وقوله تعالى:?وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ? بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ?.
واعلم أنه ما من معصية صغيرة ولا كبيرة إلا وجاء التحذير من العقوبة عليها كقوله ?: «إياكم ومحقّرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن وادٍ فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى انضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه».
وقوله تعالى في أي مخالفة ولو صغرت لأمر النبي:?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا?.
وقوله تعالى:?لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ?.
وقوله تعالى لنساء النبي:?يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا?. وكل هذا ينبيك أن الوعيد بالعقوبة قائم على كل ذنب، سواء كان المذنب ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً، أو ولياً مؤمناً.
العقوبة على الذنب موكولة لله:
اعلم أن العقوبة على الذنب من شأن الله سبحانه وتعالى واختياره وتقديره أعني المقدار لا القدر فهو سبحانه الذي يختار للمذنب العقوبة التي يريد، فيعجلها له إن شاء، ويؤخرها إلى أجل إذا شاء.
وقد تكون العقوبة لعناً أبدياً وسخطاً سرمدياً، وعذاباً في النار لا انقطاع له كما حصل لإبليس والكفار وقد تكون دون ذلك ... حتى يكون أدناها نسيان الإله ولو للحظة، والغفلة عن ذكره ولو لِلِمْحَةٍ، فإن الانصراف عن ذكره حرمان، والغفلة عنه سبحانه وتعالى ولو لمحةٌ عقوبة، ولا تكون عقوبة إلا بذنب.
ولما كانت الذنوب متفاوتة كانت العقوبة كذلك فالكفر والشرك أعظم الذنوب ولذلك كانت العقوبة عليه أشد العقوبات:?إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ?.?إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا?.?هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ? يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ? وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ? كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ? إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ?. وقال تعالى:?فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ ? وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ?. وقال تعالى لأول الكافرين إبليس لما عصاه:?قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ? وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ?. وأما ما دون الكفر والشرك من الذنوب فإن الله يعاقب عليه إن شاء، ويسامح فيه إذا شاء، لا مكره له سبحانه وتعالى، قال تعالى:?إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/428)
عنّ عُبادةَ بنَ الصامِتِ رضيَ اللّهُ عنهُ ـ وكانَ شَهِدَ بَدْراً، وهُوَ أَحَدُ النّقَباءِ لَيلةَ العقَبَةِ ـ أَنّ رسولَ اللّهِ ? قال وَحَوْلَهُ عِصابَةٌ مِنْ أَصحابهِ: «بايعوني على أنْ لا تُشرِكوا باللّهِ شيئاً، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تَقْتُلوا أَوْلادَكم، ولا تَأْتوا بِبُهْتانٍ تَفْتَرونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكمْ وأرْجُلِكمْ، ولا تَعْصوا في مَعْروف. فمَنْ وَفَّى منكم فأجْرُهُ على اللّهِ، ومن أصابَ مِنْ ذلك شيئاً فعُوقِبَ في الدّنْيا فهُوَ كَفّارَةٌ له، ومَن أصابَ مِنْ ذلك شيئاً ثُمّ سَتَرَهُ اللّهُ فهُوَ إلى اللّهِ: إنْ شاء عَفا عنهُ، وإن شاء عاقَبَهُ». فبايَعناه على ذلك.
والشاهد فيه «ومن أصابَ مِنْ ذلك شيئاً فعُوقِبَ في الدّنْيا فهُوَ كَفّارَةٌ له، ومَن أصابَ مِنْ ذلك شيئاً ثُمّ سَتَرَهُ اللّهُ فهُوَ إلى اللّهِ: إنْ شاء عَفا عنهُ، وإن شاء عاقَبَهُ».
التوبة تغفر الذنوب جميعاً:
ولما كان الرب الإله العظيم هو الله الرحمن الرحيم، فإنه سبحانه كتب على نفسه أن يقبل كل تائب وراجع إليه، ومعتذر عن ذنبه وجرمه مهما كان هذا الذنب ولو كان كفراً، وشركاً، وعناداً، وكبراً، وسباً له -سبحانه- وشتماً، ولو كان سعياً في إبطال دينه، وإطفاء نوره، وحربه وحرب أوليائه قال تعالى:?قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ? وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ? وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ? أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ? أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ? أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ? بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ ءَايَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ? وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ?.
وقد قال رسول الله ?: " الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تجب ما قبلها، والهجرة تجب ما قبلها ".
والجب هو القطع والاستئصال، والمعنى هنا مغفرة كل ما سلف من الذنب. وقال تعالى:?قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ?.
لا يقبل بعد الموت اعتذار من الذنب صغيراً كان أو كبيراً:
اعلم -رحمني الله وإياك- أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من عبدٍ اعتذاراً عن ذنبه قط بعد الموت. أعني الذنب الذي لم يتبْ منه قبل الموت، فكل ذنب مات عليه صاحبه غير تائب منه فإنه يصبح مرتهناً به واقعاً تحت العقوبة. منتظراً فيه لحكم الرب الإله العظيم سبحانه وتعالى ... فأما من مات على الكفر والشرك فإن الله قد أعلم الجميع فيه بحكمه، وأنه لا يغفر الشرك أبداً، ولا يدخل الجنة كافراً، ولا يقبل من صاحبه شفاعةً، ولا عدلاً، ولا اعتذاراً.
فلو تقدم إليه كل شافع فلا يقبل الله ذلك?فما تنفعهم شفاعة الشافعين?، ولا يقبل الله منه فداءاً ولو ملء الأرض ذهباً، لو افترض أنه يملك ذلك:?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ?.
وأما من مات مؤمناً موحداً غير مشرك بالله شيئاً وله معصية لم يتب منها قبل موته أو تاب منها توبة ناقصة فإنه يظل مرتهناً يوم القيامة بمعصيته، وأمره إلى الله إن شاء عذبه في الموقف أو في النار، وإن شاء غفر له ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/429)
ولا أمن لعبد عصى الله إلا أن يؤمنه الله، ويعلمه مغفرته، وأما قبل ذلك فلا أمان أن يؤاخذ الله العبد بذنبه صغيراً كان أو كبيراً. ألا ترى أن الشهيد يرتهن في دين آدمي، والغال الذي غل شيئاً يسيراً (شراك نعل قد قيل له: شراك من نار)، والمرأة المسلمة المؤمنة قد تعذب في النار لأنها قالت لزوجها الذي أحسن إليها " ما رأيت منك خيراً قط" ... الخ.
وجميع الرسل غير نبينا محمد ? لا يجرؤ أحد منهم أن يتقدم يوم القيامة في شفاعة لأنه يخاف ذنباً له، وكلهم يقول: إن ربي (قد غضب الله اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله). ولا يجرؤ على الشفاعة يومئذ إلا من قال له الله تعالى:?إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ? لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا?. ولا أمن من المؤاخذة على الذنب لأحد يوم القيامة إلا بعد دخول الجنة، وقوله سبحانه لأهلها: " اليوم أحل لكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً ".
وأما قبل هذا اليوم -يوم دخول الجنة- فلا أمان لمن جاء يحمل ظلماً ...
الحالات التي يغفر الله فيها ذنب عبده بغير توبة من العبد:
أما الحالات التي يغفر الله فيها ذنب عبد من عباده من غير توبة من العبد فهي كما يأتي:
1) أن يكون ممن يجتنب كبائر الإثم فيغفر الله ما دون ذلك. قال تعالى:?إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَرِيمًا?.
2) أن يكون ممن يوالي بين الطاعات فيحافظ على صلاته صلاة بعد صلاة، ويصوم رمضان شهراً بعد شهر بغير تفريط، ويوالي بين الحج والعمرة، مرة بعد مرة. قال ?: «الصّلَوَاتُ الْخَمْسُ. وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ. وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ. مُكَفّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنّ. إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».
3) الطهارة بالماء طهاة من الذنب: قال تعالى:?إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ?. التوبة طهارة من الذنب، والماء طهارة للظاهر يجعلها الله كذلك طهارة للإثم، قال ?: «إِذَا تَوَضّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ (أَوِ الْمُؤْمِنُ) فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ (أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ) حَتّى يَخْرُجَ نَقِيّاً مِنَ الذّنُوبِ».
4) الحسنات تمحو السيئات: قال تعالى:?وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْل إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ?.
فإذا فعل المسلم الطاعة بعد المعصية محت السيئة: قال رسول الله ?: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». و قال رسولُ الله ?: «من حَلف فقال في حَلفه: واللاتِ والعُزّى، فليَقل: لا إله إلاّ الله. ومن قال لصاحِبِهِ: تعال أُقامِركَ، فلْيتصدّق».
فأرشد ? إلى الحسنة التي يكفر السيئة التي فيها، وأرشد النبي ? إلى التصدق مذكراً أنها كفارة بل من أعظم الكفارات فقال في معرض وعظه للنساء المعرضات إلى أنواع من الذنوب تدخل النار. قال ?: «يا مَعشرَ النساءِ تَصَدّقْنَ، فإني أُرِيتكُنّ أكثرَ أهلِ النارِ. فقُلنَ: وبمَ يا رسولَ اللّهِ؟ قال: تُكثرْنَ اللّعْنَ، وَتَكفُرْنَ العَشيرَ، ما رأيتُ من ناقِصاتِ عَقلٍ ودِينٍ أَذْهَبَ لِلُبّ الرّجُلِ الحازِم مِن إِحداكنّ. قلنَ وما نُقصانُ دِينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللّهِ؟ قال: أَلَيسَ شَهادةُ المرأةِ مِثلُ نِصفِ شَهادةِ الرجُل؟ قلن: بَلى. قال: فذلِكَ من نُقصان عَقلِها. أليسَ إِذا حاضَتْ لم تُصَلّ ولم تَصُمْ؟ قلن: بَلى. قال: فذلِك من نُقصانِ دِينِها». وقال ?: «والصّدَقَةُ تُطْفِىءُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِىءُ الْمَاءُ النارَ».
5) إحسان بإحسان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/430)
من أعظم أسباب مغفرة الذنب وعدم مؤاخذة الرب عبدَه عليه، أن يكون العبد محسناً رحيماً مسامحاً كريماً فيكافؤه الله إحساناً بإحسان فإذا كان العبد من أهل الرحمة والشفقة كافأه الله سبحانه وتعالى بأن يرحمه، ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ولا يؤاخذه به. قال ?: «الرّاحِمُونَ يَرْحُمُهُمُ الرّحْمَنُ ارْحَمُوا من في الأرْضِ يَرْحَمُكُم مَنْ في السّماءِ». وإذا كان العبد يتجاوز عن من أساء إليه، ويغفر لمن ظلمه ولا يطالبه بحقه في الدنيا، ولا ينوي مطالبته في الآخرة. بل يسامح أخاه المسلم، كافأ الله هذا العبد بأن يغفر له ذنوبه في حق الرب جل وعلا؛ فإن جزاء الإحسان عند الله الإحسان: قال تعالى:?هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلاّ الإحْسَانُ?. وقال تعالى:?فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ?. وأعظم هذا الأجر أن يتجاوز الله لعبده عن ذنبه كما جاء في الحديث الصحيح. قال ?: «كان تاجِرٌ يُداينُ الناسَ، فإذا رأَى مُعسِراً قال لِفتيانهِ: تجاوَزُوا عنهُ لعلّ الله أن يَتجاوَزَ عنّا، فتَجاوَزَ الله عنه». فهذا العبد الذي كان يتجاوز عن المعسر تجاوز الله عن سيائته فغفر الله ذنوبه التي كانت أعظم من حسناته.
6) إخلاص التوحيد لله:
والعبد الذي يخلص توحيده لله فلا يعبد معه غيره، ولا يشرك به سواه، ولم ينو بعمله غير وجه الله يكافئه الله بمغفرة ذنوبه كما في الحديث قال?: «قالَ الله تَبَارَكَ وتعَالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».
…………
الكافر يأتي يوم القيامة ولا حسنة له:
الكافر والمشرك يأتي يوم القيامة ولا حسنة له. وذلك أن الكفر والشرك سيئة لا تنفع معها حسنة. قال تعالى:?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا?.
وقال تعالى:?وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ?.
وقال أيضاً:?مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ?.
وإذا كان للكافر والمشرك من عمل نافع في الدنيا كبر الوالدين وصدق الحديث، وإكرام ضيف، ومساعدة محتاج ... الخ؛ فإن الله يكافئه به حسنة في الدنيا: في المال والصحة والولد ... الخ، حتى يأتي يوم القيامة ولا حسنة له.
تارك العمل اختياراً بغير ضرورة لا يدخل في باب واحد من أبواب الرحمة:
وإذا نظرنا في تارك العمل كله اختياراً لا اضطراراً وجدنا أنه لا يجوز أن يطلق عليه حكم الإسلام فإنه لم يصلِ، ولم يصمْ، ولم يزكِ، ولم يحجْ، وهذه أركان الإسلام التي لا يقوم الإسلام إلا عليها، ولا يسمى مؤمناً لأن الإيمان لو قام بقلبه لظهر أثره على الجوارح. فكيف يكون مؤمناً بالله ووعده ووعيده، ويوم القيامة من لم يصلِ لله ركعة مع قدرته على ذلك.
وتارك العمل ليس كذلك محسناً، بل هو أبعد الناس عن الإحسان ... والذي يغفر الله ذنوبهم ويتجاوز عن خطيئاتهم هم المحسنون والمؤمنون والمسلمون، ولذا فتارك العمل كله بغير ضرورة لم يكن مسلماً ولا مؤمناً ولا محسناً.
وإن ادعى أنه من أهل لا إله إلا الله فقد فعل ما يناقضها من ترك العمل. فمن شهد له أنه من أهل الجنة وأنه ممن تغفر ذنوبه تجرأ على القول بما يخالف القرآن والسنة وإجماع الصحابة وسلف الأمة. فإنه لم يأت نص قط يقول بأن تارك العمل اختياراً تناله الرحمة.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[16 - 04 - 03, 02:06 م]ـ
الباب الرابع: شبهات وجوابها
الشبهة الأولى: قولهم: إن أهل السنة يقولون " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلَّه ":
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/431)
من الشبهات التي وقعت لبعض من خاض في هذه المسألة بغير علم؛ قولهم: إن أهل السنة لا يكفرون أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحلَّه. قالوا: الاستحلال عمل قلبي، فلا يكفر من المسلم الذي يشهد الشهادتين بأي ذنب إلا إذا استحله أي جمع بين فعل الجوارح وعمل القلب!!
وهذا جهل من قائله؛ فإن معنى الذنب في هذه العبارة " ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب مالم يستحله " لا تعني الذنب الأكبر الذي هو الكفر والشرك، وإنما الذنوب التي هي دون الكفر والشرك كالزنا، والسرقة، وقتل النفس التي حرم الله قتلها، ونحو ذلك من المعاصي والكبائر، وأما الكفر والشرك فإن المسلم يخرج من الإسلام بصدور القول المكفر أو العمل المكفر منه، ولو لم يكن معتقداً بقلبه كم يقول كلمة الكفر اختياراً من غير إكراه، ومن سجد لغير الله اختياراً من غير إكراه، ومن يستهزئ بالله أو رسوله أو دين الإسلام، ومن قال إنه على ملة غير ملة الإسلام اختياراً منه وبغير إكراه … ونحو ذلك من الأعمال والأقوال المكفرة المخرجة من الملة كما بيناه في الباب الثاني من هذا الكتاب.
الشبهة الثانية: قولهم إن الله يخرج من النار من قال لا إله إلا الله:
والشبهة الثانية لمن جهلوا هذه العقيدة ووقعوا في معتقد الإرجاء قولهم: أليس الله سبحانه وتعالى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله!؟ قالوا فدل ذلك على أنه من اكتفى في حياته بقول لا إله إلا الله مصدقاً بها في قلبه فإن عنده أصل الإيمان ولا يخرج منه ولو ترك العمل كله، ولا يخلد في النار. قالوا فدل ذلك على أن تارك العمل كله ليس بكافر مخلد في النار ما دام أنه قال كلمة لا إله إلا الله بلسانه مصدقاً بها في قلبه:
وجواب هذه الشبهة من وجوه:
1) ما سبق وأن حررناه في الباب الأول من هذه الرسالة بأدلته من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال أهل العلم ومعتقد أهل السنة أن تارك العمل اختياراً فاقد لأصل الإيمان وأنه كافر على الحقيقة، كاذب في دعواه الإيمان.
2) أن باب الشفاعة يوم القيامة، وإخراج عصاة المؤمنين من النار هذا باب لفضل الله ورحمته ومشيئته كما قال سبحانه وتعالى:?إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء? فإذا شاء سبحانه وتعالى أن يغفر لبعض عباده ممن لا يشرك به شيئاً فهذا فضله ورحمته، فثم من يعذب في النار بذنب واحد، وثم من يغفر الله له سبعين سجلاً كل سجل مد البصر، والله هو العليم الحكيم سبحانه وتعالى.
3) لا يجوز التسوية بين تارك العمل اختياراً وكسلاً وإعراضاً وبين المضطر المعذور في ترك العمل كمن عاش في أوساط الكفار وهو ضعيف الحيلة، كما قال سبحانه وتعالى:?إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ? إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً? فهؤلاء قد عفا الله عنهم لعذرهم، وأولئك خلدوا في النار بإهمالهم وإعراضهم!!
والذين استهزءوا بآيات الله ورسوله والمؤمنين: قال تعالى فيهم:?لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم? أخبر سبحانه وتعالى أن منهم من قال الله عذبتهم، ومنهم من غضب عليه ولعنه قال تعالى:?إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين?.
فالله أعلم بقلوب عباده، وأخبر بذنوبهم.
4) أكثر روايات حديث الشفاعة ليس فيها هذه الزيادة: " لم يعملوا خيراً قط ". بل معرفة أكثر روايات هذا الحديث ليس فيها هذه الزيادة، بل مصرحة بأن الجهنميين هم من أهل الصلاة ومن العاملين، فإذا ضممنا هذه الروايات إلى النصوص الصريحة في تكفير تارك الصلاة، لم تنهض تلك الزيادة على معارضتها، فوجب أن تفهم كما تفهم الألفاظ المعارضة للأدلة الصحيحة الصريحة، مما هو معلوم في أبواب التعارض والترجيح.
أولاً: من جهة الترجيح:
أن يقال: أن الروايات التي لم تذكر فيها هذه الزيادة، أرجح من تلك؛ من حيث كثرتها وموافقتها للأصول القطعية في أنه لن يدخل الجنة إلا مؤمن، وأن الإيمان قول وعمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/432)
فمثلاً رواية أبي هريرة عن البخاري هذا نصها: " حتى إذا فرغَ اللّهُ من القضاءِ بين العباد، وأَراد أَن يُخرج برحمِتِه من أَراد من أَهل النار أمر الملائكة أن يُخرجوا من النار من كان لا يُشركُ باللّه شيئاً ممّن أراد اللّه أن يرحمه ممّن يشهدُ أن لا إله إلا اللّهُ فيعرفونهم في النار بأثرِ السجودِ، تأكل النارُ ابن آدمَ إلا أثرَ السّجودِ، حرّم اللّه على النار أن تأكلَ أثرَ السجودِ، فيخرجونَ من النار قد امتُحِشوا فيُصَبّ عليهم ماءُ الحياةِ فَيَنبُتُون تحتَه كما تنبُت الحِبّةُ في حَميل السّيْل ". فهذه الرواية متفق عليها بين الشيخين. وفي رواية البخاري في الأذان، يشترك سعيد بن المسيب سيد التابعين في روايتها مع عطاء بن يزيد، قال بعد تمام الحديث: " وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه – ورواية مسلم لا يرد عليه من حديثه شيئاً – حتى انتهى إلى قوله (آخر الحديث): هذا لك ومثله معه. قال أبو سعيد: سمعت رسول الله ? يقول: " هذا لك وعشرة أمثاله ". قال أبو هريرة: حفظت مثله معه.
وفي رواية مسلم والبخاري في التوحيد: حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله قال لذلك الرجل: ومثله معه. قال أبو سعيد: وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة، قال أبو هريرة: ما حفظت إلا قوله: لك ذلك ومثله معه. قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله ? قوله: ذلك لك وعشرة أمثاله.
فهذا مما يرجح هذه الرواية؛ لا تفاق كلا الصحابيين عليها، وتصريح التابعي بأن أبا سعيد لم يغير، أو لم يرد على أبي هريرة إلا ما ذكر، فلديه زيادة علم ترجح روايته على رواية عطاء بن يسار عن أبي سعيد منفرداً، لا سيما وقد شاركه فيه سعيد بن المسيب، كما في رواية البخاري في الأذان.
ومما يقويه أن عطاء بن يسار نفسه عند البخاري، لم يرد فيها قوله: " لم يعملوا خيراً قط "، وهذا لفظها: " فما أنتم بأشَدّ لي مناشدةً في الحقّ قد تبينَ لكم من المؤمنين يومئذٍ للجبّار، وإذا رأَوْا أَنهم قد نَجوْا في إخوانِهم يقولون: ربّنا إخواننا الذين كانوا يصلون مَعَنا ويصومون معنا ويعملون معنا، فيقول اللّه تعالى: اذهبوا فمنْ وجَدتم في قلبه مثقال دينارٍ مِن إيمانٍ فأَخرِجوه، ويحرّمُ اللّهُ صُورَهُم على النارِ فيَأْتونهم وبعضهم قد غَاب في النار إلى قدمه وإلى أَنصافِ ساقيْهِ فيُخرِجونَ مَن عَرفوا ثم يَعودون، فيقول: اذهبوا فمن وَجَدْتم في قلبه مثقال نصف دينارٍ فأَخرجوه فيخرجون من عَرفوا ثم يَعودون، فيقول: اذهبوا فمنْ وجدْتم في قلبه مثقال ذرةٍ من إيمانٍ فأخرجوه فيُخرِجون من عَرفوا، قال أَبو سعيدٍ: فإِن لم تصدّقوني فاقرءوا:?إنّ اللّهَ لا يظلمُ مثقال ذرّةٍ، وإنْ تك حسنَةً يُضاعِفها? يَشفَعُ النبيّون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجَبّارُ: بقيت شفاعتي فيقبضُ قبضةً من النار فيُخرجُ أَقواماً قد امتُحِشوا فيلقَوْن في نهر بأَفواهِ الجنّةِ يُقال له ماءُ الحياة فينبُتُون في حافَتَيه كما تنبت الحَبّةُ في حميل السّيْل ". ثم يذكر ما سبق من قول أهل الجنة: " هؤلاء عتقاء الرحمن، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه ... " فلم يرد فيه ما يدل على عدم العمل، إلا قول أهل الجنة، وهم إما يقولون حسب ظاهر ما يعلمون كما جاء في فيه " فيخرجون من عرفوا " فإن كانت المعرفة بحسب عملهم به في الدنيا، فلا يخفى أن من الناس لا يعرف المؤمنون أن فيه خيراً، إن كانت بحسب أثر السجود -كما في الرواية الأخرى- فلا يبعد أن يكون في بعض المصلين من إساءة للصلاة، والإهمال الشديد في أدائها، مما لا يحصل له معه علامة ظاهرة للمؤمنين. والله أعلم.
أما سائر روايات الحديث عن الصحابة الآخرين، وعن أبي سعيد في غير تلك الرواية، فلا ذكر فيها لنفي العمل، بل هي كما رأينا مصرحة بأنهم من أهل الصلاة. وعليه فإن لم نقل: إن تلك الروايات غير محفوظة، نقول: لا بد من توجيهها وتخريجها بما يتفق والأصول والنصوص الأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/433)
ومن ذلك: ما قاله الإمام أبو بكر بن خزيمة - رحمه الله -: قال: " هذه اللفظة " لم يعملوا خيراً قط "، من الجنس الذي تقوله العرب بنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال، لا على ما أوجب عليه وأمر به ". قال: " وقد بينت هذا المعنى في مواضع كتبي ".
أقول: وهذا التوجيه يشهد له حديث المسيء صلاته، حين قال له النبي ?: " ارجع فصلِ فإنك لم تصل "، فنفى صلاته مع وقوعها، والراد نفى صحة أدائها، وبه استدل أبو عبيد رحمه الله في مثل هذا.
وكذلك حديث قاتل المائة نفس الذي جاء: " لم يعمل خيراً قط "؛ لأنه توجه تلقاء الأرض الصالحة، فمات قبل أن يصلها، فرأت ملائكة العذاب أنه لم يعمل خيراً قط بعد؛ إذ لم يزد على أن شرع في سبيل التوبة؛ ولهذا حكم الله تعالى بينهما وبين ملائكة الرحمة بقياس الأرض وإلحاقه بأقرب الدارين، ثم قبض هذه وباعد تلك؛ رحمة منه وإلا كان يهلك.
وفي حديث الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه بعد وفاته خوفاً من الله: " قال رجل لم يعمل خيراً قط إذا مات فحرقوه ... " ولمسلم: " قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله: إذا مات فحرقوه ... ".
وقد فسرتها الرواية التي بعدها: " أسرف رجل على نفسه- أو أسرف عبد على نفسه ". ومما يؤيد ذلك أنه قد ورد في بعض روايات حديث الجهنميين هذا، أن هذا الرجل منهم، حيث ذكرت أنه آخر أهل النار خروجاً منها.
5) أن هؤلاء الذين يخرجون من النار برحمة الله سبحانه وتعالى .. لم يأت في القرآن ولا في السنة ولا في قول صاحب أنهم قد كانوا تاركي الصلاة والزكاة والعمل كله. بل الذين يقولون هذا القول قالوا ذلك بفهمهم ورأيهم، وهذا الفهم والرأي إنما هو احتمال بعيد من جملة احتمالات، وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال، فكيف والقرآن كله شاهد بغير ذلك وأنه لا دخول للجنة إلا بالعمل الصالح مع الإيمان، فكيف ينفي الكتاب والسنة والإجماع ومعتقد أهل السنة لفهم قاصر هو أحد الاحتمالات والدلالات البعيدة في نص واحد من النصوص.
6) هذا وقد يمكن توجيه هذه النصوص التي تقول بظاهرها إن الشفاعة قد تنال أقواماً لم يعملوا خيراً قط بحالات وأمثلة تدخل في ذلك وقد دلت عليها نصوص أخرى فمنها على سبيل المثال والله تعالى أعلم:
أ - سكان الأطراف البعيدة والجزر النائية، ممن لم يصلهم من الإسلام إلا اسمه، وينتشر فيهم الشرك والجهل بالدين، فهم غافلون عنه أو معرضون عمن تعلمه، ولا يعرفون من أحكامه شيئاً، فهؤلاء لا شك أن فيهم المعذور وفيهم المؤاخذ. والمؤاخذون درجات. فقد يخرج بعضهم عن حكم الإسلام بمرة، وقد يكون ممن لا يخلد في النار ... وهكذا مما لا يعلم حقيقته إلا علام الغيوب.
ب - بعض شرار الناس آخر الزمان، حين يفشو الجهل، ويندرس الدين، وعلى هذا جاء حيث حذيفة مرفوعاً: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ?: «يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثّوْبِ. حَتّى لاَ يُدْرَىَ مَا صِيَامٌ وَلاَ صَلاَةٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ. وَلَيُسْرَىَ عَلَى كِتَابِ اللّهِ، عَزّ وَجَلّ، فِي لَيْلَةٍ. فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ. وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النّاسِ، الشّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ. يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ. فَنَحْنُ نَقُولُهَا» فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغُنِي عَنْهُمْ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صَلاَةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمّ رَدّهَا عَلَيْهِ ثَلاَثاً. كُلّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ. ثُمّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثّالِثَةِ، فَقَالَ: «يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنَ النّارِ». وهذا الحديث بقدر ما يدل على نجاة مخصوصة هو يدل على الأصل والقاعدة ألا ترى أن التابعي عجب وألح في سؤال الصحابي وما ذاك إلا لما علمه التابعون من إجماع الصحابة ? على أن تارك العمل ليس بمؤمن ولا ينجو في الدنيا من سيف المؤمنين ولا في الآخرة من عذاب رب العالمين. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/434)
ت - ومنها من عاشوا في أوساط الكفار، ولم يظهروا شيئاً من أحكام الإسلام ولا عملوا بشيء من أحكام الدين، ولم يهاجروا إلى أرض الإسلام فقد ذكر الله أن هؤلاء من تناله الشفاعة يوم القيامة قال تعالى:?إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ? إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً?.
الشبهة الثالثة: قولهم: كيف يسوى بين الكافر الذي جاءت نصوص القرآن والسنة بخلوده في النار وبين من شهد أن لا إله إلا الله بلسانه وقلبه؟ وكيف يكون مآلهما واحداً.
والجواب: أن من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه لا شك أنه لا يستوي مع الكافر المعاند الذي جحد آيات التوحيد ومات على الكفر بالله. والسؤال: هل الذي شهد أن لا إله إلا الله خالصاً من قلبه وكان صادقاً في هذه الشهادة يتصور أنه لم يصل قط مع القدرة على الصلاة، والعلم بوجوبها، ولم يخرج زكاة ماله قط، ولم يصم قط، ولم يحج أبداً مع فراغه واستطاعته، ولم يتحرك قلبه قط لذكر الله، أو يغتسل من جنابة، أو يعمل فرضاً أو سنة في الإسلام، أو يتحلى بشيء من شعبه. هل هذا يصدق عليه أنه قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه!!؟
إن من فهم أن الذي لم يعمل عملاً قط مع قدرته على العمل هو من يقول لا إله إلا الله خالصاً من قلبه قد أساء الفهم والعلم وشهد بأمر متناقض، إذ مقتضى شهادة القلب واللسان بلا إله إلا الله يلزم منه حتماً العمل ولو كان قليلاً، ولا يتصور معه قطعاً أن يكون هذا الشاهد صادقاً في شهادته أن لا إله إلا الله.
ولذلك فأهل السنة والجماعة عندما حكموا بالكفر على تارك العمل اختياراً فلأنه غير صادق في دعوى الإيمان، ولذلك قالوا بخلوده في النار لأنه كاذب في دعوى الإيمان وهو أحد الكفار. وكما أنه نطق بالشهادة مع عدم إقرار القلب يعد كفراً ونفاقاً، وكذلك شهادة القلب مع امتناع النطق باللسان يعد كفراً كذلك، وعامة الكفار كانوا موقنين بقلوبهم على صدق الرسول?فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون?.
فإن اجتماع قول اللسان، وشهادة القلب مع عدم وجود لازم ذلك من العمل الصالح لا ينفع صاحبه ولا يخرجه عن دائرة الكفر كما لا يخرج المنافقين الذين قالوا بألسنتهم، ولم يخرج الكافرين الذين شهدوا بقلوبهم وكذبوا بألسنتهم. إذن فلا بد من شهادة اللسان وإقرار القلب، وتصديق العمل.
فمن عمل بمقتضى لا إله إلا الله كان مؤمناً، ومن ترك العمل كله صلاةً، وصوماً، وزكاةً، وحجاً كان كافراً.
وإذن فلا مساواة بين قائل لا إله إلا الله خالصاً من قلبه والكافر. لأن من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه لا بد وأن يلازم العمل وإلا كان كافراً.
الباب الخامس
أقوال أهل العلم في كفر تارك العمل، وتارك الصلاة أن الكفر يكون بالعمل
كما يكون بالقلب وأن المرجئة هم شر الفرق
الإمام أحمد رحمه الله يقول بكفر تارك العمل:
أخبرني عبيد الله بن حنبل قال: حدثني أبي حنبل بن إسحاق ابن حنبل قال: قال الحميدي وأخبرت أن قوماً يقولون: إن من أقر بالصلاة والزكاة، والصوم، والحج، ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت أو يصلي مسند ظهره مستدبر القبلة حتى يموت فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً إذا علم أن تركه ذلك في إيمانه إذا كان يقر الفروض واستقبال القبلة فقلت: هذا الكفر بالله الصراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وفعل المسلمين، قال الله جل وعز:?حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة? قال حنبل: قال أبو عبد الله أو سمعته يقول: من قال هذا فقد كفر بالله، ورد على الله أمره وعلى الرسول ما جاء به.
أخبث أقوال المرجئة: من قال منهم أن العمل هو عمل اللسان:
تلبيس المرجئة في تفسير بعضهم العمل بعمل القلب، أو عمل اللسان:
قد كان من المرجئة قديما من يلبس على الناس فيقول موافقاً لأهل السنة: الإيمان قول وعمل. فيوافق بذلك أهل السنة في قولهم، ولكنه يفسر العمل بأنه عمل اللسان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/435)
قال الإمام ابن رجب رحمه الله في كتابه فتح الباري شرح صحيح الإمام البخاري: " وقد كان طائفة من المرجئة يقولون: الإيمان قول وعمل، موافقة لأهل الحديث، ثم يفسرون العمل بالقول، ويقولون: هو عمل اللسان.
وقد ذكر الإمام أحمد هذا القول عن شبابه بن سوار، وأنكره عليه، وقال: هو أخبث قول، ما سمعت أن أحداً قال به، ولا بلغني.
يعني: أنه بدعة، لم يقله أحد ممن سلف ".أهـ
قلت: وقد جاء من قلب الأمر وقال: " نعم أنا أقول موافقاً لأهل السنة "الإيمان قول وعمل، وإنما المقصود بالعمل عمل القلب"، وهذا قول خبيث مبتدع ينقصه كلام أهل السنة ولم يقبله أحد منهم، فإنهم يعنون بالعمل عمل الجوارح إضافة إلى شهادة اللسان وإيمان القلب.
أخبث أقوال المرجئة من قولهم أن المراد بالعمل هو عمل اللسان
ومن قول المرجئة أن الإيمان قول باللسان وعمل الجارحة فإذا قال: فقد عملت جوارحه وهذا أخبث قول لهم
قال الخلال: أخبرني محمد بن موسى، ومحمد بن علي أن حمدان بن علي الوراق حدثهم قال: سألت أحمد وذكر عنده المرجئة فقلت له إنهم يقولون: إذا عرف الرجل ربه بقلبه فهو مؤمن. فقال المرجئة لا تقول هذا بل الجهمية تقول بهذا، والمرجئة تقول: حتى يتكلم بلسانه وتعمل جوارحه. والجهمية تقول: إذا عرف ربه بقلبه وإن لم تعمل جوارحه، وهذا كفر إبليس قد عرف ربه فقال:?رب بما أغويتني? قلت: فالمرجئة لم كانوا يجتهدون وهذا قولهم؟ قال: البلاء.
وأخبرني محمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال: قال أبو عبد الله: كان شبابة يدعو إلى الإرجاء وكتبنا عنه قبل أن نعلم أنه كان يقول هذه المقالة، كان يقول: الإيمان قول وعمل فإذا قال فقد عمل بلسانه قول رديء.
أخبرنا محمد بن علي قال: ثنا أبو بكر الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له شبابة أي شيء يقول فيه؟ فقال شبابة: كان يدعو إلى الإرجاء قال: وقد حكى عن شبابة قول أخبث من بهذه الأقاويل ما سمعت أحداً عن مثله قال: قال شبابة إذا قال فقد عمل. قال الإيمان قول وعمل كما يقولون: فإذا قال فقد عمل بجارحته أي بلسانه. فقد عمل بلسانه حين تكلم ثم قال أبو عبد الله: هذا قول خبيث ما سمعت أحداً يقول به ولا بلغني. الإرجاء شر بدعة، والمرجئة شر من الخوارج
المرجئة شر بدعة:
قال محمد بن الحسين الآجري – رحمه الله - في كتابه (الشريعة):
1 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي، قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي، قال: أخبرنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري قال: " ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من هذه " يعني الإرجاء.
2 - حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي، قال: حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي، قال: حدثنا شهاب بن خراش، عن أبي حمزة التمار الأعور، قال: قلت لإبراهيم: ما ترى في رأي المرجئة؟ فقال: " أوه، لفقوا قولاً، فأنا أخافهم على الأمة، والشر من أمرهم كثير، فإياك وإياهم".
3 - حدثنا أبو نصر محمد بن كردي، قال: حدثنا أبو بكر المروذي، قال: حدثنا أبو عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل- قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثني سعيد بن صالح، عن حكيم بن جبير، قال: قال إبراهيم: " المرجئة أخوف عندي على الإسلام من عدتهم من الأزارقة ".
4 - حدثنا ابن عبد الحميد، قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن حذيفة قال: " إني لأعرف أهل دينين، أهل ذلك الدينين في النار، قوم يقولون: الإيمان كلام وإن زنى وقتل، وقوم يقولون: إن أولينا لضلال، ما بال خمس صلوات، وإنما هما صلاتان:?أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل .. ?
5 - حدثنا أبو نصر، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو عبدالله، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا أبو عمرو، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن حذيفة قال: "إني لأعلم أهل دينين، هذينك الدينين في النار، قوم يقولون: الإيمان كلام، وقوم يقولون: ما بال الصلوات الخمس، وإنما هما صلاتان".
6 - حدثنا أبو نصر، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثني حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير قال: " مثل المرجئة مثل الصابئين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/436)
7 - وحدثنا أبو نصر، قال: حدثنا أبو بكر، قال حدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا أيوب، قال: قال لي سعيد بن جبير: ألم أرك مع طلق!؟ قال: قلت: بلى، فماله؟ قال: " لا تجالسه، فإنه مرجئ"، قال أيوب: "وما شاورته في ذلك، ويحق للمسلم إذا رأى من أخيه ما يكره أن يأمره وينهاه".
قال وحدثنا أبو عبدالله، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، قال: سمعت سفيان- وذكر المرجئة - فقال: " رأيٌ محدثٌ، أدركنا الناس على غيره ".
قال وحدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق- يعني: الفزاري- قال: قال الأوزاعي: " قد كان يحيى وقتادة يقولان: ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء".
قال وحدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن نمير، عن جعفر الأحمر، قال: قال منصور بن المعتمر في شيء: " لا أقول كما قالت المرجئة الضالة المبتدعة".
قال وحدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا حجاج، قال: سمعت شريكاً- وذكر المرجئة - فقال: " هم أخبث قوم، وحسبك بالرافضة خبثاً، ولكن المرجئة يكذبون على الله تعالى".
8 - حدثنا جعفر بن محمد الصندلي، قال: حدثنا الفضل بن زياد، قال: سمعت أبا عبد الله، وسئل عن المرجئ فقال: " من قال إن الإيمان قول".
قال عبدالله بن الإمام أحمد:
1 - " حدثني أبي حدثنا معاوية بن عمرو، أن أبو اسحاق الفزاري قال: قال الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان: ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء"
2 - حدثني أبي حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا جاد بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال: " مثل المرجئة مثل الصائبة ".
3 - حدثني أبي نا مؤمل بن إسماعيل سمعت سفيان يقول: قال إبراهيم: "تركت المرجئة الدين أرق من ثوب سابري".
4 - حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي سجاده أن محمد بن فضيل عن مسلم الملائي عن إبراهيم قال: " الخوارج أعذر عندي من المرجئة ".
5 - حدثنا عبد الله بن سبار - من أهل مرو - قال سمعت يحيى بن سليم يقول: قال لي مالك بن أنس: الإيمان قول عمل.
وقال محمد بن مسلم الطائفي: " لا يصلح قول إلا بعمل "
وقال لي فضيل بن عياض: " لا يصلح قول إلا بعمل ".
6 - وروى عبدالله بن أحمد بن حنبل بإسناده أيضاً عن سعيد بن جبير أنه قال: "المرجئة يهود القبلة ".
سفيان بن عيينة: " ترك الفرائض كفر"
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: حدثني محمد بن علي بن الحسن أنبأنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل يقول: " أهل الإرجاء يقولون: الإيمان قول بلا عمل. وتقول الجهمية: الإيمان المعرفة بلا قول ولا عمل، ويقول أهل السنة: الإيمان المعرفة والقول والعمل ".
* قال عبدالله: حدثنا سويد بن سعيد الهروي قال: سألنا سفيان بن عيينة عن الإرجاء فقال: يقولون الإيمان قول، ونحن نقول الإيمان قول وعمل والمرجئة أوجبوا الجنة لمن شهد أن لا إله إلا الله (مصراً بقلبه على ترك الفرائض) وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليس بسواء لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصية، وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر هو كفر، وبيان ذلك في أمر آدم صلوات الله عليه وإبليس وعلماء اليهود، أما آدم فنهاه الله عز وجل عن أكل الشجرة وحرمها عليه فأكل منها متعمداً ليكون ملكاً أو يكون من الخالدين فسمى عاصياً من غير كفر، وأما إبليس لعنه الله فإنه فرض عليه سجدة واحدة فجحدها متعمداً، فسمي كافراً، وأما علماء اليهود فعرفوا نعت النبي وأنه نبي رسول كما يعرفون أبناءهم وأقروا به باللسان ولم يتبعوا شريعته فسماهم الله عز وجل كفاراً، فركوب المحارم مثل ذنب آدم عليه السلام وغيره من الأنبياء. وأما ترك الفرائض جحوداً فهو كفر مثل كفر إبليس لعنه الله (وتركهم على معرفة من غير جحود) فهو كفر مثل كفر علماء اليهود، والله أعلم.
نفي الإسلام عمن ترك العمل
تحقيق ابن رجب الحنبلي رحمه الله فيمن يترك العمل:
قال ابن رجب رحمه الله: " فصل - خرج البخاري: من حديث: عكرمة بن خالد، عن ابن عمر، عن النبي قال: [بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/437)
وهذا الحديث، دل على أن الإسلام مبني على خمسة أركان. وهذا يدل على أن البخاري يرى أن الإيمان والإسلام مترادفان.
ومعنى قوله: [بني الإسلام على خمس] أن الإسلام مثله كبنيان، وهذه الخمس دعائم البنيان، وأركانه التي يثبت عليها البنيان.
وقد روي في لفظ: [بني الإسلام على خمس دعائم] (خرجه محمد بن نصر المروزي).
وإذا كانت هذه دعائم البنيان وأركانه، فبقية خصال الإسلام كبقية البنيان، فإذا فقد شيء من بقية الخصال الداخلة في مسمى الإسلام الواجب، نقص البنيان ولم يسقط بفقده، وأما هذه الخمس فإذا زالت كلها سقط البنيان ولم يثبت بعد زوالها.
وكذلك إن زال منها الركن الأعظم، وهو الشهادتان، وزوالهما يكون بالإتيان بما يضادهما، ولا يجتمع معهما.
وأما زوال الأربع البواقي، فاختلف العلماء: هل يزول الاسم بزوالها أو بزوال واحد منها، أم لا يزول بذلك؟ أم يفرق بين الصلاة وغيرها، فيزول بترك الصلاة دون غيرها؟ أم يختص زوال الإسلام بترك الصلاة والزكاة خاصة؟ وفي ذلك اختلاف مشهور.
وهذه الأقوال كلها محكية عن الإمام أحمد.
وكثير من علماء أهل الحديث يرى تكفير تارك الصلاة، وحكاه إسحاق بن راهويه إجماعا منهم، حتى إنه جعل قول من قال: لا يكفر بترك هذه الأركان مع الإقرار بها من أقوال المرجئة.
وكذلك قال سفيان بن عيينة: " المرجئة سموا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم، وليسا سواء ً، لأن ركوب المحارم متعمداً من غير استحلال معصية، وترك الفراض من غير جهل ولا عذر هو كفر".
وبيان ذلك في أمر آدم وإبليس، وعلماء اليهود، والذين أقروا ببعث النبي بلسانهم، ولم يعملوا بشرائعه.
وروى عن عطاء ونافع مولى ابن عمر، أنهما سئلا عمن قال: الصلاة فريضة، ولا أصلى. فقالا: هو كافر .. وكذا قال الإمام أحمد.
ونقل حرب، عن إسحاق، قال: غلت المرجئة حتى صار من قولهم: إن قوماً يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنا لا نكفره، يرجأ أمره إلى الله بعد، إذ هو مقر. فهؤلاء الذين لا شك فيهم. يعني: في أنهم مرجئة.
وظاهر هذا: أنه يكفر بترك هذه الفرائض.
وروى يعقوب الأشعري، عن ليث، عن سعيد بن جبير، قال: " من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر، ومن أفطر يوماً من رمضان متعمداً فقد كفر، ومن ترك الحج متعمداً فقد كفر، ومن ترك الزكاة متعمداً فقد كفر".
وروى عن الحكم بن عتيبة نحوه، وحكي رواية عن أحمد، اختارها أبو بكر من أصحابه، وعن عبد الملك بن حبيب المالكي مثله، وهو قول أبي بكر الحميدي، وروي عن ابن عباس: التكفير ببعض هذه الأركان دون بعض.
فروى مؤمل، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس - ولا أحسبه إلا رفعه -، قال: " عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وصوم رمضان، من ترك منها واحدة فهو بها كافر حلال الدم، وتجده كثير المال لم يحج، فلا يزال بذلك كافراً، ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لا يزكي، فلا يزال بذلك كافراً، ولا يحل دمه".
ورواه قتيبة، عن حماد بن زيد، فوقفه، واختصره، ولم يتمه.
ورواه سعيد بن زيد - أخو حماد -، عن عمرو بن مالك - ورفعه، وقال: " من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر، ولا يقبل منه صرف ولا عدل، وقد حل دمه وماله" ولم يزد على ذلك.
والأظهر: وقفه على ابن عباس .. فقد جعل ابن عباس ترك هذه الأركان كفراً، لكن بعضها كفر يبيح الدم، وبعضها لا يبيحه.
وهذا يدل على أن الكفر، بعضه ينقل عن الملة، وبعضه لا ينقل.
وأكثر أهل الحديث على أن ترك الصلاة كفر، دون غيرها من الأركان، كذلك حكاه محمد بن نصر المروزي وغيره عنهم.
وممن قال بذلك: ابن المبارك وأحمد - في المشهور عنه - وإسحاق، وحكى عليه إجماع أهل العلم، كما سبق.
وقال أيوب: ترك الصلاة كفر، لا يختلف فيه.
وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. (خرجه الترمذي)
وقد روي عن علي وسعد وابن مسعود وغيرهم، قالوا: "من ترك الصلاة فقد كفر".
وقال عمر: " لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ".
وفي صحيح مسلم، عن جابر، عن النبي، قال: [بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/438)
وخرج النسائي والترمذي وابن ماجه من حديث بردة، عن النبي، قال: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر]. (وصححه الترمذي وغيره)
ومن خالف في ذلك جعل الكفر هنا غير ناقل عن الملة، كما في قوله تعالى:?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هن الكافرون?.
فأما بقية خصال الإسلام والإيمان، قال يخرج العبد بتركها من الإسلام عند أهل السنة والجماعة، وإنما خالف في ذلك الخوارج ونحوهم من أهل البدع.
قال حذيفة: " الإسلام ثمانية أسهم: الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والحج سهم، ورمضان سهم، والجهاد سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وقد خاب من لا سهم له " .. وروي مرفوعاً والموقوف أصح.
فسائر خصال الإسلام الزائدة على أركانه الخمس ودعائمه، إذا زال منها شيء نقص البنيان، ولم ينهدم أصل البنيان بذلك النقص.
وقد ضرب الله ورسوله مثل الإيمان والإسلام بالنخلة:
قال الله تعالى:?ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها?
فالكلمة الطيبة، هي: كلمة التوحيد، وهي أساس الإسلام، وهي جارية على لسان المؤمن. وثبوت أصلها، هو: ثبوت التصديق بها في قلب المؤمن.
وارتفاع فرعها في السماء، هو: علو هذه الكلمة وبسوقها، وأنها تخرق الحجب، ولا تتناهى دون العرش.
وإتيانها أكلها كل حين، هو: ما يرفع بسببها للمؤمن كل حين من القول الطيب والعمل الصالح، فهو ثمرتها.
وجعل النبي مثل المؤمن - أو المسلم - كمثل النخلة.
وقال طاوس: " مثل الإيمان كشجرة، أصلها الشهادة، وساقها كذا وكذا، وورقها كذا وكذا، وثمارها الورع، ولا خير في شجرة لا ثمر لها، ولا خير في إنسان لا ورع فيه.
ومعلوم أن ما دخل في مسمى الشجرة والنخلة من فروعها وأغصانها وورقها وثمرها، إذا ذهب شيء منه لم يذهب عن الشجرة اسمها، ولكن يقال: هي شجرة ناقصة، وغيرها أكمل منها، فإن قطع أصلها وسقطت لم تبق شجرة، وإنما تصير حطباً.
فكذلك الإيمان والإسلام، إذا زال منه بعض ما يدخل في مسماه - مع بقاء أركان بنيانه - لا يزول به اسم الإسلام والإيمان بالكلية، وإن كان قد سلب الاسم عنه، لنقصه، بخلاف ما انهدمت أركانه وبنيانه، فإنه يزول مسماه بالكلية. والله أعلم.
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب:
من عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كإبليس وفرعون:
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب: " ولنختم الكلام - إن شاء الله تعالى - بمسألة عظيمة مهمة جداً تفهم مما تقدم، ولكن نفرد لها الكلام لعظم شأنها، ولكثرة الغلظ فيها فيقول: لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون بالقلب واللسان والعمل، فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وإبليس وأمثالهما.
وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون: هذا حق ونحن نفهم هذا، ونشهد أنه الحق، ولكنا لا نقدر أن نفعله ولا يجوز عند أهل بلدنا إلا من وافقهم، وغير ذلك من الأعذار.
ولم يدر المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق، ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار كما قال تعالى:?اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً?
فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهراً وهو لا يفهمه، أو لا يعتقده بقلبه فهو منافق، وهو شر من الكافر الخالص لقوله تعالى:?إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار?
وهذه المسألة كبيرة طويلة تتبين لك إذا تأملتها في ألسنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنيا، أو جاه، أو مداراة لأحد، وترى من يعمل به ظاهراً لا باطناً فإذا سألته عما يعتقد بقلبه فإذا هو لا يعرفه ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله:
أولاهما: قوله تعالى:?لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم?، فإذا تحققت أن بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه المزح واللعب تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر، أو يعمل به خوفاً من نقص مال، أو جاه، أو مداراة لأحد أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/439)
والآية الثانية: قوله تعالى:?من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة? فلم يعذر الله من هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئناً بالإيمان، وأما غير هذا فقد كفر بعد إيمانه سواء فعله خوفاً أو مداراة، أو مشحة بأهله أو وطنه أو عشيرته أو ماله، أو فعل على وجه المزح، أو لغير ذلك من الأغراض، إلا المكره. فالآية تدل على هذا من وجهين:
الأول: قوله تعالى:?إلا من أكره? فلم يستثني الله تعالى إلا المكره، ومعلوم أن الإنسان لا يكره إلا على الكلام أو الفعل، وأما عقيدة القلب فلا يكره أحد عليها.
والثاني: قوله تعالى:?ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة? فصرح بأن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين ومحبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظ من حظوظ الدنيا فآثره على الدين.
الردة تكون بالقول والفعل
تعريف الردة وأنواعها:
قال صاحب كفاية الأخيار أبو بكر بن محمد: الردة في اللغة: الرجوع عن الشيء إلى غيره ومنه قوله تعالى:?ولا ترتدوا على أدباركم?. وفي الشرع: الرجوع عن الإسلام إلى الكفر وقطع الإسلام. وتحصل تارة بالقول، وتارة بالفعل، وتارة بالاعتقاد وكل واحد من هذه الأنواع الثلاثة فيه مسائل لا تكاد تحصر فنذكر كل نبذة ما يعرف بها غيره.
أما القول: فكما إذا قال شخص عن عدوه: لو كان ربي ما عبدته فإنه يكفر. وكذا لو قال لو كان نبياً ما آمنت به، أو قال عن والده أو زوجته هو أحب إلي من الله أو من رسوله، وكذا لو قال مريض بعدما شفي: لقيت في مرضي هذا ما لو قتلت أبا بكر وعمر لم استوجبه فإنه يكفر. وذهب طائفة من العلماء: إلى أنه يتحتم قتله لأنه يتضمن قوله نسبة الله تعالى إلى الجور ..
وكذا لو ادعى: أنه أوحى إليه وإن لم يدع النبوة أو ادعى أنه يدخل الجنة ويأكل من ثمارها وأنه يعانق الحور العين فهو كفر بالإجماع، ومثل هذا وأشباهه كما يقوله: زنادقة المتصوفة قاتلهم الله ما أجهلهم وأكفرهم وأبلم من اعتقدهم، ولو سب نبياً من الأنبياء أو استخف به فإنه يكفر بالإجماع ..
وأما الكفر بالفعل: كالسجود للصنم والشمس والقمر وإلقاء المصحف في القاذورات والسحر الذي فيه عبادة الشمس وكذا الذبح للأصنام والسخرية باسم من أسماء الله تعالى أو بأمره أو وعيده أو قراءة القرآن على ضرب الدف ..
ولو فعل فعلاً أجمع المسلمون على أنه لا يصدر إلا من كافر وإن كان مصرحاً بالإسلام مع فعله كالسجود مع فعله كالسجود للصليب، أو المشي إلى الكنائس مع أهلها بزيهم من الزنانير وغيرها فإنه يكفر ..
وأما الكفر بالاعتقاد فكثيرة جداً فمن اعتقد: قدم العالم، أو حدوث الصانع، أو اعتقد نفي ما هو ثابت لله تعالى بالإجماع أو أثبت ما هو منفي عنه بالإجماع كالألوان والاتصال والانفصال كان كافراً ..
والرضى بالكفر كفر، والعزم على الكفر كفر في الحال، وكذا لو تردد هل يكفر كفر في الحال، وكذا تعليق الكفر بأمر مستقبل كفر في الحال ..
إذا عرفت هذا فمن تثبت ردته فهو مهدور الدم لأنه أتي بأفحش أنواع الكفر وأغلظها حكماً. قال الله تعالى:?ومن يرتدد منكم عن دينه?. إلى قوله:?خالدون? وهل تستحب توبته أو تجب قولان: أحدهما تستحب لقوله عليه السلام: [من بدل دينه فاقتلوه]
والصحيح أنها تجب .. لأن الغالب في الردة أن تكون عن شبهة عرضت فلم يجز القتل قبل كشفها، والإستتابة منها كأهل الحرب فإنا لا نقتلهم إلا بعد بلوغ الدعوة وإظهار المعجزة. أ هـ
قول شيخ الاسلام ابن تيمية بكفر تارك الصلاة كفراً ينقل عن ملة الإسلام:
قال شيخ الاسلام رحمه الله: " ولهذا تنازع العلماء في تكفير من يترك شيئاً من هذه الفرائض الأربع بعد الإقرار بوجوبها، فأما " الشهادتان " إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر باطناً وظاهراً عند سلف الأمة وأئمتها، وجماهير علمائها، وذهبت طائفة من المرجئة، وهم جهمية المرجئة: كجهم، والصالحي وأتباعهما، إلى أنه إذا كان مصدقاً بقلبه كان كافراً في الظاهر دون الباطن، وقد تقدم التنبيه على أصل هذا القول، وهو قول مبتدع في الإسلام لم يقله أحد من الأئمة، وقد تقدم أن الإيمان الباطن يستلزم الإقرار الظاهر، بل وغيره، وأن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/440)
وجوب الإيمان الباطن تصديقاً وحباً، وانقياداً بدون الإقرار الظاهر ممتنع.
أما " الفرائض الأربع" فإذا جحد وجوب شيء منها بعد بلوغ الحجة فهو كافر، وكذلك من جحد تحريم شيء من المحرمات الظاهرة المتواتر تحريمها كالفواحش والظلم والكذب والخمر ونحو ذلك، وأما من لم تقم عليه الحجة مثل أن يكون حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، لم تبلغه فيها شرائع الإسلام ونحو ذلك، أو غلط فظن أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يستثنون من تحريم الخمر، كما غلط في ذلك الذين استتابهم عمر. وأمثال ذلك، فإنهم يستتابون وتقام الحجة عليهم، فإن أصروا كفروا حينئذ ولا يحكم بكفرهم قبل ذلك، كما لم يحكم الصحابة بكفر قدامة بن مظعون، وأصحابه لما غلطوا فيما غلطوا فيه من التأويل.
أما مع الإقرار بالوجوب إذا ترك شيئاً من هذه الأركان الأربعة ففي التكفير أقوال للعلماء هي روايات عن أحمد:
أحدها: أنه يكفر بترك واحد من الأربعة حتى الحج، وإن كان في جواز تأخيره نزاع بين العلماء، فمتى عزم على تركه بالكلية كفر، وهذا قول طائفة من السلف، وهي إحدى الروايات عن أحمد اختارها أبو بكر.
والثاني: أنه لا يكفر بترك شيء من ذلك مع الإقرار بالوجود، وهذا هو المشهور عند كثير من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وهو إحدى الروايات عن أحمد اختارها ابن بطة وغيره.
والثالث: لا يكفر إلا بترك الصلاة، وهي الرواية الثالثة عن أحمد، وقول كثير من السلف، وطائفة من أصحاب مالك، والشافعي، وطائفة من أصحاب أحمد.
والرابع: يكفر بتركها، وترك الزكاة فقط.
والخامس: بتركها، وترك الزكاة إذا قاتل الإمام عليها دون ترك الصيام والحج. وهذه المسألة لها طرفان.
أحدها: في إثبات الكفر الظاهر.
والثاني: في اثبات الكفر الباطن.
فأما " الطرف الثاني" فهو مبني على مسألة كون الإيمان قولاً وعملاً كما تقدم، ومن الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه، بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي لله زكاة، ولا يحج إلى بيته، فهذا ممتنع، ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من السجود الكفار، كقوله:?يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون?.
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وغيرهما، في الحديث الطويل، حديث التجلي " أنه إذا تجلى تعالى لعباده يوم القيامة، سجد له المؤمنون وبقي ظهر من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، مثل الطبق لا يستطيع السجود، فإذا كان هذا حال من سجد رياء فكيف حال من لم يسجد قط؟
وثبت أيضاً في الصحيح: أن النار تأكل من ابن آدم كل شيء إلا موضع السجود، فإن الله حرم على النار أن تأكله فعلم أن من لم يكن يسجد لله تأكله النار كله.
وكذلك ثبت في الصحيح: أن النبي صلى الله وسلم يعرف أمته يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، فدل ذلك على أن من لم يكن غراً محجلاً لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يكون من أمته.
وقوله تعالى:?كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون. ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. ويل يومئذ للمكذبين?، وقوله تعالى:?فما لهم لا يؤمنون؟ "وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون. بل الذين كفروا يكذبون والله أعلم بما يوعون?. وكذلك قوله تعالى:?فلا صدق ولا صلى. ولكن كذب وتولى?. وكذلك قوله تعالى:?ما سلككم في سقر؟ قالوا: لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين، حتى أتانا اليقين? فوصفه بترك الصلاة، كما وصفه بترك التصديق، ووصفه بالتكذيب والتولي، و" المتولي" هو العاصي الممتنع من الطاعة. كما قال تعالى:?ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً. وان تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليماً?.
وكذلك وصف أهل مقر بأنهم لم يكونوا من المصلين، وكذلك قرن التكذيب بالتولي في قوله:?أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى؟ أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أرأيت إن كذب وتولى؟ ألم يعلم بأن الله يرى؟ كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية، ناصية كاذبة خاطئة?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/441)
وأيضاً في القرآن علق الأخوة في الدين على نفس إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، كما علق ذلك على التوبة من الكفر، فإذا انتفى ذلك انتفت الأخوة، وأيضاً فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر]. وفي المسند: [من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه الذمة].
وأيضاً فإن شعار المسلمين الصلاة، ولهذا يعبر عنهم بها فيقال: اختلف أهل الصلاة، واختلف أهل القبلة، والمصنفون لمقالات المسلمين يقولون: " مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين " وفي الصحيح " من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم له مالنا، وعليه ما علينا" وأمثال هذه النصوص كثيرة في الكتاب والسنة.
وأما الذين لم يكفروا بترك الصلاة ونحوها، فليست لهم حجة إلا وهي متناولة للجاحد كتناولها للتارك، فما كان جوابهم عن الجاحد كان جواباً لهم عن التارك، مع أن النصوص علقت الكفر بالتولي كما تقدم، وهذا مثل استدلالهم بالعمومات التى يحتج بها المرجئة كقوله" من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .. أدخله الله الجنة " ونحو ذلك من النصوص.
وأجود ما اعتمدوا عليه قوله صلى الله عليه وسلم " خمس صلوات كتبهن الله على العباد في اليوم والليلة. فمن حافظ عليهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه. وإن شاء ادخله الجنة ". قالوا: فقد جعل غير المحافظ تحت المشيئة. والكافر لا يكون تحت المشيئة ولا دلالة في هذا، فإن الوعد بالمحافظة عليها، والمحافظة فعلها في أوقاتها كما أمر، كما قال تعالى:?حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى? وعدم المحافظة يكون مع فعلها بعد الوقت، كما أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق، فأنزل الله آية الأمر بالمحافظة عليها وعلى غيرها من الصلوات.
وقد قال تعالى:?فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً? فقيل لابن مسعود وغيره: ما إضاعتها؟ فقال: تأخيرها عن وقتها، فقالوا: ما كنا نظن ذلك إلا تركها، فقال: لو تركوها لكانوا كفاراً. وكذلك قوله:?فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون?
ذمهم مع أنهم يصلون، لأنهم سهوا عن حقوقها الواجبة من فعلها في الوقت وإتمام أفعالها المفروضة، كما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر الله فيها إلا قليلاً] فجعل هذه صلاة المنافقين لكونه أخرها عن الوقت ونقرها.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه ذكر الأمراء بعده الذين يفعلون ما ينكر، وقالوا: يا رسول الله أفلا نقاتلهم؟ قال: [ما صلوا] وثبت عنه أنه قال: [سيكون أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، فصلوا الصلاة لوقتها، ثم اجعلوا صلاتكم معهم نافلة] فنهى عن قتالهم إذا صلوا وكان في ذلك دلالة على أنهم إذا لم يصلوا قوتلوا، وبين أنهم يؤخرون الصلاة عن وقتها، وذلك ترك المحافظة عليها لا تركها.
وإذا عرف الفرق بين الأمرين، فالنبي صلى الله عليه وسلم، إنما أدخل تحت المشيئة من لم يحافظ عليها، لا من ترك، ونفس المحافظة يقتضي أنهم صلوا ولم يحافظوا عليها، ولا يتناول من لم يحافظ، فإنه لو تناول ذلك قتلوا كفاراً مرتدين لا ريب، ولا يتصور في العادة أن رجلاً يكون مؤمناً بقلبه، مقراً بأن الله أوجب عليه الصلاة، ملتزماً لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به، يأمره ولي الأمر بالصلاة فيمتنع، حتى يقتل، ويكون مع ذلك مؤمناً في الباطن قط لا يكون إلا كافراً، ولو قال أنا مقر بوجوبها غير أني لا أفعلها.
كان هذا القول مع هذه الحال كذبا منه كما لو أخذ يلقي المصحف في الحش ويقول: أشهد أن ما فيه كلام الله، أو جعل يقتل نبياً من الأنبياء، ويقول أشهد أنه رسول الله ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي إيمان القلب، فإذا قال أنا مؤمن بقلبي مع هذه الحال كان كاذبا فيما أظهره من القول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/442)
فهذا الموضع ينبغي تدبره فمن عرف ارتباط الظاهر بالباطن زالت عنه الشبهة في هذا الباب، وعلم أن من قال من الفقهاء أنه إذا أقر بالوجوب وامتنع عن الفعل لا يقتل، أو يقبل مع إسلامه، فإنه دخلت عليه الشبهة التي دخلت على المرجئة والجهمية، والتي دخلت على من جعل الإرادة الجازمة مع القدرة التامة لا يكون بها شيء من الفعل، ولهذا كان الممتنعون من قبل هذا من الفقهاء بنوه على قولهم في مسألة الإيمان، وأن الأعمال ليست من الإيمان وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب، وأن إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع، سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان، أو جزء من الإيمان كما تقدم بيانه.
وحينئذ فإذا كان العبد يفعل بعض المأمورات، ويترك بعضها، كان معه من الإيمان بحسب ما فعله، والإيمان يزيد وينقص، ويجتمع في العبد إيمان ونفاق. كما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: [أربع من كن فيه كان منافقا خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر].
وبهذا تزول الشبهة في هذا الباب، فإن كثيراً من الناس، بل أكثرهم، في كثير من الأمصار لا يكونون محافظين على الصلوات الخمس، ولا هم تاركيها بالجملة بل يصلون أحياناً، ويدعون أحياناً، فهؤلاء فيهم إيمان ونفاق، وتجرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرة في المواريث ونحوها من الأحكام، فإن هذه الأحكام إذا جرت على المنافق المحصن - كابن أبي وأمثاله من المنافقين - فلأن تجري على هؤلاء أولى وأحرى.
وبيان هذا الموضع مما يزيل الشبهة: فإن كثيراً من الفقهاء يظن أن من قيل هو كافر، فإنه يجب أن تجري عليه أحكام المرتد ردة ظاهرة، فلا يرث ولا يورث، ولا يناكح حتى أجروا هذه الأحكام على من كفروه بالتأويل، من أهل البدع، وليس الأمر كذلك، فإنه قد ثبت أن الناس كانوا ثلاثة أصناف: مؤمن، وكافر مظهر للكفر، ومنافق مظهر للإسلام مبطن للكفر.
وكان في المنافقين من يعلمه الناس بعلامات ودلالات بل من لا يشكون في نفاقه ومن نزل القرآن ببيان نفاقه - كابن أبي وأمثاله - ومع هذا فلما مات هؤلاء ورثهم ورثتهم المسلمون، وكان إذا مات لهم ميت آتوهم ميراثه وكانت تعصم دماؤهم، حتى تقوم السنة الشرعية على أحدهم بما يوجب عقوبته.
ولما خرجت الحرورية على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واعتزلوا جماعة المسلمين قال لهم: إن لكم علينا أن لا نمنعكم المساجد، ولا نمنعكم نصيبكم من الفيء فلما استحلوا قتل المسلمين وأخذ أموالهم قاتلهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: [يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فان في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة].
فكانت الحرورية قد ثبت قتالهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واتفاق أصحابه ولم يكن قتالهم قتال فتنة كالقتال الذي جرى بين فئتين عظيمتين في المسلمين، بل قد ثبت عن النبى صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أنه قال للحسن ابنه: [أن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين] وقال في الحديث الصحيح: [تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فتقتلهم أدني الطائفتين إلى الحق]، فدل بهذا على أن ما فعله الحسن من ترك القتال أمراً واجباً أو مستحباً لم يمدحه النبي على ترك واجب أو مستحب ودل الحديث الآخر على أن الذين قاتلوا الخوارج أمر به النبي ليس قتالهم كالقتال في الجمل وصفين الذي ليس فيه أمر من النبي.
و (المقصود) أن علي بن أبي طالب وغيره من أصحابه لم يحكموا بكفرهم ولا قاتلوهم حتى بدؤوهم بالقتال. والعلماء قد تنازعوا في تكفير أهل البدع والأهواء وتخليدهم في النار، وما من الأئمة إلا من حكى عنه في ذلك " قولان " كمالك الشافعي وأحمد وغيرهم وصار بعض أتباعهم يحكي هذا النزاع في جميع أهل البدع، وفي تخلديهم، حتى التزم تخليدهم كل من يعتقد أنه لا يطلق كفر أحد من أهل الأهواء، وإن كانوا قد أتوا من الإلحاد وأقوال أهل التعطيل والاتحاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/443)
والتحقيق في هذا: أن القول قد يكون كفراً كمقالات الجهمية الذين قالوا: إن الله لا يتكلم، ولا يرى في الآخرة، ولكن قد يخفى على بعض الناس أنه كفر، فيطلق القول بتكفير القائل، كما قال السلف من قال: القرآن مخلوق فهو كافر، ومن قال: أن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر، ولا يكفر الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة كما تقدم، كمن جحد وجوب الصلاة، والزكاة، واستحل الخمر، والزنا وتأول. فإن ظهور تلك الأحكام بين المسلمين أعظم من ظهور هذه، فإذا كان المتأول المخطىء في تلك لا يحكم بكفره، إلا بعد البيان له واستتابته - كما فعل الصحابة في الطائفة الذين استحلوا الخمر - ففي غير ذلك أولى وأحرى، وعلى هذا يخرج الحديث الصحيح. في الذي قال: إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني في اليم، فوالله لئن قدر الله علي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين" وقد غفر الله لهذا مع ما حصل له من الشك في قدرة الله وإعادته إذا حرقوه، وهذه المسائل مبسوطة في غير هذا الموضع.
فإن قيل: فالله قد أمر بجهاد الكفار والمنافقين في آيتين من القرآن فإذا كان المنافق تجري عليه أحكام الإسلام في الظاهر، فكيف يمكن مجاهدته.
قيل ما يستقر في القلب من إيمان ونفاق، لابد أن يظهر موجبه في القول والعمل، كما قال بعض السلف: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه، وقد قال تعالى في حق المنافقين:?ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم، ولتعرفهم في لحن القول?. فإذا أظهر المنافق من ترك الواجبات، وفعل المحرمات ما يستحق عليه العقوبة، عوقب على الظاهر، ولا يعاقب على ما يعلم من باطنه، بلا حجة ظاهرة، ولهذا كان النبي يعلم من المنافقين، من عرفه الله بهم، وكانوا يحلفون له وهم كاذبون، وكان يقبل علانيتهم، وبكل سرائرهم إلى الله.
وأساس النفاق الذي بني عليه وأن المنافق لابد أن تختلف سريرته وعلانيته وظاهره وباطنه، ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق، قال تعالى:?ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون?. وقال:?والله يشهد إن المنافقين لكاذبون?. وأمثال هذا كثير. وقال تعالى:?إنما المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون? وقال:?ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب - إلى قوله - أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون?.
و" بالجملة" فأصل هذه المسائل أن تعلم أن الكفر " نوعان ": كفر ظاهر، وكفر نفاق، فإذا تكلم في أحكام الآخرة، كان حكم المنافق حكم الكفار، وأما في أحكام الدنيا، فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين.
وقد تبين أن الدين لابد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً، ولا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة و يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها محمد.
ومن قال: بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات، سواء جعل فعل تلك الواجبات لازما له، أو جزءاً منه، فهذا نزاع لفظي، كان مخطئاً خطئاً بيناً، وهذه بدعة الإرجاء، التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها.
ترك العمل كفر:
نقل شيخ الإسلام في كتابه الإيمان كلاماً لأبي طالب المكي يقول فيه:
قال: وقد قال قائلون: إن الإيمان هو الإسلام، وهذا قد أذهب التفاوت والمقامات، وهذا يقرب من مذهب المرجئة، وقال آخرون: إن الإسلام غير الإيمان وهؤلاء قد أدخلوا التضاد والتغاير، وهذا قريب من قول الإباضية، فهذه مسألة مشكلة تحتاج إلى شرح وتفصيل، فمثل الإسلام من الإيمان، كمثل الشهادتين إحداهما من الأخرى في المعنى والحكم، فشهادة الرسول غير شهادة الوحدانية، فهما شيئان في الأعيان، وإحداهما مرتبطة بالأخرى في المعنى والحكم كشيء واحد، كذلك الإيمان والإسلام أحدهما مرتبط بالآخر، فهما كشيء واحد، لا إيمان لمن لا إسلام له، ولا إسلام لمن لا إيمان له، إذ لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/444)
يخلو المسلم من إيمان به يصح إسلامه، ولا يخلو المؤمن من إسلام به يحقق إيمانه من حيث اشترط الله للأعمال الصالحة الإيمان، واشترط للإيمان الأعمال الصالحة فقال في تحقيق ذلك:?فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه? (الأنبياء:94)
وقال في تحقيق الإيمان بالعمل:?ومن يؤته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى? (طه: 75) فمن كان ظاهره أعمال الإسلام ولا يرجع إلى عقود الإيمان بالغيب، فهو منافق نفاقاً ينقل عن الملة، ومن كان عقده الإيمان بالغيب، ولا يعمل بأحكام الإيمان، وشرائع الإسلام، فهو كافر كفراً لا يثبت معه توحيد، ومن كان مؤمناً بالغيب مما أخبرت به الرسل عن الله عاملاً بما أمر الله فهو مؤمن مسلم، ولولا أنه كذلك لكان المؤمن يجوز أن لا يسمى مسلماً، ولجاز أن المسلم لا يسمى مؤمناً بالله.
وقد أجمع أهل القبلة أن كل مؤمن مسلم، وكل مسلم مؤمن بالله وملائكته وكتبه قال: ومثل الإيمان في الأعمال كمثل القلب في الجسم لا ينفك أحدهما عن الآخر، لا يكون ذو جسم حي لا قلب له، ولا ذو قلب بغير جسم، فهما شيئان منفردان، وهما في الحكم والمعنى منفصلان، ومثلهما أيضاً مثل حبة لها ظاهر وباطن وهي واحدة. لا يقال: حبتان: لتفاوت صفتهما، فكذلك أعمال الإسلام من الإسلام هو ظاهر الإيمان، وهو من أعمال الجوارح، والإيمان باطن الإسلام، وهو من أعمال القلوب.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [الإسلام علانية، والإيمان في القلب]، وفي لفظ: [[الإيمان سر] فالإسلام أعمال الإيمان، والإيمان عقود الإسلام، فلا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بعقد، ومثل ذلك مثل العلم الظاهر والباطن، أحدهما مرتبط بصاحبه من أعمال القلوب وعمل الجوارح، ومثله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنما الأعمال بالنيات] أي: لا عمل إلا بعقد وقصد، لأن [إنما] تحقيق للشيء ونفي لما سواه، فأثبت بذلك عمل الجوارح من المعاملات، وعمل القلوب من النيات، فمثل العمل من الإيمان كمثل الشفتين من اللسان لا يصح الكلام إلا بهما، لأن الشفتين تجمع الحروف، واللسان يظهر الكلام، وفي سقوط أحدهما بطلان الكلام، وكذلك في سقوط العمل ذهاب الإيمان، ولذلك حين عدد الله نعمه على الإنسان بالكلام ذكر الشفتين مع اللسان في قوله:?ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين? (البلد: 8،9) بمعنى ألم نجعله ناظراً متكلماً، فعبر عن الكلام باللسان والشفتين، لأنهما مكان له، وذكر الشفتين لأن الكلام الذي جرت به النعمة لا يتم إلا بهما.
ومثل الإيمان والإسلام أيضاً كفسطاط قائم في الأرض له ظاهر وأطناب، وله عمود في باطنه، فالفسطاط مثل الإسلام، له أركان من أعمال العلانية والجوارح، وهي الأطناب التي تمسك أرجاء الفسطاط والعمود الذي في وسط الفسطاط، مثله كالإيمان لا قوام للفسطاط إلا به، فقد احتاج الفسطاط إليها، إذ لا قوام له ولا قوة إلا بها، كذلك الإسلام في أعمال الجوارح لا قوام له إلا بالإيمان، والإيمان من أعمال القلوب، لا نفع له إلا بالإسلام، وهو صالح الأعمال.
وأيضاً فإن الله قد جعل ضد الإسلام والإيمان واحداً، فلولا أنهما كشيء واحد في الحكم والمعنى ما كان ضدهما واحداً فقال:?كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم? (آل عمران: 86) وقال:?أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون? (آل عمران: 80) فجعل ضدهما الكفر.
قال: على مثل هذا أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، والإسلام من صنف واحد، فقال في حديث ابن عمر: [بني الإسلام على خمس]، وقال في حديث ابن عباس عن وفد عبد القيس أنهم سألوه عن الإيمان فذكر هذه الأوصاف، فدل بذلك على أنه لا إيمان باطن إلا بإسلام ظاهر ولا إسلام ظاهر علانية إلا بإيمان سر، وأن الإيمان والعمل قرينان لا ينفع أحدهما بدون صاحبه.
قال: فأما تفرقة النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل بين الإيمان والإسلام، فإن ذلك تفصيل أعمال القلوب وعقودها على ما توجب هذه المعاني التي وصفناها أن تكون علانية، لا أن ذلك يفرق بين الإسلام والإيمان في المعني باختلاف تضاد، ليس فيه دليل أنهما مختلفان في الحكم، قال: ويجتمعان في عبد واحد مسلم مؤمن، فيكون ما ذكره من عقود القلب وصف قلبه، وما ذكره من العلانية وصف جسمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/445)
قال: " وأيضاً فإن الأمة مجتمعة أن العبد لو آمن بجميع ما ذكره من عقود القلب في حديث جبريل من وصف الإيمان ولم يعمل بما ذكره من وصف الإسلام أنه لا يسمى مؤمناً، وأنه إن عمل بجميع ما وصف به الإسلام، ثم لم يعتقد ما وصفه من الإيمان أنه لا يكون مسلماً، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة لا تجتمع على ضلالة".
قلت: أي شيخ الإسلام رحمه الله: " كأنه أراد بذلك إجماع الصحابة ومن اتبعهم، أو أنه لا يُسَمَّى مؤمناً في الأحكام، وأنه لا يكون مسلماً إذا أنكر بعض هذه الأركان، وأو علم أن الرسول أخبر بها، ولم يصدقه، أو أنه لم يرى خلاف أهل الأهواء خلافاً. وإلا فأبو طالب كان عارفاً بأقوالهم. وهذا والله أعلم مراده ".
تحقيق الإمام ابن القيم - رحمه الله - مسألة كفر تارك الصلاة.
قال رحمه الله: " وأما (المسألة الثالثة) وهو أنه هل يقتل حداً كما يقتل المحارب والزاني أم يقتل كما يقتل المرتد والزنديق؟ هذا فيه قولان للعلماء، وهما روايتان عن الإمام أحمد
(إحداهما) يقتل كما يقتل المرتد. وهذا قول سعيد بن جبير، وعامر الشعبي، وإبراهيم النخعي، وأبي عمرو الأوزاعي، وأيوب السختياني، وعبدالله بن المبارك وإسحاق بن راهويه، وعبد الملك بن حبيب من المالكية وأحد الوجهين في مذهب الشافعي، وحكاه الطحاوي عن الشافعي نفسه، وحكاه أبو محمد ابن حزم عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة.
و (الثانية): يقتل حداً لا كفراً وهو قول مالك والشافعي واختار أبو عبد الله ابن بطة هذه الرواية.
ونحن نذكر حجج الفريقين:
قال الذين لا يكفرونه بتركها: قد ثبت له حكم الإسلام بالدخول فيه، فلا نخرجه عنه إلا بيقين، قالوا: وقد روى عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل] (أخرجاه في الصحيحين).
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ومعاذ رديفه على الرحل: [يا معاذ] قال: لبيك يا رسول الله وسعديك (ثلاثاً) قال: [ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إلا حرمه الله على النار]. قال: يا رسول الله، أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: [إذا يتكلوا] فأخبر بها معاذ عند موته تأثماً. (متفق على صحته).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه] (رواه البخاري).
وعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية من القرآن يرددها حتى صلاة الغداة وقال: [دعوت لأمتي، وأجبت بالذي لو اطلع عليه كثير منهم تركوا الصلاة] فقال أبو ذر: أفلا أبشر الناس؟ قال: [بلى] فانطلق، فقال عمر: إنك إن تبعث إلى الناس بهذا يتكلوا عن العبادة. فناداه أن ارجع، فرجع والآية?إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم? (المائدة: 118). (رواه الإمام أحمد في مسنده).
وفي المسند أيضاً من حديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الدواوين عند الله ثلاثة: ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً، وديوان لا يغفره الله. فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك، قال الله عز وجل?إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة? (المائدة:72)، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئاً فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه: من صوم تركه، أو صلاة تركها، فإن الله عز وجل يغفر ذلك ويتجاوز عنه إن شاء. وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً، القصاص لا محالة].
وفي المسند أيضاً عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [خمس صلوات كتبهن الله على العباد من أتى بهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد: إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/446)
وفي المسند أيضاً من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله: [أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة المكتوبة فإن أتمها وإلا قيل: انظروا هل له من تطوع؟ فإن كان له تطوع أكملت الفريضة من تطوعه، ثم يفعل بسائر الأعمال المفروضة مثل ذلك] (رواه أهل السنن وقال الترمذي هذا حديث حسن).
قالوا: وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: [من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة]. وفي لفظ آخر [من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة].
وفي الصحيح قصة عتبان بن مالك وفيها [إن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله].
وفي حديث الشفاعة [يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي، لأخرجن من النار من قال لا إله إلا الله]. وفيه [فيخرج من النار من لم يعمل خيراً قط].
وفي السنن والمسانيد قصة صاحب البطاقة الذي ينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر، ثم تخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله فترجح سيئاته، ولم يذكر في البطاقة غير الشهادة، لو كان فيها غيرها لقال: ثم تخرج صحائف حسناته فتوزن سيئاته. ويكفينا في هذا قوله [فيخرج من النار من لم يعمل خيراً قط] ولو كان كافراً لكان مخلداً في النار غير خارج منها.
وهذه الأحاديث وغيرها تمنع من التكفير والتخليد. وتوجب من الرجاء له ما يرجى لسائر أهل الكبائر. قالوا: ولأن الكفر جحود التوحيد وإنكار الرسالة والمعاد جحد ما جاء به الرسول. وهذا يقر بالوحدانية شاهداً أن محمداً رسول الله مؤمناً بأن الله يبعث من في القبور فكيف يحكم بكفره؟ والإيمان هو التصديق وضده التكذيب لا ترك العمل، فكيف يحكم للمصدق بحكم المكذب الجاحد؟
قال المكفرون: الذين رويت عنهم هذه الأحاديث التي استدللتم بها على عدم تكفير تارك الصلاة هم الذين حفظ عنهم من الصحابة تكفير تارك الصلاة بأعيانهم.
قال أبو محمد بن حزم: وقد جاء عن عمر وعبدالرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أن من ترك صلاة فرض واحدة متعمداً حتى يخرج وقتها فهو كافر مرتد. قالوا: ولا نعلم لهؤلاء مخالفاً من الصحابة، وقد دل على كفر تارك الصلاة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
أما الكتاب فقد قال تعالى:?أفنجعل المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون* أم لكم كتاب فيه تدرسون* إن لكم فيه لما تخيرون* أم لكم إيمان بالغة يوم القيامة? إلى قوله?يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون* خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة، وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون? (القلم: 35،43).
فوجه الدلالة من الآية أنه سبحانه أخبر أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين، وأن هذا الأمر لا يليق بحكمته ولا بحكمه. ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين فقال:?يوم يكشف عن ساق? وأنهم يدعون إلى السجود لربهم تبارك وتعالى فيحال بينهم وبينه فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود له مع المصلين في دار الدنيا. وهذا يدل على أنهم مع الكفار والمنافقين الذين تبقى ظهورهم إذا سجد المسلمون كميامن البقر، ولو كانوا من المسلمين لأذن لهم بالسجود كما أذن للمسلمين.
الدليل الثاني: قوله تعالى?كل نفس بما كسبت رهينة، إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين. ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين، وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين? (المدثر: 38)
فلا يخلوا إما أن يكون كل واحد من هذه الخصال هو الذي سلكهم في سقر وجعلهم من المجرمين أو مجموعها، فإن كان كل واحد منها مستقلاً بذلك فالدلالة ظاهرة، وإن كان مجموع الأمور الأربعة فهذا إنما هو لتغليظ كفرهم وعقوبتهم، وإلا فكل واحد منها مقتض للعقوبة، إذ لا يجوز أن يضم ما لا تأثير له في العقوبة إلى ما هو مستقل بها. ومن المعلوم أن ترك الصلاة وما ذكر معه ليس شرطاً في العقوبة على التكذيب بيوم الدين، بل هو وحده كاف في العقوبة. فدل على أن كل وصف ذكر معه كذلك، إذ لا يمكن قائلاً أن يقول لا يعذب إلا من جمع هذه الصفات الأربعة، فإذا كان كل واحد منها موجباً للإجرام - وقد جعل الله سبحانه المجرمين ضد المسلمين - كان تارك الصلاة من المجرمين السالكين في سقر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/447)
وقد قال:?إن المجرمين في ضلال وسعر، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر? وقال تعالى:?إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون? (المطففين: 29) فجعل المجرمين ضد المؤمنين المسلمين.
الدليل الثالث: قوله تعالى:?وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون? (النور: 56)
فوجه الدلالة أنه سبحانه علق حصول الرحمة لهم بفعل هذه الأمور، فلو كان ترك الصلاة لا يوجب تكفيرهم وخلودهم في النار لكانوا مرحومين بدون فعل الصلاة، والرب تعالى إنما جعلهم على رجاء الرحمة إذا فعلوها.
الدليل الرابع: قوله تعالى?فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون? (الماعون:4) وقد اختلف السلف في معنى السهو عنها. فقال سعد بن أبي وقاص ومسروق بن الأجدع وغيرهما: هو تركها حتى يخرج وقتها، وروى في ذلك حديث مرفوع، قال محمد بن نصر المروزي: حدثنا عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن?الذين هم عن صلاتهم ساهون? قال: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.
وقال حماد بن زيد: حدثنا عاصم عن مصعب بن سعد قال قلت لأبي: يا أبتاه أرأيت قول الله?الذين هم عن صلاتهم ساهون? أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟ قال: إنه ليس ذاك، ولكنه إضاعة الوقت. وقال حيوة بن شريح: أخبرني أبو صخر أنه سأل محمد بن كعب القرظي عن قوله?الذين هم عن صلاتهم ساهون?، قال: هو تاركها، ثم سأله عن?الماعون?، قال: منع المال من حقه.
إذا عرف هذا فالوعيد بالويل اطرد في القرآن للكفار كقوله?وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هو كافرون? (يوسف:37) وقوله?ويل لكل أفاك أثيم، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها?- إلى قوله -?ولهم عذاب مهين? (الجاثية:7) وقوله?وويل للكافرين من عذاب شديد? (إبراهيم:2) إلا في موضعين وهما?ويل للمطففين? (المطففين:1) و?ويل لكل همزة لمزة? (الهمزة:1) فعلق الويل بالتطفيف وبالهمز واللمز، وهذا لا يكفر به بمجرده، فويل تارك الصلاة إما أن يكون ملحقاً بويل الكفار أو بويل الفساق، فإلحاقه بويل الكفار أولى لوجهين:
أحدهما: أنه قد صح عن سعد ابن أبي وقاص في هذه الآية أنه قال: لو تركوها لكانوا كفاراً ولكن ضيعوا وقتها.
الثاني: ما سنذكره من الأدلة على كفره.
يوضحه الدليل الخامس وهو: قوله سبحانه?فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً? (مريم:59)، قال شعبة بن الحجاج حدثنا أبو إسحاق عن أبي عبيدة عن عبدالله - هو ابن مسعود - في هذه الآية قال: هو نهر في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر.
قال محمد بن نصر: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم حدثنا محمد بن زياد بن زبار حدثني شرقي بن القطامي قال حدثني لقمان بن عامر الخزاعي قال: جئت أبا أمامة الباهلي فقلت حدثني حديثاً سمعته من رسول الله، فقال: سمعت من رسول الله يقول: [لو أن صخرة زنة عشرة عشروات قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفاً ثم تنتهي إلى غي وأثام] قلت: وما غي وأثام؟ قال [بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل جهنم]. فهذا الذي ذكره الله في كتابه?فسوف يلقون غيا? و?آثاما?.
قال محمد بن نصر: حدثنا الحسن بن عيسى حدثنا عبدالله بن المبارك أخبرنا هشيم بن بشير قال أخبرني زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة خمسين خريفاً من حجر يهوى - أو قال صخرة تهوى - عظمها كعشر عشراوات عظام سمان. فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد: هل تحت ذلك من شيء يا أبا أمامة؟ قال: نعم، غي وأثام. وقال أيوب بن بشير عن شفى بن ماتع قال: إن في جهنم وادياً يسمى غياً يسيل دماً وقيحاً فهو لمن خلق له، قال تعالى:?فسوف يلقون غيا? فوجه الدلالة من الآية أن الله سبحانه جعل هذا المكان من النار لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات، ولو كان مع العصاة المسلمين لكانوا في الطبقة العليا من طبقات النار، ولم يكونوا في هذا المكان الذي هو أسفلها، فإن هذا ليس من أمكنة أهل الإسلام بل من أمكنة الكفار. ومن الآية دليل آخر وهو قوله تعالى?فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً? فلو كان مضيع الصلاة مؤمناً لم يشترط في توبته الإيمان وأنه يكون تحصلاً للحاصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/448)
الدليل السادس: قوله تعالى?فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين? (التوبة:11) فعلق أخوتهم للمؤمنين بفعل الصلاة، فإذا لم يفعلوا لي يكونوا إخوة فلا يكونون مؤمنين لقوله تعالى?إنما المؤمنين إخوة? (الحجرات:10).
الدليل السابع: قوله تعالى?فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى? (القيامة:31) فلما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين: عدم التصديق، وعدم الصلاة. وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فقال:?ولكن كذب وتولى? فكما أن المكذب كافر، فالمتولي عن الصلاة كافر، فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة. قال سعيد عن قتادة?لا صدق ولا صلى?، لا صدق بكتاب الله، ولا صلى لله، ولكن كذب وتولى كذب بآيات الله، وتولى عن طاعته?أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى? وعيد على أثر وعيد.
الدليل الثامن: قوله تعالى?يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون? (المنافقون:9) قال ابن جريج سمعت عطاء ابن أبي رباح يقول: هي الصلاة المكتوبة ووجه الاستدلال بالآية أن الله حكم بالخسران المطلق لمن ألهاه ماله وولده عن الصلاة، والخسران المطلق لا يحصل إلا للكفار، فإن المسلم ولو خسر بذنوبه ومعاصيه فآخر أمره إلى الربح، يوضحه أنه سبحانه وتعالى أكد خسران تارك الصلاة في هذه الآية بأنواع من التأكيد:
(أحدهما) إتيانه بلفظ الاسم الدال على ثبوت الخسران ولزومه، دون الفعل الدال على التجدد والحدوث.
(الثاني) تصدير الاسم بالألف واللام المؤدية لحصول كمال المسمى لهم، فإنك إذا قلت زيد العالم الصالح أفاد ذلك إثبات كما ذلك له، بخلاف قولك عالم صالح.
(الثالث) إتيانه سبحانه بالمبتدأ والخبر معرفتين، وذلك من علامات انحصار الخبر في المبتدأ كما في قوله تعالى?وأولئك هم المفلحون? (البقرة:5) وقوله تعالى?والكافرون هم الظالمون? (البقرة: 254) وقوله?أولئك هم المفلحون حقا? (النساء: 151) ونظائره.
(الرابع) إدخال ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر، وهو يفيد مع الفصل فائدتين أخريين: قوة الإسناد واختصاص المسند إليه كقوله?وإن الله لهو الغني الحميد? (الحج:64) وقوله ?والله هو السميع العليم? (المائدة:76) وقوله?إن الله لهو الغفور الرحيم?ونظائر ذلك.
الدليل التاسع: قوله سبحانه?إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا الله خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون? (السجدة:15) ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه نفى الإيمان عمن إذا ذكروا بآيات الله لم يخروا سجداً مسبحين بحمد ربهم، ومن أعظم التذكير بآيات الله التذكير بآيات الصلاة، فمن ذكر بها ولم يصل لم يؤمن بها لأنه سبحانه خص المؤمنين بها بأنهم أهل السجود وهذا من أحسن الاستدلال وأقربه فلم يؤمن بقوله تعالى?وأقيموا الصلاة? (البقرة: 43) إلا من التزم إقامتها.
الدليل العاشر: قوله تعالى?وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين? (المرسلات:48) ذكر هذا بعد قوله?كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون? (المرسلات:46) ثم توعدهم على ترك الركوع وهو الصلاة إذا دعوا إليها، ولا يقال إنما توعدهم على التكذيب، فإنه سبحانه وتعالى إنما أخبر عن تركهم لها وعليه وقع الوعيد، على أنا نقول: لا يصر على ترك الصلاة إصراراً مستمراً من يصدق بأن الله أمر بها أصلاً، فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقاً تصديقاً جازماً أن الله فرض عليه كل يوم وليلة خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب، وهو مع ذلك مصر على تركها: هذا من المستحيل قطعاً، فال يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبداً، فإن الإيمان يأمر صاحبه بها، فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان، ولا تصغ إلى كلام من ليس له خبرة ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها، وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على تركها، وهو محافظ على الترك في صحته وعافيته وعدم الموانع المانعة له من الفعل، وهذا القدر هو الذي خفى على من جعل الإيمان مجرد التصديق وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم، وهذا من أمحل المحال أن يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية، ونحن نقول: الإيمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/449)
هو التصديق، ولكن ليس التصديق مجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له، ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيماناً لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمداً رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين، وقد قال تعالى:?فإنهم لا يكذبونك?أي يعتقدون أنك صادق?ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون? (الأنعام:33) والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق، قال تعالى?وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً? (النمل:14) وقال موسى لفرعون?لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر? (الإسراء:102)، وقال تعالى عن اليهود?يعرفون كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون? (البقرة:146).
وأبلغ من هذا قول النفرين اليهودين لما جاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسألاه عما دلهما على نبوته فقالا: نشهد أنك نبي، فقال: [ما يمنعكما من اتباعي]؟ قالا: إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي، وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود فهؤلاء قد أقروا بألسنتهم إقراراً مطابقاً لمعتقدهم أنه نبي، ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان، لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره، ومن هذا كفر أبي طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك في الإسلام، فالتصديق إنما يتم بأمرين: أحدهما اعتقاد الصدق، والثاني محبة القلب وانقياده ولهذا قال تعالى لإبراهيم:?يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا? وإبراهيم كان معتقداً لصدق رؤياه من حين رآها فإن رؤيا الأنبياء وحي، وإنما جعله مصدقاً لها بعد أن فعل ما أمر به وكذلك قوله: [والفرج يصدق ذلك أو يكذبه] فجعل التصديق عمل الفرج ما يتمنى القلب، والتكذيب تركه لذلك وهذا صريح في أن التصديق لا يصح إلا بالعمل. وقال الحسن: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وقد روى هذا مرفوعاً، والمقصود أنه يمتنع مع التصديق الجازم بوجوب الصلاة. الوعد على فعلها والوعيد على تركها. وبالله التوفيق.
فصل
وأما الاستدلال بالسنة على ذلك فمن وجوه:
الدليل الأول: ما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة] (رواه أهل السنن وصححه الترمذي).
الدليل الثاني: ما رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر] (رواه الإمام أحمد وأهل السنن). وقال الترمذي حديث صحيح إسناده على شرط مسلم.
الدليل الثالث: ما رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: [بين العبد وبين الكفر والإيمان: الصلاة، فإذا تركها فقد أشرك] (رواه هبة الله الطبري وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم).
الدليل الرابع: ما رواه عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: [من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف] (رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه) وإنما خص هؤلاء الأربعة بالذكر لأنهم من رؤوس الكفرة. وفيه نكتة بديعة وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته، فمن شغله عنها رياسة وزارته فهو مع هامان، ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف.
الدليل الخامس: ما رواه عبادة بن الصامت قال: أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: [لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تتركوا الصلاة عمداً. فمن تركها عمداً متعمداً فقد خرج من الملة]. (رواه عبد الرحمن ابن أبي حاتم في سننه).
الدليل السادس: ما رواه معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله] (رواه الإمام أحمد). ولو كان باقياً على إسلامه لكانت له ذمة الإسلام.
الدليل السابع: ما رواه أبو الدرداء قال أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن لا أترك الصلاة متعمداً، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة. (رواه عبد الرحمن بن أبي حاتم في سننه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/450)
الدليل الثامن: ما رواه معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة] وهو حديث صحيح مختصر. ووجه الاستدلال به أنه أخبر أن الصلاة من الإسلام بمنزلة العمود الذي تقوم عليه الخيمة، فكما تسقط الخيمة بسقوط عمودها فهكذا يذهب الإسلام بذهاب الصلاة، وقد احتج أحمد بهذا بعينه.
الدليل التاسع: في الصحيحين والسنن والمسانيد من حديث عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله: [بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان] (رواه الإمام أحمد). وفي بعض ألفاظه [الإسلام خمس] فذكره. ووجه الاستدلال به من وجوه.
أحدهما: أنه جعل الإسلام كالقبة المبنية على خمسة أركان فإذا وقع ركنها الأعظم وقعت قبة الإسلام.
الثاني: أنه جعل هذه الأركان في ركونها أركاناً لقبة الإسلام قرينة الشهادتين، فهما ركن والصلاة ركن والزكاة ركن، فما بال قبة الإسلام تبقى بعد سقوط أحد أركانها دون بقية أركانها.
الثالث: أنه جعل هذه الأركان نفس الإسلام وداخلة في مسمى اسمه. وما كان اسماً لمجموع أمور إذا ذهب بعضها ذهب ذلك المسمى، ولا سيما إذا كان من أركانه لا من أجزائه التي ليست بركن له، كالحائط للبيت فإنه إذا سقط سقط البيت بخلاف العمود والخشبة واللبنة ونحوها.
الدليل العاشر: قول رسول الله: [من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا].
ووجه الدلالة فيه من وجهيه:
أحدهما: أنه إما جعله مسلماً بهذه الثلاثة فلا يكون مسلماً بدونها.
الثاني: أنه إذا صلى إلى الشرق لم يكن مسلماً حتى يصلى إلى قبلة المسلمين، فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية.
الدليل الحادي عشر: ما رواه الدارمي عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن قرم عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [مفتاح الجنة الصلاة] وهذا يدل على أن من لم يكن من أهل الصلاة لم تفتح له الجنة، وهي تفتح لكل مسلم فليس تاركها مسلماً. ولا تناقض بين هذا وبين الحديث الآخر وهو قوله [مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله] فإن الشهادة أصل المفتاح والصلاة وبقية الأركان أسنانه التي لا يحصل الفتح إلا بها إذ دخول الجنة موقوف على المفتاح وأسنانه.
وقال البخاري: وقيل لوهب بن منبه أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
الدليل الثاني عشر: ما رواه محجن بن الأدرع الأسلمي أنه كان في مجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم فأذن بالصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع ومحجن في مجلسه، فقال له: [ما منعك أن تصلي، ألست برجل مسلم]؟ قال: بلى، ولكن صليت في أهلي فقال له: [إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت] (رواه الإمام أحمد والنسائي).
فجعل الفارق بين المسلم والكافر والصلاة، وأنت تجد تحت ألفاظ الحديث أنك لو كنت مسلماً لصليت، وهذا كما تقول: ما لك لا تتكلم، ألست بناطق؟ وما لك لا تتحرك، ألست بحي؟ ولو كان الإسلام يثبت مع عدم الصلاة لما قال لمن رآه لا يصلي: ألست برجل مسلم؟
فصل
وأما إجماع الصحابة فقال ابن زنجويه: حدثنا عمر بن الربيع حدثنا يحيى بن أيوب عن يونس عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبدالله بن عتبة أن عبدالله بن عباس أخبره أنه جاء عمر بن الخطاب حين طعن في المسجد قال: فاحتملته أنا ورهط كانوا معي في المسجد حتى أدخلناه بيته قال: فأمر عبدالرحمن بن عوف أن يصلي بالناس، قال: فلما دخلنا على عمر بيته غشى عليه من الموت، فلم يزل في غشيته حتى أصفر، ثم أفاق فقال: هل صلى الناس؟ قال فقلنا: نعم فقال: لا إسلام لمن ترك الصلاة. وفي سياق آخر: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. ثم دعا بوضوء فتوضأ وصلى وذكر القصة فقال هذا بمحضر من الصحابة ولم ينكروه عليه، وقد تقدم مثل ذلك عن معاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة، ولا يعلم عن صحابي خلافهم. وقال الحافظ عبد الحق الأشبيلي رحمه الله في كتابه في الصلاة: ذهب جملة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم إلى تكفير تارك الصلاة متعمداً لتركها حتى يخرج جميع وقتها، منهم عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/451)
وعبدالله بن مسعود وابن عباس وجابر وأبو الدرداء.
وكذلك روى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، هؤلاء من الصحابة. ومن غيرهم أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبدالله بن المبارك وإبراهيم النخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة زهير بن حرب.
قال المانعون من التكفير: يجب حمل هده الأحاديث وما شاكلها على كفر النعمة دون كفر الجحود فقوله: [من تعلم الرمي ثم تركه فهي نعمة قد كفرها] وقوله: [لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم]، وقوله: [تبرؤه من نسب وإن دق كفر بعد إيمان] وقوله: [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر]،: وقوله: [من أتى امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد]، وقوله: [من خلف بغير الله فقد كفر] رواه الحاكم في صحيحه بهذا اللفظ، وقوله: [ثنتان في أمتي هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والنياحة عن الميت] ونظائر ذلك كثيرة.
قالوا: وقد نفي النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر والمنتسب. ولم يوجب زوال هذا الاسم عنهم كفر الجحود والخلود في النار، فكذلك كفر تارك الصلاة ليس بكفر جحود ولا يوجب التخليد في الجحيم وقد قال النبي: [لا إيمان لمن لا أمانة له] فنفى عنه الإيمان، ولا يوجب ترك أداء الأمانة أن يكون كافراً كفراً ينقل عن الملة وقد قال ابن عباس في قوله تعالى?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? (المائدة:44) ليس بالكفر الذي يذهبون إليه. وقد قال طاووس: سئل ابن عباس عن هذه الآية فقال: هو به كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال أيضاً: كفر لا ينقل عن الملة. وقال سفيان عن ابن جريج عن عطاء: كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق.
فصل في الحكم بين الفريقين، وفصل الخطاب بين الطائفتين:
معرفة الصواب في هذه المسألة مبني على معرفة حقيقة الإيمان والكفر، ثم يصح النفي والإثبات بعد ذلك. فالكفر والإيمان متقابلان، إذا زال أحدهما خلفه الآخر.
ولما كان الإيمان أصلاً له شعب متعددة، وكل شعبة منها تسمى إيماناً، فالصلاة من الإيمان، وكذلك الزكاة والحج والصيام، والأعمال الباطنة كالحياء والتوكل والخشية من الله والإنابة إليه، حتى تنتهي هذه الشعب إلى إماطة الأذى عن الطريق فإنه شعبة من شعب الإيمان. وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة الشهادة، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك إماطة الأذى عن الطريق، وبينهما شعب متفاوتة تفاوتاً عظيماً: منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون إليها أقرب، ومنها ما يلحق بشعبة إماطة الأذى ويكون إليها أقرب.
وكذلك الكفر ذو أصل وشعب، فكما أن شعب الإيمان إيمان، فشعب الكفر كفر. والحياء شعبة من الإيمان. وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر. والصدق شعبة من شعب الإيمان، والكذب شعبة من شعب الكفر والصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الإيمان، وتركها شعبة من شعب الكفر. والحكم بما أنزل الله من شعب الإيمان، والحكم بغير ما أنزل الله من شعب الكفر. والمعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان.
وشعب الإيمان قسمان: قولية وفعلية. وكذلك شعب الكفر نوعان: قولية، وفعلية. ومن شعب الإيمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الإيمان، فكذلك من شعبة الفعلية ما يوجب زوالها زوال الإيمان. وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية، فكما يكفر بالإتيان بكلمة الكفر اختياراً وهي شعبة من شعب الكفر، فكذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف. فهذا أصل.
وهاهنا أصل آخر، وهو أن حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل.
والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام.
والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء، فإن تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة. وإذا زال عمل القلب مع اعتقاده الصدق، فهذا موضع المعركة بين المرجئة وأهل السنة. فأهل السنة مجمعون على زوال الإيمان وأنه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده، كما لم تنفع إبليس وفرعون وقومه واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول، بل ويقرون به سراً وجهراً ويقولون: ليس بكاذب، ولكن لا نتبعه، ولا نؤمن به،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/452)
وإذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم أعمال الجوارح، ولا سيما إذا كان ملزوماً لقدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره، فإنه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح،إذ لو أطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت، ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان. فإن الإيمان ليس مجرد التصديق - كما تقدم بيانه - وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد، وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه، بل هو معرفته المستلزم لاتباعه والعمل بموجبه، وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء، كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقاً فليس هو التصديق المستلزم للإيمان. فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته.
فصل
وهاهنا أصل آخر، وهو أن الكفر نوعان: كفر عمل، وكفر جحود وعناد. فكفر الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحوداً وعناداً، من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه، وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه. وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاده، فالسجود للصنم الاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان. وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعاً، ولا يمكن أن ينفى عنه اسم الكفر بعد أن أطلقه الله ورسوله عليه: الحاكم بغير ما أنزل الله كافر، وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله، ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد، ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ويسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تارك الصلاة كافراً ولا يطلق عليهما اسم كافر، وقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر وعمن لا يأمن جاره بوائقه، وإذا نفى عنه اسم الإيمان فهو كافر من جهة العمل، وانتفى عنه كفر الجحود والاعتقاد، وكذلك قوله: [لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض] فهذا كفر عمل، وكذلك قوله: [من أتى كاهناً فصدقه أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد] وقوله: [إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما]، وقد سمى الله سبحانه وتعالى من عمل ببعض كتابه وترك العمل ببعضه مؤمناً بما عمل به وكافراً بما ترك العمل به، فقال تعالى:?وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم، أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون? (البقرة: 84).
فأخبر سبحانه أنهم أقروا بميثاقه الذي أمرهم به والتزموه، وهذا يدل على تصديقهم به أنهم لا يقتل بعضهم بعضاً ولا يخرج بعضهم بعضاً من ديارهم. ثم أخبر أنهم عصوا أمره وقبل فريق منهم فريقاً وأخرجوهم من ديارهم. فهذا كفرهم بما أخذ عليهم في الكتاب، ثم أخبر أنهم يفدون من أسر من ذلك الفريق، وهذا إيمان منهم بما أخذ عليهم في الكتاب، فكانوا مؤمنين بما عملوا به من الميثاق، كافرين بما تركوه منه. فالإيمان العملي يضاده الكفر العملي، والإيمان الاعتقادي يضاده الكفر الاعتقادي، وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بما قلناه في قوله في الحديث الصحيح: [سباب المسلم فسوق وقتاله كفر] ففرق بين قتاله وسبابه، وجعل أحدهما فسوقاً لا يكفر به والآخر كفراً، ومعلوم أنه إنما أراد الكفر العملي لا الاعتقادي، وهذا الكفر لا يخرجه من الدائرة الإسلامية والملة بالكلية، كما لا يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة وإن زال عنه اسم الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/453)
وهذا التفصيل هو قول الصحابة الذين هم أعلم الأمة بكتاب الله وبالإسلام والكفر ولوازمهما، فلا تتلقى هذه المسائل إلا عنهم. فإن المتأخرين لم يفهموا مرادهم فانقسموا فريقين: فريقاً أخرجوا من الملة بالكبائر وقضوا على أصحابها بالخلود في النار، وفريقاً جعلوهم مؤمنين كاملي الإيمان. فهؤلاء غلوا، وهؤلاء جفوا. وهدى الله أهل السنة للطريقة المثلى والقول الوسط الذي هو في المذاهب كالإسلام في الملل، فها هنا كفر دون كفر، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق، وظلم دون ظلم. قال سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس فيقوله تعالى?من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? (المائدة:44) ليس هو بالكفر الذي يذهبون إليه.
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن قوله?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? قال: هو بهم كفر، وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال في رواية أخرى عنه: كفر لا ينقل عن الملة وقال طاووس: ليس بكفر ينقل عن الملة.
وقال وكيع عن سفيان عن بن جريج عن عطاء: كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق. وهذا الذي قاله عطاء بين في القرآن لمن فهمه، فإن الله سبحانه سمى الحاكم بغير ما أنزله كافراً. وسمى جاحد ما أنزله على رسوله كافراً. وليس الكافران على حد سواء.
وسمى الكافر ظالماً كما في قوله تعالى?والكافرون هم الظالمون? (البقرة:254)
وسمي متعدي حدوده في النكاح والطلاق والرجعة والخلع ظالماً فقال:?ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه? (الطلاق:1)
وقال نبيه يونس:?لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين? (الأنبياء:87)
وقال صفيه آدم?ربنا ظلمنا أنفسنا? (الأعراف: 23)
وقال كليمه موسى?رب أني ظلمت نفسي فاغفر لي? (القصص:16) وليس هذا الظلم مثل ذلك الظلم.
وسمى الكافر فاسقاً كما في قوله?وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه? (البقرة:26)
وقوله:?ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون? (البقرة:99) وهذا كثير في القرآن ويسمى المؤمن فاسقاً كما في قوله تعالى?يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين? (الحجرات:6) نزلت في الحكم ابن أبى العاص وليس الفاسق كالفاسق، وقال تعالى?والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون? (النور:4)
وقال عن إبليس?ففسق عن أمر ربه? (الكهف:45) وقال?فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق? (البقرة:197) وليس الفسوق كالفسوق، والكفر كفران، والظلم ظلمان، والفسق فسقان، وكذا الجهل جهلان: جهل كفر كما في قوله تعالى?خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين? (الأعراف:99) وجهل غير كفر كقوله تعالى?إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب? (النساء:17).
كذلك الشرك شركان: شرك ينقل عن الملة وهو الشرك الأكبر، وشرك لا ينقل عن الملة وهو الشرك الأصغر وهو شرك العمل كالرياء. وقال تعالى في الشرك الأكبر:?إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار? (المائدة:72) وقال?ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق? (الحج:31). وفي شرك الرياء?فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً? (الكهف:110) ومن هذا الشرك الأصغر صلى الله عليه وسلم: [من حلف بغير الله فقد أشرك] (رواه أبو داود وغيره).
ومعلوم أن حلفه بغير الله لا يخرجه من الملة ولا يوجب له حكم الكفار. ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: [الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل].
فانظر كيف انقسم الشرك والكفر والفسوق والظلم والجهل إلى ما هو كفر ينقل عن الملة وإلى ما لا ينقل عنها.
وكذا النفاق نفاقان: نفاق اعتقاد، نفاق عمل ..
فنفاق الاعتقاد هو الذي أنكره الله على المنافقين في القرآن وأوجب لهم الدرك الأسفل من النار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/454)
ونفاق العمل: كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: [آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان] وفي الصحيح أيضاً [أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، إذا خاصم فجر، وإذا ائتمن خان] فهذا نفاق عمل قد يجتمع مع أصل الإيمان، لكن إذا استحكم وكمل فقد ينسلخ صاحبه عن الإسلام بالكلية وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فإن الإيمان ينهى المؤمن عن هذه الخلال، فإذا كملت في العبد ولم يكن له ما ينهاه عن شيء منها فهذا لا يكون إلا منافقاً خالصاً.
وكلام الإمام أحمد يدل على هذا، فإن إسماعيل بن سعيد الشالنجي قال: سألت أحمد بن حنبل عن المصر على الكبائر يطلبها بجهده، إلا أنه لم يترك الصلاة والزكاة والصوم، هل يكون مصراً من كانت هذه حاله؟ قال: هو مصر مثل قوله: [لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن] يخرج من الإيمان ويقع في الإسلام. ونحو قوله: [لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن]، ونحو قول ابن عباس في قوله تعالى:?ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون? (المائدة:44) قال إسماعيل: فقلت له ما هذا الكفر؟ قال: كفر لا ينقل عن الملة. مثل الإيمان بعضه دون بعض، فكذلك الكفر. حتى يجيء من ذلك أمر لا يختلف فيه.
فصل
وها هنا أصل أخر، وهو أن الرجل قد يجتمع فيه كفر وإيمان، وشرك وتوحيد، وتقوى وفجور، ونفاق وإيمان، وهذا من أعظم أصول أهل السنة وخالفهم فيه غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة والقدرية، ومسألة خروج أهل الكبائر من النار وتخليدهم فيها مبنية على هذا الأصل، وقد دل عليه القرآن والسنة والفطرة وإجماع الصحابة قال تعالى:?وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون? (يوسف:106) فأثبت لهم إيماناً به سبحانه مع الشرك، وقال تعالى:?قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم? (الحجرات:14)
فأثبت لهم إسلاماً وطاعة لله ورسوله مع نفي الإيمان عنهم، وهو الإيمان المطلق الذي يستحق اسمه بمطلقه:?الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله? (الحجرات:15) وهؤلاء ليسوا منافقين في أصح القولين، بل هم مسلمون بما معهم من طاعة الله ورسوله، وليسوا مؤمنين وإن كان معهم جزء من الإيمان أخرجهم من الكفار.
قال الإمام أحمد: من أتى هذه الأربعة أو مثلهن أو فوقهن - يريد الزنا والسرقة وشرب الخمر والانتهاب - فهو مسلم، ولا أسميه مؤمناً. ومن أتى دون ذلك - يريد دون الكبائر - سميته مؤمناً ناقص الإيمان، فقد دل عل هذا قوله صلى الله عليه وسلم [فمن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق] فدل على أنه يجتمع في الرجل نفاق وإسلام. وكذلك الرياء شرك، فإذا راءى الرجل في شيء من عمله اجتمع فيه الشرك والإسلام، وإذا حكم بغير ما أنزل الله، أو فعل ما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم كفراً وهو ملتزم للإسلام وشرائعه فقد قام به كفر وإسلام وقد بينا أن المعاصي كلها شعب من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلها شعب من شعب الإيمان. فالعبد تقوم به شعبة أو أكثر من شعب الإيمان، وقد يسمي تلك الشعبة مؤمناً، وقد لا يسمى. كما أنه قد يسمى بشعبة من شعب الكفر كافراً، وقد لا يطلق عليه هذا الاسم. فها هنا أمران: أمر اسمي لفظي، وأمر معنوي حكمي. فالمعنوي هل هذه الخصلة كفراً أم لا؟ واللفظي هل يسمى م قامت به كافراً أم لا؟ فالأمر الأول شرعي محض، والثاني لغوي وشرعي.
فصل
وهاهنا أصل آخر، وهو أنه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمناً، وإن كان ما قام به إيماناً. ولا من قيام شعبة من شعب الكفر به أن يسمى كافراً، وإن كان ما قام به كفراً. كما أنه لا يلزم من قيام جزء من أجزاء العلم به أن يسمى عالماً ولا من معرفة بعض مسائل الفقه والطب أن يسمى فقيهاً أو طبيباً، ولا يمنع ذلك أن تسمى شعبة الإيمان إيماناً، وشعبة النفاق نفاقاً، وشعبة الكفر كفراً. وقد يطلق عليه الفعل كقوله [فمن تركها فقد كفر]، و [من حلف بغير الله فقد كفر] (رواه الحاكم في صحيحه بهذا اللفظ)، فمن صدر منه خلة من خلال الكفر فلا يستحق اسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/455)
كافر على الإطلاق، وكذا يقال لمن ارتكب محرماً إنه فعل فسوقاً إنه فسق بذلك المحرم، ولا يلزمه اسم فاسق إلا بغلبة ذلك عليه. وهكذا الزاني والسارق والشارب والمنتهب لا يسمى مؤمناً وإن كان معه إيمان، كما أنه لا يسمى كافراً إن كان ما أتى به من خصال الكفر وشعبه. إذ المعاصي كلها من شعب الكفر، كما أن الطاعات كلها من شعب الإيمان.
والمقصود أن سلب الإيمان عن تارك الصلاة أولى من سلبه عن مرتكب الكبائر، وسلب اسم الإسلام عنه أولى من سلبه عمن لم يسلم المسلمون من لسانه ويده، فلا يسمى تارك الصلاة مسلماً ولا مؤمناً وإن كان معه شعبة من شعب الإسلام والإيمان نعم، يبقى أن يقال: فهل ينفعه ما معه من الإيمان بالله ووحدانيته وأنه لا إله إلا هو من أنكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تنفع الصلاة من صلاها عمداً بغير وضوء. فشعب الإيمان قد يتعلق بعضها ببعض تعلق المشروط بشرطه، وقد لا يكون كذلك.
فيبقى النظر في الصلاة هل هي شرط لصحة الإيمان؟ هذا سر المسألة.
والأدلة التي ذكرناها وغيرها تدل على أنه لا يقبل من العبد شيء من أعماله إلا بفعل الصلاة، فهي مفتاح ديوانه، ورأس مال ربحه، ومحال بقاء الربح بلا رأس مال، فإذا خسرها خسر أعماله كلها وإن أتى بها صورة. وقد أشار إلى هذا في قوله: [فإن ضيعها فهو لما سواها أضيع]، وفي قوله [إن أول ما ينظر في أعماله الصلاة فإن جازت له نظر في سائر أعماله، وإن لم تجز له لم ينظر في شيء من أعماله بعد]. ومن العجب أن يقع الشك في الكفر من أصر على تركها ودعا إلى فعلها على رؤوس الملأ - وهو يرى بارقة السيف على رأسه، ويشد للقتل وعصبت عيناه - وقيل له: تصلي وإلا قتلناك، فيقول: اقتلوني ولا أصلي أبداً.
ومن لا يكفر تارك الصلاة يقول: هذا مؤمن مسلم يغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين. وبعضهم يقول: إنه مؤمن كامل الإيمان. إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل، فلا يستحي من هذا قوله من إنكاره تكفير من شهد بكفره الكتاب والسنة واتفاق الصحابة، والله الموفق.
فصل في سياق أقوال العلماء من التابعين ومن بعدهم – في كفر تارك الصلاة، ومن حكى الإجماع على ذلك:
قال محمد بن نصر: حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: ترك الصلاة كفر لا يختلف فيه. وحكى محمد عن بن المبارك قال: من أخر صلاة حتى يفوت وقتها متعمداً من غير عذر فقد كفر وقال على بن الحسن بن شقيق سمعت عبد الله بن المبارك يقول: من قال إني لا أصلي المكتوبة اليوم فهو أكفر من الحمار. وقال يحيى بن معين: قيل لعبد الله بن المبارك إن هؤلاء يقولون: من لم يصم ولم يصل بعد أن يقر به فهو مؤمن مستكمل الإيمان. فقال عبد الله: لا نقول نحن كما يقول هؤلاء، من ترك الصلاة متعمداً من غير علة حتى أدخل وقتاً في وقت فهو كافر.
وقال ابن أبي شيبة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [من ترك الصلاة فقد كفر] فيقال له ارجع عن الكفر، فإن فعل وإلا قتل بعد أن يؤجله الوالي ثلاثة أيام.
قال أحمد بن سيار: سمعت صدقة بن الفضل - وسئل عن تارك الصلاة - فقال: كافر.
فقال له السائل: أتبين منه أمراته؟ فقال صدقة: وأين الكفر من الطلاق، لو أن رجلاً كفر ولم تطلق من امرأته.
قال أبو عبد الله بن نصر: سمعت إسحاق يقول: قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر.
وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر.
فصل
وأما [المسألة الرابعة] وهو قوله: هل تحبط الأعمال بترك الصلاة أم لا؟ فقد عرف جوابها مما تقدم. وإنا نفرد هذه المسألة بالكلام عليها بخصوصيتها فنقول: أما تركها بالكلية فإنه لا يقبل معه عمل كما لا يقبل مع الشرك عمل، فإن الصلاة عمود الإسلام - كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم - وسائر الشرائع كالأطناب والأوتاد ونحوها، وإذا لم يكن للفسطاط عمود لم ينتفع بشيء من أجزائه، فقبول سائر الأعمال موقوف على قبول الصلاة، فإذا ردت عليه سائر الأعمال، وقد تقدم الدليل على ذلك.
وأما تركها أحياناً فقد روى البخاري في صحيحه من حديث بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [بكروا بصلاة العصر، فإن من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/456)
وقد تكلم قوم في معنى هذا الحديث فأتوا بما لا حاصل له، قال المهلب: معناه من تركها مضيعاً لها، متهاوناً بفضل وقتها مع قدرته على أدائها، حبط عمله في الصلاة خاصة، أي لا يحصل له أجر المصلى في وقتها، ولا يكون له عمل ترفعه الملائكة.
وحاصل هذا القول أن من تركها فإنه أخرها. ولفظ الحديث ومعناه يأبى ذلك، ولا يفيد حبوط عمل قد ثبت وفعل، وهذا حقيقة الحبوط في اللغة والشرع، ولا يقال لمن فاته ثواب عمل من الأعمال أنه قد حبط عمله، وإما يقال فاته أجر ذلك العمل، وقالت طائفة: يحبط عمل ذلك لا جميع عمله، فكأنهم استصعبوا حبوط الأعمال الماضية كلها بترك صلاة واحدة، وتركها عندهم ليس بردة تحبط الأعمال، فهذا الذي استشكله هؤلاء هو وارد عليهم بعينه في حبوط عمل ذلك اليوم. والذي يظهر في الحديث - والله أعلم بمراد رسوله - أن الترك نوعان: ترك كلي لا يصليها أبداً فهذا يحبط العمل جميعه، وترك معين في يوم معين فهذا يحبط عمل ذلك اليوم، فالحبوط العام في مقابلة الترك العام، والحبوط المعين في مقابلة الترك المعين.
فإن قيل: كيف تحبط الأعمال بغير ردة؟ قيل: نعم، قد دل القرآن والسنة والمنقول عن الصحابة أن السيئات تحبط الحسنات كما أن الحسنات يذهبن السيئات. قال تعالى?يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى? (البقرة:264)، وقال?يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون? (الحجرات:2).
وقالت عائشة لأم زيد بن أرقم: أخبري زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب - لما باع بالعينة - وقد نص الأمام أحمد على هذا فقال: ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج لئلا ينظر ما لا يحل فيحبط عمله.
وآيات الموازنة في القرآن تدل على هذا، فكما أن السيئة تذهب بالحسنة أكبر منها، فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها.
فإن قيل: فأي فائدة في تخصيص صلاة العصر بكونها محبطة دون غيرها من الصلوات؟ قيل: الحديث لم ينف الحبوط بغير العصر إلا بمفهوم لقب، وهو مفهوم ضعيف جداً. وتخصيص العصر بالذكر لشرفها من بين الصلوات، ولذا كانت هي الصلاة الوسطى بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح الصريح، ولهذا خصها بالذكر في الحديث الآخر وهو قوله: [الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله] أي فكأنما سلب أهله وماله فأصبح بلا أهل ولا مال، وهذا تمثيل لحبوط عمله بتركها كأنه شبه أعماله الصالحة – بانتفاعه وتمتعه بها – بمنزلة أهله وماله فرجع وقد اجتيح الأهل والمال فبقى وتراً دونهم، وموتوراً بفقدهم، فلو بقيت عليه أعماله الصالحة لم يكن التمثيل مطابقاً.
فصل
والحبوط نوعان: عام، وخاص. فالعام حبوط الحسنات كلها بالردة، والسيئات كلها بالتوبة. والخاص حبوط السيئات والحسنات بعضها ببعض، وهذا حبوط مقيد جزئي، وقد تقدم دلالة القرآن والسنة والآثار وأقوال الأئمة عليه. ولما كان الكفر والإيمان كل منهما يبطل الآخر ويذهبه كانت شعبة واحدة منهما لها تأثير في إذهاب بعض شعب الأخر، فإن عظمت الشعبة ذهبت في مقابلتها شعب كثيرة.
وتأمل قول أم المؤمنين في مستحل العينة: إنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قويت هذه الشعبة التي أذن الله فاعلها بحربه وحرب رسوله على إبطال محاربة الكفار، فأبطل الحراب المكروه الحراب المحبوب كما تبطل محاربة أعدائه التي يحبها، محاربة التي يبغضها. والله المستعان.
تعريف الردة وأنها تكون بالقول والفعل والاعتقاد والشك:
س: يقال إن الردة قد تكون فعلية أو قولية فالرجاء أن تبينوا لي باختصار واضح أنواع الردة الفعلية والقولية والاعتقادية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه ... وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/457)
ج: الردة هي الكفر بعد الإسلام وتكون بالقول والفعل والاعتقاد والشك، فمن أشرك بالله أو جحد ربوبيته أو وحدانيته أو صفة من صفاته أو بعض كتبه أو رسله أو سب الله أو رسوله أو جحد شيئاً من المحرمات المجمع على تحريمها أو استحله أو جحد وجوب ركن من أركان الإسلام الخمسة أو شك في وجوب ذلك أو في صدق محمد أو غيره من الأنبياء أو شك في البعض أو سجد لصنم أو كوكب ونحوه فقد كفر وارتد عن دين الإسلام. وعليك بقراءة أبواب حكم الردة من كتب الفقه الإسلامي فقد اعتنوا به رحمهم الله. وبهذا تعلم من الأمثلة السابقة الردة القولية والعملية والاعتقادية وصورة الردة في الشك "
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول تارك العمل وحقيقة الكفر:
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوي رقم (21436) وتاريخ 8/ 4/1421هـ.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتى العام من عدد من المستفتين المقيدة استفتاآتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5411) وتاريخ 7/ 11/1420هـ. ورقم (1026) وتاريخ 17/ 2/1421هـ. ورقم (1016) وتاريخ 7/ 2/1421هـ. ورقم (1395) وتاريخ 8/ 3/1421. ورقم (1650) وتاريخ 17/ 3/1421هـ. ورقم (1893) وتاريخ 25/ 3/1421هـ. ورقم (2106) وتاريخ 7/ 4/1421هـ. ورقم (1893) وتاريخ 25/ 3/1421هـ. ورقم (2106) وتاريخ 7/ 4/1421هـ. وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها: (ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف وانبرى لترويجها عدد كثير من الكتاب يعتمدون على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية مما سبب ارتباكاً عند كثير من الناس في مسمى الإيمان حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال وذلك مما يسهل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة إذا علموا أن الإيمان متحقق لهم ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب، ولا شك أن هذا المذهب له خطورته علي المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة، فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب وآثاره السيئة وبيان الحق المبني على الكتاب والسنة، وتحقق النقل عن شيخ الإسلام حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه، وفقكم الله وسدد خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي:
هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان ويقولون الإيمان هو التصديق بالقلب، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه، فمن صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيراً قط أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا وأن هذا يفتح بابا لأهل الشر والفساد للانحلال من الدين وعدم التقيد بالأوامر والنواهي والخوف والخشية من الله سبحانه. ويعطل جانب الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويسوى بين الصالح والطالح والمطيع والعاصي والمستقيم على دين الله والفاسق المتحلل من أوامر الدين ونواهيه، ما دام أن أعمالهم هذه لا تخل بالإيمان كما يقولون، ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديما وحديثا ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه وجعلوا لهذه المسألة بابا خاصا في كتب العقائد، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية: " ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإيمان قول وعمل. قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/458)
وقال في كتاب الإيمان: " ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان، فتارة يقولون: هو قول وعمل، وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية، وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة، وتارة يقولون: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح، وقال رحمه الله: والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم، بل يتقاضون من وجوه كثيرة، وقال رحمه الله: وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم للغة وهذه طريقة أهل البدع ". انتهى.
ومن الأدلة على أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان وعلى زيادة ونقصان بها، قوله تعالى:?إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقا?، وقوله تعالى:?قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون* والذين هم عن اللغوي معرضون* والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون* والذين هم على صلواتهم يحافظون?.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: [الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان].
قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتاب الإيمان أيضاً: " وأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعض له، وقال أيضا: بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول، ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمام الإيمان وأنه لم يكن يجعل كل من أذنب ذنباً كافراً.
ويعلم أن لو قدر أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين، إلا أنا لا نطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه فلا نصلي ولا نصوم ولا نحج ولا نصدق الحديث ولا نؤدي الأمانة ولا نفي بالعهد ولا نصل الرحم ولا نفعل شيئا من الخير الذي أمرت به، ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ونقتل من قدرنا عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم، بل نقتلك أيضا ونقاتلك أيضا ونقاتلك مع أعدائك، هل كان يتوهم عاقل أن النبي يقول لهم: أنتم مؤمنون كاملوا الإيمان، وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ويرجى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار، بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم: أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك". انتهى
وقال أيضا: " فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ البر وبلفظ التقوى وبلفظ الدين كما تقدم، فإن النبي بين أن الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان، وكذلك لفظ البر يدخل فيه جميع ذلك إذا أطلق وكذلك لفظ التقوى، وكذلك الدين أو دين الإسلام، وكذلك روى أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية:?ليس البر أن تولوا وجوهكم?الآية، إلى أن قال: والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل، لا على إيمان خال عن عمل، فهذا كلام شيخ الإسلام في الإيمان، ومن نقل عنه غير ذلك فهو كاذب عليه.
وأما ما جاء في الحديث أن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خير قط فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل أو لغير ذلك من المعاني التي تلائم النصوص المحكمة وما أجمع عليه السلف الصالح في هذا الباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/459)
هذا واللجنة الدائمة إذ تبين ذلك فإنها تنهى وتحذر من الجدال في أصول العقيدة لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف وتحذر من الرجوع إلى الكتب المخالفة لذلك وإلى الكتب الحديث الصادرة عن أناس متعالمين لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصلية، وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلماً إلى أهل السنة والجماعة ولبسوا بذلك على الناس، وعززوه عدواناً بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - وغيره من أئمة السلف بالمنقول المبتورة، وبمتشابه القول وعدم رده إلى المحكم من كلامهم، وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يعودوا إلى رشدهم ولا يصدعوا الصف بهذا المذهب الضال، واللجنة أيضاً تحذر المسلمين من الاغترار والوقوع في شراك المخالفين لما عليه جماعة المسلمين أهل السنة والجماعة .. وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
قال الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان وقد سئل عمن قال: من صدق بقلبه ونطق بالشهادتين ولو مرة واحدة لا يزيد عليها فهو مسلم ناج من الخلود في النار وأن تولى عن الانقياد إلى آخره أنه قول باطل مصادم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وهو قول المرجئة الضلال فقال: بسم الله الرحمن الرحيم .. قول القائل من صدق بقلبه ونطق بالشهادتين ولو مرة واحدة لا يزيد عليها فهو مسلم ناج من الخلود في النار وأن تولى عن الانقياد إلى آخره أنه قول باطل مصادم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وهو قول المرجئة الضلال.
فإن من الضروريات دينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان والعمل وأن من تولى عن العمل فإنه يعتبر غير متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والجزاء وتؤمن بالقدر خيره وشره ومتى حصل للعبد هذا الإيمان وجب ضرورة أن يحصل له الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالطاعة من الشهادتين والصلاة وأداء الزكاة وصوم رمضان والحج لأن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله يقتضي الاستسلام لله والانقياد له مع الحب والخضوع فمن الممتنع أن يكون العبد قد حصل له الإيمان في القلب والحب والانقياد في الباطن ولا يحصل له ذلك في الظاهر كالجوارح مع القدرة عليه كما يمتنع وجود الإرادة الجازمة مع القدرة ولا يحصل له المراد بفرض أن هناك إيمان مع تخلف العمل فرض ممتنع وبهذا يتبين أن من يؤمن بقلبه إيماناً جازماً امتنع أن لا ينطق بالشهادتين ولا يعمل ما وجب عليه الشرع مع قدرته علي ذلك فعدم العمل مستلزم لانتفاء الإيمان القلبي وبهذا يتبين خطأ المرجئة الجهمية ونحوها في زعمهم بأن مجرد الإيمان القلبي ينفع بدون أعمال الجوارح فإن هذا ممتنع حصوله فلا يمكن أن يوجد إيمان القلب الجازم إلا ويوجد معه العمل الظاهر وبهذا علق الرسول صلى الله عليه وسلم من ترك قتال الناس بالعمل كما قال: [أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة].
كما قرن التولي مع التكذيب فإن التولي هو ترك العمل وضد ذلك قرن العمل الصالح مع الإيمان لأنه يستلزمه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " اسم الإيمان إذا أطلق في كلام الله ورسوله فإنه يتناول فعل الواجبات وترك المحرمات ".
وقال: [كفر أحمد ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان وهو أن الإيمان معرفة القلب وتصديقه.
وقال: " وقد اتفق المسلمون على أنه من لم يأت بالشهادتين فهو كافر وأما الصلاة والزكاة والصوم والحج فاختلفوا في تكفير تاركها ونحن إذا قلنا أهل السنة متفقون على أنه لا يكفر بالذنب مرتكب المعاصى كالزنا وشرب الخمر وأما هذه المباني ففي تكفير تاركها نزاع مشهور"
وقال: " فالإيمان في القلب لا يكون إيماناً بمجرد تصديق ليس له عمل القلب وموجبه من محبة الرسول له ونحو ذلك ".
يعني أنه لابد من العمل مع الإيمان وقد دل على هذا القرآن في مواضع كثيرة جداً كقوله جلا وعلا:?والعصر* إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات? فأقسم بالحق والصبر عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/460)
وقال جلا وعلا:?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات .. ? بين أن من لم يؤمن ويعمل صالح فهو في أسفل سافلين وأسفل سافلين هو جهنم.
والأدلة على ذلك من كتاب الله جلا وعلا كثيرة جداً كقوله جلا وعلا:?إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون? فنفي الإيمان عن غير هؤلاء فمن كان إذا ذكر بالقرآن لا يفعل ما فرض الله عليه من السجود ولم يكن من المؤمنين.
فالإيمان في القلب لا يكون إيماناً بمجرد تصديق ليس معه عمل القلب وموجبه من محبة الله ورسوله ونحو ذلك ".
اسم الإيمان تارة يطلق على ما في القلب من الأقوال القلبية والأعمال القلبية من التصديق والمحبة والتعظيم ونحو ذلك، وتكون الأقوال الظاهرة والأعمال لوازمه وموجباته ودلائله.
وتارة يطلق على ما في القلب والبدن جعلا لموجب الإيمان ومقتضاه داخلاً في مسماه، وبهذا تبين أن الأعمال الظاهرة تسمى إسلاماً وإنها تدخل في مسمى الإيمان.
وبهذا يتبين أنه إذا وجد في القلب إيمان امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين ولا يعمل مع القدرة على ذلك مقدم العمل دليل على عدم الإيمان وانتفائه.
ويمتنع أن يحب الإنسان آخر حباً جازماً ثم لا يحصل منه حركة ظاهرة لوصلة فمن الخطأ أن يظن أن الإيمان إذا وجد في القلب يتخلف عنه العمل.
قال شيخ الإسلام: " منشأ الغلط في هذا المواضع من وجوه: أحدها (ظنهم) أن العلم والتصديق مستلزم لجميع موجبات الإيمان.
الثاني: ظنهم أن ما في القلوب لا يتفاضل الناس فيه.
الثالث: ظنهم أن ما في القلب من الإيمان المقبول يمكن تخلف القول الظاهر والعمل الظاهر عنه.
الرابع: ظنهم أن ليس في القلب إلا التصديق وأن ليس الظاهر إلا عمل الجوارح، والصواب أن القلب له عمل مع التصديق والظاهر قول ظاهر وعمل ظاهر وكلاهما مستلزم للباطن ".
نرجو أن الله ييسر وأن يكتب عن الموضوع بتوسع وبيان نفع والله الموفق.
سب الدين كفر أكبر وردةى عن الإسلام
قال الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله-: " سب الدين كفر أكبر وردة عن الإسلام والعياذ بالله، إذا سب المسلم دينه أو سب الإسلام، أو تنقص الإسلام وعابه أو استهزأ به فهذه ردة عن الإسلام، قال الله تعالى:?قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم?، وقد أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين أو تنقصه أو سب الرسول أو انتقصه أو استهزأ به، فإنه يكون مرتدا كافراً حلال الدم والمال، يستتاب فإن تاب وإلا قتل?.
ومن ذلك استشهاده بكلام القرطبي وابن العربي والقاضي عياض موافقاً إياهم بقوله:
* قال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) عند تفسير هذه الآية ما نصه: قال القاضي أبو بكر بن العربي: " لا يخلو أن يكون ما قالوه في ذلك - جداً أو هزلاً - وهو كيف ما كان كفر، فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة " انتهى المقصود.
وقال القاضي عياض بن موسى - رحمه الله - في كتابه الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ص325) ما نصه: " واعلم أن من استخف بالقرآن أو المصحف، أو بشيء منه، أو سبهما أو جحده أو حرفاً منه أو آية، أو كذب به أو بشيء مما صرح به فيه: من حكم، أو خبر، أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك، أو شك في شيء من ذلك فهو كافر عند أهل العلم بإجماع، قال الله تعالى:?وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد?. انتهي المقصود.
وفي مجلة الفرقان سئل الشيخ عن الكفر العملي المخرج من الملة فقال: " الذبح لغير الله، والسجود لغير الله، كفر عملي مخرج من الملة، وهكذا لو صلى لغير الله أو سجد لغيره سبحانه، فإنه يكفر كفرا عملياً أكبر – والعياذ بالله – وهكذا إذا سب الدين، أو سب الرسول، أو استهزأ بالله ورسوله، فإن ذلك كفر عملي أكبر عند جميع أهل السنة والجماعة".
بيان الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في حقيقة الكفر والإيمان:
جاء في (المنتقى):
* فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله لما يحبه ويرضاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/461)
فقد كثر الكلام في الآونة الأخيرة بين طلبة العلم حول مسألة مهمة تتعلق بأصل الدين، وسأذكر بعض الأقوال التي أرجو من الشيخ أن يبين هل هي موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة، أم أن فيها شيئاً من الخلل:
1 - قول بعض الناس: " إن عقيدة أهل السنة والجماعة أن العمل شرط في كمال الإيمان وليس شرطاً في صحة الإيمان"، مع أنه من المعلوم شرط في كمال الإيمان عند أهل السنة قول وعمل، وأنه لا إيمان إلا بعمل كما صرح بذلك بعض أئمة السلف.
2 - قول بعض الناس: " إن الكفر المخرج من الملة هو الكفر الاعتقادي فقط، أما العمل فلا يخرج من الملة إلا إذا كان يدل على اعتقاد كالسجود لصنم مثلاً، فإنه يعتبر كفراً لأنه يدل على عقيدة في الباطن لا لمجرد السقوط فقط، ومثله سب الله أو الاستهزاء بالدين أو نحو ذلك .. فلا يكفر الإنسان بعمل مهما كان".
أرجو من الشيخ - وفقه الله - أن يتفضل ببيان ما في هاتين المقالتين من الحق أو الباطل؟ سائلاً الله تعالى أن يوفقه للصواب، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الجواب:
1 - القول الأول: هو قول مرجئة أهل السنة وهو خطأ، والصواب أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان فهو اعتقاد وقول وعمل يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهذا قول جمهور أهل السنة لأن الله سمى الأعمال إيماناً كما في قوله تعالى:?إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً? الآيتين، وقال النبي: [الإيمان بضع وسبعون شعبة] الحديث.
2 - هذا الكلام في الغالب وهناك أعمال تخرج من الملة كترك الصلاة تكاسلاً وكالسحر تعلمه وتعليمه، ومن نطق بكلمة الكفر مختاراً، وكل عمل لابد أن يصاحبه قصد، فلا يعتد بعمل الناسي النائم والصغير والمجنون والمكره لعدم القصد، هذا وأنصح لهؤلاء أن يتعلموا قبل أن يتكلموا لأن الكلام في مثل هذه المسائل خطير، ويحتاج إلى علم.
وقال أيضاً إجابة على سؤال:
وما فعلته فيما ذكرته في السؤال من أنك ذهبت وغيرت من مسمى الديانة إلى ديانة غير الإسلام لتحصل على عمل، فهذا شيء خطير، ويعتبر ردة عن دين الإسلام، لأنك فعلت هذا، وتظاهرت بغير دين الإسلام، وانتسبت إلى غير دين الإسلام، والمسلم لا يجوز له ذلك، ويجب عليه أن يتمسك بدينه، وأن يعتز بدينه، وأن لا يتنازل عنه لطمع من أطماع الدنيا، فالله سبحانه وتعالى لم يستثن في أن يتلفظ الإنسان بشيء من ألفاظ الكفر، إلا في حالة الإكراه الملجئ، كما في قوله تعالى:?من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا علي الآخرة?.
فأنت تظاهرت بغير دين الإسلام وانتسبت لغير دين الإسلام لأجل الدنيا وطمع الدنيا، لم تصل إلى حد الإكراه الذي تعذر به، فالواجب عليك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والمبادرة إلى تغيير هذا الانتساب، والمبادرة إلى كتابة الديانة الإسلامية في ورقة عملك، مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على ما فات، والعزم على أن لا تعود لمثل هذا الشيء، لعل الله أن يتوب علينا وعليك ".
وقال -حفظه الله- في (الإرشاد): " ففي هاتين الآيتين الكريمتين مع بيان سبب نزولهما دليل واضح على كفر من استهزأ بالله، لأن من فعل ذلك فهو مستخف بالربوبية والرسالة وذلك مناف للتوحيد والعقيدة، ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء، ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله وعدم احترامهم أو الوقيعة فيهم من أجل العلم الذي يحملونه، وكون ذلك كفر ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء، لأن هؤلاء الذين نزلت فيهم الآيات جاءوا معترفين بما صدر منهم ومعتذرين بقولهم:?إنما كنا نخوض ونلعب? أي لم نقصد الاستهزاء والتكذيب وإنما قصدنا اللعب، واللعب ضد الجد فأخبرهم الله على لسان رسوله أن عذرهم هذا لا يغني من الله شيئاً، وأنهم كفروا بعد إيمانهم هذه المقالة التي استهزءوا بها، ولم يقبل اعتذارهم بأنهم لم يكونوا جادين في قولهم، وإنما قصدوا اللعب ولم يزد في إجابتهم على تلاوة قول الله تعالى:?أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم?، لأن هذا لا يدخله المزح واللعب، وإنما الواجب أن تحترم هذه الأشياء وتعظم، وليخشع عند آيات الله إيماناً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/462)
بالله ورسوله وتعظيماً لآياته، والخائض اللاعب منتقص لها…
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنما تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له، بل إنما كنا نخوض ونلعب، وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدراً بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه لمنعه أن يتكلم بهذا الكلام، والقرآن بين أن إيمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه ".
وقال أيضاً: " .. وأما الكفر فهو الامتناع من الدخول في الإسلام أو الخروج منه واختيار دين غير دين الله أما تكبراً وعناداً، وإما حمية لدين الآباء والأجداد وإما طمعاً في عرض عاجل من مال أو جاه أو منصب .. ويكون الكفر بالعمل كالذبح لغير الله والسجود لغير الله وعمل السحر وتعلمه وتعليمه كما قال تعالى:?قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين?،?يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون? فمن صرف شيئاً من هذه الأعمال لغير الله فإنه يكون مشركاً كافراً يعامل معاملة الكفار إلا أن يتوب إلى الله، وقال في السحر:?وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر? إلى غير ذلك من أنواع الكفر الذي يكون بالقول والفعل كما يكون بالاعتقاد والشك والتردد كما قال تعالى:?ودخل جنته .. ? الآية، فلا يكون الكفر بالتكذيب فقط، ثم إنه قد يكون الكافر كافراً أصلياً لم يدخل في الإسلام أصلاً، وقد يكون كافراً كفر ردة إذا دخل في الإسلام ثم ارتكب ناقضاً من نواقضه التي هي من أنواع الكفر، سواء كان جاداً أو هازلاً أو قاصداً الطمع من مطامع الدنيا من الحصول على مال أو جاه أو من صب إلا من فعل شيئاً من ذلك أو قاله مكرهاً بقصد دفع الإكراه مع بقاء قلبه على الإيمان كما قال تعالى:?من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدر فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدى القوم الكافرين * أولئك الذين طبق الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون * لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون?".
وقال – حفظه الله - في شرحه لـ (كشف الشبهات): " فالحاصل أن الذي يتكلم بكلمة الكفر لا يخلو من أربع حالات: الحالة الأولى: أن يكون معتقداً ذلك بقلبه فهذا لا شك في كفره.
الحالة الثانية: أن لا يكون معتقداً بذلك بقلبه ولم يكره على ذلك، ولكن فعله من أجل طمع الدنيا أو مداراة الناس وموافقتهم، فهذا كافر بنص الآية:?ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة?، وكذلك في فعل الكفر والشرك موافقة أهله وهو لا يحبه ولا يعتقده بقلبه وإنما فعله شحاً ببلده أو ماله أو عشيرته.
الحالة الثالثة: أن يفعل ذلك مازحاً ولاعباً كما حصل من النفر المذكورين.
الحالة الرابعة: أن يقول ذلك مكرهاً لا مختاراً وقلبه مطمئن بالإيمان فهذا مرخص له في ذلك دفعاً للإكراه، وأما الأحوال الثلاثة الماضية فإن صاحبها يكفر كما صرحت به الآيات، وفي هذا رد على من يقول إن الإنسان لا يحكم عليه بالكفر ولو قال كلمة الكفر أو فعل أفعال الكفر حتى يعلم ما في قلبه، وهذا قول باطل مخالف للنصوص".
من أقوال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في أن الكفر يكون بالاعتقاد والقول والفعل والشك والترك
قال في (درء الفتنة): " .. وأن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك وبالترك، وليس محصوراً بالتكذيب بالقلب كما تقوله المرجئة، ولا يلزم من زوال بعض الإيمان زوال كله كما تقوله الخوارج ".
وقال: " للحكم بالردة والكفر موجبات وأسباب هي نواقض الإيمان والإسلام، من اعتقاد، أو قول، أو فعل، أو شك، أو ترك، مما قام على اعتباره ناقضاً الدليل الواضح، والبرهان الساطع من الكتاب أو السنة أو الإجماع ".
وقال بعد أن ضرب أمثلة لكفر الأقوال والأعمال: " فكل هؤلاء قد كفرهم الله ورسوله بعد إيمانهم بأقوال وأعمال صدرت منهم ولو لم يعتقدوها بقلوبهم، لا كما تقول المرجئة المنحرفون، نعوذ بالله من ذلك ".
خلاصة البحث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/463)
الإيمان -عند أهل السنة والجماعة- حقيقة مركبة من عناصر ثلاث: اعتقاد القلب، وشهادة اللسان، وعمل الجوارح، فإذا تخلف عنصر منها بطل الإيمان، فمن شهد بلسانه ألاّ إله إلاّ الله ولم يؤمن بها قلبه فهو كافر منافق وإن صلى وصام وجاهد وحج. وإن أقر بقلبه بالشهادتين ولم يشهد بلسانه من غير عذر فهو كافر وإن عمل بعض أعمال الإسلام كما كان شأن أبي طالب عم رسول الله ? فقد قام مع الرسول ونصره، وكان يعتقد صدقه ولكنه امتنع عن الشهادة ظاهراً خوفاً أن يعير بترك دين الآباء فمات على الكفر من أجل ذلك.
ومن شهد بلسانه وأقر قلبه ولكنه تولى عن عمل الإسلام كله اختياراً فلم يصل، ولم يصم، ولم يزك، ولم يحج فهو كافر كذلك كفراً يخلده في النار ...
وهذا الأخير هو الذي تدور المعركة عليه بين أهل السنة والجماعة وبين المرجئة القائلين بأنه مؤمن كامل الإيمان، وإن ترك العمل، أو مؤمن عنده أصل الإيمان، كما يقوله من يسمونهم بمرجئة الفقهاء.
قال محمد بن الحسين الآجري -رحمه الله-: " اعلموا -رحمنا الله تعالى وإياكم-: أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق القلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح.
ثم اعلموا: أنه لا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً، ولا تجزئ المعرفة بالقلب، ونطق اللسان، حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث خصال: كان مؤمناً ".
وقال أيضاً: اعلموا -رحمنا الله تعالى وإياكم- يا أهل القران، ويا أهل العلم، ويا أهل السنن والآثار، ويا معشر من فقههم الله عز وجل في الدين، بعلم الحلال والحرام- أنكم إن تدبرتم القرآن، كما أمركم الله عز وجل علمتم أن الله عز وجل أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله: العمل، وأنه عز وجل لم يثن على المؤمنين بأنه قد رضي الله عنهم، وأنهم قد رضوا عنه، وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة، والنجاة من النار، إلا بالإيمان والعمل الصالح، وقرن مع الإيمان العمل الصالح، لم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده، حتى ضمَّ إليه العمل الصالح، الذي وفقهم له، فصار الإيمان لا يتم لأحد حتى يكون مصدقاً بقلبه، وناطقاً لسانه، وعاملاً بجوارحه لا يخفى على من تدبر القرآن وتصفحه، وجده كما ذكرت.
واعلموا -رحمنا الله تعالى وإياكم- أني قد تصفحت القرآن فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعاً من كتاب الله عز وجل: أن الله تبارك وتعالى لم يدخل المؤمنين الجنة بالإيمان وحده، بل أدخلهم الجنة برحمته إياهم، وبما وفقهم له من الإيمان به والعمل الصالح، وهذا رد على من قال: " الإيمان: المعرفة " ورد على من قال: " المعرفة والقول، وإن لم يعمل " نعوذ بالله من قائل هذا ".
* وأما الكفر فهو -عند أهل السنة والجماعة- يكون بالاعتقاد، والقول والفعل والترك، فمن اعتقد عقيدة باطلة كمن ادعى أن لله نداً، أو ولداً، أو شريكاً في الملك، أو شريكاً في الألوهية، أو نفى عن الله ما أثبته لنفسه ... فهو كافر، ومن قال كلمة الكفر اختياراً من غير اضطرار، أو سبَّ الله، أو سبَّ رسوله، أو سبَّ دينه، أو استهزأ بالله، أو رسوله، أو دينه ولو لم يعتقد هذا بقلبه فهو كافر، ومن فعل فعلاً حكم الله بكفر فاعله كفراً ينقل عن الملة -فعله اختياراً من غير اضطرار- فهو كافر، ومن ترك العمل كله، أو الصلاة على وجه الخصوص فلم يصل لله ركعة فهو كافر ...
وقد خالف في هذا المرجئة فقالوا: لا يكون كفر إلا بالتكذيب والجحود، وأما بالعمل فلا يكفر أحد بأي عمل ما دام أنه لا يعتقده بقلبه.
وقد قام أهل السنة والجماعة منذ ظهرت هذه البدعة (بدعة الإرجاء) في العهد الأموي فكفروا القائلين بها، وشنعوا عليهم في كل مكان وحذروا من بدعتهم، فقال الإمام الزهري -رحمه الله-: " ما ابتدعت في الإسلام بدعة أضر على أهله من هذه -يعني الإرجاء-. وقال ابراهيم النخعي: " المرجئة أخوف عندي على الإسلام من عدتهم من الأزارقة " وقال أيضاً: " الخوارج عندي أعذر من المرجئة ".
وقال يحي بن معين وقتادة: " ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء ". وقال شريك: " هم أخبث قوم ".
وأبطل أهل السنة والجماعة بدعة الإرجاء، وردوها، بنصوص الكتاب والسنة، وإجماع الأمة. وكذلك بالأدلة العقلية التي لا يمكن جحدها ولا ردها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/464)
فأما الكتاب فإنه وصف الإيمان لم يكتبه الله إلا لمن شهد بلسانه واعتقد بقلبه وعمل بجوارحه. كقوله سبحانه وتعالى:?إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أؤلئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم?.
وقوله تعالى:?إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أؤلئك هم الصادقون?.
وقوله تعالى:?آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير?.
ونفى الله سبحانه الإيمان عمن شهد بلسانه ولم يؤمن قلبه. قال جل وعلا:?يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً أؤلئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم?.
وقوله تعالى:?ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون?.
ونفى الإيمان عن تارك العمل في آيات كثيرة: كما قال تعالى:?يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون?. والحوالة: هي جعل حاجز بين القلب والإيمان عند التولي.
وقرن الله دائما بين الإيمان والعمل الصالح، وجعل هذا شرطاً للنجاة. وجعل سبحانه من لا يكسب في إيمانه خيراً كالكافر في عدم قبوله توبته عند ظهور آياته قال تعالى:?يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون?.
واستدلوا من القرآن على أن الكفر يقع بالعمل ولو لم يكن معه اعتقاد بقوله تعالى:?لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم?. وبقوله تعالى:?من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم * ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين?.
وأما السنة فاستدلوا بالأحاديث المستفيضة التي تثبت أن الإيمان شهادة واعتقاد وعمل، كقوله ?: " الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: [بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة].
وفسروا ما جاء في السنة من الأحاديث مما قد يدل بظاهره أن الجنة يدخلها من قال لا إله إلا الله بلسانه مصدقاً بها في قلبه فقط، بأن من يقول لا إله إلا خالصاً من قلبه، لا بد وأن يكون عاملاً بها. ولا يتصور أن يكون مؤمن يقول لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ويمتنع عن عمل الإيمان كله - الذي فرضه الله- بغير عذر.
وما جاء فيها يوهم أن من جاء يوم القيامة وليس معه إلا شهادة ألا إله إلا الله، أنها لا تضره ذنوبه وإن كان له سبعون سجلاً من الذنوب كل سجل مد بصره، أن مغفرة ذنب عبد من العباد راجع إلى الله سبحانه وتعالى، وقد أخبر جل وعلا أنه لا يغفر الشرك، ويغفر ما دونه لمن يشاء، وله الحكمة فيما يفعل سبحانه وتعالى وهو العزيز الحكيم.
واستدلوا على كفر من عمل مكفراً بالأحاديث الكثيرة التي جاء فيها أن النبي ? حكم بالكفر والردة على من عمل مكفراً كقتله من تزوج امرأة أبيه، وتخميس ماله .. الخ
وأما الإجماع، فقد أجمع الصحابة على كفر تارك الصلاة كفراً ينقل عن ملة الإسلام وأجمعوا على قتال ما نعي الزكاة، وقاتلوهم قتال المرتدين الكفار فغنموا أموالهم ونساءهم، وأجمعوا أن تارك العمل كله كافر، وأن الإيمان قول واعتقاد وعمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/465)
ولما كانت الصلاة هي أشرف أعمال الإسلام بعد الشهادتين فقد خصصناها في هذا البحث بمزيد من العناية بالنقل المستفيض عن أهل العلم مما يدل على كفر تاركها كفراً ناقلاً عن الملة كما أجمع الصحابة ? على ذلك، فنقلنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بكماله في كفر تارك الصلاة كفراً ينقل عن ملة الإسلام، وكذلك تحقيق العلامة ابن القيم ونقله لأقوال أهل العلم في هذه المسألة وترجيحه بالدليل الدامغ على كفر تارك الصلاة كفراً ناقلاً عن الملة، وكذلك تحقيق الشيخ الجليل محمد الصالح العثيمين لهذا الأمر، وترجيحه كفر تارك الصلاة وقد نقلنا هذه الأقوال بتمامها لأهمية الصلاة، وأنها الفرقان بين أهل الإسلام، وأهل النفاق، والجحود والكفران.
ولما كان كثير من المعاصرين ممن وقعوا في هذه البدعة الشنيعة (بدعة الإرجاء) ينسب الوقوع في هذه البدعة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإننا نقلنا بالنقل المستفيض من كتبه بما لا يدع مجالاً للشك أنه كان من أشد الناس رداً لهذه البدعة، وبياناً لضلال أهلها، وأنه نص على كفر تارك العمل كقوله: " من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والحج، ويعيش وهو لا يسجد لله سجدة، ولا يصوم من رمضان، ولا يؤدي زكاة، ولا يحج إلى بيته فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح ".
وقال رحمه الله: " وقد تبين أن الدين لا بد فيه من قول وعمل، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله بقلبه ولسانه ولم يؤد واجباً ظاهراً، ولا صلاةً، ولا زكاةً، ولا صياماً، ولا غير ذلك من الواجبات، لا لأجل أن الله أوجبها، مثل أن يؤدي الأمانة أو يصدق الحديث، أو يعدل في قسمه وحكمه، من غير إيمان بالله ورسوله، لم يخرج بذلك من الكفر، فإن المشركين، وأهل الكتاب يرون وجوب هذه الأمور، فلا يكون الرجل مؤمناً بالله ورسوله مع عدم شيء من الواجبات التي يختص بإيجابها (محمد صلى الله عليه وسلم).
ومن قال: بحصول الإيمان الواجب بدون فعل شيء من الواجبات سواء جعل فعل تلك الواجبات لازماً له، أو جزءاً منه، فهذا نزاع لفظي كان مخطئاً خطئاً بيناً، وهذه بدعة الإرجاء، التي أعظم السلف والأئمة الكلام في أهلها، وقالوا فيها من المقالات الغليظة ما هو معروف، والصلاة هي أعظمها وأعمها وأولها وأجلها ".
وعقيدة الإرجاء هذه لها مفاسد عظيمة على أهل الإسلام. ومن هذه المفاسد:
1) إيهام المسلمين أنهم مهما تركوا من أوامر الله فلم يمتثلوها، ولو تركوها جميعاً فهم مع ذلك مؤمنون مسلمون، وأن الجنة لهم حتماً في آخر الأمر، ولو عذبوا في النار عذبوا عذاباً قليلاً، ثم يكون مآلهم إلى الجنة، ومن أجل هذا القول سمى أهل السنة المرجئة بأنهم يهود هذه الأمة، لأن اليهود مع كفرهم بآيات الله قالوا:?لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ?.
2) تهوين أمر الصلاة التي قال فيها رسول الله ?: " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ". وقال أيضاً ?: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " فجعلها علامة ظهور الكفر عند المنافق.
ومن أجل أقوال المرجئة تهاون من تهاون في الصلاة اعتماداً على أماني المغفرة.
3) تجرئ المسلمين على الكفر بكل أنواعه: حكماً بغير ما أنزل الله، وسبَّاً لله ورسوله ودينه، واستهزاءاً وسخريةً بالدين، ومعاداةً لله ورسوله والمؤمنين، كل هذا مع اليقين أنهم لا يزالون في الإيمان والإسلام، وأن رحمة الله تدركهم في الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/466)
4) الكذب على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله بأن الله سبحانه وتعالى لم يرد من عباده في حقيقية الأمر إلا مجرد شهادة باللسان مع إقرار القلب والله سبحانه وتعالى يقول:?كبر على المشركين ما تدعوهم إليه?. وفيها كذلك إبطال للوعيد والتهديد الشديد على التولي والإعراض وترك العمل مع القدرة عليه كما في قوله تعالى: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ?. وقوله:?وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ?. وقوله?وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّوَأَبْقَى?. وقوله?وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ?.
5) ومن شرور هذه العقيدة الباطلة تمكين أهل النفاق والكفر من أهل الإسلام وذلك: أنه ما دام أن المسلم يظل على الإسلام والإيمان ولو ترك الصلاة والزكاة والصوم والحج وسائر الأعمال ... فما الذي يدفع المنافق الكافر في باطنه أن يتمسك بشيء من الإسلام ما دام أنه يأمن ألا يخرجه أحد من الإسلام، وهكذا يتسلط المنافقون بهذه العقيدة الباطلة على الإسلام وأهله. بل هذه العقيدة هي أعظم عون للكفار للقضاء على الإسلام لأنها لم تبق فارقاً قط بين الكافر والمسلم إلا مجرد كلمة تقال باللسان، ولو لم يظهر لها أي أثر على الجوارح، بل لو ظهرت كل علامات الكفر على الجوارح ... فأي بلاء على الإسلام وأهله أكثر من هذا؟
6) ومن شرور هذه العقيدة الخبيثة أن الذين يدينون بها قد يسارعون إلى تكفير من يشهد بالكفر لمن حكم الله ورسوله بكفرهم كمن ترك الصلاة، ويستهزئ بالدين، ويسبّ الله ورسوله وأولياءه، ويبدل الشرائع، ويحارب الإسلام. وبهذه العقيدة الخبيثة يوالون أعداء الله، ويحاربون أولياءه، وللأسف فقد وقع هذا من طوائف كثيرة ممن اعتقد هذا المعتقد الخبيث.
7) ومن شرور هذه العقيدة الخبيثة أنه رجعت اليوم إلى المسلمين بمسمى آخر غير الإرجاء وهو إلباسها معتقد أهل السنة والجماعة فنشأ بهذا فتنة جديدة في الصد عن سبيل الله وتشويه معتقد أهل السنة والجماعة.
8) ومن شرور هذه العقيدة هدم فريضة إنكار المنكر، التي هي نظام الدين، وبها حراسته من الأعداء، وصيانته عن التحريف والتشويه والضياع.
9) ومن شؤم هذه العقيدة لجوء من يعتقدها -ولا بد- إلى التأويل الباطني، وتحريف الكلم عن مواضعه، ورد الآيات والأحاديث والنصوص الصريحة الواضحة والتعليق بالمتشابه من الكتاب والسنة.
10) ومن شرور هذه العقيد عقيدة الإرجاء، تهوين شأن المعاصي، ورد نصوص الوعيد، وتفريغ الدين من معناه ومحتواه، وجعله في النهاية مجرد كلمة تقال باللسان مع إدعاء تصديق القلب دون التزام بأي عمل من الأعمال. وبهذا يظهر للناظر إلى هذا الدين، أن جهاد الرسل للكفار كان عبثاً، وأن جهودهم كانت في غير طائل.
هذا ما يسر الله سبحانه وتعالى جمعه وتأليفه بياناً لحقيقة الإيمان كما جائت في الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة، ورداً لمقولات أهل الأهواء من مرجئة وخارجية، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا وأخواننا المؤمنين، الفتن المضلة، وأن يردنا إليه غير فاتنين ولا مفتونين ولا مغيرين ولا مبدلين.
وكتبه
عبدالرحمن بن عبدالخالق
وكان الفراغ منه في الرابع عشر من شهر جمادي الآخرة سنة 1421هـ
الموافق 14 من شهر أغسطس سنة 2000م
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[03 - 05 - 03, 11:10 ص]ـ
سلسلة محاضرات صوتية عن الارجاء
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=62
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 07:18 ص]ـ
أشكر الأخ الفاضل على هذا النقل النافع الطيب
وأسأل الله أن يحرم أجسادنا وأجسادكم على النار - آمين-
لقد كان لي حواران مع أحد الإخوة في النسب والدين في مرتين منفصلتين
كان سببه أني نقلت له
(أن الكفر والردة تكون بالقول والفعل والإعتقاد)
فكان في البداية يقول ان الكفر يكون بالاعتقاد فقط
ثم مع الاستدلال وضرب المثال
أقرّ بأن الكفر يكون في القول والفعل والإعتقاد
ولكن إقراره كان كالتالي:
أن فعل الكفر لم يكن كفراً إلا لأنه ناشء عن اعتقاد
وأن قول الكفر لم يكن كفراً إلا لأنه ناشء عن اعتقاد
فخطأته
وقلت له أن فعل الكفر كفر سواءً اعتقد أو لم يعتقد
وأن قول الكفر كفر سواءً اعتقد أو لم يعتقد
وأن هذا منهج السلف فالزم غرزه فإنه الحق
وسؤالي لكم:
هل أصبت أنا في تخطئته وهل قوله قول المرجئة ... ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/467)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[30 - 07 - 03, 10:16 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد الوايلي
أشكر الأخ الفاضل على هذا النقل النافع الطيب
وأسأل الله أن يحرم أجسادنا وأجسادكم على النار - آمين-
لقد كان لي حواران مع أحد الإخوة في النسب والدين في مرتين منفصلتين
كان سببه أني نقلت له
(أن الكفر والردة تكون بالقول والفعل والإعتقاد)
فكان في البداية يقول ان الكفر يكون بالاعتقاد فقط
ثم مع الاستدلال وضرب المثال
أقرّ بأن الكفر يكون في القول والفعل والإعتقاد
ولكن إقراره كان كالتالي:
أن فعل الكفر لم يكن كفراً إلا لأنه ناشء عن اعتقاد
وأن قول الكفر لم يكن كفراً إلا لأنه ناشء عن اعتقاد
فخطأته
وقلت له أن فعل الكفر كفر سواءً اعتقد أو لم يعتقد
وأن قول الكفر كفر سواءً اعتقد أو لم يعتقد
وأن هذا منهج السلف فالزم غرزه فإنه الحق
وسؤالي لكم:
هل أصبت أنا في تخطئته وهل قوله قول المرجئة ... ؟
اللهم ارزقني مجيباً واجزه عنا خيراً كثيراً طيباً مباركاً فيه
ـ[أبو هريرة]ــــــــ[31 - 07 - 03, 03:25 م]ـ
توضيحا للكتب التي أشير اليها في مسائل الكفر والايمان فأنوه مايلي:
كتاب رفع اللائمة نشر دار عالم الفوائد بمكة الطبعة الثانية
أسئلة وأجوبة في الايمان والكفر نشر دار أطلس الخضراء بالرياض
جواب في الايمان نشر دار المحدث
فتاوى وبيانات نشر دار عالم الفوائد
ضوابط في التكفير نشر دار عالم الفوائد، وهناك مذكرة قيمة لأحد طلبة العلم في الرد على بعض الملاحظات في هذا الكتاب
أما كتاب الهداية فاعذروني لا أعرفه.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[28 - 03 - 06, 02:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا في جمعكم لهذه النقولات في الرد على المرجئة(24/468)
هل صح ذلك عن هذا الصوفي؟
ـ[السعيدي]ــــــــ[17 - 04 - 03, 01:37 ص]ـ
إخواني الافاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يعلم احدكم ان هذا الكلام قد صح عن محي الدين إبن عربي الصوفي في سنة 683 هـ:
سيخلد بادي الناس القفارا كما يسترجع الشئ المعارا
وتهوي شامخات الأرض هدماً الى الوديان سقطاً وانحدارا
ستنشب بين الفرس والعراق صراع يضرم النار إستعارا
وتطفأ بعد عقد أو أقل كأن لم يوقد فيها الأوارا
ويظهر بين دجلة والفرات زعيم يسكب النار إنهمارا
بحرف الصاد سمي ذا الزعيم بوجه يضحك العز إسمرارا
يعيد الكون من كفار جاروا ويسكب فوق تلك الأرض نارا
فيأتي الغرب في عد الرمال من الفولاذ قد شادوا المهارا
ويحترقوا بزيت في الخليج يخلّي ظلمة الليل نهارا
ويجري الدم شلالات تروي أديم الأرض في رمل الصحارى
تضرج بالدماء أرض الحجاز يلون لونها القاني البحارا
جنود ولا رماح ولا سيوف ستسكب في ذرى الشرق الدمارا
يعم الجور أرضاً في الغلاء وتنسى الناس في الشرق الدينارا
ويظهر بالصحف اسم جديد بسكةعملة تزهو إخضرارا
يئم المسلمون القدس جيشاً وكافرة تغرد في العذارى
ويظهر من بلاد الشرق زحف قوي يملأ الارض إنتشارا
وبين العدّ جبار أمير بوجة يبرق السخط إحمرار
يروح السيف يفتك في رؤوس تهاوت فوق شفرته انهمارا
ويهدم بيت مكة في الحجاز ويرمون الى البحر الحجارا
وفي مصر يحاسب كل حيٍّ ويقطف كل إنسان الثمارا
فمنهم يأخذ التخليد دارا ومنهم يأخذ النيران دارا
ومن أقوال محي الدين العربي أيضا
إذا إتفق اليهود مع النصارى وطاروا بالحديد فوق البروج
وأضحى المسجد الأقصى أسيراً وصار الحكم لذوي الفروج
ونارٌ في الخليج لها سعيرٌ وحكم في الحجاز لذوي العلوج
وفي حرب الخليج سوف تمضي عواصمهم مع الزيت الخليج
فيأجوج ومأجوج تفانوا وقالوا يا بحور الدم موجي
فقل لأعور الدجال هيا قد آن الآوان الى الخروج
ـ[السعيدي]ــــــــ[18 - 04 - 03, 02:18 ص]ـ
محاضرات الشيخ المغراوي عن عقيدة إبن عربي
http://daq.mumineen.com/maghraoui_real2.html
ـ[الشافعي]ــــــــ[18 - 04 - 03, 06:12 ص]ـ
الأبيات ((تنزلاً)) مكسورة الوزن ركيكة السبك هي أقرب إلى السواليف
منها إلى الشعر ولا يمكن بحال أن تكون لابن عربي فإنه متمكن من
النظم. ولا أظن شيئاً من هذه الترهات يكون في كتبه وإن كان فيها
الكفر البواح والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 04 - 03, 06:30 ص]ـ
أحسنتم، ثم في هذه الأبيات ((المباركة)) نكارة في المتن مما يقدح في صحة الاستدلال بها في هذه الأزمان؛ لأنه قال:
ويظهر بين دجلة والفرات زعيم يسكب النار إنهمارا
بحرف الصاد سمي ذا الزعيم بوجه يضحك العز إسمرارا
يعيد الكون من كفار جاروا ويسكب فوق تلك الأرض نارا
قال أبو عمر رضي الله عنه: ووجه نكارة متنها أنَّ (اللعبة قد انتهت)، وبطل سحر الساحر الأفاك، والله غالب على أمره !!(24/469)
كشف شركيات الجفري (الجزء الرابع)
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[18 - 04 - 03, 03:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((كشف شركيات الجفري)) الجزء الرابع.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد.
و بعد عرض المقاطع الصوتية للجفري في الجزء الأول.
سوف أذكر بعض الأدلة التي فيها رد على أقواله المخالفة لما جاء في النصوص الشرعية كما في الجزء الثاني و الثالث و هي كما يلي:
خامسا: ذكر بعض الأدلة التي تثبت عدم إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة:
من الأدلة على ذلك أن أموراً عظيمة وقعت لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين وهم أفضل الأمة بعد نبيها كانوا في حاجة ماسة إلى وجوده بين أظهرهم ولم يظهر لهم، نذكر منها:
1) انه وقع خلاف بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الخلافة، فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصل النزاع بينهم.
2) اختلاف أبي بكر الصديق رضي الله عنه مع فاطمة رضي الله عنها على ميراث أبيها فاحتجت فاطمة عليه بأنه إذا مات هو إنما يرثه أبناؤه فلماذا يمنعها من ميراث أبيها.
فأجابها أبو بكر رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (نحن معاشر الأنبياء لا نورث وما تركنا صدقة)) رواه البخاري وغيره.
3) الخلاف الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة وعلي بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم اجمعين من جهة أخرى، و الذي أدى إلى وقوع معركة الجمل، فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين، فلماذا لم يظهر لهم النبي صلى الله عليه وسلم حتى يحقن هذه الدماء.؟
4) الخلاف الذي وقع بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر لرئيس الخوارج وأمره بطاعة إمامه لحقن تلك الدماء.
5) النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما والذي أدى إلى وقوع حرب صفين حيث قتل خلق كثير جداً منهم عمار بن ياسر. فلماذا لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم حتى تجتمع كلمة المسلمين وتحقن دمائهم.
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جلالة قدره وعظمة شأنه كان يظهر الحزن على عدم معرفته ببعض المسائل الفقهية فيقول: ثلاث وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيهن عهداً ننتهي إليه: الجد، و الكلالة، و أبواب من أبواب الربا) متفق عليه.
فلو كان يظهر لأحد بعد موته لظهر لعمر الفاروق وقال له: لا تحزن حكمها كذا وكذا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما بالنسبة لاستدل الصوفية بالحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)).
على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، فالجواب:
أما رواية: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة)) " لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي في اليقظة:
1) أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عيه و سلم و رضوان الله عليهم أجمعين أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته و رغم ذلك لم ينقل عن أحد منهم رضوان الله عليهم أجمعين إمكانية رؤيته صلى الله عليه و سلم في اليقظة.
2) أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.
3) أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً تقريبا، و مع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ ((فسيراني في اليقظة)) بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات فألفاظها: ((فقد رآني)) أو ((فقد رأى الحق)) أو ((فكأنما رآني في اليقظة)) أو ((فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة)) بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ ((فسيراني في اليقظة)) لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها و هذه الملاحظات هي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/470)
أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، و ليس فيها لفظ: ((فسيراني في اليقظة)) إلا في موضع واحد.
ثانياً: أن كلا من مسلم حديث رقم 2266، و أبي داود حديث رقم 5023، و أحمد 5/ 306، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ ((فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة)) و هذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ ((فكأنما رآني)) أو ((فقد رآني)) لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم و ليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.
ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك أدركنا مدى تدليس من يقول: تمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي)) فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم، و أغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.
رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه الفتح 12/ 400 أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة ((فقد رآني في اليقظة)) بدل قوله: ((فسيراني)).
وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، و لعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال: وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية - بعيني الرأس حقيقة.
ونقل عن المازري قوله: إن كان المحفوظ ((فكأنما رآني في اليقظة)) فمعناه ظاهر.
هذا ما يتعلق بالحديث رواية، و إن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق به دراية يقول أهل العلم: لو فرضنا أن هذا اللفظ ((فسيراني)) هو المحفوظ فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية، و هذا نقل لبعض أقوالهم رحمهم الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(احذروا القصاصين فهم كثر بيننا و هم ليسوا من أهل العلم في شيء)
اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الخامس إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(24/471)
((تيسير العزيز الحميد)) على 11 نسخة خطية.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 04 - 03, 04:19 م]ـ
أخبرني من أثق به أن الشيخ (عبد الله بن محمد الشمرني) ــ وفقه الله ــ سيُخرج كتاب الشيخ العلاّمة (سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب) ــ رحمه الله ــ ((تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد)) ..
في طبعة مُتقنة، ومقابلة على (11) نسخة خطية.
في مجلدين.
ومن لديه أي جديد في الموضوع فليتحفنا.
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[18 - 04 - 03, 04:46 م]ـ
حرر من قبل المشرف بناء على طلب الكاتب
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 04 - 03, 05:00 م]ـ
حقيقة هذا الكتاب ممتع ومفيد من الناحية العلمية في اختصاصه ...
وقلما تبحث فيه مسألة الا وتجد من جاء بعده عيال عليه وقد جربت ذلك في مسائل عديدة ...
فهو جدير الاهتمام به تدرسياً و قراءة و تحقيقاً ونحو ذلك ...
والطبعة التي اعرفها هي التي قام بطبعها المكتب الاسلامي عام 1390هـ بعناية الشيخ زهير الشاويش.
لكن من المعلوم ان الكتاب لم يكمله مؤلفه وقد ذكر الشيخ زهير انه طلب من الشيخ محمد بن ابراهيم اكمال ما بقي من الكتاب لكنه الشيخ محمد اعتذر فاتمه الشيخ زهير من فتح المجيد.
تنبيه: مؤلف تيسير العزيز الحميد وقف في نهاية باب: ما جاء في منكري القدر.
ـ[ابو عبدالله الناصري]ــــــــ[19 - 04 - 03, 01:14 ص]ـ
حنانيك يا أخ **فالأخ الشيخ عبدالله الشمراني ذو فضل وعلم والخطأ
لايسلم منه أحد خاصة إذا علم - بضم العين- تحريه واجتهاده وفقنا الله
والشيخ الشمراني لما يحبه ويرضاه0
ـ[أبو محمد]ــــــــ[20 - 04 - 03, 03:00 ص]ـ
من باب الفائدة: الكتاب حقق في ثلاث رسائل ماجستير في جامعة أم القرى.
وقد التقيت أحد هؤلاء الإخوة وحثثته على الإسراع بإخراجه، فوعد خيرا، ولا أدري!
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[20 - 04 - 03, 05:14 م]ـ
أخي أبو محمد أرجو أن تبين - إن كان هذا في الامكان - عن صاحب هذه الرسالة؟
ـ[القعنبي]ــــــــ[20 - 04 - 03, 09:04 م]ـ
الشيخ د. الوليد الفريان يحققه الآن على نسخ خطية كثيرة.
ـ[الرايه]ــــــــ[21 - 04 - 03, 03:52 م]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ الوليد الفريان في التحقيق ...
فتحقيقه لـ فتح المجيد عمل متين ومتقن ..
بارك الله فيه ...
وهل انتهى الشيخ من التحقيق أخي القعنبي؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 04 - 03, 02:58 ص]ـ
أخبرني أحد المشايخ أن الشيخ (الفريان) قد توقّف عن العمل في هذا الكتاب
ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 12 - 03, 11:48 م]ـ
الا من مخبر لنا عن التحقيق لهذا الكتاب الى اين وصل!
ومَن يقوم بالعمل على تحقيقه؟
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[30 - 12 - 03, 05:44 ص]ـ
أبو عمر العتيبي الذي يكتب في الملتقى
يقوم على تحقيقه على ستة نسخ خطية
و قد تكلم عليه اظن هنا او في منتدى آخر
فلك ان تسأله
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 12 - 03, 07:35 ص]ـ
قد أبدى الشيخ عبد الله الشمراني - وفقه الله - عذرة فيما يتعلق بالمتون العلمية، فلعل من أراد ذلك بالبحث في مواضيع الشيخ في الملتقى.
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[30 - 12 - 03, 11:04 ص]ـ
على هذا الرابط توضيح الشيخ عبد الله بن محمد الشمرني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7803
وهذا نصه:
[”الجامع للمتون العلمية”؛ توضيحٌ وبيان]
السادة المشرفين على موقع ”ملتقى أهل الحديث” وفقهم الله
الأخوة الأفاضل الأعضاء والمشاركين في موقع ”ملتقى أهل الحديث” وفقهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد؛
فقد أطلعت على ما كتبه أحد الأعضاء بـ ”الملتقى”؛ ... ـ حَفِظَهُ اللَّه ـ بخصوص كتابي ”الجامع للمتون العلميَّة”؛ حيث قال:
(مَن أخرج ”المتون العلمية” ذاك الإخراج الهزيل, ودلَّس على القراء حين كتب على لوحة الكتاب: ”مقابل على عدة نسخ”, وهو يريد نسخًا مطبوعة, وعلَّق على الكتاب تعليقات تنم عن جهلٍ بالغ، وفقر علمي مدقع .. من فعل ذلك لا ينتظر منه أن يخرج كتابًا محققًّا تحقيقًا علميًّا راقيًا, وإن تصدى لبيان آفات التحقيق نظريًا) أ. هـ
[”الجامع للمتون العلمية”؛ توضيحٌ وبيان]
وأنا بدوري أقدم خالص شكري لنقده للكتاب، والنقد ـ كما يظهر لي ـ لا يصدر إلا ممن اقتنى الكتاب، وقرأه، وكم تمنيت أنْ يكونَ نقدُه أقل حِدَّةً، ولكن يبقى الأصل هو بذل النصح، وقد حصل فجزاه الله خيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/472)
وأود أنْ أجيب عن ما قاله بهذه النقاط:
(النقطة الأولى):
كل من عرفني، يعرفني بحبي للنقد، وتقبّله بصدر رحب، ولا أنزعج منه أبدًا، وأتمنى من الأستاذ **، وغيره من طلبة العلم أن يزودوني ـ على بريدي الإلكتروني ـ بما وجدوه من أخطاءٍ؛ لتلافيها في الطبعة القادمة، وأكون لهم شاكرًا. علمًا بأنَّه قد وصلني بعض الملحوظات من أخينا البحاثة فضيلة الشيخ: علي بن محمد العمران، وفضيلة الشيخ: عبدالإله بن عثمان الشائع، وغيرهما، فجزاهم الله خيرًا.
أما ما جاء في أسلوب الأستاذ ** من حدة وشدة؛ فأنا واثقٌ، أنَّه ما قصدني بسوء، ولكنَّه أراد النصح، فخانه التعبير، وما أعرف أنَّ هذا هو أسلوب أعضاء ”ملتقى أهل الحديث”، وإنَّ كان أسلوبه متعمدًا؛ فغفر الله.
ولكن أود أن أقول: إنَّ الملحوظات التي أخذها أخي الأستاذ**على تعليقاتي على الكتاب ـ مهما كانت ـ لا تبرر قوله: (تنم عن جهلٍ بالغ، وفقر علمي مدقع .. ). ولا سيما إذا عرفنا أنَّها تعليقات يسيرة جدًا.
(النقطة الثانية):
قوله بأنَّي قد دلست على القراء؛ بقولي ”مقابل على عدة نسخ”, وأنا أريد نسخًا مطبوعة. عجيبٌ منه؛ فقد أشرت في مقدمة الكتاب في موضعين (ص 17، 20)، إلى أنَّي اعتمدت نسخًا مطبوعة، وذكرت هناك السبب في الاعتماد عليها. وأنقل لكم ما قلته في ”الجامع” تحت مبحث: [منهج العمل في ”الجامع”] (ص 17):
(جمعت أكثر من نسخة مطبوعة من كل متن، وراجعتها، ثم اخترت ما رأيت أنَّه أقربها للصواب. ثم قابلت هذه النسخة المختارة بغيرها، وبلغت عدد النسخ في بعض المتون خمس نسخ؛ كل ذلك للتأكد من سلامة النص المختار، ومحاولة الاستدراك إن وُجِدَ سقطٌ. ثم قمت بقراءة النص كاملاً، فإذا استغلق علي شيء، أو شككت في كلمة؛ رجعت إلى الشروح المطبوعة لبعض ”المتون”. بعدها قام الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله الغانم ـ حَفِظَهُ اللَّه ـ[وهو متخصصُ في اللغة العربية] بضبط كامل هذه المتون بالشكل، وكان إذا أشكل عليه ضبطُ كلمة رجع إلى: ”لسان العرب”، و ”القاموس المحيط”. ثم قام ـ وفقه الله ـ بمراجعة المنظومات، مراجعة دقيقة، موضحاً الأبيات المكسورة، ومشيراً إلى ما يكون به الصواب، وبعض ذلك نتج عن أخطاء مطبعية. وخلت هذه المتون من أي تخريج، أو تعليق، وهذا دور العالِم وطلابه، سوى بعض الأخطاء العقدية في بعض المتون؛ كـ: ”العقيدة الطحاوية”، و ”العقيدة السفارينية”، وقد علّق على الأولى شيخ الإسلام: عبدالعزيز بن باز رَحِمَهُ اللهُ، فأدرجت كامل تعليقاته لأهميتها) أ. هـ
وأما عن سبب اعتمادي على النسخ المطبوعة دون المخطوطة؛ فقلت تحت مبحث: [فوائد المقابلة بين النسخ المطبوعة] (ص 20):
(كان همي الأصلي في ”الجامع” هو ضبط المتون فقط، وعندما تُشْكِل عليَّ بعض المواضع أرجع إلى بعض النسخ لأزيل الإشكال، وقد أرجع إلى نسخة أو أكثر، فكنت أجد سقطاً، وتصحيفاً، ولحناً في الضبط، بل كان السقط بالأسطر في بعضها.
عندها قررت مراجعة كل المتون على أكثر من نسخة، في محاولةٍ جادة لإخراج نسخة أقرب ما تكون للصحة) أ. هـ
وقلت في حاشية الصفحة نفسها:
(المتون المختارة هي من أشهر المتون في أبوابها، وطبعاتها كثيرة جداً، فكان في ذلك غنى عن مراجعة النسخ الخطيَّة، وإن كان الثاني أولى، ولكنه يتطلب جهداً، وقد تطول حواشي الطبعة لإثبات فروق أكثرها لا يقدم ولا يؤخر.
وقولي في بعض المواضع: (كذا في نسخة) أو (جاء في بعض النسخ)، ونحوها فإنَّما أعني به النسخ المطبوعة، ما لم أقيده بالمخطوطة، فلْيُعْلم هذا) أ. هـ
فأين التدليس الذي قال الأخ** بارك الله فيه؟
ثم إنَّي قمت بإعداد (اثنين وثلاثين) متننًا، وهي غير قليلة، ولو قمت بتتبع النسخ الخطية لكل متن من هذه المتون، وقابلتها ببعض؛ لاستغرق ذلك وقتًا طويلاً، ولتطلب جهدًا كنت في غنى عنه لشهرة هذه المتون، وجودة بعض طبعاتها، ولشهرة هذه المتون فإنَّ نسخها الخطية كثيرة جدًا، ولا تخلوا كل مكتبة من عشرات النسخ، فالبحث عن هذه النسخ، ومراجعتها لاختيار أجودها، يتطلب وقتًا طويلاً.
(النقطة الثالثة):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/473)
ما يخص الأخطاء الواردة في المتون، مثل السقط اليسير، والأخطاء المطبعية؛ فهذا واردٌ، ولم يسلم منه سوى ”كتاب الله”. ولكن هناك سببٌ في وجود هذه الأخطاء، لا يعرفها إلا الخواص عندما حدثتهم به، ولا بأس أن أنقله لكم؛ فقد جمعت هذه المتون وسهرت في النسخ والمقابلة وبذلت جهدًا لا يعلمه إلى الله، ثم أرسلت ”العمل” كاملاً مصحّحًا، ومدققًا، ومراجعًا مرتين، إلى من كانوا عندي في محل الثقة، واتفقت معهم على أن يقوموا بصف الكتاب بصورة بيّنتها لهم، وكنت وقتها منشغلاً بتحقيق ”تيسير العزيز الحميد”، فخفت أن يأتي الكتاب مصفوفًا، فتأخذ مني مقابلة المصفوف على ”الأصول” وقتًا ليس باليسير، وانشغل عن تحقيق ”التيسير”، بعملٍ يمكن أن يقوم به غيري، فاتفقت معهم على أن يقابلوا الكتاب بعد صفه بالعمل الأصلي، ويراجعوا الكتاب كاملاً، بما في ذلك تصويب الأخطاء المطبعية والإملائية إن وجدت. وأنْ لا يأتني الكتاب إلا بالصورة النهائية [السحبة الأخيرة]، وكل هذا كان بحسابه، وفعلاً وصلني الكتاب من ”مصر” مصفوفًا، فظننت أنَّ الأمرَ حسب المتفق عليه، وأنَّ الكتابَ وصلني مقابلاً على أصوله مرتين، ومراجعًا، وقد روجعت الأخطاء المطبعية ... هذا هو ما كان يجب أن يكون، ولم يرسلوا لي ”الأصول” التي أرسلتها لهم، فقرأت ”الكتاب” قراءة سريعة، فرأيتُ بعضَ الأخطاءِ، وأصلحتُها من الذاكرة لتحقُّقي من وجه الصواب، ثم أرسلت الكتاب إلى ”بيروت”.
وبعد وصول ”الكتاب” فاجأني بعض الأفاضل ببعض الملحوظات، فقابلت هذه المواضع بالأصول ـ وكانت وقد وصلتني متأخرة ـ فرأيت هذه الملحوظات قد جاءت على الصواب في ”الأصول” فأصابني غمٌ شديد.
وسيكون ”الجامع” عند حسن الظن في الطبعة الثانية إنْ شاء الله؛ بشرط: أنْ يقف معي إخواني طلاب العلم ويزودوني بكل ما لديهم من ملحوظات، وقد فعل بعضهم، وسبق بالفضل.
(النقطة الرابعة):
لا أدعي سلامة عملي هذا من السقط والخطأ، وقد قال الأول:
إِنْ تَجِدْ عَيْباً فَسُدَّ الْخَلَلاَ جَلَّ مَنْ لاَ عَيْبَ فِيهِ وَعَلاَ
ولا تنس أنَّ هذا الجامع جمع (اثنين وثلاثين) متناً، ما بين نثرٍ ونَظْمٍ، ومن الصعوبة أن يخرج هذا العمل مضبوطاً بالشكل دون خطأ.
وأخيرًا: أود أن أشير إلى أنَّ عملي في ”الجامع” امتاز عن غيره ـ مع احترامي لكل من اهتم بجمع وطبع المتون قبلي وبعدي ـ بأربعة أمور:
الأمر الأوّل: شمل هذا ”الجامع” العلوم الآتية: علوم القرآن ـ والعقيدة ـ والحديث وعلومه ـ والفقه وأصوله ـ ومختصر سيرة النبي ?، وسيرة أصحابه العشرة ـ والوصايا، والزهد والآداب والحِكَم ـ والنحو والصرف.
وعليه فهو أجمع للمواد العلمية من غيره.
الأمر الثاني: مقابلة أكثر المتون على أكثر من نسخة؛ لتلافي السقط الوارد في بعض الطبعات.
الأمر الثالث: ضبط كامل المتون بالشكل.
الأمر الرابع: أدرجت في مقدمة ”الجامع” مباحثَ تمهيدية، لم أرَ الاهتمام بها في الكتب التي جمعت بعض المتون، وجعلتها مدخلاً للكتاب.
وقد قسمت هذا ”الجامع” إلى قسمين:
القسم الأوّل: وهو المدخل لـ: ”الجامع”، ويحتوي على أربعة مباحث؛ كالآتي:
المبحث الأوّل: [مبادئ العلوم العشرة].
ومعرفة هذه ”المبادئ” تساعد طالب العلم على تكوين صورة إجمالية للعِلْمِ الذي يقرأ فيه.
المبحث الثاني: [مراجع العلوم الشرعية، والعربية، والتاريخية].
ذكرت فيه الكتب التي اهتمت بذكر الكتب العلمية على الفنون، والتعريف بها، وبمناهج مصنفيها، وهو مبحث مهم لتيسير الانتفاع بالكتب العلمية، وبيان أهم الكتب المصنفة في كل باب.
المبحث الثالث: [مراجع مختارة في الكلام على العلم، فضله، والحث عليه، والمنهج في طلبه].
المبحث الرّابع: [التعريف بالمتون العلمية الواردة في ”الجامع”].
تحدثت فيه عن المتون باختصار، وشمل الكلام على كل متن ما يأتي:
اسم المصنف مع بيان كنيته، ولقبه، ومذهبه الفقهي، وتاريخ ولادته ووفاته، ثم تكلمت على المتن بإيجاز، مع ذكر شرحين له أو أكثر.
القسم الثاني: وهو خاص بنص ”المتون العلمية”، مضبوطة بالشكل، بعد تصحيحها، ومقابلتها على أكثر من نسخة.
وبعد كل هذا ليعلم الجميع بأنَّي ما جمعت هذه المتون للتكسب بها، ومع هذا كافأني النَّاشر بمبلغ، وضعته في مكانٍ لا يعلمه إلا الله، برجاء أن ألقاه عند الله في يوم لا ينفع في مال ولا بنون. واتفقت مع النَّاشر ـ وفقه الله ـ أن يعتني بطبع ”الجامع” وأن لا يرفع سعره، وفعلاً طبعناه على ورقٍ فاخر (شامواه ـ 80 جرام)، وتجليد فاخر، ولا أظن أن طالب العلم سيجد كتابًا بهذه الطباعة، وفي ثمانمئة صفحة بـ (عشرين) ريالاً.
هذا ما عندي؛ فآمل أنْ تنشر رسالتي هذه للأخوة الأفضال في ”الملتقى” للاطلاع عليها، وإبلاغ الجميع سلامي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وكتبه محبكم:
أبو محمد، عبدالله بن محمد، الحوالي، الشمراني
ص ب: (103871) ـ الرياض: (11616)
Email: Shamrani45@Hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/474)
ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[31 - 12 - 03, 03:40 ص]ـ
الأخ ... تحامل كثيراً على الشيخ عبدالله الشمراني، والشيخ عبدالله معروف بتمكنه العلمي ودماثة خلقه، أما ما وقع في كتابه الجامع للمتون العلمية، فهيا أخطاء يسيره في مقابل ما بذله من جهد في الكتاب، ومن جرب التحقيق والتأليف عرف مقدار ما يبذله المحقق والمؤلف، ولا يسلم كتاب من وجود أخطاء إلا كتاب الله عز وجل
وفق الله الجميع لما يحب ويرضا.
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[14 - 01 - 04, 03:42 ص]ـ
تم تعديل ما يلزم من قبل المشرف، وجزاكم الله خيرا جميعا(24/475)
نقد لكتاب أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية للحليبي
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[22 - 04 - 03, 12:06 ص]ـ
نقد لكتاب (أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …………… .. أما بعد:
فلقد اطلعت على كتاب أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية.من تأليف الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحليبي.أستاذ الثقافة الإسلامية المشارك بكلية الشريعة.جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. فرع الأحساء. وهو من منشورات دار الفضيلة.
وبعد قراءتي للكتاب خرجت بالملاحظات التالية:
1) يقرر أن المبتدعة وقعوا في مسائل خالفوا فيها أهل الحق والخلاف فيها سائغ للمجتهد منهم أجران إن أصاب وأجر إن أخطأ ثم يخلص بأصل فيهم –أي في المبتدعة – يزعم أن شيخ الإسلام أصله وسار عليه وهو (الاعتذار لأهل الصلاح والفضل _ وقصده المبتدعة – عما وقعوا فيه من بدعة) ص 53.
2) ويخلص كذلك بأصل ثان في المبتدعة وهو (عدم تأثيم مجتهد إذا أخطأ في مسائل أصولية أو فرعية .. ) ص59.
3) وإذا كانوا مجتهدين فيما خالفوا فيه أهل الحق فلا يجب الإنكار عليهم لأن الإنكار لا يسوغ فيما إذا كان عن اجتهاد. وهذا هو الأصل الثالث من أصوله. ص69.
وقبل أن نمضي في سرد الملاحظات نقف وقفة يسيرة فنسأل من هم المبتدعة الذي عناهم في أصوله؟
الجواب: هم "ما اشتهر عند أهل العلم مخالفتهم للكتاب والسنة كبدعة الخوارج والروافض والقدرية والمرجئة" والدليل على ما أقول أن المؤلف لما أتى إلى الأصل الثامن من أصوله وهو (الإنصاف في ذكر ما للمبتدعة من محامد ومذام .. ) ذكر مثالين لطائفتين مبتدعتين من الفرق الضالة وهم الرافضة والجهمية ص120/ 122. وكذلك ذكر أن المعاداة والهجر يكون للمبتدعة الملاحدة من أهل الحلول والاتحاد فقط وأما ما عداهم فلا.ص115. فتبين أن المؤلف يقصد بالمبتدعة: الروافض والجهمية والخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة وغيرهم.ولننظر كذلك ص78/ 79 إذ يفهم من كلامه فيها أن الاتحادية والحلولية هم أصحاب البدع الغليظة فقط.
بعد هذه الوقفة اليسيرة نكمل الملاحظات فنقول:
4) يرى المؤلف أن الفرق المبتدعة لايحكم عليهم بأنهم من الثنتين وسبعين فرقة التي ذكرت في حديث الفرق. ص 83
5) ويرى ن قاعدة الولاء والبراء لاتكون مع المبتدعة، بل لا بد أن يحرص على تآلف القلوب مع النصرة والمحبة والحماية ص 105. ويقيد البراءة والعداوة والهجران فقط مع الملاحدة أهل الوحدة والاتحاد. ص 115.
6) يفهم من ذكره للأصل الثالث من أصوله أن من الإنصاف ومن سبيل الأمة الوسط ذكر ما للرافضة والجهمية ... من محامد ومذام. ص 119. وص 120ـ122.
7) يقرر شرعية المولد إذا كان خاليا من الشرك والكبائر.ص 145 (الأصل مع الحاشية).
8) يقرر في أصوله أن الدعاة إلى البدع لاتقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولايناكحون إذاكانوا غير متأولين أما إذا كانوا متأولين فلا قال " هذه العقوبة مقيدة بما إذا لم يكن الداعي متأولا وكانت بدعته غليظة" ص152.
وارى أن الذي أوقعه في تلك السقطات ـ فيما يظهر لي والله يتولى السرائر ـ مايلي:
1) فهمه الخاطئ لكلام شيخ الإسلام ويظهر أنه ليس من أهل التخصص في العقيدة والفرق والطوائف. 2) حبه في اجتماع كل من انتسب إلى الإسلام وهي دعوى إلى التقريب خاطئة ومردودة مناقضة لمنهج أهل الأثر والحديث.
3) نقب وفتش فوقع على كلام لشيخ الإسلام تكلم فيه عن أناس من أهل السنة والجماعة قد وقعوا في بدعة فسحبه وجعله قاعدة في المبتدعة ونسبه لشيخ الإسلام.
وفي الختام أرسل رسالة عاجلة إلى مؤلف هذا الكتاب (أصول الحكم ...... ) أن يدقق النظر فيما كتب وأصل فيراجع فيه أهل التخصص من أهل العقيدة السليمة والذين هم أعرف بكلام شيخ الإسلام من غيرهم.
ورسالة ثانية إلى دار الفضيلة أن تتأمل في الكتب ومدى محافظتها على منهج أهل الأثر والحديث وذلك قبل نشرها والطريق إلى ذلك سؤال أهل العلم والتخصص.
نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه ابن الصالح
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[19 - 08 - 08, 06:39 م]ـ
للفائدة
ـ[الديولي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 07:08 م]ـ
بارك الله فيك
فلو أكملت الفائدة ووضعت عند كل مسالة أخطأ فيها المؤلف ما يناقضها من كلام شيخ الإسلام رحمه الله في كتبه لكان أفضل
حفظك الله ورعاك
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - 08 - 08, 01:00 م]ـ
كتاب الحليبي متين ومحرر
والنقد يحتاج إلى مراجعة وتأمل قبل نشره
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 01:28 ص]ـ
أي متانة أي تحرير
إنما هو اجتزاء في اجتزاء
ولو لم يتكيء على شيخ الإسلام لكان خيراً له
ويكفي لمن يقرأه أن يراجع كتب شيخ الإسلام نفسها للرد عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/476)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 04:35 ص]ـ
أما بالنسبة للبراءة من أهل البدع
فهذا أصلٌ من أصول أهل السنة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (28/ 308) ((والتعزير يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات وفعل المحرمات كتارك الصلاة والزكاة والتظاهر بالمظالم والفواحش والداعى الى البدع المخالفة للكتاب والسنة واجماع سلف الامة التى ظهر انها بدع
وهذا حقيقة قول من قال من السلف والأئمة ان الدعاة الى البدع لا تقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا))
قلت تأمل هذا الكلام النفيس حيث يبين شيخ الإسلام وجه معاقبة أهل البدع بهذه العقوبات
وأن ذلك وقع على وجه التعزير
وهذه كلها من صور البراءة والتعزير عقوبة شرعية
والعقوبة الشرعية _ كالحدود والتعزيرات _ لا تدفع بالحسنات
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة – رحمه الله – فيمن يوالي الاتحادية وهي قاعدة عامة في جميع أهل البدع لأن الحكم الشرعي يدور مع علته وجوداً وعدماً _:
" ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم أو عظم كتبهم، أو عرف بمساندتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو، أو من قال إنه صنف هذا الكتابوأمثال هذه المعاذير، التي لا يقولها إلا جاهل، أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان، على خلق من المشايخ والعلماء، والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فساداً، ويصدون عن سبيل الله))
وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (24/ 174) ((فبهذا أو نحوه رأى المسلمون أن يهجروا من ظهرت عليه علامات الزيغ من المظهرين للبدع الداعين إليها والمظهرين للكبائر))
وقال شيخ الإسلام (24/ 292) ((ولهذا لم يكن للمعلن بالبدع والفجور غيبة، كما روي ذلك عن الحسن البصري وغيره؛ لأنّه لما أعلن ذلك استحق عقوبة المسلمين له، وأدنى ذلك أن يذم عليه لينزجر ويكف الناس عنه وعن مخالطته، ولو لم يذم ويذكر بما فيه من الفجور والمعصية أو البدعة لاغترّ به الناس))
قلت هنا يبين شيخ الإسلام أن من مقاصد الشريعة إبعاد الناس عن أهل البدع لئلا يغتروا بهم وعلى هذا كل ما يناقض هذا المقصد من الثناء على أهل البدع والدخول معهم في المشاريع الدعوية في غيرها
وقد قال الإمام الطحاوي في عقيدته المشهورة (((نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، و يختم لنا به، و يعصمنا من الأهواء المختلفة، و الآراء المتفرقة، و المذاهب الرديّة، من الذين خالفوا السنّة و الجماعة، و حالفوا الضلالة، و نحن منهم براء، و هم عندنا ضلال و أردياء))
وقبل الطحاوي الصحابي الجليل عبدالله بن عمر حيث قال فيما رواه الإمام مسلم ((فإذا لقيت أولئك _ يعني القدرية _ فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني))
وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن وقع بما هو أقل من البدع من الإستنجاء برجيع دابة أو عظم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:46 ص]ـ
شيخ عبدالله
ليتك تراجع فقه الرد على المخالف للشيخ خالد السبت، وخصوصا مقدمته
ـ[ابو العابد]ــــــــ[23 - 08 - 08, 12:23 ص]ـ
ندمت على شراء الكتاب
لما في الإحالة على الأخطاء ما يكفي
فجزى الله الناقد خير الجزاء
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 03:57 ص]ـ
الكتاب مفيد وبعض ما أخذه الأخ على الكتاب هو صواب محض والبعض الآخر أصاب فيه الناقد ولعلي أفصل بينهما بعدُ
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:14 م]ـ
نقد لكتاب (أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية).
6) يفهم من ذكره للأصل الثالث من أصوله أن من الإنصاف ومن سبيل الأمة الوسط ذكر ما للرافضة والجهمية ... من محامد ومذام. ص 119. وص 120ـ122.
وأي محامد للجهمية؟ ألم يُكفّرهم عامّة أئمة السلف؟ وكذا الرافضة، ألم يجعلهم ابن المبارك ملة على حدة عن ملة المسلمين؟ ألم يقل الإمام البخاري في كتابه (خلق أفعال العباد):ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافض أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم.
بل إن ابن عيينة وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كفروا من لم يكفر الجهمية القائلين بخلق القرآن!
إن هذه الرسالة - إن صح النقل منها - لمحاولة هدم للأمر الأول والدين العتيق.
ولا يستبعد مثل هذا في هذا العصر: عصر "التسامح" و"الوسطية" و"نبذ الكراهة" وما إلى ذلك.
تسامح؟ نسامح القبوريين والوثنيين؟
وسطية؟ نتوسط بين الحق والباطل؟
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:13 م]ـ
نقد لكتاب (أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …………… .. أما بعد:
فلقد اطلعت على كتاب أصول الحكم على المبتدعة عند شيخ الإسلام ابن تيمية.من تأليف الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحليبي.أستاذ الثقافة الإسلامية المشارك بكلية الشريعة.جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
" أستاذ الثقافة الإسلامية"؟
لا أدري ماذا يعني هذا المصطلح! لكنه ذكّرني بأستاذ آخر بنفس التخصص: "الثقافة الإسلامية" ألّف كتابا في قواعد وخصائص المنهج السلفي، وقفتُ عليه قديما في بعض المكتبات وتصفحته، فرأيت أنه أتى فيه ببعض العجائب، الذي يحضرني منها أنه جعل الإمام أحمد كأنه هو مؤسس المذهب السلفي، أو شيئا من هذا القبيل!
ثانيا أنه جعل "الملا على القاري" أو "العيني" - أحد منهما - من أعلام السلفية!
فلو أن أحد الإخوة يذكرني باسم الكتاب ومؤلفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/477)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:55 م]ـ
لا يخلو خلق من خلق الله من المحامد -إلا ما شاء الله- ... وحتى اليهود والنصارى لهم محامد بعضها منصوص في الوحي ..
فأرجو ممن يحكم بالخطأ على شخص أو فرقة أو كتاب = أن يحسن التأتي في بيان موضع الخط وألا ينتقد مالاعيب فيه ومنه ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:13 م]ـ
قال شيخ الإسلام: ((فأين هؤلاء الرافضة من الخوارج والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد، لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء؛ فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة والزيدية من الشيعة خير منهم أقرب إلى الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا)).
دعاء ملح: اللهم هب لأهل هذا القرن مثل هذا العلم الفذ أو هب لنا من يعقل عنه منهاجه ...
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 05:48 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:10 م]ـ
وفيك بارك الله ورضي الله عنك وأرضاك ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:32 ص]ـ
قال شيخ الإسلام: ((فأين هؤلاء الرافضة من الخوارج والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد، لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء؛ فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة والزيدية من الشيعة خير منهم أقرب إلى الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا)).
دعاء ملح: اللهم هب لأهل هذا القرن مثل هذا العلم الفذ أو هب لنا من يعقل عنه منهاجه ...
نعم فكان ماذا؟
الإنتقاد في جعل ذكر محاسن الرافضة والجهمية من الأصول
وهو ليس لازماً أصلاً حتى يكون من الأصول
وهذا شيخ الإسلام انتقد الفخر الرازي في مواطن عديدة من الفتاوى دون ذكر محاسنه
فإنما القصد التنفير من البدعة وأهلها كما نص على ذلك السلف
وأنت ذكرت بنفسك أن اليهود والنصارى لهم محاسن فهل منع هذا من نقدهم هم والمشركين في القرآن دون ذكر محاسن وحتى في باب الحكم عليهم وقع ذلك دون ذكر المحاسن
وربما وقع الثناء على أهل البدع اتفاقاً لمناسبة ما مثل المقارنة بينهم وبين غيرهم من المخالفين
فالنص الذي نقله أخونا أعلاه إنما ذكره شيخ الإسلام في معرض ذمه للروافض وأنهم يعينون الكفار على المسلمين في كل مناسبة وقد دخل فيهم الكثير من الزنادقة ممن لم يكن يجرؤ على الدخول في معسكر الخوارج لورع الخوارج
فكان سيرد هنا اعتراض على شيخ الإسلام وهو في الروافض من هو زاهدٌ ورعٌ أيضاً
فأجاب مباشرة على هذا الإعتراض المقدر بذكر وجود الزهاد عند الرافضة ولكنهم ليسوا كالخوارج بل هم أقل طوائف أهل البدع في هذا الباب وغيرها من أبواب الفضئل
والعدل المقصود هو عدم جحد هذه المحاسن إذا ذكرت، وعدم إعانة الكفار على أهل البدع كما يصنع الروافض في إعانتهم للكفار على أهل السنة
ومقام المقارنة مختلف تماماً عن مقام التقرير
فلو قلت:" فلان عاقل " غير ما إذا قلنا:" فلان أعقل من فلان "
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا التفهم والتعقل فلا خبر في علم لا تفقه فيه كما ينقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:18 ص]ـ
بوركتَ ...
ذكر المحاسن ليس لازماً في كل مورد ولكنه لازم وشرط أصيل ومقتضى العدل ونص الوحي = عند الحكم العام الإجمالي ... فلابد أن يُثبت ذلك ولو في مورد واحد من موارد هذا الحكم ...
والعدل والإنصاف هو من أصول أهل السنة في الحكم على الفرق والطوائف والأشخاص والكتب. وقد أحسن مؤلف الكتاب في ذكره في أصول الحكم على المبتدعة ...
نعم لا يلزم في كل مورد .. وقد يضر في بعض الموارد .. لكنه لازم في مجمل الحكم .. وإن تركه بعض أهل السنة وجب على الآخرين القيام به فأهل السنة شهداء بالحق قائمين بالقسط ..
ومن نظر إلى ترك ذكره في كلام السلف وأعرض عن مواضع ذكره في كلام السلف أو حرف مناط ذكرها = فقد تنكب سبيل المؤمنين ..
ومن فقه هذا ووضعه موضعه فقد رزقه الله العلم والعدل والحلم وكان من أتباع الوحي السائرين على نهج السلف ...
ومن تنكب عنه فهو ظلوم غشوم لا يلبث أن يُظلم ويُبغى عليه .. هذا جزاء الدنيا أما جزاء الآخرة فعظيم عظيم إلا أن يتغمده الله برحمته ويعفو عنه من ظلم بسببه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/478)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:31 ص]ـ
أعلمني كيف يكون العدل في الحكم الإجمالي على الأشخاص والجماعات
فهل إذا سئلت عن مرجيء مثلاً
فقلت:" هو مرجيء اتركوه " فأنا ظلوم غشوم
ولا أكون منصفاً إلا إذا قلت:" هو مرجيء ولكنه يوافق أهل السنة في مسائل القدر والصفات فخذوا منه ما أصاب فيه "
وهل نفع الخوارج الأوائل كونهم لم يخالفوا في توحيد العبادة وتوحيد الأسماء والصفات فأزال لقب (كلاب النار) و (شر قتلى تحت أديم السماء) هذا مع عبادتهم وزهدهم
وأين تفريق السلف بين المبتدع الداعية وغير الداعية وتحذيرهم من مجالسة أهل البدع مطلقاً؟!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:43 ص]ـ
بوركتَ ...
1 - ينفع الخوارج إيمانهم بما ذكرتَ -عند من لم يكفرهم- يوم يوضع هذا الإيمان في كفة حسناتهم يوم القيامة.
2 - أين تراني ذكرتُ أنه يجب عليك في كل مورد ذكر حسنات أهل البدع (؟؟)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:20 م]ـ
إذن لا خلاف
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:52 م]ـ
أحسنتَ ..(24/479)
التُّحفة السنية شرح منظومة ابن أبي داود الحائية - الشيخ عبدالرزاق العباد
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 04 - 03, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مُقدمة:
الحمد لله رب العالمين , والعاقبة للمتقين , والصلاة والسلام على إمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد .. فهذا شرح مختصر للقصيدة السنية والمنظومة البهية المشهورة بـ (الحائية) لناظمها الإمام المحقق والحافظ المتقن شيخ بغداد أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني ابن صاحب السنن الإمام المعروف رحمهما الله.
وهي منظومة شائعة الذكر , رفيعة الشأن , عذبة الألفاظ , سهلة الحفظ , لها مكانة عالية ومنزلة رفيعة عند أهل العلم في قديم الزمان وحديثه , تواتر نقلها عن ابن أبي داود رحمه الله فقد رواها عنه غير واحد من أهل العلك كالآجري , وابن بطة , وابن شاهين وغيرهم , وثلاثتهم من تلاميذ الناظم , وتنازلها غير واحد من أهل العلم بالشرح.
قال الذهبي رحمه الله منوهاً بهذه المنظومة مبيناً لأهميتها (هذه القصيدة منواترة عن ناظمها رواها الآجري وصنف لها شرحاً , وأبو عبدالله ابن بطة في الإبانة (1) , ومِمن شرحها ابن البناء) (2) , وشروحاتهم لا أعلم لها وجوداً , وممن شرحها أيضا الإمام السفاريني وشرحه لها مطبوع في مجلدين بعنوان (لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السُّنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية)
وقد سميت هذا الشرح (التحفة السنية شرح قصدية أبي داود الحائية) وأصله دروس ألقيتها في مسجد الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1417هـ كتبه عني أحد طلاب العلم فيها وهو الأخ الفاضل يحيي بن علي بن يحيي , ثم قمت , بمراجعته والإضافة عليه وتنقيحه حسب الاستطاعة , وهو جهد المُقل وبضاعة الضعيف المقصر , فما كان فيه من حق وصواب فهو من الله وحده , وما كان من خطأ ونقص فهو بسبب ضعفي وقصوري وقلة علمي , ولا يفوتني هنا أن أشكر كل من قدم أي نوع من أنواع المساعدة والتعاون في سبيل إحراج هذا الكتاب سواء في صفه وتنضيده , أو مراجعته وتصحيحه , أو طباعته ونشره , وأسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء , كما أسأله أن ينفع به ويتقبله بقبول حسن ويجعله لوجهه خالصاً ولعباده نافعاً إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
*ترجمة موجزة للناظم ابن أبي داود (3)
*اسمه ونسبه وكنيته: هو الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد , عبدالله بن الإمام أبي داود سليمان ابن الأشعث , أبوبكر السجستاني.
*ولادته: ولد الإمام أبوبكر بن أبي داود بسجستان في سنة ثلاثين ومائتين (230هـ)
*نشأته وطلبه للعلم: سافر به أبوه وهو صغيرٌ من سجستان يطوف به شرقاً وغرباً بخراسان وأصبهان وبغداد والكوفة ومكة والمدينة والشام ومصر وغيرها يسمع ويكتب , واستوطن بغداد وكان أول شيخٍ سمع منه محمد بن اسلم الطوسي , وسُر أبوه بذلك , لجلالة محمد بن اسلم.
وكان ذا همة عليه منذ صغره في التحصيل والطلب , ومن دلائل هذه الهمة قوله رحمه الله (دخلت الكوفة ومعي درهم واحد , فأخذت به ثلاثين مد باقلا , فكنت آكل منه , وأكتب عن أبي سعيد الأشج , فما فرغ الباقلا حتى كتبت عنه ثلاثين ألف حديث ما بين مقطع ومرسل) (4)
وكان حافظا متقنا قال رحمه الله (حدثت من حفظي في أصبهان بستة وثلاثين ألف حديث , ألزموني فيها سبعة أحاديث فلما انصرفت وجدت في كتابي خمسة منها على ما كتبت حدثتهم به) (5)
ويقول تلميذه أبو حفص لبن شاهين مبيناً قوة حفظه (أملى علينا بن أبي داود سنتين وما رأيت بيده كتاباً , إنما كان يملي حفظاً فكان يقعد على المنبر بعدما كبر ويقعد دونه بدرجة ابنه أبو معمر بيده كتاب فيقول حديث كذا فيسرده من حفظه حتى يأتي على المجلس)
*بعض شيوخه: روى عن أبيه , وأحمد بن صالح , ومحمد بن بشار , وعمرو بن عثمان الحمصي , وإسحاق الكوسج , وعمرو بن علي الفلاس , ومحمد بن يحيي الذهلي.
*بعض تلاميذه: حدث عنه خلق كثيرون منهم ابن حبان صاحب الصحيح , وأبوالحسن الدارقطني , وأبوحفص بن شاهين و أبومحمد أحمد الحاكم , وابن بطة , ومحمد بن عم زنبور الوراق , وأبومسلم محمد بن أحمد الكاتب , ونصف بن علي الوزير , وأبوالقاسم بن حبابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/480)
*مكانته العلمية وثناء العلماء عليه: قال الحافظ أبومحمد الخلال (كان ابن أي داود إمام أهل العراق ومن نصب له السلطان المنبر , وقد كان في وقته بالعراق أسند منه , ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو)
وقال الخطيب البغدادي (كان فقيهاً عالماً حافظاً) (6)
وقال ابن خلكان (كان أبوبكر ابن لأبي داود من أكابر الحفاظ ببغداد , عالماً متفقهاً عليه إماما)
وقال الذهبي (وكان من بحور العلم بحيث إن بعضهم فضله على أبيه)
وقال أيضا (كان أبوبكر من الحافظ المبرزين ما هو بدون أبيه , صنف التصانيف وانتهت إليه رئاسة الحنابة ببغداد)
وقال أيضا (والرجل من كبار علماء المسلمين ومن أوثق الحفاظ)
*عقيدته: كان رحمه على عقيدة السلف أصحاب الحديث , وليس أدل على ذلك من منظومته الحائية هذه , فإنه قرر فيها – على وجازتها – مجمل الاعتقاد على طريقة أهل السنة والجماعة.
وقد ثبت عنه أنه قال عقب هذه المنظومة (هذا قولي , وقول أبي , وقل شيوخنا , وقل العلماء ممن لم نرهم كما بلغنا عنهم , فمن قال علي غير ذلك فقد كذب)
وهي منظومة عظيمة في تقرير المعتقد الحق الذي كان عليه أهل السنة والجماعة تدل على مكانة ناظمها وسعة باعه , وحسن معتقده وطيب نصحه.
وعلى كلٍّ فإمامة ناظمها ومكانته معروفة بين أهل العلم , فهو من أئمة السلف , وأوعية السنة , وحافظ الحديث , ودعاة الحق والهدى , متفقٌ على إمامته وفضله رحمه الله وغفر له ولجميع أئمة المسلمين.
*مؤلفاته: وصفه الذهبي بأنه صاحب التصانيف , فمن جملة تلك التصانيف: السنن , والبعث , والمصاحف , وشرعة المقارئ , والناسخ والمنسوخ.
*وفاته: توفي رحمه الله ببغداد في شهر ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة 316هـ , عن سبعة وثمانين عاماً , وقيل صلى عليه زهاء ثلاثمائة ألف إنسان وأكثر , وخلف ثلاثة بنين: عبدالأعلى , ومحمداً وأبا معمر عبيد الله , خمس بنات.
المنظومة:
1 - تمسك بحبلِ الله وأتبعِ الهُدى --- ولا تكُ بدعيا لعلك تُفلحُ
2 - ودنْ بكتابِ الله والسننِ التي --- أتت عنْ رسول الله تنجو وتربحُ
3 - وقل غيرُ مخلوقٍ كلام مليكنا --- بذلك دان الأتقياء , وأفصحوا
4 - ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً --- كما قال أتْباعٌ لجمٍ وأسححُوا
5 - ولا تقل القرآن حلْقٌ قرأْتُهُ --- فإن كلام اللهِ باللفظ يُوضحُ
6 - وقل يتجلى الله للخلقِ جهرةً --- كما البدر لا يخفى وربك أوضحُ
7 - وليس بمولدٍ وليس بوالدٍ --- وليس له شِبْهٌ تعالى المُسبحُ
8 - وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا --- بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
9 - رواه جريرٌ عم مقالِ مُحمدٍ --- فقلُ مِثل ما قد قال ذاك تنْجحُ
10 - وقد ينكرُ الجهمي أيضاً يمينهُ --- وكِلتا يديه بالفواضلِ تنْفحُ
11 - وقل ينزلُ الجبارُ في كلِّ ليلةٍ --- بر كيفَ جلَّ الواحدُ المُتمَدحُ
12 - إلى طبقِ الدنيا يمُنُّ بفضلهِ --- فتفرجُ أبواب السماءِ وتُفتحُ
13 - يقولُ أَلا مُستغفرٌ يَلقَ غافراً --- ومُستمنحٌ خيراً ورِزْقاً فُمنحُ
14 - روى ذاك قومٌ لا يردُّ حديثُهم --- ألا خابَ قومٌ كذبوهم وقُبِّحوا
15 - وقل: إنَّ خير النَّاسِ بعد محمَّدٍ --- وزيراهُ قدَماً ثم عثمانُ الارجَحُ
16 - ورابعهُمْ خيرُ البريَّة بعدهُم --- عليٌّ حليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنْجِحُ
17 - وإنَّهم للرَّهطُ لا ريبَ فيهمُ --- على نُجبِ الفردوسِ بالنُّور تَسرحُ
18 - سعيدٌ وسعدٌ وابن عوفٍ وطلحةُ --- وعامرُ فهرٍ والزبيرُ الممدَّح
19 - وقل خيرض قولٍ في الصحابة كلِّهم --- ولا تك طعَّاناً تعيبُ وتجرحُ
20 - فقد نطقَ الوحيُ المبينث بفضلِهم--- وفي الفتح آيٌ للصَّحابةِ تمدحُ
21 - وبالقدرِ المقدورِ أيقِن فإنَّه --- دعامةُ عقدِ الدِّين، والدِّينُ أفيحُ
22 - ولا تُنكِرَنْ جهلاً نكيراً ومُنكراً --- ولا الحوْضَ والِميزانَ انك تُنصحُ
23 - وقُلْ يُخرجُ اللهُ الْعظيمُ بِفَضلِهِ --- مِنَ النارِ أجْساداً مِنَ الفَحْمِ تُطرحُ
24 - عَلى النهرِ في الفِرْدوسِ تَحْيَا بِمَائِهِ --- كَحِبِّ حَمِيلِ السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَحُ
25 - وإن رَسُولَ اللهِ للخَلْقِ شَافِعٌ --- وقُلْ في عَذابِ القَبْرِ حَقّ موَُضحُ
26 - ولاَ تُكْفِرنْ أَهلَ الصلاةِ وإِنْ عَصَوْا --- فَكُلهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصفَحُ
27 - ولَا تَعتقِدْ رأيَ الْخَوَارجِ إِنهُ --- َمقَالٌ لَمنْ يَهواهُ يُردي ويَفْضَحُ
28 - ولا تكُ مُرْجيًّا لَعُوبا بدينهِ --- ألاَ إِنمَا المُرْجِي بِالدينِ يَمْزحُ
29 - وقلْ: إنمَا الإِيمانُ: قولٌ ونِيةٌ--- وفعلٌ عَلَى قولِ النبِي مُصَرحُ
30 - ويَنْقُصُ طوراً بالمَعَاصِي وتَارةً --- بِطَاعَتِهِ يَمْنَي وفي الوَزْنِ يَرْجَحُ
31 - ودعْ عَنْكَ آراءَ الرجالِ وقَوْلَهُمْ --- فقولُ رسولِ اللهِ أزكَى وأَشْرحُ
32 - ولا تَكُ مِن قوْمٍ تلهوْا بدينِهِمْ --- فَتَطْعَنَ في أهلِ الحَديثِ وتقدحُ
33 - إِذَا مَا اعْتقدْت الدهْرَ يا صَاحِ هذهِ --- فأَنْت عَلَى خَيْرٍ تبيتُ وتُصْبِحُ
وإن شاء الله في الأيام القادمة سأقوم بسرد الشرح
ـــــــــ
1 - العلو 2/ 1223
2 - ذكر ذلك ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة 1/ 35
3 - يراجع في ترجمته سير أعلام النبلاء 13/ 221 وما بعدها
4 - تاريخ بغداد 9/ 466 - 467
5 - تايرخ بغداد 9/ 466
6 - تاريخ بغداد 9/ 464
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/481)
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 04 - 03, 06:38 م]ـ
1 - تمسك بحبلِ الله وأتبعِ الهُدى --- ولا تكُ بدعيا لعلك تُفلحُ
2 - ودنْ بكتابِ الله والسننِ التي --- أتت عنْ رسول الله تنجو وتربحُ
بدأ الناظم منظومتَه في الاعتقاد بهذين البيتين العظيمين , وهذان البيتان فيهما الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة والتحذير من البدع , وقد بدأ بهما قبل بيان الاعتقاد ومسائله على طريقة أهل السنة في كتب الاعتقاد وقد جرت عادتهم في الغالب على البدء بهذا الأمر , وهذا منهم تحديدٌ لمصدر التلقي في أصول الدين وفروعه ليكون بناء المعتقد وقيامه على أسس سليمة وأصول صحيحة قويمة , وعندما يُحدد العبد مصدره في التلقي , ويكون مصدره من المنبع الأساس وهو الكتاب والسنة , فإنه يرى ما سواه من المنابع مدراً , فلا يأخذ منها شيئاً ولا يجعلها مصدراً له في دينه وعقيدته , وإنما يتلقى من المنبع الصافي والمعين النقي الذي لا شائبة فيه ولا كدر , فيسلم له بذلك معتقده ويصح إيمانه.
وأهل السنة مصدرهم في التلقي هو: الكتاب والسنة , بهما يأخذون , وعنهما يتلقون , وعليهما يُعولون , لا يحيدون عنهما قيد اُنملةٍ بل هم كما قال الأوزاعي (ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا) لا يُحدثون شيئاً من قِبل أنفسهم.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله (ليس الاعتقاد لي ولا لمن هم أكبر مني , الاعتقاد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم).
فمن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق والتسليم.
ولذا نجد كتب أهل السنة تبدأ بتحديد المصدر قبل بسط الاعتقاد , وهذا نستفيده مما كان يداوم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة , فكان دائما يقول في مقدمتها (أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ... ) (1) الحديث. وتكراره صلى الله عليه وسلم لذلك كل جمعة فيه تأكيد على أهمية العناية بهذا المصدر وضرورة رعايته والمحافظة عليه.
قوله: (تسمك) التمسك في اللغة الأخذ بالشيء والاعتصام به , وهذا مأخوذ من قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران 103)
وقوله تعالى (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (الأعراف 170)
(حبل الله) للعلماء فيه أقوال وأكثرها عند المفسرين: القرآن كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله , وهو مراد الناظم هنا , لأنه ذكر السنة بعده , والناظم رحمه الله بقوله (تمسك بحبل الله) يخاطب السُّنِّيَّ ويقول له: ليكن مرجعك دائماً وأبداً كتاب الله , ومع تسمك به.
(اتبع الهدى) أي: السنة.
والهدى في الكتاب والسنة يطلق على أمرين:
1 - التوفيق والإلهام
2 - الدلالة والبيان والإرشاد
ومن خلال السياق يمكن معرفة المراد. فقوله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص56)
وقوله تعالى (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) (البقرة272)
وقوله تعالى (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف178)
وقوله تعالى (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة6)
كل هذه الآيات في هداية التوفيق , وليست لأحد غير الله تعالى وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستهدي ربه فيقول في دعائه (اللهم إني أسألك الهدى والسداد) (2)
فالذي يشرح الصدر ويوفق ويهدي هو الله ولذلك قال سبحانه مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (القصص56)
والأخرى هداية الدلالة والبيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/482)
قال تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (فصلت17)
ولو كان من باب هداية التوفيق لما استحبوا العمى على الهدى.
وقال تعالى (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد10)
وهذه الهداية تكون كذلك للأنبياء والصالحين والعلماء ومن ذلك قوله تعالى في حق رسوله صلى الله عليه وسلم ( .. وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى52)
وقوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة24)
(اتبع الهدى) أي ألزم طريق الهدى والرشاد الذي بينه ودل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خير هديٍ وأكلمه وفي الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (وخير الهدي هدي محمد) (3) وفي رواية (وخير الهدي) الهُدي: الدلالة والإرشاد , والهدي: الطريق , وهديه صلى الله عليه وسلم ما بينه للناس ودلهم عليه مما أوحى إليه ربه , فهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى , وهديه صلى الله عليه وسلم خير زاد ليوم المعاد , والوقوف بين يدي رب العباد.
وفي حثه رحمه الله على التمسك بالسنة إبطال لقول الطائفة الضالة يتسمون بـ (القرآنين) الذين يقولون: نحن لا نأخذ إلا بالقرآن , ومن كان كذلك فهو ليس بآخذٍ حتى بالقرآن , لأن الله قد أمر في كتابه في آيات عديدة بالأخذ بالسنة والتسمك بها, ولذا لا يكون العبد متمسكاً بالقرآن إلا إذا أخذ بالسنة , فلا بد من الأخذ بالأمرين معاً.
قال تعالى آمراً أمهات المؤمنين (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) (الأحزاب34)
وقال سبحانه (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (الحشر7).
الشطر الأول من البيت وهو قوله (تمسك بحبل الله وأتبع الهدى) فيه تحديدٌ للمصدر في التلقي , ولما حدده حذر من مخالفته فقال (ولا تك بدعياً).
وهو بهذا السياق يشير إلى أصل مهم وهو: أن من تخلى عن حبل الله وتخلى عن السنة فهو آخذ بسبيل بدعة وضلالة , ولذا عرف بعض أهل العلم البدعة:
فالناظم رحمه الله يقول: ولا تك بدعياً بترك الكتاب والسنة , وهو بهذا يشير إلى الهُوة العميقة التي سقط فيها المبتدعة جميعاً , وهي تركهم للكتاب والسنة , وإلا كانوا أهل سنة وجماعة , ولما كانوا أهل أهواء وبدع , فالبدعي هو: من ترك الكتاب والسنة ولم يتلق عنهما , ولم يأخذ دينه منهما.
ومن نَظَر إلى عامة أهل البدع وجد أن منشأ ضلالهم هو عدم التمسك بالكتاب والسنة إما بالاعتماد على العقول والآراء , أو المنامات , أو الحكايات , أو غير ذلك مما جعله أهل الأهواء مصدراً لهم في الاستدلال.
وقوله (لعلك تفلح) هذه نتيجة التمسك بالكتاب والسنة , واجتناب البدع.
والفلاح كلمة جامعة لخيري الدنيا والآخرة , وقد قيل لا كلمة في اللغة أجمع للخيرات من كلمة الفلاح , والفلاح لا يكون إلا بالتمسك بالكتب والسنة والإبتعاد عن البدع , ومن لم يتمسك بالكتاب والسنة , وذهب إلى شيء من تلك المصادر لم يفلح , ولهذا جاء عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال (ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح) وعندما ناظر الشافعي بِشراً فتغلب عليه وخرج بشرٌ قال الشافعي (لا يفلح).
وهذا المعنى دل عليه القرآن الكريم كما في أول سورة البقرة في قلوه تعالى (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة1 - 5)
و (لعل) عند الناظم هنا ليست للترجي , لأن من اعتصم بالكتاب والسنة ففلاحه متحقق , إلا إن قُصِد فعلُ العبد بتحقيقه لهذا المقام وتتميمه لهذا الاعتصام.
وغداً إن شاء الله شرح البيت الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنة ومجانبة البدع.
ــــــــــــ
1 - اخرجه مسلم برقم 867 من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه
2 - أخرجه مسلم برقم 2725 من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
3 - اخرجه مسلم برقم 867 من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 04 - 03, 03:14 م]ـ
2 - ودنْ بكتابِ الله والسننِ التي --- أتت عنْ رسول الله تنجو وتربحُ
(دن) فعل أمر من الفعل دان يدين ديناً
والمعنى: أقم دينك على الكتاب والسنة وآمن وأطع وامتثل ما جاء فيهما , بتصديق الأخبار وفعل الأوامر وترك النواهي.
وقوله (والسنن التي أتت عن رسول الله) السُّنن: جمع سنة , والمراد الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه , فقوله (أتت عن رسول الله) هذا تقييد وإرشاد إلى أن السنن لا بد أن تصحح حتى يؤخذ بها وتكون مقبولة , فإن صحت سواء بطريق التواتر أو الآحاد فهي حجة وعمدة في أمور الدين كلها العقيدةِ وغيرها.
قوله: (تنجو) لم يذكر من أي شيء , ليعم النجاة من كل شر وبلاء في الدنيا والآخرة , وقوله (وتربح) هذا زيادة على النجاة , فالنجاة رأس المال وفوقه أرباح متعددة بسحب قوة اعتصام المرء بالكتاب والسنة أرباح دنيوية وأرباح أخروية.
قال الله تعالى (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة38)
وقال تعالى ( ... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) (طه123)
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى هذه الآية (تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة)
وإلى اللقاء في شرح البيت الثالث إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/483)
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 05 - 03, 12:22 ص]ـ
3 - وقل غيرُ مخلوقٍ كلام مليكنا --- بذلك دان الأتقياء , وأفصحوا
لعل الناظم بهذه الصفة قبل غيرها من الصفات , لمناسبة السياق , وذلك أنه بدأ في البيتين الأولين بذكر التمسك بالكتاب والسنة , فلما ذكر وجوب التسمك بالقرآن , بدأ بذكر أبيات فيها ذكر عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن والرد على الذين خالفوا الحق وباينوه وجانبوا معتقد أهل السنة فيه , فهذه الأبيات فيهابيانٌ موجز لمعتقد أهل السنة في هذه المسألة , وردٌّ على أصناف من أهل البدع , وهم طوائف عديدة , أشار المصنف إلى بعضهم فبدأ رحمه الله بالكلام في هذه المسألى بقوله (وقل غيرُ مخلوقٍ كلام مليكنا)
(قْل) الخطاب لصاحب السنة المتمسك بالكتاب والسنة , أي: قل معتقداً مؤمناً بهذا الأمر غير شاك فيه ولا متردد ,, لأن القول إذا أُطلق فإنه يشمل قول القلب واللسان , ومن ذلك قوله تعالى (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ ... ) (البقرة136) أي: قولوا ذلك بقلوبكم إيماناً واعتقاداً وبألسنتكم نطقاً وتلفظا.
(غير مخلوق كلام مليكنا) وهذا فيه إثبات أمرين يتعلقان بصفة الكلام:
الأمر الأول: أن الكلام صفة الله , فالقرآن كلام الله وليس كلام أحد من المخلوقين , وإضافته إلأى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف , بخلاف المعتزلة الذين قالوا هو من باب إضافة المخلوق إلى الخالق.
والمضافات إلى الله تعالى على نوعين: مضاف إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف مثل سمع الله وبصر الله وقدرة الله وكلام الله وعلم الله , وضابطه ما إذا كان المضاف وصفاً لا يقوم إلا بموصوف , ومضاف إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى الخالق مثل عبدالله وأمة الله وناقة الله وبيت الله , وضباطه ما إإذا كان المضاف عيناً قائما بنفسه.
وهكذا الشأن فيما يقال فيه (من الله) فقد يكون منه وصفاً , وقد يكون منه خلقاً. فقوله تعالى ( ... وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (السجدة13). القول وصفللرب سبحانه ونعت من نعوته.
وقوله (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ... ) (الجاثية13) مافي السماوات ومافي الأرض جميعاً هو من الله خقلاً وإيجاداً.
وفي هذا الباب ضل طائفتان: المعتزلة حيث جعلوا الجميع إضافته إلى الله إضافة خلق وغيجاد , ليصلوا إلى مبتغاهم وهو القول بأن كلام الله مخلوق , وغلاة الصوفية حيث جعلوا الجميع إضافته إلى الله إضافة وصف , ليصلوا إلى متغاهم وهو القول بالحلول ووحدة الوجود تعالى الله عما يصفون.
والحق وسط بين ذلك , والحاصل أن إضافة الكلام إلى الله عزوجل من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.
وعندما يقال كلام مليكنا يتضمن الأصل في الصفات , وهو ا، ما يضاف إلى الله من الصفات يثبت له على وجه يليق به , وهذا تضمنه قوله (كلام مليكنا) أي هي صفة لله تليق به لا تشبه صفات المخلوقين , فهو سبحانه له الكمال في ذاته وصفاته. ولذا قال بعض السلف (إذا أردت أن تتعرف الفرق بين كلام الله وكلام المخلوقين فهو كالفرق بين الخالق والمخلوق)
والقاعدة عند أهل العلم: أن الإضافة تقتضي التخصيص , فعندما يضاف الكلام إلى الله فإنه يخصه ويليق بجلاله وكماله , وعندما يضاف الكلام إلى المخلوق فيخصه ويليق بعجزه ونقصه , ولا يلزم من اتفاق الشيئين في الاسم أن يتفقا في الحقيقة والمسمة. هذا بين المخلوق والمخلوق , فيكف بين المخلوق والخالق.
الأمر الثاني: قوله (غير مخلوق) وهذا فيه رد وإبطال لقول من قال إن كلام الله مخلوق من المخلوقات التي أوجدها الله بقدرته , فالناظم بين بطلان هذا المعتقد بقوله (غير مخلوق) والقول بخلق القرآن هو معتقد الجهمية والمعتزلة وغيرهم.
والجهمية يصرحون بهذه ويقولون: القرآن مخلوق والكلام مخلوق ولا يقولون هو كلام الله , ولهذا حاول شيخهم تحريف قوله تعالى ( ... وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (الناسء164) إلى نصب لفظ الجلالة فراراً من إضافة الكلام إلى الله.
وأما المعتزلة فيضيفون الكلام إلى الله ولكنهم يجعلونه من باب إضافة المخلوق إلى الخالق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/484)
والاشاعرة والكلابية أيضا يقولون بخلق القرآن , ولكن لا يصرحون بذلك , ويقولون: الكلام نوعان كلام نفسي ليس بحرف ولا صوت وهذا يضيفونه إلى الله , أم الكلام اللفظي الذي يشتمل على الحرق والصوت والذي هو القرآن افهو مخلوق , وهو عبارة أو حكاية عن كلام الله وليس كلام الله بل هو مخلوقٌ من جملة سائر المخلوقات , وبذلك يلتقون مع الجهمية.
فالمصنف بقوله (غير مخلوق) أبطل جميع هذه المقالات.
فالقرآن كلام الله حقيقة وهو بحرف وصت سمعه جبريل من الله عزوجل وألفاظه ومعانيه كلام الله , ليس كلام الله ألفاظه دون معانيه , ولا معانيه دون ألفاظه.
وقوله (مليكنا) فيه إثبات صفة الملك لله. فالله مالك الملك , والملك كله لله.
قال الله تعالة (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران26).
والمخلوق إذا ملك شيئاً فإنما هو بتمليك الله له , فالله مالك الدنيا والآخرة , والملك من معاني الربوبية , لأن الربوبية لها معانٍ منها: االسيد والمطاع والملك.
قوله رحمه الله (بذلك) الأشارة هنا إلى ما تقدم في الشطر الأول من بيان المعتقد الحق في كلام الله.
(دان الأتقياء) أي: آنوا واعتقدوا ذلك , والأتقياء: دانوا بأن القرآن كلام الله غيرُ مخلوق , فهذا معتقدهم الذي لا يحيدون عنه , والنقول عنهم في ذلك كثيرة , فاللالكائي رحمه الله عقد فصلاً في (شرح الاعتقاد) في بيان أن كلام الله غير مخلوق وسكى أكثر من خمسمائة نفس من هؤلاء , وبعضهم يروي عنه بالإسناد , كلهم يقرر أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال إنه مخلوق فهو كافرٌ والنقول عنهم في هذا المعني كثيرة جدا.
وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنهم ... بل قد حكاه قبله الطبراني
قوله (الأتقياء) اختيار هذه الصفة لأهل السنة في غاية الجودة والدقة , فالتقوى: هي الوقاية بأن يجعل بينه وبين ما يخشاه وقاية تقييه , فتقوى الله عزوجل أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضب الله وسخطه وقاية تقيه بفعل الأوامر وترك النواهي , ولهذا أفضل ما فسرت به التقوى قول طلق بن حبيب رحمه الله (التقوى أت تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله , وأن تترك معصية الله على نور منالله تخاف عقاب الله)
قال ابن القيم رحمه الله (وهذا من أحسن ما عرفت به التقوى)
وقال الذهبي في ترجمته (وقد أحسن وأجاد)
وكذلك شيخ الإسلام أشاد بهذا التعريف , وكذا ان رجب.
فهؤلاء الأعلام - أعني أئمة أهل السنة - اتقوا الله بلزوم السنن والطاعات وبترك النواهي والمحدثات , وأعظم ما تركوه وابتعدوا عنه الكفر والبدع والمحدثات والتي منها القول بخلق القرآن وإضافةً إلى ما فيه من كفر وضلال فقد ترتب عليه من المفاسد والأخطار عند من قال به شيء كثيراً ولذلك ترتب على قول الجهمية امتهان لكلام الله , وعدم مبالاة به , لأنه بزعمهم مخلوق من المخلوقات.
(وأفصحوا) أي: إضافة إلى أنهم دانوا بذلك واعتقدوه بقلوبهم فقد أفصحوا به وصرحوا به وأبانوه وقرروه في المجالس ووضحوه , وانتصورا له , ولا سيما عندما يعلن أهل الباطل باطلهم ويصرحون بضلالهم.
ولهذا يُنقل عن أبي إسحاق الإسفراييني أنه كان كل جمعة يقف ويقول (القرآن كلام الله غير مخلوق خرفاً لقول الباقلاني , وذلك حتى لا يظن من يأتي بعدنا أننا علة معتقده) , وذلك لأنه كان في عصره , نقل ذلك عنه شيخ الإسلام (شرح العقيدة الأصفهانية)
وهذا أي الإفصاح قد مضى عليه أهل السنة في تآليفهم , فما تجد كتاباً مؤلفاً في الاعتقاد إلا وفيه التصريح بذلك والإفصاح به , بل أفردوا في ذلك كتباً ومصنفات.
وإلى اللقاء في شرح البيت الثاني في صفةى الكلام والرابع في القصيدة.
أخوكم: العوضي
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[01 - 05 - 03, 08:11 م]ـ
ونرجو من الله ان يوفقك الي اتممها بحول من وقوة ولا تمل حتي لانمل
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 05 - 03, 01:29 ص]ـ
4 - ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً --- كما قال أتْباعٌ لجمٍ وأسححُوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/485)
بعد أن أنهى الناظم الكلام علىالمسألة الأولى بدأ يرد على طائفة من طوائف الجهمية , وهو الواقفة.
معلوم أن مذهب أهل السنة هو أنهم يفصحون ويصرحون بأن القرآن كلام غير مخلوق , ومذهب الجهمية يصرحون فيه بضد ذلك , وهو أن القرآن مخلوق , ونشأ على إثر عقيدة الجهمية هذه بدعة الواقفة , فنشؤوا متأثرين ببدعة الجهمية الذين قالوا القرآن مخلوق , وبدؤوا ينشرون ذلك بين الناس , وأخذوا يثيرون الشبه , وأهل السنة يردون عليهم , ففي هذه الأجواء نشأ الوافقة الذين تأثروا بالجهمية - وهو قوم شكاك - فقالوا القرآن كلام الله ولا يقال مخلوق ولا غير مخلوق , وإنما قالوا ذلك لتأثرهم ببدعة الجهمية ودخولها في نفوسهم , ولذلك لم يستطيعوا الإفصاح بالمعتقد الحق وهو أن القرآن غير مخلوق , ولذا قال الإمام (الواقفة جهمية) والناظم أيضا يقول ذلك فقد وصفهم بأنهم (اتباع الجهمية) وبعض أهل العلم قال (هم شر من الجهمية) , ووجه: أن معتقد الجهمية مصرح فيه بالباطل , وهو وهو أن القرآن مخلوق , فنقده وبيان فساده للناس بالحجج والبراهين سهل , ولكن لما يأتي الواقفة ويقررون مذهبهم على أنه من باب الورع ويقفون في هذه الصفة , فهذا أخطر ما يكون على العوام , فيظنون أن في قولهم شيئاً من الوسطية والاعتدال , والواجب الإفصاح بالمعتقد الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة. وعدم الإيمان به أو التوقف والتردد كله زيغٌ وضلال , والله يقول (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ... ) (الحجرات15) والتوقف عن الإيمان بالحق نوعٌ من الشك والريْب.
(جهم) هو ابن صفوان , رأس من رؤوس الجهمية , وقد ذكر أهل العلم منشأ هذا التعطيل: أن الجهم أخذه عن الجعد بن درهم عن ابان بن سمعان عن طالوت ابن أهت لبيد عن لبيد بن الأعصم اليهودي وهو أخذ ذلك عن يهود اليمن , هذه سلسلة هذا الضلال متصلةٌ باليهود , ومن هذا يعلم أن أساس التعطيل هم اليهود كما أنهم هم أساس الرافضة.
(أسجحوا) أسجح بالشيء أي لانت به نفسه , فأتباع جهم لانت نفوسهم ومالت قلوبهم إلى هذا المعتقد , وفي نسخة (أسمحوا) وهو بمعناه أي: سمحت نفوسهم باعتقاد هذا القول وتقريره رغم فساده وبطلانه.
وإلى اللقاء في البيت الخامس.
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 05 - 03, 04:15 م]ـ
5 - ولا تقل القرآن حلْقٌ قرأْتُهُ --- فإن كلام اللهِ باللفظ يُوضحُ
ثم قال (ولا تقل القرآن خلق قرأته ... ) أي لا تقل قراءتي بالقرآن مخلوقة , وهذا فيه الرد على بدعة أخرى غير بدعة الواقفة , ألا وهي بدعة اللفظية الذين يقولون لفظي بالقرآن مخلوق , أو تلاوتي بالقرآن مخلوقة أو قراءتي بالقرآن مخلوقة.
ومنشأ هذه البدعة هي بدعة الجهمية نفسها , وشبهتهم هي شبهة الجهمية , لأن اللفظ والتلاوة والقرءة كلها مصادر تحتمل أحد أمرين: تحتمل الملفوظ والمتلو والمقروء وهو كلام الله وهذا غير مخلوق , وتحتمل حركة اللسان والشافه والحنجرة وصوت الإنسان وهي مخلوقة , فعندما يقال (لفظي بالقرآن مخلوق) يحتمل أحد هذين.
فاللفظية هم - كما قرر أهل العلم - جهمية , وإنشاؤهم لهذه البدعة إنما كان لتقرير مذهب الجهم من طريق آخر وشبهة أخرى , للتلبيس على الناس , فهو عندما يقول (لفظي بالقرآن مخلوق) إلى قول الجهمية القائلين بخلق القرآن , ولذا قال الإمام أحمد رحمه الله وغيره (اللفظية جهمية). أي: من قال اللفظ بالقرآن مخلوق فهو قائل بقول الجهم.
قال الإمام أحمد رحمه الله (من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي , ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع) لأن قوله (لفظي بالقرآن مخلوق) يحتمل أمرين أحدهما مخلوق وهو حركة اللسان والآخر غير مخلوق وهو كلام الله , وباطل أن يقال إن كلامه سبحانه مخلوقٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/486)
وعندما يقول (لفظي بالقرآن غير مخلوق) يحتمل أمرين أحدهما حركة اللسان وباطل أن يُقال هذا غير مخلوق , والآخر المتلو المقروء وهذا غير مخلوق , ولذا كان الصواب التفصيل , فإن قصد به الملفوظ فهو كلام الله غير مخلوق , وإن أراد حركة اللسان والحنجرة وصوت العبد فهو مخلوق , فالصوت صوت القاري والكلام كلام الباري , الكلام إنما يضاف إلى من قال ابتداءً لا إلى من قال إبلاغاً وأداءً , ولذا قال الإمام أحمد (القرآن كلام الله حيثما توجه) أي سواءً حُفظ في الصدور , أو كُتب في السطور , أو تُلي بالألسن , أو سُمع بالآذان.
والعلة في نهي الناظم عن قول اللفظية هي المُبَينة في قوله (فإن كلام الله باللفظ يوضح) وهذا معنى قول أهل السنة والجماعة (القرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه ليس كلام الله دون المعنى ولا المعنى دون اللفظ , واللفظ به يُوضِّح المعنى , ويُبين المراد , ويجلي المقصود).
وإلى اللقاء في شرح أبيات رؤية الله
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 05 - 03, 06:25 ص]ـ
6 - وقل يتجلى الله للخلقِ جهرةً --- كما البدر لا يخفى وربك أوضحُ
الرؤية حق دل عليها الكتاب والسنة المتوارتة , وأجمع عليها المسلمون , ولا ينكر الرؤية إلا الجهمية الضُّلال ومَنْ تأثر بهم , وقد قال بعض السلف مثل الشافعي رحمه الله (من أنكر رؤية الله حري أن يحرم منها)
(وقل) الخطاب مُوجه لصلحب السنة ومن يريد اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولزوم أمره واقتفاء أثره , وأما صاحب الهوى والآراء والمنطق وغير ذلك فإنه لا يقيم للسنة وزناً ولا يرفع بها رأساً ولا يعبأ بها.
ثل يا صاحب السنة غير متردد ولا شاك (يتجلى) التجلي هو الظهور والبيان أي يظهر (الله للخلق) والمراد بالخلق المؤمنون , فهم الذين ينعم عليهم سبحانه يوم القيامة برؤيته ويكرمهم بالظنر إليه , بل إن رؤيتهم له سبحانه هي أجلُّ مقاصدهم وأعظم غاياتهم وأهدافهم , ومن دعائهم (اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة) وهو من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه.
أما الكفار فلا يرونه , كما في قوله تعالى (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين15) ولئن كان حجبُ الكفار عن رؤية الرب العظيم نوعاً من العقوبة , فإن تمكين المؤمنين منها أجلُّ هبة وأعظم عطية.
(جهرة) أي عياناً جهاراً ليس بينهم وبين الله ما يحجبهم (كما البدر لا يخفى) البدر: هو القمر ليلة الرابع عشر عندما يمتلئ نوراً , وعندما لا يكون بيننا وبينه سحاي , فإن المؤمنين يرونه جميعاً ولا يحتاجون إلأى تضام وتزاحم لرؤيته ساأن الأشياء الدقيقة , وكذلك لا يتضارُّون في رؤيته فلا يحصل لأحد ضرر في رؤيته , وكل ذلك يؤكد أن الرؤية تكون حقيقة وبيسر وسهولة , فإن الشمس والقمر يراهما الناس بأبصارهم رؤية حقيقية دون عنت أو مشقة والنبي صلى الله عليه وسلم قال (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ... ) (2) , والكاف للتشبيه هنا للرب بالقمر أو الشمس - تعالى الله عن ذلك - وإنما التشبيه هنا للرؤية بالرؤية , وليس للمرئي بالمرئي , أي كما أن رؤية القمر تكون للناس حقيقةً عياناً بأبصارهم , فكذلك رؤية الله تكون حقيقةً عياناً بأبصارهم.
(كما) الكاف للتشبيه , و (ما) زائدة , أي كالبدر.
(وربك أوضح) القمر من مخلوقات الله ومع ذلك يراه الناس ليلة البدر عياناً بدون ضيم وضرر ونحو ذلك , فكيف بالرب الخالق تعالى؟! فإنه أوضح من كل شيء سيراه المؤمنون بأبصارهم هياناً على الحقيقة.
قوله (وربك) أي: أيها المخاطًب بهذا النظم , وهو رب الخلائق أجمعين , رباهم بنعمه لا ربًّ لهم سواه ولا خالق لهم غيره.
وربوبيته لخلق نوعان:عامة و خاصة , فأما العامة بالخلق والرزق والإنعام والصحة ونحو ذلك من الأمور التي هي عام في المؤمن والكافر والبر والفاجر , وأما الخاصة فهي التربية على الإيمان والهداية للطاعة والتوفيق للعبادة وهذه مختصة للمؤمنين.
وإلى اللقاء في في شرح البيت السابع وهو متعلق بنفس الموضوع (إثبات رؤية الله عزوجل)
___________
1 - أخرجه النسائي في سننه برقم 1305 , وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي برقم 1304
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/487)
2 - أخرجه البخاري برقم 554 , ومسام برقم 633
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 12:28 ص]ـ
7 - وليس بمولدٍ وليس بوالدٍ --- وليس له شِبْهٌ تعالى المُسبحُ
هذا البيت ذكره الناظم بعد إثبات الرية لله , ليبين به أن إثباتها حقيقةً لا يستلزم تشبيه الله بالمولود أو بالولد , ولا يستلزم التشبيه , لأن أهل السنة يثبتون الصفات على وجه يليق بالله تعالى , والإضافة تقتضي إلى المخلوق , فعندما تضاف الصفة إلى الله فإنها تليق بكمال الله , وإذا أضيفت إلى المخلوق فإنها تليق بضعفه ونقصه.
ومن هنا يعلم أن مقالة التعطيل أساسها التثميل , فالمعطل بلغ درجة التعطيل لما مثل , فلم يفهم من الصفة التي أضيفت إلى الله إلا عين الصفة التي يعلمها من المخلوق , فكل معطل سائر تحت هذا الوهم الفاسد كما قال أحد هؤلاء يصف المتكلمين (أناس مضوا تحت التوهم يظنون أن الحق معهم ولكن الحق وراءهم) , هذا ذكره الهبي عن أبي حيان في التوحيدي , ثم قال (وأنت حامل لوئهم).
يقولون: لو أثبتنا الرؤية لله حقيقةً , لأثبتنا له الجسمية ولشبهناه بالمخلوق الحادث , لأن الرؤية لا تقع إلا على ذي جسم , وهذا قياس فاسد , حيث قاسوا الله بالمخلوق , ولهذا قال السلف (ولا يقاس بخلقه) , فالناظم جاء بهذا البيت ليزيل التوهم الذي قد يأتي , وهذا التوهم جاء بعد مقالة الجهمية , وأما قبلها فلا وهم , فإن الصحابة لم يخطر ببالهم شيء من ذلك.
أي مع أنه يُرى يوم القيامة حقيقةً بالأبصار.
(ليس بمولود وليس بوالد) أي لم يتفرع عن غيره ولم يتفرع عنه غيره , وهذا مأخوذ من قوله تعالى (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص 3 - 4)
(وليس له شبه) أي: الله سبحانه وتعالى , والشبه هو المثيل والنظير , والله لا شبيه له ولا مثيل ولا نظير لا في أسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله.
قال الله تعالى ( ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى11)
وقال تعالى ( ... هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (مريم65)
وقال (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص4)
وقال (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة22)
ويؤخذ من هذا أن إثبات الصفات لا يقتضي التمثيل فإن التمثيل أمر آخر غير إثبات الصفات.
يقول الإمام أحمد رحمه الله (المشبه يقول يدي كيدي وسمع كسمعي ... والله يقول (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) , فالذي يثبت الصفات لله على الوجه الذي يليق به ليس بمشبهة , وإنما الشمبه الذي يشبه صفات الله بصفات خلقه , وأهل السنة مطبقون على ذم هؤلاء المشبهة , وأن مقالتهم كفر وضلال.
والمعطلة يرمون اهل السنة بالتشبيه , إما لأنهم لم يفهموا مقالتهم , لأو أنهم أصحاب أغراض سيئة وقصد فاسد.
(تعالى) أي عن الشبيه والنظير أي ارتفع قدره وجل شأنه وتعاظم أن يكون له شبيه أو نظير فهو ينزه الله عن ذلك. والتعالي من العول وهو الرفعة , وهو ثابت لله ذاتاً وقدراً وقهراً.
(المسبح) أي المنزَّه , لأن التسبيح في اللغة التزيه , وهذا التسبيح عبادة مقربة لله ورد الأمر بها في مواطن كثيرة , بل جاء الترغيب والحث على الإكثار من الستبيح في الأوقات المختلفة , ورُتِّب على القيام به في الأجور العظيمة والثواب الجزيل وفي الحديث (من قال حين يصبح سبحان الله وبجمده مائة مرة غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر) (1) , وهو كلام الحبيب إلى الرحمن كما في الحديث (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله بحمده , سبحان الله العظيم) (2) وفي الحديث (أحب الكلام إلى الله: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) (3).
وتسبيح الله يكون عما لا يليق به.
وأما المعطلة فيفهمون من التسبيح تنزيه الله عن الصفات , ولذا يقولون: سبحان الله المنزه عن الصفات , قال أحد أهل العلم (فانظروا إلى تسبيح الجهمية كيف أدى بهم إلى التعطيل) , فهذ التسبيح أدى بهم إلى هذا الزيغ والضلال.
ولا يجوز لمسلم أن يسبح الله عما جاءت به المرسلون , وإنما يجب تسبيح الله عما جاء به أعداء الرسل المخالوفن لهم , ولذن قال تعالى (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) أي: أعداء الرسل (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (الصافات180 - 181) نزه نفسه عما يصفه به أعداء الرسل لأنه يتضمن الشتبيه والتعطيل , وسلم على المرسلين , لسلامة ما قالوه في حق الله من النقص والعيب.
ومن أسماء الله (القدوس والسلام) وهما من أسماء التنزيه فيُنزه الله عن أن يوصف بصفات نقص أو أن يوصف بالنقص , ويُنزه سبحانه عن أن يُشبه أحداً من خلقه أو يُشبه أحدٌ من خلقه , يُنزه سبحانه عن أن يوسف بما لا يليق به , أمَّا أوصافه سبحانه اللائقة بجلاله وكماله فليس من الستبيح في شيء نفيها وتعطيلها.
وإلى اللقاء في شرح البيت الثامن وهو متعلق بنفس الموضوع.
ــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم6405 , ومسلم برقم2691 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري برقم6406 , ومسلم برقم2694 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه مسلم برقم2137 من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/488)
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 11:24 م]ـ
8 - وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا --- بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
وقال: (وقد ينكر الجهمي ... )
(وقد) عندما تدخل على المضارع فإن لها أحوالاً بحسب السياق , أحياناً تكون للتقليل , وأحياناً للتكثير , وأحياناً للتحقيق والتأكيد , وهنا المراد التحقيق والتأكيد , فيقول: حقيقة مقال الجهمية إنكار رؤية الله , ولذا يقول الإمام أحمد رحمه الله (من ينكر الرؤية جهمي)
(والجهمي) أي المتأثر بالجهم بن صفوان شيخ الطريقة وأستاذ القوم.
(هذا) أي رؤية الله , ولما ذَكَرَ مقال الجهمي بدأ بالرد عليهم فقال (وعندنا) أي نحن معاشر أهل السنة والجماعة (بمصداق ما قلناه) أي بتصديق الذي قلناه وهو إثباتنا للرؤية (حديث مصرح) ليس بالتخرصات والآراء بل بالنصوص من الكتاب أو السنة.
(مصرح) أي صريح الدلالة على إثبات الرؤية , وفي نسخة أخرى (حديث مُصَحح) أي صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , والمعنيان يكمل أحدهما الآخر , فالحديث في الرؤية مُصحح من قبل الأئمة , بل هو متواتر , نص على ذلك غير واحد من أهل العلم , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وهذا الحديث من أصح الأحاديث على وجه الأرض المتلقاة بالقبول المُجْمِع عليها العلماء بالحديث وسائر أهل السنة) (1). ومُصَرح بإثبات الرؤية لله سبحانه ’ فلم يبق لمبطلٍ متعلق.
وإلى اللقاء مع البيت الأخير في نفس الموضوع
ــــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى 6/ 421
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 05 - 03, 02:45 م]ـ
9 - رواه جريرٌ عم مقالِ مُحمدٍ --- فقلُ مِثل ما قد قال ذاك تنْجحُ
(رواه جرير عم مقال محمد) أي رواه الصحابي جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصحيحن وغيرهما من كتب السنة.
روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر , فقال (أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تُضامون فيرؤيته , فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا) (1) يعني الفجر والعصر.
هذا ما أشار إليه الناظم هنا , وحديث الرؤية حديث متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم غري واحد نت الصحابة منهم: أبوهريرة وأبوموسى الاشعري وجارب بن عبدالله وغيرهم رضي الله عنهم , والواجب الوقوف عند الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء منها المتواتر أو الآحاد , لكا أهل التعطيل لا يقيمون لها وزناً ولا يرفعون لها رأساً , بل يشمئزون من ذكرها ويتكلفون في دفعها وردها.
وبعد أن رد الناظم على الجهمية قال (فقل) أي يا صاحب السنة (مثل ما قال) أي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مثل ما يقوله الجهمية المعلطة النفاة.
(في ذاك) أي في الرؤية , أو في صفات الله عموماً , فكأن الناظم هنا يعطي منهجاً دقيقاً هو سبيل النجاة , أن يقول السني في صفات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا معنى ما قاله الإمام أحمد رحمه الله (نصف الله بما وصف به نفسه , وبما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث)
(تنجح) أي بذلك يكون نجاحك , والنجاح هو الظفر وميل المقصود وهو هنا الظفر بفضل الله , وتحقيق المعتقد الحق , والفوز بسعادة الدنيا والآخرة.
وإلى اللقاء في شرح الأبيات المعتلقة بإثبات صفة اليد لله تعالى.
أخوكم: العوضي
ـــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم554 ومسلم برقم633
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 05 - 03, 12:01 م]ـ
10 - وقد ينكرُ الجهمي أيضاً يمينهُ --- وكِلتا يديه بالفواضلِ تنْفحُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/489)
هذا البيت عُقد لإثبات هذه الصفة العظيمة صفة اليدين لله على وجه يليق بجلاله , وأهل السنة يثبتون اليدين لله حقيقة على الوجه اللائق بكمال الله وجلاله دون تشبيهٍ بيدي المخلوق , بل يقولون: لله يدان حقيقيتان لا تشبهان يدي المخلوق , وهذا شأنهم في إثبات جميع الصفات , فهم عند الإثبات يحذرون من منزلقين خطيرين هما: التعطيل والتمثيل , فمنهجهم في الصفات يقوم على أصلين هما: الإثبات بلا تمثيل , والتنزيه بلا تعطيل , فأهل السنة يثبتون اليد لله بلا تمثيل لها بصفة المخلوق وينزهون الله عن النقص , ولكن دون تعطيل له عن إثبات اليد الحقيقية اللائقة بجلاله وكماله.
ويضاد هذا المنهج الذي يقوم عليه مسلك أهل السنة في إثبات الصفات منهجان منحرفان:
الأول: إثباتٌ بمتثيلٍ , وهم المشبهة الذين يمثلون صفات الله بصفات خلقه وأهل السنة ليسوا مشبهةً إذ الشتبيه ضلال وكفر , لأن من يقول عن ربه إن يده كيده وسمعه كمسعه وبصره كبصره فهو إنما يعبد صنماً ووثناً من الأوثان.
الثاني: تنزيه بتعطيل , وهم المعطلة الذين يجحدون صفات الله وينفونها بحجة تنزيه الله عن مماثلة خلقه , وهم أقسام كثيرة: منهم من يعطل الأسماء والصفات , ومنهم من يعطل الصفات دون الأسماء , ومنهم من يعطل بعض الصفات دون بعض , ومعطِّل الصفات عابد للعدم , ولذا قيل: المشبه بعدا صنماً , والمعطل يعبد عدماً.
وهذان المنهجان وما تفرع عنهما يجمعهما وصف جامع وهو الإلحاد في أسماء الله وصفاته , وقد أمرنا الله تعالى أن نذر هذا المنهج وتوعد أهله باشد الوعيد في قوله (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف180.
الممثلة يقولون في اليد: كأيدينا فلم يثبتوا لله يده التي تليق به , والمعطلة يقولون: يلزم من إثباتها التمثيل فلا نثبت لله بدا حقيقةً. ولهذا (فكل معطل ممثل وكل ممثل معطل).
(كل معطل ممثل) لأن تعطيله للصفات إنما قام على ساق التمثيل , فما جحد اليد إلا لأنه توهم أول الأمر أن إثباتها لله حقيقة يلزم منه التشبيه فنفى عن الله اليد , فهو لما يقرأ قوله تعالى (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَأَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ العالين) ص75 / لا يفهم منه إلا يد المخلوق وهذا يدفعه إلى تنزيه الله , ولا سبيل عنده إلا تنزيه الله إلا بنفي اليد عن الله , وعلى هذا مضى عامة معطلة الصفات يعطلونها , لأنهم لا يفهمون من المضاف إلى الله إلا عين ما يرونه ويشاهدونه في المخلوق.
ولهذا يصرح بعضهم بهذا فيقولون (لا نعقل يداً إلا عين ما نراه في الشاهد) فهم فرو من شر ووقعوا في شر أخبث منه , ثم إنهم لما عطلوا صفة الله نتيجة للتمثيل الذي هم مرضى به انتقلوا منه إلى تمثيل آخر , فمثلوا الله إما بالمعدومات أو الجمادات أو الممتنعات بحسب نوع تعطيلهم , ويظهر من هذا أن كل معطل ممثل مرتين مرة قبل التعطيل ومره بعده , فكل تعطيل محفوف بتمثيل.
(وكل ممثل معطل) من يمثل صفة الله بصفة خلقه فهو معطل وليس معطلاً مرة واحدة بل معطل ثلاث مرات , فالذي يقرأ قوله تعالى ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ .. ) ص75 / ثم يفهم منها يد كأيديهم وقع في التعطيل ثلاث مرات:
1 - كونه عطل الله عن صفة اليد الحقيقية اللائقة به التي لا تشبه يد المخلوقين.
2 - كونه عطل هذا النص وهو قوله تعالى ((مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ .. ) ص75 / عن مدلوله , ومدلوله إثبات يد حقيقة تليق بالله , وصَرَفَه إلى إثبات يد تشبه يد المخلوقين.
3 - كونه عطل النصوص الكثيرة في القرآن النافية للشتبيه كقوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى11.
ولم يسلم من التعطيل والتمثيل أحد من الطوائف برمتها غير أهل السنة والجماعة , ومن سواهم معطلة ممثلة في الوقت نفسه , وإن كان يزعم كل واحد منهم ظاهر قوله أنه غير معطل أو غير ممثل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/490)
والناظم بدأ إثبات صفة اليد بالرد على الجهمية , والجهمية أساس الشر ورأس البلاء في تعطيل الصفات , ولذا فكل معطل جهمي , وكل معطل شيخه الأول الجهم بن صفوان , لأنهم ورثوا منه تركة التعطيل ولكنهم في أخذهم عنه يتفاوتون , فبعضهم أخذ منه بحظ وافر و وبعضهم أخذ منه دون ذلك.
وغدا إن شاء الله سأقوم بسرد شرح الأبيات
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 05 - 03, 03:59 م]ـ
(وقد ينكر الجهمي) أي يجحد السائر على منهج الجهم والمتأثر بشبهه، و (قد) هنا للتأكيد والتحقيق.
(أيضا) أي مع إنكاره للصفات الأخرى.
(يمينه) أي ثبوت اليمين واليد لله تعالى. وهنا سؤال: كيف أنكر الجهمية اليمين واليد لله مع أن اليد ثابتة في القران والسنة بمئات النصوص، ووصفت بصفات كثيرة لا تجعل من يقرأ تلك الأدلة يتردد في إثباتها لله، بل قد وصفت اليد بصفات تصل إلى مائة صفة، مثل الطي والقبض والبسط والأخذ و الإعطاء وغير ذلك من الصفات، كلها تؤكد إثبات هذه الصفة لله حقيقة على الوجه اللائق به.
و إذا كان الأمر كذلك، فكيف غرس الجهم في نفوس من تأثر به عدم إثبات اليد لله؟ وقبل مقالة الجهم كان كل من يقرأ آيات الصفات في القران لا يفهم منها إلا الصفات الحقيقية اللائقة بالله، ويعلم ذلك بالنظر إلى العوام الذين لم يتلقوا بجهمي أو أي متكلم، فإذا تليت عليهم آية في الصفات لا يفهمون منها إلا الصفة الحقيقية.
فدبر الجهم خطة وبدا بتعقيد القواعد الكليات لجحد الصفات، فهو لا يستطيع أن يأتي إلى الناس رأسا ويقول لهم: ليس لله يد، فجاء بألفاظ مجملة ونزه الله عنها، وجعل تنزيه الله عنها أصولا كلية عند هؤلاء، ثم توصل إلى إنكار الصفات من خلال ذلك، حيث جاء بلفظ الجسم والحيز والجهة، فقال مثلا: هل الله جسم؟ فاحذ يقرر أن الله ليس بجسم ولا يوصف بالجسمية، فلما قرر ذلك ومكنه من نفوسهم اخذ يقرر فيهم ما يريد فقال: لو أثبتنا لله اليد أثبتنا له الجسمية ولو أثبتنا له الجسمية شبهناه بخلقه ومن ثم غرس فيهم تعطي الصفات.
ولكن واجهته مشكلة وهي النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة التي تصادم تقريره، فدلهم على التحريف، وبهذا توصل الجهم إلى تقرير إنكار صفات الله لدى من استهوتهم شبهته واستفزهم ضلاله و باطله من ذوي الجهل وقلة البصيرة بالدين.
(اليمين) صفة ثابتة لله، فالله له يدان حقيقيتان، وفي رواية لمسلم إثبات يدين لله: يمين وشمال، ومن أهل العلم من صوب أن لفظ الشمال لم يثبت و إنما الثابت (الأخرى) بدل الشمال، وعلى كل فهذه الرواية ليست معارضة لقوله صلى الله عليه وسلم (وكلتا يدي ربي يمين) (1) لان أهل العلم وضحوا أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (وكلتا يدي ربي يمين) نفي توهم النقص؛ لأنه قد تبادر إلى بعض الأذهان أن الشمال أو الأخرى انقص من اليمين.
و اليمين ثابتة لله في القران والسنة، قال تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر67)، وفي هذه الآية رد بين على المعطلة الذين قالوا إن إثبات اليد لله يلزم منه تشبيه الله بالخلق. فيقال لهم: كيف يفهم عاقل تأمل هذه الآية انه يلزم من إثبات اليد لله حقيقة تشبيه الله بالمخلوق وقد وصف يده سبحانه بهذه العظمة والكمال.
ويرد عليهم بأنه لا يلزم من اتفاق الشيئين في الاسم أن يتفقا في الحقيقة و المسمى، هذا بين المخلوق والمخلوق، فكيف بين الخالق والمخلوق؟
(وكلتا يديه) وفيه إثبات اليدين لله حقيقة على الوجه اللائق به، وهذا التنصيص بأن له يدين جاء في القران والسنة، قال تعالى (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ... ) (المائدة 64).
وفي الحديث (يمين الله ملآى لا يغيظها نفقة سحاء الليل والنهار، أ رأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والأرض، فانه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى القسط يرفع ويخفض). رواه البخاري ومسلم (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/491)
وهذه الآية والحديث من أقوى الأدلة في الرد على من قال يده قدرته، فيقال لهم: هل لله قدرتان؟ و بإجماع أهل الإسلام انه ليس لله قدرتان، وتفسيرها بالنعمة أيضا مردود؛ لأنه لا يقول أحد أن لله نعمتين بل نعمه كثيرة، وماذا يقول هؤلاء في الحديث؟ هل يقولون وبقدرته الأخرى أو بنعمته الأخرى أو ماذا يقولون؟
ولا يعارض ثبوت اليدين لله أن اليد قد جاءت في بعض النصوص بصيغة الجمع كما في قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) (يس71)
وكذلك جاءت مفردة كما في قوله تعالى (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك1).
لأن لغة العرب تتسع للإخبار عن المثنى بالجمع أو المفرد، قد ورد ذلك في القران كما في قوله تعالى (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) (التحريم4)، ومازال العرب يقولون رأيتك بعيني، وسمعتك بأذني، والمراد عيني وأذني، فلا تعارض إذا بين الألفاظ الواردة. ومثله تماما القول في العين.
(وكلتا يديه بالفواضل) الفواضل جمع فاضلة، وهو الخير والجود والكرم والعطاء، قال الله تعالى (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) (المائدة64).
روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم وما ولوا) (3).
(تنفح) والنفح العطاء، وفي بعض النسخ (تنضح)، و النضح هو الرش والسقي، والمقصود انه يعطي الجزيل ويكرم عباده ويعطيهم العطاء الواسع، كما في الحديث (يمين الله ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ... ) (4)
واليد من صفات الله الذاتية، والناظم عندما يذكر إنكار الجهمية لليد يشير بذلك إلى إنكارهم للصفات الذاتية الأخرى كالوجه والقدم والعين والساق ونحوها فمضمون كلامه الرد عليهم في إنكارهم بقية الصفات الذاتية؛ لان القول في الصفات واحد.
وصفات الله نوعان:
ذاتية و ضابطها: هي التي لا تنفك عن الذات، ولا تعلق لها بالمشيئة.
وفعلية: وهي التي تتعلق بالمشيئة.
ولا فرق عند أهل السنة والجماعة بين الصفات من حيث الإثبات فكلها حق تثبت لله كما وردت ويؤمن بها كما جاءت بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وإلى اللقاء في شرح الأبيات المتعلقة بإثبات صفة النزول لله عزوجل
أخوكم: العوضي
ــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم برقم1827 من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
(2) البخاري برقم7411 ومسلم برقم993 من حديث ابي هريرة رضي الله عنه
(3) بنفس تخريج (1)
(4) بنفس تخريج (2)
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 05 - 03, 06:18 ص]ـ
11 - وقل ينزلُ الجبارُ في كلِّ ليلةٍ --- بر كيفَ جلَّ الواحدُ المُتمَدحُ
هذه الأبيات في إثبات نزول الله في كل ليله إلى سماء الدنيا، و أهل السنة مذهبهم في النزول هو مذهبهم في بقية الصفات، فكل صفة لله ثبتت في الكتاب والسنة يمرها أهل السنة كما جاءت و يثبونها لله كما أثبتها لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس أحد من أهل السنة يتقدم بين يدي الله ورسوله معترضا على قوله بان يقول بعد إثبات الله الصفة: هذا لا يليق بك يا الله، أو بعد إثبات الرسول صلى الله عليه وسلم لها هذا لا يليق بالله، فينفي عن الله الصفات تنزيها لله عما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم و كأنه اعلم بالله من نفسه واعلم بالله من رسوله صلى الله عليه وسلم، تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون، ولذا أهل السنة يقولون لا بد من أصول ثلاثة لمن أراد الاشتغال بالأسماء والصفات:
الأول: أن يُقر في نفسه انه لا أحد اعلم بالله من الله. (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ) (البقرة140)
الثاني: انه لا أحد اعلم بالله من خلق الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو اعلم الخلق بالله (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 3/ 4)
الثالث: أن الله بالنسبة لنا غيب لم نره، فلا مجال للإنسان أن يخوض فيما هو غائب عنه من وصف إلا بوحي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/492)
وعليه فالطريقة الحقة في باب الصفات: أن نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله لا نتجاوز القران والحديث، كما قال رحمه الله (ندور مع السنة حيث دارت) أي نفياً و إثباتاً.
فمن تقررت في قلبه تلك الأصول امتنع أن يخوض في الصفات بما لا يعم، وعلم فساد مذهب أهل الكلام الباطل الذين يتقدمون باراهم وعقولهم الفاسدة بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(النزول) قد وردت به السنة، وحديثه متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون صحابيا، وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) (1) غير مرة ,، وهو عليه الصلاة والسلام افصح الناس وابلغهم وانصحهم، وقد بلغ ما انزل إليه أتم البلاغ، وبينه احسن البيان واوضحه، وهو احسن خلق الله تنزيها لله وتعظيما له، فقال في اكثر من مرة (ينزل ربنا) و إثباته صلى الله عليه وسلم لربه هذه الصفة لا يتنافى مع تنزيهه له سبحانه، فماذا يقول المعطلون المعترضون على قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمتقدمين بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ أما الصحابة و التابعون و أئمة السلف فلم ينقل عن أحد منهم انه قال هذا لا يليق بالله و أنها ليست على ظاهرها وهم المعطلة الجهمية ومن لف لفهم فيقولون: الله لا ينزل؛ لانا لو أتثبتنا لله النزول لأثبتنا له الحركة والمكان، وهكذا ينفون عن الله صفة النزول، وهذه التعليلات العقلية لها منشأ فاسد في قلوب هؤلاء انبثق منه إنكارهم للصفات، وهو قياس الخالق بالمخلوق، أو فهم الصفة التي تضاف إلى الخالق كما يفهمون من الصفة التي تضاف إلى المخلوق، فقالوا: لو أتثبتنا لله النزول لاثبتنا له الحركة والانتقال والمكان، وهذه الأمور من صفات الحوادث والله منزه عن الحوادث، إذاً ما النتيجة؟ نفي هذه الصفة.
يُقال لهم: إذا كانت تعليلاتكم هذه صحيحةً، فلماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم في غير مجلس (ينزل ربنا؟) يجيب هؤلاء المتكلمون: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بقله هذا نزول الله، و إنما أراد نزول الملك. يقال لهم: إذا كان ذلك كذلك فان هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون إلى الألغاز والتعمية منه إلى الفصاحة والبيان.
و إذا كان كلام هؤلاء حقا لكان اللازم على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: ينزل ملك ربنا صراحةً، ولكنه لم يفعل ولو مرة، فهو في كل مرة يقول (ينزل ربنا) ولو كان كلامهم حقا لقال ولو في مجلس واحد: ينزل ملك ربنا؛ حتى يحمل المطلق على المقيد، ولكنه لم يفعل، وقولهم هذا بلا شك فيه طعن في علم النبي صلى الله عليه وسلم و فصاحته، وطعن في نصحه صلى الله عليه وسلم، لأنه يقال هؤلاء: هذا الذي تقولونه هل علمه النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يعلمه؟ فان قالوا: لم يعلمه وعلمناه دونه فهو تجهيل للرسول صلى الله عليه وسلم، وان قالوا: هذا أمر علمه النبي صلى الله عليه وسلم يقال لهم: هل هو قادر على الإفصاح عنه وبيانه للامة بوضوح أم ليس بقادر؟ فان قالوا ليس بقادر على الإفصاح عنه وافصح عنه الجهمية فهذا طعن في فصاحته وبيانه، وان قالوا قادر على الإفصاح عنه، يقال لهم: هذا فيه طعن في نصحه، لأنه عالم قادر ومع ذلك لم يفصح لأنه لم يقل ولا مرة واحدة ينزل ملك ربنا، وان قالوا هو نصح الأمة وبين، قيل لهم: أعطونا ولو حديثا واحدا قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ينزل ملك ربنا.
وهذه الأمور الثلاثة يمكن أن تقال في شان من ينفي أي صفة من الصفات.
والناظم رحمه الله يثبت نزول الله على وجه يليق بالله، و أهل السنة في النزول يحترزون من أمرين:
1 - تعطيل النزول ونفيه.
2 - تكييف النزول.
على القاعدة (إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل).
(قل) الخطاب لصاحب السنة والعقيدة السلفية أي قل ذلك غير متردد ولا مرتاب , بل قله مؤمناً موقناً , لأن هذه الكلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم في غير مجلس , فإذا قلت ذلك لم تزد على أن قلت مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم , ولم ترد على أن آمنت بما آمن به النبي صلى الله عليه وسلم.
وإلى اللقاء في تتمة شرح هذا البيت غدا إن شاء الله
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 05 - 03, 07:38 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/493)
وهذا البيت اشتمل على على الأصليين , ففي قوله (ينزل الجبار في كل ليلة) احتراز من التعطيل.
وفي قوله (بلا كيف جل الواحد .. ) احتراز من التكييف وفي نفيه للتكييف نفي للتمثيل , لأن الممثل مكيف , ولذا (كل ممثل مكيف وليس كل مكيف ممثلاً) لأن الممثل يقول ينزل الله كنزول المخلوق , وهو في الوقت نفسه كَّيف صفات الله بكيفية صفات المخلوق , وليس كل مكيف ممثلاً لأن التكييف يكون بتمثيل , وقد يكون بلا تمثيل وإنما بتخيل الذهن.
(بلا كيف) مراد الناظم بهذا القول , أي: بلا كيف معلوم لنا , فهو نفيٌ لعلمنا بالكيفية وليس نفياً للكيفية , لأن ما لا كيفية له لا وجود له , فإن صفات الله لها كيفيةٌ اللهُ أعلم بها , ولذا قال الإمام مالك رحمه الله (والكيف مجهول) ولم يقل: الكيف معدوم.
والعلم بكيفية الصفات فرع عن العلم بكيفية الذات , فإذا قال الجهمي كيف ينزل ربنا إلى سماء الدنيا؟ قل كيف هو في ذاته؟ فإذا قال أنا لا أعلم كيفيته قيل له ونحن لا نعلم كيفية نزوله إذ العلم بكيفية الصفة يستلزم العلم بكيفية الموصوف وهو فرع له وتابع له.
فأهل السنة يقولون ينزل الله إلى السماء الدنيا كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكيفيون , فلا يجعلون لصفة الله كيفيةً ككيفية المخلوق , ولا كيفية يتخيلونها في الذهن , والمعطلة الذين نفوا النزول إنما نفوه بعد تكييفٍ , لأنه قد استقر في أذهانهم النزول الذي في المخلوق , وهذا الذي فهموه في عقولهم ظنوا أن أهل السنة يثبتونه فرموهم بالتشبيه.
وبعضهم افترى على شيخ الإسلام أن نزل عن المنبر وقال (ينزل الله كنزولي هذا) ذكر ذلك ابن بطوطة في رحلته , وهذا كذب وافتراء عليه رحمه الله , لأنه كان في السجن في الوقت الذي مر فيه ابن بطوطة دمشق , والذي يريد أن يعرف عقيدة الشيخ يقرأ كتاب (شرح حديث الزول) وقد قرر فيه إبطال تشبيه نزول الله بنزول المخلوقين في مواضع , والذي دفع هؤلاء إلى هذا الإفتراء على شيخ الإسلام وغيره هو أنهم لم يفهموا من الزول إلا نزول المخلوق , ولما رأوا أهل السنة يثبتون هذا النزول وصفوهم بالتشبيه. وحاشاهم من التشبيه.
(الجبار) هو الله وهو اسم من أسمائه كما في قوله تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر23).
والجبر الذي في اسمه الجبار من دلالاته: الإصلاح , يقال: جبر كسره أي أصلحه , وجبر حال الفقير , أي: أصلحه.
ومن مدلولاته العلو والقهر , أي العلي على خلقه والقهر فوق عباده.
(جل) أي عظم قدره عن التكييف سواء كان مبناه الأوهام , أو القياس بصفات المخلوق , قال الله تعالى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) (الرحمن78).
(الواحد) المنفرد بصفات كماله ونعوت جلاله.
(المتمدح) المتمدح صفة للواحد , أي الذي يمدحه المؤمنون ويثنون عليه فهو الذي أسبغ على العباد من النعم وأولاهم من العطاء ما يوجب مدحهم له , وحسن الثناء عليه وحمده , وهو جل وعلا لا يُحصي أحدٌ الثناء عليه , وهو سبحانه يُثني عليه ويُمدح على أسمائه الحسنى وصفاته العُلى , وعلى نعمه وعطاياه التي لا تُعد ولا تُحصى.
وإلى اللقاء في شرح البيت الثاني عشر إن شاء الله
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 05 - 03, 11:25 م]ـ
12 - إلى طبقِ الدنيا يمُنُّ بفضلهِ --- فتفرجُ أبواب السماءِ وتُفتحُ
هذه الجملة في هذا البيت مكملة للبيت السابق , فهذا كقوله صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) , فالجار والمجرور في قوله (إلى طبق الدنيا) متعلق بقوله (ينزل الجبار).
(طبق) هو الغطاء , والسماء غطاءٌ للأرض , وكل سماء غطاء للسماء التي دونها , وسماء الدنيا سميت بذلك , لقربها من الأرض.
(يمن بفضله) المن هو البذل والعطاء فينزل سبحانه ليعطي ويتفضل على العباد بالخيرات وأنواع الهبات.
(فتفرج أبواب السماء وتفتح) , قوله (تفرج) أي تنشق وتنفتح والسماء لها أبواب دل على ذلك نصوص كثيرة , منها قوله تعالى ( ... لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ... ) (الأعراف 40).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/494)
وقد جاء في بعض روايات حديث النزول أن أبواب السماء تفتح وقت النزول الإلهي , ففي المسند للإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عزوجل إلى السماء الدنيا , ثم تفتح أبواب السماء , ثم يبسط يده فيقول: هل من سائل يعطى سؤله فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر) (1).
(1) المسند رقم 3672
وإلى اللقاء في شرح البيت الثالث عشر
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 05 - 03, 07:26 م]ـ
13 - يقولُ أَلا مُستغفرٌ يَلقَ غافراً --- ومُستمنحٌ خيراً ورِزْقاً فُمنحُ
(يقول) أي الله سبحانه عندما ينزل , فالقائل هو الله , لأنه لا يصح أن يقول المَلَك (من يستغفرني من يسألني من يدعوني) وهذا يبين بطلان قول الجهمية: إن الذي ينزل هو المَلَك , لأنه لو كان الذي ينزل هو المَلَك لقال: ‘ن الله يغفر الذنوب فمن يستغفره , كما في الحديث الآخر (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل إني أحبٌّ فلاناً فأحبه فيحبُّه جبريل وينادي أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه ... ) (1) الحديث.
وجاء في بعض روايات حديث النزول أن الله يقول (لا أسألُ عن عبادي أحداً غيري) (2) وهي مبطلة لمقالة هؤلاء , لأن هذا لا يمكن أن يقول إلا الله.
(أن مستغفرٌ) , (ألا) أداة تخصيص , فهو يخص على الاستغفار والإستمناح , والمستغفر: طالب الغفران.
(يلق غافراً) هو الله الغفور ذو الرحمة سبحانه وتعالى ( ... وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ... ) (آل عمران135).
(مستمنح) من يطلب المنح وهو العطاء , أي يسأل الله الخيرَ والرزقَ , والخيرُ شاملٌ لأمور كثيرة.
(فيمنَح) أي قيمنحه الله حاجته ويعطيه سؤله , فإن خزائنه ملآى لا يغسضها نفقة , يقول تعالى في الحديث القدسي (يا عبادي لو أنَّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني وأعطيت كلَّ واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما يُنقص المخيط إذا غمس في البحر) (3).
(1) أخرجه البخاري برقم 6040 ومسلم برقم 2637 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(2) أخرجه أحمد برقم 16316
(3) أخرجه مسلم برقم 2577 من حديث أبي ذر رضي الله عنه
وإن شاء الله غدا مع شرح للبيت الرابع عشر
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 06 - 03, 11:33 ص]ـ
14 - روى ذاك قومٌ لا يردُّ حديثُهم --- ألا خابَ قومٌ كذبوهم وقُبِّحوا
ثم ذكر الناظم رحمه الله دليل النزول فقال:
(روى ذاك قوم لا يرد حديثهم) الإشارة بقوله (ذاك) إلى النزول الإلهي الثابت , أي: الذي رووا حديث النزول ثقات أثبات لا يرد حديثهم بل يتلقى بالقبول , والحديث متواترٌ , نص على ذلك غير واحد من الأئمة منهم: شيخ الإسلام في (شرح حديث النزول) , وابن القيم في (الصواعق المرسلة) والذهبي في (العلو) والسيوطي في (الأزهار المتناثرة) , والكتاني , وقد ذكر ابن القيم في (الصواعق) أن ثمانية وعشرين صحابياً رووه , وذكرهم.
(ألا خاب) (ألا) أداة استفتاح و تنبيه , أي خسر الذين كذبوا هؤلاء الرواة الأثبات نقلوا النزول عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء الذين كذبوا الصحابة في هذه الأمور قبلوا عنهم أحاديث الأحكام , فَلِم هذا التفريق؟! قال عباد بن العوام (قدم علينا شريك فسألته عن الحديث " إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان (1) " قلنا: إن قوماً ينكرون هذه الأحاديث!! قال فما يقولون؟ قلنا: يطعنون فيها , فقال: إن الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن وبالصلاة والحج وبالصوم , فما يُعرف الله إلا بهذه الأحاديث).
وهذا الضلال مبنيٌّ على القاعدة التي قعدها المعتزلة: أن خبر الآحاد لا يقبل في العقيدة , مع أن حديث النزول متواتر , فما الضابط عندهم؟ ومن يتأمل يجد أنَّ الضابط عند هؤلاء هو: أنَّ كلَّ حديث خالف مذهبهم ردوه بحجة أنَّه خبر آحاد وإن كان متواتراً , وكل حديث وافق هواهم قبلوه ولو كان مكذوباً , ولذا اعتمدوا على الحديث المكذوب (أو ما خلق الله العقل) , فالقوم أصحاب أهواء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/495)
الناظم رحمه الله لم يذكر العلو والاستواء , لكن في ضمن الأبيات التي ذكرها إشارة إلى ذلك فاكتفى به , لأن في إثبات النزول إثباتاً للعلو , ولهذا أورد الإمام الذهبي رحمه الله هذه المنظومة بكاملها في كتابه (العلو) في سياق ما نقله عن الأئمة من نقول في تقرير علو الله على خلقه , وسيأتي أيضاً قول الناظم (وذو العرش يصفح) وفيه إثبات العرش العظيم الذي استوى عليه الربُّ عزوجل.
وإلى اللقاء في البيت الخامس عشر.
ـــــــــــ
أخرجه الترمذي (739) وإسناده ضعيف
ـ[العوضي]ــــــــ[05 - 06 - 03, 02:16 ص]ـ
15 - وقل: إنَّ خير النَّاسِ بعد محمَّدٍ --- وزيراهُ قدَماً ثم عثمانُ الارجَحُ
هذا مختصرٌ لمعتقد أهل السنة في الصحابة , ومع اقتضاء المنظومة الإختصار إلا أن الناظم قد أتى منه بالشيء الكثير , وبدأه بذكر التفاضل بينهم رضي الله عنهم أجميعن.
(قل) أي يا صاحب السنة ويا من يريد لنفسه المعتقدَ الصحيحَ , معتقدَ أهل السنة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية , قل وأنت منشرحُ الصدر وغيرُ شاك ولا مرتاب:
(إن خير الناس بعد محمد) أي أفضل الناس وأزكاهم بعد محمد صلى الله عليه وسلم , والناظم هنا يقرر من هم أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم , فيقول: إن خير الناس بعد محمد صلى الله عليه وسلم (وزيراه قدماً) وهما: أبوبكر وعمر رضي الله عنهما.
و (الوزير) في اللغة هو العوين للملك والذي يحتمل عنه أثقاله ويشير عليه ويعينه , ولذا وصف الناظم أبابكر وعمر بأنهما وزيران له صلى الله عليه وسلم.
(قدماً) اسم زمان من القِدَم , أي هما وزيران له منذ بداية الدعوة , لأن نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم كانت قديمةً , وقد جاء في حديث يُرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من نبي إلا كان له وزيران من أهل الأرض ووزيران من أهل السماء فوزيرا أهل السماء هما جبريل وميكال ووزيرا الأرض أبوبكر وعمر) (1) ولكن الحديث ضعيف وله طريقان آخران ضعيفان , لكن ثبت في فضلهما وخيريتهما أحاديث.
روى البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت: من الرجال؟ قال: أبوهما , فقلت ثم من؟ فقال عمر بن الخطاب) (2)
وليسا أفضل هذه الأمة فحسب بل هما افضل الناس بعد النبيين والمرسلين كما في الحديث (أبوبكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين)
وهو مروي عن غير واحد من الصحابة منهم علي بن أبي طالب وأنس ابن ماللك وجابر وأبوسعيد وهو حديث صحيح بمجموع طرقه (3)
وثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما , أنه قال (كنا زمن النبي لا نعدل بأبي بكر أحداً , ثم عمر ثم عثمان , ثم نترك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم) (4) وروى البخاري عن محمد بن الحنيفة قال: قلت لأبي يعن يعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أبوبكر , قلت: ثم من؟ قال: عمر , قال: وخشيت أن يقول عثمان , قلت ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا واحد من المسلمين) (5).
وقد تواتر هذا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بل جاء عنه أنه قال (لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري) (6) , وذلك لأنه افترى الكذب عندما قدَّم عليا على الوزيرين.
والنصوص الواردة في تفضيل أبي بكر وعمر كثيرة جداً , أوردها أهل العلم في الكتب التي تعتني بمناقب الصحابة , وتفضيلُ أبي بكر وعمر على الصحابة كلهم محل اتفاق بين أهل العلم , وقد ذكر القاضي أبويعلى عن الإمام أحمد أن قال (من فضل عليا على أبي بكر وعمر أو قدمه عليهما في الفضيلة والإمامة دون النسب فهو رافضي مبتدع فاسق).
ــــــــــ
(1) الترمذي برقم3680 والحاكم في المستدرك 2/ 290 وقال " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " وقد ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي برقم3680
(2) البخاري برقم3662 , ومسلم برقم2384
(3) انظر السلسلة الصحيحة برقم 824
(4) البخاري برقم 3655
(5) البخاري برقم 3671
(6) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة 1219
وإلى اللقاء في البيت السادس عشر
ـ[العوضي]ــــــــ[07 - 06 - 03, 10:32 م]ـ
16 - ورابعهُمْ خيرُ البريَّة بعدهُم --- عليٌّ حليفُ الخيرِ بالخيرِ مُنْجِحُ
أي رابع الصحابة في الفضل هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(خير البرية) أي خير الناس بعد أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم. (البرية) من: برأ الله الخلق يبرؤهم أي خلقهم.
وعليٌّ هو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته وأبو السبطين صاحب المناقب الكثيرة , وقد أشار الناظم إلى بعض فضائله.
(حليف) أي المحالف للخير الذي حليفه الخير دائماَ يحظى بالخير وينلل الخير ويحصله أي أنه دائماً ملازم للخير.
(بالخير منجح) من النجاح , وهو تحصيل المقصود والظفر به.
وفي بعض النسخ (بالخير يمنح) , وفي نسخة (بالخير ممنح) أي أنه يعطي الناس ويمنحهم , ففيه وصفه بالسخاء والجود والكرم.
وإلى اللقاء في البيت السابع عشر
أخوكم في الله: أبوخطاب عادل العوضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/496)
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 06 - 03, 02:20 ص]ـ
17 - وإنَّهم للرَّهطُ لا ريبَ فيهمُ --- على نُجبِ الفردوسِ بالنُّور تَسرحُ
أي هؤلاء المذكورون من الصحابة الخلفاء الأربعة , وكذلك الذين سرد اسماءهم في البيت الآتي.
(للرهط) وهو عشيرة الرجل , ويطلق على ما دون العشرة , وقيل ما بين الثلاثة إلى العشرة.
وفي بعض النسخ (والرهط) ولعله الأقرب , ويكون الضمير في قوله (وإنهم) عائداً على الأربعة والرهط معطوف عليه , والمقصود بهم الستة المذكورون في البيت الذي بعده.
(لا ريب فيهم) لا تهمة ولا شك فيهم وفيما سينالونه من الله من الفضل ولا شك في منزلتهم عند أهل السنة , ولا ريب في أنهم من أهل الجنة.
(على نجب) جمع نجيب وهو أكرم المال وأنفسه , والمراد أنهم يسرحون في الجنة على نجب الفردوس وهي النوق الكريمة والخيل الكريمة يروحون عليها ويغدون في الجنة , روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجل بناقة مخطومة فقال هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة) (1)
وروى الترمذي عن سليمان بن بريدة بن الحصيب عن أبيه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال (إن أدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء يطير بك في الجنة حيث شئت إلا فعلت) قال: وسأله رجل فقال: يا رسول الله هل في الجنة من إبل؟ قال: قلم يقل له مثل ما قال لصحابه , قال (إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك) (2) , وسنده ضعيف , لكنه جاء من طريق أخرى مرسلاً بسند صحيح , وله شاهد من حديث بريدة رضي الله عنه قيرتقي بذلك إلى درجة الحسن , كما في السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله برقم 3001.
ويقصد الناظم رحمه الله بهذا أن هؤلاء مقطوع لهم بالجنة سهد لهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , سيأتي إن شاء الله ذكر بعض الأحاديث الدالة على ذلك.
(الفردوس) اسم من أسماء الجنة , وهو اسم لأعلى الجنة وأوسطها وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله , كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض , فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة) (3)
(بالنور تسرح) اي بمن عليها من أهل النور والوضاءة والبهاء والحسن.
(تسرح) أي تذهب حيث شاء راكبها , وفي بعض النسخ (في الخلد تسرح) والخلد هي الجنة , لأنها دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول. وفي هذا أن أهل الجنة يتزاورون فيها يغدون ويروحون لتتم لذتهم وليكمل أنسهم وسرورهم , نسأل الله الكريم من فضله.
وإلى اللقاء في البيت الثامن عشر.
ـــــــــــــــــ
(1) مسلم 1892
(2) الترمذي برقم 2543
(3) أخرجه البخاري برقم 6987
ـ[الاثر]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا الجزاء اخي العوضي وجعل ذلك في ميزان حسناتك ونفع الله بك المسلمين
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:36 م]ـ
وإياك اخي الكريم
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 06 - 03, 10:37 م]ـ
18 - - سعيدٌ وسعدٌ وابن عوفٍ وطلحةُ --- وعامرُ فهرٍ والزبيرُ الممدَّح
هذا تفسير وبيان الرهط بذكر أسمائهم , وهؤلاء الستة مع الأربعة الخلفاء هم العشرة المبشرون بالجنة كما بشرهم بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت الصحيح. فهم الرهط الذين لا ريب في دخولهم الجنة , ولا ريب أنهم على نجب الفردوس في جنة الخلد يسرحون , وقد ورد في بشارتهم بالجنة أحاديث , منها مارواه الترمذي عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أبوبكر في الجنة , وعمر في الجنة , وعثمان في الجنة , وعلي في الجنة , وطلحة في الجنة , والزبير في الجنة , وعبدالرحمن بن عوف في الجنة , وسعد في الجنة , وسعيد في الجنة , وأبوعبيدة بن الجراح في الجنة) (1) وفي الترمذي وابن ماجه عن سعيد بن زيد مثله (2).
قال الناظم:
للمصطفى خير صحب أنهم ... في جنة الخلد نصا زادهم شرفا
هم طلحة وابن عوف والزبير ... مع أبي عبيدة والسعدان والخلفاء
(سعيد) هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل , ابن عم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما تعالى , (وسعد) هو ابن أبي وقاص (وابن عوف) هو عبدالرحمن , (وطلحة) هو ابن عبيد الله , (وعامر فهر) هو أبوعبيدة عامر بن الجراح الفهري القرشي , (والزبير) هو ابن العوام (الممدح) أي: الذي له المدائح الكثيرة , والمدائح الكثيرة لهؤلاء جميعاً ومن أعظم هذا المدح تبشيرهم بالجنة , وينظر في مناقب هؤلاء على الخصوص كتاب (الرياض النضرة في مناقب العشرة) للمحب الطبري.
وإلى اللقاء في شرح البيت التاسع عشر
ــــــــــــــــــــ
(1) الترمذي برقم3474 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 50
(2) الترمذي برقم 3748 وابن ماجه برقم 133
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/497)
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 08 - 03, 02:52 ص]ـ
19 - وقل خيرض قولٍ في الصحابة كلِّهم --- ولا تك طعَّاناً تعيبُ وتجرحُ
ولما ذكر الناظم هؤلاء تكلم عن الصحابة عموماً فقال (وقل خير قول في الصحابة كلهم) أي لا يكن قولك الخير وكلامك الحسن خاصا بهؤلاء الذين ذكروا بل قل في الصحابة جميعهم , فكلهم عدول أهل فضل ونُبل.
والصحابي: هو الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك , فكل من كان بهذه الصفة فهو من الصحابة وقل خير قول , ولما ذكر الله في سورة الحشر المهاجرين والأنصار قال (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر10)
فذكر الله لمن جاء بعدهم صفتين هما: سلامة الصدر وسلامة اللسان.
وهكذا يجب أن يكون صاحب السنة تجاه الصحابة فلا يحمل عليهم في قلبه غلاًّ ويكون سليم اللسان فلا يقدح فيهم ولا يخوض فيما شجر بينهم بل يقول عنهم ما يزيد حبهم في القلوب. والناظم رحمه الله أشار إلى تحقيق هاتين الصفتين بقوله (وقل خير قول) وقد مر معنا أن القول إذ أطلق يشمل قول القلب وقول اللسان , ويكون المعنى قل فيهم خير قول بقلبك بأن يكون سليماً من الغل والحقد ولا يحمل تجاههم إلا الخير , وبلسانك بأن يكون سليماً من الطعن والقدح ولا تتكلم عنهم إلا بخير.
(ولا تك طعاناً تعيب وتجرح) لما أمر ورغب صاحب السنة في أن يقول في الصحابة خير قول , حذره من أن يقع في الطعن والتجريح لأي أحد منهم (طعانا) أي كثير الطعن , والمقصود النهي عن الطعن في الصحابة , وليس المقصود النهي عن المبالغة في الطعن , فقد يأتي على وزن] فعال [ما لا يُراد به المبالغة كقوله تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) (فصلت46). أي: ليس بذي ظلم. وفي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش والبذيء) (1) أي ليس بذي طعن وليس بذي لعن , هذا مع عموم المسلمين , فكيف بالأمر مع الصحابة المعَدلين.
(تجرح) الجرح هو الكَلمُ , فالخوض فيما شجر بين الصحابة والنيل منهم ليس دأب أهل السنة من منهجهم , بل هو شأن أهل الأهواء وسبيل أهل الضلال.
والناظم هنا يقرر عدالة الصحابة ومكانتهم , الذين شرفهم الله بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وسماع الوحي منه غظًّا طريًّا , فهم عدول ثقات , وهم حملة الدين ونقلته للأمة , يقول ابن مسعود رضي الله عليه (من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوباً , وأعمقها تكلفاً , وأقومها هدياً , وأحسنها حالاً , اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم , وإقامة دينه , فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم).
ومن هنا يُعلم أن أي طعن في الصحابة فإنما هو طعن في الدين , لأن الطعن في الناقل طعن في المنقول , لأن الصحابة هم الذين نقلوا الدين , ولذا ما من حديث نرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا والواسطة بيننا وبينه أحد الصحابة , فالطعن فيهم طعن في الدين , ولذا يقول أبوزرعة الرازي رحمه الله (إذا رأيتم الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلموا أنه زنديق , لأن الدين حق , والقرآن حق , وإنما نقل لنا ذلك الصحابة فهؤلاء أرادوا الجرح في شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة وهم بالجرح أولى وهو زنادقة).
فتكفير الصحابة وتكذيبهم دسيسة من دسائس اليهود وليس المقصود به الطعن في الصحابة ذاتهم , وإنما المقصود الحيلولة بين الناس وبين الدين , فعندما يروج الروافض أن أبا هريرة رضي الله عنه كذاب أو غيرَه من الصحابة فإن مَنْ انطلت عليه هذه الدعاية ينصرف عن الدين ولا يثق به ولا يطمئن لعدم ثقته بمن نقله , وأي ثقة تبقى في دين يُرمى حملته بالكذب ويُتهمون بالكفر , وبهذا يُعرف مراد القوم.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من سب الصحابة أشد التحذير وأمر بالإمساك عن القدح فيهم أو الطعن.
ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مُد أحدهم ولا نصيفه) (2).
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال (إذا ذُكر أصحابي فأمسكوا) (3). والمراد: إذا ذكروا بغير الجميل.
فالصحابة رضي الله عنهم لا يُذكرون إلا بالخير والجميل والإحسان مع الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضوان , خلاف ما يفعله ذوو القلوب المنكوسة والعقول والمعكوسة من خوضٍ في الصحابة أو بعضهم طعناً وتنقصاً وسبًّا وتجريحاً. ففعلوا نقيض ما أمروا به , واقترفوا ضد ما دُعوا إليه.
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت لعروة بن الزبير (يا ابن أخي أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم) (4). نعوذ بالله من الزيغ والبهتان , ونسأله سبحانه ألا يجعل في قلوبنا غِلا لأحد من أهل الإيمان , وأن يغفر للصحابة الأبرار العدول الأخيار ولكل من اتبعه بالخير والإحسان.
ثم إن الناظم لمل بين مكانة الصحابة وحث على قول الخير فيهم وحذر من الطعن فيهم قال مبيناً الدليل على ما ذكر.
وإلى اللقاء في البيت العشرون
ــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في المسند برقم 3839 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 320
(2) البخاري برقم 3673 , ومسلم برقم 2541
(3) أخرجه الطبراني في الكبير برقم 1448 , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم34
(4) مسلم برقم 3022
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/498)
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 08 - 03, 01:58 ص]ـ
20 - فقد نطقَ الوحيُ المبينث بفضلِهم--- وفي الفتح آيٌ للصَّحابةِ تمدحُ
ما سبق هو تقرير لمعتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة , وهذا البيت فيه دليل ذلك المعتقد , ولذا فإن المنظومة على اختصارها ذُكِرت فيها المباحث بأدلتها وقوله (فقد نطق ... ) منن قوله تعالى (هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الجاثية29)
(الوحي) هو القرآن الكريم كلام الله , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
(المبين) الواضح البين الذي لا لبس فيه ولا غموض , والمبين للشرائع والأحكام , والموضح لطريق الحق والهدى من الباطل والضلال.
(بفضلهم) الجار والمجرور متعلق بالفعل نطق , والقرآن مليء بالأدلة التي تبين فضل الصحابة ومن ذلك ما أشار إليه الناظم رحمه الله بقوله:
(وفي الفتح آي للصحابة تمدح) وفي نسخة (وفي الصحابة تمدح) يشير إلى أن الوحي مليء بالأدلة الدالة على فضل الصحابة , وينبه في الوقت نفسه على كثرة الآيات في سورة الفتح التي تمدح الصحابة وتبين فضائلهم , وعند تأمل هذه السورة نجد مواضع كثيرة فيها مشتملة على مدح الصحابة: ففي أول السورة (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (الفتح4)
ثم بعدها بآيات (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (الفتح10)
ثم ذكر حال المخالفين من الأعراب , ثم قال (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (الفتح18)
ثم بعدها بآيات قال (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) (الفتح26)
ثم ختم السورة بقوله (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (29)
فكل هذه الآيات في فضل الصحابة , بل الآية الأخيرة فيهال ذكر فضل الصحابة في القرآن , وبيان فضلهم في التوراة والإنجيل , بذكر مثلهم في التوراة وهو أنهم (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)
ومثلهم في الإنجيل وهو أنهم (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ... )
وهذه الآية احتج بها بعض السلف منهم الإمام مالك على كفر الروافض , لأن الله يقول (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)
وبهذا أنهى الناظم الكلام في الصحابة , حيث بين مكانتهم وفضلهم , وحذر من الطعن فيهم والجرح لهم , وقرر بإيجاز عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم – رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين.
وإلى اللقاء في البيت الحادي والعشرون
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 08 - 03, 04:26 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/499)
21 - وبالقدرِ المقدورِ أيقِن فإنَّه --- دعامةُ عقدِ الدِّين، والدِّينُ أفيحُ
هذا البيت في إثبات الركن السادس من أركان الإيمان وهو الإيمان بالقضاء بالقدر , كما جاء في حديث جبريل المشهور , قال أخبرني عن الإيمان. قال (أنْ تؤمن بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , واليوم الآخر , والقدر خيره وشره). وهذا جزء من حديث طويل خرجه مسلم عن ابن عمر عن أبيه عمر رضي الله عنهما , والحديث له قصة كما في مسلم , فإن ابن عمر رضي الله عنه جاءه رجلان فقالا له: إن قِبلنا قومٌ يقرؤون القرآن , ويقولون إن الأمر أُنُفٌ ولا قدر. فقال ابن عمر (إّذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برء مني , والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قُبل منه حتى يؤمن بالقدر , فإني سمعت أبي يقول: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث (1).
فالإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان , وأصل من أصول الدين , وعمود من أعمدته , وإنْ انهدم فلا يبقى إيمان ولا دين , فالدين له فروع كثيرة ولكنه يقوم على ستة أصول لا ينفك بعضها عن بعض منها الإيمان بالقدر , وبزوال شيء منها ينهدم الدين ولا يبقى. ولذا جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال (القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر فقد نقض تكذيبُه توحيده) أي أنه إذا لم يكن إيمان بالقدر فليس هناك توحيد. والكفر بالقدر كفر بالله كما قال الإمام أحمد رحمه الله (القدر قدرة الله).
وقد جاء في القرآن نصوص كثيرة واضحة الدلالة ليس فيها أدنى إشكال في أن الأمور كلها بقدر , قال تعالى (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر49)
وقال تعالى (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) (الأحزاب38)
وقال تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير29)
وقال تعالى (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) (الأعلى3,2)
وقال تعالى ( .. ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى) (طه40)
فكل شئ بقدر الأعيان والصفات , فأعيان المخلوقات وكذلك ما يقوم بها من صفات كالحركات والسكنات والكلام والسكوت كلها بقدر , وقد جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عند البخاري في خلق أفعال العباد (2) (كل شئ بقدر حتى وضعك يدك على خدك)
ولا تسقط ورقة من شجرة إلا بقدر , حتى العجز والكيس بقدر قدره الله وقضاه كما قال صلى الله عليه وسلم (كل شيءٍ بقدر حتى العجز والكيس) رواه مسلم (3). من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
فكل شئ بقدر ولا يمكن أن يكون في الكون شئ لم يرده الله ولم يخلقه إذ الملك ملكه والخلق خلقه , والإيمان بالقدر بأن يؤمن العبد بأن الله سبق في علمه وجود الكائنات وما يعلمه العباد من خير وشر , وكتب كل ذلك في اللوح المحفوظ , وأن وجود أي شيء من ذلك إنما يكون بمشيئته , وأنه سبحانه الخالق لكل شيء.
وعليه فالإيمان بالقدر لا يكون إلا بالإتيان بمراتب القدر , وهي أربع مراتب:
1) الإيمان بعلم الله الأزلي: وأنه أحاط بكل شئ علماً , وأنه علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) (الأنفال23)
يقول تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ * يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) (سبأ2,1)
وقال تعالى (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان16)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/500)
2) الإيمان بالكتابة: وأن كل شيء كتب ودون في اللوح المحفوظ. قال الله تعالى (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ * وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ) (القمر53,52)
وقال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد22)
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء) رواه مسلم (4).
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب فجرى بتلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة) رواه أحمد والترمذي (5).
3) الإيمان بالمشيئة: وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يمن. قال الله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير29)
وقال تعالى (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) (البقرة من الآية255)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك , ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك , رُفعت الأقلام وجَفت الصحف) (6)
وللشافعي أربعة أبيات يقول عنها ابن عبدالبر إنها من أثبت ما نسب إليه , ومن أحسن ما قيل في القدر نظماً:
ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما علمتَ ... وفي العلم يجرى الفتى والمسن
على ذا مننتَ وهذا خذلتَ ... وهذا أعنتَ وذا لم تُعِن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن
4) الإيمان بالإيجاد والخلق: وأن الموجد الخالق للأشياء كلها هو الله تعالى كما قال تعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة1).
وقال تعالى (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (الزمر62)
وقال تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات96)
فهذه مراتب القدر , وليس هناك مخلوق إلا ويمر بهذه المراتب , وهذه المراتب لا إيمان بالقدر إلا بالإيمان بها , وكل مرتبة منها عليها عشرات الأدلة من الكتاب والسنة , وجمعها أحدهم في بيت واحد فقال:
[ color=deeppink] علمٌ كتابهُ مولانا مشيئتُه ... وخلقُه وهو إيجادٌ وتكوينٌ [/ cololr]
وإن شاء الله غداً تتمت البيت الحادي والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسلم برقم 1
(2) برقم 96 مرفوعا
(3) مسلم برقم 2655
(4) مسلم برقم 2653
(5) أحمد في المسند برقم23083 والترمذي برقم2155 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2017
(6) أخرجه الترمذي برقم25106 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم7959
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 08 - 03, 01:48 ص]ـ
ثم إنه قد نشأ في الأمة فرقتان ضلتا في هذا الباب. فرقة كان ضلالها بنفي القدر , وأخرى بالغلو في إثباته , وكلاهما على طرفي نقيض , وكلا طرفي قصد الأمور ذميم , وخير الأمور الوسط.
وغلاة منكري القدر كانوا ينكرون القدر بمراتبه الأربعة , وهؤلاء ذكر غير واحد من أله العلم أنهم انقرضوا , ثم صار أمر خَلَفِهم إلى إثبات العلم والكتابة وإنكار المشيئة والإيجاد , فيقولون (إن الله علم فعل الإنسان وكتبه ولكنه لم يشأه ولم يوجده وإنما خلقه الإنسان)
وكان أحمد رحمه الله يقول (ناظروا القدرية بالعلم فإن جحدوه كفروا وإن أقروا به خصموا) وهؤلاء يسمون القدرية النفاة , وهم المعتزلة وهو الذين ورد فيهم أنهم مجوس هذه الأمة , لقولهم بخالقين , كالمجوس الذين قالوا بإثبات خالقين النور والظلمة , والمعتزلة أثبتوا خالقين: الله وهو خالق الأعيان , والإنسان وهو خالق أفعاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/1)
ويقابل هؤلاء القدرية المجبرة وهو الجبرية الجهمية , وهؤلاء غلوا في إثبات القدر , قالوا أفعال العباد بقدرة الله ولا قدرة ولا مشيئة للعبد فيها بل هو كالورقة في مهب الريح مجبور على فعل نفسه , والفاعل الحقيقي هو الله والإنسان ليس له مشيئة بل هو مثل الورقة في مهب الريح , ومن هنا سموا جبرية , وهؤلاء لا يطبقون مذهبهم في كل شئ بل يطبقونه في حالات دون حالات , وهذا تناقض , والتناقض دليل فساد المذهب , وهذه عادة أهل البدع الوقوع في التناقض. فإنه لو زنى الجبري وترك الصلاة وارتكب الموبقات فاعترض عليه أحد قال أنا مجبور كالورقة في مهب الريح.
بينما هو نفسه لو جاء شخص وضربه أو اعتدى على ماله أو حق من حقوقه وقال أنا كالورقة في مهب الريح لم يقبل منه الجبري ذلك , وهذا هو التناقض , فهو في الأمور التي يحبها يقول أنا مجبور , وإذا فُعل به ما يكره ترك مذهبه. ومن هنا يعلم أن مذهب أهل البدع ليس عن عقيدة وإنما هو عن أهواء وشهوات. ولذا قال بعض أهل العلم لأحدهم (أنت عند الطاعة قدري , وعند المعصية جبري) , لأنه إذا فعل الطاعة: أنا الفاعل لها بمشيئتي ولا قدرة لله عليها , وإذا فعل المعاصي قال: أنا مجبور ولا مشيئة لي. وهذا يبين أنهم أهل أهواء ومتبعون لحظوظ النفس.
ويُرد على الفرقتين بقوله تعالى (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير29,28). ففي قوله (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ ... ) رد على الجبرية , وفي قوله (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) رد على القدرية.
(وبالقدر المقدور أيقن) أي آمن بالقدر المقدور , أي الصادر عن الربِّ سبحانه مقدراً محكماً , وقد عرفنا أنه لا إيمان بالقدر إلا بالإيمان بمراتبه الأربعة.
وقوله (أَيْقِن) اليقين ضد الشك والمراد أي لا يكن في قلبك أي شك في ذلك , فاليقين انتفاء الشك , وهو تمام العلم وكماله فإذا وجد شك أو تردد أو ظن ذهب اليقين. ولا يكفي العلم فقط بل لابد من اليقين.
(فإنه دِعامة عقد الدين) (الدعامة): بكسر الدال: عماد البيت وأساس البناء , و (العِقْد) بكسر العين القلادة , فالدين عبارة عن عِقد ينتظم أموراً كثيرةً , وله شعب متنوعة وأجزاء متعددة وأعمال وفيرة وله أعمدة ودعائم يقوم عليها بناؤه , والإيمان بالقدر هو أحد هذه الأعمدة والدعائم التي يقوم عليها هذا البناء , وهذا يؤكد أن زوال هذا الركن يؤدي إلى زوال الدين والإيمان , وانفراط هذا العقد المبارك.
(والدين) أل هنا للعهد وهو إما ذهني أو ذكري , وهو هنا ذهني أي الدين المعهود وهو دين الإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ... ) (آل عمران19) وهو الدين الذي ارتضاه الله لعباده ( ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ... ) (المائدة3) , ولا يقبل الله من أحدٍ دين سواه (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران85)
(أفيح) أي واسع , فيه أعمال كثيرة , وطاعات عديدة , وعبادات متنوعة وأحكام جليلة , ولكنه يقوم على أعمدة راسخة وأسس متينة , ومن تلك الأعمدة الإيمان بالقدر.
وينبغي أن يعلم أنه لا يتنافى مع الإيمان بالقدر فعل الأسباب بل إن من تمام الإيمان بالقدر فعل الأسباب , ويوضحه حديث علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال له بعض الصحابة: فيما العمل؟ أفي أمر مستأنف أم في قدر وقضي؟ (بل فيما قدر وقضى) قالوا ففيما العمل؟ قال (اعملوا فكل مسير لما خلق له , فمن كان من أهل السعادة يسره الله لعمل أهل السعادة ومن كان من أهل الشقاوة يسره لعمل أهل الشقاوة) (7).
وهذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم فيها برد اليقين والشفاء. ولذا لما قال لهم ذلك كان منهم أمران: آمنوا بالقدر , وتنافسوا في فعل الأعمال واجتهدوا في الإتيان بالطاعات. وقوله صلى الله عليه وسلم (اعملوا) لا يُوجه لمن لا مشيئة له , بل هو موجه لمن لا مشيئة يختار بها ما يريد , وهذا يدل على أن الإنسان عنده مشيئة بها يختار ما يريد وهذا متقرر عند كل الناس في أمر الدنيا. وقوله صلى الله عليه وسلم (فكل مسير لما خلق له) أي: أن مشيئة العبد التي يعمل بها تحت مشيئة الله فالعبد له مشيئة بها يختار ويريد وليس مجبراً كالورقة في مهب الريح. فإذا كان الأمر كذلك فإن علينا أن نحرص على ما ينفعنا ونستعين بالله ونطلب منه العون والتوفيق كمال قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبوهريرة (احرص على ما ينفعك واستعن بالله) (8).
وإلى اللقاء في البيت الثاني والعشرون
ــــــــ
(7) أخرجه البخاري برقم4948 ومسلم برقم2647
(8) أخرجه مسلم برقم2664
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/2)
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 08 - 03, 05:47 ص]ـ
22 - ولا تُنكِرَنْ جهلاً نكيراً ومُنكراً --- ولا الحوْضَ والِميزانَ انك تُنصحُ
هذه الأبيات يتحدث فيها الناظم عن الإيمان باليوم الآخر الذي هو أحد أركان الإيمان الستة، وقد مر في الأبيات السابقة بعض هذه الأركان وهذه الأركان الستة مترابطة لا ينفك بعضها عن بعض والإيمان ببعضها يوجب الإيمان ببعضها الآخر والكفر ببعضها كفر بباقيها.
وقد جمع بين هذه الأركان في نصوص كثيرة من القران قال الله تعالى:
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة177)
وقال تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة285)
وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا) (النساء136)
فالإيمان باليوم الأخر أصل من أصول الدين، ومن لا يؤمن باليوم الآخر لا يؤمن بالله. والناظم يتحدث هنا عن هذا الركن العظيم. ولأن المنظومة مختصرة لا مجال فيها للبسط والإطناب فانه أشار إلى بعض الأمور الكائنة في اليوم الأخر منبهاً بذلك الأمور الأخرى التي لم يتمكن من ذكرها مراعاة الاختصار. وقد ذكر في هذه الأبيات الأربعة جملة من أمور يوم القيامة فذكر منكرا و نكيرا، والحوض، والميزان، و إخراج عصاه الموحدين من النار والشفاعة، وعذاب القبر.
والإيمان باليوم الآخر ضابطه: الإيمان بكل ما اخبر الله به وما أخبر به رسوله صلى الله علية وسلم مما يكون بعد الموت. وهذا من اجمع ما يكون في تعريف الإيمان باليوم الآخر،
لشموله لكل ما يكون بداية من دخول القبر إلى افتراق الناس إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير.
ويدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بأشراط الساعة لأنها أمارات وعلامات على دنوها وقرب مجيئها. قال تعالى (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) (محمد18)
وفي حديث جبريل قال (أخبرني عن الساعة , قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل , قال أخبرني عن أماراتها , قال: أن تلد الأمة ربتها , وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) (1). فالساعة لها علامات كبرى عند قرب قيامها , وعلامات صغرى تكون قبل ذلك.
فالإيمان بهذه العلامات من الإيمان باليوم الآخر.
ثم الإيمان بالقبر وفتنته وعذابه ونعيمه , وأن الناس يفتتنون في القبور. قال صلى الله عليه وسلم (عذاب القبر حق) (2) وقد كان يتعوذ منه دبر كلا صلاة
(ولا تنكرن) (لا) ناهية , و (تنكرن) من الإنكار وهو الجحد وعدم الإثبات
(جهلاً) مفعول لأجله , أي تنكر وجودهما لأجل جهلك وبسبب قلة علمك.
(نكيراً ومنكراً) هذان ملكان من ملائكة الله زرق العيون سود الوجوه كما في الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (الحديث) (3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/3)
وسبب هذه التسمية لأنهما يأتيان على صورة منكرة لم يعهدها الإنسان وليس فيها أنسٌ للناظرين , ويُسميان الفتانان , لأنهما يفتنان الناس في قبورهم. فالإيمان بالمنكر والنكير من الإيمان باليوم الآخر. وقد سأل رجل الإمام أحمد: هل نقول المنكر والنكير أو الملكين؟ قال (المنكر والنكير هكذا هو).
فالحديث صح في ذكر هذين الاسمين فيجب الإيمان بهذين الاسمين والمعتزلة الذين يحكمون عقولهم في الشرع يردون هذا ولا يؤمنون به ويقولون (لا يصح أن يقال عن بعض ملائكة الله أنه منكر ونكير) فأنكروا هذا بالعقل وهذا من غلبة الجهل وقلة العلم من هؤلاء بالشرع ولذا قال الناظم (جهلا) أي لا ينكرن يا صاحب السنة بسبب الجهل هذا الأمر.
وهذه إشارة منه إلى أنه لا ينكر منكر ونكير إلا جاهل , أما العالم بالكتاب والسنة فإنه يؤمن به.
والمعتزلة وإن كانوا أهل كلام فإنهم ليسوا أهل علم. ولذا قال أبويوسف (العلم بالكلام جهل والجهل بالكلام علم). فالعلم قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. فالمتكلم وإن كان صاحب فصاحة وبيان ومنطق وجدل فإنه جاهل لا علم له.
ثم إن هذين الملكين يأتيان العبد في قبره ويجلسانه ويسألانه من ربك وما دينك ومن نبيك. ولذا من الأمور المهمة نشر هذه الأصول الثلاثة بين الناس وتعليمهم إياها لأنها أول ما يسأل عنها الإنسان في قبره. ولذا كان من نصيحة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله للأمة تأليفه لرسالته الجليلة الأًول الثلاثة وأدلتها. وعلى ضوء جواب الإنسان على هذه الأسئلة وتثبيت الله له من عدم تثبيته يكون الناس على قسمين قسم يعذبون في قبورهم وقسم ينعمون. وعذاب القبر حق , قال الله في حق آل فرعون (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر46). فهم الآن يعذبون في القبر يومياً إلى قيام الساعة وهذا حال كل كافر بالله , أما أهل التوحيد ممن هم عصاة وأهل كبائر ليس تعذيبهم في القبر كتعذيب الكافر وإنما يعذبون على قدر كبائرهم. وأما المؤمن فإنه مُنعم في قبره.
ولا يجوز إنكار عذاب القبر ونعيمه بالعقل والمنطق والتجارب , خاصة تجارب الملاحدة حيث قالوا (حفرنا القبور فلم نجد جنة ولا نارا ولم نر عذاباً ولا نعيماً) وليكن فإن الله تعالى يقول في صفة المتقين (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة2 - 3) أي: يؤمنون بكل ما غاب عنهم مِما أخرتهم به.
وغدا إن شاء الله مع تكملة شرح البيت
ـــــــــــــــــــــــ
(1) مسلم برقم 1
(2) أخرجه البخاري برقم1372 , ومسلم برقم584
(3) الترمذي برقم 1071 , وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي برقم1071
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 08 - 03, 06:28 م]ـ
ثم إن الناظم قد بدأ كلامه عن الإيمان باليوم الآخر بالكلام عن الملكين منكر ونكير إشارة إلى أن القبر وما فيه هو أول منازل الآخرة وأن من مات قامت قيامته , والمؤمن يؤمن بهذا وبكل ما يكون بعده , فنؤمن بالنفح بالصور وهو قرن يُنفخ فيه والموكول به إسرافيل. والنفخات الثلاث نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة القيام , وبعض العلماء جعلها نفختين , والصحيح أنها ثلاث , وكلها ذكرت في القرآن (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ) (النمل87)
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (الزمر68)
فينفخ في الصور النفخة الأولى فيفزع الناس ثم ينفخ فيه فيصعقون ثم ينفخ فيقومون لرب العالمين وفي الحديث أن بينهما أربعين. ولا يُدرى أربعين ماذا؟ وجاء في وصف قيامهم بأنهم (يقومون حفاة عراة غرلا) (4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/4)
وكذلك الإيمان الحشر أي حشر الناس في عرصات يوم القيامة لله , ويحشرون كلهم من أولهم إلى آخرهم يجمعون على صعيد واحد (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) (الكهف47)
وكذلك الإيمان بدنو الشمس من الخلائق وتفاوت الناس في العرق ومن يظلهم الله في ظله ومن لا يظلهم.
وكذلك الإيمان بالدواوين ومجيء الرب لفصل القضاء والإيمان بالصراط وكل ما جاء في الكتاب والسنة.
وفي ذكر الناظم للمنكر والنكير وتحذيره من إنكار وجودهما وإنكار ما يقومان به من مهام بأمر الله عز وجل وهما ملكان من الملائكة إشارةٌ إلى وجوب الإيمان بالملائكة عموماً وبأسمائهم ووظائفهم وأوصافهم وأعدادهم الواردة في الكتاب والسنة إجمالاً فيما أجمل وتفصيلاً فيما فُصل , بل الإيمان بهم ركن من أركان الإيمان وأصل من أصوله العظام.
(ولا الحوض والميزان إنك تنصح) أي ولا تنكرن جهلاً الحوض المورد والذي أعده الله لنبيه ولأمته. وجاء وصف هذا الحوض في السنة أن (طول شهر وعرضه شهر , وماءه أحلى من العسل , وأطيب من ريح المسك , وعدد كيزانه عدد نجوم السماء , من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً) (5)
وأحاديث الحوض متواترة كما ذكر ذلك السيوطي وغيره وذكر أنه مروي عن خمسين صحابيا. وجاء في الحديث (لكل نبي حوض) (6). وفي بعض الأحاديث ذكر صلى الله عليه وسلم (أن بعض الناس يذاد عن هذا الحوض فيقول النبي أصحابي أصحابي فيقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) (7) وهو محمول على من ارتد عن الإسلام ومات مرتدًّا , ومن العجب أن يحمل الروافض هذا الحديث على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم , مع أنهم ومن على شاكلتهم هم المعنيون بهذا الحديث , لأن الصحابة لم يغيروا ولم يحدثوا بعده كما قال تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (الأحزاب23).
وأما الذين بدلوا وحرفوا هم الروافض حتى إنهم حرفوا القرآن وزادوا فيه وأنقصوا. فهم رموا الصحابة بما هم أهله. والشاهد أن الإيمان بالحوض المورود واجب ولا ينكره إلا جاهل بالحديث.
(والميزان) ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالميزان الذي ينصب يوم القيامة (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء47). فتوزن الأعمال والدواوين والأشخاص. وهو ميزان حقيقي له كفتان يوضع على كفه الحسنات ويوضع على كفة السيئات. ومن ذلك حديث البطاقة. والشاهد فيه ذكر الكفتين وهو قوله (فتوضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة) وجاء في بعض الآثار (له لسان وكِفتان) وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما , ذكره أبوالشيخ من طريق الكلبي , ويروي أيضاً عن الحسن , ولم يأت ذكر اللسان في حديث مرفوع. وأحاديث الميزان متواترة , والقرآن مليء بالآيات عن الميزان , وهي موازين تزن بمثاقيل الذر (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (الزلزلة 7 - 8). ويدخل تحت الإيمان بالدواوين وأخذ الكتاب باليمين أو بالشمال من وراء الظهر , وما يتبع ذلك من نعيم أو عذاب , ومن انقسام إلى فرقتين فريق في الجنة وفريق في السعير.
وإن شاء الله غدا البيت الثالث والعشرون
ـــــــــــ
(4) أخرجه مسلم برقم2859
(5) أخرجه البخاري 6579 , ومسلم 2292
(6) أخرجه الترمذي برقم2443 , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم1589
(7) أخرجه البخاري برقم 6582 , ومسلم 2304
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 03, 03:48 ص]ـ
23 - وقُلْ يُخرجُ اللهُ الْعظيمُ بِفَضلِهِ --- مِنَ النارِ أجْساداً مِنَ الفَحْمِ تُطرحُ
هذان البيتان يذكر الناظم رحمه الله فيهما أهل الكبائر من عصاة الموحدين الذين أدخلوا النار بسبب كبائرهم وذنوبهم , وأنهم يخرجون على هذه الهيئة التي ذكر وأنهم يُطرحون على أنهار الجنة فيحيون بمائه وتعود لهم صحتهم وتزدان هيأتهم.
وقد أخذ هذا رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما أهل النار الذين هم أهلها لا يموتون فيها ولا يحيون. ولكنْ ناس أًصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم إماتةً حتى إذا كانوا فحماً أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائرَ ضبائرَ فبثوا على أنهار الجنة , ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم. فينبتون نباتَ الحِبةِ تكون في حميل السيل) فقال رجل من القوم كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبداية. رواه مسلم (1). وقوله (ضبائر) أي جماعات.
وفي الصحيحين عنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار , ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان , فيخرجون منها قد اسودوا فيُلقون في نهر الحياء أو الحياة – شك مالك – فينبتون كما تنبت الحِبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية) (2)
(وقل بخرج الله العظيم بفضله) أي يخرجهم من النار وإنما هو فضل من الله وحتى إذنه للشافع فضل من الله وتشريف له أي للشافع.
(من النار أجساداً من الفحم) لأن النار أهلكتهم وأماتتهم وأحرقتهم حتى صاروا فحماً , والفحم هو الجمر الطافي وهو أسود اللون.
(تطرح) أي يلقون على النهر فالجار والمجرور في قوله (على النهر) متعلق بالفعل المضارع (تطرح).
وإلى اللقاء في البيت الرابع والعشرون
ـــــــــــ
(1) مسلم برقم 185
(2) البخاري برقم22 , ومسلم برقم 184
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/5)
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 08 - 03, 01:01 ص]ـ
24 - عَلى النهرِ في الفِرْدوسِ تَحْيَا بِمَائِهِ --- كَحِبِّ حَمِيلِ السَّيْلِ إذْ جَاءَ يَطْفَحُ
(الفردوس) اسم من أسماء الجنة , ويطلق على أعلى الجنة وفي الحديث , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة ووسط الجنة وفوقه عرس الرحمن) (1).
(كحِب حميل السيل) وفي بعض النسخ (كحِبة حميل السيل) وهما بمعنى واحد , (والحِب) بالكسر هو بزور الصحراء مِما ليس بقوت , وقيل هو نبت صغير ينبت في الحشيش , وأمَّا (الحَبة) بفتح الحاء فهي ما يزرعه الناس , وحميل السيل أي: الذي يحمله السيل , لأن السيل إذا جاء حمل معه البذور ثم يلقيها على جنبتيه ثم تحيى هذه البذور وتنبت بماء السيل , وهكذا الشأن يكون في هؤلاء المخرَجين.
(إذا جاء يطفح) أي: إذ جاء ذلك السيْل يعني وقت مجيئه (يطفح) أي يفيض , يُقال طفح الإناء أي: امتلأ وارتفع الماء فيه.
وهؤلاء الذين ضُرب لهم هذا المثل هم من أهل الكبائر والعظائم فيما دون الشرك , وأمَّا المشركين الكفار فهم مخلدون في النار أبد الآبدين , لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يُخفف عنهم من عذابهم , ولا يخرجون منها أبداً كما قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (فاطر36 - 37)
فهذا شأن الكفار ومآلهم , وأمَّا مرتكبو الكبائر وعصاة الموحدين فحكمهم عند أهل السنة أنهم تحت المشيئة إن شاء الله عذبهم وإن شاء غفر لهم وإن أدخلهم النار فلا يخلدون فيهل بل يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين.
والبيتان (23 - 24) يتضمنان الرد على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون إن مرتكب الكبيرة مخلد في النار.
وفي البيتين أيضاً إشارة إلى الجنة ونعيمها والنار وعذابها , والإيمانُ بذلك وبكافة التفاصيل الواردة في الكتاب والسنة المتعلقة بالجنة والنار هو من الإيمان باليوم الآخر.
وإلى اللقاء في شرح البيت الخامس والعشرون
ـــــــــ
(1) البخاري برقم 6987
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 08 - 03, 12:58 ص]ـ
25 - وإن رَسُولَ اللهِ للخَلْقِ شَافِعٌ --- وقُلْ في عَذابِ القَبْرِ حَقّ موَُضحُ
(وإن رسول الله) فيه الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ويجمع خصائصه، والرسول:
هو من بعثه الله بوحيه الكريم و ذكره الحكيم مبشرا ونذيرا و داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.
والمراد برسول الله هنا، أي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين وقائد الغر المحجلين، صاحب المقام المحمود والحوض المورود الشافع المشفع صلوات الله وسلامه عليه.
(للخلق) إشارة إلى الشفاعة العظمى التي تكون في عرصات يوم القيامة والتي يغبطه عليها الأولون والآخرون، وهذه الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم تكون لجميع الخلائق بان يبدأ الله في حسابهم، و حديث الشفاعة حديث متواتر قد ورد من عدة اوجه عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وابن عمر وابن عباس وابوهريرة وانس وحذيفة وغيرهم رضي الله تعالى عن الصحابة أجمعين، ومن هذه الأحاديث ما رواه الشيخان من حديث أبى هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون مم ذلك يجمع الناس الاولين والاخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس، فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس الا ترون ما قد بلغكم الا تنظرون من يشفع لكم الى ربكم فيقول بعض الناس لبعض عليكم بادم فياتون ادم عليه السلام فيقولون له انت ابو البشر خلقك الله بيده. ونفخ فيك من روحه، وامر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا الى ربك، الا ترى الى ما نحن فيه الا ترى الى ما قد بلغنا فيقول ادم ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وانه نهاني عن الشجرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/6)
فعصيته، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا الى غيري، اذهبوا الى نوح، فياتون نوحا فيقولون يا نوح انك انت اول الرسل الى اهل الارض، وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا الى ربك، الا ترى الى ما نحن فيه فيقول ان ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وانه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا الى غيري، اذهبوا الى ابراهيم، فياتون ابراهيم، فيقولون يا ابراهيم، انت نبي الله وخليله من اهل الارض اشفع لنا الى ربك الا ترى الى ما نحن فيه فيقول لهم ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، واني قد كنت كذبت ثلاث كذبات ـ فذكرهن ابو حيان في الحديث ـ نفسي نفسي - نفسي، اذهبوا الى غيري اذهبوا الى موسى، فياتون موسى، فيقولون يا موسى انت رسول الله، فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس، اشفع لنا الى ربك الا ترى الى ما نحن فيه فيقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، واني قد قتلت نفسا لم اومر بقتلها، نفسي نفسي نفسي، اذهبوا الى غيري، اذهبوا الى عيسى، فياتون عيسى فيقولون يا عيسى انت رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه، وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا الا ترى الى ما نحن فيه فيقول عيسى ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ـ ولم يذكر ذنبا ـ نفسي نفسي نفسي، اذهبوا الى غيري اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم فياتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقولون يا محمد انت رسول الله وخاتم الانبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تاخر، اشفع لنا الى ربك الا ترى الى ما نحن فيه فانطلق فاتي تحت العرش، فاقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على احد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع راسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فارفع راسي، فاقول امتي يا رب، امتي يا رب فيقال يا محمد ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من ابواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الابواب، ثم قال والذي نفسي بيده ان ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير، او كما بين مكة وبصرى) (1).
ويدخل في عموم قول الناظم: (للخلق شافع) الإيمان بجميع أنواع الشفاعات الواردة المختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم مثل شفاعته بأهل الجنة بدخول الجنة وشفاعته لعمه أبى طالب بان يُخفف عنه العذاب، وشفاعته لأهل الكبائر ممن استحقوا دخول النار بان لا يدخلوها ومن دخلها منهم بأن يخرج منها، وهذه الشفاعة يشاركه الأنبياء والصالحون والملائكة.
(وقل في عذاب القبر حق موضح) أخي آمن وصدق بعذاب القبر.
و (القبر) مفرد جمعه قبور واقبر، وهو من نعم الله ومنته على بني آدم هداهم لهذا الأمر تكريما وإحسانا، قال الله تعالى (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) (عبس21) , أي: جعل له قبراً يُوارى فيه بدنه إكراماً له وتفضلاً عليه , ولم يجعله ممن يلقى على وجه الأرض ويتأذى منه الناس أو تأكله الوحوش والطيور والسباع.
(موضح) أي موضح في الكتاب والسنه، ولذا يجب على كل مسلم أن يقول عذاب القبر حق، و الأدلة على أن عذاب القبر حق من الكتاب والسنه كثيرة، قال الله تعالى عن ال فرعون (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر46).
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها إن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر فسالت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر فقال (نعم عذاب القبر حق) قالت عائشة رضى الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر. رواه البخاري (2) وفي رواية لأحمد (أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فان عذاب القبر حق) (3)
وعن آبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال) رواه المسلم (4)
وإلى اللقاء في البيت السادس والعشرون
ــــــــــ
(1) البخاري برقم 4712 , ومسلم برقم 194
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/7)
(2) تقدم تخريجه
(3) أحمد في المسند برقم25025
(4) مسلم برقم 588
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 03, 06:37 م]ـ
[ B]26- ولاَ تُكْفِرنْ أَهلَ الصلاةِ وإِنْ عَصَوْا --- فَكُلهُمُ يَعْصِي وذُو العَرشِ يَصفَحُ
هذه الأبيات تشتمل على بيان حكم مرتكب الكبيرة، وهي أول المسائل التي نشبت فيه الخلاف بين فرق الأمة. فنشأت مذاهب الخوارج والمعتزلة والمرجئة، والناظم في هذه الأبيات بين أولا قول أهل السنه القول الحق، ثم ذكر قول الخوارج محذرا منه، ثم ذكر قول المرجئة محذرا منه.
بدا بقول الحق فقال (ولا تكفرن أهل الصلاة وان عصوا ... ) (لا) ناهيه. والمعنى: لا تعتقد كفر أهل الصلاة وان عصوا كما في الحديث (من صلى صلاتنا واكل ذبيحتنا واستقبل قبلتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا) (1) وفي قوله (أهل الصلاة) إشارة إلى كفر تارك الصلاة وأن من لا يصلي فهو كافر ليس بمسلم، والأدلة على كفر تارك الصلاة في الكتاب والسنة كثيرة جدا، قال الله تعالى (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) (التوبة11)
و قال تعالى مخبرا أن أصحاب الجحيم (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) (المدثر42 - 43)
وروى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله – رضي الله تعالى عنهما – قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة) (2)
و في المسند وغيره عن بريدة – رضي الله تعالى عنه – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) (3)
و في المسند وغيره عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله تعالى عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر الصلاة يوما فقال (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف) (4)
وروى الترمذي عن عبدالله بن شقيق قال (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) (5)
(وان عصوا) سواء ارتكبوا كبائر أو صغائر، فلا يجوز تكفيرهم بذلك، فهو رحمه الله يتحدث عن حكم المسلم المصلي إذا ارتكب معاصي دون الكفر فانه لا يكفر ولا يخرج من الدين، إما إذا وقع في الكفر أو الشرك بأمر آخر، إما هنا فالناظم يتكلم عن أهل الصلاة إذا وقع من أحدهم ذنوب دون الشرك بالله فانه لا يجوز تكفيره باتفاق أهل السنة و الجماعة
مادام يعلن إسلامه و لم يأتي بأمر مكفر، أما إذا جاء مكفر فانه يكفر، وفي عامة كتب الفقه يعقد باب حكم المرتد، و فيه تبيين الأمور التي من قالها أو فعلها كفر وارتد عن الإسلام، ولشيخ الإسلام الإمام الجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رسالة نافعة مختصرة بعنوان (نواقص الإسلام) ذكر فيها أمورا عشرة ينتقض بفعل أي واحد منها الإسلام.
ثم في تكفير المعين لا بد من إقامة الحجة علية فإذا أقيمت عليه الحجة فانه حينئذ يكفره أهل العلم، لأنهم اعلم بأحوال الناس ومن يستحق منهم التكفير ومن لا يستحق، و إما عامة الناس فشانهم الاستفادة من أهل العلم.
والأدلة على أن أهل الصلاة لا يكفرون وان عصوا كثيرة، من ذلك قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) (التحريم8) والخطاب للمطيع والعاصي وناداهم جميعا باسم الإيمان، وفي هذا دليل على أن مرتكب الكبيرة ليس بكافر.
وكذلك قوله (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) (الحجرات9) والاقتتال من كبائر الذنوب. ومع ذلك سماهم مؤمنين فدل ذلك على أن ارتكاب الكبائر لا يخرج من الملة.
وكذلك قوله تعالى (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ) (البقرة178) و هذه وردت في شأن القتال، فسما القاتل أخا لولي المقتول والاخوة هنا اخوة الدين، فدل ذلك على أن القتل وغيره من كبائر الإثم لا ينتقل به المسلم من الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/8)
ولما كانت المنظومة مختصرة لا يمكن استيعاب الأدلة فيها اكتفى الناظم بالإشارة إلى قوله صلى الله علية وسلم (كل بني أدم خطاء وخير الخطائين التوابون) (6) ولهذا قال (فكلهم يعصي) فإذا كان تكفير أهل المعاصي سائغا فلا يبقى أحد عندئذ على الإسلام، فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر في هذا الحديث الذي أشار إليه الناظم أن كل بني أدم خطاء. وفي الحديث الآخر قال (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم) (7)
(وذو العرش يصفح) كما في قوله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرحيم) (الزمر53) وهذا دلالة على عظيم عفو الله، وجميل صفحة، وسعة مغفرته، وكما رحمته، وانه سبحانه لايتعاظمه ذنب أن يغفره، فمن تاب تاب الله عليه، والحسنات ماحية للذنوب، والمصائب كفارات، والله ذو الفضل العظيم.
(ذو العرش) ما يقال فيه (ذو) شانه شان المضافات إلى الله وهي على نوعين:
1) إضافة الصفة إلى الموصوف كما في قوله تعالى (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ
) (الرحمن78). فالجلال والإكرام وصفان لله تعالى
2) إضافة المخلوق إلى الخالق ومنه قوله تعالى (ذْو الْعَرْش) (غافر15) فالعرش مخلوق من مخلوقات الله وهذه الإضافة تقتضي التشريق والتكريم.
والعرش هو أكبر المخلوقات، وهو سقفها وهو على المخلوقات كالقبة. والعرش الحقيقي وهو في اللغة سرير الملك كما في قوله (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (النمل23) أي ملكة سبأ.
وعرش الرحمن له قوائم كما في الحديث (فإذا موسى اخذ بقائمه من قوائم العرش) (8) وله حملة و هم من الملائكة وعددهم ثمانية (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) (الحاقة17) و هناك ملائكة حافون من فوق العرش. وصفات العرش كثيرة.
ويجب الإيمان بوجود العرش ولا يجوز الخوض فيه بالتأويلات الفاسدة، بل نومن بأنه عرش حقيقي عظيم كريم مجيد، ونومن بجميع صفاته الواردة في القران والسنه، ونومن بان الله مستو عليه استواء يليق بجلاله كما قال (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه5)
أما أهل الكلام فلا يؤمنون بالعرش بل يؤولونه بتأويلات فاسدة. وكذلك يحرفون معنى الاستواء فقوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه5) ما من كلمة من هذه الآية إلا وقد حرفها هؤلاء، ولهم شبه بها يجحدون الاستواء من أعظمها: لو كان الله مستويا على العرش للزم إن يكون محتاجا إليه كما قال تعالى (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ... ) (الزخرف12 - 13) ولو غرق الفلك لغرق من عليه و لو سقطت الدابة لسقط من عليها، فدل علي احتياجه إلى الفلك والأنعام والى كل ما يستوي عليه، ثم جاءوا إلى قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه5) ولم يفهموا من الاستواء المضاف في الآية إلى الله إلا عين استواء المخلوق وقالوا يلزم من إثبات ذلك احتياجه إلى العرش، فبناء على هذه الشبهة التي في عقولهم، نفوا استواء الله على العرش، وبعد ذلك هم إما أحد خيارين: إما أن يقولوا الله ليس فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه، و إما أن يقولوا الله في كل مكان، فهم فروا من شر ثم وقعوا شرور اعظم و بلاء اشد.
وعوداً على مرتكب الكبيرة فالقول الحق فيه انه لا يكفر، ولا يقال انه مؤمن كامل الإيمان، و إنما يقال مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته أو يقال مؤمن ثم انتقل الناظم إلى ذكر قولين باطلين في المسألة فقال:
وإلى اللقاء في البيت السابع والعشرون
ــــــــــ
(1) البخاري رقم 391
(2) مسلم برقم 82
(3) أحمد في المسند برقم23325 وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم4143
(4) أحمد في المسند برقم 6576 قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (بإسناد حسن) مجموع فتاواه 10/ 278
(5) الترمذي برقم 2622 , وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2622
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/9)
(6) الترمذي برقم 2499 وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2499
(7) الحاكم في المستدرك برقم 7623 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم967
(8) البخاري برقم4638 ومسلم برقم 2374
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 08 - 03, 06:20 ص]ـ
27 - ولَا تَعتقِدْ رأيَ الْخَوَارجِ إِنهُ --- َمقَالٌ لَمنْ يَهواهُ يُردي ويَفْضَحُ
(ولا تعتقد) لا تؤمن ولا تدن.
(رأي الخوارج) عبر عنه بأنه رأي , لأنه رأي من نتائج عقولهم ومن نسج أفكارهم لا يقوم على دليل من الكتاب والسنة.
والخوراج إنما سموا بذلك لأمرين:
1 - أنهم خرجوا على الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وكفروه وناصبوه العداء.
2 - أنهم خرجوا على السنة ففارقوها سواء فيما يتعلق بولي الأمر أو بالمسائل الأخرى.
فالناظم يحذر من الخوارج وقد صحت الأحاديث في التحذير منهم قال الإمام أحمد: صحت من عشرة أوجه. فهو يحذر من رأي الخوارج عموماً , ومن رأيهم في مرتكب الكبيرة خصوصاً , فإن مذهبهم في مرتكب الكبيرة أنه يكون كافراً خارجاً من الملة وهو يوم القيامة من المخلدين في النار أبد الآبدين.
والمعتزلة قالوا بقول الخوارج في حكم مرتكب الكبيرة واختلفوا في شيء واحد. فاتفقوا أنه يخرج من الإيمان وأنه يخلد يوم القيامة في النار.
وخالفوهم في مسألة التنصيص على أنه كافر فقالت المعتزلة ليس بمؤمن وليس بكافر بل هو في منزلة بين المنزلتين فحقيقة قولهم: ليس عنده شيء من الإيمان ولم يدخل في الكفر. وفي الحقيقة مؤدى المذهبين واحد.
(إنه مقال لمن يهواه) هذا تعبير دقيق , لأنه هذه الفرق والمذاهب في حقيقة أمرها مجرد أهواء بها يتركون الكتاب والسنة , ولذا جاء في الحديث (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة في الأهواء) (1) فهو يمتلئ قلبه بالهوى فيعمى بصره ولا يهتدي إلى حق ولا يبصر نصا ولا حديثاً بل يمضي في هواه. والذي يهوى مقال الخوارج لا يحصل من ورائه إلا الخسران والخزي والفضيحة ولهذا قال الناظم (يردي ويفضح) فمآل من يهوى هوى الخوارج الخسران والردى في الدنيا والآخرة , وكذلك يفضح ويخزي ولا أعظم من هذا الخزي بأن يكفر المسلمين يوترك الملحدين ويتسلط على أهل الإسلام ويسلم منه عبَّاد الأوثان.
وإلى اللقاء في البيت الثامن والعشرون
ـــــــــــ
(1) رواه ابن أبي عاصم في السنة بهذا اللفظ برقم69 , وقد صححه الألباني في تحقيقه للسنة.
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 09 - 03, 01:45 م]ـ
28 - ولا تكُ مُرْجيًّا لَعُوبا بدينهِ --- ألاَ إِنمَا المُرْجِي بِالدينِ يَمْزحُ
ثم انتقل إلى قول المرجئة فقال (ولا تك مرجيَّا ... )
ما وصف به الناظم المرجئة من أحسن ما يوصفون به فإن المرجئة يمزحون بالدين ويلعبون به , وكلما غلا المرء في الإرجاء كان مزحه ولعبه بالدين أكبر فغلاة المرجئة يقولون لا يضر من الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والإيمان عندهم المعرفة فقط. فأي مزح ولعب بالدين أعظم من هذا , وأي فتح لباب المعاصي والموبقات أعظم من هذا. ينقل عن أحد المرجئة أنه مر على رجل يشرب الخمر , فشتمه المخمور , فقال المرجي: أهذا جزائي وقد جعلتك مؤمناً كامل الإيمان.
والإرجاء في اللغة التأخير , قال تعالى (قالوا أَرجِهْ وأَخَاهُ وَاَرْسِلْ في المدائنِ حاشِرينَ) (الأعراف111)
وإنما سمي المرجئة بذلك لأنهم أخروا العمل عن الإيمان وقالوا العمل ليس جزءا من الإيمان.
ثم افترق المرجئة إلى فرق ,
قسم قالوا: الإيمان المعرفة فقط.
وقسم قالوا: إنه مجرد التصديق.
وقسم قالوا: إنه مجرد النطق.
وقسم قالوا: إنه مجرد النطق والاعتقاد.
وهم متفاوتون في الإرجاء , متفقون على إخراج العمل من مسمى الإيمان. وبقدر حظهم من الإرجاء والغلو فيه يستحقون من الوصف الذي ذكره الناظم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/10)
ووجه اللعب والمزح في الدين على ضوء هذه العقيدة: أن الفاسق إذا قيل له: إيمانك مثل إيمان النبي صلى الله عليه وسلم فهل يُقبِل على الدين؟ أم أنه سيقول إذا كان إيماني تاما كاملاً وهذه حالي مثلَ إيمان النبي صلى الله عليه وسلم فما الحاجة إلى الالتزام بالدين , فتكون النتيجة إذاً هي اتخاذ الدين لهواً ولعباً , والغلاة من المرجئة يقولون: كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة فإنه لا يضر مع الإيمان ذنب. وهذا قول في غاية الخبث والفساد , وهو سبيل لترك الصلوات ومنع الزكاة وترك الصيام والحج وغير ذلك من الطاعات وذريعة لفعل الفواحش والموبقات ولا يرتاب عاقل أنه هذا لعب بالدين , وأي عبث أفضع وأشد من هذا العبث.
وعلى كل فهذه الأبيات الثلاثة اشتملت على بيان أقوال الطوائف في مرتكب الكبيرة , وهي ثلاثة أقوال: قول أهل السنة والجماعة وهو قول عدل وسط , وقولان متناقضان.
وإلى اللقاء في البيت التاسع والعشرون
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 09 - 03, 06:46 م]ـ
29 - وقلْ: إنمَا الإِيمانُ: قولٌ ونِيةٌ--- وفعلٌ عَلَى قولِ النبِي مُصَرحُ
قوله (وقل إنما الإيمان ... ) الخ
ذكر رحمه الله في هذا البيت عقيدة أهل السنة في الإيمان وانه عندهم يقوم على ثلاثة أركان: اعتقاد بالقلب , وقول باللسان ,وعمل بالقلب , والجوارح. وقد دل على دخول هذه الأمور الثلاثة في الإيمان أدلة كثيرة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لا تحصى لكثرتها.
والناظم رحمه الله كعادته يدعو صاحب السنة إلى العقيدة الصحيحة السالمة من الشوائب فيقول (قل إنما الإيمان ... )
(قول) وذلك بان يقول المرء بلسانه ما أمره الله به , وهو على قسمين:
1) اصل: وهو قول ما يقوم عليه الدين و يبني, وهو الشهادتان و في الحديث:
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله إلا الله ... ) (1)
2) وفرع: و هو ما يبني على هذا الأصل وينمو عليه , وهو سائر الطاعات التي تؤدى باللسان كالتسبيح و قراءة القران و آمر المعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك.
(ونية) أي اتقاد الصحيح في القلب يبني عيه عمله قال صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات ... ) (2) فإذا كان عند الإنسان قول وعمل بلا نية في قلبه فهو المنافق وهو الذي يكون ذا أعمال صالحة في الظاهر وباطنه بخلاف ذلك.
قال الله تعالى في بيان حال المنافقين (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة14)
وقال تعالى (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) (المنافقون1)
(وفعل) أي أن العمل داخل في مسمى الإيمان ولا يقول بخروجه إلا المرجئة. وقد سبق الكلام عليهم. والفعل هو العمل , وهو شامل لعمل القلب مثل المحبة والخشية والإنابة والحياء والتوكل وغيرها من أعمال القلوب , وعمل الجوارح مثل الصلاة والصيام والزكاة والجهاد وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من أعمال الجوارح.
ومن الأحاديث الجامعة لهذه الأمور الثلاثة , حديث أبى هريرة المعروف بحديث شعب الإيمان (الإيمان بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء وشعبة من الإيمان) (3) فهذا الحديث الجامع دل على دخول ما يكون باللسان والجوارح والقلب فخي مسمى الإيمان.
إما دلالته على ما يكون باللسان ففي قوله (أعلاها قول لا اله إلا الله) والقول يشمل قول القلب وقول اللسان عندها يطلق.
قال تعالى (الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت 30)
وقال تعالى (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة 136)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/11)
فالمراد بقوله (قولوا) أي بقلوبكم وألسنتكم. ولذلك لا ينصرف القول إلى القول باللسان فقط إلا عندما يقيد قال تعالى (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) (آل عمران 167) وهي صريحة في أن القول يكون بالقلب واللسان ولذلك أهل السنة عندما يقولون في كتبهم الإيمان قول فهو شامل لامرين قول القلب وقول اللسان.
و أما دلالته على دخول ما يكون بالجوارح في مسمى الإيمان ففي قوله (أدناها إماطة الأذى عن الطريق) وهذا يدل على الدخول الأعمال في مسمى الإيمان. فإماطة الأذى عمل يقوم به الإنسان وهو جزء من الإيمان وشعبة ومن شعبه.
و أما دلالته على دخول ما يكون بالقلب في مسمى الإيمان ففي قوله (والحياء شعبة من الإيمان) والحياء عمل من أعمال القلوب , وهو داخل في مسمى الإيمان , فالخشية والتوكل والرغبة والرهبة وغيرها من الأعمال القلبية المأمور بها كلها داخله في مسمى الإيمان.
(على قول النبي مصرح) (مصرح) مبتدأ مؤخر خبره شبه جمله (على قول النبي) وهذه الأمر الثلاثة مصرح بها كما قال الناظم في قول النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة فمن قال بذلك فقوله مبني على ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم , ومما يدل دلاله صريحة على دخول الأعمال في مسمى الإيمان حديث وفد عبد القيس وهو ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لوفد عبد القيس (أمركم بأربع: الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا اله إلا الله و اقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا من مغانم الخمس) (4) وهو صريح في الدخول العمل فقحي مسمى الإيمان ,والنصوص في هذا المعنى كثيرة
ـــــــــ
(1) البخاري برقم2946 , ومسلم برقم21
(2) البخاري برقم 1 , ومسلم 1907
(3) البخاري برقم 9 , ومسلم 35
(4) البخاري برقم 53 , ومسلم برقم 17
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 09 - 03, 01:58 م]ـ
30 - ويَنْقُصُ طوراً بالمَعَاصِي وتَارةً --- بِطَاعَتِهِ يَمْنَي وفي الوَزْنِ يَرْجَحُ
(وينقص طورا ... ) أي الإيمان ينقص تارة , ففي هذا البيت يقرر الناظم إن الإيمان يزيد وينقص ويقوي ويضعف.
أما الزيادة فمصرح بها القران. قال تعالى (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة 124)
وقال تعالى (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا) (مريم 76)
وقال تعالى (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء 109) والهدى والخشوع من الإيمان.
و أما النقصان فمصرح به في السنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما رأيت من ناقصات عقل ودين ... ) (1) وهذا النقص لا تحاسب عليه المرأة , لأنها مأمورة بترك الصلاة والصيام وقت الحيض , وقوله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده , فان لم يستطع فبلسانه , فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان) (2)
وقد جاءت آثار عن الصحابة الصريحة في أن الإيمان يزيد وينقص , فعن عمير بن حبيب الخطمي انه قال: الإيمان يزيد وينقص. قيل وما زيادته ونقصانه؟ قال إذا ذكرنا الله وحمدناه وسبحانه فتلك زيادته، وإذا غفلنا و نسينا فذلك نقصانه.
و في هذا الباب ورد عنهم وعن السلف عموما آثار كثيرة , بل هو محل الإجماع و موضع اتفاق
(بطاعته ينمي) أي أن الإيمان يزيد بطاعة الله , يقال: نم ينمي نميا ونماء , أي: زاد وكثر , وفي نسخة: (بطاعته ينمو) وهو بمعناه يقال: نما ينمو نموا , أي: زاد وكثر. قال في اللسان: " نمي: النماء: الزيادة. نمي ينمي نميا ونماء: زاد وكثر, وربما قالوا ينمو نموا " (3).
(و في الوزن يرجح) أي انه في الميزان يوم القيامة يثقل , لزيادته بالطاعات و البعد عن معاصيه.
وفي هذين البيتين بين الناظم أمرين حول عقيدة أهل السنه في الإيمان هما:
1ـ أن الإيمان قول وعمل.
2ـ انه يزيد وينقص.
فالأول فيه رد على المرجئة , والثاني فيه رد على المرجئة وكذلك على الخوارج والمعتزلة الذين يقولون أن الإيمان شيء واحد , لا يزيد ولا ينقص , والذي افسد على جميع هؤلاء دينهم هو اعتقادهم أن الإيمان كل واحد لا يتجزأ , إذا ذهب بعضه ذهب كله.
ثم أن الإيمان يزيد بأمور ينبغي على المسلم أن يحرص عليها ليزداد إيمانه منها: تدبر القران , و معرفة أسماء الله وصفاته , والتفكر في آيات الله و مخلوقاته , ودراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم , وسير الأخبار من المؤمنين , والاجتهاد في فعل الطاعات , وينقص بأمر ينبغي على المسلم أن يحذرها ليسلم إيمانه منها: اتباع خطوات الشياطين , و طاعة النفس الأمارة بالسوء, والافتتان بالدنيا ومخالطة أهل الشر والفساد , والغفلة والإعراض , والانسياق وراء الشهوات.
والمسلم العاقل ينصح لنفسه في إيمانه لتثقل به موازينه يوم لقاء الله عز وجل ( ... فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف 8).
والناظم رحمه الله يشير إلى0 هذا المعنى عندما قال (وفي الوزن يرجح).
وإلى اللقاء في البيت الحادي والثلاثون
ــــــــــــــــــــــ
1 - البخاري برقم 304 , ومسلم برقم 79
2 - مسلم برقم 49
3 - لسان العرب لابن منظور 8/ 4551
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/12)
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 03, 01:54 م]ـ
31 - ودعْ عَنْكَ آراءَ الرجالِ وقَوْلَهُمْ --- فقولُ رسولِ اللهِ أزكَى وأَشْرحُ
(ودع) أي: اترك , و احذر, واجتنب.
(آراء الرجال وقولهم) أي لا تبن دينك وعقيدتك على الآراء المتلفة والأقوال المحدثة بل ابنها على الكتاب و السنة ففيهما السلامة والعصمة , وقد جاء عن السلف رحمه الله نقول كثيرة في التحذير من الآراء و ذم الرأي و أهله , من لك قول عمرـ رضي الله عنه ـ (إياكم و أصحاب الرأي , فانهم أعداء الدين , أعيتهم السنة أن يحفظوها فاعملوا عقولهم) (1)
وقال علي ـ رضي الله عنه ـ (لو كان الدين يؤخذ بالرأي لكان مسح باطن الخف أولى من مسح ظاهره) (2)
والمراد بالرأي هنا أي الرأي المذموم القائم علي الحدس والظن والعقل والمجرد مع التعطيل النصوص وإهمالها والصدود عنها الإعراض , وهو الرأي الذي أحدثت به البدع , وأنشأت به الضلالات , وعطلت به الأسماء والصفات , فمثل هذه الآراء العاطلة والتقريرات الباطنة لا ينبغي لمسلم أن يرعيها باله , بل الواجب أن تطرح وان يحذر منها وان لا يغتر بتزين أهل الباطل لها.
يقول الأوزاعي رحمه الله (عليك بالأثر وان رفضك الناس وإياك و آراء الرجال وان زخرفوه لك بالقول , فان الأمر ينجلي وأنت علي طريق مستقيم).
قوله (آراء الرجال) ذكر الرجال هنا لا مفهوم له , فالرأي الباطل مذموم سواء كان من الرجال أو النساء , ولكن ذكر الرجال , لأنهم أصحاب الرأي في الغالب.
(فقول رسول الله) أي الصحيح الثابت عنه صلى الله عليه وسلم.
(أزكى) أي: اطهر و أنقى واخلص , وفي بعض النسخ (أولى) أي: بالأخذ والتقدم.
(واشرح) أي للصدر والفؤاد والقلب وادعي للطمأنينة. والناس يوم القيامة لا يسألون إلا عن ذلك كما قال تعالى (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (القصص65) فلا يسألون عن آراء الرجال وأقوالهم و إنما يسألون عما جاءتهم به رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه.
وإلى اللقاء في البيت الثاني والثلاثون إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــ
1 - الدارقطني في سننه برقم 12
2 - أبوداود برقم 16 , وصححه الألباني في سنن أبي داود برقم 162
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 09 - 03, 10:53 م]ـ
32 - ولا تَكُ مِن قوْمٍ تلهوْا بدينِهِمْ --- فَتَطْعَنَ في أهلِ الحَديثِ ii وتقدحُ
قوله (ولاتك من قوم ... ) الخ
هذا البيت في غاية التناسق مع الذي قبله حيث أشاد النظم في البيت الأول ضمنا بحملة السنة ونقله الحديث من الصحابة والتابعين و من بعدهم فهؤلاء هم خير الناس و أفضلهم , فليس عندهم آراء منطقية ولا فلسفات عقلية ولا أقوال متكلفة , إنما الذي عندهم تمسك بالنصوص والتزام السنة النبوية , ثم حذر في هذا البيت من طريق أهل اللهو الباطل الذين يطعنون في هذا الأئمة والأفذاذ العلماء والأمجاد فقال:
(ولا تك) أي احذر أن تكون يا صاحب السنة ويا من هداك الله إلى لزم هدي خير الأمة.
(من قوم تلهوا بدينهم) أي ممن اتخذوا دينهم لهوا ولعبا. وهذا شامل لأهل البد ع والأهواء
و أهل الفسق والفجور , فان الجميع يشتركون في ذلك بين مقل و مستكثر بسبب جهلهم بالسنة , ومن جهل شيئا عاداه.
(فتطعن في أهل الحديث وتقدح) وهذه نتيجة اتخاذ الدين لهوا ولعبا: السخرية بأهل الحق والتهكم بالمتمسكين بالسنة والواقعية في أهل الخير والفضل والنبل , وهذه هي حيلة المفاليس في كل زمان واوان.
قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ. وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) (المطففين 29 - 31).
ولو كان القوم أهل حق وحجة لنافحوا عنه بالبرهان ولقابلوا الحجة بالحجة والدليل بالدليل,
ولكن لا حيلة لعاطل المفلس إلا التهكم والسخرية والاستهزاء , ومن علامات أهل الأهواء والبدع الوقيعة في أهل الحديث والأثر. وهذا من اعظم العقوق واشد اللوم , إذ أهل الحديث لم يأت منهم إلا الأيادي البيضاء والجميل والإحسان.
قال بعض أهل العلم في بيان أهل الحديث وبيان بعض مآثرهم ومناقبهم.
جزى الله أصحاب الحديث مثوبة ... وبواهم في الخلد أعلى المنازل
فلولا اعتناهم بالحديث وحفظه ... ونفيهم عنه ضروب الأباطل
و إنفاقهم اعمارهم في طلابه ... وبحبهم عنه بجد مواصل
لما كان يدري من غدا متفقها ... صحيح حديث من سقيم وباطل
ولم يستبن ما كان في الذكر مجملا ... ولم ندري فرضا من عموم النوافل
لقد بذلوا فيه نفوسا نفيسة ... وباعوا بالحظ اجل كل عاجل
فحبهم فرض على كل مسلم وليس يعاديهم سوى كل جاهل
نسأل الله أن يجزيهم عنا وعن المسلمين خير الجزاء, وان يرفع درجاتهم في عليين , وان يجعل لهم لسان صدق في الآخرين , وان يغفر لنا ولهم أجمعين.
وإلى اللقاء في البيت الثالث والثلاثون والأخير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/13)
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 09 - 03, 02:08 ص]ـ
33 - إِذَا مَا اعْتقدْت الدهْرَ يا صَاحِ هذهِ --- فأَنْت عَلَى خَيْرٍ تبيتُ وتُصْبِحُ
لما أنها الناظم منظومته وقد جمع فيه أهل أصول عقيدة أهل السنة , ختم بهذا البيت , ليؤكد فيه على أهمية هذا المعتقد , وأهمية المحافظة علية.
فقوله (إذا ما اعتقدت الدهر ... الخ) أي: إذا كنت يا صاحبي على هذه العقيدة المأخوذة من كتاب الله وسنه رسوله صلى الله علية وسلم , ومن أهلها المتمسكين بها , المحافظين عليها فأنت على خير ما بقيت على هذا المعتقد.
(إذا) أداة لشرط لا يستقبل من الزمان , وما (ما) زائدة.
(اعتقدت) الاعتقاد مأخوذ من العقد , وهو الربط , لان أمور العقيدة لابد من ربط القلب عليها بحيث يكون الإيمان بها جازما بلا شك ولا ارتياب , فان وجد الشك والريب فما ثم عقيدة. قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) (الحجرات 15) أي: أيقنوا ولم يشكوا.
(الدهر) أي مدة حياتك وطول عمرك, وفي هذا أن المعتقد لا ينفع إلا إذا بقي عليه العبد إلى أن يتوفاه الله , كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران 102) وقال صلى الله علية وسلم في الدعاء للميت (اللهم من أحييته منا فاحيه على الإسلام , ومن توفيته من فتوفه على الإيمان). (1)
(يا صاح) مرخم صاحب , أي: يا صاحبي , وهذا من لطف الناظم رحمه الله وحسن تودده وكريم نصحه رحمه الله وغفر له وجزاه خير الجزاء و أوفره.
(هذه) الإشارة هنا إلى الأصول العظيمة المذكورة في هذه المنظومة , وهي أصول جليلة مبنية على الكتاب والسنة , من تمسك به ونجا ومن انحرف عنها كان من الهالكين.
(فأنت) أي: كائن. وهو واقع في جواب الشرط.
(على خير تبيت وتصبح) وفي نسخة (تمسي وتصبح) أي ما دمت على هذه الأصول مقيما. وبها متمسكا فصباحك ومساؤك نومك واستيقاظك كله في خير وعلى خير. وفي هذا إشارة إلى أن المعتقد الصحيح يورث السلامة والخير في كل حال, ويثمر العواقب الحميدة والخير المستمر وحسن المآل , ويدعو إلى الطاعات الصالحة والأخلاق الحميدة والآداب الكريمة وخير الأعمال.
وفي هذا أيضا دعوة إلى الثبات على هذا المعتقد الحق والحذر من التلون وتنقل كما هو الحال عند أهل الأهواء. أما أهل السنة فعقيدتهم ثابتة وإيمانهم راسخ ويقينهم مستمر بتوفيق من الله عز وجل. ثبتنا الله جميعا على الإيمان ورزقنا حسن الختام.
وبهذا انهي رحمه الله هذه المنظومة , وهي على وجازتها حوت اصل المعتقد , أسس الإيمان , وما لم يذكر فيها يدل عليه ما ذكر, والله اعلم , وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا.
*ملاحظة: هناك بعض التعليقات الاخير للشيخ حفظه الله على هذه القصيدة سأسردها غدا إن شاء الله
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 10 - 03, 04:26 ص]ـ
الخاتمة
وفيها التنبيه على أمرين:
الأول: عدد أبيات هذه المنظومة ثلاثة وثلاثون بيتاً فقط , راها عنه غير واحد من تلاميذه دون زيادة على ذلك منهم:
1 - الحافظ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين: قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء وفي العلو (أنشدنا أبو العباس أحمد بن عبدالحميد , قال: أنشدنا الإمام أبو محمد بن قدامة سنة ثمان عشرة وست مائة , أخبرتنا فاطمة بنت علي الوقاياتي أخبرنا علي بن بيان , أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري حدثنا أبو حفص بن شاهين أنشدنا أبوبكر بن أبي داود لنفسه هذه القصيدة وجعلها محنته) (1) وذكر الأبيات.
2 - الإمام أبوبكر بن محمد بن الحسين الآجري: قال رحمه الله في كتابه الشريعة (أملى علينا أبوبكر ابن أبي داود في مسجد الرصافة في يوم الجمهة خمس بقين من شعبان سنة تسع وثلاثمائة ... ) (2) وذكر الأبيات
3 - عبيد الله الفقيه: قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (أنبأنا علي المحدث عن عبيد الله الفقيه قال: أنشدنا أبوبكر ابن أبي داود من حفظه لنفسه) (3) وذكر الأبيات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/14)
4 - أبوبكر احمد بن ابراهيم: قال أبوالحسن علي بن محمد المعافري المالقي في كتابه الحدائق الغناء (قرأت علي أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن الحسن بدمشق عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن كادش السلمي العكبري قال: أخبرنا أبوطالب محمد بن علي بن الفتح االعشاري قال: أنشدنا أبو بكر أحمد بن ابراهيم قال: أنشدنا أبوبكر بن عبدالله بن سليمان بن الأشعث لنفسه في السنة رحمه الله .. ) (4) وذكر الأبيات
ولم يزد جميع هؤلاء فيما ذكروه من أبيات هذه المنظومة على ثلاثة وثلاثين بيتاً.
وقد جاء في آخر كتاب السنة لابن شاهين (5) بعد نهاية الكتاب – وهو من لحق بعض النساخ – إيرادٌ لهذه المنظومة مع زيادة سبعة أبيات بعد الأبيات المتعلقة بالعشرة المبشرين بالجنة , فأصبح مجموع أبيات المنظومة بهذه الزيادة أربعين بيتاً.
والأبيات المزيدة هي.
وسبطي رسول الله وابني خديجة ... وفاطمة ذات النقا أمدح
وعائش أم المؤنين وخالنا ... معاوية أكرم به ثم امنح
وأنصاره والمهاجرون ديارهم ... بنصرتهم عن كبة النار زحزحوا
ومن بعدهم فالتابعون لحسن ما ... حذوا فعلهم قولاً وفعلاً فأفلحوا
ومالك والثوري ثم أخوهم ... ـ أبوعمرو الأوزاعي ذاك المسبح
ومن بعدهم فالشافعي وأحمد ... إماما هدى من يتبع الحق يفصح
أولئك قوم قد عفا الله عنهم ... وأرضاهم فأحبهم فإنك تفلح
ولاشك في أن هذه الأبيات المزيدة ليست لابن أبي داود رحمه الله , إذ جميع مت رووا القصيدة من تلاميذه لم يذكروا هذه الزيادة , ومن بينهم ابن شاهين رحمه الله كما تقدم في رواية الذهبي للمنظومة من طريقه ولي س فيها هذه الزيادة , مِما يدل على أنها زيدت في القصيدة بعدُ.
ثم وَجدت أن ثلاثة من هذه الأبيات قد زادها ابن البناء رحمه الله كما نبه على ذلك السفاريني في شرحه لهذه المنظومة.
قال رحمه الله في كتابه لوائح الأنوار السنية (هذه الثلاثة أبيات وأولها قوله: وعائش أم المؤمنين , وثانيها: وأنصاره والمهاجرون ديارهم , وثالثها: ومن بعدهم والتابعون ... ليست من كلام الناظم الذي هو الإمام الحافظ أبوكر ابن أبي داود بل من كلام العلامة المحقق ابن البناء من أئمة علمائنا) (6).
وعلى هذا فتبقى أربعة أبيات مزيدة على النظم ولا يُدرى من زادها , لكننا نقطع أنها ليست لابن أبي داود رحمه الله تعالى , ولا تصح نسبتها إليه.
أما معاني هذه الأبيات فلا شك في حسنها وأهميتها , على ضعف تراكيبها وأوزانها , حتى أن القارئ لها ليدرك بمجرد قراءتها أنها مقحمة مزيدة.
الثاني: ابن أبي داود صاحب هذا النظم إمام من أئمة السلف وعلم من أعلام الأمة مشهود له بالفضل والعلم , وبل كان رحمه الله من بحور العلم وأوعية السنة وحفاظ الحديث. وقد سبق أن أشرت في صدر هذا الشرح إلى طرف من النقول عن بعض الأئمة في الثناء عليه وبيان إمامته وفضله وحفظه وإتقانه.
ورأيت هنا أن من المناسب الإشارة إلى بعض ما قيل فيه بغير حق سواء مِما ثبت عن قائله أو لم يثبت , لتبرئة ساحة هذا الإمام والدفاع عنه , فإن مِما يُتقرب به إلى الله عزوجل الذب عن أعراض علماء المسلمين وتبرئتهم مِما يُنسب إليهم زورا وباطلا أو على وجهه الصحيح , ونسأل الله أن يبارك في جميع علمائنا المتقدمين منهم والمتأخرين وأن يجزيهم خير الجزاء وأوفره.
وأهم ما وقفت عليه منسوباً إلى ابن أبي داود أمران:
أولا: نسبة الكذب إليه , وهي نسبة لا تصح ولا تثبت.
قال ابن عدي (حدثنا علي بن عبدالله الداهري سمعت أحمد بن محمد ابن عمر بن كركرة سمعت علي بن الحسين بن الجنيد سمعت أبا داود يقول: ابني عبدالله كذاب. قال ابن صاعد كفانا ما قال أبوه فيه) (7)
وهذا إسناد غير ثابت. قال المعملي رحمه الله (الداهري وابن كركرة لم أجد لهما ذكراً في غير هذا الموضع , وقول ابن صاعد " ما قال أبوه فيه " إن أراد هذه الكلمة فإن كانت بلغته بهذا السند فلا تعلمه ثابتاً , وإن كان له مستند آخر فما هو , وإن كان أراد كلمة فما هي) (8).
قال ابن عدي (ولولا شرطنا لما ذكرته (9) ... وهو معروف بالطلب , وعامة ما كتبه مع أبيه , وهو مقبول عند أصحاب الحديث , وأما كلام أبيه فما أدري أيش تبين له منه) (10)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/15)
هذا إن ثبت , وثبوته محل نظر كما تقدم , وقد شكك الحافظ الذهبي في ثبوت هذا , وأشار إلى بعض المحامل التي يمكن أن يُحمل عليها إن صح.
قال رحمه الله في تذكرة الحفاظ (أما قول أبيه فيه فالظاهر أنه إن صح عنه فقد عنى أنه كذاب في كلامه لا في الحديث النبوي , وكأنه قال هذا وعبدالله شاب طري ثم كبر وساد) (11)
قال في سير أعلام البنلاء (قلت: لعل قول أبيه فيه إن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فإنه حجة فيما ينقله , أو كان يذكب ويُوُري في كلامه , ومن زعم أنه لا يكذب أبداً فهو أرعن. نسأل الله السلامة من عثرة الشباب , ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى) (12).
وذكره رحمه الله في كتباه الميزان قال (إنما ذكرته لأنزهه) (13)
وخلاصة القول أنه نسبة هذا إليه محل نظر بل ليس عليه مسند صحيح , وإن ثبت فهو محمول على أمور لعلها كانت منه كانت في مرحلة الشباب في حديثه وكلامه الخاص , لا فيما يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن شأنه أجل وقدره أنبل من ذلك. بل هو معدود عند أهل العلم في كبار الحفاظ ومن الأئمة العدول الثقات. فمن حاول لمزه بهذا فإنه يُزري على نفسه , لا سيما إن كان مبنيا على الهوى والشنآن والباطل , وقد مر معنا قوله رحمه الله في منظومته السنية:
ولا تكُ من قومٍ تلهوا بدينهم ... فتطعن في أهل الحديث وتقدح
ثانيا: نُسب إليه رحمه الله شيءٌُ من النصب
والمراد بالنصاب أي: نصب العداء لآل النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يثبت عنه رحمه الله شيءٌ من ذلك , بل ثبت عنه ضد ذلك ونقيضه , وهو ولاء آل البيت ومحبتهم والثناء عليهم وذكر فضائلهم ومآثرهم. بل لم يتحقق في ترجتمه من الذي نسبه إلى النصب وما حجته على ذلك , إلا أن هذه التهمة أُلتصقت به في حياته رحمه الله وبرأ نفسه منها ولم يجعل من رماه به في حل.
قال أحمد بن يوسف بن الأزرق (سمعت أبا بكر ابن أبي داود غير مرةٍ يقول: كل من بيني وبينه شيء أو قال: كل من ذكرني بشيء فهو في حِل إلا من رماني ببغض علي بن أبي طالب) (14)
وخير شاهد ودليل على سلامته من هذه التهمة قصيدته هذه التي بين أيدينا , والتي أن فيها عقيدة أهل السنة والجماعة , فقد قال بعد أن ذكر الخلفاء الثلاثة:
ورابعهم خير البرية بعدهم ... علي حليف الخير بالخير منجح
وقد جاء عنه أنه قال في تمام هذه القصدية (هذا قولي , وقول أبي , وقول أحمد بن حنبل رجمه الله , وقول من أدركنا من أهل العلم , وقول من لم ندرك من أهل العلم مِمن بلغنا قوله , فمن قال عليًّ غري ذلك فقد كذب).
وعلى كلٍّ فقد أطبق العلماء على إمامة ابن أبي داود وفضله وتوثيقه والاحتجاج به وعده من أئمة السلف الأجلاء ومن العلماء الثقات النبلاء , فلم يبق أي معنى للطعن فيه أو التقليل من شأنه وقدره ونبله , وللإمام المعملي رحمه الله كلام نفيس وتحقيق متين في تبرئة ابن أبي داود مما نُسب إليه من النصب وغيره , أجاد فيه وأفاد , وأحسن الدفاع عن هذا الإمام الجليل والذب عنه (15) , فجزاه الله خيراً على نصحه ودفاعه عنه وعن غيره من أئمة المسلمين , ورحم الله ابن أبي داود وغفر له ولجميع علماء المسلمين وللمسلمين والمسلمات والمؤنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه هو الغفور الرحيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وألقاكم إن شاء الله في شرح جديد لكتاب مفيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـــــــــــــــــــــــ
1 - سير أعلام النبلاء 13/ 223 , والعلو 2/ 1220
2 - الشريعة 5/ 2563
3 - -طبقات الحنابلة 2/ 53
4 - الحدائق الغناء ص176
5 - انظر الكتاب اللطيف لشرح مذهب أهل السنة ص255
6 - لوائح الأنوار السنية 2/ 105
7 - الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 265 - 266
8 - التنكيل للمعمي 1/ 298
9 - أي لولا شرطه في كتابه من أن يذكر كل من تكلم فيه وإن كان الكلام غير قادح
10 - الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 266
11 - تذكرة الحافظ 2/ 772
12 - سير أعلام النبلاء 13/ 231
13 - ميزان الاعتدال 4/ 116
14 - تاريخ بغداد 9/ 468
15 - انظر: التنكل للمعلمي 1/ 297 - 305
ـ[البخاري]ــــــــ[07 - 12 - 03, 12:57 ص]ـ
بارك اللة فيكم اخي الفاضل
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:32 م]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم ولا تنسانا بموضوعاتك المهمة
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 12 - 03, 11:16 م]ـ
أسأل الله الكريم ..
أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح ..
عمل وترتيب موفق أخي العوضي. تحية طيبة خالصة لك.
ـ[المازري المالكي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 01:35 ص]ـ
سؤال للإخوة الكرام:
أليس هذا أبو بكر بن أبي داوود الذي قال فيه أبوه الحافظ أبو داوود السجستاني: أبني هذا كذاب كذاب.
وكذبه الأصبهاني.
ورمي بالنصب ممن رماه به الحافظ ابن جرير.
إذا كان ذلك صحيح أليس من الأكمل أن يعتنى بما صح من العقيدة وما سلم صاحبها من الطعن.
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/16)
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الردود الطيبة ووفقكم الباري لما فيه الخير
الأخ الفاضل المازري المالكي أرجوا أن تراجع بداية الموضوع ففيه رد على سؤالك
أخوكم في الله: العوضي
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[10 - 02 - 04, 07:22 ص]ـ
اخواني الكرام هذا شرح المنظومة الحائية لامام ابن ابي داود صاحب السنن رحمة الله والكتاب عبارة عن شرح لشيخ الفاضل عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
والكتاب مجموعة من مشاركات اخونا ابو خطاب العوضي بارك الله فية وامد في عمرة
جمعتة وقمت بتنسيقة
تحميل الكتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=78832)
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 05:34 ص]ـ
بارك الله فيك اخي العزيز ابن عبد الوهاب السالمى , والله لقد فرحت بعملك الطيب جعله الله في ميزان حسناتك
وانتظروا الكتب الجديد إن شاء الله تعالى
أخوك ومحبك في الله: أبوخطاب العوضي
ـ[أبو شوق]ــــــــ[11 - 06 - 08, 05:18 ص]ـ
هل يوجد لها شرح مسموع؟
ـ[محمد دادا]ــــــــ[11 - 06 - 08, 12:44 م]ـ
بارك الله فيك(25/17)
ضابط جميل لابن القيم في التفريق بين النذر واليمين المشابه له
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[27 - 04 - 03, 11:44 ص]ـ
كان يشكل علي كثير التفريق بين اليمين المؤكدة بالنذر ... والنذر المؤكدة باليمين ... ولكل حكم خاص وكثيرا ما يشكل علي سؤال البعض عن يمين مقاربة للنذر او نذر أكدها بيمين؟؟
حتى وقفت على كلام نفيس لابن القيم رحمه الله وقد سبقه شيخه ابن تيميه الى مثله .... لكن اورد ضابط التفريق عند ابن القيم حيث قال:
ما كان التزاما لله فهذا نذر.
ما كان التزاما بالله فهذا يمين.
هذا معنى كلامه .. وهو تفريق نفيس جدا وضابط مفيد لكن هل للاخوة تعقيب عليه او تفريع. اذ انه ينظر الى المنوى والناوى ... اكثر من اللفظ.
ثم مسألة ثانيه في ابواب النذر القول بها اراه قويا سديدا غير انه قول قلة من اهل العلم الا وهي مسألة حكم النذر نفسه ... فتعلمون ان قول عامة اهل العلم بالكراهه وذهب جمع من اهل الحديث الى تحريمه وما ينسب الى شيخ الاسلام بالقول بتحريمه لم اقف عليه بل قال صاحب الاختيارات انه رحمه الله توقف فيه!
لكن هناك قول لجماعة من الفقهاء وهو التفريق فيحرم نذر المجازاة ويحل بل يستحب النذر المطلق ...
وميزة هذا القول انه اقوى من جهة ان جميع النصوص الواردة في النذر تظل على ظاهرها فظاهر حديث البخارى ان رسول الله قال انه لاياتي بخير وانما يستخرج به من البخيل وعند مسلم نهانا عن النذر وقال انما يستخرج من الشحيح يظل على ظاهره .. وظاهر الايات في الثناء على الموفين بنذرهم وكذلك الاحاديث في الصحيحين كما في حديث من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصه فلا يعصه يظل على ظاهره ...
فما رأيكم بقوة هذا القول فأن العلة التى نهى عنها النذر موجودة في نذر المجازاة .. الا ان ما يشكل على هذا القول ويقوى القول بالكراهه هو قول رسول الله انه لايأتي بخير وهذا ينطبق على مطلق النذر والنذر المطلق فأنه عقد الزم الانسان به نفسه وهو لايدري ما يعرض له .... ففيه نوع من التعرض .....
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[27 - 04 - 03, 12:11 م]ـ
الأقرب في التوفيق بين النصوص أن يقال النذر المطلق مكروه، والنذر المعلق أشد كراهة
والتعليل بأنه يستخرج به من البخيل ينطبق على نوعي النذر:
1) أما المعلق (نذر المجازاة) فواضحٌ، حيث إنه لا يريد أن يتقرب بالطاعة إلا إذا حصل له في مقابلها نفع دنيوي كشفاء أو نجاح أو غيره، وظهور علة النهي في هذا النوع أعظم، لذا قلنا كراهته أشد.
2) وأما المطلق فالناذر بخيل لأنه لا يتقرب بالطاعة من تلقاء نفسه، بل لا يتقرب إلا إذا كان التقرب مفروضا عليه ولا مهرب منه، فتكون عند الناذر رغبة في أن يتطوع بصلاة أو صدقة، ولكن نفسه تبخل بذلك ولا تطاوعه عليه ما دام الأمر تطوعا، فينذر تلك القربة حتى تتعين عليه فيكون مضطرا إلى فعلها.
وإنما لم نرجح تحريم النذر للنصوص الواردة في أن الصحابة نذروا مطلقا كنذر عمر ونذر الذي نذر أن ينحر إبلا ببوانة، ومعلقا كنذر التي نذرت إن رد الله النبي صلى الله عليه وسلم سالما أن تضرب بالدف، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يزجرهم على النذر، ولو كان حراما لما أقرهم عليه، بالإضافة إلى النصوص المثنية على الموفين بالنذور، فتبقى الكراهة يحمل عليها نهيه عن النذر، والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 04 - 03, 12:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم خي المتمسك بالحق على هذه الفائدة القيمة حول التفريق بين النذر المؤكد باليمين واليمين المؤكدة بالنذر.
وأما ماذكرته من حكم النذر فهو الأقرب وهو الذي تجتمع به الأدلة، فقوله تعالى (يوفون بالنذر) في مقام الامتداح لهم، وتسمية للنسك بالنذر في قوله (وليوفوا نذورهم) يدل على ذلك، وقوله صلى الله عليه وسلم (من نذر أن يطيع الله فليطعه) يدل على المشروعية، وأما النذر المنهي عنه فهو كما تفضلت نذر المجازاة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 04 - 03, 12:50 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان في تفسير سورة الحج (الفرع الرابع: في حكم الإقدام على النذر مع تعريفه لغة وشرعاً.
اعلم أن الأحاديث الصحيحة، دلت على أن النذر، لا ينبغي وأنه منهي عنه، ولكن إذا وقع وجب الوفاء به، إن كان قربة كما تقدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/18)
قال البخاري رحمه الله في صحيحه: حدثنا يحيى بن صالح، حدثنا فليح بن سليمان، حدثنا سعيد بن الحارث: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: أو لم ينهوا عن النذر، إن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخر وإنما يستخرج بالنذر من البخيل» وفي البخاري، عن ابن عمر قال: نهى النَّبي صلى الله عليه وسلم عن النذر فقال: «إنه لا يرد شيئاً ولكنه يستخرج به من البخيل» وفي لفظ للبخاري من حديث أبي هريرة قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم يكن قُدِّرَ، ولكن يلقيه النذر إلى القدر قد قُدِّرَ له فيستخرج الله به من البخيل فَيُؤْتِي عليه ما لم يكن يُؤْتِي عليه من قبل» اهـ من صحيح البخاري، وهو صريح في النهي عن النذر، وأنه ليس ابتداء فعله من الطاعات المرغب فيها.
وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه: وحدثني زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا. وقال زهير: حدثنا جرير، عن منصور، عن عبد الله بن مرة، عن عبد الله بن عمر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ينهانا عن النذر ويقول: «إنه لا يرد شيئاً وإنما يستخرج به من الشحيح» وفي لفظ لمسلم، عن ابن عمر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخره وإنما يستخرج به من البخيل» وفي لفظ لمسلم عن ابن عمر، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن النذر، وقال: «إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل».
وقال مسلم في صحيحه أيضاً: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل» وفي لفظ لمسلم، عن أبي هريرة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن النذر وقال: «إنه لا يرد من القدر، وإنما يستخرج به من البخيل» وفي لفظ لمسلم، عن أبي هريرة: أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئاً لم يكن الله قدره له، ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج» اهـ. من صحيح مسلم.
وهذا الذي ذكرنا من حديث الشيخين، عن ابن عمر وأبي هريرة: فيه الدلالة الصريحة على النهي عن الإقدام على النذر، وأنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل. وفي الأحاديث المذكورة إشكال معروف، لأنه قد دل القرآن على الثناء على الذين يوفون بالنذر، وأنه من أسباب دخول الجنة كقوله تعالى: {إِنَّ ?لاٌّبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَـ?فُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ?للَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً * يُوفُونَ بِ?لنَّذْرِ وَيَخَـ?فُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} وقوله تعالى: {وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ ?للَّهَ يَعْلَمُهُ} وقد دل الكتاب والسنة على وجوب الوفاء، بنذر الطاعة، كقوله تعالى في هذه الآية، التي نحن بصددها {ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ}. وكقوله صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه» ويؤيد ذلك ما ثبت في الصحيح، من ذم الذين لم يوفوا بنذورهم.
قال البخاري في صحيحه: حدثنا مسدد، عن يحيى عن شعبة: حدثني أبو جمرة، حدثنا زهدم بن مضرب، قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، يحدث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» قال عمران: قال عمران: لا أدري ذكر ثنتين أو ثلاثاً بعد قرنه «ثم يجيء قوم ينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويشهدون ولا يستشهدون ويظهر فيهم السمن» اهـ من صحيح البخاري. وهو ظاهر جداً في إثم الذين لا يوفون بنذرهم، وأنهم كالذين يخونون، ولا يؤتمنون. وهذا الحديث أخرجه أيضاً مسلم في صحيحه، عن عمران بن حصين. وقال النووي في شرحه لحديث عمران هذا فيه وجوب الوفاء بالنذر، وهو واجب، بلا خلاف، وإن كان ابتداء النذر منهياً عنه: كما سبق في بابه، اهـ محل الغرض منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/19)
ولأجل هذا الإشكال المذكور اختلف العلماء في حكم الإقدام على النذر، فذهب المالكية: إلى جواز نذر المندوبات إلا الذي يتكرر دائماً كصوم يوم من كل أسبوع فهو مكروه عندهم، وذهب أكثر الشافعية: إلى أنه مكروه، ونقله بعضهم عن نص الشافعي للأحاديث الدالة على النهي عنه. ونقل نحوه عن المالكية أيضاً، وجزم به عنهم ابن دقيق العيد. وأشار ابن العربي إلى الخلاف عنهم، والجزم عن الشافعية بالكراهة. وجزم الحنابلة بالكراهة، وعندهم رواية في أنها كراهة تحريم، وتوقف بعضهم في صحتها، وكراهته مروية عن بعض الصحابة. اهـ بواسطة نقل ابن حجر في الفتح. وجزم صاحب المغني: بأن النهي عنه نهي كراهة.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الظاهر لي في طريق إزالة هذا الإشكال، الذي لا ينبغي العدول عنه: أن نذر القربة على نوعين.
أحدهما: معلق على حصول نفع كقوله: إن شفى الله مريضي، فعلي لله نذر كذا أو إن نجاني الله من الأمر الفلاني المخوف، فعلي لله نذر كذا، ونحو ذلك.
والثاني: ليس معلقاً على نفع للناذر، كأن يتقرب إلى الله تقرباً خالصاً بنذر كذا، من أنواع الطاعة، وأن النهي إنما هو في القسم الأول، لأن النذر فيه لم يقع خالصاً للتقرب إلى الله، بل بشرط حصول نفع للناذر وذلك النفع الذي يحاوله الناذر هو الذي دلت الأحاديث على أن القدر فيه غالب على النذر وأن النذر لا يرد فيه شيئاً من القدر.
أما القسم الثاني: وهو نذر القربة الخالص من اشتراط النفع في النذر، فهو الذي فيه الترغيب والثناء على الموفين به المقتضي أنه من الأفعال الطيبة، وهذا التفصيل قالت به جماعة من أهل العلم.
وإنما قلنا: إنه لا ينبغي العدول عنه لأمرين:
الأول: أن نفس الأحاديث الواردة في ذلك فيها قرينة واضحة، دالة عليه، وهو ما تكرر فيها من أن النذر لا يرد شيئاً من القدر، ولا يقدم شيئاً، ولا يؤخر شيئاً ونحو ذلك. فكونه لا يرد شيئاً من القدر، قرينة واضحة على أن الناذر أراد بالنذر جلب نفع عاجل، أو دفع ضر عاجل فبين صلى الله عليه وسلم أن ما قضى الله به في ذلك واقع لا محالة، وأن نذر الناذر لا يرد شيئاً كتبه الله عليه، ولكنه إن قدر الله ما كان يريده الناذر بنذره، فإنه يستخرج بذلك من البخيل الشيء الذي نذر وهذا واضح جداً كما ذكرنا.
الثاني: أن الجمع واجب إذا أمكن وهذا جمع ممكن بين الأدلة واضح تنتظم به الأدلة، ولا يكون بينها خلاف، ويؤيده أن الناذر الجاهل، قد يظن أن النذر قد يرد عنه ما كتبه الله عليه. هذا هو الظاهر في حل هذا الإشكال. وقد قال به غير واحد. والعلم عند الله تعالى.
:
تنبيه
فإن قيل: إن النذر المعلق كقوله: إن شفى الله مريضي أو نجاني من كذا، فلله علي نذر كذا، قد ذكرتم أنه هو المنهي عنه، وإذا تقرر أنه منهي عنه لم يكن من جنس القربة، فكيف يجب الوفاء بمنهي عنه.
والجواب: أن النص الصحيح دل على هذا فدل على النهي عنه أولاً، كما ذكرنا الأحاديث الدالة على ذلك، ودل على لزوم الوفاء به بعد الوقوع فقوله صلى الله عليه وسلم: «وإنما يستخرج به من البخيل» نص صريح في أن البخيل يلزمه إخراج ما نذر إخراجه، وهو المصرح بالنهي عنه أولاً، ولا غرابة في هذا، لأن الواحد بالشخص قد يكون له جهتان. فالنذر المنذور له جهة هو منهي عنه من أجلها ابتداء: وهي شرط حصول النفع فيه، وله جهة أخرى هو قربة بالنظر إليها، وهو إخراج المنذور تقرباً لله وصرفه في طاعة الله، والعلم عند الله تعالى.
واعلم: أن النذر في اللغة النحب وهو ما يجعله الإنسان نحباً واجباً عليه قضاؤه، ومنه قول لبيد: ألا تسألان المرء ماذا يحاول أنحبٌ فيقضى أم ضلالٌ وباطل
وحاصله: أنه إلزام الإنسان نفسه بشيء لم يكن لازماً لها، فيجعله واجباً عليها وهو في اصطلاح الشرع: التزام المكلف قربة لم تكن واجبة عليه. وقال ابن الأثير في النهاية: يقال: نذرت أنذر وأنذر نذراً إذا أوجبت على نفسي شيئاً تبرعاً من عبادة أو صدقة أو غير ذلك. وقد تكرر في أحاديثه ذكر النهي عنه وهو تأكيد لأمره وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه، ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل لكان في ذلك إبطال حكمه، وإسقاط لزوم الوفاء به إذ كان بالنهي يصير معصية. فلا يلزم، وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعاً، ولا يصرف عنهم ضراً ولا يرد قضاء. فقال: لا تنذروا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/20)
على أنكم قد تدركون بالنذر شيئاً لم يقدره الله لكم، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا فأخرجوا عنه بالوفاء، فإن الذي نذرتموه لازم لكم اهـ الغرض من كلام ابن الأثير. وقد قاله غيره، ولا يساعد عليه ظواهر الأحاديث.
فالظاهر أن الأرجح الذي لا ينبغي العدول عنه هو ما قدمنا من الجمع) انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 04 - 03, 10:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخونا الشيخ عبدالرحمن على هذا النقل الجليل من العلامة الشنقيطي وهو يضاف الى العلماء الذين رجحوا التفريق كالنووى والغزالى وغيرهم .....
لكن من اعترضوا على هذا التفريق قالوا ان الاحاديث عامه مطلقه سواء الناهيه والزاجرة ام التى تحتمل الاباحه .....
وانتم (اي من قال بالتفريق) قد نقلتموها من مطلق النذر وخصصتم المدح بالنذر المطلق و الذم بالنذر المعلق ....
ونحن نقول ان النصوص شاملة لمطلق النذر والنذر المطلق ...
ولايوجد نص واحد في الحث على النذر المطلق او نذر التعبد وانما النصوص جاءت اما بالذم او بمدح الموفى بنذره ... وليس الناذر ... وبينهما فرق كبير.
وقالوا ان في النذر نوع من الزام الانسان نفسه وهو من جنس التعرض وكم من مسلم توفاه الله ولم يفى بنذره فصار دينا معلقا في ذمته كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث المرأة التى نذرت امها ثم ماتت.
وانتم تلزمون الورثه بالوفاء عن الناذر وهذا دليل على انه دين ..... ومن هنا صار ان في النذر نوع تعرض الى البلاء فهو لايأتى بخير ونحن نقول هنا ان المقصود مطلق النذر ولا نستثنى النذر المطلق لانه يتضمن هذا المعنى.
فهذا اخى الشيخ عبدالرحمن بعض ما يظهر من حجج الجمهور فما رايكم انتم والشيخ ابو وليد.
وايضا يقال ان ان مدح الموفى لايلزم منه مدح الناذر اذ انت تثنى على موفى الدين ولاتمد اخذه اصلا فلا تعارض ... والله اعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 05 - 03, 12:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لعل في كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله إجابة على عدد من الإيرادات السابقة، فأما التفريق فدليله ظاهر جدا وهو الجمع بين النصوص فعندنا نصوص تمدح من يوفي بنذره كقوله تعالى (يوفون بالنذر) وقوله تعالى (وليوفوا نذورهم) فهي صريحة جدا في ذلك، فكيف يمدحهم الله على أمر مكروه في الإبتداء ممدوح في الآخر، بل إن الحج واجب على الاستطاعة والحاج عند أداء حج الفرض عندما يلبي فقد نذر لله بفعل الحج فنذره هنا واجب، فعندما وردت النصوص النبوية الشريفة بالنهي عن النذر وجب النظر في الأدلة ومحاولة الجمع بينها فكان هناك قرائن متعددة تدل على أن المنهي عنه إنما هو النذر المعلق بأمر معين إذا حصل له، فهذا دليل على بخله وأنه إنما نذر حتى يحصل على أمر دنيوي، وأما إذا نذر مطلقا لله بفعل عبادة معينة بدون مقابل فهو ممدوح، ولذلك من نذر بأمر مباح لاقربة فيه فلا يلزمه فعله ولاكفارة فيه
ومن مات ولم يف بنذره فهو كمن مات وعليه دين، وإذا مات المسلم وعليه دين كان حريصا على قضائه فليس عليه حرج، والدين ليس بمكروه إذا كان للحاجة، بل كما تعلم أن الإمام أحمد رحمه الله قال فيمن لم يجد مالا للعقيقة أو الأضحية (يستدين).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم
ما رأي الإخوة الأفاضل في هذا النوع من النذر
وهو نذر عقوبة النفس لمنعها من المعصية؟
قال حرملة: سمعت ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم.
فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أني أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
قال الذهبي: هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع.
" سير أعلام النبلاء " (9/ 228).
وفقكم الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 09 - 03, 11:27 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ أحسان:
الا يدخل هذا في نذر القربة المشروط.
فهذا نذر طاعة. وهو مشكل من جهة المشقة الحاصلة وكذلك مدافعه المعصية؟؟
هو في الحقيقة يحتاج الى تأمل غير ان من قال بلزومه لايلزمه الدليل لانه على الاصل. وقوله قوى.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[10 - 03 - 05, 12:57 ص]ـ
الحقيقة أنني كلما تأملت في قول النووي رحمه الله في أن النذر أذا كان من قبيل المجازاة صار حراما وأذا كان من باب القربة صار مستحبا يظهر لي أن هذا القول ينبغى ان يكون راجحا.
ومن هذه الدلائل على قوته إضافة الى ما سبق من انه فيه جمع بين الأدلة من غير صرف شيئا منها الى غير ظاهرها.
أن نص الحديث الذي يحتج به على التحريم فيه: (أنما يستخرج به من البخيل)!
هذا النص دليل على ان من علل تحريمه انه انما يستخرج الفضل به من البخيل الذي لايتفضل ابتداء وهذا منفي عن الله سبحانه وتعالى، وفيه اساءة أدب مع ربنا عز وجل.
وهذا الأمر وهذه العلة غير موجودة فيمن نذر للطاعة والقربة! ويؤيد هذا القول أيضا القاعدة العظيمة الجليلة وهي:
الوسائل لها احكام المقاصد. فتجد بعض أهل العلم لما يذكرون هذه القاعدة يضطرون الى ذكر ان هذه المسألة استثناء منها!
ومنهم الشيخ العلامة السعدي رحمه الله في كتابه القواعد والفروق. لأن نذر القربة وسيلة الى فعل الطاعة، فينبغى ان يكون محبوبا مستحبا.
لكن على قول النووي المذكور لاضرورة بل هي متفقة مع القاعدة.
وغير هذا من الدلائل التى تقوى هذا القول والتى تمر علي تباعا.
ولايبقى مما يشكل على هذا القول الا ان فيه التزام لما لم يلزم الله به وشغل للذمة وقد يعجز الانسان عن وفاءه وهذا كما لايخفى لايقوى على رد الادلة المذكورة آنفا وسابقا في الردود السابقة.
لان هذا واقع في عبادات كثيرة كالحاضر بين الصفين وغيره.
والله أعلم. يبقى هذا القول له قوة ظاهرة من جهة المقاصد ومن جهة النصوص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/21)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[12 - 03 - 05, 06:59 ص]ـ
من الأدلة على أن النذر يأتي في مقام المدح قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}. قال الطبري رحمه الله تعالى: "الْقَوْلُ فِي تَأْوِيل قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَة أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِين مِنْ أَنْصَار} يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُه: وَأَيّ نَفَقَة أَنْفَقْتُم, يَعْنِي أَيّ صَدَقَة تَصَدَّقْتُمْ, أَوْ أَيّ نَذْر نَذَرْتُمْ; يَعْنِي بِالنَّذْرِ: مَا أَوْجَبَهُ الْمَرْء عَلَى نَفْسِهِ تَبَرُّرًا فِي طَاعَة اللَّه, وَتَقَرُّبًا بِهِ إِلَيْه, مِنْ صَدَقَة أَوْ عَمَل خَيْر, {فَإِن اللَّهَ يَعْلَمُه} أَيْ أَنَّ جَمِيع ذَلِكَ بِعِلْمِ اللَّهِ, لَا يَعْزُب عَنْهُ مِنْهُ شَيْء, وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْهُ قَلِيل وَلَا كَثِير, وَلَكِنَّه يُحْصِيهِ أَيُّهَا النَّاس عَلَيْكُمْ حَتَّى يُجَازِيَكُمْ جَمِيعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ, فَمَنْ كَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْكُمْ وَصَدَقَتُهُ وَنَذْرُهُ ابْتِغَاء مَرْضَاة اللَّه وَتَثْبِيتًا مِنْ نَفْسِه, جَازَاه بِالَّذِي وَعَدَهُ مِنْ التَّضْعِيف; وَمَنْ كَانَتْ نَفَقَتُهُ وَصَدَقَتُهُ رِيَاء النَّاس وَنَذْروُهُ لِلشَّيْطَان جَازَاه بِالَّذِي أَوْعَدَه مِنْ الْعِقَاب وَأَلِيم الْعَذَاب". انتهى كلامه.
فالمدح ظاهر في قوله" "فَمَنْ كَانَتْ نَفَقَتُهُ مِنْكُمْ وَصَدَقَتُهُ وَنَذْرُهُ ابْتِغَاء مَرْضَاة اللَّه وَتَثْبِيتًا مِنْ نَفْسِه, جَازَاه بِالَّذِي وَعَدَهُ مِنْ التَّضْعِيف", فكيف يجازيه بالتضعيف على أمر مكروه.
وفي كلام الإمام النووي رحمه الله الذي نقله الشيخ المتمسك بالحق وفقه الله دقة في التعبير عن هذا التفريق أحسب أن فيه جوابا عن إيراد الشيخ إحسان وفقه الله لأثر ابن وهب،حيث قال رحمه الله: "إن النذر إذا كان من قبيل المجازاة صار حراما وإذا كان من باب القربة صار مستحبا".
فقوله: "وإذا كان من باب القربة صار مستحبا" يدخل تحته النذر المطلق، وتدخل فيه أيضا صورة نذر ابن وهب رحمه الله، حيث إنه نذر نذرا في صورته مشروط مقيد وفي حقيقته قربة لله جل وعلا, فما أراد بالنذر إلا ترك المعصية. والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 03 - 05, 07:42 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
وزادكما هدى وتوفيقا(25/22)
تلبيس الجفري كما في مجلة الأهرام العربي
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[27 - 04 - 03, 07:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كشف تلبيس الجفري كما في مجلة الأهرام العربي.
هذا نص المقابلة (بعد تجاوز المقدمة التعريفية) كما في مجلة الأهرام العربي ــ السبت 25/ 4 / 1423 هـ ـ 6 / يونيو / 2002 م ــ العدد 276.
النص كما يلي:
سؤال: البعض يرفض الصلاة في المساجد التي بها أضرحة ما رأيك؟
جواب الجفري: هذا من الخطأ , الحبيب صلي الله عليه وسلم لما توفي اختلف الصحابة - كما جاء في صحيح مسلم - أند فنه في البقيع أم عند منبره؟.
حتى قال لهم من سمعهم إن رسول الله صلي الله عليه وسلم , قال: إن الأنبياء يدفنون حيث يقبضون فدفن في بيته , فهل الصحابة كانوا جاهلين أم أن عقيدتهم كانت مهزوزة؟.
ففي صحيح مسلم أن عددا من الصحابة رأوا أن يدفن عند منبره في مسجده , و جاء في شرح البخاري أن الصحابي أبا بصير قد مات في إحدى المعارك , فبني عليه مسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم ينكر ذلك.
و جاء في القرآن: ((قال الذين غلبوا علي أمرهم لنتخذن عليه مسجدا)) أقرب التفاسير تفسير الجلالين. لو قرأت لوجدت أن الذين غلبوا علي أمرهم هم المؤمنون , لذلك لا يتأتى أن نختلف مع من قبلنا في أمر يتعلق بالعقيدة.
و إثارة مثل هذه الأمور و تضخيمها وسيلة لإشغال المجتمع الملتزم المسلم بمثل هذه السفسطة التي تترك الأمة في كلل لن يربح منها , إلا أعداء الإسلام , الصلاة في المساجد التي يوجد في أطرافها و فيها أضرحة جائزة عند الأئمة الأربعة , فهل هناك اتهام لعقيدتهم؟. اهـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد العلمي على أقوال الجفري:
قال الجفري: الحبيب صلي الله عليه وسلم لما توفي اختلف الصحابة - كما جاء في صحيح مسلم - أند فنه في البقيع أم عند منبره؟.
الرد عليه: ما ذكره الجفري من أن هذا الحديث في صحيح مسلم افتراء.
بل هو حديث منكر رواه ابن ماجة رقم الحديث: 1628. و الإمام أحمد و أبو يعلى و غيرهم من طريق حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن العباس وهو متروك عن عكرمة عن ابن عباس.
ثم كرر الجفري افتراءه فقال: في صحيح مسلم أن عددا من الصحابة رأوا أن يدفن عند منبره في مسجده.
وهذا غير صحيح فانظر كيف ينسب مثل هذه الروايات إلى صحيح مسلم حتى يضلل الناس و يهون عليهم التحذير من دفن الموتى في المساجد.
و قد جاء في صحيح مسلم حديث رقم: 532 عن جندب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ((إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا و لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا و إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك)).
فهذا نص من النبي صلى الله عليه وسلم في النهي من اتخاذ القبور مساجد.
وجاء في صحيح مسلم ج: 2 ص: 668 972 و حدثني علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن بن جابر عن بسر بن عبيد الله عن واثلة عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها)).
وص 972 حدثنا حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ((
فهذا نهي صريح عن الصلاة إلى القبور أو عليها فانظر إلى افتراء الجفري على النبي صلى الله عليه وسلم فحسيبه الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجفري: وجاء في شرح البخاري أن الصحابي أبا بصير قد مات في إحدي المعارك , فبني عليه مسجد في عهد رسول الله ولم ينكر ذلك. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/23)
الرد عليه: فهو يقصد ما جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله 5/ 351 في قصة أبي بصير قال الحافظ: و في رواية موسى بن عقبة عن الزهري فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير رضي الله عنه فقدم كتابه وأبو بصير رضي الله عنه يموت فمات و كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده فدفنه أبو جندل مكانه و جعل ثم قبره مسجدا.
قال و قدم أبو جندل رضي الله عنه ومن معه إلى المدينة فلم يزل بها إلى أن خرج إلى الشام مجاهدا فاستشهد في خلافة عمر رضي الله عنه. اهـ.
فهذه الرواية من مراسيل الزهري كما يظهر لمن تأمل أسانيد الحديث (2731 و2732) و قد كان كلام الحافظ على أدراجات الزهري و إرسالاته في الحديث فتبين أن هذه القصة لا تصح فلا يجوز الإحتجاج بها ورد النصوص الصريحة الصحيحة في النهي عن ذلك.
فالله المستعان وحسبنا الله و نعم الوكيل من تلبيس الجفري على الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجفري: و جاء في القرآن: ((قال الذين غلبوا علي أمرهم لنتخذن عليه مسجدا)). أقرب التفاسير تفسير الجلالين. لو قرأت لوجدت أن الذين غلبوا علي أمرهم هم المؤمنون , لذلك لا يتأتى أن نختلف مع من قبلنا في أمر يتعلق بالعقيدة. اهـ.
الرد عليه: قد اختلف السلف في تفسير هذه الآية كما ذكر ابن جرير وغيره و إن كان الأقرب أن الذين غلبوا على أمرهم هم السلاطين الكفار.
وعلى وجه التنازل فلو كان هذا جائزا في شرع من قبلنا فشرعنا جاء بالمنع من ذلك.
تأمل كلام الإمام القرطبي رحمه الله - مع بعض اختصار - في ما ذكره حول هذه الآية تفسير القرطبي ج:10 ص:379 و تنشأ هنا مسائل ممنوعة و جائزة فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها و البناء عليها إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز لما روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج)).
قال الترمذي وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة حديث ابن عباس حديث حسن. اهـ.
و روي في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ألئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا و صوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة)). لفظ مسلم.
قال علماؤنا وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد.
و روى الأئمة عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تصلوا إلى القبور و لا تجلسوا عليها)) لفظ مسلم.
أي لا تتخذوا قبلة فتصلوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى فيؤدي إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة الأصنام فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك
فقال: ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد)).
و روى الصحيحان عن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نزل (أي سكرات الموت) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا)).
و روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أن يجصص القبر و أن يقعد عليه و أن يبنى عليه)).
و أخرجه أبو داود والترمذي أيضا عن جابر رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ)) قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
و روى مسلم في الصحيح عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته)) و في رواية ((ولا صورة إلا طمستها)). وأخرجه أبو داود والترمذي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/24)
قال علماؤنا ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها وأن تكون لاطئة وقد قال به بعض أهل العلم وذهب الجمهور إلى أن هذا الارتفاع المأمور بإزالته هو مازاد على التسنيم ويبقى للقبر مايعرف به ويحترم وذلك صفة قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم و قبر صاحبيه رضي الله عنه الله عنهما على ماذكر مالك في الموطأ)) انتهى كلام القرطبي
فانظر إلى تلبيس الجفري! و كيفية استدلاله بالآية التي نزلت فيمن كان قبلنا وجاء في شرعنا ما يدل على منعه!.
و مما يؤيد أن المقصود بالذين غلبوا على أمرهم هم السلاطين الكفار ما جاء في الصحيحين عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهن ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أولئك إذا كان فيهم االرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله تعالى يوم القيامة)) لفظ مسلم.
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله)).
دليل على أن هذا ممنوع حتى على الأمم السابقة لنا.
فالله المستعان كيف يترك الجفري النصوص الصحيحة الصريحة و يذهب يستدل بمثل هذه الاحتمالات البعيدة قال تعالى: ((فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ))
و في صحيح مسلم عن جندب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: ((إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك)).
فهل من مطيع ومتبع للنبي صلى الله عليه وسلم!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجفري: وإثارة مثل هذه الأمور وتضخيمها وسيلة لإشغال المجتمع الملتزم المسلم بمثل هذه السفسطة التي تترك الأمة في كلل لن يربح منها , إلا أعداء الإسلام , الصلاة في المساجد التي يوجد في أطرافها وفيها أضرحة جائزة عند الأئمة الأربعة , فهل هناك اتهام لعقيدتهم؟.
الرد عليه: يقال له في المقابل و لماذا لا يسكت الطرف الآخر عن نشر مثل هذه الخزعبلات؟.
وتعبيره بالسفسطة غير صحيح في هذه المسالة! فالسفسطة إنكار الحقائق المعلومة بالضرورة مثل من ينكر طلوع الشمس من المشرق ونحوها فما دخل السفسطة هنا.
سبحان الله كم هم الذين لا يعرفون أهمية العقيدة و ضرورة تخليصها من الشرك و البدع و الخرافات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الجفري: الصلاة في المساجد التي يوجد في أطرافها وفيها أضرحة جائزة عند الأئمة الأربعة , فهل هناك اتهام لعقيدتهم؟.
الرد عليه: فهذا كذب على الأئمة الأربعة فأين ذكر الأئمة الأربعة جواز الصلاة في المساجد التي في أطرافها أضرحة.
فالجفري لم يكتف بالكذب في نسبة الحديث إلى صحيح مسلم حتى كذب على الأئمة الأربعة فالله حسيبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة المقابلة مع الرد عليها في الجزء الثاني إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: أرجو من بعض الأخوة التفريق بين الرد على المقولة و نصح القائل فهناك فرق بينهما عند أهل العم فالمقولة إذا انتشرت بين الناس و كانت باطلة يجب الرد عليها بغض النظر هل نصح القائل أم لا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 03, 12:53 ص]ـ
اللهم انا نبرئ اليك من الاعلاميين المصريين الذين يبغونها عوجا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 03, 01:13 ص]ـ
هذا الرد أنا الذي كتبته في الرد على الجفري ونشرته في عدد من المنتديات، فلعل الأخ الكاتب يشير إلى ذلك وفقه الله.
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[28 - 04 - 03, 04:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
للاحاطة أصل هذه الرد للأخ الفاضل حفظه الله أبو عمر الأذي مع بعض التصرف من زيادة و حذف حسب المصلحة.
نقلا من منتدى شبكة الحزم الاسلامية.
للاحاطة جرى التنويه.
و السلام عليكم و رحمة اله و بركاته(25/25)
موسوعة الرد على الصوفية (كتب - مقالات - أشرطة - مواقع) .. دعوة للمشاركة ..
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[30 - 04 - 03, 05:15 م]ـ
موسوعة الرد على الصوفية (كتب - مقالات - أشرطة - مواقع) .. دعوة للمشاركة ..
ندعو جميع رواد المنتدى للمشاركة في الموضوع، وألا يبخلوا على إخوانهم، وهذا الموضوع بإذن الله سيكون نواة لمشروع ضخم في الرد على المبتدعة
هذه الموسوعة ستكون - بإذن الله - مصدراً هاماً للرد على الصوفية، وسيكون هدفنا في هذا العمل استيعاب جميع الكتب المطبوعة والمخطوطة، وجميع المقالات والرسائل، وأيضاً جميع الأشرطة، والمواقع الموجودة على شبكة الإنترنت، وبهذا العمل يستطيع الباحث أن يجد فيه غايته ومراده، وسيكون العمل في هذه الموسوعة على النحو التالي:
1 - بالنسبة للكتب، نذكر الآتي:
(أ) اسم الكتاب.
(ب) اسم المؤلف، مع ذكر تاريخ مولده، وتاريخ وفاته، إن أمكن.
(جـ) دار النشر، مع ذكر مكانها، إن أمكن ذلك.
(د) نذكر عدد الأجزاء المطبوعة من الكتاب، مع ذكر عدد الصفحات.
(هـ) نبذة مختصرة عن الكتاب، وعن أهم موضوعاته.
2 - بالنسبة للمقالات، نذكر الآتي:
(أ) عنوان المقالة، إن أمكن ذلك.
(ب) اسم صاحب المقالة.
(جـ) مصدر المقالة.
3 - بالنسبة للأشرطة والتسجيلات، نذكر الآتي:
(أ) عنوان المحاضرة، أو عنوان السلسلة (مع ذكر عدد الأشرطة).
(ب) اسم الشيخ المحاضر.
(جـ) ذكر مصدر الأشرطة، مع ذكر الدار التي تقوم ببيعه إن أمكن.
4 - بالنسبة للمواقع على شبكة الإنترنت، نذكر الآتي:
(أ) نذكر اسم الموقع.
(ب) نقوم بوضع رابط إلى هذا الموقع.
نود من الجميع المشاركة، مع ذكر ملاحظاتهم ونصائحهم، وجزاكم الله خيراً.
(تنبيه): سوف نقوم بعمل ترقيم شامل لكل ما يذكر من كتب أو أشرطة أو مقالات أو مواقع، فمثلاً إذا شارك أحد الإخوة بذكر كتاب معين وكان رقمه في الترقيم الشامل للموسوعة مثلاً (5)، فإذا شارك أخ آخر بذكر كتاب معين فعليه أن يقوم بوضع ترقيم له ويكون رقمه (6)، والله ولي التوفيق.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[30 - 04 - 03, 05:27 م]ـ
1 - منتدى ((بوابة الرد على الصوفية))، ضمن موقع ((شبكة الدفاع عن السنة)).
وهذا هو الرابط إلى موقع المنتدى:
http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?forumid=21
ـ[ w_salah] ــــــــ[30 - 04 - 03, 07:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يسرني أن اشترك في هذا الموضوع
وهذا كتاب الفكر الصوفي للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
تم نسخه من موقع نداء الإيمان
وهذا رابط الموقع
http://mirror.al-eman.com/Islamlib/
وإنشاء الله سوف أوافيكم فيما بعد بردود شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الفرق الضالة وذلك من مجموع الفتاوى الكبرى
اللهم اهد كل المبتدعة في ديننا الحنيف
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[30 - 04 - 03, 08:42 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3725&highlight=%C7%E1%D5%E6%DD%ED%C9
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[01 - 05 - 03, 02:51 ص]ـ
2 - كتاب: ((صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان)):
اسم المؤلف: العلامة الكبير، المحدث الفقيه النحرير: محمد ((بشير السهسواني الهندي))
المولد - الوفاة: [1252 - 1326 هـ].
دار النشر: مكتبة ابن تيمية – القاهرة – مصر.
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 551
نبذة مختصرة عن الكتاب:
هذا الكتاب يرد على كتاب ((الدرر السنية في الرد على الوهابية)) للمدعو أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة في زمانه.
وقد تناظر الشيخ أحمد دحلان والشيخ بشير في مسألة التوحيد، فكتب الشيخ رداً عليه كتابه المسمى ((صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان)).
قال الشيخ محمد رشيد رضا - في تقديمه للكتاب (ص12) -: [وجملة ما يقال في هذا الكتاب أنه ليس رداً على الشيخ دحلان وحده، ولا على من احتج بما نقله عن الفقهاء مما لا حجة فيه كالشيخ تقي الدين السبكي والشيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكي، بل هو رد على جميع القبوريين والمبتدعين حتى الذين جاءوا بعده إلى زماننا هذا]. انتهى.
موضوعات الكتاب:
(مسألة زيارة قبور الأنبياء والأولياء - مسألة التوسل بالأنبياء والصالحين - الشفاعة - الدفاع عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب).
وإلى أخي أبو معاوية أقول: بارك الله فيك وفي جهدك، ولكن في هذا الموضوع نحاول أن يكون موسوعة مع مراعاة المقدمة السابقة، لكي يعين الباحثين والمهتمين بهذا الموضوع، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 05 - 03, 07:31 ص]ـ
لو راسلتم المشرفين على مجلة التوحيد في مصر من أجل تزويدكم بأعداد منها فيها الرد على الصوفية فقد عنيت المجلة في كل عدد من أعدادها غالبا بهذه المسألة منذ سنين
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[01 - 05 - 03, 09:57 ص]ـ
3 - كتاب: ((غاية الأماني في الرد على النبهاني)):
اسم المؤلف: الإمام العلامة: ((أبي المعالي محمود شكري الآلوسي)).
المولد - الوفاة: [1273 - 1342 هـ].
دار النشر: مكتبة ابن تيمية – القاهرة – مصر.
عدد الأجزاء: 2
عدد الصفحات: (الأول: 511)، (الثاني: 413).
نبذة مختصرة عن الكتاب:
هذا الكتاب يرد على كتاب ((شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق)) للنبهاني.
وجادل مؤلفه المبتدعين من الصوفية، وشدد عليهم الخناق بعبارات بليغة، كأنها عقود الجمان في أجياد الحسان.
فيه من المتعة والفوائد ما يقل نظيره في الكتب، قال مؤلفه فيه قولاً جلياً، وسلك في صراطاً سوياً، ونبذ التعصب وراءه ظهرياً، فمن يهز نخلاته تساقط عليه رطباً جنياً:
جمع فيه مؤلفه ما لا يحصى من الفوائد العلمية في التوحيد، والحديث، والتفسير، والفقه، والتاريخ، والأدب، وقام فيه بدحض ما شنع به النبهاني على بعض الأئمة الأعلام ((كشيخ الإسلام ابن تيمية))، ((والإمام المحقق ابن قيم الجوزية))، ((ومجدد القرن الثاني عشر الهجري الإمام محمد بن عبد الوهاب)) رحمهم الله أجمعين. (من مقدمة الناشر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/26)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[01 - 05 - 03, 03:28 م]ـ
هذه مفاهيمنا للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
رد على كتاب (مفاهيم يجب أن تصحح لمحمد بن علوي المالكي)
http://meltingpot.fortunecity.com/seymour/153/books/khas/mafahemuna.htm
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[01 - 05 - 03, 07:18 م]ـ
وهذه مساهمة مني
http://www.heartsactions.com/ref/bsu.htm
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 05 - 03, 08:30 ص]ـ
4 - كتاب: ((التوسل: أنواعه وأحكامه)):
اسم المؤلف: الإمام العلامة: ((محمد ناصر الدين الألباني)) - رحمه الله -
المولد - الوفاة: [1333 - 1420 هـ].
دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت.
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 175
نبذة مختصرة عن الكتاب:
هذا الكتاب من أنفس كتب الشيخ الألباني، وإليك أخي المسلم فصول هذا الكتاب:
1 - التوسل في اللغة والقرآن.
2 - الوسائل الكونية والشرعية.
3 - التوسل المشروع وأنواعه.
4 - شبهات والجواب عليها: (حديث استسقاء عمر بالعباس - حديث الضرير - الأحاديث الضعيفة في التوسل - قياس الخالق على المخلوقين - القول بإباحة التوسل بالذوات - قياس التوسل بالذات على التوسل بالعمل الصالح - قياس التوسل بذات النبي على التبرك بآثاره، والرد على الدكتور البوطي).
(تنبيه): إذا كان هذا الكتاب موجود على شبكة الإنترنت، فنرجو من إخواننا الأفاضل وضع الرابط إلى الكتاب، حتى تعم الفائدة.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 05 - 03, 09:12 ص]ـ
5 - كتاب: ((تلبيس إبليس)):
اسم المؤلف: الإمام: ((أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي)) - رحمه الله -
المولد - الوفاة: [510 تقريباً - 597 هـ].
دار النشر: مكتبة الإيمان – المنصورة – مصر، (وله طبعات أخرى كثيرة جداً).
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 427
نبذة مختصرة عن الكتاب:
هذا الكتاب من أقوى الكتب التي فضحت الصوفية؛ فقد عقد المؤلف باباً كبيراً – وهو الباب العاشر من الكتاب – ذكر المؤلف فيه تلبيس إبليس على الصوفية، ويقع هذا الباب في أكثر من مائتي صفحة، وإليك بعض عناوين ما ذكره المؤلف في هذا الباب:
1 - في ذكر تلبيس إبليس على الصوفية من جملة الزهاد.
2 - سياق ما يروى عن الجماعة منهم من سوء الاعتقاد: ذكر تلبيس إبليس في السماع وغيره.
3 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الطهارة.
4 - ذكر تلبيس إبليس عليهم في الصلاة.
5 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في المساكن.
6 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الخروج عن الأموال والتجرد عنها.
7 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في لباسهم.
8 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في مطاعمهم ومشاربهم.
9 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في السماع والرقص والوجد.
10 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الوجد.
11 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في ترك التداوي.
12 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية ترك الجمعة والجماعة بالوحدة والعزلة.
13 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في التخشع وطأطأة الرأس وإقامة الناموس.
14 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في ترك النكاح.
15 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في ترك طلب الأولاد.
16 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الأسفار والسياحة.
17 - ذكر تلبيسه عليهم في دخول الفلاة بغير زاد.
18 - سياق ما جرى للصوفية في أسفارهم وساحاتهم من الأفعال المخالفة للشرع.
19 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية إذا قدموا من السفر.
20 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية إذا مات لهم ميت.
21 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في ترك التشاغل بالعلم.
22 - ذكر تلبيس إبليس على جماعة من القوم في دفنهم كتب العلم وإلقائها في الماء.
23 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في إنكارهم من تشاغل بالعلم.
24 - ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في كلامهم في العلم.
25 - ذكر نبذة من كلامهم في القرآن.
26 - ذكر تلبيس إبليس في الشطح والدعاوى.
27 - بيان جملة مروية على الصوفية من الأفعال المنكرة.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 05 - 03, 07:54 ص]ـ
6 - كتاب: ((الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة)):
اسم المؤلف: الشيخ ((أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي)) – حفظه الله -
المولد - الوفاة: [؟؟ -].
دار النشر: دار البصيرة – الإسكندرية – مصر، وله طبعات أخرى.
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 520
نبذة مختصرة عن الكتاب:
لقد عقد المؤلف فصلاً كبيراً عن الفكر الصوفي، وقد تعرض إلى عدة مواضيع هامة حول الفكر الصوفي وهي كالتالي:
1 - نبذة تاريخية.
2 - صوفية لماذا؟
3 - أشهر الطرق الصوفية.
4 - التصوف الإسلامي ربيب التصوف الوثني.
5 - التتبع للصلة بين التصوف والتشيع.
6 - التعرف على عقائد التصوف.
7 - العلم اللدني.
8 - أثر فتنة التعصب المذهبي في انتشار الصوفية.
9 - الشريعة والحقيقة.
10 - الحلول والاتحاد.
11 - وحدة الوجود.
12 - النور المحمدي.
13 - التربية الصوفية.
14 - الشيخ المرشد.
15 - الرياضة والمجاهدة.
16 - الذكر.
17 - طلب الجنة والفرار من النار ليس هدفاً.
18 - أصول لابد من معرفتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/27)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[06 - 05 - 03, 09:40 ص]ـ
7 - كتاب: ((رسالتان في الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم)):
اسم المؤلف: الشيخ الإمام السيف المسلط على أهل البدع في زمانه ((محمد بن أحمد بن محمد بن عبد السلام بن خضر الشقيري)) – رحمه الله -
المولد - الوفاة: [؟؟ -؟؟].
دار النشر: مكتبة التوعية الإسلامية – مصر / تحقيق: أبي إسحاق الحويني.
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 128
نبذة مختصرة عن الكتاب:
الفصل السابع من هذا الكتاب (ص61): ((في بيان أحاديث وأخبار ومنامات واهية وبدع في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)).
الفصل الثامن من الكتاب: رد على المتصوفة، مع ذكر البدع في الصلاة على النبي، والتحذير من كتبهم.
وفي (ص97 - 107): ذكر المؤلف ((ما أُلِّف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم))، فذكر من ضمنها كتاب:
((دلائل الخيرات)) للجزولي، وقام بنقد مختصر لبعض ما جاء في هذا الكتاب من أحاديث موضوعة، وكيفيات مبتدعة في الصلاة على النبي.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 05 - 03, 07:16 ص]ـ
8 - كتاب: ((المهدي وفقه أشراط الساعة)):
اسم المؤلف: فضيلة الشيخ الدكتور: ((محمد بن أحمد بن إسماعيل المُقدَّم)) - حفظه الله -
المولد - الوفاة: [؟؟ -].
دار النشر: الدار العالمية – الإسكندرية – مصر.
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 814
نبذة مختصرة عن الكتاب:
الباب الثالث من هذا الكتاب القيِّم عنوانه: ((عدوان مدعي المهدية على مصادر التلقي)) (ص189 - 359)، وهذا الباب مفيد جداً في الرد على الصوفية، ويحتوي هذا الباب على خمسة فصول:
الفصل الأول: سُلطان المنامات.
الفصل الثاني: دلالات خوارق العادات.
الفصل الثالث: دعوى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يقظة، والتلقي عنه مباشرة.
الفصل الرابع: الإلهام والتحديث والكشف.
الفصل الخامس: ادِّعاء لُقيا الخضر - عليه السلام - والتَّلَقِّي عنه.
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[26 - 08 - 04, 01:44 م]ـ
وهذا رابط مهم
http://saaid.net/feraq/index.htm
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[26 - 08 - 04, 01:59 م]ـ
أخي الفاضل/
بما أنك مهتم بالصوفية، يا حبذا لو قمت بالتفاعل مع إخوان لك مهتمين بهذا الموضوع، هنا -في هذا الملتقى- وهناك - في شبكة الدفاع عن السنة-
http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=21
بالنسبة لكتاب التوسل تجده على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=143
وهذه الصفحة ستنفعك:
[كتب في الرد على الصوفية وتعريتها]
http://saaid.net/feraq/sufyah/k.htm
وهذه فائدة وجدتها في الدفاع عن السنة وسأنلقها لكم:
تعريف بكتاب جديد [الصوفية القلندرية]
تزخر المكتبة الإسلامية كل يوم بعدد من الكتب المنوعة، ومنها الكتب التي تعري وتفضح طرق التصوف، وترد عليهم، وإجابة لرغبة شيخنا عبدالله بن زقيل –نفع الله به- فقد قمت بانتقاء أحد هذه الكتب الجديدة للتعريف بها، فإلى هذا الكتاب:
اسم الكتاب:
الصوفية القلندرية
تاريخها
وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية فيها
اسم المؤلف:
أبو الفضل محمد بن عبدالله القونوي
أحد طلبة العلم الجزائريين
تاريخ النشر:
طبع طبعته الأولى 1423هـ - 2002م
ملخص عن الكتاب:
يقول المؤلف في مقدمته:
(فهذه دراسة تاريخية لزمر من الصوفية تحدَّث عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في فتوى له نُشرت في "مجموع الفتاوى"، وأنشرها اليوم مع هذه النبذة التاريخية عنهم، لتكون موضِّحة للفتوى، ومرجعاً في الموضوع الذي لم أقف على كتاب بالعربية خصّه بالبحث.
وقد استعنت بمصادر ومراجع عربية وتركية ذكرتها في آخر الكتاب، وكانت دراسة المؤرخ التركي المعاصر أحمد ياشار أوجاق أكثرها نفعاً لي في استجلاء صورة عامة للقلندرية.
وقد جعلته في تمهيد وخمسة فصول:
الفصل الأول: مَنْ القلندري؟ وما القلندرية؟ وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الملامة وأهلها.
المبحث الثاني: الشاهد في اصطلاح الصوفية.
الفصل الثاني: الناهضون بها. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الجولقية وجمال الدين الساوي.
المبحث الثاني: من شعب القلندرية: الحيدرية، واليونسية، والرفاعية، والحريرية، وشعب أخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/28)
الفصل الثالث: أحوالهم. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عقائدهم ومبادئهم.
المبحث الثاني: لمحة شرعية في التحليق عند ذوي المنهج القلندري.
الفصل الرابع: تراجم لبعض الشخصيات القلندرية. وفيه ثماني تراجم:
الفصل الخامس: الرأي فيهم. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: رأي العلماء والصوفية.
المبحث الثاني: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية منهم، وفتواه فيهم.)
يطلب الكتاب من:
المؤلف: ص. ب: 1118 هاتف: 0504350456 – المدينة النبوية
أو هاتف: 810571 – 01 بيروت – لبنان
تعريف بكتاب جديد [التوثيق والتحصيل لردود ابن عقيل على الصوفية]
تزخر المكتبة الإسلامية كل يوم بعدد من الكتب المنوعة، ومنها الكتب التي تعري وتفضح طرق التصوف، وترد عليهم، وإجابة لرغبة الشيخ عبدالله بن زقيل –نفع الله به- فقد قمت بانتقاء أحد هذه الكتب الجديدة للتعريف بها، وقد عرفنا من قبل بكتاب [الصوفية القلندرية]، فإلى هذا الكتاب:
اسم الكتاب:
التوثيق والتحصيل
لردود ابن عقيل
(ت 215هـ)
على الصوفية
اسم المؤلف:
الدكتور محمد بن أحمد الجوير
صاحب الرسائل الجامعية في جهود علماء أحد القرون فر الرد على الصوفية
تاريخ النشر:
طبع طبعته الأولى 1425هـ - 2004م
ملخص عن الكتاب:
سبب تأليف هذا الكتاب:
يقول المؤلف: (أخي القارئ الكريم أقدم بين يديك مؤلفاً صغيراً في حجمه كبيراً في مضمونه ومحتواه. فأثناء قيامي بضروريات البحث والتنقيب لللموضوع الذي تقدمت به للحصول على درجة الدكتوراه وفي أثناء تقليبي لأمهات الكتب والمراجع للتبع جهود ومواقف العلماء في القرن السادس الهجري السلفية منهم، وغير السلفية للرد على المبتدعة الصوفية؛ لفت نظري كوكب مضيء، وعالم جهبذ، وقف بلسانه يجاهد وينافح عن عقيدتنا السماوية وشريعتنا الربانية، وقف سداً منيعاً وصار سهماً مسموماً في وجه الصوفية المبتدعة)
(وحسب علمي واطلاعي المحدودين؛ لم أجد من أفرد هذا العالم الجهبذ في كتاب مخصوص، لا سيما لبيان مواقفه الصلبة من الصوفية المبتدعة والتي تكتب بماء الذهب، فهذا العالم الكبير وتلميذه ابن الجوزي يعتبران من ألدِّ أعداء الصوفية في القرن السادس الهجري وجهودهما ومواقفهما لا تخفى على طالب علم مطلع على تراث علمائنا.
وقد عشت مع هذين العالمين الجليلين قرابة خمس سنوات، واطلعت على جميع مواقفهما من أهل البدع وخصوصاً الصوفية في كثير من المراجع والمصادر، مما دفعني إلى أفراد عالمنا الجليل (ابن عقيل) في مؤلف أحسب أنه سيكون بداية الانطلاقة لموضوع كبير يسجل في إحدى جامعتنا لنيل إحدى الدرجات العلمية الرفيعة، وقد جعلت له عنواناً يحمل اسم "التوثسق والتحصيل لردود ابن عقيل (ت513هـ) على الصوفية".
تناولت فيه المسائل التالية:
أ - التعريف بابن عقيل ويشتمل على:
1 – اسمه ونسبه.
2 – مولده.
3 – مؤلفاته.
4 – عقيدته وثناء العلماء عليه.
5 – وفاته.
ب – ردود ابن عقيل على الصوفية في المسائل التالية:
1 – مصادر التقلي والاستدلال.
2 – الطهارة وأماكن العبادة.
3 – الدعاء.
4 – دعوى إسقاط التكاليف.
5 – دعوى الولاية والكرامة.
6 – دعوى ترك الزواج زهداً.
7 – التوكل.
8 – المحبة.
9 – السماع.
10 – الرموز والغموض.
وقد نهجت في تناول هذا الموضوع منهجاً مختصراً يقوم على عرض شبهة الصوفية في المسألة الواحدة بضرب من مثال أو مثالين من أقوال الصوفية فيها وذلك في كتبهم المعتبرة؛ ثم أعقب ذلك ببيان ردود ابن عقيل عليها وقد وثقت ذلك من المراجع والمصادر المعتبرة، بعد أن اجتهدت في تحصيلها وحصرها.)
حقوق النشر والتوزيع:
دار طويق للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية – الرياض
ت/ 2491374 – 2486688
ف/ 2785628
ص. ب: 102448 الرياض 11675
www.dartwaiq.com
مكتب القاهرة: محمول: 0122964836
مكتب الخرطوم: السوق العربي: 790134
ومن كان في بلد آخر ويريد وكيل التوزيع يخبرني
تعريف بكتاب جديد [أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/29)
تزخر المكتبة الإسلامية كل يوم بعدد من الكتب المنوعة، ومنها الكتب التي تعري وتفضح طرق التصوف، وترد عليهم، وإجابة لرغبة الشيخ عبدالله بن زقيل –نفع الله به- فقد قمت بانتقاء أحد هذه الكتب الجديدة للتعريف بها، وقد سبق وأن عرفنا بكتابين [الصوفية القلندرية] و [التوثيق والتحصيل لردود ابن عقيل]، واليوم نحن مع كتاب [أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها]، فإلى هذا الكتاب:
اسم الكتاب:
أضواء
على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي:
"النصيحة الذهبية لابن تيمية"
وتحقيق في صاحبها
اسم المؤلف:
أبو الفضل محمد بن عبدالله القونوي
أحد طلبة العلم الجزائريين
تاريخ النشر:
طبع طبعته الأولى 1423هـ - 2002م
ملخص عن الكتاب:
يقول المؤلف في مقدمته:
(فهذه دراسة جديدة لرسالة اشتهرت باسم "النصيحة الذهبية لابن تيمية" ونُسبت غلطاً –أو قصداً- إلى الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام؛ أبي عبدالله الذهبي [ت 748هـ] رحمة الله عليه، صاحب التصانيف البارعة التي خدم بها الحديث النبوي والعلوم الإسلامية، وحسبك دلالة على علو قدره في العلم؛ أن الحافظ ابن حجر العسقلاني [ت 852هـ] "قد شرب ماء زمزم لنيل مرتبته، والكيل بمعيار فطنته".
ومنذ أن ظهرت هذه "النصيحة" إلى عالم المطبوعات قبل خمسٍ وسبعين سنة، وهي موضع جدال بين أهل الاختصاص فمن مُسَلّم بأن الذهبي أنشأها، ومن دافع في صدر هذا الزعم، مشككٍ فيه، قائل بتزويره عليه، ولا ريب عندي: أن الذهبي بريء من إرسالها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
إلا أن حديث التزوير والتنحُّل على مؤرخ الإسلام قد تراجع في دراستي هذه إلى الاحتمال الأخير، وتراجع معه الاحتمال المفظع، ألا وهو رمي واحد من نساخها الأعلام الثقات بتكذُّبها واختلاقها، وذلك بعد أن بدا لي واضحاً (البطائحي) الذي كتبها –تَبَّت يده- وأرسلها إلى شيخ الإسلام، في كثير من نمطها أغلب الظن، وإن شئت أن تشاركني الرأي فاقرأ قم احكم)
يطلب الكتاب من:
المؤلف: ص. ب: 1118 هاتف: 0504350456 – المدينة النبوية
دار المأمون للتراث: هاتف: 810571 – 01 بيروت – لبنان.
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=33877
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:06 م]ـ
تصحيح:
قال المدني:
أبو الفضل محمد بن عبدالله القونوي
أحد طلبة العلم الجزائريين
قلتُ:
وهذا وهم من الأخ الفاضل، فإن الشيخ محمد القونوي تركي الأصل سعودي الجنسية.
ـ[أبو مصعب البكري]ــــــــ[26 - 08 - 05, 11:07 م]ـ
الحمد لله
الأخ الفاضل كاتب الموضوع وجميع الإخوة المشاركين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد الله العظيم الذي وفقكم لهذه المشاركة الطيبة في هذا الموضوع المهم.
وأحب أن أشارك معكم بذكر بعض الكُتاب أهل التخصص في الشبكة العنكبوتية لكي تتتابع المراحل فينشط النشيط ويتابع عمل من بدأ أو تأخر.
وأخص بالذكر الأخ الفاضل أبا عمر الدوسري الذي شارك قبلي في هذا الموضوع، وهو بالفعل من خيرة المهتمين في هذا الموضوع.
كذلك الأخ حنبل وهو عضو هنا وفي كثير من المنتديات، فإن له مشاركات وصولات.
كذلك الأخ حذافة وهو من القائمين على الموقع المفيد ((المجهر))
http://almijhar.net/
البريد:
info@almijhar.net
وكذلك الموقع الذي أعمل فيه مشرفاً على المنتدى الخاص به
الموقع:
http://www.alsoufia.com/s/index.php?m=1
المنتدى:
http://www.alsoufia.com/vb/forumdisplay.php?f=4
فأنا أقترح عليكم التواصل مع إخوانكم في موقع الصوفية لأن لديهم قسماً خاصاً ((القسم العلمي للموقع)) يضم العديد من طلبة العلم والكتاب على الشبكة من عدة بلدان إسلامية، ولديهم برنامج كبير وطويل الأمد في التصدي لهذا الانحراف في الأمة.
وأنا أعلم أن لديهم الآن مشروع إعداد وجمع مكتبة مقروءة في الرد على الصوفية.
لمراسلتهم:
info@alsoufia.com
وجزاكم الله كل خير.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 08 - 05, 11:22 م]ـ
سلسلة الصوفية، سفر بن عبدالرحمن الحوالي: http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=225
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 08 - 05, 11:23 م]ـ
حوار مع صوفي
عبدالرحمن بن عبدالخالق اليوسف
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3718
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 08 - 05, 11:24 م]ـ
شطحات صوفية
مسعد أنور
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=37592
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 08 - 05, 11:25 م]ـ
ضلالات الصوفية
عمر بن عبدالعزيز
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=24551
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[27 - 08 - 05, 07:12 ص]ـ
علاقة الصوفية بالتشيع
إحسان إلهي ظهير
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=18308
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/30)
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[27 - 08 - 05, 01:42 م]ـ
الإخلاص .. بين الصوفية والسلف
أبو إسحاق الحويني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=20312
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[27 - 08 - 05, 01:47 م]ـ
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=31&PHPSESSID=24b39dcf09a49fd43d3c99f171da6e8a
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 02 - 06, 11:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
9 - كتاب: ((مظاهر الانحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيء في الأمة)) (رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية 1412هـ):
اسم المؤلف:أبو عبد العزيز إدريس محمود إدريس
المولد - معاصر
دار النشر: دار الوطن
عدد الأجزاء: 3، الطبعة الثانية 1426
عدد الصفحات: 1220 بدون الفهارس 1303 مع الفهارس
نبذة مختصرة عن الكتاب:
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة، وخمسة أبواب، وخاتمة.
اشتمل الباب الأوّل: على فصلين:
الأوّل: تعريف التصوف ونشأته، ومصادره، وأقسامه.
الثاني: أهم العوامل الَّتي أدت إلى الانحرافات العقدية عند الصوفية.
الباب الثاني: انحرافات الصوفية في الإلهيات، وفيه فصلان:
الفصل الأوّل: انحرافات الصوفية في التوحيد مع ذكر المفهوم الصحيح لتوحيد الله تعالى. الفصل الثاني: انحرافاتهم في المحبة واعتقادهم بأن الله يحل في بعض مخلوقاته.
الباب الثالث: انحرافاتهم في الرسول –صلى الله عليه وسلم- والخضر، والأولياء –رحمهم الله تعالى- وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: انحرافاتهم في الرسول ?.
الفصل الثاني: انحرافاتهم في الخضر عليه السلام.
الفصل الثالث: انحرافاتهم في الأولياء رحمهم الله.
الباب الرابع: انحرافاتهم في مفهوم الزهد والجهاد والقضاء والقدر والتوكل والجنة والنار، وفيه ثلاثة فصول:
الأول: انحرافهم في مفهوم الزهد.
الثاني: انحرافهم في مفهوم الجهاد وموقفهم من أعداء الأمة الإسلامية عبر التاريخ.
الثالث: انحرافهم في مفهوم القضاء والقدر والتوكل والجنة والنار.
الباب الخامس: أهم الآثار السيئة الَّتي نشرها الصوفية في الأمة الإسلامية وأساليب مقاومة الزحف الصوفي.
ثم ختم الباحث رسالته بذكر أهم النتائج الَّتي توصل إليها، ومنها: أن التصوف أول ما نشأ على هيئة الزهد والتقشف المبالغ فيه، ثم تأثره بهذه العقائد هو البحث عن الهداية من غير طريق الكتاب والسنة. زعمهم بأن هناك علماً يسمى علم الحقيقة يختلف عن علم الشريعة. الغلو الزائد في الرسول ? والأولياء.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:42 م]ـ
السلام عليكم
منتدى التصوف العالم المجهول
http://www.almjhool.net/vb/index.php
هو لطلبة العلم المهتمين بالتصوف
============
أبو عثمان
ـ[شتا العربي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[شتا العربي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 11:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=104898(25/31)
التذكير بدفع شبة التغير في صورة الرب الكبير
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 05 - 03, 10:30 م]ـ
بسم الله
ما هو قول العلماء الفضلاء النبلاء، لا زالت كلماتهم مرضيه وتوجيهاتهم سنية، عليهم من الله الرحمات، ورزقهم أعالي الجنات ـ آمين ـ.
في توجيه حديث كشف الساق للرب جل في علاه وتبارك في عالي سماه، وخاصة في قوله فيأتيهم بغير الصورة التي عرفوه بها، واقصد من هذا السؤال ولإشكال والإعجام، شبهة بعض المبتدعة اصحاب القلوب المعوجة، " هل الله يتشكل"، أو هل صورة الله تتشكل وتتبدل؟
آمل ممن لديه علم بهذا أن يُسعفنا وله دعائنا وجزيل شكرنا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 12:08 ص]ـ
أخي الفاضل الكريم؛ لي بحث طويلٌ (طبع ضمناً) في هذه المسألة،
وهو في الحقيقة ردٌّ على بعض المبتدعة (الخليلي) مفتي عمان.
ولكنه يحتاج إلى صفٍّ على الوورد.
فاصبر على صفِّه لأيام، حتى أفيدك بخلاصة ما فيه.
وأسأل الله الإعانة، ومنه التوفيق.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 11:43 ص]ـ
لله درك وعلى الله أجرك
ولعلك تسرع ففي القلب حرقة وفي العقل بغية
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 12:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
• الحمدلله، وبعد.
• فهذا المبحث كنت قد كتبته سنة1414 هـ، أي: قبل عشر سنوات، وهو في خمسين صفحة ونيفاً.
• وأورد ههنا ما يتعلَّق بالشبة التي سألأ عنها الأخ ابن دحيان.
• وأما بقية المبحث بتمامه فلعلَّه سينزل – إن شاء الله تعالى - في موقع: من هم الإباضية؛ على هذا الرابط:
http://www.alabadyah.com/vbulletin2-2-6/upload/index.php?
• وأنتهز الفرصة لأشكر الأخ الفاضل (أبو عاصم) المشرف على هذا الموقع لما يقوم به من جهود في دلالة الإباضية إلى طريق أهل الحق أولاً، ثم ما قام به مشكوراً وتفضلاً واحتساباً؛ من صفِّ هذا المبحث على برنامج الوورد.
• فأسأل الله تعالى أن يجزل له الأجر والمثوبة، وأن يوفقه للإخلاص والمتابعة، وأن يسدده في أمور دينه ودنياه.
----------------------------------------
• وإليكم الكلام على الشبهة المشار إليها؛ بحول الله وقوته:
• الشبهة التي أثارها هؤلاء هي من جنس الشبه التي أثارها بشر بن غياث المريسي الجهمي – في عهد السلف – إن لم تكن بعينها.
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوى الحموية: " وهذه التأويلات الموجودة بأيدي الناس – مثل التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في (كتاب التأويلات)، وذكرها أبوعبدالله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه (تأسيس التقديس)، ويوجد كثير منها في كلام خلق كثير غير هؤلاء مثل: أبي علي الجبائي وعبدالجبار الهمداني وأبي الحسين البصري وأبي الوفاء بن عقيل وأبي حامد الغزالي وغيرهم – هي بعينها تأويلات بشر المريسي التي ذكرها في كتابه ... ".
• وأما الحديث فقد أخرجه الشيخان - بألفاظ مختلفة – عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما ولفظه عن أبي هريرة عند مسلم: أن ناسا ً قالوا لرسول الله: يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يارسول الله، قال:هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يارسول الله، قال: " فإنكم ترونه كذلك. يجمع الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس , ويتبع من كان يعبد القمرالقمر , ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت , وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فثقول: أنا ربكم , فيقولون ك نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه , فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ... " إلخ ما جاء في رواية الحديث الطويلة.
• وأما الشبه والإشكالات الواردة على هذا الحديث ما يلي:
1 - أن تكون الذات العليا تتغير من صورة إلى أخرى , وما التغير إلا سمة من سمات الحدوث , تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/32)
2 - أن يكون سبحانه مرئيا ً في الدنيا لهذه الأمة بمن فيها من المنافقين , وإلا فكيف يعرفون صورته حتى إذا جاءهم في غيرها أنكروا واستعاذوا بالله منه , فإن ذلك الموقف أول موقف من مواقف القيامة ومعرفة الرائين لصورته الصحيحة دليل على أنهم رأوه قبل ذلك الموقف , وهذا يعني أنهم رأوه في الدنيا.
ودعوى البعض أن معرفتهم بصورته الصحيحة لا تستلزم تقدم رؤيته تعالى لإمكان أن يعرفوه من وصفه لنفسه ومن وصف الرسول الله صلى الله عليه وسلم له مدفوعة بما يلي:
1 - أن مُدعى معرفة صورته من وصفه لنفسه ومن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم مطالب ببيان كيفية هذه الصورة المزعومة كما يتخيلها , مع بيان الآيلت والأحاديث التي دلت عليها.
2 - أن روية أبي سعيد للحديث تبطل هذا المُدعى , فقد جاء فيها التصريح بأن هذه الرواية مسبوقة بغيرها , ونص ما جاء فيه عن مسلم " حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بَرّ وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها " وهو دليل على أنهم إنما عرفوا صورته برؤية سابقة.
3 - أن الله سبحانه لو وصف نفسه لعباده بخلاف ما هو عليه أو وصف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ربه بخلاف ما هو متصف به لزم وجود الكذب في كلام الله وكلام رسوله , تعالى الله عن ذلك وحاشا لرسوله.
4 - أن رواية صهيب في الصحيحين تدل على أن الرؤية إنما تكون بعد دخول الجنة زيادة في الثواب وذلك مناف لوقوعها في الموقف , ونص حديث صهيب " إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا , ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار! قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب من النظر إلى ربهم عز وجل " فكيف الحجاب بين هذه الروايات مع إبقاء لفظ الرؤية على معناها الحقيقي.
5 - اشتراك المؤمنين والمنافقين في الرؤية , مع أن معتقديها يصرونها في المؤمنين لاعتقادهم أنها أعظم نعمة من الجنة نفسها , وأنها إكرام عظيم من الله يختص به المؤمنين زيادة لهم في الثواب.
6 - أنَّ رؤيته تعالى تكون بكيفية واضحة- بخلاف ما يعتقدون – وذلك صريح في قوله " فيأتيهم ربهم في صورته التي يعرفون " فإن تمييزهم ما بين صورته المزعومتين واضح في أن الرؤية بكيفية , فكيف يدعي مدع بعد هذا أنما يرونه بلا كيف.
* قيل: فإذا تأملت هذه التناقضات في روايات أحاديث الرؤية علمت أنه لا تنهض بها حجة فإن التناقض في الرؤية تسقط حجيته في العمليات , فكيف بالاعتقاديات التي هي ثمرات اليقين؛ فإذن:
1 - لا مناص من هذا التناقض إلا بتأويل الرؤية في الأحاديث بالعلم , بأن تزداد معرفة المؤمنين بصفاته سبحانه يوم القيامة لما يشاهدونه من آياته العظام.
2 - أن دواوين السنة من الأحاديث ما يقضى باستحالة رؤية ذاته سبحانه وقد رواها معتقدوا الرؤية أنفسهم.
من ذلك ما جاء في صحيح مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن شيبة حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن عبدالله بن شقيق عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال نور أنى أراه" ففي هذا استبعاد من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن تقع على ذات الله تعالى رؤية من مبصر واستنكار للقول بالرؤية.
• قال أبو عمر السمرقندي، عامله الله بلطفه الخفي: وإليكم الرد على الشبهات:
• استهل هؤلاء شبهاتهم بمقدمة قالوا فيها: " الروايات الواردة في رؤية الله تعالى متناقضة كل التناقض، ولايمكن الجمع بينها إلا بتأويل الرؤية بمعنى العلم؛ فالحديث الذي يتركز عليه اعتماد القائلين بالرؤية في لفظه كثير من الاشتباه؛ الذي لا يمكن أن يجاب عنه، إلا بضرب من التأويل، يؤدي إلى جعل الرؤية بمعنى العلم ... ".
============================
• والرد على مقدمتهم تلك – استهلالا- بشيء من الإجمال، على أنه سيأتي تفصيل الرد على بعض القضايا فيما بعد:
• أولاً: ليس ثمة تناقضات بين الروايات الواردة في إثبات رؤية الله سبحانه وتعالى عند السلف – مطلقا – وسيتبين ذلك جليا في مناقشة زعمه ذلك فيما سيأتي من مباحث.
• ثانياً:لم يذكر وقوع أي اشتباه عند أحد من السلف – والصحابة منهم خاصة – لشيء من روايات الرؤية، فإن كان الصحابة قد أمروا تلك الروايات بالقبول والفهم دون ان تشتبه عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/33)
• فلا ريب أن زعم الاشتباه في الروايات محض افتراء ساقته الأهواء والبدع.
• ثالثاً: لم يلجأ السلف – والصحابة منهم خاصة – إلى تأويل الرؤية تأويلا منحرفا عن معناها الصريح؛ لسلامة عقيدتهم من التحريف.
• وهؤلاء المبتدعة يقولون: " إن الأنبياء لم يقصدوا بهذه الأقوال ماهو الحق في نفس الأمر وإن الحق في نفس الأمر هو ما علمناه بعقولنا، ثم يجتهدون في تأويل هذه الأقوال إلى مايوافق رأيهم بأنواع التأويلات، التي يحتاج فيها إلى إخراج اللغات عن طريقتهما المعروفة ... ".
• رابعاً: لم يعتمد القائلون بإثبات الرؤية على حديث أو حديثين فقط، فإن رؤية الله ثابته بالأحاديث المتواترة عنه صلى الله عليه وسلم وبألفاظ متغايرة، فضلاً عن الآيات الواردة في إثباتها فضلاً عن تسليم السلف لها بالقبول.
• وإن زعمهم اعتماد المثبتين للرؤية على حديث واحد مغالطة مكشوفة.
• خامساً: قبل عرض هذا الشبه والرد عليها لابد من ذكر طائفة ممن أخرج هذا الحديث من أئمة السنة.
• فقد أخرج هذا الحديث بطوله بعض أئمة السنة في مصنفاتهم، وأخرجه بعضهم مختصرا بذكر رؤية الله تعالى يوم القيامة دون ذكر إتيان الله تعالى وتكليمه للمؤمنين.
• فممن أخرجه بطوله وبألفاظ مختلفة: البخاري في: كتاب الأذان، باب فضل السجود، ح (806)، الفتح (2/ 341) وأخرجه في كتاب الرقاق، باب الصراط جسر جهنم ح (6573)، الفتح (11/ 453)، وفي كتاب التوحيد، باب قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناضرة)،ح (7434/ 7439) الفتح (13/ 429– 432). ومسلم في كتاب الإيمان، باب معرفة الرؤية، ح (299/ 302) النووي (3/ 21–30). وأحمد في المسند (2/ 275/293/ 534)، وفي (3/ 16) والحاكم في: المستدرك، كتاب الأهوال (4/ 626/632) ح (8736 – 8750). وان منده في كتاب الإيمان (2/ 779 – 804). وابن ابي عاصم في: كتاب السنة ح (475) ص (206). وابن خزيمة في كتاب التوحيد (1/ 367) ح (220 – 224) وفي: (2/ 42) ح (246 – 252) ... وغيرهم.
• وممن أخرجه مختصرا وبألفاظ مختلفة: البخاري في: التوحيد ح (7434) الفتح (13/ 429). ومسلم في: كتاب الزهد والرقائق، ح (2968)، النووي (18/ 313). والترمذي في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، (4/ 592) ح (2551). وأبو داود في: كتاب السنة ن باب في الرؤية (5/ 97) ح (4729 – 4731) وابن ماجه في: المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، (1/ 63) ح (177 – 180) واحمد في المسند والنسائي في: السنن الكبرى (4/ 419) والدارمي في: سننه، باب النظر إلى الله تعالى (2/ 419) ح (2081) وابن خزيمة في: (كتاب التوحيد) باب ذكر البيان أن الله عزوجل ينظر إليه جميع المؤمنين (2/ 406) والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات)،2/ 66) ح (641) واب ابي عاصم في كتاب السنة باب (95) ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كيف نرى ربنا في الآخرة ح (443 - 461) ص (193 – 201) وعبدالله بن الإمام أحمد في (كتاب السنة)، (1/ 238) ح (434) .... وغيرهم.
• وبعد عرض مجمل لأبرز من أخرج حديث الرؤية ننتقل إلى ذكر الشبهات التي زعمها مستلزمة للطعن في الحديث ودلالته الصحيحة.
• قالوا: " ويلزم المستدلين بالحديث أمور:
(1): أن تكون الذات العلية تتغير من صورة إلى أخرى وما التغير إلا سمة من سمات الحدوث تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ... ".
• قال أبو عمر: الرد على هذه الشبهة من وجوه عدة؛ وهي:
• أولاً: أن إتيان (الذات العلية) في صورة بعد أخرى لا ضير فيها ولا استنكار، مادام أن ذلك قد ثبت لدينا بطريق الشرع، ثم إن كان ثمة استنكار على وصف (الذات العلية) بهذه السمة ووجوب تنزيهه عنها لكان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/34)
• " ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير على الله وأعظم تعظيما له، وأعلم به وبما يجب له ومايمتنع عليه؛ من أهل التأويل الذين يزعمون أنهم ينزهون الله عن أوصاف المحدثين؛ ولهذا تجدهم يجهدون أنفسهم في تحريف كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، زاعمين أنه لو أجري على ظاهره لأفاد التشبيه والتجسيم، فلذلك جعلوا تأويله واجباً، والواقع أن مايسمونه من ذلك تأويلا هو تحريف وإلحاد "، اهـ. من شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري، للغنيمان (1/ 492).
-----------------------------------
• ثانيا ً: أننا نستفسر من هؤلاء بمقصدهم من (الحدوث) الذي ينزهون الله سبحانه وتعالى عنه بزعمهم.
• فإنَّ " حلول الحوادث بالرب تعالى في علم الكلام المذموم لم يرد نفيه ولا إثباته في كتاب ولا سنة؛ وفيه إجمال.
• فإن أُريد بالنفي أنه سبحانه لا يحل في ذاته في ذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة، أو لا يحدث له وصف متجدد لم يكن = فهذا نفي صحيح.
• وإن أُريد به نفي الصفات الاختيارية؛ من أنه لايفعل مايريد، ولا يتكلم بما شاء متى شاء، ولا أنه يغضب ويرضى - لا كأحد من الورى -، ولا يوصف بما وصف به نفسه؛ من النزول والاستواء والإتيان كما يليق بجلاله وعظمته = فهذا نفي باطل ... " اهـ من شرح العقيدة الطحاوية (1/ 97).
• ثم إنَّ هؤلاء ومن شابههم؛ من الذين يزعمون تنزيه الله عن الحدوث " إذا قالوا نحن نسمي كل حادث مخلوقاً فهذا محل نزاع؛ فالسلف وأئمة أهل الحديث، وكثير من الطوائف أهل الكلام – كالهاشمية والكرامية وغيرهم – لا يقولون إن كل حادث مخلوق.
• ويقولون: الحوادث تنقسم إلى: ما يقوم بذاته بقدرته ومشيئته، ومنه خلقه للمخلوقات، وما يقوم بائناً عنه؛ وهذا هو المخلوق؛ لأن المخلوق لابد له من خلق. والخلق قائم بذاته لا يفتقر إلى خلق، بل هو حاصل بمجرد مشيئته وقدرته ... " اهـ، من مجموع الفتاوى (6/ 320).
• هذا هو إجمال القول في حلول الحوادث التي يتَّكأون عليها.
• ولكن .. ينبغي التنبيه على أنَّ مثل هذه الألفاظ المبتدعة يجب طرحها وعدم التحاكم إليها.
• فإن " الألفاظ التي ليست في الكتاب والسنة، ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها؛ فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها؛ حتى يستفسر عن مراده، فإن أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به.
• وإن أراد معنى يخالف خبر الرسول أنكره، ثم التعبير عن تلك المعاني إن كان في ألفاظه اشتباه أو إجمال عبر بغيرها أو بين مراده بها، بحيث يحصل تعريف الحق بالوجه الشرعي، فإن كثيرا من نزاع الناس سببه ألفاظ مجملة مبتدعة ومعان مشتبهة .. " مجموع الفتاوى (12/ 114).
• وهذه قاعدة جليلة في التعامل مع أشبه هذا اللفظ: " فإذا كانت الألفاظ التي سكت النص عنها مجملة محتملة لمعنيين: صحيح وفاسد – كلفظ الحركة والانتقال والجسم والحيز والجهة والأعراض والحوادث والعلة والتغيير والتركيب - ... ، ونحو ذلك من الألفاظ التي تحتها حق وباطل، فهذه لا تقبل مطلقاً، ولا ترد مطلقاً.
• فإن الله سبحانه وتعالى لم يثبت لنفسه هذه المسميات ولم ينفها عنه.
• فمن أثبتها مطلقاً فقد أخطأ، ومن نفاها فقد أخطأ، فإن معانيها منقسمة إلى ما يمتنع إثباته لله وما يجب إثباته له ... " إهـ، من مختصر الصواعق المرسلة، ص (450).
-----------------------------------
• ثالثا: " أن لفظ التغير لفظ مجمل، فالتغير في اللغة المعروفة لا يُراد به مجرد كون المحل قامت به الحوادث.
• فإن الناس لايقولون للشمس والقمر والكواكب إذا تحركت: إنها قد تغيرت، ولا يقولون للإنسان إذا تكلم ومشى: إنه تغير، ولا يقولون إذا طاف وسعى وركب: إنه تغير إذا كان هذه عادته.
• بل يقولون (تغير): لمن استحال من صفة إلى صفة.
فإن الشمس إذا زال نورها ظاهراً لايقال إنها تغيرت، فإذا اصفرت قيل لها: تغيرت.
وكذلك الإنسان إذا مرض أو تتغير جسمه بجوع أو تعب قيل: قد تغير، وكذلك إذا تغير خلقه ودينه، مثل أن يكون فاجراً فينقل ويصير بَرَّاً فإذا جرى عادته في أقواله فلا يقال إنه قد تغير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/35)
• وإذا كان هذا معنى (التغير) فالرب تعالى لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال، منعوتا بنعوت الجلال ولإكرام، وكماله من لوازم ذاته، فيمتنع أن يزول عنه شيء من صفات كماله، ويمتنع أن يكون ناقصا بعد كماله.
• وهذا الأصل عليه قول السلف وأهل السنة، وهو أنه: لم يزل متكلما إذا شاء، ولم يزل كذلك، فلا يكون – [أي الله عز وجل وأفعاله] – متغيراً ... " إهـ، بتصرف من: مجموع الفتاوى (6/ 249 - 250).
• تنبيه: قد اكتفيت في الرد على الشبهة الماضية بالأوجه الثلاثة مع أني قد وقفت على رد من وجه رابع قال به – فيما اطلعت عليه – ثلاثة من
أئمة السلف الأجلاء؛ وهم: عبد العزيز بن الماجشون، وأبو عاصم النبيل، وعثمان بن سعيد الدار مي.
• ولكن الذي يجب التنبه له: أنَّ ابن الماجشون وأبا عاصم النبيل والدارمي – رحمة الله عليهم – قد سلكوا مسلك التأويل في ردهم ذاك مع جلالة قدرهم وعلمهم وصفاء عقيدتهم من البدع والأهواء.
• كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله عليه – في معرض رده على من أنكر إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة إلى المؤمنين من أهل الموقف. انظر: نقض تأسيس الجهمية (3/ 397–404) المخطوط، أو شرح: كتاب التوحيد للغنيمان (2/ 15).
• وأذكر فيما يلي كلام الأئمة: ابن الماجشون وأبي عاصم النبيل والدارمي فيما يختص بتأويلهم السالف ذكره؛ ثم أُعقب على كلام الإمام الدار مي بكلام شيخ الإسلام؛ لإتمام الفائدة من جهة وللتحذير من الوقوع فيما وقع فيه الأئمة من التأويل من جهة أخرى.
• فأما عبد العزيز بن الماجشون فقد " كان يقول – فيما نقله إسحاق الطبَّاع عنه – وقيل له: إن الله أجل وأعظم من أن يرى في هذه الصفة؛ فقال: يا أحمق، إن الله ليس يتغير عن عظمته ولكن عيناك يغيرهما حتى تراه كيف شاء ... اهـ ". انظر: مختصر العلو للعلي الغفار (ص 111)، التعليق على الحديث (70).
• وأما أبو عاصم النبيل فقد كان يقول – فيما ذكره شيخ الإسلام عنه -: " ذلك تغيير يقع في عيون الرائين، كنحو ما يخيل إلى الإنسان الشيء بخلاف ما هو به؛ فيتوهم الشيء عن الحقيقة " بتصرف من: نقص تأسيس الجهمية (3/ 397 – 401) المخطوط، بواسطة شرح كتاب التوحيد للغنيمان (2/ 11).
• وأما الإمام أبو سعيد الدارمي فقد قال في رده على بشر المريسي: " وأما إنكارك أيها المريسي على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله يتراءى لعباده المؤمنين يوم القيامة في غير صورته؛ فيقولون أعوذ بالله منك، ثم يتراءى في صورته التي يعرفونها؛ فيعرفونه فيتبعونه " فزعمت أيه المريسي أن من أقر بهذا فهو مشرك؛ حيث يقال لهم أليس عرفتم الله في الدنيا، فكيف جهلتموه عند العيان وشككتم فيه؟!
• قال أبو سعيد: فيقال لك أيها المريسي: قد صح – هذا الحديث – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية الزهري؛ كأنك تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جودة إسناده.
فحذار أن يكون قذفك بالشرك واقعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما ذنبنا إن كان الله سلب عقلك حتى جهلت معناه؟!
ويلك .. إن هذا ليس بشك ولا ارتياب منهم؛ فلو أن الله تجلى لهم أو مرة في صورته التي عرّفهم صفاتها في الدنيا لا عترفوا بما عرفوا ولم ينفروا؛ ولك يُري نفسه في أعينهم لقدرته ولطف ربوبيته في صورة غير ما عرّفهم في الدنيا؛ ليمتحن بذلك إيمانهم ثانية في الآخرة كما امتحن إيمانهم في الدنيا ... فإذا (مثل في أعينهم) غير ما عرفوا من الصفة نفروا وأنكروا إيمانهم بصفة ربوبيته التي امتحن قلوبهم في الدنيا بها؛ فلما رأى أنهم لا ليعرفون إلا الذي امتحن به قلوبهم تجلى لهم في الصورة التي عرفهم في الدنيا فآمنوا به وصدقوا وماتو ونشروا عليه؛ من غير أن (يتحول) الله من صورة إلى صورة؛ ولكن يمثل ذلك في أعينهم بقدرته ... - إلى أن قال - ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/36)
ويلك إن الله (لا تتغير) صورته، ولا تتبدل ولكن يمثل في أعينهم؛ أو لم تقر أ كتاب الله: (وإذ يُريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمراً كان مفعولا) الأنفال: [44]، وهو الفعال لما يشاء كما مثل جبريل – مع عظم صورته وجلالة خلقه - في عين النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي، وكما مثله لمريم بشرا سويا وهو ملك كريم في صورة الملائكة، وكما شبه شبه المسيح عيسى ابن مريم في أعين اليهود إذ قالو: (إنا قتلنا المسيح) النساء: [157] فقال: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) النساء: [157] انتهى كلام الإمام الدارمي ملخصاً. انظر: رد الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد (ص 63 – 64).
• وقد ردَّ شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم؛ فقال رحمه الله: ((وأقرب ما يكون إتيان الله تعالى في صورة بعد صورة.
• ومن التأويل لهذه الصفة ما يذكره بعض أهل الحديث؛ مثل أبي عاصم النبيل؛ حيث إنه كان يقول: (ذلك تغيير يقع في عيون الرائين؛ كنحو ما يخيل الإنسان الشيء بخلاف ما هو به فيتوهمه على الحقيقة).
• وكذلك ما ذكره عثمان بن سعيد الدارمي (في نقضه على المريسي) حيث قال .... – وذكر كلامه الذي ذكرناه سلفاً.
• ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله: ((- وهذا باطل من وجوه:
• الوجه الأول: أن حديث أبي سعيد امتفق عليه: " فيأتيهم في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مره "؛ وهذا يفسر حديث أبي هريرة: " فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون " ويبين أن تلك المعرفة كانت لرؤية منهم متقدمة؛ وفي صورته غير الصورة التي أنكروه فيها.
• وفي هذا التفسير [أي تأويل الدارمي] قد جعل صورته التي يعرفون هي التي عرّفهم صفاتها في الدنيا ح وليس الأمر كذلك؛ لأنه أخبر أن الصورة التي رأوه فيها أول مرة، ل أنهم عرفوها بالنعت في الدنيا.
• ولفظ الرواية صريح في ذلك، وقد بينا أنه في غير حديث ما يُبين انهم رأوه قبل هذه المرة.
• الوجه الثاني: أنهم لا يعرفون في الدنيا لله صورة ولم يروه في الدنيا في صورة؛ فإن ما وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله لا يوجب لهم معرفة صورة يعرفونه فيها؛ ولهذا قال تعالى: (ليس كمثله شيء) الشورى [11] فلو أرادوا الصفات المخبر بها في الدنيا لذكروا ذلك.
• فعُلم أنهم لم يطبقوا الصورة التي رأوه فيها أول مرة.
• وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في سدرة المنتهى: " فغشيها من أمر الله ما غشيها، حتى لا يستطيع أحد أن ينعتها من حُسنها ".
• فالله أعظم من أن يستطيع أحد أ ينعت صورته، وهو سبحانه وص نفسه لعباده على قدر ما تحتمله أفهامهم.
• ومعلوم أن قدرتهم على معرف الجنة بالصفات أيسر، ومع هذا فقد قال: " أعددت لعبادي الصالحين، ما لاعبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
• فالخالق أن لا يكونوا يطيقون معرفة صفاته كلها أولى.
• الوجه الثالث: أن في حديث أبي سعيد: " فيرفعون رؤوسهم وقد تحوّل في الصورة التي رأوه فيها أول مرة "؛ فقوله [أي الدارمي] " لا يتحول من صورة إلى صورة ولكن يمثل ذلك في أعينهم " مخالف لهذا النص [حيث إن الرواية أثبتت التحول في الصورة ونفاها الدارمي].
• الوجه الرابع: أن أبي هريرة وأبن مسعود من طريق العلاء: " أنه يُمثل لكل قوم ما كانوا يعبدون " وفي لفظ " أشباه ما كانو يعبدون " ثم قال: " ويبقى محمد وأمته؛ فيتمثل لهم الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: مالكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟ فيقولون إن لنا غلها ً ما رأيناه بعد "، فقد أخبر أن الله تعالى هو الذي يتمثل لهم، ولم يقل لهم كما قال في معبودان المشركين وأهل الكتاب.
• الوجه الخامس: أن في عدة أحاديث؛ كحديث أبي سعيد وابن مسعود: " قال: هل بينكم وبينه علامة؟ فيقولون: نعم؛ فيكشف عن ساقه فيسجدون له ". وهذا بين أنهم لم يعرفوه بالصفة التي وصف لهم في الدنيا، بل بآية وعلامة عرفوها في الموقف.
• وكذلك في حديث جابر: " قال: فيتجلى لنا يضحك " ومعلوم أنه وإن وصف في الدنيا بالضحك فصورته لا تعرف بغير المعاينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/37)
• الوجه السادس: أنه [أي الدارمي] مثل ذلك بقوله تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) الأنفال ك [44] وبقوله: (ولكن شبه لهم ÷ النساء: [157] وهذا غير مناسب؛ لأن اليهود غلطوا في الذي رأوه؛ حيث ظنوه المسيح ولم يكن هو؛ ولكن أُلقي شبهه عليه.
• وكذا يُقاس ما رؤي هو نفسه في صورة على مالم يُرَ؟
• واما التقليل والتكثير في أعينهم فهو المقدار، وليس المرئي ولكن في صفته.
• الوجه السابع: أن هذا المعنى [أي في الأمثلة التي ذكرها الدارمي] كان مقيدا بالرائي لا بالمرئي مثل قوله تعالى: (وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم) الأنفال [44].
• فقيد ذلك بأعين الرائين ولهذا يقال: كان هذا في عين فلان رجلا فظهر امرأة، وكان كبيرا فظهر صغيرا ونحو ذلك، ولا يقال: جاء فلان في صورة كذا ثم تحول في صورة كذا؛ ويكون التصوير في عين الرائي فقط ... " انتهى كلام شيخ الإسلام بتصرف من: نقض التأسيس (3/ 397 - 404) المخطوط، بواسطة شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للغنيمان (2/ 11).
• تنبيه: التغير الذي نفاه الأئمة الثلاثة عن الله عز وجل ليس هو الذي نفاه شيخ الإسلام ونزه الله سبحانه وتعالى عنه – في أول هذا المبحث –.
• فشيخ الإسلام قد نفى التغير الذي يراد منه استحالة الشيء من صفة لأخرى، والأئمة الثلاثة متفقون معه في هذه.
• إلا أن نفيهم للتغير في أقوالهم السالفة إنما يريدون به نفي إتيان الله في صورة بعد صورة بالتأويل وهو نفي باطل كما سبق.
• ولهذا فالأسلم أن يلتزم المؤمن بالألفاظ الشرعية في هذه المسألة بالذات؛ فيقول: أن الله يأتي في صورة بعد صورة.
• ولا يقول: إن الله تتغير صورته؛ وذلك بعدا عن هذه اللفظة المشتبهة والتزاما بالألفاظ الشرعية.
===========================
تنبيه أخير للتوكيد: هذا البحث قد كتبته في 1414 هـ، وكنت آنئذٍ طويلباً؛ فكل ما فيه إنما هو بدايات ومحاولات، فأرجو عدم تلمُّس العثرات؛ بل الشكر مقدَّمٌ لمن أرشد وبيَّن، ونصح وعلَّم.
** وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو عمر السمرقندي.
مكة المعظمة (حرسها الله).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 12:35 م]ـ
وهذا المبحث السابق على ملف وورد بضغطه في برنامج: zip .
لمن أراد قراءته على مهل ووضوح.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 02:52 م]ـ
أخي الكريم والكريم حقاً وصدقاًُ الشيخ/ أبو عمر ـ وفقه الله
لا أملك إلا أن اقول
حدث عن البلسم الشافي يمر به ** على الجراح قد استشرت فتلتئم
حدث عن البلبل الغريد مختلفا ... بين الافانين من تطريبه النغم
حدث عن الضيغم الساجي يثور به **تحرش بحمى الاشبال لا القرم
حدث عن السيل يجري وهو مصطخب **حدث عن النار تعلو وهي تحتدم
حدث عن البحر والارواح عاصفة **والسحب عازفة والفلك ترتطم
وقد كنتُ عَلَّقتُ بك أملاً فحققته، وصَرفتُ إليك ظناً فصدّقته
وقد فعلت ما يوجبه كرم الأخلاق، ويحكم به شَرَف الأعراق
فلله درك وعلى الله أجرك
وما أجمل هذا الجواب، الذي يتحدر على الأفهام تحدَّرَ الزَُلال على حرِّ الأُوام
والله يا شيخ كلامك هذا حَسن مونِق، وناضرٌّ مُورِق، وناصِع مشرق، بل هو عذبٌ سَلسَلٌ، وحٌلوٌ مُعسَّل.
ولن ازيد فحالي معكم كحال مهدي الماء إلي البحر أو مهدي الضوء إلي القمر
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 04:27 م]ـ
أخي الفاضل: ابن دحيان ... وفقه الله وسدَّده
ألا ترى أن تطلب من المشرقين تغيير عنوان الموضوع من (هلاَّ دللتم ابن حيَّان) إلى ما يدلُّ على مباحثه؛ حتى يتسنَّى لمن بحث عنه مستقبلاً أن يجده.
ومن جهةٍ أخرى حتى يكون عنواناً بارزاً في ذا الموضوع لمن كان يبحث عنه عند العرض.
وأقترح أن يكون - بعد إذنك طبعاً - عنوان الموضوع: الجواب عن شبهةٍ في إتيان الله في صورة غير الصورة التي هو عليها يوم القيامة.
أو ما يماثله مما له دلالة على هذا الأمر.
ولعلك تتكرم بتنبيه المشرف على التغيير، ولا أراك تمانع؛ فكرمك بيِّن.
وجزاك الله خيراً على مشاعرك الفيَّاضة.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 05 - 03, 08:56 م]ـ
وهو كذلك أيها الكريم الأشم
يرفع إلي الإدارة العلية لا زالت خيراتهم سنية،وافعالهم مرضية
ويجعل له عنوان " التذكير بدفع شبة التغير في صورة الرب الكبير"
أو ما ترونه مناسباً فالأمر إليكم فانظروا ماذا تصنعون.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 05 - 03, 11:06 م]ـ
جزيت خيراً، وزوجت بكراً، ولا عدمت خيراً.
وأشكرك على سجعك اللطيف!
وبالمناسبة فهذه (فائدة):
قيل لبعض الناس: ما السجعْ؟
قال: ما خفَّ على السمعْ.
قال: مثل ماذا؟
قال: مثل هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/38)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 05 - 03, 12:14 م]ـ
فوائد وفرائد من شيخ رائد
بارك الله فيك وجعل الخير لاقيك
وطالما أن المقام مقام فوائد فأقول: هناك كتاب جميل فائق رآئق للأديب الكاتب الزجاجي بعنوان "أدب الكُتّاب" وهو حري بأن يُطالع فهو في باب السجع لامع.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 05 - 03, 02:59 م]ـ
أحسنت، وعين الحق أصبت، ولو زدت لأجدت.
فمما يعين الأديب في ذا الأمر = كتاب: جواهر الألفاظ؛ لقدامة بن جعفر.
وكذا المقامات للبديع والحريري وغيرهما.
ولا أظنها عنكم بخافية؛ إذ البحور في دياركم جارية.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 03 - 05, 09:38 ص]ـ
أرجو من الأخوة المشرفين تعديل الخطأ الإملائي في عنوان هذا الموضوع إلى: التذكير بدفع شبه التغيير في صورة الرب الكبير.
فتعدَّل: (شبة) إلى (شبه).
وتعدَّل: (التغير) إلى (التغيير).
ـ[المعلمي]ــــــــ[05 - 03 - 05, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما قول المناطقة: بأن الله منزه عن الأغيار، لأن كل متغير حادث.
فقضية منطقية كبراها باطلة، فكذلك صغراها.
فإن قيل: كيف؟
نقول: إعلم هداك الله، أن استدلالهم على الحدوث بالتغير لا وجه فيه سوى النظر في المحسوسات، فكلما رأوه وسمعوه ولمسوه من محسوسات فهو دليل عندهم على الحدوث، وهم لم يرو غير المحسوسات، فكأن النتيجة مركبة على نفسها وهو المصادرة على المطلوب في عرف المناطقة.
فهذه المقدمة مثل قول القائل: أنت مرئي إذن أنت محدث!!!
فمن أين استدل هذا المتسفسط على أن الرؤية دليل الحدوث؟!!!
لا شيء سوى أن الحوادث يجوز رؤيتها، إما واقعا أو إمكانا.
وردهم لهذا الحديث بهذه القواعد أهش من بيت العنكبوت.
فهذه الشمس التي نراها يأذن الله بكسوفها فتكسف فتتغير إلى اللون الأسود، وليس ذلك لتغير فيها!!!
فهذه مثل تلك.
ولعل حمل كلام الإمام الدارمي وغيره على هذا المحمل حسن.
وإن كنت لا ألتزم هذا القول، ولكنه أحد المحامل الحسنة لأقوال الأئمة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 05, 01:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عمر وزادك من العلم النافع.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 03 - 05, 02:37 م]ـ
وردهم لهذا الحديث بهذه القواعد أهش من بيت العنكبوت.
فهذه الشمس التي نراها يأذن الله بكسوفها فتكسف فتتغير إلى اللون الأسود، وليس ذلك لتغير فيها!!!
فهذه مثل تلك.
ولعل حمل كلام الإمام الدارمي وغيره على هذا المحمل حسن.
وإن كنت لا ألتزم هذا القول، ولكنه أحد المحامل الحسنة لأقوال الأئمة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
- بارك الله فيك ..
بعيداً عن سفسطة المبتدعة فحقيقةً لم أدرِ أي محملٍ تقصد حمله من كلام الدارمي؟!
المحمل الحسن الذي فهمته من كلامك هو التأويل لرؤية الرب في صورته التي هو عليها، وهو ما أنكره شيخ الإسلام وقرَّرتُ نفيه أيضاً في البحث السابق.
- وهل في إثبات المعنى على حقيقته ضير حتى نلجأ للتأويل!
ـ[المعلمي]ــــــــ[07 - 03 - 05, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله أبو عمر السمرقندي:
السلام عليكم ورحمة الله،،،
ذكرت عن الإمام الدارمي، وأبي عاصم النبيل، وعبد العزيز بن الماجشون أنهم يأولون هذه الصفة
محتجا بما أورده شيخ الإسلام عنهم.
فلم أدر، ما وجه اعتراض شيخ الإسلام عليهم؟!!
فقولك: فشيخ الإسلام قد نفى التغير الذي يراد منه استحالة الشيء من صفة لأخرى، والأئمة
الثلاثة متفقون معه في هذه يزيل كل إبهام.
فالرؤية لها لوازم، وهم تكلموا عن هذه اللوازم، ونزهوا المرئي عن التغيير، وكذلك شيخ الإسلام
موافق لهم!!
فلم أعرف وجه الاعتراض؟!!
نعم هناك إشكال يرد على عبارةالدارمي باعتبار أن الرؤية عنده رؤية علمية لا بصرية، لكن يظهر أن الرؤية العلمية في الدنيا وليس في الآخرة، وهي مستتبعة بالرؤية البصرية ثم البصرية في المعاد، ورده على بشر المريسي يحتمل أكثر من وجه كان ما ذكرناه أمثلها.
ولعل هناك سقط في عبارة الإمام الدارمي وهي قوله (فلو أن الله تجلى لهم أو مرة في صورته التي عرّفهم صفاتها في الدنيا لا عترفوا بما عرفوا ولم ينفروا) فلعل تصحيح هذه العبارة (فلو أن الله تجلى لهم أو (ل) مرة .. )
وقوله (ولك يُري نفسه في أعينهم لقدرته ولطف ربوبيته في صورة غير ما عرّفهم في الدنيا) لعل صوابها (ولك (ي) يري نفسه ... )
ولا أرى ثمة تأويل في هذه الأقوال.
والتأويل ليس للرؤية، وإنما للتغيير، وما دمنا نقول أن التغيير غير جائز عن الله تعالى - بمعنى
استحالة الصفة لأخرى - لزم أن التغيير في لوازم الرؤية.
لذلك مثلنا بـ (كسوف الشمس) لتوضيح هذا التغيير.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو الفداء بن مسعود]ــــــــ[15 - 06 - 09, 03:11 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المعلمي
بل عند التأمل لا يلزم هذا التأويل أصلا، فالمراد بنفي التغير عن الله نفي إستحالة الصفة إلى صفة لم تكن من قبل على وجه زوال الصفة الأولى لحلول الصفة الثانية وغير ذلك مما يحدث عند تبدل وتغير الهيئة المخلوقة للمخلوقات التي نراها، وهذه الكيفية التي يتصورها أهل الكلام باطلة في حق الله تعالى، وهي التي ينفيها شيخ الإسلام رحمه الله ويوافق في ذلك النفي الأئمة الثلاثة رحمهم الله ..
ولكن في نفس الوقت فإنه لا يمتنع عقلا أن يكون من جملة صفات الله تعالى أن تتغير صورته التي يراها الناس - حقيقة لا توهما منهم - على كيف لا يلزم منه مشابهة المخلوقات في ذلك التغير! وهذا التأويل بالحمل على المعنى الحقيقي هو الجادة المطروقة في سائر صفات الله عز وجل بما في ذلك صفة الصورة نفسها! فكون الله تعالى له صورة، هذا لا يزم منه كونها كصور المخلوقين في كيفها وحقيقتها، وكذلك فإن ظهوره لهم بصورة بعد صورة أخرى سابقة لا يزم منه أن يكون ذلك على مثل تغير صور المخلوقين .. فبهذا الفهم لا يلزمنا أن نقول كما قالوا رحمهم الله بأن الظهور على صورة بعد صورة لا يكون على حقيقته وإنما يكون فيما يراه الناس! والله أعلى وأعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/39)
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:14 م]ـ
رقم الفتوى: 118203
عنوان الفتوى: شرح حديث: فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته ...
تاريخ الفتوى: 21 صفر 1430/ 17 - 02 - 2009
السؤال
أرجو شرح هذا الحديث " ... فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا ... "؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى هذا الحديث أن الله تعالى يأتي عباده المؤمنين يوم القيامة فيتجلى في صورة غير الصورة التي رأوه فيها سابقاً ابتلاء لهم فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون. وهذا يعني أنهم لا يتحركون من أرض المحشر ولا يتبعون معبوداً غير الله تعالى، فبعد ذلك يأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقرون ويقولون: أنت ربنا ... هذا وليعلم أن أحاديث الصفات يجب الإيمان بما دلت عليه من غير تكييف مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن الشبه بالمخلوق، فقاعدة السلف في صفات الله تعالى هي إمرارها كما جاءت بلا كيف كما قال شيخ الإسلام في كتاب (العقيدة الواسطية): ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصف به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. انتهى.
وقال الترمذي في سننه بعد تخريج رواية من روايات هذا الحديث: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أن الناس يرون ربهم وذكر القدم وما أشبه هذه الأشياء، والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء، ثم قالوا: تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف. وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف. وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. ومعنى قوله في الحديث فيعرفهم نفسه يعني يتجلى لهم، وقال أيضاً في كتاب الزكاة بعد روايته لحديث: إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه ... قال رحمه الله: وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف. هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف. وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه، وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد ههنا القوة، وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع، فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيهاً وهو كما قال الله تعالى في كتابه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. انتهى.
وروى ابن بطة في الإبانة: عن حنبل بن إسحاق قال: قلت لأبي عبد الله: ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أم بماذا؟ قال: فقال لي: اسكت عن هذا، وغضب غضباً شديداً، قال ابن بطة: وقال مالك: ولهذا امض الحديث كما روي بلا كيف. انتهى. وروى اللالكائي عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس عن هذه الأحاديث التي فيها ذكر الرؤية -يعني رؤية الله يوم القيامة- فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/40)
وروى الدارقطني في الصفات عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا والثوري والأوزاعي والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت، وأخرجه أيضاً الآجري في الشريعة وابن عبد البر في التمهيد، وجاء في روايته: أمروها كما جاءت بلا كيف. وروى أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء -يعني العرق- ثم رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة، وأمر به فأخرج. انتهى.
وقال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: قوله (وأمروها بلا كيف) بصيغة الأمر من الإمرار أي أجروها على ظاهرها ولا تعرضوا لها بتأويل ولا تحريف بل فوضوا الكيف إلى الله سبحانه وتعالى ... وقد صنف الحافظ الذهبي في هذا الباب كتاباً سماه كتاب العلو للعلي الغفار في إيضاح صحيح الأخبار وسقيمها وهو كتاب مفيد نفيس نافع جداً ذكر في أوله عدة من آيات الاستواء والعلو ثم قال: فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف فقف مع نصوص القرآن والسنة ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذه الآيات وما حكوه من مذاهب السلف .. إلى أن قال: فإننا على اعتقاد صحيح وعقد متين من أن الله تعالى تقدس اسمه لا مثل له وأن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة إذ الصفات تابعة للموصوف فنعقل وجود الباري ونميز ذاته المقدسة عن الأشباه من غير أن نعقل الماهية، فكذلك القول في صفاته نؤمن بها ونتعقل وجودها ونعلمها في الجملة من غير أن نتعقلها أو نكيفها أو نمثلها بصفات خلقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فالاستواء -كما قال مالك الإمام وجماعة- معلوم والكيف مجهول. ثم ذكر الذهبي الأحاديث الواردة في العلو واستوعبها مع بيان صحتها وسقمها ثم ذكر بعد سرد الأحاديث أقوال كثير من الأئمة وحاصل الأقوال كلها وهو ما قال إن إيماننا بما ثبت من نعوته كإيماننا بذاته المقدسة إلخ، ونقل عن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد عن الأحاديث التي فيها الصفات فكلهم قالوا لي: أمروها كما جاءت بلا تفسير وإن شئت تفاصيل تلك الأقوال فارجع إلى كتاب العلو. انتهى.
وقد تكلم الشيخ عبد الله الغنيمان في شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري على بيان معاني هذا الحديث وتحقيق الحق في شأنه فقال: قوله (فيأتيهم الله) هذا من أوصاف الله وأفعاله التي يفعلها إذا شاء، وهي ما يجب الإيمان به على ظاهر النص، كما هي طريقة سلف هذه الأمة الذين تلقوا ذلك عن الله ورسوله بالقبول والتسليم، ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير على الله وأعظم تعظيماً له، وأعلم به وبما يجب له، وما يمتنع عليه، من أهل التأويل الذي يزعمون أنهم ينزهون الله عن أوصاف المحدثين -كما يقولون- ولهذا تجدهم يجهدون أنفسهم في تحريف كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم زاعمين أنه لو أجري على ظاهره لأفاد التشبيه والتجسيم، فلذلك جعلوا تأويله واجباً، والواقع أن ما يسمونه من ذلك تأويلاً هو تحريف وإلحاد ... وفي هذه الجملة من الحديث، وهي قوله (فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه) شاهد للباب، لأن ظاهره أنهم يرونه غير أنهم في هذه المرة لم يعرفوه، لأنه تعالى لم يظهر لهم بأوصافه التي يعرفونه بها، وقد جاء في رواية أبي سعيد الآتية: (فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة) ولهذا قالوا: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/41)
ثم ذكر الشيخ الغنيمان بعد ذلك كلام أهل العلم والتحقيق في المسألة فنقل عن شيخ الإسلام أنه قال: لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات، التي قد يسمى المخلوق بها على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير، ومثل خلقه بيديه، واستوائه على العرش ونحو ذلك ... ونقل عنه أنه قال أيضاً: وكما أنه لا بد لكل موجود من صفات تقوم به، فلا بد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها. ونقل عن ابن قتيبة قوله: الصورة ليست بأعجب من اليدين، والأصابع، والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه، لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد. انتهى .. ونحسب أن هذا القدر كاف لما أردته من شرح ذلك الجزء من الحديث.
والله أعلم
راجع:
الشبكة الإسلامية .. !!!!!
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:16 م]ـ
يقول العلامة العثيمين:
" الله سبحانه له صورة مثل ما جاء في أحاديث كثيرة غير أحاديث الصورة هذا، كما جاء مثلا في قوله «سيأتيهم في غير الصورة التي رأوه عليها أولا، فيقول لهم أنا ربكم، فيقولون له: لا نزال هنا حتى يأتي ربنا. قال: هل بينكم وبينه آية؟ قالوا نعم الساق. فيكشف ربنا عن ساقه فيخر ... » إلى آخره.
فجاء في الأحاديث إثبات الصورة لله جل وعلا، وهذه مثل ما قلنا لكم الصورة الخاصة؛ يعني الصورة التي معناها هيئة اجتماع الصفات.
فالله سبحانه وتعال له صورة تليق بجلاله وعظمته، واجتماع صفاته سبحانه ليست كاجتماع صفات المخلوق، فما خطر في بالك، فإن الله جل وعلا بخلافه، فالمخلوق اجتمع صفة الأصابع مع صفة اليد فيه مع صفة الوجه مع صفة القدمين على هذا النحو الذي أمامك في الإنسان، فالله سبحانه اجتماع صفاته في صورة لا يجوز أن نجعل هذه الصورة كصورة الإنسان؛ لأن هذا تمثيل والقاعدة ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ? [الشورى:11].
ومن تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري - (ج 1 / ص 17):
وما ذهب إليه ابن قتيبة رحمه الله تعالى من إثبات الصورة لله عز وجل، وأنها ليست كصورة أحد من الخلق ـ فله سبحانه وتعالى صورة لا كالصور ـ هو مذهب جميع أهل السنة المثبتين لكل ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فكما يقولون: له وجه لا كوجوه المخلوقين، يقولون: له صورة لا كصور المخلوقين، وقد دل على إثبات الصورة لله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الطويل: "وتبقى هذه الأمة وفيها منافقوها، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفونها"، وهو نص صريح لا يحتمل التأويل، فلهذا لم يخالف أحد من أهل السنة في دلالته.
وأما حديث: "فإن الله خلق آدم على صورته" فقد استدل به أكثر أهل السنة على إثبات الصورة أيضاً، وردوا الضمير إلى الله تعالى، وأيدوا ذلك برواية من رواياته بلفظ: "على صورة الرحمن".
ومن رد الضمير إلى آدم عليه السلام أو إلى المقاتل - وقصده نفي الصورة عن الله تعالى - فهو جهمي كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى.
ونفي الصورة هو مذهب الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الأشاعرة والماتريدية، ومنشأ ذلك هو توهم التشبيه في صفات الله تعالى، فزعموا أن إثبات الصورة أو الوجه أو اليدين ونحو ذلك يستلزم التشبيه بالمخلوقات، وهي حجة داحضة، وطردها يستلزم نفي وجود الله سبحانه وتعالى.
ومن رد من أهل السنة الضمير إلى آدم عليه السلام وضعَّف رواية " على صورة الرحمن " فليس مقصوده التوصل إلى نفي الصورة عن الله عز وجل، وليس من مذهبه ذلك، بل رأى لفظ هذا الحديث " خلق الله آدم على صورته " محتملا، فترجح عنده عود الضمير إلى آدم أو إلى المقاتل. وهو منازع في تضعيفه لتلك الرواية وفي هذا الترجيح."اهـ
ويقول شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 309)
وقد زعم بعضهم أن هذا يخالف دين المسلمين فإن الآخرة لا تكليف فيها و ليس كما قال انما ينقطع التكليف إذا دخلوا دار الجزاء الجنة أو النار و الا فهم فى قبورهم ممتحنون و مفتونون يقال لأحدهم من ربك و ما دينك و من نبيك و كذلك فى عرصات القيامة يقال ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس و من كان يعبد القمر القمر و من كان يعبد الطواغيت الطواغيت و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فى صورة غير الصورة التى رأوه فيها أول مرة و يقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا و فى رواية فيسألهم و يثبتهم و ذلك امتحان لهم هل يتبعون غير الرب الذي عرفوا أنه الله الذي تجلى لهم أول مرة فيثبتهم الله تعالى عند هذه المحنة كما يثبتهم فى فتنة القبر فاذا لم يتبعوه لكونه أتى فى غير الصورة التى يعرفون أتاهم حينئذ فى الصورة التى يعرفون فيكشف عن ساق فاذا رأوه خروا له سجدا الا من كان منافقا فانه يريد السجود فلا يستطيعه يبقى ظهره مثل الطبق و هذا المعنى مستفيض عن النبى صلى الله عليه و سلم فى عدة أحاديث ثابتة من حديث أبي هريرة و أبى سعيد و قد أخرجاهما فى الصحيحين.
منقول للفائدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/42)
ـ[فهد العنزي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:51 م]ـ
بورك فيكم(25/43)
كتب العقائد
ـ[ماجد]ــــــــ[08 - 05 - 03, 06:24 م]ـ
أحد الإخوان الفضلاء عنده دورة في كتب العقائد ويريد منكم التكرم بإفادته بالمراجع في هذا الموضوع
ولكم جزيل الشكر على التعاون.
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 05 - 03, 12:33 ص]ـ
انصحك حقا بكتاب معارج القبول --- للشيخ حافظ حكمي
فهو ذو اسلوب سهل وقد حشده بالادلة
وعليك بطبعة: محمد صبحي حلاق فانها افضل الطبعات له وان كانت تحتاج الى مراجعة وتصحيح ...
ـ[ماجد]ــــــــ[10 - 05 - 03, 04:16 م]ـ
الأخ الراية شكراً على المشاركة .....
لكن لم أرد تعداد كتب العقيدة، وإنما الذي أريده بعض المواقع أو الكتب أو الأشرطة التي تذكر كتب العقيدة وأنواع الكتب والمصنفات وبداية التأليف ونحو ذلك .......
لذا آمل من الإخوة المساعدة في هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر .........
ـ[فخر الدين]ــــــــ[11 - 05 - 03, 11:21 ص]ـ
يمكنك الاستعانة بكتاب كشف الظنون لحاجي خليفة.
وكتاب أبجد العلوم لصديق حسن خان.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 05 - 03, 11:48 ص]ـ
ليبتدئ مستعينا بالله وحده بكتب المتأخرين المختصرة .....
ككتب السلفيه كتب ائمة الدعوة ومخالفيهم ثم ماكان قبل ذلك كالواسطيه والحمويه ومصنفات شيخ الاسلام وكذا تلميذه ابن القيم ومن في طبقتهم فقد زاد التصنيف في العقائد في زمنهم ,,,,
وكذلك كتب اهل البدع امثال الاشعرية وجوهرتهم وكتب الرازي والجويني ثم مشايخهم كالباقلاني وغيرههم.
وكذا بقية اهل البدع والطوائف كالمعتزلة وكتب عبدالجبار والنظام وغيرهم ...
ثم يرجع الى تصانيف المتقدمين امثال الآجرى والالكائي وابن بطه واحمد وكذلك ابو الحسن الاشعري والدارمي ...
ثم بعد ان يتم جمع ذلك فليرتبهم على الحقب الزمنيه ولينظر تقسيم هذه الكتب ... فمثلا تجد كتب المتقدمين قائمة على الاسناد بعيدة عن التقعيد الا من كلام الرجال.
ومال المتأخرون الى النظر العقلي والتنظير والتقعيد.
ثم ليقسمها الى كتب البسط والبراهين وكتب الرد ..... أو بحسب ما يرى من تقسيم.
المهم بعد ان يجمع المادة يحاول تلمس الحقب التى مر بها التصنيف في العقائد فاني اجدها ثلاث حقب .. أو ثلاث مراحل مر بها التصنيف في كتب الاعتقاد.
وقد يجدها غير ذلك لاني لم اتعمد بحث هذا ...
والله الموفق .............
ـ[أبوعمر اليماني]ــــــــ[12 - 05 - 03, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ..
الحمدلله .. أنظر كتاب (مذكرة ببعض كتب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد .. ) جمع وترتيب الأخ سليمان بن محمد بن عبدالله , تقديم الشيخ ابن جبرين , من إصدارات دار الوطن.
وفقك الله.
ـ[ماجد]ــــــــ[14 - 05 - 03, 03:01 م]ـ
أرجو المزيد ياكرام .....(25/44)
لا ينسب الشر إلى الله إلا في ثلاث حالات، واسم المنتقم ليس من اسماء الله.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[10 - 05 - 03, 12:31 م]ـ
قال ابن تيمية في الفتاوى ج: 8 ص: 94
و لهذا لا يجيء في كلام الله تعالى و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم إضافة الشر و حده إلى الله
بل لا يذكر الشر إلا على أحد و جوه ثلاثة إما أن يدخل في عموم المخلوقات فإنه إذا دخل في
العموم أفاد عموم القدرة و المشيئة و الخلق و تضمن ما اشتمل عليه من حكمة تتعلق بالعموم و
إما أن يضاف إلى السبب الفاعل و إما أن يحذف فاعله فالأول كقوله تعالى الله خالق كل شيء و
نحو ذلك و من هذا الباب أسماء الله المقترنة كالمعطي المانع و الضار النافع المعز المذل الخافض
الرافع فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه و لا الضار عن قربنه لأن اقترانهما يدل على العموم و ثم ما
في الوجود من رحمة و نفع و مصلحة فهو من فضله تعالى و ما في الوجود من غير ذلك فهو من
عدله فكل نعمة منه فضل و ثم نقمة منه عدل كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم
أنه قال يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و
الأرض فإنه لم يغض ما في يمينه و بيده الأخرى القسط يخفض و يرفع فأخبر أن يده اليمنى فيها
الإحسان إلى الخلق و يده الأخرى فيها العدل و الميزان الذي به يخفض و يرفع، فخفضه و رفعه
من عدله و إحسانه إلى خلقه من فضله وأما حذف الفاعل فمثل قول الجن و انا لا ندري
أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا و قوله تعالى في سورة الفاتحة صراط الذين أنعمت
عليهم غيرالمغضوب عليهم و لا الضالين و نحو ذلك و إضافته إلى السبب كقوله من شر ما
خلق و قوله فأردت أن أعيبها مع قوله فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما و قوله
تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيئة فمن نفسك و قوله ربنا ظلمنا أنفسنا و
قوله تعالى أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم و أمثال
ذلك ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى أسم يتضمن الشر و إنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله
نبىء عبادي إني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم و قوله إن ربك لسريع العقاب و
أنه لغفور رحيم و قوله اعلموا أن الله شديد العقاب و أنه لغفور رحيم و قوله إن بطش ربك
لشديد أنه هو يبدىء و يعيد و هو الغفور الودود فبين سبحانه أن بطشه شديد و أنه هو الغفور
الودود (واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة) عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما
جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى أنا من المجرمين منتقمون و قوله إن الله عزيز ذو انتقام و ثم الذي
في عدد الأسماء اللحسنى الذى يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه البر التواب المنتقم العفو الرؤوف
ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبى صلى الله عليه و سلم بل هذا ذكره الوليد إبن
مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه و لهذ لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة
إلا الترمذى رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق و رواه غيره بإختلاف في الأسماء و في ترتيبها
يبين أنه ليس من كلام النبى صلى الله عليه و سلم و سائر من روى هذا ثم عن أبى هريرة ثم عن
الأعرج ثم عن أبى الزناد لم يذكروا أعيان الأسماء بل ذكروا قوله صلى الله عليه و سلم إن لله
تسعة و تسعين إسما مائة إلا و احدا من أحصاها دخل الجنة و هكذا أخرجه أهل الصحيح
كالبخارى و مسلم و غيرهما و لكن روي عدد الأسماء من طريق أخرى من حديث محمد بن
سيرين عن أبى هريرة و رواه إبن ماجه و إسناده ضعيف يعلم أهل ثم أنه ليس من كلام النبى صلى
الله عليه و سلم و ليس في عدد الأسماء الحسنى عن النبى صلى الله عليه و سلم إلا هذان الحديثان
كلاهما مروى من طريق أبى هريرة .. ) أهـ
وبهذا قال ابن القيم في اسم المنتقم كما في النونية.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 05 - 03, 03:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
وزيادة في الفائدة
http://saaid.net/Doat/ehsan/88.htm
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[11 - 05 - 03, 09:21 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي إحسان على فوائدك القيمة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 05 - 03, 02:07 م]ـ
وأحسن الله إليك أخي الفاضل
وأنت السبب في هذه الفائدة
ـ[محمد بن سيد المصري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:26 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[15 - 10 - 10, 01:15 م]ـ
اخي الحبيب جزاك الله خيرا
لي اعتراض وهو العنوان ممكن تغيره الى
الصيغة التي دكر (او التي نسب اليها) فيها الشر من كلام الله و كلام رسوله
بارك الله فيك
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:40 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم،
ولدي سؤال هل أنت صاحب برنامج " نبي الرحمه "
في إذاعة القرآن الكريم من السعوديه؟
..
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:41 ص]ـ
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/45)
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيّم
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:25 ص]ـ
السلام عليك أخى الحبيب المنتقم ليس أسماً لله ولكن صفة مقيدة بالمجرمين وبارك الله فى علمك
ـ[ابو ربا]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:06 ص]ـ
الشر لا ينسب الى الله تعالى مطلقا
وانما نسبته عن طريق العموم فهو نسبة مخلوق الى خالقه
ولعل الاخوان يعيدون النظر في العنوان
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:38 ص]ـ
الشر لا ينسب الى الله تعالى مطلقا
وانما نسبته عن طريق العموم فهو نسبة مخلوق الى خالقه
ولعل الاخوان يعيدون النظر في العنوان
السلام عليك أخى الحبيب بارك الله فيك قال الله تعالى "
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) النمل} تفيد الأية على ظاهرها أن الشر ينسب الى الله مطلقاً وقال رسول الله
" والخير كله بيديك والشر ليس إليك " رواه مسلم والحديث فى ظاهره يدل على نفى الشر مطلقاً وهذه المسألة من مسائل الجمع والترجيح وهذا كلام الألبانى فى تحقيق وتعليق على العقيدة الطحاوية "
1) اعلم أنه لا ينافي هذا قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح: " والخير كله بيديك والشر ليس إليك " رواه مسلم لأن المعنى: فإنك لا تخلق شرا محضا بل كل ما تخلقه فيه حكمة هو باعتبارها خير ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس فهذا الشر جزئي إضافي فأما شر كلي أو شر مطلق فالرب سبحانه وتعالى منزه عنه أفاده في " الشرح " وراجع التفصيل إن شئت في " شفاء العليل " لابن القيم رحمه الله تعالى. وبمثل هذا سمعته من العلامة الحوينى حفظه الله تعالى والله اعلى واعلم
ـ[ابو ربا]ــــــــ[20 - 10 - 10, 01:30 ص]ـ
بارك الله فيك اخي كريم على هذا البيان
ولعلي اوضح مرادي ولا تحرمني من زيادة بيانك
مرادي
الشر لا ينسب الى الله تعالى فعلا
اما المفعولات فهو منها ولا شك
وذلك لان افعال الله تعالى صادرة عن حكمته وما كان صادرا عن حكمه فهو محمود
ـ[كريم إمام الجمل]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:08 م]ـ
السلام عليك أخى الكريم أحسنت وجزاك الله خيراً ولعلك تتقبل مى فأنا أحسن الظن بالمسلمين ولا أحب النقد ولكن أحب أن أنصح وبرفق وزادك الله حرصاً على العلم
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
الشر لا ينسب إلى الله أبدا وإنما يوصف بأنه من مخلوقاته تعالى فهو داخل في جملة عموم خلقه , ولذلك فالمرجو من الإدارة تغيير العنوان فالله تعالى لا يوصف إلا بكمال الصفات ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: ( .. الخير بيديك والشر ليس إليك .. )
ـ[سفيان ابو شيماء]ــــــــ[22 - 10 - 10, 01:23 م]ـ
نرجوا من الادارة المكرمة تغيير العنوان فهدا المنتدى السلفي يرفع راية عقيدة اهل السنة فممكن يدخل عامي ليتطلع فيتلقف معلومة خاطئة و قد يكون هدا العنوان مما يفرح المخالفين الدين يصطادون في الماء العكر(25/46)
الحبيب الجفري و المولد (الجزء الثاني)
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[11 - 05 - 03, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا الجزء الثاني من الرد على الحبيب بن علي الجفري، حيث ذكر كلاما في آخر شريط له بعنوان (مقاصد المؤمنة وقدوتها في الحياة) عن المولد.
وذهب إلى مشروعيته وحشد لذلك الأدلة من القرآن والسنة - زعم ذلك - التي لبّس بها على السامع من عامة الناس.
و قد قام الأخ الفاضل عادل بن علي بن أحمد الفريدان برد عليه وهذا هو الرد مع اختصر لبعض العبارات من قبلي.
الجزء الثاني:
4) قال الجفري: انتظر، فكرة المولد مسألة ذات شقين: الشق الأول: فكرة الاحتفال بمولد النبي هل يحتفى بها أولا. هل هي محل استحسان في الشريعة أولا؟ الشق الثاني: ما يدور داخل المولد.
أولا: الاحتفال بالمولد: الفكرة لها مشروعيتها قال صلى الله عليه وسلم: (هو يوم ولدت فيه) ليس فقط نحن نحتفل به، الكائنات كلها تحتفل بالمولد.
الرد عليه: تقدم قريبا للرد على هذا الاستدلال و بينت ما فيه من الخطأ مما يغني عن إعادته مرة أخرى هنا.
5) قال الجفري: الجهلة مطموسي البصيرة يقولون أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه ميزة لكن الميزة في بعثته، هؤلاء لم يفقهوا عن الله، فأقول لهم: بالله عليكم ملك كسرى سقط في ليلة الولادة أم البعثة، النار التي اطفأت وكانت تعبد من دون الله أطفأت يوم الولادة أو البعثة؟ الأصنام التي اكفأت على وجوهها ليلة البعثة أو الولادة؟ المظاهر في الكون التي اهتزت كلها بعد أن بزغ صلى الله عليه وسلم لم تحصل إلا لتكون لصالح يوم الولادة.
الرد عليه: ما ذكره الجفري قد ذكر بعض أهل العلم منهم ابن كثير _ رحمه الله _ في البداية والنهاية وذكره غيره. وحدوث هذه الأمور لا يدل إطلاقا على مشروعية إقامة المولد فلا صلة بينهما ويقال أيضا: هل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا عالمين بما حدث عند مولده صلى الله عليه وسلم أم لا؟ فإن كانوا عالمين _ ولا أظن الجفري _ يقول غير عالمين _ فلماذا لم يقيموا المولد المبدع الذي عليه الجفري واتباعه، اترى النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عالما بالفضل المترتب على ذلك أم يقال أن الصحابة لم يعرفوا قدر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقيموا له مولدا تكريما له صلى الله عليه وسلم؟! إن ما دعاه الجفري من الربط بين المولد وتغير بعض الأحوال الكونية والحوادث الأرضية ثم الاستدلال بذلك بمشروعية إقامة المولد لا يصح الاستدلال به أبدا.
6) قال الجفري: و بعد ذلك، هل بلغت هذه الأمة من التردي والجدوى من الإساءة في معاملتها للنبي صلى الله عليه وسلم أنها تتساءل هل يستحق أن نفرح بولادته صلى الله عليه وسلم أو لا نفرح، ما هذا التدين الذي وصلت إليه الأمة، هذه منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا حتى نرى هل يستحق أو لا يستحق أن نفرح بولادته؟ ماهذا الكلام؟.
الرد عليه: إن الجفري _ هداه الله _ يريد منا أن نشرع شرعا لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم عن طريق تحريك مشاعرنا تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقرر سابقا أن المشرع هو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لا بالذوق والعاطفة.
ثم إن كنا قد أسأنا كما زعم الجفري للنبي صلى الله عليه وسلم فإن الصحابة والتابعين وتابع التابعين قد أساءوا أيضا للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم إقامة المولد، فهل يقول بذلك الجفري؟! وكذلك نقول إن الأمة لم تتدنى بسبب تركها لإقامة الموالد وإنما تدنت عندما نشأ فيها من لا يعرف دين الإسلام بالأدلة أمثال الجفري وأتباع الصوفية الذين يشرعون للناس أمورا ما أنزل الله بها من سلطان ويتركون هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وهدي الخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنهم وحقيقة الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم هو اتهامه صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ عن ربه عز وجل شيئا أوحاه إليه بل هذه هي حقيقة نسب الخيانة لجنابه صلى الله عليه وسلم _ وينزه عنها _ إن إحداث شيء في الدين ومنها إقامة الموالد لهو دليل واضح على اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان هو لم يقم هذا المولد ولا صحابته من بعده ... حتى جاء الجفري ومن قبله ومن بعده من يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/47)
أن عدم إقامة الموالد إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم فأيهما أولى بالإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من شرع دينا لم يشرعه الله ورسوله أم من اقتفى أثره واتبع سبيله فلم يحدث شيئا في دين الله.
فإن كان للجفري حجة فليسمعنا إياها ويقول قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقام المولد أو أحد من صحابته ... ، وننظر أينا المسيء لجناب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإن منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لدى المسلمين الموحدين في الدنيا وتوقيره وعدم رفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها واتباع سبيله والتأسي به وإقامة سنته صلى الله عليه وسلم وتعليمها للناس، فما صح عنه صلى الله عليه وسلم عملنا به ودعونا إليه وما لم يصح نفيناه عنه وتركناه وحذرنا منه.
7) قال الجفري: هذه مقابلة تقابلها من قام على أطراف قدميه لينقذنا من نار جهنم. هذا الذي هو مشغول في قبره بي وبك؟! يستحق أن نحتفل به أولا؟ أن نقوم بذكر ولادته أولا؟! ما هذا الكلام، ما هذا الهراء الذي نال الأمة،ما هذا العبث والسفه الذي نال هذه العقول الضيقة. أين معاني الاتصال بمحبته.
الرد عليه: كلام الجفري هذا يحتاج منا أن نقف معه وقفات
الأولى: وقوف المصطفى على أطراف قدميه في الصلاة كان كما قال صلى الله عليه وسلم (أفلا أكون عبدا شكورا) قام صلى الله عليه وسلم ليعلم اتباعه أ، العبد مهما بلغ من العبادة إلا أنه ينبغي له أن يتذلل لربه وخالقه ولا يأمن مكر الله فيه، قام صلى الله عليه وسلم على قدميه الشريفتين وليس على أطراف قدميه كما قال الجفري _ شكرا لله عز وجل كما ذكر ذلك لعائشة حينما سألته عن ذلك ن وواجب الأمة بعده الإقتداء به والتأسي به.
لا أن نستدل بذلك على أنفسنا فعمله صلى الله عليه وسلم لنفسه وعمل أتباعه لأنفسهم كما قال تعالى ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)) النجم:39.
فهل يقول الجفري أن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم على قدميه ينفع اتباعه فيزاد من حسناتهم وينجيهم من الحساب والجزاء؟! لا أظن عاقلا يقول ذلك وأظن أن الجفري واحدا من هؤلاء العقلاء وما أشبه هذه المقولة بمقولة النصارى إن عيسى عليه السلام صلب لينقذ البشرية ويكون فداء لها. ثم قوله: (لينقذنا من النار) سبحان الله العظيم ما أجرأ الجفري على الله تعالى حين نسب دخول الجنة والنجاة من النار للرسول صلى الله عليه وسلم، نعم الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله وبشيرا ونذيرا من عند الله سبحانه وتعالى من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
أما أن نقول قام على قدميه لينقذنا من النار .. فهذا غلط عظيم وإلا ترتب على ذلك عدم قيامنا بما أوجب الله علينا من شرائع الدين اعتمادا على قيام الرسول صلى الله عليه وسلم على قدميه.
روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن إعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل، إذا عملته دخلت الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضه، وتصوم رمضان)) قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا. فلما ولى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
هذا كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فهل يفهم الجفري وأتباعه حقيقة هذا الدين.؟!
الثانية:قوله (هذا الذي هو مشغول في قبره بي وبك) قال تعالى: ((وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفأن مت فهم الخالدون)) الأنبياء:34.
و قال تعالى: ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)) آل عمران: 114.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/48)
فرسول الله صلى الله عليه وسلم و بقية الأنبياء _ عدا عيسى بن مريم فقد رفع _ قد جرت عليهم سنة الموت كبقية البشر. وأما حديث ((الأنبياء _ صلوات الله وسلامه عليهم _ أحياء في قبورهم)) لا فهو حديث صحيح يدل على حياتهم البرزخية وأرواحهم عند الرفيق الأعلى ولا يفهم منه آن الحياة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أحياء حياة حقيقية يأكلون ويشربون ... وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سبحانه وتعالى وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي))، قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت _ يقولون بليت _ فقال: ((إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام)).
و قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام)) فالحديث الأول فيه دلالة على عرض (الصلاة والسلام) على نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا يدل دلالة واضحة على أن جسده صلى الله عليه وسلم طري مطرا، وروحه في الرفيق الأعلى في أعلى عليين مع أرواح الأنبياء.
والحديث الثاني فيه دلالة على اتصال روحه الشريفة بجسده لرد السلام على من سلم عليه من قبره ومن بعد. فالروح لها اتصال بالبدن في القبر وإشراف عليه، وتعلق به بحيث يرد سلام من سلم عليه وروحه في الرفيق الأعلى. ولا تنافي بين كونها في الرفيق الأعلى وجسده في الأرض فشأن الأرواح غير شأن الأبدان، فإذا كان النائم روحه في جسده وهو حي، وحياته غير حياة المستيقظ، فإن النوم شقيق الموت، فهكذا الميت إذا أعيدت إليه روحه إلى جسده كانت له حال متوسطة بين الحي والميت كحال النائم المتوسطة بين الحي والميت. فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في قبره وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فأين هذا من قول الجفري (إنه مشغول بي وبك) 0
ولا ندري ماذا يقصد الجفري بشغل النبي صلى الله عليه وسلم في قبره فإن كان غير ما ذكر فهو من أبطل الباطل0
الثالثة: وصفه لكل من يمنع إقامة المولد (بالعقول الضيقة) 0
يا سبحان الله كيف يزن الجفري الأمور المتعلقة بشرع الله إن الذين يصفهم الجفري بالعقول الضيقة هم من وقفوا عند قول الله تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا بذلك ولم يزيدوا على شرع الله شيئا من مستحسن العقول، أما هو وأتباعه -بطريق الأولى- فهم أصحاب العقول الواسعة التي تشرع لأنفسها ولأتباعها كل ما يمليه عليه عقولهم و أهواؤهم الضالة المضلة0 ويكفي في الرد على مثل هذه المقولة ما قدمته لك في مقدمة هذا الرد ففيه الكفاية والبيان0
الرابعة: قوله: (أين معاني الاتصال بمحبته) لا ندري ماذا يقصد الجفري بقوله هذا، هل يقصد اتصال الروح بالروح فهذا مذهب الاتحادية من الصوفية الباطلة، إن حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم هي: طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه و زجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع0
فمن فعل هذا كانت محبته للرسول صلى الله عليه وسلم متصلة كاملة ومن أخل بها أخل بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فحقيقة المحبة الطاعة و الإتباع كما قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)) 0 آل عمران: 31 0
فيها ولادته 0ماهذا الكلام أهذه منزلته 0
ونقول: ما زال الجفري -هداه الله- يقيس الأمور الشرعية بعقلة القاصر وذوقه الفاسد0
نعم الصحابة قدموا أرواحهم لله رخيصة ولإعلام كلمة التوحيد لا لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآلا كانوا عابدين للرسول صلى الله عليه وسلم وحاشاهم من ذلك0
فإن كان الجفري يتأسف ويستكثر عدم إقامة المولد فإن الواجب عليه أن يتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعلوا فيقف حيث وقفوا، لا أن يبتدع عبادة من عقله ثم يقول:إذا لم نقدر أن نبذل الأرواح علينا أن نقيم الموالد0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الثالث إن شاء الله
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته(25/49)
يصح القول بماعليه عمل الناس دون استحضار الدليل بل عمل الناس حجة في نفسه (اثر نفيس)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 05 - 03, 11:29 ص]ـ
.... وهذه من طرائق اهل العلم في العمل بالاحكام الشرعيه .. ولعلي اذكر هذا الاثر النفيس الذي رواه عبدالرزاق في مصنفه باسناد صحيح جدا
(قال عبدالرزاق حدثنا معمر أن الزهري قال: تقضى الحائض الصوم ولاتقضى الصلاة .. قلت: عن من .. قال: هكذا وجدنا عليه الناس وليس كل شئ نجد له اسناد)
أو كما قال لاني انقل من حفظي.
وفيه فوائد: منها ان العمل يكون على ما كان عليه الناس وجماعه المؤمنين وان لم يظهر دليل بين في المسألة.
ومنها: ان العالم وان اتسع علمه وعظم حفظه فأنه لايدرك السنة كلها فأن الزهري على جلالته في الحفظ وامامته في الدين ما عرف الاثر المروي عن عائشة كما روته عنها معاذه.وغيرها من الاحاديث التى نصت على عدم القضاء.
ومنها ان الزهري رحمه الله احتج بعمل الناس ولم يعرف عليه دليلا.
وهذا يصح حتى في قضايا الصناعة الحديثية: فان قبول اهل العلم للحديث يقوى العمل به ولايلزم ان يصححه.
كما تلقت الامة بالقبول (كتاب عمرو بن حزم) ولم ترده على انه مرسل.
بل ان عبدالبر كما في التمهيد قبل حديث ((هو الطهور ماؤه) على انه ضعف اسناده انما صححه من حيث قبول اهل العلم له.
وهذا الامر مهم في مسائل الاحكام وقضايا الصناعة الحديثية فلا يعلل اثر قبله اهل العلم وصححوه ولاترد مسأله انعقد عمل اهل العلم عليها.
والله الموفق ,,,,,,,,
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 05 - 03, 12:17 م]ـ
هذا ليس على إطلاقه. فكتاب عمرو بن حزم قد جاء وجادة وقد تلقاه الصحابة بالقبول. وهناك أمور عامة تأتي إلينا بنقل الكافة عن الكافة، مثل أن تقضى الحائض الصوم ولاتقضى الصلاة. فهذا حتى لو لم يأت به حديث، فمن غير المعقول أن تجتمع سائر النساء من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عهد الزهري على أمر وهو باطل، ولا ينكره أحد من الفقهاء والكبار.
أما ما يفعله بعض العلماء من أن يجد حديثاً في أكثر من كتاب ثم يقول شهرته تغني عن إسناده، فهذا كلام ساقط لا قيمة له عندما يصححون به بعض الأحاديث الموضوعة مثل "لولاك ما خلَقت الأفلاك" و "ولدت في زمن الملك العادل كسرى!! " و "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" وأمثال ذلك.
وفرق كبير بين الأمرين، بين أمر الإجماع على أمر فقهي وبين شهرة حديث في بعض الكتب.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 05 - 03, 12:39 م]ـ
----- الكلام ليس على قضاء الحائض ... انما على احتجاج الزهري بهذا الامر ...... فنحن نتكلم على طريقة الزهري في الاحتجاج فهو احتج بعمل الناس .....
ونحن لم نتكلم على شهرة حديث في بعض الكتب .....
انما نتكلم على تلقى العلماء حديثا بالقبول كما قدمت لك من قول ابن عبدالبر ... و قلت ما نصه: ((فان قبول اهل العلم للحديث يقوى العمل به ولايلزم ان يصححه.)) ولم اتكلم عن جانب الصناعة الحديثيه.
وفيما يتعلق بكتاب عمرو بن حزم فأنا نقبل ما كان مقبولا اي لم يكن من طريق ضعيفه جدا .. (كطريق سليمان بن ارقم). فانا لانقبل ما جاء فيها من زيادات.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[11 - 05 - 03, 09:49 م]ـ
اخي المتمسك بالحق لدي بعض الملاحظات على ماذكرتم:
1 - قولكم (عمل الناس حجة في نفسه) باطلاق غير صحيح لانه ان كان المراد بالناس اهل العلم فقول العلم في بلد ليست حجة على غيرهم ولايخفى عليكم كلام اهل العلم في احتجاج الامام مالك بعمل اهل المدينة.
وان كان المراد قول المشهور عند الناس فقد يشتهر عند الناس قول او حديث ويكون لااصل له وفي الاجماع لا اعتبار الابقول اهل العلم لا بقول غيرهم فرجعت المسالة الى الاحتجاج بقول اهل العلم.
وان كان المراد الاجماع فلا اشكال في حجته وهو من الادلة المشهورة المعروفة ولكنكم لا تقصدونه.
2 - قول الزهري -ان صح عنه -ولا شك ان اسناده كما ذكرت صحيح غاية لكن كون هذا الامر مما يخفى على الزهري مما قد يشكل ولاسيمامع ما قيل في رواية الدبري عن عبد الرزاق.
قول الزهري لا حجة فيه على ما ذكرتم ذلك ان الزهري انما يحتج بقول اهل العلم في عصره فهو كقول الامام مالك هذا ما وجدنا عليه الناس فهو احتجاج بعمل اهل العلم في عصره والمرء اذا لم يجد دليلا الا قول اهل العلم فانه سياخذ بقولهم لا لان قولهم حجة في نفسه بل لانه لم يجد الا قولهم.
ولا يعقل ان يحتج الزهري وهو من هو الا بقول اهل العلم.
واذا تلقت الامة حديثا بالقبول فانما تلقته الامة لا بعضهم والزهري يقول فيما احتججتم به (هذا ما وجدنا عليه الناس) فهل الناس الذين وجدهم على هذا الامر الامة ام بعضها؟ هل لقي الامة ام بعضها؟
وقولكم (وهذا الامر مهم في مسائل الاحكام وقضايا الصناعة الحديثية فلا يعلل اثر قبله اهل العلم وصححوه) لا اشكال فيه ولكن الاشكال في اصل الموضوع والقاعدة التي ذكرتموها وهي ان عمل الناس حجة فهل عمل العامة حجة وهم من الناس؟
فان قلت مرادي اهل العلم قلت ظاهر عبارة العنوان ولو سلمنا فالقواعد لا تطلق هكذا بل ينبغي تحريرها مع ما في اطلاق لفظ الناس من عموم.
مع ان بالاحتجاج بالاثر على ما في العنوان نظرا ذلك انكم قلتم ( .... دون استحضار الدليل ... ) والظاهر ان الزهري -ان صح ذلك عنه -لم يعلم الدليل لا لم يستحضره وانتم قلتم:
(فأن الزهري على جلالته في الحفظ وامامته في الدين ما عرف الاثر المروي عن عائشة كما روته عنها معاذه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/50)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 05 - 03, 12:18 ص]ـ
كلام أخي المستفيد جميل جداً ..
وكذلك هل يصح الاستدلال بهذا لأهل عصرنا؟!
فالإمام الزهري من التابعين وقريب جداً من زمن النبوة والصحابة ..
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[12 - 05 - 03, 03:31 ص]ـ
نقل ممتاز أخي المتمسّك.
ومن الأمور التي كان عليه عمل المسلمين قاطبة، من المغرب إلى الصين، وحتى المئة سنة الفائتة: تغطية المرأة وجهها وكفّيها عند الخروج من المنزل.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 05 - 03, 04:00 ص]ـ
البحث الخامس: هل أجمع المسلمون على أن وجه المرأة عورة وأنها تمنع أن تخرج سافرة الوجه؟
ذلك ما ادَّعاه الشيخ التويجري-هداه الله وقلده فيه بعضهم- يعيد ذلك ويكرره في مواضيع كثيرة وفي صفحات عديدة متقاربة من كتابه لا يكل ولا يمل! (156و197و 217و244و245و147) يفعل هذا وهو يعلم في قرارة نفسه أن لا إجماع فيه لأنه يمر على الخلاف ولا ينقله وقد ينقله ثم يتجاهله! كما سيأتي بيانه قريباً بما لا يدع أي شك في ذلك وكلامه في ذلك مختلف لفظاً متفق معنىً وحسبي أن أنقل منه نصين فقط طلباً للاختصار:
الأول: قوله (ص197 و 217) بالحرف الواحد:
" وحكى ابن رسلان: اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه. نقله الشوكاني عنه في (نيل الأوطار) "
فأقول: إليك نص ما في " نيل الأوطار" (6/ 98 - البابي الحلبي) تحت حديث عائشة:
" يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يرى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفيه":
" وفيه دليل لمن قال: إنه يجوز نظر الأجنبية. قال ابن رسلان: وهذا عند أمن الفتنة مما تدعو الشهوة إليه من جماع أو دونه أما عند خوف الفتنة فظاهر إطلاق الآية والحديث عدم اشتراط الحاجة ويدل على تقييده بالحاجة اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لا سيما عند كثرة الفساق. وحكى القاضي عياض عن العلماء: أنه لا يلزم ستر وجهها في طريقها، وعلى الرجال غض البصر للآية وقد تقدم الخلاف في أصل المسألة".
قلت: يشير إلى بحث له في الباب الذي قبل حديث عائشة المذكور آنفاً شرح فيه آية: {ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} (النور: 31) ونقل تحتها تفسير الومخشري للزينة فيها ومنه قوله:
"فما كان ظاهراً منها كالخاتم والكحل والخضاب فلا بأس بإبدائه للأجانب…".
ثم قال الشوكاني عقبه:
" والحاصل: أن المرأة تبدي من مواضع الزينة ما تدعو الحاجة إليه الحاجة عند مزاولة الأشياء والبيع والشراء والشهادة، فيكون ذلك مستثنى من عموم النهي عن إبداء مواضع الزينة وهذا على ما يدل على أن الوجه والكفين مما يستثنى"
فتأمل أيها القارئ الكريم! هل المسألة مجمع عليها كما قال الشيخ أولاً؟! وهل كان أميناً في نقله لكلام ابن رسلان، ثم لكلام الشوكاني ثانياً؟! والذي تبنى ما دل عليه حديث عائشة الذي قويناه في الكتاب (ص 75 - 60) كما تبنَّاه مجد الدين ابن تيمية رحمه الله بترجمته له بـ" باب أن المرأة عورة إلا الوجه والكفين"، أما الشيخ فضعفه بشطبة قلم –كما يقال- ولم يعرّج على الشاهد وعمل السلف وتقوية الحافظ البيهقي وغيره كما سيأتي فأغمض عينيه عن ذلك كله مكابرة وعناداً وبطراً وتورَّط به ما واحد من الكتابين المقلدين في هذه المسألة.
-والآخر من نصيبه: قوله في بعض أجوبته (ص243):
" الصواب مع المشايخ الذين يذهبون إلى أن وجه المرأة عورة لا يجوز لها كشفه عند الرجال الأجانب ودليلهم على ذلك الكتاب والسنة والإجماع"!
بطلان الإجماع الذي ادعاه:
فأقول وبالله وحده أستعين:
لم ينطق بكلمة " الإجماع" في هذه المسألة أحد من أهل العلم فيما بلغني وأحاط به علمي إلا هذا الشيخ وما حمله على ذلك إلا شدَّته وتعصبه لرأيه، وإغماضه لعينيه عن كل ما يخالفه من النصوص فإن الخلاف فيها قديم لا يخلو منه كتاب من الكتب المتخصصة في بحث الخلافيات ولو كان في قوتي متسع لألّفت رسالة خاصة أسرد فيها ما تيسّر لي من أقوالهم في هذه المسألة ولكن لا بدَّلي من أن أنقل هنا بعضها، مما يدل على بطلان الإجماع الذي ادَّعاه فأقول:
الأول: قال ابن حزم في كتابه" مراتب الإجماع" (ص29) ما نصه:
" واتفقوا على أن شعر الحرة وجسمها حاشا وجهها ويدها عورة واختلفوا في الوجه واليدين حتى أظفارهما عورة هي أم لا؟ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/51)
وأقرَّه شيخ الإسلام ابن تيمية في تعليقه عليه، ولم يتعقبه كما فعل في بعض المواضع الأخرى.
الثاني: قال ابن هبيرة الحنبلي في " الإفصاح" (1/ 118 - حلب):
" واختلفوا في عورة المرأة الحرة وحدِّها فقال أبو حنيفة: كلها عورة إلا الوجه والكفين والقدمين. وقد روي عنه أن قدميها عورة وقال مالك الشافع: كلها عورة إلا وجهها وكفيها وهو قول أحمد في إحدى روايتيه والرواية الأخرى: كلها عورة إلا وجهها وخاصة. وهي المشهورة واختارها الخرقي".
وفاتته رواية ثالثة وهي: أنها كلها عورة حتى ظفرها كما بأتي مع بيان رد ابن عبد البر لها قريباً.
الثالث: جاء في كتاب" الفقه على المذاهب الأربعة" تأليف لجنة من العلماء منهم الجزيري: في بحث حد عورة المرأة (1/ 167 - الطبعة الثانية):
" أما إذا كانت بحضور رجل أجنبي أو امرأة غير مسلمة فعورتها جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين فإنهما ليسا بعورة فيحل النظر لهما عند أمن الفتنة".
ثم استثنى من ذلك مذهب الشافعية وفيه نظر ظاهر لما تقدم في " الإفصاح" وغيره مما تقدم ويأتي.
الرابع: قال ابن عبد البر في "التمهيد" (6/ 364) - وقد ذكر أن المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين وأنمه قول الائمة الثلاثة وأصحابهم وقول الأوزاعي وأبي ثور-:
" على هذا أكثر أهل العلم وقد أجمعوا على أن المرأة تكشف وجهها في الصلاة والإحرام وقال أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: كل شيء من المرأة عورة حتى ظفرها! "
ثم قال ابن عبد البر:
" قول أبي بكر هذا خارج عن أقاويل أهل العلم، لإجماع العلماء على أن للمرأة أن تصلي المكتوبة ويداها ووجهها مكشوف ذلك كله منها تباشر الأرض به وأجمعوا أنها لا تصلي منتقبة ولا عليها أن تلبس القفازين في الصلاة وفي هذا أوضح الدلائل على أن ذلك منها غير عورة وجائز أن ينظر إلى ذلك منها كل من نظر إليها بغير ريبة ولا مكروه، وأما النظر للشهوة فحرام تأملها من فوق ثيابها لشهوة فكيف بالنظر إلى وجهها مسفرة؟! وقد روي نحو قول أبي بكر هذا عن أحمد بن حنبل…"
قلت: وقد كنت نقلت فيما يأتي من الكتاب (89) عن ابن رشد: أن مذهب أكثر العلماء على وجه المرأة ليس بعورة وعن النووي مثله، وأنه مذهب الأئمة الثلاثة ورواية عن أحمد فبعض هذه الأقوال من هؤلاء العلماء الكبار كافية لإبطال دعوى الشيخ الإجماع فكيف بها مجتمعة؟! وإذا كان الإمام أحمد يقول فيما صح عنه: " من ادعى الإجماع فهو كاذب، وما يدريه لعل الناس اختلفوا؟! " إذا كان هذا قوله فيمن لا يدري الخلاف، فماذا كان يقول يا ترى فيمن يدري الخلاف ثم يدعي الإجماع؟!
فإن قيل: فمن أين لك أن الشيخ يعلم الخلاف المذكور ومع ذلك فهو يتجاهله ويكابر؟
فأقول: علمت ذلك من كتابه أولا، ثم من كتابي الذي ردَّ عليه ثانياً.
أما الأول فإنه نقل (ص157) عن الحافظ ابن كثير: أن الجمهور فسر آية الزينة بالوجه والكفين وأعاد ذلك (ص234).
وأما الآخر فقد ذكرت في غير موضع من كتابي من قال من العلماء بخلاف إجماعه المزعوم مثل ابن جرير وابن رشد والنووي ومنهم ابن بطال الذي نقلت عنه فيما يأتي في الكتاب (ص63) أنه استدل بحديث الخثعمية أن ستر المرأة وجهها ليس فرضاً.
تأويل الشيخ لكلام العلماء وتعطيله إياه: فتجاهل الشيخ ذلك كلّه ولم يتعرض له بجواب اللهم إلا جوابه الذي يؤكد لكل القراء أنه مكابر عنيد وهو قوله (ص236):
" إن المذهب الذي نسبه الألباني لأكثر العلماء- ومنهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد في رواية عنه- إنما هو في الصلاة إذا كانت المرأة ليست بحضرة الرجال الأجانب"!
وقلّده في هذا القول جمع ممن يمشي في ركابه كابن خلف في " نظراته"، وأخينا محمد بن إسماعيل الإسكندراني في" عودة الحجاب" (3/ 228) وغيرهما كثير والله المستعان.
ونظرة سريعة في قول ابن بطال المذكور يكفي في إبطال جواب الشيخ هداه الله وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيخ خرِّيت ماهر- ولا فخر! - في تضليل قرائه وصرفهم عن الاستفادة من أقوال علمائهم بتأويله إياها وإبطال دلالاتها الصريحة تماماً كما يفعل أهل الأهواء بتعطيلهم لنصوص الكتاب والسنة وأقوال الأئمة المتعلقة بالأسماء المتعلقة بالأسماء والصفات الإلهية وهذا شيء يعرفه الشيخ منهم فيبدو أنه قد سرت عدواهم إليه حفظه الله ولو في مجال الأحكام هداه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/52)
وتأكيداً لهذا الذي ذكرت لا يسعني هنا إلا أن أذكر مذاهب الأئمة الذين افترى الشيخ عليهم بتأويله لكلامهم على خلاف مرادهم فأقول:
أولا: مذهب أبي حنيفة:
قال الإمام محمد بن الحسن في " الموطأ" (ص 205 بشرح التعليق الممجّد- هندية):
" ولا ينبغي للمرأة المحرمة أن تنتقب فإن أرادت أن تغطي وجهها فلتستدل الثوب سدلاً من فوق خمارها. وهو قول أبي حنيفة والعامة من فقهائنا".
وقال أبو جعفر الطحاوي في " شرح معاني الآثار" (2/ 392 - 393):
" أبيح للناس أن ينظروا إلى ما ليس بمحرَّم عليهم من النساء إلى وجوههن وأكفهن وحرم ذلك عليهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى".
ثانياً: مذهب مالك: روى عنه صاحبه عبد الرحمن بن القاسم المصري في "المدونة" (2/ 221) نحو قول الغمام محمد في المحرمة إذا أرادت أن تسدل على وجهها وزاد في البيان فقال:
" فإن كانت لا تريد ستراً فلا تسدل".
ونقله ابن عبد البر في " التمهيد" (15 - 111) وارتضاه.
وقال بعد أن ذكر تفسير ابن عباس وابن عمر لآية: {إلا ما ظهر منها} بالوجه والكفين (6/ 369):
" وعلى قول ابن عباس وابن عمر الفقهاء في هذا الباب. (قال (هذا ما جاء في المرأة وحكمها في الاستتار في صلاتها وغير صلاتها". تأمل قوله:" وغير صلاتها"!
وفي " الموطأ" رواية يحيى (2/ 935):
" سئل مالك: هل تأكل المرأة مع غير ذي محرم منها أو مع غلامها؟ فقال مالك: ليس بذلك بأس إذا كان ذلك على وجه ما يُعرفُ للمرأة أن تأكل معه من الرجال قال: وقد تأكل المرأة مع زوجها ومع غيره ممن يؤاكله".
قال الباجي في" المنتفى شرح الموطأ" (7/ 252) عقب هذا النص:
" يقضي أن نظر الرجل إلى وجه المرأة وكفيها مباح لأن ذلك يبدو منها عند مؤاكلتها".
ثالثاً: مذهب الشافعي:
قال في كتابه" الأم " (2/ 185):
" المحرمة لا تخمِّر وجهها إلا أن تريد أن تستر وجهها فتجافي…"
وقال البغوي في " شرح السنة" (9/ 23):
"فإن كانت أجنبية حرة فجمع بدنها عورة في حق الرجل لا يجوز له أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه واليدين إلى الكوعين وعليه غض البصر عن النظر إلى وجهها ويديها أيضاً عند خوف الفتنة".
فهل هذه النصوص- أيها الشيخ! – في الصلاة؟!
رابعاً: مذهب أحمد:
روى ابنه صالح في " مسائله" (1/ 310) عنه قال:
" المحرمة لا تخمِّر وجهها ولا تتنقب والسدل ليس به بأس تسدل على وجهها".
قلت: فقوله: " ليس به بأس" يدل على جواز السدل فبطل قول الشيخ بوجوبه كما بطل تقييده للرواية الأخرى عن الإمام الموافقة لقول الأئمة الثلاثة بأن وجهها وكفيها ليسا بعورة كما تقدم في كلام ابن هبيرة وقد أقرّها ابن تيمية في" الفتاوى" (15/ 371) وهو الصحيح من مذهبه كما تقدم عن" الإنصاف" وهو اختيار ابن قدامة كما تقدم في " البحث الأول" وعلل ذلك بقوله:
" ولو كان الوجه والكفان عورة لما حرم سترهما بالنقاب لأن الحاجة تدعو إلى كشف الوجه للبيع والشراء والكفين للأخذ والإعطاء".
ومثل هذا التعليل ذكر في كثير ممن الكتب الفقهية وغيرهما ك" البحر الرائق" لإبن نجيم المصري (1/ 284) وتقدم نحوه عن الشوكاني في أول هذا" البحث الخامس" (ص27).
ومما سبق يتبين للقراء الكرام أن أقوال الأئمة الأربعة متفقة على تخيير المرأة المحرمة في السدل على وجهها وعدم إيجاب ذلك عليها خلافاً للمتشددين والمقلدين هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فقد دل قول مالك في " الموطأ" وقول ابن عبد البر:"وغير صلاتها" على تأويل التويجري المذكور وكذلك تخيير الأئمة المحرمات بالسدل لأن ذلك خارج الصلاة.
فأريد الآن أن أتبيَّن لقرائنا الأفاضل علماً كتمه المذكورون- أو جهلوه وأحلاهما مر-: أن سلف الأئمة رحمهم الله تعالى- فيما سبق- أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قولاً وفعلاً.
أما القول فهو:" المحرمة تلبس من الثياب ما شاءت إلا ثوباً مَسَّه ورس أو زعفران ولا تتبرقع ولا تَلَثَّم وتسدل الثوب على وجهها إن شاءت".
أخرجه البيهقي في "سننه" (5/ 47) بسند صحيح وعزاه إليه الحافظ في " الفتح" (4/ 52 - 53) ساكتاً عليه فهو عنده فهو شاهد قوي لحديثها المتقدم في هذا " البحث الخامس" صفحة (27 - 28): " يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض… ". وكذلك يشهد له حديثها الآتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/53)
وأما الفعل فهو ما جاء في حديث عمرتها من التنعيم مع أخيها عبد الرحمن قالت:
" فأردفني خلفه على جمل له قالت: فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي فيضرب رجلي بعلّة الراحلة قلت له: و هل ترى من أحد…".
أخرجه مسلم (4/ 34) والنسائي في "السنن الكبرى" (2/ 223 - المصورة) والطيالسي أيضاً في " مسنده" (1561) لكن بلفظ:
"فجعلت أحسر عن خماري فتناولني بشيء في يده …".
فسقط منه قولها:" عنقي" ورواية مسلم أصح سنداً وأرجح متناً كما بينته في "المقدمة" ولذلك لم يعزه الشيخ إلى مسلم وتبعه على ذلك بعض المقلدة- كالمدعو درويش في " فصله" (ص43) - لأنها حجة عليهم من جهة أن الخمار لا يغطي الوجه لغة كما تقدم وكونها معتمرة فلا يجوز لها أن تلثم به كما قالت آنفاً فتغطيتها لوجهها بالسدل- كما في بعض الروايات- فعلٌ منها نقول به، ولكن لا يدل على الوجوب خلافاً لزعم المخالفين.
قلت: فبطل بهذا البيان تأويل الشيخ المذكور لمخالفته أقوال أئمة الفقه المصرّحة بجواز الكشف عن الوجه في الصلاة وخارجها بحضرة الرجال ولتعليل بعضهم الجواز بحاجة المرأة إلى البيع والشراء والأخذ والإعطاء وبجواز المؤاكلة أيضاً. فهذه الأقوال يحملها الشيخ على الصلاة وليس بحضرة الرجال
فما أبطله من تأويل بل تعطيل. فأنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم إن مما يؤكد جهل الشيخ بالفقه وأقوال الفقهاء- أو على الأقل تجاهله وتحامله عليَّ وبَطره للحق- أن من مراجع كتابه (ص 109) ابن مفلح في " الآداب الشرعية" وابن مفلح هذا من كبار علماء الحنابلة في القرن الثامن، ومن تلامذة ابن تيمية وكان يقول له:" ما أنت ابن مفلح بل أنت مفلح". وقال ابن القيم فيه:
" ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح".
إذا عرفت هذا فقد قال المفلح هذا في كتابه المذكور " الآداب الشرعية " (1/ 316) ما نصه:
" هل يسوغ الإنكار على النساء الأجانب إذا كشفن وجوههن في الطريق؟
ينبني (الجواب) على أن المرأة هل يجب عليها ستر وجهها أو يجب غض النظر عنها؟ وفي المسألة قولان قال القاضي عياض في حديث جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري. رواه مسلم. قال العلماء رحمهم الله تعالى: وفي هذا حجة على أنه لا يجب على المرأة أن تستر وجهها في طريقها وإنما ذلك سنة مستحبة لها ويجب على الرجل غض البصر عنها في جميع الأحوال إلا لغرض شرعي. ذكره الشيخ محيي الدين النووي ولم يزد عليه".
يعني: غي " شرح مسلم" قبيل (كتاب السلام) وأقرَّه.
ثم ذكر المفلح قول ابن تيمية الذي يعتمد عليه التويجري في كتابه (ص170) وتجاهل أقوال جمهور العلماء وقول القاضي عياض الذي نقله المفلح وارتضاه تبعاً للنووي. ثم قال المفلح:
" فعلى هذا هل يشرع الإنكار؟ ينبني على الإنكار في مسائل الخلاف وقد تقدم الكلام فيه فأما على قولنا وقول جماعة من الشافعية وغيرهم: إن النظر إلى الأجنبية جائز من غير شهوة ولا خلوة.
قلت: هذا ما قاله هذا الإمام الحنبلي قبل ستة قرون (ت763) تبعاً لمن اقتديت بهم من الأئمة السالفين أفلا يعلم الشيخ ومن ضلَّ –هداهم الله- أنهم رحمهم الله ينالهم القدح الذي وجهه إلي في آخر كتابه- كما تقدم- وهو قوله:
"ومن أباح السفور للنساء واستدل على ذلك بمثل ما استدل به الألباني فقد فتح باب التبرج على مصراعيه…" إلى آخر هرائه هداه الله.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[12 - 05 - 03, 04:07 ص]ـ
عليه عمل الناس ..
الكلام في كلمة (الناس) ... فال هنا عهدية .. والمقصود بالناس
هم الذين في عهده، والذين في عهده إنما أخذوا العلم عن الصحابة
والتابعين ... ونقول الزهري عن أهل العلم والصحابة والتابعين من
أوثق النقول كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه كان أعلم الناس
بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبسنة الصحابة رضوان الله عليهم، كيف
وعلم مالك جله عن الزهري .. رحم الله الجميع.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 05 - 03, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي رضا في بيانك ان ال في الناس للعهد لا للجنس ...
أخي المستفيد لا اخفيكم اني لم افهم مقصودكم!! في الملاحظات التى ذكرتموها؟
هل انت تسأل عن المقصود بالناس؟ فاني اجيبك ان المقصود بهم المسلمين كافه وما تواردوا عليه واطبقوا على العمل به دون نكير عامتهم وعلمائهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/54)
------ واتمنى ان تشرح لي قولك ((والمرء اذا لم يجد دليلا الا قول اهل العلم فانه سياخذ بقولهم لا لان قولهم حجة في نفسه بل لانه لم يجد الا قولهم)).اهـ
لانه مشكل علي فهل انت ترى مطلق التقليد دون دليل؟ و ظاهر كلامك أنك ترى التقليد دون دليل بل اتباع لاهل العلم؟؟؟؟
أم انك ترى ان قول اهل العلم حجة في نفسه فتخالف انكارك لهذا السابق ....
ـ[المستفيد7]ــــــــ[12 - 05 - 03, 08:00 م]ـ
اخي الفاضل المتمسك بالحق - حفظه الله -:
الملاحظات هي من جهتين:
1) من جهة الامر المستدل عليه وهو:
قولكم:ان عمل الناس حجة هل اردتم الا جماع او مادونه.
ان اردتم الاجماع فادلة الاجماع معروفة مشهورة ولا حاجة الى الاستدلال بهذا الاثر مع ما فيه من احتمالات.
وان اردتم مادون الاجماع فلعلكم تبينون لنا ضابط ذلك.
مع ملاحظة الاتي:
1 - ان كثيرا من الا جماعات التي نقلها المتاخرون متعقبة.
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين مسالة نقل الاجماع فيه على مسالة ونقل الاجماع فيه على عكس الحكم وما ذلك الا ان ناقل الاجماع راى من يعرفه من اهل العلم على مسالة فظن المسالة اجماعا.
وما المسالة التي ذكرها الاخوة اعلاه ببعيدة.
2 - قول الامام احمد المشهور في هذه المسالة:من ادعى الاجماع فهو كاذب وما يدريه لعلهم اختلفوا.
3 - عموم كلامكم في ان عمل الناس حجة فهل يشمل ذلك كل عصر.
وقد اشار الى ذلك الاخ الفاضل بو الوليد وانه على التنزل في صحة القاعدة التي ذكرتم في القرون المفضلة فهل يشمل ذلك القرون المتاخرة وعموم كلامكم يشمله.
2) من جهة الامر المستدل به وهوقول الزهري:
1 - من المعلوم ان اقوال التابعين فمن بعدهم يحتج لها لا بها.
2 - ليس في الاثر صيغة اجماع (هكذا وجدنا عليه الناس)
فهل الذين وجدهم ينطبق عليهم انه مما توارد المسلمون عليه كافة.
وهل هذه العبارة اقوى في الدلالة ام نحو قول بعض اهل العلم (لا نعلم فيه خلافا).
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 05 - 03, 10:40 م]ـ
الحمدلله،،،،،،،
أحسنت أخي الشيخ المتمسك بالحق،،،،،،
والحقُّ أن الموضوع جدُّ مفيد، مع أنه من الموضوعات التي أهملها كثيرٌ من المؤلفين.
""""""""""""""""""
هاهنا نوعان من العمل، لا بد من التفريق بينهما:
1ـ عمل العامة: فهذا يندرج تحت قاعدة " العادة محكَّمة "، ونجد الكلام عليها تأصيلاً وتفصيلاً في كتب القواعد الفقهية، فقد اعتبروها من القواعد الخمس الكبرى ولا أظن هذا النوعَ مراداً في هذا الموضوع.
2ـ عمل أهل العلم: وهذا قلَّ أن تجد من يفرده بالبحث، وإن كان كثيرٌ من الأصوليين يتكلم عليها في مباحث الإجماع، عند كلامه على عمل أهل المدينة، لكن من غير توسع يشبع نهم الباحثين.
ولعلّ أخي المتمسك التفتَ إلى هذا النوع فأصاب شاكلةَ الصواب، وهو بالتأكيد مزايلٌ للنوع الأول، من حيث الدليل والمجال والثمرة، و كنتُ قد كتبتُ شيئاً في النوع الثاني، لعل الله ييسر لي نشره في هذا الملتقى المبارك.
لكن الذي لابد من ذكره هنا، أنه لابد من وضع ضوابط لاعتبار عمل أهل العلم في مسألة من المسائل، والإمام مالك لم يطلق القول باعتبار عمل أهل المدينة، بل له تفصيل معلوم في بابه، والله أعلم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[13 - 05 - 03, 12:49 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل: (المتمسك بالحق) على هذه الفائدة القيمة.
وقد رأيت استشكالاً من الأخوة حول معنى عبارة الزهري، وقد رجعت إلى المصنف فوجدت اللفظ الذي ذكره الزهري أدق مما ذكرته من حفظك.
ولفظ الزهري كما في المصنف (1/ 332): عن معمر عن الزهري قال: (الحائض تقضي الصوم. قلت: عمن؟ قال: هذا ما اجتمع الناس عليه، وليس كل شيء نجد له إسناد).
فالزهري رحمه الله أراد أن يبين أن هذه المسألة التي سئل عنها قد اجتمعت الأمة كلها عليها (عالمها وعاميها) وأن هذا الحكم يتناقله الناس جيلاً بعد جيل، فلا حاجة حينئذ إلى البحث عن إسناد لهذا الحكم، فاجتماع الأمة على هذا الحكم أعلى من الإجماع الأصولي الذي يذكره أهل العلم.
وقد أبان الإمام الشافعي هذه المسألة حين قسم السنة إلى قسمين:
فالقسم الأول: هو السنة المجتمع عليها، وهي نقل العامة عن العامة، جيلا بعد جيل وأمة بعد أمة، من أمثال: عدد ركعات الفروض وأوقات الصلوات إجمالا، ونحو ذلك من جمل الفرائض وغيرها.
وهو أعلى من الإجماع، إذ الإجماع هو اتفاق علماء العصر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أمر من أمور الدين بعد وفاته. وأما خبر العامة عن العامة فهو إجماع على إجماع، وقد فرق بينهما الإمام الشافعي كما في الرسالة (رقم 1328_1331).
وهذا القسم من السنن ليس هو من عمل المحدثين ولا من متعلقات علمهم، ولا هو الذي نقله حملة الآثار، بل هذا القسم لا يختص به العلماء دون العامة من العقلاء، فيستوي في العلم به جميعهم، قال الإمام الشافعي _كما في جماع العلم (رقم 172) _: (علم العامة: على ما وصفت، لا تلقى أحدا من المسلمين إلا وجدت علمه عنده، ولا يرد منها أحد شيئا على أحد فيه .. ).
أما القسم الثاني كما ذكره الشافعي: فهو خبر الخاصة وهو الآحاد، وهو كل ما سوى (خبر العامة عن العامة).
وقد أبنت شيئاً من معنى كلام الشافعي في موضع سابق.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/55)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 05 - 03, 10:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي ابن معين ...
لكن لاطباق العلماء على امر قوة لاتخفى وقد لاتجد على ما اطبقوا عليه دليلا صريحا ... وهذا كثير للمتتبع من كلام الفقهاء رحمهم الله وهو ما عنيته.
وسبب ربطي له بالصناعة الحديثيه انه يوجد عند اهل الحديث شيئا من هذا من جهة العمل وأوردت مثالين:
الاول: من فعل ابن عبدالبر كما في التمهيد عندما ضعف حديث ((هو الطهور ماؤه)) لكنه قال ان العلماء تلقوه بالقبول فهو صحيح!
الثاني: عمل اهل العلم بصحيفه عمرو بن حزم رغم انها مرسلة لكن تلقى العلماء لها بالقبول صار حجة على قبولها قوت على ضعف اسنادها وقد ذكر قريبا منه فيما اذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير.
-------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيرا اخي النجدي وسوف اورد امثلة على ما ذكرتم عن قريب بأذن الله. تؤكد قصد الزهري.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 05 - 03, 11:39 ص]ـ
ومن من يطلقون لفظ الكافة على المتواتر كالشافعي ((خلافا لتحقيق الشيخ حاتم)) ابن حزم رحمه الله .. حيث نص على ان نقل الكافة هو المتواتر بعينه وذكر شروطه.
ولفظ نقل الكافه استخدم لقصد المتواتر من الشافعي وغيره كابن حزم كما ذكرت لك.
ـ[ابن معين]ــــــــ[14 - 05 - 03, 10:43 م]ـ
أخي الفاضل: المتمسك بالحق ..
قولك بأن الشافعي يستعمل (نقل الكافة عن الكافة) ويريد به المتواتر هو بعيد، وقد بينته في موضع سابق كما أشرت لك، وهو في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=598&highlight=%C7%E1%CA%E6%C7%CA%D1
وقد قلت فيه:
(أما القسم الثاني عند المحدثين كما ذكره الشافعي: هو خبر الخاصة وهو الآحاد، وهو كل ما سوى (خبر العامة عن العامة) وهو أيضا كل الأخبار المسندة بألفاظها، وكل الآثار المروية بحروفها، ولذا قال ابن حبان كما في مقدمة صحيحه _ وهو الشافعي مذهبا _: (إن الأخبار كلها أخبار آحاد).
ولا تظنن أن الشافعي قسم الأحاديث المسندة إلى (خبر عامة) و (خبر خاصة) إنما قسم الحجة الشرعية إلى أقسام، كان منها القسم الأول الذي ذكر فيه: كتاب الله، و (خبر العامة عن العامة). وبذلك يفترق (خبر العامة) عن (المتواتر) عند الأصوليين بوجه آخر فـ (المتواتر) عندهم يقتسم مع (خبر الآحاد) الأحاديث المسندة في كتب السنة، وليس كذلك خبر العامة كما قدمنا ذكره.
ثم إن الشافعي قد أبطل تقسيم الأخبار إلى آحاد ومتواتر بالشروط التي يذكرها الأصوليون ورد على الأصوليين شروط المتواتر التي اشترطوها، لما فيها من المفاسد الخطيرة على السنة، وهذا ما قصدته من خطأ تقسيم السنة إلى متواتر _ بالشروط التي ذكرها الأصوليين _ وآحاد. ولا يعني هذا أن أخبار الآحاد كلها في القوة سواء، فهذا لا يقوله عاقل! فضلا عن طالب علم).
والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 05 - 03, 12:17 ص]ـ
أخي الفاضل الشيخ هشام رعاه الله .....
قد يكون الخلاف لفظي بيننا .. وبيان ذلك:
أننا نقول بوجود المتواتر وهو المقطوع بصحته و وجود الآحاد وهو ما دون ذلك .... و لا نلتزم شروط اهل الاصول التى ذكرها اهل الاصول بل نقول ..... كل ما اثبتت القرائن قوته المقاربة للقطع بصحته كان متواتر عندنا ولذلك فان ابا محمد رحمه الله ... قال ان خبر الكافة قد يكون من ((اثنين)) احدهم مشرقي والاخر مغربي استحال ان يتواطأ على الكذب فأن ذا بمنزلة المتواتر عندنا ... أو ((خبر من اخبار الكافه)) .... وهو نقل الجماعه عن الجماعه الكثيرة بما تحيل العادة فيه الكذب او الخطأ ... وقد تكون القرينه اقوى من العدد كما قدمت لك.
وهذا هو قول شيخ الاسلام رحمه الله ... من حيث تعريف المتواتر من جهة القبول لا من جهة العمل فالكل يوجب عملا لا ريب.
وكون ان بعض العلماء سماه خبر الكافه ... والآخر خبر الخاصة ... لايغير من اصل المعنى شيئا.
وما قال بعض العلماء انه مقصود الشافعي من ((تقسيمه)) وهو قسم توارد عليه اهل الاسلام كوجوب الوضوء وعدد الركعات .... هذا من قبيل المتواتر عندنا وعند ابا محمد رحمه الله ... وهو ما جعلتموه خبر العامة. وأخرجتم ما كان دونه وان رواه المئات وجعلتموه خبر خاصه. ونحن نجعلهما في رتبة واحده من حيث قوة الوصول الينا.
وانما يقع الخلاف في قسم ثالث وهو ما كان دون هذا واقوى من الاحاد ,, فأنتم تقولون انه يكون من جنس الاحاديث الاخرى وادنى من خبر العامة , (وهو عندكم خبر الخاصة) وخبر الخاصة عندكم يتفاوت قوة فتجعلون ما نعده متواتر من جنس ما كان دون خبر العامة لكنه من اقواها من حيث السند لان الاحاديث تتفاوت قوة.
ونحن نجعل هذا القسم مع خبر الكافة أو ((خبر العامه)) وبقية ما كان دون ذلك كان من خبر الخاصة ....
وأنا اعلم اخي الحبيب ابا الحارث انكم لاترغبون في أطالة نفس الحوار لكن انما دفعنا الى ذلك رغبة الافادة منكم اما كلام الشيخ حاتم فلعلي ارسل لك ما استغلق علي فهمه وجعلته غير قاطع فيما خرج به وقد جمعت ايضا من كلام الشافعي ما يعارض ما ظهر لفهمي القاصر من كلام الشيخ حاتم وفهمه ولعله فيما يتسع لنا من الوقت ان يسر رب البريه وأعان بلطفه ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/56)
ـ[ابن معين]ــــــــ[17 - 05 - 03, 12:56 ص]ـ
أخي الحبيب: زياد .. زادك الله علماً وتوفيقاً وهدى.
أقول اختصاراً في الجواب تعويلاً على دقيق فهمك:
قلت وفقك الله: (لا نلتزم شروط أهل الأصول التي ذكرها أهل الأصول .. بل نقول: كل ما أثبتت القرائن قوته المقاربة للقطع بصحته كان متواتراً عندنا).
أقول: سبب تقسيم أهل العلم للأخبار هو لتفاوتها في القوة وإفادة العلم.
فأهل الأصول قسموا (الأحاديث) إلى متواتر وآحاد، لأنهم يجعلون إفادة المتواتر (وحده) للعلم من باب الضروري، وما عداه (قد) يفيد العلم النظري بشروط اشتروطها.
والعلم الضروري _ كما لا يخفاك _ هو الذي لا يُحتاج فيه إلى استدلال!
وإذا علمت أن كل الأحاديث النبوية لا بد من النظر في أسانيدها حتى نعلم الصحيح منها من الضعيف = علمت أن لا وجود للمتواتر في السنة!
لأنه ليس في السنة حديث أفادنا العلم (الضروري) أي أثبتناه دون نظر وإستدلال!
ولذا فأخبار السنة كلها هي أخبار آحاد، لكنها متفاوتة في القوة.
ولعلك تطلع على هذا الرابط ففيه زيادة بيان بخصوص هذه الجزئية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4257&highlight=%C7%E1%CA%E6%C7%CA%D1
وهذا بخلاف قولنا عن (خبر العامة عن العامة) أو (الكافة عن الكافة) فإن هذا نعني به ما تناقلته الأمة عن الأمة جيلاً بعد جيل، وقد ذكرت لك أمثلة من هذا القسم.
فليس هذا القسم من عمل المحدثين ولا هو الذي تناقله حمال الآثار ورواة الأخبار، لأنه لا يختص به العلماء دون العامة من العقلاء، وإنما يستوي في العلم به جميعهم. وهذا النوع مما يفيد العلم الضروري.
فأين هذا من جعلك لما رواه راويين (بالشروط التي ذكرها ابن حزم) _ مما يفيد العلم النظري _ = لما تناقلته الأمة عن الأمة _ مما يفيد العلم الضروري _؟!!
ولذا أظن قد تبين لك الآن لِمَ لَمْ يُقسِّم الشافعي (الأخبار) إلى (خبر عامة عن عامة) و (خبر خاصة)، وإنما هذا التقسيم هو لـ (الحجة الشرعية).
وبذلك يفترق (خبر العامة) عن (المتواتر) عند الأصوليين بوجه آخر فـ (المتواتر) عندهم يقتسم مع (خبر الآحاد) الأحاديث المسندة في كتب السنة، وليس كذلك خبر العامة كما قدمنا ذكره.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[22 - 03 - 06, 01:49 ص]ـ
للفائده
ـ[أبو سعود الخالدي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 01:23 ص]ـ
هناك بحث منشور في مجلة الحكمة, بعنوان: (العلم المنيف فيما قيل عنه:تلقي بالقبول أو عليه
العمل من الحديث الضعيف) د/محمد ظافر الشهري
رقم العدد: (31) صدر في جمادى الثاني ,عام 1426
فلعله يعالج جوانب من الموضوع.(25/57)
قِصَّةُ العَالِمِ الرَبَانِيِّ مَعَ مُؤَلِفٍ مُبْتَدِعٍ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[18 - 05 - 03, 12:39 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@119.cLuMedSIadm.0@.1dd3a04e
ـ[الظافر]ــــــــ[18 - 05 - 03, 01:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا على هذه الفوائد الجمة المباركة، وأخزى الله الرافضة الضلال.(25/58)
اللجنة الدائمة و التصوف
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[21 - 05 - 03, 04:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي المسلم لقد ظهر على الساحة في هذه الأيام دعاة التصوف و أخذوا يروجون لأفكارهم الصوفية فما هو موقفنا من هذه الأفكار الصوفية.
فإليك فتاوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء عن التصوف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى رقم 6433
السؤال: ما حكم الإسلام في الطرق الصوفية اليوم؟
الجواب: الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على رسوله و آله و صحبه .. و بعد:
يغلب على الطرق الصوفية البدع، و ننصحك بإتباع هدي النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه في العبادات و غيرها، و اقرأ كتاب (هذه هي الصوفية) لعبد الرحمن الوكيل رحمه الله.
و بالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي.
عضو: عبد الله بن غديان. عضو: عبد الله بن قعود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى رقم 9406
السؤال: ما رأي الدين في التصوف الموجود الآن؟
الجواب: الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على رسوله و آله و صحبه .. و بعد:
أولا: لا يقال: ما رأي الدين، و لكن: ما حكم الإسلام في كذا.
ثانيا: الغالب على ما يسمى بالتصوف الآن العمل بالبدع الشركية مع بدع أخرى كقول بعضهم: مدد يا سيد، و ندائهم الأقطاب و ذكرهم الجماعي فيما لم يسم الله به نفسه مثل: هو هو وآه آه آه، و من قرأ كتبهم عرف كثيرا من بدعهم الشركية و غيرها من المنكرات.
و بالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و آله و سلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى رقم 9848
السؤال: هل الطرق الصوفية مثل الشاذلية و الرفاعية على حق أم أهل فرقة و ضلال و هل يجوز الانتماء إلى فرقة منهم أم لا؟
الجواب: الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على رسوله و آله و صحبه .. و بعد:
الطرق الصوفية جميعها يغلب عليها البدع و مخالفة الشرع فيجب الابتعاد عن تلك الطرق.
و بالله التوفيق و صلى الله على نبينا محمد و آله و صحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
عضو: عبد الله بن غديان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: كتاب فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء. جمع و ترتيب الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش. المجلد الثاني (العقيدة) / الصفحة 185 و 186 طبعة مكتبة المعارف بالرياض الطبعة الأولى عام 1412هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الإمام ابن سرين رحمه الله: أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(25/59)
الْبَيَانُ لِصِفَاتِ الْكُرْسِيِّ وَعَرْشِ الرَّحْمَنِ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 05 - 03, 11:12 م]ـ
لا تحرمونا من تعقباتكم جزاكم الله خيرا.
http://alsaha.fares.net/sahat?128@53.AQmTfVAscJu.0@.1dd3a6a6
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[22 - 05 - 03, 08:36 ص]ـ
مما لا شكَّ فيه أنك مأجورًا ـ إن شاء الله ـ على هذا السعي ...
وكتاب ـ بل مقدمة ودراسة ـ الشيخ مُحمد التميمي لكتاب العرش لابن أبي شيبةَ أوفي ما كُتب إلى يومِ النَّاسِ هذا، فجزاه اللهُ خيرًا على هذا البحث الرائق الصافي ...
وبهذه المناسبة أشكرُ الشيخَ مُحمدًا التميميَّ على تحقيقه ودراسته لهذا الكتاب المبارك ...
كما أوجه عناية الإخوان لاقتناء هذا الكتاب للشيخ المذكور، وعليهم أن ينعموا بقراءة مقدمته المحكمة في صفات عرش الرحمن جلا جلاله وتبارك وتعالى وتقدس اسمه، فله الحمد في الأولى والآخرة، وحتى يرضى.
، واللهُ أعلمُ.(25/60)
جهود الشيخ محمد حامد الفقي في نشر العقيدة
ـ[موفق بن كدسة]ــــــــ[22 - 05 - 03, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء هذا الملتقى المبارك
بما أن رسالتي الماجستير كانت حول (جهود الشيخ محمد بن حامد الفقي في نشر العقيدة السلفية) وقد تمت مناقشتها ولعل الله أن ييسر طبعها قريبا، فلعلي أفيد الإخوة هنا ببعض الأمور حول هذا الشيخ الفاضل المجدد، لعل ذلك يكون في حلقات متتابعة بإذن الله تعالى
أخوكم
موفق بن عبدالله بن كدسة الغامدي.
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[22 - 05 - 03, 09:38 ص]ـ
حيا هلا بشيخ السليمانية وما جاورها
حياك الله ياشيخ موفق فلك من اسمك نصيب
لكن الا ترى ان طول مكثك مع تراثه بحثاً قد يدفعك للغلو فيه فتجعله مجددا
حبذا الإشارة إلا ما كان بينه وبين الشيخ احمد شاكر من نقاش وردود.
وفي انتظار جهودكم المباركة وفقكم الله.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 05 - 03, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبا وأهلا بالشيخ الفاضل (موفق بن كدسة) وبارك الله فيك.
وجزاك الله خيرا على ماكتبته من بيان وتنبيه على جهود الشيخ (محمد بن حامد الفقي) رحمه الله.
ولا شك أنه كان له دور كبير في تجديد العقيدة السلفية بما كان يقوم به من دعوة وتحقيق رحمه الله تعالى.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[22 - 05 - 03, 09:34 م]ـ
شيخنا الفاضل انني من الذين يحبون الشيخ محمد حامد الفقي رحمة الله ونحن في انتظار ان تملي عيوننا بروائع وجهود الشيخ الفقي فهو يستحق كل الثناء ولا يوجد انسان مصري يعتقد اعتقاد اهل الحديث الا ويعرف فضل الشيخ رحمة الله
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[22 - 05 - 03, 10:23 م]ـ
http://www.elsonna.com/olamaa/alfqke.htm
سماحة الشيخ
محمد حامد الفقى
(رحمه الله تعالى)
--------------------------------------------------------------------------------
مؤسس أنصار السنة
كثير من الشخصيات الإسلامية التي لعبت دورًا هامًا في نشر المفاهيم الصحيحة للكتاب والسنة مجهولة لكثيرة من الناس وفي هذه العجالة نلتقي مع الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ محمد حامد الفقي بقرية نكلا العنب في سنة 1310هـ الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة. نشأ في كنف والدين كريمين فوالده الشيخ أحمد عبده الفقي تلقى تعليمه بالأزهر ولكنه لم يكمله لظروف اضطرته لذلك. أما والدته فقد كانت تحفظ القرآن وتجيد القراءة والكتابة، وبين هذين الوالدين نما وترعرع وحفظ القرن وسنّه وقتذاك اثني عشر عامًا. ولقد كان والده أثناء تحفيظه القرآن يوضح له معاني الكلمات الغريبة ويعلمه مبادئ الفقه حتى إذا أتَّم حفظ القرآن كان ملمًا إلمامًا خفيفًا بعلومه ومهيأ في الوقت ذاته لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت متبعة وقتذاك.
طلبه العلم:
كان والده قد قسم أولاده الكبار على المذاهب الأربعة المشهورة ليدرس كل واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًا، وجعل الثاني حنفيًا، وجعل الثالث شافعيًا، وجعل الرابع وهو الشيخ محمد حامد الفقي حنبليًا.
ودرس كل من الأبناء الثلاثة ما قد حُدد من قبل الوالد ما عدا الابن الرابع فلم يوفق لدراسة ما حدده أبوه فقُبل بالأزهر حنفيًا.
بدأ محمد حامد الفقي دراسته بالأزهر في عام 1322هـ ـ 1904م وكان الطلبة الصغار وقتذاك يبدؤون دراستهم في الأزهر بعلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو. وكانت الدراسة المقررة كتابًا لا سنوات، فيبدأ الطالب الحنفي في الفقه بدراسة مراقي الفلاح. ويبدأ في النحو بكتاب الكفراوي وهذان الكتابان هما السنة الأولى الدراسية، ولا ينتقل منها الطالب حتى يتقن فهم الكتابين.
كان آخر كتاب في النحو هو الأشموني أما الفقه، فحسب المذاهب ففي الحنابلة الدليل، وعند الشافعية التحرير، وعند الحنفية الهداية وعند المالكية الخرشي أما بقية العلوم الأخرى كالمنطق وعلم الكلام والبلاغة وأصول الفقه فكان الطالب لا يبدأ في شيء منها إلا بعد ثلاث سنوات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/61)
بدأ الشيخ محمد حامد الفقي دراسته في النحو بكتاب الكفراوي وفي الفقه بكتاب مراقي الفلاح وفي سنته الثانية درس كتابي الشيخ خالد في النحو وكتاب منلا مسكين في الفقه ثم بدأ في العلوم الإضافية بالسنة الثالثة، فدرس علم المنطق وفي الرابعة درس علم التوحيد ثم درس في الخامسة مع النحو والفقه علم الصرف وفي السادسة درس علوم البلاغة وفي هذه السنة وهي سنة 1910م بدأ دراسة الحديث والتفسير وكانت سنه وقتذاك ثمانية عشر عاما فتفتح بصره وبصيرته بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته لفظًا وروحًا.
بدايات دعوة الشيخ لنشر السنة الصحيحة:
لما أمعن الشيخ في دراسة الحديث على الوجه الصحيح ومطالعة كتب السلف الصحيح والأئمة الكبار أمثال بن تيمية وبن القيم. وابن حجر والإمام أحمد بن حنبل والشاطبي وغيرهم. فدعا إلى التمسك بسنة الرسول الصحيحة والبعد عن البدع ومحدثات الأمور وأن ما حدث لأمة الإسلام بسبب بعدها عن السنة الصحيحة وانتشار البدع والخرافات والمخالفات.
فالتف حوله نفر من إخوانه وزملائه وأحبابه واتخذوه شيخًا له وكان سنه عندها ثمانية عشرة عامًا سنة 1910م بعد أن أمضى ست سنوات من دراسته بالأزهر. وهذا دلالة على نبوغ الشيخ المبكر.
وظل يدعو بحماسة من عام 1910م حتى أنه قبل أن يتخرج في الأزهر الشريف عام 1917م دعا زملائه أن يشاركوه ويساعدوه في نشر الدعوة للسنة الصحيحة والتحذير من البدع.
ولكنهم أجابوه: بأن الأمر صعب وأن الناس سوف يرفضون ذلك فأجابهم: أنها دعوة السنة والحق والله ناصرها لا محالة.
فلم يجيبوه بشيء.
فأخذ على عاتقه نشر الدعوة وحده. والله معه فتخرج عام 1917. بعد أن نال الشهادة العالمية من الأزهر وهو مستمر في الدعوة وكان عمره عندها 25 سنة.
ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وحدثت ثورة 1919م وكان له موقف فيها بأن خروج الاحتلال لا يكون بالمظاهرات التي تخرج فيها النساء متبرجات والرجال ولا تحرر فيها عقيدة الولاء والبراء لله ولرسوله. ولكنه بالرجوع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ونبذ البدع وانكاره لمبادء الثورة (الدين لله والوطن للجميع).
(وأن خلع حجاب المرأة من التخلف)
وانتهت الثورة وصل على موقفه هذا.
وظل بعد ذلك يدعوا عدة أعوام حتى تهيئت الظروف وتم أشهارها ثمرة هذا المجهود وهو إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية التي هي ثمرة سنوات الدعوة من 1910م إلى 1926م عام أشهارها.
ثم إنشاء مجلة الهدي النبوي وصدر العدد الأول في 1937هـ.
إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1345هـ/ 1926م تقريبًا واتخذ لها دارًا بعابدين ولقد حاول كبار موظفي قصر عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته والاستماع إليه حتى سخَّرُوا له من شرع في قتله ولكن صرخة الحق أصمَّت آذانهم وكلمة الله فلَّت جموعهم وانتصر الإيمان الحق على البدع والأباطيل. (مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ).
تأسيس مجلة الهدي النبوبي:
بعد أن أسس الشيخ رحمه الله جماعة أنصار السنة المحمدية وبعد أن يسر الله له قراءة كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم واستوعب ما فيها ووجد فيها ضالته أسس عام 1356هـ في مارس 1936م صدر العدد الأول من مجلة الهدي لتكون لسان حال جماعته والمعبرة عن عقيدتها والناطقة بمبادئها. وقد تولى رياسة تحريرها فكان من كتاب المجلة على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ أحمد محمد شاكر، الأستاذ محب الدين الخطيب، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، (أو إمام للحرم المكي)، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش، والشيخ صادق عرنوس، والشيخ عبد الرحمن الوكيل، والشيخ خليل هراس، كما كان من كتابها الشيخ محمود شلتوت.
أغراض المجلة:
وقد حدد الشيخ أغراض المجلة فقال في أول عدد صدر فيها:
«وإن من أول أغراض هذه المجلة أن تقدم ما تستطيعه من خدمة ونصح وإرشاد في الشئون الدينية والأخلاقية، أخذت على نفسها موثقًا من الله أن تنصح فيما تقول وأن تتحرى الحق وأن لا تأخذ إلا ما ثبت بالدليل والحجة والبرهان الصحيح من كتاب الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم» أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/62)
جهاده: يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل: «لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي ـ رحمه الله ـ أكثر من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله. ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث، وإرادة تزلزل الدنيا حولها، وترجف الأرض من تحتها، فلا تميل عن قصد، ولا تجبن عن غاية، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس، أو يلوذ به، إذ كان الخوف من الله آخذا بمجامع قلبه، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له، فلا يُدهن في القول ولا يداجي ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلا وجبنا».
عاش: رحمه الله للدعوة وحدها قبل أن يعيش لشيء آخر، عاش للجماعة قبل أن يعيش لبيته، كان في دعوته يمثل التطابق التام بين الداعي ودعوته، كان صبورًا جلدًا على الأحداث. نكب في اثنين من أبنائه الثلاث فما رأى الناس معه إلا ما يرون من مؤمن قوي أسلم لله قلبه كله (1).
ويقول الشيخ أبو الوفاء درويش: «كان يفسر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها ويستخرج منها درر المعاني، ويشبعها بحثًا وفهمًا واستنباطًا، ويوضح ما فيها من الأسرار العميقة والإشارات الدقيقة والحكمة البالغة والموعظة الحسنة.
ولا يترك كلمة لقائل بعده. بعد أن يحيط القارئ أو السامع علما بالفقه اللغوي للكلمات وأصولها وتاريخ استعمالها فيكون الفهم أتم والعلم أكمل وأشمل».
قلت: لقد كانت اخر آية فسرها قوله تبارك وتعالى: {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولاً} [الإسراء:11].
وقد فسرها رحمه الله في عدد 6 و 7 لسنة 1378هـ في حوالي 22 صفحة.
إنتاجه:
إن المكتبة العربية لتعتز بما زودها به من كتب قيمة مما ألف ومما نشر ومما صحح ومما راجع ومما علق وشرح من الإمام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.
وكما كان الشيخ محبًا لابن تيمية وابن القيم فقد جمعت تلك المحبة لهذين الإمامين الجليلين بينه وبين الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر، وكذلك جمعت بينه وبينه الشيخ شلتوت الذي جاهر بمثل ما جاهر به الشيخ حامد.
ومن جهوده كذلك قيامه بتحقيق العديد من الكتب القيمة نذكر منها ما يأتي: ـ
1 ـ اقتضاء السراط المستقيم.
2 ـ مجموعة رسائل.
3 ـ القواعد النورانية الفقهية.
4 ـ المسائل الماردينية.
5 ـ المنتقى من أخبار المصطفى.
6 ـ موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول حققه بالاشتراك مع محمد محي الدين عبد الحميد.
7 ـ نفائس تشمل أربع رسائل منها الرسالة التدمرية.
8 ـ والحموية الكبرى.
وهذه الكتب جميعها لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن كتب الشيخ ابن القيم التي قام بتحقيقها نذكر:
9 ـ إغاثة اللفهان.
10 ـ المنار المنيف.
11 ـ مدارج السالكين.
12 ـ رسالة في أحكام الغناء.
13 ـ التفسير القيم.
14 ـ رسالة في زمراض القلوب.
15 ـ الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
كما حقق كتب زخرى لمؤلفين آخرين من هذه الكتب:
16 ـ فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن آل شيخ.
17 ـ بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.
18 ـ جامع الأصول من أحاديث الرسول.
19 ـ لابن الأثير.
20 ـ الاختيارات الفقهية من فتاوى ابن تيمية لعلي بن محمد بن عباس الدمشقي.
21 ـ الأموال لابن سلام الهروي.
22 ـ الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الرمام المبجل أحمد بن حنبل لعلاء الدين بن الحسن المرادي.
23 ـ جواهر العقود ومعين القضاة.
24 ـ والموقعين والشهود للسيوطي.
25 ـ رد الإمام عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد.
26 ـ شرح الكوكب المنير.
27 ـ اختصار ابن النجار.
28 ـ الشريعة للآجري.
29 ـ العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لمحمد ابن أحمد بن عبد الهادي.
30 ـ القواعد والفوائد الأصولية وما يتعلق بها من الأحكام الفرعية لابن اللحام.
31 ـ مختصر سنن أبي داود للمنذري حققه بالاشتراك مع أحمد شاكر.
32 ـ معارج الألباب في مناهج الحق والصواب لحسن بن مهدي.
33 ـ تيسير الوصول إلى جامع الأصول لابن الربيع الشيباني.
34 - العقود”؛ (لشيخ الإسلام)، [تحقيق، بمشاركة: الشيخ: محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله، (ط).
كما جاء في تقديم الشيخ محمد حامد الفقي ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ للكتاب:
مصير هذا التراث:
هذا قليل من كثير مما قام به الشيخ محمد حامد الفقي فيما مجال التحقيق وخدمة التراث الإسلامي وهذا التراث الذي تركه الشيخ إذ أن جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت قد جمعت كل هذا التراث.
وقد جاء في نشرتها (أخبار التراث الإسلامي) العدد الرابع عشر 1408هـ 1988م أنها اشترت خزانة الشيخ محمد حامد الفقي كاملةً مخطوطتها ومصورتها وكتبها وكتيباتها وقد أحصيت هذه تلك المحتويات على النحو التالي:
1 – 2000 كتاب.
2 – 70 مخطوطة أصلية.
3 – مائة مخطوطة مصورة على ورق.
وفاته:
توفي رحمه الله فجر الجمعة 7 رجب 1378هـ الموافق 16 يناير 1959م على إثر عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعد أن نجحت العملية أصيب بنزيف حاد وعندما اقترب أجله طلب ماء للوضوء ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعد كلها. وبعد ذلك طلب من إخوانه أن ينقل إلى دار الجماعة حيث توفى بها، وقد نعاه رؤساء وعلماء من الدول الإسلامية والعربية، وحضر جنازته واشترك في تشيعها من أصحاب الفضيلة وزير الأوقاف والشيخ عبد الرحمن تاج، والشيخ محمد الحسن والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، والشيخ أحمد حسين، وجميع مشايخ كليات الأزهر وأساتذتها وعلمائها، وقضاة المحاكم.
أبناؤه: الطاهر محمد الفقي، وسيد أحمد الفقي، ومحمد الطيب الفقي وهو الوحيد الذي عاش بعد وفاة والده.
(1) هما الظاهر، وسيد، وقد توفي الأول وأبوه في رحلة الحج، وأما الثاني فقد مات فجر الجمعة ذي القعدة عام 1377هـ فخطب الشيخ الجمعة بالناس ووعظهم وطلب منهم البقاء على أماكنهم حتى يصلوا على أخيهم.
فجزاه الله خير الجزاء.
فرحم الله هذا العالم الفقيه النحرير، وأن يبدلنا من هو خيرا منه. إنه ولى ذلك والقادر عليه.
محمود السيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/63)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 05 - 03, 11:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
وأهلاً ومرحباً بالشيخ (موفق).
وننتظر فوائدك بارك الله فيك
ـ[ابو هبة]ــــــــ[11 - 04 - 07, 03:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة لجميع أعضاء هذا الملتقى المبارك
بما أن رسالتي الماجستير كانت حول (جهود الشيخ محمد بن حامد الفقي في نشر العقيدة السلفية) وقد تمت مناقشتها ولعل الله أن ييسر طبعها قريبا، فلعلي أفيد الإخوة هنا ببعض الأمور حول هذا الشيخ الفاضل المجدد، لعل ذلك يكون في حلقات متتابعة بإذن الله تعالى
أخوكم
موفق بن عبدالله بن كدسة الغامدي.
للتذكير.
ـ[أبو أبي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:10 ص]ـ
يشهد الله تعالى أننا نحبه في الله رحمه الله وتقبل الله عمله وجزاكم الله عنا خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:03 ص]ـ
لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل.(25/64)
اللجنة الدائمة و التوسل (رد على الجفري الصوفي)
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[22 - 05 - 03, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أن دعاة البدع و منهم الصوفية المعاصرة و غيرهم ينشرون بدعهم بين عامة المسلمين بذكر المتشابه و ترك المحكم من النصوص الشرعية.
قال تعالى: ((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ))
و يجمعون من أقوال العلماء ما يوافق أهواهم و ما قد يكون ظاهره يؤيد بدعهم بغض النظر عن صحة نسبة تلك الأقوال و ضعفها كما هو حال الجفري الصوفي، و من بدعهم بدعة التوسل بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الصالحين رحمهم الله.
و إليك فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء التي فيها بيان عدم جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم و الصالحين و الرد على شبهاتهم التي يذكرونها و هذه المشاركة هي كاشفة لهم و ذلك نصيحة للمسلمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولا: يقول دعاة البدع الصوفية أن مسألة التوسل من المسائل الفقهية و ليست من مسائل العقيدة حتى لا ينكر عليهم بشدة فيقولون هذا المسألة من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
إليك فتوى اللجنة الدائمة حيث تبين أن التوسل من مسائل العقيدة و ليست من مسائل الفقهية
فتوى رقم 6949:
السؤال:
يقول بعض العلماء (إن التوسل قضية فقهية لا قضية عقيدة) كيف ذلك؟
الجواب:
التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وبإتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع. وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي.
عضو: عبدالله بن قعود. عضو: عبدالله بن غديان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا: و ينقل بعضهم كلاما متشابه للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دون الرجوع إلى أقوال أئمة الدعوة لأنهم أعلم بأقوال الإمام من أي أحد.
و قد فهموا منه أن الإمام يقول بجواز التوسل
و هذه فتوى من اللجنة فيها رد على هذه الدعوى الباطلة الغير صحيحة و ذكر أن التوسل في الشريعة نوعين توسل مشروع و توسل ممنوع شرعا:
فتوى رقم 4217:
السؤال:
التوسل بأحد من خلقه يقول إن هذه المسألة اضطربت فيها الأمة وإن أكثر العلماء قالوا بها ومنهم الإمام أحمد إمام أهل السنة وابن قدامة والنووي والشوكاني وابن حجر العسقلاني وخلق كثير من العلماء ومنهم أيضاً محمد بن عبدالوهاب فهل الشيخ محمد قال بها أم لا وأين الحق في هذه المسألة بأدلة شافية ترد على من يقول إنه لم يخالف فيها إلا ابن تيمية والألباني يعني أنهما فقط اللذان منعا التوسل بأحمد من خلقه.
الجواب:
التوسل بذوات المخلوقين أو جاههم أو حقهم سواء كانوا أنبياء أو صالحين فيه خلاف بين أهل العلم والذي عليه جمهور أهل العلم عدم الجواز وهو اختيار شيخ الإسلام
ابن تيمية والشيخ محمد بن عبدالوهاب. وسئلت اللجنة سؤالاً مماثلاً فأجابت
بالجواب التالي:
الولي كل من آمن بالله واتقاه ففعل ما أمره سبحانه به وانتهى عما نهاه عنه وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
قال تعالي: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون).
والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/65)
الأول: أن يطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق أو شفاء من مرض أو هداية وتوفيق ونحو ذلك فهذا جائز ومنه طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه و سلم ربه أن ينزل المطر فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم وطلبهم منه أن يدعو الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمن الصحابة على دعائه، إلى غير هذا مما حصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من طلب مسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر.
الثاني: أن ينادي الله متوسلاً إليه بحب نبيه وأتباعه إياه وبحبه لأولياء الله بأن يقول اللهم إني أسألك بحبي لنبيك وإتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا فهذا جائز لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة.
الثالث: أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول ((اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسن مثلاً فهذا لا يجوز، لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيماً عند الله وخاصة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم غير أنه ليس سبباً شرعياً ولا عادياً لاستجابة الدعاء ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به صلى الله عليه و سلم بعد وفاته وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له.
الرابع: أن يسأل العبد ربه حاجته مقسماً بوليه أو نبيه أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول ((اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان أو بحق نبيك فلان)) فهذا لا يجوز، فإن القسم بالمخلوق على الخالق ممنوع وهو على الله الخالق أشد منعاً ثم لا حق لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله أو يتوسل به. هذا هو الذي تشهد له الأدلة وهو الذي تصان به العقيدة الإسلامية وتسد به ذرائع الشرك.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي.
عضو: عبدالله بن قعود. عضو: عبدالله بن غديان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا: يقولون أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه يقول بجواز التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم كما نقل عنه في منسك المروذي.
و يقولون: أنه لا يوجد احد من السلف أنه قد نهى عن التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم قبل ابن تيمية رحمه الله.
إليك الرد عليهم لكشف تلبيسه و كذبه بأن شيخ الإسلام ابن تيمية ليس أول من قال بتحريم التوسل و الرد على أنه قول الإمام أحمد و الرد على جملة من شبههم في مسألة التوسل.
فتوى رقم 9047:
السؤال:
ما قولكم في قولا الإمام ابن تيمية (شيخ الإسلام) في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم " لم يتنازع العلماء إلا في الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم خاصة فإن فيه قولين في مذهب أحمد في التوسل بالنبي صلى الله عليه و سلم في منسك المروذي ما يناسب قوله بانعقاد اليمين به لكن الصحيح أنه لا ينعقد اليمني به فكذلك هذا وقوله أيضاً في مجموع الفتاوى (وأما إذا لم نتوسل إليه سبحانه بدعائهم ولا بأعمالنا ولكن توسلنا بنفس ذواتهم لم تكن نفس ذواتهم سبباً يقتضى إجابة دعائنا، كان متوسلين بغير وسيلة ولهذا لم يكن هذا منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلاً صحيحاً ولا مشهوراً عن السلف وقد في منسك المروذي عن أحمد دعاء فيه سؤال بالنبي صلى الله عليه سلم.
الجواب:
ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أئمة الفقهاء في الموضوع في كتابيه المذكورين لا يختلف معناه وإن تنوعت العبارة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/66)
وبيانه: أن أئمة الفقهاء كمالك وبي حنيفة والشافعي رحمهم الله قالوا: أن الحلف بغير الله مطلقاً منهي عنه سواء كان المحلوف به نبياً أم غيره ولا ينعقد ذلك يميناً وهو القول الصحيح عن أحمد رحمه الله، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وقال أنه هو الصواب والقول الآخر عنه أن بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يجوز، و ينعقد يميناً بعض الحنابلة عمم تذلك في الأنبياء وينبني على القول بجواز ذلك وانعقاده جواز الأقسام على الله بالنبي أو الأنبياء، وعليه يخرج حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم و قد ذكر ابن تيمية أن القول بجواز الحلف بالنبي وانعقاده قول ضعيف شاذ وكذا ما بنى عليه من جواز الأقسام على الله به وما يناسبه من التوسل به كذلك وما قاله شيخ الإسلام هو الصواب وهو قول جمهور أهل العلم وهو مقتضى الأدلة الشرعية والله ولي التوفيق.
السؤال:
ما قولكم في رسالة الشيخ سليمان بن سحمان إلى الشيخ على بن عبد الله بن عيسى وفيها قوله (في إبطال من ادعى على أنه يجوز التوسل بحق الأنبياء والأولياء والسؤال بهم فإن شيخ الإسلام ذكر أنه لا يعرف قائلاً بذل ولا يجوز القسم بنبينا صلى الله عليه و سلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام على تقدير صحة الحديث.
الجواب:
ما نقله الشيخ سليمان بن سحمان عن شيخ الإسلام ابن تيمية من أنه قال " لا أعرف قائلاً بذلك ولا يجوز القسم بنبينا صلى الله عليه و سلم إلا ما يذكر عن العز بن عبد السلام على تقدير صحة الحديث. نقل صحيح يعرف ذلك بالرجوع إلى ص 337 ص 347 من ج 1 من مجموع الفتاوى.
والمراد بالحديث هنا حديث توسل الأعمى بالنبي صلى الله عليه وسلم و استشفاعه به أن يرد الله تعالى بصره، فقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه و سلم وبين ابن تيمية رحمه الله أنه على تقدير صحته فليس فيه دليل على التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم بل فيه التوسل إلى الله بدعائه النبي صلى الله عليه و سلم ربه أن يرد إلى هذا الأعمى بصره.
وفيما يلي ما ذكره ابن تيميه من روايات الحديث وكلامه عليه لزيادة الإيضاح. وقد روى الترمذي حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علم رجلاً يدعو فيقول " اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي، اللهم شفعه في " روى النسائي نحو هذا الدعاء
وفي الترمذي وابن ماجه عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال " ادع الله أن يعافيني فقال: إن شئت دعوت ن وإن شئت صبرت فهو خير لك فقال فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء " اللهم ني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا رسول الله يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في" قال الترمذي، هذا حديث حسن صحيح. ورواه النسائي عن عثمان ابن حنيف ولفظه: أن رجلا أعمى قال: يا رسول الله: ادع الله أن يكشف لي عن بصري قال " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك
بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إن أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري اللهم فشفعه في)) قال فرجع وقد كشف الله عن بصره.
وقال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا روح حدثنا شعبة عن عمير بن يزيد الخطمي المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا نبي الله: ادع الله أن يعافيني فقال: ((إن شئت أخرت ذلك فهو خير لأخرتك وإن شئت دعوت لك)) قال: لا بل ادع الله لي فأمره أن يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بهذا الدعاء ((اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجت هذه فتقضى، اللهم فشفعني فيه وشفعه في)) قال ففعل الرجل فبرأ. فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله في الدعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/67)
فمن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقاً حياً أو ميتاً. وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفي مغيبه ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابه في حياته كان بمعنى الإقسام به على الله أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضي حوائجهم ويظنون أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو هو لهم ولا أن يطيعوه فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع , الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه ويظنون أن الله تعالى يقضي حاجة هذا الذي توسل به بزعمهم ولم يدع له الرسول كما يقضي حاجة هذا الذي توسل بدعائه ودعا له الرسول صلى الله عليه و سلم، إذ كلاهما متوسل به عندهم ويظنون أن كل من يسأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم وقول هؤلاء باطل شرعاً وقدراً فلا هم موافقون لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله.
ومن الناس من يقولون: هذه قضية عين يثبت الحكم في نظائرها التي تشبهها في مناط الحكم، لا يثبت الحكم بها فيما هو مخالف لها لا مماثل لها والفرق ثابت شرعاً وقدراً بين من دعا له النبي صلى الله علي و سلم و بين من لم يدع له ولا يجوز أن يجعل أحدهما كالآخر.
وهذا الأعمى شفع له النبي صلى الله عليه وسلم فلهذا قال في دعائه ((اللهم فشفعه في)) فعلم أنه شفيع فيه، ولفظه ((إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك فقال: ادع لي، فهو طلب من النبي صلى الله عليه و سلم أن يدعو له، فأعمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يصلي ويدعو هو أيضاً لنفسه ويقول في دعائه ((اللهم شفعه في)) فدل ذلك على أن معنى قوله: أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، أي بدعائه و شفاعته كما قال عمر ((اللهم إن كنا إذا أجدنا توسلنا إليك بنبيك فتسقينا)).
فالحديثان معناهما واحد: فهو صلى الله عليه و سلم علم رجلاً أن يتوسل به في حياته كما ذكر عمر أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما كانوا يتوسلون بغيره بدلاً عنه.
فلو كان التوسل به حياً وميتاً سواء، والمتوسل به الذي دعا له الرسول، كمن لم يدع له الرسول، لم يعدلوا عن التوسل به وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه وأقربهم إليه وسيلة – إلى أن يتوسلوا بغيره ممن ليس مثله.
وكذلك لو كان الأعمى توسل به ولم يدع له الرسول بمنزلة ذلك الأعمى لكان عميان الصحابة أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى، فعولهم عن هذا إلى هذا – مع أنهم السابقون الأولون المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، فإنهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وينفع وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون أنفع من غيره وهم في وقت الضرورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات وتيسير العسير وإنزال الغيث بكل طريق ممكن دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه.
ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه وذلك أن التوسل به حياً هو الطلب لدعائه وشفاعته وهو من جنس مسألته أن يدعو لهم وهذا مشروع فمازال المسلمون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته أن يدعو لهم.
وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء لا عند قبره ولا عند غير قبره كما يفعل كثير من الناس عند قبور الصالحين، يسأل أحدهم الميت حاجته. أو يقسم على الله به ونحو ذلك.
السؤال:
كاتب هذا السؤال يعتقد عدم جواز التوسل النبي صلى الله عليه و سلم ولا غيره إلا ما كان وارداً عن السلف (كطب الدعاء منهم أو التوسل بالأعمال الصالحة لنفس الداعي أو بالأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى والصفات العليا).
الجواب:
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والثبات على العقيدة الإسلامية الصحيحة حتى نلقاه على ما يحب منا ويرضى.
السؤال:
أرجو توضيح قول شيخ الإسلام السابق وهل يقوله على أنه صحب عن الإمام أحمد رضي الله عنه أم هو بصيغة التمريض كما هو ظاهر من اللفظ؟
الجواب:
قد وضح معناه في الجواب عن السؤال الثالث، أما ما نقل عن الأمام أحمد في التوسل النبي صلى الله عليه و سلم بصيغة التمريض فلا نعلم له طيقاً صحيحاً عن الإمام أحمد رحمه الله ولو صح عنه لم يكن به حجة بل الصواب ما قاله غيره في ذلك وهم جمهور أهل السنة لأن الأدلة الشرعية في ذلك معهم والله ولي التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي.
عضو: عبدالله بن غديان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: كتاب فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء. جمع و ترتيب الشيخ أحمد بن عبد الرزاق الدويش. المجلد الأول (العقيدة) / من الصفحة رقم 341 إلى الصفحة رقم 354 طبعة مكتبة المعارف بالرياض الطبعة الأولى عام 1412هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم قبل المشاركة بتعليقك على هذا المقال تذكر قول الله تعالى:
((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ))
يقول الإمام ابن سرين رحمه الله: أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/68)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[23 - 05 - 03, 04:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[08 - 05 - 10, 06:30 م]ـ
للفائدة
ـ[مصطفى الشكيري المالكي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 04:37 ص]ـ
نفع الله بك فقد أجدت في هذه النقول الطيبة
ـ[أبو حفص العمري]ــــــــ[12 - 05 - 10, 12:14 ص]ـ
حياك الله ,, وبك بارك(25/69)
الردود على قصيدة البردة للبوصيري
ـ[احمد الجزائري]ــــــــ[26 - 05 - 03, 03:56 م]ـ
أبحث على جميع الردود على قصيدة البردة للبوصيري، وهل البوصيري صاحب البردة هو الحافظ البوصيري من علماء الحديث أم شخص غيره؟ Question
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[26 - 05 - 03, 05:42 م]ـ
ماذا تعرف عن قصيدة البردة
نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين"
للشيخ محمد جميل زينوا
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين.
ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم!
يقول في قصيدته:
1 - يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم
يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه، لقوله تعالى:
{ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} [يونس: 106]. (أي المشركين) لأن الشرك ظلم عظيم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: {من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار} رواه البخاري.
(الند: المثيل).
2 - فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه: {وإن لنا للآخرة والأولى} فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال: {لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله} رواه البخاري.
3 - ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به * * * إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم
يقول: ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي.
والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل: {وإذا مرضتُ فهو يشفين} [الشعراء: 80].
والله تعالى يقول: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} [الأنعام: 17].
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله} رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
4 - فإن لي منه ذمة بتسميتي محمداً * * * وهو أوفى الخلق بالذمم
يقول الشاعر: إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة، لأن اسمي محمداً، ومن أين له هذا العهد؟
ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها: {سليني من مالي ما شِئْتِ، لا أُغني عنك من الله شيئاً} رواه البخاري.
5 - لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم
وهذا غير صحيح، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر، وهذا لا يقوله مسلم
ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى: {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [الأعراف:56].
والله تعالى يقول: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون} [الأعراف: 156].
6 - وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا، والله يكذبه ويقول: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56].
وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى: {وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين} [الحجر: 99].
7 - أقسمت بالقمر المنشق إن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم
الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {من حلف بغير الله فقد أشرك} حديث صحيح رواه أحمد.
ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً:
8 - لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ * * * أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ
ومعناه: لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه!!
وهذا كذب وافتراء على الله، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها.
ومن العجيب أن بعض الناس يقولون: إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه - وهذا كذب وافتراء- حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح.
علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما شاء الله وشِئْتَ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: {أجعلتني لله نداً؟ قل ما شاء الله وحده} رواه النسائي بسند جيد.
والند: المثل والشريك.
فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/27.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/70)
ـ[احمد الجزائري]ــــــــ[26 - 05 - 03, 07:49 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبد الله ..
جزاك الله خبرا عما تفدمه للمسلمين من خلال صفحة على شبكة صيد الفوائد ...
ننتظر مزيد من الردود على قصيدة البردة من الاخوة الافاضل Question
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[26 - 05 - 03, 08:05 م]ـ
أخي الفاضل ... أحمد الجزائري ...
أوّلا / البوصيري صاحب البردة هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي المغربي البوصيري (المتوفّى سَنَة 694) و هو غيرُ الحافظِ البوصيري صاحب (مصباح الزجاجة) وغيرِه (أحمد بن أبي بكر الشهاب) ..
ثانياً / كُتِبَت ردودٌ كثيرةٌ على البردة: أذكُرُ منها:
ـ ردّ الإمام الشوكاني (ضِمن الدرّ النضيد) له.
ـ ردود شرّاح كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب كالشيخ سليمان في (تيسير العزيز الحميد)، والشيخ عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد) ... وغيرها.
ـ كما ألّف الشيخ الإمام عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين رسالة في الردّ عليها، وهي مطبوعة ضِمنَ كتاب (الشيخ العلاّمة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين مفتي الديار النجدية) للدكتور علي بن محمد العجلان، وهذا الردّ في نحو (70) صفحة.
ـ ردّ العلاّمة الشيخ محمود شكري الألوسي ضِمن كتابه (غاية الأماني في الرد على النبهاني).
ـ (نقد البردة) للشيخ عبد البديع صقر.
ـ وهناك ردٌّ للشيخ الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف نُشِر في مجلّة البيان التي تصدر في لندن ...
ولعلّك ترجِع إلى كتاب الدكتور العجلان (ص 323) فَما بعد.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[26 - 05 - 03, 09:55 م]ـ
قوادح عقدية في بردة البوصيري
د. عبد العزيز محمد آل عبد اللطيف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن ميميه البوصيري - المعروفة بالبردة - من أشهر المدائح النبوية وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، ولذا تنافس أكثر من مائه شاعر في معارضتها، فضلاً عن المشطِّرين والمخمِّسين والمسبِّعين، كما أقبل آخرون على شرحها وتدريسها، وقد تجاوزت شروحها المكتوبة خمسين شرحاً، فيها ما هو محلى بماء الذهب! وصار الناس يتدارسونها في البيوت والمساجد كالقرآن.
يقول الدكتور زكي مبارك: وأما أثرها في الدرس، فيتمثل في تلك العناية التي كان يوجهها العلماء الأزهريون إلى عقد الدروس في يومي الخميس والجمعة لدراسة حاشية الباجوري على البردة، وهي دروس كانت تتلقاها جماهير من الطلاب، وانما كانوا يتخيرون يومي الخميس والجمعة، لأن مثل هذا الدرس لم يكن من المقررات فكانوا يتخيرون له أوقات الفراغ [1].
وقد أطلق البوصيري على هذه القصيدة البردة من باب المحاكاة والمشاكلة للقصيدة الشهيرة لكعب بن زهير - رضي الله عنه - في مدح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد اشتهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى كعباً بردته حين أنشد القصيدة - إن صح ذلك -[2] فقد ادعى البوصيري - في منامه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ألقى عليه بردة حين أنشده القصيدة!!
وقد سمى البوصيري هذه القصيدة أيضاً بـ " الكواكب الدرية في مدح خير البرية " [3]. كما أن لهذه البردة اسماً آخر هو البرأة؛ لأن البوصيري كما يزعمون برئ بها من علته، وقد سميت كذلك بقصيدة الشدائد؛ وذلك لأنها - في زعمهم - تقرأ لتفريج الشدائد وتيسير كل أمر عسير.
وقد زعم بعض شراحها أن لكل بيت من أبياتها فائدة؛ فبعضها أمان من الفقر، وبعضها أمان من الطاعون [4].
يقول محمد سيد كيلاني - أثناء حديثه عن المخالفات الشرعية في شأن البردة: " ولم يكتف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضع مثلها لقراءة القرآن، منها:
التوضؤ، واستقبال القبلة، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابها، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها، إلى غير ذلك.
ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفية الذين أرادوا احتكار قراءتها
للناس، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح، نظير أجر معين [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/71)
وأما عن مناسبة تأليفها فكما قال ناظمها: كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم اتفق بعد ذلك أن أصابني خِلْط فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتها، واستشفعت بها إلى الله في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت ودعوت، وتوسلت ونمت، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم-، فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقى عليّ بردة، فانتبهت ووجدت فيّ نهضة؛ فقمت وخرجت من بيتي، ولم أكن أعلمت بذلك أحداً، فلقيني بعض الفقراء، فقال لي: أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: أيّها؟ فقال: التي أنشأتها في مرضك، وذكر أولّها، وقال: والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يتمايل وأعجبته، وألقى على من أنشدها بردة، فأعطيته إياها، وذكر الفقير ذلك، وشاع المنام [6].
ففي هذه الحادثة تلبّس البوصيري بجملة من المزالق والمآخذ، فهو يستشفع ويتقرب إلى الله - تعالى - بشرك وابتداع وغلو واعتداء - كما سيأتي موضحاً إن شاء الله -.
ثم ادعى أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أن يبيّن نعته؛ فإن من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حسب صفاته المعلومة فقد رآه، فإن الشيطان لا يتمثل به - كما ثبت في الحديث -.
ثم ادعى أن النبي في - صلى الله عليه وسلم - مسح على وجهه وألقى عليه بردة، فعوفي من هذا الفالج، فتحققت العافية بعد المنام دون نيل البردة! ثم التقى البوصيري - في عالم اليقظة - بأحد المتصوفة وأخبره بسماع القصيدة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تمايل إعجاباً بالقصيدة، وهذا يذكّرنا بحديث مكذوب بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تواجد عند سماع أبيات حتى سقطت البردة عن منكبيه وقال: ليس بكريم من لم يتواجد
عند ذكر المحبوب.
قال شيخ الإسلام: إن هذا الحديث كذب بإجماع العارفين بسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وسنته وأحواله [7].
وأما عن استجابة دعاء البوصيري مع ما في قصيدته من الطوامَّ، فربما كان لاضطراره وعظم فاقته وشدة إلحاحه السبب في استجابة دعائه.
يقول شيخ الإسلام: ثم سبب قضاء حاجة بعض هؤلاء الداعين الأدعية المحرمة أن الرجل منهم قد يكون مضطراً ضرورة لو دعا الله بها مشرك عند وثن لاستجيب له، لصدق توجهه إلى الله، وان كان تحري الدعاء عند الوثن شركاً، ولو استجيب له على يد المتوسل به، صاحب القبر أو غيره لاستغاثته، فإنه يعاقب على ذلك ويهوي به في النار إذا لم يعفُ الله عنه، فكم من عبد دعا دعاء غير مباح، فقضيت حاجته في ذلك الدعاء، وكان سبب هلاكه في الدنيا والآخرة [8].
وأما عن التعريف بصاحب البردة فهو: محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً، كما لم يكن عابداً صالحاً؛ حيث كان ممقوتاً عند أهل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح، كما أنه كثير السؤال للناس، ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل.
ونافح البوصيري عن الطريقة الشاذلية التي التزم بها، فأنشد أشعاراً في الالتزام بآدابها، كما كانت له أشعار بذيئة يشكو من حال زوجه التي يعجز عن إشباع شهوتها!
توفي البوصيري سنة 695هـ وله ديوان شعر مطبوع [9].
وسنورد جملة من المآخذ على تلك البردة التي قد تعلّق بها كثير من الناس مع ما فيها من الشرك والابتداع. والله حسبنا ونعم الوكيل.
1 - يقول البوصيري:
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من * * * لولاه لم تُخرج الدنيا من العدم
ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم- وقد قال - سبحانه: " ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات: 56]، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع: لولاك لما خلقت الأفلاك [10].
2 - قال البوصيري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/72)
فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق * * * ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس * * * غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم
أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبياء والرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- فالسابق استفاد من اللاحق!
فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل: إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنه يوجد العالم، ومنه استمد كل علم وعرفان؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه ..
وكذا مقالة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين [11].
3 - ثم قال:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم * * * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت: ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة، والشرك بحر لا ساحل له، ولا ينحصر في قول النصارى؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح - غالباً -: إنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته: دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة [12].
لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-: لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله [13]، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام -: إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يُكذب، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه
النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام -، وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله -صلى الله عليه وسلم-: كما أطرت هي كاف التعليل، أي كما بالغت النصارى [14].
ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث -: لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر [15].
4 - وقال أيضاً:
لو ناسبت قدره آياته عِظماً * * * أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم
يقول بعض شرّاح هذه القصيدة: لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره [16].
يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت: ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول: إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟ [17].
5 - وقال أيضا:
لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه * * * طوبى لمنتشق منه وملتثم
فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أطيب وأفضل مكان، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- ولا يقبله، وهذا كله محافظة على التوحيد [18].
6 - ثم قال:
أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له * * * من قلبه نسبةً مبرورة القسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/73)
ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك [19].
وقال ابن عبد البر - رحمه الله -: لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل -
في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه ... إلى أن قال: أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد [20].
7 - قال البوصيري:
ولا التمست غنى الدارين من يده * * * إلا استلمت الندى من خير مستلم
فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال: " ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ " [النحل: 53]، وقال - سبحانه -: " فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ " [العنكبوت: 17]، وقال - تعالى -: " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ " [يونس: 31]، " قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ " [سبأ: 22].
وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى -: " قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ " [الأنعام: 50].
8 - قال البوصيري:
فإن لي ذمة منه بتسميتي * * * محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
وهذا تخرُّص وكذب؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمجرد أن اسمه موافق لاسمه؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد!
و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت: قوله: فإن لي ذمة ... إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك [21].
فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة [22].
9 - وقال البوصيري:
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: " قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " [الزمر: 13].
ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى -: " ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ " [يونس: 18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً [23].
10 - وقال:
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم
يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -:
فتأمل ما في هذا البيت من الشرك:
منها: أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.
ومنها: أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية [24].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/74)
وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً: فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله: " وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً " [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب [25].
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت: فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. إنا لله وإنا إليه راجعون [26].
11 - وقال البوصيري:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي * * * إذا الكريم تحلى باسم منتقم
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: سؤاله منه أن يشفع له في قوله: ولن يضيق رسول الله ... إلخ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله، وذلك هو الشرك، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً [27].
12 - وقال أيضا:
فإن من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم - وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال؛ فمعنى الكلام: أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول: " وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى " [الليل: 13] [28].
وقوله: ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه -: " قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ " [النمل: 65] وقال - عز وجل -: " وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ " [الأنعام: 59]، والآيات في هذا كثيرة معلومة [29].
وأخيراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.
وإن كان لا بد من قصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة - رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.
اللهم صلّ على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.
________________________
(1) المدائح النبوية، ص 199.
(2) يقول ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية (4/ 373): ورد في بعض الروايات أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطاه بردته حن أنشده القصيدة وهذا من الأمور المشهورة جداً، ولكن لم أر ذلك في شيء، من هذه الكتب المشهورة بإسناد أرتضيه؛ فالله أعلم.
(3) انظر مقدمة محقق ديوان البوصيري، ص 29.
(4) انظر المدائح النبوية لزكي مبارك، ص 197.
(5) مقدمة ديوان البوصيري، ص 29، 30.
(6) فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي، 2/ 258.
(7) مجموع الفتاوى، 11/ 598.
(8) اقتضاء الصراط المستقيم، 2/ 692، 693، باختصار.
(9) انظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري، تحقيق محمد سيد كيلاني، ص 5 - 44، وللمحقق كتاب آخر بعنوان: البوصيري دراسة ونقد.
(10) انظر: الصنعاني في موضوعاته، ص 46 ح (78)، والسلسلة والموضوعة للألباني، 1/ 299، ح (282).
(11) انظر تفصيل ذلك في كتاب محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعبد الرؤوف عثمان، ص 169 - 196.
(12) الدرر السنية، 9/ 81، وانظر 9/ 48، وانظر: صيانة الإنسان للسهسواني (تعليق محمد رشيد رضا)، ص 88.
(13) أخرجه البخاري، ح /3445.
(14) انظر القول المفيد، 1/ 376، ومفاهيمنا لصالح آل الشيخ، ص 236، ومحبة الرسول لعبد الرؤوف عثمان، ص 208.
(15) فتح الباري، 12/ 149.
(16) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 349.
(17) غاية الأماني للآلوسي، 2/ 350، باختصار وانظر الدر النضيد لابن حمدان، ص 136.
(18) الرد على الأخنائي، ص 41.
(19) رواه أحمد، ح /4509، والترمذي، ح / 1534.
(20) التمهيد، 14/ 366، 367.
(21) تيسير العزيز الحميد، ص 22.
(22) انظر الدرر السنية، 9/ 51.
(23) انظر الدرر السنية، 9/ 49، 82، 271.
(24) تيسير العزيز الحميد، ص 219، 220.
(25) الدرر السنية، 9/ 80، وانظر 9/ 49، 84، 193، ومنهاج التأسيس والتقديس لعبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ص 212.
(26) الدر النضيد، ص 26.
(27) تيسير العزيز الحميد، ص 220، وانظر الدرر السنية، 9/ 52.
(28) انظر الدرر السنية، 49، 50، 81، 82، 85، 268.
(29) انظر الدرر السنية، 9/ 50، 62، 81، 82، 268، 277.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/75)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[29 - 05 - 03, 03:07 م]ـ
مظاهر الغلو في قصائد المديح النبوي
سليمان بن عبد العزيز الفريجي
منذ أن انتشر الإسلام أقبل الأدباء على مدح نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بمدائح كثيرة، حفظ لنا التاريخ شيئاً منها، ومن أقدمها ما جاء عن أم معبد - رضي الله عنها - من وصفها للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعدما حل بخيمتها في طريق هجرته إلى المدينة، وكان من وصفها: (إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، لانزر ولا هزر) [1].
كما كان لشعراء الرسول - صلى الله عليه وسلم - كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير وكعب بن مالك والعباس بن مرداس وغيرهم قصائد عدة في مدحه ورثائه، منها قصيدة حسان بن ثابت - رضي الله عنه - التي مطلعها:
بطيبة رَسْم للرسول ومَعهد * * * منير، وقد تعفو الرسوم وتهْمَد
ولا تنمحي الآيات من دار حُرْمة * * * بها منبر الهادي الذي كان يصعد
ومنها قصيدة كعب بن زهير - رضي الله عنه - التي قالها عند إسلامه، واعتذر بها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وألقاها بين يديه في مسجده وسط صحابته، ومطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * * * مُتَيَّم إثرها لم يُجْزَ مكبول
وفيها يقول:
أنبئت أن رسول الله أوعدني * * * والعفو عند رسول الله مأمول
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة * * * القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لذاك هيب عندي إذ أكلمه * * * وقيل إنك مسبور ومسؤول
من ضيغم من ضراء الأُسْد مُخْدرة * * * ببطن عثَّر غيل دونه غيل
إن الرسول لسيف يُستضاء به * * * مهند من سيوف الله مسلول
بل إن هناك من شعراء الكفار من مدحه وأثنى على أخلاقه الكريمة، كعمه أبي طالب في قصيدته المشهورة، ومنها قوله:
وأبيض يُستسقى الغمامُ بوجهه * * * ثمالُ اليتامى، عصمة للأرامل
وكالأعشى الكبير ميمون بن قيس الذي مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - بقصيدة رائعة، وجاء بها ليسلم عنده ويلقيها بين يديه، ولكن قريشاً أغرته بالدنيا فعاد ومات كافراً. ومن قصيدته قوله:
نبيٌ يرى ما لا ترون، وذكره * * * أغار لعمري في البلاد وأنجدا
له صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ ونائل * * * وليس عطاءُ اليوم مانعه غدا
وهكذا اتصل مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته ورثائه بعد مماته، وذكر أخلاقه وأوصافه عند أصحابه والتابعين دون غلو أو تجاوز لحدود المشروع.
وبعد قيام دولة بني أمية والحوادث التي جرت لآل بيت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وتشيع من تشيع لهم بدأت المبالغة في مدحهم والثناء عليهم، حتى اشتهر شعراء بذلك، وأكثروا منه، كالكميت الأسدي ودعبل الخزاعي والشريف الرضي ومهيار الديلمي، وهؤلاء جاءت مبالغتهم من غلوهم في رجالات آل البيت، وتفضيلهم على من يرونهم أعداء لهم من الأمويين وغيرهم؛ فموقفهم في الحقيقة سياسي أكثر من كونه معتمداً على اقتناعاتهم الشرعية؛ فلهذا جاء كلامهم على آل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - دون غيرهم، حتى النبي -صلى الله عليه وسلم- قل مديحهم له في مقابل مديحهم لآل بيت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
ومن أشعارهم هاشميات الكميت وأشهرها: البائيتان واللامية والميمية، يقول في إحدى البائيتين:
إلى النفر البيض الذين بحبِّهم * * * إلى الله فيما نالني أتقرِّب
بني هاشم رهط النبي فإنني * * * بهم ولهم أرضى مراراً وأغضب
وما جاء عن هؤلاء من المدح الخاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- يكاد يكون مدحاً معتاداً لا نجد فيه ما سنجده في مدائح الصوفية في القرن السابع. ومن ذلك قول الكميت:
وأنت أمين الله في الناس كلهم * * * عليها وفيها احتار شرق ومغرب
فبوركت مولوداً وبوركت ناشئاً * * * وبوركت عند الشيب إذ انت أشيب
وبورك قبرٌ أنت فيه وبوركت * * * به وله أهل لذلك يثرب
لقد غيَّبوا بِراً وصدقاً ونائلاً * * * عشية واراك الصفيح المنصَّب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/76)
ومع ذلك كان مدح من مضى لآل البيت أكثره صادقاً، لأنهم يمدحونهم والدنيا ليست بأيديهم خلاف شعراء الدولة العبيدية المنتسبة - زوراً - إلى فاطمة الزهراء - رضي الله عنها - التي كان الشعراء يتزلفون إلى حكامهم بمدحهم ومدح آل البيت ومنه مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا المدح غير داخل في حقيقته في المدائح النبوية، لأنه مدح من أجل الدنيا، لا لحبهم أو التقرب إلى الله بمدحهم، ولهذا وصل الأمر ببعضهم إلى حد الشرك كابن هانئ الأندلسي، حيث يقول في مدح المعز لدين الله الفاطمي:
ما شئتَ، لا ما شاءت الأقدار * * * فاحكم فأنت الواحد القهار
ويقول:
ولك الجواري المنشآت مواخراً * * * تجري بأمرك والرياح رخاءُ
ولهذا كان مدح هؤلاء منصباً على حكام الدولة العبيدية ومن يزعم هؤلاء الحكام محبتهم من رجالات آل البيت، ويقل فيه مدح النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وتستمر المدائح النبوية دائرة حول أوصاف النبي -صلى الله عليه وسلم- الخُلُقية والخَلْقية المعروفة، ولا نجد ذلك الغلو الذي يخرج بالمدائح النبوية إلى رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- فوق مقامه البشري، وإضفاء بعض الصفات الإلهية عليه إلا في القرن السابع الذي يعرف في التاريخ الإسلامي بانتشار التصوف فيه إلى حد كبير، مما أثر تأثيراً كبيراً على الشعراء الذين تسابقوا في مضمار المدائح النبوية، بنَفَسٍ يخالف المدائح السابقة، ويوافق الفكر التصوفي.
وكانت البداية الفعلية لهذه المدائح بهذا النَفَس الصوفي المتميز على يد محمد بن سعيد البوصيري، المتوفى في الإسكندرية سنة695 هـ، فقد نظم عدة قصائد في المدائح النبوية، وأشهرها قصيدتان:
الأولى الميمية، وهي على رواية الديوان (160) بيتاً ومطلعها:
أمن تذكُّر جيرانٍ بذي سلم * * * مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم
والأخرى الهمزية، ومطلعها:
كيف ترقى رقيَّك الأنبياء * * * يا سماء ما طاولتها سماءُ
والميمية أشهر وأذيع عند عامة المتصوفين ومقلديهم، وقد نسجت حولها المنامات والأساطير، ابتداء بناظمها الذي جاء عنه أنه بسبب استشفائه بهذه القصيدة مسح النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام عليه فبرئ من فالج كان أبطل نصفه وألقى عليه بردة، فسميت القصيدة لذلك بالبردة، ونسجت الأساطير لكل بيت
من أبياتها، وشاع التبرك والاستشفاء بها، فصارت تسمى أيضاً: البُرْأَة، والبُروة، وقصيدة الشدائد، وغالى المتصوفة وأتباعهم فيها (حتى عملوها تميمة تعلق على الرؤوس، وزعموا فيها مزاعم كثيرة من أنواع البركة، وهم على ذلك إلى يومنا هذا) [2].
ويظهر أن كل هذه التسميات كانت بعد موت البوصيري، أما هو فسماها:
(الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية).
وقد أجمع معظم الباحثين على أن ميمية البوصيري أفضل قصيدة في المديح النبوي من الناحية الفنية الأدبية - لا الشرعية - إذا استثنينا لامية كعب بن مالك (البردة الأم)، حتى قيل: إنها أشهر قصيدة في الشعر العربي بين العامة والخاصة.
ومهما يكن من أمر فقد أثّرت ميمية البوصيري في المدائح النبوية تأثيراً عميقاً، حيث نقلتها مضموناً وقالباً. أما من حيث المضمون فقد نقلت المدائح النبوية من المدح المعتاد للنبي - صلى الله عليه وسلم - بأوصافه المشهورة المعروفة إلى أوصاف غلو ومبالغة (على نحو إعجازي خارق، بالغ المثالية، بالغ الكمال، وبالغ الجلال ... يرقى بالنبي إلى درجة ربانية) [3]، ويسمون هذه الأوصاف: (الحقيقة المحمدية) التي يدعي المتصوفة أن غيرهم لا يعرفونها؛ ولهذا فهم يحملون كل غلو في ميمية البوصيري وغيره ممن سار على دربه على أنه من الحقيقة المحمدية التي ينفردون بمعرفتها للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
أما من حيث القالب فقد جعل المدائح النبوية تتكون من ثلاثة أجزاء: الأول يسمى النسيب النبوي، وهو التشوق إلى المدينة النبوية التي تضم قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها جرى أغلب أحداث سيرته، ويتلو هذا النسيب بعض الحِكَم التي تحذر من الدنيا وأهواء النفس، وهذا الجزء يمثل من ميمية البوصيري الأبيات من (1 - 33)، ومن أجملها قوله:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على * * * حب الرضاع، وإن تفطمه ينفطم
وقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/77)
وخالف النفس والشيطان واعصهما* * * وإن هما محَّضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً * * * فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
والجزء الثاني مديح النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرض سيرته، وهذا الجزء هو غرض القصيدة، وفيه يذكر الشاعر سيرته من مولده إلى وفاته - صلى الله عليه وسلم -، ويتكلم على معجزاته وخصائصه ... ويمثل هذا الجزء من القصيدة الأبيات من (34 - 139)، ويبدؤه بقوله:
محمد سيد الكونين والثقلي * * * ن والفريقين من عُرب ومن عجم
وفي هذا الجزء أغلب الغلو المشار إليه من قبل، وكأن بعض المتأخرين عن البوصيري أحسَّ شدة هذا الغلو فأراد أن يخففه فزاد في القصيدة - وما أكثر ما زيد عليها - بيتاً ناشزاً ألقاه في مكان غير مناسب في القصيدة، وهو قوله:
فمبلغ العلم فيه أنه بشر * * * وأنه خير خلق الله كلهم
ولم يرض كثير من الصوفية هذا البيت للنص فيه على بشريته وأنها منتهى العلم فيه، فغيروه إلى:
مولاي صلِّ وسلم دائماً أبداً * * * على حبيبك خير الخلق كلهم
ونسبوا فيه مناماً خاصاً للبوصيري، فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي ألقى بشطره الثاني على البوصيري.
والجزء الثالث هو إقرار الشاعر بذنوبه وطلب العفو عنها، ويشمل هذا الجزء الأبيات من (140 - 160) ويبدأ إقراره بقوله:
خدمته بمديح أستقيل به * * * ذنوب عُمْرٍ مضى في الشعر والخدم
ثم يقول:
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تَسم * * * فيا خسارة نفس في تجارتها
ولكن طلبه للعفو كان موجهاً للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا من أكبر انحرافات البوصيري، وقد كرر هذا في عدة أبيات، منها:
إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقض * * * من النبي، ولا حبلي بمنصرم
فإن لي ذمةً منه بتسميتي * * * محمداً، وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي * * * فضلاً فقل يا زلة القدم
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العَمِمِ
وعندما ذكر العفو والرحمة من الله رجا أن تكون الرحمة مقسومة حسب العصيان، لا الإحسان، فقال:
لعل رحمة ربي حين يقسمها * * * تأتي على حسب العصيان في القسم
وفي آخر هذا الجزء يختم القصيدة بالصلاة والسلام الدائمين على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا الجزء يكثر فيه دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغاثة به وإضافة صفات ربانية إليه، وإن كان الجزءان السابقان لا يخلوان من مثل ذلك، كقوله:
أقسمت بالقمر المنشق أن له * * * من قلبه نسبة مبرورة القسم
وقوله:
ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به * * * إلا ونلت جواراً منه لم يُضم
هذه هي ميمية البوصيري التي كان لها أعظم الأثر في المديح النبوي، وتحويلها من مسارها السليم إلى مسار مليء بالانحرافات الشرعية، وقد ساعد المتصوفة وأصحاب الطرق على نشرها بغنائها وانشادها وتلحينها في كل مناسبة حتى الحروب فضلاً عن الأفراح والأحزان والموالد المبتدعة واحتفالات الحجيج.
ولم يقتصر أثرها على العامة، بل تعداه إلى الخاصة؛ إذ تزاحم الشعراء العرب وغير العرب على تقليدها، وتفننوا في ذلك حتى أنشؤوا فيها فنوناً أدبية منها:
أ- البديعيات التي تسير على نهجها وزناً وروياً ومضموناً وأجزاءً، ويكون كل بيت من أبياتها خاصاً بلون من ألوان علم البديع في البلاغة كبديعية صفي الدين الحلي (750 هـ) ومطلعها:
إن جئت سلعاً فسل عن جيرة العلم * * * واقرا السلام على عرب بذي سلم
وبديعية عز الدين الموصلي ومطلعها:
براعة تستهل الدمع في العلم * * * عبارة عن نداء المفرد العلم
ب- المدائح النبوية التي فيها التورية بكل سور القرآن، ومن أشهرها قصيدة ابن جابر الأندلسي (780 هـ)، ومطلعها:
في كل فاتحة للقول معتبرة * * * حق الثناء على المبعوث بالبقرة
وقد عارض ابن جابر في قصيدته هذه عدة شعراء حتى أُلِّف فيها كتاب مستقل وهو كتاب: (المدائح النبوية المتضمنة لسور القرآن الكريم لهاشم الخطيب).
ج - معارضتها وتشطيرها وتخميسها وتسبيعها ... ومن أشهر من عارضها من المحدثين: محمود سامي البارودي بمطولة بلغت (447 بيتاً) هي: (كشف الغمة في مدح سيد الأمة!)، ومطلعها:
يا رائد البرق يمم دارة العلم * * * واحْدُ الغمام إلى حي بذي سلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/78)
وأحمد شوقي في قصيدة في (190 بيتاً) سماها: (نهج البردة)، مطلعها:
ريم على القاع بين البان والعلم * * * أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
وقد زاد الغلو في المدائح النبوية منذ عهد البوصيري إلى بدايات العهد الحديث، ومن أمثلة هذا الغلو والمغالين محمد بن أبي بكر البغدادي الذي صنف ديواناً كاملاً باسم: (القصائد الوترية في مدح خير البرية) نظم فيه 29 قصيدة، وكل قصيدة منها 21 بيتاً. بحيث تبدأ أبيات كل قصيدة بحرف وتنتهي به نفسه، ومن مدحه الغالي قوله:
أغثني، أجرني، ضاع عمري إلى متى * * * بأثقال أوزاري أراني أُرزأُ
وقوله:
ذهاباً ذهاباً يا عصاةُ لأحمد * * * ولوذوا به مما جرى وتعوَّذوا
ذنوبكم تُمحى وتعطون جنة * * * بها دُرَرٌ حصباؤها وزمرد
ومن أشد الغالين: عبد الرحيم البرعي اليماني، فله ديوان شعر أكثره مدائح نبوية، ومن مدحه الغالي قوله:
سيد السادات من مضر * * * غوث أهل البدو الحضر
وقوله:
يا سيدي يا رسول الله، يا أملي * * * يا موئلي، يا ملاذي، يوم تلقاني
هب لي بجاهك ما قدمت من زلل * * * جوداً ورجح بفضل منك ميزاني
واسمع دعائي واكشف ما يساورني * * * من الخطوب ونفِّس كُلَّ أحزاني
وكذلك أكثر من عارض البردة قديماً وحديثاً - وما أكثرهم - تأثر بما فيها من غلو.
وقد تأثر كذلك المتأخرون بهذا الغلو، فمستكثر ومستقل، فهذا البارودي يقول:
أبكاني الدهر حتى إذ لجأت به * * * حنا علي وأبدى ثغر مبتسم
وهذا أحمد شوقي يقول:
فالطف لأجل رسول العالمين بنا * * * ولا تزد قومه خسفاً ولا تسُمِ
ويقول في أحد المدائح الخديوية:
إذا زرت يا مولاي قبر محمد * * * وقبَّلت مثوى الأعظم العطرات
فقل لرسول الله: يا خير مرسل * * * أبثك ما تدري من الحسرات
وهذه شاعرة معاصرة ألفت كتاباً كاملاً من شعر التفعيلة باسم: (بردة الرسول) من أجل أن تشفى من مرض عانت منه طويلاً، ملأته بالغلو، ومن مثل قولها:
يا سيدي، اسمع دعائي ... كن مًعين
وأجب رجائي، يا محمدنا الأمين
أما هذا الغلو عند شعراء الصوفية ومقلديهم فأشهر من أن أشير إليه هنا.
ومما سبق نستخلص أن المدائح النبوية الغالية منذ البوصيري ومن قلده لا علاقة لها بالمدائح النبوية قبلها؛ لأنه شتان بين التصور الواقعي البشري كما صوره شعراء المديح النبوي الأوائل من أمثال كعب بن زهير وكعب بن مالك وحسان بن ثابت، ومعاصريهم، وبين التصور المتأخر للرسول - عليه الصلاة والسلام - عند شعراء المديح النبوي المتأخرين الذين أحالوا شخصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى سلسلة طويلة من الخوارق والمعجزات والقدرات فوق الطبعية، حتى بات النبي -صلى الله عليه وسلم- ذا طبيعة إلهية لا بشرية [4].
ومع هذا فقد بقي كثير من الشعراء قديماً وحديثاً بمعزل عن هذا الغلو، ولكن الحديث الآن ليس عنهم، والله أعلم.
________________________
* (1) المستدرك على الصحيحين، 9/ 3، وغريب الحديث لابن قتيبة 1/ 463، وانظر الإصابة في ترجمة أم معبد.
* (2) دراسة محمد النجار لبردة البوصيري، ص 62 عن كتاب المقفى للمقريري.
* (3) دراسة محمد النجار للبردة، ص 11.
* المصدر: مجلة البيان - العدد 139 - ربيع الأول 1420 هـ
ـ[ابو عبدالله الناصري]ــــــــ[29 - 05 - 03, 04:10 م]ـ
للشيخ نسيب الرفاعي - رحمه الله - كتاب (نقض البردة وبيان ما فيها من أبيات الشرك والردة) ولا أعلم أنه طبع 0
ـ[احمد الجزائري]ــــــــ[31 - 05 - 03, 03:23 م]ـ
شكرا للأخوين عبد الله زقيل و أبو عبد الله الروقي وجزاكم الله عنا كل خير.
-الأخ أبو عبد الله الروقي هل هذه المصادر التي ذكرتها التي ترد على هذه القصيدة الشركية موجودة على شبكة الانترنت؟
-
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[27 - 08 - 04, 03:48 ص]ـ
أقوال علماء السنة في قصيدة البردة
http://saaid.net/feraq/sufyah/39.htm
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[19 - 02 - 05, 02:35 ص]ـ
إخواني في الله لقد قمت بجمع مقالاتكم ووضعتها في ملفات وورد للفائدة و من أراد تنزيلها فهذا رابطها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26895(25/79)
صورة داعية البدع الحبيب على الجفري أمام ضريح يعبدُ من دون الله
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[28 - 05 - 03, 05:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه صورة داعية الضلالة والبدع الحبيب علي الجفري الصوفي أمام ضريح يعبدُ من دون الله في سيرلنكا أثناء زياته لها.
## الرجاء عدم وضع الصور في الملتقى بارك الله فيك ##
الضريح للحبيب أحمد بن أبي بكر المشهور بأحد المساجد في سيرلنكا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) رواه أبو داود بإسناد صحيح.
عن أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه قال آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم: ((اعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) رواه أحمد و غيره بإسناد صحيح.
قلت: سبحان الله هذا من شرار الناس من اتخذ قبر نبي من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم مسجدا.
فكيف من اتخذ قبر من دونهم مسجدا.
نسأل الله السلامة و العافية من زيغ القلوب وعمى البصيرة.
اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
## حذفت الصورة ## ((المشرف))
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[28 - 05 - 03, 06:42 م]ـ
الإخوة المشرفين:
لماذا تحذف الصور حتى ولوكان فيها مصلحةمن مثل ما في كلام الشيخ عباس؟
أيها الإخوة: أنا لا أتدخل في عملكم وانا معكم ومع الجماعة لكن هذا مجرد استفسار أرجو الإجابة عليه ليطمئن قلبي
ـ[عباس رحيم]ــــــــ[29 - 05 - 03, 06:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل المشرف أكرمه الله برضاه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سوف ألتزم بعد وضع صور أحسن الله إليك في المستقبل إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 - 05 - 03, 02:44 م]ـ
لو أعطيتنا الرابط جزاك الله خير
ـ[أسامة السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 03, 04:48 م]ـ
أرجو منك يأخ عباس رحيم أن ترس الصورة إلى بريدي ولك جزيل الشك
jawad1@scs-net.org
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[08 - 11 - 03, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: مع تقديري للإخوة والمشائخ الفضلاء الذين طلبوا تنزيل الصورة 000إلا أنني أوافق الأخ المشرف في حذفها لما تعلمونه من تحريم التصوير و تحريم إتخاذها ووجوب طمسها 000 وبالنسبة لهذا الخبيث الدني المنعوت باسم الحبيب علي فيكفينا ما يصرح به من شرك و ردة بغلوه في النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين وبعض من يزعم أنهم من الصالحين وبالله عارفين وهم للطعن فيهم أقرب من كونهم مجاهيل لايعرف حالهم 000 وستجدون ذلك في موقع (التبيان الجلي لحقيقة الجفري علي) يمكن البحث عن هذا الموقع من موقع ( google ) أرجو من الجميع الصفح والعفو لما بدر مني من تجاوز والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[08 - 11 - 03, 06:39 م]ـ
http://www.almijhar.net
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[10 - 02 - 04, 11:45 ص]ـ
أخي الكريم رابط موقع التبيان الجلي لحقيقة الجفري علي هو
موقع المجهر
www.almijhar.net
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[10 - 02 - 04, 09:13 م]ـ
قد قيل ما بعد الكفر ذنب، فنسأل الله العافية(25/80)
التوضيح لإفك الأحمدية القاديانية في زعمهم وفاة المسيح
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 05:03 ص]ـ
هذا بحث كتبه أحد طلبة العلم أحببت نقله ههنا لطلب بعض الإخوة في الملتقى ذلك، أسأل الله أن ينفع به.
ومن كان يستطيع من الإخوة وضعه في ملف وورد فذلك حسن، فإني لا أعرف كيف أضعه في ملف مضغوط 0
التوضيح لإفك الأحمدية (القاديانية) في زعمهم وفاة المسيح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام المتقين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد ابتليت بالاطلاع على رسالة صغيرة الحجم عظيمة الضرر عنوانها: (وفاة المسيح بن مريم والمراد من نزوله)، وعلى غلافها صورة مزعومة لقبر عيسى عليه السلام في سري نغر بكشمير الهند، من نشر الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية (القاديانية).
والحق أنه لم يكن بي حاجة إلى الرد على شيء من مؤلفات هذه الفرقة المارقة لانكشاف أمرها، وسقوط شبهها؛ لولا أن كتبها ورسائلها تنتشر في بعض البلاد، ويخشى أن يتأثر بها أحدٌ ممن ضعفت صلتهم بالعلم الشرعي.
وقد رغب بعض الأحبة في إجراء القلم ببيان ضلالهم وإفكهم في هذه الرسالة.
فاستعنت بالله تعالى على ذلك، وهو المسئول أن يرفع منار الحق وينصر أهله وأن ينكس أعلام أهل الضلال ويخمد نيرانهم ويقي المسلمين شرهم.
وقبل افتتاح الرد يجدر التنبيه على أن هذه الفرقة الأحمدية (القاديانية) فرقة ضالة كافرة بإجماع علماء المسلمين، وقد صدرت بذلك فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها: المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها.
وإذا كان الأمر كذلك فإن من الواجب عدم الالتفات إلى شيء من مؤلفاتهم أو الاشتغال بها، بل الواجب إتلافها والتحذير منها ومن أهلها؛ حماية لحياض الدين، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
تمهيد:
إن مما يسعى إليه الأحمدية جهدهم إثبات أن النبي الكريم عيسى عليه الصلاة والسلام قد مات، ولهم في ذلك غرض سيء؛ وهو أنه إذا تم إيهام ذلك فإنه سيسهل عليهم ادعاء أن الأحاديث التي وردت بنزوله عليه السلام المقصود بها بعثة المتنبىء القادياني الكذاب، كما أن المهدي المنتظر إنما هو عيسى بن مريم، فيتحصل من هذا وذاك أن القادياني هو عيسى بن مريم والمهدي المنتظر أيضاً.
وقد صرحت الرسالة المشار إليها بذلك إذ جاء فيها ص6: (فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم: ميرزا غلام أحمد ... إماماً مهدياً وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلا: (لا المهدي [كذا، والصواب: مهدي] إلا عيسى) ابن ماجه، كتاب الفتن) اهـ.
قلت: إن من الضلال البيِّن والخطأ الواضح اعتقاد أن عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر، والحديث المذكور لا يصح، بل هو حديث منكر، حكم بنكارته جمع من الأئمة، منهم النسائي والذهبي والألباني، وضعفه الحاكم والبيهقي والقرطبي وابن تيمية، بل حكم بوضعه الصغاني. انظر: منهاج السنة 8/ 256، والصواعق المحرقة للهيتمي 2/ 476، والسلسلة الضعيفة (77)
ويحسن قبل مناقشة القاديانية في هذا الموضوع التقديم بذكر شيء من عقيدة المسلمين قاطبة فيما يتعلق برفع عيسى عليه السلام ونزوله.
فأقول: يعتقد المسلمون بما تضمنته الآيات والأحاديث المتواترة بأن المسيح عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء، وأنه باقٍ حياً فيها إلى قرب قيام الساعة، إذ سينزل إلى الأرض فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويحكم بالشريعة المحمدية، ثم يموت – عليه السلام – كسائر البشر.
وممن نقل الإجماع على ذلك ابن عطية رحمه الله (ت542هـ) إذ قال في تفسيره المحرر الوجيز3/ 143: (أجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى في السماء حي، وأنه سينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل وتظهر به الملة – ملة محمد صلى الله عليه وسلم – ويحج البيت ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة).
ويقول السفاريني (ت 1188هـ) في كتابه لوامع الأنوار 2/ 94 - 95: (فقد أجمعت الأمة على نزوله، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ويحكم بهذه الشريعة المحمدية، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء).
ويقول العظيم أبادي في كتابه عون المعبود 11/ 457: (تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم من السماء بجسده العنصري إلى الأرض عند قرب الساعة، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة).
وكلام أهل العلم في هذا مستفيض، ولولا خشية الإطالة ورغبتي أن تكون هذه الرسالة وجيزة المحتوى لحشدت من تلك النقولات الشيء الكثير.
ويراجع للأهمية كتابا: التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح للشوكاني، و: التصريح بما تواتر في نزول المسيح، لمحمد أنور شاه الكشميري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/81)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 05:09 ص]ـ
أما عن إفك القاديانية في هذه الرسالة؛ فإن خلاصتها: مقدمتان ونتيجة.
أما المقدمة الأولى: فهي أن عيسى عليه السلام قد مات، وأن رفعه بجسده حياً خرافةً لا حقيقة لها.
وأما المقدمة الثانية: فهي أن الأحاديث الواردة في نزوله عليه السلام ليست على ظاهرها، بل هي مؤولة.
أما النتيجة: فهي أن المراد من نزوله: خروج مثيله وشبيهه، وذلك هو ميرزا غلام أحمد القادياني.
وقد حشدوا لكلا المقدمتين جملة من الشبه التي يكفي أدنى تأمل فيها في كشف زيفها وبطلانها.
وسوف أعرض – بحول الله – بإيجاز شديد لما تضمنته تلك الرسالة من ضلال وتلبيس، وعلى الله التكلان.
الرد التفصيلي:
جاء في الرسالة ص1: (إن سنة الله العامة الشاملة لجميع بني آدم أن يعيشوا في الأرض، فكيف خرج عيسى بن مريم من هذه السنة المستمرة كما يزعم البعض).
والجواب: إن الذي شاء هذه السنة وأوجدها قادرٌ على أن يستثنى منها من شاء، ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
وهل بقاء عيسى عليه السلام حيا في السماء بأعجب من ولادته من أم بلا أب؟ أليس في هذا مخالفة للسنة الكونية كما تزعمون؟ وكل جواب تجيبون به على هذا الإيراد هو جوابنا عليكم في قولكم.
جاء في الرسالة ص1 - 2: الاستدلال بقوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) على أن جميع الأنبياء قد توفوا؛ باعتبار أن معنى (خلا): مات، وأن أبا بكر رضي الله عنه استدل بهذه الآية على موت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن جميع الأنبياء قبله قد ماتوا , وأجمع الصحابة على موته وعلى موت جميع الأنبياء قبله.
والجواب: لو سُلِّم بأن معنى (خلا) في الآية: مات، فقد دلت الأدلة على تخصيص عيسى عليه السلام من هذا الحكم، بمعنى أنهم قد ماتوا إلا عيسى عليه السلام، والتخصيص بدليل منفصل مقبول عند أهل العلم، خاصة وأن كلمة الرسل في هذا السياق ليست نصاً في العموم، هذا إن كانوا يفهمون معنى العموم أو التخصيص.
ثم من نقل إجماع الصحابة على موت جميع الأنبياء بمن فيهم عيسى عليه السلام؟ وهل هذا إلا محض الافتراء والكذب؟
جاء في الرسالة ص1: (وأما القول بأن عيسى بن مريم عليه السلام رُفع إلى السماء حياً، وجلس عن يمين الله، وسينزل من السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملائكة بكل قوة ويغلب الناس فهو في الحقيقة تصور باطل مأخوذ من عقيدة النصارى وليس بثابت من القرآن الكريم).
والجواب: إن القول برفع عيسى عليه السلام حيا ونزوله من السماء بجسده في آخر الزمان حقٌ نطق به القرآن والسنة، وسيأتي بيان ذلك فيما يأتي إن شاء الله.
وأما قولهم: وجلس عن يمين الله ... إلخ فهذا ليس من قول المسلمين، فلا يلزمون به.
جاء في الرسالة ص1: (ولقد أبطل الله هذه العقيدة في قوله عز وجل: (ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون) أي الموتى لا يرجعون إلى هذه الدنيا أبدا، فكيف يرجع عيسى بن مريم خلافا لما قال الله؟).
والجواب: أولا: إن هذه الآية تخاطب الكفار بالاتعاظ بمن أهلك الله قبلهم من المكذبين للرسل كيف لم يكن لهم إلى الدنيا كرة ولا رجعة، هذا معنى الآية.
ثانيا: الآية تتحدث عن الموتى، والمسلمون يقولون إن عيسى عليه السلام حي لم يمت، فالدليل ليس في محل النزاع؛ فسقط الاستدلال.
ثالثا: أن الله تعالى إذا شاء إرجاع من مات إلى الحياة مرة أخرى فإنه يكون، ولا يعجزه شيء سبحانه.
ألم يسمع هؤلاء ما أخبر الله به في كتابه من إحياء عيسى عليه السلام الموتى بإذن الله (وأحيي الموتى بإذن الله)؟ بل أعظم من ذلك أنه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟
وفي قصة البقرة في سورة البقرة: (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون)، وقصة إبراهيم عليه السلام: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى) الآيات، وغير ذلك كثير.
وهذا الجواب على سبيل التنزل في الجدال، وإلا فعيسى عليه السلام لم يمت كما تقرر آنفا.
جاء في الرسالة ص1: (لو كان من الممكن رجوع نبي من الأنبياء إلى هذه الدنيا لكان نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر بأن يرسل مرة ثانية؛ لكماله وفضائله وتفوقه على سائر الأنبياء عليهم السلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/82)
والجواب: أولا: هذه الشبهة مغالطة مكشوفة؛ لأن الكلام ليس في رجوع نبي بعد موته، وإنما في نزوله وهو حي إلى الأرض؛ فسقطت الشبهة من أصلها.
ثانيا: لا يلزم من أفضلية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء أن يثبت له جميع ما يقع لإخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الدلائل والبراهين – التي تسمى: المعجزات - وإلا فطرد كلامهم يلزم منه عدم صحة ما جاء في القرآن من أن عيسى عليه السلام كان يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله؛ لأن ذلك لم يقع لنبينا عليه الصلاة والسلام، ومثل ذلك يقال عن عصا موسى عليه السلام وغيرها من آيات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكل جواب لهم على هذا الإيراد هو جوابنا عليهم في شبهتهم.
ثالثا: أن فيما قدره الله سبحانه من رفع عيسى حيا ثم نزوله في آخر الزمان حكما عظيمة، منها: الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه عليه الصلاة والسلام، وأنه هو الذي يقتلهم ويقتل الدجال معهم.
جاء في الرسالة ص2 إيراد شبهة لإنكار رفع عيسى عليه السلام، وهي قولهم: (لقد رُفع عيسى بنفس الطريقة التي رُفع بها الأنبياء الآخرون، فقد قال الله عز وجل في شأن إدريس عليه السلام: (ورفعناه مكانا عليا)، ونفس المعنى لرفع عيسى عليه السلام في الآية الكريمة: (إني متوفيك ورافعك إلي)، فليس هنالك ذكر للفظ السماء، وكلما تدل عليه هذه العبارة أن الله سوف يفشل خطة اليهود بقتل عيسى عليه السلام على الصليب ليثبتوا أنه - والعياذ بالله – ملعون من الله، وسوف يرفع درجته ويجعله من المقربين، ورفعت روحه كما رفعت أرواح الأنبياء الآخرين).
والجواب: أولا: أن لأهل العلم بالتفسير أقوالا عدة في تفسير قوله تعالى عن إدريس: (ورفعناه مكانا عليا)، فمن أهل العلم من قال: إن الله عز وجل رفعه حيا إلى السماء ومات بها، وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما من السلف، فعلى هذا تكون الآية دليلا عليهم لا لهم.
وقيل: المقصود رفعه في الجنة، والجنة – ولا شك – سيدخلها بجسده وروحه، وذكر الفعل الماضي لا يشكل على هذا؛ إذ هو من باب تأكيد الوقوع، كقوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً)، وقوله: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون).
وعلى هذا فلا يستقيم الاستدلال.
ثانيا: لو سُلِّم بأن المراد من الآية رفع الدرجات والمنزلة في حق إدريس عليه السلام فلا يلزم أن يكون ذلك مدلول الآيات الواردة في عيسى عليه السلام؛ لأنها صريحة في رفع الجسد والروح معا، لما يأتي:
أ- أن الله تعالى قيد هذا الرفع بأنه إليه حيث قال: (ورافعك إلي)، وقال: (بل رفعه الله إليه)، ومن المتقرر في الكتاب والسنة وإجماع المسلمين أن الله تعالى في العلو، فيكون رفعه عليه السلام إلى السماء، بخلاف الرفع في حق إدريس عليه السلام فإنه مطلق: (ورفعناه مكانا عليا)، ويدرك الفرق بين الأسلوبين كل من شم للغة العربية رائحة.
ب- أنه لو سُلِّم بأن الآية تحتمل معنى رفع المنزلة والمكانة؛ فإن الأحاديث الواردة في هذا الموضوع صريحة المعنى وقاطعة الدلالة على أن الرفع كان للروح والجسد معا، وكذا النزول آخر الزمان.
ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) البخاري 4/ 134 ومسلم 1/ 135.
وفي صحيح مسلم 4/ 2253 أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( ... إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين [أي ثوبين مصبوغين] واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه [أي يطلب الدجال] حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى بن مريم قومٌ قد عصمهم الله منه فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة).
والأحاديث في هذا بالعشرات، فهل يُقال بعد ذلك إن هذا الرفع كان للروح فقط؟
ولو كان المقصود برفع عيسى رفع روحه كما جاء في الرسالة فما هي الميزة لعيسى عليه السلام؟ إذ سائر المؤمنين إذا قُبضت أرواحهم عُرج بها إلا السماء!
ج- أن قوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) دليل واضح كالشمس على ما تقرر آنفا مما يؤمن به المؤمنون قاطبة؛ فقوله تعالى: (بل رفعه الله إليه) يدل على أن رفعه كان للبدن والروح؛ إذ لو أريد موته لقيل: وما قتلوه وما صلبوه بل مات، وهذا واضح تمام الوضوح لمن تأمل، وكان ذا بصيرة وحسن قصد.
جاء في الرسالة ص2: (كما أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه ليلة المعراج في الموتى مع يحي عليه السلام).
والجواب: كون النبي صلى الله عليه وسلم رآه في السماء مع يحي على أي شيء يدل؟
وما المانع أن يكون حيا بجسده وروحه في السماء وسائر الأنبياء بأرواحهم؟ وهل تقاس هذه الأمور الغيبية على الأمور المشاهدة؟
إن على المؤمن الذي آمن بالله ربا وبالنبي صلى الله عليه وسلم نبيا وبالإسلام دينا أن يؤمن ويُسلِّم بكل ما جاء في الوحي الشريف دون الدخول بعقله فيما لا يدرك.
وإلا فيلزم القاديانيين أن يكذبوا بالمعراج من أصله؛ إذ كيف عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وسلّم على الأنبياء وخاطبهم وهو حي وهم أموات؟ فكما يقولون في هذا فليقولوا في ذاك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/83)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 05:12 ص]ـ
جاء في الرسالة ص2: ذكر ما حصل في واقعة الصلب، وخلاصة ماذُكر: أن عيسى عليه السلام لم يُرفع حيا، ولم يُلق شبهه على أحد، وإنما عُلق على الصليب بضع ساعات، ولما أُنزل كان في حالة إغماء شديد حتى خُيل إليهم أنه قد مات، ثم بعد واقعة الصلب هاجر من فلسطين إلى البلاد الشرقية: العراق وإيران وأفغانستان وكشمير والهند، وعاش عشرين ومائة سنة.
هكذا ذكرت الرسالة! وكأن كاتب هذه القصة قد حضرها، أو بُعث إليه من قبره من حضرها ففصَّل له خبرها!
ولا يخفى على العقلاء أن الدعاوى أمرها سهل، وأن كلا يستطيع أن يدعي ما يشاء، لكن الشأن في ثبوت هذه الدعوى بدليل مقنع، وإلا فإنه لا قيمة لها عند من يحترم عقله.
وهذه القصة المزعومة، وتلك التفاصيل التي أوردوها ليس من طريق للعلم بها إلا الوحي.
وإنني أدعوا القاديانيين جميعا أن يبحثوا في كتب السنة جميعها عشر سنين، وإن شاؤوا معها أخرى وثالثة ورابعة حتى يأتوا بنص صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من أصحابه يسرد القصة مثل سردهم.
وإن كان خيرا لهم وأقوم أن يعودوا إلى جادة الحق والرشد، ويعلموا أنه لن ينجيهم من عذاب الله إلا صدق الإيمان وصحة الاتباع، والبراءة من هذا الدين المعوج الساقط، الذي تمجه العقول وتأباه الفِطر، والله الهادي.
جاء في الرسالة ص3 - 4: (واعلموا أن القرآن المجيد لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماء بجسده ثم ينزل منها، ألا تعلمون أن الكفار طالبوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقى في السماء وينزل عليهم كتابا يقرؤنه دليلا على أنه صعد إلى السماء، فرد الله عليهم: (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا)، فلو كان الصعود إلى السماء بالجسد ممكنا لبشر لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر أن يصعد إلى السماء أمام أعين الكفار ليؤمنوا به، فالأمر الذي لم يجز لأفضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم كيف جاز لعيسى بن مريم عليه السلام ... ).
والجواب: أقول وبالله التوفيق: إن هذه الفئة المارقة لا تفتأ تتشبث بأي شبهة استدلال حتى ولو كانت في الوهن كبيت العنكبوت، لكنها في الواقع شاهدة على ضلالهم وانحرافهم، ومن ذلك هذا الاستدلال الساقط الذي يظهر ضعفه ووهاؤه لكل ذي عينين، وسوف أذكر شيئا من ذلك فيما يأتي:
أولا: لقد ادعوا أن القرآن لا يسمح لأحد أن يصعد إلى السماء بجسده ثم ينزل منها؛ فيقال لهم:
ماذا تقولون في معراج النبي صلى الله عليه وسلم، أليس صعودا إلى السماء ثم نزولا منه؟ وجماهير المسلمين على أن ذلك كان بجسده وروحه. هل سيسلمون بذلك كحال المسلمين فتنقطع حجتهم؟ أم سيبادرون بالإنكار والتأويل – كعادتهم – فينكشف أمرهم للمسلمين أكثر؟!
ثانيا: أن الدعوى أعم من الدليل فلا يستقيم الاستدلال؛ بمعنى أنه إذا سُلم أن الآية تدل على الامتناع فإنها واردة في شأن أمرين: صعود إلى السماء مع تنزيل كتاب يُقرأ، والبحث ههنا في قضية واحدة، وهي الصعود، فلا يلزم أن يكون ذلك ممتنعا.
ثالثا: هل عدم الاستجابة يدل على امتناع تحقق المطلوب؟ لا شك أن كل مسلم سيجيب بالنفي؛ فإن الله تعالى لا يعجزه شيء، وهو على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات.
يوضح ذلك أن النبي قال: (سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا)، ولم يقل: وهل يمكن أن يقع ذلك؟ أو نحوه، بل إن قوله ذلك يدل على أن المطلوب أمر لا يمتنع وقوعه، وإنما الأمر لله سبحانه الفعال لما يريد، إن شاء أجاب إلى ما سألوا، وإن شاء لم يجب، وما هو إلا رسول يبلغ رسالات الله وينصح لهم.
رابعا: إن كان يمتنع – كما يزعمون – الصعود إلى السماء فليمتنع أيضا ما ورد في السياق نفسه: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا، أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا) إلى أن قال: (أو ترقى في السماء) الآيات، فليقولوا باستحالة تفجير الينابيع من الأرض، وأن القرآن يمنع من ذلك، وليكونوا ضحكة العقلاء.
أولا يعلمون أن موسى عليه السلام ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، وأعظم من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نبع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام، فإذا أمكن ذلك فلماذا لا يمكن الصعود إلى السماء؟!
جاء في الرسالة ص4: أن عقيدة وفاة عيسى تمسك بها صلحاء الأمة وكبراء علمائها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/84)
وعددوا منهم أربعة عشر اسما فقط، ولا أدري عن بقية علماء الأمة، ما موقفهم من هذه القضية في نظر القاديانيين؟ وما موقفهم من العلماء الكثر الذين نقلوا إجماع العلماء على رفع عيسى ونزوله من السماء؟
وهؤلاء المذكورون سأورد ما يتعلق بهم فيما يأتي:
أولا: لقد نسبوا هذه العقيدة لابن عباس رضي الله عنهما؛ استنادا لتفسيره قوله تعالى: (متوفيك) أي: مميتك.
والجواب عن هذه الشبهة باختصار: أن مراده رضي الله عنه: وفاته آخر الزمان بعد نزوله، يؤكد هذا ما أخرجه إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في هذه الآية: (رافعك ثم متوفيك في آخر الزمان)، انظر: الدر المنثور 2/ 36.
وابن عباس رضي الله عنهما هو الذي يفسر كلامه، وليس بحاجة إلى القاديانيين ليحملوا كلامه حسب أهوائهم.
وعلى هذا فإن في الآية تقديما وتأخيرا؛ أي: رافعك إلي ومتوفيك بعد ذلك.
وتقديم التوفي على الرفع في الذكر لا يقتضي التقدم في الزمن؛ لأن الصحيح أن العطف بالواو لا يقتضي الترتيب.
وتتميما للفائدة أذكر أن لأهل العلم في تفسير الآية أقوالا أخرى، منها:
أن التوفي بمعنى القبض، وليس الوفاة المعروفة.
ومنها أن الوفاة هنا بمعنى النوم، أي رفعه الله وهو في حالة النوم، والنوم يسمى وفاة، كما قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)، وقال: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار).
ثانيا: جاء في الرسالة ص4 أن الإمام مالكا رحمه الله قال: (مات عيسى)، وأحالوا إلى الشيخ علامة طاهر، بحار الأنوار. هكذا! وهذا من أسمج الكذب وأقبحه، ينقلون عن هذا الإمام الجليل هذه الكلمة في هذا الموضوع الخطير من كتاب لا يعرف لدى المالكية ولا غيرهم، فأين كلامه في الموطأ والمدونة؟ وأين كلامه في مصنفات تلاميذه وأتباع مذهبه؟
ثم إنني قلت: لعلهم يقصدون كتاب: مجمع بحار الأنوار لمحمد بن طاهر الفتني، وبعد بحث في مظان الموضوع فيه تبين أنه ليس فيه نقل عن الإمام مالك بن أنس في هذا الموضوع، وإنما فيه تقرير مؤلفه عقيدة المسلمين في رفع عيسى ونزوله، وإجابة عما يُتوهم من معارضة ذلك لقوله تعالى: (إني متوفيك ورافعك إلي)، انظر 5/ 91 من الكتاب المشار إليه.
ثالثا: زعمت الرسالة ص4 أن الفخر الرازي يرى هذا الرأي أيضا، ونقلوا عنه ما يأتي: (قال الإمام الرازي في تفسير الآية: (يا عيسى إني متوفيك: أي إني مُنهٍ أجلك، ورافعك أي رافع مرتبتك ورافع روحك إلي ... ثم يقول: (واعلم أن هذه الآية تدل على أن رفعه في قوله تعالى: (ورافعك إلي) هو رفع الدرجة والمنقبة لا المكان والجهة، كما أن الفوقية في هذه الآية ليست بالمكان بل بالدرجة والمكانة) تفسير الفخر الرازي).
والجواب عن ذلك ما يأتي:
أ- أن العبارة الأولى المنقولة هي من جملة كذبهم الكثير؛ إذ لا وجود لها البتة! والتفسير موجود ونسخه منتشرة.
وإذا كان كثير من المشركين والكفار يأنفون من الكذب لأنه في معيار القيم والأخلاق غايةُ السفول؛ فإن القاديانيين لا يزالون يرتكسون في حمأته المرة تلو الأخرى، والحمد لله الذي فضحهم بأقلامهم، وسيأتي ما يفضحهم أكثر.
ب- أن الرازي أورد في تفسير الآية أوجها عديدة فيها التصريح بأن عيسى عليه السلام رُفع إلى السماء بجسده، وأنه حي فيها حتى ينزل إلى الأرض.
بل إنه في أحد تلك الأوجه نقل الآتي: (ولما علم أن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله هو روحه لا جسده ذكر هذا الكلام ليدل على أنه عليه السلام رُفع بتمامه إلى السماء بروحه وبجسده) فماذا سيقول القاديانيون بعد هذا الكلام؟!
أما العبارة الثانية التي نقلوها فإنها موجودة في آخر ذاك الموضع، وهذه عادة أهل الانحراف والهوى يأخذون من الكلام ما يوافق أهواءهم ويغطون ما سواه.
إن الناظر في كلام الرازي يلحظ أنه قرر عقيدة المسلمين المعروفة بكلام طويل، ثم عقب بهذه العبارة، وتوجيه ذلك عندي أن له محملين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/85)
الأول: أن كلامه هنا عن علو الله تعالى، إذ الرازي ينفي علو الله تعالى على طريقة الجهمية، فيكون تعليقه على كلمة (إلي) في الآية، وليس مقصوده ما يتعلق بعيسى عليه السلام لأنه قد مضى الحديث عنه، وقد قرر عقيدته في ذلك بكل وضوح، ومن ذلك قوله: (وقد ثبت الدليل أنه حي، وورد الخبرعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سينزل ويقتل الدجال، ثم إنه تعالى يتوفاه بعد ذلك) 8/ 60.
الثاني: أن يقال: إنه لا يرى أن هذه الآية تدل على رفع عيسى إلى السماء – فرارا من الإلزام بإثبات علو الله سبحانه – وإن كان يرى أن أدلة أخرى تدل على ذلك، وعدم الدليل المعين لا يعني عدم المدلول، إذ قد يثبت بدليل آخر، ويشهد لصحة هذا التوجيه كلامه المنقول آنفا. والنتيجة أن الرازي يعتقد رفع عيسى ونزوله، فليس في كلامه للقاديانيين مستمسك.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[31 - 05 - 03, 05:13 ص]ـ
رابعا: جاء في ص4 - 5 نسبة هذه العقيدة لابن حزم يرحمه الله، وأنه يرى أن عيسى قد مات، وأحالوا إلى كتابه الفِصَل عند كلامه عن المسيحية.
ولا أدري هل هؤلاء يكتبون لأناس لا عقول لهم ولا أبصار، أو أنهم لا يفهمون ما يقرؤن؟ فالكتاب مشهور، ولم يذكر فيه مؤلفه كلمة واحدة مما نسبوه إليه، بل على العكس من ذلك فإنه يقرر رفع عيسى عليه السلام شأنه في ذلك شأن سائر المسلمين، انظر: الفصل 2/ 206 - 228.
ألا فليتفضلوا ببيان هذا الكلام المزعوم عنه نصا، مع الإحالة إلى الجزء والصفحة، وإلا فليشهدوا على أنفسهم – وليشهد المسلمون أيضا – أنهم من الكاذبين، ولعنة الله على الكاذبين.
خامسا: أحالوا في ص5 هذا الهراء إلى الألوسي رحمه الله، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)، وإن العجب لا ينقضي من تمادي هؤلاء الضالين في الكذب دون حياء، فالألوسي رحمه الله يقرر عقيدة المسلمين في هذه القضية، واسمع كلامه في تفسيره روح المعاني3/ 179: (والصحيح كما قاله القرطبي أن الله تعالى رفعه من غير وفاة ولا نوم، وهو اختيار الطبري والرواية الصحيحة عن ابن عباس).
هذا وقد أحالوا إلى آخرين من مفكري العصر الحديث، أشك في نسبة ما ذكروا إليهم، وقد جُرب على القاديانيين الكذب الكثير، ولا حاجة إلى بذل الجهد في تتبع ذلك؛ لأنه لو ثبتت صحة ما نسبوا إليهم فإنهم ليسوا من الأئمة الذين يُرجع إليهم في مثل هذه القضايا، وهكذا طريقة أهل الأهواء إذا أعيتهم الحيل ذهبوا يبحثون في ركام الزلات وعند خاملي الذِّكر لعلهم يجدون عندهم ما يسند بناءهم المتهدم.
وإني سائل سؤالا أدع إجابته للقاديانيين وحدهم: إن بعض من سميتم وزعمتم أنهم قائلون بموت المسيح عليه السلام قد أدركوا زمن القادياني المتنبئ الكذاب، فماذا كان رأيهم فيه؟ هل كانوا يرونه المسيح والمهدي كما تزعمون؟ أم كانوا يرونه كذابا ضالا كافرا؟ وليتذكروا أنهم وصفوهم بأنهم من علماء الأمة! أجزم أنهم يعلمون الجواب علم اليقين.
جاء في الرسالة ص6: (واعلموا أن أكثر الأحاديث الواردة في شأن الدجال ونزول المسيح ابن مريم وعلامات ظهوره إنما هي كشوف ورؤى للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن تحمل على ظاهرها، وأكثرها تتطلب التأويل، ولفظ (ابن مريم) الوارد في الحديث إنما هو اسم وصفي أُطلق على رجل تقي مؤمن، كما استعمل اسم (امرأة فرعون) و (مريم بنت عمران) وصفا لكل مؤمن في القرآن المجيد).
أقول: إنني لا أرى أن اجتراء هؤلاء على افتراء الكذب على الله أمرا غريبا؛ فالشيء من معدنه لا يُستغرب، وإنما العجب من عقول القطعان الجاهلة التي أسلست قيادها لهؤلاء الضالين، وتلقت هذا الإفك بالقبول، وصدق الله: (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا).
إن مجرد نقل هذا الكلام كاف في إفساده.
لو سُلم جدلا أن أكثر الأحاديث الواردة في هذا الموضوع إنما هي كشوف ورؤى؛ أليست رؤى الأنبياء وحي؟ أو أنهم لا يؤمنون بذلك؟! وماذا عن القليل - الذي هو سوى الأكثر - ما حاله عندهم؟
وإذا كان أكثر الأحاديث يتطلب التأويل، فكيف سيصنعون بأقلها؟
لقد اتضح لأهل الإيمان أن النصوص الشرعية أصبحت نهبا عند هؤلاء النوكى؛ فيحورون ويؤولون، ويصرفون ويبدلون كما يشاؤون؛ فابن مريم في الحديث ليس النبي المعروف، وامرأة فرعون ومريم بنت عمران وصف لكل مؤمن!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/86)
وعلى هذه القاعدة التي يُصرف بها عن معناه كل ما لا يوافق الأهواء يمكن أن يقال: إن النصوص الواردة في الصلاة ليس المقصود بها الصلاة المعروفة وإنما شيء آخر، وكذا نصوص الزكاة والصوم، أما الحج فليس على ظاهره، ونصوص المعاد لا يراد بها حقيقتها، بل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يُراد بكل النصوص التي ورد فيها ذكر اسمه ذاته الشريفة، وإنما يراد ببعضها رجل صالح من أمته! .. وهكذا أصبح الإسلام وأدلته ألعوبة بأيدي القاديانية الأحمدية، فقاتلهم الله أنى يؤفكون.
ثم جاء في خلاصة تلك الرسالة المتهافتة ص6:) فالمراد من نزول عيسى بن مريم بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم يشبه عيسى بن مريم في صفاته وأعماله وحالاته، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم ميرزا غلام أحمد إماما مهديا، وجعله الله مثيل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، فكان هو المسيح الموعود والإمام المهدي للأمة المحمدية ... ) إلى آخر ذاك الهراء.
ولا أظن أني بحاجة إلى رد هذا الكلام الساقط، وقد بين كثير من العلماء كذب هذا الأفاك الأثيم في دعواه، وكذب أتباعه من بعده، ومن تلك المؤلفات الحسنة كتاب: القاديانية للشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله.
لكني سأذكر باختصار لمن هو مرتاب في أمره: لقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله علي وسلم بأوصاف عيسى عليه السلام عند نزوله، فهل انطبق منها حرف واحد على كذاب قاديان؟ هل نزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين ملَكين؟ هل مات كل كافر وَجد ريح نَفَسه؟ هل قتل الدجال؟ هل كسر الصليب؟ هل كان حاكما عادلا؟ هل قتل الخنزير؟ هل جمع الناس على دين واحد هو دين الإسلام؟ هل كثر المال في عهده؟ هل وقعت الأمنة في الأرض؟ هل حج بعد نزوله؟ هل هل ... أسئلة كثيرة أطرحها لمن كان فيه أدنى مسكة من عقل أو جذوة من إيمان.
وإلى هنا انتهى ما أردت التعليق عليه باختصار، وإن كان التتبع التام لما في الرسالة يحتاج إلى بسط أكثر، ولعل في هذه العجالة ما تحصل به الكفاية.
اللهم إنا نسألك الهداية والسداد، والثبات في الأمر، وأن تنور بصائرنا وتشرح صدورنا، كما نسألك أن تعجل بهلاك أعداء الدين، الضالين المضلين، وتريح المسلمين من شرهم، وأن تجعل دائرة السوء عليهم، إنك على كل شيء قدير، وإني ربي على صراط المستقيم.
والحمد لله رب العالمين 0
وكتبه
أبو محمد صالح بن عبد العزيز السندي
المحاضر بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية
بالمدينة النبوية(25/87)
ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 05 - 03, 06:23 م]ـ
ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فائدة بين فيها شيخ الإسلام رحمه الله بطلان صحة نسبة بعض القبور المنسوبة للأنبياء عليهم السلام، أو الصحابة، من أهل البيت، وغيرهم، أو من بعدهم من التابعين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ـ الفتاوى الكبرى 4/ 449 والاختيارات للبعلي ص141ـ
فصل: قال عبد العزيز الكناني المحدث المعروف: ليس من قبور الأنبياء ما يثبت إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم، وقال غيره: وقبر إبراهيم أيضا، وذكر ابن سعد في كتاب الطبقات: عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: لا نعلم قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة: قبر إسماعيل؛ فإنه تحت الميزاب بين الركن، والبيت، وقبر هود: في كثيب من الرمل تحت جبل من جبال اليمن عليه شجرة تبدو موضعه أشد الأرض حرا، وقبر نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
قال أبو العباس: والقبة التي على العباس بالمدينة يقال: فيها سبعة: العباس، والحسن، وعلي بن الحسن، وأبو جعفر محمد بن علي، وجعفر بن محمد، ويقال: أن فاطمة تحت الحائط، أو قريب من ذلك، وأن رأس الحسين هناك، وأما القبور المكذوبة منها: القبر المضاف إلى أبي بن كعب في دمشق، والناس متفقون على أن أبي بن كعب مات بالمدينة النبوية، ومن قال أن بظاهر دمشق قبر أم حبيبة، وأم سلمة، أو غيرهما، من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كذب ولكن بالشام من الصحابيات امرأة يقال لها: أم سلمة بنت يزيد بن السكن فهذه توفيت بالشام فهذه قبرها محتمل، وأما قبر بلال؛ فممكن فإنه دفن بباب الصغير بدمشق، فيعلم أنه دفن هناك، وأما القطع بتعيين قبره ففيه نظر فإنه يقال: أن تلك القبور حرثت، ومنها القبر المضاف إلى أويس القرني غربي دمشق فإن أويسا لم يجئ إلى الشام وإنما ذهب إلى العراق، ومنها القبر المضاف إلى هود عليه السلام بجامع دمشق كذب باتفاق أهل العلم؛ فإن هودا لم يجئ إلى الشام بل بعث باليمن وهاجر إلى مكة فقيل: أنه مات باليمن، وقيل: أنه مات بمكة، وإنما ذلك قبر معاوية بن يزيد بن معاوية الذي تولى الخلافة مدة قصيرة ثم مات، ولم يعهد إلى أحد، وكان فيه دين وصلاح، ومنها قبر خالد بحمص يقال: أنه قبر خالد بن يزيد بن معاوية أخو معاوية هذا، ولكن لما اشتهر أنه خالد، والمشهور عند العامة أنه خالد بن الوليد، وقد اختلف في ذلك هل هو قبره أو قبر خالد بن يزيد، وذكر أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب أن خالد بن الوليد توفي بحمص وقيل: بالمدينة سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأوصى إلى عمر والله أعلم، ومنها قبر أبي مسلم الخولاني الذي بداريا اختلف فيه، ومنها قبر علي بن الحسين الذي بمصر؛ فإنه كذب قطعا فإن علي بن الحسين توفي بالمدينة بإجماع، ودفن بالبقيع، ومنها مشهد الرأس الذي بالقاهرة فإن المصنفين في مقتل الحسين اتفقوا على أن الرأس ليس بمصر، ويعلمون أن هذا كذب وأصله أنه نقل من مشهد بعسقلان، وذلك المشهد بني قبل هذا بنحو من ستين سنة، أو أواخر المائة الخامسة، وهذا بني في أثناء المائة السادسة بعد مقتل الحسين رضي الله عنه بنحو ثلثمائة عام، وقد بين كذب المشهد أبو دحية في العلم المشهور وأن الرأس دفن بالمدينة كما ذكره الزبير بن بكار، والذي صح من حمل الرأس ما ذكره البخاري في صحيحه أنه حمل إلى عبيد الله بن زياد، وجعل ينكث بالقضيب على ثناياه، وقد شهد ذلك أنس بن مالك، وفي رواية أبو برزة الأسلمي، وكلاهما كان بالعراق، وقد روي بإسناد منقطع أو مجهول، أنه حمل إلى يزيد وجعل ينكث بالقضيب على ثناياه وأن أبا برزة كان حاضرا، وأنكر هذا، وهذا كذب فإن أبا برزة لم يكن بالشام عند يزيد بل كان بالعراق، وأما بدن الحسين فبكربلاء بالاتفاق، قال أبو العباس: وقد حدثني طائفة، عن ابن دقيق العيد، وطائفة عن أبي محمد عبد الملك بن خلف الدمياطي، وطائفة عن أبي بكر محمد بن أحمد القسطلاني، وطائفة عن أبي عبد الله القرطبي، صاحب التفسير كل هؤلاء حدثني عنه من لا اتهمه، وحدثني عن بعضهم عدد كثير، كل يحدثني عمن حدثه من هؤلاء أنه كان ينكر أمر هذا المشهد، ويقول: أنه كذب، وليس فيه قبر الحسين، ولا شيء منه، والذين حدثوني عن ابن القسطلاني ذكروا عنه أنه قال: إنما فيه غيره، ومنها قبر علي رضي الله عنه الذي بباطن النجف فإن المعروف عند أهل العلم أن عليا دفن بقصر الإمارة بالكوفة، كما دفن معاوية بقصر الإمارة بالشام، ودفن عمرو بقصر الإمارة بمصر خوفا عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم، ولكن قيل: أن الذي بالنجف قبر المغيرة بن شعبة، ولم يكن أحد يذكر أنه قبر علي، ولا يقصده أحد أكثر من ثلثمائة سنة، ومنها قبر عبد الله بن عمر في الجزيرة متفقون على أن عبد الله بن عمر مات بمكة عام قتل ابن الزبير، وأوصى أن يدفن بالحل لكونه من المهاجرين فشق
ذلك عليهم؛ فدفنوه بأعلى مكة، ومنها قبر جابر الذي بظاهر حران متفقون على أن جابرا توفي بالمدينة، وهو آخر من مات من الصحابة بها، ومنها قبر نسب إلى أم كلثوم، ورقية، بالشام وقد اتفق الناس أنهما ماتا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة تحت عثمان، وهذا إنما هو سبب اشتراك الأسماء لعل شخصا يسمى باسم من ذكر توفي ودفن في موضع من المواضع المذكورة؛ فظن بعض الجهال أنه أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/88)
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:15 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن
وأذكر كلمة أعجبتني قالها الشيخ عائض القرني لما ذكر قبرا في مصر قالوا: هذا قبر رأس الحسين، ثم ظهر في سرريا كذلك قالوا: هذا قبررأس الحسين قال الشيخ:وأجمع أهل السنة والجماعة أن الحسين له رأس واحد.
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - 05 - 03, 07:17 م]ـ
شيخي عبدالرحمن
لاادري ما الفائدة من معرفتنا ثبوت قبر نبي او غيره؟
جزاك الله خير(25/89)
سؤال: هل يوصف الله بالسكوت .. ؟؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[01 - 06 - 03, 10:42 م]ـ
فِي حَدِيثِ سَلْمَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {الْحَلَالُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ} " رَوَاهُ أَبُو داود.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي ثَعْلَبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {إنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا؛ وَحَدَّدَ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا وَحَرَّمَ مَحَارِمَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ فَلَا تَسْأَلُوا عَنْهَا} "
فهل يصح استناداً الى هذين الحديثين، أن يوصف الله بالسكوت.؟؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[01 - 06 - 03, 10:58 م]ـ
قال الشيخ الفاضل علوي السقاف في " صفات الله عز وجل " (ص 177): يوصف ربنا عَزَّ وجَلَّ بالسُّكوت كما يليق به سبحانه، ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ?.وهذا ثابتٌ بالسنة الصحيحة، وهي صفةٌ فعليَّةٌ اختيارية متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى.
• الدليل:
1 - حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما أحلَّ الله في كتابه فهو الحلال، وما حَرَّم فهو الحرام، وما سكت عنه فهو عَفْوٌ، فاقبلوا من الله عافيته000)).الحديث. رواه الحاكم (2/ 375)، وصححه، ووافقه الذهبي، والحديث حسن من أجل رجاء بن حَيْوه في سنده، وقد حسَّن إسناده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/ 171)، ورواه البزار (1481 - مختصر الزوائد)، وقال: ((إسناده صالح)) اهـ. ويشهد له ما بعده.
2 - حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: ((الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه؛ فهو مما عفا لكم)). رواه: الترمذي، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم؛ كلهم من طريق سيف بن هارون، وهو ضعيف. وانظر: ((غاية المرام)) (2)، و ((مختصر مستدرك الحافظ)) تحقيق الأخ الفاضل سعد الحميد (872).
قال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (6/ 178): ((قال شيخ الإسلام (يعني: أبا إسماعيل الأنصاري): فطار لتلك الفتنة (يعني: التي وقعت بين الإمام أبي بكر بن خزيمة وأصحابه) ذاك الإمام أبو بكر، فلم يزل يصيح بتشويهها، ويصنف في ردها، كأنه منذر جيش، حتى دون في الدفاتر، وتمكن في السرائر، ولقن في الكتاتيب، ونقش في المحاريب: إنَّ الله متكلم، إن شاء تكلم، وإن شاء سكت؛ فجزى الله ذاك الإمام وأولئك النفر الغر عن نصرة دينه، وتوقير نبيه خيراً، قلت: في حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه)). رواه أبو داود، وفي حديث أبي ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم محارم فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها))
ويقول الفقهاء في دلالة المنطوق والمسكوت، وهو ما نطق به الشارع - وهو الله ورسوله - وما سكت عنه: تارة تكون دلالة السكوت أولى بالحكم من المنطوق، وهو مفهوم الموافقة، وتارة تخالفه، وهو مفهوم المخالفة، وتارة تشبهه، وهو القياس المحض.
فثبت بالسنة والإجماع أنَّ الله يوصف بالسكوت، لكن السكوت يكون تارة عن التكلم وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه)).ا. هـ.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 06 - 03, 12:53 ص]ـ
والكلام .. هل نقول أنه صفة فعلية أم ذاتية؟
ـ[أبو عبد الله العتيبي]ــــــــ[02 - 06 - 03, 01:25 ص]ـ
من صفات الله تعالى التي تجمع بين صفتي الفعل والذات صفة الكلام:
فهي صفة ذاتية باعتبار أصل الصفة لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً.
وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية لأن الكلام متعلق بمشيئته يتكلم بما شاء متى شاء.
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[02 - 06 - 03, 10:50 ص]ـ
قال معالي الشيخ صالح في شرح الاربعين النووية ص 325.:
----------------------------------------
قال: , وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها -
.
"سكت عن أشياء": يعني: أن الله سكت،
وهذا السكوت الذي وصف الله -جل وعلا -به ليس هو السكوت المقابل للكلام، يقال: تكلم وسكت، وإنما هذا سكوت يقابل به إظهار الحكم، فالله -جل وعلا -سكت عن التحريم، بمعنى لم يحرم، لم يظهر لنا أن هذا حرام، فالسكوت هنا من قبيل الحكم، سكوت عن الحكم، ليس سكوتا عن الكلام،
فغلط على هذا من قال: إن هذه الكلمة يستدل بها على إثبات صفة السكوت لله -جل وعلا -،
وهذا مما لم يأت في نصوص السلف في الصفات، وهذا الحديث وأمثاله لا يدل على أن السكوت صفة؛ لأن السكوت قسمان:
الاول: سكوت عن الكلام، وهذا لا يوصف الله -جل وعلا -به، بل يوصف الله -سبحانه وتعالى- بأنه متكلم، ويتكلم كيف شاء، وإذا شاء، متى شاء، وأما صفة السكوت عن الكلام، فهذه لم تأت في الكتاب ولا في السنة، فنقف على ما وقفنا عليه، يعني: على ما أوقفنا الشارع عليه، فلا نتعدى ذلك.
والقسم الثاني: من السكوت، السكوت عن إظهار الحكم، أو عن إظهار الخبر وأشباه ذلك، فلو فرض -مثلا- أن أنا أمامكم الآن، وأتكلم باسترسال، سكت عن أشياء، وأنا مسترسل في الكلام، بمعنى أني لم أظهر لكم أشياء أعلمها، تتعلق بالأحاديث التي نشرحها، وسكوتي في أثناء الشرح عن أشياء لم أظهرها لكم، أوصف فيه بالسكوت؟
فتقول -مثلا-: فلان سكت في شرحه عن أشياء كثيرة، لم يبدها لأجل أن المقام لا يتسع لها، مع أني متواصل الكلام، فإذاً لا يدل السكوت، يعني: في هذا، يعني: السكوت عن إظهار الحكم عن السكوت الذي هو صفة، والله -جل وعلا -له المثل الأعلى، فنصفه بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله r .
لا نتجاوز القرآن والحديث، فنصفه بالكلام، ولا نصفه بالسكوت الذي هو يقابل به الكلام، وإنما يجوز أن تقول: إن الله -جل وعلا -سكت عن أشياء، بمعنى لم يظهر لنا حكمها،.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/90)
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[02 - 06 - 03, 05:47 م]ـ
وهذا مما لم يأت في نصوص السلف في الصفات،
-----؟؟
وماذا عن جواب شيخ الإسلام السابق .. ؟؟
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[02 - 06 - 03, 08:44 م]ـ
ارجع إلى كتاب (العقيدة السلفية في كلام رب البرية) للشيخ الجديع الطبعة الثانية ففيه تفصيل حسن، ومعذرة فإن الكتاب لا تطوله يدي الآن وإلا نقلت لك منه هنا.
ـ[أبو عمر المشاري]ــــــــ[02 - 06 - 03, 11:37 م]ـ
السلام عليكم
أما بعد:
فقد سألتُ الشيخ المحدث عبدالكريم الخضير عن هذا الحديث؟
وهل يوصف الله تعالى بالسكوت؟
فقال الشيخ: الوارد في الحديث ليس من باب الأسماء والصفات،
وإنما هو من باب الأخبار أو الخبر،
والخبر أوسع من الأسماء والصفات
والسلام عليكم
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[04 - 06 - 03, 04:25 م]ـ
الوارد في الحديث ليس من باب الأسماء والصفات،
وإنما هو من باب الأخبار أو الخبر،
والخبر أوسع من الأسماء والصفات
---------
والنتيجة ماذا تكون.؟؟
هل السكوت من صفاته تعالى أم لا .. ؟؟؟
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[04 - 06 - 03, 06:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن تيمية رحمه الله تعالي في شرح العقيدة الأصفهانية
وقال أبو عبد الله بن حامد في كتابه في أصول الدين ومما يجب الإيمان به التصديق بأن الله متكلم وأن كلامه قديم وأنه لم يزل متكلما في كل أوقاته موصوفا بذلك وكلامه قديم غير محدث كالعلم والقدرة
قال وقد يجئ على المذهب أن يكون الكلام صفة ومتكلم به ولم يزل موصوفا بذلك ومتكلما إذا شاء وكلما شاء ولا نقول إنه ساكت في حال ومتكلم في حال من حيث حدوث الكلام
قال ولا خلاف عن أبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل أن الله لم يزل متكلما قبل أن يخلق الخلق وقبل كل الكائنات وأن الله كان فيما لم يزل متكلما كيف شاء وكما شاء إذا شاء أنزل كلامه وإذا شاء لم ينزله
فقد ذكر ابن حامد أنه لا خلاف في مذهب أحمد أنه سبحانه لم يزل متكلما كيف شاء واذا شاء ثم ذكر قولين هل هو متكلم دائما بمشيئته أو أنه لم يزل موصوفا بذلك متكلما إذا شاء وساكتا إذا شاء لا بمعنى أنه يتكلم بعد أن لم يزل ساكتا فيكون كلامه حادثا كما يقول الكرامية فإن قول الكرامية في الكلام لم يقل به أحد من أصحاب أحمد
وكذلك ذكر القولين أبو بكر عبد العزيز في أول كتابه الكبير المسمى بالمقنع وقد ذكر ذلك عنه القاضي أبو يعلى في كتاب إيضاح البيان في مسألة القرآن قال أبو بكر لما سألوه إنكم إذا قلتم لم يزل متكلما كان ذلك عبثا فقال لأصحابنا قولان أحدهما أنه لم يزل متكلما كالعلم لأن ضد الكلام الخرس كما أن ضد العلم الجهل
قال ومن أصحابنا من قال أثبت لنفسه أنه خالق ولم يجز أن يكون خالقا في كل حال بل قلنا إنه خالق في وقت إرادته أن يخلق وإن لم يكن خالقا في كل حال ولم يبطل أن يكون خالقا كذلك وإن لم يكن متكلما في كل حال لم يبطل أن يكون متكلما بل هو متكلم خالق وإن لم يكن خالقا في كل حال ولا متكلما في كل حال
قال القاضي أبو يعلى في هذا الكتاب نقول إنه لم يزل متكلما وليس بمكلم ولا مخاطب ولا آمر ولا ناه نص عليه أحمد في رواية حنبل فقال لم يزل الله متكلما عالما غفورا قال وقال في رواية عبد الله لم يزل الله متكلما إذا شاء وقال حنبل في موضع آخر سمعت أبا عبد الله يقول لم يزل الله متكلما والقرآن كلام الله غير مخلوق
قلت أحمد أخبر بدوام كلامه سبحانه ولم يخبر بدوام تكلمه بالقرآن بل قال والقرآن كلام الله غير مخلوق
قال القاضي قال أحمد في الجزء الذي رد فيه على الجهمية والزنادقة وكذلك الله يتكلم كيف شاء من غير أن نقول جوف ولا فم ولا شفتان وقال بعد ذلك بل نقول أن الله لم يزل متكلما إذا شاء ولا نقول إنه كان ولا يتكلم حتى خلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/91)
وقال أبو إسماعيل الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام في مناقب الإمام أحمد لما ذكر كلامه في مسألة القرآن وترتيب حدوث البدع قال وجاءت طائفة فقالت لا يتكلم بعد ما تكلم فيكون كلامه حادثا قال وهذه أغلوطة تقذى في الدين غير عين واحدة فانتبه لها أبو بكر بن خزيمة وكانت نيسابور دار الآثار تمد إليها الدأيات وتشد إليها الركائب ويجلب منها العلم فابن خزيمة في بيت ومحمد بن اسحاق يعنى السراج في بيت وأبو حامد ابن الشرقي في بيت قال فطار لتلك الفتنة الإمام أبو بكر فلم يزل يصيح بتشويهها ويصنف في ردها كأنه منذر جيش حتى دون في الدفاتر وتمكن في السرائر ولقن في الكتاتيب ونقش في المحاريب أن الله متكلم إن شاء تكلم وإن شاء سكت قال فجزى الله ذلك الإمام وأولئك النفر الغر عن نصر دينه وتوقير نبيه خيرا
قلت لفظ السكوت يراد به السكوت عن شيء خاص وهذا مما جاءت به الآثار كقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تسألوا عنها والحديث المعروف عن سليمان مرفوعا وموقوفا الحلال ما أحله الله في كتابه والحرام ما حرمه الله في كتابه وما سكت عنه فهو مما عفى عنه والعلماء يقولون مفهوم الموافقة أن يكون الحكم في السكوت عنه أولى منه في المنطوق به ومفهوم المخالفة أن يكون الحكم في السكوت عنه مخالفا للحكم في المنطوق به
وأما السكوت مطلقا فهذا هو الذي ذكروا فيه القولين والقاضي أبو يعلى وموافقوه على أصل ابن كلاب يتأولون كلام أحمد والآثار في ذلك بأنه سكوت عن الأسماع لا عن التكليم وكذلك تأول ابن عقيل كلام أبي إسماعيل الأنصاري
وليس مرادهم ذلك كما هو بين لمن تدبر كلامهم مع أن الأسماع على أصل النفاة إنما هو خلق إدراك في السامع ليس شيئا يقوم بالمتكلم فكيف يوصف بالسكوت لكونه لم يخلق إدراكا لغيره
فأصل ابن كلاب الذي وافقه عليه القاضي وابن عقيل وابن الزاغوني وغيرهم أنه منزه عن السكوت مطلقا فلا يجوز عندهم أن يسكت عن شيء من الأشياء إذ كلامه صفة قديمة لازمة لذاته لا تتعلق عندهم بمشيئته كالحياة حتى يقال إن شاء تكلم بكذا وإن شاء سكت عنه
ولا يجوز عندهم أن يقال إن الله سكت عن شيء كما جاءت به الآثار بل يتأولونه على عدم خلق الإدراك والله منزه عن الخرس باتفاق الأمة هذا مما احتجوا به على قدم الكلام وقالوا لو لم يكن متكلما للزم اتصافه بضده كالسكوت والخرس وذلك ممتنع عندهم سواء قيل هو سكوت مطلق أو سكوت عن شيء معين.انتهى
وجزيتم خيرا
ـ[محمد بن أبي أحمد]ــــــــ[05 - 06 - 03, 09:08 ص]ـ
بارك الله فيك يا خادم أهل الحديث نقل شاف كاف.
هذا الذي ينقله شيخ الإسلام عن السلف أن الله يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء على أن بكون السكوت صفة فعل
جزاك الله خيرا
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[06 - 06 - 03, 02:53 ص]ـ
اقتنعت بكلام الشيخ صالح أكثر من غيره ..
هل هو الشيخ صالح المنجد أم غيره .. ؟؟؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 07 - 03, 07:38 ص]ـ
قال إمام الأئمّة أبوبكر بن خزيمة (رحمه الله) في كتاب التوحيد (1/ 349):
والبيان: أن كلام ربنا لايشبه كلام المخلوقين، لأن كلام الله كلام متواصل، لا سكت بينه، ولا سمت، لا ككلام الآدميين الذي يكون بين كلامهم سكت وسمت، لانقطاع النفس أو التذاكر، أو التذاكر، أو العيّ، منزه الله مقدس من ذلك أجمع تبارك وتعالى. اهـ.
ـ[الموحد99]ــــــــ[22 - 07 - 03, 03:48 م]ـ
لو قيل:
نثبت صفة السكوت هكذا بدون تحديد أحد المعنيين لورود السنة به
تنبيه:
تلاحظ في النقل عن الشيخ صالح أنه قال:
وهذا السكوت الذي وصف الله -جل وعلا -به ليس هو السكوت المقابل للكلام، أهـ
وهذا يدل على أن الشيخ يرى أن الله سبحانه وتعالى يوصف بالسكوت الذي هو سكوت يقابل به إظهار الحكم، فالله -جل وعلا -سكت عن التحريم، بمعنى لم يحرم، لم يظهر لنا أن هذا حرام، فالسكوت هنا من قبيل الحكم، سكوت عن الحكم، ليس سكوتا عن الكلام،
والله أعلم
ـ[نواف البكري]ــــــــ[23 - 07 - 03, 08:26 ص]ـ
إخواني لا تتعجلوا ....
فإن من قواعد أهل السنة في الصفات أن لا يثبتوا ولا ينفوا صفة عن الله تعالى إلاّ بدليل، فعجباً لمن تعجل وقال يسكت والآخر قال لا يسكت؟، فلماذا احتج شيخنا المحبوب صالح آل الشيخ على أن الله لا يوصف بالسكوت بأنه لم يرد ذلك عن السلف فيقال له:
وهل ورد نفيه عن الله على لسان السلف
مع أن الذي أراه هو إثبات السكوت له عز وجل لصريح القران والسنة ومفهومهما
أما الصريح فالله تعالى قد خاطب أقواما في القران الكريم كما في قوله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .. ) فلو اتصل الكلام من الله تعالى من غير سكوت فمتى يكون رد الملائكة عليه بقولهم (أتجعل فيها من يفسد .. ).
ولذلك من عقيدة أهل البدع، وهو اختيار ابن حزم أن كلام الله تعالى كله ومنه القران جاء جملة واحدة لم تسبق الألف اللام والميم؟؟ وقد أشار لذلك ابن القيم في " النونية "، بينما عند أهل السنة فالكلام حادث الإحاد يتكلم الله متى شاء، وهذه صفات الأفعال، ويصح فيها أن تثبت وأن تنفى، لتعلقها بالمشيئة، فالله يغضب ولا يغضب، ويرضى ولا يرضى، وينزل ولا ينزل ونحو ذلك من صفات الأفعال.
وأما صريح السنة فالأحاديث السابقة وفيها (وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ) وفي رواية (سكت عن أشياء)
فلم يذكر الحكم هنا، ونسب السكوت لله عز وجل فكيف يأتي آخر ويقطع هذه النسبة بغير دليل.
الحاصل أن الخوض في الأسماء والصفات مهلكة، ومن قواعد العلماء أن باب الوعد والوعيد، وباب القدر، وباب الأسماء والصفات مزالق زلت فيها أقدام جهابذة العلماء فيكيف بنا طلاب العلم؟؟
والله ولي التوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/92)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 07 - 03, 11:17 ص]ـ
حديث (وسكت عن أشياء) بين في ان المقصد ليس السكوت المقابل للكلام بل السكوت المقابل للعفو وعدم المنع.
وهذا بين من معنى الحديث فكلام الشيخ صالح حفظه الله رزين في هذا.
تقول فلان تكلم عن الصلاة وسكت عن بعض احكامها ..... بمعنى لم يتطرق الى بعض احكامها ولا تكون بمعنى انه تخلل كلامه سكتات.
ـ[حارث همام]ــــــــ[23 - 07 - 03, 11:39 ص]ـ
لعل الصواب ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية، وما ذهب إليه الهروي قبله.
وما ذكره فضيلة الشيخ صالح (سكوت عن بيان الحكم) لايتم بغير سكوت حقيقي فمن سكت عن حكم مسألة سكت عن نطقه به، فما أول به فيه إثبات ما أوله، فهو سكوت حقيقي عن أمر معين، وإن تكلم بآخر والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 08 - 03, 02:35 ص]ـ
لكن الأحاديث التي تستدلون بها كلها ضعيفة وغير صالحة لأن يُثبت بها صفة لله تعالى
فأين الحديث الصحيح الذي لا لبس فيه؟
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[02 - 08 - 03, 03:52 ص]ـ
أخي عبدالسلام ... وفقك الله
لقد قلت أنك: (اقتنعت بكلام الشيخ صالح أكثر من غيره ..
هل هو الشيخ صالح المنجد أم غيره .. ؟؟؟) ...
فالجواب ...
أولا: فالشيخ المنجد إسمه محمد صالح (اسم مركب) فصالح جزء من اسمه وليس اسم أبيه كما قد يظن البعض ... وهو حفظه الله من بيت المنجد من بلاد سوريا أصلا وترعرع في السعودية وأخذ عن علمائها وتأثر كثيراُ بالشيخ ابن باز والألباني و ابن عثيمين رحمهم الله ... وهو حفظه الله له العديد من الشروح ومنها شرحه على الأربعين وفقه الله وهو شرح مليء بالفوائد ...
ولكن صاحب الكلام الذي اقتنعت به فهو لفضيلة الشيخ معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية حفظه الله ... الشيخ صالح بن عبدالعزيز ابن الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية في زمنه سماحة الوالد الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ...
وذلك في شرحه للأربعين النووية وهو من الشروح القيمة جداً في التأصيل العلمي ...
وللفائدة فجميع شروح الشيخ صالح حفظه الله ودروسه ومحاضراته وغيرها قد جمعت على 3 أقراص CD...(25/93)
التقيَّة بين أهل السنة والرافضة
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[01 - 06 - 03, 11:57 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه كلمات كتبتها لبيان الفرق بين التقية عند أهل السنة _ نصرهم الله _، والتقية عند الرافضة _ خذلهم الله _
التقية لغة: مصدر من اتقيت الشيء و تقيته أتقيه تقى وتقية و تقاء وتقاة و تقوى أي حذرته، و منه قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة) (1)
قرأ يعقوب و الحسن (إلا أن تتقوا منهم تقيَّة) على وزن مطية و قرأ الباقون (تقاة) على وزن رعاة وكلاهما مصدر اتقى (2)، و قد بين الإمام ابن كثير – رحمه الله – أن معنى الآية الكريمة أنه من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شر الكافرين فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه و نيته، كما قال البخاري: عن أبي الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم، و قال ابن عباس ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، و كذا قال أبو العالية و أبو الشعثاء و الضحاك و الربيع بن أنس، و يؤيد ما قالوه قول الله تعالى (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان) الآية (3) وقال البخاري: قال الحسن: التقية إلى يوم القيامة. (4)
هذه هي التقية عند أهل السنة و الجماعة: أما الرافضة فقالوا تسعة أعشار الدين التقية و لا دين لمن لا تقية له و نسبوا ذلك زورا إلى أبي عبد الله جعفر الصادق، و ادعوا أن أبا جعفر قال التقية من ديني و دين آبائي و لا إيمان لمن لا تقية له (5)، و قد جعل الرافضة التقية مخرجهم لرد كل النصوص التي لا توافق أهواءهم، فادعوا أن عليا رضي الله عنه أثنى على أبي بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم في حياتهم و بعد موتهم تقية، وسمي ثلاثة من بنيه أبا بكر و عمر و عثمان تقية، و زوج ابنته لعمر تقية، و هلم جرا، و ذلك طعن منهم في عليّ رضي الله عنه الذي عرف بشجاعته و إقدامه و أنه لا يخاف في الله لومة لائم، حتى إنهم ادعوا أن عليا رضي الله عنه و هو في خلافته و بين أصحابه يقول ما يقوله و يفعل ما يفعله تقية، و قد روى البخاري عن علي رضي الله عنه أنه قال: خير الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما، و روي عنه الدار قطني أنه قال لا أجد أحدا فضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري، و قد نقل الحافظ الذهبي شيئا من هذه الأخبار عن علي رضي الله عنه، ثم قال و قد تواتر ذلك عنه في خلافته و كرسي مملكته و بين الجم الغفير من شيعته، و يقال رواه عن علي نيف و ثمانون نفسا و عد منهم جماعة، ثم قال فقبح الله الرافضة ما أجهلهم. (6)
هذا، و قد أوجز الدكتور علي السالوس الفروق بين أهل السنة والجماعة و بين الرافضة في التقية فيما خلاصته ما يأتي:
1 - أنهم غالوا في قيمة التقية مع أنها رخصة لا يقدم عليها المؤمن إلا اضطرارا و هم جعلوها تسعة أعشار الدين، و قالوا:لا إيمان لمن لا تقية له، مع أن التقية تجعل الإنسان جبانا فأين هذا من الإيمان؟
2 - أنهم جعلوا تضييع العلم و إخفاء الحق و ترويج الكذب تقية، فيروون في كتبهم عن أئمتهم مئات الأحكام في الطهارة و الصلاة و باقي العبادات و المعاملات و يقولون هي تقية و يخترعون هم أحكاما من أهوائهم، فإذا كان المشرع عندهم -وهو علي رضي الله عنه والأئمة المعصومين عندهم - يجوز أن يكون كل فعل و قول من أفعالهم تقية فما هو الميزان الذي يتميز به الحق من الباطل؟ (7) بينما عند أهل السنة يباح للعالم أن يسكت عن قول الحق عند الاضطرار إلى ذلك لإكراه ونحوه بضوابط وشروط يذكرها الفقهاء في حد الإكراه الذي يكون عذرا وما الذي يباح عند الإكراه وما الذي لا يباح، وليس للمسلم أن يختلق الكذب ويفتري على الله تعالى وعلى رسوله بلا ضابط ولا قيد كما هو الحال عند الرافضة.
ثم نقول للرافضة _ تنزلا معهم في الجدال _: إنه إذا كانت التقية ليس لها ضابط، فما الذي يمنع أن يكونوا هم - على سبيل التقية - ادعوا أن عليا رضي الله عنه قال ذلك و فعله تقية، وتكون الحقيقة أنه قاله وفعله معتقدا صحته لا تقية؟
_________________
(1) آل عمران: 28
(2) الإتحاف 172، مختار الصحاح 733
(3) النحل: 106
(4) تفسير ابن كثير 1/ 476
(5) الكافي للكليني 2/ 217 – 221، بواسطة (مع الشيعة الاثني عشرية) 1/ 322
(6) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي 87 –91، بواسطة مع الشيعة الاثني عشرية 257
(7) مع الشيعة الاثني عشرية 321 –324
ـ[أحمد المطيري]ــــــــ[02 - 06 - 03, 06:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لكن ما الفرق بين التقية الجائزة والمداهنة؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 06 - 03, 09:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ ابو خالد ....
ولعلي اتعجل بالرد على اخونا احمد المطيري ... فاقول المداهنة اظهار خلاف الباطن لاجل الدنيا ...
والتقية اظهار ذلك لاجل الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/94)
ـ[الذهبي]ــــــــ[03 - 06 - 03, 12:09 م]ـ
جزاكم الله خيرًا فضيلة الشيخ أبا خالد، وبارك فيكم وفي علمكم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 07 - 03, 07:39 م]ـ
@ قال الشيخ سلمان بن فهد العودة في كتابه العزلة والخلطة:
" تمييز تقاة أهل السنة عن تقية أهل البدع:
التقاة والتّقية مصدران لفعل واحد ()، وقد قُرئت الآية بالوجهين، فقرأها الجمهور (إلا أن تتقوا منهم تقاة) ()، وقرأها ابن عباس، والحسن، وحميد بن قيس ()، ويعقوب الحضرمي ()، ومجاهد، وقتادة، والضحاك ()، وأبو رجاء ()، والجحدري ()، وأبو حيوة (): (تَقِيَّة) بفتح التاء، وتشديد الياء على وزن فعيلة ()، وكذلك روى المفضل () عن عاصم ().
وقد اشتهر لدى أهل السنة استعمال التقاة بضم التاء، وفتح القاف، والألف الممدودة، كما هي قراءة الجمهور، مع استعمالهم للفظ الآخر. واشتهر لدى الرافضة استعمال التّقية بفتح التاء، وكسر القاف، والياء المشددة المفتوحة - كما هي القراءة الأخرى - هذا من حيث اللفظ.
أما من حيث حكم التّقية، والتطبيق العملي لها، فإن ثمة فروقًا عظيمة بينهما يمكن إجمال أهمها فيما يلي:
الفرق الأول:
أن التّقية عند أهل السنة استثناء مؤقت من أصل كلي عام، لظرف خاص يمر به الفرد المسلم، أو الفئة المسلمة، وهي مع ذلك رخصة جائزة (*).
أما الرافضة فالتّقية عندهم واجب مفروض حتى يخرج قائمهم، وهي بمنزلة الصلاة، حتى نقلوا عن الصادق () قوله: "لو قلت إن تارك التّقية كتارك الصلاة لكنت صادقًا" ().
بل إن التّقية - عندهم - تسعة أعشار الدين ()؛ بل هي الدين كله، ولذلك قالوا: "لا دين لمن لا تقية له" ().
فالتّقية في المذهب الشيعي أصل ثابت مطرد، وليست حالة عارضة مؤقتة.
بل بلغ من غلوهم في التّقية أن اعتبروا تركها ذنبًا لا يغفر، فهي على حد الشرك بالله، ولذلك جاء في أحاديثهم: "يغفر الله للمؤمنين كل ذنب، ويطهر منه في الدنيا والآخرة، ما خلا ذنبين: ترك التّقية، وتضييع حقوق الإخوان" ().
وبهذا يتبين الفرق في الحكم بين نظرة أهل السنة، ونظرة الرافضة، فهي عند أهل السنة استثناء مباح للضرورة، وعند الرافضة أصل من أصول المذهب.
الفرق الثاني:
إن التقية عند أهل السنة ينتهي العمل بها بمجرد زوال السبب الداعي لها من الإكراه ونحوه، ويصبح الاستمرار عليها - حينئذ - دليلاً على أنها لم تكن تقية ولا خوفًا؛ بل كانت ردَّة ونفاقًا.
وفي الأزمنة التي تعلو فيها كلمة الإسلام، وتقوم دولته، ينتهي العمل بالتّقية - غالبًا - وتصبح حالة فردية نادرة.
أما عند الرافضة، فهي واجب جماعي مستمر، لا ينتهي العمل به، حتى يخرج مهديهم المنتظر الذي لن يخرج أبدًا.
ولذلك ينسبون إلى بعض أئمتهم قوله: "من ترك التّقية قبل خروج قائمنا فليس منَّا" ().
الفرق الثالث:
أن تقاة أهل السنة تكون مع الكفار - غالبًا - كما هو نص قوله تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ الله فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً).
وقد تكون مع الفساق والظلمة الذين يخشى الإنسان شرهم، ويحاذر بأسهم وسطوتهم. أما تقية الرافضة فهي أصلاً مع المسلمين.
وهم يسمون الدولة المسلمة "دولة الباطل" ()، ويسمون دار الإسلام: "دار التّقية" () ويرون أن من ترك التّقية في دولة الظالمين فقد خالف دين الإمامية وفارقه ().
بل تعدى الأمر عندهم إلى حد العمل بالتّقية فيما بينهم حتى يعتادوها ويحسنوا العمل بها أمام أهل السنة.
وفي هذا يقول بعض أئمتهم - فيما زعموا -: "عليكم بالتّقية، فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه، لتكون سجية مع من يحذره" ().
الفرق الرابع:
أن التقاة عند أهل السنة حالة مكروهة ممقوتة، يكره عليها المسلم إكراهًا، ويلجأ إليها إلجاء، ولا يداخل قلبه - خلال عمله بالتقاة - أدنى شيء من الرضى، أو الاطمئنان، وكيف يهدأ باله، ويرتاح ضميره، وهو يظهر أمرًا يناقض عَقْدَ قلبه؟
أما الرافضة، فلما للتّقية عندهم من المكانة، ولما لها في دينهم من المنزلة، ولما لها في حياتهم العملية الواقعية من التأثير، فقد عملوا على "تطبيعها"، وتعويد أتباعهم عليها، وأصبحوا يتوارثون التمدح بها كابرًا عن كابر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/95)
ومن نصوصهم في ذلك ما نسبوه لبعض أئمتهم من قوله لابنه: "يا بني ما خلق الله شيئًا أقر لعين أبيك من التّقية" ().
ونسبوا لجعفر الصادق قوله: "لا والله ما على وجه الأرض أحب إليَّ من التّقية" ().
هذه أبرز الفروق التي تميز تقاة أهل السنة عن تقية الرافضة، والمحك العملي لهذه الفروق هو الواقع العملي عبر القرون والأجيال، وإلى يوم الناس هذا.
فإن أهل السنة تميزوا بالوضوح والصدق في أقوالهم، وأعمالهم، ومواقفهم بل إنهم سجلوا مواقف بطولية خالدة في مقارعة الظالمين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدع بكلمة الحق، ولا زالت قوافل شهدائهم تتوالى جيلاً بعد جيل، ورعيلاً بعد رعيل، ولا زالت أصداء مواقفهم الشجاعة حية يرويها الأحفاد عن الأجداد، ويتلقنون منها دروس البطولة والفدائية والاستشهاد.
فى حين يحفل تاريخ الروافض بصور الخيانة والتآمر والغدر الخفي، فهم في الوقت الذي يصافحون به أهل السنة باليمين - تقية ونفاقًا - يطعنونهم باليد الأخرى من وراء ظهورهم، وكثير من المصائب التي نزلت بالمسلمين كان للرافضة فيها يد ظاهرة، وكانوا من أسعد الناس بها، حتى ليصدق عليهم وصف الله للمنافقين: (إن تمسسكم حسنة تسؤهم، وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها) ().
ومع هذا بلغت بهم التّقية أن قال قائلهم: "من صلى وراء سني تقية فكأنما صلى وراء نبي"! ()
ويقابل غلو الشيعة فى النفاق الذي يسمونه تقية، غلو الخوارج الذين يذهبون إلى أنه لا تجوز التّقية بحال من الأحوال، وأنه لا يراعى حفظ المال أو النفس، أو العرض، أو غيرها من الضروريات، في مقابلة الدين أصلاً.
ولهم في ذلك تشديدات عجيبة، منها أن من كان يصلي، وجاء سارق أو غاصب ليسرق ماله، فإنه لا يجوز له قطع الصلاة، ولا معالجة هذا اللص في أثنائها، مهما كان المال من العظم والكثرة، ولهم مواقف مع الصحابة وغيرهم في هذا ().
وبهذا تتحقق وسطية أهل السنة في باب التّقية بين الرافضة المغالين، وبين الخوارج المفرطين، كما تحققت وسطيتهم في سائر أبواب العمل والاعتقاد، مصداقًا لقول الله - تعالى -: (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا) ().
* * *
وإذًا فالتّقية والاستسرار هما حالان عارضان، يحتاج إليهما الفرد المسلم، والجماعة المسلمة، في أزمنة الغربة المستقرة، وفي حالة ضعف الدعوة، أو في ظروف معينة، وهما استثناء من الأصل الذي هو الجهر، والإعلان، والوضوح، وإقامة الحجة، والله أعلم ".
انتهى نقل المقصود منه، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 07 - 07, 01:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
قبح الله الرافضة .... فالكذب عندهم قربة.
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 12:05 ص]ـ
الأخوة الأحبة و ما هي ضوابط الإكراه؟ أعني عند الفقهاء، وهل تم الإتفاق على هذه الضوابط؟
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:51 ص]ـ
تفعيل(25/96)
سؤال عن التعامل مع المخالف في العقيدة
ـ[أبو فيصل الودعاني]ــــــــ[04 - 06 - 03, 09:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأرجو إفادتي: هل يوجد كتب عن التعامل مع المخالفين في العقيدة من جهة شرعية؟
وفقكم الله لكل خير.(25/97)
من عنده كلام الشيخ الألباني على حديث الجارية ..
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[05 - 06 - 03, 02:32 ص]ـ
أرجو أن يضعه هنا مشكوراً
ـ[الذهبي]ــــــــ[05 - 06 - 03, 04:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الجارية تكلم عليه العلامة الألباني - رحمه الله تعالى - باستفاضة في كتابه: ((مختصر العلو)) للإمام شمس الدين الذهبي (ص 81 - 82)، وأشار الشيخ - رحمه الله تعالى - في أثناء تخريجه للحديث أنه خرجه أيضًا في صحيح أبي داود (862)، والإيمان لابن أبي شيبة رقم (84)، والسنة لابن أبي عاصم (489). وقد صححه في هذه المواضع.
وأعتذر عن طلبك بكتابة كلام الشيخ عن هذا الحديث هاهنا لأن الوقت لا يسعفني.
ـ[العبيدي]ــــــــ[07 - 06 - 03, 10:24 م]ـ
و في الصحيحة المجلد السابع
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 06 - 03, 01:40 ص]ـ
· يدعي بعضهم أن حديث الجارية مضطرب أو شاذ , مع أنه في صحيح مسلم , فما رأيكم بارك الله فيكم؟
الجواب: إذا قال قائل , إن هذا الحديث ضعيف أو معلول , نقول له: هل تعرف في علم الحديث ورجاله ومصطلحه إلى آخره .. ؟ فإن قال لا , قلنا له: كيف تعرف في عرفت أن هذا الحديث ضعيف , وأنت تعرف أنه في صحيح مسلم؟ هل عرفت ذلك بعلمك الخاص الذي ينبع من جلدك وكدك أنه ضعيف؟
فسيقول لا ... ولكن سآتيك بمن ضعفه , وهو لن يأتي إلا بمثل السقاف , فإن علا فالغماري فإن علا أكثر فالكوثري , ثم يقف عند هذا المثلث!!
إنه لا يوجد أحد إطلاقا من أئمة الحديث ضعف هذا الحديث , بل ذكرت في بعض كتبي ولعله الصحيحه التي لم تنشر بعد – خمسة عشر إماما من أئمة المسلمين الذين صححوا خهذا الحديث , ومن جهلهم من يُصف من مصاف المؤولة , كالإمام البيهقي , والإمام النووي , والإمام ابن حجر العسقلاني .. كل هؤلاء وأمثالهم يصححون هذا الحديث.
سيقول ضعفه الغماتري أو الكوثري.
نقول له: إن كنت لا تعرف في الحديث الصحيح والضعيف فنحن نسألك سؤالا عاما هو: من تعتبره أعلم في الحديث .. مسلم وأحمد ومالك بل والبيهقي والعسقلاني , أم هؤلاء الذين تنقل عنهم من المتأخرين من المعلطة والمؤؤلة؟
إذا كان غير عالم فعلى من يجب عليه أن يعتمد؟
ألم يقل ربنا عز وجل (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (الأنبياء7) فالإمام مالك وأحمد ومسلم إلى البيهقي والعسقلاني , هل هؤلاء مقطوع عندك بعلمهم وفضلهم وإمامتهم؟
فيسقول: نعم.
فنسأله: من أين جاءك القطع بعلم هؤلاء؟
فالجواب بديهي هو: أن الأمة كلها اجتمعت على الاعتراف بإمامة هؤلاء بدون خلاف على الرغم من أن هؤلاء الأئمة الذين ذكرناهم , بينهم خلاف حتى في بعض فروع العقيدة , ولكن لم يختلف المسلمون – رغم اختلاف مذاهبهم ومناهجهم سواء في العقيدة أو الفقه – في أن هؤلاء أئمة في علوم الحديث.
وبعد ذلك فأنت لا تجد مقابل هؤلاء أئمة اثنين ولا ثلاثة مثلهم فضلا عن نفس العدد ,حتى يتساوى عندك الأمر , ويكون لك ف يه الخيار بالاتباع.
وهنا سينقطع المجادل في تضعيف هذا الحديث , وإن كان مخلصا سيعرف أنه كان في ضلال مبين.
هذا سؤال ذكر للشيخ الألباني رحمه الله وقد سرده صاحب كتاب منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل , وسأقوم بنقل بقية الأسئلة المتعلقة بالموضوع غدا إن شاء الله
أخوك في الله: أبوخطاب العوضي
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 06 - 03, 03:07 ص]ـ
السؤال: الجارية قالت (الله في السماء) (1) والله ليس له مكان , وهل في هذا إثبات المكان لله؟
الجواب: هذا السؤال ليس سؤال مكان , أما المكانة فمكانة الله عز وجل من حيث فذلك لأن الله له ليس له مكان ما في الواقع ... , الله مُنزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام , لماذا؟ لأن الله كان ولا شيء معه , وهذا معروف في الحديث الذي رواه البخاري (كان الله ولا شيء معه) , معناه: كان ولا مكان له , لأنه هو الغني عن العالمين , هذه حقيقة متفق عليها , ولكن مع الأسف الشديد لو سألت جماهير المسلمين هذا السؤال النبوي (أين الله) فستجد مواقف المسلمين مختلفة أشد الاختلاف في الجواب , منهم من يكاد يتفتق غيظا لمجرد أن طرق سمعه هذا السؤال مع أن الإمام مسلما هو الذي روى هذا الحديث في صحيحه , يسمع الحديث وكأنه ما عاش في بلاد الإسلام بل عاش في بلاد العلم! بل إنه ما أمسك (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/98)
صحيح مسلم) في زمانه مطلقا! هذا ليس من أهل العلم , وهناك أناسٌ يقولون: لا يجوز للشخص أن يسأل (أين الله)! فنقول له: أنت تؤمن بوجود الله؟ يقول: نعم , نقول له: إذن أين هو؟ يفكر ولا يعطي الجواب , لا يعرف وهو مسلم! ما هو معنى مسلم! معناه حقيقة: هل هو مسلم؟
والمشكلة أن علم الكلام دخل في الموضوع فأسد العقول , وماذا قال لهم؟ قال لهم: لا يجوز أن نقول: الله في السماء؟ لأن الله ليس مكان. صحيح ونحن نقول ذك , وأن الله غني عن المكان , فأفهم الناس بأن معنى الآية إثبات المكان لله عز وجل , ومعنى الحديث إثبات المكان لله عز وجل في السماء!! هذا جهلٌ أدى بهم إلى جهل مطبق! فالمسلم حينما يعتقد أن الله في السماء لا يعني أن الله مثل إنسان في غرفة! لماذا؟ لأن هذا تشبيه! وقد سمعتم أن خصال ومزايا الدعوة السلفية أنها وسط بين التفريط والإفراط , بين المشبهين والمعطلة , فالسلف وسطٌ يؤمنون وينزهون , فحينما يعتقد المسلم أن الله في السماء لا يعني أنه في السماء يعني كالإنسان في الغرفة! كلا!!
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسام في الصحيح (كتاب المساجد ومواضع الصلاة , باب تحريم الكلام في الصلاة , ونسخ ما كان من إباحة رقم 537 , من حديث معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال ( .. وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أُحد والجوانية , فأطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها , وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون , لكني صككتها صكة , فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعظم ذلك علي. قلت يا رسول الله! أفلا أعتقها؟ قال (ائتني بها). فأتيته بها. فقال بها (أين الله؟) قالت: في السماء. قال (من أنا) قالت: أنت رسول الله. قال (اعتقها , فإنها مؤمنة). وانظر (الصواعق المرسلة) للإمام ابن القيم رحمه الله 1/ 312 ط: د/ علي الدخيل.
وهذا الحديث لا ينافي ما صح إسناده في مصنف عبدالرزاق 9/ 175/16814 , ومسند أحمد 3/ 451 , وابن الجارود في المنتقى 931 وغيرهم من حديث عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء , وقال: يا رسول الله! إن علي رقبة مؤمنة , فإن كنت ترى هذه مؤمنة , أعتقها؟ فقال لها رسو الله صلى الله عليه وسلم (أتشهدين أن لا إله إلا الله؟) قالت: نعم. قال (أتشهدين أني رسول الله؟) قالت: نعم. قال (أتومنين بالبعث بعد الموت)؟ قالت: نعم: قال (أعتقها).
فإن تعدد القصة واردٌ , على أن حديث الأنصاري هذا قد أوعل بالإرسال , كما في الموطأ 2/ 6 وغيره.
ثم إنه سلك سبيل الترجيح – جدلا – لرجح حديث معاوية على حديث الأنصاري , لأنه أقوى منه صحة , إذ إنه أيضا على شرط الشيخين , ورجاله كلهم ثقات , على أنه لم يعارضهما ببعض أحدٌ من العلماء والمحدثين!! بل تلقوه بالقبول , حتى الذين تأولوه.
وانظر (دفاع عن حديث الجارية) ص24/ 25 للأخ سليم بن عيد الهلالي حفظه الله.
*ملاحظة: السؤال هذا والسابق نقلته من نفس الكتاب (منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل) وهو للشيخ أبوعبدالله النعماني الأثري فإن أحببت نقلت لك بقية الأسئلة والأجوبة عليها , والهوامش من كلام الشيخ أبوعبدالله والنص هو كلام الشيخ الألباني رحمه الله
أخوك في الله: العوضي(25/99)
من يعرف شيئا عن عقيدة هارون يحيي؟؟ .. الموضوع جد مهم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 06 - 03, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هاورن يحيي اسمه الحقيقي "عدنان أ ُكتار" أصله تركي، عمل موقعا كبيرا باللغة الأنجليزية، وقد الف كتبا كثيرة تتحدث عن الخلق وعن القرآن وكتاب عن النبي صلى الله عليه وسلم وهيي منتشرة الآن في مكاتب كثيرة. وموقعه يكبر وتُرجم إلى حوالي 7 لغات، وقد تُرجم للعربية (اظن جزء من الموقع وليس كله وهم ما زالوا يعملون عليه)، وقد سمعت بأن السعودية تنوي عمل نُسخ من إحدى كتبه وتنشرها (هذا ما سمعت من أحد الإخوة المقيمين بالسعودية) وقيل لي بأن السبب هو قلة وجود كتب مثل كتبه فيما يتعلق بدعوة غير المسلم (خاصة الملحدين منهم)، وقد طُلب مني تصفح موقعه والتأكد من عقيدته. فكتبه كثيرة وتنتشر وتترجم للغات عديدة. فرجاءا إذا كان أي أحد يعرف أي شيء عن عقيدة هذا الرجل فليعلمنا.
وجدت صفحة واحدة على الإنترنت تتحدث عن أحد كتبه عن الخلق وأنه يقول بوحدة الوجود، وإحدى كتبه عنوانها (لا يُعرف الله إلا بالعقل!).
وما زلت ابحث عن اي موقع آخر يذكر فيه شيئا عن هذا الرجل. وأفكر أن اقوم بقراءة ولو بعض كتبه ومعرفة عقيدته ومنهجه عن طريقها، ولكنه يأخذ وقتا طويلا وانا انشغل كثيرا، فأرجو المساعدة فإن الموضوع جد مُهم.
هذا موقعه المترجم إلى العربية:
http://www.harunyahya.com/arabic/index.php
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[07 - 06 - 03, 03:30 ص]ـ
أخي الفاضل
حسب خبرتي البسيطة في كتب الرجل أقول:
1 - الرجل ينتمي إلى النورسيين في تركيا وهو اتجاه يهتم بالرد على الملحدين وببيان آيات الله في الكون.
2 - الرجل عنده نظرة للكون متأثرة بوحدة الوجود عند الصوفية، وملخص فكرته أن كوننا هذا خيال، والوجود الحقيقي لله وحده.
3 - أرى والله أعلم أن الرجل من أفضل من كتب عن دحض نظرية التطور، ولا بأس بإعادة نشر كتبه مع حذف الفصل الذي يذكره دائما في آخر كتبه، ويتحدث فيه عن نظرته للكون.
والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 06 - 03, 08:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا بالنسبة لكتبه في الرد على الملحدين
وماذا عن كتبه المتعلقة بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم؟
وهل هناك معلومات أخر عن عقيدته؟
أرجو لمن يعرف عقيدة هذا الرجل أن يخبرنا.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[11 - 06 - 03, 02:07 ص]ـ
أخى الكريم العقيدة
هاتين نص رسالتين تلقيتهما من مجموعة بريدية تسمى:
[ right-path]
ملحوظة: لضيق الوقت لم اقرا الرسالتين
ارجو ان تتذكرنى من صالح دعاءك
الأولى:
To : therightpath@yahoogroups.com
From : "Rizwan Ansari" <rizwan_ansari50@yahoo.com> | Block Address | Add to Contacts
List-Unsubscribe: mailto:therightpath-unsubscribe@yahoogroups.com
Reply To: therightpath@yahoogroups.com
Date : 09 Jun 2003, 05:17:00 PM
Subject : Re:[right-path] Harun Yahya's Aqeedah ?
--------------------------------------------------------------------------------
This mail was sent to me by a muslim brother. Hope you may get your answer.
Exposing Haarun YahyaaBy Br. Abu RumaisahAssalaamualaykum warahmathullahi
wabarakaathuDearest brothers and sisters the following is written as a
clarification of the path of Ahlus Sunnah Wal Jamaah. It is not a personal
attack on the named individual, rather an attack on the belief and methodology
professed in his works. If you disagree then please bring your proof with
Authentic Explanation. and email it to comments@theclearpath.com. The main
reason for this series of postings is to steer our brothers and sisters clear
of the works of someone who is gaining popularity throughout the world in many
********s. His Belief in Wahdatul Wujood Firstly we will just define the term
to those who are unaware of it; Wahdatul–Wujood means linguistically: “What
ever is existing in the entire universe, it has no existence, what ever exists
than it is none other than Allaah.”This means that everything that is visible
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/100)
to the naked eye is nothing but Allaah; there is no distinction between the
creator and the creation. The example that can be found regarding
Wahdatul–Wujood is: “The example of Wahdatul–Wujood is like an ocean, and the
bubbles are the human beings and all other things that exist, so the example of
Allaah is like the ocean and the example of the creation is the example of the
bubbles.”It is obvious and apparent that bubbles are a part of the ocean and it
is also regarded as water. So from the above examples the Sufis abolish the
belief that there is a distinction between the Creator and the creation. They
have innovated the concept of Wahdatul–Wujood, a concept that is neither
established from the Qur’aan, the Sunnah, the Companions (radi–Allaahu ‘anhum
ajma’een), the Taabi’een, those who came after the Taabi’een, nor from any of
the Imaams of Sunnah. It must also be noticed that to adhere to such a belief
obliges the human being to believe in the concept of Hulool: being attributed
to Allaah with His creation. (We seek refuge from Allaah from such a heretical,
filthy and evil belief). So O dear Muslim you have come to know that the Sufis
belief in the concept of Wahdatul–Wujood necessitates the concept of Hulool,
which is for Allaah to indwell into all things and to be part of them, and this
is a belief that has been innovated by them and we seek refuge from Allaah!
What follows is proof that Haarun Yahya is upon this false belief and that he
dares to Mock Ahlus Sunnah, and then to finish off, we have a series of quotes
from the Imaam’s of the sunnah reinforcing the CORRECT belief. Haarun Yahya
says about the following verse (Quotes in red): "...some people have no genuine
understanding of God and so they imagine Him as a being present somewhere in
the heavens and not really intervening in worldly affairs. The basis of this
logic actually lies in the thought that the universe is an assembly of matter
and God is "outside" this material world, in a far away place. In some false
religions, belief in God is limited to this understanding." [Evolution Deciet
sixt edit Page 223] 'God is surely "everywhere" and encompasses all.'[Evolution
Deciet sixt edit Page 223] What is said above is something that needs
clarifying and looking into as many Muslims especially those who have deviated
ideas like the author in question will start to cry out. Hence we will suffice
in just presenting the proof and then let it be upon the reader to decide. The
belief that Allaah is preasent in the heavens is according to Haaroon Yahya;
part of a false religion “In some false religions, belief in Allah is limited
to this understanding." So my dear brothers and sisters ask your self what
religion is Harron Yahya following?? Read the following then I ask you to ask
yourselves are we the people upon a FALSE RELIGION? Mu'aawiyah ibn al-Hakam
said: "I had a slave-girl who tended sheep for me in the direction of Uhud and
Al-Jawaaniyaah and I came one day and found that a wolf had taken one of the
sheep, and I am a man from the children of Aadam, I became angry as they do,
but I hit her very hard. So I came to the Prophet sal-Allaahu 'alayhe wa sallam
and he made me aware of the seriousness of that, so I said: O Messenger of
Allaah, shall I free her? He said: Bring her. So I brought her and he said to
her: Where is Allaah? She said: 'Above the sky.' He said: Who am I? She said:
'You are Allaah's Messenger.' He said: Free her for she is a Believer." [SAHEEH
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/101)
MUSLIM](i) The hadeeth establishes the un*****ocal validity of asking the
question: 'Where is Allaah?' (ii) The only acceptable answer from a Believer to
the question 'Where is Allaah?' is to say 'Is (above) the heaven' since the
Prophet sal-Allaahu 'alayhe wa sallam himself accepted this answer and did not
criticise it in any way. To give an answer other than this would be to venture
into the realms of speculation. Aboo Mutee' al-Hakam ibn 'Abdullah al-Balkee
said: "I asked Aboo Haneefah about the one who says: 'I do not know whether my
Lord is in the sky or the earth.'" So he said: 'He is a kaafir, for Allaah, the
Most High, says: and His Throne is above the heavens.' So I said: "If he says:
'I say that He ascended above the Throne but I do not know whether the Throne
is in the heavens or the earth.'" He said: 'If he denies that He is above the
sky then he is a kaafir.' (Sharh 'Aqeedah at-Tahaweeyah p.288 of ibn Abil-'Izz
al-Hanafee, and Mukhtasar al-'Uluww no.118 of adh-Dhahabee)If we take the above
statement we can say that Haarun Yahya is a
قال الشيخ الألباني :
AFIR, but we leave that for the
people of knowledge, however we ask the muslims who read his books to ask
themselves whether they are going to help promote
قال الشيخ الألباني :
ufr by buying his books?? As
Allaah said: "help one another to birr and taqwa and do not help one another to
ithm and udwaan"Does advising from or selling or promoting his books make you
part of this. Also our Prophet sal-Allaahu 'alayhe wa sallam said: "Whoever
sees an evil then let him change it with his hand, if you cannot then with
tongue, if you cannot then with the heart, that's the weakest of eemaan."Why
did Imaam Aboo Haneefah (rahimahullah) impute with
قال الشيخ الألباني :
ufr one who does not know
whether Allaah is in the heavens or on earth? Ibn Abil-'Izz writes: "Do not pay
any attention to those who reject this narration from those who ascribe
themselves to the Madhhab of Aboo Haneefah, for a group of the Mu'tazilah and
other than them attribute themselves to him but differ with him in a large
number of his beliefs. And those who oppose some of the beliefs of Maalik,
ash-Shaafi'ee and Ahmad also attribute themselves to them. And the story of
Aboo Yusuf asking Bishr al-Mareesee to repent when he denied that Allaah is
above His Throne is well known, reported by 'Abdur-Rahmaan ibn Abee Haatim and
others." (Sharh 'Aqeedah at-Tahaawiyyah, p.288)Allaah, the Most High, says:
"Behold! Allaah said: O 'Eesa, I will take you and raise you up to Myself."
(Soorah Aali-'Imraan 3:55)"They fear their Lord who is above (fawq) them."
(Soorah an-Nahl 16:50)The Messenger of Allaah sal-Allaahu 'alayhe wa sallam
said: “Do you not trust me and I am the trustworthy servant of Him Who is above
the sky. The news of heaven comes to me in the morning and the evening.”
[al-Bukhaaree and Muslim from Aboo Sa'eed al-
قال الشيخ الألباني :
hudree]The Prophet sal-Allaahu
'alayhe wa sallam also said: “Those who are merciful will be shown mercy by the
Most High. Have mercy upon those on the earth, then He who is in the sky will
have mercy upon you.” [Ahmad, Aboo Daawood, al-Bukhaaree in at-Tareekh
al-
قال الشيخ الألباني :
abeer, al-Haakim who authenticated it and adh-Dhahabee agreed. At-Tirmidhee
graded it as hasan saheeh in his Sunan]Also the lengthy hadeeth in which the
Prophet sal-Allaahu 'alayhe wa sallam describes the journey of the righteous
soul through the heavens after death: “…thereafter it is taken up to the sky
which is then opened for it. It is said: 'Who is this?' So (the Angel) says:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/102)
' It is so and so.' It is said: 'Welcome to the blessed soul,' and it does not
cease to be referred to as this until it reaches the heaven in (above) which is
Allaah, the Most High.” [Ahmad, as well as al-Haakim who declared it to be
authentic to the standard of al-Bukhaaree and Muslim]Imaam Maalik said: "Allaah
is above the sky and His
قال الشيخ الألباني :
nowledge is in every place, not being absent from
anything." [Aboo Dawood in al-Masaa'il p.263, al-Aajuree in ash-Sharee'ah
p.289, and others]Imaam ash-Shaafi'ee said: "The saying which I hold regarding
the Sunnah and which I found those whom I have seen holding such as Sufyaan,
Maalik and others, is affirmation of the testification that none has the right
to be worshipped but Allaah and that Muhammad is the Messenger of Allaah, that
Allaah is above His Throne over His heaven, He draws near to His creation as He
wishes and descends to the lowest heaven as He wishes..." [Mukhtasar al-'Uluww
no.118 of adh-Dhahabee from Abu Thawr and Abu Shu'aib, both reporting from
ash-Shaafi'ee]Imaam al-Awzaa'ee (d.157H) said: "We, whilst the students of the
Successors were many, would say that indeed Allaah, the Most Perfect, is above
His Throne and we believe in what is related in the Sunnah about the
Attributes." [al-Baihaaqee in al-Asmaa was-Sifaat (p.408). Ibn Hajar graded its
isnaad as being jayyid in Fath al-Baaree 13/406]Shaykh ul-Islaam Abdullaah ibn
al-Mubaarak (d.181H) said: "He is above the seventh heaven above His Throne and
we do not say as the Jahmiyyah say: 'He is here on the earth'." [
قال الشيخ الألباني :
halq
Af'aalul-'Ibaad no.13 of al-Bukhaaree, ar-Radd 'alal Mareesee pp.24, 103 and
ar-Radd 'alal-Jahmiyyah p.50 of ad-Daarimee and 'Abdullaah ibn Ahmad in
as-Sunnah pp.7, 25, 35 and 72]THIS IS JUST THE TIP OF THE ICE BERG REGARDING
THE AQEEDAH OF AHLUS SUNNAH BUT THOSE WHO HAVE UNCERTAINTY THEN THEY WILL
FOLLOW WHATEVER SUITS THEIR DESIRES._________________Abu Rumaisah "Whosoever
introduces in Islam n innovation,& holds it to be something good, has indeed
alleged that Muhammad (SallallaahuAlayhiWasallam) has betrayed his message!
Read the Saying of Allah:'This day I have perfected your Religion for u,
completed My favor upon u & I have chosen for u Islam as your Religion.' So
that, which was not part of the Deen at that time cannot be part of the Deen
today! & the last part of this Ummah cannot be rectified, except by that which
rectified its 1st part."- Imam Malik ibn Anas (rahimahullah).
الثانية:
To : therightpath@yahoogroups.com
Cc: amatullah-n@juno.com
From : B
قال الشيخ الألباني :
C1248@cc.m-kagaku.co.jp | Block Address | Add to Contacts
List-Unsubscribe: mailto:therightpath-unsubscribe@yahoogroups.com
Reply To: therightpath@yahoogroups.com
Date : 09 Jun 2003, 04:15:10 PM
Subject : Re: [right-path] Harun Yahya's Aqeedah ?
--------------------------------------------------------------------------------
The Evil within the book of HARUN YAHYA - Abu Jibreen
Whatever the case with Harun Yahya - whether he takes hadith into Aqeedah
or not so far i have not seen any firm daleel only rumours and muttering of
brothers .
Regardless, there are serious mistakes in his book EVOLUTION deceit which
highlights the path he treads and his understanding of TAUHEED, the
creation etc..The chapter which carries this evil I have seen is the one
entitled "The Real Essence of matter". Just a note i am not classifying
this brother as an innovator (Mubtady) per se, or declaring him a
قال الشيخ الألباني :
afir,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/103)
deviant etc. This is for the scholars of islaam and those endowed with the
blessings of
قال الشيخ الألباني :
nowledge. I am just here to highlight some of the errors.
Harun Yahya introduces to the reader to "WHERE IS GOD" (page: 175)
"The basic mistake of those who deny God is shared by many people who in
fact do not really deny the existence of God but have a wrong perception of
Him. They do not deny creation, but have superstitious beliefs about
"where" God is. Most of them think that God is up in the "sky". They
tacitly imagine that God is behind a very distant planet and interferes
with "worldly affairs" once in a while. Or perhaps that He does not
intervene at all: He created the universe and then left it to itself and
people are left to determine their fates for themselves. Still others have
heard that in the Qur'an it is written that God is everywhere" but they
cannot perceive what this exactly means. They tacitly think that God
surrounds everything like radio waves or like an invisible, intangible gas.
However, this notion and other beliefs that are unable to make clear
"where" God is (and maybe deny Him because of that) are all based on a
common mistake. They hold a prejudice without any grounds and then are
moved to wrong opinions of God. What is this prejudice?"
Then he breaks into his
قال الشيخ الألباني :
alaam (rhetoric philosophy), some relevant
extracts are below:
page 189 (3/4 way down) he writes
"Consequently it is impossible to conceive Allah as a separate being
outside this whole mass of matter (i.e the world) Allah is surely
"everywhere" and encompasses all.
This is clearly the
قال الشيخ الألباني :
allam of the Sufiya, more specifically the concept of
Wahdatul-Wajud. (The unity of existence i.e that the Creation and the
Creator are inseperable)
For surely is Allah is above the heavens over his throne (alal-Arsh).
And Allah(Swt) is seperate from his creation. And this is the understanding
of Ahlus-Sunnah.
Again he Harun Yahya writes on page 190 - Allah (swt) is "Infinately close"
to them with the verse:
"When my servants ask you concerning me, I am indeed close to them".
(Baqarah: 186) He quotes further: (Surah Al-Isra, 60), (al-Waqia 83-85)
These verses deal with the Closeness of Allah to man during states such as
death e.g.
".. Why is it not then that when it (soul) comes up to the throat , and you
at the time look on, We are nearer to him than you, but you see not.."
(Waqia -83-85)
In no place 'till now does Harun Yahya quote Ahlus-Sunnah's understanding
that this means: " in Allah(swt)
قال الشيخ الألباني :
NOWLEDGE.." and Sufyan ath-Thawree $B!G (Bs
understanding:
Sufyaan ath-Thawree (one of the early salaf) was asked about the verse,
"and He is with you whosesoever you are". He said, $B!F (BThese means in His
قال الشيخ الألباني :
nowledge. $B!G (B
Harun Yahya is slowly trying to break the reader into his DEVIANT
understanding of Allah's presence..
He continues at the bottom of page 190
"On the other hand, it is impossible for man, who is nothing but a shadow
being, to have power and will independent of Allah. The verse "But Allah
has created you and your handiwork" (Safaat 96) shows
that everything takes place under Allah (swt) control"
THE CRUNCH...
He Harun comes to fruition with his DEVIANT understanding of TAWHEED
".. Whereby it is emphasised that no act is independant of Allah. Since a
human is a shadow being, it cannot be itself which performs the act of
throwing. However Allah gives the Shadow being the feeling of the self."
Compare this again with his
قال الشيخ الألباني :
alaam (top of page 190 )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/104)
" That is, we cannot perceive Allah's existence with our eyes, but Allah has
thoroughly encompassed our inside, outside, looks and thoughts...."
The whole of this Chapter entitled "The real essence of Matter" deals with
his philosophy. To sum up and give a general understanding to his whole
chapter in one sentence could be :
" That there is no US, the WORLD is not REAL, Allah is REAL, so ALLAH is
EVERYWHERE and WE ARE an ILLUSION "
again: page (193) " As it may be seen clearly, it is a scientific and
logical fact that the "external world has no materialistic reality and that
it is a collection of images perpetually presented to our soul by God.
Nevertheless, people usually do not include, or rather do not want to
include, everything in the concept of the "external world".
What EVIL MUTTERINGS . ????
WHAT is this DISFIGUREMENT of TAWHEED (the call of the prophets and
messengers ? )
This
قال الشيخ الألباني :
alaam (rhetoric) continues on for a whole chapter, and this is a HUGE
deception since 90% of his books contain scientific, rational proofs,
quotes from the scholars of (wordly science) etc..
then right at the end of the book he adds this
قال الشيخ الألباني :
alaam, understanding of
Allah, his creation, and Tawheed of the EVIL SUFIES??
SO what is more harmful to islaam than the CURRUPTION OF TAWHEED itself.. A
way to corrupt TAWHEED is by targeting its understanding. After we have
established this EVIL mutterings, We shall affirm what the Salaf affirmed:
From Imaam al-Bukhaaree's, $B!F (B
قال الشيخ الألباني :
halq Af $B!G (Baal Ebaad $B!G (B
[All the narrations are authentic according to the research done on this
work by the great hadeeth scholar Badr al-Badr (RH), and are from the
sahaabah or those who came soon after]:
"6) Wahb bin Jareer said, $B!F (BThe Jahmiyyah are heretics, they think that
He
has not risen over His Throne. $B!G (B
13) Ibn al-Mubaarak said, $B!F (Bwe do not say as the Jahmiyyah say that
Allaah
is on the earth, rather He has risen over His Throne. $B!G (B
14) And it was said to him, $B!F (Bhow should we know our Lord? $B!G (B He
said, $B!F (Babove
the Heavens, over/upon ( $B!F (Balaa) His Throne $B!G (B
29) Sufyaan ath-Thawree was asked about the verse, "and He is with you
wheresoever you are". He said, $B!F (BHis
قال الشيخ الألباني :
nowledge. $B!G (B
And much can be written if a student of knowledge of scholar where to go
through this...
amatullah-n@juno.
com To:
therightpath@yahoogroups.com
cc: (bcc: Faisal B
قال الشيخ الألباني :
C1248
Anhar/B
قال الشيخ الألباني :
CP/B
قال الشيخ الألباني :
C)
06/09/2003 12:30 Subject: [right-path] Harun
Yahya's Aqeedah ?
AM
Please respond to
therightpath
Assalamu alaykum,
Does anyone know anything about Harun Yahya's Aqeedah (Creed)?
http://www.harunyahya.com
Please when replying send a copy to my email, because I am on no email.
Jazakum Allahu
قال الشيخ الألباني :
hayran.
(See attached file: C.htm)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[11 - 06 - 03, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الرسالتان تتحدث عن قوله بالحلول ووحدة الوجود.
وأنا أريد أن أعرف المزيد من المعلومات عن عقيدته.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[11 - 06 - 03, 07:12 ص]ـ
التعريف:
وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، ويعتبرونه - تعالى عما يقولون علواً كبيراً - صورة هذا العالم المخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.
- ونحن نوضح هذا المذهب لأن آثاره وبعض أفكاره لا زالت مبثوثة في فكر أكثر أهل الطرق الصوفية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي، وفي أناشيدهم وأذكارهم وأفكارهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/105)
- والمذهب كما سنرى موجود في الفكر النصراني واليهودي أيضاً، وقد تأثر المنادون بهذا الفكر من أمثال: ابن عربي، وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ونصرانية وفارسية الأصل ومنها المذهب المانوي ولمذهب الرزاردشتي وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين.
التأسيس وابرز الشخصيات وأهم آرائهم:
· إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم: محي الدين ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني. ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد رونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
ومن أبرز الشخصيات وأفكارهم:
· ابن عربي 560هـ –638:
- هو محي الدين محمد بن علي بن عبد الله العربي، الحاتمي، الطائي، الأندلسي وينتهي نسبه إلى حاتم الطائي، أحد مشاهير الصوفية، وعرف بالشيخ الأكبر ولد في مرسية سنة 560هـ وانتقل إلى أشبيلية حيث بدأ دراسته التقليدية بها ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من حكام الولايات.
- في سن مبكرة وبعد مرض ألم به كان التحول الكبير في حياته، حيث انقلب بعد ذلك زاهداً سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة، ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن الأندلس المختلفة وشمالي إفريقية بصحبة عدد من شيوخ الصوفية.
- في الثلاثين من عمره انتقل إلى تونس ثم ذهب إلى فارس حيث كتب كتابه المسمى: الإسراء إلى مقام الأسرى ثم عاد إلى تونس، ثم سافر شرقاً إلى القاهرة والقدس واتجه جنوباً إلى مكة حاجاً، ولزم البيت الحرام لعدد من السنين، وألف في تلك الفترة كتابه تاج الرسائل، وروح القدس ثم بدأ سنة 598هـ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات المكية.
- في السنين التالية نجد أن ابن عربي ينتقل بين بلاد الأناضول وسورية والقدس والقاهرة ومكة،ثم ترك بلاد الأناضول ليستقر في دمشق.وقد وجد ملاذاً لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من الأسرة الأيوبية الحاكمة بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح،بل التكفير والزندقة. وفي تلك الفترة ألف كتابه فصوص الحكم وأكمل كتابه الفتوحات المكية وتوفي ابن عربي في دار القاضي ابن الزكي سنة 638هـ ودفن بمقبرة العائلة على سفح جبل قسيون.
· مذهبه في وحدة الوجود:
يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله، فالخلق هم ظل للوجود الحق فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق.
- فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق ومن أقواله التي تدل على ذلك: " سبحان من أظهر الأشياء وهو عنيها ".
- ويقول مبيناً وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات:
ياخالق الأشياء في نفسه أنت لما تخلق جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيك فأنت الضيق الواسع
- ويقول أيضاً:
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا وليس خلقاً بذالك الوجه فاذكروا
جمع وفرق فإن العين واحدة وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر
وبناء على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم بل مجرد فيض وتجلي وما دام الأمر كذلك فلا مجال للحديث عن علة أو غاية، وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخضع لحتمية وجبرية صارمة.
وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر ولا عن قضاء وقدر ولا عن حرية أو إرادة ثم لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب، بل الجميع في نعيم مقيم والفرق بين الجنة والنار إنما هو في المرتبة فقط لا في النوع.
وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه ومعتقده، فالعذاب عنده من العذوبة والريح التي دمرت عاد هي الراحة لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة، وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة:
- ومما يؤكد على قوله بالجبيرة الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد:
الحكم حكم الجبر والاضطرار ما ثم حكم يقتضي الاختيار
إلا الذي يعزى إلينا ففي ظاهره بأنه عن خيار
لو فكر الناظر فيه رأى بأنه المختار عن اضطرار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/106)
- وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ونفي الحساب والثواب والعقاب. فإنه ترتب على مذهبه أيضاَ قوله بوحدة الأديان. فقد أكد ابن عربي على أن من يعبد الله ومن يعبد الأحجار والأصنام كلهم سواء في الحقيقة ما عبدوا إلا الله إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق.
يقول في ذلك:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعى الغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
- فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء، وقد ترتب على هذا المذهب نتائج باطلة قال بها ابن عربي وأكدها وهي قوله بالجبرية ونفيه الثواب والعقاب وكذا قوله بوحدة الأديان.
- وقد بالغ ابن عربي في القول بوحدة الوجود تلاميذ له أعجبوا بآرائه وعرضوا لذلك المذهب في أشعارهم وكتبهم من هؤلاء: ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني.
· أما ابن الفارض فيؤكد مذهبه في وحدة الوجود في قصيدته المشهورة بالتائية:
لها صلاتي بالمقام أقيمها وأشهد أنها لي صلت
كلانا مصل عابد ساجد إلى حقيقة الجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي فلم تكن صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
وما زالت إياها وإياي لم تزل ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
فهو هنا يصرح بأنه يصلي لنفسه لأن نفسه هي الله. ويبين أنه ينشد ذلك الشعر لا في حال سكر الصوفية بل هو في حالة الصحو فيقول:
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي ذاتي إذا تحلت تجلت
- الصوفية معجبون بهذه القصيدة التائية ويسمون صاحبها ابن الفارض بسلطان العاشقين، على الرغم مما يوجد في تلك القصيدة من كفر صريح والعياذ بالله.
· وأما ابن سبعين فمن أقواله الدالة على متابعة ابن عربي في مذهب وحدة الوجود:
قوله: رب مالك، وعبد هالك، وأنتم ذلك الله فقط، والكثرة وهم.
وهنا يؤكد ابن سبعين أن هذه الموجودات ليس له وجد حقيقي فوجودها وهم وليس ثمة فرق بين الخلق وبين الحق، فالموجودات هي الله!!
· أما التلمساني وهو كما يقول الإمام ابن تيمية من أعظم هؤلاء كفراً، وهو أحذقهم في الكفر والزندقة. فهو لا يفرق بين الكائنات وخالقها، إنما الكائنات أجزاء منه، وأبعاض له بمنزلة أمواج البحر، وأجزاء البيت من البيت، ومن ذلك قوله:
البحر لا شك عندي في توحده وإن وأن تعدد بالأمواج والزبد
فلا يغرنك ما شاهدت من صور فالواحد الرب ساوي العين في العدد
- ويقول أيضاَ:
فما البحر إلا الموج لا شيء غيره وإن فرقته كثرة المتعدد
- ومن شعره أيضاَ:
أحن إليه وهو قلبي وهل يرى سواي أخو وجد يحن لقلبه؟
ويحجب طرفي عنه إذ هو ناظري وما بعده إلا لإفراط قربه
- فالوجود عند التلمساني واحد، وليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق، بل كل المخلوقات إنما هي لله ذاته.
- وقد وجد لهذا المذهب الإلحادي صدى في بلاد الغرب بعد أن انتقل إليها على يد برونو الإيطالي وروج له اسبينوز اليهودي.
· جيور واتو برونو 1548 - 1611م وهو مفكر إيطالي، درس الفلسفة واللاهوت في أحد الأديرة الدينية، إلا أنه خرج على تعاليم الكنيسة فرمي بالزندقة، وفر من إيطاليا، وتنقل طريداً في البلدان الأوروبية وبعد عودته إلى إيطاليا وشي به إلى محاكم التفتيش فحكم عليه بالموت حرقاً.
· باروخ سبينوزا 1632 - 1677م. وهو فيلسوف هولندي يهودي، هاجر أبواه من البرتغال في فترة الاضطهاد الديني لليهود من قبل النصارى، ودرس الديانة اليهودية والفلسفة كما هي عند ابن ميمون الفيلسوف اليهودي الذي عاش في الأندلسي وعند ابن جبريل وهو أيضاَ فيلسوف يهودي عاش في الأندلس كذلك.
ومن أقول سبينوزا التي تؤكد على مذهبه في وحدة الوجود:
- ما في الوجود إلا الله، فالله هو الوجود الحق، ولا وجود معه يماثله لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان.
- إن قوانين الطبيعة وأوامر الله الخالدة شيء واحد يعينه، وإن كل الأشياء تنشأ من طبيعة الله الخالدة.
- الله هو القانون الذي تسير وفقه ظواهر الوجود جميعاً بغير استثناء أو شذوذ.
- إن الطبيعة عالماً واحداً هو الطبيعة والله في آن واحد وليس في هذا العالم مكان لما فوق الطبيعة.
- ليس هناك فرق بين العقل كما يمثله الله وبين المادة كما تمثلها الطبيعة فهما شيء واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/107)
· يقول الإمام ابن تيمية بعد أن ذكر كثيراً من أقوال أصحاب مذهب وحدة الوجود " يقولون: إن الوجود واحد، كما يقول ابن عربي - صاحب الفتوحات - وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني وأمثالهم - عليهم من الله ما يستحقونه - فإنهم لا يجعلون للخالق سبحانه وجوداً مبايناً لوجود المخلوق. وهو جامع كل شر في العالم، ومبدأ ضلالهم من حيث لم يثبتوا للخالق وجوداً مبايناً لوجود المخلوق وهم يأخذون من كلام الفلاسفة شيئاً، ومن القول الفاسد من كلام المتصوفة والمتكلمين شيئاً ومن كلام القرامطة والباطنية شيئاً فيطوفون على أبواب المذاهب ويفوزون بأخس المطالب، ويثنون على ما يذكر من كلام التصوف المخلوط بالفلسفة " (جامع الرسائل 1 - ص 167).
· الجذور الفكرية والعقائدية:
- لقد قال بفكرة وحدة الوجود فلاسفة قدماء: مثل الفيلسوف اليوناني هيراقليطس فالله - سبحانه وتعالى - عنده نهار وليل وصيف وشتاء، ووفرة وقلة، جامد وسائل، فهو كالنار المعطرة تسمى باسم العطر الذي يفوح منها.
- وقال بذلك الهندوسية الهندية: إن الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي والروح الإنسانية جزء من الروح العليا وهي كالآلهة سرمدية غير مخلوقة.
- وفي القرن السابع الهجري قال ابن عربي بفكرة وحدة الوجود وقد سبق ذكر أقواله.
- وفي القرن السابع عشر الميلادي ظهرت مقولة وحدة الوجود لدى الفيلسوف اليهودي سبينوزا، الذي سبق ذكره، ويرجح أنه اطلع على آراء ابن عربي الأندلسي في وحدة الوجود عن طريق الفيلسوف اليهودي الأندلسي ابن ميمون.
وقد أعجب سبينوزا بأفكار برونو الإيطالي الذي مات حرقاً على يد محاكم التفتيش، وخاصة تلك الأفكار التي تتعلق بوحدة الوجود. ولقد قال أقوالاً اختلف فيها المفكرون، فمنهم من عدوه من أصحاب وحدة الوجود، والبعض نفى عنه هذه الصفة.
- وفي القرن التاسع عشر الميلادي نجد أن مقولة وحدة الوجود قد عادت تتردد على ألسنة بعض الشعراء الغربيين مثل بيرس شلى 1792 - 1822م فالله سبحانه وتعالى في رأيه - تعالى عما يقول: " هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل جميل باسم، وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل، وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي، في ظلمات الليل، وهو هذه الورد اليانعة تتفتح وكأنه ابتسامات شفاء جميلة إنه الجمال أينما وجد … ".
- وهكذا فإن لمذهب وحدة الوجود أنصار في أمكنة وأزمنة مختلفة.
· موقف الإسلام من المذهب:
الإسلام يؤمن بأن الله جل شأنه خالق الوجود منزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها. والكون شيء غير خالقه، ومن ثم فإن هذا المذهب يخالف الإسلام في إنكار وجود الله، والخروج على حدوده، ويخالفه في تأليه المخلوقات وجعل الخالق والمخلوق شيئاً واحداً، ويخالفه في إلغاء المسؤولية الفردية، والتكاليف الشرعية، والانسياق وراء الشهوات البهيمية، ويخالفه في إنكار الجزاء والمسؤولية والبعث والحساب.
- ويرى بعض الدعاة أن وحدة الوجود عنوان آخر للإلحاد في وجود الله وتعبير ملتو للقول بوجود المادة فقط وأن هذا المذهب تكئة لكل إباحي يلتمس السبيل إلى نيل شهواته تحت شعار من العقائد أو ملحد يريد أن يهدم الإسلام بتصيد الشهوات أو معطل يحاول التخلص من تكاليف الكتاب والسنة.
يتضح مما سبق:
أن هذا المذهب الفلسفي هو مذهب لا ديني، جوهره نفي الذات الإلهية، حيث يوحد في الطبيعة بين الله تعالى وبين الطبيعة، على نحو ما ذهب إليه الهندوس أخذاً من فكرة يونانية قديمة، وانتقل إلى بعض الغلاة المتصوفة كابن عربي وغيره، وكل هذا مخالف لعقيدة التوحيد في الإسلام، فالله سبحانه وتعالى منزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها.
المصدر: http://www.khayma.com/internetclinic/mathahb/wehdatalwgod.htm
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[11 - 06 - 03, 07:16 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/108)
فالحلول والاتحاد عقيدتان كفريتان، ويظهر ذلك من خلال معرفة معناهما، أما الحلول فمعناه أن الله يحل في بعض مخلوقاته، ويتحد معها، كاعتقاد النصارى حلوله في المسيح عيسى ابن مريم، واعتقاد بعض الناس حلوله في الحلاج، وفي بعض مشايخ الصوفية، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وهؤلاء الذين تكلموا في هذا الأمر "الاتحاد العام" لم يعرف لهم خبر من حين ظهرت دولة التتار، وإلا فكان الاتحاد القديم هو الاتحاد المعين، وذلك أن القسمة رباعية، فإن كل واحد من الاتحاد والحلول إما معين في شخص، وإما مطلق، أما الاتحاد والحلول المعين كقول النصارى والغالية في الأئمة من الرافضة، وفي المشايخ من جهال الفقراء والصوفية، فإنهم يقولون به في معين: إما بالاتحاد كاتحاد الماء واللبن، وهو قول اليعقوبية وهم السودان، ومن الحبشة والقبط، وإما بالحلول، وهو قول النسطورية، وإما بالاتحاد من وجه دون وجه، وهو قول الملكانية. وأما الحلول المطلق وهو أن الله تعالى بذاته حال في كل شيء فهذا يحكيه أهل السنة والسلف عن قدماء الجهمية، وكانوا يكفرونهم بذلك. فأما ما جاء به هؤلاء من الاتحاد العام فما علمت أحداً سبقهم إليه إلا من أنكر وجود الصانع، مثل فرعون والقرامطة، وذلك أن حقيقة أمرهم أنهم يرون أن عين وجود الحق هو عين وجود الخلق، وأن وجود ذات الله خالق السموات والأرض، هي نفس وجود المخلوقات، فلا يتصور عندهم أن يكون الله تعالى خلق غيره، ولا أنه رب العالمين، ولا أنه غني وما سواه فقير، لكن تفرقوا على ثلاثة طرق، وأكثر من ينظر في كلامهم لا يفهم حقيقة أمرهم لأنه أمر مبهم).
وأما الاتحاد فمعناه أن عين المخلوقات هو عين الله تعالى وهو ما سبق تسميته في كلام شيخ الإسلام الاتحاد العام.
وقال عنه في مكان آخر (فإن صاحب هذا الكتاب المذكور الذي هو "فصوص الحكم" [لابن عربي] وأمثاله، مثل صاحبه القونوي والتلمساني وابن سبعين والششتري وابن الفارض وأتباعهم مذهبهم الذي هم عليه: أن الوجود واحد، ويسمون أهل وحدة الوجود، ويدعون التحقيق والعرفان، وهم يجعلون وجود الخالق، عين وجود المخلوقات، فكل ما يتصف به المخلوقات من حسن وقبيح، ومدح وذم، إنما المتصف به عندهم عين الخالق، وليس للخالق عندهم وجود مباين لوجود المخلوقات منفصل عنها أصلا، ً بل عندهم ما ثم غير أصلا للخالق ولا سواه. ومن كلماتهم: ليس إلا الله، فعباد الأصنام لم يعبدوا غيره عندهم، لأنهم ما عندهم له غير، ولهذا جعلوا قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) [الإسراء:23] بمعنى قدر ربك أن لا تعبدوا إلا إياه، إذ ليس عندهم غير له تتصور عبادته، فكل عابد صنم إنما عبد الله.
ولهذا جعل صاحب هذا الكتاب: عباد العجل مصيبين، ... وفرعون من كبار العارفين المحققين، وأنه كان مصيباً في دعواه الربوبية ... ويكفيك معرفة بكفرهم أن من أخف أقوالهم أن فرعون مات مؤمناً بريئاً من الذنوب ... ) إلى آخر ما ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- عنهم، مما يدل دلالة واضحة صريحة على كفرهم، وخروجهم عن الملة، نسأل الله الثبات على الحق.
والله أعلم.
المصدر: http://islamweb.net/pls/iweb/FATWA.showSingleFatwa?FatwaId=11542&word= الحلول
ـ[عبدالله القاضى]ــــــــ[16 - 08 - 08, 07:16 ص]ـ
المشكلة ليست هنا فقط
بل إنني تتبعت حلقات تتحدث عن علامات الساعة ولم يصح فيها من الأحاديث إلا القليل.
ولكن حلقاته عن نظريات التطور هى افضلهم ولعل تلك الحلقات بها مخالفات شرعية وهى معلومه.(25/109)
من طوام الشيعة؛؛ أثر عن علي يمشيه أهل السنة!!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 06 - 03, 07:41 م]ـ
* أخرج أبو بكر المروزي في الفوائد عن يحيى بن معين (الجزء الثاني ص196 برقم 129):
حدثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: خرج إلينا علي رضي الله عنه وفي يده بندقة، فقال: أتدرون ما هذه؟ قلنا: لا ندري!
قال: لكني أدري، أنا صنعتها: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
قال محققه الشيخ خالد بن عبد الله السبيت: إسناد هذا الأثر حسن!!
قلت: من أين جاءه الحسن؟!
ويبدو أنه اعتمد قول الحافظ في التقريب لا بأس به، وقال الإمام أحمد كما في التهذيب: لا بأس بحديثه هو أحسن استقامة من غيره، قال الخلال: يعني الذين تفرد أبو إسحاق بالرواية عنهم.
قلت: لكن الأكثر على تضعيفه، فقد جهله ابن معين، وقال أبو حاتم هو شبيه بالمجهول، وقال ابن خراش: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال مرة: أرجو أن لا يكون به بأس، ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه، وقد روى غير حديث منكر.ووثقه ابن حبان.
وقال ابن سعد: كانت منه هفوة أيام المختار وكان معروفاً وليس بذاك.
قلت: وهو وإن وثقه بعضهم، لا يصح تمشية أثره هذا، فيجب إنكاره، فإن من دونه ثقات، ولا يلزم من هذا القول بتضعيفه؛ فإن قلنا صدوق؛ فلا يقبل تفرده بمثل هذا مع تشيعه. والله أعلم.
ـ[سليمان السيف]ــــــــ[13 - 12 - 07, 06:45 م]ـ
بارك الله فيك ..
ما معنى قوله (بندقة)؟!
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[15 - 12 - 07, 06:39 م]ـ
جاء في لسان العرب الاتي
(بندق) البُنْدُق الجِلَّوْزُ واحدته بُنْدُقةٌ وقيل البُندق حمل شجر كالجلَّوْز وبُنْدُقةُ بَطن قيل أَبو قبيلة من اليمن وهو بُنْدُقةُ بن مَظَّةَ بن سَعد العَشيرة ومنه قولهم حِدَأ حِدَأ وراءكِ بُنْدقةُ وقد مضى ذكره والبُنْدُقُ الذي يرمى به والواحدة بُنْدُقة والجمع البنَادِقُ(25/110)
شروح عمدة الأحكام
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 06 - 03, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فلا يخفى على الجميع ما نال كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، من شهرة وعناية، واهتمام من العلماء قديما وحديثا، فهو من أهم مختصرات كتب أحاديث الأحكام خصوصا للمبتدئين، ولذا شرح الكتاب بشروح كثيرة جدا لكن للأسف جلها إما مفقود أو مخطوط، والذي طبع منها حسب علمي ما يلي:
1 - إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن دقيق العيد/ تحقيق أحمد شاكر/ عالم الكتب/ مجلد، وطبع غيرها.
2 - النكت على العمدة في الأحكام / للعلامة الزركشي / مكتبة الرشد /تحقيق نظر الفاريابي/ مجلد.
3 - الإعلام بفوائد عمدة الأحكام / للعلامة ابن الملقن / دار العاصمة / تحقيق عبد العزيز المشيقح/ في 11 مجلد.
4 - العدة حاشية الصنعاني على إحكام الأحكام لابن دقيق العيد/ للعلامة الصنعاني/ تحقيق محب الدين الخطيب و علي بن محمد الهندي/ المكتبة السلفية / في 4 مجلدات.
5 - خلاصة الكلام على عمدة الأحكام/ للشيخ فيصل آل مبارك/ مكتبة الرشد/ مجلد.
6 - تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام / للعلامة ابن عثيمين/ مقرر على طلاب المرحلة المتوسطة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود / شرح لقسم العبادات.
7 - تيسير العلام شرح عمدة الأحكام / للشيخ عبد الله البسام/ مجلدين/ طبع عدة مرات.
8 - الإلمام بشرح عمدة الأحكام / للشيخ إسماعيل الأنصاري/ مكتبة الرياض الحديثة / في 450 صحيفة تقريبا. غلاف. لطلبة وطالبات المرحلة المتوسطة والثانوية والمعاهد العلمية دار التوحيد.
9 - خلاصة الكلام على عمدة الأحكام / كتب على غلافه قدم له وأخرج آياته خليل الميس / دار القلم/ في مجلد. وهو في الحقيقة للشيخ البسام فقد جاء في آخر صفحة من الكتاب ص 344 تم هذا التعليق المبارك في يوم 4/ 2/1382هـ من معلقه عبد الله العبد الرحمن الصالح البسام. وهو مختصر جدا.
10 - نيل المرام بشرح عمدة الأحكام / لحسين النوري وعلوي المالكي/ مكتبة الأقتصاد عام 1381هـ.
11 - تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام / لأحمد النجمي.
الشرح رقم 10و11 لم أقف عليهما، انظر: دليل مؤلفات الحديث الشريف المطبوعة 1/ 420و2/ 437.
وهناك عدة شروح في أشرطة مسموعة لعدد من العلماء مثل:
عبد العزيز بن باز وعبد الله بن جبرين وعبد الرحمن البراك ومحمد المختار الشنقيطي و محمد المنجد وصلح سلطان وغيرهم وهذه الشروح منها ما شرح فيه جميع الكتاب و بعضها لم يكمل.
راجع تسجيلات طيبة بالرياض وتسجيلات الراية وتسجيلات الواحة وغيرها ممن له عناية بالشروح العلمية.
والشروح المخطوطة أوالمفقودة:
1 - رياض الأفهام لعمر بن علي الفاكهي. كشف الظنون 2/ 1164.
2 - تيسير المرام لمحمد بن أحمد التلمساني. كشف الظنون 2/ 1164.
3 - عدة الحكام محمد بن يعقوب الفيروزابادي. كشف الظنون 2/ 1164.
4 - موارد الأفهام لعبد القادر بدران. كشف الظنون 2/ 1164.
5 - عدة الحكام لأبي نصر عبد الوهاب الحسيني. كشف الظنون 2/ 1164.
6 - شرح للفقيه أحمد العامري الغزي وصل فيه إلى الصداق فأتمه ابنه محمد. كشف الظنون 2/ 1164.
7 - شرح لأحمد التادلي الفاسي. الديباج المذهب 2/ 81.
8 - إحكام الأحكام لأبي الحسن العطار. كشف الظنون 2/ 1164وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 271و الدارس في تاريخ المدارس 1/ 54.
9 - شرح للصعبي. شرح ابن الملقن 5/ 150.
10 - شرح للسفاريني الحنبلي. تاريخ عجائب الآثار 1/ 470.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 - 06 - 03, 12:58 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / عبد الرحمن السديس وفقه الله
جزاك الله خيراً على ما أثبت من هذه الشروح.
وسوف يخرج قريباً _ إن شاء الله _ خلاصة الكلام على عمدة الأحكام للشيخ فيصل آل مبارك رحمه الله باعتناء راقم هذه السطور حيث ذكر شروحه المطبوعة والمخطوطة مبيناً أماكن وجودها وبعض الإشارات والومضات على الشروح من كلام بعض العلماء.
محبكم
أبو العالية
ـ[الحمادي]ــــــــ[11 - 06 - 03, 06:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن على هذه النبذة الطيبة عن شروح
هذا الكتاب المبارك.
وأُحبُّ أن أُضيف أمراً، وهو:
أن أجود الشروح - التي وقفتُ عليها - ثلاثة:
الأول / إحكام الأحكام لابن دقيق العيد.
الثاني / الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن.
الثالث / كشف اللثام ورشف المدام شرح عمدة الأحكام للسفاريني.
فهذه الشروح مليئةٌ بالفوائد.
وألفتُ النظر إلى أهمية كتاب (كشف اللثام) حيثُ إن شارحه حنبلي بينما نجد أجود الشروح المطبوعة؛ شُرَّاحها من غير الحنابلة.
ولستُ أدعو إلى التعصب، ولكني أرى أن تنوُّع مذاهب الشراح لكتاب واحد يزيد من فائدته.
وكتاب السفاريني مازال مخطوطاً، وهو يقع في أكثر من (500) ورقة وعندي منه نسخة، أسأل الله تعالى أن ييسر له مَنْ يُخرجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/111)
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[11 - 06 - 03, 06:30 م]ـ
بارَك اللهُ فيك وجزاك خيراً ..
ومن الشروحِ أيضاً:
ـ " عدّة الأفهام " للخازن المفسّر،
ـ " العدّة شرح العمدة " لابن عسكر البغدادي المالكي ت 732،
ـ " النكت على نُكَت الزركشي " للحافظ ابن حجر،
ـ غاية الإلهام " لمحمد بن عمّار بن محمد ت 844، ولهُ أيضاً:
ـ " الإحكام في شرح غريب عمدة الأحكام "،
ـ " شرح العمدة " في (8) مجلّدات: لمحمد بن علي بن عبد الواحد الدكالي ت 763
(وانظر مقدّمة تحقيق النكت للزركشي).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[12 - 06 - 03, 03:15 م]ـ
بالنسبة لرياض الأغهام شرح عمدة الأحكام للفاكهاني المصري، توجد منه نسخة كاملة في خزانة القرويين بفاس، وهو شرح كبير أكثر فيه مصنفه من النقل عن شيخه ابن دقيق العيد، وعن النووي والقاضي عياض، مع الرمز لكل واحد منهم برمز معين ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 06 - 03, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لكم إخواني على هذه التعليقات والتعقيبات.
الشيخ الحمادي: هلا شمرت لإخراج الكتاب أو بحثت عن أحد طلبة العلم فيخرجه، فالعمدة بحاجة ماسة لمزيد من الشروح.
الشيخ التطواني: هلا أخرجتموه، أو بحثتم عمّن يخرجه، خدمة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشرا للعلم، ووفاء لمؤلفه.
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[16 - 10 - 03, 07:32 ص]ـ
فضيلة الأخ الكريم عبدالرحمن السديس وفقه الله!
لما ذا أتعبت نفسك بكل هذا الجهد، فقد قام من هو قبلك بذكر هذه الشروح في مقدمة تحقيقه لكتاب: عمدة الأحكام، الشيخ نظرمحمد الفاريابي، والذي طبع حتى الآن طبعتان، وصدرا عن دار طيبة بالرياض، فقد ذكر الشيخ نظرمحمد الفاريابي في مقدمته لكتاب: عمدة الأحكام، ومقدمته لكتاب: النكت على عمدة الأحكام للزركشي بذكر هذه الشروح، وإليك أسمائهم:
- إحكام الأحكام، لابن دقيق العيد (ت 702).
- إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، لابن العطار (ت724).
- العدة شرح العمدة، لعبدالرحمن بن محمد، المعروف بابن عسكر (ت732).
- رياض الأفهام، للفاكهاني (ت734).
- عدة الأفهام، لعلي بن محمد المعروف بالخازن (ت741).
- شرح العمدة في ثماني مجلدات، لمحمد الدكالي (ت763).
- العدة في إعراب العمدة، لابن فرحون التونسي (769).
- تيسير المرام، لمحمد التلمساني (781).
- النكت على العمدة، لمحمد ابن بهادر الزركشي (ت794).
- الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن (804).
- شرح على شرح العمدة، لعلي الفاسكوري (808).
- عدة الحكام، لمحمد الفيروزآبادي (817).
- شرح عمدة الأحكام، ولم يكمله، للعامري الغزي (ت822).
- قطعة على شرح العمدة، ليعقوب التباني (ت827).
- شرح عمدة الأحكام، لإسماعيل البرماوي (834).
- غاية الإلهام، لمحمد بن عمار (ت844).
- الإحكام في شرح غريب عمدة الأحكام، لمحمد بن عمار (ت844).
- النكت على النكت، للزركشي، للحافظ ابن حجر (ت852).
- تمام شرح عمدة الأحكام، لابن أحمد الغزي، محمد بن أحمد بن عبدالله (ت864).
- عدة الحكام، لعبدالوهاب العلوي (ت875).
- شرح عمدة الأحكام، لأحمد الفهري، الفاسي (ت1021).
- العدة حاشية على إحكام الأحكام، للأمير النعاني (ت1182).
- كشف اللثام، لمحمد السفاريني (ت1188).
- موارد الإفهام، لابن بدران الدمشقي (ت1346).
- الإلمام بشرح عمدة الأحكام، لإسماعيل الأنصاري (ت1417).
- خلاصة الكلام، لفيصل آل المبارك.
- تنبيه أولي الأفهام، لمحمد العثيمين (ت1421).
- نيل المرام، لحسن سليمان، وعلوي المالكي.
- تيسير العلام، لعبدالله البسام (ت1424).
- تأسيس الأحكام، لأحمد بن يحيى النجمي.
ما كتب حول رجال العمدة:
- رجال عمدة الأحكام، لعبدالقادر الصعبي.
- العدة من رجال العمدة، لإبراهيم الأبناسي (ت802).
- العدة في معرفة رجال العمدة، لابن الملقن (804).
هذه الكتب التي ذكرها الشيخ نظرمحمد الفاريابي في مفدمة تحقيقه لكتاب: عمدة الأحكام (ص:21 - 23)، فمن الإنصاف أن يذكر من قام بهذه الجهود كما أشار، الأخ أبوعبدالله الروقي، وقال: مقدمة كتاب النكت، ولم يذكر اسم المحقق، فكان الأولى له من باب الفضل، أن يذكر محققه، ويذكر أنه قام بجهد مشكور، بدراسته في مقدمة: العمدة، والنكت، بذكر جهود العلماء في العمدة، جزى الله الشيخ نظرمحمد الفاريابي، خير الجزاء على هذه الجهود المشكورة، وفق الله الجميع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 10 - 03, 11:06 ص]ـ
الأخ رمضان عوف
هذه الشروح كانت ظمن بحث لي عندما كنت طالبا في قسم السنة بجامعة الإمام قبل عدة سنوات عن العمدة منهجه وشروحه، وكنت محتفظا بها في (قرص)، فلما شاركت في المنتدى، رأيت من الفائدة ذكرها، وأظفت عليها النكت للزركشي لما رأيته في مكتبة الرشد، وهو الذي ذكرني بالبحث، ولم أشتر الكتاب ولم أنتبه لماذكر من الشروح التي ذكرها أخونا الروقي.
ولست بحمد ممن يسطو على عمل الآخرين وينسبه لنفسه! معاذ الله، بل أظني قد كتبتها قبل خروج تحقيق الفاريابي المذكور، ويمكنك مراجعة المصادر التي ذكرت، ومقارنتها بما ذكر المحقق، إن كان ذكرها فأنت نقلتها غفلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/112)
ـ[ aboumalik] ــــــــ[17 - 10 - 03, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على ما كتب حول شروحات العمدة , وعلمت أنكم تمتلكون نسخة خطية لإحدى شروحاته , فهلا أرسلتموها لي بارك الله فيك
وانا مستعد لتحمل كافة التكاليف بارك الله فيك.
وتذكر " كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "
وجزاكم الله خيرا
البريد الالكتروني الخاص بي:
aboumalik3@hotmail.com
البريد العادي: مصر / محافظة كفر الشيخ / القنطرة البيضاء / الشارع الثالث رقم 25
وياريت يكون على البريد العادي , إذ من المحتمل ان الايميل لا يحتمله.
بارك الله فيك
ـ[ابوفهد النجدي]ــــــــ[31 - 08 - 04, 08:08 ص]ـ
وهناك شرح جديد رأيت في المكتبة وهو لشيخ الإسلام/ ابن تيميه رحمه الله تعالى وقد حققه الشيخ الفاضل / خالد بن علي المشيقح وفقه الله وهو ليس بكاملاً ..
فهلا اضفته يا شيخنا إلى قائمتك المباركة ..
وجزاكم الله خير على جهودكم وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم يوم القيامه ..
اخوكم ومحبكم
ابو فهد النجدي موطناً والحنبلي مذهباً والسلفي عقيدتاً
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[31 - 08 - 04, 01:24 م]ـ
الأخ أبا فهد وفقه الله
شرح ابن تيمية - رحمه الله - وهو شرح (لعمدة الفقه) متن في الفقه الحنبلي، والكلام هنا على (عمدة الأحكام) أحاديث أحكام
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[31 - 08 - 04, 09:17 م]ـ
للفائدة.
باذن الله عزوجل ...
سينزل قريبا شرحا مسموعا كاملا لفضيلة شيخنا الشيخ عبدالكريم لعمدة الأحكام ...
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[31 - 08 - 04, 10:58 م]ـ
شرح الشيخ محمد المختار الشنقيطي موجود في مذكرات متداولة بأيدي تلامذته.
و كذلك شرح الشيخ عبدالرحمن السحيم الموجود على الشبكة.
ـ[علي الأثري]ــــــــ[01 - 09 - 04, 12:36 ص]ـ
سلام عليكم:
الأخ عبدالله بن عقيل وجدت شرح الشيخ محمد المختار في مذكرات بمركز الأنصاري بمكه
وهو من أنفس الشروح ...
لكن أغلب المذكرات مكتوبه بخط اليد وفيها النقص .. فهل الموجود عندك مكتوب الكمبيوتر ..
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[02 - 09 - 04, 01:37 م]ـ
الأخ علي ..
لدي شرح بعض الأبواب بخط اليد، و قد صورتها من أحد تلامذة الشيخ.
ـ[مسك]ــــــــ[03 - 09 - 04, 05:39 ص]ـ
إتحاف الكِرام بشرح عمدة الأحكام للشيخ عبدالرحمن السحيم ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=1196)
ـ[عبد العزيز الشبل]ــــــــ[06 - 09 - 04, 02:35 ص]ـ
ملحوظات سريعة:
أما شرح التلمساني فعند النظرة الأولى يظن أنه لصاحب مفتاح الوصول، والحقيقة أنه محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني الشهير بالخطيب، ولهذا ففي الرسالة المستطرفة (136): وشرحه .. وابن مرزوق الخطيب .. وشرح ابن الخطيب في خمس مجلدات .. ا. هـ (ويلحظ أنه في شجرة النور لمخلوف (236) قال الشهير بالخطيب لا ابن الخطيب) والكتاب كما قال عنه مخلوف: خمس مجلدات جمع فيه بين شرحي تقي الدين بن دقيق العيد وتاج الدين الفاكهاني.
فنسبة الكتاب لمحمد التلمساني أقرب إلى تدليس الشيوخ.
أما نيل المرام للنوري وعلوي المالكي فقد رأيته وهو شرح منهجي واضح للطلاب ونسيت ما الجهة الدراسية التي تدرس هذا المنهج والنسخة التي أطلعت عليها هي الطبعة الثانية.
أما شرح الشنقيطي فهناك موقع للشيخ فيه بعض دروسه مفرغة
ـ[عبد الأحد بن محمد]ــــــــ[27 - 03 - 10, 10:12 ص]ـ
هذا الموضوع موضعه فيما يبدو منتدى الدراسات الحديثية
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:01 م]ـ
جزاك الله تعالى كل الخير شيخنا الحبيب ونفع الله بك وللفائدة شرح عمدة الأحكام للعلامة الشنقيطي:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=489
شرح عمدة الأحكام للشيخ صالح الفوزان:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=99&group_id=80
شرح عمدة الأحكام للشيخ عبد الرحمن السحيم:
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/index.htm(25/113)
جواب للخليلي مفتي عمان عن خبر الواحد فما قولكم يا أهل الحديث؟!
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[11 - 06 - 03, 05:56 م]ـ
وجهت سؤالا إلى مفتي سلطنة عمان رأس الإباضية في هذا العصر حول خبر الواحد،
فأتاني جوابه، وأنا أعرضه على طلاب العلم هنا في المنتدى لأجني الفوائد من تعليقاتهم،
وإليكم السؤال مع الجواب، والله المستعان:
يقول السائل: هل يجوز أن يعتمد العامي على جواب شيخه في مسائل الإعتقاد؟
إن كان الجواب بالإيجاب فكيف جاز له أن يقبل في العقيدة قول واحد؟
وإن كان الجواب بالسلب فكيف العمل مع العامي الذي لا يجد علماء يبلغون حد التواتر؟
بل لو وجد ما أفاد خبرهم العلم؛ لأنهم لا يخبرون عن حس وإنما عن نظر، والمشترط أن يكون منتهى خبرهم الحس،
فإن قلتم: يعتمد على الدليل الذي يفتي به العالم فكيف العمل مع العامي الذي لا يفهم الدليل وطرق الاستدلال؟
ثم كيف العمل إن كانت الفتوى معتمدة على حديث متواتر، اعني كيف يعلم العامي المتواتر؟.
الجواب: وقبل الإجابة عن ما تقدم أقول إن جماهير أهل العلم على اختلاف مذاهبهم يقولون إن الحديث الآحادي لا يفيد العلم ولا يؤخذ به في الاعتقاد
وإنما نقل القول بإفادته ذلك عن بعض أهل الحديث فقط
واكتفي هنا بذكر كلام بعض علماء الحنابلة، ومن أراد المزيد فعليه بكتاب السيف الحاد.
يقول القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه العدة محتجا على من قال إن الحديث الآحادي يوجب العلم
( .. دليلنا إن خبر الواحد لو كان موجبا للعلم لأوجبه على أي صفة وجد من المسلم .. فلما ثبت أن خبر الكافر والفاسق والصغير غير موجب للعلم دل أن هذا من النوع الذي لا يوجب العلم…
ولأنه لو كان موجبا للعلم لكان الأنبياء إذا أخبروا ببعثهم وقع العلم بما يخبرون به واستغنوا عن إظهار المعجزات والأدلة على صدقهم…
وأيضا لو كان خبر الواحد يوجب العلم لوجب أن لا يشكك نفسه عنده كما لا يشككها عند خبر التواتر .. ولأنه لو كان يوجب العلم لوجب أن لا ينكر عليه قريش ..
وأيضا فإن الواحد يجوز أن يكذب لغرض أو شهوة أو يخطئ فيخبر به، وهذا التجوز يمنع وقوع العلم بصدقه).
ويقول ابن قدامه المقدسي في روضة الناضر
(اختلفت الرواية عن إمامنا أحمد رحمه الله في حصول العلم بخبر الواحد فروي أنه لا يحصل به
وهو قول الأكثرين والمتأخرين من أصحابنا لأنا نعلم ضرورة أنا لا نصدق كل خبر نسمعه…).
ويقول شارح الروضة وهو ابن بدران في نزهة الخاطر
(قوله اختلفت الرواية .. حاصله أن للإمام روايتين.
إحداهما أن العلم لا يحصل بخبر الواحد. وثانيهما أنه يحصل به العلم…والذي يظهر من كلام المصنف أن هذه الرواية مخرجة على كلام الإمام أحمد ..
فإسناد القول الثاني إلى الإمام من غير تقييد فيه نظر وكذلك ما نسب إليه ابن الحاجب والواسطي وغيرهما من أنه قال:
يحصل العلم في كل وقت وبخبر كل عدل وإن لم يكن ثم قرينة فإنه غير صحيح أصلا وكيف يليق بمثل إمام السنة أن يدعي هذه الدعوى وفي أي كتاب رويت عنه رواية صحيحة…)
فتأمل هذا الكلام ثم انظر ما يروج له بعض المحدثين ممن لا بصر له في العلم وكيف يبدعون من قال بعدم حجية خبر الآحاد في العقيدة
فهل يرى هؤلاء أن القاضي أبا يعلى وابن قدامة وابن بدران مبتدعة بل هل يرون الإمام أحمد مبتدعا على إحدى الروايتين لا سيما أن الرواية الأخرى إنما هي مخرجة على كلامه ولم يصرح بها؟
فإذا ظهر لك ما تقدم من أن القول بعدم حجية خبر الآحاد في المسائل القطعية وهي أغلب مسائل العقيدة هو قول جمهور أهل العلم وهو قول جمهور الحنابلة وهو رواية الراجحة عن الإمام أحمد
بل الرواية الثانية إنما هي مخرجة على كلامه فقط بل قصرها بعضهم على مسألة الرؤية كابن قدامة وابن بدران،
إذا ظهر لك ما تقدم تبين أن القول بذلك لم ينفرد به الإباضية وأن ذلك الزعم وهو دليل جهل قائلة.
وأما قول السائل هل يجوز أن يعتمد العامي على جواب شيخه في مسائل الاعتقاد فالجواب عن ذلك
أن تلك المسائل إن كانت من أركان الإيمان فلا تقليد فيها أصلا إذ لا يقبل من أحد أن يقول إنه يقلد الشيخ الفلاني في وجود الله تعالى وأنه سبحانه هو الخالق المحيي المميت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/114)
أو يقول إنه يقلده في الإيمان باليوم الآخر أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق إلى غير ذلك من أركان الإيمان فلا يسوغ أن يقول انه لم يبلغ درجة الاجتهاد في ذلك وانه إنما يقول بذلك تقليدا لفلان من أهل العلم بل لابد أن يصدق بكل أركان الإيمان بنفسه
وأن ينعقد عليها ضميره موقنا بها قلبه غير شاك ولا مرتاب وأما المسائل الفرعية من علم العقيدة فيجوز التقليد فيها لأن أدلتها ظنية والخلاف فيها سائغ بين أهل العلم كاختلافهم في أنه هل يجزي
الاعتقاد بالقلب بالشهادتين دون النطق بهما، وتقسيم صفات الله تعالى إلى ذاتية وفعلية أو هي ثلاثة أقسام والقسم الثالث ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر إلى غير ذلك من المسائل.
وأما قول السائل: فكيف العمل مع العامي الذي لا يجد علماء يبلغون حد التواتر فهو أمر عجيب إذ كيف يتصور أن لا يجد العامي في أهل مذهب بأكمله من لا يبلغ حد التواتر من علمائه، على أن العلماء اختلفوا في العدد المشترط في التواتر قال ابن قدامة الحنبلي (في العدد الذي يحصل به التواتر واختلف الناس فيه فمنهم من قال يحصل باثنين ومنهم من قال باربعه وقال قوم بخمسة… .. ).
واما قوله بل لو وجد لما افاد خبرهم العلم لانهم لا يخبرون عن حس وانما عن نظر والمشترط في التواتر ان يكون منتهى خبرهم الحس. فهو دليل على عدم فهمه بهذه المسئلة اصلاً،
فهل الناقلون تواترا لشىء من مسائل العقيدة يخبرون عن نظر وتأمل او هم يخبرون انهم سمعوا الرسول صلى الله عليه واله وسلم يقول ذلك؟!!
يقول ابن بدران الحنبلي في بيان شروط المتواتر،…ان يخبروا عن علم ضروري مستند الى محسوس… الخ،
أي من شروط التواتر ان يكون عن مشاهدة او سماع يحصل بواحد منهما العلم الضروري بان يقال رأينا مكة وبغداد ورأينا موسى وقد القى عصاه فصارت حية تسعى…ورأينا محمدا وقد انشق له القمر وسمعناه يتلو القرآن وقد تحدى العرب به فعجزوا عن معارضتة…).
اذا الذين يخبرون انهم سمعوا رسول الله يقول كذا هم مخبرون عن حس، يقول القرافي (ونعني بالمحسوس ما يدرك باحدى الحواس الخمس).
على ان بعض اهل العلم لا يشترطون ذلك، يقول ابن السبكي (الثاني: ان يكون المخبرون مستندين في اخبارهم الى حس لا الى دليل عقلي .. وهذا قد ذكره جماعة …ولم يشترط القاضي وامام الحرمين وابن السمعاني والامام المازري الحس .. )
اما قوله فان قلتم يعتمد على الدليل الذي يفتي به العالم فكيف العمل مع العامي الذي لا يفهم الدليل وطرق الاستدلال؟ ثم كيف العمل إن كانت الفتوى معتمدة على حديث متواتر أعني كيف يعلم العامي المتواتر؟.
ففيه أمور عدة:
أولا هل فهم العامي للدليل وطرق الإستدلال متوقف على القول بحجية الحديث الآحادي في العقيدة بحيث لو قيل بذلك لفهم العامي الأدلة وطرق الإستدلال بها؟!!!
ثانياً: هل جهل العامي بالأدلة وطرق الإستدلال بها هو الحجة على العلم وأهله.
ثالثأً: إذا كان عدم معرفة العامي بالمتواتر مسوغاً للأخذ بالحديث الآحادي في العقيدة لوجب الأخذ بالحديث الضعيف في ذلك، بل لصح الإحتجاج بالموضوعات مما ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم للعلة نفسها فأنى للعامي أن يفرق بين صحيح وضعيف وموضوع.
رابعاً: لو كان جهل العوام حجة على العلماء للزم عدم التفريق بين عام وخاص من الأدلة ولساغ الأخذ بالعموم في موضوع الخصوص لأن العوام لا يدركون ذلك ولا يعلمونه وكذلك بالنسبة للمطلق والمقيد والمجمل والمبين والناسخ والمنسوخ وهكذا؟!!! "
اهـ الجواب، وفي انتظار تعليقاتكم، وفقكم الله لكل خير.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[12 - 06 - 03, 02:18 م]ـ
لعلك تقرأ هذا الكتاب وهو لسماحة الشيخ الفاضل عبدالله بن جبرين حفظه الله:
فقد أصل لهذه المسألة ورد على شبه أهل البدع وتجده على هذا الرابط:
http://www.ibn-jebreen.com/books/b1/index.htm
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[13 - 06 - 03, 06:04 ص]ـ
جزيت أخي الكريم خيرا،
ولكني أريد تعليقا بخصوص الجواب المنقول.
فعلك أو أحد الأكارم من رواد المنتدى يفيدنا!
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[14 - 06 - 03, 07:03 ص]ـ
جزى الله خيرا من أعان على الخير.(25/115)
سؤال حول الفروق بين الخوارج والبغاة
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[11 - 06 - 03, 10:19 م]ـ
سؤال إلى مشايخي وأساتذتي في هذا المنتدى المبارك؟
ما هي الفروق بين الخوارج والبغاة في الشرع، وهل يصحّ إطلاق أحدهما على الآخر أم لا؟
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 06 - 03, 03:58 ص]ـ
جاء في كتاب الجهاد والقتال في السياسة الشرعية لمحمد خير هيكل (1/ 63):
ــــ أهل البغي هم طائفة من الناس جمعت بين ثلاثة أمور هي:
1 - التمرد على سلطة الدولة بالامتناع عن أداء الحقوق وطاقة القوانين أو العمل على الإطاحة برئيس الدولة.
2 - وجود قوة يتمتع بها البغاة تمكنهم من السيطرة.
3 - الخروج (وفسره المؤلف بحمل السلاح والثورة والحرب وغير ذلك لتحقيق الأغراض السياسية).
وذكر أنه يشترط لدخول الخارجين عن الحكم في هذه الفئة عن جمهور العلماء أن يكون لهم تأويل سائغ ولو كان ضعيفاً.
ومثل للخارجين بمثل هذا بالذين خرجوا على علي من أهل الجمل وصفين إذ زعموا أنه يعرف قتلة عثمان ويعرفهم ولم يقتص منهم !!
ومثل للخارجين للسلطة دون تأويل بخروج مروان بن الحكم على ابن الزبير.
والذي يظهر أن البغاة أخص من الخوارج فالخوارج كلهم بغاة، وليس كل البغاة خوارج؛ حتى يأخذوا بمعتقد الخوارج المعروف في مسائل الإيمان والحاكمية والأسماء.
وأنصح بهذا الكتاب جداً خصوصاً في المسائل والفروقات وبيان الأحكام الوضعية للمسائل، من أسباب وشروط وموانع وغير ذلك.وهو من ثلاثة مجلدات، إلا أنه لا يطيل أحياناً في بيان الأدلة والرد عليها، ونقل الاختلاف فيها.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 06 - 03, 07:03 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بو الوليد
ومثل للخارجين بمثل هذا بالذين خرجوا على علي من أهل الجمل وصفين إذ زعموا أنه يعرف قتلة عثمان ويعرفهم ولم يقتص منهم !!
زعم هؤلاء الصحابة صحيح.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بو الوليد
ومثل للخارجين للسلطة دون تأويل بخروج مروان بن الحكم على ابن الزبير.
هل يقصد المؤلف أن مروان بن الحكم من الخوارج؟! وهل سبقه لهذا أحد من فقهاء السلف؟
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[12 - 06 - 03, 02:33 م]ـ
هذا من الفروقات الدقيقة ولم أرَ من حررها حتى الآن
وجاء في بعض كلام العلامة ابن عثيمين: أن الخارجي من جميع
أمرين: وهما إعتقاد الخروج على الولاة والثاني: من كفر بالكبيرة)
وهذان الأمران قد تحققا في من خرج أمير المؤمنين على بن أبي طالب
، ويشكل على ذلك ما جاء عن بعض السلف، أنه بمجرد إعتقاد جواز
الخروج على الحاكم فهو خارجي، هذا ما فعله سفيان الثوري مع
الحسن بن صالح بن حي، وقد قال الحافظ في ترجمته (أن الخروج
كان مذهبا قديما لبعض السلف ثم حصل الإجماع على عدم جواز
الخروج). وقد المعلمي في (التنكيل) أن أبا حنيفية كان يرى الخروج
على ولاة الجور، وقد أنعقد إجماع المتأخرين من أهل السنة على أن
أبا حنيفية من أهل السنة والجماعة
- وكنت أقول لعله من يرى الخروج على ولاة الجور تدينا فهو الخارجي
لكن وجد من بعض السلف من قاله ولم يعد من الخوراج
- ثم قلت بقول العلامة ابن عثيمين أنه من جمع بين الخروج والتكفير بالكبيرة، لكن وجدتُ من السلف من رمى البعض بأنهم خوراج
لمجرد الخروج دون النظر إلى هل يكفر بالكبيرة أم لا؟؟
والعلماء يستدلون بقتال أهل البغي على قتال الخوراج وبقتال الخوراج
على قتال أهل البغي والمسألة مشكلة
أما كتاب (الجهاد) لهيكل فهو كتاب جمع لا تحقيق فيه.
فمن كان عنده فضل علم فلييتصدق به علينا والله لا يضيع
أجر المحسنين
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 06 - 03, 07:06 م]ـ
الإخوة الكرام ما حصل بين الصحابة رضوان الله عليهم فتنة نسأل الله
أن يغفر لهم جميعا المصيب والمخطئ!! وهم كلهم مجتهدون ونحسن الظن فيهم.
قال ابن حزم: وأما أمر علي ومعاوية فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه أنذر بخارجة تخرج من طائفتين من أمته يقتلها أولى الطائفتين بالحق فكان قاتل تلك الطائفة علي رضي الله عنهم فهو صاحب الحق بلا شك وكذلك أنذر عليه السلام (بأن عمارا تقتله الطائفة الباغية) فصح أن عليا هو صاحب الحق وكان علي هو السابق إلى الإمامة فصح أنه صاحبها وأن من نازعه فيها فمخطئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/116)
فمعاوية رحمه الله مخطئ مأجور مرة لأنه مجتهد مخطئ ولا حجة في خطأ المخطئ. الفصل (88)
وقال أيضا: المجتهد المخطئ إذا قاتل على ما يرى أنه الحق قاصدا إلى الله تعالى نيته غير عالم أنه مخطئ فهو فئة باغية وإن كان مأجورا ولا حد عليه إذا ترك القتال ولا قود وأما إذا قاتل وهو يدري أنه مخطئ فهذا محارب تلزمه المحاربة والقود وهذا يفسق (ويخرج)
لا المجتهد المخطئ
وبيان ذلك قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله 000الى قوله (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم)
قال الرافعي الكبير: ثبت أن أصحاب الجمل وصفين وأهل الشام والنهروان (بغاة)
قال ابن حجر: هو كما قال 000الخ. تلخيص الحبير (3/ 44)
قال ابن خلدون: وظنوا (يعني المطالبين بدم عثمان) بعلي هوادة
في السكوت عن نصر عثمان من قاتليه لا في الممالأة عليه (فحاش
لله من ذلك) ولقد كان معاوية إذا صرح بملامته إنما يوجهها عليه في سكوته فقط!
ثم اختلفو بعد ذلك فرأى علي أن بيعته قد انعقدت ولزمت من تأخر عنها باجتماع من اجتمع عليها من أهل المدينة دار النبي صلى الله عليه وسلم وموطن الصحابة وأرجأ الأمر في المطالبة بدم عثمان إلى اجتماع الناس واتفاق الكلمة فيتمكن حينئذ من ذلك ورأى الآخرون أن بيعته لم تنعقد لا فتراق أهل الحل والعقد بالآفاق ولم يحضر إلا قليل ولا تكون البيعة إلا باتفاق أهل الحل والعقد ولا تلزم بعقد من تولاها من غيرهم أو من القليل منهم وأن المسلمين حينئذ فوضى فيطالبون بدم عثمان ثم يجتمعون على إمام وذهب إلى هذا السيدة عائشة رضي الله عنها ومعاوية وعمرو بن العاص والزبير وابنه عبد الله وطلحة والنعمان بن بشير ومن كان على رأيهم من الصحابة الذين تخلفوا عن بيعة علي بالمدينة
إلا أن أهل العصر الثاني ومن بعدهم (اتفقو على انعقاد بيعة علي ولزومها للمسلمين أجمعين وتصويب رأيه فيما ذهب إليه وتعين الخطأ من جهة معاوية ومن كان على رأيه وخوصا طلحة والزبير لانتقاضهما على (علي) بعد البيعة له فيما نقل مع دفع التأثيم عن كل من الفريقين كا لشأن من المجتهدين وصار ذلك (إجماعا من أهل العصر الثاني على أحد قولي أهل العصر الأول كما هو معروف 000فلا يقعن عندك ريب في عدالة أحد منهم ولا قدح في شييء من ذلك فهم من علمت , وأقوالهم وأفعالهم إنما هي عن المستندات وعدالتهم مفروغ منها عند أهل السنة 00 الخ
مقدمة ابن خلدون (1/ 266)
قال شيخ الإسلام: فإن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ولم تخرج للقتال وإنما خرجت بقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في القتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم.
قال ابن تيمية: واعلم أن طائفة من الفقهاء الحنفية والشافعية والحنبلية جعلوا قاتلي مانعي الزكاة وقتال الخوارج من قتال البغاة وجعلوا قتال الجمل وصفين من ذلك وهذا القول خطأ وخلاف نص أبي حنيفة ومالك وأحمد وغيرهم ومخالف للسنة وأما قتال الجمل وصفين فهو قتال فتنة وليس فيه أمر الرسول ولا إجماع الصحابة
قال الذهبي معلقا على كلام ابن تيمية: ولكن سماهم النبي صلى الله عليه وسلم (بغاة في قوله لعمار (تقتلك الفئة الباغية)
مختصر المنهاج للذهبي (236)
قال ابن حجر: روى حديث (تقتل عمار الفئة الباغية)
جماعة من الصحابة: منهم قتادة بن النعمان وأم سلمة عند مسلم وأبو هريرة عند الترمذي وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي وعثمان بن عفان وحذيفة ةوأبو رافع وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغالب طرقها صحيحة أو حسنة وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة وفضيلة ظاهرة لعلي وعمار ورد على النواصب الزاعمين أن عليا لم يكن مصيبا في حروبه!!!!
فتح الباري (1/ 647)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 06 - 03, 08:22 م]ـ
وهذه أسماء مجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم ممن حارب مع علي رضي الله عنهم يوم الجمل أو صفين من (الإصابة)
1 - خزيمة بن ثابت
2 - أبو أيوب الأنصاري
3 - خالد بن ربيعة
4 - عبد الله بن ذباب
5 - رافع بن خديج
6 - رفاعة بن رافع
7 - ربيعة بن قيس
8 - سهل بن حنيف
9 - سليمان بن صرد
10 - زيد بن أرقم
11 - قيس بن سعد بن عبادة
12 - عبد الله بن عباس
13 - سبرة بن معبد الجهني
14 - سعد بن الحارث بن الصمة
15 - عدي بن حاتم
16 - عمار بن ياسر
17 - أبو الطفيل عامر بن واثلة
18 - عبيد الله بن سهيل الأنصاري
19 - زياد بن أبي سفيان
يروى أن عليا رضي الله عنه سئل عن الذين لم يقفوا معه
فقال: (أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل)
الإصابة
يروى أن إبراهيم النخعي جاءه رجل فقال: يا أبا عمران إن الحسن البصري يقول:إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقال رجل: هذا من قاتل على الدنيا فأما قتال من بغى فلابأس به
فقال إبراهيم: هكذا قال أصحابنا عن ابن مسعود , فقالوا له: أين كنت يوم الزاوية؟ قال في بيتي , قالوا له: فغأين كنت يوم الجماجم؟ فقال:
في بيتي قالوا له علقمة شهد مع علي صفين؟ قال: بخٍ بخٍ
من لنا مثل علي بن أبي طالب ورجاله.
سير أعلام النبلاء (4/ 526)
يتبع =
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/117)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 06 - 03, 09:53 م]ـ
قال ابن حجر:فلما مات يزيد ووقع الافتراق وولي الخلافة عبد الله بن الزبير وأطاعه أهل الامصار إلا بعض أهل الشام ثار مروان بن الحكم فادعى الخلافة وغلب على جميع الشام إلى مصر فظهر الخوارج حينئذ بالعراق مع نافع بن الأزرق وباليمامة مع نجدةبن عامر وزاد نجدة على معتقد الخوارج أن من لم يحارب معنا ويخرج فهو كافر ولو اعتقد معتقدهم 000 قال ابن حجر: حكم الخوارج فإنهم على قسمين: 1 - أحدهما من تقدم ذكره (يعني الخوارج أتباع نجدة وعبد الله بن وهب الراسبي وغيرهم) والثاني: من خرج في طلب الملك لاللدعاء إلى معتقده وهم على قسمين 1 - قسم خرجوا غضبا على للدين من أجل جور الولاة وترك عملهم بالسنة النبوية فهؤلاء أهل حق ومنهم الحسين بن علي رضي الله عنه (سيد شباب أهل الجنة) وأهل المدينة في الحرة والقراء الذين خرجوا على الحجاج وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كانت فيهم شبهة أم لا وهم (البغاة)
فتح الباري (12:297)
والكلام على الخوارج يطول لكن بوب البخاري بابا بعنوان
(باب من ترك قتال الخوارج للتألف ولئلا ينفر الناس عنه)
قال البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد قال: بينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يارسول الله فقال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني أضرب عنقه. قال: دعه فإن له أصحابا يحقر صلاتكم من صلاته وصيامه من صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية 0000آيتهم رجل إحدى يديه (أو قال ثدييه)
مثل ثدي المرأة أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون عى حين فرقة من الناس
قال أبو سعيد: أشهد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأشهد أنا عليا قتلهم وأنا معه جئء بالرجل علىالنعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم. قال: فنزلت فيه (ومنهم من يلمزك في الصدقات)
صحيح البخاري (رقم 6933)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 06 - 03, 10:24 ص]ـ
الحسين رضي الله عنه لم يخرج إلى الكوفة بغرض الثورة وإنما لأنه خاف أن يتم إجباره على البيعة فأراد الاحتماء بمن ادعى نصرته. وما كان يريد الثورة ولا الملك.
أما أهل المدينة فقد أخطؤوا الحكم الشرعي عندما خرجوا على الخليفة الشرعي يزيد رحمه الله.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 06 - 03, 02:56 م]ـ
?!!!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[13 - 06 - 03, 04:37 م]ـ
الأخ محمد الأمين بارك الله فيه ..
لم نتكلم عن الخوارج إنما كلام صاحب الكتاب وكلامي عن البغاة ومن خرج على علي هم من البغاة وليسوا من الخوارج.
وكذلك خروج مروان ومن معه إنما هو من البغي لا أنهم من الخوارج.
وكذلك يحمل كلام من تكلم من أهل العلم بإطلاق عن الذين يرون الخروج على الحكام بتأويل ضعيف أنهم خوارج، أي يرون الخروج وهذه صفة على إطلاقها مشتركة بين الخوارج والبغاة.
وفي الآية (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما .. ) الآية.
وقد روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية. إن صح الخبر، فقد ضعفه أحمد وابن معين كما في المنتخب من العلل صحيفة 222.
لكن ما ينبغي التنبه له أن الخوارج لهم معتقدهم المعروف، وأما البغاة فإنهم على مذهب أهل السنة، لكنهم تأولوا في كفر الحاكم أو وجوب الخروج عليه بسبب دون الكفر تأويلاً سائغاً وإن كان ضعيفاً.
فلا يجوز الخلط بينهما ولا توحيد التعامل معهما، وإن أطلق اسم أحدهما على الآخر في كلام بعض العلماء؛؛ فهو من باب المجاز أو الحد اللغوي.
والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 06 - 03, 06:23 م]ـ
قال ابن مفلح: (باب قتال أهل البغي)
قال: وهم1 - الخارجون على الإمام بتأويل سائغ
ولهم شوكة لاجمع يسير خلافا لأبي بكر وإن فات شرط فقطاع طريق قال شيخنا (ابن تيمية): يفرق جمهور العلماء بين الخوارج والبغاة المتأولين وهو المعروف بين الصحابة وعليه عامة أهل الحديث والفقهاء والمتكلمين ونصوص أكثر الأئمة وأتباعهم من أصحاب أحمد وغيرهم
قال: وجوز ابن عقيل وابن الجوزي الخروج على إمام غير عادل وذكرا خروج الحسين على يزيد لإقامة الحق وكذا قال الجويني إذا جار وظلم
ولم يزجر حين زجر فلهم خلعه ولو بالحرب والسلاح!!!!
قال النووي: خلعه غريب. ومع هذا محمول على أنه لم يخف مفسدة
أعظم منه ونصوص أحمد أنه لايحل وأنه بدعة مخالف ااسنة أمر بالصبر وأنه إذا وقع عمت الفتنة وانقطعت السبل وسفكت الدماء وتستباح الأموال وتنتهك المحارم.قال شيخنا: عامة الفتن التي وقعت من أعظم أسبابها قلة الصبر.
قال ابن الجوزي في كتابه السر المصون: من الإعتقادات العامية التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنة أن يقولوا إن يزيد كان على الصواب وأن الحسين أخطأ في الخروج عليه!!! ولو نظروا في السير لعلموا كيف انعقدت البيعة له وألزم الناس بها ولقد فعل في ذلك كل قبيح ثم لو قدرنا صحة خلافته فقد بدرت منه بوادر وكلها توجب فسخ العقد من نهب المدينة ورمي الكعبة بالمنجنيق وقتل الحسين وأهل بيته
00وإنما يميب جاهل بالسيرة عامي المذهب يظن أنه يغيظ (الرافضة).
انتهى الفروع لابن مفلح (1616
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/118)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 06 - 03, 06:51 م]ـ
أخي الكريم (بو الوليد) قولك عن حديث عمار (تقتله الفئة الباغية)
إن صح!!! فقد ضعفه أحمد 000الخ.
قول غريب وغفلة عما في الصحيحين فقد أخرجه مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها وحديث أبي سعيد الخدري ونصه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية) رقم 2915
وأخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ونصه (تقتل عمار الفئة الباغية) راجع فتح الباري حول هذا الحديث (1/ 644)
والحديث له طرق كثيرة روي من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص
وعثمان بن عفان وخزيمة بن ثايت وعمرو بن حزم وحذيفة وعمار وغيرهم كثير قال الذهبي: هذا حديث متواتر!!!
وقال ابن عبد البر: له أكثر من طريق تواترت الأحاديث بذلك وهو من أصح الحديث. وقال ابن دحية: ولو كان غير صحيح لرده معاوية وأنكره.
التلخيص الحبير (4/ 44) سير أعلام النبلاء (1/ 406)
قلت: وأما حديث عمرو بن حزم فأخرجه عبد الرزاق قال عن معمر عن ابن طاووس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أخبره: قال: لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار!! وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(تقتله الفئة الباغية) فقام عمرو يرجع فزعا حتى دخل على معاوية فقال له معاوية: ما شأنك؟ فقال: قتل عمار فقال له معاوية: قتل عمار فماذا؟! قال له عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمار الفئة الباغية. فقال له معاوية: دحضت في قولك أنا نحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه , جاءوا به حتى ألقوه تحت رماحنا - أو قال بين سيوفنا -!!!!.
المصنف (رقم 20 427). ورد علي بن أبي طالب معروف
قال ابن خزيمة عند ذكره لهذا الحديث:فنشهد أن كل من نازع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في خلافته فهو باغ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن إدريس رضي الله عنه.معرفة علوم الحديث للحاكم (85) ابن إدريس هو (الشافعي)
أما بخصوص الرواية عن أحمد وقوله في هذا الحديث
فقد روي عنه أنه قال: ما فيه حديث صحيح وفي رواية إسحاق بن منصور قال: لا أتكلم فيه!!
وفي رواية قال: روي في مقتل عمار الفئة الباغية ثمانية وعشرون حديثا ليس فيها حديث صحيح!!!!
وفي رواية يعقوب بن شيبة قال: كما قال رسول الله (قتلته الفئة الباغية) وقال: في هذا غير حديث صحيح عن النبي وكره أن يتكلم في هذا أكثر من هذا.
السنة للخلال (464)
قال الشريف: والقول الأخير هو الذي تؤيده النصوص والأحاديث الصحيحة
ولعل أحمد كان يرى تضعيف الحديث ثم تبين له خلاف هذا والحق أحق أن يتبع.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[13 - 06 - 03, 09:26 م]ـ
هذا كلام شيخ الإسلام رحمه الله في المسألة
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ـ عن [البغاة، والخوارج]: هل هي ألفاظ مترادفة بمعني واحد؟ أم بينهما فرق؟ وهل فرقت الشريعة بينهما في الأحكام الجارية عليهما، أم لا؟ وإذا ادعي مدع أن الأئمة اجتمعت علي ألا فرق بينهم، إلا في الاسم، وخالفه مخالف مستدلاً بأن أمير المؤمنين عليا ـ رضي الله عنه ـ فرق بين أهل الشام وأهل النهروان: فهل الحق مع المدعي؟ أو مع مخالفه؟
فأجاب:
الحمد لله، أما قول القائل: إن الأئمة اجتمعت علي أن لا فرق بينهما إلا في الاسم، فدعوي باطلة، ومدعيها مجازف، فإن نفي الفرق إنما هو قول طائفة من أهل العلم من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم؛ مثل كثير من المصنفين في [قتال أهل البغي]، فإنهم قد يجعلون قتال أبي بكر لمانعي الزكاة، وقتال علي الخوارجَ، وقتاله لأهل الجمل وصفين إلي غير ذلك من قتال المنتسبين إلي الإسلام من باب [قتال أهل البغي].
/ثم مع ذلك فهم متفقون علي أن مثل طلحة والزبير ونحوهما من الصحابة من أهل العدالة، لا يجوز أن يحكم عليهم بكفر ولا فسق، بل مجتهدون؛ إما مصيبون، وإما مخطئون، وذنوبهم مغفورة لهم. ويطلقون القول بأن البغاة ليسوا فساقًا.
فإذا جعل هؤلاء وأولئك سواء، لزم أن تكون الخوارج وسائر من يقاتلهم من أهل الاجتهاد الباقين علي العدالة [سواء]؛ ولهذا قال طائفة بفسق البغاة، ولكن أهل السنة متفقون علي عدالة الصحابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/119)
وأما جمهور أهل العلم فيفرقون بين [الخوارج المارقين] وبين [أهل الجمل وصفين] وغير أهل الجمل وصفين. ممن يعد من البغاة المتأولين. وهذا هو المعروف عن الصحابة، وعليه عامة أهل الحديث، والفقهاء، والمتكلمين وعليه نصوص أكثر الأئمة وأتباعهم؛ من أصحاب مالك، وأحمد، والشافعي، وغيرهم.
وذلك أنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تمرق مارقة علي حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولي الطائفتين بالحق) وهذا الحديث يتضمن ذكر الطوائف الثلاثة، ويبين أن المارقين نوع ثالث ليسوا من/جنس أولئك؛ فإن طائفة علي أولي بالحق من طائفة معاوية. وقال في حق الخوارج المارقين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة) وفي لفظ: (لو يعلم الذين يقاتلونهم ما لهم علي لسان نبيهم لنكلوا عن العمل). وقد روي مسلم أحاديثهم في الصحيح من عشرة أوجه وروي هذا البخاري من غير وجه، ورواه أهل السنن والمسانيد؛ وهي مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، متلقاة بالقبول، أجمع عليها علماء الأمة من الصحابة ومن اتبعهم، واتفق الصحابة علي قتال هؤلاء الخوارج.
وأما [أهل الجمل، وصفين] فكانت منهم طائفة قاتلت من هذا الجانب، وأكثر أكابر الصحابة لم يقاتلوا لا من هذا الجانب ولا من هذا الجانب، واستدل التاركون للقتال بالنصوص الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القتال في الفتنة، وبينوا أن هذا قتال فتنة.
وكان علي ـ رضي الله عنه ـ مسرورًا لقتال الخوارج، ويروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بقتالهم، وأما قتال [صفين] فذكر أنه ليس معه فيه نص؛ وإنما هو رأي رآه، وكان أحيانًا يحمد من لم ير القتال.
/وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحسن: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، فقد مدح الحسن وأثني عليه بإصلاح الله به بين الطائفتين؛ أصحاب علي وأصحاب معاوية، وهذا يبين أن ترك القتال كان أحسن، وأنه لم يكن القتال واجبًا ولا مستحبًا.
و [قتال الخوارج] قد ثبت عنه أنه أمر به، وحض عليه، فكيف يسوي بين ما أمر به وحض عليه، وبين ما مدح تاركه وأثني عليه؟!. فمن سوي بين قتال الصحابة الذين اقتتلوا بالجمل وصفين، وبين قتال ذي الخويصرة التميمي وأمثاله من الخوارج المارقين، والحرورية المعتدين، كان قولهم من جنس أقوال أهل الجهل والظلم المبين. ولزم صاحب هذا القول أن يصير من جنس الرافضة والمعتزلة الذين يكفرون أو يفسقون المتقاتلين بالجمل وصفين، كما يقال مثل ذلك في الخوارج المارقين، فقد اختلف السلف والأئمة في كفرهم علي قولين مشهورين، مع اتفاقهم علي الثناء علي الصحابة المقتتلين بالجمل وصفين، والإمساك عما شجر بينهم. فكيف نسبة هذا بهذا؟!
وأيضًا فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال [الخوارج] قبل أن يقاتلوا، وأما [أهل البغي] فإن الله تعالي قال فيهم: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، فلم يأمر بقتال الباغية ابتداء. فالاقتتال ابتداء ليس مأمورًا به، ولكن إذا اقتتلوا أمر بالإصلاح بينهم، ثم إن بغت الواحدة قوتلت؛ ولهذا قال من قال من الفقهاء: إن البغاة لا يبتدؤون بقتالهم حتي يقاتلوا. وأما الخوارج فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة)، وقال: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/120)
وكذلك مانعو الزكاة؛ فإن الصديق والصحابة ابتدؤوا قتالهم، قال الصديق: والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. وهم يقاتلون إذا امتنعوا من أداء الواجبات وإن أقروا بالوجوب. ثم تنازع الفقهاء في كفر من منعها وقاتل الإمام عليها مع إقراره بالوجوب؟ علي قولين، هما روايتان عن أحمد، كالروايتين عنه في تكفير الخوارج. وأما أهل البغي المجرد فلا يكفرون باتفاق أئمة الدين؛ فإن القرآن قد نص علي إيمانهم وأخوتهم مع وجود الاقتتال والبغي. والله أعلم.
الفتاوى الكبرى- المجلد الخامس والثلاثون
http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=631#s8
ـ[الموحد99]ــــــــ[14 - 06 - 03, 02:25 ص]ـ
8. قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الكافي: ((فصل والخارجون على الإمام ثلاثة أقسام:
9. لقسم الأول: قسم لا تأويل لهم فهؤلاء قطّاع الطريق، نذكر حكمهم فيما بعد إن شاء الله، وكذلك إن كان لهم تأويل، لكنهم عدد يسير لا منعة لهم وقال أبو بكر: هم بغاة؛لأن لهم تأويلاً؛ فأشبه العدد الكثير والأول أصح؛ لأن علياً رضي الله عنه لم يجر ابن ملجم مُجرى البغاة؛ولأن هذ1 يفضي إلى إهدار دماء الناس وأموالهم
10. [قلت وما ذكره ابن قدامة أنه هو الأصح هو الراجح إن شاء الله لما ذكر من الأدلة]
11. القسم الثاني: الخوارج الذين يكفرون أهل الحق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستحلون دماء المسلمين؛ فذهب فقهاء أصحابنا إلى أن حكمهم حكم البغاة؛ لأن علياً رضي الله عنه قال في الحرورية: لا تبدءوهم بالقتال 0وأجراهم مجرى البغاة وكذلك عمر بن عبد العزيز رحمه الله 0وذهبت طائفة من أهل الحديث إلى أنهم كفار، حكمهم حكم المرتدين؛ لما روى أبو سعيد رضي الله عنه أن النبي ? قال فيهم ((إنهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة)) رواه البخاري وفي لفظ ((لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد)) فعلى هذا يجوز قتلهم ابتداء، وقتل أسراهم، واتباع مدبرهم ومن قدر عليه منهم استتيب كالمرتد فإن تاب وإلا قتل 0
12. القسم الثالث: قسم قوم من أهل الحق خرجوا على الإمام بتأويل سائغ، ورامو خلعه، ولهم منعة وشوكة، فهؤلاء بغاة 000 أهـ
13. قال الزركشي في شرحه على مختصر الخرقي:-
14. (تنبيه): الخارجون على الإمام أربعة أصناف:-
15. أحدها) قوم امتنعوا من طاعته، وخرجوا عن قبضته بلا تأويل، أو بتأويل غير سائغ فهؤلاء قطّاع الطريق، يأتي حكمهم إن شاء الله تعالى0
16. (الثاني) قوم خرجوا عن قبضة الإمام أيضاً ولهم تأويل سائغ، إلا أنهم غير ممتنعين لقلتهم فحكى أبو الخطاب فيهم روايتين
17. (إحداهما) وصححها وكذلك صححها الشريف،و حكاها أبو محمد عن الأكثر ين حكمهم حكم قطّاع الطريق أيضاً (الثانية) وحكاها أبو محمد عن أبي بكر حكمهم حكم البغاة 0
18. [قلت: وقد سبق أن الراجح هو أن حكمهم حكم قطّاع الطريق وهو مذهب الشافعي]
19. (الثالث) الخوارج الذين يكفرون بالذنب، ويكفرون عثمان وعلياً وطلحة والزبير ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم إلا من خرج معهم فهؤلاء فيهم عن أحمد روايتان، حكاهما القاضي في تعليقه
20. (إحداهما) أنهم كفار فعلى هذا حكمهم حكم المرتدين، تباح دماؤهم أموالهم، وإن تحيزوا في مكان وكانت لهم شوكة، صاروا أهل حرب،وإن كانوا في قبضة الإمام استتابهم كالمرتدين، فإن تابوا وإلا قتلوا000
21. (الثانية) لا يحكم بكفرهم000أهـ
22. (الرابع) قوم من أهل الحق يخرجون عن قبضة الإمام ويرمون خلعه لتأويل سائغ،وإن كان صواباً وقيل: لابد وأن يكون خطأ، ولهم منعة وشوكة،فهؤلاء البغاة المبوب لهم بلا ريب 000أهـ
23. مسألة: لو خرجوا البغاة على الإمام لكن لا يريدون خلعه لكن يريدون مخالفته فهل هم بغاة؟
24. نعم بغاة قال في حاشية الروض المربع ج 7 ص 390: أي خرجوا على الإمام، وباينوه، وراموا خلعه، أو مخالفته، بتأويل سائغ صوابا كان أو خطأ0
25. مسألة قال في الحشية على الروض المربع ج 7 ص 394: وجمهور العلماء يفرقون بين الخوارج، والبغاة المتأولين وهو المعروف عن الصحابة
ومن هنا نجد أن الفروق كثيرة أولا: الخوارج قوم مبتدعة وضلال بخلاف البغاة فهم مجتهدون
ثانياً: الخوارج يكفرون أهل الحق بخلاف البغاة
ثالثا: الخوارج يشرع أن نبدهم بالقتال بخلاف البغاة فإنهم يدعون أولا وتزال شبهتم كما في سورة الحجرات
رابعا: الخوارج على قول أهل الحديث وجماعة منهم ابن باز رحمه الله كفار بخلاف البغاة فلم يكفروهم أحد
وغيرها وأنا كتبت هذا على عجل فالمعذرة يأخوان على التقصير أ والخطأ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/121)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[14 - 06 - 03, 01:39 م]ـ
الأخ أبو حاتم الشريف ..
أحسنت جزاك الله خيراً، فقد بينت لي.
وكنت أذكر أن الحديث في الصحيح حتى رأيت إعلال الإمامين أحمد ويحيى له، فقلت لا يكون في الصحيح وقد أعله الكبار.
لكن ما ذكرته رحمك الله هو الصواب إن شاء الله تعالى ..
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[14 - 06 - 03, 07:23 م]ـ
اجاب ابن تيميه عن هذا السؤال فى مواضع وهذه بعض اطرافها (مجموع الفتاوى 28 - 504 و 548 و 486
ومما قاله (وكثير من الأئمه المصنفين فى الشريعه لم يذكروا فى مصنفاتهم قتال الخارجين عن اصول الشريعه الاعتقاديه والعمليه كمانعى الزكاة والخوارج ونحوهم الا من جنس قتال الخارجين على الأمام كأهل الجمل وصفين وهذا غلط ..... )
واذا جمعت كلام شيخ الأسلام من هذه المواضع كلها حصل الجواب.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[15 - 06 - 03, 01:14 ص]ـ
أخي الكريم (بو الوليد) لقد أثلج صدري ما ذكرت والرجوع للحق
فضيلة والحمدلله أولا وأخيرا وهذه جرأة منك محمودة يفتقدها الكثير
من طلاب العلم والله المستعان
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[15 - 06 - 03, 09:15 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء، وأن ينفع بكم، وحبذا تلخيص المسائل والفروق لتداخلها وتشابكها أيها الإخوة، شاكرا لكم تفاعلكم.
ـ[بنيان قوم تهدما]ــــــــ[15 - 06 - 03, 09:28 م]ـ
سمعت فتوى لشيخ عبدالعزيز الراجحي- حفظه الله - وقد كانت في أحد المساجد في رمضان المنصرم في كلمة ألقاها فيه ..
في نفس هذا السؤال ..
فكانت إجابته ان البغاة هم الذين يخرجون على الحاكم المسلم يطلبون أمرا و يقاتلون على ذلك ولا يلزم انهم يكفرونه.
أما الخوارج فهم أصحاب عقيدة فاسدة يكفرون مرتكب الكبيرة و يكفرون من لم يكفره الله ورسولة.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[02 - 08 - 03, 06:37 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بنيان قوم تهدما
سمعت فتوى لشيخ عبدالعزيز الراجحي- حفظه الله - وقد كانت في أحد المساجد في رمضان المنصرم في كلمة ألقاها فيه ..
في نفس هذا السؤال ..
فكانت إجابته ان البغاة هم الذين يخرجون على الحاكم المسلم يطلبون أمرا و يقاتلون على ذلك ولا يلزم انهم يكفرونه.
أما الخوارج فهم أصحاب عقيدة فاسدة يكفرون مرتكب الكبيرة و يكفرون من لم يكفره الله ورسوله.
جواب قليل نافع
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 05 - 04, 01:47 ص]ـ
للفائدة والمناقشة، حيث كثر الجدل في هذه المسألة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 04, 04:46 ص]ـ
عامة ما سرده أبو حاتم مردود
علي لم ينازعه الخلافة لا طلحة ولا الزبير ولا معاوية، ومن أنهم نازعوه فقد أساء وطعن بجماعة من خيرة الصحابة. وعلي وإن كان أقرب للحق ممن قاتله، فالذي أصاب الحق هو الذي ابتعد عن الفتنة وهم جماهير الصحابة، رضي الله عن الجميع.
وكذلك لم يخرج الحسين على يزيد، كما يزعم الرافضة. وإنما أبى أن يعتقله رجال زياد. والمسلم له الحق في أن يرفض الاعتقال المهين، وأن يقاتل دون ذلك. وهذا الاعتقال لم يكن بأمر يزيد ولا برضاه.
ولعل السائل يسأل: لماذا خرج الحسين إلى الكوفة؟ الحسين رضي الله عنه لم يخرج إلى الكوفة بغرض الثورة وإنما لأنه خاف أن يتم إجباره على البيعة فأراد الاحتماء بمن ادعى نصرته. وما كان يريد الثورة ولا الملك.
أما أهل المدينة فقد أخطؤوا الحكم الشرعي عندما خرجوا على الخليفة الشرعي يزيد رحمه الله. وما قاتلهم مسلم بن عقبة بن رباح رضي الله عنه إلا لأنهم بغاة على أمير المؤمنين (ولي الأمر).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 04, 05:02 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
زعم هؤلاء الصحابة صحيح.
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[06 - 05 - 04, 07:20 م]ـ
دراسة الأوصاف النبوية للخوارج شر البرية
(الشبكة الإسلامية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/122)
ربما لم يرد في السنة النبوية من الأحاديث المحذرة والمبينة لفرقة من الفرق مثلما ورد في الخوارج، إذ تواترت الأحاديث الواردة فيهم مبينة صفاتهم ومحذرة من أفكارهم ومواقفهم. وذلك لما تمثله هذه الفرقة من خطر فكري وخطر مادي على أمة الإسلام. فخطرها الفكري يتمثل في سقم منهجها في التعامل مع النصوص، وما يستتبع ذلك من فهوم خاطئة تقوم عليها سلوكيات غاية في البشاعة، وليس هذا فحسب بل إن اتصاف هؤلاء الخوارج بصفات التعبد والتأله، من كثرة الصيام والصلاة وقراءة القرآن ربما يغري بعض الناس فيحسنوا الظن بهم إحسانا يدفعهم إلى اعتقاد صحة أفكارهم وأعمالهم، لذلك كان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم ببيان شأنهم وحالهم تنبيها للأمة ورحمة بها لئلا تنزلق في حومة أفكارهم وسوء فعالهم.
تعريف الخوارج:
الخوارج هم الطائفة الخارجة سموا بذلك لخروجهم على علي رضي الله عنه ثم خروجهم على كل من لم يوافقهم من الأئمة، عدولا كانوا أم جائرين، وصفة الخروج على الأئمة من غير موافقيهم هي أخص أوصافهم، حتى نص بعض العلماء على أنه لا يصح إطلاق وصف الخوارج إلا على من كفَّر المسلمين، وسلَّ سيفه عليهم، وأراد تغيير السلطة الحاكمة من غير وجه شرعي.
صفات الخوارج في الحديث النبوي
· الخوارج حَفَظَةٌ من غير فهم:
وهذا مأخوذ من وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم، بأنهم: (يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم) متفق عليه. وهذا من أعظم الأوصاف سوءا وهو أنهم لا يفهمون القرآن، وهذا سبب انحرافهم الأكبر أنهم قرؤوا القرآن ولم يفقهوا معانيه ومقاصده، فضلوا وأضلوا.
وهذا الوصف النبوي يعرفنا بالخلل في طريقة فهم هؤلاء للقرآن، فهم سطحيون في فهمهم لا يفرقون بين ما نزل في الكفار وبين ما نزل في المسلمين، ولا يحملون نصاً مطلقا على مقيد، ولا عاما على خاص، ويتمسكون بظاهر الآية ولا ينظرون إلى ما عارضها مما يبين معناها، فهم يتعاملون مع القرآن بسذاجة ممزوجة بغرور يدفعهم إلى رد أي توجيه أو إرشاد لهم، الأمر الذي جعلهم في معزل عن الانتفاع بأي نقد يوجه إليهم، يصلحون به طريقهم. فقد ناظرهم علي وابن عباس رضي الله عنهم واستمرت المحاورة الفكرية معهم على مرِّ العصور إلا أن طبيعة تفكيرهم تأبى أن تقبل نقدا أو نقضاً لأقوالها.
الخوارج حرب على المسلمين وسِلْمٌ على الكافرين:
وهذه الصفة مأخوذة من قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصفهم: (يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان) متفق عليه. وهذه علامة من علامات نبوته، وأمارة من أمارات صدقه صلى الله عليه وسلم، فلم يعرف عن الخوارج أنهم رفعوا السيف في وجه أهل الأوثان، بل عُرفوا بالشفقة على أهل الذمة من الكفار دون المسلمين، ولقد دعاهم علي رضي الله عنه إلى قتال من قال: " كذب الله ورسوله " فأبوا إلا قتل المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم!!.
الخوارج اجتهاد في العبادة ومروق من العقيدة:
ومما وصف به النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج قوله: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم) متفق عليه. هذا الوصف الإيجابي يدل على شدة عبادة هؤلاء وتبتلهم لربهم، إلا أن هذا التبتل غير شافع لهم لما خالطه من تكفير للمسلمين وإلحاق الأذى بهم، وترك جهاد الكافرين، وفوق ذلك تحريفهم لكتاب الله عز وجل وتحميله من المعاني ما لا يحتمل، وما اتفق المسلمون على نفيه عنه وتنزيهه منه.
· الخوارج حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام:
ومن الأوصاف النبوية للخوارج أنهم: (حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام) متفق عليه، فهم صغار في السن وضعفاء في العقل، فقد جمعوا بين أمرين: صغر السن المتصف صاحبه - غالبا - بعدم تقدير الأمور ووزنها بميزانها الصحيح، وبين ضعف العقل مما يدل على السفه، وهذا يراه الدارس لمذاهبهم ومواقفهم، فالخوارج خرجوا على حين فرقة من المسلمين (علي / معاوية) والصحابةُ وإن اختلفوا في هذه الفُرقة بين مؤيد ومعتزل، إلا أنهم أجمعوا على نبذ ما دعت إليه الخوارج وإنكاره، وهذا الموقف الإجماعي من الصحابة تجاه الخوارج كان ينبغي أن يدفعهم إلى النظر في شأنهم وتأمله، ومراجعة أفكارهم ومواقفهم، إلا أنهم أبوا إلا المضي في غيهم، وهذا قمة السفه، وبهذا صدق فيهم الوصف النبوي بأنه سفهاء الأحلام نسأل الله السلامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/123)
· الخوارج يحسنون القول ويسيئون العمل:
وهذا وصف نبوي آخر يصف به النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج، فهم يتشدقون برفع الظلم ومحاربة الطغاة إلا أنهم في حقيقة الأمر أشد فتكا بالمسلمين من غيرهم من الطغاة، فمن قَتَلَ وسَلَّ السيف على المسلمين واستباح منهم ما يستباح من الكافر الحربي هو أشد طغيانا وأشد ظلما ممن جار في حكمه ومسَّ ظلمه أفرادا من الرعية، في حين أن ظلم الخوارج قد شمل غالبية مخالفيهم، فانظر إلى هذا البون الشاسع بين حلاوة القول ومرارة العمل.
· الخوارج والتحليق:
وهذا الوصف ثبت في صحيح "البخاري" مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (سيماهم التحليق) والمراد به: حلقها على صفة خاصة، أو حلقها بالكلية، حيث لم يكن ذلك من عادة المسلمين ولا من هديهم في غير النسك، ولعل الحكمة من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهم بهذه الصفة - مع أن الحلق مباح في الشرع - تنبيه الناس عليهم بأوصاف حسية، فيدفعهم ذلك إلى التحقق من شأنهم، والنظر في بقية صفاتهم، فيحصل التحذير والإنذار من هذه الفرقة الضالة.
· الخوارج وزمن خروجهم:
زمن خروج الخوارج هو وقت فرقة تحدث بين المسلمين، وقد ورد الحديث بذلك في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تمرق مارقة عند فُرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق)، وقد كان ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حيث خرجت الخوارج في زمن الفرقة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما وما حدث بينهما من قتال في معركة صفين.
وخاتمة الأوصاف النبوية للخوارج أنهم (شر الخلق والخلقية) كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، وأن قتلاهم (شر قتلى تحت أديم السماء) كما عند الطبراني مرفوعا، وأنهم (كلاب النار) كما في مسند أحمد، وأنهم: (يمرقون من الدين) كما ثبت ذلك في الصحيحين.
فهذه هي صفة الخوارج وهذه هي فعالهم، فانظر إلى عظم التحذير منهم وبالغ التنفير عنهم. هذا وهم قد جمعوا مع ظلمهم وطغيانهم وفساد معتقدهم العبادة والتبتل، فكيف بمن اجتمع عنده سوء المعتقد، والطغيان وافتقد العبادة بل ربما عبد غير الله، لا شك أن هؤلاء شر من الخوارج وأبغض عند الله، وما أكثرهم في هذا الزمان. نسأل المولى عز وجل أن يجنبنا مضلات الفتن، وأن يجعلنا من المعتصمين بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.
الخميس:16/ 10/2003
-----------------------------------------------------------------------------
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 10:50 ص]ـ
كان الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أن الخوارج هم الذين يخرجون مع التكفير، وإن لم يكفروا فهم بغاة
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:10 ص]ـ
هذه روابط مهمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=528298#post528298
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89331
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:29 ص]ـ
قال ابن حزم:10 - - قال ابن حزم:. قتل أهل البغي
مسألة قتل أهل البغي قال الله تعالى [وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين] الحجرات 9] الآية
فكان قتال المسلمين فيما بينهم على وجهين
1 - قتال البغاة 2 - وقتال المحاربين
فالبغاة قسمان لا ثالث لهما
1 - إما قسم خرجوا على تأويل في الدين فأخطؤوا فيه كالخوارج وما جرى مجراهم من سائر الأهواء المخالفة للحق
2 - وإما قسم أرادوا لأنفسهم دنيا فخرجوا على إمام حق أو على من هو في السيرة مثلهم فإن تعدت هذه الطائفة إلى إخافة الطريق أو إلى أخذ مال من لقوا أو سفك الدماء هملا انتقل حكمهم إلى حكم المحاربين وهم ما لم يفعلوا ذلك في حكم البغاة
فالقسم الأول:من أهل البغي يبين حكمهم
ماروي عن الحسن البصري أخبرتنا أمنا عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عمار تقتلك الفئة الباغية
قال أبو محمد رحمه الله:وإنما قتل عمار رضي الله عنه أصحاب معاوية رضي الله عنه وكانوا متأولين تأويلهم فيه وإن أخطؤوا الحق مأجورون أجرا واحدا لقصدهم الخير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/124)
ويكون من المتأولين قوم لا يعذرون ولا أجر لهم كما روينا من 0000 سويد بن غفلة قال قال علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة]
و عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق هم شر الخلق أو من شر الخلق تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق وذكر الحديث.]
قال أبو محمد الله ففي هذا الحديث نص جلي بما قلنا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هؤلاء القوم فذمهم أشد الذم وأنهم من شر الخلق وأنهم يخرجون في فرقة من الناس
فصح أن أولئك أيضا مفترقون وأن الطائفة المذمومة تقتلها أدنى الطائفتين المفترقتين إلى الحق فجعل عليه السلام في الافتراق تفاضلا وجعل إحدى الطائفتين المفترقتين لها دنو من الحق وإن كانت الأخرى أولى به ولم يجعل للثالثة شيئا من الدنو إلى الحق
فصح أن التأويل يختلف
فأي طائفة تأولت في بغيتها طمسا لشيء من السنة كمن
1 - قام برأي الخوارج ليخرج الأمر عن قريش
2 - أو ليرد الناس إلى القول بإبطال الرجم
3 - أو تكفير أهل الذنوب
4 - أو استقراض المسلمين
5 - أو قتل الأطفال والنساء
6 - وإظهار القول بإبطال القدر
7 - أو إبطال الرؤية
8 - أو إلى أن الله تعالى لا يعلم شيئا إلا حتى يكون
9 - أو إلى البراءة عن بعض الصحابة
10 - أو إبطال الشفاعة
11 - أو إلى إبطال العمل بالسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الرد لمن دون رسول الله صلى الله عليه وسلم
12 - أو إلى المنع من الزكاة
13 - أو من أداء حق من مسلم أو حق لله تعالى فهؤلاء لا يعذرون بالتأويل الفاسد لأنها جهالة تامة.
وأما من دعا إلى تأويل لا يحل به سنة لكن مثل تأويل معاوية في أن يقتص من قتلة عثمان قبل البيعة لعلي فهذا يعذر لأنه ليس فيه إحالة شيء من الدين وإنما هو خطأ خاص في قصة بعينها لا تتعدى
ومن قام لعرض دنيا فقط كما فعل يزيد بن معاوية ومروان ابن الحكم وعبد الملك بن مروان في القيام على ابن الزبير وكما فعل مروان بن محمد في القيام على يزيد بن الوليد
وكمن قام أيضا عن مروان فهؤلاء لا يعذرون لأنهم لا تأويل لهم أصلا وهو بغي مجرد
وأما من دعا إلى أمر بمعروف أو نهى عن منكر وإظهار القرآن والسنن والحكم بالعدل فليس باغيا بل الباغي من خالفه وبالله تعالى التوفيق
وهكذا إذا أريد بظلم فمنع من نفسه سواء أراده الإمام أو غيره وهذا مكان اختلف الناس فيه
فقالت طائفة إن السلطان في هذا بخلاف غيره ولا يحارب السلطان وإن أراد ظلما كما روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني أن رجالا سألوا ابن سيرين فقالوا أتينا الحرورية زمان كذا وكذا لا يسألون عن شيء غير أنهم يقتلون من لقوا فقال ابن سيرين ما علمت أن أحدا كان يتحرج من قتل هؤلاء تأثما ولا من قتل من أراد قتالك إلا السلطان فإن السلطان نحوا
وخالفهم آخرون فقالوا السلطان وغيره سواء كما روينا من طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال
1 - أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى عامل له أن يأخذ الوهط فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو بن العاص فلبس سلاحه هو ومواليه وغلمته وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد
ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار
2 - قال إن عبد الله بن عمرو بن العاص تيسر للقتال دون الوهط ثم قال مالي لا أقاتل دونه وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد
قال ابن جريج وأخبرني سليمان الأحول أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره
2 - قال لما كان بين عبد الله بن عمرو بن العاص وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان وتيسروا للقتال ركب خالد بن العاص هو ابن هشام بن المغيرة المخزومي إلى عبد الله بن عمرو فوعظه فقال له عبد الله بن عمرو بن العاص أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل على ماله فهو شهيد.
قال أبو محمد رحمه الله فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص بقية الصحابة وبحضرة سائرهم رضي الله عنهم يريد قتال عنبسة بن أبي سفيان عامل أخيه معاوية أمير المؤمنين إذ أمره بقبض الوهط ورأى عبد الله بن عمرو أن أخذه منه غير واجب وما كان معاوية رحمه الله ليأخذ ظلما صراحا لكن أراد ذلك بوجه تأوله بلا شك ورأى عبد الله بن عمرو أن ذلك ليس بحق ولبس السلاح للقتال ولا مخالف له في ذلك من الصحابة رضي الله عنهم
وهكذا جاء عن أبي حنيفة والشافعي وأبي سليمان وأصحابهم أن الخارجة على الإمام إذا خرجت سئلوا عن خروجهم فإن ذكروا مظلمة ظلموها أنصفوا
وإلا دعوا إلى الفيئة فإن فاؤوا فلا شيء عليهم وإن أبوا قوتلوا ولا نرى هذا إلا قول مالك أيضا
فلما اختلفوا كما ذكرنا وجب أن نرد ما اختلفوا فيه إلى ما افترض الله تعالى علينا الرد إليه إذ يقول تعالى [فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول] النساء 59
ففعلنا فلم نجد الله تعالى فرق في قتال الفئة الباغية على الأخرى بين سلطان وغيره بل أمر تعالى بقتال من بغى على أخيه المسلم عموما حتى يفيء إلى أمر الله تعالى [وما كان ربك نسيا] مريم 64
وكذلك قوله عليه السلام [من قتل دون ماله فهو شهيد] أيضا عموم لم يخص معه سلطانا من غيره
ولا فرق في قرآن ولا حديث ولا إجماع ولا قياس بين من
أريد ماله
أو أريد دمه
أو أريد فرج امرأته
أو أريد ذلك من جميع المسلمين
وفي الإطلاق على هذا هلاك الدين وأهله وهذا لا يحل بلا خلاف وبالله تعالى التوفيق.
المحلى 11/ 98
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/125)
ـ[محمد بشري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 01:34 م]ـ
-بعبارة مركزة الخوارج خروجهم راجع لتكفير الامام على أصلهم في التكفير بالكبيرة.
-البغاة خروجهم راجع للتأويل،ولا يلزم من خروجهم تكفير الامام.(25/126)
شبهة أثيرت حول المحكم والمتشابه؟
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[11 - 06 - 03, 10:21 م]ـ
يقول الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (آل عمران:7)
عندي إشكال في هذه الآية، فإن الله قد ذكر المحكم والمتشابه في كتابه، ولكنّه لم يبيّن آيات بعينها وسمّاها المحكمة ثم ذكر غيرها وعدّها من المتشابه، وقد يختلف إثنان في مسألة عقديّة أو فقهيّة، فيعد أحدهما ما لديه من آيات وأدلّة أنها المحكمة، وما لدى خصمه من الآيات والأدلّة متشابه، وعليه أن يردّها إلى المحكم ويرجعها إليه، ولكنّ خصمه يرى الأمور بالعكس تماما، فيرى أن ما لديه محكم وما لدى الآخر متشابه، ويقوم بسرد حجج خصمه تحت بند! شبهات الخصوم، فيما أن ما كان من جهته حججا ومحكمات لا تقبل الجدال؟
وسؤالي من يحدد المحكم من المتشابه، ومن المخوّل بتمييز هذا من هذا، هل تركها الله تعالى للبشر من علماء وفقهاء على اختلاف مللهم وطوائفهم ونحلهم وأهوائهم، أم ماذا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 06 - 03, 02:33 ص]ـ
الأخ الفاضل سلمه الله
الآيات المحكمات هنّ أمّ الكتاب وهي أكثر الكتاب، لأن أمّ الشيء مرجعه، فأكثر الآيات التي تقرر مسألة معينة هي المحكمة وهي لاتحتمل إلا معنى واحدا، وأما المتشابه فإنه يحتمل عدة معان، منها المعنى الصحيح ومنها معاني غير صحيحة، جعلها الله إبتلاء للناس، فيعمد أهل الزيع إلى اتباع هذا المعنى الباطل من الآية المحتملة لعدة معان، ويرد بها جميع الآيات والأدلة الصريحة التي لاتحتمل إلا معنى واحدا
مثال1:
بين الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه علوه على خلقه بأدلة كثيرة، منها
قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى)
وقوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب)
و قوله تعالى (أأمنتم من في السماء)
وغيرها من الأدلة الكثيرة تجدها فيما ذكره أهل العلم في كتب العقيدة مثل ابن القيم في كتاب (اجتماع الجيوس الإسلامية) والذهبي في كتاب العلو وغيرهما
فهذا الأمر- علو الله على خلقه - محكم في كتاب الله دلت عليه النصوص المتكاثرة من كتاب الله، مع ما ورد من الأدلة من السنة النبوية، وكذلك إجماع السلف عليه
ولكن بعض الذين في قلوبهم زيغ يستدلون بقول الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) عى أن الله في كل مكان
وهذا القول باطل ومنكر ومخالف للكتاب والسنة، وكان استلالهم بقوله تعالى (معكم) وقالوا أن معناها أنه مع الناس في كل مكان!
فيجاب عنهم بأن (مع) لها عدة معاني فتأتي بمعنى المصاحبة كقول القائل (سرت مع القمر) أي مصاحبا للقمر، وتأتي بمعنى المناصرة، كقول الرجل للرجل أنا معك وإن كان بعيدا عنه يقصد مناصرا لك ومؤيدا لك، وتأتي بمعنى الامتزاج مثلما نقول (اللبن مع الماء) وغير ذلك من المعاني لمع
فكوننا نحدد معناها بأحد هذه المعاني بدون دليل يعتبر تحكما، فلابد لنا من البحث عن قرائن خارجية نؤيد بها أحد المعاني المقصودة لمع في هذه الآية
فسبيل الراسخين في العلم أن يردوا المتشابه إلى المحكم، فيقال إن الآيات المحكمة التي لاتحتمل إلا معنى واحدا ودلت كذلك السنة وإجماع السلف على علو الله، وهذه الآية (وهو معكم أينما كتنتم) محتملة لعدة معان، فنردها إلى المحكم ونفسرها بما جاء فيها من علو الله، ويكون معنى الآية على هذا أن المعية هنا المقصود بها العلم، أي وهو معكم بعلمه.
يتبع المثال الثاني بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 06 - 03, 03:09 ص]ـ
المثال الثاني:
ثبت في الصحيحن وغيرها عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لعن الله اليهود وانصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ((قالت عائشة)) يحذر ما صنعوا.
وقد استدل الغماري في كتابه (إحياء المقبور بجواز اتخاذ المساجد على القبور) وغيره بآية في كتاب الله وهي قوله تعالى (قال الذين غلبوا عى أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا)
وهذه الآية اختلف أهل العلم في تفسيرها فقال الأكثر الذين غلبوا هم الأمراء، وقال بعضهم الذين غلبوا على أمرهم هم العلماء وهو قول مرجوح
فاستدل الغماري بهذا على جواز بناء المساجد على القبور، وترك الأدلة المحكمة الصريحة، وأدعى أن حديث عائشة رضي الله عنها الذي في الصحيحين شاذ، وهذا هو الزيغ الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)
فالآية الصحيح فيهم أن الأمراء هم الغالبين على الأمر
وعلى فرض أنهم العلماء فيقال إن هذا كان في شريعتهم، وهو مخالف لشرعنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/127)
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[16 - 06 - 03, 08:59 م]ـ
بالنسبة لكلامك يا شيخ عن العلو، فقد يقال إن العلو المقصود في الآيات هو علو الشأن والرتبة، كما نقول العالم فوق الجاهل، والسلطان فوق الأمير، وأعدّ هذا من المحكم وأرى ما قلت إنه من المتشابه، فقد أقول أنا مثلا: أنا أقرّ بفوقيّة الله وعلوّه بما يليق به سبحانه أما العلو والفوقية الحسية فأنزّه الله عنها لكونها تستلزم الجسمية، وأرى آياتي التي أذكرها، هي المحكمات كمثل قوله تعالى: وفوق كل ذي علم عليم، وقوله تعالى: يد الله فوق أيديهم.وقوله وإنا فوقهم قاهرون.
وبالنسبة للصعود في قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب، فالصعود ليس من صفات المعاني كما هو معلوم إنما هو من صفات الأجسام والمقصود به: القبول.
وفي حديث النزول على سبيل المثال، وردت رواية عند النسائي عن أبي هريرة: وفيه (ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له)
وهب أنك ترى شذوذ أو خطأ هذه الرواية، فإن مخالفك قد عمل ما يلزم من تحري الحق والوصول إليه، فهو من باب تفسير الحديث بالحديث وتوضيح إبهامه به، فكيف تكون أدلتك محكمات وفيها كل هذا النقاش والمداورة.
والسبب يا شيخ في سؤالي أنها شبهة أو إشكال علمي وقع عندي، في قضية المحكم البين والمتشابه المبهم، ومع تقديري وحبي لك فإن كثيرا من الكلام الذي تراه محكما، قد تكون لقّنته منذ الصغر، أي لم تكن تعلم يومها المحكم من المتشابه، وأنا كذلك في مخالفتي لك ونظرتي للآيات والأحاديث التي ذكرتها لك، فقد يكون لتربية المرء ومجتمعه وما يملا عليه أثر في نظرته للمحكم والمتشابه، فأنت مثلا لا يمكن أن تنزع عن ما تعلمته من مشايخك وأنا كذلك، وأرى أن ما تسرده عليّ مبهمات ومتشابهات، ينبغي أن ترد إلى المحكمات البيّنات.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 03, 12:40 ص]ـ
هذا ما عندي، والله أعلم
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[السيف الصقيل]ــــــــ[17 - 06 - 03, 02:23 ص]ـ
يا شيخ أرجو أن لا تكون غضبت مني، فوالله ما سألت إلا وأنا أبتغي الوصول إلى الحقيقة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 03, 10:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل،وأنا لم أغضب إن شاء الله، ولكن أقصد أن هذا الذي عندي حول المحكم والمتشابه
وهو أن المحكم لايكون له إلا معنى واحد صحيح وعليه عامة القرآن، والمتشابه ما يحتمل لفظه عدة معاني منها الصحيح ومنها الباطل، فأهل العلم يحملون المعنى في هذه الآية على المعنى الصحيح الوارد في النصوص الأخرى، وأهل الزيغ يأخذون بالمعنى الباطل ويردون به المعاني الصحيحة في النصوص المحكمة
وأما الأمثلة التي ذكرتها فهي فقط للتوضيح فنريد أولا ضبط معنى محكم ومتشابه، ثم نناقش المسائل الأخرى
ولعلي أنقل لك كلام بعض أهل العلم حول المحكم والمتشابه
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في الرسالة التدمرية (مجموع الفتاوى (3/ 59 - 63)
ومما يوضح هذا أن الله وصف القرآن كله بأنه محكم وبأنه متشابه وفى موضع آخر جعل منه ما هو محكم ومنه ما هو متشابه فينبغى أن يعرف الإحكام والتشابه الذى يعمه والإحكام والتشابه الذى يخص بعضه قال الله تعالى (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت)
فأخبر أنه أحكم آياته كلها
وقال تعالى (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى)
فأخبر انه كله متشابه
والحكم هو الفصل بين الشيئين فالحاكم يفصل بين الخصمين والحكم فصل بين المتشابهات علما وعملا اذا ميز بين الحق والباطل والصدق والكذب والنافع والضار وذلك يتضمن فعل النافع وترك الضار فيقال حكمت السفيه وأحكمته اذا أخذت على يديه وحكمت الدابة وأحكمتها اذا جعلت لها حكمة وهو ما أحاط بالحنك من اللجام واحكام الشىء اتقانه فإحكام الكلام إتقانه بتمييز الصدق من الكذب فى أخباره وتمييز الرشد من الغى فى أوامره
والقرآن كله محكم بمعنى الإتقان فقد سماه الله حكيما بقوله (الر تلك آيات الكتاب الحكيم) فالحكيم بمعنى الحاكم كما جعله يقص بقوله (إن هذا القرآن يقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون)
وجعله مفتيا فى قوله (قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم فى الكتاب) أى ما يتلى عليكم يفتيكم فيهن
وجعله هاديا ومبشرا فى قوله (إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/128)
وأما التشابه الذى يعمه فهو ضد الإختلاف المنفى عنه فى قوله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا)
وهو الاختلاف المذكور فى قوله (إنكم لفى قول مختلف يؤفك عنه من افك)
فالتشابه هنا هو تماثل الكلام وتناسبه بحيث يصدق بعضه بعضا فاذا أمر بأمر لم يأمر بنقيضه فى موضع آخر بل يأمر به أو بنظيره أو بملزوماته
واذا نهى عن شىء لم يأمر به فى موضع آخر بل ينهى عنه أو عن نظيره أو عن ملزوماته إذا لم يكن هناك نسخ
وكذلك إذا اخبر بثبوت شىء لم يخبر بنقيض ذلك بل يخبر بثبوته أو بثبوت ملزوماته واذا اخبر بنفى شىء لم يثبته بل ينفيه أو ينفى لوازمه بخلاف القول المختلف الذى ينقض بعضه بعضا فيثبت الشىء تارة وينفيه أخرى أو يأمر به وينهى عنه فى وقت واحد ويفرق بين المتماثلين فيمدح أحدهما ويذم الآخر
فالأقوال المختلفة هنا هى المتضادة والمتشابهة هى المتوافقة
وهذا التشابه يكون فى المعانى وان اختلفت الألفاظ فاذا كانت المعانى يوافق بعضها بعضا ويعضد بعضها بعضا ويناسب بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض ويقتضى بعضها بعضا كان الكلام متشابها بخلاف الكلام المتناقض الذى يضاد بعضه بعضا
فهذا التشابه العام لا ينافى الإحكام العام بل هو مصدق له فإن الكلام المحكم المتقن يصدق بعضه بعضا لا يناقض بعضه بعضا بخلاف الإحكام الخاص فإنه ضد (التشابه الخاص)
(والتشابه الخاص) هو مشابهة الشىء لغيره من وجه مع مخالفته له من وجه آخر بحيث يشتبه على بعض الناس أنه هو أو هو مثله وليس كذلك
(والإحكام) هو الفصل بينهما بحيث لا يشتبه أحدهما بالآخر وهذا التشابه إنما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما
ثم من الناس من لا يهتدى للفصل بينهما فيكون مشتبها عليه ومنهم من يهتدى الى ذلك فالتشابه الذى لا يتميز معه قد يكون من الامور النسبية الإضافية بحيث يشتبه على بعض الناس دون بعض
ومثل هذا يعرف منه أهل العلم ما يزيل عنهم هذا الإشتباه كما اذا اشتبه على بعض الناس ما وعدوا به فى الآخرة بما يشهدونه فى الدنيا فظن أنه مثله فعلم العلماء أنه ليس مثله وان كان مشبها له من بعض الوجوه
ومن هذا الباب الشبه التى يضل بها بعض الناس وهى ما يشتبه فيها الحق والباطل حتى تشتبه على بعض الناس
((ومن أوتى العلم بالفصل بين هذا وهذا لم يشتبه عليه الحق بالباطل)) والقياس الفاسد إنما هو من باب الشبهات لأنه تشبيه للشىء فى بعض الأمور بما لا يشبهه فيه
فمن عرف الفصل بين الشيئين إهتدى للفرق الذى يزول به الإشتباه والقياس الفاسد
وما من شيئين إلا ويجتمعان فى شىء ويفترقان فى شىء فبينهما اشتباه من وجه وإفتراق من وجه فلهذا كان ضلال بنى آدم من قبل التشابه والقياس الفاسد لا ينضبط كما قال الإمام أحمد أكثر ما يخطىء الناس من جهة التأويل والقياس
فالتأويل فى الأدلة السمعية والقياس فى الأدلة العقلية وهو كما قال والتأويل الخطأ إنما يكون فى الألفاظ المتشابهة والقياس الخطأ إنما يكون فى المعانى المتشابهة) انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة (2/ 722) (الوجه الخامس والستون
إن الله سبحانه قسم الأدلة السمعية إلى قسمين محكم ومتشابه وجعل المحكم أصلا للمتشابه وأمّا له يرد إليه ((فما خالف ظاهر المحكم فهو متشابه)) يرد إلى المحكم
(((وقد اتفق المسلمون على هذا)))
وأن المحكم هو الأصل والمتشابه مردود إليه وأصحاب هذا القانون جعلوا الأصل المحكم ما يدعونه من العقليات وجعلوا القرآن كله مردودا إليه فما خالفه فهو متشابه وما وافقه فهو المحكم ولم يبق عند أهل القانون في القرآن محكم يرد إليه المتشابه ولا هو أمّ الكتاب وأصله) انتهى.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات (
فالمحكم: ما لا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ، ولا من حيث المعنى. والمتشابه على أضرب تذكر في بابه إن شاء الله (انظر: باب (شبه)).
وقال
والمتشابه من القرآن: ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره؛ إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه: ما لا ينبئ ظاهره عن مراده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/129)
، [وحقيقة ذلك أن الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، ومتشابه على الإطلاق، ومحكم من وجه متشابه من وجه. فالمتشابه في الجملة ثلاث أضرب: متشابه من جهة اللفظ فقط، ومتشابه من جهة المعنى فقط، ومتشابه من جهتها. والمتشابه من جهة اللفظ ضربان:
أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، وذلك إما من جهة غرابته نحو: الأب (الأب: الكلأ، وقيل: الأب من المرعى للدواب، كالفاكهة للإنسان. انظر: اللسان (أب))، ويزفون (يزفون أي: يسرعون، وأصله من: زفيف النعامة، وهو ابتداء عدوها. انظر: اللسان (زف))؛ وإما من جهة مشاركة في اللفظ كاليد والعين.
والثاني يرجع إلى جملة الكلام المركب، وذلك ثلاثة أضرب:
ضرب لاختصار الكلام نحو:} وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء {[النساء/3].
وضرب لبسط الكلام نحو:} ليس كمثله شيء {[الشورى/11]، لأنه لو قيل: ليس مثله شيء كان أظهر للسامع.
وضرب لنظم الكلام نحو:} أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ... قيما {[الكهف/1 - 2]، تقديره: الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وقوله:} ولولا رجال مؤمنون {إلى قوله:} لو تزيلوا {(الآية:} ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء، لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما {سورة الفتح: آية 25). والمتشابه من جهة المعنى: أوصاف الله تعالى، وأوصاف يوم القيامة، فإن تلك الصفات لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، أو لم يكن من جنس ما نحسه. والمتشابه من جهة المعنى واللفظ جميعا خمسة أضرب:
الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو:} اقتلوا المشركين {[التوبة/ 5].
والثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب، نحو:} فانكحوا ما طاب لكم من النساء {[النساء/3].
والثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ، نحو:} اتقوا الله حق تقاته {[آل عمران/102].
والرابع: من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها، نحو:} وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها {[البقرة/189]، وقوله:} إنما النسيء زيادة في الكفر {[التوبة/37]، فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية.
والخامس: من جهة الشروط التي بها يصح الفعل، أو يفسد كشروط الصلاة والنكاح. وهذه الجملة إذا تصورت علم أن كل ما ذكره المفسرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم، نحو قول من قال: المتشابه} آلم {[البقرة /1]، وقول قتادة: المحكم: الناسخ، والمتشابه: المنسوخ: المحكم: ما أجمع على تأويله، والمتشابه: ما اختلف فيه. ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب: ضرب لا سبيل للوقوف عليه، كوقت الساعة، وخروج دابة الأرض، وكيفية الدابة ونحو ذلك. وضرب للإنسان سبيل إلى معرفته، كالألفاظ الغريبة والأحكام الغلقة. وضرب متردد بين الأمرين يجوز أن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم، ويخفى على من دونهم، وهو الضرب المشار إليه بقوله عليه السلام في علي رضي الله عنه: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) (1)
وإذ عرفت هذه الجملة علم أن الوقف على قوله:} وما يعلم تأويله إلا الله {[آل عمران/7]، ووصله بقوله:} والراسخون في العلم {[آل عمران /7] جائز، وأن لكل واحد منهما وجها حسبما دل عليه التفصيل المتقدم]
. وقوله:} الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها {[الزمر/23]، فإنه يعني ما يشبه بعضه بعضا في الأحكام، والحكمة واستقامة النظم. وقوله:} ولكن شبه لهم {
أي: مثل لهم من حسبوه إياه، والشبه من الجواهر: ما يشبه لونه لون الذهب.
(1) قال المحقق (لم أجده، لكن جاء عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله لا علم لي بالقضاء، فضرب بيده على صدري، وقال: (اللهم اهد قلبه، وسدد لسانه). أخرجه النسائي في تهذيب خصائص علي بن أبي طالب ص 43، وهو ضعيف)، وقوله لابن عباس مثل ذلك (الحديث عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: (من وضع هذا)؟ فأخبر فقال: (اللهم فقهه في الدين). أخرجه البخاري في باب وضع الماء عند الخلاء 1/ 224.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/130)
وقال ابن حجر: وهذه اللفظة اشتهرت على الألسنة: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل) حتى نسبها بعضهم للصحيحين ولم يصب، والحديث عند أحمد بهذا اللفظ، وعند الطبراني من وجهين آخرين. انظر فتح الباري 7/ 100 فضائل ابن عباس، ومسند أحمد 1/ 266، ومجمع الزوائد 9/ 279).
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 10:41 ص]ـ
http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=17144&thelang=A
المحكم والمتشابه
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ متشابهات} (آل عمران:7) وقال جل ثناؤه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ} (الزمر:23) وقال أيضاً: {كتاب أحكمت آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير} (هود:1).
والمحكم والمتشابه لفظان متقابلان، إذا ذُكِرَ أحدهما استدعى الآخر ضرورة. وهما بحثان رئيسان من أبحاث علوم القرآن، أفاض العلماء القول فيهما، وتفاوتت أنظارهم في تعريفهما وحقيقتهما، وهما كذلك بحثان مهمان من أبحاث أصول الفقه.
والمحكم من حيث اللغة مأخوذ من حَكَمْتُ الدابة وأحكمتها، بمعنى أحكمت وثاقها ومنعتها من التفلُّت والهرب. وإحكام الكلام إتقانه وتمييز الصدق فيه من الكذب.
أما المحكم اصطلاحًا، فقد اختلفت الأنظار في تعريفه، فقال بعضهم: هو ما عُرِفَ المراد منه، وقال آخرون: ما لا يحتمل إلا وجهاً واحداً. وعرَّفه قوم بأنه ما استقلَّ بنفسه، ولم يحتج إلى بيان. ويمكن إرجاع هذه التعاريف إلى معنى واحد، هو معنى البيان والوضوح.
والمتشابه لغة، مأخوذ من الشبه والتشابه، تقول: فلان يشبه فلانًا، أي يماثله، وله من الصفات ما للآخر. وعلى هذا، فتشابه الكلام تماثله وتناسبه، بحيث يصدِّق بعضه بعضًا.
وبناءً على التعريف اللغوي، لكلٍ من المحكم والمتشابه، يتضح أنه لا تنافي بين المحكم والمتشابه من جهة المعنى اللغوي، فالقرآن كله محكم، بمعنى أنه متقن غاية الإتقان، وهو كذلك متماثل ومتشابه، بمعنى أنه يصدِّق بعضه بعضًا.
أما تعريف المتشابه اصطلاحًا، فعرفه بعضهم بأنه: ما استأثر الله بعلمه، وعرفه آخرون بأنه: ما احتمل أكثر من وجه، وقال قوم: ما احتاج إلى بيان، بردِّه إلى غيره.
ثم إن المتشابه أنواع، فهناك متشابه من جهة اللفظ، وهناك متشابه من جهة المعنى، وهناك متشابه من جهة اللفظ والمعنى معًا. وتفصيل هذه الأنواع ليس هذا مكانه.
ولابد من الوقوف في هذا المقام عند مسألة طالما بحثها العلماء، تتعلق بقوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} ومنشأ النظر في هذه الآية متَّجه إلى قوله تعالى: {والراسخون في العلم} هل هو كلام مبتدأ ومستأنَف، أم هو معطوف على قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} ومعلوم أن مكان الوقف في الآية، هو الذي يحدد المعنى ويوجهه.
ولا يُسعفنا المقام للخوض في تفاصيل أقوال أهل العلم في هذه المسألة، لكن حسبنا أن نعلم أنَّ هناك اتجاهان في تفسير الآية، الأول يرى الوقف على قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} وبالتالي يكون قوله تعالى: {والراسخون في العلم} كلام مبتدأ، والمعنى على هذا: أن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم، يؤمنون به كما جاء، ويكِلُون علمه إلى الله سبحانه.
وقد أيَّد أصحاب هذا الاتجاه ما ذهبوا إليه، بما رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: تلا رسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} (آل عمران:7) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذرهم).
أما الاتجاه الثاني فيرى أن قوله تعالى: {والراسخون في العلم} معطوف على قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله} وعلى هذا يكون تفسير الآية: أن الراسخون في العلم يعلمون تفسير المتشابه من القرآن. وقد صحح الإمام النووي هذا القول، مستدلاً على ذلك، بأن الله سبحانه يبعد أن يخاطب عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/131)
والواقع أن التوفيق بين هذين الاتجاهين أمر ممكن، وذلك إذا علمنا المقصود من لفظ "التأويل". وبالرجوع إلى معنى التأويل يتبين لنا أنه يُطلق على معنيين:
الأول: بمعنى التفسير، فتأويل الكلام تفسيره، وتوضيح معناه.
الثاني: بمعنى الحقيقة، فتأويل الكلام، الحقيقة التي يؤول إليها. وعلى هذا المعنى جاء قول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله r يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأوَّل القرآن) تعني قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك واستغفره} رواه البخاري ومسلم.
وبناء على ذلك، نستطيع أن نقول: إن الذين ذهبوا إلى حصر علم التأويل في حقِّ الله تعالى، إنما يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الثاني، أي الحقيقة التي يؤول إليها الغيب، وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان؛ لأن حقيقة الغيب لا يعلمها إلا الله.
أما الذين ذهبوا إلى أنه يمكن للعلماء العلم بالتأويل، فإنهم يقصدون بذلك التأويل بالمعنى الأول، معنى التفسير، وهذا أيضاً لا يختلف فيه اثنان.
ويمكن أن نمثِّل لهذا بمثال يزيد الأمر وضوحاً فنقول: إن صفة العلم التي وَصَفَ الله بها نفسه، وكذلك باقي الصفات، يمكن للعلماء تأويلها، بمعنى تفسيرها، أما تأويلها بمعنى معرفة حقيقة هذه الصفة، أو معرفة حقيقة باقي صفاته سبحانه، فهذا ما لا سبيل لأحدٍ إليه.
ومن المهم أن نعلم في هذا السياق، أن وجود المتشابه في القرآن له فوائد عدة، ذكرها العلماء، من ذلك: الحث على النظر والبحث والتأمل في آيات الله. ومنها إثبات التفاضل والتفاوت في العلم بين العباد، فلو كان القرآن كله محكمًا لاستوت منازل الخلق، ولم يظهر فضل العالم على غيره. ومنها أيضًا ابتلاء العباد بالوقوف عند المتشابه من الآيات دون الخوض في تأويلها، بما لا تحتمله من وجوه التأويل.
وقد ذكر العلماء فوائد أخرى للمحكَم والمتشابه، أعرضنا عنها مخافة الإطالة. وفيما ذكرنا الكفاية إن شاء الله. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله رب العالمين
ـ[مسدد2]ــــــــ[17 - 06 - 03, 10:43 ص]ـ
اود ان ألفت النظر الى أمر كثيرا ما يغفل عنه او لا يدرك بالمرة فلا يذكر مع انه هو الأصل.
هذه الآيات في مطلع سورة آل عمران، ما هو سبب نزولها وورودها؟ لأننا إن عرفنا هذا الامر استطعنا ان نعرف أم الكتاب المقصود (دون حصر، لكن تكون بداية صحيحة).
هذه الآيات نزلت كما ذكرت في مطلع سورة آل عمران عندما ناقش النبي صلى الله عليه وسلم النصارى، وكانت قد دخلت عليهم شبهة ألوهية عيس عليه السلام من حيث انه لا أب له، فردهم الله تعالى الى المحكم الذي هو انه مخلوق من تراب، كان وامه يأكلان الطعام ويمشيان في الاسواق وكلها دلالات قاطعة على بشريته.
فمن كان مخلوقا من تراب هل يعقل ان يكون الها؟ لا جزما. فهذا المحكم.
ماذا لو كان هذا المخلوق قد وجد من غير اب، هل يعني هذا انه إله؟ شبهة، متشابه .. فماذا نفعل؟ نتمسك بالمحكم السابق القاضي بأنه مخلوق لا حول له ولا قوة الا بالله، فنأمن من التردد.
حينما نقول ان كل من كان مخلوقا من تراب ويحتاج الى طعام وخلاء فهو ليس بإله، ما قوة هذا الدليل؟ وهل يمكن احد ان يناقش فيه ويبطله او يحاول الطعن فيه؟ أبدا، ولا من قريبز
فهذه هي أول ام الكتاب، ثم بالقياس كل ما يقال فيه انه ام الكتاب كذلك، يجب ان يكون متماسكا من حيث الدليل و المفهوم كمتاسك دليل عدم الوهية عيس عليه السلام.
والله تعالى اعلم
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 10:44 ص]ـ
http://www.islampedia.com/MIE2/ooloom/koran6.html
المحكم والمتشابه
أ- تعريف المحكم والمتشابه
1 - تعريف المحكم.
أ- الإحْكام لغة: الإتقان البالغ، ومنه البناء المحكم الذي أتقن، فلا يتطرق إليه الخلل أو الفساد. أما اصطلاحاً فقد اختلف الأصوليون في تعريفه على أقوال منها:
1 - أن المحكم ما عرف المراد منه، إما بالظهور أو بالتأويل.
2 - أن المحكم لا يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً.
3 - أن المحكم هو الواضح الدلالة الذي لا يحتمل النسخ.
4 - أن المحكم ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان.
5 - أن المحكم هو المتقن الذي لا يتطرق إليه الإشكال.
2 - تعريف المتشابه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/132)
أ- لغة: مأخوذ من الشَّبَه، وهو التماثل بين شيئين أو أشياء. ولما كان التماثل بين الأشياء يؤدي إلى الشك والحيرة، ويُوقع في الالتباس، توسعوا في اللفظ، وأطلقوا عليه اسم " المتشابه ".
يقال: اشتبه الأمر عليه، أي التبس عليه.
أما اصطلاحاً فقد اختلف فيه أيضاً على أقوال:
1 - ما استأثر الله بعلمه، كقيام الساعة، وخروج الدابة والدجال.
2 - ما لم يستقل بنفسه واحتاج إلى بيان برده إلى غيره.
3 - ما احتمل أكثر من وجه.
4 - ما كان غير واضح الدلالة ويحتمل النسخ.
ب- القرآن من حيث الإحكام والتشابه يمكن اعتبار القرآن محكماً كله أو متشابهاً كله أو اعتبار بعضه محكماً وبعضه متشابهاً وتفصيله التالي:
1 - القرآن كله محكم: بمعنى إحكام ألفاظه وعدم وجود خلل فيه، المراد بإحكامه أيضاً: إتقانه، وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه. قال تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود: 1].
2 - القرآن كله متشابه: بمعنى أن آياته متشابهة في الحق والصدق، والإعجاز، والهداية إلى الخير. قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23].
3 - بعض القرآن محكم وبعضه متشابه: بمعنى أن الآيات المحكمة هي أم الكتاب أي أن هذه الآيات جماع الكتاب وأصله، فهي بمنزلة الأم له، لا غموض فيها ولا التباس، كآيات الحلال والحرام التي هي أصل التشريع، بخلاف الآيات المتشابهة التي تختلف فيها الدلالة، على كثير من الناس، فمن رد المتشابه إلى المحكم الواضح فقد اهتدى. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7].
جـ- رد المتشابه إلى المحكم
1 - قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53].
هذه الآية متشابهة تحتمل معنيين:
المعنى الأول: غفران الذنوب جميعاً لمن تاب.
المعنى الثاني: غفران الذنوب جميعاً لمن لم يتب.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [طه: 82]. تبين من الآية المحكمة أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وهو مؤمن واتبع طريق الهدى.
2 - قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
هذه الآية تحتمل معنيين.
المعنى الأول: إن كلمة {إِنَّا نَحْنُ} تحتمل الواحد المعظم نفسه وهو حق.
المعنى الثاني: أنها للجماعة، وهو باطل، وتحتمل أيضاً الواحد ومعه غيره، فهي آية متشابهة تمسك بها النصارى الذين قالوا بالتثليث.
رد الآية المتشابهة إلى المحكمة: وهي قوله تعالى: {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [النحل: 22].
وقوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنون: 91]. وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].
تبين من الآيات المحكمة أن المراد بقوله: {إِنَّا نَحْنُ} هو الله الواحد المعظم نفسه.
د- حكمة ورود المحكم والمتشابه.
1 - إن الله سبحانه احتج على العرب بالقرآن، إذ كان فَخْرُهم ورياستهم بالبلاغة وحسن البيان، والإيجاز والإطناب، والمجاز والكناية والإشارة والتلويح، وهكذا فقد اشتمل القرآن على هذه الفنون جميعها تحدياً وإعجازاً لهم.
2 - أنزل الله سبحانه الآيات المتشابهات اختباراً ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالِمِهِ، فيَعْظُم به ثوابه، ويرتاب بها المنافق، فيستحق العقوبة.
ولقد أشار الله تعالى في كتابه إلى وجه الحكمة في ذلك بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا} [البقرة: 26] ثم قال: جواباً لهم: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا}. فأما أهل السعادة فيعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، فيستوجبون الرحمة والفضل، وأما أهل الشقاوة فيجحدونها، فيستوجبون الملامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/133)
3 - أراد الله عز وجل أن يشغل أهل العلم بردّه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويظهر بالبحث اهتمامهم، ولو أنزله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، فشغل العلماء به ليعظم ثوابهم وتعلو منزلتهم، ويكرم عند الله مآبهم.
4 - أنزل المتشابه لتشغل به قلوب المؤمنين، وتتعب فيه جوارحهم وتنعدم في البحث عنه أوقاتهم، ومدد أعمارهم، فيجوزوا من الثواب حسبما كابدوا من المشقة.
وهكذا كانت المتشابهات ميدان سباق تنقدح فيه الأفكار والعلوم.
هـ- منشأ التشابه
نشأ التشابه من خفاء مراد الشارع في كلامه، فمرة يرجع إلى اللفظ، ومرة يرجع إلى المعنى، ومرة يرجع إلى اللفظ والمعنى.
1 - اللفظ: قوله تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93].
فلفظة: اليمين تحتمل استعمال يده اليمنى غير الشمال، وتحتمل أيضاً أن الضرب كان بقوة، لأن اليمين أقوى الجارحتين، وتحتمل أن الضرب كان بسبب اليمين التي حلفها إبراهيم، وفي قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ} [الأنبياء: 57].
2 - المعنى: مثل ما استأثر الله بعلمه من أهوال يوم القيامة، وعلامات الساعة، والجنة والنار.
3 - اللفظ والمعنى: قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189] فهذا الخفاء في المعنى وفي اللفظ معاً إذ لا يمكن معرفة معنى هذه الآية إلا بالرجوع إلى تفسيرها، فقد كان أهل الجاهلية يعتقدون أن الرجل إذا أحرم بالحج لم يدخل من باب البيت بل يخرق خرقاً أو يدخل من وراء البيت، فرد عليهم القرآن وبيَّن أن ليس شيء من ذلك من أبواب البر ولكن البر هو التقوى.
و- آيات الصفات
إنها محكمة لكونها صفات الله تعالى، متشابهة بالنسبة لنا من حيث كيفيتها مثل صفة: الاستواء على العرش، فهي معلومة في معناها، ولكن الكيف مرفوع كما قال الإمام مالك: الإستواء معلوم، والكيف مرفوع، والسؤال عنه بدعة. أي معنى الاستواء معلوم، ونثبت له كيفية، فصفات الله منزّهة عن الكيف، والسؤال عن الآيات المتشابهات.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 11:08 ص]ـ
=
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 11:08 ص]ـ
الإتقان في علوم القرآن
الإمام السيوطي
النوع الثالث والأربعون في المحكم والمتشابه
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=17#s4
وهو مبحث مهم فيه الكثير من النقول عن العلماء
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 11:17 ص]ـ
http://www.quranway.net/Library/aviewer.asp?FileType=2&fId=54
المتشابه اللفظي في القرآن
* تعريفه:
عرفه الزركش في البرهان فقال: هو إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة ويكثر في إيراد القصص والأنباء.
ومراده في التعريف بالقصة الواحدة: اللفظ القرآني المعيَّن يرد بصور متشابهة. ومعنى التشابه فيها الاختلاف بين ألفاظها بالزيادة والنقص أو الإبدال أو التقديم والتأخير وهذا كله مما يشكل على القارئ الحافظ فيحتاج معه إلى المراجعة ومزيد الضبط، ولهذا يسمى القراءُ هذا النوع المُشكِل.
- وهناك أيضاً [المكرَّر] وهو ما تكرر فيه لفظ بعينه دون اختلاف في عدة مواضع من القرآن كتكرير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} … (الرحمن:13) وهذا هو التكرار اللفظي من غير اختلاف.
- ومن المكرر ما تكرر فيه المعنى مع اختلاف في الألفاظ بفروق يسيرة متشابهة وهو عين المتشابه اللفظي.
- أما ما تكرر فيه المعنى دون الألفاظ - كتكرار قصص الأنبياء عليهم السلام بأساليب مختلفة وألفاظ متباينة - فهو خارج عن حد المتشابه اللفظي.
* الفرق بين المتشابه اللفظي وغيره من المتشابه:
المتشابه هو علم من علوم القرآن يقابله المحكم من القرآن ولبيان الأمر نذكر تعريف كل من المحكم والمتشابه حتى يتضح الفرق بينهما، ثم الفرق بين المتشابه عموماً والمتشابه اللفظي خصوصاً:
* التعريف لغةَ بالمحكم والمتشابه:
· فالمحكم من الإحكام وهو في اللغة بمعنى الإتقان والمنع.
· والمتشابه في اللغة من التشابه أي المتماثل والمتشابهات هي المشكلات ومن ثَمَّ فإن المتشابه في اللغة يدل على المشاركة والمماثلة والمشاكلة المؤدية إلى الالتباس غالباً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/134)
- وعليه فالقرآن كله محكم باعتبار أنه متقن في نظمه وأسلوبه مانع من دخول غيره فيه ودليل ذلك قوله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} … (هود: من الآية1).
- وكله متشابه باعتبار أنه متماثل في فصاحته وبلاغته وحلاوته، ودليل ذلك قوله تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِها} … (الزمر: من الآية23).
- وبعضه محكم وبعضه متشابه باعتبار أن بعضه أحكام نصية لا تحتمل إلا وجهاً واحداً ولا يختلط الأمر في فهمها على أحد، وبعضه أحكام تحتمل أكثر من وجه لحكمة سامية وهى التي يقع فيها الاشتباه ويتأتى في فهمها الاختلاط والالتباس ودليل ذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} … (آل عمران: من الآية7).
فهذا تعريف هو تعريف المحكم والمتشابه لغة أما في الاصطلاح فقد وقع خلاف بين العلماء في المراد بالمحكم والمتشابه.
* التعريف اصطلاحاً بالمحكم والمتشابه:
- قيل المحكم هو الواضح الدلالة الظاهر الذي لا يحتمل النسخ.
أما المتشابه فهو الخفي الذي لا يدرك معناه عقلاً ولا نقلاً وهو ما استأثر الله تعالى بعلمه كقيام الساعة والحروف المقطعة في أوائل السور و قد عز الألوسي هذا الرأي إلى الحنفية من الفقهاء.
- وقيل إن المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل.
أما المتشابه فهو ما استأثر الله تعالى بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور ينسب هذا القول إلى أهل السنة فهو المختار عندهم.
- ومنهم من قال إن المحكم ما لا يحتمل إلا وجهاً واحداً من التأويل.
والمتشابه ما احتمل أوجهاً ويعزى هذا الرأي إلى ابن عباس ويجرى عليه أكثر الأصوليين.
- ومنهم من قال إن المحكم ما كانت دلالته راجحة وهو النص والظاهر.
وأما المتشابه فما كانت دلالته غير راجحة وهو المحمل والمؤول والمشكل ويعزى هذا القول إلى الرازى واختاره كثير من المحققين.
فهذه بعض الفروق بين المحكم والمتشابه ولهذا الحديث تفصيل أخر ليس هذا محله.
وظاهر أن المتشابه اللفظي هو ما كان في أحرف اللفظ دون حقائق معناه وهذا هو الفرق بينه وبين المتشابه على الإجمال والذي ورد ذكره في قوله تعالى: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} … (آل عمران: من الآية7)، وهو الذي وقع فيه الخلاف هل هو مما استأثر الله بعلمه فلا يخوض فيه أحد أم هو مما احتمل معانٍ عدة ولا يخوض فيه 'لا الراسخون في العلم؟!!
وقد ذكر ابن المثاوى (توفي:336 هجرياً) في كتابه متشابه القرآن العظيم أن المتشابه كائن في أشياء:
1. فمنها متشابه أعراب القرآن.
2. ومنها متشابه غريب حروف القرآن ومعانيه.
3. ومنها متشابه تأويل القرآن وهو الذي يقابل المحكم.
4. ويدخل فيه أيضاً متشابه ناسخ القرآن ومنسوخه وتقديمه وتأخيره وخصوصه وعمومه.
5. ومنها متشابه خطوط المصاحف الأُوَل وحروف كتبت في بعضها على خلاف ما كتبت في البعض الأحر.
* تقسيم المتشابه:
وقد قُسِّم المتشابه تقسيمات مختلفة
فقسمه ابن الجوزي في كتابه [المدهش] إلى فصول:
- أولها: فصل في الحروف المبدلات
وعنى به تشابه اللفظين بأبدال كلمة بكلمة، وَمثَّل له بأمثلة كثيرة إلا أنه لم يقصد الحصر وذلك نحو قوله تعالى: {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَات} … (البقرة: من الآية29) وقال تعالى في حم فصلت {فَقَضَاهُنَّ} … (فصلت: من الآية12).
- ثانيها: فصل في الحروف الزوائد والنواقص
كما في قوله تعالى في البقرة {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ} … (البقرة: من الآية23) وفي يونس: {بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} … (يونس: من الآية38).
- ثالثها: في المقدم والمؤخر
كما في قوله تعالى في البقرة: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ} … (البقرة: من الآية58) وفي الأعراف {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً} … (لأعراف: من الآية161).
وقسمه الزركش في كتابه [البرهان في أصول القرآن] إلى عدة فصول.
الفصل الأول: المتشابه باعتبار الإفراد، وهو على أقسام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/135)
- الأول: أن يكون في موضع على نظم وفي آخر على عكسه وهو يشبه رَدَّ العَجُز على الصدر، نحو: {وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} … (البقرة: من الآية62) و {وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى} … (الحج: من الآية17).
- الثاني: بالزيادة والنقصان.
- الثالث: بالتقديم والتأخير وهو قريب من الأول ومنه تقديم اللهو على اللعب واللعب على اللهو.
- الرابع: بالتعريف والتنكير كقوله في البقرة {بِغَيْرِ الْحَقّ} … (البقرة: من الآية61) وفي آل عمران {بِغَيْرِ حَقّ} … (آل عمران: من الآية21)
- الخامس: بالجمع ولأفراد كقوله في البقرة {إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً} … (البقرة: من الآية80) وفي آل عمران {مَعْدُودَاتٍ} … (آل عمران: من الآية24).
- السادس: إبدال حرف بحرف غيره كما في البقرة {وَكُلا مِنْهَا} … (البقرة: من الآية35) بالواو وفي الأعراف {فَكُلا} … (الأعراف: من الآية19) بالفاء.
- السابع: إبدال كلمة بأخرى كقوله في البقرة {مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} … (البقرة: من الآية170) وفي لقمان {وَجَدْنَا} … (لقمان: من الآية21).
- الثامن: الإدغام وتركه نحو {وَمَنْ يُشَاقِقِ} … (لأنفال: من الآية13) و {يُشَاقِّ} … (الحشر: من الآية4) و {يَتَضَرَّعُونَ} … (الأنعام: من الآية42) و {يَضَّرَّعُونَ} … (لأعراف: من الآية94).
الفصل الثاني: ما جاء على حرفين
ويأتي في هذا الفصل بألفاظ وردت مرتين في القرآن نحو {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} … (البقرة: من الآية219)، ويأتي له بأمثلة كثيرة.
ثم يعقد فصولاً بعد ذلك لما جاء على ثلاثة أحرف وعلى أربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة أحرف وعلى عشرين حرفاً وعلى ثلاثة وعشرين حرفاً وهو آخرها ويأتي في كل نوع بما ورد في القرآن.
وقد تبعه في ذلك السيوطي ولخص كلامه في النوع الثالث والستين من كتابه [الأتقان في علوم القرآن].
* المصنفات في المتشابه:
1. من أول من أفرد المتشابه بالتصنيف الكسائي علي بن حمزة [توفي سنة:189 هجرياً] وذلك في رسالته المتشابه في القرآن.
2. وألف ابن المنادي أبو الحسين أحمد بن جعفر [ولد: سنة 256 وتوفي: سنة 336 هجرياً] كتابه [متشابه القرآن العظيم] وقد طبع بتحقيق الشيخ "عبد الله الغنيمان" سنة 1408 هجرياً ضمن مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
3. ونظم الإمام السخاوي [توفي سنة:634 هجرياً] متشابهات القرآن بأرجوزة سماها [هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في تبين متشابه الكتاب] وهو من أشهر ما صنف في ذلك وهو مطبوع متداول.
4. ونظم الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي المعروف بأبي شامة [توفي سنة:665 هجرياً] وهو تلميذ السخاوي منظومة على غرار هداية المرتاب ذكر فيها ما أغفله السخاوي من المتشابه سماها: [تتمة البيان لنا أشكل من متشابه القرآن]
5. ونظم الشيخ محمد بن مصطفى الحضري الدمياطي المصري [توفي سنة:1287 هجرياً] منظومة نحا فيها نحو السخاوي ورتبها على حروف المعجم والتزم فيها قافية واحدة قال في أولها:
نحوت به نحو السخاوي وغالباً ... أزيد زيادات يدينُ لها الحِجا
وقد طبعت بمصر سنة 1321 هجرياً.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 06 - 03, 11:38 ص]ـ
لاينبغى ان يوصف الجهمية واتباعهم افراخ الاشاعرة الجدد انهم من اتباع المتشابه بل هم اضل كما قال شيخ الاسلام رحمه الله:
((وهؤلاء أضل ممن تمسك بما تشابه عليه من آيات الكتاب وترك المحكم كالنصارى والخوارج وغيرهم؛ إذ كان هؤلاء أخذوا بالمتشابه من كلام الله وجعلوه محكما وجعلوا المحكم متشابها. وأما أولئك - كنفاة الصفات من الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم وكالفلاسفة - فيجعلون ما ابتدعوه هم برأيهم هو المحكم الذي يجب اتباعه وإن لم يكن معهم من الأنبياء والكتاب والسنة ما يوافقه ويجعلون ما جاءت به الأنبياء وإن كان صريحا قد يعلم معناه بالضرورة يجعلونه من المتشابه)) اهـ.
فهم قد جعلو المحكم , قواعدهم العقلية , ومنطلقاتهم الفكرية. كتقديم العقل على النقل وتحكيم الحس في صفات الرب وجوهرهم وعرضهم ثم جعلوه محكما لايخالف وكتاب الله وسنة نبيه متشابه!
وقال رحمه الله في بيان ان التشابه نسبي وان الامام احمد قد ذم من زعم التشابه في بعض المحكم:
((- أن التشابه أمر نسبي فقد يتشابه عند هذا ما لا يتشابه عند غيره ولكن ثم آيات محكمات لا تشابه فيها على أحد وتلك المتشابهات إذا عرف معناها صارت غير متشابهة؛ بل القول كله محكم كما قال: {أحكمت آياته ثم فصلت} وهذا كقوله: " {الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس} " وكذلك قولهم: {إن البقر تشابه علينا}. وقد صنف أحمد كتابا في " الرد على الزنادقة والجهمية " فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولوه على غير تأويله وفسر تلك الآيات كلها وذمهم على أنهم تأولوا ذلك المتشابه على غير تأويله وعامتها آيات معروفة قد تكلم العلماء في تفسيرها؛ مثل الآيات التي سأل عنها نافع بن الأزرق ابن عباس)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/136)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 03:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[05 - 03 - 04, 05:26 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة السيف الصقيل
بالنسبة لكلامك يا شيخ عن العلو، فقد يقال إن العلو المقصود في الآيات هو علو الشأن والرتبة، كما نقول العالم فوق الجاهل، والسلطان فوق الأمير، وأعدّ هذا من المحكم وأرى ما قلت إنه من المتشابه، فقد أقول أنا مثلا: أنا أقرّ بفوقيّة الله وعلوّه بما يليق به سبحانه أما العلو والفوقية الحسية فأنزّه الله عنها لكونها تستلزم الجسمية، وأرى آياتي التي أذكرها، هي المحكمات كمثل قوله تعالى: وفوق كل ذي علم عليم، وقوله تعالى: يد الله فوق أيديهم.وقوله وإنا فوقهم قاهرون.
وبالنسبة للصعود في قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب، فالصعود ليس من صفات المعاني كما هو معلوم إنما هو من صفات الأجسام والمقصود به: القبول.
وفي حديث النزول على سبيل المثال، وردت رواية عند النسائي عن أبي هريرة: وفيه (ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له)
وهب أنك ترى شذوذ أو خطأ هذه الرواية، فإن مخالفك قد عمل ما يلزم من تحري الحق والوصول إليه، فهو من باب تفسير الحديث بالحديث وتوضيح إبهامه به، فكيف تكون أدلتك محكمات وفيها كل هذا النقاش والمداورة.
والسبب يا شيخ في سؤالي أنها شبهة أو إشكال علمي وقع عندي، في قضية المحكم البين والمتشابه المبهم، ومع تقديري وحبي لك فإن كثيرا من الكلام الذي تراه محكما، قد تكون لقّنته منذ الصغر، أي لم تكن تعلم يومها المحكم من المتشابه، وأنا كذلك في مخالفتي لك ونظرتي للآيات والأحاديث التي ذكرتها لك، فقد يكون لتربية المرء ومجتمعه وما يملا عليه أثر في نظرته للمحكم والمتشابه، فأنت مثلا لا يمكن أن تنزع عن ما تعلمته من مشايخك وأنا كذلك، وأرى أن ما تسرده عليّ مبهمات ومتشابهات، ينبغي أن ترد إلى المحكمات البيّنات.
هذا موضوع عويص حيرني كثيرا و خصوصا أني لست من أهل العلم ثم وجدت أن الخلاص في إتباع عقيدة السلف من الصحابة و التابعين فهم أدرى و أعلم بالقرآن و تفسيره: محكمه و متشابهه.
و اطلع على هذا الرابط إن شئت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17152(25/137)
ما هي المراجع التي تناولت موضوع التكفير والردة؟ هل من أحد يدلني وله عند الله الأجر
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 - 06 - 03, 07:23 ص]ـ
ما هي المراجع التي تناولت موضوع التكفير والردة؟
السلام عليكم
مشايخنا الكرام: بعض الإخوة بصدد عمل رسالة ماجستير في مسألة المكفرات القولية والعملية والتكفير والردة ونحو ذلك والرجاء مساعدته بذكر أكبر قدر ممكن من الكتب التي يمكن أن يعتمد عليها في هذا الموضوع
. ذكرت هذا الموضوع قبل ذلك وأرشدني الأخ الجامع الصغير جزاه الله خيرا إلى أسماء هذه الكتب
كتاب ضوابط التكفير عند أهل السنّة والجماعة / الدكتور عبدالله بن محمد القرني، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، مكة المكرمة.
كتاب نواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف / إعداد الدكتور محمد بن عبدالله بن علي الوهيبي، دار المسلم للنشر والتوزيع، الرياض.
كتاب نواقض الإيمان القوليّة والعمليّة / تأليف الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن علي العبداللطيف، دار الوطن، الرياض. وأنا أطمع في عدد أكبر من المراجع فهل من مرشد؟
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[13 - 06 - 03, 08:47 ص]ـ
وعليكم السلامُ:
انظر هذا الرابط لعله يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9246
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[13 - 06 - 03, 07:51 م]ـ
كتاب
منهج ابن تيمية في مسأ لة التكفير)
تأليف:عبد المجيد المشعبي
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[14 - 06 - 03, 06:37 ص]ـ
أحكام المرتد ...
تأليف نعمان السامرائي ...
----------------------------------------
وعليك بالدرر السنية ... في أبواب حكم المرتد .. ففيها كنوز عظيمة.
والله الموفق ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 - 06 - 03, 07:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن هل للأخ الفاضل ابن فهيد أن يدلني أين طبع الكتابين اللذين ذكرهما واسم دار الطبع
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[15 - 06 - 03, 01:51 ص]ـ
بالنسبة لكتاب نعمان السامرائي:
فالنسخة الموجودة عندي من مطبوعات المكتب الإسلامي ببيروت ..
وهي طبعة قديمة جداً ..
وأظن الحصول عليها صعب هذه الأيام ..
ولكني رأيت طبعة جديدة لهذا الكتاب ولكن لاأذكر الدار الناشره ...
ولعلك تجدها في مكتبة الرشد ..
أما الدرر السنية فطبعتها متوفرة في المكتبات الكبرى ..
ولعلك تجدها في التدمرية بسعر رخيص أو في الكتاب المستعمل ..
وأدعو لك بالتوفيق ..
والله أعلم.
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[15 - 06 - 03, 04:02 ص]ـ
لفضيلة الشيخ علي بن خضير الخضير فك الله أسره وحفظه إهتمام بمسائل التكفير وقد ألف عدة مؤلفات في ذلك منها:
1 - جزء أصل دين الإسلام.
2 - جزء جهل والتباس الحال.
3 - كتاب الحقائق في التوحيد.
4 - المعتصر شرح كتاب التوحيد (وقد ذكر الشيخ عدة مسائل فيما يتعلق بالتكفير)
5 - كتاب الجمع والتجريد في شرح كتاب التوحيد (وهو شرح موسع لكتاب التوحيد وقد خرج القسم الأول شرح فيه الشيخ 6 أبواب فقط في أكثر من 150 صفحة)
6 - المتممة لكلام أئمة الدعوة في مسألة الجهل في الشرك الأكبر (وهي ضمن كتاب الجمع والتجريد وقد اجتزئت منه للحاجة إليها في هذا الزمان).
وللشيخ حفظه الله تعالى عدة مؤلفات منها القواعد التي ألفها في مسائل التكفير تحت مسمى سلسلة القواعد في التوحيد والعقيدة ومن هذه المؤلفات:
1 - قواعد وأصول في المقلدين والجهال وقيام الحجة في الشرك الأكبر والكفر الأكبر والبدع (ملخصاً من كلام ابن القيم)
أبومعاذ النجدي
ـ[أبومعاذ النجدي]ــــــــ[15 - 06 - 03, 04:32 ص]ـ
وأتمنى لو ذكر الإخوة كيف أرفق الملف حتى أضع جميع كتب الشيخ في المنتدى.
كذلك من العلماء الذين كتب في مسائل التكفير أبو محمد المقدسي فك الله أسره وحفظه ومن كتبه:
1 - الرسالة الثلاثينية
وغيرها مما لا يحضرني ذكره الآن.
ـ[المحدث الفاصل]ــــــــ[15 - 06 - 03, 07:21 م]ـ
كتاب: (فتنة التكفير) للعلامة الشيخ محدّث العصر: محمد بن ناصر الدين الألباني، تقريظ سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز وعلق عليه العلامة العثيمين رحم الله الجميع وفيه فتاوى للجنة والعثيمين والجبرين إعداد علي بن حسين أبو لوز طبعه دار ابن خزيمة
وفي الكتاب إحالات جيّدة على عِدّة مراجع.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[16 - 06 - 03, 04:39 ص]ـ
كتاب نواقض الإيمان للوهيبي: للتحميل
http://www.dorar.net/htmls/files/nawaqdh01.zip
كتاب ظوابط التكفير للقرني للتحميل:
http://www.dorar.net/htmls/files/dhwabet_attakfeer01.zip
وسلامتك
ـ[أبوعمر اليماني]ــــــــ[17 - 06 - 03, 01:30 ص]ـ
الحمد لله ..
كتاب الجامع في ألفاظ الكفر , عدة رسائل لمجموعة من المتأخرين , تحقيق / د محمد بن عبد الرحمن الخميس.
جواب في الإيمان ونواقضه لأستاذ العقيدة الشيخ عبد الرحمن البراك , دار المحدث.
رفع اللائمة عن فتوى اللجنة الدائمة لمحمد بن سالم الدوسري , دار عالم الفوائد , الطبعة الثانية.
وفتاوى اللجنة الدائمة على المرجئة , دار عالم الفوائد.(25/138)
منظومة الكلوذاني في العقيدة مخالفة لمنهج السلف .. !!
ـ[أحمد بن سعيد]ــــــــ[15 - 06 - 03, 01:54 ص]ـ
حدثني بعض الشيوخ الذين أثق بعلمهم كثيرا وهو مشهور في تخصصه في العقيدة أن منظومة الكلوذاني التي في العقيدة مخالفة لمنهج السلف الصالح
وأنها على مذهب الكلابية في موضوع الصفات الإختيارية!!
ولكن العجيب هو:
كيف يقرر الأخوان في المكتب التعاوني في جدة هذه المنظومة في مسابقة الدورة العلمية في الحمودي لهذا العام؟
وكان الأولى أن تعرض على العلماء المتخصصين في العقيدة في جدة ومكة أو الرياض أو غيرها
فهل نجد من الأخوة في المنتدى من ينقل هذه الرسالة؟
ـ[أحمد بن سعيد]ــــــــ[15 - 06 - 03, 08:05 م]ـ
أتمنى أن ينقل لنا أحد الإخوة هذه المنظومة لمراجعتها لنرى مدى موافقتها لمنهج السلف من عدمه
ولو أردت أن أبحث عنها فأين أجدها في الأنترنت؟
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[17 - 07 - 03, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
لقد ذكر فضيلة الشيخ عبد الله آل جار الله - رحمه الله – عقيدة أهل السنة صفحة (51) من كتابه " بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين " وبدأ بنظم أبي الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني البغدادي المولود في شوال سنة 432هـ والمتوفى في جمادى الآخرة عام 510هـ.
ولقد شرحها أحد كبار طلبة الشيخ ابن باز رحمه الله من طبقة الشيخ عبدالكريم الخضير والشيخ عبدالرحمن المحمود حفظهم الله جميعاً ,
وقال عنها الشارح فضيلة الشيخ إبراهيم بن محمد البريكان وفقه الله: رأيت في منظومة أبي الخطاب الحنبلي رحمه الله إختصار في الألفاظ وجمع في المعاني وسهولة في الحفظ مع شمولها للأصول العامة الكلية في الإعتقاد على نهج أهل السنة والجماعة ... ثم إنه في المبحث الثالث من " إتمام المنة بشرح إعتقاد أهل السنة " بين ما يؤخذ على أبي الخطاب في منظومته مما يخالف السلف وعددها في سبعة أمور ...
ومع ذلك فلقد كان أبو الخطاب فقيهاً عظيماً كثير التحقيق وله من التحقيق والتدقيق , والتدقيق الحسن في مسائل الفقه والأصول شيء كثير جداً ... كما ذكر ذلك صاحب المنهج الأحمد في تراجم أصحاب أحمد.
هذا والله أعلم
ـ[راشد]ــــــــ[18 - 07 - 03, 01:52 ص]ـ
كَانَ مُفْتِياً صَالِحاً، عَابِداً وَرِعاً، حَسَنَ العِشْرَة، لَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ، وَلَهُ كِتَابُ (الهِدَايَةِ)، وَكِتَاب (رُؤُوْس المَسَائِل) وَكِتَاب (أُصُوْل الفِقْه)، وَقَصِيدَة فِي المعتقد يَقُوْلُ فِيْهَا:
قَالُوا: أَتَزْعُمُ أَنْ عَلَى العَرشِ اسْتوَى؟ * قُلْتُ: الصَّوَابُ كَذَاكَ خَبَّرَ سَيِّدِي
قَالُوا: فَمَا مَعْنَى اسْتِوَاهُ؟ أَبِنْ لَنَا* فَأَجَبْتُهُم: هَذَا سُؤَالُ المُعْتَدِي
ـ[نواف البكري]ــــــــ[19 - 07 - 03, 03:38 ص]ـ
مطلعها:
دع عنك تذكار الخليط المنجد ****** والشوق نحو الآنسات الخرّد
ــــــــــ
وأبياتها جملة تقرر عقيدة أهل السنة ولكن فيها ضرب من ألفاظ أهل الكلام وعقائد الماتريدية والمفوضة أهل التجهيل، ومن ذلك:
قوله:
قالوا بما عرف المكلف ربه ****** فأجبت بالنظر الصحيح المرشد
وهذا بناء على اول واجب على المكلفين عند أهل الكلام وهو النظر والقصد للنظر.
قوله:
قالوا فهل تلك الصفات قديمة ***** كالذات قلت كذاك لم تتجددِ
وهذا على عمومه يشمل صفات الأفعال وهذا باطل، وهي حجة نفاتها بوقوع الحوادث والتجديد في ذات الله، وصفات الأفعال تتجدد يعملها الله تعالى متى شاء.
ـــ
قوله:
قالوا فهل هو في الأماكن كلها ***** قلت الأماكن لا تحيط بسيدي
وهذا على عمومه قول الماتريدية، فهو يقولون الله موجود بلا مكان، وينزهونه عنه، ونحن نفصل في القصد منه، فإن أريد به الجهات الست المخلوقة فلا، وإن أريد يه الجهة فالله في العلو المطلق.
ــــــ
قوله:
قالوا فما معنى استواه أبن لنا ****** فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
وهذا باطل فمعنى الاستواء معلوم، والمجهول هو الكيفية، والمفوضة لا يؤمنون بمعنىً للأستواء.
ــــــ
قوله:
قالوا فأنت تراه جسماً قل لنا ******* قلت المجسم هذا عندنا كالملحد.
وهذا إطلاق على غير طريقة السلف في لفظ الجسم.
ـــــــ
والله أعلم
[هذه الانتقادات ليست منّي وإنما من بعض المشايخ الفضلاء عند قراءتي عليهم لهذه المنظومة]
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[19 - 07 - 03, 09:49 م]ـ
من المخالفات قوله عفا الله عنه
قالوا فيوصف أنه متكلم؟
قلت السكوت نقيضة المتوحد
ونفى السكوت عن الله خطأ
وقال عفا الله عنه
قالوا فما القران؟ قلت كلامه
من غير ما حدث وغير تجدد
ولهذه المسأله مع نقل واف لعقيده الرجل (وهى يشوبها بعض التمعشر) يراجع مقدمه كتاب الإنتصار تحقيق د: سليمان العمير
ط العبيكان
ـ[نواف البكري]ــــــــ[23 - 07 - 03, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/139)
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[30 - 07 - 03, 11:26 م]ـ
إن بعض المحققين من أهل العلم والمختصين في العقيدة يقول:رأيت في منظومة أبي الخطاب الحنبلي رحمه الله إختصار في الألفاظ وجمع في المعاني وسهولة في الحفظ مع شمولها للأصول العامة الكلية في الإعتقاد على نهج أهل السنة والجماعة ... وبعض أهل العلم بين ما يؤخذ على أبي الخطاب في منظومته مما يخالف السلف وعددها في سبعة أمور تقريباً ...
ولعل السبب قد يكون حسب التتبع والإستقراء لسيرة حياته رحمه الله:
وهو تأثره بالطبقة الأولى من المتكلمين الذين عاصرهم والذين كانت تأويلاتهم في الغالب عن نظر واجتهاد وتأويل سائغ يعذرون في أمور منه ... وإن جانبوا فيه الصواب والحق في أمور أخرى ... ولكنه مع ذلك أي أبو الخطاب رحمه الله كان فقيهاً عظيماً كثير التحقيق وله من التحقيق والتدقيق الشيء الكثير ... فاليعتدل في نقده ويعرف له قدره غفر الله له ولجميع علماء المسلمين ورحمهم آمين ...
وللعلم أنه لم يكن ماتريدياً كما ذكر بعض الإخوة الفضلاء بل جاء قبل الماتريدية ... نعم لقد تأثر شيئاً ما بطبقات الأشاعرة الأولى والذين كان ماينتقد عليهم أقل مما ينقد على من جاء بعد ...
وللعلم أن الأشاعرة مروا بمراحل والماتريدية تلامذة للأشاعرة وجاؤوا بعدهم وإن كان بينهم تشابه ...
فكما يقال: فمن شابه أباه فما ظلم ...
ـ[المازري المالكي]ــــــــ[05 - 08 - 03, 08:19 م]ـ
للتنبيه
الماتريد معاصر للشعري بل الماتريدي توفي قبل الأشعري
فقول الأخ أن الكلوذاني قبل الماتريدية وهم ظاهر.
والماتريدي متوفى 333هـ.
ولا يبعد أن يكون الكلوذاني أشعرياً
أما ماتريدي فالحال أنك لا ترى ماتريدياً إلا حنفياً
وعلى العموم الخلاف بين الماتريدية والأشاعرة لا يكاد يذكر
وهناك كتب تذكر الخلاف بينهم وأكثره لفظي منها نظم السبكي وشرح الشيرازي عليه والالدرة البهية وغيرها.
لكن لو أن الإخوة يعرضون النظم كاملاً لكن إمكانية الخكم عليه من خلال جميع النظم أدق.
والله أعلم
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[08 - 08 - 03, 02:42 ص]ـ
نعم الماتريدي عاصر الأشعري وتتلمذ عليه ...
بل الماتريدي توفي قبل الأشعري كما ذكرت ...
فأقول إن الكلوذاني غفرالله له تأثر شيئاً ما وأخذ عن المتكلمين الأوائل المتأثرين بالأشعري الكلابي في طوره الثاني وقبل رجوعه لمنهج أهل السنة في آخر مرحلة من حياته رحمه الله وتجاوز عنه ...
والذي أقصده ... أي قبل أن يكون للماتريدية معتقد ومنهج متبع ظاهر كما كان للأشاعرة من الظهور وهذا ظاهر ما أردت ذكره عنهم , هداهم الله أجمعين لمنهج أهل السنة والحديث والأثر ...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[12 - 04 - 06, 12:33 ص]ـ
بارك الله فيك والشيخ سعود الشريم يستشهد ببعض الأبيات منها خاصة في فضائل الصحابة،،
وفقكم الله لقد انتفعت بما كتب،،
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 04 - 06, 02:18 ص]ـ
بصراحة ما ذكر من مؤاخذات، هي ليست قليلة، بل كثيرة، وفي أغلب المسائل التي يخالف فيها أهل السنة المتكلمة بشكل عام، والأشاعرة والماتريدية بشكل أخص، فلا يمكن أن يقال ـ وذلك على ما رأينا ـ أنها عقيدة جيدة وعليها مؤاخذات، إنما يصح ذلك إن كانت العقيدة كلها جيدة، وفيها موضع أو إثنان فقط فيهما شبهة أو إيهام أو كذا، أما أن بعض المشايخ يستدل منها بأبيات في فضائل الصحابة ونحو ذلك، فإنه لا ينهض لجعلها من عقائد أهل السنة، وإلا ففي جوهرة التوحيد ـ وهى عمدة متأخري الأشعرية ـ أبيات رائقة فى فضائل الصحابة وتفضيل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والكلام عن علامات الساعة ونحو ذلك، وكل ذلك لا يجعلها عقيدة لأهل السنة عليها مؤاخذات، والله أعلم.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:57 ص]ـ
تجدون المنظومة هنا وعليها بعض التعليقات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81054
ـ[فيصل]ــــــــ[14 - 11 - 06, 08:11 م]ـ
رحمه الله من إمام وكثير من أهل تلك العصور على أثريتهم ومحبتهم للسنة وقعوا في شيء من كلام الكلابية وقد أعجبني صاحب التحقيق الذي وضعه الأخ النجدي وكذا الشيخ البريكان في طريقة شرحه وحمله كلام الناظم محمل حسن إن كان يحتمل على خلاف بعض الأخوة وفقهم الله
يقول الإمام من رواية ابن الجوزي بسنده:
قَالوا: فَهل هَوْ في الأمَاكِن كلها؟ =فأجبتُ: بَل في العُلْوِ مذهبُ أَحمدِ
وقال:
قَالوا: أَبان الكلوذانِيَّ الهُدى=قلتُ: الَّذِي فوقَ السماءِ مُؤيِّدي
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 11 - 06, 06:35 م]ـ
هدية لأهل الملتقى
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خير شيخنا ماهر وأستئذنكم في وضعها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81054
ـ[ماهر]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:22 م]ـ
أنت تؤمر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:55 م]ـ
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك ـ حفظه الله ـ شرح على هذه الأبيات في شريطين، قد بين ما فيها من مخالفات لمنهج أهل السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/140)
ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 01 - 08, 12:39 ص]ـ
سلسلة شروح الطريق (2)
شرح عقيدة الكلوذاني
لفضيلة الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
خرج أحاديثه وعلق عليه وأعده للنشر
د. طارق بن محمد الخويطر
كنوز إشبيليا -
غلاف - في 164 صفحة
جاء في مقدمة المُعد أنه صحب الشيخ الجبرين سفرا وحضرا وكان يقرأ عليه بعض المتون ويقوم بتسجيلها ثم فرّغها وراجعها الشيخ قبل طبعها.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:27 ص]ـ
الحمد لله وحده.
أبو الخطاب الكلوذاني رحمه الله، يمكن تصنيفه ضمن قائمة ما سمَّاه شيخ الإسلام ابن تيمية بـ "متكلمة الحنبلية". وهو يعني بذلك خطا فكريًّا معيَّنا عند طائفة من القائلين بمذهب السلف، ظهر منذ القاضي الباقلاني وانتهى بفتنة ابن القشيري.
وهذا الخط يمثله:
_ التميميون، وعلى رأسهم الشيخ أبو الحسن التميمي. ثم ابنه، وابن ابنه.
_ القاضي أبو يعلى ابن الفراء.
_ أبو الخطاب الكلوذاني.
_ ابن عقيل.
_ أبو الحسن بن الزاغوني.
والمطَّلع على عقيدة رزق الله التميمي (المطبوعة ملحقة بطبقات الحنابلة/بتحقيق الفقي)، يتجلّى له بوضوح تأثره بمنهج الأشاعرة. وأبو الحسن التميمي، كان معاصرا للباقلاني، وكانت بينهما علاقة مودة وصحبة ...
غير أن هذا الخط يمثله أحسن تمثيل: القاضي أبو يعلى بن الفراء، في كتابه "المعتمد في أصول الدين".
وكنت قد درست هذه المسألة من قبل، وتبيَّن لي أن هذا الخط جاء موازيا للحركة التجديدية الفقهية التي قام بها القاضي أبو يعلى في إطار المذهب الحنبلي. إذ كانت الحال في عصره كالتالي: الغالب على الشافعية تأثرهم بالمذهب الأشعري؛ والغالب على الحنفية تأثرهم بالمذهب الماتريدي. بينما كان الحنابلة على منهج السلف، ولكن لم تكن لهم مدرسة كلامية تنافح عنه وتقرر مسائله وخصوصياته. وشيخ الإسلام يشير في بعض كتبه إلى أن بعض الحنابلة كانوا يلجؤون إلى كتب الأشاعرة للرد على المعتزلة وغيرهم من الفرق. ومن هنا، صنّف القاضي أبو يعلى كتاب "المعتمد". وقد حذا فيه حذو الأشاعرة على مستوى المنهج التصنيفي، كما تأثر بهم في كثير من المسائل العقدية، كالكسب وغيره. ولكن لا يمكن بوجه من الوجوه اعتبار الكتاب أشعريا صرفا. فقد كان محاولة لتأسيس "كلام حنبلي" لم يكتَب لها البقاء. ولهذا، نجد للقاضي وأتباعه في الأصول قولين في عدد لا بأس به من مسائل الاعتقاد.
وشيخ الإسلام يقرر هذا في مواضع عدة من مؤلفاته، لا يتسع المقام لنقلها. كما يقرر أنهم تأثروا بالشافعية في الفروع، وبالأشاعرة في الأصول. ويقرر أيضا أنهم من متكلمي الحنبلية، وأن هؤلاء عالة على الأشعرية في مسائل الكلام، كما أن الأشعرية علة على أهل الحديث في مسائل السنة. (أو نحو هذا الكلام ... ).
فأبو الخطاب الكلوذاني ينتمي إلى هذا الخط الفكري، بالرغم من أنَّ القطيعة المعرفية بين الحنابلة والأشاعرة حصلت في حياة القاضي أبي يعلى، حين صنَّف هذا الأخير كتابه "إبطال التأويلات" ردًّا على ابن فورك. إذ هناك بين الأشاعرة وأتباع منهج السلف قطيعتان: قطيعة معرفية، وهي التي أشرنا إليها؛ وقطيعة تاريخية، وقعت جرَّاء ما سمِّي بـ "فتنة ابن القشيري".
لكن يبدو أن الكلوذاني ظل متأثرا بالنهج الأشعري، حتى أن ابن عساكر يصرِّح أن نُسِب إليه (أي: المذهب الأشعري).
وفي إطار ما سبق قوله، يمكن وضع منظومة أبي الخطاب الكلوذاني في العقيدة.
ولمزيد فائدة، يشار إلى أن لأبي الحسن بن الزاغوني منظومة عارض فيها قصيدة الكلوذاني، ذكر الذهبي بيتين منها، وهما:
إني سأذكر عقد ديني صادقا
نهج ابن حنبل الإمام الأوحد
ثم قال:
عالٍ على العرش الرفيع بذاته
سبحانه عن قول غاوٍ ملحد
وبعدها قال الذهبي: "قد ذكرنا أن لفظة "بذاته" لا حاجة إليها، وهي تشغب على النفوس، وتركها أوْلَى. والله أعلم".
فيبدو، والله أعلم، أن ابن الزاغوني كتب منظومته هذه استدراكا على الكلوذاني في مسائل الإثبات. لكنني لم أقف من نص هذه المنظومة إلا على هذين البيتين الذين ذكرهما الذهبي.
وفي آخر ترجمة "ابن الزاغوني"، يقول الذهبي: "ورأيت لأبي الحسن بخطه مقالة في الحرف والصوت، عليه فيها مآخذ. والله يغفر له، فيا ليته سكت".
وهذا يعكس مدى الاضطراب الذي وقع فيه هذا الخط الحنبلي، ابتداءً بالقاضي أبي يعلى، وانتهاء بابن الزاغوني. وأبو الخطاب الكلوذاني من جملة هؤلاء. والله أعلم.
ـ[الرايه]ــــــــ[31 - 01 - 08, 10:35 م]ـ
عقيدة الإمام أبو الخطاب الكلوذاني
عرض وَ دراسة
هيلة بنت إبراهيم المهيدب
رسالة ماجستير
جامعة الملك سعود
1425هـ(25/141)
من يدلني على منظومة مختصرة في العقيدة
ـ[الاثر]ــــــــ[16 - 06 - 03, 12:36 ص]ـ
من يدلني على منظومة مختصرة في العقيدة وله الاجر والثواب
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[16 - 06 - 03, 12:42 ص]ـ
الأخ الأثر.
عليك بهذه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7738&highlight=%E3%E4%D9%E6%E3%C9+%C3%C8%ED+%CF%C7%E6%C F
ـ[مسعد محمد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:22 م]ـ
منظومة سلم الوصول للحافظ الحكمي فهي أفضل المنظومات على الإطلاق
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:34 م]ـ
1 - حائية بن ابي داود 44 بيتا
2 - لآمية شيخ الإسلام ابن تيمية 16 بيتا
3 - منظومة الزنجاني 40 بيتا
4 - العقيدة السفارنية
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:49 م]ـ
هنا الكثير من المنظومات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69882&highlight=%E3%E4%D9%E6%E3%C9
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي بن جمد على وضع الرابط
ـ[أبو نادر العلزمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:20 م]ـ
يا أخي في الله أنصحك بمقدمة رسالة العلامة المغربي ابن أبي زيد القيرواني فما رأيت مثلها والله استيعابا واختصارا وموافقة لألفاظ السلف والله تعالى أجل وأعلم.
ـ[أبو نادر العلزمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:21 م]ـ
يا أخي في الله أنصحك بمقدمة رسالة العلامة المغربي ابن أبي زيد القيرواني فما رأيت مثلها والله استيعابا واختصارا وموافقة لألفاظ السلف والله تعالى أجل وأعلم.
ـ[عبدالله العباسي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:53 م]ـ
انصحك أخي بحائية ابي داود 44 بيتا، فهو من السلف و منظومته قديمة جدا و قد شرحها الإمام السفاريني و هي مطبوعة في رسالة ماجستير في مجلدين كما اظن، و شرحها شرح موجز العلامة عبدالرزاق العباد حفظه الله تعالى.
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:48 م]ـ
الحائية 33 بيت.#
ـ[احمد الله]ــــــــ[19 - 02 - 07, 09:23 م]ـ
انصحك أخي بحائية ابي داود 44 بيتا، فهو من السلف و منظومته قديمة جدا و قد شرحها الإمام السفاريني و هي مطبوعة في رسالة ماجستير في مجلدين كما اظن، و شرحها شرح موجز العلامة عبدالرزاق العباد حفظه الله تعالى.
جزاك الله خيراً على تعريفنا بهذا الكتاب
ـ[عبدالله العباسي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 12:31 ص]ـ
صحيح اخي البحريني 33 بيت على الصحيح، لأنه قد جاء في آخر كتاب السنة لابن شاهين– وهو من لحق بعض النساخ – إيرادٌ لهذه المنظومة مع زيادة سبعة أبيات بعد الأبيات المتعلقة بالعشرة المبشرين بالجنة , فأصبح مجموع أبيات المنظومة بهذه الزيادة أربعين بيتاً.
والأبيات المزيدة هي.
وسبطي رسول الله وابني خديجة ... وفاطمة ذات النقا أمدح
وعائش أم المؤنين وخالنا ... معاوية أكرم به ثم امنح
وأنصاره والمهاجرون ديارهم ... بنصرتهم عن كبة النار زحزحوا
ومن بعدهم فالتابعون لحسن ما ... حذوا فعلهم قولاً وفعلاً فأفلحوا
ومالك والثوري ثم أخوهم ... ـ أبوعمرو الأوزاعي ذاك المسبح
ومن بعدهم فالشافعي وأحمد ... إماما هدى من يتبع الحق يفصح
أولئك قوم قد عفا الله عنهم ... وأرضاهم فأحبهم فإنك تفلح
الراجح انها مزيدة و ليست من نظم ابي داوود لان كل تلاميذه لم ينقلوها عنه و الله أعلم
، لا شكر على واجب أخي احمد الله.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 05:03 ص]ـ
وعليلك بنونية القحطاني فهي ما يقارب 600 بيتا جمعت مسائل الاعتقاد والرد على الطوائف ومسائل فقهيه مختلفة وكذلك الاخلاق والسلوك.
ـ[أبو الفضل مهدي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك نظم للعقيدة الواسطية نظمه أحد المشايخ المراكشيين مع تقريد للشيخ محمد المغراوي أطال الله في عمره
لو راقك هدا أنزله لك في المنتدى للاستفادة
ـ[صخر]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:27 ص]ـ
نظم للشيخ أبي المساكين أيت عبو وقد قرظها العلامة الإمام محمد ولد سالم عدود حفظه الله وتجدها في موقع دار القران فيما أذكر ...
ـ[محمد بشري]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:40 ص]ـ
يا أخي أنصحك بالآتي:
-نظم شامل لمسائل الإعتقاد وأرشح لك سلم الوصول فإنه نافع جدا وسلس للغاية وخدم بشرح نفيس لصاحب النظم وله عدة مختصرات، وشرحه أهل العلم .....
-تحفظ وفقك الله زوائد الأنظام الأخرى على ما لم يذكره المؤلف ونصيحة خالصة لك لا تحفظ إلا لعالم متقن، وأرشح لك زوائد السفارينية كالكلام على حكم المقلد فإنه لم يتعرض له صاحب السلم، ثم تحفظ زوائد منظومة العقائد السلفية بأدلتها العقلية والنقلية للعلامة الأثري آل بوطامي كتفصيل الكلام في النبوات وتقسيم الصفات عند بعض المتكلمين ................ والشيخ شرح نظمه في مجلدين.
فإن علت الهمة فمنتخبات من النونية للعلامة ابن القيم وهذه شروحها متداولة وأبرزها:
-شرح الشيخ أحمدبن عيسى النجدي
شرح الهراس
-تعليقات الشيخ ابن سعدي
-شرح الفوزان
بهذه الطريقة-فيما أحسب- وإن خالفت شرط النظم المختصر يحصل الطالب الخطوط العريضة لمذاهب السلف في الاعتقاد.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/142)
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:38 م]ـ
منظومة سلم الوصول للحافظ الحكمي فهي أفضل المنظومات على الإطلاق
هو كما قلتَ حفظك ربي .. وهذا عن علمٍ ونظر ..
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[18 - 03 - 07, 04:30 م]ـ
أخي صخر السلام عليكم و رحمة الله
أطلب منك مراجعة هذه الأبيات:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي*************من وصل غانية وطيب عناق
يامن يحاول بالأماني رتبتي**************كم بين مستفل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته**************نوما وتبغي بعد ذلك لحاقي
... فمن ينقح العلوم بعيد كل البعد عن الغانيات. ثم و الأهم أرى فيها عجبا و زهوا و تزكية لا يليق و الله أعلم بك و بي
إن أصبت في ملاحظتي فمن الله و إن أخطأت فلست أقصد سوى الخير
ـ[صخر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 08:55 م]ـ
إن أصبت في ملاحظتي فمن الله و إن أخطأت فلست أقصد سوى الخير
أخطأت في الملاحظة أخي الحبيب ... وكم من مريد للخير لايدركه .. وعفا الله عنا وعنك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:01 م]ـ
أخي عليك بمنظومة الشيخ محمد سالم ولد عدود وشرحها لابن أخته الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
هذا هو النظم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82562
والشرح موجود في موقع الشيخ.
وعموماً فإن ميزة منظومات العقيدة أنها قصيرة، فلو حفظت جميع المنظومات التي ذكرها الإخوة فلن تبلغ ألف بيت، وهو متوسط عدد الأبيات التي ينبغي للطالب أن يحفظها في كل فن والله اعلم.
ـ[صخر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 02:24 م]ـ
وهناك شرح لشيخنا أبي الفضل عادل رفوش على هذا النظم وتجده في هذا الرابط .. وقد فرغت منه شريطا
http://www.darcoran.ma/modules.php?name=Masmou3a&sinf=6&sheikh=9&silsila=12
وهذا رابط الشريط الأول:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92027
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[27 - 04 - 07, 05:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي صخر السلام عليكم و رحمة الله
أطلب منك مراجعة هذه الأبيات:
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي*************من وصل غانية وطيب عناق
يامن يحاول بالأماني رتبتي**************كم بين مستفل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته**************نوما وتبغي بعد ذلك لحاقي
... فمن ينقح العلوم بعيد كل البعد عن الغانيات. ثم و الأهم أرى فيها عجبا و زهوا و تزكية لا يليق و الله أعلم بك و بي
إن أصبت في ملاحظتي فمن الله و إن أخطأت فلست أقصد سوى الخير
أخطأت في الملاحظة أخي الحبيب ... وكم من مريد للخير لايدركه .. وعفا الله عنا وعنك.
والله جوابك قاس يا أخ أبو البركات لأخينا طالب الرحمن. فالأخ يظنك صاحب الأبيات ولا يدري أنها للمفسر اللغوي الزمخشري رحمه الله.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[28 - 04 - 07, 02:08 ص]ـ
جزى الله الإخوة خيراً,
فعلاً سلم الوصول من المنظومات الجيدة والتي تضمنت معظم أبواب العقيدة, رحمة الله على مؤلفها. ولكن من الغلو أن نقول إنها أفضل المنظومات على الإطلاق, فهي لا تخلو من أخطاء عقدية ناتجة عن عدم الدقة في انتقاء ألفاظها في بعض المواضع, وكذا في شرحها "المعارج". وشتان بين ما كتب السلف وما كتب الخلف.
فالزم -أخي الحبيب- كتب السلف وإن كانت نثراً, فهي الأصوب والأكثر بركة, فإن أحكمت أصول المسائل وأتقنتها وحصلت ما تنتبه به إلى أخطاء المصنفين فلا مانع إن شاء الله من الاستفادة من كتب المتأخرين.
بالإضافة إلى أنها ليست على شرط صاحب الموضوع (منظومة مختصرة) , فهي تقع في 270 بيتاً.
والله تعالى أعلم.
وفقك الله.
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:38 ص]ـ
هل تتكرم شيخنا وتذكر ما هى هذه الاخطاء ,
ودمتم على خير.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:26 ص]ـ
شيء منها مذكور هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=536569#post536569
وهناك غيرها.
والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:45 ص]ـ
شيء منها مذكور هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=536569#post536569
وهناك غيرها.
والله أعلم
الملحوظة الأولى لا تعدُّ خطأً عقديًّا
والثَّانية أنت المخطىء فيها؛ فإنَّك لم تفهم مراد من يذكر هذه الشروط
والله أعلم
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/143)
هناك نظم للعقيدة الواسطية نظمه أحد المشايخ المراكشيين مع تقريد للشيخ محمد المغراوي أطال الله في عمره
لو راقك هدا أنزله لك في المنتدى للاستفادة
أنزله _ جزاك الله خيراً_ ضروري جداً
ولو ذكرت ترجمة موجزة للناظم
ـ[سعيد بن محمد بيهي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:42 م]ـ
جزى الله الإخوة خيراً,
فعلاً سلم الوصول من المنظومات الجيدة والتي تضمنت معظم أبواب العقيدة, رحمة الله على مؤلفها. ولكن من الغلو أن نقول إنها أفضل المنظومات على الإطلاق, فهي لا تخلو من أخطاء عقدية ناتجة عن عدم الدقة في انتقاء ألفاظها في بعض المواضع, وكذا في شرحها "المعارج". وشتان بين ما كتب السلف وما كتب الخلف.
فالزم -أخي الحبيب- كتب السلف وإن كانت نثراً, فهي الأصوب والأكثر بركة, فإن أحكمت أصول المسائل وأتقنتها وحصلت ما تنتبه به إلى أخطاء المصنفين فلا مانع إن شاء الله من الاستفادة من كتب المتأخرين.
بالإضافة إلى أنها ليست على شرط صاحب الموضوع (منظومة مختصرة) , فهي تقع في 270 بيتاً.
والله تعالى أعلم.
وفقك الله.
بل هي من أجود المنظومات وأسلسها وأبركها وأوفقها لمذهب السلف، وأما الملاحظات فلا تعلق لها بالاعتقاد الشرعي بأي وجه من الوجوه.
أما الملاحظة الأولى وهي قولك: " بل أخطاء عقدية أخي الحبيب, كقول المصنف رحمه الله: "فدلالة اسمه تعالى ((الرحمن)) على ذاته مطابقة, وعلى صفة الرحمة تضمناً, وعلى الحياة وغيرها التزاماً". [معارج القبول 149/ 1 ط. دار ابن الجوزي].
والصواب أن اسمه تعالى الرحمن يدل على ذاته بالتضمن لا بالمطابقة. أما دلالته على ذاته وعلى صفة الرحمة فهي بالمطابقة (راجع القواعد المثلى ص. 14 ط. مكتبة السنة).
فالخطأ هنا - على فرض أننا لم نجد للمؤلف تأويلا سائغا- لغوي لا تأثير له في تقرير مسائل العقيدة، إذ لا يترتب عليه نفي ما أثبته السلف لله تعالى من أن اسمه الرحمن دال على صفة الرحمة، خلافا لما ذهب إليه المعتزلة من تجريد دلالة الأسماء على الصفات.
وأما الملاحظة الثانية ألا وهي قولك: "وكقوله: " (وبشروط سبعة) متعلقٌ بقيدت (قد قيدت) أي قُيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار" [معارج القبول 518/ 2 ط. دار ابن الجوزي].
فالدخول في الإسلام الظاهر غير معلق على تلك الشروط. بل الإجماع منعقد على دخول الكافر في الإسلام بمجرد النطق بالشهادتين. ولعله سبق قلم من الشيخ رحمه الله."
فإن حديث المؤلف عن انتفاع قائل "لا إله إلا الله": في الآخرة بالفوز بالجنة والنجاة من النار، وفي الدنيا بالدخول في الإسلام حقيقة لا ظاهرا، ذلك أن الإسلام الحقيقي هو الذي يصح أن يُتحدث عن انتفاع صاحبه انتفاعا حقيقيا كاملا، نعم قد ينتفع الناطق بها الذي لم يتحقق بشروطها من حيث عصمة دمه، وذلك لثبوت عقد الإسلام له.
وتأمل قول المؤلف: " قُيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار "، فإن المقصود بالدخول في الإسلام بواسطتها، هو الدخول الحقيقي، إذ إنه الأصل الذي جاءت الشرائع لبيانه وتقرير صفاته، وتفصيل شروطه.
وأما دخول الناطق بها في الإسلام ظاهرا لا حقيقة فإنما هو فرع عن ذلك الأصل، وإنما اشتدت الحاجة لبيانه بسبب ما نشأ عن مناهج الخوارج من الخلط بين مقتضيات تلك الشروط باطنا وظاهرا، مما أدى إلى تكفير من حكم الشارع بإسلامه بدعوى إخلاله بتلك الشروط أو ببعضها.
أخوك المحب سعيد بيهي
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 08 - 07, 01:16 م]ـ
أخي الحبيب المُحب, جزاك الله الله خيراً ونفع بك ونفعك بما قلت وعملت في الدارين.
أما قولك -حفظك ربي ورعاك- في:
بل هي من أجود المنظومات وأسلسها وأبركها وأوفقها لمذهب السلف، وأما الملاحظات فلا تعلق لها بالاعتقاد الشرعي بأي وجه من الوجوه.
:
:
فالخطأ هنا - على فرض أننا لم نجد للمؤلف تأويلا سائغا- لغوي لا تأثير له في تقرير مسائل العقيدة، إذ لا يترتب عليه نفي ما أثبته السلف لله تعالى من أن اسمه الرحمن دال على صفة الرحمة، خلافا لما ذهب إليه المعتزلة من تجريد دلالة الأسماء على الصفات.
:
:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/144)
فإن حديث المؤلف عن انتفاع قائل "لا إله إلا الله": في الآخرة بالفوز بالجنة والنجاة من النار، وفي الدنيا بالدخول في الإسلام حقيقة لا ظاهرا، ذلك أن الإسلام الحقيقي هو الذي يصح أن يُتحدث عن انتفاع صاحبه انتفاعا حقيقيا كاملا، نعم قد ينتفع الناطق بها الذي لم يتحقق بشروطها من حيث عصمة دمه، وذلك لثبوت عقد الإسلام له.
وتأمل قول المؤلف: " قُيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار "، فإن المقصود بالدخول في الإسلام بواسطتها، هو الدخول الحقيقي، إذ إنه الأصل الذي جاءت الشرائع لبيانه وتقرير صفاته، وتفصيل شروطه.
وأما دخول الناطق بها في الإسلام ظاهرا لا حقيقة فإنما هو فرع عن ذلك الأصل، وإنما اشتدت الحاجة لبيانه بسبب ما نشأ عن مناهج الخوارج من الخلط بين مقتضيات تلك الشروط باطنا وظاهرا، مما أدى إلى تكفير من حكم الشارع بإسلامه بدعوى إخلاله بتلك الشروط أو ببعضها.
أخوك المحب سعيد بيهي
أخي الحبيب, الخطأ اللغوي والاصطلاحي في هذا المقام لا يسوغ. فالمصطلحات إنما وضعت للدلالة على معان مقررة عند أهل الفن. انظر غير مأمور [البحر المحيط (270/ 2)]:
"والأول: أعني اللفظية تنقسم إلى عقلية كدلالة الصوت على حياة صاحبه , وطبيعية كدلالة " أح " على وجع في الصدر , ووضعية وتنحصر في ثلاثة: المطابقة والتضمن والالتزام , لأن اللفظ إما أن يدل على تمام ما وضع له أو لا. والأول: المطابقة كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق , والثاني إما أن يكون جزء مسماه أو لا والأول دلالة التضمن كدلالة الإنسان على الحيوان وحده أو الناطق وحده , وكدلالة النوع على الجنس , والثاني: أن يكون خارجا عن مسماه وهي دلالة الالتزام له كدلالته على الكاتب أو الضاحك , ودلالة الفصل على الجنس , وبهذا التقسيم تعرف حد كل واحد منها"
فالقول بأن اسم (الرحمن) يدل على الذات مطابقةً لا معنى له اصطلاحاً إلا أن اللفظ إنما يدل على الذات لا زيادة, ولا داعي لتكلف التأويلات البعيدة لفهم الكلام, ولا للي عنق المصطلح حتى يوافق كلام الشيخ, فالشيخ ليس هو واضع المصطلح إنما هي مصطلحات مقررة عند أهل الأصول والمنطق, وجاء الشيخ واستخدمها فينبغي استخدامها على ما وُضعت له. وأرجو ملاحظة أن هذا الخطأ مكرور في كلام الشيخ, فقد قال رحمه الله في (200 سؤال وجواب في العقيدة):
"س55: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى؟
جـ: هي على ثلاثة أنواع: دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمناً, ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاماً" ا. هـ
فنحن نثق في سلامة عقيدة الشيخ رحمه الله, ولكن هذا لا يعني أن اللفظ قد خانه هنا, وهذا لا يمنع من تخطئة القول والتنبيه عليه.
وبالنسبة للمسألة الثانية أخي الفاضل, فما اصطُلح على تسميته "الانتفاع في الدنيا" هو ثبوت اسم (المسلم) للشخص وإجراء أحكام المسلمين الظاهرة عليه. وإلا فإن إضافة الحكم الأخروي من دخول الجنة أو النار تحصيل حاصل, إذ هو معلق بديهة على الحكم الدنيوي الحقيقي لا الظاهر. وكما في النقطة الأولى, إن كان مراد الشيخ ما ذكرتَ فلا شك في صوابه إن شاء الله, ولا تعارض بين هذا وبين التنبيه على الخطأ في اللفظ, فكم من أقدام زلت بسبب التساهل في استخدام المصطلحات بشكل موهم وغير منضبط, وبسبب تمسك البعض بالدفاع عن قائلها وعقيدته وعدم التنبيه على المراد من كلامه. وهذا لازلنا نشهده حتى يومنها هذا. فينبغي عند نقد كلامي -أخي الحبيب- التنبه إلى أن المقام مقام نقد للقول وبين تخطئة الخاطئ. فإن كنت ظننت الثاني فما رُمته لحظة إن شاء الله, وإن كان الأول, فقد انتُقد كلامٌ لمن هو خير من الشيخ حافظ والشيخ محمد ابن عبد الوهاب وغيرهم وما نقص ذلك من شأنهم مثقال ذرة.
والله تعالى أعلم
واسلم لأخيك المحب/ أبي داوود القاهري
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[15 - 08 - 07, 01:21 م]ـ
أخي الحبيب المُحب, جزاك الله الله خيراً ونفع بك ونفعك بما قلت وعملت في الدارين.
أما قولك -حفظك ربي ورعاك- في:
بل هي من أجود المنظومات وأسلسها وأبركها وأوفقها لمذهب السلف، وأما الملاحظات فلا تعلق لها بالاعتقاد الشرعي بأي وجه من الوجوه.
:
:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/145)
فالخطأ هنا - على فرض أننا لم نجد للمؤلف تأويلا سائغا- لغوي لا تأثير له في تقرير مسائل العقيدة، إذ لا يترتب عليه نفي ما أثبته السلف لله تعالى من أن اسمه الرحمن دال على صفة الرحمة، خلافا لما ذهب إليه المعتزلة من تجريد دلالة الأسماء على الصفات.
:
:
فإن حديث المؤلف عن انتفاع قائل "لا إله إلا الله": في الآخرة بالفوز بالجنة والنجاة من النار، وفي الدنيا بالدخول في الإسلام حقيقة لا ظاهرا، ذلك أن الإسلام الحقيقي هو الذي يصح أن يُتحدث عن انتفاع صاحبه انتفاعا حقيقيا كاملا، نعم قد ينتفع الناطق بها الذي لم يتحقق بشروطها من حيث عصمة دمه، وذلك لثبوت عقد الإسلام له.
وتأمل قول المؤلف: " قُيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في الإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار "، فإن المقصود بالدخول في الإسلام بواسطتها، هو الدخول الحقيقي، إذ إنه الأصل الذي جاءت الشرائع لبيانه وتقرير صفاته، وتفصيل شروطه.
وأما دخول الناطق بها في الإسلام ظاهرا لا حقيقة فإنما هو فرع عن ذلك الأصل، وإنما اشتدت الحاجة لبيانه بسبب ما نشأ عن مناهج الخوارج من الخلط بين مقتضيات تلك الشروط باطنا وظاهرا، مما أدى إلى تكفير من حكم الشارع بإسلامه بدعوى إخلاله بتلك الشروط أو ببعضها.
أخوك المحب سعيد بيهي
أخي الحبيب, الخطأ اللغوي والاصطلاحي في هذا المقام لا يسوغ. فالمصطلحات إنما وضعت للدلالة على معان مقررة عند أهل الفن. انظر غير مأمور [البحر المحيط (270/ 2)]:
"والأول: أعني اللفظية تنقسم إلى عقلية كدلالة الصوت على حياة صاحبه , وطبيعية كدلالة " أح " على وجع في الصدر , ووضعية وتنحصر في ثلاثة: المطابقة والتضمن والالتزام , لأن اللفظ إما أن يدل على تمام ما وضع له أو لا. والأول: المطابقة كدلالة الإنسان على الحيوان الناطق , والثاني إما أن يكون جزء مسماه أو لا والأول دلالة التضمن كدلالة الإنسان على الحيوان وحده أو الناطق وحده , وكدلالة النوع على الجنس , والثاني: أن يكون خارجا عن مسماه وهي دلالة الالتزام له كدلالته على الكاتب أو الضاحك , ودلالة الفصل على الجنس , وبهذا التقسيم تعرف حد كل واحد منها"
فالقول بأن اسم (الرحمن) يدل على الذات مطابقةً لا معنى له اصطلاحاً إلا أن اللفظ إنما يدل على الذات لا زيادة, ولا داعي لتكلف التأويلات البعيدة لفهم الكلام, ولا للي عنق المصطلح حتى يوافق كلام الشيخ, فالشيخ ليس هو واضع المصطلح إنما هي مصطلحات مقررة عند أهل الأصول والمنطق, وجاء الشيخ واستخدمها فينبغي استخدامها على ما وُضعت له. وأرجو ملاحظة أن هذا الخطأ مكرور في كلام الشيخ, فقد قال رحمه الله في (200 سؤال وجواب في العقيدة):
"س55: على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى؟
جـ: هي على ثلاثة أنواع: دلالتها على الذات مطابقة ودلالتها على الصفات المشتقة منها تضمناً, ودلالتها على الصفات التي ما اشتقت منها التزاماً" ا. هـ
فنحن نثق في سلامة عقيدة الشيخ رحمه الله, ولكن هذا لا يعني أن اللفظ قد خانه هنا, وهذا لا يمنع من تخطئة القول والتنبيه عليه.
وبالنسبة للمسألة الثانية أخي الفاضل, فما اصطُلح على تسميته "الانتفاع في الدنيا" هو ثبوت اسم (المسلم) للشخص وإجراء أحكام المسلمين الظاهرة عليه. وإلا فإن إضافة الحكم الأخروي من دخول الجنة أو النار تحصيل حاصل, إذ هو معلق بديهة على الحكم الدنيوي الحقيقي لا الظاهر. وكما في النقطة الأولى, إن كان مراد الشيخ ما ذكرتَ فلا شك في صوابه إن شاء الله, ولا تعارض بين هذا وبين التنبيه على الخطأ في اللفظ, فكم من أقدام زلت بسبب التساهل في استخدام المصطلحات بشكل موهم وغير منضبط, وبسبب تمسك البعض بالدفاع عن قائلها وعقيدته وعدم التنبيه على المراد من كلامه. وهذا لازلنا نشهده حتى يومنها هذا. فينبغي عند نقد كلامي -أخي الحبيب- التنبه إلى أن المقام مقام نقد للقول وبين تخطئة الخاطئ. فإن كنت ظننت الثاني فما رُمته لحظة إن شاء الله, وإن كان الأول, فقد انتُقد كلامٌ لمن هو خير من الشيخ حافظ والشيخ محمد ابن عبد الوهاب وغيرهم وما نقص ذلك من شأنهم مثقال ذرة.
والله تعالى أعلم
واسلم لأخيك المحب/ أبي داوود القاهري
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 06:04 م]ـ
مشايخنا الكرام:الإنتفاع بكلمة الإخلاص من جهة الظاهر لا إشكال فيه:الاسلام الحكمي ...........
أما على الحقيقة فلا بد من استيفاء شروطها،وإلا سلمكم الله كيف ينتفع بكلمة التوحيد حقيقة مع الجهل بمعناها وماذا عمن قالها متعوذا ليعصم دمه أيكون منتفعا بها على الحقيقة أم يجرى عليه حكم الاسلام الظاهر، والقاعدة نفسها تجري على المنافق.
أما قول من تأثر بقول المتوقفة فكلامه راجع وفقكم الله للخلط بين أحكام الظاهر والباطن لإجرء الاسلام الحكمي.
ودمتم سالمين موفقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/146)
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[15 - 08 - 07, 06:09 م]ـ
مشايخنا الكرام:الإنتفاع بكلمة الإخلاص من جهة الظاهر لا إشكال فيه:الاسلام الحكمي ...........
أما على الحقيقة فلا بد من استيفاء شروطها،وإلا سلمكم الله كيف ينتفع بكلمة التوحيد حقيقة مع الجهل بمعناها وماذا عمن قالها متعوذا ليعصم دمه أيكون منتفعا بها على الحقيقة أم يجرى عليه حكم الاسلام الظاهر، والقاعدة نفسها تجري على المنافق.
أما قول من تأثر بقول المتوقفة فكلامه راجع وفقكم الله للخلط بين أحكام الظاهر والباطن لإجرء الاسلام الحكمي.
ودمتم سالمين موفقين.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[16 - 08 - 07, 11:44 ص]ـ
وإلا سلمكم الله كيف ينتفع بكلمة التوحيد حقيقة مع الجهل بمعناها
أخي الكريم,
إن كنت تعني جاهلاً بمعناها أي كأعجمي لا يعرف العربية ردد الكلمة غير دارٍ بمعاني كلماتها فلا إشكال في عدم انتفاعه بها في الدنيا ولا في الآخرة. أما إن كنت تعني المعنى الذي أفرزته بعض الأفكار من أنه لابد من أن يكون على علم بتفاصيل مقتضياتها وشروطها ونواقضها, فأظن أن هذا بطلانه أظهر من أن يحتاج إلى مناقشة. وحسن الظن بك أنك تعني المعنى الأول.
والله أعلم(25/147)
هل ينهى عن النظر في كتب أهل الكتاب؟؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[16 - 06 - 03, 05:59 م]ـ
صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه رأى في يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فغضب غضبا شديدا وقال: (أفي شك أنت يابن الخطاب) وفي لفظ (أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، والله لو أن أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي).
ولكن علماء الإسلام على مر القرون والعصور كانوا لا يمتنعون عن النظر فيها بل وكتابة الرسائل عنها ..
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[16 - 06 - 03, 08:38 م]ـ
الأخ عبد السلام هندي.
جزم جمع من أهل العلم بتحريم النظر في شيء من كتب أهل الكتاب إلا للراسخين في العلم؛ لأننا مأمورون ألا نصدقهم وألا نكذبهم فيما يحكونه من أخبار لا وجود لها في شريعتنا، والعامي لا يؤمن عليه أن يصدق بما هو باطل أو يكذب بما هو حق، ولأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة، وقد تستقر الشبهة في القلب، فيعسر إخراجها.
وسبحان الله!!! الجواب على سؤالك متضمنٌ سؤالك فقلت: علماء الإسلام على مر القرون والعصور كانوا لا يمتنعون عن النظر فيها بل وكتابة الرسائل عنها.
سميتهم علماء، ولذلك كان ردهم عليهم عن علم وبصيرة ومعرفة بمواطن التناقض وغير ذلك.
ولهذا جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (3/ 311) ما نصه: الكتب السماوية السابقة وقع فيها كثير من التحريف والزيادة والنقص كما ذكر الله ذلك، فلا يجوز للمسلم أن يقدم على قراءتها والاطلاع عليها إلا إذا كان من الراسخين في العلم ويريد بيان ما ورد فيها من التحريفات والتضارب بينها.ا. هـ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 06 - 03, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الحديث السابق فيه كلام
فليت أحد الإخوة يبحثه.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 12:03 ص]ـ
ولكن الحديث فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. أعني ليس عامياً
فهل العلماء الذين نظروا في الكتب .. أعلم من عمر؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 03, 12:19 ص]ـ
الحديث ضعيف ولايثبت فلا دلالة فيه، فيحتاج إلى إثبات الحديث حتى يحتج به.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[17 - 06 - 03, 01:34 م]ـ
بالمناسبة ....
هناك كتاب للبقاعي بعنوان: الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة، لعله تعرض لهذا الموضوع، وهو محقق في رسالة ماجستير بقسم العقيدة في جامعة أم القرى، ولم يطبع 0
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 02:01 م]ـ
حديث عمر المذكور رواه أحمد في مسنده قال: حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا هشيم أخبرنا مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله .... الحديث
ومن العلماء من ضعفه كما نقل مشايخنا الكرام آنفا، ومنهم من حسنه كالألباني في تخريجه لكتاب السنة 50 وفي مشكاة المصابيح 175
وهؤلاء يجمعون بينه وبين إذنه صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو في قراءة كتب أهل الكتاب بأجوبة، من أقواها أن عمر كان يريد أن يقرأ التوراة ليعمل بما فيها من الشرائع فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ونهاه وأخبره أن موسى عليه السلام لو كان حيا لتبع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما عبد الله بن عمرو فكان غرضه الرد على أهل الكتاب ورواية ما في كتبهم من تفاصيل القصص القرآني التي لا تعارض ما في كتبنا، فأباح له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ... الحديث.
وقال الحافظ في الفتح:
قوله: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)
أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم لأنه كان تقدم منه صلى الله عليه وسلم الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ثم حصل التوسع في ذلك , وكأن النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة , ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار , وقيل: معنى قوله " لا حرج ": لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم من الأعاجيب فإن ذلك وقع لهم كثيرا , وقيل: لا حرج في أن لا تحدثوا عنهم لأن قوله أولا: " حدثوا " صيغة أمر تقتضي الوجوب فأشار إلى عدم الوجوب وأن الأمر فيه للإباحة بقوله: " ولا حرج " أي في ترك التحديث عنهم. وقيل: المراد رفع الحرج عن حاكي ذلك لما في أخبارهم من الألفاظ الشنيعة نحو قولهم (اذهب أنت وربك فقاتلا) وقولهم: (اجعل لنا إلها) وقيل: المراد ببني إسرائيل أولاد إسرائيل نفسه وهم أولاد يعقوب , والمراد حدثوا عنهم بقصتهم مع أخيهم يوسف , وهذا أبعد الأوجه. وقال مالك المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن , أما ما علم كذبه فلا. وقيل: المعنى حدثوا عنهم بمثل ما ورد في القرآن والحديث الصحيح. وقيل: المراد جواز التحدث عنهم بأي صورة وقعت من انقطاع أو بلاغ لتعذر الاتصال في التحدث عنهم , بخلاف الأحكام الإسلامية فإن الأصل في التحدث بها الاتصال , ولا يتعذر ذلك لقرب العهد. وقال الشافعي: من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب , فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه , وأما ما تجوزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم وهو نظير قوله: " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم " ولم يرد الإذن ولا المنع من التحدث بما يقطع بصدقه. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/148)
ـ[عبدالله المكي]ــــــــ[17 - 06 - 03, 09:14 م]ـ
إذا كان النظر فيها يتم من:
1 - حدث لايؤمن افتتانه: فهي واضحة الحرمة خصوصاً أنها مكتوبة بطريقة خبيثة تبث السم في الدسم
2 - مقارن بينها وبين أحكام القرآن: فلايصح إن اعتبرها بقوة القرآن فإنها مقطوعة السند دخل فيها ماليس منها وفيها الحق والباطل كاللحمة والسدى لايفرق بينهما إلا القليل وقطعاً أنها بصورتها الحالية ليست كلمة الله
3 - البحث فيها ككتاب من الناحية النقدية من عالم معتمد مجاز بالنظر فيها: جائز فعله الكثير سلفاً وخلفاً وأظهروا تناقضات وطامات أسلم بسببها الكثير من أهلها بل ومن رجال دينهم أنفسهم(25/149)
هل صحيح ما يقوله هذا الضال؟ (متعلق بمسألة حجية خبر الآحاد)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 06 - 03, 06:59 م]ـ
السلام عليكم
بخصوص الأدلة على وجوب العلم والعمل بخبر الآحاد في العقائد وغيرها فأعلمها، ولكن سؤالي هو عن كلامه عن الإمام مالك والإمام أحمد رحمهما الله، وهل صحيح أن الإمام أحمد رد أحاديث في صحيح مسلم؟
وكيف الرد عليه؟
هذا الضال وضع مواضيعه الفاسدة في منتدى فيه عوام وأناس ليس عندهم كثير علم وقد يتأثرون بكلامه ويصدقونه.
فأرجو الرد بارك الله فيكم
_______________________________________
_________________________________
** الاحتجاج بالأحاديث الآحادية في المسائل العقدية **
وبعد ... فقد اختلف الناس في جواز الاحتجاج بالأحاديث الآحادية (1) في المسائل العقدية، على عدة مذاهب أشهرها المذهبان الآتيان:
--- المذهب الأول:
أن الأحاديث الآحادية لا يجوز الاحتجاج بها في المسائل العقدية، وذلك لعدم القطع بثبوتها كما سيأتي تحقيقه بإذن الله تعالى.
وهذا هو مذهب جمهور الأمة كما حكاه النووي في مقدمة " شرح مسلم " وفي " الإرشاد " وفي " التقريب "، وإمام الحرمين في " البرهان " والسعد في " التلويح "، والغزالي في " المستصفى "، وابن عبد البر في " التمهيد "، وابن الأثير في مقدمة " جامع الأصول "، وصفي الدين البغدادي الحنبلي في " قواعد الأصول "، وابن قدامة الحنبلي في " روضة الناظر "، وعبد العزيز البخاري في " كشف الأسرار "، وابن السبكي في " جمع الجوامع "، والمهدي في " شرح المعيار "، والصنعاني في " إجابة السائل "، وابن عبد الشكور في " مسلم الثبوت "، والشنقيطي في " مراقي الصعود "، وآخرون سيأتي ذكر بعضهم بإذن الله تعالى.
وممن قال بهذا القول أصحابنا قاطبة، والمعتزلة، والزيدية، وجمهور الحنفية، والشافعية، وجماعة من الظاهرية، وهو مذهب مالك على الصحيح كما سيأتي – إن شاء الله تعالى – وعليه جمهور أصحابه، وبه قال كثير من الحنابلة وهو المشهور عن الإمام أحمد كما سيأتي – إن شاء الله تعالى – وإليه ذهب ابن تيمية في " منهاج السنة " ج2 ص133 حيث قال ما نصه: (الثاني أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين لا يصح الإيمان إلا به) اه. وكذلك نص على ذلك في " نقد مراتب الإجماع " لابن حزم.
--- المذهب الثاني:
أن أخبار الآحاد يحتج بها في مسائل العقدية وأنها تفيد القطع.
وهو مذهب طائفة من الظاهرية منهم ابن حزم، وبه قالت طائفة من أهل الحديث، وبعض الحنابلة، واختاره ابن خويز منداد من المالكية وزعم (2) أنه الظاهر من مذهب مالك، ونسبه بعضهم إلى الإمام أحمد بن حنبل وهذا ليس بصحيح عنهما بل الصحيح عنهما خلافة كما تقدم.
... رأي الإمامين مالك وأحمد في خبر الآحاد ...
أما الإمام مالك: فان مذهبه تقديم عمل أهل المدينة على الحديث الآحادي كما هو مشهور عند أهل مذهبه وغيرهم.
قال القاضي عياض في " ترتيب المدارك " باب ما جاء عن السلف والعلماء في الرجوع إلى عمل أهل المدينة: (( ..... وكونه حجة عندهم وأن خالف الأكثر .... ) إلى أن قال: (قال القاسم وابن وهب رأيت العمل عند مالك أقوى من الحديث) ا هـ. أي حديث الآحاد.
فلو كان خبر الواحد يفيد عنده القطع كالمتواتر لما قدم عليه عملا ولا غيره، إذ المقطوع به لا يعارض بالمظنون، ولا يمكن أن يتعارض مع مقطوع به، ولا يمكن الجمع بينهما كما هو مقرر في أصول الفقه وهذا ظاهر جلي.
بل ثبت عن الإمام مالك انه كان يرد كثيرا من الأحاديث الآحادية بمجرد مخالفتها لبعض القواعد الكلية أو لبعض الأدلة العامة، قال الإمام الشاطبي في " الموافقات " ج3 ص21ـ23: ألا ترى إلى قوله في حديث غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا (جاء الحديث ولا ادري ما حقيقته) وكان يضعفه ويقول: (يؤكل صيده فكيف يكره لعابه) والى هذا المعنى قد يرجع قوله في حديث خيار المجلس حيث قال بعد أن ذكره: (وليس لهذا عندنا حد معروف ولا أمر معروف به) فيه اشاره إلى إن المجلس مجهول المدة، ولو شرط احد الخيار مدة مجهولة لبطل أجماعا؛= فكيف يثبت بالشرع حكم لا يجوز شرطا بالشرع، فقد رجع إلى اصل جماعي، وأيضا فان قاعدة الغرر والجهالة قطعية وهي تعارض هذا الحديث الظني، إلى أن قال: (ومن ذلك أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/150)
مالكا أهمل اعتبار حديث ((من مات وعليه صوم صام عنه وليه)) وقوله: ((ارايت لو كان على أبيك دين .... الحديث)) لمنافاته للأصل القرآني الكلي نحو ((أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)) النجم: 38 ـ 39. كما اعتبرته عائشة في حديث ابن عمر.
وأنكر الإمام مالك حديث إكفاء القدور التي طبخت من الإبل والغنم قبل القسم، تعويلا على اصل الحرج الذي يعبر عنه بالمصالح المرسلة، فأجاز أكل الطعام قبل القسم لمن احتاج إليه.
قال ابن العربي: (ونهى عن صيام الست من شوال مع ثبوت الحديث فيه، تعويلا على اصل سد الذرائع، ولم يعتبر في الرضاع خمسا ولا عشرا للأصل القرآني في قوله: ((وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ)) النساء: 23. وفي مذهبه من هذا كثير) اهـ، فكيف بعد هذا يقال أن الإمام مالكا يرى أن أحاديث الآحاد تفيد القطع وانه يستدل بها في مسائل الاعتقاد.
وأما الإمام احمد فقد ثبت عنه ثبوتا أوضح من الشمس انه كان يرى أن أحاديث الآحاد لا تفيد القطع، والأدلة على ذلك كثيرة جدا أكتفي هنا بذكر اثنين منها:
1ـ روى احمد ج2 ص301 حديث رقم 8011، والبخاري 3604 ومسلم 74 (2917) من طريق أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ((يهلك أمتي هذا الحي من قريش، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله، قال: لو أن الناس اعتزلوهم))، قال عبدالله بن احمد: (وقال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضرب على هذا الحديث فانه خلاف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم)؛ فهذا دليل واضح وحجة نيره على انه يرى أن الحديث الأحادي ظني لا يفيد القطع والا لما ضرب عليه؛ مع العلم بان هذا الحديث موجود في الصحيحين كما رأيت من تخريجه (3).
2ـ روى مسلم 266 (511)، والأربعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ..... الخ)).
قال الترمذي في سننه ج2 ص163: قال احمد: (الذي لا اشك فيه أن الكلب الأسود يقطع الصلاة، وفي نفسي من الحمار والمرأة شي) اهـ، وانظر " الفتح " ج1 ص 774ـ775، فهذا يدل دلالة واضحة على إن الإمام احمد يرى أن الآحاد لا يفيد القطع، والا لو كان يراه يفيد القطع لما توقف فيه، وهذا الحديث كما رأيت موجود في صحيح مسلم.
ـــــــــــــــ
(1) وكذلك ضعف الإمام احمد حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم برقم (50) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم انه تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل)). اهـ
قال الإمام احمد كما في " شرح النووي على صحيح مسلم " ج2 ص28 وغيره: (هذا الحديث غير محفوظ)، قال: (وهذا الكلام لا يشبه كلام ابن مسعود اهـ. وقال ابن الصلاح: هذا الحديث أنكره الإمام احمد بن حنبل). اهـ قلت: والحديثان صحيحان عندنا وما خالفهما ـ إن لم يمكن الجمع بينهما وبينه ـ باطل مردود، وليس هذا موضع بيان ذلك والله المستعان.
... المذهب الراجح وأدلته ...
والمذهب الأول هو المذهب الحق الذي لا يجوز القول بخلافه،والأدلة عليه – بحمد الله – كثيرة جداً، أذكر بعضها هنا، وأترك البعض الآخر لمناسبة أخرى.
وإليكم بعض هذه الأدلة:-
(1) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم لوجب تصديق كل خبر نسمعه، لكنا لا نصدق كل خبر نسمعه ولو كان ناقله ثقة، وهذا لا يحتاج إلى بيان.
(2) أن الناس قد قسموا الأخبار إلى خمسة أقسام:
1 - قسم مقطوع بصدقة.
2 - قسم مقطوع بكذبة.
3 - قسم يحتمل الصدق والكذب، واحتمال الصدق أرجح من احتمال الكذب.
4 - قسم يحتمل الصدق والكذب، واحتمال الكذب أرجح من احتمال الصدق.
5 - قسم يحتمل الصدق والكذب على سواء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/151)
وجعلوا من القسم الثالث خبر الواحد العدل أو الخبر الذي لم يتواتر، وذلك لاحتمال الذهول والسهو والغفلة والخطأ والنسيان، إلى غير ذلك من الاحتمالات، فإذا تبين ذلك، فالقطع بالصدق مع ذلك محال، ثم هذا في العدل في علم الله تعالى، ونحن لا نقطع بعدالة واحد، بل يجوز أن يضمر خلاف ما يظهر، ولا يستثنى من ذلك إلا من استثني بقاطع كأنبياء الله ورسله – عليهم أفضل الصلاة والسلام -.
(3) أن الناس قد اتفقوا على أن التصحيح والتحسين والتضعيف ... إلخ أمور ظنية وأنه لا يمكن القطع بشيء من ذلك لاحتمال أن يكون الواقع بخلاف ذلك، قال العراقي في ألفيته ج1 ص14 بشرح السخاوي:
وبالصحيح والضعيف قصدوا ... في ظاهر لا القطع ... إلخ.
وإذا كان الحكم بتصحيح حديث ما، أمرا مظنونا به، وأنه يحتمل أن يكون بخلاف ذلك، فلا يجوز القطع بدلالة ما دل عليه، وهذا أمر ظاهر بين.
(4) أننا نرى العلماء كثيراً ما يحكمون على بعض الأحاديث بالصحة لتوافر شروط الصحة فيها عندهم، ثم يجدون بعض العلل التي تقدح في صحة ذلك الحديث فيحكمون عليه بما تقتضيه تلك العلة القادحة، وقد يضعفون بعض الأحاديث لعدم توافر شروط الصحة فيها، ثم يجدون ما يقويها، فيحكمون بصحتها، وهكذا.
وهذا يدل دلالة قاطعة على أن الآحاد لا يفيد القطع؛ وإلا لوجب على الإنسان أن يقطع اليوم بكذا ويقطع غدا بضده، ويعتقد اليوم كذا ويعتقد غدا نقيضه، وهذا لا يخفى فساده على أحد.
(5) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم، لما تعارض خبران؛ لأن العلمين لا يتعارضان؛ كما لا تتعارض أخبار التواتر، لكنا رأينا التعارض كثيرا في أخبار الآحاد، وذلك يدل على أنها لا تفيد القطع.
(6) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم، لاستوى العدل والفاسق في الإخبار؛ لاستوائهما في حصول العلم بخبرهما، كما استوى خبر التواتر (1) في كون عدد المخبرين به عدولا أو فساقا، مسلمين أو كفارا؛ إذ لا مطلوب بعد حصول العلم، وإذا حصل بخبر الفاسق لم يكن بينه وبين العدل فرق من جهة الإخبار، لكن الفاسق والعدل لا يستويان بالإجماع والضرورة؛ وما ذاك إلا لأن المستفاد من خبر الواحد إنما هو الظن، وهو حاصل من خبر الواحد العدل دون الفاسق.
(7) أنه لو أفاد خبر الواحد العلم، لجاز الحكم بشاهد واحد ولم يحتج معه إلى شاهد ثان، ولا يمين عند عدمه، على مذهب من أجاز الحكم بشهادة الواحد مع اليمين، ولا إلى زيادة على الواحد في الشهادة بالزنى واللواط، لأن العلم بشهادة الواحد حاصل؛ وليس بعد حصول العلم مطلوب، لكن الحكم بشهادة الواحد بمجرده لا يجوز باتفاقهم. وذلك يدل على أنه لا يفيد العلم.
(8) أن كثيرا من المحدثين بل أكثرهم يروون الروايات بالمعنى، كما هو معلوم لا يخفى على طالب علم، وقد وردت أحاديث كثيرة جدا في كتب السنة مما لا يمكن أن يقال إلا أنها مروية بالمعنى، كما لا يخفى على من له أدنى ممارسة لهذه الكتب، والرواية بالمعنى لا يؤمن معها من الغلط، ولا سيما إذا نظرنا إلى أن كثيرا من الرواة ليس عنده كبير فقه، بل بعضهم من الأميين وأشباههم، وبعضهم من الأعاجم الذين لا معرفة لهم بلغة العرب، أضف إلى ذلك أن الخلاف في هذه المسائل قد وجد منذ أوائل القرن الثاني، ومن اعتقد شيئا يمكن أن يعبر عن بعض الألفاظ التي يتوهم أنها تدل على ما يعتقده بعبارة قد يفهم غيره الحديث بخلاف فهمه هو له، وهذا موجود بكثرة كما يعلم بالاطلاع على كتب الحديث، والله أعلم.
(9) روى البخاري 1227، ومسلم 97 (573)، وجمع من أئمة الحديث، أن ذا اليدين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما صلى الظهر أو العصر ركعتين: يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال له: ((لم أنس ولم تقصر)) ... ثم قال للناس: ((أكما يقول ذو اليدين)) فقالوا: نعم، فتقدم فصلى ما ترك، ثم سجد سجدتين.
فهذا يدل دلالة واضحة على أن أخبار الآحاد لا تفيد القطع، وإلا لاكتفى صلى الله عليه وسلم بخبر ذي اليدين ولم يحتج إلى سؤال غيره، إذ ليس بعد القطع مطلوب، وهذا ظاهر لا يخفى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/152)
(10) روى البخاري 5191 ومسلم 34 (1479) وغيرهما من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله تعالى: "إِن تَتُوبَآ إلَى اُللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُماَ " حتى حج وحججت معه، وعدل وعدلت معه بإداوة فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه منها فتوضأ، فقلت له: يا أمير المؤمنين، من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله تعالى:" إِن تَتُوبَآ إلَى اُللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُماَ "، قال: واعجبا لك يا ابن عباس، هما عائشة وحفصة، ثم استقبل عمر الحديث يسوقه قال:
كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهم من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على النبي صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك؛ وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار. فصخبت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فو الله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. فأفزعني ذلك فقلت لها: قد خاب من فعل ذلك منهن. ثم جمعت على ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة فقلت لها: أي حفصة أتغاب إحداكن النبي صلى الله عليه وسلم اليوم حتى الليل؟ قالت: نعم، فقلت قد خبت وخسرت، أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتهلكي؟ لا تستكثري النبي صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه، وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك أوضأ منك وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم – يريد عائشة.
وقال عمر: وكنا قد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا، فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته، فرجع إلينا عشاء فضرب بابي ضربا شديدا وقال: أثم هو؟ ففزعت فخرجت إليه، فقال: قد حدث اليوم أمر عظيم، قلت: ما هو؟ أجاء غسان قال: لا، بل أعظم من ذلك وأهول؛ طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه، وقال عبد الله ابن حنين: سمع ابن عباس عن عمر فقال: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه فقلت: خابت حفصة وخسرت، وقد كنت أظن هذا يوشك أن يكون، فجمعت علي ثيابي، فصليت صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مشربة له فاعتزل فيها؛ ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي، فقلت ما يبكيك، ألم أكن حذرتك هذا، أطلقكن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في المشربة فخرجت فجئت إلى المنبر فإذا حوله رهط يبكي بعضهم فجلست معهم قليلا، ثم غلبني ما أجد فجئت المشربة التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام أسود: استأذن لعمر، فدخل الغلام فكلم النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال: كلمت النبي صلى الله عليه وسلم وذكرتك له فصمت، فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر. ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام: استأذن لعمر، فدخل ثم رجع فقال: قد ذكرتك له فصمت، فرجعت فجلست مع الرهط الذين عند المنبر، ثم غلبني ما أجد، فجئت الغلام فقلت: استأذن لعمر، فدخل ثم رجع إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت، فلما وليت منصرفا – قال: إذا الغلام يدعوني – فقال: قد أذن لك النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش قد أثر الرمال بجنبه متكئا على وسادة من أدم حشوها ليف، فسلمت عليه ثم قلت وأنا قائم: يا رسول الله أطلقت نساءك؟ فرفع إلي بصره فقال: لا. فقلت: الله أكبر ... إلخ.
ووجه الدلالة منه ظاهر، فإن عمر رضي الله عنه لم يجزم بخبر الأنصاري بل ذهب يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بنفسه ولو كان خبر الآحاد يفيد القطع لجزم بخبره، ثم إن الأمر كان بخلاف ما أخبر به الأنصاري وهذا دليل آخر على أن خبر الآحاد لا يفيد اليقين، ثم إن هذا الحديث قد جاء بلفظ أخر وهو دليل آخر على أن الآحاد لا يمكن أن يجزم بمقتضاه كما لا يخفى ذلك على الفطن والله أعلم.
(11) ثبت عن جماعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قد ردوا بعض الأحاديث الآحادية بمجرد معارضتها لبعض الظواهر القرآنية أو لبعض الروايات الأخرى، فلو كانت أخبار الآحاد تفيد القطع لما ردوها.
وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المراد بالآحاد ما عدا المتواتر كما هو رأي الجمهور.
(2) قوله: (وزعم ... ) فيه إشارة إلى أن هذا لم يثبت عن الإمام مالك وهو كذلك، قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان ج5 ص291 في ترجمة ابن خويز منداد ما نصه: (عنده شواذ عن مالك واختيارات وتأويلات لم يعرج عليها حذاق المذهب كقوله: ... وأن خبر الواحد مفيد للعلم ... وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي، ولم يكن بالجيد النظر، ولا بالقوي في الفقه، وكان يزعم أن مذهب مالك أنه لا يشهد جنازة متكلم ولا يجوز شهادتهم ولا مناكحتهم ولا أماناتهم، وطعن ابن عبد البر فيه أيضا) اه.
(31) في ذلك نظر عندي بالنسبة إلى الأحاديث النبوية والأخبار التي طال عهدها وتقادم زمنها كما بينته في غير هذا الموضع والله تعالى أعلم.
==== يتبع ... أحاديث آحادية ردها الصحابة ===
______________________
انتهى
__________________________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/153)
ـ[محب العلم]ــــــــ[18 - 06 - 03, 10:36 م]ـ
أخي الفاضل /
صاحبك هذا خلط بين مسألتين (عمداً أو جهلاً).
الأولى: حكم الاحتجاج بجديث الآحاد في العقائد.
الثانية: إفادة حديث الآحاد القطع.
وساق أقوال الأئمة في الثاني ليبطل به الأول!
ولاشك أن حديث الآحاد الصحيح حجة في العقائد وفي غيرها، وعليه إجماع الصحابة، ودلائل الكتاب والسنة.
وأما هل يفيد القطع أم لا؟
فمسألة أخرى لا علاقة لها بالاحتجتج به من عدمه.
والذي عليه جمهور أهل العلم هو أنه يفيد الظن لا القطع.
والذي حققه ابن القيم رحمه الله في " الصواعق " وغيره، هو أنه يفيد الظن، إلا إذا احتفت به قرينة فإنه يفيد القطع.
والظن الغالب يوجب العمل، ولا يلزم من وجوب العمل قطعية الخبر ثبوتا ودلالة.
وأما ما نقله عن شيخ الإسلام في المنهاج فمحض كذب!
ولم أجده في الجزء المذكور، وكلام شيخ الإسلام في هذه المسألة أشهر من نار على علم.
والله أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 06 - 03, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ولكن ماذا عن رد الإمام أحمد لبعض أحاديث صحيح مسلم؟ هل هو صحيح؟ وإذا كان كذلك فلماذا؟
وكذلك كلامه في مذهب الإمام مالك في هذا.
ـ[عبدالرحمن العصفور]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:31 م]ـ
أخي الفاضل محب العلم .. يا حبذا تنفعنا بمزيد من التفصيل حول حكم الاحتجاج بجديث الآحاد في العقائد و إفادة حديث الآحاد القطع .. فقد تهت في البحث فيها ..
ـ[أبو حذيفة العزام]ــــــــ[15 - 05 - 07, 02:07 ص]ـ
أخواني الأحبة: يجبة أن نفرق بين العلم والعمل في الخبر الأحاد الصحيح:
الذي عليه جماهير الأمة منالسلف والخلف انه يوجب العمل عدا الروافض والمعتزلة.
واختلفوا في أفادته العمل والي نقله الإمام الننوي في مقدمة الصحيح انه لا يفيد العلم وقال وعليه جمهور العلماء ...
ورد ابن حجر ان اكثر المحققين انه يفيد العلم والعمل معا
وانظر في ذلك تدريب الراوي 1/ 66 وا بعدها
ونخبة الفكر لابن حجر
ومقدمة ابن الصلاح
والله تعالى اعلم واحكم
والردود على شهات عدم حجية خبر الواحد كثيرة جدا اكثر من ان تصى والعمل بها كذلك لكن كما قلت الخلاف فقط عى انها تفيد العلم ام لا
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[16 - 05 - 07, 12:06 ص]ـ
أنصح الإخوة بكتاب خبر الآحاد في التشريع الإسلامي للعلامة الحافظ القاضي برهون، فقد أجاد حفظه الله و أفاد
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
و كتاب الحديث حجة بنفسه للمحدث محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله.
ـ[توبة]ــــــــ[20 - 04 - 08, 11:25 ص]ـ
أن الأحاديث الآحادية لا يجوز الاحتجاج بها في المسائل العقدية، وذلك لعدم القطع بثبوتها كما سيأتي تحقيقه بإذن الله تعالى.
وهذا هو مذهب جمهور الأمة كما حكاه النووي في مقدمة " شرح مسلم " وفي " الإرشاد " وفي " التقريب "، وإمام الحرمين في " البرهان " والسعد في " التلويح "، والغزالي في " المستصفى "، وابن عبد البر في " التمهيد "، وابن الأثير في مقدمة " جامع الأصول "، وصفي الدين البغدادي الحنبلي في " قواعد الأصول "، وابن قدامة الحنبلي في " روضة الناظر "، وعبد العزيز البخاري في " كشف الأسرار "، وابن السبكي في " جمع الجوامع "، والمهدي في " شرح المعيار "، والصنعاني في " إجابة السائل "، وابن عبد الشكور في " مسلم الثبوت "، والشنقيطي في " مراقي الصعود "، وآخرون سيأتي ذكر بعضهم بإذن الله تعالى.
وممن قال بهذا القول أصحابنا قاطبة، والمعتزلة، والزيدية، وجمهور الحنفية، والشافعية، وجماعة من الظاهرية، وهو مذهب مالك على الصحيح كما سيأتي – إن شاء الله تعالى – وعليه جمهور أصحابه، وبه قال كثير من الحنابلة وهو المشهور عن الإمام أحمد كما سيأتي – إن شاء الله تعالى – وإليه ذهب ابن تيمية في " منهاج السنة " ج2 ص133 حيث قال ما نصه: (الثاني أن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين لا يصح الإيمان إلا به) اه. وكذلك نص على ذلك في " نقد مراتب الإجماع " لابن حزم.
وأما ما نقله عن شيخ الإسلام في المنهاج فمحض كذب!
ولم أجده في الجزء المذكور، وكلام شيخ الإسلام في هذه المسألة أشهر من نار على علم.والله أعلم.
وجدت في الشاملة -عن طريق قوقل-- (في معرض رد شيخ الاسلام على ادعاءات الروافض بشأن المهدي)
(أحدها أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة فمثل هذا الحديث لا يفيدكم فائدة وإن قلتم هو حجة على أهل السنة فنذكر كلامهم فيه
الثاني إن هذا من أخبار الاحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به)
منهاج السنة النبوية (4/ 95)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:54 م]ـ
أخي الفاضل العقيدة:-
لو سلمنا مع هذا الرجل من باب الجدل أن الإمام أحمد رد أحاديث في صحيح مسلم، لما سلمنا بإستدلاله على مسألته و ذلك لعدة أمور منها:
1) فليثبت لنا هذا الرجل أن الإمام أحمد قد رد أحاديث الآحاد رواها الإمام مسلم متعلقة بالعقيدة بعد أن صحت عنده (إي الإمام أحمد)
فإن عجز قلنا له أن رد الإمام أحمد هذه الأحاديث من باب أنها لم تصح عنده و ليست من باب أنها أحاديث آحاد في العقيدة؟؟؟؟ فهل سيعقل أم ..... ؟؟؟
2) لما رد الإمام أحمد أحاديث في صحيح مسلم هل ردها كلها أم جزء (أعني في العقيدة) فإن قال الكل قلنا هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين و إن قال الجزء منها قلنا له فلماذا لم يردها كلها؟؟؟؟
و الجواب على السؤال هو ما سلف
3) تلك الأحاديث التي ردها الإمام أحمد هل هي في العقيدة؟؟؟ أم في مجال ما يريد أن يستدل، لأن غالب من يرد خبر الواحد في العقيدة يستدل برد أهل العلم لأحاديث في الفقه فإستدلاله مخروم من أصله.
(العلماء الذين ردوا أخبار الآحاد واحد من إثنين 1) ردوها بناءاً على ضعفها عندهم
2) ردوها بناءاً على تعارضها مع أخبار أخرى كانت أعلى صحة عندهم
طبعاً هذه النقاط من باب خاطبوهم على قدر عقولهم و إلا فنحن لا نسلم لهم بذلك أبداً (أي أن الأئمة ردوا خبر الآحاد في العقيدة).
و بيننا الدليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/154)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:35 م]ـ
وجدت في الشاملة -عن طريق قوقل-- (في معرض رد شيخ الاسلام على ادعاءات الروافض بشأن المهدي)
(أحدها أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة فمثل هذا الحديث لا يفيدكم فائدة وإن قلتم هو حجة على أهل السنة فنذكر كلامهم فيه
الثاني إن هذا من أخبار الاحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به)
منهاج السنة النبوية (4/ 95)
جزاكي الله كل خير أختي توبة
فالظاهر من كلام شيخ الإسلام أنه كان في معرض جدل و مناظرة لا في معرض تأصيل و تقرير بدليل خطابه الموجه إلى من الرافضة بشأن عدم أخذهم بأحاديث الأحاد
فشيخ الإسلام بخاطبهم بأصولهم لا بأصوله و هو في علم الجدل يسمى إلزام الخصم بما يحتج
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[20 - 04 - 08, 07:39 م]ـ
حتى من قال بأن خبر الآحاد يفيد العمل لا العلم فخلافنا معهم (أقصد من قال بهذه المقولة من أهل السنة) لفظي
بدليل أنهم ما أحضروا لنا قائلا بما ذكر إلا و أحضرنا لهم إحتجاج هذا القائل بخبر آحاد في العقيدة
فلا بد من تحرير معاني الألفاظ قبل الإستدلال بكلام فلان في نصرة ما نرمي إليه
................ و لكنه الهوى
و الهوى قلاب
ـ[الحامدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 11:01 ص]ـ
حجية خبر الآحاد هو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة، وأكثر من منعوه تمسكوا بشبهات و تأويلات يؤيدون بها أقوالهم؛ وقد رد عليهم أهل العلم قديما وحديثا.
وأرى أن الأخ صاحب الموضوع - جزاه الله خيرا - كان عليه أن يلتزم الرفق في العنوان، لأننا دعاة لا مضللون؛ فرغم تأييدي الشديد واعتقادي بحجية خبر الآحاد، ومخالفتي لكلام المنكرين، إلا أنني أجد العنوان عنيفا، أعني استعمال لفظ "الضال" في العنوان!!. ففيه غلظة وجفاء، في حين نحتاج في هذه المواطن إلى الموعظة الحسنة والرفق والحكمة التي هي قوام الدعوة و الحوار.
وعلى كل حال، أقدر حسن نية صاحب الموضوع وغيرته.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 04 - 08, 11:46 ص]ـ
هذا السؤال كتبته منذ حوالي 5 سنين
واظنني لو كنت مررت عليه اليوم لكتبته بطريقة مختلفة والله أعلم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[21 - 04 - 08, 12:09 م]ـ
أخي الفاضل أبو حامد الشنقيطي
ليس في عنوان المقالة أي زلل أو خطل
فالعنوان صحيح فمن أنكر حجية خبر الواحد فهو ضال
لم نحضرها من جيوبنا بل قالها الشافعي كما في كتاب مناقب الشافعي للبيهقي المجلد الثاني طبعة صقر (نسيت رقم الصفحة) حينما ناظر الإمام الشافعي ابن عليه
و لم يقنع بعد ثبوت الحجة عليه فقال عنه الإمام الشافعي (ابن عليه ضال جلس عند باب الضوال يضل الناس)
ثم هذه الألفاظ ألفاظ شرعية لم ينكرها أحد من السلف قاطبة بل تواترت عنهم بشكل غريب في ذم المخالف للسنة و حسبك كتاب اللالكائي ففيه الكثير من ذلك بل و كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد و غيرها الكثير الكثير
أخي الحبيب أبو حامد الشنقيطي وفقك الله لما فيه رضاه
اسمح لي حفظكم الله أن أعترض على جمله قلتها أظنها خطأ
قولكم (لأننا دعاة لا مضللون)
يا أخي الدعوة أصلاً تقتضي التضليل قطعاً
فمن خالف السنة دعي إليها و من أبى بعد ثبوت الحجة ضلل و لا كرامة
و هذا لا يختلف عليه أحد فأنتم أخي الحبيب قطعاً تضللون الرافضة و من سايرهم و من عاونهم و من ذب عنهم و تضللون الكثير
فالذي يخالف أهل السنة في أصولهم يضلل و لا كرامة
أخي الحبيب سامحني إن أسأت لك فمثلكم من يعفو و مثلي من يخطىء
أخي الحبيب العقيدة
جزاك الله كل خير
رغم أن في جعبتي الكثير على مقالة الضال الذكور آنفاً فإن إرتأيتم أن أفند نقطة نقطة فعلى الرحب و السعة
و جزاكم الله كل خير
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:30 م]ـ
أخي الفاضل العقيدة:-
لو سلمنا مع هذا الرجل من باب الجدل أن الإمام أحمد رد أحاديث في صحيح مسلم، لما سلمنا بإستدلاله على مسألته و ذلك لعدة أمور منها:
1) فليثبت لنا هذا الرجل أن الإمام أحمد قد رد أحاديث الآحاد رواها الإمام مسلم متعلقة بالعقيدة بعد أن صحت عنده (إي الإمام أحمد)
فإن عجز قلنا له أن رد الإمام أحمد هذه الأحاديث من باب أنها لم تصح عنده و ليست من باب أنها أحاديث آحاد في العقيدة؟؟؟؟ فهل سيعقل أم ..... ؟؟؟
2) لما رد الإمام أحمد أحاديث في صحيح مسلم هل ردها كلها أم جزء (أعني في العقيدة) فإن قال الكل قلنا هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين و إن قال الجزء منها قلنا له فلماذا لم يردها كلها؟؟؟؟
و الجواب على السؤال هو ما سلف
3) تلك الأحاديث التي ردها الإمام أحمد هل هي في العقيدة؟؟؟ أم في مجال ما يريد أن يستدل، لأن غالب من يرد خبر الواحد في العقيدة يستدل برد أهل العلم لأحاديث في الفقه فإستدلاله مخروم من أصله.
(العلماء الذين ردوا أخبار الآحاد واحد من إثنين 1) ردوها بناءاً على ضعفها عندهم
2) ردوها بناءاً على تعارضها مع أخبار أخرى كانت أعلى صحة عندهم
طبعاً هذه النقاط من باب خاطبوهم على قدر عقولهم و إلا فنحن لا نسلم لهم بذلك أبداً (أي أن الأئمة ردوا خبر الآحاد في العقيدة).
و بيننا الدليل
بارك الله فيكم
ردكم كاف ما شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/155)
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 04 - 08, 02:12 م]ـ
لكنهم قد يردون على هذا أنه مادام رد بعضها في باب الأحكام العملية أو العبادات لحجة عدم القطعية و غياب القرائن، فالعقيدة أولى.
..... فإن إرتأيتم أن أفند نقطة نقطة فعلى الرحب و السعة
ننتظر منكم التكرم بذلك و الرد على الجواب أعلاه فلن نعدم الفائدة،بارك الله فيكم.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:04 م]ـ
لكنهم قد يردون على هذا أنه مادام رد بعضها في باب الأحكام العملية أو العبادات لحجة عدم القطعية و غياب القرائن، فالعقيدة أولى.
ننتظر منكم التكرم بذلك و الرد على الجواب أعلاه فلن نعدم الفائدة،بارك الله فيكم.
أختي توبة
شيخ الإسلام ما رد خبر الواحد الصحيح لا في العقيدة و لا في الأحكام
بل معنى كلامه رحمه الله أنكم يا رافضة لا تقرون بخبر الواحد فكيف تستدلون بما لا تقرون (من باب الإلزام)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:40 م]ـ
لكنهم قد يردون على هذا أنه مادام رد بعضها في باب الأحكام العملية أو العبادات لحجة عدم القطعية و غياب القرائن، فالعقيدة أولى.
ننتظر منكم التكرم بذلك و الرد على الجواب أعلاه فلن نعدم الفائدة،بارك الله فيكم.
الأخت الفاضلة توبة
هم يقولون أن السلف ردوا خبر الواحد في الأحكام لعدم الحجة القطعية فبالتالي الأولى رده في في العقائد
فنسألهم نحن و نقول لهم
لو سلمنا معكم جدلاً فيما ترمون إليه من قولكم سالف الذكر
فهل أنتم تردون خبر الواحد في الأحكام؟؟؟
فإن قالوا نعم كفروا (لإن هذا رد للسنة و كما هو معلوم أن الأخبار المتواترة قليلة تعد على الأصابع)
و إن قالوا لا قلنا لهم فقد بطل استدلالكم بهذا
لإن الإستدلال بالدليل يقتضي التسليم بما فيه جملتاً و تفصيلاً
و من باب زيادة الرد عليهم نقول لهم
السلف لما ردوا بعض الأخبار في الأحكام فهل ردوها كلها؟؟
فإن قالوا نعم فقد أبطلوا الدين
و إن قالوا لا قلنا لهم فسد ما تستدلون به
و ظَهر بطلان كلامهم في أن السلف ردوا هذه الأخبار لعدم الحجة القطيعة بذلك
بدليل أنهم ما ردوها كلها ....
إذن لماذا رد السلف هذه الأخبار و الجواب من أنهم ردوها لوجود خبر مخالف أًصح عندهم من المردود فنُسف ما يستدلون به
و خير ما يستدل به على ذلك نقل أخونا العقيدة حفظه الله لمقالة هذا الضال
و التي فيها
(1ـ روى احمد ج2 ص301 حديث رقم 8011، والبخاري 3604 ومسلم 74 (2917) من طريق أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: ((يهلك أمتي هذا الحي من قريش، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله، قال: لو أن الناس اعتزلوهم))، قال عبدالله بن احمد: (وقال أبي في مرضه الذي مات فيه: اضرب على هذا الحديث فانه خلاف الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم)
فظهر أن الإمام أحمد لم يرد خبر الواحد لعدم الحجة القطعية عنده بل رده لمخالفة أخبار أخرى صحت عنده
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:55 م]ـ
بل يزداد عجبي من سخف و وهاء هذا الضال في حال الإستدلال
فبينما هو يتكلم في معرض الأدلة على رد خبر الواحد ينقل فيقول
((1) وكذلك ضعف الإمام احمد حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم برقم (50) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم انه تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل)). اهـ
قال الإمام احمد كما في " شرح النووي على صحيح مسلم " ج2 ص28 وغيره: (هذا الحديث غير محفوظ)، قال: (وهذا الكلام لا يشبه كلام ابن مسعود اهـ. وقال ابن الصلاح: هذا الحديث أنكره الإمام احمد بن حنبل). اهـ قلت: والحديثان صحيحان عندنا وما خالفهما ـ إن لم يمكن الجمع بينهما وبينه ـ باطل مردود، وليس هذا موضع بيان ذلك والله المستعان.)
فالظاهر من الكلام أن الإمام أحمد كان يضعف الحديث بدليل ما نقله الضال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/156)
فلماذا يستدل هذا الضال بهذا الكلام على رد خبر الواحد و الإمام أحمد ما رد خبر الواحد الصحيح و لكن رده لضعفه عنده بدليل أن الإمام أحمد نفى صحت الكلام بقوله هذا لا يشبه كلام ابن مسعود.
فظهر من الكلام فساد مقالة هذا الرجل فيما يرمي إليه
و قوله الضال:"و الحديثان صحيحان عندنا "
قوله لا يلزم صحت ما يقول فالحديث بغض النظر عن صحته أو ضعفه هو ضعيف عند الإمام أحمد
سؤال بريءقوله (وأما الإمام احمد فقد ثبت عنه ثبوتا أوضح من الشمس)
عن أي شمس يتكلم هو؟؟؟؟
أظنه يتكلم عن شمس غير شمسنا ...... ابتسامة:)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[22 - 04 - 08, 01:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
إن كثيرا من الناس أراد اسقاط مسائل الإيمان بإسقاطها على غير موضعها.
وحتى نخرج بقول ذا بال لا بد لنا ان نضع بعض التساؤلات.
1 - ما هو حد المتواتر المعتبر.
2 - هل ثبت عن احد من اهل العلم انه رد الحديث إذا صح عنده سواء في الاحكام او العقائد.
3 - هل هناك دليل واحد يبين عدم قبول خبر الواحد في العقيدة.
وعليه:
إن الاخ الذي سود صفحات في بيان الزعم ان اهل السنة لا يقبلون خبر الواحد في العقيدة.
أسأله بعد هذا التسويد إن قرره وذهب اليه.
كم من مسائل المعتقد يلزمنا شرعا الاخذ بها، وهل يلزمني بالتواتر المعنوي، أم بالتواتر اللفظي، وما الدليل لكل مسألة.
أقول: إن كل ما سود به الاخ صفحاته من نقول: لم يعد ما فيها دلائل على اختلاف العلماء في قبول خبر الواحد فقها، لا في مسائل العقيدة.
فهل انزل الكاتب ذلك على مسائل الفقه كما اشتد في زج الادلة على على غير مضمونها وموضوعها؟؟!!!!
لكن الكل يعلم ان ادلة الحجية في خبر الواحد عقيدة قد بلغت بعددها حد التواتر الاعلى.
فما حكم اهل اليمن والمدينة ولم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم على من رفض قبول رسالته لما مزق كتابه او قتل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم
وغيرها كثير.
اقول لمن يكتب في مثل هذه الامور يأتي بأدلة لا دليل فيها على المقصود هلا أثبت العرش ثم جملت ونقشت.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[22 - 04 - 08, 03:38 م]ـ
جزاكم الله كل خير يا شيخنا شاكر
و رفع قدركم في الدنيا و الآخرة
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[22 - 04 - 08, 03:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخانا الحبيب فادي: قد نظرت كلامكم، وفيه خير كثير نفع الله بكم. وكذا ما قالت توبة.
وقد حاولت بعد تسطير العبارات السابقة اعادت تعديلها بنفس مضمونها لكني لم اوفق فبدا لي ارسالهامرة ثانية ليكون الغرض فيما بدا لي اوضح، وأنجح.
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة
إن كثيرا من الناس أراد اسقاط مسائل الإيمان بإسقاطها على غير موضعها.
وحتى نخرج بقول ذا بال لا بد لنا ان نضع بعض التساؤلات.
1 - ما هو حد المتواتر المعتبر ليكون عمدة يرجع إليه في القبول والرد.
2 - هل ثبت عن احد من اهل العلم أولي الفضل أنه رد الحديث إن صح عنده في العقيدة أو الأحكام على السواء، أم لا يعدو الأمر رد الرواية لعلة بدت للعالم.
3 - هل هناك دليل واحد يبين عدم قبول خبر الواحد في العقيدة عند أهل العلم؟ أم أن العود إلى القياس الباطل غير المتفق.
وعليه:
إنا لنسأل كل من يسود صفحات كثيرة في مثل هذه المواضيع
هل تعلم عدد المسائل العقيدة التي يلزمنا الأخذ بها بعد هذا التقرير والمذهب الذي ذهب اليه الصاد عن نصوص الوحي؟؟.
أقول:لكل من سود صفحاته من نقول: لا يعدو ما نقلت من كلام الناس بيانا على اختلاف العلماء في قبول خبر الواحد فقها، لا عقيدة.
ولو انزل الكاتب ما نقل على مسائل الفقه وفقا لدلالتها ومضمونها ما سلم له شيء في الأحكام ولا غيرها.
لكنه تجاوز ذلك و اشتد في زج الادلة في غير موضعها وبنى عليهاما ليس من فقهها.
وأخيرا: إن الكل يعلم ان ادلة الحجية في خبر الواحد عقيدة قد بلغت بعددها حد التواتر الاعلى.
ولو اكتفينا بسؤالنا عن ايمان اهل اليمن والمدينة وداء النبي صلى الله عليه وسلم على من رفض قبول رسالته لما مزق كتابه او قتل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقول لمن يكتب في مثل هذه الامور أن يأتي بأدلة لا دليل فيها على المقصود فهلا أثبت العرش ثم جمّلت ونقشت.
واخيرا أقول ما رد احد من أهل العلم حديث الآحاد بعد ثبوته عنده إلا لعلة كما قرر اخونا فادي.
وأقول: لا ينبغي التنزل مع الخصوم في مثل هذا الموطن لأنهم في الغالب لا يضعونه موضعه، ولا يرغبون فقهه وفهمه.
ـ[صهيب محمود]ــــــــ[07 - 06 - 08, 04:25 م]ـ
تنبيه من المشرف:
تم تحرير الرد لنشره للبدع والضلالات، وهذا آخر إنذار للكاتب هداه الله لمنهج السلف الصالح.(25/157)
عقيدة >الأئمة الأربعة< في الأسماء والصفات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 06 - 03, 08:36 م]ـ
منقول من إحدى المنتديات
_____________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، اللهم فصل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى آلهم وصحبهم أجمعين صلاة وسلاما دائمين متلازمين أبد الآبدين آمين.
وبعد،
قد سألني بعض الأصدقاء حفظهم الله تعالى أن أعمل مختصراً في عقيدة الأئمة الأربعة رحمة الله عليهم ورضوانه، ليقرب على المتعلم درسه ويسهل على المبتدئ حفظه ويتبين بطلان قول كثير من أهل الزيغ والبدع - أخزاهم الله - الذين انتسبوا إلى بعض من الأئمة الأربعة كالماتريدية والأحباش وغيرهم، ونسبوا إليهم عقيدة التعطيل بالتأويل الباطل، وهذا فرية بلا مرية، ومن شك في ذلك، فليطالع "أصول البزدوي" و"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" و"روح المعاني" و"الفقه الأبسط" و"شرح العقيدة الطحاوية" و"الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام" و"ذم الكلام" و"الصفات" و"الشريعة" و"الأعتقاد" و"التمهيد" و"عقيدة السلف أصحاب الحديث" و"الفتح" و"ترتيب المدارك" و"آداب الشافعي" و"الحلية" و"السنن الكبرى" و"الأسماء والصفات" و"شرح السنة" و"إثبات صفة العلو" و"العلو" و"مختصر العلو" و"مجموع الفتاوى" و"الرسالة" و"الانتقاء" و"اللسان" و"ذم التأويل" و"الطبقات" و"اجتماع الجيوش الاسلامية" و"السير" و"كتاب المحنة" و"مناقب الشافعي" و"السنة" و"سير أعلام النبلاء" و"تهذيب التهذيب" و"مناقب الإمام" و"درء تعارض العقل والنقل" و"طبقات الحنابلة" وأخيراً "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" يظهر له أن زعمه موقع له في خسران، وإن ليس كل من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة وبقية أئمة أهل السنة والجماعة - رضوان الله عليهم - يعدُّ موافقاً له في أصول الدين وفروعه، بل هناك من كبار المبتدعة من انتسب إلى الإمام أبي حنيفة، وأبو حنيفة بريء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف، فبالمقارنة بين الإمام أبي حنيفة وأبي منصور الماتريدي والماتريدية يظهر إنَّهما مختلفان في المنهج متباعدان في التطبيق في كثير من مسائل الاعتقاد. فلم يكن الماتريدي والماتريدية على منهج الإمام أبي حنيفة في الاعتقاد وإن انتسبوا إليه في الفروع، وإنه ليس من منهج الإمام أبي حنيفة نوع من التشبيه أو التعطيل، وكذلك لا يوجد في كلام الإمام تفويض مطلق، بل الذي في كلام أبي حنيفة تفويضٌ مقيَّدٌ بنفي العلم بالكيفيَّة فقط لا المعنى، فقد أثبت الإمام جميع الصفات: ذاتيَّة كانت أو فعليَّةً بدون تأويلٍ، أو تحريفٍ، وظلَّ ملتزماً بمنهجه هذا أثناء التطبيق؛ فأبى أن يُؤوِّل اليد بالقدرة أو النعمة، والرضا بالثواب، والغضب بالعقاب. وكذلك يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه، فهم يُأولون صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فيُأولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والة، والإمام الشافعي يثبت صفات الله بلا كيف ولا تعطيل، وهذا هو الصراط المستقيم في باب صفات الله إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل. فعقيدة الأئمة الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد - رضوان الله عليهم - اعتقاد واحدٌ في أصول الدين. وقد جمعت نصوص الأئمة الأربعة الواضحة في بيان عقيدتهم ليعرف القارئ الكريم أنهم متفقون في باب الاعتقاد. والحمد لله الذي يسَّر وأعان على إتمام هذا، فللَّهِ وحده الفضل والمنَّة.
--------------------------------------------------------------------------------
إمام المسلمين أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/158)
هو النعمان بن ثابت بن زوطي, التيمي بالولاء. أبو حنيفة. فقيه العراق وإمام الحنفية وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. ولد ونشأ بالكوفة, ولما شب تلقى الفقه على حماد بن أبي سليمان الأشعري وسمع كثيرا من علماء التابعين وروى عنهم كعطاء ابن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر والشعبي والزهري وغيرهم. وروى عنه جماعة منهم ابنه حماد وزفر والهذيل ومحمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف القاضي وغيرهم. كان زاهدا ورعا, أراده يزيد بن هبيرة, أمير العراق, أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع وقال: لن أصلح للقضاء, فحلف عليه المنصور ليفعلن, فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل, فحبسه المنصور إلى أن مات, وقيل إنه قتله بالسم وقيل إنه توفي وهو يصلي. كان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية وهو الذي تجرد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس وفرع للفقه فروعاً زاد في فروعه, وقد تبع أبا حنيفة جل الفقهاء بعده ففرضوا المسائل وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها. وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث ويتحرى عنه وعن رجاله, فلا يقبل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا رواه جماعة عن جماعة, أو إذا اتفق فقهاء الأمصار على العمل به. توفي في بغداد عن سبعين سنة. [الأعلام ج9 ص4، تاريخ بغداد ج13 ص323 - 378، وفيات الأعيان ج5 ص405، المسعودي ج3 ص304، البداية والنهاية ج10 ص107، تذكرة الحفاظ ج1ص168 العبر ج1 ص214، النجوم الزاهرة ج2 ص12، مروج الذهب ج3 ص304، المعارف ص495، دائرة المعارف الإسلامية: مادة أبو حنيفة]
عقيدة الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف، وهو قول أهل السنة والجماعة، وهو يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته، ورضاه ثوابه. ونصفه كما وصف نفسه أحد صمد لم يلد ولم يولد ولك يكن له كفواً أحد، حي قادر سميع بصير عالم، يد الله فوق أيديهم، ليست كأيدي خلقه، ووجهه ليس كوجوه خلقه. [الفقه الأبسط ص56]
2) قال الإمام أبو حنيفة: وله يد ووجه ونفس كما ذكره الله تعالى في القرآن، فما ذكره الله تعالى في القرآن، من ذكر الوجه واليد والنفس فهو له صفات بلا كيف، ولا يقال: إن يده قدرته أو نعمته؛ لأن فيه إبطالَ الصفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال… [الفقه الأكبر ص302]
3) قال البزدوي: العلم نوعان علم التوحيد والصفات، وعلم الشرائع والأحكام. والأصل في النوع الأول هو التمسُّك بالكتاب والسُّنة ومجانبة الهوى والبدعة ولزوم طريق السنُّة والجماعة، وهو الذي عليه أدركنا مشايخنا وكان على ذلك سلفنا أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وعامة أصحابهم. وقد صنف أبو حنيفة - رضي الله عنه - في ذلك كتاب الفقه الأكبر، وذكر فيه إثبات الصفات وإثبات تقدير الخير والشر من الله. [أصول البزدوي ص3، كشف الأسرار هن أصول البزدوي ج1 ص7، 8]
4) قال الإمام أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء، بل يصفه بما وصف به نفسه، ولا يقول فيه برأيه شيئاً تبارك الله تعالى ربّ العالمين. [شرح العقيدة الطحاوية ج2 ص427 تحقيق د. التركي وجلاء العينين ص368]
5) سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]
6) قال الملاَّ علىُّ القاري بعد ذكره قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم والكيف مجهول…": اختاره إمامنا الأعظم – أي أبو حنيفة – وكذا كل ما ورد من الآيات والأحاديث المتشابهات من ذكر اليد والعين والوجه ونحوها من الصفات. فمعاني الصفات كلها معلومة وأما كيفيتها فغير معقولة؛ إذْ تَعقُّل الكيف فرع العلم لكيفية الذات وكنهها. فإذا كان ذلك غير معلوم؛ فكيف يعقل لهم كيفية الصفات. والعصمة النَّافعة من هذا الباب أن يصف الله بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل يثبت له الأسماء والصفات وينفي عنه مشابهة المخلوقات، فيكون إثباتك منزهاً عن التشبيه، ونفيك منزَّهاً عن التعطيل. فمن نفى حقيقة الاستواء فهو معطل ومن شبَّهه باستواء المخلوقات على المخلوق فهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/159)
مشبِّه، ومن قال استواء ليس كمثله شيء فهو الموحِّد المنزه. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ج8 ص251]
7) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته لأنَّ فيه إبطال صفة، وهو قول أهل القدر والاعتزال. [الفقه الأكبر ص302]
8) قال الإمام أبو حنيفة: وهو يغضب ويرضى ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه. [الفقه الأبسط ص56، وسكت عليه محقق الكتاب الكوثري]
9) قال الألوسي الحنفيُّ: أنت تعلم أن طريقة كثير من العلماء الأعلام وأساطين الإسلام الإمساك عن التأويل مطلقاً مع نفي التَّشبيه والتجسيم. منهم الإمام أبو حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد، والإمام الشافعيَّ، ومحمد بن الحسن، وسعد بن معاذ المروزيُّ، وعبد الله بن المبارك، وأبو معاذ خالد بن سليمان صاحب سفيان الثوري، وإسحاق بن راهُويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والترمذي، وأبو داود السجستاني .. [روح المعاني ج6 ص156]
10) قال الإمام أبو حنيفة: ولا يشبه شيئاً من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ... [الفقه الأكبر ص301]
11) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته بخلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا، ويقدر لا كقدرتنا، ويرى لا كرؤيتنا، ويسمع لا كسمعنا، ويتكلَّم لا ككلامنا ... [الفقه الأكبر ص302]
12) قال الإمام أبو حنيفة: لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين. [الفقه الأبسط ص56]
13) قال الإمام أبو حنيفة: وصفاته الذاتية والفعلية: أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته. [الفقه الأكبر ص301]
14) قال الإمام أبو حنيفة: ولم يزل فاعلاً بفعله، والفعل صفة في الأزل، والفاعل هو الله تعالى، والفعل صفة في الأزل والمفعول مخلوق وفعل الله تعالى غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]
15) قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139، العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز ص301]
16) قال الإمام أبو حنيفة للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده؟ قال: إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال رجل: أرأيت قول الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [سورة الحديد: الآية 4] قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه. [الأسماء والصفات ص429]
17) قال الإمام أبو حنيفة: والقرآن غير مخلوق. [الفقه الأكبر ص301]
18) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. [الجواهر المنفية في شرح وصية الإمام ص10]
19) قال الإمام أبو حنيفة: ونقر بأن الله تعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة. [شرح الوصية ص10]
--------------------------------------------------------------------------------
الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه
هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، ينتهي نسبه إلى ذي أصبح، وهي قبيلة من اليمن. أبو عبد الله. قدم أحد أجداده من اليمن إلى المدينة وسكنها، وكان جده أبو عامر من أصحاب رسول الله، شهد معه المغازي كلها ما عدا بدرا. هو أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية. أخذ العلم عن نافع مولى عبد الله بن عمر، وأخذه عن ابن شهاب الزهري، وأما شيخه في الفقه فهو ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي. كان مالك إماما في الحديث، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان رجلا مهيبا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط. حدث عنه كثير من الأئمة، منهم ابن المبارك والأوزاعي والليث بن سعد والشافعي. قال البخاري. أصح الأحاديث عن مالك عن نافع عن ابن عمر. كان يعتمد في فتياه على كتاب الله ثم على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنده منهما، وكان يعطي لما جرى عليه العمل في المدينة أهمية كبرى، ولا سيما عمل الأئمة وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بكر وعمر. حمل إلى جعفر بن سليمان العباسي، والي المدينة فضربه سبعين سوطا لأنه أفتى بعدم لزوم طلاق المكره، وهي فتوى ذات وجه سياسي،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/160)
لأنها تسري إلى أيمان البيعة التي أحدثوها، وكانو يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند المبايعة، فرأوا أن فتوى مالك تنقض البيعة وتهون الثورة عليهم. سئل مالك عن البغاة أيجوز قتالهم؟ فقال: يجوز قتالهم إن خرجوا على خليفة مثل عمر بن عبد العزيز، فقيل له: إن لم يكن مثله، قال: دعهم ينتقم الله من ظالم بظالم، ثم ينتقم من كليهما، فكانت هذه الفتوى سبب محنته. استند في إبطال يمين المكره على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه. ولما بلغ الخليفة ما فعل والي المدينة بمالك أنكره وعزل جعفر بن سليمان عن المدينة وأمر أن يؤتى به إلى بغداد محمولا على قتب (أي على جمل). ثم لقي المنصور مالكا في موسم الحج سنة 163هـ واجتمع به في منى واعتذر إليه وطلب منه أن يدون علمه في كتاب يتجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر ورخص عبد الله بن عباس وشواذ عبد الله بن مسعود، وأن يقصد إلى أواسط الأمور وما اجتمع عليه من الأئمة والصحابة، وأمر له بألف دينار وكسوة، فصنف مالك الموطأ وهو أول كتاب ظهر في الفقه الإسلامي. ومن كتبه (المدونة) وهي مجموعة رسائل من فقه مالك جمعها تلميذه أسد بن الفرات أقام مالك بالمدينة ولم يرحل منها إلى بلد آخر، وقد وجه إليه الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال: العلم يؤتى، فقصده الرشيد إلى منزله، وجلس بين يديه فحدثه. أكثر من رحل إليه المصريون والمغربيون من أهل أفريقية والأندلس، وهم الذين نشروا مذهبه في شمال أفريقية وفي الأندلس، ثم ظهر مذهبه في البصرة وبغداد وخراسان بواسطة فقهاء رحلوا إليه من تلك البلاد. توفي في المدينة عن 86 عاما ودفن بالبقيع. [الأعلام ج6 ص128، البداية والنهاية ج10 ص174، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج2 ص178 - 180، تذكرة الحفاظ ج1 ص207، شذرات الذهب ج1 ص289، الفهرست ص 286، وفيات الأعيان ج4 ص135، المعارف ص 498]
عقيدة الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) سئل مالك عن الكلام والتوحيد؛ فقال مالك: محال أن يُظنَّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علَّم أمَّته الاستنجاء، ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فما عُصم به المال والدم حقيقة التوحيد. [ذم الكلام ق - 210]
2) عن وليد بن مسلم قال: سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا أمِرّوها كما جاءت. [الصفات للدارقطني ص75، الشريعة للآجري ص314، الأعتقاد للبيهقي ص118، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص149]
3) قال ابن عبد البر: سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [الانتقاء ص36]
4) عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال: يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42]
5) عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5] كيف استوى؟ فما وجد - جاء في لسان العرب ج3 ص446: وجد عليه في الغضب يُجِدُ وجداً ومَوْجِدَة ووجداناً غضب، وفي حديث الإيمان، إني سائلك فلا تجد عليَّ أي لا تغضب من سؤالي - مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص17 - 18، التمهيد ج7 ص151، الأسماء والصفات للبيهقي ص407، قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج13 ص406، 407: إسناده جيد. وصححه الذهبي في العلو ص103]
6) عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. [الحلية لابي نعيم ج6 ص325، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص249، ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص44]
7) عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب. [الانتقاء ص35]
8) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/161)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 06 - 03, 08:41 م]ـ
الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي، بن عبد المطلب بن مناف. أبو عبد الله. موطن أبيه مكة خرج أبوه إلى غزة فولد له ابنه محمد، فعادت به أمه إلى مكة وهي يمانية من الأزد، وهو ابن سنتين بعد وفاة أبيه. استظهر القرآن في صباه، ثم خرج إلى قبيلة هذيل بالبادية، وكانوا من أفصح العرب، فحفظ كثيرا من أشعارهم، ثم عاد إلى مكة وقد أفاد فصاحة وأدبا. لزم مكة وقرأ على مسلم بن خالد الزنجي، وهو يومئذ شيخ الحرم المكي ومفتيه، حتى أذن له أن يفتي. ثم أتى الإمام مالكا في المدينة فقرأ عليه الموطأ فاكتسب فقها من مسلم وحديثا من مالك. رحل إلى اليمن وولي عملا لقاضيها مصعب بن عبد الله القرشي، وكانت اليمن مهدا لكثير من الشيعة، فاتهم بالتشيع، وكان الخليفة آنئذ هارون الرشيد، فحمل إليه، وهو في مدينة الرقة مع جماعة من المتهمين، وقد تعرض بهذه التهمة لخطر شديد، لولا حاجب الرشيد الفضل بن الربيع، فدافع عنه حتى أثبت براءته، وتكلم الشافعي أمام الرشيد فأعجب به وأمر بإطلاقه ووصله، وكان ذلك عام 184 هـ. انتهز الشافعي فرصة وجوده بالعراق فدخل بغداد واتصل بمحمد بن الحسن الشيباني، صاحب أبي حنيفة، فأنزله عنده وأخذ الشافعي عنه واطلع على كتب فقهاء العراق واكتسب من فقههم، فجمع بين طريقة الفقهاء وطريقة أهل الحديث وكانت له مناظرات مع محمد بن الحسن مملوءة بكتب الشافعي. عاد بعد ذلك إلى مكة وكانت محجة العلماء من سائر الأقاليم، فاستفاد وأفاد وناظر وأخذ عنه كثيرون، ثم رحل إلى بغداد سنة 195 هـ في خلافة الأمين، وأخذ عنه علماء العراق، وأملى هناك كتبه في مذهبه (العراقي أو القديم)، واجتمع بعلماء بغداد وأئمتها ومنهم الإمام أحمد بن حنبل، ثم عاد إلى مكة وقد انتشر ذكره في بغداد وانتحل طريقته كثير من علمائها. في سنة 198 هـ عاد إلى العراق في رحلته الثالثة إليه، ومكث في العراق قليلا وسافر منه إلى مصر، فنزل بالفسطاط ضيفا على عبد الله بن عبد الحكم، وكان من أصحاب مالك، وكانت طريقة مالك منتشرة بين المصريين، وفي مصر صنف كتاب (الأم) وهو من كتبه الجديدة التي أملاها مع كتابه (الرسالة) في الأصول. والشافعي هو أحد الأئمة الأربعة. وقد نشر مذهبه بنفسه بما قام به من رحلات، وهو الذي كتب كتبه بنفسه وأملاها على تلاميذه ولم يعرف هذا لغيره من كبار الأئمة. والشافعي شاعر مقل، قريب المعاني، سهل الأسلوب، نجد في بعض مقطوعاته روح الشاعر. هو أول من صنف في أصول الفقه وأول من قرر ناسخ الحديث من منسوخه. من تصانيفه: كتاب الأم، رسالة في أصول الفقه، سبيل النجاة، ديوان شعره وغير ذلك. توفي في مصر عن 54 سنة. [الأعلام ج6 ص249، تاريخ بغداد ج2 ص56 - 73، وفيات الأعيان ج4 ص163، تذكرة الحفاظ ج1 ص361، شذرات الذهب ج2 ص9، حسن المحاضرة ج1 ص303، البداية والنهاية ج10 ص251، العبر ج1 ص243، حلية الأولياء ج9 ص63، طبقات الشافعية ص 6، معجم الأدباء ج6 ص367، الفهرست ص294]
عقيدة الإمام ابن إدريس الشافعي - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) عن الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: من حلف باللهِ، أو باسم من أسمائه، فحنث؛ فعليه الكفارة. ومن حلف بشيء غير اللهِ، مثل أن يقول الرجل: والكعبة، وأبي، وكذا وكذا ما كان، فحنث؛ فلا كفارة عليه. ومثل ذلك قوله: لعمري .. لا كفارة عليه. ويمين بغير اللهِ فهي مكروهة، منهي عنها من قبل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم: إن اللهَ عزَّ وجلَّ نهاكم أن تحلِفوا بأبائكم، فمن كان حالفاً فليحلِف بالله أو ليسكت. [مناقب الشافعي ج1 ص405] وعلل الشافعي ذلك بأن أسماء اللهِ غير مخلوقة؛ فمن حلف باسم اللهِ، فحنث؛ فعليه الكفارة. [آداب الشافعي لابن أبي حاتم ص193، الحلية لابي نعيم ج9 ص112، السنن الكبرى للبيهقي ج10 ص28، الأسماء والصفات للبيهقي ص255، 256، شرح السنة للبغوي ج1 ص188، والعلو للذهبي ص121، ومختصره للألباني ص77]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/162)
2) عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181 - 183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني ص176]
3) عن المزني قال: قلت إن كان أحد يخرج ما في ضميري، وما تعلَّق به خاطري من أمر التوحيد؛ فالشافعي، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه، قلت: هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللهُ فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر بالسؤال عن ذلك؟ قلت: لا، قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: أتدري كم نجماً في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، ممَّ خُلِق؟ قلت: لا، قال: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرَّعها على أربعة أوجهٍ، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيءٌ تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع عِلْمَهُ وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك. فارجع إلى قول اللهِ تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {163} إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ} [سورة البقرة: الآيتان 163، 164] فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك. [سير أعلام النبلاء ج10 ص31]
4) عن يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المُسمى، أو الشيء غير الشيء، فاشهد عليه بالزندقة. [الانتقاء ص79، مجموع الفتاوى ج6 ص187]
5) قال الشافعي في كتابه الرسالة: والحمد لله ... الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه. [الرسالة ص7، 8]
6) عن الشافعي إنه قال: نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه، كما نفى عن نفسه، فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: الآية 11] [السير للذهبي ج20 ص341]
7) عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول في قول الله عزَّ وجلَّ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] أعلمنا بذلك أن ثم قوماً غير محجوبين، ينظرون إليه، لا يضامون في رؤيته. [الانتقاء ص79]
8) عن الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد ابن إدريس الشافعي، جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15] قال الشافعي: فلما حجبوا هؤلاء في السخط؛ كان هذا دليلاً على أنه يرنه في الرضا. قال الربيع: قلت يا أبا عبد الله وبه تقول؟ قال: نعم به أدين اللهَ. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص506]
9) عن الجارودي قال: ذُكر عند الشافعي، إبراهيم بن إسماعيل بن عُلَيَّة [قال عنه الذهبي: هالك كان يناظر ويقول بخلق القرآن. ميزان الاعتدال ج1 ص20، وانظر ترجمته في لسان الميزان ج1 ص34، 35] فقال: أنا مخالف له في كل شيء، وفي قوله لا إله إلا الله، لست أقول كما يقول. أنا أقول: لا إله إلا الله الذي كلَّم موسى عليه السلام تكليماً من وراء حجاب، وذاك يقول لا إله إلا اللهُ الذي خلق كلاماً أسمعه موسى من وراء حجاب. [الانتقاء ص79، والقصة ذكرها الحافظ عن مناقب الشافعي للبيهقي، اللسان ج1 ص35]
10) عن الربيع بن سليمان، قال الشافعي: من قال القرآن مخلوق؛ فهو كافر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص252]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/163)
11) عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي، أخبرني عن القرآن خالق هو؟ قال الشافعي: اللهم لا، قال: فمخلوق؟ قال الشافعي: اللهم لا. قال: فغير مخلوق؟ قال الشافعي: اللهم نعم، قال: فما الدليل على أنه غير مخلوق؟ فرفع الشافعي رأسه وقال: تقر بأن القرآن كلام الله؟ قال: نعم. قال الشافعي: سبقت في هذه الكلمة، قال الله تعالى ذكره: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ} [سورة التوبة: الآية 6] {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء: الآية 164] قال الشافعي: فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟ أو كان الله، ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله، وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه. فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]
12) وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي - من رواية أبي طالب العُشاري - ما نصه قال: وقد سئل عن صفات الله عزَّ وجلَّ، وما ينبغي أن يؤمن به، فقال: للهِ تبارك وتعالى أسماء وصفات، جاء بها كتابه وخبَّر بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - أمته، لا يسع أحداً من خلق الله عزَّ وجلَّ قامت لديه الحجَّة أن القرآن نزل به، وصحَّ عنده قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى عنه، العدل خلافه، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجَّة عليه، فهو كافر بالله عزَّ وجلَّ. فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر؛ فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل، ولا بالدراية والفكر. ونحو ذلك إخبار الله عوَّ وجلَّ أنه سميع وأن لد يدين بقوله عزَّ وجلَّ: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [سورة المائدة: الآية 64] وأن له يميناً بقوله عزَّ وجلَّ: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [سورة الزمر: الآية 67] وأن له وجهاً بقوله عزَّ وجلَّ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [سورة القصص: الآية 88] وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [سورة الرحمن: الآية 27] وأن له قدماً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "حتى يضع الرب عزَّ وجلَّ فيها قدَمه." يعني جهنم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - للذي قُتِل في سبيل الله عزَّ وجلَّ أنه: "لقي الله عزَّ وجلَّ وهو يضحك إليه." وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا، بخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأنه ليس بأعور لقوله النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكر الدجال فقال: "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"، وأن المؤمنين يرون ربهم عزَّ وجلَّ يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وأن له إصبعاً بقوله - صلى الله عليه وسلم: "ما من قلب إلاَّ هو بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجلَّ" وإن هذه المعاني التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها نفسه، ووصفه بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تُدرَك حقيقتها تلك بالفكر والدراية، ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه به، وإن كان الوارد بذلك خبراً يقول في الفهم مقام المشاهدة في السَّماع؛ وجبت الدينونة على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ولكن نثبت هذه الصفات، وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى: الآية 11] ... آخر الاعتقاد. [ذم التأويل لابن قدامة ص124، الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، السير للذهبي ج10 ص79]
--------------------------------------------------------------------------------
الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/164)
هو أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني المروزي البغدادي. أبو عبد الله. أصله من مرو ولد في بغداد وفيها تعلم. رحل إلى الكوفة و البصرة وإلى الشام والحجاز واليمن، وعني في هذه الأسفار بطلب الحديث، ثم عاد إلى بغداد. ولما قدم الشافعي إلى بغداد تفقه عليه، ثم اجتهد لنفسه. صاحب المذهب الحنبلي والإمام في الحديث والفقه. وقف وقفته المشهورة في المحنة بخلق القرآن، وتزعم الفريق الذي عارض هذه الفكرة واحتمل مع أصحابه كثيرا من الأذى والضرر، فقد أمر المعتصم بضربه بالسياط، فضرب حتى تمزق جسمه وحبس نحو ثمانية وعشرين شهراً وهو في العذاب، ثابت محتسب، فلما علموا أنه لا يجيب أطلقوا سراحه. في عهد الخليفة الواثق بالله منع من الفتيا وأمر أن يختفي، فلزم بيته حتى مات الواثق فارتفعت المحنة في عهد الخليفة المتوكل وتلاشت فكرة خلق القرآن وقد أظهر المتوكل إكرامه له، فاستدعاه إليه وأكرمه وأمر له بجائزة كبيرة فلم يقبلها، وخلع عليه خلعة سنية فاستحيا منه أحمد فلبسها إلى الموضع الذي كان نازلا فيه، ثم نزعها نزعاً عنيفاً وهو يبكي، وجعل المتوكل يرسل إليه في كل يوم من طعامه الخاص ويظن أنه يأكل منه، ولكنه كان صائماً طاوياً تلك الأيام حتى غادر سامراء وعاد إلى بغداد. سمع الحديث من أكابر المحدثين وشيوخ بغداد وروى عنه البخاري ومسلم وطبقتهما، وكان إمام أهل الحديث في عصره، وعداده في رجال الحديث أثبت منه في عداد الفقهاء. من تصانيفه: المسند ويحتوي على نيف وأربعين ألف حديث. كتاب طاعة الرسول. كتاب الناسخ والمنسوخ. كتاب العلل، كتاب الجرح والتعديل، وغير ذلك. توفي عن 77 سنة. [الأعلام ج1 ص192، تاريخ بغداد ج4 ص412، البداية والنهاية ج10 ص316، شذرات الذهب ج2 ص96، وفيات الأعيان ج1 ص63، العبر ج1 ص435، الفهرست ص320، دائرة المعارف الإسلامية: مادة ابن حنبل]
عقيدة الإمام أحمد بن حنبل - رضي الله عنه - في التوحيد:
1) إن الإمام أحمد سئل عن التوكل، فقال: قطع الاستشراف بالإياس من الخلق. [طبقات الحنابلة ج1 ص416]
2) قال الإمام أحمد: لم يزل الله عزَّ وجلَّ متكلماً، والقرآن كلام الله عزَّ وجلَّ، غير مخلوق، وعلى كل جهة، ولا يوصف الله بشيءٍ أكثر مما وصف به نفسه، عزَّ وجلَّ. [كتاب المحنة لحنبل ص68]
3) عن أبي بكر المروذي قال: سألت أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تردها الة في الصفات والرؤية والإسراء وقصة العرش فصححها، وقال: تلقتها الأمة بالقبول وتمر الأخبار كما جاءت. [مناقب الشافعي لابن أبي حاتم ص182]
4) قال عبد الله بن أحمد: إن أحمد قال: من زعم أن الله لا يتكلم فهو كافر، إلاَّ أننا نروي هذه الأحاديث كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص56]
5) عن حنبل أنه سأل الإمام أحمد عن الرؤية فقال: أحاديث صحاح، نؤمن بها، ونقر، وكل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأسانيد جيدة نؤمن به ونقر. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج2 ص507، السنة ص71]
6) أورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدَّد وفيه: صفوا الله بما وصف به نفسه، وانفُوا عن الله ما نفاه عن نفسه ... [سير أعلام النبلاء ج10 ص591، تهذيب التهذيب ج10 ص107]
7) قال الإمام أحمد: وزعم - جهم بن صفوان - أن من وصف الله بشيءٍ مما وصف به نفسه في كتابه، أو حدَّث عنه رسوله كان كافراً وكان من المشبِّهة. [مناقب الإمام أحمد ص221]
8) قال الإمام أحمد: نحن نؤمن بأن الله على العرش، كيف شاء، وكما شاء، بلا حد، ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد؛ فصفات اللهِ منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار. [درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج2 ص30]
9) قال الإمام أحمد: من زعم أن اللهَ لا يُرى في الآخرة فهو كافر مكذب بالقرآن. [طبقات الحنابلة ج1 ص59، 145]
10) عن عبد الله بن أحمد، قال: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم اللهُ موسى، لم يتكلم بصوت فقال أبي: تكلم اللهُ بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت. [طبقات الحنابلة ج1 ص185]
11) عن عبدوس بن مالك العطار، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: ... والقرآن كلام اللهِ، وليس بمخلوق، ولا تضعف أن تقول ليس بمخلوق؛ فإن كلام اللهِ منه، وليس منه شيء مخلوق. [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ج1 ص157]
--------------------------------------------------------------------------------
والله أسأل أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعاً لهدي كتابه والسير على سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم الفقير إلى الله الغني القدير المنان/ أبو إبراهيم الرئيسي العماني. (18 من صفر 1423هـ)
_______________________
انتهى(25/165)
ماذا ثبت عن الإمام أحمد في قوله عن يزيد؟؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[20 - 06 - 03, 10:24 ص]ـ
قيل لأحمد بن حنبل: أيؤخذ الحديث عن يزيد؟ فقال: لا، ولا كرامة، أو ليس هو فعل بأهل المدينة ما فعل؟ وقيل له: إن أقواما يقولون: إنا نحب يزيد، فقال: وهل يحب يزيد من يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقيل له: أو لا تلعنه؟ فقال: متى رأيت أباك يلعن أحدا؟
وقال أبو الفرج ابن الجوزي:
فقال أحمد: ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه؟!
فقيل له: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟
فقرأ أحمد قوله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) ثم قال: فهل يكون فساد أعظم من القتل؟!
فما الصحيح؟؟؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 06 - 03, 11:45 ص]ـ
الأخ عبد السلام هندي.
إليك ملفٌ مرفقٌ عن يزيد بن معاوية.
وهو بحثٌ في ردِ الشبهِ التي قيلت في يزيد بن معاوية كتبه الأخ الفاضل سعود الزمانان.
وهو بحث لم أرَ مثله في الذبِ عن عرضِ يزيد بن معاوية، والذي يسب ليل نهار من قبل الرافضة عليهم من الله ما يستحقون.
أسأل الله أن ينفع به.
محبك في الله: عبد الله زقيل.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[20 - 06 - 03, 12:59 م]ـ
هناك كتاب بعنوان مسائل الإمام أحمد في العقيدة في مجلدين
وذكر اغلب هذه المرويات مع تخريجها والترجيح
لكني قديم العهد به ولا اذكر ماذا رجح
ولكن أحب أن ابين أن روايات إباحة المدينة غير صحيحة وما وقع في تاريخ الطبري فيه مسندة إلي أبي مخنف لوط بن يحي الأزدي,
ومعلوم ماذا قال عنه الذهبي: "أبو مخنف، أخباري تالف، لا يوثق"
وكذلك ورد ذكر هذه الروايات في الكامل لابن الأثير وهو ينقل عن الطبري كما صرح بهذا في مقدمته فقال:" ابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري، إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه والمرجع عند الاختلاف عليه فأخذت ما فيه"
الكامل1/ 5
واما المصادر الاخرى مثل تاريخ اليعقوبي ومروج الذهب للمسعودي فهما يميلان كثيرا إلي ترجيح ما وافق هوى الرافضة كما صرح بذلك أكثر من درس هذه الكتب.
انظر تاريخ الإسلام السياسي لحسن ابراهيم3/ 581
التاريخ السياسي للدولة العربية عصر الخلفاء الأمويين 1/ 27
وكذلك كتاب "الأمامة والسياسة" المنسوب إلي ابن قتيبة فقد شحن هذا الكتاب بكل تالف قال عنه ابن العربي كما في " العواصم من القواصم"248 (فأما الجاهل فابن قتيبة فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب "الإمامة والسياسة" إن صح عنه جميع ما فيه)
وقد علق على هذا الأستاذ محب الدين الخطيب فقال:"لم يصح عنه جميع ما فيه، ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد مسلم بن قتيبة لكان كما قال عنه ابن العربي، لأن كتاب" الإمامة والسياسة"يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا اخذ عن هذين العالمين، فدل ذلك كله على أن الكتاب مدسوس عليه"
وحتى المستشرق ما رغليوث قال:"لايمكن أن يكون لابن قتيبة"
انظر كتاب إباحة المدينة وحرق الكعبة حمد العرينان ص 7
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[20 - 06 - 03, 06:54 م]ـ
وأما ما نقله عن أحمد فالمنصوص الثابت عنه من رواية صالح أنه قال ومتى رأيت أباك يلعن أحدا لما قيل له ألا تلعن يزيد فقال ومتى رأيت أباك يلعن أحدا وثبت عنه أن الرجل إذا ذكر الحجاج ونحو من الظلمة وأراد أن يلعن يقول ألا لعنة الله على الظالمين وكره أن يلعن المعين باسمه
ونقلت عنه رواية في لعنة يزيد وأنه قال ألا ألعن من لعنة الله واستدل بالاية لكنها رواية منقطعة ليست ثابته عنه
كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 4، صفحة 573.
لكن أين الأسانيد والانقطاع حتى يكون البحث دقيقاً؟(25/166)
هَلْ يَجْوزُ لَعْنُ يَزِيد بنِ مُعَاوِيةَ؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 06 - 03, 12:05 م]ـ
أيها الأحبةُ في ملتقى أهلِ الحديثِ.
كلنا نعلمُ أن يزيد بنَ معاويةَ هو ولدُ الصحابي الجليلِ معاويةَ بنِ أبي سفيانَ رضي اللهُ عنه.
يزيدُ بنُ معاويةَ يلعنُ صباحَ مساءَ من قِبلِ الرافضةِ وغيرهم من طوائفِ أهل البدعِ، ولم يقتصر لعنهُ على أهلِ البدعِ فحسب، بل طوائفُ من أهلِ السنةِ يشاركون غيرهم من أهلِ البدعِ في لعنهِ، وكأن لعنهُ قربةٌ يتقربُ بها إلى اللهِ نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ.
وقد كتبَ الشيخُ والأخ الفاضلُ سعودُ الزمانان بحثاً جمع فيه الشبهَ التي تجيزُ للرافضةِ وغيرهم من أهلِ السنةِ لعنَ يزيد بنِ معاويةَ، وفندها شبهةً شبهةً، وبحث في الأسانيدِ التي نقلت في حق لعن يزيد، وميزَ ما صح منها وما لم يصح.
وحقيقةً أن الأخ سعود الزمانان وفقَ جزاه اللهُ خيراً في الذبِ عن عرضِ يزيد بنِ معاويةَ.
نسألُ اللهَ أن يذبَ عن وجهِ أخينا سعود النارَ كما ذبَ عن يزيدَ بنِ معاوية.
وإليكم أيها الأحبةُ ملفٌ مرفقٌ بالبحثِ.
أسألُ اللهَ أن يجعلَ فيه النفعَ والفائدةَ.
ومن كان لديه تعقيبٌ أو إضافةٌ على ما كتبهُ الأخ سعود فلا يبخلُ عليه، وسأقومُ بإيصال ما تطرحونه إليه.
محبكم في الله: عبد الله زقيل.
http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=386
ـ[السعيدي]ــــــــ[20 - 06 - 03, 04:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[20 - 06 - 03, 08:32 م]ـ
المبحث الثالث: هل يجوز لعن يزيد بن معاوية؟
الحقيقة أنني ترددت كثيراً في إدراج هذه المسألة في هذا البحث وذلك لسببين، أولهما أن الأمر يحتاج إلى نفس عميق وبحث متأن حتى لا تزل القدم بعد ثبوتها، والسبب الآخر أن هذه المسألة قد وقع فيها التخبط الكثير من الناس، وأحياناً من الخواص فضلاً عن العوام، فاستعنت بالله على خوض غمار هذه المسألة ونسأل الله الهداية والرشاد
وقد صنفت المصنفات في لعن يزيد بن معاوية والتبريء منه، فقد صنف القاضي أبو يعلى كتاباً بيّن فيه من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد بن معاوية، وألف ابن الجوزي كتاباً سمّاه " الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد "، وقد اتهم الذهبي - رحمه الله- يزيد بن معاوية فقال: " كان ناصبياً، فظاً، غليظاً، جلفاً، يتناول المسكر ويفعل المنكر "، وكذلك الحال بالنسبة لابن كثير – رحمه الله – حينما قال: " وقد كان يزيد فيه خصال محمودة من الكرم، والحلم، والفصاحة، والشعر، والشجاعة، وحسن الرأي في الملك، وكان ذا جمال وحسن معاشرة، وكان فيه أيضاً إقبال على الشهوات، وترك الصلوات في بعض أوقاتها، وإماتتها في غالب الأوقات "
قلت: الذي يجوز لعن يزيد وأمثاله، يحتاج إلى شيئين يثبت بهما أنه كان من الفاسقين الظالمين الذين تباح لعنتهم، وأنه مات مصرّاً على ذلك، والثاني: أن لعنة المعيّن من هؤلاء جائزة.
وسوف نورد فيما يلي أهم الشبهات التي تعلق بها من استدل على لعن يزيد والرد عليها:
أولا: استدلوا بجواز لعن يزيد على أنه ظالم، فباعتباره داخلاً في قوله تعالى {ألا لعنة الله على الظالمين}
الرد على هذه الشبهة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " هذه آية عامة كآيات الوعيد، بمنزلة قوله تعالى {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً} وهذا يقتضي أن هذا الذنب سبب للعن والعذاب، لكن قد يرتفع موجبه لمعارض راجح، إما توبة، وإما حسنات ماحية، وإما مصائب مكفّرة، وإما شفاعة شفيع مطاع، ومنها رحمة أرحم الراحمين " ا. هـ.
فمن أين يعلم أن يزيد لم يتب من هذا ولم يستغفر الله منه؟ أو لم تكن له حسنات ماحية للسيئات؟ أو لم يبتلى بمصائب وبلاء من الدنيا تكفر عنه؟ وأن الله لا يغفر له ذلك مع قوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن لعن الموصوف لا يستلزم إصابة كل واحد من أفراده إلا إذا وجدت الشروط، وارتفعت الموانع، وليس الأمر كذلك "
ثانياً: استدلوا بلعنه بأنه كان سبباً في قتل الحسين – رضي الله عنه -:
الرد على هذه الشبهة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/167)
الصواب أنه لم يكن ليزيد بن معاوية يد في قتل الحسين – رضي الله عنه -، وهذا ليس دفاعاً عن شخص يزيد لكنه قول الحقيقة، فقد أرسل يزيد عبيد الله بن زياد ليمنع وصول الحسين إلى الكوفة، ولم يأمر بقتله، بل الحسين نَفْسُه كان حسن الظن بيزيد حتى قال دعوني أذهب إلى يزيد فأضع يدي في يده. قال ابن الصلاح – رحمه الله -: " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله – أي الحسين رضي الله عنه -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله – كرمه الله – إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره، ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أُهين نساء آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنهن أُخذن إلى الشام مَسبيَّات، وأُهِنّ هناك هذا كله كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظِّمون بني هاشم، ولذلك لماّ تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها، فهم كانوا يعظّمون بني هاشم، بل لم تُسْبَ هاشميّة قط " ا. هـ.
قال ابن كثير – رحمه الله -: " وليس كل ذلك الجيش كان راضياً بما وقع من قتله – أي قتل الحسين – بل ولا يزيد بن معاوية رضي بذلك والله أعلم ولا كرهه، والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يقتل لعفا عنه، كما أوصاه أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك، وقد لعن ابن زياد على فعله ذلك وشتمه فيما يظهر ويبدو "ا. هـ.
وقال الغزالي – رحمه الله -: " فإن قيل هل يجوز لعن يزيد لأنه قاتل الحسين أو آمر به؟ قلنا: هذا لم يثبت أصلاً فلا يجوز أن يقال إنه قتله أو أمر به ما لم يثبت، فضلاً عن اللعنة، لأنه لا تجوز نسبة مسلم إلى كبيرة من غير تحقيق "
قلت: ولو سلّمنا أنه قتل الحسين، أو أمر بقتله وأنه سُرَّ بقتله، فإن هذا الفعل لم يكن باستحلال منه، لكن بتأويل باطل، وذلك فسق لا محالة وليس كفراً، فكيف إذا لم يثبت أنه قتل الحسين ولم يثبت سروره بقتله من وجه صحيح، بل حُكِي عنه خلاف ذلك.
قال الغزالي: "فإن قيل: فهل يجوز أن يقال: قاتل الحسين لعنه الله؟ أو الآمر بقتله لعنه الله؟ قلنا: الصواب أن يقال: قاتل الحسين إن مات قبل التوبة لعنه الله، لأنه يحتمل أن يموت بعد التوبة، لأن وحشياً قتل حمزة عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قتله وهو كافر، ثم تاب عن الكفر والقتل جميعاً ولا يجوز أن يلعن، والقتل كبيرة ولا تنتهي به إلى رتبة الكفر، فإذا لم يقيد بالتوبة وأطلق كان فيه خطر، وليس في السكوت خطر، فهو أولى "
ثالثا: استدلوا بلعنه بما صنعه جيش يزيد بأهل المدينة، وأنه أباح المدينة ثلاثاً حيث استدلوا بحديث " من أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله من صرفاً ولا عدلاً "
الرد على هذه الشبهة:
إن الذين خرجوا على يزيد بن معاوية من أهل المدينة كانوا قد بايعوه بالخلافة، وقد حذّر النبي – صلى الله عليه وسلم – من أن يبايع الرجل الرجل ثم يخالف إليه ويقاتله، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع،فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا رقبة الآخر "، وإن الخروج على الإمام لا يأتي بخير، فقد جاءت الأحاديث الصحيحة التي تحذّر من الإقدام على مثل هذه الأمور، لذلك قال الفضيل بن عياض– رحمه الله -: " لو أنّ لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد "، وهذا الذي استقرت عليه عقيدة أهل السنة والجماعة، ومعركة الحرة تعتبر فتنة عظيمة، والفتنة يكون فيها من الشبهات ما يلبس الحق بالباطل، حتى لا يتميز لكثير من الناس، ويكون فيها من الأهواء والشهوات ما يمنع قصد الحق وإرادته،ويكون فيها ظهور قوة الشر ما يضعف القدرة على الخير، فالفتنة كما قال شيخ الإسلام: " إنما يعرف ما فيها من الشر إذا أدبرت فأما إذا أقبلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/168)
فإنها تُزين، ويُظن أن فيها خيراً ".
وسبب خروج أهل المدينة على يزيد ما يلي:
- غلبة الظن بأن بالخروج تحصل المصلحة المطلوبة، وترجع الشورى إلى حياة المسلمين، ويتولى المسلمين أفضلهم.
- عدم علم البعض منهم بالنصوص النبوية الخاصة بالنهي عن الخروج على الأئمة.
قال القاضي عياض بشأن خروج الحسين وأهل الحرة وابن الأشعث وغيرهم من السلف: " على أن الخلاف وهو جواز الخروج أو عدمه كان أولاً، ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم والله أعلم "، ومن المعلوم أن أهل الحرّة متأولون، والمتأول المخطئ مغفور له بالكتاب والسنة، لأنهم لا يريدون إلا الخير لأمتهم، فقد قال العلماء: " إنه لم تكن خارجة خير من أصحاب الجماجم والحرّة "، وأهل الحرة ليسوا أفضل من علي وعائشة و طلحة و الزبير وغيرهم، ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدراً عند الله، وأحسن نية من غيرهم.
فخروج أهل الحرة كان بتأويل، ويزيد إنما يقاتلهم لأنه يرى أنه الإمام، وأن من أراد أن يفرق جمع المسلمين فواجب مقاتلته وقتله، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح.وكان علي – رضي الله عنه – يقول: " لو أن رجلاً ممّن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه، ولو أن رجلاً ممّن بايع عمر خلعه لقاتلناه "
أما إباحة المدينة ثلاثاً لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح، فلا يوجد في كتب السنة أو في تلك الكتب التي أُلِّفت في الفتن خاصّة، كالفتن لنعيم بن حمّاد أو الفتن لأبي عمرو الداني أي إشارة لوقوع شيء من انتهاك الأعراض، وكذلك لا يوجد في أهم المصدرين التاريخيين المهمين عن تلك الفترة (الطبري والبلاذري) أي إشارة لوقوع شيء من ذلك، وحتى تاريخ خليفة على دقته واختصاره لم يذكر شيئاً بهذه الصدد، وكذلك إن أهم كتاب للطبقات وهو طبقات ابن سعد لم يشر إلى شيء من ذلك في طبقاته.
نعم قد ثبت أن يزيد قاتل أهل المدينة، فقد سأل مهنّا بن يحيى الشامي الإمام أحمد عن يزيد فقال: " هو فعل بالمدينة ما فعل قلت: وما فعل؟ قال: قتل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفعل. قلت: وما فعل؟ قال: نهبها " وإسنادها صحيح، أما القول بأنه استباحها فإنه يحتاج إلى إثبات، وإلا فالأمر مجرد دعوى، لذلك ذهب بعض الباحثين المعاصرين إلى إنكار ذلك، من أمثال الدكتور نبيه عاقل، والدكتور العرينان، والدكتور العقيلي. قال الدكتور حمد العرينان بشأن إيراد الطبري لهذه الرواية في تاريخه " ذكر أسماء الرواة متخلياً عن مسئولية ما رواه، محملاً إيانا مسئولية إصدار الحكم، يقول الطبري في مقدمة تاريخه: " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً من الصحة ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت من قبلنا وإنما أُتي من بعض ناقليه إلينا "ا. هـ.
قلت: ولا يصح في إباحة المدينة شيء، وسوف نورد فيما يلي هذه الروايات التي حصرها الدكتور عبد العزيز نور – جزاه الله خيراً – في كتابه المفيد " أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري – والتي نقلها من كتب التاريخ المعتمدة التي عنيت بهذه الوقعة:
نقل ابن سعد خبر الحرة عن الواقدي. ونقل البلاذري عن هشام الكلبي عن أبي مخنف نصاً واحداً، وعن الواقدي ثلاثة نصوص. ونقل الطبري عن هشام الكلبي أربعة عشر مرة، وهشام الكلبي الشيعي ينقل أحياناً من مصدر شيعي آخر وهو أبو مخنف حيث نقل عنه في خمسة مواضع.ونقل الطبري عن أبي مخنف مباشرة مرة واحدة. وعن الواقدي مرتين. واعتمد أبو العرب على الواقدي فقط، فقد نقل عنه أربعاً وعشرين مرة.ونقل الذهبي نصين عن الواقدي. وذكرها البيهقي من طريق عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن سفيان الفسوي. وأول من أشار إلى انتهاك الأعراض هو المدائني المتوفى سنة 225هـ ويعتبر ابن الجوزي أول من أورد هذا الخبر في تاريخه.
قلت: ممّا سبق بيانه يتضح أن الاعتماد في نقل هذه الروايات تكمن في الواقدي، وهشام الكلبي، وأبي مخنف، بالإضافة إلى رواية البيهقي التي من طريق عبد الله بن جعفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/169)
أما الروايات التي جاءت من طريق الواقدي فهي تالفة، فالواقدي قال عنه ابن معين: " ليس بشيء ". وقال البخاري: " سكتوا عنه، تركه أحمد وابن نمير ". وقال أبو حاتم و النسائي: " متروك الحديث ".وقال أبو زرعة: " ضعيف ".
أما الروايات التي من طريق أبي مخنف، فقد قال عنه ابن معين: " ليس بثقة "، وقال أبو حاتم: " متروك الحديث ". وقال النسائي: " إخباري ضعيف ". وقال ابن عدي: " حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين، ولا يبعد أن يتناولهم، وهو شيعي محترق، صاحب أخبارهم، وإنما وصفته لأستغني عن ذكر حديثه، فإني لا أعلم له منة الأحاديث المسندة ما أذكره، وإنما له من الأخبار المكروهة الذي لا أستحب ذكره ". وأورده الذهبي في " ديوان الضعفاء " و " المغني في الضعفاء ". وقال الحافظ: " إخباري تالف ".
مناقشة الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض:
أما الروايات التي جاء فيها هتك الأعراض، وهي التي أخرجها ابن الجوزي من طريق المدائني عن أبي قرة عن هشام بن حسّان: ولدت ألف امرأة بعد الحرة من غير زوج، والرواية الأخرى التي أخرجها البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان: قال: حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن المغيرة قال: أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثة أيام. فزعم المغيرة أنه افتض ألف عذراء، فالروايتان لا تصحان للعلل التالية:
- أما رواية المدائني فقد قال الشيباني: " ذكر ابن الجوزي حين نقل الخبر أنه نقله من كتاب الحرّة للمدائني، وهنا يبرز سؤال ملح: وهو لماذا الطبري والبلاذري، وخليفة وابن سعد وغيرهم، لم يوردوا هذا الخبر في كتبهم، وهم قد نقلوا عن المدائني في كثير من المواضع من تآليفهم؟ قد يكون هذا الخبر أُقحم في تآليف المدائني، وخاصة أن كتب المدائني منتشرة في بلاد العراق، وفيها نسبة لا يستهان بها من الرافضة، وقد كانت لهم دول سيطرت على بلاد العراق، وبلاد الشام، ومصر في آن واحد، وذلك في القرن الرابع الهجري، أي قبل ولادة ابن الجوزي رحمه الله، ثم إن كتب المدائني ينقل منها وجادة بدون إسناد " ا. هـ.
- في إسناد البيهقي عبد الله بن جعفر ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 400) وقال: " قال الخطيب سمعت اللالكائي ذكره وضعفه. وسألت البرقاني عنه فقال: ضعّفوه لأنه روى التاريخ عن يعقوب أنكروا ذلك، وقالوا: إنما حديث يعقوب بالكتاب قديماً فمتى سمع منه؟ "ا. هـ.
- راوي الخبر هو: المغيرة بن مقسم، من الطبقة التي عاصرت صغار التابعين،ولم يكتب لهم سماع من الصحابة، وتوفي سنة 136هـ، فهو لم يشهد الحادثة فروايته للخبر مرسلة.
- كذلك المغيرة بن مقسم مدلس، ذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين الذين لا يحتج بهم إلا إذا صرحوا بالسماع.
- الراوي عن المغيرة هو عبد الحميد بن قرط، اختلط قبل موته، ولا نعلم متى نقل الخبر هل هو قبل الاختلاط أم بعد الاختلاط، فالدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
- الرواية السالفة روِيَت بصيغة التضعيف، والتشكيك بمدى مصداقيتها: " زعم المغيرة – راوي الخبر – أنه افتض فيها ألف عذراء.
- أمّا الرواية الأخرى التي جاء فيها وقوع الاغتصاب، هي ما ذكرها ابن الجوزي أن محمد بن ناصر ساق بإسناده عن المدائني عن أبي عبد الرحمن القرشي عن خالد الكندي عن عمّته أم الهيثم بنت يزيد قالت: " رأيت امرأة من قريش تطوف، فعرض لها أسود فعانقته وقبّلته، فقلت: يا أمة الله أتفعلين بهذا الأسود؟ فقالت: هو ابني وقع عليّ أبوه يوم الحرة " ا. هـ.
- خالد الكندي وعمّته لم أعثر لهما على ترجمة.
- أمّا الرواية التي ذكرها ابن حجر في الإصابة أن الزبير بن بكار قال: حدثني عمّي قال: كان ابن مطيع من رجال قريش شجاعة ونجدة، وجلداً فلما انهزم أهل الحرة وقتل ابن حنظلة وفرّ ابن مطيع ونجا، توارى في بيت امرأة، فلما هجم أهل الشام على المدينة في بيوتهم ونهبوهم، دخل رجل من أهل الشام دار المرأة التي توارى فيه ابن مطيع، فرأى المرأة فأعجبته فواثبها، فامتنعت منه، فصرعها، فاطلع ابن مطيع على ذلك فخلّصها منه وقتله "
- وهذه الرواية منقطعة، فرواوي القصة هو مصعب الزبيري المتوفى سنة 236هـ، والحرة كانت في سنة 63هـ، فيكون بينه وبين الحرة زمن طويل ومفاوز بعيدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/170)
قلت:فلم نجد لهم رواية ثابتة جاءت من طريق صحيح لإثبات إباحة المدينة،بالرغم من أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ ابن حجر - رحمهما الله – قد أقراّ بوقوع الاغتصاب، ومع ذلك لم يوردا مصادرهم التي استقيا منها معلوماتهما تلك، ولا يمكننا التعويل على قول هذين الإمامين دون ذكر الإسناد، فمن أراد أن يحتج بأي خبر كان فلا بد من ذكر إسناده، وهو ما أكده شيخ الإسلام ابن تيميّه حينما قال في المنهاج: " لا بد من ذكر (الإسناد) أولاً، فلو أراد إنسان أن يحتج بنقل لا يعرف إسناده في جُرْزَةِ بقل لم يقبل منه، فكيف يحتج به في مسائل الأصول " ا. هـ. فكيف نقبل الحكم الصادر على الجيش الإسلامي في القرون المفضلة بأنه ينتهك العرض دون أن تكون تلك الروايات مسندة، أو لا يمكن الاعتماد عليها! ثم على افتراض صحتها جدلاً فأهل العلم حينما أطلقوا الإباحة فإنما يعنون بها القتل والنهب كما جاء ذلك عن الإمام أحمد، وليس اغتصاب النساء، فهذه ليست من شيمة العرب، فمن المعلوم أن انتهاك العرض أعظم من ذهاب المال، فالعرب في الجاهلية تغار على نسائها أشد الغيرة، وجاء الإسلام ليؤكد هذا الجانب ويزيده قوة إلى قوته، واستغل الرافضة هذه الكلمة – الإباحة – وأقحموا فيها هتك الأعراض، حتى أن الواقدي نقل بأن عدد القتلى بلغ سبعمائة رجل من قريش والأنصار ومهاجرة العرب ووجوه الناس، وعشرة آلاف من سائر الناس! وهو الذي أنكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- فقال: لم يقتل جميع الأشراف، ولا بلغ عدد القتلى عشرة آلاف، ولا وصلت الدماء إلى قبر النبي – صلى الله عليه وسلم –" ا. هـ.
- ثم إن المدينة كانت تضم الكثير من الصحابة والتابعين، وبعضهم لم يشترك في المعركة من أمثال: ابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وعلي بن الحسين، وسعيد بن المسيِّب، وهؤلاء لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون النساء المؤمنات يفجر بهنّ، حتى التبس أولاد السفاح بأولاد النكاح كما زعموا!.
- كما أننا لا نجد في كتب التراجم أو التاريخ ذكراً لأي شخص قيل إنه من سلالة أولاد الحرة (الألف) كما زعموا.
- سجّل لنا التاريخ صفحات مشرقة ما اتسم به الجندي المسلم والجيوش الإسلامية، من أخلاق عالية وسلوك إسلامي عظيم، حتى أدت في بعض الأحيان إلى ترحيب السكان بهم، كفاتحين يحملون الأمن والسلام والعدل للناس.
- لم ينقل إلينا أن المسلمين يفتحون المدن الكافرة، ويقومون باستباحتها وانتهاك أعراض نسائها! فكيف يتصور أن يأتي هذا المجاهد لينتهك أعراض المؤمنات، بل أخوات وحفيدات الصحابة – رضوان الله عليهم – سبحانك هذا بهتان عظيم.
- ومن العجيب أن هناك من نسب إلى يزيد بن معاوية أنه لما بلغته هزيمة أهل المدينة بعد معركة الحرة، تمثل بهذا البيت:
- ألا ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
- فهذا البيت قاله ابن الزبعري بعد معركة أحد، وكان كافراً ويتشفى بقتل المسلمين، وذكره البن كثير ثم عقّب بعده بالقول: " فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فعليه لعنة الله وعليه لعنة اللاعنين، وإن لم يكن قاله فلعنة الله على من وضعه عليه ليشنع به عليه " ا. هـ. ثمّ أنكر – رحمه الله – في موضع آخر من كتابه نسبة هذا البيت إلى يزيد، وقال: " إنه من وضع الرافضة " ا. هـ.، وجزم شيخ الإسلام ببطلانه فقال: " ويعلم ببطلانه كل عاقل "
رابعاً: استدلوا بجواز لعنه بما روي عن الإمام أحمد:
وهي التي أخرجها أبو يعلى الفراء بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: إن قوماً يُنسبون إلى تولية يزيد، فقال: يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله؟ فقلت: ولم لا تلعنه؟ فقال: ومتى رأيتني ألعن شيئاً، ولم لا يُلعن من لعنه الله في كتابه؟ فقرأ قوله تعالى {أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم}.
قلت: وهذه الرواية لا تصح للعلل التالية:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " هذه الرواية التي ذكرت عن أحمد منقطعة ليست ثابتة عنه، ثم إن الآية لا تدل على لعن المعيّن " ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/171)
- ثبت عن الإمام أحمد النهي عن اللعن، كما في رواية صالح نفسه، أن أحمد قال: " ومتى رأيت أباك يلعن أحداً، لما قيل له ألا تلعن يزيد "، وحين سأل عصمة بن أبي عصمة أبو طالب العكبري الإمام أحمد عن لعن يزيد، قال: " لا تتكلم في هذا. قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لعن المؤمن كقتله "، وقال: " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ". وقد كان يزيد فيهم فأرى الإمساك أحب إليّ " ا. هـ.
- قال الخلال: " وما عليه أحمد هو الحق من ترك لعن المعيّن، لما فيه من أحاديث كثيرة تدل على وجوب التوقي من إطلاق اللعن "
- قال تقي الدين المقدسي: " إن المنصوص عن أحمد الذي قرره الخلال اللعن المطلق لا المعيّن، كما قلنا في نصوص الوعد والوعيد، وكما نقول في الشهادة بالجنة والنار، فإنا نشهد بأن المؤمنين في الجنة، وأن الكافرين في النار، ونشهد بالجنة والنار لمن شهد له الكتاب والسنة، ولا نشهد بذلك لمعيّن إلا من شهد له النص، أو شهدت له الاستفاضة على قول، ثمّ إن النصوص التي جاءت في اللعن جميعها مطلقة، كالراشي والمرتشي، وآكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه " ا. هـ.
- اختلاف الحنابلة – رحمهم الله – في تجويز لعن يزيد إنما جاء باعتماد بعضهم على رواية صالح المنقطعة، والتي لا تثبت عن الإمام أحمد – رحمه الله -، لذلك اعتمد أبو يعلى على تلك الرواية فألف كتاباً ذكر فيه بيان ما يستحق من اللعن، وذكر منهم يزيد، وتابعه في ذلك ابن الجوزي – رحمه الله – فألف كتاباً سمّاه " الرد على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد "، وأباح فيه لعن يزيد بن معاوية.ولم يقتصر ذلك على بعض فقهاء الحنابلة بل امتد إلى غيرهم، فتابع السيوطي ابن الجوزي في ذلك، وإلى ذلك ذهب ابن حجر – رحمه الله – وذكر أن الإمام أحمد يجيز لعن يزيد، بينما شذّ أبو المعالي حينما نقل الإتفاق على جواز لعن يزيد بن معاوية.
خامسا: استدلوا بجواز لعنه بأنه كان يقارف المسكرات، وينكح الأمهات والبنات والأخوات، ويدع الصلوات:
نقل الطبري روايتين عن أبي مخنف. ونقل البلاذري عدة روايات عن الواقدي. ونقل ابن عساكر وابن كثير عن محمد بن زكريا الغلابي نصاً واحداً.ونقل البيهقي وابن عساكر وابن كثير رواية واحدة من طريق الفسوي. ونقل ابن كثير رواية واحدة عن أبي مخنف.ونقل الطبري وخليفة بن خياط وأبو الحسن العبدي وابن كثير والذهبي وابن حجر على رواية جويرية بن أسماء عن أشياخ أهل المدينة، ونقل ابن سعد عن الواقدي نصاً واحداً.ونقل البياسي عن أبي مخنف نصاً واحداً.ونقل ابن عساكر عن عمر بن شبة باتهام يزيد بشرب الخمر.
قلت: ممّا سلف بيانه يتضح أن الاعتماد في نقل تلك الروايات تكمن في الواقدي، وأبي مخنف، وعوانة بن الحكم، ورواية عمر بن شبة.
فأما الروايات التي من طريق الواقدي وأبي مخنف فهما متروكا الحديث، وأما عوانة بن الحكم فقد قال عنه الحافظ ابن حجر: " فكان يضع الأخبار لبني أمية ".وأما رواية عمر بن شبة التي تشير إلى اتهام يزيد بشرب الخمر في حداثته، فقد تكفل ابن عساكر – رحمه الله – في ردها فقال: " وهذه حكاية منقطعة، فإن عمر بن شبة بينه وبين يزيد زمان "
قلت: وأقوى ما يتعلق به المتهمون يزيد بشرب الخمر بروايتين:
الرواية الأولى:
وهي التي أخرجها ابن عساكر وغيره من طريق محمد بن زكريا الغلابي، في أن يزيد كان يشرب الخمر في حداثته، فأرشده أبوه إلى شربها ليلاً فقط!!، وهذه الرواية لا تصح سنداً ولا متناً للعلل التالية:
- في سندها محمد بن زكريا الغلابي، قال عنه الدارقطني: " كان يضع الحديث "، وذكره الذهبي في " المغني في الضعفاء "، وساق له حديثاً في ميزان الاعتدال، وقال: " فهذا من كذب الغلابي ".
- وفي سندها ابن عائشة راوي الخبر، وهو محمد بن حفص بن عائشة، فقد ذكره أبو حاتم و البخاري و سكتا عنه، فهو مجهول عندهما كما قرّر ذلك ابن القطان في كتابه: " بيان الوهم والإيهام ".
- لم تحدّد المصادر تاريخ وفاة ابن عائشة، غير أنّ ابنه عبد الله الراوي عنه توفي سنة 228هـ، وبهذا فإن ابن عائشة ولد تقريباً بعد المائة من الهجرة، ومن ثم تكون الرواية مرسلة، لأن الراوي بينه وبين هذه القصة – على افتراض وقوعها – أمد بعيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/172)
- من ناحية المتن فكيف يرضى معاوية – رضي الله عنه – لولده بشرب الخمر، ويشجعه عليها ليلاً، ومعاوية هو الصحابي الجليل وأخو أم المؤمنين وكاتب الوحي المبين، وهو رواي الحديث: " من شرب الخمر فاجلوده ".
- قال الشيباني – حفظه الله -: " ومن الغريب أن ابن كثير – رحمه الله – بعد إيراده لهذا الخبر تعقبه بقوله: قلت: وهذا كما جاء في الحديث من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله عز وجل " ويفهم من تعقيب ابن كثير كأنه مؤيد لهذه الرواية التي لا تحظى بأي نسبة من الصدق " ا. هـ.
الرواية الثانية:
وهي رواية يعقوب بن سفيان البسوي: سمعت ابن عفير: أخبرنا ابن فليح أن عمرو بن حفص وفد على يزيد فأكرمه، وأحسن جائزته، فلمّا قدم المدينة قام إلى جنب المنبر، وكان مرضياً صالحاً. فقال: ألم أجب؟ ألم أكرم؟ والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصلاة سكراً. فأجمع الناس على خلعه بالمدينة فخلعوه "
قلت: هذه الرواية لا تصح سنداً ولا متناً، وذلك للعلل التالية:
- ابن فليح هو يحيى بن فليح بن سليمان المدني، قال عنه ابن حزم: " مجهول " وقال مرة: " ليس بالقوي ". @@@.
- ابن فليح وأبوه أيضاً لم يدركا هذه الحادثة،فقد ولد أبوه سنة 90 من الهجرة تقريبا ً، وتوفي سنة ثمان وستين ومئة من الهجرة، ومن هنا يتضح أن كان بين مولد أبيه والحادثة مفاوز طويلة وزمان بعيد، ومن ثم تبقى الرواية منقطعة.
- عندما ذهب عبد الله بن مطيع إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة، متحرياً للخير، يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعاً، فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر لي الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لك يكن أطلعكم فما يحلّ لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا "
- محمد بن الحنفية هو أخو الحسين بن علي، وقد قتل أخوته وأقاربه في كربلاء، وليس من المعقول أن يقف مع يزيد، خاصة إذا علم أنه كان يشرب الخمر ويترك الصلاة.
- كذلك أقام علي بن الحسين طويلاً عند يزيد (قرابة الشهر)، وذلك بعد مقتل والده وأقاربه في كربلاء، ومع ذلك لم نجد رواية واحدة عن علي بن الحسين يتهم فيها يزيد بن معاوية بشرب الخمر.
- الصحابيان الجليلان النعمان بن بشير وعبد الله بن جعفر – رضي الله عنهما – من الذين كانت لهم صلة قوية بيزيد، فالنعمان كان أميره على الكوفة، ثم جعله مستشاراً له في أمور الدولة، وعبد الله بن جعفر صحابي جليل كان يحبه – صلى الله عليه وسلم – وكان يقول: " وأما عبد الله فشبه خَلْقي وخُلُقي "، ولم نر هذين الصحابيين الجليلين ذكرا يزيد بالخمر، أو ترك الصلاة، فكيف يكون لهما هذه المنزلة ولا يعرفون عن يزيد ما اطلع عليه المغرضون المتهمون يزيد بشربها.
- لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " ولم يكن يزيد مظهراً للفواحش كما يحكي عنه خصومه "ا. هـ.
? ونورد فيما يلي أقوال أهل السنة والجماعة في مسألة لعن يزيد:
- قال ابن العربي – رحمه الله -: " فإن قيل إن يزيد كلن خمّاراً، قلنا: لا يحلّ إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك عليه " ا. هـ.
- قال ابن حجر الهيتمي: " لا يجوز أن يلعن شخص بخصوصه، إلا أن يعلم موته على الكفر كأبي جهل وأبي لهب، ولأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، الملتزم لليأس منها، وذلك إنما يليق بمن علم موته على الكفر " ا. هـ.
- قال ابن الصلاح: " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله – أي قتل الحسين -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله – كرمه الله -، إنما هو يزيد بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين، فإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: " أن لعن المسلم كقتله "، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم -، والناس في يزيد ثلاث فرق: فرقة تحبه وتتولاّه، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه،وهذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/173)
الفرقة هي الصائبة، ومذهبها اللائق بمن يعرف سير الماضين،ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة، جعلنا الله من خيار أهلها آمين "
- قال الذهبي: " ويزيد ممّن لا نسبه ولا نحبه، وله نظراء من خلفاء الدولتين، وكذلك من ملوك النواحي، بل فيهم من هو شر منه، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – بتسع وأربعين سنة، والعهد قريب، والصحابة موجودون، كابن عمر الذي كان أولى منه ومن أبيه وجدّه "
- وقال ابن الحداد الشافعي في عقيدته: " ونترحم على معاوية، ونكل سريرة يزيد إلى الله تعالى "
- وسئل الحافظ عبد الغني المقدسي عن يزيد بن معاوية فأجاب بقوله: " خلافته صحيحة، وقال بعض العلماء: بايعه ستون من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر، وأما محبته: فمن أحبه فلا ينكر عليه، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك، لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فيلزم محبتهم إكراماً لصحبتهم، وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين، كعبد الملك وبنيه، وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه، خوفاً من التسلق إلى أبيه، وسداً لباب الفتنة "
- وأفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (فتوى رقم 1466):" وأما يزيد بن معاوية فالناس فيه طرفان ووسط، وأعدل الأقوال الثلاثة فيه أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين، له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان – رضي الله عنه – ولم يكن كافراً،ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين، وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحباً، ولا من أولياء الله الصالحين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:" وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة، وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق، فرقة لعنته، وفرقة أحبّته، وفرقة لا تسبه ولا تحبه، .. وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين، وهذا القول الوسط مبني على أ، ه لم يثبت فسقه الذي يقتضي لعنه، أو بناء على أن الفاسق المعيّن لا يلعن بخصوصه، إما تحريماً أو تنزيهاً، فقد ثبت في صحيح البخاري عن عمر في قصة عبد الله بن حمار الذي تكرّر منه شرب الخمر، وجلده رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، لمّا لعنه بعض الصحابة، قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " لعن المؤمن كقتله " متفق عليه
وهذا كما أ، نصوص الوعيد عامة في أكل أموال اليتامى والزنا والسرقة فلا يشهد بها على معيّن بأنه من أصحاب النار، لجواز تخلف المقتضى عن المقتضى، وغير ذلك من المكفرات للذنوب، هذا بالنسبة لمنع سبّه ولعنته.
وأما بالنسبة لترك المحبة، فلأنه لم يصدر منه من الأعمال الصالحة ما يوجب محبته، فبقي من الملوك السلاطين، وحب أشخاص هذا النوع ليست مشروعة، ولأنه صدر عنه ما يقتضي فسقه وظلمه في سيرته، وفي أمر الحسين وأمر أهل الحرّة " ا. هـ.
ملاحظة: إنه من العجيب والغريب حقاً أن يأتي أحد طلبة العلم الغيورين متبنياً قضية معينة، مثل هذه القضية وهي عدم صحة تلك الافتراءات على يزيد، وتأخذه الحماسة إلى حد بعيد لدرجة أنه يطعن في بعض أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى يبرأ يزيد من تلك التهم، كما حدث لمؤلف كتاب " مواقف المعارضة في خلافة يزيد " لمحمد بن رزان الشيباني – هداه الله - فأراد أن يدافع عن يزيد فطعن في ابن الزبير – رضي الله عنه فقد اتهم الشيباني – حفظه الله – عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه – أنه هو المتسبب في إلصاق التهمة بيزيد في شربه للخمر، فقال: " ولاحظ ابن الزبير مشاعر السخط التي عمّت أهل الحجاز عموماً بسبب قتل الحسين، فأخذ يدعو إلى الشورى وينال من يزيد ويشتمه، ويذكر شربه للخمر ويثبط الناس عنه " ا. هـ. وقال في موضع آخر: " فأخذ يدع ويبدو أن يزيد قد علم بتلك التهمة التي ألصقت به، وعرف أنّ ابن الزبير – رضي الله عنه – هو المتسبب في إلصاق تلك التهمة به، ممّا جعل يزيد ينكر ذلك، ويؤكد النفي بأمر عملي حين جهز الجيوش لحرب ابن الزبير، وأهل المدينة، وكأنه يقول لهم إن الذي يشرب الخمر لا يجهز جيشاً ولا يرسل بعثاً " ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/174)
قلت: وهذا الطعن لا يصح سنداً ولا متناً، فقد اعتمد الشيباني على رواية الطبري في تاريخه (5/ 475) عن أبي مخنف، و الأزرقي في أخبار مكة (1/ 201) بسند قال عنه الشيباني في الحاشية: " كل رجاله ثقات حتى ابن جريج "، وهذه الروايات لا تصح فأبو مخنف تالف لا تحل الرواية عنه، وأمّا رواية ابن جريج ففيها جهالة قال ابن جريج: سمعت غير واحد من أهل العلم ممّن حضر ابن الزبير حين هدم الكعبة وبناها "، فابن جريج لم يسمِّ شيوخه، وهو يروي عن الضعفاء، فلا نقبل الرواية حتى يسمي شيوخه، هذا من جهة السند أما من جهة المتن ففيه إساءة واضحة لصحابي جليل، وهو الرجل الذي أول ما دخل جوفه ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين قام بتحنيكه، وهو من فقهاء الصحابة المعدودين، وكان إذا ذكر ابن الزبير عند ابن عباس قال: " قارئ لكتاب الله، عفيف في الإسلام، أبوه الزبير وأمه أسماء وجده أبو بكر وعمته خديجة، وخالته عائشة، وجدته صفية، والله إني لأحاسب له نفسي محاسبة لم أحاسب بها لأبي بكر وعمر "
الخاتمة ونتيجة البحث:
- لا يصح حديث " حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار "
- على طالب العلم مراعاة أقوال الأئمة المتقدمين، والأخذ بعين الاعتبار أحكام أهل العلم ونقاد الحديث على الروايات المراد بحثها، حتى لا تصطدم أحكامنا بأحكام أهل العلم، وأن لا ندخل بسبب ذلك على الأحاديث الحسنة أحاديث لا تصح قد فرغ الأئمة من ردها.
- وجوب الرجوع إلى كتب علل الحديث المتخصصة والبحث عن أقوال أهل العلم ليس أمراً للتقليد وقفل باب الاجتهاد بل هو أخذ العلم من أهله ومعرفته من أربابه.
- لا يجوز الحكم على الكافر المعيّن بأنه من أهل النار، إلا من مات على الكفر وعلمنا حاله قبل أن يموت مثل فرعون وهامان وأبي جهل وأمثالهم.
- من معتقد أهل السنة والجماعة أن لا يلعن إلا من استحق اللعنة بنص من كتاب أو سنة.
- لا يعني التوقف في الحكم والتعيين على الكافر الميت بأنه من أهل النار أنه ليس بكافر، بل كل من دان بدين غير الإسلام فهو كافر، أما التعيين في أحكام الثواب والعقاب موكول إلى علم الله وحكمته.
- يجوز اللعن بوصف عام مثل: لعنة الكافرين والظالمين والمبتدعة والفاسقين لأن المراد الجنس لا الأفراد.
- لا يجوز لعن الكافر المعيّن الحي أو الميت الذي لم يظهر من شواهد الحال أنه مات على الكفر أو الإسلام.
- تحريم لعن المسلم العاصي الفاسق أو الفاجر.
- عدم جواز لعن يزيد بن معاوية لأنه لم يثبت في حقه أنه كان مظهراً للفواحش كما ادعى المدّعون.
- لا يجوز نسبة المسلم إلى كبيرة من غير تحقيق،فالروايات التي ذكرناها لا يمكن الاعتماد على واحدة منها، في اتهام يزيد بشرب الخمر وإباحة المدينة، فالأمر يتعلق بعدالة خليفة المسلمين، الذين كان فيهم العديد من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم -، فإذا كان التحري وعدالة الشهود أساسية في إدانة أي شخص فما بالك في خليفة المسلمين في القرن المفضّل.
- عدم صحة إباحة المدينة، وأن انتهاك الأعراض لا أساس لها من الصحة،وتهدف إلى إظهار جيش الشام بأنه جيش بربري لا يستند لأسس دينية أو عقائدية أو أخلاقية.
- بل هذا الاتهام لا يقصد به الجيش الأموي فقط، بل يتعدى إلى ما هو أعظم وهو اتهام الجيش الإسلامي بأنه بربري، فإذا كانت مدينة المصطفى – عليه أفضل الصلاة والتسليم – لم تفلت من البطش والنهب وانتهاك الأعراض - كما جاءت بذلك الروايات – فما بالك بالبلدان التي افتتحتها الجيوش الإسلامية لنشر الإسلام.
- عدم إنكار معركة الحرّة، ولكن ننكر التضخيم والتهويل والكذب، والتي ذكرتها بعض المصادر التاريخية.
- على افتراض أنّ يزيد كان مظهراً للفواحش، فمن أين يعلم أنه ما تاب قبل الممات.
- في اللعن خطر جسيم، وقد يفضي بصاحبه للمهالك، بينما في السكوت النجاة.
- لا يجوز سب الأموات لأنهم أفضوا إلى ما قدموا، ولأن النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما سمع رجلاً شتم أبا جهل فقال: " لا تسبوا الأموات فتؤذوا به الأحياء " – سلسلة الأحاديث الصحيحة (2379).
- لا يصح نسبة مقارفة يزيد للمسكرات وأنه ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويدع الصلوات، فو الله لو رميت هذه الأوصاف بمجنون لكان أولى ولصدّقناها، فكيف يعقل من خليفة للمسلمين في القرن المفضل الذين كان بهم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أن تنسب إليه هذه الأوصاف القبيحة، التي كان العربي الجاهلي يتعفف منها، ويتنزّهون منها، فكيف يمكن أن يقع يزيد في مثل هذه العظائم، ولِمَ لا يتزوج أجمل النساء وأفضلهنّ جاهاً ومكانة ونسباً؟ ويعمد إلى الزنا بأمه وأخته وبناته؟ فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم!
- الرواية التي نسبت للإمام أحمد بأنه يجوِّز لعن يزيد، لا تصح فهي منقطعة.
- لا يجوز لعن الكافر المعيّن، فمن باب أولى أن لا يلعن الفاسق المعيّن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/175)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 06 - 03, 08:47 م]ـ
الأخ ابن دحيان.
أليس يكفي الملف المرفق غفر الله لك؟!
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[20 - 06 - 03, 09:04 م]ـ
السؤال الذي يخطر على بالي: هل يجوز الترضي والترحم على يزيد.؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[20 - 06 - 03, 09:16 م]ـ
أوليس أنا ممن يموووون يا أخانا الحنون
على فكرة متى تأت إلينا فقد طال الإنتظار
ـ[عبدالله المكي]ــــــــ[21 - 06 - 03, 02:12 ص]ـ
عفواً ولكن الكلام يجب أن يكون موزوناً بميزان الإعتدال فلايميل يميناً ولايميل يساراً
الواضح والمعروف أن الطامات الثلاث الكبرى:
1 - وقعة الحرة
2 - مقتل الحسين
3 - استباحة قصف الحرم المكي
حصلت في عهده
فهل عمربن الخطاب يقول: (لو أن دابة عثرت على شط دجلة لسألني الله عنها) أو كما جاء ويزيد لايعلم إلى أين تذهب جيوشه وماذا تفعل؟
وهل يعتبر هذا سبباً لتبرئته؟
إن التهوك والتسقط لهدم الروايات التي تذكر هذه الأحداث لايصمد مع الحقيقة ولايخدم الدين في شيء
اليزيد هو السبب في صناعة (هولوكوست) كربلاء وكل لطمية وكل تطبير يتذرع به الشيعة اليوم فهو من نتائج هذا الجرم الأثيم
إن اليزيد (كائناً من كان وكائناً من كان أبوه على عظمة واحترام وصحبة أبيه رضي الله عنه) هو أقل فقهاً وصلاحاً ونسباً عن ابن الزبير والحسين فلا يقلب خرجا عليه وهو السلطان لأنهما أعلم من أن تدفعهما شهوات نفوسهما لفعل ذلك ولولا علم لديهم أو تأول لما فعلا ذلك كما أن كون اليزيد لم تثبت عنه معاقرته للخمر ولاكفره فهذا لاينفي بحال فسقه البين ولاينكر أحد ضوء الشمس خصوصاً أن تبرير أفعاله وتكذيب مااشتهر (وليس بأي حالٍ خرافة أو فرية) من طاماته قد تفضي لشرعنة الإستبداد والإستهانة بابن الزبير والحسين ومحبة أهل الضلال
فعلينا الإمساك بميزان العدل
هل اليزيد كافر؟
لم يثبت هذا الأمر ولاتقوم لأحد به حجة
إذن:
من شاء أن يترحم عليه فليترحم فهو مسلم من المسلمين
هل يجوز لعن اليزيد؟
ربما يحب الشيعة ومن يرد عليهم بحث هذا الموضوع لكن منذ متى كان المؤمن باللعان؟
إذا كان أبوجهل نهي الصحابة عن سبه مراعاة لشعور سيدنا عكرمة ولعدم وصول المسبة إليه فهل نشتم ونلعن اليزيد وقد يتخذها البعض ذريعة لشتم أبيه (وهو كفر)؟
الخلاصة لاتحبوا اليزيد لأنه ضال ولاتسبوه فلافائدة من ذلك وقد لايؤمن عقباه ومن أراد الترحم فليترحم ولاتخلعوا عليه آيات البراءة وصورة الصالحين
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 06 - 03, 01:32 م]ـ
أخي المفضال / عبد الله ـ سلمه الله ـ آمين
هلاّ سمحت لي بتعليق سريع
تقول وفق الله لكل خير وصلاح وهدى فلاح:
عفواً ولكن الكلام يجب أن يكون موزوناً بميزان الإعتدال فلايميل يميناً ولايميل يساراً
الواضح والمعروف أن الطامات الثلاث الكبرى:
1 - وقعة الحرة
2 - مقتل الحسين
3 - استباحة قصف الحرم المكي
حصلت في عهده
:::::::::::::
فأقول سلمك ربي:
لعل ما نمقته أخي جانب الصواب
فأن الظاهر حسب موازين العدل عدم صحة ما ذكرته آنفا
فوقعة الحرة واستباحة المدينة
وما ورد فيها من روايات إباحة المدينة غير صحيحة وما وقع في تاريخ الطبري فهي مسندة إلي أبي مخنف لوط بن يحي الأزدي,
ومعلوم ماذا قال عنه الذهبي: "أبو مخنف، أخباري تالف، لا يوثق"
وكذلك ورد ذكر هذه الروايات في الكامل لابن الأثير وهو ينقل عن الطبري كما صرح بهذا في مقدمته فقال:" ابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري، إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه والمرجع عند الاختلاف عليه فأخذت ما فيه"
الكامل1/ 5
واما المصادر الاخرى مثل تاريخ اليعقوبي ومروج الذهب للمسعودي فهما يميلان كثيرا إلي ترجيح ما وافق هوى الرافضة كما صرح بذلك أكثر من درس هذه الكتب.
انظر تاريخ الإسلام السياسي لحسن ابراهيم3/ 581
التاريخ السياسي للدولة العربية عصر الخلفاء الأمويين 1/ 27
وكذلك كتاب "الأمامة والسياسة" المنسوب إلي ابن قتيبة فقد شحن هذا الكتاب بكل تالف قال عنه ابن العربي كما في " العواصم من القواصم"248 (فأما الجاهل فابن قتيبة فلم يبق ولم يذر للصحابة رسما في كتاب "الإمامة والسياسة" إن صح عنه جميع ما فيه)
وقد علق على هذا الأستاذ محب الدين الخطيب فقال:"لم يصح عنه جميع ما فيه، ولو صحت نسبة هذا الكتاب للإمام الحجة الثبت أبي محمد مسلم بن قتيبة لكان كما قال عنه ابن العربي، لأن كتاب" الإمامة والسياسة"يروي كثيرا عن اثنين من كبار علماء مصر، وابن قتيبة لم يدخل مصر ولا اخذ عن هذين العالمين، فدل ذلك كله على أن الكتاب مدسوس عليه"
وحتى المستشرق ما رغليوث قال:"لايمكن أن يكون لابن قتيبة"
وكذلك الأمر في قصف الكعبة فقد تكلم حول هذا الأستاذ الفاضل العريان
انظر كتاب إباحة المدينة وحرق الكعبة حمد العرينان ص 7
وكذلك الأمر في قصة مقتل الشهيد السعيد الحسين رضي الله عنه فقد حصل فيها التدليس والأهواء
ولعلك ترجع يا رعاك ربي إلي كتاب "من قتل الحسين" فقد أوضح فيه أيما إضاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/176)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[15 - 01 - 10, 02:28 ص]ـ
أما إباحة المدينة ثلاثاً لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح، فلا يوجد في كتب السنة أو في تلك الكتب التي أُلِّفت في الفتن خاصّة، كالفتن لنعيم بن حمّاد أو الفتن لأبي عمرو الداني أي إشارة لوقوع شيء من انتهاك الأعراض، وكذلك لا يوجد في أهم المصدرين التاريخيين المهمين عن تلك الفترة (الطبري والبلاذري) أي إشارة لوقوع شيء من ذلك، وحتى تاريخ خليفة على دقته واختصاره لم يذكر شيئاً بهذه الصدد، وكذلك إن أهم كتاب للطبقات وهو طبقات ابن سعد لم يشر إلى شيء من ذلك في طبقاته.
نعم قد ثبت أن يزيد قاتل أهل المدينة، فقد سأل مهنّا بن يحيى الشامي الإمام أحمد عن يزيد فقال: " هو فعل بالمدينة ما فعل قلت: وما فعل؟ قال: قتل أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وفعل. قلت: وما فعل؟ قال: نهبها " وإسنادها صحيح، أما القول بأنه استباحها فإنه يحتاج إلى إثبات، وإلا فالأمر مجرد دعوى، لذلك ذهب بعض الباحثين المعاصرين إلى إنكار ذلك، من أمثال الدكتور نبيه عاقل، والدكتور العرينان، والدكتور العقيلي. قال الدكتور حمد العرينان بشأن إيراد الطبري لهذه الرواية في تاريخه " ذكر أسماء الرواة متخلياً عن مسئولية ما رواه، محملاً إيانا مسئولية إصدار الحكم، يقول الطبري في مقدمة تاريخه: " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهاً من الصحة ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت من قبلنا وإنما أُتي من بعض ناقليه إلينا "ا. هـ.
هذا القول باطل فالنهب والسرقة والتعدي على الممتلكات مذكور في الصحيحين وغيرهما!
وحدث مع أكثر من صحابي! على سبيل المثال:
الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
** صَحِيحُ مُسْلِمٍ، كِتَابُ الْمُسَاقَاةِ، بَابُ بَيْعِ الْبَعِيرِ وَاسْتِثْنَاءِ رُكُوبِهِ:
3099 حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، واللفظ لعثمان، قال إسحاق: أخبرنا، وقال عثمان: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاحق بي وتحتي ناضح لي قد أعيا، ولا يكاد يسير، قال: فقال لي: " ما لبعيرك؟ " قال: قلت: عليل، قال: فتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزجره ودعا له، فما زال بين يدي الإبل قدامها يسير، قال: فقال لي: " كيف ترى بعيرك؟ " قال: قلت: بخير قد أصابته بركتك، قال: " أفتبيعنيه؟ " فاستحييت، ولم يكن لنا ناضح غيره، قال: فقلت: نعم، فبعته إياه على أن لي فقار ظهره حتى أبلغ المدينة، ..... : فلما قدمت المدينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: " أعطه أوقية من ذهب وزده "، قال: فأعطاني أوقية من ذهب، وزادني قيراطا، قال: فقلت: لا تفارقني زيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
فكان في كيس لي فأخذه أهل الشام يوم الحرة.
أليس هذا نهب وسرفة!!
وإذا كان هذا مع صحابي معروف! ولم يخرج للقتال! فما بالك بعوام الناس.
وهناك غير ذلك ... أعاذنا الله وإياكم من الفتن.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[15 - 01 - 10, 03:49 ص]ـ
مسألة لعن يزيد مسألة اجتهادية:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 487) عن يزيد بن معاوية: وَقَدْ لَعَنَهُ قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ؛ وَهَذَا مَذْهَبٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ؛ لَكِنَّ ذَلِكَ الْقَوْلَ أَحَبُّ إلَيْنَا وَأَحْسَنُ.اهـ.
وأما مسألة قتل الحسين رضي الله عنه:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في مجموع الفتاوى ج 4 ص 506:
لكنه مع هذا لم يقم حد الله على من قتل الحسين رضى الله عنه ولا انتصر له. اهـ.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 27 / ص 480:
لكنه مع ذلك ما انتقم من قاتليه ولا عاقبهم على ما فعلوا. اهـ.
وقال أيضا مجموع الفتاوى ج 3 / ص 411:
لكنه مع هذا لم يظهر منه إنكار قتله، والانتصار له والأخذ بثأره كان هو الواجب عليه فصار أهل الحق يلومونه على تركه للواجب. اهـ.
وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 4 / ص 483:
ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. اهـ.
وقال في منهاج السنة النبوية ج 4 / ص 336:
لكنه مع ذلك ما انتصر للحسين ولا أمر بقتل قاتله ولا أخذ بثأره. اهـ.
وفي جواب طويل له في المسائل والأجوبة - 71 - 89 قال:
ولكن لم يقتل قتلة الحسين، ولم ينتقم منهم، فهذا مما أنكر على يزيد، كما أنكر عليه مافعل بأهل الحرة لما نكثوا بيعته، فإنه أمر بعد القدرة عليهم بإباحة المدينة ثلاثا. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/177)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 10, 09:45 ص]ـ
وكذلك علي رضي الله عنه لم يأمر بقتل قتلة عثمان رضي الله عنه ولم يأخذ بثأره، مع كراهته لهم، والسبب واحد.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 01 - 10, 12:18 م]ـ
وكذلك علي رضي الله عنه لم يأمر بقتل قتلة عثمان رضي الله عنه ولم يأخذ بثأره، مع كراهته لهم، والسبب واحد.
إذا فرضنا تنزلا أن عليا رضي الله عنه أخطأ في ذلك، فهو من الخلفاء الراشدين، ومن أئمة المجتهدين، ومن سادات الصحابة المرضيين. فهو مجتهد مأجور على كل حال، إجماعا.
أما يزيد فليس من الصحابة، ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا من العلماء الربانيين، ولا من أهل الاجتهاد، بل هو فاسق متفق على ظلمه وفسقه. فهو موزور غير مأجور.
وقياس هذا على ذاك كقياس الأرض على السماء.
والله المستعان.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 10, 12:55 م]ـ
فهو من الخلفاء الراشدين، ومن أئمة المجتهدين، ومن سادات الصحابة المرضيين
ويزيد -رحمه الله- لم يزد سوى أن اقتدى بأحد الخلفاء الراشدين وعمل بسنته.
ـ[ابو احمد القرني]ــــــــ[15 - 01 - 10, 01:49 م]ـ
رضى الله عن معاوية الصحابي الجليل.
و لكن يزيدا هذا فاسق مجرم عليه من الله ما يستحق و يكفي ما فعل بالحسين رضي الله عنه و بالعترة النبوة الطاهرة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 01 - 10, 03:48 م]ـ
أما قتل الحسين فلم يأمر به ولم يرض به، بل ظهر منه التألم لقتله، وذم من قتله. ولما بلغ الخبر يزيد بن معاوية بكى وقال: كنت أرضى من طاعتكم ـ أي أهل العراق ـ بدون قتل الحسين، كذلك عاقبة البغي والعقوق لعن الله ابن مرجانة لقد وجده بعيد الرحم منه، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه فرحم الله الحسين.
وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له. وكان يزيد أمير هذا الجيش. وأما العترة فقد كان مكرماً لها.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:07 ص]ـ
الإخوة الفضلاء
ما أردت التنبيه عليه هو محاولة تزييف الحقائق التي ينشرها البعض دفاعاً عن يزيد ـ نكاية في الرافضة أخزاهم الله ـ والتشكيك في بعض الأحداث التاريخية والتي يمكن لطالب العلم أن يثبتها من خلال الصحاح والمسانيد، كما في موضوع الأخ الزقيل وما تابعه عليه الأخ ابن دحيان
فوقعة الحرة واستباحة المدينة
وما ورد فيها من روايات إباحة المدينة غير صحيحة وما وقع في تاريخ الطبري فهي مسندة إلي أبي مخنف لوط بن يحي الأزدي
أما إباحة المدينة ثلاثاً لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح، فلا يوجد في كتب السنة أو في تلك الكتب التي أُلِّفت في الفتن خاصّة،
فالنهب ثابت في الصحيحين ومع أكثر من صحابي ...
وكذلك القتل ... فحصل لكثير من الصحابة والتابعين
فعَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَتَبَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ زَمَنَ الْحَرَّةِ يُعَزِّيهِ فِيمَنْ قُتِلَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ ... والحديث صححه الألباني.
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:53 ص]ـ
ويزيد -رحمه الله- لم يزد سوى أن اقتدى بأحد الخلفاء الراشدين وعمل بسنته.
سبحان الله أخي أما في هذه فقد إتبع سنة الخلفاء الراشدين أما كان له أن يتبعهم في عدلهم وورعهم وتقاهم؟
سيدنا علي لم يكن خليفة عندما قتل سيدنا عثمان رضي الله عنهما واني والله أعجب كيف تقارن هذا الفاسق بصهر الرسول صلى
الله عليه وسلم؟!
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[16 - 01 - 10, 01:46 ص]ـ
محمد الأمين
وكذلك علي رضي الله عنه لم يأمر بقتل قتلة عثمان رضي الله عنه ولم يأخذ بثأره، مع كراهته لهم، والسبب واحد.
دعك من المغالطات
أولا: علي رضي الله عنه لم يكن خليفة ولا أميراً زمن قُتِل عثمان رضي الله عنه، بينما يزيد هو الأمير وقت مقتل الحسين، وقتلة الحسين من رجال الدولة " جيش نظامي ".
ثانياً: عثمان رضي الله عنه قُتل في ثورة اختلط فيها الحابل بالنابل، ولم يتعين قتلته ـ عليهم من الله مايستحقون ـ، بخلاف قتلة الحسين، فهم متعينون، بل فرحوا وصرحوا بمقتله رضي الله عنه، وكان يزيد يعلم بمن قتل الحسين، هذا على فرضية أن يزيد لم يكن راضياً بمقتل الحسين، بخلاف عليّ الذي كان يقول: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله".
ثالثاً: كان على ولي دم عثمان أن يدخل فيما دخل فيه الناس ثم يتقدم لخليفة المسلمين مطالباً بالقصاص، أما أن يقول ولي الدم فليدفع لنا الخليفة قتلة عثمان وأسلم له وأدخل في البيعة! فهذا كلام عجيب!
يقول ابن حزم:
لكن اجتهاده ـ أي معاوية ـ أداه إلى أن رأى تقديم أخذ القود من قتلة عثمان على البيعة، ورأى نفسه أحق بطلب دم عثمان ـ والكلام فيه من أولاد عثمان وأولاد الحكم بن أبي العاص لسنه وقوته على الطلب بذلك، وأصاب في هذا وإنما أخطأ في تقديمه ذلك على البيعة فقط. ا.هـ
ويقول ابن العربي في العواصم:
وأما الصواب فيه فمع علي؛ لأن الطالب للدم لا يصح أن يحكم، وتهمة الطالب للقاضي لا توجب عليه أن يخرج عليه، بل يطلب الحق عنده، فإن ظهر له قضاء وإلا سكت وصبر، فكم من حق يحكم الله فيه، وإن لم يكن له دين فحينئذ يخرج عليه، فيقوم له عذر في الدنيا ....
وأي كلام كان يكون لعليّ ـ لما تمت له البيعة ـ لو حضر عنده ولي عثمان وقال له: إن الخليفة قد تمالأ عليه ألفُ نسمة حتى قتلوه، وهم معلومون.
ماذا كان يقول إلا: أَثبتْ، وخذ. ا.هـ
ويزيد - ...... الله- لم يزد سوى أن اقتدى بأحد الخلفاء الراشدين وعمل بسنته.
تبين لك أنه كلام عار عن الصحة ...
بل كان يقتدي بما يمليه عليه مستشاره سرحون " النصراني".
ليتك تأتينا بترجمته ياشيخ محمد ... ثم تحدثنا عن الولاء والبراء واستعمال "النصارى" كمستشارين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/178)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 01 - 10, 08:31 ص]ـ
عثمان رضي الله عنه قُتل في ثورة اختلط فيها الحابل بالنابل، ولم يتعين قتلته ـ عليهم من الله مايستحقون ـ، بخلاف قتلة الحسين، فهم متعينون، بل فرحوا وصرحوا بمقتله رضي الله عنه، وكان يزيد يعلم بمن قتل الحسين، هذا على فرضية أن يزيد لم يكن راضياً بمقتل الحسين، بخلاف عليّ الذي كان يقول: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله".
إذا كان بعض قتلة عثمان مجهولين فكثير منهم معروف ولا يخفى عن علي رضي الله عنه. وكونه ما قتل عثمان ولا مالئ على قتله لا يخالف ذلك.
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:56 م]ـ
إذا كان بعض قتلة عثمان مجهولين فكثير منهم معروف ولا يخفى عن علي رضي الله عنه. وكونه ما قتل عثمان ولا مالئ على قتله لا يخالف ذلك.
لا حول ولا قوة إلا بالله!
{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ}
أعانك الله على نفسك.
ـ[أيو عبد الرحمن النوبى]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:40 م]ـ
الإخوة الفضلاء
ما أردت التنبيه عليه هو محاولة تزييف الحقائق التي ينشرها البعض دفاعاً عن يزيد ـ نكاية في الرافضة أخزاهم الله ـ والتشكيك في بعض الأحداث التاريخية والتي يمكن لطالب العلم أن يثبتها من خلال الصحاح والمسانيد، كما في موضوع الأخ الزقيل وما تابعه عليه الأخ ابن دحيان
اقتباس:
فوقعة الحرة واستباحة المدينة
وما ورد فيها من روايات إباحة المدينة غير صحيحة وما وقع في تاريخ الطبري فهي مسندة إلي أبي مخنف لوط بن يحي الأزدي
اقتباس:
أما إباحة المدينة ثلاثاً لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح، فلا يوجد في كتب السنة أو في تلك الكتب التي أُلِّفت في الفتن خاصّة،
فالنهب ثابت في الصحيحين ومع أكثر من صحابي ...
وكذلك القتل ... فحصل لكثير من الصحابة والتابعين
فعَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ كَتَبَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ زَمَنَ الْحَرَّةِ يُعَزِّيهِ فِيمَنْ قُتِلَ مِنْ وَلَدِهِ وَقَوْمِهِ ... والحديث صححه الألباني.
سبحان الله
المؤلف مقر بأن هناك قتلا ولكن ينفى انتهاك الأعراض وسبى الذرية
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[18 - 01 - 10, 08:30 م]ـ
بارك الله في شيخنا عصام البشير
والله إنه لمما يدمي القلب أن نجد في صفوفنا من أهل السنة والجماعة من يتكلف هذا التكلف في الدفاع عن يزيد، أسأل الله أن يشرح قلبه وأن لا يحشره يوم القيامة مع من استباح المدينة وقصف الكعبة بالمنجنيق وأكرم القتلة والفساق، أما اتهامه سيدنا علي (بعدم حد قتلة عثمان) في معرضه دفاعه عن يزيد فأسأل الله أن لا يواجهه وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام العظيم.
وأعطيه مثل لبيان حكم ما جرى بين الصحابة وأنهم مغفور لهم لكونهم صحابة، حين سب خالد بن الوليد عبد الرحمن بن عوف فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: لا تسبوا اصحابي. هذا ليس كما يسب الرافضي في آخر الزمان الصحابة الكرام فهذا من أعظم العظائم وأكبر الكبائر، وكذلك لو اقتتل الصحابيان فقتل أحدهما الآخر كما قيل أن أبا الغادية وهو من أهل الشجرة قتل عمار بن ياسر فهذا حتى لو ثبت، فكلاهما مغفور له كونهم صحابة قال الله لهم اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم".
أين هذا مما فعل يزيد الذي أكرم ورفع من قتلوا ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستباح مدينة رسول الله التي حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها كما في الصحيحين،
اللهم طهر قلوب أهل السنة والجماعة من هكذا ضلالات معاندة للشيعة السبئية آمين
لا يتعلم العلم مستحيي ولا مستكبر
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:55 ص]ـ
سئل حجة الإسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم لا؟ و هل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا؟ و هل يسوغ الترحم عليه أم لا؟ فلينعم بالجواب مثاباً.
فأجاب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/179)
لا يجوز لعن المسلم أصلاً، و من لعن مسلماً فهو الملعون، و قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم ليس بلعان،، و كيف يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين قال: بينما رسول الله في بعض أسفاره و امرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت فلعنتها، فسمع ذلك النبي فقال: خذوا ما عليها و دعوها فإنها ملعونة، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد.، و حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هو أثر موقوف على ابن عمر بلفظ: نظر عبد الله بن عمر يوماً إلى الكعبة فقال: ما أعظمك و أعظم حرمتك، و المؤمن أعظم حرمة منك، و هو حديث حسن، و قد صح إسلام يزيد بن معاوية و ما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين قتل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يُظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام و قد قال الله {اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} [الحجرات /12]، و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء، و السلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله و من الذي رضي به و من الذي كرهه لم يقدر على ذلك، و إن كان الذي قد قُتل في جواره و زمانه و هو يشاهده، فكيف لو كان في بلد بعيد، و زمن قديم قد انقضى، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، و قد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُعلم حقيقته أصلاً، و إذا لم يُعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. و مع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلماً فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، و القتل ليس بكفر، بل هو معصية، و إذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة و الكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. و لم يُعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة و قد قال الله {و هو الذي يقبل التوبة عن عباده، و يعفوا عن السيئات و يعلم ما تفعلون} [الشورى /25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يروه النص، و من لعنه كان فاسقاً عاصياً لله الله. و لو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُقال له يوم القيامة: لِمَ لَمْ تلعن إبليس؟ و يقال للاعن: لم لعنت و مِنْ أين عرفت أنه مطرود ملعون، و الملعون هو المبعد من الله و ذلك علوم الغيب، و أما الترحم عليه فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمناً و الله أعلم بالصواب.
(وردها ابن خلكان في الوفيات-وانظر قيد الشريد)
---
قال الحافظ ابن الصلاح: " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله - أي قتل الحسين -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله - كرمه الله -، إنما هو يزيد بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين، فإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: " أن لعن المسلم كقتله"، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم -، والناس في يزيد ثلاث فرق: فرقة تحبه وتتولاّه، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه،وهذه الفرقة هي الصائبة، ومذهبها اللائق بمن يعرف سير الماضين،ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة، جعلنا الله من خيار أهلها آمين "أهـ
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:57 ص]ـ
وللدكتور المؤرخ الفاضل راغب السرجاني رسالة لطيفة في إنصاف يزيد بن معاوية (أنصح بقراءتها جيداً)
http://www.islamstory.com/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B9 %D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA% D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D 9%8A%D9%86
وإن كانت قضية يزيد خلافية إجتهادية لا يجوز التشنيع على المخالف
وي الرابط رد على أكاذيب واقعة الحرة وانتهاك أعراض النساء ... وأن قادة المسلمين كانت الغاية عنده تبرر الوسيلة!!
كما يقول المستشرقون: إن قادة جيوش الاسلام الذين فتحوا البلدان كانوا زنادقة .... ؟!
فإنا لله
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[20 - 01 - 10, 06:15 م]ـ
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[30 - 01 - 10, 03:52 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[بنت أزد]ــــــــ[30 - 01 - 10, 07:52 ص]ـ
ويزيد -رحمه الله- لم يزد سوى أن اقتدى بأحد الخلفاء الراشدين وعمل بسنته.
كبرت كلمة تخرج من فيك .. لا نلعن يزيد بن معاوية ولا نقارنه بعلي رضي الله عنه فرق بين الثرى والثريا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/180)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 08:07 ص]ـ
موقفنا من يزيد بن معاوية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187854)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 08:08 ص]ـ
موقفنا من يزيد بن معاوية
السؤال: سمعت عن المدعو يزيد بن معاوية، وأنه كان خليفة على المسلمين في فترة مضت، وأنه كان شخصا سكِّيراً ساديا، ولم يكن مسلما حقا. فهل هذا صحيح؟ أرجو أن تخبرني عن تاريخ المذكور.
الجواب:
الحمد لله
اسمه: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أميّة الأموي الدمشقي.
قال الذهبي: وكان أمير ذلك الجيش في غزو القسطنطينية وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري عقد له أبوه بولاية العهد من بعده فتسلم الملك عند موت أبيه في رجب سنة ستين وله ثلاث وثلاثون سنة فكانت دولته أقل من أربع سنين.
ويزيد ممن لا نسبُّه ولا نحبه وله نظراء من خلفاء الدولتين وكذلك في ملوك النواحي بل فيهم من هو شر منه وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بتسع وأربعين سنة والعهد قريب والصحابة موجودون كابن عمر الذي كان أولى بالأمر منه ومن أبيه وجده.
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس ولم يبارك في عمره وخرج عليه غير واحد بعد الحسين كأهل المدينة قاموا لله .. وابن الزبير .....
سير أعلام النبلاء ج/ 4 ص/ 38.
و قد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية الموقف من يزيد بن معاوية فقال:
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق، طرفان ووسط.
فأحد الطرفين قالوا: إنه كان كافراً منافقاً، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها. وأشياء من هذا النمط وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير.
والطرف الثاني: يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه. وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر، وربما جعله بعضهم نبيَّا ...
وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسِيَر المتقدمين، ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى وخبرة
والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرا، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
ثم افترقوا ثلاث فرق فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين قال صالح بن أحمد قلت لأبي: إن قوما يقولون: إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر!! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً.
وقال أبو محمد المقدسي لما سئل عن يزيد فيما بلغني لا يُسَب ولا يُحَب وقال: وبلغنى أيضا أن جدنا أبا عبد الله بن تيمية سئل عن يزيد فقال: لاننقص فيه ولا نزيد وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها ... أهـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج/4 ص/481 - 484.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/14007/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF)
الشيخ محمد صالح المنجد ( http://www.islamqa.com/ar/ref/14007/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF)
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 08:09 ص]ـ
وقد قلت في ردٍّ لي على أحد الإخوة:
بارك الله فيك أخي الكريم
لكن،،، قد تكون ممن جانب الصواب في هذا الأمر ولذا قلت لك رحمك الله:
إن كنت غير مصيب في لعنه فستسأل عن ذلك، فسكوتك لن يكلفك شيئا في كلا الحالتين بينما اللعن والسب قد يكلفك ما لاتحب،،، فحري بنا السكوت في مثل هذا الأمر.
زيادة على ماتقدّم إليك أخي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/181)
1 ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أول جيش من أمتي يغزُونَ البحرَ قد أَوجَبوا "، فقالت أمُّ حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم "أول جيش من أمتي يغزُون مدينة قَيْصرَ مغفورٌ لهم"، فقلت: أنا فيهم قال: لا. " رواه البخاري.
و قَوْله: (يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَر) يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة، وَقَوْله: (قَدْ أَوْجَبُوا) أَيْ فَعَلُوا فِعْلًا وَجَبَتْ لَهُمْ بِهِ الْجَنَّة.
قَالَ الْمُهَلَّب: فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَة لِمُعَاوِيَة لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ، وَمَنْقَبَةٌ لِوَلَدِهِ يَزِيد لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا مَدِينَةَ قَيْصَرَ. [البخاري مع الفتح].
2 ـ قال محب الدين الخطيب: إن يزيد يوم تُمحَّص أخباره، و يقف الناسُ على حقيقة حالِه كما كان في حياته، يتبين من ذلك أنه لم يكن دون كثيرين ممن تغنى التاريخ بمحامدهم، و أجزل الثناء عليهم. [حاشية العواصم من القواصم لابن العربي؛ (ص221)].
3 ـ روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (توفي 147هـ) قال، قال الليث: " توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا "، فسماه الليثُ أمير المؤمنين بعد ذهاب ملك بني أمية وانقراض دولتهم، ولولا كونه عنده كذلك لما قال إلا: " توفي يزيد ". [العواصم من القواصم (ص232 - 234)].
4 ـ وهذا الإمام أحمد بن حنبل قد أدخل عن يزيد بن معاوية في كتابه الزهد أنه كان يقول في خطبته: " إذا مرض أحدكم مرضاً فأشقى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه و لينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه ". أنظر: [العواصم من القواصم؛ (ص245)].
ويعلِّق ابن العربي على هذا فيقول:
وهذا دليل على عظم منزلته – أي يزيد بن معاوية - عنده (أي عند أحمد بن حنبل) حتى يُدخله في جُملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يُقتَدى بقولهم و يُرعوى من وعظهم، و ما أدخله إلا َّ في جملة الصحابة قبل أن يَخرُج إلى ذكر التابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة، و ترفضون الملحِدة و المُجّان من المنتمين إلى الملة. [العواصم من القواصم (ص246)].
5 ـ يقول تبارك وتعالى: ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [البقرة: 134].
6 ـقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) متفق عليه.
7 ـيقول الشيخ ابن جبرين رحمه الله:
اعلم أن يزيد بن معاوية أحد الخلفاء الذين يعترف بهم أهل السُنَّة والجماعة، ويلعنه الشيعة والرافضة والزيدية؛ لأنه الذي تسبب في قتل الحسين بن علي في زعمهم ـ والصحيح أنه لم يتسبب وإنما نَصَّبَ ابن زياد أميرًا على العراق ولما كتب أهل العراق إلى الحسين يطلبونه خليفة عليهم، وجاءهم ابن زياد بايعوه وتخلوا عن نُصرة الحسين وأرسل ابن زياد جيشًا لاستقبال الحسين ليُبايع ليزيد فامتنع وقال: دعوني أذهب إلى يزيد فقالوا لا ندعك حتى تُسلم لابن زياد فامتنع وقاتل حتى قُتل، ولما بلغ ذلك يزيد بن معاوية أنكر على ابن زياد قتل الحسين فدل ذلك على أنه خليفة مُعتبر أمره، ولما بلغ ذلك أهل المدينة خلعوا بيعته، فأرسل إليهم جيشًا ليعودوا إلى البيعة فامتنعوا وحصلت وقعة الحرة وفيها مُبالغات ابتدعتها الرافضة ليس لها حقيقة، و يزيد لم يُذكر عنه شيءٌ يقدح في عدالته، وما ذكروا أنه يشرب الخمر قد لا يكون كله صحيحًا، قد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له وكان يزيد أميرًا على أول جيش غزا القسطنطينية فيدخل في المغفرة، فعلى هذا لا يجوز لعنه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن اللعنة إذا صدرت رُفعت إلى السماء فتُغلق دونها أبواب السماء فتذهب إلى الملعون، فإن كان يستحقها وإلا رجعت إلى قائلها والله أعلم. هنا نص الفتوى ( http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=4144&parent=786)
8 ـ وهذه فتوى من موقع إسلام ويب بإشراف الدكتور عبد الله فقيه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/182)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن يزيد بن معاوية من أهل القبلة؛ وإن كان فاسقاً، وفاسق أهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك إلا إذا استحله.
قال حافظ الحكمي رحمه الله:
والفاسق الملي ذو العصيان=====لم ينف عنه مطلق الإيمان
لكن بقدر الفسق والمعاصي=====إيمانه ما زال في انتقاص
ولا نقول إنه في النار=====مخلد بل أمره للباري
تحت مشيئة الإله النافذة=====إن شا عفا عنه وإن شا آخذه
بقدر ذنبه إلى الجنان=====يخرج إن مات على الإيمان
وقد قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وذكر في رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عن من قال: لعن الله يزيد بن معاوية؟ فقال: لا تكلم في هذا، الإمساك أحب إلي. ا. هـ
وقال الرملي الشافعي في الفتاوى: لا يجوز لعن يزيد بن معاوية كما صرَّح به جماعة. ا. هـ
وقال أيضاً قال في الأنوار: لا يجوز لعن يزيد ولا تكفيره، فإنه من جملة المؤمنين، إن شاء الله رحمه، وإن شاء عذبه. ا. هـ
وقال ابن حجر في الزواجر: فالمعيَّن لايجوز لعنه وإن ان فاسقاً كيزيد بن معاوية. ا. هـ
وقال الشيخ محمد بن محمد الشهير بعليش، وهو من المالكية: والأصل إسلامه -يعني يزيداً- فنأخذ بالأصل حتى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه. ا. هـ من فتح العلي المالك.
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة نقلاً عن ابن الصلاح الشافعي: وأما سب يزيد ولعنه، فليس ذلك من شأن المؤمنين. ا. هـ
وقال أيضاً: وصرحوا أيضاً بأنه لا يجوز لعن فاسق مسلم معين، وإذا علمت أنهم صرحوا بذلك علمت بأنهم مصرحون بأنه لا يجوز لعن يزيد، وإن كان فاسقاً خبيثاً. ا. هـ
ومما تقدم يتبين أن لعن يزيد لا يجوز، لأنه لا يجوز لعن المعين من أهل القبلة ولا من غيرهم على الراجح، لأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، وذلك لا يُعلم إلا إذا مات الشخص على ما يستوجب لعنه بعينه، كمن يموت على اليهودية أو النصرانية، أما في حالة حياته، فإنه وإن كان فاسقاً أو كافراً، فإننا لا ندري هل يتوب الله عليه أم لا؟ ولا ندري ما يُختم له به؟ ومع هذا، فإننا نقول إن يزيداً لا ينبغي الترحم عليه، ولا الدعاء له بالمغفرة، لأنه فعل أموراً عظاماً. هنا نص الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=36047&Option=FatwaId)
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[31 - 01 - 10, 09:49 ص]ـ
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - (3/ 396)
أما يزيد بن معاوية فالناس فيه طرفان ووسط، وأعدل الأقوال الثلاثة فيه
أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات
ولم يولد إلا في خلافة عثمان رضي الله عنه،
ولم يكن كافرا
ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين
وفعل ما فعل بأهل الحرة،
ولم يكن صاحبا
ولا من أولياء الله الصالحين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وهذا قول عامة أهل العقل
ـ[عادل بن عبدالله العمري]ــــــــ[31 - 01 - 10, 09:54 ص]ـ
قال الذهبي رحمه الله: كان ناصبيّاً , فظاً , غليظاً , جِلْفاً , يتناولُ المُسْكِرَ , ويفْعلُ المُنْكَر , افتتح دولته بمقتل الشهيد الحُسين , واختتمها بواقعة الحَرَّة , فمقتهُ الناس , ولم يُبارك في عُمُره.
قال العلامة السفاريني وقد بحث هذه المسألة بحثا جيدا في كتابه غذاء الألباب 1/ 119
إلى أن قال: .... بعد الكلام على لعن يزيد بن معاوية:
أكثر المتأخرين من الحفاظ والمتكلمين يجيزون لعنة يزيد اللعين!! اهـ
قال شيخ الاسلام:وأما الذين لعنوه من العلماء كأبي الفرج بن الجوزى، والكيا الهراسي وغيرهما،
فلما صدر عنه من الأفعال التي تبيح لعنه.
أما عمر بن عبد العزيز: فقد روي عنه أنه (أمر بضرب من سمى يزيد بن معاوية أمير المؤمنين عشرين سوطًا).
. وانظر الروض الباسم (2/ 190).
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 01 - 10, 10:27 ص]ـ
هذا رأي الذهبي وابن الوزير وغيرهم إعتمادا على الروايات التي تعج بها الكتب في لعن يزيد
لكن قول ابن تيمية وعامة أهل الحديث هو الوسط أن يزيد له حسنات وله سيئات أيضاً، ويكفي أنه كان أمير غزاة البحر الذين بشر بهم المصطفى
أنا لا أدري لماذا البعض يستميت في تجوزيز لعن يزيد!!
ديننا دين اللعن والبغض!
إنكم بذلك تثبتون صحة قول المستشرقين أن الذين فتحوا بالبلاد وأدخلوا الاسلام فيها كانوا زنادفة!
يجب أن نكون أعقل من هذا، ونعلم أن التاريخ ما دوَن إلا بعد دولة بني أمية! وكثر الكذب عليهم ...
أما رواة الامام أحمد في لعن معاوية فضعيفة جداً عنه، بل هي تنادي على واضعها بالكذب على الإمام
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
(ونُقلت عنه -أي عن أحمد- رواية في لعنة يزيد وأنه قال ألا ألعن من لعنه الله واستدل بالآية لكنها رواية منقطعة ليست ثابته عنه) أهـ
منهاج السنة النبوية، (4/ 573)
وقد اعتمد على هذه الرواية بعض المتأخرين دون تثبت .. والرواية الصحيحة هي ما أورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى وابن مفلح في الآداب الشرعية من رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عن من قال: لعن الله يزيد بن معاوية؟ فقال: لا تتكلم في هذا، الإمساك أحب إلي. اهـ
وهذا هو ما يترجح صدوره عن الامام أحمد ويكفي أنه استدل بمواعظه في كتابه الزهد
فروى بسنده إلى يزيد أنه قال: إذا مرض أحدكم مرضا فأشفي ثم تماثل فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمه، ولينظر إلى أسوا عمل عنده فليدعه.
وعلق الامام ابن العربي المالكي قائلا: (هذا يدل على عظم منزلته -أي يزيد بن معاوية - عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة و التابعين الذين يتقدى بقولهم و يرعوى من وعظهم، و ما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في الخمر و أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! و إذا سلبهم الله المروءة و الحياء، ألا ترعوون أنتم و تزدجرون و تقتدون بفضلاء الأمة، و ترفضون الملحدة و المجّان من المنتمين إلى الملة) العواصم من القواصم (ص246).
أقول: ومع هذا، فأنا مع أهل السنة والحديث الطائفة المقتصدة الذين يقولون (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/183)
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 10:56 ص]ـ
أخي الحبيب أنت المستميت في الدفاع عن يزيد
وأسأل الله أن يحشرك مع سيد شباب أهل الجنة وجدّه صلى الله عليه وسلم، لا مع قاتليه
أما استدلالك بمواعظه في كتاب الزهد، فكان أولى به أن يعظ نفسه قبل أن يستبيح مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويضرب بيت الله الحرام بالمنجنيق
وتذكر الحب في الله والبغض في الله، فإما ولاء في الله وإما براء في الله
عاملنا الله جميعاً برحمته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 01 - 10, 11:09 ص]ـ
صدق أبو حامد الغزالي في قوله: "و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق"
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 01 - 10, 11:34 ص]ـ
فكان أولى به أن يعظ نفسه قبل أن يستبيح مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويضرب بيت الله الحرام بالمنجنيق
=======
أقرأت كلام الدكتور راغب السرجاني في الرابط الذي وضعته!
http://www.islamstory.com/%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%B9 %D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA% D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D 9%8A%D9%86
أخي الفاضل، إن أهل الأهواء من الراوافض وغيرهم هم الذين يعقدون الولاء والبراء على يزيد، ويتهمون من لا يلعنه بالنصب
وأهل السنة لا يعقدون عليه الولاء والبراء
وأكرر أنا لا أدافع عن يزيد، إنما أدافع عن الوسط والعدل وعدم الغلو في الذم ... أو حتى المدح
====
أما مسألة قتال أهل المدينة
فأوسط الأقوال في ذلك هو الامساك أيضاً كما قال الامام أحمد رحمه الله تعالى
لأن الغالب أنهم كانوا متأولون في ذلك أيّما تأويل، لأن سيدنا عبدالله بن الزبير أصّر على عدم التسليم،
ويكفى أن الصحابي الجليل ابو أيوب الأنصاري ذهب إلى ابن الزبير وطلب منه ألا يشق عصا المسلمين، وكان ابو أيوب في صف يزيد ومناصر له، وحسبك به جلالة رضي الله عنه ...
وقد ثبت عن عبد الله بن عمر أنه وهو يموت قال ما معناه: (ما ندمت على شئ كندمي أني لم أقاتل الفئة الباغية كما أمرني الله) فقالوا: ومن هم؟ .. فقال: ابن الزبير وأصحابه نكث عهد هؤلاء وسبب قتالهم ...
وبالجملة فإن هذه الهنات والأحداث العظام كثُر فيها الروايات والقيل والقال، فلذلك الإمساك أحب إلينا
تلك أمة قد خلت ....
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[31 - 01 - 10, 11:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الذين قالوا ان قصف الحرم المكي بالمنجنيق كان في عهد يزيد ما الدليل عليه؟؟؟ الذي فعل ذلك الحجاج بن يوسف في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان ...
والافضل هو الوسط في هذه المسالة وكل سيلقى ربه فيحاسبه ...
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:07 م]ـ
لعلي قد خلطت الأسماء في بعضها ...
الصحابي الجليل اسمه النعمان بن بشير الأنصاري وليس الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري
رضي الله عنهما
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:09 م]ـ
اللهم احشرنا في زمرة الموحدين، ونبرأ إليك من دين السبئية الروافض
ولكن بينوا ووضحوا لنا قاعدة (لا نتولَّاه ولا نتبرأ منه) ألا تروها قريبة من قاعدة المعتزلة في (المنزلة بين منزلتين) أو (لا مؤمن ولا كافر)
حشرنا الله وإياكم جميعاً مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:18 م]ـ
وماذا كان حكم أمير المؤمنين يزيد في الذين قتلوا الحسين؟ سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الذي قال فيه كما في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم: .... أوصيكم الله في أهل بيتي، أوصيكم الله في أهل بيتي، أوصيكم الله في أهل بيتي؟ والقتلى الآخرين؟
هل نهرهم؟، أكرمهم؟ ماذا فعل
والله إنها لفتنة
نسأل الله أن يعصمنا برحمته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 01 - 10, 12:26 م]ـ
باعتبار أنه لم يكن إماماً مجتهداً، فإنه رآى رحمه الله أن يتبع فيهم سنة أقرب الخلفاء الراشدين إليه.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 01:42 ص]ـ
مشايخنا الكرام أرجو أن يشرح الله لنا جميعاً صدورنا للبحث
ولا أرى يزيد يستحق منا الجدال
ولكن مقارنته وقياسه على علي بن أبي طالب أراها عجيبة
فالذين قتلوا عثمان بن عفان لم يكونوا عمال علي بن أبي طالب وجيشه الذين يأتمرون بإمرته
والذي نقل عنه في كتاب السبئية [نهج البلاغة] أنه قال ... بعد ... ما بويع بالخلافة، وقد قال له قوم من الصحابة: لو عاقبت قوماً ممن أجلب على عثمان؟ فقال رضي الله عنه: يا إخوتاه إني لست أجهل ما تعلمون، ولكن .... كيف لي بقوة .... والقوم المُجلِبون على حد شوكتهم، .... يملكوننا ولا نملكهم .... وها هم هؤلاء قد ثارت معهم عبدانكم، والتفَّت إليهم أعرابكم، وهم خِلالكم يسومونكم ما شاؤوا، وهل ترون موضعاً لقدرة على شئٍ تريدونه؟ .... إن هذا الأمر أمر جاهلية ... وإن لهؤلاء القوم مادة، إن الناس من هذا الأمر إذا حُرِّك على أمور: فرقة ترى ما ترون، وفرقة ترى ما لا ترون، وفرقة لا ترى هذا ولا ذاك، فاصبروا حتى يهدأ الناس، وتقع القلوب مواقعها، وتؤخذ الحقوق مسمحةً، فاهدأوا عني، وانظروا ماذا يأتيكم به أمري، ولا تفعلوا فعلة تضعضع قوةً وتسقط منَّة، وتورث وهناً وذلَّةً، وسأمسك الأمر ما استمسك، وإذا لم أجد بدّاً .... فآخر الدواء الكي. [نهج البلاغة: ج2ص81خط168] وهذا الخطبة كنا نُلزم بها الرافضة الذين يفترون على علي رضي الله عنه بأنه ممن تواطأ على قتل عثمان، فهو هنا يصرح أنه لم يملك الأمر وأن جريمة قتل عثمان أمر جاهلية، وأن آخر الدواء الكي (كناية عن القتل) بعد أن يمسك الأمور
فكيف يقارن هذا بيزيد الذي أكرم عمّاله القتلة
والله أعلم، لو بعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم هل سنراه يترحَّم على يزيد، أقول الله أعلم
شرح الله صدورنا جميعاً للحق وحشرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/184)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 02 - 10, 07:54 ص]ـ
فالذين قتلوا عثمان بن عفان لم يكونوا عمال علي بن أبي طالب وجيشه الذين يأتمرون بإمرته
الصواب أن منهم من صار من عماله و ولاته وقادة جيشه ولا يعلم أنه عاقب أحداً منهم
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:09 ص]ـ
الصواب أن منهم من صار من عماله و ولاته وقادة جيشه ولا يعلم أنه عاقب أحداً منهم
أسند يا محمد.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:41 ص]ـ
شيخي الحبيب محمد الأمين حفظكم الله ووفقكم لما يحبه ويرضاه
يشهد الله أني لم ألعنه (أو غيره) يوماً من الأيام ولكن بصراحة لا أستطيع أن أترحم عليه، وقد أواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحساب وفي صحيفتي الترحم على من قتل أمراؤه الحسين رضي الله عنه
وأقول سبحان الذي يدخل المقتول وقاتله الجنة كما ثبت في الحديث.
وقد تكون هذه من مخلفات عيشنا بين أظهر الروافض السبئية، نسأل الله السلامة، وحسن الخاتمة لنا جميعاً
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 08:56 ص]ـ
وأذكر في هذا المقام أن ماجرى بين الصحابة لا يقاس عليه ما يجري بين المتأخرين والصحابة بحجة الإجتهاد، فلو احتججنا بما قد جرى من سب بين صحابة كخالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف على جواز السب لأجزنا سب الرافضة السبئية للصحابة قائلين: "أنهم اتبعوا سنة صحابي جليل!!! " فالصحابة نزلت تزكيتهم من السماء حتى قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم" أو كما قال، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر" ولذلك لا ينطبق حديث "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ... " لا ينطبق هذا الحديث على عمار بن ياسر وأبي الغادية الذي قتله في صفِّين، فكلاهما ممن بايع تحت الشجرة، ولذلك لا يمكن قياس أفعال يزيد على أفعال علي بن أبي طالب هذا إن تشابهت الواقعتان، ولا أراهما تتشابه
والله تعالى أعلم
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:13 ص]ـ
شيخي الحبيب محمد الأمين حفظكم الله ووفقكم لما يحبه ويرضاه
يشهد الله أني لم ألعنه (أو غيره) يوماً من الأيام ولكن بصراحة لا أستطيع أن أترحم عليه، وقد أواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحساب وفي صحيفتي الترحم على من قتل أمراؤه الحسين رضي الله عنه
وأقول سبحان الذي يدخل المقتول وقاتله الجنة كما ثبت في الحديث.
وقد تكون هذه من مخلفات عيشنا بين أظهر الروافض السبئية، نسأل الله السلامة، وحسن الخاتمة لنا جميعاً
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:42 ص]ـ
لا أحد يعلم حيثيات ما حدث تماماً، فربما أقنع ابن زياد يزيداً أن الحسين قتل دون ان يعلم مثلا ً ولحن في حجته أمامه!
ولربما كان يزيد سوف يقتص منهم حينما تهدئ الأمور فعُجل بقتلهم .. ولربما كانت هناك ظروف اخرى ... فلا أحد يعلم التفاصيل
ويكفيه أن أهل البيت وقتئذ كانوا راضون عنه خصوصاً عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن الحنفية فكانا من المقربين إليه جداً، بجانب عدد كبير من الصحابة
فلا يعقل أن تكون أحرص على دينك من ابن جعفر بن أبي طالب أو محمد بن علي مثلاً
هذا لعمري في القياس بديع!
أما مسألة حشرنا الله مع كذا وكذا، ونخاف أن نحشر معه في النار ... إلخ
فهذا كلام عاطفي ككلام الشيعة والمغفلين، لأن الله لا يحاسب المرء على شئ ملتبس فوق من طاقته أو على شئ لم يعاينه .... ثم اجتهد فيه
فلا يجوز مثلا ان نقول ان الغزالي وابن الصلاح وابن تيمية ومن قبلهم الصحابة بل وكثير من أهل البيت وغيرهم سوف يحشرون مع يزيد إن كان من أهل النار!!
فلا يقول عاقل هذا
لأنه إن كان ظالما فعلاً، فهم اجتهدوا فيما تبين لهم من الأدلة
ويكفي أن نقول (لعن الله من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك)
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[02 - 02 - 10, 01:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يا اخوان لا داعية للعاطفة في هذه الشخصية البغيضة، فقد فرق المسلمين، وقتل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وهو المسؤول عن مقتل حفيد المصطفى الحسين بن علي رضي الله عنهما، كيف يجتمع حب الحسين ويزيد في قلب مسلم؟ أليس منكم رجل رشيد؟
فأنا أشعر بالاشمئزاز عند ذكر هذه الشخصية التي شوهت صورة الاسلام ....
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 02 - 10, 06:45 ص]ـ
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 02 - 10, 06:47 ص]ـ
وهو المسؤول عن مقتل حفيد المصطفى الحسين بن علي رضي الله عنهما
هداك الله يا أبا عبد البر، تصدق الشيعة أكذب الخلق؟
يقول أبو حامد الغزالي: "و من زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق"
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:09 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 4 / ص 483:
ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/185)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:16 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره، ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم "
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:22 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج 4 / ص 483:
ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. اهـ.
يا أخي هذا قول حكاه ابن تيمية، ولكن لم يبتدأه! بخلاف القول الصريح الذي نقله الأخ محمد الأمين.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:25 ص]ـ
قال رحمه الله:
فقال:
افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ثلاث فرق، طرفان ووسط.
فأحد الطرفين قالوا: إنه كان كافراً منافقاً، وأنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفِّياً من رسول الله وانتقاما منه، وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة، وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد على بن أبى طالب وغيره يوم بدر وغيرها. وأشياء من هذا النمط وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان فتكفير يزيد أسهل بكثير.
والطرف الثاني: يظنون أنه كان رجلًا صالحاً وإمام عدل، وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي وحمله على يديه وبرَّك عليه. وربما فضَّله بعضهم على أبى بكر وعمر، وربما جعله بعضهم نبيَّا ...
وكلا القولين ظاهر البطلان عند من له أدنى عقل وعلم بالأمور وسِيَر المتقدمين، ولهذا لا ينسب إلى أحد من أهل العلم المعروفين بالسنة ولا إلى ذي عقل من العقلاء الذين لهم رأى وخبرة
والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرا، ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
ثم افترقوا ثلاث فرق فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين قال صالح بن أحمد قلت لأبي: إن قوما يقولون: إنهم يحبون يزيد فقال يا بني وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر!! فقلت يا أبت فلماذا لا تلعنه؟ فقال: يا بني ومتى رأيت أباك يلعن أحداً.
وقال أبو محمد المقدسي لما سئل عن يزيد فيما بلغني لا يُسَب ولا يُحَب وقال: وبلغنى أيضا أن جدنا أبا عبد الله بن تيمية سئل عن يزيد فقال: لاننقص فيه ولا نزيد وهذا أعدل الأقوال فيه وفي أمثاله وأحسنها ... أهـ
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج/4 ص/481 - 484.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:34 ص]ـ
نعم هو لم يأمر بقتله، ولكنه تسبب به.
وقد خطأ شيخ الإسلام ابن تيمية يزيدا، وأنكر عليه في مواضع عديدة، وبين أنه ترك الواجب عليه، وفي كل هذه المواضع نفى أنه أمر بقتله، ولكنه كان يستدرك فيقول:
1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في مجموع الفتاوى ج 4 ص 506:
لكنه مع هذا لم يقم حد الله على من قتل الحسين رضى الله عنه ولا انتصر له. اهـ.
2 - وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 27 / ص 480:
لكنه مع ذلك ما انتقم من قاتليه ولا عاقبهم على ما فعلوا. اهـ.
3 - وقال أيضا مجموع الفتاوى ج 3 / ص 411:
لكنه مع هذا لم يظهر منه إنكار قتله، والانتصار له والأخذ بثأره كان هو الواجب عليه فصار أهل الحق يلومونه على تركه للواجب. اهـ.
4 - وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 4 / ص 483:
ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. اهـ.
5 - وقال في منهاج السنة النبوية ج 4 / ص 336:
لكنه مع ذلك ما انتصر للحسين ولا أمر بقتل قاتله ولا أخذ بثأره. اهـ.
6 - وفي جواب طويل له في المسائل والأجوبة - 71 - 89 قال:
ولكن لم يقتل قتلة الحسين، ولم ينتقم منهم، فهذا مما أنكر على يزيد، كما أنكر عليه ما فعل بأهل الحرة لما نكثوا بيعته، فإنه أمر بعد القدرة عليهم بإباحة المدينة ثلاثا. اهـ.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:40 ص]ـ
4 - وقال أيضا في مجموع الفتاوى ج 4 / ص 483:
ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. اهـ.
.
هذا القول حكاه ابن تيمية فحسب، وبقية الأقوال تدل على إنكار أهل الحق عليه وهذا لا خلاف فيه، ولا منازعة.
وأفيدك أن (يزيد) ممنوع من الصرف فلا توننه!
ودمت بخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/186)
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:49 ص]ـ
أولا) هو القول الوسط عنده.
ثانيا) قال أنه قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
ثالثا) أقره.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:54 ص]ـ
والقول الثالث:
1) أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات.
2) ولم يولد إلا في خلافة عثمان.
3) ولم يكن كافرا.
4) ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين.
5) وفعل ما فعل بأهل الحرة.
6) ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
هذه ست نقاط، أقره وفي ضمنه ما نقضه بجواب مفضل غير مرة وهو كونه أعان على قتل الحسين أو سعى فيه .... فأنت تستشهد بشاهد فيه ضعف، ... للعل ابن تيمية غفل عن هذه الجملة في هذا القول، يدلك على ذلك النقول المتكاثرة عنه بخلاف هذه الجملة!
والله أعلم، ولينصرف إلى غير هذا الكلام الذي لا كبير طائل تحته.
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:00 ص]ـ
أين ذكر في الست نقاط:
أنه أعان على قتله أو سعى فيه!!
ثم إن ابن تيمية إنما نفى أنه أمر بقتله لا غير، ولم ينف تسببه به.
وكلما كان ينفي أن أمر بقتله يستدركه بما ذكرناه عنه سابقا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:02 ص]ـ
يا أخي: القول بانه سعى في قتله أو أنه تسبب فيه ليس في كلام ابن تيمية ..... وإن أردت قطع النقاش هات الدليل على هذا من كلامه رحمه الله ولا تستدل بكلام حكاه عن غيره ......
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:10 ص]ـ
لا يوجد في كلام ابن تيمية ما ينفي تسبب يزيد في قتل الحسين، وقد ذكر ابن تيمية أن هذا القول (تسبب يزيد في قتل الحسين) هو القول الوسط وهو قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
هناك فرق كبير بين أن يكون أمر بقتله أو سعى في قتله (وهذا ما ينفيه ابن تيمية) وبين أن يكون تسبب في قتله (وهذا ما أقره ولم ينفه ولا في موضع بل ذكر أنه القول الوسط وقول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة).
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:11 ص]ـ
مشكلتنا فيمن يبتر كلام ابن تيمية الذي يوافق هواه .. من ضمن قطعة كاملة!!
فسبحان الملك
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:15 ص]ـ
لا يوجد في كلام ابن تيمية ما ينفي تسبب يزيد في قتل الحسين، وقد ذكر ابن تيمية أن هذا القول (تسبب يزيد في قتل الحسين) هو القول الوسط وهو قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة.
أنت تستدل بالنفي على الوجود، أو بالعدم على الوجود ..... لا يوجد ما ينفي، ولكن لا يوجد ما يثبت فكيف تثبت.
إن قلت: أقر ابن تيمية في القول الثالث ذلك!
قيل لك: هل لك غيره.
إما أن تقول نعم: فنطالبك بالنصوص.
وإما أن تقول: لا، ولكن إقراره كاف!
قلنا لك: إقراره ليس بكاف!
لاحتمال الغفلة لأن القول الثالث فيه ست عبارات لعله لم يأبه له.
تقول: هذا احتمال!!
قلنا لك: يؤكده ضميمة عدم ذكر ابن تيمية للتسبب في غير هذا الموضع.
ما ردك؟؟
وليكن الحوار هكذا منطقيًا.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:16 ص]ـ
على فكرة: أنا أموي وليس من أجدادي يزيد لئلا تتهمني بالدفاع عنه (ابتسامة)!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:17 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره، ولم يَسْبِ لهم حريماً بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردّهم إلى بلادهم "
نعم. و"سيدنا" عبيد الله بن زياد كان متأولا مأجورا ـ أجرا واحدا (للأسف) ـ بقتله للحسين وسبعة عشر من أبناء فاطمة بنت محمد،ولولا ذلك لاقتص منه "سيدنا" امير المؤمنين يزيد بن معاوية.فلما لم يقتص منه ولا "عزله" دل ذلك على براءة "سيدنا" عبيد الله بن زياد مما ترميه به الشيعة من أنه آذى رسول الله إذ آذى فاطمة في بنيها ...
قد يقول قائل:كيف تجرأ "سيدنا" ابن زياد على قتل الحسين و أهل بيت النبي وشيعتهم بغير إذن من سيدنا أمير المؤمنين يزيد بن معاوية؟
والجواب ــ ولعل للشيخ محمد الامين جوابا أحسن منه ــ هو أن هذه منقبة لهذا الوالي، إذ جعل طاعة أمير المؤمنين وتثبيت دعائم المملكة ـ عفوا الخلافة ـ فوق كل الاعتبارات , وهو في ذلك كله متأول مأجور.وهل كان عبد الرحمن بن ملجم بقتله علي بن ابي طالب إلا متأولا مأجورا؟
فاقتل و لط و ازن تثب ,,,,, ما دمت تفعله على التأويل
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:21 ص]ـ
أخي ما هذه العبارات الفجة الممقوتة: ابن زياد ويزيد سيدان، وسيدي الحسين ليس سيدًا .... اتق الله واترك الكلام للعباسي للنهي الأمر.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:25 ص]ـ
ابن تيمية قال (جرى بسببه ... ) ولم يقل (تسبب في .. )
فأنا قد يقع بسببي مشاكل، ومع ذلك ليس لي يد فيها ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/187)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:27 ص]ـ
أن يكون تسبب بذلك دون قصده وإرادته لا يعني أنه مذنب. وآخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:28 ص]ـ
فعلًا وهذا جواب آخر، والأخ العباسي ملزم بهذين الجوابين ولا مناص له عنهما، وليأتني بمثل الأمويين من الذين جاءوا بعدهم؟!
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:45 ص]ـ
السؤال للمشايخ المدافعين عن يزيد
ما الحكم إن قام عمال أو حرس أحد المسؤولين بقتل ابن أحدكم، ثم قام ذاك المسؤول بتكريمهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما استباحة حرم حرَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة التأويل فهذه لا نملك جواباً لها
والسبئية والخوارج أيضاً لهم تأويلاتهم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:48 ص]ـ
السؤال للمشايخ المدافعين عن يزيد
ما الحكم إن قام عمال أو حرس أحد المسؤولين بقتل ابن أحدكم، ثم قام ذاك المسؤول بتكريمهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما استباحة حرم حرَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة التأويل فهذه لا نملك جواباً لها
والسبئية والخوارج أيضاً لهم تأويلاتهم
هات البينة على تكريم يزيد لقاتلي الحسين!!
وأهل السنة ذموا يزيد على عدم انتصاره للحسين ولا إقامة الحد على قاتله، ولكن لا أعرف أنه كرم احدًا من قاتليه على هذا الفعل.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:00 ص]ـ
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
آمين
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:00 ص]ـ
كيف وقد طردهم شر طردة
حينما قال شمر بن ذي الجوشن اللعين:
إملأ ركابي فضة وذهبا
إني قتلت السيد المهذبا
قتلت خير الناس أماً وأبا
فصرخ يزيد في وجهه: سأملأ ركابك حطباً ونارا .. ويلك ما دمت تعلم هذا فلم قتلته؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:01 ص]ـ
ويكفيه أن أهل البيت وقتئذ كانوا راضون عنه خصوصاً عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن الحنفية فكانا من المقربين إليه جداً، بجانب عدد كبير من الصحابة
فلا يعقل أن تكون أحرص على دينك من ابن جعفر بن أبي طالب أو محمد بن علي مثلاً
كلام منطقي
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:02 ص]ـ
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلى السب واللعن!!!
إنا لله
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:02 ص]ـ
وأي تكريم أعظم من جعلهم أمراء على رقاب المسلمين
وأرجوك أخي الحبيب أن لا تذمه، فقط دعك من هذا الدفاع المستميت عنه، فهو لا يستحق أن نختلف من أجله
نعوذ بالله من تحريف كلام الله
ونشهد الله أننا لم نسب ولم نلعن ولن ندافع
نسأل الله العفو والعافية
أحبكم في الله
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:03 م]ـ
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا إلى السب واللعن!!!
إنا لله
نحن لم نلعنه ومسألة لعنه مسألة اجتهادية:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 487) عن يزيد بن معاوية: وَقَدْ لَعَنَهُ قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ؛ وَهَذَا مَذْهَبٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ؛ لَكِنَّ ذَلِكَ الْقَوْلَ أَحَبُّ إلَيْنَا وَأَحْسَنُ.اهـ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 10, 08:24 م]ـ
مشكلتنا فيمن يبتر كلام ابن تيمية الذي يوافق هواه .. من ضمن قطعة كاملة!!
والكلام السابق مبتور من حوار مع ملك التتار الشيعي
ـ[عبدالإله العباسي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:48 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 486):
والتحقيق ان هذين القولين يسوغ فيهما الإجتهاد فإن اللعنة لمن يعمل المعاصي مما يسوغ فيها الإجتهاد. اهـ.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:58 م]ـ
بارك الله في أبي العلياء الواحدي
وحشره مع سيد شباب أهل الجنة وجدّه صلى الله عليه وآله وسلم
بارك الله في الفاضل العباسي وحشركم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهدانا جميعاً لما يحبه ويرضاه
آمين
ـ[أبو مالك القاهرى]ــــــــ[04 - 02 - 10, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 01:54 ص]ـ
أخي ما هذه العبارات الفجة الممقوتة: ابن زياد ويزيد سيدان، وسيدي الحسين ليس سيدًا .... اتق الله واترك الكلام للعباسي للنهي الأمر.
يا سيدي "الأموي" غضبتك هذه لأهل البيت منقبة تضاف الى مناقب أسلافك من "سادتنا" الأمويين.
و اما استغرابك "تسييدي" لأمير المؤمنين يزيد وعامله المخلص ابن زياد فمنشؤه ـ والله اعلم ـ نسيانك أو "تناسيك" أن قائدكم مسلم بن عقبة قد ألزم أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الانصار والمهاجرين وابنائهم أن يبايعوا ليزيد على أنهم خول له وعبيد.
بارك الله في أبي العلياء الواحدي
وحشره مع سيد شباب أهل الجنة وجدّه صلى الله عليه وآله وسلم
آآآمين
أن يكون تسبب بذلك دون قصده وإرادته لا يعني أنه مذنب. وآخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد.
لم هذا التخريف والتحريف و التزييف المفضي الى التجديف؟ أترى ابن زباد كان يجتريء على أن يمس شعرة من رؤوس أولئك الخيرين المرضيين من ابناء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لو علم أن ذلك لا يرضي يزيدا؟ كلا والله.فلقد كان في نفسه؟ أجبن من أن "يخطر" على باله مثل ذلك.
وهب انه لم "يتسبب" في في قتل أهل البيت (لم يأمر ولم ينه). أتراه كذلك في صنيعه بقتل الانصار، وقذف البيت الحرام بالمنجنيق؟ أتظن ان المجرم بن عقبة كان يفتل الرجال، ويذبح الأطفال في حجور أمهاتهم، وينهب الاموال،وهو في ذلك عاص ليزيد؟
وأما قولك:وآخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد
فليتك توثقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/188)
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[05 - 02 - 10, 05:03 ص]ـ
إلى هذا الحد يصل الفجور في الخصومة!!
ثم ما هذه الكلمات: سيدكم و أسيادكم!!!
لقد وصل بعض الاخوة هنا إلى شطط فادح وغلو فاضح
نحن لا نطعن في الذين لا يلعنون يزيد أمثال ابن العربي والغزالي وابن تيمية وابن الصلاح والمقدسي وغيرهم ممن دافعوا عن يزيد
ولا نطعن في الذهبي وابن الجوزي وابن الوزير لاجل طعنهم في يزيد
لأنهم -في الأول والآخر- لم يعاينوا الحدث إنما اجتهدوا لما وصل لهم من الأخبار
ونحسن الظن بهم جميعاً
فالذي دافع عن يزيد لم يدافع عنه لبغضه للحسين
بل كلنا نقول: لعن الله من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك ..
ومن عقد الولاء والبراء على هذه المسألة فليعلم أن به غاية الحمق و قلبه مُشرب بالهوى وإن أقسم بالأيمان الغلاظ بخلاف ذلك ..
------
نرجع للموضوع ...
بحسب مشاركات الاخوة، فأحسب أن الكل متفق على أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين ولا رضي بذلك-ومن قال غير هذا فهو يغالط نفسه
لكن الشبهة الوحديدة عليه أنه لم يقم الحد على قتلته ...
نقول كما قلنا، لم نعاين حيثيات الحدث فلعل كان له عذر في ذلك، والاحتمالات التي ذكرتها سابقا وجيهة
الشئ الغالب على الظن أنه: استعمل القول (ادرؤوا الحدود بالشبهات)
لأن ابن زياد وجيشه -عامله الله بما يستحق-قتل الحسين على أنه خارجي وليس هذا بصحيح كما لا يخفى
وهذا -لا أقول تأويل فاسد- بل تحايل منكر
ومع ذلك فلعل الغالب أن يزيد نهرهم ووبخهم دون القصاص منهم لأنهم قدّموا شبهة وإن كانت فاسدة
ونحن نعلم أن امرأة كانت قد تحايلت على قوله تعالى (أو ما ملكت أيمانهم) فزنت مع عبدها، فلم يقم عليه عمر الحد، مع أن هذا تحايل واضح جداً
- أنا لا أُصوب يزيد في عدم قصاصه،لكن غاية مافي الأمر أن يزيد تأول خطأ عدم القصاص لذلك
وفي الجانب الآخر: لا أقول أن قتلة الحسين تأولوا، بل نبرأ إلى الله منهم
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية:
إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم. أهـ
-أعيد وأكرر: أنا لا أدافع عن يزيد، إنما أدافع عن العدل وترك هذه الأمور،وعدم التشاحن من أجلها، والانشغال بالماضي ليس من مذهب أهل السنة في شئ، فنحن نعيب على الشيعة حصرهم الدين في أمور تاريخية حدثت قديماً وقاموا ببلورة دينهم على ذلك ... ، أفنقع نحن فيما وقعوا فيه؟؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 05:44 ص]ـ
... وآخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد.
هذه الجملة رددها أكثر من خليفة ـ فيما زعم إسحاق بن سنين مؤلف كتاب الديباج المشتمل على كثير من غرائب الاخبار ومنكراتها.وصدرها بقوله: حدثني بعض اهل العلم:,,,
وابن سنين هذا ضعفه ظاهر، وضعفه غير واحد. و إليك بعضها فاقرأها على سبيل التفكه والتعجب:
ـ إسحاق بن إبراهيم بن سنين نا عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض وأهل العلم أن أبا العباس كان آخر ما تكلم به عند موته الملك الله الحي القيوم ملك الملوك وجبار الجبابرة وكان نقش خاتمه الله ثقة عبد الله
ـ إسحاق بن إبراهيم بن سنين نا عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض أهل العلم قال وكان آخر ما تكلم به عند الموت أبو جعفر عبد الله بن محمد اللهم بارك لي في لقائك وكان نقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن
ـ أبو عبد الرحمن عبد الله بن ابي مذعور حدثني بعض أهل العلم قال وكان آخر ما تكلم به عبد الملك بن مروان عند موته اللهم إن تغفر تغفر جما ..
ـ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض أهل العلم قال كان آخر ما تكلم به عمر بن عبد العزيز بنفسي فتية أفقرت أفواههم من هذا المال اللهم إن تغفر تغفر جما
ـ عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض أهل العلم قال كان آخر ما تكلم به محمد بن عبد الله وهو المهدي الحمد لله يحيي ويميت وهو حي لا يموت
ـ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض أهل العلم قال كان آخر ما تكلم به مروان بن الحكم وجبت الجنة لمن خاف النار وكان نقش خاتمه العزة لله
ـ أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي مذعور حدثني بعض أهل العلم أن آخر ما تكلم به معاوية اتقوا الله فإن لا يقين لمن لا يتقي الله وكان نقش خاتمه لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ كان آخر ما تكلم به الوليد بن عبد الملك عند موته سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وكان نقش خاتمه يا وليد إنك ميت
.......................
اظن أن "بعض اهل العلم "هذا كان متخصصا في تلقين المحتضرين من الخلفاء وسماع آخر ما يخرجون به من الدنيا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/189)
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 06:25 ص]ـ
أرجوا إغلاق هذا الباب
ونبرأ إلى الله من كل من ناصر يزيد في استباحة حرم المدينة التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبرأ إلى الله من أمثال ابن زياد والحصين بن نمير ومن سلطهم على العباد، وليس الأمر مجرد ذبح ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرجاء إغلاق الموضوع
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 07:05 ص]ـ
يا سيدي "الأموي" غضبتك هذه لأهل البيت منقبة تضاف الى مناقب أسلافك من "سادتنا" الأمويين.
و اما استغرابك "تسييدي" لأمير المؤمنين يزيد وعامله المخلص ابن زياد فمنشؤه ـ والله اعلم ـ نسيانك أو "تناسيك" أن قائدكم مسلم بن عقبة قد ألزم أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الانصار والمهاجرين وابنائهم أن يبايعوا ليزيد على أنهم خول له وعبيد.
هل هذا مبرر لتسيد يزيد أو ابن زياد؟!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 07:11 ص]ـ
كنت دائما أقول: اتركوا الاموات فقد افضوا الى ما قدموا،ولهم ما كسبوا وعليهم ما اكتسبوا،لكن أن يحرف التاريخ، وينسب الفضل الى غير اهله،ويغمط الحق اصحابه، فإن السكوت ساعتها خيانة وخذلان لأهل الحق.وإن الرجل ليسمع بالظلم فيرضاه وهو عنه غائب، لكالرجل يحضر ذلك الظلم. فاللهم إنا نشهدك ونشهد اهل سماواتك و ارضك أننا نحب اهل بيت نبيك ونصلي عليهم ونبغض قاتليهم الذين استحقوا لعنتك ولعنة الملائكة ولعنة الناس الى يوم الدين.(25/190)
ما هي الطريقة النقشبدنية؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 03:22 ص]ـ
الأخوة الكراك بارك الله فيكم من يفيدني بتفصيل عن الطريقة النقشبندية؟ وأبرز الكتب التي تكلمت عنها؟
ـ[الذهبي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب: ((الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ)) للأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم، ص (360 - 361) ما نصه: ((النقشبندية: أسسها بهاء الدين محمد ابن محمد البخاري على صورة ثورة صوفية ألغت كثيرًا من تقاليد التصوف، من ذكر وخلوة وكرامات، وألغت بشكل خاص خرافة السلسلة الصوفية التي كانوا يرفعونها إلى علي بن أبي طالب، حيث يقول بهاء الدين: ((لا تصل سلسلة أحد موضعًا معينًا))، ويقول: ((لم تصل إلى المتأخرين طريقة من أحد المشايخ))، ولكن تلاميذه عادوا فجعلوا لطريقتهم سلسلة رفعوها إلى الجنيد، وجعلوه يكلمهم ويوجههم، مات بهاء الدين سنة 791هـ، وقد تحولوا عن الجنيد فيما بعد، ففي كتاب ((تنوير القلوب)) مثلاً، يحعلون سلسلتهم تمر بأبي يزيد البسطامي حتى تصل إلى أبي بكر الصديق، كما عادوا أيضًا إلى الخلوة، وإلى الرقص أحيانًا، وإلى بقية الصوفيات، والطريقة من الجالسة الصامتة مع شذوذ نادر)).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 06:55 ص]ـ
للشيخ عبدالرحمن دمشقية كتيبٌ موجزٌ عن النقشبندية ومعتقداتها، وهو موثقٌ من جهة أنه يكثر النقل من كتبهم.
وأما كتاب (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ؟ !!) فقد جمع فأوعى، ولكنه عريض الدعوى في عنوان كتابه، وخالف منهج أهل العلم في أسلوبه، مما يظهر عند أدنى تأمل.
ـ[الذهبي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 07:19 ص]ـ
الأخ الكريم أبا عمر السمرقندي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن أن تأتينا بأمثلة ترجح ما تنتقده على كتاب: ((الكشف عن حقائق الصوفية لأول مرة في التاريخ))، ولا سيما فيما أوردته أنا هاهنا في نقلي من هذا الكتاب. ونحن في انتظار إحابتك الموقرة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 07:33 ص]ـ
أخي الفاضل: الذهبي ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكتاب ليس عندي، لأني لم أشتره.
لكني قد اطلعت عليه وقرأت فيه كثيراً، وما ذكرته لا يقلل من شأن الكتاب، كما تقدم حين قلت: جمع فأوعى.
وأما ما نقلته فليس فيه ما انتقدته، ولم أقصد من كلامي نقلك في شيء.
ـ[الذهبي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 07:55 ص]ـ
الأخ المكرم أبا عمر السمرقندي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كانت طريقة كلامك عن كتاب ((الكشف عن حقائق الصوفية)) فيها كثير من التنقص في حقه، على وجازة مضمون كلامك، ويمكن لي أن ألخض لفضيلتكم ما وجدته في كلامك:
1 - عند ذكرك لاسم الكتاب ذكرت علامة استفهام وعلامتين تعجب، فما مرادك من ذلك؟
2 - ذكرت أن عنوان الكتاب عريض الدعوى، وهو مناقض لقولك: ((فقد جمع فأوعي))، فإذا كان المؤلف جمع فأوعي، فإذًا ليس في كتابه أدنى انتقاد على عنوانه.
3 - قولك: ((وخالف منهج أهل العلم في أسلوبه، مما يظهر عند أدنى تأمل))، فما هذه المخالفة التي تظهر عند أدني تأمل كما ذكرتم؟ وهذه هي النقطة التي طالبتك أن تأتي فيها بأمثلة تؤيد ما ذكرتموه.
مع العلم أني ليس لي أي صلة بالمؤلف، ولكن ما ذكرته هاهنا هو دفاعًا وإنصافًا لهذا الكتاب القيم.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 05:25 م]ـ
أخي المكرَّم الذهبي ... وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما الدعوى العريضة في العنوان فقوله: (لأول مرة في التأريخ) فأي شيءٍ هذا؟!
وأما الأسلوب فسأسوق شيئاً منه بعد أيام حين يكون الكتاب في متناول يدي.
وليس في ذلك تتبعاً لعثرات المؤلف - جزاه الله خيراً - ولكن تنبيهاً لمن يؤلف أن يترك مثل هذه الأساليب التي لا تتوافق مع التأليف، وخاصة في مجال العقيدة.
والدين النصيحة.
ـ[سائل]ــــــــ[27 - 06 - 03, 05:53 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن دمشقية كتابين في هذه الطريقة الضالة الكتب الأول المعروف وآخر موسع وفيه نسخ من كتبهم ولم أتمن من مطالعته ولا أعلم هل هو نفس السابق بزيادات أم هناك بعض المفارقات؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 06:40 م]ـ
أشكر الأخوة بارك الله فيهم على هذه المشاركة
أود أن اخبركم أن سبب السؤال أني كنت أقرأ قراءة عابرة في سيرة الامام شامل رحمه الله على الروس في القرن التاسع عشر فلفتني طلبه العلم على الطريقة النقشبندية حيث كانت منتشرة في بلادهم فالسؤال للأخ أبو عمر السمرقندي - حفظه الله - هل صحيح أن هذه الطريقة منتشرة هناك لعل لديكم بعض الشيء تفيدونا به؟ وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 06:54 م]ـ
الأخ الفاضل: طلال العولقي ... وفقه الله
نعم هذه الطريقة منتشرة جداً في تلك البلاد (بلاد القوقاز)، إلى هذه الساعة.
بل لها نفوذٌ أيضاً في بلاد ماوراء النهر، الجمهوريات الإسلامية المستقلة المعروفة بـ (أوزبكستان، وطاجكستان ... الخ).
ولها في بلاد الشام أتباع.
وللنقشبنديين في طريقتهم تلك بيعة وسند، يعطيها الشيخ للمريد، تصل إلى الخليفة أبي بكر الصديق؟!، مروراً بسلمان الفارسي، والحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين؟!!
وهم طبقات وفئات، كسائر أهل البدع، منهم الغالي في الشيخ وسرِّه المعظم له.
نعوذ بالله من الكفر.
ومنهم دون ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/191)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 09:50 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا عمر واسأل الله أن يوفقكم لما يحب ويرضى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 03, 05:08 ص]ـ
هذه الأوراد الخاصة بهذه الطريقة الصوفية الضالة، كل حسب درجته:
} *الأوراد* {
*مبتدئ*
14. ذكر اسم الجلالة الله} 1500 إلى 2500 إلى 5000 مرة {} باللسان {
15. ذكر اسم الجلالة الله} 1500 إلى 2500 إلى 5000 مرة {} بالقلب {
16 - لا إله إلا الله محمد رسول الله} 100 إلى 1000 مرة {
في الآخر اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم} 300 مرة {
وفي كل يوم- إثنين، وخميس، وجمعة} 500 مرة {
*مستعد*
14. ذكر اسم الجلالة الله} 2500 مرة {} باللسان {
15. ذكر اسم الجلالة الله} 2500 مرة {} بالقلب {
16. لا إله إلا الله محمد رسول الله} 500 إلى 1000 مرة {
في الآخر اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم} 500 مرة {
وفي كل يوم- إثنين، وخميس، وجمعة} 1000 مرة {
*مريد*
14. ذكر اسم الجلالة الله} 5000 مرة {} باللسان {
15. ذكر اسم الجلالة الله} 5000 مرة {} بالقلب {
16. لا إله إلا الله محمد رسول الله} 1000 مرة {
17 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم} 1000 مرة {
وفي كل يوم- إثنين، وخميس، وجمعة} 2000 مرة {
18. قراءة جزء من القرآن الكريم} يومياً {
وإذا تعذر ذلك- قراءة إخلاص الشريف} من 100 إلى 1000 مرة {
19. قراءة حزب دلائل الخيرات} يومياً {
وإذا تعذر ذلك- قراءة الصلوات الشريفة} 100مرة {
20. يا صمد} 500 مرة {
على نية التخلي من طفل النفس المذموم
21. الحمد لله} 500 مرة {
الذي جعلنا من أمة سيدنا محمد صلى
22. الحمد لله} 500 مرة {
الذي لم يجعلنا من سائر الأمم
23. أستغفر الله} 500 مرة {
عن كل ما صدر من ذنوب من كل عضو من أعضائنا من يوم أن خلقنا إلى يومنا هذا
24. أستغفر الله} 500 مرة {
بنية حفظ كل عضو من أعضائنا إلى يوم القيامة
25. يا ودود} 300 مرة {
بنية أن يخلينا الله عز وجل من وحشة النفوس ويكسينا حلة الأنس والشهود. أ. هـ
نعوذ بالله من الضلال، والابتداع في الدين.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 05:28 ص]ـ
الحمد لله على العافية.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:43 م]ـ
بارك الله فيم يا أخي خالد أشكل علي الرقم 14 الذي تضعه قبل الورد فهل له دلالة على شيء في الأوراد؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:50 م]ـ
أخي الفاضل أبا عبيدة العولقي وفقه الله تعالى
أنا نقلت هذا من موقع لهم على الشبكة
والأرقم كذا وضعوها في موقعهم
ولا أحب أن أضع رابطهم كي لا أنشر مواقع أهل الباطل
وسأرسله لك على الخاص إن كنت محتاجا للتعرف على باطلهم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:52 م]ـ
حفظكم الله وبارك الله في علومكم
ـ[سائل]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:30 م]ـ
القبيسيات جماعة نسائية نقشبندية
لعل هذا الاسم لم يطرق مسامعك من قبل، وإذا سألت من هن " القبيسيات " فالإجابة: هن جماعة
صوفية تنسب إلى امرأة شامية تدعى "منى قبيس "، ومن هنا جاء هذا الاسم "القبيسيات"، وهذه الجماعة
تقوم على اتباع التصوف والبدع، ويعتمدن السرية في دعوتهن، وعدم الإفصاح عن حقيقة عقائدهن
وأفكارهن إلا بعد أن تمضى العضوة الجديدة فترة زمنية طويلة معهن، وكذلك يقمن باستمالة الشخصيات
ذوات المناصب أو الثراء، أو العائلات الكبيرة لضمهن للجماعة. وتقوم هذه الجماعة بتجنيد أعضائها من
أرقى الطبقات الإجتماعية، ومن خلالها يستطعن نشر افكارهن الضالة وعقائدهن المنحرفة.
وقد انتشرت هذه الجماعة في بعض دول الخليج (مثل الكويت و قطر) ومصر وسوريا ولبنان والأردن
ولكل جماعة منهن في بلد "آنسة" أي شيخة لهاالكلمة المطاعة والأوامر النافذة، والمقر الأصلي للجماعة
في سوريا حيث الآنسة الكبيرة "منى القبيسي" قائدة الجماعة حيث تعدها أتباعها " المربي الذي أرسله الله
إليهن على رأس هذا القرن من الزمان "، وتقوم جميع نسوة التنظيم بتقبيل يد القائدة،ويتسابقن لشرب
فضلات كأسها من الماء.
وسبب انتشار هذه الجماعة: استغلالهن لعاطفة النساء، وتخييم الجهل والخواء العقيدي، بالإضافة إلى
أن الكثيرات من " القبيسيات " يقمن بالتدريس مما يعطيهن مجالاً للانتشار.
نشأة هذه الجماعة:
الذي أنشأ هذه الجماعة هي الآنسة " منى قبيسي " وهي خريجة كلية العلوم من جامعة دمشق، ثم التحقت
بكلية الشريعة وعينت مدرسة علوم في إحدى مدارس دمشق، وإلى زمن دخولها كلية العلوم لم تكن تحيا
حياة دينية ولم تكن تلتزم الحجاب الشرعي، وكان عمها من تلاميذ الشيخ أحمد كفتارو " مفتي سوريا "
وهو الذي أشار عليها بالدخول في الطريقة النقشبندية الصوفية، وأقنعها أنها الطريق الوحيد للصلاح،
والحصول على رضوان الله وجنته.
ورفضت لدرجة أن أصابها المرض والإعياء بمجرد التفكير في ذلك، ولكنها بعد ذلك تغلبت على شيطان
نفسها وأبعدت وساوسه وتقبلت الطريقة النقشبندية
وكانت هذه هي البداية ثم اجتهدت ونشطت في دعوة النساء إلى هذه الطريقة، ونجحت في جمع بعض
النساء حولها، ثم جندت المؤهلات منهن لإعطاء الدروس في نشر دعوتها؛ فصار لها في كل جهة واحدة
منهن، وكانت طريقتها تعتمد على السرية فلا يظهرن أنها طريقة صوفية أو نقشبندية حتى لا تنفر منهن
المثقفات وغيرهن.
وكن يعتمدن أيضاً على وسيلة التدرج في استمالة عواطف المريدات أو التلميذات إذ تتعلق مشاعر إحداهن
بآنستها (شيخها) ومن ثم بالآنسة الأم (منى حتى إذا عرفن أنها لا يمكن أن تخرج من جماعتهن كشفن لها
الأسرار وأعطينها الطريقة مع تشديد التوصية لها بأن لا تطلع أحداً على سر الطريقة لا لأهلها ولا حتى
لزوجها بل يقال لها: إياك إياك أن تطلعي زوجك على أسرار الجماعة فهو إنسان عادي لا يعرف ماهي حياة
المريدين والمتفانين في حب الله.
يتبع المزيد إن شاء الله ..
كتبه
التابع بإحسان
http://alsaha.fares.net/sahat?128@2...IPz.0@.1dd3dc55
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/192)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إتماماً لما تقدمت الإشارة إليه من الكلام على كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التأريخ، أردت أن أضرب أمثلة لما وعدت بالتنويه عليه من خطأ المؤلف في كتابه ذاك.
وقبل ذكر هذه الأمثلة أؤكد وأنبِّه على أنَّ هذا الكتاب (من) أوسع ما ألِّف في الكتب الناقلة لمذاهب أهل التصوُّف ومقالاتهم وبدعهم في هذا العصر.
إلاَّ أنَّ هذا لا يمنع من التنبيه على بعض ما في الكتاب من ترك سلوك طريقة أهل العلم في التأليف، وأقصد بذلك بعض العبارات والتعليقات التي أوردها في كتابه على ما نقله عن الصوفية من مقالات فاسدة.
وانشغل بذلك عن التعليق العلمي المناسب.
مع العلم أنه استهلك صفحات كثيرة في نقل كثير من كرامات هؤلاء الصوفية، وكان يكفيه البعض، انظر ما نقله من ص (381) إلى (593).
أي: قرابة 200 صفحة؟!!
وسأنقل أمثلةً منتقاة لما ذكرته دون مراعاة ترتيب الصفحات، بل الأشنع فالأشنع، فمن ذلك ما يلي:
@ نقل في ص (496 - 497) كلاماً طويلاً باطلاً عن ابن عربي الطائي، ثم علَّق عليه ((نصاً)) بقوله: ((ترلم ترلم ترلم ... ترلم ترلم ترلم ... )).
@ هكذا كما نقلت لكم دون مزايدة ولا مبالغة؟!!
@ فبالله عليكم أهذا تعليق يليق بأهل العلم واتلتأليف، وخاصة لمن يكتب في فضح وكشف حقيقة الصوفية (ولأول مرة في التاريخ).
@ نقل في ص (462) كلاماً لأحد الصوفية، وقدَّم له بتعليق هذا نصه: ((العري، العري، العري، وضع عقلك وإيمانك في ثلاجة)).
@ نقل في ص (465) كلاماً لابن عربي أيضاً، ثم علق عليه؛ فقال: ((وهكذا كل كشوفهم جهل في جهل في غباء، والكذب زيادة)).
@ نقل في غيرما موضع كلاماً لهؤلاء الصوفية ثم علق عليه بقوله: ((دستور من خاطرهم)).
وحقيقة لم أفهم ما يريد بهذا الكلام؟!!
@ نقل في ص (531) كلاماً لأحمد التجاني، وقدمه بقوله: ((بلا عنوان ولا تعليق ولا مناقشة)) ثم علق عليه؛ فقال: ((إحم)).
@ نقل في ص (507) كلاماً للرفاعي، وقدمه بقوله: ((السمك وعودة إلى قاف! وهس س س س س س لا تعترض)).
@ نقل في ص (507) كلاماً لأحدهم ثم علَّق بكلامٍ وفيه: ((طوووووط)).
________________________________________________
التعليق على كل ما تقدَّم نقله:
قال أبو عمر: عندما يؤلف طالب العلم أو العالم كتاباً كبير العنوان والمضمون كهذا الكتاب ينبغي له أن يتنبَّه لأمور:
(1): الترفُّع عن مثل هذه التعليقات السخيفة، الخارجة عن الوقار والهدي الحسن، فليس فيها غير السخرية والتهكم ونحوهما مما يحسنه أهل الجهل والسفه، ولا تليق بأهل العلم.
(2): الأولى للمؤلف بدل هذه التعليقات الفارغة أن يعلِّق ويبيِّن ويكشف ما في الكلام الذي نقله عن هذا الصوفي من باطل مصادم لنصوص الكتاب والسنة، ويؤكد هذا ما في (3).
(3): هذا الكتاب كما سينتفع بما فيه من النقولات والبحوث طائفة من طلبة العلم وأهله، فإنه سيقع ولا ريب في أيدي بعض هؤلاء الصوفية وأتباعهم من خاصتهم وعامتهم.
فهل يليق إقناعهم بباطل مذهبهم بمثل هذه التعليقات.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 07 - 03, 01:05 ص]ـ
أردت أن أنبِّه إلى أنَّ المؤلف قد علَّق في كثير من المواطن التي نقل فيها عن هؤلاء الضلاَّل = أقول: علَّق فيها تعليقاً علمياً جيداً، أحياناً شافياً، وأحياناً بشيءٍ من الاختصار.
فلو استمرَّ على هذا المنوال في كل تعليقاته لما كان عليه عتب أو ملامة.
نبَّهت على هذا انصافاً له فحسب.
ـ[أمير دولة الموحدين]ــــــــ[03 - 07 - 03, 05:04 ص]ـ
سوال: هل يجوز الصلاة خلفهم؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 07 - 03, 09:29 م]ـ
يمكن الحصول على روابط عن النقشبندية، من موقع البحث: Google .(25/193)
ما هي الطريقة النقشبدنية؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 03:22 ص]ـ
الأخوة الكراك بارك الله فيكم من يفيدني بتفصيل عن الطريقة النقشبندية؟ وأبرز الكتب التي تكلمت عنها؟
ـ[الذهبي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب: ((الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ)) للأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم، ص (360 - 361) ما نصه: ((النقشبندية: أسسها بهاء الدين محمد ابن محمد البخاري على صورة ثورة صوفية ألغت كثيرًا من تقاليد التصوف، من ذكر وخلوة وكرامات، وألغت بشكل خاص خرافة السلسلة الصوفية التي كانوا يرفعونها إلى علي بن أبي طالب، حيث يقول بهاء الدين: ((لا تصل سلسلة أحد موضعًا معينًا))، ويقول: ((لم تصل إلى المتأخرين طريقة من أحد المشايخ))، ولكن تلاميذه عادوا فجعلوا لطريقتهم سلسلة رفعوها إلى الجنيد، وجعلوه يكلمهم ويوجههم، مات بهاء الدين سنة 791هـ، وقد تحولوا عن الجنيد فيما بعد، ففي كتاب ((تنوير القلوب)) مثلاً، يحعلون سلسلتهم تمر بأبي يزيد البسطامي حتى تصل إلى أبي بكر الصديق، كما عادوا أيضًا إلى الخلوة، وإلى الرقص أحيانًا، وإلى بقية الصوفيات، والطريقة من الجالسة الصامتة مع شذوذ نادر)).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 06:55 ص]ـ
للشيخ عبدالرحمن دمشقية كتيبٌ موجزٌ عن النقشبندية ومعتقداتها، وهو موثقٌ من جهة أنه يكثر النقل من كتبهم.
وأما كتاب (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ؟ !!) فقد جمع فأوعى، ولكنه عريض الدعوى في عنوان كتابه، وخالف منهج أهل العلم في أسلوبه، مما يظهر عند أدنى تأمل.
ـ[الذهبي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 07:19 ص]ـ
الأخ الكريم أبا عمر السمرقندي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن أن تأتينا بأمثلة ترجح ما تنتقده على كتاب: ((الكشف عن حقائق الصوفية لأول مرة في التاريخ))، ولا سيما فيما أوردته أنا هاهنا في نقلي من هذا الكتاب. ونحن في انتظار إحابتك الموقرة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 07:33 ص]ـ
أخي الفاضل: الذهبي ... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكتاب ليس عندي، لأني لم أشتره.
لكني قد اطلعت عليه وقرأت فيه كثيراً، وما ذكرته لا يقلل من شأن الكتاب، كما تقدم حين قلت: جمع فأوعى.
وأما ما نقلته فليس فيه ما انتقدته، ولم أقصد من كلامي نقلك في شيء.
ـ[الذهبي]ــــــــ[26 - 06 - 03, 07:55 ص]ـ
الأخ المكرم أبا عمر السمرقندي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كانت طريقة كلامك عن كتاب ((الكشف عن حقائق الصوفية)) فيها كثير من التنقص في حقه، على وجازة مضمون كلامك، ويمكن لي أن ألخض لفضيلتكم ما وجدته في كلامك:
1 - عند ذكرك لاسم الكتاب ذكرت علامة استفهام وعلامتين تعجب، فما مرادك من ذلك؟
2 - ذكرت أن عنوان الكتاب عريض الدعوى، وهو مناقض لقولك: ((فقد جمع فأوعي))، فإذا كان المؤلف جمع فأوعي، فإذًا ليس في كتابه أدنى انتقاد على عنوانه.
3 - قولك: ((وخالف منهج أهل العلم في أسلوبه، مما يظهر عند أدنى تأمل))، فما هذه المخالفة التي تظهر عند أدني تأمل كما ذكرتم؟ وهذه هي النقطة التي طالبتك أن تأتي فيها بأمثلة تؤيد ما ذكرتموه.
مع العلم أني ليس لي أي صلة بالمؤلف، ولكن ما ذكرته هاهنا هو دفاعًا وإنصافًا لهذا الكتاب القيم.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 05:25 م]ـ
أخي المكرَّم الذهبي ... وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما الدعوى العريضة في العنوان فقوله: (لأول مرة في التأريخ) فأي شيءٍ هذا؟!
وأما الأسلوب فسأسوق شيئاً منه بعد أيام حين يكون الكتاب في متناول يدي.
وليس في ذلك تتبعاً لعثرات المؤلف - جزاه الله خيراً - ولكن تنبيهاً لمن يؤلف أن يترك مثل هذه الأساليب التي لا تتوافق مع التأليف، وخاصة في مجال العقيدة.
والدين النصيحة.
ـ[سائل]ــــــــ[27 - 06 - 03, 05:53 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن دمشقية كتابين في هذه الطريقة الضالة الكتب الأول المعروف وآخر موسع وفيه نسخ من كتبهم ولم أتمن من مطالعته ولا أعلم هل هو نفس السابق بزيادات أم هناك بعض المفارقات؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 06:40 م]ـ
أشكر الأخوة بارك الله فيهم على هذه المشاركة
أود أن اخبركم أن سبب السؤال أني كنت أقرأ قراءة عابرة في سيرة الامام شامل رحمه الله على الروس في القرن التاسع عشر فلفتني طلبه العلم على الطريقة النقشبندية حيث كانت منتشرة في بلادهم فالسؤال للأخ أبو عمر السمرقندي - حفظه الله - هل صحيح أن هذه الطريقة منتشرة هناك لعل لديكم بعض الشيء تفيدونا به؟ وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 06:54 م]ـ
الأخ الفاضل: طلال العولقي ... وفقه الله
نعم هذه الطريقة منتشرة جداً في تلك البلاد (بلاد القوقاز)، إلى هذه الساعة.
بل لها نفوذٌ أيضاً في بلاد ماوراء النهر، الجمهوريات الإسلامية المستقلة المعروفة بـ (أوزبكستان، وطاجكستان ... الخ).
ولها في بلاد الشام أتباع.
وللنقشبنديين في طريقتهم تلك بيعة وسند، يعطيها الشيخ للمريد، تصل إلى الخليفة أبي بكر الصديق؟!، مروراً بسلمان الفارسي، والحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين؟!!
وهم طبقات وفئات، كسائر أهل البدع، منهم الغالي في الشيخ وسرِّه المعظم له.
نعوذ بالله من الكفر.
ومنهم دون ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/194)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 06 - 03, 09:50 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا عمر واسأل الله أن يوفقكم لما يحب ويرضى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 03, 05:08 ص]ـ
هذه الأوراد الخاصة بهذه الطريقة الصوفية الضالة، كل حسب درجته:
} *الأوراد* {
*مبتدئ*
14. ذكر اسم الجلالة الله} 1500 إلى 2500 إلى 5000 مرة {} باللسان {
15. ذكر اسم الجلالة الله} 1500 إلى 2500 إلى 5000 مرة {} بالقلب {
16 - لا إله إلا الله محمد رسول الله} 100 إلى 1000 مرة {
في الآخر اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم} 300 مرة {
وفي كل يوم- إثنين، وخميس، وجمعة} 500 مرة {
*مستعد*
14. ذكر اسم الجلالة الله} 2500 مرة {} باللسان {
15. ذكر اسم الجلالة الله} 2500 مرة {} بالقلب {
16. لا إله إلا الله محمد رسول الله} 500 إلى 1000 مرة {
في الآخر اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم} 500 مرة {
وفي كل يوم- إثنين، وخميس، وجمعة} 1000 مرة {
*مريد*
14. ذكر اسم الجلالة الله} 5000 مرة {} باللسان {
15. ذكر اسم الجلالة الله} 5000 مرة {} بالقلب {
16. لا إله إلا الله محمد رسول الله} 1000 مرة {
17 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم} 1000 مرة {
وفي كل يوم- إثنين، وخميس، وجمعة} 2000 مرة {
18. قراءة جزء من القرآن الكريم} يومياً {
وإذا تعذر ذلك- قراءة إخلاص الشريف} من 100 إلى 1000 مرة {
19. قراءة حزب دلائل الخيرات} يومياً {
وإذا تعذر ذلك- قراءة الصلوات الشريفة} 100مرة {
20. يا صمد} 500 مرة {
على نية التخلي من طفل النفس المذموم
21. الحمد لله} 500 مرة {
الذي جعلنا من أمة سيدنا محمد صلى
22. الحمد لله} 500 مرة {
الذي لم يجعلنا من سائر الأمم
23. أستغفر الله} 500 مرة {
عن كل ما صدر من ذنوب من كل عضو من أعضائنا من يوم أن خلقنا إلى يومنا هذا
24. أستغفر الله} 500 مرة {
بنية حفظ كل عضو من أعضائنا إلى يوم القيامة
25. يا ودود} 300 مرة {
بنية أن يخلينا الله عز وجل من وحشة النفوس ويكسينا حلة الأنس والشهود. أ. هـ
نعوذ بالله من الضلال، والابتداع في الدين.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 05:28 ص]ـ
الحمد لله على العافية.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:43 م]ـ
بارك الله فيم يا أخي خالد أشكل علي الرقم 14 الذي تضعه قبل الورد فهل له دلالة على شيء في الأوراد؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:50 م]ـ
أخي الفاضل أبا عبيدة العولقي وفقه الله تعالى
أنا نقلت هذا من موقع لهم على الشبكة
والأرقم كذا وضعوها في موقعهم
ولا أحب أن أضع رابطهم كي لا أنشر مواقع أهل الباطل
وسأرسله لك على الخاص إن كنت محتاجا للتعرف على باطلهم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:52 م]ـ
حفظكم الله وبارك الله في علومكم
ـ[سائل]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:30 م]ـ
القبيسيات جماعة نسائية نقشبندية
لعل هذا الاسم لم يطرق مسامعك من قبل، وإذا سألت من هن " القبيسيات " فالإجابة: هن جماعة
صوفية تنسب إلى امرأة شامية تدعى "منى قبيس "، ومن هنا جاء هذا الاسم "القبيسيات"، وهذه الجماعة
تقوم على اتباع التصوف والبدع، ويعتمدن السرية في دعوتهن، وعدم الإفصاح عن حقيقة عقائدهن
وأفكارهن إلا بعد أن تمضى العضوة الجديدة فترة زمنية طويلة معهن، وكذلك يقمن باستمالة الشخصيات
ذوات المناصب أو الثراء، أو العائلات الكبيرة لضمهن للجماعة. وتقوم هذه الجماعة بتجنيد أعضائها من
أرقى الطبقات الإجتماعية، ومن خلالها يستطعن نشر افكارهن الضالة وعقائدهن المنحرفة.
وقد انتشرت هذه الجماعة في بعض دول الخليج (مثل الكويت و قطر) ومصر وسوريا ولبنان والأردن
ولكل جماعة منهن في بلد "آنسة" أي شيخة لهاالكلمة المطاعة والأوامر النافذة، والمقر الأصلي للجماعة
في سوريا حيث الآنسة الكبيرة "منى القبيسي" قائدة الجماعة حيث تعدها أتباعها " المربي الذي أرسله الله
إليهن على رأس هذا القرن من الزمان "، وتقوم جميع نسوة التنظيم بتقبيل يد القائدة،ويتسابقن لشرب
فضلات كأسها من الماء.
وسبب انتشار هذه الجماعة: استغلالهن لعاطفة النساء، وتخييم الجهل والخواء العقيدي، بالإضافة إلى
أن الكثيرات من " القبيسيات " يقمن بالتدريس مما يعطيهن مجالاً للانتشار.
نشأة هذه الجماعة:
الذي أنشأ هذه الجماعة هي الآنسة " منى قبيسي " وهي خريجة كلية العلوم من جامعة دمشق، ثم التحقت
بكلية الشريعة وعينت مدرسة علوم في إحدى مدارس دمشق، وإلى زمن دخولها كلية العلوم لم تكن تحيا
حياة دينية ولم تكن تلتزم الحجاب الشرعي، وكان عمها من تلاميذ الشيخ أحمد كفتارو " مفتي سوريا "
وهو الذي أشار عليها بالدخول في الطريقة النقشبندية الصوفية، وأقنعها أنها الطريق الوحيد للصلاح،
والحصول على رضوان الله وجنته.
ورفضت لدرجة أن أصابها المرض والإعياء بمجرد التفكير في ذلك، ولكنها بعد ذلك تغلبت على شيطان
نفسها وأبعدت وساوسه وتقبلت الطريقة النقشبندية
وكانت هذه هي البداية ثم اجتهدت ونشطت في دعوة النساء إلى هذه الطريقة، ونجحت في جمع بعض
النساء حولها، ثم جندت المؤهلات منهن لإعطاء الدروس في نشر دعوتها؛ فصار لها في كل جهة واحدة
منهن، وكانت طريقتها تعتمد على السرية فلا يظهرن أنها طريقة صوفية أو نقشبندية حتى لا تنفر منهن
المثقفات وغيرهن.
وكن يعتمدن أيضاً على وسيلة التدرج في استمالة عواطف المريدات أو التلميذات إذ تتعلق مشاعر إحداهن
بآنستها (شيخها) ومن ثم بالآنسة الأم (منى حتى إذا عرفن أنها لا يمكن أن تخرج من جماعتهن كشفن لها
الأسرار وأعطينها الطريقة مع تشديد التوصية لها بأن لا تطلع أحداً على سر الطريقة لا لأهلها ولا حتى
لزوجها بل يقال لها: إياك إياك أن تطلعي زوجك على أسرار الجماعة فهو إنسان عادي لا يعرف ماهي حياة
المريدين والمتفانين في حب الله.
يتبع المزيد إن شاء الله ..
كتبه
التابع بإحسان
http://alsaha.fares.net/sahat?128@2...IPz.0@.1dd3dc55
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/195)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 07 - 03, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إتماماً لما تقدمت الإشارة إليه من الكلام على كتاب الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التأريخ، أردت أن أضرب أمثلة لما وعدت بالتنويه عليه من خطأ المؤلف في كتابه ذاك.
وقبل ذكر هذه الأمثلة أؤكد وأنبِّه على أنَّ هذا الكتاب (من) أوسع ما ألِّف في الكتب الناقلة لمذاهب أهل التصوُّف ومقالاتهم وبدعهم في هذا العصر.
إلاَّ أنَّ هذا لا يمنع من التنبيه على بعض ما في الكتاب من ترك سلوك طريقة أهل العلم في التأليف، وأقصد بذلك بعض العبارات والتعليقات التي أوردها في كتابه على ما نقله عن الصوفية من مقالات فاسدة.
وانشغل بذلك عن التعليق العلمي المناسب.
مع العلم أنه استهلك صفحات كثيرة في نقل كثير من كرامات هؤلاء الصوفية، وكان يكفيه البعض، انظر ما نقله من ص (381) إلى (593).
أي: قرابة 200 صفحة؟!!
وسأنقل أمثلةً منتقاة لما ذكرته دون مراعاة ترتيب الصفحات، بل الأشنع فالأشنع، فمن ذلك ما يلي:
@ نقل في ص (496 - 497) كلاماً طويلاً باطلاً عن ابن عربي الطائي، ثم علَّق عليه ((نصاً)) بقوله: ((ترلم ترلم ترلم ... ترلم ترلم ترلم ... )).
@ هكذا كما نقلت لكم دون مزايدة ولا مبالغة؟!!
@ فبالله عليكم أهذا تعليق يليق بأهل العلم واتلتأليف، وخاصة لمن يكتب في فضح وكشف حقيقة الصوفية (ولأول مرة في التاريخ).
@ نقل في ص (462) كلاماً لأحد الصوفية، وقدَّم له بتعليق هذا نصه: ((العري، العري، العري، وضع عقلك وإيمانك في ثلاجة)).
@ نقل في ص (465) كلاماً لابن عربي أيضاً، ثم علق عليه؛ فقال: ((وهكذا كل كشوفهم جهل في جهل في غباء، والكذب زيادة)).
@ نقل في غيرما موضع كلاماً لهؤلاء الصوفية ثم علق عليه بقوله: ((دستور من خاطرهم)).
وحقيقة لم أفهم ما يريد بهذا الكلام؟!!
@ نقل في ص (531) كلاماً لأحمد التجاني، وقدمه بقوله: ((بلا عنوان ولا تعليق ولا مناقشة)) ثم علق عليه؛ فقال: ((إحم)).
@ نقل في ص (507) كلاماً للرفاعي، وقدمه بقوله: ((السمك وعودة إلى قاف! وهس س س س س س لا تعترض)).
@ نقل في ص (507) كلاماً لأحدهم ثم علَّق بكلامٍ وفيه: ((طوووووط)).
________________________________________________
التعليق على كل ما تقدَّم نقله:
قال أبو عمر: عندما يؤلف طالب العلم أو العالم كتاباً كبير العنوان والمضمون كهذا الكتاب ينبغي له أن يتنبَّه لأمور:
(1): الترفُّع عن مثل هذه التعليقات السخيفة، الخارجة عن الوقار والهدي الحسن، فليس فيها غير السخرية والتهكم ونحوهما مما يحسنه أهل الجهل والسفه، ولا تليق بأهل العلم.
(2): الأولى للمؤلف بدل هذه التعليقات الفارغة أن يعلِّق ويبيِّن ويكشف ما في الكلام الذي نقله عن هذا الصوفي من باطل مصادم لنصوص الكتاب والسنة، ويؤكد هذا ما في (3).
(3): هذا الكتاب كما سينتفع بما فيه من النقولات والبحوث طائفة من طلبة العلم وأهله، فإنه سيقع ولا ريب في أيدي بعض هؤلاء الصوفية وأتباعهم من خاصتهم وعامتهم.
فهل يليق إقناعهم بباطل مذهبهم بمثل هذه التعليقات.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 07 - 03, 01:05 ص]ـ
أردت أن أنبِّه إلى أنَّ المؤلف قد علَّق في كثير من المواطن التي نقل فيها عن هؤلاء الضلاَّل = أقول: علَّق فيها تعليقاً علمياً جيداً، أحياناً شافياً، وأحياناً بشيءٍ من الاختصار.
فلو استمرَّ على هذا المنوال في كل تعليقاته لما كان عليه عتب أو ملامة.
نبَّهت على هذا انصافاً له فحسب.
ـ[أمير دولة الموحدين]ــــــــ[03 - 07 - 03, 05:04 ص]ـ
سوال: هل يجوز الصلاة خلفهم؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 07 - 03, 09:29 م]ـ
يمكن الحصول على روابط عن النقشبندية، من موقع البحث: Google .
ـ[سائل]ــــــــ[09 - 08 - 05, 10:32 ص]ـ
الطريقة النقشبندية
أثناء قراءتي لموسوعة أهل السنة وجدت هذا البيان عن هذه الطريقة ..
ومن أراد التوسع فأحال لكتابه [حقائق خطيرة حول الطريقة النقشبندية]
فلنقف مع كلام الشيخ مع ذكر المراجع التي استقى منها كما في [موسوعة أهل السنة 2/ 1263 - إلى آخر تلك الصفحات]:
نماذج من عقائد النقشبنديين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/196)
يعتقد النقشبنديون عامة والأحباش خاصة أن المؤسس الأول للطريقة النقشبندية هو أبو بكر الصديق. وكان يستعمل طريقة الذكر النقشبندية بحبس النفس ولا يتنفص إلا في الصباح وكان الناس يشمون رائحة اللحم المشوي فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الرائحة كبد أبي بكر من كثرة ذكره لله. [إرغام المريد للكوثريص30 وانظر مجلة منار الهدى 16/ 20]
ويعتقدون أن من لم يسلك طرقته فهو على خطر من دينه. [نور الهداية والعرفان في سر الرابطة وختم الخواجكان41]
ويعاملون مشايخ الطريقة الأموات معاملة الأحياء في الاستغاثة وتلقي فيوضات النور والهدى منهم ومبايعتهم وأخذ العلم عنهم، كل ذلك وهم في قبورهم.
ويعتقدون أن الصلة بالله إنما تحصل بالتقرب إليه بوضع صورة الشيخ في مخيلة المريد وبين عينيه عند ذكر الله.
وهذه الصلة تسمى الرابطة. وهي أوثق وأعظم تأثيراً من الرابطة التي يؤديها المسلمون خمس مرات في اليوم والليلة.
ولا يقتصر شيوخ الطريقة على الإنس بل من الحيوانات شيوخ الطريقة كالفرس والهرة والفهد والنحلة والبازي. قال صاحب الرشحات: "وأما الحيوانات فلنا منهم شيوخ، ومن شيوخنا الذين اعتمدت عليهم الفرس فإن عبادته عجيبة، فما استطعت أن أتصف بعبادتهم" وزعم أن السالكين يرون الله بالطريقة التجلية فيرون الله في جميع الأشياء من إنسان ونباتات وحيوانات بل ويتجلى الله في شكل فرس [البهجة السنية ص6 رشحات عين الحياة ص133 لعلي الهروي]. فالله عندهم يتشكل ويظهر بأشكال مختلفة.
بل وذكروا أن الله يصلي [كتاب السبع أسرار في مدارج الأخيار ص83 لمحمد معصوم]
وإن روح الإنسان لها شبه بالله ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله خلق آدم على صورته)) [مكتوبات السرهندي 121 و 198 نور الهداية والعرفان 83]
وفي الوقت الذي يعتقدون فيه أن الله ظل: يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى له ظل لا بالدليل ولا بالنهار لأنه نور محض [نور الهداية والعرفان 24]
ويزعم النقشبنديون أن بهاء الدين نقشبند [مؤسس هذه الطريقة] كان يقول للرجل "مُت" فيموت ثم يقول له "قم حياً" فيحيا مرة أخرى" [المواهب السرمدية 133 الأنوار القدسية 137 جامع كرامات الأولياء 1/ 146]
وكان يتمثل بأقوالِ الحلاج ومنها هذا البيت [الأنوار القدسية 134 الحدائق الوردية 134 مكتوبات السرهندي 282]:
كفرتُ بدين الله والكفرُ واجبٌ **** لديّ وعند المسلمين قبيح
ويحكون أن شيخهم علمه أن يطلب المدد من كلاب الحضرة النقشبندية ويخدمهم بإخلاص وأنه اجتمع مرة بكلبِ وحرباء، فحصل له من لقائهما بكاءً عظيماً وسمع لهما تأوهاً وحنيناً فاستلقى كل منهما على ظهره، ورفع الكلب قوائمه الأربع إلى السماء وأخذ يدعوا الله، وكذلك فعلت الحرباء والشيخ واقفٌ يقول: آمين، يؤمِّنُ على دعاء الكلب والحرباء (المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية 118 - 119 الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية 130)
كرامات مشايخ الطريقة
وأن رجلاً سلَّم عليه فلم يرد عليه السلام ثم أعتذر إليه بعد ذلك بأنه كان مشغولاً بسماع كلام الله [المواهب السرمدية 130،الأنوار القدسية 135]
"وحين توفي حبيب الله جان جانان النقشبندي ارتفع نصف القرآن إلى السماء ووقع في الدين فتور" [الأنوار القدسية207، المواهب السرمدية 231 - 232]
وكان الشيخ أحمد الفاروقي يقول "كثيراً ما كان يُعرجُ بي فوق العرش وأرتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه، ورأيت مقام الإمام شاه نقشبند ... قال "وأعلم أني كلما أريد العروج يتيسر لي" [المواهب السرمدية 184 الأنوار القدسية 182]
قال: "وكانت الكعبة تطوف به تشريفاً له" ويروج السيوطي لمثل هذه الأكاذيب [المواهب السرمدية 185 الحدائق الوردية 180 البهجة السنية 80 والحاوي للفتاوي 1/ 220 للسيوطي]
وكان أحد مشايخهم واسمه عبدالله الدهلوي يقول: "كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين" [المواهب السرمدية 185 الأنوار القدسية 213]
وكان الشيخ عبيدالله أحرار ميزة عجيبة فكان عنده قوة ينقل بها المرض من شخص لآخر" [جامع كرامات الأولياء 2/ 236،الأنوار القدسية 177]
ونص الدهلوي على أن نقل المرض من كرامات مشايخ هذه الطريقة. [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/197)
أما الشيخ محمد المعصوم فقد كان غوثاً يستغيث به الناس ويصفونه بحضرة (القيوم) فقد سقط أحد مريديه عن فرسه في الصحراء، قال: فاستغثت بحضرة (القيوم) فحضر بنفسه وأيقظني"، وكذلك أشرف آخر من أتباعه على الغرق فاستغاث به فحضر في الحال وأنقذه.
وكان يغيث الناس في أقصى الأرض وهو جالس في مكانه. فقد استغاث به رجل في سفينة كانت تغرق فمد الشيخ يده وانتشل السفينة وهو في بيته أمام أصحابه الذين رأوا فجأة أن كُمّه صارت مبللة بعد أن رأوه يمدها في الهواء" [جامع كرامات الأولياء 1/ 199 المواهب السرمدية 210 - 213 الأنوار القدسية 195]
وكان الشيخ بهاء الدين نقشبند يجتمع بأرواح سلسلة المشايخ النقشبندية وأخذ العهد والولاية والتكليف منهم في المقبرة. [المواهب السرمدية 113]
وتلقن الذكر الخفي من روحانية الشيخ عبدالقادر غجدواني، وهذا ليس عجيباً فإن الروحانيات تجتمع بعد الممات وهو عالم اللاهوت الخارج عن عالم الأجسام" [الأنوار القدسية 7]
وهذا يتناقض مع ما جاء في الفتاوى البزازية "من قال إن أرواح المشايخ حاضرةً تُعلم: يكفر. وقال الشيخ فخر الدين أبو سعيد عثمان الجياني: ومن ظن أن الميت يتصرف في الأمور دون الله وأعتقد بذلك فقد كفر" [البحر الرائق 3/ 94 و2/ 298 وفي طبعة أخرى 5/ 124 وأنظر رد المحتار 2/ 439 قبيل باب الاعتكاف]
قال الشيخ الكردي " وما يفعله العامة من قبيل تقبيل أعتاب الأولياء، والتابوت الذي يجعل فوقهم فلا بأس به إن قصدوا بذلك التبرك، ولا ينبغي الاعتراض عليهم لأنهم يعتقدون أن الفاعل والمؤثر هو الله، وإنما يفعلون ذلك محبةً فيمن أحبهم الله تعالى" [تنوير القلوب 534]
وقال الكردي " ولما مات الشيخ بهاء الدين نقشبند بنى أتباعهُ على قبره قبة عظيمة وجعلوه مسجداً فسيحاً" [المواهب السرمدية 142]
قال: "ولم يزل يستغاث بجنابه ويُكتحل بتراب أعتابه ويُلتجأ إلى أبوابهِ" [الأنوار القدسية 142]
قلت-أي الشيخ دمشقية-:بهذا لعن الله ورسوله اليهود والنصارى حين اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مسجداً.
يعلمون الغيب
والنقشبنديون يثبتون لمشايخهم العلم بالغيب في الوقت الذي نجد بعضهم يصرحون بنفي علم الله للغيب كما نقله صاحب الرشحات عن أولياء النقشبندية أنه قال: "إن الله تعالى ليس عالماً للغيب" ونسب السرهندي أصل هذا القول إلى ابن عربي. [رشحات الحياة 153 المكتوبات الربانية للسرهندي 106]
وإما إثبات علم الغيب لأنفسهم فقد قال الدهلوي: "وللنقشبندية تصرفات عجيبة من التصرف في قولب الناس" [شفاء العليل ترجمة القول الجميل 104]
فمن ذلك تصرف الشيخ عبدالله الدهلوي تصرفه في باطن المريدين وإلقاء الفيوضات والأسرار في صدورهم.
ومن كراماته أيضاً أن زوجة أحد أصحاب هذا الشيخ قد مرضت، فالتمس من حضرته أن يدعوا الله تعالى بتخفيف مرضها فلم يفعل، فألح عليه، فقال له: لا تبقي هذه المرأة أكثر من خمسة عشر يوماً، وبقدرة الله تعالى توفيت يوم الخامس عشر" [المواهب السرمدية 249و251 جامع كرامات الأولياء 2/ 129 الأنوار القدسية 216و217]
ولم يكن من خاطر في قلوب الناس إلا ويطلع عليه. [المواهب السرمدية 173 الأنوار القدسية 175 جامع كرامات الأولياء 2/ 140]
..... وحكى الكوثري عن أبي الحسن الشاذلي أنه قال: "أطلعني الله على اللوح المحفوظ، فلولا التأدب مع جدي رسول الله لقلت هذا سعيد وهذا شقي" [ارغام المريد شرح النظم العتيد لتوسل المريد برجال الطريقة النقشيندية 39]
وكان الشيخ عبدالله الخاني يخبر بالأمور قبل وقوعها وكان لا يسأل أتباعه عن أحوالهم وإنما يخبرهم عنها [جامع كرامات الأولياء 1/ 222 - 223]
وخطر ببال أحد الواقفين أمام الشيخ محمد سيف الدين الفاروقي أن هذا الشيخ متكبر فعرف ما في قلبه وقال له: "تكبُّري من تكبر الحق تعالى" [المواهب السرمدية 215 الأنوار القدسية 200 جامع كرامات الأولياء 1/ 204]
أما محمد الخوجكي الأمكنكي فما من ذرة في العالم إلا وهو يمدُّها بالروحانية" [المواهب السرمدية 178 الأنوار القدسية 178]
http://saaid.net/feraq/sufyah/t/6.htm
وبالنسبة لكتب الشيخ دمشقية سابقة الذكر فقد قرأتهما، فالأولى مختصرة، والثانية موسعة مع الوثائق.(25/198)
سؤال في العقيدة
ـ[الجرح والتعديل]ــــــــ[26 - 06 - 03, 09:10 ص]ـ
كيف حفظ الله القرآن
هل هو بالسند أم تواتر المسلمين عليه جيلاً بعد جيل
ولو فُقد السند أو حصل به عله من ضعف وغيره هل تنقص مصداقية كتابه عز وجل وهو يقول (وإنا له لحافظون)
اشرحولي بارك الله فيكم
وعلمونا مما علمتم رشدا
وأعتقد أن هذا الموضوع سيكون طويل حيث أن لدي أقوال كثيرة فأتمنى أن يبصرني عالم أو شيخ أو طالب علم متمكن فأنا يا إخوة أزور بعض المواقع ارافضية وأرد عليهم وقد حاورت أحد مشائخهم يقال له علي الكوراني ويدعى هناك بإسم العاملي منذ سنة وكان قوياً وكذاباً.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 11:38 ص]ـ
أخي الفاضل تجد في هذا الرابط من أفضل الدراسات حول جمع القرآن
http://www.khayma.com/sharii/int/index.htm
وأنصحك أن تقرأها بتمعن ثم أطرح أسئلتك وستجد العون ان شاء الله
ـ[الجرح والتعديل]ــــــــ[26 - 06 - 03, 03:16 م]ـ
بارك الله فيك أولاً أخي الكريم
اخي الحبيب قد لايسمح لي الوقت قراءة هذا البحث .. وسؤالي صغير
هل صحة القرآن متعلقة بالسند والتواتر أم بالتاواتر فقط فإن عندي نقولات تضعف جميع القراءات وأحب أن أرى عقيدتنا في كتاب الله حيث أنني لم أتعلم ذلك قط وهذه معلومة جديدة علي لقلة علمي وحداثة سني وجزاكم الله خير.
ـ[الموحد99]ــــــــ[26 - 06 - 03, 08:04 م]ـ
أخي الكريم إليك بعض النقاط التي قد تفيدت: - قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
وحفظ القرآن على قسمين: الأول: حفظ في الصدور ويتلخص فيما يلي:
1 - : النبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن لقوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى) (الأعلى:6) وقوله تعالى (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (القيامة:16)
2 - : الصحابة رضي الله عنهم حفظوا القرآن والأخبار تشهد عالى عنايتهم بالقرآنفمن المهاجرين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وغيرهم كثير ومن الأنصار عبادة بن الصامت وأبي بن كعب ومغاذ بن جبل وغيرهم كثير ولعل قصة مقتل القرّاء معروفة السبعين
3 - : التابعين كان الصحابة يعلمونهم القرآن الكريم ويحفظونهم إياه
4 - : وفي العصر الحديث فمازالت المسيرة مستمرة يحفظ المسلمون القرآن في صدورهم فقد انتشرت مدارس تحفيظ القرآن الكريم
الثاني: حفظه بمعنىكتابته وتدوينه
1 - : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويتمثل ذلك في كتّاب الوحي
2 - : في عهد الصحابة رضي الله عنهم كما في عهد أبي بكر وعثمان
وهكذا000الى وقتنا الحاضر
وقد أجمع علماء المسلمين على أن القرآن محفوظ الى يوم الدين ومن شك في فقد كفر لأنه تكذيب لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ولهذا نقول ان الرافضة يكفرون بقولهم ان القرآن محرف او ناقص
تنبه:
لكن يأخي الكريم يبدو والله اعلم أنك لست بطالب علم متمكن فلماذا تذهب الى مواقع الرافضة المليئة بالشبه احذر أخي الكريم فإن فتنة الشبهات ليست بالأمر الهين ولا تقل ابين بدعتهم دعها لمن هو اعلم منك
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 10:15 م]ـ
أخي الفاضل
لماذا لا تعرض علينا ما سمعت من الرافضة حول موضوع جمع القرآن حتى نناقشه.
بارك الله فيك
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 10:24 م]ـ
أخي الفاضل
هذا كتاب نافع جدا في موضوع جمع القرآن على البي دي اف
جزأته 3 أقسام
حملها وكذلك برنامج سبلت
ثم اجمعها وستحصل ان شاء الله على الكتاب على البي دي اف
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 10:29 م]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 10:34 م]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 10:38 م]ـ
السلام عليكم
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[26 - 06 - 03, 10:41 م]ـ
السلام عليكم
ـ[الجرح والتعديل]ــــــــ[27 - 06 - 03, 01:08 ص]ـ
أجدت وأفدت أخي الموحد بارك الله بيك وأنا والله مادخلت مواقعهم إلا لكثرة الإحتكاك معهم وللخبرة والعلم والمعرفة فوالله ماذقت لذة العلم وطلبه إلا معهم ... !!
وذلك لأنهم يقذفون بالشبهة عليك فأنت تخاف من أن تقع فيها فيجبرونك على البحث عن رأينا فيها وهكذا ..
وأبشرك أخوك في الله ولله الحمد مقبل على طلب العلم ... بس والله أمل إذا صرت وحدي .. ؟ لازم من يعينني .... والله المستعان.
...
ياشيخ قلت في النقطة الأولى فيما معناه: حُفظ القرآن في الصدور (تواتر) من زمن الصحابة إلى زمن التابعين ثم صار سنداً .. ! طيب يا شيخ السؤال اللي مدوخني لو كان هذا السند فيه عله فما هو قولكم هل يذهب الحفظ في الصدور هباءً منثورا (لايعتد به) .. ويبقى التواتر وحده الذي هو السبب الوحيد في حفظ الله للقرآن.
والثاني قلت: أن القرآن متواتر بين المسلمين بتدوينه وكتابته وهذا على ما اعتقد انه الصحيح لأني قرأت في أحد المواقع الرافضية نقل عن بعض علمائنا اختلافهم في توثيق اسانيد رواة القرآن مثل قراءة عاصم وغيره وكثير منا من يقرأ بقراءة عاصم .. !
وهناك قاعدة في المصطلح، لا أدري لكن حسب علمي: أنه إذا اختلف العلماء في أي رواية تكون الرواية غير صحيحه أو غير موثوقة أو زي كذا .. !
وبارك الله في علمك ...
الأخ عبد الجبار جزاك الله خير ياشيخ على هذه الكتب التي لابد من قراءتها يوما ما ولكن يا شيخ والله ليس لي وقت لقراءة ولو كتاب واحد كتاب الله فقط ومقصرين فيه والله المستعان.
وسأعرض الشبه حين جمعها وصياغتها وسأحاول الرد عليها بنفسي أولاً (بالبحث عن ماتوقفت قدراتي عنده) ثم أصوغ ذلك في بحث أو رساله لعلي أن أنفع بها أمتي. وإن عجزت عرضت مافي جيبي عندكم ... (شايف نفسي وين .. بالتأكيد سوف أعجز إلا أن يشاء الله)
وجزاكم الله خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/199)
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[27 - 06 - 03, 04:06 ص]ـ
أخي الفاضل
قولك أن نقل القرآن صار بالسند بعد أن كان متواترا غير صحيح، بل مازال عبر مراحل التاريخ السابقة وحتى اليوم ينقل عبر التواتر بمختلف روايته التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما أسانيد القراء الموجودة في كتب القرآءات فهي لا تنفي التواتر، بل هي لزيادة الإتقان والضبط، كما فعل الصحابة الذين كانوا يحفظون القرآن بالمئات ومع ذلك عندما دونوه اتخذوا إجراءات إحتياطية لزيادة التثبت منها أنهم اشترطوا أن تكون الآية مما سمعها الصحابي مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودونها أمامه وقت نزول الوحي.
والأسانيد لها فائدة أخرى وهي الدلالة على القراء الذين أفنوا أعمارهم في تحفيظ وتلقين هذه الروايات، حتى صاروا مصادر معتمدة، وإلا فإن هناك الآلآف غيرهم يحفظونها ويتلونها.
وأما طعن البعض في الإمام عاصم بن أبي النجود فهو من جهة حفظه وإتقانه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا علاقة للطعن بحفظه للقرآن، وحفظ الحديث أمره مختلف، وهذا مشاهد حتى اليوم تجد الحافظ المتقن للقرآن قد لا يستطيع أن يحدثك بعشرة أحاديث دون أن يغلط فيها، وهذا لا يطعن في حفظه للقرآن، بل يدل على أن جهده منصب على حفظ القرآن العظيم، وليس له كبير اهتمام بالحديث وروايته.
عقيدة أهل السنة في حفظ القرآن الكريم
أجمع أهل السنة والمسلمون جميعا على صيانة كتاب الله عز وجل من التحريف والزيادة والنقص فهو محفوظ بحفظ الله له قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ولا يوجد في كتب أهل السنة المعتمدة رواية واحدة صحيحة تخالف هذا.
وقد ذكر مفسروا أهل السنة عند قوله سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أن القرآن محفوظ من أي تغيير أو تبديل أو تحريف انظر القرطبي: " جامع أحكام القرآن "، النسفي: " مدارك التنزيل"، " تفسير الخازن "، " تفسير ابن كثير "، البيضاوي: " أنوار التنزيل "، الألوسي " روح المعاني"، صديق خان " فتح البيان "، الشنقيطي " أضواء البيان" وغيرهم من المفسرين.
وقد صرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الاسلام.
وهذه العقيدة عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لاتحتاج الى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين؛ قال القاضي عياض رحمه الله: (وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول {الحمد لله رب العالمين} الى آخر {قل أعوذ برب الناس} أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع مافيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر) كتاب الشفاء ص 1102 - 1103.
وينقل القاضي عياض عن أبي عثمان الحداد أنه قال: (جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر)
كتاب الشفاء نفس الصفحات.
وقال ابن قدامة رحمه الله: (ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر).
ابن قدامة: " لمعة الاعتقاد " ص 19.
وقال البغدادي رحمه الله: (وأكفروا - أي أهل السنة - من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه).
الفرق بين الفرق " ص 315 دار الآفاق الجديدة - بيروت.
وقال القاضي أبو يعلي رحمه الله: (والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال- إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لايجوز أن ينكتم في مستقر العادة .. ولانه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير).
المعتمد في أصول الدين ص 258.
ويقول ابن حزم رحمه الله: (القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم). "
الفصل في الملل والنحل ": 40.
وقال الفخر الرازي رحمه الله عند قوله سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وإنا نحفظ ذلك الذكرمن التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال: إن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا .. واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات. "
مفاتيح الغيب ": (19/ 160 - 161).
وقال ابن حزم رحمه الله - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن - (وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين).
" الفصل " 2/ 80.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لاخلاف في كفرهم).
" الصارم المسلول " دار الكتب العلمية - بيروت: ص 586.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/200)
ـ[الموحد99]ــــــــ[27 - 06 - 03, 05:01 ص]ـ
ياخي الكريم لا تدوخ و لاتتعب نفسك فالرافضة امة قد اعارة عقولها لعلمائها
نقل القرآن الينا متواتر نقله ملاييين الناس من علماء وعباد وعامة عن طريق تحفيظهم وتدريسهم في جميع احاء العالم فلا يمكن ان تجد علة هذا ضرب مثل من عندك فقط
قال الامام الذهبي رحمه الله تعالى:
كان عاصم ثبتا في القراءة صدوقا في الحديث وقد وثقه أبو زرعة 000ومازال في كل وقت يكون العالم إماما في فنّ مقصرا في فنون 000أهـ
الكفار وهم كفار اقروا بعدم تحريف القرآن وانه متواتر
فالاستاذ لوبلو يقول: «إنّ القرآن هو اليوم الكتاب الربّاني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر» (1).
ويقول السير وليام موير: «إنّ المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يدٍ ليدٍ حتّى وصل إلينا بدون تحريفٍ، وقد حُفِظ بعنايةٍ شديدةٍ بحيث لم يطرأ عليه أي تغييرٍ يُذكَر، بل نستطيع القول أنّه لم يطرأ عليه أيّ تغييرٍ على الاطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الاِسلامية الواسعة» (2). وبمثل ذلك صرّح بلاشير أيضاً
ـ[الجرح والتعديل]ــــــــ[30 - 06 - 03, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله خير مشائخي الكرام
وهذه معلومة جديدة علي
ـ[عبدالله المكي]ــــــــ[04 - 07 - 03, 03:39 ص]ـ
من دون كلامٍ كثير وفي نقاط مختصرة:
1 - القرآن ليس سراً بل كان يُتلى آناء الليل وأطراف النهار من الصحابة قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم
2 - حفظ نفر من الصحابة رضوان الله عليهم القرآن كالخلفاء الأربعة وغيرهم
3 - كتب القرآن في عهد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تبارك وتعالى عنه بأُسلوب يراعي قراءات القرآن المختلفة
4 - اعتمد في هذا الأمر على وجود كتابة للآية وشاهدين يحفظان لفظها أضف لذلك حفظ الكاتب
5 - أُعيدت كتابة القرآن برواية سيدنا عثمان فقط وأرسلت إلى الأمصار
6 - بقيت القراءات كابراً عن كابر لم يختلف فيها حرف برواياتها المتواترة السبع المجمع على صحتها
يمكن الرجوع لكتاب (سمير الطالبين)(25/201)
ما هو الضابط لحضور مجالس أهل البدع؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 03, 04:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، إخواني بارك الله تعالى فيكم، هذا الموضوع قد ألقيت طرفه مرارا ولكني لم أر فيه ما يروي الغليل، ألا وهو ضابط الحضور لأهل البدع، و هذا الموضوع بحمد الله تعالى قد لا يقلقكم أنتم يا أهل الحجاز، فإذا تكلمتم فيه فإنكم تتكلمون من جهة نظرية محضة، فالبعض يحذر والبعض يقول / خذ علمه و عليه بدعته، ولكن من لابس الواقع، فإن الأمر بالنسبة إليه يختلف، فلا أستطيع أن أقول بذلك مطلقا، و لا أستطيع أن أقول بذاك مطلقا، فعندنا في مصر غالب من يدرسون مادة الأصول على وجه الخصوص أشاعرة وصوفية، و قد لا تجد من يدرس لك الكتب الأصولية التي لها وزنها إلا هؤلاء، و في نفس الوقت إن أنت درست عليه ترى لسانك قد تقيد من التحذير منه، فلا تستطيع إلا أن تقول بأنه شيخك فيجعلنا هذا نترك مجالس هؤلاء، فيكون الواقع الانفصالي الآن الحادث بين الصحوة السلفية و هؤلاء الصوفية الضالين، و يكون ما هو مشهور من قلة تمرسنا نحن في الأصول و اشتهارنا بعلوم الحديث، ومن اشتهارهم هم بعلم الأصول و قلة بضاعتهم في الحديث، ولكنهم يفعلون شيئا تنبهنا إليه مؤخرا، و هو أن كثير منهم يدرسون على مشايخنا في الحجاز السلفيين ـ رغم أنهم قد يكفرونهم ـ ثم يعايرونا بعد ذلك بهذه الأمور وأنهم حصلوا من مشايخنا ما لم نحصله نحن منهم، من أمثلة ذلك أحد تلامذة الدكتور / على جمعة، تخرج من دار العلوم، وهو أشعري تعصّبه يفوق الخيال و قد جالسته بضع جلسات وكنت أنوي أن أدرس عليه المنطق، هذا الشخص معه ـ كما أخبرنا ـ إجازة في الروض المربع في فقه الحنابلة من الشيخ / عبد الله بن عقيل، رغم أنه شافعي المذهب، و قد قال ذلك لصاحب لي فسرّ ذلك الصاحب وابتسم، فقال له: أرأيت كيف سررت حين ذكرت لك السعودية!! (يرد أنه متعصب للدولة الوهابية)
المهم ماذا نفعل نحن هل نفعل كما يفعلون، و لكن يرد على ذلك أن كثيرا منا يتأثر بمذهبهم إذا جالسهم، أم نعتزلهم و يكون الواقع المشاهد؟
أرجو ممن يتكلم أن يكون رابطا ذلك بالواقع ـ خاصة واقعنا في مصر ـ
وهل صحيح أن شيخ الإسلام له له شيوخ أشاعرة أو ليسوا من أهل السنة؟
بارك الله في الأعضاء
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 - 06 - 03, 01:28 ص]ـ
سبحان الله ... نفس ما حدث حين طرحت الموضوع من قبل تأخر ولم يجب أحد(25/202)
بعض الأخطاء العقدية في حاشية سير أعلام النبلاء
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[28 - 06 - 03, 08:42 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
هذه بعض الأخطاء العقدية في حاشية " سير أعلام النبلاء " كنت قد جمعتها أثناء قراءتي " للسير "، ولا يعكر ما في بعض الحاشية من كدر جمال العمل وحسنه فمثلي ومثل القائمين على تحقيق " السير " في خدمة العلم لاسيما الشيخ شعيب - حفظه الله - كمثل الأول حين قال:
نزلوا بمكة في قبائل نوفل ...... ونزلت بالبيداء أبعد منزل
1 - تعقب المحشي ما أورده المصنف عن بعض السلف من تكفيرهم الجهمية (7/ 381، 9/ 179، 12/ 456) وعدّ ذلك مبالغة منهم، وأنه من الغلو الإفراط الذي لا يوافقه جمهور العلماء سلفاً وخلفاً، ونقم على البخاري - رحمه الله – تكفيره الجهمية، مع أنه يروي عنهم ولا ريب أنّّّّ هذا القول مخالف للصواب، فإن من المعروف أن من السلف من كفر الجهمية، ولم يعدهم من الاثنتين وسبعين فرقة، كما هو قول عبد الله بن المبارك، ويوسف بن أسباط، وطائفة من أصحاب الإمام أحمد كما نقل ذلك اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة "، وابن القيم في النونية – رحم الله الجميع -.
وأما دعوى رواية البخاري – رحمه الله – عن الجهمية في " الصحيح " فيراجع في ذلك كلام الشيخ عبد الله الجديع – حفظه الله – في " العقيدة السلفية ".
•تنبيه: ترك المحشي ما نقل الذهبي عن بعض السلف في تكفير الجهمية دون تعقيب كما في (11/ 13).
2 - لم يرتض المحشي تكفير السلف لمن قال بخلق القرآن، وعد ذلك من مبالغات أهل الحديث في حق خصومهم كما في (11/ 392)، وأورد في (10/ 18) توجيه البيهقي – رحمه الله – لبعض الشافعية القائلين بعدم تكفير القائل بخلق القرآن من أن المراد بالتكفير الوارد عن السلف هو كفر دون كفر.
والصواب في ذلك ما قرره شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – في مواضع من " مجموع الفتاوى " من أن هذه المقالة كفر بلا ريب، ويكفر القائل بها على العموم، ويكفر المعين كفراً أكبر إذا قامت عليه الحجة، وينظر في ذلك " شرح أصول السنة ".
3 - أورد المحشي في (12/ 395) كلام الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في " الفتح " وفيه: أن الأعمال شرط في كمال الإيمان.
وكلام الحافظ نفسه فيه نظر؛ إذ أن الإيمان عند السلف حقيقة مركبة من ثلاثة أشياء: القول والاعتقاد والعمل، وأن العمل متناول لعمل القلب والجوارح، عمل القلب ليس شرك كمال.
4 - وافق المحشي المؤلف في نفي نسبة كتاب " الرد على الجهمية " للإمام أحمد – رحمه الله – وقد أثبت نسبة الكتاب شيخ الإسلام ابن تيميه، ابن القيم، ابن حجر وغيرهم – رحمهم الله -.
5 - جوّز الذهبي – رحمه الله – شد الرحل إلى قبر النبي – صلى الله عليه وسلم -، لأن ذلك مستلزم لشد الرحل إلى مسجده، إذ لا وصول إلى حجرته بعد الدخول إلى مسجده، وذكر المحشي أن الذهبي يقصد في ذلك الرد على شيخه ابن تيميه الذي يرى عدم جواز شد الرحل إلى قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يلزمه بيان خطأ الذهبي في ذلك، وأن هذا محرم لأنه ذريعة للوقوع في الشرك كما هو مقرر في موضعه.
6 - أورد الذهبي كم في (18/ 511) حادثة جرت في مجلس نظام الملك بين أبي إسماعيل الأنصاري – رحمه الله – وبعض مخالفيه، وأنه نسب إليه لعن أبي الحسن الأشعري – رحمه الله – فقال: لا أعرف أبا الحسن الأشعري، وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء ...
قال المحشي: جاء في حاشية الأصل ما نصه: الذي يصف الله – سبحانه وتعالى – بصفات المحدثين من التحيز ونحوه أحق باللعن من الأشعري، والله يعفو عن الجميع اه
وهذا الكلام باطل؛ إذ أن إثبات صفة العلو لله تعالى لا يعني أنه في حيّز، أن السماء تظله، والأرض تقله، بل له سبحانه العلو المطلق فوق خلقه، وقد قصر المحشي – عفا الله عنه – في عدم تعليقه على هذه العبارة.
أورد المحشي في (8/ 309) كلام القرطبي – رحمه الله – في تأويل صفة العجب في التعليق على حديث: ((إن الله لأفرح بتوبة أحدكم .... )).
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[28 - 06 - 03, 12:55 م]ـ
أخي الحبيب: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبَعدُ: أشكر لك صنيعك، وأتَمنَّى أن تعيدَ الكرَّ والفرَّ:
جزَى اللهُ خيْرًا أخًا في اللهِ قد هَمَّ ... بدفعِ الشَّرِّ وكشْفِ الزّيغِ والغُمّةْ
ألا فامتطِ جوادَ الْحَقِّ ذا الْهِمَّةْ ... واجْلِبْ عليهم بِخَيلٍ في سبيلِ اللهِ والأُمَّةْ
فإنْ عاودتَ حواشي سِيرَةِ نَابِلِ الأُمَّةْ ... فُزْتَ وربِي بذكرٍ يعلو شَاهقَ القِمَّةْ
============
((صح لسانك يابو عبدالرحمن)) .. !! هكذا تقولون يا أهل الجزيرة .. إخواني تبسموا!!! هذه ((مُلحة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/203)
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:02 م]ـ
بارك الله فيك أخي همام على هذا النقد الطيب.
ولا تنسى أن الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ كثيرا ما يذكر في بعض تراجمه أن قبره الترياق المجرب، وأ ن قبره يزار للبركة، ومثل ذلك، ولا يتعقبه المحقق في شئ من ذلك.
وهذا ليس من النصح في شئ.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:47 م]ـ
الأخ همام.
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه.
ولكن كما ذكر ابن أبي شيبة، فقد وقع الحافظ الذهبي في بعض الأخطاء العقدية في كتابه العظيم " سير أعلام النبلاء "، وقد بدأت قديما في جمع الأخطاء التي وقع فيها الحافظ الذهبي ولكني توقفت.
ولعله تكون لنا عودة له مرة أخرى بما أنك فتحت الموضوع.
أما ما يتعلق بالمعلق على " سير أعلام النبلاء " فقد وقع أيضا في أخطاء عقدية في تحقيق " مسند الإمام أحمد "، و " صحيح ابن حبان "، و " رياض الصالحين "، و " زاد المعاد "، و " شرح اسنة " وخاصة في الأسماء والصفات، وقد استدرك وتعقب الشيخ خالد الشايع على الشيخ شعيب الأرنؤوط ما وقع فيه، وقُرأت الاستدراكات والتعقبات على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
ومن التعليقات الغريبة العجيبة للمحقق:
قال الإمام الذهبي في ترجمة نَفيسَة من كتاب السير (10/ 107): وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها وعند قبور الأنبياء والصالحين ... ا. هـ.
والعجيب أن المحقق قال في الحاشية عند ذكر الكلام السابق: لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم شيء في كون الدعاء مستجابا عند قبور الأنبياء والصالحين، والسلف الصالح لا يعرف عنهم أنهم كانوا يقصدون قبور الأنبياء والصالحين للدعاء عندهم، ويرى ابن الجزري في الحصن الحصين أن استجابة الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين تثبت بالتجربة، وأقره الشوكاني في تحفة الذاكرين لكنه قيده بشرط ألا تنشأ عن ذلك مفسدة وهي أن يعتقد في ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده كما يقع لكثير من المعتقدين في القبور، فإنهم قد يبلغون الغلو بأهلها إلى ما هو شرك بالله عز وجل، وهذا معلوم من أحوال كثير من العاكفين على القبور خصوصا العامة الذين لا يفطنون لدقائق الشرك.ا. هـ.
فالمحقق أراد أن يفر من أمر فوقع في أمر آخر.
تحري الدعاء عند القبور من الأمور التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الوقوع فيه وقد نصح أمته وأوصاهم قبل أن يموت بخمس فقال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد إني أنهاكم عن ذلك.
رواه مسلم (532).
والعلة في النهي عن الصلاة عند القبور كون ذلك يؤدي إلى الافتتان بها، فمن باب أولى النهي عن الدعاء عندها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم ": إن العلة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجلها عن الصلاة عندها إنما هو لئلا تتخذ ذريعة إلى نوع الشرك بقصدها، وبالعكوف عليها وتعلق القلوب بها رغبة ورهبة، ومن المعلوم أن المضطر في الدعاء الذي قد نزلت به نازلة، فيدعو لاستجلاب خير كالاستسقاء أو لدفع شر كالاستنصار، فحاله بافتتانه بالقبور إذا رجا الإجابة عندها أعظم من حال من يؤدي الفرض عندها في حال العافية، فإن أكثر المصلين في حال العافية لا تكاد تفتن قلوبهم بذلك إلا قليلا، أما الداعون المضطرون ففتنتهم بذلك عظيمة جدا، فإذا كانت المفسدة والفتنة لأجلها نهي عن الصلاة عندها متحققة في حال هؤلاء كان نهيهم عن ذلك أو كد وأو كد.ا. هـ.
ومقصود شيخ الإسلام أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فالدعاء عند القبر ذريعة بدون شك ولا ريب إلى دعاء صاحب القبر فيكون منهيا عنه عند القبر.
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[28 - 06 - 03, 03:50 م]ـ
شكر الله لكم جميعا.
وأما فيما يتعلق بهذا النقد اليسير فأصله رسالة بعثتها للأخ الشيخ خالد الشايع - وفقه الله - لإضافة المذكور ضمن رده على الشيخ شعيب - سلمه الله _ فلما تقادم العهد ورأيتها ضمن بعض الرسائل أضفتها هنا.
ويوجد عندي - والفضل لله وحده - لاحول لي ولا قوة بعض التعقيبات على بعض العلماء في بعض مصنفاتهم وفيها - بحمد الله - جملة من الفوائد لولا أنني أخشى أنهم قد يتضايقون من نشرها لوضعتها هنا للفائدة، ولأني أرسلتها لهم ولم أجد ردا من بعضهم. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير. اللهم آمين.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 - 06 - 03, 12:06 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / همام زادك الله علماً وعملاً وتوفيقاً
شكر الله سعيك على هذاالجهد الطيب
وذكرت بورك فيك:
ويوجد عندي - والفضل لله وحده - لاحول لي ولا قوة بعض التعقيبات على بعض العلماء في بعض مصنفاتهم وفيها - بحمد الله - جملة من الفوائد لولا أنني أخشى أنهم قد يتضايقون من نشرها لوضعتها هنا للفائدة، ولأني أرسلتها لهم ولم أجد ردا من بعضهم. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير. اللهم آمين.
أقول جزاك الله خيراً على هذا الصنيع في مراسلة المخطأ ومعرفة صحة ذلك من عدمة. وهذا نافع جداً في الردود القصيرة ولعل لي وقفة في هذا المنتدى المبارك في الردود.
لا أطيل عليك أخي الحبيب، قيل:
لاندم من استشار ولا خاب من استخار
أتمنى عرض هذه التقعبات والملحوظات على بعض المشائخ الفضلاء وبعض اهل العلم.
ومن ثم أفادتنا بها حسب ما تراه
وفقك الله
محبكم
أبو العالية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/204)
ـ[الشافعي]ــــــــ[07 - 07 - 03, 09:12 ص]ـ
أخي قولك ((4 - وافق المحشي المؤلف في نفي نسبة كتاب " الرد
على الجهمية " للإمام أحمد – رحمه الله – وقد أثبت نسبة الكتاب
شيخ الإسلام ابن تيميه، ابن القيم، ابن حجر وغيرهم – رحمهم الله-))
لا يتضمن أي خطأ عقدي! بل على فرض التسليم جدلاً بأنه خطأ يكون
في إثبات صحة كتاب ونفيه لا أمر عقدي.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 11 - 03, 04:47 م]ـ
للفائدة
ـ[نواف البكري]ــــــــ[12 - 11 - 03, 10:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، لاشك أن كتاب " سير أعلام النبلاء " من أنفع كتب أبي عبدالله الذهبي، ولكن اعتراه ما يعتري صنع البشر من قصور، ومن النوادر حول مواقف علماء السنة حول هذا الكتاب أن الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله أنكر طباعته أول ما طبع، وكاتب الملك خالد (إن لم أهم) ينصحه بعدم نشره لما فيه من شنائع!!، وجمع أخطاء الكتاب العقدية، فليبحث عنه، والسلام عليكم.
ـ[عبدالله الخليفي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:01 م]ـ
لقد بحثت قديما في نسبة كتاب الرد الزنادقة والجهمية للأمام أحمد فجدت أن في اسناده الخضر بن المثنى وهو مجهول و حاول ابن القيم أن يزيل الحكم بجهالته برواية الخلال عنه ولو اعتض معترض على ابن القيم بأن كثيرا من المجاهيل روى عنهم الثقات فلا أعرف كيف أرد عليه!!
وقد ذكر الخلال أنه أخذ الكتاب من خط عبدالله بن أحمد وأفاد ابن القيم أن الذي دفع بخط عبدالله بن أحمد هو الخضر بن الثنى(25/205)
بعض الأخطاء العقدية في حاشية سير أعلام النبلاء
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[28 - 06 - 03, 08:42 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
هذه بعض الأخطاء العقدية في حاشية " سير أعلام النبلاء " كنت قد جمعتها أثناء قراءتي " للسير "، ولا يعكر ما في بعض الحاشية من كدر جمال العمل وحسنه فمثلي ومثل القائمين على تحقيق " السير " في خدمة العلم لاسيما الشيخ شعيب - حفظه الله - كمثل الأول حين قال:
نزلوا بمكة في قبائل نوفل ...... ونزلت بالبيداء أبعد منزل
1 - تعقب المحشي ما أورده المصنف عن بعض السلف من تكفيرهم الجهمية (7/ 381، 9/ 179، 12/ 456) وعدّ ذلك مبالغة منهم، وأنه من الغلو الإفراط الذي لا يوافقه جمهور العلماء سلفاً وخلفاً، ونقم على البخاري - رحمه الله – تكفيره الجهمية، مع أنه يروي عنهم ولا ريب أنّّّّ هذا القول مخالف للصواب، فإن من المعروف أن من السلف من كفر الجهمية، ولم يعدهم من الاثنتين وسبعين فرقة، كما هو قول عبد الله بن المبارك، ويوسف بن أسباط، وطائفة من أصحاب الإمام أحمد كما نقل ذلك اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة "، وابن القيم في النونية – رحم الله الجميع -.
وأما دعوى رواية البخاري – رحمه الله – عن الجهمية في " الصحيح " فيراجع في ذلك كلام الشيخ عبد الله الجديع – حفظه الله – في " العقيدة السلفية ".
•تنبيه: ترك المحشي ما نقل الذهبي عن بعض السلف في تكفير الجهمية دون تعقيب كما في (11/ 13).
2 - لم يرتض المحشي تكفير السلف لمن قال بخلق القرآن، وعد ذلك من مبالغات أهل الحديث في حق خصومهم كما في (11/ 392)، وأورد في (10/ 18) توجيه البيهقي – رحمه الله – لبعض الشافعية القائلين بعدم تكفير القائل بخلق القرآن من أن المراد بالتكفير الوارد عن السلف هو كفر دون كفر.
والصواب في ذلك ما قرره شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – في مواضع من " مجموع الفتاوى " من أن هذه المقالة كفر بلا ريب، ويكفر القائل بها على العموم، ويكفر المعين كفراً أكبر إذا قامت عليه الحجة، وينظر في ذلك " شرح أصول السنة ".
3 - أورد المحشي في (12/ 395) كلام الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في " الفتح " وفيه: أن الأعمال شرط في كمال الإيمان.
وكلام الحافظ نفسه فيه نظر؛ إذ أن الإيمان عند السلف حقيقة مركبة من ثلاثة أشياء: القول والاعتقاد والعمل، وأن العمل متناول لعمل القلب والجوارح، عمل القلب ليس شرك كمال.
4 - وافق المحشي المؤلف في نفي نسبة كتاب " الرد على الجهمية " للإمام أحمد – رحمه الله – وقد أثبت نسبة الكتاب شيخ الإسلام ابن تيميه، ابن القيم، ابن حجر وغيرهم – رحمهم الله -.
5 - جوّز الذهبي – رحمه الله – شد الرحل إلى قبر النبي – صلى الله عليه وسلم -، لأن ذلك مستلزم لشد الرحل إلى مسجده، إذ لا وصول إلى حجرته بعد الدخول إلى مسجده، وذكر المحشي أن الذهبي يقصد في ذلك الرد على شيخه ابن تيميه الذي يرى عدم جواز شد الرحل إلى قبر النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يلزمه بيان خطأ الذهبي في ذلك، وأن هذا محرم لأنه ذريعة للوقوع في الشرك كما هو مقرر في موضعه.
6 - أورد الذهبي كم في (18/ 511) حادثة جرت في مجلس نظام الملك بين أبي إسماعيل الأنصاري – رحمه الله – وبعض مخالفيه، وأنه نسب إليه لعن أبي الحسن الأشعري – رحمه الله – فقال: لا أعرف أبا الحسن الأشعري، وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء ...
قال المحشي: جاء في حاشية الأصل ما نصه: الذي يصف الله – سبحانه وتعالى – بصفات المحدثين من التحيز ونحوه أحق باللعن من الأشعري، والله يعفو عن الجميع اه
وهذا الكلام باطل؛ إذ أن إثبات صفة العلو لله تعالى لا يعني أنه في حيّز، أن السماء تظله، والأرض تقله، بل له سبحانه العلو المطلق فوق خلقه، وقد قصر المحشي – عفا الله عنه – في عدم تعليقه على هذه العبارة.
أورد المحشي في (8/ 309) كلام القرطبي – رحمه الله – في تأويل صفة العجب في التعليق على حديث: ((إن الله لأفرح بتوبة أحدكم .... )).
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[28 - 06 - 03, 12:55 م]ـ
أخي الحبيب: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبَعدُ: أشكر لك صنيعك، وأتَمنَّى أن تعيدَ الكرَّ والفرَّ:
جزَى اللهُ خيْرًا أخًا في اللهِ قد هَمَّ ... بدفعِ الشَّرِّ وكشْفِ الزّيغِ والغُمّةْ
ألا فامتطِ جوادَ الْحَقِّ ذا الْهِمَّةْ ... واجْلِبْ عليهم بِخَيلٍ في سبيلِ اللهِ والأُمَّةْ
فإنْ عاودتَ حواشي سِيرَةِ نَابِلِ الأُمَّةْ ... فُزْتَ وربِي بذكرٍ يعلو شَاهقَ القِمَّةْ
============
((صح لسانك يابو عبدالرحمن)) .. !! هكذا تقولون يا أهل الجزيرة .. إخواني تبسموا!!! هذه ((مُلحة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/206)
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:02 م]ـ
بارك الله فيك أخي همام على هذا النقد الطيب.
ولا تنسى أن الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ كثيرا ما يذكر في بعض تراجمه أن قبره الترياق المجرب، وأ ن قبره يزار للبركة، ومثل ذلك، ولا يتعقبه المحقق في شئ من ذلك.
وهذا ليس من النصح في شئ.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[28 - 06 - 03, 02:47 م]ـ
الأخ همام.
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه.
ولكن كما ذكر ابن أبي شيبة، فقد وقع الحافظ الذهبي في بعض الأخطاء العقدية في كتابه العظيم " سير أعلام النبلاء "، وقد بدأت قديما في جمع الأخطاء التي وقع فيها الحافظ الذهبي ولكني توقفت.
ولعله تكون لنا عودة له مرة أخرى بما أنك فتحت الموضوع.
أما ما يتعلق بالمعلق على " سير أعلام النبلاء " فقد وقع أيضا في أخطاء عقدية في تحقيق " مسند الإمام أحمد "، و " صحيح ابن حبان "، و " رياض الصالحين "، و " زاد المعاد "، و " شرح اسنة " وخاصة في الأسماء والصفات، وقد استدرك وتعقب الشيخ خالد الشايع على الشيخ شعيب الأرنؤوط ما وقع فيه، وقُرأت الاستدراكات والتعقبات على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -.
ومن التعليقات الغريبة العجيبة للمحقق:
قال الإمام الذهبي في ترجمة نَفيسَة من كتاب السير (10/ 107): وقيل: كانت من الصالحات العوابد، والدعاء مستجاب عند قبرها وعند قبور الأنبياء والصالحين ... ا. هـ.
والعجيب أن المحقق قال في الحاشية عند ذكر الكلام السابق: لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم شيء في كون الدعاء مستجابا عند قبور الأنبياء والصالحين، والسلف الصالح لا يعرف عنهم أنهم كانوا يقصدون قبور الأنبياء والصالحين للدعاء عندهم، ويرى ابن الجزري في الحصن الحصين أن استجابة الدعاء عند قبور الأنبياء والصالحين تثبت بالتجربة، وأقره الشوكاني في تحفة الذاكرين لكنه قيده بشرط ألا تنشأ عن ذلك مفسدة وهي أن يعتقد في ذلك الميت ما لا يجوز اعتقاده كما يقع لكثير من المعتقدين في القبور، فإنهم قد يبلغون الغلو بأهلها إلى ما هو شرك بالله عز وجل، وهذا معلوم من أحوال كثير من العاكفين على القبور خصوصا العامة الذين لا يفطنون لدقائق الشرك.ا. هـ.
فالمحقق أراد أن يفر من أمر فوقع في أمر آخر.
تحري الدعاء عند القبور من الأمور التي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الوقوع فيه وقد نصح أمته وأوصاهم قبل أن يموت بخمس فقال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد إني أنهاكم عن ذلك.
رواه مسلم (532).
والعلة في النهي عن الصلاة عند القبور كون ذلك يؤدي إلى الافتتان بها، فمن باب أولى النهي عن الدعاء عندها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم ": إن العلة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأجلها عن الصلاة عندها إنما هو لئلا تتخذ ذريعة إلى نوع الشرك بقصدها، وبالعكوف عليها وتعلق القلوب بها رغبة ورهبة، ومن المعلوم أن المضطر في الدعاء الذي قد نزلت به نازلة، فيدعو لاستجلاب خير كالاستسقاء أو لدفع شر كالاستنصار، فحاله بافتتانه بالقبور إذا رجا الإجابة عندها أعظم من حال من يؤدي الفرض عندها في حال العافية، فإن أكثر المصلين في حال العافية لا تكاد تفتن قلوبهم بذلك إلا قليلا، أما الداعون المضطرون ففتنتهم بذلك عظيمة جدا، فإذا كانت المفسدة والفتنة لأجلها نهي عن الصلاة عندها متحققة في حال هؤلاء كان نهيهم عن ذلك أو كد وأو كد.ا. هـ.
ومقصود شيخ الإسلام أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما، فالدعاء عند القبر ذريعة بدون شك ولا ريب إلى دعاء صاحب القبر فيكون منهيا عنه عند القبر.
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[28 - 06 - 03, 03:50 م]ـ
شكر الله لكم جميعا.
وأما فيما يتعلق بهذا النقد اليسير فأصله رسالة بعثتها للأخ الشيخ خالد الشايع - وفقه الله - لإضافة المذكور ضمن رده على الشيخ شعيب - سلمه الله _ فلما تقادم العهد ورأيتها ضمن بعض الرسائل أضفتها هنا.
ويوجد عندي - والفضل لله وحده - لاحول لي ولا قوة بعض التعقيبات على بعض العلماء في بعض مصنفاتهم وفيها - بحمد الله - جملة من الفوائد لولا أنني أخشى أنهم قد يتضايقون من نشرها لوضعتها هنا للفائدة، ولأني أرسلتها لهم ولم أجد ردا من بعضهم. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير. اللهم آمين.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 - 06 - 03, 12:06 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ الفاضل / همام زادك الله علماً وعملاً وتوفيقاً
شكر الله سعيك على هذاالجهد الطيب
وذكرت بورك فيك:
ويوجد عندي - والفضل لله وحده - لاحول لي ولا قوة بعض التعقيبات على بعض العلماء في بعض مصنفاتهم وفيها - بحمد الله - جملة من الفوائد لولا أنني أخشى أنهم قد يتضايقون من نشرها لوضعتها هنا للفائدة، ولأني أرسلتها لهم ولم أجد ردا من بعضهم. وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير. اللهم آمين.
أقول جزاك الله خيراً على هذا الصنيع في مراسلة المخطأ ومعرفة صحة ذلك من عدمة. وهذا نافع جداً في الردود القصيرة ولعل لي وقفة في هذا المنتدى المبارك في الردود.
لا أطيل عليك أخي الحبيب، قيل:
لاندم من استشار ولا خاب من استخار
أتمنى عرض هذه التقعبات والملحوظات على بعض المشائخ الفضلاء وبعض اهل العلم.
ومن ثم أفادتنا بها حسب ما تراه
وفقك الله
محبكم
أبو العالية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/207)
ـ[الشافعي]ــــــــ[07 - 07 - 03, 09:12 ص]ـ
أخي قولك ((4 - وافق المحشي المؤلف في نفي نسبة كتاب " الرد
على الجهمية " للإمام أحمد – رحمه الله – وقد أثبت نسبة الكتاب
شيخ الإسلام ابن تيميه، ابن القيم، ابن حجر وغيرهم – رحمهم الله-))
لا يتضمن أي خطأ عقدي! بل على فرض التسليم جدلاً بأنه خطأ يكون
في إثبات صحة كتاب ونفيه لا أمر عقدي.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 11 - 03, 04:47 م]ـ
للفائدة
ـ[نواف البكري]ــــــــ[12 - 11 - 03, 10:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، لاشك أن كتاب " سير أعلام النبلاء " من أنفع كتب أبي عبدالله الذهبي، ولكن اعتراه ما يعتري صنع البشر من قصور، ومن النوادر حول مواقف علماء السنة حول هذا الكتاب أن الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله أنكر طباعته أول ما طبع، وكاتب الملك خالد (إن لم أهم) ينصحه بعدم نشره لما فيه من شنائع!!، وجمع أخطاء الكتاب العقدية، فليبحث عنه، والسلام عليكم.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 03 - 05, 10:01 م]ـ
لقد بحثت قديما في نسبة كتاب الرد الزنادقة والجهمية للأمام أحمد فجدت أن في اسناده الخضر بن المثنى وهو مجهول و حاول ابن القيم أن يزيل الحكم بجهالته برواية الخلال عنه ولو اعتض معترض على ابن القيم بأن كثيرا من المجاهيل روى عنهم الثقات فلا أعرف كيف أرد عليه!!
وقد ذكر الخلال أنه أخذ الكتاب من خط عبدالله بن أحمد وأفاد ابن القيم أن الذي دفع بخط عبدالله بن أحمد هو الخضر بن الثنى
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[10 - 05 - 08, 01:53 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
هل يوجد تعليقات أخري حول السير
بارك الله فيكم
ـ[وائل بن عطية بن حتيتة]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[محمد سمير]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:46 م]ـ
وقوع مثل هذه المُخالفات من الإمام الذَّهبي - رحمه الله - أمر غريب، وهو ممَّن أحسن التَّصنيف في مسائل الاعتقاد، والمُطالع لكلامه في كتاب " العلو " مثلًا يجد أنَّه على الجادة ولا يُعظِّم الجهميَّة مثلًا، فلعله جمع في بعض الأحيان ولم يُنقِّح، ومع ما في الكتاب من أخطاء إلَّا أنَّ الكتاب عظيم النَّفع مع مُحاولة استقصاء ما فيه من تُروكات لمثل هذه الأمور.
وأُحب أن أُفرِّق أحبَّتي بين التَّرك والقول، فليُنتبه.
أخوكم جمال العوضي(25/208)
خطأ عقدي موجود في كتابات وكلمات بعض طلبة العلم!!!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 - 06 - 03, 02:26 ص]ـ
تسمع أو تقرأ لبعضهم في كلامه قوله عن الرب جل جلاله:
(عز جاهه)!!!
ولقد سمعت شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله يقول: هذه كلمة منكرة!! جاه الله تعالى عند من؟؟!! الجاه إنما يحتاجه المخلوق لينفع به أو لينتفع به عند من هو أكبر منه جاهاً،إما لنفع نفسه أو لنفع غيره،أما الله فتعالى عن ذلك علواً،هذا معنى كلامه رحمه الله رحمة الأبرار، آمين.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[29 - 06 - 03, 03:12 ص]ـ
وأيضا ذكر الشيخ بكر بن عبدالله ابو زيد نحو هذا في (تصحيح الدعاء).
ـ[الجواب القاطع]ــــــــ[29 - 06 - 03, 07:02 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
لعل الصواب أن نقول: (عزَّ جارك).
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[29 - 06 - 03, 10:36 ص]ـ
لعل هذه الفرصة المناسبة التي أرحب بالشيخ عمر المقبل في الملتقى مفيداً لإخوانه من طلبة العلم، وأسأل الله أن ينفع به وبعلمه.
فضيلة الشيخ الفاضل: عمر المقبل وفقه الله.
أما ما ذكرته من خطأ قول (عز جاهه)، فلعلك أردت ما ذكرته في موضوع (الأخطاء العقدية في كتب الدكتور النملة)، فأنا استغفر الله وأتوب إليه مما قلت، ولم أكن أعلم بذلك، وما هذه باول بركاتك يا شيخ عمر!!.
وكتب: ابن أبي حاتم.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[29 - 06 - 03, 10:42 ص]ـ
ثم إني أفترح عليك يا شيخ عمر لو جعلت العنوان أوضح وأدل على المقصود،مثل أن يقال: (حكم قول عز جاهك)، او نحو ذلك، وهذا أنفع.
حفظك ربي ورعاك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 - 06 - 03, 03:53 م]ـ
وأنا أشكر لك تجاوبك أخي ابن أبي حاتم،وكلنا ذو خطأ،ولكنني لم أشأ أن أجعل هذه الكلمة ضمن التعليقات على ما كتبته على كتب د. النملة لسبب أحتفظ به في نفسي،واللبيب يدركه ...
لا نزال بخير ـ أيها الإخوة ـ ما تواصينا بالحق ورجعنا له ... وفقك الله ..
وأما العنوان الذي ذكرته فهو مناسب،ولكن كان قصدي من ذكره بالعنوان الذي أثبتُه أن يقرأ المضوع لأستفيد من التعليقات إن كان هناك ملاحظات.
ـ[الموحد99]ــــــــ[29 - 06 - 03, 09:15 م]ـ
اولاً:
الأخ الغالي صاحب الموضوع لو تكرمت تذكر لنا أين سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ذكرها ولك الشكر منا و، الدعاء
ثانياً:
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى لاباس بهذه العبارة
165 يقول السائل: سمعني أحد المؤمنين وأنا في دعاء أطلب من الله عز وجل بعد الصلاة، فقلت: اللهم بجاهك، وبجاه محمد، وبجاه الصحابة الكرام أطلب أن تغفر لي وترحمني، فأخبرني أن هذا الدعاء لا يجوز. أفيدوني عن صحة ذلك بارك الله فيكم؟
الجواب: التوسل بجاه الأنبياء، أو بجاه الصحابة، بدعة لا يجوز، أما بجاه الله معناه بعظمة الله فلا يضر، 0000
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=4614
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 06 - 03, 03:08 ص]ـ
لقد سمعته في أحد دروسه في جامعه بعنيزة قبل سنوات من وفاته رحمه الله،ولكني لا أذكر تأريخها.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 06 - 03, 03:14 ص]ـ
وسؤالي: بناءً على ما ذكره شيخنا الإمام ابن باز رحمه الله،فمن الذي يستطيع الجزم بأن هذا هو المعنى الذي يقوم في ذهن الداعي،إذ قد يكون المعنى اللغوي لكلمة (جاه) أسبق للذهن مما ذكره الشخ ابن باز رحمه الله؟
ويحتمل أن هذه الكلمة ـ فيما يظهر ـ تسربت من بعض من لا تحمد طريقته،فالقول بمنعها أحوط،هذا ما يبدو لي،والله أعلم.
ـ[الموحد99]ــــــــ[30 - 06 - 03, 06:57 م]ـ
يأخي الكريم
1 - الجاه في اللغة:
القدر والشرف وعلو المنزلة والله جل وعلا له عظيم القدر والشرف وعلو المنزلة فهذا هو المعنى المتتبادر لذهن لغة وعرفا وكلامك يوهم أن معناها اللغوي باطل وهذا ليس بصحيح
2 - لا يوصف الله تعالى بالجاه لماذا؟
لأن الأسماء والصفات توقيفية ولا يثبت في هذا الباب شيء لكن من باب الإخبار لا باس لأنه لا محذور فيها قال الشيخ / بكر أبو زيد في كتابه تصحيح الدعاء ص 330: " عز جاهك " لا يو صف الله إلا بما وصف به نفسه , ولا يعلم في الدليل وصف الله بالجاه , فيجتنب 0 أهـ
3 - يهمني كثيرا جدا أن تتذكر أين قالها الشيخ / ابن عثيمين
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[09 - 12 - 06, 11:58 م]ـ
بورك فيك ..
يرفع لأهمية هذا التنبيه، ولكثرة ما سمعناه في قنوت بعض الأئمة في رمضان ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[10 - 12 - 06, 12:26 ص]ـ
أخي الموحد ..
مصدر كلام الشيخ ابن باز بارك الله فيك؟
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:55 م]ـ
يأخي الكريم
1 - الجاه في اللغة:
القدر والشرف وعلو المنزلة والله جل وعلا له عظيم القدر والشرف وعلو المنزلة فهذا هو المعنى المتتبادر لذهن لغة وعرفا وكلامك يوهم أن معناها اللغوي باطل وهذا ليس بصحيح
2 - لا يوصف الله تعالى بالجاه لماذا؟
لأن الأسماء والصفات توقيفية ولا يثبت في هذا الباب شيء لكن من باب الإخبار لا باس لأنه لا محذور فيها قال الشيخ / بكر أبو زيد في كتابه تصحيح الدعاء ص 330: " عز جاهك " لا يو صف الله إلا بما وصف به نفسه , ولا يعلم في الدليل وصف الله بالجاه , فيجتنب 0 أهـ
3 - يهمني كثيرا جدا أن تتذكر أين قالها الشيخ / ابن عثيمين
كلامك من وجهة نظري صحيح , لكن لا داعي لأن تطلب أين قالها الشيخ ابن عثيمين فالأخ الفاضل قد أخبر أنه سمعها
منه في أحد دروس الشيخ وهو مصدق فيما يقول كما ذكرت أنت عن الشيخ ابن باز جواز ذلك , وجزاكما الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/209)
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:59 م]ـ
يأخي الكريم
1 - الجاه في اللغة:
القدر والشرف وعلو المنزلة والله جل وعلا له عظيم القدر والشرف وعلو المنزلة فهذا هو المعنى المتتبادر لذهن لغة وعرفا وكلامك يوهم أن معناها اللغوي باطل وهذا ليس بصحيح
2 - لا يوصف الله تعالى بالجاه لماذا؟
لأن الأسماء والصفات توقيفية ولا يثبت في هذا الباب شيء لكن من باب الإخبار لا باس لأنه لا محذور فيها قال الشيخ / بكر أبو زيد في كتابه تصحيح الدعاء ص 330: " عز جاهك " لا يو صف الله إلا بما وصف به نفسه , ولا يعلم في الدليل وصف الله بالجاه , فيجتنب 0 أهـ
3 - يهمني كثيرا جدا أن تتذكر أين قالها الشيخ / ابن عثيمين
كلامك من وجهة نظري صحيح , لكن لا داعي لأن تطلب أين قالها الشيخ ابن عثيمين فالأخ الفاضل قد أخبر أنه سمعها منه في أحد دروس الشيخ وهو مصدق فيما يقول كما ذكرت أنت عن الشيخ ابن باز جواز ذلك , وجزاكما الله خيرا.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[24 - 12 - 06, 03:42 ص]ـ
هل ذكر الشيخ أنها منكرة مطلقا؟
أم أنها منكرة إذا قصد بها معنى لا يليق بالله تعالى؟
ـ[سلطان العميري]ــــــــ[23 - 01 - 07, 10:04 م]ـ
عدد غير قليل من الالفاظ التي يستعملها جمهور المسلمين مما يحتمل معنى صحيح ومنعى باطل , والاصل فيما يقصده المسلم هو المعنى الصحيح فلا بد من تقديم حسن النية في مقاصد المسلمين
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو مصعب الزهيري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:26 ص]ـ
ومن الألفاظ، قول بعضهم: تقبلوا خالص تحياتي، وخالص الشكر، وخالص المحبة0 ماذا تركوا لله؟
ـ[أبو أنس الطنطاوى]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:24 ص]ـ
قال الشيخ بكربن عبد الله ابوزيد فى كتابه معجم المناهى اللفظية ص 391تحت قوله عز جاهك قال اضافة الجاه الى الله تعالى تحتاج الى دليل لأنه من باب الصفات والصفات توقيفية فلا يوصف الله سبحانه الا بما وصف به نفسه أو رسوله صلى الله عليه وسلم ولا دليل هنا يعلم فلايطلق اذا(25/210)
إشكال في عبارة في رسالة عقيدة السلف للصابوني رحمه الله
ـ[عبد العزيز سعود العويد]ــــــــ[01 - 07 - 03, 01:36 ص]ـ
قال الأمير عبدالله بن طاهر لأحمد بن سعيد الرباطي في المرجئة: يا أحمد إنكم تبغضون هؤلاء القوم جهلا، وأنا أبغضهم عن معرفة، إن أول أمرهم أنهم لا يرون للسلطان طاعة .... الخ كلامه.
والإشكال هو: ظاهر كلام عبدالله بن طاهر أنهم يرون الخروج على السلطان، والمعروف عن المرجئة أنهم أتباع الملوك وكما قال النضر بن شميل: المرجئة على دين الملوك. وقد ذكر مثل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
نعم قد يوجد في آحادهم من يرى الخروج كجهم بن صفوان، وبعض المترجم لهم في كتب التراجم، فيقال فيهم: مرجئ يرى السيف!
فهل يقال إن ابن طاهر عنى ناساً معينين، أو هناك توجيه آخر؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 07 - 03, 02:35 ص]ـ
الأخ الفاضل وفقه الله
نعم كان بعض المرجئة يرون السيف
وعلى رأسهم الإمام أبو حنيفة رحمه الله، فقد روى عبدالله بن أحمد في السنة (1/ 181 - 182) رقم (233) حدثني أبو الفضل الخراساني حدثني إبراهيم بن شماس السمرقندي قال قال رجل لابن المبارك ونحن عنده ان أبا حنيفة كان مرجئا يرى السيف فلم ينكر عليه ذلك ابن المبارك.
وذكر المعلق في الحاشية أن أبا حنيفة كان يرى الخروج على أئمة الجور ونقله عن أحكام القرآن للجصاص
ويوضحه ما جاء في كتاب السنة كذلك (242) حدثني عبدة بن عبد الرحيم من أهل مرو قال دخلنا على عبد العزيز بن أبي رزمة نعوده أنا وأحمد بن شبويه وعلي بن يونس فقال لي عبد العزيز يا أبا سعيد عندي سر كنت أطويه عنكم فأخبركم وأخرج بيده عن فراشه فقال سمعت ابن المبارك يقول سمعت الاوزاعي يقول احتملنا عن أبي حنيفة كذا وعقد بأصبعه واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثانية واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثالثة العيوب حتى جاء السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاء السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم نقدر أن نحتمله.
وكان مرجئة الفقهاء قديما عندهم ديانة ويرون مسائل الإيمان مسائل نظرية فقط لكنهم من ناحية عملية مقيمين للفرائض وغيرها، ولكن الذين أتوا من بعدهم أخذوا كلامهم النظري فطبقوه عمليا فكان عند ذلك دين الملوك.
تنبيه:
في عقيدة السلف للصابوني رحمه الله بعض ألفظ ينبغي التنبه لها
وهي:
أولا قوله (وزيارة قبر نبيه صلى الله عليه وسلم) ص 25، والأولى أن يقول زيادة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نبه على هذا الشيخ الفاضل بدر البدر حفظه الله في الحاشية.
ثانيا: قوله (وقال بعضهم ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق ((بالتجلي والتملي)) 000)
والأولى عدم ذكر هذه الأفاظ بالتجلي والتملي، بل يكفي أن ننفي التشبيه بالخلق بدون تفصيل، فمذهب السلف الإثبات المفصل والنفي المجمل، ولايفصل في النفي إلا لفائدة لخشية الالتباس أو دفع شبهة ونحوها.
ـ[الموحد99]ــــــــ[01 - 07 - 03, 02:51 ص]ـ
سمعت الشيخ عبد الرحمن المحمود يقول في تعليقه على هذه العقيدة في هذا المقطع: لأن معصية السلطان كبيرة والكبيرة عندهم لا تضرأو كلاما نحوه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 07 - 03, 02:23 ص]ـ
أحسنت اخي الموحد، وبارك الله في الشيخ عبدالرحمن المحمود.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 05 - 04, 09:20 ص]ـ
وهذا كلام الجصاص في أحكام القرآن
وقوله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما} فإن الإمام من يؤتم به في أمور الدين من طريق النبوة، وكذلك سائر الأنبياء أئمة عليهم السلام لما ألزم الله تعالى الناس من اتباعهم والائتمام بهم في أمور دينهم; فالخلفاء أئمة; لأنهم رتبوا في المحل الذي يلزم الناس اتباعهم وقبول قولهم وأحكامهم، والقضاة والفقهاء أئمة أيضا، ولهذا المعنى الذي يصلي بالناس يسمى إماما; لأن من دخل في صلاته لزمه الاتباع له والائتمام به. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنما جعل الإمام إماما ليؤتم به; فإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا} وقال: {لا تختلفوا على إمامكم} فثبت بذلك أن اسم الإمامة مستحق لمن يلزم اتباعه والاقتداء به في أمور الدين أو في شيء منها وقد يسمى بذلك من يؤتم به في الباطل، إلا أن الإطلاق لا يتناوله، قال الله تعالى {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} فسموا أئمة;
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/211)
لأنهم أنزلوهم بمنزلة من يقتدى بهم في أمور الدين وإن لم يكونوا أئمة يجب الاقتداء بهم كما قال الله تعالى: {فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون} وقال: {وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا} يعني في زعمك واعتقادك وقال النبي عليه السلام: {أخوف ما أخاف على أمتي أئمة مضلون} والإطلاق إنما يتناول من يجب الائتمام به في دين الله تعالى وفي الحق والهدى. ألا ترى أن قوله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما} قد أفاد ذلك من غير تقييد، وأنه لما ذكر أئمة الضلال قيده بقوله {يدعون إلى النار}. وإذا ثبت أن اسم الإمامة يتناول ما ذكرناه، فالأنبياء عليهم السلام في أعلى رتبة الإمامة، ثم الخلفاء الراشدون بعد ذلك، ثم العلماء والقضاة العدول ومن ألزم الله تعالى الاقتداء بهم، ثم الإمامة في الصلاة ونحوها، فأخبر الله تعالى في هذه الآية عن إبراهيم عليه السلام أنه جاعله للناس إماما وأن إبراهيم سأله أن يجعل من ولده أئمة بقوله: {ومن ذريتي} لأنه عطف على الأول فكان بمنزلة " واجعل من ذريتي أئمة ". ويحتمل أن يريد بقوله {ومن ذريتي} مسألته تعريفه هل يكون من ذريتي أئمة؟ فقال تعالى في جوابه: {لا ينال عهدي الظالمين} فحوى ذلك معنيين أنه سيجعل من ذريته أئمة إما على وجه تعريفه ما سأله أن يعرفه إياه، وإما على وجه إجابته إلى ما سأل لذريته إذا كان قوله {ومن ذريتي} مسألته أن يجعل من ذريته أئمة، وجائز أن يكون أراد الأمرين جميعا، وهو مسألته أن يجعل من ذريته أئمة وأن يعرفه ذلك، وأنه إجابة إلى مسألته; لأنه لو لم يكن منه إجابة إلى مسألته لقال: " ليس في ذريتك أئمة " وقال: " لا ينال عهدي من ذريتك أحد " فلما قال: {لا ينال عهدي الظالمين} دل على أن الإجابة قد وقعت له في أن في ذريته أئمة، ثم قال: {لا ينال عهدي الظالمين} فأخبر أن الظالمين من ذريته لا يكونون أئمة ولا يجعلهم موضع الاقتداء بهم وقد روي عن السدي في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} أنه النبوة. وعن مجاهد: أنه أراد أن الظالم لا يكون إماما، وعن ابن عباس أنه قال: " لا يلزم الوفاء بعهد الظالم، فإذا عقد عليك في ظلم فانقضه ". وقال الحسن: " ليس لهم عند الله عهد يعطيهم عليه خيرا في الآخرة ". قال أبو بكر جميع ما روي من هذه المعاني يحتمله اللفظ، وجائز أن يكون جميعه مرادا لله تعالى، وهو محمول على ذلك عندنا، فلا يجوز أن يكون الظالم نبيا ولا خليفة لنبي ولا قاضيا، ولا من يلزم الناس قبول قوله في أمور الدين من مفت أو شاهد أو مخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم خبرا فقد أفادت الآية أن شرط جميع من كان في محل الائتمام به في أمر الدين العدالة والصلاح، وهذا يدل أيضا على أن أئمة الصلاة ينبغي أن يكونوا صالحين غير فساق ولا ظالمين لدلالة الآية على شرط العدالة لمن نصب منصب الائتمام به في أمور الدين; لأن عهد الله هو أوامره، فلم يجعل قبوله عن الظالمين منهم وهو ما أودعهم من أمور دينه وأجاز قولهم فيه وأمر الناس بقبوله منهم والاقتداء بهم فيه. ألا ترى إلى قوله تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين} يعني أقدم إليكم الأمر به; وقال تعالى: {الذين قالوا إن الله عهد إلينا} ومنه عهد الخلفاء إلى أمرائهم وقضاتهم إنما هو ما يتقدم به إليهم ليحملوا الناس عليه ويحكموا به فيهم وذلك لأن عهد الله إذا كان إنما هو أوامره لم يخل قوله: {لا ينال عهدي الظالمين} من أن يريد أن الظالمين غير مأمورين أو أن الظالمين لا يجوز أن يكونوا بمحل من يقبل منهم أوامر الله تعالى وأحكامه ولا يؤمنون عليها; فلما بطل الوجه الأول لاتفاق المسلمين على أن أوامر الله تعالى لازمة للظالمين كلزومها لغيرهم وأنهم إنما استحقوا سمة الظلم لتركهم أوامر الله، ثبت الوجه الآخر وهو أنهم غير مؤتمنين على أوامر الله تعالى وغير مقتدى بهم فيها، فلا يكونون أئمة في الدين، فثبت بدلالة هذه الآية بطلان إمامة الفاسق وأنه لا يكون خليفة، وأن من نصب نفسه في هذا المنصب وهو فاسق لم يلزم الناس اتباعه ولا طاعته. وكذلك قال النبي عليه السلام: {لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق}. ودل أيضا على أن الفاسق لا يكون حاكما، وأن أحكامه لا تنفذ إذا ولي الحكم، وكذلك لا تقبل شهادته ولا خبره إذا أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا فتياه إذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/212)
كان مفتيا، وأنه لا يقدم للصلاة، وإن كان لو قدم واقتدى به مقتد كانت صلاته ماضية فقد حوى قوله: {لا ينال عهدي الظالمين} هذه المعاني كلها ومن الناس من يظن أن مذهب أبي حنيفة تجويز إمامة الفاسق وخلافته وأنه يفرق بينه وبين الحاكم فلا يجيز حكمه، وذكر ذلك عن بعض المتكلمين وهو المسمى زرقان وقد كذب في ذلك وقال بالباطل، وليس هو أيضا ممن تقبل حكايته ولا فرق عند أبي حنيفة بين القاضي وبين الخليفة في أن شرط كل واحد منهما العدالة، وأن الفاسق لا يكون خليفة ولا يكون حاكما; كما لا تقبل شهادته ولا خبره لو روى خبرا عن النبي عليه السلام وكيف يكون خليفة وروايته غير مقبولة وأحكامه غير نافذة
وكيف يجوز أن يدعى ذلك على أبي حنيفة وقد أكرهه ابن هبيرة في أيام بني أمية على القضاء وضربه فامتنع من ذلك وحبس فلج ابن هبيرة وجعل يضربه كل يوم أسواطا. فلما خيف عليه قال له الفقهاء: فتول شيئا من أعماله أي شيء كان حتى يزول عنك هذا الضرب فتولى له عد أحمال التبن الذي يدخل، فخلاه، ثم دعاه المنصور إلى مثل ذلك فأبى، فحبسه حتى عد له اللبن الذي كان يضرب لسور مدينة بغداد وكان مذهبه مشهورا في قتال الظلمة وأئمة الجور، ولذلك قال الأوزاعي: " احتملنا أبا حنيفة على كل شيء حتى جاءنا بالسيف يعني قتال الظلمة فلم نحتمله، وكان من قوله: وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض بالقول، فإن لم يؤتمر له فبالسيف، على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وسأله إبراهيم الصائغ وكان من فقهاء أهل خراسان ورواة الأخبار ونساكهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال: " هو فرض " وحدثه بحديث عن عكرمة عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتل}. فرجع إبراهيم إلى مرو وقام إلى أبي مسلم صاحب الدولة فأمره ونهاه وأنكر عليه ظلمه وسفكه الدماء بغير حق، فاحتمله مرارا ثم قتله. وقضيته في أمر زيد بن علي مشهورة وفي حمله المال إليه وفتياه الناس سرا في وجوب نصرته والقتال معه وكذلك أمره مع محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن، وقال لأبي إسحاق الفزاري حين قال له: لم أشرت على أخي بالخروج مع إبراهيم حتى قتل؟ قال: مخرج أخيك أحب إلي من مخرجك ". وكان أبو إسحاق قد خرج إلى البصرة،
((وهذا إنما أنكره عليه أغمار أصحاب الحديث الذين بهم فقد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تغلب الظالمون على أمور الإسلام،))!!!
فمن كان هذا مذهبه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف يرى إمامة الفاسق؟ فإنما جاء غلط من غلط في ذلك، إن لم يكن تعمد الكذب من جهة قوله وقول سائر من يعرف قوله من العراقيين، أن القاضي إذا كان عدلا في نفسه فولي القضاء من قبل إمام جائر أن أحكامه نافذة وقضاياه صحيحة وأن الصلاة خلفهم جائزة مع كونهم فساقا وظلمة، وهذا مذهب صحيح ولا دلالة فيه على أن من مذهبه إمامة الفاسق، وذلك لأن القاضي إذا كان عدلا فإنما يكون قاضيا بأن يمكنه تنفيذ الأحكام وكانت له يد وقدرة على من امتنع من قبول أحكامه حتى يجبره عليها، ولا اعتبار في ذلك بمن ولاه; لأن الذي ولاه إنما هو بمنزلة سائر أعوانه. وليس شرط أعوان القاضي أن يكونوا عدولا; ألا ترى أن أهل بلد لا سلطان عليهم لو اجتمعوا على الرضا بتولية رجل عدل منهم القضاء حتى يكونوا أعوانا له على من امتنع من قبول أحكامه لكان قضاؤه نافذا وإن لم يكن له ولاية من جهة إمام ولا سلطان؟ وعلى هذا تولى شريح وقضاة التابعين القضاء من قبل بني أمية، وقد كان شريح قاضيا بالكوفة إلى أيام الحجاج، ولم يكن في العرب ولا آل مروان أظلم ولا أكفر ولا أفجر من عبد الملك، ولم يكن في عماله أكفر ولا أظلم ولا أفجر من الحجاج وكان عبد الملك أول من قطع ألسنة الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صعد المنبر فقال: " إني والله ما أنا بالخليفة المستضعف يعني عثمان ولا بالخليفة المصانع يعني معاوية وإنكم تأمروننا بأشياء تنسونها في أنفسكم; والله لا يأمرني أحد بعد مقامي هذا بتقوى الله إلا ضربت عنقه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/213)