، مثل ما تضمنته سورة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)، وأول تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام.
وهؤلاء أدخلوا توحيد الأسماء والصفات ضمن توحيد الربوبية، والذين أفردوه إنما أفردوه لأهميته وكثرة من ضل فيه من الطوائف المنحرفة كالمعتزلة والأشاعرة والمفوضة وغيرهم، كما أفرد بعض العلماء توحيد الحاكمية في هذا العصر، وهو جزء من توحيد الربوبية لأهميته وكثرة من نازع الله فيه في هذا العصر، كأصحاب المجالس التشريعية، وأرباب القوانين الوضعية، وأدلة هذه الأقسام كثيرة.
فدليل توحيد الربوبية والأولوهية قد سبق في كلام ابن أبي العز رحمه الله، ودليل توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11].
ودليل توحيد الحاكمية قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ).
وقد سبق تفصيله في الفتوى رقم: 6572، وكل هذه الأقسام -كما رأيت- بينها تداخل وتلازم، فتوحيد الربوبية يدخل تحته توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الحاكمية، وتوحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية، كما قال ابن أبي العز: وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس، فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزاً، والعاجز لا يصلح أن يكون إلهاً، قال تعالى: (أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) [الأعراف:191]، وقوله تعالى: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [النحل:17].
وتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية، قال ابن أبي العز رحمه الله: ومن ذلك أنه -الله- يقرر توحيد الربوبية، ويبين أنه لا خالق إلا الله، وأن ذلك مستلزم أن لا يعبد إلا الله، فيجعل الأول - توحيد الربوبية- دليلاً على الثاني - توحيد الإلوهية - إذ يسلمون الأول وينازعون في الثاني، فيبين لهم سبحانه أنكم إذا كنتم تعلمون أنه لا خالق إلا الله، وأنه هو الذي يأتي العباد بما ينفعهم، ويدفع عنهم ما يضرهم لا شريك له في ذلك، فلم تعبدون غيره، وتجعلون معه آلهة أخرى، كقوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) [النمل:59 - 60].
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/316)
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 03, 11:54 ص]ـ
فتوى رقم: 6572
عنوان الفتوى: حقيقة موقف سيد قطب في موضوع الحاكمية
تاريخ الفتوى: 11 شوال 1421
السؤال
الإمامة عند أهل السنة من الفروع لا الأصول.
وقد قرأت لأحدهم مرة كلاما فيه انتقاد لسيد قطب رحمه الله وعد لزلاته ومنها أنه جعل توحيد الحاكمية من أنواع التوحيد وبالتالي جعل الإمامة الكبرى من الأصول وبذلك شابه الرافضة.
ما تعليقكم على هذا الكلام الذي حيرني
بارك الله فيكم
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحاكمية مصدر صناعي يؤدي المعنى الذي يؤديه المصدر القياسي (الحكم)، ومعنى توحيد الحاكمية: أي إفراد الله سبحانه بالحكم والتشريع، وأنه سبحانه هو الحكم والمشرع، وأنه لا يشرك في حكمه أحداً.
ولا شك أن الحاكمية بهذا المفهوم من أصول الدين ومقتضيات "لا إله إلا الله" ومن توحيد الألوهية الذي نزلت به الكتب، وأرسلت لأجله الرسل، وهي قضية ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع.
قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان عند قوله تعالى: (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله) [الشورى: 10] " ما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أن ما اختلف فيه الناس من الأحكام فحكمه إلى الله وحده لا إلى غيره، جاء موضحاً في آيات كثيرة، فالإشراك بالله في حكمه كالإشراك به في عبادته، قال في حكمه: (ولا يشرك في حكمه أحدا) [الكهف: 26]. وفي قراءة ابن عامر من السبعة (ولا تشرك في حكمه أحدا)، وقال في الإشراك به في عبادته (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فالأمران سواء كما ترى إيضاحه إن شاء الله، وبذلك تعلم أن الحلال ما أحله الله، وأن الحرام ما حرمه الله، والدين هو ما شرعه الله، فكل تشريع من غيره باطل، والعمل به بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثله، أو خير منه كفر بواح لا نزاع فيه، وقد دل القرآن في آيات كثيرة على أنه لا حكم لغير الله، وأن اتباع تشريع غيره كفر به، فمن الآيات الدالة على أن الحكم لله وحده قوله تعالى: (إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين) [الأنعام: 57] وقوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) [المائدة: 44] وقوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) [القصص: 88] والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً كقوله تعالى: (إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) [النحل: 100] وقوله تعالى: (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) [الأنعام: 121] وقوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان) [يس: 60] والآيات بمثل ذلك كثيرة جداً ". انتهى.
فمن حكم بغير ما أنزل الله فهو كافر ظالم فاسق، كما حكم الله بذلك. فإن كان معتقداً صواب ما حكم أو جوازه فقد كفر كفراً مخرجاً من الملة، وإن حكم بغير حكم الله لشهوة أو هوى فكافر كفراً أصغر، وهو معصية وإثم كبير. وأما التشريع الوضعي وسن القوانين وإخضاع الناس لذلك فهذا كفر مخرج من الملة، وإن قال صاحبة إن شرع الله أعدل وأحسن.
فلابد أن تكون شريعة الله هي التي تحكم الأرض، وإليها رجوع الناس في شؤونهم وأحوالهم وتقاضيهم، ولهذا ركز سيد قطب رحمه الله على هذه القضية، وجعلها من أخص خصائص الألوهية، لأن الرضا بالتحاكم إلى غير الله ورسوله خروج من الإيمان، ومنافاة لتوحيد الألوهية.
ومن ينتقده في جعله ذلك من توحيد الألوهية، أو في غيره من أنواع التوحيد، أو أنه أضاف نوعا جديداً في التوحيد لم يعرفه السلف، فما أصاب في انتقاده، لأن تقسيم التوحيد إلى الأنواع المعروفة تقسيم علمي غير توقيفي، والخلاف فيه خلاف في طرق البيان لافي المضمون والمقتضى، فمن آمن بالله رباً، وجب أن يؤمن به سيدا وحكماً، لأن هذا من معاني اسم الرب سبحانه، ومن آمن بالله إلهاً لا إله غيره، وجب عليه أن يعتقد أنه سبحانه له الأمر وحده، كما له الخلق وحده، ومن آمن بأسماء الله وصفاته، وجب عليه أن يؤمن بأن الله هو الحكم، وأنه له الحكم، وأنه كما لا شريك له في ملكه، فلا شريك له في حكمه. فإدخال توحيد الحكم في الربوبية حق، وإدخاله في الألوهية حق، وجعله من معاني الإيمان بأسماء الله وصفاته حق، وإفراده بتعريف وبيان وجعله باباً من أبواب التوحيد حق، فالتوحيد كله مندرج تحت الإيمان بالله، والإيمان بالله تندرج تحته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/317)
مسائل وفصول كثيرة.
والإمامة الكبرى وإن كانت عند أهل السنة والجماعة ليست من أصول الدين التي لا يسع المكلف الجهل بها كما قرره جمع من أهل العلم كالماوردي والغزالي وابن خلدون، إلا أنها واجبة بالإجماع، وهي خلافة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في رعاية الأمة، قال الماوردي في تعريفها: أنها (موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع، وإن شذّ عنهم الأصَمُّّ).
أما الإمامة عند الرافضة فهي أصل تدور عليه أحاديثهم، وترجع إليه عقائدهم، فهي عندهم منصب إلهي كالنبوة، وركن من أركان الدين، وحصروها في عدد من الأئمة المعينين المعصومين، وغيرها من الأحكام الباطلة.
ولا نعلم أن سيد قطب جعلها مثلهم، ولا اعتقد فيها اعتقادهم، وإنما هو أطنب في بيان موضوع الحاكمية، ولا شك أن الإمامة لها ارتباط وثيق بها، ولكن حكم الله دائرته أوسع من ذلك، وحصره في الإمامة وأحكامها غير صحيح، فما من مسلم إلا وله في كل حال وفي كل طور حكم من أحكام الله.
وسيد قطب ركز على هذه القضية كثيراً، لما رأى الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع لله، وإحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها، ولا شك أن هذه جرأة عظيمة، ما عهدتها الأمة من قبل، وهي كانت تحتاج مثل هذا التركيز وأكثر.
وسيد قطب ليس بدعاً من العلماء والدعاة الذين لا يسلمون من الخطأ فعنده رحمه الله أخطاء لا تنكر، لكن هذا لا يؤدي إلى الطعن في دعوته ومنهجه، وإلى إسقاط فضله، فخطؤه في بحر فضله مغمور، فله رحمه الله من المواقف والأقوال والكتابات التي تنبئ أنها صدرت عن قلب مليء بحب الله، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب هذا الدين والتضحية في سبيله، وقد أفضى إلى ما قدم رحمه الله رحمة واسعة وأنزله منازل الشهداء. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 08 - 03, 11:56 ص]ـ
التوحيد في الحاكمية
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/f112.htm
السؤال:
سمعنا كثيراً في السنوات الأخيرة عن مصطلح (توحيد الحاكمية) فما حقيقة هذا التوحيد؟ و ما حكم استعمال هذا المصطلح في الطرح الإسلامي المعاصر؟
الجواب:
أقول مستعيناً بالله تعالى:
لفظ (الحاكميّة) من الألفاظ المولّدة القائمة على غير مثال سابق في اللغة العربية، و أول من استخدمها في خطابه السياسي و الديني هو العلامة الهندي الشهير أبو الأعلى المودودي، ثم أخذها عنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله فبثها في كتاباته كمَعْلَم من معالم العمل الإسلامي الذي جاد بنفسه في الدعوة إليه و التركيز عليه.
هذا عن أصل استعمال (الحاكمية) كلفظٍ في لغة العرب، و قد أصبحت مرادفة للحكم في اصطلاح كثير من المتأخرين، و إذا وقف الأمر عند حد إطلاق هذا المصطلح على المراد الشرعي منه، و هو إفراد الله بالتحكيم و التشريع فلا بأس في ذلك إذ لا مشاحّة فى الاصطلاح كما هو مقرر عند الأصوليين.
و ممّا لا خلاف فيه بين الموحدين قاطبةً وجوب توحيد الله تعالى في التحكيم و الرد إلى شريعته المحكمة المنزلة في كتابه المبين، و سنة نبيّه خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم، قال تعالى: (و لا يشرك في حكمه أحداً) و في قراءة ابن عامر، و هو من القراء السبعة: (و لا تُشرك في حكمه أحداً)، و قال سبحانه: (ألا له الخلق و الأمر)، و قال أيضاً: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون).
فمن أعطى حق التشريع أو الحكم فيما شجر بين الخلق لغير الخالق أو أقر بذلك أو دعا إليه أو انتصر له أو سلّم به دونما إكراهٍ فقد أشرك بالله شركاً أكبر يخرجه من ملة الإسلام، و العياذ بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/318)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [في منهاج السنّة النبويّة: 5/ 130]: (و لا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتّباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه ما من أمة إلا و هي تأمر بالحكم بالعدل، و قد يكون العدل في دينها ما يراه أكابرهم ... فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله منهم كفار).
و قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله [في أضواء البيان: 7/ 162]: (الإشراك بالله في حكمه و الإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، و تشريعاً غير تشريع الله، و من كان يعبد الصنم، و يسجد للوثن لا فرق بينهم ألبتة؛ فهما واحد، و كلاهما مشرك بالله).
و قال رحمه الله أيضاً [في أضواء البيان: 7/ 169]: (لما كان التشريع و جميع الأحكام؛ شرعية كانت أو كونية قدرية، من خصائص الربوبية، كما دلت عليه الآيات المذكورة، كان كل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرِّع رباً، و أشركه مع الله).
و خلاصة ما بينه رحمه الله تعقيباً على الآيات البينات التي سقناها آنفاً يوجزه قوله: (إن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله مشركون بالله).
و ليس بعيداً عنه قول مفتى الديار السعودية في زمنه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: (أما الذي جعل قوانين بترتيب و تخضيع فهذا كفر و إن قالوا أخطأنا و حكم الشرع أعدل؛ فهذا كفر ناقل عن الملة).
و للمشائخ المعاصرين حفظ الله حيهم و نفع به و رحم ميتهم و أجزل مثوبته من الكلام في وجوب توحيد الله في الحكم و التشريع، و تسمية العدول عنه شركاً، و الحكم على صاحبه بالكفر الأكبر الناقل عن الملة الشيء الكثير مما لا يسمح المقام بتتبعه و سرده مطولاً، و من أراد التوسع فعليه بفتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و رسائله، و بخاصة رسالة نقد القومية العربية.
قلت: و إذا تقرر وجوب إفراد الله بالتحكيم و أن من الكفر الأكبر أن يُشرَكَ في حكمه أحدٌ من خلقه سواءً كان ملكاً أو رئيساً أو سلطاناً أو زعيماً أو مجلساً تشريعياً أو سلطةً مدنية أو عسكرية أو فرداً من العامة أو الخاصة أو غير ذلك، و أن ذلك مما أجمعت عليه الأمة، و لا يسوغ لأحد أن يخالف أو يجادل فيه، فلن يكون للخلاف حول إطلاق مصطلح (توحيد الحاكمية) أو عدمه أثر في الواقع، و لا داعي للانشغال بتقرير هذا التوحيد كقسمٍ رابع من أقسام التوحيد المعروفة، أو رده إلى الأقسام الأخرى، و خاصة توحيد الربوبية و توحيد الألوهية.
بل يجب أن يبقى الأمر في دائرة المصطلحات السائغة التي لا مشاحة فيها لأحد، مع التسليم بجدوى التقسيم إذا كان فيه مصلحة معتبرة لطالب العلم كتسهيل دراسته و تحصيله، أو لضرورة تنبيه الناس إلى ما غاب عنهم أو انشغلوا عنه بغيره من أبواب العلم و العمل.
فإن أبى من جمد على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام إلا أن يبدّع من خالفه في هذا التقسيم و يغمز قناته بإطلاق لسانه بثلبه أو نبذه بالتحزب و الخروج و نحو ذلك؛ قلنا له: من أين لك أن تقسيم التوحيد إلى قسمين أو ثلاثة مرده إلى الكتاب أو السنة أو هدي سلف الأمة؟
أما إن اعتُرض على توحيد الحاكمية كاصطلاح و ليس على مجرد التقسيم إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر أو أقل، فيقال للمعترض: إن الدعوة إلى إفراد الله و رسوله بالحكم ليس مما ابتدعه المعاصرون بل هو من القدم بمكان.
قال ابن أبي العزّ الحنفي [في شرح الطحاويّة، ص: 200] في معرِض ذِكرِ ما يجب على الأمّة تجاه نبيّها صلى الله عليه وسلم: (فنوحّده بالتحكيم و التسليم و الانقياد و الإذعان، كما نوحّد المرسِلَ بالعبادة و الخضوع و الذلّ و الإنابة و التوكّل، فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرِسل، و توحيد متابعة الرسول، فلا نحاكم إلى غيره، و لا نرضى بحُكم غيره).
فإن شغب علينا من يقول: إن الإمام الطحاوي رحمه الله ذكر توحيد الرسول بالتحكيم و لم يكن حديثه عن توحيد الله.
قلنا: الأبعَدُ ثكلته أمه!! و هل ثمة فرق بين تحكيم الله و تحكيم رسوله الذي لا ينطق عن الهوى؟
و إن قيل: إن الكلام عن الطاعة و التسليم و الانقياد و ليس عن التحكيم بمعناه المستخدم عند المعاصرين و هو التحكيم في التشريع!
قلنا: أوليس ردّ التشريع إلى الله تعالى من صميم التسليم و الانقياد و الإذعان للشارع الحكيم سبحانه؟!
بل هو من أدق مسائل التوحيد في الربوبية التي تثبت لله دون سواه الحق في التشريع، و في الربوبية التي توجب صرف هذا الحق لله تعالى على الإفراد و التوحيد؛ كما هو مقرر في كتب أصول الدين، و الموفق من وفقه الله لفهم كلام السلف، و نهج نهجهم، و سلوك سبيلهم، على كان عليه، لا على ما قد يتوهمه بعض الخلف، و ينسبونه إلى السلف ظناً منهم أو زعماً أنه منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل، و بالله التوفيق.
وكتب
د. أحمد بن عبد الكريم نجيب
Dr.Ahmad Najeeb
alhaisam@msn.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/319)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[13 - 08 - 03, 03:48 م]ـ
المكرم أحمد بن سعيد ..
نحن طلبة علم يرحمك الله ... يعني نتكلم ونتناقش بضوابط أهل العلم،
وقد قلتُ في تعقيبي أن تصنيف التوحيد إلا ثلاثة أقسام اصطلاحي، وهذا
لا يعد تبسيطا إلا إذا أتيت بما يدل على أن التقسيم أصل من
الأصول ... وكون دلالة لفظ الإله والرب في اللغة متغايرتان ليس
بكاف في جعل التقسيم أصليا وجعله الخلاف فيه اصطلاحيا تبسيط .....
البعض يقول إن التقسيم عرف بالاستقراء، وهل الاستقراء من الأدلة
المعتبرة في الشرع؟؟؟ وهب أنه معتبر فهل هو الاستقراء المقصود
من كلام العلماء؟؟؟ وهل هو استقراء تام أم ناقص؟؟؟
وهب أنه تام فهل قال به كل أهل العلم أم أنه قول لبعض أهل العلم
لو قسم التوحيد غيره إلا أقسام أخرى لا تخرج عن نصوص الشرع فلا مشاحة
في الاصطلاح، ولكن المهم ألا تصادم النصوص الشرعية ...
أما من كان ينكر الربوبية فكثير، ومنهم فلاسفة اليونان فجلهم
ملاحدة، ومع ذلك كانوا يصطنعون أربابا عديدة لكل شيء، فهناك
إله للحب وإله للرعد وإله للمطر وهلم جرا ...
وعندنا في تايلند البوذيون في أصل عقيدتهم ملاحدة، لا يعتبرون
برب، وفي فلسفة بوذا أن قضية البحث عن رب لهذا الكون غير
مجدية ولا تفيد في التخلص من الشقاء!!! والكونفوشيوسية ملة
لا تعترف برب، وهم لا يوقرون إلا الأباء والأجداد ويمثلونهم بتماثيل
وأصنام يتقربون إليها إحياء لذكرى أبائهم وأجدادهم، ومع هذا
فكله شرك وكفر ...
إن العجب العجاب أننا نريد أن نتمسك باصطلاحات لأهل العلم ليست
من الوحي المنزل ونريد أن نطبق هذه الاصطلاحات في كل زمان ومكان
كأنها وحي منزل، فالبعض يريد أن يدعو الوثنيين في زماننا
أو الملاحدة في عصرنا بهذه الطريقة في تقسيم التوحيد، وهذا
ليس شرطا ..
والبعض يظن أنه لا يجوز تعلم التوحيد إلا بهذه الطريقة وهذا
من تقليد الآباء والعلماء بدون معرفة الدليل ...
أنا لا أعارض التقسيم أو أعتبره خطأ، بل هو نافع وصحيح في
نفسه، ولكن ليس معنى ذلك أن غيره ليس بنافع أو أن غيره
ليس بصحيح أو أن الزيادة عليه أو النقص منه باطل ...
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[19 - 04 - 06, 04:05 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 10 - 10, 04:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:32 ص]ـ
كلام الشيخ " رضا صمدي " وجيهٌ جداً ومحتملٌ للصواب من جوانب عديدة.
ثم إنَّ قولكم:
الحمدُ للهِ وبعد؛
3 - من جهةِ الإقرارِ:
- الربوبيةُ: أقر به المشركون.
- الألوهيةُ: فقد رفضوه.
بيّن ووضح لنا الشيخ إحسان في "شرحه التوحيد" أن هناك من مسائل الربوبية لم يقرّ به المشركون , فالإطلاق غير صحيح! والدليل على ذلك:
ما رواه الشيخان: عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب).
وكذلك ما ورد في أن " الطيرة شرك " وغيرها من المسائل العديدة.
ـ[البدر العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:07 م]ـ
جزاك الله خير على الفائدة يأبوهمام السعدي
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:14 م]ـ
وإياااكم خير الجزاء يا ولد العم:) ...
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 10, 05:14 ص]ـ
كلام الشيخ " رضا صمدي " وجيهٌ جداً ومحتملٌ للصواب من جوانب عديدة.
ثم إنَّ قولكم:
بيّن ووضح لنا الشيخ إحسان في "شرحه التوحيد" أن هناك من مسائل الربوبية لم يقرّ به المشركون , فالإطلاق غير صحيح! والدليل على ذلك:
ما رواه الشيخان: عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: صلَّى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية على إِثْر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: (هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمَّا من قال: مُطِرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب).
وكذلك ما ورد في أن " الطيرة شرك " وغيرها من المسائل العديدة.
الأخ الفاضل أبا همام السعدي:
الذي يظهر - والله أعلم - أنَّ الإقرارَ بأنَّ اللهَ هو الذي ينزل الماء من السماء موجودٌ عند عامَّة المشركين؛ لقوله تعالى: {ولئن سالتَهم من نزَّلَ من السماءِ ماءً فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولنَّ الله .. } [العنكبوت]
وأنَّ الحديثَ محمولٌ على كفرِ النعمة لا شرك الربوبيَّة كما استظهره غير واحدٍ من الشرَّاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/320)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 10, 05:17 ص]ـ
قال النووي في "المنهاج":
(وَالْقَوْل الثَّانِي فِي أَصْل تَأْوِيل الْحَدِيث: أَنَّ الْمُرَاد كُفْرُ نِعْمَةِ اللَّه تَعَالَى لِاقْتِصَارِهِ عَلَى إِضَافَة الْغَيْث إِلَى الْكَوْكَب، وَهَذَا فِيمَنْ لَا يَعْتَقِد تَدْبِير الْكَوْكَبِ. وَيُؤَيِّدُ هَذَا التَّأْوِيل الرِّوَايَة الْأَخِيرَة فِي الْبَاب: " أَصْبَحَ مِنْ النَّاس شَاكِرُ وَكَافِرٌ " وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: " مَا أَنْعَمْت عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَة إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيق مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ " وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: " مَا أَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى مِنْ السَّمَاء مِنْ بَرَكَة إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيق مِنْ النَّاس بِهَا كَافِرِينَ " فَقَوْله (بِهَا) يَدُلّ عَلَى أَنَّهُ كُفْرٌ بِالنِّعْمَةِ. وَاَللَّه أَعْلَم).
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 07:42 ص]ـ
إذا عُرف الآمر سهلت الأوامر ... !!!
ألا يدل هذا على أن توحيد الألوهية جزء لايتجزأ من توحيد الربوبية .. !!!
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[18 - 12 - 10, 12:35 م]ـ
جزيت خيراً أخي " خليل الفائدة ".
قال الشيخ الفوازن في "إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد":
والأنواء جمع نوء، من: ناء ينوء إذا نهض، والنوء عبارة عن أحد منازل القمر الثمانية والعشرين.
وذلك أن العرب تزعم في الجاهلية أن المطر إنما ينزل بسبب طلوع النجم، وبعضهم يقول: المطر يحصل بسبب غروب النجم الذي يغرب في الفجر. والخلاف بينهم يسير.
المهم أنهم يضيفون نزول المطر إلى طلوع النجم أو غروبه، يظنون أن غروب النجم أو طلوع النجم في الفجر هو الذي يسبِّب نزول المطر، فيقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا، مطرنا بنوء الثريا، بنوء القلب، بنوء العُوّاء، بنوء الغَفْر، بنوء الزُّبانة، إلى آخره، هكذا تقول العرب في جاهليتها. انتهى.
ثم وإن كانوا " كفروا النعمة " أليس قولهم شركاً؟
وعلى كل حال , إذا لم يصح عند طائفة هذا الاستدلال , فالأحاديث كثيرة جداً في إيضاح " شرك المشركين في الربوبية ".
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 10, 01:13 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الهمَّام أبا همَّام.
القول الذي نقلتَه عن الشيخ إحسان - وفقه الله - قال به كثيرٌ من الشرَّاح ممن هو قبل الشيخ الفوزان وبعده، وهو قويٌّ ومشهورٌ.
لكنني أميل إلى القول الثاني، وهو أنَّ عامَّةَ المشركين مُقِرُّونَ بأنَّ إنزال المطرِ من الله، للآية السابقة، ولقوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرضَ فراشاً والسماءَ بناءً وأنزل من السماءِ ماءً فأخرج به من الثمراتِ رزقاً لكم فلا تجعلوا للهِ أنداداً وأنتم تعلمون} فإنزال المطر مما يعلمه المشركون أنه من الله.
ثم وإن كانوا " كفروا النعمة " أليس قولهم شركاً؟
ليسَ شركاً في الربوبيَّة؛ لإقرارهم به.
والله أعلم.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 12 - 10, 01:22 م]ـ
وعلى كل حال , إذا لم يصح عند طائفة هذا الاستدلال , فالأحاديث كثيرة جداً في إيضاح " شرك المشركين في الربوبية ".
لكنَّهم في قضايا الربوبيَّة العظمى [الخَلْقُ، والرِّزْقُ، والتدبيرُ، والمُلْكُ، والإحياءُ، والإماتةُ] مُقِرُّون.
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 - 12 - 10, 01:50 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الهمَّام أبا همَّام.
القول الذي نقلتَه عن الشيخ إحسان - وفقه الله - قال به كثيرٌ من الشرَّاح ممن هو قبل الشيخ الفوزان وبعده، وهو قويٌّ ومشهورٌ.
لكنني أميل إلى القول الثاني، وهو أنَّ عامَّةَ المشركين مُقِرُّونَ بأنَّ إنزال المطرِ من الله، للآية السابقة، ولقوله تعالى: {الذي جعل لكم الأرضَ فراشاً والسماءَ بناءً وأنزل من السماءِ ماءً فأخرج به من الثمراتِ رزقاً لكم فلا تجعلوا للهِ أنداداً وأنتم تعلمون} فإنزال المطر مما يعلمه المشركون أنه من الله.
ليسَ شركاً في الربوبيَّة؛ لإقرارهم به.
والله أعلم.
أحسن الله اإليك.
وأيضاً:
قال الإمام أبو عبد الله الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الأم في باب (كراهية الاستمطار بالأنواء) بعد أن روى الحديث:
" رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بأبي هو وأمي - هو عربيٌّ واسعُ اللسان، يحتمل قولُه هذا معاني.
وإنما مُطِر بين ظهرانى قوم أكثرهُم مشركون، لأنَّ هذا في غزوة الحديبية.
وأرى معنى قولِه - والله أعلم -: أن من قال مُطرنا بفضل الله ورحمته: فذلك إيمانٌ بالله؛ لأنَّهُ يعلَمُ أنَّهُ لا يُمطِرُ ولا يُعطي إلا اللهُ - عزَّ وجلَّ -.
وأما من قال: " مُطرنا بنوء كذا وكذا " على ما كان بعضُ أهل الشرك يعنُون من إضافة المطر إلى أنه أَمطرَهُ نوء كذا؛ فذلك كفرٌ - كما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لأنَّ النَّوء وقتٌ، والوقتُ مخلوقٌ لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً، ولا يُمطِر ولا يصنعُ شيئاً.
فأما من قال: " مُطرنا بنوء كذا " على معنى: " مطرنا بوقت كذا "؛ فإنَّما ذلك كقوله: " مُطرنا في شهر كذا "، ولا يكون هذا كفراً، وغيرُهُ من الكلام أحبُّ إليَّ منهُ " اهـ كلامه بلفظه، وقد استفدت موضعه من فتح الباري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/321)
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[18 - 12 - 10, 03:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تقريبا استفدتُّ من كل رد
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[19 - 12 - 10, 05:02 م]ـ
يقول الشيخ حافظ حكمي في معارج القبول /
- ..... مع ان الشرك في الربوبية لازم لهم في جهة اشراكهم في الالهية وكذا في الاسماء والصفات. اذ انواع التوحيد متلازمة لا ينفك نوع منها عن الاخر. وهكذا اضدادها فمن ضاد نوعا من انواع التوحيد بشيء من الشرك فقد اشرك في الباقي ..... - انتهى
وتعلمون قول بعض السلف في ان لا شرك الا باعتقاد.(25/322)
[[[كيف الجمع بين قوله [مائة إلا واحدا] وبين قول اهل السنة ان اسماء الله لا يعلم عدده
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[07 - 08 - 03, 07:00 ص]ـ
السلام عليكم
كيف يمكن الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم:
((لله تسعا وتسعين اسما [[[مائة إلا واحدا]]])).
وبين قوله:
((اسألك بكل اسم هو لك. . . او [[استأثرت به في علم الغيب عندك]]).
فأهل السنة يقولون ان اسماء الله لا يحصيها إلا الله.
والحديث يقول [[مائة إلا واحدا]].
للمزيد انظروا ايضا في المحلى لابن حزم المسألة: 55.
وهل يوجد كلام لشيخ الإسلام في هذه القضية او لابن القيم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[07 - 08 - 03, 07:02 ص]ـ
ضغطت على زر الارسال بطريق الخطأ: (
عنوان السؤال كان من المفروض ان يكون:
[[[كيف الجمع بين قوله [مائة إلا واحدا] وبين قول اهل السنة ان اسماء الله لا يعلم عددها إلا الله]]]
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 08 - 03, 09:49 ص]ـ
قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) رواه البخاري ومسلم
ليس دليلا على حصر اسماء الله تعالى في 99 اسما، حيث أنه قال-صلى الله عليه وسلم- (لله تسعا وتسعين اسما) ولم يقل (إن أسماء الله تسع وتسعون اسما .. ) او لفظا يدل على الحصر.
وذلك مثل أن تقول (لدي 50 درهما للصدقة) فهل هذا يعني أن ما عندك من المال هو 50 درهم فقط؟
لا، ولكن 50 درهما من مالك جعلته للصدقة.
هذا المثال فقط توضيح لما قصدته.
وما يثبت ذلك الحديث الثاني الذي ذَكَرتَهُ ((اسألك بكل اسم هو لك. . . او [[استأثرت به في علم الغيب عندك]])
وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم:
((وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لِأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الْإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لَا الْإِخْبَار بِحَصْرِ الْأَسْمَاء , وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر: " أَسْأَلك بِكُلِّ اِسْم سَمَّيْت بِهِ نَفْسك أَوْ اِسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْم الْغَيْب عِنْدك"))
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[07 - 08 - 03, 10:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
هذا كلام ابن حزم:
=========
يقول رحمه الله:
((مسألة:
ولا يحل لأحد أن يسمي الله عزّ وجلّ بغير ما سمى به نفسه ولا أن يصفه بغير ما أخبر به تعالى عن نفسه.
قال عزّ وجلّ: " والله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " فمنع تعالى أن يسمى إلا بأسمائه الحسنى وأخبر أن من سماه بغيرها فقد ألحد.
و [[[الأسماء الحسنى بالألف واللام لا تكون إلا معهودة]]] ولا معروف في ذلك إلا ما نص الله تعالى عليه ومن ادعى زيادة على ذلك كلف البرهان على ما ادعى ولا سبيل له إليه ومن لا برهان له فهو كاذب في قوله ودعواه.
قال عزّ وجلّ: " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "
مسألة:
وأن له عزّ وجلّ تسعة وتسعين اسماً مائة غير واحد وهي أسماؤه الحسنى من زاد شيئاً من عند نفسه فقد ألحد في أسمائه وهي الأسماء المذكورة في القرآن والسنة.
. . . عن أبي هريرة وقال همام عن أبي هريرة. . . عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة ". . .
وقد صح أنها تسعة وتسعون اسماً [[[فقط]]] ولا يحل لأحد أن يجيز أن يكون له اسم زائد لأنه عليه السلام قال: " مائة غير واحد " [[[فلو جاز أن يكون له تعالى اسم زائد لكانت مائة اسم]]] ولو كان هذا لكان قوله عليه السلام " مائة غير واحد " كذباً. . .)).
انتهى كلامه رحمه الله
ـ[الظافر]ــــــــ[08 - 08 - 03, 01:34 ص]ـ
ولزيادة البيان لو يراجع كتاب الشيخ الفقيه الأصولي المدقق العلامة محمد الصالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
ولعل الأخ المبارك: العقيدة قد استفاد منه وفق الله الجميع لكل خير وبر وفضيلة.
وهذا رابط الكتاب:
http://www.binothaimeen.com/eBook.shtml
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[08 - 08 - 03, 05:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فأنا اعرف ما ذكره الاخ العقيدة والحمد لله.
لكن كيف يمكن الرد على ما استدل به ابن حزم رحمه:
من ان الرسول صلى الله عليه وسلم، قال [[تسعا وتسعين]] وقال [[مائة إلا واحدا]].
ولو كانت اكثر من هذا العدد للزم رد الحديث!!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 08 - 03, 07:49 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لو يراجع أحد الإخوة حديث ابن مسعود جيدا
فالحديث فيه كلام
يراجع للفائدة:
_ مسند أحمد (6/ 247) ط مؤسسة الرسالة
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/323)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 08 - 03, 09:20 ص]ـ
أخي أبو عائشة
راجع ردي وستجد الإجابة على سؤالك.
((مائة إلا واحدا)) هو نفسه (تسعا وتسعين) وليس هناك لفظ في الحديث يدل على حصر اسمائه تعالى في هذا العدد، ولكن المقصود من الحديث هو أن لله 99 اسما من احصاها دخل الجنة .. يعني من احصى تلك التسع وتسعين اسما دخل الجنة وليس المقصود ان اسماء الله عز وجل 99 اسما فقط؛ وقد وضحت ذلك في ردي السابق.
وبذلك يظهر انه لا تناقض بين الحديثين فلا يلزم رد الحديث الذي ذَكرتَه.(25/324)
الرقى الشرعية ووسائلها هل هي توقيفية أم اجتهادية.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[08 - 08 - 03, 06:33 ص]ـ
الرقى الشرعية ووسائلها هل هي توقيفية أم اجتهادية. 6/ 6/1424هـ
الشيخ: عبدالله بن صالح العبيد
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وآله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فهذا بحث موجز في مسألة مهمة، طرحت في الساحة العلمية، واختلف فيها الناس بين المنع والإباحة، وهي: "الرقية الشرعية ووسائلها توقيفية أم اجتهادية؟ " ولما لم أر بحثاً خاصاً في هذا استعنت الله وشرعت في جمع مادته.
وقد جعلته في مبحثين:
المبحث الأول: تعريف الرقية وحكمها.
المبحث الثاني: هل الرقى ووسائلها توقيفية أم اجتهادية؟
المبحث الأول: تعريف الرقية وحكمها
وفيه مسألتان:
الأولى: تعريف الرقية:
لغة: هي: العُوْذة، وجمعها رُقى، يقال: رَقَى الراقي رَقْياً ورُقْيَةً ورُقِيًّا، إذا عوّذ ونفث في عُوْذته (1).
واصطلاحاً: الرقية: العوذة التي يُرْقى بها صاحب الآفة (2).
الثانية: حكم الرقية:
الرقية من التداوي، والتداوي في الأصل مشروع (3).
لما روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقال: يا محمد أشتكيتَ؟ فقال: نعم. فقال جبريل: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفسٍ أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك" (4).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ما أنزل الله من داءٍ إلا أنزل له شفاء" رواه البخاري (5).
ولمسلم عن جابر أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء بَرِئ _بإذن الله عز وجل_" (6).
وأما ما رواه الشيخان من حديث ابن عباس في قصة السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب، قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "هم الذين لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون" (7).
فقد أجاب العلماء عنه بأجوبة أجودها: أنهم قوم وثقوا بالله وتوكلوا عليه حق التوكل، فلشدة توكلهم لم يأبهوا لطب الأطباء ورقى الرقاة، وإن كان تعاطي هذه الأسباب غير قادح في التوكل؛ لثبوت جواز فعل ذلك في الأحاديث الصحيحة وفعل سادة الصحابة والتابعين لهم بإحسان (8).
المبحث الثاني: هل الرقى ووسائلها توقيفية أم اجتهادية؟
وقع الخلاف بين أهل العلم هل الرقى ووسائلها توقيف من الشارع أم أن الأصل الاجتهاد والتجربة فيها وفي كيفياتها ما لم تخرج إلى المحظور؟
ولنقرب المسألة ببعض الأمثلة:
المثال الأول: لو كتب راقٍ بعض القرآن أو كله في ورقة بزعفران ونحوه ثم أعطاها المريض ليبلّها بالماء ثم يشربها، فإن ذلك لم يصح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ (9)، فما حكمه؟
المثال الثاني: القراءة التخييلية، وهي أن يقرأ الراقي على المريض القرآن، ويقول له: في أثناء قراءتي اذكر أسماء من يرد في خاطرك – والراقي ممسك بأحد عروق مفصل اليد – فيرد بين الفينة والأخرى أسماء وأشكال أشخاص يعرفهم المريض، فيقول الراقي: هؤلاء أصابوك بعينٍ أو غير ذلك، وقد استعمل هذا النوع غير واحد من الرقاة عندنا فانتفع بذلك، وهذا أيضاً لم يؤثر عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ على هذا الوجه ولا عن السلف، فما تتبعته بشدة.
المثال الثالث: رقية الكافر للمسلم، وقد جوزها الشافعي وجماعة (10)، وكرهها مالك (11)، وقال أبو بكر لليهودية التي ترقي عائشة: "ارقيها بكتاب الله" (12).
المثال الرابع: الرقية بالأذكار التي ليست من الكتاب والسنة، والكلام الإنشائي الرصين العبارة مما يباح _إن انتفع به_ هل يشرع؟
فالأمثلة الثلاثة الأول للوسائل، والرابع للرقية نفسها، وينبغي أن يكون الكلام فيها واحداً.
ولم أر أحداً من الأئمة نصّ على هذه المسألة بعينها فيما فتّشته، والسبب في ذلك ماأخبرتك أن تعلق السلف بالكتاب والسنة كان سداً منيعاً أمام العلل والحوادث وحرصهم على عدم تعدي المنقول، ومع ذلك فقد أشارت النصوص إلى شيء من ذلك، وأومأ بعض المحققين إليه، وسأذكر ما وقفت عليه _إن شاء الله_ وقبل بيان مأخذ المسألة وتفصيليها:
اعلم أن الرقية لو كان فيها محرم أو شرك فالإجماع قائم – في الجملة – على المنع.
والذي يستدل به لمن قال بالتوقيف أمور ثلاثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/325)
1 - أن ما لم ينقل عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ الأصل رده، وباب الرقى قد بينت كيفياته في السنة.
2 - أن في ذلك أموراً لا يُدرى ما هي، فالمنع مما لا يعرف في باب الرقى محل إجماع.
3 - أن فتح الباب فيما لم يرد لا ينضبط، وهو مظنة دخول ما يحرم وما يكون شركاً.
والذي يستدل به لمن قال بالاجتهاد أمور منها:
1 - ما رواه مسلم عن جابر قال: نهى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم_ فقالوا:" يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال: فعرضوها عليه، فقال: ما أرى بأساً، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" (13).
ووجوه الدلالة من ثلاثة وجوه:
أ- قوله: "من استطاع .. " وهذا من صيغ العموم.
ب- قوله: "فعرضوها عليه" ولو كانت مما شرع ابتداءً لم يعرضوها عليه، إذ هي معلومة عنده.
ت- قوله: "كانت عندنا" أي: في الجاهلية، كما هي ظاهر لا يخفى.
2 - وروى مسلم أيضاً عن عوف بن مالك الأشجعي، قال:" كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" (14).
ووجه الدلالة منه من ثلاثة وجوه أيضاً:
أ- قوله: "كنا نرقي في الجاهلية"، وهذا صريح أن رقيتهم لم يرد بها الشرع.
ب- قوله: "اعرضوا عليّ رقاكم" جليّ في أن تلك الرقى لم يرد بها الشرع أيضاً.
ت- قوله: "لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" وهذا ظاهر في إطلاق الإباحة في هذا الباب ما لم يكن في الرقى شرك.
3 - ما تقدم في حديث أبي سعيد الخدري في قصة اللديغ، قال له النبي _صلى الله عليه وسلم_: "وما أدراك أنها رقية؟ ".
فيه إشارة إلى أنها اجتهاد من الراقي، ثم لو كانت توقيفية لما توقفوا في أخذ ما أعطي لهم من الأجرة حتى يسألوا عنها النبي _صلى الله عليه وسلم_ بل لما سألوه عن ذلك أصلاً.
4 - وروى أبو داود وأحمد من حديث الشفاء بنت عبد الله، قالت: دخل عليّ النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأنا عند حفصة، فقال لي: "ألا تعلّمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة" (15).
5 - وروى مسلم عن جابر بن عبد الله قال: "أرخص النبي _صلى الله عليه وسلم_ في رقية الحية لبني عمرو" (16).
ففي هذين الخبرين دلالة على أن تلك الرقيتين لم تكن بأمر الشرع، بل كانت من الاجتهاد، ولما لم تكن شركية ولا متضمنة لمحظور أرخصت لهم، وهذا القدر كافٍ في الاستدلال على أن وسائل الرقى غير توقيفية.
وفي الباب غير هذا (17).
الاعتراضات والمناقشات:
قبل الخوض في ذلك لا بد من ذكر مقدمات مسلّمات تشير إلى الصواب _إن شاء الله تعالى_:
أولاً: إذا كان القولان في مسألةٍ ما، أحدهما مثبت، والآخر نافٍ، فالمثبت مقدم على النافي؛ لأن المثبت معه زيادة علم.
ثانياً: إذا اشتبه الحظر بالإباحة غلّب جانب الحظر؛ صيانةً للدين.
ثالثاً: إذا احتج لأحد القولين بالقواعد العامة للشريعة، واحتج للآخر بالنصوص الخاصة، فإن العام لا ينافي الخاص، بل لكلٍّ وجهه.
رابعاً: الأصل أن المنافع مباحة، وكل ما عظم نفعه وقلّ ضرره أُطلق بابه للمكلفين، وعكسه كذلك.
خامساً: الرقى ضربٌ من ضروب الأدوية، وباب الدواء والعلاج في الأصل اجتهاد وتجربة.
إذا تأملت ذلك مع النصوص المتقدمة ظهر لك أن القول بأن الرقية ووسائلها اجتهادية هو الأظهر، بيد أن وضع ضوابط لذلك أمر لا بد منه، وسيأتي بيان هذا على وجه التفصيل، والجواب عما احتج به في المنع سيأتي في الاعتراضات.
وأما الاعتراضات والمناقشات:
الاعتراض الأول: قال الحافظ ابن حجر: تمسك قوم بهذا العموم – يعني حديث جابر الأول – فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف – يعني الذي قدمناه – أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع، وما لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمنع احتياطاً ا. هـ (18).
فهذا الاعتراض صحيح، إذ ما لا يعقل معناه أكثر ما يكون الدَّخَل منه، فمنعه من باب سد الذرائع، وفي كلام الحافظ إشارة إلى ترجيح ما اخترناه فتأمل.
الاعتراض الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/326)
إن قيل: إن حديث "لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" لا يدل على إطلاق الإباحة، وإنما المراد بقوله: "لا بأس بالرقى" أي: مما شرع في السنة، فيكون من العام الذي أريد به الخصوص، ولم يرد العموم، ولا استيعاب جميع الرقى، بدلالة أنه استثنى الشرك، ولم يستثن المحرمات، مع دخولها في الاستثناء من غير خلاف.
فالجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: أن نفي العموم غير مسلّم، إذ الأصل في "ال" أن تكون للجنس المفيد للاستغراق.
الثاني: على مدّعي خلاف العموم الدليل، وما ثبت بدليل لا يرفعه إلا دليل.
الثالث: أن الجواب في كلام النبي _صلى الله عليه وسلم_ واردٌ على الاجتهاد في الرقى، وهل يجوز التجربة فيها، فكان الجواب مناسباً لذلك بل أعم من ربط الحكم برقية معيّنة، ونبه على الشرك لقرب عهدهم به كما هو صريح في أول الحديث، ولم ينص على المحرمات؛ لأنه لا محرم فيما ذكره، ولو سلمنا ما قيل، فسيبقى الكلام على أحد أمرين:
إما أن هذا المسكوت عنه، وهو أن الرقى اجتهادية جائز في الشرع، فهذا ما قدمناه.
وإما أن هذا المسكوت عنه ممنوع فأين دليله؟ وأنت خبير بأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
بل يقال: لم استثنى الشرك وترك النص على المحرمات، ولم يأت بصيغة تجمع الأمرين، كما هو شأن الشرع وسننه في التنبيه على عموم المحرمات؟
إلا ليدل على أن باب الرقى باب الدواء والتطبب، وهو باب مفتوح إلا أن يداخله محرم كالنجاسة، فيعلم هذا من نص خاص منفصل. لكن لما كان أثره أعظم من أثر الطب الجثماني، وتعلق بالكلام الرباني وكلام الآدمي، حسُن التنبيه على تحريم دخول الشرك فيه بشتى ألوانه؛ صيانة لقلب المكلف ودينه، وصيانة للمداوي والمداوى جميعاً.
وقد ألمح الحافظ أبو حاتم ابن حبان في صحيحه إلى ذلك، فقال:
"ذكرُ الخبر المصرِّح بإباحة الرقية للعليل بغير كتاب الله ما لم يكن شركاً"، ثم ذكر خبر جابر الأول، ثم ذكر حديث عائشة أن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها، فقال: "عالجيها بكتاب الله" (19).
ثم قال: قوله _صلى الله عليه وسلم_: "عالجيها بكتاب الله" أراد: عالجيها بما يبيحه كتاب الله؛ لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها شرك، فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقى إلا بما يبيحه كتاب الله دون ما يكون شركاً ا. هـ (20).
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: باب الرخصة في الرقية ما لم يكن فيها شرك، ثم ذكر حديث عوف بن مالك المتقدم وغيره، ثم قال: وحديث عوف عام في الرقى ما لم يكن فيه شرك، وكذلك روي عن أبي سفيان عن جابر في معناه، وقال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل" وفي ذلك دلالة على أن كل نهي ورد في الرقى أو عما في معناه، فإنما هو فيما لا يعرف من رقى أهل الشرك، فقد يكون شركاً ا. هـ (21).
وقال الإمام أبو جعفر الطحاوي: في حديث جابر ما يدل على أن كل رقية يكون فيها منفعة فهي مباحة، لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_:"من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"، وقال: قد روي عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في إباحة الرقى كلها، ما لم يكن فيها شرك، ثم ذكر حديث عوف المتقدم، ثم قال: دل ذلك على أن كل رقية لا شرك فيها فليست بمكروهة ا. هـ (22).
الاعتراض الثالث:
إذا قيل: إن الرقى ووسائلها اجتهادية، فإن الباب ينفتح فلا ينضبط، وهذا الذي وقع في الجاهلية، حتى أدخلوا فيها الشرك، وما لا ينضبط فهو مظنة المنع.
والجواب: لا تلازم بين الأمرين، فهذه أبواب عظيمة في الشرع اجتهادية ومع ذلك منضبطة، وإذا وقع في الرقى ما لا ينضبط، وحصل به الشك والتردد فهذا ممتنع بلا شك عند الجميع.
الاعتراض الرابع:
أن ما ورد عن الشرع في باب الرقى مغنٍ عن إدخال ما ليس فيه،
والجواب: إن الشرع الذي جاء بالرقى هو الذي فتح الباب فيها وأطلقه _كما تقدم في النصوص_.
وإذا تبين هذا فاعلم أنه مع أن الأصل في هذا الباب الاجتهاد، فإنه لا بد من وضع ضوابط تمنع إدخال ما لا يرضى عند الله ورسوله، وهي:
1 - الاعتقاد بأن الرقى لا تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله _تعالى_.
2 - ألا يكون فيها ما لا يعرف معناه.
3 - ألا يفتح الراقي على نفسه باب المحرمات، من الاتهام الكاذب للناس، أو التداوي بالمحرمات والنجاسات.
4 - أن لا تكون التجربة سارية على ذكر الله، إذ من لم يعتقد الشفاء فيه لا ينتفع بذلك (23).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/327)
5 - ألا يستخدم فيها الجن، فإن هذا باب مجهول لا ينضبط، فاستخدامهم وسائل في الرقى يمنع سداً للذريعة. نعم قد يجوز استخدامهم عند الحاجة والضرورة في أمورٍ قد يقدّرها العلماء المخلصون؛لأن "ما حرّم سدّاً للذريعة يباح للمصلحة الراجحة" (24).
6 - ألا يشابه فيها أهل الكفر والسحرة فيما لا ينفع، من أوهام وخرافات وحركات لا تنفع، فإن من تشبه بقوم فهو منهم (25).
وبقيت ههنا مسألة، وهي: هل يشرع العمل في الرقى بما في الأحاديث الضعيفة؟ والظاهر أنه لا بأس بذلك، وقد عمل بذلك جماعات من السلف والأئمة (26)؛ لأن ذلك من أبواب الاجتهاد والتجربة، لكن تقييده أولى بـ:
1 - ألا يعتقد أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قاله.
2 - ألا يتضمن مخالفة لأصل شرعي أو نص.
3 - أن يظهر بالتجربة القديمة أو الحديثة نفعه، وإلا كان الاشتغال به اشتغال عن الفاضل والنافع، ولا سيما مما ورد، والله _تعالى_ أعلم وأحكم.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
المراجع
1 - (الآداب)، البيهقي، دار الكتب العلمية، ط1.
2 - (الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان)، ابن بلبان، مؤسسة الرسالة، ط1.
3 - (إعلام الموقعين عند رب العالمين)، ابن القيم، دار الجيل.
4 - (تحفة الأحوذي بشرح الترمذي)، الكاندهاوي، مؤسسة قرطبة بالقاهرة، ط2.
5 - (تقريب التهذيب)، ابن حجر، دار الرشيد بحلب، ط1.
6 - (تهذيب التهذيب)، ابن حجر، المطبعة النظامية بالهند.
7 - (تهذيب السنن)، ابن القيم، دار المعرفة.
8 - (الجامع من المقدمات)، ابن رشد، دار الفرقان بالأردن، ط1.
9 - (الدراري المضية بشرح الدرر البهية)، الشوكاني، مطبعة مصر الحرة، ط1.
10 - (زاد المعاد في هدي خير العباد)، ابن القيم، مؤسسة الرسالة، ط2.
11 - (سلسلة الأحاديث الصحيحة)، الألباني، مكتبة المعارف بالرياض، ط1.
12 - (السنن)، أبو داود، دار السلام بالرياض، ط1.
13 - (السنن الكبرى)، النسائي، دار الفكر.
14 - (شرح صحيح مسلم)، النووي، دار الكتب العلمية، ط1.
15 - (شرح معاني الآثار)، الطحاوي، دار الكتب العلمية.
16 - (صحيح البخاري)، البخاري، دار السلام بالرياض.
17 - (صحيح مسلم)، مسلم، دار السلام بالرياض.
18 - (طرح التثريب)، ابن العراقي، دار إحياء التراث العربي.
19 - (عمدة القاري بشرح صحيح البخاري)، العيني، دار الفكر.
20 - (عمل يوم وليلة)، ابن السني، دار المعرفة.
21 - (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، ابن حجر، الدار السلفية بالقاهرة.
22 - (فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد)، عبد الرحمن بن حسن، دار الصميعي بالرياض، ط1.
23 - (الفتوحات الربانية بشرح الأذكار النووية)، ابن علان، دار إحياء التراث العربي.
24 - (لسان العرب)، ابن منظور، دار المعارف بالقاهرة.
25 - (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية)، جمع عبد الرحمن بن قاسم، دار المعارف بالمغرب.
26 - (المستدرك على الصحيحين)، الحاكم، دار الكتاب العربي.
27 - (مسند الإمام أحمد)، الإمام أحمد، المطبعة اليمنية.
28 - (المصنف)، ابن أبي شيبة، المطبعة النظامية بالهند.
29 - (المعجم الكبير)، الطبراني، الإمداد ببغداد.
30 - (معرفة ا لسنن والآثار)، البيهقي، دار الوعي بحلب، ط1.
31 - (المنتقى شرح الموطأ)، الباجي، دار الكتاب العربي، ط3.
32 - (الموطأ)، الإمام مالك، عيسى البابي بالقاهرة.
33 - (ميزان الاعتدال في نقد الرجال)، الذهبي، دار الفكر.
34 - (النهاية في غريب الحديث)، ابن الأثير، المكتبة الإسلامية.
35 - (نيل الأوطار بشرح منتقى الأخبار)، الشوكاني، البابي الحلبي.
--------------------------
الهوامش:
(1) اللسان 3/ 1711.
(2) النهاية 2/ 254.
(3) انظر: الجامع من المقدمات ص 313.
(4) صحيح مسلم (2186).
(5) صحيح البخاري (5678).
(6) صحيح مسلم (2204).
(7) صحيح البخاري (5752) ومسلم (220).
(8) انظر: (فتح الباري 10/ 212) وانظر بحثاً حسناً في (التهذيب لابن القيم 5/ 366) و (طرح التثريب 8/ 193).
(9) وأما ما رواه ابن السني في عمل يوم وليلة (ص 231) عن ابن عباس مرفوعاً في الكتابة على الإناء، فإسناده ضعيف؛ لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ جداً، كما في (التقريب ص 493)، وقد ظهر هذا هنا، فقد روى الحديث ابن أبي شيبة (7/ 385) من طريقه موقوفاً، وخالف في المتن كذلك.
(10) معرفة السنن والآثار 14/ 123.
(11) المنتقى 7/ 261.
(12) سيأتي تخريجه آخر البحث.
(13) صحيح مسلم (5731).
(14) صحيح مسلم (5732).
(15) رواه أبو داود (3887) والنسائي في (الكبرى 4/ 366)، وابن أبي شيبة (7/ 395) وأحمد (6/ 372) من طريق أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء به لفظ أبي داود هذا إسناد صحيح. قال ابن القيم: "النملة قروح تخرج في الجنبين، وهو داء معروف وسمي نملة؛ لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه". (زاد المعاد 4/ 184).
(16) صحيح مسلم (5727).
(17) انظر: عمل يوم وليلة لابن السني ص 214 و215.
(18) فتح الباري 10/ 195.
(19) رواه ابن حبان 13/ 464 من طريق أبي أحمد الزبيري حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة هكذا وأبو أحمد كثير الخطأ في حديث سفيان كما قاله الإمام أحمد وغيره (التهذيب 9/ 255)، قلت: وظهر خطؤه هنا، فقد روى الحديث جماعات من الأئمة عن يحيى بن سعيد فوقفوه ولم يرفعوه، وهو الصواب. منهم الإمام مالك في (موطئه 2/ 943) عن يحيى به، ومنهم عبد ا لرحيم بن سليمان الكناني أحد الثقات عن يحيى كذلك، رواه ابن أبي شيبة (7/ 408)، وبهذا تعلم أن قول العلامة الألباني – رحمه الله – في (السلسلة الصحيحة 1931) لما ذكر رواية ابن حبان: "إسناده صحيح" أن هذا غير صحيح، بل المحفوظ أنه موقوف صحيح كما عرفت.
(20) الإحسان 13/ 464.
(21) الآداب ص 449.
(22) شرح معاني الآثار 4/ 326.
(23) انظر: زاد المعاد 4/ 98.
(24) انظر: إعلام الموقعين 2/ 161.
(25) انظر: مجموع الفتاوى 19/ 64.
(26) انظر: مجموع الفتاوى 7/ 261.
المصدر: http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=135
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/328)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 08 - 03, 07:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي المحرر على نقل هذه المشاركة القيمة
وهذا هو رأي شيخي الشيخ خالد بن عثمان السبت وفقه الله تعالى
فكل علاج ثبت نفعه ولم يخالف نصا أو يسبب شركا فإنه جائز
والله أعلم(25/329)
ماهي الفروق بين الكفر والشرك وكم عددها؟؟؟
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[12 - 08 - 03, 01:49 ص]ـ
؟؟
ـ[محمد حسين شعبان]ــــــــ[12 - 08 - 03, 06:44 م]ـ
لا يوجد فرق بين الكفر والشرك.
ـ[أخوكم]ــــــــ[18 - 08 - 03, 09:36 ص]ـ
إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا
والله أعلم
ـ[العيدان]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:31 ص]ـ
بسم الله
الحمدلله رب العالمين ..
ذكر الشيخ د. عبدالرحمن المحمود في كتابه أخطاء في العقيدة
مايلي:
"من العلماء لم يفرق بينهما، ومنهم من فرق بينهما بأن جعل بينهما عموما وخصوصا،فكل شرك فهو كفر،لكن ليس كل كفر شركا،لأن الشرك معناه:اعتقاد شريك مع الله في ربوبيته أو ألوهيتهأما الكفر فقد يكون بالشرك وقد يكون بالجحود و غيره؛ لذا نقول:إن الشرك أخص، والكفر أعم".
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:49 ص]ـ
أخي _أخوكم_قلت (إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا) افرض أنهما اجتمعا فكيف تفرق بينهما؟؟؟ هذا هو السؤال بارك الله فيك.
ـ[أخوكم]ــــــــ[21 - 08 - 03, 07:22 ص]ـ
أخي الكريم عبدالحكيم حفظه الله ورعاه
كلامك صحيح
ولكن إنما أوردتُ كلامي بعد جواب الأخوين فأحدهما كأنه أطلق الاختلاف والآخر أطلق عدم الاختلاف
فأحببت تبيين أنهما يتفقان من وجه ويفترقان من وجه
نسأل الله أن يرحمنا جميعا ويحرم أجسادنا على النار(25/330)
ما هي أفضل شروح كتاب "العقيدة التدمرية"؟
ـ[الاعمش]ــــــــ[12 - 08 - 03, 09:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أما بعد:
حفظكم الله عندي سوال، ويحتاج إلى إجابة أهل العلم والفضل منكم " وكلكم كذلك ولا نزكي على الله أحداً ":
ما هي أفضل الشروح الكاملة وليست المختصرة لكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية "" العقيدة التدمرية "" وأين أجده؟ وفقكم الله لما فيه الخير،،،، آمين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 03, 04:42 م]ـ
من كتاب (الدليل للمتون العلمية) للشيخ عبدالعزيز القاسم
" الرسالة التدمرية "
" الرسالة التدمرية " تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع، لشيخ الإسلام ابن تيمية المتوفي سنة (827هـ) رحمه الله تعالى، وسبب كتابتها ماذكره شيخ الإسلام في مقدمتها بقوله:" أما بعد: فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهممضمون ماسمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر () وجعل كلامه في هذه الرسالة مبنياً على أصلين:
الأصل الأول: توحيد الصفات، قدم له مقدمة ثم ذكر أصلين شريفين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة اشتملت على سبع قواعد يتبين بها ماقرره في مقدمة هذا الأصل.
الأصل الثاني: توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعاً.
والذين سألوا الشيخ أن يكتب لهم مضمون ماسمعوا منه من أهل تدمر ـ فيما يظهر ـ وتدمر بلدة من بلدان الشام من أعمال حمص، وهذا وجه نسبة الرسالة إليها ().
طبعاتها:
طبعت هذه الرسالة عدة مرات منها:ـ
1 ـ في مطبعة الإمام في مصر بتصحيح وتقديم الشيخ محمد زهري النجار سنة (1386هـ).
2 ـ في المطبعة السلفية بمصر سنة (1387هـ).
3 ـ طبعة المكتب الإسلامي بدمشق وهي مصورة من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
4 ـ طبعة المطابع الأهلية للأوفست في الرياض سنة (1396هـ)، وهي مصورة عن طبعة المكتب الإسلامي.
5 ـ طبعة شركة العبيكان للطباعة والنشر في الرياض سنة (1405هـ) بتحقيق الشيخ الدكتور محمد بن عودة السعوي، نال بتحقيق هذا الكتاب درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ كلية أصول الدين سنة (1399هـ) وهي أحسن طبعات هذه الرسالة.
6 ـ طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
7 ـ طبعة المطبعة الحسينية المصرية سنة (1325هـ) ومعها " الحيدة " لعبد العزيز الكناني و"عقيدة السلف" لأبي عثمان الصابوني.
8 ـ كما طبعت دون ذكر اسم المطبعة ولا تاريخ الطبع، ويليها ألفية الحديث للعراقي في مجلد.
9 ـ ضمن فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه الشيخ محمد المطبوع في مطابع الرياض سنة (1381هـ) المجلد الثالث من ص (1) إلى ص (129).
10 ـ ضمن مجموعة رسائل في مجلد باسم " نفائس " من ص (5) إلى ص (85) دون ذكر اسم المطبعة ولا الطابع ولا تاريخ الطبع.
11 ـ ضمن مجموعة رسائل في مجلد باسم " من الروائع " من ص (141) إلى ص (221) تصحيح ومراجعة الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ علي محمد شاكر،نشر دار المعارف في مصر دون تاريخ.
ماخدمت به هذه الرسالة:
1 ـ " التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية "، تأليف الشيخ فالح بن مهدي بن سعد آل مهدي الدوسري المتوفي سنة (1392هـ) رحمه الله تعالى، ألفه لما أسند إليه تدريس مادة التوحيد في كلية العلوم الشرعية سنة (1381هـ) وكان المقرر فيها هذه الرسالة () طبع في جزئين، الجزء الأول في مطابع القصيم فيالرياض الطبعة الأولى سنة (1385هـ)،والجزء الثاني في مطابع الرياض سنة (1386هـ) كما طبعته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة (1406هـ) كما طبع بتصحيح وتعليق الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح المحمود،نشر دار الوطن في الرياض سنة (1414هـ).
2 ـ " تقريب التدمرية" لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، لم به شعثها وجمع شملها وقرب معانيها لقارئيها مع زيادة ماتدعو الحاجة إليه وحذف مايمكن الاستغناء عنه على وجه لا يخل بالمقصود () طبع في مطبعة سفير بالرياض، نشر دار الوطن للنشر الطبعة الأولى سنة (1412هـ) كما اعتنى بهذا التقريب
وخرج أحاديثه الشيخ سيد عباس ابن علي الجليمي، نشرته مكتبة السنة بالقاهرة سنة (1413هـ).
3 ـ " شرح العقيدة التدمرية " تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك مطبوع على الآلة الكاتبة شيئ منه، قيده بعض الطلاب من شرح الشيخ عبد الرحمن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في (83) صفحة.
4 ـ " توضيح مقاصد المصطلحات العلمية في الرسالة التدمرية " للدكتور الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميّس،نشر دار الصميعي للنشر والتوزيع في الرياض الطبعة الأولى سنة (1416هـ) في (68) صفحة.
5 ـ " خمسون سؤالاً في التدمرية " بقلم الشيخ عبود بن علي بن درع المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين في الجنوب، قام بوضع الأسئلة المذكورة والإجابة عليها من أجل تيسير هذه المادة وفهمها كما ذكر ذلك في المقدمة، طبعت في مطابع النرجس في الرياض نشر مكتبة أبها الحديثة الطبعة الأولى سنة (1417هـ).
6 ـ " الأجوبة المرضية لتقريب التدمرية " للشيخ بلال بن حبشي الجزائري، نشر دار هجر للنشر والتوزيع في أبها، الطبعة الأولى سنة (1417هـ) في مجلد.
7 ـ " التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية" لفخر الدين بن الزبير المحسي،نشر مكتبة الفرقان بعجمان ومكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى سنة (1420هـ) في مجلد.
8 ـ " شرح الرسالة التدمرية " مذكرة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وهي عبارة عن شرح الشيخ مفرغ في مذكرة.
الشروح المسجلة:
1 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في (20) شريطاً.
2 ـ شرح فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى في (11) شريطاً.
3 ـ شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك في (40) شريطاً.
4 ـ شرح فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد اللطيف آل عبد اللطيف في (37) شريطاً.
· المدخل إلى التدمرية للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى.
· التدمرية ـ المكتب الإقليمي ـ المكتبة الناطقة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6527
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/331)
ـ[الاعمش]ــــــــ[13 - 08 - 03, 01:57 ص]ـ
وهناك شرح جديد وماتع للشيخ المفضال عبدالعزيز الراجحي في 19 شريطاً من إنتاج تسجيلات الراية في حي الربوة في الرياض .... غفر الله لك مشرفنا الحبيب ...
ـ[أبو العلاء]ــــــــ[13 - 08 - 03, 02:41 ص]ـ
حدثني أحد الإخوة أن الشيخ الدكتور محمد الخميس سينزل له في الأسواق قريباًَ شرح موسَّع لكتاب العقيدة التدمرية.
بالإضافة إلى أن أحد دور النشر ستنزل قريباًَ شرح الشيخ عبدالعزيز الراجحي على التدمرية وهو مفرَّغ من الأشرطة وهو الآن تحت الطبع
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - 07 - 08, 08:22 ص]ـ
خرج شرح الشيخ عبدالرحمن البراك مطبوعا بعناية الشيخ سليمان الغصن
ولاأظن أنك تجد مثله
ـ[الرايه]ــــــــ[21 - 07 - 08, 11:51 ص]ـ
تقريرات ابن تيمية في بيان ما يشكل من الرسالة التدمرية
فضيلة الدكتور عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=com_remository&Itemid=56&func=counter&filecatid=254
ـ[سعد السويلم]ــــــــ[22 - 07 - 08, 02:42 م]ـ
لشيخنا الأستاذ الدكتور يوسف السعيد شرح للتدمرية
ـ[أبوعبيدةالسلفى]ــــــــ[22 - 07 - 08, 03:45 م]ـ
اشرح الشيخ البراك من مكتبة صيد الفوائد
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1594
####
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 06:45 م]ـ
هناك 1000 سؤال لخالد الغامدي على التدمرية على طريقة الأسئلة والأجوبة، وهو رائع جداً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 07 - 08, 07:10 م]ـ
هناك 1000 سؤال لخالد الغامدي على التدمرية على طريقة الأسئلة والأجوبة، وهو رائع جداً.
جزاك الله خيرا.
المعروف أن الألف سؤال للطحاوية، بعنوان (تسهيل فهم الطحاوية)، فهل نزل للتدمرية مثلها؟.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 07 - 08, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيرا.
المعروف أن الألف سؤال للطحاوية، بعنوان (تسهيل فهم الطحاوية)، فهل نزل للتدمرية مثلها؟.
وإياك .. نعم للتدمرية
وهو ما قصدته، لكنه في 773 سؤال وهو بعنوان:
الأسئلة المئوية على التدمرية
طبعته دار التدمرية 1424هـ
ـ[عبد الله محمد إبراهيم]ــــــــ[26 - 07 - 08, 07:31 م]ـ
قال الشيخ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف في حديثه عن شروح الرسالة التدمرية ص10 - 12 من كتابه "تقريرات ابن تيمية في بيان ما يشكل من الرسالة التدمرية":
(أول هذه الشروح وآخرها، فهما أفضل الشروح وأهمها.
أما التحفة المهدية فمع أنها أول الشروح، وشرحها المؤلف وهو في ريعان شبابه، وعلى طبعة تحوي سقطا وخطأ؛ مع ذلك فإن هذه التحفة تعد من أفضل الشروح ..
وأما آخر الشروح -صدوراً- وهو أتمها وأهمها، فهو شرح الرسالة التدمرية لشيخنا العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك -حفظه الله).اهـ بتصرف يسير
ـ[ابو العابد]ــــــــ[30 - 07 - 08, 04:37 ص]ـ
2 ـ " تقريب التدمرية" لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، لم به شعثها وجمع شملها وقرب معانيها لقارئيها مع زيادة ماتدعو الحاجة إليه وحذف مايمكن الاستغناء عنه على وجه لا يخل بالمقصود () طبع في مطبعة سفير بالرياض، نشر دار الوطن للنشر الطبعة الأولى سنة (1412هـ) كما اعتنى بهذا التقريب
وخرج أحاديثه الشيخ سيد عباس ابن علي الجليمي، نشرته مكتبة السنة بالقاهرة سنة (1413هـ).
37 ـ " التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية" لفخر الدين بن الزبير المحسي،نشر مكتبة الفرقان بعجمان ومكتبة الرشد بالرياض، الطبعة الأولى سنة (1420هـ) في مجلد.
هما أنفس الشروح وفك الغموض.
والتوضيحات شيق ورائع فوق الرائع قدم له الشيخ؟ أ. د محمد الخميس أستاذ العقيدة.
ـ[الباحث]ــــــــ[12 - 09 - 08, 08:59 ص]ـ
إن كنتَ تريد شرحاً مبسطاً فلن تجد أفضل من (التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية).
وإن كنتَ تريد شرحاً موسعاً تفصيلياً فلن تجد أفضل من (شرح الرسالة التدمرية) للشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس حفظه الله.
فهذين من أفضل الكتب التي شرحت التدمرية.
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[13 - 09 - 08, 08:45 م]ـ
إن كنتَ تريد شرحاً مبسطاً فلن تجد أفضل من (التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية).
وإن كنتَ تريد شرحاً موسعاً تفصيلياً فلن تجد أفضل من (شرح الرسالة التدمرية) للشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس حفظه الله.
فهذين من أفضل الكتب التي شرحت التدمرية.
صدق أخي الكريم(25/332)
من أصول أهل السنّة: بغض أهل الأهواء والبدع.
ـ[الرئيسي]ــــــــ[14 - 08 - 03, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وبعد:
إن من كمال إيمان المرء أن يحب ويبغض في الله، فقد أخرج أحمد والترمذي والحاكم عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: "من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل الإيمان".
لذلك إن من أصول أهل السنّة والجماعة بغض أهل الأهواء والبدع؛ لأنهم محادون لله ورسوله بابتداعهم في الدين، والله عز وجل حرم مواداة من حاده ورسوله، قال الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22].
لذلك يجب على صاحب السنّة قطع أسباب حب أهل الأهواء والبدع ومودتهم، وذلك يتم بالآتي:
1) ترك السلام عليهم؛ روى الخلال أن رجلاً سئل الإمام أحمد: عن رجل له جار رافضي يسلم عليه؟ قال: لا، إذا سلم عليه لا يرد عليه.
انظر: السنّة، للخلال، 1/ 494.
2) ترك مجالستهم؛ قال الإمام ابن أبي زمنين: "ولم يزل أهل السنّة يعيبون أهل الأهواء المضلة، وينهون عن مجالستهم، ويخوفون فتنتهم".
انظر: أصول السنّة، لابن أبي زمنين، 3/ 1024.
3) عدم قبول إحسانهم وصِلاتهم؛ روى اللالكائي عن شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك أنه كان يقول: "اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي".
انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة، للالكائي، 1/ 140.
كما يجب إظهار البغض والعداوة لهم على الجوارح، وذلك لا يكون إلا بـ:
1) التصريح لهم بالبغض والعداوة، روى الآجري عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال لمن سأله عن المنكرين للقدر: "إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن ابن عمر منهم بريء، وهم منه براء، ثلاث مرات".
انظر: الشريعة، للآجري، ص205.
2) معاملتهم بالغلظة والشدة، نقل الإمام إسماعيل الصابوني تقريراً لمنهج السلف وأصحاب الحديث في كيفية معاملة أهل البدع، إذ قال: "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم، ومهاجرتهم".
انظر: عقيدة السلف وأصحاب الحديث، للصابوني، ص315 - 316.
3) قطع معونتهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].
وأخيراً، إن من الأصول المقررة عند أهل السنّة والجماعة إهانة أهل البدع، لدرء المفاسد المترتبة من تعظيمهم، لذلك يجب تجنب والحذر من الأمور التالية:
1) إطلاق الألقاب الحسنة عليهم.
2) تكنيتهم.
3) استقبالهم بالبشر والطلاقة.
4) تقديمهم في المجالس.
5) التلطف معهم في الكلام.
6) دعوتهم للطعام.
7) تهنئتهم في المناسبات.
8) استعمالهم في الوظائف.
9) مشاورتهم.
عموماً، فهذا الباب واسع جداً، لا يكاد ينحصر لاستحداث صور التكريم وألفاظ التشريف، فإن الضابط ما يستخدم في حق أهل البدع هو: "أن كل ما دلت النصوص على النهي عن استعماله، أو حذر العلماء منه من تلك الصور المتقدمة وغيرها، أو تعارف الناس عليه أنه من صور التعظيم فلا يجوز معاملة أهل البدع به".
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويتمسكون في دنياهم مدة حياتهم بالكتاب والسنة، وجنبنا الأهواء المضلة والآراء المضمحلة، والأسواء المذلة، فضلا منه ومنة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخوكم في الله/ أبو إبراهيم أحمد الرئيسي.
ملاحظة: أصل المادة العلمية مختصر الجزء الثاني من كتاب: "موقف أهل السنّة والجماعة من أهل الأهواء والبدع" تأليف الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي، ط: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 12:18 ص]ـ
أخي الفاضل ... الرئيسي ... وفقه الله
موضوعك الذي لخصته من كتاب الرحيلي جيد في الجملة، فجزاك الله خيراً.
لكن .. لي عليه تعليقات يسيرة:
1 - لابد من التفريق بين أصحاب البدع المغلَّظة وغير المغلَّظة، وبين الداعين للبدعة من رؤوس المبتدعة وبين عامتهم.
2 - كير من القضايا المترتبة على هجر المبتدعة وظهار البغضاء والنفرة عنهم موكول بالمصلحة الشرعية، ويختلف باختلاف الزمان والمكان، وظهور السنة وأهلها وخفائهما.
3 - تحقيق الكلام على البدعة؛ فكم من أتباع السنة والأثر ممن له أكبر الجهد والأثر = مَن يُرمى زوراً وكذباً وبغياً بأنه (مبتدع)، لمخالفته أهواء قوم (ضيقي الفكر والفهم) قد ضلّوا وأضلُّوا عن سواء السبيل.
وقد بيَّن الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله أنَّ هجر المبتدع في ذا العصر لا يسوَّغ؛ إذ لا فائدة شرعية من ورائه.
وانظر أيضاً كتاب الشيخ بكر أبو زيد (هجر المبتدع).
مرة أخرى ... أشكرك على هذه الفائدة القيِّمة المباركة، إنما أحببت التنبيه على بعض الجوانب التي قد تخفى على من يقرأ فائدتك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/333)
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 12:18 م]ـ
جزاكما الله خيرا ...
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 08 - 03, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيراً وهذا هو منهج أهل السنة لمن طالع سيرة السلف الصالح رحمهم الله
وأما تعطيل هذا الأصل بحجة عدم نفعه في هذا الوقت،فما اشببه بمقولة من قال (أن قطع الأيادي والجلد لا يصلح لهذا العصر)
رحم الله أهل السنة وعلمائهم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 07:32 م]ـ
الأخ: أبو عمر الناصر ... وفقه الله
اعلم - هداك الله - أنَّ فعل السلف المنقول في هذا الباب وحده ليس بحجة دون النظر في الحال التي كانوا عليها ودون النظر في جوانب شرعية أخرى.
وسأورد كلاماً طويلاً من كلام أحد من أوتي العلم والفهم لكلام الله ورسوله ونصوص السلف الصالح؛ للدلالة على الأصل الذي أردت الإفادة به، مما يخفى على كثير من المتمشيخة بله طلاب العلم:
@ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (28/ 204): ((النوع الثانى الهجر على وجه التاديب وهو هجر من يظهر المنكرات يهجر حتى يتوب منها كما هجر النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا حتى أنزل الله توبتهم حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر.
ولم يهجر من أظهر الخير وان كان منافقا فهنا الهجر هو بمنزلة التعزير، والتعزير يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات وفعل المحرمات كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش، و ((الداعى الى البدع))، المخالفة للكتاب والسنة واجماع سلف الامة ((التى ظهر انها بدع)).
وهذا حقيقة قول من قال من السلف والأئمة: ان الدعاة الى البدع لا تقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون؛ فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا.
ولهذا يفرقون بين الداعية وغير الداعية.
لأن الداعية اظهر المنكرات فاستحق العقوبة.
بخلاف الكاتم؛ فانه ليس شرا من المنافقين، الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم الى الله؛ مع علمه بحال كثير منهم.
... فالمنكرات الظاهرة يجب انكارها بخلاف الباطنة فان عقوبتها على صاحبها خاصة.
وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين فى قوتهم وضعفهم، وقلتهم وكثرتهم.
فان المقصود به زجر المهجور وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله.
فان كان المصلحة فى ذلك راجحة بحيث يفضى هجره الى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً.
وان كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته = لم يشرع الهجر، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر.
والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف.
ولهذا كان النبى يتألف قوماً، ويهجر آخرين؛ كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيرا من اكثر المؤلفة قلوبهم؛ لما كان أولئك كانوا سادة مطاعون فى عشائرهم.
فكانت المصلحة الدينية فى تأليف قلوبهم.
وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير؛ فكان فى هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم.
وهذا كما أن المشروع فى العدو القتال تارة والمهادنه تارة وأخذ الجزية تارة كل ذلك بحسب الاحوال والمصالح.
وجواب الائمة كأحمد وغيره فى هذا الباب مبنى على هذا الأصل.
ولهذا كان يفرق بين الأماكن التى كثرت فيها البدع؛ كما كثر القدر فى البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة، وبين ما ليس كذلك.
ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم.
واذا عرف مقصود الشريعة سلك فى حصوله أوصل الطرق اليه.
وإذا عرف هذا = فالهجرة الشرعية هى من الاعمال التى أمر الله بها ورسوله؛ فالطاعة لابد أن تكون خالصه لله = أن تكون موافقة لامره.
فتكون خالصة لله صوابا.
فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجرا غير مأمور به كان خارجا عن هذا.
وما اكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله.
والهجر لأجل حظ الانسان لا يجوز اكثر من ثلاث كما جاء فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلَّم انه قال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام)).
فلم يرخص فى هذا الهجر اكثر من ثلاث كما لم يرخص فى احداد غير الزوجة اكثر من ثلاث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/334)
وفى الصحيحين عنه أنه قال: ((تفتح أبواب الجنة كل أثنين وخميس فيغفر لكل عبد لايشرك بالله شيئا الا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا)).
فهذا الهجر لحق الانسان حرام وانما رخص فى بعضه كما رخص للزوج ان يهجر امرأته فى المضجع اذا نشزت.
وكما رخص فى هجر الثلاث.
فينبغى ان يفرق بين الهجر لحق الله وبين الهجر لحق نفسه.
فالأول مأمور به والثانى منهى عنه؛ لأن المؤمنون أخوة.
وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح: ((لاتقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله أخوانا المسلم أخو المسلم)).
وقال لى الله عليه وسلَّم فى الحديث الذى فى السنن: ((ألا أنبئكم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين؛ فان فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين)) ...
فليتدبر المؤمن الفرق بين هذين النوعين، فما أكثر ما يلتبس أحدهما بالآخر.
وليعلم أن المؤمن تجب موالاته وان ظلمك واعتدى عليك.
والكافر تجب معاداته وان أعطاك وأحسن اليك ...
واذا اجتمع فى الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة = استحق من الموالاة والثواب؛ بقدر ما فيه من الخير.
واستحق من المعادات والعقاب = بحسب ما فيه من الشر.
فيجتمع فى الشخص الواحد موجبات الأكرام والأهانة، فيجتمع له من هذا وهذا؛ كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته.
هذا هو الأصل الذى اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط، ولا مستحقا للعقاب فقط.
وقال رحمه الله: فصل: فى مسائل أسحق بن منصور وذكره الخلال فى كتاب السنة، فى باب (مجانبة من قال القرآن مخلوق):
عن اسحق انه قال: (لأبى عبد الله: من قال القرآن مخلوق؟ قال: ألحلق به كل بلية، قلت: فيظهر العدواة لهم أم يداريهم؟ قال: أهل خراسان لا يقوون بهم).
وهذا الجواب منه مع قوله فى القدرية: لو تركنا الرواية عن القدرية لتركناها عن اكثر اهل البصرة.
ومع ما كان يعاملهم به فى المحنة من الدفع بالتى هى أحسن، ومخاطبتهم بالحجج = يفسر ما فى كلامه وأفعاله من هجرهم، والنهى عن مجالستهم ومكالمتهم.
حتى هجر فى زمن غير ما أعيان من الاكابر وامر بهجرهم؛ لنوع ما من التجهم.
... وعقوبة الظالم وتعزيره مشروط بالقدرة؛ فلهذا اختلف حكم الشرع فى نوعى الهجرتين بين القادر والعاجز وبين قلة نوع الظالم المبتدع وكثرته، وقوته وضعفه.
كما يختلف الحكم بذلك فى سائر أنواع الظلم من الكفر والفسوق والعصيان.
... وما امر به من هجر الترك والانتهاء وهجر العقوبة والتعزير = إنما هو إذا لم يكن فيه مصلحة دينية راجحة على فعله.
والا فاذا كان فى السيئة حسنة راجحة لم تكن سيئة.
واذا كان فى العقوبة مفسدة راجحة على الجريمة لم تكن حسنة؛ بل تكون سيئة.
وان كانت مكافئة لم تكن حسنة ولا سيئة.
فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التى هى ظلم وذنب وأثم وفساد ...
فاذا لم يكن فى هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء احد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأمورا بها؛ كما ذكره أحمد عن أهل خراسان؛ إذ ذاك انهم لم يكونوا يقوون بالجهمية.
فاذا عجزوا عن أظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة.
وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف.
ولعله ان يكون فيه تأليف الفاجر القوى.
وكذلك لما كثر القدر فى أهل البصرة فلو ترك رواية الحديث عنهم (((لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم))).
فاذا تعذر اقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك الا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب كان تحصيل مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيرا من العكس.
ولهذا كان الكلام فى هذه المسائل فيه تفصيل.
وكثير من أجوبة الامام أحمد وغيره من الأئمة خرج على سؤال سائل قد علم المسئول حاله.
أو خرج خطابا لمعين قد علم حاله.
فيكون بمنزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلَّم؛ إنما يثبت حكمها فى نظيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/335)
(((فان أقواما جعلوا ذلك عاماً؛ فاستعملوا من الهجر والأنكار ما لم يؤمروا به)))، فلا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات، وفعلوا به محرمات.
وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية فلم يهجروا ما أمروا بهجره من السيئات البدعية بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهى الكاره، أو وقعوا فيها.
وقد يتركونها ترك المنتهى الكاره ولا ينهون عنها غيرهم ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها؛ فيكونون قد ضيعوا من النهى عن المنكر ما أمروا به إيجابا أو إستحبابا.
فهم بين فعل المنكر أو ترك النهى عنه وذلك فعل مانهوا عنه وترك ما أمروا به فهذا هذا.
ودين الله وسط بين الغالى فيه والجافى عنه والله سبحانه أعلم)).
@ وقال في (28/ 216): ((وأما هجر التعزير فمثل هجر النبى وأصحابه الثلاثة الذين خلفوا وهجر عمر والمسلمين لصبيغ فهذا من نوع العقوبات.
فإذا كان يحصل بهذا الهجر حصول معروف، أو اندفاع منكر = فهى مشروعة.
وان كان يحصل بها من الفساد ما يزيد على فساد الذنب = فليست مشروعة، والله أعلم)).
@ وقال رحمه الله في (28/ 221): ((واذا كان مبتدعا يدعوا والى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقا يخالف الكتاب والسنة، ويخاف ان يضل الرجل الناس بذلك = بيَّن أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله ويعلموا حاله.
وهذا كله يجب ان يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى، لا لهوى الشخص مع الأنسان؛ مثل ان يكون بينهما عداوة دنيوية، أو تحاسد، أو تباغض، أو تنازع على الرئاسة.
فيتكلم بمساويه مظهرا للنصح، وقصده فى الباطن الغض من الشخص واستيفاؤه منه.
فهذا من عمل الشيطان و انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى.
بل يكون الناصح قصده ان الله يصلح ذلك الشخص، وان يكفى المسلمين ضرره فى دينهم ودنياهم، ويسلك فى هذا المقصود ايسر الطرق التى تمكنه)).
@ وقال رحمه الله في الفتاوى (24/ 174): ((وصح عنه أنه قال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام)).
نعم ... صح عنه أنه هجر كعب بن مالك وصاحبيه رضى الله عنهم؛ لما تخلفوا عن غزوة تبوك وظهرت معصيتهم وخيف عليهم النفاق.
فهجرهم وأمر المسلمين بهجرهم، حتى أمرهم باعتزال أزواجهم من غير طلاق خمسين ليلة، إلى أن نزلت توبتهم من السماء.
وكذلك أمر عمر رضي الله عنه المسلمين بهجر صبيغ بن عسل التميمى لما رآه من الذين يتبعون ما تشابه من الكتاب إلى أن مضى عليه حول وتبين صدقه فى التوبة فأمر المسلمين بمراجعته.
فبهذا ونحوه رأى المسلمون أن يهجروا من ظهرت عليه علامات الزيغ ((من المظهرين للبدع، الداعين إليها والمظهرين للكبائر)).
فأما من كان مستترا بمعصية أو مسرا لبدعة غير مكفرة فان هذا لا يهجر.
وإنما يهجر الداعى إلى البدعة.
إذ الهجر نوع من العقوبة وإنما يعاقب من أظهر المعصية قولا أو عملا.
وأما من أظهر لنا خيرا فإنا نقبل علانيته ونكل سريرته إلى الله تعالى؛ فإن غايته أن يكون بمنزلة المنافقين الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم إلى الله لما جاءوا إليه عام تبوك يحلفون ويعتذرون.
ولهذا كان الإمام احمد وأكثر من قبله وبعده من الأئمة كمالك وغيره لا يقبلون رواية الداعى إلى بدعة ولا يجالسونه بخلاف الساكت.
وقد أخرج أصحاب الصحيح عن جماعات ممن رمي ببدعة من الساكتين ولم يخرجوا عن الدعاة إلى البدع.
والذى أوجب هذا الكلام أن وفدكم حدثونا بأشياء من الفرقة والاختلاف بينكم حتى ذكروا ان الأمر آل إلى قريب المقاتلة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
والله هو المسؤول أن يؤلف بين قلوبنا وقلوبكم ويصلح ذات بيننا ويهدينا سبل السلام)).
@ قال أبو عمر السمرقندي: هذه الفرقة وقرب المقاتلة التي أشار إليها شيخ الإسلام ابن تيمية هو ما حصل في بقاع كثيرة من بلاد العالم - حتى في المراكز الإسلامية في أوربا - بين المسمين؛ لأجل فتاوى طيَّارة تأتي عبر الهاتف وغيره من بعض من قلَّ عندهم العلم والورع والعقل، من المنتحلين - زعموا - للجرح والتعديل بغياً وعدواناً على أهل الصلاح والخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/336)
فحصل لأجل ذلك فرقة كبيرة بين المسلمين ((من أهل السنة والجماعة = أتباع السلف الصالح؟!!))؛ بدعوى هجر المبتدع!!
فوالله كم أفسدوا بين العباد لقلة علمهم وفقههم لنصوص الكتاب وأقوال السلف، وخرجوا عن سبيل المؤمنين.
@ وقال الإمام ابن القيم في زاد المعاد (3/ 578): ((وفيه دليل أيضا على هجران الإمام والعالم والمطاع لمن فعل ما يستوجب العتب.
ويكون هجرانه دواء له؛ بحيث لا يضعف عن حصول الشفاء به ولا يزيد في الكمية والكيفية عليه؛ فيهلكه.
إذ المراد تأديبه لا إتلافه)).
@ قال أبو عمر السمرقندي: كثير من هؤلاء السطحيين وشيوخهم يتلفون الدعاة العاملين وينسفون جهودهم، ويبعثرون أتباعهم شذر مذر؛ دون عقل أو فهم أو حكمة، فلا خيراً فعلوا ولا عن شرٍّ منعوا.
@ وقال ابن القيم أيضاً في نونيته الكافية الشافية:
واهجر ولو كل الورى في ذاته ... لا في هواك ونخوة الشيطان
واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى ... إن لم يكن بد من الهجران
@ قال أبو عمر السمرقندي: هؤلاء السطحيون المفسدون يهجرون بأذايات بالغة، دون مناصحة ولا ملاطفة، بكلمات جرح نارية يوزعونها على عباد الله الصالحين.
وأخيراً ... فكثير من منتحلي هذا المنهج السطحي الباغي مقلدة متعصبة، لا يرتضون كلاماً إلاَّ من أشياخهم الجهلة، وكلام شيخ الإسلام هذا لن يروق مشاربهم، بل ولا الألباني ولا ابن باز ولا ابن عثيمين، ولا كل من يخالفهم في منهجهم الباغي.
ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله!
__________________________________________________
تنبيه هام:
من كانت عنده حجة بكلام عليه أثارة من علم فليكتب، وإلاَّ فلا يفسد علينا الموضوع الذي تعبت في نقل مادته العلمية، وأرجو من الله فيه الأجر الكبير؛ لما فيه من بيان أمر عظيم ابتلي كثير من العباد به في هذا الزمان.
و ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).
وأخوِّل المشرفين بحذف كل مشاركة فيها إفساد للموضوع أو خروج له عن مساره العلمي.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 08:26 م]ـ
جزى الله شيخنا المفضال أبا عمر السمرقندي خير الجزاء على تلك النقولات القيمة التي أتحفنا بها.
وتأييداً لما ذكره فضيلته من مقوله ومن منقوله أقول إن بعض الناس يسلك في نقله لمذهب السلف طريقة الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ويأتي بكلام حق ويريد به الباطل.
فينتقي من مذهب السلف تلك النصوص التي فيها الأمر بهجر أهل البدع، وينزلها على أهل السنة الذين وقع منهم خطأ أو تأويل في مسألة أو مسائل.
متجاهلا أن السلف الصالح رضوان الله عليهم كانوا يجالسون الحسن وقتادة وأمثالهما من السادات الكرام الذين رموا ببدع كالقدر أو الإرجاء أو التشيع أو النصب، ثم كانوا يترحمون على عبد الرزاق والنسائي والحاكم ويجالسونهم ويأخذون العلم منهم مع ما رموا به من تشيع (بلا رفض) وعلى الباجي وابن العربي المالكي والنووي وغيرهم من أئمة المسلمين على ما كان فيهم من أشعرية.
وقبلهم أمر الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام أن يقولا لفرعون قولا ليناً، وجاء في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين واليهود فسلم عليهم ولم يقل للمسلين كيف تجالسون المشركين؟.
وأما تكنية المشرك فضلا عن المبتدع فقد كنى الله تعالى أبا لهب، وكنى النبي صلى الله عليه وسلم أبا طالب وأبا حباب (عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين)
فلا بد من النظر إلى النصوص والآثار مجتمعة، والعمل بها كلٌ في موضعه، بفقه وحلم، لا بجهل وهوى، ولا أن يأخذوا ما وافق أهواءهم ويتركوا ما لم يعجبهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يُرد منها، وإما لرأي رأوه، وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286]. وفي الصحيح قال: ((قد فعلت)) [مسلم ح126] [الفتاوى 19/ 286].
وقال الذهبي رحمه الله في ترجمة التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي: "كان يرى القدر نسأل الله العفو .. ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه وبذل وسعه .. إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك". [سير أعلام 7/ 271].
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيرا مرة أخرى أبا عمر، وسدد الله قلمك وأثابك على غيرتك
وشفقتك على المسلمين، وهدى الله المسلمين للحق واجتماع الكلمة
على الخير ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/337)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 10:29 م]ـ
الأخوان الفاضلان الشيخان: أبي خالد السلمي ورضا صمدي ... بارك الله فيهما
وأنتما فجزاكما الله خير الجزاء وأوفاه على إمتاعي بمشاركتكم ومروركم المشرف النافع.
ووالله مازالت هذه الفتنة تتأجَّج في أوساط المسلمين، تهلك ثمارهم، وتحرق جهودهم، وترمي بها في أتون البلابل ومحرقة الفتن، نعوذ بالله منها.
((ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشدَّ تثبيتاً)).
وبالمناسبة ..
فسأخبركم بقصة واحدة حسب، لكنها جد مؤلمة .. ولها نظائر يعرفها كثير منكم:
حدثني أحد إخواني الدعاة ممن يسافر في رمضان للدعوة في بلاد الغرب أنه ذهب سنة من السنين إلى مركز من الماركز التي تجمع شتات المسلمين الذين في تلك البلاد قديمهم وحدثاؤهم بالإسلام.
يقول: فلما وصلت رأيت الهول، انحبست داخل غرفتي خلال الشهر كله، وتمنيت أن لو لم أذهب.
قال: وجدت أولئك المساكين من أجهل الناس بعلوم الشرع، حتى في أبسط فقه العبادات التي يعلمها أطفالنا ههنا.
غير أنهم موعبون علماً - وبئس العلم - بالكلام في فلان وفلان؟!!
ومجالسهم جلها في ذاك المركز حول ذي الموضوعات!!
ومنهم من أسلم حديثاً !!
قال: وفي أثناء وجودي أنشطروا إلى طوائف، فخرجت منها طوائف؛ كل ذلك لأجل اتصال هاتفي واحد بأحد مؤججي الفتن، سئل عن رجل من أهل الصلاح والخير في ذاك المركز أنه قال كذا في يوم ما؛ فما رأيك به؟ قال: هذا ضال مبتدع ... اهجروه و .. و ...
فانقسم الناس حوله مزقاً.
قال: وكانوا قبل أن آتيهم قد انقمسوا إلى فرقتين لكل منهما مصلى ومنبر و ...
قلت: ومادورك وجهودك؟ أين هي؟
قال: لم يأذنوا لي بإلقاء محاضرة أو درس؛ لأنهم يتوجَّسون مني شراً، لكنهم اكتفوا بإمامتي لهم في صلاة التراويح لاضطرارهم وعدم وجود من يقوم بذلك بينهم.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 11:03 م]ـ
بل جزاك الله خيرا مرة ثالثة يا أبا عمر ..
ولن أذهب معك بعيدا، فعندنا في تايلند بعض طلبة العلم درسوا في
المدينة، وارتبطوا ببعض الجمعيات في الإمارات، وتصور أن هذه
الجمعيات الخيرية في الإمارات لها أياد بيضاء في العمل لدين
الله تعالى، ورأت أن تهدي مجموعة من الكتب للدعاة الذين يعملون
في تايلند، وطبعا تايلند دولة بوذية وحكامها كلهم بوذيون عن
بكرة أبيهم، ورؤساء المسلمين أشاعرة وليس لهم أي سلطة رسمية
بل مجرد مناصب تشريفية للمناسبات، تصور ماذا أرسلت تلك الجمعيات
من كتب ليوزع على الدعاة وطلبة العلم؟؟؟
كتب عن السمع والطاعة للحكام وعدم الخروج عليهم وعدم الرد عليهم
بصورة علنية!!!!!!!!!!!
وعندما جرت أحداث أفغانستان والعراق قام بعض المسلمين بتظاهرة
أمام السفارة الأمريكية في بانكوك (بعد أخذ الإذن من السلطات
الرسمية وبعد تأييد القيادات الدينية المسلمة للمظاهرة) فقامت
تلك المجموعة من الدعاة بمهاجمة أولئك المسلمين وقالوا: لا يجب
علينا شيء إلا الصبر والدعاء، أما المظاهرة فهي بدعة وتؤدي
إلى فتن (!!!) وأتوا بفتوى الشيخ ابن باز، وقاموا بترجمة هذه
الفتوى إلى اللغة التايلندية (مع أنهم ليس لهم أي نشاط تأليفي
سابق) وقاموا بتحذير المسلمين من شرور هذه الطائفة التي تظاهرت
أمام السفارة أنها من الخوارج أو الإخوان أو المبتدعة الضالين!!!
أما الذي لن ينقضي له عجبك أخي أبا عمر وأخوتي القراء أن هذه
الطائفة من الدعاة يعلمون أن المجتمع التايلندي يعج بوثنية صريحة
يعني كفر وشرك ليس عليه خلاف، وهل هناك خلاف على أن البوذية كفر
وشرك، ولكن هذه الطائفة ليس لها أي مجهود، أقول جازما أي
مجهود في دعوة البوذيين أو مهاجمة الشرك والكفر الصريح أو
الوثنية التي تغرق فيها البلاد ..
وقد تمكنوا من شراء ساعة من الإذاعة الحكومية ولكنهم أجبروا من
مالك الوقت أن يعلنوا في وقتهم لبعض الشركات، تصور ماهي
الشركة التي تعلن في وقتهم؟؟؟
شركة تصنع تماثيل بوذا!!!
ومؤسسة دينية بوذية تعلن عن الاحتفالات الخيرية البوذية!!!
كاتب هذه السطور سلفي أمضى كل حياته في الدفاع عن هذا الشعار
وعن العقيدة السلفية والدعوة إليها، ولكن الطائفة التي وجدتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/338)
في تايلند تفعل كل هذا الذي ذكر أعلاه طائفة سمت نفسها:
اتحاد السلفيين!!!
فإنا لله وإنا إليه راجعون ...
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[16 - 08 - 03, 02:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد القيمة.
الشيخ رضا: أعانكم الله.
و الرجاء من أبي عمر السمرقندي ـ جزاه الله خير الجزاء ـ الاكتفاء بالحبر الأسود في الكتابة فهذا اللون مما يرهق العين في قراءته.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 08 - 03, 07:19 ص]ـ
أخي الفاضل: رضا صمدي ... بارك الله فيك
والقصص في هذا كثيرة، ويبدو أن البلاء قد سرى إلى بلادكم أيضاً؟!! ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
أخي الفاضل: (أنا مسلم) وأنا أيضاً مسلم، أبشر باللون الأسود.
---------------------------------------------
تتمة:
وهاتان فتوتان للشيخ ابت باز في نفس موضوعنا، من موقعه على الشبكة:
1 - http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1226
وأما قول السائل ما موقف المسلم الذي على السنة المحمدية وله بهذه الطائفة رابطة نسب هل يوادهم بمعنى يكرمهم ويكرمونه ويتزوج منهم ويزوجهم مع العلم بأنهم يجاهرون بعقيدتهم ويقولون إنهم الفرقة الناجية وأنهم على الحق ونحن على الباطل. .؟
والجواب:
إذا كانت عقيدتهم هي ما تقدم في الأسئلة مع موافقة أهل السنة في توحيد الله سبحانه وإخلاص العبادة لله وعدم الشرك به لا بأهل البيت ولا بغيرهم فلا مانع من تزويجهم والتزوج منهم وأكل ذبائحهم والمشاركة في ولائمهم وموادتهم على قدر ما معهم من الحق وبغضهم على قدر ما معهم من الباطل؛ لأنهم مسلمون قد اقترفوا أشياء من البدع والمعاصي لا تخرجهم من دائرة الإسلام، وتجب نصيحتهم وتوجيههم إلى السنة والحق وتحذيرهم من البدع والمعاصي فإن استقاموا وقبلوا النصيحة فالحمد لله وهذا هو المطلوب، أما إن أصروا على البدع المذكورة في الأسئلة فإنه يجب هجرهم وعدم المشاركة في ولائمهم حتى يتوبوا إلى الله ويتركوا البدع والمنكرات كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك الأنصاري وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك بغير عذر شرعي،
وإذا رأى قريبهم أو مجاورهم أن عدم الهجر أصلح وأن الاختلاط بهم ونصيحتهم أكثر فائدة في الدين وأقرب إلى قبولهم الحق فلا مانع من ترك الهجر؛ لأن المقصود من الهجر هو توجيههم إلى الخير وإشعارهم بعدم الرضا بما هم عليه من المنكر ليرجعوا عن ذلك فإذا كان الهجر يضر المصلحة الإسلامية ويزيدهم تمسكا بباطلهم ونفرة من أهل الحق كان تركه أصلح كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم هجر عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين لما كان ترك هجره أصلح للمسلمين،
أما إن كانت هذه الطائفة تعبد أهل البيت كعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أو غيرهم من أهل البيت بدعائهم والاستغاثة بهم وطلبهم المدد ونحو ذلك، أو كانت تعتقد أنهم يعلمون الغيب أو نحو ذلك مما يوجب خروجهم من الإسلام، فإنهم والحال ما ذكر لا يجوز مناكحتهم ولا مودتهم ولا أكل ذبائحهم بل يجب بغضهم والبراءة منهم حتى يؤمنوا بالله وحده كما قال الله سبحانه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
وقال عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وقال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ وقال تعالى: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ وقال سبحانه: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ الآية، وقال تعالى: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/339)
ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا قول الله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الذنب أعظم فقال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك الحديث. وفي صحيح مسلم عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله من ذبح لغير الله والأحاديث الدالة على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وعلى تحريم الشرك به وعلى أنه سبحانه مختص بعلم الغيب كثيرة جدا.
وفيما ذكرناه مقنع وكفاية لطالب الحق إن شاء الله، والله ولي التوفيق وهو الهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل.
أما قول هذه الطائفة أنهم الفرقة الناجية وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل فالجواب عنه أن يقال: ليس كل من ادعى شيئا تسلم له دعواه بل لا بد من البرهان الذي يصدق دعواه كما قال الله سبحانه: قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو يعطى الناس بدعواهم هم لادعى أناس دماء رجال وأموالهم الحديث متفق على صحته من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث أنه قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قيل: من هي يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي
فهذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث الصحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل: يا رسول الله: من يأبى. قال: " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى - كلها تدل على أن الفرقة الناجية من هذه الأمة هم المتمسكون في عقيدتهم وأقوالهم وأعمالهم بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
وقد دل كتاب الله الكريم على ما دلت عليه سنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم من أن الفرقة الناجية هم المتبعون لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسائرون على نهج أصحابه بإحسان رضي الله عنهم، قال الله عز وجل: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وقال سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ فهاتان الآيتان الكريمتان دالتان على أن الدليل على حب الله هو اتباع رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في العقيدة والقول والعمل، وعلى أن اتباع أصحابه من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان في العقيدة والقول والعمل هم أهل الجنة والكرامة وهم الفائزون برضى الله عنهم ورضاهم عنه ودخولهم في الجنات أبد الآباد، وهذا بحمد الله واضح لا يخفى على من له أدنى مسكة من علم ودين، والله المسئول أن يهدينا وسائر إخواننا المسلمين صراطه المستقيم صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجعلنا من اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بإحسان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.
2 - http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1535
الأخ/ م. م من الجزائر بعث إلينا سؤالا يقول فيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/340)
س: ما القول في معاملة أصحاب الكبائر كاللواط والزنا وغيرها من الذنوب التي جاءت النصوص بالوعيد الشديد لمن يقترفها. هل يجوز الكلام مع أصحاب هذه الجرائم. وهل يجوز إلقاء السلام عليهم. . وهل تجوز مصاحبتهم بقصد تذكيرهم بوعيد الله وأليم عقابه إذا كان فيهم بوادر التوبة. .؟
جـ: من يتهم بهذه المعاصي تجب نصيحته وتحذيره منها ومن عواقبها السيئة وأنها من أسباب مرض القلوب وقسوتها وموتها، أما من أظهرها وجاهر بها فالواجب أن يقام عليه حدها وأن يرفع أمره إلى ولاة الأمور، ولا تجوز صحبتهم ولا مجالستهم بل يجب هجرهم لعل الله يهديهم ويمن عليهم بالتوبة إلا أن يكون الهجر يزيدهم شرا، فالواجب الإنكار عليهم دائما بالأسلوب الحسن والنصائح المستمرة حتى يهديهم الله. ولا يجوز اتخاذهم أصحابا، بل يجب أن يستمر في الإنكار عليهم وتحذيرهم من أعمالهم القبيحة، ويجب على ولاة الأمور في البلاد الإسلامية أن يأخذوا على أيديهم وأن يقيموا عليهم الحدود الشرعية، ويجب على من يعرف أحوالهم أن يساعد الدولة في ذلك لقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقوله عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية. . وقوله سبحانه وتعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم أخرجه مسلم أيضا. والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يوفقهم للتواصي بالحق والصبر عليه، وأن يجمع كلمتهم(25/341)
هل تثبت لله هذه الصفة؟؟؟؟
ـ[ابو نورا]ــــــــ[15 - 08 - 03, 11:16 م]ـ
هل ثبتت لله هذه الصفة وهي صفة السكوت مستدلا بحديث " وسكت عن أشياء ..... ؟
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[15 - 08 - 03, 11:48 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8826&highlight=%D3%C7%DF%CA
ـ[الاعمش]ــــــــ[16 - 08 - 03, 02:45 ص]ـ
الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله يثبتها "" أي صفة السكوت "" لله عز و جل ((راجع أشرطة شرح العقيدة الواسطية - الشريط الأول - للشيخ بن باز رحمه الله - 4 أشرطة - انتاج تسجيلات البردين الإسلامية)).(25/342)
من أقوال أئمة أهل السنة في وجوب بغض أهل البدع ومقتهم.
ـ[الناصح الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 03, 09:49 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه. أما بعد:
فهذه بعض الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية.
عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].
وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219]. قال شعبة –رحمه الله-: "كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي" [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/ 308].
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي: " وكان الشافعي - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم " مناقب الشافعي (1/ 469).
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "، (طبقات الحنابلة (1/ 196)) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/ 140].
وقال الفضيل بن عياض: وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه " (انظر شرح السنة للبربهاري (ص: 138 - 139)، والإبانة لابن بطة (2/ 460).)
وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة. (انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/ 1154)، والحلية لأبي نعيم (10/ 392)
و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -: " ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم - إلى وقتنا هذا … " ومما ذكره في هذا الشرح: " ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك. ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه (أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة " [الشرح والإبانة (ص 282)]
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني – رحمه الله - حاكياً مذهب السلف أهل الحديث: " واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم." عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص: 123)
وقال أيضاً: " ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} " (عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص: 114 - 115)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/343)
وقال الإمام البغوي رحمه الله: ((وفيه دليل (أي حديث كعب بن مالك) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/ 226 - 227).
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد: ((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/ 13].
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البدع من جهة عمان، كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين: ((ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - قدس الله روحه - التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم)) مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (3/ 111).
وقال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله تعالى - في كتابه ((كشف الشبهتين)) (ص: 37 - 48): ((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين: الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر. والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع.)) ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة. ثمّ قال: ((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).
وقال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - في كتابه ((القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ)) (ص: 31 - 33): ((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).
وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة (1/ 160)، ومناقب أحمد لابن الجوزي (ص: 250). وقال الشيخ حمود التويجري: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ (ص: 230 - 231).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-: "والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):
يا أشعريّة يا أسافلة الورى ... يا عمي يا صمّ بلا آذان إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم ... بغضاً أقلّ قليله أضغاني لو كنت أعمى المقلتين لسرّني ... كيلا يرى إنسانكم إنساني
جمعها/أبو عبدالله المدني
منقول / وكل الشكر للأخ أبو عبدالله على هذا الجمع.
السلام عليكم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 08 - 03, 11:19 ص]ـ
حتى تتم الاستفادة من هذا الموضوع وحتى لا يكون كلمة حق أريد بها باطل لا بد من مطالعة تعقيبات الشيخ أبي عمر السمرقندي التي في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11320
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/344)
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[17 - 08 - 03, 11:24 ص]ـ
ليس الشأن في أن أهل البدع يهجرون , فهذا من العلم المشهور بين طلاب العلم .. لا ترى فيه منازعاً .. من حيث الأصل.
إنما الشأن في تحقيق المناط في هذه القضية ..
فمن هو المبتدع الذي يهجر؟
وما ضابط البدعة التي يهجر لأجلها؟
ومتى يكون الهجر , وممّن؟
وما صفة الهجر , وهل تختلف من شخص لآخر , وعصرٍ لعصر؟
...............
إنما يأتي البلاء ممن يسمع أو يقرأ هذه النصوص , فيذهب فينزِّلها على من لا يستحقها , جهلاً وعدوانا.
وإنما يتفاوت الناس .. في فهم كلام السلف ومنهجهم , وهو من جليل العلم الذي غفل عنه هواة التصنيف وعشاقه.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[18 - 08 - 03, 04:28 ص]ـ
شيخنا المبجل أبا خالد.
والشيخ المكرم ظافر ... سدد الله رأيكما .. وجزى الله خيرا جامع
النقول فهي مهمة في بابها معينة لمن أراد التزام منهج السلف
مع (الدعاة إلى البدع العقدية المغلظة من المعاندين ومن قامت
عليهم الحجة) ...
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 09:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من علامات أهل السنة
الحمد لله عظيم المنة وناصر الدين بأهل السنة, معز من أطاعه واتقاه, وقاصم من أعرض عنه وعصاه والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد الغر المحجلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
من المعلوم أن النبي ? أخبر أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, وهي السائرة على ما كان عليه النبي ? وأصحابه, هي التي تنجوا من عذاب الله - تبارك وتعالى - وسخطه, بخلاف غيرها ممن حرف وبدل وتنكب صراط ربه - تبارك وتعالى -, وهذا يوجب على المسلمين أن يجتمعوا على الحق وأن يردوا ما تنازعوا واختلفوا فيه إلى الله تبارك وتعالى - والرسول ? لقول الله - تبارك وتعالى -: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} , وقوله سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} , وهاتين الآيتين عامتان في أي نزاع أو خلاف يقع بين المسلمين, سواء كان في العقائد والأحكام أو الأخلاق وغيرها, وسموا بأهل السنة لأنهم يعظمون السنة والآثار ويعملون بهما, وسموا بالجماعة لأنهم مجتمعون على ذلك, فمدار هذا الوصف على إتباع السنة وموافقة ما جاء بها؛ من الاعتقاد، والعبادة والهدي والسلوك والأخلاق وملازمة جماعة المسلمين, وبهذا لا يخرج تعريف أهل السنة والجماعة عن تعريف السلف، والسلف: هم الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - والتابعون, ويلحق بهم العاملون بالكتاب المتمسكون بالسنة، إذن فالسلف هم أهل السنة الذين قصدهم النبي ? ومن سار على نهجهم, وهذا هو المعنى الأخص؛ لأهل السنة والجماعة؛ فيخرج من هذا المعنى كل الطوائف المبتدعة, وأهل الأهواء؛ كالخوارج والجهمية والمرجئة والشيعة, ويلحق بهم الأحزاب العلمانية, وغيرهم.
والسنة في هذا الصدد تقابل البدعة, والجماعة تقابل الفرقة، وهو المقصود في الأحاديث التي أمرت بلزوم الجماعة وفيها النهي عن التفرق.
ولهذا جاء عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قول الله - تبارك وتعالى -: {يوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} , قال: "تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة ".
وأما المعنى الأعم لأهل السنة والجماعة؛ فيدخل فيه جميع المنتسبين إلى الإسلام عدا الرافضة, ويطلق أحياناً لبعض أهل البدع والأهواء بأنهم من أهل السنة والجماعة؛ لموافقتهم لأهل السنة المحضة في بعض المسائل العقائدية مقابل الفرق الضالة، وهذا المعنى أقل استعمالاً عند علماء أهل السنة والجماعة؛ لتقيده في بعض المسائل الاعتقادية، ومقابل بعض الطوائف المعينة كالروافض, والخوارج والرافضة والمرجئة والقدرية, وغيرها.
وأهل السنة والجماعة: يتميزون على غيرهم من الفرق؛ بصفات وخصائص وميزات نذكر بعضاً منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/345)
قال ابن أبي العز الحنفي - رحمه الله - في شرحه الطحاوي: " وطريق أهل السنة أن لا يعدلون عن النص الصحيح، ولا يعارضوه بمعقول، ولا قول فلان، كما أشار إليه الشيخ - رحمه الله: " سمعت الحميدي يقول: كنا عند الشافعي - رحمه الله - فأتاه رجل فسأله عن مسألة، فقال: قضى الله رسول ألله ? كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: سبحان الله أتراني في كنيسة أتراني في بيعة أتراني على وسطي زنار؟! أقول لك: قضى رسول الله ? وأنت تقول ما تقول أنت؟! ونظائر ذلك في كلام السلف كثير قال الله - تعالى -: ? وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ? [سورة الأحزاب: 36] , وقال شيخ الإسلام - رحمه الله -: " ثم من طريقة أهل السنة والجماعة: إتباع آثار رسول الله ? باطناً وظاهراً، وإتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وإتباع وصية رسول ? حيث قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) () , ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله - تعالى -، وخير الهدي هدي محمد ? ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد ? على هدي كل أحد، وبهذا سموا: أهل الكتاب والسنة، وسمو أهل الجماعة، لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسماً لنفس القوم المجتمعين، والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين؛ وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنه أو ظاهرة مما تعلق بالدين" ().
وقال الإمام الصابوني - رحمه الله -: " ويتحابون في الدين ويتباغضون فيه، ويتقون الجدل في الله والخصومات فيه، ويجانبون أهل البدع والضلال، ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات ويقتدون بالنبي ? وبأصحابه الذين هم كالنجوم بأيهم اقتدوا اهتدوا، كما قال النبي ? بقوله فيهم () , ويقتدون بالسلف الصالحين من أئمة الدين وعلماء المسلمين، ويتمسكون بما كانوا به متمسكين، من الدين المتين والحق المبين" ().
ومن علامات أهل السنة لا يعرفون اسم ينتسبون إليه غير الإسلام والسنة كما قال ابن قدامه المقدسي - رحمه الله -: " وكل متسم يغير الإسلام والسنة مبتدع" () , وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - حفظه الله -: " أهل الإسلام ليس لهم سمة سوى الإسلام والسلام" ().
ومن علاماتهم أنهم غرباء فعن عمر بن عوف بن زيد قال: قال رسول الله ?: ((إ ن هذا الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبا للغرباء، قيل يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: ((الذين يحيون سنتي من بعدي، ويعلمونها عباد الله)) ().
وهم وسط بين جميع الطوائف في الأسماء والصفات وفي باب القدر وفي مسائل الإيمان وفي أصحاب رسول الله ? وفي باب الوعد والوعيد وأفعال الله تعالى؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " فهم وسط في باب صفات الله - تبارك وتعالى - بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة، وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرها, وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية, وفي باب أسماء الإيمان والدين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية؛ وفي أصحاب رسول الله ? بين الرافضة والخوارج" ().
وهم المتمسكون بدين الله التوابين عنه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فإن ذلك من النصيحة للأمة.
قال شيخ الإسلام: " ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمر القضاء ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله ?: ((أكمل المؤمنين إيماناََ أحسنهم خلقاً)) () , ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق، ويأمرون بالمعروف بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفا سفها, وكل ما يقولونه أو يفعلونه من هذا وغيره، فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة، وطريقتهم هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمد ?، لكن لما أخبر النبي ?أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة وفي حديث عنه ? أنه قال: ((هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)) صحيح الجامع رقم (5343) صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة" ().
وقال الإمام الصابوني - رحمه الله -: " وأحدى علامات أهل السنة حبهم لأئمة السنة وعلمائها، وأنصارها وأوليائها، وبغضهم لأئمة البدع، الذين يدعون إلى النار ويدلون أصحابهم على دار البوار, وقد زين الله - سبحانه - قلوب أهل السنة ونورّها يحب علماء السنة، فضلاً منه جل جلاله ومنه" ().
فهذا ما تيسر جمعه من علامات لأهل السنة والجماعة, ونسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والعون وأن يرزقنا السير على منهج النبي ? حتى نكون منهم, ونسأله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل, وأن يجنبنا الزلل في القول والعمل بمنه وكرمه, والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله الأطهار وصحابته الكرام وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
بقلم أبي عبد الله محمد بن عبد الله العبدلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/346)
ـ[ابو سعد الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 08:27 م]ـ
بارك الله فيك اخي العبدلي.
عندي اشكال في نقطة مهمة حول ما ذكرت يراودني منذ مدة/
هل يلزم من كون الرجل اشعريا او تبليغيا او ....... ان يكون من اهل البدع.
فقد قرات في رسالة الامام احمد رحمه الله المسماة باصول السنةما معناه.
ان السنة اذا ترك الرجل منها خصلة واحدة لا يعد من اهلها. اي ليس من اهل السنة.
وكذلك بالنظر الى سيرة السلف رحمهم الله لم يشترطوا فيمن اقترف بدعة ان تتكاثر فيه البدع. بل بمجرد ما تثبت مخالفته لاصل من اصول اهل السنة الا اجريت عليه احكام المعاملة لاهل البدع. طبعا مع اقامة الحجة الرسالية عليه ان لم تكن قائمة عليه قبل ذلك.
ـ[أبوعلي السلفي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 01:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:13 ص]ـ
أخي الكريم هادي أسد:
الحديث أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 91) وقال: إسناد لا تقوم به حجة، لأن الحارث بن غصبيت مجهول، وأورده العلامة الألباني في السلسة الضعيفة (1/ 78 - 84 - 85 - 61) بألفاظ عدة من عدد من الصحابة, وقال: موضوع. لكني نقلت هذا الكلام وبينت أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة في الحاشية غير أنها لم تظهر.
ـ[هادي أسد]ــــــــ[19 - 10 - 09, 01:41 ص]ـ
أخي الكريم هادي أسد:
الحديث أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 91) وقال: إسناد لا تقوم به حجة، لأن الحارث بن غصبيت مجهول، وأورده العلامة الألباني في السلسة الضعيفة (1/ 78 - 84 - 85 - 61) بألفاظ عدة من عدد من الصحابة, وقال: موضوع. لكني نقلت هذا الكلام وبينت أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة في الحاشية غير أنها لم تظهر.
جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب
والمقصودون في البغض من أهل البدع هم أهل البدع الإعتقادية كمن قال القرآن مخلوق أو المرجئة
وليس كلّ صاحب بدعة يجب أن يعادى
فالمتتبع لأقوال الصحابة وعلماء السلف الصالح كانوا يقولون عن كثير من الأفعال التي يقوم بها أقرانهم أنّها بدعة ولكنّهم لايعادونهم المعادات التي في بدع العقائد
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:32 ص]ـ
قال ابن القيمـ رحمه الله تعالى ـ في "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد و إياك نستعين" من علامات أهل الحق أنهم:
((لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس، من الأسماء التي صارت أعلاما لأهل الطريق، وأيضا فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه فيعرفون به دون غيره من الأعمال؛ فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة.
وأما العبودية المطلقة فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم، ولا إشارة ولا اسم، ولا بزي،ولا طريق وضعي اصطلاحي،
بل إن سئل عن شيخه، قال: الرسول،
وعن طريقه، قال: الاتباع،
وعن خرقته، قال: لباس التقوى،
وعن مذهبه قال: تحكيم السنة،
وعن مقصوده ومطلبه، قال: ? يُرِيدُونَ وَجْهَهُ? (الكهف: من الآية28)،
وعن رباطه وعن خانكاه قال: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ? (النور:36_37)
وعن نسبه، قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تيم
وعن مأكله ومشربه، قال: ما لك ولها؟! معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وترعى الشجر حتى تلقى ربها.
واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل)) (3/ 174).
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:35 ص]ـ
قال ابن القيمـ رحمه الله تعالى ـ في "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد و إياك نستعين" من علامات أهل الحق أنهم:
((لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس، من الأسماء التي صارت أعلاما لأهل الطريق، وأيضا فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه فيعرفون به دون غيره من الأعمال؛ فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة.
وأما العبودية المطلقة فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم، ولا إشارة ولا اسم، ولا بزي،ولا طريق وضعي اصطلاحي،
بل إن سئل عن شيخه، قال: الرسول،
وعن طريقه، قال: الاتباع،
وعن خرقته، قال: لباس التقوى،
وعن مذهبه قال: تحكيم السنة،
وعن مقصوده ومطلبه، قال: ? يُرِيدُونَ وَجْهَهُ? (الكهف: من الآية28)،
وعن رباطه وعن خانكاه قال: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ? (النور:36_37)
وعن نسبه، قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تيم
وعن مأكله ومشربه، قال: ما لك ولها؟! معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وترعى الشجر حتى تلقى ربها.
واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل)) (3/ 174).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/347)
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:50 ص]ـ
• وللفضيل بن عياض - رحمه الله - كلاماً كثير نفيساً في ذم أهل البدع والتحذير منهم، فمن ذلك ما يلي:
فقال: " لا تجلس مع صاحب بدعة، فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة".
وقال: " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه".
وقال: " آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد" ().
• وقال الإمام أحمد رحمه الله: " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة؛ فساق أهل السنة أولياء، وزهاد أهل البدعة أعداء الله" ().
• وقال أيضاً: " أهل البدع ما ينبغي لأحد أن يجالسهم ولا يخالطهم ولا يأنس بهم" ().
• وقال الإمام البربهاري رحمه الله: " وإذا رأيت الرجل جالساً مع رجل من أهل الأهواء فحذّره وعرّفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى" ().
• وقال ابن تيميّة رحمه الله فيمن يوالي الاتحادية وهي قاعدة عامة في جميع أهل البدع: " ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظَّم كتبهم، أو عرف بمساندتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذيعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، أو من قال إنه صنف هذا الكتاب، وأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛ بل تجب عقوبة كلمن عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله" ()
• وقال البيهقي رحمه الله عن الشافعي رحمه الله: وكان - رضي الله عنه - شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم" ()
• قال ابن كثير حمه الله في ترجمة أبو محمد البربهاري: " العالم الزاهد الفقيه الحنبلي،الواعظ .. وكان شديدا على اهل البدع والمعاصي، وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة" ()
([1]) الإبانة لابن بطة (2/ 460).
([1]) طبقات الحنابلة (1/ 184).
([1]) الإبانة (2/ 475).
([1]) شرح السنة (121).
([1]) مجموع الفتاوى (2/ 132).
([1]) مناقب الشافعي (1/ 469).
([1]) البداية والنهاية (11/ 201) مكتبة المعارف, بيروت.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:38 ص]ـ
أجمع ائمة السلف على بغض اهل البدع والأهواء
ولكن هذا لا يعني عدم دعوتهم الي الصواب ونصحهم
وهل بعضهم يكون سبباً في منع دعوتهم وبيان الصحيح؟؟
ـ[محمد بن عبدالله العبدلي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:51 م]ـ
لدي بحثاً بعنوان فصل الخطاب في التحذير من البدع والافتراق وهذه الخطة التي يتكون منها فإذا كان لديك أي ملاحظة الرجاء تزويدنا بها:
الفصل الأول: التحذير من البدع وفيه مباحث:
المبحث الأول: تعريف البدعة.
المبحث الثاني: القول في ذم البدع وموقف السلف منها وفيه مطالب:
المطلب الأول: ذم البدع في القرآن.
المطلب الثاني: ذم البدع في السنة النبوية.
المطلب الثالث: الآثار الواردة في ذم البدع وأهلها وموقف أهل السنة منهم.
المبحث الثالث: أنواع البدع وفيه مطالب.
المطلب الأول: الفرق بين البدعة الحقيقية والإضافية.
المطلب الثاني: نماذج من البدع المعاصرة.
المطلب الثالث: الأسباب التي أدت إلى ظهور البدع.
المبحث الرابع: علامات أهل البدع وعلاما أهل السنة.
الفصل الثاني: التحذير من التفرق وفيه مباحث:
المبحث الأول: التمهيد وتعريف التفرق.
المبحث الثاني: الآيات الواردة في ذم التفرق والأمر بالزوم الجماعة.
المبحث الثالث: الأحاديث الواردة في النص من التفرق والأمر بالزوم الجماعة.
المبحث الرابع: ملحق فتاوى العلماء حول الجماعات.
الفصل الثالث: المخرج من البدع والافتراق وفيه مباحث:
تمهيد:
المبحث الأول: طلب العلم الشرعي.
المبحث الثاني التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
المبحث الثالث: التجرد من التعصب والهوى وإتباع الدليل ونبذ التقليد.
ثم الخاتمة فنسأل الله - تبارك وتعالى - حسنها وفيها أهم النتائج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/348)
سائلاً رب العزة والجلال أن يرزقنا التمسك بطاعته وطاعة رسوله ? وبما كان عليه الصحابة الكرام والتابعون لهم بإحسان، وبما كان عليه الأئمة من علماء المسلمين الموحدين وعصمنا وإياكم من التحزبات المنحرفة والأهواء المضللة والفتن العاصفة، وجعلنا ممن تحيى بهم السنن، وتموت بهم البدع وتقوى بهم قلوب أهل الحق، وتنقمع بهم نفوس أهل الأهواء والبدع بمنه وكرمه إنه سميعٌ قريب مجيب،كما أسأله أن ينفع به من قرأه أو أطلع عليه، والحمد لله أولاً وأخراً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبومشاري الحكمي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:13 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد: هذه مشاركة في:
(بغض أهل البدع والأهواء ومن رضي بفعلهم)
قال ابن المبارك
إني لامنحهم بغضا ًعلانية ولست اكتمه في الصدر كتماناً
ولاارى حرمة يوما لمبتدع وهناً يكون له مني وإدهانا
قال الفضيل بن عياض: اذا علم الله من رجل انه مبغض لصاحب بدعة رجوت الله ان يغفر له وان قل عمله/ تاريخ دمشق والشريعة للاجري
عن جابر الجعفي (شيعي متحرق) قال: قال لي جعفر بن محمد بن علي لما ودعته: ابلغ اهل الكوفة أني بريء ممن تبرأ من ابي بكر وعمر / تاريخ دمشق
عن عمرو بن مهاجر قال: ا ن أبا الجنوب مؤذن الضحاك بن قيس كان معلم كتاب. فجاءه فسلم عليه ثم قال: والله إني لأحبك أيها الامير لله تعالى. فقال له الضحاك بن قيس: وأنا والله أبغضك لله قال: ولم؟ قال انك: ترتشي في التعليم وتبغي في التأذين./ تاريخ دمشق
عن يحيي البكاء قال: كنت اخذ بيد ابن عمر رضي الله عنهما وهو يطوف بالكعبة فلقيه رجل من مؤذني الكعبة فقال: اني لأحبك في الله. فقال ابن عمر رضي الله عنهما: وإني لأبغضك في الله , انك تُحسِن صوتك لأخذ الدراهم / الطحاوي في المشكل وابن ابي شيبة
قال أحمدبن حنبل: تقربوا الى الله تعالى ببغض أهل الارجاء فإنه من أوثق الاعمال إلينا / طبقات الحنابلة
قلت وهم كثير لاكثرهم الله اهل الارجاء من (مفتي الحيل واصحاب الشاشات)
عن الاعمش قال: ذكر عند ابراهيم النخعي المرجئة فقال: والله لهم أبغض إلي من أهل الكتاب / الشريعة للاجري
قلت:لانهم يهود القبلة كماقال ابن عيينة
قال سفيان الثوري: اذا احببت الرجل في الله ثم أحدث حدثا ما في الاسلام فلم تبغضه عليه فلم تحبه في الله./ الحلية
قال الفضيل بن عياض: اللهم لاتجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبه قلبي./الابانة
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال اللهم لاتجعل لفاجر ....... / المسند
قال الفضيل: من احب صاحب بدعة أحبط الله عمله واخرج نور الإسلام من قلبه./ الحلية
قال الصابوني في عقيدته:
واهل السنة يبغضون اهل البدع الذين احدثوا في الدين ماليس من ولايحبونهم./عقيدة السلف
عن ابي اسحاق الفزاري عن الاوزاعي قال: مانقمنا على أبي حنيفة إلا انه يجيئه الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيخالفه لغيره./ ذم الكلام للهروي
عن معاذ بن انس الجهني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أعطى لله ومنع لله وانكح لله فقد استكمل الايمان./ الترمذي
عن عامر الشعبي قال قال عمر رضي الله عنه: والله لقد لان قلبي في الله حتى لهو الين من الزبد , ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو اشد من الحجر./ الحلية
عن جعونة قال: استعمل عمر بن عبدالعزيز عاملا فبلغه انه عمل للحجاج فعزله فأتاه يعتذر اليه. فقال: لم اعمل له الا قليلا: فقال: حسبك من صحبة شر يوم او بعض يوم. / الحلية
عن أبي الجوزاء قال لأن يجاورني في داري هذه قردة وخنازير أحب الي من ان يجاورني رجل من اهل الاهواء. ولقد دخلوا في هذه الاية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) ال عمران 118
عن ابي عطية الوادعي قال: قال عبدالله: اذا كان لك جارا فاجر لاتستطيع له غيراً خاقه بوجه مكفهر./ الزهد لوكيع
عن ابي الضحاك قال: قال ابو جعفر: اللهم اني ابرأ اليك من المغيرة وسعيد وبيان./ الطبقات
قلت: اللهم اني ابرأ اليك من كل مرجئ ومن ادعياء السلفية والخلفية ومن كل صاحب هوى. وفقنا الله واياكم للعمل بكتابه وسنة نبيه بفهم سلف هذه الامة.
ولو استقصي في هذا الباب لكانت مجلدات ولكن حسبك بالقليل المفيد لكل من له عقل وفهم رزين.
وكتبه/ عبدالله بن عبدالرحمن
ـ[أبو حذيفة الأثري السلفي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد ياسين ـ المغرب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:33 م]ـ
حتى تتم الاستفادة من هذا الموضوع وحتى لا يكون كلمة حق أريد بها باطل لا بد من مطالعة تعقيبات الشيخ أبي عمر السمرقندي التي في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11320
جزاك الله خيرا يا شيخ أبا خالد على نقل رابط كلام الشيخ السمرقندي حفطه الله ونفع به
كنت أبحث عنه طويلا
فيه فوائد قيمة وجمة
ولابد للمنصف المتجرد العاقل أن يقرأ ويستمع لكلام من يخالفه، ليس على الأصل: هجر أهل البدع، ولكن حول تعقيبات وإضافات وملاحظات دقيقة قد يتغاضى عنها الكثير من الإخوة
انظروا إن شئتم كتاب العلامة بكر أبو زيد رحمه الله (هجر المبتدع)
وأنت أيضا أخي الناصح الأثري جزاك الله خيرا على الآثار المنقولة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/349)
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:34 م]ـ
بارك الله فيكم و احسن اليكم ...
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:46 م]ـ
ذمّ أهل البدع والتحذير منهم أمرٌ لا غبار عليه، إذ انتشار البدعة يعني تحريف الدين وتغيير صورته الصحيحة التي أنزلها الله على رسله، وما انحرف أهل الكتاب عن دينهم إلا بانتشار البدع بينهم واعتبارها من الدين حتى غلبت البدع وصارت هي الدين المعمول به.
ولكن لابد من تحقيق نسبة البدعة إلى الشخص قبل رميه بالابتداع في الدين، فإن كثيرا من نابتة الأحداث يتلقفون أقوالا من فضلاء أهل العلم والدعوة ثم يحملونها ما لا تحتمل من المعاني ويصنفون صاحبها بالمبتدع ثم يطبقون أحكام المبتدع عليه. والغالب في مثل هذه الأحوال أن المتهم بالبدعة يكون عالما من أهل السنة متمسكا بهدي السلف الصالح. فترى المولع بالتصنيف يشهِّر به في الآفاق، ويحذِّر منه الناس، ويجعل خطره أشد من خطر اليهود والنصارى.
كما لابد من معاملة المبتدع بقدر بدعته وما ينتج عنها من أضرار، فإن بدعة التجهم والرفض ليست كبدعة الاعتزال والتأشعر، ومن تلبَّس ببدعة واحدة وهو من أهل السنة ليس كمن فارق السنة وعمل بالبدعة. والمنفرد بالبدعة ليس كالداعي إليها. وبدع الاعتقادات ليست كبدع العبادات.
فالعدل مطلوب في كل شيء، قال تعالى {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى} وكما يحذر على المسلم رمي أخيه بالكفر دون تثبت، كذلك يحذر من رمي أخيه بالبدعة دون وجه حق.
قال ابن القيم رحمه الله: "ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعًا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته في قلوب المسلمين". [إعلام الموقعين: 3 - 295]
وقال ابن عثيمين رحمه الله: "وأما موقفنا من العلماء المؤوِّلين، فنقول: من عرف منهم بحسن النية وكان له قدم صدق في الدين واتباع السنة فهو معذور بتأويله السائغ، فالقول الخطأ إذا كان صادرًا عن اجتهاد وحسن قصد لا يذم قائله، بل يكون له أجر على اجتهاده". [المجموع الثمين: 3 - 24]
والحق أن أكثر أولئك الأحدات ممن يتهمون العلماء والوعاظ بالبدعة بالهوى والتشهي تجد عندهم أشد ما رموا به غيرهم، بل وتجد لشيوخهم الذين يتعصبون لهم أمثال هذه البدع وأكثر منها، ولكن الهوى يعمي ويصم. عافانا الله وإياكم.
وهناك مبحث طيب للشيخ الدكتور عبد الرحمن بن أحمد علوش المدخلي بعنوان (فقه التعامل مع الأخطاء على ضوء منهج السلف الصالح).
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[28 - 10 - 09, 03:30 م]ـ
أهل البدع مسلمون من الفرق ال 72
وبما أنهم مسلمون مبتدعين فكيف نستثنيهم من هذه الأحاديث؟
**المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يُسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".
**"حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس".
**" حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه و إذا دعاك فأجبه و إذا استنصحك فانصح له و إذا عطس فحمد الله فشمته و إذا مرض فعده و إذا مات فاتبعه.
**" خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية و إجابة الدعوة و شهود الجنازة و عيادة المريض و تشميت العاطس إذا حمد الله ".
** " المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته و يحوطه من ورائه".
** " قتال المسلم كفر و سبابه فسوق و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"
** " المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم".
** " كل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه و دمه حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم".
** "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"
ولم أحد حديث واضح في وجوب هجر أهل البدع فلعل أحد الإخوان ينقل لنا شيئاً منها
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 11:29 م]ـ
هل يلزم من كون الرجل اشعريا او تبليغيا او ....... ان يكون من اهل البدع.
ـ[يوسف الطائي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 05:04 م]ـ
بارك الله فيك يا اخي الناصح الاثري
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[30 - 04 - 10, 05:10 ص]ـ
هل يلزم من كون الرجل اشعريا او تبليغيا او ....... ان يكون من اهل البدع.
نعم ......(25/350)
يوم يكشف عن ساق
ـ[تورانشاه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 09:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اخواني الكرام، قمت ببحث بسيط حول تفسير ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق" فوجدت ما يلي:
أخرج ابن جرير (24/ 29): حدثنى الحسن، قال: حدثنا ورقاء (ثقة)، عن ابن أبي نجيح (ثقة)، عن مجاهد (ثقة) قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر. وقال ابن عباس: ((هي شر ساعة تكون في يوم القيامة)).
=======
ايضا اخرج ابن جرير في تفسيره (29/ 24)، والبيهقى في ((الأسماء والصفات)) من طريق: أبى صالح (صدوق)، قال: حدثنا معاوية (ثقة)، عن علي (صدوق)، عن ابن عباس: قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: ((هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة)).
السند فيه انقطاع، وعلى ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس.
==
ايضا اخرج ابن جرير في التفسير (29/ 24)، والحاكم في المستدرك (2/ 499)، والبيهقي في الأسماء والصفات (746) من طريق: ابن المبارك (ثقة الفقيه العالم)، عن أسامة بن زيد الليثي (صدوق)، عن عكرمة، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق}. قال: ((هو يوم كرب وشدة)). ولفظه عند البيهقي: ((هذا يوم كرب وشدة)) وصححه الحاكم.
===
ايضا ابن جرير في تفسيره (29/ 24): حدثنا ابن حميد (وثقة جماعة ورضيه احمد)، قال: حدثنا مهران (سيء الحفظ)، عن سيفان (ثقة)، عن المغيرة (ثقة)، عن إبراهيم (ثقة)، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق} قال: ((عن أمر عظيم، كقول الشاعر: وقامت الحرب بنا على ساق)).
هذا الحديث ضعيف فيه سيء حفظ وابراهيم لم يسمع من ابن عباس
=====
وهذه احاديث ذكرها السيوطي في الدر المنثور، الجزء الخامس،
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر:
أصبر عناق أنه شر باق* قد سن لي قومك ضرب الأعناق * وقامت الحرب بنا على ساق
قال ابن عباس: هذا يوم كرب وشدة.
وأخرج الطستي في مسائلة عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: عن شدة الآخرة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
قد قامت الحرب بنا على ساق
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس {يوم يكشف عن ساق} قال: هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة.
وأخرج ابن مندة عن ابن عباس في قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: عن شدة الآخرة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مندة عن مجاهد في قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: عن شدة الأمر وجده قال: وكان ابن عباس يقول: هي أشد ساعة تكون يوم القيامة.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس أنه قرأ {يوم يكشف عن ساق} قال: يريد القيامة والساعة لشدتها.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس في قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: حين يكشف الأمر وتبدو الأعمال، وكشفه دخول الآخرة وكشف الأمر عنه.
وروى البيهقي في ((الأسماء والصفات)).من طريق: محمد بن الجهم (ثقة)، حدثنا يحيى بن زياد الفراء (ثقة)، حدثنا سفيان بن عيينة (ثقة)، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قرأ: {يوم يكشف عن ساق}. يريد: يوم القيامة لشدتها.
هذا حديث سنده صحيح.
هذه الاحاديث عن ابن عباس رضي الله عنه تثبت انه كان يؤول الساق بالشدة وله تأويلات أخرى ليس هذا مكان بسطها، فكيف ندعي ان السلف كان يثبت المعنى أو الظاهر من اللفظ ويفوضون الكيف؟
افيدونا بارك الله بكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:02 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4977
ـ[تورانشاه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 11:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
بارك الله بك اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه،
نعم هذا التاويل ثابت عن ابن عباس رضي الله عنه وقوله مروي من عدة طرق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/351)
قال ابن القيم في الصواعق: " حديث الشفاعة الطويل وفيه فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدا ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود مطابق لقوله فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال يكشف عن ساق عظيمة جلت عظمتها وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه قالوا وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال كشفت الشدة عن القوم لا كشف عنها كما قال الله تعالى فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون الزخرف50 وقال ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر المؤمنون75 فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة وهناك لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة" (1/ 252 - 253).
وقال شيخ الاسلام: " وقد يقال: إنَّ ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلا لله، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه. وأيضاً فحمل ذلك على الشِّدَّة لا يصح، لأن المستعمل في الشِّدَّة أن يقال: كشف الله الشِّدَّة، أي: أزالها، كما قال: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (، وقال: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ (، وقال: (وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (، وإذا كان المعروف من ذلك في اللغة أن يقال: كشف الشِّدَّة؛ أي: أزالها؛ فلفظ الآية: (يكشف عن ساق (، وهذا يراد به الإظهار والإبانة؛ كما قال: (كشفنا عنهم (وأيضاً فهناك تحدث الشِّدَّة لا يزيلها، فلا يكشف الشِّدَّة يوم القيامة، لكن هذا الظاهر ليس ظاهراً من مجرد لفظة (ساق (، بل بالتركيب والسياق وتدبر المعنى المقصود" أساس التقديس الورقة 261 نقلاً عن موقع الدرر السنية.
فشيخ الاسلام وابن القيم يرون انها من ايات الصفات وان المعنى هو ساق الرحمن وليس الشدة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها.) ولكننا نرى
هنا بارك الله فيك اختلاف عند السلف في تفسير هذه الاية، ابن عباس رضي الله عنه يؤولها بالشدة بينما نرى ابن مسعود رضي الله عنه يقول انها من الصفات كما هو ثابت عنه بان الرحمن يكشف عن ساقه يوم القيامة. ما هو التفسير الصحيح لهذا الاختلاف بارك الله فيك؟
السلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 12:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
لعل الرابط الذي وضعته لك في الإجابة وهو أن هذا الاختلاف اختلاف تنوع، وليس اختلاف تضاد فالآية شاملة للمعنيين.
ـ[تورانشاه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
بارك الله بك اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه واحسن اليكم،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها.)
هل تدلني رحم الله والديك على ايات الصفات التي يتحدث عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 03, 07:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك تراجع العقيدة الواسطية لابن تيمية فقد ذكر الآيات الواردة في الصفات
وكتاب العقيدة الواسطية موجود على هذا الرابط
http://www.taimiah.org/Docs/aqw.zip
وتجدها على هذا الرابط
http://www.al-eman.com/Islamlib/quranlist.asp?BID=275&CID=1
الشورى
11
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
الصافات
180
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
الإخلاص
1
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
البقرة
255
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/352)
{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ علْمِهِ ِإلاَّ ِبمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
الحديد
3
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}
الفرقان
58
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}
التحريم
2
{وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
سبأ
1
{وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير}
سبأ
2
{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}
الأنعام
59
{وَعِندَه مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين}
فصلت
47
{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِه}
الطلاق
12
{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}
الذاريات
58
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}
الشورى
11
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}
النساء
45
{إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}
الكهف
39
{وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ}
البقرة
253
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}
المائدة
1
{أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}
الأنعام
125
{فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}
البقرة
195
{وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
الحجرات
9
{وَأَقْسِطُوا إِنّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَْ}
التوبة
7
{فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}
البقرة
222
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
آل عمران
31
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}
المائدة
54
{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
الصف
4
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}
البروج
14
{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}
الفاتحة
1
{بسم الله الرحمن الرحيم}
غافر
6
{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا}
الأحزاب
43
{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}
الأعراف
156
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء}
الأنعام
54
{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}
يونس
107
{ِوَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
يوسف
64
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
المائدة
119
{رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}
النساء
93
{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}
محمد
28
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ}
الزخرف
55
{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ}
التوبة
46
{وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ}
الصف
3
{كَبُرَ مقْتًا عندَ اللَّهِ َأن تقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ}
البقرة
210
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/353)
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ}
الأنعام
158
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ َربِّكَ}
الفجر
21
{كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}
الفرقان
25
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً}
الرحمن
27
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}
القصص
88
{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}
ص
75
{مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}
المائدة
64
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان ِيُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء}
الطور
48
{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}
القمر
13
{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ}
طه
39
{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}
المجادلة
1
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
آل عمران
181
{لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}
الزخرف
80
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}
طه
46
{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}
العلق
14
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}
الشعراء
218
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
التوبة
105
{وَقُل ِاعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
الرعد
13
{وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال}
آل عمران
54
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
النمل
50
{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
الطارق
15
{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا}
النساء
45
{إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}
النور
22
{ِوَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
المنافقون
8
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}
ص
82
{فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
الرحمن
78
{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}
مريم
65
{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
الإخلاص
4
{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
البقرة
22
{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
البقرة
165
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}
الإسراء
111
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}
التغابن
1
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُل ِّشَيْءٍ قَدِيرٌ}
الفرقان
1
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}
المؤمنون
91
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُم عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
المؤمنون
92
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/354)
{عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
النحل
74
{فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
الأعراف
33
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
طه
5
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
طه
5
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
الأعراف
54
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
الأعراف
54
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
يونس
3
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش}
الرعد
2
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
طه
5
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اْستَوَى}
الفرقان
59
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ}
السجدة
4
{اللَّهُ الَّذِي َخلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ِفي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
الحديد
4
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}
آل عمران
55
{يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}
النساء
158
{بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْه}
فاطر
10
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
غافر
36
{يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا}
الملك
16
{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}
الملك
17
{أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ}
الحديد
4
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
المجادلة
7
{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
التوبة
40
{ِلاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}
طه
46
{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}
النحل
128
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}
الأنفال
46
{وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
البقرة
249
{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
النساء
87
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}
النساء
122
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}
المائدة
116
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ}
الأنعام
115
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً}
النساء
164
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}
البقرة
253
{مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ}
الأعراف
143
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}
مريم
52
{َنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}
الشعراء
10
{وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
الأعراف
22
{وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَة}
القصص
65
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}
التوبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/355)
6
{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ}
البقرة
75
{وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
الفتح
15
{يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ}
الكهف
27
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ}
النمل
76
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
الأنعام
92
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ}
الحشر
21
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
النحل
102
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
النحل
103
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا ُيعَلِّمَهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}
القيامة
22
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
المطففين
23
{عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ}
يونس
26
{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
ق
35
{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}
الحديد
4
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ ِبمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
الحديد
4
{وَهُوَ مَعَكُمْ}
البقرة
186
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ. . .}
المؤمنون
102
{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}
الإسراء
13
{وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}
الحج
70
{أَلَم تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
الحديد
22
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا في أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
التكوير
28
{لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ}
التكوير
29
{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
البقرة
178
{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ}
الحجرات
9
{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
الحجرات
10
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}
النساء
92
{فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ}
الأنفال
2
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}
الحشر
10
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
ـ[تورانشاه]ــــــــ[19 - 08 - 03, 05:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله بك اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه ونفع بك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/356)
اخي الكريم، صفة الوجه يستدل عليها بهذه الايات الكريمة:
الرحمن، 27، {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}
القصص، 88، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ}
--
الله سبحانه سبحانه وتعالى عبر بالوجه عن الذات كما يقول ابن كثير في تفسيره ج: 3 ص: 404،
وقوله كل شيء هالك إلا وجهه إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت كما قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام فعبر بالوجه عن الذات وهكذا قوله ههنا كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا إياه
تفسير القرطبي ج: 17 ص: 165
ويبقى وجه ربك أي ويبقى وجه الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه قال الشاعر قضى على خلقه المنايا فكل شيء سواه فاني وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم وقال ابن عباس الوجه عبارة عنه كما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وقال أبو المعالي وأما الوجه فالمراد به عند معظم أئمتنا وجود الباري تعالى وهو الذي ارتضاه شيخنا ومن الدليل على ذلك قوله تعالى ويبقى وجه ربك والموصف بالبقاء عند تعرض الخلق للفناء وجود الباري تعالى وقد مضى في البقرة القول في هذا عند قوله تعالى فأينما تولوا فثم وجه.
وقد ثبت في الصحيح خ3841 م2256 من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد إلا كل شيء ما خلا الله باطل.
وقال مجاهد والثورى في قوله كل شيء هالك إلا وجهه أي إلا ما أريد به وجهه وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له
قال ابن جرير 20127 ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
هنا ايضا بارك الله فيك نرى تاويل عند السلف لهذه الايات ولم يجمعوا على القول بان المقصود بالوجه هنا الجارحة وانما الذات او ما اريد به وجهه كما هو في البخاري.
فما هو التفسير الصحيح لهذا الاختلاف رحم الله والديك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 03, 09:24 ص]ـ
لابد أن تعرف أولا معنى اختلاف التنوع واختلاف التضاد
فإذا عرفت ذلك تبين لك أنه لايوجد اختلاف بين من فسر الوجه بالذات وبين من فسر الوجه بما أريد به وجه الله
فكل هذه المعاني صحيحة ولا تتعارض وليست من اختلاف التضاد
ولعلي أنقل لك كلام ابن تيمية رحمه الله حول خلاف التنوع والتضاد في التفسير
مجموع الفتاوى (13\ 333 - 340)
((الخلاف بين السلف فى التفسير قليل وخلافهم فى الأحكام أكثر من خلافهم فى التفسير
وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد
وذلك صنفان:
أحدهما:
أن يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى بمنزلة الأسماء المتكافئة التى بين المترادفة والمتباينة كما قيل فى اسم السيف الصارم والمهند وذلك مثل أسماء الله الحسنى وأسماء رسوله وأسماء القرآن فان أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضادا لدعائه باسم آخر بل الامر كما قال تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) وكل اسم من اسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التى تضمنها الإسم كالعليم يدل على الذات والعلم والقدير يدل على الذات والقدرة والرحيم يدل على الذات والرحمة ومن أنكر دلالة أسمائه على صفاته ممن يدعى الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة الذين يقولون لا يقال هو حى ولا ليس بحى بل ينفون عنه النقيضين فان أولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسما هو علم محض كالمضمرات وإنما ينكرون ما فى أسمائه الحسنى من صفات الاثبات فمن وافقهم على مقصودهم كان مع دعواه الغلو فى الظاهر موافقا لغلاة الباطنية فى ذلك وليس هذا موضع بسط ذلك
وإنما المقصود ان كل اسم من أسمائه يدل على ذاته وعلى ما فى الاسم من صفاته ويدل أيضا على الصفة التى فى الاسم الآخر بطريق اللزوم وكذلك اسماء النبى مثل محمد وأحمد والماحى والحاشر والعاقب وكذلك اسماء القرآن مثل القرآن والفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب وأمثال ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/357)
فاذا كان مقصود السائل تعيين المسمى عبرنا عنه بأى اسم كان اذا عرف مسمى هذا الاسم وقد يكون الاسم علما وقد يكون صفة كمن يسأل عن قوله ومن أعرض عن ذكرى ما ذكره فيقال له هو القرآن مثلا أو هو ما أنزله من الكتب فان الذكر مصدر والمصدر تارة يضاف الى الفاعل وتارة الى المفعول فإذا قيل ذكر الله بالمعنى الثانى كان ما يذكر به مثل قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر واذا قيل بالمعنى الأول كان ما يذكره هو وهو كلامه وهذا هو المراد فى قوله (ومن أعرض عن ذكرى) لأنه قال قبل ذلك فاما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى وهداه هو ما أنزله من الذكر وقال بعد ذلك قال (رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها)
والمقصود أن يعرف أن الذكر هو كلامه المنزل أو هو ذكر العبد له فسواء قيل ذكرى كتابى أو كلامى أو هداى أو نحو ذلك كان المسمى واحدا وإن كان مقصود السائل معرفة ما فى الاسم من الصفة المختصة به فلابد من قدر زائد على تعيين المسمى مثل أن يسأل عن القدوس السلام المؤمن وقد علم أنه الله لكن مراده ما معنى كونه قدوسا سلاما مؤمنا ونحو ذلك
إذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وان كان فيها من الصفة ما ليس فى الاسم الآخر كمن يقول أحمد هو الحاشر والماحى والعاقب والقدوس هو الغفور والرحيم أى أن المسمى واحد لا ان هذه الصفة هى هذه الصفة ومعلوم أن هذا ليس اختلاف تضاد كما يظنه بعض الناس مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم فقال بعضهم هو القرآن أى أتباعه لقول النبى فى حديث على الذى رواه الترمذى ورواه أبو نعيم من طرق متعددة هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وقال بعضهم هو الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم فى حديث النواس بن سمعان الذى رواه الترمذى وغيره (ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتى الصراط سوران وفى السورين أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وداع يدعو من فوق الصراط وداع يدعو على رأس الصراط قال فالصراط المستقيم هو الاسلام والسوران حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله والداعى على رأس الصراط كتاب الله والداعى فوق الصراط واعظ الله فى قلب كل مؤمن)
فهذان القولان متفقان لأن دين الاسلام هو اتباع القرآن ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر كما أن لفظ صراط يشعر بوصف ثالث وكذلك قول من قال هو السنة والجماعة وقول من قال هو طريق العبودية وقول من قال هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامثال ذلك فهؤلاء كلهم اشاروا الى ذات واحدة لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها
الصنف الثانى:
أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود فى عمومه وخصوصه مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ الخبز فأرى رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده مثال ذلك ما نقل فى قوله (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات)
فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات فالمقتصدون هم أصحاب اليمين والسابقون السابقون أولئك المقربون
ثم ان كلا منهم يذكر هذا فى نوع من أنواع الطاعات كقول القائل السابق الذى يصلى فى أول الوقت والمقتعد الذى يصلى فى أثنائه والظالم لنفسه الذى يؤخر العصر الى الاصفرار ويقول الآخر السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم فى آخر سورة البقرة فانه ذكر المحسن بالصدقة والظالم يأكل الربا والعادل بالبيع والناس فى الاموال اما محسن وإما عادل وإما ظالم فالسابق المحسن باداء المستحبات مع الوجبات والظالم آكل الربا أو مانع الزكاة والمقتصد الذى يؤدى الزكاة المفروضة ولا يأكل الربا وأمثال هذه الأقاويل فكل قول فيه ذكر نوع داخل فى الآية ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره فان التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن اذا أشير له الى رغيف فقيل له هذا هو الخبز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/358)
وقد يجىء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية نزلت فى كذا لا سيما ان كان المذكور شخصا كأسباب النزول المذكورة فى التفسير كقولهم ان آية الظهار نزلت فى امرأة أوس بن الصامت وأن آية اللعان نزلت فى عويمر العجلانى أو هلال بن أمية وأن آية الكلالة نزلت فى جابر بن عبدالله وأن قوله (وان أحكم بينهم بما أنزل الله) نزلت فى بنى قريظة والنضير وان قوله (ومن يولهم يومئذ دبره) نزلت فى بدر وان قوله شهادة بينكم اذا حضر أحدكم الموت نزلت فى قضية تميم الدارى وعدى بن بداء وقول أبى ايوب ان قوله (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة) نزلت فينا معشر الأنصار الحديث ونظائر هذا كثير مما يذكرون أنه نزل فى قوم من المشركين بمكة أو فى قوم من أهل الكتاب اليهود والنصارى أو فى قوم من المؤمنين
فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية مختص بأولئك الاعيان دون غيرهم فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الاطلاق والناس وان تنازعوا فى اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه أم لا فلم يقل أحد من علماء المسلمين ان عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وانما غاية ما يقال أنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التى لها سبب معين ان كانت أمرا ونهيا فهى متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وان كانت خبرا بمدح أو ذم فهى متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان بمنزلته أيضا
ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب ولهذا كان أصح قولى الفقهاء أنه اذا لم يعرف ما نواه الحالف رجع الى سبب يمينه وما هيجها وأثارها
وقولهم نزلت هذه الآية فى كذا يراد به تارة أنه سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل فى الآية وان لم يكن السبب كما تقول عنى بهذه الآية كذا
وقد تنازع العلماء فى قول الصاحب نزلت هذه الآية فى كذا هل يجرى مجرى المسند كما يذكر السبب الذى أنزلت لأجله أو يجرى مجرى التفسير منه الذى ليس بمسند فالبخارى يدخله فى المسند وغيره لا يدخله فى المسند وأكثر المساند على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت عقبه فانهم كلهم يدخلون مثل هذا فى المسند
وإذا عرف هذا فقول أحدهم نزلت فى كذا لا ينافى قول الآخر نزلت فى كذا اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه فى التفسير بالمثال واذا ذكر أحدهم لها سببا نزلت لأجله وذكر الآخر سببا فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الاسباب أو تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب
وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما فى تنوع التفسير تارة لتنوع الأسماء والصفات وتارة لذكر بعض أنواع المسمى وأقسامه كالتمثيلات هما الغالب فى تفسير سلف الأمة الذى يظن أنه مختلف) انتهى.
فلعلك تتأمل هذا الكلام حتى تفهم ما وردعن السلف في ذلك.
ـ[تورانشاه]ــــــــ[19 - 08 - 03, 11:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه بارك الله بك وجعل الجنة مثواك،
نعم اخي الكريم، الاختلاف نوعان، اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
نفهم من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان اختلاف التنوع على وجوه:
1 - ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقاً مشروعاً،
2 - ما يكون كل من القولين هو في معنى القول الآخر؛ لكن العبارتان مختلفتان.
3 - ما يكون المعنيان غيرين، لكن لا يتنافيان؛ فهذا قول صحيح وهذا قول صحيح؛ وإن لم يكن معنى أحدهما هو معنى الآخر، وهذا كثير في المنازعات جداً.
4 - ما يكون طريقتان مشروعتان، ورجل أو قوم قد سلكوا هذه الطريق وآخرون قد سلكوا الأخرى، وكلاهما حسن في الدين.
وخلاف السلف في الأحكام وهو اختلاف تنوع بلا شك، قال الطبرى: واختلاف السلف فى فعل الامرين بحسب اختلاف أحوالهم فى ذلك مع أن الأمر والنهى فى ذلك للوجوب بالإجماع، ولهذا لم ينكر بعضهم على بعض (نيل الأوتار 1/ 141) وشرح النووى على مسلم (14/ 80).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/359)
الان اخي الكريم، نحن في الاصول وليس في امور فقهية، تأويل ابن عباس مقارنة لقول ابن مسعود رضي الله عنهما لا يسمى اختلاف تنوع الا اذا ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه اتفاقه مع ابن مسعود بان لله ساق (الجارحة!) لماذا؟ لانها ايات صفات منها استدل شيخ الاسلام رحمه الله على اثبات الساق واليد والوجه لله، فاذا لم يثبت اتفاقهما اصبح الاختلاف اختلاف تضاد وليس اختلاف تنوع.
ماذا تقولون؟
افيدونا بارك الله بكم وحفظكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 08 - 03, 11:55 ص]ـ
ليس هناك تعارض في تفسير الصحابة لهذه الآية
فمن فسرها بالساق لله تعالى فلا يعارض كون ذلك اليوم يوم هول وشدة
التأويل يأتي بمعنى التفسير (هذا تأويل رؤياي) ويأتي بمعنى المرجع والمآل (وما يعلم تأويله إلا الله)
أما صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل (كما يفعل الأشاعرة وغيرهم) فيسمى تحريف ولا يسمى تأويل.
وحاشا ابن عباس رضي الله عنه من التحريف
وقد ذكرت لك فيما سبق أن ابن عباس فسر الآية بناء على قراءته بالتاء (يوم تكشف عن ساق) فهذا تفسير وليس تحريف (تأويل!)
وذكرت لك فيما سبق أن من فسر الآية حتى بالقراءة بالياء بمعنى الهول والشدة فتفسيره صحيح مستقيم وليس صرفا للنص عن ظاهره بل هو تفسير له
ولعلي أنقل لك الكلام هنا للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4977
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد الأمين، ورضي الله عن أصحابه الميامن
توضيح مهم حول ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الساق
غالبا ما يدندن أهل البدع من المخالفين لأهل السنة المثبتين للصفات بقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) حيث جاء عنه أنه قال في تفسيرها (عن يوم كرب وشدة)، ونحوها من العبارات، فيقولون هذا ابن عباس أول صفة من الصفات فكيف تنكرون علينا التأويل في بقية الصفات وتقولون إنه تحريف!
فيقال في الجواب عن هذا:
أولا: هذه الآية ليست صريحة في إثبات الصفة، ولذلك قال بعض العلماء هذه الآية ليست من آيات الصفات، وتوضيح ذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول (أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين*يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (ن41 - 42)
فلم يقع في الآية تصريح بنسبة الساق إلى الله سبحانه وتعالى، وإنما قال (يوم يكشف عن ساق)، فمن فسرها بقوله: يكشف عن هول وشدة،فلا يعتبر هذا من التأويل (بمعنى صرف المعنى عن ظاهره)، وإنما هو تفسير للآية على حسب سياقها، فلا شك أن العرب كانت تستعمل هذه الكلمة في التعبير عن شدة الأمر، فيقولون كشفت الحرب عن ساقها، ويقصدون بها كشفت عن شدة وهول، كما جاء عن سعد بن مالك جد طرفة بن العبد من قوله
كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر البراح
(ديوان الحماسة 1/ 198)، والخصائص (3/ 252) والمحتسب (2/ 326) من حاشية معاني القرآن للفراء (3/ 177)
فإذا فسرنا الآية بمعنى يوم تكشف القيامة عن ساقها التي هي بمعنى الشدة، فالمعنى مناسب جدا، ويدل عليه سياق الآيات، فمن شدة ذلك اليوم أنهم يدعون فيه إلى السجود فلا يستطيون: (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة)، فكل هذا من شدة ذلك اليوم وهوله، والله المستعان.
ولكن هذا لاينافي أن يكون من تفسير الآية أن يكشف ربنا سبحانه وتعالى عن ساقه التي جاءت في الروايات، فالآية تحتمل كل هذه المعاني وهذا ليس فيه اختلاف تضاد، وإنما هو اختلاف تنوع، فكون ابن عباس رضي الله عنه وغيره يفسرون الاية بمعنى الهول والشدة، لايمنع من تفسيرها بالساق لله سبحانه وتعالى، فيكون كل واحد من المفسرين ذكرا جزءا من المعنى، ويكون تفسير الآية مجموع هذه الأقوال، كما وضح ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في مقدمة التفسير.
ثانيا:
روى الفراء في معاني القرآن (3/ 177) قال حدثني سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه قرا (يو م تكشف عن ساق) يريد: القيامة والساعة لشدتها) انتهى
قال شعيب الأنؤوط (قلت: وهذا سند صحيح) كما في حاشية العواصم والقواصم لابن الوزير (8/ 341).
فعلى ما ورد في كتاب الفراء من قراءة ابن عباس الآية بالتاء (يوم تكشف)، فيكون تفسيره لها بقوله (يوم هول وشدة) واضح جدا وليس فيه تأويل كما يقولون، وعلى هذا لايستطيع أهل البدع الاستدلال بقول ابن عباس في التاويل فقد فسر الاية على حسب قراءته بالتاء (تكشف)، وعلى القراءة بالتاء لاتكون كذلك من آيات الصفات.
فرضي الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان أبعدهم عن صرف معاني الآيات عن ظاهرهاالمراد منها إلى غيره بحجة التنزيه! كما يفعله أهل التأويل بالباطل، نسأل الله السلامة والعافية
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
واعتذر عن المواصلة في الموضوع
نسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/360)
ـ[تورانشاه]ــــــــ[19 - 08 - 03, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه بارك الله بك وجعل الجنة مثواك،
قلنا اخي الكريم حفظه الله ان شيخ الاسلام رحمه الله قال بان الله سبحانه هو الكاشف عن ساقه وان حمل ذلك على الشِّدَّة لا يصح. وهذا ايضا قول تلميذه ابن القيم.
يفهم من كلامه رحمه الله ان هذه الاية من ايات الصفات.
قال السيوطي في الدر المنثور ج: 8 ص: 254
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله يوم يكشف عن ساق قال إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب أما سمعتم قول الشاعر أصبر عناق أنه شر باق قد سن لي قومك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا على ساق قال ابن عباس هذا يوم كرب وشدة
وأخرج الطستي في مسائلة عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أما سمعت قول الشاعر قد قامت الحرب بنا على ساق وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس يوم يكشف عن ساق قال هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة وأخرج ابن مندة عن ابن عباس في قوله يوم يكشف عن ساق قال عن شدة الآخرة
-
أخرج ايضا ابن جرير (29/ 24): حدثنا محمد بن مهران، عن سفيان بن عيينة، عن عاصم بن كليب، عن سعيد بن جبير قال: عن شدة الأمر.
وقال الالوسي في روح المعاني (29/ 35) والسيوطي في ((الدر المنثور)) (8/ 255): ((وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، عن سعيد بن جبير، أنه سئل عن قوله عز وجل: {يوم يكشف عن ساق}، فغضب غضباً شديداً، وقال: إن أقواماً يزعمون أن الله يكشف عن ساقه، وإنما يكشف عن الأمر الشديد)).
فقول ابن عباس مقارنة لقول ابن مسعود رضي الله عنهما لا يسمى اختلاف تنوع الا اذا ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه اتفاقه مع ابن مسعود بان لله ساق (الجارحة!) لماذا؟ لانها ايات صفات والقول انها ليست كذلك هو تبرير لقول ابن عباس وغيره من الصحابة لرفع شبهة التاويل عنهم.
اشكرك على وقتك واسف على ازعاجك بارك الله بك وحفظك.
ساكمل بحثي ان شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مسعد محمد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:18 م]ـ
أيها الأحبة من أراد ردا مختصرا في هذه المسألة فليراجع حلقات برنامج أفانين القرآن غلى المجد العلمية تحت عنوان كيف تقرأفي كتب التفسير فقد بينها السيخ مساعد الطيار بيانا شافيا مختصرا أخوكم أبو عبد الله
ـ[حامد تميم]ــــــــ[20 - 02 - 07, 10:51 م]ـ
المنهل الرقراق، للشيخ سليم الهلالي.
جزء في قول الله تعالى: {يوم يكشف عن ساق}، للشيخ محمد موسى نصر، أو عنوان قريب منه، تحدثت عن معنى الساق، والله أعلم.
ـ[المهدي الجزائري]ــــــــ[21 - 02 - 07, 11:52 م]ـ
الفتوى رقم: 282
الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد
في تحقيق تأويل ابن عباس رضي الله عنهما لصفة "الساق" في الآية: ?يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ?
السؤال: ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد في تفسير آية: ?يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ? [القلم:42]، بشدّة الهول والأمر، ألا يُعدُّ هذا من تأويل الصفات؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ الآية يختلف تفسيرها عند السلف باختلاف إطلاق لفظة "الساق" من غير إضافتها إلى الله تعالى، أو مع إضافتها إليه سبحانه وتعالى، وبناءً عليه فإنّ لفظة: "الساق" تحتمل معنيين:
- المعنى الأول: فمن فسّر الآية بمفردها من غير إضافة "الساق" إلى الله تعالى حملها على المعنى اللغوي وهو شدّة الهول والأمر العظيم، ولا يلزم من هذا التفسير تأويل الصفات، لأنّ الآية ليست بهذا الوجه من آيات الصفات أي: أنّها ليست دالة على صفة -عنده- أصلاً لأنّها لم تضف "الساق" إلى الله تعالى، وعلى هذا يحمل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
- المعنى الثاني: ومن فسّر الآية على أنّ "الساق" مضافة إلى الله تعالى، وتجريدها عن الإضافة من باب التعظيم واحتجّ لها بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا» (1)، كانت الآية في هذه الحالة من جملة آيات الصفات التي يجب إثباتها من غير تأويلها بشدّة الهول وعظم الأمر خلافاً للمعطلة الذين حملوا الآية على شدة الأمر مع نفيهم لصفة "الساق" مطلقاً ولا يثبتونها لا بالقرآن ولا بالسنة.
هذا، وعلى التفسير الثاني فلا يقتضي منافاةً بين الآية والحديث، لأنّه يوم يكشف ربنا عن ساقه حقيقة من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف، فإنّ ذلك اليوم أمر عظيم ويوم شدّة وهول على المنافقين والكافرين لعجزهم عن السجود لربّ العالمين.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليما.
------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/361)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 02 - 07, 12:26 م]ـ
الرجاء الرجوع الى المنهل الرقراق ففيه الجواب الكافي.
و الله أعلم
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:00 م]ـ
تكلم الشيخ عبدالله التركي عن هذه المسألة باختصار في تحقيقه لتفسير الطبري ...
فليرجع إليه ...
:::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/أبو عبدالعزيز
:::::::::::::::::::::::::::::
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:03 م]ـ
تكلم الشيخ عبدالله التركي عن هذه المسألة إجمالا في تحقيقه لتفسير الطبري ...
فليرجع إليه ... :
هل من رابط؟ ونحن في عصر الروابط
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 07:11 م]ـ
لاأعلم إن كان هناك رابط لتحقيق الشيخ عبدالله التركي لتفسير الطبري على الإنترنت ..
وإن تيسر لي سأنقل كلام الشيخ بإذن الله ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 09:21 م]ـ
لاأعلم إن كان هناك رابط لتحقيق الشيخ عبدالله التركي لتفسير الطبري على الإنترنت ..
وإن تيسر لي سأنقل كلام الشيخ بإذن الله ...
جزاك الله خيرا
أعانك الله
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[28 - 02 - 07, 12:39 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه:
سلمت يمينك(25/362)
بعض الردود المتعلقة بالمنطق .....
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 08 - 03, 09:58 م]ـ
هذه مجموعة ردود متعلقة بالمنطق وعلمه اردت جمعها في محل واحد , وقد تلاحظ شيئا من عدم التنسيق بينها فالعذر انها صيغت كردود:
نقاط عامة:
1 - لايوجد منطق مخلوط بالفلسفه اليونانيه بل هو اياه. فلا يوجد منطق يوناني واخر اسلامي بل المنطق واحد لم يتبدل ولا يمكن ان يتبدل.
2 - المنطق مركب واحد عاصم للعقل عن الزلل كما يقولون , مباحثه معدودة لم يزد فيها العلماء المنتسبين الى الاسلام قيد انمله الا الترجمه واحيانا يسيرة الكلام والتفصيل.
3 - نعم الغزالي رحمه الله قال في اول المستصفى ان من لايعرف المنطق لايثق بعلمه ... انما عنى به المنطق اليوناني منطق ارسطوا وما عهدنا ولا عهد العالم غيره. الا في العصور المتأخره اذ بان ظهور كسر المنطق الارسطي وظهور الفلسفة التحليلية وانقاسم المدرسة الكلاسيكية الى اقسام.
4 - قولكم ان شيخ الاسلام قد قسمه الى ثلاثة اقسام أقول بارك الله فيكم ونفع بكم المنطق مركب واحد ليس فيه اقسام وانما كان كلام شيخ الاسلام منصبا على الفلسفه وهي اعم من المنطق واطم.
5 - فيما يتعلق بالمنطق فهو علم يقصد به ضبط التفكير وتقرير منهج عقلي للتفكير والنظر والبحث واستخراج النتائج.
وهو في اكثره مما يعلمه الناس بالفطر كقولهم مثلا:
القضيه الموجبه الكلية تنقضها جزئية سالبه هذا معلوم عند الناس حتى الامي منهم.
وكذلك العكس فالكلية السالبه تنقضها جزئية موجبه .. الخ.
- وكذلك قولهم في القياس المنطقي ... (وهذا القول حق). انه اقوى من القياس الفقهي من جهة التركيب غير ان القياس الفقهي اقوى من حيث النتيجة وهذا اعتراض على كلام شيخ الاسلام حيث نزع الى تقديم القياس الفقهي رادا على ابن حزم رحمه الله لكن يقع الخلط دائما في ضبط مقدمتي القياس المنطقى ...
- وقول شيخ الاسلام في ان من القياس ما يحتاج الى مقدمة واحده غير مسلم فأن المقدمه الثانيه ذهنيه ولايعنى هذا عدم وجودها وكذلك كلامه في الثلاث مقدمات ...
وللعلم اخي فأنهم قالوا ان اول من ادخل علم المنطق الى اصول الفقه هو الغزالي وانا اجد ان ابن حزم قد سبقه بتقريره للقياس الارسطي وقوله انه اصح من الفقهي ... وقد ذكر ذلك احد الاخوة في بحث في مجلة الحكمه قديم نسيت اسم الباحث جزاه الله خيرا.
- وللتنبيه فقد اتاني بعض الاخوة قديما ببحث تعقب فيه ابن حزم في المسائل التى استخدم فيها القياس وهو كما هو معلوم ينكره .. وقد اخطأ الاخ لان ابن حزم كما في الامثله التى ذكرها قد عمل بالقياس المنطقى المركب من مقدمتين ولم يعمل بالقياس الفقهي بل انكره لان القياس المنطقى يفيد العلم عنده خلاف الفقهي ولشيخ الاسلام رد مطول في الفتاوى عليه.
وفيما يتعلق بالمنطق من حيث التعلم فأنه لايلزم حتى في الرد عليهم!
وسبب ذلك ان اصل العقل واستخدامه يختلف بين اتباع السلف وبين المتكلمه راجع الرابط في الرد السابق.
وانما فيه بعض الاشياء النافعه كما ذكرت في المقالة مثل ضوابط الاستقراء الناقص ومناهج النظر والمباحثه وتقرير البرهان.
وفيما يتعلق بالبرهان فأن اجود من تكلم فيه على اختصار شديد هو صاحب معاقد الفصول وقواعد الاصول المختصر لاصول لاصول الفقه لصاحبه صفى الدين عبد المؤمن و هذا المختصر في الحقيقة من احب كتب الاصول الي وانا معجب فيه غاية الاعجاب اذ ان تحرير عبارته غايه في الدقة ... وهو من اجود المختصرات في الاصول وفي اخر باب منه تكلم على البرهان واستفاد جله من علم المنطق ....
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:03 م]ـ
هل يلزم تعلمه للرد على المخالف:
الرد على المخالف في اصوله قاعده شرعيه .... قال شيخ الاسلام رحمه الله ولا يوجد ضال عن الحق ومعه دليل الا وجدت من دليله ما يرد به عليه ... أو كما قال رحمه الله.
وشيخ الاسلام رحمه الله قد رزقه الله من الاطلاع على العلوم والفنون شئ عجيبا ... فهو قد طالع حتى الديانات المحرفه كالنصرانيه واليهوديه ورد عليهم وعرف حتى لغات القوم كالعبريه والسريانيه. هذا أمر.
الثاني: هناك خلط بين الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فلينتبه لهذا ....
فالفلسفه معلومة وتحتاج الى مواضيع وللعل الله ييسير ذلك .. أما علم الكلام فهو مزيج علوم فلسفيه في الالهيات والنظر مع علوم شرعيه فأن الحكماء المتعلقين بالفلسفه قد وجدوا ما يصادم الشريعه فزعموا التوفيق بينهم فنشأ هذا المزيج الغريب أو طائفة الحكماء او فلاسفة الاسلام كبن رشد وابن سيناء والفارابي وغيرهم .... وارادو النظر الشرعي بالالة الفلسفيه الحادة فأثمرت كفرا مبطنا ... مثل كلامهم في العلة الفاعله ومحاولتهم للتقريب بين الشريعه والكفر ... هذا من جهة الفلسفة. ولهم محاسن في الطبيعيات فتن بها الناس ولم يفرقوا ولعله يأتي.
أما المنطق فلم يتم فيه تبديل حرف فإن منطق ارسطوا المبثوث في كتبه الموجودة الان كالارجانون وغيرها هو عين ما تكلم فيه علماء الاسلام كالغزالي وغيره ..... ومنهم ابن حزم رحمه الله في كتابه التقريب ....
خرج عندنا علم الكلام وهو النظر في الالهيات على طريقة الفلاسفه لكن بطريقة مهجنه واستخدموا فيها المقدمات الكلاميه لتقرير العقائد وطالع كتب الاشعري القديمه ورسالته في الذب عن علم الكلام ..
المنطق ليس له كبير ارتباط في تقرير مسائل الاعتقاد ..... المنطق اخي تقدير للمحسوسات وترتيبها في الذهن فقط ... وهو امر فطري ....
فأن الجميع يعلم ان الجزء اصغر من الكل ولايلزمه تعلم المنطق لاجل ذلك ... فيه نفع في بعض اجزاءه .... كتقرير البراهين والاستقراءات ومباحث المناظرة وأنظر مقدمة الاحكام لابن حزم فأنه قرر شئيا من هذا
واعلم اخي أن اهل المنطق من المسلمين واهل الكلام انما هم عالة ... على فلاسفة اليونان رضى من رضى وابى من ابى ودليل هذا مقرر وجلي عندي في كل المباحث المنطقيه تجدها مأخوذه بالكامل من العلوم اليونانيه.
والمنطق لايحتاج الى تبديل اصلا ولا الى (أسلمه) ان صح التعبير فهو تقديرات عقليه تصدق على جميع العلوم من حيث هي دون النظر في معانيها هل هي اسلاميه او طبيعيه .... بل أو حتى معيشيه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/363)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:06 م]ـ
أول من تكلم في علم المنطق ولم يكن أسمه منطق بل غير ذلك:
اول ما تكلم بالمنطق على وجه الارض هو ارسطوا ... وان كان سبق في كلام اساتذته كافلاطون شئ من هذا فيما طالعت لكنه لم يؤطر علميا كما فعل ارسطوا مما هو بين في كتبه مثل التعريفات وغيرها ...... وللفائدة فأن ارسطوا لم يسمى هذا العلم الذي ابتكره او اصله بالمنطق أو ال ((لوجك)) انما سماه التحليل والذي سماه المنطق هو تلاميذه من بعده على خلاف في التعيين والاشهر انه امير اسكندراني من تلاميذه اذ ان ارسطوا كان من علماء السلطه الكبار وله في ذلك تقريرات في حكم الطبقه الاولى تخالف ما عليه افلاطون وسقراط.
ان ثبت وجود سقراط و لاني اشك في هذا فأنه لايعلم الا من طريق كتاب افلاطون ومناظرته معه وافلاطون كان مولعا بتمثيل المناظرات والله اعلم فأن مثل هذا فائدته قليله ... وهذا دليل على عدم انفصال الفكر عن الثقافة السائدة خلاف الحكم الشرعي فأنه منفصل من جهة انه حكم خلاف الفتوى على تفصيل معلوم وهذا ميزة تحسب للفقهاء على الفلاسفة وذريتهم الكلاميه.
أذا تقرر هذا اخي علمنا ان اول من تكلم في المنطق ارسطوا وان كان تركيزه انما هو على جزء منه وهو التصورات كما هو معلوم ... وكذلك على الاستقراء اما التصديقات فقد تكلم عليها لكن بأقل من كلامه على التصورات .....
ونجد ان ابن حزم رحمه الله اكثر شئ مال فيه الى المنطق واعجبه فيه هو قضية التصورات ... فأنه قال ان اكثر الوهم انما هو من هذا الجانب بل قال انه يتقرب الى الله بنشر بعض علوم المنطق ... رحمه الله رحمة واسعه.
عندما اتي علماء المسلمين ركزو على جانب (التصديقات) اكثر وجوانب القياس المنطقى لانه الصق بعلم الاصول ..
بل ان اكثارهم من الكلام حول التصورات وفروعها كالحدود والتعريفات اثمر بعدا وخطأ شرعيا وانا لم اجد من أتي بحد صحيح غير معترض على حكم شرعي ... بل ان الشريعه انما جاءت بالكلام على التعريفات او الحد الرسمى لان هذا ما تفهمه العقول ... وتعرفه النفوس.
وهو المطلوب ..
علماء الاسلام مازادوا شعره على علم المنطق انما تكلموا فيه واشاعوه .... ومن اول هؤلاء الجويني رحمه الله لكن او من مزجه مع علم الاصول عمليا هو الغزالى رحمه الله.
وعلم المنطق يأتيك ان شاء الله ما تفيد منه وما تذر .. ولتعلم ان اكثره معلوم لدى الفقهاء دون الكلام عليه ..... ومثاله اصل المنطق واسه وهو مسألة التصورات والتصديقات فأنه كان يقال عنه مثلا المعرفه والعلم ..... أو وهو الاشهر عند المسلمين والعرب الكلمة والجملة .....
ومن اشد ما تحذر منه حال تعلم المنطق التنقير الزائد في جوانب الحد والتصور وهذه المبالغه اثمرت ضياع الصورة المطلوب تصورها من الذهن ونشوء صورة مخالفه أخرى ..... وايضا مما تحذر منه الزيادة في الكلام على التصديق ..... وسبب ذلك ان تركيب الجملة العربيه يختلف كثيرا عن التركيب الغير عربي فأجتهد علماء الاسلام في تطبيق هذا ((أي ضوابط التركيب الدلالية)) على الجمل العربيه ومن هنا كان اكثر الخطأ.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:07 م]ـ
علم المنطق ليس فيه الهيات وطبيعيات بل هو فن واحد ... أدوات ... تصورات وتصديقات واستقراء .... فليس له ارتباط بما ذكرت من التقسيم.
الذي هو على انواع الفلسفه .. وقد نص شيخ الاسلام على نفس المقولة التى نقلت عن الفلسفه ... ولايمكن ان يقال هذا عن المنطق ... بل ان من طالع سطرا فيه علم هذا فأين الالهيات في المنطق؟ والطبيعيات؟ ... بل لو قيل لاستغرب من قائله كائن من كان.
اما عن قولك ان كثير من المباحث في الاصول لاتفهم الا بعلم المنطق وكذلك بعض مباحث الكلام عن اهله ... فهذا يفهم ويقرر اذا فهم المنطق وقرر ...
المنطق اخي الكريم ... أدوات فكريه ..... هدفها أيجاد آليه عقليه لضبط العملية الفكريه .... فمثلا عندهم ان التعريف الحقيقي للتصورات لابد ان يكون عن طريق الحدود!!
خاطبنا الله ورسوله بالتعريفات ... هل هذا قصور ... حشا وكلا .... لكنها الطريقه الشرعيه للفهم والتصور ...
مثال اخر هم قد قرروا بطريقه عقليه وجود الخالق ... وهي طريقة واجب الوجود وجائز الوجود ... قرر هذه الطريقه ابن سينا وقررها الاشاعره حتى اشاد بها الرزاي ......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/364)
هي في نفسها صحيحه عقلا وطريقه عقليه جيده لكنها مبينه على مقدمات طويلة جدا فهمها يحتاج الى فهم ....
الشريعه اتت بتقرير الوجود بطرق اخرى فماذا نقدم؟ طريقة الفلاسفه ام طريقه الخالق الطريقه الشرعيه البسيطه ...
كل مخلوق له خالق وهذا الكون مخلوق فلابد له من خالق ...... تمام الصنع دالا على كمال الصانع .. الخلق مصنوع الله هو الصانع ... ((لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا)) ... ((قل من انشئكم اول مرة)) ... الخ.
وهنا اخي يفهم ان هناك فرقا جوهريا في العقل واستخدامه بين اهل السنه واهل المذاهب الكلاميه ....
الاشعري رحمه الله اراد ان يرد على المعتزلة بطريقتهم العقليه الذي حصل ان الطرق الكلاميه اصبحت هي ما يقرر به الاشاعره اعتقادهم .. طالع فقط جوهرة التوحيد انظر هل هذه عقيدة!!
فوجود الخطل في هذه الكتب لايعنى ان نتتابع عليه ...... أما اصول الفقه فجلها قائم على المباحث اللغويه ... وصدقنى لا تحتاج المنطق ابدا ابدا في فهم اصول الفقه المتقدم والمتأخر ماعدا مباحث يسيرة في البرهان وغيره ..... فما الداعى اذا الى اخذ قول الامدى والنظام واشباههم؟؟ لذا تجد فيه من المباحث ما هو مخالف لصريح الكتاب والسنة ... بل انهم وللاسف اخفقوا في تطبيق القواعد المنطقيه الحقيقه على الاصول العربيه .. مثلا الرابط بين الجمل ... له تأثير كبير في نوع القضيه .... لم يتقن في اللغة العربيه جيدا فحصل أخطاء كبيرة في التطبيق.
ثم اخي انا لم اقل انه يترك .... قلت أنه ينتفع بالقليل منه ويترك اكثره ... هذا خلاصة القول عندى ونما اردت ان ابين للاخ العربي .. ما يأخذ منه وما يترك ... تحديدا ..... وأحببت ان انبه الى ان لايعطى اكبر من حجمه كما هو حاصل الان ...
وصدقنى والله الذي لااله غيره حقا وعاه قلبي وعقله ذهني ان الفقيه الغير عالم بالمنطق لو قارنت فتواه مع العالم به في قضيه طبيعيه ان الفقيه يكون اصوب نظرا ولهذا ادلة كثيرة ليس هذا موضع بسطها ...
***************
الاخ ابن عربي ..... شيخ الاسلام رحمه الله ... لايكاد يوجد فن الا وقد اخذ منه وطالعه وهو قد طالع المنطق ورد على اصحابه بل واختصر كلام لارسطوا معرب .....
وهذا على قول من اجاز تعلمه للرد على اهله ..... لكن اخي الامر ببساطه انك اذا اردت ان تناقش متمنطق وانت عالم بالشريعه فأن الرد عليه دون تعلم اصول المنطق من اسهل الطرق واجلاها ....
لكن شيخ الاسلام اراد ان يصنف في ذلك وهو محتاج الى ذكر اصولهم فذكرها في كتبه ..... ولم يدرس شيخ الاسلام المنطق ابدا .. ولم يتعلمه على شيخ .. وانما قراء بعض الكتب المعربه عن ارسطوا لامرين .. الاول: ما ذكرت لك من كثرة مطالعته لكثير من الفنون والنحل والملل بل والطبيعيات كالفلك والطب .. الخ.
الثاني: النقل عنهم لبيان خطاءهم ..... أن تحتاج ان تورد بعض ما يعارض ((بضم المعجمه)) من كلامهم فلا بد من ايراده من اصولهم .. وهذا واجب في كل الردود ..... شيخ الاسلام لما رد على الاشاعره انما نقل من كتبهم فهل نقول انه تعلم العقيدة الاشعريه! لا انما يورد ما يعترض عليه وحجتهم ثم ينقضها ...
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 08 - 03, 10:09 م]ـ
الجواب من شيخ الاسلام في سبب تكلمه على المنطق ولا اقول تعلمه:
يقول رحمه الله كما في الفتاوى الجزء التاسع في الصحيفه رقم 194 من الطبعه الوقفيه لوزارة الشئون الاسلاميه ... قال رحمه الله:
((والكلام في المنطق انما وقع لما زعموا انه الة قانونية تعصم الذهن ان يزل في الفكر. فاحتجنا ان ننظر في هذه الالة هل هي كما قالوا.)).
وساذكر لك مقتطفات من كلامه في المنطق ومنه قوله رحمه الله:
((ولهذ تجد من ادخله في الخلاف والكلام وأصول الفقه لم يفد الاكثرة الكلام والتشقيق مع قلة العلم والتحقيق)).
وقال عن بعضهم ((اذ خلطوا ماذكره اهل المنطق في الحدود بالعلوم النبوية التى جاءت بها الرسل وصاروا يعظمون امر الحدودويزعمون انهم المحققون لذلك ويسلكون الطرق الصعبه الطويلة والعبارات المتكلفه الهائلة)).
وقال ((واما ان يكون تطويلا يبعد الطريق على المستدل مع امكان وصوله بطريق قريب وما احسن ما وصف الله به كتابه بقوله (ان هذا القراءن يهدى للتى هي اقوم)).
وقال ((حتى صار من يسلك طريق هؤلاء من المتأخرين يظن انه لاطريق الاهذا وان ما ادعوه من الحد والبرهان هو امر مسلم صحيح عند العقلاء ... )).
((كما لو قال قائل اقسم الدراهم بين هؤلاء النفر بالسويه قال هذا ممكن بلا كلفه فلو قال له قائل: اصبر فانه لايمكنك القسمه حتى تعرف حدها وتميز بينها وبين الضرب فان القسمه عكس الضرب الضرب تضعيف احاد احد العددين باحاد العدد الاخر والقسمه توزيع احاد العددين على الاحاد العد الاخر ..... الخ كلام نفيس جدا)).
وأعلم اخي اني والله ما اطلعت على كلامه رحمه الله الا البارحه وكان هذا رأي في المنطق والفسلفه بعد دراستها ولما طالعت كلامه زدت بصيره واقررت بقوته وفرحت به ... اقول هذا حتى لايقال اني انما رايت كلامه فملت اليه ... بل هذا امر تقرر قبل ذلك ...
وأعلم اخي ان الكلام في استخدام هذه الالة الفكرية على العلوم الشرعيه وليس على استخدامها في القوانين الطبيعيه والنظريه ... كقوانين ارسطوا الثلاث الاساسيه وهى: ب هي ب وب.
وباء اما ان تكون هي باء او لاتكون وانسيت الثالث فأن هذه هي اساس الرياضيات وغيرها ......
وايضا نستثنى من ذلك ما ظهر نفعه وتيسر كالنقيضين وارتفاعهما والضدين واجتماعهما .... وما قاله هذا الوثنى العبقري ارسطوا في الاستقراء الناقص والقياس وغيره ... وقد نقض الكثير منه خلال القرون الثلاث الماضيه لكن يظل هو الاساس وما حصل مجرد انقلابات فيزيائية وفلسفيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/365)
ـ[فارس النهار]ــــــــ[18 - 08 - 03, 11:43 م]ـ
جازاك الله خيرا .. وإن كنت لم أقرأه بعد إلا أني احتفظت بنسخة ..
وقد قرأت بعض المشاركات هنا منذ فترة بخصوص نفس الموضوع، فيا ليت من يعرف أي روابط تخص هذا الموضوع هنا أو هناك أن يضعها هنا مشكورا ..
ـ[الموحد99]ــــــــ[19 - 08 - 03, 07:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
? يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى:
وقد أضلوا بشبهاتهم من المنتسبين إلى الملل من لا يحصي عدده إلا الله (ج7 ص 22)
? ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
فإني كنت دائماً أعلم أن المنطق اليوناني لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد 000الخ (ج7 ص 47)
? ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
وهذا كان مبدأ فلسفتهم التي وضعها فيثاغورس وكانوا يسمون أصحابه أصحاب العدد 000الخ (ج 7 ص70)
? ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
و"ابن سينا " تكلم في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه ولا صلت إليها عقولهم ولا بلغتها علومهم فإنه استفادها من المسلمين 000وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد000 "وابن سينا " لما عرف شيئاً من دين المسلمين وكان قد تلقى ما تلقاه عن الملاحدة وعمن هو خير منهم من المعتزلة والرافضة أراد أن يجمع بين ما عرفه بعقله من هؤلاء وبين ما أخذه من سلفه ومما أحدثه مثل كلامه في النبوات وأسرا الآيات والمنامات بل وكلامه في بعض الطبيعيات وكلامه في واجب الوجود ونحو ذلك وإلا فارسطو وأتباعه ليس في كلامهم ذكر واجب الوجود ولاشيء من الأحكام التي لواجب الوجود وإنما يذكرون العلة الأولى 000
? ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
فابن سينا أصلح تلك الفلسفة الفاسدة بعض إصلاح حتى راجت على من يعرف دين الإسلام من الطلبة النظار 000 (ج7 ص 74)
? ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
الثاني – أن أمتنا – أهل الإسلام – ما زالوا يزنون بالموازين العقلية ولم يسمع سلفاً بذكر هذا المنطق اليوناني وإنما ظهر في الإسلام لما عربت الكتب الرومية في عهد المأمون أو قريبا منها 0 (ج7 ص 130)
? ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
أما كتب المنطق فتلك لا تشتمل على علم يؤمر به شرعاً وإن كان قد أدى اجتهاد بعض الناس إلى أنه فرض كفاية
وقال بعض الناس: إن العلوم لا تقوم إلا به كما ذكر ذلك أبو حامد فهذا غلط عظيم عقلاً وشرعاً
أما عقلاً: فإن جميع عقلاء بني آدم من جميع أصناف المتكلمين في العلم حرروا علومهم بدون المنطق اليوناني
أما شرعاً: فإنه من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن الله لم يوجب تعلم هذا المنطق اليوناني على أهل العلم والإيمان (ج7 ص144)
يقول الشيخ الشبل في كتابه " تحذير الأنام من علم الكلام " ص 5 - 6:
وقد كان المنطق متفرقاً مبثوثاً تكلم فيه الفلاسفة الأوائل دون تهذيب لطرقه وجمع لمسائله إلى أن جاء ارسطو اليوناني فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله فاعتبر أول من ألف في المنطق
000"
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 08 - 03, 10:47 م]ـ
وهنا الكلام على المنهج الديكارتي التحليل ونقده:
نقد المنهج الديكارتي ((ليس التحليل)) بين بأمور:
1 - فيما يتعلق بالشك المطلق فليس يصدق في كل القضايا فتشكيكه بالحواس مما لايقبل وأحتجاجه بأننا لاندرك الا ثلاثة ابعاد ومثل بقوله انه لوفرضنا نقطة على خطين ( x ) و ( y ) فان النقطة لن تدرك الا البعدين ... وتشكيكه بحواسنا بقوله بالتفريق بين الظواهر الحسيه والحقائق .... هذا لايصدق في كل أمر فأن الحواس مصادر تلمس للحقائق وصدقها في مواضع وكذبها في اخرى لايقتضى التشكيك الكلي بل يقتضى جعل نسبه للخطأ ... ثم ان الظواهر الحسية وأختلافها وتمايزها دليل على انها حقائق مختلفة التكوين ولسنا مطالبيين بنزع القشرة الخارجيه لكل حقيقة كي نستدل بها على صور اخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/366)
2 - قوله بأن الكون عبارة عن معادلات رياضيه ثم محاولاته تطبيق عملية المعادلات على كل القضايا ليس يسلم ايضا باطلاقه فقد راينا مالك بن نبي (الفيلسوف المعروف) يحاول ان يطبقه على الواقع الاجتماعي فرأينا صدق ذلك في مواطن والبعد عن الصواب في اخرى أذ ان التكوين الاجتماعي مزيج من التكوين الانساني في ظواهر يمكن التنبوء بها واخرى من الصعب معرفتها. وهذا متعلق بالعلوم الانسانيه دون العلوم المعرفيه .... اما العلوم المعرفيه فأن قاعدة هايزنبرك في ميكانيكية الكم قد اثبتت خطأ ديكارت ((على الاقل حاليا)) فأن من المستحيل تحديد طاقة الالكترون وسرعته بل ان الرياضيات نفسها تحتاج الى اثبات كما قال (كوديل) في الثلاثينات القرن الحالي ان الرياضيات مبينة على فرضيات لايمكن اثباتها ......
وهاهم يعودون الى ما هاجموه قبل سنوات هجوما عنيفا يتقدمهم ديكارت وبيكون هاهم يحاولون انشاء (النظرية الواحدة) وهو قانون كلي تنضوى تحته كل القوانين الفيزيائة.وهم يسمونه القانون الشامل بعد ان علقوا امالهم في نظرية الكوانتم ... هاهم يقولون ان هناك نظرية النظريات ان هناك قوة متحكمه في هذا الكون اوالنظرية الام ...... هاهم يعودون الى (ماوراء الطبيعه) مرة اخرى انهم يثبتون عدم القدرة على الانفصال بين الحياة الدنيا وخالقها سبحانه وتعالى ...
وقد سبقناهم بذلك .... ان الله عز وجل هو المتحكم الخالق والمتصرف فسحقا لاودية الهيام الفلسفيه ومواضع الحيرة الرياضية.
أخي والله اننا نزداد اذعانا لاوامر الله ورسوله كلما رأينا ضيق العقل وتقاصره عن هامة الكون الشامخه.
3 - فيما يتعلق بنقد القياس الارسطي فقد سبقهم شيخ الاسلام لكن اعتمد الاودات الشرعيه وهم اعتمدوا الادوات العقليه .. لكن هل نقده صحيح!! يحتاج الى بحث فأن ديكارت شن الغارة على الفلسفة كلها واصبح رائد الفلسفة الحديثه رغم انه يتفق مع بيكون في النتيجه وانما يختلفون في الطريقه فكلهم من روائد الحركة الفلسفيه الحديثة ....
وهذا يحتاج الى الكثير من الكلام ...
... الامام الغزالي:
أما فيما يتعلق بالامام ابي حامد الغزالي ..... فهذا يحتاج الى نظر فأن الغزالي رحمه الله لم يثبت على فكر معين فهو شديد التردد بين بين ....... بل ان كتابه الذي احتفوا به كثير وهو تهافت الفلاسفة مبني على قضايا خاطئه كما بينه ابن رشد في تهافت التهافت ..... وكما تعقبه شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع كثيرة بل انه قد خرم سفينه الفقه بنقضه الفلسفه بطريقتهم فكان يكفيه ان يرد بالنصوص الشرعيه دون ان يفتح الباب على مصراعيه لهم .... بل ما ان تطالع تهفت التهافت حتى تتمنى ان لم يكتب الغزالي كتابه .. رحمة الله على الجميع ...
وكان الاجدر ان يردوا بالنصوص الشرعيه.
وتعظيم العامة للفلاسفة كان باسباب لاتوجب هذا بل لاسباب اخرى نبينها ان شاء الله ان تيسر فيما يستقبل.
عودة الى ديكارت:
وما زلت اتطلب قاعدة ديكارت (انا افكر اذا انا موجود) وسبب وقوع الخلل فيها وتعظيم الناس لها.
اذ انه انكر الحس لان الحس عنده قد يقلب الحقائق ويثبت الاوهام ومثل له بالسراب فانت تراه وكانه ماء فاذا اتيته لم تره شيئا فدل على ان الحس قد يكذب. حتى وقع في جنونه اذ ما دام الحس يكذب والانسان يعرف انه موجود بالحس فكيف يكون الانسان موجودا؟ اذا قد يكذب الحس؟ حتى توصل الى انه مادام يفكر فهو موجود؟؟؟
والرد عليه وعلى طريقته ان يقال ان الحس قد يكذب في تحقيق نوع الوجود لكن لايكذب في جوهر الوجود .. اذ ان السراب ليس بماء لكنه انعكاس وتركيب ... فليس ((غير موجود)) وكذلك الحس يستحيل ان يثبت غير الموجود لكن قد يخطىء في هيئة الموجود. لكن ديكارت نفى الوجود كله ومن هنا وقع له الخطأ.
قد يكون ما ذكر اعلاه مخالف للعقل الفطري لكن عند محاورة هؤلاء الفلاسفة ينبغى ان تجاريهم في اصولهم كما يجارى الطفل في مخدعه .... ثم هم بعد ذلك عند الناس معظمون؟
ومن اسباب تعظيم الناس للفلاسفة كبن سيناء والفارابي و الكندي وغيرهم ان الفلسفة مكونه من فنون كانت تأخذ على انها علم واحد ومن ابعاضها الطب والفلك وعلم الهيئة والمنطق .. وهي علوم نافعة من جهة الطبيعه .. الا انهم اجهل الخلق في الالهيات فلما راى الناس صدق قضاياهم في الطبيعيات ظنوا ان منهجهمالفكري صادق حتى في الغيبيات اضف الىهذا حاجة الناس الى هذه العلوم وتعظيمهم لاصحابها.
ولذا فان تعريف العقل عند اهل الملة و السنة يختلف عن تعريفه عند الفلاسفة وما تولد عنهم من المتكلمة واشباههم.
ومن عجائب ابن تيمية الغريبة جدا انه سبق عصره بكثير اذ ان فلسفة ديكارت ولوك ورسل الناقضة لمنطق ارسطوا .... تعظم في هذه العصور؟
رغم ان ابن تيمية اثبت قبلهم بسنين طوال كذب هذا كقولهم ان المنطق يستخدم في الحياة دون تقريره عقلا او ما يسمى ( logic in use ) هذا هو المصطلح تقريبا .. وقد ذكر هذا ابن تيمية وان المنطق مما يستخدمه الناس في حياتهم دون حاجة لتقعيده ... في كلام طويل له.
وكذلك نقضه للقياس المنطقي قبل ديكارت بسنوات ولم يحفل بذا احد رغم ان ديكارت احتج بنفس الحجة تقريبا! لكنه جهل البعض بتراثهم. رغم تسليمنا لشيخ الاسلام ولا لديكارت بنقض القياس المنطقي بقولنا بالمقدمة المضمرة. وهو يقيني اذا ركبت مقدماته تركيبا صحيحا وهو اقوى من حيث العلم من القياس الققهي خلاف اختيار شيخ الاسلام ... لكن بشرط ان تركب مقدماته وتصدق وهذا قليل.
__________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/367)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 01:32 ص]ـ
1 - لايوجد منطق مخلوط بالفلسفه اليونانيه بل هو اياه. فلا يوجد منطق يوناني واخر اسلامي بل المنطق واحد لم يتبدل ولا يمكن ان يتبدل.
2 - المنطق مركب واحد عاصم للعقل عن الزلل كما يقولون , مباحثه معدودة لم يزد فيها العلماء المنتسبين الى الاسلام قيد انمله الا الترجمه واحيانا يسيرة الكلام والتفصيل.
شيخنا الجليل هل نفهم من كلامك أنك تقر بما ذهب إليه الغزالى بأن المنطق لا صلة له بالدين وانه من جنس ما ذكره نظار المسلمين من الأصوليين وغيرهم وأنهم لم يخالفوا منطق أرسطو إلا فى العبارة وكثرة التشعيبات وانه قانون العقل (انظر المنقذ من الضلال ص20)؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 08 - 04, 03:05 ص]ـ
الاخ المبارك الموفق، الدرعمي كنيتي هي: أبو عمر، فحبذا ان يكون الخطاب بها مع حذف لقب الشيخ، وفقكم الله لكل خير.
أما فيما يتعلق بالمنطق. فنعم هو آلة عقلية، ليس لها متعلق بالدين بل متعلقها العلوم النظرية كانت دينية (شرعية) أو لم تكن. هذا من حيث الاصل. (لكن لايصح تحكيمها على العلوم الشرعية لما سيأتي بيانه).
وأنما حصل الخلل في تحكيمها على العلوم الشرعية، والصحيح أن منها ما يصح تحكيمه - وهو قليل - (من مثل ما يتعلق بالقياس) ومنها مالايصح جعله حاكما على العلوم الشرعية.
ولو قال قائل: هذه الشريعة عبارة عن علم (مأخوذ من أخبار) والمنطق حكما (من التحكيم) وآلة لتمييز الاخبار لجميع العلوم (أو بعبارة القوم: العلوم الشرعية علوم نظرية والمنطق حكما على العلوم النظرية كلها) فلماذا تستثنون العلوم الشرعية من تحكيم المنطق.
ولكي أوضح الامر:
فأن هذا الدين عبارة عن أحكام.
غير ان الله (من تمام حكمته وعدله) لم يجعل هذه الاحكام مجرده عن طرائق الاستدلال بمعنى ان الحكم لم يكن خبرا مجردا (فيكون مفتقرا الى المنطق). و يجوز ان تستخدم فيه ما تشاء من طرق استنباط الخبر.
بل الله عز وجل مكن لهذه الامة أن تستقل (بطرائق الاستدلال) و وسائط الاستنباط وكثير منها مأخوذ من أصول العربية. لانها لغة الشريعة.
وهذا بين للمتأمل و مثاله (هذه الامة أختصت بطرق و وسائل في الحكم على الاخبار (صدقا وكذبا) (ثبوتا وعدما) على ما تقتضيه أصول الصناعة الحديثية من أين أتت هذه الطرائق؟ كيف نشأت وتعاظمت حتى غدت ميزانا دقيقا، وقانونا لطيفا، يبهر الناظر، ويدهش المطالع.
والنظر المنطقي الى هذه الوسائط (وسائط الاتصال) عجز عن ضبط هذه الاصول وجعلها تنضوى تحت لواءه).
هذا مثال، أنظر مثلا الى طرق استنباط الحكم الشرعي ومعرفته سواء ما ورد فيه النص او ما عُدم فيه النص من القضايا والمسائل.
تجد ان هذه الطريقة (في أكثر الاحوال) تعارض الطرائق المنطقية.
أذا المنطق الة مستقلة ليس لها تعلق بالدين وانما جاء المنع والتحريم لجهل المستخدمين لهذا العلم حيث جهلوا قدر استقلال الاحكام الشرعية بالاحكام و (وسائل استباطها).
وهناك بعض ما يتصل بطرق الاستدلال (اتصال الالة) يصح فيه الانتفاع بالمنطق.
هذا أمر.
أما كون علماء الاسلام لم يزيدوا شيئا في المنطق فهذا حق، لم يزيدا شيئا ولقد طالعت كتب ارسطوا التى وُجدت أصولها وطبعت، فلم أجد علماء الاسلام زادوا قيد انملة الا التعليق والاعتراض ورد الاعتراض والتشعيب.
وأعتذر عن الاطالة عليكم.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 03:58 ص]ـ
استاذنا الفاضل أبا عمر نفهم من كلامكم أن المنطق ليس هو آلة العلم وقانون العقل الذى لا يتزحزح وأنه فقط قد اشتمل على قضايا صادقة والواقع أن لا أحد يمكنه جحد ذلك فمثلاً تقسيم موضوعاته إلى تصور وتصديق تقسيم صورى ينحصر بين النقيضين وما كان كذلك فلا وجه لإنكاره وكذلك كل تقسيم منحصر بين النفى والإثبات كقسمة العلوم إلى بديهى ونظرى وقسمة الحدود إلى تام وناقص وقسمة صفات المحدود إلى ذاتى وعرضى وقسمة القضية إلى سالبة وموجبة وصور التقابل بين القضايا تبعًا لنوع الاختلاف فى الكم والكيف معًا أو فى أحدهما ثم تبعًا لنوع القضية السالبة أو الموجبة وتقسيم أشكال القياس تبعًا لنوع الحد الأوسط من حيث كونه أعم من الطرفين او لا ...
وكذلك كل ما اعتمد استنتاجه من قواعد المنطق على الاستقراء المستند إلى الحس والبديهة كتقسيم المقولات إلى عشر
وأيضا ما اعتمد على طرق الحذف والتعيين والتى يستعملها الأصوليون وغيرهم كالاقتصار على بعض تقسيمات القضايا وحذف أشكال القياس العقيم ...
كل ذلك لا سبيل لإنكاره أهذا هو المنطق أم صورة المنطق وما هى الحقائق الكامنه خلف تلك التقسيمات ولماذا قسمت تلك الأمور الذهنيه على هذا النحو دون غيره ألا ترى استاذنا الفاضل أن ابن تيمية كان محقًا عندما أرجع المنطق إلى أصول ميتافيزيقية مخالفة لعقائد المسلمين
لماذا استاذنا الفاضل قام فلاسفة الإسلام بحذف ما سوى الجانب الصورى من منطق أرسطو؟؟(25/368)
سؤالي من هم الأباضيين؟؟؟ دعونا نتعرف عليهم وعلى عقيدتهم ..
ـ[الوسيط]ــــــــ[21 - 08 - 03, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله، ورضي الله عن أصحابه أجمعين.
أُحييكم بتحية الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخوتي في الله
أمّا بعد،
أحبتي أتمنى أن تقبلوني بينكم في هذا المنتدى الذي يضم نخبه من طلبة العلم الذين أسأل الله العلي القدير أن يوفقهم إلى ما يحبه ربي ويرضى
كما أتمنى أن أجد لديكم العون من بعد الله
لا يخفى عليكم كثرة الاباضيين في سلطنة عُمان والذين غالبيتهم مشككون في عقيدتهم كما هو الحال في كل أصحاب عقيدة باطله، لقد بحثتُ في الشبكة العنكبوتية عن مواقع تهتم بتنوير أصحاب هذه العقيدة فلم أجد عدا موقع واحد تحت مسمى
(من هم الاباضية)
http://www.alabadyah.com/
احتوى على بعض المناظرات والمعلومات عنهم ولكني أرغب في الكثير .... أتمنى أن أجد مواقع على الانترنت او كتب الكترونية أو بحوث ومقالات وكل ما يخص هذه العقيدة والرد على أتباعها .. كما أنني أطلب من المختصين أن يعملوا على إنشاء المواقع الخاصة بهذه العقيدة على الانترنت لكي يطّلع عليها كل باحثٍ عن الحقيقة منهم
المطلوب:
1. عناوين مواقع وإنشاء مواقع جديدة.
2. كتب
3. بحوث
4. مقالات
5. أشرطة صوتية
6. عناوين ومواقع طلبة وطالبات العلم في سلطنة عُمان والمغرب وكل بلد يوجد به الأباضيين لكي يسهل على مريد الحق الاتصال بهم ..
أتمنى أن يتكامل الموضوع هنا ويكون مرجعاً لكل أباضي ولكل من يتعامل معهم (نعلم أن هناك مواقع كثيرة في الرد على الرافضة عليهم من الله ما يستحقون ولكنها قليلة نوعا ما ... نريد مواقع للأباضيين، التبليغيين، الأخوان والصوفيين وكل المخالفين).
هل هناك من يتبنى فكرة إنشاء مثل هذه المواقع؟
وأخيراً وليس آخراً أسأل الله لي ولكم الفردوس الأعلى
ولكم مني جزيل الشكر ووافر الامتنان وجزاكم الله خيراً
نسأل الله الهداية والتوفيق لنا جميعاً، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره الى يوم الدين.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[21 - 08 - 03, 10:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هاك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11062&highlight=%C7%E1%C5%C8%C7%D6%ED%C9
وهذا رابط نتيجة البحث عن (الإباضية) في المنتدى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?s=&action=showresults&searchid=50060&sortby=lastpost&sortorder=descending
ـ[الوسيط]ــــــــ[21 - 08 - 03, 03:56 م]ـ
أخي الجامع الصغير جزاك الله خير وأشكرك أخي على مرورك واهتمامك في الموضوع الذي اتمنى ان لا يهمل من قبل جميع مشرفي وأعضاء وزوار هذا المنتدى الطيب
الأباضية: هذه الفرقة تحمل فكر الخوارج وهي فرقة موجودة في عصرنا الحاضر, فقد قال بكير بن سعيد اعوشت - أحد علمائهم - أنهم يوجدون حاليا في الجزائر وتونس وليبيا وعمان وزنجبار.
اتمنى أن أحصل على مبتغاي
مطلوب كذلك معلومات عن
طلبة وطالبات العلم في كل من:
الجزائر
تونس
ليبيا
زنجبار بالاضافة الى ماسبق عُمان والمغرب
مع معرفة كيف يتم الاتصال بهم لمن أراد معرفة الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(25/369)
بين الإمامينِ البَرْبَهَاري وأَبي الحسنِ الأشعري
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 08 - 03, 11:57 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@243.rfmCgWyZm1I.1@.1dd4308a
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[22 - 08 - 03, 03:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ ...
وتكرم بإفادتي: هل الطبعة الجديدة الثالثة بهذا الكتاب (شرح السنة للبربهاري) هل هي تصوير عن الثانية ط (دار السلف) أم زاد فيها الشيخ خالد الردادي شيئا؟
===================
وللفائدة، قد أحضرت مقالتكم هنا للتيسير:
==================
الحمدُ للهِ وبعد؛
إن من الأمورِ المهمةِ عند ذكرِ ترجمةِ أو سيرةِ إمامٍ من أئمةٍ أهلِ السنةِ نقدَ القصصِ التي تنسبُ إليه، وعرضها على ميزانِ النقدِ العلمي، ولذا اعتنى أهلُ التراجمِ والسيرِ من أمثالِ الإمامِ الذهبي وغيرِهِ إلى الإشارةِ إلى ذلك، فلا تكادُ تقرأُ لسيرةِ أو ترجمةِ عالمٍ أو إمامٍ إلا وتجدهم يفندون ما لا يصحُ عنه من القصصِ أو المقولاتِ.
ومما يذكرُ في هذا البابِ، قصةٌ جرت بين بين الإمامينِ البَرْبَهَاري وأَبي الحسنِ الأشعري كانت سبباً لتأليفِ كتابِ " الإبانةِ " لأبي الحسن الأشعري - رحم اللهُ الجميعَ -، وقد انبرى النقادُ من أهلِ العلمِ لبيانِ كذبِ هذه القصة، وممن أشار إلى زيفها وعدمِ ثبوتها الشيخُ خالدُ بنُ قاسم الردادي في تحقيقهِ لـ " شرحِ السنةِ " لأبي محمد الحسنِ بنِ علي البربهاري، وسأنقلُ ما قالهُ الشيخُ خالد في بيانِ حالِ القصةِ.
قال الشيخُ خالد في (ص23) من تحقيق " شرحِ السنةِ " [ط. الثالة. 1421هـ]:
تنبيهانِ هامانِ:
1 - جاء في ترجمةِ البربهاري - عند بعض من ترجموا له - أن أبا الحسن الأشعري لما دخل بغداد جاء إليه البربهاري، فجعل يقول: رددتُ على الجُبائي، وعلى أبي هاشم، ونقضتُ عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس، وقلتُ لهم، وقالوا، وأكثر الكلام في ذلك. فلما سكت؛ قال له البربهاري: ما أدري مما قلت قليلا ولا كثيراً، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل. فخرج الأشعري من عنده وصنف كتاب " الإبانة "، فلم يقبله منه، ولم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها.
ولي مع هذه الحكاية وقفات:
الأولى: في تخريجها وبيان مصدرها، فقد أخرجها أبو علي الأهوازي في كتابه الذي صنفه في ثلب الأشعري، وعنه ابن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " (2/ 18): " قرأت على علي القرشي، عن الحسن الأهوازي؛ قال: سمعت أبا عبد الله الحمراني ... " فذكرها.
والثانية: مدار هذه القصة على أبي علي الحسن بن علي الأهوازي المقرىء، وهو ضعيف، اتّهم في لقاء بعض الشيوخ. [كما في " العبر " للذهبي (2/ 288) وانظر ترجمته في: " الميزان " (1/ 152)، و" اللسان " (2/ 237)، و" السير " (18/ 13)].
والثالثة: قال ابن عساكر في " تبين كذب المفتري " (ص 390 - 391): " وحكاية الأهوازي عن البربهاري مما يقع في صحته التماري، وأدل على بطلانه قوله: " إنه لم يظهر ببغداد إلى أن خرج منها "، وهو بعد إذ صار إليها ولم يفارقها ولا رحل عنها، فإن بها كانت منيته، وفيها قبره وتربته ... ".
ونقل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ كلام ابن عساكر المتقدم وأقره عليه في " الفتاوى الكبرى " (5/ 285).
وأشار إلى ضعفها أيضا الذهبي في " السير " (5/ 90) حينما صدرها بقوله: " فقيل: إن الأشعري لما قدم بغداد ... "، وذكر الحكاية، وقال الذهبي أيضا في " السير " (15/ 89) في ترجمة الأشعري: " وقد ألف الأهوازي جزءاً في مثالب ابن أبي بشر - يعني: الأشعري -، فيه أكاذيب.
وجمع أبو القاسم - يعني: ابن عساكر - في مناقبه فوائد بعضها أيضا غير صحيح ... ".
ومما يتقدم يظهر جليا بطلان هذه الحكاية وعدم صحتها.ا. هـ.
ونصُ عبارةِ الإمامِ الذهبي في " السير ": فَقِيْلَ: إِنَّ الأَشْعَرِيَّ لَمَّا قَدِمَ بَغْدَادَ جَاءَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ البَرْبَهَارِيِّ، فجَعَلَ يَقُوْلُ: رددتُ عَلَى الجُبَّائِيّ، رددْتُ عَلَى المَجُوْس، وَعَلَى النَّصَارَى. فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ، وَلاَ نعرِفُ إِلاَّ مَا قَالَه الإِمَامُ أَحْمَد. فَخَرَجَ وَصَنَّفَ " الإِبَانَة " فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ.ا. هـ.
وقال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: " وَلِهَذَا تَكَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِر فِي أَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ لَمَّا صَنَّفَ هَذَا مَثَالِبَ أَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَهَذَا مَنَاقِبَهُ وَكَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ مِنْ السالمية فَنَسَبَهُمْ طَائِفَةٌ إلَى الْحُلُولِ ".ا. هـ.
وقال أيضاً: " وَكَذَلِكَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ لَهُ مُصَنَّفٌ فِي الصِّفَاتِ قَدْ جَمَعَ فِيهِ الْغَثَّ وَالسَّمِينَ ".ا. هـ.
وقال أيضاً: " وَلِهَذَا كَانَ أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ - الَّذِي صَنَّفَ مَثَالِبَ ابْنِ أَبِي بِشْرٍ وَرَدَّ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ عَسَاكِرَ - هُوَ مِنْ السالمية ".ا. هـ.
وقال أيضاً: " وَكَانَ " أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيُّ " لَمَّا رَجَعَ عَنْ الِاعْتِزَالِ سَلَكَ طَرِيقَةَ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ كُلَّابٍ فَصَارَ طَائِفَةٌ يَنْتَسِبُونَ إلَى السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ مِنْ السالمية وَغَيْرِهِمْ كَأَبِي عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيِّ يَذْكُرُونَ فِي مَثَالِبِ أَبِي الْحَسَنِ أَشْيَاءَ هِيَ مِنْ افْتِرَاءِ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْأَشْعَرِيَّ بَيَّنَ مِنْ تَنَاقُضِ أَقْوَالِ الْمُعْتَزِلَةِ وَفَسَادَهَا مَا لَمْ يُبَيِّنْهُ غَيْرُهُ حَتَّى جَعَلَهُمْ فِي قَمْعِ السِّمْسِمَةِ ".ا. هـ.(25/370)
هل ابن العربي المالكي أشعري؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 08 - 03, 01:09 م]ـ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) رواه البخاري
فتح الباري:
". قَوْله: (يَنْزِل رَبّنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا) اِسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ أَثْبَتَ الْجِهَة وَقَالَ: هِيَ جِهَة الْعُلُوّ , وَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْجُمْهُور لِأَنَّ الْقَوْل بِذَلِكَ يُفْضِي إِلَى التَّحَيُّز تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ.
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال:
> فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَهُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ.
>وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ صِحَّة الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ جُمْلَة وَهُمْ الْخَوَارِج وَالْمُعْتَزِلَة وَهُوَ مُكَابَرَة , وَالْعَجَب أَنَّهُمْ أَوَّلُوا مَا فِي الْقُرْآن مِنْ نَحْو ذَلِكَ وَأَنْكَرُوا مَا فِي الْحَدِيث إِمَّا جَهْلًا وَإِمَّا عِنَادًا ,
>وَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيق الْإِجْمَال مُنَزِّهًا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّة وَالتَّشْبِيه وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف , وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره عَنْ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالسُّفْيَانَيْنِ وَالْحَمَّادَيْنِ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْث وَغَيْرهمْ ,
>ومِنْهُمْ مَنْ أَوَّله عَلَى وَجْه يَلِيق مُسْتَعْمَل فِي كَلَام الْعَرَب ,
>وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْرَطَ فِي التَّأْوِيل حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُج إِلَى نَوْع مِنْ التَّحْرِيف ,
>وَمِنْهُمْ مَنْ فَصَلَ بَيْن مَا يَكُون تَأْوِيله قَرِيبًا مُسْتَعْمَلًا فِي كَلَام الْعَرَب وَبَيْن مَا يَكُون بَعِيدًا مَهْجُورًا فَأَوَّل فِي بَعْض وَفَوَّضَ فِي بَعْض , وَهُوَ مَنْقُول عَنْ مَالِك وَجَزَمَ بِهِ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ اِبْن دَقِيق الْعِيد ,
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَأَسْلَمَهَا الْإِيمَان بِلَا كَيْف وَالسُّكُوت عَنْ الْمُرَاد إِلَّا أَنْ يَرِد ذَلِكَ عَنْ الصَّادِق فَيُصَار إِلَيْهِ , وَمِنْ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ اِتِّفَاقهمْ عَلَى أَنَّ التَّأْوِيل الْمُعَيَّن غَيْر وَاجِب فَحِينَئِذٍ التَّفْوِيض أَسْلَم. وَسَيَأْتِي مَزِيد بَسْط فِي ذَلِكَ فِي كِتَاب التَّوْحِيد إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى.
وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: حُكِيَ عَنْ الْمُبْتَدِعَة رَدّ هَذِهِ الْأَحَادِيث , وَعَنْ السَّلَف إِمْرَارهَا , وَعَنْ قَوْم تَأْوِيلهَا وَبِهِ أَقُول. فَأَمَّا قَوْله يَنْزِل فَهُوَ رَاجِع إِلَى أَفْعَاله لَا إِلَى ذَاته , بَلْ ذَلِكَ عِبَارَة عَنْ مُلْكه الَّذِي يَنْزِل بِأَمْرِهِ وَنَهْيه , وَالنُّزُول كَمَا يَكُون فِي الْأَجْسَام يَكُون فِي الْمَعَانِي , فَإِنْ حَمَلْته فِي الْحَدِيث عَلَى الْحِسِّيّ فَتِلْكَ صِفَة الْمَلَك الْمَبْعُوث بِذَلِكَ , وَإِنْ حَمَلْته عَلَى الْمَعْنَوِيّ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يَفْعَل ثُمَّ فَعَلَ فَيُسَمَّى ذَلِكَ نُزُولًا عَنْ مَرْتَبَة إِلَى مَرْتَبَة , فَهِيَ عَرَبِيَّة صَحِيحَة اِنْتَهَى.
وَالْحَاصِل أَنَّهُ تَأَوَّلَهُ بِوَجْهَيْنِ: إِمَّا بِأَنَّ الْمَعْنَى يَنْزِل أَمْره أَوْ الْمَلَك بِأَمْرِهِ , وَإِمَّا بِأَنَّهُ اِسْتِعَارَة بِمَعْنَى التَّلَطُّف بِالدَّاعِينَ وَالْإِجَابَة لَهُمْ وَنَحْوه. وَقَدْ حَكَى أَبُو بَكْر بْن فَوْرك أَنَّ بَعْض الْمَشَايِخ ضَبَطَهُ بِضَمِّ أَوَّله عَلَى حَذْف الْمَفْعُول أَيْ يُنْزِل مَلَكًا , وَيُقَوِّيه مَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق الْأَغَرّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَأَبِي سَعِيد بِلَفْظِ " إِنَّ اللَّه يُمْهِل حَتَّى يَمْضِي شَطْر اللَّيْل , ثُمَّ يَأْمُر مُنَادِيًا يَقُول: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَاب لَهُ " الْحَدِيث. وَفِي حَدِيث عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ " يُنَادِي مُنَادٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَاب لَهُ " الْحَدِيث.
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: وَبِهَذَا يَرْتَفِع الْإِشْكَال , وَلَا يُعَكِّر عَلَيْهِ مَا فِي رِوَايَة رِفَاعَة الْجُهَنِيّ " يَنْزِل اللَّه إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول: لَا أَسْأَل عَنْ عِبَادِي غَيْرِي " لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدْفَع التَّأْوِيل الْمَذْكُور.
و
َقَالَ الْبَيْضَاوِيّ: وَلَمَّا ثَبَتَ بِالْقَوَاطِعِ أَنَّهُ سُبْحَانه مُنَزَّه عَنْ الْجِسْمِيَّة وَالتَّحَيُّز اِمْتَنَعَ عَلَيْهِ النُّزُول عَلَى مَعْنَى الِانْتِقَال مِنْ مَوْضِع إِلَى مَوْضِع أَخْفَض مِنْهُ , فَالْمُرَاد نُور رَحْمَته , أَيْ يَنْتَقِل مِنْ مُقْتَضَى صِفَة الْجَلَال الَّتِي تَقْتَضِي الْغَضَب وَالِانْتِقَام إِلَى مُقْتَضَى صِفَة الْإِكْرَام الَّتِي تَقْتَضِي الرَّأْفَة وَالرَّحْمَة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/371)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 08 - 03, 01:27 م]ـ
وأين أجد الحديث المذكور فوق: ((وَيُقَوِّيه مَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق الْأَغَرّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَأَبِي سَعِيد بِلَفْظِ " إِنَّ اللَّه يُمْهِل حَتَّى يَمْضِي شَطْر اللَّيْل , ثُمَّ يَأْمُر مُنَادِيًا يَقُول: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَاب لَهُ " الْحَدِيث.))
بحثت عنه في سنن النسائي ولم اجده.
ووجدت الحديث الثاني في مسند الإمام أحمد ((حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ)) .. ما صحته؟
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[22 - 08 - 03, 09:16 م]ـ
بالنسبة للحديث الأخير فيه علي بن زيد هو ابن جدعان وحاله لا يخفى
أما الحديث الأول فهو في السنن الكبرى للنسائي ج: 6 ص: 124
رقم 10316 أخبرني إبراهيم بن يعقوب حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو إسحاق حدثنا أبو مسلم الأغر سمعت أبا هريرة وأبا سعيد يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا ينادي يقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى
تحقيق البنداري وحسن كسروي
دار الكتب العلمية
وقال الحافظ ابن الملقن في تحفة المحتاج ج: 1 ص: 425
رواه النسائي، وقال القرطبي في شرح الأسماء صححه عبد الحق
قلت وهو في تفسير القرطبي ج: 19 ص: 35 إذ قال:
صححه أبو محمد عبدالحق فبين هذا الحديث مع صحته معنى النزول
اهـ بلفظه
وهذا الذي قاله المالكية وجد ما يدور حوله عن الإمام مالك:
ففي سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ج: 8 ص: 103
وقال ابن عدي حدثنا محمد بن هارون بن حسان حدثنا صالح بن ايوب حدثنا حبيب بن أبي حبيب حدثني مالك قال يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره فأما هو فدائم لا يزول
قال صالح فذكرت ذلك ليحيى بن بكير فقال حسن والله ولم أسمعه من مالك
قال الذهبي: لا أعرف صالحا وحبيب مشهور
اهـ
قلت ذكره الحافظ بن حجر في لسان الميزان ج: 3 ص: 166
وأشار لعدم معرفة الذهبي له.
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[22 - 08 - 03, 09:43 م]ـ
قلت الحديث الذي سقته من مسند أحمد قال عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 10 ص: 153
وعن عثمان بن أبي العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي مناد كل ليلة هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الفجر
رواه أحمد والبزار بنحوه غير أنه قال إن في الليل ساعة ينادي مناد ورواه الطبراني بنحو لفظ أحمد ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق وفيه ضعف
لكن يغني عنه طريق آخر للحديث عند الطبراني في المعجم الكبير ج: 9 ص: 59 والمعجم الأوسط ج: 3 ص: 154
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا أستجاب الله له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار
وهذا الحديث قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 10 ص: 153
و ص: 209
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
وكذا صححه الحافظ المنذري على طريقته في الترغيب والترهيب
ـ[مسلم2003]ــــــــ[22 - 08 - 03, 10:04 م]ـ
القاضي أبو بكر بن العربي المالكي، صاحب أحكام القرآن، أشعري المعقتد .. وهذا واضح جداً من كتابه "العواصم والقواصم" النسخة الكاملة ..
يمكنك مراجعته ..
والله أعلم
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[22 - 08 - 03, 10:49 م]ـ
- حبيب بن أبي حبيب.
قال عنه يحي بن معين: ليس بشيء. وقال الإمام أحمد: ليس بثقة، كان يحيل الحديث ويكذب وأثنى عليه شرا وسوء. وقال النسائي متروك الحديث. وقال ابن عدي: أحاديث كلها موضوعة عن مالك وعن غيره. وقال أيضا: وعامة حديث حبيب موضوع المتن مقلوب الإسناد ولا يحتشم في وضع الحديث على الثقات، وأمره بين في الكذابين. وقال الحافظ ابن حجر: متروك كذبه أبو داود وجماعة ...... عبد الله زقيل http://www.saaid.net/Doat/Zugail/54.htm
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 08 - 03, 10:52 م]ـ
تنبيه حول ما أوده أبو صالح شافعي من مخالفات للعقيدة
أولا الرواية التي عند النسائي في الكبرى بلفظ (ثم يأمر مناديا ينادي) شاذة منكرة من ناحية الإسناد والمتن وهي مخالفات لجميع الروايات المتكاثرة المثبتتة لنزول الله نزولا حقيقيا
ثانيا ما ذكره عن الإمام مالك فهو كذب عليه لا تصح عن الإمام مالك وحاشا مالك رحمه الله أن يكون مبتدعا فيفسر النزول بهذا التفسير
بل الإمام مالك من أئمة السلف في العقيدة.
فينبغي للأخ أبو بكر شافعي وفقه الله أن يتحري في أمور العقيدة ولا يذكر مثل هذه الإستدلالات التي يذكرها الأشاعرة ونحوهم من المبتدعة مخالفين بذلك ما أجمع عليه السلف من العقيدة.
لعلي أبين أخطاؤه فيما أورده من سياق الروايات بإذن الله تعالى عما قريب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/372)
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[23 - 08 - 03, 04:35 ص]ـ
الأخ أبو الوليد شكرا لمرورك وإضافاتك.
الأخ الفقيه:
بانتظار بحثك الشامل، خاصة إثبات لفظة الحقيقي في النزول لأني أسمعها وأقرأها كثيرا مع عدم اطلاعي على ما يثبتها من الروايات المتكاثرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 08 - 03, 06:54 ص]ـ
نبدأ أولا بالرواية المنسوبة للإمام مالك رحمه الله
ونسال الأخ أبو صالح شافعي وفقه الله
بناء على ما سبق ذكره هل هذه الرواية تثبت عن الإمام مالك رحمه الله أم لا؟
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[23 - 08 - 03, 07:37 ص]ـ
الأخ الفقيه:
سند القصة الذي بين أيدينا أعلاه لا يصلح للاحتجاج كما لا يخفى أما أن يقال أنه كذب فلا حتى نتتبع كل طرقه إذ قد يكون صح من طريق آخر وهذه تحتاج تتبع كل الطرق كما لا يخفى، وقد أشرت لذلك بقولي (وجد) وهي صيغة تمريض كما هو مشهور في المصطلح، وزيادة سقت لكم سنده ونقلت كلام الذهبي ثم عدم زيادة ابن حجر على ما قاله الذهبي، فأي شيء يتوقع مني أكثر من ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 08 - 03, 08:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
معنى النزول الحقيقي
النزول لله سبحانه وتعالى حقيقي كما يليق بجلاله ليس مثل نزول المخلوقين
فنجمع بين أمرين
الأمر الأول إثبات النزول لله سبحانه وتعالى
الأمر الثاني عدم تشبيه نزول الله بنزول المخلوقين (ليس كمثله شيء)
وسبب وقوع بعض الناس في التعطيل أنه ظن أنه إذا اثبت صفة لله تعالى مثل اليد ومثل النزول ونحوها أنه يشبه الله بخلقه فليجأ إلى تفسيرها بمعنى آخر كقولهم في اليد هي القدرة والنزول نزول رحمة الله!!!
فشبهوا ثم عطلوا
أما أهل السنة فآمنوا بصفات الله وأثبتوها كما جاءت ولم يحرفوا معانيها
فأثبتوها لله كما يليق بالله
فمعنى الصفات معلوم من لغة العرب التي خاطبنا الله بها
وكيفية الصفات لله مجهولة لنا لأنا لانعرف كيف ذات الله فلا نعرف كيفية صفاته سبحانه وتعالى
-------------------------------------------------------------------------------------
وأما عن الروايات فقد وجدت كلاما مفيدا للشيخ عمرو عبدالمنعم سليم حول الموضوع في كتابه (لادفاعا عن السلفية) في الرد على حسن السقاف ففيه كفاية بإذن الله تعالى:
قال وفقه الله
الجزء السادس عشر
إثبات صفة النزول للرب عز وجل والرد على السقاف في نفيه ذلك
وقد صرح السقاف بمعتقده في هذه المسألة في كتابه ((إلقام الحجر))، وفي تعليقه على كتاب ابن الجوزى: ((دفع شبه التشبيه)).
فقال في الأول (ص:10): (وأما تأويل النزول بنزول ملك فهو الصحيح كما قال الباجورى، لوروده في حديث صحيح، ونصه: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له، هل من يستغفر له؟ هل من سائل يعطي)). رواه النسائي بسند صحيح في عمل اليوم والليلة (ص:340) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وقد فصلت الكلام عليه وبيان طرقه، ومتابعاته وشواهده في ((الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة))، وبينت بطلان كلام الألباني في تضعيفه، وبطلان طعنه بحفص بن غياث الثقة الإمام الذي أخرج أحاديثه الستة).
وقال في الثاني (ص:193) نحواً من ذلك، وزاد زيادات سوف يأتي التنبيه عليها، والرد على ما ورد فيها من ضلالات، فالله المستعان.
قلت: ويكفي لإثبات صفة النزول للرب سبحانه وتعالى ما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم – رحمهما الله – في ((صحيحيهما)) من حديث أبي هريرة ?: عن النبي ?، قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).
قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في ((الأربعين في صفات رب العالمين)) (ص:100): ((هذا حديث حسن، متفق عليه من حديث أبي هريرة وغيره، وقد أفردت له جزءاً، وقد ذكرت فيه عن أكثر من عشرين صحابياً عن النبي ? نزول الرب عز وجل بطرق كثيرة إليهم، ومنها لمسلم: ((فينزل: فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري)). وقد حدّث بهذا الحديث حماد بن سلمة، فقال: من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/373)
قلت: وهذا الحديث لم يسلم من طعون السقاف وتأويلاته فادعى أن الذي ينزل هو أحد الملائكة، واستدل على ذلك بما رواه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (486): أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي حدثنا الأعمش، حدثنا أبو إسحاق، حدثنا أبو مسلم الأغر، سمعت أبا هريرة و أبا سعيد يقولان: قال رسول الله ?: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي، هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى)). وهذه الرواية شاذة، من جهة ذكر المنادي.
فقد رواه جماعة عن أبي إسحاق فأثبتوا النزول والنداء لله عز وجل، وهم:
1 – شعبة بن الحجاج: أخرجه الإمام أحمد (3/ 34)، ومسلم (1/ 52)، وابن خزيمة (1146)، والآجرى في ((الشريعة)) (ص:310).
2 – سفيان الثوري: أخرجه الآجرى (ص:309).
3 – أبو عوانة: أخرجه أحمد (2/ 383)، والرامهرمزى في ((المحدث الفاصل)) (552).
4 – معمر: أخرجه عبد الرزاق (1/ 444 - 445/ 19654).
5 – إسرائيل: أخرجه الآجرى (ص:310).
6 – شريك: أخرجه الآجرى (ص:310).
7 – منصور بن المعتمر: أخرجه مسلم (1/ 523)، والنسائي في ((اليوم والليلة)) (485).
وليس الحمل فيه على الأعمش، فقد رواه الآجرى (ص:309) من طريق: مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إن الله عز وجل يمهل حتى إذا كان شطر الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: هل من مستغفر ………الحديث)). وسنده صحيح. فالحمل في رواية النسائي – الشاذة – على حفص بن غياث أولى، فقد تغير بعدما تولى القضاء، وقد خالف الأكثر والأوثق. والحديث محفوظ من طرق أخرى – غير طريق الأغر – عن أبي هريرة بلفظ نزول الرب عز وجل. وأما زعمه أن هذا الحديث كان في كتاب حفص، فمردود عليه.
قال في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) (ص:193): (وقد زعما – أي الألباني وشعيب الأرناؤوط – أن حفص بن غياث تغير حفظه قليلاً بأخرة، وأقول: إن هذا تضعيف مردود لأن رواية حفص عن الأعمش كما في إسناد هذا الحديث كانت في كتاب عند ابن حفص – عمر – كما في ترجمة حفص في ((تهذيب الكمال)) (7/ 60)، و ((تهذيب التهذيب)) (2/ 358)، فلا يضرها اختلاط حفص بأخرة على تسليم وقوعه).
*قلت: هذه إحالة على جهالة، فالذي ورد في ((تهذيب التهذيب)): ((قال ابن خراش:بلغني عن على بن المديني، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث، فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة بأخرة، فأخرج إلى عمر بن حفص كتاب أبيه، عن الأعمش، فجعلت أترحم على يحيى)).
*قلت: هذا الإسناد منقطع بين ابن خراش وعلى بن المديني من جهة، ومن جهة أخرى لم يرد في هذا الخبر ما يدل على أن هذا الحديث من كتاب حفص، ولم يرد في إسناد الخبر نفسه ما يدل على ذلك، وقد يكون الحديث من رواية صاحب كتاب او صاحب نسخة، إلا أن حديثاً بعينه من روايته لا يكون من هذه النسخة.
ونضرب على ذلك مثالاً: ما أخرجه أحمد والترمذى والحاكم من طريق:عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعاً: ((لاحكيم إلا ذو تجربة، ولا حليم إلا ذو عثرة)). قال الحافظ ابن حجر مدافعاً عن هذا الحديث في ((أجوبته عن أحاديث المصابيح)) (المشكاة:1786): ((صحيح ابن حبان هذه النسخة من رواية ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فأخرج كثيراً من أحاديث في صحيحه)). فاحتج على تقوية الحديث بأنه من نسخة ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، لأن من رواه رواه من طريق ابن وهب، فظن أنها من نسخته، والأمر خلاف ما ذكر. قال ابن عدي في ((الكامل)) (3/ 1256): ((وهذا لا يرويه مصرى عن ابن وهب، إنما يرويه قوم غرباء ثقات سمعوه من ابن وهب بمكة، وليس هذا في نسخة عمرو بن الحارث من رواية ابن وهب عنه)). قلت: فكون الحديث من رواية عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش لا يعنى أنه في كتاب حفص عن الأعمش، ولو سلمنا بذلك فقد خالف حفص بن غياب الأكثر والأحفظ، فروايته على ذلك شاذة بل منكرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/374)
ولا يفوتني في المقام أن أنبه على ما تعالم به السقاف في تعليقه السابق ذكره، وحاول به أن ينقض من منزلة الشيخ الألباني – حفظه الله – من استدراكه – كذا زعم!! – وصفه لرواية حفص بن غياث بالنكارة، حيث قال (ص:193): (وقوله – المعلق على ((أقاويل الثقات)) – عن حديث النسائي: منكر بهذا الشياق غريب!! بل من القول، ويصح ذلك لو كان حفص ضعيفاً، وليس هو كذلك، ثم لانكارة في المتن ألبتة، فلو كان ادعاه الألباني، ومتابعة حقاً لكان شاذاً لا منكراً لقول أهل الحديث: وما يخالف ثقة به الملا فالشاذ والمقلوب قسمان تلا)
قلت:وهذا استدراك في غير محله، فقد سبقهما إلى وصف ما تفرد به حفص بن غياث بالنكارة الحافظ الجهبذ أبو عبدالله الذهبي، فقال في ((الموقظة)) (ص:77): ((وقد يسمى جماعة من الحفاظ الحديث الذي يتفرد به مثل هشيم وحفص بن غياث منكراً)).
قلت: وفي هذا الإطلاق نكتة لطيفة، وهي أن وصف حديثه بالنكارة لأنه اعتراه بعض الضعف الذي نزل به عن درجة الثقة الحافظ لحديثه المتثبت فيه، وإطلاق النكارة مختص بالضعيف لا بالثقة المتثبت، وابن غياث اعتراه ضعف بعد توليه القضاء. قال ابن رجب في ((شرح علل الترمذي)) (ص:297): ((وأما حفص ابن غياث فقد كان أحمد وغيره يتكلمون في حديثه لأن حفظه كان فيه شيء)).
وقد حاول السقاف أن يقوي استدلاله بالحديث السابق، فاستشهد له بشاهد عن عثمان بن أبي العاص ? مرفوعاً: ((تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي مناد، هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشاراً)). قال السقاف بعد أن عزاه إلى الإمام أحمد (4/ 22و217)، والبزار (4/ 44كشف الأستار)، والطبراني (9/ 51): (وهو صحيح الإسناد، وانظر مجمع الزوائد (10/ 209)، وفيه: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح). وقد نقل هناك تصحيح الألباني لهذا الحديث. والحق أن هذا الحديث: معلول. كما سوف يأتي بيانه قريباً إن شاء الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء السابع عشر
فصل في:ذكر علة خبر عثمان بن أبي العاص
ورد هذا الحديث من طريقين عن عثمان بن أبي العاص:
الأول: من رواية على بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن عثمان باللفظ المذكور. أخرجه أحمد (4/ 22و217)، والبزار (4/ 44:كشف).وهذا الإسناد معلول بعلتين:
? الأولى: ضعف علي بن زيد بن خدعان.
? والثانية: الانقطاع، فالحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص كما في ترجمته من ((تهذيب التهذيب)) (2/ 231)
والثاني: من رواية هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص به. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (9/ 51): حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحى، حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن هشام بن حسان به.
قلت: وقد اختلف في هذا الإسناد على داود بن عبد الرحمن. فأخرجه البيهقي في ((الشعب)) (7/ 418/3555)، وفي ((فضائل الأوقات)) (25) من طريق: جامع بن الصبيح الرملي، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن، عن بن حسان، عن الحسن، عن عثمان مرفوعاً بلفظ: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان، نادى مناد، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، فلا يسأل الله عز وجل أحد شيئاً إلا أعطاه إلا زانية بفرجها أو مشرك)).
وجامع بن صبيح هذا ترجمه ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/ 1/530) وسكت عنه، وضعفه لأزدى كما في ((لسان الميزان)) (2/ 93).
ولكن تابعه على هذه الرواية راو ثقة وهو محمد بن بكار بن الزبير، فرواه عن مرحوم به.
أخرجه الخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (رقم:490): حدثنا عبدالله بن أحمد بن إبراهيم الدورقى، حدثنا محمد بن بكار، عن مرحوم به.
قلت: وهذا سند صحيح إلى مرحوم بن عبد العزيز. ومرحوم بن عبد العزيز أثبت من مخالفة داود بن عبد الرحمن. فالأول: وثقة أحمد، وابن معين، والنسائي، والبزار، ويعقوب بن سفيان، وابو نعيم، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له الستة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/375)
وأما الثاني: فقال أبو حاتم: ((صدوق)) ومثله نقل عن صالح جزرة، وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وأخرج له مسلم. فالأصح رواية مرحوم من حديث الحسن عن عثمان في فضل ليلة النصف من شعبان. وهي معلولة بالانقطاع بين الحسن وعثمان كما تقدم والله أعلم.
قلت: وقد استدل السقاف بالحديثين السابقين – وهما ضعيفان كما بينا - على أن الذي ينزل وينادي هو ملك إعمالاً لما نقله الحافظ في ((الفتح)) عن بعض المشايخ من ضبطهم لفظ: (ينزل) بضم الياء، وهذا وجه ضعيف مخالف لعامة الروايات الواردة في هذا الحديث والتي تثبت النزول لله سبحانه وتعالى.
وقد أنكر بعض أهل العلم هذا الضبط.
قال أبو القاسم الأصبهاني المعروف بـ ((قوام السنة)) في كتابه ((الحجة في بيان المحجة)) (1/ 248):
((ذكر على بن عمر الحربي في كتاب ((السنة)): أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، قاله النبي ? من غير أن يقال: كيف؟
فإن قيل: ينزل أو ينزل؟ قيل: يَنزل بفتح الياء وكسر الزاي، ومن قال: يُنزل بضم الياء فقد ابتدع، ومن قال: ينزل نوراً وضياءً فهذا أيضاً بدعة)).
وعلى بن عمر الحربي هذا إمام محدث زاهد ثقة صاحب معرفة وعلم وكرامات، وانظر ترجمته في ((تاريخ بغداد)): (12/ 43)، و ((سير أعلام النبلاء)): (17/ 69).
والعجيب حقاً من السقاف – غفر الله لنا وللمسلمين – أن يصر على تجنيه على الأئمة، فيذكر في مقام إثبات ما ذهب إليه أنه مذهب مالك، فيقول في (ص:194 تعليق رقم:129):
(وممن أوّل حديث النزول بنزول رحمته سبحانه الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وهو من أئمة السلف، فيما رواه عنه الحافظ ابن عبد البر في كتابه ((التمهيد)) (7/ 143)، وفي ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 105):
((قال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك، قال: يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره، فأما هو فدائم لا يزول، قال صالح: فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك)).
قلت: وفي هذا أن مالكاً ينزه الله عن الحركة، ولا نقول: إنه ساكن، سبحان ربي العظيم الأعلى).
وكنت قد أجبت عن هذه الشبهة قبل تفصيلاً، ولا مانع من استحضار علة عدم ثبوت هذا الخبر هنا، وهي:
وهاء حبيب بن أبي حبيب، قال أحمد: ((ليس بثقة. . . . كان يكذب))، وأثنى عليه شراً وسوءاً، وقال أبو داود: ((كان من أكذب الناس))، وفي رواية عنه: ((يضع الحديث))، وقال النسائي: ((متروك الحديث، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك))، ووهاه آخرون ذكرتهم هناك.
وصالح بن أيوب هذا مجهول.
وقد علق الذهبي على هذه الرواية بعد إيرادها في كتاب بقوله:
((قلت: لا اعرف صالحاً، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك – رحمه الله – رواية الوليد بن مسلم أن سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمروها كما جاءت بلا تفسير)).
وأما طريق ابن عبد البر ففيه جامع بن سوادة وهو متهم، وفيه علة أخرى ذكرتها في الموضع المشار إليه فلتراجع.
ثم وقفت للحافظ الكبير ابن رجب – رحمه الله – على تضعيفه لنسبة هذا القول إلى مالك، فقال في ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) له، وهو من أعظم الشروح على الإطلاق وصل فيه إلى جنائز (9/ 279):
((وقد تقدم عن مالك، وفي صحته عنه نظر)).
والسقاف فيما فعل تبع شيخه عبدالله بن الصديق الغمارى الذي يحذف من كلام العلماء ما يخالف مذهبه ن ويعكر مشربه.
وقد تصرف التلميذ تصرف أستاذه، لا أعلم لأي منهما السبق في هذا المضمار!!
فقال في كتابه: ((فتح العين بنقد كتاب الأربعين)) (ص:55):
(((باب: نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا)) – بعد أن أورد حديث رفاعة عن عرابة الجهنى في النزول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/376)
(قال الحافظ – [أي ابن حجر] – استدل به من أثبت الجهة، وقال: هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور، لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز، تعالى الله عن ذلك، وقد اختلف في معنى النزول أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم، ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة، وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة، ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمناً به على طريق الإجمال، منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف، ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب، ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد يخرج إلى نوع من التحريف، ومنهم من فصل بين ما يمون تأويله قريباً مستعملاً في كلام العرب، بين ما يكون بعيداً مهجوراً، فأول في بعض، وفوض في بعض، وهو منقول عن مالك، وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد).
قلت: فمن يقرا هذا الكلام يظن للوهلة الأولى أن الإمام مالك قد أول وفوض في أحاديث النزول، هذا لأن الغمارى قد أسقط من الكلام ما يدل على خلاف ذلك.
فنص كلام ابن حجر في ((الفتح)) (3/ 23): (استدل به من أثبت الجهة، وقال: هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور، لأن معنى القول بذلك يفضي إلى التحيز، تعالى الله عن ذلك، وقد اختلف في معنى النزول على أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم، ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة، وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة، ومنهم من أجراه على ما ورد، مؤمناً به على طريق الإجمال، ومنزهاً الله تعالى الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف، {ونقله البيهقي عن الأئمة الأربعة، والسفيانين، والحمادين، والأوزاعي والليث، وغيرهم}، ومنهم من أوله على وجه ….).
فما أسقطه الغمارى يدل على دلالة قاطعة على أن مذهب الإمام مالك هو مذهب السلف من حيث الإيمان بصفة النزول، مع عدم الخوض في كيفيتها، وأن ما نقله الحافظ عن الإمام مالك في التأويل والتفويض فالأغلب أنه اعتمد في ذلك على الروايات الضعيفة الواردة عنه في ذلك، والتي سبق ذكرها، والتي لينها ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -، والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثامن عشر
ذكر أقوال من أثبت النزول للرب عز وجل من أهل العلم
* قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في ((الجامع)) (3/ 50 - 51): بعد أن أخرج حديث: ((إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه … .. )). قال الترمذي: ((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، وقالوا: قد ثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها، ولا يتوهم، ولا يقال: كيف؟ هكذا روى عن مالك وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه)).
قلت: والمعنى بـ (الإمرار) أي إثبات الصفة كما وردت، ولا يقال: كيف ينزل؟ ولا يقال: ينزل كنزول … أو مثل نزول … وإنما يثبت له الصفة مع اعتقاد الكمال له سبحانه فيها وعدم التشبيه أو التجسيم أو التكييف.
? وقال إسحاق بن راهوية – رحمه الله -: جمعنى هذا المبتدع – إبراهيم بن أبي صالح – مجلس الأمير عبد الله بن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول،فسردتها، فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء (20).
? وقال حنبل بن إسحاق: سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروي عن النبي ?: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا))؟ فقال أبو عبدالله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا نرد شيئاً منها إذا كانت أسانيدها صحاح، ولا نرد على رسول الله ? قوله، ولا نعلم أن ما جاء به الرسول حق. قلت لأبي عبدالله: ينزل الله إلى سماء الدنيا، قال: قالت: نزوله بعلمه؟ بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا، أمض الحديث على ما روى، بلا كيف ولا حد إنما جاءت به الآثار، وبما جاء به الكتاب. قال الله عز وجل: {ولا تضربوا لله الأمثال}. ينزل كيف يشاء بعلمه، وقدرته، وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، ولا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هرب هارب (21).
? وقال إسحاق بن منصور الكوسج – رحمه الله -: قلت لأحمد – يعني ابن حنبل -: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا))، أليس تقول بهذه الأحاديث؟ و ((يراه أهل الجنة))، يعني ربهم عز وجل. و ((لاتقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)). و ((اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه)). و ((إن موسى لطم ملك الموت)). قال أحمد: كل هذا صحيح. قال إسحاق: هذا صحيح، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي (22).
? وأخيراً أقول للسقاف: أبو الحسن الأشعري الذي تنسب نفسك إليه يثبت للرب عز وجل، ويثبت الأحاديث الواردة في النزول، وانظر إن شئت كتابه ((الإبانة)) (ص:122) باب ذكر الاستواء على العرش. وكتابه ((مقالات الإسلاميين)) (ص: 220 - 225) حيث قال: ((هذه حكاية جملة أقوال أصحاب الحديث وأهل السنة. . . . فذكرها، وذكر منها: ((ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله ? أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر، كما جاء في الحديث عن رسول الله ? …. حتى قال: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب)). أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/377)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 08 - 03, 09:16 م]ـ
لكن اخي الكريم:أبو صالح شافعي
ابن حجر لم يصحح هذه الرواية؟؟
بل قال انها تقوى اللفظة المدرجة من ابن فورك وهي بصيغة المبنى للمجهول (ينزل) وانت حفي انها باطلة فقد نقلها ابن فورك عن (بعض اشياخه)؟؟؟
ومن هو هذا الشيخ الله عليم به! والناقل ابن فورك!
فهو اسناد فيه مجهول وكذلك لم يذكرها احد ممن تعمد جمع الروايات والالفاظ كالقسطلاني وغيره فهي لا وجود لها.
ثم ما هو وجه التعارض بين رواية أمر الملك بالمناداة ونزول الرب تبارك وتعالى؟؟؟
وأذا كان لابد من التعارض فان التعارض كل التعارض هو بين رواية النسائي الاخرى الصحيحة والتى فيها ان الله يقول ((لاأسال عن عبادي غيري))
فالله جل وعلا تكرما منه نفى الواسطة بينه وبين عباده. فكيف نثبتها!
ثم هذا النزول عرفناه فما المعارض لحديث النزول يوم عرفة و مباهاة ربنا بخلقه ...
وما هو المعارض لنزول الرب تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان!!
ثم ما معنى ينزل الله؟ وجاء الله؟ كيف يقال انه بلا ذات! قولنا بلا ذات هو عين قول الجهمية! تنزل رحمته!
فما معنى بلا ذات اي (لاينزل الله).
كما وصف الامام الترمذي اصحاب هذا القول انهم جهمية حيث قال:
((وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث .. (ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا .. قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ولا يتوهم ولايقال كيف. هكذا روى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الاحاديث امروها بلا كيف وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه).
فهيل يقال ان الله يبصر لكن لايبصر بذاته!! ويسمع لكن لايسمع بذاته!!
فهنا نقول ان الله ينزل كما اخبر عن نفسه انه ينزل واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم.(25/378)
عدم التكفير بعذر الجهل عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب
ـ[الرايه]ــــــــ[23 - 08 - 03, 12:25 ص]ـ
ظن البعض أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يعذر بالجهل مطلقاً، وحجتهم في ذلك ما ذكره الشيخ في رسالته كشف الشبهات حيث قال ((فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل)) وغير هذا ينظر ((كتاب التوحيد باب من الشرك لبس الحلقة)).
وقابلهم فريق آخر ظن أن الشيخ محمد يرى الاعذار بالجهل مطلقاً واحتجوا بقول الشيخ في إحدى رسائله ((وأما ما ذكره الأعداء عني أني اكفر بالموالاة أو اكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم)) [ينظر: تاريخ ابن غنام 2/ 80، ومؤلفات الشيخ (الفتاوى) 3/ 10].
ولكي يزول الإشكال بين هذه العبارات ويتسنى الجمع بينها يمكن أن يقال:-
إن الشخص يعذر بالجهل في المسائل الخفية دون المسائل الظاهرة الجلية.
كما حقق الشيخ محمد بن عبد الوهاب بقوله: ((أن الشخص المعين، إذا قال ما يوجب الكفر، فإنه لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها، وهذا في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض الناس، وأما ما يقع منهم في المسائل الظاهرة الجلية، أو ما يعلم من الدين بالضرورة، فهذا لا يتوقف في كفر قائله، ولا تجعل هذه الكلمة عكازة تدفع بها في نحر من كفّر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة والصفات بعد بلوغ الحجة و وضوح المحجة))
[الدرر السنية 8/ 244، وينظر فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم 1/ 73،74]
ومن أرد التوسع فليراجع تعليقات على كشف الشبهات34 - 36
للشيخ د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
وما ذكرته هنا هو اقتباس من هذا الكتاب، وحقيقة فالشيخ د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف له دراية بأئمة الدعوة ولا ادل على ذلك من رسالته للماجستير القيمة في بابها ((دعاوى المناؤين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب)) وهي مطبوعة في مجلد،عند دار الوطن.
والله أعلم
ـ[فتى غامد وَ زهران]ــــــــ[23 - 08 - 03, 12:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 03, 09:14 م]ـ
http://www.muslm.org/showthread.php?s=&postid=453289#post453289
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[17 - 05 - 04, 05:28 ص]ـ
وراجع تعليق الأخ عبدالله بن عايض القحطاني على " كشف الشبهات " (ص 55 - 57 - الصميعي).
وإن شاء الله سأقوم بتسطير بعض الفوائد، قريباً.
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:09 م]ـ
...
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:09 م]ـ
جمع نصوص أئمة الدعوة في هذه المسألة وناقشها الشيخ علي الخضير ثبته الله وفرج عنه في كتابه التوضيح والتتمات على كشف الشبهات في نحو من 30 صفحة وهذه رؤوس المواضيع من الفهرس
عند قول المصنف: (فإنك إذا عرفت: أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه، وقد يقولها وهو جاهل، فلا يعذر بالجهل)
المقطع السابع
هل الجهل أو التأويل عذرفي الشرك الأكبر أو ليس بعذر؟ وفيه فصول 30
الفصل الأول:
في نقولات من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عدم العذر 31
الفصل الثاني
الإجابة عن الرسائل والنصوص التي احتج بها من لم يفهم كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب وظن بها أنه يعذر بالجهل 39
الفصل الثالث
نقولات توضيحية من كلام طلاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب الملازمين له في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 42
نقولات توضيحية من كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 46
نقولات توضيحية من كلام الشيخ عبد الله بابطين في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 47
نقولات توضيحية من كلام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 52
نقولات توضيحية من كلام الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 54
نقولات توضيحية من كلام عبد الله وإبراهيم أبناء الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن وابن سحمان في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 57
نقولات توضيحية من كلام اللجنة الدائمة وغيرها من المشايخ في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 60
تاريخ هذه الشبهة 61
الفصل الرابع
نقولات توضيحية من كلام أهل العلم في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 62
باب في ذكر دلالة القياس الصحيح في عدم العذر بالجهل في الشرك الأكبر 65
مسالة في لوازم باطلة تلزم لمن عذر بالجهل في الشرك الأكبر 66
مسالة حول قصة موسى عليه الصلاة والسلام 66
وهذا رابط الكتاب
http://www.saaid.net/Warathah/khudier/k3.zip
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
هذا رابط لمكتبة الشيخ علي الخضير حفظه الله وهو ممن سبر كلام أئمة الدعوة وخبر مقاصدهم و له رسالة خاصة بعنوان المتممة في العذر بالجهل، وكتابه الحقائق في الوحيد من أحسن ما كتب لفهم كلام أئمة الدعوة
http://www.islammessage.com/vb/showthread.php?t=12133
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/379)
ـ[نواف البكري]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:27 ص]ـ
أليس من شروط لا إله إلاّ الله: العلم المنافي للجهل، والشرط ما يلزم من عدمه العدم .... ، فكيف تصح له لا إله إلاّ الله وهو جاهل بها، أما المسائل الخفية فالعذر بها قطعاً وارد لأن خفائها عن الصحابة فضلاً عن غيرهم ورارد، أما مسائل التوحيد وإفراد الله بالعبادة فلا عذر لأحد بالجهل فيها).
منقوول بتصرف(25/380)
هل صلاح الدين ـ رحمه الله تعالى ـ كان أشعريا؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 08 - 03, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، هل صلاح الدين ـ رحمه الله تعالى ـ كان أشعريا؟ و إن كان فأرجو العزو للمصدر
بارك الله تعالى فيكم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 08 - 03, 02:04 ص]ـ
نعم ..
كان القائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله رحمةً واسعة = أشعري المعتقد، وهو الذي دحر الرافضة الباطنية في مصر، واجتثَّ مذهبهم.
وأعاض حلقات جامع الأزهر بدروس كتب الأشاعرة.
@ وانظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة للشيخ عبدالرحمن المحمود.
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[24 - 08 - 03, 02:18 ص]ـ
كتب احد الاشاعرة في الساحة العربية في هذا المضمار فمما قاله:
(نبذه عن العقيدة الصلاحية في زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي الشافعي الأشعري)
.... فقد كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله كما وصفه أصحاب التراجم شافعي المذهب أشعري الإعتقاد , وقد كان له إعتناء خاص بنشر عقيدة الإمام الأشعري رحمه الله فقد قال السيوطي من كتاب الوسائل إلى مسامرة الأوائل ص 15 ما نصه: (أن السلطان صلاح الدين بن أيوب أمر المؤذنين في وقت التسبيح أن يعلنوا بذكر العقيدة الأشعرية فوظف المؤذنين على ذكرها كل ليلة إلى وقتنا هذا) أي إلى وقت السيوطي المتوفى سنة 911 هجري.
ويقول الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي ما نصه: (فلما ولي صلاح الدين بن أيوب وحمل الناس على إعتقاد مذهب الأشعري أمر المؤذنين أن يعلنوا وقت التسبيح بذكر العقيدة الأشعرية التي تعرف بالمرشديه فواظبوا على ذكرها كل ليلة).
ولما كان للسلطان المذكور هذا الإهتمام بعقيدة الأشعري ألف الشيخ النحوي محمد بن هبة رسالة وأسماها [حدائق الفصول وجواهر الأصول] و أهداها للسلطان فأقبل عليها وأمر بتعليمها حتى للصبيان في المكاتب وصارت تسمى بالعقيدة الصلاحية.
ولا يستغرب هذا الإهتمام البالغ من السلطان رحمه الله تعالى فإنه كان على هذا الإعتقاد قد نشأ عليه منذ كان في خدمة السلطان الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بدمشق فحفظ صلاح الدين في صباه عقيدة ألفها له قطب الدين أبو المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري وصار يحفظها صغار أولاده , فلذلك عقد جميع السلاطين بني أيوب الخناصر وشدوا البنان على مذهب الأشعري واستمر الحال جميع أيامهم وانتقل إلى أيام السلاطين المماليك ثم إلى سلاطين بني عثمان رحمهم الله تعالى إلى وقتنا هذا.
فمنهم الملك الكامل الأيوبي هازم الصليبيين في دمياط والسلطان الأشرف خليل بن المنصور سيف الدين قلاوون طارد الصليبيين من بلاد الشام بل وكل سلاطين المماليك رحمهم الله ومنهم السلطان محمد العثماني فاتح القسطنطينية ............... )
والله اعلم.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[24 - 08 - 03, 05:33 ص]ـ
(فائدة)
كون صلاح الدين أشعريا و كانت الأشعرية هى العقيدة السائدة فى مصر و كان الإمام ابن قدامة يجاهد معهم مما دفعه لتأليف كتاب (لمعة الاعتقاد).
حدثنى بذلك أحد طلبة العلم.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[24 - 08 - 03, 10:06 ص]ـ
ذكر الدكتور سفر الحوالي _حفظه الله_ في إحدى محاضراته أنه لم يكن أشعريا
واستدل بما ذكر (أظن المقريزي) عنه أنه كان يحرق كتب أهل الكلام.
والله أعلم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 08 - 03, 03:55 م]ـ
ما نقل أنه حرق كتب أهل الكلام لا ينفي عنه الأشعرية، لأنه محمول على الكلام المذموم على طريقة الفلاسفة
لأن علم الكلام عند الإطلاق يدل على علم التوحيد عموما كما هو مشهور فلا يمكن أن يكون هذا المقصود لأنها تشمل كل الاتجاهات
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 08 - 03, 06:25 م]ـ
يحسن ان نذكر هنا طريقة اهل السنة في التعامل مع (قادتها):
فصلاح الدين الايوبي بطل مجاهد و امام حرب ومسعرها.
غير انه ليس من أهل العلم فيحتج به.
و هذا المعتصم فاتح عمورية ومنكس اعلام النصرانية (كان معتزليا) وهو خليفة عباسي هاشمي.
فلماذا لم يحتج الاشاعرة به. بل ان المعتزلة كانوا اكثر عقلا فلم يحتجوا بالسلطان وموافقته لاعتقادهم كالمأمون صاحب العقل الكبير والواثق وغيرهم.
بل لماذا لم يحتج الاشاعرة بطغرلبك الذي اذاق اقطاب النصرانية الويل والثبور وقد كانت الاشاعرة تلعن على منابره وتطرد من كل قطر يحكمه؟
بل لماذا لم يحتجوا بالملك الاشرف- ابن العادل - اخو صلاح الدين والذي كان شديدا على الاشاعرة و فيه ميل كبير الى الحنابلة.
بل ان اصحاب الطرق الصوفية والماتريدية اولى بالاحتجاج من الاشاعرة اذ ان محمد بن الفاتح كان ماتريديا صوفيا.
اما المنهج الذي يتعامل به أهل السنة والجماعة مع قادتهم:
فهو منهج متزن مؤصل وهو ان هؤلاء القادة لهم فضلهم وسابقتهم بل يجب الجهاد تحت رايتهم.
غير انهم يظلون اصحاب حرب وكر وليسوا باصحاب علم وفهم.
فللحروب أبطال لها خلقوا ... ولدواوين كتاب وحساب.
فلا يحتج بان القائد الفلاني وان كان صاحب سابقة قد اعتنق المذهب الفلاني.
فان القادة ليسوا بحجة الله على خلقه بل الحجة في اهل العلم ودليلهم.
والقادة في الغالب تبعا لبطانتهم ومن التف حولهم من اهل المذاهب كما كانت بطانة المأمون من اهل الاعتزال كأحمد بن ابي دواد وغيره.
وكذلك فان صلاح الدين قد التف حوله لفيف من كبار الاشاعرة حسنوا له المذهب والدعوة اليه فاصر عليه و دعا اليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/381)
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[25 - 08 - 03, 05:16 م]ـ
الأخ المتمسك بالحق
جزاك الله خيرا
ـ[المضري]ــــــــ[25 - 08 - 03, 08:40 م]ـ
ليت كل الأشاعرة مثل صلاح الدين رضي الله عنه.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 08 - 03, 03:19 ص]ـ
بارك الله تعالى في جهود إخواني، وأطال في عمرهم في الخير ـ آمين ـ
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[27 - 08 - 03, 02:41 ص]ـ
إخوتي وفقكم الله ...
لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الأشاعرة من أقرب أصحاب العقائد الفاسدة إلى أهل السنة ...
فهم من أهل البدع وبدعتهم هم وتلامذتهم الماتريدية غير مكفرة كما ذكر ذلك بعض أهل الحديث ... والله أعلم
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[27 - 08 - 03, 05:57 ص]ـ
ذكر القاضي بن شداد في كتابة سيرة صلاح الدين رحمة الله:
ان الحافظ فخر الدين أبن عساكر قد جمع للسلطان صلاح الدين الايوبي
مل بسمي بالعقيدة المرشدة فكان السلطان يعلمها لاولادة فيلقونها بين يدية من حفظهم
وكان الحافظ صلاح الدين بن الكيكلدي العلائي يعظمها ونقلها تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبري ج8 صفحة 158 عن خط الحافظ العلائي منسوبة الي الحافظ بن عساكر
ـ[السكري]ــــــــ[27 - 08 - 03, 10:01 ص]ـ
أهل الحديث -سلمكم الله-:
كون الإمام القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى كان أشعريا لا يلزم منه أنه اعتنق ذلك المذهب بعد نظر واجتهاد، ولم يكن ذلك منه إصرارا على خلاف مذهب السلف مع الاطلاع والعلم؛ فهو لم يكن من طلاب العلم ولا من أهله رحمه الله فذهب إلى ما يفتي به علماء عصره الذين ظهر صيتهم وقربتهم الدولة آنذاك.
فإذا غلط باتباع هذا المذهب أئمة من أهل العلم لا يشك في غيرتهم على السنة .. فكيف بمن لم تكن له بالنظر عناية ..
أيها الأكارم:
قد أفضى إلى ما قدم فلا حاجة للاشتغال بمساوئ الأموات مع سابقتهم وبذلهم للدين ..
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 09 - 03, 02:07 ص]ـ
كون القائد المجاهد صلاح الدين يوسف بن أيوب التكريتي مولدا أشعريا هذا مما لايختلف فيه اثنان وكان قد أصدر قرارا بعدم الخوض في الحرف والصوت! ولكنه فعل ما لم يفعله أهل السنة في عصرنا هذا الذين ينهش بعضهم بعضا! وتركوا العدو يصول ويجول! ويزبد ويرعد! والجميع ليس لهم إلا السمع والطاعة!! ولاحول ولاقوة إلا بالله.
وكان رحمه الله قد قرأ كتاب الجهاد على ابن عساكر الحافظ المشهور
قال السبكي:ولو لم يكن له إلى اليوم إلا الحسنتان العظيمتان اللتان برز بهما على الأولين من السلاطين والآخرين وهما , فتح بيت المقدس وإبادة الفاطميين وقد علم الناس سيرتهم كيف كانت وسبهم للصحابة وفعالهم القبيحة التي لاتعد ولا تحصى من عدم مبالاتهم بالدين وقلة نظرهم إلا في فساد المسلمين ولو لم يكن إلا الحاكم وفعاله التي صارت تواريخ وتسويته تارة بين جميع الأديان وحكمه آونة بخلاف ماأننزل الرحمن وحمله الناس على ما يوسوس به الشيطان 00الخ
طبقات الشافعية (7/ 21)
تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي صولة المستأسد الضاري
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[03 - 09 - 03, 03:41 م]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين وأخص بالشكر الأخ: السكري وأبو حاتم الشريف.(25/382)
هل من قال بهذا القول يلزمه أن يفتي بمثله في مسألةقضاء رمضان!! شارك واذكر رأيك من فضلك
ـ[المقرئ.]ــــــــ[24 - 08 - 03, 12:24 ص]ـ
أحبتي أهل الحديث يا زينة الدنيا وبهجتها إن لم يكن أهل الحديث هم الفرقة الناجية فمنهم إذا!! @ تعظيمك للنصوص وتجردكم من الهوى وحسن خلقكم وحرصكم على مداواة قلوبكم هي والله سماتكم يا أهل الحديث، حري بنا أن لا نغفل عن صفاتهم وأن نزن أقوالنا وأعمالنا بهذه الأشياء وبغيرها من صفات القوم، فاللهم اهدنا فيمن هديت
أعتذر جدا عن هذه المقدمة التي لا أدري لم يداي كتبتها وهي حرية بكاتبها قبل قارئها فالله المستعان
أقول:
المسألة هي أن أصحابنا الحنابلة والحنفية وأحد قولي الشافعي وغيرهم يرون وجوب التتابع في كفارة اليمين
وخالفهم المالكية والشافعية فرأوا أنه لا يجب
استدل الحنابلة على وجوب التتابع بقراءة ابن مسعود وأبي في قوله تعالى " ثلاثة أيام متتابعات "
وهذا واضح
ثم لاحظ الخلاف في مسألة وجوب التتابع في قضاء رمضان:
فقد ذهب الحنابلة ومالك وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم إلى عدم وجوب التتابع
وذهب داود الظاهري وهو محكي عن علي وابن عمر والنخعي والشعبي إلى وجوب التتابع
واستدل الظاهرية بقراءة عائشة رضي الله عنها " فعدة من أيام أخر متتابعات "
فالسؤال المطروح أن كثيرا من المفتين يرى وجوب التتابع في كفارة اليمين ولا يراه في قضاء رمضان هل هذا تناقض في الرأي أم لا؟
وحتى أختصر المناقشة أذكر التوجيه الذي قد يعترض به فأقول:
1 - إن قيل إن قراءة عائشة جاءت من إسناد ضعيف،
فهذا غير صحيح فقد جاءت بإسناد صححه الدارقطني وابن حجر وليس فيه علة
بينما لو ذهب ذاهب إلى ضعف إسناد - لا حظ أقول إسناد- قراءة أبي وابن مسعود لما أنكر عليه والذي أقوله إن كل طريق من قراءة أبي وابن مسعود لا يخلو من علة وللناظر أن يضعفها به
ولكن دعونا نتفق أن القراءتين أسانيدهما صحيحة
2 - إن قيل إن باب الكفارات مبني على التتابع ككفارة القتل والظهار بينما الصيام ليس من باب الكفارات بل هو من باب الانتقال إلى البدل
فيرد عليكم بكفارة فعل المحظور في الحج فإن فيه صيام ثلاثة أيام وأنتم أيها الحنابلة والشافعية وغيركم يرى عدم وجوب التتابع فيه فانهدم الأصل
3 - إن قيل بوجود أحاديث في الباب فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قضاء رمضان إن شاء فرق وإن شاء تابع "
فهذا حديث ضعيف ضعفه الدترقطني والبيهقي وعلته ظاهرة جدا
وكذلك في الباب حديث بوجوب السرد وعدم القطع رواه أبو هريرة بإسناد ضعيف أيضا
4 - إن قيل إن عليه فتوى الصحابة كابن عباس كما في صحيح البخاري معلقا فيقال وهو مخالف بمثل ابن عمر فيرى وجوب التتابع كما روى ذلك عبد الرزاق بإسناد صحيح
عموما هذه مقدمة يسيرة حاولت فيها الاختصار لفتح ندوة مع الإخوة فكل يدلي بدلوه فيما يرى وسأدير الحوار بينكم وأرجو أن تؤصلوا هذه المسألة من خلال أمرين اثنين:
الأول: أن تبين هل أنت ممن يقول بأن المسألتين متلازمتان فمن أفتى بلزوم التتابع فإنه يلزمه في المسألتين
أو تقول إنك ترى اختلافا بينهما وهناك ملحظ في المسألة يفرق بينهما ومن ثم يجوز التفريق
الثاني: أرجو أن يكون النقاش حول هذه المسألة فقط.
أرجو من أهل الحديث المشاركة وتفعيل النقاش وسأتابع الندوة وأوجه أسئلة للمشاركين من أجل أن يكون حوارا علميا نافعا ونخرج برأي جيد
محبكم المقرئ = القرافي
ـ[الموحد99]ــــــــ[24 - 08 - 03, 03:07 ص]ـ
بسم الله
أخي المبارك بارك الله فيك وجعلك مباركا أينما كنت:
أولاً:
قال في الفروع ج5 ص62:
وقول عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ا " نزلت فعدة من أيم أخر متتبعات فسقطت " متتبعات "رواه الدارقطني وقال: اسناده صحيح يصلح لسقوط الحكم والتلاوة -فيحمل عليهما 0انتهى
قال ابن قندس في الحاشية:
أي: على أنه سقط الحكم وهو التتابع وسقطت التلاوة فيستدل بقولها:سقطت على أن الحكم التتابع سقط لأنه صالح له 0 انتهى
ثانياً:
مما جاء عن عائشة رضي الله عنها ويضعف ما سبق ويشكل على القول بوجوب التتابع هو:
أنها كانت لا تقضي ما عليها من صيام رمضان إلا في شعبان لمكان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منها وهذا لا يستقيم مع من يرى وجوب التتابع إذ كيف تعصي الخالق 0ولا يشترط إذن الزوج هنا كما في صوم شهر رمضان
والله الموفق
ـ[المقرئ.]ــــــــ[24 - 08 - 03, 03:25 ص]ـ
أخي الموحد بارك الله فيك ونفع بك:
أنت أول من بدأ النقاش فجزاك الله خيرا على المبادرة قول عائشة رضي الله عنها " فسقطت دليل على أنها قرآن ولكنها نسخت من حيث التلاوة ومن أين لنا أنها نسخت من حيث الحكم ولم يأت دليل بنسخ حكمه ولاسيما وأن بعض الصحابة يفتي بذلك وإذا قلنا بذلك وأصلنا هذا الأصل فسينسحب عليه أحكام أخرى لا نقول بها وشرط نسخ الحكم معلوم ولا يجوز لنا أن ننسخ حكما شرعيا إلا بدليل
وأما ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها تقضي الصوم متأخرة فهذا ليس من محل النزاع فلم نقل بوجوبه مباشرة ولكن إذا أراد المكلف أن يقضي أياما فلابد من المتابعة في القضاء وليس في حديث عائشة ما يخالف هذا
شاكرا لك تفضلك بالمشاركة وأرجو المواصلة
محبكم: المقرئ = القرافي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/383)
ـ[الموحد99]ــــــــ[24 - 08 - 03, 07:26 ص]ـ
بارك الله فيك
فعلا الإيراد الثاني غلط مني لقصوري وتقصيري
أخي الحبيب:
المسئلة راجعة إلى إثبات ما جاء عن عائشة رضي الله عنها
فإن صح فلا تصح بقية الاحتمالات التي ذكرتها لأن ما جاء عنها رضي الله عنها قرآن فلا تعارض بالتعليلات العقلية الباقية 0 فصار خلاصة البحث هل ثبت عنها رضي الله عنها هذا او لم يثبت؟ وهل جاء عنها ما يدل على خلافه أم؟
لكن أقول والله أعلم:
أن قوله نسخت " أعني متتابعات " فيه احتمال نسخ التلاوة والحكم بدليل العموم من قولها " سقطت " ووكان كان المراد التلاوة لبينت ذلك رضي الله عنها كما في قصة الرضعات
والأصل براءة الذمة 0
وأيضاً نسيت أن أطبق سنة جهلها كثير من الناس
وهي:
أني أحبك في الله
والسلام
ـ[المقرئ.]ــــــــ[24 - 08 - 03, 07:59 ص]ـ
أخي الموحد: أحبك الله الذي أحببتني فيه
وأشكرك على هذه الفوائد العظيمة التي نثرتها بيننا
قولك نفع الله بك
[فإن صح فلا تصح بقية الاحتمالات التي ذكرتها لأن ما جاء عنها رضي الله عنها قرآن فلا تعارض بالتعليلات العقلية الباقية 0 فصار خلاصة البحث هل ثبت عنها رضي الله عنها هذا او لم يثبت؟]
نعم لاشك أنه ثبت عنها ذلك وكما سبق فقد صححه الإمام الدارقطني وهو حري بالتصحيح من طريق ابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة به غاية في الصحة
وقولك أسعدك الله: -
[وهل جاء عنها ما يدل على خلافه أم؟]
لم أقف على ما يخالف هذا الحكم من قولها أو فعلها ولم أقف على من رده بهذه العلة.
وقولك وفقك الله:
[أن قوله نسخت " أعني متتابعات " فيه احتمال نسخ التلاوة والحكم بدليل العموم من قولها " سقطت " ووكان كان المراد التلاوة لبينت ذلك رضي الله عنها كما في قصة الرضعات]
هي قالت سقطت ولم تقل نسخت وفحوى هذه الكلمة أي سقطت من المصحف فلا تتلى
وإذا كان الاستدلال بمثل هذا فيلزم رد قراءة ابن مسعود وأبي فإنها سقطت سواء صرحا بذلك أم لم يصرحا فالقراءة سقطت بلاشك فلماذا لا يقال إنها نسخ تلاوتها وحكمها ألا توافقني أنه يلزم ذلك من ذلك
وقولك حفظك الله: [والأصل براءة الذمة]
هو كذلك فلماذا إذا: لما لم تعتمدوا نصوص الأمر بالمتابعة في القضاء لم تعتمدوها في الأمر بالمتابعة في الكفارة والأدلة سبكها وقوتها وطريقة الاستدلال بها واحدة نعم واحدة
أرجوك واصل النقاش فأخوك مستفيد منك وأدعو الإخوة بطرح فوائدهم وإياكم أن تفهموا أني أتبنى قولا معينا ولكن هو مدارسة فقط
محبك: المقرئ = القرافي
ـ[الموحد99]ــــــــ[24 - 08 - 03, 10:18 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك الأمة الإسلامية
ومنكم نستفيد ,
@ قال الزركشي في شرحه ج3 ص 616:
وما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: نزلت "فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
متتابعات " فسقطت متتابعات رواه الدارقطني إن صح فهو محمول على
أنه سقط حكمها بالنسخ لا أنه ضاع لقوله تعالى ") إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) والله أعلم
@ قال الشيخ البليهي في سلسبيله ج2 ص342:
وبجواز التفريق قال:
1 - أبو هريرة
2 - وابن عباس
3 - وعائشة
4 - ورافع بن خديج (رضي الله عنهم أجمعين)
ذكر ذلك البيهقي في سننه
@ وقد جاء عن كثير من الصحابة جواز التفريق
1 - أبو هريرة
2 - وابن عباس
3 - وعائشة
4 - ورافع بن خديج
5 - أنس
6 - أبي عبيدة بن الجراح
7 - عمرو بن العاص
8 - معاذ بن جبل
9 - ابن عمر
(رضي الله عنهم أجمعين
وهذا مما يجعل في القلب شيء مما جاء عنها رضي الله عنها خصوصاً ما ذكره البليهي
ـ[المقرئ.]ــــــــ[24 - 08 - 03, 08:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه النقول وهذا الثراء العلمي الواضح:
يا محب: قول الزركشي رحمه الله [إن صح] نعم صح
وقوله رحمه الله [محمول على أنه سقط حكمها بالنسخ لا أنه ضاع لقوله تعالى ") إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) والله أعلم]
لم نقل إنه ضاع شيء عياذا بالله ولكن هو نسخ والنسخ ثلاثة أقسام معلومة ومنها نسخ التلاوة وبقاء الحكم كما في آية اليمين ومثلها آية القضاء، فالمنسوخ هو التلاوة لا الحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/384)
ونقولك المفيدة عن مصابيح الدجى وأعلام الهدى من بعض الصحابة هي من مسائل الخلاف بينهم كما نقل ذلك عن ابن عمر وعلي رضي الله عنهم والقاعدة معلومة في مثل هذا
مع أن لي تحفظا على صحة أسانيد بعضهم لكن ليس فيه كبير فائدة في مسألتنا
محبكم: المقرئ = القرافي
ـ[المقرئ.]ــــــــ[28 - 11 - 04, 05:56 م]ـ
يرفع لزمانه:
والذي عليه فتوى أهل الفتوى عندنا هو عدم وجوب التتابع في قضاء رمضان والحمد لله.
المقرئ
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 11 - 04, 04:35 ص]ـ
من باب المشاركة في موضوع الشيخ المقرىء حفظه الله
فقول عائشة رضي الله عنها الذي ورد عنها في القراءة فلفظه (نزلت: " فعدة من أيام أخر متتابعات " فسقطت متتابعات) فتقصد رضي الله عنها بقولها فسقطت أي نسخت، فعلى هذا لايكون هناك دليل على التتابع في قضاء رمضان.
في معرفة السنن والآثار للبيهقي بعد أن ساق عددا من الآثار عن الصحابة في عدم وجوب التتابع في قضاء رمضان
قال أحمد: وروينا أيضا عن رافع بن خديج، وأنس بن مالك
وروي ذلك في حديث مرسل، أخبرناه يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو العباس الأصم قال: حدثنا بحر بن نصر قال: قرئ على عبد الله بن وهب: أخبرك أبو حسين، رجل من أهل مكة قال: سمعت موسى بن عقبة، يحدث عن صالح بن كيسان قال: قيل يا رسول الله رجل كان عليه قضاء من رمضان، فقضى يوما أو يومين منقطعين أيجزئ عنه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرأيت لو كان عليه دين فقضاه درهما ودرهمين حتى يقضي دينه، أترون برئت ذمته؟ " قال: نعم قال: " يقضى عنه "،
وقيل عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذا وإن كان مرسلا، فإنه إذا انضم إلى ما روينا فيه عن الصحابة وإلى ظاهر الآية صار قويا، والله أعلم،
وأما الذي روي عن عائشة، أنها قالت: نزلت: " فعدة من أيام أخر متتابعات " فسقطت متتابعات، فإنما أرادت به نسخت، وسقط حكمها، ورفعت تلاوتها،
وروينا عن ابن عمر، أنه كان لا يفرق قضاء رمضان، وعن علي قال: يتابع، وروي عن علي، أنه كان يكره قضاء رمضان في عشر ذي الحجة، فقيل: إنما كرهه لئلا ينقطع التتابع بيوم النحر، وأيام التشريق، روينا عن عمر، أنه قال: ما من أيام أحب إلي أن أقضي فيها شهر رمضان من أيام العشر، وروينا عن أبي هريرة، أنه أمر رجلا بقضاء في العشر، وقال: ابدأ بحق الله *(25/385)
الرد على النقيدان فيما افتراه على الشيخ سليمان بن حمدان
ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[25 - 08 - 03, 08:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
فقد قرأت ما كتبه الكاتب منصور النقيدان، يوم الخميس 16/ 6/1424، العدد (12834) بعنوان: «نادي التكفير .... !!!» وقد تعجبت من سوء أدبه، وجرأته على بعض العلماء، وقد أفتقد الكاتب للأمانة العلمية وحمل كلام العلماء ما لا يحتمل، وقد رأيت أن أبين خطأ هذا الكاتب فيما يتعلق بالشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله -، على أن في مقال الكاتب الكثير من الطوام، وإليك البيان:
1 - اتهم الكاتب الشيخ سليمان بن حمدان (ت 1397) – رحمه الله – بتكفير الشيخ عبدالرحمن المعلمي – رحمه الله – وذلك في كتابه «نقض المباني في الرد على المعلمي اليماني» و بّرجوع إلى هذا الكتاب لم أجد ما ذكر الكاتب من التكفير الذي ادعاه، وأقول له: هات نص كلام الشيخ سليمان بن حمدان الذي كفر فيه الشيخ المعلمي (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، نعم قد شدد الشيخ سليمان في عباراته على الشيخ المعلمي، وذلك نابعاً من غيرته على الدين – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد -.
قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد في مقدمة تحقيقه لكتاب «هداية الأريب الأمجد» تأليف الشيخ سليمان بن حمدان «ويرى – يعني الشيخ سليمان – عدم جواز نقل مقام إبراهيم – عليه السلام – من مكانه الذي هو فيه حالياً حتى هذا العام 1417، وأنه توقيفي فلا يجوز تنحيته بدعوى تخفيف الزحام.
وكانت هذه المسألة، قد بلغت مبلغاً عظيماً من النقاش، والرسائل، والمراسلات، وقصتها كا لآتي: كثرت الشكوى من الزحام في المطاف وقت الحج، وما يحصل إثر ذلك من إصابات، ووفيات، فجرت مباحثات بين علماء العصر، وفي مقدمتهم سماحة المفتى ورئيس القضاء الشيخ محمد بن إبراهيم المتوفى سنة 1389 – رحمه الله تعالى – فأَلَّف العلامة المعلمي عبدالرحمن بن يحيى اليماني المتوفى سنة 1385 – رحمه الله تعالى – رسالة باسم: «مقام إبراهيم – عليه السلام – وهل يجوز نقله عن مكانه الحالي».
وقرَّضها الشيخ محمد بن إبراهيم مؤيداً لها، فغضب لذلك الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – وأَلَّف كتاباً باسم: «نقض المباني من فتوى اليماني وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام» قرَّر فيه عدم جواز نقله وأن الحَلَّ هو توسيع صحن المطاف من بقايا المحاريب، وقبة المقام، وقبة زمزم، وقبة المؤذنين، وقوس باب السلام، وإزالة الرواق المقابل لما بين الركنين، لكنَّهُ تجاسر على الشيخ محمد – رحم الله الجميع – وأنكر تلقيبه بلفظ «المفتي الأكبر» مع أن الشيخ محمد – رحمه الله تعالى – من أبعد الناس عن الألقاب، وإنما هذا يطلقه بعضهم، وهو ما لا يرضاه كما عرفته في مناسبات عدة.
ثم أَلَّف بعض الآفاقيين رسالة باسم: «سبيل السلام في إبقاء المقام»، حينئذ ألَّف الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – رسالتين: إحداهما بعنوان: «الصراط المستقيم في جواز نقل مقام إبراهيم».
والثانية بعنوان: «نصيحة الإخوان بما في كتاب ابن حمدان من الخلط والخبط والجهل والبهتان».
وانتهت هذه المطارحات العلمية بإبقاء المقام في محله، وإزالة ما يمكن من قبة المقام، وقبة زمزم، وقوس باب السلام ... » انتهى.
2 - ألف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – كتاباً في الرد على الشيخ سليمان بن حمدان أسماه «نصيحة الاخوان ببيان ما في نقض المباني لابن حمدان من الخبط والخلط والجهل والبهتان» وهو مطبوع ضمن «فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم» 5/ 56 - 132، ولم يذكر فيه أن الشيخ سليمان بن حمدان قد كفر المعلمي، ولو حصل هذا لذكره الشيخ محمد.
3 - زعم الكاتب – هداه الله – أن كتاب الشيخ سليمان بن حمدان «الدر النضيد على أبواب التوحيد» قد جمع أخطاء كثيرة في العقيدة، ولم يأتي بالدليل، وحيث أنني تشرفت بالعمل على هذا الكتاب، وقد قرأته عدة مرات لم أرى فيه ما دّعى الكاتب من أخطاء.
وقد أثنى على هذا الكتاب العديد من العلماء منهم: الشيخ صالح الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء -، والشيخ بكر أبو زيد – عضو هيئة كبار العلماء حيث قال: عن كتاب «الدر النضيد» «من أنفس شروح كتاب التوحيد».
وقد عُرف عن الشيخ سليمان – رحمه الله – سلامة المعتقد، والتمكن العلمي في علم العقيدة، مما أهله لتولي القضاء، والتدريس في الحرم المكي، حيث حضي بثقة ولاة الأمر في هذه البلاد.
قال الشيخ عبدالله البسام – رحمه الله تعالى – في كتابه «علماء نجد» 2/ 298 عن عقيدة الشيخ سليمان: «ليس بحاجة إلى وصفه بحسن العقيدة، وتحري الأقوال المبنية على الكتاب والسنة، والنهج الذي سار عليه السلف الصالح من هذه الأمة، والبعد عن كل ما يخل أو ينقص هذا الطريق المستقيم إلى الله تعالى أو إلى مرضاته، فكل ذلك معروف عنه». انتهى كلامه.
والذي ظهر لي من نقول الكاتب أنه قد أُتي من قلة فهمه لكلام العلماء، أو من قلة أمانته العلمية في النقل، أحلهما مر!!.
وربما كان ما قاله الكاتب من وجود أخطاء عقدية في كتاب «الدر النضيد» راجعاً إلى وجود ما يخالف معتقد الكاتب من تقرير الشيخ سليمان عقيدة أهل السنة والجماعة. والله أعلم.
4 - لو كان ما قاله الكاتب صحيحاً لاتى بنص كلام الشيخ سليمان بن حمدان في كتبه، وهو لم يأتي ولا بنص واحد، وأنّا له ذلك.
5 - إن الخلاف بين العلماء موجود من قديم الزمان وخاصة في المسائل الفقهية، والواجب إذا اختلف العلماء أن لا يتدخل السفهاء.(25/386)
الرد على النقيدان فيما افتراه على الشيخ سليمان بن حمدان
ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[25 - 08 - 03, 08:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
فقد قرأت ما كتبه الكاتب منصور النقيدان، يوم الخميس 16/ 6/1424، العدد (12834) بعنوان: «نادي التكفير .... !!!» وقد تعجبت من سوء أدبه، وجرأته على بعض العلماء، وقد أفتقد الكاتب للأمانة العلمية وحمل كلام العلماء ما لا يحتمل، وقد رأيت أن أبين خطأ هذا الكاتب فيما يتعلق بالشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله -، على أن في مقال الكاتب الكثير من الطوام، وإليك البيان:
1 - اتهم الكاتب الشيخ سليمان بن حمدان (ت 1397) – رحمه الله – بتكفير الشيخ عبدالرحمن المعلمي – رحمه الله – وذلك في كتابه «نقض المباني في الرد على المعلمي اليماني» و بّرجوع إلى هذا الكتاب لم أجد ما ذكر الكاتب من التكفير الذي ادعاه، وأقول له: هات نص كلام الشيخ سليمان بن حمدان الذي كفر فيه الشيخ المعلمي (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، نعم قد شدد الشيخ سليمان في عباراته على الشيخ المعلمي، وذلك نابعاً من غيرته على الدين – نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد -.
قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد في مقدمة تحقيقه لكتاب «هداية الأريب الأمجد» تأليف الشيخ سليمان بن حمدان «ويرى – يعني الشيخ سليمان – عدم جواز نقل مقام إبراهيم – عليه السلام – من مكانه الذي هو فيه حالياً حتى هذا العام 1417، وأنه توقيفي فلا يجوز تنحيته بدعوى تخفيف الزحام.
وكانت هذه المسألة، قد بلغت مبلغاً عظيماً من النقاش، والرسائل، والمراسلات، وقصتها كا لآتي: كثرت الشكوى من الزحام في المطاف وقت الحج، وما يحصل إثر ذلك من إصابات، ووفيات، فجرت مباحثات بين علماء العصر، وفي مقدمتهم سماحة المفتى ورئيس القضاء الشيخ محمد بن إبراهيم المتوفى سنة 1389 – رحمه الله تعالى – فأَلَّف العلامة المعلمي عبدالرحمن بن يحيى اليماني المتوفى سنة 1385 – رحمه الله تعالى – رسالة باسم: «مقام إبراهيم – عليه السلام – وهل يجوز نقله عن مكانه الحالي».
وقرَّضها الشيخ محمد بن إبراهيم مؤيداً لها، فغضب لذلك الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – وأَلَّف كتاباً باسم: «نقض المباني من فتوى اليماني وتحقيق المرام فيما يتعلق بالمقام» قرَّر فيه عدم جواز نقله وأن الحَلَّ هو توسيع صحن المطاف من بقايا المحاريب، وقبة المقام، وقبة زمزم، وقبة المؤذنين، وقوس باب السلام، وإزالة الرواق المقابل لما بين الركنين، لكنَّهُ تجاسر على الشيخ محمد – رحم الله الجميع – وأنكر تلقيبه بلفظ «المفتي الأكبر» مع أن الشيخ محمد – رحمه الله تعالى – من أبعد الناس عن الألقاب، وإنما هذا يطلقه بعضهم، وهو ما لا يرضاه كما عرفته في مناسبات عدة.
ثم أَلَّف بعض الآفاقيين رسالة باسم: «سبيل السلام في إبقاء المقام»، حينئذ ألَّف الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – رسالتين: إحداهما بعنوان: «الصراط المستقيم في جواز نقل مقام إبراهيم».
والثانية بعنوان: «نصيحة الإخوان بما في كتاب ابن حمدان من الخلط والخبط والجهل والبهتان».
وانتهت هذه المطارحات العلمية بإبقاء المقام في محله، وإزالة ما يمكن من قبة المقام، وقبة زمزم، وقوس باب السلام ... » انتهى.
2 - ألف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – كتاباً في الرد على الشيخ سليمان بن حمدان أسماه «نصيحة الاخوان ببيان ما في نقض المباني لابن حمدان من الخبط والخلط والجهل والبهتان» وهو مطبوع ضمن «فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم» 5/ 56 - 132، ولم يذكر فيه أن الشيخ سليمان بن حمدان قد كفر المعلمي، ولو حصل هذا لذكره الشيخ محمد.
3 - زعم الكاتب – هداه الله – أن كتاب الشيخ سليمان بن حمدان «الدر النضيد على أبواب التوحيد» قد جمع أخطاء كثيرة في العقيدة، ولم يأتي بالدليل، وحيث أنني تشرفت بالعمل على هذا الكتاب، وقد قرأته عدة مرات لم أرى فيه ما دّعى الكاتب من أخطاء.
وقد أثنى على هذا الكتاب العديد من العلماء منهم: الشيخ صالح الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء -، والشيخ بكر أبو زيد – عضو هيئة كبار العلماء حيث قال: عن كتاب «الدر النضيد» «من أنفس شروح كتاب التوحيد».
وقد عُرف عن الشيخ سليمان – رحمه الله – سلامة المعتقد، والتمكن العلمي في علم العقيدة، مما أهله لتولي القضاء، والتدريس في الحرم المكي، حيث حضي بثقة ولاة الأمر في هذه البلاد.
قال الشيخ عبدالله البسام – رحمه الله تعالى – في كتابه «علماء نجد» 2/ 298 عن عقيدة الشيخ سليمان: «ليس بحاجة إلى وصفه بحسن العقيدة، وتحري الأقوال المبنية على الكتاب والسنة، والنهج الذي سار عليه السلف الصالح من هذه الأمة، والبعد عن كل ما يخل أو ينقص هذا الطريق المستقيم إلى الله تعالى أو إلى مرضاته، فكل ذلك معروف عنه». انتهى كلامه.
والذي ظهر لي من نقول الكاتب أنه قد أُتي من قلة فهمه لكلام العلماء، أو من قلة أمانته العلمية في النقل، أحلهما مر!!.
وربما كان ما قاله الكاتب من وجود أخطاء عقدية في كتاب «الدر النضيد» راجعاً إلى وجود ما يخالف معتقد الكاتب من تقرير الشيخ سليمان عقيدة أهل السنة والجماعة. والله أعلم.
4 - لو كان ما قاله الكاتب صحيحاً لاتى بنص كلام الشيخ سليمان بن حمدان في كتبه، وهو لم يأتي ولا بنص واحد، وأنّا له ذلك.
5 - إن الخلاف بين العلماء موجود من قديم الزمان وخاصة في المسائل الفقهية، والواجب إذا اختلف العلماء أن لا يتدخل السفهاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/387)
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[19 - 11 - 05, 10:56 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ماجد الودعاني]ــــــــ[20 - 11 - 05, 12:35 م]ـ
بارك الله فيك وفي قلمك ..
أما منصور فيعلم علم اليقين كما نعلم نحن من كان منتسبا في إحدى مراحل حياته لنادي التكفير .. !!
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[20 - 11 - 05, 01:39 م]ـ
هذا كان صوفياً ولم يكن سنياً والطامة الكبرى أنه كان يؤلف ويفتي بغير علم ولا يزال هو يفتي بغير علم فهو غير حافظ القران ولم يدرس عند الفقهاء والمصيبة الكبرى الان زاد جهله وأصبح دينه الأنسانية وعدم التكفير مطلقاً بتاتاً! حتى لمن يستحقون التكفير! ..
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[20 - 11 - 05, 01:44 م]ـ
سلسة مرتزقة الأقلام والفكر
(1)
منصور النقيدان
من بيت الطين وتحريم الكهرباء
إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك
كتبه الشيخ: عبد العزيز الجربوع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا اله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله.
أما بعد:
فكثير أولئك المرتزقة الذين يزاولون حرفاً شتى بغض النظر عن رفعتها أو دناءتها بغية الكسب المادي والارتزاق، وهذا التوجه لهذه المهن، والحرف من إفرازات الفشل الذريع في الحياة وعدم القدرة على التكيف معها، ومعرفة طبيعتها، وعلى رأس هؤلاء مرتزقة الأقلام والصحف ومتجري الفكر وللأسف الشديد أن يتقدمهم (منصور النقيدان) وأرجو أن لا ينزعج من الصراحة لأنه هو الذي هاجم الإمام أحمد رحمه الله، وشيخ الإسلام بن تيمية، والسلف قاطبة مدعياً الصراحة وقول كلمة الحق وخلط بين الصراحة والوقاحة، وبين قول الحق وقلة الأدب مع سلف الأمة ولا غرو في ذلك لأنه لم يتأدب مع الله، ومع رسوله إذ جعل شرع الله ألعوبة لعقله واطروحاته المهترية، وفي مقابل الحط من قدر الأئمة الكرام، وصالح المؤمنين، الثناء العطر على ابن أبى دؤاد المعتزلي.
فلا زلت أذكر مقالاته المختمرة في الإمام احمد، وابن تيمية وكان من آخرها مقالة المعوج في الشيخ الفاضل عبد الكريم الحميد عندما وصفه بأنه {فشل في التكيف مع الحياة الحديثة فلم يجد مخلصاً سوى اعتزالها} ونسى العلاّمة منصور أنه كان يوماً من الأيام ممن راق له هذا المسلك فسلكه ردحاً من الزمن، ولكن حب الشهرة، والظهور لا يتفق مع الزهد، والإقبال على الله، فأطلق العنان لنفسه متقلباً بين الطرق والمناهج لا يدري أيها أهدى سبيلاً حاله حال أهل الأهواء والطرق الكلامية حيث قالوا عن أنفسهم:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
إن منصور أحد أولئك الذين يكتبون لكي يأكلوا، ويتقلبون من فكرة إلى ما يضادها ومن منهج إلى ما يخالفه، ومن ومبدأ إلى ما يعاكسه، فمن رمي الشيخ عبد العزيز بن باز لإرجاء () إلى الارتماء قلباً وقالباً في أحضان المرجئة، والمعتزلة وتبني آراءهم والدفاع عنهم والحط من قدر خصومهم من سلف الأمة، والزعم أن ما عند السلف، ومن سار على نهجهم موروث من الموروثات، يجب أن يغربل وأنهم من البسطاء الذين ينظرون للأشياء نظرة أحادية وبعينٍ عوراء، ويد شلاء ولابد من الثورة على المألوف والموروث، ومن الزهد وبيت الطين والتورع عن استعمال الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك والانهماك في الدنيا وزخارفها.
تناقض مالنا إلا السكوت له وأن نعوذ بمولانا من النار
يقول أحد الكفرة:
كل يوم أذهب إلى الصيد وأخرج السنارة وأضع فيها الديدان، وأكره ذلك ولكن السمكة تحبها فلا يعقل أن أضع لها الكريما لأن السمك لن تقترب من السنارة، بل أضع لها الديدان وأقول، ألا ترغبين في الحصول على هذا. اهـ
إذاً سياسة منصور في الطرح، هي أن يطرح ما عنده على حسب رغبة الناس وما يريدون (حتى وإن كان ديداناً) ويُسِعُونَ لهم في دين الله توسعة لم يأذن بها الله، ولا رسوله لكي يحصلوا على قبول الناس، ويصدرون في المجالس، لعل الناس تنقاد إليهم مثل البهم
قال أحدهم ممن هو على شاكلته:
إذا لم ترغب أن يدخن ولدك، لا تعظه، وتتحدث عما تريده، لكن أوضح له أن الدخان يمكن أن يؤخره عن لعب البايسبول، أو الجري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/388)
ولكن الإسلام أخي القاري يتحدث عما يريد هو ويأمر الناس به وإن لم ينصاعوا إليه فليسوا هم من الإسلام في شيء وأمر الأنبياء بذلك {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ولم يأمرهم أن يحدثوا ويأمروهم بما يرغبون.
منصور وكيف يكون مجدداً () أو تلميذاً باراً لمجدد نحرير
كنا نسمع باستمرار سؤالٌ يطرح مفاده، كيف أكون مفكراً إسلامياً مرموقاً صاحب قلم لا يجارى وإن عجزت فكيف أكون تلميذاً باراً؟
فكانت الإجابات عدة لا كنها لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، وعبر الممارسات التي نراها ممن يزعم أنه مفكر إسلامي عظيم كمحمد عمارة، و فهمي هويدي، وخالص جلبي والقرضاوي، وراشد الغنوش، وعبد العزيز كامل ()، وعبد اللطيف غزال، وغيرهم ممن أعمى الله بصائرهم ...
تبين أنه يمكنك ذلك إذا عبثت بالنصوص الشرعية وأخضعتها لعقلك وهواك، ودعوت إلى الاختلاط من طرف خفي، وأبحت الربا إن كان بنسب ضئيلة وأبحت المطعومات والمشروبات المحرمة () إذا كانت بنسبة (01/ 0) ودعوت إلى وحدة الأديان، وأمرت بدخول البرلمانات، وعلى رأس الداخلين المرأة وأوجبت احترام دساتير الغرب والعمل بها وناديت بالحرية، والمساواة بين أفراد المجتمع مسلمهم وكافرهم، ومنعت من تكفير اليهود والنصارى، وأشدت بما عند الغرب من معتقدات وأخلاق، وقلت إن الإسلام لا يرفض عقائدهم، بل يرفض عاداتهم فحسب وزعمت أن العداوة بين المسلمين وبين اليهود والنصارى إنما هي اقتصادية لا عقدية وقلت أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يؤخذ عنه إلا في العبادات، وأما أمور السياسة والحرب فلا يؤخذ بما قرر وإنما نجتهد مثلما اجتهد، وحرمت الجهاد وقلت لا يحل إشكالاً في الحقيقة وإنما يقهر ويقود إلى الأزمات ويسد منافذ العقل ويدفع الأمم إلى الانحدار والانحطاط، ووصفت عصر السلف بأنه من العصور المظلمة ()، وحرصت على تجريد الناس من دينهم ومعتقدهم ووصفت الدين بالرجعية والتخلف وقمت بالتصدي لسلف الأمة العظام بالنقد والتنقص وأثنيت على العلمانيين وجعلتهم من أصحاب الفكر المستنير، عند ذلك قل ما شئت فأنت المفكر الإسلامي الشهير.
وأما كيف تكون تلميذاً باراً مثل العلاّمة منصور؟
فما عليك إلا أن تتلصص على كتب السالف ذكرهم وتسرق منها ومن اطروحاتهم، وتضيف إليها بعضاً من هرطقتك وسفسطتك وجزءً من تلاعب الشيطان بك أثناء منامك ويقظتك، مغلفاً ذلك بدفاعك عن المارقين من الإسلام وأنهم من أخيار الأمة ثم توج ذلك بأن سلف الأمة أصحاب عيون عوراء وجموديون ألقموا ولقنوا ما يقولون ويكتبون عن شيوخهم، عند ذلك تصبح الابن البار للعصرانيين والعلمانيين، بل ربما فقتهم دناءة وخسة.
لماذا قسوة الألفاظ:
قد يعيب علّي البعض شدة الألفاظ وقسوتها التي مضت والتي ستأتي، وأن هذا ليس من الإسلام في شيء فأقول مستعيناً بالله:
أ - لقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن نسف باللفظ إسفافاً ما بعده إسفاف لمن تعزى بعزاء الجاهلية وأن نقول عظ على فرج أبيك وأن لا نستعمل الكناية في ذلك بل اللهجة الدارجة ()، وهذا فيمن أخطأ خطاءً ميسوراً في نظر كثير من الناس، فما بالك بأخطاء الاعتقاد والكفر والزندقة.
ومن ذلك ما روي عن أبي بكر قوله لعورة بن مسعود الثقفي (امصص بظر اللات) وذلك في الحديبية وما روى لنا مسلم رحمه الله قول كعب بن عجرة عندما رأى عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعداً قال: (انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعداً .. ) هذا في مسألة الخطبة.
وروى لنا مسلمٌ أيضاً قول عمارة بن رويبة لما رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة.
وفي البخاري مقاطعة عبد الله بن مغفل لابن أخيه عندما لم ينتهي عن الخذف قال: والله لا كلمتك بعدها أبداً.
وعبد الله بن الزبير عندما قال لحبر الأمة ابن عباس إيماءً وهو تحت أعواد منبره قال: إن أقواماً أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم، لا يزالون يفتون بالمتعة، فرد عليه ابن عباس قائلاً إنك لجلف جاهل لقد فُعِلَت في عهد من هو خير منك عهد إمام المتقين.
هذا بالنسبة للصحابة رضى الله عنهم، وأما من بعدهم فإليك، أقوالهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/389)
فالإمام أحمد عندما نُقِلَ له قولٌ عن أبي ثور لا يتفق مع الدليل قال: أبو ثور كاسمه ونحواً من ذلك قال عن أبي حنيفة ما قوله عندي والبعرة إلا سواء، وقال عن الكرابيسي كذب هتكه الله الخبيث وذلك في مسألة لفظي بالقرآن مخلوق، وفي كتاب المجروحين لابن حبان كلام سفيان رحمه الله على أبي حنيفة ولا يخفى علينا قول أبي إسماعيل الهروي عن الاشاعرة وأنهم مخانيث المعتزلة وغير ذلك كثير مما يطول المقام بذكره.
فهل نحن أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، والسلف، وأعلم منهم وأحكم أم أن العلامة منصور أشرف قدراً ممن مضى ذكرهم، هيهات هيهات إلا أن نساوي الثرى بالثريا.
والسؤال ما هو الحكم الذي يفهم من هذه النصوص المتقدمة، سوى جواز إطلاقها، أو أفضليته، أو تحريمه.
فإن كان الجواب بالأول والثاني، أمكن حمل النصوص الواردة على ذلك، وإن كان الجواب بالتحريم، فهنا اعتراض، حيث يلزم تأثيم الرسول صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة من الصحابة وغيرهم وإن قال قائل خلاف الأولى، قلنا إذاً من صدرت عنهم ومنهم النبي صلى الله عليه وسلم وأئمة الزهد والورع فعلوا خلاف الأولى، فإن قيل هي مسألة اجتهادية لا تثريب فيها على المخالف، عند ذلك لي أن أقول هذا المطلوب.
ب - لقد مللنا التمييع إلى درجة أن الصحوة الإسلامية لا تجد غضاضة في أن ترافق الزنديق وأن يصبح العلماني صديقاً باراً لها وأن ترتمي في أحظان المرتدين، وتغشى مجالسهم دون اكتراث بحرمة ذلك، ولا مانع لديها من مشاركة، ومناصفة الرافضة في كل شيء كما دأب بعض رموز الصحوة المشهورين، وهي مستعدة أن تعقد صفقات الحب، والود لليهود والنصارى!! أي صحوة هذه وأي موجهين يوجهونها نحو الهاوية فإلى متى عد المحاسن التي تخفي حقيقة الرجل وخبثه.
إذا كان هذا نصح عبد لنفسه فمن ذا الذي منه الهدى يُتعلمُ
ج - هذه الألفاظ يتضح من خلالها الولاء للمؤمنين، والبراء من هؤلاء المجرمين الناكبين عن الصراط المستقيم، فلقد كان سب آلهة المشركين، وشتمها والحط من قدرها مطلب شرعي ولا زال إلى أن حصلت مفسدة سب الله عدواً بغير علم، فنُهيَ الصحابة عن ذلك فبقي أمر السب مشروعاً مالم تحصل مفسدة أعظم من مصلحة السب.
د - إن تغليف النقد بتلك العبارات المائية، وبتلك الكلمات الهادية يخرج موضوع النقد عن صلبه المراد خصوصاً إن كان المراد التحذير من الشخص ومسلكه، ويورث الود لهذا الشخص خصوصاً عند العامة، وبالتالي قبول كل ما يطرحه من زيغ وضلال، وهنا الطامة العظمى والمصيبة الكبرى ومن تأمل نصوص الشريعة، وأقوال أهل العلم المبنية على الأدلة الشرعية يجد أن الإسلام في النقد والتقريع، والتثريب إما أن يثرب على الفكرة دون الشخص، وإما أن يثرب على الشخص والفكرة معاً، وإما أن يثرب على الشخص دون الفكرة خصوصاً إذا كانت فكرةً كفريةً الحاديةً، قد تعلق في قلوب العامة إذا طرحت على مسامعهم وكان الناقد لها بضاعته، العلمية مزجاة.
ولهذا نهي المسلم أن يغشى المجالس التي يخاض فيها بالكفر والإلحاد بآيات الله والاستهزاء بدينه إلا أن يكون منكراً عليهم ذلك، وإن لم يستطع، لضعفٍ علمي أو خوف جبلي فلا يجلس معهم وما ذاك، إلا خشية أن يفهم من جلوسه الإقرار، أو أن تطرح شبة تعلق في قلبه فيصبح مثلهم نسأل الله السلامة من الزيغ، قال تعالى {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً} وقال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آيتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} وهل منصور إلا ممن أنساه الشيطان فعكف على كتب الظالمين وأخذ يطرح بين أبنا امتنا الإسلامية خزعبلات وترّا هات تمجها الفطر السليمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/390)
هـ - الأصل أن تكون غيرتنا وتمعر وجوهنا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونغضب على هؤلاء الذين حاكموا القرآن والسنة إلى عقولهم العفنة، ولكن للأسف الشديد أن نغضب لهؤلاء النابتة المهلكة لجسد الأمة وندافع عنهم وعن ضلالتهم، وإذا رأينا خطاءً لا نفكر حتى بالرد، ونزعم أن هذا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا أُحرجنا بالأدلة، ووجوب الدفاع عن الدين وأهله قلنا لابد من ذكر محاسن أولئك المخطئين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في الشيطان صدقك وهو كذوب وننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك في الشيطان، حيث كلمة صدقك لن تغير من حقيقة الشيطان شيئاً ولن تلبس على المؤمنين أمر دينهم بينما قولها لهؤلاء المرتزقة ستغير من صورتهم الكالحة في أذهان الناس وبالتالي خدعنا امتنا الإسلامية ويا سبحان الله حيث لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب لشيء إلا إذا انتهكت حرمات الشرع ونحن نغضب إذا تكلم على الرجال المبتدعة والمنحرفين بما فيهم، أي دين هذا وأي إيمان في قلوبنا هل غاب عنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بوب عليه النووي باباً فقال [باب وجوب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع] وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا! فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: (أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة) متفق عليه وفي رواية قال أفتانٌ يا معاذ!؟
وهنا نقول هل عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم محاسن معاذ قبل أن يصفه بالتنفير والفتنة، وهذا وصف ليس باليسير فيمن حاول أن يطبق السنة وهي مسألة لا تقارن بحال من الأحوال مسائل النقيدان الأرجائية والمروقية وغيرها الذي فتح باباً على مصراعيه للزندقة والمروق من تعاليم الإسلام، أجيبوا يا أصحاب المحاسن والأيجابيات أيها الإحتوائيون، حيث ما بقي أحد من أهل الزيغ والفساد إلا وأحطتموه بسياج عظيم من الدفاع وذكر المحاسن إلا أن يكون من أهل الورع والزهد وممن يحاول أن يقتفي أثر السلف فالسهام الفتاكة والقذائف المحرقة فهذا على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الكريم الحميد وصفتموه بالتنطع تارة وأخرى بالشذوذ وثالثة بالخلل العقدي ورابعة وخامسة دون ذكر محاسنه وسلم منكم في المقابل العلمانيين والمارقين عن الإسلام بل دافعتم عنهم محتجين لهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (صدقك وهو كذوب) حقاً وإن تعجب فعجب قولهم.
وفي ختام هذه النقطة تسمحون لي أن أقول عن منصور النقيدان صدقكم وهو كذوب وعن القرضاوي كذلك وعن أي زائغ يلبس مسوح العلم والعبادة صدقكم وهو كذوب؟
و هل تريدون أن أقول إلى فضيلة الشيخ الرباني كما هي خطابات الزائغ محمد عبده لجمال الدين الأفغاني ()، وأقول أخطأ الشيخ ولم يقصد، وأثابه الله على ما قدم من خطأ للأمة ولا حرمنا الله من علمه وفضله وأظنه غفل وفقه الله، ونور بصيرته و ... و ... من لم يرضى بهذه الألفاظ وقسوتها ورأى أنها ليست من الحق، فما عليه إلا أن يشطب عليها ولكن هذا لا يرده عن الحق الذي بين هذه الأوراق.
منصور من بيت الطين إلى الأستاذية و (المفكرية) في أحدية راشد المبارك ():
قلت فيما سبق أن منصور ممن أنساه الشيطان فأقبل على كتب هؤلاء الضالين المضلين وكرع في موردها الآسن، ليصبح مفكراً إسلامياً مرموقاً، ولو وجد قبل إقباله على هذه الكتب العفنة تلك الألفاظ المحذرة، والسيل الجارف من العبارات الحارة والشهب الكلامية المحرقة، التي ينبغي أن يرجم بها هؤلاء المرتزقة، متوجتاً بعُصيات عمر رضى الله عنه التي جلد بها صبيغ لوجدناه مستمراً على منهجه الأول بيت الطين والورع والزهد وعدم الشرب إلا من الزير حيث كان فيما مضى شاباً يافعاً يقطن مدينة بريدة وممن تحرك في قلبه وازع الإيمان و أشر مؤشره، فلم يستطع أن يتكيف مع هذه الحياة الصاخبة التي تتنافا مع الزهد و الإقبال على الله، فهرع إلى منهج العارفين بالله المريدين لما عنده، فرفض جميع متع الحياة، رفضاً لا يتصوره متصور ولا يصبر عليه أحد إلا أن يشاء الله، (ويا ليته واصل، وكم يتمنى الإنسان أن يرزق مثل هذا المنهج) ولكن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/391)
خلق الله للحروب رجالا ورجالاً لقصعة وثريد
حتى نهى عن الكهرباء واستعمالها ليس تورعاً بل تحريماً، ولا يستمع إلى هذه الأشرطة الإسلامية لأن تسجيل المواد الإسلامية فيها إهانة لها، وكان يرى وجوب تغيير المنكر باليد والقوة بل غير كثيراً من المنكرات بيده وبكل عنف دون النظر إلى عاقبة ذلك وهذا ناتج عن حبه للخير والصلاح، وغير ذلك مما هو مقتنع به آنذاك، وكان مقبلاً على فضيلة الشيخ فهد العبيد يتعلم مما عنده من الزهد والورع، وكان مكباً على العالم الرباني عبد الكريم الحميد وكذا أقبل على العلاّمة عبد الله الدويش رحمه الله، وغيرهم من أهل الزهد، والورع، لا حرمنا الله منهم ومن سيرهم العطرة، وجمعنا الله بهم في جنان النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وكان يُلحظ على منصور في تلك الفترة حبه للظهور والانتقام ممن نال منه، فعندما يعاتب بكلمة رقيقة هادئة يقصد منه الخير وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن، يكابر ويؤذن بالحرب هياجاً وصياحاً ويخرج الموضوع من نصابه وهو جدٌ كان موقفاً هادئاً باسماً رقيقاً، لا لشيء إلا أنه يرى نفسه فوق النصيحة والمعاتبة، وكثيراً ما يلبس الحق بالباطل، للتورية على من يستمع إليه أو يقرؤه لإخراج أي موضوع عن مساره الحقيقي، ومسكين من أوقعه حظه العاثر بين يديه، لأنه في أكثر من موقف يلجا إلى الافتراء وإلى المبالغة والتهويل لأمر من الأمور القائمة بينه وبين غيره ممن يريد افتراسه سبيله في ذلك التحريف والتبديل وقلب الحقائق وصولاً بحجته إلى دليل يقبله السامع أو القاري غير آبه بحرمة ذلك ولا مبال ومن ثم يلجا إلى المراوغات للتهرب من هذا الموقف مثلاً، أو للمكر والخديعة من موقع آخر بقصد الانتصار والانتقام، وهذا ينافي الزهد، ومؤشر إلى أمر خطير وكان بعضا من رفاقه ومشائخه يحذر من أن يُناقش أو يثار في مسألة ما، وذلك لا ستعداده أن يلقي بمنهجه وراءه ظهرياً ليثبت صحة ما توجه إليه دون أي مبالاة أو اكتراث بما يحصل فيما بعد وهذه كانت من علامات الانحراف إضافة على توغله في أدران تلك الكتب المتسخة وفعلاً يفاجأ الأخوة والرفاق أن منصور تحول من بيت الطين وتحريم الكهرباء إلى الأستاذية في أحدية راشد المبارك فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ابن تيمية ومنصور ... (ساقية لاطمة بحراً):
الذي دعاني لهذا العنوان هو انبهاري بتفتق علمية منصور وفرط ذكائه فأحببت أن لا أبخسه حقه من ذكر صفاته ومن يشبه من الجهابذة العلماء، ولا أقرب له من ابن تيمية، فإن:
منصور مُعَلَمٌ فطن وكذا ابن تيمية، منصور حافظة حجة وكذا ابن تيمية، ومنصور تقي وورع وكذا ابن تيمية، ومنصور مناضل ومكافح عن الإسلام وكذا ابن تيمية، ومنصور الجميع مفتقد لعلمه ومحتاج إليه وكذا ابن تيمية، ومنصور بحر لا ساحل له في كل علم وكذا ابن تيمية، منصور نبغ صغيراً، وأفتى مبكراً، وكذا ابن تيمة.
إذاً ما الفرق الجوهري بينهما؟
ابن تيمية خرج في وقت والناس بعيدون عن شرع الله منهمكون في الدنيا وشهواتها، فسعى جاهداً أن يردهم إلى الحق.
أما منصور فيظهر له أن الناس أصابهم الغلو، والتنطع من كثرة الدين، والإقبال عليه ورأى أنهم معرضون عن الدنيا زاهدون فيها، فرأى من واجبه أن يخلعهم من دينهم ويصدهم عنه ويشككهم في عقيدتهم، ويسلخهم من أخلاقهم، وعاداتهم الحسنة لكي يحصل التوازن في المجتمع ويصبح الخزان الداخلي موازٍ للخزان الخارجي، فشتان بين مشرق ومغرب.
وثمة فرقٌ آخر وهو غيرة منصور من شيخ الإسلام وانعدام هذه الغيرة من شيخ الإسلام، فهل نستطيع هنا أن نقول كلام الأقران يطوى ولا يروى!! أي أقران (بين عالم تقي، وجاهل شقي) أو نقول عن منصور بأنه البحر وابن تيمية الساقية فيقال ساقية لاطمة بحراً
قارنت هذه المقارنة لكثرة تعرض منصور لشيخ الإسلام بن تيمية.
هذه مقدمة مختصرة جدا تبين جزءً من واقع العلاّمة منصور، سقتها لتكون ممهدة بين يدي ما سوف أطرحه من ملاحظات على ما كتبه أخيراً وأرسله إلى صاحب مجلة المجلة.
وما كنت لأكتب لولاء معرفتي باعوجاج منهج الرجل وعوره فلقد ناصحته في مقاله الأول وتوصلت إلى أنه صاحب فكر عقيم وذلك عندما سألته أثناء النقاش الدائر ما تقول فيمن يقول بخلق القرآن هل يكفر كما هو منهج أهل السنة والجماعة أم لا يكفر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/392)
فكانت الإجابة بأنه لا يكفر.
وبعد ذلك تركته أملاً أن لا يكتب مرة أخرى في هذه الصحف وكنت محسناً الظن به فيما ذهب إليه من عدم تكفير القائل بخلق القرآن لعله ورع منه، فصعقت لما رأيت مقالاته تترى في النيل من الإسلام وأهله فبعد مقاله أفكار نصارعها وتصارعنا، أتبعه بمقاله حتى لا نستدرك على الشرع ثم أتبعهما بمقاله عن الشيخ عبد الكريم الحميد مستهزئاً به، وأتبع ذلك بمقاله، كثيراً ما ألصقت تهمة المروق لبواعث سياسية، ثم هذا المقال الذي أنا بصدده (نواقض الإيمان بين الشريعة المنزلة وتشقيقات الفقهاء).
والآن أخي الكريم إليك بعض الملاحظات في هذا المقال التي تدل على إفراطه في الجهل وافترائه على سلف الأمة.
أولاً: قال في النسخة المرسلة للمجلة (السيد رئيس رئس التحرير ... )
والتعليق: لقد نهى الإسلام عن تسويد هؤلاء ولعله خفي على العلاّمة حديث أبي داود الذي فيه النهي عن ذلك.
ثانياً: العنوان أضخم من محتوى المقال وهذه سياسة الإعلاميين سياسة الدجل وتغيير الحقائق والعنونة بعنوان يخالف المحتوى لكي تكون إعلامياً مرموقاً، حيث عنون منصور لمقاله بنواقض الإيمان، ولم يورد سوى الطائفة الممتنعة عن التزام شيء من شعائر الإسلام ومن ثم ترك الصلاة ولم يوردها استقلالاً وإنما استشهاداً ومن ثم الممتنع عن تحكيم شرع الله.
فهل هذه هي نواقض الإيمان أم أنها من نواقضه، لا شك أن هذه جعجعة منه ليبين لنا غزارة علمه.
ثالثاً: ما قرره الآن في مقاله المتردي، نطرح سؤلاً، ونقول هل نعدك بهذا الطرح، وما وصلت إليه {اجتهاد فقيه، أوفهم عالم، وتشقيق آخر، وخبطه كيفما اتفق} أم أنه يوحى إليك، وصدق الله إذ يقول {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} نعوذ بالله من الشيطان الرجيم وشركه.
وإن لم تكن كذلك فلعلك من حزب المجددينات ()، ورحم الله أبا إسماعيل الهروي عندما قال عن الأشاعرة أنهم مخانيث المعتزلة، حيث ألمح أن فكر منصور عبارة عن عصارة فكر العصرانيين والعلمانيين.
رابعاً: قال في مقاله (وحينما توضع قاعدة ويؤصل أصل أو يؤلف كتاب في كفر من أتى بعض المخالفات وأطلق بعض العبارات ليلقن أجيال الأمة وتحشى به عقولهم وتربى عليه ناشئتهم ثم تثور الفتن وتسفك الدماء جراء ذلك وحين التحقيق عن مستند لها في الشريعة لا تجد إلا أثراً ضعيفاً أو حديثاً محتملاً أو آية مؤلة ورأياً مهجوراً لعالم خالفه من هو في مرتبته أو أعلم منه .. )
ثم في نفس المقال يقرر مسألة مستدلاً بأية من كتاب الله، وببعض الأحاديث وأراء العلماء فأصبحت الآية محكمة غير مؤلة، والأحاديث صحيحة غير محتملة وأراء العلماء حجة قاطعة فيا سبحان الله هؤلاء هم أهل الأهواء والزندقة يأخذون ما يروق لهم من دين الله وما لايروق يحرفونه عن مواضعه وهذا جلي في مقال منصور في مسألة تارك الصلاة حيث ذهب إلى رأي مهجور لبعض العلماء في أن تارك الصلاة كفره كفر دون كفر فما هذا الجهل والتناقض.
خامساً: دوماً يدندن حول قطعية ثبوت النصوص وقطعيته دلالتها، قال: (ونحن نعلم أنه لو جاء شيء من ذلك لتكفلت النصوص الصحيحة القطعية بشرحه وتفسيره)
وأقول هذه مقدمة الزندقة التي تبناها المعتزلة العقلانيين وعلى ذلك ردوا أخبار الآحاد بحجة أنها لا تفيد إلا الظن،كما هو رأي النظام من المعتزلة والآمدي والرازي وغيرهم والعلاّمة منصور.
سادساً: يقول العلامة منصور (ولقد اختلفت مذاهب المسلمين الفكرية ومدارسهم الفقهية في جل مسائل الإيمان ... )
ولا أظن هذا إلا صفاقة وجه وقلة حياء وتزكية للنفس بما ليس فيها فما هذا العلم والإحاطة العجيبة التي لم تتسن للأئمة الثلاثة، ثم من الذين اختلفوا غير المرجئة، والمعتزلة والقدرية والأشاعرة وغيرهم من فرق الضلال، ولم يثبت غير سلف الأمة رضوان الله عليهم وهم العبرة حيث كانوا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/393)
سابعاً: دندن حول كلام شيخ الإسلام في الطائفة الممتنعة عن التزام شعيرة من شعائر الإسلام ونسب إليه نقل الإجماع بكفرها، واتهم الشيخ بأنه يهول ويرهب الناس بذلك وإليك نص قوله: (وما يثير الرعب لدى كثير من الدارسين ويصيبهم بالشلل، هو ما يحكى من إجماع الأمة واتفاق الأئمة على القول بمسألة ليست عند التحقيق، والتنقيب سوى مذهب لعالم وتوجه لدى تيار، ولم تكن حكاية الإجماع إلا تهويلاً وإرهاباً ولكنها في المحصلة بيت من زجاج، وكوخ من قش وسراب لا حقيقة له، ومسألة القول بكفر من امتنع عن التزام شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة ليست سوى مثال لما ذكرناه)
وهنا أقول هذا محض كذب على شيخ الإسلام وجهل بكلامه، حيث الثابت عنه كما في الفتاوى 28/ 356و469و476و503و545و556 أنه قال (وأيما طائفة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين) ثم ساق النصوص في وجوب قتال الخوارج، وفي موضع آخر قال: (وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها .. ) ولما سئل عن قوم ذوي شوكة وممتنعين عن أداء الصلاة وقال: (قال يجوز قتالهم بإجماع المسلمين) وغير ذلك من المواضع التي يطول المقام بذكرها فأين الإجماع بكفر هذه الطائفة () الذي يزعم منصور أن شيخ الإسلام ذكره وتبناه تهويلاً وإرهاباً للمسلمين، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم إذاً شيخ الإسلام نقل الاتفاق في وجوب قتالهم ولم ينقل الإجماع على كفرهم؟
ثامناً: قال: (لا أبالغ إن قلت أن هذه المسألة ضالعة في دفع كثير إلى تكفير مجتمعاتهم المسلمة ومصادمة حكوماتهم لما رأوه من مظاهر النقص والخلل في التزام بعض أحكام الدين وشعائره) فأقول مصادمة حكوماتهم كمصادمتك قبل زمن وإحراقك بعض المحلات!!! أم ماذا يا شيخ منصور؟ هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أنت جاهل ولا تعي ما تقول وفي فهمك عيٌ إذ أن واقع الأنظمة التي تتحدث عنها ليس واقع طائفة امتنعت عن التزام شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، وإنما واقعها واقع من يُشَرّعُ من دون الله ويبدل أحكامه، ومولاة للكفار، ومحاربة للإسلام وأهله، ونبذ للدين بكامله وراءهم ظهرياً، إلا من رحم الله، فما هذا القياس الفاسد لديك وما هذه الموازين المختلة التي تنبئ عن خلل، ولوث في عقل صاحبها، ثم هم لم يتكلموا في مجتمعاتهم ولم يكفروها وإنما تحدثوا عن الأنظمة، والقوانين فحسب، والذي كفر المجتمعات هو واقعك الذي مضى قبل أن تسلك هذا المسلك.
تاسعاً: نسب إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه لما تولى الخلافة رد أموال وممتلكات الذين قاتلهم أبو بكر حيث قال: (وهذه الفئة هي التي وقع الخلاف بين أبي بكر وعمر في وجوب قتالهم ثم قاتلهم أبو بكر، وقد رد إليهم عمر أموالهم وممتلكاتهم عند توليه الخلافة)
والتعليق أن أقول: عجيب أمر منصور فإن الذي في كتب أهل العلم من المحققين والفقها وغيرهم مثل كتاب الأحكام لابن حزم، والمغني لابن قدامة، ونصب الراية للزيلعي ونيل الأوطار للشوكاني أنه رد السبي الذي كان في حروب المرتدين من بني حنيفة، إلا من أولدها سيدها ولم يرد الأموال.
ثم إن أهل العلم متفقين على أن عمر خالف أبا بكر في قتال مانعي الزكاة أول الأمر ومن ثم رجع إلى رأي أبي بكر، وقال: (فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعلمت أنه الحق)
عاشراً: زعم العلامة أن الثابت من سير الرسول صلى الله عليه وسلم في مانع الزكاة أن تؤخذ منه وشطر ماله، قولاً واحداً لا خلاف فيه.
وأقول هذا من جعبة العلامة، بل الثابت عن أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في رواية وأصحابهم أن لا يؤخذ على الزكاة زيادة بل قال ابن قدامة في المغني (ولأن منع الزكاة كان في زمن أبي بكر رضى الله عنه عقب موت الرسول صلى الله عليه وسلم، مع توفر الصحابة رضى الله عنهم فلم ينقل عنهم أخذ زيادة ولا قول بذلك. اهـ
وإنما إسحاق بن راهوية، وأبو بكر بن عبد العزيز ذهبا إلى القول بأخذها وشطر ماله لحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/394)
والحديث الوارد بهذا الصدد (فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا .. ) عند أحمد وأبي داود، والنسائي، والدارمي، قد اختلف أهل العلم فيه من بين مصحح ومضعف و الذين جنحوا إلى تصحيحه قالوا إنه منسوخ، وأن المقصود شطر ماله، أي خيار ماله في القيمة مما يساوي الشطر.
وعلى كل حال لماذا العلامة يخالف تأصيله ومنهجه و يأخذ هنا بالحديث الضعيف الظني والرأي المهجور وأقوال الرجال فأين منهجه الذي يدندن حوله ويحاول أن يؤصله، وإن زعم أنه لم يأخذ بأقوالهم بل هو محض فكره وعلمه واجتهاده، وهذا الذي يظهر من حال المغترين والمتعالمين، نقول له من أنت؟ وأيهما خير تشدقك و تشقيقاتك المنشقة، أم تشقيقات الفقها المفعمة بالأدلة.
إن مما يعرفه البلداء قبل الفطناء، أن من دلالة وضوح المبدأ والمنهج عدم التناقض بين التنظير والفعل والحرص على الاطراد.
حادي عشر: قال: (ومن كان له أدنى إلمام بعلوم الشريعة، يعلم قطعاً أنه ليس في الإسلام ما هو معصية في حق الفرد وكفر في حق الجماعة). أهـ
لا أملك إلا أن أقول ما قاله أبن القيم:
وتزعم مع هذا بأنك عارف وما أنت إلا جاهل كذبت يقيناً بالذي تزعم وأنك بين الجاهلين مقدم
ثم ظالم وفي مثل هذا الحال قد قال من مضى وأحسن فيما قاله المتكلم
فإن كنت تدري فتلك مصيبة. وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم
إن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله لم يفرق بين الفرد والجماعة في مسائل الكفر ولكن الهوى يصم ويعمي، وإليك الآن كلام شيخ الإسلام رحمه الله:
قال رحمه الله: (الوجه الثالث أن العبد إذا فعل الذنب مع اعتقاد أن الله حرمه عليه واعتقاد انقياده لله فيما حرمه وأوجبه فهذا ليس بكافر، فأما إن اعتقد أن الله لم يحرمه أو أنه حرمه لكن امتنع من قبول هذا التحريم وأبى أن يذعن لله وينقاد فهو إما جاحداً أو معانداً ولهذا قالوا من عصى مستكبراً كإبليس، بالاتفاق، ومن عصى مشتهياً لم يكفر عند أهل السنة والجماعة وإنما يكفره الخوارج، فإن العاصي والمستكبر وان كان مصدقاً بالله رباً فان معاندته له ومحادته تنفي هذا التصديق ... الى أن قال: وتارة يعلم أن الله حرمها ويعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما حرم ما حرمه الله ثم يمتنع عن التزام هذا التحريم ويعاند المُحَرِم فهذا اشد كفراً من قبله وقد يكون هذا مع علمه بأن من لم يلتزم هذا التحريم عاقبه الله وعذبه ثم إن هذا الامتناع والإباء إما في خلل في اعتقاد حكمة الآمر وقدرته فيعود هذا إلى عدم التصديق بصفة من صفاته) أهـ.
فهل وجدتم كذباً على شيخ الإسلام اشد من هذا الكذب الذي لفقه عليه الكبش النطاح فريد عصره منصور النقيدان،فسبحان من ألهمه إلى اكتشاف ما غفل عنه جهابذة العلماء.
ثاني عشر: زعم زعماً فاضحاً بأن السلف رحمهم الله قصروا الامتناع بالقتال دون غيره من مظاهر الرد والرفض، لأنهم لم يجدوا في كتب من قلدوهم سوى هذه الصورة فجمدوا عليها.
ولا أقول هنا إلا كما قال الشاعر:
قال حمار الحكيم توما لو أنصف الدهر كنت أركب
فإني جاهل بسيط وصاحبي جهله مركب
فكيف يقول هذا من له أدنى إلمام بأحكام الشريعة، أين أحاديث الخوارج التي اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه إن وجدهم ليقتلنهم قتل عاد، وفيها أنهم شر قتلة تحت أديم السماء، وفيها أنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وفيها أنهم كلاب النار، ولم يشرط الرسول في امتناعهم أن يظهروا القتال للمسلمين، بل حث على قتالهم حتى وإن لم يقاتلوا، فإن رجعوا إلى الإسلام كف عنهم، وأين قسمك الثالث الذي ذكرت فيه الطائفة الثالثة الذين قاتلهم أبو بكر لمجرد امتناعهم عن أداء الزكاة ووقع هنا الخلاف بين وبين عمر رضى الله عنهما، وأين قسم أبو بكر عندما قال والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاربتهم عليه ولم يشترط أن يقاتلوه على هذا العقال، بل معارضة عمر له تدل أن أبا بكر قاتلهم وبدأهم القتال ولم يبدؤه حيث قال كيف تقاتلهم وهم يشهدون ألا إله إلا الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها، وفي رواية إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله فقال أبو بكر: وهذا والله من حقها والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/395)
هل رأيت أخي القاري الجهل المطبق ليس في كلام السلف فحسب بل حتى في نصوص الشرع المطهر
ثالث عشر: قال: (ذهب ابن تيمية إلى أن تارك الصلاة إن لم يكن كافراً بتركها فهو كافر بامتناعه إذا قتل ممتنعاً).
أقول؛
أولاً: لدي نسخة من مسودة المقال بخط يد منصور بعد انتقد وقرر ما قرر قال: (ويجعلون امتناعه و صبره على القتل دليلاً على كفره في الباطن وعدم إيمانه بوجوبها) والسؤال لماذا حذف هذا النص من المقال؟
ثانياً: هذا القول لم يقله شيخ الإسلام وإنما من كذب منصور وتدليسه وتغييره للحقائق وإليك ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى ج22ص:48 (فإن كان مقراً بالصلاة في الباطن معتقداً لوجوبها يمتنع أن يصر على تركها حتى يقتل وهو لا يصلي هذا لا يعرف من بني آدم وعاداتهم ولهذا لم يقع هذا في الإسلام قط ولا يعرف أن أحداً يعتقد وجوبها ويقال له إن لم تصلي وإلا قتلناك وهو يصر على تركها مع إقراره بالوجوب هذا لم يقع قط في الإسلام، ومتى امتنع الرجل عن الصلاة حتى يقتل لم يكن في الباطن مقراً بوجوبها ولا ملتزماً بفعلها وهذا كافر باتفاق المسلمين، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا ودلت عليه النصوص الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة رواه مسلم وقوله العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقول عبد الله بن شقيق كان أصحاب محمد لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة فمن كان مصراً على تركها حتى يموت لا يسجد لله سجدة قط فهذا لا يكون مسلماً مقراً بوجوبها .. ).
إذاً شيخ الإسلام يكفره بالنصوص الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة وليس لأنه امتنع حتى يقتل وإنما يجعل هذا الامتناع حتى القتل دليلاً على الدخن الذي في قلبه، وأنه لوكان هناك ذرة إيمان في قلبه لما صبر حتى القتل، وأراد ابن تيمة إسقاط هذا الافتراض الذي لم يكن ولا يكون البتة.
والآن هل عرفتم ماذا يريد الجهبذ منصور؟
رابع عشر: قرر أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكون كافراً إلا أن يقاتل.
التعليق، لا أدري من قال بهذا ومن أين أتى به، وأي من المعاصرين يقصد؟ والعجيب أنه في مسودة المقال الذي معي لم يذكر المعاصرين وإنما المح إلى أنه من قول المتقدمين.
خامس عشر: قال في أحد تشقيقاته (وطردُ هذا أن يكفر قاطع الطريق الممتنع عن كف عدوانه حتى يقتل، وأن يكفروا الممتنع عن ترك شرب المسكر، ومرتكب الفاحشة إذا امتنعا حتى يقتلا وهذا هو اعتقاد الخوارج الذين يكفرون بالكبائر ... ).
أقول: على فساد القياس وأنه من الأدلة المختلف فيها إلا أن هذا الغر لا يعرف القياس ولا شروطه وأركانه، حيث إن هذا قياس فاسد حيث قاس فعل المعصية على الامتناع عن الطاعة، ونحن نعرف أن تارك جنس الأعمال يكفر بينما فاعل جنس المعاصي مالم تكن مكفرة لا يكفر، قال ابن عيينة، المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة المحارم وليس سواء لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر كفر وبيان ذلك في أمر إبليس وعلماء اليهود الذين أقروا ببعث إلى بلسانهم ولم يعملوا بشرائعه. اهـ معارج القبول (ج:2ص:636).
فيا سبحان الله على غزارة العلم وتفجره الله الله في حني الركب في مجالسه العلمية فهو فرصة لا تعوض.
سادس عشر: قال (وهذا الخلط وجدته لدى كثير من المعروفين باعتدالهم غافلين أن هذه الآراء التي ألقموها ... ).
نعم قد غفلوا وفطنة لها أيها الفطن الحاذق، ولكن قبل ذلك ماذا كنت؟
ليتك أسميت مقالك " فطنتي الفطنة " كم يسف الرجل بنفسه عندما يثنى عليها بما ليست أهلاً له وهذا أسلوب القرضاوي عندما سئل هل أنت مشهور في العالم ومعروف، قال: أتيت دولاً كثيرة فيها علماء يسمونهم القرضاوي الصغير، وصدق اله إذ يقول {ألم ترى إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا} وقال {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى}.
سابع عشر: قال: (ولقنوها تلاميذهم هي بذرة التطرف ومكمن الداء).
أي تطرف تقصد أهو الحرق والنسف والتفجير الذي كنت تعيشه؟ فإننا لا نعلم من سوف يروج عليه ما راج عليك، أم تقصد التزام السنة واحرص على الدين؟!
ثامن عشر: قال: (مسائل الفكر التي لأجلها يتصارع بنو الإنسان ويقتل بعضهم بعضاً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/396)
أولاً: لماذا قلت بني الإنسان ولم تقل المسلمين؟ لعلك ممن يشن حرباً شعواء على من يكفر اليهود والنصارى ويرى وجوب قتالهم.
ثانياً: لعل هذا المقال توطئة لمقال آخر تحرم فيه الجهاد، وربما قلت، إن أول ما أنزل الله إقراء ولم ينزل اضرب اقتل، ولربما جنحت إلى أن القتال يظل منعطفاً يُكره إليه المسلمون أو نوعاً من الهبوط الاضطراري الذي يعترض المسار الطبيعي لرحلة التبليغ الإسلامية ويظل القتال عنصراً معطلاً لأداء هذا التكليف الإلهي ().
تاسع عشر: قال: (وإذا كنت اعتقد أن امتنا المسلمة بعلمائها ومذاهبها الفكرية ومدارسها الفقهية لم تجمع يوماً على مسألة، وأن ما يذكر من إجماع ويحكى من اتفاق ليس إلا رأياً يمثل تياراً أو توجهاً لمدرسة، ليبكي كل على ليلاه).
حسبنا الله ونعم الوكيل، على هذا التقليد الأعمى وعلى هذا الجهل المظلم، وأي خلب هذا أيعقل أن الأمة المسلمة كما قال هذا الأرعن الرغديد، وهل هذا إلا استخفاف بمن سيقرأ مقال هذا الأخرق التائه إن مما يعلمه أطفال الأمة المسلمة قبل رجالها ويعلمه العامة قبل العلماء كذب هذه الدعوى العريضة، ولبيان هذا الكذب ولنفيد هذا الجاهل الحائر أقول: ألم تجمع الأمة وجوب الوضوء لمن أحدث وأراد الصلاة وتوفر عنده الماء وقدر على استعماله؟!
فما رأيك أيها النحرير حيث يطول المقام بذكر مسائل الإجماع حيث ذكرت هذه المسألة لنقض بنيانك الذي على شفى جرف هار، وإن كنت تعتد بخلاف الجهمية والقدرية والمرجئة والرافضة والصوفية المغرقين بالتصوف الاشاعرة المنظرين المقعدين لمذهبهم وغيرهم كثير لمن تفرع منهم حيث ما أنت إلا فرخ من أفراخهم فالله المستعان على صرير الباب وطنين الذباب، وقديماً قيل إذا لم تغلب فاخلب.
وقبل الختام .. منصور ومنتجوا المواد الغذائية:
عندما يشيع بين الناس منتجٌ ما لأحد المنتجين التجاريين، وتألفه العامة، وتعتاد عليه وعلى شكله، تدب الغيرة في قلب أحد المُنْتِجِينَ فيهرع إلى منتج آخر على هيئة ونمط المنتج المألوف اللهم بعض التغيير اليسير، الذي يتمشى مع أنظمة التجارة وينطلي على بعض المستهلكين السذج، ولكن قد يعتذر لهؤلاء التجار، بأنهم يسعون في الأرض يبتغون من فضل الله، ولا محذور في ذلك، إن لم يكن فيه غش للمسلمين، ولكن الاتجار بالأفكار العقلانية الكفرية، وترويجها بين المؤمنين، وسرقتها من الملحدين والمارقين من الإسلام، وتقديمها على أنها دين من الله، كفر، وإلحاد نسأل الله السلامة من ذلك ونعوذ بالله من الزيغ.
أخيراً لا آخرا:
لا يزال في الأمة الخير ولا تزال، تلد أولئك الغُيُر الذين يدافعون عن الدين وأهله، ولقد رفضت الأمة من هم أشد عتواً من هذا الغر اليافع وركلتهم بأقدامها وأبعدتهم عن الطريق وواصلت سيرها إلى الله سيراً حثيثاً، وهذا المنهزم لا شك أنها ستلفظه وتطأه بأرجلها لتمهد به الطريق إلى المولى جل وعلا، وذلك للقزمة الفكرية التي يعيشاها والمنظومة الدنيئة التي بدأ بالإنظمام إليها.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[20 - 11 - 05, 01:55 م]ـ
رسالة في بيان حال طائفة العصرانيين الضالة
عقيدة ومنهجا وفقها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد ظهر في الآونة الأخيرة تيار ونابتة جديدة يمسموَن بالعصرانيين وهؤلاء في باب التوحيد من غلاة المرجئة لأن التوحيد عندهم الكلمة، من قال لاإله إلا الله بلسانه فهذا يكفي، فهم كرامية هذا العصر ولا كرامة لهم.
ولهم عقائد ومناهج و أصول في العقيدة والفقه هي:
1) ففي باب التوحيد والإيمان من غلاة المرجئة - كرامية - ويضاف إلى ذلك التميّع والانهزامية فيهما.
2) السعي إلى إلغاء باب الكفر بالطاغوت وباب المرتد من كتب الفقه وإلغاء باب التكفير بحق وتسمية ذلك تطرف وغلو، وخارجية وحرورية وتيار تكفيري.
3) إلغاء باب الجهاد وتسميته تطرف وغلو، واستبداله بالجهاد السياسي الهش على الطريقة العلمانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/397)
4) في باب المصدر والتلقي، فهم معتزلة يقدمون العقل على النقل، وزادوا على المعتزلة القدماء بالسير على ما يسمى بالمنهج التجريبي، وهو أن الأصل الشك في كل شيء حتى المسلمات العقدية إلى أن تثبت، وزادوا على المعتزلة تقديم الهوى ومتطلبات العصر الحديث على النص.
5) وفي باب الفقه تتبع الرخص، والأخذ بأسهل ما قيل وأنسب وأخف ما قيل بحيث يركبون من ذلك فقها جديدا ويميلون فقهيا إلى أن يوافق الاطروحات العلمانية وما يوافق النظام العالمي الجديد، وما يوافق الأهواء، وتسمية ذلك فقه تيسير، خصوصا قضايا المرأة والحكم والسياسة وما يُسمونه بالفن والغناء والتمثيل وما يتعلق بالحرية، والتصوير، والأزياء واللباس، وطريقتهم في ذلك استعراض خلاف العلماء، وكل قول قيل وكل شاردة وواردة وكل هفوة وزلة، فما وافق الوقت والعصر فهو الراجح فهذه أسباب الترجيح عندهم، وهذا أصل مبتدع في هذا الباب، ومن باب المكر والحيلة، فبدل أن يقولوا هذا يوافق العصر والهوى يجعلون لافتة لهم للوقاية من الشناعة والذم، فيقولون قال به العالم الفلاني.
6) موقفهم من الإجماع التشكيك والرد، لأنه عائق في بعض القضايا المهم عندهم.
7) موقفهم من الاجتهاد فتحه على مصراعيه لكل من هب ودب، واتخاذه ذريعة رسمية لكي يقولوا ما يناسبهم باسم الاجتهاد.
8) موقفهم من الصحابة والسلف عموما التحقير والازدراء.
9) موقفهم من التاريخ الإسلامي تناوله بحقد وتشويه ودس، والاهتمام بما شجر بين الصحابة واستغلال ذلك للتشويه بهم، باسم التصحيح والتبيين والحوار.
10) موقفهم من أي دولة إسلامية ترفع شعار الإسلام الصحيح وتطبق الشريعة تطبيقا صادقا، موقفهم موقف العداء كموقف العلمانيين وكموقف الغرب التشويه والتشنيع والاتهام بالغلو والتطرف والاستعجال.
11) من أصولهم محاولة تعويد الناس على الخلاف وإطلاع العامة على ذلك لكي لا ينبذهم الناس ويرفضونهم وإنما يتسترون خلف لأفتة أن المسألة فيها خلاف، فلماذا التشدد والمعارضة.
12) موقفهم من العلماء وطلبة العلم مختلف حسب مصالحهم، فالعلماء وطلبة العلم عندهم ثلاثة أقسام:
أ) قسم يحاولون إسقاطهم وتشويه سمعتهم وذلك عبر ثلاث مراحل المرحلة الأولى محاولة إلصاق تهمة أنهم يكفرون الحكام، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى المرحلة الثانية وهو اتهامهم بأنهم يكفرون العلماء وقد تقتضي المرحلة أن يُعيّنوا علماء مشهورين لإتمام قوة الإسقاط، فإذا لم تنجح هذه المرحلة انتقلوا إلى مرحلة اتهامهم بأنهم يكفرون المجتمعات وعموم الناس وهذا آخر سهم في هذا الباب، وبالطبع يحاولون اصطياد كلمات من المتشابه والكلام العام لهؤلاء العلماء المراد إسقاطهم أو حمّال الأوجه للتدليل على صدق الاتهام.
ب) القسم الثاني علماء لهم اجتهادات واختيارات لكن لم يُراعوا فيها السياسة الشرعية، فهؤلاء يحاول العصرانيون اجتذابهم وتبنيهم، لأن هذه الاختيارات تخدم مذهبهم.
ج) القسم الثالث يعتبرونهم حياديين بالنسبة لهم، لا لهم ولا عليهم فهؤلاء إن كانوا من المشهورين اهتموا بحيادهم وفرحوا به، لأن المرحلة تقتضي تقليل الجبهات، وإن كانوا ليسوا من المشهورين فيتركونهم.
13) موقفهم من الصحوة محاولة تمييعها وتشتيتها وتهيئتها لتقبل الواقع والتنازلات.
14) موقفهم من المرتدين و أهل البدع مهزوز، فيميلون إلى التعاطف معهم والدفاع عنهم وعن رموزهم، والتعاطف مع الأقليات المنحرفة.
15) رفع شعار الحرية والحوار لكن بغير الضوابط الشرعية.
16) موقفهم من الشعائر الدينية والأركان الخمسة، أما بالنسبة للتوحيد فقد سبق.
أ) أما الصلاة فيميلون إلى التسهيل فيها حسب الإمكان والمتاح من الأقوال التيسيرية، فصلاة الجماعة في المسجد سنة ويجوز إمامة المرأة للرجال، ويجوز الجمع مطلقا، وتارك الصلاة مطلقا، ولو مدى الحياة لا يكفر.
ب) الزكاة وهى الشعيرة الوحيدة التي يميلون إلى التشدد فيها على خلاف بينهم أيضا، لأن الذي يناسب المعنيين والمتنفذين اليوم مع التدهور الاقتصادي الإكثار في جبي الأموال، وتوسيع الأموال الزكوية لهم، مع أن بعضهم أكثر تعاطفا مع الناس فيميل إلى التقليل من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/398)
ج) الحج ولهم منسك عجيب فيه قائم على تقصد الترخص، فالوقوف في عرفة ومزدلفة يكفي فيه لحظات ودقائق وحط الرحل، ويجوز تقديم الهدي قبل عرفة ويجوز الذبح بغير بهيمة الأنعام، والرمي للجمرات على مدار أربع وعشرين ساعة، وليس بواجب لأنه من الشعائر الخاصة بإبراهيم عليه السلام، ويجوز تقديم طواف الإفاضة قبل عرفة قياسا على تقديم المفرد والقارن للسعي، والرمي صباح يوم الثاني عشر ثم التوكيل في بقية الحج، وهذا المنسك قابل للتطوير نحو تيسير أكثر إذا تم اكتشاف قول شاذ في المستقبل.
د) في الصيام أيضا تقصد للترخصات.
17) أما في المعاملات المالية فيميلون إلى تحديث وتطوير كتاب البيوع والمعاملات المالية الأخرى إلى الإباحية فيها بما يوافق النظم المالية المعاصرة وبما يوافق مصالح البنوك المعاصرة، والنظم العالمية الجديدة.
18) أما ما يُسمى بالأحوال الشخصية من النكاح والطلاق والإرث وغير ذلك فنحو مزيد من التيسير والترخص، إلا في الطلاق فإنهم يميلون إلى التضييق على الزوج في استخدام هذا الحق ومحاولة نزعه منه أو بعضه وجعله في يد الزوجة أو القاضي موافقة لأسيادهم الغربيين، أما الإرث فلازالوا حتى الآن لم يجرؤ على ما يقوله العلمانيون من المساواة بين الذكر والأنثى في الميراث وإنهم منه قرب قوسين أو أدنى.
والخلاصة: أنهم اتخذوا دينهم لعبا.
هذه هي أُصولهم وقد يستحدثون أُصولا أُخرى لأنهم لازالوا في طور التكوين وعمرهم الزمني لا يتجاوز سنوات وقد ساهمت بعض الصحف والمنتديات الصريحة أو المنتديات التي تدعي الصدق ورفع شعار الإسلام والفضائيات في نشر مذهبهم، ولهم قيادات عالمية وإقليمية ومحلية في كل مكان فيه صحوة قوية وقد كثّر سوادهم في السنوات الأخيرة المنهزمون والمتميعون من الإسلاميين.
طريقتهم في الدعوة إلى مذهبهم مع المبتديين:
1) ويبدؤون مع المبتدئ بتعويده على الخلاف وتشكيكه في كل قول فقهي وأن المسألة فيها خلاف.
2) وتعويده على الانهزامية والنقاش في المسلمات، كخطوة أُولى لتعويده على ما يسمى بالمنهج التجريبي.
3) ودفع صغارهم - وكلهم صغار - ومتوسطيهم إلى الكتابة في الصحف أو المنتديات التي ترحب بهم بجرأة في الموضوعات الخطرة وتوريطهم بها حتى يصعب عليه الرجوع فيما بعد ويصبح هو طرفا وحلقة من التيار وهو خياره الوحيد.
4) الاهتمام بالمناطق والأماكن التي فيها انفتاح أكثر لأنها هي البيئة التي يصطادون فيها، وينبت فيها غرسهم القبيح قبحهم الله وأخزاهم.
5) الاهتمام بأنصاف طلبة العلم والدعاة أو الذين كان لهم تاريخ إسلامي مشرق ثم انحرفوا عنه - إما هوى وشهوة أو بدعوى الاجتهاد - فيهتمون بهؤلاء لأنهم هم الذين يمكن إقناعهم والبداءة بهم، ولكي يجعلوهم رأس حربة لهم ولآفته يمكن خداع الناس بهم.
ذكرنا ذلك وقلناه تحذيرا للناس منهم وبراءة للذمة ومجاهدة لهم بقدر الاستطاعة، نسأل الله الإعانة والتوفيق.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبها فضيلة الشيخ؛ علي بن خضير الخضير
عفى الله عنه وعن والديه وأهله ومشايخه وطلابه وجميع المسلمين
القصيم / بريدة
ـ[عادل محمد]ــــــــ[21 - 11 - 05, 02:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكما ويرفع للفائدة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 11 - 05, 01:38 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[23 - 11 - 05, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيكما
نصب المنجنيق
مهزوم لا أهل ولا منصور ... باغ وسهمك طائش مكسور
هل غادر الخبثاء قبلك شبهة ... حتى تبجح بعدهم وتثير
يا ناصر ابن دؤاد اهنأ صاحبا ... إن المحب وحبه محشور
أئمة الأهواء ترفع شأنهم ... والأحمدين تذم يامغرور
ما أنت والعظماء من أبطلانا ... ما أنت والبازيّ يا عصفور
كم كنت تحلم بالتألق جاهداً ... ليرى مكانك واستباك ظهور
ونظرت نفسك بين أهل مواهب ... فإذا لسانك خامل مغمور
ففعلت فعلتك التي سطرتها ... ثم انتكست وذا عليك يسير
قد كان مذهبك الغلو تشيعه ... في المسلمين ونهجك التكفير
واليوم تركب موجة التمييع والتلفيق زعما أنها التيسير
مهزوم راعك مخلص يدعو إلى ... شرع الحجاب ولم يرعك سفور
أولى الأنام بالازدراء مذبذب ... متقلب متردد مسحور
ترك المثقف بيت طين فجأة ... واستقبلته فنادق وقصور
أيام كان الصوف ملبسه وكان أثاثه زنبيله والزير
وشويهة في داره ومهفة ... وفراشه سجادة وحصير
فأزال لحيته وأرخى ثوبه ... ورمى السواك ودخن الملبورو
وأتى الحضارة لاهثاً من عرضها ... حتى الحساب أحاله لليورو
هذا اختصار القول في حاخامكم ... والنظم تم ويتبع المنثور
---------------------
كتبها الراجي عفو ربه الشاعر المدفع(25/399)
ما الفرق بين "الأصول الثلاثة" و"ثلاثة الأصول"؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[26 - 08 - 03, 08:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الفضلاء:
ما الفرق بين "الأصول الثلاثة" و"ثلاثة الأصول"؟! وكلاهما كتابان لشيخ الإسلام (محمد بن عبد الوهاب) -رَحِمَه الله تعالى.
[أعني في التعبير، لا محتوى الكتابين!]
وقال أيضًا -رَحِمَه الله- في «ثلاثة الأصول»: " ... ثلاث هذه المسائل". فما الفرق بين هذا التعبير وقول القائل: " ... هذه المسائل الثلاث"؟!
ويدخل تحت هذا قول الإمام (المزي) -رَحِمَه الله تعالى- كثيرًا في «تحفة الأشراف»: " ... ثلاثتهم عن ... "، فما الفرق بين هذا وقول القائل: " ... الثلاثة عَن ... "؟!
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[المختار]ــــــــ[27 - 08 - 03, 06:57 م]ـ
اما عن الأصول الثلاثة ....... وثلاثة الأصول ((اسمع الشريط الأول)) الشيخ عبد الله السعد في شرحة للأصول الثلاثة
موجود في موقع تسجيلات الصحوة
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[27 - 08 - 03, 08:44 م]ـ
الأخ الفاضل (المختار) -حفظه الله-
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا، ولكن -أخي- هل لك أن تنقل لي خُلاصة ما قالَه فضيلة الشيخ (عبد الله السعد) -حفظه الله-؛ لصعوبة عثوري على هذه الأشرطة، فأنا من مصر!
وجزاك الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 08 - 03, 09:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لافرق بين الأصول الثلاثة وثلاثة الأصول فهي نفسها.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[27 - 08 - 03, 11:16 م]ـ
فإن للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رسالتان مفترقتان.
إحداهما: تسمى "ثلاثة الأصول وأدلتها"، وهي الرسالة المشهورة المتداولة، وهي المبدوءة بقوله -رحمه الله-: (اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم هي أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين ... ).
وهذا الاسم (ثلاثة الأصول وأدلتها) هو اسمها الحقيقي التي سماها به مصنفها؛ كما تشهد به النسخ الخطية الموثقة، وكما يشهد به أيضا النقل عن الشيوخ من أهل المعرفة بتراث الشيخ المجدد ممن تسلسل أخذه عن أئمة الدعوة النجدية وهو المثبت في كتبهم كالدرر السنية.
والرسالة الأخرى: تسمى "الأصول الثلاثة"، وهذه الرسالة متضمنة لمقصود الرسالة السابقة إلا أنها أوجز منها سياقا وأقل استدلالاً وهي منشورة ضمن (مجموعة التوحيد).
فكأن الرسالة الأولى صنفت لطلاب العلم والأخرى للعوام من الناس.
[ملحوظة مهمة ...
اعلم رحمك الله أن رسالة "ثلاثة الأصول وأدلتها" تبدأ من قول المصنف -رحمه الله-: (اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم هي أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين ... ) وقد قام بعض تلاميذ المصنف رحمه الله فألحق في بدايتها رسالتين للمصنف رحمه الله جعلهما كالمقدمة لهذا المتن:
الرسالة الأولى: هي المبدوءة بقوله: (اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل الأولى: العلم .... ).
والرسالة الثانية: هي المبدوءة بقوله: (اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه المسائل الثلاث والعمل بهن الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملاً ... ).
وقد نبه على هذا الشيخ ابن قاسم رحمه الله في حاشيته].
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 08 - 03, 11:32 م]ـ
أحسنت،وجزاك الله خيرا على هذا التوضيح.
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[28 - 08 - 03, 12:37 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على الورقات:
[هذا سؤال لطيف يقول ما إعراب ثلاثة الأصول وأدلتها ولماذا لم يقل المصنف: الأصول الثلاثة وأدلتها وما هي العبارة الأصح؟
الشيخ رحمه الله تعالى له رسالة أخرى بعنوان الأصول الثلاثة رسالة صغيرة أقل من هذه علمًا؛ ليعلمها الصبيان والصغار تلك يقال لها الأصول الثلاثة, وأما ثلاثة الأصول فهي هذه التي نقرأها، ويكثر الخلط بين التسميتين، ربما قيل لهذه ثلاثة الأصول، أو الأصول الثلاثة، لكن تسميتها المعروفة أنها ثلاثة الأصول وأدلتها.
إعراب ثلاثة الأصول وأدلتها:
ثلاثة: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه (هذه ثلاثة) خبر مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمّة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
الأصول: مضاف إليه مجرور بالتبعية وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الواو: عاطفة.
أدلةُ: معطوف على ثلاثة مرفوع بالتبعية؛ تبعية العطف، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.
ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالاضافة.] ()
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[28 - 08 - 03, 03:34 ص]ـ
وأما إعراب (الأصول الثلاثة) فهو أوضح:
الأصول: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هذه.
الثلاثة: صفة.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 08 - 03, 04:47 ص]ـ
من يفيدنا من جهة اللغة العربية ..
هل العبارات التالية مترادفة في المعنى:
حضر خمسة رجال
حضر رجال خمسة
حضر خمسة الرجال؟
وهل العبارة الأخيرة موافقة للجادة؟ وما شواهدها في لغة العرب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/400)
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[30 - 08 - 03, 02:04 ص]ـ
الأخ الفاضل: عصام البشير، إليك إعراب العبارات التي ذكرت، وإن كان فيها من خطأ فصوبني مشكوراً:
(حضر خمسة رجال) خمسة: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و رجال: مضاف إليه، وهو من إضافة العدد إلى مميزه، فإن كان للعدد من ثلاثة إلى عشرة جمع قلة أضيف إليه، وإلا أضيف إلى جمع الكثرة كما هنا
قال ابن مالك: ...... والمميز اجرر جمعاً بلفظ قلة في الأكثر
(حضر رجال خمسة) فرجال: فاعل، وخمسة: صفة أو بدل.
(حضر خمسة الرجال) خمسة: فاعل، وهو مضاف، والرجال: مضاف إليه، وهو من إضافة الشيء إلى نفسه وهذا لايجوز، ويقتصر فيه على ما ورد ويأول بما يناسبه، قال ابن مالك:
ولايضاف اسم لما به اتحد معنىً وأول موهماً إذا ورد.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[30 - 08 - 03, 03:10 ص]ـ
أخي دليل الطالب
الإشكال باق على حاله. وما طرحت السؤال إلا لأجل العبارة الثالثة ..
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[30 - 08 - 03, 07:07 ص]ـ
أخي (عصام البشير) يبدو أنك لم تقرأ الإعراب الثالث،
و أعقب هنا: أن (خمسة الرجال) هو من إضافة الصفة إلى الموصوف، ومن شواهده قوله تعالى ((إن هذا لهو حق اليقين))
وقول الشاعر: ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد جار الزمان على عيالي
والكوفيون يجيزون هذا، أما البصريون فلايجيزونه وما ورد من ذلك يؤولونه
ـ[المسترشد]ــــــــ[30 - 08 - 03, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلك أخي الحبيب / تريد معنى الجملة لا الإعراب
فإن كنت تريد ذلك فهو كما يلي وحسب فهمي القاصر
حضر خمسةُ رجالٍ
معنى هذه الجملة هو أن الحضور هم خمسة رجالٍ من عددٍ من الرجال فكأن المجموع أكثر من رجل والذي حضر منهم هو خمسة رجالٍ فقط والله اعلم
أما قولك: حضر رجالٌ خمسةٌ
فمعنى الجملة هو أن صفة هؤلاء الرجال الحضور وهو خمسة فقط بمعنى أنهم ليسوا أكثر من ذلك فهم خمسة لا غير فهم خمسة في الأصل والله تعالى اعلم
أما حضر خمسة الرجال
فالمراد بذلك حضر خمسة المعروفين من الرجال فكأن العدد مثلا عشرة رجال المعروف منهم لديك خمسة فتقول حضر خمسة الرجال أي المعروف منهم لديك.
هذا هو الفرق كما يبدو لي والله تعالى أعلم
واترك التعليق لكم
أخوكم أبو محمد حرر هذا المكتوب بتاريخ 2/ 3 / 1424 هجري الموافق 30/ 8 / 2003 ميلادي
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 07 - 10, 02:22 ص]ـ
نقاش كان .. فأرفعه مع الرابط:
ما الفرق بين (الأصول الثلاثة) و (ثلاثة الأصول)؟
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37521)
ـ[فواز الشريف]ــــــــ[28 - 07 - 10, 06:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(25/401)
براءة الحنابلة من القول بجواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
ـ[أبو عبد الله الغامدي]ــــــــ[27 - 08 - 03, 01:57 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه:
قال القائل:
(ومن المسائل التي اشتهر ذكرها عند ذكر الدعاء لغير الله عند الناس مسألتان مشهورتان، نأتي عليهما بإيجاز:
أما المسألة الأولى: فهي الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه. والاستغاثة هو السؤال والنداء لمخوف نزل، أو إرادة إبعاد مخوف.
ولها جهتان: جهة متفق عليها، وأخرى يحكى فيها النزاع.
أما الأولى فيدخل فيها شيئان:
أولهما: هو أن يستغاث بغير الله كالرسول صلى الله عليه وسلم في إحياء موتى أو نحو ذلك مما هو خصيصة من خصائص الله سبحانه، فهذا كفر وشرك بإجماع المسلمين، لا خلاف بينهم في ذلك، وقد حكى الإجماع في ذلك جماعات ومن أولئك الحافظ ابن حجر يرحمه الله كما في فتح الباري.
وأما الثانية: فهي ما يقع من استغاثة هو نداء لتلبية الابتعاد عن مخوف كمن غرق فاستغاث ونحو ذلك. فهذا إن كان بمن يسمع ويقدر من حي فلا شيء فيه بالإجماع، وقد حكى الإجماع في ذلك جماعات ومن أولئك الحافظ ابن حجر يرحمه الله في فتح الباري، وكذا النووي يرحمه الله في شرحه على مسلم في آخرين.
وأما الجهة الثانية: فهي ما يحكى النزاع فيها، وهي الاستغاثة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
والمسألة فيها قولان مشهور ذكرهما:
أما القول الأول: فهو جواز ذلك وأنه صحيح.
وهذا هو ما عليه أصحاب المذاهب الأربعة من المتأخرين على المعتمد في مذاهبهم من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وثمة ثلاث مقدمات لتصحيح ما ذهبوا إليه من تصحيح وتجويز) انتهى كلامه.
قلت: فأين قال الحنابلة بجواز ذلك؟
والجواب: لم يقل الحنابلة ذلك، وحاشاهم أن يقولوا بهذا القول المخالف لإجماع المسلمين، المصادم لآيات الكتاب العزيز.
وسأتبرع أنا بسوق طرف من كلام الحنابلة، يدل على عكس ما يزعمه الخرافيون.
1 - قال شيخ الإسلام في الاستغاثة في الرد على البكري 1/ 331
(سؤال الميت و الغائب نبيا كان أو غيره من المحرمات المنكرة باتفاق أئمة المسلمين لم يأمر الله به ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين، وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين المسلمين أن أحدا منهم ما كان يقول إذا نزلت به ترة أو عرضت له حاجة لميت يا سيدي فلان أنا في حسبك أو اقض حاجتي كما يقول بعض هؤلاء المشركين لمن يدعونهم من الموتى والغائبين، ولا أحد من الصحابة رضي الله عنهم استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ولا بغيره من الأنبياء لا عند قبورهم ولا إذا بعدوا عنها، وقد كانوا يقفون تلك المواقف العظام في مقابلة المشركين في القتال و يشتد البأس بهم و يظنون الظنون ومع هذا لم يستغث أحد منهم بنبي ولا غيره من المخلوقين، ولا أقسموا بمخلوق على الله أصل، ولا كانوا يقصدون الدعاء عند قبور الأنبياء ولا قبور غير الأنبياء ولا الصلاة عندها).
2 - وقال أيضا- في رده على البكري-
(الثالث: أنه أدرج سؤاله أيضا في الاستغاثة به و هذا صحيح جائز في حياته وقد سوى في ذلك بين محياه و مماته وهنا أصاب في لفظ الاستغاثة لكنه أخطأ في التسوية بين المحيا و الممات وهذا ما علمته ينقل عن أحد من العلماء لكنه موجود في كلام بعض الناس مثل الشيخ يحيى الصرصري ففي شعره قطعة منه و الشيخ محمد بن النعمان كان له كتاب المستغيثين بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة و المنام وهذا الرجل قد نقل منه فيما يغلب على ظني وهؤلاء لهم صلاح و دين لكنهم ليسوا من أهل العلم العالمين بمدارك الأحكام الذين يؤخذ بقولهم في شرائع الإسلام و معرفة الحلال و الحرام و ليس معهم دليل شرعي ولا نقل عن عالم مرضي بل عادة جروا عليها كما جرت عادة كثير من الناس بأنه يستغيث بشيخه في الشدائد و يدعوه).
3 - وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/402)
(الوجه الثالث: أن يقال مسألتنا ليست محتاجة إلى هذا فإن ما نفي عنه وعن غيره من الأنبياء والمؤمنين وهو أنهم لا يطلب منهم بعد الموت شيئا ولا يطلب منهم في الغيبة شيئا لا بلفظ الاستغاثة ولا الاستعاذة ولا غير ذلك ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى حكم ثابت بالنص وإجماع علماء الأمة مع دلالة العقل على ذلك فلا يحتاج إلى ذكر حديث فيه نفي ذلك عن نفسه كقوله "إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله تعالى" فإن هذا اللفظ هو بمنزلة أن يقال: لا يستعاذ به ولا غيره من المخلوقين وإنما يستعاذ بالله عز وجل، وهذا كله معلوم وكذلك لفظ الاستجارة وأما طلب ما يقدر عليه في حياته فهذا جائز سواء سمي استغاثة أو استعاذة أو غير ذلك).
4 - وقال – في نفس المصدر-:
(وقال: (لا سيما إذا خاض هذا في مسألة لم يسبقه إليها عالم ولا معه فيها نقل عن أحد ولا هي من مسائل النزاع بين العلماء فيختار أحد القولين بل هجم فيها على ما يخالف دين الإسلام المعلوم بالضرورة عن الرسول فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول نعلم بالضرورة انه لم يشرع لأمته أن تدعو أحدا من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا يغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله تعالى ورسوله، لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه، ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل الإسلام إلا تفطن وقال: هذا أصل دين الإسلام وكان بعض الأكابر من الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول هذا أعظم ما بينته لنا لعلمه بأن هذا أصل الدين).
5 - وقال:
(ولا يمكن أحد أن يذكر دليلا شرعيا على أن سؤال الموتى من الأنبياء والصالحين وغيرهم مشروع بل الأدلة الدالة على تحريم ذلك كثيرة حتى إنه إذا قدر أن الله تعالى يكلفهم بأعمال يعملونها بعد الموت لم يلزم من ذلك جواز دعائهم كما لا يجوز دعاء الملائكة و إن كان الله وكلهم بأعمال يعملونها لما في ذلك من الشرك و الذريعة إلى الشرك).
6 - وقال في مجموع الفتاوى (1/ 124)
(فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين).
7 - وفي الفتاوى الكبرى 4/ 606 وهو في الاختيارات ص 255 في ذكر أمور الردة:
(أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم).
8 - وقال في مجموع الفتاوى 11/ 663
(ومن الشرك أن يدعو العبد غير الله كمن يستغيث في المخاوف والأمراض والفاقات بالأموات والغائبين. فيقول: يا سيدي الشيخ فلان لشيخ ميت أو غائب فيستغيث به ويستوصيه ويطلب منه ما يطلب من الله من النصر والعافية ; فإن هذا من الشرك الذي حرمه الله ورسوله باتفاق المسلمين).
9 - قال الحجاوي في باب حكم المرتد من كتابه الإقناع 4/ 285 ط. التركي
(قال الشيخ: أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به اتفاقا. وقال: أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم إجماعا. انتهى. أو سجد لصنم أو شمس أو قمر).
10 - قال منصور البهوتي في كشاف القناع:
((قال الشيخ أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به) الرسول (اتفاقا , وقال: أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم إجماعا انتهى) أي كفر لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)).
11 - وقال ابن مفلح في الفروع 6/ 165 في باب حكم المرتد:
(قال: أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم (ع) قال جماعة: أو سجد لشمس أو قمر).
12 - وقال المرداوي في الإنصاف 10/ 327
(فائدة: قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: وكذا الحكم لو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم إجماعا. قال جماعة من الأصحاب: أو سجد لشمس أو قمر).
13 - وقال الشيخ مرعي الكرمي في غاية المنتهى 3/ 355
(أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم كفر إجماعا قاله الشيخ).
14 - وقال مصطفى الرحيباني في مطالب أولي النهى 6/ 279
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/403)
((أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويدعوهم ويسألهم) كفر (إجماعا قاله الشيخ) تقي الدين , وقال: أو كان مبغضا لرسوله أو لما جاء به كفر اتفاقا ; لأن ذلك كفعل عابدي الأصنام قائلين ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).
15 - وقال منصور البهوتي في حاشيته على المنتهى الموسومة بإرشاد أولي النهى إلى دقائق المنتهى 2/ 1348
(قال الشيخ تقي الدين: أو كان مبغضا لله أو لرسوله، أو لما جاء به اتفاقا، أو جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم ويسألهم ويدعوهم إجماعا). مع أن متن المنتهى لم ينص على هذه المسألة.
فانظر إلى متأخري الحنابلة كيف يطبقون على نقل هذا الإجماع دون أن يستنوا منه نبيا أو وليا.
16 - وقال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في الصارم المنكي في الرد على السبكي ص 436
(والصلاة على الجنائز أفضل باتفاق المسلمين من الدعاء للموتى عند قبورهم، وهذا مشروع بل هو فرض على الكفاية متواتر متفق عليه بين المسلمين، ولو جاء إنسان إلى سرير الميت يدعوه من دون الله ويستغيث به، كان هذا شركا محرما بإجماع المسلمين. ولو ندبه وناح لكان أيضا محرما وهو دون الأول. فمن احتج بزيارة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل البقيع وأهل أحد على الزيارة التي يفعلها أهل الشرك وأهل النياحة، فهو أعظم ضلالا ممن يحتج بصلاته على الجنازة على أنه يجوز أن يشرك بالميت ويدعى من دون الله ويندب ويناح عليه كما يفعل ذلك من يستدل بهذا الذي فعله الرسول وهو عبادة لله وطاعة له يثاب عليه الفاعل وينتفع به المدعو له ويرضى به الرب، على أنه يجوز أن يفعل ما هو شرك بالله وإيذاء للميت وظلم من العبد لنفسه كزيارة المشركين وأهل الجزع الذين لا يخلصون لله الدين، ولا يسلمون لما حكم به سبحانه وتعالى.
فكل زيارة تتضمن فعل ما نهي عنه وترك ما أمر به كالتي تتضمن الجزع وقول الهجر وترك الصبر، أو تتضمن الشرك ودعاء غير الله وترك إخلاص الدين لله فهي منهي عنها، وهذه الثانية أعظم إثما من الأولى).
17 - وقال أيضا ص 464:
(وقوله- أي السبكي- إن المبالغة في الإجلال واجبة. أيريد بها المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيما حتى الحج إلى قبره والسجود له والطواف به واعتقاد أنه يعلم الغيب وأنه يعطي ويمنع ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه يقضي حوائج السائلين ويفرج كربات النكروبين وأنه يشفع فيمن يشاء ويدخل الجنة من يشاء، فدعوى وجوب المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك وانسلاخ من جملة الدين)
إلى أن قال: (وأما جعل قبره الكريم عيدا تشد المطايا إليه كما تشد إلى البيت العتيق، ويصنع عنده ما يكرهه الله ورسوله ويمقت فاعله، ويتخذ موقفا للدعاء وطلب الحاجات وكشف الكربات، فمن جعل ذلك من دينه فقد كذب عليه، وبدل دينه).
18 - وقال ابن الجوزي: (قال ابن عقيل: لما [صعبت] التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها وخطاب الموتى بالألواح [بالحوائج] وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال إليها وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى، ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة فيسأل عن حكم يلزمه، والويل عندهم لمن لم يقبّل مشهد الكف، ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء ... ) انتهى من تلبيس إبليس ص 448، وهو عند ابن القيم في إغاثة اللهفان 1/ 195 وما بين المعقوفتين منه.
19 - وقال ابن عقيل أيضا فيما نقله ابن مفلح في الفروع 2/ 273
(وفي الفنون: لا يخلق القبور بالخلوق , والتزويق والتقبيل لها والطواف بها , والتوسل بهم إلى الله , قال: ولا يكفيهم ذلك حتى يقولوا: بالسر الذي بينك وبين الله. وأي شيء من الله يسمى سرا بينه وبين خلقه؟ قال: ويكره استعمال النيران والتبخير بالعود , والأبنية الشاهقة الباب , سموا ذلك مشهدا. واستشفوا بالتربة من الأسقام , وكتبوا إلى التربة الرقاع , ودسوها في الأثقاب , فهذا يقول: جمالي قد جربت , وهذا يقول: أرضي قد أجدبت , كأنهم يخاطبون حيا ويدعون إلها)).
20 - وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم 1/ 481
(واعلم أن سؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعيّن ... ) إلى آخر كلام طويل نافع.
21 - وقال ابن رجب في تحقيق كلمة الإخلاص ص 21
(فتحقيقه بقول لا إله إلا الله أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا)
ثم قال (وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد لا إله إلا الله يقتضي أن لا إله له غير الله وإلآله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الآلهيه كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول لا إله إلا الله ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك).
22 - وقال المرداوي في الإنصاف 2/ 456
(وقال الإمام أحمد وغيره من العلماء: في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ": الاستعاذة لا تكون بمخلوق)
مع أنه نقل عن أحمد في نفس الصفحة التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء.
وقد أحال الأسمري على هذه الصفحة حين عرض لمسألة التوسل، فهل قرأ ما يتعلق بالاستعاذة؟ وهل ثمة فرق مؤثر بين الاستغاثة والاستعاذة في هذا الباب؟!
23 - وانظر النقل عن أحمد وغيره في أن الاستعاذة لا تكون بمخلوق في:
الفروع 2/ 160، كشاف القناع 2/ 68، مطالب أولي النهى 1/ 817
تعليق:
هذا كلام فقهاء الحنابلة رحمهم الله، في منع اتخاذ الوسائط ودعائهم وحكاية الإجماع على ردة من يفعل ذلك، ومنع الاستعاذة بالمخلوق، ولم يستثنوا من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، لا بحجة أنه حي، ولا بحجة أنه يسمع، ولا بحجة أنه تعرض عليه الأعمال ويستغفر لأمته ...
أبو عبد الله الغامدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/404)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 08 - 03, 02:50 ص]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالله وجزاك خيراً لبيانك العقيدة السليمة وذبّك عن أعراض العلماء.
ونسأل الله الهداية لصاحب هذا القول!
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 - 08 - 03, 05:36 ص]ـ
أعظم المحكمات في الدين " تحريم دعاء غير الله "
فيأتي قوم ويحلوا أعظم المحرمات، مرة باستدلالات خاطئة بالنصوص، ومرة بشواهد غير صحيحة بأن فلانا قال والمذهب الفلاني قال ....
حسبي الله ونعم الوكيل على من أحل للناس دعاء غير الله حسبي الله عليه ونعم الوكيل حسبي الله عليه ونعم الوكيل
ـ[أبو عبد الله الغامدي]ــــــــ[27 - 08 - 03, 02:04 م]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
والرد على المخالف من الدين، وقد يلزم ذكر اسمه لتوقف التحذير الواجب عليه. وقد فعلت ذلك في غير هذا المنتدى .. والحمد لله.
ـ[سعد]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:45 م]ـ
رد قوي والحنابلة شديدين على الصوفية والخرافيين فكيف يجوزون الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم
وقد سمعت الشيخ ابن جبرين يرد عليهم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:29 ص]ـ
هل هناك فرق في كلام السادة الحنابلة ممن كان قبل ابن تيمية عمن جاء بعدهم،؟
وما هي أسماء القدامى، وأين نصوصهم؟
ورأيت عبارة ابن رجب وابن الجوزي يوافق عليها المخالف، وليست صريحة كعبارة غيرهما
وكأن معظم المصادر التي ذكرت للمتأخرين منهم مع اشتهار جلالة كثير منهم.
ثم ما هو نصهم وفقك الله في التوسل،
وهل ممكن حمل تجويزه للتوسل بتجويز الإمام أحمد القسم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:29 ص]ـ
هذه النقول لعلماء قبل الإمام ابن تيمية رحمه الله فلعلك لم تنتبه لها
18 - وقال ابن الجوزي: (قال ابن عقيل: لما [صعبت] التكاليف على الجهال والطغام عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها لأنفسهم، فسهلت عليهم إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم، قال: وهم عندي كفار بهذه الأوضاع مثل تعظيم القبور وإكرامها بما نهى عنه الشرع من إيقاد النيران وتقبيلها وتخليقها وخطاب الموتى بالألواح [بالحوائج] وكتب الرقاع فيها يا مولاي افعل بي كذا وكذا، وأخذ التراب تبركا وإفاضة الطيب على القبور وشد الرحال إليها وإلقاء الخرق على الشجر اقتداء بمن عبد اللات والعزى، ولا تجد في هؤلاء من يحقق مسألة في زكاة فيسأل عن حكم يلزمه، والويل عندهم لمن لم يقبّل مشهد الكف، ولم يتمسح بآجرة مسجد المأمونية يوم الأربعاء ... ) انتهى من تلبيس إبليس ص 448، وهو عند ابن القيم في إغاثة اللهفان 1/ 195 وما بين المعقوفتين منه.
19 - وقال ابن عقيل أيضا فيما نقله ابن مفلح في الفروع 2/ 273
(وفي الفنون: لا يخلق القبور بالخلوق , والتزويق والتقبيل لها والطواف بها , والتوسل بهم إلى الله , قال: ولا يكفيهم ذلك حتى يقولوا: بالسر الذي بينك وبين الله. وأي شيء من الله يسمى سرا بينه وبين خلقه؟ قال: ويكره استعمال النيران والتبخير بالعود , والأبنية الشاهقة الباب , سموا ذلك مشهدا. واستشفوا بالتربة من الأسقام , وكتبوا إلى التربة الرقاع , ودسوها في الأثقاب , فهذا يقول: جمالي قد جربت , وهذا يقول: أرضي قد أجدبت , كأنهم يخاطبون حيا ويدعون إلها)).
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة لموضوع الإستغاثة فكل ما قلتموه حق من تطابق أقوال العلماء على عدم الجواز حتى أن الشيخ البنا -رحمه الله- يقول في الأصل الرابع عشر من الأصول العشرين:
"الأصل الرابع عشر:
وزيارة القبور أياً كانت سنة مشروعة، بالكيفية المأثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين، أياً كانوا، ونداءهم لذلك، وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد، والنذر لهم، وتشييد القبور، وسترها، وإضاءتها، والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها، ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة ".
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[02 - 02 - 09, 02:45 ص]ـ
بوركت اخي الكريم
ـ[أزماراي]ــــــــ[19 - 02 - 09, 11:59 م]ـ
لشيخنا بدر بن علي بن طامي العتيبي حفظه الله ورعاه كتاب "تنبيه الممتري" في أكثر من 500 صفحة تكلم عن هذا القول لهذا الرجل بتفصيل تام، كما تكلم عن الكثير من مقالاته الفاسدة، وعراه أشد التعرية، وبين حقيقته للناس، والكتاب تم لتأليفه قرابة السنة، يسر الله طبعه ونشره.
ـ[أبوراكان]ــــــــ[08 - 03 - 09, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الزهراء الراشد]ــــــــ[12 - 03 - 09, 07:22 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا ًً
أفدتمونا.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[13 - 03 - 09, 07:29 م]ـ
شكرا لكاتب الموضوع فقد افنرى اصحاب منتدى الخيبتين الاشعرى على الحنابلة والحمد لله من وجدت من يرد عليهم
ـ[سعد مطر الحسيني]ــــــــ[14 - 03 - 09, 01:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبوعبدالله على هذا التوضيح وهذه النقول القوية عن الحنابلة في هذه المسألة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/405)
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[20 - 03 - 09, 05:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يروى عن الإمام أحمد عن ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي، و رواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
فما تأويل هذا رعاكم الله ....
ـ[أبو اليمان المصري]ــــــــ[26 - 03 - 09, 04:11 م]ـ
...................
ـ[أبو علي الذهيبي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 06:17 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:27 ص]ـ
بارك الله فيكم وأجزل لكم الأجر والمثوبة.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[31 - 03 - 09, 03:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يروى عن الإمام أحمد عن ابنه عبد الله في " المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج منها ثنتين [راكبا] و ثلاثة ماشيا، أو ثنتين ماشيا و ثلاثة راكبا، فضللت الطريق في حجة و كنت ماشيا، فجعلت أقول: (يا عباد الله دلونا على الطريق!) فلم أزل أقول ذلك حتى وقعت على الطريق. أو كما قال أبي، و رواه البيهقي في " الشعب " (2/ 455 / 2) و ابن عساكر (3/ 72 / 1) من طريق عبد الله بسند صحيح.
فما تأويل هذا رعاكم الله ....
أخي الكريم ..
أحيلك إلى " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109) للألباني رحمه الله:
656 - " إذا أضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثاً، و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عباداً لا نراهم".
وكان مما قاله رحمه الله: وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: "إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني ". قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " (5/ 151): " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار و قال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ".
ثم قال رحمه الله لاحقاً: هذا، و يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في "المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج ... إلخ"، والله أعلم.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:16 م]ـ
أخي الكريم ..
أحيلك إلى " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 109) للألباني رحمه الله:
656 - " إذا أضل أحدكم شيئا، أو أراد أحدكم غوثاً، و هو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني، يا عباد الله أغيثوني، فإن لله عباداً لا نراهم".
وكان مما قاله رحمه الله: وقد جاء في حديث آخر تعيين أنهم طائفة من الملائكة. أخرجه البزار عن ابن عباس بلفظ: "إن لله تعالى ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني ". قال الحافظ كما في " شرح ابن علان " (5/ 151): " هذا حديث حسن الإسناد غريب جدا، أخرجه البزار و قال: لا نعلم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد ".
ثم قال رحمه الله لاحقاً: هذا، و يبدو أن حديث ابن عباس الذي حسنه الحافظ كان الإمام أحمد يقويه، لأنه قد عمل به، فقال ابنه عبد الله في "المسائل " (217): " سمعت أبي يقول: حججت خمس حجج ... إلخ"، والله أعلم.
جزاك الله خيراً
أخي .........(25/406)
أحاديث كتاب التوحيد لابن خزيمة: هل توجد دراسة لها؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[27 - 08 - 03, 07:55 ص]ـ
- عن ابن مسعود، عن ناس من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات).
قال: أن الله تبارك وتعالى كان على عرشه على الماء ولم يخلق شيئاً غير ما خلق (قبل) الماء، فلما اراد أن يخلق الخلق اخرج من الماء دخاناً فأرتفع فوق الماء فسما عليه فسماه سماء، ثم ايبس الماء فجعله أرضاً واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع اراضين في يومين في الاحد والاثنين فخلق الأرض على حوت، والحوت هو النون الذي ذكره الله (عز وجل) في القرآن بقوله: (ن. والقلم).
- عن ابن عباس: " أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنشد قول أمية ابن أبي الصلت الثقفي:
رجل وثور تحت رجل يمينة والنسرللاخرى وليث مرصد
والشمس تصبح كل احر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد.
تأبي فما تطلع لنا في رسلها إلا معذبة والا تجلد
فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صدق"
ما حكم هذه الروايات؟
ـ[الحميدي3]ــــــــ[27 - 08 - 03, 08:35 ص]ـ
الأخ عبد السلام الهندي
إجابة على سؤالك عن كتاب التوحيد لإبن خزيمة؟ نعم يوجد تحقيق وتعليق لسمير الزهيري وهو مطبوع في مجلدين ومتداول في الاسواق
ـ[ابو عبدالله 1]ــــــــ[28 - 08 - 03, 07:13 ص]ـ
هناك تحقيق للشيخ عبد العزيز الشهوان للكتاب
وهو رسالته للدكتوراه(25/407)
الإيجاب والقبول والعمامة المسروقة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 08 - 03, 05:27 ص]ـ
الهبة لابد لها عند الشافعية من الإيجاب والقبول باللفظ
فيقول الواهب وهبتك إياها ويقول الموهوب له قبلت وهكذا في سائر العقود
وهذه القصة الطريفة ذكرها جمال الدين بن عبدالهادي الحنبلي في كتابه (دفع الملامة في استخراج أحكام العمامة) ص 273 - 274
(وحكي عن ابن عبدالسلام الشافعي أو غيره أنه أخذت عمامته فجعل يعدو خلف من أخذها، ويقول: وهبتها لك، قل: قبلت، فلما أصبح قيل له لم فعلت ذلك قال:لأني رأيته على منكر، فأردت أزيله عنه، وإزالتي إياه عنه هبتي له إياها) انتهى.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 08 - 03, 08:05 ص]ـ
فضيلة الشيخ الفقيه / عبد الرحمن الفقيه
نفعنا الله بدرر علومه - آمين-
أضحك الله منك السن
فما أصفى قلوب العلماء العاملين
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 11 - 03, 06:37 ص]ـ
جاء في كتاب ((تعليق لطيف على آخر حديث من رياض الصالحين) لقاسم بن صالح القاسمي تحقيق محمد ناصر العجمي (ضمن لقاء المسجد الحرام بالعشر الأواخر1 - 7 ص 39
(وحكى اليافعي في آخر الحكاية الثانية والثلاثين من (روض الرياحين) فيما بلغه: أن الشيخ ((يعني النووي)) خطف سارق عمامته وهرب، فتبعه الشيخ يعدو خلفه ويقول: ملكتك إياها قل قبلت، والسارق ما عنده خبر من ذلك) قال في الحاشية (المنهل العذب) (ص 111).
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[08 - 11 - 03, 01:19 م]ـ
بارك الله فيكم ...
لقد أذكرتني ـ رحمك الله ـ هذا:
قال ابن العماد: في ترجمة الموفق ابن قدامة ـ رحمهما الله ـ: شذرات الذهب (ج5/ص89):
ومن أطرف ما حكى عنه: أنه كان يجعل في عمامته ورقة مصرورة فيها رمل، يرمل به ما يكتبه للناس من الفتاوى والإجازات وغيرها.
فاتفق ليلةً أن خُطفت عمامته، فقال لخاطفها: (يا أخي خذ من العمامة الورقة المصرورة بما فيها، ورد العمامة أغطي بها رأسي، وأنت في أوسع الحل مما في الورقة)!
فظن الخاطف أنها فضة، ورآها ثقيلة، فأخذها ورد العمامة، وكانت صغيرة عتيقة، فرأى أخذ الورقة خيراً منها بدرجات. فخلَّص الشيخ عمامته بهذا الوجه اللطيف.
قال: وقال أبو العباس ابن تيمية: ما دخل الشام بعد الأوزاعي أفقه من الشيخ الموفق ـ رحمه الله ـ.اهـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 12 - 03, 12:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الإفادة
فائدة:
لايصح شيء في تتريب الكتاب
ضعيف سنن الترمذي- محمد ناصر الألباني ص 324:
- باب ما جاء في تتريب الكتاب 512 - 2868 حدثنا محمود بن غيلان. أخبرنا شبابة، عن حمزة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه، فإنة أنجح للحاجة ". (ضعيف - المشكاة 5657، الضعيفة 1738 (ضعيف الجامع الصغير 674))
--------------------------------------------------
- سنن ابن ماجة - محمد بن يزيد القزويني ج 2 ص 1240:
- حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة. ثنا يزيد بن هارون. أنبأنا بقية. أنبأنا أبو أحمد الدمشقي عن أبى الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تربوا صحفكم، أنجح لها. إن التراب مبارك ". في الزوائد: قلت: وروى الترمذي عن محمد بن غيلان حدثنا شبابة عن حمزة عن أبى الزبير به بلفظ: إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه، فإنه أنجح للحاجة. قال الترمذي: هذا حديث منكر لا نعرفه عن أبى الزبير إلا من هذا الوجه. قال: وحمزة عندي هو ابن عمرو النصيبى، وهو ضعيف في الدحيث. اه كلام الزوائد. قال السندي: قلت قال السيوطي: هذا أحد الاحاديث التى انتقدها الحافظ سراج الدين القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع.
.................................................. ..........
- كشف الخفاء - العجلوني ج 1 ص 95:
- (إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه فإنه أنجح للحاجة)
رواه الترمذي عن جابر رفعه، وفي لفظ أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك وقال منكر كذا في اللآلئ والدرر بعد أن ذكراه بلفظ إذا كتب أحدكم كتابا فتربه فإنه أنجح للحاجة والتراب مبارك، وأخرجه ابن ماجه عن أبي الزبير بلفظ تربوا صحفكم فإنه أنجح لها إن التراب مبارك، وهو منكر كما قال الإمام أحمد، وروى الخطيب عن عبد الوهاب الحجبي قال: كنت في مجلس بعض المحدثين ويحيى بن معين إلى جنبي فكتبت كتابا فذهبت لأتربه فقال لي: لا تفعل فإن الأرضة تسرع إليه قال فقلت له الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تربوا الكتاب فإن التراب مبارك وهو أنجح للحاجة قال ذاك إسناده لا يساوي فلسا، وروى ابن معين وأبو نعيم وابن قانع بسند ضعيف عن الحجاج ابن يزيد عن أبيه رفعه تربوا الكتاب أنجح له، والطبراني عن أبي الدرداء رفعه إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه وإذا كتب فليترب كتابه فهو أنجح وهو ضعيف.
- (إذا كتب أحدكم كتابا فلا يكتب عليه بلغ فإنه اسم شيطان ولكن يكتب عليه لله) وهو موضوع كما في اللآلئ.
.................................................. ..........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/408)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 12 - 03, 01:40 ص]ـ
هل فائدة التتريب هي تجفيف الحبر ام له فائدة اخرى!
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:33 ص]ـ
كأن المقصود بها البركة!
في لفظ أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك
((تربوا صحفكم، أنجح لها. إن التراب مبارك
والله أعلم.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 05:10 م]ـ
وفي فوائد بعض مشايخي:
أن تتريب الكتاب طلباً للبركة من ذلك لا يقدح في التوحيد إذ صح الحديث ومثله ما ثبت في الصحيحين في رقية المريض عن عن عائشة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا قال ابن أبي شيبة يشفى و قال زهير ليشفى سقيمنا) واللفظ لمسلم.
فالتربة فيه بركة بالعمل المشروع، والسلام.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 12 - 03, 02:14 ص]ـ
كان قد مر على انهم كانوا يتربون لغير التبرك بل لتجفيف الحبر او ما شابه ذلك؟
اي ان التتريب من جنس صناعة الكتابة بعيدا عن مسألة التبرك! لكن عهدي قديم ولعلها في بعض الكتب التى تعتني بصنعة الكتابة والخط فلعلي اراجعه نسأل الله ان ييسر الوقوع عليه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:10 ص]ـ
أحسنت يا أبا عمر وفقك الله
تحفة الأحوذي ج: 7 ص: 410
باب ما جاء في تتريب الكتاب
قوله فليتربه بتشديد الراء من التتريب ويجوز أن يكون من الإتراب قال في المجمع أي ليسقطه على التراب اعتمادا على الحق تعالى في إيصاله إلى المقصد أو أراد ذو التراب على المكتوب أو ليخاطب الكاتب خطابا على غاية التواضع أقوال انتهى
وقال المظهر قيل معناه فليخاطب خطابا على غاية التواضع والمراد بالتتريب المبالغة في التواضع في الخطاب قال القاري هذا موافق لمتعارف الزمان لا سيما فيما بين أرباب الدنيا وأصحاب الجاه لكنه مع بعد مأخذ هذا المعنى من المبنى مخالف لمكاتبته صلى الله عليه وسلم إلى الملوك وكذا إلى الأصحاب انتهى
قيل ويمكن أن يكون الغرض من التتريب تجفيف بلة المداد صيانة عن طمس الكتابة ولا شك أن بقاء الكتابة على حالها أنجح للحاجة وطموسها مخل للمقصود
قلت قول من قال إن المراد بتتريب الكتاب ذر التراب عليه للتجفيف هو المعتمد
قال في القاموس أتربه جعل عليه التراب انتهى
وقال في النهاية يقال أتربت الشيء إذا جعلت عليه التراب فإنه نجح للحاجة بتقديم الجيم على الحاء أي أقرب لقضاء مطلوبه وتيسر مأربه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 03 - 04, 06:03 م]ـ
فوائد حول الإيجاب والقبول من الموسوعة الفقهية
إيجاب التعريف:
1 - الإيجاب: لغة مصدر أوجب. يقال أوجب الأمر على الناس إيجابا: أي ألزمهم به إلزاما , ويقال: وجب البيع يجب وجوبا أي: لزم وثبت , وأوجبه إيجابا: ألزمه إلزاما.
واصطلاحا: يطلق على عدة معان ,
منها: طلب الشارع الفعل على سبيل الإلزام , وهو بهذا يخالف الاختيار.
ومنها: التلفظ الذي يصدر عن أحد العاقدين.
وقد اختلف الفقهاء في تعريفه بهذا المعنى ,
فقال الحنفية: الإيجاب: هو ما صدر أولا من أحد العاقدين بصيغة صالحة لإفادة العقد ,
والقبول: ما صدر ثانيا من أي جانب كان.
ويرى غير الحنفية أن الإيجاب: ما صدر من البائع , والمؤجر , والزوجة , أو وليها , على اختلاف بين المذاهب , سواء صدر أولا أو آخرا ; لأنهم هم الذين سيملكون: المشتري السلعة المبيعة , والمستأجر منفعة العين , والزوج العصمة , وهكذا.
مصدر الإيجاب الشرعي:
3 - الإيجاب الشرعي حكم شرعي لا يكون إلا من الله تعالى ; لأنه خطاب الشرع للمكلفين بما يوجبه عليهم. وقد يوجب الإنسان على نفسه فعل طاعة بالنذر فيجب عليه أداؤه شرعا ; لإيجاب الله الوفاء بالنذر , كأن ينذر شخص صوم أيام , أو حج البيت , أو صدقة معينة.
الإيجاب في المعاملات:
4 - يكون الإيجاب باللفظ , وهو الأكثر. ويكون بالإشارة المفهمة من الأبكم ونحوه في غير النكاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/409)
وقد يكون بالفعل كما في بيع المعاطاة. وقد يكون بالكتابة. ويكون الإيجاب بالرسالة أو الرسول , إذ يعتبر مجلس تبليغ الرسالة أو الرسول , وعلمه بما فيها , هو مجلس الإيجاب. وينظر تفصيل ذلك , والخلاف فيه , في أبواب المعاملات المختلفة وخاصة البيوع ,
شروط صحة الإيجاب في العقود:
5 - يشترط لصحة الإيجاب في العقود شروط أهمها: أهلية الموجب , وتفصيل ذلك في مصطلح (صيغة , وعقد).
خيار الإيجاب:
6 - يرى بعض الفقهاء - مثل الحنفية - أن للموجب حق الرجوع قبل القبول , وقال المالكية: إن الموجب لو رجع عما أوجبه لصاحبه قبل أن يجيبه الآخر , لا يفيده رجوعه إذا أجابه صاحبه بالقبول , ولا يملك أن يرجع وإن كان في المجلس.
أما الشافعية والحنابلة فإنهم يرون خيار المجلس , وهو يقتضي جواز رجوع الموجب عن إيجابه حتى بعد قبول العاقد الآخر , فمن باب أولى يصح رجوعه قبل اتصال القبول به.
قبول التعريف:
- القبول في اللغة من قبل الشيء قبولا وقبولا: أخذه عن طيب خاطر , يقال: قبل الهدية ونحوها. وقبلت الخبر: صدقته , وقبلت الشيء قبولا: إذا رضيته , وقبل العمل: رضيه. والقبول: الرضا بالشيء وميل النفس إليه ,
وقبل الله الدعاء: استجابه. ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي , فيجعله الفقهاء علامة على الرضا بالشيء في العقود , كالبيع والإجارة ونحو ذلك , وبمعنى تصديق الكلام , وذلك كما في الشهادة , وبمعنى الأخذ , وذلك كما في البيع بالتعاطي , وكما في قبض الهبة والهدية.
الألفاظ ذات الصلة: (الإيجاب):
2 - الإيجاب لغة: الإلزام , يقال: أوجب الأمر على الناس إيجابا: أي ألزمهم إلزاما , ويقال: وجب البيع , أي: لزم وثبت. ومن معانيه اصطلاحا: اللفظ الذي يصدر من أحد المتعاقدين يوجب به أمرا على نفسه. وهو بهذا المعنى يكون شطر الصيغة في العقود , ويكون القبول هو الشطر الآخر المتمم للصيغة. وعرفه الحنفية بأنه: ما يذكر أولا من كلام أحد المتعاقدين , والقبول ما يذكر ثانيا من الآخر , سواء كان: بعت أو اشتريت.
ما يكون به القبول:
3 - القبول قد يكون باللفظ كقول المشتري - بعد إيجاب البائع - قبلت , أو رضيت. وقد يكون بالفعل كما في البيع بالتعاطي. وقد يعتبر السكوت قبولا دلالة , جاء في الدر المختار: القبول من المودع صريحا كقبلت , أو دلالة كما لو سكت عند وضعه , فإنه قبول دلالة. وقد يكون القبول بالإشارة , فإن إشارة الأخرس المفهومة تقوم مقام نطقه. وقد يكون بالكتابة , فالكتابة بالقبول ينعقد بها التصرف لأنها قبول.
(الحكم التكليفي):
4 - القبول قد يكون واجبا كمن تعين للقضاء بأن لم يصلح غيره , فيجب عليه القبول , فإن امتنع عصى , وللإمام إجباره على القبول. وقد يكون القبول مستحبا , كقبول الهبة والهدية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت , ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت} , وقبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية النجاشي وتصرف فيها وهاداه أيضا وقد يكون القبول حراما , كقبول الرشوة , وخاصة ما يبذل للحاكم ليحكم بغير الحق لقول عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: {لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي}.
وقد يكون القبول مباحا , كالقبول في العقود. وقد ذكر الشيخ عليش في الوديعة ما يجعل قبولها واجبا أو حراما أو مكروها أو مباحا ومثل ذلك في حاشية ابن عابدين.
تقدم القبول على الإيجاب:
5 - القبول عند جمهور الفقهاء هو ما يصدر ممن يتملك المبيع أو القرض , أو ممن ينتفع به كالمستأجر والمستعير , أو ممن يلتزم بعمل كالمضارب والمودع , أو ممن يملك الاستمتاع بالبضع كالزوج , وسواء صدر القبول أولا أو آخرا , والإيجاب عندهم هو ما يصدر من البائع والمؤجر وولي الزوجة وهكذا , وسواء صدر الإيجاب أولا أو آخرا , وعلى ذلك فإنه يجوز أن يتقدم القبول على الإيجاب أو يتأخر عنه , وذلك لتحديد القابل والموجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/410)
إلا أن الحنابلة يخالفون المالكية والشافعية في عقد النكاح , فلا يجوز عندهم تقدم الإيجاب على القبول فيه قالوا: لأن القبول إنما يكون للإيجاب , فمتى وجد قبله لم يكن قبولا لعدم معناه , بخلاف البيع , لأن البيع يصح بالمعاطاة , ولأنه لا يتعين فيه لفظ , بل يصح بأي لفظ كان مما يؤدي المعنى.
أما الحنفية فالقبول عندهم هو ما يذكره الطرف الثاني في العقد دالا على رضاه بما أوجبه الطرف الأول. فهم يعتبرون الكلام الذي يصدر أولا إيجابا والكلام الذي يصدر ثانيا قبولا , وسواء كان القابل بائعا أو مشتريا , مستأجرا أو مؤجرا , الزوج أو الزوجة أو وليها , يقول الكمال بن الهمام: الإيجاب: هو إثبات الفعل الدال على الرضا الواقع أولا سواء وقع من البائع كبعت , أو من المشتري كأن يبتدئ المشتري فيقول: اشتريت منك هذا بألف , والقبول: الفعل الثاني , وإلا فكل منهما إيجاب أي إثبات , فسمي الإثبات الثاني بالقبول تمييزا له عن الإثبات الأول , ولأنه يقع قبولا ورضا بفعل الأول.
شروط القبول في العقود: للقبول في العقود شروط منها:
أ - أن يكون القبول على وفق الإيجاب:
10 - وهذا شرط في جميع العقود , ففي البيع مثلا يشترط أن يقبل المشتري ما أوجبه البائع , فإن خالفه بأن قبل غير ما أوجبه أو بعض ما أوجبه لم ينعقد العقد , فلو قال البائع: بعتك بعشرة فقال المشتري: قبلته بثمانية لم ينعقد البيع.
ب - أن يكون القبول في مجلس الإيجاب:
11 - هذا الشرط يعبر عنه الحنفية ب (اتحاد المجلس) والمراد بهذا: ألا يتفرق العاقدان قبل القبول , وألا يشتغل القابل أو الموجب بعمل غير ما عقد له المجلس , لأن حالة المجلس كحالة العقد , فإن تفرقا , أو تشاغلا بما يقطع المجلس عرفا فلا ينعقد العقد , لأن ذلك إعراض عنه , وهذا باتفاق الفقهاء. ولا يضر تراخي القبول عن الإيجاب ما داما في المجلس ولم يتشاغلا بما يقطعه عرفا , وهذا عند الحنفية والمالكية والحنابلة. أما الشافعية فإنهم يقولون: كل ما يشترط فيه القبول من العقود فعلى الفور أي أن يكون عقب الإيجاب , ولا يضر عندهم الفصل اليسير.
ج - عدم لزوم القبول:
12 - إذا صدر الإيجاب من أحد المتعاقدين فالعاقد الآخر بالخيار: إن شاء قبل في المجلس , وإن شاء رد , وهو ما يعبر عنه الحنفية ب (خيار القبول) قالوا: لأنه لو لم يثبت له خيار القبول يلزمه حكم البيع من غير رضاه , ويمتد خيار القبول إلى انفضاض المجلس , فما دام المجلس قائما فله أن يقبل أو يدع ما لم يرجع الموجب عن إيجابه قبل انقضاء المجلس. ويوافق الحنفية في ذلك الشافعية والحنابلة , لأنهم يأخذون بخيار المجلس عملا بالحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا}. أما المالكية فلا يجوز الرجوع عندهم لمن تقدم كلامه أولا ولو قبل رضا الآخر , إلا في حالة ما إذا كان كلام المتقدم بصيغة المضارع ثم يدعي أنه ما أراد البيع , إنما أراد به الوعد أو الهزل , فإنه حينئذ يحلف ويصدق. وإذا صدر القبول بعد الإيجاب موافقا له أصبح التصرف لازما لا يجوز الرجوع عنه إن كان من التصرفات اللازمة كالبيع والإجارة. وهذا عند الحنفية والمالكية , وعند الشافعية والحنابلة لا يلزم التصرف إلا بانفضاض المجلس أو الإلزام. ويستدل ابن قدامة بما روى ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار ما لم يتفرقا , وكانا جميعا , أو يخير أحدهما الآخر , فإن خير أحدهما الآخر فتبايعا على ذلك فقد وجب البيع , وإن تفرقا بعد أن تبايعا ولم يترك أحدهما البيع فقد وجب البيع}.
د - أن يكون القابل أهلا للتصرفات:
13 - وهو أن يكون بالغا عاقلا , وذلك شرط في المعاوضات المالية , فلا يصح القبول من صبي أو مجنون , وإنما يقوم مقامهما الأب أو الوصي أو القاضي. أما في عقود التبرعات كالوصية والهبة فيصح القبول منهما لما في ذلك من الغبطة لهما , ولا يتوقف القبول على إجازة الولي أو الوصي , وهذا في الجملة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[11 - 09 - 04, 10:55 م]ـ
قال الشربيني في مغني المحتاج ج:1 ص:305
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/411)
ويؤخذ من ذلك أنه لو خطف شخص عمامته أو مداسه مثلا وهرب به وأمكنه تحصيله أن له هذه الصلاة لأنه خاف فوت ما هو حاصل عنده وهذا كله إن خاف فوت الوقت كما صرح به ابن الرفعة وغيره.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 09 - 04, 12:40 ص]ـ
أفادك الله شيخنا أبا عمر،،،
وفعل الرجال المشار إليهم ليس بسرقة، بل هو: نهبة، أو اختلاس،،،،
وقد يسميه بعضهم: طرَّاراً،،، على سبيل التجوز.
وفي أمثال العرب: (فعل الطرارين):
وقد ذكر ابن المفضل عقب هذا المثل قصصاً منها:
قال بعضهم: دخلت مسجداً مع صاحب لي، فنام صاحبي ووضع عنده عمامته، فإذا أنا برجل قد دخل فأخذ العمامة، وجعل يضحك في وجهي وهو واضع سبابته على فمه، كأنه يقول: أسكت، وجعل يتراجع القهقري وأرى أنه يلاعبنا، فمر (أي هرب)، فانتبه صاحبي، فقلت: كان كذا، فطلبناه فلم نجده.
أتى بعضهم بزازا في غدوة وهو فارس مع غلام فقال إئتني بجراب بلخي وجراب مروي وعجل وخذ الثمن فأخرج ذلك وساومه وأطمع التاجر
وقال ائتني بآخر فلما دخل الحانوت قال ما أضيع متاعكم وأنتم تسخرون بالناس لو أن إنسانا أخذ متاعك هذا وقفل الباب هكذا ما كنت تفعل
فحرك التاجر الباب يظن أنه يلعب فإذا هو قد مر إلى الساعة
ودخل آخر على قوم فقال أحدهم ما في الدنيا أعجب من فلان ترمي بخاتمك في الهواء فإن شئت أتاك به وإن شئت بغيره
فقال أنا أريكم ما هو أعجب من هذا
هاتوا خواتيمكم فأخذها كلها فجعلها في أصابعه وجعل يمشي القهقري ويصفر وينظر إلى عين الشمس حتى غاب عن أعينهم فطلبوه فلم يجدوه
فقالوا هذا والله أعجب
وصلى بعضهم مع قوم فلما سجدوا تناول نعلا كأنه يريد أن يقتل عقربا فضرب بها ثم الآخر بيساره كأنه يريد أن يتناولها فيرمي بها ويعود إلى الصلاة فمر بالنعل
واكترت امرأة دارا ثم أظهرت أنها تريد تجصيصها لأنها تريد أن تزوج فيها ابنها فأكترت أجراء وأخذت من الجيران آلات وجمعت متاع الاجراء والآلات في بيت ثم ذهبت
محاضرات الأدباء (2/ 212).
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 09 - 04, 01:06 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك وجزاك خيرا على هذا التنبيه والفائدة.
ويظهر هذا الفرق عند الحكم على من فعل هذا الفعل فالسارق إذا سرق ربع دينار فصاعدا تقطع يده بينما المختلس والمنتهب يختلف أمره.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 04, 08:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(وحكى اليافعي في آخر الحكاية الثانية والثلاثين من (روض الرياحين) فيما بلغه: أن الشيخ ((يعني النووي)) خطف سارق عمامته وهرب، فتبعه الشيخ يعدو خلفه ويقول: ملكتك إياها قل قبلت، والسارق ما عنده خبر من ذلك) قال في الحاشية (المنهل العذب) (ص 111).)
انتهى
فائدة
اختيار النووي رحمه الله
في روضة الطالبين
(وقال مالك رضي الله عنه: ينعقد بكل ما يعده الناس بيعا، واستحسنه ابن الصباغ. قلت: (القائل هو النووي) هذا الذي استحسنه ابن الصباغ، هو الراجح دليلا، وهو المختار، لانه لم يصح في الشرع اشتراط لفظ، فوجب الرجوع إلى العرف كغيره من الالفاظ. وممن اختاره: المتولي والبغوي وغيرهما.)
انتهى
ونص عليه في غير موضع من كتبه
واما بخصوص الهبة
(وهل يحتاج إلى لفظي الايجاب والقبول، أم يكفي أحدهما؟ وجهان كما سبق في البيع)
قال النووي (وأما الهدية، ففيها وجهان. أحدهما: يشترط فيها الايجاب والقبول، كالبيع والوصية، وهذا ظاهر كلام الشيخ أبي حامد والمتلقين عنه. والثاني: لا حاجة فيها إلى إيجاب وقبول باللفظ، بل يكفي القب ض ويملك به، وهذا هو الصحيح الذي عليه قرار المذهب ونقله الاثبات من متأخري الاصحاب، وبه قطع المتولي والبغوي، واعتمده الروياني وغيرهم، واحتجوا بأن الهدايا كانت تحمل إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيقبلها، ولا لفظ هناك، وعلى جرى ذلك الناس في الاعصار، ولذلك كانوا يبعثون بها على أيدي الصبيان الذين لا عبارة لهم.)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 09 - 04, 09:12 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفعنا بعلمك
ولكن هل يقال إن فعل النووي هذا إن صح عنه من باب (خالفت تقواه فتواه) أم أنه يحمل على أن فعله هذا كان قبل أن يترجح له ذلك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 04, 04:54 م]ـ
شيخنا الحبيب
الذي أراه ان هذا لايصح عن النووي ولعل الحكاية عن غيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/412)
فاني رأيت النووي رحمه الله يرجح هذا الرأي في جميع كتبه تقريبا
والظاهر انه ما كان يخالف العرف حيث اني رأيت ان عباراته تدل على انه ما اقتنع يوما بالرأي الآخر
بل تراه يجزم بأنه المذهب المعروف حتى ان المتأخرين من الشافعية استغربوا هذا من النووي
واحسب ان هذه القصة قد وقعت لبعض فضلاء الشافعية ثم نسبت الى النووي خطا
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 09 - 04, 05:56 م]ـ
ثم ظهر لي أمر
في روضة الطالبين
(الركن الثالث: الصيغة. أما الهبة، فلا بد فيها من الايجاب والقبول باللفظ، كالبيع وسائر التمليكات.
وأما الهدية، ففيها وجهان. أحدهما: يشترط فيها الايجاب والقبول، كالبيع والوصية، وهذا ظاهر كلام الشيخ أبي حامد والمتلقين عنه. والثاني: لا حاجة فيها إلى إيجاب وقبول باللفظ، بل يكفي القب ض ويملك به، وهذا هو الصحيح الذي عليه قرار المذهب ونقله الاثبات من متأخري الاصحاب، وبه قطع المتولي والبغوي، واعتمده الروياني وغيرهم)
وفرق بين الهبة والهدية والصدقة
(والتمليك المحض: ثلاثة أنواع: الهبة، والهدية، وصدقة التطوع. وسبيل ضبطها أن نقول: التمليك لا بعوض هبة فإن انضم إليه حمل الموهوب من مكان إلى مكان الموهوب له إعظاما له أو إكراما، فهو هدية، وإن انضم إليه كون التمليك للمحتاج تقربا إلى الله تعالى، وطلبا لثواب الآخرة، فهو
صدقة، فامتياز الهدية عن الهبة بالنقل والحمل من موضع إلى موضع
ومنه إهداء النعم إلى الحرم، ولذلك لايدخل لفظ الهدية في العقار بحال، فلا يقال: أهدى إليه دارا، ولا أرضا، وإنما يطلق ذلك في المنقولات كالثياب والعبيد، فحصل من هذا أن هذه الانواع تفترق بالعموم والخصوص، فكل هدية وصدقة هبة، ولا تنعكس.)
انتهى
وهذا كله كلام الرافعي
والله أعلم
قال النووي في شرح المهذب
((وأما) الهدية وصدقة التطوع ففيها خلاف مرتب على البيع ان صححناه بالمعاطاة ولم نشترط فيهما لفظا فهما أولى بذلك وان شرطنا اللفظ في البيع ففيهما وجهان مشهوران عند الخراسانيين وذكرهما جماعة من العراقيين (أحدهما) وبه قطع المصنف في باب اختلاف الزوجين في الصداق وآخرون من العراقيين أو أكثرهم يشترط فيهما الايجاب والقبول كالبيع و (أصحهما) عند الجمهور لا يشترط وهو الصواب قال الرافعى في أول كتاب الهبة هذا هو الصحيح الذى عليه قرار المذهب ونقله الاثبات من متأخرى الاصحاب وقطع به المتولي والبغوى واعتمده الرويانى وغيرهم)
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 09 - 04, 11:55 م]ـ
المقدمة: اعتذار للفضلاء.
من غرائب السرقة أو النهبة:
- أحدهم (هداه الله) سرق مكيفات أحد المساجد لدينا في الرياض.
- وآخر سرق الجهاز الصوتي والمايكرفونات الخاصة بالجامع (حدثني بها الإمام).
- وأحدهم سرق صندوق جمع التبرعات والذي يعجز عن حمله (5) من الأشداء.
- أمرأة في أحدى الإسواق استأذنت من رجل في استخدام جواله الشخصي لمهاتفة أخيها او سائقها، فأخذته وأعطت الرجل ظهرها ومشت بثقة، فنادها الرجل: ياخالة، جوالي!، فصرخت في وجهه وقالت كلاما شديدا توحي به للناس انها يعاكسها، فندب الرجل حظه وخسر جواله امام عينيه.
- كان درس الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله في آخر الجامع، وكان بعد صلاة العشاء مباشرة، فكان بعض اإخوة يحضر أجهزة التسجيل، ويحجز مكانا قريبا من الشيخ ليتمكن من التسجيل بيسر وسهولة، فتفاجأوا في أحدى بسرقة مسجلاتهم او بعضها (عوضهم الله خيرا). فأُخبر الشيخ حفظه الله بماحصل فقال: إن هذه نهبة وليست سرقة.
---------------------
- طرفة: يقال أن أحد الناس مفتون بسرقة أحذية المصلين، فعندما ذهب الى الحرم ورأى كثرة الأحذية (أجلكم الله) أغمي عليه من شدة الفرح.(25/413)
أفيدونا أفادكم الله - بعض شبة الصوفية
ـ[حنبل]ــــــــ[28 - 08 - 03, 07:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
اولا جزى الله القائمين على أمر هذا المنتدى خير الجزاء و و ثقل الله به موازينهم يوم لا ينفع مال و لا بنون.
ثانيا اسمحو لنا ان نشارك فى هذا المنتدى العلمى المفيد بكثير من الشبه التى يثيرها بعض الخرافية عندنا فى السودان و نبدا بهذه الشبهتين فى موضوع علم الغيب و الكرامات.
ورد فى تفسير القرطبى فى تفسير سورة الرعد فى قوله تعالى " يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده ام الكتاب " هذا الاثر (وقال كعب لعمر بن الخطاب: لولا أيه في كتاب الله لانباتك بما هو كائن الي يوم القيامة)
هل هذا الاثر صحيح أم لا.
و أذا كان صحيحا هل يمكن أن ينقل لنا كاملا.
ثانيا:
روى الامام مالك فى موطئه انه قال: للسيده عائشة ام المؤمنين رضي الله عنه (ان لا ينسوا اختها التي في بطن امها من ان يضربوا لها سهما في الورثة) يشير الي جنين في بطن امه ثم يحدد انها بنت.
ثالثا: هل يمكن أن يكون أحياء الموتى و قلب الاعيان و شق البحر كرامة للولى أم هذه الاشياء من خصائص النبوة. ما الدليل على ذلك من قول السلف. و هل الامر خلافى. و ما هو صحة القاعدة التى تقول ما كان معجزة لنبى جاز أن تكون كرامة لولى. و اذا كانت غير صحيحة كيف يمكن نقضها.
هل يمكن أن ترشدونا لكتاب جامع بسطت فيه الفروق بين الكرامة و المعجزة.
و هل هناك كتاب مطبوع جمعت فية الاحاديث الضعيفة التى يستدل بها الصوفية فى مختلف فروع العقيدة.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[حنبل]ــــــــ[28 - 08 - 03, 08:24 م]ـ
قال ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب في معرفة الاصحاب في مناقب سيدنا ابي ايوب الانصاري رضي الله عنه الصحابي المعروف (وقبر ابي ايوب قرب سورها معلوم الي اليوم معظم يستسقون به فيسقون)
وقال ابن الاثير في اسد الغابة (وكانوا اذا امحلوا كشفوا عن قبره فمطروا).
روي ابن مفلح في الاداب الشرعية عن الامام احمد بن حنبل انه قال: حججت فضللت الطريق وكنت ماشيا فجعلت اقول يا عباد الله دلوني علي الطريق فلم ازل اقول ذلك حتي وقعت الطريق.
هل صحيح ان الامام احمد توسل بالامام الشافعي رضي الله عنه حتي تعجب ابنه عبد الله من ذلك فقال له الامام احمد: ان الامام الشافعي كالشمس للناس والعافية للبدن.
39) وفي كتاب العلل والسؤالات لعبد الله بن حنبل قال سالت ابي عن رجل يمس قبر النبي صلي الله عليه وسلم ويفعل بالمنبر مثل ذلك فقال: لا باس به. وذكره الذهبي في سير اعلام النبلاء مع تعليق له في ذم المخالفين لذلك.
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء (17/ 429) في ترجمة الشيخ لاردستاني ابوبكر محمد بن ابراهيم بن احمد وقد روي عنه ابو نصر الشيرازي المقري والبيهقي في كتبه ووصفه بالحافظ قال الذهبي: سمعت عده يقولون ما من رجل له حاجة من امر الدنيا والاخرة يزور قبره ويدعوه الا استجاب الله له، قال: وجربت انا ذلك.
قال الامام القرطبي في التذكرة في احوال الموتي وامور الاخره ص 103: فصل: قال علماؤنا: ويستحب لك رحمك الله ان تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن اهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بازائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا الي الله عز وجل بقربهم
روى البخارى فى الادب المفرد ما يقال اذا خدرت رجلك: ان عبد الله بن عمر عندما خدرت رجله قال له احدهم ادعوا احب الناس اليك فقال: يا محمد فاكنما نشطت رجله من عقال) واوردها ابن تيميه في الكلم الطيب.)))
ما صحة هذه الاقوال
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - 08 - 03, 01:25 ص]ـ
سؤالك واسترشادك وطلب التوجيه شيء جيد ومطلوب لكن ما معنى عبارتك الأخيرة التي كتبتها فإنها تحمل علامات استفهام وهو قولك هداك الله (((وهذا الدليل وحده يكفينا))) من أنتم؟! ويكفيكم بماذا؟!
كنت في صدد الإجابة فلما قرأتها توقفت ووقع في نفسي شيء أرجو أن أكون قد أخطأت والظن أكذب الحديث فلهذا أنا الآن أستفسر منك ماهو قصدك بهذه الكلمة لأن الإجابة مهمة لي
ثم قبل أن أجيبك راجع ماكتبته واعتذر عن التمويه والتدليس فماهي إلا من شيم أهل الضلالة والهوى وأرجو أن لا تكون منهم وإلا فما معنى قولك ردك الله للحق " يزور قبره ويدعوه "" لماذا الكذب هل هي " يدعوه " أم يدعو " قبل أن أجيبك اعتذر واستغفر وأظهر حرصك على الإجابة وفسر تلك الكلمة التي قلتها ثم ننظر في أمرك
المقرئ = القرافي
ـ[حنبل]ــــــــ[29 - 08 - 03, 02:34 ص]ـ
أخى المقرى جزاك الله خيرا
احمد فيك تثبتك و تانيك فى اصدار الاحكام.
أما اخى فأحمد الله ان جعلنى من الموحدين و نجنا من فتنة القبوريين.
أما عن الخطا الذى ورد فاحاصل اخى انى نقلت الكلام دون أن اراجعة من كاتبة فى احدى المنتديات و التى احاول ان ارد عليه و هذا هو رابطة
http://www.alnilin.net/vb/showthread.php?s=&threadid=3700
و ارجو اذا امكن ان ترد له مباشرة و جزاك الله خيرا
http://www.alnilin.net/vb/showthread.php?s=&threadid=3584
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/414)
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - 08 - 03, 02:45 ص]ـ
أخي حنبل ليتك وضحت هذا في أول الكلام ولكن لعلك نسيت وأعدك بأن أرد لك هذه الشبه كلها فيما أستطيع أرجو قبول اعتذ
ـ[حنبل]ــــــــ[29 - 08 - 03, 02:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى و لا داعى لاعتذارك فالخطاخطاي
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - 08 - 03, 02:57 ص]ـ
وهذا أوان الشروع بالمقصود
1 - قال ابن جرير الطبري: حدثني المثنى قال ثنا حجاج قال حدثنا حماد عن أبي حمزة عن إبراهيم أن كعبا قال لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك ما هو كائن إلى يوم القيامة قال وماهي؟ قال قول الله فذكرها
في هذا الأثر علتان:
الأولى: أبو حمزة ميمون الأعور قال ابن معين ليس بشيء وقال أحمد متروك وهو ضعيف الحديث مطلقا
الثانية: إبراهيم النخعي لا يعلم له سماع من كعب
ولو صح لما كان فيه حجة والرد عليه سهل ميسور لكن نقول أثبت العرش ثم انقش.
محبك: المقرئ = القرافي
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[29 - 08 - 03, 04:34 ص]ـ
هذا رد عام لكل من سلك هذا المسلك الغريب العجيب ...
يا كاتب الشبه:
إن منهج القرآن والسنة هو التفصيل في رد الشبة إن احتيج لذلك وأما العرض فالإيجاز والإختصار في عرضها بوضوح ... وهذا ما افتقده عرضك فإنك كالذي يقرر الشبه ويستدل لها كمن ينصر فكراً معيناً ...
فأقول:
* إن كنت تريد الإسترشاد وتعلم الرد عليها وقول أهل السنة في بيان عوارها و مخالفتها لما في الكتاب والسنة على منهج سلف الأمة رحمهم الله ... فالحمد لله فالردود كثيرة جداً وفي كثير من المكتبات وهي متوفرة عندكم والحمدلله في السودان عند أهل السنة ومنهم طلاب الشيخ المحدث طاهر السواكني رحمه الله من أهل الحديث وأنصار السنة فتعاون معهم إن أردت الإصلاح ...
و للفائدة من أجمع ما صدر من الردود على الصوفية مؤخراً:
وهو ماكتبه الشيخ الدكتور الأستاذ أبي أسامة سيد طالب الرحمن في كتابه وهو مجلد كبير من إصدارات دار البيان للنشر والتوزيع وعنون له باسم: "جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية عقائدها وتعريفها عرض ونقد " وهم أي التبليغ من الصوفية المعاصرين ... وهو من الردود المفصلة على كثير من شبه الطرق الصوفية والأشعرية والديوبندية وفيه الرد على الشبه البدعية والخرافية مما ذكرته في عرضك السابق وغيرها مما توحيه شياطين الجن والإنس لأوليائهم من أهل الأهواء والبدع هداهم الله ...
* أما إن كنت تريد أن تنصر مذهب المخالف وتثير البدع والشبه وأنت تشعر أو لا تشعر ... وتسردها سرداً عجيباً كالمتوثب لذلك في قلوب أهل السنة في هذا الملتقى وتتستر باسم إمام أهل السنة أحمد بن (حنبل) ... وذلك بصورة مستفت أو طالب للإرشاد فهذا ليس أسلوب السؤال أولاً ... فتعلم أدب السؤال وتدرج في عرض الشبه , وإلا ...
فهذا الذي يريده أهل الأهواء ما لا يكون هنا في هذا الملتقى أبداً بإذن الله ...
وسوف يكون مصير من يفعل ذلك ما جرى لمن جاء يسأل الإمام مالك رحمه الله عن الإستواء ...
(فاحذرو ا يا أهل الملتقى ... فكم لدغ أهل السنة من جانب حسن الظن - كما ذكر علامة الحديث الألباني رحمه الله في بعض مقالاته - من أمثال هؤلاء المتسترين المنافقين (إن كان هذا منهم) والذين يعرفون في لحن القول بل وسبحان الله هنا عرفوا من أول أمرهم ... هداهم الله ... وقد رأيتم ما ذكره أحد الإخوة مستدركاً عليه ولم يرد وكأنه لم يعرف بما يجيب وخذله الله ... ) وأرجو أن كون مخطئاً في هذا ... وأسأل الله أن يهدينا وإياه.
ثم إن الحديث الذي قلت أنه يكفيكم فهو حديث منكر وقد ذكره ابن الجوزي رحمه الله في الموضوعات وغير واحد من علماء الحديث ... وهو مما استدركه بعض العلماء على شيخ الإسلام و غيره من الأكابر وكل بني آدم خطاء حتى الأئمة الأربعة استدرك عليهم بعض الأغلاط ولم يسلم من ذلك أحد ... ولكن كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه ... ولعل في هذا حكمة وهي أن يكون تعلق الناس بالرسول المعصوم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا والله تعالى أعلم وأحكم ...
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[29 - 08 - 03, 04:41 ص]ـ
الحمد لله أني كنت مخطئاً ولكني أردت عموم التنبيه ...
والحمدلله على كل حال ...
ـ[حنبل]ــــــــ[29 - 08 - 03, 05:33 ص]ـ
أخانا طالب علم جزاك الله خيرا و لا يهمك جاءت اوف سايد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/415)
ولكن هل يمكنك أن تعلمنى فى اى جزى و اى صفحة ذكر بن الجوزى ضعف الحديث و بقية العلماء
اكرر مرة اخرى جزاك الله خير.
الاخ المقرء جزاك الله خيرا
جعل الخير يسيل منك بحارا
اخى ارجو أن تأتينى بالمرجع و رقم الصفحة و الجزء.
اسال الله أن يعتقك و والداك من النار.
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[29 - 08 - 03, 10:41 ص]ـ
أخي وفقك الله وشكر لك نبيل مشاعرك ...
ولقد كتبت ماكتبت قبل أن أرى ردك على أخونا المقرئ وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ...
وللعلم ... فأنا الآن في سفر وليس لدي كل كتبي إلا القليل منها لكن خذ هذه الفائدة على عجل ... وإن تيسر لي فيما بعد البحث في مراجعي فعلت بإذن الله ...
فياأخي المبارك حفظك الله ...
فما جاء في:
فصل (في الرجل إذا خدرت):
فهناك حديثان ذكرهما ابن تيمية رحمه الله في الكلم الطيب:
الأول عن الهيثم بن حنش ...
والآخر عن مجاهد ...
وقد خرجها العلامة الألباني رحمه الله في تحقيقه لكتاب الكلم الطيب وحكم عليهما:
بالضعف للأول,
والوضع للآخر ...
وراجع أخي كتاب تصحيح الدعاء ,صفحة (362) وهو للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله وشفاه الله ... ففهيه فوائد جمة وردود على ما أحدثه الناس في بابي الذكر والدعاء ... وهو من أنفس البحوث المحررة في هذا الشأن حسب علمي والله أعلم ...
وراجع للفائدة كتاب ضعيف الأدب المفرد للعلامة الألباني رحمه الله وضعيف الأذكار للشيخ سليم الهلالي حفظه الله فقد ذكر فوائد لم يذكرها شيخه رحمه الله ...
أما حديث إذا طنت أذن أحدكم ... لأبي رافع ...
فهو ضعيف جداً كما حكم عليه الألباني بذلك في السلسلة الضعيفة برقم (2631) ... وذكره ابن الجوزي في الموضوعات ...
وذكر ابن القيم رحمه الله في المنار المنيف: [أن] (كل حديث في طنين الأذن فهو كذب) ... وذكر ذلك الألباني أيضاً رحمهم الله أجمعين ...
هذا وأسأل الله لي ولكم التوفيق والهدى والسداد ...
ـ[حنبل]ــــــــ[30 - 08 - 03, 01:47 ص]ـ
اخى طالب علم جزاك الله خيرا
احمد الله ان هذه الكتب موجودة عندى و لكن للاسف هى فى السودان و انا الان فى الامارات و لا زلت منتظر مشاركاتكم
ـ[الموحد99]ــــــــ[31 - 08 - 03, 03:29 ص]ـ
أخي المبارك:
إليك هذه الكتيبات " وفيها خير ويركة "
1 - شفاء الصدور في الرد على الجواب المشكور للشيخ محمد بن إبراهيم وهو من أروعها
2 - الحماسة السنية في الرد على بعض الصوفية للشيخ البحيري
3 - مسألة الذبح على القبور وغيرها للإمام الصنعاني
4 - بيان الشرك ووسائله عند علماء المالكية للشيخ الخميس
5 - بيان الشرك ووسائله عند علماء الشافعية للشيخ الخميس
6 - بيان الشرك ووسائله عند علماء الحنابلة للشيخ الخميس
7 - بيان الشرك ووسائله عند علماء الحنفية للشيخ الخميس
8 - التبرك المشروع والتبرك الممنوع للشيخ علي العلياني
9 - زيارة القبور للشيخ الإسلام ابن تيمية
10 - تطهير الإعتقاد عن أدران الإلحاد للصنعاني
ـ[الهزبر]ــــــــ[04 - 10 - 06, 03:30 ص]ـ
المقرىء ليتك تنشط وفقك الله فتجيب
نفع الله بك(25/416)
من هم مرجئة المعتزلة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 08 - 03, 09:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في ترجمة عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري من لسان الميزان (5/ 294):
قال ابن ماكولا: كان فقيها ... وأخذ الكلام عن أبي الحسين البصري، وكان يميل إلى مذهب مرجئة المعتزلة، ويعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار. اهـ
فمن هم مرجئة المعتزلة؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 09 - 03, 03:41 ص]ـ
??
ـ[الوسيط]ــــــــ[06 - 09 - 03, 11:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المعتزلة
التعريف:
المعتزلة فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها: المعتزلة والقدرية والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقصد والوعيدية.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• اختلفت رؤية العلماء في ظهور الاعتزال، واتجهت هذه الرؤية وجهين:
- الوجهة الأولى: أن الاعتزال حصل نتيجة النقاش في مسائل عقدية دينية كالحكم على مرتكب الكبيرة، والحديث في القدر، بمعنى هل يقدر العبد على فعله أو لا يقدر، ومن رأي أصحاب هذا الاتجاه أن اسم المعتزلة أطلق عليهم لعدة أسباب:
1 - أنهم اعتزلوا المسلمين بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين.
2 - أنهم عرفوا بالمعتزلة بعد أن اعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري وشكل حقله خاصة به لقوله بالمنزلة بين المنزلتين فقال الحسن: " اعتزلنا واصل ".
3 - أو أنهم قالوا بوجوب اعتزال مرتكب الكبيرة ومقاطعته.
- والوجهة الثانية: أن الاعتزال نشأ بسبب سياسي حيث أن المعتزلة من شيعة علي رضي الله عنه اعتزلوا الحسن عندما تنازل لمعاوية، أو أنهم وقفوا موقف الحياد بين شيعة علي ومعاوية فاعتزلوا الفريقين.
• أما القاضي عبد الجبار الهمذاني - مؤرخ المعتزلة - فيزعم أن الاعتزال ليس مذهباً جديداً أو فرقة طارئة أو طائفة أو أمراً مستحدثاً، وإنما هو استمرار لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، وقد لحقهم هذا الاسم بسبب اعتزالهم الشر لقوله تعالى: ((وأعتزلكم وما تدعون)) ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أعتزل الشر سقط في الخير).
• والواقع أن نشأة الاعتزال كان ثمرة تطور تاريخي لمبادئ فكرية وعقدية وليدة النظر العقلي المجرد في النصوص الدينية وقد نتج ذلك عن التأثر بالفلسفة اليونانية والهندية والعقائد اليهودية والنصرانية لما سنرى في فقرة (الجذور الفكرية والعقائدية).
• قبل بروز المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء، كان هناك جدل فكري بدأ بمقولات جدلية كانت هي الأسس الأولى للفكر المعتزلي وهذه المقولات نوجزها مع أصحابها بما يلي:
- مقولة أن الإنسان حر مختار بشكل مطلق، وهو الذي يخلق أفعاله بنفسه قالها: معبد الجهني، الذي خرج على عبد الملك بن مروان مع عبد الرحمن بن الأشعث .. وقد قتله الحجاج عام 80م بعد فشل الحركة.
- وكذلك قالها غيلان الدمشقي في عهد عمر بن عبد العزيز وقتله هشام بن عبد الملك.
- ومقولة خلق القرآن ونفي الصفات، قالها الجهم بن صفوان، وقد قتله سالم بن أحوز في مرو عام 128م.
- وممن قال بنفي الصفات أيضاً: الجعد بن درهم الذي قتله خالد بن عبد الله القسري والي الكوفة.
• ثم برزت المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء الغزال (80هـ - 131هـ) الذي كان تلميذاً للحسن البصري، ثم اعتزل حلقة الحسن بعد قوله بأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين (أي ليس مؤمنا ولا كافراً) وأنه مخلد في النار إذا لم يتب قبل الموت، وقد عاش في أيام عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك، والفرقة المعتزلية التي تنسب إليه تسمى: الواصيلة.
• ولاعتماد المعتزلة على العقل في فهم العقائد وتقصيهم لمسائل جزئية فقد انقسموا إلى طوائف مع اتفاقهم على المبادئ الرئيسية الخمسة - التي سنذكرها لاحقاً - وكل طائفة من هذه الطوائف جاءت ببدع جديدة تميزها عن الطائفة الأخرى .. وسمت نفسها باسم صاحبها الذي أخذت عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/417)
• وفي العهد العباسي برز المعتزلة في عهد المأمون حيث اعتنق الاعتزال عن طريق بشر المريسي وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي دؤاد وهو أحد رؤوس بدعة الاعتزال في عصره ورأس فتنة خلق القرآن، وكان قاضياً للقضاة في عهد المعتصم.
- في فتنة خلق القرآن امتحن الإمام أحمد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لأوامر المأمون والإقرار بهذه البدعة، فسجن وعذب وضرب بالسياط في عهد المعتصم بعد وفاة المأمون وبقي في السجن لمدة عامين ونصف ثم أعيد إلى منزله وبقي فيه طيلة خلافة المعتصم ثم ابنه الواثق.
- لما تولى المتوكل الخلافة عام 232هـ انتصر لأهل السنة وأكرم الإمام أحمد وأنهى عهد سيطرة المعتزلة على الحكم ومحاولة فرض عقائدهم بالقوة خلال أربعة عشر عاماً.
• في عهد دولة بني بويه عام 334 هـ في بلاد فارس – وكانت دولة شيعية – توطدت العلاقة بين الشيعة والمعتزلة وارتفع شأن الاعتزال أكثر في ظل هذه الدولة فعين القاضي عبد الجبار رأس المعتزلة في عصره قاضياً لقضاء الري عام 360هـ بأمر من الصاحب بن عباد وزير مؤيد الدولة البويهي، وهو من الروافض المعتزلة، يقول فيه الذهبي: " وكان شيعياً معتزلياً مبتدعاً " ويقول المقريزي: " إن مذهب الاعتزال فشا تحت ظل الدولة البويهية في العراق وخراسان وما وراء النهر ". وممن برز في هذا العهد: الشريف المرتضى الذي قال عنه الذهبي: " وكان من الأذكياء والأولياء المتبحرين في الكلام ولاعتزال والأدب والشعر لكنه إمامي جلد ".
• بعد ذلك كاد أن ينتهي الاعتزال كفكر مستقل إلا ما تبنته منه بعض الفرق كالشيعة وغيرهم.
• عاد فكر الاعتزال من جديد في الوقت الحاضر، على يد بعض الكتاب والمفكرين، الذين يمثلون المدرسة العقلانية الجديدة وهذا ما سنبسطه عند الحديث عن فكر الاعتزال الحديث.
• ومن أبرز مفكري المعتزلة منذ تأسيسها على يد واصل بن عطاء وحتى اندثارها وتحللها في المذاهب الأخرى كالشيعة والأشعرية والماتريدية ما يلي:
- أبو الهذيل حمدان بن الهذيل العلاف (135 - 226 هـ) مولى عبد القيس وشيخ المعتزلة والمناظر عنها. أخذ الاعتزال عن عثمان بن خالد الطويل عن واصل بن عطاء، طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وخلطه بكلام المعتزلة، فقد تأثر بأرسطو وأنبادقليس من فلاسفة اليونان، وقال بأن " الله عالم بعلم وعلمه ذاته، وقادر بقدرة وقدرته ذاته … " انظر الفرق بين الفرق للبغدادي ص 76. وتسمى طائفة الهذيلية.
- إبراهيم بن يسار بن هانئ النظام (توفي سنة 231هـ) وكان في الأصل على دين البراهمة وقد تأثر أيضاً بالفلسفة اليونانية مثل بقية المعتزلة .. وقال: بأن المتولدات من أفعال الله تعالى، وتسمى طائفة النظامية.
- بشر بن المعتمر (توفي سنة 226 هـ) وهو من علماء المعتزلة، وهو الذي أحدث القول بالتولد وأفرط فيه فقال: إن كل المتولدات من فعل الإنسان فهو يصح أن يفعل الألوان والطعوم والرؤية والروائح وتسمى طائفة البشرية.
- معمر بن عباد السلمي (توفي سنة 220 هـ) وهو من أعظم القدرية فرية في تدقيق القول بنفي الصفات ونفي القدر خيره وشره من الله وتسمى طائفته: المعمرية.
- عيسى بن صبيح المكنى بأبي موسى الملقب بالمردار (توفي سنة 226هـ) وكان يقال له: راهب المعتزلة، وقد عرف عنه التوسع في التكفير حتى كفر الأمة بأسرها بما فيها المعتزلة، وتسمى طائفته المردارية.
- ثمامة بن أشرس النميري (توفي سنة 213هـ)، كان جامعاً بين قلة الدين وخلاعة النفس، مع اعتقاده بأن الفاسق يخلد في النار إذا مات على فسقه من غير توبة. وهو في حال حياته في منزلة بين المنزلتين. وكان زعيم القدرية في زمان المأمون والمعتصم والواثق وقيل إنه الذي أغرى المأمون ودعاه إلى الاعتزال، وتسمى طائفته الثمامية.
- عمرو بن بحر: أبو عثمان الجاحظ (توفي سنة 256هـ) وهو من كبار كتاب المعتزلة، ومن المطلعين على كتب الفلاسفة، ونظراً لبلاغته في الكتابة الأدبية استطاع أن يدس أفكاره المعتزلية في كتاباته كما يدس السم في الدسم مثل، البيان والتبيين، وتسمى فرقته الجاحظية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/418)
- أبو الحسين بن أبي عمر الخياط (توفي سنة 300هـ) من معتزلة بغداد و بدعته التي تفرد بها قوله بأن المعدوم جسم، والشيء المعدوم قبل وجوده جسم، وهو تصريح بقدم العالم، وهو بهذا يخالف جميع المعتزلة وتسمى فرقته الخياطية.
- القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني (توفي سنة 414هـ) فهو من متأخري المعتزلة، قاضي قضاة الري وأعمالها، وأعظم شيوخ المعتزلة في عصره، وقد أرخ للمعتزلة وقنن مبادئهم وأصولهم الفكرية والعقدية.
المبادئ ولأفكار:
• جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعين:
- الأولى: القول بأن الإنسان مختار بشكل مطلق في كل ما يفعل، فهو يخلق أفعاله بنفسه، ولذلك كان التكليف، ومن أبرز من قال ذلك غيلان الدمشقي، الذي أخذ يدعو إلى مقولته هذه في عهد عمر بن عبد العزيز. حتى عهد هشام بن عبد الملك، فكانت نهايته أن قتله هشام بسبب ذلك.
- الثانية: القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمناً ولا كافراً ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين، هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد في النار، ولا مانع عندهم من تسميته مسلماً باعتباره يظهر الإسلام وينطق بالشهادتين ولكنه لا يسمى مؤمناً.
• ثم حرر المعتزلة مذهبهم في خمسة أصول:
1 - التوحيد.
2 - العدل.
3 - الوعد والوعيد.
4 - المنزلة بين المنزلتين.
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
1 - التوحيد: وخلاصته برأيهم، هو أن الله تعالى منزه عن الشبيه والمماثل (ليس كمثله شيء) ولا ينازعه أحد في سلطانه ولا يجري عليه شيء مما يجري على الناس. وهذا حق ولكنهم بنوا عليه أحد نتائج باطلة منها: استحالة رؤية الله تعالى لاقتضاء ذلك نفي الصفات، وأن الصفات ليست شيئاً غير الذات، وإلا تعدد القدماء في نظرهم، لذلك يعدون من نفاة الصفات وبنوا على ذلك أيضاَ أن القرآن مخلوق لله سبحانه وتعالى لنفيهم عنه سبحانه صفة الكلام.
2 - العدل: ومعناه برأيهم أن الله لا يخلق أفعال العباد، ولا يحب الفساد، بل إن العباد يفعلون ما أمروا به وينهون عما نهوا عنه بالقدرة التي جعلها الله لهم وركبها فيهم وأنه لم يأمر إلا بما أراد ولم ينه إلا عما كره، وأنه ولي كل حسنة أمر بها، بريء من كل سيئة نهى عنها، لم يكلفهم ما لا يطيقون ولا أراد منهم ما لا يقدرون عليه. وذلك لخلطهم بين إرادة الله تعالى الكونية وإرادته الشرعية.
3 - الوعد والوعيد: ويعني أن يجازي الله المحسن إحساناً ويجازي المسيء سوءاً، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة إلا أن يتوب.
4 - المنزلة بين المنزلتين: وتعني أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الإيمان والكفر فليس بمؤمن ولا كافر. وقد قرر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة.
5 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد قرروا وجوب ذلك على المؤمنين نشراً لدعوة الإسلام وهداية للضالين وإرشاد للغاوين كل بما يستطيع: فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه، وذو السيف بسيفه وهكذا. ومن حقيقة هذا الأصل أنهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق.
• ومن مبادئ المعتزلة الاعتماد على العقل كلياً في الاستدلال لعقائدهم وكان من آثار اعتمادهم على العقل في معرفة حقائق الأشياء وإدراك العقائد، أنهم كانوا يحكمون بحسن الأشياء وقبحها عقلاً فقالوا كما جاء في الملل والنحل للشهرستاني: " المعارف كلها معقولة بالفعل، واجبة بنظر العقل، وشكر المنعم واجب قبل ورود السمع أي قبل إرسال الرسل، والحسن والقبيح صفتان ذاتيتان للحسن والقبيح ".
- ولاعتمادهم على العقل أيضاً أولوا الصفات بما يلائم عقولهم الكلية، كصفات الاستواء واليد والعين وكذلك صفات المحبة والرضى والغضب والسخط ومن المعلوم أن المعتزلة تنفي كل الصفات لا أكثرها.
- ولاعتمادهم على العقل أيضاً، طعن كبراؤهم في أكابر الصحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب، فقد زعم واصل بن عطاء: أن إحدى الطائفتين يوم الجمل فاسقة، إما طائفة علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصاري أو طائفة عائشة والزبير، وردوا شهادة هؤلاء الصحابة فقالوا: لا تقبل شهادتهم.
- وسبب اختلاف المعتزلة فيما بينهم وتعدد طوائفهم هو اعتمادهم على العقل فقط كما نوهنا -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/419)
- وإعراضهم عن النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة، ورفضهم الاتباع بدون بحث واستقصاء وقاعدتهم التي يستندون إليها في ذلك:
" كل مكلف مطالب بما يؤديه إليه اجتهاده في أصول الدين "، فيكفي وفق مذهبهم أن يختلف التلميذ مع شيخه في مسألة ليكون هذا التلميذ صاحب فرقة قائمة، وما هذه الفرق التي عددناها آنفاً إلا نتيجة اختلاف تلاميذ مع شيوخهم، فأبو الهذيل العلاف له فرقة، خالفه تلميذه النظام فكانت له فرقة، فخالفه تلميذه الجاحظ فكانت له فرقة، والجبائي له فرقة، فخالفه ابنه أبو هشام عبد السلام فكانت له فرقة أيضاَ وهكذا.
- وهكذا نجد أن المعتزلة قد حولوا الدين إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية، وذلك لتأثرهم بالفلسفة اليونانية عامة وبالمنطق الصوري الأوسطي خاصة.
• وقد فند علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم، فمنهم أبو الحسن الأشعري الذي كان منهم أحمد بن حنبل الذي اكتوى بنار فتنتهم المتعلقة بخلق القرآن ووقف في وجه هذه الفتنة بحزم وشجاعة نادرتين.
- ومن الردود قوية الحجة، بارعة الأسلوب، رد شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عليهم في كتابه القيم: درء تعارض العقل والنقل فقد تتبع آراءهم وأفكارهم واحدة واحدة ورد عليها رداً مفحماً .. وبين أن صريح العقل لا يكمن أن يكون مخالفاً لصحيح النقل.
• وقد ذكر في هذا الحديث أكثر من مرة أن المعتزلة اعتمدوا على العقل في تعاملهم مع نصوص الموحي، وقد يتوهم أحد أن الإسلام ضد العقل ويسعى للحجر عليه. ولكن هذا يرده دعوة الإسلام إلى التفكر في خلق السموات والأرض والتركيز على استعمال العقل في اكتشاف الخير والشر وغير ذلك مما هو معروف ومشهور مما دعى العقاد - رحمه الله - إلى أن يؤلف كتاباً بعنوان: التفكر فريضة إسلامية، ولهذا فإن من انحرافات المعتزلة هو استعمالهم العقل في غير مجاله: في أمور غيبية مما تقع خارج الحس ولا يمكن محاكمتها محاكمة عقلية صحيحة، كما أنهم بنوا عدداً من القضايا على مقدمات معينة فكانت النتائج ليست صحيحة على إطلاقها وهو أمر لا يسلم به دائماً حتى لو اتبعت نفس الأساليب التي استعملوها في الاستنباط والنظر العقلي: مثل نفيهم الصفات عن الله اعتماداً على قوله تعالى: ((ليس كمثله شيء)). وكان الصحيح أن لا تنفى عنه الصفات التي أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى ولكن تفهم الآية على أن صفاته سبحانه وتعالى لا تماثل صفات المخلوقين:
وقد حدد العلماء مجال استعمال العقل بعدد من الضوابط منها:
- أن لا يتعارض مع النصوص الصحيحة.
- أن لا يكون استعمال العقل في القضايا الغيبية التي يعتبر الوحي هو المصدر الصحيح والوحيد لمعرفتها.
- أن يقدم النقل على العقل في الأمور التي لم تتضح حكمتها " وهي ما يعرف بالأمور التوقيفية".
ولا شك أن احترام الإسلام للعقل وتشجيعه للنظر والفكر لا يعدمه على النصوص الشرعية الصحيحة. خاصة أن العقول متغيرة وتختلف وتتأثر بمؤثرات كثيرة تجعلها لا تصلح لأن تكون الحكم المطلق في كل الأمور. ومن المعروف أن مصدر المعرفة في الفكر الإسلامي يتكون من.
1 - الحواس وما يقع في مجالها من الأمور الملموسة من الموجودات.
2 - العقل وما يستطيع أن يصل إليه من خلال ما تسعفه به الحواس والمعلومات التي يمكن مشاهدتها واختبارها وما يلحق ذلك من عمليات عقلية تعتمد في جملتها على ثقافة الفرد ومجتمعه وغير ذلك من المؤثرات.
3 - الوحي من كتاب وسنة حيث هو المصدر الوحيد والصحيح للأمور الغيبية، وما لا تستطيع أن تدركه الحواس، وما أعده الله في الدار الآخرة، وما أرسل من الرسل إلخ …
وهكذا يظهر أنه لا بد من تكامل العقل والنقل في التعامل مع النصوص الشرعية كل فيما يخصه وبالشروط التي حددها العلماء.
الجذور الفكرية والعقائدية:
• هناك رواية ترجع الفكر المعتزلي في الصفات إلى أصول يهودية فلسفية فالجعد بن درهم أخذ فكره عن أبان بن سمعان وأخذها أبان عن طالوت وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي.
وقيل: إن مناقشات الجهم بن صفوان مع فرقة السمنية - وهي فرقة هندية تؤمن بالتناسخ - قد أدت إلى تشكيكه في دينه وابتداعه لنفي الصفات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/420)
• إن فكر يوحنا الدمشقي وأقواله تعد مورداً من موارد الفكر الاعتزالي، إذ أنه كان يقول بالأصلح ونفي الصفات الأزلية حرية الإرادة الإنسانية.
- ونفي القدر عند المعتزلة الذي ظهر على يد الجهني وغيلان الدمشقي، قيل إنهما أخذاه عن نصراني يدعى أبو يونس سنسويه وقد أخذ عمرو بن عبيد صاحب واصل بن عطاء فكرة نفي القدر عن معبد الجهني.
- تأثر المعتزلة بفلاسفة اليونان في موضوع الذات والصفات، فمن ذلك قول أنباد بن قليس الفيلسوف اليوناني: " إن الباري تعالى لم يزل هويته فقط وهو العلم المحض وهو الإرادة المحضة وهو الجود والعزة، والقدرة والعدل والخير والحق، لا أن هناك قوى مسماة بهذه الأسماء بل هي هو، وهو هذه كلها " انظر ا لملل والنحل ج 2 / ص58.
وكذلك قول أرسطو طاليس في بعض كتبه " إن الباري علم كله قدره كله، حياة كله، بصر كله ".
فاخذ العلاف وهو من شيوخ المعتزله هذه الأفكار وقال: إن الله عالم بعلم وعلمه ذاته قادر بقدره وقدرته ذاته، حي بحياة وحياة ذاته.
- وأخذ النظام من ملاحدة الفلاسفة قوله بإبطال الجزء الذي لا يتجرأ بنى عليه قوله بالطفرة، أي أن الجسم يمكن أن يكون في مكان (أ) ثم يصبح في مكان (ج) دون أن يمر في (ب).
وهذا من عجائبه حتى قيل: إن من عجائب الدنيا: " طفرة النظام وكسب الأشعري ".
- وإن أحمد بن خابط والفضل الحدثي وهما من أصحاب النظام قد طالعا كتب الفلاسفة ومزجا الفكر الفلسفي مع الفكر النصراني مع الفكر الهندي وقالا بما يلي:
1 - إن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة.
2 - إن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو الكلمة القديمة المتجسدة.
3 - القول بالتناسخ.
4 - حملا كل ما ورد في الخبر عن رؤية الله تعالى على رؤية العقل الأول هو أول مبتدع وهو العقل الفعال الذي منه تفيض الصور على الموجودات.
• يؤكد العلماء تأثير الفلسفة اليونانية على فكر المعتزلة بما قام به الجاحظ وهو من مصنفي المعتزلة ومفكريهم فقد طالع كثيراً من كتب الفلاسفة وتمذهب بمذهبهم - حتى إنه خلط وروج كثيراً من مقالاتهم بعبارته البليغة.
- ومنهم من يرجع فكر المعتزلة إلى الجذور الفكرية والعقدية في العراق - حيث نشأ المعتزلة - الذي يسكنه عدة فرق تنتهي إلى طوائف مختلفة، فبعضهم ينتهي إلى الكلدان وبعضهم إلى الفرس وبعضهم نصارى وبعضهم يهود وبعضهم مجوس. وقد دخل هؤلاء في الإسلام وبعضهم قد فهمه على ضوء معلوماته القديمة وخلفيته الثقافية والدينية.
الفكر الاعتزالي الحديث:
يحاول بعض الكتاب والمفكرون في الوقت الحاضر إحياء فكر المعتزلة من جديد بعد أن عفى عليه الزمن أو كاد .. فألبسوه ثوباً جديداً، وأطلقوا عليه أسماء جديدة مثل … العقلانية أو التنوير أو التجديد أو التحرر الفكري أو التطور أو المعاصرة أو التيار الديني المستنير أو اليسار الإسلامي ..
- وقد قوى هذه النزعة التأثر بالفكر الغربي العقلاني المادي، وحاولوا تفسير النصوص الشرعية وفق العقل الإنساني .. فلجأوا إلى التأويل كما لجأت المعتزلة من قبل ثم أخذوا يتلمسون في مصادر الفكر الإسلامي ما يدعم تصورهم، فوجدوا في المعتزلة بغيتهم فأنكروا المعجزات المادية .. وما تفسير الشيخ محمد عبده لإهلاك أصحاب الفيل بوباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل .. إلا من هذا القبيل.
• وأهم مبدأ معتزلي سار عليه المتأثرون بالفكر المعتزلي الجدد هو ذاك الذي يزعم أن العقل هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة غيبية شرعية، أي أنهم أخضعوا كل عقيدة وكل فكر للعقل البشري القاصر.
• وأخطر ما في هذا الفكر الاعتزالي .. محاولة تغيير الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص اليقيني من الكتاب والسنة .. مثل عقوبة المرتد، وفرضية الجهاد، والحدود، وغير ذلك .. فضلاً عن موضوع الحجاب وتعدد الزوجات، والطلاق والإرث .. إلخ .. وطلب أصحاب هذا الفكر إعادة النظر في ذلك كله .. وتحكيم العقل في هذه المواضيع. ومن الواضح أن هذا العقل الذي يريدون تحكيمه هو عقل متأثر بما يقوله الفكر الغربي حول هذه القضايا في الوقت الحاضر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/421)
• ومن دعاة الفكر الاعتزالي الحديث سعد زغلول الذي نادى بنزع الحجاب عن المرأة المصرية وقاسم أمين مؤلف كتاب تحرير المرأة و المرأة الجديدة، ولطفي السيد الذي أطلقوا عليه: " أستاذ الجيل " وطه حسين الذي أسموه " عميد الأدب العربي " وهؤلاء كلهم أفضوا إلى ما قدموا. هذا في البلاد العربية.
أما في القارة الهندية فظهر السير أحمد خان، الذي منح لقب سير من قبل الاستعمار البريطاني. وهو يرى أن القرآن الكريم لا السنة هو أساس التشريع وأحل الربا البسيط في المعاملات التجارية. ورفض عقوبة الرجم والحرابة، ونفى شرعية الجهاد لنشر الدين، وهذا الأخير قال به لإرضاء الإنجليز لأنهم عانوا كثيراً من جهاد المسلمين الهنود لهم.
- وجاء تلميذه سيد أمير علي الذي أحل زواج المسلمة بالكتابي وأحل الاختلاط بين الرجل والمرأة.
- ومن هؤلاء أيضاً مفكرون علمانيون، لم يعرف عنهم الالتزام بالإسلام .. مثل زكي نجيب محمود صاحب (الوضعية المنطقية) وهي من الفلسفة الوضعية الحديثة التي تنكر كل أمر غيبي .. فهو يزعم أن الاعتزال جزء من التراث ويجب أن نحييه، وعلى أبناء العصر أن يقفوا موقف المعتزلة من المشكلات القائمة (انظر كتاب تجديد الفكر العربي ص 123).
- ومن هؤلاء أحمد أمين صاحب المؤلفات التاريخية والأدبية مثل فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام، فهو يتباكى على موت المعتزلة في التاريخ القديم وكأن من مصلحة الإسلام بقاؤهم، ويقول في كتابه: ضحى الإسلام: " في رأيي أن من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة ".
- ومن المعاصرين الأحياء الذين يسيرون في ركب الدعوة الإسلامية من ينادي بالمنهج العقلي الاعتزالي في تطوير العقيدة والشريعة مثل الدكتور محمد فتحي عثمان في كتابه الفكر الإسلامي والتطور .. والدكتور حسن الترابي في دعوته إلى تجديد أصول الفقه حيث يقول: " إن إقامة أحكام الإسلام في عصرنا تحتاج إلى اجتهاد عقلي كبير، وللعقل سبيل إلى ذلك لا يسع عاقل إنكاره، والاجتهاد الذي نحتاج إليه ليس اجتهاداً في الفروع وحدها وإنما هو اجتهاد في الأصول أيضاً " (أنظر كتاب المعتزلة بين القديم والحديث ص 138).
- وهناك كتاب كثيرون معاصرون، ومفكرون إسلاميون يسيرون على المنهج نفسه ويدعون إلى أن يكون للعقل دور كبير في الاجتهاد وتطويره، وتقويم الأحكام الشرعية، وحتى الحوادث التاريخية .. ومن هؤلاء فهمي هويدي ومحمد عمارة - صاحب النصيب الأكبر في إحياء تراث المعتزلة والدفاع عنه - خالد محمد خالد و محمد سليم العوا، وغيرهم. ولا شك بأهمية الاجتهاد وتحكيم العقل في التعامل مع الشريعة الإسلامية ولكن ينبغي أن يكون ذلك في إطار نصوصها الثابتة وبدوافع ذاتية وليس نتيجة ضغوط أجنبية وتأثيرات خارجية لا تقف عند حد، وإذا انجرف المسلمون في هذا الاتجاه - اتجاه ترويض الإسلام بمستجدات الحياة والتأثير الأجنبي بدلاً من ترويض كل ذلك لمنهج الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه - فستصبح النتيجة أن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من الشريعة إلا رسمها ويحصل للإسلام ما حصل للرسالات السابقة التي حرفت بسبب اتباع الأهواء والآراء حتى أصبحت لا تمت إلى أصولها بأي صلة.
ويتضح مما سبق:
أن حركة المعتزلة كانت نتيجة لتفاعل بعض المفكرين المسلمين في العصور الإسلامية مع الفلسفات السائدة في المجتمعات التي اتصل بها المسلمون. وكانت هذه الحركة نوع من ردة الفعل التي حاولت أن تعرض الإسلام وتصوغ مقولاته العقائدية والفكرية بنفس الأفكار والمناهج الوافدة وذلك دفاعاً ع الإسلام ضد ملاحدة تلك الحضارات بالأسلوب الذي يفهمونه. ولكن هذا التوجه قاد إلى مخالفات كثيرة وتجاوزات مرفوضة كما فعل المعتزلة في إنكار الصفات الإلهية تنزيها لله سبحانه عن مشابهة المخلوقين.
ومن الواضح أيضاً أن أتباع المعتزلة الجدد وقعوا فيما وقع فيه أسلافهم، وذلك أن ما يعرضون الآن من اجتهادات إنما الهدف منها أن يظهر الإسلام بالمظهر المقبول عند أتباع الحضارة الغربية والدفاع عن النظام العام قولاً بأنه إن لم يكن أحسن من معطيات الحضارة الغربية فهو ليس بأقل منها.
ولذا فلا بد أن يتعلم الخلف من أخطاء سلفهم ويعلموا أن عزة الإسلام وظهوره على الدين كله هي في تميز منهجه وتفرد شريعته واعتباره لمرجع الذي يقاس عليه الفلسفات والحضارات في الإطار الذي يمثله الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح في شمولهما وكما لهما.
موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7986
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 09 - 03, 12:08 ص]ـ
أظنهم اتباع (بشر المريسي) ....
ـ[عصام البشير]ــــــــ[08 - 09 - 03, 11:03 م]ـ
أخي الوسيط
بارك الله فيك
ليس سؤالي عن المعتزلة عموما
أخي الشيخ المتمسك بالحق جزاك الله خيرا.
ليتك ترفع الظن باليقين، فتحيلنا على بعض المراجع.
وقد خطر لي أن الجواب يمكن أن يستفاد من النص نفسه، فيكون مرجئة المعتزلة هم الذين لا يخلدون الكفار في النار!!
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/422)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 11:43 م]ـ
هذه العبارة التي ذكرها الحافظ وذكرها الذهبي في السير حقيقة مشكلة علي ولم أدر ما معناها
وأما ما ذكرتم مما سنح لكم ففي نظري أنه يصعب قبوله واستساغته لمن عرف أصول المعتزلة، قد تقول لعله أخذ بعض أصول المعتزلة وبعض أصول المرجئة @ فهذا يثبت إذا كان أهل العلم قد ذكروا فرقة بهذا المسمى ولم تمر علي هذه النسبة وكما تعلم عدم المعرفة ليس نفيا للعدم وما فاتني أكثر بمراحل مما قرأته
فأرجو أن لا تستسلم وتواصل التنقيب
محبك: المقرئ = القرافي
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 09 - 03, 02:28 ص]ـ
أخي الفاضل الحبيب عصام رعاه الله .... سوف اتثبت ان شاء الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[10 - 09 - 03, 01:20 ص]ـ
أخي الحبيب عصام:
ذكر الاشعري في مقالات الاسلاميين ان من اصناف المرجئة
(المريسية) أتباع بشر المريسي.
وبشر جهمي معتزلي اذ المعتزلة اصل الجهمية وان كان بعض المعتزلة يتبرأ من الجهمية.
وبشر المريسي ينسب الى المعتزلة وهو من أئمتهم ومن طريقة اعتنق المأمون مذهب الاعتزال كما قيل وهو من المرجئة.
و وجدت في كتاب الشهرستاني ان من اصنف المرجئة مرجئة الخوارج والقدرية.
والقدرية اصل المعتزلة فالمعتزلة يسمون بالقدرية.(25/423)
فناء النار!!!
ـ[حنبل]ــــــــ[30 - 08 - 03, 02:41 م]ـ
قرأت فى كتاب لاحد السلفيين أن ابو سعيد و ابو هريرة رضى الله عنهما قالا بفناء النار ما مدى صحة هذا القول و هل لنا بالسند و الكتاب.
ـ[حنبل]ــــــــ[30 - 08 - 03, 03:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بعدما انزلت الموضوع وجدت هذه الاجابات فى موقع صيد الفوائد
. قال ابن جرير الطبري عند تفسير سورة هود في قوله تعالى {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} قال: .... وقال آخرون: عنى بذلك أهل النار وكل من دخلها، ذِكر من قال ذلك: عن ابن عباس: يأمر النارَ أن تأكلهم. وقال ابن مسعود: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا. وعن الشعبي: جهنم أسرع الدارين عمرانا وأسرعهما خرابا. وعن ابن زيد: أخبرنا بالذي يشاء لأهل الجنة فقال {عطاء غير مجذوذ}، ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار ... "التفسير" (7/ 118).
. وقد نقل السيوطي! في "الدر المنثور" (3/ 350) تلك الآثار وزاد عليها:
وعن الحسن البصري عن عمر رضي الله عنه: لو لبث أهل النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه. وعن أبي هريرة: سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد. أ.هـ
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[30 - 08 - 03, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم أحيلك إلى كتاب:
رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار
محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
تخرج وتعليق العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني
تجد فيه جميع الآثار التي ذكرت وزيادة ....
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 03, 03:07 ص]ـ
الآثار الواردة عن الصحابة رضوان الله عليهم في هذا الباب لايصح منها شيء
والقول الصحيح عند أهل السنة هو القول بعدم فناء الجنة والنار.
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[31 - 08 - 03, 07:52 ص]ـ
وسئل ابن تيمية رحمه الله عن حديث أنس بن مالك عن النبى انه قال (سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسى والعرش).
فصل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبى وإنما هو من كلام بعض العلماء وقد إتفق سلف الأمة وائمتها وسائر اهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكلام المبتدعين كالجهم بن صفوان ومن وافقه من المعتزلة ونحوهم وهذا قول باطل يخالف كتاب الله وسنة رسوله وإجماع سلف الأمة وأئمتها كما في ذلك من الدلالة على بقاء الجنة وأهلها وبقاء غير ذلك مما لا يتسع هذه الورقة لذكره وقد إستدل طوائف من أهل الكلام والمتفلسفة على إمتناع فناء جميع المخلوقات بأدلة عقلية والله أعلم.
الفتاوى 18/ 307.
قلت:
ثمانية حكم الفنا لايعمها من .................... الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش والكرسي نار وجنة ........ ..... وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم.
فأما الصحابة فلم يثبت عن أحدهم شيء من ذلك بل ثبت خلافه كما بينه البهيجي في كتاب الاستنفار بل نقل ص 157 قول الألباني لم يثبت القول بفناء النار عن أحد من السلف وإنما هي آثار واهية لا تقوم بها حجة وبعض أحاديث موضوعه… وهو من تعليق الألباني على شرح الطحاوية ().
وأما شيخ الإسلام وابن القيم عليهما رحمة الله فقد نفى عنهما هذا الإعتقاد الخبيث غير واحد من أهل العلم:
قال ابن قاسم معلقاً على قول شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية 1/ 157:
(وان بقاء الجنة والنار بقاء مطلق) قال ابن قاسم: وهذا مع ما يأتي يكذب ما افتراه أعداؤه من القول بفناء النار أ- هـ.
وقال عبدالعزيز الراجحي في كتابه قدوم كتائب الجهاد إن ما نسبه هذا الضال () لشيخ الإسلام باطل وكذب وزور بل شيخ الإسلام يقول بخلافه ص 84 وقال ص 85 أن العمدة في هذا ما ذكره شيخ الإسلام في كتبه أما ما نسبه أعداؤه إليه فلا حجة فيه وان صح عنه فالحق من قوليه ما وافق الدليل وهو القول بعدم فناء النار.
وقال ص85 إن نسبة هذا القول للعلامة ابن القيم باطل ايضاً بل هو يقول بخلافه.
وقال ص87 كما أن شيخ الإسلام لم يصرح بذلك في شيء من كتبه بل صرح بخلافه وهذا القول الذي نسبه إليه أعداؤه من أهل البدع أو بعض من تساهل من أهل السنة ونسبه إليه بناءً على قول أعدائه وهو قول باطل كما سبق والله تعالى أعلم.
وقد نفى هذا القول عن الشيخين ايضاً خليل السبيعي في مقدمة إيقاف الفريقين على خلود أهل الدارين للكرمي وقد قدم له الشيخ ابن جبرين وقال في تقديمه لهذا الكتاب (فقد تبين من هذه النقول ان من عزى إلى الشيخين رحمهما الله تعالى القول بفناء النار وانقطاع العذاب فقد تخرص وتكلم فيهما بغير علم فإن مؤلفاتهما متوفرة بأيدي الناس وهي في متناول الأيدي وقد اشتملت على أنواع من علوم العقيدة ومن ذلك التصريح بدوام النعيم والعذاب في الآخرة دون الإشارة إلى فناء النار والميل إليه …الخ) بل ألف في هذا الموضوع علي بن علي بن جابر كتاباً مستقلاً وقد ذكر برأتهما صاحب كتاب الاستنفار لمحق القول بفناء النار من ص 88 حتى 109.
قلت: راجع فتاوى عبد الرزاق عفيفي ص372: فهو متوقف في المسألة.
ومن المراجع أيضا في هذا الموضوع:
1ـ رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للصنعاني تحقيق الألباني.
2ـ توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين لمرعي بن يوسف الحنبلي تحقيق خليل السبيعي.
3ـ الرد على من قال بفناء الجنة والنار لإبن تيمية تحقيق الدكتور محمد السمهري.
4ـ فتاوى اللجنة الدائمة 3/ 486 - 493.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/424)
ـ[الوسيط]ــــــــ[31 - 08 - 03, 02:23 م]ـ
رفع الاستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للصنعاني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11840
ـ[حنبل]ــــــــ[31 - 08 - 03, 09:38 م]ـ
جزاك الله خيرا شيوخنا و جعلة فى ميزان حسناتكم.
و هذا حال أهل البدع لا يقتنعون الا بما يوافق اهوائهم
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[01 - 09 - 03, 01:31 ص]ـ
..... لما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لايشينه خبث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فانهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض .....
الوابل الصيب ... لابن القيم
ـ[كريمة المروزية]ــــــــ[01 - 09 - 03, 06:37 ص]ـ
أليس ابن القيم رحمه الله ممن قال بفناء النار سمعنا هذا من أحد المشائخ
ثم قرأت له ما قاله في النونية وانكاره للفناء رجعت بها على الشيخ فقال لعله تراجع رحمه الله تعالى
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 - 09 - 03, 03:57 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وذكر ابن قيم الجوزية رحمه الله القول بالفناء وذكر له ثمانية أوجه في حادي الأرواح.
لكن الذي عليه أهل السنة والجماعة عليهم سحائب الرضوان والمغفرة:
" عدم فناء الجنة والنار وأنهما باقيتان أبد الآباد "
وقال سماحة الشيخ العلامة الراحل عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" وقال بعض السلف إن النار لها أمد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة وأنهم يموتون أو يخرجون منها.
وهذا قول ليس بشيء عند جمهور أهل السنة والجماعة بل هو باطل ترده الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة كما تقدم وقد استقر قول أهل السنة والجماعة إنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضا، بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام،
ومن الأدلة على ذلك مع ما تقدم قوله سبحانه في شأن النار: ? كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)
وقوله سبحانه في سورة النبأ يخاطب أهل النار: (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا)
نسأل الله السلامة والعافية منها ومن حال أهلها."
والله أعلم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[01 - 02 - 05, 05:14 م]ـ
ما نُسب إلى بعضِ السلفِ من القولِ بفناءِ النارِ لا يثبتُ.
قال العلامةُ الألباني في " تعليقهِ على الطحاويةِ " في الحاشيةِ (ص 424 رقم 591): " قلتُ: لم يثبت القولُ بفناءِ النارِ عن أحدٍ من السلفِ، وإنما هي آثارٌ واهيةٌ لا تقومُ بها حجةٌ، وبعضُ أحاديثهِ موضوعةٌ، لو صحت لم تدل على الفناءِ المزعومِ، وإنما على بقاءِ النارِ، وخروجِ الموحدين منها، وقد كنتُ خرجتُ بعض ذلك في " الضعيفةِ " برقم (606، 707). ثم وقفتُ على رسالةٍ مخطوطةٍ في مكتبةِ المكتبِ الإسلامي للعلامةِ الأميرِ الصنعاني في هذه المسألةِ الخطيرةِ ردَّ فيها على ابن القيمِ رحمهُ اللهُ، فعلقتُ عليها وخرجتُ أحاديثهما وقدمتُ لها بمقدمةٍ ضافيةٍ ".ا. هـ.
وقال الصنعانيُّ في الرسالةِ التي أشار إليها العلامةُ الألباني - رحم اللهُ الجميع - (ص 116): " وأقولُ: قد عرفت أنهُ نقل عن ستةٍ من الصحابةٍ عباراتٌ لا تدلُ على مدعاهُ، وهو فناءُ النارِ بنوعٍ من الدلالاتِ كما أوضحناهُ، ولا يصحُ نسبتهُ لتلك الدعوى إلى واحدٍ من أولئك الستةِ، فلم يوجدْ لأحدٍ مما وجدنا عن واحدٍ من الصحابةٍ أنه يقولُ بفناءِ النارِ كما أنهُ لا يوجدُ قائلٌ من الصحابةِ أنه يقولُ بعدمِ فناءِ النارِ فإن هذه المسألةَ وهي فناءُ النارِ لا تعرفُ في عصرِ الصحابةِ، ولا دارت بينهم، فليس نفي ولا إثباتٌ، بل الذي عرفوهُ فيها هو ما في الكتابِ والسنةِ من خلودِ أهلِ النارِ أبداً، وأن أهلها ليسوا منها بمخرجين، وعرفوا ما ثبت من خروجِ عصاةِ الموحدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/425)
إذا عرفت هذا عرفت أن دعوى فناءِ النارِ أو عدمِ فنائها قولٌ للصحابةِ، دعوى باطلةٌ، إذ هذه الدعوى لا توجدُ في عصرهم، حتى يجمعوا عليها نفياً أو إثباتاً. نعم القولُ الذي دل عليه القرآنُ من خلودِ النارِ أهلها فيها أبداً يتضمنُ القولَ عنهم بما تضمنهُ القرآنُ ودل عليه الأصلُ فيما أخبر اللهُ به عن الدارين الأخروينِ البقاء فلا يحتاجُ مدعي عدم الفناء إلى الدليلِ على ذلك الأصل ".ا. هـ.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[03 - 02 - 05, 06:32 ص]ـ
الآثارُ الواردةُ عن السلفِ والحكمُ عليها:
1 - عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ قَوْلُهُ: " لَوْ لَبِثَ أَهْل النَّار فِي النَّار عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ لَكَانَ لَهُمْ يَوْم يَخْرُجُونَ فِيهِ ".
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/ 429): " أَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيره ... وَهُوَ مُنْقَطِعٌ ".
وقال الصنعاني في " رفعِ الأستار " (ص 65): " من حيثُ الروايةُ فإنهُ منقطعٌ، لنصِ شيخِ الإسلامِ - يقصدُ ابنَ القيمِ - بأنهُ لم يسمعهُ الحسنُ من عمرَ، واعتذارهُ بأنهُ لم يصح للحسنِ عن عمرَ لما جزم به يلزم أن يجري في كلِ مقطوعٍ يجزمُ بهِ راويهِ ولا يقولُ هذا أئمةُ الحديثِ كما عرفت في قواعدِ أصولِ الحديثِ، بل الانقطاعُ عندهم علةٌ ".ا. هـ.
وقد ردّ العلامةُ الألباني - رحمه اللهُ - على تصحيحِ ابن القيمِ لهذا الأثرِ في " الضعيفةِ " (606) فقال: " وإن مما يجبُ الوقوفُ عنده، وتحقيقُ القولِ فيه ما ذكرهُ ابنُ القيمِ في " حادي الأرواحِ إلى بلادِ الأفراحِ " من روايةِ عبدِ بنِ حميدٍ قال: " بإسنادين صحيحينِ له عن الحسنِ قال: قال عمرُ بنُ الخطابِ ... فذكرهُ.
ذكر ذلك في تفسير قولهِ تعالى: " لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا " [النبأ: 23]. وقال ابنُ القيمِ: " وحسبك بهذا الإسنادِ جلالةً، والحسنُ وإن لم يسمع من عمرَ، فإنما رواهُ عن بعضِ التابعين، ولو لم يصح عنده ذلك عن عمرَ لما جزم به وقال: " قال عمرُ بنُ الخطابِ ".
قلتُ: هذا كلامٌ خطابيٌّ، أستغربُ من صدورهِ من ابنِ القيمِ رحمهُ اللهُ. لأنه خلافُ ما هو مقررٌ عند أهلِ الحديثِ في تعريفِ الحديثِ الصحيحِ: أنهُ المسندُ المتصلُ بروايةِ العدلِ الضابطِ.
فإذا اعترف بإنقطاعهِ بين الحسنِ وعمرَ، فهو منافٍ للصحةِ بله الجلالةِ! وخلافُ المعروفِ عندهم من ردهم لمراسيلِ الحسنِ البصري خاصةً، ولذلك قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في أثرِ الحسنِ هذا نفسهِ: " فهو منقطعٌ، ومراسيلُ الحسنِ عندهم واهيةٌ، لأنه كان يأخذُ من كلِ أحدٍ ... ".ا. هـ.
وقال العلامةُ الألباني في تحقيقهِ لكتابِ " رفعِ الأستارِ " (ص 65): " قلتُ: إسنادهُ ضعيفٌ لانقطاعهِ ".
وقال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتحِ " (11/ 429) على فرضِ ثبوتِ الأثرِ عن عمر: " قُلْت: وَهَذَا الْأَثَر عَنْ عُمَر لَوْ ثَبَتَ حُمِلَ عَلَى الْمُوَحِّدِينَ ".ا. هـ.
2 - عَنْ اِبْن عَبَّاس: " قَالَ النَّار مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه إِنَّ رَبّك حَكِيم عَلِيم " قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْآيَة آيَة لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْكُم عَلَى اللَّه فِي خَلْقه أَنْ لَا يُنْزِلَهُمْ جَنَّة وَلَا نَارًا ".
قال العلامةُ الألباني في تحقيقه لـ " رفعِ الأستارِ " (ص 71): " قلتُ: هذا أثرٌ منقطعٌ، لأن علي بنَ أبي طلحةَ لم يسمع من ابنِ عباسٍ، وإن كان معناهُ صحيحاً على ما سيبينهُ المؤلفُ رحمهُ الله تعالى، ثم إن في الطريقِ إليه عبدَ الله بنَ صالحٍ وفيه ضعفٌ ".ا. هـ.
وقد علق الصنعاني على الأثر بقولهِ: " وأقولُ: لا يخفى على ناظرٍ أنهُ لا دلالةَ في هذا الأثرِ ولا رائحةَ دلالةٍ على المدعى من فناءِ النارِ، بل غايةُ ما يُفيدهُ الإخبارُ عن أنه لا يُجزمُ للمؤمنِ أنه من أهلِ الجنةِ، ولا العاصِ من عصاةِ المؤمنين أنه من أهلِ النارِ. وهذا المعنى ثابتٌ في الأحاديثِ الصحيحةِ ".ا. هـ.
3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرو قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّارِ زَمَانٌ تَخفِقُ أَبْوَابُهَا وَلَيْسَ فِيْهِ أَحَدٌ. يَعْنِي مِنَ المُوحِّدين ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/426)
قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " الضعيفةِ " (2/ 72) في الحكم على الأثر: " قال الحافظُ: " كذا فيهِ، ورجالهُ ثقاتٌ، والتفسيرُ لا أدري ممن هو؟ وهو أولى من تفسيرِ المصنفِ ".
قلتُ: الظاهرُ أن التفسيرَ المذكورَ، من مخرجهِ البزارُ، فقد أخرجهُ الفسوي في " تاريخهِ " بسندِ البزارِ عينهُ عن أبي بلجٍ به، وليس فيهِ التفسيرُ المذكورُ، هكذا ذكرهُ الذهبي في ترجمة أبي بلجٍ. وكذا الحافظُ في " التهذيبِ " عن الفسوي وزاد: " قال ثابتٌ البناني: سألتُ الحسن عن هذا؟ فأنكرهُ ".
وأبو بلجٍ هذا في نفسهِ ثقةٌ، ولكنهُ ضعيفٌ من قبلِ حفظهِ، ولذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكرٌ ".ا. هـ.
فوائد:
الفائدةُ الأولى: قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " رفعِ الأستارِ " (ص 83) تعليقاً على تفسير " الكشاف " للزمخشري: " وكتابهُ " الكشاف عن حقائقِ التنزيلِ " أشهرُ من أن يذكر، وقد اعتنى به العلماءُ من بعده شرحاً واختصاراً ونقداً وتجريحاً كما تراه مبيناً في " كشف الظنون "، وهو محشوٌ بالبدعة وعلى طريقةِ المعتزلةِ في إنكارِ الصفاتِ والرؤيةِ والقولِ بخلقِ القرآنِ وغيرِ ذلك من أصولِ المعتزلةِ ".ا. هـ.
الفائدةُ الثانيةُ: نقل العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في المصدرِ الآنف (ص 84) نصاً عن الشوكاني في ردهِ على الزمخشري أثناء غمزه في عبدِ اللهِ بنِ عمرو فقال: " وقد أحسن الرد عليه الإمامُ الشوكاني رحمه الله تعالى، فقال في " فتح القدير ": " وأما الطعنُ على صاحبِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحافظِ سنتهِ، وعابدِ الصحابةِ عبدِ اللهِ بن عمرو رضي اللهُ عنه فإلى أين يا محمود؟! أتدري ما صنعت؟ وفي أي وادٍ وقعت؟ وعلى أي جنبٍ سقطت؟! ومن أنت حتى تصعدَ إلى هذا المكانِ؟ وتتناول نجومَ السماءِ بيدك القصيرةِ ورجلك العرجاء؟! أما كان لك في مكسري! طلبتك من أهلِ النحو واللغةِ ما يردك عن الدخولِ فيما لا تعرف، والتكلم بما لا تدري؟! فيا لله العجب ما يفعلُ القصورُ في علم الروايةِ والبعدِ عن معرفتها إلى أبعدِ مكانٍ من الفضيحةِ لمن لم يعرف قدر نفسهِ، ولا أوقفها حيثُ أوقفها اللهُ سبحانهُ ".ا. هـ.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[04 - 02 - 05, 07:04 ص]ـ
يبقى سؤال: فناء النار هل هو قول لأهل السنة (كما سرد تلك الأقوال
جمع من أهل العلم كصاحب شرح الطحاوية) أم أنه قول مرذول لا يعتبر من
صميم أقوال اهل السنة؟؟
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[19 - 02 - 05, 09:23 م]ـ
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء
ما رأي فضيلتكم في هذه الفتنة التي ظهرت وانتشرت بين أوساط الشباب لا سيما صغار السن منهم، وهي القول بفناء النار أو عدم فنائها
أفتونا جزاكم الله خير
الجواب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فإن هذه المسالة قد بحثت وقتلت بحثا منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأئمة الهدى والدين وعلماء سلف الأمة المتقدمين منهم والمتأخرين اختلف السلف فيها على قولين على ضوء ما جاء في الكتاب والسنة.
القول الأول:
عليه جمهور سلف الأمة وهو خلود النار ودوامها وعدم فنائها.
القول الثاني:
لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاب ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب.
وكل من القولين مأثور عن السلف، وينظر في أدلة الفريقين فأيها كان أقوى دلالة كان هو القول الراجح.
فأما القول الأول وهو قول الجمهور فمن أدلته:
قوله تعالى: {وما هم منها بمخرجين} , وقوله تعالى: {إن عذابها كان غراما} أي ملازما دائما, وقوله تعالى: {وما هم بخارجين من النار} , وقوله تعالى: {لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون} , وقوله تعالى: {خالدين فيها أبدا} , وقوله تعالى: {لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/427)
أما القائلين بفناء النار فمن أدلتهم قوله تعالى: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء ربك إن ربك حكيم عليم} , وقوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} , وجه الدلالة من الآيتين أنه لم يأت بعد الاستثناء ما يدل على دوام النار كما جاء في شأن الجنة مما يدل على دوامها في قوله تعالى: {عطاء غير مجذوذ}، فدل على أن النار تفنى والجنة نعيمها دائم لا ينقطع، وقوله تعالى: {لابثين فيها أحقابا} وجه الاستدلال من الآية أن الأحقاب أوقات معدودة محصورة لا بد لها من نهاية. كما استدلوا بآثار عن الصحابة كأبي هريرة وابن مسعود وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه. قالوا ومن حيث المعنى فإن عذاب الكفار مراد بالعرَض ونعيم الجنة مراد لذاته فما كان مرادا بالعرَض فإنه ينتهي بانتهاء ذلك العرض، وما كان مرادا لذاته فإنه يدوم ولا ينقطع، ومعنى مراد بالعرَض يعني أن تعذيبهم عَرَض لأجل كفرهم فإذا نقوا وتطهروا بالعذاب زال عنهم درن الكفر فأصبح تعذيبهم لا حكمة فيه إلى غير ذلك مما لم يذكر.
فإذا كان الأمر كذلك أعني أن المسألة فيها قولان للسلف فمن اجتهد وهو من أهل الاجتهاد وأخذ بأحد القولين فإنه لا ينكر عليه ولا يضلل ولا يبدع، لأن السب والتجريح و تضليل الآخرين وهم ليسوا كذلك فيه إثم ومعصية ويترتب عليه الاختلاف والفرقة التي نهى الله عباده عنها، ويفرح به أعداء الجميع من يهود ونصارى وعلمانيين وحداثيين ومنافقين وغيرهم من أصناف الكفار الذين يسرهم كثيرا حصول الاختلاف والفرقة بين المسلمين، وإني أهيب بأبنائي من شباب، واخواني من طلبة العلم أن يكفوا عن إثارة هذه الفتنة وأن يوجهوا أقلامهم إلى الرد على أعدائهم كلهم من يهود ونصارى وعلمانيين وغيرهم من أنواع الكافرين، فإن ذلك أحرى بأن تتحد كلمة الأمة وعلمائها, وأن يفوتوا بذلك على الأعداء فرصتهم، هذا أملى في أبنائي الشباب واخواني طلبة العلم والمعنيين في هذه المسألة أن يستجيبوا لندائي هذا ويوقفوا هذه الأعمال التي لا يستفيد منها إلا العدو.
نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويجمع على الحق كلمة المسلمين إنه على كل شيء قدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أملاه
حمود بن عقلاء الشعيبي
18/ 4/1421 هـ
ـ[عارف]ــــــــ[20 - 02 - 05, 11:53 ص]ـ
كفى وشفى ما في الفؤاد فلم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
ـ[زيد عبد القادر اْبو اْحمد]ــــــــ[04 - 03 - 09, 08:05 ص]ـ
رحم الله الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي، كان إماما و شيخا مجاهداً، مثالاً للربّانيّة و شوكة في حلوق الأعداء ..
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 10:19 ص]ـ
الباعث على القول بفناء النار هو الآتي
أن الجنة من آثار رحمة الله ورحمة الله صفة ذاتية لا تنفك عنه سبحانه وتعالى و أما النار فإنها من آثار غضبه سبحانه وتعالى وغضبه سبحانه وتعالى صفة فعلية اختيارية فالقول بعدم فناء النار يعني عدم انفكاك الغضب عنه سبحانه وتعالى أي كونها صفة ذاتية فلذلك جاء القول بفناء النار لهذه العلة وهو قول ابن القيم في حادي الأرواح وابن تيمية وغلط من نفاه عنهما كما قال الشيخ صالح آل شيخ
والصحيح الذي عليه الجمهور أنها لا تفنى وذ لك للأدلة المحكمة الصريحة في ذلك ومن امثلتها حديث الكبش الذي يذبح بين الجنة والنار ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت و يأهل النار خلود فلا موت وخلود أهل المكان يستلزم خلود المكان
و هناك بعض الآراء الشاذة في فناء النار لابن عربي وغيره من أن أهل النار يعذبون فيها ثم يتحولون إلى الطبيعة النارية وهناك قول آخر ينسب للجهمية وهو أن العذاب ينقطع ويبقى العذاب بالاستصحاب أي لا يتجدد وذلك لأصل أصلوه وهو أن العقل اقتضى أن الحركة التي تبدا ستنتهي وأن المتحرك الذي بدا حركة لا بد أن تنتهي حركته
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل القول بفناء النار يضلل فيه قائله نظرا للأثار الواردة في ذلك وإن كانت ضعيفة او موضوعة وكذلك نظرا للحجة التي أوردوها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 02:50 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن المحمود حفظه الله عن هذه المسألة
(أن هذه الآثار الواردة عند التحقيق تكون على قسمين:
1 - قسم ثبتت انها ضعيفه وإن كان صريحة فلا يحتج بها
2 - قسم أن المقصود بالنار هي نار أهل الكبائر. انتهى كلامه حفظه الله)
ـ[أسامة عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 03 - 09, 07:41 م]ـ
يوجد كتاب مهم جدا للشيخ العلامة سليمان العلوان: " تنبيه الأخيار على عدم فناء النار"
تجده في هذا الرابط مع مكتبته الصوتية كامله:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=258164
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/428)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 09:25 ص]ـ
من البديع في هذه المسألة ما حصل للعلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله , صاحبُ أضواء البيان , حين نقله عنهُ أحد أعيان تلاميذه وملازميه وهو الفقيه الأصولي أحمد بن أحمد المختار الجكني الشنقيطي.
وفي هذا الوقف يظهرُ رجوعُ العلامة الإمام محمد بن إبراهيم -رحمة الله عليه وبركاته - إلى الحق بدون تعصبٍ أو مكابرة , وتلك منقبةٌ عظيمةٌ عزَّ أهلُها في أزمنتنا اليوم.
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين بن أحمد المختار الجكني الشنقيطي , ناقلاً ذلك عن الشيخ الأمين رحمه الله:
لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
وحدثني شيخي: أن يوماً من الأيام حضرت جماعة من الأساتذة المصريين للسلام عليهما , ودار بحث في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشيخ محمد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان , فكان يقول:
إذا قلنا الإنسان حيوان شاركه في هذا التعريف كل حيوان , وإذا قلنا هو حيوان منتصب القامة يمشي على قدمين عاري الجسد , كان بإمكان صاحب سفسطة أن يأخذ دجاجا وينتف ريشه حتى يكون عاري الجسد , ويقول: هذا منتصب القامة يمشي على قدمين , وإذا قلنا هو الحيوان الضاحك شاركه القرد في ذلك , لكن إذا قلنا هو الحيوان الناطق اختص الإنسان بهذا الوصف , فهو الفصل بالنسبة إليه.
كل ذلك البحث والشيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار!
فقال لشيخنا: أليس يا شيخ بإمكاننا أن نقول الإنسان حيوان يأكل , فضحك الجميع والتحقوا به رحمه الله ما ألطف نكتته هذه.
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال:
عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
قلتُ: نعم.
فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبد الوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
قال الشيخ:
وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا استغضبت، فقلتُ له:
يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الوهاب؟
إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملا، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: سَمْ؟! وهي بلهجة أهل نجد من مدلولها ما تقول؟.
فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!.
قال: وكان (أي: ابن إبراهيم رحمه الله) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
قال الشيخ الأمين:
إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
لقد استدل بآية النبأ (لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا)، وبآية هو (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/429)
واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبد الله: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير)، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي .....
قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.
قال شيخنا: فقلتُ له:
إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) إلى قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا).
فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكمانه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذي أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع ** أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح ** فما بقي تعيينه متضح
ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى،
فمثلاً:
يحتمل: أن النار تخبو.
ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.
ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: (كلما خبت زدناهم سعيراً)، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها)، ويقول: (وما هم منها بمخرجين)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: (إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي)، ويقول: (ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)، ويقول: (إن عذابها كان غراماً)، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: (فسوف يكون لزاما)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/430)
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.
قلت أنا الفودري سبحان الله سرد الشيخ رحمه الله خمسين آية في مسألة واحدة من أول القرآن إلى آخر القرآن وكأنها في صفحة واحدة بارك الله في ذاكرة العلماء وجعلني الله وإياكم ممن يتمتعون بذاكرة مثلهم
وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص): (هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج)، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): (قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)، وقال أيضاً في نفس السورة: (كل كذب الرسل فحق وعيد).
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
والجمع واجب متى ما أمكنا ** إلا فللأخير نسخ بينا
إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.
وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: (يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين)، وبالله تعالى التوفيق
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:19 ص]ـ
سبقني الاخ الشنقيطي بها وهو كتاب مطبوع باسم مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الامين الجنكي الشنقيطي رحمه الله من الصفحة 51 الى 62
واظن انه لن تجد كلاما افضل من هذا فارجع الى الكتاب وهو كتاب يحوي عدة مجالس لشيخ العلامة(25/431)
ما حكم الشيعة الزيدية
ـ[ tamer_d] ــــــــ[31 - 08 - 03, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك فرقة من فرق الشيعة موجودة في العالم العربي وخاصة في اليمن وهي فرقة قريبة جدا من معتقدات اهل
السنة , ما حكم اهل السنة فيهم؟؟؟؟؟؟؟
ارجو الاجابة بشكل دقيق
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[01 - 09 - 03, 01:27 ص]ـ
نعم يا أخي ...
وارجع لما كتبه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وطلبته حفظهم الله ... ومن جاء قبل من العلماء رحمهم الله ...
فلقد انطلقت دعوة الشيخ السلفية الإصلاحية من منطقة تعج بأهل البدع من الزيدية والصوفية وأهل الطرق الأخرى ومع ذلك كان لها الظهور والنصر والتمكين بتوفيق رب العالمين وتاب الكثير من الزيدية وغيرهم ورجوعوا للمنهج الحق والحمدلله ولا تزال الدعوة مستمرة بحمد الله ...
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[17 - 09 - 03, 10:06 ص]ـ
سمعت أن الشوكانى زيدى فما صحة ذلك
ـ[متعلم 1]ــــــــ[18 - 09 - 03, 12:38 ص]ـ
الذي اعرفه ان الزيدية كانت من اقرب فرق الشيعة لأهل السنة والجماعة، واما الان فهم غلاة باطنية زنادقة ....
وللمزيد من العلومات استمع لشريط الشيخ ممدوح الحربي في مجموعته فرق الشيعة: فرقة الزيدية.
ـ[الوسيط]ــــــــ[18 - 09 - 03, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشوكاني:
محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني ثم الصنعاني
عقيدته عقيدة مذهب السلف من حمل صفات الباري تعالى الواردة في القرآن والسنة النبوية الصحيحة على ظاهره من غير تأويل ولا تحريف. وقد ألف رسالة في ذلك سماها (التحف بمذهب السلف) وله 114 مؤلفاً في العديد من الفنون ..
منقول من كتاب الدراري المضيّة شرح الدرر البهية ((كلاهما للامام العلامة الفقيه المجتهد محمد بن علي الشوكاني 1173 - 1250 هـ
**********************************************
الزيدية من الفرق الشيعية:
التعريف:
تعتبر الزيدية أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة والجماعة حيث يتصف مذهبهم بالإبتعاد عن غلو الإثنا عشرية وباقي الشيعة، كما أن نسبتها ترجع إلى مؤسسها زيد بن علي زين العابدين الذي صاغ نظرية شيعية متميزة في السياسة والحكم، وقد جاهد من أجلها وقتل في سبيلها، وكان يرى صحة إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعاً ولم يقل أحد منهم بتكفير أحد من الصحابة ومن مذهبهم جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• ترجع الزيدية إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهما (80 - 122هـ/698 - 740م)، قاد ثورة شيعية في العراق ضد الأمويين أيام هشام بن عبد الملك، فقد دفعه أهل الكوفة لهذا الخروج ثم ما لبثوا أن تخلوا عنه وخذلوه عندما علموا بأنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا يلعنهما، بل يترضى عنهما، فاضطر لمقابلة جيش الأمويين وما معه سوى 500 فارس حيث أصيب بسهم في جبهته أدى إلى وفاته عام 122هـ.
- تنقل في البلاد الشامية والعراقية باحثاً عن العلم أولاً وعن حق أهل البيت في الإمامة ثانياً، فقد كان تقياً ورعاً عالماً فاضلاً مخلصاً شجاعاً وسيماً مهيباً ملماً بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- تلقى العلم والرواية عن أخيه الأكبر محمد الباقر الذي يعد أحد الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية.
- اتصل بواصل بن عطاء رأس المعتزلة وتدارس معه العلوم، فتأثر به وبأفكاره التي نقل بعضها إلى الفكر الزيدي، وإن كان هناك من ينكر وقوع هذا التتلمذ، وهناك من يؤكد وقوع الإتصال دون التأثر.
- تتلمذ عليه أبو حنيفة النعمان وأخذ عنه العلم.
- بصرف النظر عن رأي يشكك، فإن من مؤلفاته كتاب المجموع في الحديث، و كتاب المجموع في الفقه، وهما كتاب واحد اسمه المجموع الكبير، رواهما عنه تلميذه أبو خالد عمر خالد الواسطي الهاشمي الذي مات في الربع الثالث من القرن الثاني للهجرة.
• أما ابنه يحيى بن زيد فقد خاض المعارك مع والده، لكنه تمكن من الفرار إلى خراسان حيث
لاحقته سيوف الأمويين فقتل هناك سنة 125هـ.
• فوض الأمر بعد يحيى إلى محمد وإبراهيم.
- خرج محمد بن عبد الله الحسن بن علي (المعروف بالنفس الزكية) بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان.
- وخرج من بعده أخوه إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/432)
• أحمد بن عيسى بن زيد - حفيد مؤسس الزيدية - أقام بالعراق، وأخذ عن تلاميذ أبي حنيفة فكان ممن أثرى هذا المذهب وعمل على تطويره.
• من علماء الزيدية القاسم بن إبراهيم المرسي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما (170 - 242هـ) تشكلت له طائفة زيدية عرفت باسم القاسمية.
• جاء من بعده حفيده الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم (245 - 298هـ) الذي عقدت له الإمامة باليمن فكان ممن حارب القرامطة فيها، كما تشكلت له فرقة زيدية عرفت باسم الهادوية منتشرة في اليمن والحجاز وما والاها.
• ظهر للزيدية في بلاد الديلم وجيلان إمام حسيني هو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر باسم الأطروش، فقد هاجر هذا الإمام إلى هناك داعياً إلى الإسلام على مقتضى المذهب الزيدي فدخل فيه خلق كثير صاروا زيديين ابتداء.
• ومنهم الداعي الآخر صاحب طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهما والذي تكونت له دولة زيدية جنوب بحر الخزر سنة 250هـ.
• وقد عرف من أئمتهم محمد بن إبراهيم بن طباطبا، الذي بعث بدعاته إلى الحجاز ومصر واليمن والبصرة. ومن شخصياتهم البارزة كذلك مقاتل بن سليمان، ومحمد بن نصر. منهم أبو الفضل بن العميد والصاحب بن عباد وبعض أمراء بني بويه.
• استطاعت الزيدية في اليمن استرداد السلطة من الأتراك إذ قاد الإمام يحيى بن منصور بن حميد الدين ثورة ضد الأتراك عام 1322هـ وأسس دولة زيدية استمرت حتى سبتمبر عام 1962م حيث قامت الثورة اليمنية وانتهى بذلك حكم الزيود ولكن لا زال اليمن معقل الزيود ومركز ثقلهم.
• خرجت عن الزيدية ثلاث فرق طعن بعضها في الشيخين، كما مال بعضها عن القول بإمامة المفضول، وهذه الفرق هي:
- الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد.
- الصالحية: أصحاب الحسن بن صالح بن حي.
- البترية: أصحاب كثير النوي الأبتر.
- الفرقتان الصالحية والبترية متفقتان ومتماثلتان في الآراء.
- هذه الفرق بجملتها لم يعد لها مكانة بارزة عند الزيدية المعاصرة.
الأفكار والمعتقدات:
• يجيزون الإمامة في كل أولاد فاطمة، سواء أكانوا من نسل الإمام الحسن أم من نسل الإمام الحسين - رضي الله عنهما.
- الإمامة لديهم ليست بالنص، إذ لا يشترط فيها أن ينص الإمام السابق على الإمام اللاحق، بمعنى أنها ليست وراثية بل تقوم على البيعة، فمن كان من أولاد فاطمة وفيه شروط الإمامة كان أهلاً لها.
- يجوز لديهم وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في قطرين مختلفين.
- تقول الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل إذ لا يشترط أن يكون الإمام أفضل الناس جميعاً بل من الممكن أن يكون هناك للمسلمين إمام على جانب من الفضل مع وجود من هو أفضل منه على أن يرجع إليه في الأحكام ويحكم بحكمه في القضايا التي يدلي برأيه فيها.
• معظم الزيدية المعاصرين يقرون خلافة أبي بكر وعمر، ولا يلعنونهما كما تفعل فرق الشيعة، بل يترضون عنهما ويقرون بصحة خلافة عثمان مع مؤاخذته على بعض الأمور.
• يميلون إلى الإعتزال فيما يتعلق بذات الله، والإختيار في الأعمال. ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منزلة بين المنزلتين كما تقول المعتزلة.
• يرفضون التصوف رفضاً قاطعاً.
• يخالفون الشيعة في زواج المتعة ويستنكرونه.
• يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر.
• هم متفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع مثل:
- قولهم " حي على خير العمل " في الأذان على الطريقة الشيعية.
- صلاة الجنازة لديهم خمس تكبيرات.
- يرسلون أيديهم في الصلاة.
- صلاة العيد تصح فرادى وجماعة.
- يعدون صلاة التروايح جماعة بدعة.
- يرفضون الصلاة خلف الفاجر.
- فروض الوضوء عشرة بدلاً من أربعة عند أهل السنة.
• باب الإجتهاد مفتوح لكل من يريد الإجتهاد، ومن عجز عن ذلك قلد، وتقليد أهل البيت أولى من تقليد غيرهم.
• يقولون بوجوب الخروج على الإمام الظالم الجائر ولا تجب طاعته.
• لا يقولون بعصمة الأئمة عن الأخطاء , كما لا يغالون في رفع أئمتهم علىغرار ما تفعله معظم فرق الشيعة الأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/433)
- لكن بعض المنتسبين للزيدية قرروا العصمة لأربعة فقط من أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم جميعاً.
• لا يوجد عندهم مهدي منتظر.
• يستنكرون نظرية البداء التي قال بها المختار الثقفي، حيث إن الزيدية تقرر أن علم الله أزلي قديم غير متغير وكل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ.
• قالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حراً مختاراً في طاعة الله أو عصيانه، ففصلوا بذلك بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا وهو رأي أهل البيت من الأئمة.
• مصادر الاستدلال عندهم كتاب الله، ثم سنة رسول الله، ثم القياس ومنه الاستحسان والمصالح المرسلة، ثم يجيء بعد ذلك العقل، فما يقر العقل صحته وحسنه يكون مطلوباً وما يقر قبحه يكون منهياً عنه.
وقد ظهر من بينهم علماء فطاحل أصبحوا من أهل السنة، سلفيو المنهج والعقيدة أمثال: ابن الوزير وابن الأمير الشوكاني.
الجذور الفكرية والعقائدية:
• يتمسكون بالعديد من القضايا التي يتمسك بها الشيعة كأحقية أهل البيت في الخلافة وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وتقليدهم، وزكاة الخمس، فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة.
• تأثر الزيدية بالمعتزلة فانعكست اعتزالية واصل بن عطاء عليهم وظهر هذا جلياً في تقديرهم للعقل وإعطائه أهمية كبرى في الاستدلال، إذ يجعلون له نصيباً وافراً في فهم العقائد وفي تطبيق أحكام الشريعة وفي الحكم بحسن الأشياء وقبحها فضلاً عن تحليلاتهم للجبر والاختيار ومرتكب الكبيرة والخلود في النار.
• أخذ أبو حنيفة عن زيد، كما أن حفيداً لزيد وهو أحمد بن عيسى بن زيد قد أخذ عن تلاميذ أبي حينفة في العراق، وقد تلاقي المذهبان الحنفي السني والزيدي الشيعي في العراق أولاً، وفي بلاد ما وراء النهر ثانياً مما جعل التأثر والتأثير متبادلاً بين الطرفين.
الانتشار وموقع النفوذ:
• قامت دولة للزيدية أسسها الحسن بن زيد سنة 250هـ في أرض الديلم وطبرستان.
• كما أن الهادي إلى الحق أقام دولة ثانية لها في اليمن في القرن الثالث الهجري.
• انتشرت الزيدية في سواحل بلاد الخزر وبلاد الديلم وطبرستان وجيلان شرقاً وامتدت إلى الحجاز ومصر غرباً وتركزت في أرض اليمن.
ويتضح مما سبق:
أن الزيدية من أكثر فرق الشيعة اعتدالاً بالنسبة لغيرهم من فرق الشيعة، ولصلاتهم القديمة بالمعتزلة تأثروا بكثير من أفكارهم ومعتقداتهم إلا أن المذهب الزيدي في الفروع لا يخرج عن إطار مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه، ومواطن الاختلاف بين الزيدية والسنة في مسائل الفروع لا تكاد تذكر.(25/434)
هل الحديث الحسن حجة في العقيدة؟؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 04:02 ص]ـ
؟؟
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 04:44 ص]ـ
الحديث إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم على مقتضى شروط
أهل العلم كان حجة في كل شيء سواء سمي اصطلاحاً صحيحاً أو
حسناً.
أما إذا كان لبعض أهل العلم اصطلاح في تسمية الضعيف بالحسن فهذا
ضعيف لا يحتج به.
والله أعلم
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 04:58 ص]ـ
قال الذهبي: الحَسَنُ لا ينفك عن ضَعْفٍ مَّا، ولو انفَكَّ عن ذلك لصَحَّ باتفاق.
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:02 ص]ـ
نعم أخي كما قلت لك:
إذا كان اصطلاح الإمام الذهبي أن الحسن ضعيف فهو ليس بحجة.
وإذا كان الإمام الذهبي يعدالحسن ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فهو حجة في كل شيء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:06 ص]ـ
أهل البدع يفرقون بين حديث الآحاد وغيره في العقيدة، فيقبلونه في العبادات ولا يقبلونه في العقيدة، وهذا تناقض فاضح، فعدما تثبت حكما في حلال أو حرام فأنت تنسبه لله، فتقول الله حلل هذا أو حرم هذا، فاستوت كلها، فتبين من هذا تناقض أهل البدع
وتراهم يدندنون حول الحديث الحسن وغيره حتى يتوصلوا به إلى تشكيك الناس في الآثار الواردة في العقيدة!
ولم يعلموا أنهم مخالفون للسلف الصالح، فأين الأئمة المتقدمين أهل الديانة والصيانة عن قولهم هذا، فلم يسبقهم إلا من طعن السلف في عقيدته من الجهمية والعتزلة والأشاعرة الضلال والماتوريدية ونحوهم من طوائف الضلال
وهذا توضيح حول الحديث الحسن
الحديث الحسن ليس له معنى محدد عند كل العلماء بل تختلف استعمالاتهم لهذا اللفظ
فمن قصد به صحة الحديث فهو محتج به في العقيدة وغيره.
وهنا موضوع مهم حول ذلك
(خاتمة) كتاب آراء المحدثين في الحديث الحسن لذاته ولغيره ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11853)
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:09 ص]ـ
الحديث الحسن لا يساوي الضعيف كما لا يساوي الصحيح
فهو بينهما
فلا يلحق بالصحيح ولا بالضعيف، وإلا فلا معنى لوجود هذا المصطلح من أساسه
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:10 ص]ـ
بارك الله فيك الأخ الفقيه كلامك صحيح.
والأحاديث إما ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ثابتة، وعلى
ذلك تتقرر حجيتها من عدمها.
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:13 ص]ـ
أخي لعلك فهمت كلامي خطأ
ما قصدته أن ترجع إلى فهم من أطلق الحكم بالحسن ..
إن كان يطلقه يقصد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حجة.
وإن كان يطلقه يقصد عدم ثبوته فليس بحجة في شيء.
والأحاديث عند أهل العلم لا تحتمل ثالثاً والله أعلم.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:17 ص]ـ
في الرابط السابق عبارة لم أفهمها:
الحسن لذاته حجة إذا كان راويه لم ينفرد بما لا يحتمل له
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:22 ص]ـ
معناها أخي الكريم كما شرحه الأئمة الكبار أن يروي راو عن شيخ
حديثاً ولا يعرف بكثرة الملازمة له أو الاختصاص به. ويكون لهذا الشيخ
تلاميذ ملازمون له حفاظ كثيرون يتفوقون على الراوي بهذه الصفات. ثم
لا يروون عن شيخهم مثل الذي روى!
فهذا انفراده موضع شك يمنع من قبول حديثه، وإذا لم يأت ما يشهد له
بثبوت ما انفرد به فمرويه هذا غير ثابت والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 09 - 03, 06:11 ص]ـ
الحديث الحسن ليس بحجة في الأحكام، ويجوز ذكره في الفضائل والسير إن خلا من النكارة.
أما التفريق بين موضوع الفقه وموضوع العقيدة فهو بسبب الرواية بالمعنى التي قد تسبب خللاً في معنى الحديث. فأحاديث حجاج بن أرطأة وعاصم بن أبي النجود وحماد بن أبي سليمان بل ابن إسحاق كذلك كثيرا ما تكون مروية بالمعنى، مما يجعل من الصعب الاحتجاج بحرفيتها، وإن كان هؤلاء من أهل الصدق والفقه.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 06:18 ص]ـ
الحديث الحسن ليس بحجة في الأحكام، ويجوز ذكره في الفضائل والسير إن خلا من النكارة
جواب مختلف عما سبق ..
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 07:17 ص]ـ
نعم يا أخي توقع أن تختلف الآراء في ذلك وقد أخبرتك بهذا منذ البداية
هنا أفصح الأخ الأمين عن اصطلاحه وبين أن الحسن غير ثابت وعندها
نقول إن الأخ الأمين لا يحتج بما وصفه بالحسن.
ـ[المضري]ــــــــ[03 - 09 - 03, 07:27 ص]ـ
الشيخ محمد الأمين يذهب مذهب المتقدمين في الاصطلاحات الذين يعتبرون الحسن هو الضعيف في اصطلاحاتهم.
إما صحيح وإما ضعيف.(25/435)
بشأن خلل عقدي في كتاب قدوم كتائب الجهاد
ـ[خالد القسري]ــــــــ[02 - 09 - 03, 04:59 ص]ـ
ذكر لي أحدهم أن الراجحي يثبت صفة الجلوس لله تعالى وكما تعلمون أن هذه الصفة غير ثابتة بنقل صحيح وقد وجدتها فعلا في كتابه وهو يقول - أي الراجحي -: وهل يكون الاستواء إلا بجلوس!!!!
ووجدته يقول معاني الاستواء عند السلف ارتفع واستقر وعلا وجلس!!!
فأفتونا مأجورين في هذه المعضلة!!!
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:07 ص]ـ
لا أظن الأمر معضلة ولم أقرأ هذا الكتاب
المسألة فيها أحاديث وآثار من صحت عنده قال بها ومن انتهى إلى
ضعفها لم يجز له الأخذ بها. فيبقى النقاش في ثبوت الخبر من عدمه
وأعتقد أن ما روي في هذا الباب لا يصح والله أعلم.
أما عبارة: وهل يكون الاستواء إلا بجلوس فعليها مأخذ.
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 05:29 ص]ـ
أخي سؤالك إلى متى فالله أعلم
وإذا اتفق العلماء المحققون على قول نهائي فهذا أمر طيب.
وإذا لم يتفقوا فيلزم كل منهم اعتقاد ما انتهى إليه بحثه والله يكتب له
الأجر ويتقبل منه.
لأن الله تعالى افترض علينا الإيمان بما علمنا أن النبي صلى الله عليه
وسلم قاله فإذا تفاوت المعلوم بين أهل العلم وجب على كل منهم القدر
الذي علمه.
والله أعلم.
ـ[خالد القسري]ــــــــ[02 - 09 - 03, 06:05 ص]ـ
بارك الله فيكم
أنا أعرف وهاء الأخبار في صفة الجلوس ولله الحمد.
ولكن الأمر مهم لأمرين
1 - أن تفسير الإستواء بالجلوس أمر غريب.و قوله: أن تفسير السلف لها ارتفع وعلا استقر وجلس أيظا أمر غريب.
بل لفظة وهل يكون استواء بدون جلوس!!!! أغرب وإغرب فأين قوله تعالى (واستوت على الجودي)؟؟؟
2 - أن مقدم الكتاب الشيخ العلامة الفوزان وزيادة في التثبت راجعت شرحه على الواسطية فوجدته على العقيدة الصحيحة وتفسير السلف بارتفع وصعد وعلا واستقر. وهذا شيء يزيد الأمر غرابة.
أنا لا أنكر فائدة كتاب قدوم كتائب الجهاد وقيمته، ولكن مثل هذا الخطأ لابد أن يعرض على سماحة العلامة الفوزان حتى نعرف رأيه في المسألة.
أخشى ما أخشاه أن يكون هناك تزييف من أصحاب الطباعة أو ما شابه لأن قولة وهل يكون استواء من غير جلوس كلمة مستفزة.
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 09 - 03, 06:18 ص]ـ
للفائدة:
فقد سُأل الشيخ (محمد العثيمين) ــ رحمه الله ــ عن المسألة
رابط الحفظ: ( http://www.binothaimeen.com/sound/snd/a0016/A0016-11A.rm)
عند الدقيقة 26
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 06:46 ص]ـ
خلاصة كلام الشيخ أن الاستواء يأتي بمعنى الجلوس ولكن استواء الله على العرش هل يفسر بالجلوس؟؟ فيه نظر هل ثبت عن السلف أم لا .. ثم قال: الكيف مجهول ومن جملة الجهل أن لا ندري أهو جالس أم غير جالس.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[02 - 09 - 03, 10:15 ص]ـ
انظر كتاب السنة لعبدالله بن أحمد رحمهما الله في بدايته اثبت صفة الجلوس لله تعاالى وقال: وهل يكون الإستواء إلا بجلوس
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 10:18 ص]ـ
رابطان مهمان نأمل الاطلاع على ما فيهما:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6720&highlight=%DD%ED%D5%E1+%C7%E1%D1%C7%CC%CD%ED
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11577&highlight=%DD%ED%D5%E1+%C7%E1%D1%C7%CC%CD%ED
ـ[خالد القسري]ــــــــ[02 - 09 - 03, 10:54 م]ـ
أخي الفاضل أبا خالد السلمي
بارك الله فيك على هذين الرابطين.
أنا أقر بفضل الشيخ عبد العزيز بن فيصل في مجاهدة أهل البدع وحسبك بقمع الدجاجلة شوكة في حلق حسن فرحان وأضرابه.
فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
ورابط الكتاب الموجود في الشبكة هو لموقع لأهل البدع الذين وضعوا الكتاب كاملا فرحا بهذه الجملة التي هي محل البحث ولزيادة التأكد أدعوك لتصفح الموقع لتجد الهجوم على السلفية.
والمشكلة الكبرى هي توصلهم بهذه الجملة للطعن في الشيخ الفوزان وفقه الله.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[03 - 09 - 03, 01:41 ص]ـ
هل يصح تفسير الاستواء بالجلوس:
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?threadid=6720&perpage=15&highlight=&pagenumber=1
ـ[محمد عابدين]ــــــــ[03 - 09 - 03, 08:42 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/436)
كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله أن الجلوس كيفية ومذهب أهل السنة أن الكيفية مجهولة.
فلا يصح القول بالجلوس لأنه تكييف.
وضعف الروايات يؤكد عدم جواز القول به.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 02:27 ص]ـ
قال الشيخ سمير المالكي (بيان الوهم والإيهام الواقعين في تعليقات الشيخين .... ) ص 38 - .....
أخطاء علمية متعلقة بمسائل عقدية
[2]- ص 105،106 روى الإمام عبد الله عن أحمد بن سعيد الدارمي عن أبيه قال: سمعت خارجة يقول)) الجهمية كفار، بلغوا نساءهم أنهن طوالق وأنهن لا يحللن لأزواجهن، لا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم. ثم تلا {طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} إلى قوله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى} وهل يكون الاستواء إلا بجلوس ((.
قال الشيخ، هداه الله:)) هذا الأثر فيه عدة علل: الأولى: في سنده كذاب وهو خارجة.
الثانية: في سنده مجهول وهو سعيد بن صخر.
الثالثة: في متنه، فإنه مخالف لمذهب السلف في مسألة الاستواء، لذلك لم يصح لا سنداً ولا متناً ((.
وقال الشيخ أيضاً في تعليقه على هذا الأثر:)) أما القول بأن الاستواء لا يكون إلا بجلوس فليس هذا من مذهب السلف، بل مذهب السلف بخلافه، ذلك أن مذهبهم واضح كل الوضوح في أن الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.
أما هذا الذي يروى عن خارجة فليس إلا شذوذاً من كذاب متروك يعبر عن معتقده هو، ومن هنا نقول: إن هذه العبارة أقرب إلى التجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوق، وسلفنا الصالح رضوان الله عليهم من أشد الناس إنكاراً على المشبهة والمجسمة، وهذه نبذة بسيطة من أقوال أئمة السلف في هذا الشأن ... ((ثم ساق الشيخ كلام الإمام مالك وغيره في الاستواء.
قال سمير: وهذه زلة من الشيخ، غفر الله له، توارد فيها مع المعطلة نفاة الصفات، من الجهمية وأضرابهم.
وقد أفحش القول في خارجة بن مصعب الإمام، وحكم عليه بالكذب وبدّعه، مع أن الذي قاله خارجة هو مذهب السلف، ولا ينكره إلا الجهمية، وعبارات الشيخ هنا مطابقة لعباراتهم، كقوله:)) أقرب إلى التجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوق ((، والسلف لا يطلقون هذا، فهم لا ينفون الجسمية ولا يثبتونها، وإنما الذي نفاها هم المعطلة، وقصدهم من ذلك نفي الصفات الواردة في الكتاب والسنة، كالاستواء والنزول واليدين والأصابع والقدم والساق وغيرها.
وقد رد عليهم السلف بدعتهم هذه وأثبتوا الصفات ولم ينفوا الجسمية، إذ هي من العبارات المجملة، كالجهة والتحيز ونحوها، ولا يصح التعرض لها نفياً ولا إثباتاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:)) فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع ((().
والشيخ القحطاني هداه الله وغفر له، أنكر صفة الجلوس، والسلف أثبتوها صفة تليق بجلاله.
تفصيل القول في جلوس الرب عز وجل:
ذكر الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (الذي حققه وقرأ الشيخ القحطاني) تحت عنوان "سئل عما روي في الكرسي وجلوس الرب عز وجل عليه" حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:)) إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ((.
رواه من طريق الإمام أحمد عن عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر موقوفاً ().
ورواه عبد الله أيضاً عن الإمام أحمد قال: نا وكيع بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:)) إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي ((فاقشعرَّ رجل، سماه أبي، عند وكيع، فغضب وكيع وقال:)) أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها ((().
قال سمير: فهؤلاء الأئمة، الأعمش وسفيان ووكيع وأحمد وابنه عبد الله رووا هذا وأقروه ولم ينكروه، فهل هم مجسمة مشبهة عند الشيخ القحطاني؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/437)
وهذا الأثر روي موقوفاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ابن جرير الطبري في تفسيره [5/ 400] ومرسلاً، أرسله عبد الله بن خليفة، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة [1/ 305/برقم 593] وابن جرير الطبري [5/ 400] من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. قال: فعظم الرب عز وجل وقال {وسع كرسيه السموات والأرض} إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل إذا ركب.
هذا لفظ عبد الله في السنة، ولفظ ابن جرير:)) فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، ثم قال بأصابعه فجمعها، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله ((.
وروى نحوه الخطيب البغدادي في تاريخه [8/ 52] في ترجمة الحسين بن شبيب، من طريق أبي بكر المروذي عنه عن أبي حمزة الأسلمي قال: حدثنا وكيع حدثنا أبو إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:)) الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل، وما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد ((.
)) قال أبو بكر المروذي: قال لي أبو علي الحسين بن شبيب، قال لي أبو بكر بن سلم العابد -حين قدمنا إلى بغداد-)) أخرج ذلك الحديث الذي كتبناه عن أبي حمزة ((فكتبه أبو بكر بن سلم بخطه وسمعناه جميعاً. وقال أبو بكر بن سلم: إن الموضع الذي يفضل لمحمد -صلى الله عليه وسلم- ليجلسه عليه. قال أبو بكر الصيدلاني: من ردَّ هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي وعلى أبي بكر بن سلم العابد ((اهـ من تاريخ بغداد.
قال سمير: وقد أعل هذا الحديث بأمرين:
الأول: عبد الله بن خليفة، ومدار الحديث عليه، لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال ابن كثير في تفسيره [1/ 458])) ليس بذاك المشهور، وفي سماعه من عمر نظر ((.
الثاني: الاختلاف في إسناده، فبعضهم رواه موقوفاً على عمر، ومرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومرسلاً لم يذكر فيه الصحابي. هذا من حيث الإسناد ().
وأما المتن فقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى [16/ 435 - 438] أن أكثر أهل السنة قبلوه، وله شواهد، وإنما حصل الاختلاف في قوله:)) فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع ((وهذا يخالف اللفظ الآخر)) فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ((وهو لفظ ابن جرير، وقد رجحه شيخ الإسلام، وأبطل اللفظ الأول وعلل ذلك بأنه)) يقتضي أن يكون العرش أعظم من الرب وأكبر ((.
قال سمير: والمقصود أن صفة "القعود" لم ينكرها السلف بل أثبتوها، ولها شواهد: فمنها: ما رواه الإمام ابن خزيمة في "التوحيد" [1/ 246] بإسناده من حديث أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت:)) أكلك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم ((.
وذكره الذهبي في العلو [ص 82] بلفظ)) يجلس ((، وقال:)) روى نحوه خالد بن عبد الله الطحان عن عطاء بن السائب عن ابن بريدة عن أبيه. ورواه منصور بن أبي الأسود عن عطاء بن السائب فقال: عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه ((.
وروي في جلوس الرب آثار أخرى، منها حديث ابن عباس ولفظه:)) فآتي ربي فأجده على كرسيه أو سريره جالساً ((وحديث أنس:)) فأجده قاعداً على كرسي العزة ((وحديث أبي هريرة:)) فإذا نزل إلى سماء الدنيا جلس على كرسيه ((ذكرها ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية [ص 108 - 109]، ومنها أثر ابن عباس في تفسير استوى، قال: قعد، ذكره ابن القيم أيضاً [ص 251] وأثر قتادة:)) حتى إذا جلس على كرسيه ((رواه أبو الشيخ في العظمة [2/ 753] ولا يخلو إسناد منها من مقال ().
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى [5/ 527]:)) وإذا كان قعود الميت في قبره ليس هو مثل قعود البدن، فما جاءت به الآثار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من لفظ "القعود" و "الجلوس" في حق الله تعالى، كحديث جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وحديث عمر رضي الله عنه وغيرهما، أولى أن لا يماثل صفات أجسام العباد ((اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/438)
ونقل ابن القيم عن القاضي أبي يعلى أنه قال في حديث النزول)) واختلفوا في صفته، فذهب شيخنا أبو عبد الله إلى أنه نزول انتقال. قال: لأن هذا حقيقة النزول عند العرب، وهو نظير قوله في الاستواء بمعنى: قعد ((اهـ من مختصر الصواعق [ص 386].
واحتج ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن [7/ 98 - 99] بحديث عمر المتقدم:)) إن كرسيه فوق السموات والأرض، وإنه يقعد عليه ... ((ورد على من ضعفه.
وقال في النونية:
واذكر كلام مجاهد في قوله
في ذكر تفسير المقام لأحمد
إن كان تجسيماً فإن مجاهداً
ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي
أعني ابن عم نبينا وبغيره
والدارقطني الإمام يثبت الـ
وله قصيد ضمنت هذا وفيـ
أقم الصلاة وتلك في سبحان
ما قيل ذا بالرأي والحسبان
هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
أثر رواه جعفر الرباني
أيضاً أتى والحق ذو التبيان
آثار في ذا الباب غير جبان
ـها لست للمروي ذا نكران
قال سمير: يشير رحمه الله إلى قصيدة الدارقطني وفيها قال:
ولا تنكروا أنه قاعد
ولا تنكروا أنه يقعده
فعلم أن السلف رحمهم الله لم ينكروا صفة القعود والجلوس لله تعالى، بل أثبتوها، واحتجوا لها بالآثار، وهو مذهبهم، خلافاً لما زعم القحطاني بقوله:)) أما القول بأن الاستواء لا يكون إلا بجلوس، فليس هذا من مذهب السلف، بل مذهب السلف بخلافه ((.
ولا أدري من السلف عند الشيخ، فهذا الإمام أحمد وابنه عبد الله وسائر من ذكرنا قد أثبتوا هذه الصفة لله، ورووا آثارها في مصنفاتهم التي خصصوها لتقرير مذهب السلف والرد على مخالفيهم من الجهمية المعطلة.
وهذه الآثار وإن كان آحادها لا يخلو من مقال، إلا أنها بمجموعها تصح، ويكفي تصحيح من ذكرنا من الأئمة لها، واحتجاجهم بها.
وكان على الشيخ القحطاني، هداه الله، أن يتابع السلف في إثباتها وقبولها بالتسليم، فإن أبى ذلك وتعلل بضعف أسانيدها، كما تعلل غيره من أهل العلم المعاصرين ()، فليمرها كما جاءت، دون تجريح السلف والطعن فيهم ورميهم بالتشبيه والتجسيم، كما فعل هنا، وهو ما لم يجرؤ عليه أحد من أهل العلم قبله، ممن ينتحل مذهب السلف. وإن مما يقضي منه العجب أن الشيخ نفسه حكى هذه التهم والمطاعن المذكورة بعينها عن الكوثري، فقال في مقدمة الكتاب في ص 84 - 85 [ومن هؤلاء المبتدعة في العصر الحديث المدعو زاهد الكوثري، والمتأمل لجميع ما كتبه هذا الرجل يخرج بنتيجة قطعية لا شك فيها هي أن قلبه مملوء غيظاً على عقيدة أهل السنة والجماعة، ولذلك نصب نفسه مخاصماً لجوجاً همازاً مشاءاً بنميم .... ].
إلى أن قال: [وإليك أيها القارئ الكريم نماذج من النزهات الكوثرية حول كتاب السنة:
1 - ورد في مقالات () -أو قل جهالاته- ص 402 عنوان "كتاباً () يسمى كتاب السنة وهو كتاب الزيغ" حيث ذكر أن عبد الله أورد أثر خارجة)) وهل يكون الاستواء إلا بجلوس ((. وقد خرجت هذا القول وعلقت عليه في موضعه، والكوثري يدعي أنه يعرف من علم الرجال شيئاً، فلماذا لم يبحث في ترجمة خارجة هذا من هو؟ حتى يتبين له الأمر، لكنه تعامى عن هذا….
2 - بعدما نقل ما يريد من هذا الكتاب مما يخالف أشعريته العمياء قال ما نصه ص 407:)) فهل ترك قائل هذه الكلمات شيئاً من الوثنية والتجسيم ((.
وإذا وصل الحال إلى أن من نقل للأمة كتاب المسند والسنة والرد على الجهمية والزهد وفضائل الصحابة يوصف بأنه وثني مجسم، فعلى الدنيا العفاء] اهـ.
قال سمير: وهذا الذي شنع عليه القحطاني وعده من جهالات الكوثري وضلالاته، هو بعينه ما سطره في تعليقه على الأثر المذكور، أثر خارجة بن مصعب فقد رمى قائله بالتجسيم والتشبيه، وهذا الطعن لا يخص خارجة رحمه الله، بل ينعطف على سائر الأئمة الذين أثبتوا صفة الجلوس، ومنهم راوي الأثر ومخرجه الإمام عبد الله، فقد صرح بإثبات صفة الجلوس، ونقل عن وكيع قوله:)) أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها ((.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/439)
والمتأمل في كلام الشيخين، الكوثري والقحطاني لا يجد فرقاً كبيراً، فالأول طعن في الكتاب وفي مصنفه الإمام عبد الله، ورماه بالوثنية والتجسيم، والثاني أوقع الطعن على خارجة بن مصعب الإمام، ورماه بالكذب والتشبيه والتجسيم وسوء المعتقد، ومؤداهما واحد. نعم هنالك فرق، فالكوثري نسب الفضل لأهله، وإن كان بصيغة الطعن والشتم، لأن خارجة ليس وحده القائل بالجلوس، بل وافقه عليه الأئمة ومن روى أقوالهم واحتج لها بالآثار المرفوعة والموقوفة وجمعها في مصنف خصصه للرد على الجهمية المعطلة وغيرهم من المبتدعة الضلال، فهو أولى بنسبة الفضل إليه في إثبات الصفة المذكورة، كما لا يخفى.
وأما وصفهم بتلك الأوصاف الشنيعة: التجسيم، والتشبيه، والحشو، وغيرها، فقد دأب عليه الجهمية من قديم، فليس ببعيد ولا غريب على الكوثري، لكن العجب من القحطاني في متابعته له.
قال ابن القيم رحمه الله:
كم ذا مشبهة مجسمة نوا
أسماء سميتم بها أهل الحد
ما ذنبهم والله إلا أنهم
إن كان ذا التجسيم عندكم فيا
إنا مجسمة بحمد الله لم
بتة مسبة جاهل فتان
يث وناصري القرآن
أخذوا بوحي الله والفرقان
أهلاً به ما فيه من نكران
نجحد صفات الخالق الديان
قال سمير: ولم يكتف القحطاني بمتابعة الكوثري في طعنه وانتقاده للسلف، بل زاد عليه مسألتين:
الأولى: تكذيبه لخارجة بن مصعب.
والثانية: توهين السند به، مع أنه القائل وليس الراوي.
فالأثر رواه الدارمي عن أبيه عن خارجة قال:)) الجهمية كفار ... ((الخ.
فخارجة كما ترى ليس من رواة الأثر حتى يعلل به، كما زعم القحطاني، بل هو القائل، فإنكار الشيخ على الكوثري عدم تعليله للأثر بذلك قلب للحقائق. نعم، تعليله بسعيد بن صخر الدارمي، الراوي عن خارجة، صحيح، إذ هو مجهول كما قال أبو حاتم في الجرح والتعديل لابنه [4/ 34].
وأما خارجة بن مصعب فهو ضعيف في الحديث مع إمامته، وليس بكذاب، كما زعم الشيخ، عفا الله عنه.
ولعله اغتر بما ورد في ترجمته في التهذيب [3/ 76] والميزان [1/ 625] عن ابن معين، وغفل عن سبب ذلك، وقد فسره الأئمة، كابن حبان وغيره، كما سيأتي، فمثله لا يقال عنه كذاب، وإنما يكتفى بتضعيف روايته.
وقد اختلفت عبارات ابن معين فيه، فقال فيه كذاب، وقال: ليس بشيء، وقال: ضعيف، وقال: ليس بثقة.
وقال ابن حبان في المجروحين [1/ 284]:)) كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروي ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الإثبات، لا يحل الاحتجاج بخبره ((.
وساق ابن عدي له نحواً من عشرين حديثاً مناكير وغرائب، ثم قال: وهو ممن يكتب حديثه. عندي أنه يغلط ولا يتعمد.
قال الذهبي: كان له جلالة بخراسان.
ترجم له في السير [7/ 326] فقال:)) الإمام العالم المحدث، شيخ خراسان مع إبراهيم بن طهمان. روى مسلم عن يحيى بن يحيى قال: هو مستقيم الحديث عندنا، ولم ننكر من حديثه إلا ما كان يدلس عن غياث، فإنا كنا نعرف تلك الأحاديث. وقال الحاكم: هو في نفسه ثقة، يعني ما هو بمتهم.
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال ابن عدي: يغلط ولا يتعمد. وقال عباس عن يحيى: ليس بثقة. وقال عبد الله بن أحمد: نهاني أبي أن أكتب أحاديثه.
وقال الجوزجاني: يرمى بالإرجاء ((انتهى ملخصاً.
قال سمير: فقد تبين سبب ضعفه، وتكذيب ابن معين لروايته، وأن ذلك لا يدخله في عداد الكذابين، بل يضعف روايته.
هذا من حيث الرواية فقط، أما هو في نفسه فكما قال الإمام الذهبي في ترجمته:)) إمام عالم محدث شيخ خراسان ((، ولم يطعن في عدالته بفسق أو بدعة، سوى ما ذكره الجوزجاني السعدي أنه رمي بالإرجاء، وهذا لم يسلم منه بعض الأكابر، والأثر المذكور لا علاقة له بالإرجاء.
ومما يبين لك مكانته في الإمامة والعلم، ذكر الإمام عبد الله له وتخريجه لقوله في كتابه "السنة" في أكثر من موضع، وكذا اللالكائي في "السنة" له [2/ 306] ذكره في عداد الأئمة الذين نقل عنهم تكفير من قال بخلق القرآن.
وذكره كذلك الإمام ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" [ص 232] فقال:)) قول خارجة بن مصعب رحمه الله تعالى: قال عبد الله بن أحمد في كتاب "السنة" حدثني أحمد بن سعيد الدارمي ... ((فساق الأثر المذكور هنا دون قوله:)) وهل يكون الاستواء إلا بجلوس ((.(25/440)
إعترافات أشعرية
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 09 - 03, 12:27 ص]ـ
http://www.muslm.cc/showthread.php?s=&threadid=88291
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 09 - 03, 12:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي فيصل.
بحث مفيد ومهمّ.
وليتك تكتبه هنا، أو ترفقه في ملف وورد.
وفقك الله لكلّ خير.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 09 - 03, 01:08 ص]ـ
فضيلة الشيخ الكريم فيصل _ حفظه الله ونفعنا بعلومه _
بحثٌ رائع، ونقولات موفقة، وجودة الانتقاء تدل على فضل منتقيها.
وقد نسخت ما في الرابط المشار إليه، لأن لي سوابق مع ملتقى أنا المسلم حيث احتفظت بروابط لموضوعات مهمة وعندما أردت فتحها بعد مدة إذا بالروابط لا تعمل وإذا بمحرك البحث لا يعثر على الموضوع!
فرأيت أن الأسلم أن يحتفظ الإنسان بنسخة على الوورد مما يعجبه.
وهاكم ما في الرابط مع حذف مشاركات الاستحسان التي ليس فيها إضافة إلى الموضوع:
اعترافات أشعرية
بسم الله الرحمن الرحيم.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فهذه مجموعه من النقولات عن أساطين وأئمة المذهب الأشعري في نقض المذهب الأشعري!
[التفويض يجب أن ننزه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عنه والمفوضه مبتدعه!!]
التفويض الذي رمي الأشاعرة به السلف قد نقضه بعض أساطين الأشاعرة، فقد إنتشر القول به في مطلع القرن الرابع والسلف منه براء وذاعت في النصف الأخير من القرن الرابع مما دعا ابن فورك الإمام الأشعري المعروف والذي كان من أخص تلاميذ أبي الحسن الباهلي وهذا الاخير من أخص أصحاب أبي الحسن الأشعري
أقول: مما دعا ابن فورك إلى التشديد في إنكار هذه المقالة وسوق الحجج لدحضها ...
يقول ابن فورك:
((فصل آخر في الكلام على من قال: إن ما روينا من هذه الأخبار، وذكرنا في أمثال السنن والآثار، مما لا يجب الاشتغال بتأويله وتخريجه وتبيين معانيه وتفسيره.
اعلم أن أول ما في ذلك أنا قد علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خاطبنا بذلك ليفيدنا أنه خاطبنا على لغة العرب، بألفاظه المعقولة فيما بينها، المتداولة عندهم في خطابها فلا يخلو أن يكون قد أشار بهذه الألفاظ إلى معانٍ صحيحة مفيدة، أو لم يشر بذلك إلى معنى.
وهذا مما يجل عنه أن يكون كلامه يخلو من فائدة صحيحة ومعنى معقول فإذا كان كذلك فلا بد أن يكون لهذه الألفاظ معانٍ صحيحة، ولا يخلو أن يكون إلى معرفتها طريق، أو لا يكون إلى معرفتها طريق.
فإن لم يكن إلى معرفتها طريق وجب أن يكون تعذر ذلك لأجل اللغة التي خاطبنا بها غير مفهومه المعنى، ولا معقولة المراد والأمر بخلاف ذلك.
فعلم أنه لم يُعم على المخاطبين من حيث أراد بهذه الألفاظ غير ما وضعت لها، أو ما يقارب معانيها مما لا يخرج عن مفهوم خطابها، وإذا كان كذلك كان تعرف معانيها ممكناً والتوصل إلى المراد غير متعذر. فعلم انه مما لا يمتنع الوقوف على معناه ومغزاه، وأن لا معنى لقول من قال: إن ذلك مما لا يفهم معناه. إذا لو كان كذلك لكان خطابه خلوا من الفائدة وكلامه معرى عن مراد صحيح وذلك مما لا يليق به صلى الله عليه وسلم)) مشكل الحديث ص243 - 244 طبعة دار الوعي تحقيق د. عبد المعطي أمين
وقد صدق ابن فورك فهذا لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم، وتجهيل الرسول صلى الله عليه وسلم لازم لا محيد لأهل التفويض عنه إذ هو مقتضى مذهبهم ... حيث يستدلون بقوله ((وما يعلم تأويله إلا الله))
فحين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يطوي الله السموات ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك .. )) قال هذا الكلام وهو لا يعقله!!! ولا يفهم معناه وكذلك الصحابة الذين استمعوا إليه ونقلوا كلامه والتابعين الذين تلقوا هذا الكلام كل منهم ينقل هذا الكلام وهي مجرد ألفاظ وطلاسم لا تدل على شيء عنده!!! سبحان الله!!
أعود لابن فورك رحمه الله فأقول: قوله هذا لا يعني انه يرى الإثبات مع التنزيه كما هو منهج السلف بل كان رحمه الله يرى التأويل في بعض الصفات ...
ثم هاهو ذا يعدد المذاهب في هذا المقام ويذكر التفويض مذهباً مستقلاً باطلاً!! فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/441)
((واعلم أنه إذا كان لابد من قبول أخبار العدول، ولا بد أيضاً من أن يكون لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الأثر والفائدة، وكان التوقف فيما يمكن معرفة معناه لا وجه له
وكان بعضهم ممن توهم أن لا سبيل إلى تخريجها يذهب إلى إبطالها
وبعضهم يذهب إلى إيجاب التشبيه بها، وبعضهم
يذهب إلى إخلائها من معانٍ صحيحة
وجب أن يكون الأمر فيها على ما قلنا ورتبنا وأن يكون أوهام المعطلين من الملحدة والمبتدعة والمشبهة لله بخلقه فاسدة باطلة وان يكون معاني هذه الآثار صحيحة معقولة على الوجه الذي رتبناه وبيناه، وبطل توهم من يدعي أن ذلك مما لا يجوز تأويله، ولا يصح تفسيره)) مشكل الحديث ص245
فالمذاهب عنده أربعة:
1 - المبتدعة ممن يذهب إلى إبطال هذه الأخبار وهم النفاة.
2 - المبتدعة ممن يذهب إلى إيجاب التشبيه بها وهم المشبهة
3 - المبتدعة ممن يذهب إلى إخلائها من المعاني الصحيحة وهم المفوضة!!.
4 - من يذهب إلى تأويلها على معان لائقة وهم المؤولة وهم المذهب الحق عنده
فإن كان ابن فورك رحمه الله انعتق من رمي السلف بالتفويض والتجهيل فأين هم من هذه القسمة؟
لا ريب أنه يرى أنهم يؤولونها على معانٍ صحيحة (في نظره) وهو ما أشار له في مقدمه كتابه ..
مع إن الجهمية هم من فعل هذا كما قال ذلك الإمام الترمذي في سننه:
((فتأولت الجهمية هذه الآيات وفسروها على غير ما فسر أهل العلم))
((وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا: معنى اليد هنا القوة))!!
[التفويض محذور ويجر إلى اللبس والإيهام واستزلال العوام وتطرق الشبهات في أصول الدين وتعرض كتاب الله لرجم الظنون ... ]
وهو إمام الحرمين الجويني المؤسس الحقيقي لمذهب الأشاعرة قد أوجب التأويل وحذر من ((التفويض))! في جوابه على سائل قال له:
((هلا أجريتم الآية يعني قوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) على ظاهرها من غير تعرض للتأويل ومصيراً إلى أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله؟؟))
فأجاب عن هذه التساؤل بأن الاكتفاء بإزالة ظاهر الآية (أي تفويضها) محذور!!:
((وإذا أزيل الظاهر قطعاً فلا بد بعده في حمل الآية على محمل مستقيم في العقول مستقر في موجب الشرع
والإعراض عن التأويل حذارا من مواقعه محذور في الاعتقاد يجر إلى اللبس والإيهام و إستزلال العوام وتطرق الشبهات إلى أصول الدين، وتعريض بعض كتاب الله تعالى لرجم الظنون .. )) الإرشاد ص41 - 42
وفي النص السابق يتضح ما يلي:
(1) إيجابه للتأويل وكونه حتماً
(2) منعه للتفويض إذ لابد من تحديد معنى للآية بما يتفق مع العقل.
(3) إن عدم التأويل وترك الآية بدون تحديد معنى أي التفويض يجر إلى محاذير كثيرة في العقيدة!
إذ التفويض يؤدي إلى استزلال العوام! وتطرق الشبهات إلى أصول الدين! وتعريض القرآن للظنون! وهذه أمور خطيرة كما نرى!!
قلت: وهل يتصور أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الناس عرضة لهذه المخاطر فلا يبينون المحاذير التي التفت إليها المتكلمون!!!؟
ولكن يتنبه إلى أنه في آخر عمر هذا الإمام منع التأويل لكونه بدعه ومخالفاً لإجماع السلف!؟
وسنأتي لهذه في ما بعد إن شاء الله تعالى
يتبع ...
________
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 22 - 4 - 1424 هـ 08:25 م
[التفويض من أعظم القدح في النبوات ويلزم منه تكذيب الله وتجهيل الرسول]
وهاهو القشيري العالم الأشعري المعروف تلميذ ابن فورك يرد كما في التذكرة الشرقية (1) على المفوضة قائلاً:
" وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم؟
أليس الله يقول (بلسان عربي مبين)؟
فإذن: على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال " بلسان عربي مبين " إذ لم يكن معلوماً عندهم، وإلا: فأين هذا البيان؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب؟
ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل: أمر عظيم لا يتخيله مسلم فأن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/442)
وقول من يقول: استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل.
وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معني لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر. وهذا محال 00
وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها ".انتهي
فهذا كلام القشيري وفيه اتهام للمفوضة بأنهم:
1 - نسبوا النبي إلى الجهل
2 - نسبوا الله إلى الكذب
2 - وأنهم واقعون في التكييف والتشبيه
4 - وانهم ملزمون بالغاء الوحي لأنهم الغوا معانيه.
وهي اتهامات أي واحد منها يعني الكفر!!! فكيف بها مجتمعه، نسأل الله العافية.
يتبع قريباً
========================
(1) النص منقول من موقع الشيخ دمشقية.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 24 - 4 - 1424 هـ 06:58 م
[التأويل بدعه ومخالف لإجماع السلف]
عرفنا من كلام ثلاثة من أكابر علماء الأشاعرة أن التفويض يجب أن ننزه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عنه وأن المفوضه مبتدعه وأن التفويض محذور ويجر إلى اللبس والإيهام واستزلال العوام وتطرق الشبهات في أصول الدين وتعرض كتاب الله لرجم الظنون وأن التفويض من أعظم القدح في النبوات ويلزم منه تكذيب الله وتجهيل الرسول ... الخ
نأتي الآن للتأويل ونحن مرة اخرى مع الجويني العالم الأشعري الكبير
ففي آخر كتب الجويني منع التأويل لكونه بدعه ومخالفاً لإجماع السلف!؟
فقال: ((اختلفت مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهل الحق اعتقاد فحواها وإجراؤها على موجب أفهام أرباب اللسان منها فرأى بعضهم تأويلها والتزم هذا المنهج في آي الكتاب وما يصح من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقلاً: اتباع سلف الأمة. فالأولى الاتباع و ترك الابتداع.
والدليل السمعي القاطع في ذلك: أن إجماع الأمة حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة.، وقد درج صحب رسول صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام والمستقلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الآي والظاهر مسوغاً ومحتوماً، لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة.
فإذا تصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي دين أن يعتقد تنزه الباري عن صفات المحدثين، ولا يخوض في تأويل المشكلات ويكل معناها إلى الرب تبارك وتعالى
... فلتجر آية الاستواء والمجيء وقوله تعالى: ((لما خلقت بيدي)) على ما ذكرناه. فهذا بيان ما يجب لله تعالى)) العقيدة النظامية ص32 - 34
وفي النص السابق يتضح ما يلي:
1 - التأويل بدعه ومخالف لإجماع السلف.
2 - يرى السلف فوضوا وقد تبين لنا نقض هذا بأوجه كثيرة من كلامه هو وكلام غيره.
3 - بعد أن نقل الإجماع على عدم التأويل ضرب أمثلة بآية الاستواء والمجيء واليد.
فإن كان التفويض باطلاً والتأويل بدعه مخالف لإجماع السلف فما الحل؟
الحل هو إثبات الصفات مع التنزيه وهو مذهب السلف الصالح.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 3 - 5 - 1424 هـ 02:45 ص
[الأشاعرة جبرية متوسطة]
يقول الأيجي الأشعري: ((والجبرية، متوسطة تثبت للعبد كسباً كالأشعرية، وخالصة: لا تثبته كالجهمية)) المواقف ص428
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 8 - 5 - 1424 هـ 08:58 م
[مذهب الأشاعرة في كلام الله عين الإبتداع وخرق للإجماع]
كان السلف يقولون أن القرآن العربي العظيم حروفه وألفاظه ومعانيه كلام الله غير مخلوق وكان المعتزلة يقولون بخلقه وقد اشتد نكير السلف عليهم كما هو مشهور معروف، ولم يكن هناك قول ثالث حتى جاء الأشاعرة فأبتدعوا قولاً عجيباً تبعاً لابن كلاب:
قالوا بان القرآن غير مخلوق ولكن القرآن المقصود ليس هو هذا الذي نقرأه بل هو كلام نفسي ليس حروف ولا ألفاظ!! أما هذا القرآن العربي فلم يتكلم به الله حقيقة بل هو عبارة عن كلام الله النفسي!!
فأبتدعوا قولاً لم يسبقهم إليه أحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/443)
وهذه شهادة أحد علماء الأشاعرة الكبار في هذه المسألة وهو أبو الفتح محمد الشهرستاني الأشعري المعروف صاحب كتاب الملل والنحل ونهاية الأقدام وغيرها وهو وإن لم يحرر مذهب السلف جيداً ولكنه قارب الحقيقة جداً
يقول: ((قالت السلف والحنابلة: قد تقرر الاتفاق على أن ما بين الدفتين كلام الله، وأن ما نقرأه ونسمعه ونكتبه عين كلام الله ... )) نهاية الأقدام ص313
ثم إنه بين خرق الأشعري للإجماع بأن الأمر كان أولاً على قولين قول السلف وقول المعتزلة فقال ثم خرق الأشعري الإجماع فقال:
((فأبدع الأشعري قولاً ثالثاً وقضى بحدوث الحروف، وخرق الإجماع، وحكم بأن ما نقرأه كلام الله مجازاً لا حقيقة وهو عين الابتداع ... )) نهاية الأقدام ص313
ثم قال عن السلف والحنابلة:
((وحققوا زيادة تحقيق فقالوا: قد ورد في التنزيل أظهر مما ذكرناه من الأمر وهو التعريض لإثبات كلمات الله ... )) ص315
ثم ساق الآيات الدالة عليه، ثم قال:
((وهم يسلمون الفرق بين القراءة والمقروء، والكتابة والمكتوب، ويحكمون بأن القراءة التي هي صفتنا وفعلنا غير المقروء والذي ليس له صفة لنا ولا فعلنا ... )) ص316
وفي النصوص السابقة يتضح ما يلي:
1 - نقل إجماع السلف على أن مابين الدفتين كلام الله.
2 - مذهب الأشاعرة في هذا عين الإبتداع وخرق للإجماع نسأل الله السلامه.
والله أعلم.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 1 - 6 - 1424 هـ 09:16 م
[قول من قال أن الله يتكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته وباختياره أصح الأقوال عقلاً ونقلاً]
قال الحافظ ابن حجر: ((ذكر الفخر الرازي في (المطالب العالية) أن قول من قال: إنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته، وبمشيئته واختياره، هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً، وأطال في تقرير ذلك، والمحفوظ عن جمهور السلف ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله، وأنه غير مخلوق، ثم السكوت عما وراء ذلك)) الفتح 13/ 454
وهذا القول ليس من أي أحد!! بل من كبيرهم ومقدمهم الفخر الرازي!!
((بحر ليس للبحر ما عنده من الجواهر، وحَبْرٌ سما على السماء وأين للسماء مثل ما له من الزواهر، ... وله شعار أوى الأشعري من سننه إلى ركن شديد، واعتزل المعتزلي علما أنه ما يلفط من قول إلا لديه رقيب عتيد!!)) الخ كلام السبكي في طبقاته
وهو المقدم الأول وقد أثنى عليه الكوثري ونصح بكتبه وعده الكوثري مع التفتازاني والجرجاني هم ((أئمة في أصول الدين يميزون بين الحق والباطل والتوحيد والإشراك حق التمييز)) الخ
وهذا الاعتراف من الرازي كالصاعقة على رؤوسهم كيف لا ومعتقد هذا عندهم قد قال بحلول الحوادث والقول بهذا كفر، ليس عندهم له قول ثاني!!
وقد ذٌكر هذا النقل عند أحد أذناب الأشاعرة المعاصرين فأتهم الحافظ (1) بالتدليس والكذب!!
وأن الرازي لم يقل هذا واستشهد بقول الكوثري عن ابن حجر أنه ممن ((يسعون في إرضاء الطوائف بكلام معقد متشابه يفتح باب التقول لمن بعدهم من الزائغين في المتشابهات!!))
وجزم (ذنب الكوثري) هذا بأن الحافظ لم يطالع المطالب العالية بحال!
وقد دلس الحافظ بالنقل ثم أحال على ابن تيميه كالعادة وأنه هو صاحب القول!!
فنعوذ بالله من الهوى ولا حول ولا قوة إلا بالله
أما قول الحافظ أن جمهور السلف تركوا الخوض في هذه المسألة فلأن النزاع فيه لم يكن معروفاً عن عهد الصحابة وإنما عرف به الفرق المبتدعة بعد عهد الصحابة كالجهمية والمعتزلة ومن شاكلهم وقد انبرى علماء أهل السنة فردوا باطلهم وبينوا الحق وقد قال الإمام احمد ((كنا نرى السكوت عن هذا قبل أن يخوض فيه هؤلاء، فلما أظهروه لم نجد بداً من مخالفتهم، والرد عليهم)) رد الإمام الدارمي ص467
(1) إن كان كل هذا من أجل الرازي فماذا سيقول عن قول الحافظ بأن الإمام أحمد مذهبه أن الله لم يزل متكلماً إذا شاء الفتح 13/ 493 وكذلك أن الله تكلم بصوت 13/ 460؟؟
الكاتب: التميري المشاركات: 39 3 - 6 - 1424 هـ 12:08 ص
رفع الله قدرك
قال الإمام احمد ((كنا نرى السكوت عن هذا قبل أن يخوض فيه هؤلاء، فلما أظهروه لم نجد بداً من مخالفتهم، والرد عليهم)) رد الإمام الدارمي ص467
قال ابن تيمية:
وإذا كان المسلمون يكفرون من يقول إن السموات تقل الله أوتظله ...
فمن قال إنه في استوائه محتاج إلى العرش فإنه كافر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/444)
ومن قال بقدم العالم فهو كافر ... الفتاوى ج2/ 188
وقال: غلط الفلاسفةوالمتكلمون بأنهم لم يفرقوابين كون الفعل المعين قديما
وبين كون نوع الفعل المعين قديما كالفلك محدث مخلوق مسبوق بالعدم وكذالك
كل ماسواه ((مجموع فتاواه)):240/ 18
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 7 - 6 - 1424 هـ 01:27 م
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير مع التحفظ الشديد جداً على كلمه "شيخنا" وليتك تمسحها أخي ابو حسن
نكمل الموضوع بعد العوده للبلد والمنزل بعد إسبوعين إن شاء الله من الآن حيث لا يوجد عندي في الغربة ما يلزم من كتب!
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 16 - 6 - 1424 هـ 03:31 م
أشتهر بين كثير من طلبة العلم أن المتكلمين أو من يسمون علماء أصول الدين عند الأشاعرة -وهم من يقرر العقيدة عندهم - أنهم قليلي الخبرة بالسنة وبما كان عليه السلف بالاعتقاد من أمثال الرازي والغزالي والجويني وغيرهم، وهذا صحيح بلا ريب
فالجويني مثلاً نجده في كتابه الإرشاد ص152 - 153 يقول: ((ومما تتمسك به الحشوية مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله خلق آدم على صورته" وهذا الحديث غير مدون بالصحاح))
مع العلم بأنه متفق عليه!!
لذا صرح غير واحد من الحفاظ بقلة بضاعته في الحديث منهم الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير
قال الحافظ: ((ونقل الرافعي عن إمام الحرمين في النهاية أنه قال: (في قلبي من الطمأنينة في الأعتدال شيء) وهو من المواضع العجيبة التي تقضي على هذا الإمام بأنه كان قليل المراجعة لكتب الحديث المشهورة فضلاً عن غيرها)) التلخيص 1/ 256 وقال نحو هذه العبارة في موضع آخر 2/ 50
فإن كان قليل المراجعة لكلام رسول رب العالمين!! (المشهور!!!) فكيف بمن هم دونه!!
وقال عن الجويني والغزالي: ((قال إمام الحرمين (رأيت في كتاب معتمد أن عائشة روت ذلك)، وتبعه الغزالي فقال: (قيل: إن عائشة روت ذلك) وهذا دليل عدم اعتنائهما بالحديث، فكيف يقال ذلك في حديث في سنن أبي داود التي هي أم الأحكام!!!)) التلخيص 2/ 19 وله عبارة فيهما نحو هذا في موضع أخر أيضاً 1/ 275
بل إن الغزالي نفسه قد حكم على نفسه بذلك
فقال: ((وبضاعتي في الحديث مزجاة)) قانون التأويل للغزالي ص16
هذا بالنسبة لبعض المتكلمين
و لكن بعض المتكلمين قد اطلع على (بعض) كلام السلف في العقيدة فماذا كان موقفهم يا ترى!؟
المفاجأة أن منهم من اعترف بأن السلف يثبتون صفات هم لا يثبتونها!! ومنهم من زعم بأن بعض السلف (مجسمة)!!
يتبع ...
الكاتب: أبو البركات المشاركات: 934 16 - 6 - 1424 هـ 08:13 م
بارك الله فيك ياشيخ فيصل على هذا الموضوع القيّم ..... وعندي تعليق صغير
أما بخصوص أهل الكلام فجهلهم بالآثار معروف كأبي المعالي و أبي حامد الغزالي و ورفيق دربهم الرازي والذي يعد من أكبر خصوم أهل السنة .... فقد قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى:
[[فإن فرض أن أحدا نقل مذهب السلف كما يذكره فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي و ابن الخطيب (الرازي) وأمثالهم، ممن لم يكن لهم المعرفة بالحديث مايعدون به من عوام أهل الصناعة، فضلا عن خواصها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلم وأحاديثهما إلا بالسماع، كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث المفتري المكذوب، وكتبهم أصدق شاهد ففيها عجائب]] [مجموع الفتاوى 4/ 71 - 72]
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 20 - 6 - 1424 هـ 12:28 م
في صفات اختلف فيها!!
وأياك أخي الشيخ أبو البركات.
[السلف أثبتوا صفات نحن نختلف حولها!!]
عقد الايجي-وهو من كبار علمائهم المتأخرين- في كتابه (المواقف في علم الكلام) مقصداً بقوله: ((في صفات اختلف فيها))
قال عن صفة الوجه: ((أثبته الشيخ [أي الأشعري]- في أحد قوليه- وأبو إسحاق الإسفراييني، و (((السلف))): صفة زائدة)) ص298
وقال عن صفة اليدين: ((فأثبت الشيخ [أي الأشعري] صفتين ثبوتيتين زائدتين، وعليه (((السلف)))، وإليه مال القاضي [أي الباقلاني] في بعض كتبه)) ص 298
في النصوص السابقة يتضح ما يلي:
1 - السلف رضي الله عنهم يثبتون صفة الوجة واليدين
2 - وكذلك شيخ الأشاعرة أبو الحسن الأشعري أثبت صفة اليدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/445)
3 - أنه لا يكفي إثبات (((السلف))) للصفات ليثبتها الأشاعرة! بل هي محل خلاف حتى يثبتها أباطرة الأشاعرة المتأخرين!!.
4 - يعرف كل أشعري قول صاحب جوهرتهم ((وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف)) ولكن حين يأتي الدور على أباطرتهم يصبح البيت ((ولا بأس بابتداع من خلف)) بل هو المذهب الاعلم والأحكم!!!
نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 24 - 6 - 1424 هـ 12:04 ص
جزاكم الله خيراً ... والله لا أستحق هذا الثناء والله يعلم بالحال ...
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 26 - 6 - 1424 هـ 01:46 ص
[جماعه من السلف وقعت في التشبيه]
قال أبو الفتح محمد الشهرستاني الأشعري المعروف أحد كبار علماء الأشاعرة صاحب كتاب الملل والنحل ونهاية الأقدام وغيرها
قال: ((وتخطت جماعه من السلف إلى التفسير الظاهر فوقعت في التشبيه)) الملل والنحل1/ 147
وهذا نص صريح جداً من الشهرستاني بأن جماعه من السلف وقعت في التشبيه ولا ينفعهم ذلك التأويل البارد المتكلف في أنه يقصد ب ((جماعه من السلف)) أي من ((في عصر السلف)) وهذا باطل لأنه:
1 - إذا أطلق لفظ السلف أنصرف الكلام للأئمة لا من في عصرهم من المشبهة والجهمية وهذا معلوم لك أحد.
2 - والشهرستاني في كل مواضع كتابه يقول (السلف) ويعني به سلف السنة مثلاً قال عن الجهمية: ((وكان السلف كلهم من اشد الرادين عليه.)) وفي حواره مع المعتزلة: ((والسلف عن اخرهم اجمعوا على هذه العبارة)) والمواضع بهذا كثيرة جداً لا سبيل لدفعها، ولو جاء هذا المعترض بمثال واحد في إطلاقه لفظ السلف على غير سلف السنة لسلمت له تنزلاً!! ولكني لم أقف له على ذلك.
والخلاصة: أن الشهرستاني يصرح بأن ((جماعه من السلف)) وقعت في التشبيه وما ذلك إلا لأن الشهرستاني وأمثاله وقعوا في بعض التجهم فأصبحوا يرون من يثبت الصفات التي لا يثبتونها مشبهة!.
والله أعلم.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 1 - 7 - 1424 هـ 04:38 م
بالتأكيد هناك المزيد.
[علم توحيد رب العالمين عند الأشاعرة مصدره غير إسلامي!!]
قال مسعود التفتازاني (1) عن علم الكلام -أو علم التوحيد كما يسمونه- كما في الدر النضيد لمجموعة ابن حفيد-دار الكتاب العربي- ص145:
((اعلم أن تلك المباديء ليست مخالفة للشرع أو العقل، لكنها مما استخرجها الفلاسفة أولاً ودونوها في علومهم التي بعض مسائلها لا تطابق الشرع وإن لم يقصدوا المخالفة ثم تبعهم المتكلمون، ودعوى أن المتكلمين استخرجوها من عند أنفسهم بلا أخذ مكابرة))!!
والنص ليس بحاجة لتعليق كثير مني
فأي عار على الأشاعرة أن يكون علم توحيد رب العالمين (علم الكلام) أشرف العلوم وأجلها عندهم مصدره الفلاسفة!!!!
هل يستطيعون أن يعلنوها صريحة أمام عوامهم: علم التوحيد عندنا مصدره غير إسلامي!! مصدره الفلاسفة!!؟
(1) ماتريدي من أئمتهم الكبار تتلمذ على الأيجي الأشعري ولد سنة 712 وتوفى سنة 791
الكاتب: محمد الأمين المشاركات: 1620 1 - 7 - 1424 هـ 07:00 م
جاء في فتح الباري:
وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ: حُكِيَ عَنْ الْمُبْتَدِعَة رَدّ هَذِهِ الْأَحَادِيث , وَعَنْ السَّلَف إِمْرَارهَا , وَعَنْ قَوْم تَأْوِيلهَا وَبِهِ أَقُول. انتهى.
لاحظ إقراره الصريح بمخالفته لأقوال السلف
____________
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
”فالله الله يا إخواني تمسكوا بأصل دينكم وأوله وآخره أسه ورأسه وهو شهادة أن لا إله إلا الله، واعرفوا معناها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو لم يكفرهم أو قال ما علي منهم، أو قال ما كلفني الله بهم، فقد كذب هذا على الله وافترى، بل كلفه الله بهم، وفرض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانه وأولاده، فالله الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا .. اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين“
(الدرر السنية: الجزء الأول: ص78)
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 4 - 7 - 1424 هـ 10:29 ص
بارك الله فيك، إضافة رائعه، نضعها على طريقتنا
[مذهب السلف إمرارها وقوم تأويلها!!]
قال الحافظ ابن حجر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/446)
قال ابن العربي: حكي عن المبتدعة رد هذه الأحاديث , وعن (((السلف))) إمرارها , وعن (((قوم))) تأويلها وبه أقول.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري شرح حديث النزول
ومن خلال هذا النص
1 - نعرف أن مذهب السلف ((الإمرار)) ليس لهم مذهب غيره أما مذهب التأويل فهو ل (قوم) غير السلف.
قد يأتي أشعري ويقول: مذهبهم الإمرار أي ((تفويض ظواهر النصوص مع القطع بأن الظاهر غير مراد))
فنقول له: كن شجاعاً وأقر أولاً كما أقر هذا الإمام بأن التأويل ليس مذهبهم في هذه الاحاديث
فإن لم يقر فليأتي بتأويلهم المزعوم وهيهات.
فإن أقر نقول له: لا يمكن أن تكون ظواهر هذه النصوص كفر -كما تدعي - ويكون مذهب السلف فقط الإمرار دون التحذير الشديد من إعتقاد ظواهرها!!
فإن زعمت أنهم حذروا من ظواهرها فأسند زعمك؟
وإن نسبت للسلف السكوت على الكفر دون بيان فقد أزريت بهم.
فمذهب السلف الإمرار بعد الإقرار و الإيمان والتسليم مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء في صفاته وذاته.
2 - قد يستغرب كيف يستظهر ابن العربي رحمه الله مذهب السلف ويختار غيره ولكن لا يستغرب مع وجود مقولتهم المشهورة: مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم!! فمن لا يريد الأعلم والأحكم!؟
والله أعلم
الكاتب: محمد الأمين المشاركات: 1620 5 - 7 - 1424 هـ 07:22 م
أخي الفاضل فيصل
لا تستغرب مقولة ابن العربي فإن الذي أدخل مذهب الأشاعرة إلى الأندلس هما الباجي وابن العربي. لكنه إنما انتشر أثناء حكم الموحدين (كما يسمون أنفسهم!) الذين نشروه بالحديد والنار. ولذلك في زمن ابن العربي كان الفرق معروفا بين مذهب السلف وبين مذهب الأشاعرة. ثم لما طال الزمن وأرغم الناس على دخول مذهب الأشاعرة، خلط بعض الناس بين المذهبين.
الكاتب: فيصل ... المشاركات: 450 6 - 7 - 1424 هـ 03:11 ص
بارك الله فيك وأحسنت.
[لا يجوز الأستدلال بأخبار الآحاد لأن أحاديث الصفات غير قابلة للتأويل!!]
لماذا لم يقبل الأشاعرة بالاحتجاج بخبر الآحاد في العقيدة كما يقول الرازي: ((أما التمسك بخبر الواحد في معرفه الله تعالى فغير جائز)) أساس التقديس ص168
من الأسباب التي ذكروها هو شعورهم العميق بأن أحاديث الصفات لا يمكن تأويلها!!!
قال الرازي عند تعداده للأوجه الموجبة لترك الأستدلال بأخبار الآحاد -كما زعم- فقال:
((إن الأخبار المذكورة في باب التشبيه بلغت مبلغاً كثيراً في العدد، وبلغت مبلغاً عظيماً في تقوية التشبيه، وإثبات أن إله العالم يجري مجرى إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء!، وخرجت عن ان تكون قابلة للتأويل)) المطالب العالية 9/ 213
وأنا أجزم أن هذا السبب -وهو أن أحاديث الصفات خرجت عن ان تكون قابلة للتأويل-هو السبب الرئيسي لرد أحاديث الآحاد في العقيدة، وتفريقهم في الاحتجاج فيها بين الأحكام والعقائد.
وإلا فليخبرني أي أشعري لماذا يستدلون في أسماء الله الحسنى بالسنة الصحيحة بل و الحسنة أما صفات الله تعالى فلا!؟
لماذا؟
قال في تحفة المريد عن أسماء الله الحسنى: ((ويتوقف جواز إطلاقها عليه تعالى على ورودها في كتاب أو سنة صحيحة أو حسنة أو إجماع- لأنه غير خارج عنها)) ص90
أتحدى أن يجد الأشعري كلاماً مقنعاً يجيب فيه عن سؤالي: لماذا يستدلون في أسماء الله الحسنى بالسنة الصحيحة بل و الحسنة أما صفات الله تعالى فلا!؟
وكلام الرازي السابق يؤكد حقيقة كبرى وهي ان كل معطل ممثل فهو قد عطل صفات الله بعد أن أعتقد مشابهتها لصفات الخلق. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اهـ
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 09 - 03, 11:12 م]ـ
لست بشيخ بارك الله فيكم بل طويلب علم صغير يستفيد منكم كل ما جاء لهذا المنتدى
ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[04 - 09 - 03, 03:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وللفائدة أرسل هذا البحث القيم لفضيلة الدكتور محمود عبد الرازق
بحث بعنوان
المحكم والمتشابه
وقضية التفويض
إعداد
د/ محمود عبد الرازق
الأستاذ المساعد
بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة
كلية الشريعة وأصول الدين جامعة الملك خالد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله S .
أما بعد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/447)
فقد اشتبه على كثير من إخواننا الذين نحسبهم على خير فى كل ما يبذلونه لخدمة دينهم ورفعة إسلامهم حقيقة مذهب السلف فى قضية التفويض، حيث ظنوا أن مذهب السلف فى نصوص الصفات ــ أو ما يطلقون عليه الصفات الخبرية أو النصوص الموهمة للتشبيه ــ هو تفويض معانى النصوص والكف عن طلب العلم بها.
ويجعلون دليلهم فى ذلك ما ثبت عن الإمام مالك بن أنس رحمه اللَّه أن رجلا جاءه وقال له: يا أبا عبد اللَّه ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [طه/5] كيف استوى؟!
فقال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فإنى أخاف أن تكون ضالا وأمر به فأخرج (1).
والحقيقة أننا إذا دققنا النظر فى قول مالك رحمه اللَّه علمنا أنه فرق فى جوابه بين أمرين أساسيين هما أصل الفهم الذى امتاز به السلف الصالح فى باب الصفات:
الأمر الأول: معنى الاستواء على العرش أو معنى الصفات بوجه عام.
والأمر الثانى: كيفية الاستواء على العرش أو كيفية الصفات بوجه عام.
فالمعنى الوارد فى نصوص الكتاب والسنة يستوعبه الذهن من خلال الألفاظ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر الأسماء والصفات للبيهقى ص408، والعلو للذهبي ص141، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائى ص664.
العربية التى نزل بها الوحى، أما الكيفية فهى المدلول الحقيقى الذى ينطبق عليه اللفظ، فلفظ الاستواء فى الآية لفظ ينطبق على صفة لله لها كيفية تليق بجلاله، ونحن ما رأيناها لقوله S:
( تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَمُوتَ) (1).
وما رأينا لها مثيلا نصفها من خلاله لقوله تعالى:
? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ? [الشورى/11].
فاللفظ دل على إثبات مدلول حقيقى وهو وصف الله الذى أمرنا بالإيمان به والتصديق بوجوده.
ولما غضب الإمام مالك على السائل غضب لأنه جاء يسأل عن كيفية الاستواء الغيبية التى تخرج عن إدراك أجهزة الحواس البشرية، ولا يمكن للإمام مالك أن يخترع له جوابا يصف فيه الكيفية التى عليها استواء اللَّه على العرش لعلمه أن ذلك قول على اللَّه بلا علم، وهو محرم بل جرم كبير لقوله تعالى:
? وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا ? [الإسراء/36].
وقال أيضا: ? قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ? [الأعراف/33].
فالإنسان محاسب مسئول على قول الباطل وشهادة الزور لا سيما إذا كان القول على الله بلا علم.
أما لو جاء السائل مالكا يسأله عن معنى الاستواء فى لغة العرب التى خاطبنا اللَّه بها أو سأله عن الآية: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [طه/5] ما الذى تضيفه للمسلم فى موضوع الإيمان باللَّه؟ لما غضب عليه مالك، إذ أن حق السائل على أهل العلم أن يفهم معانى آيات القرآن ونصوص السنة، وقد أمره اللَّه بذلك فقال:
? فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ? [النحل/43].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم فى كتاب الفتن وأشراط الساعة برقم (2931).
والجواب عند ذلك بيِّن واضح مفهوم، ولن يعجز الإمام مالك عن جوابه إذ أن استواء اللَّه على عرشه له وجود حقيقى ويعنى فى اللغة العلو والارتفاع، تماما مثلما يسأل صاحب اللسان الأعجمى عن ترجمة هذه الآية، فإن المترجم لن يترجم له وصف كيفية الاستواء ولا يمكنه ذلك بحال من الأحوال، لأنه كما سبق لم يره ولم ير له مثيلا، وإنما سيشرح له بلغته معنى العلو والارتفاع على العرش وأن اللَّه ليس كمثله شئ فى استوائه، ويبين له ضرورة الإيمان بوجود الاستواء وأن له كيفية معينة تليق بجلال اللَّه يعلمها الله ولا نعلمها نحن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/448)
فالآية أوجبت الإيمان بوجود استواء حقيقى لا نعلم كيفيته ويجب أن نسلم لله به، وعلى ذلك فإن معتقد الإمام مالك الذى يمثل مذهب السلف الصالح هو تفويض العلم بالكيفية فقط إلى اللَّه، أما المعنى فهو معلوم ظاهر من لغة العرب ومراد من مفهوم الآية، وهذا واضح بيِّن فى كلامه حيث قال: الاستواء غير مجهول أى معلوم المعنى، والكيف غير معقول أى مجهول للعقل البشرى بسبب عجزه عن إدراكه.
ومن ثم لو قلنا كما قال الخلف من الأشعرية بأن مالكا فوض العلم بالمعنى لا الكيفية فإن هذا يماثل قول القائل: إن كلام اللَّه بلا معنى، وهذا اللازم لم يتنبه له من زعم أن مذهب السلف هو تفويض معانى النصوص لجهلهم بحقيقة المذهب السلفى فلا نظن أن أحدهم يعتقد ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه معقبا على قول مالك فى الاستواء:
(وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول فليس فى أهل السنة من ينكره وقد بين أن الاستواء معلوم كما أن سائر ما أخبر به معلوم ولكن الكيفية لا تعلم ولا يجوز السؤال عنها، لا يقال: كيف استوى؟ ولم يقل مالك رحمه الله الكيف معدوم وإنما قال الكيف مجهول) (1).
وإلحاقا بالموضوع يأتى هذا البحث الذى يتناول العلاقة بين فهم المحكم والمتشابه وأثر ذلك على قضية التفويض، وقد قسمته بعد المقدمة إلى مبحثين وخاتمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموعة الرسائل الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيميه حـ2، رسالة الإكليل ص33.
المبحث الأول عن المحكم والمتشابه بين السلف والخلف، والمبحث الثانى عن العلاقة بين فهم المحكم والمتشابه وقضية التفويض.
وفى ختام هذه المقدمة فإننا نحسن الظن بمن قال بالتفويض فى صدق نيتهم ورغبتهم فى الدفاع عن دين اللَّه ولهم العذر إن شاء اللَّه، فهم على الأغلب لم يطالعوا مذهب السلف ابتداء ولا درسوه دراسة علمية متأنية، فالأشعرية اليوم يمثلون الأغلبية فى العالم الإسلامى، ليس عن رغبة معتنقيه من أهل العلم فى هذا المذهب، ولكن لكونه واقعا مفروضا فى المؤسسات التعليمية فى مرحلة التلقى والتعليم منذ الصغر، فهذا المذهب الذى يطلق عليه معتنقوه مذهب أهل السنة مازال مقررا فى المدارس والجامعات فى أغلب البلاد الإسلامية.
وطالب العلم يدخل منذ نعومة أظفاره إلى المدارس والمعاهد وهو خالى الذهن فيجد مقررا غريبا فى مادة التوحيد، ويجد المدرسين يلقنونه ويحفظونه أنواعا من التوحيد مبنية على أدلة عقلية بعيدة عن الطريقة السلفية المعتمدة على الكتاب والسنة، ويستمر الطالب فى دراسته حتى يصبح أستاذا جامعيا وهو يجهل حقيقة مذهب السلف.
ولو نوقش فى ذلك إما أن يستنكف عن الخضوع للحق لأنه أستاذ صاحب هيبة ومكانة، وقبول الحق عنده يعنى إقراره بلوازم يصعب تصورها أو الالتزام بها وإما يزداد إصرارا على صدق الطريقة الأشعرية ويتمادى فى الدفاع عنها بحجج عقلية حتى يستحيل معه النقاش.
والحق يقال أن بعض من يقوم على التدريس للطلاب أو يلخص لهم بعض ما جاء فى المقررات أو الكتاب، ربما يشعر بشئ من المسئولية عند فهمه للطريقة السلفية، فينبه طلابه على أن ما يدرسونه يجب أن يكون للنجاح فى الامتحان وليس للاعتقاد والإيمان الذى يقابل به رب العزة والجلال يوم القيامة، وقد رأيت ذلك بعينى فى بعض الملخصات الخارجية مما أثلج صدرى وأثار فى نفسى العجب والاستغراب.
المبحث الأول
المحكم والمتشابه بين السلف والخلف
السَّلف لغة هو الماضى كقوله تعالى:
? فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ ? [البقرة:275]، وقوله: ? وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ ? [النساء:22].
قال ابن منظور: (سلف يسلف سلفا مثال طلب يطلب طلبا أي مضى، والقوم السلاف المتقدمون، سلف الرجل آباؤه المتقدمون والجمع أسلاف سلاف، وقال ابن بري سلاف: ليس بجمع لسلف وإنما هو جمع سالف للمتقدم، وجمع سالف أيضا سلف ومثله خالف وخلف، ويجيء السلف على معان القرض والسلم وكل عمل قدمه العبد) (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/449)
ولما كان كل ماض سلف فقد شاع إطلاقا هذا المصطلح معرفا ــ السلف ــ على الجيل المؤسس الذى أقام الدين وطبق منهاج الإسلام، جيل الصحابة الذين تنزل الوحى فيهم وتلقوا عن المعصوم S البيان النبوى للبلاغ القرآنى، وحولوا جميع ذلك إلى واقع حياتى معين فعدوا لذلك السلف الصالح بتعميم وإطلاق، ثم انضم إليهم فى زمرة السلف من اهتدى بهديهم وعمل بسنتهم من التابعين وتابع التابعين والأئمة العظام للمذاهب الكبرى من تابعى التابعين.
ويمكن القول بصورة أكثر دقة: إن مصطلح السلف يتناول كل من أدرك عصر خير القرون وقدم كتاب الله على عقله وفلسفته وهواه، فهنا عاملان فى بلورة الاصطلاح: عامل زمنى وآخر منهجى، أما العامل الزمنى فيشير إليه حديث عبد الله بن مسعود ? أَنَّ النَّبِيَّ S قَالَ:
(خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لسان العرب لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري 9/ 158، نشر دار صادر بيروت الطبعة الأولى، وانظر أيضا التوقيف على مهمات التعاريف لمحمد عبد الرؤوف المناوي 1/ 412 نشر دار الفكر المعاصر بيروت 1410هـ.
أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ) (1).
فهذه الفترة فترة العصر الذهبى الذى يمثل نقاء الفهم والتطبيق للمرجعية الفكرية والدينية، قبل ظهور المذاهب التى وفدت بعد الفتوحات وأدخلت الفلسفات غير الإسلامية على فهم السلف الصالح للإسلام.
كما يمكن القول إن عصر السلف الصالح يمتد من زمن النبوة إلى زمن المحنة عندما تولى المعتزلة إدارة الخلافة الإسلامية فى عهد الخليفة المأمون من خلفاء بنى العباس، حيث فرض على الناس مذهبهم بقوة الدولة وامتحن علماء السلف فى قضية خلق القرآن وتعطيل الصفات الإلهية.
وأما العامل المنهجى فطريقة السلف طريقة الإيمان والتسليم، لا يقدمون آراءهم على كتاب الله وسنة رسوله S، ويعلمون أن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح بل يشهد له ويؤيده، وكل من جاء بعدهم وسار على دربهم واعتقد صحة نهجهم فهو خير خلف لخير سلف وإن لم يدخل تحت الاصطلاح.
والخلف لغة: القرن بعد القرن، يقال: هؤلاء خلف سوء لناس لاحقين بناس أكثر منهم، والخلف أيضا الرديء من القول، يقال: سكت ألفا ونطق خلفا أي سكت عن ألف كلمة ثم تكلم بخطإ، والخلف أيضا ساكن اللام ومفتوحها ما جاء من بعد يقال: هو خلف سوء من أبيه وخلف صدق من أبيه إذا قام مقامه (2).
قال ابن المطرز: (خلف فلان فلانا جاء خلفه، ومنها خلفة الشجر وهي ثمر يخرج بعد الثمر الكثير، وخلفة النبات ما ينبت في الصيف بعدما يبس العشب وكذلك ما زرع من الحبوب بعد إدراك الأولى يسمى خلفة، وخلفته خلافة كنت خليفته) (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخارى فى كتاب المناقب برقم (3651).
(2) انظر مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي بتصرف 1/ 78، نشر مكتبة لبنان بيروت 1415هـ.
(3) المغرب في ترتيب المعرب لأبى الفتح ناصر الدين بن المطرز 1/ 286، نشر مكتبة أسامة بن زيد، حلب سنة 1979م.
أما الخلف فى الاصطلاح فقد أطلق على كل من أعقب السلف فى الزمن وقدم العقل والرأي على كتاب الله وسنة رسوله S ومزج كلام فلاسفة اليونان بأمور العقيدة ومسائل الديانة.
هذا الاتجاه هو ما عرف بمذهب الخلف قديما ويصدق عليه من سار على دربهم حديثا، وقد كان المنطق الأرسطى اليونانى محاطا بهالة من التقديس والإعجاب لدى هؤلاء، إذ جعلوه أصلا يسيرون على نهجه وميزانا لقياس الأمور العقائدية الثابتة بالوحى.
قال ابن حجر العسقلانى: (وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلا يردون اليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرها، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامي جاهل، فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما أحدثه الخلف) (2).
• المحكم والمتشابه فى مفهوم السلف والخلف:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/450)
المحكم لغة:
الحكم العلم والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حكم يحكم، والمحكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب فعيل بمعنى مفعل أحكم فهو محكم، وفي حديث ابن عباس: (قرأت المحكم على عهد رسول الله S ) (3) يريد المفصل من القرآن لأنه لم ينسخ منه شيء، وقيل: هو ما لم يكن متشابها لأنه أحكم بيانه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري 13/ 253، نشر دار المعرفة بيروت 1379هـ.
(2) رواه البخارى بسنده عن سعيد بن جبير قال: وقال ابن عباس: (ثم توفي رسول الله S وأنا بن عشر سنين وقد قرأت المحكم) (4748) 4/ 1922.
(3) لسان العرب 12/ 141.
والمتشابه لغة: أشبه الشىء الشىء ماثله، وشابهه أشبه، تشابه الشيئان أشبه كل منهما الآخر حتى التبسا (1).
والمتشابه اصطلاحا يراد به عدة إطلاقات عند العلماء:
أحدها: ما لم يأت فى القرآن بلفظه البتة مما يقصده علماء القرآن من وقوع النظم الواحد على صور شتى، تتشابه فى أمور وتختلف فى أخرى، ومن ثم يطلقون عليه متشابه النظم أو متشابه اللفظ (2).
قال الزركشى فى البرهان: (ويكثر فى إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرف فى الكلام وإتيانه على ضروب ليعلمهم عجزهم عن جميع طرق ذلك مبتدأ به ومتكرر) (3).
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ? وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ ? [البقرة:48]، مع قوله: ? وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ ? [البقرة:123].
الثاني: أن يطلق المتشابه صفة مدح لجميع القرآن، ولفظ المتشابه بهذا المعنى هو الوارد فى قوله تعالى: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه ِ? [الزمر:23].
أما تبيان كيف أن المتشابه بهذا الإطلاق نعت كمال لجميع القرآن، فإنه من الجلى أن صوغ مادة التشابه فى هذه الآية يقضى بأن الكتاب الكريم ذو أجزاء كلها يشبه بعضها بعضا من حيث الصحة والإحكام والبناء على الحق والصدق ومنفعته الخلق، وتناسب ألفاظه وتناسقهما فى التخير والإصابة، وتجاوب نظمه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، دار المعارف، ط3، 1/ 490.
(2) الاتقان فى علوم القرآن تأليف جلال الدين السيوطى 3/ 390، طبعة مصطفى البابى الحلبى القاهرة سنة 1354هـ.
(3) البرهان فى علوم القرآن للإمام بدر الدين الزركشى 1/ 112، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار المعرفة، بيروت سنة 1972م.
وتأليفه فى الإعجاز والتبكيت (1).
والتشابه بهذا المعنى الذى يعم جميع القرآن على نحو ما رأينا لا يتنافى بحال مع وصف الإحكام المذكور فى قوله تعالى: ? الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ? [هود:1]، والذى يعم هو الآخر القرآن الكريم بأسره، بل يجب الأخد بكلا الوصفين جميعا فى كتاب الله عز وجل دون أن يأتى كلام الحق فى ذلك باطل من بين يديه أو من خلفه.
ذلك بأن التناقض إنما يلزم إذا كان بين المادتين فى هاتين الآيتين تقابل التضاد وكيف وكل منهم صفة مدح لا يمكن أن تدل على ما يضاد الأخرى، وإنما على ما يؤيدهما ويشد من أزرهما، وبانطوائهما معا فى صفته شاهد صدقه وآية تنزيل رب العالمين.
وأما الإحكام فمعناه أن آى القرآن كلها قد نظمت نظما محكما لا يعتريه إخلال من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى ولا من جهة الهدف والغاية، أو أنها أحكمت بالحجج والدلائل، أو جعلت حكمة، فنقول: حُكِم إذا صار محكما، لأنها مشتملة على أمهات الحكم النظرية والعملية، وإذن فالقرآن بهذا المعنى محكم فى تشابهه، متشابه فى إحكامه (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/451)
الثالث: أن يرد لفظ المتشابه فى القرآن مقولا على بعض منه مخصوص، مقابلا وقسيما للبعض الآخر الذى يقال عليه وصف المحكم، وبحيث لا يجتمع هذان الوصفان المتقابلان فى شىء واحد ألبتة، وذلك هو ما جاء فى قوله تعالى:
? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ?
[آل عمران:7].
وهذا المعنى هو الذى ينصرف إليه لفظ المتشابه عند الإطلاق والتجرد من القرينة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكشاف للزمخشرى 4/ 95.
(2) تفسير البيضاوى تحقيق عبد القادر عرفات العشا حسونة ص247، نشر دار الفكر بيروت
سنة 1416هـ.
وإن الناظر فى هذين الوصفين المتقابلين واللذين لا يصدق واحد منهما على ما يصدق عليه الآخر من الكتاب المجيد ليرى اختلافا عظيما بين العلماء فى تبيان هذا المعنى، وهذا ما يهمنا فى هذا البحث.
ويذكر الشيخ أبو بكر الجصاص أن كلا من المحكم والمتشابه فى القرآن ينقسم إلى معنيين:
أحدهما يصح وصف القرآن بجميعه، والآخر إنما يختص به بعض القرآن دون بعض قال الله تعالى:
? الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ? [هود:1]، فوصف جميع القرآن في هذه المواضع بالإحكام، وقال تعالى:
? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه ِ? [الزمر:23]، فوصف جميعه بالمتشابه، ثم قال في موضع آخر:
? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ?
[آل عمران:7].
فوصف ههنا بعضه بأنه محكم وبعضه متشابه، والإحكام الذي عم به الجميع هو الصواب والإتقان اللذان يفضل بهما القرآن كل قول، وأما موضع الخصوص في قوله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ? فإن المراد به اللفظ الذي لا اشتراك فيه ولا يحتمل سامعه إلا معنى واحدا (1).
ويرى الفخر الرازى من علماء الخلف أن اللفظ الذى جعل موضوعا لمعنى، إما أن يكون محتملا لغير ذلك المعنى وإما أن لا يكون، فإذا كان اللفظ موضوعا لمعنى ولا يكون محتملا لغيره فهذا هو النص.
وأما إن كان محتملا لغيره فلا يخلو إما أن يكون احتماله لأحدهما راجحا على الآخر وإما أن لا يكون كذلك بل يكون احتماله لهما على السواء، فإن كان ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أحكام القرآن، تحقيق محمد الصادق قمحاوي 2/ 286، نشر دار إحياء التراث العربي بيروت سنة 1405هـ.
احتماله لأحدهما راجحا على الآخر سمى ذلك اللفظ بالنسبة إلى الراجح ظاهرا وبالنسبة إلى المرجوح مؤولا، وأما إن كان احتماله لهما على السوية كان اللفظ بالنسبة إليهما معا مشتركا، وبالنسبة لكل واحد منهما على التعيين مجملا.
فاللفظ إما أن يكون نصا أو ظاهرا أو مؤولا أو مشتركا أو مجملا، أما النص والظاهر فيشتركان فى حصول الترجيح إلا أن النص راجح مانع من الغير والظاهر راجح غير مانع من الغير، فهذا القدر المشترك هو المسمى عنده بالمحكم.
وأما المجمل والمؤول فهما مشتركان فى أن دلالة اللفظ عليه غير راجحة فالمجمل وإن لم يكن راجحا لكنه غير مرجوح، والمؤول مع أنه غير راجح فهو مرجوح لا بحسب الدليل المنفرد، فهذا القدر المشترك هو المسمى بالمتشابه، إما لأن الذى لا يعلم يكون النفى فيه مشابها للإثبات فى الذهن، وإما لأجل أن الذى يحصل فيه التشابه يصير غيرمعلوم، فأطلق لفظ المتشابه على ما لا يعلم إطلاقا (1).
ثم إن الناس اختلفت اختلافا عظيما كذلك فى قضية العلم بتأويل المتشابه بهذا الإطلاق هل مقصور على الله تعالى، أو هو بحيث يتأتى للراسخين فى العلم أيضا؟
ومن أبرز المتشابه بهذا الإطلاق فى القرآن ما يعرف لدى علماء الخلف بآيات الصفات الخبرية، أو متشابه الصفات كالآيات التى جاء فيها ذكر الوجه واليد والجنب والروح والنفس والاستواء والفوقية والرضا والغضب وما إلى ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/452)
ويعلل الزمخشرى المعتزلى حكمة ورود المتشابه بهذا الإطلاق فى القرآن والسنة بأنه لو كان القرآن كله محكما لتعلق الناس به لسهولة مأخذه ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال، ولما فى المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق والمتزلزل فيه، ولما فى تقادح العلماء وإتعاب القرائح فى استخراج معاينة ورده إلى المحكم من الفوائد الجلية والعلوم الجمة ونيل الدرجات عند الله، ولأن المؤمن المعتقد أن لا مناقضة فى كلام الله ولا اختلاف إذا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مفاتيح الغيب للفخر الرازى 7/ 168.
رأى فيه ما يتناقض فى ظاهره وأهمه طلب ما يوفق بينه ويجريه على سنن واحد ففكر وراجع نفسه وغيره ففتح الله عليه، وتبين مطابقة المتشابه المحكم ازداد طمأنينة إلى معتقده وقوة فى إيقانه (1).
ويمكن بالتتبع والاستقراء حصر الأراء التى فسرت معنى المحكم والمتشابه فى القرآن الكريم فى النقاط الآتية:
1 - المحكم ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره والمتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل.
2 - المحكم ما لا يحتمل إلا وجها واحدا والمتشابه ما يحتمل وجوها فإذا ردت إلى وجه واحد وأبطل الباقي صار المتشابه محكما.
3 - المحكم ناسخه وحرامه وحلاله وفرائضه وما نؤمن به ونعمل عليه والمتشابه منسوخه وأمثاله وأقسامه وما نؤمن به ولا نعمل به.
4 - المحكم الذي ليس فيه تصريف ولا تحريف عما وضع له والمتشابه ما فيه تصريف وتحريف وتأويل.
5 - المحكم ما كان قائما بنفسه لا يحتاج إلى أن يرجع فيه إلى غيره والمتشابه ما يرجع فيه إلى غيره.
وجميع تلك الأراء فى معنى المحكم والمتشابه تكاد تتمثل فى أن المحكم هو المعلوم الواضح الذى يمكن تحديده وتمييزه كالصورة فى المرآة المصقولة عند تحديد معالمها وضبط ملامحها والتمكن من وصفها، فما لا يحتمل إلا وجها واحدا يصبح معلوما مميزا، وقد سميت آيات الأحكام بما تحويه من أحكام أحكاما لوضوح معناها والعلم بكيفية أدائها.
كما أن المتشابه عكس المحكم وهو المجهول الذى لا يعلم، إما من التشابه والتماثل كقوله تعالى:
? كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ِ? [البقرة:118]، أى أشبهت قلوب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكشاف للزمخشرى 1/ 259.
مشركى العرب قلوب من تقدمهم فى الكفر والعناد والعتو (1)، وإما من الاختلاط وعدم التمييز بين الأشياء كقوله تعالى عن بنى إسرائيل:
? إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا ِ? [البقرة:70]
وعلى هذا المعنى السابق للمحكم والمتشابه سوف ننظر إلى تفسير الآية السابعة من آل عمران والتى هى محل بحثنا فى علاقة التفويض بالمحكم والمتشابه، وهى قوله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ ? [آل عمران:7].
فكثير من الناس يعتبرون معانى نصوص الصفات من المتشابه الذى لا يعلمه إلا الله مستدلين بهذه الآية، وفى هذا نظر حيث يترتب علي ذلك من اللوازم الباطلة ما لا يرضاه المسلم على كلام الله، يقول أبو محمد بن قدامة المقدسي: (وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام صفات الرحمن وجب الإيمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل لفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراسخين في العلم) (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/453)
وقال أحمد الرفاعى فى المحكم والمتشابه: (فعاملوا الله بحسن النيات واتقوه في الحركات والسكنات وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة لأن ذلك من أصول الكفر، قال تعالى: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه ِ ? والواجب عليكم وعلى كل مكلف في المتشابه الإيمان بأنه من عند الله أنزله على عبده سيدنا رسول الله وما كلفنا سبحانه وتعالى تفصيل علم تأويله، قال جلت عظمته: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 163، دار الفكر بيروت سنة 1401هـ.
(2) لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد، تحقيق بدر بن عبد الله البدر ص 8:7، نشر الدار السلفية الكويت 1406هـ.
كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ? فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين) (1).
فهؤلاء يدعون إلى ترك التأويل والبعد عن طريقة الخلف، ويزعمون أن طريقة السلف هى الكف عن طلب معانى نصوص الصفات، ويجعلون ذلك سبيل المتقين ظنا منهم أنها تدل على التشبيه وظاهرها باطل، فلا هم فهموا طريقة السلف ولا صوبوا طريقة الخلف.
ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هؤلاء الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هى مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم:
? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ ? [البقرة:78].
وأن طريقة الخلف هى استخراج معانى النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات، فهذا الظن الفاسد أوجب قولهم: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم، تلك المقالة التى مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا فى تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف فى الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف (2).
وسبب ذلك اعتقادهم أنه ليس فى نفس الأمر صفة دلت عليها هذه النصوص بالشبهات الفاسدة، فلما اعتقدوا انتفاء الصفات فى نفس الأمر، وكان مع ذلك لابد للنصوص من معنى، بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ وتفويض المعنى وهى التى يسمونها طريقة السلف، وبين صرف اللفظ إلى معان بنوع تكلف وهى التى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان المؤيد لأحمد بن علي بن ثابت الرفاعي الحسيني 1/ 15، تحقيق عبد الغني نكهمي نشر دار الكتاب النفيس بيروت 1408هـ.
(2) مجموع الفتاوى 5/ 9 بتصرف.
يسمونها طريقة الخلف، فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل وتعطيل السمع فإن النفى إنما اعتمدوا فيه على أمور عقلية ظنوها بينات وهى شبهات، والسمع حرفوا فيه الكلم عن مواضعه، فلما ابتنى أمرهم على هاتين المقدمتين الكاذبتين كانت النتيجة استجهال السابقين الأولين واستبلاههم، واعتقاد أنهم كانوا قوما أميين، بمنزلة الصالحين من العامة لم يتبحروا فى حقائق العلم بالله، ولم يتفطنوا لدقائق العلم الإلهى، وأن الخلف الفضلاء حازوا قصب السبق فى هذا كله (1).
والحقيقة أن الفهم السلفى لمسألة المحكم والمتشابه التى وردت فى آية آل عمران يتسم بالدقة ويتسق مع اعتقادهم فى التوحيد لا سيما توحيد الصفات، فهم لما آمنوا بصفات حقيقية جاءت بها الأدلة السمعية وفرقوا بين فهم المعنى الذى حواه اللفظ العربى وفهم الكيفية وفقوا فى تفسير المحكم والمتشابه.
فإذا كان المحكم هو المعلوم الواضح المعنى وكان المتشابه عكس المحكم وهو المجهول الذى لا يعلم على نحو ما تقدم، فإنهم يعتبرون معانى نصوص الصفات محكمات، والكيفية من المتشابهات التى لا يعلمها إلا الله.
فإذا كان معنى النص معلوما والكيفية التى دل عليها معلومة أيضا كانت الآية محكمة لأهل العلم على تفاوتهم فى المعرفة والفهم كما هو الحال فى جميع آيات الأحكام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/454)
وإن كان المعنى معلوما والكيف مجهولا كان النص محكم المعنى متشابه الكيف وإذا قيل فى عرفهم هذا النص متشابه فيحمل على هذا المعنى أى أنه متشابه باعتبار الكيف لا المعنى.
والنتيجة التى نصل إليها من هذا الفهم أن القرآن جميعه محكم المعنى لقوله تعالى عن جميع آيات القرآن:
? الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ? [هود:1].
أى أحكمت باعتبار المعنى فليس فى القرآن كلام بلا معنى، أما من جهة الكيفية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السابق 5/ 9 بتصرف.
التى دلت عليها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فبعضها محكم معلوم وبعضها متشابه مجهول، وهذا المقصود بقول الإمام مالك رحمه الله: الاستواء معلوم والكيف مجهول، وهو المعنى المشار إليه فى قوله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ? [آل عمران:7].
فلو سأل سائل عن استواء الله الذى ورد فى قوله تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? [طه/5] هل هو من المحكمات أم من المتشابهات؟ قيل له الاستواء محكم المعنى متشابه الكيف.
فما عاينه الإنسان من الكيفيات التى تتعلق بالمخلوقات والتى دلت عليها ألفاظ الآيات ككيفية أداء الصلوات والزكاة والصيام وأفعال الحج وما شابه ذلك فهذا محكم المعنى والكيفية، فلو سأل مسلم أعجمى لا يعرف العربية عن معنى الصلاة فى قوله تعالى:
? الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ? [البقرة/3]؟
لقيل له بلسانه: الصلاة أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، فيسأل عن كيفية أدائها؟ فيقال له: أمرنا رسول اللَّه S بأن نحاكيه تماما فى الكيفية فقال مبينا ذلك:
(وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ) (1).
أما إذا كان المعنى معلوما والكيف الذى دل عليه المعنى مجهولا، كانت الآية من المتشابه باعتبار الكيف لا المعنى، كما فى جميع الأدلة التى وردت فى عالم الغيب، فالجنة مثلا سمعنا عن وجود ألوان النعيم فيها، وأخبرنا اللَّه بذلك فى كتابه وسنة نبيه S ، وعلى الرغم من ذلك قال رسول اللَّه S عن كيفية ألوان النعيم فيها:
(قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأَتْ وَلا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخارى فى كتاب الآذان برقم (631).
خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ:
? فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ? [السجدة:17]) (1).
فتأمل قوله: لا عين رأت ولا أذن سمعت ماذا يعنى؟ هل يعنى معنى الآيات أم الكيفية التى دلت عليها؟ فإن قيل المعنى فخطأ لأننا سمعنا به فى الكتاب والسنة كما أن المعنى لا يرى بعين البصر وإنما يدرك بالبصيرة، وإن قيل الكيف فصواب لأننا لم نره ولم نر له مثيلا.
فالمتشابه كيفية الموجودات فى الجنة لا المعنى الذى يدل عليها، وعلى ذلك فجميع آيات الصفات محكمة المعنى متشابهة فى الكيفية فقط، فلا يدخل فى المتشابه معانى الآيات التى وصف اللَّه بها نفسه كما اعتقد الخلف مذهب السلف وإلا كانت هذه الآيات بلا معنى، فقوله تعالى: ? وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ? أى باعتبار الكيف لا المعنى.
وجميع آيات القرآن لها معنى معلوم عند الراسخين فى العلم حسب اجتهادهم فى تحصيله، وعليه جاء قول ابن عباس ? فى آية آل عمران: (أنا من الراسخين فى العلم) (2).
فالمتشابه هو الذى استأثر اللَّه بعلمه من الأمور الغيبية التى لا يعلمها إلا هو والتى أخبرنا بها فى كتابه، ومن ثم فإن القرآن كله محكم باعتبار المعنى الذى دل عليه اللفظ وباعتبار الكيفية ففيه المحكم والمتشابه.
قال ابن تيميه رحمه اللَّه معقبا على قوله تعالى: ? كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ? [ص:29]، (وهذا يعم الآيات المحكمات والآيات المتشابهات وما لا يعقل له معنى لا يتدبر) (3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/455)
وقال أيضا فى قوله تعالى:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخارى فى كتاب بدء الخلق برقم (3244).
(2) انظر تفسير ابن جرير الطبرى 6/ 170.
(3) انظر رسالة الإكليل ضمن مجموعة الرسائل 2/ 8.
? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? [محمد:24].
(فلم يستثن شيئا منه نهى عن تدبره، واللَّه ورسوله S إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما أمره اللَّه وطلب فهمه ومعرفة معناه فلم يذمه اللَّه بل أمر بذلك ومدح عليه) (1).
وقد ذكر أن الصحابة والتابعين لم يمتنع أحد منهم عن تفسير آية من كتاب اللَّه وقال هذه من المتشابه الذى لا يعلم معناه، ولا قال قط أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة المتبوعين أن فى القرآن آيات لا تعلم معناها ولا يفهمها رسول اللَّه S ولا أهل العلم والإيمان جميعهم، وإنما قد ينفون علم بعض الناس وهذا لا ريب فيه (2).
ويذكر ابن القيم رحمه الله أننا لو قلنا كما قال الخلف إن قوله تعالى: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ ? يتناول المعنى يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الصحابة والتابعون لهم بإحسان، بل يقرأون كلاما لا يعقلون معناه، فهم متناقضون أفحش تناقض، فإنهم يقولون النصوص تجري على ظاهرها وتأويلها باطل ثم يقولون لها تأويل لا يعلمه إلا الله (3).
وقول هؤلاء باطل فإن الله سبحانه أمر بتدبر كتابه وتفهمه وتعقله، وأخبر أنه بيان وهدى وشفاء لما في الصدور، وحاكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ومن أعظم الاختلاف اختلافهم في باب الصفات والقدر والأفعال، واللفظ الذي لا يعلم ما أراد به المتكلم لا يحصل به حكم ولا هدى ولا شفاء ولا بيان (4).
وهؤلاء لم يفهموا مراد السلف بقولهم لا يعلم تأويل المتشابه إلا الله، فإن التأويل في عرف السلف المراد به التأويل في مثل قوله تعالى: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر السابق 2/ 8.
(2) انظر السابق 2/ 15 بتصرف.
(3) انظر الصواعق المرسلة 3/ 921 بتصرف.
(4) انظر السابق 3/ 921 بتصرف.
يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ? [لأعراف:53].
وقوله تعالى: ? وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ? [يوسف:100].
فتأويل الكلام الطلبي هو نفس فعل المأمور به والمنهي عنه كما قالت عائشة رضى الله عنها: (كَانَ النَّبِيُّ S يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ) (1).
وأما تأويل ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر فهو نفس الحقيقة التي أخبر الله عنها، وذلك في حق الله هو كنه ذاته وصفاته التي لا يعلمها غيره، ولهذا قال مالك وربيعة الاستواء معلوم والكيف مجهول) (2).
وفى رده على الخلف فى زعمهم أن آيات الصفات من المتشابه الذى لا يعلم معناه إلا الله يذكر ابن القيم أن التشابه والإحكام نوعان، تشابه وإحكام يعم الكتاب كله وتشابه وإحكام يخص بعضه دون بعض، فإن أردتم بتشابه آيات الصفات النوع الأول فنعم هي متشابهة غير متناقضة يشبه بعضها بعضا وكذلك آيات الأحكام، وإن أردتم أنه يشتبه المراد بها بغير المراد فهذا وإن كان يعرض لبعض الناس فهو أمر نسبي إضافي، فيكون متشابها بالنسبة إليه دون غيره ولا فرق في هذا بين آيات الأحكام وآيات الصفات، فإن المراد قد يشتبه فيهما بغيره على بعض الناس دون بعض، وقد تنازع الناس في المحكم والمتشابه تنازعا كثيرا ولم يعرف عن أحد من الصحابة قط أن المتشابهات آيات الصفات، بل المنقول عنهم يدل على خلاف ذلك، فكيف تكون آيات الصفات متشابهة عندهم وهم لا يتنازعون في شيء منها وآيات الأحكام هي المحكمة وقد وقع بينهم النزاع في بعضها؟ (3).
والمقصود أنه لا يجوز أن يكون الله أنزل كلاما لا معنى له، و لا يجوز أن يكون ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه البخارى فى كتاب الأذان (817).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/456)
(2) الصواعق المرسلة 3/ 921 بتصرف.
(3) السابق 3/ 921 بتصرف.
الرسول S و جميع الأمة لا يعلمون معناه كما يقول ذلك من يقوله من المتأخرين وهذا القول يجب القطع بأنه خطأ، سواء كان مع هذا تأويل القرآن لا يعلمه الراسخون أو كان للتأويل معنيان يعلمون أحدهما و لا يعلمون الآخر (1).
• تفسير آية آل عمران من منظور السلف:
وعلى هذا الفهم السلفى يمكن تفسير آية آل عمران بأن الله يخبر أن في القرآن آيات محكمات هن أم الكتاب، أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد سواء من جهة المعنى أو الكيفية، وهى أصل الدين وقوام العبودية وتتمثل فى الأحكام الشرعية الدينية، فلا بد من وضوحها وبيان معانيها ووصف كيفيتها لسائر الناس دون اشتباه أو التباس، فهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع خصوم الباطل، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه كما روي عن السلف، فعن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: (المحكمات ناسخه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمر به ويعمل به) (2).
وكذا روي عن عكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل بن حيان والربيع بن أنس والسدي أنهم قالوا: المحكم الذي يعمل به (3).
وأخر متشابهات كآيات الصفات من حيث اشتراك الألفاظ والكلمات عند تجردها عن الإضافة والتخصيص والتركيب لا من حيث المعنى المراد، ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق، ولهذا قال الله تعالى: ? فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ? أي ضلال وخروج عن الحق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السابق 3/ 922 بتصرف.
(2) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 347، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير الطبري 3/ 172 دار الفكر بيروت 1405هـ، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي 2/ 144، دار الفكر بيروت 1993م.
(3) معالم التنزيل لأبى محمد الحسين بن مسعود البغوي 1/ 279، دار المعرفة بيروت 1407هـ.
إلى الباطل ? فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ِ ? أي إنما يأخذون منه بالمتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها ? ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه ِ ? أي تحريفه على ما يريدون (1).
روى عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أنها قَالَتْ: (تَلا رَسُولُ اللَّهِ S هَذِهِ الآيَةَ:
? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ ? [آل عمران:7].
قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ S فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ) (2).
وهؤلاء منهم الخوارج كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونحل كثيرة منتشرة ثم انبعث القدرية ثم الجهمية ثم المعتزلة والأشعرية وغير ذلك من الطوائف (3).
وقوله تعالى ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ ? يجب الوقف هاهنا إذا كان المقصود العلم بكيفية الحقائق الغيبية وكيفية الصفات الإلهية فلا يعلم ذلك إلا الله، ويجوز الوقف على قوله: ? وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ? إذا كان المقصود العلم بمعانى الآيات القرآنية سواء المتعلقة بالخالق أو المخلوق وكذلك كيفية أداء الأحكام الشرعية أو كيفية ما دلت عليه الآيات فى الإخبار عن سائر المخلوقات فى الدنيا.
قال ابن كثير: (وأما إن أريد بالتأويل التفسير والبيان والتعبير عن الشيء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 347 بتصرف.
(2) أخرجه البخارى فى كتاب تفسير القرآن برقم (4547).
(3) تفسير ابن كثير 1/ 347 بتصرف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/457)
فالوقف على قوله: ? وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ? لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار وإن لم يحيطوا علما بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه) (1). ويمكن تلخيص موقف السلف والخلف من المحكم والمتشابه وأثره على آيات الصفت من خلال الشكل الآتى:
كيفية الصفة معنى الصفة آيات الصفات
متشابه محكم موقف السلف
غير موجودة متشابه موقف الخلف
وهذا الموقف لكل من السلف والخلف سوف يؤثر على فهم قضية التفويض فى الصفات لإلهية كما سنرى فى المبحث التالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السابق 1/ 348.
المبحث الثانى
العلاقة بين فهم المحكم والمتشابه وقضية التفويض.
• مذهب الخلف فى نصوص الصفات:
يعتقد الخلف من الأشعرية والماتردية أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى وردت فى الصفات الخبرية موهمة للتشبيه والجسمية وظاهرها باطل غير مراد، فإما أن تؤول وإما أنها من أخبار الآحاد التى لا تفيد اليقين فى أمور الاعتقاد (1).
وقد بنو ذلك على أصول عقلية زعموا أنها أمور يقينية واعتبروها أصول الدين والفيصل المبين فى النظر إلى كتاب الله وسنة رسوله S ، فما وافق تلك الأصول من النصوص والآيات فهو دليل لهم، وما خالف أصولهم وتقسيمهم للتوحيد فينبغى التعامل معه بأى وسيلة وأن يبذل المرء لها كل حيلة، إما بادعاء مجاز أو تأويل أو تهوين وتعطيل أو تقبيحها فى نفس السامع حتى تبدو ضربا من المستحيل المهم أن يقر بأن ظاهرها الذى ورد فى التنزيل باطل ومستحيل ويجب صرفه إلى شئ آخر.
فالتوحيد عندهم مبنى على قولهم: إن الله واحد فى ذاته لا قسيم له، وواحد فى صفاته لا شبيه له، وواحد فى أفعاله لا شريك له، وهم يدرجون تحت شعار أنه لا ينقسم نفي علو الله على خلقه ومباينته لمصنوعاته ونفى ما ينفونه من صفاته ويقولون: إن إثبات ذلك يقتضي أن يكون مركبا منقسما مشابها للحوادث (2).
يقول الرازى وهو من أعمدة المذهب الأشعرى فى نفى علو الله على خلقه وتعطيل استوائه على عرشه: (لو كان الله مختصا بالمكان لكان الجانب الذى فى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ــ انظر بتصرف رسالة التوحيد للشيخ محمد عبده ص 17 وما بعدها، نشر مطابع دار الكتاب العربي 1966م، وكتاب أصول الدين ص63، لجمال الدين أحمد بن محمد بن سعيد تحقيق عمر وفيق الداعوق، نشر دار البشائر الإسلامية، بيروت سنة 1998.
(2) ــ درء تعارض العقل والنقل 1/ 225 وما بعدها بتصرف.
يمينه يلى ما على يساره، فيكون مركبا منقسما فلا يكون أحدا فى الحقيقة، فيبطل قوله: ? قل هو الله أحد ?) (1).
وهم لما نفوا الاستواء وعطلوا علو الفوقية بهذه الحجج العقلية ساءت سمعتهم عند عامة المسلمين، فالله يقول صراحة هو على العرش وهم يقولون صراحة ليس على العرش، فما المخرج من هذه المأزق الذى وضعوا أنفسهم فيه؟ والجواب فى قول أحدهم:
(لو سئلنا عن قوله تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ?، لقلنا المراد بالاستواء القهر والغلبة والعلو، ومنه قول العرب استوى فلان على المملكة أي استعلى عليها واطردت له، ومنه قول الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق) (2).
وهذا تحريف للكلم عن مواضعه فى ثوب التأويل، فالتأويل يقبل إن كان بدليل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ــ انظر أساس التقديس الفخر الرازى ص 203.
(2) ــ انظر لمع الأدلة في قواعد أهل السنة والجماعة ص 108 بتصرف، والشاعر هو الأخطل النصرانى الحاقد على الإسلام والمسلمين، قال ابن كثير فى التعقيب على هذا البيت: ((هذا البيت تستدل به الجهمية على أن الاستواء بمعنى الاستيلاء، وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه وليس فى بيت هذا النصرانى حجة ولا دليل على ذلك، ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه، ولا نجد أضعف من حجج الجهمية حتى أداهم الإفلاس من الحجج إلى بيت هذا النصرانى المقبوح)) انظر البداية والنهاية 9/ 295.
والعجب كل العجب أن قوة احتجاج الأشعرية بهذا البيت على نفى الاستواء أقوى من قوة الاحتجاج بكلام الله على إثباته، مع أن الأخطل النصرانى المشرك هو القائل فى شعره مستهزءا بالصلاة والصيام والأضاحى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/458)
ولست بصائم رمضان يوما: ولست بآكل لحم الأضاحى
ولست بزائر بيتا بعيدا: بمكة ابتغى فيه صلاحى
ولست بقائم كالعير أدعو: قبيل الصبح حى على الفلاح
انظر السابق 9/ 263، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 7/ 36 لابن الجوزي، تحقيق محمد ومصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية بيروت سنة 1412هـ.
صحيح، لكن العرب لا تعرف أبدا استوى بمعنى استولى، بل إن أهل اللغة لما سمعوا ذلك أنكروه غاية الإنكار ولم يجعلوه من لغة العرب.
روى الحسن بن محمد الطبري عن أبي عبد الله نفطويه النحوي، قال أخبرني أبو سليمان، قال: (كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما معنى ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ?؟ قال: إنه مستو على عرشه كما أخبر، فقال الرجل: إنما معنى استوى استولى، فقال له ابن الأعرابي: ما يدريك؟ العرب لا تقول استولى فلان على الشيء حتى يكون له فيه مضاد، فأيهما غلب قيل قد استولى عليه، والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر) (1).
وقال أبو سليمان الخطابى وهو من أئمة اللغة: (وزعم بعضهم أن الاستواء هنا بمعنى الاستيلاء، ونزع فيه إلى بيت مجهول لم يقله شاعر معروف يصح الاحتجاج بقوله، ولو كان الاستواء ها هنا بمعنى الاستيلاء لكان الكلام عديم الفائدة، لأن الله تعالى قد أحاط علمه وقدرته بكل شئ وكل بقعة من السماوات والأرضين وتحت العرش، فما معنى تخصيصه العرش بالذكر؟!
ثم إن الاستيلاء إنما يتحقق معناه عند المنع من الشئ، فإذا وقع الظفر به قيل استولى عليه فأى منع كان هناك حتى يوصف بالاستيلاء بعده!) (2).
ومعلوم أن كل تأويل لا يحتمله اللفظ فى أصل وضعه وكما جرت به عادة الخطاب بين العرب هو نوع من التزوير والتدليس والخلط والتلبيس الذي يضيع ثوابت القول وقواعد الكلم، فأهل العلم يعلمون أن إثبات الاستواء والنزول والوجه واليد والقبض والبسط وسائر صفات الذات والفعل لا يسمى في لغة العرب التي نزل بها القرآن تركيبا ولا انقساما ولا تمثيلا، وكان أولى بالصحابة والتابعين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ــ حاشية ابن القيم على سنن أبي داود 3/ 18، دار الكتب العلمية بيروت 1415هـ.
(2) ــ بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لابن تيمية 2/ 438، نشر مطبعة الحكومة مكة المكرمة سنة 1392، وانظر مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم الجوزية 1/ 37 وما بعدها حيث فند العلامة ابن القيم ادعاء الأشعرية بأن الاستواء بمعنى الاستيلاء من اثنين وأربعين وجها وبين ضلال من اعتقد ذلك.
وهم أئمة اللغة وأسياد الفهم أن يعترض واحد منهم على الأقل ويقول: كيف نؤمن بهذه الصفات التى تدل على التركيب والانقسام فى الذات؟ (1).
ولذلك فإن كثيرا ممن نشأ فى الأوساط التى يسودها مذهب الخلف أنكروا تأويلهم المتعسف للنصوص، وادعوا أن السكوت وتفويض الأمر إلى الله هو المسلك المفضل، ظنا منهم أنهم على عقيدة السلف الصالح، فظهرت قضية التفويض التى وسم بها السلف متأثرة بعقيدة الخلف فى فهم المحكم والمتشابه وعدم التمييز بين كون معانى نصوص الصفات محكمات وأن الكيفيات الغيبية هى فقط المتشابهات، وقد سرى هذا الاعتقاد فى نفوس كثيرة منذ ظهور المذهب الأشعرى حتى عصرنا هذا.
يقول أبو سعيد النيسابوري (ت:478): (لأصحابنا في ذلك طريقان، أحدهما الإعراض عن التأويل والإيمان بها كما جاءت والإيمان بها صحيح وإن لم يعرف معناها، وهذا الطريق أقرب إلى السلامة، ومن أصحابنا من صار إلى التأويل والاختلاف صادر عن اختلاف القراءتين في قوله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ? [آل عمران:7].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/459)
فمن صار إلى الوقف على قوله وما يعلم تأويله إلا الله أعرض عن التأويل وجعل قوله والراسخون في العلم كلاما مبتدأ، ومعناه أن العلماء يقولون آمنا به ومن صار إلى الوقف على قوله والراسخون في العلم، فيكون معناه أن الله تعالى يعلم تأويله والراسخون في العلم أيضا يعلمون تأويله صار إلى التأويل) (2).
فعلى الرغم من كونه يذكر موقف السلف من المحكم والمتشابه إلا أنه نسب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر أنواع التأويلات الباطلة وأمثلتها من كلام الأشعرية فى مقدمة فى أصول التفسير لابن تيمية ص43 وما بعدها، و درء تعارض العقل والنقل 1/ 226 وما بعدها بتصرف.
(2) الغنية فى أصول الدين، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر ص 77، نشر مؤسسة الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت سنة 1987م.
إليهم الإيمان بنصوص الصفات وإن لم يعرفوا معناها، وجعلهم بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم:
? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ ? [البقرة:78].
ويقول مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي (ت:1033): (ومن المتشابه الإستواء في قوله تعالى: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? وهو مذكور في سبع آيات من القرآن، فأما السلف فإنهم لم يتكلموا في ذلك بشيء جريا على عادتهم في المتشابه من عدم الخوض فيه مع تفويض علمه إلى الله تعالى والإيمان به) (1).
ثم يستدل على ذلك بقول الإمام مالك: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة (2).
• أمثلة معاصرة على اعتقاد الخلف أن مذهب السلف هو التفويض.
[1]- قال صاحب جوهرة التوحيد رحمه اللَّه:
وكل نص أوهم التشبيه: أوله أو فوِّض ورم تنزيها
ويذكر شارح الجوهرة تحت هذا البيت فى قوله تعالى: ? وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ? [الفجر:22] وحديث الصحيحين: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ S قَالَ: يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) (3)، يقول: فالسلف يقولون: مجيء ونزول لا نعلمه) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات، تحقيق شعيب الأرناؤوط 1/ 120، مؤسسة الرسالة بيروت1406هـ.
(2) السابق1/ 120.
(3) أخرجه البخارى فى كتاب الجمعة برقم (1145).
(4) شرح البيجورى على الجوهرة ص109 طبعة المعاهد الأزهرية.
فادعى الناظم والشارح معا أن مذهب السلف الصالح هو تفويض المعنى، وهذا باطل لأنه جعل كلام اللَّه بلا معنى، وجعل السلف بمنزلة الجهلة الذين خاطبهم اللَّه بالألغاز والأحاجي وما لا يفهم معناه، ولا يعقل أن نسمع رجلا أجنبيا يتحدث بلغة لا نفهمها ولا نعلم لسان أهلها ثم نقول بعد سماعنا له: كلامك جيد ووصفك سليم وكلامك ليس فيه باطل ونحن نصدق كل ما تقول!
وإذا كان هذا مستقبحا بين البشر فكيف نقبله فى كلام اللَّه عز وجل؟! فالسلف لم يقولوا: مجيء ونزول لا نعلمه كما ادعى شارح الجوهرة، وإنما قالوا: مجيء ونزول لا نعلم كيفيته وفرق بينهما عظيم.
[2]- قال الشيخ أمين محمود خطاب عن نصوص الصفات: (إن السلف فوضوا علم المراد منها إلى اللَّه تعالى. فقوله: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? يقول فيه السلف هو مصروف عن ظاهره ويفوضون علم المراد منه إلى اللَّه) (1).
والسلف الصالح ما قالوا هذا، وإنما قالوا فى الآية: هى على ظاهرها والمعنى معلوم واضح، والمجهول هو الكيف فقط، ولكن الأشعرية ظنوا أن الظاهر منها يتحتم أن يكون هو الظاهر من استواء بلقيس على عرشها، ولو سألت أحدهم: هل رأيت استواء بلقيس؟ فيقول: لا، يقال له: وهل رأيت له مثيلا؟ فيقول: نعم، فيقال عند ذلك: معنى استواء بلقيس معلوم وكيفية استوائها معلومة أيضا من رؤيتك للمثيل، لكن إذا سألناه: هل رأيت استواء اللَّه؟ فيقول: لا، فيقال: وهل رأيت له مثيلا؟ فيقول ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ?
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/460)
[الشورى:11]، فيقال له: كيف حكمت أن الظاهر فى استواء اللَّه يماثل الظاهر فى استواء بلقيس؟ أليس هذا قول على اللَّه بلا علم؟ إنما يكفى أن القول إن معنى استواء اللَّه معلوم وهو العلو والارتفاع وكيفية استوائه معلومة لله مجهولة لنا.
[3]- ما ذكره الشيخ إبراهيم الدسوقى فى مقالته عن قوله تعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفتاوى الأمينية ص97.
? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? وآراء العلماء فى المتشابه إذ يقول:
(فذهب السلف إلى التفويض فى المعنى الذى أراده اللَّه تعالى بعد الإيمان به والتنزيه عن الظاهر المستحيل) ثم ينسب ذلك إلى الأئمة الأربعة وأنهم يدينون لله بهذه العقيدة (1).
فهؤلاء جميعا مع فضلهم وحسن ظننا بهم ظنوا أن اعتقاد السلف الصالح هو التفويض، وفى الحقيقة نجد مفتاح الأمر يمكن فى إثبات الاستواء هل هو موجود وله كيفية أم أنهم لا يؤمنون بهذه الحقيقة الغيبية؟
فلا خلاف بين السلف فى وجود كيفية حقيقية للاستواء، وإنما الخلاف بين السلف ومخالفيهم من الأشعرية وغيرهم فى ادعائهم جهل السلف بمعنى الاستواء وتفويض العلم به إلى الله، فالكيفية لها وجود حقيقى معلوم لله ومجهول لنا.
ومن ثم فالقول بأن الاستواء غير معلوم أو لا نعلمه أو نجهله قول باطل وكذلك القول بأن معنى الاستواء غير معلوم قول باطل أيضا، أما القول بأن كيفية الاستواء فقط غير معلومة أو مجهولة لنا فهو الحق الذي دلت عليه الأدلة.
وهنا مسألة تتطلب الشرح والتفصيل وهى مسألة الظاهر هل هو مراد أو غير مراد؟ فإذا قال القائل ظاهر النصوص مراد أو ظاهرها ليس بمراد، فإنه يقال لفظ الظاهر فيه إجمال وإشتراك، فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين أو ما هو من خصائصهم فلا ريب أن هذا غير مراد، ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها، ولا يرتضون أن يكون ظاهرالقرآن والحديث كفرا وباطلا، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذى وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر أو ضلال، والذين يجعلون ظاهرها ذلك يغلطون من وجهين:
1 - تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ حتى يجعلوه محتاجا إلى تأويل يخالف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر مجلة الأزهر عدد محرم سنة 1414 هـ ص28، وانظر أيضا مجموعة الرسائل للشيخ الفاضل حسن البنا ص330.
الظاهر ولا يكون كذلك.
2 - وتارة يردون المعنى الحق الذى هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم أنه باطل (1).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وأعلم أن من المتأخرين من يقول مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد، وهذا اللفظ مجمل، فان قوله ظاهرها غير مراد يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين، مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلى أنه مستقر فى الحائط الذى يصلى إليه، وأن الله معنا ظاهره أنه إلى جانبنا ونحو ذلك فلا شك أن هذا غير مراد، ومن قال من السلف إن هذا غير مراد فقد أصاب فى المعنى لكن أخطأ باطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والأحاديث، فان هذا المحال ليس هو الظاهر إلا أن يكون هذا المعنى ممتنع وصار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيبا بهذا الاعتبار معذورا فى هذا الإطلاق) (2).
• عقيدة التفويض والدعوة إلى عدم الكلام فى نصوص الصفات عند العوام:
نظرا لأن بعض المنتسبين لمذهب الخلف قد يواجهون بقوة عند قولهم بتأويل نصوص الصفات لا سيما إذا كان التأويل أقرب إلى التحريف، فإنهم يتملصون من مواجهة الحق بدعوى السكوت وعدم الخوض فى المتشابه كما هو حال السلف أو زعمهم أن مسائل الصفات لا يترتب عليها عمل ولا سلوك، فيكفينا المحكم من القرآن والسنة وما يدعوا إلى تأليف القلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/461)
وهذه دعوة قديمة منذ ظهور عقيدة التفويض وعدم إدراك ما عليه السلف، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن قول القائل: لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام ولا يكتب بها إلى البلاد ولا في الفتاوى المتعلقة بها، إما أن يريد بذلك أنه لا تتلى هذه الآيات وهذه الأحاديث عند عوام المؤمنين، فهذا مما يعلم بطلانه بالاضطرار من دين المسلمين، بل هذا القول إن أخذ على إطلاقه فهو كفر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر مجموع الفتاوى 3/ 43، درء التعارض بين العقل والنقل 7/ 128 بتصرف.
(2) السابق 5/ 108.
صريح، فإن الأمة مجمعة على ما علموه بالاضطرار من تلاوة هذه الآيات في الصلوات فرضها ونفلها واستماع جميع المؤمنين لذلك، وكذلك تلاوتها وإقرائها واستماعها خارج الصلاة هو من الدين الذي لا نزاع فيه بين المسلمين، وكذلك تبليغ الأحاديث في الجملة هو مما اتفق عليه المسلمون، وهو معلوم بالاضطرار من دين المسلمين، إذ ما من طائفة من السلف والخلف إلا ولا بد أن تروي عن النبي S شيئا من صفات الإثبات أو النفي، فإن الله يوصف بالإثبات وهو إثبات محامده بالثناء عليه وتمجيده، ويوصف بالنفي وهو نفي العيوب والنقائص عنه سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
وأما أن يريد أنه لا يقال حكمها كذا وكذا إما إقرار وتأويل أو غير ذلك فإن أراد هذا فينبغي لقائل ذلك أن يلتزم ما ألزم به غيره فلا ينطق في حكم هذه الآيات والأحاديث بشيء، ولا يقول الظاهر مراد أو غير مراد ولا التأويل سائغ ولا هذه النصوص لها معان أخر ونحو ذلك، إذ هذا تعرض لآيات الصفات وأحاديثها على هذا التقدير وإذا التزم هو ذلك وقال لغيره التزم ما التزمته ولا تزد عليها ولا تنقص منها فإن هذا عدل، بخلاف ما إذا نهى غيره عن الكلام عليها مع تكلمه هو عليها كما هو الواقع.
وكذلك قوله ولا يكتب بها إلى البلاد ولا في الفتاوى المتعلقة بها إن أراد أنها أنفسها لا تكتب ولا يفتى بها، فهذا مما يعلم فساده بالاضطرار من دين الإسلام كما تقدم، وإن أراد لا يكتب بحكمها ولا يفتي المستفتي عن حكمها، فيقال له فعليك أيضا أن تلتزم ذلك، ولا تفتي أحدا فيها بشيء من الأمور النافية، وحينئذ يكون أمرك لغيرك بمثل ما فعلته عدلا، أما أن يجيء الرجل إلى هذه النصوص فيتصرف فيها بأنواع التحريفات والتأويلات جملة أو تفصيلا ويقول لأهل العلم والإيمان أنتم لا تعارضوا ولا تكلموا فيها، فهذا من أعظم الجهل والظلم والإلحاد في أسماء الله وآياته.
كما أن سلف الأمة وأئمتها ما زالوا يتكلمون ويفتون ويحدثون العامة والخاصة بما في الكتاب والسنة من الصفات، وهذا في كتب التفسير والحديث والسنن أكثر من أن يحصيه إلا الله.
وقد قيل إن مالكا لما صنف الموطأ قال: جمعت هذا خوفا من الجهمية أن يضلوا الناس لما ابتدعت الجهمية النفي والتعطيل (1).
• لوازم القول بالتفويض.
فوجب على العقلاء من المسلمين التنبه إلى خطورة القول بالتفويض وسلب كلام اللَّه عن معناه، أو محاولة تقبيح إثبات الصفات فى نفس السامع تحت مسمى التجسيم وإثبات الأعضاء والجوارح لله، لأن القول بالتفويض يؤدى إلى الزامات قبيحة يتمثل أبرزها فيما يلى:
[1]- أن القرآن ملئ بالحشو الذى لا فائدة منه، مما يحتم حذفه ليوصف بالكمال وهذا باطل لقوله تعالى:
? لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ? [فصلت:42].
[2] – أن اللَّه خاطب عباده بالألغاز والأحاجى وهو قادر على عكس ذلك، وهذا باطل لأنه يؤدى إلى القول بأن كلام اللَّه بلا معنى، فقال تعالى:
? وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ? [النحل:103].
وقال سبحانه: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ? [الزمر:23] فوصف كلامه بأنه أحسن الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/462)
[3]- أن الرسول S بلغ ما لا يعلم ولم يفهم ما جاء فى التنزيل وهذا باطل لقوله تعالى:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفتاوى الكبرى 5/ 14 بتصرف.
? وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? [إبراهيم:4].
[4]- أن الصحابة خدعوا أنفسهم بادعائهم الفهم وموافقة النبى S فى إيمان لا يعلمون حقيقته، وهذا باطل لقوله تعالى عنهم: ? أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ? [الأنفال/74] ولقوله: ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ? [الأنفال:2] فكيف يزدادون إيمانا بتلاوة ما ليس له معنى له.
[5]- أن القول بالتفويض يلزم منه أن ظاهر النصوص يحمل معنى مستهجن يخاف المفوض من مواجهته وهذا باطل لأن اللَّه عز وجل أمرنا بتدبر آياته وفهمها فى حدود مدركاتنا، فقال جل ذكره: ? أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ? [النساء:82].
وفى الحقيقة إن القول بالتفويض ما هو إلا محاولة للهروب من مواجهة الأدلة لقوة ما ورد فيها من إثبات الصفات.
• أسباب القول بالتفويض.
أولا: الجهل بمذهب السلف من ناحية والرفض الداخلى للمذهب الأشعرى من ناحية أخرى، إذ أن الخلف من الأشعرية وغيرهم قاموا بلىّ أعناق النصوص وذبحها بصورة لا تخفى على عاقل، فأغلبهم لا يقر فى نفسه تفسير الاستواء بالاستيلاء والقهر والغلبة، وإذا أقر به على مضض أقر به ليتملص من إثبات صفة الاستواء الذى ظاهرها عنده باطل قبيح، فإذا خلا بنفسة تردد على ذهنه سؤال لا يفارقه ومن الذى نازع اللَّه على العرش حتى قهره واستولى عليه؟! فلا يجد جوابا شافيا، فيُرضى نفسه بالسكوت والتفويض وترك الأمر برمته مدعيا أن هذا مذهب السلف.
ثانيا: تقليد بعض المشاهير الذين تبنوا القول بالتفويض عن حسن نية، وتبنى بعض المؤسسات العلمية لهذا الأمركما قال صاحب جوهرة التوحيد:
وكل نص أوهم التشبيه: أوّله أو فوِّض ورم تنزيها
فيدعى أن مذهب السلف الصالح هو التفويض ومن ثم يشب طالب العلم من مهده على ذلك، وهو لا يعرف غير هذا الاعتقاد، حتى يصبح أستاذا كبيرا فى الجامعة، أو مدرسا مخضرما فى المادة يدافع عما درسه بقوة ظنا منه أنه على شئ، وإذا ظهر لهم الحق فى هذا الموضوع فقل من لا تأخذه عزة المكانة فيتراجع أمام مذهب السلف.
الخاتمة
سبق أن علمنا أن موقف السلف والخلف من المحكم والمتشابه وأثره على آيات الصفات يتضح من خلال الشكل الآتى:
كيفية الصفة معنى الصفة آيات الصفات
متشابه محكم موقف السلف
غير موجودة متشابه موقف الخلف
كذلك يمكن أن نرى موقف السلف والخلف من قضية التفويض وعلاقتها بفهم المحكم والمتشابه من خلال الشكل الآتى:
كيفية الصفة معنى الصفة آيات الصفات
غير معلوم معلوم موقف السلف
غير موجودة غير معلوم موقف الخلف
وبالمقارنة بين هذين الشكلين يضح لنا أثر الفهم الصحيح لمعنى المحكم والمتشابه على قضية تفويض الصفات الإلهية.
فنحن إذا نظرنا إلى كتاب الله واستقرأنا جميع الأدلة النقلية التى تتعلق بالأمور الغيبية على وجه العموم وبذات الله وصفاته على وجه الخصوص، لا نجد آية واحدة أو حديثا يتحدث عن كيفية الذات وصفاتها أو كيفية الموجودات التى فى عالم الغيب، وكل ما ورد كان الهدف منه إثبات وجود ذات الله وصفاته وأفعاله على التفصيل الوارد فى الكتاب والسنة وبكيفية تليق بالله يعلمها هو ولا نعلمها نحن، وهذا يتطلبا كلاما يحمل معنى مفهوما.
وعلى هذا المفهوم جاءت أقوال السلف الصالح فى نصوص الصفات وسائر الغيبيات: (أمروها كما جاءت بلا كيف) (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/463)
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله معقبا: (قولهم أمروها كما جاءت يقتضى إبقاء دلالتها على ما هى عليه فإنها جاءت ألفاظ دالة على معان، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم غير مراد أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكون قد أمرت كما جاءت ولا يقال حينئذ: بلا كيف، إذ نفى الكيف عما ليس بثابت لغو من القول) (2).
وعلى ذلك أيضا جاء قول مالك رحمه الله: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) (3).
وربما زعم بعضهم أن قول السلف فى الاستواء معلوم يعنى أن آية الاستواء موجودة فى القرآن وقد رد شيخ الإسلام مجيبا عن هذه الشبهة فقال: (فإن قيل معنى قوله: الاستواء معلوم أن ورود هذا اللفظ فى القرآن معلوم كما قاله بعض أصحابنا الذين يجعلون معرفة معانيها من التأويل الذى استأثر الله بعلمه!!
قيل: هذا ضعيف، فإن هذا من باب تحصيل الحاصل فإن السائل قد علم أن هذا موجود فى القرآن وقد تلا الآية، وأيضا لم يقل ـ يعنى الإمام مالك ـ ذكر الاستواء فى القرآن ـ يعنى معلوم ـ ولا إخبار الله بالاستواء ـ يعنى معلوم ـ وإنما قال الاستواء معلوم .. وأيضا فإنه قال: والكيف مجهول ولو أراد ذلك لقال: معنى الاستواء مجهول، أو تفسير الاستواء مجهول أو بيان الاستواء غير معلوم، فلم ينف إلا العلم بكيفية الاستواء لا العلم بنفس الاستواء، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه) (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفتوى الحموية ص28.
(2) السابق ص28.
(3) تقدم تخريجه.
(4) رسالة الإكليل ضمن مجموعة الرسائل الكبرى 2/ 33.
وختاما أدعو إخواننا الذين يظنون أن مذهب السلف هو تفويض معانى النصوص التى خاطبنا اللَّه بها إلى إعادة النظر فى الأمر حتى لا يظلم المذهب السلفى من ناحية ولا يدعون إلى غير الحق من ناحية أخرى، وقد قال العلامة ابن القيم: (فلا سعادة للعباد ولا صلاح لهم ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم ويكون هو وحده غاية مطلوبهم والتقرب إليه قرة عيونهم) (1)، فكيف تتم هذه السعادة فى ظل عقيدة التفويض؟
وإذا كان قبول العمل عند الله يعود إلى صدق النية وقوله S :( إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) (2)، فالنية وحدها لا تكفى إذ لا بد من شرط المتابعة لمن سلف واجتناب بدعة من خلف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة 1/ 47.
(2) أخرجه البخارى فى كتاب بدء الوحى برقم (1).
أهم المراجع
• أحكام القرآن لأبى بكر الجصاص، تحقيق محمد الصادق قمحاوي، نشر دار إحياء التراث العربي بيروت سنة 1405هـ.
• أصول الدين، لجمال الدين أحمد بن محمد بن سعيد، تحقيق عمر وفيق الداعوق نشر دار البشائر الإسلامية، بيروت سنة 1998.
• أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات تأليف مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي، تحقيق شعيب الأرناؤوط، نشر مؤسسة الرسالة بيروت سنة 1406هـ.
• الاتقان فى علوم القرآن تأليف جلال الدين السيوطى، طبعة مصطفى البابى الحلبى القاهرة سنة 1354هـ.
• البداية والنهاية، لأبى الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير القرشى الدمشقى طبعة المطبعة السلفية، القاهرة سنة 1351 هـ.
• البرهان المؤيد لأحمد بن علي بن ثابت الرفاعي الحسيني، تحقيق عبد الغني نكهمي نشر دار الكتاب النفيس بيروت 1408هـ.
• البرهان فى علوم القرآن للإمام بدر الدين الزركشى، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة دار المعرفة، بيروت سنة 1972م.
• بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية لابن تيمية، نشر مطبعة الحكومة مكة المكرمة سنة 1392هـ.
• تحريم النظر في كتب الكلام لابن قدامة، تحقيق عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية، نشر دار عالم الكتب الرياض سنة 1990م.
• تفسير ابن جرير الطبرى، جامع البيان عن تأويل آى القرآن، لأبى جعفر محمد ابن جرير الطبرى، تحقيق الأستاذ محمود محمد شاكر، مراجعة الشيخ أحمد محمد شاكر، طبعة دار المعارف، القاهرة، بدون تاريخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/464)
• تفسير البيضاوي، عبد القادر عرفات العشا حسونة، نشر دار الفكر، بيروت سنة 1416هـ.
• تفسير القرآن العظيم، لأبى الفداء إسماعيل بن كثير القرشى الدمشقى طبعة دار إحياء الكتب العربية، القاهرة بدون تاريخ.
• التوقيف على مهمات التعاريف لمحمد عبد الرؤوف المناوي، نشر دار الفكر المعاصر بيروت 1410هـ.
• الجامع الصحيح المختصر، لمحمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي تحقيق د. مصطفى ديب البغا نشر دار ابن كثير , اليمامة بيروت سنة 1407 هـ.
• الجامع لأحكام القرآن لأبى عبد الله القرطبي، تحقيق أحمد عبد العليم البردوني نشر دار الشعب القاهرة سنة 1372 هـ.
• حاشية ابن القيم على سنن أبي داود 3/ 18، دار الكتب العلمية بيروت 1415هـ.
• الدر المنثور لجلال الدين السيوطي، دار الفكر بيروت 1993م.
• درء تعارض العقل والنقل لأبى العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني تحقيق د. محمد رشاد سالم نشر دار الكنوز الأدبية، الرياض سنة 1391هـ.
• دقائق التفسير الجامع لتفسير شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد السيد الجليند، نشر مؤسسة علوم القرآن، دمشق سنة 1404هـ.
• شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة تأليف أبى القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبرى اللالكائى، تحقيق الدكتور أحمد سعد حمدان طبعة دار طيبة، الرياض سنة 1409هـ.
• شرح السنة، لأبى محمد البربهاري تحقيق د. محمد سعيد سالم القحطاني نشر دار ابن القيم الدمام سنة 1408هـ.
• شرح السيوطي على سنن النسائي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة نشر مكتب المطبوعات الإسلامية حلب سنة 1406هـ.
• الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لابن قيم الجوزية تحقيق د. علي بن محمد الدخيل الله نشر دار العاصمة، الرياض سنة 1418هـ.
• العلو للعلي الغفار لأبى عبد الله محمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، تحقيق أبو محمد أشرف بن عبد المقصود، نشر مكتبة أضواء السلف الرياض 1995م.
• غاية المرام في علم الكلام لعلي بن سالم الآمدي، تحقيق د. حسن الشافعى نشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة سنة 1391هـ.
• الغنية فى أصول الدين، لأبى سعيد عبد الرحمن بن محمد، تحقيق عماد الدين أحمد حيدر نشر مؤسسة الخدمات والأبحاث الثقافية، بيروت سنة 1987م.
• الفتاوى الكبرى، لأبى العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني تحقيق حسنين محمد مخلوف، نشر دار المعرفة، بيروت سنة 1386 هـ.
• فتح البارى شرح صحيح البخارى للإمام أحمد بن على بن حجر العسقلانى تحقيق محمد فؤاد عبد الباقى، طبعة دار الريان للتراث القاهرة سنة 1407 هـ.
• فتح القدير الجامع بين فنى الرواية والدراية من علم التفسير، للإمام محمد بن على بن محمد الشوكانى طبعة مصطفى البابى الحلبى القاهرة 1383 هـ.
• الفتوى الحموية الكبرى، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، طبعة روضة الفسطاط القاهرة سنة 1398 هـ.
• كتاب العين لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق د. مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي، نشر دار ومكتبة الهلال.
• لسان العرب، لمحمد بن المكرم بن منظور الإفريقى طبعة دار المعارف القاهرة سنة 1307 هـ.
• لمع الأدلة في قواعد أهل السنة والجماعة، لعبد الملك بن عبد الله بن يوسف تحقيق د. فوقية حسين، نشر عالم الكتب بيروت 1987م.
• مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد طبعة دار الإفتاء بالسعودية الرياض سنة 1381 هـ.
• مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، تأليف شمس الدين بن القيم الجوزية، طبعة مكتبة المتنبى القاهرة سنة 1981م.
• معالم التنزيل لأبى محمد الحسين البغوي دار المعرفة بيروت 1407هـ.
• المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، دار المعارف.
• الملل والنحل لمحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني، تحقيق محمد سيد كيلاني نشر دار المعرفة، بيروت سنة 1404 هـ.
• المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي، تحقيق محمد ومصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية بيروت سنة 1412هـ.
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 09 - 03, 10:39 ص]ـ
الأخ أحمد: هل هذا البحث القيم يوجد في ملف وورد
ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[11 - 09 - 03, 08:45 م]ـ
وجزاكم وها هو ملف الورد
ـ[السفاريني]ــــــــ[11 - 09 - 03, 10:10 م]ـ
أشكركم على هذا البحث
ولكن يشكل علينا أمر وهو
إذا قلنا أن اليد معلومة
فماذا تعني اليد غير (الجارحة) والله تبارك وتعالى كما وصف نفسه (ليس كمثله شيء)
فهل يتطوع أحد ويرفع عنا هذا الإشكال وله منا خالص الدعاء
ـ[فيصل]ــــــــ[12 - 09 - 03, 12:29 ص]ـ
ماذا تعني بالجارحة؟
ـ[الموحد99]ــــــــ[12 - 09 - 03, 01:34 ص]ـ
اليد في اللغة: -
هي التي يقبض بها ويبسط ويبطش بها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/465)
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[07 - 02 - 07, 03:13 ص]ـ
أخي سميح، القضية سهلة بإذن الله متى ما أرجعناها إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
هل يمكن أن تتصور وجود (روح) يحيا بها جسدك؟!
الجواب: نعم.
هل عرفتَها مشخّصةً، أو أدركت شيئاً من أشخاص عينها.
الجواب: لا.
فإذا كانت هذه الروح التي تتردد بين جنبيك (و هي قريبة إليك) لا تعرف كيفتها و لا تستطيع تخيلها مشخّصة (و أنت تجزم بوجودها قطعا)، تفهم أن الله جل و علا أولى بأن تؤمن به و بأسمائه و صفاته (و الإيمان لابد فيه من المعرفة لا الجهل!)
إذاً فكيفيات صفاته من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، و معانيها نفهمها و نؤمن بها.
و إلا لزمنا ألا نؤمن به لأننا لم نره! فكما آمنا به (مع جهلنا بالكيفية) نؤمن بصفاته (مع جهلنا بالكيفية).
===========
مثال آخر:
الجنة التي وعد الله تعالى المؤمنين:
نفهم معناها بأنها بساتين و بها أنهار من خمر و لبن و عسل، فالأسماء متشابهة (لبن الدنيا x لبن الجنة) و الكيفيات مختلفة، لكي يميز الله من يؤمن بالغيب عن غيره.
فقد ورد الدليل الشرعي بـ (أن الكيفية للجنة لم تخطر قلب بشر).
فنؤمن بها و أوصافها مع جهلنا التام بالكيفية.
فالجنة و الروح مخلوقتان، و نحن نؤمن بهما من غير اشتباه أو استشكال!
فأحرى و أولى أن نؤمن بالخالق و أسمائه و صفاته من غير تذمر!
و إذا ثبت بالوقوع الضروري عجز أهل العقول عن إدراك كيفيات هذه المخلوقات مع قطعهم بوجودها، فالله تعالى أولى بأن نثبت وجوده وأسماءه و صفاته، و أن نكون مؤمنين بمعانيها (مع إقرارنا بالجهل بالكيفية).
و الواجب شرعاً -كما قال العلماء- هو في قطع الطمع عن طلب إدارك الكيفية.
فكلما تطلبت النفس ذلك لحيرتها، صرفناها عن ذلك، لأن المخلوق لا يمكن أن يدرك الخالق، و الناقص لا يحيط بالكامل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 08:56 ص]ـ
أما إذا عرفنا اليد بآثارها الظاهرة من القبض والبسط والبطش .. كما قال الأخ الموحد، فهل ذلك تعريف لحقيقتها أو للوازم تأثيراتها الخارجة عن حقيقتها؟ وبالتالي ليست اليد إلا واسطة، والمؤثر الحقيقي يمكن أن يكون القدرة؟؟
عكس ما قلتَ ما قال ابن بدران في (المدخل):
((ومثل هذا يقال في تأويل اليد بالقدرة والاستواء بالاستيلاء، فإن القدرة صفة مشتركة بين الخالق والمخلوق، فإذا قلت بها لزمك أن تقول: قدرة تليق بذاته تعالى، فاطرح هذا وقل: يد تليق بذاته تعالى، وأيضا فالقدرة عرض تحتاج إلى أن تقوم بالجوهر، ويلزم في ذلك ما لزم في صفة الكلام من الحدوث لله تعالى .... ))
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:07 ص]ـ
أخي الكريم
لا يظهر لي أنك متثبت، ولعل ذلك من قصور نظري، ###.
لأن الأشاعرة فرقوا بين (القدرة) و (اليد) كما هو معروف، فإذا كان عندك الجميع من بابة واحدة فيبدو أن النزاع لفظي، وإن كان بينهما فرق فبينه لأن كلامك لا يظهر فيه فرق بينهما.
وأما أن معرفة اليد غير ممكنة إلا باللوازم، فهذا الكلام يظهر لي منه بنظري القاصر أن الخلاف فيه لفظي؛ فإن كلامنا ليس عن كمال المعرفة، وإنما كلامنا عن معرفة الكمال.
فالأعرابي الجلف الذي لم ير غير خيمته التي يعيش فيها منذ ولد إلى أن يموت، لا يمكنه أن يتصور بوجه من الوجوه قصر أعظم ملك من ملوك الدنيا، ومع ذلك فلو قلنا له (إن الملك يعيش في قصر، وهذا القصر هو بيت الملك، كما أن هذه الخيمة هي بيتك)، لما كان في الكلام تناقض أو تضارب، أو دعوى بجهل معنى كلمة (بيت)
والله عز وجل عاب على من يعبدون الأصنام بقوله: {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها}
وعاب على اليهود عبادة العجل بقوله: {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا}
وقال سبحانه {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه}
فمن المحال قطعا على رب العالمين أن يتمدح ويعيب على اليهود ويضرب لنا الأمثال بما لا يمكننا فهمه ولو بوجه من الوجوه.
ونحن لا يمكننا أن نحيط به سبحانه علما كما قال: {ولا يحيطون به علما} خلافا لبعض الغلاة الذين يقولون إن الله عز وجل لا يعلم عن نفسه إلا ما نعلم!!
وإذا كان عدم الخوض في الصفة عندك أسلم، فإن التسليم لكلام رب العالمين أحرى أن يكون أسلم؛ لأننا متفقون على أن عقولنا قاصرة عن إدراكه سبحانه، وهو خاطبنا بصفاته وتمدح بها وأوجب علينا التقرب إليه بذكر هذه الصفات، وهو يعلم قصور عقولنا، فلو كان في مدحه سبحانه بهذه الصفات محظور ما ترك تنبيهنا عليه.
ومن المحال المقطوع به أن تكون هذه الصفات توهم التشبيه أو يكون ظاهرها كفرا، ثم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بيان ذلك، ثم يتبعه الصحابة رضوان الله عليهم في غفلة لا تتصور في عقل عاقل سالم من الشبهات، ويكون التحذير من هذه الظواهر واجبا والإيمان بظواهرها كفرا، ولا يعلم ذلك أحد إلا بعد القرون الفاضلة وانقراض خيار الأمة، وأن يكون التحذير من ذلك ونفي الظواهر أعظم فرائض الدين وأكبر قواعد الإسلام.
إن الذي يتصور إمكان حدوث ذلك لا يستحق أن يوصف بالعقل فضلا عن العلم.(25/466)
منهج لطالب علم العقيدة المبتدأ يحتاج لرأى المشايخ وطلبة العلم؟
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[03 - 09 - 03, 08:57 م]ـ
هذا منهج جمعتة من عدة مناهج لطالب علم العقيدة المبتدأ ليرتقى بة لمستوى جيد مع مراعاة التدرج
وكتب المنهج مرتبة تصاعديآ
لم اذكر المتون بل ذكرت شروحها وبالترتيب الاهم فالمهم وهكذا
و ذكرت بعد
بعض الشروح كلمة-وبعدة-الشرح الفلانى ... (اى اقرأ بعد هذا الشرح ... الشرح الفلانى) هذا ما وجدتة فى بعض المناهج العلمية ونقلتة كما هو
وذكرت بعض الاسئلة تجدوها داخل المنهج ابحث عن اجابتها
واريد رأيكم واضافتكم على المنهج من جميع النواحى؟
وما هى نصيحتكم
واهم شىء هل التدرج صحيح -سواء فى الكتب التى تتحدث عن العقيدة وتبسطها أو فى شروح المتون-ولا يوجد في التدرج اى خطىء بسيط؟
المنهج:
التمهيد وتوحيد الربوية والالوهية:
-رسالة العقيدة الصحيحة وما يضادها لابن باز
-200سؤال وجواب في العقيدة للحكمى هل حقق؟
-مجموعة عمر الأشقر (العقيدة في ضوء الكتاب والسنة) في عدة أجزاء1 - 7 هل هم اكثر من ذلك؟
-دعوة التوحيد لمحمد خليل هراس
-مجموعة التوحيد، لمجموعة من العلماء هل للعلماء المعاصرين وما رأيكم فية؟
-فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن تحقيق الوليد آل فريان
وبعدة
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد لسليمان بن عبدالله آل الشيخ تحقيق أبو عمر العتيبي.
هل نزل الكتاب السابق للمكتبات؟
و القول المفيد على كتاب التوحيد لابن العثيمين اعتنى به سليمان بن عبد الله أبا الخيل وخالد بن علي المشيقح
و القول السديد في مقاصد التوحيد لعبد الرحمن السعدى
و قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين لعبد الرحمن بن حسن بتحقيق إسماعيل بن محمد الأنصاري
-الأصول الثلاثة لمحمد بن عبد الوهاب شرح ابن العثيمين
-القواعد الأربعة لمحمد بن عبد الوهاب شرح ابن العثيمين
-كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهّاب شرح ابن العثيمين
و شرح عبدالله السعد فى 8 اشرطة
-أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة للحكمي
-تطهير الجنان لابن حجر آل بوطامي
الكتابان السابقان هل لهم تحقيق؟
-العبودية لابن تيمية تحقيق علي بن حسن
-الأُصول الستة لمحمد بن عبد الوهاب شرح عبيد الجابرى هل هذا الشرح صوتى ام كتاب؟
-أركان الإيمان لمحمد بن عبد الوهاب هل لة تحقيق؟
أو لابن العثيمين
او لمحمد جميل زينو
ايهما أختار او ابدأ؟
-سلم الوصول إلى علم الأصول للحكمي اريد لة شرح؟
-مسائل الجاهلية لمحمد بن عبدالوهاب شرح الالوسى هل لة تحقيق؟
-لمعة الإعتقاد لابن قدامة المقدسى شرح ابن العثيمين
-شرح أُصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائى هل حقق؟
توحيد الاسماء والصفات:
-شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية لصالح الفوزان
وبعدة
شرح محمد خليل هراس، تحقيق علوي سقاف.
و شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية لابن العثيمين بأعتناء سعد بن فواز الصميل
ولها شرح مهم -التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية لعبدالعزيز الرشيد
وبعدة
الكواشف الجلية عن معانى الواسطية لعبد العزيز السلمان.
و التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة لعبد الرحمن السعدى بأشراف ونشر عبد الرحمن بن رويشد وسليمان بن حماد و باعتناء علي الحميد
-فتح رب البرية بتلخيص الحموية لابن العثيمين
-التحفة المهديّة شرح الرسالة التدمرية لفالح بن مهدى تحقيق محمد السعوى
و التوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية لفخر الدين بن الزبير هل حقق؟
-العقيدة الطحاوية للطحاوي شرح علي بن أبي العز للألبانى
و شرح العقيدة الطحاوية لعلي بن أبي العز تحقيق عبد الله التركي والأرناؤوط
و شرح العقيدة الطحاوية لابن العثيمين
و تهذيب شرح العقيدة الطحاوية بتعليق ابو بصير
-مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن القيم أختصار الموصلى هل حقق؟
-القواعد المثلى في الأسماء والصفات لابن العثيمين تحقيق أشرف عبد المقصود التحقيق صوتى ام كتاب؟
-صفات الله للسقاف
-المنهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى اريد اسم المؤلف وهل لة تحقيق؟
وما رأيكم فى هذة الكتب-التالية-هل اجعلهم الشروح الاولى فى دراسة شرح المتن المشروح ام لست بحاجة لهم؟
الجديد في شرح كتاب التوحيد لمحمد بن عبد العزيز السليمان القرعاوي، وهو شرح يتناسب مع ظروف أهل هذا العصر وضعف هممهم على طريقة المتأخرين بن إيراد النص وشرح كلماته والمعنى الإجمالي ومايستفاد منه والمناسبة للباب مطلقاً، وللتوحيد أحياناً .. إلخ. انتهى
مع عقيدة السلف العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية يقدمها للعالم الإسلامي مصطفى العالم تناول العقيدة الواسطية بأسلوب مبسط يتناسب مع مدارك الطلاب
مصدر الكتابين والتعليق عليهم: الدليل الى المتون العلمية لعبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم
القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/467)
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[04 - 09 - 03, 07:12 ص]ـ
للرفع
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[04 - 09 - 03, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفضل شيء أن تستمع إلى شريط المنهجية في طلب العلم
للشيخ صالح آل الشيخ فهو شريط رائع رائع رائع
ـ[خالد النجدي]ــــــــ[04 - 09 - 03, 11:44 ص]ـ
أخى الكريم لدي برنامج قد جمعته من عدة برامج و أنا أسير على نهجه و الحمدلله و قد وجدت نتيجه ولله الحمد و المنه
وهذا البرنامج على ثلاث مراتب و تكون ملم بإذن الله في علوم العقيده
و هناك برنامج مختصر و تلم فيه بجميع مباحث العقيده
أولاً: علم العقيدة والتوحيد:ـ
وفيه كتب تؤخذ من خلال مراحل ثلاث:
أولها: مرحلةُ فِقْهِ حقيقة الدين وأساسه:
الأول / كتاب: [الأصول الثلاثة].
الثاني / كتاب: [التوحيد].
الثالث / كتاب: معارج القبول في سلم الوصول للشيخ حافظ الحكمي.
ثانيها: مرحلة فِقْهِ أصول معتقد أهل السنة والجماعة والتي خالفهم فيها أصحاب البدعة والهوى. وعمدة هذه المرحلة ثلاثة كتب، جميعها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
الأول / كتاب: [العقيدة الواسطية].
الثاني / كتاب: [العقيدة الحموية].
الثالث / كتاب: [العقيدة التدمرية].
ثالثها: مرحلة دراسة مفردات المعتقد مع شئ من التوسع:
[متن الطحاوية] بشرح أبي العز الدمشقي رحمه الله.
وقد قال عنه الشيخ صالح أنك تمر على مباحث العقيده
أما البرنامج المطول فإذا أردتموه فيجعل على مقال خاص لطوله لكن نعطيك المرحله الأولى:
أولا: في الاعتقاد:
1 ــ (الأصول الثلاثة وأدلتها) لمحمد بن عبد الوهاب.
2 ــ (كشف الشبهات في التوحيد) لمحمد بن عبد الوهاب.
3 ــ (التوحيد حق الله على العبيد) لمحمد بن عبد الوهاب، فإذا أمكن قراءة شرحه في هذه المرتبة ففيه خير كثير، وأفضل شروحه ــ فيما أرى ــ كتاب (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) لعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ.
4ــ (العقيدة الواسطية) لابن تيمية، فإذا أمكن قراءة شرحها في هذه المرتبة ففيه خير كثير، كشرح الشيخ محمد خليل هراس.
وهذه الكتب ذكرناها أعلاه، وهى مهمة لكل مسلم، ونضيف إليها:
5 ــ (تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران) لأحمد بن حجر آل بوطامي.
6 ــ كتاب (دعوة التوحيد) للشيخ محمد خليل هراس.
7 ــ (سلسلة التوجيهات) للشيخ محمد بن جميل زينو، وهى عدة كتب موجزة مفيدة.
8 ــ رسالة (أوثق عرى الإيمان) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ورسالة (حكم موالاة أهل الإشراك) للشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، ورسالة (بيان النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك) للشيخ حمد بن عتيق النجدي، وهى الرسائل السادسة والحادية عشرة والثانية عشرة من (مجموعة التوحيد) لشيخي الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب. وهذه المجموعة كلها نافعة إن تيسّرت قراءتها. فإن لم يجدها فليقرأ موضوع الموالاة والمعاداة في كتاب (الولاء والبراء في الإسلام) لمحمد بن سعيد القحطاني.
وجزيتم خيرا
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[04 - 09 - 03, 12:56 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
وانتظر رأى بقية الاخوة وان يدلونى على كتب او اشرطة اخرى تفيدنى فى التأصيل العلمى
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[04 - 09 - 03, 11:33 م]ـ
للرفع
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[05 - 09 - 03, 02:44 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[05 - 09 - 03, 08:20 ص]ـ
للرفع
ـ[الحميدي3]ــــــــ[05 - 09 - 03, 10:08 ص]ـ
الاخ محمد حمدي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اما بعد:
فقد قرأت ماكتبته عن المنهج المتبع في دراسة كتب العقيدة وهو طويل جداً يريد منك سنين طويله وأيضاً فيه تكرار يغني بعضه عن الكل فاقترح عليك مايلي وكلاً يأخذ مايناسبه ويوافقه فاقول:
أولاً: التوحيد:
ثلاثة الاصول و القواعد الاربع و نواقض الاسلام و كشف الشبهات وجميعها للشيخ محمد بن عبدالوهاب رخمه الله تعالى
ثم بعدها قرة عيون الموحدين
ثم بعده قرة عيون الموحدين وكلاهما للشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمة الله تعالى.
فإذا أتقنت ماتقدم فهذا القدر يكفي وستلم بجميع مسائل التوحيد.
ثانياً: العقيدة
لمعة الاعتقاد للموفق و حائية ابن ابي داود
ثم بعدهما الواسطيه
ثم بعدها الحموية وهناك تلخيص لها للشيخ ابن عثيمين وهونفيس جداً
ثم بعدها التدمريه
وجميعها للشيخ الاسلام إبن تيميه رحمه الله تعالى
فاذا أتقنت ماتقدم فتستطع أن تقرأ في الفتاوى و كتب العقيدة المسندة ككتب ابن خزيمة وابن مندة وعبدالله ابن حنبل وكتابي عثمان بن سعيد وغيرها
وإذا أردت أن تتطلع على عقدة السلف للصابوني و السفارينيه فحسن
هذا مااردت إفدتك ياأخي والله أعلم
ـ[محمد حمدى]ــــــــ[05 - 09 - 03, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيرآ اخى
ـ[الحميدي3]ــــــــ[06 - 09 - 03, 10:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فقد حصل مني خطأ في الكتابه وأقصد بقولي قرة عيون الموحدين الثانيه فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/468)
ـ[أحمد أبو زيد]ــــــــ[07 - 09 - 03, 11:20 ص]ـ
ينصح أخي أن تتبع سبيل العلماء الربانيين الذين يعلمون بصغار العلم قبل كبارها
وينصح بشدة أن تكون الشروح لعلمائنا المعروفين كالشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز والشيخ صالح آل الشيخ والشيخ الالباني وشروحات الشيخ ابن عثيمين متوفرة وهي مفضلة عندي
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[02 - 09 - 07, 12:15 ص]ـ
توحيد الألوهية\\\\\\\\\\\\\\\\\\1 - ثلاثة الأصول 2 - القواعد الأربع 3 - كشف الشبهات 4 - كتاب التوحيد\\\\\\\\\\\\\ العقيدة العامة\\\\\\\ 1 - العقيدة الواسطية 2 - الفتوى الحموية الكبرى 3 - الرسالة التدمرية 4 - شرح العقيدة الطحاوية للامام ابن أبى العز الحنفى
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[02 - 09 - 07, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر الأخ عل طرقه لهذا الموضوع الحساس كما يقال:
أما عن برنامج طالب العلم في علم العقيدة، قبل ذلك أنصح نفسي و إخوتي بشريط عنوانه:"المنهجية في قراءة الكتب العلمية"لفضيلة شيخنا صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى.
ففيخ تأصيل ماتع وضبط لكيفية القراءة في الكتب الشرعية بعامة ثم بعض العلوم كعلم العقيدة بصفة خاصة. يرجى الإهتمام فإنه مهم كتأصيل في بداية القراءة لمن لا شيخ راسخ في عقيدة السلف أما والعلماء متوافرون في البلدة عد الطالب فأظن المقال غير المقال الحالة غير الحال.
المهم بعدها ينبغي أن يعلم أن علم العقيدة قسمان:
1 - عقيدة عامة.
2 - توحيد العبادة.
فالبدأ بتوحيد العبادة يكون على مراحل:
المرحلة الأولى:
1 - ثلاثة الأصول.
2 - القواعد الأربع. وكلتاها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه.
المرحلة الثانية:
1 - كتاب التوحيد.
2 - شرح كشف الشبهات. وكلتاها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه.
المرحلة الثالثة:
1 - نواقض الإسلام.
2 - مسائل الجاهلية. وكلتاها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه.
أما العقيدة العامة فعلى النحو التالي:
كمرحلة أولى:
1 - لمعة الإعتقاد. ابن قدامة المقدسي.
2 - الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
المرحلة الثانية:
1 - الطحاوية لإبي جعفر الطحاوي.
2 - الحموية.
3 - التدمرية. لان تيمية.
كمرحلة ثالثة:
1 - شرح السنة للبربهاري.
2 - الإبانة لإبن بطة العكبري.
ثم إذا أحكم الأخ جل هذه المتون على شرح عالم سلفي إن شاء الله يحصل ما شاء الله له أن يحصل ..
على العموم هذه مشاركة في موضوع الأخ احببت أن أسهم ببرنامج عملي عملت بالمرحل الأولى منه و أنا الآن في الثانية ووجدت ثكرة ذلك ولله الحمد على تقصير مني، وأسأل الله تعالى الإعانة فيما توخيت.
ولا أعدم أخا ناصحا فيما قدمت فيسدد ويقارب.
والله الموفق.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[06 - 09 - 07, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:24 م]ـ
للفائدة ...(25/469)
هل كان السيوطي أشعريا/صوفيا
ـ[أسنج]ــــــــ[04 - 09 - 03, 04:01 ص]ـ
أسأل كم هذا سؤال لأن عندي صاحب في العمل فكثيرا ما يحتج بأقوال السيوطي ليدعم بدعته مثل الذكر الجماعي, استعمال السحبة و الإعتقاد الأشاعرة. و أنا ما أعرف شيء عنه إلا أن له كتب كثيرا. فهل أحد له تعليق؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 09 - 03, 05:09 ص]ـ
(#حذفه المشرف. الرجاء عدم العودة لمثل هذا وفقك الله#).
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[04 - 09 - 03, 05:24 ص]ـ
إنا لله و إنا إليه راجعون .. ما كنت أريد أن يفتح مثل هذا الموضوع في علم كبير كالسيوطي.
لكنه كان مثل أقرانه في عصره على الاعتقاد الأشعري، و كان يترأس إحدى مشيخات الصوفية قبل وفاته، و لديه رسالة في إثبات الأقطاب و الأبدال و الأوتاد (حسب الاصطلاح الصوفي لتلك العبارات)، كما ألف رسالة في الذب عن ابن عربي (و قد اطلعت على نسخة مخطوطة منه و فيه ما فيه و الله المستعان .... )، و رد عليها أحد الجهابذة ردا قديما نشر محققا في أحد أعداد مجلة الحكمة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 03, 06:25 ص]ـ
السيوطي عالم مقارنة بعصره
أما مقارنة بالجهابذة فهو حاطب ليل يقتصر عمله على الجمع. وهو شيء طبيعي بالنسبة لذلك العصر، عصر الانحطاط والتخلف، حيث اقتصر دور العلماء على الجمع والتلخيص خشية الضياع.
وليس هذا تنقصا منا للسيوطي، ولكنه من باب وضع كل في مكانه. فلا ينكر أحد فائدة "الرد المنثور" مثلاً، لكن فائدته في الجمع فقط وليس فيه أي تحقيق. وكذلك هي مؤلفات السيوطي جمع وتلخيص لكن بلا تحقيق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 09 - 03, 07:29 ص]ـ
فقر كبير بين الكلام على صلاح الدين الأيوبي وبين الكلام على السيوطي ((رحمهما الله تعالى)).
فالسيوطي يحذَّر منه، لتأثره ومؤلفاته بلوثات عقدية مخالفة لعقيدة السلف الصالح في غيرما مسألة.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى ففرق بين الاعتماد على المحققين من أهل العلم وغيرهم ممن عرفوا بكثرة النقل والجمع دونما تحقيق.
ويجب نبذ ((العواطف)) التي لا داعي لها في الكلام على ما ينفع الناس مما يخشى وقوعهم فيه من الضرر العقدي والسلوكي وغيره.
وتحذيرنا مما وقع فيه (بالفعل) ليس فيه قدحاً في علمه أو جهده.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 09 - 03, 08:32 ص]ـ
حاشاه أن يوصم بـ حاطب ليل، وهناك فرق بين المؤلفات التي صنعت للجمع وبين الأخرى المحققة، فانظر مثلا تدريب الراوي، والحاوي، وانظر الأشباه والنظائر، وانظر كتبه في اللغة،
أما الجامع الكبير فهو أكبر موسوعة حديثية قام بها فرد وحده، وقد وافته المنية قبل تمامه،
فمن السذاجة أن يقول قائل هو حاطب ليل لأن فيها أحاديث ضعيفة أو موضوعة لأن قصده الجمع ليس التحقيق، والدور والباقي على الأدعياء أن يحققوا هذه الثروة العظيمة بدل الجلوس خلف شاشات الحاسوب بلا هم إلا انتقاد العلماء الأفاضل، ونفس الشيء يقال عن الدر المنثور، أعظم موسوعة في التفسير بالمأثور،
بخلاف الجامع الصغير، فقد عمل على تحقيقه حسب اجتهاده ولم يسلم من الانتقاد كما هي طبيعة الأعمال البشرية
فالناقد لابد أن يكون بصيرا بنوعية العمل، قبل إصدار حكم جائر سيسأل عنه يوم القيامة.
ـ[أسنج]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:04 ص]ـ
عودا إلي القصد من سؤالي: هل العلماء من أهل السنة و الحديث يحتجون بأقوال السيوطي فيما يتعلق بأمور العقدية و المنهجية؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:33 ص]ـ
نعم لأنه من علماء السنة
ـ[محمد عابدين]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:36 ص]ـ
مثله مثل الحافظ ابن حجر والنووي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:49 ص]ـ
شتان بين السيوطي وبين ابن حجر والنووي
ـ[الذهبي]ــــــــ[04 - 09 - 03, 10:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى - وقع في كثير من شطحات الصوفية، وله تصانيف في ذلك، منها إثبات أن عم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أبا طالب مات مسلمًا، وأن أم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحياها الله تعالى فآمنت بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ووقفت له في أحد تصانيفه - ولا يحضرني ذكره الآن - أنه من أهل الخطوة، وكذلك توسله بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كما يفعله كثير من الصوفية فيما يكتبونه في آخر مصنفاتهم: {بحق جاه نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -}، إلى غير ذلك.
وأما قول القائل أنه يؤخذ منه العقيدة!!! فبئس القول هو.
وليس معنى أنه من المهتمين بعلم الحديث أن يكون ذلك مسوغًا للإعتماد عليه في عقيدتنا.
فمن أراد العقيدة السليمة فعليه بمصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن عبدالوهاب، وابن عثيمين، وابن باز، والألباني- رحمهم الله تعالى-.
وكذلك فيما تقدم على هؤلاء من أئمة أهل السنة كعبدالله بن أحمد بن حنبل، واللاكائي، وابن بطة، والآجري، وابن نصر، وابي عبيد القاسم بن سلام، وابن منده وغيرهم الكثير.
فهؤلاء ممن سميت وغيرهم ممن لم أسم هم الذين أنعم الله عليهم، وهم الذين أمرنا الله باتباع سبيهلم.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/470)
ـ[محمد عابدين]ــــــــ[04 - 09 - 03, 08:24 م]ـ
وهل كان عبد الله بن احمد بن حنبل دقيقاً فيما جمعه ورواه؟؟
ـ[الذهبي]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:00 م]ـ
محمد عابدين:
لايذم في الإمام عبدالله بن أحمد بن حنبل، أو يتفوه بما ذكرته أنت إلا مبتدع خبيث، عدو لأهل السنة والجماعة.
ـ[أبو البراء]ــــــــ[04 - 09 - 03, 10:27 م]ـ
التعقيب على موضوع أشعرية القائد المجدد صلاح الدين مغلق، وما اريد أن أقوله عن صلاح الدين هو ما يقال عن السيوطي، وهو:
أن أهل السنة يفرقون بين الداعي إلى بدعة من البدع والمنافح عنها والصاد عن الحق، وبين الواقع فيها غير الداعي إليها، ويعذرون الصنف الثاني إما بالجهل أو عدم وضوح الحق عنده لغلبة الداعي إما لقول أكثر علماء العصر آنذاك أو لنصرة سلطان لهذه البدعة أو غير ذلك.
وهذا فيصل دقيق معروف وليس بجديد في موقف أهل السنة من غيرهم، ولذا فإنهم أعدل في اهل البدع من أهل البدع أنفسهم.
والله أعلم.(25/471)
الصنعاني صاحب السبل عقيده ومنهجه
ـ[ابو حفص عمر]ــــــــ[06 - 09 - 03, 09:02 م]ـ
ذكر بعض اهل العلم انه زيدي ويطعن في معاوبه ويطعن في عمر رضي الله بشكل خفي
فمن يفيدنا عن عقيده ومنهجه جزاكم الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 11:30 م]ـ
ذكر الشيخ الراجحي في شرحه لرسالة الصنعاني الموسومة بـ " تطهير الاعتقاد عن ادران الالحاد"
(((والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني معروف بسلفيته في الاعتقاد، وأنه سلفي على منهج السلف الصالح، وهو معاصر للإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد الدعوة السلفية، وموافق له، وأثنى على دعوته السلفية)))
http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=DisplayLec&docid=26&page=Tatheer00001.Htm
ـ[مهداوي]ــــــــ[08 - 09 - 03, 10:21 م]ـ
الصنعاني رحمه الله من بيئة زيدية، ولكنه تأثر بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله واتخذ العقيدة السليفة عقيدة ومنهجا له وأنشأ في ذلك قصيدة مشهورة .. ولكن خصوم الدعوة السلفية يقولون أنه تراجع عما قاله في تلك القصيدة وتخلى عما اعتقده ولا أعلم صدق هذا من كذبه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 09 - 03, 10:42 م]ـ
قول الصنعاني: (تراجعت عن قولي الذي قلت في النجدي) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4897&highlight=%C7%E1%D5%E4%DA%C7%E4%ED)
ـ[أسد السنة]ــــــــ[09 - 09 - 03, 08:42 ص]ـ
هذا النقل من كتاب (اجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنة):
" وبالمناسبة فإن المعروف عن الصنعاني أنه يربط الشرك في العبادة بالاعتقاد قال في تطهير الاعتقاد:
" إن أساس العبادة ورأسها الاعتقاد ". وقال في وصف المشركين الأولين " إن عبادتهم هي اعتقادهم فيهم أنهم يضرون وينفعون ".
قلت: لا شك أن هذا القول قول باطل وهذه المسألة هي التي خالف فيها الصنعاني الإمام محمد بن عبد الوهاب وقد تصدى الشوكاني للرد على الصنعاني في الدر النضيد.
قال الصنعاني في ذلك قصيدته المشهورة:
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي ____ فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي.
وقد رد على القصيدة الشيخ سليمان بن سحمان وإن كان قد شكك في نسبتها للصنعاني لكن الصحيح أنها ثابتة له. فالصنعاني كان يرى أن من ذبح لغير الله أو دعا غير الله وما إلى ذلك، إنما هو من أنواع الشرك الاعتقادي فلا يخرج بها العبد من ملة الإسلام حتى تقترن بالاعتقاد كما سبق بيانه ومعنى ذلك أن هذه الأفعال محرمة في حد ذاتها ولا تبلغ أن تكون شركا مخرجا من الملة إلا بذلك الاعتقاد.
فلم يكن إنكار الصنعاني على الإمام من أجل أن الإمام لم يقم عليهم الحجة بل لأجل أن الشرك المخرج من الملة كما زعم الصنعاني لا يكون إلا بالاعتقاد، و زعم أن هؤلاء الذين كفرهم الإمام بعضهم كفره عملي لا يخرج من الملة، فالذبح لغير الله مثلاً لا يكون مخرجاً من الملة إلا إذا اعتقد في المذبوح له أنه يضر وينفع. قال الأمير الصنعاني في تطهير الاعتقاد " إن عبادتهم هي اعتقادهم فيهم أنهم يضرون وينفعون". وقد أنكر على الصنعاني هذه المسألة الشوكاني كما في الدر النضيد وصديق حسن خان في الدين الخالص وهذا يثبت هذه العقيدة عند الصنعاني لأن بعض الناس حاول أن يشكك في نسبة القصيدة التي أنكر فيها الصنعاني على الإمام. قال الشوكاني في الدر النضيد " ومن جملة الشبة التي عرضت لبعض أهل العلم ما جزم به السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله في شرحه لأبياته التي قال في أولها:
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي. فإنه قال إن كفر هؤلاء المعتقدين للأموات هو من الكفر العملي لا الكفر الجحودي!! .... (إلى أن قال): ثم قال السيد المذكور قلت: ومن هذا – يعني الكفر العملي – من يدعو الأولياء ويهتف بهم عند الشدائد ويطوف بقبورهم ويقبل جدرانها وينذر لها بشيء من ماله فإنه كفر عملي لا اعتقادي" وقد بين الشوكاني تناقض الأمير الصنعاني في شرحه لمنظومته
قلت: والمتأمل في رسالة تطهير الاعتقاد يجد أنه تناقض أيضاً في بعض المواضع.
تنبيه: جاء في كتاب تبرئة الشيخين الإمامين للإمام سليمان بن سحمان ما يفيد أن القصيدة السابقة منسوبة للأمير الصنعاني وهو منها براء، لكن الشيخ سليمان لم يأت على ذلك بدليل إلا ما عرف عن الصنعاني من مكانته العلمية ودعوته إلى التوحيد بقوله وقلمه ولم يتعرض في تلك الرسالة إلى كلام الشوكاني في الدر النضيد وغالب الظن أنه لو وقف عليه لما قرر براءة الصنعاني من تلك القصيدة وذلك المذهب. وقد نسب القصيدة وشرحها للأمير الصنعاني الإمام الشوكاني في الدر النضيد وصديق حسن خان في الدين الخالص والبسام في كتاب علماء نجد وشيخنا أبو عبد الرحمن مقبل الوادعي إمام أهل السنة باليمن في كتابه قمع المعاند وغيرهم مما تراه مثبتاً أيضاً في كتاب مجموعة رسائل في علم التوحيد – أشرف عليه القاضي الإرياني من علماء اليمن -.
_
وهذه الرسالة مرفقة ..........(25/472)
ما الفرق بين الاستغاثة والاستعانة؟!
ـ[محب الحديث]ــــــــ[07 - 09 - 03, 04:41 ص]ـ
ما الفرق بين الاستعانة والاستغاثة؟ وما الدليل؟
وجزاكم الله خيرا
الجواب مستعجل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 05:00 ص]ـ
الاستغاثة بغير الله
و سئل حفظه الله:
* عن إنسان يستغيث بغير الله، إما بالشيوخ، أو بالأولياء، أو بالأنبياء. علماً بأنه مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، و يصلي، و يصوم، هل تنقص هذه الاستغاثة التوحيد؟ أم توقعه في الشرك الأكبر؟
فأجاب:
الاستغاثة بغير الله معلوم أنها من الشرك الأكبر، و ذلك أن الاستغاثة دعاء يكون من الإنسان إذا وقع في كرب و في شدّة. فهذا يسمى استغاثة.
و الكفار في الجاهلية كان أحدهم عندما يصيبه الكرب في البحر لجأ إلى الله، فيستغيث بربه و يطلب منه أن ينقذه مما هو فيه من الكرب، قال تعالى: ((و إذا مسّكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه)) (الإسراء:67).
أما الذي يذكر غير الله، و يستغيث بغير الله، في حالة الشدائد، أكبر شركاً من المشركين الأولين الذين نزل فيهم القرآن، و الذين كفّرهم الله تعالى، و قاتلهم النبي صلى الله عليه و سلم.
و علينا أن نسأل هذا المستغيث:
هل هو مثلاً يقول: يا ولي الله أغثني! فأنا في حسبك! و لا حول لي إلا أنت! و لا أحد ينجيني إلا أنت! أنا معتمد عليك، يا ولي الله خذ بيدي! نجني مما أنا فيه؟!! و إذا كان مثلاً في البحر، و تلاطمت به الأمواج، أخذ يقول مثلاً كقول الرافضة: يا علي! أو يا حسين! نجني من الكرب! أو ما أشبه ذلك؟!!
أو يقول: يا عبدالقادر الجيلاني! أو يا بدوي!
أو ما أشبه ذلك…
فإن هذا شرك أكبر!!
فهذا معنى الاستغاثة: أن يشهد أن لا إله إلا الله، و يصلي، و يصوم، و لكنه يحلف و يستغيث بغير الله تعالى، فهذا شرك أكبر، و لا ينفعه هذا التوحيد مع هذه الاستغاثة، و هو على خطر عظيم.
http://www.ibn-jebreen.com/books/knz/kn13-1.htm
الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر
فتوى رقم (4154): س: إن رجلا خطيب مسجد بإحدى قرى مصر التي نعيش فيها نحن , وهو من الصوفية والطريقة الشاذلية التي يسمونها على أنفسهم , وهذا الرجل يدعو الناس ويعلمهم التوسل بمخلوقات الله مثل: الأنبياء , والأولياء , ويدعوهم إلى زيارة الأضرحة (القباب) , ويحل لهم الحلف بالنبي والولي والكفارة في هذا الحلف إذا حنث الحالف , ونحن جماعة من الجماعات الإسلامية ناظرناه في ذلك الخطأ الذي يفعله ويعلمه للناس ولكنه مصر على ذلك , ويستدل بأحاديث ضعيفة وموضوعة فهل هذا يصلى وراءه؟ لأننا لم نتم بناء المسجد ; لأننا جمعنا تبرعات لبناء هذا المسجد ولكن لم ينشأ إلى الآن , فنرجو فتواكم على هذا السؤال وفقنا ووفقكم الله تعالى , وغير هذا أنه كفر شيوخ الإسلام , مثل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية , والإمام محمد بن عبد الوهاب رضي الله عنهم ورحمهم الله.
ج: إن الاستغاثة بالأموات ودعاءهم من دون الله أو مع الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام , سواء كان المستغاث به نبيا أم غير نبي , وكذلك الاستغاثة بالغائبين شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام والعياذ بالله , وهؤلاء لا تصح الصلاة خلفهم لشركهم. أما من استغاث بالله وسأله سبحانه وحده متوسلا بجاههم أو طاف حول قبورهم دون أن يعتقد فيهم تأثيرا، وإنما رجا أن تكون منزلتهم عند الله سببا في استجابة الله له فهو مبتدع آثم مرتكب لوسيلة من وسائل الشرك , ويخشى عليه أن يكون ذلك منه ذريعة إلى وقوعه في الشرك الأكبر. ونسأل الله أن يعينكم على نشر التوحيد ونصرة الحق وجهاد المبتدعين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم من الشرك الأكبر
السؤال الخامس من الفتوى رقم (5553):
س 5: الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم في كشف السوء وجلب الخير والتوسل بهم أيضا في الحالتين لقضاء الحوائج والمآرب أيجوز ذلك أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/473)
ج 5: أما الاستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم فلا تجوز , بل هي من الشرك الأكبر , وأما الاستغاثة بالحي الحاضر والاستغاثة به فيما يقدر عليه فلا حرج ; لقول الله سبحانه في قصة موسى: فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه أما التوسل بالأحياء أو الأموات من الأنبياء وغيرهم بذواتهم أو جاههم أو حقهم فلا يجوز , بل هو من البدع، ووسائل الشرك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
من كان يصلي ويصوم ولكن يستغيث بالأموات فهو مشرك
فتوى رقم (6972):
س: رجل يصلي ويصوم ويفعل جميع أركان الإسلام , ومع ذلك كله يدعو غير الله حيث إنه يتوسل بالأولياء وينتصر بهم ويعتقد أنهم قادرون على جلب المنافع ودفع المضار أخبرنا جزاكم الله خيرا , هل يرثهم أولادهم الموحدون بالله الذين لا يشركون مع الله شيئا , وأيضا ما هو حكمهم؟
ج: من كان يصلي ويصوم ويأتي بأركان الإسلام إلا أنه يستغيث بالأموات والغائبين وبالملائكة ونحو ذلك فهو مشرك , وإذا نصح ولم يقبل وأصر على ذلك حتى مات فهو مشرك شركا أكبر يخرجه من ملة الإسلام , فلا يغسل ولا يصلى عليه صلاة الجنازة ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يدعى له بالمغفرة ولا يرثه أولاده ولا أبواه ولا إخوته الموحدون ولا نحوهم ممن هو مسلم لاختلافهم في الدين ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرث المسلم الكافر , ولا الكافر المسلم رواه البخاري ومسلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7308):
س 3: يقول أرباب الصوفية - إنهم يستعينون ويستغيثون بعباد صالحين مجازا، والله عز وجل هو المستعان حقيقة فكيف ترد على هؤلاء , ثم إنهم يقولون حجة لهم في الاستعانة بالصالحين: {وما رميت إذ رميت} إلى آخر الآية الكريمة حجة لهم فكيف ترد على هذا؟
ج 3: أولا: الاستعانة والاستغاثة بغير الله من الأموات والغائبين والأصنام ونحوها شرك بالله عز وجل , وهكذا الاستغاثة والاستعانة بغير الله من الأحياء فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام.
ثانيا: الاستدلال على مشروعية الاستعانة والاستغاثة بغير الله بقوله: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى استدلال باطل , فإن معناها: وما أصبت عيون الكفار في غزوة بدر مع كثرتهم، وانتشارهم في ميدان القتال بما حذفتهم به من الحصى مع ضعفك وقلة ما بيدك من الحصى , ولكن الله تعالى هو الذي أوصله إليهم فأصاب أعينهم جميعا بقدرته سبحانه , فليس في الآية استغاثة بغير الله , وإنما فيها أخذ بالأسباب ولو ضعيفة وهو حذف الحصى مع الضراعة لله واللجوء إليه فكانت النتائج بفضل الله وقدرته عظيمة , وكان مع حذف الحصى أيضا دعاء الرسول عليهم وطلبه النصر من الله وحده على أعدائه لا دعاء الصالحين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
هل الاستغاثة بالغائب أو بالميت كفر أكبر
السؤال الثاني من الفتوى رقم (9272):
س 2: هل الاستغاثة بالغائب أو بالميت كفر أكبر؟
ج 2: نعم , الاستغاثة بالأموات أو الغائبين شرك أكبر يخرج من فعل ذلك من ملة الإسلام ; لقوله سبحانه: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} وقوله عز وجل: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/474)
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
لا يجوز دعاء الموتى
فتوى رقم (9582):
س: فيه هجوم شديد على السلفيين , وأنهم منكرون ولا يحبون الأولياء , ومن ضمن الأدلة التي استدلوا بها على أن الاستغاثة بالميت جائزة: حديث الرجل الأعمى الذي استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته , وقد علمت أن هذا الحديث صحيح مما يسبب لبعض الناس حيرة شديدة فأرجو إفادتنا في هذا الأمر المهم؟
ج: وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حديث الأعمى أخرجه الإمام الترمذي بسنده عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني , قال: " إن شئت دعوت , وإن شئت صبرت فهو خير لك " قال: فادعه , فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة , إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر الخطمي.
والحديث على تقدير صحته ليس فيه دعاء الأعمى للنبي صلى الله عليه وسلم , وإنما فيه دعاء الله تعالى بتوجهه بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته , كما دعا الله تعالى أن يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم لتقضى حاجته.
وليس في الحديث ما يدل على جواز دعاء الموتى , وقد تكلم أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في هذا الحديث كلاما طيبا وأوضح معناه في كتابه [قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة] فراجعها لتستفيد أكثر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم
السؤال الثالث من الفتوى رقم (2213):
س 3: قال بعض أهل البدع الذين يدعون أهل القبور قال: كيف تقولون: الميت لا ينفع وقد نفعنا موسى عليه السلام حيث كان السبب في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس , وقال بعضهم: كيف تقولون: كل بدعة ضلالة , فماذا تقولون في شكل القرآن ونقطه , كل ذلك حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فبماذا نجيبهم؟
ج 3: أولا: الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون نداء من ناداهم من الناس , ولا يستجيبون دعاء من دعاهم , ولا يتكلمون مع الأحياء من البشر، ولو كانوا أنبياء , بل انقطع عملهم بموتهم ; لقول الله تعالى: {والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وقوله: {وما أنت بمسمع من في القبور} وقوله: {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية , وولد صالح يدعو له , وعلم ينتفع به رواه مسلم في صحيحه ويستثنى من هذا الأصل ما ثبت بدليل صحيح , كسماع أهل القليب من الكفار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر , وكصلاته بالأنبياء ليلة الإسراء , وحديثه مع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في السماوات حينما عرج به إليها , ومن ذلك نصح موسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام أن يسأل الله التخفيف مما افترضه عليه وعلى أمته من الصلوات فراجع نبينا صلى الله عليه وسلم ربه في ذلك حتى صارت خمس صلوات في كل يوم وليلة , وهذا من المعجزات وخوارق العادات فيقتصر فيه على ما ورد. . ولا يقاس عليه غيره مما هو داخل في عموم الأصل ; لأن بقاءه في الأصل أقوى من خروجه عنه بالقياس على خوارق العادات , علما بأن القياس على المستثنيات من الأصول ممنوع خاصة؛ إذا لم تعلم العلة , والعلة في هذه المسألة غير معروفة ; لأنها من الأمور الغيبية التي لا تعلم إلا بالتوقيف من الشرع , ولم يثبت فيها توقيف فيما نعلم , فوجب الوقوف بها مع الأصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/475)
ثانيا: الأمة مأمورة بحفظ القرآن كتابة وتلاوة , وبقراءته على الكيفية التي علمهم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد كانت لغة الصحابة رضي الله عنهم عربية سليمة ; لقلة الأعاجم بينهم , وعنايتهم بتلاوته -كما أنزل- عظيمة , واستمر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين فلم يخش عليهم اللحن في قراءة القرآن ولم يشق عليهم قراءته من المصحف بلا نقط ولا شكل , فلما كانت خلافة عبد الملك بن مروان، وكثر المسلمون من الأعاجم واختلطوا بالمسلمين من العرب خشي عليهم اللحن في التلاوة وشق عليهم القراءة من المصحف بلا نقط ولا شكل , فأمر عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله , وقام بذلك الحسن البصري , ويحيى بن يعمر رحمهما الله , وهما من أتقى التابعين وأعلمهم وأوثقهم ; محافظة على القرآن , وصيانة له من أن يناله تحريف , وتسهيلا لتلاوته وتعليمه وتعلمه , كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبهذا يتبين أن كلا من نقط القرآن وشكله - وإن لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - فهو داخل في عموم الأمر بحفظه وتعليمه وتعلمه على النحو الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ; ليتم البلاغ , ويعم التشريع , ويستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها , وعلى هذا لا يكون من البدع ; لأن البدعة: ما أحدث ولم يدل عليه دليل خاص به أو عام له ولغيره , وقد يسمي مثل هذا بعض من تكلم في السنن والبدع: مصلحة مرسلة , لا بدعة , وقد يسمى هذا: بدعة من جهة اللغة ; لكونه ليس على مثال سابق لا من جهة الشرع ; لدخوله تحت عموم الأدلة الدالة على وجوب حفظ القرآن وإتقانه تلاوة وتعلما وتعليما , ومن هذا قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس على إمام واحد في التراويح: (نعمت البدعة هذه). والظاهر دخول النقط والشكل في عموم النصوص الدالة على وجوب حفظ القرآن كما أنزل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
ما قولكم في مبتدع بدعا شركية يستغيث بالأولياء
السؤال الأول من الفتوى رقم (2017):
س 1: ما قولكم في مبتدع بدعا شركية يستغيث بالأولياء ويصلي في أضرحتهم راجيا أن يمدوه ببركتهم , وتزوج بامرأة ثيب بعد أن طلقها زوجها الأخير , وكان يجامعها مرة بعد أخرى خفية حتى حملت منه فبادر بكتابة العقد عليها بعدما ظهر حملها , وتم هذا الزواج على غير هدى من الله , ووضعت طفلة عمرها سنتان الآن ثم تاب إلى الله من البدع والتزم سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وقرأ كتاب [فتح المجيد شرح كتاب التوحيد] وغيره من كتب أهل السنة وتاب من الزنى، وفعل المنكرات , وزوجته حامل الآن , ويسأل: ماذا يفعل هل عليه كفارة من أجل الزنا , وماذا يفعل مع أقاربه الذين لا يزالون على بدعهم الشركية أفتوني؟
ج 1: أولا: لا شك أن الشرك أكبر الكبائر , وأن البدع المحدثة في الدين من أقبح الجرائم , وأن الزنى من الفواحش وكبائر الذنوب , وأنه يجب على من ابتلي بشيء من ذلك أن يتخلص منه ويجتنبه , وأن يستغفر الله , ويتوب إليه مما فرط فيه من الجرائم عسى أن يتوب الله عليه , وإذا كان قد تاب إلى الله واستغفره فنرجو الله أن يتقبل توبته، ويغفر ذنبه , وأن يحفظه في مستقبل أمره , وأن يبدل سيئاته حسنات , وعليه أن يكثر الندم والتوبة والاستغفار والأعمال الصالحات , فإن الحسنات يذهبن السيئات , وألا يتبع خطوات الشيطان، فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر , قال الله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} وعليه أن يحمد الله ويشكره على التوفيق إلى الرشد بعد الغي , والهدى بعد الضلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/476)
ثانيا: عليه أن يجتهد مع عشيرته وسائر قومه بدعوتهم إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع والخرافات وترغيبهم في التمسك بالكتاب والسنة والعمل بهما عسى أن تجدي فيهم الدعوة فيستجيبوا لها ويتوبوا إلى الله من شركهم وسائر بدعهم , ويكونوا قوة معه في نصر الدعوة إلى الحق , والله المستعان.
ثالثا: إذا كان الواقع من حاله الأولى ما ذكر من سلوكه طريق الجاهلية الأولى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وارتكابه مثل ما ارتكبوا من الشرك الأكبر , وأنه عقد الزواج على المرأة المذكورة أيام جاهليته اعتبرت توبته من ذلك رجوعا من الشرك والفجور وبدء حياة إسلامية جديدة فيقر على عقد النكاح الذي جرى منه على هذه المرأة أيام جاهليتهما إن كانت مثله حين عقد عليها ثم تابت مما كان منها من الشرك والفاحشة , فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقر من أسلم من الكافرين على ما مضى من عقود زواجهم في الجاهلية ولا يسألهم عن تفاصيل ما جرى عليه العقد ولا يجدد لهم عقد زواج , ويعتبر ما كان بينهم من النسل سابقا أولادا لهم فليس عليهما أكثر من أن يتبعا السيئة الحسنة ويكثرا من فعل الخيرات وتجنب ما حرم الله من المنكرات.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
إمام مسجد ويستغيث بالقبور
السؤال الأول من الفتوى رقم (9336):
س1: إذا كان إنسان إمام مسجد ويستغيث بالقبور ويقول: هذه قبور ناس أولياء ونستغيث بهم من أجل الواسطة بيننا وبين الله , هل يجوز لي أن أصلي خلفه، وأنا إنسان أدعو إلى التوحيد؟ وأرجو منكم توضحوا لي كثيرا في هذا مواضيع النذر والاستغاثة والتوسل.
ج1: من ثبت لديك أنه يستغيث بأصحاب القبور أو ينذر لهم فلا يصح أن تصلي خلفه ; لأنه مشرك , والمشرك لا تصح إمامته ولا صلاته , ولا يجوز للمسلم أن يصلي خلفه ; لقول الله سبحانه: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} وقوله عز وجل: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين} وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
حكم الصلاة خلف من يعتقد أن دعاء الرسول أو الأولياء مسموع
فتوى رقم (2871):
س 1: ما حكم الصلاة خلف من يعتقد أن دعاء الرسول أو الأولياء أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسموع مستجاب حيث إن غالب الناس في باكستان يدعون الرسول أو عليا أو عبد القادر الجيلاني لجلب النفع ودفع الضرر؟
س 2: ما حكم من يعتقد حياة الرسول والأولياء والمشايخ , أو يعتقد أن أرواح المشايخ حاضرة تعلم , وكذلك ما حكم من يعتقد أن الرسول نور وينفي عنه البشرية؟
ج: أولا: الدعاء عبادة من العبادات , والعبادات من حقوق الله جل وعلا المختصة به , وصرفها إلى غيره شرك به , وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على تحريم دعاء غير الله , فأما الأدلة من القرآن: فمنها قوله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} ففي هذه الآية وأمثالها بيان أن دعوة غير الله كفر وشرك وضلال.
وأما الأدلة من السنة: فمنها ما ثبت في السنن , عن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة وقرأ قوله سبحانه: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وما رواه الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين , فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق , فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله ففي هذا الحديث النص على أنه لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بمن دونه , كره صلى الله عليه وسلم أن يستعمل هذا اللفظ في حقه، وإن كان مما يقدر عليه في حياته ; حماية لجناب التوحيد , وسدا لذرائع الشرك , وأدبا وتواضعا لربه , وتحذيرا للأمة من وسائل الشرك في الأقوال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/477)
والأفعال , فإذا كان هذا فيما يقدر عليه صلى الله عليه وسلم في حياته فكيف يجوز أن يستغاث به بعد وفاته ويطلب منه أمور لا يقدر عليها إلا الله عز وجل؟! وإذا كان هذا في الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه؟! وأما الإجماع فالأمة مجمعة على أن الدعاء من خصائص الله جل وعلا , وصرفه لغيره شرك.
ثانيا: سماع الأصوات من خواص الأحياء , فإذا مات الإنسان ذهب سمعه فلا يدرك أصوات أهل الدنيا ولا يسمع حديثهم , قال الله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور} فأكد تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم عدم سماع من يدعوهم إلى الإسلام بتشبيههم بالموتى , والأصل في المشبه به أنه أقوى من المشبه في الاتصاف بوجه الشبه , وإذا فالموتى أدخل في عدم السماع وأولى بعدم الاستجابة من المعاندين الذين صموا آذانهم عن دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وعموا عنها , وقالوا: {قلوبنا غلف} , وفي هذا يقول تعالى: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وأما سماع قتلى الكفار -الذين ألقوا في القليب يوم بدر- نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم , وقوله لهم: {هل وجدتم ما وعد ربكم حقا} , فإنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا وقوله لأصحابه: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم حينما استنكروا نداءه أهل القليب فذلك من خصوصياته التي خصه الله بها , فاستثنيت من الأصل العام بالدليل.
ثالثا: دل القرآن على أن الرسول صلى الله عليه وسلم ميت , ومن ذلك قوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} وقوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} وهو صلى الله عليه وسلم داخل في هذا العموم , وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم وأهل العلم بعدهم على موته , وأجمعت عليه الأمة , وإذا انتفى ذلك عنه صلى الله عليه وسلم فانتفاؤه عن غيره من الأولياء والمشايخ أولى , والأصل في الأمور الغيبية: اختصاص الله بعلمها , قال الله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} وقال تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون} لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب , قال الله تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} وقال تعالى: {قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين} وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت: لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه , فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب , شهادتي عليك فقد أكرمك الله عز وجل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وما يدريك أن الله أكرمه؟ " فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أما هو فقد جاءه اليقين من ربه , وإني لأرجو له الخير , والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي " فقلت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا رواه أحمد وأورده البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه , وفي رواية له: ما أدري، وأنا رسول الله ما يفعل به وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة , وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المخرج في صحيح مسلم , أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة , فقال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها , فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات , وأخبره به عند الحاجة , كما أن الله سبحانه أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه مغفور له في سورة الفتح , وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: النبي في الجنة , وأبو بكر في الجنة , وعمر في الجنة , وعثمان في الجنة , وعلي في الجنة , وطلحة في الجنة , والزبير في الجنة , وعبد الرحمن بن عوف في الجنة , وسعد بن مالك في الجنة -وهو ابن أبي وقاص- وسعيد بن زيد في الجنة , وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة رضي الله عنهم جميعا , وهذا كله من علم الغيب الذي أطلع الله نبيه عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/478)
رابعا: وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه نور من نور الله , إن أريد به أنه نور ذاتي من نور الله فهو مخالف للقرآن الدال على بشريته , وإن أريد بأنه نور باعتبار ما جاء به من الوحي الذي صار سببا لهداية من شاء من الخلق فهذا صحيح , وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها: للنبي صلى الله عليه وسلم نور هو نور الرسالة والهداية التي هدى الله بها بصائر من شاء من عباده , ولا شك أن نور الرسالة والهداية من الله , قال تعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} وليس هذا النور مكتسبا من خاتم الأولياء كما يزعمه بعض الملاحدة , أما جسمه صلى الله عليه وسلم فهو دم ولحم وعظم. . . إلخ , خلق من أب وأم ولم يسبق له خلق قبل ولادته , وما يروى أن أول ما خلق الله نور النبي محمد صلى الله عليه وسلم , أو أن الله قبض قبضة من نور وجهه وأن هذه القبضة هي محمد صلى الله عليه وسلم ونظر إليها، فتقاطرت فيها قطرات فخلق من كل قطرة نبيا , أو خلق الخلق كلهم من نوره صلى الله عليه وسلم , فهذا وأمثاله لم يصح منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم. (ص 366 وما بعدها من [مجموع الفتاوى] لابن تيمية , الجزء الثامن عشر).
خامسا: القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بشرا مثلنا يحتمل حقا وباطلا , وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها: هذه الكلمة مجملة تحتمل حقا وباطلا، فإن أريد بها إثبات البشرية للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه ليس مماثلا للبشر من كل وجه , بل يشاركهم في جنس صفاتهم فيأكل ويشرب , ويصح ويمرض , ويذكر وينسى , ويحيا ويموت , ويتزوج النساء ونحو ذلك ويختص بما حباه الله به من الإيحاء إليه وإرساله إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ; فهذا حق , وهو الذي شهد به الواقع وأخبر به القرآن , قال الله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} فأمره أن يخبر أمته بأنه بشر مثلهم إلا أن الله اصطفاه لتحمل أعباء الرسالة وأوحى إليه بشريعة التوحيد والهداية. . . إلخ , وقال تعالى في بيان ما جرى من تحاور بين الرسل وأممهم: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} فأقر الرسل بأنهم بشر مثلنا ولكن الله من عليهم بالرسالة , فإن الله سبحانه يمن على من يشاء من عباده بما شاء ويصطفي منهم من أراد ; ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ومثل هذا في القرآن كثير.
وإن أريد به أن الرسول ليس بشرا أصلا أو أنه بشر لكنه لا يماثل البشر في جنس صفاتهم فهذا باطل يكذبه الواقع وكفر صريح ; لمناقضته لما صرح به القرآن من إثبات بشريتهم ومماثلتهم للبشر فيما عدى ما اختصهم الله به من الوحي والنبوة والرسالة والمعجزات.
وعلى كل حال لا يصح إطلاق هذه الكلمة نفيا ولا إثباتا إلا مع التفصيل والبيان لما فيها من اللبس والإجمال ; ولذا لم يطلقها القرآن إثباتا إلا مع بيان ما خص به رسله كما في الآيات المتقدمة , كما في قوله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون} وكما يخشى من التعبير بمماثلتهم للبشر بإطلاق انتقاص الرسل والتذرع إلى إنكار رسالتهم يخشى من النفي للمماثلة بإطلاق الغلو في الرسل وتجاوز الحد بهم إلى ما ليس من شأنهم , بل من شئون الله سبحانه , فالذي ينبغي للمسلم التفصيل والبيان لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/479)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
حكم هذه الأبيات في الإستغاثة بغير الله
فتوى رقم (3068):
س1: في هذه الأيام نرى جماعة من المسلمين قد تغالوا في حب الموتى , يدعونهم ويطلبون منهم حاجاتهم , ويشتكون إليهم مصائبهم معتقدين أنهم يحضرون في مجالسهم إذا دعوهم ويفرجون كروبهم , ومن العادات المنتشرة بينهم أن يجتمع الناس في ليلة من الليالي في غرفة مظلمة ويدعون عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ألف مرة معتقدين أنه أمرهم بذلك وأنه يحضرهم ويقضي حاجاتهم؛ إذا فعلوا ذلك ويستدلون على ذلك بالأبيات التالية ويقرأونها بكل خضوع وخشوع وبكل حب وإذلال , ومن هذه الأبيات ما يلي:
يا قطب أهل السماء والأرض غوثهما ** يا فيض عيني وجوديهم وغيثهما
يا ابن العليين قد أحرزت إرثهما ** يا خير من كان يدعى محي الدين
يا غوث الأعظم كل الدهر والحين ** أعلى ولي بتحكيم وتمكين
أولى فقير إلى المولى ومسكين ** أنت الذي الدين سمى محي الدين
وقد أتاك خطاب الله مستمعا ** يا غوث الأعظم كن بالقرب مجتمعا
أنت الخليفة لي في الكون ملتمعا ** سميت باسم عظيم محي الدين
ومنها أيضا:
ومن ينادي اسمي ألفا بخلوته ** عزما بهمة صرما لغفوته
أجبته مسرعا من أجل دعوته ** فليدع يا عبد القادر محي الدين
يا غوث الأعظم عبد القادر السرعة ** يا سيدي احضرني يا محي الدين
ومنها أيضا:
يا سيدي سندي غوثي ويا مددي ** كن لي ظهيرا على الأعداء بالمدد
مجير عرضي وخذ يدي مدي ومددي ** خليفة الله فينا محي الدين
كهف اللهيف أمان قلب حائر ** مأوى الضعيف ضمان قصد ناذر
غوث الذي كان في البحر كان كعاثر ** يا سيد السادات عبد القادر
ويقرأون هذه الأبيات ثم يدعون محي الدين عبد القادر ألف مرة.
وعندنا يوجد قبر ولي في بلدة (الناهور) والمسلمون ينادونه بكل خشوع وخضوع في المجالس كالتالي:
يا صاحب الناهور كن لي ناصر ** في السمع والأعضاء وحسن الباصر
ويطول عمر لا بعمر قاصر **يا مجمع الخيرات عبد القادر
كن لي ملاذا يوم فخر الفاخر ** لشدائد الدنيا يوم آخر
ومثل هذه الأبيات توجد كثيرة جدا ولا يخلو بيت من البيوت عنها - ولو خلا عن المصحف ويقرأون هذه الأبيات في كل المناسبات والحفلات ويشترك فيها من ينتسب إلى العلوم الدينية ويجوزونها.
وأرجو منكم أن تفكروا في معاني هذه الأبيات ثم تجيبوا على الأسئلة التالية بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بإجابة واضحة لكي ننشرها ونوزعها بين المسلمين ليظهر الحق ويزهق الباطل ولعلهم يهتدون بها.
س 1: هل يجوز لمسلم أن يقرأها وأمثالها من الأبيات تعبدا ويعتقد ما فيها من المعاني؟
س 2: هل يجوز لمسلم أن ينادي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ألف مرة في غرفة مظلمة بكل خشوع وخضوع ويطلب حضوره؟
س 3: ما حكم من يفعل ذلك في الإسلام؟
س 4: هل يجوز لمسلم أن يصلي وراء من يعتقد بهذه الاعتقادات ويشترك في هذه الحفلات وما واجب المسلمين نحوهم؟
ج: أولا: دعاء غير الله من الأموات والغائبين والاستعانة بهم في كشف غمة أو تفريج كربة أو شفاء مريض أو نحو ذلك - شرك ; لأن هذا الدعاء وهذه الاستغاثة عبادة وقربة فالتوجه بها إلى الله وحده توحيد , وصرفها لغيره شرك أكبر , ومن ذلك قراءة ما في السؤال من الأدعية وأمثالها واعتقاد ما فيها فهو شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام -والعياذ بالله- قال الله تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} وقال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وقال سبحانه: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} إلى غير ذلك من الآيات التي دلت على اختصاص الله بالاستغاثة والدعاء , وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث.
ثانيا: على ذلك لا يجوز أن ينادي المسلم الشيخ عبد القادر الجيلاني , ولا غيره , سواء كان نبيا أم صالحا ليحضر أو ليغيث ملهوفا أو يفرج كربة أو لينال الحاضرين بركته أو لغير ذلك من الأغراض , بل نداؤه شرك أكبر , وهو بريء ممن دعاه ولا يسمعه ولا يستجيب له , كما قال تعالى بعد ذكر آيات ربوبيته: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}
ثالثا: يعلم مما تقدم: أن من فعل ذلك ممن ينتسبون للإسلام فإنه يكون بذلك مشركا شركا أكبر بنص كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
رابعا: وبناء عليه: لا تصح الصلاة وراءه ; لأنه مشرك شركا أكبر يخرج عن ملة الإسلام.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/480)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 05:02 ص]ـ
الاستعانة
فتوى رقم (433):
س: ما حكم المناذير، وهو دعاء الجن والشياطين على شخص ما ليعملا به عملا مكروها , كأن يقال: خذوه اذهبوا به , انفروا به بقصد أو بغير قصد , وما حكم من دعا بهذا القول , حيث سمعت قول أحدهم: أنه من دعا الجن لم تقبل له صلاة ولا صيام ولا يقبر في مقابر المسلمين، ولا تتبع جنازته ولا يصلى عليه إذا مات؟
ج: الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه - شرك في العبادة ; لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله، وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته , قال الله تعالى: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون} وقال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره، واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك.
ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام ; لقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات , ولا تتبع جنازته , ولا يدفن في مقابر المسلمين.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن منيع
نداء الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو غيره كعبد القادر عند القيام أو القعود من أنواع الشرك
السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم (1711):
س 2: مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله , ويقول عند قيامه أو قعوده: يا رسول الله , أو: يا أبا القاسم , أو: يا شيخ عبد القادر , ونحو ذلك من الاستعانة فما الحكم؟
ج 2: نداء الإنسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره كعبد القادر الجيلاني أو أحمد التيجاني عند القيام أو القعود والاستعانة بهم في ذلك أو نحوه لجلب نفع أو دفع ضر - نوع من أنواع الشرك الأكبر الذي كان منتشرا في الجاهلية الأولى , وبعث الله رسله عليهم الصلاة والسلام ليقضوا عليه وينقذوا الناس منه ويرشدوهم إلى توحيد الله سبحانه، وإفراده بالعبادة والدعاء , وذلك أن الاستعانة فيما وراء الأسباب العادية لا تكون إلا بالله تعالى ; لأنها عبادة فمن صرفها لغيره تعالى فهو مشرك , وقد أرشد الله عباده إلى ذلك فعلمهم أن يقولوا: إياك نعبد وإياك نستعين وقال: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وبين لهم أنه وحده بيده دفع الضر وكشفه وإسباغ النعمة وإفاضة الخير على عباده وحفظ ذلك عليهم , لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وهو على كل شيء قدير , قال تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} وقال تعالى: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وقال: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} وقال: {ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون} فسمى تعالى دعاء غيره في هذه الآيات: كفرا وشركا به , وأخبر أنه لا أضل ممن يدعو غيره سبحانه , وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس رضي الله عنهما: إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله وقال عليه الصلاة والسلام: الدعاء هو العبادة.
إن الله تعالى وحده هو الحفيظ العليم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/481)
س 3: مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إذا رأى شيئا ساقطا ويحب أن هذا الشيء لا يصبه ضرر إذا وقع يقول: يا رسول الله , أو يا شيخ أحمد التيجاني , فهل هذا اللفظ يعد شركا بالله؟ أو أنها ألفاظ لا تضر صاحبها ويجب على المسلم أن يتلفظ بها، ولا يعد من المشركين ولا يحبط عمله؟ نرجو منكم إفتاءنا كتابة مع الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ج3: إن الله تعالى وحده هو الحفيظ العليم , فمن أحب ألا يصيبه ضرر إذا سقط , أو خاف أن ينزل به أو بأحد من خواصه وأقربائه بلاء في أي حال من الأحوال فليلجأ إلى الله الذي بيده ملكوت كل شيء والذي يعلم السر وأخفى , فيرفع إلي حاجته ويدعوه تضرعا وخفية ; ليحفظه من البلاء عند سقوطه وفي نومه ويقظته وفي كل حال من أحواله ويكشف عنه السوء وكل ما أصابه من البأساء والضراء , قال الله تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين وقال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} ومن استهواه الشيطان فصرفه عن دعاء الله إلى دعاء غيره من الأنبياء وسائر الصالحين أو الجن والشياطين لحفظه من شر يخشاه على نفسه أو على خواصه وأقربائه فقد أشرك مع الله إلها آخر يرجو نفعه ويخشى بأسه ويركن إليه في تحقيق رغباته وحاجاته ومأواه جهنم وبئس المصير , ومع ذلك لا يستطيعون أن يدفعوا عنه ضرا أو يقضوا له حاجة أو يحققوا له غاية , قال الله تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} وقال سبحانه: {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} وقال عز وجل: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون} وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
يمكن أن يعين الأحياء من الأولياء وغير الأولياء من استعان بهم
في حدود الأسباب العادية
الأسئلة الرابع والخامس والسادس والسابع
من الفتوى رقم (1727):
س 4: هل يمكن أن يعين ولي من أولياء الله أحدا من بعيد مثلا رجل في الهند ويسكن ولي في السعودية , فهل يمكن أن يعين السعودي الهندي إعانة بدنية مع أن السعودي موجود في السعودية والهندي موجود في الهند؟
ج 4: يمكن أن يعين الأحياء من الأولياء وغير الأولياء من استعان بهم في حدود الأسباب العادية ببذل مال أو شفاعة عند ذي سلطان مثلا , أو إنقاذ من مكروه ونحو ذلك من الوسائل التي هي في طاقة البشر حسب ما هو معتاد ومعروف بينهم , أما ما كان فوق قوى البشر من الأسباب غير العادية كالمثال الذي ذكره السائل فليس ذلك إلى العباد , بل هو إلى الله وحده لا شريك له , فهو القادر على كل شيء وهو الذي إليه السنن الكونية يمضي منها ما شاء ويبعد أو يخرق منها ما شاء , ولهذا كانت له دعوة الحق وإليه الملجأ وحده ومنه العون دون سواه , فإنه وحده الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حكمة ورحمة , وهيمن على كل شيء بقوته وقهره , ولا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وهو على كل شيء قدير , قال تعالى: ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال: ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير وعلمنا في سورة الفاتحة أن نقول: إياك نعبد وإياك نستعين كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم: ألا نسأل إلا الله ولا نستعين إلا به بقوله: إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/482)
بالله الحديث.
س 5: هل يعين علي رضي الله عنه أحدا عند المصائب؟
ج 5: قتل علي رضي الله عنه ولم يعلم بتدبير قاتله ولم يستطع أن يدفع عن نفسه فكيف يدعى أنه يدفع المصائب عن غيره بعد موته، وهو لم يستطع أن يدفعها عن نفسه في حياته؟ فمن اعتقد أنه أو غيره من الأموات يجلب نفعا أو يعين عليه أو يكشف ضرا فهو مشرك ; لأن ذلك من اختصاص الله سبحانه فمن صرفه إلى غيره عقيدة فيه أو استعانة به فقد اتخذه إلها , قال الله تعالى: وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم
الصحيح من أقوال العلماء أن الخضر عليه السلام توفي قبل إرسال الله
لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
س 6: هل الخضر عليه السلام حارس في الأنهار والصحاري , وهل يعين كل من يضل عن الطريق إذا ناداه؟
ج 6: الصحيح من أقوال العلماء: أن الخضر عليه السلام توفي قبل إرسال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ; لقوله تعالى: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون} وعلى تقدير أنه بقي حيا حتى لقي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم , فقد دلت السنة على وفاته بعد وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمدة محدودة , بينها صلى الله عليه وسلم بقوله فيما ثبت عنه: أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد وعلى هذا يكون شأنه شأن الأموات لا يسمع نداء من ناداه , ولا يجيب من دعاه , ولا يهدي من ضل عن الطريق إذا استهداه , وعلى تقدير أنه حي إلى اليوم فهو غائب , شأنه شأن غيره من الغائبين لا يجوز دعاؤه ولا الاستنجاد به في شدة أو رخاء.
س 7: توفي رجل صالح في الهند وقبره في بلد اسمه: أجميز , فهل تجوز الاستعانة به , وهل يعين من استعان به ولا يرد أحدا؟
ج 7: الجواب عنه كالجواب عن السؤال الخامس من أن الاستعانة بالأموات شرك , وأنهم لا يملكون أن يستجيبوا لدعائهم , بل لا يسمعونه وسيتبرءون منهم ومن عبادتهم , والأدلة على هذا من الكتاب والسنة كثيرة , فمنها: قوله تعالى: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} وقوله سبحانه: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
الاستعانة بالأنبياء والأولياء
السؤال الأول من الفتوى رقم (2251):
س 1: هناك فرقتان: فرقة تقول: إن الاستعانة بالأنبياء والأولياء كفر وشرك مستدلين بالقرآن والسنة , وفرقة تقول: إن الاستعانة بهم حق ; لأنهم أحباء الله تعالى وعباده المصطفون الأخيار , فأي الفريقين على الحق؟
ج 1: الاستعانة بغير الله في شفاء مريض أو إنزال غيث أو إطالة عمر، وأمثال هذا مما هو من اختصاص الله تعالى نوع من الشرك الأكبر الذي يخرج من فعله من ملة الإسلام , وكذا الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفر الله إلا لمن تاب منه ; لأن هذا النوع من الاستعانة قربة وعبادة , وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم , ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية إياك نعبد وإياك نستعين أي: لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك , وقوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} وقوله: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} الآية , وقوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وما ثبت من قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ: وحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وقوله صلى الله عليه وسلم: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار أما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/483)
الاستعانة بغير الله فيما كان في حدود الأسباب العادية التي جعلها الله إلى الخلق وأقدرهم على فعلها ; كالاستعانة بالطبيب في علاج مريض وبغيره , وإطعام جائع , وسقي عطشان , وإعطاء غني مالا لفقير , وأمثال ذلك فليس بشرك , بل هو من تعاون الخلق في المعاش وتحصيل وسائل الحياة , وهكذا لو استعان بالأحياء الغائبين بالطرق الحسية ; كالكتابة , والإبراق , والمكالمة الهاتفية ونحو ذلك.
وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا , وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
الاستعانة بالحي القادر فيما يقدر عليه
السؤال الثاني من الفتوى رقم (4162):
س 2: جاءنا عالم من العلماء الأبرار فقال: إن أولياء الله يقضون للناس حوائجهم عندما يسألونهم من دون الله , واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن لله عبادا يفزع الناس إليهم في حوائجهم هم الآمنون يوم القيامة
ج 2: الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه جائزة , كمن استعان بشخص فطلب منه أن يقرضه نقودا أو استعان به في يده أو جاهه عند سلطان لجلب حق أو دفع ظلم.
والاستعانة بالميت شرك، وكذلك الاستعانة بالحي الغائب شرك ; لأنهم لا يقدرون على تحقيق ما طلب منهم ; لعموم قوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وقوله سبحانه: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} وقوله عز وجل: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} والآيات في هذا المعنى كثيرة , والله المستعان.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 09 - 03, 06:17 ص]ـ
ليتكم تضيفون إلى هذا الجهد بعض المسائل المهمة في هذا الباب من الاستغاثة بالمخلوقين وكذلك موضوع التبرك بالصالحين وأنتم ممن لا تخفى عليه مظانه أن تضعونها في ملف ثم يوضع في مكتبة أهل الحديث وسينفع الله به نفعا عظيما لا سيما والحاجة ماسة إليه كما رأيتم من بعض المداخلات فليتكم تتكفلون بهذا أو إن لم يكن عندكم وقت أن تضعوا بعض الفتاوى وبعض المقالات لأهل العلم عن هذا الموضوع العقدي وتجعلونه في المكتبة وتضاف إليه المادة على فترات
وهذا رجاء وليس بأمر نفع الله بكم وسددكم
محبكم: المقرئ = القرافي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 06:28 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم
ونسال الله أن يوفقنا وإياك وجميع المسلمين للذب عن العقيدة الصحيحة السلفية المبنية على الاتباع للكتاب والسنة، وأن يهدي جميع المسلمين للحق.
ـ[الذهبي]ــــــــ[07 - 09 - 03, 06:49 ص]ـ
ما شاء الله شيخنا الكريم: أبا عمر، بارك الله فيك على هذه النقولات الطيبة من أهل العلم، فنعم الناصح أنت، حفظك الله ورعاك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 09 - 03, 07:06 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
فأمر عبد الملك بن مروان بنقط المصحف وشكله , وقام بذلك الحسن البصري , ويحيى بن يعمر رحمهما الله , وهما من أتقى التابعين وأعلمهم وأوثقهم ; محافظة على القرآن , وصيانة له من أن يناله تحريف , وتسهيلا لتلاوته وتعليمه وتعلمه , كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هل الذي أمر بذلك عبد الملك أم الحجاج؟
وهل الذي نفذ ذلك الحسن ويحيى أم الدؤلي؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 09 - 03, 08:20 ص]ـ
أشكرك على تلبية طلبي وأسأل الله أن يعينك وأن يجعل ما ستكتبونه حجابا لكم من النار سببا في رفعتكم في الدنيا والآخرة وأن يزيدكم علما وعملا وتقوى
فائدة: قال الدكتور أحمد بن أحمد شرشال في تحقيقه لكتاب الإمام أبي عبد الله التنسي الطراز في شرح ضبط الخراز ما نصه بعد كلام طويل: وأصح الأقوال فيمن قام بنقط الإعجام هو أنه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وقد جعلا هذا النقط بلون مداد المصحف ليتميز عن نقط أبي الأسود ... وقال عبد الفتاح بن إسماعيل شلبي: وربما كان يحيى بن يعمر يقوم بنقط المصاحف لمن أراد من الناس كما فعل لابن سيرين وأما نقط نصر بن عاصم فربما كان خاصا بجهة رسمية يمثلها البحجاج .... وكان أول ما فعله هؤلاء: نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر والحسن في بعض الروايات أن يفارقوا بين نقط الإعراب الذي فعله أبو الأسود وهذا النقط الذي هم بصدده وهو نقط الإعجام فجعلوا مداد هذا النقط من نفس مداد الكلمات القرآن الكريم حتى لا تتشابه النقطان ...
أخوكم: المقرئ = القرافي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/484)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 09:18 ص]ـ
تلبية لطلب الشيخ المقرىء فقد اخترت ثلاثة من الكتب لعلنا نكتبها ونضعها في المكتبة في أسرع وقت بإذن الله لكثرة فائدتها
1 - الصارم المنكي في الرد على السبكي للحافظ ابن عبدالهادي رحمه الله.
2 - صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان للعلامة محمد بشير السهسواني الهندي رحمه الله. (وهو كتاب نافع جدا)
3 - التبرك أنواعه وآثاره للدكتور ناصر بن عبدالرحمن بن محمد الجديع (أرجوا ممن يعرف رقمه أو عنوانه أن يرسله لي).
ولعل في هذه الكتب ما يشفي ويكفي بإذن الله.
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 09 - 03, 09:32 ص]ـ
فضيلة الشيخ المسدد الفقيه حفظه الله:
فضيلة الشيخ ناصر الجديع سأتكفل به وعلاقتي معه قوية جدا فإن أردت أن أكلمه فعلت وإن أردت أن أرسل رقم جواله فعلت فانظر ماذا تأمر
محبك: المقرئ = القرافي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 03, 09:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا، فلعلك تستأذن لنا الشيخ في وضع كتابه بالملتقى، بارك الله فيك وفيه.
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 09 - 03, 09:58 ص]ـ
ستجدون الإجابة غدا بإذن الله في صندوق رسائلكم الخاص والله يحفظكم
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 - 09 - 03, 04:34 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن الفقيه وبقية أهل العلم حفظكم الله
سؤال: بالنسبة للاستعانة والاستغاثة والتوسل .... ، أليس كل واحد مما ذكر ينقسم إلى قسمين، منه ما هو جائز ومنه ما هو محرم؟
بالنسبة لي فقد لا أحتاج إلى إجابة مفصلة بقدر ما أحتاج إلى إجابة محددة حتى وإن كانت مختصرة بكلمة (نعم) أو (لا)
حفظكم الله ورعاكم.
ـ[أسد السنة]ــــــــ[10 - 09 - 03, 07:32 ص]ـ
الاستعانة:
وهي طلب العون وتكون في الرخاء كما تكون في الشدة.
فالمشروع: الاستعانة بالله وهي عبادة لأنها دعاء والدعاء عبادة والأدلة على ذلك مشهورة ومعروفة.
أو الاستعانة بالمخلوق الحاضر في أمر يقدر عليه وهي مشروعة أيضاً.
والدليل: مارواه البخاري عن جابر رضي الله عنهم قال توفي عبدالله بن عمرو بن حرام وعليه دين فاستعنت النبي صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينه فطلب النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فلم يفعلوا.
وتكون شركاً: إذا استعين بالغائب أو الميت أو بالمخلوق الحاضر في أمر لا يقدر عليه إلا الله، وهي من الشرك الأكبر لأنها عبادة صرفت لغير الله لأن حقيقة هذه الاستعانة أنه يحوطها أمران أمر ظاهر وهو مجرد الاستعانة وأمر باطن وهو توجه القلب واضطراره وتفويض أمر الداعي لمن دعاه وهذه هي العبادة.
الاستغاثة:
وهي طلب الغوث وهو إزالة الشدة.
فالمشروع: أن تستغيث بالله وحده وهذه الاستغاثة عبادة، لأنها دعاء والدعاء عبادة كما سبق.
صورتها: أن تقول اللهم أغثني.
مسألة: ومن الاستغاثة المشروعة أن تستغيث بالمخلوق الحاضر في أمر يقدر عليه وهي بمنزلة الاستعانة.
دليلها: قوله تعالى " فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " (القصص15)
صورتها: مثل أن يقول الغريق أغيثوني أيها الناس.
وتكون شركاً: إذا استغيث بالغائب أو الميت ولو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أن يستغاث بالمخلوق الحاضر في أمر لا يقدر عليه إلا الله، وهي من الشرك الأكبر لأنها عبادة صرفت لغير الله.
صورتها: أن يقال يا رسول الله أغثني.
أما بالنسبة لسؤال أخينا (أخوكم) فالأجابة (نعم)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 03, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(25/485)
فوائد منتقاة من (منهاج السنة) للإمام ابن تيمية
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 12:22 م]ـ
الحمد لله حق حمده، فقد من الله علي بإتمام قراءة كتاب (منهاج السنة النبوية) للشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله، وكان الانتهاء منه ليلة السبت 16/ 5/1417 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد استخرجت منه فوائد متنوعة، فأحببت أن أفيد بها الإخوة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه، ومما شجعني على ذلك وجود الكتاب كاملا على الوورد في خزانة الأبحاث، وقد وضعه الأخ عبدالجبار جزاه الله خيرا وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10902
ولعلي أذكر الفوائد منوعة على غير ترتيب الفنون أو المجلدات.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 12:36 م]ـ
المنهاج (8/ 53 - 55)
والجواب أن يقال لا ريب أن عليا كان من أخطب الصحابة وكان أبو بكر خطيبا وعمر خطيبا وكان ثابت بن قيس بن شماس خطيبا معروفا بأنه خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان حسان ابن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة شعراءه ولكن كان أبو بكر يخطب عن النبي صلى الله عليه وسلم في حضوره وغيبته فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج في الموسم يدعو الناس إلى الإسلام وأبو بكر معه يخطب معه ويبين بخطابه ما يدعو الناس إلى متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ونبي الله ساكت يقره على ما يقول
وكان كلامه تمهيدا وتوطئة لما يبلغه الرسول معونة له لا تقدما بين يدي الله ورسوله كما كان ثابت بن قيس بن شماس يخطب أحيانا عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسمى خطيب رسول الله
وكان عمر من أخطب الناس وأبو بكر أخطب منه يعترف له عمر بذلك وهو الذي خطب المسلمين وكشف لهم عن موت النبي صلى الله عليه وسلم وثبت الإيمان في قلوب المسلمين حتى لا يضطرب الناس لعظيم المصيبة التي نزلت بهم
ولما قدم هو وأبو بكر مهاجرين إلى المدينة قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام أبو بكر يخاطب الناس عنه حتى ظن من لم يعرفهما أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن عرف بعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القاعد
وكان يخرج معه إلى الوفود فيخاطب الوفود وكان يخاطبهم في مغيبه ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الذي خطب الناس
وخطب يوم السقيفة خطبة بليغة انتفع بها الحاضرون كلهم حتى قال عمر كنت قد زورت في نفسي مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر وكان أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة اعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها
وقال أنس خطبنا أبو بكر رضي الله عنه ونحن كالثعالب فما زال يثبتنا حتى صرنا كالأسود
وكان زياد بن أبيه من أخطب الناس وأبلغهم حتى قال الشعبي ما تكلم أحد فأحسن إلا تمنيت أن يسكت خشية أن يزيد فيسيء إلا زيادا كان كلما أطال أجاد أو كما قال وقد كتب الناس خطب زياد
وكان معاوية خطيبا
وكانت عائشة من أخطب الناس حتى قال الأحنف بن قيس سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي فما سمعت الكلام من مخلوق أفحم ولا أحسن من عائشة
وكان الخطباء الفصحاء كثيرين في العرب قبل الإسلام وبعده وجماهير هؤلاء لم يأخذوا عن علي شيئا فقول القائل إنه منبع علم الفصاحة كذب بين ولو لم يكن إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أخطب منه وأفصح ولم يأخذ منه شيئا
وليست الفصاحة التشدق في الكلام والتقعير في الكلام ولا سجع الكلام ولا كان في خطبة علي ولا سائر خطباء العرب من الصحابة وغيرهم تكلف الأسجاع ولا تكلف التحسين الذي يعود إلى مجرد اللفظ الذي يسمى علم البديع كما يفعله المتأخرون من أصحاب الخطب والرسائل والشعر وما يوجد في القرآن من مثل قوله (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) سورة الكهف و (إن ربهم بهم) سورة العاديات ونحو ذلك فلم يتكلف لأجل التجانس بل هذا تابع غير مقصود بالقصد الأول
كما يوجد في القرآن من أوزان الشعر ولم يقصد به الشعر كقوله تعالى (وجفان كالجواب وقدور راسيات) سورة سبأ
وقوله (نبىء عبادي أني أنا الغفور الرحيم) سورة الحجر (ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك) سورة الشرح ونحو ذلك
وإنما البلاغة المأمور بها في مثل قوله تعالى (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) سورة النساء هي علم المعاني والبيان فيذكر من المعاني ما هو أكمل مناسبة للمطلوب ويذكر من الألفاظ ما هو أكمل في بيان تلك المعاني
فالبلاغة بلوغ غاية المطلوب أو غاية الممكن من المعاني بأتم ما يكون من البيان فيجمع صاحبها بين
1) تكميل المعاني المقصودة
2) وبين تبيينها بأحسن وجه
ومن الناس من تكون همته إلى المعاني ولا يوفيها حقها من الألفاظ المبينة
ومن الناس من يكون مبينا لما في نفسه من المعاني لكن لا تكون تلك المعاني محصلة للمقصود المطلوب في ذلك المقام فالمخبر مقصودة تحقيق المخبر به فإذا بينه وبين ما يحقق ثبوته لم يكن بمنزلة الذي لا يحقق ما يخبر به أو لا يبين ما يعلم به ثبوته والأمر مقصودة تحصيل الحكمة المطلوبة فمن أمر ولم يحكم ما أمر به أو لم يبين الحكمة في ذلك لم يكن بمنزلة الذي أمر بما هو حكمة وبين وجه الحكمة فيه
وأما تكلف الأسجاع والأوزان والجناس والتطبيق ونحو ذلك مما تكلفه متأخروا الشعراء والخطباء والمترسلين والوعاظ فهذا لم يكن من دأب خطباء الصحابة والتابعين والفصحاء منهم ولا كان ذلك مما يهتم به العرب وغالب من يعتمد ذلك يزخرف اللفظ بغير فائدة مطلوبة من المعاني كالمجاهد الذي يزخرف السلاح وهو جبان
ولهذا يوجد الشاعر كلما أمعن في المدح والهجو خرج في ذلك إلى الإفراط في الكذب يستعين يالتخيلات والتمثيلات) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/486)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 09 - 03, 12:55 م]ـ
المنهاج (6/ 424)
فالمؤمن إذا كان بين الكفار والفجار لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ولكن إن أمكنه بلسانه وإلا فبقلبه
مع أنه لا يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه
إما أن يظهر دينه وإما أن يكتمه
وهو مع هذا لا يوافقهم على دينهم كله
بل غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون وأمرأة فرعون
وهو لم يكن موافقا لهم على جميع دينهم
ولا كان يكذب
ولا يقول بلسانه ما ليس في قلبه
بل كان يكتم إيمانه
وكتمان الدين شيء
وإظهار الدين الباطل شيء آخر
فهذا لم يبحه الله قط إلا لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر
والله تعالى قد فرق بين المنافق والمكره
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[10 - 09 - 03, 10:12 م]ـ
المنهاج (4/ 409 - 410)
وذلك أن الفتن إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت فأما إذا أقبلت فإنها تزين ويظن أن فيها خيرا فإذا ذاق الناس ما فيها من الشر والمرارة والبلاء صار ذلك مبينا لهم مضرتها وواعظا لهم أن يعودوا في مثلها كما أنشد بعضهم
الحرب أول ما تكون فتية******** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها** ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت******* مكروهة للشم والتقبيل
والذين دخلوا في الفتنة من الطائفتين لم يعرفوا ما في القتال من الشر ولا عرفوا مرارة الفتنة حتى وقعت وصارت عبرة لهم ولغيرهم
ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين تبين له أنه ما دخل فيها أحد فحمد عاقبة دخوله لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه
ولهذا كانت من باب المنهى عنه
والإمساك عنها من المأمور به الذي قال الله فيه (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[10 - 09 - 03, 10:21 م]ـ
المنهاج (4/ 543 - 544)
ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونا بالظن ونوع من الهوى الخفي فيحصل بسبب ذلك مالا ينبغي اتباعه فيه وإن كان من أولياء الله المتقين
ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين:
1) طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه
2) وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحا في ولايته وتقواه بل في بره وكونه من أهل الجنة بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان
وكلا هذين الطرفين فاسد
والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا
ومن سلك طريق الاعتدال عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم الخلق
ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات فيحمد ويذم ويثاب ويعاقب ويحب من وجه ويبغض من وجه
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم وقد بسط هذا في موضعه) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 09 - 03, 07:51 ص]ـ
المنهاج (5/ 233)
والمقصود هنا أن ما كان من الشيطان مما لا يدخل تحت الطاقة فهو معفو عنه كالنوم والنسيان والخطأ في الإجتهاد ونحو ذلك
وأن كل من مدح من الأمة أولهم وآخرهم على شيء أثابه الله عليه ورفع به قدره فهو مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
فالثواب على ما جاء به الرسول
والنصرة لمن نصره
والسعادة لمن اتبعه
وصلوات الله وملائكته على المؤمنين به والمعلمين للناس دينه
والحق يدور معه حيثما دار
وأعلم الخلق بالحق وأتبعهم له أعملهم بسنته وأتبعهم لها
وكل قول خالف قوله فهو إما دين منسوخ وإما دين مبدل لم يشرع قط
وقد قال علي رضي الله عنه في مفاوضة جرت بينه وبين عثمان رضي الله عنه خيرنا أتبعنا لهذا الدين وعثمان يوافقه على ذلك وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 03 - 04, 09:02 م]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (7/ 190 - 191)
و أهل السنة المحضة أولى الطوائف بهذا فإنهم يصدقون و يصدقون بالحق في كل ما جاء به و ليس لهم هوى إلا مع الحق
و الله تعالى مدح الصادق فيما يجئ به و المصدق بهذا الحق فهذا مدح للنبي صلى الله عليه و سلم و لكل من آمن به و بما جاء به
و هو سبحانه لم يقل و الذي جاء بالصدق و الذي صدق به
فلم يجعلهما صنفين
بل جعلهما صنفا واحدا
لأن المراد مدح النوع الذي يجئ بالصدق و يصدق بالصدق
فهو ممدوح على اجتماع الوصفين على أن لا يكون من شأنه إلا أن يجيء بالصدق و من شأنه أن يصدق بالصدق
و قوله جاء بالصدق اسم جنس لكل صدق و إن كان القرآن أحق بالدخول في ذلك من غيره و لذلك صدق به أي بجنس الصدق
و قد
يكون الصدق الذي صدق به ليس هو عين الصدق الذي جاء به
كما تقول فلان يسمع الحق و يقول الحق و يقبله و يأمر بالعدل و يعمل به أي هو موصوف بقول الحق لغيره و قبول الحق من غيره وأنه يجمع بين الأمر بالعدل و العمل به
وإن كان كثير من العدل الذي يأمر به ليس هو عين العدل الذي يعمل به
فلما ذم الله سبحانه من اتصف بأحد الوصفين الكذب على الله و التكذيب بالحق إذ كل منهما يستحق به الذم
مدح ضدهما الخالي عنهما
بأن يكون يجيء بالصدق لا بالكذب و أن يكون مع ذلك مصدقا بالحق لا يكون ممن يقوله هو و إذا قاله غيره لم يصدقه
فإن من الناس من يصدق و لا يكذب
لكن يكره أن غيره يقوم مقامه في ذلك حسدا و منافسة فيكذب غيره في غيره أو لا يصدقه بل يعرض عنه
و فيهم من يصدق طائفة فيما قالت قبل أن يعلم ما قالوه اصدق هو أم كذب
و الطائفة الأخرى لا يصدقها فيما تقول و أن كان صادقا
بل إما أن يصدقها وإما أن يعرض عنها
و هذا موجود في عامة أهل الأهواء تجد كثيرا منهم صادقا فيما ينقله لكن ما ينقله عن طائفته يعرض عنه فلا يدخل هذا في المدح بل في الذم لأنه لم يصدق بالحق الذي جاءه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/487)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:02 ص]ـ
وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (5/ 255 - 256)
وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة
فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله
بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه
ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد
فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله
وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله
وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم ويقولون هذا صديقنا وهذا عدونا وبلغة المغل هذا بال هذا باغي
لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله ومعاداة الله ورسوله
ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس
قال الله تعالى (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) سورة الأنفال
فإذا لم يكن الدين كله لله وكانت فتنة
وأصل الدين أن يكون الحب لله والبغض لله والموالاة لله والمعاداة لله والعبادة لله والإستعانة بالله والخوف من الله والرجاءلله والإعطاء لله والمنع لله
وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله الذي أمره أمر الله ونهيه نهي الله ومعاداته معاداة الله وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله
وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه
ولا يرضى لرضا الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله
بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه
ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين
فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله
فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة
وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكفر بعضهم بعضا وفسق بعضهم بعضا
ولهذا قال تعالى فيهم (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) سورة البينة
وقال تعالى (كان الناس أمة واحدة) سورة البقرة يعني فاختلفوا كما في سورة يونس) انتهى.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:06 م]ـ
شيخنا الكريم
آلا ترى أنه من الحسن أن يرتب الجمع فتكون هناك فوائد في العقيدة وفوائد في الحديث وفوائد في الفقه والتاريخ وهكذا حتى يكون الجميع أشمل وايسر واسهل.
مجرد إقتراح من أخ حبه لك قد لاح وفاح
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[08 - 06 - 04, 03:42 ص]ـ
فضيلة الشيخ عبد الرحمن ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في الرابط المشار إليه بعاليه عدة ملفات حملت أولها فإذا هو جدول ... أهو ملخص للكتاب أم فهرسة لمسائله أم ماذا؟
حفظكم الله وبارك فيكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 06 - 04, 08:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله وبارك فيكم
وأما الفوائد فلعل هذه الطريقة مناسبة بإذن الله تعالى ولم يبق الكثير منها، وليس القصد هو جمع الفوائد على الموضوعات كالعقيدة والحديث والفقه ونحوها ولكن هذه فوائد منتقاة للفائدة وإلا فقد كتبت من الكتاب ولله الحمد فوائد كثيرة متنوعة
وأما الملفات التي في الرابط المشار إليه فهي تحوي الكتاب كاملا بنصه على هيئة تشبه الجدول كما تفضل الأخ الكريم.(25/488)
بشأن التناقضات للسقاف. نريد الإفادة.
ـ[خالد القسري]ــــــــ[09 - 09 - 03, 10:39 ص]ـ
بسم الله
الحمد لله والصلاة على رسول الله
منذ ما يقارب 4 سنوات تقريبا وأنا طالب في الثانوي كنت أجوب مكتبة الرشد العامرة في جنوب الرياض ووقعت عيني على كتاب اسمه تناقضات الألباني الواضحات الحقيقة أنني انجذبت للعنوان واشتريته بأجزاءه الثلاث. وكلفني 80 ريالاً أسأل الله أن يخلفني خيراً منها.
المهم طالعت الكتاب وكنت إذ ذاك حدث السن ولم أكن أحمل قدراً من البصيرة يؤهلني لاستيعاب ما أقرأ بالشكل المطلوب.
فأصبحت من أشد المبغضين والمحذرين من الألباني وأنا أسأل الله الرحمة والمغفرة.
وأنا هنا أستغرب!!! كيف أدخل هذا الكتاب وسمح له بالرواج وخاصةً الجزء الثالث الذي يحمل تكريساً للفكر البدعي في آيات الصفات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد وفقني الله للإطلاع على كتب الشيخ الألباني وتخريجاته والوقوف على حقيقة بعض التناقضات الموجدة في الجزء الأول فوجدت تدليساً وافترائاً من قبل السقاف لم أرى مثله فسؤالي لطلبة العلم.
هل صدر رد على ما كتبه السقاف؟
وأرجو ممن له صلة بالمسؤولين على دخول الكتب والسماح لها التأكيد على منع هذا الكتاب بارك الله فيكم.
ـ[المجهول]ــــــــ[10 - 09 - 03, 06:54 ص]ـ
الله يهديك يا أخ خالد هلا كان ذلك سرا أو تلميحا أو مقابلة 0 الله يهديك الله يهديك 0
ـ[خالد القسري]ــــــــ[10 - 09 - 03, 07:07 ص]ـ
أي سر و أي تلميح؟
لم أفهم.
ـ[المضري]ــــــــ[10 - 09 - 03, 08:45 ص]ـ
تفضل اخي الحبيب:
لا دفاعاً عن الألباني فحسب بل دفاعاً عن السلفية (الجزء الأول) (كتاب متميز و شامل يرد فيه على شبهات المبتدعة و المعتزلة و الجهمية التي جمعها حسن السقاف) ( http://arabic.islamicweb.com/sunni/reply_saqqaf_1.htm)
لا دفاعاً عن الألباني فحسب بل دفاعاً عن السلفية (الجزء الثاني) ( http://arabic.islamicweb.com/sunni/reply_saqqaf_2.htm)
لا دفاعاً عن الألباني فحسب بل دفاعاً عن السلفية (الجزء الثالث) ( http://arabic.islamicweb.com/sunni/reply_saqqaf_3.htm)
لا دفاعاً عن الألباني فحسب بل دفاعاً عن السلفية (الجزء الرابع) ( http://arabic.islamicweb.com/sunni/reply_saqqaf_4.htm)
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[10 - 09 - 03, 09:01 ص]ـ
كتاب الشيخ عمرو عبد المنعم سليم ليس ردا على كتاب التناقضات فهو رد على أشياء منهجية عند السقاف. كما أنه لا يسلم للرد كله ففيه أيضا أخطاء حديثية فادحة.
أما كتاب التناقضات فليس فيه شئ من منهج السقاف إلا الجزء الثالث فقط ومعظمها تناقضات حقيقية عاب الشيخ الألباني على الأئمة الأعلام بأقل منها بأفظع الألفاظ.
ملحوظة: أنا من محبي الشيخ الألباني ولكن الحق أحب إلى منه. والسقاف هذا عندي مبتدع.
ـ[الغدير]ــــــــ[10 - 09 - 03, 09:10 ص]ـ
الأزهري الأصلي
هل المطلوب منّا أن نصدق ما تقول!!!
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[10 - 09 - 03, 09:21 ص]ـ
فهمتني خطأ يا أخي. أنا من محبي الشيخ مثلك تماما.
ولكن ليس عليك تصديقي أو تصديق غيري بل عليك مقابلة كتاب التناقضات هذا-عامل الله صاحبه بما يستحق- بكتب الشيخ الألباني المختلفة الكثيرة وستجد معظمها تناقضات حقيقية دع عنك منهج قائلها فنحن مطالبون بقبول الحق حتى من الشيطان حتى من اليهود.
من الممكن أن تقول أن اجتهاد الشيخ اختلف في الحكم على هذه الأحاديث أقول: صحيح قولك ولكن الشيخ الألباني اتهم أئمة كبارا بالتناقض كالذهبي والحاكم وابن حجر وابن الجوزي وغيرهم فلو أنه قال بتغير اجتهادهم لأراح وما أعطى فرصة لهذا السخاف.
أكرر أني من المحبين للشيخ الألباني ولكن الحق أحب إلي منه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 09 - 03, 09:41 ص]ـ
كتاب الشيخ عمرو عبد المنعم رائع جداً، وأنصح الجميع بقراءته.
فإن لم يسمح الوقت، فعلى الأقل تصفحه وقراءة العناوين، حتى إذا مر بشبهة أشعرية، فعليه مراجعة الكتاب. فغالباً ما يجد الإجابة عنها.
وكتاب السخاف عندي، وقد لخصته واختصرته، وأكثره كذب وافتراء، وإن كان فيه بعض الأشياء الصحيحة.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[10 - 09 - 03, 01:02 م]ـ
معذرة ايها الأحباب هل " السقاف " أو " السخاف " الذي تتحدثون عنه هو المشرف على موقع الدرر السنية للسيخ الألباني؟
ثم لماذا اتهمة الأزهري بالإبتداع؟
وما هي حكاية هذا الرجل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا فأخيكم جاهل فعلموه.
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[10 - 09 - 03, 01:19 م]ـ
السلام عليكم:
الأخ الفاضل (إسلام): هما رجلان مختلفان، فالمشرف على (الدرر السنية) هو الشيخ علوي السقاف.
أما صاحب التناقضات فهو حسن السقاف.
..............................................
الأخ الفاضل (المجهول): ماذا تقصد بقولك للأخ خالد: هلا كان ذلك سرا أو تلميحا أو مقابلة؟
وجزاكم الله خيرا كثيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/489)
ـ[خالد القسري]ــــــــ[10 - 09 - 03, 03:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاُ
وبارك الله في أخي الحبيب المضري على الروابط المفيدة
-----------------------------
أخي الأزهري الأصلي أهلاً بك هل أنت صاحبنا في المنتدى إلي بالي بالك.
------------------------------
أخوتي الأعزاء
فيما أعلم أن الشيخ الألباني رحمه الله صرح بأن قليلاً مما طرحه السقاف هو مصيب فيه وهو من باب صدقك وهو كذوب.
وأنا اطلعت على كتابه فوجدت العجب.
1 - مثلاً يصرح أن عدد التناقضات 7000 تناقض وذلك في جزئه الأول ثم بقدرة قادر تتحول إلى 7000 ممسك حديثي في بقية الأجزاء؟؟؟؟
2 - الرجل خرج عن موضوع الكتاب فتكلم في أوهام الشيخ في التخريج وأخطائه في التصحيح بل ذهب إلى أبعد من هذا فأصبح يتكلم في العقائد والفقه وينتقد الشيخ في هذا كله بل جر الحديث إلى المنازعات الشخصية والخصومات.
ونحن نقول إن الشيخ ليس بمعصوم لكن لا أعتقد أنه وصل إلى درجة أنه يتناقض في 7000 حديث.
3 - يلاحظ حقد الرجل على أهل السنة ومن ذلك من اتهامه الإمام ابن بطة بالوضع وكتابة المبتدع خلف اسم المعلمي رحمه الله دون غيره في قائمة المصادر والمراجع وكذلك كتابته لقب الناصبي خلف اسم الشيخ محب الدين الخطيب في فهرس الأعلام الأبجدي.
4 - اتهام الشيخ الألباني بالنصب لكونه يصحح أحاديث في فضل معاوية وعمرو بن العاصي ولكونه يرد أحاديث في فضل علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
5 - الرجل يبدوا لي أنه يصرح بتفضيل علي على الشيخين.
كذلك علاقته بالإمامية مريبة ولو طلبتم مني وضع رابط لمنتدى إمامي يستضيف السقاف ويحتفي به لوضعته.
=================
أعطيكم مثال على تزييفه
يقول [3] حديث: ((الجمعة حق واجب على كل مسلم ... ))
ضعفه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (1\ 434): فقال: رجاله ثقات وهو منقطع كما أشار أبو داود اهـ بمعناه.
انتهى كلام السقاف.
وعندما نقف إخوتي الأعزاء على عبارة الشيخ نجدها كالآتي:
ورجاله ثقات من رجال مسلم غير أن أبا داود أشار إلى أنه منقطع فقال: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً.
وتلاحظون أيها الأخوة الأفاضل كيف أن حكايته بالمعنى حرفت كلام الشيخ رحمه الله ولا يخفى عليكم البون الشاسع بين العبارتين. ولا عذر له في هذا الاختزال المخل ففي الصفحة المقابلة نقل كلاماً للألباني أطول من نصنا هذا. فياليت شعري مالذي حمله على هذا التزييف.
مثال آخر.
[36] حديث عبد الله بن عكيم رضي الله عنه قال أتانا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه (أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب) رواه الترمذي وغيره.
قلت: ضعف الألباني الحديث في تخريج (مشكاة المصابيح) (1\ 157) برقم 508 فقال في آخر كلامه عليه: والقول في هذا الحديث طويل الذيل، وقد أطنب الحازمي فيه في الاعتبار وخلاصة القول فيه أنه مضطرب في إسناده ومتنه، فمن شاء البسط والتفصيل فليرجع إليه أو إلى تلخيص الحبير.اهـ
قلت: والكل يعرف أن المضطرب من أقسام الضعيف بشكل عام.
انتهى كلام السقاف.
وأنا أدعوا المنصفين لقراءة كلام الألباني كاملاً ليعرفوا أنه في هذه الحاشية حكى أقوال العلماء في هذا الحديث أما قوله: وخلاصة القول فيه أنه مضطرب في إسناده ومتنه ليس حكماً منه على الحديث وإنما أراد أن يلخص أقوال النقاد في الحديث ليس إلا.
ـ[المجهول]ــــــــ[10 - 09 - 03, 06:40 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يا أبا خديجة / أقصد أن المناصحة سرا هي المرحلة الأولى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليست المرحلة الأولى الإعلان والتشهير وإيذا الآخرين هذا هو المنهج النبوي التلميح والمسارة فإن لم تجدي فالجهر فأما أن نتسمى بأهل الحديث ولا نتبعهم بأخلاقهم فهذه مصيبة عظيمة 0 فالرجل ضرب مثال لقول الشيخ إمام الحديث في عصره الألباني رحمة الله رحمة واسعة وقال (السقاف) ا0ه بمعناه إن كان هناك ملاحظة يبين أن قوله بمعناه فية مافية 0 والله يعطي بالرفق مالايعطي بالعنف 0
أنظر كلام الإخوة الفضلاء هداهم الله كيف جعلت الناس في شك وخلطت الأوراق لديهم أنظر إستفسار إسلام ابن منصور 0
ثم هل شيخنا الألباني رحمة الله أول من أنتقد في أحكام الحديث؟؟؟؟
وهل كل العلماء ليس لهم هفوات 0 البعض له هفوات في العقيدة هل إن علمنا هفوت االنووي أو ابن حجر أو أو أو غيره الكثيير مما لايجهلك ولا يجهله جميع الأخوة بلا إستثناء 0 فلماذ التسرع 0
والله من وراء القصد
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[10 - 09 - 03, 07:04 م]ـ
لذلك نستطيع أن نجمع تناقضات ابن حجر في (الحكم على الرجال) من خلال كتابيه (الفتح) و (التهذيب) وكذا الذهبي وغيرهما من أهل العلم
سبحان الله هل علم الحديث أصبح عمية رياضية، لا يعل حديث الثقة أبدا ولا الصدوق ولا يحتلف فيه اجتهاد المحدث!؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/490)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 09 - 03, 09:16 م]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وأثابه الجنة.
هو مجدد علم الحديث في هذا العصر بلا منازع، وهو كغيره من البشر يخطئ ويصيب، وصوابه - بحمد الله - أكثر من أخطائه.
وإذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث.
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
------------
أما المدعو حسن السقاف فكما يقال: (لا في العير ولا في النفير) ..
لا علم ولا سنة.
وقد قرأت كثيرا من تفاهاته، فما رأيته صنع فيها شيئا.
إنما هو التهريج، والعويل، والصراخ. مع الاحتراق في نار البدعة، والتمرغ في حمأة الكذب وسوء الخلق.
والله المستعان.
ـ[الضياء]ــــــــ[11 - 09 - 03, 09:12 ص]ـ
إخواني بارك الله فيكم أجمعين الشيخ الألباني رحمه الله رمز من رموز أهل السنة ولأهل السنة في كل زمان ومكان رموز يعرفون بحبهم واحترامهم , وهذا لا يدعي معه العصمة لهم , ولكن معاملتهم فيما أخطأوا فيه تكون بالحسنى وبالنصح وبالاحترام الزائد والتبجيل العالي فليس من شرط العالم أن لا يخطئ ولكن من شرط المستدرك إحسان الظن والإخلاص والإنصاف.
وأهل البدع يعيبون رموز أهل السنة دومًا وابدًا ومن هؤلاء السقاف البغيض والمصري الاثيم ممدوح سعيد فهؤلاء ألفوا تلك الردود لأجل العيب والشين لا لأجل النصح والإنصاف بخلاف من يستدرك علي الشيخ رحمه الله شيئًا للنصح وبالاحترام الزائد وحفظ الحق له فشتان بين الأمرين والله مطلع علي القلوب والله يوفق الجميع إلى الاتباع
وكتب: عمرو عبد المنعم سليم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 09 - 03, 09:42 ص]ـ
رأي الشيخ محمد بن إبراهيم في الشيخ الألباني رحمهما الله
(1027 _ تحلي النساء بالذهب وفتوى الألباني)
بعض الناس ذهب إلى المنع من تحلي النساء بالذهب، وكتب في ذلك، وهذا خلاف ما في الأحاديث المصرحة بذلك.
والذي كتب في ذلك ناصر الدين الألباني _ وهو صاحب سنة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل، ولكن له بعض المسائل الشاذة، من ذلك هذه المسالة وهو عدم إباحته _ ذكر وجمع آثارا ولكنها لا تصلح أن تعارض الأحاديث.
فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله (4/ 92)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?s=&action=editpost&postid=58263
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 09 - 03, 10:43 ص]ـ
بل هناك رد للشيخ عمرو سليم على كتاب السقاف هو الجزء الثالث المطبوع من (دفاعاً عن السلفية) بعنوان:
الجزء الثالث ويتناول دراسة ونقد كتاب: ((تناقضات الألباني الواضحات))
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 09 - 03, 10:52 ص]ـ
أخي فيصل
الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم
هو صاحب الرد الذي يسبق ردي السابق
ويكتب باسم ((الضياء)) فاسأله عن ذلك
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[11 - 09 - 03, 02:58 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ عمرو: جزاك الله خيرا، ولنعم ما قلت: ...
(( ... فليس من شرط العالم أن لا يخطئ ولكن من شرط المستدرك إحسان الظن والإخلاص والإنصاف .. ))
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[28 - 05 - 04, 10:34 م]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قفوا للتفتيش عن الحق والصواب، بين الألباني والمبتدعة، فالأول سني سلفي محدث جليل، والآخرون جهال أصحاب طبل وزمر، وسرقة وتلفيق وتزوير، فهل يستويان مثلاً.
وظهور الأخ الأزهري الأصلي بمظهر المنصف غير منصف، لأنه لم اعترف بوقوع التناقض من الشيخ فعلاً، وهذا اعترف به بعض أهل السنة وأهل الخير جهلاً بحقيقة الأمر.
أخي الأزهري الأصلي، باقي الأخوة الكرام:
منهج السادة النقاد، وأئمة الحديث الحكم على الراوي من خلال حديثه، وهذا محررٌ عند الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله في كلامه على محمد بن أبي ليلى من ((التنكيل))، وزاده شرحًا وبيانًا مؤلف كتاب: ((التحديث بالأخطاء الشائعة في مصطلح الحديث)) (لصلاح هلل) فجزاهما الله خيرًا.
ومدار الأمر على أن حال الراوي يتغير من حديث إلى آخر حسب حال الراوي ومنزلته من الضبط واليقظة.
فإذا كان الراوي يتغير فقولوا لي بالله عليكم: كيف تطالبون الألباني بالثبات والمعطيات التي أمامه تتغير؟؟
ما هذا الذي نطلبه من الرجل؟ هذا مستحيل يا أحبتي الكرام.
نعم وقعت للشيخ أخطاء كغيره من البشر لكنه بحمد الله مغموره في بحر علمه وصوابه فكان ماذا؟
والكبير إذا غلب عليه الصواب قُبِل وحَسُنَ ذلك منه، والرجل الفاحش في الخطأ مردود بكل حال، وليس الألباني بفاحش في ذلك والحمد لله.
وإنما يُلَبِّس المبتدعة على إخواننا ليصوروا لهم ذلك ويقروه في أنفسهم ليُسْقِطُوا الرجل، فأفيقوا بني قومي.
وتبًا لكل مبتدع وضال.
وهدى الله إخواننا الطيبين، أو المخدوعين بأقوال وأفعال المبتدعين.
وكشف الله الحق والخير للناس أجمعين.
وأشكركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[10 - 05 - 08, 05:57 ص]ـ
بارك الله فيكم يرفع عاليا
سؤال هل أعاد الشيخ الألباني النظر في تخريجه للمشكاة؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/491)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 05 - 08, 10:17 ص]ـ
حسن السقاف كفَّر شيخ الإسلام على قناة المستقلة بالصوت والصورة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:08 ص]ـ
و زيادة على ما ذكره أخونا خزانة الأدب
حسن السقاف كفر ابن القيم و ابن كثير و الذهبي و المزي و ابن رجب و ابن مفلح و قبلهم كفر عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل و عثمان بن سعيد الدارمي و غيرهم الكثير الكثير
و العجب أنه يوالي الرافضة و لا يخاطب علي الكوراني إلا بلفظ الشيخ مع بيان كون الكوراني من أئمة الرافضة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 05 - 08, 03:46 م]ـ
نسيت أن أقول لكم: أنه جيء به إلى المستقلة ليناظر الشيخ عدنان عرعور حول شيخ الإسلام، لأنهم ظنّوا أنه خير ممثِّل للطرف الآخر. ولعل أقطاب الطرف الآخر هم الذي دفعوا به إلى هذا المقام في مواجهة الشيخ عرعور.
وقد ظهر عليه ـ في هيأته وحركاته وابتساماته ـ الزهو والغرور والإعجاب الزائد بالنفس لهذا الظهور الإعلامي الذي لم يكن يحلم به!
فلما أراد الله تعالى سقوطه وفضيحته، أراد هو إرهاب الشيخ عرعور وإشعار المشاهدين بمنزلته وعلمه وخبرته! فبدأ كلامه بدعوى أنه كان قد ناظر الشيخ علي الحلبي حول نفس الموضوع وهزمه!!
فجاءه ما لم يكن في حسبانه، إذ اتصل الشيخ الحلبي هاتفياً بالبرنامج، في الليلة التالية على ما أتذكَّر، وطلب الردّ على ما ذُكر عنه، وقصَّ قصة تلك المناظرة الأولى، بطريقة تختلف عما زعمه السقاف، وألقى قنبلة مدوِّية، وهي أن سبب المناظرة هو تكفير السقاف لشيخ الإسلام!
فاستغرب ذلك الدكتور الهاشمي غاية الاستغراب، وسأل السقاف سؤالاً صريحاً مباشراً: هل تكفِّر شيخ الإسلام؟ فظهر الحرج البالغ على السقاف، لأنه إن أنكر فسوف يسقط في عيون أنصاره، وإن اعترف فسوف يسقط في عيون جمهور المسلمين، وفي عيون المخدوعين به من أنصاره أيضاً! ولم يجد محيصاً من الاعتراف على الشاشة بكفر شيخ الإسلام، مع محاولة التهرّب بأن هذا خارج الموضوع! مع أن المناظرة هي عن شيخ الإسلام! ومع أنه هو الذي أثار المسألة عندما افتتح مداخلته بحديث المناظرة الأولى!!
فكانت فضيحة بجلاجل، وظهر أثرها على الفور على وجه الدكتور الهاشمي وكلامه وسلوكه في جميع حلقات المناظرة، لأنه لم يتصوَّر أن أحداً في الدنيا يكفِّر ابن تيمية! فكان يسأل علماء المشرق والمغرب عن كفر شيخ الإسلام فيجيبون بما يزيد من سقوط السقاف الجالس على الكرسي ويُظهر شذوذه وانحرافه وغرابة أطواره!
وقد بدا السقاف مهزوزاً مضطرباً طيلة الحلقات، لأنه اعتاد على التلبيس والمراوغة، وقد قُطع عليه ذلك الطريق بتكفيره لشيخ الإسلام! ولم يظهر بعدها في أي مناظرة على حدّ علمي، وإن ظهر في المستقبل فلا أرتاب بأن مناظره سيحضر تسجيل ذلك التكفير بالصوت والصورة، فيضطرب المخذول من جديد!(25/492)
العذر بالجهل في أصول الدين
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[13 - 09 - 03, 08:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
العذر بالجهل في أصول الدين
السؤال:
أنا حديث عهد بمعرفة مذهب السلف الصالح في كثير من مسائل العقيدة و منها ما يتعلّق بأسماء الله تعالى و صفاته، و سؤالي عن أبويّ و من في منزلتهما من التقدم في السن و التأخر في العلم، حيث أفضى بعضهم إلى ما قدم و هو جاهل بمذهب السلف في مسائل الإيمان و الصفات و نحوها من دقائق مسائل المعتقد، فهل هم معذرون بجهلهم في ذلك أم لا؟
الجواب:
أقول مستعيناً بالله تعالى:
من المعلوم ضرورةً أن النبي صلى الله عليه و سلَّم قد بلَّغ الرسالة و أدى الأمانة، و كان ممّا بلَّغه لأمته مسائل الإيمان و الكفر، و إن كان ذلك على سبيل الإجمال في بيان المكفِّرات، دون تعداد آحاد المسائل القولية و الفعلية التي يكفر صاحبها، و على هذا الأساس ساغ اختلاف الأمَّة في التكفير ببعض الذنوب كترك الصلاة، و تعاطي السحر، و اتِّخاذ سبِّ الصحابة و تكفيرهم ديناً؛ و إن كان الحقُّ فيها واحداً لا يتعدد و إن خفي على بعض أهل العلم.
غير أن عدم بيان المكفرات على سبيل الإفراد و التعداد منه صلى الله عليه و سلم لمن يدخل الإسلام من آحاد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لا يلزم منه أنَّها غير معلومة لمن تتبع نصوص الشريعة كتاباً و سنَّة، بل هي معلومة على وجه الإجمال، و إن تعدَّدت صورها، و جدَّت صور من المكفِّرات اللفظية و الفعلية في العصور المتأخرة، كسبّ الصحابة و اتِّخاذه ديناً، و ردِّ التحاكم إلى ما أنزل الله جملةً و استبداله بزبالات الأذهان، و أهواء بني الإنسان، فهذا كله لم يكن له و جود في الصدر الأوَّل، و ربَّما لم يكن يخطر ببال أحدٍ من السلف أن يوجد في يوم من الأيام.
قال أبو محمد بن حزم الظاهري رحمه الله: مَن ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدَع أحداً يُسلم حتى يوقِفَه على هذه المعاني كان قد كذب بإجماع المسلمين من أهل الأرض، و قال ما يدري أنه فيه كاذب، و ادعى أن جميع الصحابة رضي الله عنهم تواطئوا على كتمان ذلك من فعله عليه السلام، و هذا المحال ممتنع في الطبيعة، ثم فيه نسبة الكفر إليهم؛ إذ كتموا ما لا يتم إسلام أحد إلا به. و إن قال: إنه صلى الله عليه و سلم لم يدع قط أحد إلى شيء من هذا، و لكنه مودع في القرآن، و في كلامه صلى الله عليه و سلم قيل له: صدقت) [الفصل في الملل والأهواء والنحل: 3/ 141].
قلت: و بناءً على هذا الأصل وقع الخلاف بين أهل العلم في مسألة العذر بالجهل في أصول الدين، أو عدَمه، فذهب جلُّهُم إلى اعتبار العذر بالجهل ممن لم تُقَم عليه الحجَّة، و ذهب آخرون إلى عدم اعتباره.
و الأدلَّة الشرعية تشهد لمذهب الجمهور، و هم القائلون: يُعذَر الجاهل بجهله في أصول الدين ما لم تبلغه الحجَّة، و هذا فيما إذا كان مِثْلُه يجهلها لبُعده عن ديار الإسلام، أو عدَم من يُعلِّمه، أو نحو ذلك، و قد قرر هذا عدد من الأئمة الأعلام، كالإمام الشافعي رحمه الله، فقد أخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: (لله أسماء و صفات لا يسع أحدا ردها، و من خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر، و أما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و لا الرؤية و الفكر)
و قال ابن عبد البر رحمه الله: (من جهل بعض الصفات وآمن بسائرها لم يكن بجهل البعض كافرا لأن الكافر من عاند لا من جهل، و هذا قول المتقدمين من العلماء و من سلك سبيلهم من المتأخرين) [التمهيد: 18/ 42].
و إلى هذا ذهب ابن حزم الظاهري، الذي أفاض في تقرير عُذر الجاهل ما لم يبلُغه الحقُّ فيعاند، و سنذكر بعض قوله في هذا لاحقاً إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/493)
و هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: (فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه [مختصراً من: الاستغاثة الكبرى: 1/ 629 و ما بعدها].
و قد صرَّح في مقام آخر باشتراط قيام الحجة على الجاهل قبل الحكم بكفره، فقال رحمه الله: (و الاستغاثة بالرسول؛ بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم كما أنه يستغاث بغيره بمعنى أن يطلب منه ما يليق به، و من نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به و إما مخطئ ضال و أما بالمعنى الذي نفاه الرسول عليه الصلاة و السلام فهي أيضاً مما يجب نفيها، و من أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها) [الاستغاثة الكبرى: 1/ 298].
و لولا الإطالة لتتبعت و جمعت الكثير من أقوال السلف و الخلف في تقرير العذر بالجهل في أصول الدين فضلاً عن فروعه، و لكن بشرطه، و حسبنا في هذا المقام ما قدَّمنا، و هو المذهب الصحيح الذي تشهد له الأدلة النقلية و العقلية، و منها:
أوَّلاً: ما رواه الشيخان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ – أي رزقه - اللَّهُ مَالاً فَقَالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ. قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ؛ فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ فَفَعَلُوا فَجَمَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَا حَمَلَكَ قَالَ مَخَافَتُكَ فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ).
و في رواية عند مسلم، عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: (أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَىَ نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَىَ بَنِيهِ فَقَالَ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَواللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي، لَيُعَذِّبُنِي عَذَاباً مَا عَذَّبَهُ أَحَداً، قَالَ: فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَقَالَ لِلأَرْضِ: أَدِّ مَا أَخَذْتِ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَىَ مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ! أَوْ قَالَ: مَخَافَتُكَ! فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ).
قال الحافظ في الفتح: (قال الخطابي: قد يستشكل هذا فيقال: كيف يغفر له و هو منكر للبعث و القدرة على إحياء الموتى؟ و الجواب: أنه لم ينكر البعث و إنما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب، و قد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله. قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين فلا يكفرون بذلك).
قال أبو محمد بن حزم: (فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله عز و جلّ يقدر على جمع رماده و إحيائه، و قد غفر الله له لإقراره، و خوفه، و جهله) [الفصل في الملل والأهواء والنحل: 3/ 141].
قلت: و ذهب بعض شراح الحديث إلى تأويل قوله: (لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي) فأبعد النجعة، و صرف النص عن ظاهره بلا قرينة صارفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/494)
قال ابن حجر: ... و قال ابن الجوزي: جحده صفة القدرة كفر اتفاقاً، وإنما قيل: إن معنى قوله: (لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي) أي ضَيَّقَ، و هي قوله: (و من قُدِر عليه رزقه) أي ضيق، و أما قوله – في رواية -: (لعلي أضل الله) فمعناه لعلي أفوته، يقال: ضل الشيء إذا فات و ذهب، و هو كقوله: (لا يضل ربي و لا ينسى) و لعل هذا الرجل قال ذلك من شدة جزعه و خوفه كما غلط ذلك الآخر فقال أنت عبدي و أنا ربك، و يكون قوله: (لَئِنْ قَدَّرَ عَلَيَّ رَبِّي) بتشديد الدال؛ أي قدر علي أن يعذبني ليعذبني، أو على أنه كان مثبتاً للصانع و كان في زمن الفترة فلم تبلغه شرائط الإيمان. و أظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته و غلبة الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول، و لم يقله قاصدا لحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل و الذاهل و الناسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه، و أبعد الأقوال قول من قال: إنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر.اهـ.
قلت: و هذه التأويلات لا وجه لصرف ظاهر النص إليها، و لا قرينة تدل عليها، و إنَّما صار إليها من قال بها تحرُّجاً من القول بالعُذر بالجهل في أصول الدين، فلجأ إلى التأويل، و أبعدَ في الطلب.
و قد شنَّع ابن حزم على من جاء بها – و إن لم يسمِّه - فقال رحمه الله: و قد قال بعض من يحرف الكلم عن مواضعه أن معنى قوله (لئن قدر الله علي): إنما هو لَئِن ضيَّق الله علي، كما قال تعالى: (و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه)؛ و هذا تأويل باطل لا يمكن؛ لأنه كان يكون معناه حينئذ لئن ضيق الله علي ليضيقن علي، و أيضا فلو كان هذا لما كان لأمره بأن يحرق و يُذَرَّ رماده معنى، و لا شك في أنه إنما أمره بذلك ليُفلت من عذاب الله تعالى.اهـ. [الفصل في الملل والأهواء والنحل: 3/ 141، 142].
ثانياً: سؤال الحواريين نبي الله عيسى عليه و على نبيِّنا الصلاة و السلام، و قولهم الذي حكاه الله عنهم في كتابه: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ) [المائدة: 5/ 112].
قال أبو محمد بن حزم رحمه الله: (فهؤلاء الحواريون الذين أثنى الله عز وجل عليهم قد قالوا بالجهل لعيسى عليه السلام هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ و لم يبطل بذلك إيمانهم، و هذا ما لا مخلص منه، و إنما كانوا يكفرون لو قالوا ذلك بعد قيام الحجة و تبيينهم لها) [الفصل في الملل والأهواء والنحل: 3/ 142].
و ممَّن خالف مذهب الجمهور في مسألة العذر بالجهل، من لم يجد ما يمكن أن يؤوِّل به هذه الآية الكريمة، فصار إلى إمرار الآية على ظاهرها، و لكن على ما قرأه الكسائي رحمه الله: (هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ) تَستطيعُ – بتاءٍ مفتوحة – و ربَّكَ - بنصب الباء المشدَّدة - وهي قراءة علي و عائشة و ابن عباس و مجاهد. [انظر: تفسير القرطبي: 6/ 365 و الطبري: 7/ 129 و ابن كثير: 2/ 117 و فتح القدير: 2/ 93].
و في تفسير الآية على هذه القراءة قال القرطبي: (قال الزجاج: هل تستدعي طاعة ربك فيما تسأله، و قيل: هل تستطيع أن تدعو ربك أو تسأله، و المعنى متقارب و لا بد من محذوف) [تفسير القرطبي: 6/ 365].
و روى رحمه الله في تفسيره عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها: (كان القوم أعلم بالله عز و جل من أن يقولوا: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ). قالت: و لكن: (هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ).
و على هذا المعنى لا يكون الحواريُّون قد قالوا ما قالوه شاكين في قدرة الله، و لا يكون ممَّا يُكفِّر، و بالتالي فلا حجّة في الآية على العذر بالجهل، فضلاً عن وقوعه.
و لكن لا تقوم حجة بهذا التفسير في مقابل حجة الجمهور على القراءة المشهورة، بل غاية ما يمكن أن يقال – تنزلاً – أن كلا القولين محتمل، و لكن رأي الجمهور يؤيده الدليل السابق، و ما سيأتي، فيبقى عليه المعوَّل، و به الفتيا، و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/495)
ثالثاً: الاستدلال بالإجماع، و قد ورد في كلام الإمام ابن حزم الظاهري حيث قال: (برهانٌ ضروريٌ لا خلاف فيه: و هو أن الأمة مجمعة كلها بلا خلاف من أحد منهم، و هو أن كل من بدل آية من القرآن عامداً، و هو يدري أنها في المصاحف بخلاف ذلك، و أسقط كلمةً عمداً كذلك، أو زاد فيها كلمة عامداً، فإنه كافر بإجماع الأمَّة كلِّها، ثم إن المرء يخطئ في التلاوة، فيزيد كلمة و ينقص أخرى، و يبدل كلامه جاهلاً، مقدراً أنه مصيب، و يكابر في ذلك، و يناظر قبل أن يتبين له الحق، و لا يكون بذلك عند أحد من الأمة كافراً، و لا فاسقاً و لا آثماً، فإذا وقف على المصاحف أو أخبره بذلك من القراء من تقوم الحجة بخبره، فإن تمادى على خطئه فهو عند الأمة كلِّها كافر بذلك لا محالة، و هذا هو الحكم الجاري في جميع الديانة) [الفصل في الملل والأهواء والنحل: 3/ 142].
قلتُ: و هذا الكلام على قوته فيه وجه آخر، و هو قياس الأولى؛ فإذا كان المخطئ في التلاوة معذوراً بجهله و إن أحال المعنى عن المراد بزيادة أو نقصان أو تصحيف، مع أنَّه لا يتصور عجزه عن تعلُّم تلاوة آي الكتاب، لكثرة المعتنين بتعليمه، و نشر علومه، و تفسيره في كل زمان و مكان، و ندرة الخلاف في ذلك بين أبناء المذهب الواحد، بل و بين الفرق الإسلامية، على تعددها، و تشعب مسالكها، فمن الأولى أن يكون معذوراً بجهله في دقائق العلم، و خفايا المسائل – بالنسبة لمن هو في مثل حاله – كمسائل الأسماء و الصفات التي قد لا يتسنى له من يعلمه إياها، أو يرشده إلى مذهب أهل الحق و التحقيق فيها، خاصة و أنَّ الخلاف فيها قائم على أشدِّه بين الفرق و الطوائف.
و يحسن بنا و نحن نؤكد على مذهب الجمهور في العذر بالجهل في أصول الدين أن نؤكِّد على أنَّ العذر لا يقبل ممن يعيش بين ظهراني المسلمين و فيهم العلماء و الدعاء، و لكن الجاهل المعذور بجهله هو حديث العهد بدين الإسلام، أو من يعيش في منأى عن بلاد المسلمين، أو حيث لا علم و لا علماء و لم يتسنَّ له من يعلمه، أو يوقفه على ما يجب عليه اعتقاده من مسائل الأصول.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: (لو عُذِرَ الجاهل؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف؛ فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل) [المنثور في القواعد، للزركشي: 2/ 17].
فلا يغيبن عنك يا يطلب الحق بدليله أن الأمر ليس على إطلاقه، و لكنَّه مقيَّد مضبوط عن أهل العلم، فخذه بقيده، و اضبطه بضبطه، و الله يتولاك.
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل، و بالله التوفيق.
وكتب
د. أحمد بن عبد الكريم نجيب
alhaisam@msn.com
http://saaid.net/Doat/Najeeb
ـ[ hassoon] ــــــــ[30 - 09 - 03, 08:12 م]ـ
رائع و مفيد بارك الله في كاتبه و نفع به قارئه
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[28 - 12 - 04, 11:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الإخوة الكرام ..
قد ارتأى الإخوة القائمون على الموقع عدم فتح موضوع جديد للبحث الذي كنت قد كتبته عن:
(عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة العذر بالجهل)، وذلك نظرا لعدم رغبتهم في فتح أكثر من عنوان في موضوع واحد ..
لذلك سوف أقوم بنشر هذا البحث من جديد هنا تباعا على حلقات إن شاء الله، وأحب أن أنوه أنه ليس له أي علاقة ببحث الدكتور أحمد نجيب أعلاه، ولم أكتب بحثي في هذه الصفحة إلا نزولا على رغبة الإخوة المشرفين الكرام سددهم الله وسلمهم، فلا يحسبن أحد أنني أرد على الدكتور أحمد أو أعقب عليه مثلا، بل هو بحث مستقل كتبته من قبل قراءة بحث الدكتور وفقه الله ..
أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[28 - 12 - 04, 11:52 م]ـ
عقيدة أهل السنة والجماعة في مسألة العذر بالجهل
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/496)
اتفق أهل السنة والجماعة والإئمة المشهورون المتبعون لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم على أنه من ثبت له عقد الإسلام ابتداءا، بالشهادتين، أو بكونه ولد لأبوين أحدهما مسلما، فإنه لا يزول عنه حكم الإسلام وإن خالف الشريعة في أي أمر كان، إلا إذا كان أمرا مما حكم الشرع فيه بكفر صاحبه، ويكون عالما بمخالفته للشرع في هذا الأمر، أما إن خالف الشرع مع الجهل فلا يعاقب على تلك المخالفة، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وسواء في الفروع كانت المخالفة أم في الأصول، بل يعذر بجهله، وإن كان ملوما على تقصيره في طلب العلم الواجب عليه إن قصر.
أولا: الأدلة القرآنية:
1 - قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) [الإسراء: 15].
• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (اخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسل إليه) [تفسير ابن كثير: 3/ 28].
• قال الإمام الألوسي رحمه الله: (أي وما صح وما استقام منا بل استحال في سنتنا المبنية على الحكم البالغة أو ما كان في حكمنا الماضي وقضائنا الصادق، أن نعذب أحدا بنوع من العذاب، دنيويا كان أو أخرويا، على فعل شيء أو ترك شيء، أصليا كان أو فرعيا، حتى نبعث إليه رسولا يهدي إلى الحق ويردع عن الضلال ويقيم الحجج ويمهد الشرائع) [روح المعاني: 15/ 36].
• قال العلامة القرآني محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (ظاهر هذه الآية الكريمة أن الله لا يعذب أحدا من خلقه حتى يبعث إليه رسولا ينذره ويحذره فيعصي ذلك الرسول، ويستمر على الكفر والمعصية بعد الإنذار والإعذار. وادعى بعضهم بأن العذاب المنفي في الآية عذاب الدنيا، وأجيب عنه من وجهين، الوجه الأول: أنه خلاف ظاهر القرآن، لأن ظاهر القرآن انتفاء العذاب مطلقا، وهو أعم من كونه في الدنيا، وصرف القرآن عن ظاهره ممنوع إلا بدليل يجب الرجوع إليه. الوجه الثاني: أن القرآن دل في آيات كثيرة على شمول التعذيب المنفي في الآية التعذيب في الآخرة، كقوله: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ. قَالُوا بَلَى) [الملك: 8 - 9]، وهو دليل على أن جميع أفواج أهل النار ما عذبوا في الآخرة إلا بعد إنذار الرسل، فالله عز وجل تمدح بكمال الإنصاف فهو عز وجل لا يعذب حتى يقطع حجة المعذَّب بإنذار الرسل في دار الدنيا، ولو عذب إنسانا واحدا من غير إنذار لاختلت تلك الحكمة التي تمدح الله بها، ولثبت لذلك الإنسان الحجة التي أرسل الله الرسل لقطعها) [أضواء البيان: 3/ 429 - 430].
• قال الإمام القاسمي رحمه الله: (أي وما صح وما ستقام منا، بل استحال في سنتنا المبنية على الحكم البالغة أن نعذب قوما حتى نبعث إليهم رسولا يهديعم إلى الحق ويردعهم عن الضلال لإقامة الحجة قطعا للعذر، والعذاب أعم من الدنيوي والأخروي، لقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى) [طه: 134]، وقال تعالى: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ. قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ) [الملك: 8 - 9]، وكذا قوله: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) [الزمر: 71]، وقال تعالى: (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [فاطر: 37]، إلىغير ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى لا يعذب قوما عذاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/497)
استئصال، ولا يدخل أحدا النار إلا بعد إرسال الرسل) [محاسن التأويل: 10/ 3913].
• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (لما ذكر سبحانه اختصاص المهتدي بهدايته والضلال بضلاله، وعدم مؤاخذة الإنسان بجناية غيره، ذكر أنه لا يعذب عباده إلا بعد الإعذار إليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه، فبين سبحانه أنه لم يتركهم سدى ولا يؤاخذهم قبل إقامة الحجة عليهم، والظاهر أنه لا يعذبهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بعد الإعذار إليهم بإرسال الرسل) [فتح القدير: 3/ 214].
2 - قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التوبة: 115].
• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (يقول تعالى مخبرا عن نفسه الكريمة وحكمه العادل أنه لا يضل قوما بعد إبلاغ الرسالة إليهم حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة كما قال تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ) الآية [فصلت: 17]، وقال مجاهد في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ) الآية، قال: بيان الله عز وجل للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة وفي بيانه لهم في معصيته وطاعته عامة فافعلوا أو ذروا، وقال ابن جرير: يقول الله تعالى: وما كان الله ليقضي عليكم في استغفاركم لموتاكم المشركين بالضلال بعد إذ رزقكم الهداية ووفقكم للإيمان به وبرسوله حتى يتقدم إليكم بالنهي عنه فتتركوا، فأما قبل أن يبين لكم كراهة ذلك بالنهي عنه، فلم تضيعوا نهيه إلى ما نهاكم عنه، فإنه لا يحكم عليكم بالضلال، فإن الطاعة والمعصية إنما يكونان من المأمور والمنهي، وأما من لم يؤمر ولم ينه فغير كائن مطيعا أو عاصيا فيما لم يؤمر به ولم ينه عنه) [تفسير ابن كثير: 2/ 395].
• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (لما نزلت الآية المتقدمة في النهي عن الاستغفار للمشركين، خاف جماعة ممن كان يستغفر لهم العقوبة من الله بسبب ذلك الاستغفار، فأنزل الله سبحانه (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا) الآية، أي أن الله سبحانه لا يوقع الضلال على قوم، ولا يسميهم ضلالا بعد أن هداهم للإسلام والقيام بشرائعه، ما لم يقدموا على شيء من المحرمات بعد أن يتبين لهم أنه محرم، وأما قبل أن يتبين لهم ذلك فلا إثم عليهم ولا يؤاخذون به، ومعنى (حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) حتى يتبين لهم ما يجب عليهم اتقاؤه من محرمات الشرع) [فتح القدير: 2/ 412].
• قال الإمام النسفي رحمه الله: (أي ما أمر الله باتقائه واجتنابه كالاستغفار للمشركين وغيره مما نهى عنه وبين أنه محظور، لا يؤاخذ به عباده الذين هداهم للإسلام، ولا يخذلهم، إلا إذا قدموا عليه بعد بيان حظره، وعلمهم بأنه واجب الاجتناب، وأما قبل العلم والبيان فلا، وهذا بيان لعذر من خاف المؤاخذة بالاستغفار للمشركين، والمراد بـ (مَا يَتَّقُونَ) ما يجب اتقاؤه للنهي) [تفسير النسفي: 2/ 148].
• قال الإمام الألوسي رحمه الله: (وكأنه تسلية للذين استغفروا للمشركين قبل البيان، حيث أفاد أنه ليس من لطفه تعالى أن يذم المؤمنين ويؤاخذهم في الاستغفار قبل أن يبين أنه غير جائز لمن تحقق شركه، لكنه سبحانه يذم ويؤاخذ من استغفر لهم بعد ذلك ... )، إلى أن قال: (واستدل بها على أن الغافل، وهو من لم يسمع النص والدليل السمعي، غير مكلف) [روح المعاني: 11/ 39].
3 - قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى) [طه: 134].
• قال الإمام القاسمي رحمه الله: ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل إتيان البينة أو محمد عليه السلام، (لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ) أي بالعذاب الدنيوي، (وَنَخْزَى) أي بالعذاب الأخروي، أي ولكنا لم نهلكهم قبل إتيانهم فانقطعت معذرتهم، فعند ذلك قالوا: (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)) [محاسن التأويل: 11/ 135].
• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ((وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ) أي من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، أو من قبل إتيان البينة لنزول القرآن، (لَقَالُوا) يوم القيامة، (رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا) أي هلا أرسلت إلينا رسولا في الدنيا، (فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ) التي يأتي بها الرسول، (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ) بالعذاب في الدنيا، (وَنَخْزَى) بدخول النار، وقرئ: (نُذَلَّ وَنُخْزَى) على البناء للمفعول، وقد قطع الله معذرة هؤلاء الكفرة بإرسال الرسول إليهم قبل إهلاكهم، ولهذا حكى عنهم أنهم (قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) [الملك: 9]) [فتح القدير: 3/ 395].
وللبحث صلة إن شاء الله تعالى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/498)
ـ[عبد الله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 05:54 ص]ـ
السلام عليكم
جل المذكور في هذا الموضوع يختص ب:
1 - من كان حالهم كما قال صاحب الموضوع الأول:"نؤكِّد على أنَّ العذر لا يقبل ممن يعيش بين ظهراني المسلمين و فيهم العلماء و الدعاء، و لكن الجاهل المعذور بجهله هو حديث العهد بدين الإسلام، أو من يعيش في منأى عن بلاد المسلمين، أو حيث لا علم و لا علماء و لم يتسنَّ له من يعلمه، أو يوقفه على ما يجب عليه اعتقاده من مسائل الأصول.
2 - مسائل أصول الإعتقاد (أسماء و صفات .. إلخ) و ليس فيما يتعلق بأصل الدين.
3 - من لم تبلغه دعوة الرسل
و مع أن لي مؤاخذات عديدة على كثير مما ذكر في الموضوع (قد يأتي أوان بيانها)
إلا أنني أتسأل
ما موضع هذه التقريرات من واقعنا الحالي؟
الغالب هو انتشار العلم بشكل واسع جداَ!!
و كل الرسل بعثت!!
و البلية الكبرى في إعراض الناس
و طوام الناس و أخطائهم شملت حتى أصل الدين
فحبذا مواضيع تنطبق على واقعنا المعاش
حتى تكون الفائدة أكبر
وفق الله الجميع
ـ[محب العلم]ــــــــ[29 - 12 - 04, 07:25 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6919&highlight=%E3%DA%C7%E1%E3+%E3%E4%E5%CC
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 10:08 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختلف معك أخي الفاضل في توجيه الأدلة على هذا النحو، فلا دليل عندي على هذا التخصيص، ولا أريد أن أتعجل الأمر، فسيأتي في آخر البحث إن شاء الله نقاش هذه الاستشكالات، والذي نراه صوابا وعليه السلف هو العذر بالجهل في جميع الديانة، وهذه خطة لم يؤتها أحد، بل هو قول الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسيأتي بيان ذلك من خلال الأدلة إن شاء الله، وتسرني متابعتك للبحث أعزك الله.
أما بالنسبة إلى الواقعية، فللأسف لا أتفق معك أيضا في تقرير انتشار العلم بهذه الصورة، وإن كان الخلاف ولله الحمد أقل خطرا في هذا الجانب، فإنه لا يعدو كونه خلافا في تحقيق المناط، فإننا لو اتفقنا على قاعدة ثابتة في موضوعنا الرئيس، فلسوف يزول أي خلاف فرعي إن شاء الله تعالى.
وفقك الله لما فيه رضاه، وجزاكم الله خيرا كثيرا.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 10:11 ص]ـ
أخي الفاضل محب العلم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لم أقرأ ما في الرابط كله الآن، ولكنني أعدك أن أقرأه كاملا، وأنا على يقين من الاستفادة منه إن شاء الله، لا حرمك الله أجر ما كتبت، وتسرني متابعتك للبحث، نفع الله بك.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 10:16 ص]ـ
ثانيا: أدلة السنة:
1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ فَإِذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، وَاذْرُوا نِصْفَهُ فِي الْبَرِّ وَنِصْفَهُ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ) [صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى يريدون أن يبدلوا كلام الله].
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فهذا الرجل ظن أن الله لا يقدر عليه إذا تفرق هذا التفرق، فظن أنه لا يعيده إذا صار كذلك، وكل واحد من إنكار قدرة الله تعالى وإنكار معاد الأبدان وإن تفرقت كفر، لكنه كان مع إيمانه بالله وإيمانه بأمره وخشيته منه جاهلا بذلك، ضالا في هذا الظن مخطئا، فغفر الله له ذلك) [مجموع الفتاوى: 11/ 410].
• قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (فهذا إنسان جهل إلى أن مات أن الله عز وجل يقدر على جمع رماده وإحيائه، وقد غفر له لإقراره وخوفه وجهله) [الفصل: 3/ 252].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/499)
• قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (وأما جحد ذلك جهلا أو تأويلا يعذر فيه صاحبه فلا يكفر صاحبه به كحديث الذي جحد قدرة الله عليه، وأمر أهله أن يحرقوه ويذروه في الريح، ومع هذا فقد غفر الله له ورحمه لجهله، إذ كان ذلك الذي فعله مبلغ علمه، ولم يجحد قدرة الله على إعادته عنادا أو تكذيبا) [مدارج السالكين: 1/ 338 - 339].
2 - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى أَثَرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَدَخَلْتُ فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: (مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَاءَ رَائِبَةً)، قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (لَتُخْبِرِنَّنِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَأَخْبَرَتْهُ، قَالَ: (فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي)، قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَهَزَنِي فِي ظَهْرِي لَهْزَةً فَأَوْجَعَتْنِي، وَقَالَ: (أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ عَلَيْكِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)، قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ، قَالَ: (نَعَمْ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ خُفْيَتَهُ مِنْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لِيَدْخُلَ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ، وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ جَلَّ وَعَزَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ)، قَالَتْ: فَكَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: (قُولِي السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ) [مسند أحمد: 6/ 221].
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فهذه عائشة أم المؤمنين سألت النبي صلى الله عليه وسلم: هل يعلم الله ما يكتم الناس؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم)، وهذا يدل على أنها لم تكن تعلم ذلك، ولم تكن قبل معرفتها بأن الله عالم بكل شيء يكتمه الناس كافرة، وإن كان الإقرار بذلك بعد قيام الحجة من أصول الإيمان، وإنكار علمه بكل شيء كإنكار قدرته على كل شيء، هذا مع أنها كانت ممن يستحق اللوم على الذنب، ولهذا لهزها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (أتخافين أن يحيف الله ورسوله؟)، وهذا الأصل مبسوط في غير هذا الموضع، فقد تبين أن هذا القول كفر، ولكن تكفير قائله لا يحكم به حتى يكون قد بلغه من العلم ما تقوم به عليه الحجة التي يكفر تاركها) [مجموع الفتاوى: 11/ 411 - 313].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/500)
3 - عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ مُصَدِّقًا، فَلَاحَّهُ رَجُلٌ فِي صَدَقَتِهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو جَهْمٍ، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: الْقَوَدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: (لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)، فَلَمْ يَرْضَوْا بِهِ، فَقَالَ: (لَكُمْ كَذَا وَكَذَا)، فَرَضُوا بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ)، قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (إِنَّ هَؤُلَاءِ أَتَوْنِي يُرِيدُونَ الْقَوَدَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِمْ كَذَا وَكَذَا فَرَضُوا)، قَالُوا: لَا، فَهَمَّ الْمُهَاجِرُونَ بِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُفُّوا فَكَفُّوا، ثُمَّ دَعَاهُمْ، قَالَ: (أَرَضِيتُمْ)، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: (فَإِنِّي خَاطِبٌ عَلَى النَّاسِ وَمُخْبِرُهُمْ بِرِضَاكُمْ)، قَالُوا: نَعَمْ، فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ: (أَرَضِيتُمْ)، قَالُوا: نَعَمْ. [النسائي: 8/ 35].
• قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (وفي هذا الخبر عذر الجاهل، وأنه لا يخرج من الإسلام بما لو فعله العالم الذي قامت عليه الحجة لكان كافرا، لأن هؤلاء الليثيين كذَّبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وتكذيبه كفر مجرد بلا خلاف، لكنهم بجهلهم وأعرابيتهم عذروا بالجهالة فلم يكفروا) [المحلى: 10/ 410 - 411].
4 - لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنْ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (مَا هَذَا يَا مُعَاذُ)، قَالَ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ، فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ) [ابن ماجه: 1853].
• قال الإمام الشوكاني رحمه الله: (وفي هذا الحديث دليل على أن من سجد جاهلا لغير الله لم يكفر) [نيل الأوطار: 6/ 363].
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما فعل ذلك تدينا وتقربا فهذا من أعظم المنكرات، ومن اعتقد في مثل هذا قربة وتدينا فهو ضال مفتر، بل يبين له أن هذا ليس بدين ولا قربة، فإن أصر على ذلك استتيب، فإن تاب وإلا قتل) [مجموع الفتاوى: 1/ 372].
5 - عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ مَرَّ بِشَجَرَةٍ لِلْمُشْرِكِينَ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ أَنْوَاطٍ يُعَلِّقُونَ عَلَيْهَا أَسْلِحَتَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سُبْحَانَ اللَّهِ، هَذَا كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَرْكَبُنَّ سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) [الترمذي: 2180].
• قال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب رحمه الله: (وفيها أن معنى الإله هو المعبود، وأن من أراد أن يفعل الشرك جهلا فنُهِيَ عن ذلك لا يكفر) [تيسير العزيز الحميد: 185].
وللبحث صلة إن شاء الله تعالى ..
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 04:50 م]ـ
ثالثا: الإجماع:
قال الإمام ابن حزم رحمه الله: (وبرهان ضروري لا خلاف فيه، وهو أن الأمة مجمعة كلها بلا خلاف من أحد منهم، وهو أن كل من بدل آية من القرآن عامدا وهو يدري أنها في المصاحف بخلاف ذلك، أو أسقط كلمة عمدا كذلك، أو زاد فيها كلمة عامدا، فإنه كافر بإجماع الأمة كلها، ثم إن المرء يخطئ في التلاوة، فيزيد كلمة وينقص أخرى، ويبدل كلامه جاهلا مقدرا أنه مصيب، ويكابر في ذلك ويناظر قبل أن يتبين له الحق، ولا يكون بذلك عند أحد من الأمة كافرا ولا فاسقا ولا آثما، فإذا وقف على المصاحف أو أخبره بذلك من القراء من تقوم الحجة بخبره فإن تمادى على خطئه فهو عند الأمة كلها كافر بذلك لا محالة، وهذا هو الحكم الجاري في جميع الديانة) [الفصل: 3/ 253].
وللبحث صلة إن شاء الله تعالى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(26/1)
ـ[عبد الله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 05:40 م]ـ
السلام عليكم
قال أبو حفص الأثري: والذي نراه صوابا وعليه السلف هو العذر بالجهل في جميع الديانة، وهذه خطة لم يؤتها أحد، بل هو قول الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ...
قلت: قولك هذا ذكرني بما فاتني التنبيه عليه في مداخلتي السابقة
و هو نسبة الذي قررته لمجموع السلف ... !!!!
مع ان ما سقته من أدلة اختلف في مفهومه السلف نفسهم
فانظر على سبيل المثال ما ذكره النووي في شرحه على مسلم بالنسبة لحديث الذي ذرى نفسه
فقد قال رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (في الرجل الذي لم يعمل حسنة أوصى بنيه أن يحرقوه ويذروه في البحر والبر , وقال: فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا , ثم قال في آخره: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم , فغفر له)
اختلف العلماء في تأويل هذا الحديث , فقالت طائفة: لا يصح حمل هذا على أنه أراد نفي قدرة الله , فإن الشاك في قدرة الله تعالى كافر , وقد قال في آخر الحديث: إنه إنما فعل هذا من خشية الله تعالى , والكافر لا يخشى الله تعالى , ولا يغفر له , قال هؤلاء: فيكون له تأويلان أحدهما أن معناه: لئن قدر علي العذاب , أي: قضاه , يقال منه قدر بالتخفيف , وقدر بالتشديد بمعنى واحد. والثاني: إن قدر هنا بمعنى ضيق علي قال الله تعالى: {فقدر عليه رزقه} وهو أحد الأقوال في قوله تعالى: {فظن أن لن نقدر عليه} وقالت طائفة: اللفظ على ظاهره , ولكن قاله هذا الرجل وهو غير ضابط لكلامه , ولا قاصد لحقيقة معناه , ومعتقد لها , بل قاله في حالة غلب عليه فيها الدهش والخوف وشدة الجزع , بحيث ذهب تيقظه وتدبر ما يقوله , فصار في معنى الغافل والناسي , وهذه الحالة لا يؤاخذ فيها , وهو نحو قول القائل الآخر الذي غلب عليه الفرح حين وجد راحلته: أنت عبدي وأنا ربك , فلم يكفر بذلك الدهش والغلبة والسهو. وقد جاء في هذا الحديث في غير مسلم " فلعلي أضل الله " أي: أغيب عنه , وهذا يدل على أن قوله: (لئن قدر الله) على ظاهره , وقالت طائفة: هذا من مجاز كلام العرب , وبديع استعمالها , يسمونه مزج الشك باليقين كقوله تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدى} فصورته صورة شك والمراد به اليقين , وقالت طائفة: هذا الرجل جهل صفة من صفات الله تعالى , وقد اختلف العلماء في تكفير جاهل الصفة , قال القاضي: وممن كفره بذلك ابن جرير الطبري , وقاله أبو الحسن الأشعري , أولا , وقال آخرون: لا يكفر بجهل الصفة , ولا يخرج به عن اسم الإيمان بخلاف جحدها , وإليه رجع أبو الحسن الأشعري , وعليه استقر قوله ; لأنه لم يعتقد ذلك اعتقادا يقطع بصوابه , ويراه دينا وشرعا , وإنما يكفر من اعتقد أن مقالته حق , قال هؤلاء: ولو سئل الناس عن الصفات لوجد العالم بها قليلا , وقالت طائفة: كان هذا الرجل في زمن فترة حين ينفع مجرد التوحيد , ولا تكليف قبل ورود الشرع على المذهب الصحيح لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} وقالت طائفة: يجوز أنه كان في زمن شرعهم فيه جواز العفو عن الكافر , بخلاف شرعنا , وذلك من مجوزات العقول عند أهل السنة , وإنما منعناه في شرعنا بالشرع , وهو قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} وغير ذلك من الأدلة , والله أعلم. وقيل: إنما وصى بذلك تحقيرا لنفسه , وعقوبة لها لعصيانها , وإسرافها , رجاء أن يرحمه الله تعالى.
فأي قول هو قول السلف في المسألة ... ؟؟؟
(مع العلم ان هنالك تفسيرات أخرى للحديث لم يذكرها النووي رحمه الله)
و هذا ينسحب على (الأدلة) الأخرى التي ذكرتها في المسألة
فلما هذا الاختزال لمذهب السلف في قول إبن تيمية و ابن حزم (و قولهما واحد)؟؟؟؟
ثم إذا ما اعتمدت هذا المذهب في فهم هذا النص
فهل خرج عن مذهب السلف كل من خالف (دونك أسماء المخالفين في النقل السابق عن النووي)؟؟؟
قولك أن العذر بالجهل ينسحب على كل الديانة
فهل يفهم منه أن من انتسب للاسلام ثم تلبس بعبادة غير الله جهلاً (عبادة الأصنام ,الشمس ,القمر) يبقى على إسلامه؟؟
معذرة على هذه الإلزامات ...
فالرد على كل ما كُتب في الموضوع تفصيلاً يحتاج لوقت و جهد ليسا متاحين لي الآن
رجاءاً أعد النظر في الموضوع و حاول الاطلاع على ما كتبه من يخالفك في هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(26/2)
و قبل ذلك فكر في تغيير عنوان موضوعك
نفع الله بك
و فقنا الله جميعاً لما يحبه و يرضاه.
ـ[عبد الله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 06:11 م]ـ
حديث أمنا عائشة رضي الله عنها رواه الترمذي قال: أخبرنا يوسف بن سعيد قال حدثنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول سمعت عائشة تحدث قالت
ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قالت لما كانت ليلتي التي هو عندي تعني النبي صلى الله عليه وسلم انقلب فوضع نعليه عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب رويدا وخرج رويدا وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري وانطلقت في إثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات فأطال ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت وسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال ما لك يا عائشة حشيا رابية قالت لا قال لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قالت نعم فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قلت مهما يكتم الناس فقد علمه الله قال فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يدخل علي وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيته منك فظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن آتي البقيع فأستغفر لهم قلت كيف أقول يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
و رواه الامام مسلم في صحيحه قال:
و حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا عبد الله بن وهب أخبرنا ابن جريج عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول سمعت عائشة تحدث فقالت ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني قلنا بلى ح و حدثني من سمع حجاجا الأعور واللفظ له قال حدثنا حجاج بن محمد حدثنا ابن جريج أخبرني عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب
أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي قال فظننا أنه يريد أمه التي ولدته قال قالت عائشة ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قال قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال ما لك يا عائش حشيا رابية قالت قلت لا شيء قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم قال فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون
قال النووي عقب ذلك:
قوله: (قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم)
هكذا هو في الأصول , وهو صحيح , وكأنها لما قالت: مهما يكتم الناس يعلمه الله صدقت نفسها فقالت: نعم.
ـ[ناصر أحمد عبدالله]ــــــــ[29 - 12 - 04, 08:59 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله ..
بارك الله فيك ووفقك لما يرضيه ..
أتفق معك أخي الكريم على وجود الخلاف بين العلماء في تفسير (بعض) هذه النصوص، وهذا لا ينكره إلا مكابر، ولكن لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال اختلافهم في أصل القضية التي أتكلم عنها، فهم قد يختلفون كما ذكرت أنت في دلالة حديث أو تفسير آية، ولكن لا يعني ذلك البتة أنهم مختلفون في ذلك الأصل القطعي ألا وهو العذر بالجهل، وأنه لا عقاب على من لم تبلغه حجة الله على خلقه، فهذا أصل متفق عليه بينهم.
وسيأتي إن شاء الله - كما ذكرت لك آنفا - أقوال كثير من علماء السلف مع مناقشة هذه الاعتراضات التي تدور حول الموضوع، كما سيأتي إن شاء الله تعالى الرد على هذه الإلزامات وبيان حقيقتها، ولكني لا أريد أن أتعجل حتى لا يختل ترتيب البحث كما أردته.
وبالنسبة لما كتبه المخالف لي في هذه القضية، فقد قرأت كثيرا منه، وأنا أبحث عن المزيد منه، فمن كان يعرف طريقا لمؤلف في هذا الباب على الشبكة - سواءا كان مؤيدا أو معارضا لما أكتب - فلا يبخل علينا به، وليرسله لي على الخاص إذا تكرم، وأكون له من الشاكرين.
أما كلام الإمام النووي عن حديث عائشة وتعليقه عليه، فسوف يأتي بإذن توضيح لكلامه وسيأتي بيان ثبوت لفظة (قال) التي عند أحمد وعبد الرزاق إن شاء الله، ولكني لا أريد تعجل الأمور.
وأكرر إبداء سروري بمتابعتك للبحث، أسأل الله عز وجل أن يجمعنا على طاعته وفي جنته على سرر متقابلين، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وفقك الله لما فيه رضاه، وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(26/3)
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:28 م]ـ
الأخ عبد الله:
قلت:
قولك أن العذر بالجهل ينسحب على كل الديانة
فهل يفهم منه أن من انتسب للاسلام ثم تلبس بعبادة غير الله جهلاً (عبادة الأصنام ,الشمس ,القمر) يبقى على إسلامه؟؟
حسب ما نسب إلى ابن حزم فإن الجواب على سؤالك نعم، ولكن أهذا هو فعلا عقيدة ابن حزم، والجواب: كلا وألف ولا.
وانظر في الرابط الآتي بعنوان: أوقفوا هذا العبث بكتب ابن حزم رحمه الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86169
والرابط الأتي حول حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسخط على من افترى عليها.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=500539
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:30 م]ـ
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: (و إنما الطريق طريق السلف على أنني أقول لك قد قال أحمد بن حنبل رحمة الله عليه: من ضيق علم الرجل أن يقلد في دينه الرجال. فلا ينبغي أن تسمع من معظم في النفوس شيئا في الأصول فتقلده فيه، و لو سمعت عن أحدهم ما لا يوافق الأصول الصحيحة فقل: هذا من الراوي، لأنه قد ثبت عن ذلك الإمام أنه لا يقول بشيء من رأيه، فلو قدرنا صحته عنه فإنه لا يقلد في الأصول و لا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما. فهذا أصل يجب البناء عليه فلا يهولنك ذكر معظم في النفوس، و كان المقصود من شرح هذا أن ديننا سليم و أنما أدخل أقوام فيه ما تأذينا به).
(صيد الخاطر، لابن الجوزي، ص 93 - 94)
ـ[العذب الزلال]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:40 م]ـ
الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد
لمؤلفه / د. طارق عبدالحليم
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/algwab%20almufed2.zip
قال مؤلفه:
" إن من الأهداف الأساسية للشريعة الإسلامية التي نبه عليها القرآن الكريم: ضبط الواقع القائم دائماً ضبطاً شرعياً، لكي يتميز الخبيث من الطيب، ويعرف الكافر من المسلم، ويتبين الفاسق من العابد، فيمكن حينئذ معاملة كل بما يستحقه، حسب ما شرعه الله سبحانه وتعالى لذلك من ضوابط وحدود.
قال تعالى: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}.وقال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}.
قال تعالى: {مّا كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتّى يميز الخبيث من الطّيّب}.
يقول الإمام الطبري: (ما كان الله ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من التباس المؤمن منكم بالمنافق، فلا يعرف هذا من هذا، حتى يميز الخبيث من الطيب، يعني بذلك حتى يميز الخبيث وهو المنافق المستسر بالكفر من الطيب وهو المؤمن المخلص الصادق الإيمان بالمحن والاختبار) ا. هـ.
وقال تعالى: {ومن الناس من يقول ءامنّا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين، يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}.
يقول الإمام ابن كثير: (… ولهذا نبه الله سبحانه على صفات المنافقين لئلا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون فيقع بذلك فساد عريض من عدم الاحتراز منهم. ومن اعتقاد إيمانهم وهم كفار في نفس الوقت، وهذا من المحظورات الكبار أن يظن بأهل الفجور خير) ا. هـ.
وأي خير ينسب إلى أهل الفجور والكفر أكبر من نسبتهم إلى دين الله؟ وأي محظور وفساد أعظم من اختلاطهم بالمؤمنين وإفساد دينهم عليهم والتشبيه لهم وتمويه الحق عليهم؟ وأي عصر ألزم من عصرنا هذا في المعرفة المستبصرة المميزة للخبيث من الطيب، خاصة في مجال الدعوة إلى الله.
إن هذا التمييز بين أهل الحق وأهل الباطل هم مفرق الطريق الذي لا معدى عنه، ولا فائدة من المماحكة عنده ولا الجدال. إما الإسلام وإما جاهلية، وإما إيمان وإما كفر، إما توحيد وإما شرك.
إن هذه القضية يجب أن تكون واضحة وحاسمة في ضمير المسلم، وإلا يتردد في تطبيقها على واقع الناس في زمانه، والتسليم بمقتضى هذه الحقيقة، ونتيجة هذا التطبيق على الأعداء والأصدقاء!
وما لم يحسم ضمير المسلم في هذه القضية، فلن يستقيم له ميزان، ولن يتضح له منهج، ولن يفرق في ضميره بين الحق والباطل، ولن يخطو خطوة واحدة في الطريق الصحيح.،،،،،،،"
الأدلة و البراهين على عدم العذر بالجهل في أصول الدين/ للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل شيخ ( http://www.isonly.net/~blue_cats/cgi-bin/upload/source/up5208.rar)
ـ[أبو الوليد الربضي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 07:45 م]ـ
وما أحسن ما قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: "و المقصود أن تعلم أن الشرع تام كامل فإن رزقت فهما له فأنت تتبع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتترك بنيات الطريق ولا تقلد في دينك الرجال فإذا فعلت فإنك لا تحتاج إلى وصية أخرى. واحذر جمود النقلة وإنبساط المتكلمين وجموع المتزهدين وشره أهل الهوى ووقوف العلماء على صورة العلم من غيل عمل وعمل المتعبدين بغير علم ومن أيده الله تعالى بلطفه ورزقه الفهم وأخرجه عن ربقة التقليد وجعله أمة وحده في زمانه لا يبالي بمن عبث ولا يلتفت إلى من لام قد سلم زمامه إلى دليله في واضح السبيل. عصمنا الله و إياكم من تقليد المعظمين وألهمنا إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم).
(صيد الخاطر، لابن الجوزي، ص 95 - 96)(26/4)
بيان خطأ الاستاذ عبد العزيز الريس فيما نقله عن شيخ الإسلام
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 09 - 03, 03:31 ص]ـ
قال الاستاذ عبد العزيز الريّس وهو ينقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
[وقال: بعد ذكره لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) قال ابن تيمية عن حديث حاطب في ((المنهاج)) (4/ 331): وهذه القصة مما أجمع أهل العلم على صحتها وهي متواترة عندهم , معروفة عند علماء التفسير وعلماء الحديث وعلماء المغازي والسير والتواريخ وعلماء الفقه وغير هؤلاء. ا. هـ
وهذا خلاف صنيعه الأول في ((الصارم))، إذ حاول التشكيك في صحة زيادة (وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر)].
ما ذكره الاستاذ ليس بصحيح، فشيخ الإسلام لم يحاول التشكيك في صحة زيادة (وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر) (!!) وهذا من سوء الفهم، ولكنه أراد حديثاً آخر، وهو حديث ابن الزبير في شراج الحرّة. الذي أخرجه البخاري (2708) وغيره من رواية أبي اليمان.
ولي رجعة ــ بإذن الله ــ في الكلام على حديث أبي اليمان ..
والآن لعلي أذكر كلام الإمام ابن تيمية حتى نرى، هل ــ فعلاً ــ يشكك في حديث حاطب أم لا ..
قال شيخ الإسلام في ((الصارم المسلول)) (3/ 986 وما بعدها):
[فان قيل: ففي رواية صحيحة أنه كان من اهل بدر، وفي ((الصحيحين)) عن علي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أ نه قال: (وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)، ولو كان هذا القول كفراً للزم أن يغفر الكفر، والكفر لايغفر، ولا يقال عن بدري: أنه كفر.
فقيل: هذه الزيادة ذكرها أبو اليمان عن شعيب، ولم يذكرها أكثر الرواة، فيمكن أنها وهم، كما وقع في حديث كعب وهلال بن أمية أنهما من اهل بدر، ولا يختلف أهل المغازي والسير أنهما لم يشهدا بدراً، وكذلك لم يذكره ابن اسحاق في روايته عن الزهري، لكن الظاهر صحتها.
فنقول: ليس في الحديث أن هذه القصة كانت بعد بدر، فلعلها كانت قبل بدر، وسمي الرجل بدرياً لأن عبد الله بن الزبير حدّث بالقصة بعد أن صار الرجل بدرياً، فعن عبد الله بن الزبير عن أبيه أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الانصاري سرح الماء ... ]. إلى أخر كلامه رحمه الله.
فلو تمعن الاستاذ ــ وفقنا الله وإياه ــ في كلام الإمام جيداً، لفهم المراد منه، بل لو كلّف نفسه قليلاً و رجع إلى رواية أبي اليمان عن شعيب بن أبي حمزة .. في البخاري، لوجد أن كلام الإمام لم يكن منصباً في حديث حاطب بن أبي بلتعة ــ كما فهم الاستاذ ــ.
وبهذا أجدها فرصة أن أنصح الاستاذ وغيره ممن يتسرعون في تخطأة الأئمة، فأقول: قليلاً من التريث وعدم العجلة.
والله الموفق
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 03 - 04, 06:11 ص]ـ
للفائدة ...
ـ[المنيف]ــــــــ[03 - 03 - 04, 07:43 ص]ـ
لله درك شيخنا خليل ووفقك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 03 - 04, 12:47 ص]ـ
بارك الله في أخينا الفاضل المنيف ..
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[01 - 03 - 10, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووفق الشيخ عبد العزيز بن ريس الريس للخير
ـ[همام النجدي]ــــــــ[02 - 03 - 10, 04:46 ص]ـ
نسأل الله الهداية
ونسأل الله الثبات
ونسأل الله حسن الخاتمه
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[03 - 03 - 10, 01:26 ص]ـ
أين قال الشيخ الريس هذا الكلام؟
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[21 - 04 - 10, 08:02 ص]ـ
أين قال الشيخ الريس هذا الكلام؟
للرفع
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[26 - 04 - 10, 03:13 ص]ـ
بيان جميل لمسألة مهمّة و يجب إخبار الأخ الريّس بها,,,,,,(26/5)