ومن العجيب أن المحقق الغماري اعترض على قول أبي عبيد القاسم بن سلام بأنها حق لرواية الثقات لها فقال:" لكن العقيدة لا يكفي فيها رواية الثقات، بل لابد من خبر يفيد اليقين"
والمقصود أن العمل بخبر الآحاد في المسائل العلمية والعملية محل قطع وإجماع عند أئمة أهل السنة، بخلاف ما قال الجويني والذي يلزمه الدخول في قول ابن عبدالبر (إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع، شرذمة لا تعد خلافاً)
ولا يعني كلام الجويني الأخير انه لا يرى أن خبر الواحد حجة في العمل بل هو يراه حجة ولكن ليس العمل به مستفاد من الخبر نفسه وإنما لإجماع الصحابة على العمل بخبر الآحاد دون الاعتقاد به!
وليت شعري هل يعلم صحابياً فرق في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بين المسائل العلمية والعملية فرد ذاك وقبل هذا؟
ثم الذي يعمل بالحديث ألا يعتقد ما فيه أم أنه يعمل بدون اعتقاد؟
فالتسوك –مثلاً- من غير اعتقاد استحبابه لا يعد أمر شرعياً بل يجب اعتقاد استحبابه فهل يحتاج هذا للتواتر؟
وهنا نشير لملاحظة: وهي أن المتكلمين مضطربون في تقريراتهم تجد في كتاب ما يخالف الآخر وينقضه بحسب ما يصل له عقله لذلك لا نستغرب أن نجد في مواضع من كتبه أن حديث الآحاد قد يحصل به العلم إذا أتحف بالقرائن-وهذا صحيح- ثم نجد موقفه يختلف من الخبر المتلقى بالقبول هل يعتبر ذلك قرينه عنده فتارة يجعله قرينه وتارة لا يجعله قرينه.
والله أعلم
.
.
(شعر [النص الذي لا يقبل التأويل عند الجويني!])
قسم الجويني اللفظ إلى مجمل وما ليس بمجمل، وقسم ما ليس بمجمل إلى:
1 - ظاهر وهو ظني الدلالة
2 - ونص وهو قطعي الدلالة
وهذا موضع اتفاق الجميع أنظر مختصر الصواعق ص50
وما يهمنا هنا هو النص القطعي الدلالة وقد عرفه الجويني اصطلاحاً:
((مالا يتطرق إلى فحواه إمكان التأويل)) البرهان 1/ 512
و أيضا: ((ما أرتفع بظهوره عن الإحتمال)) الكافية ص48
وللنص عنده مرتبتان: مرتبه عليا ومرتبه أقل منها
والمرتبة العليا من النص هي التي يقتضي فيها النص معناه بنفسه قطعاً دون حاجة لقرينه.
بل إن القرينة الحالية والمقالية لا تأثير لهما فيه، وذلك كذكر عدد في اللفظ المعدود
فإذا قلت مثلاً:
عندي ألف ريال فهذا نص في أنك تملك ألف ريال
ولا يجوز البتة حمل اللفظ على معنى آخر، فلا تؤثر في هذا القول القرائن ولا يتطرق إليه الاحتمال فلا يمكن حمله على أنك تملك أقل من الرقم المذكور إلا إذا كان القائل يهذي!
أو قال كلامه في حالة ذهول أو غفلة! أو ربما يكذب!!
إما إذا انحسمت هذه الاحتمالات فهذا اللفظ في المرتبة العليا من النص.
يقول الجويني: (( .. اللفظ إذا كان في اقتضاء معناه من عموم أو خصوص أو ما عداهما بحيث لا يفترض انصرافه عن مقتضاه بقرائن حالية، وفرض سؤال، وتقدير مراجعة واستفصال، في محاولة تخصيص أو تعميم فهو الذي نعنيه، ولا يتطرق إلى هذا القسم إلا إمكان إنطلاق اللسان بكلمة في غفوة أو غفلة وهو الذي يسمى الهذيان، أو محاولة تقويم اللسان على نضد حروفها.
فإذا فرض انتفاء تخيل الهذيان به والتفاف اللسان وقصد الحكاية ومحاولة تقويم نظم الحروف وتحقق قصد مطلق اللفظ إلى استعماله في معناه الموضوع له،
فلا يتصور وراء ذلك انحراف اللفظ، وانصرافه عن معناه الذي وضع له، وهذا (مميز كذكر عدد في اللفظ معدود) فإنه ناص في المسميات المعدودة لا محيد عنها بتخيل قرينة، وكذلك مالا يتطرق إليه تأويل، فهذا طرف والمقصود منه رمز إلى المرتبة العليا في النص لا استيعاب الأقسام)) البرهان ج1 ص328 - 330
ولكن الجويني خالف مذهبه في أن العدد نص في المعدود وأنه في المرتبة العليا من النص في قوله تعالى: ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ))
فيدي مثنى فلا بد من إثبات يدين لله تعالى ولكن الجويني أول هذه الصفة بمعنى القدرة (الإرشاد ص156) والله كما هو مذهبه له قدرة واحدة، يقول الجويني: ((وهو العالم بجميع المعلومات بعلم واحد والقادر على جميع المخلوقات (مميز بقدرة واحدة))) الإرشاد ص136
فتأويله اليدين بمعنى القدرة كأنه يقول يجوز إطلاق المثنى والمراد به المفرد!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/360)
أي يلزمه أن لا يكون العدد نصاً أو يلزمه أن يثبت يدين لله ليستقيم منهجه، إلا إذا كان يرى القائل يهذي! تعالى الله عن ذلك وهذا كذلك يلزمه في قوله تعالى: ((بل يداه مبسوطتان))
ثم أنه قد فسر المثني بمقتضى الجمع وهو قوله تعالى ((والسماء بينها بأيد))
فأيد عند المحققين من أهل السنة تعني القدرة لأنها جمع، قال ابن خزيمة رحمه الله:
((وزعم بعض الجهمية: أن معنى قوله: خلق الله آدم بيديه أي بقوته، فزعم أن اليد هي القوة، وهذا من التبديل أيضاً، وهو جهل بلغة العرب، والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب لا اليد، فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس والمناظرة.
وقد أعلمنا الله ـ عز وجل ـ أنه خلق السماء بأيد، واليد واليدان غير الأيد، إذ لو كان الله خلق آدم بأيد كخلقه السماء، دون أن يكون خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ)) انظر التوحيد (1/ 99)
والمقصود: أن التثنية في الجمع دليل إلى إثبات يدين، فأعرض الجويني عن مقتضى الدلالة من هذا العدد، إلى معنى هو أليق بالجمع في قوله تعالى (بأيد)، ثم شفع هذه الحيدة عن حقيقة التثنية إلى شيء عجيب بقوله (قدرة واحدة، وعلم واحد، وقال أيضاً بسمع واحد وإرادة واحدة وعلم واحد، فراراً من إثبات إنه تعالى: لا يزال يقدر ويسمع ويبصر ويريد ويتكلم إلى غير ذلك من تعطيل أفعال الباري عز وجل، وما ذاك إلا من الإعراض والخلط بين المقتضى اللازم من النص على التثنية ومقتضى الفرق بين التثنية والجمع، ثم شفع ذلك بإفراد باطل عطل به صفات الباري عز وجل
.
.
(شعر [يتبني قول المعتزلة في الاستواء])
كانت -ولاتزال- آيات الاستواء من أشد الآيات على الجهمية وقد حاولوا تحريفها حتى قال مؤسس منهجهم فيها: ** ... لو وجدت سبيلاً إلى حكها لحككتها من المصاحف} يقصد: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) أنظر خلق أفعال العباد للإمام البخاري ص38 ط دار الجيل.
أما من أتبعوا طريق جهم من بعده فلم يستطيعوا أن يعلنوها صريحة بحكها من المصحف بل بكل خبث حاولوا تحريفها لفظاً أو معنى.
فمن ذلك أنهم أضافوا لها لاماً لتصبح استولى و هيمن وقهر العرش .. !
وكأن العرش كان في ملك آخر سواه ثم تم له انتزاعه منه والاستيلاء عليه!!
وليس في كلام العرب ألبته استوى بمعنى استولى ولا نقله أحد من أئمة اللغة الذين يحتج بهم ويعول على قولهم بل المنقول عنهم بالإسناد الصحيح أن المعتزلة طالبوهم أن يوجدوا لهم في لغات العرب ذلك ولكنهم أنكروا ذلك غاية الإنكار.!!
فقد أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخه" (5/ 283) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (399) بسند (مميز صحيح) عن ابن الأعرابي (وهو إمام في اللغة) رحمه الله قال:
((أرادني ابن أبي دؤاد [شيخ المعتزلة] أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها:
((الرحمن على العرش استوى)) استوى بمعنى استولى.
فقلت له: والله ما يكون هذا، ولا وجدته)) أ. هـ
وكذلك ما أخرجه الخطيب في "تاريخه" (5/ 284) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (393) والذهبي في العلو ص133 وعزاه ابن حجر للهروي في "الفاروق" (الفتح 13/ 406) وذكره ابن منظور في لسان العرب (14/ 414) بسند صحيح
أن ابن الإعرابي أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما معنى قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)) قال: هو على العرش كما أخبر.
فقال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى.
فقال: اسكت لا يقال استولى على الشيء حتى يكون له مضاد، إذا غلب أحدهما قيل استولى .. )) ألخ
وهكذا على هذا مضى سلف الأمة من صحابة وتابعين وأئمة الهدى المتقين بدون الدخول في متاهات المتكلمين الحيارى بل حتى متقدمي الأشاعرة ذموا هذا التحريف مثل أبو الحسن الأشعري أنظر الإبانة ص 120و مقالات الإسلاميين 157 و 211 ورسالته لأهل الثغر ص233 - 234 وكذلك تلميذ الأشعري أبو الحسن الطبري الذي رد على البلخي المعتزلي في تحريفه للإستواء بالاستيلاء انظر تأويل الأحاديث المشكلة وكذلك الباقلاني أنظر التمهيد ص262 والبيهقي و غيرهم
إلا أن الجويني تبنى قول المعتزلة
يقول الجويني: ((المراد بالأستواء القهر والغلبة والعلو .... ومنه قول الشاعر: قد استوى بشر .. )) لمع الأدلة ص95
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/361)
ويقول في موضع آخر ((لم يتمنع منا حمل الاستواء على القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة)) الإرشاد ص40
وفي الشامل كذلك بعد أن أقر هذا التأويل تجد يستشهد بالبيت الذي يستشهد به المعتزلة: ((قد استوى بشر على العراق .. )) الشامل ص553
ولهذا نجد الجهمية المعاصرين المنتسبين للأشعري كالحبشي يجعلون هذا التحريف من أحسن التأويلات إذ يقول الحبشي عنه: ((أحسن التأويلات وأقربها إلى الحق وأشرفها))
وكذلك يقول السقاف بصريح العبارة: ((و أما رد الإمام أبي الحسن الأشعري تفسير الاستواء بالاستيلاء فنحن لا نوافقه في ذلك أبداً، ونقول إنه قال ذلك بسبب ردة فعل حصلت عنده من المعتزلة، وهم وإن لم نوافقهم في كثير من مسائلهم إلا أننا هنا نوافقهم ونعتقد أنهم مصيبون في هذه المسألة) حاشيته على كتاب ابن الجوزي ص127
ويقول ص173: ((وقولهم [أي المعتزلة] في تأويله صحيح لا غبار عليه، فتأملوه))
فلهذا يجب إرجاع هؤلاء إلى أصولهم الجهمية وشيخهم الجهم وأمثاله لا إلى أبو الحسن الأشعري الذي كان على بدعته أفضل من هؤلاء بمراحل كثيرة.
.
.
(شعر [مما وافق المعتزلة و الجهمية به])
ومما وافق فيه الجهمية كذلك: التوسع في الاشتقاق من الأفعال في مقابلة تعطيل الأسماء التي أثبتها الباري عز وجل لنفسه: فمن تعطيل الأسماء عند المعتزلة على سبيل المثال: تسمية الجبائي الله عز وجل " عارفاً، ودارياً ورائياً "
واشتد به السفه فسماه (محبل النساء حقيقة لأنه يخلق الحبل) انظر المقالات (531،526،527)
وتجده يمنع (متين) ويمنع عباد (وكيل) وغير ذلك أما الجويني، فنجده يمنع (خالق) حقيقة في الأزل قال في الإرشاد:
((ولذلك قال أئمتنا لا يتصف الباري تعالى في أزله بكونه خالقاً، إذ لا خلق في الأزل، ولو وصف بذلك على معنى أنه قادر كان تجوزاً) [الإرشاد ص62]
ويفسر شهيد بمعنى (عليم) فهو عنده من القسم الأول في الأسماء الذي دلت التسمية به على وجوده يعني (مميز لا يفيد معنى في نفسه) أكثر من الدلالة على الذات، وهذا موضع بحث مستقل لا يتسع له هذا المقام.
أما في جانب توسعه في الاشتقاق فما ألزم به أهل السنة بأنكم إذا أثبتم الصوت لازمكم أن يكون الله مصوتاً، [باب المتكلم من قام به الكلام ص49] وشبيه هذا الإلزام بما ألزم به عباد المعتزلي المتعسف أهل السنة بأنكم إذا جوزتم أن يخلق الله الشر، فبأي شيء تمنعوا أن تصفوه ـ جل جلاله عما يقول السفيه الكافر ـ بأنه شرير. [المقالات538]
ومن موافقته المعتزلة كذلك النص على خلق القرآن ـ أي ما سمعه جبريل ونزل به على محمد صلى الله عليه وسلم، وإن سماه الجويني بالقرآن مجازاً
قال الجويني في الإرشاد ص51:" فإن معنى قولهم ـ أي المعتزلة ـ هذه العبارات هي خلق
الله، أنها خلقه ونحن لا ننكر أنها خلق الله، ولكن نمتنع من تسمية خالق الكلام
متكلماً به، فقد أطبقنا على المعنى وتنازعنا بعد الاتفاق في تسميته " أهـ
وهذا كلام كفلق الصبح من محرر مذهب الأشاعرة فيه إقرار بموافقة المعتزلة على خلق القرآن وإن سموه بغير اسمه، أي قالت المعتزلة: قرآن مخلوق، وقالت الأشعرية: مخلوق وليس بقرآن، فقولهم مقارب إن لم يكن أخس من قول المعتزلة
.
.
(شعر [يلزم شيوخه بالتناقض])
لاحظ الجويني أن جمهور شيوخه في المذهب الأشعري قد ذهبوا إلى إثبات صفات كصفة اليد والعين والوجه ولكنهم تأولوا بعض الصفات كالاستواء الأمر الذي يلزم بالتناقض!
فلما أثبتوا تلك يلزم أن يثبتوا البقية حيث الدافع في التأويل واحد ولا وجه للتفرقة بينهما فقال:
((ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل والذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة وحمل العينين على البصر وحمل الوجه على الوجود)) الإرشاد ص155
ثم شرح ذلك ورد على الذين يعتقدون أنها صفات لله تعالى لورود نصوص صريحة في ذلك
وبين أن الذين يثبتون بعض الصفات دون بعض بأنهم متناقضون!!
لأن مساق الصفات واحد فإما أن تثبت جميعاً أو تؤول جميعاً!!
((ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات [أي اليدين والعينين الوجه] بظواهر هذه الآيات، لزمه سوق كلامه أن يجعل الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات تمسكاً بالظاهر .. )) الإرشاد ص157 - 158
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/362)
ولاشك أن الجويني معه الحق فيما يقول
لان تأويل بعض شيوخه للاستواء والنزول والمجيء ليس بأولى من تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليد والعين ودلالات النصوص واحدة ..
.
.
(شعر [يحذر من التفويض الأشعري المبتدع لأسباب!])
وقبل ذلك بصفحات في نفس الكتاب قد أوجب التأويل ومنع ((التفويض))! في جوابه على سائل قال له:
((هلا أجريتم الآية يعني قوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) على ظاهرها من غير تعرض للتأويل ومصيراً إلى أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله؟؟))
فأجاب عن هذه التساؤل بأن الاكتفاء بإزالة ظاهر الآية (أي تفويضها) محذور!!:
((إن رام السائل إجراء الاستواء على ما ينبىء عنه في ظاهر اللسان وهو الاستقرار فهو الالتزام للتجسيم وإن تشكك في ذلك كان في حكم المصمم على اعتقاد التجسيم وإن قطع باستحالة الاستقرار، فقد زال والذي دعا إليه من إجراء الآية على ظاهرها لم يستقم له
وإذا أزيل الظاهر قطعاً (مميز فلا بد) بعده في حمل الآية على محمل مستقيم في العقول مستقر في موجب الشرع،
والإعراض عن التأويل حذارا من مواقعه محذور في الاعتقاد يجر إلى اللبس والإيهام
و إستزلال العوام وتطرق الشبهات إلى أصول الدين،
وتعريض بعض كتاب الله تعالى لرجم الظنون .. )) الإرشاد ص41 - 42
وفي النص السابق يتضح ما يلي:
(1) إيجابه للتأويل وكونه حتماً
(2) منعه للتفويض إذ لابد من تحديد معنى للآية بما يتفق مع العقل.
(3) إن عدم التأويل وترك الآية بدون تحديد معنى أي التفويض يجر إلى محاذير كثيرة في العقيدة!
إذ التفويض يؤدي إلى استزلال العوام!
وتطرق الشبهات إلى أصول الدين! وتعريض القرآن للظنون!
وهذه أمور خطيرة كما نرى!!
قلت: وهل يتصور أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الناس عرضة لهذه المخاطر فلا يبينون المحاذير التي التفت إليها المتكلمون سبحان الله العظيم!؟
أم إنهم فهموا الآيات وعلموا المراد منها وجمعوا بين الإثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل.
.
.
(شعر [حيرته])
منها حيرته في مسألة العلو وقصته مع الهمذاني مشهورة ذكرها الإمام الذهبي في العلو (ص: 188)
ساق الإمام الذهبي بسنده إلى أبي جعفر بن أبي علي الهمذاني الحافظ (351هـ) قال سمعت أبا المعالي الجويني، وقد سئل عن قوله: (الرحمن على العرش استوى)،
فقال (لجويني): كان الله ولا عرش وجعل يتخبط في الكلام،
فقلت (الهمذاني): قد علما ما أشرت إليه، فهل عندك للضرورات من حيلة؟
فقال (الجويني): ما تريد بهذا القول؟ وما تعني بهذه الإشارة؟
فقلت (الهمذاني): ما قال عارف قط: " يا رباه "، إلا قبل أن يتحرك لسانه، قام من باطنه قصْد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق، فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت، وبكيت وبكى الخلق، فضرب الأستاذ بكمّه على السرير
وصاح: " يا للحيرة "!! وخرّ ق ماكان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني إلا:
ياحبيبي الحيرة الحيرة، والدهشة الدهشة، قال: فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه (أي الجويني) يقول: حيرني الهمذاني.
قال الألباني في مختصر العلو (ص:277): ((إسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ))
وانظر كذلك سير أعلام النبلاء (18/ 474 - 475 ,477)
(شعر [في آخر كتبه يعلنها: التأويل بدعه مخالفه لإجماع السلف])
وفي آخر كتبه منع التأويل لكونه بدعه ومخالفاً لإجماع السلف!؟
فقال: ((وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقلاً: اتباع سلف الأمة. فالأولى الاتباع و (مميز ترك الابتداع).
والدليل السمعي القاطع في ذلك: أن (مميز إجماع الأمة) حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة.)) العقيدة النظامية ص32 - 33
كذلك مما رجع عنه في هذا الكتاب مسألة القدر فقد رجع عن مذهب الأشعري واقترب من الحق إذ يقول: ((ففي المصير إلى أنه لا أثر لقدرة العبد في فعله قطع طلبات الشرائع والتكذيب بما جاء به المرسلون)) ص44
وقد نقل الحافظ ابن القيم كلامه بحروفه أنظره في شفاء العليل 125 - 126
إلا انه لا يزال يرى تعارض بين ظاهر القرآن وما ثبت عقلاً فلذلك أوجب التفويض
(شعر [رجوعه])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/363)
ورجوعه عن علم الكلام لا ينازع فيه إلا من يحمل في قلبه تعصباً أعمى للأشاعرة وعلومهم الكلامية
ذكر الحافظ الذهبي أن أبا الفتح الطبري قال: ((دخلت على أبي المعالي في مرضه فقال: اشهدوا على أنني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور)) السير ج11 ص509
ولم يستطع السبكي أن ينتقد سند هذه الرواية ..
وإنما قال: ((وهذه الحكاية ليس فيها شيء مستنكر إلا ما يوهم أنه كان على خلاف السلف)) طبقات الشافعيه للسبكي ج5 ص191
قلت: بل يفهم أن منهجه التأويلي للصفات الواردة في القرآن والسنة نتيجة انشغاله بعلم الكلام مخالف للسنة ومنهج السلف
وأنه يرجع عن جميع معتقداته المخالفة للفطرة وهو ما يؤمن به كل من كانت فطرته سليمة لم تتلوث بعلم الكلام كالعجائز مثلاً وانه يرى أن ذلك هو المذهب الصحيح لا ما يعتقده المتكلمون …
فرحمه الله تعالى بواسع رحمته ..
وقد جاء كذلك في المنتظم أن القيرواني قال: ((سمعت أبا المعالي اليوم يقول: يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو علمت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به)) المنتظم ج9 ص19 والسير ج11 ص508
ويذكر الذهبي أن أبو الحسن القيرواني الاديب –وهو من تلاميذ الجويني قال -: سمعت أبا المعالي يقول: ((يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به)) السير ج11 ص508
وروي عنه أنه قال: ((قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا، ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز،، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبه أمري عند الرحيل على كلمه الإخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني)) السير ج11 ص507
ويحكي الحافظ الذهبي رجوعه عن علم الكلام إذ يقول: ((كما أنه في الآخر رجح مذهب السلف في الصفات وأقره. قال الفقيه غانم الموشلي سمعت الإمام أبا المعالي يقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام)) السير ج11 ص508
ونقل توبته أيضاً الحافظ ابن تيميه في مواضع والحافظ بن حجر عن القرطبي في فتح الباري وغيرهم.
ويذكر ابن عماد الحنبلي أن من شعره:
(شعر نهاية أقدام العقول عقال + وغاية [آراء الرجال] ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا + وغاية دنيانا أذى ووبال) شذرات الذهب3/ 361
(شعر [وفاته])
من الأمور الغريبة التي جرت له في مرضه الذي توفي فيه ما جاء في كتاب المنتظم من أن ((هبة الله السقطي قال: قال لي محمد بن الخليل البوشنجي حدثني محمد بن علي الهريري وكان تلميذ أبي المعالي الجويني قال: دخلت عليه في مرضه الذي مات فيه وأسنانه تتناثر من فيه ويسقط منه الدود لا يستطاع شم فيه،
فقال [الجويني]: هذا عقوبة تعرضي بالكلام فأحذره)) المنتظم ج9 ص20 وأنظر النجوم الزاهرة ج5 ص121
وقد جزع الناس لوفاته جزعاً شديداً وازدحم الناس ازدحاما شديداً أدى لكسر منبره، ومن مظاهر الجزع التي لا تليق أن طلبته كانوا قريباً من 400 نفر يطوفون في البلد نائحين مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
ولقد انتقد الذهبي هذا المسلك المخالف للسنة فقال: ((هذا من زي الأعاجم لا من فعل العلماء المتبعين)) السير ج11 ص509
ولقد أصاب الذهبي في نقده لهذا التصرف فالإسلام ينهى عن الجزع ويأمر بالصبر. كما ينهى عن إضاعة المال وكونهم يكسرون محابرهم وأقلامهم تعبيراً عن جزعهم يتنافى مع الصبر الذي أمرنا به مع ما فيه من إضاعة المال.
ولكن هذا لم يعجب السبكي فقال: ((وقد حار هذا الرجل ما الذي يؤذي هذا الإمام وهذا لم يفعله الإمام ولم يوصي به حتى يكون غضاً منه، .. فقد كانوا أربعمائة تلميذ لم يتمالكوا معه الصبر [!!] بل أداهم إلى هذا الفعل ولايخفى أنه لو لم تكن المصيبة عندهم بالغة أقصى الغايات لما وقعوا في ذلك وفي هذا أوضح دلالة لمن وفقه الله على حال هذا الإمام)) الطبقات ج5 ص184
أقول: وهذا فيه تعصب واضح للجويني وتحامل على الذهبي فلا نزاع أن جزعهم على إمامهم يدل على مكانة الإمام في نفوسهم ولكن هل هذا الفعل منهم قبيح أم ليس بقبيح بصرف النظر عما يحمل من دلالة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/364)
لا شك لمن لديه أدنى معرفة بالسنة في أن أفعالهم عند وفاته قبيحة ومخالفة للسنة وانتقاد الذهبي لفعل الطلبة لا يمس إمام الحرمين ولم أفهم من نقد الحافظ الذهبي أي تنقيص من شأنه.
كانت وفاته سنة 478 للهجرة ومما قيل في رثائه:
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي الحبيب المقدادي بارك الله فيكم وحفظكم
وقد لاحظتُ أن أطراف الصفحة لا تظهر في مشاركتك ولا يستطيع القارئ الاطلاع على أطراف السطور فدخلت الرابط الذي وضعته أخي ونقلت الموضوع مرة أخرى مع التعليقات عليه ووضعته ثانية هنا فتفضل أخي الحبيب
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
===============
فيصل ...
11 10 2002, 07:21 صباحاً
(بسم)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
يعتبر الجويني من أعظم أعلام الأشاعرة ولا يكاد يذكر المذهب الأشعري إلا ويسبق إلى الذهن هذا الإمام الأشعري المشهور الذي تطور المذهب الأشعري من خلاله تطوراً ملحوظاً، حتى عده بعض الباحثين المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري، وصفه الدكتور النشار في رسالته (إمام الحرمين وآثره في بناء المدرسة الأشعرية) بأنه من الأعمدة الرئيسية التي أرتكز عليها المذهب الأشعري، اقترب كثيراً بالمذهب إلى مذهب المعتزلة وتبنى بعض آرائهم وخاض رحمه الله في مسائل علم الكلام أكثر ممن سبقه وانتهى الأمر به إلى الحيرة ثم الرجوع عن علم الكلام.
اعتمدت في هذا المقال -عسى الله أن ينفع به ولا يحرمنا أجره-على كتب الجويني المتوفرة لدي وعلى ما كتبه عنه الذهبي وابن تيميه والسبكي وعلى دراسات الباحثين المعاصرين كالدكتور المحمود في كتابه موقف ابن تيميه من الأشاعرة والدكتور أحمد عبد اللطيف عن منهج إمام الحرمين في دراسة العقيدة وكذلك كتاب الدكتور النشار عن أثر الجويني في بناء المدرسة الأشعرية
فما أصبت فمن الله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والله المستعان.
.
.
(شعر [مقدمه عن الجويني])
هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني ويزيد بعض المؤرخين ذكر أجداده بعد يوسف فيذكر البغدادي وابن خلكان والذهبي وابن كثير أن اسمه هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني ويكنى بأبي المعالي واشتهر بلقب إمام الحرمين لأنه جاور بمكه أربع سنين وبالمدينة يدرس ويفتي أنظر وفيات الأعيان ج2 ص341 ولد سنة 419 للهجرة ولم يُذكر أين ولد.
من أبرز تلاميذه أبو حامد الغزالي بل إن شهرته في وقتنا تفوق شهرة الجويني.
قال عنه أبو القاسم القشيري الأشعري: ((لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة)) طبقات السبكي ج5 ص174
وهنا لا يفوتني أن أنبه إلى غلو القشيري في الثناء و (مميز تشبيه) كلام الجويني بكلام الله تعالى إذ كأن بيان الجويني وكلامه وصل إلى درجة الإعجاز التي تثبت به النبوة ومعلوم أن هذا لا ينبغي أن يوصف به إلا كلام الله عز وجل.
.
.
(شعر [ثقافته في علم الكلام])
يقول الجويني عن نفسه: ((قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفاً ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه كل ذلك في طلب الحق .. )) السير ج11 ص507
ويقصد هنا علم الكلام فهو الذي نهى الإسلام عنه.
و يقول أيضاً عن نفسه: ((ما تكلمت في علم الكلام كلمة حتى حفظت من كلام القاضي أبي بكر وحده اثني عشر ألف ورقه)) طبقات الشافعية ج5 ص185
ويقول السبكي عنه: ((ولا يشك ذو خبرة أنه (مميز أعلم أهل الأرض) بالكلام)) طبقات الشافعية ج5 ص170
ومؤلفاته في علم الكلام تدل على تمكنه منه ولا يختلف اثنان على مقدار تعمق الجويني بعلم الكلام. مع العلم أنه رجع عن علم الكلام في آخر حياته وحذر غيره منه كما سيأتي إن شاء الله.
.
.
(شعر [علمه بالحديث الشريف])
لكن مع تعمق الجويني في علم الكلام إلا أنه كان لا يدري الحديث كما يقول الحافظ الناقد: الإمام الذهبي!
جاء في سير أعلام النبلاء: ((قلت [أي الذهبي] كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متناً ولا إسناداً .. )) ثم ذكر (مثالاً) السير ج11 ص507
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/365)
ووجدت - غير ما ذكر الذهبي- أنه قد قال عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إنما خيرني الله فقال: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة وسأزيد عن السبعين))
قال الجويني: ((قلنا هذا لم يصححه أهل الحديث)) البرهان ج1 ص458
مع أن الحديث المذكور أخرجه البخاري في صحيحه أنظر فتح الباري ج8 ص333
وقد تعقب السبكي - الأشعري المتعصب- الحافظ الذهبي فقال من ضمن ما قاله (( ... هب أنه زل في حديث أو حديثين أو أكثر كيف يقال عنه أنه لا يدري الفن، وما هذا الحديث وحده ادعى الإمام صحته وليس بصحيح بل قد ادعى ذلك في أحاديث غيره ولم يوجب ذلك عندنا إنزاله عن مرتبته الصاعدة فوق آفاق السماء .. )) الخ طبقات السبكي ج5 ص188
وهكذا نجد أن هناك فريقاً يرى عدم إلمام الجويني بالحديث كما يليق محتجين بما جاء في كتبه من الأحاديث وفريقاً يرفض هذا الرأي.
وقد ذكرت كتب التراجم دراسة الجويني الحديث وسماعه له ولكن هل هذا دليل يكفي على سعة ثقافته في الحديث؟
الواقع أن ما تذكره كتب التراجم لا يكفي في الدلالة على سعة علمه بالحديث والدليل الكافي هو بالإطلاع على كتب الرجل فهي الحكم الفصل.
والحقيقة أن كتب الجويني في العقيدة تخلو من الأحاديث إلا النزر القليل منها
نتيجة لموقفه ونظرته إلى الأحاديث وأنها لا تفيد إلا الظن وبالتالي فلا يصح الاحتجاج بها في الأمور القطعية ومنها العقائد التي يزعم مخالفتها للعقل!
أما كتبه في الفقه فلم يتسنى لي الإطلاع عليها لنتتبع الأحاديث التي ذكرها هل يقول عنها صحيحة وهي ضعيفة أم يضعفها وهي صحيحة، وهل يحتج بالموضوع؟
ولكن شيخ الإسلام تبع كتبه وتتبع الأحاديث التي يحتج بها في مسائل الخلاف فكان هذا الحكم المبني على دراسة واعية وعلى تتبع للأحاديث التي احتج بها الجويني في مسائل الخلاف:
قال الحافظ ابن تيميه: ((إن أبا المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلو قدره في فنه كان قليل المعرفة بالآثار النبوية ولعله لم يطالع الموطأ بحال حتى يعلم ما فيه فإنه لم يكن له بالصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي والترمذي وأمثال هذه السنن علم أصلاً فكيف بالموطأ ونحوه.
وكان مع حرصه على الاحتجاج في مسائل الخلاف في الفقه إنما عمدته سنن أبي الحسن الدار قطني، وأبو الحسن مع إتمام إمامته في الحديث فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه ويجمع طرقها فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله، فأما الأحاديث المشهورة في الصحيحين وغيرهما فكان يستغني عنها في ذلك. فلهذا كان مجرد الاكتفاء بكتابه في هذا الباب يورث جهلاً عظيماً بأصول الإسلام.
وأعتبر ذلك بان كتاب أبي المعالي الذي هو نخبه عمره (نهاية المطلب في دراية المذهب) ليس فيه حديث واحد معزو إلى صحيح البخاري
إلا حديث واحد في البسملة وليس ذلك الحديث في البخاري كما ذكره [!])) الفتاوى ج5 ص299
أما ما ورد أنه جمع أربعين حديثاً فواضح أنه عدد قليل لا يدل على اشتغاله بالحديث بالدرجة الكافية وأما ما ذكر من إجازة أبو نعيم له فقد كانت هذه الإجازة-لوصحت- وسنه إحدى عشر سنة!
على أية حال حتى لو كان الجويني كما قال السبكي فإن موقفه العجيب من الأحاديث الصحيحة كما سيأتي يجعل من كل هذا مجرد تحصيل حاصل.
.
.
(شعر [موقفه من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الآحاد])
يرى المعتزلة أن حديث الآحاد الصحيح لا يقبل في القضايا الاعتقادية انظر قول القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة ص769
إلا إن كان الخبر مما يدل عليه العقل! فيقبل الحديث ويعتقد به بسبب الدليل العقلي لا بسبب الخبر.
وتجدهم يسفهون أهل السنة بسبب استدلالهم بالأحاديث الصحيحة ويصفونهم بالحشوية
يقول عبد الجبار: ((ولسنا نقول في الصراط ما يقوله (مميز الحشوية) من أن ذلك أدق وأحد من السيف .. )) ص737
أما أبو الحسن الأشعري فنجده في الإبانة يحتج بالأحاديث الصحيحة كما في حديث الإصبع وغيره انظر الإبانة ص25 كما يكثر من الاحتجاج بالأحاديث خلافاً لمن بعده من المتكلمين الذين قل ما نجد حديثاً في كتبهم الكلامية يحتجون به
أما الجويني فقد اقترب كثيراً من المعتزلة، فنجده يشتد نكيره على من يرى أن خبر الواحد يحصل به علم إذ يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/366)
((ذهبت الحشوية من الحنابلة وكتبة الحديث إلى أن خبر الواحد العدل يوجب العلم وهذا خزي لا يخفى مدركه على ذي لب)) البرهان ج1ص606
ومن ثم يرى أنه لا يحتج به في إثبات العقائد التي تخالف الدليل العقلي في نظره بل إن لو اجتمعت الأمة على العمل بخبر فإجماعهم على العمل به لا يوجب القطع بصحته!!
يقول: ((إن الأمة لو اجتمعت على العمل بخبر من أخبار الآحاد فإجماعهم على العمل به لا يوجب القطع بصحته)) الشامل ص558
ولهذا نرى انه في الإرشاد يجيز (مميز الإضراب)! عن الأحاديث الصحيحة بحجة إنها من قبيل الآحاد وذلك في معرض رده على من يسميهم (مميز الحشوية) في قضية الصفات الخبرية إذ يقول:
((وأما الصفات التي يتمسكون بها فآحاد لا تفضي إلى العلم ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً [!] لكنا نؤمى إلى تأويل ما دون منها في الصحاح)) الإرشاد ص161
وكذا في الشامل تأول أحاديث الصفات (مميز تسامحاً)! على حد قوله وإن كان يرى انه لا يلزمه تأويل الآحاد!!
وفي ذلك يقول: ((وليس يتحتم علينا أن نتأول كل حديث مختلق وقد بينا أن ما يصح في الصحاح من الآحاد لا يلزم تأويله إلا أن نخوض فيه مسامحين فإنه إنما يجب تأويل ما لو كان نصاً لأوجب العلم)) الشامل ص561
ثم إنه يعتبر من يرى الحديث حجة في العمل دون العلم متساهل!
يقول: ((ثم أطلق الفقهاء القول بأن خبر الواحد لا يوجب العلم ويوجب العمل
وهذا تساهل منهم والمقطوع به أنه لا يوجب العلم ولا العمل
فأنه لو ثبت وجوب العمل مقطوعاً به لثبت العلم بوجوب العمل، وهذا يؤدي إلى إفضائه إلى نوع من العلم، وذلك بعيد، فإن ما هو مظنون في نفسه يستحيل أن يقتضي علماً مبتوتاً)) البرهان ج1/ص599
وهذا الأخير الذي قاله الجويني مخالف لإجماع المسلمين، ولقد حكى الإجماع على وجوب القبول بخبر الواحد الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه جماع العلم الفقرة (288) فقال في معرض الرد على من قال لا يعمل بخبر الواحد وإنما يعمل بالإجماع:
((ثم عبت ما أجمعوا عليه لا شك فيه وخالفتهم فيه فقلتَ: (مميز لا ينبغي قبول الخبر على الانفراد) ولا ينبغي الاختلاف.
إن قولك الإجماع على خلاف الإجماع)) أهـ
ومعنى هذا: إن قولك لا يعمل إلا بالإجماع ولا يعمل بالخبر على الإنفراد) على خلاف ما أجمع عليه هؤلاء الأئمة من العمل بالخبر على الإنفراد، وهذا قول الشافعي رحمه ولم يفرق الشافعي رحمه الله بين (مميز مسائل علمية وعملية)
وممن نقل الإجماع كذلك الإمام بن عبد البر رحمه الله المتوفى سنة 463 بل وافتتح بهذا الإجماع كتابه العظيم التمهيد فقال رحمه الله (1/ 2):
((وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وإيجاب العمل به، إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء من كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع، شرذمة لا تعد خلافاً أهـ
ولم يفرق ابن عبد البر بين مسائل علمية وبين العملية، بل من اللطائف استدلاله في هذا الباب بحديث النزول في معرض تحقيقه مسألة العلو فقال رحمه الله عقب حديث أبي هريرة:
((وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة)).أهـ (التمهيد7/ 129)
وموضع الحسن هنا أن ابن عبد البر استدل بلازم المعنى، وهذا من أبلغ ما يكون في تحقيق المعنى وتقريره، وهذا الحديث وإن قال فيه ابن عبد البر رحمه الله قد روي من طرق متواترة إلا أن هذا التواتر غير جار على أدلة المتكلمين، ثم هو رحمه الله قد نقل مقراً عن أئمة أهل السنة، الاحتجاج بخبر الواحد في مسائل الصفات مثل صفة الأصبع، وصفة العجب والضحك، ووضع الجبار جل جلاله قدمه في جهنم
ونقل قول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام: ((هذه الأحاديث (مميز حق) رواها الثقات)) انظر التمهيد (7/ 148 - 150)
ومن العجيب أن المحقق الغماري اعترض على قول أبي عبيد القاسم بن سلام بأنها حق لرواية الثقات لها فقال:" لكن العقيدة لا يكفي فيها رواية الثقات، بل لابد من خبر يفيد اليقين"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/367)
والمقصود أن العمل بخبر الآحاد في المسائل العلمية والعملية محل قطع وإجماع عند أئمة أهل السنة، بخلاف ما قال الجويني والذي يلزمه الدخول في قول ابن عبدالبر (إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع، شرذمة لا تعد خلافاً)
ولا يعني كلام الجويني الأخير انه لا يرى أن خبر الواحد حجة في العمل بل هو يراه حجة ولكن ليس العمل به مستفاد من الخبر نفسه وإنما لإجماع الصحابة على العمل بخبر الآحاد دون الاعتقاد به!
وليت شعري هل يعلم صحابياً فرق في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بين المسائل العلمية والعملية فرد ذاك وقبل هذا؟
ثم الذي يعمل بالحديث ألا يعتقد ما فيه أم أنه يعمل بدون اعتقاد؟
فالتسوك –مثلاً- من غير اعتقاد استحبابه لا يعد أمر شرعياً بل يجب اعتقاد استحبابه فهل يحتاج هذا للتواتر؟
وهنا نشير لملاحظة: وهي أن المتكلمين مضطربون في تقريراتهم تجد في كتاب ما يخالف الآخر وينقضه بحسب ما يصل له عقله لذلك لا نستغرب أن نجد في مواضع من كتبه أن حديث الآحاد قد يحصل به العلم إذا أتحف بالقرائن-وهذا صحيح- ثم نجد موقفه يختلف من الخبر المتلقى بالقبول هل يعتبر ذلك قرينه عنده فتارة يجعله قرينه وتارة لا يجعله قرينه.
والله أعلم
.
.
(شعر [النص الذي لا يقبل التأويل عند الجويني!])
قسم الجويني اللفظ إلى مجمل وما ليس بمجمل، وقسم ما ليس بمجمل إلى:
1 - ظاهر وهو ظني الدلالة
2 - ونص وهو قطعي الدلالة
وهذا موضع اتفاق الجميع أنظر مختصر الصواعق ص50
وما يهمنا هنا هو النص القطعي الدلالة وقد عرفه الجويني اصطلاحاً:
((مالا يتطرق إلى فحواه إمكان التأويل)) البرهان 1/ 512
و أيضا: ((ما أرتفع بظهوره عن الإحتمال)) الكافية ص48
وللنص عنده مرتبتان: مرتبه عليا ومرتبه أقل منها
والمرتبة العليا من النص هي التي يقتضي فيها النص معناه بنفسه قطعاً دون حاجة لقرينه.
بل إن القرينة الحالية والمقالية لا تأثير لهما فيه، وذلك كذكر عدد في اللفظ المعدود
فإذا قلت مثلاً:
عندي ألف ريال فهذا نص في أنك تملك ألف ريال
ولا يجوز البتة حمل اللفظ على معنى آخر، فلا تؤثر في هذا القول القرائن ولا يتطرق إليه الاحتمال فلا يمكن حمله على أنك تملك أقل من الرقم المذكور إلا إذا كان القائل يهذي!
أو قال كلامه في حالة ذهول أو غفلة! أو ربما يكذب!!
إما إذا انحسمت هذه الاحتمالات فهذا اللفظ في المرتبة العليا من النص.
يقول الجويني: (( .. اللفظ إذا كان في اقتضاء معناه من عموم أو خصوص أو ما عداهما بحيث لا يفترض انصرافه عن مقتضاه بقرائن حالية، وفرض سؤال، وتقدير مراجعة واستفصال، في محاولة تخصيص أو تعميم فهو الذي نعنيه، ولا يتطرق إلى هذا القسم إلا إمكان إنطلاق اللسان بكلمة في غفوة أو غفلة وهو الذي يسمى الهذيان، أو محاولة تقويم اللسان على نضد حروفها.
فإذا فرض انتفاء تخيل الهذيان به والتفاف اللسان وقصد الحكاية ومحاولة تقويم نظم الحروف وتحقق قصد مطلق اللفظ إلى استعماله في معناه الموضوع له،
فلا يتصور وراء ذلك انحراف اللفظ، وانصرافه عن معناه الذي وضع له، وهذا (مميز كذكر عدد في اللفظ معدود) فإنه ناص في المسميات المعدودة لا محيد عنها بتخيل قرينة، وكذلك مالا يتطرق إليه تأويل، فهذا طرف والمقصود منه رمز إلى المرتبة العليا في النص لا استيعاب الأقسام)) البرهان ج1 ص328 - 330
ولكن الجويني خالف مذهبه في أن العدد نص في المعدود وأنه في المرتبة العليا من النص في قوله تعالى: ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ))
فيدي مثنى فلا بد من إثبات يدين لله تعالى ولكن الجويني أول هذه الصفة بمعنى القدرة (الإرشاد ص156) والله كما هو مذهبه له قدرة واحدة، يقول الجويني: ((وهو العالم بجميع المعلومات بعلم واحد والقادر على جميع المخلوقات (مميز بقدرة واحدة))) الإرشاد ص136
فتأويله اليدين بمعنى القدرة كأنه يقول يجوز إطلاق المثنى والمراد به المفرد!
أي يلزمه أن لا يكون العدد نصاً أو يلزمه أن يثبت يدين لله ليستقيم منهجه، إلا إذا كان يرى القائل يهذي! تعالى الله عن ذلك وهذا كذلك يلزمه في قوله تعالى: ((بل يداه مبسوطتان))
ثم أنه قد فسر المثني بمقتضى الجمع وهو قوله تعالى ((والسماء بينها بأيد))
فأيد عند المحققين من أهل السنة تعني القدرة لأنها جمع، قال ابن خزيمة رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/368)
((وزعم بعض الجهمية: أن معنى قوله: خلق الله آدم بيديه أي بقوته، فزعم أن اليد هي القوة، وهذا من التبديل أيضاً، وهو جهل بلغة العرب، والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب لا اليد، فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس والمناظرة.
وقد أعلمنا الله ـ عز وجل ـ أنه خلق السماء بأيد، واليد واليدان غير الأيد، إذ لو كان الله خلق آدم بأيد كخلقه السماء، دون أن يكون خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ)) انظر التوحيد (1/ 99)
والمقصود: أن التثنية في الجمع دليل إلى إثبات يدين، فأعرض الجويني عن مقتضى الدلالة من هذا العدد، إلى معنى هو أليق بالجمع في قوله تعالى (بأيد)، ثم شفع هذه الحيدة عن حقيقة التثنية إلى شيء عجيب بقوله (قدرة واحدة، وعلم واحد، وقال أيضاً بسمع واحد وإرادة واحدة وعلم واحد، فراراً من إثبات إنه تعالى: لا يزال يقدر ويسمع ويبصر ويريد ويتكلم إلى غير ذلك من تعطيل أفعال الباري عز وجل، وما ذاك إلا من الإعراض والخلط بين المقتضى اللازم من النص على التثنية ومقتضى الفرق بين التثنية والجمع، ثم شفع ذلك بإفراد باطل عطل به صفات الباري عز وجل
.
.
(شعر [يتبني قول المعتزلة في الاستواء])
كانت -ولاتزال- آيات الاستواء من أشد الآيات على الجهمية وقد حاولوا تحريفها حتى قال مؤسس منهجهم فيها: ** ... لو وجدت سبيلاً إلى حكها لحككتها من المصاحف} يقصد: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) أنظر خلق أفعال العباد للإمام البخاري ص38 ط دار الجيل.
أما من أتبعوا طريق جهم من بعده فلم يستطيعوا أن يعلنوها صريحة بحكها من المصحف بل بكل خبث حاولوا تحريفها لفظاً أو معنى.
فمن ذلك أنهم أضافوا لها لاماً لتصبح استولى و هيمن وقهر العرش .. !
وكأن العرش كان في ملك آخر سواه ثم تم له انتزاعه منه والاستيلاء عليه!!
وليس في كلام العرب ألبته استوى بمعنى استولى ولا نقله أحد من أئمة اللغة الذين يحتج بهم ويعول على قولهم بل المنقول عنهم بالإسناد الصحيح أن المعتزلة طالبوهم أن يوجدوا لهم في لغات العرب ذلك ولكنهم أنكروا ذلك غاية الإنكار.!!
فقد أخرج الخطيب البغدادي في "تاريخه" (5/ 283) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (399) بسند (مميز صحيح) عن ابن الأعرابي (وهو إمام في اللغة) رحمه الله قال:
((أرادني ابن أبي دؤاد [شيخ المعتزلة] أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها:
((الرحمن على العرش استوى)) استوى بمعنى استولى.
فقلت له: والله ما يكون هذا، ولا وجدته)) أ. هـ
وكذلك ما أخرجه الخطيب في "تاريخه" (5/ 284) واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (393) والذهبي في العلو ص133 وعزاه ابن حجر للهروي في "الفاروق" (الفتح 13/ 406) وذكره ابن منظور في لسان العرب (14/ 414) بسند صحيح
أن ابن الإعرابي أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما معنى قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)) قال: هو على العرش كما أخبر.
فقال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى.
فقال: اسكت لا يقال استولى على الشيء حتى يكون له مضاد، إذا غلب أحدهما قيل استولى .. )) ألخ
وهكذا على هذا مضى سلف الأمة من صحابة وتابعين وأئمة الهدى المتقين بدون الدخول في متاهات المتكلمين الحيارى بل حتى متقدمي الأشاعرة ذموا هذا التحريف مثل أبو الحسن الأشعري أنظر الإبانة ص 120و مقالات الإسلاميين 157 و 211 ورسالته لأهل الثغر ص233 - 234 وكذلك تلميذ الأشعري أبو الحسن الطبري الذي رد على البلخي المعتزلي في تحريفه للإستواء بالاستيلاء انظر تأويل الأحاديث المشكلة وكذلك الباقلاني أنظر التمهيد ص262 والبيهقي و غيرهم
إلا أن الجويني تبنى قول المعتزلة
يقول الجويني: ((المراد بالأستواء القهر والغلبة والعلو .... ومنه قول الشاعر: قد استوى بشر .. )) لمع الأدلة ص95
ويقول في موضع آخر ((لم يتمنع منا حمل الاستواء على القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة)) الإرشاد ص40
وفي الشامل كذلك بعد أن أقر هذا التأويل تجد يستشهد بالبيت الذي يستشهد به المعتزلة: ((قد استوى بشر على العراق .. )) الشامل ص553
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/369)
ولهذا نجد الجهمية المعاصرين المنتسبين للأشعري كالحبشي يجعلون هذا التحريف من أحسن التأويلات إذ يقول الحبشي عنه: ((أحسن التأويلات وأقربها إلى الحق وأشرفها))
وكذلك يقول السقاف بصريح العبارة: ((و أما رد الإمام أبي الحسن الأشعري تفسير الاستواء بالاستيلاء فنحن لا نوافقه في ذلك أبداً، ونقول إنه قال ذلك بسبب ردة فعل حصلت عنده من المعتزلة، وهم وإن لم نوافقهم في كثير من مسائلهم إلا أننا هنا نوافقهم ونعتقد أنهم مصيبون في هذه المسألة) حاشيته على كتاب ابن الجوزي ص127
ويقول ص173: ((وقولهم [أي المعتزلة] في تأويله صحيح لا غبار عليه، فتأملوه))
فلهذا يجب إرجاع هؤلاء إلى أصولهم الجهمية وشيخهم الجهم وأمثاله لا إلى أبو الحسن الأشعري الذي كان على بدعته أفضل من هؤلاء بمراحل كثيرة.
.
.
(شعر [مما وافق المعتزلة و الجهمية به])
ومما وافق فيه الجهمية كذلك: التوسع في الاشتقاق من الأفعال في مقابلة تعطيل الأسماء التي أثبتها الباري عز وجل لنفسه: فمن تعطيل الأسماء عند المعتزلة على سبيل المثال: تسمية الجبائي الله عز وجل " عارفاً، ودارياً ورائياً "
واشتد به السفه فسماه (محبل النساء حقيقة لأنه يخلق الحبل) انظر المقالات (531،526،527)
وتجده يمنع (متين) ويمنع عباد (وكيل) وغير ذلك أما الجويني، فنجده يمنع (خالق) حقيقة في الأزل قال في الإرشاد:
((ولذلك قال أئمتنا لا يتصف الباري تعالى في أزله بكونه خالقاً، إذ لا خلق في الأزل، ولو وصف بذلك على معنى أنه قادر كان تجوزاً) [الإرشاد ص62]
ويفسر شهيد بمعنى (عليم) فهو عنده من القسم الأول في الأسماء الذي دلت التسمية به على وجوده يعني (مميز لا يفيد معنى في نفسه) أكثر من الدلالة على الذات، وهذا موضع بحث مستقل لا يتسع له هذا المقام.
أما في جانب توسعه في الاشتقاق فما ألزم به أهل السنة بأنكم إذا أثبتم الصوت لازمكم أن يكون الله مصوتاً، [باب المتكلم من قام به الكلام ص49] وشبيه هذا الإلزام بما ألزم به عباد المعتزلي المتعسف أهل السنة بأنكم إذا جوزتم أن يخلق الله الشر، فبأي شيء تمنعوا أن تصفوه ـ جل جلاله عما يقول السفيه الكافر ـ بأنه شرير. [المقالات538]
ومن موافقته المعتزلة كذلك النص على خلق القرآن ـ أي ما سمعه جبريل ونزل به على محمد صلى الله عليه وسلم، وإن سماه الجويني بالقرآن مجازاً
قال الجويني في الإرشاد ص51:" فإن معنى قولهم ـ أي المعتزلة ـ هذه العبارات هي خلق
الله، أنها خلقه ونحن لا ننكر أنها خلق الله، ولكن نمتنع من تسمية خالق الكلام
متكلماً به، فقد أطبقنا على المعنى وتنازعنا بعد الاتفاق في تسميته " أهـ
وهذا كلام كفلق الصبح من محرر مذهب الأشاعرة فيه إقرار بموافقة المعتزلة على خلق القرآن وإن سموه بغير اسمه، أي قالت المعتزلة: قرآن مخلوق، وقالت الأشعرية: مخلوق وليس بقرآن، فقولهم مقارب إن لم يكن أخس من قول المعتزلة
.
.
(شعر [يلزم شيوخه بالتناقض])
لاحظ الجويني أن جمهور شيوخه في المذهب الأشعري قد ذهبوا إلى إثبات صفات كصفة اليد والعين والوجه ولكنهم تأولوا بعض الصفات كالاستواء الأمر الذي يلزم بالتناقض!
فلما أثبتوا تلك يلزم أن يثبتوا البقية حيث الدافع في التأويل واحد ولا وجه للتفرقة بينهما فقال:
((ذهب بعض أئمتنا إلى أن اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها السمع دون قضية العقل والذي يصح عندنا حمل اليدين على القدرة وحمل العينين على البصر وحمل الوجه على الوجود)) الإرشاد ص155
ثم شرح ذلك ورد على الذين يعتقدون أنها صفات لله تعالى لورود نصوص صريحة في ذلك
وبين أن الذين يثبتون بعض الصفات دون بعض بأنهم متناقضون!!
لأن مساق الصفات واحد فإما أن تثبت جميعاً أو تؤول جميعاً!!
((ومن سلك من أصحابنا سبيل إثبات هذه الصفات [أي اليدين والعينين الوجه] بظواهر هذه الآيات، لزمه سوق كلامه أن يجعل الاستواء والمجيء والنزول والجنب من الصفات تمسكاً بالظاهر .. )) الإرشاد ص157 - 158
ولاشك أن الجويني معه الحق فيما يقول
لان تأويل بعض شيوخه للاستواء والنزول والمجيء ليس بأولى من تأويل الصفات الخبرية كالوجه واليد والعين ودلالات النصوص واحدة ..
.
.
(شعر [يحذر من التفويض الأشعري المبتدع لأسباب!])
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/370)
وقبل ذلك بصفحات في نفس الكتاب قد أوجب التأويل ومنع ((التفويض))! في جوابه على سائل قال له:
((هلا أجريتم الآية يعني قوله تعالى: ((الرحمن على العرش استوى)) على ظاهرها من غير تعرض للتأويل ومصيراً إلى أنها من المتشابهات التي لا يعلم تأويلها إلا الله؟؟))
فأجاب عن هذه التساؤل بأن الاكتفاء بإزالة ظاهر الآية (أي تفويضها) محذور!!:
((إن رام السائل إجراء الاستواء على ما ينبىء عنه في ظاهر اللسان وهو الاستقرار فهو الالتزام للتجسيم وإن تشكك في ذلك كان في حكم المصمم على اعتقاد التجسيم وإن قطع باستحالة الاستقرار، فقد زال والذي دعا إليه من إجراء الآية على ظاهرها لم يستقم له
وإذا أزيل الظاهر قطعاً (مميز فلا بد) بعده في حمل الآية على محمل مستقيم في العقول مستقر في موجب الشرع،
والإعراض عن التأويل حذارا من مواقعه محذور في الاعتقاد يجر إلى اللبس والإيهام
و إستزلال العوام وتطرق الشبهات إلى أصول الدين،
وتعريض بعض كتاب الله تعالى لرجم الظنون .. )) الإرشاد ص41 - 42
وفي النص السابق يتضح ما يلي:
(1) إيجابه للتأويل وكونه حتماً
(2) منعه للتفويض إذ لابد من تحديد معنى للآية بما يتفق مع العقل.
(3) إن عدم التأويل وترك الآية بدون تحديد معنى أي التفويض يجر إلى محاذير كثيرة في العقيدة!
إذ التفويض يؤدي إلى استزلال العوام!
وتطرق الشبهات إلى أصول الدين! وتعريض القرآن للظنون!
وهذه أمور خطيرة كما نرى!!
قلت: وهل يتصور أن يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الناس عرضة لهذه المخاطر فلا يبينون المحاذير التي التفت إليها المتكلمون سبحان الله العظيم!؟
أم إنهم فهموا الآيات وعلموا المراد منها وجمعوا بين الإثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل.
.
.
(شعر [حيرته])
منها حيرته في مسألة العلو وقصته مع الهمذاني مشهورة ذكرها الإمام الذهبي في العلو (ص: 188)
ساق الإمام الذهبي بسنده إلى أبي جعفر بن أبي علي الهمذاني الحافظ (351هـ) قال سمعت أبا المعالي الجويني، وقد سئل عن قوله: (الرحمن على العرش استوى)،
فقال (لجويني): كان الله ولا عرش وجعل يتخبط في الكلام،
فقلت (الهمذاني): قد علما ما أشرت إليه، فهل عندك للضرورات من حيلة؟
فقال (الجويني): ما تريد بهذا القول؟ وما تعني بهذه الإشارة؟
فقلت (الهمذاني): ما قال عارف قط: " يا رباه "، إلا قبل أن يتحرك لسانه، قام من باطنه قصْد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق، فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت، وبكيت وبكى الخلق، فضرب الأستاذ بكمّه على السرير
وصاح: " يا للحيرة "!! وخرّ ق ماكان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبني إلا:
ياحبيبي الحيرة الحيرة، والدهشة الدهشة، قال: فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون: سمعناه (أي الجويني) يقول: حيرني الهمذاني.
قال الألباني في مختصر العلو (ص:277): ((إسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحفاظ))
وانظر كذلك سير أعلام النبلاء (18/ 474 - 475 ,477)
(شعر [في آخر كتبه يعلنها: التأويل بدعه مخالفه لإجماع السلف])
وفي آخر كتبه منع التأويل لكونه بدعه ومخالفاً لإجماع السلف!؟
فقال: ((وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقلاً: اتباع سلف الأمة. فالأولى الاتباع و (مميز ترك الابتداع).
والدليل السمعي القاطع في ذلك: أن (مميز إجماع الأمة) حجة متبعة وهو مستند معظم الشريعة.)) العقيدة النظامية ص32 - 33
كذلك مما رجع عنه في هذا الكتاب مسألة القدر فقد رجع عن مذهب الأشعري واقترب من الحق إذ يقول: ((ففي المصير إلى أنه لا أثر لقدرة العبد في فعله قطع طلبات الشرائع والتكذيب بما جاء به المرسلون)) ص44
وقد نقل الحافظ ابن القيم كلامه بحروفه أنظره في شفاء العليل 125 - 126
إلا انه لا يزال يرى تعارض بين ظاهر القرآن وما ثبت عقلاً فلذلك أوجب التفويض
(شعر [رجوعه])
ورجوعه عن علم الكلام لا ينازع فيه إلا من يحمل في قلبه تعصباً أعمى للأشاعرة وعلومهم الكلامية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/371)
ذكر الحافظ الذهبي أن أبا الفتح الطبري قال: ((دخلت على أبي المعالي في مرضه فقال: اشهدوا على أنني قد رجعت عن كل مقالة تخالف السنة وأني أموت على ما يموت عليه عجائز نيسابور)) السير ج11 ص509
ولم يستطع السبكي أن ينتقد سند هذه الرواية ..
وإنما قال: ((وهذه الحكاية ليس فيها شيء مستنكر إلا ما يوهم أنه كان على خلاف السلف)) طبقات الشافعيه للسبكي ج5 ص191
قلت: بل يفهم أن منهجه التأويلي للصفات الواردة في القرآن والسنة نتيجة انشغاله بعلم الكلام مخالف للسنة ومنهج السلف
وأنه يرجع عن جميع معتقداته المخالفة للفطرة وهو ما يؤمن به كل من كانت فطرته سليمة لم تتلوث بعلم الكلام كالعجائز مثلاً وانه يرى أن ذلك هو المذهب الصحيح لا ما يعتقده المتكلمون …
فرحمه الله تعالى بواسع رحمته ..
وقد جاء كذلك في المنتظم أن القيرواني قال: ((سمعت أبا المعالي اليوم يقول: يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام فلو علمت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به)) المنتظم ج9 ص19 والسير ج11 ص508
ويذكر الذهبي أن أبو الحسن القيرواني الاديب –وهو من تلاميذ الجويني قال -: سمعت أبا المعالي يقول: ((يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي ما بلغ ما اشتغلت به)) السير ج11 ص508
وروي عنه أنه قال: ((قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا، ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز،، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبه أمري عند الرحيل على كلمه الإخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني)) السير ج11 ص507
ويحكي الحافظ الذهبي رجوعه عن علم الكلام إذ يقول: ((كما أنه في الآخر رجح مذهب السلف في الصفات وأقره. قال الفقيه غانم الموشلي سمعت الإمام أبا المعالي يقول لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما اشتغلت بالكلام)) السير ج11 ص508
ونقل توبته أيضاً الحافظ ابن تيميه في مواضع والحافظ بن حجر عن القرطبي في فتح الباري وغيرهم.
ويذكر ابن عماد الحنبلي أن من شعره:
(شعر نهاية أقدام العقول عقال + وغاية [آراء الرجال] ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا + وغاية دنيانا أذى ووبال) شذرات الذهب3/ 361
(شعر [وفاته])
من الأمور الغريبة التي جرت له في مرضه الذي توفي فيه ما جاء في كتاب المنتظم من أن ((هبة الله السقطي قال: قال لي محمد بن الخليل البوشنجي حدثني محمد بن علي الهريري وكان تلميذ أبي المعالي الجويني قال: دخلت عليه في مرضه الذي مات فيه وأسنانه تتناثر من فيه ويسقط منه الدود لا يستطاع شم فيه،
فقال [الجويني]: هذا عقوبة تعرضي بالكلام فأحذره)) المنتظم ج9 ص20 وأنظر النجوم الزاهرة ج5 ص121
وقد جزع الناس لوفاته جزعاً شديداً وازدحم الناس ازدحاما شديداً أدى لكسر منبره، ومن مظاهر الجزع التي لا تليق أن طلبته كانوا قريباً من 400 نفر يطوفون في البلد نائحين مكسرين المحابر والأقلام مبالغين في الصياح والجزع.
ولقد انتقد الذهبي هذا المسلك المخالف للسنة فقال: ((هذا من زي الأعاجم لا من فعل العلماء المتبعين)) السير ج11 ص509
ولقد أصاب الذهبي في نقده لهذا التصرف فالإسلام ينهى عن الجزع ويأمر بالصبر. كما ينهى عن إضاعة المال وكونهم يكسرون محابرهم وأقلامهم تعبيراً عن جزعهم يتنافى مع الصبر الذي أمرنا به مع ما فيه من إضاعة المال.
ولكن هذا لم يعجب السبكي فقال: ((وقد حار هذا الرجل ما الذي يؤذي هذا الإمام وهذا لم يفعله الإمام ولم يوصي به حتى يكون غضاً منه، .. فقد كانوا أربعمائة تلميذ لم يتمالكوا معه الصبر [!!] بل أداهم إلى هذا الفعل ولايخفى أنه لو لم تكن المصيبة عندهم بالغة أقصى الغايات لما وقعوا في ذلك وفي هذا أوضح دلالة لمن وفقه الله على حال هذا الإمام)) الطبقات ج5 ص184
أقول: وهذا فيه تعصب واضح للجويني وتحامل على الذهبي فلا نزاع أن جزعهم على إمامهم يدل على مكانة الإمام في نفوسهم ولكن هل هذا الفعل منهم قبيح أم ليس بقبيح بصرف النظر عما يحمل من دلالة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/372)
لا شك لمن لديه أدنى معرفة بالسنة في أن أفعالهم عند وفاته قبيحة ومخالفة للسنة وانتقاد الذهبي لفعل الطلبة لا يمس إمام الحرمين ولم أفهم من نقد الحافظ الذهبي أي تنقيص من شأنه.
كانت وفاته سنة 478 للهجرة ومما قيل في رثائه:
روابط ذات صلة:
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=bd3a7&Number=100712&page=&view=&sb=&part=all&vc=1
http://www.muslm.net/cgi-bin/archprint.pl?Cat=&Board=bd3a7&Number=75918&page=12&view=collapsed&sb=5
محمد الأمين
11 10 2002, 05:36 مساءً
جزاك الله كل خير
موضوع ممتاز
وأرجو زيادتنا أكثر في أئمة المبتدعة المتأشعرة مثل الرازي (الشيعي الذي ألف في السحر وعبادة الكواكب!) والبلقاني (الذي أجاز أن يكون في هذه الأمة من هو أفضل من نبيها!) والكرخي (المعتزلي الحنفي) والقيرواني (الباطني) والسهروردي (الذي كفره علماء حلب) والآمدي (الذي كان لا يصلي!) والغزالي (حجة الزنادقة) وأضرابهم.
ومن المؤسف فعلاً أن يكون هؤلاء من وضع ما يسمى بأصول الحديث والفقه. وحق لتلك الكتب أن تهجر ويستغنى عنها ويستعاض بكتب السلف ومن مشى على منهجهم.
أبو صالح الكثيري
12 10 2002, 08:58 صباحاً
(بسم)
(سلام)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
الله اكبر ............... جهد مبارك تشكر عليه اخي العزيز وجعله في موازين حسناتكم يوم القيامة. واوافق أخي محمد في اننا نريد المزيد حول الاشاعرة والمعتزلة حتى تكون حجة على المتمذهبين المتعصبين من الحنفية والشافعية هدانا الله واياهم الى الصراط المستقيم.
ألى المشرفين الكرام: ارجوا تثبيت الموضوع لاهميته في نشره الى عموم المبتدعة هداهم الله وجزيتم خيراً في نصركم لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
(**************)
والله من وراء القصد
أخوكم: أبو صالح هادي الكثيري
غفر الله ذنوبه وستر عيوبه
أبو حسن الشامي
12 10 2002, 08:01 مساءً
بارك الله فيكم أخي فيصل و جزاكم كل خير على هذا الجهد المشكور.
واصل سيرك و دأبك في بيانك لأهل البدع حال سلفهم الذين يقتدون به.
ألهمكم الله السداد و الرشاد في القول و الفعل دائما ...
فيصل ...
14 10 2002, 09:56 صباحاً
الأخ محمد الأمين: جزاك الله خيراً وأبشر بما يسرك، وفقنا الله وأياكم لما يحب ويرضا
الأخ أبو صالح الكثيري: بارك الله فيك أخي الكريم
الأخ أبو حسن الشامي: وبارك فيك أخي الحبيب
الحقيقة أنني نسيت أن أضيف نقطة كنت قد كتبتها باليد ولم انقلها في الأعلى، لعلي أتنشط غداً و أكتبها
فيصل ...
01 11 2002, 08:38 صباحاً
(شعر [الله لا يعلم الجزئيات!!!])
لم يكن الجويني فيلسوفاً، وإنما أطلع على كتبهم واستفاد منها في تأصيل المذهب الأشعري في بحوثه الكلامية ولذلك جاء تفكيره متسماً بنزعه فلسفية عميقة - أنظر مقدمه تحقيق الشامل ص 76 –
ومن تأثر الجويني بكتب الفلاسفة- مثلاً- مسألة علم الله بالجزئيات فالفلاسفة يقولون:
إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
يقول الجويني: ((وبالجملة علم الله تعالى إذا تعلق بجواهر لا تتناهى فمعنى تعلقه بها استرساله عليها من غير فرض تفصيل الآحاد)) البرهان 1/ 145 - 146
وقد شنع عليه من العلماء الإمام المازري فقال:
((إنما سهل عليه ركوب هذا المذهب إدمانه النظر في كتب أولئك [أي الفلاسفة])) طبقات السبكي 5/ 201
وينقل الحافظ الذهبي عن المازري أيضاً: ((قال المازري في شرح البرهان في قوله: إن الله يعلم الكليات لا الجزئيات: (مميز وددت لو محوتها بدمي).)) السير 18/ 427
قال الحافظ الذهبي: ((هذه هفوة إعتزال هُجر أبو المعالي عليها، وحلف أبو القاسم القشيري لا يكلمه ونفي بسببها فجاور وتعبد وتاب والله الحمد منها)) السير 18/ 427
ودافع السبكي عنه ونقل من نفس الكتاب ومن كتب الجويني الأخرى ما يدل على إثباته لعلم الله الأزلي لكل شيء
ولكن لا ينفي كل هذا أن هذا النص في ذلك الموضع هفوة إعتزال خطيرة نسأل الله العافية.
.
(شعر [السلف كانوا ينتظرون من يخصه الله بزيادة فهم، وفطنه وذكاء ... كالجويني!])
ومن الأمور المهمة التي يجب أن نشير إليها هي نظرته للسلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/373)
فإنه قال في كتابه الكافية في الجدل في الجواب عن الاعتراض بأن السلف لم يستخدموا بعض أنواع القياس في الرد على الخصم فقال بعد ذكر عده أجوبة:
((وأيضاً فإنهم [أي السلف] لما علموا أنه قد يكون بعدهم من لعل الله سبحانه يخصه بجودة قريحة، وزيادة فهم، وفطنه وذكاء ... لم يطولوا واقتصروا على النبذة والإشارة)) الكافية ص346 - 347
فهذه العبارات توحي بتجهيل وسلبية السلف، ولكن الجويني رجع عن هذا في آواخر كتبه كما نقلنا عنه في الأعلى والله أعلم.
هذا ما أردت إضافته والله أعلم
فيصل ...
12 11 2002, 08:31 صباحاً
للرفع
فيصل ...
07 01 2003, 08:00 مساءً
أكثر ما أثار دهشتي في الجويني قبل توبته:
طريقة تعامله مع نصوص الرسول صلى الله عليه وسلم فهو يرى أنها لا تفضي لدلالة لذا يرى أنه لو أضرب عن جميعها لكان سائغاً [!] لكنه تأول أحاديث الصفات تسامحاً!!!
فلا حول ولا قوة إلا بالله
فيصل ...
06 05 2003, 08:59 صباحاً
للرفع
ابو راشد
08 05 2003, 06:32 مساءً
أحسنت أخي فيصل ...
ونحن نمدح الجويني حين نقول إنه تاب من ضلاله والأشاعرة يصرون على تشويه سمعته والنيل منه حين يثبتون ما وقع منه ويصرون على أنه مات منه.
ليتهم يدافعون عن الاشعري والجويني بما ندافع به نحن عنهم كما فعل ذلك ابن عساكر حين دافع عن الأشعري بما في كتاب الإبانة وما قاله أئمة الحنابلة عن توبة الأشعري ورجوعه لمذهب السلفي عن النسخة المعدلة للجهمية التي اعتنقها بعد خلع الاعتزال ....
أخي محمد الأمين أنا بصدد جمع مادة علمية عن الرازي ـ صاحب كتاب عبادة الكواكب والنجوم ـ الذي كان يقول ـ قال محمد التازي وقال محمد الرازي ـ التازي يقصد به محمد صلى الله عليه وسلم في لغتهم الأعجمية .....
أبو البركات
08 05 2003, 10:14 مساءً
جزاك الله خير أخينا فيصل ...
يعتبر الجويني أول من دفع الأشاعرة إلى جانب المعتزلة ... مثلا تجده يجوز تفسير الإستواء بالإستيلاء بل يقول به كما في كتابه لمع الأدلة ص 95
وكان يتميز بالجراءة في موافقة المعتزلة ... ويجمع الباحثون على أن تأثر الجويني بالمعتزلة أكثر ممن سبقه من الأشاعرة!
عافانا الله وإياكم
ابو راشد
09 05 2003, 01:44 صباحاً
ثم زاد المذهب دفعاً إلى جانب الجهمية الغزالي وأدخل في الإسلام أشياء فضيعة مثل اشتراطه للمجتهد تعلم علم المنطق وبعد شكه وأزمته النفسية أدخل التصوف ومهد للزنادقة طريقاً شرعه هو من باب التصوف حتى لقد اتهم هو نفسه بأنه باطني .....
ثم جاء الرازي ومسخ المذهب الأشعري واخترع أخطر حيلة لهدم الدين وهي اشتراط عشرة شروط لقبول النص وإعماله .....
ثم جاء أبو الحسن الآمدي وفلسف المذهب بشكل تام فاعرض الأشاعرة عن النص مطلقاً إلا ما كان منهم لأجل تزيين المذهب ببعض النصوص درءاً للشنعة واستدراجاً للغر.
كل هذا باسم التمشعر فكن زنديقاً باسم أشعري فلا بأس ولن يقبلوا منك ولو كنت سلفياً إن لم تكن تحت اسم الأشعري .....
ثم تطور المذهب واستمر في تطوره حتى وصل إلى المتأخر الكوثري وأضاف للمذهب الهجوم على السنة وأهلها برموزها الكبار وأسس توجهاً جديداً في التعامل مع السنة وأهلها .....
وفي هذا الوقت الآن ظهر جهمي جلد هو السقاف نسف قاعدة وأصل من أصول الاشاعرة وهو رؤية الرحمن فزعم الخبيث أن أبو الحسن الأشعري ما أثبتها إلا عناداً للمعتزلة وإلا فهي مزيد معرفة وعلم لا غير .......
وكأنه يوحي بأن الأشاعرة الأول إنما أثبتوها تبعاً للأشعري ولا علاقة للنص بذلك ولو لم يثبتها الأشعري ما أثبتوها وهذا سر تعلق القوم باسم الأشعري حتى إنه الواحد منهم لا يستحي من القول إنني شافعي الفروع أشعري الأصول .....
فيصل ...
09 05 2003, 06:32 صباحاً
جزاكم الله كل الخير ...
وكنت أريد كتابة موضوع مشابه عن مصائب الشهرستاني!
ولكن للآسف أشغال الدنيا! وسأحاول أن أكتبه قريباً ...
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 05:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ورحم الله إمام الحرمين(23/374)
سؤال في التوحيد.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[19 - 10 - 02, 11:51 ص]ـ
إخوتي الكرام يقول الله - عز وجل -:
" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ".
فمن عمل لأجل الدنيا فعمله حابط، ولكننا نرى أن الشارع رتب بعض العطايا الدنيوية على أعمال تعبدية،
كقوله - عليه الصلاة والسلام -: " من قتل قتيلا فله سلبه " تشجيعا على قتل الأعداء في الحرب.
وكقوله تعالى في الحج: " ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم "، فما حكم من طلب مثل هذه الأمور التي ذكرت في النصوص، مع أنها من أمور الدنيا،
مع أنه جاء ما يدل على النقصان وعدم البطلان كما في الصحيح في الذين يغزون ويغنمون أنهم قد تعجلوا ثلثي أجرهم.
فكيف الجمع بين هذه النصوص؟
وجزيتم خيرا.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 10 - 02, 05:01 م]ـ
أخي الكريم الطارق بخير
أفضل ما قرأته في هذا الموضوع هو ما قاله العلامة ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد، قال:
· أمثلة تبين كيفية إرادة الإنسان بعمله الدنيا:
1 - أن يريد المال، كمن أذن ليأخذ راتب المؤذن، أو حج ليأخذ المال.
2 - أن يريد المرتبة، كمن تعلم في كلية ليأخذ الشهادة فترتفع مرتبته.
3 - أن يريد دفع الأذي والأمراض والآفات عنه، كمن تعبد لله كي يجزيه الله بهذا في الدنيا بمحبة الخلق له ودفع السوء عنه وما أشبه ذلك.
4 - أن يتعبد لله يريد صرف وجوه الناس إليه بالمحبة والتقدير.
وهناك أمثلة كثيرة.
· تنبيه:
فإن قيل: هل يدخل فيه من يتعلمون في الكليات أو غيرها يريدون شهادة أو مرتبة بتعلمهم؟
فالجواب: أنهم يدخلون في ذلك إذا لم يريدوا غرضاَ شرعياَ، فنقول لهم:
أولاً: لا تقصدوا بذلك المرتبة الدنيوية، بل اتخذوا هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق، لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات، والناس لا يستطعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة، وبذلك تكون النية سليمة.
ثانياً: أن من أراد العلم لذاته قد لا يجده إلا في الكليات، فيدخل الكلية أو نحوها لهذا الغرض، وأما بالنسبة للمرتبة، فإنها لا تهمه.
ثالثاً: أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين – حسني الدنيا وحسني الأخرة، فلا شيء عليه لأن الله يقول:) ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ([الطلاق: 2،3] فرغبه في التقوي بذكر المخرج من كل ضيق والرزق من حيث لا يحتسب.
فإن قيل: من أراد بعمله الدنيا كيف يقال إنه مخلص مع أنه أراد المال مثلاً؟
أجيب: إنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً، فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم، بل قصد أمراً مادياً، فإخلاصه ليس كاملاً لأن فيه شركاً، ولكن ليس كشرك الرياء يريد أن يمدح بالتقريب إلى الله، وهذا لم يرد مدح الناس بذلك، بل أراد شيئاً دنيئاً غيره.
ولا مانع أن يدعو الإنسان في صلاته ويطلب أن يرزقه الله المال، ولكن لا يصلي من أجل هذا الشيء، فهذه مرتبة دنيئة.
أما طلب الخير في الدنيا بأسبابه الدنيوية، كالبيع، والشراء، والزراعة، فهذا لا شيء فيه، والأصل أن لا نجعل في العبادات نصيباً من الدنيا، وقد سبق البحث في حكم العبادة إذا خالطها الرياء في باب الرياء.
· ملاحظة:
بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية.
فمثلاً يقولون: في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب، وفي الصيام فائدة إزالة الرطوبة وترتيب الوجبات، والمفروض ألا نجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل، لأن الله لم يذكر ذلك في كتابه، بل ذكر أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.
وعن الصوم أنه سبب التقوي، فالفوائد الدينية في العبادات هي الأصل والدنيوية ثانوية، لكن عندما نتكلم عند عامة الناس، فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية، وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي، فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية، ولكن مقام مقال.
وقال الله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها) [هود: 15] الآية.
قوله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا). أي: البقاء في الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/375)
قوله: (وزينتها). أي المال، والبنين، والنساء، والحرث، والأنعام، والخيل المسومة، كما قال الله تعالى:) زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا ([آل عمران: 14].
قوله: (نوف إليهم). فعل مضارع معتل الآخر مجزوم بحذف حرف العلة الياء، لأنه جواب الشرط.
والمعني: أنهم يعطون ما يريدون في الدنيا، ومن ذلك الكفار لا يسعون إلا للدنيا وزينتها، فعجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، كما قال تعالى:) ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمعتم بها ([الأحقاف: 20].
ولهذا لما بكي عمر حين رأي النبي r قد أثر في جنبه الفراش، فقال: " ما يبكيك؟ ". قال يا رسول الله! كسري وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من نعيم وأنت على هذا الحال. فقال رسول الله r : " أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم " (1)، وفي الحقيقة هي ضرر عليهم، لأنهم إذا انتقلوا من دار النعيم إلى الجحيم، صار عليهم أشد وأعظم في فقد ما متعوا به في الدنيا.
قوله: (وهم فيها إلا يبخسون). البخس: النقص، أي: لا ينقصون مما يجازون فيه، لأن الله عدل لا يظلم، فيعطعون ما أرادوه.
قوله: (أولئك). المشار إليه يريدون الحياة الدنيا وزينتها.
قوله: (ليس لهم في الآخرة إلا النار). فيه حصر وطريقة النفي والإثبات، وهذا يعني أنهم لن يدخلوا الجنة، لأن الذي ليس له إلا النار محروم من الجنة والعياذ بالله.
قوله: (وحبط ما صنعوا فيها). الحبوط: الزوال، أي: زال عنهم ما صنعوا في الدنيا.
قوله: (وباطل ما كانوا يعملون). (باطل): خبر مقدم لأجل مراعاة الفواصل في الآيات والمبتدأ " ما " في قوله: (ما كانوا يعملون)، فأثبت الله أنه ليس لهؤلاء إلا النار، وأن ما صنعوا في الدنيا قد حبط، وأن أعمالهم باطلة.
وقوله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا زينتها نوف إلهم إعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) مخصوصة بقوله تعالى:) من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها من نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً ([الإسراء: 18].
فأن قيل: لماذا لا نجعل آيه هود حاكمة على آية الإسراء ويكون الله توعد من يريد العاجلة في الدنيا أن يجعل له ما يشاء لمن يريد؟ ثم وعد أن يعطيه ما يشاء؟
أجيب: إن هذا المعنى لا يستقيم لأمرين:
أولاً: أن القاعدة الشرعية في النصوص أن الأخص مقدم على الأعم، وآية هود عامة، لأن كل من أراد الحياة الدنيا وزينتها وفِّي إليه العمل وأعطي ما أراد أن يعطي، أما آية الإسراء، فهي خاصة:) عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ([الإسراء: 18]، ولا يمكن أن يُحكَم بالأعم على الأخص.
الثاني: أن الواقع يشهد على ما تدل عليه آية الإسراء: لأن في فقراء الكفار من هو أفقر من فقراء المسلمين، فيكون عموم آية هود مخصوصاً بآية الإسراء فالأمر موكول إلى مشيئة الله وفيمن يريده.
واختلف فيمن نزلت فيه آية هود:
1 - قيل: نزلت في الكفار، لأن الكافر لا يريد إلا الحياة الدنيا، ويدل لهذا سياقها والجزاء المرتب على هذا، وعليه يكون وجه مناسبتها للترجمة أنه إذا كان عمل الكافرين يراد به الدنيا، فكل من شاركهم في شيء من ذلك، ففيه شيء من شركهم وكفرهم.
2 - وقيل: نزلت في المرائين، لأنهم لا يعملون إلا للدنيا، فلا ينفعهم يوم القيامة.
3 - وقيل: نزلت فيمن يريد مالاً بعمله الصالح.
والسياق يدل للقول الأول، لقوله تعالى:) أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ([هود: 16].
ـ[ابن قدامة]ــــــــ[19 - 10 - 02, 05:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب وعلى اله وصحبه اجمعين,
وبعد,
قد سألت اخي الحبيب عن كيفية الجمع بين الامرين وصدقت حين قلت ذلك ولم تقل ايهما نقدم ,لان الجمع بين النصوص هو الاصل الذي لابد ان يبدء به قبل النسخ او الحذف كما قال اهل العلم (اعمال كلا الدليلين اولى من اهمال احدهما) ,والحق الذي قد تبين لي والله اعلم ان ذلك بحسب الناس فمن كان بحاجة لذلك فقد اجاز له الشارع الاخذ من هذه الامور ,منغير استشراف نفس ولا مسالة, وحال هذا ليس كحال من لم يطلبها ولم يلتفت لها تقللا وتزهدا في امور الدنيا فلا شك ان حال هذا افضل من حال ذاك, ولهذا الفت كتب الزهد ككتاب (الزهد) للامام احمد وغيره, ومن طلبها ونالها وحرص عليها فان ذلك قد نال اجره في الدنيا فيقل حظه من امور الآخر ,ولهذا كان الزهد في الدنيا مطلوب ومرغب فيه كماكان هذا حال النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك اصحابه والسلف الصالح رضوان الله عليهم, وقد جائت الايات الكثيرة والاحاديث على تحقير الدنيا والتزهيد فيها وذكر الاخرة والترغيب اليها, ومن كان حاله من الحرص على الدنيا والانتفاع بكل شئ فيها كان مخالفا هدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح ,ولا يقال انه اثم لان الاثم لايلزم المرء الا بارتكاب الذنب ,والناس في الدنيا مراتب واحوال فهناك الزاهد وهناك الورع ... ونحو ذلك, فيتبين من ذلك ان من جائه الخير من ربه وساقه اليه كان حاله خير من الذي يسأل الناس او يحرص على ان يجمع بين الطاعات والمباحات, وكذلك بين من يجمع بين الطاعات والمباحات والمشتبهات, وقد استحب العلماء لمن اراد ان يحج ان لا يستغل حجه بالتجارات مع حجته ولهذا لما سأل الامام احمد عن الرجل يريد الحج وينوي ايضا ان يتاجر مع قصده للحج فاستحب ان لو كان نوى الحج وحده لكان افضل وقول ربنا في ان الحج له منافع لايعارض ما قاله العلماء في ذلك. والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/376)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 10 - 02, 08:13 م]ـ
قد بحثت في المسألة قريباً، وخرجت بما يلي:
1 - من كان عمله خالصاً لله فهو لله.
2 - من كان عمله رياءً أو ما شابهه أو طلباً لأجر أو غنيمة أو غير ذلك، فله ما نوى؛؛ ولا يقع عمله عند الله شيئاً. (تركته وشركه) الحديث.
3 - من شاب عملَه شئٌ مما حرم الله من الرياء والعجب والمراء وغير ذلك؛ ففيه تفصيل:
- إن كان في أصل العمل (أي من بدايته) فإن العمل يبطل به.
- إن كان طارئاً؛ فإن كرهه وطرده؛ فلا شئ عليه، وإن استمر معه ففيه خلاف، والذي أميل إليه ذهاب أجره بقدر ما دخل نيته من الدخل، ويبقى أصل قيامه بالعمل لله؛ فيجزؤه إن كان فرضاً.
4 - من شاب عمله شئ مما أباحه الله؛ فإنه ينقص من ثوابه بقدر نقص إخلاصه لله تعالى، كالمجاهد يلتمس الغنيمة، والمؤذن يلتمس المال .. إلخ، بشرط؛؛ ألا يطغى هذا على نيته لله.
وكيف يعرف مقدار إخلاصه لله؟؟
يهب أنه لن يحصّل المال أو الغنيمة؛ فينظر هل يقوم به أو لا؟!
عندها يتبين له.
هذا ملخص ما اطلعت عليه من الأحاديث والأقوال.
والله أعلم بكل حال.
ومن كان لديه استدراك أو تنبيه على خطأ فجزاه الله خيراً؛ مع استحضارها!!.
ـ[سامي ابو محمد]ــــــــ[22 - 07 - 10, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم اما بعد فهذا كلام سوقهراسي موضح ان شاء الله للوهم والالباس فما ذكره اخونا الحبيب فيما يتعلق بقاعدة ان الجمع اولى مكن الترجيح والسخ قاعدة سبيكة متينة اجمع عليها حزب الله المؤمنون ولكن يبقى السؤال الموضح للبس ولاشكال هل هذا المقام مقام ذكرها او مقام نهرها ودحرها اذ الكلام في العقيدة خبر لا يحتمل الا الصدق والتكذيب قال الله تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا- صدق في الاخبار عدل في الاحكام فباب العقيدة والاخبار لا نسخ فيه انما هو القران والسنة الصحيحة المقبولة وما عداهما وساوس شيطانية مرجومة ولما كان المضوع المتكلم فيه مبناه على ما ذكرنا وقددمنا وجب التاصيل بعدم التعارض في اخبار الشريعة المنيعة وانما مايرى فيها من تناقضات انما هو من قصور في الفهم او قصور في العلم اعني العلم بصحة الخبار ونسبتها ودلالاثها فرب حديث مكذوب او ضعيف يعكر دلالة وحي صريح ونظيف ثم بعد هذا التقرير اعلم بارك الله فيك ان الله جعل امورا كثيرة تقارن الطاعة في الدنيا وتلازمها كما جعل للمعصية ايضا من ذلك نصيبا فلذة الطاعة وحلاوة الايمان من عاجل بشائر الرحمان لاهل الايمان كما ان المقت والحسرة والالم والفترة تصيب العاصي الفاجر ايضا وثمة عبادات تقارنها مجاهدات ونصب فالصوم فيه مشقة الصبر عن الاكل ةالشرب والشهوة ... وقد يفتح الله لاهل الخير مايصاحب افعال برهم من امور الدنيا فكون الشرع حض على الجهاد واخبر ان من قتل قتيلا فله سلبه ليس قدحا في الاخلاص ابدا لان من لوازم هذه العبادة ترتب مثل هذا ثم ان المقدم على الجهاد باذل من وقته وجهده مايمنعه من التكسب والاسترزاق فخفف الشارع عنه وهذا الخبر ايضا يقتضي ترتيب القسمة وتنظيم الاحوال فليس له علاقة بالاخلاص والتوحيد الا لمن كان ذلك مراده ابتداء وكذلك الحج فان المبتغي من فضل الله فيه انما هو معين لنفسه على تقواها وقد تقرر في اصول الشريعة ان النيات الصلحة تقلب العادة عبادة فتدبر فانه عبادة تعين على عبادة فان فسدت نية صاحبها حكم بفسادها وهذا عين كلام الشيخ بن عثيمين فتدبر(23/377)
الماتريدية لشيخ الاسلام ابن تيمية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 10 - 02, 11:23 م]ـ
في العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية
(
وله جواب في عقيدة الأشعرية وعقيدة الماتريدي وغيره من الحنفية تسمى الماتريدية)
وفي مؤلفات ابن تيمية
(رسالة في عقيدة الأشعرية وعقيدة الماتريدي وغيره من الحنفية نحو خمسين ورقة
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 10 - 02, 11:59 ص]ـ
1
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 10:55 م]ـ
هل لهذه الرسالة نسخة مطبوعة أو مخطوطة. . .؟؟
ـ[شاكر العواجي]ــــــــ[24 - 12 - 07, 02:45 ص]ـ
هل من جواب هل هي مطبوعة؟
و ان كنت ضمن مؤلف ما او مجموع ما فهل من مرشد اليها
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
معلوم أن تعقب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لمذهب الماتريدية قليل وقد أشار إلى ذلك الشيخ عبد الرحمن المحمود في كتابه موقف ابن تيمية من الأشاعرة وذكر أن من أسباب ذلك امتزاج كثير من آراء الماتريدية بمذهب الأشاعرة , فاكتفى بأحدهما عن الآخر.
وكذلك من الأسباب قلة انتشار هذا المذهب في مصر وبلاد الشام وانحصاره بما وراء النهر.
والله أعلم(23/378)
معنى قول الدارمي: (ولم يصف الكفر)؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 10 - 02, 08:50 م]ـ
السلام عليكم
قال الإمام الدارمي بعد حديث جابر مرفوعا: (ليس بين العبد وبين الشرك أو بين الكفر إلا ترك الصلاة):
(العبد إذا تركها من غير عذر وعلة، لا بد من أن يقال: به كفر ولم يصف الكفر)
مسند الدارمي (2/ 786)
فما معنى قوله: (ولم يصف الكفر)؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[26 - 10 - 02, 07:20 ص]ـ
يبدو أن المقصود لم يصف الكفر بأنه أكبر أو أصغر،
فوصف الكفر مطلقا ثابت عليه، ولكن التقييد يحتاج إلى دليل خارجي - والله أعلم -،
وهذا مثل قول الشوكاني - على ما أذكر - في نيل الأوطار، لما ذكر المسألة خلص في النهاية إلى أن الشارع سماه كافرا فلا محيص عن تسميته بذلك.
لكن ما نوع كفره؟ هنا محل النزاع.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[27 - 10 - 02, 10:55 ص]ـ
فائدة:
ذكر نبيل بن هاشم الغمري في كتابه المسمى "فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن" (6/ 133) أن هذا التعليق من المصنف جاء في نسخة صديق حسن خان وحدها دون غيرها من الأصول.
ـ[صلاح]ــــــــ[27 - 10 - 02, 12:00 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء يا اخوة على الفائدة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 10 - 02, 03:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزى الله الإخوة خير الجزاء على ما بينوه، ويظهر من خلال ما ذكر أن هذا من كلام صديق حسن خان، ومن القرائن على ذلك أن هذا هو كلام الشوكاني في نيل الأوطار في حكم تارك الصلاة، وصديق حسن كثير الأخذ عن الشوكاني، فيكون في نسبة هذا القول للإمام الدارمي نظر، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[28 - 10 - 02, 10:37 ص]ـ
لقد صُدّر التعليق بـ: "قال أبو محمد" وهي كنية الدارمي أما صديق حسن خان فكنيته: أبو الطيب، فالإشكال ما يزال قائما.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[28 - 10 - 02, 12:21 م]ـ
يبدو لي أن لا إشكال وإن كان هو قول الدارمي،
فقد يكون الشوكاني أخذه من الدارمي أصلا، وقد يكون توافق قولاهما، من غير مواطأة.
والمهم أن يفهم الكلام على وجهه، ثم ينظر أصواب هو أم لا حسب الأدلة،
أما قائله فليس بالأمر المهم.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 10 - 02, 05:09 م]ـ
وفق الله الجميع
بالنسبة لما ذكره الأخ محمد الأمين فضيل (فائدة:
ذكر نبيل بن هاشم الغمري في كتابه المسمى "فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن" (6/ 133) أن هذا التعليق من المصنف جاء في نسخة صديق حسن خان وحدها دون غيرها من الأصول.)
فبودي أن يذكر لنا ما ذكره المحقق حول نسخة صديق حسن خان في المقدمة حتى نعرف قيمتها العلمية، وهل يعتمد عليها أم لا0
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[29 - 10 - 02, 09:53 ص]ـ
يقول الغمري في كتابه (1/ 115) عند كلامه عن نسخ الخطية لكتاب الدارمي:
"1 - نسخة خطية في مكتبة الشيخ مراد ملا بتركيا تحت رقم 579 ..............
وهذه النسخة هي أفضل النسخ من حيث الكمال، ليس بها سقط ولا خرم، ومنها نسخ الشيخ محمد إسحاق المشهور بعلم السنة نسخته، ومنها نسخ الشيخ صديق حسن خان نسخته بيده في عشرين ربيع الأول سنة ست وثمانين ومئتين وألف عند رجوعه من مكة المكرمة، وقد وقفت عليها بحمد الله في المكتبة السليمانية، وحصلت على نسخة منها بالميكروفيلم في الرابع عشر من الشهر المحرم سنة ثمان وأربعمائة وألف، وفي جوانب النسخة تصويبات للشيخ الجزري للأخطاء الواقعة فيها، وهي مقابلة أيضا على نسخة أخرىكتبت سنة ثمانمائة، واستعنت بها إلى جانب النسخ الأخرى ...... "(23/379)
ما هو التعريف المختار (للرسول والنبي) .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[31 - 10 - 02, 03:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما هو التعريف المختار (للرسول والنبي) ..
وكيف يدخل آدم - عليه السلام - في تعريف النبي ... ؟
جزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[31 - 10 - 02, 08:56 ص]ـ
أخي خالد - وفقه الله -
كل إنسان حر ذكر أوحى الله تعالى إليه بنوع من أنواع الوحي فهو نبي أو رسول، ومن أنواع الوحي التكليم بلا واسطة، فيدخل فيه آدم عليه السلام، وقد كلف آدم بدعوة بنيه وبناته، وأما الفرق بين النبي و الرسول، فقد قيل هما بمعنى واحد فيجوز إبدال أحدهما بالآخر عند الرواية خاصة، أو عموما، و لكن يكفي في بيان أن هناك فرقا بين النبي والرسول حديث أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم كم الأنبياء؟ قال مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه و سلم كم الرسل من ذلك قال ثلاثمائة و ثلاثة عشر جما غفيرا (1) وحديث كان آدم نبيا مكلما، كان بينه و بين نوح عشرة قرون، و كانت الرسل ثلاثمائة و خمسة عشر (2) و قيل النبي الذي ليس معه كتاب و الرسول معه كتاب، و قيل النبي الذي لم يؤمر بالبلاغ و الرسول الذي أمر بالبلاغ، و قيل النبي الذي لا ينسخ شرعه شرع من قبله و الرسول الذي ينسخ شرعه شرع من قبله، و قيل من أرسل إلى قوم مؤمنين ليأمرهم بما يعرفونه فهو نبي و يسمى رسولا أيضا لكن ليس بإطلاق و أما النبي الرسول على الإطلاق فهو من أرسل إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة الله إليه، فهذه خمسة أقوال و القول الثالث رجحه ابن أبي العز شارح الطحاوية و القول الخامس رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية (3)
و على جميع الأقوال عدا الأول فكل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا، ولعل إخواننا يثرون البحث بالنقول النافعة.
_________________________
(1) صحيح ابن حبان 2/ 76، و قد احتج به شيخ الإسلام و قواه في مجموع الفتاوى 16/ 198
(2) قال الألباني: إسناده صحيح السلسلة الصحيحة 2668
(3) انظر شرح الطحاوية 1/ 155، النبوات ص 255
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[31 - 10 - 02, 01:54 م]ـ
بارك الله فيك وفي علمك .. وسائر الإخوة طلبة العلم .. آمين ..
هل يصح أن نقول ..
النبي:
هو من أرسل بشرع من قبله لتجديده ..
الرسول:
هو من أرسل بشرع جديد ناسخ لمن قبله أو زائد عليه أو مخفف منه ..
فالنبي والرسول كلاهما مرسلان قال تعالى ..
- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
[الحج الآية 52]
- (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)
[الأعراف الآية 94]
أرجو أن لاأكون مخطئاً .. إن شاء الله ..
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[31 - 10 - 02, 03:39 م]ـ
أخي خالد - حفظك الله -
الذي ذكرتَه هو قول كثير من الأئمة، وهو نفس القول الرابع في الأقوال التي أوردتُها، ولكنك زدته إيضاحا وبيانا فجزاك الله خيرا
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[31 - 10 - 02, 05:53 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .... وبارك الله في علمك وعمرك .. آمين
ـ[الدرع]ــــــــ[01 - 11 - 02, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم
لعلك تستفيد من هذا الرابط
اضغط هنا ( http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=3279&highlight=%C7%E1%E4%C8%ED+%E6%C7%E1%D1%D3%E6%E1)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 12 - 07, 10:54 م]ـ
الرسالة أعم من جهة نفسها من النبوة، وأخص من جهة أهلها منها.
كما أن الإيمان أعم من جهة نفسه من الإسلام، وأخص من جهة أهله منه.
والله أعلم.
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 12:20 ص]ـ
وتحت أي صنف يدخل نبي الله إسماعيل عليه السلام، لو طبقنا الشروط أعلاه، إذ قال ربنا جل وعلا:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً) (مريم: 54)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[25 - 12 - 07, 03:16 ص]ـ
وتحت أي صنف يدخل نبي الله إسماعيل عليه السلام، لو طبقنا الشروط أعلاه، إذ قال ربنا جل وعلا:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً) (مريم: 54)
هو كما قال تعالى: رسول نبي - عليه السلام.
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 12 - 07, 12:23 م]ـ
هل يصح أن نقول ..
النبي:
هو من أرسل بشرع من قبله لتجديده ..
يشكل على هذا القول كون آدم عليه الصلاة والسلام من الأنبياء كما جاء التصريح في الأحاديث ومنها حديث أبي ذر الذي أشار إليه أخونا أبو خالد
والله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 04:19 ص]ـ
خلاصة الكلام: أن الرسول من أًرسَل، والنبي من أُنبَأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/380)
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:13 ص]ـ
هو كما قال تعالى: رسول نبي - عليه السلام.
خلاصة الكلام: أن الرسول من أًرسَل، والنبي من أُنبَأ.؟؟؟
هل هناك دليل من الكتاب أو السنة أن إسماعيل عليه السلام أنبأ وأرسل؟
وإن لم يكن، فيمكن أن نقول أنه لا فرق بين النبي والرسول، لأننا من الصعب أن نجزم أن نبياً ما لم يؤمر بالتبيلغ، ولو حتى لجماعة صغيرة من الناس، فإن الله أمر الصالحين بالأمر والدعوة والتبيلغ عنه سبحانه
وهل هناك دليل من الكتاب أو السنة يفرِّق بين النبي والرسول؟
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[28 - 12 - 07, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
قد كان هذا البحث عندي منذ فترة، وما لي فيه إلا الجمع والترتيب والتنسيق،،،
(سؤال):
ما الفرق بين النبي والرسول؟
(الجواب):
إن عامة أهل العلم على التفريق بين النبي والرسول - إلا من ندر -، وقد اعتمدوا على بعض الآيات والأحاديث منها حديث أبي ذر وأبي أمامة في ذكر عدد الأنبياء والرسل؛ وهاك مذاهب العلماء في التفريق بين النبي والرسول:
(الأول):
أن النبي من أوحي إليه، ولم يؤمر بالبلاغ، والرسول من أوحي إليه، وأمر بالبلاغ.
وممن قال بهذا الإمام السفاريني، وأشار إليه العلامة المحقق ابن أبي العز قائلاً:
(وقد ذكروا فروقا بين النبي والرسول؛ وأحسنها أن من نبأه الله بخبر السماء؛ إن أمره أن يبلغ غيره فهو نبي رسول، وإن لم يأمره أن يبلغ غيره فهو نبي وليس برسول. فالرسول أخص من النبي، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا. ولكن الرسالة أعم من جهة نفسها؛ فالنبوة جزء من الرسالة، إذ الرسالة تتناول النبوة وغيرها، بخلاف الرسل فإنهم لا يتناولون الأنبياء وغيرهم، بل الأمر بالعكس، فالرسالة أعم من جهة نفسها، وأخص من جهة أهلها. وإرسال الرسل من أعظم نعم الله على خلقه وخصوصا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما قال - تعالى -: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}) ا. هـ "شرح العقيدة الطحاوية" (1/ 149).
واختار هذا القول العلامة ابن عثيمين – طيب الله ثراه – كما في "مجموع فتاوى ابن عثيمين" حينما سئل: هل هناك فرق بين النبي والرسول؟
فأجاب قائلا:
(نعم؛ فأهل العلم يقولون: إن النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولم يأمره بتبليغه، بل يعمل به في نفسه دون إلزام بالتبليغ. والرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمر بتبليغه والعمل به. فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، والأنبياء أكثر من الرسل، وقد قص الله بعض الرسل في القرآن ولم يقصص البعض الآخر.
قال - تعالى -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} ...
وبناءً على هذه الآية يتبين أن كل من ذكر في القرآن من الأنبياء فهو رسول) انتهى.
وأورد عليه إشكال وهو: كيف لا يؤمر النبي بتبليغ الشرع وقد أوحي إليه؟!
فأجاب بقوله: (أوحى الله إلى النبي بالشرع من أجل إحياء الشرع، بمعنى: أن من رآه واقتدى به واتبعه دون أن يلزم بإبلاغه، ومن ذلك ما حصل لآدم - عليه الصلاة والسلام -، فإن آدم نبي مكلم؛ كما جاء ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومع هذا فليس من الرسل؛ لأنه قد دلت السنة، بل دل القرآن والسنة وإجماع الأمة على أن أول رسول أرسله الله هو نوح ?، وآدم لابد أن يكون متعبدا لله بوحي من الله، فيكون قد أوحى إلىه ولم يؤمر بالتبليغ، ولهذا لا يعد من الرسل) انتهى.
(الثاني):
الرسول من بعث بواسطة جبريل، والنبي من بعث مناما.
ذكر هذا القول عبد القادر البغدادي في كتاب "الفرق بين الفرق". وهذا قول ضعيف.
(الثالث):
أن الرسول من بعث لقوم مخالفين، والنبي من أرسل لقوم موافقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/381)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه -: (فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبئ بما أنبأ الله به؛ فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله، ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول. قال - تعالى -: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ}، وقوله: {مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} فذكر إرسالاً يعم النوعين، وقد خص أحدهما بأنه رسول، فإن هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله كنوح، وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بعث الى أهل الأرض، وقد كان قبله أنبياء كشيث وإدريس، وقبلهما آدم كان نبيا مكلما.
قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الاسلام.
فأولئك الأنبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم؛ لكونهم مؤمنين بهم، كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلغه العلماء عن الرسول، وكذلك أنبياء بني إسرائيل يأمرون بشريعة التوراة، وقد يوحى إلى أحدهم وحي خاص في قصة معينة، ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالم الذي يفهمه الله في قضية معنى يطابق القرآن، كما فهم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود؛ فالأنبياء ينبئهم الله فيخبرهم بأمره وبنهيه وخبره، وهم ينبئون المؤمنين بهم ما أنبأهم الله به من الخبر والأمر والنهي؛ فإنْ أرسلوا إلى كفار يدعونهم إلى توحيد الله وعبادته - وحده لا شريك له -، ولا بد أن يكذب الرسل قوم. قال - تعالى -: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ}، وقال: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ}؛ فإن الرسل ترسل إلى مخالفين، فيكذبهم بعضهم. وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ - حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ، وقال: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ}. فقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} دليل على أن النبي مرسل، ولا يسمى رسولاً عند الإطلاق؛ لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم، ولهذا قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: العلماء ورثة الأنبياء. (أ)
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة؛ فإن يوسف كان رسولاً، وكان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين، وكانا على شريعة التوراة. قال - تعالى - عن مؤمن آل فرعون: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا}، وقال - تعالى -: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا - وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}. والإرسال اسم عام يتناول إرسال الملائكة، وإرسال الرياح، وإرسال الشياطين، وإرسال النار. قال - تعالى -: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ}، وقال - تعالى -: {جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ}؛ فهنا جعل الملائكة كلهم رسلاً، و (الملك) في اللغة هو حامل الألوكة وهي الرسالة، وقد قال في موضع آخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/382)
{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ} فهؤلاء الذين يرسلهم بالوحي كما قال: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}، وقال - تعالى -: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}، وقال - تعالى -: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}، لكن الرسول المضاف إلى الله إذا قيل: رسول الله؛ فهم من يأتي برسالة الله من الملائكة والبشر، كما قال: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ}، {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ}.
وأما عموم الملائكة والرياح والجن؛ فإن إرسالها لتفعل فعلا، لا لتبلغ رسالة. قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}، فرسل الله الذين يبلغون عن الله أمره ونهيه هم رسل الله عند الإطلاق، وأما من أرسله الله ليفعل فعلاً بمشيئة الله وقدرته فهذا عام يتناول كل الخلق، كما أنهم كلهم يفعلون بمشيئته وإذنه المتضمن لمشيئته، لكن أهل الإيمان يفعلون بأمره ما يحبه ويرضاه ويعبدونه وحده ويطيعون رسله، والشياطين يفعلون بأهوائهم، وهم عاصون لأمره، متبعون لما يسخطه، وإن كانوا يفعلون بمشيئته وقدرته.) ا. هـ
"النبوات" (1/ 148).
(الرابع):
الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي من بعث مجددا لشرع من قبله من الرسل.
قال الشيخ عمر الأشقر - حفظه الله -:
(النبي من بعث مجددًا لشرع من قبله من الرسل، والرسول من بعث بشرع جديد للأتي:
(الأول): أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل؛ {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ} فإذا كان الفارق بينهما هو الأمر بالبلاغ؛ فإن الإرسال يقتضي من النبي الإبلاغ.
(الثاني): أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله - تعالى -، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس، ثم يموت هذا العلم بموته.
(الثالث): أن عوام بني إسرائيل أخذ عليهم الميثاق، فكيف بالأنبياء؟ قال - تعالى -: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (آل عمران: 187).
(الرابع): ومن الأدلة القاطعة كذلك ما أخرجه البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – قَالَ: خَرَجَ علينَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَوْمًا فَقَالَ: عُرِضَتْ على الْأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. (ب) فهذا النبي معه الرهط من أتباعه، فكيف يتبعوه لولا البلاغ؟!
(الخامس): أخرج البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي. (ج) قال الحافظ: (قوله: تسوسهم الأنبياء. أي: أنهم كانوا إذا ظهر فيهم فساد بعث الله لهم نبيًا لهم، يقيم أمرهم، ويزيل ما غيروا من أحكام التوراة). وقال - تعالى -: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ - وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 246 - 247)، عَلِمَ هذا النبي بأمر طالوت بالوحي، ثم بلّغ أمر ربه - جل وعلا -) ...
وراجع كتاب " الرسل والرسالات " للدكتور عمر سليمان الأشقر،
وكذا رسالة " الفرق بين النبي والرسول " للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي؛ فهي رسالة قيمة في بابها، وقد نقلت منها جملا،،،
وقد رجح فيها أن:
(الرسول: من أرسل إلى قوم مخالفين أو كافرين، ويدعو الناس إلى شرعٍ معه، ويكذبه بعض قومه ويخاصمونه، وهو مأمور بالتبليغ والإنذار، وقد يكون معه كتاب - وهو الأقرب - وقد لا يكون، وقد يكون شرعه جديدا وقد يكون مكملا لشرع سابق، أي: فيه زيادة ونسخ.
أما النبي فهو: أوحي إليه، ويبعث في قوم مؤمنين، يحكم بشريعة سابقة له يدعو إليها ويحييها، وقد يؤمر بالتبليغ والإنذار، وقد يكون معه كتاب) انتهى صـ27.
........................................
(أ) رواه أبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجة (223) وغيرهم من حديث أبي الدرداء.
(ب) متفق عليه: رواه البخاري (5705)، ومسلم (220).
(ج) صحيح: رواه البخاري (3455).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/383)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - 01 - 08, 06:15 م]ـ
؟؟؟
هل هناك دليل من الكتاب أو السنة أن إسماعيل عليه السلام أنبأ وأرسل؟
وإن لم يكن، فيمكن أن نقول أنه لا فرق بين النبي والرسول، لأننا من الصعب أن نجزم أن نبياً ما لم يؤمر بالتبيلغ، ولو حتى لجماعة صغيرة من الناس، فإن الله أمر الصالحين بالأمر والدعوة والتبيلغ عنه سبحانه
دليله قول الله تعالى السابق الذكر:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً)
وهذا ظاهر بين.
وهل هناك دليل من الكتاب أو السنة يفرِّق بين النبي والرسول؟
قال تعالى:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}
وفيه تفريق ظاهر.
وأما الحديث، وقد ورد عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا " (صححه الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح).
وفيه أن بعض الأنبياء ليسوا رسلا. منهم - والله أعلم - أبو البشر آدم عليه السلام.
وفي دعاء النوم أيضا: (اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت).
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 - 01 - 08, 11:09 ص]ـ
في الآراء التي أوردها الأخ محمود آل زيد فائدة كبيرة
ولكن كل رأي منها له دليل وعليه نقد وبالتالي لم نصل لحكم أقرب للصحيح
والترجيح النهائي في قوله -أما النبي فهو: أوحي إليه، ويبعث في قوم مؤمنين ..... -
ينقده:--في دعاء النوم أيضا: (اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت).-
فرسولنا محمد نبيٌ أرسل وبعث في قوم ليسوا مؤمنين
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[04 - 01 - 08, 11:31 ص]ـ
وأما الحديث، وقد ورد عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا " (صححه الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح).
وفي دعاء النوم أيضا: (اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت).
أما الحديث فالراجح فيه الضعف كما ضعفه غير واحد من العلماء
قال تعالى:
{وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}
وفيه تفريق ظاهر.
.... وفي دعاء النوم أيضا: (اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت).
واستدلاكم بالآية لا يدل إلا على شيء واحد وهو أن كل الأنبياء والرسل مرسلين لقوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ)) فيدل ذلك على أن الرسل والأنبياء كلهم أرسلوا
ودعاء النوم استدلال في غير محله!!
فالنبي في الدعاء هو نبينا صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن نبينا أرسل، فلا يستدل بذلك على شيء في التفريق بين النبي والرسول.
حتى نقل الأخ محمود: ((أما النبي فهو: أوحي إليه، ويبعث في قوم مؤمنين، يحكم بشريعة سابقة له يدعو إليها ويحييها، وقد يؤمر بالتبليغ والإنذار، وقد يكون معه كتاب))
عليه إيرادات
وكما قال الأخ مصطفى كل رأي عليه إيرادات ونقد
وإن كان يظهر عندكم تفريق واضح، أطلب منك أن تنزّل ذلك على الواقع وعلى الأنبياء الذين ذكروا في الكتاب والسنة وتقسمهم لنا، فتقول هؤلاء رسل، وهؤلاء أنبياء؟؟
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 03:27 م]ـ
أما الحديث فالراجح فيه الضعف كما ضعفه غير واحد من العلماء
واستدلاكم بالآية لا يدل إلا على شيء واحد وهو أن كل الأنبياء والرسل مرسلين لقوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ)) فيدل ذلك على أن الرسل والأنبياء كلهم أرسلوا
ودعاء النوم استدلال في غير محله!!
فالنبي في الدعاء هو نبينا صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن نبينا أرسل، فلا يستدل بذلك على شيء في التفريق بين النبي والرسول.
حتى نقل الأخ محمود: ((أما النبي فهو: أوحي إليه، ويبعث في قوم مؤمنين، يحكم بشريعة سابقة له يدعو إليها ويحييها، وقد يؤمر بالتبليغ والإنذار، وقد يكون معه كتاب))
عليه إيرادات
وكما قال الأخ مصطفى كل رأي عليه إيرادات ونقد
وإن كان يظهر عندكم تفريق واضح، أطلب منك أن تنزّل ذلك على الواقع وعلى الأنبياء الذين ذكروا في الكتاب والسنة وتقسمهم لنا، فتقول هؤلاء رسل، وهؤلاء أنبياء؟؟
1 - استدلال بالآية تام. وإلا، لكان لغوا من القول. ولا تدل الآية أبدًا أن كل نبي مرسل.
2 - والاستدلال بدعاء النوم في محله. وإلا، لما كان لتصحيحه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معنى.
3 - أنا قلت إن آدم نبي من الأنبياء، ولم يكن رسولا مرسلا، بل أول الرسل نوح - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 - 01 - 08, 08:58 ص]ـ
في سورة الأنعام "أولئك الذين ءاتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ... " هؤلاء هم الرسل
أما النبي فقد أوتي النبوة ولم يؤت الحكم و لم يؤت كتاب جديد
فهذا نبي من بني اسرائيل قال له الملأ " ... ابعث لنا ملكاً نقاتل .. "فلماذا لم يكن هو الملك والقائد؟! لأنه لم يؤت الملك والحكم. أما الرسول في قومه فهو الملك والقائد والقاضي
ولذلك أري أن الرسل المذكورين في الأنعام هم الرسل وغيرهم أنبياء
والرسالة تشمل هذه مجتمعة،الكتاب والحكم والنبوة(23/384)
أين هي المرويات عن الإمام أحمد في العقيدة؟
ـ[راشد]ــــــــ[03 - 11 - 02, 01:02 ص]ـ
أين أجدها؟
ـ[الروض الباسم]ــــــــ[03 - 11 - 02, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المسائل والرسائل المروية عن الامام احمد بن حنبل في العقيدة
د. عبدالاله الاحمدي
من منشورات دار طيبة. الرياض.
ـ[راشد]ــــــــ[03 - 11 - 02, 08:59 م]ـ
مشكور يا أخي، ..
هل يوجد شيء من تلك المرويات على الإنترنت؟(23/385)
أرجوا المساعدة ... ما هي الادلة على كفر تارك عمل الجوارح بالكلية من الكتاب والسنة؟
ـ[متسائل]ــــــــ[05 - 11 - 02, 10:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أرجو ممن لديه علم أن يذكر لي الأدلة الدالة على كفر من ترك أعمال الجوارح بالكلية فلم يأتي من العمل بكثير منه أو قليل مع إتيانه بقول القلب وعمله وقول اللسان؟؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - 11 - 02, 01:09 م]ـ
أخي بارك الله فيك:
هذه المسألة قد قتلت بحثا وتمحيصا، وهي مسألة إجماع عند أهل السنة والجماعة.
فعليك بكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمة الله عليه - واقرأه كاملا، فإن بعض كلامه يفسر البعض الآخر. واحذر من الذين يقصون بعض كلامه، ويقطعونه عن سياقه وسباقه، ليتوصلوا بذلك إلى ما يوافق شبهاتهم المردية.
وعليك بعد ذلك بكتابات أئمة الدعوة النجدية. اعكف عليها، وتأمل في دررها، فأغلبها عسل مصفى، إلا القليل الذي يحتاج إلى تقييد وتفسير.
وبعد ذلك، ارجع إلى بعض كتابات المعاصرين، مثل: ظاهرة الإرجاء، والنواقض القولية والعملية، وضوابط التكفير ونحوها.
وأسأل الله تعالى أن يبارك في وقتك وجهدك.
تنبيه: يمتنع أن يكون عند الرجل قول القلب وعمله ولا يكون عنده شيء من أعمال الجوارح مطلقا. نص عليه شيخ الإسلام رحمه الله.
ـ[متسائل]ــــــــ[05 - 11 - 02, 01:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه النصيحة الغالية النفيسة، ولكن سؤالي كان عن أدلة الكتاب والسنة لا ما قال شيخ الإسلام أو علماء نجد الأعلام، وذلك أن كثيرا ممن عرض هذه المسألة يقتصر على نقل الإجماعات وهي صحيحة صريحة وأقوال السلف والخلف من أهل السنة نصرة لقول أهل السنة فالذي أحببت الاطلاع عليه تفصيل الأدلة والتي هي مستند الإجماع في هذه المسألة أرجو أن يكون سؤالي واضحا وأرجو من إخوتي إعانتي على اعتقاد الحق وفهمه في ضوء أدلته التفصيلية بارك الله في الجميع ..
ـ[متسائل]ــــــــ[06 - 11 - 02, 09:49 ص]ـ
أيها الإخوة ..
أرجوا الإفادة ..
في هذه المسألة المهمة .. ولا تبخلوا على أخيكم بإجابة موفقة سديدة بارك الله في الجميع ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 11 - 02, 12:10 م]ـ
المسألة إذا كانت إجماعية لايشترط عند الأصوليين للعمل بها معرفة الدليل الذي بني عليه الإجماع.
ومع ذلك الأدلة كثيرة أذكر بعض ما يحضرني:
(وما أرسلنا من رسول إلاّ ليطاع بإذن الله)، فالامتثال والعمل هو الذي من أجله بعثت الرسل.
(فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) وقد ذكر قبلها قتال المشركين والقعود لهم كل مرصد، ثم قرر أن توبتهم من الشرك مقرونة بأداء الصلاة وإيتاء الزكاة. وقد بوب البخاري رحمه الله في الإيمان باب فإنتابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم وذكر الحديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ... ثم قرن هذا بباب
(من قال أن الإيمان هو العمل لقول اله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) وقال عدة من أهل العلم في قوله تعالى: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) عن قول لا إله إلاّ الله، وقال لمثل هذا فليعمل العاملون) ثم ذكر حديث أبي هريرة: أي العمل أفضل قال إيمان بالله.
وقال تعالى (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) فدل هذا على أن من لم تجتمع فيه ليس أخاً في الدين، وعلى القول من قال أن الزكاة تركها ليس بكفر فلا ينقض هذا في الاستدلال لأن ما خص بدليل فلا يخرج غيره.
ومثل هذا يقال في ما بو في مسلم (باب بيان الإيمان الذي يدخل الجنة وذكر حديث الرجل الذي أخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار قال فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق أو لقد هدى قال كيف قلت قال فأعاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم دع الناقة)
فإن خص بعض الأعمال دليل فلم يخص مجموعها أو بقيتها دليل.
ومما يدل عليه ما استدل به على كفر تارك الصلاة.
ومما يدل عليه ما استدل به على كفر تارك الزكاة -وهو قول له وجهه-
وكذلك ما استدل به على كفر تارك المباني الأربعة.
هذا كله يدل على أن ترك جنس العمل كفر عند أهل السنة فمنهم من كفر بترك الصلاة وحدها ومنهم من كفر بترك الزكاة ومنهم من كفر بترك أحد المباني وكلها أقوال معروفة عند أهل العلم. وأدلتها معروفة.
ـ[متسائل]ــــــــ[06 - 11 - 02, 12:51 م]ـ
جزاك الله خيرا .. أخي حارث همام .. على ما أفدت
وإن كان ثم أدلة أخرى .. فأرجو الإفادة فأخوكم -علم الله- طالب حق .. ومريد يقين .. والله يرعاكم جميعا ..
ـ[متسائل]ــــــــ[09 - 11 - 02, 10:19 ص]ـ
هل من مفيد في هذه المسألة .. فإني -علم الله- سائل مسترشد
-فبالله عليكم- لا تردوا سائلا!
أحسن الله إلى الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/386)
ـ[سابق1]ــــــــ[09 - 11 - 02, 03:06 م]ـ
انظر يا أخي الكريم كتاب "سبيل النجاة في كفر تارك الصلاة"
لأبي الحسن المأربي، وهو على الشبكة، وكان على موقع المؤلف، والموقع الآن غير موجود.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[09 - 11 - 02, 03:31 م]ـ
- قوله تعالى: (ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)
- قوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. )
- قوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم .. ) الآية.
- قوله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم .. ) الآية.
- قول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: (الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) فإماطة الأذى عن الطريق من عمل الجوارح وعده في شعب الإيمان.
والأدلة في هذا أكثر من أن تحصر.(23/387)
هل هناك فرق بين السنة في اصطلاح أهل العقائد، والإيمان؟ [اشكال من كلام ابن أبي عاصم
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 03:13 م]ـ
" قال أبو بكر بن أبي عاصم رحمه الله:
سألت عن السنة ما هي؟ والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك، ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة = القول بإثبات القدر، وإن الاستطاعة مع الفعل للفعل، والإيمان بالقدرخيره وشره وحلوه ومره، وكل طاعة مع مطيع فبتوفيق الله له، وكل معصية من عاص فبخذلان الله السابق منه وله، والسعيد من سبقت له السعادة، والشقي من سبقت له الشقاوة، والأشياء غير خارجة من مشيئة الله وإرادته، وأفعال العباد من الخير والشر فعل لهم خلق لخالقهم، والقرآن كلام الله تبارك وتعالى تكلم الله به، ليس بمخلوق، ومن قال مخلوق ممن قامت عليه الحجة فكافر بالله العظيم، ومن قال من قبل أن تقوم عليه الحجة فلا شيء عليه.
والإيمان قول وعمل يزيد وينقص وإثبات رؤية الله عز وجل يراه أولياؤه في الآخرة نظر عيان كما جاءت الأخبار وأبو بكر الصديق أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده وهو الخليفة خلافة النبوة بويع يوم بويع وهو أفضلهم وهو أحقهم بها ثم عمر بن الخطاب بعده على مثل ذلك ثم عثمان بن عفان بعده على مثل ذلك ثم علي بعده على مثل ذلك رحمه الله عليهم جميعا.
وأبو بكر الصديق أعلمهم عندي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم وأزهدهم وأشجعهم وأسخاهم ومن الدليل على ذلك قوله في أهل الردة وقد نازله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أن يقبل منهم بعضا فأبى إلا كل ما أوجب الله عليهم أو يقاتلهم ورأى أن الكفر ببعض التنزيل يحل دماءهم فعزم على قتالهم فعلم أن الحق. ....
ثم قال رحمه الله:
" ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير والشفاعة والحوض والميزان وحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة فضائلهم وترك سبهم والطعن عليهم وولايتهم والصلاة على من مات من أهل التوحيد والترحم على من أصاب ذنبا والرجاء للمذنبين وترك الوعيد ورد العباد إلى مشيئة الله والخروج من النار يخرج الله من يشاء منها برحمته والصلاة خلف كل أمير جائر والصلاة في جماعة والغزو مع كل أمير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون اهـ
والإشكال في قوله: (ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير والشفاعة والحوض والميزان وحب .. )
أرجو من الأخوة إفادتي حول ذلك..
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[06 - 11 - 02, 03:44 م]ـ
أخي الكريم أظنك استشكلت أمرين:
1 - تعبيره ب (قد) في قوله (قد ينسب إلى السنة) ثم أتى بأشياء منسوبة إلى السنةقطعا مع أن قد مع المضارع للتقليل أو التكثير
وحل الإشكال أن قد تأتي أحيانا مع المضارع للتحقيق والتوكيد كما في قوله تعالى في آخر سورة النور (قد يعلم ما أنتم عليه) فهنا قد للتحقيق والتوكيد
2 - قوله (وذلك عندي إيمان) فإنه قد يوحي بأن المسألة خلافية مع أنها مسائل من القطعيات
وحل الإشكال أن المؤلف يستعمل هذه العبارة بمعنى (وهذا ما أدين الله به) أو (وهذا اعتقادي) كما يدل عليه قوله قبلها: (وأبو بكر الصديق أعلمهم عندي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضلهم)
فكأنه قال والذي أدين الله به أن هذه المسائل هي من الإيمان ويجب على المسلم أن يؤمن بها، وهي من السنة فإنكارها بدعة
وواضح أنه يريد بالسنةهنا المقابل للبدعة، فبين أن السنة إيمان وهذا لاإشكال فيه لأن الإيمان اعتقاد وقول وعمل، فهذه الاعتقادات من الإيمان
والله أعلم
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[06 - 11 - 02, 06:38 م]ـ
أخي الفاضل .. أبو خالد السلمي .. وفقه الله.
لاحظ هنا _ وفقت للخير _ أن ابن أبي عاصم قال في أول كلامه:
" والسنة اسم جامع لمعان كثيرة في الأحكام وغير ذلك، ومما اتفق أهل العلم على أن نسبوه إلى السنة = القول بإثبات القدر .. إلخ) ..
فهنا جعل نسبة القدر وغيره مما ذكره من المسائل = هي السنة، وجعل نستها للسنة أمر متفق عليه ..
ثم قال:
" ومما قد ينسب إلى السنة وذلك عندي إيمان نحو عذاب القبر ومنكر ونكير .. الخ "
فالذي أفهمه من كلامه أن هذا اعتراض منه على على جعل هذه المسائل من السنة، وجعلها من باب الإيمان.
وما ذكرته من معنى (قد) فهذا فيه نوع من التعارض مع ما ذكره في أول كلامه من أن هذا مما ينسب اتفاقا، ثم أشار إلى قول بعضهم بقوله (قد ينسب) ثم بين اختياره بقوله (وذلك عندي إيمان) ..
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[07 - 11 - 02, 11:50 ص]ـ
للرفع، فالإشكال _ فيما يظهر _ قائم.(23/388)
ما هو ضابط الفرق الثلاث والسبعين
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[08 - 11 - 02, 02:54 ص]ـ
20 - بارك الله فيكم ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين، أشكلت عليَ مسألة وهي: يكثر في كلام العلماء عند الكلام على الفرق الضالة في العقيدة قول:وهذه الفرقة من الثلاث والسبعين فرقة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ... الحديث –فبارك الله فيكم- ما هو ضابط أن تكون فرقة من هذه الفرق الثلاث والسبعين، لأن الفرق الضالة غير محصورة في زمان العلماء المتقدمين بل قد تطرأ فرق في زمننا المعاصر. (أرجو من فضيلتكم أن تكون الإجابة مفصلة وجزاكم الله خيراً).
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[09 - 11 - 02, 02:07 م]ـ
يا أخوة نفع الله بعلمكم وبارك لكم فيه هل في سؤالي خطاً أو أنه غير واضح لأنني لم أرى أحداً أجاب عليه.
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[09 - 11 - 02, 03:09 م]ـ
الأخ طلال العولقي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ سلمان بن فهد العودة في كتابه ((صفة الغرباء)) (ص57 ـ 59) ما نصه: ((الثاني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدِّد فترة زمنيَّة لظهور هذه الفرق، وقد يكون من الجائز أن تظلَّ الفرق تظهر في تاريخ المسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يعلم ما في غيب الله إلا هو سبحانه.
وها نحن نجد عددًا كبيرًا من الفرق يظهر بين المسلمين بعدما انتهى بعض العلماء من تعداد الفرق، وأوصلها إلى ثنتين وسبعين، ومن تلك الفرق: القاديانية، والبهائية، والقومية، وغيرها.
ولا يُعارِض ذلك أن تكون هذه الملل الحادثة مللاً كافرة؛ لأن كثيرًا ممَّن عدُّوا الفرق القديمة وأوصلوها إلى ثلاث وسبعين عدُّوا فرقًا يصدق عليها ما يصدُقُ على هذه الفرق الجديدة؛ كسائر الطوائف الباطنية: من السبئيَّة، والقرامطة، والتناسخية، وغيرها. وسيأتي مزيد بسط لهذه المسألة بعد قليل)).
فياحبذا أن ترجع إلى موقع الإسلام اليوم للشيخ سلمان العودة وهذا رابطه، وتقرأ هذا الكتاب ((صفة الغرباء)):
http://www.islamtoday.net/pen/books_*******.cfm
وهناك كتاب للشيخ عبد الله بن يوسف الجديع كتاب مطبوع بعنوان ((أضواء على حديث افتراق الأمة)).
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[09 - 11 - 02, 03:24 م]ـ
أفاض العلامة الشاطبي في تحرير الكلام في هذه الفرق، في كتابه الاعتصام، والذي استقر لدي من كلامه، وعهدي به بعيد:
أن الفرقة تكون من الثنتين والسبعين في حالتين، إما أن تفارق أهل السنة في أصل كبير، كالقدر أو الإيمان أو الإمامة أو غيرها من الأصول الكبرى، أو تفارقهم في فروع كثيرة، بحيث تعد خارجة عن جادة السلف في تلك الفروع ................. والله أعلم
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[10 - 11 - 02, 02:38 م]ـ
جزاكم الله خير.
أخي وهج البراهين بارك الله فيك.
أخي دراسات عليا جزاك الله خير لكن هل كتاب الاعتصام موجود في على شكل ملف وورد.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[11 - 11 - 02, 05:15 م]ـ
سألت الشيخ العلوان عن هذا الحديث وأن الفرق أكثر من ثلاث وسبعين، فقال:
الكلام على أصلها، وإن كثرت عن هذا العدد إلا أنها فروع لها.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[11 - 11 - 02, 06:04 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الأخوة ويعلم الله أني سعيد بكم فقد وجدت فيكم ضالتي التي أبحث عنها وهم طلبة العلم الذين يوضحون لي ما أشكل علي.
حفظكم الله
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[11 - 11 - 02, 06:48 م]ـ
الذي وجدته من كلام ابن تيمية أن من وقع في إحدى البدع الكبرى الخمس فهو خارج عن دائرة أهل السنة والجماعة،
وكذلك من وقع في خطأ صغير لكنه والى وعادى عليه (أي تحزب عليه) فهذا أيضا يخرج عن دائرة أهل السنة والجماعة.
أذكر أن كلامه هذا في المجلد الثالث من الفتاوى.
ثم هل الفرق الثلاث والسبعين كافرة أم مسلمة؟
سألت هذا السؤوال الإمام العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -، ثم سألته للإمام العلامة الألباني - رحمه الله -،
فكان جوابهما واحدا وهو: أنه لا يحكم على هذه الفرق بحكم واحد، بل من وجد في أصولها ما يقتضي تكفيرها كفرت، ومن لا فلا.
والذي أذكره من كلام الشاطبي - رحمه الله - في الاعتصام أنها ليست كافرة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعلها في مقابلة اليهود والنصارى.
والله أعلم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[12 - 11 - 02, 09:49 م]ـ
بارك الله فيك أخي الطارق بخير(23/389)
ابن كلاب عمدة الكلابية .... ليس اخ ليحي بن سعيد القطان عمدة المحدثين
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 11 - 02, 01:52 م]ـ
وجدت في المعتبر للزركشي قوله ان عبدالله بن سعيد القطان .. المسمى بابن كلاب انه اخ ليحي بن سعيد القطان شيخ اهل الحديث .....
وقد قال بهذا جماعة ولايصح كما ذكر ذلك ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة عبدالله بن سعيد ...... انما هو توافق اسماء ....
و
ـ[أم عبد الله ش م]ــــــــ[01 - 12 - 10, 12:02 م]ـ
وقد قال بهذا جماعة ولايصح كما ذكر ذلك ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة عبدالله بن سعيد ...... انما هو توافق اسماء ....
جزاكم الله خيرًا
لسان الميزان (4/ 486):
(ونقل الحاكم في تاريخه عن بن خزيمة أنه كان يعيب مذهب الكلابية ويذكر عن أحمد بن حنبل أنه كان أشد الناس على عبد الله بن سعيد وأصحابه ويقال أنه قيل له بن كلاب لأنه كان يخطف الذي يناظره وهو بضم الكاف تشديد اللام وقول الضياء أنه كان أخا يحيى بن سعيد القطان غلط وإنما هو من توافق الإسمين والنسبة ... )
واسم ابن كلاب:
عبد الله بن سعيد بن محمد القطان
أما الحافظ إمام السنة فاسمه:
يحيى بن سعيد بن فروخ القطان(23/390)
إنكم خالدون .. نعم .. إنكم خالدون خالدون خالدون
ـ[ابن الريان]ــــــــ[14 - 11 - 02, 12:38 ص]ـ
< CENTER>
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين
أما بعد:
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
</ CENTER>
<CENTER>
الأدلة من القرءان على خلود الكفار في النار وأن النار لا تفنى ولا يفنى ما فيها: </ CENTER>
<CENTER>
قال الله تعالى: {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين () خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم يُنظرون} البقرة (161 - 162).
وقال تعالى: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسراتٍ عليهم وما هم بخارجين من النار} البقرة (167).
وقال تعالى: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالاً بعيداً () إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً () إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً} النساء (167 - 169).
وقال تعالى: {إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تُقبل منهم ولهم عذابٌ أليم () يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذابٌ مُقيم} المائدة (36 - 37).
وقال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} المائدة (72).
وقال تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سَمِ الخياط} الأعراف (40).
وقال تعالى: {من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم} التوبة (63).
وقال تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السَّلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليمٌ بما كنتم تعملون () فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين} النحل (28 - 29).
وقال تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون () لو كان هؤلاء ءالهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون} الأنبياء) 98 - 99 (.
وقال تعالى: {والذين كفروا بآيات الله ولقآئه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذابٌ اليم} العنكبوت (23).
وقال تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً () خالدين فيها أبداً لا يجدون وليَّاً ولا نصيراً} الأحزاب (64 - 65).
وقال تعالى: {والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور () وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل أوَلم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجآءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير} فاطر (36 - 37).
وقال تعالى: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنَّا يوماً من العذاب () قالوا أوَلم تَكُ تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاءُ الكافرين إلا في ضلال () إنَّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد () يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار} غافر (49 - 52).
وقال تعالى: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب () قالوا أوَلم تَكُ تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال () إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد () يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار} غافر) 49 - 52).
وقال تعالى: {فلم يكُ ينفعهم إيمانهم لمَّا رأوا بأسنا سُنَّتَ الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون} غافر) 85 (.
وقال تعالى: {إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون () لا يُفتَّر عنهم وهم فيه مُبلسون () وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين () ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون} الزخرف (74 - 77).
</ CENTER>
<CENTER>
الأدلة من السنة على خلود الكفار في النار وأن النار لا تفنى ولا يفنى ما فيها: </ CENTER>
<CENTER>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/391)
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمَّا أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن قوم أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال بخطاياهم) فأماتهم إماتةً، حتى إذا كانوا فحماً أُذِن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل) مسلم (185).
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا، ............ ، فيأتوني، فأنطلق حتى أستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله ثم يقول: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه، ثم أشفع، فيحُدُّ لي حدَّاً فادخلهم الجنة، ثم أعود إليه، ثم أشفع، فيحد لي حداً فادخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة فأقول: ما بقي في النار إلا من حبسه القرءان ووجب عليه الخلود) البخاري (4476) مسلم (193).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرةً، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة (البخاري (44) مسلم (193).
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يدخل الله أهل الجنة الجنة، ويدخل أهل النار النار،ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، كل خالد فيما هو فيه) البخاري) 6548 (مسلم بلفظه) 2850).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عته قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي منادياً: أهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: يا أهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت، وكلهم قد رآه، فَيُذبَح، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضي الأمر وهم في غفلةٍ وهم لا يؤمنون}) البخاري (4730) مسلم (2849).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط، فيقال: يا أهل الجنة، فيطَّلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال: يا أهل النار، فيطَّلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ قالوا: نعم، هذا الموت، قال: فيؤمر به فيذبح على الصراط، ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون لا موت فيها أبداً) ابن ماجة (4327) وقال البوصيري: (هذا إسناد صحيح رجاله ثقات).
</ CENTER>
<CENTER>
أقوال بعض العلماء في هذه المسألة: </ CENTER>
<CENTER>
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه (الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة ص 101 - 102): (قولهم: إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجنة والنار قبل خلق آدم عليه السلام، خلقهما للبقاء لا للفناء، وأعدهما لأهل الثواب والعقاب، على ما أخبر به تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ............. ، وأن الجنة في عليين، والنار في أسفل سافلين، وأنهما لا يفنيان، ولا يموت أهلوهما).
وقال أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في كتابه (عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص61): (يشهد أهل السنة ويعتقدون أن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما باقيتان لا تفنيان أبداً، وكذلك أهل النار الذين هم أهلها خلقوا لها لا يخرجون أبداً، ويؤمر بالموت فيذبح ........... ).
وقال ابن حزم الظاهري في كتابه (مراتب الإجماع ص268): (النار حق، وأنها دار عذاب أبداً، لا تفنى ولا يفنى أهلها أبداً بلا نهاية، وأنها أُعِدت لكل كافر مخالفٍ لدين الإسلام، ولمن خالف الأنبياء السالفين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم الصلاة والتسليم وبلوغ خبره إليه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/392)
وقال أيضاً في كتابه (الملل والنحل 4/ 83): (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان).
وقال الطحاوي: (الجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، فإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما أهلاً، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه، وكلٌ يعمل لما قد فرغ له، وصائرٌ لما خلق له، والخير والشر مقدَّران على العباد) متن العقيدة الطحاوية) ص 12).
وقال القرطبي في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص432): (أجمع أهل السنة على أن أهل النار مخلدون فيها غير خارجين منها كإبليس وفرعون وهامان وقارون، وكل من كفر وتكبر وطغى فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى، وقد وعدهم الله عذاباً أليماً فقال عز وجل: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب}، وأجمع أهل السنة أيضاً على أنه لا يبقى فيها ولا يخلد إلا كافر جاحد).
وقال محمد بن صالح العثيمين في كتابه (عقيدة أهل السنة والجماعة ص64): (والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على بال، وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين).
أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم:
أولاها: التوقف:-
قال الإمام ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح ص 471) – بعد ذكره لأقوال العلماء موضحاً أوجه استدلالهم -: (فإن قيل: إلى أين انتهى قدمكم في هذه المسألة العظيمة الشأن التي هي أكبر من الدنيا بأضعاف مضاعفة؟
قيل: إلى قوله تبارك وتعالى: {إن ربك فعال لما يريد}).
وثانيها: إثبات عدم فناء النار:-
(سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: [سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش]، فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ...... ) مجموع الفتاوى (18/ 307).
قال ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع ص 268): (النار حق، وأنها دار عذاب أبداً، لا تفنى ولا يفنى أهلها أبداً بلا نهاية، وأنها أُعِدت لكل كافرٍ مخالفٍ لدين الإسلام، ولمن خالف الأنبياء السالفين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم الصلاة والتسليم وبلوغ خبره إليه) .. ولم يتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا كما تعقبه على كثير من المسائل في كتابه (نقد مراتب الإجماع).
وقال ابن القيم في كتابه (الوابل الصَّيِّب ص 32): (ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دُورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذاعُذبوابقدر جزائهم أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنة، ولا يبقى إلا دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض).
وقال أيضاً في كتابه (زاد المعاد 1/ 68): (ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه، بل لو أُخرج منها عاد خبيثاً كما كان، كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرَّم الله تعالى على المشرك الجنة).
وقال أيضاً في قصيدته الكافية الشافية (كما في شرحها توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم / للشيخ: أحمد بن إبراهيم بن عيسى 1/ 96:
ثمانية حكم البقاء يعمها من الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش والكرسي ونار وجنة وعَجب وأرواح كذا اللوح والقلم)
</ CENTER>
<CENTER>
(( مجمل أدلة من قال بفناء النار)) </ CENTER>
<CENTER>
قال الله تعالى: {لابثين فيها أحقاباً} النبأ (23).
الأثر الأول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/393)
قال عبد بن حميد في تفسيره: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال: قال عمر رضي الله عنه: (لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه).
الأثر الثاني:
قال إسحاق بن راهويه (كما في حادي الأرواح ص440): حدثنا عبيد بن معاذ حدثنا أَبي حدثنا شعبة عن أبي بلج سمع عمر بن ميمون يحدث عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: (ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً).
الأثر الثالث:
قال ابن جرير الطبري في تفسيره: حُدِّثت عن المسيب عمَّن ذكره قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ليأتين على جهنم زمان ليس فيه أحد، وذلك بعدما يلبثون فيها أحقاباً).
الجواب:-
(الأثر الأول) إسناده منقطع، الحسن لم يسمع من عمر.
(الأثر الثاني) فيه: أبو بلج يحيى بن سليم أو ابن أبي سليم.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري 9/ 418): (صدوق وصفوه بسوء الحفظ، قال النسائي: ليس بالقوي، وقال يعقوب بن سفيان: إذا حدث من كتابه فحديثه حسن وإذا حدث من حفظه يُعرف ويُنكر، وقال أبوحازم: لم يكن بالحافظ، وقال ابن حبان في الثقات: كان يُخطىء).
وقال الحافظ في التقريب (ترجمة 8003): (صدوق ربما أخطأ). أه.
ومن أخطائه ما ذكره الذهبي في كتابه (ميزان الاعتدال 4/ 385): (قال الفسوي في تأريخه: حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبدالله بن عمرو قال: ليأتين على جهنم زمان تخفق أبوابها ليس فيها أحد، وهذا منكر، قال ثابت البناني سألت الحسن عن هذا فأنكره).
(الأثر الثالث) قال سليمان بن ناصر العلوان في كتابه (تنبيه الأخيار ص52): (هذا الأثر لا يصح، ابن جرير لم يذكر من حدثه، والمسيب لم يذكر من حدثه، فهو أثر تالف باطل).
قال مصطفى العدوي في كتابه (التسهيل / جزء عمَّ 1/ 30 - 31): (الآية ليس فيها دليل على فناء النار، وليس فيها أن الكفار يخرجون منها بعد دخولهم فيها، بل أفادت هذه الآية وما بعدها أن الكفار يلبثون فيها أحقاباً ليس لهم طعام ولا شراب إلا الحميم والغساق، ثم ماذا بعد هذه الأحقاب؟، ليس في الآية أنهم يخرجون أو أنها تفنى إنما جاء بعدها {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً}).
قال تعالى: {ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليآؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعضٍ وبلغنا أجلنا الذي أجَّلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} الأنعام) 128).
وقال تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفيرٌ وشهيق () خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} هود (106 - 107).
الأثر الأول:
قال إسحاق بن راهويه) كما في حادي الأرواح ص440): حدثنا عبيدالله حدثني أَبي حدثنا شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما أنا بالذي لا أقول إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيه أحد، وقرأ: {فأما الذين شَقُوا ففي النار لهم فيها زفيرٌ وشهيق}، قال عبيدالله: كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين).
الأثر الثاني:
قال ابن مردويه في تفسيره (كما في حادي الأرواح ص441): حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا خير بن عرفة حدثنا يزيد بن مروان الخلال حدثنا أبو خليد حدثنا سفيان - يعني الثوري – عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه قال: (قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق () خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شاء الله أن يخرج ناساً من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة فعل).
الجواب:-
(الأثر الأول) قال الأمير الصنعاني في كتابه (رفع الأستار ص76): (لا دلالة فيه على فناء النار، بل قوله [لا يبقى فيه أحد] دليل على بقائها، فإنك إذا قلت ليس في الدار أحد فإنه دال على بقاء الدار لا على فنائها).
(الأثر الثاني) قال الألباني (رفع الأستار هامش ص85): (فيه من كذبه ابن معين، وآخر لا يُعرف، ولذلك خرَّجته في الضعيفة [5200]).أه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/394)
وعلى فرض صحته .. قال الأمير الصنعاني في كتابه) رفع الأستار ص86): (الحديث ليس نصاً في الإخراج، بل إخبار مقيد بقضية شرطية وهو إن شاء الله أن يُخرج أَخرَج، وليس فيه أنه تعالى شاء ذلك، بل هو مثل {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}).
</ CENTER>
<CENTER>
وأختم هذا الموضوع بكلام نفيس للأستاذ أحمد محمد جمال من كتابه (القرآن الكريم كتاب أُحكمت آياته ص90 - 93): (إن الله عز وجل يقدم مشيئته قبل كل شيء: مع ما سبق من سننه الكونية وقضائه الأزلي، ومع وعده لرسوله صلى الله عليه وسلم ورؤياه المنامية بدخول المسجد الحرام فهو يقول {إن شاء الله} الفتح (27) ... ومع وعده الصادق الذي لا يخلفه في تعذيب المنافقين مع أنه حق عليهم فهو يقول {إن شاء} الأحزاب (24) ... وكذلك نشر الموتى بعد موتهم حق وواقع لا ريب فيه ولكنه يقرنه هنا بعبارة الاستثناء {إذا شاء} عبس (21 - 22) ... ومع أن الأنبياء محفوظون وهم لا يخافون أحداً ولا شيئاً لأنهم متوكلون على الله وهو عز وجل عاصمهم من الناس، إلا أن إبراهيم عليه السلام يدرك مبلغ المشيئة الإلهية المطلقة فيستثني من عدم خوفه من آلهتهم {إلا أن يشاء ربي شيئاً} الأنعام (80) ... ومثله مقالة الرسل عليهم الصلاة والسلام لأقوامهم إنهم لن يعودوا إلى ملتهم ملة الكفر والشرك والوثنية، وذلك حق لا ريب فيه والله مانعهم وعاصمهم من العودة إلى الجاهلية ولكنهم يستثنون فيقولون {إلا أن يشاء الله ربنا} الأعراف (89) ... وكذلك جمع الناس ليوم القيامة بعد تفرقهم في الزمان والمكان على مدى عمر الدنيا الطويل حق وواقع لا ريب فيه، ومع ذلك تقدم المشيئة الإلهية المطلقة {وهو على جمعهم إذا يشاء قدير} الشورى) 29).
ونعود إلى قول بعض المفسرين: إن الاستثناء في خلود الكفار في النار أمكن تفسيره أو تخصيصه بأصحاب الكبائر أو الفترة بين البعث والاستقرار في جهنم، فماذا يقول أصحاب هذا الرأي في الاستثناء المماثل في آيات نعيم المؤمنين كقوله تعالى: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك} هود (108).
هل يستطيعون تخصيصه بأصحاب الصغائر؟ أو بالمدة بين البعث من القبور والاستقرار في الجنة؟!!!
وهناك في القرآن الكريم أمثلة بل حقائق بل هي وقائع من المشيئة الإلهية المطلقة:-
الأولى: قصة زكريا عليه السلام، الذي بشره الله بولادة يحيى عليه السلام على الرغم من شيخوخته وعقم زوجته: {قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكِبَرُ وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء} آل عمران (40).
الثانية: قصة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، قد جاء من غير أب وعجبت أمه مريم: {أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء} آل عمران (47).
الثالثة: قصة ولادة إسحاق لإبراهيم عليهما السلام وعجب زوجته سارة: {قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنَّ هذا لشيء عجيب () قالوا أتعجبين من أمر الله} هود (73).
</ CENTER>
هذا والله أعلى واعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 12:43 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا.
إنهم خالدون.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[14 - 11 - 02, 12:50 ص]ـ
جزى الله الكاتب خيرا
............
نعم وصدقت أخي الأزهري إنهم خالدون
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 11 - 02, 02:40 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي لسع وعسل.
سمعتُ من الكثيرين أنّ شيخ الإسلام ابن تيميّة وتلميذه ابن القيّم يقولان بفناء النار. فهل هذا صحيح؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 09:00 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
فضيلة الشيخ هيثم حمدان وفقه الرب.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية فلا تصح نسبة الكلام إليه
وأما شيخ الإسلام ابن القيم فله في المسألة أقوال , والذي نظنه به رحمه الله تعالى وجزاه عن الإسلام خيرا أنه رجع عن القول بفناء النار ليوافق الإجماع
وأن هذا هو آخر أقواله وناسخ للقولين قبله.
هذا بإجمال , ولعل الله أن ييسر بالتفصيل قريبا إن شاء الله.
والله يرعاك.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 09:28 ص]ـ
الأخ الكريم لسع وعسل
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركة النافعة، ولكن لنا طلب عندك، وهو أن تجعل (العسل) فقط لمنتدانا المبارك، وأما (اللسع) فحوّله إلى غيرنا من المنتديات المحتاجة للّسع، وما أكثرها، لا كثّرها الله.
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[14 - 11 - 02, 10:58 ص]ـ
لا ينقضي عَجَبي من قومٍ يَدَعونَ النصوصَ المحكمة، ويتشَبّثون بأقاويلَ محتمِلة لِبعضِ أهلِ العِلم ,, وهي غير مقبولةٍ لو كانت صريحة ً، فكيف وهي ليست كذلِك ... تاللهِ ما بِهذا أُمِروا، ولا إليهِ أُحيلوا ..
وبارَك الله في أخينا (لسع وعسل)،
ولا بُدّ دون الشَهْدِ من إبَرِ النحلِ!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[14 - 11 - 02, 01:54 م]ـ
أما شيخ الإسلام فلا تصح نسبة ذلك إليه إلاّ بتحميل مقيت لكلامه.
وأما ابن القيم فقد رجع عن ذلك. والحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/395)
ـ[ابن الريان]ــــــــ[14 - 11 - 02, 06:35 م]ـ
الأخوة (الأزهري السلفي) و (المؤمل)
جزاكما الله خيراً على هذا التنبيه.
الأخ (هيثم حمدان)
ما عندنا ذكرناه، ومن كان عنده زيادة بيان فلا يبخل علينا به.
الأخ (أبو خالد السلمي)
بإذن الله تعالى نكتب ما فيه نفع للإسلام والمسلمين، ونسأل الله أن يقينا شر الفتن.
ـ[راشد]ــــــــ[14 - 11 - 02, 08:19 م]ـ
نشر الأخ أبو تيمية رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3117&highlight=%DD%E4%C7%C1+%C7%E1%E4%C7%D1
وهي ذاتها التي حققها السمهري .. وفيها رد على القائلين بفناء الجنة والنار ..
ـ[راشد]ــــــــ[14 - 11 - 02, 08:45 م]ـ
عملت بحث في المنتدى عن عبارة: القول بفناء النار، فوجدت النتيجة التالية:
جواب السؤال الثاني:
قال شيخ الإسلام في رسالتة الأخيرة التى الفها في محبسه الاخير – وكان سببها سؤال وجهه الية ابن القيم -: (وأما القول بفناء النار، ففيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين ومن بعدهم ..... ) (ص / 52) وانظر سؤال ابن القيم في شفاء العليل: 2/ 721 - 722).
فالشيخ يرى أن هذه المسأ لة خلافية بين السلف وغيرهم، فلا ضير عنده في أختيار أحد القولين في المسأ لة.
وابن القيم قد حكى في غير ما كتاب أن هذا القول – أعني فناءها – هو اختيار شيخه، واختاره هو، والله اعلم بشيخه.
وقد كتب في المسألة عدة بحوث، منها:
رسا لة ماجستير في أم القرى، ورجح القول بفنائها، والف د/ علي الحربي في الذب عن شيخ الإسلام رساله
والف الصنعاني ردا على من قال بفنائها، وغير ذلك
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=1270&perpage=15&highlight=????%20??????&pagenumber=2
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[15 - 11 - 02, 02:52 ص]ـ
في نفسي (أحسن الله إليكم جميعاً) إشكال حول هذه المسألة طالما أردتُ مناقشته مع طلاب العلم.
وسبب تردّدي في طرحه هو أنّه مبنيّ على حجّة عقليّة بحتة.
مادام الإنسان ليست لديه القدرة على تحقيق الخلود في النعيم بنفسه (لن يدخل أحدكم الجنّة بعمله) ...
فكيف تكون لديه القدرة على تحقيق الخلود في العذاب؟
بمعنى آخر: هل من العدل أن يكون لدى الإنسان القدرة على تحقيق العذاب الأبدي (بعمله) وليست لديه القدرة على تحقيق النعيم الأبدي (بعمله)؟
ـ[راشد]ــــــــ[15 - 11 - 02, 05:31 ص]ـ
كيف عقلية بحتة وهي من العقيدة .. ؟؟
أليس جمهور أهل السنة على القول بعدم الفناء .. ؟؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[15 - 11 - 02, 07:55 ص]ـ
الذي قصدتُهُ أخي راشد هو أنّ إشكالي عقلي بحت لذلك تردّدتُ في طرحه. لا أنّ المسألة الأصليّة عقليّة بحتة.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[15 - 11 - 02, 02:49 م]ـ
يعني ذلك أن السمهري لم يحقق المسألة من الناحية العلمية بالأدلة من حيث ثبوتها وعدمها لشيخ الإسلام.
أين أجد تحقيق أبو تيمية؟
ـ[راشد]ــــــــ[15 - 11 - 02, 10:08 م]ـ
الرسالة التي نشرها السمهري فيها رد شيخ الإسلام على من يقول بفناء الجنة والنار معاً .. لكنه يرجح فناء النار وحدها .. يمكنك تحميلها من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3117&highlight=%DD%E4%C7%C1+%C7%E1%E4%C7%D1
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 11 - 02, 10:22 م]ـ
الحمدلله رب العالمين ..
المسألة فيها قولان للسلف كما نص على ذلك ابن القيم رحمه الله ..
وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله ..... أما ابن القيم ,,,فقد ذكر في كتابة حادي الارواح ...... 25 دليلا على فناء النار ..........
خمس وعشرون .. من اراد ان يرد فليرد على عشرة منها فقط!!!
وذكر ايضا في كتابة الصواعق المرسلة ادلة كثيرة وهو القول الذي يميل اليه بلا شك .. ولا ريب .. وألمتأمل في كلامه يتضح ذلك له ....... و قوله في ختام المسألة ان الله فعال لما يريد لا يعنى تشككه بل انه يعنى ان المسألة في النهاية الى الله ... تعالى.
أما شيخ الاسلام رحمه الله ... ففقد صنف في ذلك رسالة ذكر فيها ادلة من قال بفناء النار ومنها نقل ابن القيم أكثر ادلته رحمه الله وقد قال في الصواعق وكنت قد سألت شيخنا عنها ((يعنى مسألة الفناء)) فقال فيها قولان للسلف .... ثم أرسلت اليه مع رسول قوله تعالى ((الا ما شاء ربك)) وعلمت عليه وقلت للرسول قل له قد اشكل علي هذا ... فصنف رسالته ... وظاهر الكلام انها الرسالة التى حققها الدكتور المصري والتى ذكر فيها الشيخ ادلة القائلين بالفناء ... ((ولا اعرف رقم الصفحه لاني لا املك جهازا في المنزل لكن غدا ان شاء الله اكتبه).
وقد ذكر ابن القيم المسألة وبسطها في ثلاث كتب:
حادي الارواح ..
وشفاء العليل ..
والصواعق المرسلة كما في مختصره ....
ومن تأمل في كلامه رحمه الله علم انه ينصر هذا القول ....
وينبغى لنا ان نتحرى العدل ونبين الخطأ وان صدر من اجل العلماء وهو قول له أدلته من اقول السلف وغيره ....
ولا ادري اين تراجع ابن القيم رحمه الله؟؟؟؟؟؟؟
وهذه كتبه مبثوث فيها هذا القول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/396)
ـ[ابن الريان]ــــــــ[16 - 11 - 02, 09:22 م]ـ
الأخ الكريم (المتمسك بالحق) حفظك الله ورعاك.
قلتم: المسألة فيها قولان للسلف.
ونحن نقول: هلاَّ ذكرتم لنا هؤلاء السلف؟!
قلتم: الإمام ابن القيم رحمه الله ذكر في كتابه (حادي الأرواح) [25] دليلاً على فناء النار، ومن أراد أن يرد فليرد على [10] منها فقط.
ونحن نقول: عذراً على عدم إتياننا بالـ[10] وطلبنا ممن يرى غير ما سطرناه أن يأتينا ولو بدليلٍ واحدٍ صحيحٍ صريح سواءً من كتب الإمام ابن القيم أو غيرها من الكتب .. ونحن نرجع عما سطرناه.
ـ[راشد]ــــــــ[17 - 11 - 02, 12:13 ص]ـ
كلام ابن القيم هنا:
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=100&id=265
كأنه يميل الى التوقف ..
وهنا يروي عن شيخه أن للسلف قولان ونزاع في المسألة:
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=83&id=247
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 11 - 02, 12:48 ص]ـ
ليست عندي كتب الآن ولكن قرأت ما يفيد تراجعه ابن القيم في الوابل الصيب قديماً.
فقد نص فيه على عدم القول بفنائها فراجعه.
أما شيخ الإسلام فالكلام في تحقيق قوله يطول.
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 11 - 02, 12:58 ص]ـ
هذا هو قول ابن القيم فاسمع يامنتدى:
"ولما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لايشينه خبث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيهم خبث وطيب دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد فانهم اذا عذبوا بقدر جزائهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض "
الوابل ص34.
وهذا نص صريح ظاهر.
ومعلوم أن حادي الأرواح الذي ذكر فيه القول الآخر مما ألفه متقدماً، ومعلوم أنه -رحمه الله- كان متأثراً ببعض مقولات أهل الكلام قبل لقائه بشيخ الإسلام الذي لا يقول بهذا القول على الصحيح وإن نقله، وقد نشر في مجلة الحكمة في أعدادها المتقدمة ولا أذكره بحث بعنوان (إثبات بطلان نسبة القول بفناء الجنة و النار لشيخ الإسلام) أو نحو هذا المعنى فمن عنده العدد أو يستطيع أن يراجعه فليتحفنا به فقد كان بحثاً مفيداً، وأظنه العدد الخامس أو قبل ذلك.
ـ[راشد]ــــــــ[17 - 11 - 02, 01:36 ص]ـ
ولكن في جواب علي العمران: قال شيخ الإسلام في رسالتة الأخيرة التى الفها في ((محبسه الاخير)) – وكان سببها سؤال وجهه اليه ابن القيم -: (وأما القول بفناء النار، ففيها قولان معروفان عن السلف والخلف، والنزاع في ذلك معروف عن التابعين ومن بعدهم ..... ) (ص / 52) وانظر سؤال ابن القيم في شفاء العليل: 2/ 721 - 722).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 11 - 02, 01:28 م]ـ
أخي الحبيب جعل الله لنا عسله وابعد عنا لسعه ......
انا موافق لك .... في مقولك .... وهو ان النار لاتفنى والكفار فيها ابدا ...
لكن ينبغى ان نعلم ان القول بالفناء قول جماعه من العلماء .... ولا نشنع على من قال به لانه قول الطحاوي وغيره ....
ومن قال بالفناء يقول ان الكفار خالدون في النار لاتعارض لكن خالدون فيها ما دامتم هي موجودة وهذا سائغ بين ...
وعلى هذا فعنوانكم الذي كتبتموه لايتعارض مع كلامهم .... فهم يقولون ايضا انهم خالدون.
اما من سلف فأن ابن تيمية كما في رسالته قال انه ما ورد في تفسير عبد بن حميد .. عن عمر حول خروج الكفار دليل على ذلك وهو وان كان من طريق الحسن ولايثبت سماعه من عمر .. الا ان رواية الحسن له عن غير انكار وكذلك رواية عبد ابن حميد له في تفسيره وهو من اجله العلماء دون انكار دليل على قبولهم .... الخ.
أما رد الصنعاني رحمه الله على هذا الاثر فهو محتاج الى تحقيق من حيث قوله ان المقصود به عصاة الملسمين ... كما في رسالته المشهورة .....
هذا المهم اخي ان لا نشنع على من قال ذلك بل هما قولان للعلماء .......
ـ[راشد]ــــــــ[17 - 11 - 02, 06:03 م]ـ
أين قال الطحاوي أنها تفنى .. ؟؟
بل في متن العقيدة الطحاوية نفي فناء النار صريحاً:
http://arabic.islamicweb.com/Books/creed.asp?book=5&ID=413
والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان
وأما أثر عمر: لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه
فليس عن الكفار، قال ابن حجر: وهذا الأثر عن عمر لو ثبت حمل على الموحدين
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 11 - 02, 09:48 م]ـ
اخي الحبيب انما قالت ما نصه ((ولا نشنع على من قال به لانه قول الطحاوي وغيره ... )).
أي اننا لانشنع على العلماء لانه قول الطحاوي ((أي عدم فناء النار)) لانهم من علماء اهل السنة ولا نلزم من تقدم بقول من تأخر ....
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 11 - 02, 12:50 م]ـ
الأخ المتمسك بالحق، قلت: لكن ينبغى ان نعلم ان القول بالفناء قول جماعه من العلماء
ممكن تذكرهم لنا؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/397)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 02, 03:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي المتمسك بالحق جزاك الله خيرا على إظهار مرادك
لأن عبارتك موهمة جدا غير ما أردت
وبصراحة لقد خانك التعبير تماما فإنك حين قلت:
(ولا نشنع على من قال به ..... )
كان بعد: (لكن ينبغى ان نعلم ان القول بالفناء قول جماعه من العلماء)
على أي حال في انتظار أسماء بعض من قال بذلك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 02, 08:58 م]ـ
بعض السلف توقف في مصير النار ولم يجزم بفنائها، والفرق شاسع.
والأثر الذي يرويه الحسن عن عمر منقطع وعدم استنكارهم له لأنهم حملوه على الموحدين
وفي كل الأحوال فإن القول بفناء النار ينقضه قوله تعالى: لا يخفف عنهم العذاب
فإن فناء النار معناه انقطاع العذاب كلياً، وهو باطل بنص القرآن!
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 11 - 02, 12:30 م]ـ
اخي الفاضل الشيخ الازهري رعاه ربي ....
اولا: القول بأن النار باقيه قول تعضده الادلة وهو اعتقادنا وعليه اعتقاد جمهور المسلمين.
ثانيا: القول بفناء النار قول له ادلته.
ثالثا: ... هو قول ابن تيميه وابن القيم رحمهم الله ... وقال ابن تيميه هو قول جماعه من العلماء والصحابة كعمر وابو سعيد الخدري وابن مسعود وابو هريرة (1) .... وقول جماعة من التابعين كالحسن وغيره ...
وقال ابن تيمية ان رواية حماد ابن سلمة وعبد بن حميد ومن كان في الاسناد السابق عن عمر هذا الاثر دون انكار هو انما دليل على انه ليس فيه ما ينكر .... !!
ومن اراد المزيد فليراجع رسالة شيخ الاسلام وكذلك كتاب شفاء العليل وكذلك حادي الاوراح لابن القيم وكذلك مختصر الصواعق له ....
وهم قالوا باهذا القول ردا على الجهمية ونفاة الحكمة لان نفاة الحكمة استدلوا بهذا على نفي الحكمة واي حكمة يقولون في ان تعذب نفس ابد الابدين دون نهاية؟؟!! هكذا زعموا واحتجوا بستدلالات عقليه.
والمسألة كبيرة وابن القيم رحمه الله اجاد فيها الاستدلال جدا وخاصة في شفاء العليل ...
ورد على من قال ان المقصود به عصاة الموحدين فليراجع .....
أما من أستدل بقوله تعالى ((لايخفف عنهم العذاب)) فهم يقولون لايخفف عنهم ما داموا فيها .... وهذا واضح معلوم من لغة العرب
__________________________________
(1) كل ما ورد عن هؤلاء الصحابه اما غير صحيح او غير صريح والله اعلم.
ـ[راشد]ــــــــ[19 - 11 - 02, 02:08 م]ـ
قلتَ في الهامش: كل ما ورد عن هؤلاء الصحابه اما غير صحيح او غير صريح
وأضيف: بل هو غير صحيح وغير صريح
فأثر عمر - مثلاً - منقطع .. وغير صريح، وقال ابن حجر: قال عبيد الله بن معاذ راويه: كان أصحابنا يقولون: يعني به الموحدين.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 11 - 02, 11:02 ص]ـ
أخي الحبيب راشد .... بل هناك ما هو صريح لكنه غير صحيح منه المرفوع ومنه الموقوف من مثل:
ما روى عن عبدالله بن عمرو قال ((ليأتين على جهنم يوم تصطفق فيها ابوابها ليس فيها احد)).
وما رواه ابن جرير عن المسيب ذكره عن ابن عباس ((قال في قوله تعالى مادامت السموات والارض)) قال أمر الله النار أن تأكلهم.
وما رواه الطبراني بسند فيه جعفر بن الزبير ... عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال:
ليأتين على جهنم يوم كأنها ورق هاج أحمر تخفق ابوابها)).
وعن ابن مسعود ((ليأتين على جهنم زمان ليس فيها احد وذلك بعد ما يلبثون فيها احقابا)) ...
وهذه الاثار اسانيدها ضعيفه بل بعضها باطلة ..... فهي غير صحيحه ...
وأما الغير صريح فهو كثير جدا كقول ابو سعيد الخدري في قوله تعالى الا ماشاء ربك ... هذه تقضى على كل اية في القرآن ... وهي ايضا من جهة الاسناد تحتاج الى تحقيق .....
أما فيما يتعلق بذكر ابن القيم ,,,,فابن القيم قد ذكر المسألة في ثلاث مصنفات له صريحة بينه أما حادي الاوراح فقد الفه متأخر ودليل ذلك انه قال فيه:
وأما ابديه النار ودوامها فقال فيها شيخ الاسلام .. وذكر اول كلام شيخ الاسلام وشيخ الاسلام الف رسالته متأخرا ... وهو كثير ما ينقل عن ابن تيميه في هذا المصنف فدل على تأخره ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/398)
وقد قال رحمه الله ((لكن ليس فيها ((اي الايات الثابته في تخليد الكفار في النار)) ما يدل على ان النار دائمة ابدا لا انتهاء لها وفرق بين ان يكون عذاب اهلها دائما ابدا سرمديا وان تكون هي ابدية لا انقطاع لها فلا تضمحل فهذا شئ وهذا شئ آخر)).
وقال رحمه الله وأما الذي اخبر به اهل السنة في عقائدهم وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة واخبر به السلف الصالح: أن الجنة والنار مخلوقتان وأن
أهل النار لايخرجون منها ولا يخفف عنهم العذاب ولايفتر عنهم وانهم خالدون فيها ومن ذكر منهم انها لاتفنى ابدا فأنما قاله لظنه ان بعض اهل البدع قال بفنائها ول تبلغه الاثار المتقدم ذكرها ....
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 11 - 02, 11:17 ص]ـ
لماذا نذكر هذا .... وهل في هذا تقوية لكلام اهل البدع المخرفه على امام المسلمين في زمانه وشيخ الاسلام ابن تيميه وابن القيم رحمهم الله نقول ان هذا النقاش افاد امور:
1 - الرد على من حكى الاجماع وبيان عدم صحة هذا.
2 - في هذا الرد على من قال ان ابن تيميه وابن القيم خالفا الاجماع في هذا الامر اذ لا اجماع فيه اصلا.
3 - بيان مستند وادلة ابن القيم رحمه الله وابن تيميه واستدلالاهم بالاثار المنقولة.
4 - بيان الحق والرد على المبتدعه بالحق فأهل السنة يذكرون مالهم وما عليهم واهل البدع يذكرون ما لهم.
5 - هذا هو عين الحق في الرد على من يكفر ابن القيم وشيخ الاسلام بزعم مخالفة الجماعه والقول بقول الجهمية بالفناء وبيان الفرق بين القولين.
6 - ابن القيم رحمه الله يميل الى هذا القول لكنه في كل مرة يسرد الاقوال ويبين الادلة يخبر ان هذا مرده الى الله مالك الملك ما شاء فعل سبحانه .....
7 - قول ابن القيم في المسألة المصرح به هو قوله
((وانا في هذه المسئلة على قول أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه فانه ذكر دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ووصف ذلك أحسن صفة ثم قال ويفعل الله بعد ذلك في خلقه ما يشاء وعلى مذهب عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حيث يقول لا ينبغي لاحد أن يحكم علىالله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا وذكر ذلك في تفسير قوله قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله وعلى مذهب أبي سعيد الخدري حيث يقول انتهى القرآن كله الى هذه الآية آن ربك فعال لما يريد وعلى مذهب قتادة حيث يقول في قوله الا ما شاء ربك الله أعلم بتبينه على ما وقعت وعلى ما مذهب ابن زيد حيث يقول أخبرنا الله بالذي يشاء لاهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ...
ولم يخبرنا بالذي يشاء لاهل النار والقول بان النار وعذابها دائم بدوام الله خبر عن الله بما يفعله فان لم يكن مطابقا لخبره عن نفسه بذلك والا كان قولا عليه بغير علم والنصوص لا تفهم ذلك والله أعلم)).
8 - بيان العصمه لرسول الله ....
9 - بيان انصاف اهل السنة في بيان الحق وتبيينه خلاف المبتدعة الذين يخفى بعضهم الكفر الصريح و يلبسون على الناس.
10 - بيان ان ابن القيم رحمه الله قد جمع الله له بين العلم والورع
وصورة هذا انه رحمه الله على انه عالم قد أجتهد بدلالة نصوص كثير عقلية ونقليه ... والحاكم اذا اجتهد فأخطاء فله اجر .... ومع هذا فأنه قد تورع عن الجزم بذلك وذكر ان قوله هو ((ان ربك فعال لما يريد)).
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 03:10 م]ـ
الحمد لله ..
أخي الشيخ المتمسك وفقه الله تعالى.
كلامك نفيس , لله درك
لكن فقط أردت أن أستزيدك وأسأل:
قول من من السلف هذا
أعني هل لابن القيم رحمه الله سلف فيه؟
وبالطبع أريد قولا صحيحا صريحا
وإلا يعتبر قاصرا عن حد الإستشهاد.
وجزاك الله خيرا.
ـ[راشد]ــــــــ[21 - 11 - 02, 12:05 ص]ـ
إذا لم يكن شيء صحيح في الشواهد فكيف استدل بها شيخ الإسلام وابن القيم؟؟؟
وهل يمكن اعتبار المسالة خلافية يجوز فيها القولان.؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 11 - 02, 12:42 ص]ـ
أخي راشد شيخ الإسلام لم يستشهد بتلك الشواهد، بل الثابت عنه أنه يقول بخلود النار وأهلها. وإنما الذي اضطرب في هذا الأمر هو ابن القيم، فتارة يقول بخلودها وتارة يتوقف.
أما الجزم بضعف تلك الآثار ففيه نظر إذ أن كثيراً منها في تفسير عبد بن حميد المفقود. والقول بضعفها يستلزم حصرها كلها ثم تخريجها.
ـ[راشد]ــــــــ[21 - 11 - 02, 12:55 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/399)
ولكن ابن القيم يروي عنه غير ذلك:
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=83&id=247
وأما ابدية النار ودوامها فقال فيها شيخ الاسلام: فيها قولان معروفان عن السلف و الخلف و النزاع في ذلك معروف عن التابعين
فقوله هذا يثبت أن فناء النار قول ثابت عنده عن بعض التابعين والسلف ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 11 - 02, 01:04 ص]ـ
الأخ الأزهري السلفي:
- ماذا يفيد من قال به إذا كان هو قول باطل. على كل حال ذكر غير واحد من أهل العلم المعتبرين أن جمهور أهل السنة على القول بخلافه، وهذا يشير إلى أن المسألة وقع فيها خلاف عندهم، ومن هؤلاء المعتبرين -غير أخي المستمسك بالحق- اللجنة الدائمة في فتواها رقم (4264) وفيها:
ثانيا: رأي ابن القيم في فناء النار يمكنك أن ترجع إليه في كتابه [الوابل الصيب] فقد صرح فيه بأن النار لا تفنى، كما هو قول جمهور أهل السنة والجماعة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
فنسبوا القول للجمهور وهذه إشارة واضحة لوقوع الخلاف عند السلف فيه.
=============================
الأخ محمد الأمين:
-الصواب كما قالت اللجنة ابن القيم رجع عن هذا القول في طريق الهجرتين وهنا، والوابل من آخر ما ألف ونصه فيه ظاهر سبق نقله.
- أما شيخ الإسلام فنصوصه الكثيرة تفيد بأن الجنة والنار لا تفنيان بل رد القول بفنائهما في غير موضع والعبرة فيما نص عليه.
===============================
الأخ راشد:
جوابكم اتضح، فلم يقل به شيخ الإسلام وتراجع عنه ابن القيم ونصه على خلافه موجود مثبت.
الإخوة الكرام أرجو أن ينتهي النقاش في هذه المسألة إذ الثمرة قليلة.
ـ[راشد]ــــــــ[21 - 11 - 02, 03:41 ص]ـ
والرسالة التي قال ابن القيم أن شيخ الإسلام كتبها في مجلسه الأخير
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 11 - 02, 02:32 ص]ـ
**** الشواهد التى ذكرت ليس فيها شي عند عبد بن حميد؟؟؟!!!!
بل هي عند الطبراني وتفسير ابن جرير والبيهقي وغيرهم واسانيدها موجودة لمن ارادها .... ؟!!
الاثر الذي عند عبد بن حميد واستدل به من قال بالفناء هو اثر عمر وهو منقطع ومع هذا فقد ساق اسناده ابن القيم ..... رحمه الله.
**** الاخ الازهري رعاه الله .. هو ايضا مروى عن اسحاق صريح لكن قد قال حرب ان المقصود هم عصاة الموحدين والله اعلم وحرب تلميذه.
... الاخ راشد شيخ الاسلام وابن القيم قد يستدلون بأن مجموع هذه الاثار تدل على ان للمسألة اصل وتدل على ان هذا القول ليس مما يستنكر عند السلف .... لذلك فأن ابن القيم وشيخه قالوا ان اثر عمر منقطع لكن رواية الثقات له من غير انكار تدل على انه ليس فيه ما ينكر فأنه قد رواه امثال حماد بن سلمه وعبد بن حميد .....
وانا اتوقف رغبة لطلب الاخ الفاضل الحارث الهمام فله مقام في قلوبنا اجمعين .....
ولله الامر من قبل ومن بعد .. والله المستعان.
ـ[ابن الريان]ــــــــ[22 - 11 - 02, 03:48 ص]ـ
< CENTER>
الأخ (حارث همام) حفظك الله ورعاك.
هلاَّ كتبت لنا نص فتوى اللجنة الدائمة برقم (4264) للفائدة.
</ CENTER>
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 11 - 02, 03:56 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الشيخ حارث همام وكذلك أخي الشيخ المتمسك بالحق
السؤال عن الفائدة من أن يكون هذا مذهب واحد من السلف عجيب
إذ هذا هو منهجنا وطريقنا
أعني أنا وأنتم لأنكما سلفيان ولله الحمد.
فإن صح من قول بعض الصحابة مثلاً فسنقول أن في المسألة خلاف لأن هذا فهم بعض الصحابة
ونحكم عليه ونعده مما اجتهد فيه الصحابي فأخطأ
إلا أن يكون الصحابي قد قال قولا ليس فيه للإجتهاد مدخل وجمع مع ذلك أنه لا يأخذ عن أهل الكتاب فله الحكم الذي تعرفانه
فتأملا.
أما إذا لم يصح عن أحد منهم شيء من ذلك فسوف أستنكر الرأي جدا وأشنع على القائل به مع إجلال من قال بذلك ممن علمنا أن أصوله على أصول أهل السنة
فكيف بواحد من أئمة أهل السنة كابن القيم شيخ الإسلام رحمه الله
للفائدة: فليراجع من شاء المقدمة التي وضعها الدكتور عواد عبدالله المعتق لاجتماع الجيوش الإسلامية.
(بيان موقف ابن القيم من بعض الفرق) , ط. الرشد
إذ ذكر له ثلاثة أقوال
وأخيرا:
وأنا مقتد بأخي المتمسك وتارك الكلام في هذا الموضوع إجلالا لأخي حارث همام.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 05 - 03, 12:40 م]ـ
لاجل النقاش حول كتاب البهيجي ......
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 05 - 03, 01:52 ص]ـ
سؤال لأهل الحديث:
يقول بعض المشايخ اليوم <<القول الثاني: لبعض السلف وهو أن النار تبقى أحقاب ثم تفنى ويخرج منها أهلها إذا تهذبوا وتطهروا وزال عنهم درن الكفر بما ذاقوه من العذاب. >>
السؤال: هل حقاً صح وجود هذا القول؟ أقصد هل الأسانيد التي له صحيحة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/400)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 05 - 03, 10:26 م]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل القائلين بأن المسألة خلافية عند السلف وأهل السنة أن يتكلفوا الجواب عن هذا:
قال العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد، سألت أبي عن أبي مطيع البلخي؟ فقال: لا ينبغي أن يروى عنه، حكوا عنه أنه يقول: الجنة والنار خلقتا فستفنيان، وهذا كلام جهم.
نقلته من لسان الميزان 3/ 247.
أثابكم الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 05 - 03, 12:27 ص]ـ
القول لفناء الجنة والنار قول جهمي كفري لم يقل به فيما اعلم احد من أهل الملة ......
الكلام اخي الحبيب عن فناء النار ... وليس فناء الجنة والنار ...
وكذلك القول بخلود الكفار في النار هو قول كل اهل الاسلام لانعلم مخالفا ومن خالف يحكم عليه بالردة بضوابطها لانها مخالفة لصريح القرآن .....
الكفار خالدون في النار ما دامتم النار .... قول واحد لاهل السنة.
و والمعترك في اصله انما هو بين نفاة الحكمة ومثبتيها ..... ولا ادري ما الذي جعله بين اهل السنة بقوليهم.
ـ[لسع وعسل]ــــــــ[29 - 05 - 03, 02:33 ص]ـ
انظر مشكوراً غير مأمور ردنا هنا على هذا الرابط:
http://www.muslm.org/showthread.php?s=&threadid=82798
الأخ الكريم (الفجر المنتظر)
أولاً: نريد دليلاً واحداً فقط (صحيحاً صريحاً) بالقول بفناء النار، علماً بأننا اطلعنا على كتاب الشيخ الفاضل الزاهد عبدالكريم بن صالح الحميد وجمعنا منه ومن غيره تسعة عشر دليلاً غالبها صريح وليس فيها ما هو صحيح إلا ما نقل عن أبي هريرة رضي الله عنه مع أنه لا دلالة فيه على فناء النار.
ثانياً: ما هو رد الشيخ على هذا الكلام؟!!!
(سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: [سبعة لا تموت ولا تفنى ولا تذوق الفناء النار وسكانها واللوح والقلم والكرسي والعرش]، فهل هذا الحديث صحيح أم لا؟
فأجاب: هذا الخبر بهذا اللفظ ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام بعض العلماء، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة على أن من المخلوقات ما لا يعدم ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار والعرش وغير ذلك ...... ) مجموع الفتاوى (18/ 307).
قال ابن حزم في كتابه (مراتب الإجماع ص 268): (النار حق، وأنها دار عذاب أبداً، لا تفنى ولا يفنى أهلها أبداً بلا نهاية، وأنها أُعِدت لكل كافرٍ مخالفٍ لدين الإسلام، ولمن خالف الأنبياء السالفين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم الصلاة والتسليم وبلوغ خبره إليه) .. ولم يتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا كما تعقبه على كثير من المسائل في كتابه (نقد مراتب الإجماع).
وقال ابن القيم في كتابه (الوابل الصَّيِّب ص 32): (ولما كان الناس على ثلاث طبقات: طيب لا يشينه خبث، وخبيث لا طيب فيه، وآخرون فيهم خبث وطيب، كانت دُورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذاعُذبوابقدر جزائهم أُخرجوا من النار فأُدخلوا الجنة، ولا يبقى إلا دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض).
وقال أيضاً في كتابه (زاد المعاد 1/ 68): (ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه، بل لو أُخرج منها عاد خبيثاً كما كان، كالكلب إذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرَّم الله تعالى على المشرك الجنة).
وقال أيضاً في قصيدته الكافية الشافية (كما في شرحها توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم / للشيخ: أحمد بن إبراهيم بن عيسى 1/ 96:
ثمانية حكم البقاء يعمها من الخلق والباقون في حيز العدم ...........
........... هي العرش والكرسي ونار وجنة وعَجب وأرواح كذا اللوح والقلم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/401)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني في كتابه (الرسالة الوافية لمذهب أهل السنة ص 101 - 102): (قولهم: إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجنة والنار قبل خلق آدم عليه السلام، خلقهما للبقاء لا للفناء، وأعدهما لأهل الثواب والعقاب، على ما أخبر به تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ............. ، وأن الجنة في عليين، والنار في أسفل سافلين، وأنهما لا يفنيان، ولا يموت أهلوهما).
وقال أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني في كتابه (عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص61): (يشهد أهل السنة ويعتقدون أن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما باقيتان لا تفنيان أبداً، وكذلك أهل النار الذين هم أهلها خلقوا لها لا يخرجون أبداً، ويؤمر بالموت فيذبح ........... ).
وقال ابن حزم الظاهري في كتابه (مراتب الإجماع ص268): (النار حق، وأنها دار عذاب أبداً، لا تفنى ولا يفنى أهلها أبداً بلا نهاية، وأنها أُعِدت لكل كافر مخالفٍ لدين الإسلام، ولمن خالف الأنبياء السالفين قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم الصلاة والتسليم وبلوغ خبره إليه).
وقال أيضاً في كتابه (الملل والنحل 4/ 83): (اتفقت فرق الأمة كلها على أن لا فناء للجنة ولا لنعيمها، ولا للنار ولا لعذابها، إلا الجهم بن صفوان).
وقال الطحاوي: (الجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان، فإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما أهلاً، فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه، وكلٌ يعمل لما قد فرغ له، وصائرٌ لما خلق له، والخير والشر مقدَّران على العباد) متن العقيدة الطحاوية (ص 12).
وقال القرطبي في كتابه (التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص432): (أجمع أهل السنة على أن أهل النار مخلدون فيها غير خارجين منها كإبليس وفرعون وهامان وقارون، وكل من كفر وتكبر وطغى فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى، وقد وعدهم الله عذاباً أليماً فقال عز وجل: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب}، وأجمع أهل السنة أيضاً على أنه لا يبقى فيها ولا يخلد إلا كافر جاحد).
وقال محمد بن صالح العثيمين في كتابه (عقيدة أهل السنة والجماعة ص64): (والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على بال، وهما موجودتان الآن ولن تفنيا أبد الآبدين).
وللشيخ سليمان بن ناصر العلوان رسالة أسماها:
(تنبيه الأخيار على عدم فناء النار).
وإليكم بعض ما ذكره في الرسالة:
قال في صفحة (10): القول بفناء النار قول مبتدع والقول به بدعة لا شك فيه ولا ارتياب كما قاله الصنعاني وهو الحق والصواب، والقول بفناء النار خارج عن مقتضى العقول ومخالف لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالكفار خالدون في النار خلوداً لا انقطاع له، بل هو غير متناهٍ أبد الآبدين ودهر الداهرين، وقد ذكر الله التأبيد في كتابه في ثلاثة مواضع في حق الكفار فهي كافية في أبدية النار وأبداً للزمان المستقبل الذي لا غاية لمنتهاه.
وقال في صفحة (14 – 16): هناك بعض الآثار وردت عن الصحابة الأخيار في بقاء النار وعدم فنائها نذكر منها أثرين خشية الإطالة:-
1 - عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: (أهل النار يدعون مالكاً فلا يجيبهم أربعين عاماً ثم يقول: إنكم ماكثون، ثم يدعون ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، فلا يجيبهم مثل الدنيا ثم يقول: اخسئوا فيها ولا تكلمون، ثم ييئس القوم فما هو إلا الزفير والشهيق تشبه أصواتهم أصوات الحمير أولها شهيق وآخرها زفير).
رواه ابن أبي حاتم وابن أبي شيبة. قال الهيثمي: (رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح).
وهذا الأثر له حكم الرفع لأنه أمر غيبي لا يقال من قبل الرأي.
2 - قال أبو الحسن بن البراء العبدي في كتابه الروضة (فيما ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه التخويف من النار):
حدثنا أحمد بن خالد – هو الخلال – حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبدالله قال: (لو أن أهل جهنم وُعدوا يوماً من أبد أو عدد أيام الدنيا لفرحوا بذلك اليوم لأن كل ما هو آت قريب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/402)
قال ابن رجب: إسناده جيد.
وقال في صفحة (61): وهنا مسألة ينبغي التفطن لها وهي أن كثيراً من الناس يتكلم في مسألة فناء النار تقليداً لشيخه ومتبوعه، ولو قالها غير شيخه لما قال بها ماعتقدها، بل قد يعادي من قال بها فهو لم يقل بها إلا من أجل أن شيخه قال بها، وهذا التابع لا يكون بمنزلة متبوعه لأنه جاهل لا علم له ولا دراية، بل مع كل ناعق يهرول.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[29 - 05 - 03, 11:45 ص]ـ
السابع: قول من يقول بل يفنيها ربها وخالقها تبارك وتعالى فانه جعل لها أمدا تنتهي إليه ثم تفنى ويزول عذابها قال شيخ الإسلام وقد نقل هذا القول عن عمر وابن مسعود وأبى هريرة وأبى سعيد وغيرهم وقد روى عبد بن حميد وهو من اجل أئمة الحديث في تفسيره المشهور حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن قال قال عمر لو لبث أهل النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه وقال حدثنا حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال لو لبث أهل النار في النار عدد رمل عالج لكان لهم يوم يخرجون منه ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى لابثين فيها أحقابا فقد رواه عبد وهو من الأئمة الحفاظ وعلماء السنة عن هذين الجليلين سليمان بن حرب وحجاج ابن منهال وكلاهما عن حماد بن سلمة وحسبك به وحماد يرويه عن ثابت وحميد وكلاهما يرويه عن الحسن وحسبك بهذا الإسناد جلالة والحسن وإن لم يسمع من عمر فإنما رواه عن بعض التابعين ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به وقال عمر بن الخطاب ولو قدر انه لم يحفظ عن عمر فتداول هؤلاء الأئمة له غير مقابلين له بالإنكار والرد مع انهم ينكرون على من خالف السنة بدون هذا فلو كان خذا القول عند هؤلاء الأئمة من البدع المخالفة لكتاب الله و سنة رسوله وإجماع الأئمة لكانوا أول منكر له قال ولا ريب أن من قال هذا القول عن عمر و نقله عنه إنما أراد بذلك جنس أهل النار الذين هم أهلها فأما قوم أصيبوا بذنوبهم فقد علم هؤلاء وغيرهم انهم يخرجون منها وانهم لا يلبثون قدر رمل عالج ولا قريبا منه ولفظ أهل النار لا يختص بالموحدين بل يختص بمن عداهم كما قال النبي أما أهل النار الذين هم أهلها فانهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولا يناقض هذا قوله تعالى خالدين فيها وقوله وما هم منها بمخرجين بل ما اخبر الله به هو الحق والصدق الذي لا يقع خلافه لكن إذا انقضى اجلها وفنيت تفنى الدنيا لم تبق نارا ولم يبق فيها عذاب قال أرباب هذا القول وفي تفسير علي بن ابي طلحة الوالبي عن ابن عباس في قوله تعالى قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم قال لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا قالوا وهذا الوعيد في هذه الآية ليس مختصا بأهل القبلة فانه سبحانه ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال اولياء وهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله انم ربك حكيم عليم وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون وأولياء الجن من الإنس يدخل فيه الكفار قطعا فانهم أحق بموالاتهم من عصاة المسلمين كما قال تعالى إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون وقال تعالى انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون وقال تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون وقال تعالى افتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو وقال تعالى فقاتلوا أولياء الشيطان وقال تعالى أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون
كتاب حادي الأرواح، الجزء 1، صفحة 249 - 250
ـ[لسع وعسل]ــــــــ[31 - 05 - 03, 06:49 ص]ـ
الأخ الكريم (عبد السلام هندي).
قول الإمام ابن القيم رحمه الله: (وحسبك بهذا الإسناد جلالة).
جوابه: (هذا كلام مسلم به وهو حق ولا نقاش فيه) 0
وقوله: (والحسن وإن لم يسمع من عمر فإنما رواه عن بعض التابعين ولو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/403)
جوابه: (لا يشترط تصحيح الحسن له وجزمه به أنه صحيح أبداً وهذا معلوم عند أهل الحديث، فقد وثق رجال من السلف هم أجل من الحسن ولم يصفهم أحد بالتدليس رجالاً فلم يقبل منهم هذا التوثيق علماً بأنهم بينوهم وصرحوا بأسمائهم، فكيف بمن لم يبين؟ وأيضاً وُصِف بالتدليس؟ فهاتان علتان 0
أولها:
عدم التصريح باسم التابعي، ولو كان ثقة فلماذا لم يذكره؟ فعدم ذكره ريبة واضحة فيه، والحجة في السند لا في اجتهاد الأشخاص إلا أن نعود عودة صريحة إلى التقليد الأعمى.
ثانيها:
علة التدليس وقد وصف بها الحسن رحمه الله تعالى وعدم ذكره للتابعي الراوي عن عمر يوضح ذلك خصوصاً وقد روى عنه هذا الأثر أكثر من راوٍ بنفس الطريق الساقط منها التابعي 0
فمن هنا يتضح لنا جلياً أن هذا السند لهذا الأثر لا يثبت عن عمر رضي الله عنه ولا يسلم به حتى جدلاً لأنه فاقد أصل من أصول الصحة وهو الاتصال وجزم الحسن رحمه الله تعالى له لا يُلزم به غيره 0
وقوله: (ولو قدر انه لم يحفظ عن عمر فتداول هؤلاء الأئمة له غير مقابلين له بالإنكار والرد مع أنهم ينكرون على من خالف السنة بدون هذا فلو كان أخذ القول عند هؤلاء الأئمة من البدع المخالفة لكتاب الله و سنة رسوله وإجماع الأئمة لكانوا أول منكر له).
جوابه: (هذا محتمل واضح أن الأئمة تناقلوا هذا الأثر على مفهوم غير المفهوم المراد لديكم وقد تناقلوه على مفهوم متظاهر كل التظاهر عن مفهومكم، فقد يتناقل الأئمة أثراً في العقيدة وهو مخالف على سبيل الجمع، فمثلاً:
قال الحاكم في المستدرك (حديث 71):
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا خشنام بن الصديق، ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ. حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ محمد بن أيوب، ثنا أبو الربيع الزهراني [ثنا] أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حرملة بن عمران التجيبي، ثنا أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنه كان سميعاً بصيراً} فوضع إصبعه الدعاء على عينيه، وإبهاميه على أذنيه).
فالحاكم رحمه الله تعالى روى هذا الحديث وتناقله الأئمة بسنده، فهل تستطيع أن تثبت من هذا الحديث الأُذن لله جل جلاله؟
وعلى كلٍ الأثر لا يثبت 0
هذا والله تعالى أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 08:27 ص]ـ
أخي الكريم عبد السلام هندي
أثر عمر لا يصح وعلى فرض صحته فإنه محمول على الموحدين، وإلا لزم من ذلك أن نقول بخروج الكفار من جهنم، حيث الأثر لا يتحدث عن فنائها!
أما باقي الآثار إن صحت فغاية ما فيها التوقف في هذه المسألة. وهناك فرق بين التوقف في مسألة فناء النار، وبين الجزم بفناء النار!
وأما أنا فأجزم بخلود النار وخلود إبلبس فيها
خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ
وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ
فلو قلنا بفناء النار فمعنى هذا تخفيف العذاب عنهم، بل زوال العذاب بالمرة! وهذا مخالف لكتاب الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 05 - 03, 03:21 م]ـ
لاشك عندي ولاريب بحمدالله ... (بالقول بعدم فناء النار) ... وانما عرضنا ادلة القائلين بالفناء وهم من قد علمت من الفضل والفهم والذكاء والديانة .....
وهدفنا بهذا الى امور ذكرناها في رد سابق .....
من اهمها تشنيع بعض طلبة العلم على من قال بهذا وهذا خطأ صريح اذا القائلون لهم من الادلة ما يشفع لهم.
والمنهج العلمي ان تتبع ادلتهم النقلية والعقلية ثم يبين ما يصح منها وما لايصح.
وخاصة ما يتعلق بالتعليل. واثبات حكمة العزيز الجليل.
------------------------------------------------------------------------------
الاخ الفاضل محمد الامين (لايخفف العذاب ولايزول ما دامت النار) هذا ردهم ... وهذا سائغ لغة وعقلا.
فأنت تقول لمن عزر بالسجن (لا تخففوا عنه العذاب).
وليس معنى ذلك لاتخففوا عنه العذاب حتى بعد خروجه فمقصودك ما دام تحت اليد في السجن.
(((هذا ردهم)))
ـ[المحقق]ــــــــ[31 - 05 - 03, 06:05 م]ـ
الذي أر اه أن المسألة بحاجة إلى مناقشة كل دليل من أدلة القائلين بفناء النار على حدة، و الإتيان على جميع ما يشتبه فيها، و لنأخذ كتاب ابن تيمية قاعدة في الرد على القائلين بفناء الجنة و النار، و لننظر.
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[31 - 05 - 03, 06:19 م]ـ
أحسنت أخي الكريم لسع وعسل
والقول بأن النار تفنى
بدعة #### والله المستعان.
## حرر من قبل المشرف ##
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 05 - 03, 10:18 م]ـ
بدعة ####؟
آفة اتعبتنا ... يا اخي من قلة المرؤة والادب مع العلماء ان تصف قولا قام عليه اكابر العلماء بأنه بدعة خبيثة ...
أسالك بالله ان تتأدب مع اهل العلم ان كنت من اهل السنة والجماعه اما ان كنت من اهل البدع ممن يحطون على شيخ الاسلام وتلميذه .. فدونك قل ما شئت والله حسيبك.
و ارجوا من الاخوة المشرفين حفظ حقوق العلماءوتنزيه هذا الملتقى من الطعن فيهم.
والله المستعان حقا ,,,,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/404)
ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[31 - 05 - 03, 11:34 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
أخي الكريم " المتمسك بالحق "
أولاً 0000 يجب أن تعلم أنني لست رافضياً حتى أنقم على ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا لأجل تصحيح معلوماتك فقط 0
ثانياً 000 أيضاً يجب أن تعلم أيها الكريم أنني لست علمانياً أيضاً وقد تتعجب إن علمت أن ابن القرية حصناً ضد سهام الرافضة الذين ينقمون على هذا العلم 0
ثالثاً 000 يجب أن تعلم أيضاً أن ابن تيمية رحمه الله تعالى يعتريه النقص كبقية البشر ويقع في الخطأ كبقية العلماء وله عندنا مكانة كبيرة بقدر مقامه وفضله وعلمه فجزاه الله عنا خيراً ولكن لا يعني هذا أننا نقدم قداسته على دين ربنا وحمى عقيدتنا لا وربي فتنبه 0
رابعاً 000 يجب أن تعلم أخي الكريم أنت وأخي الفاضل الذي حذف لفظة ((خبيثة)) أنه ليس كل ما قيل عن عمل أو قول أنه بدعة يكون صاحبها مبتدعاً وهذا من أولويات العلوم فلا أدري كيف فهمتم هذا والله المستعان فليس معنى قولي بدعة خبيثة أن هذا ينطبق على شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فهناك استيفاء شروط وانتفاء موانع في التبديع والتكفير فا علم 0
خامساً 000 هذه زلة في العقيدة من ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى يجب أن تبين للناس ويحذر منها ومن تأمل كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتبه يجد عجباً في الأمر لاختلاف أقواله ولما سأل ابن القيم رحمه الله تعالى عنها ابن تيمية قال هذه مسألة أكبر من السماء والأرض فتنبه فقداسة العقيدة عندنا مقدمة على ابن القيم وشيخه رحمهما الله تعالى 0
سادساً 000 كل الآثار الواردة تفتقر للصراحة والصحة فهي يتيمة من هاتين الصفتين وما كان من أدلة فهي واضحة التكلف بينة الخطأ والله المستعان 0
سابعاً 000 لفظة ((خبيثة)) إخوتاه أعجب والله منكم وهل هناك بدعة ليست خبيثة الله المستعان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول عنها ضلالة فهل الضلال طيب أم خبيث بل خبيثة وخبيثة فالله الله في العقيدة ورحم الله الصنعاني والألباني فقد أبلغا في الأمر مبلغاً سامِ ولله الحمد 0
ثامناً 000 أخي الكريم أرجو أن تعلم أن الدفاع عن العقيدة من الأدب البالغ مع الله فمن أحسن فليتكلم ومن لم فليسكت وليتعلم والله أعلم بمن اتقى وقمة المرؤة أن تجعل من نفسك حصناً حصينا تتصدى لكل البدع التي تدمر الإسلام وأهله ووالله لو ناقش هذه المسألة سوى ابن القيم وابن تيمية رحمهما الله تعالى من علماء اليوم ولم يتكلم قبله ابن تيمية ولا تلميذه لرأيت أمراً أسوداً ولكن لثقلهما في الميزان عندنا فجزاهما الله تعالى عن الإسلام وأهله خير الجزاء وغفر لهما زلاتهما 0
تاسعاً 000 يجب أن نكون على مستوى مسمى المنتدى لمعرفة الأصول البدائية والقواعد الأولية حتى لا نرمي بعضنا بفواقر نحن في غنا تام عنها 0
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ابن القرية
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 12 - 03, 09:16 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المتمسك بالحق
الاخ الفاضل محمد الامين (لايخفف العذاب ولايزول ما دامت النار) هذا ردهم ... وهذا سائغ لغة وعقلا.
أخي الكريم لا يخفاك ما في هذا الرد من تكلف وتقوّل على الله عز وجل، وهو غير مستساغ لا عقلا ولا شرعا
ـ[سليمان محمد الشافعي]ــــــــ[03 - 12 - 10, 06:58 م]ـ
و هناك بعض يعتقدون بفناء النار و الجنة و إذا طلبت منهم الدليل يقولون لك أن الفناء ممكن عقلا و محتمل نقلا(23/405)
تارك الصلاة كسلا؟ لايكفر.
ـ[غندر]ــــــــ[18 - 11 - 02, 09:49 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد
تارك الصلاة, وهو يعلم انها واجبة غير منكر لوجوبها, وتركها كسلا وتهاونا, فقد اتىمعصيتا كبيرة, فهو إلى مشيئة الله, إنشاء عذبه, وإنشاء غفر له, وتارك الصلاة تهاونا, وهو يشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله, ويؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ويؤمن باليوم الأخر والقدر خيره وشره, فهو مؤمن ناقص الإيمان, ولايخرج من الملة.
الأدلة
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} النساء
قوله عليه السلام {يا أسامة! كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟!} صحيح الجامع
وقوله عليه السلام {لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن، و لا يشرب الخمر و هو مؤمن، و لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن، و لا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه أبصارهم و هو مؤمن} متفق عليه
اماقوله عليه السلام {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} صحيح, النسائي, ابن ماجة.
فهو كقوله صلى الله عليه وسلم {لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض} متفق عليه
فإن أخذنا بظاهر الحديثين, فيتبين لنا أن الصحابة رضوان الله عليهم كفروا في قتالهم في الفتنة, {وهذا قو لا يقوله أهل السنة والجماعة}
ومن كفر تارك الصلاة كسلا, فهو يقترب من منهج الخوارج في تكبير صاحب الكبيرة, وقوله عليه السلام {سباب المسلم فسوق, وقتاله كفر} والراجح من معنى الأحاديث, التي لا تعرض بينها, ان الكفر المقصود, هي صفة الكفار, لإن من صفة الكافر أنه لايصلي, ويقاتل المسلم, وهذا لا يعني التكفير الصريح, وإخراج المؤمن من الملة بعد أن شهد أن لا أله إلا الله وأن محمد رسول الله. والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 02, 08:54 ص]ـ
الأخ غندر ...
أما قولك:
(ومن كفر تارك الصلاة كسلا, فهو يقترب من منهج الخوارج).
فلا يصح
لأن القول بكفره قول طوائف من الخلف والسلف.
ويبدو أن كلامك نابع من تأثر ببعض المعاصرين.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 11 - 02, 09:15 ص]ـ
وأنا أرجو الله عز وجل أن تصبر على قراءة الموضوع التالي (في الرابط) كاملا ففيه فوائد قيمة.
وأنصح نفسي قبلك.
أن تنتبه إلى بعض المعاصرين
الذين يريدون أن ينفوا كل خلاف وقع بين السلف
ويحملون الناس على رأي
مع الحكم بخطأ المخالف والتشنيع عليه
وأقول لك:
كل مسألة وقع الخلاف فيها بين السلف , فالخلاف واقع فيها إلى ما شاء الله
لا يصح إنكار الرأي الآخر
لكن لك أن ترجح بين الأدلة بحسب ما معك من أدوات , علمني الله وإياك.
فأنا أقول بكفر تارك الصلاة كسلا , والرد عندي مستوفى على كل ما يورده المخالف ومنها الشبه التي ذكرتها
لكن هذا لا يعني إنكاري الخلاف
في مسألة اختلف فيها السلف (على الرغم أن بعض العلماء يقولون أن القول بكفره هو إجماع الصحابة)
وقبل أن تحكم بهذا علي َّ بنزعتي الخارجية لا تنسى أن تحكم على الإمام أحمد وطوائف من أصحاب الحديث وشيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن باز وعبد الرزاق عفيفي ومحمد بن إبراهيم وغيرهم كثير جدا من المعاصرين.
وإليك الرابط.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3521&highlight=%C3%CD%E3%CF+%ED%DF%DD%D1+%C8%CA%D1%DF
ـ[القعنبي]ــــــــ[19 - 11 - 02, 07:51 م]ـ
الاخ الكريم / غندر .. يظهر من كلامك انك متأثر بمذهب الارجاء الذي كان يعتقده الشيخ الالباني عفا الله عنه ونصره بعض الجهلة والضلال الذين حذر منهم السلف والخلف .. فلا يمكن مناقشتك حول مسألة ترك الصلاة حتى تصحح اصولك في مسائل الايمان والاحكام
ـ[الزبيري]ــــــــ[19 - 11 - 02, 10:15 م]ـ
الاخ القعنبي:
أذكرك بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (( ..... الذين يريدون أن يكفروا الناس يقولون عنه (أي الالباني) وعن أمثاله: إنهم مرجئة! ... ))
فاربأ بنفسك أخي أن تلغ في اعراض علماء الامة .... والسلام
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 01:42 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
لا أختلف مع أخي القعنبي سوى في قوله:
(الارجاء الذي كان يعتقده الشيخ الالباني).
لأن الشيخ أصوله أصول أهل السنة والجماعة بلا شك
لكن قال بقول المرجئة في مسألة وهذا لا يجعله متمذهبا بالإرجاء
وابن حزم قال بقول الجهمية في الصفات وهذا لا يجعله جهميا
بل مدحه شيخ الإسلام في مسائل الإيمان!
وابن حجر والنواوي عندهما أشعريات وليسا بأشعريين.
وهكذا.
(كل من صحت أصوله لا يخرج من أهل السنة والجماعة بقول يقوله)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 01:48 ص]ـ
الحمد لله ...
ومن الأصول التي يجب تصحيحها
مسألة العمل (القول) هل يخرج من الإسلام بمجرد إتيان الفعل أو بالترك أم لا؟
تأملت النزاع المرير على مسألة الحاكمية فوجدت اختلافهم في المسألة متفرع على الأصل السابق
فمن أصول المرجئة أن يجعلوا الكفر متعلق بالقلب فقط
أما العمل فلا
وهو مذهب مهتريء عار عن الدليل
(لو قيل لعاقل تَخَاطَأ فقال به لكان قد أحسن التخَاطؤ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/406)
ـ[غندر]ــــــــ[20 - 11 - 02, 04:55 م]ـ
رحم الله أخواني في المنتدى , الذين رموني ورموا بعض الأئمة بالإرجاء, وأحمد الله أن هذه التهمة, قذف بها الكثير من أهل الحديث منهم إبن المبارك , اما قولنا إن المكفر لترك الصلاة, كسلا , يلتقي مع منهج الخوارج في تكفير صاحب الكبير , أما من جحدها وأنكر وجوبها ,فهو كافر بالإجماع من سلف وخلف , وهو قول الأئمة المتقدمين, والمتأخرين , وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولم أرى, أو بلم أقف على قول أحد أنه يكفر تارك الصلاة المتهاون بها , بل أن بعض المعاصرين قد صرح من ترك فرض بعينة , قد كفر والعياذ بالله , ونحن لا نرمي أحد بأنه خارجي , أو تكفيري , بل نرى أنهم يلتقون معهم في هذا المبد أ ,وأرجوا من أخوننا , وخصوصا القعنبي , أن يتقبلون الحوار بصدر رحب , وكل منا إنشاء الله باحث عن الحق , ومتبعه, وكل منا يؤخذ من قوله ويرد عليه , إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
ـ[غندر]ــــــــ[20 - 11 - 02, 05:15 م]ـ
{فلا يمكن مناقشتك حول مسألة ترك الصلاة حتى تصحح اصولك في مسائل الايمان والاحكام}
رحمك الله ياقعنبي , ماقلته اتهام خطير , وتسرع بالحكم وأرجو أن تتوب إلى الله من هذا القول, وأنت في حل مما قلته لي.
ـ[القعنبي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 08:21 م]ـ
اخي الكريم / ان ما كتبته في مداخلاتك قد حوى على مغالطات عدة ولا ادري من اين ابدأ بها .. هل في مسائل الايمان ام في موقف الالباني منها ام توجيه كلام ابن عثيمين ام النقاش في حكم تارك الصلاة تهاونا .. ام في دفع فريتك على السلف ... هذا بعض ما حواه مقالك ومداخلاتك من اخطاء .. فانبه عليها باختصار:
اولا: لا شك ان الشيخ الالباني عالم جليل صادقصاحب سنة وجماعة .. ولسن انا من يزكيه فهو اعظم من ان اثني عليه رحمه الله وعفا عنه .. وهو بشر يخطئ ويصيب .. لا احد معصوم الا النبي صلى الله عليه وسلم .. اذا سلمت بذلك فلا بد ان تنظر الى كل احد غير النبي صلى الله عليه وسلم بتجرد وانصاف .. ولا تأخذك العاطفة بعيدا عن لغة العلم ولغة الانصاف والتجرد .. ومنهج الشيخ ناصر في الايمان متأثر بمنهج المرجئة وادلة الشيخ ناصر على عدم كفر تارك الصلاة هي ادلة المرجئة وهي الادلة التي ذكرتها انت في مقالك المكون من بضعة اسطر لذا قلت: انك متأثر بمنهج الارجاء .. فان القواعد التي سطرتها هي قواعد المرجئة التي دكها علماء السنة قديما وحاضرا ولو انك قرأت الكتب الاثرية لعرفت منهج السلف ولكن كثيرا من الاحباب يدعي انه على منهج سلفنا الصالح وهو في الواقع بعيد عنهم كل البعد .. لو سألته ماذا قرأت من كتب المنهج السلفي؟ لقال: كتب الالباني وعد بضعة نفر افضل ما يقال عنهم: طويلبي علم!
فأين كتب ابن بطة من حياتك .. و اين كتب السنة للائمة وكتب ابن خزيمة ومسائل ابن راهوية ومسائل احمد ومسائل ابن المبارك وابن المسيب ومالك والثوري والاوزاعي والقعنبي وغيرهم من الائمة الاعلام؟؟
من اراد ان يعرف حال السلف ومنهجهم لا بد عليه لزاما ان يقرأ كتب هؤلاء الاعلام .. ولا يكتفي بكتب الالباني وغيره .. ممن قد يؤصل تأصيلات باطلة يحسبها على منهج السلف وهي باطلة النسبة اليهم اجنبية عن منهجهم.
ومن هنا اتى الخلط والخبط الموجود في الساحة العلمية .. يأتي احدهم فيقرأ كلاما للالباني او ربيع او فالح! ثم يقول هذا هو منهج السلف ومن خالفه فهو مبتدع ضال خارج مارق حروري! ولا يدري ان هؤلاء قد خبطوا في قضايا نسجوها من محض خيالهم وافقهم ونسبوها زورا الى السلف وهم منها براء .. ويأتي الافاك فيقول .. من طعن فيهم فاتهمه على الاسلام!!!!!
ومن ابرز هذه المسائل مسألة الايمان التي قد خبط فيها الشيخ الالباني رحمه الله تخبيطا عظيما واتبعه قطعان من الناس لا يدرون الى اي مذهب ينتسبون والى اي منهج هم تابعون .. ومن اراد التفصيل في منهج الالباني فليرجع الى كتاب الشيخ ابو رحيم الماتع وهو موجود في موقع الصحوة وصيد الفوائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/407)
واما عبارة ابن عثيمين رحمه الله فليست قرآنا يتلى لا تجوز معارضته .. والقاعدة تقول من علم حجة على من لم يعلم .. فان كان الشيخ ابن عثيمين لا يعلم عن منهج الالباني في الايمان فان غيره يعلم ان منهج الشيخ ناصر خاطئ في الايمان والكفير .. وبمجرد مقارنة بسيطة بين اقوال السلف وبين اقوال الالباني نعلم ان كلام الالباني خطأ .. افنترك فهم السلف وكلامهم ومنهجهم ونتبع منهج الالباني .. قد ضللنا اذن وما نحن من المهتدين
وكلام الشيخ محمد العثيمين تحج به اهل الاهواء والجهال الذين يتكلمون على الالباني بغير علم وبينة ولا تأتي به الى من عنده بينة على صحة دعواه .. فان كنت بمعزل عن لغة العلم والحجة فدع الطريق لغيرك ولا تزاحم فيه.
يتبع ..
ـ[القعنبي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 08:58 م]ـ
الاخ الكريم / غندر .. لقد افتريت على السلف بدعواك ان من كفر تارك الصلاة تهاونا وكسلا فانه يقترب من منهج الخوارج .. واقول لقد اخطأت النجعة وافتريت افتراء عظيما على السلف الصالح وعلى راسهم الصحابة رضي الله عنهم .. وبيان ذلك ما يلي:
اجمع الصحابة رضي الله عنهم على كفر تارك الصلاة
فقد روى محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 2/ 892 عن المسور بن مخرمة وابن عباس انهما دخلا على عمر بن الخطاب حين طعن فلما اسفر الفجر وكان قد اغمي عليه فجعلوا ينادونه وينبهونه وهو لا ينتبه فقال بعضهم ان كان لا ينتبه فاذكروا له الصلاة فقالوا يا امير المؤمنين الصلاة الصلاة ففزع وقال الصلاة الصلاة نعم لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة فصلى وجرحه يثعب دما.
وروى ايضا باسناد جيد عن ابي المليح الهذلي قال سمعت عمر بن الخطاب يقول على المنبر: لا اسلام لمن لم يصل " 2/ 897
فهذا قول عمر بمحضر من اصحاب رسول الله وهم جميع متوافرون ولم ينكر ذلك احد منهم.
وروى ايضا باسناد صحيح عن وهب بن منبه انه سال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه وعن ابيه فقال: في المصلين من طواغيت قال: لا وسالته هل فيهم من مشرك قال: لا واخبرني انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بين الشرك والكفر ترك الصلاة وسالته اكانوا يدعون في الدنوب شركا قال لا معاذ الله ولم يكن يدعون في المصلين مشركا. 2/ 875
وقال مجاهد قلت لجابر ما كان يفرق بين الكفر والايمان عندكم من الاعمال في عهد رسول الله قال: الصلاة 2/ 877
وقال ابن مسعود: تركها لكفر 1/ 136
وقال ايضا: من ترك الصلا فلا دين له 2/ 898
وقال ابو الدرداء: لا ايمان لمن لا صلاة له 2/ 903
وقال ابن عباس من ترك الصلا فقد كفر 2/ 900
وعن عبد الله بن شقيق: لم يكن اصحاب رسول الله يرون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة 2/ 904
وقال الحسن البصري: بلغني ان اصحاب رسول الله كانوا يقولون بين العبد وبين ان يشرك فيكفر ان يدع الصلاة من غير عذر الخلال في السنة 4/ 142
فهذه اجماعات الصحابة امام عينيك .. فهل هؤلاء متاثرون بمنهج الخوارج او يلتقون معه او يقتربون منه؟؟؟؟؟!!!
سبحانك هذا بهتان عظيم
وانا ادعوك الى التوبة من هذه الفرية العظيمة .. وان تستغفر الله ولا تعود الى مثلها .. فان الوقيعة في اهل الاثر وفي اصحاب رسول الله طامة عظيمة حري بصاحبها الا يوفق الى خير وان يختم على قلبه
وانت ايها الاخ لم تفتر على الصحابة فحسب بل افتريت ايضا على ائمة السلف والتابعين
فقد ورد عن نافع والسختياني وسعيد بن جبير وعبد الله بن المبارك واحمد بن حنبل وابن المدينيوابن راهوية وغيرهم من الائمة الاعلام تكفير تارك الصلاة .. فهل كل هؤلاء يقتربون من منهج الخوارج؟؟!!!
تخبيطاتك وتخليطاتك يا اخي سببها هو ما بينته لك من انك والعلم عند الله لا تعرف لكتب السلف طريقا وتفقهت وتعلمت على كتب محدثين بفتح الدال وتركت كتب اهل الاثر والله المستعان
ـ[القعنبي]ــــــــ[20 - 11 - 02, 09:13 م]ـ
قد افتريت افتراء اخر .. بقولك ان بعض المعاصرين يكفر تارك الفرض الواحد وانك _جزاك الله خيرا_ تورعت عن رميهم بمنهج الخوارج وهو التكفير بالكبيرة!
وتتكلم كانك وكيع بن الجراح او ابو نعيم الفضل بن دكين .. وتقول بان سماحتك لم يقف على تكفير السلف لتارك الصلا تهاونا .. وقد فندتها بان هذا اجماع السلف .. يعني على نقيض قولك مما يدل على جهلك وتسرعك ..
واما مسألة تكفير تارك الفرض الواحد فهدا قول ائمة اعلام .. لا يضيرهم جهلك بهم .. وخذ هذه مني:
روى المروزي عن عبد الله بن المبارك: لا نقول نحن كما يقول هؤلاء، من ترك الصلا متعمدا من غير علة حتى ادخل وقتا في وقت فهو كافر
2/ 926
وسئل احمد بن حنبل عمن ترك الصلاة متعمدا فقال: لا يكفر احد بذنب الا تارك الصلاة عمدا فان ترك صلاة الى ان يدخل وقت صلاة اخرى يستتاب ثلاثا المسائل المروية عن احمد في العقيدة 2/ 36
وقال المروزي سمعت اسحاق بن راهوية يقول: قد صح عن رسول الله ان تارك الصلاة كافر وكذلك كان راي اهل العلم من لدن النبي الى يومنا هذا ان تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر " 2/ 929
فهؤلاء ثلاثة من اعلام السلف عبد الله بن المبارك واحمد بن حنبل واسحاق بن راهوية يرون ان ترك فرض واحد متعمدا كفر ومخرج عن الملة بل ونقل اسحاق الاجماع على ذلك.
فهل هؤلاء ائمة عندك .. ام انك ايضا تتورع عن رميهم بالخارجية كما تورعت عن رمي بعض المعاصرين!!
الحاصل يا اخي غندر ان كلامك تخبيط في تخبيط وليتك تطلب العلم .. والله اني لاكتب الان وانا مغتاظ مما سطرته يداك .. ووالله لولا ظني انك طالب علم مبتدئ لاخرجت عما في نفسي .. ولكن اسال الله ان يهديك .. ونصيحتي ايها الاخ الكريم الا تقف ما ليس لك به علم .. ولا تتسرع بتجهيل وتضليل السلف وعليك بالاثار السلفية الواردة عن الصحابة والتابعين وابن منهجك عليها لا على اقوال المعاصرن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/408)
ـ[غندر]ــــــــ[21 - 11 - 02, 04:34 ص]ـ
الأخ القعنبي/ لقد أبعدت النجعة بكلامك هذا فهذا كلام مطلق, ولم يحدد, وأرجع إلى أصول الفقة لتعرف الفرق بين المطلق, والمقيد, وجميع ماذكرته عن السلف فهو كلام مطلق, لم يبين أتاركها جحودا لفرضها, كماجحد المرتدون الزكاة, وأمتنعوا عن أدائها لأبي بكر الصديق, أم تركها كسلا وتهاونا, أما قول الأمام أحمد فلا فيه جدال -وهو يأيد ما أقول- {لا يكفر احد بذنب الا تارك الصلاة (عمدا) فان ترك صلاة الى ان يدخل وقت صلاة اخرى يستتاب ثلاثا} فأذا عرض علي السيف كما عرضه أبابكر على المانعين للزكاة وأبى فإنه يقتل حدا أم رده, أما قول أبن مبارك وأبن راهوية فأتنا بالسند الصحيح لكي ننظر في أمرك {ومايظهر لي أنك أمرء نقال تنقل من هنا وهنا , دون تمحيص وتحقيق, وهذه افت طلبة العلم, كل مارأيت كلمة فيها تارك الصلاة نقلتها لي تحتج به, وأنا أنصحك بالتجرد في طلب العلم دون التعصب لأحد من العلماء, والتعقل وترك الطيش عدم التطاول على العلماء, والأكل من لحومهم.
وأنا بهذا الرد أقفل باب الحوار معك ياقعنبي لأنك للأسف سباب شتام , وتسيء لسمعة طلبة العلم وهذا الملتقى الطيب الطاهر, وأرجوا من أخواني الأعضاء أن يعذروني. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 06:28 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
الأخ غندر.
إن أبيت إلا الكلام في هذا
فتعال نبحث في الأصل الذي انبنى عليه هذا الفرع
هل الكفر يمكن أن يكون بالعمل فقط أو القول فقط أم لا؟
هذا ما أطلبه منك الآن
أما القول بأن تارك الصلاة كسلا لا يكفر
فهذا فرع نرجئه الآن.
لكن اعلم يا أخ غندر أنني لن أستطيع أن أشترك في أي موضوع في العشر الأواخر من رمضان
أقول هذا تحسبا لأن يطول الموضوع
فلا تستبطأ الرد مني
والله يوفقني وإياك إلى الحق
ملحوظة: (يبدو أنك لم تكلف نفسك وتقرا ما في الرابط الذي أعطيته لك)
ـ[القعنبي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 07:00 ص]ـ
اذا كنت انسحبت فلا داعي لطرح اسئلتك الاخيرة .. وان كنت قد رجعت عن الانسحاب فأبشر برد ينقض ما كتبته حرفا حرفا .. وبالله التوفيق
ـ[غندر]ــــــــ[21 - 11 - 02, 07:11 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله, وبعد: فهذا اتهام ضمني من الاخ/الازهري, في عقيدتي, ولاكن أقول لك قبل ان تعرف الكفر, اقول لك ماذا تعرف عن الايمان, هل هو قول وعمل, ام اعتقاد بالقلب, وقول بالسان, وعمل بالجوارح, يزيد بالطاعة, وينقص بالمعصية, ام هو قول فقط, ام عمل فقط؟ ومارأيك في صاحب الكبيرة او الفاسق او العاصي, هل هو مؤمن, ام كافر. وهل ابليس كافر كفر اعتقادي, ام عملي. وكذلك اليهود, وفرعون وكفار قريش. ياأخي ياأزهري: لا تلبس على نفسك, ودعك من هذه الاطروحات التي لا تولد الا الحقد والضغينة, وهلم بنا الى النقاش, البناء دون طعن اوغمز ولمز في احد, والتجرد للحق.
هذا وأرجوا من الأخوة النقاش في هذا المضوع, وعدم الطعن في شخصي. فأن أبو فإني متصدق عليكم بعرضي. والله من وراء القصد.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 08:50 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
أخي غندر غفر الله لي و لك
ليس في كلامي أي اتهام
أنا ما أردت إلا النقاش فإن كنتُ على خطأ فأبشر , سأرجع على الملأ
لأنني لم أدع أنني نبي , فالخطأ وارد علي كما هو وارد على كل البشر
أما الإتهامات فليست من أسلوبي ولله الحمد واسأل أهل المنتدى أو راجع صفحات المنتدى يتبين لك.
وعلى كل حال هذا جواب أسئلتك:
الإيمان: اعتقاد (و) قول (و) عمل.
يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي.
صاحب الكبيرة: مؤمن ناقص الإيمان
إذا لم يرد دليل صحيح يبين أن كبيرته تخرجه من الإيمان بالكلية فيصبح بها كافرا
قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر الشرك بالله)
فسمى الشرك كبيرة وهو كفر أكبر مخرج من الملة باتفاق أهل الملة.
واعذرني في الرد على البقية حتى لا نتشتت في الإختلاف على الفرع ولم نتكلم في الأصل
ثم أنا سائلك بالله (بيني وبينك):
أين في كلامي تلك الأطروحات التي تولد الضغينة؟
أنا فقط سألتك سؤالا يتصل بالموضوع اتصالا وثيقا.
وأين في كلامي -سامحك الله - الغمز أو اللمز؟
وأين الطعن
وأما التجرد للحق فأرجو أن تحسن الظن بي كما أحسن الظن بك أنا.
غفر الله لك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 09:00 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي غندر
مسألة (ودورك أن تجيبني):
رجل ((يشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله, ويؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ويؤمن باليوم الأخر والقدر خيره وشره))
وهو مع ذلك يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو يرمي المصحف في القاذورات
وهو في كل ذلك ليس:
1 - مكرها
2 - ولا جاهلا
3 - ولا متأولا
4 - ولا مخطئاً (من الخطأ لا من الخطيئة)
فأي رجل هو؟
ـ[غندر]ــــــــ[21 - 11 - 02, 09:57 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ياأخي في الله الازهري , المسارعة في التكفير ليس ديدن اهل الحديث, واهل السنة والجماعة, والتورع في الخوض في هذه المسألة , افضل من التجرأ على الفتية فيها, وأقول {الله أعلم}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/409)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 10:38 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
أخي في الله غندر
ما أحسن جوابك , جزاك الله خيرا على هذه الروح الطيبة.
وأقول لك يا أخي:
1 - لقد قرأت في هذه المسألة (أعني التكفير وضوابطه) ما يربو على السنتين
جتى أنها عطلتني عن الكثير.
2 - لا يختلف أحد على كفر من فعل شيئا مما سألتك عنه فيما سبق
حتى الشيخ الألباني رحمة الله عليه
3 - الإيمان لأنه قول (و) فعل (و) عمل.
فإن الكفر قديكون بالفعل (أو) بالقول (أو) بالعمل
وهناك كتاب طيب جدا اسمه:
التوسط والإقتصاد في أن الكفر يكون بالقول (أو) بالفعل (أو) بالإعتقاد.
قرأه الشيخ ابن باز وأوصى بطبعه.
لم يفعل صاحبه فيه - جزاه الله خيرا - سوى أنه جمع أقول العلماء التي تدل على عنوان الكتاب.
من أول نافع مولى ابن عمر وحتى فتاوى اللجنة الدائمة.
يتبع ....
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 10:40 ص]ـ
الحمد لله ...
4 - يعلم الله أنني أحب الشيخ الألباني حبا لا يوصف
وأشهد الله أنني بكيته حين مات كما أبكي لو كان أبي - أطال الله عمره وحسن عمله-
لكن الشيخ علمنا أن الذين يتبعون الدليل هم شافعية أكثر من مقلدة الإمام الشافعي.
وقل مثله عن الحنابلة والمالكية و ...
الألبانية.
والشيخ رحمه الله له أقوال مضطربة في مسألة التكفير.
ففي حين اشترط الجحود والإستحلال في مواضع
فإن له شريطا عندي حكم فيه بكفر أتاتورك لأنه بدل شرائع الإسلام!
وقال رحمه الله في السلسلة الضعيفة تحت الحديث رقم (94):
(((وأما الركن الأول من هذه الأركان الخمسة [وهي]
" شهادة ألا إله إلا الله "
فبدونها لا ينفع شيئ من الأعمال الصالحة , وكذلك إذا قالها ولم يفهم حقيقة معناها
أو فهم ولكنه أخل به عمليا ً كالإستغاثة بغير الله تعالى عند الشدائد ونحوها من الشركيات))) أهـ
إذن فالشيخ في هذا الموضع يرى أن الإنسان قد ينطق الشهادتين ويفهم معناها ولكنه يخل بها ((((عمليا)))))
فهذا كمن لم يشهد الشهادتين , لا ينفعه شيء من الأعمال الصالحة.
5 - الخلاصة أن الأعمال كلها شرط كمال في الإيمان إلا ما قام الدليل على أن فعله أو قوله يخرج من الإسلام فهو إذن في هذه الحالة شرط صحة في الإيمان.
6 - بعض الأعمال قام الدليل على أن مجرد تركها كفر أكبر يخرج من الملة
فتركها من نواقض الإسلام (بعيدا عن الخلاف بين الأصوليين هل الفعل كالترك أم لا)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول (2/ 81) ط. دار ابن حزم:
(فإذا كان النفاق يثبت , ويزول الإيمان بمجرد الإعراض عن حكم الرسول , وإرادة التحاكم إلى غيره
مع أن هذا ((((ترك محض)))) وقد يكون سببه قوة الشهوة
فكيف بالتنقص والسب ونحوه؟
والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 05:53 م]ـ
الحمد لله وحده ..
حصل خطأ غير مقصود في مشاركتي قبل السابقة
حين قلت: (3 - الإيمان لأنه قول (و) فعل (و) عمل.
فإن الكفر قديكون بالفعل (أو) بالقول (أو) بالعمل)
وهذا عجيب فإن العمل هو الفعل!
والجادة أن أقول:
(3 - الإيمان لأنه قول (و) فعل (و) اعتقاد.
فإن الكفر قديكون بالفعل (أو) بالقول (أو) اعتقاد.
والله أعلم
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 02, 06:15 م]ـ
السلام على من اتبع الهدى
العبد لله من العامة -حفظكم الله- وارجو من الله ان يرزقنى من ارث النبوة ما يقينى به نار جهنم
بعدما استمعت لرد العلامة الصالح العثيمين -نور الله قبره وجعله فى عللين- فى رده على من شرط كفر تارك الصلاة بشروط معينة قرأت رسالة أسد السنة العلامة الألبانى المعنونة بفتنة التكفير أصبت بدهشة لأننى فهمت -بفهمى القاصر- انه يعارض هذا الرأى وزادت حيرتى لوجود تقريظ الإمام بن باز والعلامة الصالح العثيمين على الرسالة.
ثم قرات هذا المقال:
http://www.salafi.net/books/book44.html
واستمعت لهذا:
http://www.islamway.net/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=76
# 24 " سلسلة هل"
ففهمت ان العامى ومبتدئ العلم مثلى -أعزكم الله بالعلم- لايجوز ان يدخل مباشرة على السادة الأئمة والعلماء المصونين قبل ان يمر على طلابهم ليساعدوه على تحمل شدة وهج انوار علمهم مما قد يذهب نور بصيرته
يعلم الله عز وجل انى لاأقصد اى من الإخوة بأى سوء فان الملك جل فى علاه يكره اذى المؤمن نعوذ بوجه الكريم من ذلك ولكنى اردت المشاركة بتجربة قد تفيد قارئ للموضوع
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 07:09 ص]ـ
وعن عبد الله بن شقيق: لم يكن اصحاب رسول الله يرون شيئا من الاعمال تركه كفر غير الصلاة
هل يستقيم معناها لو قلنا
لم يكن اصحاب رسول الله يرون شيئا من الاعمال تركه كفر (دون كفر) غير الصلاة
أو قلنا
لم يكن اصحاب رسول الله يرون شيئا من الاعمال تركه (جحودا) كفر غير الصلاة
فقط أخي الفاضل غندر دعوة للتأمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/410)
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:44 م]ـ
المسألة مسألة في العقيدة قبلما أن تكون فقهية ... وفيها مسائل هامة وبحوث معتبرة.
وإن سأل سائل في مسألة نازلة في الطهارة ... فما وجد دليلاً واعتصر في القياس ناظراً ... فما وجد ... لسكت
فالأولى في مسائل العقيدة أن تكون لأهل العلم والخبرة بالنصوص والأصول، والحُجَّة لله ولرسوله لاقامة دين الله. وليس انتصاراً لقول فلان أو علان.
والناظر لقتال الصحابة للطائفة الممتنعة وتأمل مع الأدلة في الباب لوجد فيها ما ينفعه.
وكذا ينظر في الفارق بين قتال الطائفة الممتنعة وقتال البغاة ... لوجد أيضاً ما ينفعه.
نفعنا الله بالاستقامة على دينه(23/411)
بحث صغير الحجم حول معنى "الإلحاد في اسماء الله تعالى"
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[22 - 11 - 02, 05:38 ص]ـ
السلام عليكم
اخواني هذا بحث صغير الحجم حول معنى الإلحاد في اسماء الله عز وجل، فارجو منكم ابداء رأيكم ان كان هناك اي خطأ، او اي اضافة لزيادة توضيح معنى الالحاد في اسماء الله جل وعلا.
============================
الإلحاد في اسماء الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وذر الذين يلحدون في اسمائه سيجزون بما كانوا يعملون}.
والإلحاد في اللغة: الميل عن القصد [لسان العرب]، وألحد: مال وعَدَل ومارى وجادل، وبـ "زيد " ازرى به وقال باطلا [القاموس المحيط].
قال ابن القيم: وهو مأخوذ من الميل، كما يدل عليه مادة "ل ح د" فمنه اللحد: وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط، ومنه الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل [بدائع الفوائد 1/ 169].
وروى ابن ابي حاتم:
عن ابن عباس: الإلحاد؛ ان يدعو اللات من الله.
وعن الاعمش: يدخلون فيها ما ليس منها.
وعن عطاء: الإلحاد؛ المضاهاة.
وروى الطبري:
عن ابن عباس: الإلحاد؛ التكذيب.
وعن قتادة: يلحدون؛ يشركون.
قال ابن القيم: حقيقة الإلحاد فيها؛ العدول بها عن الصواب فيها، وإدخال ما ليس من معانيها فيها، واخراج حقائق معانيها عنها [مدارج السالكين 1/ 30].
فالواجب في اسماء الله تعالى:
اثباتها واثبات معانيها وما دلت عليه - من غير تشبيه ولا تكييف ولا تعطيل -
فكل ما خالف هذه القاعدة ومال عنها فهو داخل في الإلحاد.
فمن زاد فيها أو في معانيها، او انقص منها أو من معانيها فقد ألحد.
فالإلحاد اذن ثلاثة اقسام:
1 - تسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه - كما سمته النصارى ابا -
2 - التكذيب بها - كأن ينفي الاسم بالكلية كما فعلت الجهمية - او التكذيب بمعانيها وبما دلت عليه - كما فعلت المعطلة سواء نفت المعنى الحق واثبتت معنى باطل او لم تثبت شيئا -
3 - تسمية المخلوقات بها - كما في الحديث " إن الله هو الحكم وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم" [رواه النسائي وابو داود]- او اشتقاق اسماء للمخلوقات منها - كما فعل المشركون اشتقوا اللات من الله والعزة من العزيز ومناة من المنان - أو تشبيه أسماء المخلوقين بها.
ويجمع هذا كله قول ابن القيم:
وحقيقة الإلحاد فيها الميل * بالإشراك والتعطيل والنكران
والله اعلم
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 11 - 02, 06:46 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا عائشة وبارك فيك.(23/412)
ما الراجح في توبة أبي الحسن الأشعري رحمه الله
ـ[ابن نصر]ــــــــ[06 - 12 - 02, 07:56 ص]ـ
أيها الأخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختلف في توبة أبي الحسن الأشعري بعد أن استقى مذهبه من ابن كلاب , وما الأشاعرة إلا الكلابية , وألف كتابه الإبانة , وضمنه التصريح بالإقتداء باعتقاد الإمام أحمد رحمه الله , ولكن في كتابه (رسالة إلى أهل الثغر) أول صفتي الغضب والرضى
فهل من لا يرجح توبته يعتمد على هذا التأويل , أو أنه لا يقر بثبوت نسبة كتاب الإبانة إليه؟ فمن لديه مزيد أدلة حول ما يرجحه في هذه المسألة فليوافنا بها , وفقتم لكل خير.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 12 - 02, 02:23 م]ـ
أخي الفاضل: ابن نصر ... وفقه الله
أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - عاد من مذهب المعتزلة إلى مذهب الأشعرية (التي أسَّس قواعدها)، ثم رجع منها إلى مذهب الكُلاَّبيَّة (نسبةً إلى عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب القطَّان).
وقد صرَّح أنه - رحمه الله - قد علم صحَّة مذهب أهل الحديث و (الإمام أحمد) في كتابه الإبانة.
ومع ذلك فإنَّ بقايا الكلاَّبية (في مسألة [صفات الأفعال] على وجه الخصوص) ما زالت عالقةً به حتى توفي.
وهذا ما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في غيرما موضع في الفتاوى وغيرها.
وأنا أكتب الآن من ذاكرتي، ولعلَّ الله يفسح لي شيئاً من الوقت (بعد مرور انشغالات العيد) فأوثِّق ما ذكرته ههنا.:)
ـ[ابن النقاش]ــــــــ[07 - 12 - 02, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم.
أبو الحسن الأشعري من أئمة أهل السنة و الجماعة وتوبته من بدع المعتزلة مذكورة عند من ترجموه كالخطيب البغدادي واليافعي و السبكي في الطبقات .... و لا تذهل عن كتاب" تبيين كذب المفتري"
لابن عساكر.
أما تأويله للأسماءو الصفات فهو شيء ثابت في كتبه و كتب تلامذته الذين نقلوا أقواله مثل ابن فورك وما قاله ابن تيمية في مواضع عدة من الفتاوى هو حق و أغلبه تصويب لبعض آراء الأشعري.
يبقى التنبيه على شيئين:
1. متأخري الأشاعرة في الغالب متصوفة وبعيدو ن عن الأشعرية مثل شروح متن ابن عاشر و حتي شروح الرسالة لابن أبي زيد
2. تلاعب البعض بكتب الأشعري محل شك من طرف الأشاعرة أنفسهم
كما هو الحال في عقيدة ابن ابى زيد القيرواني.
وللحديث بقية و السلام عليكم.
ـ[الرايه]ــــــــ[08 - 12 - 02, 12:38 ص]ـ
عليك بكتاب " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " 3 مجلدات
لصاحب الفضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن صالح المحمود
فهذا الكتاب عبارة عن رسالته للدكتوراة
وستجد - ان شاء الله - بغيتك في هذا الكتاب ...
وللفائدة:
من مؤلفات الشيخ عبد الرحمن المحمود
1 - القضاء والقدر ومذاهب الناس فيه (رسالته للماجستير)
2 - الحكم بغير ما انزل الله
3 - تيسير لمعة الاعتقاد
4 - الدروس من بلاد الروس
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 12 - 02, 03:34 ص]ـ
وللإمام موفق الدين ابن قدامة المقدسي (صاحب المغني) كتاب في الرد على بعض أتباع أبي الحسن الأشعري، وهو ردٌّ حارٌّ شديدٌ للغاية، شنَّع فيه عليه وعلى أبي الحسن بألفاظ بالغة في القسوة.
وكانت مناظرة في مسألة خلق القرآن.
والرسالة (في مجملها) تمثِّلُ مذهب أهل السنة والجماعة (السلفيين) في هذه المسألة المشار إليها، مع أني قد وقفت على تفويضٍ له استنكرته كما استنكرت بعض تفويضات الذهبي قي سيره وغيره، وهو (أي التفويض) دأب (بعض) الحنابلة.
والكتاب رسالة صغيرة طبعت بتحقيق الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع.
لذا فقد أشار الشيخ ابن تيمية في (مجموع فتاويه) إلى الوحشة البالغة التي حصلت بين الأشاعرة والحنبلية لبعض ما صدر منهم تجاههم، وعلى وجه الخصوص ابن قدامة.
اشتملنا الله وإياهم جميعاً بواسع رحماته ومغفرته.
وهناك أسباب أخرى للوحشة التي حصلت بينهم ليس هذا موضع ذكرها، ولكن تجد في الكتاب الذي أشار إليه الأخ: الراية بحوثاً نفيسة حول هذا الموضوع لا يكاد يستغني عنها طالب علم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/413)
وكذا للشيخ العلاَّمة: سفر بن عبدالرحمن الحوالي - حفظه الله ونفع به - مذكرة صغيرةً أسماها منهج الأشاعرة في العقيدة، نشرت في إحدى أعداد مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وهي عبارة عن ردٍّ له على محمد علي الصابوني - الصوفي الأشعري - المعاصر - هداه الله - والذي نشر في أعداد متلاحقة من مجلة المجتمع الكويتية (الـ ... ) موضوعاً مغالطاً في كون الأشاعرة من أهل السنة وأنه لا فرق بينهم وبين السلفية و ... و ...
وهذه المذكرة مع شدة اختصارها فإنها تحتاج لشرح إلاَّ أنها مع ذلك نافعةٌ جداً في ذا الباب.:)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 12:26 ص]ـ
تعديل
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 12 - 02, 12:39 ص]ـ
[ COLOR=blue] • قال أبو عمر: هذه نصوص من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، من (بعض كتبه) تؤيِّدُ ما تقدَّم ذكره مجملاً:
• قال رحمه الله في درء التعارض (2/ 16): ((وأبو الحسن الاشعري لما رجع عن مذهب المعتزلة سلك طريقة ابن كلاب، ومال إلى أهل السنة والحديث، وانتسب إلى الإمام أحمد كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها؛ كالابانة والموجز والمقالات وغيرها.
وكان مختلطاً بأهل السنة والحديث؛ كاختلاط المتكلِّم بهم؛ بمنزلة ابن عقيل عند متأخريهم.
لكن الأشعري وأئمة أصحابه اتْبع لأصول الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة؛ من مثل ابن عقيل في كثير من أحواله، وممن اتبع ابن عقيل؛ كأبي الفرج بن الجوزي في كثير من كتبه.
وكان القدماء من أصحاب أحمد كأبي بكر عبد العزيز، وأبي الحسن التميمي وأمثالهما يذكرونه في كتبهم على طريق ذكر الموافق للسنة في الجملة.
ويذكرون ما ذكره من تناقض المعتزلة.
وكان بين التميمين وبين القاضي ابي بكر وأمثاله من الائتلاف والتواصل ما هو معروف.
وكان القاضي أبو بكر يكتب أحياناً في أجوبته في المسائل محمد بن الطيب الحنبلي، ويكتب أيضا الأشعري.
ولهذا توجد أقوال التميمين مقاربة لأقواله وأقوال أمثاله؛ المتبعين لطريقة ابن كلاب.
وعلى العقيدة التي صنَّفها أبو الفضل التميمي اعتمد أبو بكر البيهقي في الكتاب الذي صنَّفه في مناقب الإمام أحمد؛ لما أراد أن يذكر عقيدته.
وهذا بخلاف أبي بكر عبد العزيز، وأبي عبد الله بن بطة، وأبي عبد الله بن حامد وأمثالهم؛ فإنهم مخالفون لأصل قول الكلاَّبية.
والأشعري وأئمة أصحابه؛ كأبي الحسن الطبري، وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي، والقاضي أبي بكر = متفقون على إثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن؛ كالاستواء والوجه واليد، وإبطال تأويلها؛ ليس له في ذلك قولان أصلاً، ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين أصلاً.
بل جميع من يحكي المقالات؛ من أتباعه وغيرهم، يذكر أنَّ ذلك قوله.
ولكن لأتباعه في ذلك قولان؛ وأول من اشتهر عنه نفيها: أبو المعالي الجويني؛ فانه نفى الصفات الخبرية، وله في تأويلها قولان:
ففي الإرشاد أوَّلها.
ثم إنه في الرسالة النظامية رجع عن ذلك، وحرَّم التأويل، وبيَّن إجماع السلف على تحريم التأويل، واستدل بإجماعهم على أنَّ التأويل محرم؛ ليس بواجب ولا جائز ز
فصار من سلك طريقته ينفي الصفات الخبرية، ولهم في التأويل قولان.
وأما الأشعري وأئمة أصحابه فإنهم مثبتون لها يردُّون على من ينفيها، أو يقف فيها؛ فضلاً عمَّن يتأوَّلها.
وأما مسألة قيام الأفعال الاختيارية به: فإنَّ ابن كلاب والأشعري وغيرهما ينفونها.
وعلى ذلك بنَوْ قولهم في مسألة القرآن.
وبسبب ذلك وغيره تكلَّم الناس فيهم في هذا الباب بما هو معروف في كتب أهل العلم، ونسبوهم إلى البدعة، وبقايا بعض الاعتزال فيهم ... )) الخ كلامه رحمه الله.
• وقال أيضاً - قدَّس الله روحه - في درء التعارض (7/ 97) في كلامه على بطلان قول من زعم أنَّ تقديم النقل على العقل يوجب القدح فيه بالقدح في أصله؛ حيث تبين أن ذلك ليس قدحاً في أصله؛ فقال: ((وهذا الكلام في الأصل هو من قول الجهمية المعتزلة وأمثالهم، وليس من قول الأشعري وأئمة أصحابه.
وإنما تلقاه عن المعتزلة متأخرو الأشعرية؛ لما مالوا إلى نوع التجهم؛ بل الفلسفة، وفارقوا قول الأشعري وأئمة أصحابه الذين لم يكونوا يقرُّون بمخالفة النقل للعقل؛ بل انتصبوا لإقامة أدلة عقلية توافق السمع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/414)
ولهذا أثبت الأشعري الصفات الخبرية بالسمع، وأثبت بالعقل الصفات العقلية التي تعلم بالعقل والسمع؛ فلم يثبت بالعقل ما جعله معارضاً للسمع؛ بل ما جعله معاضداً له، وأثبت بالسمع ما عجز عنه العقل.
وهؤلاء خالفوه وخالفوا أئمة أصحابه في هذا وهذا؛ فلم يستدلُّوا بالسمع في إثبات الصفات، وعارضوا مدلوله؛ بما ادعوه من العقليات.
والذي كان أئمة السنة ينكرونه على ابن كلاَّب والأشعري بقايا من التجهم والاعتزال.
مثل اعتقاد صحة طريقة الأعراض، وتركيب الأجسام، وإنكار اتصاف الله بالأفعال القائمة التي يشاؤها ويختارُها.
وأمثال ذلك من المسائل التي أشكلت على من كان أعلم من الأشعري بالسنة والحديث وأقوال السلف والأئمة؛ كالحارث المحاسبي، وأبي علي الثقفي، وأبي بكر بن إسحاق الصبغي.
مع أنه قد قيل إنَّ الحارث رجع عن ذلك، وذكر عنه غير واحد ما يقتضي الرجوع عن ذلك، وكذلك الصبغي والثقفي قد رُويَ أنهما استتيبا فتابا.
وقد وافق الأشعري على هذه الأصول طوائف من أصحاب أحمد، ومالك، والشافعي، وأبي حنيفة، وغيرهم.
منهم من تبين له بعد ذلك الخطأ؛ فرجع عنه.
ومنهم من اشتبه عليه ذلك؛ كما اشتبه غير ذلك على كثير من المسلمين.
والله يغفر لمن اجتهد في معرفة الصواب من جهة الكتاب والسنة بحسب عقله وإمكانه، وإن أخطأ في بعض ذلك ... ))، إلى أن قال عليه رحمة الله (7/ 106): ((ولهذا كان الأشعري وأئمة أصحابه من المثبتين لعلو الله بذاته على العالم؛ كما كان ذلك مذهب ابن كلاب والحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي وأبي بكر الصبغي وأبي علي الثقفي وأمثالهم.
لكن للبقايا التي بقيت على ابن كلاب وأتباعه من بقايا التجهم والاعتزال؛ كطريقة حدوث الأعراض وتركيب الأجسام = احتاج من سلك طريقهم إلى طرد تلك الأقوال.
فاحتاج أن يلتزم قول الجهمية والمعتزلة في نفي الصفات الخبرية، ويقدِّم عقله على النصوص الإلهية، ويخالف سلفه وأئمته الأشعرية.
وصار ما مدح به الأشعري وأئمة أصحابه من السنة والمتابعة النبوية عنده من أقوال المجسِّمة الحشوية ...
وأصل ما أوقعهم في نفي الصفات والكلام والأفعال والقول بخلق القرآن وإنكار الرؤية والعلو لله على خلقه = هي طريقة حدوث الأعراض وتركيب الأجسام، وعنها لزمهم ما خالفوا به الكتاب والسنة والإجماع في هذا المقام، مع مخالفتهم للمعقولات الصريحة التي لا تحتمل ... ))، إلى أن قال رحمه الله (7/ 131 - 132): ((الجواب السابع: أن يقال بل العقل الصريح موافق للسمع لا منازع له، والعقل قد دل على أن الله تعالى فوق العالم.
وهذه طريقة حذَّاق أهل النظر من أهل الإثبات؛ كما هو طريق السلف والأئمة.
يجعلون العلو من الصفات المعلومة بالعقل.
وهذه طريقة أبي محمد بن كلاب وأتباعه؛ كأبي العباس القلانسي والحارث المحاسبي وأشباههما من أئمة الأشعرية.
وهي طريقة محمد بن كرام وأتباعه وطريقة أكثر أهل الحديث والفقه والتصوف وإليها رجع القاضي أبو يعلى وأمثاله.
ولكن طائفة من الصفاتية من أصحاب الأشعري، ومن وافقهم من أصحاب أحمد وغيرهم يظنون أن العلو من الصفات الخبرية كالوجه واليدين ونحو ذلك، وأنهم إذا أثبتوا ذلك أثبتوه لمجيء السمع به فقط.
ولهذا كان من هؤلاء من ينفي ذلك ويتأول نصوصه أو يعرض عنها كما يفعل مثل ذلك في نصوص الوجه واليد ... )).
• وقال أيضاً في درء التعارض (7/ 461) في مسألأة وجوب النظر في الإيمان: ((قال أبوجعفر السمناني أحد أئمة الاشعرية: هذه المسألة بقية بقيت في المذهب من الاعتزال لمن اعتقدها.
وذلك لكون الأشعري كان معتزليا تلميذاً لأبي علي الجبائي؛ ثم رجع عن هذا إلى مذهب ابن كلاب وأمثاله من الصفاتية، المثبتين للقدر، والقائلين بأن أهل الكبائر لا يخلدون، ونحو ذلك من الأصول التي فارق بها المعتزلة للجماعة وأصل الكلام المحدث المخالف للكتاب والسنة المذموم عند السلف والأئمة كان أئمة الجهمية والمعتزلة وأمثالهم والمعتزلة قدرية جهمية وجهم وأتباعه جهمية مجبرة، ثم الأشعري كان منهم.
ولما فارقهم، وكشف فضائحهم، وبيَّن تناقضهم، وسلك مسالك أبي محمد بن كلاب وأمثاله = ناقضهم غاية المناقضة في مسائل القدر والوعيد والأسماء والأحكام؛ كما ناقضهم في ذلك الجهمية والضرارية والنجارية ونحوهم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/415)
ولهذا كان هو وأمثاله يعدَّوْن من متكلمة أهل الحديث، وكانوا هم خير هذه الطوائف وأقربها إلى الكتاب والسنة.
ولكن خبرته بالحديث والسنة كانت مجملة، وخبرته بالكلام كانت مفصَّلة؛ فلهذا بقي عليه بقايا من أصول المعتزلة، ودخل معه في تلك البقايا وغيرها طوائف من المنتسبين إلى السنة والحديث، من أتباع الأئمة من أصحاب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد ... )).
• وقال أيضاً في درء التعارض (9/ 7): (( ... وهذا موجود في عامة الكتب المصنفة في المقالات والملل والنحل؛ مثل كتاب أبي عيسى الوراق والنوبختي وأبي الحسن الأشعري والشهرستاني = تجدهم يذكرون من أقوال اليهود والنصارى والفلاسفة وغيرهم من الكفار، ومن أقوال الخوارج والشيعة والمعتزلة والمرجئة والكلابية والكرامية والمجسمة والحشوية أنواعا من المقالات.
والقول الذي جاء به الرسول وكان عليه الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين لا يعرفونه، ولا يذكرونه.
بل وكذلك في كتب الأدلة والحجج التي يحتج بها المصنف للقول الذي يقول إنه الحق = تجدهم يذكرون في الأصل العظيم قولين أو ثلاثة أو أربعة، أو أكثر من ذلك، وينصرون أحدها.
ويكون كل ما ذكروه أقوالا فاسدة مخالفة للشرع والعقل.
والقول الذي جاء به الرسول، وهو الموافق لصحيح المنقول وصريح العقول لا يعرفونه ولايذكرونه ... )).
• وقال أيضاً في درء التعارض (9/ 160) في كلامه على بعض المتجهِّمة كابن عقيل وابن الجوزي وغيرهما: ((ولهذا يوجد في كلام هؤلاء من نفي الصفات الخبرية ومنعهم أن تسمى الآيات والأحاديث آيات الصفات وأحاديث الصفات بل آيات الإضافات ونصوص الإضافات ونحو ذلك من الكلام الموافق لأقوال المعتزلة = ما يبين به أن الأشعري، وأئمة أصحابه من المثبتين للصفات الخبرية ونحو ذلك أقرب إلى السنة والسلف والأئمة كأحمد بن حنبل وغيره، من كلام هؤلاء الذين مالوا في هذا إلى طريقة المعتزلة)).
• قال أبو عمر: وههنا نقل أخير، وهو مهم للغاية:
• قال رحمه الله [في مجموع الفتاوى: 3/ 227 - 229]: ((والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفاً لقلوب المسلمين، وطلبا لاتفاق كلمتهم، واتباعاً لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان فى النفوس من الوحشة، وبيَّنت لهم أن الأشعرى كان من أجلِّ المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد - رحمه الله - ونحوه المنتصرين لطريقه؛ كما يذكر الأشعرى ذلك فى كتبه.
وكما قال أبو اسحاق الشيرازي: (إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم الى الحنابلة).
وكان أئمة الحنابلة المتقدمين - كأبى بكر عبد العزيز وأبى الحسن التميمى ونحوهما -يذكرون كلامه فى كتبهم؛ بل كان عند متقدميهم - كابن عقيل عند المتأخرين - لكن ابن عقيل له اختصاص بمعرفة الفقة وأصوله.
وأما الأشعرى فهو أقرب الى أصول أحمد من ابن عقيل واتبع لها؛ فإنه كلما كان عهد الانسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول.
وكنت أقرِّر هذا للحنبلية، وأبيِّن أن الأشعرى وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب - فإنه تلميذ الجبائى - ومال الى طريقة ابن كلاب، وأخذ عن زكريا الساجى أصول الحديث بالبصرة، ثم لما قدم بغداد أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخرى، وذلك آخر أمره كما ذكره هو وأصحابه فى كتبهم.
وكذلك ابن عقيل كان تلميذ ابن الوليد وابن التبان المعتزليين ثم تاب من ذلك، وتوبته مشهورة بحضرة الشريف ابى جعفر.
وكما أن فى أصحاب أحمد من يبغض ابن عقيل ويذمُّه، فالذين يذمُّون الأشعرى ليسوا مختصين بأصحاب أحمد؛ بل فى جميع الطوائف من هو كذلك.
ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا: هذا خير من كلام الشيخ (الموفَّق)!
وفرح المسلمون باتفاق الكلمة، وأظهرت ما ذكره ابن عساكر فى مناقبه: أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين الى زمن القشيرى فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة، ومعلوم أن فى جميع الطوائف من هو زائغ ومستقيم ... )).
• قال أبو عمر: ونقل جميع ما قاله – عليه رحمة الله - في هذا الموضوع يستغرق مجلداً بل أكثر، وإنما أسهبت في هذه النقول الطويلة لما احتوته على فوائد ليست بعيدة ولا خارجة عن موضوعنا، وبالله التوفيق!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 12 - 02, 05:45 م]ـ
* قال أبو عمر: قد قلت أولاً: ((أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - عاد من مذهب المعتزلة إلى مذهب الأشعرية (التي أسَّس قواعدها)، ثم رجع منها إلى مذهب الكُلاَّبيَّة)) وهذا القول الذي قلته غلط محض، وأستغفر الله منه.
والصواب أنه لم تكن هناك مرحلة متوسطة بين كونه في حال الاعتزال وبين الكلابية.
لكن الخلاف الشديد بين المؤرِّخين وكتَّاب المقالات في كون أبي الحسن هل تاب من الكلابية أيضاً أم ظل عليه حتى مات.
وقد بحثه بإسهاب مناقشاً الأقوال والأدلة لشيخ عبدالرحمن المحمود في كتابه المشار إليه آنفاً.
وذلك في (1/ 377) إلى (1/ 409).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/416)
ـ[محب القوم]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الحيم
أراكم تذكرون الامام ابي الحسن الاشعري بأنه تاب من الاعتزال ثم من اتباع ابن كلاب وسؤالي هل ابن كلاب من المبتدعه الذين يتاب من اتباعهم؟
ارجو أخواني أن يكون الجواب من غير كلام الامام ابن تيميه رحمة الله تعالى عليه لأنه لو قبلت انا كلامه فلن يقبله غيري فحبذا لو كان النقل من أقوال العلماء المعتبرين عند الطرفين
وأعتذر ان كان في اللفظ شئ من القساوه
ـ[محب القوم]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخواني أراكم أطلتم الكلام حول توبة الامام ابي الحسن الاشعري من مذهب الاعتزال ثم من مذهب الكلابيه (اتباع ابن كلاب) فهل ابن كلاب من المبتدعه حتى يُتاب من اتباعهم أرجو منكم أخواني ان تنقولوا اقوال العلماء المعتبرين في ذلك وأرجو ان لا تنقلوا كلام الامام ابن تيميه رحمه الله تعالى فأنه وان قبلته انا فلن يقبله قومي
أعذروني ان وجدتم في كلامي مالا تحبوه
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخواني أراكم أطلتم الكلام حول توبة الامام ابي الحسن الاشعري من مذهب الاعتزال ثم من مذهب الكلابيه (اتباع ابن كلاب) فهل ابن كلاب من المبتدعه حتى يُتاب من اتباعهم أرجو منكم أخواني ان تنقولوا اقوال العلماء المعتبرين في ذلك وأرجو ان لا تنقلوا كلام الامام ابن تيميه رحمه الله تعالى فأنه وان قبلته انا فلن يقبله قومي
أعذروني ان وجدتم في كلامي مالا تحبوه
حياك الله اخي الكريم
قال الامام الحافظ ابو طاهر السِّلفي الشافعي - ت 576 هـ - في قصيدته الشهيرة:
وأتباع ابن كلاب كلابٌ * على التحقيق هم من شر آل
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 07:03 م]ـ
و هذا كلام للإمام الذهبي أفادنيه احد اخواني الكرام
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ((قال الحاكم: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: لما وقع من أمرنا ما وقع وجد أبو عبد الرحمن ومنصور الطوسي الفرصة في تقرير مذهبهم واغتنم أبو القاسم وأبو بكر بن علي والبردعي السعي في فساد الحال انتصب أبو عمرو الحيري للتوسط فيما بين الجماعة وقرر لأبي بكر بن خزيمة اعترافنا له بالتقدم وبين له غرض المخالفين في فساد الحال إلى أن وافقه على أن نجتمع عنده فدخلت أنا وأبو علي وأبو بكر بن أبي عثمان فقال له أبو علي الثقفي: ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟ قال: ميلكم إلى مذهب الكلابية فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره حتى طال الخطاب بينه وبين أبي علي في هذا الباب فقلت: قد جمعت أنا أصول مذاهبنا في طبق فأخرجت إليه الطبق فأخذه وما زال يتأمله وينظر فيه ثم قال: لست أرى ها هنا شيئاً لا أقول به فسألته أن يكتب عليه خطه أن ذلك مذهبه فكتب آخر تلك الأحرف فقلت لأبي عمرو الحيري: احتفظ أنت بهذا الخط حتى ينقطع الكلام ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه ثم تفرقنا فما كان بأسرع من أن قصده أبو فلان وفلان وقالا: إن الأستاذ لم يتأمل ما كتب في ذلك الخط وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال فقبل منهم فبعث إلى أبي عمرو الحيري لاسترجاع خطه منه فامتنع عليه أبو عمرو ولم يرده حتى مات ابن خزيمة وقد أوصيت أن يدفن معي فأحاجه بين يدي الله تعالى فيه وهو: القرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته ليس شيء من كلامه مخلوق ولا مفعول ولا محدث فمن زعم أن شيئاً منه مخلوق أو محدث أو زعم أن الكلام من صفة الفعل فهو جهمي ضال مبتدع وأقول: لم يزل الله متكلماً والكلام له صفة ذات ومن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة ولم يتكلم إلا ما تكلم به ثم انقضى كلامه كفر بالله وأنه ينزل تعالى إلى سماء الدنيا فيقول:" هل من داع فأجيبه" فمن زعم أن علمه تنزل أوامره ضل ويكلم عباده بلا كيف" الرحمن على العرش استوى" طه:5 لا كما قالت الجهمية: إنه على الملك احتوى ولا استولى وإن الله يخاطب عباده عوداً وبدءاً ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه ومن زعم غير ذلك فهو ضال مبتدع وساق سائر الاعتقاد.
قلت: كان أبو بكر الصبغي هذا عالم وقته وكبير الشافعية بنيسابور حمل عنه الحاكم علماً كثيراً))
وقال الذهبي أيضاً ((وقال بعض من لا يعلم إنه ابتدع ما ابتدعه ليدس دين النصارى في ملتنا وإنه أرضى أخته بذلك وهذا باطل والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة بل هو في مناظريهم. وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة. وهذا ما سبق إليه أبداً قاله في معارضة من يقول بخلق القرآن.
وصنف في التوحيد وإثبات الصفات وأن علو الباري على خلقه معلوم بالفطرة والعقل على وفق النص وكذلك قال المحاسبي في كتاب فهم القرآن))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/417)
ـ[المقدادي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 07:07 م]ـ
و هذا كلام للإمام الذهبي أفادنيه احد اخواني الكرام
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ((قال الحاكم: سمعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: لما وقع من أمرنا ما وقع وجد أبو عبد الرحمن ومنصور الطوسي الفرصة في تقرير مذهبهم واغتنم أبو القاسم وأبو بكر بن علي والبردعي السعي في فساد الحال انتصب أبو عمرو الحيري للتوسط فيما بين الجماعة وقرر لأبي بكر بن خزيمة اعترافنا له بالتقدم وبين له غرض المخالفين في فساد الحال إلى أن وافقه على أن نجتمع عنده فدخلت أنا وأبو علي وأبو بكر بن أبي عثمان فقال له أبو علي الثقفي: ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟ قال: ميلكم إلى مذهب الكلابية فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره حتى طال الخطاب بينه وبين أبي علي في هذا الباب فقلت: قد جمعت أنا أصول مذاهبنا في طبق فأخرجت إليه الطبق فأخذه وما زال يتأمله وينظر فيه ثم قال: لست أرى ها هنا شيئاً لا أقول به فسألته أن يكتب عليه خطه أن ذلك مذهبه فكتب آخر تلك الأحرف فقلت لأبي عمرو الحيري: احتفظ أنت بهذا الخط حتى ينقطع الكلام ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه ثم تفرقنا فما كان بأسرع من أن قصده أبو فلان وفلان وقالا: إن الأستاذ لم يتأمل ما كتب في ذلك الخط وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال فقبل منهم فبعث إلى أبي عمرو الحيري لاسترجاع خطه منه فامتنع عليه أبو عمرو ولم يرده حتى مات ابن خزيمة وقد أوصيت أن يدفن معي فأحاجه بين يدي الله تعالى فيه وهو: القرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته ليس شيء من كلامه مخلوق ولا مفعول ولا محدث فمن زعم أن شيئاً منه مخلوق أو محدث أو زعم أن الكلام من صفة الفعل فهو جهمي ضال مبتدع وأقول: لم يزل الله متكلماً والكلام له صفة ذات ومن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة ولم يتكلم إلا ما تكلم به ثم انقضى كلامه كفر بالله وأنه ينزل تعالى إلى سماء الدنيا فيقول:" هل من داع فأجيبه" فمن زعم أن علمه تنزل أوامره ضل ويكلم عباده بلا كيف" الرحمن على العرش استوى" طه:5 لا كما قالت الجهمية: إنه على الملك احتوى ولا استولى وإن الله يخاطب عباده عوداً وبدءاً ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه ومن زعم غير ذلك فهو ضال مبتدع وساق سائر الاعتقاد.
قلت: كان أبو بكر الصبغي هذا عالم وقته وكبير الشافعية بنيسابور حمل عنه الحاكم علماً كثيراً))
وقال الذهبي أيضاً ((وقال بعض من لا يعلم إنه ابتدع ما ابتدعه ليدس دين النصارى في ملتنا وإنه أرضى أخته بذلك وهذا باطل والرجل أقرب المتكلمين إلى السنة بل هو في مناظريهم. وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة. وهذا ما سبق إليه أبداً قاله في معارضة من يقول بخلق القرآن.
وصنف في التوحيد وإثبات الصفات وأن علو الباري على خلقه معلوم بالفطرة والعقل على وفق النص وكذلك قال المحاسبي في كتاب فهم القرآن))
ـ[فيصل]ــــــــ[25 - 02 - 07, 12:21 ص]ـ
قال الحافظ الذهبي في أبي الحسن الأشعري: "وكان معتزلياً ثم تاب، ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة، ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه، وهو ما دوناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك، وأنه موافق لهم في جميع ذلك، فله ثلاثة أحوال: حال كان معتزلياً، وحال كان سنياً في البعض دون البعض، و حال كان في غالب الأصول سنياً، وهو الذي علمناه من حاله، فرحمه الله وغفر له ولسائر المسلمين" قاله في كتابه العرش
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 03 - 07, 08:31 م]ـ
نقل شيخ الاسلام عن بعض اهل العلم انه رجع عن الفروع وثبت على الاصول
ـ[ابو اليمان الدموهي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:57 ص]ـ
الله الله في لحوم العلماء فانها مسمومه(23/418)
قول العلامة ابن عثيمين في معنى الرسول والنبي
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 12 - 02, 02:32 م]ـ
قوله: (ورسله): المراد هنا الرسل المَلَكِيون أو البشر؟
البشر،
لأن الإيمان بالرسل من الملائكة سبقوا، المراد بالرسل من البشر،
وليعلم أنه يعبر برسول ويعبر بنبي فهل معناهما واحد؟
أما في القرآن فالنبي هو الرسول، كلما وجدت في القرآن نبي فهو رسول لكن
معنى النبي والرسول يختلف
والصواب فيه أن النبي أوحي إليه بالشرع وأمر بالعمل به ولكن لم يؤمر
بتبليغه فهو نبي بمعنى مخبر ولكن لم يؤمر بالتبليغ
مثاله: آدم، آدم أبونا نبي مكلم لكنه ليس برسول،
لأن أول الرسل نوح،
أما آدم فنبي كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
إذا قال قائل: لماذا لم يرسل رسول في ذلك الوقت؟
الجواب: أن الناس في ذلك الوقت على أمة واحدة كانوا أمة واحدة قليلون
وليس بينهم خلاف ما اتسعت الدنيا ولا انتشر البشر فكانوا متفقين،
فكفاهم أن يروا أباهم على عبادة ويتبعوها ثم لما حصل الخلاف وانتشر
الناس احتيج إلى الرسل،
كما قال تعالى: {كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين
ومنذرين}،
إذا قال قائل: ما الفائدة من النبي بعد آدم إذا كان لم يؤمر بالتبليغ؟
قلنا: الفائدة تذكير الناس بالشريعة التي نسوها وفي هذا لا يكون
الإعراض من الناس تاماً فلا يحتاجون إلى رسول ويكفي النبي الذي يذكرهم
بالشريعة،
قال الله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها ..... يحكم بها النبيون
الذين أسلموا للذين هادوا}،
هذه هي الفائدة من النبي،
لأن هذا الإيراد إيراد قوي: ما الفائدة من نبوة بلا رسالة؟
الجواب ما سمعتم: تذكير الناس بما غفلوا عنه من شريعتهم،
ولهذا جاء في حديث لكنه ضعيف: (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)،
معناه صحيح،
ولكنه ضعيف من حيث أنه مسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
أول الرسل نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم،
واعلم أنك ستجد في بعض كتب التاريخ أن إدريس قبل نوح وأن فيه آخرين شيث
ونسيت الثالث،
كل هذا كذب ليس بصحيح إدريس بعد نوح قطعاً،
وقد قال بعض العلماء: إن إدريس من الرسل في بني إسرائيل،
لأنه دائماً يذكر في سياق قصصهم،
لكن نعلم علم اليقين أنه ليس قبل نوح،
والدليل قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا نوحٍ والنبيين من
بعده}،
وقال عز وجل: {ولقد أرسلنا إلى نوحٍ وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة
والكتاب}،
فمن زعم أن إدريس قبل نوح فقد كذب القرآن عليه أن يتوب إلى الله من هذا
الاعتقاد،
الرسل عليهم الصلاة والسلام هم أعلى طبقات البشر الذين أنعم الله عليهم
،
قال تعالى: {ومن يطع الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} هذه أربعة أصناف،
النبيون يدخل فيهم الرسل وهم أفضل من الأنبياء ثم الرسل،
أفضلهم خمسة هم أولوا العزم،
ذكروا في القرآن في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى،
في سورة الأحزاب: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى}،
وفي سورة الشورى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك
وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}
سبحان الله،
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[09 - 12 - 02, 02:10 ص]ـ
السلام عليكم
مع بالغ تقديرنا وإجلالنا لشيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله، إلا أنه لا يلزم من قول جمهور المفسرين وجمهور العلماء بأن شيثا وإدريس عليهما السلام كانا نبيين قبل نوح عليه السلام تكذيب للقرآن، فأما قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا نوحٍ والنبيين من بعده} فمعناه أن الإيحاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم كالإيحاء إلى نوح ومن بعده، ولا يلزم من هذا أنه ليس كالإيحاء إلى من قبل نوح، وما أجاب به الشيخ عن آدم عليه السلام أجبنا به عن شيث وإدريس عليهما السلام،
وأما قوله عز وجل: {ولقد أرسلنا إلى نوحٍ وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب}، أي بعدهما فلا نبي بعدهما إلا من ذريتهما، ولا كتاب بعدهما إلا على نبي من ذريتهما، وهذا لا ينفي النبوة قبلهما ولا الكتاب قبلهما وما أجاب به الشيخ عن آدم عليه السلام أجبنا به عن شيث وإدريس عليهما السلام، والله أعلم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[10 - 12 - 02, 10:03 ص]ـ
أيضا، فكما أن قوله تعالى عن إبراهيم (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (العنكبوت:27) لايلزم منه أنه لانبي قبل إبراهيم، فقد كان قبله نوح وهود وصالح وغيرهم، فإن قوله تعالى عن نوح وإبراهيم (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) (الحديد:26) لايلزم منه أنه لا نبي قبلهما، فقد كان قبلهما آدم وشيث وإدريس،عليهم جميعا صلاة الله وسلامه، فهذه كتلك، والله أعلم
هذا وقد سبق للإخوة في الملتقى نقاش حول هذا الموضوع على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4306&highlight=%ED%E4%D3%CE(23/419)
تحذير الصحب من خطر النصب
ـ[النذير1]ــــــــ[10 - 12 - 02, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم،
إخوتي الأحبة،
هذه نصيحة من أخ لكم يريد بها لكم الخير -إن شاء الله-، فقد لاحظت أن بعض الكتاب في المنتديات يلجون في الخصومة مع الرافضة فيقعون في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وهذا من علامات النصب وهو بغض آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلافا للعقيدة الصحيحة،
بل قد يبلغ الأمر ببعضهم أن يستهزء ببعض الأحكام الشرعية كالخمس، مما قد يوقعه في ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة،
والله أسأل أن يجعل لهذه النصيحة قبولا، وأن يهديني وإياكم إلى الحق المبين والنهج القويم إنه ولي ذلك والقادر عليه،
وما أريد بهذه الكلمات إلا بيان فضل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتحذير من ذمهم وبغضهم والتطاول عليهم والتهوين من شأنهم والاستهزاء بهم،
وغير ذلك من مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد أمره، وإخمال وصيته بالإحسان إليهم، واتباع غير سبيل المؤمنين بايقاع الأذى بمن أجمع المؤمنون على وجوب إكرامه،
قال تعالى:
{إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
{قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى}
عن واثلةَ بنِ الأسْقَع رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)). رواه مسلم
وعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ((خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل مِن شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه، ثمَّ جاءت فاطمةُ فأدخلَها، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمَّ قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا})). رواه مسلم
وروى مسلم من حديث سَعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: ((لَمَّا نزلت هذه الآيةُ {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمةَ وحَسناً وحُسيناً، فقال: اللَّهمَّ هؤلاء أهل بيتِي)).
وروى مسلم في صحيحه بإسناده عن يزيد بن حيَّان قال: ((انطلقتُ أنا وحُصين بن سَبْرة وعمر بنُ مسلم إلى زيد بنِ أرقم، فلمَّا جلسنا إليه، قال له حُصين: لقد لقيتَ ـ يا زيد! ـ خيراً كثيراً؛ رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وسمعتَ حديثَه، وغزوتَ معه، وصلَّيتَ خلفه، لقد لقيتَ ـ يا زيد! ـ خيراً كثيراً، حدِّثْنا ـ يا زيد! ـ ما سَمعتَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابنَ أخي! والله! لقد كَبِرَتْ سِنِّي، وقَدُم عهدِي، ونسيتُ بعضَ الذي كنتُ أعِي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدَّثتُكم فاقبلوا، وما لا فلا تُكَلِّفونيه، ثمَّ قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خُمًّا، بين مكة والمدينة، فحمِد اللهَ وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أمَّا بعد، ألا أيُّها الناس! فإنَّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسولُ ربِّي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثَقَلَيْن؛ أوَّلُهما كتاب الله، فيه الهُدى والنُّور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، فقال له حُصين: ومَن أهلُ بيتِه يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيتِه؟ قال: نساؤه مِن أهل بيتِه، ولكن أهلُ بيتِه مَن حُرِم الصَّدقةُ بعده، قال: ومَن هم؟ قال: هم آلُ عليٍّ، وآلُ عَقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عبَّاس، قال: كلُّ هؤلاء حُرِم الصَّدقة؟ قال: نعم!)).
وفي لفظ: ((فقلنا: مَن أهلُ بيتِه؟ نساؤه؟ قال: لا، وايمُ الله! إنَّ المرأةَ تكون مع الرَّجل العصرَ من الدَّهر، ثم يُطلِّقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيتِه أصلُه وعَصَبتُه الذين حُرِموا الصَّدقة بعده)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/420)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي))، أورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (2036) وقال: ((وجملةُ القول أنَّ الحديثَ بمجموع هذه الطرق صحيحٌ، والله أعلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الصَّدقةَ لا تنبغي لآل محمد، إنَّما هي أوساخ الناس))، أخرجه مسلمٌ في صحيحه من حديث عبدالمطلب بن ربيعة.
روى البخاري في صحيحه (3712) أنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: ((والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي)).
وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً (3713) عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: ((ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)).
قال الحافظ ابن حجر في شرحه: ((يخاطِبُ بذلك الناسَ ويوصيهم به، والمراقبةُ للشيء: المحافظةُ عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تُسيئوا إليهم)).
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية:
((ويُحبُّون (يعني أهل السُّنَّة والجماعة) أهلَ بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوَلَّوْنَهم، ويحفظون فيهم وصيَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُمّ: (أُذكِّرُكم الله في أهل بيتِي)، وقال أيضاً للعباس عمّه ـ وقد اشتكى إليه أنَّ بعضَ قريش يجفو بَنِي هاشم ـ فقال: (والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتَّى يُحبُّوكم لله ولقرابَتِي)، وقال: (إنَّ اللهَ اصطفى مِن بَنِي إسماعيل كِنانَةَ، واصطفى من كنَانَة قريشاً، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم)، ويتوَلَّون أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّهات المؤمنين، ويؤمنون بأنَّهنَّ أزواجُه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أمُّ أكثر أولاده، وأوَّل مَن آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصدِّيقة بنت الصدِّيق رضي الله عنها، التي قال فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (فضلُ عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام)، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل)).
وقال أيضاً في الوصيَّة الكبرى كما في مجموع فتاواه (3/ 407 ـ 408): ((وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتُها؛ فإنَّ الله جعل لهم حقًّا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاةِ عليهم مع الصلاةِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: (قولوا: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمد وعلى آل محمد كما بارَكتَ على آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ).
وآلُ محمَّدٍ هم الذين حرُمت عليهم الصَّدقة، هكذا قال الشافعيُّ وأحمد بنُ حنبل وغيرُهما من العلماء رحمهم الله؛ فإنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الصَّدقةَ لا تَحِلُّ لمحمَّدٍ ولا لآلِ محمَّد)، وقد قال الله تعالى في كتابه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وحرَّم الله عليهم الصَّدقة؛ لأنَّها أوساخُ الناس)).
وقال أيضاً كما في مجموع فتاواه (28/ 491):
((وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجبُ مَحبَّتُهم وموالاتُهم ورعايةُ حقِّهم)).
وتأمل قوله -رحمه الله-:
ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يُبغضون الصحابةَ ويَسبُّونَهم، وطريقةِ النَّواصب الذين يُؤذون أهلَ البيت بقول أو عمل
وقال ابن عبدالبر رحمه الله في الاستيعاب (3/ 51 حاشية الإصابة): ((وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي: لَم يُرْوَ في فضائل أحدٍ من الصحابةِ بالأسانيد الحسان ما رُوي في فضائل عليِّ بن أبي طالب، وكذلك أحمد بن شعيب بن علي النسائي رحمه الله)).
وروى أبو أحمد الزبيري وغيرُه عن مالك بن مِغوَل، عن أُكَيْل، عن الشَّعبي قال: قال لي علقمة: تدري ما مَثَلُ عليٍّ في هذه الأمَّة؟ قلت: وما مثله؟ قال: مَثَلُ عيسى بن مريم؛ أحبَّه قومٌ حتى هلكوا في حبِّه، وأبغضه قومٌ حتى هلكوا في بغضه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/421)
فحذار، حذار من انتقاص آل البيت ونقض وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتذكروا فضل الله عليكم، ثم فضل رسوله واذكروه في آل بيته، والعاقبة للمتقين.
المرجع: فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة
إعداد الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 12 - 02, 10:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وفضل أهل البيت مقرر بحمد الله عند أهل السنة.
ولكن استدراك بسيط، ذكر الشيخ فيما نقلتم حديث مسلم ثم ذكر لفظ: " ((فقلنا: مَن أهلُ بيتِه؟ نساؤه؟ قال: لا، وايمُ الله! إنَّ المرأةَ تكون مع الرَّجل العصرَ من الدَّهر، ثم يُطلِّقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيتِه أصلُه وعَصَبتُه الذين حُرِموا الصَّدقة بعده)) ".
قد يفهم منه أن أزواجه رضي الله عنهن خارج أهل بيته، وليس كذلك فقد قدم مسلم عندما ذكر الأثر بالسند الأثبت: "فقال له حصين ومن أهل بيته يازيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة". ثم ذكر في آخر الحديث الرواية التي ذكرها الشيخ وهي من طريق حسان بن إبراهيم.
والأولى أثبت.
قال ابن كثير في التفسير معلقاً 3/ 487: "هكذا وقع في هذه الرواية والأولى أولى والأخذ بها أحرى وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط بل هم مع آله وهذا الأحتمال أرجح جمعا بينها وبين الرواية التي قبلها وجمعا أيضا بين القرآن إن صحت فإن في بعض أسانيدها نظرا والله أعلم ثم الذي لا يشك فيه تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال تعالى بعد هذا كله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة أي واعملن بما ينزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله قتادة وغير واحد واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس وعائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما أولاهن بهذه النعمة وأحظاهن بهذه الغنيمة وأخصهن من هذه الرحمة العميمة فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه"
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[10 - 12 - 02, 10:47 م]ـ
الأخ (النذير1): السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبَعدُ:
جزاكَ اللهُ خيْرًا على ما سقتَ من بيان أهل السنةِ والجماعةِ ..
وجزى اللهُ خيْرًا الأخ (حارث همام) على استدراكه الصائب ..
وأظن يا أخي أنكَ نصبت ـ دون أن تدري ـ عدوًا وهميًا، ثُمَّ رحتَ تُهاجمه ..
وهذا أمر ظاهر، وكنا نتمنَّى أن تسوقَ مثالاً واحدًا لِما ظننتَه وقوعًا في أهلِ بيتِ الْمصطفى (صلَّى اللهُ عليهِ، ورضِيَ اللهُ عنهم)
وحتَّى لو فعلت وجئت بِمثالٍ؛ لكان الأمر يَحتاج إلى تثبت كما لا يَخفاك، فلعلكَ فهمتَ شيئًا ما من بعض العبارات لو اطلع عليها غيرُك؛ لرآها بعيدة كلَ البعد عن الوقوع في أهل بيت المصطفي ـ وهذا ظنِّي ـ، وأخيرا أشكرُ لك حميتك هذه وإن كنتُ أظن أنها في غيْر مكانِها، وإذا أردت أن تدفع ظنونِي هذه فهلمَّ بالمثال الْمُحكم، أوِ الأمثلة التِي فهمتَ منها ما فهمتَ؛ حتَّى ننظر فيها جميعا بعين الشرع وقواعده، ولعلنا نجدُ أن هذا القول أو ذاكَ مخرجا غير الوقوع المذكور ..
و (صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ على عبدِه ورسولهِ مُحَمَّدٍ وسلَّم تسليمًا كثيرا)، وكتبَ أبو عبد الرَّحْمَنِ الشُّوْكِيُّ nsm@islamway.net
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[10 - 12 - 02, 10:56 م]ـ
الأخ (النذير1): السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبَعدُ:
جزاكَ اللهُ خيْرًا على ما سقتَ من بيان اعتقاد أهل السنةِ والجماعةِ في هذا المعنَى ..
وجزى اللهُ خيْرًا الأخ (حارث همام) على استدراكه الصائب ..
وأظن يا أخي أنكَ نصبت ـ دون أن تدري ـ عدوًا وهميًا، ثُمَّ رحتَ تُهاجمه ..
وهذا أمر ظاهر، وكنا نتمنَّى أن تسوقَ مثالاً واحدًا لِما ظننتَه وقوعًا في أهلِ بيتِ الْمصطفى (صلَّى اللهُ عليهِ وسلم، ورضِيَ اللهُ عن أهل بيته الطاهرين)
وحتَّى لو فعلت وجئت بِمثالٍ؛ لكان الأمر يَحتاج إلى تثبت ونظر كما لا يَخفاك، فلعلكَ فهمتَ شيئًا ما من بعض العبارات لو اطلع عليها غيرُك؛ لرآها بعيدة كلَ البعد عن الوقوع في أهل بيت المصطفي (صلَّى اللهُ عليهِ وسلم، ورضِيَ اللهُ عن أهل بيته الطاهرين) ـ وهذا ظنِّي ـ،
ولماذا يا أخي أبرمت الأمر على أنه (نصب) كما في العنوان؟ فالمثال المثال حتَّى يصحَّ الكلامُ، وتذكر قولَ اللهِ تعالَى: {يا أيُّها الذين ءامنوا ... فتبينوا} سَمعًا وطاعة ربَّنَا.
قلتَ في مقالك: (بل قد يبلغ الأمر ببعضهم أن يستهزء ببعض الأحكام الشرعية كالخمس، مما قد يوقعه في ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة،
). اهـ
فأنا أناشدكَ بالله عز وجل أن تأتيَ بكلامِ هذا البعض كما ذكرتَ، ولا تتعجب من مناشدتِي فإن الأمر خطير.
وأخيرا أشكرُ لك حميتك هذه وإن كنتُ أظن أنها في غيْر مكانِها، وإذا أردت أن تدفع ظنونِي هذه فهلمَّ بالمثال الْمُحكم، أوِ الأمثلة التِي فهمتَ منها ما فهمتَ؛ حتَّى ننظر فيها جميعا بعين الشرع وقواعده، ولعلنا نجدُ لِهذا القول أو ذاكَ مخرجا غير الوقوع المذكور ..
و (صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ على عبدِه ورسولهِ مُحَمَّدٍ وسلَّم تسليمًا كثيرا)، وكتبَ أبو عبد الرَّحْمَنِ الشُّوْكِيُّ nsm@islamway.net
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/422)
ـ[النذير1]ــــــــ[11 - 12 - 02, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله فيكما أخوي الفاضلين وجزاكما خيرا على تنبيهكما،
أخي حارث همام،
صدقت وبررت فنساؤه صلى الله عليه وسلم من أهله لا يشك بذلك منصف، وقد أجاد ابن القيم بيان ذلك في جلاء الأفهام،
الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن،
طلبك صائب لا غبار عليه،
وما أقوله من باب التحذير وبيان خطر المحظور المحذور وليس جزما بوقوع بعض إخواننا في النصب، وإن فهم هذا من كلامي فأنا متراجع عنه غير هياب أو متوان، ولأن أكون ذنبا في الحق خير من أن أكون راسا في الباطل،
أما المثال الذي طلبت فسأنقله لك، وهو مما كتبة أحد الإخوة ممن أحسبه والله حسيبه من أهل السنة والجماعة ومن أصحاب العقيدة السلفية الصحيحة، وأظن ما كتب سبق قلم منه، فأرجو أن لا يفهم منه غير مقصودي وهو النصيحة،
كتب الأخ ما يلي:
((((([[رسالة]]. . من سيد. . مزنوق في قرشين. . تكفون الفزعة. .
انا سيد من الاشراف ويرجع نسبي لجدي الحسن علية السلام وانا امر بضائقة ماليه اليومين هاذي ... لم اكمل بناء القصر بسبب هذه الضائقة المالية ... واعيش في اطهر بقعة على الارض مكة المكرمه ... ارض جدي رسول الله .... حيث ان هناك مشاكل مع المقاول الوهابي الذي بنى قصري و الذي يطالبني بباقي المبلغ المستحق علي لاكمال قصري وهو 7 مليون ريال سعودي ... طبعا انتم لاترضون لي وانا السيد الشريف ان اعيش في فله ضيقة او شقة ماذا اقول لاطفالي الاسياد اذا رأو اطفال السادة الآخرين يعيشون في القصور وهم يعيشون في فله متواضعة لايتعدى ثمنها مليونين ريال .....
.ومن حقي عليكم ان تساعدوني في ازمتي المالية باعطائي الخمس الذي فرضه الله عليكم لي ... وانتم تعلمون ان من يترك هذا الفرض فهو يأثم وعلية مايستحق من ترك واجب مهم ...
ولتسهيل الامر عليكم حيث انه مرهق عليكم السفر لمكه لتأدية هذا الفرض العظيم والحق الكبير لسادتكم فاني سوف اضع رقم حسابي في البنك وتودعون الاخماس مباشرة في رقم الحساب ...
طبعا من يريد رقم الحساب ليضع بريدة لكي اضعه له ليودع مالي الذي استحقه من الله ...
ومن يودع الخمس ليرسل لي اسمه وكم القيمة التي دفعها لكي ادعوا له ان يحشره الله مع جدي الحسن بقدر المال الذي دفعه
والسلام خير ختام
الموقّع/ سيد لا يحب الرياء.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
عن/ المهدي)))))
انتهى النقل
وأسألك عن رأيك في النقل وخاصة هذه العبارة:
((ومن يودع الخمس ليرسل لي اسمه وكم القيمة التي دفعها لكي ادعوا له ان يحشره الله مع جدي الحسن بقدر المال الذي دفعه))
والحمد لله من قبل ومن بعد
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 12 - 02, 08:47 م]ـ
الأخ الكريم النذير1 مرة أخرى نصحكم مقبول، وما حملنا كلامكم إلاّ على حسن ظن بكم.
ولكن لعل ما أراده الشيخ الفاضل أبوعبدالرحمن الشوكي، هو بيان أن أهل السنة لا يقعون في أهل البيت، هذا هو الحكم العام المضطرد، ولكن قد تجد بعض عوام أهل السنة تسبق منهم عبارات أو تصرفات بدوافع حسنة تكون فيها إساءة من جهة أخرى.
وهي من الأخطاء التي يجب أن ينصح من يقع فيها، ولا أظنك إذا ذكرته بالله وعقيدة من يدين الله بالانتساب إليهم يكابر أو يعاند.
ولكن أن يجعل هذا مقالاً موجهاً لأهل السنة -يفهم منه البعض اتهاماً- اعتباراً لذلك الشاذ النادر الذي لاحكم له، فالأولى تركه أو صياغته بما يفهم منه تنبيه على نادر، ولا شك أن الأولى توجيه النصح لمن يقعون في أمهات المؤمنين كعائشة وحفصة رضي الله عنهما ويتهمونهما بالإثم والبهتان المبين، وتبين أن هؤلاء من أهل بيته صلى الله عليه وسلم ومن عاداهم فقد ناصبهم، أقول يظهر أن هذا هو الأولى فالوقوع فيه كثير مقارنة بالأول.
وأخيراً أقول للأخ الفاضل والشيخ الكريم أبي عبدالرحمن .. لا حاجة للخضو في الأمثلة، فهذه الأخطاء الشاذة النادرة موجودة، والشاذ لا حكم له، وإنما ينكر على فاعله، ولا يحسب على غيره.
ومن عجيب ذلك أذكر أني قرأت في البداية والنهاية خبراً أورده ابن كثير وفيه أن جماعة من عوام أهل السنة قابلوا بدعة الروافض الشنعاء في يوم عاشوراء ببدعة أخرى منكرة وهي أنهم أركبوا امرأة على فرس وأسموها عائشة وتسمى بعضهم بطلحلة وزعموا أنهم ذاهبون لمقاتلة أصحاب علي! أو نحواً من هذا ... فهذا واقع لكنه نادر.
ومثل هذه النواد لا يتخطى قائلوها كما أنها لا تتخطاهم. والله أعلم(23/423)
ما هو الدليل على أن السلف كانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[11 - 12 - 02, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إخوتي الكرام أقصد بالسلف هنا الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين -،
فلو سأل سائل هذا السؤال، وخاصة مسائل الصفات، ما هو الدليل على أن الصحابة كانوا يثبتون الصفات بلا تمثيل؟!
أرجو الاهتمام بالموضوع فإنه خطير، ومهم بالنسبة لي وللجميع إن شاء الله.
وجزاكم ربي خيرا على جهودكم وإيضاحاتكم.
ـ[مسدد2]ــــــــ[12 - 12 - 02, 12:41 ص]ـ
لم تثبت عنهم مثل هذه التعابير:
الصفات، الموقف منها ..
حفظوا النصوص، وعملوا بمضامينها، و تجنبوا الخوض فيما لا ينبني عليه عمل ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 12 - 02, 12:55 ص]ـ
أخي الفاضل: الطارق بخير ... وفقه الله
الدليل عدم الدليل؟!
انظر الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وكذا المناظرة حول الفتوى الواسطية.
فقد نقل فيه - رحمه الله - إجماع أهل السنة والجماعة (السلفيين) وغيرهم - من الأشاعرة و .. و ... - على أنَّ السلف - الصحابة والتابعون وأتباعهم - كانوا يجرون آيات الصفات على ظاهرها، من غير ما تأويل ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف.
بل قد أنْظَرَ - رحمه الله - في مناظرته تلك مناظريه من الأشاعرة زمناً غير قليل ليأتوا بنصٍّ واحد (فقط) لسلفيٍّ واحدٍ (فقط) على مذهبهم في التأويل والتبديل والتحريف! فلم يأتوا به، ولن يأتوا به ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً.
وهؤلاء الأذكياء الكبراء القدماء من رؤوس (التمشعر) والاعتزال يقرُّون بهذا ويسلِّمون به دون مواربة ولا مراوغة.
بل لا ينكره إلاَّ مغالط معاند، فيطالب هو بالدليل إن كان صادقاً فيما ذهب إليه.
لذا فإنَّك ترى بعض هؤلاء يقول: مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم!
وللكلام تتمة: D
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[12 - 12 - 02, 03:04 ص]ـ
السلام عليكم أخي الطارق بخير:
يمكن أيضاً أن يُعرف ذلك بالتقسيم:
فالنّصوص جاءت بوصف الله تعالى بألفاظ معيّنة، والموقف من هذه الصفات لا يخرج عن أمور:
1. إمرارها كما جاءت: أي الإيمان بمعناها وتفويض كيفيتها.
2. إمرارها كما جاءت: أي قراءة ألفاظها بلا تفسير ولا معرفة معنى وهذا مذهب المفوّضة.
3. تأويل ألفاظها: إما بصفة أخرى كالإرادة أو بلازم الصفة كالثواب، وهذا مذهب المؤولة ومنهم الأشاعرة والكلابية.
4. إنكارها لفظاً ومعنى: كما هو مذهب الجهمية والفلاسفة.
وشيخ الإسلام رحمه الله كما ذكر الأخ أبو عمر تحداهم أن يثبتوا عن السّلف كلمة واحدة تدل على تصرف يوافق المذاهب الثلاثة الأخيرة: أي التفويض أو التأويل أو الإنكار.
فلم يبق إلاّ أنّهم آمنوا بمعانيها وألفاظها وأمروها كما جاءت دون تمثيل ولا تحريف ولا تكييف.
هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنّ الإجماع قائم في القرون الثلاثة المفضلة على إثبات هذه الصفات، وهذا الإجماع نقله لنا الأئمة الكثر من التابعين وتابعيهم عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، انظر مثلاً بداية شرح أصول الاعتقاد للالكائي واجتماع الجيزش لابن القيم وهذا إجماع ثابت صحيح مستند لعدد لا يُحصر من النّصوص الواردة في صفات الله تعالى وأسماءه الحسنى، والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 12 - 02, 04:12 ص]ـ
• قال الإمام حجة الزمان وشيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية قدَّس الله روحه؛ في حكاية المناظرة في الواسطية [مجموع الفتاوى: 3/ 160 - 194]:
(( ... وقلت لهم: هذه كان سبب كتابتها أنه قدم على من أرض واسط بعض قضاة نواحيها، شيخ يقال له: رضى الدين الواسطى، من أصحاب الشافعى، قدم علينا حاجاً، وكان من أهل الخير والدين، وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفى دولة التتر من غلبة الجهل والظلم ودروس الدين والعلم، وسألنى أن أكتب له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته.
فاستعفيت من ذلك، وقلت: قد كتب الناس عقائد متعددة؛ فخذ بعض عقائد أئمة السنة.
فألحَّ فى السؤال، وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت؛ فكتبت له هذه العقيدة، وأنا قاعد بعد العصر وقد انتشرت بها نسخ كثيرة فى مصر والعراق وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/424)
فأشار الأمير بأن لا أقرأها أنا؛ لرفع الريبة وأعطاها لكاتبه الشيخ كمال الدين؛ فقرأها على الحاضرين؛ حرفاً حرفاً، والجماعة الحاضرون يسمعونها، ويورد المورد منهم ما شاء ويعارض فيما شاء، والأمير - أيضاً - يسأل عن مواضع فيها. وقد علم الناس ما كان فى نفوس طائفة من الحاضرين من الخلاف والهوى؛ ما قد علم الناس بعضه، وبعضه بسبب الإعتقاد، وبعضه بغير ذلك.
ولا يمكن ذكر ما جرى من الكلام والمناظرات فى هذه المجالس؛ فإنه كثير لا ينضبط، لكن أكتب ملخص ما حضرنى من ذلك، مع بعد العهد بذلك، ومع أنه كان يجرى رفع أصوات ولغط لا ينضبط ...
[إلى أن قال رحمه الله]: فقلت: قولي: (من غير تكييف ولا تمثيل) ينفى كل باطل، وإنما اخترت هذين الإسمين لأن التكييف مأثور نفيه عن السلف.
كما قال ربيعة ومالك وابن عيينة وغيرهم المقالة التى تلقاها العلماء بالقبول: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
فاتفق هؤلاء السلف على أن التكييف غير معلوم لنا فنفيت ذلك اتباعاً لسلف الأمة.
وهو أيضاً منفى بالنص؛ فإن تأويل آيات الصفات يدخل فيها حقيقة الموصوف وحقيقة صفاته؛ وهذا من التأويل الذى لا يعلمه إلا الله؛ كما قد قررت ذلك فى قاعدة مفردة ذكرتها فى التأويل، والمعنى والفرق بين علمنا بمعنى الكلام وبين علمنا بتأويله.
وكذلك التمثيل منفى بالنص والإجماع القديم، مع دلالة العقل على نفيه ونفى التكييف؛ إذ كنه البارى غير معلوم للبشر.
وذكرت فى ضمن ذلك كلام الخطابى الذى نقل أنه مذهب السلف، وهو إجراء آيات الصفات وأحاديث الصفات على ظاهرها؛ مع نفى الكيفية والتشبيه عنها.
إذ الكلام فى الصفات فرع علىالكلام فى الذات؛ يحتذى فيه حذوة، ويتبع فيه مثاله ...
[إلى أن قال]: فقلت: ما جمعت إلاَّ عقيدة السلف الصالح جميعهم، ليس للإمام أحمد اختصاص بهذا ...
وقلت مرَّات: قد أمهلت كل من خالفني في شيءٍ منها ثلاث سنين؛ فإن جاء بحرفٍ واحدٍ عن أحدٍ من القرون الثلاثة المفضَّلة – التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم – ... يخالف ما ذكرته فأنا راجعٌ عن ذلك.
وعليَّ أن آتي بنقول جميع الطوائف عن القرون الثلاثة توافق ما ذكرته؛ من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والصوفية وغيرهم ... )) انتهى المقصود منه.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[12 - 12 - 02, 08:58 ص]ـ
جزيتم خيرا على ما كتبتم،
وأرجو التكرم بإحالتي على كتاب بحث هذا الموضوع بحثا وافيا.
ولكم من الله عظيم الأجر والمثوبة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 02, 10:52 ص]ـ
أيها الفاضل الطارق بخير ..
لا يخفاكم أن الأصل في الكلام حمله على ظاهره (الذي يليق بمن يضاف إليه).
فإذا قال لك أحد كلاماً فالأصل حمله على ظاهره (وأنبه مرة أخرى إلى أن الظاهر يليق بمن يضاف إليه)، وليس الأصل أن يأول الكلام ويبدل بغير سبب أو دليل أو قرينة ظاهرة.
وهذا الأصل يقر به كما قرر ابن القيم في الصواعق كافة العقلاء من أهل القبلة وغيرهم، فالصفاتية والجهمية يقرون بهذا إجماعاً مع أهل السنة، اللهم إلاّ طوائف من جهالهم بدأت تطفح على الساحات هذه الأيام!
فإذا نقل الصحابة آثار الصفات ولم يأولوها ولم ينقل عنهم تأويل لها، فالأصل أنهم يقرون بما نقلوا ويقولون به ما لم ينكروا، والأصل في تلك النصوص حملها على ظاهرها الذي يليق بمن أضيفة إليه دون خوض في كيفيتها.
فإذا كان هذا هو الأصل فنحن نقول به ونقول أن الصحابة وأهل القرون المفضلة يقولون به وعلى المخالف إثبات ضد ذلك في كل مسألة يخالف فيها، وهذا ما لن يجد له سبيل ولهذا تحدى شيخ الإسلام دهاقنتهم فما استطاعوا رداً.
وأنبه أخيراً إلى أننا لو تجاوزنا هذه المسألة فإن الكثير من الصفات ذكرها السلف ونصوا عليها بما يفهم منه ثبوتها عندهم.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[12 - 12 - 02, 03:36 م]ـ
جزيت خيرا أخي حارث الهمام
ولكن هل لك أن تتكرم ببعض الأمثلة مما ثبت عن السلف في ذلك، وبالأسانيد الصحيحة؟
ولك أجر تعليم الجاهل.
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 02, 06:36 م]ـ
إذا تقرر ما سبق فكل حديث صفات أدوه هم يقلون به وكل آية صفات نقلوها هم يقولون بها، ومن قال هم يؤولونها هو من يلزم بالدليل لأنه هو من خالف الأصل.
وللتوسع في معرفة آثارهم راجع كتاب التوحيد لابن خزيمة، والسنة لابن أبي عاصم،والشريعة للآجري، وأصول اعتقاد أهل السنة للالكائي، والسنة لعبدالله بن الإمام أحمد، والإبانة لابن بطة.
وغيرها من الكتب -وهي كثيرة- التي اعتنت بنقل الآثار وأقوال السلف في الاعتقاد.
علماً بأنها مطبوعة ومحققة ومخرجة آثارها ومصنفيها مسندون.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 12:28 ص]ـ
ثبت عن الصحابي الجليل ابن عباس تأويل آية (يوم يكشف عن ساق)
فهل يعني ذلك أنه لا يقول بها .. ؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/425)
ـ[القعنبي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:02 ص]ـ
يقول الإمام الهُمام ابن تيمية .. جمعنا الله به في جنة عليًة:
و قد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة و ما رووه من الحديث ووقفتُ على أكثر من مائة تفسير فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف بل عنهم من تقرير ذلك و تثبيته. إلا مثل قوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق " () فروي عن ابن عباس و طائفة أن المراد به الشدة أو أن الله يكشف عن الشدة في الآخرة و عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ و طائفة أنهم عدوها في الصفات للحديث الذي رواه أبو سعيد ـ رضي الله عنه ـ في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: " يكشف ربُنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً " () و لا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال " يوم يكشف عن ساق " و لم يضفها الله تعالى إلى نفسه، و لم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنها من الصفات إلا بدليل آخر و مثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف) مجموع ابن قاسم 6/ 494
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:20 ص]ـ
فما الدليل على أن الصحابة أثبتوا لله ساقاً .. ؟؟
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 12 - 02, 02:09 ص]ـ
حديث الساق صحيح مخرج في الصحيحين وغيرهما من دواوين السّنّة، وقد فسر بعضهم الكشف عن الساق في هذا الحديث: بالكشف عن الاهوال والشدائد مستدلاً بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} هـ
إلا ان الأمر في هذا الحديث مختلف ذلك أنّه بالنظر إلى روايات الحديث يتضح أن لفظ الساق جاء مجرداً عن الإضافة كما في رواه البعض، وجاء من بعض الطرق مضافاً إلى الله سبحانه وهي مخرجه في صحيح البخاري واخرجها كذلك من حديث ابن مسعود عبدالله بن احمد بن حنبل في كتاب السّنّة وابن منده في كتاب التّوحيد وكذلك جاء في الروايات ان المراد بالكشف هو تجلي الله لعباده كما ورد في حديث ابي هريرة عن ابن ابي عاصم ". . .فيتجلى لهم يضحك. ." وكذلك عن ابي موسى الاشعري.
وإذا كان كذلك فينبغي ان تحمل الروايات بعضها على بعض ويتضح ان المراد بالكشف عن الساق في الحديث هو الكشف عن ساقه سبحانه وتعالى ومنه نعرف أن لله تعالى ساقاً على مااثبته له نبيه صلّى الله عليه وسلّم بلا كيف بل كمايليق بجلال وجهه وعظيم سلطأنّه وبذاته المقدسة العلية، المستعلية عن مشابهة شيء من الخلق.
واما المخالفون لأهل السّنّة فقد أنكروا هذه الصفة لله تعالى وفرحوا وطاروا بتفسير ابن عباس للآية فامضوه على الحديث ولكن الله لم يتم لهم ذلك لأن الحديث له روايات صريحة في إضافة الصفة لله تعالى تمنع صحة التفسير الذي للحديث.
واما الآية فقد اختلف في دلالتها على الصفة فجاء عن ابن عباس ان الهول المراد والشدة وعن ابي سعيد تفسيرها بالصفة لكن جعل ذلك ظاهر القرآن، يمتنع لأن الساق جاءت نكرة في سياق الإثبات ولم تضف فهي بمجردها لاتدل على الصفة ولكن بتأمل التركيب والسياق وتدبر المعنى المقصود، يتبين ان المراد هو نفس ماحكاه النبي صلّى الله عليه وسلّم من أمر يوم القيامة، وقد جاء تفسيرها صريحاً بالحديث في رواية ابي موسى الاشعري حيث جاء فيه بعد ذكر السجود "فذلك قوله عز وجل {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} فعاد الحديث إذاً حجة عليهم في تفسير القرآن ومن المعلوم إن أولى مايفسر به القرآن،هو القرآن والسّنّة، قال تعالى: {ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم} وماذكره اهل الأهواء من إنكار صفة الساق وتأويلها بالشدة والهول أو بالنفس فكله هذيان لايرتقي إلى ان يكون علماً ينقل أو شبهة ترد بل الإعراض عنه أوّلى لمخالفته صريح السّنّة وظاهر القرآن والله تعالى أعلم.
ـ[الرئيسي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 06:02 ص]ـ
أخي الطارق بخير،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيلك على كتاب: "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للحافظ ابي الحسن بن منصور الطبري اللالكائي.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 01:43 م]ـ
فأين الدليل على أن الصحابة أثبتوا لله ساقاً .. ؟؟
ابن عباس فسر الآية على حسب اللغة أن الكشف عن ساق يعني عن أمر عظيم .. ولم يخالفه أحد من الصحابة أو يعترض عليه ..
حتى رواية الإضافة الى الله لا تعني حتماً إثبات الساق له تعالى .. لأن تعبير (كشفت الحرب عن ساقها) لا يعني أن الحرب لها ساق -رغم الإضافة الى الحرب - .. وهو تعبير دارج عند العرب والقرآن نزل بلغتهم ..
ومن العلماء من رجح رواية (عن ساق) بدون إضافة .. ومنهم الاسماعيلي والألباني ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/426)
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 12 - 02, 02:11 م]ـ
ولهذا يفهم العربي أن المراد الكشف عن هولها.
ةقد يقول لك قائل لكل شيء ساق بحسبه حقيقة دون فرض التماثل، هذا أولاً.
أما لو قال العربي كشف زيد عن ساقه: فالمعنى المتبادر هو أنها صفة له وجزء منه.
والله تعالى إذا أضيف إليه شيء فله حالان:
أن يكون المضاف مما يقوم وحده فإضافته له إضافة ملك: كبيت الله.
أو يكون المضاف لا يقوم وحده فهو صفة له: كيد الله وعين الله ورحمة الله.
والساق المضافة إلى الله كذلك على الوجه اللائق بها.
ثم إن ابن عباس لم يتعرض لتفسير الصفة وتأويلها، ففرق بين تفسير النص والمعنى العام وبين تفسير اللفظ الخاص والمراد به.
ثم إن أبي موسى الأشعري وابن مسعود فسروا الآية بالحديث وفيه إضافة الساق إلى الله فبطل قولك إنه لم يخالفه أحد.
وقولك: مالرد على من رجح رواية عدم الإضافة، جوابه أنّ المسألة ليست مزاجاً، فإن كلام النبي صلى الله عليه وسلم يفسر بعضه بعضاً، بل حتى لو قيل إن الصحابي راوي الحديث تصرف في الرواية بفهمه وأضاف الساق إلى الله لكان حجة لأن الصحابة رضي الله عنهم أوعى لما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[13 - 12 - 02, 04:50 م]ـ
جزى الله الإخوة خيرا على ما أفادوه،
وقد كلمت بعض الإخوة في الموضوع فأفاد أن الشيخ ناصر الدين الألباني - رحمه الله - قد سئل هذا السؤال فقال:
نحن نعكس السؤال على السائل ونقول: (ما دليلك على أن السلف كانوا على خلاف معتقد أهل السنة)؟
لأن الأصل الظاهر، فمثلا قوله تعالى: " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر "
ما الدليل أنهم فهموا أن الملائكة تأتي والله تعالى لا يأتي ولكن يأتي أمره - مثلا -؟
فالأصل أنهم فهموا أن الله يأتي - إتيانا يليق بجلاله -، والملائكة تأتي، وكل ذلك على الحقيقة،
ومن قال: إنهم فهموا غير ذلك فعليه الدليل.
هذا معنى ما نقله الأخ عن الشيخ ناصر - رحمه الله -.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 06:58 م]ـ
ومن قال لك - يا حبيبي - أنَّ الآية من آيات الصفات، وكذا الحديث.
من رآى أنّها من آيات الصفات لم يحرِّف المعنى إلى معنى بعيد دون دليل.
ومن رآى أنها ليست منها فسَّرها على تفسير تحتمله لغة العرب، ولم يكن في ذلك إنكار لصفة الساق عن الله أو نفيها.
أما عدم الإنكار فإن الآية ليست فيها حتى يقع الإنكار.
وأما الإثبات فلا نثبت - كما هي قاعدتنا - نحن - أهل السنة والجماعة (السلفيون) - الساق إلاَّ إذا ثبت إثباتها بدليل صريح.
فما قولك يا أخي (عبداللطيف)!:)
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 02, 08:51 م]ـ
حبيبي شوف المسألة ليست صريحة
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3574&perpage=15&pagenumber=1
ولم يرد عن الصحابة أنهم أثبتوا الساق صفة للرحمن
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 12 - 02, 09:51 م]ـ
الأخ عبداللطيف: المسألة عندك كما أفهم ليست صفة الساق وحدها لذلك لا بأس أن ندخل في نقاش حول هذا الأمر شريطة أن تحدد أحد مسارين:
1. تقر بمنهج السلف في إثبات الصفات وترى أن الصحابة أثبتوا لله ما في النصوص من الصفات الخبرية كاليد والساق والوجه والنزول والإتيان ونحو ذلك، وبحثك إنما هو في ورود إثبات الصحابة لصفة الساق.
2. لا تقر بأن الصحابة ورد عنهم ما يفيد إثباتهم للصفات الخبرية من مثل ما ذكرنا، ومن ضمنها صفة الساق.
بانتظار ردك يا عزيزي وسنفتح موضوعاً جديداً للنقاش إن أحببت.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 12 - 02, 10:14 م]ـ
لا أدري ماذا تقصد من الرابط السابق يا أخ عبداللطيف؟!
أفصح وبيِّن حتى أجيبك، ودع عنك الإبهام.:)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 12 - 02, 02:36 ص]ـ
من باب التنبيه للإخوة (فعبداللطيف) معروف بأشعريته، وهو يكتب في أنا المسلم، بعدة أسماء منها أحمد، ولايستطيع هو أن ينكر هذا، هذا من باب التنبيه فقط
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[14 - 12 - 02, 07:27 ص]ـ
على كل حال .. وبغض النظر عن الحساسية التي تظهر عن البعض بمجرد أن يناقش المرء مسألة خلافية في الصفات .. فالثابت عن ابن عباس أن الآية لا دخل لها بإثبات صفة الساق .. وسياق الحديث واضح أنه يتكلم عن نفس الموقف لا عن غيره .. وسواء أخذنا برواية الإضافة أو الأخرى فليس فيه دلالة صريحة على الصفة .. ولو كانت المسألة واضحة وصريحة كما يدعي البعض لما جادل البعض فيها كما في الرابط أعلاه ..
وحتى الأخ أبو عمر يقول هنا: ومن قال لك أنَّ الآية من آيات الصفات، وكذا الحديث.
والبيهقي من أهل الحديث لا الكلام .. لم يثبت صفة الساق ..
فمن شاء فليثبت، لكن لا يدعي أن هذا هو قول الصحابة وأن خلافه باطل .. !!
وأما شخصيتي ,, فالأمر ليس شخصياً كما أعتقد .. وأنا عقيدتي تشبه كثيراً عقيدة البيهقي .. والله يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/427)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 02, 08:24 ص]ـ
لعل عقيدتك يا أبا أحمد أشبه بعقيدة الإمام الجهم بن صفوان، أكثر من الإمام البيهقي، من حيث إنكارك لصفة اليدين.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[14 - 12 - 02, 09:15 ص]ـ
ما أنكرت صفة اليدين .. قلت فقط أنها ليست جوارح وأعضاء .. وإنما (صفة) كما قال البيهقي .. وكما هو في كتاب (الإبانة) لأبي الحسن الأشعري ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 02:58 م]ـ
أخي الفاضل (عبداللطيف) يبدو أنَّك قد ألجأت إلى الحيدة هرباً من أجوبة تنتظرك لتجلم ما ذهبت إليه من باطل أهل الباطل .
قد كان الكلام أوَّله بل عنوانه حول وجود تأويل عند الصحابة (لشيءٍ) من الصفات.
وكأني (فهمت) من بعض تعقيباتك، بل اعترافك بأنك تتبع (أو تقلِّد!) الإمام البيهقي (الأشعري !!) رحمه الله = أقول: كأني (فهمت) من ذلك كله أنك تزعم أنَّ عدم التأويل ليس هو مذهب الصحابة. هذه واحدة فاحفظها؟!
ثم انجرَّ الكلام على إثبات صفة الساق لله من عدمها، وليس له علاقة بالموضوع ههنا، فإن كان له علاقة فاذكر العلاقة (بوضوح) حتى أجيبك بوضوح!
إذ لو أثبتنا الساق فبناء على صحة لفظة رواية الحديث التي في الصحيح، وقد تقدمت، وتفسير الصحابة رضي الله عنهم فيه صريح؛ كما تقدَّم في النقل السابق للأخوة الأفاضل.
وإن نفيناها فلعدم الدليل، وقد قلت وأعيد: إنَّ مذهبنا نحن السلفيين إثبات ما ثبت بالكتاب والسنة، والإمساك عن الإثبات أو النفي لما لم يثبت.
فبما أنه قد ثبت إثباتها بالدليل الأثري فإننا نثبتها.
فكيف تقول (والبيهقي من أهل الحديث لا الكلام .. لم يثبت صفة الساق .. فمن شاء فليثبت، لكن لا يدعي أن هذا هو قول الصحابة وأن خلافه باطل .. !!)؟!
أقول: بل خلافه باطل شديد البطلان؛ إذ النفي يحتاج إلى دليل؛ إن كنت نافياً، والإثبات يؤيِّده الحديث، والنسبة إلى الصحابة قد ثبتت.
فماذا بقي يا حبيبي؟!
فإن قلت: إنَّ الصحابة قد أوَّلوا صفة الساق الوارة في الآية فقد قلت لك (ومن قال لك - يا حبيبي - إن الآية من آيات الصفات) إذ هي ليست منها؛ إنما الكلام على هول يوم القيامة، وليس له تعلُّقٌ بصفات الله.
وأما الرابط فأنا الذي أدلُّك على الشاهد منه - تبرُّعاً - وهو ما نقلته من تأويل مجاهد (وهو تابعي) لآية رؤية الله تعالى.
وليس لك فيه متمسَّك من وجوه ثلاثة:
الأول: أنك أشعري، وهم - الأشاعرة - يثبتون رؤية الباريء يوم القيامة، مع قولهم (بلا إحاطة؟!)، فهل ستحتجُّ بنفي مجاهد للرؤية (في هذه الآية بالذات)؟ فتبطل بذلك مذهبك الذي تنافح عن باطله؟
هذا مع كونه مخالفاً للإجماع، وليس هناك من السلف من يؤيده على ما قاله؛ كما تقدَّم.
الثاني: أنه قد ثبتت آثار أخرى عن مجاهد رحمه الله فيها إثباته لمسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة.
فصار نفيه غير محتجٍّ به في مسألتنا؛ لورود الاضطراب عليه.
الوجه الثالث: أنَّه وإن ثبت ذلك عن مجاهد أو غيره - وليس هو صحابياً - فإنَّ القواعد (والعقائد) لا تبنى بمثل هذه الشذوذات؛ فلكل قاعدة شذوذ.
ولو أخذنا بكل شذوذ لنبني بها قاعدة لأبطلنا العقائد والأحكام؛ بل الشرائع كلها.
وأخيراً: فكون الإمام البيهقي - رحمه الله - من أهل الحديث (رواية أو دراية) لا يمنع من انحرافٍ أصابه في الاعتقاد.
وتأليفه كتابه (الأسماء والصفات) إنما كان استجابةً لطلب شيخه أبو منصور محمد بن الحسن (الأشعري) الذي شيخه: ابن فورك (إمام الأشعرية في زمانه)، وهنا لاحظوا التأثُّر بالمشايخ في تلقُّف البدعة؟!
ثم هو - رحمه الله - في تأويلاته للصفات كثير النقل - حرفياً - صراحةً عن أئمة الأشعرية في ذاك الكتاب وغيره؛ كالخطابي وأبي الحسن الطبري والحليمي وأبي إسحاق الإسفراييني والمحاسبي وابن فورك وغيرهم.
ويُعدُّ البيهقي مجدد الأشاعرة من جهة ربط مذهبهم بالفقه الشافعي والحديث النبوي؛ وإلاَّ فمتى كانوا يعرفون الحديث قبله؟!
ثم إنَّ كثيراً من متأخري أهل الحديث (دراية)؛ من مثل شرَّاح البخاري ومسلم: كابن بطال وابن المنيِّر والقرطبي وابن حجر والنووي و ... و ... - رحم الله الجميع - من الأشاعرة المتكلِّمين؛ فكان ماذا؟!
وهل كانت معرفة العالم للحديث وحده حصانة من الوقوع في الباطل؟
تنبيه: أخي (عبداللطيف) إن كان عندك ردٌّ على هذا فأرجوك أن توضِّحه.
:)
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 04:46 م]ـ
أهلُ السنّة والجماعة: على أنّ عقيدتهم هي عقيدة السلف الصالح وإلاّ لَما نُسِبوا إلى هذينِ اللقبَين الشريفَين (السنّة) و (الجماعة) ..
ثُمّ إنّ الصحابةَ الكِرامَ رضي الله تعالى عنهم هم أولى مَن يُنسَبُ إليه ذلك الاعتقاد .. فهُم الامتداد الحقيقيّ لأهلِ الإسلام، وحقيقة الإسلامِ هي ما عليه أهل السنّة والجماعة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/428)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[14 - 12 - 02, 04:50 م]ـ
ما ذكره الأخ العزيز بالله .. بارك الله فيه .. هو الصواب.
وهو موافق تماماً لكلام شيخ الإسلام، حيث قال شيخ الإسلام ما معناه أن الآية بمفردها لا تدل على إثبات الساق لله إلا بدليل آخر، وما دام عندنا دليل آخر يوضح المراد من الأول فيجب الأخذ به.
ويجب التنبه إلى أن الحديث قد يخفى على عدد كبير من الصحابة، بل على كبار الصحابة الذين لازموا النبي عليه الصلاة والسلام!!.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:43 ص]ـ
كانت مداخلتي في الموضوع تعقيباً على قول الأخ حارث همام:
فإذا نقل الصحابة آثار الصفات ولم يأولوها ولم ينقل عنهم تأويل لها، فالأصل أنهم يقرون بما نقلوا ويقولون به ما لم ينكروا، والأصل في تلك النصوص حملها على ظاهرها الذي يليق بمن أضيفة إليه دون خوض في كيفيتها.
وقلت إن مجرد نقل الصحابة لتلك النصوص لا يبرر لنا أن ننسب لهم القول بأن لله ساقاً .. سيما وأن أحدهم فسر الآية على المجاز ولم يعترض عليه أحد .. والحديث في نفس الموقف الذي تتحدث عنه الآية ..
لكن الأهم عندي هو: ما المعنى الذي يليق بالله تعالى من إضافة صفة الساق له .. ؟
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:20 ص]ـ
شكرا إخواني على هذا النقاش الطيب الهادئ
لقد قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير عند قول الله عز وجل (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه فهل هذا تأويل؟
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:27 ص]ـ
وقرأت في الفتح عند حديث (يكشف ربنا عن ساقه) أن الحافظ الإٍسماعيلي في مستخرجه قال (عن ساق) بدون الهاء وذكر الحافظ أن هذا أصح لموافقته للقرآن فما رأيكم في ذلك؟
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:38 ص]ـ
وذكر االحافظ ابن كثير في التاريخ في ترجمة الإمام أحمد جبل السنة رضي الله عنه أنه قال في قول الله عز وجل (أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) قال: المراد به قدرته وأمره. ونقل عن طريق البيهقي في الصفات أن إمام أهل السنة قال في قول الله عز وجل (وجاء ربك) أي: جاء ثوابه. انتهى فهل يمكننا أن نعتبر هذا تأويلا؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:09 م]ـ
• الأخ: عبدللطيف، بل أقصد أبو أسامة؛ وعفواً ..
ههنا تنبيهان:
1 - أولاً: ما نقلته عن تفسير ابن كثير فيه تدليس، إذ قلت (في تفسير ابن كثير) مما يوهم أنَّ قوله (كرسيه: علمه) هو كلام ابن كثير وليس كذلك الأمر.
• بل هذا التفسير (وليس تأويلاً) قد أورده ابن كثير من طريقي ابن أبي حاتم وابن جرير في تفسيرهما؛ كلاهما من طريق مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
• قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2/ 148) عن جعفر هذا: ((ذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت.
قال ابن مندة: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير.
قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض)، قال: علمه.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
قلت: قد روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره.
وروى أبو بكر الهذلي وغيره عن سعيد بن جبير من قوله قال: الكرسي موضع القدمين)) انتهى المقصود منه.
• قال أبو عمر: وقد ساق ابن كثير المرويات التي أجملها الذهبي ههنا بشيءٍ من البسط؛ ثم قال أخيراً: ((والصحيح أنَّ الكرسي غير العرش، والعرش أكبر منه؛ كما دلت على ذلك الآثار والأخبار)).
• وفي لسان العرب (6/ 194): ((قال أبو منصور: الصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه عمار الذهبي [كذا! والصواب: الدهني] عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره.
قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.
قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)) انتهى.
• قال أبو عمر: أبو منصور هذا هو الأزهري السلفي، صاحب تهذيب اللغة، وأكثر الروايات الصحيحة تدلُّ على أنَّ الكرسي هو موضع القدمين.
2 - ثانياً: تفسير الكرسي أنه العلم لو صحَّ من كلام ابن عباس – ولم يصحُّ – فإنَّ له أصلاً من كلام العرب.
• قال ابن جرير في تفسيره (3/ 11): ((وأما الذي يدل على صحَّته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال: هو علمه، وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: (ولا يؤوده حفظهما) على أنَّ ذلك كذلك؛ فأخبر أنه لا يؤده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض.
وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما)؛ فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء.
فكذلك قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض).
وأصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب: كراسة، ومنه: قول الراجز في صفة قانص: ( .......... ••• حتى إذا ما احتازها تكرَّسا).
يعني: علم، ومنه يقال للعلماء: الكراسي؛ لأنهم المعتمد عليهم؛ كما يقال: أوتاد الأرض؛ يعني بذلك: أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض.
ومنه قول الشاعر:
(يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ••• كراسي بالأحداث حين تنوب)
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها.
والعرب تسمي أصل كل شيء: الكرس؛ يقال منه: فلان كريم الكرس؛ أي: كريم الأرض.
قال العجاج: (قد علم القدوس مولى القدس ••• أن أبا العباس أولى نفس
بمعدن الملك الكريم الكرس
يعني بذلك: الكريم الأصل، ويروى: (في معدن العز الكريم الكرس).
• وقال في القاموس المحيط (1/ 735): ((والكرسي؛ بالضم وبالكسر: السرير والعلم)).
:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/429)
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 12 - 02, 08:26 م]ـ
عفواً أنا لست أبو أسامة ..
وإذا كنت تحب أن تجيبني فسؤالي هو: ما المعنى الذي يليق بالله تعالى من إضافة صفة الساق له .. ؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 08:40 م]ـ
آه عفواً .. لقد نسيت ردَّك يا أخي (عبداللطيف)؛ لاشتغالي بالردِّ على بعض مداخلات ( abouosama1 ) .
س: هل قلت إنك أبو أسامة؟!
وأما سؤالك: ما المعنى الذي يليق بالله تعالى من إضافة صفة الساق له؟
فالجواب: إن ثبت في نص الشرع أنَّ له - سبحانه وتعالى - ساقاً فهو ساقٌ يليق بجلاله وعظمته، (ليس كمثله شيءٌ، وهو السميع البصير)، لا نمثِّله ولا نشبِّهه ولا نكيِّفه ولا نعطِّله (ولا نحرِّفه) عن معناه الصحيح الذي تفهمه العرب من كلمة (ساق).
وهو في حق المخلوق ما يقوم عليه المخلوق ويمشي عليه.
وأما (كيف) هو في حق الله فالله أعلم، لم يخبرنا به، فهو في علم الغيب عنده.
ولا نقول إنه يشبه ساق أحدٍ من المخلوقين.
وتوضيح هذا: أنه كما أنَّ ساق الإنسان لا يشبه ساق النملة، وكلاهما لا يشبهان ساق الفيل، وكلها لا تشبه ساق الديناصور، أو ساق البطة، أو ساق الجن - إن كان لهم ساق! -، أو ساق ... أوساق ... .
ثم في الحاصل كلها تُسمَّى ساقاً في لغة العرب.
ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى.
بانتظار موقفك من هذا الرد يا أخي!
:)
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 12 - 02, 08:56 م]ـ
قلت: وهو في حق المخلوق ما يقوم عليه المخلوق ويمشي عليه.
وأما (كيف) هو في حق الله فالله أعلم، لم يخبرنا به، فهو في علم الغيب عنده
لماذا انتقلت من المعنى إلى الكيف؟؟ أنا أسأل عن المعنى اللائق بالله تعالى ..
هو في حق المخلوق ما يقوم عليه المخلوق ويمشي عليه.
فما هو في حق الله عز وجل؟؟
أما الأمثلة التي ذكرتها (النملة والبطة ... الخ) .. فالفرق هنا في الكيفية فقط .. والمعنى واحد كما لا يخفى ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:15 م]ـ
أعيد كلامي السابق؛ لأنه واااااضح جداً، لكن أرجو منك تدبُّره وتأمله جيداً قبل التعقيب؛ قلت: ((فهو ساقٌ يليق بجلاله وعظمته، (ليس كمثله شيءٌ، وهو السميع البصير)، لا نمثِّله ولا نشبِّهه ولا نكيِّفه ولا نعطِّله (ولا نحرِّفه) عن معناه الصحيح الذي تفهمه العرب من كلمة (ساق).
وهو في حق المخلوق ما يقوم عليه المخلوق ويمشي عليه.
وأما (كيف) هو في حق الله فالله أعلم، لم يخبرنا به، فهو في علم الغيب عنده.
ولا نقول إنه يشبه ساق أحدٍ من المخلوقين)).
فيسفاد من الكلام السابق كله - وليس كما فعلت؛ حين بترت أطرافاً مهمة من كلامي -، أقول يستفاد منه ما يلي:
1 - أنَّه ساق - إن ثبت - بمعنى ما يقام عليه الشيء.
2 - أنَّنا لا نعرف كيفيته وصفته؛ لأنه من علم الغيب.
3 - أنَّا ننفي كونه يشبه ساق المخلوقين؛ فلا يشبه سوق الإنسان أو النملة أو الفيل أو الديناصور أو البطة أو ساق الجن - إن كان لهم ساق!
وأزيد فأقول ههنا: أو ساق الشجرة، أو ساق الكرسي أو ... الخ مما يطلقه العرب عليه من السُوْق.
وقد أجبت نفسك بنفسك فقلت: (أما الأمثلة التي ذكرتها (النملة والبطة ... الخ) .. فالفرق هنا في الكيفية فقط .. والمعنى واحد كما لا يخفى).
فساق الله كساق ما تقدم ذكره من حيث الاسم العام لكن الكيفية هي الفارق بينها؟!
4 - يا حبيبي أنت تسألني عن الكيف بطريقة غير مباشرة، ولن أجيبك لأني لا أعلم.
: D
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:51 م]ـ
بل أسألك عن المعنى .. وقد اتضح لي من جوابك أنه:
ما يقام عليه الشيء ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:57 م]ـ
وهو جوابٌ صحيحٌ، أليس كذلك يا أخي الكريم؟:)
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:18 م]ـ
كلامك يفهم منه وصف الله بالقيام والمشي ..
فهل من صفات الله سبحانه: القيام والمشي؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:40 ص]ـ
لا يا حبيبي ... لا يفهم من كلامي هذا.
فقد قلت: (أو ساق الشجرة، أو ساق الكرسي) وبإمكانك أن تزيد فتقول: أو ساق الطاولة أو ... ؛ مما لا يمشي ولا يقوم.
فهل الكرسي أو الشجرة يقومان بعد قعودهما أو يمشيان؛ إلاَّ إذا شاء الله ذلك فصار أمراً خارقاً للعادة.
والمعنى العام الكلِّي قد تقدَّم ذكره؛ وهو: ما يقام عليه.
ثم إنَّ القيام إن كان المقصود به القيُّوميَّة المذكورة في قوله: (الحي القيُّوم) فنعم.
وأما أنَّه - سبحانه وتعالى - يقوم بعد أن كان قاعداً فلا أقول به، لأنه يحتاج إلى دليل، ولا دليل عليه في حدود علمي القاصر.
ولكن .. قد يفهم من استواء الله - سبحانه وتعالى - على عرشه، وهو مما أقول به = أقول قد يفهم منه (القعود) .. لكننا لا نتلفَّظ به ولا نصف به الرب سبحانه وتعالى لعدم الدليل عليه.
وفي هذه المسألة (صفة القعود) مباحث ليس عندي وقتٌ الآن لطرحها.:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/430)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:49 ص]ـ
المشكلة ليست في إثبات صفة الساق عند عبد اللطيف (أبو أحمد الأشعري)
لكن المشكلة تكمن في أنه ينكر علو الله العلي العظيم، ومعلومٌ حكم إمام الأئمة ابن خزيمة فيمن يفعل ذلك.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 12 - 02, 07:29 ص]ـ
هناك من يثبت الجلوس كما في: قدوم كتائب الجهاد لغزو أهل الزندقة والإلحاد، تأليف الشيخ عبدالعزيز بن فيصل الرّاجحي
تقديم فضيلة الشيخ الدكتور: صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
وهناك من يثبت المشي أيضاً .. منهم الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله ..
فلماذا لا تثبت مثلهم .. ؟؟
وتفسير الساق بقولك (ما يقام عليه) .. لا يمكن أن يحمل على معنى (القيومية) لأن معنى القيوم: القائم بتدبير الخلق وحفظه .. أو الْقَائِم بِرِزْقِ مَا خَلَقَ وَحِفْظه
وهذا المعنى بعيد عن معنى الساق في اللغة ..
أصبح لدينا الآن مشكلة في معنى الساق عندك ..
ـ[أبو البركات]ــــــــ[16 - 12 - 02, 05:38 م]ـ
يا عبد اللطيف لماذا لاتعقب على كلام الأخ أبو عمر؟؟؟؟: confused:
أرجو منك عدم الخروج من مسألة الساق لله عزوجل حتي تدلي بقولك ... فأسلوبك هو مجرد تنصل من كلام ابوعمر من الساق إلى المشي ثم إلى الجلوس ..... وجزا الله ابوعمر خير فهو يضيع وقته لكي يشرح لك الفهم الصحيح.
أما إن كنت أنت أبوأحمد الأشعري .... فلا مشكل!! عليك لأنها عادة ذاك الرجل وهي فتح الموضوع وبعد أن يلقم حجرا ينتقل إلى موضوع آخر بطريقة دبلوماسية: D ولا نتيجة من محاورته إلا الجدل العقيم!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 06:07 م]ـ
• أخي الكريم (صاحب الحيدات) ... وعفواً على هذا الوصف فهو أسهل ما يقال في تعقيباتك ..
إن ثبت دليل صحيح، لفظه صريح في إثبات الجلوس أو القعود أو المشي لله عزوجل فأنا أقول به.
وليتك سقت دليل الراجحي – صاحب كتاب قدوم كتائب الجهاد – وهو عندي!
وكذا دليل الشيخ عبدالعزيز بن باز، وفي أي كتابٍ قاله حتى تختصر علينا الوقت.
لكني سأنظر في كلامهما، وأجيبك بما يناسب.
• وللعلم فإنَّ ثمَّة حديث قد يُفهم منه إثبات المشي لله تعالى، وهو في خاطري منذ التعقيب الماضي.
لكن .. لم يترجَّح لي - لعلمي القاصر أو نسيان - فأنا اعتمد على ذاكرتي الهزيلة في كثير من التعقيبات - = أقول: لم أقف على كلامٍ لأحد الأئمة السابقين قد فهم منه هذه الصفة، ولو وقفت عليه لسارعت بالإثبات - بعد قناعةٍ - وليس عن تقليدٍ أو هوى، وهذا فخر ومحمدة لي لأني لا أتعصَّب على أمرٍ.
• وأما الجلوس والقعود فقد أشرت إلى أنَّ هناك بحوثاً في إثبات هذه الصفات لله عزوجل، أعدك بتفصيل الكلام حولها مستقبلاً.
• تنبيه: دعك - يا أخي - من الصفات المختلف في إثباتها وتعال ناقشني فيما نحن – السلفيون – مثبتون له من الصفات الاختيارية، وتنفيه أنت على ما أكاد أجزم به، حتى توضِّح لنا منهجك فيها جميعاً.
• تنبيه آخر: التأخير في الرد عليك إنما هو لشغل حسبُ!
: D
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 07:00 م]ـ
* الأخ (عبداللطيف): سؤال بسيط: هل تتبت الساق لله تعالى، إن ثبت الحديث الصحيح بذلك؟
أم أنَّك تتعنَّت على طريقة أهل الكلام بأن تبحث لوازما من القعود والمشي.
فما لك - يا أخي - ولكونه يمشي أو يقعد أو ليس كذلك!
* وكأنك ستحدِّدُ موقفك من إثبات هذه الصفة بعد معرفتك هل يمشي ويقعد أو لا، وإلاَّ فلا؟!
* يكفي - يا حبيبي - أن تثبت أنَّ له ساقاً، والسلام.
وأما أن تتكلَّف: هل يمشي، هل .... الخ؛ فهذا ليس من اختصاصك أوشأنك - أقول: ولا شأني؛ حتى ما تزعل - ولا شأن أحدٍ من الناس.
* أثبت أنَّ له ساقاً - إن ثبت ذلك، وافعل ذلك في جميع الصفات، فإذا وفقك الله لهذه المرحلة فانظر - وناظر - بعدها: هل يمشي، هل يقعد، من قال به ومن نفاه ... الخ؟!
=====================================
* رسالة خاصة:
* للأخ الفاضل: أبو البركات ... وفقه الله
هذه المناظرة فائدتها عامة للجميع.
وليس عليَّ إن لم يقنع الخصم بما أوردته له من الأدلة الواضحة.
فقد يستفيد غيره بتنصُّله وهربه.
* وللأخ الفاضل: محمد الأمين ... وفقه الله
وإن كان الخصم أشعرياً أو جهمياً أو غير ذلك فلا مانع من مناقشته (وإقامة الحجة عليه بينه وبين ربه).
وكونه يتخفى خلف أستار متنوعِّةٍ من الأسماء المستعارة فهذا - إن ثبت - فإنه دليل على ضعف وهزيمة.
وأرجو أن لا يكون الأمر كذلك!!: D
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 12 - 02, 09:04 م]ـ
الحديث له روايتان .. والبعض يرجح رواية (ساق) بدون إضافة .. ومع تأويل ابن عباس للآية .. وعدم اعتراض أحد من الصحابة عليه .. ونقل الطبري وابن كثير له .. لا يبقى مجال للقول أن صفة الساق ثابتة بدليل قوي صريح ..
ومع ذلك .. لو سلمنا بأنها من الصفات: فما هو معناها .. ؟؟
قلت إن معناها: ما يقام عليه .. ثم حملتها على القيومية .. وهذا عجيب منك .. !
المسألة ليست حيدات ولا لوازم .. وإنما سؤال عن معنى صفة تؤمن بها ويفترض أن تعرف معناها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/431)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 09:29 م]ـ
أخي ... يبدو أنَّ هناك لبساً أو مغالطة مقصودة!!
قولي: ((القيام إن كان المقصود به القيُّوميَّة المذكورة في قوله: (الحي القيُّوم) فنعم)) لم أقصد به القيام الذي تريد أن تلزمني به إن اثبت الساق لله تعالى؛ إنما قصدت أنَّك إن أردت إثبات القيام لله بدليل فالمقصود به القيومية التي في قوله تعالى: (الحي القيُّوم).
وما قلت أبداً في يوم من الدهر؛ بل ولا يفهم ذلك من كلامي - إلاَّ لمن يروم المغالطة والمراوغة - = أقول: لم أقل إنَّ المقصود بالقيام الذي يعقب الجلوس - وهو ما تحاول إلزامي به - ولا أقول به؛ لعدم الدليل - = إنَّّ معناه القيُّومية في قوله: (الحي القيُّوم).
وعموماً .. قلت أو لم أقل: فأنا قد أوضحت الإشكال الآن صراحةً؛ فلماذا لم تجب عن بقية ما سألتك عنه من أول التعقيبات إلى ههنا؟
أليس هذا حيدة أم ماذا يسمَّى يا (عبداللطيف)؟
وأما معرفتي بالصفة المذكورة فقد والله تعبت من شرحها لك بضرب الأمثلة والإعادة والتكرار.
ولكن ... ألخِّصه الآن مرَّةً أخيرة فأقول: ما يقام عليه؟
أفهمت .. يا عزيزي؟
* وأتجاوز الكلام السابق كله إلى سؤال بسيط جداً - أقوله من باب الإلزام فحسب -: هل يجب عليك أن تفهم معنى الساق ليتوقَّف إيمانك به؟
* بمعنى: هل يتوقَّف إيمانك بالساق على معرفة معناه؟
* وبأسلوب ثالث: هَب أنك لم تعرف معنى الساق - وهو ما يقام عليه - فهل في ذلك مسوِّغٌ شرعيٌ لنفيه؟ إن كان نعم فأسرع بالدليل؟
* وأتبرَّع عليك - مقدَّماً - بجوابٍ عن القول بهذا = فأقول: وأين الإيمان بالغيب؟
* وهذا كلُّه - يا حبيبي - إن سلَّمتُ لك - ولا أسلِّم - أنَّ الساق لا يعرف معناه في لغة العرب !
* تنبيه أخير: رتِّب ردودك على ما تقدَّم دون تجاوز شيءٍ بالحيدة المبطَّنة؛ حتى أعرف كيف أناقشك؛ فقد والله أعييتني بأسلوبك الـ ...
* وتحية طيبة!:)
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:29 م]ـ
إثبات الصفة بدون أن يعرف معناها .. مقبول عند من يرى جواز التفويض في المعنى .. فهل أنت ترى ذلك؟؟
نعم الساق يعرف معناه في لغة العرب .. ولكن هل تصح نسبة الساق لله تعالى بنفس المعنى المعروف في اللغة .. ؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:40 م]ـ
أخي .. حبيبي ..
لم تجب على سؤالاتي المتقدمة كلها؟!
هل قرأت الكلام كله كاملاً؟
أم تريد أن تطرح الأسئلة فقط ونحن نشتغل بالإجابة!
سُئلت عشرة فأجبت واحدة؟!:)
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:58 م]ـ
أين العشرة أسئلة .. ؟ أنت سألتني (هل يتوقَّف إيمانك بالساق على معرفة معناه؟) وأنا أجبتك سابقاً بأن صفة الساق لم تثبت بدليل قطعي والحديث له روايتان وابن عباس فسر الآية بالمجاز .. فلا يعتبر الأمر محسوماً بالنسبة لي ولا يجب الاعتقاد بثبوت صفة الساق لله تعالى ..
ولو سلمنا بثبوتها .. يبقى إشكال آخر حول معناها .. فإما أن تعرف معناها أو تفوض ..
فقلت لي أولاً أن معناها كما في اللغة ما يقوم عليه ويمشي .. ثم استبعدت المشي واكتفيت بالقيام .. فسألتك هل يوصف الله بالقيام؟؟
فأقحمت هنا القيومية .. وهذا بعيد عن معنى الساق والقيام الذي تدل عليه ..
فلنعد إلى هذه النقطة: ما يقام عليه .. فأنت هنا تصف الله تعالى بأنه يقوم على ساق .. أليس هذا صريحاً في كلامك أم أنك تعني شيئاً آخر .. ؟؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 12:41 ص]ـ
دَوْرٌ وتكرار!!
اللهم ارزقنا الصبر؟!
ـ[ abouosama1] ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:09 ص]ـ
من خلال قراءتي لهذه المناقشات وجدت أن الجميع يركز على تنزيه الله عز وجل عن مشابهة خلقه وإنما اختلفتم في الطريق.
فهل يمكن أن نعتبر أنه لا خلاف من حيث الأصل؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 12 - 02, 09:44 ص]ـ
إذا كان الأخ عبداللطيف (هو) عبداللطيف الذي أعرف (طبعاً في المنتديات) فاصبر واحتسب!
الأخ عبداللطيف -وفقك الله- هل تلتزم إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، وتتوقف فقط في ما نقل تأويله أو فيما فهمت تأويله (كلفظ الساق)؟
أم أن الأصل عندك التأويل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/432)
إذا كنت تقر بأصل الموضوع الذي طرح فينبغي أن تقر بأن الأصل إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله، ثم بعد ذلك ما ثبت أن الصحابة قد أولوه يكون محل كلام.
ثم أنبه الإخوة الكرام إلى أن ما أورده الأخ الكريم (عبداللطيف) حول صفة الساق محض تشغيب خارج عن موضوع المقال وذلك لأمور:
- ليس موضوع النقاش هل أول السلف آية أم لا، ولكن الموضوع هل الأصل في السلف قولهم بالنص أم تأويلهم له، سواءً أكان ذلك النص في الأصول أم في الفروع. فإذا كان المتقرر أن الأصل أنهم يقولون بالنص بغير تأويل، ثم أتى نص ثبت تأويلهم له فلا يقول عاقل أن منهجهم تأويل النصوص، ولكن يقبل منه أن يقول هذا النص تحديداً وقصراً هو ما أوله السلف دون غيره. وما أورده الأخ غاية ما يمكن أن يقال فيه أنه خاص يريد أن يستدل به على قاعدة عامة، فهو كمن يقول أن السلف كانوا يحرمون الأشربة، بدليل أنهم كانوا يقولون أن الخمر حرام، وكذلك هنا السلف كانوا يأولون الصفات بدليل أنهم قالوا أن الساق الشدة!
- ثم بعد ذلك أنبه الأخ إلى أنه ليس تأويل الآية تأويلاً مطلقاً للصفة فقد تكون الصفة ثبتت عند من رأى أن الآية لاتدل عليها من دليل آخر، كما في حديث البخاري-في صفة الساق- (فيكشف لهم عن ساقه) فأضاف الساق إلي الله عزوجل، وهذا كثير ويظهر ذلك لمن كان له إلمام بعلم الشرع، فأنت تجد أن كثيراً من الناس يستدل للمسألة بدليل، فيخالفه غيره في الاستدلال ويبين أن الدليل لا يصح ولكنه يثبت المسألة نفسها بدليل آخر. كمن يستدل على شرف الدعاء بحديث الدعاء مخ العبادة، فيخالفه آخر ويقول الحديث ضعيف. فلا يعني هذا أنه يخالف في شرف ومكانة الدعاء من العبادات، ولكنه يناقش الاستدلال فلا يحمل كلامه فوق نصه، فابن عباس قال: ساق شدة، ولم يقل أن الله عزوجل ليست له ساق، وهذه الصفة ثبتت في بالكتاب والسنة ونحن نقول كان ابن عباس يقول بالسنة وهي عند البخاري ومسلم وغيرهما، وقد سبق وأن قدمت دراسة حديثية تبين أن لفظة (ساقه) أثبت من لفظ (ساق) في الأحاديث النبوية وكلا اللفظين ثابت صحيح يفسر أحدهما الآخر.
ومن أراد الرد فالنقاش على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3168&highlight=%D5%DD%C9+%C7%E1%D3%C7%DE
- وبعد هذا أيضاً، متى يكون تأويل المنقول حجةً؟ هل النقل عن واحد من الصحابة رضوان الله عليهم، يفيد إجماعهم على تأويل هذه الآية (ولا أقول الصفة فلم ينقل عن ابن عباس أو غيره من الصحابة تأويل صفة الساق وإنما الخلاف هل هذه الآية من آيات الصفات أو لا، كما اختلفوا في آية القبلة هل هي من آيات الصفات أم لا مع تقرير ثبوت صفة الوجه لله عزوجل عند الجميع).
- وإذا ثبت النقل عن غير ابن عباس رضي الله عنه أن المقصود بالساق (ساقه) أي ساق الله. فكيف يقول قائل أنهم أولوا هذه الآية وكأنه إجماع!
الشاهد أن ما أورده الأخ تشغيب لا علاقة له بالموضوع على ما فيه من فهم خاطيء وحمل للكلام في غير محله.
على كل حال: سؤال للأخ عبداللطيف، إذا نقلت لك عن السلف نصوصاً تفيد إثباتهم لصفة الساق هل ستتحول وتثبتها؟ (علماً بأن ابن عباس أول الآية فقط ولم يأول الصفة).
أما قولك ماهو معنى الساق فانتقال لتشعيب النقاش أيضاً، أنت أثبت الصفة أولاً ولك علي أن أبين لك معناها، فالمرجو من الإخوة عدم الخوض مع الأخ في معنى الساق وهو لم يثبتها أصلاً كما أثبتها النص (أعني الواضح حديث الصحيحين)، فإذا أثبت النص وقلت به كلمناك في معناها، لكن المطلوب منك الآن أن تؤمن بالنص وتصدق بأن لله ساقاً يكشفها يوم القيامة فتكون لك علامة تعرفه بها وتسجد له إذا رأيتها، أسأل الله أن يجعلك من الساجدين في ذلك اليوم.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[17 - 12 - 02, 10:08 ص]ـ
أخي .. حبيبي ..
لم تجب على سؤالاتي المتقدمة كلها؟!
لانزال ننتظر من الأخ عبد اللطيف الإجابة على أسئلة أخينا ابو عمر السمرقندي ;)
ننتظرك ننتظرك ننتظرك ننتظرك يا عبد اللطيف: rolleyes:
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 12 - 02, 11:05 ص]ـ
قلت وأكرر إن إثبات صفة الساق يعتمد على دليل محتمل غير قطعي لأن الحديث له روايتان وترجيح الرواية الموافقة لنص القرآن أولى .. وتأويل ابن عباس للآية أيضاً لا يمكن تجاهله .. والآية والحديث في موضوع واحد وموقف واحد .. أرجو الانتباه لهذا ..
وحتى رواية الإضافة ليست دليلاً قوياً .. لأنها تأتي على وزن (كشفت الحرب عن ساقها) .. أي عن أمر شديد .. وليس للحرب ساقاً حقيقة .. وهي بمعنى: كشفت الحرب عن ساق .. فالإضافة لا تغير كثيراً من المسألة ..
وإذا أثبتنا الصفة - جدلاً - لا بد من معرفة معناها .. وأنا لم أقرأ في عقيدة السلف أن الله يوصف بالمشي أو القيام على ساق ..
والرجاء ممن يريد مني جواباً على نقطة محددة فليذكرها بشكل محدد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/433)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 12 - 02, 11:42 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4977
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:56 م]ـ
* أخي .. جيد أن تطلب مني سؤالاً محدَّداً؛ فأرجو أن تجيب عن هذين السؤالين:
س (1): هل قرأت في عقيدة السلف أنهم لا يفهمون بعض الصفات؟
س (2): هل قرأت في عقيدة السلف أنهم لا يثبتون صفةً إلاَّ إذا فهموا معناها؟
* وأرجوك أن تجيب عن هذين السؤالين المحدَّدين.
ثم إن كان لديك كلام آخر أو سؤال فاجعله بعد الإجابة عليهما.
* ولا تحد كعادتك ...
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 12 - 02, 04:44 م]ـ
ترقيم الأسئلة أحسن كي نغلق باب الاتهامات العشوائية بالحيدة وعدم الرد ..
1 - ورد عن السلف ما يدل على تفويض المعنى مثل (آمنت بكلام الله على مراد الله) .. ولكن هذا لا يعني حتماً إثبات صفة لا يعرف معناها .. وإنما قد يكون مراده أنه يؤمن بأن هذا كلام الله .. وأنه حق بلا ريب.وأنه يحتمل اكثر من معنى .. فلا يجزم بأن المراد كذا ..
ففي مسألة الساق مثلاً .. نصوص تحتمل وجهين .. فمن قال بأي منهما فهو مقبول منه .. ولا يجزم بأن قوله هو الحق وان الآخر باطل بحيث يضلل قائله أو يبدع ..
2 - في كلام لأبي الحسن الأشعري يثبت صفة اليدين وينفي أن تكونا جارحتين أو مجازاً عن القدرة أو النعمة .. وهذا يمكن اعتباره تفويضاً للمعنى ..
لكن لا يلزم أن يكون السلف على قول واحد في كل شيء ..
ما المشكلة يا أخي إذا قلنا بجواز القولين طالما ثبت كلاهما عن أئمة ثقات نتفق على احترامهم ونثق بعلمهم .. ؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 09:36 م]ـ
• أيها الأخوة الأكارم ...
بعد تمعُّن إجابة الأخ: (عبداللطيف) على السؤالين الماضيين نخرج منه بما يلي:
1 - فقد سألته في السؤال الأول: هل قرأت في عقيدة السلف أنهم لا يفهمون بعض الصفات؟
• فكان جوابه على هذا قوله: ((ورد عن السلف ما يدل على تفويض المعنى مثل (آمنت بكلام الله على مراد الله).
• فيستفاد منه أنَّه يقرُّ أنَّ السلف كانوا يثبتون ما ثبت في الكتاب والسنة من الصفات.
• لكنه .. عقَّب على كلامه السابق بقوله: ((ولكن هذا لا يعني حتماً إثبات صفة لا يعرف معناها .. وإنما قد يكون مراده أنه يؤمن بأنَّ هذا كلام الله .. وأنه حق بلا ريب. وأنه يحتمل أكثر من معنى .. فلا يجزم بأن المراد كذا)).
• ثم ضرب مثالاً على استدراكه فقال: ((ففي مسألة الساق مثلاً .. نصوص تحتمل وجهين .. فمن قال بأي منهما فهو مقبول منه .. ولا يجزم بأن قوله هو الحق وأن الآخر باطل بحيث يضلل قائله أو يبدع)).
• أقول: ما الدليل على هذا التحكُّم في كلام السلف، أيتنا بدليل من كلامهم أو مفهوم كلامهم فيه دليل على تعقيبك هذا.
• فإن مثال الساق الذي استشهد به تقدَّم الكلام عليه بالتفصيل والتوضيح، وإزالة الشبهة الواردة عليه في غيرما موضعٍ، ولم يجب عما ذكره الأخوة في هذا الصدد.
• فاذكر مثالاً آخر على دعواك السابقة إن كان الأمر كما ذكرت؛ فإنَّ مثال الساق لا يصلح لك دليلاً.
• وينبَّه ههنا أنه زعم أنَّ السلف ورد عنهم تفويض المعنى؛ وهذا غير صحيح وقد تقدَّم أيضاً في أوائل هذا الموضوع والتعقيبات التالية عليه، وهو ما نحن فيه.
• فقوله دعوى بلا دليل، غير هذا الكلام الذي استدلَّ به، ولا يدلُّ على ما زعم بل على نقيضه.
=========================================
• ثم كان السؤال الثاني: هل قرأت في عقيدة السلف أنهم لا يثبتون صفةً إلاَّ إذا فهموا معناها؟
• فكان جوابه: في كلام لأبي الحسن الأشعري يثبت صفة اليدين وينفي أن تكونا جارحتين أو مجازاً عن القدرة أو النعمة
• أقول: لا أدري أهذا جوابٌ على السؤال الثاني، أم تتمَّة للجواب الأول، أم لا هذا ولا هذا، كلام مستأنف جديدٌ، وأعرض عن الجواب الثاني؟!
• فما علاقة أبي الحسن الأشعري – رحمه الله – بقولي: (السلف)؛ وأقصد بهم الصحابة - أو حتى تجوُّزاً: التابعين -.
ولعلكم تذكرون أنَّ مفتتح هذا الموضوع كان هو السؤال الآتي:
ما هو الدليل على أن السلف كانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة؟ ... إخوتي الكرام أقصد بالسلف هنا الصحابة - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - فلو سأل سائل هذا السؤال، وخاصة مسائل الصفات، ما هو الدليل على أن ((((الصحابة)))) كانوا يثبتون الصفات بلا تمثيل؟!
• فقول أخينا (عبداللطيف): أبو الحسن الأشعري ليس له علاقة بالسؤال الثاني من قريب ولا بعيد، وهذه هي الحيدة التي قد حذَّرتك منها.
• وأبو الحسن الأشعري قد تقدَّم الكلام على مذهبه، وأنه مخالف لما كان عليه السلف الصالح في موضوع سابق.
• وأزيد الأمر وضوحاً فأقول: الجواب على السؤال الثاني يحتمل أحد وجوهٍ:
1 - إما أن تقول: نعم؛ كان الصحابة رضي الله عنهم لا يثبتون شيئاً من الصفات إلاَّ بعد معرفة معنى تلك الصفة؛ فتطالب بالدليل على هذا الزعم؟
2 - وإما أن تقول لا؛ لم يكن الأمر كذلك؛ بل كانوا يثبتون دونما اشتراط فهمٍ لها؛ فهذا حجَّةٌ عليك فيما تريد أن تلزمنا به من أول المناقشات السابقة.
3 - وإما أن تتوسط؛ فتقول: أحياناً كذا وأحياناً كانوا يشترطون؛ وهو ما يفهم من قولك: ((لكن لا يلزم أن يكون السلف على قول واحد في كل شيء))، فتطالب أيضاً بالدليل، ولا دليل.
• وأما قولك أنَّ ذلك لا يلزم؛ فأقول: وكذا عكسه غير لازم فرجعنا إلى مسألتنا من جديد.
4 - وإما أن تقول: الله أعلم، فتطالب حينذاك بالرجوع إلى ما ورد عنهم من قبول الصفات دونما اشتراط، وقد تقدَّم ذكر مثالٍ له.
• وعموماً .. فأنا بانتظار توضيحك للجواب على السؤال الثاني.
• وأما قولك: ((ما المشكلة يا أخي إذا قلنا بجواز القولين طالما ثبت كلاهما عن أئمة ثقات نتفق على احترامهم ونثق بعلمهم .. ؟؟)) فالجواب عليه بعد إتمام الجواب على السؤال الثاني الذي تركت – أو حدت ; وقد حذَّرْتك - عن الجواب عليه.
وأنا بانتظارك يا أخي ...
• وتحية طيبة (للجميع)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/434)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 12 - 02, 02:03 ص]ـ
* إخواني .. ما زلت أنتظر الجواب؟!
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 12 - 02, 08:18 ص]ـ
أخي أبو عمر ..
أرجو أن تبتعد عن افتعال الإثارة في حوارنا هذا .. فأنا لم أتأخر عليك أكثر من نصف يوم .. فآتي لأراك توجه الكلام للإخوة (إخواني .. ما زلت أنتظر الجواب؟!) .. تعتقد أنك بذلك تسجل علي التأخير وكأننا في مباريات أو حرب إعلامية ... !!
إذا كنت ستمضي بهذه الطريقة فأنا أعطيك فرصة ذهبية لتسجل نصراً تفرح به قدر ما تشاء .. إن كان هذا هو الهدف الذي تبتغيه
ثم هل من أدب الحوار أن توجه كلامك للجمهور .. ؟؟ إذا كنت ترى أني لا أستاهل أن تخاطبني فلا داعي للحوار بيننا أصلاً ..
هيا قل إني أتهرب .. وسأتأخر أكثر لتشعر بنشوة النصر التي تريدها .. ولو كانت وهماً
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 12 - 02, 09:04 ص]ـ
أولا:يا عبداللطيف ... هل تظن أن الحوار بينكم على الخاص؟!: confused:
ثانيا: ابوعمر كان ينتظر منك الرد .... حيث أن ردوك السابق لم تتأخر بعكس الأخير ... فلماذا المشاحة هذه!؟!
ثالثا: نحن ننتظر منك الرد يا عبد اللطيف؟
: rolleyes:
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 12 - 02, 02:18 م]ـ
أخي الفاضل المكرَّم: عبداللطيف ... هداه الله للحق وثبَّته عليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه إن كان في مقالاتي السابقة ما أساء إليك في شخصك أو عرضك.
وأنا أطلب منك المسامحة وقبول الاعتذار لما سلف ودار.
والمناظرة التي بيننا ليست حروباً ولا معارك فالأمر بعيد عهنما كثيراً جداً، والحمدلله.
وأما المباريات فنحن يا أخي في ملتقى علمي، وللمباريات أهلها ومكانها.
وأما النصر ونشوته والفرص الذهبية وأخواتها فلم تخطر على بالي أصالةً.
* وعموماً - يا أخي الكريم - إن كان استعجالي لك أحفظك وفعَّل فيك الإثارة فسامحني يا أخي - والله، وأنا - وأقولها بكل صراحةٍ - غالطٌ في أسلوبي إن كان فيه إساءة إليك.
* عموماً أقولها مرَّاتٍ: سامحني ..
ولك من الوقت ما تشاء؛ فلعلَّ هناك ما أشغلك عن الردِّ عليَّ.
* وأرجو منك أن تواصل معنا، وأن لا تنسحب لسوء تصرُّفٍ بدر من أخيك؛ فمطلبنا الحق، وفي سبيله قد يضحِّي المرء ببعض مصالحه.
* ولكن اسمح لي - إلى ان تفرغ لتسجيل ردِّك عليَّ - أن أسرد للأخوة الأفاضل ممن يتابعون معنا هذه المناظرة بعض الفوائد التي لم أذكرها في الحلقات الفائتة مما غاب عن ذهني الكليل وذاكرتي الماكرة.
* نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 12 - 02, 03:50 م]ـ
• أيها الأخوة الأفاضل ...
سنقضي هذا الوقت (الذي ننتظر فيه الجواب على السؤال الثاني من أخينا الفاضل عبداللطيف) = أقول: نقضيه في ذكر بعض الفوائد المتفرِّعة عن المناقشات السابقة، والتي لم يتيسَّر ذكرها في الحلقات الماضية؛ حتى يتيسَّر لأخينا وقت يسجُّل فيه جوابه؛ فنعود مرَّةً أخرى إلى المناظرة معه، وإليكم هذه الفوائد:
1 - أولاً: حين أقول إنَّ المفهوم من لفظة الساق هو: (ما يقام عليه)، أو (ما يقام عليه ويُمشَى)؛ فإنما أقصد بذلك المفهوم الذي نفهمه من لغة العرب؛ والذي خاطبنا الله عزوجل به في كتابه العزيز ... هذا من جهة.
• ومن جهة أخرى: فنحن البشر نتكلَّم في أمور حاضرة مشاهدة، وقد تجول في خواطرنا ظنُّ أنَّ المغيَّبات (ومنها كيفية صفات الله) على نحو المشاهد المنظر المحسوس، تعالى الله سبحانه وعزَّ.
• لذا قال الله سبحانه وتعالى: (ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير)؛ بمعنى: ليس شيءٌ مثل مثله؛ فضلاً عن أن يكون شيءٌ مثله.
• وأقرب ما يمكن معرفته من المسوسات المخلوقات الفواكه والثمار؛ التي في هذه الدنيا والتي في الدار الآخرة، في جنة عدنٍ ومقامة، نسأل الله أن نكون – جميعاً - من أهلها.
• وبيان هذا أنَّ الله سبحانه وتعالى أخبر أنَّ الجنة فيها أعنابٌ ورمَّان ونخيلٌ وخيراتٌ حسانٌ، وكلُّ ذلك حقٌ؛ نسأله سبحانه كل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/435)
• ومع وجود هذه الأمور في الدنيا (الأعناب والثمار، و ... و ... ) إلاَّ أنَّ ما في الجنَّة لا يشابهه ولا يضاهيه إلاَّ في الاسم والمعنى العام الكلِّي، وأما كيف فـ (لا تعلمُ نفسٌ ما أخفي لهم من قرَّة أعين)، وفيها (مالا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).
• لذا قال ابن عباس رضي الله عنه: (ما في الجنة مما في الدنيا إلاَّ الأسماء).
• إذا عقلنا هذا الاختلاف في المسمَّيات (المخلوقات المحدثات) مع تشابه أسمائها = فشأن الله أعظم، (وله المثل الأعلى في السموات والأرض).
• فمع كونه سبحانه وتعالى له ساقاً تليق بجلاله وعظمته: (ليس كمثله شيءٌ)، وأنَّ معناها من حيث الاسم العام الكلِّي معلومٌ لكنها لا تشبه سوق المخلوقين.
• وربطاً بما تقدَّم: فلو قال قائل: ما المقصود بـ (الأعناب) التي في الجنة.
• لقلنا له: جمع عنب، والعنب معروفٌ معناه عندنا وفي لغة العرب، فإن قال فهل هو عنب أحمر أو أسود أو أبيض، أو ذو حبَّاتٍ كبيرة أو صغيرةٍ، أو من جميع ذلك، أو لا يشبه ذلك كله لا في اللون ولا الشكل؟!
• لقلنا له بكل سهولة: الله - بالمدِّ ست حركات - أعلم، وليس بالإمكان أحسن مما كان، المهم أنَّه عنب والسلام:
يا ربِّ لا أدري وأنت الداري ••• كل امريءٍ منك على مقدارِ
• وبالنسبة للكيفيَّة .. فكون العقول لا تدرك إلاَّ ساقاً على هيئة سوق المخلوقين = فهذا لضعف عقول بني آدم عن إدراك المغيَّبات عن الكون المحسوس.
• فإن قال قائلٌ فهل تثبت للرب سبحانه وتعالى أنه يقوم ويقعد أو يمشي – بناءً على فهمك للمعنى العام للساق – فأقول: لا أثبت ولا أنفي إلاَّ بدليل.
• فإن ثبت دليل (صحيح صريح) عليه لسارعت بالقول به.
• وإن ثبت العكس لنفيته كذلك مسارعاً دونما ريث.
• فإن قال معترض: كيف تنفي القيام والمشي وقد أثبتَّ الساق؟ فهذا لايعقل؟!
• فالجواب: بل يعقل إذا كان الله وصفاته العلى ليست كالمخلوقين وصفاتهم، والله على كل شيءٍ قدير، وهذا نظير ما تقدَّم ذكره عن عنب الجنة، ولله المثل الأعلى جل وعزَّ.
• أخرج اللالكائي وغيره عن الفضيل بن عياضٍ أنه قال: ((إذا قال لك الجهمي: أنا أكفر بربٍّ ينزل أو يزول؛ فقل له: أنا أؤمن بربٍ يفعل ما يشاء)).
======================================
2 - الفائدة الثانية: حين يخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته الصحيحة بشيءٍ من المغيَّبات فإنه لا يسعنا إلاَّ التصديق والتسليم التام.
• ثم إن استبان لنا بعد ذلك شيءٌ مما كان غيباً فالحمد لله أولاً وآخراً.
• وإن لم يتبيَّن منه شيءٌ - وهو كثير - فنقول كما يقول الراسخون في العلم: (آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكَّر إلاَّ أولوا الألباب).
• وأما أن يبقي المرء الضعيف إيمانه معلَّقاً بالمحسوسات، ويجادل في المغيَّبات = فهذا صنيع أهل الإلحاد والاستناف والعتو.
• وأما أن يكفر الإنسان بشيءٍ ثابتٍ؛ بحجَّة أنَّ عقله أو علمه لا يدركه، سواءٌ أكان ذلك في كل الأمور عامة (وكيفيَّات صفات الله على الخصوص) فهذا منهج الزائغة قلوبهم الذين أخبر الله عزوجل عنهم بقوله: (فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتَّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاَّ الله).
• فمن الأمور المتشابهات التي لا يعلم تفسيرها إلاَّ الله سبحانه وتعالى = (كيفية) صفاته سبحانه وتعالى، وانتبهوا جيداً لقولي: (كيفيَّة) .. ؛ لأنَّ ههنا فرقاً شاسعاً كبيراً بين الصفة من حيث معناها، أو من حيث كيفيَّتها.
======================================
• الأخ المكرَّم: عبداللطيف؛ مرَّةً أخيرة: سامحني واقبل اعتذاري إن أخطأت عليك.
• ونحن في انتظار إجابتك، وخذ من الوقت ما شئت غير مثرَّبٍ عليك و لا مستعتب.
• وتحية طيبةً .. للجميع، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[18 - 12 - 02, 04:13 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً .. وهداني وإياك لما يحبه ويرضاه
ولن أتأخر عليك إن شاء الله ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 12 - 02, 05:48 م]ـ
أخي الفاضل .. شكراً جزيلاً على هذا الأدب، والاستجابة السريعة.
وأنا بانتظارك.
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:07 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:16 ص]ـ
شكراً جزيلاً على الرفع!
ما أسرع التباعد ههنا؟!!
ـ[الشافعي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:24 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
دلني بعض الإخوة على هذا الموضوع فجزاه الله كل خير
وعندي الكثير مما يقال لأخونا العزيز أبو أحمد وعنه!!!!!!
فلو سمح لي إخوانا الكرام بالمشاركة أكون ممتناً شاكراً
الله يهديه بس
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 01:33 ص]ـ
الأخوان الكريمان: أبو البركات، والشافعي ... وفقهما الله
أرجو الإسراع بمراجعة صندوق رسائلكما الخاص بالملتقى؛ فقد أرسلت لكما رسالة خاصة.
مع رجاء الرد بنفس الطريقة.
وجزاكما الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/436)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 12 - 02, 02:17 م]ـ
.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[19 - 12 - 02, 04:31 م]ـ
لقد قرأت ما ذكره الأخ السمرقندي حمل صفة الساق ووقع في نفسي أنه من باب ضرب المثل لله عز وجل الذي نهينا عنه في قول الله عز وجل ((فلا تضربوا لله الأمثال)) فما رأيكم في ذلك؟
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[19 - 12 - 02, 06:32 م]ـ
أخي أبو عمر السمرقندي
السلام عليكم، ومعذرة للتأخير ..
1 - أرجو ان يبقى الحوار بيني وبينك حتى لا يطول ويتشعب كثيراً ..
. *****.
مسألة الصفات ليست بسيطة كما تعلم، والبحث فيها يحتاج علماً وإخلاصاً وأدباً جماً .. حتى لا تتحول إلى مهاترات وسباب .. وكثيراً ما يحصل ذلك مع الأسف .. لذلك ينبغي الا نستعجل الرد من الطرف الآخر .. ونحن إن شاء الله كلنا إخوة في الإسلام وليس لنا في هذا الحوار من هدف إلا أن نفهم ديننا فهماً صحيحاً ..
وجواباً على ردك الأخير أقول: لقد استنكرت ما نقلته من كلام أبي الحسن الأشعري وقلت إنه مخالف للسلف .. مع أنه من كتابه (الإبانة) الذي يعتبر مقبولاً عند السلفيين عموماً وابن تيمية خصوصاً ..
2 - فأرجو أن تبين لي ما الخطأ فيما نقلته لكم منه ..
أما إذا قصرت مفهوم السلف على الصحابة - وهذا رأي لم أسمعه من غيرك حتى الآن - فمن العسير جداً أن تجد في كلامهم ما يوضح موقفهم وآراءهم حول الصفات .. ففي مسألة الساق مثلاً ليس لهم كلام سوى رواية الحديث (بلفظيه المعروفين) ..
3 - ولا أعلم أن لهم كلاماً حول إثبات الساق أو غيرها من الصفات الخبرية، فإذا كنت تعلم غير ذلك فمنكم نستفيد ..
ولو اقتصرت على عصر الصحابة وما بلغنا من كلامهم فلن يمكنك تقرير أمور كثيرة .. خذ مسألة الهرولة مثلاً: نقل الترمذي عن بعض أهل العلم تأويلها بسرعة قبول الله للعمل الصالح .. وليس بين ايدينا شيء عن الصحابة في تفسير الهرولة ..
4 - فهل نحكم بأن الصحابة اثبتوا لله الهرولة لمجرد عدم بلوغ تفسيرهم إلينا .. ؟؟
5 - كما أنك تثبت لله الساق وتعرف معناها بأنها ما يقام عليه ويمشى .. ثم لا تقول بأنه تعالى يقوم ويمشي .. وهذا عجيب .. لأنك لا تقبل بتفويض المعنى أيضاً .. ولكنك تفعله دون قصد ..
فإذا أثبت الساق بالمعنى المذكور فلا يصح منك التوقف في إثبات القيام والمشي .. فأنت تقول: لله ساق حقيقية، ومعناها: ما يقام عليه، ولكني لا أقول أنه تعالى يقوم على ساقه .. !!
. ****.
أعجبني قولك: ما في الجنَّة لا يشابهه ولا يضاهيه إلاَّ في الاسم والمعنى العام الكلِّي
6 - فما هو المعنى العام الكلي، وهل يوجد ما يقابله (أعني المعنى خاص مثلاً) ..
وهلا أوضحت مثال العنب، حيث قلت (المهم أنَّه عنب والسلام) أعني:
7 - ما هو المعنى العام الكلي الذي لا بد منه ليكون الشيء عنباً .. ؟؟؟
هل هو مثلاً: ثمرة لها طعم خاص تتميز به .. وما سوى ذلك فهو كيفية وغيب لا نخوض فيه ..
بالنسبة لإثبات صفة الساق: هناك جدال طويل حول الحديث برواية (عن ساق) ورواية (عن ساقه) .. انظر مثلاً:كلام الأخ خالد بن عمر هنا:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=3168&highlight=%D5%DD%C9+%C7%E1%D3%C7%DE
وكلام عبد الله العتيبي هنا:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3574&perpage=15&pagenumber=1
8- فلا أرى أن المسألة قطعية .. والصفات الإلهية لا تثبت بأدلة احتمالية كهذه ..
9 - حتى لو رجحت رواية الإضافة حديثياً، وهذا غير مسلم به، فلا تثبت الصفة لزوماً بذلك .. لأن تفسير ابن عباس للآية التي تصف الموقف نفسه يوم القيامة، يبقى حجة قوية لمخالفيك .. فالإضافة في قولنا (كشفت الحرب عن ساقها) لا تعني إثبات ساق حقيقية للحرب ..
أخيراً أرجو أن تنتبه إلى أن توضيح المعنى المراد من الصفات الخبرية يساعد كثيراً في تقريب وجهات النظر بين المثبتين والمؤولين والمتوقفين .. فلو قلت لمن يؤول الساق - مثلاً - إنها صفة لله تعالى يكشف عنها يوم القيامة في ذلك الموقف العظيم .. فلن يجادلك فيها .. أما إذا قلت إنها ساق حقيقية كما يفهمها العرب من لغتهم على الظاهر المتبادر .. الخ .. فسيلزمك بإثبات القيام والمشي مما لا تقول أنت نفسك به ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/437)
ولو قلت لمن يؤول صفة اليدين أن معناها: صفة يمسك الله بها، وخلق بها آدم، مع التأكيد أنها ليست عضواً ولا جارحة .. فسيقبل منك بسهولة ..
10 - ولا تنس سؤالي السابق: ما المشكلة يا أخي إذا قلنا بجواز القولين طالما ثبت كلاهما عن أئمة ثقات نتفق على احترامهم ونثق بعلمهم .. ؟؟
__________________
أرجو أيضاً أن تختصر قدر الإمكان وضع أرقاماً للنقاط التي تريد مني جوابها
ـ[الشافعي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر للإخوة أريحيتهم وسماحهم لي بالمشاركة.
وقبل أن أبدأ أحب أن أقدم بمقدمة صغيرة لعلها تكون مفيدة.
المناقشة هنا تدور حول صفة محددة وهذا لا بأس به ما كان
الطرفان متفقين على الأصول والقواعد لكن الحال هنا غير ذلك
فمثلاً أخونا العزيز أبو أحمد ليست مشكلته في إثبات صفة
الساق بسبب كون الآية لم تتضمن الإضافة أو نحو ذلك!!!!!!
وإنما مشكلته هي في تفويضه لكل الصفات الإلهية حتى ما
لم يتجرأ على الخوض فيه بعض كبار النفاة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهو يصرح بأنه يفوض صفة الحياة مثلاً وينفي أن يكون معناها
هو معنى الحياة الذي يعرفه كل عربي!!!!!!!!!!!! وإنما هي
صفة قد ورد بها السمع فيثبتها مع تفويض معناها!!!!!!!!!!!
وقل مثل هذا في العلم والقدرة وسائر الصفات!!!!!!!!!!!!!!
وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي الاشتغال معه في جدل حول
صفة أو صفتين وإنما حول معرفة الرب وصفاته عامة كما أن
منكر أصل الوحي لا يناقش في إثبات حديث أو حديثين!!!!!!
وعليه سأسرد إن شاءالله بعض المسائل المتعلقة بالموضوع
والتي يخالف فيها أخونا العزيز أبو أحمد سائر المسلمين:
1 - تفويضه لسائر صفات الله تعالى.
2 - إنكاره أن العرش فوق السماء السابعة.
3 - إنكاره لعلو الله تعالى بحجة أن الأرض كروية!
4 - نسبته إلى ابن تيمية القول بقدم العالم.
5 - زعمه أن السلف اتفقوا على صحة أحاديث تبين فيمابعد
أنها غير ثابتة.
6 - زعمه أن السلف لا يعتقدون أن الله مباين لمخلوقاته أو على
الأقل قد اختلفوا في ذلك.
وهناك مسائل غيرها ستظهر إن شاء الله اثناء النقاش وإلى
هنا تنتهي مقدمتي وسأبدأ بعدها بإذن الله في صلب الموضوع.
الله يهديه بس!!!!
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[20 - 12 - 02, 12:23 ص]ـ
أخي أبو عمر:
هل أنت موافق على حصر الحوار بيني وبينك أم لا .. ؟؟
أخي الشافعي:
ابن تيمية يجيز القدم النوعي للعالم أي قدم جنس المخلوقات وحدوث آحادها .. وهو ما يعبر عنه بتسلسل الحوادث في الماضي .. لا يجهل ذلك أحد ..
وأنا مستعد للرد على كل ما قلته عني .. لكن ليس في هذا الموضوع الآن .. دعنا نكمل حوارنا لو تكرمت .. أو أقول كما قال الشاعر:
إذا حل الثقيل بدار قوم ..... فما للساكنين سوى الرحيل
ـ[الشافعي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 12:36 ص]ـ
سامحك الله أخوي أبو أحمد
يعني لم يجف حبر قلمك الذي كتبت به عن الحاجة إلى
الأدب الجم وما أدري ماذا وإذا بك تأتي لتقول لي إذا حل
الثقيل!!!!!!!!! ما كل هذا الأدب الجم يا رجل؟؟؟؟؟؟؟
على كل حال سأعفو عنك ولن أخاطبك بنفس أسلوبك
حرصاُ مني على بقاء النقاش في جو علمي.
نقطة أخرى إذا كنت تريد أن تكلم الأخ أبو عمر في موضوع
خاص بينكما فيمكنك مراسلته على البريد أما الملتقى هنا
فمفتوح لجميع أعضائه للنقاش في المسائل العلمية وغير
معقول أن تكون بعض المسائل مخصصة لبعض المشاركين
والباقي يقفون متفرجين ممنوعين من توضيح خطأ ظهر
لهم أو كشف شبهة عرضت.
ثم حكاية أن هذه المسائل تحتاج لعلم وإخلاص وأدب جم
فهذا لا يستطيع أحد أن يدعيه لنفسه ويحكم بخلو الآخرين
منه!!!!!!!! فلا تستطيع أن تقول إنك عالم مخلص مؤدب
بينما تقول إنك تشك في إخلاص فلان مثلاً أو أن كمية علمه
لا تملأ عينك!!!!! وقد رأينا أدبك قبل قليل فما رددنا عليك
بمثله!!!!!! والأدب والعلم والإخلاص ليس بالادعاء كما تعلم.
أنت نسبت القول بقدم العالم إلى شيخ الإسلام وهذا ثابت
عنك كثبوت باقي المسائل التي نقلتها وخاصة تفويضك لصفة
الحياة وإنكارك للعلو بحجة كروية الأرض بل وسخريتك!!!!!!
وكلها مسائل ذات صلة كما تقدم لذلك أرجو أن لا تشغلني
عن إكمال كلامي الذي قدمت له بالدندنة حول شخص من
يشارك في الحوار بارك الله فيك أخوي العزيز!!!!!!!
الله يهديك بس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/438)
ـ[الشافعي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بالتعليق على قول أخونا العزيز أبو أحمد ((ما المشكلة
يا أخي إذا قلنا بجواز القولين طالما ثبت كلاهما عن أئمة
ثقات نتفق على احترامهم ونثق بعلمهم .. ؟؟))
بيان المشكلة يتضمن توضيح ثلاث مسائل:
1 - الخطأ قد يقع من العالم الثقة ولا يجوز متابعته عليه:
فالعالم عند أهل السنة ليس معصوماً من الخطأ فيمكن
أن يقع في الخطأ اليسير والكبير وقد يقع في كلامه ما هو
ضلال كما يمكن أن يقع فيه ما هو كفر في نفسه وهذا
شيء واتهام نفس العالم بالضلال والكفر أمر آخر!!!!!!!
بل نلتمس له الأعذار ما استطعنا، وفي نفس الوقت نحذر
مما وقع فيه هذا العالم.
وأمثلة ذلك كثيرة منها ترخيص بعض العلماء بنكاح المتعة
وهذا خطأ ولا شك نلتمس فيه العذر للعالم الذي قال به
سابقاً أما متابعته عليه فضلال ولا شك.
ولا يتعارض هذا مع ثقة العالم واحترامه، فإن الثقة تقتضي
قبول خبره لا قبول رأيه واجتهاده.
2 - الحجة تقع بإجماع العلماء لا بقول الواحد أو الجماعة منهم
وهذا معروف مفروغ منه فلا يوجد أحد قوله حجة بانفراده بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك قول الأغلبية ليس
بحجة في دين الله وإنما قد تعتمد عليه بعض الديمقراطيات
في مجالسها وهذا لا شأن لنا به ولا يحتج به في المسائل
العلمية.
بل الحجة باتفاق المجتهدين في عصر من العصور على حكم
شرعي، لقوله صلى الله عليه وسلم ((لا تجتمع أمتي على
ضلالة)) وزيادة السواد الأعظم شاذة، وبأي حال فليس
المقصود بها أن نقوم بعملية أحصائية ثم إذا كان أحد الأطراف
أكثر عدداً من غيره =====> نستنتج أن قوله حق!!!!!!!
لا هذا اسمه تلاعب. بل قول الواحد ما دام ينصره الكتاب
والسنة هو قول الجماعة.
3 - في مسائل الصفات خاصة لا يسع أبداً تجويز القولين أو
التسامح في الحكم على البدعة بأنها بدعة وعلى الضلال
بأنه ضلال ............. لماذا؟؟؟؟؟ لما يلي:
- الآثار الكثيرة عن السلف في الحكم بضلال من خاض في
صفات الله تعالى بغير الحق فلا ينبغي لنا أن نخالفهم!!!!!
- المثبتة والمؤولة كلاهما متفقان على التبديع والتضليل في
هذه المسائل والنقول عنهم في ذلك كثيرة.
وكل من هذين يحتمل شرحاً مطولاً لا أرى حاجة له الآن.
فالخلاصة أن في القول بجواز القولين مشكلة كبيرة كما تقدم
والحمد لله.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 02:10 ص]ـ
أخي الفاضل: عبداللطيف ...
أعتذر عن إكمال المناظرة معك الأيام القادمة لأشغالٍ طرأت لي.
* فلعلِّي إن تيسَّر لي العودة في خلال أسبوع أو أكثر أو؟؟! أن أعود لمناظرتك ..
وقد رأيت ردَّك، وعندي جوابه ولا يتيسَّر لي الكتابة حالياً.
==============
* وبالنسبة لأمر حصر الموضوع والنقاش بيني وبينك فهذا مالا أملكه أنا ولا يملكه أحدٌ في الملتقى، حتى المشرفين.
* ولكن .. ما المشكلة في نقاشك الأخ (الشافعي) وفقه الله؟!
* تنبيه: أرى موضوع النقاش قد صار يأخذ مأخذ التشعُّب والخروج عن أصله.
* وإلى لقاء.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
توضيح لما كنت كتبت تحت الرابط الذي وضعه (عبد اللطيف) أبو أحمد الأشعري
أولا:
أنا أثبت لله سبحانه وتعالى صفة الساق كما يليق به سبحانه
ثانيا:
النقاش الذي كان تحت ذلك الرابط، إنما هو نقاش عن لفظة (ساقه) بإضافة الهاء؛ في غير صحيح البخاري
وأبديت رأيي فيما ساق أخي (العبد الضعيف) من شواهد
ثالثا:
أهل السنة وإن اختلفوا في صفة واحدة فلا يعد ذلك مدخلا لأهل البدع عليهم، لأن أصولهم واحدة، فهذا يرى صحة الحديث أو اللفظ حسب اجتهاده؛ وهذا لا يرى صحته؛ حسب اجتهاده.
ودليلهم في كل صفة هو الكتاب والسنة الصحيحة؛ لا العقول؛ أو آراء الرجال.
والله أعلم وأحكم
ـ[الأستاذ ع]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:00 م]ـ
موضوع رائع جداً
هل يمكنني أن أراسلك يا الشيخ الشافعي
وكذلك الشيخ ابو عمار السمرقندي
اريد البريد الالكترني لو اذنتم ..
عندي بعض المشاكل في الفهم؟
ـ[الشافعي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النقطة الثانية التي سأتكلم عنها تتعلق بصفة الساق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/439)
وكما قلت سابقاً لا ينبغي الاشتغال مع أخونا العزيز
أبو أحمد بهذه النقطة في حين أنه ينفي معنى الحياة
الذي يعرفه العرب عن الله عز وجل!!!!!! لكن بما أن
الموضوع قد طرح ووزعت فيه بعض الشبهات فلابد من
إزالتها أولاً قبل إغلاقه والانتقال للنقاش في المسألة
العامة.
صفة الساق وردت في القرآن الكريم والحديث النبوي
الشريف وورودها في أحدهما كافٍ لإثباتها عند المسلمين
وهذا ما التزم به أهل السنة وخالفه غيرهم.
بيد أن ذكرها في كتاب الله تعالى لم يتضمن إضافتها
إلى الرب جل وعلا ومن هنا لم يظهر لمن لم يطلع على
الحديث الشريف كونها صفة إلهية ففسرها بما يقبله
سياقها من لغة العرب، وهذا ما وقع للصحابي الجليل
ابن عباس رضي الله عنهما إن صحت الرواية عنه وفي
صحتها نظر، لكن مع التنزل وفرض صحتها فإن شأنها
كما وصفت.
لكن هذا لا يجوز لأحد اطلع على الحديث وعلم صحته
أن ينفي هذه الصفة بزعم الأخذ بقول الصحابي الجليل
ابن عباس رضي الله عنهما!!!!!! فإنما مثل من يفعل
هذا كمثل من يقلد الصحابي الجليل في وضعه عقالين
تحت وساده لمعرفة وقت الإمساك عن الأكل والشرب
قبل أن يطلع على التعليم النبوي المفسر للآية!!!!!!!!
وهذا كهذا تماماً فالآيتان دون التفسير النبوي لم يظهر
المراد منهما تماماً لذلك فسرهما الصحابيان الجليلان
وهما من هما في الفصاحة ومعرفة العربية وفق معنى
عربي يقبله ظاهرا الآيتين وعذرهما في ذلك عدم الاطلاع
على الوحي المعيّن للمعنى.
أما من يأتي بعدهما ويطلع على ما أوحي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فلا شك أنه لا يحل له مخالفته
أبداً.
هذا كله بخصوص ما ورد في الآية الكريمة وما روي عن
تفسير ابن عباس وبعض الصحابة رضوان الله عليهم لها
أما عن الحديث الشريف نفسه فمن علم صحته لزمه
التسليم له وأما من لم يثبت عنده اللفظ المتضمن للإضافة
بسبب علة إسنادية أو تعليل حديثي بحت فهذا مجتهد
يؤجر ويجب عليه العمل بما أوصله إليه اجتهاده.
أما من رفض الرواية لمجرد أنها تخالف عقله أو لكونها لم
تعجبه أو للتشهي فهذا غير معذور إن شاء الله تعالى
لأن الرواية إذا صحت سنداً بنقل العدول الثقات الذين
نقبل نقلهم في الحلال والحرام حتى كأننا نسمع من
في رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجز لنا أن نورد
عليها تخليطات العقول ومفرزات الأهواء!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كأن يزعم أحدهم أنه لا معنى للساق إلا العضو والعضو
لا يجوز لله ===========> إذن الصفة مرفوضة
والرواية مردودة!!!!!!!!!! فهذا ممسوس يستحق الرقية
هذا وأحث الإخوة على قراءة ما نقله الأخ حارث همام عن
الشيخ العلوان في هذا الموضع http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3574&perpage=15&pagenumber=2
هذا ما تيسر حول هذه النقطة والحمد لله
ـ[الأستاذ ع]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:42 م]ـ
الشيخ الشافعي. عندي سؤالات بخصوص بعض المكتوب في هذا الموضوع المهم جداً. ممكن تعطيني مجال حتى اسالك.
لكن ما اريد هنا في هذا الموضوع بالذات. حتى يكون بعيد عن الاحراج.
ـ[الأستاذ ع]ــــــــ[21 - 12 - 02, 12:04 ص]ـ
الظاهر انني ليس لي نصيب هنا .. في السؤال والتعلم من بعض بعض الاخوان.
سوف ارحل عنكم الا متفرجا. وهذا نصيبي منكم.
: (
ـ[الشافعي]ــــــــ[21 - 12 - 02, 04:37 ص]ـ
أخوي الأستاذ ع لا تعجل على أخوك الضعيف
فإني بعد كتابة مشاركتي أعلاه ذهبت لبعض
شأني.
ثم أخوك الضعيف ليس بشيخ بل واحد من عوام
أهل السنة أحاول جهدي التمسك بكتاب الله
تعالى وسنة نبينا الكريم وقول السلف وعلماء
السنة وأحاجج بما يذكرون من أدلة فقط
وإذا كان عندك أخوي ما تضيفه مما يتعلق بهذا
الموضوع فيمكن كتابته هنا لو أحببت وإن فضلت
البريد فهذا بريدي a_farhan@maktoob.com
فاكتب ما شئت من ملاحظات ووفق الله الجميع.
ـ[أبو البركات]ــــــــ[21 - 12 - 02, 02:09 م]ـ
لماذا ... أبو أحمد آسف عبداللطيف! أختفى؟؟؟
: rolleyes:
---------------
بارك الله فيك أخي الشافعي;)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 09:34 م]ـ
• الأخ: عبداللطيف ... الأخوة الأفاضل ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/440)
• يبدو أنَّي وجدت حلاً وسطاً في مشكلة الوقت؛ بعد تيسُّر ذلك، والحمد لله ... فلعلِّي - إنشاء الله - سأمرَّ على الإنترنت (والملتقى = على وجه الخصوص غباً = يومين بعد يومين).
• لذا لن أكتب أو أردَّ على أي تعقيبٍ إلاَّ بعد يومين أو أكثر.
• وللأخ: عبداللطيف ... إن أحببت العودة إلى مناظرتي فأنا بانتظار ردِّك؛ لكن على الشرط الذي قدَّمته.
• ثم إني لا أرى مسوِّغاً لترك النقاش مع (الشافعي) أو غيره من الأخوة، فخذ الحق إن قال به، وأعرض ورُدَّ عن الباطل إن جاء به ... عموماً الأمر إليك، والحق مطلب الجميع.
----------------------------
• عتاب خاص:
أستاذنا (الأستاذ: ع) ... وفقه الله
سامحك الله وغفر لنا ولك؛ كأنك قد ذهلت عن بريدي الإلكتروني الموقَّع أسفل كل تعقيب سبق، وقد فهمتُ أنكَ قرأت جميع الردود السابقة، فإن كان لديك إشكال حول ما تقدَّم فابعث به إلى بريدي، ولم يصلني شيءٌ حتى الآن؟!
• وهاهو كما هو موقَّعٌ تحت: ASSS_2020hotmail.com
• ثم إنني لم أعرض عنك يا حبيبي؛ لأني قد اعتذرت سلفاً بعدم استطاعة الكتابة في الموقع خلال الأيام القادمة.
• وعموماً .. ينبغي أن نصبر على إخواننا؛ فإنهم - وأنا منهم - عندهم (غير الإنترنت) ما يشغلهم من الكتابة كل يوم بكرةً وعشياً.
• وأنتهز هذه الفرصة فأبين أنَّ المشاكل التي قد تعترضك - وكذا بعض الإخوة القرَّاء - في فهم بعض جوانب المناظرة أو غير ذلك مما يعرضُ في هذا الملتقى المبارك = أقول إني أنصحك وغيرك من الأخوة الفضلاء (روَّاد هذا الملتقى) تجاهها بأمور:
1 - إن لم يسبق لك - أو لكم - في أي مسألة عقدية أو حديثية أو فقهية معرفة مبادئها وأوليات مباحثها؛ فلا تشوِّش على نفسك بمحاولة فهم ما يدور حولها من تفريعاتها، وأعماقها؛ لأنك كمن يبني بيتاً على الهواء، أي: دون أساس سابق؟!
• وليس في هذا نقص أو انتقاص لأحدٍ، ولكن كما قال الشاعر:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه •••• وجاوزه إلى ما تستطيع
2 - يمكنك طرح إشكالاتك - دون حرجٍ - ولن أقصِّر - وكذا سائر الأخوة - في الردِّ عليها وتوضيح ما تريد.
3 - أرجو أن تعيد قراءة المقالة والتعقيب عليها – أيَّاً كانت - مرَّاتٍ وكرَّاتٍ قبل الحكم على نفسك بعدم الفهم، أو على الكتب بعدم التوضيح؟!
• فبعض الإخوة - وقد أكون أحياناً منهم - يستعجل في سؤال التوضيح لأجل العجلة.
• وأخيراً .. نصيحة لي ولك للتذكير: الالتزام بأدب الحوار مع الإخوة - وهو ما لمسته من لطيف ألفاظك -؛ حتى لا ندخل في بنيَّات الطريق، ويضيع الحق عندئذٍ.
=========================
• ونستأنف ما وقف بنا المقال في الحلقات الفائتة؛ فأقول:
ما ذكرته - يا أخ عبداللطيف - من مقال أبي الحسن الأشعري، وظننت أنه جواب على سؤالي = فيه مآخذ من وجوه؛ منها ما سبقت الإشارة إليه - وأحياناً بالشرح والتفصيل الممل -، ومنها ما يسبق فأكتفى - حالياً - بذكر أهمها:
(1): الأمر الأول: أنني لم أزعم أنَّ السلف الصالح محصورون في الصحابة، بل هم الصحابة رضي الله عنهم و (من تبعهم بإحسان).
• لذا فقولك: (أما إذا قصرت مفهوم السلف على الصحابة - وهذا رأي لم أسمعه من غيرك حتى الآن - فمن العسير جداً أن تجد في كلامهم ما يوضح موقفهم وآراءهم حول الصفات) كلام غريبٌ؟! ولا أدري من أين لك أني قلت هذا؟! ولعله فهم خاطيء؟!
• إنما القضية التي وجَّهت السؤال الثاني لأجلها كانت في ذكر (صحابي واحد) نُقِلَ عنه أنه توقَّف لافي إثبات صفةٍ لله تعالى قبل فهمه.
• ثم لا تنس أنَّ مبتدأ هذه المناظرات كان ناشئاً عن سؤال – الطارق بخير - والذي طرح الموضوع وقصره في سؤاله على الصحابة؟!
(2): الأمر الثاني: ثم لو فُرض - تنزلاً ولا يصحَّ بحال - أنَّ أبا الحسن الأشعري (سلفي المعتقد)؛ بمعنى أنَّ ما كان عليه من المعتقدات موافقٌ لما كان عليه الصحابة وأتباعهم فإنَّ أصل الموضوع المطروح - من قِبَل الطارق بخير - للنقاش والمناظرة هو: ما الدليل على أنَّ السلف الصالح كانوا على ما هو أهل السنة والجماعة؟، ثم بيَّن ووضَّح سؤاله بقيد: (((الصحابة))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/441)
(3): الأمر الثالث: حتى يكون الرجل (سلفياً) يشترط أن يتابع من قبله، من الصحابة والتابعين فيما اتفقوا عليه من أمور الاعتقاد وغيرها.
• فلو خالف عالمٌ كبيرٌ - كأبي الحسن الأشعري - منهج الصحابة في قضايا عديدة - بلْه أصولها -؛ فإنَّ ذلك يخرجه من كونه (سلفي المعتقد)؛ فكيف يصحُّ الاحتجاج به، وقد فعل؛ أي أنه خالفهم في أمورٍ من الأصول مما صيَّره خارجاً عن كونه سلفياً.
ونحوه .. مالو احتجَّ محتجٌ بقول جهم أو بشر المريسي أوالجبَّائي أو غيرهم من أئمة الضلال على مسألة ما = فلا يقبل قوله، ولا قول من نقل عنه، إذ هم مخالفون لمنهج الصحابة واعتقادهم؛ بصرف النظر عن مسألة حصر وقصر (السلفية) في الصحابة أو غيرهم.
(4): الأمر الرابع: أني لو سلَّمت لك - جدلاً - أنَّ أبا الحسن الأشعري سلفي المعتقد، وهو داخل في مصطلح (السلف) = فالمثال الذي أورته وظننته جواباً للسؤال غير صحيح؛ إذ جوابك بكل بساطة خروج عن مطلوب سؤالي.
• فسؤالي كان واضحاً، وهو: ((هل قرأت في عقيدة السلف أنهم لا يثبتون صفةً إلاَّ إذا فهموا معناها؟)).
• وجوابك هو: ((في كلامٍ لأبي الحسن الأشعري يثبت صفة اليدين وينفي أن تكونا جارحتين أو مجازاً عن القدرة أو النعمة .. وهذا يمكن اعتباره تفويضاً للمعنى .. لكن لا يلزم أن يكون السلف على قول واحد في كل شيء)).
• وفرق بين طلبي نصاً عن السلف في: (أنهم لا يثبتون صفةً إلاَّ إذا فهموا معناها؟)، وبين إجابتك بقولك: (يثبت صفة اليدين، وينفي أن تكونا جارحتين، أو مجازاً عن القدرة أو النعمة، وهذا يمكن اعتباره تفويضاً للمعنى).
• واسمح لي أنَّ هذا الجوابُ منك - أخي - عجبٌ عجاب؟!، ولا أدري لماذا تغضب عن تسمية إجاباتك (حيداتٍ)؟! فإن لم تكن هذه حيدة؛ فما هي الحيدة إذن؟
• وبيان هذا أن أقول: أسألك يا أخي - استفهاماًً تقريراً -: هل نفى أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - صفة اليدين وتوقَّف في إثباتها إلاَّ بعد فهمه لهما، أم أنه أثبتهما؛ ثم جعل يبحث عن معناهما على ما فهمه من الفهم الغالط؛ تأويلاً أم تفويضاً؟
• فإن قلت: نعم؛ فقد أصبت؛ لأنك قلتَ: (يثبتُ صفة اليدين).
• وإن قلت: لا، فغير صحيح، لأنك قلتَ: (يثبتُ).
• وأما قولك (وينفي أن تكونا جارحتين، أو مجازاً عن القدرة أو النعمة، وهذا يمكن اعتباره تفويضاً للمعنى) = فلا علاقة له ببحثنا ههنا؛ إذ كونه يفوِّضُ الصفة أو يأوِّلها بعد أن (أثبتها) فهذه قضية ثانية نحتاج إلى بحثها استقلالاً.
• إذْ المهم أن أثبت صفة اليدين والسلام، ولم يتوقَّف عن إثباتهما؛ لأنه ما فهم معناهما، بل فهمهما غلطاً؛ فاحتاج للتأويل أوالتفويض.
• ولعلَّك تذكر أنَّك كنت تناقش في قضيَّة عدم إثباتك الساق لعدم فهمك لمعناه، وتظنَّ أنَّ السلف يوافقونك في هذه الطريقة؛ فلا السلف ولا أبو الحسن الأشعري (الأشعري) يوافقانك على نفيك الصفة ابتداءاً؟!
• وبهذا يتبيَّن أنَّ جوابك ليس مطابقاً للسؤال من كل وجه، والحمدلله.
• تنبيه هام: هذا الأمر الرابع - إنما قلته تنزُّلاً - والأمور الثلاثة المتقدمة كافيةٌ في الرد على ما ذكرته.
• تنبيه آخر: قولك عن كتاب الإبانة: (يعتبر مقبولاً عند السلفيين عموماً، وابن تيمية خصوصاً) غير صحيح على الاطلاق.
فما ورد في كتاب (الإبانة) إن كان من حيث الجملة مقبولٌ عن السلفيين فصحيحٌ، وأما أنه مقبولٌ عندهم - وعند ابن تيمية على وجه الخصوص - من الغلاف إلى الغلاف فغير صحيح؛ إذْ فيه ما فيه.
• تنبيه ثالث: لم أراجع الإبانة؛ حتى أتأكَّد من نقلك عنه = لثقتي بما نقلت، وعموماً فالأمر على كل الاحتمالات لا يختلف؛ لما تقدَّم.
• وأما قولك: (لكن لا يلزم أن يكون السلف على قول واحد في كل شيء).
• جوابه: بل يلزم؛ والدليل على من يزعم أنه لا يلزم، وأما ما ذكرته فقد تقدَّم إبطاله.
• وأما قولك: (ولا أعلم أن لهم كلاماً حول إثبات الساق أو غيرها من الصفات الخبرية، فإذا كنت تعلم غير ذلك فمنكم نستفيد)؛ فأحييك على هذا الأدب؛ والجواب: عندي؛ لكن ليس عندي وقتٌ لطرحه أولاً؛ حتى تجيبني على السؤال الثاني، الذي لم تجب فيه إجابة مطابقةً للسؤال حتى الآن؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/442)
• وثانياً: حتى لا أكثر من التسويف والإحالة إلى اللقاء القادم - أتبرع - بجوابٍ عنه؛ مجملاً القول فيه: بأنَّ الذي يطالب بالدليل هو من يزعم أنَّ الصحابة يفرِّقون بين الصفات الخبرية والعقلية؛ في الإثبات والنفي؛ على طريقة أهل الكلام المذموم، ومنهم الأشاعرة.
• وليس هناك نص واحد للصحابة يقسِّمون فيه الصفات إلى خبرية واختيارية وعقلية و .. و .. ؛ فضلاً عن أن يفرِّقوا في التعامل معها.
• فعليه .. إن ثبت لهم نصٌّ فهموا فيه صفةً لله تعالى على ما فهمه (السلفيون) أتباعهم = فإنَّ هذا كافٍ في إجراء ها قاعدةً لهم؛ كيف وهناك نصوص شتى في ذلك؛ كما ثبت في إثبات السمع أو (العلو والاستواء) و (كلام الله: كيف شاء، متى شاء، بصوتٍ يسمعه منه جبريل ... ) و ... غيرذلك.
• ثم قولك يا أخي: (ولو اقتصرت على عصر الصحابة وما بلغنا من كلامهم فلن يمكنك تقرير أموركثيرة ... الخ).
• لن أردَّ على هذا لأنه قد تقدَّم ما يبيِّنه، ولو أجبتك لأعدت وأمللت القرَّاء؟!
• وأما قولك: (كما أنك تثبت لله الساق وتعرف معناها بأنها ما يقام عليه ويمشى .. ثم لا تقول بأنه تعالى يقوم ويمشي .. وهذا عجيب .. لأنك لا تقبل بتفويض المعنى أيضاً .. ولكنك تفعله دون قصد ... ) الخ كلامك.
• أقول - يا أخي - متأسِّفاً هذه مغالطة مفضوحة قد حذَّرْتك منها مراراً؛ لكنك لا تقبل النصيحة، وتتمادى في التغافل عما كتبته وأكدته مراراً.
• ولن أجيبك على هذه التهمة الباطلة التي رميتني بها إلاَّ بأن تراجع ما كتبتُه في التعقيبات السابقة بوضوح وبيان؛ يفهمه من أراد أن يفهم! والحمدلله أنَّه باقٍ لم يحذف!
============================
• وأما قولك: ((بالنسبة لإثبات صفة الساق: هناك جدال طويل حول الحديث ... الخ)) = فإنه كلامٌ معادٌ مكرَّرٌ، لا جديد فيه ولن يكون فيه جديد!
• والجواب عنه قد تكرَّر وأعدته - وأعاده الإخوة - مرَّاتٍ وكرَّاتٍ بصورٍ وأشكال وأمثال، والجواب عنه على جميع الاحتمالات، وليس عندي نشاط للردِّ عليه، بل أحيلك على ما تقدَّم؛ فاقرأه مراراً وتأمل ما فيه برويَّةٍ؛ فستجد - بلا شك - الجواب عنه حتماً.
• وقولك: ((أخيراً .. أرجو أن تنتبه إلى أن توضيح المعنى المراد من الصفات الخبرية يساعد كثيراً في تقريب وجهات النظر بين المثبتين والمؤولين والمتوقفين ... الخ)).
ليس له علاقة بالجواب، وبإمكاننا مناقشته بعد فراغ الكلام على السؤال الثاني، والجواب عليه؟!
• وأما قولك: ((ولا تنس سؤالي السابق: ما المشكلة يا أخي إذا قلنا بجواز القولين طالما ثبت كلاهما عن أئمة ثقات نتفق على احترامهم ونثق بعلمهم؟)) فهو مرهون كما تقدَّم بعد وفاءك بالإجابة على السؤال الثاني، ولم يحصل ذلك إلى الآن؟!
• وقد أجاب عنه - بشيءٍ من الاختصار - أخونا الفاضل (الشافعي) وفقه الله؛ وأغنانا – مؤقتاً - جزاه الله خيراً عن الإجابة.
• وأما قولك: ((أعجبني قولك: ما في الجنَّة لا يشابهه ... ما هو المعنى العام الكلي الذي لا بد منه ليكون الشيء عنباً؟ ... الخ))؛ فالجواب عنه كذلك بعد إجابتك على السؤال الثاني؛ ولو لم تفعل إلى اللقاء القادم؟! فإني أوضِّحه لك إن تيسَّر لي الوقت بعون الله وتوفيقه.
=======================
• وأما الإشكال الذي طرحه [بعض الناس] في قوله: ((لقد قرأت ما ذكره الأخ السمرقندي حمل صفة الساق ووقع في نفسي أنه من باب ضرب المثل لله عز وجل الذي نهينا عنه في قول الله عز وجل ((فلا تضربوا لله الأمثال)) فما رأيكم في ذلك؟)).
• وكما هو ظاهرٌ؛ فالسائل قد وجَّه السؤال إلى (الجمهور)؛ كما يعبِّر الأخ: عبداللطيف!!؛ فإن لم يجب أحدٌ (من الجمهور) عنه حتى اللقاء القادم فلي جوابٌ مفصَّلٌ عليه بعون الله وتوفيقه.
-----------------------------------------
• أخيراً .. الأخ: عبداللطيف: أرجوك .. أعد قراءة ما كتبته مراراً وتكراراً؛ فقد بذلت فيه جهداً ووقتاً كثيراً جداً؛ وذلك بالنسبة لشح الوقت عندي.
• وأنا – يا أخي - ما زلت أنتظر إجابتك على سؤالي الثاني، ولك من الوقت ما تحبُّ، ثم لك بعدها إيراد ما لديك من استشكال فيما ذكرته في هذا التعقيب.
• تنبيه: طلبك اختصار الجواب غير ممكن؛ فقد سألتك أن تجيب على سؤال واحد فأتيتني بكلام كثير؛ أكثره لا تعلُّق له بموضوعنا؛ فاضطررت أن أردَّ على المهم منها، وأعرض عن المكرَّر – وهو كثير -، وأرجيء الكلام على باقيه في اللقاء القادم؛ لكن بعد الإجابة على السؤال الذي لم يحالفك الحظُّ في الإجابة عنه.
• وأؤكِّد: لقاؤنا بعد يومين - أو أكثر؟! - من الآن .. إن شاء الله تعالى؟!
• وتحية طيِّبةً للأخ الشافعي .. وللجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 11:25 م]ـ
ألأخ: عبد اللطيف.
هل تسمح بوقفة جانبية، حتى تنقضي أشغال أخينا أبي عمر السمرقندي، فعندي بعض الاشكالات في المذهب الأشعري، أرجو توضيحها؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/443)
ـ[المشكلة مستمرة]ــــــــ[23 - 12 - 02, 04:56 م]ـ
*
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[23 - 12 - 02, 09:48 م]ـ
أخي أبو عمر السمرقندي
قولك عني (كنت تناقش في قضيَّة عدم إثباتك الساق لعدم فهمك لمعناه) .. يدل على أنك لم تستوعب كلامي جيداً .. فأنا لم أثبت صفة الساق لأسباب شرحتها سابقاً ولا علاقة لها بمعرفة المعنى .. والأسباب تتعلق بتأويل ابن عباس للآية، وترجيح راوية الحديث بدون إضافة، ودخول الاحتمال حتى في الرواية التي فيها الإضافة ..
وآسف للاختصار لأني رأيت أهم النقاط في ردك الأخير مؤجلة .. أو محالة على ما سبق .. فلتراجع ردودي أيضاً وبارك الله فيك
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 12 - 02, 11:00 م]ـ
* وأخيراً حدت - يا أخي عبداللطيف - حيدة كاملة – إن صحت العبارة -! أو بعبارة صريحة: أعلنت بطريق غير مباشرة: أنك قد خُصِمْتََ.
ولو اعترفت بذلك دون حرجٍ لكان هذا منقبة لك سأحفظها ما حييت.
لذا .. سوف أنهي هذا الموضوع، بكل سهولة، وأقترح إقفاله، والبدء معك في موضوع جديد؛ لأن هذا الموضوع لا تستطيع النقاش فيه كما يبدو، لعدم توافر إجابة واحدةٍ عن سؤالٍ واحدٍ، فكيف بما سيتبع هذا السؤال [من لوازم وأشباه و .. ]؟!
فإني أريد منك الإجابة وأنت لا تريد، والله يفعل ما يريد.
• وأما بقية المواضيع التي ذكرتها، وزعمت - أخي الكريم - أنها أهم النقاط فإنَّ الجواب عليها مكفول ومعلَّقٌ القول فيه على الجواب الثاني الذي تركته بغير إجابة، أو بإجابة خاطئة ليست مرادة في السؤال.
لذا .. (أعلن) أنَّ الموضوع قد انتهى عند هذا الحد - والحمد لله -.
• وأما مسايرتي ومشابهتي في الإحالة على ماتقدَّم وعلى ما سيأتي فهو قياس أخطأت فيه، إذ هو قياس – إن كان كذلك – مع الفارق، فإنا أحيل على مليء وأنت تحيل على (صفر)، ومن أحيل على مليء فلْيقبل، فلم أراك تقبل، وأما أنا فلن أقبل لإنك أحلتني على مفلس!! ومعذرة شديدة، ولك ولجميع الأخوة المتابعين لهذه التعقيبات أزكى التحيات.
• تنبيه: إن كان حكمي غير مستقيم فأنا أحكِّم جميع المتابعين لهذه المناظرة - دون استثناء - ولكن من ادلى برأي لابد أن يذكر دليله وحجَّته، وإلاَّ فـ ....
سأترك لك فرصةً - مدى الدهر - أن تجيب على هذا السؤال - ولا إخالك فاعلاً -؛ وإني بانتظارك.
• وأعود لأؤكد: لو أردت النقاش في قضية أخرى؛ فلْنتَّفق عليها، ثم نبدأ على بركة الله.
• والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمدلله أولاً وآخراً.
ـ[حارث همام]ــــــــ[23 - 12 - 02, 11:01 م]ـ
أخي الكريم عبد اللطيف ..
أرجو منك أن تتحرى الحق وأن تدع تشعاب المواضيع وأن تحصر النقاش حول مسألة لا تتعداها حتى يفرغ منها.
أخي الكريم سهل على كل إنسان أن يراوغ ويحيد ويترك الموضوع ليدخل في آخر، وسهل عليه أن يستفز من أراد بما أراد.
ولكن ذلك لن يغني عنه من الله شيئاً، فإذا أردت الحق حقاً بياناً للناس أو معرفة له فأرجو منك أن لا تشعب الحوار ولا تدخل في مسألة أو ترجع لأخرى إلاّ بعد فراغك مما أنت فيه.
واعلم أخي الكريم أن أبا الحسن أو الإمام البيهقي إن عذر عند الله فلتحريه الحق في ماذهب إليه مع صدقه فيه، ولن يغنيان عن تابع لهما أو مقلد يبين له الحق فلا يتدبره، بل يراوغ ويحيد عنه بكل طريق.
أسأل الله أن يرينا وإياك الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[23 - 12 - 02, 11:48 م]ـ
كان سؤالك الثاني (هل قرأت في عقيدة السلف أنهم لا يثبتون صفةً إلاَّ إذا فهموا معناها) .. وقد أجبتك عليه بكلام لأبي الحسن فقلت أنك تريد من كلام الصحابة ..
وأنا قلت لك: (ولو اقتصرت على عصر الصحابة وما بلغنا من كلامهم فلن يمكنك تقرير أموركثيرة .. ولا أعلم أن لهم كلاماً حول إثبات الساق أو غيرها من الصفات الخبرية، فإذا كنت تعلم غير ذلك فمنكم نستفيد)
فقلت لي: أحييك على هذا الأدب؛ والجواب: عندي؛ لكن ليس عندي وقتٌ لطرحه أولاً؛ حتى تجيبني على السؤال الثاني، الذي لم تجب فيه إجابة مطابقةً للسؤال حتى الآن؟!
فأرى أني أجبتك وأوضحت أني لم أطلع على كلام للصحابة يوضح موقفهم من هذه المسائل ..
وأستغرب فعلاً أن تعتبر جوابي حيدة .. على كل حال مشكور على أدبك في الحوار .. وإن وجدت وقتاً لتفيدني بأجوبة على أسئلتي (من باب الفائدة لا المناظرة) فسأكون لك من الشاكرين ..
الأخ حارث:
الصدق في القلب لا يعلمه إلا الله .. ومن الخير أن تحسن الظن بالمسلمين .. ولا أدري هل تعتبر أبا الحسن الأشعري منحرفاً عن السنة ولماذا.؟؟
ـ[المجيدري]ــــــــ[24 - 12 - 02, 12:42 ص]ـ
أظن الاخ عبد اللطيف علي مذهب الاشاعرة الجديد والحمد لله فهو يعد تراجعا عن التاؤيل الي حد ما الذي هو نتيجة لهجمات اهل السنة المتكرار وهو أن السلف كانوا يفضون المعنى بلا تحديد معنى معين وأن هذا المذهب الذي هو تفويض الكيف مذهب ابن تيمية وهذا ظاهر البطلان فتفويض الكيف قبل أن يولد ابن تيمية نفعنا الله بعلمه إن أردت النقل عن العلماء في ذلك نقلنا
وأنا أسال الاخ عن ثلاث مسائل وهي من أول ما اختلفت فيه الامة وكان كلام السلف واضحا جدا فيها وقد خالف فيها الاشاعرة السلف
القدر
الكلام الله
الايمان
اشدد يديك ايها المحق علي الذي سمعت فهو حق
الله الله في الدعاء للمجاهدين
تنبيه هذه ليست مسألة فقهية يمكن فيها كثرة الجدال ولكنها مسألة تعلقة
بالصفات الرب سبحانه وتعالي فنبغي للاخ الذي يكتب أن يتذكر عظمة الرب جلّ
جلاله حتى لاتنزلق به الاقدام وهو لايشعر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/444)
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[24 - 12 - 02, 12:54 ص]ـ
الأخ عبد اللطيف
سلام عليك ...
تعلم وفقك الله أن المقام مقام الوصول للحق، لا مقام إفحام ومناظرة، وأنا أستأذنك واستأذن الأخوة (أبا عمر السمرقندي، والشافعي، وحارث همام، .. ) في الحديث عن مسألة مهمة، في المذهب الأشعري، فأرجو أن ترعني سمعك، وتجيبني بالموافقة، قبل طرحها، فوالله لا أريد إلا الوصول للحق بإذن الله، وهذا الظن بك، وبالأخوة جميعا في هذا الملتقى ....
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 12 - 02, 02:56 ص]ـ
أخي عبداللطيف ... تقدم آخر جواب لي، بارك الله فيك.
أخي ابن أبي حاتم ..
أما انا فلا آذن لك .. واسمح لي ..
لأنَّ الأمر لا يحتاج إلى إذن مني ولا من غيري، بل هذا حسن أدبٍ منك، وما ستكتبه إحسانٌ.
وما على المحسنين من سبيل، والله غفور رحيم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 12 - 02, 10:56 ص]ـ
الأخ عبداللطيف للأسف أنت من لا يحسن الظن بنصح إخوانه من المسلمين غفر الله لك.
فأرجو أن تحمل الكلام على أحسن محمل ولاسيما إذا كان نصيحة من أخ مشفق.
وسبحان الله حتى نصيحة يسيرة لا تريد أن تتدبرها وتحملها على محمل حسن، بل تريد أن تشعب لموضوع آخر!
إعلم وفقني الله وإياك لمرضاته أن الأسنة مغارف القلوب، وأننا لم نؤمر أن نفتش عما في قلوب الناس مادام في القلوب لم يتعداها، أما إذا أبدوه فالخلق يحكمون على الظاهر والله يتولى السرائر.
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[24 - 12 - 02, 03:24 م]ـ
خلاص يا شيخ .. سوف أعتبرها نصيحة ... مع أنها تبدو لي مجموعة اتهامات .. (ولن يغنيان عن تابع لهما أو مقلد يبين له الحق فلا يتدبره، بل يراوغ ويحيد عنه بكل طريق.) ..
سأعتبرها نصيحة وحسن ظن ... ومشكور عليها ..
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 03 - 03, 05:33 م]ـ
للفائدة مما في المناظرة من الفائدة!(23/445)
أقسام الناس في نصوص الصفات
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 12 - 02, 03:10 ص]ـ
أقسام الناس في نصوص الصفات
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمدلله والصّلاة والسّلام على رسول الله وبعد:
فإنّ من المعلوم من دين الله بالضّرورة أنّ الله قد حصر طريق الهداية إليه في وحيه المنزّل على أنبيائه، وأنّه تعالى قد أرسل الرّسول ليبيّن للنّاس ما نُزّل إليهم، فاجتمع أنّه الحق محصور في العلم بالغيب والعمل بالشّرع في نصوص الكتاب العزيز، ونصوص السّنّة المشرّفة، وكلّ ما سوى ذلك فهو تبع لهما، كما قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}.
ولهذا تكفّل الله تعالى لهذه الأمّة بحفظ هذين الأصلين: فقال: {إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون}، وقال e : ( تركت فيكم ما لإن تمسّكتم به فلن تضلّوا أبداً كتاب الله)، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (قد أمرنا الله تعالى باتباع ما أنزل إلينا من ربنا وباتباع ما يأتي منه من الهدى وقد أنزل علينا الكتاب والحكمة كما قال تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} والحكمة من الهدى قال تعالى: {وإن تطيعوه تهتدوا} والأمر باتباع الكتاب والقرآن يوجب الأمر باتباع الحكمة التي بعث بها الرسول وباتباعه وطاعته مطلقا. وقال تعالى: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} وقال تعالى: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم}.
وقد أمر بطاعة الرسول في نحو أربعين موضعا كقوله تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} وقوله تعالى: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}، فهذه النصوص توجب اتباع الرسول وإن لم نجد ما قاله منصوصا بعينه في الكتاب كما أن تلك الآيات توجب اتباع الكتاب وإن لم نجد ما في الكتاب منصوصا بعينه في حديث عن الرسول غير الكتاب. فعلينا أن نتبع الكتاب وعلينا أن نتبع الرسول واتباع أحدهما هو اتباع الآخر) 1.
ثمّ إنّه بعد عصر الصّحابة رضي الله تعالى عنهم بدأ الخلاف يدبّ بين المسلمين، ونشأ عن ذلك حدوث الفرق الّتي أخبر بها الصّادق المصدوق e في الحديث المشهور: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).
وقد تنوّعت بدع هذه الفرق في شتى جوانب الدّني، فمنها المحدث في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته، ومنها المحدث في قدر الله ومشيئته وإرادته وعلمه، ومنها المحدث في أصحابه ومنها المحدث في الإيمان والأسماء، ومنهم المحدث في الزّهد والسّلوك، وغير ذلك كثير.
ولئن تباينت بدع تلك الفرق وتنوّعت وتباعدت، فإنّها كلّها تشترك في أمر واحد لازم لكلّ من أحدث في دين الله مالم يأذن به، ألا وهو: ترك الكتاب والسّنّة كمصدر للعلم والاهتداء، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى جعلوها قابلة لإعمال الفكر والنّقد بل والمعارضة تارة بالرّوغان عنها وتارة بالمواجهة والتّحدّي بل وبالرّدّ الصّريح أحياناً.
وإذا كان المجال هنا هو الكلام في جانب الأسماء والصّفات، فسنذكر بإذن الله تعالى أقسام النّاس في التّعامل مع نصوص الصّفات بشيء من الاختصار مع الحرص على عدم الإخلال بجزء من المادّة، والله الموفّق.
أوّلاً: نصوص الصّفات: نظرة عامّة.
من المعلوم أنّه لا يُعلم شيء من صفات الله تعالى وأسمائه إلاّ عن طريق النّصوص الشّرعيّة، وإذا كان شيء من هذه الصّفات يمكن أن يثبته العقل فإنّ الأصل فيه لابدّ أن يكون النّصوص والعقل تابع له، مع اعتقاد أنّ العقل الصّحيح لا يعارض النّقل الصّحيح.
وإذا كان كذلك، فيجب التّنبيه في هذا الباب إلى الآتي:
1. إنّ نصوص الصّفات أقسام:
. فمنها نصوص القرآن: وهي قطعيّة في ثبوتها وقطعيّة في دلالتها.
. ومنها نصوص السّنّة: وهذه منها المتواتر المستفيض وهو مفيد للقطع في ثبوته ودلالته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/446)
ومنها خبر الآحاد الّذي اختلف أهل الأثر في إفادته الظّن أو العلم، والصّحيح أنّه يفيد العلم النّظري للمتمكّن في العلم إذا احتفّت به قرائن كموافقته لصريح القرآن أو تلقّته الأمّة بالقبول أو قام عليه إجماع بلفظه أو معناه أو متضمّناً له، ولا شكّ أنّ نصوص الأسماء والصّفات الّتي وصلت إلينا بالسّند المتّصل الصّحيح بطريق الآحاد هي من النّوع المفيد للعلم للقرائن العديدة الّتي احتفّت بها ومن أهمّها تلقّي الأمّة لها بالقبول، وإجماع الصّحابة على تلقّيها بالقبول وهذا طفحت به نصوص السّلف.
ولو فرض أنّها لم ترق لدرجة القطع فإنّ الشّرع عوّل على خبر الآحاد في العلميات والعمليات على حد سواء، ولا أدلّ على ذلك من إرساله الآحاد من أصحابه بالتّوحيد ليبلّغوه للنّاس، وهذا أمر مشهور لا يحتاج إلى تدليل.
. ومنها النّصوص الواردة عن الصّحابة رضوان الله تعالى عليهم: وإنّما جعلناها من أصول هذا العلم لأنّ العلماء عدّوا الحديث الموقوف الّذي لا مجال فيه للرّأي في حكم المرفوع، ولا شكّ أنّ أسماء الله وصفاته من الغيب الّذي لا يمكن أن يتكلّم فيه الصّحابي برأي أو قياس، إلاّ ما ثبت فيه تأثّره بما نقله مسلموا أهل الكتاب إلى المسلمين وهذا في الحقيقة قليل متميّز عرفه أهل السّنّة وبيّنوا مأخذه.
2. نصوص الصّفات كلّها محكمة ليس من المتشابه وليس فيها تشابه.
إلاّ إذا أردنا التّفصيل فنقول: محكم من حيث المعنى متشابه من حيث الكيفيّة، فكيفية الصّفات مما استأثر الله تعالى بعلمه.
لكن لا يُطلق على نصوص القرآن أنّها من المتشابه.
ثانياً: أقسام النّاس في نصوص الصفات
أوّلاً: أهل السّنّة: (الإيمان والتّسليم).
أهل السّنّة يؤمنون بما ورد عن الله تعالى من الأسماء والصّفات، ويقفون مع النّصوص الّتي ورد فيها الأسماء والصّفات موقف المؤمن المسلّم الموقن الّذي امتدحه الله تعالى بقوله: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين الّذين يؤمنون بالغيب .. } وأجلّ الغيب وأعظمه هو الله تعالى بصفاته.
قال محمد بن الحسن: (اتّفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث الّتي جاءت بها الثقات عن رسول الله e في صفة الرب عزوجل من غير تفسيرولا وصف ولا تشبيه) 2.
قال الإمام أحمد رحمه الله: (ومن السّنّة اللازمة الّتي من ترك خصلة منها ولم يقلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشرّه والتّصديق بالأحاديث فبه والإيمان بها لا يُقال لِم؟ وكيف؟ إنّما هو التّصديق بها والإيمان بها، ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُفي ذلك وأُحكم له فعليه الإيمان به والتّسليم له مثل الصّادق المصدوق وما كان مثله في القدر، ومثل أحاديث الرؤية كلّها وإن نبت عن الأسماع واستوحش منها المستمع فإنّما عليه الإيمان بها وأن لا يرد منها جزءاً واحداً) 3.
وقال أبو نعيم الأصبهاني: (طريقتنا طريقة المتّبعين الكتاب والسنة، فمما اعتقدوه أن الأحاديث الّتي ثبتت عن النبي e في الرعش واستواء الله يثبتونها ويقولون بها من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه) 4.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: (فصل ثم القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون ; الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث. ومذهب السلف: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي ; بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه ; لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم وأفصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد. وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله أفعال حقيقة: فكذلك له صفات حقيقة وهو ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فإنه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه ويمتنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/447)
عليه الحدوث لامتناع العدم عليه واستلزام الحدوث سابقة العدم ; ولافتقار المحدث إلى محدث ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى. ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله. فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفوا الكلم عن مواضعه ويلحدوا في أسماء الله وآياته) 5.
وهذا الموقف منهم قائم على دعائم منها:
أ. أنّ الله تعالى أعلم بنفسه وبصفاته من الخلق، فلولم تكن هذه النّصوص بظاهرها هي ما أراد منهم معرفته وعبادته بها لما أنزلها وتكلّم بها زأوحى بها للنّبيّ e ، قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} فبيّن أنّ من حكمة بيان أسمائه وصفاته أن ندعوه بها، ودعاؤه بها يتضمّن معرفة معانيها والإيمان بها.
ب. إنّ الله سبحانه أراد من الخلق أن يعرفوه ليوحّدوه ويعبدوه، وهذا التّوحيد وهذه العبادة لا تُعلم إلاّ من بمعرفة أسمائه وصفاته، والأسماء والصّفات لا تُعلم إلاّ بالنّص فوجب الإيمان بها علماً بمعانيها وتفويضاً لكيفياتها.
ج. أنّ النّبيّ e وهو أعلم الخلق بربّه وهو أفصح النّاس وهو أخشى النّاس لله وأنصحهم لهم لولم تكن تلك النّصوص مفيدة لمعانيها الظّاهرة هي ما أراد الله من العباد لبيّن لهم ذلك، وأخبرهم أنّ ظاهرها غير مراد مثلاً أو أنها تخييلات لا حقيقة لها، بل العكس تماماً هو الّذي كان منه عليه الصّلاة والسّلام، حتى إنّه كان يشير أحياناً تحقيقاً للمراد من الصّفة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال في هذه الآية {إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها} إلى قوله: {إنّ الله كان سميعاً بصيراً}: (رأيت النّبيّ e يضع إبهامَه على أُذُنه وأُصبعَه الدّعّاء على عينه) (6).
د. أنّ الله تعالى أنزل الكتاب بلغة العرب، وأرسل رسوله e من خاصّة العرب ومن أفصحهم لساناً، وذكر لهم أنّه أنزله قرآناً عربياً ليدّبّروا آياته، وهذا يقتضي أن تكون معاني النّصوص المرادة منها هي ظواهرها، ولأنّ غير ذلك ينافي الغاية من جعل القرآن عربياً، وينافي الحث على التّدبّر لأنّ التّدبّر متضمّ، للفهم عن الله تعالى والبيان وهذا لا يكون إلاّ بالتزام لغة القرآن وهي لغة العرب، والعرب يفهمون الكلام على ظاهره وخلاف ذلك يكون تلبيساً والله منزّه عنه.
فإذا تحقق للعبد أنّ الله تعالى أعلم بنفسه وأنّ رسوله e أعلم به منا وأنه أنصح الخلق لخلق وأفصحهم وأكملهم بياناً وأنه متكلّم بلسان عربي مبين فلا يبقى أدنى شك أو ريب في أن نصوص الصفات حق بما تضمّنته من صفات رب العالمين واسمائه الحسنى.
والحيدة عن هذا الأصل فيه اتّهام للرّب أو للرّسول المبلّغ عن ربّه أو للّغة الّتي جاء بها البيان أو للمستمع المتلقّي.
أمّا الربّ تعالى فأيّ تهمة له كفر وردّة، وهذا لا يصرّح به من خالف هذا الأصل السّلفي في الأسماء والصّفات وإن كان في الحقيقة متضمناً لسوء الظّنّ بالله شعروا بذلك أم لم يشعروا، وأعظم تهمة منهم للرّب عزوجل اتّهامه بضدّ ما وصف به نفسه من الرّحمة للخلق، وإنكار ما امتنّ به على النّاس من الهداية وتبين الحق وتمييزه لهم عن الضّلال، فكأنّ هؤلاء يدّعون أنّ الله تركهم بلا هدى ولا بيان حتّى اضطروا لطلبه وابتغائه من غيره تعالى الله عما يصفون.
وأمّا الرّسول فقد تلفّظ المخالفون بشيء من هذا كما سنرى في كلام أهل التّخييل والتّجهيل وهذا لا يقول به مؤمن.
وأمّا اتّهام اللغة فقد قال به المخالفون حين قرروا التّلاعب باللغة وأساليبها وادّعوا فيها ما ليس لهم فيه أصل ولاسلف، ومن أشهر وقائعهم في اللغة ما ادّعوه من المجاز في الكلام العربي وما لزمهم أو التزموه بناء على ذلك من الإحداث والابتداع في اللغة العربية وهي لغة البيان والتبيين فأحالوها لغة تلبيس وتمويه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/448)
فإذا عرف المؤمن أنّه لا يمكن أن يكون التّهمة موجّهة لله تعالى أو لرسوله e أو للغة، فلم يبق إلاّ أنّه هو المتّهم، إذا عجز عقله عن الفهم، والإدارك لمعاني هذه النّصوص ولم يتصوّر فيه الإثبات أو النّفي كما جاء عن الله تعالى وعن رسوله e فليؤمن بها كما جاءت وليسلّم وليتّهم نفسه، لا أن ينزّه نفسه الّتي ثبت لها النّقص عقلاً وشرعاً وبتّهم ربّه أو رسوله e أو اللغة الّتي أجمع عليه النّاس جيلاً بعد جيل، وهذا هو معنى ما قال الإمام أحمد حين قال فيما تقدم: (ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كُفي ذلك وأُحكم له فعليه الإيمان به والتّسليم له).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومعلوم للمؤمنين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من غيره بذلك وأنصح من غيره للأمة وأفصح من غيره عبارة وبيانا بل هو أعلم الخلق بذلك وأنصح الخلق للأمة وأفصحهم فقد اجتمع في حقه كمال العلم والقدرة والإرادة. ومعلوم أن المتكلم أو الفاعل إذا كمل علمه وقدرته وإرادته: كمل كلامه وفعله وإنما يدخل النقص إما من نقص علمه وإما من عجزه عن بيان علمه وإما لعدم إرادته البيان. والرسول هو الغاية في كمال العلم والغاية في كمال إرادة البلاغ المبين والغاية في قدرته على البلاغ المبين - ومع وجود القدرة التامة والإرادة الجازمة: يجب وجود المراد ; فعلم قطعا أن ما بينه من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر: حصل به مراده من البيان وما أراده من البيان فهو مطابق لعلمه وعلمه بذلك أكمل العلوم. فكل من ظن أن غير الرسول أعلم بهذا منه أو أكمل بيانا منه أو أحرص على هدي الخلق منه: فهو من الملحدين لا من المؤمنين) 7.
الممثّلة: (التّمثيل والتشبيه).
أشهر من عُرف عنهم التّمثيل والتّشبيه هم اليهود، فقد جاء في القرآن شيء من ذلك، قال تعالى: {وقالت اليهود عزير ابن الله} فردّ عليهم بقوله: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد}، وجاء في كتبهم المحرّفة وصف الله باجهل وبالتّعب فردّ الله عليهم بقوله: {وما مسّنا من لغوب}، ووصفوه باللهو فردّ عليهم بقوله: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لا عبين}.
والنّصارى قالت بشيء من هذا التّمثيل حين نسبت إليه الولد.
ومن المنتسبين للإسلام عُرف تأثّر الرّافضة بمذهب التّمثيل والتّشبيه خصوصاً في متقدّميهم، ومن أشهر من عُرف عنه التّمثيل في الإسلام هشام بن الحكم الرّافضي ولعله أول من قال إنّ الله جسم وأصحابه كشيطان الطّاق والجواليقي8،، وكذلك يُروى عن داود الجواربي ومقاتل بن سليمان الخراساني ونعيم بن حمّاد المصري9.
قال شيخ الإسلام: (الزيادة في الإثبات إلى حد التشبيه هو قول الغالية من الرافضة ومن جهال أهل الحديث وبعض المنحرفين) 10.
وهذا المذهب إن صحّ عن هؤلاء معلوم فساده بضرورة العقل والشّرع والفطر السّليمة، والله سبحانه بيّن في مواضيع كثيرة أنّه لا يشبهه شيء ولا يماثله شيء بل ولا يدانيه، كما قال عزوجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وقال: {ولم يكن له كفواً أحد} وقال: {هل تعلم له سمياً} وقال: {ولا يحيطون به علماً} وقال: {فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون}، وغير ذلك كثير.
وسبب ضلال هؤلاء غلوهم في الإثبات وظنهم أنه هو ظاهر النّصوص، فهم في طرف والنّفاة في طرف آخر مع اتّاقهم على هذا الأصل، وفي هذا ملحظ مهم، وهو أنّك لا تجد فرقتان متقابلتان من أهل البدع إلاّ وجدتهما تتّفقان في أصل ثمّ تتفرّقا بناء على طريقة تعاملها مع النّص.
فأنت ترى أنّ الممثّلة مثّلوا الله بخلقه ظناً منهم أنه ظاهر النّص، ونفاة الصّفات عطّلوا النّصوص عن الصّفات وحرّفوا معانيها ظناً منهم أنّ ظاهرها هو التّمثيل، وهذا هو منشأ الخطأ.
لأنّ المتقرر ببدائه العقول ـ السّليمة من سفه المنطق والمناطقة ـ أنّه ما من شيئين موجودين إلاّ وبينهما قدر مشترك، وهو مسمى القدر المشترك الّذي لا يوجد أبداً في الخارج بشرط الإطلاق، بل لا يوجد إلاّ مقيّداً، فإذا قُيّد أفاد التّخصيص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/449)
وهذا المعنى الكلّي الموجود في الذّهن كان سبب ضلال كثير من النّاس، ومنهم الممثّلة فإنّهم تصّوروا أنّه يوجد في الخارج كما هو في الذّهن فطردوا التّمثيل في صفات الرّبّ تعالى، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (ومعلوم أن العقل لا ينفي بالقياس إلا القدر المشترك ; الذي هو مدلول القضية الكلية التي لا بد منها في القياس ; مثل أن ينفي الإرادة أو الرحمة أو العلم المشترك بين مسميات هذا الاسم والقدر المشترك في المخلوقين تلحقه صفات لا تثبت لله تعالى فينفون المعنى المشترك المطلق على صفات الحق وصفات الخلق - تبعا لانتفاء ما يختص به الخلق - فيعطلون كما أن أهل التمثيل يثبتون ما يختص به الخلق - تبعا للقدر المشترك - وكلاهما قياس خطأ. ففي هذه الصفات بل وفي الذوات ثلاث اعتبارات: أحدها: ما تختص به ذات الرب وصفاته. والثاني: ما يختص به المخلوق وصفاته. والثالث: المعنى المطلق الجامع. فاستعمال القياس الجامع في نفي الأول خطأ وكذلك استعماله في إثبات الثاني) 11.
وقال أيضاً: (لفظ الظاهر فيه إجمال واشتراك فإن كان القائل يعتقد أن ظاهرها التمثيل بصفات المخلوقين أو ما هو من خصائصهم فلا ريب أن هذا غير مراد ; ولكن السلف والأئمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها ولا يرتضون أن يكون ظاهر القرآن والحديث كفراً وباطلا، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم من أن يكون كلامه الذي وصف به نفسه لا يظهر منه إلا ما هو كفر أو ضلال) 12.
ولعلّ من المهم أن أختم كلامي هنا بما ذكره شيخ الإسلام أنّ التّعبير عن هذ المذهب بلفظ التّمثيل أولى من لفظ التّشبيه لثلاثة أسباب:
أوّلها: أنّه اللفظ الّذي جاء نفيه في القرآن: {ليس كمثله شيء}.
ثانيها: أنّ لفظ التّشبيه فيه إجمال، لأنّ نفي الشّبه بين الخالق والمخلوق من كلّ وجه لا يصح، بل بينهما نوع شبه وهو الاشتراك في مسمّى القدر المشترك وهو المعنى الكلّي العام القائم في الأذهان، وهذا القدر من الاشتراك هو نوع شبه لا يقتضي المماثلة في حقاءق الصّفات بين الخالق والمخلوق.
ثالثها: أنّ هذا اللفظ صار يطلقه الجهميّة وأفراخهم على من أثبت الصّفات فنفيه مطلقاً قد يُفهم منه نفي الصّفات، وإثباته قد يُفهم منه التّمثيل، وما كان هذا سبيله فاجتنابه أولى 130
التّفويض: (التجهيل).
لفظ التّفويض مأخوذ من: فوّض الأمر إلى الله: أي ردّه ووكله إليه، والمراد هنا أنّ العبد يفوّض امر الصّفات والأسماء إلى الله تعالى، وهذا من حيث الإجمال يتضمّن أمرين أحدهما حق والآخر باطل.
أمّا الحق فهو أنّ الواجب على العباد الإيمان والتّسليم للنّصوص الّتي وردت بصفات الله تعالى، وتفويض العلم بحقائقها وكيفياتها إلى الله تعالى لأنّ ذلك داخل ضمن الغيب والإيمان به، مثله في ذلك مثل الجنّة والنّار واليوم الآخر وعذاب القبر وسائر أمور الغيب.
وهذا هو مذهب السّلف وهو معنى ما جاء عنهم في التّفويض لكنّهم مع هذا يثبتون ما جاء في النّصوص من الصّفات ويعلمون معانيها ويمرّونها على ظاهرها.
وأمّا المعنى الباطل: وهو ما نقصده في هذا القسم: فهو أنّ النّصوص الّتي وردت بصفات الله تعالى لا يعلم أحد من النّاس معاني تلك الألفاظ، بل لا يعلم معناها إلاّ الله تعالى، حتّى الرّسول لم يعلم ذلك ولا يعلمه، بل علينا قراءة هذه الألفاظ وتفويض العلم بمعانيها إلى الله.
ولم يقفوا عند هذا بل زادوا إلى ذلك قيداً مهماً وهو: مع الجزم بأنّ ظاهر تلك الألفاظ غير مراد.
وهؤلاء هم المفوّضة المبتدعة والّذين أحسن شيخ الإسلام رحمه الله حين سماهم باسمهم الحقيقي وهو: (أهل التّجهيل) إذ في ما ذهبوا إليه يلزم منه تجهيل الرّسل وأتباعهم والسّلف الصّالح، وقذفهم بهذه النّقيصة العظيمة، وهي أنّهم جاءوا بألفاظ لا يعرفون معانيها، وتلقّتها عنهم الأجيال الصّالحة المزكّاة بنصّ السّنّة والقرآن دون أن تفهم معناها، وهذه مسبّة وتننقّص في حق أفضل الخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/450)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما أهل التجهيل فهم كثير من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف، يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرف معاني ما أنزل الله إليه من آيات الصفات ولا جبريل يعرف معاني الآيات ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك. وكذلك قولهم في أحاديث الصفات: إن معناها لا يعلمه إلا الله مع أن الرسول تكلم بها ابتداء فعلى قولهم تكلم بكلام لا يعرف معناه.
(شبهة القوم14):
وهؤلاء يظنون أنهم اتبعوا قوله تعالى {وما يعلم تأويله إلا الله} فإنه وقف أكثر السلف على قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله}،وهو وقف صحيح لكن لم يفرقوا بين معنى الكلام وتفسيره ; وبين " التأويل " الذي انفرد الله تعالى بعلمه ; وظنوا أن التأويل المذكور في كلام الله تعالى هو " التأويل " المذكور في كلام المتأخرين وغلطوا في ذلك. فإن لفظ " التأويل " يراد به ثلاث معان:
1. فالتأويل في اصطلاح كثير من المتأخرين هو: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة ظاهره تأويلا على اصطلاح هؤلاء ; وظنوا أن مراد الله تعالى بلفظ التأويل ذلك وأن للنصوص تأويلا يخالف مدلولها لا يعلمه إلا الله ولا يعلمه المتأولون.
ثم كثير من هؤلاء يقولون: تجري على ظاهرها فظاهرها مراد مع قولهم: إن لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه إلا الله، وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين إلى السنة: من أصحاب " الأئمة الأربعة " وغيرهم.
2. والمعنى الثاني " أن التأويل " هو تفسير الكلام - سواء وافق ظاهره أو لم يوافقه - وهذا هو التأويل في اصطلاح جمهور المفسرين وغيرهم، وهذا " التأويل " يعلمه الراسخون في العلم وهو موافق لوقف من وقف من السلف عند قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} كما نقل ذلك عن ابن عباس ومجاهد ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن إسحاق وابن قتيبة وغيرهم وكلا القولين حق باعتبار، كما قد بسطناه في موضع آخر ; ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا وكلاهما حق.
3. والمعنى الثالث أن التأويل هو الحقيقة التي يؤول الكلام إليها - وإن وافقت ظاهره - فتأويل ما أخبر الله به في الجنة - من الأكل والشرب واللباس والنكاح وقيام الساعة وغير ذلك - هو الحقائق الموجودة أنفسها ; لا ما يتصور من معانيها في الأذهان ويعبر عنه باللسان وهذا هو " التأويل " في لغة القرآن كما قال تعالى عن يوسف أنه قال: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا} وقال تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق} وقال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا}،وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه إلا الله.
وتأويل " الصفات " هو الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف - كمالك وغيره -: الاستواء معلوم والكيف مجهول ; فالاستواء معلوم - يعلم معناه ويفسر ويترجم بلغة أخرى - وهو من التأويل الذي يعلمه الراسخون في العلم وأما كيفية ذلك الاستواء فهو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
وقد روي عن ابن عباس ما ذكره عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم عنه أنه قال: تفسير القرآن على أربعة أوجه: - تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل فمن ادعى علمه فهو كاذب.
وهذا كما قال تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم {يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر}، وكذلك علم وقت الساعة ونحو ذلك فهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، وإن كنا نفهم معاني ما خوطبنا به ونفهم من الكلام ما قصد إفهامنا إياه كما قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} وقال: {أفلم يدبروا القول} فأمر بتدبر القرآن لا بتدبر بعضه. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرءوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/451)
عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا، وقال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته أقف عند كل آية وأسأله عنها، وقال الشعبي: ما ابتدع أحد بدعة إلا وفي كتاب الله بيانها وقال مسروق: ما سئل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن علمنا قصر عنه، وهذا باب واسع قد بسط في موضعه) 15.
وقال أيضاً: (معرفة مراد الرسول ومراد الصحابة هو أصل العلم وينبوع الهدى ; وإلا فكثير ممن يذكر مذهب السلف ويحكيه لا يكون له خبرة بشيء من هذا الباب كما يظنون أن مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها. أنه لا يفهم أحد معانيها ; لا الرسول ولا غيره ويظنون أن هذا معنى قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله} مع نصرهم للوقف على ذلك ; فيجعلون مضمون مذهب السلف أن الرسول بلغ قرآنا لا يفهم معناه ; بل تكلم بأحاديث الصفات وهو لا يفهم معناها وأن جبريل كذلك ; وأن الصحابة والتابعين كذلك. وهذا ضلال عظيم وهو أحد أنواع الضلال في كلام الله والرسول صلى الله عليه وسلم) 16.
وقد ظنّ كثير من النّاس أنّ مذهب التّفويض هو مذهب السّلف، ذلك بسبب انتشار أصحاب المذاهب الفاسدة، وكذلك ما نُقل عن السّلف من كلمات توهّمها هؤلاء مؤيّدة لما هم عليه، مع أنّهم لو جمعوا نصوص السّلف لتبيّن لهم مرادهم منها، ولم يقل قائلهم: وكلّ نص أوهم التّشبيها أوّله أو فوّض ورم تنزيها.
التّأويل (التّحريف).
أوّل تحريف وقع فيه أهل التّأويل هو تحريف هذه الكلمة عن معناها الأصلي.
ومع أنّه لا مشاحّة في الاصطلاح، إلاّ أنّ أهل البدع من عملهم أنّهم يصطلحون على ألفاظ ثمّ يفسّرون ألفاظ الكتاب والسّنّة بها وهذا تحريف.
ومنه لفظ التّأويل، فإنّهم اصطلحوا على تسمية صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى مرجوح تأويلاً، ثمّ أطلقوا عقولهم في النّصوص تحريفاً، فإذا ما أنكر عليهم منكر قالوا هذا تأويل وقد قال الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلاّ الله والرّاسخون في العلم}.
وعلى العموم فإنّ لفظ التّأويل وقع في كلام السّلف، وقد استعملوه بمعناه اللغوي الّذي ينتظم أمرين:
أوّلها: تفسير الكلام، ومنه قول الطّبري وغيره: (القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا).
ثانيها: حقيقة الكلام ومآله الّذي ينتهي إليه، فإن كان الكلام خبراً فتأويله وقوعه، ومنه قوله تعالى: {هل ينظرون إلاّ تأويله} وقول يوسف لأبيه: {هذا تأويل رؤياي}، ومنه قول الله تعالى: {{وما يعلم تأويله إلاّ الله والرّاسخون في العلم}، وإن كان أمراً فتأويله امتثاله كقول عائشة في ذكره e في الرّكوع والسجود: (يتأوّل القرآن).
وقد اصطلح المتأخّرون على تسمية (صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى المرجوح لقرينة تدلّ عليه) تأويلاً، لكنّهم اشترطوا لصحّة هذا التأويل شروطاً منها:
. أن يكون المعنى المصروف إليه اللفظ ممّا يحتمله اللفظ لغة ولو من بعيد.
. أن توجد قرينة تسوّغ صرف اللفظ عن ظاهره أو قل تمنع حمل النّص على ظاهره.
. أن يكون هذا الاستعمال ممّا يسوغ لغة.
لكنّ أهل البدع لم يلتزموا هذه الشّروط، فصرفوا معاني نصوص الأسماء والصفات عن ظاهرها بدون قرينة توجب ذلك، فقالوا: تأويل الاستواء: الاستيلاء، واليد القدرة والغضب إرادة العقوبة والانتقام والرحمة إرادة الإنعام وهكذا وقعوا في مفاسد متعدّدة:
. فهم أوّلاً حرّفوا النّص عن دلالته.
. ثمّ عطّلوه عما دلّ عليه.
. وأنكروا صفة الرّحمن الّتي جاء بها النّص.
. ثمّ وصفوه تعالى بالنّقص إذ نفو عنه الكمال الّذي أثبته لنفسه.
كلّ هذا سوّغوه لأنفسهم استدلالاً بطاغوت التّأويل الّذي استخدموه للتّملّص من الأدلّة الّتي تنقض مذاهبهم.
وسبب هذا الخلط الّذي وقع فيه المبتدعة بشتّى أصنافهم وعلى راسهم المأوّلة أنّهم اعتقدوا أوّلاً ثمّ بحثوا لما اعتقدوه من أدلّة وردّوا ما عارضه.
وأمّا السّلف فإنّهم استدلّوا ثمّ اعتقدوا، فالاعتقاد تابع للنّص لا العكس.
والشّبهة الّتي اعتمدها أهل التّأويل قرينة لصرف النّصوص عن ظاهرها شبهة عقليّة، فقالوا: إنّه ثبت أنّ الله تعالى ليس كمثله شيء، وإثبات ظاهر النّصوص يستلزم التّشبيه فوجب التّأويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/452)
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (هذا يتبين بالقاعدة الرابعة وهو أن كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات أو كثير منها ; أو أكثرها أو كلها أنها تماثل صفات المخلوقين ثم يريد أن ينفي ذلك الذي فهمه فيقع في (أربعة أنواع من المحاذير: - (أحدها كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفات المخلوقين وظن أن مدلول النصوص هو التمثيل (الثاني أنه إذا جعل ذلك هو مفهومها وعطله بقيت النصوص معطلة عما دلت عليه من إثبات الصفات اللائقة بالله. فيبقى مع جنايته على النصوص ; وظنه السيئ الذي ظنه بالله ورسوله - حيث ظن أن الذي يفهم من كلامهما هو التمثيل الباطل - قد عطل ما أودع الله ورسوله في كلامهما من إثبات الصفات لله والمعاني الإلهية اللائقة بجلال الله تعالى (الثالث أنه ينفي تلك الصفات عن الله - عز وجل - بغير علم ; فيكون معطلا لما يستحقه الرب (الرابع: أنه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات الأموات والجمادات أو صفات المعدومات فيكون قد عطل به صفات الكمال التي يستحقها الرب ومثله بالمنقوصات والمعدومات وعطل النصوص عما دلت عليه من الصفات وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات. فيجمع في كلام الله وفي الله بين التعطيل والتمثيل يكون ملحدا في أسماء الله وآياته) 17.
وقال أيضاً: (وطريقة التأويل طريقة المتكلمين من الجهمية والمعتزلة وأتباعهم يقولون: إن ما قاله له تأويلات تخالف ما دل عليه اللفظ وما يفهم منه وهو - وإن كان لم يبين مراده ولا بين الحق الذي يجب اعتقاده - فكان مقصوده أن هذا يكون سببا للبحث بالعقل حتى يعلم الناس الحق بعقولهم ويجتهدوا في تأويل ألفاظه إلى ما يوافق قولهم ليثابوا على ذلك فلم يكن قصده لهم البيان والهداية والإرشاد والتعليم بل قصده التعمية والتلبيس ولم يعرفهم الحق حتى ينالوا الحق بعقلهم ويعرفوا حينئذ أن كلامه لم يقصد به البيان فيجعلون حالهم في العلم مع عدمه خيرا من حالهم مع وجوده) 18.
ثمّ بيّن وجوه الرّدّ عليهم: (وكل من هؤلاء مخصوم بما خصم به الآخر وهو من وجوه: - (أحدها بيان أن العقل لا تحيل ذلك. و (الثاني أن النصوص الواردة لا تحتمل التأويل. و (الثالث أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بها بالاضطرار كما أنه جاء بالصلوات الخمس وصوم شهر رمضان. فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويل القرامطة والباطنية في الحج والصلاة والصوم وسائر ما جاءت به النبوات. (الرابع: أن يبين أن العقل الصريح يوافق ما جاءت به النصوص ; وإن كان في النصوص من التفصيل ما يعجز العقل عن درك التفصيل وإنما يعلمه مجملا إلى غير ذلك من الوجوه. على أن الوجوه الأساطين من هؤلاء الفحول: معترفون بأن العقل لا سبيل له إلى اليقين في عامة المطالب الإلهية. وإذا كان هكذا فالواجب تلقي علم ذلك من النبوات على ما هو عليه ومن المعلوم للمؤمنين أن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ; ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا)
الفلاسفة (التّخييل)
أمّا الفلاسفة فجاؤوا بالكفر الصّريح، فقالوا إنّ نصوص الصّفات لا تدلّ على وجود حقائق ثابتة بما دلّ عليه ظاهرها، وإنّما كان مقصود الرّسل التّخييل للنّاس.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: (فأهل التخييل هم الفلاسفة والباطنية الذين يقولون: إنه خيل أشياء لا حقيقة لها في الباطن وخاصية النبوة عندهم التخييل .. وأولئك المتقدمون كابن سينا وأمثاله ينكرون على هؤلاء ويقولون: ألفاظه كثيرة صريحة لا تقبل التأويل لكن كان قصده التخييل وأن يعتقد الناس الأمر على خلاف ما هو عليه) 19.
وقال: (فأهل التخييل: هم المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من متكلم ومتصوف ومتفقه. فإنهم يقولون: إن ما ذكره الرسول من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هو تخييل للحقائق لينتفع به الجمهور لا أنه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا أوضح به الحقائق. ثم هم على قسمين: منهم من يقول: إن الرسول لم يعلم الحقائق على ما هي عليه. ويقولون: إن من الفلاسفة الإلهية من علمها وكذلك من الأشخاص الذين يسمونهم الأولياء من علمها ويزعمون أن من الفلاسفة والأولياء من هو أعلم بالله واليوم الآخر من المرسلين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/453)
وهذه مقالة غلاة الملحدين من الفلاسفة والباطنية: باطنية الشيعة وباطنية الصوفية. ومنهم من يقول: بل الرسول علمها لكن لم يبينها وإنما تكلم بما يناقضها وأراد من الخلق فهم ما يناقضها ; لأن مصلحة الخلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق. ويقول هؤلاء: يجب على الرسول أن يدعو الناس إلى اعتقاد التجسيم مع أنه باطل وإلى اعتقاد معاد الأبدان مع أنه باطل ويخبرهم بأن أهل الجنة يأكلون ويشربون مع أن ذلك باطل. قالوا: لأنه لا يمكن دعوة الخلق إلا بهذه الطريق التي تتضمن الكذب لمصلحة العباد. فهذا قول هؤلاء في نصوص الإيمان بالله واليوم الآخر. (وأما الأعمال فمنهم من يقرها ومنهم من يجريها هذا المجرى. ويقول: إنما يؤمر بها بعض الناس دون بعض ويؤمر بها العامة دون الخاصة فهذه طريقة الباطنية الملاحدة والإسماعيلية ونحوهم) 20.
قال شيخ الإسلام راداً عليهم: (وتلخيص النكتة: أن الرسل إما أنهم علموا الحقائق الخبرية والطلبية أو لم يعلموها وإذا علموها:
فإما أنه كان يمكنهم بيانها بالكلام والكتاب أو لا يمكنهم ذلك.
وإذا أمكنهم ذلك البيان: فإما أن يمكن للعامة وللخاصة أو للخاصة فقط.
فإن قال: إنهم لم يعلموها وإن الفلاسفة والمتكلمين أعلم بها منهم وأحسن بيانا لها منهم ; فلا ريب أن هذا قول الزنادقة المنافقين.
وإن قال: إن الرسل مقصدهم صلاح عموم الخلق وعموم الخلق لا يمكنهم فهم هذه الحقائق الباطنة فخاطبوهم بضرب الأمثال لينتفعوا بذلك وأظهروا الحقائق العقلية في القوالب الحسية ; فتضمن خطابهم عن الله وعن اليوم الآخر: من التخييل والتمثيل للمعقول بصورة المحسوس ما ينتفع به عموم الناس في أمر الإيمان بالله وبالمعاد. وذلك يقرر في النفوس من عظمة الله وعظمة اليوم الآخر ما يحض النفوس على عبادة الله وعلى الرجاء والخوف ; فينتفعون بذلك وينالون السعادة بحسب إمكانهم واستعدادهم ; إذ هذا الذي فعلته الرسل هو غاية الإمكان في كشف الحقائق لعموم النوع البشري ومقصود الرسل: حفظ النوع البشري وإقامة مصلحة معاشه ومعاده، فمعلوم: أن هذا قول حذاق الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا وغيرهما وهو قول كل حاذق وفاضل من المتكلمين في القدر الذي يخالف فيه أهل الحديث.
فالفارابي يقول: " إن خاصة النبوة جودة تخييل الأمور المعقولة في الصور المحسوسة " أو نحو هذه العبارة. وابن سينا يذكر هذا المعنى في مواضع ويقول: " ما كان يمكن موسى بن عمران مع أولئك العبرانيين ولا يمكن محمدا مع أولئك العرب الجفاة أن يبينا لهم الحقائق على ما هي عليه فإنهم كانوا يعجزون عن فهم ذلك وإن فهموه على ما هو عليه انحلت عزماتهم عن اتباعه لأنهم لا يرون فيه من العلم ما يقتضي العمل ". وهذا المعنى يوجد في كلام أبي حامد الغزالي وأمثاله ومن بعده: طائفة منه في الإحياء وغير الإحياء وكذلك في كلام الرازي.
وأما الاتحادية ونحوهم من المتكلمين: فعليه مدارهم ومبنى كلام الباطنية والقرامطة عليه لكن هؤلاء ينكرون ظواهر الأمور العملية والعلمية جميعا وأما غير هؤلاء فلا ينكرون العمليات الظاهرة المتواترة لكن قد يجعلونها لعموم الناس لا لخصوصهم كما يقولون مثل ذلك في الأمور الخبرية. ومدار كلامهم: على أن الرسالة متضمنة لمصلحة العموم علما وعملا. وأما الخاصة فلا. وعلى هذا يدور كلام أصحاب " رسائل إخوان الصفا " وسائر فضلاء المتفلسفة.
ثم منهم من يوجب اتباع الأمور العملية من الأمور الشرعية وهؤلاء كثيرون في متفقهتهم ومتصوفتهم وعقلاء فلاسفتهم. وإلى هنا كان ينتهي علم ابن سينا إذ تاب والتزم القيام بالواجبات الناموسية.
فإن قدماء الفلاسفة كانوا يوجبون اتباع النواميس التي وضعها أكابر حكماء البلاد فلأن يوجبوا اتباع نواميس الرسل أولى. فإنهم - كما قال ابن سينا -: " اتفق فلاسفة العالم على أنه لم يقرع العالم ناموس أفضل من هذا الناموس المحمدي ". وكل عقلاء الفلاسفة متفقون على أنه أكمل وأفضل النوع البشري وأن جنس الرسل أفضل من جنس الفلاسفة المشاهير ثم قد يزعمون أن الرسل والأنبياء حكماء كبار وأن الفلاسفة الحكماء أنبياء صغار وقد يجعلونهم صنفين.
ومن زعم أنه وكبار طائفته أعلم من الرسل بالحقائق وأحسن بيانا لها: فهذا زنديق منافق إذا أظهر الإيمان بهم باتفاق المؤمنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/454)
وإن قال: إن الرسل كانوا أعظم علما وبيانا لكن هذه الحقائق لا يمكن علمها أو لا يمكن بيانها مطلقا أو يمكن الأمران للخاصة. قلنا: فحينئذ لا يمكنكم أنتم ما عجزت عنه الرسل من العلم والبيان. إن قلتم: لا يمكن علمها. قلنا: فأنتم وأكابركم لا يمكنكم علمها بطريق الأولى. وإن قلتم: لا يمكنهم بيانها. قلنا: فأنتم وأكابركم لا يمكنكم بيانها.
وإن قلتم: يمكن ذلك للخاصة دون العامة. قلنا: فيمكن ذلك من الرسل للخاصة دون العامة. فإن ادعوا أنه لم يكن في خاصة أصحاب الرسل من يمكنهم فهم ذلك: جعلوا السابقين الأولين دون المتأخرين في العلم والإيمان، وهذا من مقالات الزنادقة ; لأنه قد جعل بعض الأمم الأوائل من اليونان والهند ونحوهم أكمل عقلا وتحقيقا للأمور الإلهية وللعبادية من هذه الأمة. فهذا من مقالات المنافقين الزنادقة ; إذ المسلمون متفقون على أن هذه الأمة خير الأمم وأكملهم وأن أكمل هذه الأمة وأفضلها هم سابقوها) 21.
الحواشي:
1. الفتاوى 19/ 82 وما بعدها.
2. شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 1/ 157.
3. مجموع الفتاوى 5/ 60.
4. مجموع الفتاوى 5/ 26.
5. أخرجه أيضاً أبوداود في السّنّة باب في الجهميّة وابن خزيمة في التّوحيد 1/ 97، والبيهقي في الأسماء والصّفات ص 234 ونقله ابن كثير بإسناد ابن أبي حاتم في التّفسير 1/ 529، وابن حبان كما في الإحسان 1/ 498 ـ 499 و 3/ 201 وإسناده صحيح.
6. الفتاوى 5/ 26.
7. المجموع 3/ 181، 13/ 295، 17/ 296.
8. المجموع 33/ 170 والملل للشهرستاني 1/ 190ـ191، وما ذكره الشهرستاني عن نعيم لا يصح فقد جاء في سير أعلام النّبلاء عن نعيم: (من شبّه الله بخلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه) السير 10/ 610، فهذا دال على كذب هذ الدّعوى فإنّ نعيم من كبار السّلفيين في عصره ومن الرّادّين على الجهميّة بل مات في فتنة الجهميّة رحمه الله.
9. المجموع 6/ 51.
10. المجموع 2/ 62 ـ63.
11. المجموع 3/ 43.
12. انظر مثلاً المجموع 3/ 69 وما بعدها و 4/ 144 وما بعد.
13. هذا العنوان من عندي للتوضيح.
15. مجموع الفتاوى 5، 5/ 34 ـ 38.
16. السابق 5/ 413.
17. مجموع الفتاوى 3/ 48.
18. السابق 4/ 767.
19. مجموع الفتاوى 4/ 67.
20. الفتاوى 5/ 26.
21. مجموع الفتاوى 4/ 98.(23/455)
قول الصنعاني: (تراجعت عن قولي الذي قلت في النجدي) هل يصح عنه؟.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[14 - 12 - 02, 02:48 ص]ـ
تراجع الامام الصنعاني في ثناءه على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هل يصح، حيث اثنى على الشيخ محمد بن عبدالوهاب بقوله:
سلامي على نجد ومن حل في نجد * وان كان تسليمي على البعد لا يجدي.
ألى آخر قصيدته المشهورة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 02, 05:00 ص]ـ
بل هو كذب عليه من حفيده الصوفي الذي لفق هذه القصيدة.
ـ[القعنبي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 05:29 ص]ـ
الذي يظهر والله اعلم ان هذا ثابت عن الصنعاني
ولا يضر ذلك الشيخ الامام محمد فالحق لا يعرف بالرجال وانما يعرف الرجال به
والصنعاني رجع عن رأية بالشيخ الامام بسبب بعض المعادين من اهل نجد لما رحل الى هناك وشوه سمعة الامام
وقد رجح ذلك البسام في علماء نجد
والله اعلم
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[14 - 12 - 02, 06:37 ص]ـ
تصحيح البيت.
تراجعت عما كنت قد قلت في النجدي .. فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ـ[السبيل]ــــــــ[14 - 12 - 02, 09:09 ص]ـ
أذكر اني قرات ترجمة لا بأس بها للشخ محمد بن عبدالوهاب في البدر الطالع للشوكاني، وأنا الآن بعيد عن مكتبتي. فهل أنا واهم ام لا؟ جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 01:38 م]ـ
وممن اثبتها الالوسي ان لم اكن واهماً.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 11:04 م]ـ
لكن اخواني حفظكم الله رد الشيخ ابن سحمان على القصيدة التي نسبت إلى الامام الصنعاني دليل على عدم قول الامام الصنعاني لها
وإن كان قالها فما أدلتكم بارك الله فيكم؟
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 11:45 م]ـ
الشطر الأول ذكره الشوكاني كذا:
رجعت عن النظم الذي قلت في نجدي
والشوكاني ذكر في الدر النضيد كلام الصنعاني في شرحه لهذه القصيدة ورد عليه، والشوكاني أدرك من حياة الصنعاني عشر سنوات أو نحوها، وهو محب للصنعاني مهتم بكتبه، فيصعب أن تكون القصيدة موضوعة وأن تمر على الشوكاني.
وعموما هذه القصيدة تضر الصنعاني ولا تضر محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 02, 11:55 م]ـ
الشيخ ابن سفران:
مقولتك أعجبتني جدا:
[وعموما هذه القصيدة تضر الصنعاني ولا تضر محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع]
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[15 - 12 - 02, 12:44 ص]ـ
سمعت الشيخ الفاضل صالح آل الشيخ _ وفقه الله _ يثبت صحة القصيدة عن الصنعاني، وقال: إن أئمة الدعوة تغاضوا عن الانشغال بالرد عليه؛ لما له من مقام في السنة ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 02, 01:38 ص]ـ
عندي نسخطة خطية من القصيدة بشرح الصنعاني، ونسبتها إليه صحيحة، وقد نقل منها الشوكاني في الدرالنضيد ورد عليه فيها.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 02:29 ص]ـ
ولدي من هذه القصيدة أربع نسخ خطية بحمد الله حصلت عليها بعد عناء
ـ[البخاري]ــــــــ[15 - 12 - 02, 06:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المعلومة
الاخ الشيخ ابو فهد العتيبي: لقد زرتك بالامس في المنزل، ولا مجيب. فقط للسلام
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:30 ص]ـ
سبحان الله ..
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:30 ص]ـ
وهذا كتاب الشيخ سليمان بن سمحان رحمه الله والمسمى
بـ (تبرئة الشيخين الأمامين من تزوير أهل الكذب)
يبطل نسبتها إلى الإمام الصنعاني رحمه الله
وقد ردّ عليه الشيخ رحمه الله بنظم آخر
مع ردّ لبعض الشبه
وهو كتاب قيم جدا
أسأل الله أن ينفع به
تفضلوا
ـ[أبو محمد]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:37 ص]ـ
من المعلوم أن العلامة ابن سحمان قد بين أن القصيدة مكذوبة على الصنعاني في كتابه: تبرئة الشيخين الإمامين من تزوير أهل الكذب والمين، وهو من أئمة الدعوة0
ومما يشكل على تصحيح النسبة أن في القصيدة مخالفة لما يقرره الصنعاني في كتبه؛ أفاد ذلك د. آل عبد اللطيف في كتابه دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد رحمه الله ص 39، وميل الدكتور إلى عدم تصحيح النسبة والله أعلم 0
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 03:56 م]ـ
الأخوة الأفاضل ... جزاكم الله خيراً جميعاً
س: ما الذي ينبني على ثبوت نسبة القصيدة للصنعاني أو عدم ثبوتها؟
ولعل الجواب هو كما قاله الأخ الفاضل: ابن سفران الشريفي.
ولكن ما معنى الضرر الذي سيناله؟!
الأخ عبداللطيف ... لا إله إلاَّ الله.
[/:)
ـ[الفارس الحجازي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 05:53 م]ـ
أقول: إن الصنعاني رحمه الله لم يرجع قطعا عن مذهبه وقد أثبت هذا بما لا يدع لذي شك مجالاً العلامة بن سحمان في كتابه وضمن أبياتها في قصيدة دالية له، وقد صدق هذه الفرية بعض العلماء وكلهم تتابعوا في هذا التصديق؟؟ فأولهم الشوكاني؟؟ وتبعة صديق حسن خان والألوسي وتبعهم من ذكره ا
الإخوان، وتعدد نسخها لا يعني صحة نسبتها مهما يكن، وأكبر دليل يؤكد بطلانها كتابه تطهير الاعتقاد وهو شبيه كشف الشبهات للشيخ محمد بل مذهبه فيه أشد وهو نه يرى أن عامة عابد القبور في عصره كفار أصليين لم يدخلوا في الإسلام من قبل، وهذا ما يؤكد أن الصنعاني لم يرجع، والصنعاني رحمه الله فجعنا به في مسائل أخرى ومن طالع كتابه (إيقاظ الفكرة) بان له ذلك ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وحبذا لو فتح موضوع أكثر منفعة من هذا إلاّ إذا كان المراد منه الرد على صاحب بدعة وضلاله والله أعلم.
ملاحظة: هذا الرد ليس منّي وإنما من بعض أهل الفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/456)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 07:16 م]ـ
عفواً أخي الكريم: الفارس الحجازي ..
أشكرك على أمانتك العلمية، ولكن .. لماذا تقول في أول التعقيب: أقول؟
ـ[الفارس الحجازي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:23 م]ـ
حياك الله يا سمرقندي، وسؤالي موجه للشيخ المشار إليه مراسلة عبر البريد الالكتروني وقد رد علي، وبنعمة القص والنسخ واللصق أخذت ما أريد من قوله وحذفت قوله في أول ما كتب: المكرم ..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... سألتموني عن صحة نسبة القصيدة التي مطلعها (رجعت عن قولي الذي قلت في النجدي) للعلامة الصنعاني الأمير فأقول: .... الخ).
لعل الأمر اتضح؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:42 ص]ـ
شكراً موصولاً أخي الكريم على علو أدبك وإيضاحك وأمانتك.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:31 ص]ـ
أخي أبا عمر السمرقندي ..
أقل ضرر ينال الصنعاني هو حرمانه من الأجرين واقتصاره على أجر واحد.
هذا وقد وصلني بالبريد الإلكتروني رسالة من شخص لا أعرفه ملأها شتما وإقذاعا لي وطال فيها الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
فأنا جاهل من جهال نجد!!!!
ومحمد بن عبد الوهاب بالكاد يكون من أهل الحديث!!!!
هذا ولست من نجد أصلا وإن كان يشرفني أن أكون منها.
كل هذا غضبا من الرد على الصنعاني ..
ولو غضب لتوحيد الله والعقيدة السلفية لكان أجدى له عفا الله عنه.
ويعلم الله أنني لم أقل ذلك تعصبا لمحمد بن عبدالوهاب، بل لو وقع الشيخ فيما وقع فيه الصنعاني لعاملناه كما عاملنا الصنعاني.
ولن أقول للأخ سامحه الله إقرأ كلام الصنعاني في الصحابة.
ولا كلامه في العترة ..
بل أقول إقرأ كلامه الذي ذكره الشوكاني في الدر النضيد أي في الموضوع ثم احكم هل أسأنا الأدب معه أم لا.
غفر الله لي ولك
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[17 - 12 - 02, 06:15 م]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء على معلوماتهم القيمة
ـ[العملاق]ــــــــ[29 - 03 - 04, 01:08 ص]ـ
إذا هي ثابتة عنه
لأن أحد الكتاب أظن أسمه أبو حميد الفلاسي ينكرها بدون معلومات
فالظاهر انه ما اطلع ولا بحث
فالمفروض يبحث قبل ما ينفيها
وشكر للعلماء في ملتقى أهل الحديث المنصفين
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[29 - 03 - 04, 02:06 ص]ـ
سألت الشيخ القاضي اسماعيل الاكوع الصنعاني عن قصيدة الامير فأثبتها وقال: ولا يضر ذلك دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
وللامير الصنعاني كلام في بعض الصحابة ليس بجيد.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 03 - 04, 03:05 ص]ـ
الصنعاني صاحب السبل عقيده ومنهجه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12080&highlight=%CA%D1%C7%CC%DA%CA)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 03 - 04, 11:19 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الفارس الحجازي
وقد صدق هذه الفرية بعض العلماء وكلهم تتابعوا في هذا التصديق؟؟ فأولهم الشوكاني؟؟ وتبعة صديق حسن خان والألوسي وتبعهم من ذكره الإخوان
جزاك الله خيرا
أما أن للصنعاني كلام سيء في بعض الصحابة فنعم لأن أصله زيدي، لكنه في باب التوحيد قد أجاد، والأخ أراد أن يشير إلى أن الصنعاني رحمه الله له أخطاء في باب الاعتقاد والله أعلم
ـ[أبْجَد]ــــــــ[29 - 03 - 04, 02:59 م]ـ
الصنعاني عنه رسالة في جامعة الإمام عن منهجه في العقيدة ..
وله تأويل لبعض الصفات
ـ[العوضي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 06:06 ص]ـ
تفضل أخي الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن مما يُفرح القلب، ويُثلج الصدر، وتَقرُ له العين، ويطمئن له الفؤاد ما جاء في القصيدة التي مدح بها الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وذلك أن الصنعاني رحمه الله لمّا بلغه دعوةُ شيخ الإسلام إلى إخلاص التوحيد ومحاربة الشرك ونبذ التقليد أعلن تأييده بقصيدته التي يقول في مطلعها:
سلام على نجد ومن حلّ في نجد ** وإن كان تسليمي على البُعد لا يجدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/457)
وإن من المؤسف والمحزن في آن واحد، أن نرى كثيراً ممن ترجم للإمام الصنعاني - رحمه الله – يُثبت هذه القصيدة زاعماً أن ذلك كان منه أول الأمر ثم رجع عنها بقصيدة أخرى مطلعها:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ** قد صح لي عنه خلاف الذي عندي
وقد تمسك كثير من المبتدعة، وأصحاب الفرق الضالة بهذه القصيدة المكذوبة على الإمام الصنعاني للطعن في شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ودعوته.
ولا يشك من نظر في سيرة الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى - وما كان عليه من حسن معتقد وفقه صاف ودعوة صادقة أن مثل هذه القصيدة لا تصدر عنه، بل هو بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليه السلام.
فالصنعاني رحمه الله من أكابر علماء أهل السنة والجماعة، الداعين إلى نبذ التقليد، والعمل بالدليل، ومحاربة الشرك، ونشر التوحيد.
وهو القائل - كما في كتابه منحة الغفار -: " إن التمذهب منشأ فرقة المسلمين، وباب كل فتنة في الدنيا والدين، وهل مزق الصلوات المأمور بالاجتماع لها في بيت الله الحرام إلا تفرق المذاهب النابت عن غرس شجرة الالتزام، وهل سفكت الدماء وكفر المسلمون بعضهم بعضاً إلا بسبب التمذهب، فإن الله تعالى فرض على الخلق طاعته وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يوجب على الأمة طاعة واحد بعينه .. ".
قال صديق القنوجي رحمه الله: " وهو – أي الصنعاني – لا ينسب إلى مذهب، بل مذهبه الحديث .... ، بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، ولم يقلد أحداً من أهل المذاهب ".
ولقد أصاب الصنعانيَ رحمه الله في سبيل ذلك أذى كبير، بل إنه أوذي أشد الإيذاء، وقد عانى رحمه الله تعالى بسبب دعوته، وهذا حال كل إمام يدعو إلى الاجتهاد ونبذ التعصب.
وكيف لا يصيبه ما أصابه وقد نشأ بين الزيدية، فلمّا تبين له عوار مذهبهم، وضلالهم، وكثرة مخالفتهم للكتاب والسنة لم يقف مكتوف الأيدي، بل صدح بالحق. قال الإمام الآلوسي: " وممن قيّضه الله لدرء مفاسد هذا المذهب (أي الزيدية) محمد بن إسماعيل الأمير، وكان من أكابر أهل السنة، ولم يألُ جهداً في الرد على الزيدية وهدم أركان مذهبهم أصولاً وفروعاً ".
وقال أيضاً: " خالف الزيدية في عشرات المسائل وترتب على ذلك أن أخرجوه من اليمن وخربوا داره وآذوه كل الإيذاء ".
فرحم الله الإمام الصنعاني رحمة واسعة، وحُق له ما قاله فيه الأئمة. قال الشوكاني - رحمه الله – (في ترجمة الصنعاني): " الإمام الكبير المجتهد المطلق، صاحب التصانيف، برع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وتظهر بالاجتهاد، وعمل بالأدلة، ونفر عن التقليد وزيف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية ". البدر الطالع.
وقال عنه أيضاً: " وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين ".
وقال الآلوسي: " محمد بن إسماعيل الأمير مجدد القرن، ومجتهد ذلك العصر، وكان من أكابر أهل السنة " المسك الإذفر.
وكم كان العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى رحمة واسعة وطيب الله ثراه وقدس روحه - ينصحنا حين يُسأل عن أفضل ما يقرأ طالب العلم في الفقه فكان يرشدنا إلى سبل السلام للصنعاني.
ومن رام معرفة عقيدة الصنعاني فلينظر في كتابه: تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد، حيث لم يخرج فيه عن عقيدة السلف قيد أنملة، قال رحمه الله في مقدمته: " هذا تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد، وجب علي تأليفه، وتعين علي ترصيفه، لما رأيته وعلمته، من اتخاذ العباد الأنداد، وهو الاعتقاد في القبور، وفي الأحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات وهو من أهل الفجور ".
وبعد كل ذلك يتبين لنا بصورة جلية واضحة أنّ مثل هذه القصيدة المنسوبة إلى الإمام الصنعاني - رحمه الله - في ذم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لا أصل لها عن الإمام الصنعاني رحمه الله، وخير شاهد على ذلك ما كان عليه الصنعاني رحمه الله من سيرة مليئة بالتوحيد الخالص ونبذ الشرك، ولقد أنكر العلماء ما نسب إلى الإمام الصنعاني واستغربوه مع يقينهم أن مثل هذه القصيدة لا تخرج من إمام سلفي في حق إمام سلفي خرجا من مشكاة القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة وفهم السلف الصالح. وقد ألف الإمام سليمان بن سمحان في ذلك رسالة سماها: " تبرئة الشيخين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/458)
الإمامين من تزوير أهل الكذب والبين " بين رحمه الله من خلالها أن مثل هذه القصيدة لم تخرج من شفاه الصنعاني، ولا نبس بها شفة، وإنما هي من أحد أولاده، وقد تناول القصيدة بيتاً بيتاً مبطلاً كونها للصنعاني رحمه الله نثراً وشعراً، مقارنا ما فيها مع كتب الصنعاني الداعية إلى التوحيد وإخلاص العبادة ونبذ التقليد.
قال رحمه الله: " وقفت سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين بعد الهجرة النبوية على منظومة وشرحها، تُنسب إلى الأمير الصنعاني رحمه الله تعالى، فلما تأملتها علمت يقيناً أنها موضوعة مكذوبة على الأمير محمد بن إسماعيل، وذلك أن اعتراضه على الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - بذلك اعتراض جاهل متعلم، يُصان عنه كلام الأمير، لعلو قدره وعظم فضله وإمامته وتمام رغبته في اتباع السنة، وذم البدع وأهلها، فلو لم يكن عن الأمير محمد قول يناقض هذا لعلمنا أنه لا يقوله لأنه يناقض ما ذكره في (تطهير الاعتقاد) وفي غيره من الكتب ".
وقال علي المدني المشرف على طباعة ديوان الأمير الصنعاني: " هذه القصيدة – أي قصيدة الذم – لم تكن من نظم الأمير لأنها تخالف ما ذكره في كتبه الدالة على حسن اعتقاده مثل (تطهير الاعتقاد) ".
الله سلم أئمتنا وعلماءنا من ألسنة الحاقدين، وعيون الحاسدين، واتهامات المفسدين. اللهم احشرنا وإياهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. اللهم آمين.
كتبه أبو معاذ رائد محمود وهدان
---------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
جزيت خيراً أخي على هذه المشاركة، ولا شك أن هذه المنظومة كذب وافتراء على العلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني - رحمه الله تعالى - ومن أكبر ما يكذّب هذه القصيدة المزعومة أنها تناقض:
1 - كتاب الشيخ " تطهير الاعتقاد ".
2 - وقصيدته " الدالية النجدية " التي يزعم أنه قد عاد عنها!!.
لأنه في قصيدته " الدالية النجدية " ذكر فيها معالم التوحيد، وصور الشرك الظاهرة في ذلك الزمان، وأثنى على الإمام محمد بن عبدالوهاب بكونه ثبت وبيّن التوحيد الذي أوجبه الله تعالى على عباده، وحذّر من الشرك الذي حرمه الله على خلقه، وفي " القصيدة " المفتراة و " شرحه " ما يخالفها من جذورها.
وكما ذكرت بارك الله فيكم أن شيخ مشايخنا العلامة (سليمان بن سحمان العسيري ثم النجدي) ألف كتاباً في براءة الصنعاني من هذه القصيدة المزعومة، وسمّاه: " تبرئة الشيخين من تزوير أهل الكذب والمين " طبع عام (1343 هـ) في مصر بأمرٍ من الإمام عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وجدد طبعه مصوراً في دار بالرياض عام (1410هـ) (1).
وذكر الشيخ في هذا الكتاب الدلائل الواضحة البينة على زيف هذه القصيدة، وبطلان نسبتها للإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، وأنشد الشيخ سليمان - رحمه الله - في ذلك قصيدة كعادته في سائر مؤلفاته وردوده، وقال في مطلعها:
ألا قل لذي جهل تهور في الردّي ******* وأظهر مكنوناً من الغيِّ لا يجدي
وقال بتزويرٍ وإفكٍ ومنكرٍ ******* وظلم وعدوانٍ على العالم المهدي
وزوّر نظماً للأمير محمّدٍ ****** وحاشاه من إفك المزوّر ذي الجحدِ
لعمري لقد أخطأت رشدك فاتئد ******* فلست على نهجٍ من الحق مستبدِ
وقد صحّ أن النظم هذا مقول ******** تقوله هذا الغبي على عمدِ
ثم ساق القصيدة في (411) بيتٍ، وهي موجودة مفرّقة في كتابه المذكور، وكاملة ضمن ديونه (صحيفة: 66 - 88).
ثم ذكر الشيخ سليمان في " كتابه " و " قصيدته ": إن هذا هو الحق، وإنه وإن كانت هذه القصيدة ثابتة عنه فإن هذا (تبديل) و (تناقض)، ومخالفة للحق، لا تقبل من الصنعاني ولا غيره، فقال:
فليس بمعصومٍ ولا شك أنه ****** بذلك قد أخطا وجاء بما يردي
وقد ذكر الشيخ دلائل كثيرة على بطلان هذه القصيدة (2)، ومن أعظم دلائل ذلك - زيادة على مناقضتها لكتابه (تطهير الاعتقاد) - أنها لم تظهر إلاّ بعد مماته!!!، بعكس الأولى ذاعت وشاعت في حياته، وسار بها الركبان في كل مكان، وقد تناقل الأئمة: سليمان بن عبدالله، وعبدالرحمن بن حسن، ومن ترحم للإمام محمد بن عبدالوهاب وغيرهم:ثناء الصنعاني ولم يذكروا رجوعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/459)
بل حتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – استشهد ببعض أبياتها في كتابه " مفيد المستفيد "، والصنعاني مات قبل وفاته بأكثر من عشرين سنة، فلو ظهر منه تراجعاً لذاع ذلك، ولما سكت عنه أحد من الأئمة من دون ردّ وبيان خاصة وأن الحالة كهذه توجب الرد أولى من غيرها.
وقد ذكر الشيخ ابن سحمان أن في " القصيدة " و " شرحها " أحداثاً لم تقع إلاّ بعد موت الصنعاني، فقال:
وكل الذي قد قال في النظم أولاً ******* يعود على القول المزوّر بالهدِ
لمن كان ذا قلبٍ خلّيٍ من الهوى ******* فقد عاشر عصراً بعد ما قال في العقدِ
ولم يبدِ رداً أو رجوعاً عن الذي ******* تقدم أو طعناً بأوضاع ذي الحقدِ
إلى أن تقضى ذلك العصر كلّه ******** ولم يشتهر ما قيل من كلّ ما يبدي
وتصديق ذا أن الذي قال لم يكن ******* ولا صار هذا القتل والنهب في نجدِ
لمن بايعوا طوعاً على الدين والهدى ******* ولم يجعلوا لله في الدين من ندِّ
إلى آخر ما نظم رحمه الله.
وللفائدة ليعلم أن قصيدة الصنعاني أنشدها عام (1163هـ)، كما صرّح بذلك في " ديوانه " [صحيفة: 128هـ]، فقال: (لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له: محمد بن عبدالوهاب، و وصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ، وأرسلناها من طريق مكة المشرفة ... ).
وكتابه " تطهير الاعتقاد " ألفه عام (1164هـ)، كما في كتاب [مصلح اليمن محمد بن إسماعيل الصنعاني: صحيفة: 117].
وقد حاول هذا الكاذب إحكام هذه الفرية، وتركيبها بقوله في شرحها على لسان الأمير الصنعاني: (لما بلغت هذه الأبيات نجداً وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي كان وصوله في شهر صفر عام ست وسبعين ومائة وألف (1176هـ)، وأقام لدينا ثمانية أشهر وحصل بعض كتب ابن تيمية وابن القيم بخطه وفارقنا في عشرين من شوال سنة رجع إلى وطنه وصل من طريق الحجاز مع الحجاج وكان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات، وأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها، وكان قد تقدم في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل عبد الرحمن النجدي ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرناها من سفك الدماء ونهب الأموال وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار) (3).
قلت: وهذا الكلام كذب محض، ويدل على أن مربداً له يدٌ في حبك هذه الكذبة وتلفيقها على لسان الصنعاني، قال شيخ مشايخنا ابن سحمان رحمه الله تعالى في كتابه المذكور: (ورسوله فاعلم أن هذا الرجل الذي يسمي مربد بن أحمد رجل من أهل حريملا لا يعرف بعلم ولا دين ولا كان من تلامذة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (4) رحمه الله تعالى ولم يكن له قدم صدق في هذا الدين ولا معرفة له، بل كان ممن شرق بهذا الدين لما أظهره الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً وكان قد ألِفَ ما كان عليه قومه من الشرك بالله من دعاء الأولياء والصالحين وغير ذلك مما كان عليه أهل الجاهلية، وداخله بعض الحقد والحسد فأوجب له ذلك تلفيق ما موه به من الأكاذيب والترهات على الشيخ محمد رحمه الله وفرّ إلى صنعاء لما دخل أهل نجد في دين الله، ولم يكن له في نجد مساعد على هذه الأكاذيب.
وكذلك الرجل الآخر المسمى بعبد الرحمن النجدي لم يكن من أهل العلم والدين ولا يعرف له نسب ينتمي إليه بل كان من غوامض الناس الخاملين وقد انقرض عصر الدرعية وبعده بأعوام لم نسمع لهذين الرجلين بخبر ولم نقف لهما على أثر وكان قد دخل أهل اليمن في ولاية المسلمين وعرفوا صحة هذا الدين ولم يشتهر هذا النظم عن الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله ولا هذا الشرح ولا ثبت هذا الرجوع عنه ولا ظهر ولا اشتهر في تلك المدد المديدة والسنين العديدة، حتى جاء هذا المزور فوضع هذه المنظومة وجعل عليها هذا الشرح اللائق به، فلله الحمد وله المنة حيث كان نظامه واعتراضه بهذه المثابة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/460)
قلت: ومما يؤسف له أن جماعة من أهل العلم اغتروا بصحة نسبة هذه القصيدة وشرحها للصنعاني!!، وأول من جزم بنسبتها له الشوكاني في " الدر النضيد " ونقل كلامه برمته صديق حسن خان في " الدين الخالص " وما أصابا في ذلك، ومن العجيب أن الشوكاني غلّظ في الإنكار على قول الصنعاني المزعوم!!، مع أن الصنعاني يقرر الحق في كتابه " تطهير الاعتقاد " تقريراً أحسن من تقرير الشوكاني!!، وقد أوضحت ذلك بالمقابلة بين كلاميهما في غير هذا الموطن.
وكذلك نسب القول بصحة نسبة هذه القصيدة إلى الصنعاني إلى:
الآلوسي، وشيخ مشايخنا محمد بن إبراهيم، وغيرهم، وكلهم مقلد للشوكاني قطعاً، والشوكاني أدرك من حياة الصنعاني عشر سنين فقط ولم يلتقِ به، ولم يذكر ما يثبت صحة نسبة القصيدة والشرح إلى مؤلفها فهو ومن تبعه مطالب بصحة ثبوت القصيدة والشرح مقابل ما نثبته نحن من الجزم بثبوت " تطهير الاعتقاد " و " الدالية النجدية " له رحمه الله، فأي الفريقين أحق بالأمن؟!.
وممن يؤكد غفلة الشوكاني عفا الله عنه، قوله في " الدر النضيد " (صحيفة: 105 - 109) من الطبعة الجديدة: (ثم قال السيد المذكور: قلت: ومن هذا – يعني الكفر العملي – من يدعو الأولياء، ويهتف بهم عند الشدائد، ويطوف بقبورهم، ويقبل جدرانها، وينذر لها بشي من ماله، فإنه كفر عملي لا اعتقادي .. ) ثم نقل كلاماً طويلاً مبناه على الضلالة في الشرح المزعوم إلى أن قال: (ومن هذا يعلم أن الكفار غير مقرين بتوحيد الألوهية والربوبية كما توهمه من توهم .. ) إلى أن قال: (فهذا الكفر الجاهلي كفر اعتقاد!!، ومن لازمه كفر العمل، بخلاف من اعتقد في الأولياء النفع والضر مع توحيد الله، والإيمان به، وبرسوله، وباليوم الآخر: فإنه كفر عمل!! ... ).
ثم اجتهد الشوكاني في إبطال هذه الدعاوى، والأباطيل، فيقال قد كفاك الصنعاني بنفسه في " تطهير الاعتقاد "!!، فذكر في الأصول الخمسة الأولى، والفصل الثاني والثالث والرابع من كتابه كلاماً صريحاً يبطل هذه الفرية، ويؤكد أن صرف هذه الأعمال لغير الله تعالى من الكفر الاعتقادي المخرج من الملة، فليراجع الكتاب لكشف الشبهة فلا أنشط لنقله كاملاً هاهنا الآن.
بل ليعلم أن الصنعاني رحمه الله تعالى أبلغ قولاً في تكفير مشركي زمانه من قول الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى: حيث أنه يرى بأن كفر عباد القبور والأولياء كفراً أصلياً، وحكمهم حكم الكفار الخلّص لا المرتدين عن دين الإسلام، وهذا قول شديد للغاية فقال رحمه الله في " تظهير الاعتقاد " بعدما ذكر صوراً من شرك أهل زمانه: (وهذا دال على أنهم لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا ماهية التوحيد، فصاروا حينئذٍ كفاراً كفراً أصلياً ... ).
وبغض النظر عن صواب هذه العبارة من خطئها (5) إلاّ أن فيها دليل على بطلان " القصيدة " المزعومة، و " شرحها " المركب المفترى.
ومن عجيب ما قال بعض من صدّق بنسبة " القصيدة " و " الشرح " للصنعاني: أن أئمة الدعوة يعلمون ذلك عنه!!، ولم يظهروا الرد عليه لجهوده الأخرى في خدمة السنة!!.
قلت: وهذا – حقاً – من أعجب العجب، بل أئمة الدعوة لم يعلم عنهم بأنهم سكتوا عن أي أحدٍ يخالف التوحيد، ويبطل جهاد المشركين، كائناً من كان، وممن رد عليه أئمة الدعوة جماعة لهم خدمة للسنة في بعض صورها باليد واللسان، ومع ذلك بينوا أمرهم للناس وردوا عليهم، كأمثال عثمان بن منصور، وزيني دحلان، ويوسف النبهاني، بل حتى الشوكاني – وهو خير ممن ذكر بلا شك – انتقده بعض أئمة الدعوة في بعض ما قاله، وقبلهم ابن حجر الهيتمي مع اعترافهم بفضل كتابه " الزواجر " و " الإعلام بقواطع الإسلام "، وغيرهم كثير.
فكيف يقال بأن أئمة الدعوة يعلمون ذلك من الصنعاني ثم سكتوا عنه تحقيقاً للمصلحة المذكورة؟!.
هذا ما أحببت المشاركة به في هذا الطرح السريع، والله الموفق.
أخوكم: بدر بن علي العتيبي
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[30 - 03 - 04, 07:33 ص]ـ
ما ذكر في مشاركة الأخ العوضي عن رائد وهدان وبدر العتيبي كلام عاطفي وليس بعلمي!
وقد بين المشايخ سابقا ثبوت هذا النظم وشرحه
وقد أثبتها الشوكاني ونقل منها نقلا
قال في كتابه الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ص 102 دار ابن خزيمة الطبعة الأولى 1414 بتحقيق أبو عبدالله الحلبي
قال الشوكاني (ومن جملة الشبه التي عرضت لبعض أهل العلم ما جزم به السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير رحمه الله في شرحه لأبياته التي يقول في أولها*رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي*
فإنه قال: إن كفر هؤلاء المعتقدين للأموات هو من الكفر العملي لا الكفر الجحودي ......
فهذا الشوكاني أثبتها ونقل من شرحها للصنعاني
وأثبتها الشيخ صالح آل الشيخ والأكوع وووو
وتوجيهها مثل ما ذكر المشايخ أن ذلك لايضر الشيخ محمد رحمه الله
لأن العبرة بموافقة كلامه للكتاب والسنة حتى لو خالفه بعض أهل العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/461)
ـ[نواف البكري]ــــــــ[31 - 03 - 04, 12:06 ص]ـ
الإخوة الفضلاء:
كتب الله لكم الأجر، والذي أراه أن لكل طائفة دليلها، وليس عندي بينة تثبت أو تنفي، وأنا احترم كلا الطائفتين من أثبت ومن لم يثبت القصيدة للشيخ الصنعاني.
وأنبه الأخ البحاثه عبدالله بن خميس وفقه الله أن دعوى أن كلام من نفى نسبة القصيدة ممن ذكرهم: عاطفياً: زلة منه وفقه الله.
ولنفترض أن كلامهم عاطفيا، فهل كلام ابن سحمان عاطفي أيضاً؟
لا يا أخي فهكذا تنحر مجالس المذاكرة باستخفاف قول المخالف.
وإلاّ فبإمكان من نفاها أن يدعي أن كلامك وكلام من ذكرت: تجاسراً على هذا الشيخ.
فيدي بيدك على أن نحترم قول من خالفنا إذا كان لديه عندنا شبهة والسلام.
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[01 - 04 - 04, 02:30 ص]ـ
سئل مقبل بن هادي الوادعي _ رحمه الله _ (كما في المصارعة ص417/مكتبة الإمام مالك):
ذكرتَ في خطبة الجمعة بعض قصيدة الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير في مدح الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد ذكروا بعدها قصيدة أخرى تبدي راجعا من الصنعاني رحمه الله، فهل صحت هذه الأخيرة؟
فأجاب _ رحمه الله _:
(الذي يظهر هو صحتها، والمعلق على الديوان يقول: لا تصح، لكن الذي يظهر هو صحتها.
لكن إخواني في الله! ينبغي أن يعلم أنه يقول: ما تراجعت عن ما أثنيت عليه في شأن التوحيد، تراجعت عما بلغني عنه في شأن القتل والقتال وسفك الدماء، هذا الذي تراجعت فيه.
ثم كلاهما يصيب ويخطئ، ويجهل ويعلم.
والذي يظهر أنه جاءه أناس من نجد فصدقهم ابن الأمير رحمه الله، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين})
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[01 - 04 - 04, 04:21 ص]ـ
- وكذلك رجح الشيخ العلامة محمد بن عبدالعزيز بن مانع رحمه الله أن القصيدة من وضع واحدٌ من ولد الأمير الصنعاني رحمه الله.
- قال الشيخ العلامة ابن مانع في مقدمة ديوان الصنعاني: (والمصنف رحمه الله من أئمة التوحيد أثنى عليه الشيخ سليمان بن سحمان وعبر عنه بالإمام وبين أن القصيدة الدالية التي مطلعها:
رجعتُ عن ِ القول ِ الذي قلتُ في النجدي، ليست للأمير وإنما هي وشرحها لأحد أولاده فنسبها لأبيه كذبا ً وافتراءً) أهـ
وحتى لو قيل بصدق نسبته إلى الإمام الأمير الصنعاني فهي بسبب وشاية وشى بها إليه بعض الحُسَّاد نسب فيها - كذبا وزوراً - إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب سفك الدماء ونهب الأموال وتجاريه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية.
فتبرأ الإمام الأمير الصنعاني من هذا الذي نُسب إلى الشيخ وأعلن بقاءه على ما سطره في قصيدته الأولى من ثنائه على الشيخ حيث يقول فيها:
نعم واعلموا أني أرى كل بدعةٍ ... ضلالا ً على ما قُلتُ في ذلكَ العقدِ
ولا تحسبوا أني رجعتُ عن الذي ... تضمنَهُ نظمي القديمُ إلى نجدِ
بلى كلُّ ما فيهِ هو الحق إنما ... تجاريكَ في سفكِ الدما ليسَ من قصدِ
وتكفيرُ أهل الأرض ِ لستُ أقولهُ ... كما قُلتَهُ لا عن دليل ٍ بهِ تهدي
ومن المعلوم بعد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عن تلك التهم التي نسبها إليه أعداء الدعوة السلفية.
والله الموفق
ـ[المهندي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:20 ص]ـ
القصيدة المنسوبة إلى الشيخ الأمير الصنعاني
رجعت عن النظم الذي قلت في النجدي ... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ظننت به خيراً وقلت عسى عسى ... نجد ناصحاً يهدي الأنام ويستهدي
فقد خاب فيه الظن لا خاب نصحنا ... وما كل ظن للحقائق لي مهدي
وقد جاءنا من أرضه الشيخ مربد ... فحقق من أحواله كل ما يبدي
وقد جاءني من تأليفه برسائل ... يكفر أهل الأرض على عمد
ولفق في تكفيرهم كل حجة ... تراها كبيت العنكبوت لذي النقد
تجاري على إجراء دماء كل مسلم ... مُصَلٍّ مُزَكٍّ لا يحول عن العهد
وقد جاءنا عن ربنا في براءة ... براءتهم عن كل كفر وعن جحد
وإخواننا سماهم اللّه فاستمع ... لقول الإِله الواحد الصمد الفرد
وقد قال خير المرسلين نهيت عن ... فما باله لم ينته الرجل النجدي
وقال لهم لا ما أقاموا الصلاة في ... أناس أتوا كل القبائح عن قصد
أبن أبن لي لِمْ سفكت دماءهم ... ولمْ ذا نهبت المال قصداً على عمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/462)
وقد عصموا هذا وهذا بقول لا ... إله سوى اللّه المهيمن ذي المجد
وقال ثلاث لا يحل بغيرها ... دم المسلم المعصوم في الحل والعقد
وقال عَليٌّ في الخوارج إنهم ... من الكفر فَرُّوا بعد فعلهم الْمُرْدِي
ولم يحفر الأخدود في باب كندة ... ليحرقهم فافهمه إن كنت تستهدي
ولكن لقوم قد أتوا لعظيمة ... فقالوا عليٌّ ربنا منتهى القصد
وهذا هو الكفر الصريح وليس ذا ... برفض ولا رأى الخوارج في المهدي
وقد قلت في المختار أجمع كل من ... حوى عصره من تابعي و ذي الرشد
على كفره هذا يقين لأنه ... تسمى نَبياً لا كما قلت في الجعد
فذلك لم يجمع على قتله ولا ... سوى خالد ضَحَّى به وهو عن قصد
وقد أنكر الإِجماع أحمد قائلاً ... لمن يدعيه قد كذبت بلا جحد
كدعواك في أن الصحابة أجمعوا ... على قتلهم والسبي والنهب والطرد
لمن لزكاة المال قد كان مانعاً ... وذلك من جهل بصاحبه يردي
فقد كان أصناف العصاة ثلاثة ... كما قد رواه المسندون ذوي النقد
وقد جاهد الصديق أصنافهم ولم ... يكفر منهم غير من ضل عن رشد
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من ... تجاريك في قتل لمن كان في نجد
فإنهُم قد تابعوك على الهدى ... ولم يجعلوا للّه في الدين من نِدِّ
وقد هجروا ما كان من بِدَعٍ ومِنْ ... عبادة من حلَّ المقابر في اللحد
فما لك في سفك الدما قط حجة ... خَفِ اللّه واحذر ما تُسِرُّ وما تُبْدِي
وعامل عباد اللّه باللطف وادعهم ... إلى فعل ما يهدي إلى جنة الخلد
وردَّ عليهم ما سلبت فإنه ... حرام ولا تغتر بالعز و الجد
ولا بأناس حسنوا لك ما ترى ... فما همهم إلا الأثاث مع النقد
يريدون نهب المسلمين و أخذ ما ... بأيديهمُ من غير خوف ولا حد
فراقب إله العرش من قبل أن تُرَى ... صريعاً فلا شيء يفيد و لا يجدي
نعم واعلموا أني أرى كل بدعة ... ضلالاً على ما قلت في ذلك العقد
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي ... تضمنه نظمي عن القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ... تحريك في سفك الدما ليس من قصدي
و تكفير أهل الأرض لست أقوله ... كما قتله لا عن دليل به تهدي
و ها أنا أبْرَا من فعالك في الورى ... فأنت في هذا مصيب و لا مهدي
ودونكها مني نصيحة مشفق ... عليك عسى تهدي بهذا و تستهدي
و تغلق أبواب الغلو جميعه ... و تأتي الأمور الصالحات على قصد
وهذا نظامي جاء واللّه حجة ... عليك فقابل بالقبول الذي أهدي
نعم ثم إن الكفر قسمان فاعلموا ... وكل من القسمين أحكامه أبدي
فكفر اعتقاد حكمه السفك للدما ... وسبي الذراري و انتهاب ذوي الجحد
إلى أن يقروا بالشهادة للذي ... له الخلق و الأمر الإِله الذي يهدي
وأن يشهدوا أن الرسول محمداً ... نبي أتى بالحق والنور والرشد
و أن يشهدوا أن المعاد حقيقة ... يعيدهم رب العباد الذي يبدي
خلا من له منهم كتاب فإنه الـ ... معاهد والإِيفاء حتم لذي العهد
وكفر كمن يأتي الكبائر لا سوى ... وليس ككفر بالمعيد و بالمبدي
كتارك فرض للصلاة تعمداً ... وتارك حكم اللّه في الحل و العقد
و من صدق الكهان أو كان آتياً ... لامرأة في حشِّها غير مستهد
و من لأخيه قال يا كافر فقد ... بها باء هذا أو بها باء من يبدي
وليس بهذا الكفر يصبح خارجاً ... عن الدين فافهم ما أقرره عندي
وهذا به جمع الأحاديث و الذي ... أتى في كتاب اللّه ذي العز و المجد
بلى بعض هذا الكفر يخرج فاعلاً ... له إن يكن للشرع والدين كالضد
كمن هو للأصنام يصبح ساجداً ... و سابِّ رسول اللّه فهو أخو الجحد
و هذا الذي فصلته الحق فاتبع ... طريق الهدى إن كنت للحق تستجدي
وجاء مثل هذا في النفاق وغيره ... من الفسق والكفر الذي كله يُرْدِي
فإن قلت قد كفرت من قال إنه ... إله وأن اللّه جل عن النِّدِّ
مسماه كل الكائنات جميعها ... من الكلب والخنزير والقرد و الفهد
مع أنه صلى وصام و جانب التـ ... وسع في الدنيا ومال إلى الزهد
فقلت استمع مني الجواب و لا تكن ... غبياً جهولاً للحقائق كاللد
فإن الذي عنه سألت مجاهر ... بنفي الإِله الواحد الصمد الفرد
ونفي نبوءات النبيئين كلهم ... فما أحمد الهادي لدى ذاك بالمهدي
وتصويب أهل الشرك في شركهم فما ... أبو لهب إلا كحمزة في الجد
و هارون أخطا حين لام جماعة ... عكوفاً على عجل يخور و لا يهدي
فإن لم يكن هذا هو الكفر كله ... فعقلك عقل الطفل زُمِّلَ في المهد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/463)
فقد كفر الشيخ ابن تيمية و من ... سواه من الأعلام في السهل و النجد
أولئك إذ قالوا الوجود بأسره ... هو اللّه لا رب يُمَيِّزُ عن عبد
وهذا مقال الفلاسفة الألى ... إلى النار مسراهم يقيناً بلا رد
وألفي في هذا ابن سبعين كتبه ... و تابعه الجيلي ويا بئس ما يبدي
و لكن أرى الطائي أطولهم يداً ... أتى بفصوص لا تزان بها الأيدي
وجاء منهم ابن الفارض الشاعر الذي ... أتى بعظيم الكفر في روضة الوردي
أجاد نظاماً مثل ما جاد كفره ... فسبحان ذي العرش الصبور على العبد
أنزهه عن كل قول يقوله ... ذوو الكفر والتعطيل من كل ذي جحد
وأثني عليه وهو و اللّه بالثنا ... حقيق فقل ما شئت في الواحد الفرد
بديع السموات العلي خالق الملا ... ورازقهم من غير كدِّ و لا جهد
بدا خلقنا من أرضه ويردنا ... إليها ويخرجنا معيداً كما يبدي
فريقين هذا في جهنم نازل ... و ذلك مزفوف إلى جنة الخلد
ألا ليت شعري أي دار أزورها ... فقد طال فكري في الوعيد وفي الوعد
إذا ما ذكرت الذنب خفت جهنماً ... فقال الرجا بل غير هذا ترى عندي
أليس رحيماً بالعباد وغافراً ... لما ليس شركاً قاله الرب ذو المجد
فقلت نعم لكن أتانا مقيداً ... بما شاءه فافهم وعَضَّ هنا الأيدي
فهل أنا ممن شاء غفران ذنبه ... فيا حبذا أم لست من ذلك الورد
هنا قطع الخوف القلوب و أسبل الـ ... دموع من الأبرار في ساحة الخلد
فأسأله حسن الختام فإنه ... إليه انقلابي في الرحيل إلى اللحد
ومغفرة منه ولطفاً ورحمة ... إذا ما نزلت القبر منفرداً وحدي
و أرجوه يعفو كل ذنب أتيته ... ويغفر لي ما كان في الهزل والجد
و يلحقنا بالمصطفى وبآله الـ ... كرام كراماً والصحاب أولي الرشد
قصدت بهذا النظم نصح أحبتي ... وأختمه بالشكر للّه و الحمد
وصل على خير الأنام وآله ... صلاة وتسليماً يدوما بلا حد
ورَضِّ على الأصحاب أصحاب أحمد ... أولي الجد في نصر الشريعة والحد
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم وسددكم
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: ينبغى أن يتنبه الأخوة أن الرجال يعرفون بالحق، وأنه الحق له نور لا يضرنا فيه من خالفه مهما بلغ شأنه.
ثانياً: من يذكر قصيدة الصنعاني، ويذكر تأييده للشيخ محمد بن عبد الوهاب يذكره رداً على من قال أن الدعوة النجدية لم يثني عليها أحد من خارج نجد، فكانت هذه القصيدة وثناء قائلها في شيخنا الإمام المجدد محمد بن الوهاب خير دليل على بطلان ذلك الزعم!
ثالثاً: حتى لو ثبت تراجع الشيخ الصنعاني عن ثناءه على الشيخ المجدد فهذا لا يضر الشيخ ولا يضر الحق الذي معه.
رابعاً: الذي أعتقده أن الشيخ الصنعاني رحمه الله قد لبس عليه بعض خصوم الدعوة النجدية الذين يقولون ويتصايحون بأن الشيخ يستحل الدماء والأموال.
وهذه التهمة تنطبق على الشيخ الصنعاني لو نظر في حقيقة مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
فالشيخ الصنعاني رحمه الله كما في تطهير الاعتقاد قد قرر أن عباد القبور كفار مشركون حتى لو جهلوا التوحيد، وأن هذا الجهل ليس عذراً لهم، وهذا عين منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومعتقده، والشيخ المجدد كان يدعو القرى إلى التوحيد فمن أبت كان لزاماً عليه أن يقاتل تلك القرية، فهم قد قامت عليهم الحجة، ورفضوا الانقياد لحكم الله فكان على الشيخ قتالهم قتال الكفار المرتدين فهذا ما يقول عنه خصوم الدعوة النجدية أنه (استحلال الدماء والأموال).
وأخيراً: ليس الغريب أن يقع الشيخ الصنعاني في ذم الشيخ محمد فهو رجل في أقصى اليمن، ولا يأتيه إلى (أخبار) الله أعلم بحال رواتها، لكن البلاء كل البلاء أن يخرج بعض أبناء هذه الدعوة النجدية، ويقع تحت تأثير أهل الأهواء (العصرانيين) ثم يتكلم في دعوة الشيخ، ويردد دعاوى خصوم الدعوة الكاذبة دون بينه!!
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 11:14 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الفوائد ..
الذي يظهر أن القصيدة ثابتة للصنعاني - عفى الله عنه -.
وهو لم يتراجع عن دعوة التوحيد كما يظن القبوريون وأعداء الدعوة؛ إنما خالف في (التكفير) و (القتال).
وللشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري رسالة في تحقيق رجوع الصنعاني عن قصيدته؛ لم تُطبع، اطلعتُ عليها.
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:49 ص]ـ
صح ذلك عن الصنعاني وقد وثق هذا القول صديق حسن خان في كتابه الموسوم بأبجد العلوم في معرض ترجمته للإمام محمد ابن عبد الوهاب فقال:الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن أحمد بن راشد بن يزيد ابن محمد بن يزيد بن مشرف صاحب نجد الذي تنسب إليه الطائفة الوهابيةإلى أن قال وقد كان المولى العلامة السيد محمد بن اسمعيل الأمير بلغة من أحوال هذا النجدي ما سره فقال قصيدته المشهورة
سلام على نجد ومن حل في نجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
ثم لما تحقق الاحوال من بعض من وصل إلى اليمن وجد صاف عن الأدغال وقال
رجعت عن القول الذي قلت في النجد فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ونقلت من خط العلامة وجيه الاسلام عبد القادر بن احمد بن الناصر ما صورته في ذي القعدة سنة سنة وصل إلينا الشيخ الفاضل مربد بن احمد بن عمر التميمي النجدي الجريملي نسبة إلى جريمل بلد قرب سدوس أول بلاد اليمامة من جهة الغرب وكان وصوله إلى اليمن للطلب تحقيق مسئلة جرت بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب في تكفير من دعا يكفر من فعل ذلك ومن شك في كفره ويجاهد من خالفه وكان سبب وصوله إلى اليمن انه سمع قصيدة لشيخنا السيد العلامة محمد بن اسمعيل الأمير كتبها إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب وللشيخ مربد عليها جواب صغير ولم يكن يتعاطى فيها الشعر قط فهذا كلام امامي ذلك الزمان في تحقيق مذهب الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من قبل أن يولد اكثر هذه الطبقة التي نحن فيها انتهى حاصله.
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/464)
ـ[الحبيب1]ــــــــ[29 - 11 - 04, 11:52 م]ـ
القصيدة ثابتة ولو لم يكن في ثبوتها الا ان الامام المحقق الشوكاني أثبتها حيث أن كلاهما من أرض اليمن وبينهما قاسم مشترك في الحياة وكتب الصنعاني وتلاميذة موجودين بين أظهرهم وقد بين الشوكاني سبب رجوعه حيث أشار في الدر النضيد أن الصنعاني لايكفر من يستغيث بالله تكفيرا مخرجا من الملة وإن كان يقول أن كفر عملي وإثم عظيم وقد رد عليه الامام الشوكاني رد كاف شاف وبم أن تكفير من استغاث بالاولياء هي إحدى الركائز التي قاتل عليها الامام ابن عبد الوهاب فتكون هي محور الخلاف بينهما فالذي لابد أن ينظر فيه أولا النظر فيما اختلفا فيه فلو كان الحق مع الامام الصنعاني رجحنا قوله وان كان مع الامام محمد بن عبد الوهاب فيكون رجوع الصنعاني لاقيمة له ..... وانتهى الموضوع!
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[30 - 11 - 04, 07:24 ص]ـ
ثبوت القصيدة يدلّ عليه نقل الشوكاني ثم تلميذه صديق حسن خان القنوجي في كتابه الدين الخالص و قد أجاب فيه كشيخه الإمام الشوكاني عن بعض اعتراضات الصنعاني رحم الله الجميع في مسألة الكفر العملي و استحلال الدم
=
فيما يتعلق بقضية استحلال القتال لبعض جهلة القرى و البوادي من قبائل و غيرها فهذه مسألة اجتهد فيها الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب و أحاط بها ظروف عملية يطول شرحها، و من الإنصاف القول بأن بعض الشيوخ (المطاوعة) في ذلك الوقت لم يكن عندهم من الفقه ما يتورعون فيها عن انتهك حرمة بعض الدماء و التحرّز من الضرب لغير من يجوز ضربه أو انتهاك ماله في أمور يطول الكلام عليها لكن خطأ بعض المجتهدين من تلاميذ الدعوة لا يقدح في مشروعها الإصلاحي و إن كان قد استغلّ كثيرا. و الله يحب الحق و الإنصاف رحم الله الإمام الصنعاني و الإمام محمد بن عبد الوهاب فلقد علم القبوريون أنهما من كبار دعاة تصحيح الاعتقادات.
و مسائل الإيمان و التكفير عند علماء الدعوة تحتاج لجمع حسن و قد حضرت مناقشة رسالة فيها في الجامعة الإسلامية و هي مسائل متشعبة و لم يزل العلماء ينجدون فيها و يتهمون طلبا للحق و السلامة. و الله يوفق من يشاء للحق.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[24 - 07 - 07, 08:53 ص]ـ
وللفائدة: فقد قرر الشيخ عبدالله الغنيمان - حفظه الله- في شرحه كتاب الدر النضيد للشوكاني
، بطلان نسبة هذه القصيدة إلى الإمام الصنعاني، وذكر كتاب الشيخ ابن سحمان في
ذلك، رحم الله الجميع بفضله، وهدانا لأقوم سبله ...
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:55 م]ـ
القصيدة ثابتة ولو لم يكن في ثبوتها الا ان الامام المحقق الشوكاني أثبتها حيث أن كلاهما من أرض اليمن وبينهما قاسم مشترك في الحياة وكتب الصنعاني وتلاميذة موجودين بين أظهرهم وقد بين الشوكاني سبب رجوعه حيث أشار في الدر النضيد أن الصنعاني لايكفر من يستغيث بالله تكفيرا مخرجا من الملة وإن كان يقول أن كفر عملي وإثم عظيم وقد رد عليه الامام الشوكاني رد كاف شاف وبم أن تكفير من استغاث بالاولياء هي إحدى الركائز التي قاتل عليها الامام ابن عبد الوهاب فتكون هي محور الخلاف بينهما فالذي لابد أن ينظر فيه أولا النظر فيما اختلفا فيه فلو كان الحق مع الامام الصنعاني رجحنا قوله وان كان مع الامام محمد بن عبد الوهاب فيكون رجوع الصنعاني لاقيمة له ..... وانتهى الموضوع!
بارك الله فيك أخي الحبيب، فقد أصبت كبد المسألة.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[27 - 07 - 07, 03:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام ...
حتى لو صحت هذه القصيدة عن الصنعاني_رحمه الله_
فإن الصنعاني قد إنتقد ابن عبد الوهاب بسبب التكفير الزائد بناء على كلام خصومه .. ولعل الصنعاني قد أحسن الظن في خصوم محمد بن عبد الوهاب فاعتد بنقلهم عنه ..
ثم إن الإمام الشوكاني له ثناء على الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. بل له رثاء للشيخ ومن يطالع ترجمة محمد بن عبد الوهاب في (0البدر الطالع)) سيجد كل تقدير وثناء
والشوكاني لا يقل منزلة عن الصنعاني فكلهم أهل علم وفضل
وأريد أن أذكر بأن الإمام إبن حزم قد تكلم في أحد أصحاب السنن وهو الترمذي _والله أعلم_
وكذلك فإن يحيى بن معين قد تكلم في الشافعي
وكلام أهل العلم في بعضهم يطوى ولا يروى
والسلام ... ،،
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[06 - 08 - 07, 02:39 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[بن مسليه]ــــــــ[07 - 08 - 07, 12:02 ص]ـ
القصيدة ثابتة عن الامام الصنعاني رحمه الله تعالى ويكفي في ثبوتها تاييد العلامة الشوكاني رحمه تعالى ولا يعني هذا ان الصنعاني رجع عن تاييده الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته الى توحيد الله وافراده بالعبادة وانما خالفه في مسائل التكفير والقتال .. ولا شك ان بعض اتباع دعوة الشيخ قد جرت منهم امور فظيعة في التساهل في التكفير وسفك الدماء المسلمين بشبه وظنون ليس هذا مقام ذكرها وتفصيلها ,,, ,,,.
واعجب من بعض الاخوة الذين قالوا: هذا لا يضر ابن عبد الوهاب وانما يضر الصنعاني!! وما علموا ان كعب الصنعاني رحمه في العلم ارفع بمفاوز من ابن عبد الوهاب والشيخ محمد بن عبد الوهاب انما انتشرت دعوته وذكره لانه وجد من ينصره من الامراء والسلاطين , وكذلك الصنعاني له جهاد وبلاء حسن في الدعوة الى التوحيد الخالص وافراد العبادة وتحمل كثير من الاذى في سبيل ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/465)
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 01:06 ص]ـ
أخي الكريم ابن مسلية
لسنا هنا لنقول أن محمد بن عبد الوهاب أعلم من الصنعاني، ولا لنقول أن لمحمد بن عبد الوهاب دعوة وليس للصنعاني دعوة حتى تقحم نفسك في هذه المقارنات التي جرك إليها حبك للصنعاني.
وما أسهل نقض هذه المقارنات فإن كان الصنعاني أعلم بالحديث، فليس أعلم بالعقيدة من محمد بن عبد الوهاب.
وإن كنت تقول أنه لم يساعده من ذوي السلطان أحد، فإن محمد بن عبد الوهاب بقي فترة يحارب من ذوي السلطان حتى أتاه نصر الله.
ولم نقل في الصنعاني ما قاله هو في معاوية بن أبي سفيان فلا تغضب.
ولقد ارتكب الصنعاني في القصيدة وشرحها مغالطات هشة فهي تضره هو ولا تضر من أوردت عليه، وبعض الإخوة محبتهم للشيخ محمد بن عبد الوهاب تدفعهم إلى أن ينفوا القصيدة بشكل غير موضوعي فأحببت تهوين ذلك عليهم فلا هي تضر محمد بن عبد الوهاب، و لا شك أنها حرمت الصنعاني من أجر الإصابة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[12 - 08 - 07, 10:05 ص]ـ
وما علموا ان كعب الصنعاني رحمه (الله) في العلم ارفع بمفاوز من ابن عبد الوهاب (رحمه الله)
.
.
ايها الاخ العزيز المقام ليس مقام مفاضلة بين العلماء.
و إنما الحديث يدور حول المنهج العقدي.
و إن كانت للشيخ محمد بن عبدالوهاب مؤلفات كثيرة تدل عل علو كعبه في العلوم، لا سيما ما سطره في علم العقيدة.
ومن طالع مجموعة مؤلفات* الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ ط تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود في بضعة عشر مجلدا ـ لا سيما مساجلاته و ردوده على بعض علماء عصره، و بالأخص ابن فيروز ـ تبين له ذلك.
===================================
و الامام الصنعاني انتقدت عليه مسائل في العقيدة:
مثل عدم تكفير من يدعو و يستغيث بغير الله.
ومثل وقوعه في الصحابي الجليل معاوية بن ابي سفيان.
============================
و مع ذلك فإن أجل كتب ابن الامير هو (سبل السلام)، مع أن الصنعاني رحمه الله لم يؤلفه قصدا وإنما اختصر به كتابًا آخر لأحد علماء الزيدية وذلك الكتاب اسمه (البدر التمام) لحسين بن محمد بن سعيد المغربي، وهو موجود بكامله.
1ـ فاختصر الصنعاني (البدر التمام) في (سبل السلام)، وأضاف عليه بعض الأقوال، إلا أن في الكتاب عدم تحقيق في المسائل المنسوبة إلى الإمام مالك والإمام أحمد رحمهما الله.
بل جل ما ينسبه للإمام أحمد أو ينسبه للإمام مالك من مذاهبهم فيه هفوات كثيرة، لكون أصله من شروح الزيدية.
أما الحنفية والشافعية فالغالب عليه الصواب.
=============
2ـ و له في العقيدة "تطهير الاعتقاد من درن الشرك و الالحاد"، و عليه فيه ملاحظات.
==================
و له غيرهما كثير من الكتب في غير ذلك من الفنون، و التي لم تشتهر جدا، و للتمثيل لا الحصر اذكر ما يلي:
3ـ: "إجابة السائل شرح بغية الآمل"،
4ـ و"إرشاد النقاد إلى تيسر الاجتهاد"،
5 ـ و"إقامة البرهان على جواز أخذ الأجرة على تلاوة القرآن"،
6ـ و"توضيح الأفكار بمعاني تنقيح الأنظار في علوم الآثار"،
7ـ و"الثماني المسائل المرضية"،
8ـ و تفسيره المسمَّى: (مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن) و الذي لم يطبع ُ كاملاً الى الآن، و الذي يظهر أنه لم يبيِّضه، إذ عليه كثير من الملاحظات العلمية، مما جعل البعض ينكر نسبته اليه، والله أعلم.
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:12 م]ـ
الشطر الأول ذكره الشوكاني كذا:
رجعت عن النظم الذي قلت في نجدي
والشوكاني ذكر في الدر النضيد كلام الصنعاني في شرحه لهذه القصيدة ورد عليه، والشوكاني أدرك من حياة الصنعاني عشر سنوات أو نحوها، وهو محب للصنعاني مهتم بكتبه، فيصعب أن تكون القصيدة موضوعة وأن تمر على الشوكاني.
وعموما هذه القصيدة تضر الصنعاني ولا تضر محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع.
اخي في الله لايضر هذا ولا ذاك فانها لوصحت نسبة القصيده الى الامام الصنعاني ماكان ذالك قوله الا لما نقل له عن الامام محمد بن عبدالوهاب فكلاهما امام ولا تتعجل بالضرر فليس ذالك اليك
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:45 م]ـ
كنا سنستفيد لولا أن الإخوة دخلوا في معركة التفاضل
و كان الأولى و الأليق بأهل الحديث أن ينفقوا همتهم في المسائل التي اختلف فيها الشيخان و بيان الراجح منها بغض النظر عن القائل فالحق إنما يعرف بدليله
مع الالتزام بالأدب و سعة الصدر و بهذا عرفناكم و الحمد لله
أخوكم الصغير
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:53 م]ـ
اخي في الله لايضر هذا ولا ذاك فانها لوصحت نسبة القصيده الى الامام الصنعاني ماكان ذالك قوله الا لما نقل له عن الامام محمد بن عبدالوهاب فكلاهما امام ولا تتعجل بالضرر فليس ذالك اليك
أخي الكريم أرجو منك قراءة ما قلت عن هذا الضرر
لا شك أن من لم يصب في قوله إن كان مجتهداً منصفاً فقد فاته أجر من الأجرين.
وليس يهمني من الأخطاء التي وقع فيها الصنعاني الطعن في محمد بن عبد الوهاب في المقام الأول، فلا تعتذر بما ورد إليه من أخبار، بل الكلام في نفس الأقوال التي اختارها، والذي منها أن الذين يعتقدون في الأموات شركهم عملي لا اعتقادي! وقد تعجب الشوكاني من كلام الصنعاني هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/466)
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:55 م]ـ
كنا سنستفيد لولا أن الإخوة دخلوا في معركة التفاضل
أخوكم الصغير
ليست معركة بارك الله فيك
أحد المشاركين أراد الدفاع عن الصنعاني بتفضيله على محمد بن عبد الوهاب (وليس هذا موضوعنا) فلا مانع من الاستطراد في تبيين أن كلامه ليس على إطلاقه.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:02 م]ـ
ثبوت القصيدة يدلّ عليه نقل الشوكاني ثم تلميذه صديق حسن خان القنوجي في كتابه الدين الخالص و قد أجاب فيه كشيخه الإمام الشوكاني عن بعض اعتراضات الصنعاني رحم الله الجميع في مسألة الكفر العملي و استحلال الدم
=
فيما يتعلق بقضية استحلال القتال لبعض جهلة القرى و البوادي من قبائل و غيرها فهذه مسألة اجتهد فيها الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب و أحاط بها ظروف عملية يطول شرحها، و من الإنصاف القول بأن بعض الشيوخ (المطاوعة) في ذلك الوقت لم يكن عندهم من الفقه ما يتورعون فيها عن انتهك حرمة بعض الدماء و التحرّز من الضرب لغير من يجوز ضربه أو انتهاك ماله في أمور يطول الكلام عليها لكن خطأ بعض المجتهدين من تلاميذ الدعوة لا يقدح في مشروعها الإصلاحي و إن كان قد استغلّ كثيرا. و الله يحب الحق و الإنصاف رحم الله الإمام الصنعاني و الإمام محمد بن عبد الوهاب فلقد علم القبوريون أنهما من كبار دعاة تصحيح الاعتقادات.
و مسائل الإيمان و التكفير عند علماء الدعوة تحتاج لجمع حسن و قد حضرت مناقشة رسالة فيها في الجامعة الإسلامية و هي مسائل متشعبة و لم يزل العلماء ينجدون فيها و يتهمون طلبا للحق و السلامة. و الله يوفق من يشاء للحق.
جزاك الله خيرا و رحمك رحمة واسعة
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:11 م]ـ
أخي الكريم أرجو منك قراءة ما قلت عن هذا الضرر
لا شك أن من لم يصب في قوله إن كان مجتهداً منصفاً فقد فاته أجر من الأجرين.
وليس يهمني من الأخطاء التي وقع فيها الصنعاني الطعن في محمد بن عبد الوهاب في المقام الأول، فلا تعتذر بما ورد إليه من أخبار، بل الكلام في نفس الأقوال التي اختارها، والذي منها أن الذين يعتقدون في الأموات شركهم عملي لا اعتقادي! وقد تعجب الشوكاني من كلام الصنعاني هذا.
ابن سفران غفر الله لنا ولك
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 09:11 م]ـ
ابن سفران غفر الله لنا ولك
آمين، وجزاك الله خيراً
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 08 - 07, 09:25 م]ـ
للفائدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا المجموع يقع في 215 لوح تقريبا
وهو مجموع جمعه حفيد الأمير الصنعاني عبدالكريم بن إبراهيم بن حسين بن علي بن يوسف بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الأمير
وغالب هذه الرسائل أو الأسئلة مكتوب تاريخ سؤالها أو صاحب السؤال
أحببت وضع الفهرس للفائدة
******************
المباحث الموجودة في المجموع من رسائل محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
1 - بحث مفيد في الكلام على حديث ابن مسعود (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة).
2 - " الأجوبة المرضية على الصعدية " في حقيقة المسائل العملية والعلمية والظنية والقطعية.
3 - اللمعة بتحقيق شرط الجمعة.
4 - " الدلائل في إيضاح الثلاث المسائل " تتعلق بحديث " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ".
5 - جواب سؤال في مسألة التحليل لإسقاط الشفعة.
6 - بحث مفيد فيمن أدرك الركوع مع الإمام.
7 - سؤال في أبوي النبوي صلى الله عليه وسلَّم وجوابه.
8 - جواب سؤال فيما يتعلق بحديث الناس شركاء في ثلاث
9 - " نهاية التحرير في بيان المحرَّم من لبس الحرير "
10 - جواب سؤال في حكم الأحاديث الواردة في الحمَّام.
11 - بحث في صفة السجود
12 - سؤالان وجوابهما ((في من وطيء الصغيرة فهلكت)) و ((في رجل قتل ابنه)).
13 - جواب سؤال عن صلاة المؤتمين حول الكعبة.
14 - " المسائل المهمة في ما تعم به البلوى حكَّام الأمة " عدالة الشهود، وطلب اليمين ... .
15 - سؤال يتعلق بحديث " لو لم تذنبوا ... "
16 - إيضاح ما أشكل من حديث زيد بن أرقم " كتاب الله وعترتي ... "
17 - سؤال وجوابه عن حكم " بيع النسيئة ".
18 - مسألة في " حكم تملك الكفَّار علينا "
19 - حول معني قول تعالى " ولا ينفعكم نصحي ... " هود [34].
20 - جواب سؤال في " حكم التداوي بالنجس "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/467)
21 - جواب سؤال حول معنى " إني أعظك أن تكون من الجاهلين ... ".
22 - جواب سؤال في الأحاديث الحاكية خصوصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلَّم بعموم الرسالة.
23 - بحث فيما بشرت به خديجة من أن لها " في الجنة بيت من قصب .. ".
24 - " المسائل المرضية في بيان اتفاق أهل السنة على سنن الصلاة والزيدية "
25 - استيفاء الاستدلال في بيان تحريم إسبال الثياب على الرجال.
26 - بحث في مسألة " الضرب على التهمة "
27 - " إقامة الدليل على ضعف أدلة تكفير التأويل "
28 - بحث في تحقيق الشفاعة.
29 - جواب ثلاث سؤالات تتعلق بعلوم الحديث. (عدالة الصحابي وضبطه)، (تلقي الأمة لصحيح البخاري بالقبول)، (الفرق بين ما أخرجه البخاري في كتابه، وما أخرجه غيره على شرطه).
30 - إقامة البرهان على نبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلَّم واستمرارية حجة القرآن.
31 - " إزالة التهمة في بيان ما يجوز وما لا يجوز من مخالطة الظلمة ".
32 - سؤال وجوابه عن دلالة المفاهيم من أي أقسام الدلالة هي.
33 - بحث في تحقيق أكثر مدَّة الحمل.
34 - بحث في مسألة طلاق التحبيس والدور.
35 - " بذل الموجود في حكم الإعمار وامرأة المفقود ".
36 - " كشف القناع في حلِّ الجمع بين الزوجة وعمَّتها وخالتها من الرضاع ".
37 - جواب مسألة في " وقف القرآن ".
38 - " المسألة الثاقبة الأنظار في تصحيح أدلة فسخ امرأة المعسر بالإعسار ".
39 - سؤال وجوابة في " مسألة الذبائح على القبور ونحوها ".
40 - جواب سؤال في " صلاة الجماعة مع اختلاف نية الإمام والمؤتم ".
41 - بحث في ما جاء في شهر رمضان.
42 - سؤال وجوابه فيما ورد في صفة الحور.
43 - بحث في العمل بالحديث الضعيف.
44 - " تحفة الإخوان في حلِّ ما يؤخذ على الواجبات من الأجرة كإمامة الصَّلاة والأذان ".
رابط التحميل في المشاركة رقم (10)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19005
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 08 - 07, 01:55 ص]ـ
هذه الأبيا ت والله أعلم ليست للصنعاني ولكنها لصنعاني اخر وليس هو الأمير
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 08 - 07, 08:40 ص]ـ
هذه الأبيات والله أعلم ليست للصنعاني ولكنها لصنعاني اخر وليس هو الأمير
أين الدليل على هذه الدعوى
ـ[الديولي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 11:09 ص]ـ
قال الدكتور أحمد محمود صبحي في كتابه الزيدية والذي أعتمد فيه على كتب الزيدية من مخطوط ومطبوع:
موقفه من الحركة الوهابية (الصنعاني)
... إن ابن الأمير أسرع بتأييد حركة ابن عبدالوهاب لأنها قامت لمحاربة البدع ولأنها تقتفي أثر ابن تيمية، وقد عبر عن فرحته بالحركة بقصيدة بعث بها إلى محمد ابن عبدالوهاب يقول مطلعها
سلام على نجد ومن حل في نجد ..... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
ثم ذكر المؤلف بعض الأبيات في الثناء على الشيخ رحمه الله ثم قال:
ولكنه تراجع عن تأييد ابن عبدالوهاب حين أتته الانباء بأشياء أنكرها عليه من سفك الدماء ونهب الأموال وتكفير الأمة المحمدية في جميع الأقطار، وقد تردد وتشكك في حقيقة ما بلغه أول الأمر حتى جاءه الشيخ مريد بن أحمد التميمي؛ والرجل من تلاميذ ابن عبدالوهاب، فتحقق من جميع ما بلغه وتعين عليه نقض ما قدمه وحل ما أبرمه (وعزا القول في الحاشية إلى كتاب ابن الأمير وعصره لقاسم غالب وآخرون)
ثم ذكر المؤلف من رأيه في سبب رجوع الصنعاني عن مدح الشيخ إلى أن نقل كلاما للصنعاني (بتصرف) وعزاه في الحاشية إلى الصنعاني بعنوان (ارشاد ذوي الألباب إلى حقيقة مذهب ابن عبدالوهاب ص: 66 وما بعدها) قال: ويزعم ابن عبدالوهاب أنه يقتدي في قتله المسلمين بقتال أبي بكر لمانعي الزكاة، وعلي للخوارج وبقتل المختار بن أبي عبيد الثقفي وكذلك بقتل الجعد بن درهم، ويصحح ابن الأمير له معلوماته التاريخية
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من ..... تجاريك في قتل لمن كان في نجد
إلى أن يقول:
فما لك في سفك الدما قط حجة ..... خف الله واحذر ما تسر وما تبدي
قال المؤلف: على أن قول ابن الأمير مردود عليه، إذ سبق أن استحل دماء من اسماهم بالقبوريين أن لم يتوبوا، وما أظن ابن عبدالوهاب قد فعل غير ذلك، وإن اتهمه بأنه يقاتل للرياسة لا للديانة، وأنه أسرف في القتل وفي تكفير أهل الأرض:
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي .... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ..... تجاريك في سفك الدما ليس من قصدي
وتكفير أهل الأرض لست أقوله ..... كما قلته لا عن دليل به تهدي
ثم قال المؤلف:
لقد جاءت هذه القصيدة – وبين قصيدتي التأييد والتراجع عنه بسبع سنين – وابن الأمير في شيخوخته حيث يقلع المرء عادة عن التكفير والعنف واستحلال سفك الدماء أو الدعوة عليه ....
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:33 م]ـ
قال المؤلف: على أن قول ابن الأمير مردود عليه، إذ سبق أن استحل دماء من اسماهم بالقبوريين أن لم يتوبوا، وما أظن ابن عبدالوهاب قد فعل غير ذلك، وإن اتهمه بأنه يقاتل للرياسة لا للديانة، وأنه أسرف في القتل وفي تكفير أهل الأرض:
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي .... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
بلى كل ما فيه هو الحق إنما ..... تجاريك في سفك الدما ليس من قصدي
وتكفير أهل الأرض لست أقوله ..... كما قلته لا عن دليل به تهدي
ثم قال المؤلف:
لقد جاءت هذه القصيدة – وبين قصيدتي التأييد والتراجع عنه بسبع سنين – وابن الأمير في شيخوخته حيث يقلع المرء عادة عن التكفير والعنف واستحلال سفك الدماء أو الدعوة عليه ....
جزاك الله خيرا
الذي أفهمه من الأبيات المذكورة أن الصنعاني لم يتراجع عمّا تظمنه النظم القديم بل صرح أن كل ما فيه حق
و يبقى أنه يخالف في مسألة سفك الدماء و مسألة التكفير
فالسؤال الآن: هل تبث شيء من هذا عن شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب أو عن بعض أتباعه من المطاوعة الذين كانوا في زمانه كما ذكر من قبل أم أنه مجرد نقل كاذب نقل عنه و هما ـ أقصد الشيخين ـ معذوران في ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/468)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:56 م]ـ
أما أنا فقرأت القصيدة واطمأنَّ قلبي إلى أنها منحولة!
لأنني لا أتصور أن عالماً من أكبر علماء عصره يكون إمَّعةً بهذا الشكل، فيعبِّر في القصيدة الأولى عن مودَّة بالغة للشيخ وتأييد صريح له، وهو لم يتثبَّت، ثم ينقلب في القصيدة الثانية إلى كاره له، حتى إنه ليدعوه بالرجل النجدي! وذلك بناء على كلام خصم كاشح!
واللائق بمثل هذا العالم الجليل أن يراسل الشيخ ليعرف منه حقيقة ما نقله الخصم، ثم يقرر موقفه بعد ذلك. وقد فعل ذلك في نظمه للقصيدة الأولى فقال: (لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له: محمد بن عبدالوهاب، و وصل إلينا بعض تلاميذه، وأخبرنا عن حقائق أحواله، وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ، وأرسلناها من طريق مكة المشرفة ... ).
وأما في القصيدة الثانية فيقول أو يقال على لسانه (لما بلغت هذه الأبيات نجداً وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى الشيخ مربد بن أحمد التميمي ... إلخ)
ولم يذكر أنه بعثها إلى نجد ليقرأ الشيخ ما فيها من النصيحة له! فكأن الشيخ كان يصدِّق كل من جاء من نجد، ويخوض في القضايا العظمى من غير تثبّت، وهذا غير معقول ولا يليق به.
ثم إن اللائق بهذا العالم الجليل إذا تراجع هذا التراجع الحاد، أن يقرر تراجعه في تأليف يرويه تلاميذه، كما فعل الأشعري رحمه الله. وأضعف الإيمان أن يقرأ القصيدة عليهم، ويطير خبرها في الآفاق في حياته، بحيث لا يرتاب بصحَّتها مرتاب، ولا سيما أن مسألة التكفير خطيرة إلى الغاية لأنها تتعلق بسياسة الأمة. ومن غير المعقول أن يكون تراجعه على شكل قصيدة تظهر بعد وفاته، ولا شك أن هذا الأسلوب هو أحسن طريقة للدس عليه، بأن تُنظم قصيدة بعد وفاته ويُزعم أنها له!
وقد شعر واضع القصيدة بهذا الإشكال فصنع لها شرحاً منسوباً إلى الصنعاني! ولا أدري لماذا يحتاج إلى شرحها! والواقع أن أمر القصيدة إنما ازداد غموضاً وإشكالاً بهذه الدعوى، لأن الشرح المزعوم أيضاً لم يسمعه التلاميذ من شيخهم، ولم يروه الشوكاني بالسند المتصل!
ولا أتصور أن سلفياً يهجو سلفياً بمثل هذا الهجاء! مع ما هو معلوم من أن المسافة الفكرية بين الشيخين متقاربة.
والإطناب في القصيدة الثانية، مع ركاكتها أحياناً، بإزاء بلاغة القصيدة الأولى، تزيدني ريبة فيها.
وأما الإخوان الذين يرددون (صح ذلك عن الصنعاني ... القصيدة ثابتة ... إلخ)، فمن الواضح أنهم يكتبون بطريقة عاطفية، لأن العمدة في ذلك على كلام الشوكاني رحمه الله، والشوكاني لم يأت بسند القصيدة إلى الصنعاني، ولم يعتبر ما ذكرناه من علانية القصيدة الأولى وسرِّية الثانية في أمر لا يصلح أن يكون سرًّا. والذين جاؤوا بعد الشوكاني، من صديق خان إلى إخواننا هؤلاء، إنما يكررون كلامه.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:05 م]ـ
وأما الإخوان الذين يرددون (صح ذلك عن الصنعاني ... القصيدة ثابتة ... إلخ)، فمن الواضح أنهم يكتبون بطريقة عاطفية، لأن العمدة في ذلك على كلام الشوكاني رحمه الله، والشوكاني لم يأت بسند القصيدة إلى الصنعاني، ولم يعتبر ما ذكرناه من علانية القصيدة الأولى وسرِّية الثانية في أمر لا يصلح أن يكون سرًّا. والذين جاؤوا بعد الشوكاني، من صديق خان إلى إخواننا هؤلاء، إنما يكررون كلامه.
أخي العزيز خزانة الأدب
إذا لم تكن ترى في نسبة الشوكاني القصيدة حجة كافية فلا يعني ذلك أن من يرونه حجة يتكلمون بعاطفة، بل الواضح أن عواطفنا تميل إلى أن لا تكون القصيدة ثابتة، وإنما منهجهم في تحقيق نسبة الكتب والمؤلفات إلى أصحابها يختلف عن طريقتك.
وقبول كلام الشوكاني هو من باب قبول نقل الثقة وليس التقليد، فقد أدرك عشر سنوات من حياة الصنعاني وله اهتمام بالغ بكتبه.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
الذي أفهمه من الأبيات المذكورة أن الصنعاني لم يتراجع عمّا تظمنه النظم القديم بل صرح أن كل ما فيه حق
و يبقى أنه يخالف في مسألة سفك الدماء و مسألة التكفير
فالسؤال الآن: هل تبث شيء من هذا عن شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب أو عن بعض أتباعه من المطاوعة الذين كانوا في زمانه كما ذكر من قبل أم أنه مجرد نقل كاذب نقل عنه و هما ـ أقصد الشيخين ـ معذوران في ذلك؟
أخي الكريم نعيذ الصنعاني أن يخالف في التوحيد ووجوبه، إلا أن كلامه في التكفير مشكل جداً.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 05:45 م]ـ
إلا أن كلامه في التكفير مشكل جداً.
لقد أحسنت إجابة و جزاك الله خيرا على صبرك على الإخوة
لكن ـ بغض النظر عن القصيدة هل هي صحيحة النسبة للصنعاني أم لا ـ ما الذي تقصده بقولك [كلامه في التكفير]؟
هل تقصد ما نسب للصنعاني أم ما ينسبه الصنعاني لابن عبد الوهاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/469)
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:04 م]ـ
لقد أحسنت إجابة و جزاك الله خيرا على صبرك على الإخوة
لكن ـ بغض النظر عن القصيدة هل هي صحيحة النسبة للصنعاني أم لا ـ ما الذي تقصده بقولك [كلامه في التكفير]؟
هل تقصد ما نسب للصنعاني أم ما ينسبه الصنعاني لابن عبد الوهاب
وجزاك خيراً وزادني صبراً
أقصد ما يذهب إليه الأمير الصنعاني من أن شرك من يعتقد في الأموات شرك عملي، فهذا تناقض صارخ.
أما ما ينسب للشيخ محمد بن عبد الوهاب فأكثره لبعض من تبعه ممن ليس في زمنه، وكل قضية منقولة تحتاج إلى تحقيق خاص بها.
ولكن لا شك أن الشيخ تميز بكثرة الكذب عليه، حتى وضعت أحاديث في وصفه والتحذير منه!
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 06:17 م]ـ
ابن سفران الشريفي كلامك كلام علميٌّ، أسأل الله أن يُسدِّدَكَ
أمَّا الأخ د/ عبد الله بن علي الميموني (أبو محمَّد المطيريّ) فقد ذكرت أنَّ بعض المطاوعة تساهلوا في الدِّماء ... إلخ
فأتمنَّى منك أن تذكر بعض هذه الأحداث، لأنِّي لأوَّلِ مرَّة أسمع هذا الكلام على كثرة ما قرأت وما سمعت من الرُّواة عن تاريخ الجزيرة عمومًا والدَّعوة خصوصًا.
####
حرر
## المشرف ##
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:01 م]ـ
وجزاك خيراً وزادني صبراً
أقصد ما يذهب إليه الأمير الصنعاني من أن شرك من يعتقد في الأموات شرك عملي، فهذا تناقض صارخ.
!
أحسن الله إليك هل هذا الذي ذهب إليه في القصيدة المذكورة فإن كان الجواب بنعم ففي أي بيت جزاكم الله خيرا
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:25 م]ـ
أحسن الله إليك هل هذا الذي ذهب إليه في القصيدة المذكورة فإن كان الجواب بنعم ففي أي بيت جزاكم الله خيرا
بل في شرحها كما نقله الشوكاني في الدر النضيد راداً له
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:29 م]ـ
من خلال القصيدة المذكورة أعلاه هذا الذي بلغ الصنعاني و هذا الذي أنكره
وقد جاءني من تأليفه برسائل ... يكفر أهل الأرض على عمد
.............................
وهذا لعمري غير ما أنت فيه من ... تجاريك في قتل لمن كان في نجد
فإنهُم قد تابعوك على الهدى ... ولم يجعلوا للّه في الدين من نِدِّ
وقد هجروا ما كان من بِدَعٍ ومِنْ ... عبادة من حلَّ المقابر في اللحد
فما لك في سفك الدما قط حجة ... خَفِ اللّه واحذر ما تُسِرُّ وما تُبْدِي
طبعا محمد ابن عبد الوهاب رحمة الله عليه كذب عليه و اتهم بأشياء و لعل منها ما نقل للصنعاني فرد على ما نقل له و هو معذور و الله أعلم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 09:30 م]ـ
بل في شرحها كما نقله الشوكاني في الدر النضيد راداً له
أخي ابن سفران جزيت الجنة
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[13 - 08 - 07, 11:52 م]ـ
إذا لم تكن ترى في نسبة الشوكاني القصيدة حجة كافية فلا يعني ذلك أن من يرونه حجة يتكلمون بعاطفة، بل الواضح أن عواطفنا تميل إلى أن لا تكون القصيدة ثابتة، وإنما منهجهم في تحقيق نسبة الكتب والمؤلفات إلى أصحابها يختلف عن طريقتك.
وقبول كلام الشوكاني هو من باب قبول نقل الثقة وليس التقليد، فقد أدرك عشر سنوات من حياة الصنعاني وله اهتمام بالغ بكتبه.
أخي الكريم:
أولاً: إسناد الشوكاني رحمه الله منقطع!
ثانياً: المعاصرة كما تعزز الثقة بالناقل فإن لها آفاتها المعروفة، التي قد تجعل الشوكاني لا ينشط لتحرير صحة هذه القصيدة.
ثالثاً: الإشكالات كثيرة، سردت بعضها أعلاه، وعلى رأسها علانية القصيدة الأولى وسرِّية الثانية، مع أن اللائق بالصنعاني أن يكون تراجعه على رؤوس الأشهاد لأن الدعوة آنذاك كانت تترسخ في أطراف اليمن، فموقفه منها ربما يتوقف عليه مستقبل اليمن والعالم الإسلامي.
ولكنك أيها الأخ الفاضل لم تتطرق لشيء منها، وإنما كررت الاستشهاد بالشوكاني. وهو ثقة بلا شك، ولكن في الأمور التي شهدها بنفسه، والأخبار التي رواها بالأسانيد المتصلة. وهو الآن يروي خبراً معلولاً منقطعاً غير لائق بالصنعاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/470)
رابعاً: لم أستحسن قول القائلين بأن تراجع ابن الأمير لا يضر الدعوة، مع أن هذا القول صحيح في نفسه، بل أريد تأكيد صحة الخبر قبل كل شيء، والنظر فيه من جهة التاريخ؛ فإن ثبت تراجعه فما أكثر أعداء الدعوة، وإن لم يثبت فلا يجوز عقلاً ولا شرعاً أن نسلِّم لأعدائها بدعوى تراجعه. وهذا الرجل عزيز عندي على كل حال، تراجع أو لم يتراجع، ولكني لا أسلِّم بتراجعه لمجرد أن الشوكاني روى قصيدة للصنعاني ظهرت بعد موته ولم يسمعها منه تلاميذه.
فالمطلوب بارك الله فيك هو الإجابة على الإشكالات، لا تكرار الاستشهاد بالشوكاني.
سادساً: إذا قرأت القصيدة الأولى فسوف تستغرب أن يتراجع عنها صاحبها بسبب مسألة التكفير، لأنه صرَّح في قصيدته برأيه في هذه المسألة، وهو لا يكاد يختلف عن رأي الشيخ محمد!
وهذه هي القصيدة الأولى، نسختها من الإنترنت، ويظهر لي أنها كاملة:
سلامي على نجد ومن حل في نجد*****وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
محمد الهادي لسنة أحمد*****قياحبذا الهادي وياحبذا المهدي
لقد أنكرت كل الطوائف قوله*****بلا صدر في الحق منهم ولا ورد
وما كل قول بالقبول مقابل*****وما كل قول واجب الرد والطرد
سوى ما أتى عن ربنا ورسوله*****فذلك قول جل، يا ذا، عن الرد
وأما أقاويل الرجال فإنها*****تدور على قدر الإدلة في النقد
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه*****يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرا ما طوى من كل جاهل*****ومبتدع منه، فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما*****مشاهد ضل الناس فيها عن رشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله*****يغوث وود، بئس ذلك من رد
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها*****كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم طائف حول القبور مقبل*****ومستلم الأركان منهن باليد
لقد سرني ما جاءني من طريقة*****وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي
يصب عليه صوت ذم وغيبة*****ويجفوه من قد كان يهواه عن بعد
ويعزي إليه كل ما يقوله*****لتنتقيصه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية*****ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
وليس له سوى إنه أتى*****بتحكيم قول الله في الحل والعقد
ويتبع أقوال النبي محمد*****وهل غيره بالله في الشرع من يهدي
لئن عده الجهال ذنبا فحبذا*****به حبذا يوم انفرادي في لحدي
سلامي على أهل الحديث فأنني*****نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هم بذلوا في حفظ سنة أحمد*****وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
أأنتم أهدى من صحابة أحمد*****وأهل الكساء هيهات ما الشوك كالورد
أولئك أهدى في الطريقة منكموا*****فهم قدوتي حتى أوسد في لحدي
ـ[أبو علي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 10:42 م]ـ
يا مشرفنا العزيز التَّاريخ باقٍ ولن يستطيعَ أحدٌ شطبه أو الضَّرب عليه بالأحمر!!!
التعدي على المشاركين ولمزهم بما لا دخل لهم فيه، وإثارة الضغائن لن نسمح لأحد القيام به
خاصة إن كان يتخفى خلف اسم مستعار أو كنية، أما المطالبة بالدليل أو الإثبات فهو من حق الجميع
## المشرف ##
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[31 - 08 - 07, 03:45 ص]ـ
والقول الراجح ماهو؟
أريد قول لكبار العلماء في ذلك،إذا كان من الممكن،،
ألم يتكلم عنه الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله،، لانه شرح سبل السلام؟
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[31 - 08 - 07, 01:56 م]ـ
يا إخوة_بارك الله فيكم_
الذي يتناقل هذه الأبيات، ينقلها حتى يوحي للعوام أن الإمام الصنعاني يخالف الإمام محمد بن عبد الوهاب في المنهجية ..
ولكن كل ما في الأمر أنه يخالفه مسألة ........ أما عقيدة السلف فهو يوافقه فيها تماما
حتى قال الصنعاني
ولا تحسبوا أني رجعت عن الذي .... تضمنه نظمي القديم إلى نجد
ولا يخفى عليكم كلام الإمام يحيي بن معين في الشافعي، وكلام ابن حبان في أبي حنيفة وغيرهم
وهؤلاء لم يختلفوا في منهج السلف بالكلية، إنما إختلف في مسألة أو مسألتين لا أكثر
أما من ينقلون هذه القصيدة، فهم يريدون إيهام العوام بأنه يذمه لأنه يخالفه في المنهج!!
وكلام الأقران لا يؤخذ به ... إذا لم يتخالفوا في المنهج بالكلية ... أما إذا تخالفوا في المنهج
بالكلية ... فهذا يكون شئ آخر!!
ثانيا الإمام الشوكاني له قصيدة في رثاء الإمام محمد بن عبد الوهاب
قال الشوكاني
إمام الورى علامة العصر قدوتي ... وشيخ الشيوخ الجد فرد الفضائل
(محمد) ذو المجد الذي عز دركه ... وجل مقاماً عن لحوق المطاول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/471)
ـ[بن مسليه]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:18 ص]ـ
أخي الكريم ابن مسلية
لسنا هنا لنقول أن محمد بن عبد الوهاب أعلم من الصنعاني، ولا لنقول أن لمحمد بن عبد الوهاب دعوة وليس للصنعاني دعوة حتى تقحم نفسك في هذه المقارنات التي جرك إليها حبك للصنعاني.
وما أسهل نقض هذه المقارنات فإن كان الصنعاني أعلم بالحديث، فليس أعلم بالعقيدة من محمد بن عبد الوهاب.
وإن كنت تقول أنه لم يساعده من ذوي السلطان أحد، فإن محمد بن عبد الوهاب بقي فترة يحارب من ذوي السلطان حتى أتاه نصر الله.
ولم نقل في الصنعاني ما قاله هو في معاوية بن أبي سفيان فلا تغضب.
ولقد ارتكب الصنعاني في القصيدة وشرحها مغالطات هشة فهي تضره هو ولا تضر من أوردت عليه، وبعض الإخوة محبتهم للشيخ محمد بن عبد الوهاب تدفعهم إلى أن ينفوا القصيدة بشكل غير موضوعي فأحببت تهوين ذلك عليهم فلا هي تضر محمد بن عبد الوهاب، و لا شك أنها حرمت الصنعاني من أجر الإصابة.
اخي الكريم الشريفي ارجوا منك ان تتلطف في العبارة وان لا تجرفك العصبية
وهوى القلب , وصدق من قال: حبك للشيء يعمي ويصم.
أما زعمك انه ليس للصنعاني رحمه دعوة فهذا يدل على جهل وعدم أطلاع
وما كان يليق بك ان تتكلم بهذا عن أمام عظيم من ائمة أهل السنة والجماعة
على الاقل من باب التأدب مع أهل العلم والفضل وكذا من ائمة اهل البيت.
وأعجب منه وأغرب قولك عنه انه اعلم منه في العقيدة!!
ومنذ متى كانت العقيدة أيات واحاديث تحفظ , العقيدة منهج عملي واقعي
مكانه ومتعلقه القلب , وما يترتب عليه من عمل اللسان والجوارح.
والا لو كان العقيدة حفظ فهناك من الصوفية والاشاعرة والمعتزلة من احفظ
وأعلم خلق الله في هذا ... فتنبه!!
وهناك الكثير من الدراسات والرسائل الجامعية عن الامام الصنعاني في جامعات
المملكة أنصحك ان ترجع اليها حتى تعلم علم وفضل ومكانة الصنعاني!!
وما قلته عن الامام الصنعاني ليس باطلا ولا هو بدعا من القول بل كل من
يطالع ويقراء سيرة وعلم الشيخين يراه واضحا جليا كرابعه النهار.
وليس مقصدي ان اغمط فضل ابن عبد الوهاب فله جهاده ودعوته ووالله
أنني ادرس كتبه وعلمه للناس ومع ذلك فليس هو بمعصوم ولا هو فوق
النقد وأن يقال عنه أخطا فكل احد يأخذ من قوله ويرد الا المعصوم صلى
الله عليه وسلم.
وما زال الائمة والعلماء يختلفوا بل ويقع بينهم من الخصومة والعداء
ما يعلمه من أطلع على أحوالهم وقرأ تراجمهم وسيرهم .. فتأمل.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 04:20 ص]ـ
رحم الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب واسكنه الفردوس الاعلى
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:53 م]ـ
اخي الكريم الشريفي ارجوا منك ان تتلطف في العبارة وان لا تجرفك العصبية
وهوى القلب , وصدق من قال: حبك للشيء يعمي ويصم.
هذا يا أخي العزيز وصف لك وليس لي، أنت الذي غضبت من انتقاد الصنعاني فقلت أن الصنعاني أرفع بمفاوز من محمد بن عبد الوهاب و بدأت تقارن مقارنة مجحفة ناقشتك فيها، فلم تكتف بذلك حتى ذهبت تفتري علي انتصاراً للصنعاني وذلك في قولك:
أما زعمك انه ليس للصنعاني رحمه دعوة فهذا يدل على جهل وعدم أطلاع
فهذا كذب علي واضح، ولكن غفر الله لك
وما كان يليق بك ان تتكلم بهذا عن أمام عظيم من ائمة أهل السنة والجماعة
ليس عندي بأعظم من ابن حجر ولا النووي، على أنهما لم يقعا في أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإننا نبين ما عندهما رغم كل جوقات المديح التي لا تغار على عقيدة المسلمين، مكانة الرجل شيء وتبيين زلله شيء آخر.
على الاقل من باب التأدب مع أهل العلم والفضل وكذا من ائمة اهل البيت.
يشهد الله أنني تأدبت معه،والقراء يشهدون وأقسى ما قلت فيه هو ردي على مقارناتك المنحازة له رحمه الله، وكونه من أهل البيت فهو شرف عظيم أجعله على رأسي، ولكن شرف الصحبة خير منه، والعقيدة قبل كل شيءٍ.
وأعجب منه وأغرب قولك عنه انه اعلم منه في العقيدة!!
ومنذ متى كانت العقيدة أيات واحاديث تحفظ ,
الآيات والأحاديث هي مصدر العقيدة عندنا، فمن لم يلتزم بما تدل عليه فليس منا في شيء، وليس مجرد حفظها هو العلم بالعقيدة وما ذكرت شيئا من ذلك، مثلاً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبو أصحابي، لم يمنع مجرد حفظه الصنعاني من الوقوع في معاوية رضي الله عنه، ولكن يبقى فهم الأحادي ومعرفة استنباط أهل العلم منها ومخالفة أهل البدع لها، كما أن الفقه ليس مجرد معرفة حفظ آيات الأحكام وأحاديثها، وهذا واضح لا يخفى عليك، ولكنك عفا الله عنك تعرف نتيجة المقارنة في العقيدة فحاولت التهرب
العقيدة منهج عملي واقعي
مكانه ومتعلقه القلب , وما يترتب عليه من عمل اللسان والجوارح.
والا لو كان العقيدة حفظ فهناك من الصوفية والاشاعرة والمعتزلة من احفظ
وأعلم خلق الله في هذا ... فتنبه!!
متنبهون وهذا واضح لم يخف على أحد ولم يقل بموجبه أحد
وهناك الكثير من الدراسات والرسائل الجامعية عن الامام الصنعاني في جامعات
المملكة أنصحك ان ترجع اليها حتى تعلم علم وفضل ومكانة الصنعاني!!
من باب الفائدة سم بعضها جزاك الله خيراً، على أن مكانة الصنعاني لا أحتاج في معرفتها إليها.
وما قلته عن الامام الصنعاني ليس باطلا ولا هو بدعا من القول بل كل من
يطالع ويقراء سيرة وعلم الشيخين يراه واضحا جليا كرابعه النهار.
وليس مقصدي ان اغمط فضل ابن عبد الوهاب فله جهاده ودعوته ووالله
أنني ادرس كتبه وعلمه للناس ومع ذلك فليس هو بمعصوم ولا هو فوق
النقد وأن يقال عنه أخطا فكل احد يأخذ من قوله ويرد الا المعصوم صلى
الله عليه وسلم.
وهذا ما كنا نريد فعله مع الصنعاني، ولكنك جعلته خلقاً آخر لا نبيح نقده إلا نظرياً فقط
وما زال الائمة والعلماء يختلفوا بل ويقع بينهم من الخصومة والعداء
ما يعلمه من أطلع على أحوالهم وقرأ تراجمهم وسيرهم .. فتأمل.
هذا الكلام الأخير لم أفهم المقصود منه.
وختاماً أقول لك ولا تغضب:
العقيدة العقيدة، لا يصرفنك عن الحمية لها الحمية للرجال
الصحابة الصحابة، هم خير هذه الأمة فمن قدم عليهم في الحمية فليس بناصح للأمة
وفقني الله وإياك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/472)
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:58 م]ـ
أخي الكريم:
أولاً: إسناد الشوكاني رحمه الله منقطع!
ثانياً: المعاصرة كما تعزز الثقة بالناقل فإن لها آفاتها المعروفة، التي قد تجعل الشوكاني لا ينشط لتحرير صحة هذه القصيدة.
ثالثاً: الإشكالات كثيرة، سردت بعضها أعلاه، وعلى رأسها علانية القصيدة الأولى وسرِّية الثانية، مع أن اللائق بالصنعاني أن يكون تراجعه على رؤوس الأشهاد لأن الدعوة آنذاك كانت تترسخ في أطراف اليمن، فموقفه منها ربما يتوقف عليه مستقبل اليمن والعالم الإسلامي.
ولكنك أيها الأخ الفاضل لم تتطرق لشيء منها، وإنما كررت الاستشهاد بالشوكاني. وهو ثقة بلا شك، ولكن في الأمور التي شهدها بنفسه، والأخبار التي رواها بالأسانيد المتصلة. وهو الآن يروي خبراً معلولاً منقطعاً غير لائق بالصنعاني.
رابعاً: لم أستحسن قول القائلين بأن تراجع ابن الأمير لا يضر الدعوة، مع أن هذا القول صحيح في نفسه، بل أريد تأكيد صحة الخبر قبل كل شيء، والنظر فيه من جهة التاريخ؛ فإن ثبت تراجعه فما أكثر أعداء الدعوة، وإن لم يثبت فلا يجوز عقلاً ولا شرعاً أن نسلِّم لأعدائها بدعوى تراجعه. وهذا الرجل عزيز عندي على كل حال، تراجع أو لم يتراجع، ولكني لا أسلِّم بتراجعه لمجرد أن الشوكاني روى قصيدة للصنعاني ظهرت بعد موته ولم يسمعها منه تلاميذه.
فالمطلوب بارك الله فيك هو الإجابة على الإشكالات، لا تكرار الاستشهاد بالشوكاني.
سادساً: إذا قرأت القصيدة الأولى فسوف تستغرب أن يتراجع عنها صاحبها بسبب مسألة التكفير، لأنه صرَّح في قصيدته برأيه في هذه المسألة، وهو لا يكاد يختلف عن رأي الشيخ محمد!
وهذه هي القصيدة الأولى، نسختها من الإنترنت، ويظهر لي أنها كاملة:
سلامي على نجد ومن حل في نجد*****وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
محمد الهادي لسنة أحمد*****قياحبذا الهادي وياحبذا المهدي
لقد أنكرت كل الطوائف قوله*****بلا صدر في الحق منهم ولا ورد
وما كل قول بالقبول مقابل*****وما كل قول واجب الرد والطرد
سوى ما أتى عن ربنا ورسوله*****فذلك قول جل، يا ذا، عن الرد
وأما أقاويل الرجال فإنها*****تدور على قدر الإدلة في النقد
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه*****يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهرا ما طوى من كل جاهل*****ومبتدع منه، فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادما*****مشاهد ضل الناس فيها عن رشد
أعادوا بها معنى سواع ومثله*****يغوث وود، بئس ذلك من رد
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها*****كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم طائف حول القبور مقبل*****ومستلم الأركان منهن باليد
لقد سرني ما جاءني من طريقة*****وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي
يصب عليه صوت ذم وغيبة*****ويجفوه من قد كان يهواه عن بعد
ويعزي إليه كل ما يقوله*****لتنتقيصه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية*****ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
وليس له سوى إنه أتى*****بتحكيم قول الله في الحل والعقد
ويتبع أقوال النبي محمد*****وهل غيره بالله في الشرع من يهدي
لئن عده الجهال ذنبا فحبذا*****به حبذا يوم انفرادي في لحدي
سلامي على أهل الحديث فأنني*****نشأت على حب الأحاديث من مهدي
هم بذلوا في حفظ سنة أحمد*****وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
أأنتم أهدى من صحابة أحمد*****وأهل الكساء هيهات ما الشوك كالورد
أولئك أهدى في الطريقة منكموا*****فهم قدوتي حتى أوسد في لحدي
أخي الكريم قد تجاوبت مع تعليقك هذا ولكن لعله سقط يوم توقف المنتدى، سأعود إليك
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[09 - 09 - 07, 09:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحيي الموضوع من جديد بهذه الفائدة
ذكر معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن الشيخ محمد ابراهيم رحمه الله يثبتها ويقول أنها صحيحة النسبة للمؤلف وذكر الرواية بإسنادها إلى الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله والعلم عند الله تعالى
ـ[بن مسليه]ــــــــ[26 - 09 - 07, 02:51 ص]ـ
هذا يا أخي العزيز وصف لك وليس لي، أنت الذي غضبت من انتقاد الصنعاني فقلت أن الصنعاني أرفع بمفاوز من محمد بن عبد الوهاب و بدأت تقارن مقارنة مجحفة ناقشتك فيها، فلم تكتف بذلك حتى ذهبت تفتري علي انتصاراً للصنعاني وذلك في قولك:
أما زعمك انه ليس للصنعاني رحمه دعوة فهذا يدل على جهل وعدم أطلاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/473)
ما قلته عن جهلك بحال الامام الصنعاني ودعوته ليس افتراءوكذبا عليك
كماتزعم بل هوحقيقة الوصف وواقع الحال ولو سالتك ابسط سؤال عنه
لحرت وما استطعت جوابا ,وكان ينبغي ان تسال وتتعلم من غيرك عن
حال الصنعاني وعقيدته بدلا من اتهام الاخرين.
واما اتهامك لي بالكذب والافتراء فهو فجورمنك وبغي في الخصومة!!
وما كان يليق بك ان تتكلم بهذا عن أمام عظيم من ائمة أهل السنة والجماعة
ليس عندي بأعظم من ابن حجر ولا النووي، على أنهما لم يقعا في أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فإننا نبين ما عندهما رغم كل جوقات المديح التي لا تغار على عقيدة المسلمين، مكانة الرجل شيء وتبيين زلله شيء آخر.
رحم الله امرىء عرف قدر نفسه .. فمن انت حتى تحكم على الائمة الاعلام!!
اما الصحابة فلاشك انهم اعلام الهدى ومصابيح الدجي ومع ذلك فليسوا
معصومين وليس كل ما يقال عنهم يدخل في باب السب!!
ولوكان من خالف في مسالة او مسائل خرج من عقيدة اهل السنة لم يبقى
لنا اماما ولا عالما , فما من عالم الا وله زلة بل زلات.
وهذا ما كنا نريد فعله مع الصنعاني، ولكنك جعلته خلقاً آخر لا نبيح نقده إلا نظرياً فقط
انا لم اقل ان الصنعاني ومن هو اجل من الصنعاني فوق النقد لكن الذي استفزني هو لمزك للصنعاني وتهوينك لشانه رحمه الله.
بل انتم الذين جعلتممن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شخصا مقدسا
وخطا احمر لا يجوز الاقتراب منه ,واصبح مقياس وترمومتر للتوحيد والسنة
ومن نقده او تعقب عليه فهومن اعداء السنة والتوحيد .. فالله المستعان
وما زال الائمة والعلماء يختلفوا بل ويقع بينهم من الخصومة والعداء
ما يعلمه من أطلع على أحوالهم وقرأ تراجمهم وسيرهم .. فتأمل.
هذا الكلام الأخير لم أفهم المقصود منه.
الكلام واضح كالشمس واستغرب انك لم تفهم المقصود منه!!
وختاماً أقول لك ولا تغضب:
العقيدة العقيدة، لا يصرفنك عن الحمية لها الحمية للرجال
الصحابة الصحابة، هم خير هذه الأمة فمن قدم عليهم في الحمية فليس بناصح للأمة
وفقني الله وإياك
لست محتاج لنصائحك حول تعظيم وحب الصحابة فهذا امر رضعناه مع البان
الامهات ومع ذلك فليسوا بمعصومين بل هم بشر يصيبون ويخطئون بل وتقع
منهم الذنوب والاثام!!
ليت شعري عن اي عقيدة تتكلم يا قحطاني!!
فهاهي كتب العقيدة تدرس في جامعاتنا ومدارسنا ومساجدنا صباح مساء
لا يطبقها حتى من يدرسها ويعلمها للناس!!
بل والله لو بعث الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب لقاتل كثير ممن يتسمون باسمه
وينتسبون لدعوته!!
ـ[سامح رضا]ــــــــ[31 - 10 - 08, 02:43 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الفوائد ..
الذي يظهر أن القصيدة ثابتة للصنعاني - عفى الله عنه -.
وهو لم يتراجع عن دعوة التوحيد كما يظن القبوريون وأعداء الدعوة؛ إنما خالف في (التكفير) و (القتال).
وللشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري رسالة في تحقيق رجوع الصنعاني عن قصيدته؛ لم تُطبع، اطلعتُ عليها.
الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري حفظه الله ذكر أنه كتبها و لكنه لم ينشرها لمشورة الشيخ ابن باز -رحمه الله- عليه ألا يفعل, و في ذلك يقول بالنص حفظه الله في كتابه (معارك صحفية و مشاعر إخوانية وفوائد علمية - السفر الأول) تحت مقال بعنوان "سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز العالم العامل" , الصفحة 112 - 113:
"و كان ابن باز ذا عقل راجح, و كنت ألفت كتابا أثبت فيه رجوع الصنعاني عن مدحه الإمام محمد بن عبدالوهاب .. و ليس ذلك رجوعا عن دعوة السلف, و لكنه صدق أكاذيب بلغته من مربد التميمي و الوهيبي و كلها كذب على الشيخ .. و أثبتُّ أن الشنائع التي رد عليها ابن سحمان ليست من كلام الصنعاني, بل من وضع حفيد له غير سلفي .. و أجزت الكتاب من رقابة المطبوعات بالمدينة المنورة, و دفعت به لمطابع بالمدينة؛ فلما بلغ الشيخ خبر الكتاب اتصل بي الدكتور محمد بن سعد الشويعر يطلب الكتاب, ثم بلَّغني ألا أطبعه, فامتثلت و سحبت الملازم, ثم استطلعت رأي سماحته بعد ذلك عن سبب المنع؛ فقال رحمه الله: إن عامة الناس لن يفهموا حقيقة مقاصدكم, و سيحدث تشويشاً على الدعوة و رجالها, ثم أسهب في بيان الحق الواجب للإمام محمد و ذريته و حفدته, و أنه ليس في نتيجة تحقيقي ثمرة كبرى .. فحمدتُ لسماحته هذا العقل الراجح, و توقفت عن إهداء الصور الخطية من الكتاب, و علمتُ أن الارتباط مع آل الشيخ -عقلاً, ووجداناً- ارتباط بهذه الدعوة. " أ. هـ.(23/474)
هل يجوز التقليد في مسائل العقيدة؟
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[14 - 12 - 02, 11:47 ص]ـ
وجدت هذا في مجموع الفتاوي لشيخ الإسلام رحمه الله
ج 20 ص 203 - 204
وهذا ليس بجيد أيضا فان العلم النافع مستحب وإنما يكره إذا كان كلاما بغير علم أو حيث يضر فاذا كان كلاما بعلم ولا مضرة فيه فلا بأس به وإن كان نافعا فهو مستحب فلا إطلاق القول بالوجوب صحيحا ولا إطلاق القول بالتحريم صحيحا
وكذلك المسائل الفروعية من غالية المتكلمة والمتفقهة من يوجب النظر والاجتهاد فيها على كل أحد حتى على العامة وهذا ضعيف لأنه لو كان طلب علمها واجبا على الأعيان فانما يجب مع القدرة والقدرة على معرفتها من الأدلة المفصلة تتعذر أو تتعسر على أكثر العامة
وبازائهم من أتباع المذاهب من يوجب التقليد فيها على جميع من بعد الأئمة علمائهم وعوامهم
ومن هؤلاء من يوجب التقليد بعد عصر أبى حنيفة ومالك مطلقا ثم هل يجب على كل واحد اتباع شخص معين من الأئمة يقلده فى عزائمه ورخصه على وجهين وهذان الوجهان ذكرهما أصحاب أحمد والشافعي لكن هل يجب على العامي ذلك
والذى عليه جماهير الأمة أن الاجتهاد جائز فى الجملة والتقليد
جائز فى الجملة لا يجبون الاجتهاد على كل أحد ويحرمون التقليد ولا يوجبون التقليد على كل أحد ويحرمون الاجتهاد وأن الاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد والتقليد جائز للعاجز عن الاجتهاد فأما القادر على الاجتهاد فهل يجوز له التقليد هذا فيه خلاف والصحيح أنه يجوز حيث عجز عن الاجتهاد إما لتكافؤ الأدلة وإما لضيق الوقت عن الاجتهاد وإما لعدم ظهور دليل له فانه حيث عجز سقط عنه وجوب ما عجز عنه وانتقل الى بدله وهو التقليد كما لو عجز عن الطهارة بالماء
وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد فى بعض المسائل جاز له الاجتهاد فان الاجتهاد منصب يقبل التجزى والانقسام فالعبرة بالقدرة والعجز وقد يكون الرجل قادرا فى بعض عاجزا فى بعض لكن القدرة على الاجتهاد لا تكون الا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها والله سبحانه أعلم(23/475)
التأويل عند الإمام أحمد؟
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:53 ص]ـ
أثناء مطالعتي لترجمة جبل السنة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في (البداية والنهاية) لتلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية،الحافظ ابن كثير رحمه الله، وجدت أنه ذكر عن القاضي أبي يعلى الفراء رحمه الله أن الإمام أحمد قال في قول الله عز وجل: (أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) قال: المراد قدرته وأمره. ثم روى عن الحافظ البيهقي رحمه الله في (الصفات) نقلا عن أبي عمرو السماك أن أحمد بن حنبل تأوّل قول الله تعالى (وجاء ربك) أنه: جاء ثوابه. ثم فال البيهقي: هذا إسناد لا غبار عليه.
ينظر: (البداية والنهاية: 10/ 325)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 12 - 02, 12:09 م]ـ
أخي هداك الله .....
قلتم ((جبل السنة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في (البداية والنهاية) لتلميذه الحافظ ابن كثير رحمه الله)) اهـ.
أسالك بالله هل تعرف كم الفرق بين مولد ابن كثير ووفاة الامام احمد؟؟؟؟؟
ويا اخي اقترح عليك حفظا للوقت ان تناقش بصورة اوضح هل ورد عن السلف تأويل ... ثم تسرد ادلتك في موضع واحد بدل تشتيتها في مواضيع اخر وسنبين لك ان شاء الله ... موضع الوهم .... ولو انك راجعت كتب السلف وخاصة كتاب الدارمي في نقض المريسي لتبين لك الحق ظاهرا جليا ....
ـ[المقري]ــــــــ[15 - 12 - 02, 12:26 م]ـ
باسم الله و الحمد لله و صل اللهم و سلم و على نبينا محمد و آله
الأخ الكريم السلام عليكم و رحمة الله.
لقد رد الأئمة الأعلام كشيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم أبلغ الرد دعوى تأويل إمام أهل السنة و بينوا ضعف و تهافت الشبه المتعلقة بذلك.
و لعل من أحسن الردود و هو تلخيص جيد متين لكلام شيخ الإسلام
و تلميذه، ما قيده الشيخ الفاضل سليمان العلوان في سفره المفيد النافع " إتحاف أهل الفضل و الإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه و تعليقات السقاف " (1/ 32 - 35)، و بين حفظه الله و متع به بما لا مزيد عليه، براءة الإمام أحمد مما نسبه إليه أهل التأويل و الكلام من قول، و حاشاه رحمه الله رحمة واسعة.
هذا ما تيسر الآن و الله الموفق.
أخوك أبو حاتم المقري.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 04:29 م]ـ
أعتذر عن هذا الخطأ فإني قصدت تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية وأرجو من الأخ المعصب أن يسع صدره لأخطاء المبتدئين. ولذلك أصلحته فشكرا له على التنبيه.
وأما بالنسبة لمن رد على ادعاء التأويل عند الإمام أحمد ما هو جوابه عن كلام الحافظ ابن كثير؟ وبخاصة أنه تلميذ شيخ الإسلام فهو أدرى بهذه المسائل. ألا ترون ذلك؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3557&highlight=%C7%E1%D5%E6%C7%DA%DE
قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 367) (وهذه رواية مشكلة جدا، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية أم لا) انتهى
قال المحقق جزاه الله خيرا في الحاشية (قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 143) وذكر أبو بكر الخلال فقال فد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وأغرب بغير شيء) انتهى وقال الذهبي في السير (13/ 52) (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب) انتهى
راجع ما قاله ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة للموصلي ص 478 وزاد المعاد (5/ 392) وراجع كلاما نفيسا لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (16/ 405) على رواية حنبل 0 وسيأتي كلام للمصنف (6/ 315،388) تحت حديث رقم (734،744) وكذا (7/ 229) تحت الحديث (806) انتهى ما في الحاشية
وحنبل قد نقل عن الإمام أحمد أنه أول المجيء في قوله تعالى (وجاء ربك) بالثواب
وهذا خلاف النصوص المنقولة عن أحمد
وهذا النقل يحتج به عدد ممن ينسبون التأويل لأحمد
والصحيح أنه غلط من حنبل
قال ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى ج: 16 ص: 404
و قد ذكر القاضى أبو يعلى عن أحمد أنه قال المراد به قدرته و أمره قال و قد بينه فى قوله (أو يأتى أمر ربك)
قلت هذا الذي ذكره القاضى و غيره أن حنبلا نقله عن أحمد فى كتاب المحنة أنه قال ذلك فى المناظرة لهم يوم المحنة لما احتجوا عليه بقوله تجيء البقرة و أل عمران قالوا و المجيء لا يكون إلا لمخلوق فعارضهم أحمد بقوله (و جاء ربك) أو (يأتى ربك) و قال المراد بقوله (تجيء البقرة و آل عمران) ثوابهما كما فى قوله و جاء ربك أمره و قدرته
وقد اختلف أصحاب أحمد فيما نقله حنبل فإنه لا ريب أنه خلاف النصوص المتواترة عن أحمد فى منعه من تأويل هذا و تأويل النزول و الإستواء و نحو ذلك من الأفعال
و لهم ثلاثة أقوال قيل هذا غلط من حنبل إنفرد به دون الذين ذكروا عنه المناظرة مثل صالح و عبدالله و المروذي و غيرهم فإنهم لم يذكروا هذا
(((و حنبل ينفرد بروايات يغلطه فيها طائفة كالخلال و صاحبه قال أبو إسحاق ابن شاقلا هذا غلط من حنبل لا شك فيه))
و كذلك نقل عن مالك رواية أنه تأول ينزل إلى السماء الدنيا أنه ينزل أمره لكن هذا من رواية حبيب كاتبه و هو كذاب بإتفاقهم و قد رويت من و جه آخر لكن الإسناد مجهول) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/476)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:09 م]ـ
أحسنتم يا شيخ: عبدالرحمن ... بارك الله في علمكم ونفع بكم.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:09 م]ـ
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، عند قول الله عز وجل ((وسع كرسيه السموات والأ {ض)). نقلا عن ابن أبي حاتم في تفسيره قال: حدثنا أبو سعيد الأشج: حدثنا ابن إدريس، عن مطرف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى (وسع كرسيه السموات والأرض) قال: علمه. وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهيثم كلاهما عن مطرف بن طريف به. قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير مثله؟ انتهى.
فالذي فهمته من هذا ان ابن عباس أوّل الكرسي بالعلم. هذا بالإضافة إلى تأويله الساق بالشدة. وقوله في افتراء اليهود على الله بقولهم (يد الله مغلولة) بأنها كناية عن البخل. وكل هذه الأقوال ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره. فهذا يدل على أنهم أوّلوا ـ هكذا فهمت ـ فكيف ينكر هذا عنهم؟
وإذا كان المعول على النقل أليس هذا بنقل؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:18 م]ـ
أهلاً .. أهلاً، ما هذا يا ( abouosama1) .
كأنك - ويا سبحان الله - لم ترَ ردِّي عليك في موضوع: ما الدليل على أنَّ الصحابة ... الخ.
عندما قلت أنت أولاً:
(( ... لقد قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير عند قول الله عز وجل (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه فهل هذا تأويل؟)).
فرددت عليك بقولي:
((• الأخ: عبدللطيف، بل أقصد أبو أسامة؛ وعفواً ..
ههنا تنبيهان:
1 - أولاً: ما نقلته عن تفسير ابن كثير فيه تدليس، إذ قلت (في تفسير ابن كثير) مما يوهم أنَّ قوله (كرسيه: علمه) هو كلام ابن كثير وليس كذلك الأمر.
• بل هذا التفسير (وليس تأويلاً) قد أورده ابن كثير من طريقي ابن أبي حاتم وابن جرير في تفسيرهما؛ كلاهما من طريق مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
• قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2/ 148) عن جعفر هذا: ((ذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت.
قال ابن مندة: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير.
قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض)، قال: علمه.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
قلت: قد روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره.
وروى أبو بكر الهذلي وغيره عن سعيد بن جبير من قوله قال: الكرسي موضع القدمين)) انتهى المقصود منه.
• قال أبو عمر: وقد ساق ابن كثير المرويات التي أجملها الذهبي ههنا بشيءٍ من البسط؛ ثم قال أخيراً: ((والصحيح أنَّ الكرسي غير العرش، والعرش أكبر منه؛ كما دلت على ذلك الآثار والأخبار)).
• وفي لسان العرب (6/ 194): ((قال أبو منصور: الصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه عمار الذهبي [كذا! والصواب: الدهني] عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره.
قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.
قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)) انتهى.
• قال أبو عمر: أبو منصور هذا هو الأزهري السلفي، صاحب تهذيب اللغة، وأكثر الروايات الصحيحة تدلُّ على أنَّ الكرسي هو موضع القدمين.
2 - ثانياً: تفسير الكرسي أنه العلم لو صحَّ من كلام ابن عباس – ولم يصحُّ – فإنَّ له أصلاً من كلام العرب.
• قال ابن جرير في تفسيره (3/ 11): ((وأما الذي يدل على صحَّته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال: هو علمه، وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: (ولا يؤوده حفظهما) على أنَّ ذلك كذلك؛ فأخبر أنه لا يؤده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض.
وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما)؛ فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء.
فكذلك قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض).
وأصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب: كراسة، ومنه: قول الراجز في صفة قانص: ( .......... ••• حتى إذا ما احتازها تكرَّسا).
يعني: علم، ومنه يقال للعلماء: الكراسي؛ لأنهم المعتمد عليهم؛ كما يقال: أوتاد الأرض؛ يعني بذلك: أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض.
ومنه قول الشاعر:
(يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ••• كراسي بالأحداث حين تنوب)
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها.
والعرب تسمي أصل كل شيء: الكرس؛ يقال منه: فلان كريم الكرس؛ أي: كريم الأرض.
قال العجاج: (قد علم القدوس مولى القدس ••• أن أبا العباس أولى نفس
بمعدن الملك الكريم الكرس
يعني بذلك: الكريم الأصل، ويروى: (في معدن العز الكريم الكرس).
• وقال في القاموس المحيط (1/ 735): ((والكرسي؛ بالضم وبالكسر: السرير والعلم)).)).
* أقول: ماذا يسمَّى صنيعك هذا؟!
نسأل الله السلامة والعافية!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/477)
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:16 ص]ـ
يبدو أن الأخ الفاضل أبا عمر قد التبس عليه الأمر فأنا لست الأخ الذي تذكره ثم أنا لم أدلس كل ما في الأمر أنكم يا أخي العزيز سبق وقلتم أنه لم يأت عن أحد من السلف التأويل فأوردت بعض النصوص التي جاء فيها تأويل عن الصحابة وأنت قلت إنه تفسير (ما في مشكل) المهم أنهم لم يحملوا هذه الألفاظ على الظاهر ثم ذكزت أن لفظة الكرسي من معانيها العلم ولكن يا أخي ألا ترى معي أن توجيه المعنى هو نوع من التأويل؟ أم أن القضية اختلاف مصطلحات؟
مع رجاء المحافظة على أدب الحوار لأنني لست ممن تعتقدهم لذا أتمنى أن تتجنب بعض الظن كما أنني بالفعل لم أقرأ ما كتبته في ذلك الموضع فعذرا ثانية
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:50 ص]ـ
ثم ذكرتم يا أخي الفاضل أن التأويل ليس من مذاهب السلف ولكن الإمام الشوكاني ذكر في إرشاد الفحول (ص299) ما يلي:
" إن الناس اختلفوا في صفات الباري على ثلاثة مذاهب:
الأول: أنه لا مدخل للتأويل فيها بل يجري على ظاهرها ولا يؤول شئ منها وهذا قول المشبهة.
الثاني أن لها تأويلا ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله تعالى ((وما يعلم تأويله إلا الله)) قال ابن برهان: وهذا قول السلف. ـ ثم نصره الشوكاني وارتضاه ـ
الثالث: إنها مؤولة. قال ابن برهان: والأول من المذاهب باطل. والآخران منقولان عن الصحابة. ونقل هذا المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة. انتهى ما ذكره الشوكاني رحمه الله
فما رأيكم في هذا الكلام أخي الكريم؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:05 ص]ـ
أخي الفاضل ...
ابتداءً استسمحك على (عدم التزامي بأدب الحوار) إن كان وقع مني شيءٌ منه معك أو مع غيرك.
وأما قولك: ((المهم أنهم لم يحملوا هذه الألفاظ على الظاهر ثم ذكزت أن لفظة الكرسي من معانيها العلم ولكن يا أخي ألا ترى معي أن توجيه المعنى هو نوع من التأويل؟ أم أن القضية اختلاف مصطلحات؟)).
فكلام غريب دالٌ على عدم فهمك للتعقيب الذي ذكرته على إيرادك .. ووجه الغرابة أني قد بيَّنت في كلامي الطويل السابق:
1 - أنَّ تفسير الكرسي بالعلم لم يثبت عن ابن عباس، وليس ابن كثير.
2 - أنَّ تفسيره الكرسي بالعلم ليس تأويلاً؛ لأنه قد ثبت في لغة العرب ذلك.
إذْ أين هو من التأويل (الذي هو: صرف اللفظ عن معناه الظاهر بدليل خارج عنه)؟!
فـ (العلم) و (موضع القدمين) كلاهما من ظاهر معنى الكرسي عند العرب، وأنت تقول: (لم يحملوا الألفاظ على الظاهر).
ما هو الظاهر إذن، الظاهر عندي وعندك وعند من لم يحط بكلام العرب وإطلاقاتها هو المعنى المشهور الصحيح، وهو: موضع القدمين.
وأما من كان محيطاً بكلام العرب؛ ولو بالنظر في كتب اللغة أو التفسير فإنَّ الظاهر عنده كلا الكلمتين.
أرجو أن يكون في هذا وضوح تام للفرق بين ما ذكرتَهُ وبين ما ذكرتُهُ.
وأما قضية (اختلاف المصطلحات) فليس له تعلُّقٌ بموضوعنا ههنا قِيْدَ أنملة.
فما جوابكم دام فضلكم!:)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:21 ص]ـ
أخي الفاضل ...
قلتم: ((ولكن الإمام الشوكاني ذكر في إرشاد الفحول (ص299) ما يلي: " إن الناس اختلفوا في صفات الباري ... الخ)).
فأقول: رأيي في هذا الكلام في نقطتين:
الأولى: هل المسألة هو قال فلان وقال فلان؟
فإن قال الشوكاني - رحمه الله - كلاماً فكان ماذا؟!
وقد قال غير الشوكاني خلاف قوله، وغيرهما خلافه، وغيرهم نقيضه.
والمذاهب في هذا كثيرة جداً.
فالمسألة في الحجَّة والبرهان على أي قولٍ يقول به أي فردٍ.
فهل عند الشوكاني أو عند من نقل عنه - ابن برهان - دليل أو برهان على ذلك.
فإن كان ثَمَّ دليل فلْيذكر لنا بالتوثيق (والإسناد الصحيح) أين أوَّل (بمعنى التحريف) هؤلاء الصحابة الذين ذكرهم ذلك التحريف الذي زعمه عليهم.
هذه واحدة وهي الأَوْلى والأقرب.
والثانية وهي دونها: لعلَّه يقصد بالتأويل (التفسير) وهو محتمل، وهو مذهب السلفيين أتباع الصحابة والنبيين.
وهو ضدُّ التفويض - ولعلك تعرف معناه - وهو مخالف لمذهبنا نحن السلفيين.
فما رأيكم في هذا؟!
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:34 ص]ـ
الحمد لله أني لست من أصحاب الرأي ـ المجرد عن الدليل ـ وإنما أحاول أن أفهم كلام العلماء دون أن أتعصب لواحد منهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل السمرقندي على ما ذكرت، فما نسبه ابن برهان ووافقه عليه الشوكاني مجرد دعوى تحتاج إلى دليل بالأسانيد الصحيحة، فأين نسبة هذه المقولات للصحابة رضي الله عنهم.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:42 ص]ـ
هل تقصد أن السلف يعرفون المعنى؟
فماذا نفعل بقول الإمام أحمد الذي ذكره ابن قدامة في لمعة الإعتقاد في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله ينزل إلى سماء الدنيا) و إن الله يرى يوم القيامة وما أشبه هذه الأحاديث: نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها. انتهى
وقول أبي الخطاب الكلوذاني الحنبلي في منظومته في العقيدة:
قالوا أتزعم أن على العرش استوى؟
قلت الصواب كذاك خبر سيدي
قالوا فما معنى استواه أبن لنا
فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
فقد فهمت من هذا أن الإمام أحمد نفى علم المعنى كما نفى علم الكيف. والكلوذاني اعتبر أن السؤال عن المعنى اعتداء.
وهذا عكس ما ذكرتموه فأرجو منكم أخي الكريم أن توضحوا لي المسألة وجزاكم الله كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/478)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 02:04 ص]ـ
نعم يا أخي الكريم.
كانوا يعرفون المعنى بالتأكيد؛ فهم أدخل في العروبة منَّا؛ فكانوا يعرفون معاني هذه الصفات والأسماء دون كيفيَّاتها؛ إذْ القرآن قد نزل يكلام عربي مبين.
وعندي شواهد على هذا الذي أؤكِّده لك ههنا.
:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 12 - 02, 02:08 ص]ـ
معنى الصفات معلوم من لغة العرب، وكيفية الصفات مجهولة،مثلا (سميع) هذه كلمة عربية فصيحة، يفهم معناها كل عربي، مثلا (يد) هذه كلمة يعرف معناها العرب، فمعنى الصفات معلوم، ولكن كيفيتها لانشك أنها لاتشبه صفات المخلوين، كما قال تعالى (ليس كمثله شيء)، فسمعه ليس كمثل سمع غيره،ويداه ليست كيد غيره، والإشتراك في معنى الصفات يكون قبل الإضافة، فأما بعد الإضافة فتختلف، مثلا كلمة يد، إذا أطلقت عرف العرب معناها، فإذا أضفتها إلى الفرس وإلى الأسد، فهنا تختلف، فالإتفاق يكون قبل الإضافة، أما بعدها فلا.
وأما من شبه الله بخلقه فهو كافر والعياذ بالله،فمن قال إن يد الله كيد المخلوقين فهو كافر، نعوذ بالله من ذلك.
فالأشاعرة مثلا مشبهة معطلة، شبهوا الله بخلقه، ثم لما علموا فساد المعنى الذي وصلوا له عطلوه عنها، فصفة الرحمة لله سبحانه وتعالى، يقول الأشاعرة (المشبهة المعطلة) أنها بمعنى إرادة الإنعام، فما هو السبب الذي جعلهم يقولونها، السبب هو أنهم اعتقدوا أنهم لو أثبتوها لله للزم منها الضعف، كما في الإنسان، فهنا شبهوا الله بخلقه، فقالوا إذا لابد من تأويلها (تحريفها) فقالوا إرادة النعمة!!، فشبهوا ثم عطلوا، وإثباتهم لصفة الإرادة هنا حجة عليهم، فكيف يثبتون لله إرادة!، والإنسان عنده إرادة، فإن قالوا إرادة الله تختلف عن إرادة المخلوقين فقد حجوا وخصموا، لأن هذا يقال في جميع الصفات، كاليد وغيرها.
وهناك قاعدة ذكرها الخطيب في رسالته (الكلام في الصفات) وهي (القول في الذات كالقول في الصفات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر)، وقد فصل ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله في رسالته (التدمرية).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 02:20 ص]ـ
من تلك الشواهد مثلاً:
ماأخرجه أحمد والبخاري - تعليقاً - والطبري وغيرهم بسند صحيح؛ عن عائشة قالت: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات؛ لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول؛ فأنزل الله عز وجل: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) إلى آخر الآية).
* فدلَّ هذا على أنَّ عائشة رضي الله عنها قد فهمت معنى (سمع الله).
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 12 - 02, 03:02 ص]ـ
وهنا قاعدة مهمة، وهي أن الذي يريد معرفة إعتقاد إمام السنة والحديث الإمام المبجل ناصر السنة وقامع البدعة، لايأخذ جزءا من كلام نقل عنه (متشابه)، ويترك الكلام الكثير المنقول عنه (محكم).
للفائدة هذه رسالة في عقيدة الإمام أحمد من جمع عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي (منقوله من برنامج تراث)
((إملاء الشيخ الإمام أبي الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي رضي الله عنه رواية ابن أخيه الشيخ الإمام جمال الإسلام أبي محمد رزق الله بن عبدالوهاب رضي الله عنه وأرضاه رواية الشيخ الإمام الحافظ أبي الفضل محمد بن الناصر بن محمد بن علي البغدادي عن أبي محمد التميمي رواية الشيخ الإمام الحافظ أبي محمد المبارك بن علي بن الحسين بن عبدالله ابن محمد محمد الطباخ البغدادي عنه رواية أبي محمد عبدالله بن عبدالواحد بن علاق الأنصاري عنه فيما كتب له في الإجازة
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين بن عبدالله ابن محمد المعروف بابن الطباخ البغدادي رحمه الله في الدنيا والآخرة إجازة قال حدثنا شيخنا الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن الناصر ابن محمد بن على البغدادي بها قال أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو محمد رزق الله بن عبدالوهاب التميمي قال أخبرنا عمي أبو الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز التميمي بجميع هذا الاعتقاد وقال:
جملة اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه والذي كان يذهب إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/479)
أن الله عز وجل واحد لا من عدد لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة وهو واحد من كل جهة وما سواه واحد من وجه دون وجه وأنه موصوف بما أوجبه السمع والإجماع وذلك دليل إثباته وأنه موجود
قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين
وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد وعنده انه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ ((هو الحي لا إله إلا هو)) ((وكان الله على كل شيء مقتدرا)) ((وكان الله بكل شيء عليما))
قال وفي صفات الله تعالى مالا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى ((وهو السميع البصير)) فبان بأخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا (سميع بصير) صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيءوليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله لموسى ((إنني معكماأسمع وأرى)) قال وقوله تعالى ((وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم))
يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال ((قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها))
وقال عليه الصلاة والسلام ((الصواب عائشة رضي الله عنها) (سبحان من وسع سمعه الأصوات)
ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع لجاز أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع
ومذهب أبي عبدالله احمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجه وصفه بقوله كل شيء هالك إلا وجهه ومن غير معناه فقد ألحد عنه وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ووجه الله باق لا يبلى وصفة له لا تفنى ومن ادعى أن وجهه نفسه فقد ألحدو من غير معناه فقد كفر وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع
وكان يقول إن لله تعالى يدين وهما صفة له في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا من جنس الأجسام ولا من جنس المحدود والتركيب ولا الأبعاض والجوارح ولا يقاس على ذلك ولا له مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة فيه قال الله تعالى ((بل يداه مبسوطتان)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كلتا يديه يمين)) وقال الله عز وجل ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) وقال ((والسماوات مطويات بيمينه)) ويفسد أن تكون يده القوة والنعمة والتفضل لأن جمع يد أيد وجمع تلك أياد ولو كانت اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم وثبتت حجة إبليس وكان يقول إن الله تعالى علما وهو عالم بعلم لقوله تعالى ((وهو بكل شيء عليم)) ولقوله ((ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)) وذلك في القرآن كثير وقد بينه الله عز وجل بيانا شافيا بقوله عز وجل ((لكن الله يشهد بما انزله إليك أنزله بعلمه)) وقال ((فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله)) وقال ((فلنقصن عليهم بعلم)) وهذا يدل على انه عالم بعلم وأن علمه بخلاف العلوم المحدثة التي يشوبها الجهل
ويدخلها التغير ويلحقها النسيان ومسكنها القلوب وتحفظها الضمائر ويقومها الفكر وتقويها الذاكرة وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير واعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير ولا هو غير العالم بل هو صفة من صفاته ومن خالف ذلك وجعل العلم لقبا لله عز وجل ليس تحته معنى محقق فهذا عند أحمد رضي الله عنه خروج عن الملة
وكان يقول إن لله تعالى قدرة وهي صفة في ذاته وأنه ليس بعاجز ولا ضعيف لقوله عز وجل ((وهو على كل شيء قدير)) وقوله تعالى ((قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)) الآية ولقوله ((فقدرنا فنعم القادرون)) ولقوله تعالى ((أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) 9
ولقوله تعالى ((ذو القوة المتين)) فهو قدير قادر وعليم وعالم ولا يجوز أن يكون قديرا ولا قدرة له ولا يجوز أن يكون عليما ولا علم له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/480)
وكان يقول إن الله تعالى لم يزل مريدا والإرادة صفة له في ذاته خالف بها من لا إرادة له والإرادة صفة مدح وثناء لأن كل ذات لا تريد ما تعلم أنه كائن فهي منقوصة والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست إرادته كإرادات الخلق وقد أثبت ذلك لنفسه فقال ((إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون)) وقال تعالى ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) فلو كانت إرادته مخلوقة لكانت مرادة بإرادة أخرى وهذا مالا يتناهى وذلك في القرآن كثير وقد دلت العبرة على أن من لا إرادة له فهو مكره
وكان يقول إن لله عز وجل كلاما هو به متكلم وذلك صفة له في ذاته خالف بها الخرس والبكم والسكوت وامتدح بها نفسه فقال عز وجل في الذين اتخذواالعجل ((ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين)) فعابهم لما عبدوا إلها لا يتكلم ولا كلام له فلو كان إلهنا لا يتكلم ولا
كلام له رجع العيب عليه وسقطت حجته على الذين اتخذوا العجل من الوجه الذي احتج عليهم به ويزيد ذلك أن إبراهيم عليه السلام أنب أباه بقوله ((يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا)) وحكى عن ابن مسعود وابن عباس أنهما فسرا قوله عز وجل ((قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون)) قالا غير مخلوق
وكان يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف وكان يبطل الحكاية ويضلل القائل بذلك وعلى مذهبه أن من قال إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط وأن الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل دون العبارة عنه ودون الحكاية له وتبطل الحكاية عنده بقوله عز وجل ((وكلم الله موسى تكليما)) و تكليما مصدر تكلم يتكلم فهو متكلم وذلك يفسد الحكاية ولم ينقل عن احد من ائمة المسلمين من المتقدمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين عليهم السلام القول بالحكاية والعبارة فدل على أن ذلك من البدع المحدثة
وكان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد وحكى جماعة عنه أن الاستواء من صفات الفعل وحكى جماعة عنه أنه كان يقول إن الاستواء من صفات الذات وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء وإنما خص الله العرش لمعنى فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه على العرش استوى أي عليه علا ولا يجوز ان يقال
استوى بمماسة ولا بملاقاة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل ولا يلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش
وكان ينكر على من يقول إن الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة وحكى عن عبدالرحمن بن مهدي عن مالك أن الله تعالى مستو على عرشه المجيد كما أخبر وأن علمه في كل مكان ولا يخلو شيء من علمه وعظم عليه الكلام في هذا واستبشعه فهو سبحانه عالم بالأشياء مدبر لها من غير مخالطة ولا موالجة بل هو العالي عليها منفرد عنها وقرأ احمد بن حنبل قوله تعالى ((وهو القاهر فوق عباده)) وقرأ ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) وقرأ ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)) وقرأ ((إني متوفك ورافعك إلي)) وقرأ ((يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون))
وذهب احمد بن حنبل رضي الله عنه إلى أن الله عز وجل يغضب ويرضى وأن له غضبا ورضى وقرأ احمد قوله عز وجل ((ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)) فأضاف الغضب إلى نفسه وقال عز وجل ((فلماآسفونا انتقمنا منهم)) قال ابن عباس يعني اغضبونا وقوله أيضا ((فجزاؤه جهنم حالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه)) ومثل ذلك في القرآن كثير والغضب والرضى صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يرضيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/481)
وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضى والغضب مخلوقان قالوا من قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه وسمى ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازا في بعض الأشياء وسمى عذاب الله تعالى وعقابه غضبا وسخطا لأنهما عن الغضب كانا
وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون بينهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة انهم يقولون هذه قدرة الله تعالى والمعنى أنها عن قدرة كانت وقد يقول الإنسان في دعائه اللهم اغفر لنا علمك فينا وإنما يريد معلومك الذي علمته فيسمي المعلوم باسم العلم وكذلك سمى المرتضي باسم الرضى وسمى المغضوب باسم الغضب
مسألة
وذهب إلى أن لله تعالى نفسا وقرأاحمد بن حنبل ((ويحذركم الله نفسه)) وقال عز وجل ((كتب ربكم على نفسه الرحمة)) وقال ((واصطنعتك لنفس)) وليست كنفس العباد التي هي متحركة متصعدة مترددة في أبدانهم بل هي صفة له في ذاته خالف بها النفوس المنفوسة المجعولة ففارق الأموات وحكى في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى ((تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)) قال تعلم ما في النفس المخلوقة ولا أعلم ما في نفسك الملكوتية إنك أنت علام الغيوب
وأنكر على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل
وكان يذهب إلى أن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار وقرأ ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) ولو لم يرد النظر بالعين ما قرنه بالوجه وأنكر نظر التعطف والرحمة لأن الخلق لا يتعطفون على الله تعالى ولا يرحمونه وأنكر الانتظار من أجل ذكر الوجه ومن أجل أنه تبعيض وتكرير ولأنه أدخل فيه إلى وإذا دخلت إلى فسد الانتظار قال الله تعالى ((ما ينظرون إلا صيحة واحدة)) وقال عز وجل ((فناظرة بم يرجع المرسلون)) فلما أراد الانتظار لم يدخل إلى وروى الحديث المشهور في قوله ترون ربكم إلى آخره
مسألة:
وكان يقول إن الله تعالى قديم بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه
وقد سئل هل الموصوف القديم وصفته قديمان؟
فقال:
هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته
مسألة وعظم عليه الكلام في الاسم والمسمى وتكلم أصحابه في ذلك فمنهم من قال الاسم للمسمى ومنهم من قال الاسم هو المسمى والقول الأول قول جعفر بن محمد والقول الثاني قول جماعة من متكلمي أصحاب الحديث الذين طلبوا السلامة أمسكوا وقالوا لا نعلم ((قا أبو عمر والأصح أن الإسم للمسمى)
وكان يذهب إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ولا يجوز أن يخرج شيء من أفعالهم عن خلقه لقوله عز وجل ((خالق كل شيء)) ثم لو كان مخصوصا لجاز مثل ذلك التخصيص في قوله ((لا إله إلا هو)) وأن يكون مخصوصا أنه إله لبعض الأشياء وقرأ ((وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة)) وقرأ ((عسى أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة)) وقرأ ((وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين)) وروى عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أعمال الخلق التي يستوجبون بها من الله السخط والرضا فقال هي من العباد فعلا ومن الله تعالى خلقا لا تسأل عن هذا أحدا بعدي
وكان أحمد يذهب إلى أن الاستطاعة مع الفعل وقرأ قوله عز وجل ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)) وقرأ ((ذلك تأويل مالم تستطع عليه صبرا)) والقوم لا آفة بهم وكان موسى تاركا للصبر وقرأ ((ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)) فدل على عجزنا ودل ذلك على ان الخلق بهذه الصفة لا يقدرون إلا بالله ولا يصنعون إلا ما قدره الله تعالى وقد سمي الإنسان مستطيعا إذا كان سليما من الآفات
مسألة:
وكان يقول إن الله تعالى أعدل العادلين وإنه لا يلحقه جور ولا يجوز أن يوصف به عز عن ذلك وتعالى علوا كبيرا وأنه متى كان في ملكه
مالا يريده بطلت الربوبية وذلك مثل أن يكون في ملكه مالا يعلمه تعالى الله علوا كبيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/482)
قال احمد بن حنبل ولو شاء الله أن يزيل فعل الفاعلين مما كرهه أزاله ولو شاء أن يجمع خلقه على شيء واحد فعله إذ هو قادر على ذلك ولايلحقه عجز ولا ضعف ولكنه كان من خلقه ما علم وأراد فليس بمغلوب ولا مقهور ولا سفيه ولا عاجز بريء من لواحق التقصير وقرأ قوله تعالى ((ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها)) ((ولو شاء الله لجمعهم على الهدى)) ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)) وهو عز وجل لا يوصف إذا منع بالبخل لأن البخيل هو الذي يمنع ما وجب عليه فاما من كان متفضلا فله أن يفعل وله أن لا يفعل
واحتج رجل من أصحابنا يعرف بأبي بكر بن احمد بن هانىء الإسكافي الأثرم فقال جعل الله تعالى العقوبة بدلا من الجرم الذي كان من عبده وهو مريد للعقوبة على الجرم وفي ذلك دليل واضح على أنه مريد لما أوجب العقوبة لأن كل من اراد البدل من الشيء فقد أراد المبدل ليصح بدله وليس يصح إرادته للبدل حتى يصح البدل وأيضا فقد خلق الله من يعلم أنه يكفر ولم يكن بذلك سفيها ولا عابثا وكذلك أيضا إذا أراد سفههم لا يكون سفيها ولو جاز أن يقع من الفاعلين فعل لا يريده الله ولا يلحقه في ذلك ضعف ولا وهن ولا عجز ولا غلبة ولا قهر لأنه قادر أن يلجئهم إليه كان جائزا أن يقع منه فعل لا يريده ولا يقع منه ضعف ولا وهن ولا تقصير لأنه قادر على تكوينه وإيقاعه وإذا بطل هذا بطل أن يكون من الأفعال مالا يريده
وذهب احمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أن عدل الله عز وجل لا يدرك بالعقول فلأجل ذلك كان من حمله على عقله جوره وشرح بعض أصحابه ذلك فقال لما كان الله سبحانه وتعالى لا يتصور
مالا يريده بطلت الربوبية وذلك مثل أن يكون في ملكه مالا يعلمه تعالى الله علوا كبيرا
وذهب احمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أن عدل الله عز وجل لا يدرك بالعقول فلأجل ذلك كان من حمله على عقله جوره
وشرح بعض أصحابه ذلك فقال لما كان الله سبحانه وتعالى لا يتصور
بالعقول ولا يتمثله التمييز وفات العقول دركه ومع ذلك فهو شيء ثابت وما تصور بالعقل فالله بخلافه وكذلك صفاته فمن حمل الربوبية وصفاتها على عقله رجع حسيرا ورام أمرا ممتنعا عسيرا والمخالفون بنوا أصولهم في التعديل والتجوير على عقولهم العاجزة عن درك الربوبية ففسد عليهم النظر
وكان احمد بن حنبل رضي الله عنه يقول إن الله تعالى يكره الطاعة من العاصي كما يكره المعصية من الطائع حكاه ابن ابي داود وقرأ ((ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم)) وانبعاثهم طاعة الله والله يكرهه
وكان احمد بن حنبل يذهب إلى أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويقوى بالعمل ويضعف بالجهل وبالتوفيق يقع وأن الإيمان اسم يتناول مسميات كثيرة من أفعال وأقوال وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))
وعنده أن الصلاة يقع عليها اسم إيمان وقراءة القرآن يقع عليها اسم إيمان
وسئل عن الإيمان أمخلوق أو غير مخلوق؟
فقال:
من قال إن الإيمان مخلوق فقد كفر لأن في ذلك إيهاما وتعريضا بالقرآن ومن قال إنه غير مخلوق فقد ابتدع لأن في ذلك إيهاما وتعريض أن أماطة الأذى عن الطريق وأفعال الأركان غير مخلوقة فكأنه أنكر على الطائفتين واصله الذي بني عليه مذهبه أن القرآن إذا لم ينطق بشيء ولا روى في السنة
عن النبي ص فيه شيء وانقرض عصر الصحابة ولم ينقل فيه عنهم قول الكلام فيه حدث في الإسلام فلأجل ذلك أمسك عن القول في خلق الإيمان وأن لا يقطع على جواب في أنه مخلوق او غير مخلوق وفسق الطائفتين وبدعهما
وكان يذهب إلى أن التوراة والإنجيل وكل كتاب أنزله الله عز وجل غير مخلوق إذا سلم له أنه كلام الله تعالى
وكان يكفر من يقول إن القرأن مقدور على مثله ولكن الله تعالى منع من قدرتهم بل هو معجز في نفسه والعجز قد شمل الخلق
وكان يقول إن الإيمان يزيد ويقرأ ((ويزداد الذين آمنوا إيمانا)) ويقرأ ((فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون))
وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/483)
وكان يقول إن الله سبحانه قال ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)) استثناءمن غير الجنس
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق
واستدل احمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإيمان والإسلام وجواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ((ذلك مؤمن فقال الآعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم)) وبحديث ((وفد عبدالقيس)) وبقوله عز وجل ((قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
وكان لا يكفرأحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ((ثم أرثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله))
فقد جمع بينهم في الاصطفاء
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك
ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوية وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجي إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب
ويجوز عنده أن يغفر الله لمن يتب واستدل على ذلك بقوله ((وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم)) والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل ((قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)) والتائب لا يقال له مسرف
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس
وأن الله تعالى يعذب قوما في قبروهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور
عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط)) (ضعيف)
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يخوفانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه (0كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يارسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما))
وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل ((لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)) قال عند سؤال منكر ونكير
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم
وكان يقول أنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله
وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم
وان الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا
3وقال احمد بن حنبل رضي الله عنه وأرى الصلاة خلف كل بر وفاجر وقد
صلى ابن عمر خلف الحجاج يعني الجمعة والعيدين
وأن الفيء يقسمه الإمام فإن تناصف المسلمون وقسموه بينهم فلا باس به
((وأنه إن بطل أمر الإمام لم يبطل الغزو والحج))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/484)
وأن الإمامة لا تجوز إلا بشروطها النسب والإسلام والحماية والبيت والمحتد وحفظ الشريعة وعلم الأحكام وصحة التنفيذ والتقوى وإتيان الطاعة وضبط أموال المسلمين فإن شهد له بذلك أهل الحل والعقد من علماء المسلمين وثقاتهم أو أخذ هو ذلك لنفسه ثم رضيه المسلمون جاز له ذلك
وأنه لا يجوز الخروج على إمام ومن خرج على إمام قتل الثاني
ويجوز الإمامة عنده لمن اجتمعت فيه هذه الخصال وإن كان غيره أعلم منه
وكان يقول إن الخلافة في قريش ما أقاموا الصلاة
وكان يقول لا طاعة لهم في معصية الله تعالى
وكان يقول من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامة وإن قدرتم على خلعه فافعلوا
وكان يقول الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر
وكان يقول الداعية إلى البدعة لا توبة له فأما من ليس بداعية فتوبته مقبولة
وكان يقول إن الإيمان منوط بالإحسان والتوبة رأس مال المتقين
وكان يقول إن الفقر أشرف من الغنى وإن الصبر أعظم مرارة وانزعاجه أعظم حالا من الشكر
وكان يقول الخير فيمن لا يرى لنفسه خيرا
وكان يقول على العبد أن يقبل الرزق بعد اليأس ولا يقبله إذا تقدمه طمع
وكان يحب التقلل طلبا لخفة الحساب
وكان يقول إن الله تعالى يرزق الحلال والحرام ويستدل بقوله عز وجل ((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا)) يعني ممنوعا
وكان يقول إن الرزق مقسوم لا زيادة فيه ولا نقصان وإن وجه الزيادة أن يلهمه الله تعالى إنفاقه في طاعة فيكون ذلك زيادة ونماء وكذلك الأجل لا يزاد فيه ولا ينقص منه ووجه الزيادة في الأجل أن يلهمه الطاعة فيكون مطيعا في عمره فبالطاعة يزيد وبالمعاصي ينقص وأما المدة عنده فلا تزيد ولا تنقص وقرأ ((لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون))
وكان يذهب إلى جواز الكرامات للأولياء ويفرق بينها وبين المعجزة وذلك أن المعجزة توجب التحري إلى صدق من جرت على يده فإن جرت على يدي ولي كتمها وأسرها وهذه الكرامة وتلك المعجزة وينكر على من رد الكرامات ويضلله
وكان يأمر بالكسب لمن لا قوت له ويأمر من له قوت بالصبر ويجعله فريضة عليه
وكان يقول إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض وإن بني آدم أفضل من الملائكة ويخطىء من يفضل الملائكة على بني آدم
ويقول إن الوصية قبل الموت أخذ بالحزم للقاء الله عز وجل
ويقول إن التائب من الذنوب كمن لا ذنب له
ويقول من كان له ورد فقطعه خفت عليه أن يسلب حلاوة العبادة
قال إبراهيم الحربي سمعت احمد بن حنبل يقول إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب
وكان يقول أهل الصفة أعيان الصحابة
وكان يقول الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها إلا الأكابر
وسأله رجل: طلبت العلم بنية؟
فقال:
هذا شرط شديد ولكن حبب إلي شيء فجمعته
وسئل قبل موته بيوم عن احاديث الصفات؟
فقال تمر كما جاءت ويؤمن بها ولا يرد منه شيء إذا كانت بأسانيد صحاح ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ومن تكلم في معناها ابتدع
(((وكان يقول أصحاب الحديث أمراء العلم)))
وكان يقول إذا ذكرالحديث فمالك بن أنس هو النجم
وكان يقول سفيان الثوري جمع الحالين العلم والزهد
وكان يقول سفيان بن عيينة حفظ على الناس ما لولاه لضاع
وكان يقول الشافعي من احباب قلبي
وكان يقول هل رأت عيناك مثل وكيع
وكان يقول أنا أحب موافقة أهل المدينة
وكان يحب قراءة نافع لأنها أكثر اتباعا
فهذا وما شاكله محفوظ عنه وما خالف ذلك فكذب عليه وزور
وكان دعاؤه في سجوده اللهم من كان من هذه الأمة على غير الحق وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق وكان
يقول اللهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فداء فاجعلني فداهم
تم الاعتقاد بحمد الله ومنه وحسن توفيقه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 12 - 02, 08:45 ص]ـ
ابو أسامة ..... الوقوع في الخطأ ليس بعيب العيب لمز من نبهك عليه وارشدك اليه ...
وفقنا الله لكل خير .....
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 06:10 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/485)
• أولاً: يا أخي الكريم ... الإمام ابن قدامة ممن عنده شيءٌ من التفويض؛ كما في مواضع من كتابيه: لمعة الاعتقاد، وحكاية المناظرة في القرآن، وقد تقدَّم ذكره على هذا الرابط:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=4724&highlight=%C7%E1%C3%D4%DA%D1%ED
فحكايته - رحمه الله - لقول إمامه - مع مخالفته له دون أن يدرك ذلك - غير مقبولة، لاحتمال أن يكون إنما أدَّى كلام إمامه بالمعنى الذي فهمه منه غلطاً.
• وقد حكى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 502) هذه الرواية بألفاظ أخرى تفسِّر المبهم منها من رواية حنبل، قال:
((777 - قال حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)؟
فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا نردُّ شيئا منها؛ إذا كانت أسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق.
حتى قلت لأبي عبد الله: ينزل الله إلى سماء الدنيا - قال - قلت: نزوله بعلمه، بماذا؟
فقال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا؟!
امض الحديث على ما روي بلا كيف، ولاحد، وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب.
قال الله عزوجل: (ولا تضربوا لله الأمثال) ينزل كيف يشاء؛ بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هرب هارب)).
• فقوله: ((اسكت عن هذا، مالك ولهذا؟! امض الحديث على ما روي بلا كيف، ولاحد، وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب))، إنما كان جواباً عن قول حنبل: ((نزوله بعلمه، بماذا؟))، بعد أن قال أولاً: ((نؤمن بها، ونصدق بها، ولا نردُّ شيئا منها؛ إذا كانت أسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق)).
• والجواب الثاني: أنه وإن صحَّت نسبة هذا القول له - رحمه الله - فنجيب بما ذكره الأخ الفاضل: عبدالرحمن الفقيه = بأنَّا نردُّ كلامه المشتبه إلى المحكم منه.
• والأئمة؛ أحمد وغيره كانوا يردُّون على المشبِّهة ومن سأل عن الكيف بمثل هذا الجواب، ونحوه.
• وعندي عن طائفةٍ من السلف - رضي الله عنهم - كلاماً يشبه الكلام المتقدِّم لأحمد، لعلي أسوق طائفةً منه فيما يستقبل، وأبيِّن وجه الجواب عنه كله، وبالله التوفيق والإعانة.
* وللكلام تتمَّة وأنا مشغول [جداً] عن إتمامه الآن؛ لكن لعل لنا عودة ونقاش قريباً، إنشاء الله تعالى.
• أخي الفاضل الكريم الشيخ: عبدالرحمن الفقيه ... بارك الله في تعقيباتك وكتب لك الأجر على الجهد المبذول.
:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 12 - 02, 09:03 م]ـ
هذا موضوع من المنتدى القديم
قال ذو المعالي:
هل ابن قدامة مفوِّض؟ حلُّ إشكال في (اللمعة)
هذا تحرير لمسألة مهمة ذكرها الإمام ابن قدامة _ رحمه الله _ في (اللمعة) فقال: [و ما أشكل من ذلك _ أي الصفات _؛ وجب إثباته لفظاً و ترك التعرض لمعناه].
و هذه الكلمة قد أورثت إشكالاً كبيراً بين العلماء في: ما المراد بها، و ما هو مذهب ابن قدامة في الصفات؟
و قبل الولوج في تحرير مراد ابن قدامة من هذه اللفظة التي ذكرها في (اللمعة) أبيِّن مسألة نفيسة ينبني عليها هذا التحرير، و هي:
أن الصفات بالنسبة لمعانيها نوعان:
الأول: صفات معناها واضح جلي.
الثاني: صفات معناها مشكل خفي.
فالواجب في الأول أمران:
أحدهما: الإيمان بها لفظاً.
ثانيهما: الإيمان بالمعنى الظاهر منها.
و أما الثاني فالواجب فيه أمران _ أيضاً _:
أولهما: الإيمان بها لفظاً.
ثانيهما: ترك التعرض لمعناها.
قال شيخنا العلامة الفقيه محمد بن صالح العُثَيْمِيْن _ رحمه الله _: (و الواجب عند الإشكال اتباع ما سبق من ترك التعرض له و التخبط في معناه) ().
و أما كلمة الموفق فإن أهل العلم لهم فيها أربعة توجيهات:
الأول: أنه قول المفوضة، و قال به العلامة محمد بن إبراهيم (فتاويه 1/ 202 - 203)، و العلامة عبد الرزاق عفيفي (فتاويه 1/ 153).
بل نصَّ الثاني على أنه مفوِّض، و برأه الأول من التفويض _ و هو الحق _.
الثاني: أن المراد بقوله: (و ترك التعرض لمعناه) أحد أمرين:
أحدهما: الكيفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/486)
الثاني: المعنى الباطل.
و مما يؤيد هذا _ و أنه هو من مراده بهذه اللفظة _ استدلاله بقول الإمام أحمد: (لا كيف و لا معنى) أي: لا تعرضاً للكيفية، و لا ذكراً للمعاني الباطلة التي تنزه عنها الصفات.
الثالث: أن مراده تفويض الصفة التي أشكل عليه معناها، و هذا ظاهر كلامه.
قلت: و هذا هو الحق _ عندي _ و هو الذي يجب حمل كلامه عليه، لأدلة:
الأول: قوله: (و ما أشكل) فلم يرد مطلق التفويض لمعاني الصفات.
الثاني: آية آل عمران (7)، فقد قال في الروضة (1/ 281): (و لأن قولهم (آمنا به) يدل على نوع تفويض و تسليم لشيء لم يقفوا على معناه …).
و لا شك أن مراده تفويض المعنى المشكل.
الثالث: أن الآية فيها أن التشابه في الأدلة أمر نسبي؛ فقد يشكل نص على عالم، و ليس هو كذلك عند غيره.
ثم _ أيضاً _ إن الواجب إرجاع هذه اللفظة المشكلة من كلام الموفق _ رحمه الله _ إلى سائر كلامه في كتبه _ كما في رسالته (اللمعة) من تقريره الصفات على منهاج أهل السنة ()، و اعتقاده المشهود له به من قِبَلِ من ترجم له من أهل السنة.
الرابع: أن مراده بتلك القولة هو تفويض المعنى المراد عند الجهمية، و دليل ذلك استدلاله بقول الإمام أحمد: (لا كيف و لا معنى).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _مبيناً معنى كلمة الإمام أحمد _: (و المنتسبون إلى السنة من الحنابلة و غيرهم الذين جعلوا لفظ التأويل يعم القسمين يتمسكون بما يجدونه فى كلام الأئمة في المتشابه مثل قول أحمد فى رواية حنبل و لا كيف و لا معنى ظنوا أن مراده أنا لا نعرف معناها و كلام أحمد صريح بخلاف هذا في غير موضع و قد بين أنه إنما ينكر تأويلات الجهمية و نحوهم الذين يتأولون القرآن على غير تأويله) [الفتاوي 17/ 363].
ثم قال: (فنفى أحمد قول هؤلاء و قول هؤلاء قول المكيفة الذين يدعون أنهم علموا الكيفية و قول المحرفة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون معناه كذا و كذا) [17/ 364].
و لِيُعْلَمْ أن الأخذ بهذه الكلمة الموهمة و جعلها مذهباً للموفق دون الرجوع إلى مذهبه في سائر كتبه أمر لا يجوز الحكم من خلاله على الموفق، و هو حكم خالٍ من التحقيق.
ثم _ أيضاً _ إن الموفق _ رحمه الله _ لم يُبَيِّن أن هذا هو مذهبه، بل إنه قرَّرَ منهجاً عاماً، و هذا فيه فائدة قلَّ من تنبه لها أحد؛ و هي: أنه سدَّ باب الخوض في الصفات بغير حق، و التكلف في تتبع الكيفيات، و ضرب المعاني الباطلة لصفات الله _ تعالى _.
قال عبدالله العتيبي:
شيخنا العالي ذو المعالي:
شكرا لك ووفقت دوما.
هل هناك من العلماء من تكلم في شيء من عقيدة ابن قدامة؟؟.
قال ذو المعالي:
أخانا المفضال، الراغب في الكمال / عبد الله العتيبي (رزقت علماً نافعاً، و عملاًُ متقبلا)
ابن قدامة _ رحمه الله _ إمام سنة، و معروف اعتقاده السلفي الصجيح، و مشهود له بذلك من أئمة السنة الحنابلة.
و لا يجادل في ذلك إلا من لم يعرف من هو ابن قدامة ...
و لكن جاءت هذه الكلمة التي سطَّرها في كتابه (اللمعة) فأورثت شبهة على البعض، و إلا فهي كما قرَّرت لك ظاهر منها الصحة، و بائن منها الصواب.
و كلامه هذا لو أخذناه من باب المتشابه في كلامه فإننا _ وجوباً _ نردُّه إلى المحكم من كلامه، و هو نوعان:
الأول: ما قرَّه في كتبه من صحة اعتقاده و سلامة ديانته.
و ذلك منثور في مجموعة من كتبه، منها (اللمعة).
الثاني: ما عرف عنه من سلامة الاعتقاد، و شهادة العلماء له.
و الله أعلم
قال عبدالرحمن الفقيه:
فائدة:
مما يضاف على المآخذ على ابن قدامة رحمه الله في اللمعة غير الكلام في التفويض
قوله (ومن صفات الله تعالى، أنه متكلم بكلام قديم)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للمعة الإعتقاد (قوله متكلم بكلام قديم يعني قديم النوع حادث الآحاد
قال الشيخ الألباني :
لايصلح الا هذا المعنى على مذهب أهل السنة والجماعة (((وإن كان ظاهر كلامه إنه قديم النوع والآحاد))) انتهى كلام الشيخ رحمه الله
ومن ذلك قول ابن قدامة رحمه الله (ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل)
وهذا فيه نظر، فالصواب أن الكفر يكون بالقول والفعل والاعتقاد،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/487)
يراجع كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية لعبدالعزيز العبد اللطيف ص 261 وما بعدها، وكتاب التوسط والاعتدال للشيخ علوي السقاف.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:00 م]ـ
• جزى الله الأخوة الذين أثروا هذا الموضوع؛ وخاصة الأخ الغائب: أبو المعالي.
• فأنا راجعٌ الآن عن تهمة التفويض التي نسبتها للإمام ابن قدامة رحمه الله.
• ومما يؤيِّد ما ذهب إليه (أبو المعالي وبقية الأخوة) من نتيجة البحث السابق من كون ابن قدامة ليس مفوضاً = ما قاله ابن قدامة أيضاً في حكاية المناظرة في القرآن (ص/43 - 44)؛ قال: ((فإن قالوا: فالصوت لا يكون إلاَّ من هواءٍ بين جِرمين.
قلنا: هذا من الهذيان الذي أجبنا عن مثله في الحرف.
وقلنا: إنَّ هذا قياسٌ منهم لربنا تبارك وتعالى على خلقه، وتشبيهٌ له بعياده، وحكمٌ عليه بأنه لا تكون صفةٌ إلاَّ كصفات المخلوقين، وهذا ضلال بعيد.
ثم إنَّه يلزمهم مثل هذا في بقيَّة الصفات؛ على ما أسلفناه.
على أنَّ معتمدنا في صفات الله عزوجل إنما هو الاتِّباع؛ نصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، ولا نتعدَّى ذلك ولا نتجاوزه ولا نتأوَّله و (لا نفسِّره)، ونعلم أنَّ ما قال الله ورسوله حقٌ وصدقٌ؛ لا نشكُّ فيه ولا نرتاب، ونعلم أنَّ لما قال الله ورسوله معنىً هو به عالمٌ؛ فنؤمن به بالمعنى الذي أراده، و (نكل علمه إليه)، ونقول كما قال سلفنا الصالح وأئمتنا المقتدى بهم ... ونسكت عما وراء ذلك، نتَّبع ولا نبتدع ... )).
• فقوله رحمه الله تعالى: ((ولا نفسِّره))، و ((ونكل علمه إليه)) يوضِّحه ما تقدَّم من ردِّه على من أراد الإلزام بالتشبيه؛ بقوله: ((فإن قالوا: فالصوت لا يكون إلاَّ من هواءٍ بين جِرمين.
قلنا: هذا من الهذيان الذي أجبنا عن مثله في الحرف.
وقلنا: إنَّ هذا قياسٌ منهم لربنا تبارك وتعالى على خلقه، وتشبيهٌ له بعياده، وحكمٌ عليه بأنه لا تكون صفةٌ إلاَّ كصفات المخلوقين، وهذا ضلال بعيد)).
• فيكون مقصوده – رحمه الله -: أننَّا نثبت لكلام الله تعالى صوتاً، والصوت هو الصوت، ونكل علم كيفيَّته إلى عالمه، ولا نكيِّفه بتفسيره الذي يرومه المبتدعة في إلزامهم.
والحمدلله رب العالمين.
• الأخ ( abouosama1 ) .. بعد رجوعي عما تقدَّم يبقى لك الوجه الثاني الذي أسلفته، وأما الوجه الأول فاجعله كأن لم يكن.
:)
ـ[ abouosama1] ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:13 ص]ـ
الأخ الفاضل المشرف العام أشكرك على هذه الرسالة النافعة في بيان معتقد أهل السنة والحماعة معتقد الإمام المبجل أحمد بن حنبل رضي الله عنه وقد طبعتها لأقرأها على مهل وإن كانت عندي بعض الإستفسارات سوف أرسلها لك لتشرحها لي وجزاك الله كل خير
ـ[ abouosama1] ــــــــ[17 - 12 - 02, 05:31 م]ـ
الأخ الفاضل المشرف العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد:
أرجو أن توضح لي عدة أمور أشكلت علي
وأبتدئ بأول جواب لكم الذي أوردتم فيه كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله والذي مفاده أن متقدمي أصحاب الإمام أحمد اختلفوا فيما تفرد به حنبل هل تثبت أم لا؟
والسؤال: إذا كان أصحاب الإمام اختلفوا كيف يسوغ لنا أن نجزم بوجه دون وجه؟ وما هم المرجح؟
وذكرتم يا سيدي أن القاضي الفراء والحافظ الذهبي قالا: إن حنبل تفرد وأغرب بغير شيئ عن الإمام فهل ورد إن مسائل التأويل هذه من جملتها؟
وجزاكم الله عن العلم وأهله خير الجزاء
ـ[ abouosama1] ــــــــ[22 - 12 - 02, 02:51 ص]ـ
لا أدري لم تأخر الجواب فلعل المانع خير
أما بالنسبة لما سبق من الأجوبة فجزاكم الله كل خير ولكن عندي استيضاح جديد يتعلق بمعنى الصفات.
فقد جاء في معتقد الإمام الذي جمعه الإمام أبو الفضل التميمي ـ وهو من علماء القرن الخامس ـ أن الإمام أحمد قال: " وفي صفات الله ما لا سبيل إلى معرفته إلا السمع ـ أي الخبر ـ " أليس هذا يدل على أن في الصفات ما لا يعرف معناه؟
ويدل على هذا المعنى ما ذكرته بعد من أن الصفات بالنسية لمعانيها نوعان:
الأمل: صفات معناها واضح جلي.
والثاني صفات معناها مشكل خفي.
فالواجب في الأول أمران: أحدهما: الإيمان بها لفظا. والآخر: الإيمان بالمعنى الظاهر منها.
والثاتي: الواجب فيها أمران ـ أيضا ـ: الإيمان بها لفظا، والآخر ترك التعرض امعناها.
هذا ما قرأته هنا وقد وجدته مطابقا لكلام البيهقي في (الأسماء والصفات) وفي (الإعتقاد) أن الصفات على قسمين: قسم تدرك دلالته بالعقل وقسم لا سبيل إلى معرفته إلا ورود الخبر الصحيح. والفرق الوحيد بين النقلين أن الكلام هنا لم يحدد ما هي الصفات التي من النوع الأول أو الثاني على التفصيل الذي ذكرتم. وأما عند البيهقي فقد ذكرها بالتفصيل.
وإذا كان المعروف أن البيهقي أشعري فما الفرق بين المذهبين؟(23/488)
التأويل عند الإمام أحمد؟
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 11:53 ص]ـ
أثناء مطالعتي لترجمة جبل السنة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في (البداية والنهاية) لتلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية،الحافظ ابن كثير رحمه الله، وجدت أنه ذكر عن القاضي أبي يعلى الفراء رحمه الله أن الإمام أحمد قال في قول الله عز وجل: (أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) قال: المراد قدرته وأمره. ثم روى عن الحافظ البيهقي رحمه الله في (الصفات) نقلا عن أبي عمرو السماك أن أحمد بن حنبل تأوّل قول الله تعالى (وجاء ربك) أنه: جاء ثوابه. ثم فال البيهقي: هذا إسناد لا غبار عليه.
ينظر: (البداية والنهاية: 10/ 325)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 12 - 02, 12:09 م]ـ
أخي هداك الله .....
قلتم ((جبل السنة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل في (البداية والنهاية) لتلميذه الحافظ ابن كثير رحمه الله)) اهـ.
أسالك بالله هل تعرف كم الفرق بين مولد ابن كثير ووفاة الامام احمد؟؟؟؟؟
ويا اخي اقترح عليك حفظا للوقت ان تناقش بصورة اوضح هل ورد عن السلف تأويل ... ثم تسرد ادلتك في موضع واحد بدل تشتيتها في مواضيع اخر وسنبين لك ان شاء الله ... موضع الوهم .... ولو انك راجعت كتب السلف وخاصة كتاب الدارمي في نقض المريسي لتبين لك الحق ظاهرا جليا ....
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[15 - 12 - 02, 12:26 م]ـ
باسم الله و الحمد لله و صل اللهم و سلم و على نبينا محمد و آله
الأخ الكريم السلام عليكم و رحمة الله.
لقد رد الأئمة الأعلام كشيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم أبلغ الرد دعوى تأويل إمام أهل السنة و بينوا ضعف و تهافت الشبه المتعلقة بذلك.
و لعل من أحسن الردود و هو تلخيص جيد متين لكلام شيخ الإسلام
و تلميذه، ما قيده الشيخ الفاضل سليمان العلوان في سفره المفيد النافع " إتحاف أهل الفضل و الإنصاف بنقض كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه و تعليقات السقاف " (1/ 32 - 35)، و بين حفظه الله و متع به بما لا مزيد عليه، براءة الإمام أحمد مما نسبه إليه أهل التأويل و الكلام من قول، و حاشاه رحمه الله رحمة واسعة.
هذا ما تيسر الآن و الله الموفق.
أخوك أبو حاتم المقري.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 04:29 م]ـ
أعتذر عن هذا الخطأ فإني قصدت تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية وأرجو من الأخ المعصب أن يسع صدره لأخطاء المبتدئين. ولذلك أصلحته فشكرا له على التنبيه.
وأما بالنسبة لمن رد على ادعاء التأويل عند الإمام أحمد ما هو جوابه عن كلام الحافظ ابن كثير؟ وبخاصة أنه تلميذ شيخ الإسلام فهو أدرى بهذه المسائل. ألا ترون ذلك؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 02, 09:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3557&highlight=%C7%E1%D5%E6%C7%DA%DE
قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 367) (وهذه رواية مشكلة جدا، ولم يروها عن أحمد غير حنبل، وهو ثقة إلا أنه يهم أحيانا، وقد اختلف متقدمو الأصحاب فيما تفرد به حنبل عن أحمد: هل تثبت به رواية أم لا) انتهى
قال المحقق جزاه الله خيرا في الحاشية (قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/ 143) وذكر أبو بكر الخلال فقال فد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية وأغرب بغير شيء) انتهى وقال الذهبي في السير (13/ 52) (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب) انتهى
راجع ما قاله ابن القيم في مختصر الصواعق المرسلة للموصلي ص 478 وزاد المعاد (5/ 392) وراجع كلاما نفيسا لشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (16/ 405) على رواية حنبل 0 وسيأتي كلام للمصنف (6/ 315،388) تحت حديث رقم (734،744) وكذا (7/ 229) تحت الحديث (806) انتهى ما في الحاشية
وحنبل قد نقل عن الإمام أحمد أنه أول المجيء في قوله تعالى (وجاء ربك) بالثواب
وهذا خلاف النصوص المنقولة عن أحمد
وهذا النقل يحتج به عدد ممن ينسبون التأويل لأحمد
والصحيح أنه غلط من حنبل
قال ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى ج: 16 ص: 404
و قد ذكر القاضى أبو يعلى عن أحمد أنه قال المراد به قدرته و أمره قال و قد بينه فى قوله (أو يأتى أمر ربك)
قلت هذا الذي ذكره القاضى و غيره أن حنبلا نقله عن أحمد فى كتاب المحنة أنه قال ذلك فى المناظرة لهم يوم المحنة لما احتجوا عليه بقوله تجيء البقرة و أل عمران قالوا و المجيء لا يكون إلا لمخلوق فعارضهم أحمد بقوله (و جاء ربك) أو (يأتى ربك) و قال المراد بقوله (تجيء البقرة و آل عمران) ثوابهما كما فى قوله و جاء ربك أمره و قدرته
وقد اختلف أصحاب أحمد فيما نقله حنبل فإنه لا ريب أنه خلاف النصوص المتواترة عن أحمد فى منعه من تأويل هذا و تأويل النزول و الإستواء و نحو ذلك من الأفعال
و لهم ثلاثة أقوال قيل هذا غلط من حنبل إنفرد به دون الذين ذكروا عنه المناظرة مثل صالح و عبدالله و المروذي و غيرهم فإنهم لم يذكروا هذا
(((و حنبل ينفرد بروايات يغلطه فيها طائفة كالخلال و صاحبه قال أبو إسحاق ابن شاقلا هذا غلط من حنبل لا شك فيه))
و كذلك نقل عن مالك رواية أنه تأول ينزل إلى السماء الدنيا أنه ينزل أمره لكن هذا من رواية حبيب كاتبه و هو كذاب بإتفاقهم و قد رويت من و جه آخر لكن الإسناد مجهول) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/489)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:09 م]ـ
أحسنتم يا شيخ: عبدالرحمن ... بارك الله في علمكم ونفع بكم.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:09 م]ـ
ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، عند قول الله عز وجل ((وسع كرسيه السموات والأ {ض)). نقلا عن ابن أبي حاتم في تفسيره قال: حدثنا أبو سعيد الأشج: حدثنا ابن إدريس، عن مطرف بن طريف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى (وسع كرسيه السموات والأرض) قال: علمه. وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهيثم كلاهما عن مطرف بن طريف به. قال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير مثله؟ انتهى.
فالذي فهمته من هذا ان ابن عباس أوّل الكرسي بالعلم. هذا بالإضافة إلى تأويله الساق بالشدة. وقوله في افتراء اليهود على الله بقولهم (يد الله مغلولة) بأنها كناية عن البخل. وكل هذه الأقوال ذكرها الحافظ ابن كثير في تفسيره. فهذا يدل على أنهم أوّلوا ـ هكذا فهمت ـ فكيف ينكر هذا عنهم؟
وإذا كان المعول على النقل أليس هذا بنقل؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 02, 10:18 م]ـ
أهلاً .. أهلاً، ما هذا يا ( abouosama1) .
كأنك - ويا سبحان الله - لم ترَ ردِّي عليك في موضوع: ما الدليل على أنَّ الصحابة ... الخ.
عندما قلت أنت أولاً:
(( ... لقد قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير عند قول الله عز وجل (وسع كرسيه السموات والأرض) أي علمه فهل هذا تأويل؟)).
فرددت عليك بقولي:
((• الأخ: عبدللطيف، بل أقصد أبو أسامة؛ وعفواً ..
ههنا تنبيهان:
1 - أولاً: ما نقلته عن تفسير ابن كثير فيه تدليس، إذ قلت (في تفسير ابن كثير) مما يوهم أنَّ قوله (كرسيه: علمه) هو كلام ابن كثير وليس كذلك الأمر.
• بل هذا التفسير (وليس تأويلاً) قد أورده ابن كثير من طريقي ابن أبي حاتم وابن جرير في تفسيرهما؛ كلاهما من طريق مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
• قال الذهبي في ميزان الإعتدال في نقد الرجال (2/ 148) عن جعفر هذا: ((ذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت.
قال ابن مندة: ليس هو بالقوي في سعيد بن جبير.
قلت روى هشيم عن مطرف عنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض)، قال: علمه.
قال ابن مندة: لم يتابع عليه.
قلت: قد روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره.
وروى أبو بكر الهذلي وغيره عن سعيد بن جبير من قوله قال: الكرسي موضع القدمين)) انتهى المقصود منه.
• قال أبو عمر: وقد ساق ابن كثير المرويات التي أجملها الذهبي ههنا بشيءٍ من البسط؛ ثم قال أخيراً: ((والصحيح أنَّ الكرسي غير العرش، والعرش أكبر منه؛ كما دلت على ذلك الآثار والأخبار)).
• وفي لسان العرب (6/ 194): ((قال أبو منصور: الصحيح عن ابن عباس في الكرسي ما رواه عمار الذهبي [كذا! والصواب: الدهني] عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره.
قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.
قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم فقد أبطل)) انتهى.
• قال أبو عمر: أبو منصور هذا هو الأزهري السلفي، صاحب تهذيب اللغة، وأكثر الروايات الصحيحة تدلُّ على أنَّ الكرسي هو موضع القدمين.
2 - ثانياً: تفسير الكرسي أنه العلم لو صحَّ من كلام ابن عباس – ولم يصحُّ – فإنَّ له أصلاً من كلام العرب.
• قال ابن جرير في تفسيره (3/ 11): ((وأما الذي يدل على صحَّته ظاهر القرآن فقول ابن عباس الذي رواه جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه أنه قال: هو علمه، وذلك لدلالة قوله تعالى ذكره: (ولا يؤوده حفظهما) على أنَّ ذلك كذلك؛ فأخبر أنه لا يؤده حفظ ما علم، وأحاط به مما في السموات والأرض.
وكما أخبر عن ملائكته أنهم قالوا في دعائهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما)؛ فأخبر تعالى ذكره أن علمه وسع كل شيء.
فكذلك قوله: (وسع كرسيه السموات والأرض).
وأصل الكرسي العلم ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب: كراسة، ومنه: قول الراجز في صفة قانص: ( .......... ••• حتى إذا ما احتازها تكرَّسا).
يعني: علم، ومنه يقال للعلماء: الكراسي؛ لأنهم المعتمد عليهم؛ كما يقال: أوتاد الأرض؛ يعني بذلك: أنهم العلماء الذين تصلح بهم الأرض.
ومنه قول الشاعر:
(يحف بهم بيض الوجوه وعصبة ••• كراسي بالأحداث حين تنوب)
يعني بذلك: علماء بحوادث الأمور ونوازلها.
والعرب تسمي أصل كل شيء: الكرس؛ يقال منه: فلان كريم الكرس؛ أي: كريم الأرض.
قال العجاج: (قد علم القدوس مولى القدس ••• أن أبا العباس أولى نفس
بمعدن الملك الكريم الكرس
يعني بذلك: الكريم الأصل، ويروى: (في معدن العز الكريم الكرس).
• وقال في القاموس المحيط (1/ 735): ((والكرسي؛ بالضم وبالكسر: السرير والعلم)).)).
* أقول: ماذا يسمَّى صنيعك هذا؟!
نسأل الله السلامة والعافية!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/490)
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:16 ص]ـ
يبدو أن الأخ الفاضل أبا عمر قد التبس عليه الأمر فأنا لست الأخ الذي تذكره ثم أنا لم أدلس كل ما في الأمر أنكم يا أخي العزيز سبق وقلتم أنه لم يأت عن أحد من السلف التأويل فأوردت بعض النصوص التي جاء فيها تأويل عن الصحابة وأنت قلت إنه تفسير (ما في مشكل) المهم أنهم لم يحملوا هذه الألفاظ على الظاهر ثم ذكزت أن لفظة الكرسي من معانيها العلم ولكن يا أخي ألا ترى معي أن توجيه المعنى هو نوع من التأويل؟ أم أن القضية اختلاف مصطلحات؟
مع رجاء المحافظة على أدب الحوار لأنني لست ممن تعتقدهم لذا أتمنى أن تتجنب بعض الظن كما أنني بالفعل لم أقرأ ما كتبته في ذلك الموضع فعذرا ثانية
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 12:50 ص]ـ
ثم ذكرتم يا أخي الفاضل أن التأويل ليس من مذاهب السلف ولكن الإمام الشوكاني ذكر في إرشاد الفحول (ص299) ما يلي:
" إن الناس اختلفوا في صفات الباري على ثلاثة مذاهب:
الأول: أنه لا مدخل للتأويل فيها بل يجري على ظاهرها ولا يؤول شئ منها وهذا قول المشبهة.
الثاني أن لها تأويلا ولكنا نمسك عنه مع تنزيه اعتقادنا عن التشبيه والتعطيل لقوله تعالى ((وما يعلم تأويله إلا الله)) قال ابن برهان: وهذا قول السلف. ـ ثم نصره الشوكاني وارتضاه ـ
الثالث: إنها مؤولة. قال ابن برهان: والأول من المذاهب باطل. والآخران منقولان عن الصحابة. ونقل هذا المذهب الثالث عن علي وابن مسعود وابن عباس وأم سلمة. انتهى ما ذكره الشوكاني رحمه الله
فما رأيكم في هذا الكلام أخي الكريم؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:05 ص]ـ
أخي الفاضل ...
ابتداءً استسمحك على (عدم التزامي بأدب الحوار) إن كان وقع مني شيءٌ منه معك أو مع غيرك.
وأما قولك: ((المهم أنهم لم يحملوا هذه الألفاظ على الظاهر ثم ذكزت أن لفظة الكرسي من معانيها العلم ولكن يا أخي ألا ترى معي أن توجيه المعنى هو نوع من التأويل؟ أم أن القضية اختلاف مصطلحات؟)).
فكلام غريب دالٌ على عدم فهمك للتعقيب الذي ذكرته على إيرادك .. ووجه الغرابة أني قد بيَّنت في كلامي الطويل السابق:
1 - أنَّ تفسير الكرسي بالعلم لم يثبت عن ابن عباس، وليس ابن كثير.
2 - أنَّ تفسيره الكرسي بالعلم ليس تأويلاً؛ لأنه قد ثبت في لغة العرب ذلك.
إذْ أين هو من التأويل (الذي هو: صرف اللفظ عن معناه الظاهر بدليل خارج عنه)؟!
فـ (العلم) و (موضع القدمين) كلاهما من ظاهر معنى الكرسي عند العرب، وأنت تقول: (لم يحملوا الألفاظ على الظاهر).
ما هو الظاهر إذن، الظاهر عندي وعندك وعند من لم يحط بكلام العرب وإطلاقاتها هو المعنى المشهور الصحيح، وهو: موضع القدمين.
وأما من كان محيطاً بكلام العرب؛ ولو بالنظر في كتب اللغة أو التفسير فإنَّ الظاهر عنده كلا الكلمتين.
أرجو أن يكون في هذا وضوح تام للفرق بين ما ذكرتَهُ وبين ما ذكرتُهُ.
وأما قضية (اختلاف المصطلحات) فليس له تعلُّقٌ بموضوعنا ههنا قِيْدَ أنملة.
فما جوابكم دام فضلكم!:)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:21 ص]ـ
أخي الفاضل ...
قلتم: ((ولكن الإمام الشوكاني ذكر في إرشاد الفحول (ص299) ما يلي: " إن الناس اختلفوا في صفات الباري ... الخ)).
فأقول: رأيي في هذا الكلام في نقطتين:
الأولى: هل المسألة هو قال فلان وقال فلان؟
فإن قال الشوكاني - رحمه الله - كلاماً فكان ماذا؟!
وقد قال غير الشوكاني خلاف قوله، وغيرهما خلافه، وغيرهم نقيضه.
والمذاهب في هذا كثيرة جداً.
فالمسألة في الحجَّة والبرهان على أي قولٍ يقول به أي فردٍ.
فهل عند الشوكاني أو عند من نقل عنه - ابن برهان - دليل أو برهان على ذلك.
فإن كان ثَمَّ دليل فلْيذكر لنا بالتوثيق (والإسناد الصحيح) أين أوَّل (بمعنى التحريف) هؤلاء الصحابة الذين ذكرهم ذلك التحريف الذي زعمه عليهم.
هذه واحدة وهي الأَوْلى والأقرب.
والثانية وهي دونها: لعلَّه يقصد بالتأويل (التفسير) وهو محتمل، وهو مذهب السلفيين أتباع الصحابة والنبيين.
وهو ضدُّ التفويض - ولعلك تعرف معناه - وهو مخالف لمذهبنا نحن السلفيين.
فما رأيكم في هذا؟!
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:34 ص]ـ
الحمد لله أني لست من أصحاب الرأي ـ المجرد عن الدليل ـ وإنما أحاول أن أفهم كلام العلماء دون أن أتعصب لواحد منهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل السمرقندي على ما ذكرت، فما نسبه ابن برهان ووافقه عليه الشوكاني مجرد دعوى تحتاج إلى دليل بالأسانيد الصحيحة، فأين نسبة هذه المقولات للصحابة رضي الله عنهم.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[16 - 12 - 02, 01:42 ص]ـ
هل تقصد أن السلف يعرفون المعنى؟
فماذا نفعل بقول الإمام أحمد الذي ذكره ابن قدامة في لمعة الإعتقاد في قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله ينزل إلى سماء الدنيا) و إن الله يرى يوم القيامة وما أشبه هذه الأحاديث: نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها. انتهى
وقول أبي الخطاب الكلوذاني الحنبلي في منظومته في العقيدة:
قالوا أتزعم أن على العرش استوى؟
قلت الصواب كذاك خبر سيدي
قالوا فما معنى استواه أبن لنا
فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
فقد فهمت من هذا أن الإمام أحمد نفى علم المعنى كما نفى علم الكيف. والكلوذاني اعتبر أن السؤال عن المعنى اعتداء.
وهذا عكس ما ذكرتموه فأرجو منكم أخي الكريم أن توضحوا لي المسألة وجزاكم الله كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/491)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 02:04 ص]ـ
نعم يا أخي الكريم.
كانوا يعرفون المعنى بالتأكيد؛ فهم أدخل في العروبة منَّا؛ فكانوا يعرفون معاني هذه الصفات والأسماء دون كيفيَّاتها؛ إذْ القرآن قد نزل يكلام عربي مبين.
وعندي شواهد على هذا الذي أؤكِّده لك ههنا.
:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 02, 02:08 ص]ـ
معنى الصفات معلوم من لغة العرب، وكيفية الصفات مجهولة،مثلا (سميع) هذه كلمة عربية فصيحة، يفهم معناها كل عربي، مثلا (يد) هذه كلمة يعرف معناها العرب، فمعنى الصفات معلوم، ولكن كيفيتها لانشك أنها لاتشبه صفات المخلوين، كما قال تعالى (ليس كمثله شيء)، فسمعه ليس كمثل سمع غيره،ويداه ليست كيد غيره، والإشتراك في معنى الصفات يكون قبل الإضافة، فأما بعد الإضافة فتختلف، مثلا كلمة يد، إذا أطلقت عرف العرب معناها، فإذا أضفتها إلى الفرس وإلى الأسد، فهنا تختلف، فالإتفاق يكون قبل الإضافة، أما بعدها فلا.
وأما من شبه الله بخلقه فهو كافر والعياذ بالله،فمن قال إن يد الله كيد المخلوقين فهو كافر، نعوذ بالله من ذلك.
فالأشاعرة مثلا مشبهة معطلة، شبهوا الله بخلقه، ثم لما علموا فساد المعنى الذي وصلوا له عطلوه عنها، فصفة الرحمة لله سبحانه وتعالى، يقول الأشاعرة (المشبهة المعطلة) أنها بمعنى إرادة الإنعام، فما هو السبب الذي جعلهم يقولونها، السبب هو أنهم اعتقدوا أنهم لو أثبتوها لله للزم منها الضعف، كما في الإنسان، فهنا شبهوا الله بخلقه، فقالوا إذا لابد من تأويلها (تحريفها) فقالوا إرادة النعمة!!، فشبهوا ثم عطلوا، وإثباتهم لصفة الإرادة هنا حجة عليهم، فكيف يثبتون لله إرادة!، والإنسان عنده إرادة، فإن قالوا إرادة الله تختلف عن إرادة المخلوقين فقد حجوا وخصموا، لأن هذا يقال في جميع الصفات، كاليد وغيرها.
وهناك قاعدة ذكرها الخطيب في رسالته (الكلام في الصفات) وهي (القول في الذات كالقول في الصفات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر)، وقد فصل ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله في رسالته (التدمرية).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 02:20 ص]ـ
من تلك الشواهد مثلاً:
ماأخرجه أحمد والبخاري - تعليقاً - والطبري وغيرهم بسند صحيح؛ عن عائشة قالت: (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات؛ لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول؛ فأنزل الله عز وجل: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) إلى آخر الآية).
* فدلَّ هذا على أنَّ عائشة رضي الله عنها قد فهمت معنى (سمع الله).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 02, 03:02 ص]ـ
وهنا قاعدة مهمة، وهي أن الذي يريد معرفة إعتقاد إمام السنة والحديث الإمام المبجل ناصر السنة وقامع البدعة، لايأخذ جزءا من كلام نقل عنه (متشابه)، ويترك الكلام الكثير المنقول عنه (محكم).
للفائدة هذه رسالة في عقيدة الإمام أحمد من جمع عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي (منقوله من برنامج تراث)
((إملاء الشيخ الإمام أبي الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز بن الحارث التميمي رضي الله عنه رواية ابن أخيه الشيخ الإمام جمال الإسلام أبي محمد رزق الله بن عبدالوهاب رضي الله عنه وأرضاه رواية الشيخ الإمام الحافظ أبي الفضل محمد بن الناصر بن محمد بن علي البغدادي عن أبي محمد التميمي رواية الشيخ الإمام الحافظ أبي محمد المبارك بن علي بن الحسين بن عبدالله ابن محمد محمد الطباخ البغدادي عنه رواية أبي محمد عبدالله بن عبدالواحد بن علاق الأنصاري عنه فيما كتب له في الإجازة
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو محمد المبارك بن علي بن الحسين بن عبدالله ابن محمد المعروف بابن الطباخ البغدادي رحمه الله في الدنيا والآخرة إجازة قال حدثنا شيخنا الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن الناصر ابن محمد بن على البغدادي بها قال أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو محمد رزق الله بن عبدالوهاب التميمي قال أخبرنا عمي أبو الفضل عبدالواحد بن عبدالعزيز التميمي بجميع هذا الاعتقاد وقال:
جملة اعتقاد الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه والذي كان يذهب إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/492)
أن الله عز وجل واحد لا من عدد لا يجوز عليه التجزؤ ولا القسمة وهو واحد من كل جهة وما سواه واحد من وجه دون وجه وأنه موصوف بما أوجبه السمع والإجماع وذلك دليل إثباته وأنه موجود
قال احمد بن حنبل رضي الله عنه من قال إن الله عز وجل لم يكن موصوفا حتى وصفه الواصفون فهو بذلك خارج عن الدين
وبيان ذلك أن يلزمه أن لا يكون واحدا حتى وحده الموحدون وذلك فاسد وعنده انه قد ثبت أن الله تعالى قادر حي عالم وقرأ ((هو الحي لا إله إلا هو)) ((وكان الله على كل شيء مقتدرا)) ((وكان الله بكل شيء عليما))
قال وفي صفات الله تعالى مالا سبيل إلى معرفته إلا بالسمع مثل قوله تعالى ((وهو السميع البصير)) فبان بأخباره عن نفسه ما اعتقدته العقول فيه وأن قولنا (سميع بصير) صفة من لا يشتبه عليه شيء كما قال في كتابه الكريم ولا تكون رؤية إلا ببصر يعني من المبصرات بغير صفة من لا يغيب عليه ولا عنه شيءوليس ذلك بمعنى العلم كما يقوله المخالفون ألا ترى إلى قوله لموسى ((إنني معكماأسمع وأرى)) قال وقوله تعالى ((وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم))
يدل على أن معنى السميع غير معنى العليم وقال ((قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها))
وقال عليه الصلاة والسلام ((الصواب عائشة رضي الله عنها) (سبحان من وسع سمعه الأصوات)
ومعنى ذلك من قوله أنه لو جاز أن يسمع بغير سمع لجاز أن يعلم بغير علم وذلك محال فهو عالم بعلم سميع بسمع
ومذهب أبي عبدالله احمد بن حنبل رضي الله عنه أن لله عز وجل وجها لا كالصور المصورة والأعيان المخططة بل وجه وصفه بقوله كل شيء هالك إلا وجهه ومن غير معناه فقد ألحد عنه وذلك عنده وجه في الحقيقة دون المجاز ووجه الله باق لا يبلى وصفة له لا تفنى ومن ادعى أن وجهه نفسه فقد ألحدو من غير معناه فقد كفر وليس معنى وجه معنى جسد عنده ولا صورة ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع
وكان يقول إن لله تعالى يدين وهما صفة له في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ولا جسم ولا من جنس الأجسام ولا من جنس المحدود والتركيب ولا الأبعاض والجوارح ولا يقاس على ذلك ولا له مرفق ولا عضد ولا فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد إلا ما نطق القرآن به أو صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة فيه قال الله تعالى ((بل يداه مبسوطتان)) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كلتا يديه يمين)) وقال الله عز وجل ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) وقال ((والسماوات مطويات بيمينه)) ويفسد أن تكون يده القوة والنعمة والتفضل لأن جمع يد أيد وجمع تلك أياد ولو كانت اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم وثبتت حجة إبليس وكان يقول إن الله تعالى علما وهو عالم بعلم لقوله تعالى ((وهو بكل شيء عليم)) ولقوله ((ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)) وذلك في القرآن كثير وقد بينه الله عز وجل بيانا شافيا بقوله عز وجل ((لكن الله يشهد بما انزله إليك أنزله بعلمه)) وقال ((فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله)) وقال ((فلنقصن عليهم بعلم)) وهذا يدل على انه عالم بعلم وأن علمه بخلاف العلوم المحدثة التي يشوبها الجهل
ويدخلها التغير ويلحقها النسيان ومسكنها القلوب وتحفظها الضمائر ويقومها الفكر وتقويها الذاكرة وعلم الله تعالى بخلاف ذلك كله صفة له لا تلحقها آفة ولا فساد ولا إبطال وليس بقلب ولا ضمير واعتقاد ومسكن ولا علمه متغاير ولا هو غير العالم بل هو صفة من صفاته ومن خالف ذلك وجعل العلم لقبا لله عز وجل ليس تحته معنى محقق فهذا عند أحمد رضي الله عنه خروج عن الملة
وكان يقول إن لله تعالى قدرة وهي صفة في ذاته وأنه ليس بعاجز ولا ضعيف لقوله عز وجل ((وهو على كل شيء قدير)) وقوله تعالى ((قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)) الآية ولقوله ((فقدرنا فنعم القادرون)) ولقوله تعالى ((أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) 9
ولقوله تعالى ((ذو القوة المتين)) فهو قدير قادر وعليم وعالم ولا يجوز أن يكون قديرا ولا قدرة له ولا يجوز أن يكون عليما ولا علم له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/493)
وكان يقول إن الله تعالى لم يزل مريدا والإرادة صفة له في ذاته خالف بها من لا إرادة له والإرادة صفة مدح وثناء لأن كل ذات لا تريد ما تعلم أنه كائن فهي منقوصة والله تعالى مريد لكل ما علم أنه كائن وليست إرادته كإرادات الخلق وقد أثبت ذلك لنفسه فقال ((إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون)) وقال تعالى ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) فلو كانت إرادته مخلوقة لكانت مرادة بإرادة أخرى وهذا مالا يتناهى وذلك في القرآن كثير وقد دلت العبرة على أن من لا إرادة له فهو مكره
وكان يقول إن لله عز وجل كلاما هو به متكلم وذلك صفة له في ذاته خالف بها الخرس والبكم والسكوت وامتدح بها نفسه فقال عز وجل في الذين اتخذواالعجل ((ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين)) فعابهم لما عبدوا إلها لا يتكلم ولا كلام له فلو كان إلهنا لا يتكلم ولا
كلام له رجع العيب عليه وسقطت حجته على الذين اتخذوا العجل من الوجه الذي احتج عليهم به ويزيد ذلك أن إبراهيم عليه السلام أنب أباه بقوله ((يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا)) وحكى عن ابن مسعود وابن عباس أنهما فسرا قوله عز وجل ((قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون)) قالا غير مخلوق
وكان يقول إن القرآن كيف تصرف غير مخلوق وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف وكان يبطل الحكاية ويضلل القائل بذلك وعلى مذهبه أن من قال إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط وأن الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عز وجل دون العبارة عنه ودون الحكاية له وتبطل الحكاية عنده بقوله عز وجل ((وكلم الله موسى تكليما)) و تكليما مصدر تكلم يتكلم فهو متكلم وذلك يفسد الحكاية ولم ينقل عن احد من ائمة المسلمين من المتقدمين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين عليهم السلام القول بالحكاية والعبارة فدل على أن ذلك من البدع المحدثة
وكان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد وحكى جماعة عنه أن الاستواء من صفات الفعل وحكى جماعة عنه أنه كان يقول إن الاستواء من صفات الذات وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والارتفاع ولم يزل الله تعالى عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه فهو فوق كل شيء والعالي على كل شيء وإنما خص الله العرش لمعنى فيه مخالف لسائر الأشياء والعرش أفضل الأشياء وأرفعها فامتدح الله نفسه بأنه على العرش استوى أي عليه علا ولا يجوز ان يقال
استوى بمماسة ولا بملاقاة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل ولا يلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش
وكان ينكر على من يقول إن الله في كل مكان بذاته لأن الأمكنة كلها محدودة وحكى عن عبدالرحمن بن مهدي عن مالك أن الله تعالى مستو على عرشه المجيد كما أخبر وأن علمه في كل مكان ولا يخلو شيء من علمه وعظم عليه الكلام في هذا واستبشعه فهو سبحانه عالم بالأشياء مدبر لها من غير مخالطة ولا موالجة بل هو العالي عليها منفرد عنها وقرأ احمد بن حنبل قوله تعالى ((وهو القاهر فوق عباده)) وقرأ ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) وقرأ ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)) وقرأ ((إني متوفك ورافعك إلي)) وقرأ ((يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون))
وذهب احمد بن حنبل رضي الله عنه إلى أن الله عز وجل يغضب ويرضى وأن له غضبا ورضى وقرأ احمد قوله عز وجل ((ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)) فأضاف الغضب إلى نفسه وقال عز وجل ((فلماآسفونا انتقمنا منهم)) قال ابن عباس يعني اغضبونا وقوله أيضا ((فجزاؤه جهنم حالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه)) ومثل ذلك في القرآن كثير والغضب والرضى صفتان له من صفات نفسه لم يزل الله تعالى غاضبا على ما سبق في علمه أنه يكون ممن يعصيه ولم يزل راضيا على ما سبق في علمه أنه يكون مما يرضيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/494)
وأنكر أصحابه على من يقول إن الرضى والغضب مخلوقان قالوا من قال ذلك لزمه أن غضب الله عز وجل على الكافرين يفنى وكذلك رضاه على الأنبياء والمؤمنين حتى لا يكون راضيا على أوليائه ولا ساخطا على أعدائه وسمى ما كان عن الصفة باسم الصفة مجازا في بعض الأشياء وسمى عذاب الله تعالى وعقابه غضبا وسخطا لأنهما عن الغضب كانا
وقد أجمع المسلمون لا يتناكرون بينهم إذا رأوا الزلازل والأمطار العظيمة انهم يقولون هذه قدرة الله تعالى والمعنى أنها عن قدرة كانت وقد يقول الإنسان في دعائه اللهم اغفر لنا علمك فينا وإنما يريد معلومك الذي علمته فيسمي المعلوم باسم العلم وكذلك سمى المرتضي باسم الرضى وسمى المغضوب باسم الغضب
مسألة
وذهب إلى أن لله تعالى نفسا وقرأاحمد بن حنبل ((ويحذركم الله نفسه)) وقال عز وجل ((كتب ربكم على نفسه الرحمة)) وقال ((واصطنعتك لنفس)) وليست كنفس العباد التي هي متحركة متصعدة مترددة في أبدانهم بل هي صفة له في ذاته خالف بها النفوس المنفوسة المجعولة ففارق الأموات وحكى في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى ((تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)) قال تعلم ما في النفس المخلوقة ولا أعلم ما في نفسك الملكوتية إنك أنت علام الغيوب
وأنكر على من يقول بالجسم وقال إن الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية ولم يجىء في الشريعة ذلك فبطل
وكان يذهب إلى أن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار وقرأ ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)) ولو لم يرد النظر بالعين ما قرنه بالوجه وأنكر نظر التعطف والرحمة لأن الخلق لا يتعطفون على الله تعالى ولا يرحمونه وأنكر الانتظار من أجل ذكر الوجه ومن أجل أنه تبعيض وتكرير ولأنه أدخل فيه إلى وإذا دخلت إلى فسد الانتظار قال الله تعالى ((ما ينظرون إلا صيحة واحدة)) وقال عز وجل ((فناظرة بم يرجع المرسلون)) فلما أراد الانتظار لم يدخل إلى وروى الحديث المشهور في قوله ترون ربكم إلى آخره
مسألة:
وكان يقول إن الله تعالى قديم بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه
وقد سئل هل الموصوف القديم وصفته قديمان؟
فقال:
هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته
مسألة وعظم عليه الكلام في الاسم والمسمى وتكلم أصحابه في ذلك فمنهم من قال الاسم للمسمى ومنهم من قال الاسم هو المسمى والقول الأول قول جعفر بن محمد والقول الثاني قول جماعة من متكلمي أصحاب الحديث الذين طلبوا السلامة أمسكوا وقالوا لا نعلم ((قا أبو عمر والأصح أن الإسم للمسمى)
وكان يذهب إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ولا يجوز أن يخرج شيء من أفعالهم عن خلقه لقوله عز وجل ((خالق كل شيء)) ثم لو كان مخصوصا لجاز مثل ذلك التخصيص في قوله ((لا إله إلا هو)) وأن يكون مخصوصا أنه إله لبعض الأشياء وقرأ ((وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة)) وقرأ ((عسى أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة)) وقرأ ((وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين)) وروى عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أعمال الخلق التي يستوجبون بها من الله السخط والرضا فقال هي من العباد فعلا ومن الله تعالى خلقا لا تسأل عن هذا أحدا بعدي
وكان أحمد يذهب إلى أن الاستطاعة مع الفعل وقرأ قوله عز وجل ((انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)) وقرأ ((ذلك تأويل مالم تستطع عليه صبرا)) والقوم لا آفة بهم وكان موسى تاركا للصبر وقرأ ((ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم)) فدل على عجزنا ودل ذلك على ان الخلق بهذه الصفة لا يقدرون إلا بالله ولا يصنعون إلا ما قدره الله تعالى وقد سمي الإنسان مستطيعا إذا كان سليما من الآفات
مسألة:
وكان يقول إن الله تعالى أعدل العادلين وإنه لا يلحقه جور ولا يجوز أن يوصف به عز عن ذلك وتعالى علوا كبيرا وأنه متى كان في ملكه
مالا يريده بطلت الربوبية وذلك مثل أن يكون في ملكه مالا يعلمه تعالى الله علوا كبيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/495)
قال احمد بن حنبل ولو شاء الله أن يزيل فعل الفاعلين مما كرهه أزاله ولو شاء أن يجمع خلقه على شيء واحد فعله إذ هو قادر على ذلك ولايلحقه عجز ولا ضعف ولكنه كان من خلقه ما علم وأراد فليس بمغلوب ولا مقهور ولا سفيه ولا عاجز بريء من لواحق التقصير وقرأ قوله تعالى ((ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها)) ((ولو شاء الله لجمعهم على الهدى)) ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)) وهو عز وجل لا يوصف إذا منع بالبخل لأن البخيل هو الذي يمنع ما وجب عليه فاما من كان متفضلا فله أن يفعل وله أن لا يفعل
واحتج رجل من أصحابنا يعرف بأبي بكر بن احمد بن هانىء الإسكافي الأثرم فقال جعل الله تعالى العقوبة بدلا من الجرم الذي كان من عبده وهو مريد للعقوبة على الجرم وفي ذلك دليل واضح على أنه مريد لما أوجب العقوبة لأن كل من اراد البدل من الشيء فقد أراد المبدل ليصح بدله وليس يصح إرادته للبدل حتى يصح البدل وأيضا فقد خلق الله من يعلم أنه يكفر ولم يكن بذلك سفيها ولا عابثا وكذلك أيضا إذا أراد سفههم لا يكون سفيها ولو جاز أن يقع من الفاعلين فعل لا يريده الله ولا يلحقه في ذلك ضعف ولا وهن ولا عجز ولا غلبة ولا قهر لأنه قادر أن يلجئهم إليه كان جائزا أن يقع منه فعل لا يريده ولا يقع منه ضعف ولا وهن ولا تقصير لأنه قادر على تكوينه وإيقاعه وإذا بطل هذا بطل أن يكون من الأفعال مالا يريده
وذهب احمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أن عدل الله عز وجل لا يدرك بالعقول فلأجل ذلك كان من حمله على عقله جوره وشرح بعض أصحابه ذلك فقال لما كان الله سبحانه وتعالى لا يتصور
مالا يريده بطلت الربوبية وذلك مثل أن يكون في ملكه مالا يعلمه تعالى الله علوا كبيرا
وذهب احمد بن حنبل رحمه الله تعالى إلى أن عدل الله عز وجل لا يدرك بالعقول فلأجل ذلك كان من حمله على عقله جوره
وشرح بعض أصحابه ذلك فقال لما كان الله سبحانه وتعالى لا يتصور
بالعقول ولا يتمثله التمييز وفات العقول دركه ومع ذلك فهو شيء ثابت وما تصور بالعقل فالله بخلافه وكذلك صفاته فمن حمل الربوبية وصفاتها على عقله رجع حسيرا ورام أمرا ممتنعا عسيرا والمخالفون بنوا أصولهم في التعديل والتجوير على عقولهم العاجزة عن درك الربوبية ففسد عليهم النظر
وكان احمد بن حنبل رضي الله عنه يقول إن الله تعالى يكره الطاعة من العاصي كما يكره المعصية من الطائع حكاه ابن ابي داود وقرأ ((ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم)) وانبعاثهم طاعة الله والله يكرهه
وكان احمد بن حنبل يذهب إلى أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالقلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ويقوى بالعمل ويضعف بالجهل وبالتوفيق يقع وأن الإيمان اسم يتناول مسميات كثيرة من أفعال وأقوال وذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق))
وعنده أن الصلاة يقع عليها اسم إيمان وقراءة القرآن يقع عليها اسم إيمان
وسئل عن الإيمان أمخلوق أو غير مخلوق؟
فقال:
من قال إن الإيمان مخلوق فقد كفر لأن في ذلك إيهاما وتعريضا بالقرآن ومن قال إنه غير مخلوق فقد ابتدع لأن في ذلك إيهاما وتعريض أن أماطة الأذى عن الطريق وأفعال الأركان غير مخلوقة فكأنه أنكر على الطائفتين واصله الذي بني عليه مذهبه أن القرآن إذا لم ينطق بشيء ولا روى في السنة
عن النبي ص فيه شيء وانقرض عصر الصحابة ولم ينقل فيه عنهم قول الكلام فيه حدث في الإسلام فلأجل ذلك أمسك عن القول في خلق الإيمان وأن لا يقطع على جواب في أنه مخلوق او غير مخلوق وفسق الطائفتين وبدعهما
وكان يذهب إلى أن التوراة والإنجيل وكل كتاب أنزله الله عز وجل غير مخلوق إذا سلم له أنه كلام الله تعالى
وكان يكفر من يقول إن القرأن مقدور على مثله ولكن الله تعالى منع من قدرتهم بل هو معجز في نفسه والعجز قد شمل الخلق
وكان يقول إن الإيمان يزيد ويقرأ ((ويزداد الذين آمنوا إيمانا)) ويقرأ ((فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون))
وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان
وكان يقول إن الإيمان غير الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/496)
وكان يقول إن الله سبحانه قال ((فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)) استثناءمن غير الجنس
وفرق أصحابه بين الإيمان والإسلام فقالوا حقيقة الإيمان التصديق وحقيقة الإسلام الاستسلام فلا يفهم من معنى التصديق الاستسلام ولا يفهم من معنى الاستسلام التصديق
واستدل احمد بن حنبل بحديث الأعرابي وسؤاله عن الإيمان والإسلام وجواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما بجوابين مختلفين واستدل أيضا بحديث الأعرابي الآخر وقوله يا رسول الله أعطيت فلانا ومنعتني فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ((ذلك مؤمن فقال الآعرابي وأنا مؤمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو مسلم)) وبحديث ((وفد عبدالقيس)) وبقوله عز وجل ((قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
وكان لا يكفرأحدا من أهل القبلة بذنب كبيرا كان أو صغيرا إلا بترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وحل قتله قاله ابن حنبل ويستدل بقوله عز وجل ((ثم أرثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله))
فقد جمع بينهم في الاصطفاء
وكان لا يفسق الفقهاء في مسائل الخلاف
وكان يسلم أحاديث الفضائل ولا ينصب عليها المعيار وينكر على من يقول إن هذه الفضيلة لأبي بكر باطلة وهذه الفضيلة لعلي باطلة لأن القوم أفضل من ذلك
ولا يتبرأ من عين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يجمع المسلمون على التبرىء منها
ويقول إن لله تعالى ميزانا يزن فيه الحسنات والسيئات ويرجع إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويقول إن الذنوب من ورائها الاستغفار والتوية وإن اخترمته المنية قبل الاستغفار والتوبة فأمره مرجي إلى الله عز وجل إن شاء غفر وإن شاء عاقب
ويجوز عنده أن يغفر الله لمن يتب واستدل على ذلك بقوله ((وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم)) والتائب لا يقال له ظالم واستدل بقوله عز وجل ((قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله)) والتائب لا يقال له مسرف
ويقول إن الشهداء بعد القتل باقون يأكلون أرزاقهم
وكان يقول إن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون
وأن الميت يعلم بزائره يوم الجمعة بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس
وأن الله تعالى يعذب قوما في قبروهم ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأن لله تعالى صراطا يعبر عليه الناس وأن عليه حيات تأخذ بالأقدام وأن العبور
عليه على مقادير الأعمال مشاة وسعاة وركبانا وزحفا ويذهب إلى الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((استجيدوا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط)) (ضعيف)
وأن لله تعالى ملكين يقال لأحدهما منكر والآخر نكير يلجان إثر الميت في قبره فإما يبشرانه وإما يخوفانه ويذهب إلى حديث عمر رضي الله عنه (0كيف بك إذا نزلا بك وهما فظان غليظان فأقعداك وأجلساك وسألاك فتغير عمر بن الخطاب وقال يارسول الله وعقلي معي فقال إذن كفيتهما))
وذكر حديث ابن عباس في قوله عز وجل ((لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)) قال عند سؤال منكر ونكير
وكان يقول إن الله تعالى يجيب دعوة الداعي المؤمن والكافر ويفاوت بينهم في السؤال
وكان يقول إن من خالف الإجماع والتواتر فهو ضال مضل ويفسق من خالف خبر الواحد مع التمكن من استعماله
وكان يقول إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وإن عليا رابعهم في الخلافة والتفضيل ويتبرأ ممن ضللهم وكفرهم
وكان يقول أنه لا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله وسائر الأمة يجوز عليهم الخطأ
وكان يقول إن الإجماع إجماع الصحابة
وكان يقول إن صح إجماع بعد الصحابة في عصر من الأعصار قلت به
وكان يقول لو لم يجز أن يفعل الله تعالى الشر لما حسنت الرغبة إليه في كشفه
وأن للعبد ملائكة يحفظونه بأمر الله
وأن القضاء والقدر يوجبان التسليم
وان الغزو مع الأئمة واجب وإن جاروا
3وقال احمد بن حنبل رضي الله عنه وأرى الصلاة خلف كل بر وفاجر وقد
صلى ابن عمر خلف الحجاج يعني الجمعة والعيدين
وأن الفيء يقسمه الإمام فإن تناصف المسلمون وقسموه بينهم فلا باس به
((وأنه إن بطل أمر الإمام لم يبطل الغزو والحج))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/497)
وأن الإمامة لا تجوز إلا بشروطها النسب والإسلام والحماية والبيت والمحتد وحفظ الشريعة وعلم الأحكام وصحة التنفيذ والتقوى وإتيان الطاعة وضبط أموال المسلمين فإن شهد له بذلك أهل الحل والعقد من علماء المسلمين وثقاتهم أو أخذ هو ذلك لنفسه ثم رضيه المسلمون جاز له ذلك
وأنه لا يجوز الخروج على إمام ومن خرج على إمام قتل الثاني
ويجوز الإمامة عنده لمن اجتمعت فيه هذه الخصال وإن كان غيره أعلم منه
وكان يقول إن الخلافة في قريش ما أقاموا الصلاة
وكان يقول لا طاعة لهم في معصية الله تعالى
وكان يقول من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامة وإن قدرتم على خلعه فافعلوا
وكان يقول الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك فهي دار كفر
وكان يقول الداعية إلى البدعة لا توبة له فأما من ليس بداعية فتوبته مقبولة
وكان يقول إن الإيمان منوط بالإحسان والتوبة رأس مال المتقين
وكان يقول إن الفقر أشرف من الغنى وإن الصبر أعظم مرارة وانزعاجه أعظم حالا من الشكر
وكان يقول الخير فيمن لا يرى لنفسه خيرا
وكان يقول على العبد أن يقبل الرزق بعد اليأس ولا يقبله إذا تقدمه طمع
وكان يحب التقلل طلبا لخفة الحساب
وكان يقول إن الله تعالى يرزق الحلال والحرام ويستدل بقوله عز وجل ((كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا)) يعني ممنوعا
وكان يقول إن الرزق مقسوم لا زيادة فيه ولا نقصان وإن وجه الزيادة أن يلهمه الله تعالى إنفاقه في طاعة فيكون ذلك زيادة ونماء وكذلك الأجل لا يزاد فيه ولا ينقص منه ووجه الزيادة في الأجل أن يلهمه الطاعة فيكون مطيعا في عمره فبالطاعة يزيد وبالمعاصي ينقص وأما المدة عنده فلا تزيد ولا تنقص وقرأ ((لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون))
وكان يذهب إلى جواز الكرامات للأولياء ويفرق بينها وبين المعجزة وذلك أن المعجزة توجب التحري إلى صدق من جرت على يده فإن جرت على يدي ولي كتمها وأسرها وهذه الكرامة وتلك المعجزة وينكر على من رد الكرامات ويضلله
وكان يأمر بالكسب لمن لا قوت له ويأمر من له قوت بالصبر ويجعله فريضة عليه
وكان يقول إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض وإن بني آدم أفضل من الملائكة ويخطىء من يفضل الملائكة على بني آدم
ويقول إن الوصية قبل الموت أخذ بالحزم للقاء الله عز وجل
ويقول إن التائب من الذنوب كمن لا ذنب له
ويقول من كان له ورد فقطعه خفت عليه أن يسلب حلاوة العبادة
قال إبراهيم الحربي سمعت احمد بن حنبل يقول إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحب فدم له على ما يحب
وكان يقول أهل الصفة أعيان الصحابة
وكان يقول الصبر على الفقر مرتبة لا ينالها إلا الأكابر
وسأله رجل: طلبت العلم بنية؟
فقال:
هذا شرط شديد ولكن حبب إلي شيء فجمعته
وسئل قبل موته بيوم عن احاديث الصفات؟
فقال تمر كما جاءت ويؤمن بها ولا يرد منه شيء إذا كانت بأسانيد صحاح ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ومن تكلم في معناها ابتدع
(((وكان يقول أصحاب الحديث أمراء العلم)))
وكان يقول إذا ذكرالحديث فمالك بن أنس هو النجم
وكان يقول سفيان الثوري جمع الحالين العلم والزهد
وكان يقول سفيان بن عيينة حفظ على الناس ما لولاه لضاع
وكان يقول الشافعي من احباب قلبي
وكان يقول هل رأت عيناك مثل وكيع
وكان يقول أنا أحب موافقة أهل المدينة
وكان يحب قراءة نافع لأنها أكثر اتباعا
فهذا وما شاكله محفوظ عنه وما خالف ذلك فكذب عليه وزور
وكان دعاؤه في سجوده اللهم من كان من هذه الأمة على غير الحق وهو يظن أنه على الحق فرده إلى الحق ليكون من أهل الحق وكان
يقول اللهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد صلى الله عليه وسلم فداء فاجعلني فداهم
تم الاعتقاد بحمد الله ومنه وحسن توفيقه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 12 - 02, 08:45 ص]ـ
ابو أسامة ..... الوقوع في الخطأ ليس بعيب العيب لمز من نبهك عليه وارشدك اليه ...
وفقنا الله لكل خير .....
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 06:10 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/498)
• أولاً: يا أخي الكريم ... الإمام ابن قدامة ممن عنده شيءٌ من التفويض؛ كما في مواضع من كتابيه: لمعة الاعتقاد، وحكاية المناظرة في القرآن، وقد تقدَّم ذكره على هذا الرابط:
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=4724&highlight=%C7%E1%C3%D4%DA%D1%ED
فحكايته - رحمه الله - لقول إمامه - مع مخالفته له دون أن يدرك ذلك - غير مقبولة، لاحتمال أن يكون إنما أدَّى كلام إمامه بالمعنى الذي فهمه منه غلطاً.
• وقد حكى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 502) هذه الرواية بألفاظ أخرى تفسِّر المبهم منها من رواية حنبل، قال:
((777 - قال حنبل بن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا)؟
فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا نردُّ شيئا منها؛ إذا كانت أسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق.
حتى قلت لأبي عبد الله: ينزل الله إلى سماء الدنيا - قال - قلت: نزوله بعلمه، بماذا؟
فقال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا؟!
امض الحديث على ما روي بلا كيف، ولاحد، وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب.
قال الله عزوجل: (ولا تضربوا لله الأمثال) ينزل كيف يشاء؛ بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هرب هارب)).
• فقوله: ((اسكت عن هذا، مالك ولهذا؟! امض الحديث على ما روي بلا كيف، ولاحد، وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب))، إنما كان جواباً عن قول حنبل: ((نزوله بعلمه، بماذا؟))، بعد أن قال أولاً: ((نؤمن بها، ونصدق بها، ولا نردُّ شيئا منها؛ إذا كانت أسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق)).
• والجواب الثاني: أنه وإن صحَّت نسبة هذا القول له - رحمه الله - فنجيب بما ذكره الأخ الفاضل: عبدالرحمن الفقيه = بأنَّا نردُّ كلامه المشتبه إلى المحكم منه.
• والأئمة؛ أحمد وغيره كانوا يردُّون على المشبِّهة ومن سأل عن الكيف بمثل هذا الجواب، ونحوه.
• وعندي عن طائفةٍ من السلف - رضي الله عنهم - كلاماً يشبه الكلام المتقدِّم لأحمد، لعلي أسوق طائفةً منه فيما يستقبل، وأبيِّن وجه الجواب عنه كله، وبالله التوفيق والإعانة.
* وللكلام تتمَّة وأنا مشغول [جداً] عن إتمامه الآن؛ لكن لعل لنا عودة ونقاش قريباً، إنشاء الله تعالى.
• أخي الفاضل الكريم الشيخ: عبدالرحمن الفقيه ... بارك الله في تعقيباتك وكتب لك الأجر على الجهد المبذول.
:)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 02, 09:03 م]ـ
هذا موضوع من المنتدى القديم
قال ذو المعالي:
هل ابن قدامة مفوِّض؟ حلُّ إشكال في (اللمعة)
هذا تحرير لمسألة مهمة ذكرها الإمام ابن قدامة _ رحمه الله _ في (اللمعة) فقال: [و ما أشكل من ذلك _ أي الصفات _؛ وجب إثباته لفظاً و ترك التعرض لمعناه].
و هذه الكلمة قد أورثت إشكالاً كبيراً بين العلماء في: ما المراد بها، و ما هو مذهب ابن قدامة في الصفات؟
و قبل الولوج في تحرير مراد ابن قدامة من هذه اللفظة التي ذكرها في (اللمعة) أبيِّن مسألة نفيسة ينبني عليها هذا التحرير، و هي:
أن الصفات بالنسبة لمعانيها نوعان:
الأول: صفات معناها واضح جلي.
الثاني: صفات معناها مشكل خفي.
فالواجب في الأول أمران:
أحدهما: الإيمان بها لفظاً.
ثانيهما: الإيمان بالمعنى الظاهر منها.
و أما الثاني فالواجب فيه أمران _ أيضاً _:
أولهما: الإيمان بها لفظاً.
ثانيهما: ترك التعرض لمعناها.
قال شيخنا العلامة الفقيه محمد بن صالح العُثَيْمِيْن _ رحمه الله _: (و الواجب عند الإشكال اتباع ما سبق من ترك التعرض له و التخبط في معناه) ().
و أما كلمة الموفق فإن أهل العلم لهم فيها أربعة توجيهات:
الأول: أنه قول المفوضة، و قال به العلامة محمد بن إبراهيم (فتاويه 1/ 202 - 203)، و العلامة عبد الرزاق عفيفي (فتاويه 1/ 153).
بل نصَّ الثاني على أنه مفوِّض، و برأه الأول من التفويض _ و هو الحق _.
الثاني: أن المراد بقوله: (و ترك التعرض لمعناه) أحد أمرين:
أحدهما: الكيفية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/499)
الثاني: المعنى الباطل.
و مما يؤيد هذا _ و أنه هو من مراده بهذه اللفظة _ استدلاله بقول الإمام أحمد: (لا كيف و لا معنى) أي: لا تعرضاً للكيفية، و لا ذكراً للمعاني الباطلة التي تنزه عنها الصفات.
الثالث: أن مراده تفويض الصفة التي أشكل عليه معناها، و هذا ظاهر كلامه.
قلت: و هذا هو الحق _ عندي _ و هو الذي يجب حمل كلامه عليه، لأدلة:
الأول: قوله: (و ما أشكل) فلم يرد مطلق التفويض لمعاني الصفات.
الثاني: آية آل عمران (7)، فقد قال في الروضة (1/ 281): (و لأن قولهم (آمنا به) يدل على نوع تفويض و تسليم لشيء لم يقفوا على معناه …).
و لا شك أن مراده تفويض المعنى المشكل.
الثالث: أن الآية فيها أن التشابه في الأدلة أمر نسبي؛ فقد يشكل نص على عالم، و ليس هو كذلك عند غيره.
ثم _ أيضاً _ إن الواجب إرجاع هذه اللفظة المشكلة من كلام الموفق _ رحمه الله _ إلى سائر كلامه في كتبه _ كما في رسالته (اللمعة) من تقريره الصفات على منهاج أهل السنة ()، و اعتقاده المشهود له به من قِبَلِ من ترجم له من أهل السنة.
الرابع: أن مراده بتلك القولة هو تفويض المعنى المراد عند الجهمية، و دليل ذلك استدلاله بقول الإمام أحمد: (لا كيف و لا معنى).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _مبيناً معنى كلمة الإمام أحمد _: (و المنتسبون إلى السنة من الحنابلة و غيرهم الذين جعلوا لفظ التأويل يعم القسمين يتمسكون بما يجدونه فى كلام الأئمة في المتشابه مثل قول أحمد فى رواية حنبل و لا كيف و لا معنى ظنوا أن مراده أنا لا نعرف معناها و كلام أحمد صريح بخلاف هذا في غير موضع و قد بين أنه إنما ينكر تأويلات الجهمية و نحوهم الذين يتأولون القرآن على غير تأويله) [الفتاوي 17/ 363].
ثم قال: (فنفى أحمد قول هؤلاء و قول هؤلاء قول المكيفة الذين يدعون أنهم علموا الكيفية و قول المحرفة الذين يحرفون الكلم عن مواضعه و يقولون معناه كذا و كذا) [17/ 364].
و لِيُعْلَمْ أن الأخذ بهذه الكلمة الموهمة و جعلها مذهباً للموفق دون الرجوع إلى مذهبه في سائر كتبه أمر لا يجوز الحكم من خلاله على الموفق، و هو حكم خالٍ من التحقيق.
ثم _ أيضاً _ إن الموفق _ رحمه الله _ لم يُبَيِّن أن هذا هو مذهبه، بل إنه قرَّرَ منهجاً عاماً، و هذا فيه فائدة قلَّ من تنبه لها أحد؛ و هي: أنه سدَّ باب الخوض في الصفات بغير حق، و التكلف في تتبع الكيفيات، و ضرب المعاني الباطلة لصفات الله _ تعالى _.
قال عبدالله العتيبي:
شيخنا العالي ذو المعالي:
شكرا لك ووفقت دوما.
هل هناك من العلماء من تكلم في شيء من عقيدة ابن قدامة؟؟.
قال ذو المعالي:
أخانا المفضال، الراغب في الكمال / عبد الله العتيبي (رزقت علماً نافعاً، و عملاًُ متقبلا)
ابن قدامة _ رحمه الله _ إمام سنة، و معروف اعتقاده السلفي الصجيح، و مشهود له بذلك من أئمة السنة الحنابلة.
و لا يجادل في ذلك إلا من لم يعرف من هو ابن قدامة ...
و لكن جاءت هذه الكلمة التي سطَّرها في كتابه (اللمعة) فأورثت شبهة على البعض، و إلا فهي كما قرَّرت لك ظاهر منها الصحة، و بائن منها الصواب.
و كلامه هذا لو أخذناه من باب المتشابه في كلامه فإننا _ وجوباً _ نردُّه إلى المحكم من كلامه، و هو نوعان:
الأول: ما قرَّه في كتبه من صحة اعتقاده و سلامة ديانته.
و ذلك منثور في مجموعة من كتبه، منها (اللمعة).
الثاني: ما عرف عنه من سلامة الاعتقاد، و شهادة العلماء له.
و الله أعلم
قال عبدالرحمن الفقيه:
فائدة:
مما يضاف على المآخذ على ابن قدامة رحمه الله في اللمعة غير الكلام في التفويض
قوله (ومن صفات الله تعالى، أنه متكلم بكلام قديم)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه للمعة الإعتقاد (قوله متكلم بكلام قديم يعني قديم النوع حادث الآحاد
قال الشيخ الألباني :
لايصلح الا هذا المعنى على مذهب أهل السنة والجماعة (((وإن كان ظاهر كلامه إنه قديم النوع والآحاد))) انتهى كلام الشيخ رحمه الله
ومن ذلك قول ابن قدامة رحمه الله (ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل)
وهذا فيه نظر، فالصواب أن الكفر يكون بالقول والفعل والاعتقاد،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/500)
يراجع كتاب نواقض الإيمان القولية والعملية لعبدالعزيز العبد اللطيف ص 261 وما بعدها، وكتاب التوسط والاعتدال للشيخ علوي السقاف.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 12 - 02, 10:00 م]ـ
• جزى الله الأخوة الذين أثروا هذا الموضوع؛ وخاصة الأخ الغائب: أبو المعالي.
• فأنا راجعٌ الآن عن تهمة التفويض التي نسبتها للإمام ابن قدامة رحمه الله.
• ومما يؤيِّد ما ذهب إليه (أبو المعالي وبقية الأخوة) من نتيجة البحث السابق من كون ابن قدامة ليس مفوضاً = ما قاله ابن قدامة أيضاً في حكاية المناظرة في القرآن (ص/43 - 44)؛ قال: ((فإن قالوا: فالصوت لا يكون إلاَّ من هواءٍ بين جِرمين.
قلنا: هذا من الهذيان الذي أجبنا عن مثله في الحرف.
وقلنا: إنَّ هذا قياسٌ منهم لربنا تبارك وتعالى على خلقه، وتشبيهٌ له بعياده، وحكمٌ عليه بأنه لا تكون صفةٌ إلاَّ كصفات المخلوقين، وهذا ضلال بعيد.
ثم إنَّه يلزمهم مثل هذا في بقيَّة الصفات؛ على ما أسلفناه.
على أنَّ معتمدنا في صفات الله عزوجل إنما هو الاتِّباع؛ نصف الله تعالى بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله، ولا نتعدَّى ذلك ولا نتجاوزه ولا نتأوَّله و (لا نفسِّره)، ونعلم أنَّ ما قال الله ورسوله حقٌ وصدقٌ؛ لا نشكُّ فيه ولا نرتاب، ونعلم أنَّ لما قال الله ورسوله معنىً هو به عالمٌ؛ فنؤمن به بالمعنى الذي أراده، و (نكل علمه إليه)، ونقول كما قال سلفنا الصالح وأئمتنا المقتدى بهم ... ونسكت عما وراء ذلك، نتَّبع ولا نبتدع ... )).
• فقوله رحمه الله تعالى: ((ولا نفسِّره))، و ((ونكل علمه إليه)) يوضِّحه ما تقدَّم من ردِّه على من أراد الإلزام بالتشبيه؛ بقوله: ((فإن قالوا: فالصوت لا يكون إلاَّ من هواءٍ بين جِرمين.
قلنا: هذا من الهذيان الذي أجبنا عن مثله في الحرف.
وقلنا: إنَّ هذا قياسٌ منهم لربنا تبارك وتعالى على خلقه، وتشبيهٌ له بعياده، وحكمٌ عليه بأنه لا تكون صفةٌ إلاَّ كصفات المخلوقين، وهذا ضلال بعيد)).
• فيكون مقصوده – رحمه الله -: أننَّا نثبت لكلام الله تعالى صوتاً، والصوت هو الصوت، ونكل علم كيفيَّته إلى عالمه، ولا نكيِّفه بتفسيره الذي يرومه المبتدعة في إلزامهم.
والحمدلله رب العالمين.
• الأخ ( abouosama1 ) .. بعد رجوعي عما تقدَّم يبقى لك الوجه الثاني الذي أسلفته، وأما الوجه الأول فاجعله كأن لم يكن.
:)
ـ[ abouosama1] ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:13 ص]ـ
الأخ الفاضل المشرف العام أشكرك على هذه الرسالة النافعة في بيان معتقد أهل السنة والحماعة معتقد الإمام المبجل أحمد بن حنبل رضي الله عنه وقد طبعتها لأقرأها على مهل وإن كانت عندي بعض الإستفسارات سوف أرسلها لك لتشرحها لي وجزاك الله كل خير
ـ[ abouosama1] ــــــــ[17 - 12 - 02, 05:31 م]ـ
الأخ الفاضل المشرف العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد:
أرجو أن توضح لي عدة أمور أشكلت علي
وأبتدئ بأول جواب لكم الذي أوردتم فيه كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله والذي مفاده أن متقدمي أصحاب الإمام أحمد اختلفوا فيما تفرد به حنبل هل تثبت أم لا؟
والسؤال: إذا كان أصحاب الإمام اختلفوا كيف يسوغ لنا أن نجزم بوجه دون وجه؟ وما هم المرجح؟
وذكرتم يا سيدي أن القاضي الفراء والحافظ الذهبي قالا: إن حنبل تفرد وأغرب بغير شيئ عن الإمام فهل ورد إن مسائل التأويل هذه من جملتها؟
وجزاكم الله عن العلم وأهله خير الجزاء
ـ[ abouosama1] ــــــــ[22 - 12 - 02, 02:51 ص]ـ
لا أدري لم تأخر الجواب فلعل المانع خير
أما بالنسبة لما سبق من الأجوبة فجزاكم الله كل خير ولكن عندي استيضاح جديد يتعلق بمعنى الصفات.
فقد جاء في معتقد الإمام الذي جمعه الإمام أبو الفضل التميمي ـ وهو من علماء القرن الخامس ـ أن الإمام أحمد قال: " وفي صفات الله ما لا سبيل إلى معرفته إلا السمع ـ أي الخبر ـ " أليس هذا يدل على أن في الصفات ما لا يعرف معناه؟
ويدل على هذا المعنى ما ذكرته بعد من أن الصفات بالنسية لمعانيها نوعان:
الأمل: صفات معناها واضح جلي.
والثاني صفات معناها مشكل خفي.
فالواجب في الأول أمران: أحدهما: الإيمان بها لفظا. والآخر: الإيمان بالمعنى الظاهر منها.
والثاتي: الواجب فيها أمران ـ أيضا ـ: الإيمان بها لفظا، والآخر ترك التعرض امعناها.
هذا ما قرأته هنا وقد وجدته مطابقا لكلام البيهقي في (الأسماء والصفات) وفي (الإعتقاد) أن الصفات على قسمين: قسم تدرك دلالته بالعقل وقسم لا سبيل إلى معرفته إلا ورود الخبر الصحيح. والفرق الوحيد بين النقلين أن الكلام هنا لم يحدد ما هي الصفات التي من النوع الأول أو الثاني على التفصيل الذي ذكرتم. وأما عند البيهقي فقد ذكرها بالتفصيل.
وإذا كان المعروف أن البيهقي أشعري فما الفرق بين المذهبين؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22720&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED+%DA%C8%C7%D3(24/1)
شرح السفارينية
ـ[أبوعمر الجداوي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 12:54 ص]ـ
بشرى .............................................. ................................. لقد وجدت في أحد المواقع شرح العقيدة السفارينية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ولاأدري إن كان لديكم خبر به من قبل لاني عضو جديد
ـ[أبوعمر الجداوي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:16 ص]ـ
وهذا هو الرابط http://www.sahab.org/books/book.php?id=299
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 07:02 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[02 - 04 - 09, 07:31 م]ـ
و هو كذلك على مكتبة صيد الفوائد.
و الحق أنّ الشيخ رحمه الله تعالى أجاد أيّما اجادة في هذا الشرح فهو شرح و الله راق و مفيد.
و تجدون على الرابط الأتي الشرح صوتيا و أنصح الجميع بسماعه و قراءة المطبوع.
و هل من أخ كريم فاضل يزودنا بنسخة مصورة من شرح الشيخ.
الرابط ها هو:
www.aqeeda.org(24/2)
توضيح مهم حول ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الساق
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 12 - 02, 11:28 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد الأمين، ورضي الله عن أصحابه الميامن
توضيح مهم حول ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الساق
غالبا ما يدندن أهل البدع من المخالفين لأهل السنة المثبتين للصفات بقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) حيث جاء عنه أنه قال في تفسيرها (عن يوم كرب وشدة)، ونحوها من العبارات، فيقولون هذا ابن عباس أول صفة من الصفات فكيف تنكرون علينا التأويل في بقية الصفات وتقولون إنه تحريف!
فيقال في الجواب عن هذا:
أولا: هذه الآية ليست صريحة في إثبات الصفة، ولذلك قال بعض العلماء هذه الآية ليست من آيات الصفات، وتوضيح ذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول (أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين*يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (ن41 - 42)
فلم يقع في الآية تصريح بنسبة الساق إلى الله سبحانه وتعالى، وإنما قال (يوم يكشف عن ساق)، فمن فسرها بقوله: يكشف عن هول وشدة،فلا يعتبر هذا من التأويل (بمعنى صرف المعنى عن ظاهره)، وإنما هو تفسير للآية على حسب سياقها، فلا شك أن العرب كانت تستعمل هذه الكلمة في التعبير عن شدة الأمر، فيقولون كشفت الحرب عن ساقها، ويقصدون بها كشفت عن شدة وهول، كما جاء عن سعد بن مالك جد طرفة بن العبد من قوله
كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر البراح
(ديوان الحماسة 1/ 198)، والخصائص (3/ 252) والمحتسب (2/ 326) من حاشية معاني القرآن للفراء (3/ 177)
فإذا فسرنا الآية بمعنى يوم يكشف القيامة عن ساقها التي هي بمعنى الشدة، فالمعنى مناسب جدا، ويدل عليه سياق الآيات، فمن شدة ذلك اليوم أنهم يدعون فيه إلى السجود فلا يستطيون: (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة)، فكل هذا من شدة ذلك اليوم وهوله، والله المستعان.
ولكن هذا لاينافي أن يكون من تفسير الآية أن يكشف ربنا سبحانه وتعالى عن ساقه التي جاءت في الروايات، فالآية تحتمل كل هذه المعاني وهذا ليس فيه اختلاف تضاد، وإنما هو اختلاف تنوع، فكون ابن عباس رضي الله عنه وغيره يفسرون الاية بمعنى الهول والشدة، لايمنع من تفسيرها بالساق لله سبحانه وتعالى، فيكون كل واحد من المفسرين ذكرا جزءا من المعنى، ويكون تفسير الآية مجموع هذه الأقوال، كما وضح ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في مقدمة التفسير.
ثانيا:
روى الفراء في معاني القرآن (3/ 177) قال حدثني سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه قرا (يو م تكشف عن ساق) يريد: القيامة والساعة لشدتها) انتهى
قال شعيب الأنؤوط (قلت: وهذا سند صحيح) كما في حاشية العواصم والقواصم لابن الوزير (8/ 341).
فعلى ما ورد في كتاب الفراء من قراءة ابن عباس الآية بالتاء (يوم تكشف)، فيكون تفسيره لها بقوله (يوم هول وشدة) واضح جدا وليس فيه تأويل كما يقولون، وعلى هذا لايستطيع أهل البدع الاستدلال بقول ابن عباس في التاويل فقد فسر الاية على حسب قراءته بالتاء (تكشف)، وعلى القراءة بالتاء لاتكون كذلك من آيات الصفات.
فرضي الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان أبعدهم عن صرف معاني الآيات عن ظاهرهاالمراد منها إلى غيره بحجة التنزيه! كما يفعله أهل التأويل بالباطل، نسأل الله السلامة والعافية
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 - 12 - 02, 01:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتمة لكلام أخي عبدالرحمن الفقيه وفقه الله أحببت أن أضيف إلى ما ذكر - وفيما ذكر كفاية وبركة - هذا الجواب الذي كنت قد كتبته جواباً على سؤال وجه إلي في أحد المنتديات:
تفسير قول الله تعالى: (يوم يكشف عن ساق):
اختلف السلف في تفسير هذه الآية على قولين:
القول الأول: أن معناها، يوم يكشف عن شدة وكرب، وذلك يوم القيامة.
والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق، إذا صار إلى شدة، وتقول: شمرت الحرب عن ساقها، إذا اشتدت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/3)
وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما من عدة طرق، أخرجها ابن جرير في تفسير هذه الآية،وأخرجها أيضاً البيهقي في الأسماء والصفات باب ما ذكر في الساق، وبعضها أسانيده صحيحة وبعضها حسنة [وقد جمع سليم الهلالي هذه الآثار وتكلم على أسانيدها في رسالة مستقلة بعنوان: المنهل الرقراق في تخريج ما روي عن الصحابة والتابعين في تفسير (يوم يكشف عن ساق) وخلص في هذه الرسالة إلى أنه لا يصح منها شيء.] وقد صحح ابن حجر بعض أسانيدها، وحسن بعضها. ولعل تعدد طرق هذه الآثار يدل على أن لها أصلا. والله أعلم.
والقول الثاني: أن معنى الآية، يوم يكشف الرحمن – سبحانه - عن ساقه يوم القيامة.
وهذا القول ثابت عن ابن مسعود رضي الله عنه حيث قال في تفسير هذه الآية: يكشف عن ساقه تبارك وتعالى.
وهذه الآية ليست نصاً صريحاً في اثبات صفة الساق لله عز وجل؛ لأنها جاءت نكرة في الإثبات، ولم تضف إلى الله تعالى؛ ولذا وقع الخلاف بين السلف في تفسيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها.
وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف؛ بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله، ........ ) ثم قال رحمه الله: (وتمام هذا أني لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) فروي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة، إن الله يكشف عن الشدة في الآخرة، وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات؛ للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين.
ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه الآية في الصفات؛ فإنه قال: (يوم يكشف عن ساق) نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله، ولم يقل عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف.) اه كلامه رحمه الله، وهو في غاية التحقيق والنفاسة. مجموع الفتاوي [6/ 394_395].
وإذا تقرر هذا، فإن أولى القولين بالصواب هو ما قاله ابن مسعود ومن وافقه؛ وهو أن المراد بالساق في الآية ساق الله تعالى؛ وذلك لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً) متفق عليه.
فهذا الحديث ذكر الكشف عن الساق والسجود له سبحانه، وهي كذلك مذكورة في الآية، فهذا مما يؤيد القول الثاني.
وما أجمل قول الشوكاني رحمه الله: (وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً، فليس كمثله شيء
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمنٌ في دينه كمخاطر.) فتح القدير للشوكاني
ويؤيد هذا القول أيضاً ويقويه أنه تفسير للفظ بحقيقته ومعناه المعروف، وأما القول الأول فإنه يصرف اللفظ إلى المعنى المجازي؛ والأصل حمل ألفاظ القرآن الكريم على الحقيقة.
فهنا قاعدتان من قواعد الترجيح ترجح القول الثاني:
القاعدة الأولى: إذا ثبت الحديث وكان في معنى أحد الأقوال فهو مرجح له على ما خالفه.
القاعدة الثانية: يجب حمل ألفاظ الوحي على الحقيقة.
انظر كتاب: قواعد الترجيح عند المفسرين للشيخ حسين الحربي، وقد استفدت منه كثيراً في هذا الجواب.
فلينظر للفائدة [1/ 209_ 212] وهذا الكتاب من الكتب القيمة في بابه، وهو في الأصل رسالة ماجستير.
تتمة مهمة:قال ابن القيم
0000 والصحابة متنازعون في تفسير الآية هل المراد الكشف عن الشدة أو المراد بها أن الرب تعالىيكشف عن ساقه
ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع
وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة لله لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه
وإنما ذكره مجردا عن الإضافة منكرا والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن
وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه
(فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدا) ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى
{يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود} " القلم42 " مطابق لقوله
(فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا) وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال يكشف عن ساق عظيمة
جلت عظمتها وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه قالوا
وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال كشفت الشدة عن القوم
لا كشف عنها كما قال الله تعالى
{فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} " الزخرف50 " وقال ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر المؤمنون75
فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة
وهناك لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة [الصواعق المرسلة ج: 1 ص: 252] طبع العاصمة - الرياض
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
قوله تعالى {يوم يكشف عن ساق} لم يقل يوم يكشف الساق وهذا يبين خطأ من قال المرادبهذه كشف الشدة وأن الشدة تسمى ساقا
و أنه لو أريد ذلك لقيل يوم يكشف عن الشدة
أو يكشف الشدة و أيضا فيوم القيامة لا يكشف الشدة عن الكفار و الرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد
[الرد على البكري ج: 2 ص: 542] طبع الغرباء الأثرية - المدينة
تم تحريره من قبل أبو مجاهد العبيدي في 14 - 8 - 1423 هـ عند02:40 صباحاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/4)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[17 - 12 - 02, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[27 - 01 - 03, 03:40 م]ـ
من:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4975
ماقال الشوكاني غفر الله له في صفة الساق
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة تخوض البعض في صفة الساق لله عز وجل أنقل لكم كلام أحد اساطين العلم وبحوره الإمام الشوكاني رحمه الله قال في:
فتح القدير:5 الصفحة:384
"يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون"
..... قيل ساق الشيء: أصله وقوامه كساق الشجرة، وساق الإنسان: أي يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه، وقيل يكشف عن ساق جهنم، وقيل عن ساق العرش، وقيل هو عبارة عن القرب، وقيل يكشف الرب سبحانه عن نوره،
وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل،
!!!!!!
قال في آخر البحث:
وقد أخرج البخاري وغيره عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً" وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين وغيرهما، وله ألفاظ في بعضها طول، وهو حديث مشهور معروف. وأخرج ابن منده عن أبي هريرة في الآية قال: يكشف الله عز وجل عن ساقه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن منده عن ابن مسعود في الآية قال: يكشف عن ساقه تبارك وتعالى
...... إلى أن قال:
قال ابن عباس: هذا يوم كرب شديد، روي عنه نحو هذا من طرق أخرى، وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شيء.
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
ا.هـ كلامه رحمه الله
فهل يعي مثل هذا الكلام من يتحكم في النصوص الثابتة ويضرب الأقوال ببعضها وكأنه قد رأى الله سبحانه وأحاط به علماً بخلاف ما أخبر
صدق الشوكاني
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[27 - 01 - 03, 04:55 م]ـ
نفع الله بك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[27 - 01 - 03, 08:32 م]ـ
الرسالة التي أشار إليها الأخ الكريم قد دهب فيها الشيخ سليم الهلالي إلى جهالة محمد بن الجهم السمري وهدا خطأ ظاهر والصواب أنه ثقة له ترجمة في تاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء وقد وثقه الدارقطني وغيره من الأئمة والله الموفق
ـ[البلقيني]ــــــــ[27 - 01 - 03, 11:39 م]ـ
هناك بحث للشيخ عبد الرحمن الهرفي حول هذه المسألة
وقد جمع فيها النصوص حول هذه المسألة وذكر أقوال أهل العلم
فيها فانظره - غير مأمور - في صفحة الشيخ في موقع (صيد الفوائد)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[13 - 03 - 03, 11:05 ص]ـ
هذا هو بحث الشيخ عبدالرحمن الهرفي حفظه الله.
http://www.saaid.net/book/8.zip
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[24 - 06 - 03, 06:36 ص]ـ
جمع مفيد جدا، فجزاكم الله خيرا
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[18 - 08 - 03, 12:34 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم
قوله صلى الله عليه وسلم: (فيكشف عن ساق)
ضبط (يكشف) بفتح الياء وضمها وهما صحيحان. وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول , وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر , ولهذا يقولون: قامت الحرب على ساق , وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به.
قال القاضي عياض - رحمه الله -: وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم , وورد ذلك في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن فورك: ومعنى ذلك ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف.
قال القاضي عياض: وقيل: قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين من ظهور جماعة من الملائكة على خلقة عظيمة لأنه يقال: ساق من الناس كما يقال: رجل من جراد , وقيل: قد يكون ساق مخلوقا جعله الله تعالى علامة للمؤمنين خارجة عن السوق المعتادة , وقيل: كشف الخوف وإزالة الرعب عنهم وما كان غلب على قلوبهم من الأهوال , فتطمئن حينئذ نفوسهم عند ذلك , ويتجلى لهم فيخرون سجدا.
قال الخطابي - رحمه الله -: وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى , وإنما هذه للامتحان. والله أعلم.
اهـ
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري قوله (باب يوم يكشف عن ساق)
أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا في قوله: (يوم يكشف عن ساق) قال " عن نور عظيم , فيخرون له سجدا " وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله (يوم يكشف عن ساق) قال: عن شدة أمر , وعند الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو يوم كرب وشدة قال الخطابي: فيكون المعنى يكشف عن قدرته التي تنكشف عن الشدة والكرب وذكر غير ذلك من التأويلات كما سيأتي بيانه عند حديث الشفاعة مستوفى في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى. ووقع في هذا الموضع " يكشف ربنا عن ساقه " وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك ثم قال في قوله " عن ساقه " نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ " يكشف عن ساق " قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة , لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين , تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء.
اهـ
وسمعت أنه للألباني كلام يرجح فيه أن اللفظ الأصح في رواية الحديث (يكشف عن ساق) موافقا للفظ القرآن.
ولم أقف على كلامه بتفاصيله
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/5)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 08 - 03, 12:51 م]ـ
ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح كما نقله الأخ أبو صالح شافعي من قوله (لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين , تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء.)
فهذا الكلام باطل وغير صحيح
فإثبات الصفات لله كاليد والقدم ليس فيها تشبيه له بخلقه سبحانه وتعالى كما قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهو سميع ولكن سمعه يختلف عن سمع المخلوقين بصير وبصره لايشبه بصر المخلوقين له يد ليست مثل يد المخلوقين وله قدم ليست كمثل قدم المخلوقين
فالقاعدة في ذلك هي قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وهذه الآية مشتملة على النفي والإثبات
تنفي أن يكون شيء مثله سبحانه وتعالى وتثبت له الصفات على ما يليق به.
والعجب من الأشاعرة المنحرفين والماتوريدية من إثباتهم لبعض الصفات وتحريفهم (الذي يسمونه تأويل) لبقية الصفات فوقعوا في التناقض
فالمعتزلة والجهمية على شدة ضلالهم كانوا مطردين في نفي الصفات.
وهناك قاعدتان مفيدتان ذكرها الخطيب البغدادي في رسالته في الصفات وكذلك قررها ابن تيمية في التدمرية وهي:
1 - القول في الذات كالقول في الصفات (وفي هذه القاعدة رد على المعطلة)
2 - القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر (وفي هذه القاعدة رد على المحرفة (الأشاعرة ونحوهم).
ـ[أبو صالح شافعي]ــــــــ[18 - 08 - 03, 01:48 م]ـ
الأهم في الموضوع، هل فعلا أن لفظة الحديث الأصح هي الموافقة للقرآن أم لا؟
ـ[سعد بن ضيدان السبيعي]ــــــــ[18 - 08 - 03, 01:57 م]ـ
شيخ الإسلام له قولان في تفسير قول الله تعالى (يوم يكشف عن ساق):
القول الأول أن هذه الآية من آيات الصفات:
قال شيخ الإسلام في كتاب الإستغاثة في الرد على البكري (2/ 446)
(لم يقل يوم يكشف الساق وهذا يبين خطأ من قال المراد بهذه كشف الشدة وأن الشدة تسمى ساقا و أنه لو أريد ذلك لقيل يوم يكشف عن الشدة أو يكشف الشدة و أيضا فيوم القيامة لا يكشف الشدة عن الكفار و الرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد)
القول الثاني أن هذه الآية ليست من آيات الصفات:
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: (6/ 394)
(الذى اقوله الآن واكتبه وان كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتى وانما اقوله فى كثير من المجالس ان جميع ما فى القرآن من آيات الصفات فليس عن الصحابة اختلاف فى تأويلها وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير فلم أجد الى ساعتى هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته وبيان ان ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه الا الله وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم شىء كثير وتمام هذا أنى لم أجدهم تنازعوا الا فى مثل قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فروى عن ابن عباس وطائفة ان المراد به الشدة ان الله يكشف عن الشدة فى الآخرة وعن أبى سعيد وطائفة أنهم عدوها فى الصفات للحديث الذى رواه ابو سعيد فى الصحيحين ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على ان هذه من الصفات فانه قال يوم يكشف عن ساق نكرة فى الاثبات لم يضفها الى الله ولم يقل عن ساقه فمع عدم التعريف بالاضافة لا يظهر انه من الصفات الا بدليل آخر ومثل هذا ليس بتأويل انما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولا له ثم يريدون صرفه عنه ويجعلون هذا تأويلا وهذا خطأ من وجهين كما قدمناه غير مرة).
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 05 - 08, 02:01 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 01:39 ص]ـ
يقال في الجواب عن هذا:
أولا: هذه الآية ليست صريحة في إثبات الصفة، ولذلك قال بعض العلماء هذه الآية ليست من آيات الصفات،.
إن لم تكن صريحة قطعية في اثبات صفة الساق. فبم نثبتها اذن؟
ـ[أبو عمر السلمي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
إن لم تكن صريحة قطعية في اثبات صفة الساق. فبم نثبتها اذن؟
هذه الصفة ثابتة بالحديث الذي رواه الإمام مسلم.
والخلاف هل هذه الآية من مما يستدل به على هذه الصفة أم لا؟!
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 06 - 08, 10:58 م]ـ
فإن أولى القولين بالصواب هو ما قاله ابن مسعود ومن وافقه؛ وهو أن المراد بالساق في الآية ساق الله تعالى؛ وذلك لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً) متفق عليه.
فهذا الحديث ذكر الكشف عن الساق والسجود له سبحانه، وهي كذلك مذكورة في الآية، فهذا مما يؤيد القول الثاني.
وما أجمل قول الشوكاني رحمه الله: (وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً، فليس كمثله شيء
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمنٌ في دينه كمخاطر.) فتح القدير للشوكاني
ويؤيد هذا القول أيضاً ويقويه أنه تفسير للفظ بحقيقته ومعناه المعروف، وأما القول الأول فإنه يصرف اللفظ إلى المعنى المجازي؛ والأصل حمل ألفاظ القرآن الكريم على الحقيقة.
فهنا قاعدتان من قواعد الترجيح ترجح القول الثاني:
القاعدة الأولى: إذا ثبت الحديث وكان في معنى أحد الأقوال فهو مرجح له على ما خالفه.
القاعدة الثانية: يجب حمل ألفاظ الوحي على الحقيقة.
انظر كتاب: قواعد الترجيح عند المفسرين للشيخ حسين الحربي، وقد استفدت منه كثيراً في هذا الجواب.
فلينظر للفائدة [1/ 209_ 212] وهذا الكتاب من الكتب القيمة في بابه، وهو في الأصل رسالة ماجستير.
وهذا هو الحق
فلست ادري كيف غفلتم عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/6)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 06 - 08, 11:42 م]ـ
فعلى أي أساس نثبت صفة (الساق)؟ ألا يعد هذا تكلفا صريحا في غير محله؟
يا أختاه
اما انكارك لثبوت صفة الساق لله عز وجل فأمر أنا مستعد للإجابة عنه.
فأقول مستعينا بالله عز وجل:
روى البخاري في صحيحه بإسناده في تفسير سورة (ن) عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012221.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF . .
هذا الحديث فيه إثبات صفة الساق لله عز وجل فيه إثبات صفة الساق وهو قوله: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF يكشف ربنا عن ساقه ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012221.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF الضمير يعود إلى من؟ إلى الله فيه إثبات صفة الساق.
رواه البخاري في الصحيح في كتاب التفسير، ورواه الإمام مسلم في كتاب الإيمان.
وكما قال الشوكاني - رحمه الله -: [وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شيء.]
عليك رحمة الله يا شوكاني
نعم قد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا أختاه
الحديث صريح في إثبات الساق لله، وأهل السنة والجماعة أثبتوا الساق لله عز وجل من الحديث.
* * *
وأما كون الآية من آيات الصفات أم لا
الذين قالوا: إنها ليست من آيات الصفات والمراد شدة الهول قالوا: الدليل أنها ليس فيها إضافة إلى الله ما أضيف الساق إلى الله. والذين أثبتوا قالوا: إنها من آيات الصفات ضموا إليها الحديث قالوا: الحديث يفسرها فهي من آيات الصفات بدليل الحديث http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF يكشف ربنا عن ساقه ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012224.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF أما الحديث فهو صريح في إثبات الساق لله، وأهل السنة والجماعة أثبتوا الساق لله عز وجل من الحديث، والآية إذا بضمامة الحديث، ومن لم يضم الآية إلى الحديث لم يثبت الصفة.
وعلى كل حال فصفة الساق ثابتة لله، وهي من الصفات في هذا الحديث، والحديث صريح في هذا رواه الشيخان وغيرهما، والآية إذا ضم إليها الحديث دلت على إثبات الصفة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 06 - 08, 11:59 م]ـ
سؤال:
هل اقتنعت بأن لله ساقا أم لا؟
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه يقول: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياءً وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24012221.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF . .
* * *
هل رأيت مشاركتي أعلاه؟
انا اعلم أنك من أسرع الناس رجوعا الى الحق
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 12:15 ص]ـ
نعم و لكن علماء الحديث يقولون أن أصح الروايات ما جاء من غير اضافة موافقا لنص القرآن.
اختي
انا مستعد للمواصلة معك الى النهاية
فمن حيث علم الحديث فقولهم أصح الروايات ليس فيه تصحيح ولا تضعيف كما لا يخفى على من درس علم المصطلح فقد تكون كلها صحيحة أو كلها ضعيفة أو فيها وفيها من الصحة والضعف.
* * *
انا لا اريد الخوض في علم الحديث
إنما أريد الكلام عن العقيدة الاسلامية
وعن صفات الله عز وجل
أنت تعلمين أن هذا العلم نأخذه من عند اهله الموثوقين
من امثال ابن باز والعثيمين والألباني والفوزان عبد العزيز آل الشيخ ومن سار على نهجهم ومن تعلموا عنه وووو ... إلخ - رحمهم الله جميعاً -
فيا اختاه
كل هؤلاء متفقون على إثبات الساق لله عز وجل
* * *
فهل يعني يتفق كل هؤلاء على باطل؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 12:18 ص]ـ
نعم و لكن علماء الحديث يقولون .....
الرجاء التنبه إلى أن البخاري ومسلم من علماء الحديث
فراجعي تبويبهما لحديث الساق يتبين لك مذهب علماء الحديث الذين لا يؤولون الصفات.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/7)
وتذكري دائما قول الشوكاني - رحمه الله -: [وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شيء.].
* * *
ولا تنسي أن علماءنا اتباع السلف الصالح متفقون على إثبات صفة الساق لله عز وجل
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:10 ص]ـ
إذا راجعتم الأحاديث التي تذكر الساق سواءا مضافة أو غير مضافة فالإثنتين تشتمل على كلام يدل على معنى الساق في الحديث
وقد قمت بنسخ هذا الكلام من عدة مصادر فيها الرواية التي تذكر الساق بدون إضافة والباقي أغلبها يشمل نفس هذا الكلام بنفس اللفظ أو لفظ مختلف قليلا لكنه بنفس المعنى، يمكنكم البحث عن الروايات عن طريق موقع الدرر السنية أو الشاملة
________________________
فيقول: هل بينكم وبين الله آية تعرفونها. فنقول نعم: فيكشف عن ساق فنخر سجدا أجمعون
المصدر: كتاب التوحيد لإبن خزيمة
فيقول هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها، فيقولون: نعم فيكشف عن ساق
المصدر: التذكرة للقرطبي
فيقال: فبم تعرفون ربكم إذا رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه، قيل: وما هو؟ قالوا: يكشف عن ساق. وذكر الحديث
المصدر: مجموع الفتاوى لإبن تيمية
فيقول: فهل تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناه. قال: وما هي؟ قال: فيكشف عن ساق
المصدر: البدور السافرة للسيوطي وقال طريقه صحيحة متصلة رجالها ثقات
_____________________________
فنرى هنا أن الساق هي العلامة التي يعرفون بها الله عز وجل
هل يصح أن تكون الشدة أو شدة الأمر هي العلامة؟
لا
فالله عز وجل يُعرف بصفاته وليس شدة الأمر يوم القيامة
فالحديث يُفسر نفسه.
ولا مانع من الجمع بين الإثنين إذا صحت الرواية عن بعض السلف بأن معنى الساق في الآية (شدة الأمر)
فيكون معنى الآية شدة الأمر + صفة الساق لأجل الأحاديث الصحيحة في ذلك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:17 ص]ـ
- قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: (و من حمل الآية على ذلك ـ أي أنها صفة الرحمن ـ قال: قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " مطابق لقوله صلى الله عليه و آله و سلم " يكشف عن ساقه "و تنكيره للتعظيم و التفخيم كأنه قال يكشف عن ساق عظيمة قالوا و حمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن لغة القوم أن يقال كشفت الشدة عن القوم، لا كشفت عنها، كقوله تعالى " فلما كشفنا عنهم العذاب " العذاب هو المكشوف لا المكشوف عنه و أيضا فهناك تحدث شدة لا تزول إلا بدخول الجنة و هنا لا يدعون لسجود و إنما يدعون الله أشد ما كانت الشدة) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=843539#_ftn1))
([1]) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية و المعطلة ـ محمد الموصليّ ـ ت: سعيد إبراهيم ـ دار الحديث ـ الأولى 1412هـ ـ 38.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:18 ص]ـ
و سئل سماحة الوالد العلامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ عن معنى قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " فقال: (الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فسّرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة و يكشف لعباده المؤمنين عن ساقه و هي العلامة التي بينه تعالى و بين عباده فإذا كشف عن ساقه عرفوه و تبعوه و إن كانت الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا اشتدت و هذا معنى معروف لغوياً قاله أئمة اللغة و لكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث وهو كشف الرب عن ساقه سبحانه و تعالى …) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843548&posted=1#_ftn1))
([1]) مجموع فتاوى و تنبيهات ـ ابن باز ـ مكتبة السنة ـ الأولى 1409هـ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:20 ص]ـ
و قال السيوطي ـ رحمه الله ـ في الدر المنثور: (أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال: قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843549&posted=1#_ftn1))
([1]) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ـ الإمام السيوطي ـ دار المعرفة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:21 ص]ـ
قال الدكتور عبد الله الغنيمان (الضمير في قوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " يعود إلى الله تعالى ففي ذلك إثبات صفة الساق لله تعالى و يكون هذا الحديث و نحوه تفسير لقوله تعالى " يوم يكشف عن ساق " و هذا الحديث متفق على صحته و فيه التصريح في أن الله تعالى يكشف عن ساقه و عند ذلك يسجد له المؤمنون و من تأوله التأويلات المستكرهة فقد استدرك على الرسول صلى الله عليه وآله و سلم، و معلوم أن قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق " ليس نصاً في أن الساق صفة لله تعالى؛ لأنه جاء منكرا غير معرّف فيكون قابلاً كونه صفة و كونه غير صفة و تعيينه لواحد من ذلك يتوقف على الدليل و قد دل الدليل الصحيح على ذلك فلا يجوز تأوله بعد ذلك، أما ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما و غيره أن ذلك الشدة و الكرب يوم القيامة فهذا بالنظر إلى لفظ الآية لأنها كما قلنا لم تدل على الصفة بلفظها و إنما الدليل هو الحديث المذكور) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843551&posted=1#_ftn1))
([1]) شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ـ د. عبد الله الغنيمان ـ مكتبة لينةـ (2/ 121).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/8)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:22 ص]ـ
قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد: (الآية فيها إثبات صفة الساق لله سبحانه و تعالى، كما في حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ و خير ما يفسر فيه القرآن بعد القرآن السنة النبوية و الحديث صريح في إثبات صفة الساق لله سبحانه و تعالى) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843553&posted=1#_ftn1)) .
([1]) الردود / التحذير من مختصرات الصابونيّ ـ بكر أبو زيد ـ دار العاصمة ـ الأولى 1414هـ ـ (350)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:23 ص]ـ
و قال الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألبانيّ ـ رحمه الله ـ بعد تخريج حديث أبي سعيد: (و جملة القول إن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843555&posted=1#_ftn1)) و قد أورد الإمام ابن مندة ـ رحمه الله ـ أحاديث و آثار نذكرها منها: عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ و قال فيه: " و يكشف عن ساقيه جل و عز "، و عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في قوله جل و عز " يوم يكشف عن ساق " قال: عن ساقيه. قال أبو عبد الله: هكذا في قراءة ابن مسعود.) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843555&posted=1#_ftn2))
([1]) السلسة الصحيحة ـ محمد ناصر الألباني ـ مكتبة المعارف ـ 1415هـ ـ (2/ 127) تحت الحديث رقم 583
([2]) الرد على الجهمية ـ الإمام ابن مندة ـ ت: د. على بن محمد الفقيهي ـ مكتبة الغرباء الأثرية ـ الثالثة 1414هـ ـ 35
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:24 ص]ـ
- و قد جمع الشيخ سليم الهلالي كل المرويات في تفسير هذه الآية من طريق ابن عباس فكانت عشرة روايات لم يصح منها شيء ثم قال: (ا علم أيها الأخ المحب أن هذا التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهماـ لو صح ـ و قع على مقتضى اللغة و أن الساق في اللغة هو الشدة و قد أشار أبو يعلى في كتابه ـ إبطال التأويلات لأخبار الصفات ـ فقال: و الذي روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ و الحسن فيحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على مقتضى اللغة و هو أن الساق في اللغة هو الشدة، و لم يقصد بذلك تفسيره في صفات الله تعالى في موجب الشرع.) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843556&posted=1#_ftn2))
([1]) المنهل الرقراق في تخريج ما روى عن الصحابة و التابعين في تفسير " يوم يكشف عن ساق " ـ سليم بن عيد الهلالي ـ دار ابن الجوزي ـ الأولى 1412هـ (35) و قد توسع أحسن الله إليه في نقد المرويات فمن أراد فليراجعها.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:27 ص]ـ
و قال الألباني - رحمه الله -: (و وجدتُ للحديث شاهداً آخر مرفوعاً و هو نصٌ في الخلاف السابق في الساق و إسناده قوي فأحب أن أسوقه إلى القراء لعزته و صراحته و هو: " إذا جمع الله العباد بصعيد واحد ….هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشفُ لهم عن ساقه فيقعون سجوداً، و ذلك قول الله تعالى " يوم يكشف عن ساق و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون "، و يبقى كلُ منافق فلا يستطيع أن يسجُدَ، ثم يقودهم إلى الجنة " قلتُ و هذا إسناد جيد رجاله ثقات رجال الصحيح؛ إلا ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم متابعة، ثم و جدت له شاهدا آخر عن أبي هريرة مختصراً بلفظ: " يوم يكشف عن ساق " قال: يكشف الله عز وجل عن ساقه ") ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843559&posted=1#_ftn1))
([1]) السلسلة الصحيحة ـ الألباني ـ (2/ 129)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 01:28 ص]ـ
قال الشيخ مشهورآل سليمان: (و على أيّة حال لا يقدم قول الصحابي على قول الرسول ـ صلى الله عليه و آله و سلم ـ و تحمل مخالفة الصحابي للحديث المرفوع على عدم العلم به لما عرف عنهم من التمسك بالسنن .. ) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843560&posted=1#_ftn1))
([1]) الردود و التعقيبات ـ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سليمان ـ دار الهجرة الأولى 1413هـ ـ 118
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 08, 02:27 ص]ـ
فنرى هنا أن الساق هي العلامة التي يعرفون بها الله عز وجل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/9)
هل يصح أن تكون الشدة أو شدة الأمر هي العلامة؟
لا
فالله عز وجل يُعرف بصفاته وليس بشدة الأمر يوم القيامة.
فالحديث يُفسر نفسه.
أحسنتِ
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[19 - 06 - 08, 06:13 م]ـ
أختي توبة
... فيقول: أنا ربكم فهل بينكم وبين ربكم آية تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم فيكشف عن ساق ويريهم الله ما شاء من الآية أن يريهم فيعرفون أنه ربهم فيخرون له سجدا لوجوههم.
أختي الفاضلة
هل هذا لفظ لحديث؟
وما مصدره؟
... فتح الباري:
وقال ابن الجوزي: معنى الخبر يأتيهم الله بأهوال يوم القيامة ومن صور الملائكة بما لم يعهدوا مثله في الدنيا فيستعيذون من تلك الحال ويقولون: إذا جاء ربنا عرفناه، أي إذا أتانا بما نعرفه من لطفه، وهي الصورة التي عبر عنها بقوله " يكشف عن ساق " أي عن شدة.
وقال القرطبي: هو مقام هائل يمتحن الله به عباده ليميز الخبيث من الطيب، وذلك أنه لما بقي المنافقون مختلطين بالمؤمنين زاعمين أنهم منهم ظانين أن ذلك يجوز في ذلك الوقت كما جاز في الدنيا امتحنهم الله بأن أتاهم بصورة هائلة قالت للجميع أنا ربكم، فأجابه المؤمنون بإنكار ذلك لما سبق لهم من معرفته سبحانه وأنه منزه عن صفات هذه الصورة، فلهذا قالوا نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا، حتى إن بعضهم ليكاد ينقلب أي يزل فيوافق المنافقين. قال: وهؤلاء طائفة لم يكن لهم رسوخ بين العلماء ولعلهم الذين اعتقدوا الحق وحوموا عليه من غير بصيرة، قال: ثم يقال بعد ذلك للمؤمنين هل بينكم وبينه علامة؟ قلت: وهذه الزيادة أيضا من حديث أبي سعيد ولفظه " آية تعرفونها فيقولون الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ويبقى من كان يسجد رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد فيصير ظهره طبقا واحدا " أي يستوي فقار ظهره فلا ينثني للسجود، وفي لفظ لمسلم " فلا يبقى من كان يسجد من تلقاء نفسه إلا أذن له في السجود " أي سهل له وهون عليه " ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقا واحدا كلما أراد أن يسجد خر لقفاه " وفي حديث ابن مسعود نحوه لكن قال " فيقولون إن اعترف لنا عرفناه، قال فيكشف عن ساق فيقعون سجودا، وتبقى أصلاب المنافقين كأنها صياصي البقر " وفي رواية أبي الزعراء عنه عند الحاكم " وتبقى ظهور المنافقين طبقا واحدا كأنما فيها السفافيد " وهي بمهملة وفاءين جمع سفود بتشديد الفاء وهو الذي يدخل في الشاة إذا أريد أن تشوى. ووقع في رواية الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عند ابن منده " فيوضع الصراط ويتمثل لهم ربهم " فذكر نحو ما تقدم وفيه " إذا تعرف لنا عرفناه " وفي رواية العلاء ابن عبد الرحمن " ثم يطلع عز وجل عليهم فيعرفهم نفسه ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني، فيتبعه المسلمون " وقوله في هذه الرواية " فيعرفهم نفسه " أي يلقي في قلوبهم علما قطعيا يعرفون به أنه ربهم سبحانه وتعالى. وقال الكلاباذي في " معاني الأخبار " عرفوه بأن أحدث فيهم لطائف عرفهم بها نفسه، ومعنى كشف الساق زوال الخوف والهول الذي غيرهم حتى غابوا عن رؤية عوراتهم.
... عمدة القاري:
فقوله فإذا جاء ربنا عرفناه أي إذا أظهر لنا في ملك لا ينبغي لغيره وعظمته لا تشبه شيئا من مخلوقاته فحينئذ يقولون أنت ربنا قال وأما قوله هل بينكم وبينه آية تعرفونه فيقولون الساق فهذا يحتمل أن الله عرفهم على ألسنة الرسل من الملائكة والأنبياء أن الله جعل لهم علامة تجلية الساق قوله يكشف على صيغة المجهول والمعروف عن ساقه فسر الساق بالشدة أي يكشف عن شدة ذلك اليوم وأمر مهول وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر كما يقال قامت الحرب على ساق.
....
قال القاضي عياض - رحمه الله -: [وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم، وورد ذلك في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن فورك: ومعنى ذلك ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والألطاف. قال القاضي عياض: وقيل: قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين من ظهور جماعة من الملائكة على خلقة عظيمة لأنه يقال: ساق من الناس كما يقال: رجل من جراد، وقيل: قد يكون ساق مخلوقا جعله الله تعالى علامة للمؤمنين خارجة عن السوق المعتادة،] وقيل: كشف الخوف وإزالة الرعب عنهم وما كان غلب على قلوبهم من الأهوال، فتطمئن حينئذ نفوسهم عند ذلك، ويتجلى لهم فيخرون سجدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/10)
قال الخطابي - رحمه الله -: وهذه الرؤية التي في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التي في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى، وإنما هذه للامتحان. والله أعلم.
الذي بين حاضنتين هي أقوال اخرى سيقت في محاولة تفسير لمعنى الساق مخالفة لقول الأغلبية في تفسيرها بمعنى الشدة،ولكنه اجتهاد في محله لأنهمعلى الاقل لم ينسبوا الى الله ما لم ينسبه لنفسه بنص صريح.
... في مرقاة المفاتيح:
وفي رواية أبي سعيد فيقول هل بينكم وبينه أي بين ربكم آية أي علامة تعرفونه أي بتلك الآية وهي المعرفة والمحبة التي هي نتيجة التوحيد وثمرة الإيمان والتصديق فيقولون نعم فيكشف عن ساق بصيغة المجهول وقيل على بناء الفاعل قيل معنى كشف الساق زوال الخوف والهول فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه أي من نحوها وجهتها مخلصا لا لجهة اتقاء الخلق وتعلق الرجاء بهم إلا أذن الله له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء أي احتراسا من السيف أو خوفا من الناس ورياء أي مراياة ومسامعة للخلق إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة.
أختي الفاضلة
أولا: كل هؤلاء (ابن حجر والقرطبي وابن الجوزي والعيني والقاضي عياض والخطابي وملا علي قارئ) ممن يؤولون الصفات
فكيف تستدلين بكلامهم في الصفات؟ حتى أن أغلبهم يؤول صفة العين واليد والوجه
وثانيا: تأويلهم ليس عليه دليل، بأن العلامة هو شيء يقذفه الله في قلوبهم وما شاببه.
... شرح النووي على مسلم (ومثله في الديباج للسيوطي):
قوله صلى الله عليه وسلم: (فيكشف عن ساق)
ضبط (يكشف) بفتح الياء وضمها وهما صحيحان. وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول، وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر، ولهذا يقولون: قامت الحرب على ساق، وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به.
يتحدث عن تفسير ابن عباس للآية وليس الحديث، فأخذوا ذلك التفسير للآية وطبقوها على الحديث.
مع العلم أن النووي رحمه الله أيضا يؤول الصفات.
... فتح القدير:
{يوم يكشف عن ساق} يوم ظرف لقوله فليأتوا: أي فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق ويجوز أن يكون ظرفا لفعل مقدر: أي اذكر يوم يكشف قال الواحدي: قال المفسرون في قوله: {عن ساق} عن شدة من الأمر قال ابن قتيبة: أصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد فيه شمر عن ساقه فيستعار الكشف عن الساق في موضع الشدة وأنشد لدريد بن الصمة:
(كميش الإزار خارج نصف ساقه ... صبورا على الجلاء طلاع أنجد)
وقال: وتأويل الآية يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق قال أبو عبيدة: إذا اشتد الحرب والأمر قيل كشف الأمر عن ساقه والأصل فيه من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد شمر عن ساقه فاستعير الساق والكشف عن موضع الشدة وهكذا قال غيره من أهل اللغة وقد استعملت ذلك العرب في أشعارها ومن ذلك قول الشاعر:
(أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا)
وقول الآخر:
(والخيل تعدو عند وقت الاشراق ... وقامت الحرب بنا على ساق)
وقول آخر أيضا:
(قد كشفت عن ساقها فشدوا ... وجدت الحرب بكم فجدوا)
وقول آخر أيضا في سنة:
(قد كشفت عن ساقها حمرا ... ء تبري اللحم عن عراقها)
وقيل ساق الشيء: أصله وقوامه كساق الشجرة وساق الإنسان: أي يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه وقيل يكشف عن ساق جهنم وقيل عن ساق العرش وقيل هو عبارة عن القرب وقيل يكشف الرب سبحانه عن نوره وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل قرأ الجمهور {يكشف} بالتحية مبنيا للمفعول وقرأ ابن مسعود وابن عباس وابن أبي عبلة تكشف بالفوقية مبنيا للفاعل: أي الشدة أو الساعة وقرئ بالفوقية مبنيا للمفعول وقرئ بالنون وقرئ بالفوقية المضمومة وكسر الشين من أكشف الأمر: أي دخل في الكشف.
أختي الفاضلة، هذا تفسير للآية ونحن نتحدث عن الحديث
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 06 - 08, 06:40 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توبة
... فتح القدير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/11)
{يوم يكشف عن ساق} يوم ظرف لقوله فليأتوا: أي فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق ويجوز أن يكون ظرفا لفعل مقدر: أي اذكر يوم يكشف قال الواحدي: قال المفسرون في قوله: {عن ساق} عن شدة من الأمر قال ابن قتيبة: أصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد فيه شمر عن ساقه فيستعار الكشف عن الساق في موضع الشدة وأنشد لدريد بن الصمة:
(كميش الإزار خارج نصف ساقه ... صبورا على الجلاء طلاع أنجد)
وقال: وتأويل الآية يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق قال أبو عبيدة: إذا اشتد الحرب والأمر قيل كشف الأمر عن ساقه والأصل فيه من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد شمر عن ساقه فاستعير الساق والكشف عن موضع الشدة وهكذا قال غيره من أهل اللغة وقد استعملت ذلك العرب في أشعارها ومن ذلك قول الشاعر:
(أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها ... وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا)
وقول الآخر:
(والخيل تعدو عند وقت الاشراق ... وقامت الحرب بنا على ساق)
وقول آخر أيضا:
(قد كشفت عن ساقها فشدوا ... وجدت الحرب بكم فجدوا)
وقول آخر أيضا في سنة:
(قد كشفت عن ساقها حمرا ... ء تبري اللحم عن عراقها)
وقيل ساق الشيء: أصله وقوامه كساق الشجرة وساق الإنسان: أي يوم يكشف عن ساق الأمر فتظهر حقائقه وقيل يكشف عن ساق جهنم وقيل عن ساق العرش وقيل هو عبارة عن القرب وقيل يكشف الرب سبحانه عن نوره وسيأتي في آخر البحث ما هو الحق وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل قرأ الجمهور {يكشف} بالتحية مبنيا للمفعول وقرأ ابن مسعود وابن عباس وابن أبي عبلة تكشف بالفوقية مبنيا للفاعل: أي الشدة أو الساعة وقرئ بالفوقية مبنيا للمفعول وقرئ بالنون وقرئ بالفوقية المضمومة وكسر الشين من أكشف الأمر: أي دخل في الكشف.
رحم الله الإمام الشوكاني , و لهذا الكلام تتمة فقد أثبت رحمه الله في آخر بحثه هذا صفة الساق لله تعالى فقال:
(وقد أخرج البخاري، وغيره عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً " وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين وغيرهما، وله ألفاظ في بعضها طول، وهو حديث مشهور معروف. وأخرج ابن منده عن أبي هريرة في الآية قال: يكشف الله عزّ وجلّ عن ساقه. وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن منده عن ابن مسعود في الآية قال: يكشف عن ساقه تبارك وتعالى. وأخرج أبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء، والصفات، وضعفه، وابن عساكر عن أبي موسى عن النبيّ في الآية قال:
«عن نور عظيم، فيخرّون له سجداً» وأخرج الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن منده، والبيهقي عن إبراهيم النخعي عن ابن عباس في الآية قال: يكشف عن أمر عظيم، ثم قال: قد قامت الحرب على ساق. قال: وقال ابن مسعود: يكشف عن ساقه فيسجد كلّ مؤمن، ويقسو ظهر الكافر فيصير عظماً واحداً. وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب، أما سمعتم قول الشاعر:
وقامت الحرب بنا على ساق ... قال ابن عباس: هذا يوم كرب شديد. روي عنه نحو هذا من طرق أخرى، وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله، كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً، فليس كمثله شيء.
دعوا كل قول عند قول محمد ... فما آمن في دينه كمخاطر) اهـ
ـ[المقدادي]ــــــــ[19 - 06 - 08, 07:06 م]ـ
و قال السيوطي ـ رحمه الله ـ في الدر المنثور: (أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية عن أبي هريرة قال: قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=843549&posted=1#_ftn1))
([1]) الدر المنثور في التفسير بالمأثور ـ الإمام السيوطي ـ دار المعرفة
و هذا كلام الإمام الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة في كتابه الرد على الجهمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/12)
(قول الله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، واختلاف الصحابة، والتابعين في معنى تأويله.
حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم، بنيسابور، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب النيسابوري البصري، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد، وثنا إبراهيم بن محمد الديبلي، بمكة، ثنا إبراهيم بن عيسى الشيباني البصري، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة الصنعاني، جميعا، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟ قال: «هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب؟» قالوا: لا. قال: «فإنكم لا تضامون في رؤية أحدهما. فإذا كان يوم القيامة نودي ليتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد شيئا إلا تبعه، حتى لا يبقى إلا المؤمنون، فيأتيهم الله عز وجل» فيقول: «أنا ربكم» فيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا. فيقول: «هل بينكم وبينه آية؟» فيقولون: نعم. «يكشف عن ساق»، فلا يبقى أحد ممن كان يعبد الله عز وجل إلا خر له ساجدا «. وذكر الحديث،
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، بمصر، ثنا روح بن الفرج، وثنا عبد الله بن جعفر الوردي، بمصر، ثنا يحيى بن أيوب المصري، ثنا يحيى بن بكير، ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال فيه:» ويكشف عن ساقيه جل وعز «، قال أبو عبد الله: وهذا حديث ثابت باتفاق من البخاري، ومسلم بن الحجاج، وقد رواه آدم بن أبي إياس، عن الليث بن سعد، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم مثله، وقال: يكشف عن ساقه جل وعز وقد اختلف الصحابة في معنى قوله جل وعز (يكشف عن ساق)
أخبرنا علي بن العباس بن الأشعث الغزي، بغزة، ثنا محمد بن حماد الطهراني، ثنا عبد الرزاق، أنبأ الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال: «عن ساقه» قال أبو عبد الله: «هكذا في قراءة ابن مسعود، ويكشف بفتح الياء وكسر الشين»
وأخبرنا علي بن العباس، ثنا محمد بن حماد، ثنا عبد الرزاق، أنبأ ابن التيمي، عن أبيه، عن مغيرة، عن إبراهيم في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال ابن عباس: «يكشف عن أمر عظيم»، ثم قال: «قد قامت الحرب على ساق»
قال إبراهيم: وقال ابن مسعود: «يكشف عن ساقه، فيسجد كل مؤمن، ويقسو كل كافر فيكون عظما واحدا»
ثنا عمر بن الربيع بن سليمان، بمصر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الغني بن سعيد، ثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس، وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله (يوم يكشف عن ساق) قال: «شدة الآخرة»
وأخبرنا محمد بن أيوب بن حبيب الرقي، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق (1))، قال: عن شدة الأمر. قال ابن عباس: «أشد ساعة تكون يوم القيامة»
أخبرنا علي بن العباس، ثنا محمد بن حماد، أنبأ عبد الرازق، أنبأ معمر، عن قتادة: في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق) قال: «عن شدة الأمر» قال أبو عبد الله: اختلفت الروايات عن عبد الله بن عباس، في قوله جل وعز (يوم يكشف عن ساق)
فروى أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، (يوم يكشف عن ساق) «بالياء وضمها»
قال: يعقوب الحضرمي، عن ابن عباس أنه «قرأ (يوم يكشف عن ساق) بالتاء مفتوحة»
قال أبو حاتم: «من قرأ بالتاء أي تكشف الآخرة عن ساق، يستبين منها ما هو غائب عنه، ومن قرأ يكشف يبين عن شدة وهي قراءة الأئمة السبعة، وكذلك قرأ طلحة بن مصرف، والأعمش»
قال أبو عبد الله: عن ابن مسعود، (يوم يكشف عن ساق) «بفتح الياء وكسر الشين»
قال أبو حاتم السختياني: وقرأ الأخفش: «نكشف عن ساق بالنون» على معنى قراءة عبد الله
أخبرنا علي بن أحمد بن الأزرق، بمصر، ثنا أحمد بن محمد بن مروان، ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البغدادي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوم يكشف عن ساق) قال: «يكشف الله عز وجل عن ساقه») اهـ
فواضح مما ذكره الإمام ابن مندة و رواه بأسانيده: اختلاف الصحابة في معنى هذه الآية و لم يذكر إختلافهم في إثبات صفة الساق لله تعالى , و يكفي ما جاء عن الصحابيين الجليلين أبي هريرة و ابن مسعود رضي الله عنهما حيث قالا: يكشف عن ساقه) ففيه إثبات صفة الساق , و مثل هذا له حكم الرفع و لا يمكن ان يقوله صحابي من عند نفسه
و إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/13)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 06 - 08, 03:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا مقدادي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:13 ص]ـ
الأخت توبة
أولا - أما فيما يخص قولك بأن السلف أجمعوا على أنه لا علاقة للآية بكون لله ساقاً ...
فاعلمي أنه قد ثبت عن طائفة من السلف كأبي سعيد الخدري وابن مسعود تفسير «الساق» في الآية بساق الله تعالى. [انظري: «إبطال التأويلات» لأبي يعلى: (1/ 160 - 161)، «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/ 394)].
ثانيا - استدلالك بكون الحافظ الإسماعيلي قد رجح في حديث أبي سعيد الخدري روايةَ حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ «يكشف عن ساق» على لفظة عن «ساقه» [انظري: «الفتح» لابن حجر: (8/ 664)]، وبذلك يكون لفظ الحديث موافقًا للفظ الآية، أي: ليس فيه إضافة الساق لله تعالى فلا يكون الحديث دالاًّ على الصفة أيضًا!
فالجواب من وجهين:
- الأوَّل: أنَّ سياق الحديث دالٌّ على أنَّ المقصود ساق الله تعالى.
قال القاضي أبو يعلى عن تفسير الساق في الحديث بشدَّة الأمر:
«هذا غلط لوجوه:
أحدها: أنَّه قال: «فيتمثَّل لهم الرَّب وقد كشف عن ساقه»، والشدائد لا تسمَّى ربًّا.
والثاني: أنَّهم التمسوه ليتَّبعوه فينجوا من الأهوال والشدائد التي وقع فيها من كان يعبد غيره، وإذا كان كذلك لم يجز أن يلتمسوه على صفة تلحقهم فيها الشدَّة والأهوال.
الثالث: أنَّه قال: «فيخرون سُجَّدًا»، والسجود لا يكون للشدائد، وهذا جواب أبي بكر رأيته في تعاليق أبي إسحاق عنه.
الرابع: إن جاز تأويل هذا على الشدَّة جاز تأويل قوله: «ترون ربَّكم» على رؤية أفعاله وكراماته، وقد امتنع مثبتوا الصفات من ذلك». [«إبطال التأويلات» لأبي يعلى: (1/ 159 - 160)].
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: «وأنا وإن كنت أرى من حيث الرواية أنَّ لفظ: «ساق» أصحُّ من لفظ «ساقه» فإنَّه لا فرق بينهما عندي من حيث الدِّراية؛ لأنَّ سياق الحديث يدلُّ على أنَّ المعنى هو ساق الله تبارك وتعالى، وأصرح الروايات في ذلك رواية هشام عند الحاكم بلفظ: «هَل بينكم وبين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم الساق، فيكشف عن ساق ... »، قلت: فهذا صريح أو كالصريح بأنَّ المعنى إنَّما هو ساق ذي الجلالة تبارك وتعالى، فالظاهر أنَّ سعيد بن أبي هلال كان يرويه تارة بالمعنى حيث كان يقول: «عن ساقه»، ولا بأس عليه من ذلك ما دام أنَّه أصاب الحقَّ». [«السلسلة الصحيحة» للألباني: (2/ 128)].
- الوجه الثاني:
أنَّ لحديث أبي سعيد الخدري بلفظ «ساقه» شاهدًا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ «فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودًا، وذلك قول الله تعالى: ?يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ? [القلم: 42]. [رواه الدارمي في «سننه» (2/ 327) بإسناد جيِّد كما قال العلاَّمة الألباني رحمه الله تعالى في «السلسلة الصحيحة» (2/ 129)].
منقول من كلام العلامة محمد علي فركوس حفظه الله
الرابط:
http://www.ferkous.com/rep/J1.php
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[20 - 06 - 08, 08:27 م]ـ
ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح كما نقله الأخ أبو صالح شافعي من قوله (لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين , تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء.)
فهذا الكلام باطل وغير صحيح
شيخنا المبارك، هل القائل هنا هو الحافظ أم الإسماعيلي رحمهما الله؟
وجدت الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله في تعليقه على فتح الباري يعلق على هذا القول على أنه من كلام الإسماعيلي رحمه الله.
وعلى كل، فإن كان من كلام الإسماعيلي رحمه الله، فلعله غير متعلق بما سبق من الترجيح في لفظ الحديث، ولكنه استدراك من الإسماعيلي رحمه الله على تقدير أي لفظ ثبت به الحديث، فيقصد أنه لا يظن من إثبات الحديث التشبيه لأن إثبات الصفات لا يستلزم التشبيه.
وهذا هو ما يتفق مع عقيدة الإسماعيلي رحمه الله على تقدير أن الكلام له.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 05:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وهذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله:
583 - " يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا
رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 124:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/14)
أخرجه البخاري (8/ 538 - فتح): حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: هكذا ساقه البخاري في " التفسير " و هو قطعة من حديث أبي سعيد الطويل في رؤية الله في الآخرة ساقه بتمامه في " التوحيد " (13/ 362 - 364): حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث به، بلفظ:" فيقول - يعني الرب تبارك و تعالى للمؤمنين - هل بينكم و بينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق فيكشف عن ساقه فيسجد ... " و أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " (ص 344) بسنده عن يحيى بن بكير به و قال: " رواه البخاري في " الصحيح " عن ابن بكير و رواه عن آدم ابن
أبي إياس عن الليث مختصرا و قال في هذا الحديث: يكشف ربنا عن ساقه.
و رواه مسلم عن عيسى بن حماد عن الليث كما رواه ابن بكير. و روي ذلك أيضا عن عبد الله
بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: أخرجه مسلم في " الإيمان " من " صحيحه " (1/ 114 - 117): حدثني سويد بن سعيد قال: حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به. إلا أنه قال: " ... فيقولون نعم، فكشف عن ساق ... " ثم ساقه عن عيسى بن حماد عن الليث به نحوه لم يسق لفظه. و من طريق هشام بن سعد: حدثنا زيد بن أسلم به نحوه لم يسق لفظه أيضا و إنما أحال فيهما على لفظ حديث حفص. و قد أخرج حديث هشام ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 113) و كذا الحاكم (4/ 582 - 584) و قال: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي و فيه عنده: " نعم، الساق، فيكشف عن ساق ". و أخرجه ابن خزيمة و أحمد أيضا (3/ 16 - 17) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق حدثنا زيد بن أسلم به بلفظ " قال: فيكشف عن ساق ". و لفظ ابن بكير عند البخاري " هل بينكم و بينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق ". و هو لفظ مسلم عن سعيد بن سويد إلا أنه قال: " نعم " مكان " الساق ". و جمع بينهما هشام بن سعد عند الحاكم كما رأيت و هي عند مسلم و لكنه لم يسق لفظه كما سبق.
و جملة القول: أن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد. و قد غمزه الكوثري - كما هي عادته في أحاديث الصفات - فقال في تعليقه على " الأسماء " (ص 345): " ففي سند البخاري ابن بكير و ابن أبي هلال و في سند مسلم سويد بن سعيد ". قلت: و إذا أنت ألقيت نظرة منصفة على التخريج السابق تعلم ما في كلام الكوثري هذا من البعد عن النقد العلم النزيه، فإن ابن بكير لم يتفرد به عن الليث بل تابعه آدم عند البخاري كما رأيت في تخريجنا و في كلام البيهقي الذي تجاهله الكوثري لغاية في نفسه و تابعه أيضا عيسى ابن حماد
عند مسلم على أن ابن بكير و إن تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، فذلك في غير روايته عن الليث، فقال ابن عدي: " كان جار الليث بن سعد و هو أثبت الناس فيه ". و أما سويد بن سعيد، فهو و إن كان فيه ضعف من قبل حفظه فلا يضره ذلك هنا لأنه متابع من طرق أخرى عن زيد كما سمعت و رأيت.
و مثل ذلك يقال عن سعيد بن أبي هلال، فقد تابعه حفص بن ميسرة و هشام بن سعد و عبد الرحمن بن إسحاق، فاتفاق هؤلاء الثلاثة على الحديث يجعله في منجاة من النقد عند من ينصف.
نعم لقد اختلف في حرف منه، فقال الأول: " عن ساقه " و قال الآخرون: " عن ساق ".
و النفس إلى رواية هؤلاء أميل و لذلك قال الحافظ في " الفتح " (8/ 539) بعد
أن ذكره باللفظ الأول: " فأخرجها الإسماعيلي كذلك. ثم قال: في قوله " عن ساقه " نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ: يكشف عن ساق. قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعضاء و جوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/15)
قلت: نعم ليس كمثله شيء و لكن لا يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات شيء من التشبيه أصلا كما لا يلزم من إثبات ذاته تعالى التشبيه، فكما أن ذاته تعالى لا تشبه الذوات و هي حق ثابت، فكذلك صفاته تعالى لا تشبه الصفات و هي أيضا حقائق ثابتة تتناسب مع جلال الله و عظمته و تنزيهه، فلا محذور من نسبة الساق إلى الله تعالى إذا ثبت ذلك في الشرع و أنا و إن كنت أرى من حيث الرواية أن لفظ " ساق " أصح من لفظ " ساقه " فإنه لا فرق بينهما عندي من حيث الدراية لأن سياق الحديث يدل على أن المعنى هو ساق الله تبارك و تعالى و أصرح الروايات
في ذلك رواية هشام عند الحاكم بلفظ: " هل بينكم و بين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم الساق، فيكشف عن ساق ... ".
قلت: فهذا صريح أو كالصريح بأن المعنى إنما هو ساق ذي الجلالة تبارك و تعالى.
فالظاهر أن سعيد بن أبي هلال كان يرويه تارة بالمعنى حين كان يقول: " عن ساقه ". و لا بأس عليه من ذلك ما دام أنه أصاب الحق. و أن مما يؤكد صحة الحديث في الجملة ذلك الشاهد عن ابن مسعود الذي ذكره البيهقي مرفوعا و إن لم أكن وقفت عليه الآن مرفوعا و قد أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 115) من طريق أبي الزعراء قال: " ذكروا الدجال عند عبد الله، قال: تقترفون أيها الناس عند خروجه ثلاث فرق ... فذكر الحديث بطوله: و قال: ثم يتمثل الله للخلق، فيقول:
هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق، فلا يبقى مؤمن و لا مؤمنة إلا خر لله ساجدا ".
قلت: و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزعراء و اسمه عبد الله ابن هانىء الأزدي و قد وثقه ابن سعد و ابن حبان و العجلي و لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة ابن كهيل.
و وجدت للحديث شاهدا آخر مرفوعا و هو نص في الخلاف السابق في " الساق " و إسناده قوي، فأحببت أن أسوقه إلى القراء لعزته و صراحته و هو: " إذا جمع الله العباد بصعيد واحد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون و يبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا و أنتم ههنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه
فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجدا و ذلك قول الله تعالى: * (يوم يكشف عن ساق
و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون) * و يبقى كل منافق، فلا يستطيع أن يسجد،
ثم يقودهم إلى الجنة) ".
انتهى(24/16)
مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة: جمع ودراسة
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[18 - 12 - 02, 10:24 م]ـ
مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة: جمع ودراسة
د. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag25/pdf/file-06.pdf
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[18 - 12 - 02, 10:26 م]ـ
و هذه محتويات العدد (25) من المجلد (15) من مجلة الجامعة لعلوم الشريعة واللغة العربية تجدونها على هذا الرابط http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag25/
أولاً: القسم العربي:
أ - دراسات في الشريعة وأصول الدين
1 - العناية بتعليم القرآن الكريم وإكرام أهله
د. بدر بن ناصر البدر
2 - علم التفسير في كتابات المستشرقين
د. عبد الرزاق بن إساعيل هرماس
3 - الأحاديث الواردة في الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام: جمعاً ودراسة
د. عبد العزيز بن بن محمد الفريح
4 - منهج الحافظ الترمذي في الجرح والتعديل: دراسة تطبيقية في جامعه
د. عبد الرزاق بن خليفة الشايجي
5 - حقيقة المثل الأعلى: دراسة عقدية لمعنى المثل الأعلى ومدلولاته
د. عيسى بن عبد الله السعدي
6 - مسائل الفروع الواردة في مصنفات العقيدة: جمع ودراسة
د. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف
7 - التثليث ومنهج ابن تيمية في إبطاله من خلال كتابه (الجواب الصحيح)
د. سارة بنت فراج العقلا
8 - الرحلة للدعوة ونشر العلم
د. صالح بن أحمد رضا
9 - إرث المسلم من قريبه الكافر
د. عابد بن محمد السفياني
10 - التعريفات الأصولية في مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية
د. سليمان بن سليم الله الرحيلي
ب- دراسات في الاقتصاد الإسلامي:
11 - سياسة الإنفاق العام التي انتهجها الخليفة عمر بن عبد العزيز
د. عبد الله حاسن الجابري
ج- دراسات في التاريخ والحضارة الإسلامية:
12 - مشاهدات الأزهري في شرق الجزيرة العربية قراءة تاريخية في معجم لغوي
د. عبد الرحمن السنيدي
د- دراسات في اللغة العربية وآدابها:
13 - طرد الباب على وتيرة واحدة في العربية
د. محمد بن حمَّاد بن ساعد القرشي
14 - مفاهيم النقد والالتزام عند الشيخ الندوي: قراءة في كتابه في مسيرة الحياة
د. بن عيسى با طاهر
15 - إيقاع اللو ن الأبيض في شعر بشر بن أبي خازم الأسدي
د. خلف خازم ملحم الخريشة
هـ- النصوص المحققة:
16 - منظومة في مدح النبي r وبيان عقيدة أهل السنة والجماعة للإمام أبي زكريا يحيى بن يوسف الأنصاري الصرصري
د. علي بن محمد بن سعيد الشهراني
17 - السهم الصائب في قبض دين الغائب لتقي الدين السبكي
د. خالد بن محمد العروسي
18 - إتحاف الأنس في العلمين واسم الجنس لمحمد بن محمد السنباوي
د. إبراهيم بن صالح الحندود
و- المؤتمرات والندوات
19 - أبحاث وتوصيات ندوة ترجمة معاني القرآن الكريم التي عقدت في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
في الفترة 10 - 12/ 2/21423هـ - 23/ 25/4/ 2002م
20 - البيان الختامي لندوة الإسلام وحوار الحضارات المنعقد في الرياض
خلال الفترة من (3 - 6 محرم 1423هـ الموافق 17 - 20 مارس 2002م)
21 - التقرير الصادر عن المؤتمر العاشر للتعريب الذي عقدته في دمشق
20 - 25/ 7/2002م، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
ثانياً: القسم الإنجليزي:
ملخصات الأبحاث العربية باللغة الإنجليزية
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[19 - 12 - 02, 04:11 ص]ـ
أخي الفاضل / أبو معاوية ..... حفظك الله.
أطلب منك أن تحمل هذا الموضوع للأهمية، فإني لم أستطع انزاله.
- التعريفات الأصولية في مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية
مثل ما فعلت في الموضوع السابق. وجزاك الله خيرا
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:15 ص]ـ
أخي أبا حاتم، بارك الله فيه
هذا الرابط للموضوع الذي طلبت
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag25/pdf/file-10.pdf
وقد حملته عندي و لكنه أخذ مني بعض الوقت، ثم حاولت نسخه هنا فلم أستطع، فعذرًا
ولعلك تحاول تنزيله الآن فتفلح(24/17)
أسئلة عن مصطلح "أهل السنّة والجماعة"
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 11:13 م]ـ
أخواني بارك الله فيكم من أول من استخدم مصطلح أهل السنة والجماعة؟ وجزاكم الله خير
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[19 - 12 - 02, 11:41 م]ـ
هل لفظ اهل السنة والجماعة يدخل فيه الاشاعرة إذا أطلقناه في مقابلة الرافضة؟ وإذا كان صحيح فهل لهذا التقسيم من أصل؟ أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[20 - 12 - 02, 01:03 ص]ـ
س1: من أول من استخدم مصطلح أهل السنة والجماعة؟
ج 1: هو ابن عباس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، قال ابن كثير:وَقَوْله تَعَالَى " يَوْم تَبْيَضّ وُجُوه وَتَسْوَدّ وُجُوه " يَعْنِي يَوْم الْقِيَامَة حِين تَبْيَضّ وُجُوه أَهْل السُّنَّة وَالْجَمَاعَة وَتَسْوَدّ وُجُوه أَهْل الْبِدْعَة وَالْفُرْقَة قَالَهُ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا "
س2: هل لفظ أهل السنة والجماعة يدخل فيه الأشاعرة إذا أطلقناه في مقابلة الرافضة؟
ج2: نعم، وقد قرر ذلك شيخ الإسلام في فتاويه، لكنهم لا يدخلون فيهم في استعمالات أخرى لمصطلح أهل السنة، فهم ليسوا من أهل السنة المحضة.
س3: هل لهذا التقسيم من أصل؟
ج3: النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أمته ستفترق، ثم كلما حدثت فرقة حدث تقسيم للأمة وزيادة في تفرقها، وهذه التقسيمات للفرق اصطلاحية، الغرض منها تمييزهم عن أهل السنة أتباع السلف الصالح.
ـ[الدرع]ــــــــ[20 - 12 - 02, 01:05 ص]ـ
أما عن السؤال الثاني فأنصحك بقراءة كتاب للشيخ سفر الحوالي - حفظه الله - بعنوان (منهج الأشاعرة في العقيدة)
وهو كتاب صغير ولكنه مفيد جدا، وبيّن فيه متى يدخل الأشاعرة في مصطلح أهل السنة والجماعة ....
تجده على هذا الرابط
http://www.sahwah.net/Nuke/sections.php?op=viewarticle&artid=346
ـ[أبوعمر الجداوي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:15 م]ـ
قال في شرحه على الواسطية الصفحة"53" وعلم من كلام المؤلف رحمه الله أنه لايدخل فيهم من خالفهم في طريقتهم، فالاشاعرة مثلا والماتريدية لايعدون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب، لأنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في إجراء صفات الله على حقيقتها ولهذا يخطئ من يقول: أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون واشعريون وماتريديون فهذا خطأ نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون؟؟ فماذا بعد الحق إلا الضلال؟؟ وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الأخر؟؟ هذا لايمكن ............ الخ اقول والله اعلم ان قصد الشيخ على العموم وانظر تفصيل الشيخ سفر حفظه الله
ـ[الأستاذ ع]ــــــــ[20 - 12 - 02, 03:26 م]ـ
الشيخ: الدرع
هل ممكن تشرح لي الكتاب؟
لأنه مهم جدا عندي فهمه وشكرا لك والله يثيبك.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 05:55 م]ـ
جزاكم الله خير وبارك الله فيكم.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[20 - 12 - 02, 06:34 م]ـ
أخي الفاضل: طلال العولقي، وفقه الله
من أحسن من تكلم في نشأة مصطلح أهل السنة والجماعة هو الشيخ عبد الرحمن المحمود وفقه الله في كتابه (موقف ابن تيمية من الأشاعرة)، انظره (1: 41 - 48).
أما في قضية دخول الأشاعرة وغيرهم في إطلاق أهل السنة، فأقول:
أن إطلاق لفظ أهل السنة والجماعة إطلاقٌ مختص بأهل الحديث والأثر، لا يشاركهم فيه أحد من الطوائف، وذلك لأن لفظ الجماعة مخرج لجميع الطوائف، وأن الاجتماع الذي اختص به أهل السنة هو الحديث = هو من موارد الامتياز في مذهب السلف، والمراد بالجماعة هنا جماعة الأبدان، وجماعة الأديان.
لكن لفظ " أهل السنة "، قد يطلق في بعض الموارد، ويكون المراد منه ما يقابل الرافضة، ولكن هنا ينبه لبعض المقامات في هذه المسألة:
أولا: أن هذا الإطلاق قليل، على خلاف الأصل، وإنما يأتي في باب المقابلة، لا من باب الإطلاق العام، بحيث يستحق غيرهم إطلاق هذا الاسم، بل إنما يدخلون فيه باعتبار موافقتهم لما عليه أهل السنة والحديث.
ثانيا: أن المقام الذي يطلق فيه في مقابل الرافضة = مختص فيما يتعلق بالصحابة مما اختصت الرافضة في المخالفة فيه، دون سائر موارد النزاع بين أهل السنة والحديث والرافضة، والتي هي في الأصل مقالات دخلت على مذهبهم من مقالات الفرق الأخرى، كمقالة التشبيه التي تقلدها قدماؤهم، ثم مقالة الاعتزال، ثم القدر، وهكذا.
ولعل الله أن ييسر جمع النصوص من كلام شيخ الإسلام وغيره في هذه المسألة، والله أعلم
ـ[الدرع]ــــــــ[21 - 12 - 02, 12:12 ص]ـ
أستاذي: الأستاذ ع
أما عن شرح الكتاب كاملا فهذا يحتاج إلى وقت، ولكن اقرأ الكتاب فإذا أشكلت عليك فقرة أو جملة فانقلها هنا وسوف نقوم بالواجب إن شاء الله.
الشيخ طلال العولقي:
أنقل لك ما قاله الشيخ سفر – حفظه الله – في كتابه المذكور.
قال:
إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:
أ- المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة، مثلما عنون شيخ الإسلام كتابه في الرد على الرافضي " منهاج السنة " وفيه بين هذين المعنيين، وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة من أهل السنة بالمعنى الأخص.
وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة كما سيأتي.
ب- المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء، وهو الأكثر استعمالاً في كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل أنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى.
وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً، بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب، بل التلقي والاستمداد منها، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/18)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[21 - 12 - 02, 04:59 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا التوضيح.
أخي الدرع جزاك الله خير وبحمد الله اتضحت المسألة. وتراني طالب علم ماني بشيخ. وجزاك الله خير
الأخوة السلمي والجداوي وابن ابي حاتم والاستاذ ع جزاكم الله خير ونتمنى مزيداً من التواصل العلمي.
ـ[بداية ونهاية]ــــــــ[21 - 12 - 02, 11:34 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.(24/19)
أقسام التوحيد؟؟؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 09:26 م]ـ
هل صحيح إذا أفرد التوحيد فإن ينقسم إلى أربعة أقسام: ربوبية وألوهية وأسماء وصفات وتوحيد المتابعة؟ وهل سبق هذا التقسيم أحد من الأئمة الأعلام من أهل السنة والجماعة؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[21 - 12 - 02, 11:07 م]ـ
إخواني هل سؤالي غير واضح؟ أرجو الرد على السؤال فتروه مهم بالنسبة لي
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[22 - 12 - 02, 07:24 ص]ـ
أخي الكريم طلال
المعروف في كتب أهل السنة أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - الربوبية 2 - الألوهية 3 - الأسماء والصفات
وبعضهم يقسمه بطريقة أخرى إلى قسمين:
1 - توحيد المعرفة والإثبات وهو ينقسم إلى: أ- الربوبية، ب- الأسماء والصفات
2 - توحيد القصد والطلب وهو توحيد الألوهية، ويسمى أيضا توحيد العبادة.
والمحصلة واحدة كما رأيت.
وعلى هذا فليس في أقسام التوحيد توحيد المتابعة، وإنما شرط قبول العمل الإخلاص لله تعالى ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما قال بعض العلماء إن المسلم عليه توحيد الله بأقسام التوحيد الثلاثة وتوحيد المتابعة لرسوله بمعنى ألا يكون له قدوة من البشر يتبعه في كل ما أمر به وينتهي عن كل ما نهى عنه، ولا يرد من أقواله شيئا إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا معنى صحيح، لكنه ليس تقسيما مصطلحا عليه، وربما كان هذا هو سبب اللبس.
ومن الملاحظ أن أهل البدع دائما يشنعون على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه هو الذي أحدث هذه التقسيمات في التوحيد، ويقال لهؤلاء إن التمييز بين الربوبية و الألوهية موضح في مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى يبين ربنا سبحانه فيها أن المشركين يقرون بأن الله تعالى هو رب السموات السبع و رب العرش العظيم و ينكرون أن يكون الله سبحانه هو الإله الواحد فلا يضر حينئذ أن تكون المصطلحات و تسميات الأقسام حادثة إذا كان المعنى و المضمون صحيحا مستمدا من الكتاب و السنة شأن التوحيد في ذلك شأن جميع العلوم، ثم إن هذا التقسيم الاصطلاحي للتوحيد ورد في كلام ابن جرير الطبري و في كلام ابن بطة العكبري و غيرهما من السابقين على شيخ الإسلام ابن تيمية، وحتى لو سلمنا جدلا أنه أول من قال به لم يضر ذلك إذا كان المضمون صحيحا موافقا للكتاب و السنة ثم إن هؤلاء المنكرين على شيخ الإسلام يقسمون التوحيد باعتبارات أخرى إلى توحيد الذات و توحيد الصفات و توحيد الأفعال، وما دافعوا به عن تقسيمهم القاصر دافعنا به عن تقسيمنا الصحيح.
هذا وقد أحدث بعض المعاصرين تقسيما رباعيا للتوحيد فزادوا على الأقسام الثلاثة قسما رابعا سموه توحيد الحاكمية، والصحيح أن توحيد الحاكمية مندرج في أقسام التوحيد الثلاثة، لا داعي لإفراده بقسم مستقل، لأن شرك الحاكمية مندرج في شرك الربوبية لأنه اعتقاد مدبر غير الله، و هو شرك في الأسماء و الصفات لأنه اعتقاد شريك لله في اسمه الحكم وفي صفة الحكم، و شرك في الألوهية لأنه صرف لعبادة الطاعة و التحاكم إلى شرع الله عن الله تعالى إلى غيره، لكن خطأ هؤلاء الذين زادوا هذا القسم لا يقتضي تبديعهم والإفراط في النكير عليهم لأنهم قصدوا معاني حقة، وخطؤهم خطأ اجتهادي في مصطلحات وتقسيمات لا في مضمون هذه المصطلحات والتقسيمات والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 12 - 02, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا السلمي على هذا التفصيل المفيد، وبالنسبة لتقسيم التوحيد إلى أربعة أقسام، فقد قال به بعض مشايخنا، ولكنه خلاف الصواب، والصحيح أن التوحيد ينقسم إلى قسمين أو ثلاثة، كما ذكر الشيخ وليد حفظه الله، وأما توحيد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فهو داخل في توحيد العبادة (الألوهية)، فلا يمكن لأحد أن يوحد الله تعالى بدون متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، والإيمان بنبوته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/20)
ومن باب الفائدة حول تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله، في كتابه التحذير من مختصرات الصابوني (ص30) (هذا التقسيم الإستقرائي لدي متقدمي علماء السلف، أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقرره الزبيدي في تارج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان في آخرين رحم الله الجميع، وهو استقراء تام لنصوص الشرع، وهو مطرد لدى أهل كل فن، كما في إستقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء) انتهى
وجاء التقسيم عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رحمه الله، كما في كتاب التوحيد لابن منده (3/ 304 - 3069 والحجة للأصبهاني (1/ 111 - 113)
قال الامام ابن بطة في كتابه " الابانة عن شريعة الفرقة الناجية": (وذلك أن أصل الايمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الايمان به ثلاثة أشسياء:
احدها: ان يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مباينا لاهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.
والثاني: ان يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه … ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعوتهم الى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والايمان بها) اه.
وقال العلامة ملا علي القاري: (فابتداء كلامه سبحانه وتعالى في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين يشير الى تقرير توحيد الربوبية، المترتب عليه توحيد الالوهية، المقتضي من الخلق تحقيق العبودية، وهو ما يجب على العبد أولا من معرفة الله سبحانه وتعالى. والحاصل أنه يلزم من توحيد العبودية توحيد الربوبية دون العكس في القضية؛ لقوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله " وقوله سبحانه حكاية عنهم: " ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى " بل غالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما.فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوته إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الارادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته، واما خبر عن إكرامه لاهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في العقبى فهو جزاء توحيده،واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب والسلاسل والاغلال، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد.
فالقرآن كله في التوحيد وحقوق أهله وثنائهم وفي شأن ذم الشرك وعقوق أهله جزائهم) اه
شرح الفقه الاكبر ص 15
وقد قررالعلامة الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" هذا التقسيم وذكر أنه قد دل عليه استقراء القرآن العظيم .. وقد أطال في ذلك وأفاد رحمه الله فانظره ج 3 ص 410 - 414
ومن أراد المزيد فليرجع الى ما كتبه الدكتور عبد الرزاق العباد تحت عنوان (القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد) فقد ذكر الأقوال السابقة وفصل في هذا الأمر.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 10:01 م]ـ
الأخوة الفضلاء ..
ذكر شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ – وفقه الله – في شرحه على الواسطية، وذكره أيضا في شرحه للطحاوية: أن تقسيم التوحيد إلى أربعة أقسام، بزيادة توحيد المتابعة = استعمله ابن القيم، وشارح الطحاوية.
وقال: إن هذا التقسيم هو بالنظر إلى الشهادتين.
والله أعلم.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[22 - 12 - 02, 10:31 م]ـ
المحصلة أن هذا التقسيم ينسب إلى:
1 - ابن منده
2 - ابن جرير الطبري
3 - ابن تيمية
4 - ابن القيم
5 - الشنقيطي
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 10:43 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علماً وفقهاً في الدين.
أخي أبو خالد السلمي - بارك الله فيك- جزاك الله خيراً على تفصيلك وإيضاحك، أردت مزيد بيان عن تقسيم أهل البدع التوحيد إلى توحيد الذات والأفعال والصفات ومن الفرق التي قالت به؟ بارك الله فيكم.
أخي عبد الرحمن الفقيه جزاك الله خير ووفقك الله.
أخي ابن ابي حاتم جزاك الله خير.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 12 - 02, 01:04 م]ـ
يقسم الأشعرية التوحيد إلى توحيد الذات والصفات والأفعال، ونظمه ابن عاشر في المرشد المعين بقوله:
يجب لله الوجود والقدم
...
وخلفه لخلقه بلا مثال
ووحدة الذات ووصف والفعال
انظر للتفصيل - إن كنت متمكنا من عقيدة أهل السنة - شرح الطيب بنكيران على توحيد المرشد المعين، وشرح السنوسية، وغير ذلك من كتب الأشعرية ...
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[23 - 12 - 02, 06:04 م]ـ
أخي عصام بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/21)
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 07:04 م]ـ
الحمد لله ..
تعقيب على كلام الأخ (عصام البشير) وفقه الله ...
ما كذرته من تقسيم التوحيد عند الأشاعرة إلى ثلاث أقسام = تقسيم مشهور، وقد ذكره غير واحد من متأخري الأشعرية، وأذكر منهم صاحب شرح السنوسية (انظره: ص89 مع حاشية الدسوقي ط. البابي الحلبي).
ولكن مما يغلط فيه بعض طلبة العلم = أنهم يفهمون من مثل هذا، أو من مثل تفسيرهم لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بأن المعنى: " المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه "، فيبنون على هذه القضية أن الأشاعرة لا يثبتون أقسام التوحيد، وهذا لا شك أنه من غلط بمثل هذا العموم في الإطلاق.!!
فمن المعلوم أن مثل هذه القضايا هي قضايا اصطلاحية من حيث التقسيم، والمعتبر فيها موقفهم من المضمون، لا التقسيم.!!
وبالنظر إلى كتب الأشاعرة، وهم في هذا تبع لغيرهم من المتكلمين = أوضح بعض النقاط الهامة في فهم هذا الموضوع، فأقول:
إن المتكلمين سلكوا سبل من قبلهم من الفلاسفة في الاعتناء بالاستدلال لإثبات واجب الوجود لهذا الكون، بل جعلوا هذا أسّ مذهبهم، وصدروا كتبهم بتقرير وجود واجب الوجود، وجعلوه أول واجب على المكلف، وإن كان بعضهم يعبر بأن أول واجب النظر، أو القصد للنظر، أو الشك، لكن جميع ما ذكر يرجع إلى مضمون واحد =هو إثبات واجب الوجود، وهم بهذا مخالفون لطرق المرسلين، ولهذا قال محمد عبده في رسالة التوحيد ص43 في الكلام على التوحيد:
" هو إثبات الوحدة لله في الذات والفعل في خلق الأكوان، وأنه مرجع كل كون، ومنتهى كل قصد، وهذا المطلب كان الغاية العظمى من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. "
وأيضا: فكونهم اعتنوا بهذا التوحيد على هذا القدر، لا يستلزم بالضرورة أن كل من قرر هذا التوحيد، فإنه غير محقق لتوحيد الربوبية، فهذا النوع من التلازم ممتنع الثبوت، فالأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام منهم من يقرر توحيد الألوهية، بما يوافق الحق، ومنهم من دخل عليهم وسائل الشرك، لكن لم يقعوا فيما هو من الشرك الأكبر، ومنهم من وقع في الشرك الأكبر، وجوزوا التقرب للأولياء وغيرهم من الصالحين.
فهذا أبو عبد الله الرازي على أنه منظر المذهب الأشعرية عند المتأخرين، فله كلام جيد في تقرير كثير من مسائل توحيد الألوهية، فانظر على سبيل المثال كلامه في تفسيره (17/ 59 - 60)، (25/ 254 - 255).
وهذا التفتازاني الماتريدي يقول في شرح المقاصد (4/ 39): (حقيقة التوحيد: اعتقاد التوحيد في الألوهية، وخواصها)، مع أنه من منظري المذهب الماتريدي عند المتأخرين، وارجع لكتاب جهود علماء الحنفية للأفغاني تجد نقولا كثيرا لأشاعرة و ماتريدية في توحيد الألوهية.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 07:05 م]ـ
ومما يلحظ هنا أن هذا التأثر بالفلسفة كان له الأثر في دخول الشرك على المسلمين، ولهذا كان كلام المتفلسفة الملية فيه كثير من الشرك، وأول الطوائف التي دخل فيها الشرك = الباطنية، والباطنية امتداد لمدارس فلسفية معروفة، ثم ظهور الدولة العبيدية التي أظهرت البناء على القبور = كان لها الأثر في نشر الشرك، ثم انتشر الشرك في دهماء الناس عن طريق الخوارق الشيطانية التي ترى عند القبور، ومما ساهم في انتشاره عدم اعتناء المذاهب الكلامية، كالأشعرية وغيرهم بتقرير توحيد الألوهية، فلم يجدوا في كتبهم ما هو واضح في إبطال هذا الشرك، لهذا يلحظ أن القبورية لم يكن لهم مُنَظِّر لمذهبهم بشكل كلامي، أو علمي، بل هم كذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل صاحب الدرر السنية في الرد على الوهابية، وغيرهم، و تقلد التنظير له بعض الجهلة ممن يبغون عرض الحياة الدنيا، أو ممن تلبس بلباس العلم، وهو مقلد عامي!!
والسبب في هذا أن المذهب هو باطني فلسفي أولا، ثم ظهر عن طريق الخوارق ثانيا بين العوام، دون تنظير علمي.
وكان ظهور مثل هذا الانحراف متأخرة؛ لأن الشرك بصبغته الباطنية لا قبول له، لكن لما انتقل بمثل هذا التدرج = صار له قبول وانتشار، خاصة مع اندراس العلم، وفشو الجهل، وذهاب أهل العلم، نسأل الله السلامة والعافية ..
، والله أعلم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[23 - 12 - 02, 08:10 م]ـ
لكن - بارك الله فيك - وإن كانوا يثبتون أقسام التوحيد لكنهم جعلوا النزاع على توحيد الربوبية؟ أريد أن أنبه على رسالة ماجستير من جامعة أم القرى لعلها تفيدنا للشيخ عبد الرحيم بن صمايل السلمي (حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين) بارك الله فيك أخي ابن ابي حاتم.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 08:16 م]ـ
وما ذكرتَه - يا أخي - لا يتعارض مع ما ذكرتُه، وقد أشرتُ إليه فيما كتبت، فلعلك تتأمل ما كتبته أولا ..
ولا أدري ما وجه استدراكك بكلمة (لكن)!!!
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 12 - 02, 03:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي لكني لا أفقه في اللغة فمعذرة على استدراكي ب لكن وكلامك واضح جداً ولا لبس فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/22)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 02, 11:41 م]ـ
التوحيد يقسم اصطلاحاً إلى أربعة أقسام:
1 - توحيد الربوبية
2 - توحيد الألوهية
3 - توحيد الحاكمية
4 - توحيد الأسماء والصفات
وهذا التقسيم هو اصطلاحي وليس تعبدي والهدف منه تسهيل التعليم. والله يؤتي العلم من يشاء.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[25 - 12 - 02, 01:31 ص]ـ
أخي الفاضل: محمد الأمين ..
من الخطأ العلمي أن تنسب التقسيم الذي ذكرته إلى الاصطلاح؛ فأنت تعلم أن هذا التقسيم إنما ذكره بعض المتأخرين، وأنكره أكابر علماء زماننا – رحم الله ميتهم، ووفق من كان منهم حيا -، وإن كان التقسيم على كل حال، لا داعي له، بل الحاكمية من جهة التشريع من توحيد الربوبية، ومن جهة وجوب تحاكم العباد للشريعة من توحيد العبادة ..
ثم ينبغي لطالب العلم إذا أراد البركة في علمه = أن يعرف لعلمائنا قدرهم، ولا يطرح ما يخالفهم بمثل هذا الأسلوب!!
أخي الموفق ..
لا يمنع أن تخالف، لكن الأدبَ الأدبَ.
والحذرَ الحذرَ من الإعجاب بالرأي ..
وسل الله أن يريك الحق حقا، ويرزقك اتباعه.
أسأل الله أن ينفعني وإياك بما قلت، وأن يرزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح، والأخوة في هذا الملتقى ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 12 - 02, 10:38 ص]ـ
أخي ابن أبي حاتم
لا وجه للإنكار في أية حال طالما أن هذا التقسيم باتفاقهم هو اصطلاحي. ومعلوم أنه لا مشاحة في الاصطلاح. وهو من البداهة.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[30 - 12 - 02, 12:31 م]ـ
أخي الأمين ..
محل الإنكار قائم، إذ لا يخفى عليك غلو بعض الطوائف في مسألة الحاكمية، فناسب لهم هذا التقسيم، إذ إن اعتنائهم بمسألة التحكيم فقط، وكأن المحاجة بين المرسلين ومخالفيهم كانت فيه، ولم يعرف لجمهور هؤلاءاعتناء بتوحيد الألوهية، الذي هو معنى لا إلا إلا الله، وهذا من جنس اعتناء المتكلمين بتوحيد الربيوبية والأسماء و الصفات، فناسب لهم التقسيم إلى توحيد الذات والصفات والأقعال
وإن كان هذا لا يعني أنهم لا يعرفون توحيد الألوهية، بل فيهم من هو ممن يعتني بتوحيد بالألوهية، ولكن الأمر يرجع إلى أن التقسيم لا داعي له، إضافة إلى هذا الغلو الذي طرأ عند بعض الطوائف.
وأرجو منك يا أخي على أقل من تقدير، وإن لم تقتنع بما قلت لك = بسط النفس مع المخالف، لا سيما وهم أئمة زماننا هذا، ولهذا فإنه من غير المناسب قولك (فلا وجه للإنكار)، ثم قولك (وهذا من البداهة)، فأنت تتكلم عن علماء، والبداهة يدركها حتى العامة، على أقل تقدير، فلو اعتذرت لهم،بأنهم رأوا ما لم يتبين لك.
وإني مخلص لك النصيحة، فاستمع أقل لك:
الرفق الرفقَ، وإن مثل هذه الشدة أخشى أن تصدك عن الحق بعد التبين، وما أجمل طالب العلم = أن يجعل لنفسه مجالا للرجوع عن القول؛ حتى لا يتلاعب الشيطان به، فما أكثر ما نرى أقوالا ونغيرها، وأكثر من سؤال الله أن يريك الحق حقا، ويرزقك اتباعه، والباطل باطلا ويرزقك اجتنابه.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[02 - 06 - 03, 07:26 ص]ـ
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/f112.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد في الحاكمية
السؤال:
سمعنا كثيراً في السنوات الأخيرة عن مصطلح (توحيد الحاكمية) فما حقيقة هذا التوحيد؟ و ما حكم استعمال هذا المصطلح في الطرح الإسلامي المعاصر؟
الجواب:
أقول مستعيناً بالله تعالى:
لفظ (الحاكميّة) من الألفاظ المولّدة القائمة على غير مثال سابق في اللغة العربية، و أول من استخدمها في خطابه السياسي و الديني هو العلامة الهندي الشهير أبو الأعلى المودودي، ثم أخذها عنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله فبثها في كتاباته كمَعْلَم من معالم العمل الإسلامي الذي جاد بنفسه في الدعوة إليه و التركيز عليه.
هذا عن أصل استعمال (الحاكمية) كلفظٍ في لغة العرب، و قد أصبحت مرادفة للحكم في اصطلاح كثير من المتأخرين، و إذا وقف الأمر عند حد إطلاق هذا المصطلح على المراد الشرعي منه، و هو إفراد الله بالتحكيم و التشريع فلا بأس في ذلك إذ لا مشاحّة فى الاصطلاح كما هو مقرر عند الأصوليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/23)
و ممّا لا خلاف فيه بين الموحدين قاطبةً وجوب توحيد الله تعالى في التحكيم و الرد إلى شريعته المحكمة المنزلة في كتابه المبين، و سنة نبيّه خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم، قال تعالى: (و لا يشرك في حكمه أحداً) و في قراءة ابن عامر، و هو من القراء السبعة: (و لا تُشرك في حكمه أحداً)، و قال سبحانه: (ألا له الخلق و الأمر)، و قال أيضاً: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون).
فمن أعطى حق التشريع أو الحكم فيما شجر بين الخلق لغير الخالق أو أقر بذلك أو دعا إليه أو انتصر له أو سلّم به دونما إكراهٍ فقد أشرك بالله شركاً أكبر يخرجه من ملة الإسلام، و العياذ بالله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [في منهاج السنّة النبويّة: 5/ 130]: (و لا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتّباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه ما من أمة إلا و هي تأمر بالحكم بالعدل، و قد يكون العدل في دينها ما يراه أكابرهم ... فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله منهم كفار).
و قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله [في أضواء البيان: 7/ 162]: (الإشراك بالله في حكمه و الإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، و تشريعاً غير تشريع الله، و من كان يعبد الصنم، و يسجد للوثن لا فرق بينهم ألبتة؛ فهما واحد، و كلاهما مشرك بالله).
و قال رحمه الله أيضاً [في أضواء البيان: 7/ 169]: (لما كان التشريع و جميع الأحكام؛ شرعية كانت أو كونية قدرية، من خصائص الربوبية، كما دلت عليه الآيات المذكورة، كان كل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرِّع رباً، و أشركه مع الله).
و خلاصة ما بينه رحمه الله تعقيباً على الآيات البينات التي سقناها آنفاً يوجزه قوله: (إن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله مشركون بالله).
و ليس بعيداً عنه قول مفتى الديار السعودية في زمنه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: (أما الذي جعل قوانين بترتيب و تخضيع فهذا كفر و إن قالوا أخطأنا و حكم الشرع أعدل؛ فهذا كفر ناقل عن الملة).
و للمشائخ المعاصرين حفظ الله حيهم و نفع به و رحم ميتهم و أجزل مثوبته من الكلام في وجوب توحيد الله في الحكم و التشريع، و تسمية العدول عنه شركاً، و الحكم على صاحبه بالكفر الأكبر الناقل عن الملة الشيء الكثير مما لا يسمح المقام بتتبعه و سرده مطولاً، و من أراد التوسع فعليه بفتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و رسائله، و بخاصة رسالة نقد القومية العربية.
قلت: و إذا تقرر وجوب إفراد الله بالتحكيم و أن من الكفر الأكبر أن يُشرَكَ في حكمه أحدٌ من خلقه سواءً كان ملكاً أو رئيساً أو سلطاناً أو زعيماً أو مجلساً تشريعياً أو سلطةً مدنية أو عسكرية أو فرداً من العامة أو الخاصة أو غير ذلك، و أن ذلك مما أجمعت عليه الأمة، و لا يسوغ لأحد أن يخالف أو يجادل فيه، فلن يكون للخلاف حول إطلاق مصطلح (توحيد الحاكمية) أو عدمه أثر في الواقع، و لا داعي للانشغال بتقرير هذا التوحيد كقسمٍ رابع من أقسام التوحيد المعروفة، أو رده إلى الأقسام الأخرى، و خاصة توحيد الربوبية و توحيد الألوهية.
بل يجب أن يبقى الأمر في دائرة المصطلحات السائغة التي لا مشاحة فيها لأحد، مع التسليم بجدوى التقسيم إذا كان فيه مصلحة معتبرة لطالب العلم كتسهيل دراسته و تحصيله، أو لضرورة تنبيه الناس إلى ما غاب عنهم أو انشغلوا عنه بغيره من أبواب العلم و العمل.
فإن أبى من جمد على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام إلا أن يبدّع من خالفه في هذا التقسيم و يغمز قناته بإطلاق لسانه بثلبه أو نبذه بالتحزب و الخروج و نحو ذلك؛ قلنا له: من أين لك أن تقسيم التوحيد إلى قسمين أو ثلاثة مرده إلى الكتاب أو السنة أو هدي سلف الأمة؟
أما إن اعتُرض على توحيد الحاكمية كاصطلاح و ليس على مجرد التقسيم إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر أو أقل، فيقال للمعترض: إن الدعوة إلى إفراد الله و رسوله بالحكم ليس مما ابتدعه المعاصرون بل هو من القدم بمكان.
قال ابن أبي العزّ الحنفي [في شرح الطحاويّة، ص: 200] في معرِض ذِكرِ ما يجب على الأمّة تجاه نبيّها صلى الله عليه وسلم: (فنوحّده بالتحكيم و التسليم و الانقياد و الإذعان، كما نوحّد المرسِلَ بالعبادة و الخضوع و الذلّ و الإنابة و التوكّل، فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرِسل، و توحيد متابعة الرسول، فلا نحاكم إلى غيره، و لا نرضى بحُكم غيره).
فإن شغب علينا من يقول: إن الإمام الطحاوي رحمه الله ذكر توحيد الرسول بالتحكيم و لم يكن حديثه عن توحيد الله.
قلنا: الأبعَدُ ثكلته أمه!! و هل ثمة فرق بين تحكيم الله و تحكيم رسوله الذي لا ينطق عن الهوى؟
و إن قيل: إن الكلام عن الطاعة و التسليم و الانقياد و ليس عن التحكيم بمعناه المستخدم عند المعاصرين و هو التحكيم في التشريع!
قلنا: أوليس ردّ التشريع إلى الله تعالى من صميم التسليم و الانقياد و الإذعان للشارع الحكيم سبحانه؟!
بل هو من أدق مسائل التوحيد في الربوبية التي تثبت لله دون سواه الحق في التشريع، و في الربوبية التي توجب صرف هذا الحق لله تعالى على الإفراد و التوحيد؛ كما هو مقرر في كتب أصول الدين، و الموفق من وفقه الله لفهم كلام السلف، و نهج نهجهم، و سلوك سبيلهم، على كان عليه، لا على ما قد يتوهمه بعض الخلف، و ينسبونه إلى السلف ظناً منهم أو زعماً أنه منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل، و بالله التوفيق.
وكتب
د. أحمد بن عبد الكريم نجيب
Dr.Ahmad Najeeb
alhaisam@msn.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/24)
ـ[ tarek2] ــــــــ[03 - 06 - 03, 02:28 ص]ـ
الشيخ (ابن الشيخ) عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد له كتاب في (الرد على من أنكر تقسيم التوحيد) أنصح بقراءته ونتمنى أن يقوم باستكمال هذا الموضوع حتى يكون هذا الكتاب مرجعا في الموضوع
ـ[أبوثابت اليمني]ــــــــ[03 - 06 - 03, 07:21 ص]ـ
تكلم الشيخ محمد العثيمين في أول شرحه على كتابه (القواعد المثلى) على مسألة تقسيم التوحيد وبين رأيه في من ذكر قسماً رابعاً وسماه المتابعة أو الحاكمية ولعلي أنقل لكم كلام الشيخ قريبا
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[22 - 03 - 06, 01:45 ص]ـ
للفائده(24/25)
أقسام التوحيد؟؟؟؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[20 - 12 - 02, 09:26 م]ـ
هل صحيح إذا أفرد التوحيد فإن ينقسم إلى أربعة أقسام: ربوبية وألوهية وأسماء وصفات وتوحيد المتابعة؟ وهل سبق هذا التقسيم أحد من الأئمة الأعلام من أهل السنة والجماعة؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[21 - 12 - 02, 11:07 م]ـ
إخواني هل سؤالي غير واضح؟ أرجو الرد على السؤال فتروه مهم بالنسبة لي
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 07:24 ص]ـ
أخي الكريم طلال
المعروف في كتب أهل السنة أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - الربوبية 2 - الألوهية 3 - الأسماء والصفات
وبعضهم يقسمه بطريقة أخرى إلى قسمين:
1 - توحيد المعرفة والإثبات وهو ينقسم إلى: أ- الربوبية، ب- الأسماء والصفات
2 - توحيد القصد والطلب وهو توحيد الألوهية، ويسمى أيضا توحيد العبادة.
والمحصلة واحدة كما رأيت.
وعلى هذا فليس في أقسام التوحيد توحيد المتابعة، وإنما شرط قبول العمل الإخلاص لله تعالى ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وربما قال بعض العلماء إن المسلم عليه توحيد الله بأقسام التوحيد الثلاثة وتوحيد المتابعة لرسوله بمعنى ألا يكون له قدوة من البشر يتبعه في كل ما أمر به وينتهي عن كل ما نهى عنه، ولا يرد من أقواله شيئا إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا معنى صحيح، لكنه ليس تقسيما مصطلحا عليه، وربما كان هذا هو سبب اللبس.
ومن الملاحظ أن أهل البدع دائما يشنعون على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه هو الذي أحدث هذه التقسيمات في التوحيد، ويقال لهؤلاء إن التمييز بين الربوبية و الألوهية موضح في مواضع كثيرة من كتاب الله تعالى يبين ربنا سبحانه فيها أن المشركين يقرون بأن الله تعالى هو رب السموات السبع و رب العرش العظيم و ينكرون أن يكون الله سبحانه هو الإله الواحد فلا يضر حينئذ أن تكون المصطلحات و تسميات الأقسام حادثة إذا كان المعنى و المضمون صحيحا مستمدا من الكتاب و السنة شأن التوحيد في ذلك شأن جميع العلوم، ثم إن هذا التقسيم الاصطلاحي للتوحيد ورد في كلام ابن جرير الطبري و في كلام ابن بطة العكبري و غيرهما من السابقين على شيخ الإسلام ابن تيمية، وحتى لو سلمنا جدلا أنه أول من قال به لم يضر ذلك إذا كان المضمون صحيحا موافقا للكتاب و السنة ثم إن هؤلاء المنكرين على شيخ الإسلام يقسمون التوحيد باعتبارات أخرى إلى توحيد الذات و توحيد الصفات و توحيد الأفعال، وما دافعوا به عن تقسيمهم القاصر دافعنا به عن تقسيمنا الصحيح.
هذا وقد أحدث بعض المعاصرين تقسيما رباعيا للتوحيد فزادوا على الأقسام الثلاثة قسما رابعا سموه توحيد الحاكمية، والصحيح أن توحيد الحاكمية مندرج في أقسام التوحيد الثلاثة، لا داعي لإفراده بقسم مستقل، لأن شرك الحاكمية مندرج في شرك الربوبية لأنه اعتقاد مدبر غير الله، و هو شرك في الأسماء و الصفات لأنه اعتقاد شريك لله في اسمه الحكم وفي صفة الحكم، و شرك في الألوهية لأنه صرف لعبادة الطاعة و التحاكم إلى شرع الله عن الله تعالى إلى غيره، لكن خطأ هؤلاء الذين زادوا هذا القسم لا يقتضي تبديعهم والإفراط في النكير عليهم لأنهم قصدوا معاني حقة، وخطؤهم خطأ اجتهادي في مصطلحات وتقسيمات لا في مضمون هذه المصطلحات والتقسيمات والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 02, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا السلمي على هذا التفصيل المفيد، وبالنسبة لتقسيم التوحيد إلى أربعة أقسام، فقد قال به بعض مشايخنا، ولكنه خلاف الصواب، والصحيح أن التوحيد ينقسم إلى قسمين أو ثلاثة، كما ذكر الشيخ وليد حفظه الله، وأما توحيد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فهو داخل في توحيد العبادة (الألوهية)، فلا يمكن لأحد أن يوحد الله تعالى بدون متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، والإيمان بنبوته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/26)
ومن باب الفائدة حول تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، ذكر الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله، في كتابه التحذير من مختصرات الصابوني (ص30) (هذا التقسيم الإستقرائي لدي متقدمي علماء السلف، أشار إليه ابن منده وابن جرير الطبري وغيرهما، وقرره شيخا الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقرره الزبيدي في تارج العروس وشيخنا الشنقيطي في أضواء البيان في آخرين رحم الله الجميع، وهو استقراء تام لنصوص الشرع، وهو مطرد لدى أهل كل فن، كما في إستقراء النحاة كلام العرب إلى اسم وفعل وحرف، والعرب لم تفه بهذا، ولم يعتب على النحاة في ذلك عاتب، وهكذا من أنواع الاستقراء) انتهى
وجاء التقسيم عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رحمه الله، كما في كتاب التوحيد لابن منده (3/ 304 - 3069 والحجة للأصبهاني (1/ 111 - 113)
قال الامام ابن بطة في كتابه " الابانة عن شريعة الفرقة الناجية": (وذلك أن أصل الايمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الايمان به ثلاثة أشسياء:
احدها: ان يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مباينا لاهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.
والثاني: ان يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.
والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه … ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعوتهم الى اعتقاد كل واحدة من هذه الثلاث والايمان بها) اه.
وقال العلامة ملا علي القاري: (فابتداء كلامه سبحانه وتعالى في الفاتحة بالحمد لله رب العالمين يشير الى تقرير توحيد الربوبية، المترتب عليه توحيد الالوهية، المقتضي من الخلق تحقيق العبودية، وهو ما يجب على العبد أولا من معرفة الله سبحانه وتعالى. والحاصل أنه يلزم من توحيد العبودية توحيد الربوبية دون العكس في القضية؛ لقوله تعالى " ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله " وقوله سبحانه حكاية عنهم: " ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى " بل غالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن من أوله إلى آخره في بيانهما وتحقيق شأنهما.فإن القرآن إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوته إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الارادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته، واما خبر عن إكرامه لاهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في العقبى فهو جزاء توحيده،واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبى من العذاب والسلاسل والاغلال، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد.
فالقرآن كله في التوحيد وحقوق أهله وثنائهم وفي شأن ذم الشرك وعقوق أهله جزائهم) اه
شرح الفقه الاكبر ص 15
وقد قررالعلامة الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" هذا التقسيم وذكر أنه قد دل عليه استقراء القرآن العظيم .. وقد أطال في ذلك وأفاد رحمه الله فانظره ج 3 ص 410 - 414
ومن أراد المزيد فليرجع الى ما كتبه الدكتور عبد الرزاق العباد تحت عنوان (القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد) فقد ذكر الأقوال السابقة وفصل في هذا الأمر.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[22 - 12 - 02, 10:01 م]ـ
الأخوة الفضلاء ..
ذكر شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ – وفقه الله – في شرحه على الواسطية، وذكره أيضا في شرحه للطحاوية: أن تقسيم التوحيد إلى أربعة أقسام، بزيادة توحيد المتابعة = استعمله ابن القيم، وشارح الطحاوية.
وقال: إن هذا التقسيم هو بالنظر إلى الشهادتين.
والله أعلم.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[22 - 12 - 02, 10:31 م]ـ
المحصلة أن هذا التقسيم ينسب إلى:
1 - ابن منده
2 - ابن جرير الطبري
3 - ابن تيمية
4 - ابن القيم
5 - الشنقيطي
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[22 - 12 - 02, 10:43 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علماً وفقهاً في الدين.
أخي أبو خالد السلمي - بارك الله فيك- جزاك الله خيراً على تفصيلك وإيضاحك، أردت مزيد بيان عن تقسيم أهل البدع التوحيد إلى توحيد الذات والأفعال والصفات ومن الفرق التي قالت به؟ بارك الله فيكم.
أخي عبد الرحمن الفقيه جزاك الله خير ووفقك الله.
أخي ابن ابي حاتم جزاك الله خير.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 12 - 02, 01:04 م]ـ
يقسم الأشعرية التوحيد إلى توحيد الذات والصفات والأفعال، ونظمه ابن عاشر في المرشد المعين بقوله:
يجب لله الوجود والقدم
...
وخلفه لخلقه بلا مثال
ووحدة الذات ووصف والفعال
انظر للتفصيل - إن كنت متمكنا من عقيدة أهل السنة - شرح الطيب بنكيران على توحيد المرشد المعين، وشرح السنوسية، وغير ذلك من كتب الأشعرية ...
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[23 - 12 - 02, 06:04 م]ـ
أخي عصام بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/27)
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 07:04 م]ـ
الحمد لله ..
تعقيب على كلام الأخ (عصام البشير) وفقه الله ...
ما كذرته من تقسيم التوحيد عند الأشاعرة إلى ثلاث أقسام = تقسيم مشهور، وقد ذكره غير واحد من متأخري الأشعرية، وأذكر منهم صاحب شرح السنوسية (انظره: ص89 مع حاشية الدسوقي ط. البابي الحلبي).
ولكن مما يغلط فيه بعض طلبة العلم = أنهم يفهمون من مثل هذا، أو من مثل تفسيرهم لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) بأن المعنى: " المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه "، فيبنون على هذه القضية أن الأشاعرة لا يثبتون أقسام التوحيد، وهذا لا شك أنه من غلط بمثل هذا العموم في الإطلاق.!!
فمن المعلوم أن مثل هذه القضايا هي قضايا اصطلاحية من حيث التقسيم، والمعتبر فيها موقفهم من المضمون، لا التقسيم.!!
وبالنظر إلى كتب الأشاعرة، وهم في هذا تبع لغيرهم من المتكلمين = أوضح بعض النقاط الهامة في فهم هذا الموضوع، فأقول:
إن المتكلمين سلكوا سبل من قبلهم من الفلاسفة في الاعتناء بالاستدلال لإثبات واجب الوجود لهذا الكون، بل جعلوا هذا أسّ مذهبهم، وصدروا كتبهم بتقرير وجود واجب الوجود، وجعلوه أول واجب على المكلف، وإن كان بعضهم يعبر بأن أول واجب النظر، أو القصد للنظر، أو الشك، لكن جميع ما ذكر يرجع إلى مضمون واحد =هو إثبات واجب الوجود، وهم بهذا مخالفون لطرق المرسلين، ولهذا قال محمد عبده في رسالة التوحيد ص43 في الكلام على التوحيد:
" هو إثبات الوحدة لله في الذات والفعل في خلق الأكوان، وأنه مرجع كل كون، ومنتهى كل قصد، وهذا المطلب كان الغاية العظمى من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .. "
وأيضا: فكونهم اعتنوا بهذا التوحيد على هذا القدر، لا يستلزم بالضرورة أن كل من قرر هذا التوحيد، فإنه غير محقق لتوحيد الربوبية، فهذا النوع من التلازم ممتنع الثبوت، فالأشاعرة وغيرهم من أهل الكلام منهم من يقرر توحيد الألوهية، بما يوافق الحق، ومنهم من دخل عليهم وسائل الشرك، لكن لم يقعوا فيما هو من الشرك الأكبر، ومنهم من وقع في الشرك الأكبر، وجوزوا التقرب للأولياء وغيرهم من الصالحين.
فهذا أبو عبد الله الرازي على أنه منظر المذهب الأشعرية عند المتأخرين، فله كلام جيد في تقرير كثير من مسائل توحيد الألوهية، فانظر على سبيل المثال كلامه في تفسيره (17/ 59 - 60)، (25/ 254 - 255).
وهذا التفتازاني الماتريدي يقول في شرح المقاصد (4/ 39): (حقيقة التوحيد: اعتقاد التوحيد في الألوهية، وخواصها)، مع أنه من منظري المذهب الماتريدي عند المتأخرين، وارجع لكتاب جهود علماء الحنفية للأفغاني تجد نقولا كثيرا لأشاعرة و ماتريدية في توحيد الألوهية.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 07:05 م]ـ
ومما يلحظ هنا أن هذا التأثر بالفلسفة كان له الأثر في دخول الشرك على المسلمين، ولهذا كان كلام المتفلسفة الملية فيه كثير من الشرك، وأول الطوائف التي دخل فيها الشرك = الباطنية، والباطنية امتداد لمدارس فلسفية معروفة، ثم ظهور الدولة العبيدية التي أظهرت البناء على القبور = كان لها الأثر في نشر الشرك، ثم انتشر الشرك في دهماء الناس عن طريق الخوارق الشيطانية التي ترى عند القبور، ومما ساهم في انتشاره عدم اعتناء المذاهب الكلامية، كالأشعرية وغيرهم بتقرير توحيد الألوهية، فلم يجدوا في كتبهم ما هو واضح في إبطال هذا الشرك، لهذا يلحظ أن القبورية لم يكن لهم مُنَظِّر لمذهبهم بشكل كلامي، أو علمي، بل هم كذبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل صاحب الدرر السنية في الرد على الوهابية، وغيرهم، و تقلد التنظير له بعض الجهلة ممن يبغون عرض الحياة الدنيا، أو ممن تلبس بلباس العلم، وهو مقلد عامي!!
والسبب في هذا أن المذهب هو باطني فلسفي أولا، ثم ظهر عن طريق الخوارق ثانيا بين العوام، دون تنظير علمي.
وكان ظهور مثل هذا الانحراف متأخرة؛ لأن الشرك بصبغته الباطنية لا قبول له، لكن لما انتقل بمثل هذا التدرج = صار له قبول وانتشار، خاصة مع اندراس العلم، وفشو الجهل، وذهاب أهل العلم، نسأل الله السلامة والعافية ..
، والله أعلم.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[23 - 12 - 02, 08:10 م]ـ
لكن - بارك الله فيك - وإن كانوا يثبتون أقسام التوحيد لكنهم جعلوا النزاع على توحيد الربوبية؟ أريد أن أنبه على رسالة ماجستير من جامعة أم القرى لعلها تفيدنا للشيخ عبد الرحيم بن صمايل السلمي (حقيقة التوحيد بين أهل السنة والمتكلمين) بارك الله فيك أخي ابن ابي حاتم.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 08:16 م]ـ
وما ذكرتَه - يا أخي - لا يتعارض مع ما ذكرتُه، وقد أشرتُ إليه فيما كتبت، فلعلك تتأمل ما كتبته أولا ..
ولا أدري ما وجه استدراكك بكلمة (لكن)!!!
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 12 - 02, 03:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي لكني لا أفقه في اللغة فمعذرة على استدراكي ب لكن وكلامك واضح جداً ولا لبس فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/28)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 02, 11:41 م]ـ
التوحيد يقسم اصطلاحاً إلى أربعة أقسام:
1 - توحيد الربوبية
2 - توحيد الألوهية
3 - توحيد الحاكمية
4 - توحيد الأسماء والصفات
وهذا التقسيم هو اصطلاحي وليس تعبدي والهدف منه تسهيل التعليم. والله يؤتي العلم من يشاء.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[25 - 12 - 02, 01:31 ص]ـ
أخي الفاضل: محمد الأمين ..
من الخطأ العلمي أن تنسب التقسيم الذي ذكرته إلى الاصطلاح؛ فأنت تعلم أن هذا التقسيم إنما ذكره بعض المتأخرين، وأنكره أكابر علماء زماننا – رحم الله ميتهم، ووفق من كان منهم حيا -، وإن كان التقسيم على كل حال، لا داعي له، بل الحاكمية من جهة التشريع من توحيد الربوبية، ومن جهة وجوب تحاكم العباد للشريعة من توحيد العبادة ..
ثم ينبغي لطالب العلم إذا أراد البركة في علمه = أن يعرف لعلمائنا قدرهم، ولا يطرح ما يخالفهم بمثل هذا الأسلوب!!
أخي الموفق ..
لا يمنع أن تخالف، لكن الأدبَ الأدبَ.
والحذرَ الحذرَ من الإعجاب بالرأي ..
وسل الله أن يريك الحق حقا، ويرزقك اتباعه.
أسأل الله أن ينفعني وإياك بما قلت، وأن يرزقني وإياك العلم النافع والعمل الصالح، والأخوة في هذا الملتقى ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 12 - 02, 10:38 ص]ـ
أخي ابن أبي حاتم
لا وجه للإنكار في أية حال طالما أن هذا التقسيم باتفاقهم هو اصطلاحي. ومعلوم أنه لا مشاحة في الاصطلاح. وهو من البداهة.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[30 - 12 - 02, 12:31 م]ـ
أخي الأمين ..
محل الإنكار قائم، إذ لا يخفى عليك غلو بعض الطوائف في مسألة الحاكمية، فناسب لهم هذا التقسيم، إذ إن اعتنائهم بمسألة التحكيم فقط، وكأن المحاجة بين المرسلين ومخالفيهم كانت فيه، ولم يعرف لجمهور هؤلاءاعتناء بتوحيد الألوهية، الذي هو معنى لا إلا إلا الله، وهذا من جنس اعتناء المتكلمين بتوحيد الربيوبية والأسماء و الصفات، فناسب لهم التقسيم إلى توحيد الذات والصفات والأقعال
وإن كان هذا لا يعني أنهم لا يعرفون توحيد الألوهية، بل فيهم من هو ممن يعتني بتوحيد بالألوهية، ولكن الأمر يرجع إلى أن التقسيم لا داعي له، إضافة إلى هذا الغلو الذي طرأ عند بعض الطوائف.
وأرجو منك يا أخي على أقل من تقدير، وإن لم تقتنع بما قلت لك = بسط النفس مع المخالف، لا سيما وهم أئمة زماننا هذا، ولهذا فإنه من غير المناسب قولك (فلا وجه للإنكار)، ثم قولك (وهذا من البداهة)، فأنت تتكلم عن علماء، والبداهة يدركها حتى العامة، على أقل تقدير، فلو اعتذرت لهم،بأنهم رأوا ما لم يتبين لك.
وإني مخلص لك النصيحة، فاستمع أقل لك:
الرفق الرفقَ، وإن مثل هذه الشدة أخشى أن تصدك عن الحق بعد التبين، وما أجمل طالب العلم = أن يجعل لنفسه مجالا للرجوع عن القول؛ حتى لا يتلاعب الشيطان به، فما أكثر ما نرى أقوالا ونغيرها، وأكثر من سؤال الله أن يريك الحق حقا، ويرزقك اتباعه، والباطل باطلا ويرزقك اجتنابه.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[02 - 06 - 03, 07:26 ص]ـ
http://www.saaid.net/Doat/Najeeb/f112.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد في الحاكمية
السؤال:
سمعنا كثيراً في السنوات الأخيرة عن مصطلح (توحيد الحاكمية) فما حقيقة هذا التوحيد؟ و ما حكم استعمال هذا المصطلح في الطرح الإسلامي المعاصر؟
الجواب:
أقول مستعيناً بالله تعالى:
لفظ (الحاكميّة) من الألفاظ المولّدة القائمة على غير مثال سابق في اللغة العربية، و أول من استخدمها في خطابه السياسي و الديني هو العلامة الهندي الشهير أبو الأعلى المودودي، ثم أخذها عنه الأستاذ سيد قطب رحمهما الله فبثها في كتاباته كمَعْلَم من معالم العمل الإسلامي الذي جاد بنفسه في الدعوة إليه و التركيز عليه.
هذا عن أصل استعمال (الحاكمية) كلفظٍ في لغة العرب، و قد أصبحت مرادفة للحكم في اصطلاح كثير من المتأخرين، و إذا وقف الأمر عند حد إطلاق هذا المصطلح على المراد الشرعي منه، و هو إفراد الله بالتحكيم و التشريع فلا بأس في ذلك إذ لا مشاحّة فى الاصطلاح كما هو مقرر عند الأصوليين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/29)
و ممّا لا خلاف فيه بين الموحدين قاطبةً وجوب توحيد الله تعالى في التحكيم و الرد إلى شريعته المحكمة المنزلة في كتابه المبين، و سنة نبيّه خاتم المرسلين صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم، قال تعالى: (و لا يشرك في حكمه أحداً) و في قراءة ابن عامر، و هو من القراء السبعة: (و لا تُشرك في حكمه أحداً)، و قال سبحانه: (ألا له الخلق و الأمر)، و قال أيضاً: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون).
فمن أعطى حق التشريع أو الحكم فيما شجر بين الخلق لغير الخالق أو أقر بذلك أو دعا إليه أو انتصر له أو سلّم به دونما إكراهٍ فقد أشرك بالله شركاً أكبر يخرجه من ملة الإسلام، و العياذ بالله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [في منهاج السنّة النبويّة: 5/ 130]: (و لا ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر، فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدلاً من غير اتّباع لما أنزل الله فهو كافر فإنه ما من أمة إلا و هي تأمر بالحكم بالعدل، و قد يكون العدل في دينها ما يراه أكابرهم ... فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله منهم كفار).
و قال العلاّمة الشنقيطي رحمه الله [في أضواء البيان: 7/ 162]: (الإشراك بالله في حكمه و الإشراك به في عبادته كلها بمعنى واحد لا فرق بينهما ألبتة، فالذي يتبع نظاماً غير نظام الله، و تشريعاً غير تشريع الله، و من كان يعبد الصنم، و يسجد للوثن لا فرق بينهم ألبتة؛ فهما واحد، و كلاهما مشرك بالله).
و قال رحمه الله أيضاً [في أضواء البيان: 7/ 169]: (لما كان التشريع و جميع الأحكام؛ شرعية كانت أو كونية قدرية، من خصائص الربوبية، كما دلت عليه الآيات المذكورة، كان كل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرِّع رباً، و أشركه مع الله).
و خلاصة ما بينه رحمه الله تعقيباً على الآيات البينات التي سقناها آنفاً يوجزه قوله: (إن متبعي أحكام المشرعين غير ما شرعه الله مشركون بالله).
و ليس بعيداً عنه قول مفتى الديار السعودية في زمنه الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: (أما الذي جعل قوانين بترتيب و تخضيع فهذا كفر و إن قالوا أخطأنا و حكم الشرع أعدل؛ فهذا كفر ناقل عن الملة).
و للمشائخ المعاصرين حفظ الله حيهم و نفع به و رحم ميتهم و أجزل مثوبته من الكلام في وجوب توحيد الله في الحكم و التشريع، و تسمية العدول عنه شركاً، و الحكم على صاحبه بالكفر الأكبر الناقل عن الملة الشيء الكثير مما لا يسمح المقام بتتبعه و سرده مطولاً، و من أراد التوسع فعليه بفتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله و رسائله، و بخاصة رسالة نقد القومية العربية.
قلت: و إذا تقرر وجوب إفراد الله بالتحكيم و أن من الكفر الأكبر أن يُشرَكَ في حكمه أحدٌ من خلقه سواءً كان ملكاً أو رئيساً أو سلطاناً أو زعيماً أو مجلساً تشريعياً أو سلطةً مدنية أو عسكرية أو فرداً من العامة أو الخاصة أو غير ذلك، و أن ذلك مما أجمعت عليه الأمة، و لا يسوغ لأحد أن يخالف أو يجادل فيه، فلن يكون للخلاف حول إطلاق مصطلح (توحيد الحاكمية) أو عدمه أثر في الواقع، و لا داعي للانشغال بتقرير هذا التوحيد كقسمٍ رابع من أقسام التوحيد المعروفة، أو رده إلى الأقسام الأخرى، و خاصة توحيد الربوبية و توحيد الألوهية.
بل يجب أن يبقى الأمر في دائرة المصطلحات السائغة التي لا مشاحة فيها لأحد، مع التسليم بجدوى التقسيم إذا كان فيه مصلحة معتبرة لطالب العلم كتسهيل دراسته و تحصيله، أو لضرورة تنبيه الناس إلى ما غاب عنهم أو انشغلوا عنه بغيره من أبواب العلم و العمل.
فإن أبى من جمد على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام إلا أن يبدّع من خالفه في هذا التقسيم و يغمز قناته بإطلاق لسانه بثلبه أو نبذه بالتحزب و الخروج و نحو ذلك؛ قلنا له: من أين لك أن تقسيم التوحيد إلى قسمين أو ثلاثة مرده إلى الكتاب أو السنة أو هدي سلف الأمة؟
أما إن اعتُرض على توحيد الحاكمية كاصطلاح و ليس على مجرد التقسيم إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر أو أقل، فيقال للمعترض: إن الدعوة إلى إفراد الله و رسوله بالحكم ليس مما ابتدعه المعاصرون بل هو من القدم بمكان.
قال ابن أبي العزّ الحنفي [في شرح الطحاويّة، ص: 200] في معرِض ذِكرِ ما يجب على الأمّة تجاه نبيّها صلى الله عليه وسلم: (فنوحّده بالتحكيم و التسليم و الانقياد و الإذعان، كما نوحّد المرسِلَ بالعبادة و الخضوع و الذلّ و الإنابة و التوكّل، فهما توحيدان، لا نجاة للعبد من عذاب الله إلا بهما: توحيد المرِسل، و توحيد متابعة الرسول، فلا نحاكم إلى غيره، و لا نرضى بحُكم غيره).
فإن شغب علينا من يقول: إن الإمام الطحاوي رحمه الله ذكر توحيد الرسول بالتحكيم و لم يكن حديثه عن توحيد الله.
قلنا: الأبعَدُ ثكلته أمه!! و هل ثمة فرق بين تحكيم الله و تحكيم رسوله الذي لا ينطق عن الهوى؟
و إن قيل: إن الكلام عن الطاعة و التسليم و الانقياد و ليس عن التحكيم بمعناه المستخدم عند المعاصرين و هو التحكيم في التشريع!
قلنا: أوليس ردّ التشريع إلى الله تعالى من صميم التسليم و الانقياد و الإذعان للشارع الحكيم سبحانه؟!
بل هو من أدق مسائل التوحيد في الربوبية التي تثبت لله دون سواه الحق في التشريع، و في الربوبية التي توجب صرف هذا الحق لله تعالى على الإفراد و التوحيد؛ كما هو مقرر في كتب أصول الدين، و الموفق من وفقه الله لفهم كلام السلف، و نهج نهجهم، و سلوك سبيلهم، على كان عليه، لا على ما قد يتوهمه بعض الخلف، و ينسبونه إلى السلف ظناً منهم أو زعماً أنه منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم.
هذا و الله الهادي إلى سواء السبيل، و بالله التوفيق.
وكتب
د. أحمد بن عبد الكريم نجيب
Dr.Ahmad Najeeb
alhaisam@msn.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/30)
ـ[ tarek2] ــــــــ[03 - 06 - 03, 02:28 ص]ـ
الشيخ (ابن الشيخ) عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد له كتاب في (الرد على من أنكر تقسيم التوحيد) أنصح بقراءته ونتمنى أن يقوم باستكمال هذا الموضوع حتى يكون هذا الكتاب مرجعا في الموضوع
ـ[أبوثابت اليمني]ــــــــ[03 - 06 - 03, 07:21 ص]ـ
تكلم الشيخ محمد العثيمين في أول شرحه على كتابه (القواعد المثلى) على مسألة تقسيم التوحيد وبين رأيه في من ذكر قسماً رابعاً وسماه المتابعة أو الحاكمية ولعلي أنقل لكم كلام الشيخ قريبا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 05 - 05, 01:12 م]ـ
قال شيخنا أبو خالد السلمي حفظه الله:
هذا وقد أحدث بعض المعاصرين تقسيما رباعيا للتوحيد فزادوا على الأقسام الثلاثة قسما رابعا سموه توحيد الحاكمية،
قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2/ 176)
"كثير من الناس يبتغي غيره حكما يتحاكم إليه ويخاصم إليه ويرضى بحكمه
وهذه المقامات الثلاث هي أركان التوحيد:
أن لا يتخذ سواه ربا ولا إلها ولا غيره حكما"
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:04 ص]ـ
وهذا كلام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق حفظه الله تعالى للافادة والذكرى
بسم الله الرحمن الرحيم
أقسام التوحيد، الاصطلاح والمضمون
بقلم: عبد الرحمن بن عبد الخالق
1 - الإيمان قضية واحدة:
الإيمان قضية واحدة وخلاصة هذه القضية هي التصديق بكل أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته وأفعاله، والتصديق بالغيب الذي يخبر به عن ملائكته ورسله واليوم الآخر وقضائه وقدره والإقرار بذلك باللسان وتصديق ذلك بالعمل، وجماع التصديق والعمل هو معنى عبادته، وعبادته سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
فمما يجب الإيمان به مما يصف به نفسه قوله تعالى: {قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد}
وقوله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم}
وقوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون} ..
2 - الكفر بجزئية واحدة من أجزاء الإيمان كفر بالله عز وجل:
ولا شك أن الكفر بجزئية واحدة من أجزاء هذا الإيمان هو كفر بالله جل وعلا فمن كفر بالملائكة فقد كفر بالله، ومن كفر بالرسل فهو كافر بالله كذلك بل من كفر برسول واحد من رسل الله فهو كافر بالله ولا ينفعه إيمانه ببقية الرسل، ولا ببقية أجزاء الإيمان، ومن كفر بيوم القيامة فهو كافر بالله، ومن كفر بقدر الله فهو كفر به سبحانه وتعالى.
قال جل وعلا: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله}، وقال تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين} ولم يكذبوا إلا رسولهم، ولكن تكذيبهم لرسولهم تكذيب للرسل جميعاً.
وقال صلى الله عليه وسلم: [والله لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ولا يؤمن بالذي أرسلت به إلا دخل النار]
3 - توحيد الله سبحانه وتعالى قضية واحدة:
ولا يكون العبد مؤمناً بالله حقاً إلا إذا اعتقد وحدانيته سبحانه وتعالى في جميع ما كان من صفاته وأفعاله وحده، وإلا إذا عبده سبحانه وتعالى وحده.
فمما تفرد به سبحانه وتعالى:
(1) الخلق:
فهو سبحانه وتعالى خالق كل شيء، ولا يشاركه في الخلق أحد قط، قال تعالى: {الله خالق كل شيء} وقال تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} وقال معرضاً بما يعبد من دونه: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون}، وقال تعالى: {الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بهم يعدلون} أي يجعلون له عدلاً في صفاته أو أفعاله أو حقوقه.
فمن أعتقد أن هناك من خلق ذرة في هذا الكون، أو أنه يخلق شيئاً حتى أفعاله فهو كافر مشرك بالله سبحانه وتعالى.
(2) الملك:
فكما كان الخلق لله وحده فالملك لله وحده قال تعالى: {تبارك الذي بيده الملك} وقال: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير* تولج الليل في النار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب} (آل عمران: 26 - 27)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/31)
وقال تعالى: {قل ادعوا الذي زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير}
فكل ما عبد من دون الله ملائكة أو رسلاً أو جناً أو أصناماً، لا يملكك أحد مثقال درة من السموات والأرض وما لأحد منهم شرك مع الله في ملكه، ولا كان أحد منهم معيناً لله في خلق ذرة من مخلوقاته ..
ملك غير الله ملك عاري:
وملك غير الله ملك عاري ليس ملكاً حقيقياً فالله هو الذي ملكه، وهو الذي ينزعه منه إذا شاء سواء كان هذا الملك سلطاناً أو مالاً، فإن الله هو ماله الحقيقي، وهو الذي يعطيه وهو الذي ينزعه ومن ظن أنه يملك سلطانه أو ماله ملكاً حقيقياً فهو كافر بالله سبحانه وتعالى مشرك به.
(3) التصريف والتدبير: (الأمر الكوني القدري)
بالأحياء والإماتة، والإعزاز والإذلال، والإغناء والإفقار، والمرض والصحة، والهدى والضلال، والسلم والحرب، والظلم والعدل .. الخ (القضاء والقدر)
فكل ما يعتري المخلوق في كل شأن من شئونه إحياءاً وإماتة، وإغناءاً وإفقاراً، وصحة ومرضاً، وهداية وإضلالاً وما يعتري العوالم كلها وجوداً وعدماً، وبداية ونهاية، وحرباً وسلماً وظلماً وعدلاً، فكله جار بتصريف الله سبحانه وتعالى في عباده، لا يملك أحد منهم لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا مرضاً ولا صحة، ولا حياة ولا نشوراً، ولا عزاً ولا ذلاً، ولا هداية ولا إضلالاً، ولا زيادة في عمره، ولا نقصاً منه.
بل جميع مقادير المخاليق من ملائكة وجن وإنس وحيوان ونبات كلها جارية وفق أمر الله الكوني القدري ومن ظن أن مخلوقاً يملك لنفسه ذرة من التصريف، أو فعلاً من الأفعال فهو كافر مشرك بالله سبحانه وتعالى.
والأدلة على هذا من القرآن والسنة كثيرة جداً ومن ذلك قوله تعالى: {أفرأيتم ما تعبدون* أنتم وآباؤكم الأقدمون* فإنهم عدو لي إلا رب العالمين* الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* وإذا مرضت فهو يشفين* والذي يميتني ثم يحيين* والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} (الشعراء 75 - 82)
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم}، وقوله تعالى: {يهدي من يشاء ويضل من يشاء}، وقوله تعالى: {إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلاً* وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً}
وقوله تعالى: {قل اللهم مالك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير* تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب}
وقوله تعالى عن رسوله: {قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله} (الأعراف:188)، وقوله تعالى عن ملائكته: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون* لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون* يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون* ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين}.
(4) الأمر الشرعي: (التشريع):
وكما هو أن الأمر الكوني القدري هو لله وحده سبحانه وتعالى ليس لأحد معه من الأمر شيء، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل قال الله لرسوله: {ليس لك من الأمر شيء} بل ما هو دون الأمر من الشفاعة فإنه لله وحده وليس لأحد من الشفاعة شيئاً كما قال تعالى: {قل لله الشفاعة جميعاً} ولا يشفع عند الله إلا من ارتضاه الله للشفاعة، ومن رضي عنهم من المشفوع فيهم ومن ظن أنه يشفع عند الله بغير إذنه فهو طاغوت كافر، ومن ظن أن هناك من يشفع عند الله دون إذن من الله، وأن الله يقبل الشفاعة غير راض عنها كما هو حال ملوك الدنيا فقد كفر بالله سبحانه وتعالى وجعل لله نداً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/32)
فكما أن الأمر الكوني القدري لله وحده، فكذلك الأمر التشريعي لله وحده وليس لأحد مع الله أمر ولا نهي فالله هو الذي يحل ويحرم ويحسن ويقبح ويشرع لعباده ما يشاء من دين وهدى وسلوك، فالتشريع تشريعه، والصراط صراطه .. والرسل ليسوا مشرعين من عند أنفسهم بل مبلغين عن الله آمرين بأمر الله وناهين عن نهي الله، ليس لهم من التشريع شيءفكما أنه ليس لهم من الأمر الكوني القدري شيء فليس لهم شيء كذلك من الأمر التشريعي لأنه سبحانه وتعالى {لا يشرك في حكمه أحداً} ..
الله سبحانه وتعالى هو المعبود وحده:
لما كان الله سبحانه وتعالى هو الخالق وحده، وهو المتصرف في شؤون خلقه وحده، وهو صاحب الأمر الكوني والقدري والأمر الشرعي وحده كان هو المستحق وحده بالعبادة دون سواه، ولذلك جعل العبادة حقاً له وحده، حقاً له على جميع موجوداته ومخترعاته ومصنوعاته ملائكة وجناً وإنساً، وسماءاً وأرضاً، وقد أجمل النبي صلى الله عليه وسلم بيان هذا في حديث ابن مسعود: [أتدري ماحق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله] قال: قلت: الله ورسوله أعلم: قال صلى الله عليه وسلم: [حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً]
والعبادة التي شرعها الله لعباده كثيرة فمنها أعمال القلوب من الخوف والرجاء والمحبة، والتوكل والخشية والإنابة والذل والخشوع، والاستسلام، وأعمال الجوارح كالصلاة والسجود والركوع، والنذر، والصوم، والحج، والجهاد، والصدقة.
وجعل سبحانه وتعالى هذا كله حقاً له على عباده، وحرم عليهم أن يصرفوا عبادة منها لغيره وأخبرهم أن من صرف شيئاً من العبادة التي لا تليق إلا به لغيره كافر مشرك، وأن الله قد حرم عليه الجنة {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة} {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} ..
المعالجة البيانية التعليمية لقضية واحدة:
ومع أن قضية الإيمان بالله قضية واحدة إلا أنه يندرج تحتها عشرات بل مئات الفروع الداخلة فيها، ولذلك فإن هذه القضية جاءت مجملة ومفصلة.
فمن الإجمال قوله تعالى: {أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} فهذه الآية جمعت الدين كله وأنه إيمان وسمع وطاعة، إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ثم سمع، وهذا يقتضي التصديق بكل ما يخبر الله به، وطاعة، وهذا معناه العمل بما يأمر الله به، ومن الإجمال قول النبي صلى الله عليه وسلم في جمع الدين كله {قل آمنت بالله ثم استقم}.
فهاتان الكلمتان {قل آمنت بالله ثم استقم} جمعت الدين كله لأن الدين إيمان بالله ثم استقامة على أمره ...
ويدخل في الإيمان بالله بكل ما يخبر به عن نفسه ورسله وغيبه، ويدخل في الطاعة الإسلام له في كل ما يأمر وينهى عنه.
وهذا الإجمال جاء مفصلاً تفصيلاً دقيقاً في كل صغيرة وكبيرة.
فجاء القرآن ببيان أسماء الله وصفاته وأفعاله، وما يحبه وما يبغضه، والقرآن كله حديث عن الله سبحانه وتعالى فهو تفصيل لمعنى الإيمان به وطاعة، والسنة كلها تفصيل وبيان للقرآن، وشرح لمعنى الإيمان بالله، وطاعته جل وعلا.
عمل علماء الإسلام في تعليم الدين وبيانه:
ثم جاء علماء الإسلام فقسموا علم الدين إلى علوم كثيرة، وكل علم متفرقة وكل فرع من فروع العلوم إلى أبواب وكل باب إلى فصول ومباحث، ومسائل، فنشأت علوم خاصة بالقرآن الكريم كالقراءات والتفسير وأسباب النزول، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصل ... الخ
ونشأت علوم خاصة بالسنة كمصطلح الحديث وعلم الجرح والتعديل والكتب الخاصة بالصحيح والكتب الخاصة بالضعيف والموضوع.
ونشأ كذلك علم التوحيد الذي بدأ الردود على المنحرفين في العقائد، ومسائل الإيمان كالخروج، وتحريف أسماء الله وصفاته، والشرك به، ثم أفردت الكتب لجمع مسائل الإيمان الاعتقادية وتبويبها وتصنيفها.
وكذلك سائر العلوم من السيرة والتاريخ والأخلاق والتهذيب .. الخ
وأصبح كل علم من هذه العلوم تقسيماته ومصطلحاته ورجاله وكتبه.
عمل علماء الإسلام في علم التوحيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/33)
وعلم التوحيد لقي العناية الفائقة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعلماء الإسلام، والسنة من التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يم الدين لأنه أصل الدين، وعليه تبني جميع الأحكام، ويتوقف على العلم والعمل به الإيمان والكفر فمن ذلك:
(1) الرد بنصوص الكتاب والسنة على أي انحراف فيه كما فعل ابن عمر رضي الله عنه عندما سمع أنه هناك من أهل الإسلام من ينكر القدر فقال لمن أخبره بهذا الخبر: أخبرهم أنني منهم برئ، وأن الله لا يقبل من أحدهم صرفاً ولا عدلاً إلا أن يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى، واستدل على ذلك بحديثه عن أبيه وهو حديث جبريل وفيه: [وأن تؤمن بالقدر خيره شره من الله تعالى]، والشاهد أن ابن عمر رد على من نفى القدر، وأن الله لا يقبل منه عملاً صالحاً، واستدل حديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
ومن ذلك ردود ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه على الخوارج من الكتاب والسنة.
(2) ثم جاء دور التأليف فألف علماء الإسلام عشرات بل مئات الرسائل في الرد على المخالفين في العقائد ككتاب أحمد بن حنبل رحمه الله الذي سماه (الرد على الزنادقة) وهم القائلون بأن الله بذاته في كل مكان، والردود على الجهمية والمعطلة .. الخ
(3) ثم ألفت الكتب في بيان معتقد أهل السنة والجماعة في جميع المسائل التي اختلف فيها أهل الإسلام.
(4) ومن عمل علماء الإسلام في هذا الصدد تحريم قراءة الكتب التي ألفت في العقائد والتي جعلت الأصل في معرفة العقيدة هو العقل، وهي الكتب التي سمت علم التوحيد علم الكلام فقد حرم علماء الإسلام النظر فيها، وتعلم الدين والمعتقد بواسطتها.
(5) وكذلك أبطل علماء الإسلام استعمال مصطلحاتهم في هذا العلم لأنها تتضمن حقاً وباطلاً كالجسم والجوهر، والعرض، والهيولي، وتساهلوا في بعض المصطلحات التي لا تتضمن باطلاً كلفظ القديم بمعنى الأول.
(6) ووضع علماء التوحيد كذلك الحدود والشروط والأركان والواجبات لقضية الإيمان، وكذلك النواقض التي تخرج من الإيمان، والمخالفات التي تخالف الإيمان ولا تنقض أصله، وكل ذلك لضبط هذا العلم، وبيان حدوده كقولهم مثلاً الإيمان قول باللسان، وإقرار بالجنان، وعمل بالجوارح، واختلافهم في العمل هل هو شرط صحة أو شرط وجوب، أو شرط كمال، واختلافهم في العمل المخرج من الملة بذاته، والعمل الذي لا يخرج من الملة إلا إذا اقترن به استحلال .. الخ
كقول بعض أهل السنة إن ترك الصلاة كسلاً ولو دون جحود مخرج من الملة، وكقول بعضهم بل الصلاة شرط وجوب ولا تخرج المسلم من الإسلام لملة الكفر إلا بجحدها .. الخ
أقسام التوحيد:
ومما صنعه بعض علماء السنة المتأخرين مما يدخل في باب التعليم والتقريب، وتقسيم التوحيد إلى قسمين: العلم والعمل، فالتوحيد العلمي معناه تعلم أسماء الله وصفاته ومعاني الإيمان به، وتصديق ذلك بالقلب، وأما توحيد العمل فهو أن يعمل المسلم بمقتضى هذا التصديق فلا يعبد إلا الله ولا يرجو إلا هو، ولا يجب حب عبادة إلا له، ولا يسجد إلا له، لا يحاكم إلا إليه .. الخ
وهذا التقسيم ليس خاصاً بالتوحيد لأن كل أعمال الدين لا بد فيه من العلم والعمل فالصوم لا يكون إلا باعتقاد فرضيته، وتصور تشريعه تصوراً صحيحاً ثم القيام به على النحو الذي أمر العبد به وأن يكون ذلك لله وحده لأنه عبادة خاصة به سبحانه وتعالى وهكذا سائر العبادات.
وتقسيم التوحيد إلى قسمين إنما هو نوع من التعليم حتى يعلم العبد أنه لا يكفي في التوحيد العلم دون العمل ولا العمل دون العلم.
وجاء من أهل العلم من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام باعتبار موضوعاته الكبرى فجعل الربوبية قسماً، وعنى بالربوبية بعض معاني الرب من الخلق والتدبير والتصرف والملك، والقهر والغلبة، وجعل الألوهية قسماً وعنى بها المعبود، وجعل جميع أسمائه وصفاته قسماً وسماه توحيد الأسماء والصفات، وسمى كل قسم من هذه الأقسام الثلاثة توحيداً، وأنه لا يكون موحداً على الحقيقة إلا من أقر بها جميعها .. وأقر بأن الله وحده دون ما سواه هو خالقه وخالق الكون كله، وأنه مالك الملك، والمتصرف فيه وحده، وأقر بأن الله وحده هو إله الناس وإله العالمين والخلق أجمعين، وأنه لا معبود بحق غيره، وأن كل إله غيره باطل، وأن جميع أصناف العبادة لا تصرف إلا له، ومن صرف شيئاً لغيره فهو مشرك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/34)
وكذلك جعل توحيد الأسماء والصفات قسماً وهو الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله، وأن صفاته على النحو الذي يليق به.
مقاصد من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
وكان من مقاصد هذا التقسيم الثلاثي لمعاني التوحيد، وقضية الإيمان بالله، تعليم الناس أنه لا يكون مؤمنا إلا من جمع هذه الأقسام الثلاثة، وأن من آمن ببعض صفات الله وكفر ببعضها فهو كافر، فمن آمن بالله خالقاً ورازقاً ومالكاً، ولم يؤمن به إلهاً ولكنه جحد بعض ما وصف به نفسه كالاستواء، والنزول إلى سماء الدنيا، ورؤية المؤمنين له في الآخرة، أو نفي كلامه، أو رحمته أو غضبه، فهو كافر لأنه جحد بعض ما وصف به نفسه سبحانه وتعالى.
لماذا دعت الحاجة إلى هذا التقسيم الثلاثي:
وهذا التقسيم الثلاثي لم ينص عليه أحد في القرون الثلاثة الأولى فإن التوحيد ومسائل الإيمان بالله كانت معلومة من كتاب الله وسنة رسوله بل كان من ضرورات الدين العلم بأن العبد لا يكون موحداً حقاً إلا إذا آمن بالله رباً وإلهاً وخالقاً ورازقاً وملكاً، وآمن بكل ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما دعت الحاجة إلى هذا لتيسير فهم التوحيد، والتعريف بجميع جوانبه فإن تقسيم الأمر المجمل إلى أقسام يسهل فهمه وحفظه.
ولعل أول من ذكر هذا التقسيم بالتفصيل والتعريف هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وذلك لانتصابه رحمه الله للرد على جميع المخالفين في التوحيد من أهل الكلام والفلسفة، ومن أهل التصوف ووحدة الوجود، ومن القدرية -نفاة القدر- والجبرية، ومن الذين وقعوا في شرك الألوهية فإن كل فريق من هؤلاء أقر بنوع من التوحيد وكذب بالآخر، وكثير منهم تصور التوحيد الذي ينادي به على وجه مغلوط، فانتصب شيخ الإسلام رحمه الله لتفصيل هذا الأمر وإعطائه حدوده وضوابطه ومما قرره في ذلك قوله:
"وبهذا وغيره يعرف ما وقع الغلط في مسمى التوحيد فإن عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر: غايتهم أن يجعلوا التوحيد (ثلاثة أنواع).
فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له وواحد في أفعاله لا شريك له.
وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث، وهم (توحيد الأفعال) وهو خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها ويظنون أن هذا هو التوحيد المطلوب!! وأن هذا هو معنى قولنا لا إله إلا الله، حتى قد يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع.
ومعلوم أن المشركين من العرب الذين بعث إليهم محمد صلى الله عليه وسلم أولاً: لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرون بأن الله خالق كل شيء حتى أنهم كانوا يقرون بالقدر أيضاً، وهم مع هذا مشركون.
فقد تبين أن ليس في العالم من ينازع في أصل هذا الشرك، ولكن غاية ما يقال: إن من الناس من جعل بعض الموجودات خلقاً لغير الله كالقدرية وغيرهم، ولكن هؤلاء يقرون بأن الله خالق العباد وخالق قدرتهم، وإن قالوا أنهم خلقوا أفعالهم.
وكذلك أهل الفلسفة والطبع والنجوم، الذين يجعلون أن بعض المخلوقات مبدعة لبعض الأمور، هم مع الإقرار بالصانع يجعلون هذه الفاعلات مصنوعة مخلوقة، لا يقولون إنها غنية عن الخالق مشاركة له في الخلق فأما من أنكر الصانع فذاك جاحد معطل للصانع، كالقول الذي أظهره فرعون.
والكلام الآن مع المشركين بالله، المقرين بوجوده، فإن هذا التوحيد الذي قرروه لا ينازعهم فيه هؤلاء المشركون بل يقرون به مع أنهم مشركون، كما ثبت بالكتاب والسنة والإجماع، وكما علم بالاضطرار من دين الإسلام.
وكذلك (النوع الثاني) وهو قولهم: لا شبيه له في صفاته فإنه ليس في الأمم من أثبت قديماً مماثلاً في ذاته سواء قال أنه يشاركه أو قال: إنه لا فعل له، بل من شبه به شيئاً من مخلوقاته فإنما يشبهه به بعض الأمور.
وقد علم بالعقل امتناع أن يكون له مثل في المخلوقات يشاركه فيما يجب أو يجوز أو يمتنع عليه، فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم.
وعلم أيضاً بالعقل أن كل موجودين قائمين بأنفسهما فلا بد بينهما من قدر مشترك كاتفاقهما في مسمى الوجود، والقيام بالنفس، والذات ونحو ذلك فإن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض، وأنه لابد من إثبات خصائص الربوبية وقد تقدم الكلام على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/35)
ثم إن الجهمية من المعتزلة وغيرهم أدرجوا نفي الصفات في مسمى التوحيد فصار من قال: إن لله علماً أو قدرة، أو أنه يرى في الآخرة، أو أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق يقولون: أنه مشبه ليس بموحد.
وزاد عليهم غلاة الفلاسفة والقرامطة، نفوا أسماءه الحسنى، وقالوا من قال إن الله عليم قدير، عزيز حكيم، فهو مشبه ليس بموحد.
وزاد عليهم غلاة الغلاة قالوا: لا يوصف بالنفي ولا الإثبات لأن في كل منهما تشبيهاً له، وهؤلاء كلهم وقعوا من جنس التشبيه فيما هو شر مما فروا منه، فإنهم شبهوه بالممتنعات، والمعدومات، والجمادات فراراً من تشبيههم بزعمهم له بالأحياء.
ومعلوم أن هذه الصفات الثابتة لله لا تثبت على حد ما يثبت لمخلوق أصلاً، وأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فلا فرق بين إثبات الذات وإثبات الصفات، فإذا لم يكن في إثبات الذات إثبات مماثلة للذوات، لم يكن في إثبات الصفات إثبات مماثلة له في ذلك، فصار هؤلاء الجهمية المعطلة يجعلون هذا توحيداً، ويجعلون مقابل ذلك التشبيه ويسمون أنفسهم الموحدين.
وكذلك (النوع الثالث) وهو قولهم: واحد لا قسيم له في ذاته أو لا جزء له، أو لا بعض له لفظ مجمل، فإن الله سبحانه أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فيمتنع عليه أن يفترق، أو يتجزأ أو يكون قد ركب من أجزاء، لكنهم يدرجون في هذا لفظ نفي علوه على عرشه، ومباينته لخلقه، وامتيازه عنهم، ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله، ويجعلون ذلك من التوحيد.
فقد تبين أن ما يسمونه توحيداً: فيه ما هو حق، وفيه ما هو باطل، ولو كان جميع حقاً، فإن المشركين إذا أقروا بذلك كله لم يخرجوا من الشرك الذي وصفهم به في القرآن، وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، بل لا بد أن يعترفوا أنه لا إله إلا الله.
وليس المراد (بالإله) هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين، حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع دون غيره، وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد أن لا إله إلا هو.
فإن المشركين كانوا يقرون هذا الاسم وهم مشركون كما تقدم بيانه، بل الإله الحق هو الذي يستحق بأن يعبد فهو إله بمعنى مألوه، لا إله بمعنى آله، والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له، والإشراك أن يجعل مع الله إلهاً آخر.
وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار أهل الإثبات للقدر المنسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية، وأن الله رب كل شيء، ومع هذا فالمشركون كانوا مقرين بذلك مع أنهم مشركون.
وكذلك طوائف من أهل التصوف، والمنتسبين إلى المعرفة، والتحقيق والتوحيد، غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد، وأن يشهد أن الله رب كل شيء، ومليكه وخالقه، لا سيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده، وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته، ودخل في فناء توحيد الربوبية بحيث يفني من لم يكن، ويبقى من لم يزل، فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها.
ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد، ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلماً، فضلاً عن أن يكون ولياً لله، أو من سادات الأولياء.
وطائفة من أهل التصوف والمعرفة، يقرون هذا التوحيد مع إثبات الصفات، فيفنون في توحيد الربوبية مع إثبات العالم، المباين لمخلوقاته، وآخرون يضمون هذا إلى نفي الصفات، فيدخلون في التعطيل مع هذا، وهذا شر من حال كثير من المشركين.
وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر، فهذا تحقيق قول جهم، لكنه إذا أثبت الأمر والنهي، والثواب والعقاب، فارق المشركين من هذا الوجه لكن جهماً ومن اتبعه يقول بالإرجاء، فيضعف الأمر والنهي، والثواب والعقاب عنده.
والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان مع مقاربتهم له أيضاً في نفي الصفات.
والكلابية الأشعرية، خير من هؤلاء في باب الصفات فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع.
وأما في باب القدر، ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة.
والكلابية هم أتباع أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كلاب، الذي سلك الأشعري خطته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/36)
وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا فلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل.
والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر، لم يسبقهم إليه أحد، حيث جعلوا الإيمان قول اللسان، وإن كان مع عدم تصديق القلب، فيجعلون المنافق مؤمناً، لكنه يخلد في النار فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم، وأما في الصفات والقدر والوعيد فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة.
وأما المعتزلة فهم ينفون الصفات، ويقاربون قول جهم، لكنهم ينفون القدر، فهم وإن عظموا الأمر والنهي والوعد والوعيد ورغبوا فيه فهم يكذبون بالقدر، ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب، والإقرار بالأمر والوعد والوعيد مع إنكار القدر خير من الإقرار بالقدر مع إنكار الأمر والنهي والوعد والوعيد.
ولهذا لم يكن في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي والوعد والوعيد وكان قد نبغ فيهم القدرية كما نبغ فيهم الخوارج: الحرورية، وإنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخفى، وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة.
فهؤلاء المتصوفون الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي شر من القدرية المعتزلة ونحوهم، أولئك يشبهون المجوس وهؤلاء يشبهون المشركين، الذين قالوا {لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء} والمشركون شر من المجوس.
فهذا أصل عظيم على المسلم أن يعرفه فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أهل الإيمان من أهل الكفر، وهو الإيمان بالوحدانية والرسالة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. انتهى (مجموع الفتاوى 97 - 105)
قلت: انتصاب شيخ الإسلام للرد على هذه الفرق ومخالفتها للدين الحق هو الذي حتم تقسيم التوحيد على هذا النحو الذي قسمه ليبين للمخالفين أن ما أقروا به من التوحيد والإيمان لا يكفي للعبد ليكون موحداً.
موقع توحيد الحكم من الإيمان بالله:
لا يكون الإنسان مؤمناً بالله حقاً وصدقاً إلا إذا اعتقد أن الله هو الحكم وأن له وحده الحكم في كل شيء، وأنه لا يشرك في حكمه أحداً، وأنه سبحانه وتعالى هو الذي له الأمر وحده والحكم وحده، وأنه ليس لغيره شيء من الأمر كما قال تعالى لرسوله وهو أكرم الخلق عليه {ليس لك من الأمر شيء} وأنه سبحانه وتعالى كما أنه الخالق وحده فهو الآمر وحده {ألا له الخلق والأمر} وأنه سبحانه وتعالى رب العالمين وسيدهم والحاكم فيهم سبحانه، كوناً وقدراً وتصريفاً، والحاكم فيهم كذلك سبحانه وتعالى منهجاً وصراطاً وتشريعاً.
والقرآن كله في هذا المعنى فالقرآن كله بيان من الله لعباده أنه رب العالمين، وملك الناس وإلههم وأنه هو الذي يأمرهم وينهاهم ويشرع لهم، ويهديهم سبل السلام ..
وأن الدين ما شرعه، والحق ما أحقه، والباطل ما أبطله، والحسن ما حسنه، والقبيح ما قبحه، وأن الجميع تحت قهره ومشيئته، وأنه ليس لأحد أن يترك حكمه، ويخالف أمره، وأن كل من خالف أمره عذب وأنه لا طاعة لأحد إلا في طاعته، وأن كل من أمر بغير أمره فإن طاعته باطلة، وأمره مردود، وأن من نازعه التشريع فأحل غير ما أحل، وحرم غير ما حرم، وقضى بغير قضائه، وأمر بما يخالف أمره، ونهى عما أمر به فطاغوت، وأن رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لا يأمرون إلا بأمره، ولا ينهون إلا عن نهيه، وأنه ليس معهم من الأمر شيء.
الحكم والسيادة والأمر هي أخص معاني الربوبية:
قال في لسان العرب: الرب هو الله عز وجل فهو رب كل شيء ومليكه وله الربوبية على جميع الخلق لا شريك له، فهو رب الأرباب ومالك الملوك والأملاك، ولا يقال الرب في غير الله تعالى إلا بالإضافة.
ويقال رببت القوم: سدتهم كنت فوقهم، والعرب تقول: لأن يربني فلان خير من أن يربني فلان يعني أن يكون رباً فوقي، وسيداً يملكني، وروى هذا عن صفوان بن أمية أنه قال يوم حنين عند الجولة التي كانت من المسلمين فقال أبو سفيان: غلبت والله هوازن. فأجابه صفوان وقال: بفيك الكِثْكِثْ؛ لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير رضي الله عنه: [لأن يربني ابن عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/37)
أي يكونون علي أمراء وسادة متقدمين -يعني بني أمية- فإنهم إلى ابن عباس في النسب أقرب من ابن الزبير. (لسان العرب – مادة رب)
وقال في اللسان أيضاً قال ابن الأنباري: "الرب ينقسم إلى ثلاثة أقسام: يكون الرب المالك، ويكون الرب السيد المطاع، قال تعالى: {فيسقي ربه خمراً} أي سيده، ويكون الرب المصلح رب الشيء إذا أصلحه" أ. هـ
قلت: وهذه المعاني الثلاث التي يشتمل عليها اسم الرب حق في الله وعلا فهو مالك الخلق والناس وملكهم وسيدهم وهو مصلح أمورهم ومتولي شئونهم سبحانه وتعالى.
وقد جاء اسم الرب في القرآن في نحو ألف موضع مرة مضافاً إلى العالمين، فهو رب كل العوالم سبحانه وتعالى، ومراراً مضافاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم {ربك} وهو في أكثر مواضع القرآن ومضافاً ومرة إلى الناس {ربكم} وإلى المتكلمين {ربنا} و {ربي} وإلى الغائب {ربها} و {ربهم}.
فإذا كان معنى الرب السيد المطاع فإن من اتخذ لنفسه سيداً يطيعه في معصية الله فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى وعد غيره .. سواء كانت هذه الطاعة في الصغير أو الكبير في القليل أو الكثير فالشرك بالله كله شرك، ولا يقبله الله سبحانه وتعالى، ومن أجل ذلك وصف الله النصارى بالشرك فقال: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم} وهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان إلا بطاعتهم لهم فيما لم يشرعه الله سبحانه وتعالى.
وقال جل وعلا لمن تشكك في تحريم الميتة: {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
توحيد الألوهية والعبادة داخل في توحيد الأمر:
ولا شك أن توحيد الألوهية والعبادة داخل في توحيد الأمر، فإن الله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نعبد إلا هو. كما قال جل وعلا: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه والوالدين إحساناً}، وقضى هنا بمعنى أمر وحكم ..
وقال تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه}، وكل ما أمر الله به من عبادة له فهي داخلة في باب أمره جل وعلا ..
وإذا أمرنا سبحانه وتعالى أن نصرف شيئاً مما جعله عباده له وحده لغيره وجب علينا أن نطيع أمره في ذلك لأن الأصل هو طاعة أمره جل وعلا كما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وهو مخلوق فسجدوا طاعة لأمر ربهم سبحانه، علماً أن السجود فرد من أفراد عبادته وحده لا شريك له، وكما أمرنا سبحانه بتقبيل الحجر الأسود مع أنه حجر لا ينفع ولا يضر، وتقبيلنا له إنما هو امتثال لأمر الله تبارك وتعالى، وكما شرع لمن قبلنا السجود لذوي المكانة والمنزلة كالوالدين، والمنعم المتفضل من البشر كما سجد يعقوب وأبناؤه ليوسف -عليهم السلام- اعترافاً وفضلاً. قال تعالى: {ورفع أبويه على العرش وخروا سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من بل قد جعلها ربي حقاً}
ولما أمرنا سبحانه وتعالى بطاعة غيره كالوالدين، والزوج وأولي الأمر فإنه جعل هذه الطاعة فيما يطاع فيه الله فقط، وأما إذا كانت في معصية الله فلا سمع ولا طاعة كما قال صلى الله عليه وسلم: [لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق].
وهذا يدل على أن توحيد الله في اتباع أمره وحده دون سواه هو أشمل أنواع التوحيد، وأن معاني التوحيد وأقسامه راجعة إلى هذا النوع.
وتوحيد الله في أمره وحكمه هو معنى الإسلام الذي جعله الله هو الدين الذي ارتضاه لعباده ولا يرضى من عباده غيره قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} أي الاستسلام والطاعة والخضوع فالدين الذي ارتضاه لعباده جميعاً أن يمتثلوا أمره وحده، ويذلوا له وحده، ولا شك أن السجود والركوع، والنذر والصوم، والطواف، والسعي، وسائر ما أمرنا الله به من أجل تعظيمه وتذكر خشيته وذكره، وكل ذلك داخل في معنى طاعة أمره، فعبادة الله وحده بصرف جميع أنواع القربات إليه إنما هي من طاعة أمره جل وعلا، فهي داخلة في توحيد الأمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/38)
وكما جعل الله سبحانه وتعالى صرف شيء من أنواع القربات والعبادات التي جعلها خاصة به شركاً جعل الله طاعة غيره في شيء واحد شركاً كذلك فالشرك في العبادة كالشرك في الطاعة سواء بسواء قال تعالى: {ولا يشرك في حكمه أحداً} بلا النافية في قراءة، وبلا الناهية في القراءة الأخرى. قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} فالشرك في الحكم كالشرك في العبادة سواءً بسواء ولذلك فاصل الله المسلمين في مكة في أمر طاعته وحده لا شريك له وذلك في قضية أكل الميتة حيث حصل لبعضهم شبهة في أن الله هو الذي قضى بالموت علي الشاة التي تموت حتف أنفها فكيف تحرم؟ ولا تحل إلا بأن يذبحها الإنسان بيده؟ فقال تعالى مفاصلاً لهم بين أن يطيعوه استسلاماً لأمره أو يطيعوا غيره فيشركوا. قال تعالى: {ولا تأكلوا ما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}
فهذا نص صريح واضح أن الرضا بطاعة غير الله فيما يعصى به الله سبحانه شرك، وهذا في القليل والكثير.
ولا شك أن توحيد الله بكل معانيه وأقسامه هو قضية واحدة، فإن الله تسعاً وتسعين اسماً من كفر باسم واحد فهو كافر، وصفاته جل وعلا أكثر من أن تحصر ومعاني صفاته وأسمائه يجب الإيمان بها على النحو الذي أخبرنا الله بها، ولا يحيط علما بالله إلا الله جل وعلا {ولا يحيطون به علماً} ومن كفر بصفة واحدة فقال مثلاً لم يستوي على عرشه، ولا يتكلم، ولا يراه أهل الإيمان في الآخرة فهو كافر لأنه جحد صفة ثابتة في الكتاب والسنة لله جل وعلا.
ولا شك أن جحد أمره وحكمه من أعظم الكفر بل هو أعظم الكفر، ولا شك أنه من قال إن لله شريكاً في الأمر: الكوني القدري أو الحكمي التشريعي فهو كافر بالله مشرك به.
وتقسيم معاني توحيده إلى اثنين علمي خبري، وقصدي طلبي أو ثلاثة ربوبية، وألوهية، وأسماء وصفات، إنما عمل تعليمي إرشادي اصطلاحي لم يأت هذا التقسيم بهذه القسمة الثنائية أو الثلاثية في الكتاب والسنة ولا في أقوال الصحابة والتابعين، وإنما هذا التقسيم مستفاد من معاني أسمائه وصفاته وتوحيده سبحانه وتعالى، ولا شك أن توحيده في الأمر هو من معاني توحيده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته بل غاية الدين كله امتثال أمره، واجتناب نهيه، والتسليم له وحده سبحانه وتعالى.
انتهى كلامه حفظه الله
و صدق اخونا الشيخ محمد الامين فى قوله
(وهذا التقسيم هو اصطلاحي وليس تعبدي والهدف منه تسهيل التعليم. والله يؤتي العلم من يشاء)
فلو قلنا ان التوحيد حقيقةً لاينقسم ولايقسم وكذلك موقف الناس منه لان التوحيد فعل للعبد ففاعله موحداً، وكذلك ماهو ضده الا وهو الشرك فعل للعبد وفاعله مشركاً.
ولكن الذى يقسم هو دراستنا نحن للتوحيد وهنا لاحرج فى تقسيم الدراسة الى ما ييسر ذلك على المتعلم والمتلقى فمثلاً:
تقسيم شيخ الاسلام رحمه الله تعالى:
ربوبية _ والوهية _ وأسماء وصفات
هو بعين تقسيم تلميذه شيخ الاسلام الثانى ابن القيم رحمه الله لمل قسم دراسته الى قسمين:
1 - الاثبات والمعرفة (الربوبية _ والاسماء والصفات)
2 - القصد والطلب او الارادى الطلبى (الالوهية)
وهو ايضا كما قال احد المعاصرين:
1 - معرفة الله عزوجل (ربوبيه لان المعرفة ضرورة فطرية كما فى آية الميثاق) والعلم به عزوجل (لانه لا تعرف صفاته واسماؤه الابالوحى كما - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (الا وانى اعلم بالله)
2 - الخلافة فى ارض الله عزوجل (التى هى قمة التعبد لله عزوجل بكافة انواع العبودية)
والله اعلى واعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 11:39 ص]ـ
القول السديد
في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد
http://www.altawhed.com/Detail.asp?InNewsItemID=128818
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[31 - 08 - 05, 09:27 ص]ـ
كلام للشيخ الخضير -حفظه الله تعالى - على هذه المسئلة:
قال المصنف والتوحيد: ثلاثة أصول؛ (وعب قال ثلاثة أنواع) توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الذات، (الذات هنا لم يذكره عب) والأسماء، والصفات.
الشرح:
هذا هو تقسيم التوحيد المشهور وهو التقسيم الثلاثي، ومن العلماء من قسمه تقسيما ثنائيا 1 - توحيد علمي وأحياناً يضاف عليه خبري أو اعتقادي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/39)
2 - توحيد عملي وأحياناً يضاف عليه إيرادي طلبي أو قصدي.
قال الحفيد عبد الرحمن مرة 2/ 229 وهذا هو توحيد الإلهية، وتوحيد العبادة، وتوحيد القصد والإرادة اهـ
وهذا التقسيم لابن القيم ووافق المصنف عليه في بعض رسائله وجرى عليه أئمة الدعوة، ذكره ابن القيم في مدارج السالكين والعلمي الخبري يشمل توحيدين: الربوبية والأسماء والصفات وأما العملي فيقصد به الألوهية.
والمصنف رحمه الله أحيانا يختصر ويقول إن التوحيد ينقسم إلى قسمين: ربوبية وألوهية، ولا يذكر الأسماء والصفات اختصارا كما في الدرر 1/ 137 والتوحيد نوعان: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية اهـ
وهناك من قسم التوحيد تقسيما ثلاثيا إلى توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد أسماء وصفات وهذا هو المشهور. وأيهم أفضل؟ هذا أجاب عنه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في أول كتاب التفسير: فقال يجوز هذا ويجوز هذا اهـ أي التقسيم الثنائي أو الثلاثي لأن المعنى صحيح ولا مشاحة في الاصطلاح. وهل يجوز أن تقول أن التوحيد رباعي التقسيم وتضيف توحيد الحاكمية.
يعنى إفراد الله بالحكم –والاهتمام بتوحيد الحاكمية وإفراده بالذكر لم يوجد إلا في القرون الأخيرة وهو في القرن الثالث عشر الهجري ولم يفرد إفرادا ظاهراً إلا عندما وضعت القوانين الوضعية فجاء من يتكلم به وأن الحكم لله، وإن كانت بداياته ظهرت في عصر ابن تيمية وابن كثير في ياسق التتار.
نقول هناك من له موقف خاص لمن يتكلم عن توحيد الحاكمية وهو مبنى على انتقاد تيار معين (تيار الصحوة) أو بناه على حوادث معينة لم يبنه على أنها مسألة علمية، وقد صدرت فتاوى بتبديع من أحدث توحيد الحاكمية.
والصحيح أنه لابأس بأن نضيف توحيد الحاكمية، ولا يقال عنه مبتدع، والتبديع فيه خطأ،لأن الذين قسموا التوحيد تقسيماً ثنائيا فجاء من قسمة ثلاثياً فإذاً هو مبتدع على هذا القول!.
وهناك من أهل العلم من قسم التوحيد تقسيماً خماسياً وأضاف توحيد الإتباع فهل هذا مبتدع أيضاً!، والقاعدة أنه لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان صحيحاً، ولو اقتضى الواقع إبراز توحيد معين والاهتمام به وجعله قسماً مستقلاً وإن كان داخلاً في الأقسام قبله فلا مانع وهذا له نظائر كثيرة، والحاكمية داخل في توحيد الأسماء والصفات ومبني على اسم الحكم كما في الحديث (إن الله هو الحكم واليه الحكم) ومبني على التصرف وهو من معاني الربوبية أي التصرف في الأمر والنهي، فأي بدعة في ذلك؟ وإنما المبدّع إما مجتهد مخطئ ـ وهذا يقال لمن عرف عنه الصدق ـ أو جاهل ضال أو مرقّع للحكام المبدلين وبوق لهم.
ونقول أيضا هناك من أهل العلم من جعل شروط لا إله إلا الله سبعة، وبعضهم اجتهد وجعلها ثمانية فذكر شرط الكفر بالطاغوت، مع أنه موجود ضمن الشروط السبعة لكن نظرا لأهميته فصله عن شرط المحبة وجعله مستقلا. فهذا عند بعض هؤلاء مبتدعا؟.
ومثل ذلك الإيمان فبعض السلف جعله من كلمتين هو قول وعمل، فلما أحدث أهل البدع كلاما قال بعضهم هو قول وعمل واعتقاد، فلما تكلم المرجئة في العمل قال السلف هو اعتقاد وقول وعمل بالأركان فأضافوا كلمة الأركان للتوضيح وبعضهم جعله قول وعمل واعتقاد ونية وبعضهم أضاف واتباع.
وكل ما سبق صحيح لكن كل ما اقتضى المقام التوضيح أو الأهمية زاد السلف بقدر ذلك، وهي ليست زيادة مخترعة لكنها موجودة في كلام من سبق وجود إجمال وتداخل. فعلى قاعدة بعض هؤلاء من زاد عن كلمتين في الإيمان فهو مبتدع.
مع أن من الأفضل استقرار الاصطلاحات وان لا يُولّد منها فتكثر وتطول، واستقرارها على ثلاثة أكمل (الربوبية الألوهية الأسماء والصفات) وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوّعوا أو أصّلوا التوحيد إلى ثلاثة أصول أو أنواع، ولا يخرج أي تقسيم عن هذه الثلاثة، ولا يُفرد ويُلّد نوع إلا قد أُخذ من أحد الثلاثة، لذا كان أقرب التقسيمات إلى كونه جامعا مانعا دقيقا وافيا بالغرض، والله أعلم.
لكن من الخطأ تخطئة من قال قولا صحيحا هو ضمن كلام من سبقه بناء على مقررات سابقة ومقاصد فاسدة، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/40)
قال المصنف والتوحيد: ثلاثة أصول؛ (وعب قال ثلاثة أنواع) توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الذات، (الذات هنا لم يذكره عب) والأسماء، والصفات.
الشرح:
التوحيد مصدر، والمصدر هو ما يجيء ثالثاً في تصريف الفعل فإذا أردت أن تعرف المصدر فضعه من الفعل المضارع ثم من فعل الأمر الثالث منه يسمى مصدرا، مثل وحد (ماضي) ويوحد (مضارع) توحيداً (مصدر) مثل كتب يكتب كتابة، فتوحيد مصدر على وزن تفعيل.
وكلمة توحيد معناها الإفراد أي: جعل الشيء واحدا هذا هو الأساس سواء كان في الأسماء والصفات أو الربوبية أو الألوهية، والأساس الآخر: لا يصح التوحيد إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد وإثباته له، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده، وذلك أن النفي المحض تعطيل محض ـ وهو الذي وقع فيه الجهمية المحضة والدهرية، وحديثا الشيوعية والعلمانية التقليدية ـ والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلا (فلان قائم) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام ولو قلت فلانا ليس بقائم فقد نفيت نفيا محضا ولم تثبت القيام لأحد فإذا قلت لا قائم إلا زيد فحينئذ تكون وحدت زيدا بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه وهذا هو معنى التوحيد فلا يكون توحيدا حتى يتضمن نفيا وإثباتا.
وتعريف التوحيد بشكل عام هو: إفراد الله بما هو من خصائصه وما هو له وما يستحقه من أسمائه وصفاته والربوبية والألوهية.
أما على التفصيل فكلمة توحيد الربوبية أضاف التوحيد إلى الربوبية وهنا التقدير في أي توحيد في الربوبية أي إفراد الله في شيء خاص وهي الربوبية، وكذا إفراده بالألوهية وأسمائه وصفاته كما قلنا في الربوبية تماما.
ولا بد في الإفراد من إثبات ونفي، فتثبت له الربوبية والألوهية ثم تنفي ذلك عن غيره، ولا يصح الإثبات إلا بالنفي.
قال المصنف في الدرر 3/ 19: الرب، والإِلَه، في صفة الله تبارك وتعالى، متلازمة، غير مترادفة؛ فالرب، من الملك، والتربية بالنعم؛ والإِلَه، من التأله، وهو القصد، لجلب النفع، ودفع الضر بالعبادة؛ وكانت العرب تطلق الرب على: الإِلَه، فسموا معبوداتهم أرباباً، لأجل ذلك، أي: لكونهم يسمون الله رباً، بمعنى إلهَاً، والله أعلم.
مسألة: ومن فعل التوحيد يُسمى موحدا كما أن من فعل الشرك يُسمى مشركا، قال المصنف في الدرر 1/ 168 وأكبر المعروف، وأوجبه، أول ما فرض الله، وهو: التوحيد: اسم لفعلك إن كانت أعمالك كلها لله فأنت موحد، فإن كان فيها شرك للمخلوق، فأنت مشرك.
والمصنف جعل التوحيد مبني على أصول فقال والتوحيد ثلاثة أصول والحفيد قال أنواع، ولا مشاحة في الاصطلاح ما دام أن كل ذلك صحيح. وإن كان كلمة أصل في باب التوحيد أدق وأحسن من كلمة نوع لعظم شأن التوحيد ولأنه ينبني عليه أمور أخرى فهو أساس.
((الوسيط شرح أول رسالة من مجموعة التوحيد))
ـ[أبو شامل المندناوي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 05:02 م]ـ
وجاء التقسيم عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رحمه الله، كما في كتاب التوحيد لابن منده (3/ 304 - 3069 والحجة للأصبهاني (1/ 111 - 113)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته , أما بعد
أخي عبدالرحمن الفقيه بارك الله فيك ,في أي صفحة أو تحت أي باب ذكر إبن منده هذا الكلام؟
و ذلك كي أرجع إليه , لأن بعض من الأشاعرة عندنا يثيرون الشبة بأن أول من قسم التوحيد هو شيخ الإسلام بن تيمية.
الكتاب الذي معي هو كتاب التوحيد - لإبن منده , تحقيق محمد الوهيبي و موسى الغصن ,طبعة أولى سنة 1428هـ - 2007 م , طبعة دار الهدي النبوي بمصر و دار الفضيلة بالسعودية.
ولكم جزيل الشكر
ـ[معتز ابراهيم]ــــــــ[14 - 11 - 09, 01:07 ص]ـ
للرد على الاخ السائل عن اقسام التوحيد فقد اتفق اهل السنة سلفا وخلفا على ان التوحيد ينقسم الى ثلاثة اقسام توحيدربوبية وتوحيد الوهية وتوحيد اسماء وصفات اماتوحيد الاتباع ليس داخلا فى هذا التقسيم ولكنه خاص بمتبوعية العامل للعبادة من العبادات للنبى مصداقا لقوله تعالى <<لقد كان لكم فى رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوالله واليوم الاخر>>
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 03:40 م]ـ
التوحيد الخاص ينقسم الى ثلاثة أقسام
أما التوحيد الخاص بالرسول فيسمى توحيد الاتباع و أول من سماه بهذا الاصطلاح الشيخ تقي الدين الهلالي(24/41)
مآخذ الشيخ عبد الرزاق عفيفي على كتاب الاعتقاد للبيهقي
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 12 - 02, 12:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
سبق في هذا الرابط فوائد نقلها إخواننا عن عقيدة الإمام البيهقي رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2512&highlight=%C7%E1%C8%ED%E5%DE%ED
وكان مما نقلته في الرابط المذكور أنه عندما نشر كتاب الاعتقاد للإمام البيهقي طلب سماحة الشيخ ابن باز من العلامة السلفي الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمهما الله - أن يعقب عليه بذكر المسائل التي خالف البيهقي فيها معتقد السلف في كتابه الاعتقاد، ففعل، وكتب ورقات في هذه المسائل، وذكرت أني قد أوردت هذه الورقات في كتابي المطبوع في دار الفضيلة بالرياض بعنوان (فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي)، ونقلت بعضا منها، ولم يتيسر استكمال نقلها هناك، فطلب مني أخونا الشيخ الكريم حارث همام حفظه الله أن أكمل نقلها، واقترح أن يكون في مشاركة مستقلة، واستجابة لطلبه أنقل ما سبق وأكمل عليه مابقي.
قال العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله:
سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فبناء على كتاب سماحتك الذي تطلب فيه تقريرا عن كتاب الاعتقاد للبيهقي، قرأت الكتاب فوجدته موافقا للسلف في مواضع كثيرة ومخالفا لهم في مواضع أخرى، وسأجمل فيما يلي ما يؤخذ عليه مما خالف فيه السلف في العقيدة:
1 - يصف الله وأسماءه بالقدم ويسميه بالقديم كما يتبين مما تحته خط في الصفحات التالية: 6، 20، 22، 37، 60، 61.
2 - استدل على حدوث الكونيات بأنها محل للحوادث كسائر الأشعرية، فلزمهم بذلك نفي قيام الصفات الفعلية بالله، والتزموا تأويل النصوص المثبتة لصفات الأفعال بما يسمونه قديما كما يتبين ذلك بالرجوع إلى ماتحته خط في ص 7
3 - تأول اسم الله (الرحمن) بالمريد لرزق كل حي في الدنيا، واسمه (الرحيم) بالمريد لإكرام المؤمنين في الجنة، وقال " فيرجع معناهما إلى صفة الإرادة التي هي قائمة بذاته تعالى " ويعني بالإرادة الإرادة الكونية الأزلية، لا الإرادة الدينية التي بمعنى المحبة يتبين ذلك مما تحته خط من ص 15 - 19، وتأول الإلهية بالقدرة على اختراع الأعيان
4 - ذهب في صفة الكلام إلى مذهب الكلابية كسائر الأشعرية فجعلها صفة نفسية ذاتية قديمة قائمة بذات الله تعالى، ورد صفة الحكم المفهومة من اسم الله الحكم وقال: وقد يكون بمعنى حكمه لواحد بالنعمة والآخر بالمحنة فيكون من صفات فعله، وقال مثل ذلك في اسمه تعالى الشكور وفي اسمه العدل يتبين ذلك مما تحته خط من ص 16
5 - فسر اسم الله العلي بالعالي القاهر وبالذي علا وجل عن أن يلحقه صفات الخلق وقال هذه صفة يستحقها بذاته، وتأول محبة الله عباده بإرادته رحمتهم وبمدحهم وقال: فيرجع معناه إلى صفة الإرادة والكلام بمعنى الإرادة الكونية والكلام النفسي، وقال: وقد يكون بمعنى إنعامه عليهم فيكون من صفات الأفعال، كما تقدم بيانه يتبين ذلك مما تحته خط من ص 17 - 19
(يتبع إن شاء الله)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 12 - 02, 06:29 م]ـ
6 - قال في اسم الله المتعالي هو المنزه عن صفات الخلق وهذه صفة يستحقها بذاته وقد يكون العالي فوق خلقه بالقهر. اهـ، وهذا فرار من إثبات علو الله على خلقه بذاته.ص17 - 19
7 - بعد أن فسر الأسماء الحسنى وذكر ما رآه فيها من احتمال ووجوه قال: وهذه الوجوه التي في معانيها كلها صحيح، وربنا جل جلاله وتقدست أسماؤه متصف بجميع ذلك فله الأسماء الحسنى والصفات العلى لا شبيه له في خلقه ولا شريك له في ملكه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اهـ ص21
8 - قال في ص 21 أيضا: فلله عز وجل أسماء وصفات وأسماؤه صفاته وصفاته أسماؤه، ومعلوم أن الاسم يتضمن الصفة وأنها بعض مفهومه لا أنه الصفة.
9 - في ص 21 - 22 قسم صفات الله قسمين صفات ذات وصفات أفعال، وقسم صفات الذات قسمين: عقليا وهو ما كان طريق إثباته أدلة العقل مع ورود السمع به فإذا دل وصف الواصف به على الذات فالاسم عين المسمى مثل: شيء ذات موجود جليل عزيز عظيم متكبر
وإن دل وصف الواصف به على صفات زائدة على ذاته قائمة به مثل: حي عليم قادر سميع بصير متكلم فالاسم في هذا لا يقال إنه هو المسمى ولا أنه غير المسمى، وأما السمعي فما كان طريق إثباته السمع فقط كالوجه واليدين والعين، وهذه أيضا صفات قائمة بذاته لا يقال فيها إنها هي المسمى ولا غير المسمى، ولا يجوز تكييفها، فالوجه صفة وليست بصورة واليدان له صفتان وليستا الجارحتين، والعين له صفة وليست بحدقة ... إلى آخر ما ذكره في ص 22 - 44
ولا يخفى ما في هذا من المخالفة للسلف أهل السنة والجماعة، إذ فيه نفي تفصيلي والسلف على خلافه، وإنما يمنعون الخوض في الكيف، ويقولون إنه مجهول أو غير معلوم، فيفوضون علمه إلى الله تعالى كما يمنعون عموما الخوض فيما لم يخوضوا فيه نفيا وإثباتا.
10 - قال في صفات المعاني السبعة القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام: إنها زائدة على الذات قائمات بها ليرد على المعتزلة، وقال إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بكلمات الله التامة على طريق التعظيم. اهـ
يعني أن الجمع للتعظيم لا لكون كلامه تعالى متعددا بل هو شيء واحدهو الكلام النفسي الأزلي، يتبين ذلك مما تحته خط في ص 25 - 29، وفي ص 32 - 37
(يتبع إن شاء الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/42)
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 12 - 02, 05:39 م]ـ
احم حم:)
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[25 - 12 - 02, 09:15 م]ـ
نعم، نحن بانتظار التتمّة شيخنا المنيسي.
ـ[صقر]ــــــــ[26 - 12 - 02, 01:05 ص]ـ
نعم كان الإمام البيهقي متأثرا بشيخه (أبو بكر بن فورك) وكان شيخه من كبار الأشاعرة المتكلمين.
فلذلك وقع منه أشياء توافق الأشاعرة، وتخالف طريق أهل السنة والجماعة. رحمه الله وعفا عنا و عنه.
.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[30 - 12 - 02, 06:16 م]ـ
11 - ذكر في الاستواء طريقتين: طريقة التفويض وطريقة حمله على وجه يصح استعماله في اللغة، وأتبع ذلك نفيا تفصيليا للكيفية في الاستواء وفي النزول وفي المجيء والإتيان ... إلى آخره ص 44، وأحال في ذلك على كتابه الأسماء والصفات.
12 - أحسن في إثبات رؤية الله في الآخرة بالأبصار وفي إقامة الأدلة على ذلك، وفي رده على منكري رؤيته تعالى، ولكنه يرى أن الله عز وجل لا يرى في جهة، بل يراه الراؤون في جهاتهم كلها لأنه يتعالى عن جهة ص 51
13 - قال في أفعال العباد إنها كسب لهم على معنى تعلق قدرتهم بمباشرتهم التي هي إكسابهم، ووقوع هذه الأفعال أو بعضها على وجوه تخالف قصد مكتسبها يدل على مُوقع أوقعها كما أراد غير مكتسبها، والله ربنا خلقنا وخلق أفعالنا. ص 60، 61 وهذا إلى القول بالجبر أقرب منه إلى القول بإثبات الاختيار للعبد في أفعاله.
14 - وفسر ما جاء في الحديث من أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن (بأن المراد به كون القلب تحت قدرة الرحمن)
15 - أخطأ في تفسير آيات في المشيئة ص 71
16 - ذكر كثيرا من الأحاديث ولم يبين درجتها من الصحة والضعف، والمقام مقام الاستدلال في العقيدة.
وبالجملة فالكتاب نافع وفيه خير كثير ويمكن التعليق عليه في مواضع الخطأ، أو التنبيه على ذلك في مقدمة له، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه: عبد الرزاق عفيفي
وفي الختام أقول: رحم الله شيخنا الإمام العلاّمة عبد الرزاق عفيفي، فقد كان صارما مسلولا على الأشعرية والصوفية وغيرهم من أهل البدع، فطنا لمكايدهم، حجر عثرة في طريقهم.
ومن كان له تعليق على كلام الشيخ عبد الرزاق رحمه الله أو إضافة أو استفسار فليتفضل مشكورا، مع ملاحظة أن الشيخ عبد الرزاق وجّه خطابه هذا إلى سماحة الإمام العلامة ابن باز رحمه الله، فلذا أوجز العبارة، واكتفى أحيانا ببيان موطن الخطأ بدون ذكر الصواب، لأنه لا يخفى على سماحته، ولم يستفض في المناقشة والاستدلال للصواب، لأن الغرض كان التقويم الإجمالي للكتاب، والإشارة إلى أبرز مواطن الخطأ فيه، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 01:41 م]ـ
بين الشيخ الأخطاء في كتاب الامام البيهقي ومع ذلك قال: "وبالجملة فالكتاب نافع وفيه خير كثير"
رحم الله علماء المسلمين المنصفين المخلصين الصادقين
ـ[أبويعلى البيضاوي]ــــــــ[12 - 12 - 10, 12:21 ص]ـ
للفائدة:
1 - كتاب الاعتقاد للبيهقي اختصره الشيخ بدر لدين حسن بن عمر بن حبيب الحلبي / ت 779 هـ وسمى اختصاره: الكوكب الوقاد من كتاب الاعتقاد
2 - واختصره ايضا العلامة برهان الدين ابراهيم بن عمر البقاعي / 885 هت لما قرا الكتاب على الحافظ ابن حجر وسمى اختصاره ك خير الزاد من كتاب الاعتقاد وفرغ منه في ذي القعدة سنة 861 هـ
3 - واختصره ايضا الشيخ عبد الوهاب الصوفي المخرف وقد طبع كتابه بتحقيق يوسف رضوان الكود في دارة الكزز ومنه صورة الغلاف في المرفقات , وطبع ايضا في دار الكتب العلمية بتحقيق الصوفي المخرف المعاصر فريد المزيدي الاكبري نسبة لشيخه الشيخ الاكبر الزنديق ابن عربي كما يحلو له ان ينسب نفسه اليه في كثير من تحقيقاته وقد طبعه بذيل بحث له حول عقيدة شيخه الشعراني وسمى كتابه: عقيدة الإمام الشعراني من خلال بعض مؤلفاته
4 - واختصره الشيخ ابي محمد عيسى الجزائي وطبع في دار ابن القيم ودار ابن عفان الرياض الطبعة الازلى 1424 وهو عندي ولله الحمد كثيرا يسر الله تصويره ان شاء تعالى بمنه وكرمه والله الموفق
وهذا رابط تحميل كتاب الاعتقاد
طبعة قديمة / التحميل ( http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/7/7c/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AF_% D9%84%D9%84%D8%A8%D9%8A%D9%87%D9%82%D9%8A.pdf)
طبعة بتحقيق الشيخ أحمد بن إبراهيم أبو العينين
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2005
وهذا رابط تحميل نسخة مخطوطة من الكتاب نسخة جامعة الملك سعود
http://makhtota.ksu.edu.sa/makhtota/1536/1
نسخة خطية اخري / قطعة / المصدر جامعة الملك سعود ايضا جزاهم الله خيرا
http://www.mediafire.com/?mgd2h43wdyg
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 07:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومات القيمة، وعلى هذه الروابط النافعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/43)
ـ[عكرمة]ــــــــ[13 - 12 - 10, 09:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا(24/44)
هل ثبث أن من أسماء الله (الفرد) وكلام العثيمين
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[26 - 12 - 02, 06:48 م]ـ
السلام عليكم أحبيتي
سمعت الشيخ العثيمين في أحد أشرطته في لقاء الباب المفتوح أنه قال ((لم يثبت عندي دليل من كتاب ولا سنة أن الله تعالى من أسماءه الفرد)) أو كلمة نحوها.
وقد حاولت جاهدا أن أجد من تكلم على ثبوت هذا الاسم من عدمه من العلماء فلم أجد وغاية ما عثرت عليه هو أن عامة أهل العلم يستعملونه فقد ذكره الحافظ الحكمي في سلم الوصول
الأحد الفرد القدير الأزلي**** الصمد البر المهيمن العلي
وكذلك رأيت شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم يذكرونه في كتبهم ما لا أحصيه كثرة وغيرهم من علماء السنة ممن عرفوا بسلامة العقيدة ولكن لم أجد من تكلم حول هذا الأسم وذكر له دليلا من الكتاب أو السنة.
حتى في شرح السلم للحافظ تكلموا عن معناه ولم يذكر أحدا له دليلا
وحيث أن أسماء الله تعالى لا ثبت إلا بكتاب أو سنة فقد حدث عندي إشكال في ثبوته من عدمه وخصوصا أن أكبر الأئمة يذكرونه في كتبهم.
فهل عند أحدكم من علم في المسألة فيجلي لنا هذا الأمر أهو من أسمائه تعالى ذكره أم لا؟
فإن كان من أسماءه فبما يثبت وما دليله؟ وإن كان غير ذلك فكيف يستعمله أكابر العلماء ويمر عليهم هكذا؟ وهو ما يجعلنا نتهم أنفسنا وعقولنا ولا نتهمهم وإن كنا لا ننزههم عن الخطأ.
بارك الله فيكم أجميعن
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 12 - 02, 08:39 م]ـ
أخي الفاضل ..
هم يطلقون الفرد على الله من باب الإخبار لا التسمية والله أعلم، فالفرد ليس من الأسماء الحسنى وإن جاء في بعض الروايات التي فيها مقال.
ولكنه معنى الأسماء أو الصفات الثابتة لله عزوجل كالأحد والواحد والوتر.
قال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 29 - 30): ((الوتر: الفرد. ومعنى الوتر في صفة الله جل وعلا: الواحد الذي لا شريك له، ولا نظير له، المتفرد عن خلقه، البائن منهم بصفاته، فهو سبحانه وِتْر، وجميع خلقه شفع، خُلقوا أزواجاً)).
قال البيهقي في ((الاعتقاد)) (ص 68): ((الوِتْر: هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير، وهذه صفة يستحقها بذاته)).
والواحد هو الفرد كما ابن الأثير في ((جامع الأصول)) (4/ 180).
الشاهد أنه معنى صحيح يطلقونه على الله عزوجل من باب الإخبار لا التسمية.
وباب الإخبار كما تعلم أوسع من باب التسمية.
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[26 - 12 - 02, 11:24 م]ـ
الإسم: الفرد.
الدليل: حديث ((أشهد أنك فرد أحد صمد)).
قال عنه البيهقي:
اسناد الحديث ليس بالقوي.
انظر الأسماء والصفات للبيهقي:116، 117.
وقد ورد ذكر هذا الإسم في طريق الوليد بن مسلم عند أبي نعيم، وفي جمع:
1ـ جعفر الصادق.
2ـ الحليمي.
3ـ البيهقي.
4ـ نور الحسن خان.
المرجع:
معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى ص297.
للمؤلف / د: محمد بن خليفة التميمي. عضو هيئة التدريس بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
وقد صنف المؤلف هذا الاسم تحت قائمة الاسماء التي يرجح عدم ثبوتها.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[26 - 12 - 02, 11:43 م]ـ
أخي الحبيب الحارث حفظه الله تعالى أنا لا أتكلم على من ساقه من باب الإخبار عن الله بل على من أطلقه اسما لله تعالى كالحافظ الحكمي وكثيرا من العلماء
هنا الإشكال فإن لم يكن اسما فكيف مر عبر كل هذه العصور دون تنبه له وإن كان اسما فأين الدليل.
هذا هو الإشكال حفظكم الله
الأخ الكريم أبوفيصل بارك الله فيكم أخي الحبيب والإشكال مازال قائما
ـ[أبو محمد]ــــــــ[27 - 12 - 02, 02:27 ص]ـ
قلت: أورده الأخ صالح العصيمي في كتابه: الإنباه إلى ما ليس من أسماء الله ص 38، وأفاد أن الحديث الوارد فيه لا يصح 0
فائدة على عجالة!
ـ[حارث همام]ــــــــ[27 - 12 - 02, 10:15 م]ـ
أخي الكريم هل نص أحد من أهل السنة على أنه من الأسماء الحسني؟
وهل نص عليه الشيخ حافظ في المعارج؟
فمجرد ذكره له في البيت لايدل على أنه اسم عنده.
الذي يظهر أنهم يذكرونه من باب الإخبار لا التسمية، ولم ينصوا على أنه اسم فيما أعلم.
والله أعلم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 10 - 04, 01:01 ص]ـ
سئل العلامة الفوزان حفظه الله:
12 ـ هل يوصف الله تعالى بالقِدَم؛ كأن يقول القائل: يا قديم! ارحمني! أو ما أشبه ذلك؟ وهل الفرد من أسماء الله تعالى؟ أفتوني مأجورين.
ج* ليس من أسماء الله تعالى القديم، وإنما من أسمائه الأول، وكذلك ليس من أسمائه الفرد، وإنما من أسمائه الواحد الأحد؛ فلا يجوز أن يقال: يا قديم! أو: يا فرد! ارحمني! وإنما يقال: يا من هو الأول والآخر والظاهر والباطن! يا واحد أحد فرد صمد! ارحمني واهدني. . . إلى غير ذلك؛ لأن أسماء الله تعالى توقيفية، لا يجوز لأحد أن يثبت شيئًا منها إلا بدليل. والله أعلم.
المرجع:
http://www.alfuzan.net/islamLib/viewchp.asp?BID=345&CID=2
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/45)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[22 - 10 - 04, 03:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن أضيف ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه كتابه القواعد المثلى في صفات الله و اسمائه الحسنى له علاقة بهذا الموضوع
القاعدة السادسة: أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين:
لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك". الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح (3).
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها (4) دخل الجنة" (5)، فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: "إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أو نحو ذلك.
إذن فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء، والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه في "الفتاوى" ص 383 جـ6 من "مجموع ابن قاسم": تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه، وقال قبل ذلك ص 379: إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسراً في بعض طرق حديثه. أهـ.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ص215 جـ11 ط السلفية:
ليست العلة عند الشيخين (البخاري ومسلم)، تفرد الوليد فقط، بل الاختلاف فيه والاضطراب، وتدليسه واحتمال الإدراج. أهـ.
ولما لم يصح تعيينها عن النبي صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه، وروي عنهم في ذلك أنواع. وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
فمن كتاب الله تعالى:
الله ... الأحد ... الأعلى ... الأكرم ... الإله ... الأول ... والآخر ... والظاهر ... والباطن ... البارئ ... البر ... البصير ... التواب ... الجبار ... الحافظ ... حسيب ... الحفيظ ... الحفي ... الحق ... المبين ... الحكيم ... الحليم ... الحميد ... الحي ... القيوم ... الخبير ... الخالق ... الخلاق ... الرؤوف ... الرحمن ... الرحيم ... الرزاق ... الرقيب ... السلام ... السميع ... الشاكر ... الشكور ... الشهيد ... الصمد ... العالم ... العزيز ... العظيم ... العفو ... العليم ... العلي ... الغفار ... الغفور ... الغني ... الفاتح ... القادر ... القاهر ... القدوس ... القدير ... القريب ... القوي ... القهار ... الكبير ... الكريم ... اللطيف ... المؤمن ... المتعالي ... المتكبر ... المتين ... المجيب ... المجيد ... المحيط ... المصور ... المقتدر ... المقيت ... الملك ... المليك ... المولى ... المهيمن ... النصير ... الواحد ... الوارث ... الواسع ... الودود ... الوكيل ... الولي ... الوهاب ...
ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الجميل (1) الجواد (2) الحكم (3) الحيي (4) الرب (5) الرفيق (6) السبوح (7) السيد (8) الشافي (9) الطيب (10) القابض (11) الباسط (12) المقدم (13) المؤخر (14) المحسن (15) المعطي (16) المنان (17) الوتر (18).
هذا ما اخترناه بالتتبع، واحد وثمانون اسماً في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسماً في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عندنا تردد في إدخال (الحفي)؛ لأنه إنما ورد مقيداً في قوله تعالى عن إبراهيم: (إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) (1) وما اخترناه فهو حسبش علمنا وفهمنا وفوق كل ذي علم عليم حتى يصل ذلك إلى عالم الغيب والشهادة ومن هو بكل شيء عليم (2).
والعلامة حافظ الحكمي رحمه الله ذكر الفرد في منظومته.
وقد راجعت شرحة معارج القبول ولم ينص فيه أن الفرد اسم من اسماء الله
ولذلك يحمل أنه أورد ه من باب الوصف أو الخبر كما ذكر أخونا حارث همام.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[18 - 05 - 05, 05:18 ص]ـ
الأخ الفاضل المسيطير
أنت دائما مفيد
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[20 - 05 - 05, 11:55 م]ـ
بارك الله فيكم .. الفرد لم يثبت اسماً لله ..
وقولك حفظك الله
أخي الحبيب الحارث حفظه الله تعالى أنا لا أتكلم على من ساقه من باب الإخبار عن الله بل على من أطلقه اسما لله تعالى كالحافظ الحكمي وكثيرا من العلماء
هنا الإشكال فإن لم يكن اسما فكيف مر عبر كل هذه العصور دون تنبه له وإن كان اسما فأين الدليل.
هذا هو الإشكال حفظكم الله
الأخ الكريم أبوفيصل بارك الله فيكم أخي الحبيب والإشكال مازال قائما
1 - من قال إنه مر كل العصور ولم يتنبه له أحد؟
2 - من قال إن (كثيراً من العلماء) أطلقوه اسماً لا خبراً؟
3 - قد يتسامح بعضهم لأن فيه أثراً ولكنه لم يصح
والمسألة قابلة لمزيد بحث
إضافة أخرى:
وهناك أسماء أخرى .. مثل الرشيد ..
فقد ذكره ابن القيم في النونية وتابعه السعدي في الشرح، وغيرهما .. ولم يثبت فيه دليل خاص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/46)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[21 - 05 - 05, 03:37 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين: الله تعالى هو الفرد أي المتوحد المتفرد بالخلق والتدبير والتصرف واستحقاق العبادة فيدعى بهذا الاسم كما يدعى بسائر أسمائه الحسنى
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[24 - 05 - 05, 01:31 ص]ـ
الذي يظهر لي أن هذا الكلام من شيخنا رحمه الله يخالف ما نقله أبو حذيفة وفقه الله
فالشيخ هنا يثبت اسم الفرد لله والله أعلم
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 02:46 م]ـ
للرفع، المسألة تحتاج إلى مزيد بحث، خاصة ضرورة توثيق النقول التالية:
السلام عليكم أحبيتي
سمعت الشيخ العثيمين في أحد أشرطته في لقاء الباب المفتوح أنه قال ((لم يثبت عندي دليل من كتاب ولا سنة أن الله تعالى من أسماءه الفرد)) أو كلمة نحوها.
قال الشيخ ابن عثيمين: الله تعالى هو الفرد أي المتوحد المتفرد بالخلق والتدبير والتصرف واستحقاق العبادة فيدعى بهذا الاسم كما يدعى بسائر أسمائه الحسنى
رأيت في أجوبة الإخوة أن العلماء يطلقونه من باب الإخبار لأن الأسماء توقيفية وباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، ولأجل هذا لا يدعى به فلا يقال: يا فرد كما بينه الشيخ صالح الفوزان، فالنقل الذي في مشاركة الأخ حاتم غريب لأن فيه مخالفة لقاعدة التوقيف، أرجو توثيقه.
وقد تكلم على اسم "الفرد" الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية وبين أنه لا أصل له: قال رحمه الله:
"قال ابن حزم - رحمه الله تعالى-: (ولا يجوز أن يُقال: الله فرد، ولا موجود؛ لأنه لم يأت بهذا نص أصلاً) انتهى. وفي: ((تاج العروس)): ((والفرد في صفات الله - تعالى - من لا نظير له، ولا مثل، ولا ثاني، قال الأزهري: ولم أجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنة، قال: ولا يُوصف الله - تعالى - إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ولا أدري من أين جاء به الليث)) وفي ترجمة: الحسن بن زيد العلوي، المتوفى سنة 270هـ من تاريخ ابن كثير قال: (قال له مرة شاعر من شعراء في جملة قصيدة مدحه بها: الله فرد وابن زيد فرد، فقال له: اسكت سد الله فاك، ألا قلت: الله فرد، وابن زيد عبد؟ ثم نزل عن سريره، وخر لله ساجداً، وألصق خده بالتراب، ولم يعط ذلك الشاعر شيئاً) اهـ. وتسمية الله باسم (الفرد) لا أصل لها، والله أعلم. ولهذا غلط العلماء: الصنعاني - رحمه الله تعالى - لما قال:
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفرد" انتهى من معجم المناهي اللفظية: (صفحة 124 - 125).
وفيما يتعلق بجواز الإطلاق من باب الإخبار قال رحمه الله في مبحث اسم "القديم":
"وبما أن أسماء الله تعالى توقيفية فإن لفظ ((القديم)) لا يرتضي السلف تسمية الله به؛ لعدم ورود النص به، لكن يصح الإخبار به عن الله تعالى؛ لأن باب الإخبار والصفات أوسع من باب الإنشاء والأسماء. والله أعلم." (معجم المناهي اللفظية: ص 436)
ـ[صالح الزهراني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:33 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
(الفرد) ليس من الأسماء الحسنى الثابتة لله تعالى، وقد ورد ذكره في بعض الأحاديث الضعيفة كحديث (أشهد أنك فرد أحد صمد .. ) وحديث: (يا فرد يا وتر) رواهما البيهقي في الأسماء والصفات وضعفهما (1/ 268) كما ورد ذكره في بعض طرق حديث الوليد بن مسلم في عد الأسماء الحسنى، وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن ذكرها في هذا الحديث ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو مدرج من كلام الوليد أو بعض شيوخه.
فالحاصل أنه ليس من أسماء الله الحسنى، فلا يسمى الله به، ولا يُدعى به، ولكن يجوز الإخبار به عن الله، وباب الإخبار أوسع من باب التسمية، مثل أن يقال: (الله الفرد الصمد .. ) ونحو ذلك. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو الحسن محمد بن حسن]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن الله لكم(24/47)
الصراع بين السلفية والفلسفية
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 12 - 02, 01:58 م]ـ
ليست الفلسفة ممقوتة بكل حال بل فيها النافع المفيد جدا ..... لكن الذي يمقت جدا ويستهجن هو كلام الفلاسفة في الالهيات.أو ما يسمى عندهم بما وراء الطبيعه .....
فأن القوم وهم اصحاب عقول لما وجدوا عظيم الصنع قالوا انه مفتقر الى عظيم صانع فجال بينهم ناموس الجدل حتى افضى الى الالحاد والدجل ......
وقد تبعهم على ذلك جماعات من المسلمين من حيث لايشعرون وسنأتي لبيانهم ..
وايضا للقوم كلام حول الاخلاق والمجتمعات والعلاقة بين الحاكم والمحكوم او ما يسمى بالمدينة الفاضلة مدينة افلاطون وتبعهم ايضا جماعة من المسلمين على ذلك وسنبينه ان شاء الله.
الملاحظ ان الفلسفة اليونانية او الاغريقية كانت خلوا من الوحي فأستخدمت عقولها الجبارة في معرفة ما وراء الكون وما خلف الطبيعة فكان الفشل الذريع فما سبب ذلك ....
أمرين: اما الاول فهي حكمة الله جل وعلا وسنته في ان الغيب لايطلع عليه ولا يتوصل اليه الا بسبب من الله وجعله الله الوحى العظيم ومنه النبوة اما خلاف ذلك فالعقل قاصر ذليل عن ادراكه .....
فحصل من اهل الكلام من المسلمين الوقوع في نفس الشرك بزعم التأويل والتنزيه .. ولما يعلموا انهم على نفس الخط يسيرون ....
الامر الثاني ان للمادية الاغريقية نفس من الدين وسبب ذلك انه كما قال شيخ الاسلام لاتوجد امة وان كانت ملحدة الا على بقايا دين قامت .....
وكان لعظيمهم افلاطون القرب الاكثر من النفس الديني. بينما ارسطوا أبعد ما يكون عن ذلك ...
لذلك توجد في كنيسة روما لوحة رسم معبرة فيها يشير افلاطون الى السماء ويشير ارسطوا الى الارض ,,,, فالاول يقرن الاسباب بالسماء والاخر ينسبها الى المادية والارض ...
أما فيما يتعلق بمناهج البحث والنظر فلهم كلام جيد فيها , يستفاد منه ويترك اكثره ...
أما كلامهم في الطبيبعات فلا شك ان مفيد جدا ومنه كلامهم في الفلك والفيزياء وعلوم الارض والنبات وغيرها ....
قال شيخ الاسلام: اما في الطبيعيات فلهم كلام اغلبه جيد ولهم عقول عرفوا به ذلك ...
كيف وقع أهل الاسلام في مشابهة الفلاسفة من حيث لا يشعرون؟؟
----- جاء رينيه ديكارت بنظرية مشهورة وهي نظرية الشك حتى وصل به الشك الى نكران المحسوس والتشكيك فيه ...
* قد يستفاد من نظرية ديكارت احيانا في تحقيق المسائل لانها تشترط طرح جميع العلائق السابقة ثم النظر المجرد للقضية.
قال اهل الكلام ان أول مأمور هو النظر في الكون ثم معرفة خالقه؟؟
حتى لو أقررت بوجود الخالق!!
من اوجه الشبه بين الفلاسفة وأهل الكلام التعقيدات اللفظية والمعنوية والاسهاب في لغة الترميز والاشارة ....
بل ان ابن سيناء قال قرأت كتاب ارسطوا ما بعد الطبيعة اربعين مرة ولم أفهمه ((قلت ولن تفهمه اذ هو مستعصى في ذاته فمن زعم انه فهمه فهو كاذب)).
تجد هذا في رسائل اخوان الصفا وفي قصائد ابن عربي وكذلك اقرأ السنوسية بتمهل وتأمل هل هذه هي العقيدة الربانية التى انزلها الله لجميع العباد ...
وهنا كلام مهم اذكره لاحقا ,,,,,
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 12 - 02, 02:20 م]ـ
الكلام في بيان .. أن الوصول الى الحق قد يكون بأكثر من طريق لكن منها الطريقة الشرعية ومنها غير الشرعية وقد تكون هذه الطرق موصلة الى المراد لكنها ليست جميعا ممدوحة بل كلها مذمومة الا الطريقة الشرعية ....
ومن هذه الطرق طريقة التعقيد الكلامية وتقديس المصطلحات الفلسفية فعند الاشاعرة مثلا لاتجد الانسان البسيط قادرا على قراءة جوهرة التوحيد بله فهمها ...
لذلك تجد ان الرازي ارتضى طريقة ابن سينا في اشاراته في اثبات وجود الله وذلك بطريقة واجب الوجود وجائز الوجود .. هذه الطريقة وان قال عنها شيخ الاسلام ابن تيمية انها صحيحة لكنها كما قال ليست الطريقة الشرعية التى أذن الله بها ....
أّن الوسائل والطرائق من الله جل وعلا ..... لذلك تكلم الشاطبي رحمه الله في أول الموافقات بكلام جميل ... حول هذا لم ينكر فيه طريقة الفلاسفة لانها قد تكون موصلة لكنها غير شرعية من أوجه منها انها غير صالحة لكل الناس بينما الشريعة صالحه لكل أحد ....
ولنرسم خطين خط عالي لايكون الا لثلة من الناس وهذا تسير عليه خطى اهل الكلام .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/48)
وخط اخر موصل للمطلوب وهو صالح لكل احد ... وهو الامر الرباني والهدى الالهي ....
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 01 - 03, 01:52 م]ـ
اما فيما يتعلق بمذاهب الفلاسفة في البحث والنظر ....
فلهم فيها طريقتين مشهورتين:
الاولى: النظريه .. ثم الاثبات.
الثانية: الملاحظة ... ثم التفسير.
هذا اجمالا وهو يصدق في النظر في الكون والنظر في المسائل والدلائل ....
اما دون ذلك فلهم تفصيل طويل بعضه نافعا حتى في المعارف الانسانية وسبب ذلك ... ان العلم له في التحقيق نفس واحد فكما ان الاستقراء يصدق صحة على المحسوسات والنظريات الغير شرعيه فهو يساعد ايضا في العلوم الاسلامية .....
ومن ذلك ان ارسطوا لما وضع ضوابط الاستقراء الناقص ... كان بالامكان اذا تحققت حتى في العلوم الشرعيه ان يصدق الاستدلال بها وهي ركني الاستقراء الناقص:
العلية.
والطرد.
وهذه الامور كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله غالبها عقلي فطري ...
أقول ولم يكن للفلاسفة فيها والمناطقة فضل الا البيان والا هي من نوازع الفطرة فوقع الخلل المنهجي في اعتبار نصوص الفلاسفة هي المقياس الفكري ....
او ما يسمى الايجابية الفكرية ... مع ان المفترض عقلا ان تكون الايجابيه الفكريه هي العقل البشري وثوابته الاعتيادية.
ومثل القياس المنطقي فهو بدرجة من القوة لايشك فيها منصف فيصدق اعماله في النظر الشرعي فهو كالاداة العقلية المساندة للنظر
وأن كان شيخ الاسلام قد نقضه .. مع احترازي في صحة ذلك فأن كلام شيخ الاسلام في الاعتماد على مقدمة واحدة قد يرد بالقول ان الثانية لايلزم ذكرها فهي موجودة .... وهذا مما يرد به على ديكارت الذي انكر ايضا القياس الارسطى او المنطقي ..... لكن شيخ الاسلام قد يكون مقصوده الرد على من عظم هذا وقال انه اثبت من القياس الفقهي ((قياس الشبه والعلة)) كابن حزم والغزالي واضرابهم ..
ومن الاشياء التى وقع في تعريفها خلاف بين السلفيه والفلسفيه وذريتها الخداج من اهل الكلام وغيرهم .. العقل فالعقل عند السلفية ليس العقل الفلسفي المعقد فكريا الى درجة الذوبان في بحر من الغموض السادر ..... بل العقل هو العقل الانساني الذي خاطبته الشريعه امرا ونهيا.
وايضا من اشد نقاط الصراع هو ما اعلنه اتباع السلف الصالح من ان المقدمات الكلامية الهلامية والمعمات المنطقية يستحيل ان تكون وسيلة لاثبات الكمال الالهي ومن الطاغوتية تسليطها على نصوص الشرع الحنيف وتحريف النصوص بها ....
حتى انك تجد ان دين الخلف مخالف لدين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه بل والقرون الكثيرة الاولى .. وأول ما أدخل ابليس هذا الفكر كان بدعوى الرد بنفس الاله على الفلاسفة فما طال الامر بهم حتى صار في خندق واحد نسأل الله السلامة ....
فقد كان الاشاعرة في البداية يقرون بوجود طريقتين الطريقة السلفيه والطريقة الخلفيه في الاولى الاثبات وفي الثانية التأويل والتجهم ....
ثم صاروا يزعمون ان الاولى هي التفويض والثانية هي التصحيح ....
ثم وصل الامر الى القول انه لا يصح الا طريقة واحدة هي طريقة التأويل بسيف المجاز ....
ـ[ابو عمير بن الفضيل]ــــــــ[21 - 12 - 05, 08:24 م]ـ
جزاك الله علي هذا الكلام الرائع
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[02 - 12 - 10, 01:22 ص]ـ
ومن الاشياء التى وقع في تعريفها خلاف بين السلفيه والفلسفيه وذريتها الخداج من اهل الكلام وغيرهم .. العقل فالعقل عند السلفية ليس العقل الفلسفي المعقد فكريا الى درجة الذوبان في بحر من الغموض السادر ..... بل العقل هو العقل الانساني الذي خاطبته الشريعه امرا ونهيا.
بل العقل هو العقل الانساني الذي خاطبته الشريعه امرا ونهيا.
جزاكم الله خيرا كلام جميل.
ثم وصل الامر الى القول انه لا يصح الا طريقة واحدة هي طريقة التأويل بسيف المجاز ....
الذي أعرفه أنهم لا يزالون يجوزون التفويض والتأويل.(24/49)
الدفاع عن الحنابلة فيما رموا به من المشاققة,,,,,,
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 12 - 02, 01:58 م]ـ
كثر كلام المؤرخين عن اتهام السادة الحنابلة بالشدة مع الخصوم فأقول مختصرا مشتملا:
أما اذا كانت شدتهم مع اهل البدع هي المقصود بهذا الطرح فهي شدة محمودة .... بل انه مما يحمد للحنابلة .. لذا فأنهم يقل عندهم ظهور البدع كما هو بين بخلاف البقية وفي كل خير ..... حتى ان ابا الفداء رحمه الله قال في وصفه لمكان بالشام وأهلها أهل سنة وأكثرهم حنابلة لاتكاد تقوم بين ظهرانيهم بدعة ولا مبتدع .....
وكذلك تجد بلادهم اسلم البلاد من البدع واقربها للسنة كما كانت عكبرا وغيرها من البلاد الشاميه ....
وهذه الشدة محمودة وكيف الاعتذار منها ولا نقول الا كما قال الشاعر:
أذا كانت محاسني التى ادلي بها ... ذنوبي فقلي كيف اعتذر؟؟؟
أما شدتهم مع بعض علمائهم فهي فرع من الكلام السالف فلبعض الحنابلة تجوز في بعض مسائل الاعتقاد كابن الجوزي رحمه الله فحصل له من العلماء والعامة جفوة حتى انه قال لولا الوزير ((يعنى ابن هبيرة)) والامام يعنى احمد لتركت المذهب.
لذلك وقع على ابن الجوزي اللوم من العلماء والعامة حتى ارسل اليه احد فقهاء الحنابلة رسالة شديدة تجدها في طبقات الحنابلة.
واغلب كلام المؤرخين انما يقتصر على حنابلة العراق وبغداد خاصة وذلك لما حصل فيها من فتن واقتتال خاصة بين الرافضة والحنابلة والاشاعرة والحنابلة ....
أما الحنابلة والرافضة وفتن الكرخ فقد بالغ الرافضة قبحهم الله في اظهار بدعهم حتى كانوا يكتبون على الحمار عمر وابو بكر قاتلهم الله ... فحصل من العامة غيره ومدافعه وهذا لالوم فيه فالدهماء اعظم من ان يضبطهم سيف سلطان كيف واذا لم يوجد ....
أما بزوغهم في بغداد وهجومهم على دور اللهو فهو من المحامد العظيمة لامور:
منها انه قد ضعفت السلطة للسلطان فكان العيارون والشطار يأخذون الاموال من العامة مقابل الفكاك من سطوتهم فقامت العامة بحماية نفسها وقام بذلك الحنابلة أعظم مقام واجزله وأتلافهم لخمور السلاطين هذا من اجل ما يثنى عليهم فيه لا ان يجعل وصمة عار وشنار.وحصل بذلك قوة للحنابلة صار فيها بعض المبالغة في الانكار من العامة ...
أما فتنهتم مع الاشاعر فسببها هو نظام الملك ومدرسته النظاميه ودعمه الكبير للاشاعرة المؤولة المحرفه لكلام الله ورسوله ...
والكل يعرف فتنة القشيري ومن الذي تسبب فيها ... بل ان الاشاعرة والحنابلة كانوا متقاربين قال شيخ الاسلام ((فالاشعريه فيما يثبتونه من السنة فرع عن الحنابلة ومتكلمة الحنبليه فرع من الاشعريه فيما يحتجون به من القياس العقلي)) .....
وأعنى متقدمة الاشاعرة الذين يثبوت كثيرا من الصفات وخاصة الذاتية ولااعنى الجهميه المتسترين بالاشعريه .... وبعض من شذ ممن تقدم كابن فورك والذي تأثر به كثيرا تلميذه البيهقي ....
وموقف الشريف جعفر من تلك الفتنة كان موقفا مشرفا بل الاشاعرة هم من سار اليه بجموعهم حتى سلمه الله .. وحصل القتل في الاشاعرة بسبب اجتماع الحنابله حول الشريف ودفاعهم عنه واستعداد الشريف للاشاعره ....
بل ان الفتنة قد خبت نارها بعد رحيل القشيري من بغداد وكف نظام الملك عن دعم الاشاعرة الذي يدرسون التأويل في عقر دار السنة بدعم السلطه الظالمة.
أما ما يشاع حول تطيينهم لبيت ابن جرير وأذيتهم للخطيب رحمه الله ... فهذا اشتهر وان كان صدقا فهو من تصرف العوام وقد كانوا يعظمون احمد تعظيما كبيرا وهذا مما رزقه الله من القبول بسبب اعراضه عن الدنيا واقباله على رب الدنيا فغاظهم عدم ذكر ابن جرير له في الفقهاء والعامة لايضبطون على كثرتهم في بغداد ....
وأعلم ان ما ينسب الى الحنابلة انما هو ما حصل منهم في بغداد اما بقية البلاد فلم ينسب اليهم شئ من هذا مع العلم بضعف سلطانهم في غير بغداد من البلاد حتى انه منابرهم تحرق وتمنع الصلاة فيها يوم ان كانت الصلاة في اربعة محاريب ... لكن كانت لهم بعض المحال التى يظهرون فيها مثل عكبرا وغيرها من البلاد خاصة الشاميه ...
رحم الله الجميع ويعلم الله اني احب الشافعي والشافعيه ومالك والمالكية و االنعمان والحنفيه وداود والظاهرية وكل مسلم على وجه الارض او تحتها بله علماء المسلمين ودعاتها لكنها كلمة حق لابد من اظهارها ....
وفقنا الله لما يحب ويرضى ,,,,
ـ[عصام البشير]ــــــــ[31 - 12 - 02, 02:37 م]ـ
كلام طيب في الجملة، لكن يحتاج إلى توثيق وتحقيق، ليكون علميا بحتا ..
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[31 - 12 - 02, 03:21 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، والحنابلة قد حملوا لواء السنة والأثر وتمسكوا بالسنة ومنهج السلف، ولذلك تجد عددا من المجددين من الحنابلة، من أمثال الإمام ابن تيمية رحمه الله، والإمام محمد بن عبدالوهاب، وغيرهم من أعلام الإسلام، وذلك لشدة اتباعهم لمنهج السلف، وقد أحسنت أخي الكريم في بيان ما يقال عنهم وعن شدتهم، وأنه قد يقع الخطأ منهم ومن غيرهم، ولكن العبرة بالسمة الغالبة، والإمام أحمد رحمه الله كان إمام أهل السنة والجماعة في وقته، فرحمه الله ورحم أئمة الإسلام جميعا، والله المستعان على ما يصفون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/50)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[31 - 12 - 02, 05:28 م]ـ
وقع تزوير تاريخي كبير بغرض الحطّ من قدر المذهب الحنبلي، فأشيع عنه أنه أكثر المذاهب تشدداً (هكذا بإطلاق)!
حتى صاروا يتندرون بذلك، ويقولون للمتشدد ـ مثلا ـ (لا تكن حنبليا ً)!
بينما واقع المذهب أنه يتشدد في أمر السنة والبدعة في باب العبادات، ويعتبر الأصل فيها المنع، حتى يقوم الدليل على المشروعية، كما أشار إليه أخونا المتمسك.
لكنه أيسر مذاهب أهل السنة في باب المعاملات، كالبيوع والإجارات و ما إليها، إذ الأصل عنده فيها على الإباحة، حتى يقوم دليل المنع، ولذلك أمثلة كثيرة، فقد تفرد أحمد ـ رحمه الله ـ باختيار أيسر القولين في مسائل عدة، وقد أشار إلى ذلك ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في كتابة القواعد الكلية، المطبوع باسم (القواعد النورانية) ....
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 01 - 03, 01:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,, وله اتمام قريب ان شاء الله في الرد على من زعم تضييق الحنابلة في المسائل الفقهية وهو فرع عن الاول .. لعله يكون اذا وسعنى الوقت قريبا ,,,,
ـ[صلاح]ــــــــ[01 - 01 - 03, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:16 م]ـ
بارك الله بك
ـ[أبو تقي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:48 م]ـ
اسمحوا لي بهذه المداخلة المتواضعة فنحن هنا لطلب العلم والحق.
الاخ المتمسك بالحق بارك الله فيك، قلت يا اخي الكريم ان فتنة الحنابلة مع الاشاعرة سببها هو نظام الملك ومدرسته النظاميه ودعمه الكبير للاشاعرة المؤولة المحرفه لكلام الله ورسوله ورايت انك تبرا ساحتنا من كل خطا وتضع اللوم على الاشاعرة والرافضة مع ان التاريخ ينقل لنا غير هذا، الفتنة الكبرى كان سببها اية المقام المحمود وتمسك اصحاب المروزي، رحم الله الجميع، بحديث جلوس النبي عليه الصلاة والسلام على العرش وقد وصف ابن الأثير بعضا منها، قال في تاريخه: 5/ 121: (في سنة 317 هـ وقعت فتنة عظيمة ببغداد بين اصحاب ابي بكر المروزي الحنبلي وبين غيرهم من العامة ودخل كثير من الجند فيها، وسبب ذلك ان اصحاب المروزي قالوا في تفسير قوله تعالى: عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً، هو أن الله سبحانه يقعد النبي (صلى الله عليه واله) معه على العرش وقالت طائفة إنما هو الشفاعة، فوقعت الفتنة فقتل بينهم قتلى كثيرة).
وذكر الذهبي في تاريخ الاسلام في الجزء 23 صفحة 384 ان هذه الفتنة كانت بسبب تفسير اية المقام المحمود، حيث قالت الحنابلة إنها تعني أن الله يقعده على عرشه كما قال مجاهد. وقال غيرهم: بل هي الشفاعة العظمى).
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عصام البشير
كلام طيب في الجملة، لكن يحتاج إلى توثيق وتحقيق، ليكون علميا بحتا ..
جزاك الله خيرا.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:21 م]ـ
أخي الحبيب أبو تقي بارك الله فيه ونفع بعلمه.
لا ادري ما علاقة ما ذكرتم بالفتنة مع الاشاعرة (وهي فتنة القشيري المشهورة وهي التى بدأ بعدها الانفصام والخصام والشقاق بين الحنابلة والاشاعرة).
فقد وقعت فتنة المروزي سنة 317 ولم ينتشر بعد المذهب الاشعري في بغداد ويكون له سلطان بل حتى في باقي البلاد.
فلا ادري ما وجه ايراد هذه الكائنة؟ في الكلام على الخصام بين الحنابلة والاشاعرة؟
ولعلي اذكر لك سبب تهيج عامة بغداد وجلهم حنابلة واقتراف الدهماء جملة من الاخطاء.
وذلك بذكر الوضع الامنى والتكوين الطبقي وطبيعة المجتمع البغدادي وسلطات الخليفة في تلك الحقبة وتنازع السلطة بين السلاطين وتداخل المصالح فقد تعجب اذا علمت ان احد كبار الشيعه يدعم أهل السنة وأحد الامراء السنة يدعم أهل الكرخ الشيعه ويعاونهم , ولعلي اذكر هذا اذا اتسع لي الوقت قريبا بأذن الله.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
الاخ الكريم المتمسك بالحق بارك الله فيه ونفع بعلمه.
اخي الحبيب، نعم المذهب الاشعري لم يكن له سلطان في البلاد صحيح ولكن انتشاره في بغداد خاصة كان سريعا. فرقة الاشاعرة ظهرت في عهد الخليفة العباسي المقتدر. انتقل ابي الحسن الاشعري رحمه الله من البصرة الى بغداد بعد اعلانه التوبة وسكنها الى ان توفي.
معروف بان ابو الحسن الاشعري وضع اسس الفرقة الاشعرية بفترة وجيزة وجل كتبه كتبت في بغداد ككتاب اللمع والابانة وتاثر بكتاباته الكثير من اهل الحديث والفقه من اهل السنة والجماعة في ذلك الزمن وكانت له مشاحانات مع الحنابلة فقد نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء بعض ما جرى بينه وبين شيخ الحنابلة الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري الفقيه رحمه الله الذي لم يقبل منه كتاب الابانة ....
اخي الحبيب، لا اريد ان يتشعب الموضوع، ويضيع مجهودكم.
جل ما في الامر انني لاحظت انك تبرا ساحتنا من كل خطا وتضع كل اللوم على الاشاعرة والرافضة! فكانت مداخلتي دعوة لكم للتحقيق والتوثيق والبحث الموضوعي.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/51)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:47 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[إسلام محمد]ــــــــ[26 - 03 - 06, 02:57 م]ـ
رحم الله السادة الحنابلة وسائر علماء أهل السنة
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 01:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ زياد ..(24/52)
يا شباب من يشرح لنا القاعدة السادسة والسابعة من التدمرية
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[04 - 01 - 03, 06:03 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
;)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 01 - 03, 07:42 م]ـ
أخي الفاضل: حسام العقيدة ...
هذا يحتاج إلى جلسات طويلة متعددة ..
ولعل الله ييسِّر ذلك في الأيام القادمة، لكن إن كان الأمر ليس عاجلاً (كالاختبارات مثلاً) فلعلَّك تؤجِّله قليلاً.
ولعلَّي أقترح عليك اقتراحاً نافعاً، وهو أن تقرأ القاعدتين كليهما ثم تطرح على الأخوة ما أشكل عليك نهما، والأخوة يتبرَّعون بذلك الشرح ولا يقصِّرون.
وأعدك بعون الله أن أكون أحدهم.(24/53)
رسالة الإمام أبي نصر السجزي في الحرف والصوت 1
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[04 - 01 - 03, 11:38 م]ـ
ولأول مرة على الشبكة ننشر رسالة الامام أبي نصر السجزي بالتزامن مع نشرها في منتديات أنا المسلم.
فنبداء بعون الله في نشر فصول الرسالة تباعا
وهي للإمام أبي نصر عبيدالله السجزي المتوفى عام 444هـ وهي أصلا في الرد على الجهمية والمتعزلة لكنه رد على من يمثل هذه العقيدة ويتستر بالتشعر وينشرها بين المسلمين فكانت ردا مباشرا على ألد أعداء السنة وأخطرهم وهم الجهمية المتسترة بالتشعر لنشر الزندقة والضلال بين المسلمين.
وهذه الرسالة هي
1) التحقيق محمد كريم باعبدالله
2) عدد الصفحات 50 ص
3) ـ الناشر دار الراية
4) ـ الطبعة الأولى لعام 1404 هـ
هذا وقد حذفت مقدمة المؤلف وإن كانت قد تضمنت فوائد جليلة وتحقيقات جيدة ثم إني قررت حذف اختلافات النسخ وقررت أيضا حذف تعليقات المحقق إلا ما رأيت في إثباته أهمية فقد أثبته وهي جهد المقل والمقصر فما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وما كان من صواب فمن الله.
نرجو منكم الدعاء
فاللهم ارزق كاتبها الصلاح في الدين والدنيا ووالديه وذريته ومن قال آمين.
(نص الرسالة)
مقدمة المؤلف:
الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله على محمد النبي وآله أجمعين.
أما بعد:
فقد ذكر لي عنكم، وفقنا الله وإياكم لمرضاته، وقوفكم على كتاب (الإبانة) الذي ألفته في الرد على الزائغين في مسألة القرآن، وأنكم وجدتم المخالفين ببلدكم يشغبون عند ذكر الحرف والصوت، وأنه قد صعب عليكم تجريد القول فيهما، واستخراج ذلك من الكتاب لكثرة الأسانيد المتخللة للنكت التي تحتاجون إليها، وسألتم إفراد القول في هذا الفصل بترك الأسانيد، ليسهل عليكم الأخذ بكظم المخالف ورد الإسناد معه وسامحت نفسي بذلك رجاء وصولكم إلى طلبتكم، وحصول العلم لكم بفساد مذهب الخصم ـ والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل.
اعلموا ـ أرشدنا الله وإياكم ـ أنه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من أول الزمان إلى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والأشعري وأقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطهن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق وإن اختلفت به اللغات.
وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا: الكلام حروف متسقة وأصوات مقطعة.
وقالت العرب: الكلام اسم وفعل وحرف جاء لمعنى فالإسم مثل: زيد وعمرو وحامد والفعل مثل: جاء وذهب وقام وقعد والحرف الذي يجئ لمعنى مثل: هل وبل وما شاكل ذلك.
فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل وهم لا يخبرون أصول السنة ولا ما كان السلف عليه، ولا يحتجون بالأخبار الوارد في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد وهي لا توجب علما وألزمتهم المعتزلة أن الإتفاق حاصل على أن الكلام حرف وصوت ويدخله التعاقب والتأليف وذلك لا يوجد في الشاهد إلا بحركة وسكون ولا بد له من أن يكون ذا أجزاء وأبعاض وما كان بهذه المثابة لا يجوز أن يكون من صفات ذات الله لأن ذات الله سبحانه لا توصف بالاجتماع والافتراق والكل والبعض والحركة والسكون وحكمة الصفة الذاتية حكم الذات.
قالوا: فعلم بهذه الجملة أن الكلام المضاف إلى الله سبحانه خلق له أحدثه وأضافه إلى نفسه. كما تقول: عبدالله، وخلق الله وفعل الله.
فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإلزام لقلة معرفتهم بالسنن وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام وإنما يسمى ذلك كلاماً على المجاز لكونه حكاية أو عبارة عنه وحقيقة الكلام: معنى قائم بذات المتكلم.
فمنهم من اقتصر على هذا القدر، ومنهم من احترز عما علم دخوله على هذا الحد فزاد فيه ما ينافي السكوت والخرس والآفات المانعة من الكلام ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله سبحانه تجسيم وإثبات اللغة فيه تشبيه.
وتعلقوا بشبه منها قول الأخطل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/54)
إن البينا من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
فغيروه وقالوا:
إن الكلام من الفؤاد وإنما جعل اللسان على الكلام دليلا
وزعموا أن لهم حجة على مقالتهم في قول الله سبحانه وتعالى {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول} وفي قوله عز وجل {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال: أنتم شر مكانا}.
واحتجوا بقول العرب: " أرى في نفسك كلاما، وفي وجهك كلاما " فألجأهم الضيق مما يدخل عليهم في مقالتهم إلى أن قالوا: الأخرس متكلم وكذلك الساكت والنائم ولهم في حال الخرس والسكوت والنوم كلام هم متكلمون به ثم أفصحوا بأن الخرس والسكوت والآفات المانعة من النطق ليس بأضداد الكلام وهذه مقالة تبين فضيحة قائلها في ظاهرها من غير رد عليه.
ومن علم منه خرق إجماع الكافة ومخالفة كل عقلي وسمعي قبله لم يناظر بل يجانب ويقمع ولكن لما عدم من ينظر في أمر المسلمين محنا بالكلام مع من ينبغي أن يلحق بالمجانين.
وأصل تلبيسهم على العوام وتموههم على المبتدئين هو أن الحرف والصوت لا يجوز أن يوجدا إلا عن آلة وانخراف مثل: الشفتين والحنك وأن لكل حرف مخرجا معلوما وأن الله سبحانه ليس بذي أدوات بالإتفاق فمن أثبت الحرف والصوت في كلامه فقد جعله جسما ذا أدوات وهو كفر قال الله سبحانه {ليس كمثله شئ} فيجب أن لا يكون ككلامه كلام.
ونفوس ذوي النقص مسرعة إلى قبول هذا التمويه يظنون أن في ذلك تنزيها لله سبحانه والأمر بخلاف ذلك.
وزاد علي بن إسماعيل الأشعري في التمويه فقال (قد أجمعنا على أن لله سبحانه سمعاً وبصرا، ووجها واتفقنا على أن سمعه بلا انخراق وبصره بلا انفتاح ووجهه بلا تنضيد فوجب أن يكون كلامه بلا حرف ولا صوت) وقالوا جميعاً: إن أحد من السلف لم يقل إن كلام الله حرف وصوت فالقائل بذلك محدث والحدث في الدين مردود والأشعري خاصة أضرب قوله في هذا الفصل فقال في بعض كتبه (كلام الله ليس بحرف ولا صوت كما أن وجهه ليس بتنضيد وكلام كل متكلم سواه حرف وصوت).
وقال في غير ذلك من كتبه (الكلام معنى قائم بنفس المتكلم كائنا من كان ليس بحرف ولا صوت)
وإثبات قولين مختلفين في باب التوحيد، وإثبات الصفات تخبط وضلال والعقليات بزعم القائلين بها لا تحتمل مثل هذا الاختلاف والحدود العقلية لا يرجع فيها إلا إلى من تقدم دون من أراد أن يؤسس لنفسه اليوم باختياره أساسا واهيا.
(فصول الرسالة)
فالذي تحتاجون إليه حفظكم الله معهم في إزالة تمويههم:
(الفصل الأول)
أن تقيموا البرهان [على] أن الحجة القاطعة في التي يرد بها السمع لا غير وأن العقل آلة للتمييز فحسب.)
(الفصل الثاني)
ثم تبينوا ما السنة؟ وبما ذا يصير المرء من أهلها؟ فإن كلا يدعيها وإذا علمت وعرف أهلها ـ بان أن مخالفها زائغ لا ينبغي أن يلتفت إلى شبهه.)
(الفصل الثالث)
وأن تدلوا على مقالتهم أنها مؤدية إلى نفي القرآن أصلاً، وإلى التكذيب بالنصوص الواردة فيه والرد لصحيح الأخبار ورفع أحاكم الشريعة.)
(الفصل الرابع)
ثم تبرهنوا على أنهم مخالفون لمقتضى العقل بأقاويل متناقضة مظهرون لخلاف ما يعتقدونه وذاك شبيه بالزندقة)
(الفصل الخامس) ثم تعرفوا العوام أن فرق اللفظية والأشعرية موافقون للمعتزلة في كثير من مسائل الأصول وزائدون عليهم في القبح وفساد القول في بعضها.
(الفصل السادس)
وأن توردوا الحجة على أن الكلام لن يعرى عن حرف وصوت البتة، وأن ما عري عنهما لم يكن كلاما في الحقيقة وأن سمي في وقت بذلك تجوزاً واتساعا وتحققوا جواز وجود الحرف والصوت من غير آلة وأداة وهواء منخرف وتسوقوا قول السلف وإفصاحهم بذكر الحرف والصوت أو ما يدل عليهما وتجمعوا بين العلم والكلام في إثبات الحدود بينهما.
(الفصل السابع)
ثم تذكروا فعلهم في إثبات الصفات في الظاهر وعدولهم إلى التأويل المخالف له في الباطن وادعائهم أن إثباتها على ظاهرها تشبيه.
(الفصل الثامن)
ثم تشرحوا أن الذي يزعمون بشاعته من قولنا في الصفات ليس على مازعموه ومع ذلك فلازم لهم في إثبات الذات مثل ما يلزمون أصحابنا في الصفات.
(الفصل التاسع) \
وأن تذكروا شيئاً من قولهم لتقف العامة على ما يقولونه فينفروا عنهم ولا يقعوا في شباكهم.
(الفصل العاشر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/55)
ثم تنظروا كون شيوخهم أئمة ضلال ودعاة إلى الباطل ومرتكبين إلى ما قد نهوا عنه)
(الفصل الحادي عشر)
ثم تحذروا الركون إلى كل أحد والأخد من كل كتاب فإن التلبي قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر)
فجميع ما ذكرت بكم إليه حاجة عند الرد عليهم أحد عشر فصلا من أحكمها تمكن الرد عليهم إذا سبق له العلم بمذهبه ومذهبهم وأما العامي والمبتدي فسبيلهما أن لا يصغيا إلى المخالف ولا يحتجا عليه فإنهما إن أصغيا إليه أو حاجاه خيف عليهما الزلل عاجلا والانفتال آجلاً، نسأل الله العون على بيان ما أشرنا إليه فإنه لا حول ولا قوة إلا به وهو حسبنا ونعم الوكيل. أ.ه
(يتبع في الحلقة القادمة)
الفصل الثاني
في
(بيان ما هي السنة؟ وبم يصير المرء من أهلها؟)
اعلموا رحمكم الله أن السنة في لسان العرب هي: الطريقة فقولنا: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: طريقته وما دعا إلى التمسك به ولا خلاف بين العقلاء في أن سنة الرسول عليه السلام لا تعلم بالعقل وإنما تعلم بالنقل.
فأهل السنة: هم الثابتون على اعتقاد ما نقله إليهم السلف الصالح رحمهم الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه رضي الله عنهم فيما لم ثبت فيه نص في الكتاب ولا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رضي الله عنهم أئمة وقد أمرنا باقتداء أثارهم واتباع سنتهم وهذا أظهر من أن يحتاج فيه إلى إقامة برهان والأخذ بالسنة واعتقادها مما لا مرية فيه وجوبه.
قال الله تعالى {قال إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقال {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما (من خالف سنة كفر)
وإذا كان الأمر كذلك فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف علم أنه محدث زائغ وأنه لا يستحل أن يصغا إليه أو يناظر في قوله وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر ونفورهم عنهم بين وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون قال الأشعري وقال ابن كلاب وقال القلانسي وقال الجبائي فأقل ما يلزم المرء في بابهم أنه يعرض ما قالوا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن وجده موافقاً له ومستخرجاً منه قبله، وإن وجده مخالفاً له رمى به.
ولا خلاف أيضاً في أن الأمة ممنوعون من الإحداث في الدين ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه لكونه من أخبار الآحاد وهي لا توجب علماً وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً مخالفاً، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهله ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم وأن المبتدعة خصومنا دوننا. وبالله التوفيق.
... الفصل الثالث ...
في
التدليل على أن مقالة الكلابية وأضرابهم مؤدية إلى نفي القرآن أصلاً
وإلى التكذيب بالنصوص الواردة فيه والرد لصحيح الأخبار ورفع أحكام الشريعة
لا خلاف بين المسلمين أجمع في أن القرآن كلام الله عزوجل وأنه الكتاب المنزل بلسان عربي مبين الذي له أول وآخر وهو ذو أجزاء وأبعاض وأنه شئ ينقري ويتأتى أداؤه وتلاوته.
ثم اختلفوا بعد هذه الجملة فقال أهل الحق: هو غير مخلوق، لأنه صفة من صفات ذاته، وهو المتكلم به على الحقيقة، وهو موصوف بالكلام فيما لم يزل.
وقال بعض أهل الزيغ: هو مخلوق أحدثه في غيره وأضافه إلى نفسه وقال آخرون منهم هو كلامه ولا نزيد عليه ولا نقول: إن مخلوق أو غير مخلوق.
واتفق المنتمون إلى السنة بأجمعهم على أنه غير مخلوق وأن القائل بخلقه كافر فأكثرهم قال: إن كافر كفراً ينقل عن الملة ومنه من قال: هو كافر بقول غير الحق في هذه المسألة.
والصحيح الأول، لأن من قال إنه مخلوق صار منكراً لصفة من صفات ذات الله عز وجل، ومنكر الصفة كمنكر الذات، فكفره كفر جحود لا غير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/56)
وقال أبو محمد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: (القرآن غير مخلوق ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف والتعاقب ولا يكون حرفاً ولا صوتاً.
فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أول ولا آخر.
ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أول له ولا آخر كافر بإجماعهم، ومدعي قرآن لا لغة فيه جاهل غبي عند العرب لأن القرآن اسم لكتاب الله عزوجل العربي مختص به عند كثير من العلماء ولذلك لم يهمزه غير واحد من القراء والفقهاء وهو قول الشافعي رحمة الله عليه وقراءة ابن كثير وغيره وقالوا إذا قراء القارئ قوله سبحانه: {وإذا قرأت القرءآن) همز قرأت لأنه مشتق من القراءة) وعند بقية القراء والعلماء أن القرآن مهموز وهو اسم مشتق من قرأ قراءة وقرأنا أو من ضم بعضه إلى بعض والعقل غير موجب لتسمية صفة لله سبحانه قرءآنا بالإتفاق.
وإنما أخذ هذا الإسم سمعاً والسمع قوله: {إنا جعلناه قرءآنا عربياً} وقوله {إنا أنزلنه قراءنا عربياً} وقوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرءان مبين}.
وما لا يجوز أن يكون لغة لا يكون شعراً عند أحد، فلما نفى الله عزوجل كون ما زعم كفار قريش أنه شعر وأثبته قرءانا لم تبق شبهة لذي لب في أن القرءان المختلف في حكمه الذي أمر الجميع بالإيمان به هو كتاب الله سبحانه العربي الذي علم أوله وآخره فمن زعم أن القرآن اسم لما هو غيره وخلافه دونه بان حمقه.
فإن أقر الأشعري ومن وافقه بأن القرآن هو الذي يعرفه الخلق انتقض عليه قوله [أن الحرف والصوت لا مدخل لهما في كلام الله عزو جل وقد أقر بأنه مخلوق وإذا لم يكن مخلوقاً وكان حروفاً لا محالة كان إنكارهم للحروف بعد ذلك سخفاً.
وإن زعموا أن القرءآن غير الذي عرفه الخلق كفروا، ولم يجدوا حجة على قولهم من عقل ولا سمع وإن قالوا: إن القرءآن اسم لكلام الله عزوجل وجب أن تسمى التوراة والإنجيل والزبور والقرءآن وصحف إبراهيم وموسى أجمع قرءانا ووجب أن يكون المؤمن بالتوارة من اليهود مؤمناً بالقرآن وبما فيه وغير جائز أن توخذ منه الجزية بعد وجوب الحكم بإيمانه.
ثم قد أطلق الأشعري أن هذا التسميات لم يستحقها كلام الله في الأزل وإنما هي تسميات للعبارات المختلفة التي نزلت في الأزمان المتغايرة وكل ذلك محدث فبين أن التوارة اسم الكتاب بالسريانية وأنه محدث وأن القرءآن اسم الكتاب بالعربية وأنه محدث.
فقوله: القرءآن غير مخلوق مع هذا القول تلاعب.
وقد ذكرنا في كتاب " الإبانة " ضرباً مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى، وتكلمنا على صحيحه وغريبه، وأن أحدا من الأمة قبل خصومنا هؤلاء ما عرف قرءآنا ينقري ولا يدخله الحرف الصوت والأشعري أيضاً لم يعرف ذلك، وإنما حمله عل ما قال التحير مع قلة الحياء ألا ترى أنه يقول: القراءة مخلوقة والمقروء بها صفة لله عزوجل غير مخلوقة والخلق بالإتفاق لا يتوصلون إلى قراءة ما ليس بحرف ولا صوت فليس يكون مقروءاً البتة فإن جاز كونه مقروءا وهذا ظاهر لمن هدي رشده.
وأما رفع احكام الشريعة، فلأنها إنما ثبتت بالقرءان فإذا كان الأشعري عنده القرءآن غير هذا النظم العربي وأهل الحل والعقد لا يعرفون ما يقوله ارتفعت أحكام الشريعة، ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد سورة من القرءآن، أو آية منه أو حرفاً متفقاً عليه فهو كافر.
وفي هذا الإجماع تسويد وجه كل مخالف لنا وفيما ذكرت في هذا الفصل إشارات إذا تأملها ذو قريحة جرى في الميدان قوي الجنان، وبالله التوفيق.
يتبع
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[05 - 01 - 03, 12:38 ص]ـ
ذكر لي أحد طلبة العلم أن التحقيق لرسالة السجزي رديء جدا، وأنه مليئ بالأخطاء، فهل من تعليق؟!!
والله يحفظك ويرعاك ..
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[05 - 01 - 03, 01:20 ص]ـ
أما ما واجهته من صعوبات في بعض الكلمات والجمل فهو واقع ...
ومع ذلك كنت أتهم نفسي ...
وهذه والله مشكلة كثير من الكتب التي يحققها شبابنا السلفي تأتي على هذه الشاكلة من سوء التحقيق ...
مثل كتاب الشيخ المعلمي البناء على القبور ما رأيت اسوء تحقيق من ذاك التحقيق لحاكم المطيري جزاه الله خير والله ظلم نفسه والكتاب.
انتصف الشباب في طبعه وتوقفوا بعد اكتشاف سوء صنيعة ..
ومثله تحقيق كتاب السنة للالكائي وكتب السنة بتحقيق القحطاني ... وغيره وغيره ......
ومثله كثير حتى أصبحنا إذا رأينا اسم فيه رائحة اسم من ربعنا جفلنا عنه فوراً.إلا ما كان مشهورا من الاسماء.
ايش القصة الشباب يريد الربح المادي مثل دور نشر لبنان أو يريد الشهرة ....... نفرح بالكتاب واسمه ومؤلفه وبعد القراة نتمنى أنه بقي في طي الخزائن أفضل من نشره بالصورة الهزيلة ..
عموما سوف أراجع الكتاب وفق لفت نظرك لي وسأكون اكثر ثقة في نفسي من حيث تخطأت المحقق والرجوع للمختصين والمراجع في تصحيح الخطأ. وخصوصا الحواشي. والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/57)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[21 - 02 - 03, 07:49 ص]ـ
ما الجديد أبا راشد(24/58)
الإتحاف بكذب وجهل ((حسن السقاف)) (2)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[05 - 01 - 03, 04:28 ص]ـ
الإتحاف بكذب وجهل ((حسن السقاف)) (2)
قال السقاف فيما سماه تناقضات الألباني / الجزء الثاني:
[[[131 - وقال الألباني في (صحيحته) (2/ 278) [2/ 273 - المعارف] (أيضاً عن حديث)
اشتهى تصحيحه ما نصه:
/ صفحة 75 /
[وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، غير أم حبيبة هذه، قال الذهبي: (تفرد عنها وهب أبو خالد، وفي التقريب: (مقبولة).
وقال الهيثمي (5/ 337): (رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أم حبيبة بنت العرباض ولم أجد من وثقها، ولا جرحها، وبقية رجاله ثقات)
قلت: وقال الذهبي أيضا: (وما علمت في النساء من اتهمت، ولا من تركوها).
قلت: وعليه فحديثها حسن، لأن له شاهداً من حديث عبادة بن الصامت بلفظ. . .]. اهـ كلام الألباني.
قلت - أي السقاف -: إذا حسنت حديث هذه فلم لم تحسن حديث الرباب مع اعترافك بأن لجملة حديثها شاهد كما لجملة حديث هذه شاهد مع اختلاف اللفظ؟!!
ولم لم تطبق قول الذهبي: (وما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها إلا حيث لا يصادم هواك ومزاجك؟!!
يا رجل اتق الله تعالى!!]]]. انتهى كلام السقاف.
قلت (أحمد سالم): انظروا إلى تدليس هذا الحاقد الكذاب.
وأقول لهذا السقاف اتق الله أنت.
والجواب على ما أورده من وجهين:
((الوجه الأول)): قال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2/ 274) - كما نقلت أنت -: [وعليه فحديثها حسن، لأن له شاهداً من حديث عبادة بن الصامت]. اهـ.
فعلى ذلك لم يصحح الشيخ – رحمه الله – حديث من قيل فيها " مقبولة " لذاته، بل لوجود شاهد للحديث.
((الوجه الثاني)): قال السقاف: [إذا حسنت حديث هذه فلم لم تحسن حديث الرباب مع اعترافك بأن لجملة حديثها شاهد كما لجملة حديث هذه شاهد مع اختلاف اللفظ]. اهـ.
فأقول لهذا السقاف المدلس المتهور – عامله الله بما يستحق -: إن الشيخ الألباني – رحمه الله – قد قال عند تخريج حديث ((الرباب)) في " السلسلة الضعيفة " (4/ 335/1854): [وقد توبعا على الشطر الثاني منه]. اهـ.
قلت (أحمد سالم): انظروا عباد الله إلى هذا الكذب والغش والخداع من هذا المتهور؛ فإن الشيخ الألباني – رحمه الله – قال: ((على الشطر الثاني منه))، ولم يقل على الحديث كله، ولذلك لم يحسن الشيخ الحديث.
وأخيراً، أحذركم من هذا الضال المضِل.
وسأكشف جملة كبيرة من كذبه – إن شاء الله – في الحلقات القادمة.
وكتبه
أحمد بن سالم بن أحمد بن علي المصري الأثري
غفر الله له ولوالديه
ـ[الشافعي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيراً
والصواب أن يقال: ((الإتحاف بكذب حسن السقاف وجهله))
ـ[البخاري]ــــــــ[05 - 01 - 03, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:24 م]ـ
جزيت أخي أحمد بن سالم خير الجزاء على ما تفعل،
فأنت بهذا تكشف حقيقة هذا المبتدع، وتذب عن الشيخ الإمام الألباني - رحمه الله -، وقبل ذلك تذب عن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -،
فاستمر بارك الله فيك.
ولكن لدي سؤال: هل هذا الذي تذكره يعتبر زيادة على ما ذكره الشيخ عمرو عبد المنعم في كتابه: " ليس دفاعا عن الألباني فحسب "
والذي في علمي أن الشيخ عمرا لم يشترط الاستقصاء، وأنا لم أراجع كتابه، ولكني أسأل.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[06 - 01 - 03, 06:09 ص]ـ
إخواني بارك الله فيكم
أخي ((الطارق بخير))
لم أرى كتاب الشيخ ((عمرو عبد المنعم سليم))
ولكن لي سؤال: هل كتاب الشيخ ((عمرو عبد المنعم)) خاص بكتاب السقاف ((تناقضات الألباني))، أم خاص بكتاب آخر؟؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[08 - 01 - 03, 11:59 ص]ـ
كتاب (لا دفاعا عن الألباني فحسب بل دفاعا عن السلفية)
للشيخ عمرو عبد المنعم سليم قسمه ثلاثة أقسام،
الأول في المسائل العقدية، والثاني في الفقهية، والثالث الحديثية،
وكلها رد على السقاف، والأخير منها خاص بكتاب (تناقضات الألباني)،
ولم يشترط الاستيعاب، ولكنه يذكر نماذج يبين فيها كذب الرجل، وتدليسه، وبعض تشبيهاته.
والله أعلم.(24/59)
جديد شيخنا الراجحي {الإيمان والكفر}
ـ[أبو عبدالله السبيعي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فلقد أتحفتنا دار أطلس الخضراء بهذا الكتاب القيم وهو: {أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر} للشيخ عبد العزيز بن عبدالله الراجحي حفظه الله , ولقد اعتنى به عبدالله بن محمد الشيباني جزاه الله خيرا.
وإليكم هذا السؤال الذي ورد فيه على سبيل المثال:
السؤال التاسع والثلاثون:
ظهر في الآونة الأخيرة أناس ينتسبون إلى مذهب السلف وأهل السنة ولهم جهود في ذلك مشكورة , ولكنهم وافقوا ليس فقط مرجئة الفقهاء بل في بعض الجوانب وافقوا الجهمية كعدم تكفيرهم لمن ادعى النبوة وإن قامت عليه الحجة؛ حتى قالوا: يكفي أن يقول لا إله إلا الله ولو عمل ما عمل من أعمال الكفر , وإذا قيل لهم: فماذا تقولون فيمن سب الله والرسول؟ قالوا: هو علامة على الكفر.
فهل هؤلاء يحذر منهم ويتعامل معهم كالتعامل مع أهل البدع؟ مع أن كبار أهل العلم قد أفتوا فيهم وبينوا خطأهم وردوا عليهم ولكنهم أصروا وعاندوا ولم يرجعوا.
الجواب:
من قال: إن من ادعى النبوة لا يكفر فهو على مذهب الجهمية والمرجئة المحضة الذين يرون أن الإيمان هو تصديق القلب أي معرفة الرب بالقلب فقط , وأنه لو فعل جميع الكبائر والمنكرات وأعمال الردة فلا يكفر , هذا هو مذهب المرجئة المحضة وليس مذهب مرجئة الفقهاء , لأن مرجئة الفقهاء طائفة من أهل السنة وإن كان خلافهم له آثار , ولكنهم يرون أن الواجبات واجبات والمحرمات محرمات وإن لم تكن من الإيمان , ويكفرون من كفره الله ورسوله , وأما هؤلاء فإنهم يرون أن الإيمان هو المعرفة بالقلب وأنه لو فعل المنكرات والكبائر وأعمال الردة , فلا لوم عليه ولا يؤثر في إيمانه حتى يجهل ربه بقلبه , وهذا هو مذهب الجهمية المرجئة المحضة.
أما حكم التعامل معهم فلا شك أنه يحذر منهم ويبين أن مذهبهم مذهب باطل مذهب فاسد.
ـ[البخاري]ــــــــ[05 - 01 - 03, 07:02 م]ـ
جزيت خيرا وحفظ الله الامام.
لقد زارنا في القصيم فوالله رايت زهد السلف عليه، ونعم العلم مع الزهد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 01 - 03, 02:27 ص]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك.
ووفّق الله مشايخ أهل السنّة لإظهار العقيدة السليمة.
ـ[أبو عبدالله السبيعي]ــــــــ[06 - 01 - 03, 08:18 ص]ـ
بارك الله فيكما اخي البخاري وهيثم ونفعنا الله بعلم الشيخ(24/60)
هل ثبت هذا عن الشافعي
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[08 - 01 - 03, 09:00 ص]ـ
نقل بعضهم أنا الشافعي توسل بالإمام أبي حنيفة هل هذا صحيح ويقولون أن الخطيب روى ذلك في ((تاريخه)).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 01 - 03, 09:28 ص]ـ
http://arabic.islamicweb.com/sunni/lie_safi.htm
اسطورة تبرك الشافعي بالقبور
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة هي من القصص العجيبة الغريبة التي تشكك في عقيدة أئمة المذاهب الأربعة ومنهم الإمام الشافعي - رحمه الله - فهذه القصة من الكذب الصريح على هذا الإمام الجليل والعالم النحرير.
أما القصة فقد ذكرها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بإسناده (1/ 123) عن السافعي أنه قال: إني لأتبرك بأبي حنيفة، وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره، وسألت الله تعالى عنده، فما تبعد عني حتى تُقضى.
قال العلامة الألباني عن سند هذه القصة في الضعيفة (1/ 31ح22):
فهذه رواية ضعيفة بل باطلة فإن عمر بن إسحاق بن إبراهيم غير معروف وليس له ذكر في شيء من كتب الرجال، ويحتمل أن يكون هو " عمرو - بفتح العين - بن إسحاق بن إبراهيم بن حميد بن السكن أبو محمد التونسي وقد ترجمه الخطيب وذكر أنه بخاري قدم بغداد حاجا سنة 341هـ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهو مجهول الحال، ويبعد أن يكون هو هذا إذ أن وفاة شيخه علي بن ميمون سنة 247هـ على أكثر الأقوال فبين وفاتيهما نحو مائة سنة فيبعد أن يكون قد أن يكون قد أدركه.
وعلى كل حال فهي رواية ضعيفة لا يقوم على صحتها دليل.ا. هـ.
وقد رد العلامة الألباني على الكوثري في نفس الموضع فقال:
وأما قول الكوثري في مقالاته: وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكور في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح. فمن مبالغاته بل مغالطاته ا. هـ.
وقد كذب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذه القصة ورد على ما جاء فيها برد يروي الغليل فقال في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 692):
... الثاني: أنه من الممتنع أن تتفق الأمة على استحسان فعل لو كان حسنا لفعله المتقدمون، ولم يفعلوه، فإن هذا من باب تناقض الإجماعات، وهي لا تتناقض، وإذا اختلف فيها التأخرون فالفاصل بينهم: هو الكتاب والسنة، وإجماع المتقدمين نصا واستنباطا فكيف - والحمدلله - لم ينقل عن إمام معروف ولا عالم متبع. بل المنقول في ذلك إما أن يكون كذبا على صاحبه، مثل ما حكى بعضهم عن الشافعي أنه قال: ... فذكره أو كلاما هذا معناه، وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل، فإن الشافعي لما قدم بغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفا، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين، من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء. فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عنده. ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم، ولم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند أبي حنيفة ولا غيره.
ثم قد تقدم عند الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه. وإما ان يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف،ونحن لو روي لنا مثل هذه الحكايات المسيبه احاديث عمن لاينطلق عن الهوى لما جاز التمسك بها حتى تثبت. فكيف بالمنقول عن غيره؟ ا. هـ.
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
وهذه القصة يُشم منها رائحة التعصب المذهبي المقيت، ولا يستبعد أن يكون الأحناف وضعوها لأجل تعصبهم الشديد لأبي حنيفة - رحم الله الجميع -.
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[08 - 01 - 03, 09:35 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاء(24/61)
هل يجوز التقليد في مسائل الاعتقاد؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[11 - 01 - 03, 06:21 م]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرحه للسفارينية:
[الفصل والأبيات للسفاريني، والشرح لابن عثيمين].
" فصل
في إيمان المقلد
وكل ما يطلب في الجزم، فمنع تقليد بذاك جزم
كل شيء يطلب فيه الجزم يجب أن يجتهد الإنسان فيه كل شيء يطلب فيه الجزم فإنك لا تقلد فيه يجب أن تعرف الحكم من الكتاب والسنة،
وعلى هذا فالعوام الآن الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، لو قالوا: نحن لا نعرف، لكن نسمع علماؤنا يقولون هكذا فآمنا،
نقول على كلام المؤلف: أن إيمانهم ليس بصحيح،
لأن الذي يطلب فيه الجزم لا بد أن يكون عن اجتهاد ولا يصح أن يكون عن تقليد،
لكن هذا القول ضعيف جداً،
ولهذا قال:
وقيل يكفي الجزم إجماعا بما، يطلب فيه عند بعض العلما
يعني: قال بعض العلماء: بل يصح التقليد فيما يطلب فيه الجزم وهذا القول هو الراجح،
المسائل العملية يجوز فيها التقليد بالاتفاق، كالوضوء والصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، فهذه يجوز فيها التقليد بالاتفاق، ولا يمكن أن يلزم الإنسان الناس بالاجتهاد، لأن الاجتهاد في هذا صعب، والعامة لا يمكن أن يقرؤوا كتب الفقه،
أما مسائل العقيدة التي يجب على الإنسان فيها الجزم:
فقد اختلف العلماء: هل يجوز فيها التقليد أو لا بد من الوقوف على الدليل؟
ولا شك أن الوقوف على الدليل أولى حتى في المسائل العملية،
لأن الإنسان إذا بني عقيدته أو عمله على الدليل استراح وصار يعلم الآن أنه يمشي في طريق صحيح،
لكن إذا لم يمكن فهل يكفي التقليد أو لا يكفي؟
في هذا خلاف بين أهل العلم:
1. فمنهم من قال: إنه يكفي،
2. ومنهم من قال: إنه لا يكفي،
ولكن الحقيقة أنه لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة يجب فيها اليقين،
لأن من مسائل العقيدة ما اختلف فيه العلماء،
وما كان مختلفاً فيه بين أهل العلم فليس يقينياً، لأن اليقين لا يمكن نفيه أبداً،
فمثلاً اختلف العلماء في عذاب القبر هل هو على البدن أو على الروح؟
واختلف العلماء في الذي يوزن هل هي الأعمال أو صحائف الأعمال أو صاحب العمل؟
واختلف العلماء في الجنة التي أسكنها آدم هل هي جنة الخلد أو جنة في الدنيا؟
واختلف العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه هل رآه بعينه – يعني في الحياة – أو رآه بقلبه؟
واختلف العلماء في النار هل هي مؤبدة أو مؤمدة؟
وكل هذه من العقائد،
والقول: بأن (العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق) غير صحيح،
فيه من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن،
مثلاً: في قوله تعالى: (من تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً)، لا يجزم الإنسان بأن المراد القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي،
(من أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة،
ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا؟
فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)
هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي،
وكما في قوله: {استوى على العرش} (الأعراف 54)
لا يشك الإنسان أنه استواء حقيقي،
فالحاصل: أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لا بد فيه من اليقين،
لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه،
قد يكون هذان الدليلان متجاذبين عند شخص، ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقاً وقد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه،
فمثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، والأول يكون عنده إشكال،
وإذا رجّح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن،
لهذا لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم، ومما لا خلاف فيه،
لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف،
وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده،
إذًا هذه الكلمة التي نسمعها بأن (مسائل العقيدة لا خلاف فيها) هذه ليست على إطلاقها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/62)
لأن الواقع يخالف ذلك، كذلك مسألة العقيدة بحسب اعتقاد الإنسان ليس كل مسائل العقيدة مما يجزم فيه الإنسان جزماً لا احتمال فيه في بعض المسائل حديث أو آيات قد يشك الإنسان فيها،
فمثلاً: {يوم يُكشف عن ساقٍ} (القلم 42).
هذه من مسائل العقيدة وقد اختلف فيها السلف:
هل المراد ساقه عز وجل أو المراد الشدة؟
وعلى هذا فقس،،،
نرجع الآن إلى كلام المؤلف:
فقوله: (كل ما يطلب فيه الجزم): يريد بذلك مسائل العقيدة وغيرها،
كل شيء يطلب فيه الجزم،
قوله: (فمنع تقليد بذاك حتم): مما يجب فيه الجزم أن نجزم بأن الصلوات الخمس مفروضة،
ولهذا لو أنكر الإنسان فرضية الصلوات الخمس كفر، يجب أن نجزم بأنها مفروضة وأن الزكاة مفروضة وأن الصيام مفروض وأن الحج مفروض وجوباً،
******************
لأنه لا يكتفى بالظن، لذي الحجا في قول أهل الفن
ثم علل المؤلف فقال: (لأنه لا يكتفي بالظن): لأن التقليد ظن،
ولهذا تقول للمقلِّد: هل تجزم بهذا؟ قال لك: يقوله فلان،
إذن ليس عنده جزم،
التقليد يفيد الظن ولو حسن ظن المقلد بالمقلد ما قلده،
إذن نقول:كل شيء يطلب فيه الجزم فلا تقلد فيه، لأن هذا ينافي المطلوب،
فالمطلوب الجزم، والتقليد يفيد الظن فلا يجوز أن نقلد،
******************
وقيل يكفي الجزم إجماع بما، يطلب فيه عند بعض العلما
يعني: قول ثاني: أنه يكفي الجزم بما يطلب فيه الجزم ولو عن طريق التقليد،
فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، هذا مما يجب فيه الجزم،
ولكن هل العامي يدرك ذلك بدليله؟
الجواب: لا يدرك ذلك بدليله،
ومع ذلك نصحح إيمانه، ونقول: هو مؤمن وإن كان لا يدرك ذلك بدليله،
قوله: (يكفي الجزم إجماعاً بما يطلب فيه): يعني يكفي الجزم بما يطلب فيه الجزم بالإجماع،
وقال هذا بعض العلماء ولهذا قال: (عند بعض العلماء)، وهذا القول هو الصحيح،
والدليل على ذلك:
1 - أن الله أحال على سؤال أهل العلم في مسألة من مسائل الدين التي يجب فيها الجزم، فقال: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل 43) ونسألهم لنأخذ بقولهم،
ومعلوم أن الإيمان بأن الرسل رجال من العقيدة ومع ذلك أحالنا الله فيه إلى أهل العلم،
2 - وقال تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} (يونس 94)
ويسألهم ليرجع إليهم،
وإذا كان الخطاب هذا للرسول ولم يشك فنحن إذا شككنا في شيء من أمور الدين نرجع إلى الذين يقرؤون الكتاب إلى أهل العلم لنأخذ بما يقولون،
إذن هذا عام يشمل مسائل العقيدة،
3 - ثالثاً: أننا لو ألزمنا العامي بمنع التقليد والتزام الأخذ بالاجتهاد لألزمناه بما لا يطيق،
وقد قال تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (البقرة 286).
وقال: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون، ولا نكلف نفساً إلا وسعها} (المؤمنون 61 – 62).
فالصواب المجزوم به القول الثاني: أن ما يطلب فيه الجزم يكتفي فيه بالجزم سواء عن طريق الدليل أو عن طريق التقليد،
******************
فالجازمون من عوام البشر، فمسلمون عند أهل الأثر
قوله: (فالجازمون من عوام البشر): يعني الذين يجزمون من العوام ليس عندهم علم، عوام!!!،
قوله: (فمسلمون): وإنْ كانوا لم يأخذوا ما يطلب فيه الجزم عن طريق الاجتهاد،
قوله: (عند أهل الأثر): وكفى بهم قدوة أهل الأثر،
إذا كان أهل الأثر يرون أنه يجوز التقليد فيما يطلب فيه الجزم - والمقصود أن يحصل الجزم سواءاً عن طريق التقليد أو عن طريق الاجتهاد إذا كان هذا ما يراه أهل الأثر - فهو الذي نراه نحن فهو الصحيح "
اهـ المراد منه، والله أعلم.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[13 - 01 - 03, 06:06 ص]ـ
وقال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في شرحه للثلاثة الأصول:
" معرفة العبد ربه، ومعرفة العبد دينه، ومعرفة العبد نبيه،
هذا واجب فمثل هذا العلم لا ينفع فيه التقليد، واجب فيه أن يحصله العبدُ بدليله،
والعبارة المشهورة عند أهل العلم: أن التقليد لا ينفع في العقائد, بل لابد من معرفة المسائل التي يجب اعتقادها بدليلها,
هذا الدليل أعم من أن يكون نصا من القرآن, أو من سنة, أو من قول صاحب, أو من إجماع, أو قياس, وسيأتي تفصيل الدليل إن شاء الله تعالى في موضعه.
التقليد هذا لا يجوز في العقائد عند أهل السنة والجماعة, وكذلك لا يجوز عند المبتدعة من الأشاعرة والماتريدية والمتكلمة،
لكن ننتبه إلى أن الوجوب عند أهل السنة يختلف عن الوجوب عند أولئك في هذه المسألة، والتقليد عند أهل السنة يختلف عن التقليد عند أولئك, فأولئك يرون أن أول واجب هو النظر,
فلا يصح الإيمان إلا إذا نظر، ويقصدون بالنظر؛ النظر في الآيات المرئية؛ في الآيات الكونية، ينظر إلى السماء، يستدل على وجود الله جل وعلا بنظره،
أما أهل السنة فيقولون يجب أن يأخذ الحق بالدليل, وهذا الدليل يكون بالآيات المتلوّة, أولئك يحيلون على الآيات الكونية المرئية بنظرهم,
بنظر البالغ، وأما أهل السنة فيقولون لابد من النظر في الدليل، لا لأجل الاستنباط، ولكن لأجل معرفة أن هذا قد جاء عليه دليل، في أي المسائل؟
في المسائل التي لا يصح إسلام المرء إلا به؛ مثل معرفة المسلم أن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة دون ما سواه،
هذا لابد أن يكون عنده برهان عليه، يعلمه في حياته, ولو مرة، يكون قد دخل في هذا الدين بعد معرفةٍ الدليل ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/63)
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[13 - 01 - 03, 11:08 م]ـ
لشيخ الإسلام _ رحمه الله _ كلام جميل حول هذه القضية
وأنقله بطوله لفائدته وهو في الجزء 20 ص 202 - 203
يقول:
أما فى المسائل الأصولية فكثير من المتكلمة والفقهاء من أصحابنا وغيرهم من يوجب النظر والاستدلال على كل أحد حتى على العامة والنساء حتى يوجبوه فى المسائل التى تنازع فيها فضلاء الأمة قالوا لأن العلم بها واجب ولا يحصل العلم إلا بالنظر الخاص
وأما جمهور الأمة فعلى خلاف ذلك فان ما وجب علمه انما يجب على من يقدر على تحصيل العلم وكثير من الناس عاجز عن العلم بهذه الدقائق فكيف يكلف العلم بها وأيضا فالعلم قد يحصل بلا نظر خاص بل بطرق أخر من اضطرار وكشف وتقليد من يعلم أنه مصيب وغير ذلك
وبازاء هؤلاء قوم من المحدثة والفقهاء والعامة قد يحرمون النظر فى دقيق العلم والاستدلال والكلام فيه حتى ذوى المعرفة به وأهل الحاجة إليه من أهله ويوجبون التقليد فى هذه المسائل أو الاعراض عن تفصيلها وهذا ليس بجيد أيضا فان العلم النافع مستحب وإنما يكره إذا كان كلاما بغير علم أو حيث يضر فاذا كان كلاما بعلم ولا مضرة فيه فلا بأس به وإن كان نافعا فهو مستحب فلا إطلاق القول بالوجوب صحيحا ولا إطلاق القول بالتحريم صحيحا
وكذلك المسائل الفروعية من غالية المتكلمة والمتفقهة من يوجب النظر والاجتهاد فيها على كل أحد حتى على العامة وهذا ضعيف لأنه لو كان طلب علمها واجبا على الأعيان فانما يجب مع القدرة والقدرة على معرفتها من الأدلة المفصلة تتعذر أو تتعسر على أكثر العامة
وبازائهم من أتباع المذاهب من يوجب التقليد فيها على جميع من بعد الأئمة علمائهم وعوامهم
ومن هؤلاء من يوجب التقليد بعد عصر أبى حنيفة ومالك مطلقا ثم هل يجب على كل واحد اتباع شخص معين من الأئمة يقلده فى عزائمه ورخصه على وجهين وهذان الوجهان ذكرهما أصحاب أحمد والشافعي لكن هل يجب على العامي ذلك
والذى عليه جماهير الأمة أن الاجتهاد جائز فى الجملة والتقليد
جائز فى الجملة لا يجبون الاجتهاد على كل أحد ويحرمون التقليد ولا يوجبون التقليد على كل أحد ويحرمون الاجتهاد وأن الاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد والتقليد جائز للعاجز عن الاجتهاد فأما القادر على الاجتهاد فهل يجوز له التقليد هذا فيه خلاف والصحيح أنه يجوز حيث عجز عن الاجتهاد إما لتكافؤ الأدلة وإما لضيق الوقت عن الاجتهاد وإما لعدم ظهور دليل له فانه حيث عجز سقط عنه وجوب ما عجز عنه وانتقل الى بدله وهو التقليد كما لو عجز عن الطهارة بالماء
وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد فى بعض المسائل جاز له الاجتهاد فان الاجتهاد منصب يقبل التجزى والانقسام فالعبرة بالقدرة والعجز وقد يكون الرجل قادرا فى بعض عاجزا فى بعض لكن القدرة على الاجتهاد لا تكون الا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها والله سبحانه أعلم
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[14 - 01 - 03, 06:54 ص]ـ
أجزل الله لك المثوبة أخي
(أبو مصعب الجهني).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 05 - 05, 02:50 ص]ـ
22 - ما حكم التقليد في العقيدة؟
23 - وهل يجب على الإنسان أن يستدل على مسائل العقيدة الضرورية حتى يصح إسلامه؟
24 - وما مراد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في قوله (معرفة دين الإسلام بالأدلة)؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، الإيمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلم به إجمالا فرض عين على كل مكلف، ومعرفة ذلك تفصيلا هو فرض كفاية على عموم الملة إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، ومن علم من ذلك شيئاً وجب عليه الإيمان به تفصيلا، وقد يصير فرض الكفاية فرض عين على بعض الناس بأسباب تقتضي ذلك فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجب كفائي لكن إذا لم يعلم بهذا المنكر، ويقدر على تغييره مثلا إلا واحد أو جماعة معينة تعين عليهم لاختصاصهم بالعلم به، والقدرة على تغييره، وكل واجب في الدين فإنه مشروط بالاستطاعة لقوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [(16) سورة التغابن] وقوله تعالى {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [(286) سورة البقرة]، فمعرفة مسائل الدين العلمية الاعتقادية، والعملية وأدلتها واجب الاستطاعة، ولا فرق في ذلك بين المسائل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/64)
الاعتقادية، والمسائل العملية فعلى المسلم أن يعرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجتهد في ذلك، ولا يتخذ له إماما يتبعه في كل شيء إلا الرسول صلى الله عليه، ومن المعلوم أنه ليس كل أحد يقدر على معرفة كل ما دل عليه القرآن، والسنة من مسائل دين الإسلام، بل يمكن أن يقال:ليس في الأمة واحد معين يكون محيطا بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما دل عليه القرآن فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فلا أحد من العلماء يدعي ذلك لنفسه، ولا يجوز أن يُدعّى ذلك لأحد منهم، فهم في العلم بما جاء به الرسول في منازلهم حسب ما آتاهم الله من فضله، لكن العلماء يختصون بالاجتهاد في معرفة الأدلة، وفي الاستنباط؛ فمنهم المصيب، والمخطئ، والكل مأجور كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". وإذا كان هذا شأن العلماء فكيف بغيرهم ممن قل علمه، أو كان من عوام المسلمين الذين لا يعرفون الأدلة، ولا يفهمونها، فهم عاجزون عن الاجتهاد، فلا يسعهم إلا التقليد، ولا فلاق في ذلك بين المسائل الاعتقادية، والمسائل العملية فهذا مقدورهم لكن عليهم أن يقلدوا من العلماء من يثقون بعلمه، ودينه متجردين عن إتباع الهوى، والتعصب هذا هو الصواب في هذه المسألة، وأما القول بتحريم التقليد في مسائل الاعتقاد فهو قول طوائف من المتكلمين من المعتزلة وغيرهم، وهو يقتضي أن عوام المسلمين آثمون أو غير مسلمين، وهذا ظاهر الفساد.
وأما قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ومعرفة دين الإسلام بالأدلة فهو كما قال، فإن الواجب أن يعرف المسلم أمور دينه بأدلتها من الكتاب، والسنة إذا كان مستطيعا لذلك، وهذا هو الواجب، إما أن يكون فرض عين في مسائل، وإما أن يكون فرض كفاية في مسائل أخرى.
وأصل دين الإسلام هو معرفة الله والإيمان به، وهو يحصل بالنظر، والاستدلال ويحصل بمقتضى الفطرة التي فطر الله الناس عليها إذا سلمت من التغيير، واختلف الناس في اشتراط النظر والاستدلال في معرفة الله، وهل يصح إسلام العبد بدونه أو لا؟
على مذاهب ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: تنازع النظار في مسألة وجوب النظر المفضي إلى معرفة الله تعالى على ثلاثة أقوال: فقالت طائفة من الناس: إنه يجب على كل أحد.
وقالت طائفة: لا يجب على أحد.
وقال الجمهور: إنه يجب على بعض الناس دون بعض فمن حصلت له المعرفة لم يجب عليه، ومن لم تحصل له المعرفة ولا الإيمان إلا به وجب عليه، وذكر غير واحد أن هذا قول جمهور المسلمين، كما ذكر ذلك أبو محمد بن حزم في كتابه المعروف " بالفصل في الملل والنحل" فقال: في مسألة: هل يكون مؤمنا من اعتقد الإسلام دون استدلال أم لا يكون مؤمنا مسلما إلا من استدل؟
وفيه، قال: سائر أهل الإسلام كل من اعتقد بقلبه اعتقادا لا يشك فيه، وقال بلسانه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن كل ما جاء به حق، وبريء من كل دين سوى دين محمد؛ فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك.
انتهى مختصرا من درء تعارض العقل والنقل 7/ 405 - 407.
[الجواب للشيخ عبد الرحمن البراك](24/65)
هل يجوز التقليد في مسائل الاعتقاد؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[11 - 01 - 03, 06:21 م]ـ
قال العلامة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في شرحه للسفارينية:
[الفصل والأبيات للسفاريني، والشرح لابن عثيمين].
" فصل
في إيمان المقلد
وكل ما يطلب في الجزم، فمنع تقليد بذاك جزم
كل شيء يطلب فيه الجزم يجب أن يجتهد الإنسان فيه كل شيء يطلب فيه الجزم فإنك لا تقلد فيه يجب أن تعرف الحكم من الكتاب والسنة،
وعلى هذا فالعوام الآن الذين يؤمنون بالله ورسوله واليوم الآخر، لو قالوا: نحن لا نعرف، لكن نسمع علماؤنا يقولون هكذا فآمنا،
نقول على كلام المؤلف: أن إيمانهم ليس بصحيح،
لأن الذي يطلب فيه الجزم لا بد أن يكون عن اجتهاد ولا يصح أن يكون عن تقليد،
لكن هذا القول ضعيف جداً،
ولهذا قال:
وقيل يكفي الجزم إجماعا بما، يطلب فيه عند بعض العلما
يعني: قال بعض العلماء: بل يصح التقليد فيما يطلب فيه الجزم وهذا القول هو الراجح،
المسائل العملية يجوز فيها التقليد بالاتفاق، كالوضوء والصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك، فهذه يجوز فيها التقليد بالاتفاق، ولا يمكن أن يلزم الإنسان الناس بالاجتهاد، لأن الاجتهاد في هذا صعب، والعامة لا يمكن أن يقرؤوا كتب الفقه،
أما مسائل العقيدة التي يجب على الإنسان فيها الجزم:
فقد اختلف العلماء: هل يجوز فيها التقليد أو لا بد من الوقوف على الدليل؟
ولا شك أن الوقوف على الدليل أولى حتى في المسائل العملية،
لأن الإنسان إذا بني عقيدته أو عمله على الدليل استراح وصار يعلم الآن أنه يمشي في طريق صحيح،
لكن إذا لم يمكن فهل يكفي التقليد أو لا يكفي؟
في هذا خلاف بين أهل العلم:
1. فمنهم من قال: إنه يكفي،
2. ومنهم من قال: إنه لا يكفي،
ولكن الحقيقة أنه لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة يجب فيها اليقين،
لأن من مسائل العقيدة ما اختلف فيه العلماء،
وما كان مختلفاً فيه بين أهل العلم فليس يقينياً، لأن اليقين لا يمكن نفيه أبداً،
فمثلاً اختلف العلماء في عذاب القبر هل هو على البدن أو على الروح؟
واختلف العلماء في الذي يوزن هل هي الأعمال أو صحائف الأعمال أو صاحب العمل؟
واختلف العلماء في الجنة التي أسكنها آدم هل هي جنة الخلد أو جنة في الدنيا؟
واختلف العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه هل رآه بعينه – يعني في الحياة – أو رآه بقلبه؟
واختلف العلماء في النار هل هي مؤبدة أو مؤمدة؟
وكل هذه من العقائد،
والقول: بأن (العقيدة ليس فيها خلاف على الإطلاق) غير صحيح،
فيه من مسائل العقيدة ما يعمل فيه الإنسان بالظن،
مثلاً: في قوله تعالى: (من تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً)، لا يجزم الإنسان بأن المراد القرب الحسي، فإن الإنسان لا شك ينقدح في ذهنه أن المراد بذلك القرب المعنوي،
(من أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة،
ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا؟
فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا)
هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي،
وكما في قوله: {استوى على العرش} (الأعراف 54)
لا يشك الإنسان أنه استواء حقيقي،
فالحاصل: أن مسائل العقيدة ليست كلها مما لا بد فيه من اليقين،
لأن اليقين أو الظن حسب تجاذب الأدلة وتجاذب الأدلة حسب فهم الإنسان وعلمه،
قد يكون هذان الدليلان متجاذبين عند شخص، ولكن عند شخص آخر ليس بينهما تجاذب إطلاقاً وقد اتضح عنده أن هذا له وجه وهذا له وجه،
فمثل هذا الأخير ليس عنده إشكال في المسألة بل عنده يقين، والأول يكون عنده إشكال،
وإذا رجّح أحد الطرفين فإنما يرجحه بغلبة الظن،
لهذا لا يمكن أن نقول: إن جميع مسائل العقيدة مما يتعين فيه الجزم، ومما لا خلاف فيه،
لأن الواقع خلاف ذلك، ففي مسائل العقيدة ما فيه خلاف،
وفي مسائل العقيدة ما لا يستطيع الإنسان أن يجزم به، لكن يترجح عنده،
إذًا هذه الكلمة التي نسمعها بأن (مسائل العقيدة لا خلاف فيها) هذه ليست على إطلاقها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/66)
لأن الواقع يخالف ذلك، كذلك مسألة العقيدة بحسب اعتقاد الإنسان ليس كل مسائل العقيدة مما يجزم فيه الإنسان جزماً لا احتمال فيه في بعض المسائل حديث أو آيات قد يشك الإنسان فيها،
فمثلاً: {يوم يُكشف عن ساقٍ} (القلم 42).
هذه من مسائل العقيدة وقد اختلف فيها السلف:
هل المراد ساقه عز وجل أو المراد الشدة؟
وعلى هذا فقس،،،
نرجع الآن إلى كلام المؤلف:
فقوله: (كل ما يطلب فيه الجزم): يريد بذلك مسائل العقيدة وغيرها،
كل شيء يطلب فيه الجزم،
قوله: (فمنع تقليد بذاك حتم): مما يجب فيه الجزم أن نجزم بأن الصلوات الخمس مفروضة،
ولهذا لو أنكر الإنسان فرضية الصلوات الخمس كفر، يجب أن نجزم بأنها مفروضة وأن الزكاة مفروضة وأن الصيام مفروض وأن الحج مفروض وجوباً،
******************
لأنه لا يكتفى بالظن، لذي الحجا في قول أهل الفن
ثم علل المؤلف فقال: (لأنه لا يكتفي بالظن): لأن التقليد ظن،
ولهذا تقول للمقلِّد: هل تجزم بهذا؟ قال لك: يقوله فلان،
إذن ليس عنده جزم،
التقليد يفيد الظن ولو حسن ظن المقلد بالمقلد ما قلده،
إذن نقول:كل شيء يطلب فيه الجزم فلا تقلد فيه، لأن هذا ينافي المطلوب،
فالمطلوب الجزم، والتقليد يفيد الظن فلا يجوز أن نقلد،
******************
وقيل يكفي الجزم إجماع بما، يطلب فيه عند بعض العلما
يعني: قول ثاني: أنه يكفي الجزم بما يطلب فيه الجزم ولو عن طريق التقليد،
فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، هذا مما يجب فيه الجزم،
ولكن هل العامي يدرك ذلك بدليله؟
الجواب: لا يدرك ذلك بدليله،
ومع ذلك نصحح إيمانه، ونقول: هو مؤمن وإن كان لا يدرك ذلك بدليله،
قوله: (يكفي الجزم إجماعاً بما يطلب فيه): يعني يكفي الجزم بما يطلب فيه الجزم بالإجماع،
وقال هذا بعض العلماء ولهذا قال: (عند بعض العلماء)، وهذا القول هو الصحيح،
والدليل على ذلك:
1 - أن الله أحال على سؤال أهل العلم في مسألة من مسائل الدين التي يجب فيها الجزم، فقال: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} (النحل 43) ونسألهم لنأخذ بقولهم،
ومعلوم أن الإيمان بأن الرسل رجال من العقيدة ومع ذلك أحالنا الله فيه إلى أهل العلم،
2 - وقال تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} (يونس 94)
ويسألهم ليرجع إليهم،
وإذا كان الخطاب هذا للرسول ولم يشك فنحن إذا شككنا في شيء من أمور الدين نرجع إلى الذين يقرؤون الكتاب إلى أهل العلم لنأخذ بما يقولون،
إذن هذا عام يشمل مسائل العقيدة،
3 - ثالثاً: أننا لو ألزمنا العامي بمنع التقليد والتزام الأخذ بالاجتهاد لألزمناه بما لا يطيق،
وقد قال تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (البقرة 286).
وقال: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون، ولا نكلف نفساً إلا وسعها} (المؤمنون 61 – 62).
فالصواب المجزوم به القول الثاني: أن ما يطلب فيه الجزم يكتفي فيه بالجزم سواء عن طريق الدليل أو عن طريق التقليد،
******************
فالجازمون من عوام البشر، فمسلمون عند أهل الأثر
قوله: (فالجازمون من عوام البشر): يعني الذين يجزمون من العوام ليس عندهم علم، عوام!!!،
قوله: (فمسلمون): وإنْ كانوا لم يأخذوا ما يطلب فيه الجزم عن طريق الاجتهاد،
قوله: (عند أهل الأثر): وكفى بهم قدوة أهل الأثر،
إذا كان أهل الأثر يرون أنه يجوز التقليد فيما يطلب فيه الجزم - والمقصود أن يحصل الجزم سواءاً عن طريق التقليد أو عن طريق الاجتهاد إذا كان هذا ما يراه أهل الأثر - فهو الذي نراه نحن فهو الصحيح "
اهـ المراد منه، والله أعلم.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[13 - 01 - 03, 06:06 ص]ـ
وقال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - في شرحه للثلاثة الأصول:
" معرفة العبد ربه، ومعرفة العبد دينه، ومعرفة العبد نبيه،
هذا واجب فمثل هذا العلم لا ينفع فيه التقليد، واجب فيه أن يحصله العبدُ بدليله،
والعبارة المشهورة عند أهل العلم: أن التقليد لا ينفع في العقائد, بل لابد من معرفة المسائل التي يجب اعتقادها بدليلها,
هذا الدليل أعم من أن يكون نصا من القرآن, أو من سنة, أو من قول صاحب, أو من إجماع, أو قياس, وسيأتي تفصيل الدليل إن شاء الله تعالى في موضعه.
التقليد هذا لا يجوز في العقائد عند أهل السنة والجماعة, وكذلك لا يجوز عند المبتدعة من الأشاعرة والماتريدية والمتكلمة،
لكن ننتبه إلى أن الوجوب عند أهل السنة يختلف عن الوجوب عند أولئك في هذه المسألة، والتقليد عند أهل السنة يختلف عن التقليد عند أولئك, فأولئك يرون أن أول واجب هو النظر,
فلا يصح الإيمان إلا إذا نظر، ويقصدون بالنظر؛ النظر في الآيات المرئية؛ في الآيات الكونية، ينظر إلى السماء، يستدل على وجود الله جل وعلا بنظره،
أما أهل السنة فيقولون يجب أن يأخذ الحق بالدليل, وهذا الدليل يكون بالآيات المتلوّة, أولئك يحيلون على الآيات الكونية المرئية بنظرهم,
بنظر البالغ، وأما أهل السنة فيقولون لابد من النظر في الدليل، لا لأجل الاستنباط، ولكن لأجل معرفة أن هذا قد جاء عليه دليل، في أي المسائل؟
في المسائل التي لا يصح إسلام المرء إلا به؛ مثل معرفة المسلم أن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة دون ما سواه،
هذا لابد أن يكون عنده برهان عليه، يعلمه في حياته, ولو مرة، يكون قد دخل في هذا الدين بعد معرفةٍ الدليل ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/67)
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[13 - 01 - 03, 11:08 م]ـ
لشيخ الإسلام _ رحمه الله _ كلام جميل حول هذه القضية
وأنقله بطوله لفائدته وهو في الجزء 20 ص 202 - 203
يقول:
أما فى المسائل الأصولية فكثير من المتكلمة والفقهاء من أصحابنا وغيرهم من يوجب النظر والاستدلال على كل أحد حتى على العامة والنساء حتى يوجبوه فى المسائل التى تنازع فيها فضلاء الأمة قالوا لأن العلم بها واجب ولا يحصل العلم إلا بالنظر الخاص
وأما جمهور الأمة فعلى خلاف ذلك فان ما وجب علمه انما يجب على من يقدر على تحصيل العلم وكثير من الناس عاجز عن العلم بهذه الدقائق فكيف يكلف العلم بها وأيضا فالعلم قد يحصل بلا نظر خاص بل بطرق أخر من اضطرار وكشف وتقليد من يعلم أنه مصيب وغير ذلك
وبازاء هؤلاء قوم من المحدثة والفقهاء والعامة قد يحرمون النظر فى دقيق العلم والاستدلال والكلام فيه حتى ذوى المعرفة به وأهل الحاجة إليه من أهله ويوجبون التقليد فى هذه المسائل أو الاعراض عن تفصيلها وهذا ليس بجيد أيضا فان العلم النافع مستحب وإنما يكره إذا كان كلاما بغير علم أو حيث يضر فاذا كان كلاما بعلم ولا مضرة فيه فلا بأس به وإن كان نافعا فهو مستحب فلا إطلاق القول بالوجوب صحيحا ولا إطلاق القول بالتحريم صحيحا
وكذلك المسائل الفروعية من غالية المتكلمة والمتفقهة من يوجب النظر والاجتهاد فيها على كل أحد حتى على العامة وهذا ضعيف لأنه لو كان طلب علمها واجبا على الأعيان فانما يجب مع القدرة والقدرة على معرفتها من الأدلة المفصلة تتعذر أو تتعسر على أكثر العامة
وبازائهم من أتباع المذاهب من يوجب التقليد فيها على جميع من بعد الأئمة علمائهم وعوامهم
ومن هؤلاء من يوجب التقليد بعد عصر أبى حنيفة ومالك مطلقا ثم هل يجب على كل واحد اتباع شخص معين من الأئمة يقلده فى عزائمه ورخصه على وجهين وهذان الوجهان ذكرهما أصحاب أحمد والشافعي لكن هل يجب على العامي ذلك
والذى عليه جماهير الأمة أن الاجتهاد جائز فى الجملة والتقليد
جائز فى الجملة لا يجبون الاجتهاد على كل أحد ويحرمون التقليد ولا يوجبون التقليد على كل أحد ويحرمون الاجتهاد وأن الاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد والتقليد جائز للعاجز عن الاجتهاد فأما القادر على الاجتهاد فهل يجوز له التقليد هذا فيه خلاف والصحيح أنه يجوز حيث عجز عن الاجتهاد إما لتكافؤ الأدلة وإما لضيق الوقت عن الاجتهاد وإما لعدم ظهور دليل له فانه حيث عجز سقط عنه وجوب ما عجز عنه وانتقل الى بدله وهو التقليد كما لو عجز عن الطهارة بالماء
وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد فى بعض المسائل جاز له الاجتهاد فان الاجتهاد منصب يقبل التجزى والانقسام فالعبرة بالقدرة والعجز وقد يكون الرجل قادرا فى بعض عاجزا فى بعض لكن القدرة على الاجتهاد لا تكون الا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها والله سبحانه أعلم
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[14 - 01 - 03, 06:54 ص]ـ
أجزل الله لك المثوبة أخي
(أبو مصعب الجهني).
ـ[أبو يحيى العامري]ــــــــ[13 - 12 - 10, 02:15 م]ـ
هناك كتاب قرأته في مكتبة المسجد النبوي نسيت دار النشر اسمه:
التقليد في العقيدة ناصر الجديع.(24/68)
ما هي الأسباب التي تدعو الافتتان بأهل البدع؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 01 - 03, 01:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .............. أحبتي في الله .... لملذا نحن نفتن بأهل البدع؟ أو لماذا يفتن البعض أحيانا بأهل البدع؟ ان الله جل و علا قد ألقى على وجوههم من أسباب البغضاء و النفرة ما يكفي للابتعاد عنهم ......... لماذا أقول هذا الكلام، انني قد جئت لتوي الأن من أحد دروس أضل من رات عيني و هو [علي جمعة] و كان أخي (المتمسك بالحق) أثابه الله قد؛ذرني من الذهاب اليه، و لكن نظرا للكتب التي يقوم الرجل بشرحها في الأصول لم أتمالك نفسي فذهبت اليه، و لكن يبدو ان الله تعالى يريد بي الخير فأعطاني الفرصة بل الفرص للتراجع عما كنت أنويه من التتلمذ على يد هذا الرجل ........ ففي اول درس أذهب فيه اذا به شديد الوقيعة في أهل العلم و الفضل، حتى انني لا أنصح بالذهاب اليه الا من يريد أن يعرف للأدب فضله و يتذوق حلاوته، فسيرى أنه يتمنى ان يحمل نعل صاحب الأدب فوق راسه .......... ففي هذا اليوم يقول عن شيخ الاسلام بلهجة مصرية عامية (ابن تيمية أبو ثلاثة قروش) و اذا بكل الحاضرين يضحكون ن ثم هو يسب السلفيين الحاضرين أمامه سبا لازعا، حتى انه قال لأحدنا و نحن في الدرس (ستعرف بعد شهر انك حمار) و يقول أيضا (انتم غير مكلفون .... ليس لديكم عقول) هذا علاوة على الاسفذاذات التي نتعرض لها من طلبته، ففي الأمس كنا جلوس ننتظر الدرس و اذا بشخص من الطلبة ينظر لأخر و يقول له: أنت سلفي قديم، فرد عليه الأخر بصوت عال ليستفزنا: اغتسلت منها كما يغتسل بماء الحياة ......... فظللت أسأل الله التثبيت ........... الى ان كان اليوم و كل ما حدث هو أنني رأيت الرجل و قد امسك بيده السبحة ذات الشكل العجيب ن و رايت ظلام البدعة يتدفق من وجهه فبغضته شديدا و قررت في نفسي أن أذهب و لا اتي ثانيا لأنني اسحييت من الله الذي قد و هبني كل هذه الأسباب لترك هذا المبتدع و انا كنت اتغافل عن ذلك ........... فوالله يا
اخواني ان الأسباب التي تدعو لأن نهجر أهل البدع متوفرة و لا يبحث عنها، بل نحاول البحث عن الأسباب التي تدعونا لمخالطتهم و لا أسباب لذلك الا من نفث الشيطان، فوالله لقد احسن الشيخ / بكر بن عبدالله أبو زيد حينما حذر من المبتدع و وصفه بأنه كنافخ الكير و لابد و أن يصيبك من المكروه بسببه ما يصيبك، فاحذروا يااخواني من أهل البدع، و جزاك الله خيرا اخي المتمسك بالحق على النصيحة التي تغافلت انا عنها، و لكن اظن أنني كنت معذورا الى حد ما فانه قد صدق اخي في أن مصر فيها توسع في دراسة الأصول أكثر من غيرها، و لكن ليس المر من السهولة كما يتصور غاننا لا نستطيع ان يقوم لنا أحد بالشرح في بيته لأن هذا يكون فيه من الخطر الأمني ما يمكن أن يصل معه الى ـ ـ ـ ـ ـ
و أنا مزلت انتظر توجيه الأخ (الأزهري السلفي) و الأخ (ابن وهب) فين يقومون بتدريس الأصول في مصر [و في المساجد المفتوحة]
و اسف للاطالة، و لكنها نفثات مصدور ............ و بارك الله فيكم.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 05:20 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610623#post610623
ـ[مسدد2]ــــــــ[06 - 09 - 08, 10:31 م]ـ
سبحان الله، أردتُ أن أكتب موضوعاً اليوم بالذات تحت نفس العنوان، فإذا بالاخ الكريم يسبق. لكن الحقيقة اني اردتُ عرضه من الوجهة المقابلة بمناسبة وفاة احد المشاهير قريبا. ومدار الامر باختصار شديد انه هناك أكثر من عامل يدعو الى انتشار مدرسة ومذهب ليس أهلا للانتشار.
1 - وسيلة دعائية جاذبة، تأتي بقليلي المعرفة وعوام الناس
2 - طريقة عرض غير منفرة لذوي الطباع السليمة
3 - طرق تدريس منهجية بحيث بعد عدة اشهر فقط يشعر الملازم انه قد اتم شيئاً ما وتعلم قدراً متكاملاً
فإذا كان عكس هذا، كله او بعضه عند اهل الحق، لم يكتب لهم القبول عند المدعوّين.
فمثلا:
1 - إن كانت وسيلة الدعوة منفرة غير مدروسة، أو
2 - طريقة التدريس جافة بالنسبة لمن حضر حشرية، او
3 - مادة التدريس مشتتة مفرقة، بحيث بعد عدة سنوات ولا يزال لا يستطيع ان يقول انه اتم دراسة مختصر في الفقه او ضروريات المعاملات.
كل ذلك يصد عن اجتماع الخلق عند اهل الحق. فالحق وحده لا يكفي لجذب البعض من أول مرة. فإذا استطاع بعض من لا نوافقهم في جمع اعداد غفيرة، فلننظر على الاقل الى الوسائل الشرعية التي سلوكها كيف تم لهم مرادهم بالرغم من انحراف شيء من الفكر، فأهل الحق أولى بسلوك تلك الطرق منهم.
هذه كلمات سريعة عفو الخاطر، تشير الى ما ورائها لمن كان ذو اهتمام بالهداية اضافة الى الدعوة.
والله من وراء القصد.
مسدد2(24/69)
ما هي الحالات التي تجوز أخذ العلم عن أهل البدع؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[12 - 01 - 03, 08:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......... اخواني، ما هي الحالات التي يجوز فيها أخذ العلم عن أهل البدع؟ و جزاكم الله خيرا.(24/70)
السؤال عن عقيدة الذهبي
ـ[ثابت البناني]ــــــــ[17 - 01 - 03, 02:56 م]ـ
آمل من إخواننا طلبة العلم أن يذكروا لنا من ألف في عقيدة الإمام الذهبي رحمه الله في توحيد العبادة وكذلك توحيد الأسما والصفات.(24/71)
ما حكم استعمال مصطلح (الشهود) الصوفي؟
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[17 - 01 - 03, 11:22 م]ـ
هل مصطلح (الشهود) المستعمل عند الصوفية مذموم مطلقاً؟ أم أنه قد يحمل معنى صحيحاً يصح معه استعمال هذا المصطلح؟
أرجو الإفادة من السادة
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[11 - 02 - 08, 02:13 ص]ـ
الشهود والعهود وغيرها كلها مصطلحات تحتاج للتفصيل فإن وافقت قبلناها وإن خالفت رددناها.(24/72)
أليس في هذا رد على من يقول آباء النبي صلى الله عليه وسلم ما كانوا مشركين
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[18 - 01 - 03, 01:45 ص]ـ
قال الإمام النووي في ((شرح مسلم)) (9/ 22ـ23):
((وَأَمَّا (إِسَاف وَنَائِلَة) فَلَمْ يَكُونَا قَطُّ فِي نَاحِيَة الْبَحْر , وَإِنَّمَا كَانَا فِيمَا يُقَال رَجُلًا وَامْرَأَة , فَالرَّجُل اِسْمه إِسَاف بْن بَقَاء , وَيُقَال اِبْن عَمْرو , وَالْمَرْأَة اِسْمهَا نَائِلَة بِنْت ذِئْب , وَيُقَال بِنْت سَهْل , قِيلَ: كَانَا مِنْ جُرْهُم فَزَنَيَا دَاخِل الْكَعْبَة , فَمَسَخَهُمَا اللَّه حَجَرَيْنِ , فَنُصِّبَا عِنْد الْكَعْبَة , وَقِيلَ: عَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَة لِيَعْتَبِر النَّاس بِهِمَا وَيَتَّعِظُوا , ثُمَّ حَوَّلَهُمَا قُصَيّ بْن كِلَاب فَجَعَلَ أَحَدهمَا مُلَاصِق الْكَعْبَة وَالْآخَر بِزَمْزَم , وَقِيلَ: جَعَلَهُمَا بِزَمْزَم , وَنَحَرَ عِنْدهمَا وَأَمَرَ بِعِبَادَتِهِمَا)).(24/73)
عقيدة الذهبي
ـ[ثابت البناني]ــــــــ[18 - 01 - 03, 08:14 ص]ـ
هل ألف شيئ في عقيدة الذهبي في توحيد الألوهية. وفقكم الله وبارك فيكم.(24/74)
كان مشركوا العرب واقعين في الشرك في أنواع التوحيد الثلاثة (تصحيحٌ لخطأ مشهور).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 01 - 03, 11:08 م]ـ
• الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرلين وعلى آله وصحبه
جمعين ... أما بعد
• فمن الأمور الذائعة المشهورة بين كثير من طلبة العلم أنَّ مشركي العرب إنما كان شركهم في توحيد الألوهية حسبُ، وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات فكانوا موحدين فيهما.
• وهذا الأمر على إطلاقه هكذا غير صحيح لدلالة نصوص الكتاب والسنة على خلافه.
• فقد دلَّت دلائل الكتاب والسنة على أنَّ مشركي العرب (وقريش منهم خاصة) كانوا واقعين في جملٍ من شرك الربوبية والأسماء والصفات.
• والموضوع فيه شيءٌ من البسط؛ ولعلِّي أشير ههنا إلى نبذٍ مختصرةٍ تكون جامعةً لشمله، وافيةً بمقصوده.
• أما سبب الوهم الذي يتداوله كثير من المبتدئين وبعض الخاصة في هذا الأمر فلعلَّ أصله ما ذكره الشيخ الإمام المجدِّد: محمد بن عبدالوهاب رحمه الله = في بعض كتبه، ومنها كشف الشبهات , من قضايا، كان فيها شيءٌ من الإجمال؛ منها:
1 - ما ذكره من: أنَّ مشركي العرب أحسن حالاً من مشركي زمانه رحمه الله وزماننا أيضاً؛ وذلك لأنهم كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى وحده في الضراء بعد أن كانوا يشركون معه غيره في السرَّاء، ولهذا شواهد من الكتاب والسنة؛ كقوله تعالى: ((وإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البَرِّ إذا هم يشركون))، وأما مشركو زمانه وهذا الزمان فإنهم يدعون البدوي أو عبدالقادر أو غيرهما حتى وقت الشدة.
2 - ما ذكره من: أنَّ المشركين كانوا مقرِّين لله بربوبيته وأفعاله، موحدين إياه فيها؛ ولذها شواهد منها: قوله تعالى: ((ولئن سألتهم من خلقهم ليقولنَّ الله فأنى يؤفكون)) وكقوله تعالى: ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماءً))، وغيرها من الآيات.
• قال أبو عمر: وهاتان القضيتان صحيحتان في الجملة؛ لكن كان في المشركين (نوع) شركٍ في الربوبية، والأسماء والصفات؛ كما كان عندهم نوع شرك في توحيد الألوهية.
• وبيان هذا في النقاط التالية:
1 - النقطة الأولى: أنَّ مشركي العرب ما كانوا يوحِّدون العبادة كلها لأصنامهم؛ بل كانت لهم عبادات لله تعالى؛ كالذبح والنذر والصلاة والحج والصوم والإطعام و ... و ...
• لكنَّ شركهم الذي كفروا به إنما كان في (إشراكهم غير الله) فيما هو من خصائص الله تعالى؛ وذلك بصرف شيءٍ من أنواع العبادة لغيره.
• كالذبح لله ولغيره، ودعاء الله ودعاء غيره، ورجاء الله ورجاء غيره، والخوف من الله والخوف من غيره ومحبة الله ومحبة غيره، و ... و ... الخ.
• أما أنهم كانوا متمحِّضين في الوثنية فهذا لم يكن؛ كحال كثير من أمم الكفر الغارقة في الوثنية؛ كطوائف من الهندوس، وأشتات من وثنني أفريقيا وأدغال الأمازون و ... الخ.
• فهذه الأمم – فيما يحكى عنهم - تتوجَّه بالعبادة كلها إلى غير الله، وكثير منهم لا يعرف أنَّ له إلهاً في السماء أصالةً.
• إذا تبيَّن هذا عُلِمَ أنَّ مشركي العرب كانوا يشركون بأفرادٍ من توحيد الألوهية، وهو: توحيد الله بأفعال العباد، ولم يكونوا مشركين بصرف العبادة (كلها) لغير الله سبحانه وتعالى.
--------------------
2 - النقطة الثانية: أنَّ مشركي العرب مع توحيدهم الله وإقرارهم له سبحانه في (أصل) توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية إلاَّ أنهم كانوا واقعين في (أفراد) من الشرك في هذين التوحيدين أيضاً.
• قال أبو عمر: وشواهد هذا الأمر في الكتاب والسنة كثيرة:
• أما ما كان في شرك العرب في توحيد الأسماء والصفات فقوله تعالى: ((ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)).
• وقوله تعالى: ((قل ادعو الله او ادعو الرحمن أيَّناً ما تدعو فله الأسماء الحسنى)).
• وقوله تعالى: ((وهم يكفرون بالرحمن هو ربي لا إله لاَّ هو عليه توكلت وإليه متاب)).
• والشاهد من هذه الآيات الثلاثة: أنَّ المشركين كانوا لا يقرُّون ببعض أسماء الله تعالى؛ كالرحمن.
-------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/75)
• وأما ما كان من شركهم في الربوبية فقوله صلى الله عليه وسلم: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من مطرنا بنوء كذا فذلك كافرٌ بي ن مؤمنٌ بالكوكب، وأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمنٌ بي، كافرٌ بالكوكب)).
• والشاهد من هذا الحديث: أنَّ الشرك في الاستسقاء بالنجوم (وهو نسبة نزول المطر أو سببه إلى الأنواء والنجوم) إنما هو شركٌ في الربوبية.
• ووجه كونه شركاً في الربوبية: أنه اعتقاد تأثير بعض الأنواء بكونها منزلةً للمطر أو سبباً لنزوله؛ والواجب نسبة إنزال المطر لله وحده، وعدم جعل شيءٍ سبباً لم يجعله الله كذلك.
• وهذه النسبة تناقض توحيد الربوبية؛ الذي هو توحيد الله بأفعاله؛ ومن أفعاله: إنزال المطر.
• ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك، الطيرة شرك))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرقى والتمائم والتولة والطيرة شركٌ)).
• والشاهد من هذين الحديثين: أنَّ الطيرة - وهو التشاؤم - شركٌ في الربوبية.
• ووجه كونه شركاً في الربوبية: أنه اعتقاد تأثير بعض الأعيان أو الأزمان بالشر والسوء على الناس؛ والواجب نسبة الخلق لله وحده، وهو يناقض توحيد الربوبية؛ الذي هو توحيد الله بأفعاله.
• وكذا الاعتقاد في التولة (وهو ما يصنع من الرقى التى تحبب أحد الزوجين للآخر) أنها جالبة للنفع، أو الرقى عموماً أنها دافعة للضر؛ كالعين والسحر والجن = فهذا كله من الشرك في توحيد الربوبية.
• وكذا قولهم: ((وما يهلكنا إلاَّ الدهر))؛ فهذا نسبة الإماتة للدهر، وهو شركٌ في الربوبية.
• وكذا قولهم في الشجرة المتبرَّك: ((اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط))؛ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى لموسى: ((اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة))، ووجهه اعتقاد جلب النفع من غير الله ن وهو شرك في الربوبية.
• وكذا حرمة التصوير؛ بتعليل: ((المضاهاة لله تعالى في الخلق)) = هو من هذا الباب، وكان المشركون أصحاب تماثيل وتصاوير.
• قال أبو عمر السمرقندي: ومن تتبَّع وجد أكثر مما ذكرت من الأمثلة الخاطرة السائرة على الذهن.
• قال أبو عمر: ولو جعلنا (توحيد الحاكمية) قسماً رابعاً من أقسام التوحيد؛ وهو وجهة نظر، ولكنه خلاف المشهور إذ هو فرد من أفراد توحيد الألوهية = أقول: ولو جعلناه قسماً رابعاً لقلنا إنَّ مشركي العرب - وغيرهم كاليهود - كانوا واقعين أيضاً في شرك الحاكمية.
• قال أبو عمر: قد تقدَّم نقاش سالف في مسألة كون الحاكمية قسماً من أقسام التوحيد أو ليس منها؛ فلا داعي لطرحه ههنا من جديد، وإليكم رابطه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5102&highlight=%CA%E6%CD%ED%CF+%C7%E1%D1%C8%E6%C8%ED%C9
• قال أبو عمر: فإن قال قائل - وقد قيل -: فكيف يُجمع يين ما ذكره الله في كتابه من إقرار المشركين بأفراد الربوبية وبين ما ذُكِر من وقوعهم في أجناس من الشرك يه.
• فالجواب سهلٌ: وهو أنَّ الإقرار محمول على الإقرار من حيث (الجملة)، وليس في كلِّ الأفراد.
• وأما الشرك الذي كانوا واقعين فيه فهو في بعض الأفراد دون بعض.
• قال أبو عمر: وينبغي على هذه النتيجة حمل كلام الأئمة المجمل عليه:
• كقول الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كشف الشبهات: ((وإلاَّ فهؤلاء المشركون مقرُّون يشهدون أنَّ الله هو لخالق الرازق وحده لا شريك له ... فإذات أردت الدليل على أنَّ هؤلاء المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بهذا فاقرأ قوله تعال: ((قل من يرزقكم من الموات والأرض ... فسيقولن الله، فقل: أفلا تتقون؟)) ... فإذا تحقَّقت أنهم مقرُّون بهذا وأنه لم يدخلهم في التوحيد ... )). الخ كلامه رحمه الله.
• والشيخ رحمه الله إنما أراد الردَّ على مشركي زمانه الذين كانوا يفسرون التوحيد بالربوبية حسبُ؛ فبيَّن أنَّ شرك العرب كان (معظمه) في الألوهية؛ وهو ماكانوا واقعين فيه؛ وهو اتخاذهم الوسائط إلى الله؛ فشركهم مثل شرك من قبلهم؛ بل أشد.
• وقد عنون هو رحمه الله في كتابه الآخر (التوحيد) أبواباً يفهم منها هذا الذي بيَّنته ونبَّهت عليه؛ كباب من تبرَّك بشجرة او حر أو نحوهما، وباب ما جاء في التطيُّر، وباب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء، وباب قوله: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك ... )، وباب من سبَّ الدهر فقد آذى الله، وباب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات ... الخ ز
• والنصوص التي أوردها تحت هذه الأبواب أوضح بيان على ما ذكرت.
• وقال في مسائل الجاهلية: المسألة 38: الإلحاد في الصفات؛ كقوله تعالى: ((ولكن ظننتم أنَّ الله لا يعلم كثيراً مما تعملون)).
• وفي المسألة 39: الإلحاد في الأسماء؛ كقوله: ((وهم يكفرون بالرحمن)).
• وكذا من المجمل قول حفيدة الشيخ عبدالرحمن بن حسن: ((أما توحيد الربوبية: فهو الذي أقرَّ به الكفَّار على زمن النبي صلى الله ليه وسلَّم))؛ أقول: أقرَّ به الكفَّار جملةً.
• وكقول الإمام الصنعاني في أول كتابه: تطهير الاعتقاد؛ نحو هذا.
• وكقول الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في كتابه: (الرد على شبهات المستعينيين بغير الله): ((القسم الأول: توحيد الربوبية ... وهذا القسم قد أقرَّ به مشركوا العرب)) فهو مجمل يحمل على ما بيَّنته من التفصيل.
• وكذا قوله وغيرُهُ في الكتاب نفسه: ((أول ما حدث الإلحاد في أسماء الله وصفاته بنفي ما دلَّت عليه الأسماء والصات مقالة لججعد بن درهم ... الخ)) فهذا غلطٌ على إجماله، والصواب وهو الذي يحمل عليه كلام الشيخ وغيره أنه قد حصل من المشركين نفي شيءٍ منه كما تقدَّم؛ لكنَّ الأوَّلية التي حصلت بالجعد إنما كانت بعد ظهور الإسلام.
• والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/76)
ـ[سابق1]ــــــــ[19 - 01 - 03, 07:11 ص]ـ
أخي أبا عمر، وفقه الله ..
ذكرت .. عن بعض طلبة العلم، وسأقول ما أعرفه عن أهل العلم من المصنفات الموجودة ..
[[وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات فكانوا موحدين فيهما]]
فأولاً: لا أعرف من أهل العلم، من قال ذلك بهذه العبارة، بل قالوا: كانوا مقرِّين، وليس "موحّدين" ..
وثانيًا: لا أذكر من نصَّ على أنّهم يقرون بالأسماء والصفات من أئمة الدعوة بهذه العبارة، وإن كان الذي لا ريب فيه، أنهم يقرون بكثير من الأسماء والصِّفات، وما خالفوا فيه، أقل مما خالفت فيه بعض الطوائف الإسلامية ..
وثالثًا: لم يكن المشركون على ملة واحدة، وشرك واحد، بل كانوا على ملل شتى.
ورابعًا: الاحتجاج يتم، ولو بموقف واحد، كُفِّرُوا بِهِ، مع إقرارهم بالربوبية فيه، إذا كفروا بالألوهيَّة .. إذ ليس من شرط كفر الكافر اجتماع المكفرات كلها فيه، بل كل ما عدَّ مكفِّرًا، ولو في كافر اجتمعت فيه أنواع المكفرات، فهو مكفر، لمن كان فيه أحد أنواعها.
والآيات التي يُستدلُّ بها في هذا الموضع، من هذا الجنس ..
ومن أحسن من تكلّم على هذه المسائل من المعاصرين، حسب اطّلاعي وفهمي -على قلتهما- الشيخ علي الخضير في عدد من تصانيفه، والشيخ ناصر الفهد، في كتابه الفريد، الذي ولد في غير عصره " كشف شبهات المالكي" ..
والله أعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 01 - 03, 07:51 م]ـ
أخي الفاضل: الأخ الذي أطاع الله
حقيقة لم أفهم (كل) وجوه الموافقة والمفارقة بين مقالي ومقالك؟!
فلعلَّ العيب في فهمي، أو من لغة الضفدع التي تعرفها.
فأرجو منكم - بارك الله فيكم - تلخيص وجوه الموافقة والمفارقة: 1 - ... 2 - .... الخ.
حتى أنظر لأجل التأييد أو التوضيح أو التعقيب (الرد) = للفائدة.
وبارك الله فيكم.
ـ[سابق1]ــــــــ[20 - 01 - 03, 10:13 م]ـ
أخي أبا عمر، وفقه الله ..
1 - لا أعرف من أهل العلم، من قال ذلك بهذه العبارة، بل قالوا: كانوا مقرِّين، وليس "موحّدين" ..
الخطأ في عبارة: موحدين.
2 - لا أذكر من نصَّ على أنّهم يقرون بالأسماء والصفات من أئمة الدعوة بهذه العبارة، وإن كان الذي لا ريب فيه، أنهم يقرون بكثير من الأسماء والصِّفات، وما خالفوا فيه، أقل مما خالفت فيه بعض الطوائف الإسلامية ..
الإيراد من جهتين:
أ- عدم من نص على ذلك.
ب- أن مخالفة المشركين في الأسماء والصفات، كانت أقل من غيرها، بحيث لم يصلوا إلى ما وصل إليه كثير من الفرق.
3 - لم يكن المشركون على ملة واحدة، وشرك واحد، بل كانوا على ملل شتى.
الاحتجاج يتم، ولو بموقف واحد، كُفِّرُوا بِهِ، مع إقرارهم بالربوبية فيه، إذا كفروا بالألوهيَّة .. إذ ليس من شرط كفر الكافر اجتماع المكفرات كلها فيه، بل كل ما عدَّ مكفِّرًا، ولو في كافر اجتمعت فيه أنواع المكفرات، فهو مكفر، لمن كان فيه أحد أنواعها.
الإشكال: من جهة أن استدلال من يطلق: "يقرون بالربوبية"، لا يرد عليه وجود من أقر بها، إذ التكفير واقع لمن أقر من الفرق.
والآيات التي يُستدلُّ بها في هذا الموضع، من هذا الجنس ..
ومن أحسن من تكلّم على هذه المسائل من المعاصرين، حسب اطّلاعي وفهمي -على قلتهما- الشيخ علي الخضير في عدد من تصانيفه، والشيخ ناصر الفهد، في كتابه الفريد، الذي ولد في غير عصره " كشف شبهات المالكي" ..
والله أعلم
ـ[راشد]ــــــــ[20 - 01 - 03, 11:27 م]ـ
ما هي الصفات التي أقروا بها.؟؟؟
ممكن بعض الأمثلة.؟؟؟
ـ[سابق1]ــــــــ[20 - 01 - 03, 11:30 م]ـ
نعم من أظهرها، صفة العلو ..
وقد جاء ذلك في أخبار وأحاديث، منها حديث حصين والد عمران، لما قال له النبي: كم تعبد: قال سبعة، واح دفي السماء وستة في الأرض ..
وغير ذلك، ولم يرد عنهم -مع ورود إقرارهم بوجود الله- الإنكار إلا لقليل مما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات، كاسم الرحمن .. ونحوه
------
تنبيه: الكلام المذكور، ليس المراد به الرد على الأخ أبي عمر وفقه الله، بل هو تنبيه، وفوائد جاءت مناسبتها ..
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[21 - 01 - 03, 12:46 ص]ـ
تعقيب على كلام أبي عمر السمرقندي، وأخو من طاع الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/77)
تعليقا على ما ذكره الأخ الفاضل أبو عمر السمرقندي فيما يتعلق بشرك مشركي العرب، فلي معه وقفات:
أولا:
قوله: (فمن الأمور الذائعة المشهورة بين كثير من طلبة العلم أنَّ مشركي العرب إنما كان شركهم في توحيد الألوهية حسبُ، وأما توحيد الربوبية والأسماء والصفات فكانوا موحدين فيهما.).
فما ذكره الأخ سدده الله لا يمكن تحصيله، ونسبته لأحد (أيا كان) فضلا أن يكون أمراً ذائعاً مشهورا، والأمر كما بينه الأخ (أخو من طاع الله) = أنه ليس ثم من أهل العلم، سواء من أئمة الدعوة وغيرهم، وأقول: بل ولا من عامة طلبة العلم.!!
وتوضيحا لذلك أقول:
إن مشركي العرب كانوا مقرين بجملة واسعة من توحيد الربوبية، وهذا صريح ما جاء في التنزيل، وكثيرا ما يحتج الله عليهم بما أقروه من توحيد الربوبية على وجوب إفراده بالألوهية.
ومع ذلك فقد صرح التنزيل بأن الكفار كانوا منكرين للبعث، بل أنكروا تعلق القدرة بها، كما قال تعالى: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (يّس:78)، وهذا مما هو معلوم بصريح الكتاب، وهو مناقض لتوحيد الربوبية، وهذا صريح.
والسؤال الذي يطرح نفسه؟!!
هل يقال بعد هذا إن كثيرا من طلبة العلم يقولون: إن مشركي العرب كانوا موحدين في توحيد الربوبية بالجملة؟!
هذا مما لا يمكن تحصيله مقالة لأحد، حتى الأخ أبي عمر السمرقندي قبل أن يتبين له هذا الخطأ الشائع، ولا غيره من المبتدئين أو الخاصة؟!
وهذا من الوضوح بمكان بما لا يحتاج أن يقال إنها تفهم من كلام إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من بعض تبويباته، أو يستدل لها بمثل: التبرك، والتوسل، وشرك التأثير؟!
ثانيا:
قوله: (أنَّ مشركي العرب ما كانوا يوحِّدون العبادة كلها لأصنامهم؛ بل كانت لهم عبادات لله تعالى؛ كالذبح والنذر والصلاة والحج والصوم والإطعام و ... )
ثم قال:
(إذا تبيَّن هذا عُلِمَ أنَّ مشركي العرب كانوا يشركون بأفرادٍ من توحيد الألوهية، وهو: توحيد الله بأفعال العباد، ولم يكونوا مشركين بصرف العبادة (كلها) لغير الله سبحانه وتعالى).
أما المقدمة التي قدم بها فلا أدري ما يريد بها، هل هو دفع توهم (يظنه) أن ثم من يقول إن كفار قريش كانوا يوحدون العبادة، ويمحضونها لغير الله؟!
إن كان هذا ما أرداه، فهذا لا قائل به ألبتة، وقد صرح التنزيل به كما قال تعالى عنهم: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (صّ:5).
والإشكال يكمن في ما فرعه على هذا المقدمة بقوله:
(كانوا يشركون بأفراد من توحيد الإلهية).
لأنهم كانوا ينكرون توجه العبادة لله وحده دون آلهتهم، كما في الآية السابقة، ولم ينكروا استحقاق الرب جل وعلا للعبادة، وفرق بين المقامين؟!
فتوجهم لعبادة ما لله بالعبادة، دون اعتقاد أنه يجب إفراده بالعبادة، فلا يسمى توحيدا، وعليه فليس هنا ك أفراد من توحيد العبادة أقر المشركون باستحقاقها لله وحده، وأفراد أنكروا استحقاق الله لها؟!!
قال ابن أبي حاتم:
ما ذكره الأخ (أبو عمر السمرقندي) في تقرير عقيدة المشركين = صحيح، وإنما كان النقاش معه، في قضيتين:
أولا: في نسبة هذا الخطأ (والذي نعارضه عليه)، وكأن سبب الإشكال عنده ما فهمه من كلام إمام الدعوة في المواضع التي سماها مجملة، وهي في الواقع كانت في موضع الحجاج مع مشركي زمان الشيخ، وهذه طريقة القرآن في الحجاج مع مشركي العرب، حيث كان النقاش معهم = فيما أقروا فيه من توحيد الربوبية على إلزامهم بتوحيد الألوهية؟!
ثانيا:
في عبارات أطلقها الأخ الفاضل، وهي غير دقيقة، وتحتاج إلى تحرير = أحببت التنبيه عليها، مع علمي أنه يوافقني بمضمون ما ذكرته.
وأخيرا، فما ذكرته، وسبقني إليه الأخ الفاضل (أخو من طاع الله) = هو وضع لنقاط على حروف أخينا أبي عمر وليس ثم خلاف جوهري في المسألة؟!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[21 - 01 - 03, 01:15 ص]ـ
أحسنتما بارك الله فيكما .. وبما أنَّ الأمر ليس فيه مخالفة بل موافقة، و ليس هو في أمر جوهري في الموضوع فلن أستهلك الوقت في الرد على تعقيبكما النفيس ...
وتبقى الأمور التي ليست جوهرية محل نظر.
وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
ـ[سابق1]ــــــــ[21 - 01 - 03, 11:29 م]ـ
إن كان كلام "أخو من طاع الله" وضع النُّقاط على الحروف، فإنَّ "ابن أبي حاتم" وفّقه الله، قد ضبط الكلام بالشَّكل، فضبطه عن الإشكال، وفّقه الله، وبارك فيه ..
ومسألة: مخالفة المشركين في الربوبية، تحتاج إلى تحرير، وحسن تقسيم وتصوير .. فإنَّها من أبلغ حجج التوحيد على الوثنيَّة، المعاصرين والقدماء، وتصويرها، مما يعين على فهمها، ويتمّم قيام الحجة بها.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 05 - 03, 08:41 م]ـ
قال الله تعالى:
((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتو العلم درجات)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/78)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 10 - 03, 10:49 م]ـ
- الحمد لله وحده وبعد ..
فقد رأيت بعض أهل البدع قد أخذ رابط هذا الموضوع وأحال عليه في موقعه البدعي.
ولا أدري هل ظنَّ أنَّ في هذا الموضوع خدمةً لمشربه الوثني !!
- وايّاً ماكان الأمر فبراءة إلى الله مما يحاوله في استغلال أي شيء في أي شيء!! فإني أوضِّح طرحي السابق غاية في الوضوح بإجماله في نقاط:
1 - الأولى: أنَّ المشركين كان عندهم خلل في أصل توحيد الألوهية (العبادة)؛ لذا ما كانوا مقرِّين بإله واحدٍ يستحق كل انواع العبادة، من دعاء ونذر واستغاثة , ... و ... الخ.
كما حكاه الله عنهم: (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيء عجاب).
2 - النقطة الثانية: أنَّ المشركين كانوا مقرِّين لله بتوحيد الربوبية، لذا حين يسألون عمن ينزل المطر ويحي ويميت ويرزق فإنهم يقولون: (الله).
لكن وقعت منهم أراد إشراك في هذا التوحيد.
3 - أنَّ الحكم على الأصل والعموم، لا على الأفراد.
لذا استدلَّ أئمة التوحيد سلفاً وخلفاً على مشركي زمانهم بما كان عليه حال مشركي الأمم السابقة.
إذ لم يفهم هؤلاء المعاصرون معنى الشرك الذي لأجله اكفرهم الله ودعاهم الأنبياء إلى نقيضه.
وكونهم مقرين بـ (وجود الله) لم يترك الأنبياء محاربة ما كانوا يعتقدونه من وثنيات وشركيات.
وكونهم كانوا يتقربون إلى الله بشيءٍ من أنواع العبادات فهذا لم ينف عنهم الكفر ولم يخرجهم من دائرة الشرك.
- وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 10:31 ص]ـ
فضيلة الشيخ أبا عمر: وفقك الله ونفعنا بعلمك.
ألا تستحسن أن يكون كلامك مصوغاً بهذا الشكل كما سمعت بعضه من بعض طلبة العلم، ويكون توضيحاً لكلام أهل العلم لا تعقباً لهم.
فنقول إن المشركين مقرون بالربوبية جملة.
ولا يلزم من ذلك أن إقرار المشركين بها كإقرار الموحدين، بل إقرار المشركين بالربوبية يختلف عن إقرار الموحدين بها من جهتين:
1 - أن إقرار الموحدين بالربوبية إقرار صحيحة مبني على معرفة صحيحة، بخلاف إقرار المشركين.
2 - أن إقرار الموحدين شامل لجميع أفراد الربوبية، بخلاف المشركين الذين يشركون في بعض أفراد الربوبية كالبعث والرقى والتمائم والطيرة وغير ذلك.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 11:50 م]ـ
أخي الفاضل .. أبو يوسف ...
أحسنت على هذا التوجيه ...
لكن أنا لا أعترض على أهل العلم .. إنما أوجه كلامهم وأبينه حسب ..(24/79)
ما حكم تعلم المنطق؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 01 - 03, 04:09 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .... ما هو حكم تعلم المنطق؟
وهل له فائدة غير الرد على أربابه؟
, و ما هي الأحوال التي يجوز فيها اخذ العلم عن أهل البدع؟ و في هذه الحال ما هي الأمور التي ينبغي اتخاذها لعدم التأثر بصاحب البدعة؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[20 - 01 - 03, 05:05 م]ـ
أخي الكريم
يكفيك ما قاله بعض علماء السنة
(من تمنطق فقد تزندق)
أضف إلى أنه علم كلام ولا خير فيه، ولم يرد عن السلف الصالح تعلمهم لهذا العلم أو تأثرهم به، أو تأليفهم فيه .. ولا تنس أن هو أصل دخول ضعف الدين في الإسلام خاصة في مسألة خلق القرآن التي كانوا يتفلسفون فيها عند الإمام أحمد - يزعمون أنهم يحتجون - فكان يقول: لا أدري ما تقولون!
فلو كان خيراً لسبقونا إليه
رعاك الله
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[20 - 01 - 03, 05:33 م]ـ
لكن طالب العلم إذا تعلمه بقصد فهم شبهات أهل البدع والتمكن من الرد عليهم، وبقصد فهم ما يرد من مصطلحاته وتقسيماته في كتب الأصول وغيرها، فلا بأس كما فعل شيخ الإسلام فقد برع في المنطق واستعمله في الرد على أهل البدع، وانظر كتابه الرد على المنطقيين تعلم أنه كان إماما في المنطق.
مع العلم بأن كتب المنطق التي كتبها الإسلاميون وهي التي يسأل أخونا عن دراستها قد انتقوا فيها ما يفيد، واجتبوا ما في منطق اليونان من وثنية وإلحاد، فحكم دراستها أخف مما كان السلف يحذرون منه، فالذي كانوا يحذرون منه هو المنطق اليوناني الداعي إلى الشرك والإلحاد، لكن على كل حال لا يسمح بتعلم المنطق إلا لمن رسخ قدمه في السنة، وأتقن فهم عقيدة السلف، واستقرت في قلبه، ولا ننصح مع ذلك بالتوسع فيه بل دراسة متن مختصر كالسلم المنورق وأحد شروحه كافية للغاية، والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 01 - 03, 06:49 م]ـ
أخي راجع هذا فأنه يقال في المنطق ما قيل في الفلسفة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5286&highlight=%C7%E1%D5%D1%C7%DA+%C8%ED%E4
وسوف اذكر ما عاب اهل العلم في المنطق وما ينتفع به في اقرب فرصة ان شاء الله ..... لشغل يلازمني الساعه.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[20 - 01 - 03, 07:32 م]ـ
ذكر صاحب السلم الخلاف في هذا فقال
والخلف في جواز الاشتغال * به على ثلاثة أقوال
فابن الصلاح والنوواي حرما * وقال قوم ينبغي أن يعلما
والقولة المشهورة الصحيحة * جوازه لكامل القريحة
ممارس السنةوالكتاب * ليهتدي به إلى الصواب
وهذا الخلاف المحكي مقيد بالمنطق المخلوط بالفلسفة اليونانية فهذا محل خلاف عند العلماء
أما المصفى منه وما كتبه علماء السنة فإن تعلمه عند البعض فرض كفاية
بل ذكر الغزالي _ رحمه الله _ أن من لا يعرفه لا ثقة به، أو كما قال
ولهذا قال ابن بونة _ رحمه الله _
فإن تقل حرَّمه النواوي * وابن الصلاح والسيوطي الراوي
قلت نرى الأقوال ذي المخالفة * محلها ما صنف الفلاسفة
أما الذي خلَّصه من أسلما * لابد أن يُعْلم عند العلما
يقول العلامة الشنقيطي رحمه الله في: [آداب البحث والمناظرة]: (ومن المعلوم أن فن المنطق منذ
ترجم من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية أيام المأمون: كانت جميع المؤلفات توجد فيها عبارات
واصطلاحات منطقية لا يفهمها إلا من له إلمام به. ولا يفهم الرد على المنطقيين في ما جاءوا به من
الباطل إلا من له إلمام بفن المنطق)
وقال أيضا
(واعلم أن نفس القياس المنطقي في حَدّ ذاته: صحيح النتائج؛ إن رُكّبتْ مقدماته على الوجه الصحيح صورة
ومادة مع شروط إنتاجه. فهو قطعي الصحة، وإنما يَعْتريه الخلل من جهة الناظر فيه فيغلط …ومن أجل غلطه
في ذلك تخرج النتيجة مخالفة للوحي الصحيح لغلط المستدل. ولو كان استعماله للقياس المنطقي على
الوجه الصحيح لكانت نتيجته مطابقة للوحي بلا شك؛ لأن العقل الصحيح لا يخالف النقل الصريح)
ومن أهم فوائده ما ذكره صاحب السلم في قوله
وَبَعْدُ فَالمَنْطِقُ لِلْجَنَانِ نِسْبَتُهُ كالنَّحْوِ لِلِّسَانِ
فَيَعْصِمُ الأَفْكارَ عَن غيّ الخَطا وعن دقيق الفهم يكشف الغِطا
وقد قسم شيخ الإسلام _ على ما أذكر _ المنطق إلى ثلاثة أقسام
إلهيات وطبيعيات ورياضيات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/80)
فبعضها شرها أكثر من خيره والآخر بالعكس
و قد قال ابن القيم
(شر لا بد منه)
وشيخ الإسلام _ رحمه الله _ لو لم يتعلمه لما استطاع أن ينقض أصولهم
الباطلة فيه
ولشيخ سليمان أبو عبدالوهاب _ حفظه الله _ مقالة رائعة
عنوانها
(تعلم المنطق في الحرمين الشريفين)
تحدث فيها عن اهتمام العلماء _ إلى وقت قريب _ بهذا العلم في الجزيرة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 01 - 03, 09:26 ص]ـ
أخي ابو مصعب اود التنبيه على نقاط:
1 - لايوجد منطق مخلوط بالفلسفه اليونانيه بل هو أياها. فلا يوجد منطق يوناني واخر اسلامي بل المنطق واحد لم يتبدل ولا يمكن ان يتبدل.
2 - المنطق مركب واحد عاصم للعقل عن الزلل كما يقولون , مباحثه معدودة لم يزد فيها العلماء المنتسبين الى الاسلام قيد انمله الا الترجمه واحيانا يسيرة الكلام والتفصيل.
3 - نعم الغزالي رحمه الله قال في اول المستصفى ان من لايعرف المنطق لايثق بعلمه ... انما عنى به المنطق اليوناني منطق ارسطوا وما عهدنا ولا عهد العالم غيره الا في العصور المتأخره اذ بان ظهور كسر المنطق الارسطي وظهور الفلسفة التحليلية وانقاسم المدرسة الكلاسيكية الى اقسام.
4 - قولكم ان شيخ الاسلام قد قسمه الى ثلاثة اقسام أقول بارك الله فيكم ونفع بكم المنطق مركب واحد ليس فيه اقسام وانما كان كلام شيخ الاسلام منصبا على الفلسفه وهي اعم من المنطق واطم.
5 - فيما يتعلق بالمنطق فهو علم يقصد به ضبط التفكير وتقرير منهج عقلي للتفكير والنظر والبحث واستخراج النتائج.
وهو في اكثره مما يعلمه الناس بالفطر كما ذكر ذلك شيخ الاسلام كقولهم مثلا:
القضيه الموجبه الكلية تنقضها جزئية سالبه هذا معلوم عند الناس حتى الامي منهم.
وكذلك العكس فالكلية السالبه تنقضها جزيئة موجبه .. الخ.
وكذلك قولهم في القياس المنطقي ... وهو حق. هو اقوى من القياس الفقهي من جهة التركيب غير ان القياس الفقهي اقوى من حيث النتيجة وهذا اعتراض على كلام شيخ الاسلام حيث نزع الى تقديم القياس الفقهي رادا على ابن حزم رحمه الله لكن يقع الخلط دائما في ضبط مقدمتي القياس المنطقى ...
وقول شيخ الاسلام في ان من القياس ما يحتاج الى مقدمة واحده غير مسلم فأن المقدمه الثانيه ذهنيه ولايعنى هذا عدم وجودها وكذلك كلامه في الثلاث مقدمات ...
وللعلم اخي فأنهم قالوا ان اول من ادخل علم المنطق الى اصول الفقه هو الغزالي وانا اجد ان ابن حزم قد سبقه بتقريره للقياس الارسطي وقوله انه اصح من الفقهي ... وقد ذكر ذلك احد الاخوة في بحث في مجلة الحكمه قديم نسيت اسم الباحث جزاه الله خيرا.
وللتنبيه فقد اتاني بعض الاخوة قديما ببحث تعقب فيه ابن حزم في المسائل التى استخدم فيها القياس وهو كما هو معلوم ينكره .. وقد اخطأ الاخ لان ابن حزم كما في الامثله التى ذكرها قد عمل بالقياس المنطقى المركب من مقدمتين ولم يعمل بالقياس الفقهي بل انكره لان القياس المنطقى يفيد العلم عنده خلاف الفقهي ولشيخ الاسلام رد مطول في الفتاوى عليه.
وفيما يتعلق بالمنطق من حيث التعلم فأنه لايلزم حتى في الرد عليهم!
وسبب ذلك ان اصل العقل واستخدامه يختلف بين اتباع السلف وبين المتكلمه راجع الرابط في الرد السابق.
وانما فيه بعض الاشياء النافعه كما ذكرت في المقالة مثل ضوابط الاستقراء الناقص ومناهج النظر والمباحثه وتقرير البرهان.
وفيما يتعلق بالبرهان فأن اجود من تكلم فيه على اختصار شديد هو صاحب معاقد الفصول وقواعد الاصول المختصر لاصول لاصول الفقه لصاحبه صفى الدين عبد المؤمن و هذا المختصر في الحقيقة من احب كتب الاصول الي وانا معجب فيه غاية الاعجاب اذ ان تحرير عبارته غايه في الدقة ... وهو من اجود المختصرات في الاصول وفي اخر باب منه تكلم على البرهان واستفاد جله من علم المنطق ....
والكلام يستحق التطويل اكثر من هذا ولعلى اكمل ان شاء الله ان تيسر.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 01 - 03, 02:07 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/81)
جزى الله كل الاخوة خير الجزاء ..... أخي المتمسك بالحق .. لماذا اذا تعلم شيخ الاسلام هذا العلم؟ ألا يظهر من كلامه في انه قد اعطاه جزء من وقته ..... و يمكننا ان نبدل كلمة (الرد عليهم) الى (هدم قواعدهم بها) أو (الاحتجاج عليهم بمل يحتجون به) و جزاك الله خيرا و انتظر المزيد مما من الله به عليكم، و بارك الله في جميع من شارك في الحوار
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 01 - 03, 09:04 ص]ـ
أخي الحبيب ... العربي وفقه الله ....
نعم الرد على المخالف في اصوله قاعده شرعيه .... قال شيخ الاسلام رحمه الله ولا يوجد ضال عن الحق ومعه دليل الا وجدت من دليله ما يرد به عليه ... أو كما قال رحمه الله.
وشيخ الاسلام رحمه الله قد رزقه الله من الاطلاع على العلوم والفنون شئ عجيبا ... فهو قد طالع حتى الديانات المحرفه كالنصرانيه واليهوديه ورد عليهم وعرف حتى لغات القوم كالعبريه والسريانيه. هذا أمر.
الثاني: هناك خلط بين الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فلينتبه لهذا ....
فالفلسفه معلومة وتحتاج الى مواضيع وللعل الله ييسير ذلك .. أما علم الكلام فهو مزيج علوم فلسفيه في الالهيات والنظر مع علوم شرعيه فأن الحكماء المتعلقين بالفلسفه قد وجدوا ما يصادم الشريعه فزعموا التوفيق بينهم فنشأ هذا المزيج الغريب أو طائفة الحكماء او فلاسفة الاسلام كبن رشد وابن سيناء والفارابي وغيرهم .... وارادو النظر الشرعي بالالة الفلسفيه الحادة فأثمرت كفرا مبطنا ... مثل كلامهم في العلة الفاعله ومحاولتهم للتقريب بين الشريعه والكفر ... هذا من جهة الفلسفة. ولهم محاسن في الطبيعيات فتن بها الناس ولم يفرقوا ولعله يأتي.
أما المنطق فلم يتم فيه تبديل حرف فأن منطق ارسطوا المبثوث في كتبه الموجودة الان كالارجانون وغيرها هو عين ما تكلم فيه علماء الاسلام كالغزالي وغيره ..... ومنهم ابن حزم رحمه الله في كتابه التقريب ....
خرج عندنا علم الكلام وهو النظر في الالهيات على طريقة الفلاسفه لكن بطريقة مهجنه واستخدموا فيها المقدمات الكلاميه لتقرير العقائد وطالع كتب الاشعري القديمه ورسالته في الذب عن علم الكلام ...
المنطق ليس له كبير ارتباط في تقرير مسائل الاعتقاد ..... المنطق اخي تقدير للمحسوسات وترتيبها في الذهن فقط ... وهو امر فطري ....
فأن الجميع يعلم ان الجزء اصغر من الكل ولايلزمه تعلم المنطق لاجل ذلك ... فيه نفع في بعض اجزاءه .... كتقرير البراهين والاستقراءات ومباحث المناظرة وأنظر مقدمة الاحكام لابن حزم فأنه قرر شئيا من هذا واعلم اخي أن اهل المنطق من الملسمين واهل الكلام انما هم عالة .... على فلاسفة اليونان رضى من رضى وابى من ابى ودليل هذا مقرر وجليا عندي في كل المباحث المنطقيه تجدها مأخوذه بالكامل من العلوم اليونانيه.
والمنطق لايحتاج الى تبديل اصلا ولا الى (أسلمه) ان صح التعبير فهو تقديرات عقليه تصدق على جميع العلوم من حيث هي دون النظر في معانيها هل هي اسلاميه او طبيعيه .... بل أو حتى معيشيه ..
وقد كلت أصابعى ولعلي اكمل فيما يأتي ان شاء الله تعالى وعليه يتقرر لك ان شاء الله ما تتعلم من المنطق ومما تترك .... ولكن فرق بين تعلمه لاجل العلم ومحبته وتعلمه لاجل الرد فأنه لايلزم بل ترد عليهم وتنقض اصولهم بأصولهم دون معرفتها وهذا يأتي ان شاء الله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[22 - 01 - 03, 06:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي (المتمسك بالحق) و أنا أستفيد من كلامكم، فاستمروا بارك الله فيكم .............
و قد أفدتني في هذا الأمر فقد كان أحد الذين كنت سأدرس عليه المنطق ـ و هو من الضلاّل ـ أن المسلمين كان عندهم علم المنطق قبل اليونان، و كل ما فغله المسلمون هو أنهم أزالوا من المنطق الالحاديات التي في كتب اليونان، اما ما عندهم من المنطق فهو جزء مما عندنا، و لكن هذا الكلام كان عجيب، لأنه يورد سؤالا و هو / لماذا اذا يذهب المسلمون الى ما عندهم ـ أي اليونان ـ من المنطق أصلا؟!!!!!
فاستمر بارك الله فيك
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 01 - 03, 04:48 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/82)
نعم أخي الحبيب وللفائدة اخي ان اول ما تكلم بالمنطق على وجه الارض هو ارسطوا ... وان كان سبق في كلام اساتذته كافلاطون شئ من هذا فيما طالعت لكنه لم يؤطر علميا كما فعل ارسطوا مما هو بين في كتبه مثل التعريفات وغيرها ...... وللفائدة فأن ارسطوا لم يسمى هذا العلم الذي ابتكره او اصله بالمنطق أو ال ((لوجك)) انما سماه التحليل والذي سماه المنطق هو تلاميذه من بعده على خلاف في التعيين والاشهر انه امير اسكندراني من تلاميذه اذ ان ارسطوا كان من علماء السلطه الكبار وله في ذلك تقريرات في حكم الطبقه الاولى تخالف ما عليه افلاطون وسقراط ان ثبت وجود سقراط و لاني اشك في هذا فأنه لايعلم الا من طريق كتاب افلاطون ومناظرته معه وافلاطون كان مولعا بتمثيل المناظرات والله اعلم فأن مثل هذا فائدته قليله ... وهذا دليل على عدم انفصال الفكر عن الثقافة السائدة خلاف الحكم الشرعي فأنه منفصل من جهة انه حكم خلاف الفتوى على تفصيل معلوم وهذا ميزة تحسب للفقهاء على الفلاسفة وذريتهم الكلاميه.
أذا تقرر هذا اخي علمنا ان اول من تكلم في المنطق ارسطوا وان كان تركيزه انما هو على جزء منه وهو التصورات كما هو معلوم ... وكذلك على الاستقراء اما التصديقات فقد تكلم عليها لكن بأقل من كلامه على التصورات .....
ونجد ان ابن حزم رحمه الله اكثر شئ مال فيه الى المنطق واعجبه فيه هو قضية التصورات ... فأنه قال ان اكثر الوهم انما هو من هذا الجانب بل قال انه يتقرب الى الله بنشر بعض علوم المنطق ... رحمه الله رحمة واسعه.
عندما اتي علماء السلمين ركزو على جانب التصديقات اكثر وجوانب القياس المنطقى لانه الصق بعلم الاصول .. بل ان اكثارهم من الكلام حول التصورات وفروعها كالحدود والتعريفات اثمر بعدا وخطأ شرعيا وانا لم اجد من أتي بحد صحيح غير معترض على حكم شرعي ... بل ان الشريعه انما جاءت بالكلام على التعريفات او الحد الرسمى لان هذا ما تفهمه العقول ... وتعرفه النفوس.
وهو المطلوب ..
علماء الاسلام مازادوا شعره على علم المنطق انما تكلموا فيه واشاعوه .... ومن اول هؤلاء الجويني رحمه الله لكن او من مزجه مع علم الاصول عمليا هو الغزالى رحمه الله.
وعلم المنطق يأتيك ان شاء الله ما تفيد منه وما تذر .. ولتعلم ان اكثره معلوم لدى الفقهاء دون الكلام عليه ..... ومثاله اصل المنطق واسه وهو مسألة التصورات والتصديقات فأنه كان يقال عنه مثلا المعرفه والعلم ..... أو وهو الاشهر عند المسلمين والعرب الكلمة والجملة .....
ومن اشد ما تحذر منه حال تعلم المنطق التنقير الزائد في جوانب الحد والتصور وهذه المبالغه اثمرت ضياع الصورة المطلوب تصورها من الذهن ونشوء صورة مخالفه أخرى ..... وايضا مما تحذر منه الزيادة في الكلام على التصديق ..... وسبب ذلك ان تركيب الجملة العربيه يختلف كثيرا عن التركيب الغير عربي فأجتهد علماء الاسلام في تطبيق هذا ((أي ضوابط التركيب الدلالية)) على الجمل العربيه ومن هنا كان اكثر الخطأ.
ـ[الباحث عن الحق]ــــــــ[23 - 01 - 03, 05:15 م]ـ
أخي (المستمسك بالحق)
هل يستطيع من جهل علم المنطق أن يفهم مقدمة (روضة الناظر) مثلا؟
وهل باستطاعته أن يعلم ما يقوله الأصوليون في كتبهم الذين بدا التأثر
المنطقي في كلامهم وحشوه في كتبهم؟
بل _ للأسف _ حتى كتب العقيدة لم تسلم من بعض المصطلحات المنطقية؟
والعجيب أن كثيرا من علماء المسلمين يدرسون ويدرّسون هذا العلم في
مختلف أقطار الأرض ويعدونه علم (آلة) يعصم الذهن من الخطأ في الفكر
بل حتى هنا في كلية القضاء بجامعة أم القرى يبدأون بالسلم قبل كتب الأصول
لأنها لا تُفهم - غالبا - إلا بإتقان مصطلحات المناطقة.
والذي لا يدرسه - غالبا - يفوته عدد من مباحث الأصول بغض النظر عن أهميتها
فهل يترك هذا العلم الذي هو بهذه الأهمية، وبعد أن نُقح أيضا؟
وما قاله الأخ أبو مصعب من تقسيم شيخ الإسلام - رحمه الله - ذكره وأقره
الشيخ أحمد القرني - حفظه الله - في تأصيله العلمي
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 01 - 03, 07:26 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/83)
أخي (المتمسك بالحق) معذرة و لكني تذكرت امرا، و هو أنني حيت سألتكم / لماذا تعلم شيخ الاسلام المنطق ما دام أنه لا يلزم في الرد على المخالف، ذكرت لي ان شيخ الاسلام كان له من سعة الاطلاع ما ليس عند غيره ـ أو بهذا المعنى ـ و لكن هذا لا يدفع السؤال، لأنه كما يظهر فقد بذل فيه قدرا من وقته، و لا يفعل ذلك الا لفائدة، خاصة من كان على فطنة شيخ الاسلام و حرصه على التحصيل ..... فلماذا تعلمه بارك الله فيكم و زادكم علما ......
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 01 - 03, 01:58 ص]ـ
ألاخ الباحث عن الحق ..... علم المنطق ليس فيه الهيات وطبيعيات بل هو فن واحد ... أدوات ... تصورات وتصديقات واستقراء .... فليس له ارتباط بما ذكرت من التقسيم.
الذي هو على انواع الفلسفه .. وقد نص شيخ الاسلام على نفس المقولة التى نقلت عن الفلسفه ... ولايمكن ان يقال هذا عن المنطق ... بل ان من طالع سطرا فيه علم هذا فأين الالهيات في المنطق؟ والطبيعيات؟ ... بل لو قيل لاستغرب من قائله كائن من كان.
اما عن قولك ان كثير من المباحث في الاصول لاتفهم الا بعلم المنطق وكذلك بعض مباحث الكلام عن اهله ... فهذا يفهم ويقرر اذا فهم المنطق وقرر ...
المنطق اخي الكريم ... أدوات فكريه ..... هدفها أيجاد آليه عقليه لضبط العملية الفكريه .... فمثلا عندهم ان التعريف الحقيقي للتصورات لابد ان يكون عن طريق الحدود!!
خاطبنا الله ورسوله بالتعريفات ... هل هذا قصور ... حشا وكلا .... لكنها الطريقه الشرعيه للفهم والتصور ...
مثال اخر هم قد قرروا بطريقه عقليه وجود الخالق ... وهي طريقة واجب الوجود وجائز الوجود ... قرر هذه الطريقه ابن سينا وقررها الاشاعره حتى اشاد بها الرزاي ......
هي في نفسها صحيحه عقلا وطريقه عقليه جيده لكنها مبينه على مقدمات طويلة جدا فهمها يحتاج الى فهم ....
الشريعه اتت بتقرير الوجود بطرق اخرى فماذا نقدم؟ طريقة الفلاسفه ام طريقه الخالق الطريقه الشرعيه البسيطه ...
كل مخلوق له خالق وهذا الكون مخلوق فلابد له من خالق ...... تمام الصنع دالا على كمال الصانع .. الخلق مصنوع الله هو الصانع ... ((لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا)) ... ((قل من انشئكم اول مرة)) ... الخ.
وهنا اخي يفهم ان هناك فرقا جوهريا في العقل واستخدامه بين اهل السنه واهل المذاهب الكلاميه ....
الاشعري رحمه الله اراد ان يرد على المعتزلة بطريقتهم العقليه الذي حصل ان الطرق الكلاميه اصبحت هي ما يقرر به الاشاعره اعتقادهم .. طالع فقط جوهرة التوحيد انظر هل هذه عقيدة!!
فوجود الخطل في هذه الكتب لايعنى ان نتتابع عليه ...... أما اصول الفقه فجلها قائم على المباحث اللغويه ... وصدقنى لا تحتاج المنطق ابدا ابدا في فهم اصول الفقه المتقدم والمتأخر ماعدا مباحث يسيرة في البرهان وغيره ..... فما الداعى اذا الى اخذ قول الامدى والنظام واشباههم؟؟ لذا تجد فيه من المباحث ما هو مخالف لصريح الكتاب والسنة ... بل انهم وللاسف اخفقوا في تطبيق القواعد المنطقيه الحقيقه على الاصول العربيه .. مثلا الرابط بين الجمل ... له تأثير كبير في نوع القضيه .... لم يتقن في اللغة العربيه جيدا فحصل أخطاء كبيرة في التطبيق.
ثم اخي انا لم اقل انه يترك .... قلت أنه ينتفع بالقليل منه ويترك اكثره ... هذا خلاصة القول عندى ونما اردت ان ابين للاخ العربي .. ما يأخذ منه وما يترك ... تحديدا ..... وأحببت ان انبه الى ان لايعطى اكبر من حجمه كما هو حاصل الان ...
وصدقنى والله الذي لااله غيره حقا وعاه قلبي وعقله ذهني ان الفقيه الغير عالم بالمنطق لو قارنت فتواه مع العالم به في قضيه طبيعيه ان الفقيه يكون اصوب نظرا ولهذا ادلة كثيرة ليس هذا موضع بسطها ...
***************
الاخ ابن عربي ..... شيخ الاسلام رحمه الله ... لايكاد يوجد فن الا وقد اخذ منه وطالعه وهو قد طالع المنطق ورد على اصحابه بل واختصر كلام لارسطوا معرب .....
وهذا على قول من اجاز تعلمه للرد على اهله ..... لكن اخي الامر ببساطه انك اذا اردت ان تناقش متمنطق وانت عالم بالشريعه فأن الرد عليه دون تعلم اصول المنطق من اسهل الطرق واجلاها ....
لكن شيخ الاسلام اراد ان يصنف في ذلك وهو محتاج الى ذكر اصولهم فذكرها في كتبه ..... ولم يدرس شيخ الاسلام المنطق ابدا .. ولم يتعلمه على شيخ .. وانما قراء بعض الكتب المعربه عن ارسطوا لامرين .. الاول: ما ذكرت لك من كثرة مطالعته لكثير من الفنون والنحل والملل بل والطبيعيات كالفلك والطب .. الخ.
الثاني: النقل عنهم لبيان خطاءهم ..... أن تحتاج ان تورد بعض ما يعارض ((بضم المعجمه)) من كلامهم فلا بد من ايراده من اصولهم .. وهذا واجب في كل الردود ..... شيخ الاسلام لما رد على الاشاعره انما نقل من كتبهم فهل نقول انه تعلم العقيدة الاشعريه! لا انما يورد ما يعترض عليه وحجتهم ثم ينقضها ...
وسانبيك اخي قريبا بزبدة هذه المقدمات وهي ما تحتاج الى تعلمه في المنطق مما لاتجده في غيره ..... وهو قليل ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/84)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 01 - 03, 02:34 م]ـ
واليك اخي العربي الجواب من شيخ الاسلام في سبب تكلمه على المنطق ولا اقول تعلمه ...
يقول رحمه الله كما في الفتاوى الجزء التاسع في الصحيفه رقم 194 من الطبعه الوقفيه لوزارة الشئون الاسلاميه ... قال رحمه الله:
((والكلام في المنطق انما وقع لما زعموا انه الة قانونية تعصم الذهن ان يزل في الفكر. فاحتجنا ان ننظر في هذه الالة هل هي كما قالوا.)).
وساذكر لك مقتطفات من كلامه في المنطق ومنه قوله رحمه الله:
((ولهذ تجد من ادخله في الخلاف والكلام وأصول الفقه لم يفد الاكثرة الكلام والتشقيق مع قلة العلم والتحقيق)).
وقال عن بعضهم ((اذ خلطوا ماذكره اهل المنطق في الحدود بالعلوم النبوية التى جاءت بها الرسل وصاروا يعظمون امر الحدودويزعمون انهم المحققون لذلك ويسلكون الطرق الصعبه الطويلة والعبارات المتكلفه الهائلة)).
وقال ((واما ان يكون تطويلا يبعد الطريق على المستدل مع امكان وصوله بطريق قريب وما احسن ما وصف الله به كتابه بقوله (ان هذا القراءن يهدى للتى هي اقوم)).
وقال ((حتى صار من يسلك طريق هؤلاء من المتأخرين يظن انه لاطريق الاهذا وان ما ادعوه من الحد والبرهان هو امر مسلم صحيح عند العقلاء ... )).
((كما لو قال قائل اقسم الدراهم بين هؤلاء النفر بالسويه قال هذا ممكن بلا كلفه فلو قال له قائل: اصبر فانه لايمكنك القسمه حتى تعرف حدها وتميز بينها وبين الضرب فان القسمه عكس الضرب الضرب تضعيف احاد احد العددين باحاد العدد الاخر والقسمه توزيع احاد العددين على الاحاد العد الاخر ..... الخ كلام نفيس جدا)).
وأعلم اخي اني والله ما اطلعت على كلامه رحمه الله الا البارحه وكان هذا رأي في المنطق والفسلفه بعد دراستها ولما طالعت كلامه زدت بصيره واقررت بقوته وفرحت به ... اقول هذا حتى لايقال اني انما رايت كلامه فملت اليه ... بل هذا امر تقرر قبل ذلك ...
وأعلم اخي ان الكلام في استخدام هذه الالة الفكرية على العلوم الشرعيه وليس على استخدامها في القوانين الطبيعيه والنظريه ... كقوانين ارسطوا الثلاث الاساسيه وهى: ب هي ب وب.
وباء اما ان تكون هي باء او لاتكون وانسيت الثالث فأن هذه هي اساس الرياضيات وغيرها ......
وايضا نستثنى من ذلك ما ظهر نفعه وتيسر كالنقيضين وارتفاعهما والضدين واجتماعهما .... وما قاله هذا الوثنى العبقري ارسطوا في الاستقراء الناقص والقياس وغيره ... وقد نقض الكثير منه خلال القرون الثلاث الماضيه لكن يظل هو الاساس وما حصل مجرد انقلابات فيزيائية وفلسفيه.(24/85)
رد ابن عقيل الظاهري على حسن فرحان في مسألة مصطلح العقيدة
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[22 - 01 - 03, 01:37 ص]ـ
اطلعت على أوراق لشاب نشيط في طلب العلم، حاد الذكاء .. لا يعيبه إلا ثقة في النفس لا حدود لها بحيث استعلى بتحصيله المحدود في عمره العلمي، القصير على مواهب العلماء وتحقيقهم وتدقيقهم خلال خمسة عشر عاماً، ولهذا يكثر في كلامه عبارات لا يجسر عليه إلا الأئمة كقوله: لا يوجد هذا الشيء لا في قول صاحب ولا قول تابع في أشياء غير محصورة، ليس عدم العلم بها علماً بعدمها كأنه ابن المنذر أو ابن جرير أو ابن حزم أو ابن عبدالبر من الحفاظ الكبار والخُلق في مثل هذا أن ينسب الاستقراء إلى جهده هو لا إلى كل الكتب كأن يقول: لم أجد هذه الكلمة مسندة إى صاحب أو تابع في المتداول المطبوع من كتب اللغة أو لا أعلم أنها نسبت إلى صاحب أو تابع .. إلخ.
وله تقريرات تألم (1) محباً مثلي يود أن يكون علم المذكور مؤصلاً بيد أن ما أصَّله عن البدعة يغيظ كل محب .. كل هذه المآخذ وأكثر منها تجدها في تعريفه للعقيدة وحكمه على التعريف، وهذا موجز رأيه:
1 أن الاصطلاح المشهور بالعقيدة لا يوجد في كلام الله سبحانه، ولافي السنة، ولا في المؤلفات المشهورة في القرون الثلاثة الأولى .. أي ليس في أقوال الصحابة رضي الله عنهم، ولا التابعين وتابعيهم وتابعي تابعيهم رحمهم الله: لا بإسناد صحيح ولا حسن ولا ضعيف ولا موضوع .. ولا لفظاً ولا معنى.
2 العقيدة مصطلح بدعي مستحدث يجب هجره.
3 هذا المصطلح كالمصطلحات التي ننكرها كالجزاء والجوهر والقديم .. إلى آخر مصطلحات البدعيين.
4 العقيدة أهم شيء في حياة المسلم فهل يعقل خلو القرآن من ذكرها؟ .. قال أبو عبدالرحمن: معنى هذا أن العقيدة إذن ليست أهم شيء في حياة المسلم.
5 احتمل أن بعض المتأخرين أخذ مصطلح العقيدة من عقد القلب على أمر ديني أو دنيوي، ثم قصر المعنى على بعض المعاني العلمية الدينية.
6 هذا الأخذ خطير، وهذا أمر خطير، لأنهم حشروا في كتب العقائد مجموعة كبيرة من الآثار في تفكير المخالفين لهم .. إلى أن قال: «وهذا يعني أنه يجب أن يعقد المسلم قلبه على تكفير أبي حنيفة وعلى أن لله ذراعين وصدراً خلق من نورهما الملائكة .. وكلامه عن هذا المصطلح جاء في سياق بعد الاستخفاف بمفهوم السلف الصالح ولذلك مناسبة تأتي إن شاء الله.
7 أن هذا الأخذ مبتدع مستحدث غير منضبط.
8 أن الألفاظ الشرعية أولى بالاستعمال.
9 قرر تقريراً بدعياً «ليس فيه شمامة من العلم والتأصيل المنهجي» عن مفهوم البدعة، فجعل لتحقيق المصطلح البدعي أربعة شروط هي:
أ أن يكون هناك ألفاظ شرعية مغنية عنه.
ب ألا يكون في الكتاب ولا في السنة.
ج أن يتخذ هذا المصطلح محنة يمتحن به المسلمون ويلزمون به.
د أن يكون له أثر سيئ في تفريق المسلمين وتنازعهم وكل هذه الشروط متوفرة في مصطلح البدعة.
10 مثَّل لمصطلح البدعة بتسمية الصلاة رياضة، وامتحان الناس بهذا اللفظ.
11 يستثني جواز استخدام العقيدة إذا كان من باب ما تعارف عليه الناس مع التوقف عن امتحان الناس به.
12 إذا سمعت من يقول: ما عقيدة فلان (2) .. فاحكم ببدعية سأله، بل يسأل عن دينه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. ولم يقل: ترضون عقيدته!.
13 الألفاظ الشرعية المغنية عن مصطلح العقيدة لا تظلم المسلم فيما اتصف به من عمل الواجبات .. إلخ، ومصطلح العقيدة يظلم، لأنه لا يسأل عن صلاة ولا صيام ولا عدل ولا صدق ولا أخلاق! .. إلخ.
14 امتحان الناس في الأمور العلمية التي لا يترتب عليها عمل: من فعل الخوارج .. وإنما يجوز السؤال عن الإسلام في عمومه، فيقال: هل فلان مسلم؟ .. ويقال: كيف دينه: هل يصلي، ويصوم .. إلخ؟.
قال أبو عبدالرحمن: هذا كل ما عنده عن بدعية الاصطلاح بالعقيدة تقصيته بإيجاز واستيعاب معاً، وفيه من الخلط، والأحكام غير المحققة ما أعزوه إلى قصور العلم، ولا أعزوه إلى تعمد المغالطة، لأنني أجل أي أخ مسلم عن تعمد المغالطة في دين الله، وإنني محص عليه المؤاخذة، كاشف، وجه الحق حسب اجتهادي واجتهاد فحول العلماء قبلي بهذه الوقفات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/86)
الوقفة الأولى: من القصور في التأصيل العلمي التماس كل معنى عربي ودعك من الاصطلاح الحاصل بعد التنزيل في كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ورده لغة أو شرعاً إذا لم يوجد فيهما، لأن المعجم العربي المدون مليأً (3) بمئات المفردات والمعاني العربية التي لم ترد في الوحيين، وما في ذلك من عجب، لأن الوحيين ليسا معجماً لغوياً، وإنما هما تعبير عما أذن الله بإبلاغه شرعاً بلغة عربية مبينة من مجموع لغة العرب.
الوقفة الثانية: ليست كل صيغة من صيغ العربية ترد منقولة عن العرب قبل التنزيل، ثم عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم .. وإنما تنقل المادة ببضعٍ وبعشرات من الصيغ، وتبقى صيغ المادة الأخرى على محض العروبة، لأن معاني الصيغ معروفة في السليقة، مؤصلة بعد التدوين .. وكل عربي يحول المادة إلى صيغةٍ ما حسب المعنى الذي يريده .. وقد يُعنى مدونو المعجم العربي بإيراد صيغ حول معناها وقياسها الصرفي خلاف، وبهذا يحقق أمثال ما حكاه ابن خالويه في كتابه: ليس من لغة العرب .. وعلى هذا فورود استعمال كل مادة في المعجم على صيغة لا اختلاف في صحتها صرفاً ومعنى ليس شرطاً في عربيتها، ونفي الاستعمال ليس علماً بالعدم، بل عدم علمٍ سببه إهمال اللغويين تقصي ما سمعوه للمادة من صيغ لا لبس في صحتها كما وردت في أمثالها من المواد.
الوقفة الثالثة: صحة الصيغة التي لم ترد في المعجم لمادة دون مادة إذا صحت صرفاً ومعنى .. أريد معنى الصيغة المضاف إلى معنى المادة قاض بأنها من استعمال العرب قبل التنزيل وفي عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، لأن العربي إنما يعبر عن مراده بلغته إن احتاج إلى التعبير عن المادة بمعنى صيغة معينة.
الوقفة الرابعة: لو لم يصح ما ذكرته بالوقفة الثالثة وهو صحيح بيقين لما كان ذلك مسوغاً لقول الشادي: «ليس في أقوال الصحابة، ولا التابعين .. إلخ .. إلخ»، لأن هذا وقف على الحفاظ، ولأن الشادي لم يستوعب كل مخطوط، ولأن ما فقد من كتب المسلمين كثير جداً، ولأنه لم يفتش في كل موجود من مطبوع ومخطوط من كتب اللغة والآثار والأحاديث والأدب والشعر وأخبار العلماء وتراجمهم وإنما استراح إلى بضعة كتب كالراغب وغفل عن مدلول إشارته النفيسة التي ستأتي، فالأحرى به أن يقول: لا أعلم ذلك وارداً .. فإن أراد الترقي في العلم قال: ويظهر من مطولات اللغة المطبوعة أو المخطوطة إن كان استقرأها: أن العقيدة معروفة المعنى مادة وصيغة، ولكنها تورد الاصطلاح بها على المعنى المعروف الآن منسوباً إلى أهل السليقة .. هذا هو الورع والتواضع والبراءة من التمظهر.
الوقفة الخامسة: أن العقيدة اسم لما يقر في القلب معرفته: عن علم محقق، أو عن وهم، أو عن عادة وتلقين وتقليد .. وهي بعض النية، لأن النية إضمار لإنشاء قولٍ أو فعل .. وقلت: «وهي بعض معنى النية» من أجل المعنى اللغوي، لا بالمعنى الشرعي الذي جعل عقيدة الإيمان عمل قلبٍ ولسانٍ وجوارح أخرى يسمى فعلها عملاً لا قولاً .. والحكم الشرعي يضاف إلى المعنى اللغوي، فيكون معنى شرعياً .. وقولي: «العقيدة اسم لما يقر في القلب .. إلخ» إنما هو معنى لغوي بنص أهل اللغة، وبلازم نصهم، وبيان ذلك: أن مادة العين والقاف والدال في لغة العرب تعني الشد والتوثيق (4) .. وعمل القلب داخل في ذلك، لأنه يعقد «بشد وتوثيق» على وجدانه المعرفي، وعلى نيته .. والعقد مصدر، والعقيدة اسم، ومن معاني الفعلية الاسمية.
الوقفة السادسة: أن هذا المعنى الصحيح لغة مراعى في تفسير كلام الله .. وللأسف أن الأخ الشادي سرد نصوص القرآن الكريم في المادة، وعرج على قول الراغب، وغفل عن دلالة إشارته، ولم يكلف نفسه تدبر معاني الآيات الكريمات وأقوال المفسرين فيها، فقد ورد النص عن عقد الأيمان وتعاقدها، والمراد بالأيمان الوصف للأيدي، فهذا لا دخل لعقد القلب فيه، وذلك قوله تعالى: «ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيداً» «سورة النساء/33»، فهذا معاقدة على حلف موالي الموالاة .. قال الزمخشري: «عاقدتهم أيديكم، وما سحتموهم (5)»، فهذا من التعاقد بالأيمان من الأيادي، بل بالغ الزجاج فلم يقبل غير قراءة «عاقدت»، وحمل قراءة «عقدت» على غموض من العربية (6) .. ولم يشذ عن هذا المعنى إلا رواية غريبة رواها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/87)
ابن إسحاق يفهم من سياقها أن الأيمان بمعنى الأقسام (7) .. وورد النص بمعنى عقد اليمين وهو القسم، وهذا للقلب دخل فيه، وذلك قول الله تعالى: «لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن بما عقَّدتم الأيمان» «سورة المائدة/ 89»، فقد أسند تعقيد الأيمان إلى القلب الحافظ ابن كثير، فقال: «أي بما صممتم عليه من الأيمان وقصدتموها (8)»، وقال الشوكاني: «فاليمين المعقدة من عقد القلب ليفعلن أولا يفعلن في المستقبل .. أي ولكن يأخذكم بأيمانكم المعقدة الموثقة بالقصد والنية إذا حنثتم فيها (9)».
قال أبو عبدالرحمن: يشهد لهذا المعنى آية كريمة يوافق سياقها سياق هذه الآية، وهي قوله تعالى: «لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم» «سورة البقرة/ 225» .. وقبل ابن كثير الزمخشري قال: «بتعقيدكم الأيمان وهو توثيقها بالقصد والنية (10)».
وقراءة «عاقدتم» هاهنا محمولة على معنى قراءة «عقدتم» بخلاف الآية من سورة النساء، لأن الآية من سورة النساء عن اليمين بمعنى القسم فتقتضي عقداً بالقلب، والآية من سورة النساء عن اليمين بمعنى صفة إحدى اليدين، وهي عن معاقدة من أطراف.
قال أبو عبدالرحمن: وقد أسلفت في مباحثي أن الأصل في فاعل متابعة الفعل من طرف واحد مثل سافر وعاقب، ومن طرف واحد فأكثر مثل ساير وقاتل، فقراءة عاقب هاهنا بمعنى متابعة العقد القلبي حتى يكثر ويتأصل، ويشهد لذلك قراءة التضعيف التي تعني التكثير، فكل ذلك لا يعني تكرار الحلف، وإنما نعني تكثر مقويات الحلف في القلب من التصميم على مقتضاه في المستقبل، ويعني ما ذكره النحاس من توكيد القسم بالحلف على الشيء غير غالط ولا ناس (11).
والتفريق بين الآيتين من سورتي النساء والمائدة تنزيل لمراد المتكلم الخاص المتعيِّن على أحد المعاني الجائزة لغة، لأن مراد المتكلم أخص من معاني اللغة .. واليمين بمجردها وبدون ذكر العقد تفيد توكيد مقتضاها من المحلوف عليه، فاكتفاء المفسر بهذا المعنى إلغاء لفعل العقد والتعقيد والمعاقدة .. والمحلوف له يرضى ويقنع بهذا التوكيد القسمي، فتكون اليمين تعاقداً بين طرفين، إلا أن الذي يكتفي بهذا المعنى يلغي دلالة الفعل الذي أسلفته، إذ العقد معنى زائد على الغاية من القسم، وهو عقد القلب على تنفيذ ما تعد به اليمين، وعلى مقتضاها دون غلط أو نسيان .. وأما الإشارة التي غفل الشادي عن دلالتها فهي قول الراغب عقب الآية من سورة المائدة: «ومنه قيل: لفلان عقيدة (12)»، لأن ضرورة اللغة وتصاريفها للدلالة على أنواع المراد تقضي التسمية بالعقيدة لما يفعله العقد، وهو منسوب إلى عقد القلب بدلالة اللغة والسياق والآية من سورة البقرة .. وكل فعل منه فاعل ومفعول واسم للفعل ومفعوله.
الوقفة السابعة: إذن عقيدة القلب معنى شرعي بضرورة الاستنباط من الآية من سورة المائدة، وهي أعم من المعنى الاصطلاحي .. وعلى هذا المعنى أصَّل اللغويون صيغ المادة مما يثبت استعمال العقيدة في المعنى الأعم .. قال نشوان بن سعيد الحميري «573 ه»: «اعتقد الدين وغيره: أي عقد عليه قلبه (13)»، وقال الزبيدي «1205 ه» مستدركاً: «اعتقد كذا بقلبه (14)» ... وما انعقد عليه الشيء فذلك الشيء في أثنائه، وقد جاء الاعتقاد الذي منه المعتقد والعقيدة في مجاز عربي بعيد .. قال ابن فارس رحمه الله: «اعتقد الأرض حياسنتها .. وذلك إذا أمطرت حتى يحفر الحافر الثرى، فتذهب يده فيه حتى يمس الأرض بأذنه وهو يحفر والثرى جعد (15)»، يريد أنها اكتفت في بطنها مطر سنتها. قال أبو عبدالرحمن: لا نزال في ألف باء الوقفات، فإلى لقاءٍ إن شاء الله.
الحواشي:
«1» بينت كثيراً: أنه لا عبرة بحركة الحرف الذي قبل الألف المهموزة، وأنه لا مسوغ لرسم رأسها على الواو .. وأن رأسها يرسم على الياء إذا كانت مكسورة لوجود دليل التصحيح، ولمسوغ معتبر وهو حسن اتصال حروف الكلمة مع كراهة توالي ألفين.
«2» من فوائد النقطتين الأفقيتين استئناف الكلام، وبيان أن ما بعدهما ليس من مقول القول.
«3» في المعتاد رسم رأس الألف المهموزة على نبرة هكذا مليء .. ومنهم من يكتب هكذا مليئ، وهو أصح لوجود مسوغ للنبرة، والصحيح الراجح ما رسمته.
«4» مقاييس اللغة ص 679.
«5» الكشاف 1/ 361.
«6» معاني القرآن 1/ 451.
«7» تفسير ابن كثير 1/ 600.
«8» تفسير ابن كثير 2/ 115.
«9» تفسير ابن كثير 2/ 89.
«10» الكشاف 1/ 705.
«11» إعراب القرآن 1/ 38 .. وكذلك ما ذكرته من معنى المتابعة .. ونفس تكرار الحلف يندفع بما أورده النحاس في هذا الموضع.
«12» المفردات ص 577.
«13» شمس العلوم.
«14» تاج العروس.
«15» مقاييس اللغة ص 680.
http://search.suhuf.net.sa/2001jazhd/dec/22/ar.htm
ـ[أنور باشا]ــــــــ[22 - 01 - 03, 01:43 ص]ـ
شكراً لك أخي ..
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[22 - 01 - 03, 11:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وقد كنت قرأت المقال منذ زمن لكني لم أكن أعرف من هو المقصود بالرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/88)
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 01 - 03, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك.
وجزى الله خيراً الشيخ أبا عبدالرحمن بن عقيل.(24/89)
رد ابن عقيل الظاهري على حسن فرحان في مسألة مصطلح العقيدة
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[22 - 01 - 03, 01:37 ص]ـ
اطلعت على أوراق لشاب نشيط في طلب العلم، حاد الذكاء .. لا يعيبه إلا ثقة في النفس لا حدود لها بحيث استعلى بتحصيله المحدود في عمره العلمي، القصير على مواهب العلماء وتحقيقهم وتدقيقهم خلال خمسة عشر عاماً، ولهذا يكثر في كلامه عبارات لا يجسر عليه إلا الأئمة كقوله: لا يوجد هذا الشيء لا في قول صاحب ولا قول تابع في أشياء غير محصورة، ليس عدم العلم بها علماً بعدمها كأنه ابن المنذر أو ابن جرير أو ابن حزم أو ابن عبدالبر من الحفاظ الكبار والخُلق في مثل هذا أن ينسب الاستقراء إلى جهده هو لا إلى كل الكتب كأن يقول: لم أجد هذه الكلمة مسندة إى صاحب أو تابع في المتداول المطبوع من كتب اللغة أو لا أعلم أنها نسبت إلى صاحب أو تابع .. إلخ.
وله تقريرات تألم (1) محباً مثلي يود أن يكون علم المذكور مؤصلاً بيد أن ما أصَّله عن البدعة يغيظ كل محب .. كل هذه المآخذ وأكثر منها تجدها في تعريفه للعقيدة وحكمه على التعريف، وهذا موجز رأيه:
1 أن الاصطلاح المشهور بالعقيدة لا يوجد في كلام الله سبحانه، ولافي السنة، ولا في المؤلفات المشهورة في القرون الثلاثة الأولى .. أي ليس في أقوال الصحابة رضي الله عنهم، ولا التابعين وتابعيهم وتابعي تابعيهم رحمهم الله: لا بإسناد صحيح ولا حسن ولا ضعيف ولا موضوع .. ولا لفظاً ولا معنى.
2 العقيدة مصطلح بدعي مستحدث يجب هجره.
3 هذا المصطلح كالمصطلحات التي ننكرها كالجزاء والجوهر والقديم .. إلى آخر مصطلحات البدعيين.
4 العقيدة أهم شيء في حياة المسلم فهل يعقل خلو القرآن من ذكرها؟ .. قال أبو عبدالرحمن: معنى هذا أن العقيدة إذن ليست أهم شيء في حياة المسلم.
5 احتمل أن بعض المتأخرين أخذ مصطلح العقيدة من عقد القلب على أمر ديني أو دنيوي، ثم قصر المعنى على بعض المعاني العلمية الدينية.
6 هذا الأخذ خطير، وهذا أمر خطير، لأنهم حشروا في كتب العقائد مجموعة كبيرة من الآثار في تفكير المخالفين لهم .. إلى أن قال: «وهذا يعني أنه يجب أن يعقد المسلم قلبه على تكفير أبي حنيفة وعلى أن لله ذراعين وصدراً خلق من نورهما الملائكة .. وكلامه عن هذا المصطلح جاء في سياق بعد الاستخفاف بمفهوم السلف الصالح ولذلك مناسبة تأتي إن شاء الله.
7 أن هذا الأخذ مبتدع مستحدث غير منضبط.
8 أن الألفاظ الشرعية أولى بالاستعمال.
9 قرر تقريراً بدعياً «ليس فيه شمامة من العلم والتأصيل المنهجي» عن مفهوم البدعة، فجعل لتحقيق المصطلح البدعي أربعة شروط هي:
أ أن يكون هناك ألفاظ شرعية مغنية عنه.
ب ألا يكون في الكتاب ولا في السنة.
ج أن يتخذ هذا المصطلح محنة يمتحن به المسلمون ويلزمون به.
د أن يكون له أثر سيئ في تفريق المسلمين وتنازعهم وكل هذه الشروط متوفرة في مصطلح البدعة.
10 مثَّل لمصطلح البدعة بتسمية الصلاة رياضة، وامتحان الناس بهذا اللفظ.
11 يستثني جواز استخدام العقيدة إذا كان من باب ما تعارف عليه الناس مع التوقف عن امتحان الناس به.
12 إذا سمعت من يقول: ما عقيدة فلان (2) .. فاحكم ببدعية سأله، بل يسأل عن دينه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. ولم يقل: ترضون عقيدته!.
13 الألفاظ الشرعية المغنية عن مصطلح العقيدة لا تظلم المسلم فيما اتصف به من عمل الواجبات .. إلخ، ومصطلح العقيدة يظلم، لأنه لا يسأل عن صلاة ولا صيام ولا عدل ولا صدق ولا أخلاق! .. إلخ.
14 امتحان الناس في الأمور العلمية التي لا يترتب عليها عمل: من فعل الخوارج .. وإنما يجوز السؤال عن الإسلام في عمومه، فيقال: هل فلان مسلم؟ .. ويقال: كيف دينه: هل يصلي، ويصوم .. إلخ؟.
قال أبو عبدالرحمن: هذا كل ما عنده عن بدعية الاصطلاح بالعقيدة تقصيته بإيجاز واستيعاب معاً، وفيه من الخلط، والأحكام غير المحققة ما أعزوه إلى قصور العلم، ولا أعزوه إلى تعمد المغالطة، لأنني أجل أي أخ مسلم عن تعمد المغالطة في دين الله، وإنني محص عليه المؤاخذة، كاشف، وجه الحق حسب اجتهادي واجتهاد فحول العلماء قبلي بهذه الوقفات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/90)
الوقفة الأولى: من القصور في التأصيل العلمي التماس كل معنى عربي ودعك من الاصطلاح الحاصل بعد التنزيل في كلام الله سبحانه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ورده لغة أو شرعاً إذا لم يوجد فيهما، لأن المعجم العربي المدون مليأً (3) بمئات المفردات والمعاني العربية التي لم ترد في الوحيين، وما في ذلك من عجب، لأن الوحيين ليسا معجماً لغوياً، وإنما هما تعبير عما أذن الله بإبلاغه شرعاً بلغة عربية مبينة من مجموع لغة العرب.
الوقفة الثانية: ليست كل صيغة من صيغ العربية ترد منقولة عن العرب قبل التنزيل، ثم عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم .. وإنما تنقل المادة ببضعٍ وبعشرات من الصيغ، وتبقى صيغ المادة الأخرى على محض العروبة، لأن معاني الصيغ معروفة في السليقة، مؤصلة بعد التدوين .. وكل عربي يحول المادة إلى صيغةٍ ما حسب المعنى الذي يريده .. وقد يُعنى مدونو المعجم العربي بإيراد صيغ حول معناها وقياسها الصرفي خلاف، وبهذا يحقق أمثال ما حكاه ابن خالويه في كتابه: ليس من لغة العرب .. وعلى هذا فورود استعمال كل مادة في المعجم على صيغة لا اختلاف في صحتها صرفاً ومعنى ليس شرطاً في عربيتها، ونفي الاستعمال ليس علماً بالعدم، بل عدم علمٍ سببه إهمال اللغويين تقصي ما سمعوه للمادة من صيغ لا لبس في صحتها كما وردت في أمثالها من المواد.
الوقفة الثالثة: صحة الصيغة التي لم ترد في المعجم لمادة دون مادة إذا صحت صرفاً ومعنى .. أريد معنى الصيغة المضاف إلى معنى المادة قاض بأنها من استعمال العرب قبل التنزيل وفي عهد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، لأن العربي إنما يعبر عن مراده بلغته إن احتاج إلى التعبير عن المادة بمعنى صيغة معينة.
الوقفة الرابعة: لو لم يصح ما ذكرته بالوقفة الثالثة وهو صحيح بيقين لما كان ذلك مسوغاً لقول الشادي: «ليس في أقوال الصحابة، ولا التابعين .. إلخ .. إلخ»، لأن هذا وقف على الحفاظ، ولأن الشادي لم يستوعب كل مخطوط، ولأن ما فقد من كتب المسلمين كثير جداً، ولأنه لم يفتش في كل موجود من مطبوع ومخطوط من كتب اللغة والآثار والأحاديث والأدب والشعر وأخبار العلماء وتراجمهم وإنما استراح إلى بضعة كتب كالراغب وغفل عن مدلول إشارته النفيسة التي ستأتي، فالأحرى به أن يقول: لا أعلم ذلك وارداً .. فإن أراد الترقي في العلم قال: ويظهر من مطولات اللغة المطبوعة أو المخطوطة إن كان استقرأها: أن العقيدة معروفة المعنى مادة وصيغة، ولكنها تورد الاصطلاح بها على المعنى المعروف الآن منسوباً إلى أهل السليقة .. هذا هو الورع والتواضع والبراءة من التمظهر.
الوقفة الخامسة: أن العقيدة اسم لما يقر في القلب معرفته: عن علم محقق، أو عن وهم، أو عن عادة وتلقين وتقليد .. وهي بعض النية، لأن النية إضمار لإنشاء قولٍ أو فعل .. وقلت: «وهي بعض معنى النية» من أجل المعنى اللغوي، لا بالمعنى الشرعي الذي جعل عقيدة الإيمان عمل قلبٍ ولسانٍ وجوارح أخرى يسمى فعلها عملاً لا قولاً .. والحكم الشرعي يضاف إلى المعنى اللغوي، فيكون معنى شرعياً .. وقولي: «العقيدة اسم لما يقر في القلب .. إلخ» إنما هو معنى لغوي بنص أهل اللغة، وبلازم نصهم، وبيان ذلك: أن مادة العين والقاف والدال في لغة العرب تعني الشد والتوثيق (4) .. وعمل القلب داخل في ذلك، لأنه يعقد «بشد وتوثيق» على وجدانه المعرفي، وعلى نيته .. والعقد مصدر، والعقيدة اسم، ومن معاني الفعلية الاسمية.
الوقفة السادسة: أن هذا المعنى الصحيح لغة مراعى في تفسير كلام الله .. وللأسف أن الأخ الشادي سرد نصوص القرآن الكريم في المادة، وعرج على قول الراغب، وغفل عن دلالة إشارته، ولم يكلف نفسه تدبر معاني الآيات الكريمات وأقوال المفسرين فيها، فقد ورد النص عن عقد الأيمان وتعاقدها، والمراد بالأيمان الوصف للأيدي، فهذا لا دخل لعقد القلب فيه، وذلك قوله تعالى: «ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيداً» «سورة النساء/33»، فهذا معاقدة على حلف موالي الموالاة .. قال الزمخشري: «عاقدتهم أيديكم، وما سحتموهم (5)»، فهذا من التعاقد بالأيمان من الأيادي، بل بالغ الزجاج فلم يقبل غير قراءة «عاقدت»، وحمل قراءة «عقدت» على غموض من العربية (6) .. ولم يشذ عن هذا المعنى إلا رواية غريبة رواها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/91)
ابن إسحاق يفهم من سياقها أن الأيمان بمعنى الأقسام (7) .. وورد النص بمعنى عقد اليمين وهو القسم، وهذا للقلب دخل فيه، وذلك قول الله تعالى: «لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن بما عقَّدتم الأيمان» «سورة المائدة/ 89»، فقد أسند تعقيد الأيمان إلى القلب الحافظ ابن كثير، فقال: «أي بما صممتم عليه من الأيمان وقصدتموها (8)»، وقال الشوكاني: «فاليمين المعقدة من عقد القلب ليفعلن أولا يفعلن في المستقبل .. أي ولكن يأخذكم بأيمانكم المعقدة الموثقة بالقصد والنية إذا حنثتم فيها (9)».
قال أبو عبدالرحمن: يشهد لهذا المعنى آية كريمة يوافق سياقها سياق هذه الآية، وهي قوله تعالى: «لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم» «سورة البقرة/ 225» .. وقبل ابن كثير الزمخشري قال: «بتعقيدكم الأيمان وهو توثيقها بالقصد والنية (10)».
وقراءة «عاقدتم» هاهنا محمولة على معنى قراءة «عقدتم» بخلاف الآية من سورة النساء، لأن الآية من سورة النساء عن اليمين بمعنى القسم فتقتضي عقداً بالقلب، والآية من سورة النساء عن اليمين بمعنى صفة إحدى اليدين، وهي عن معاقدة من أطراف.
قال أبو عبدالرحمن: وقد أسلفت في مباحثي أن الأصل في فاعل متابعة الفعل من طرف واحد مثل سافر وعاقب، ومن طرف واحد فأكثر مثل ساير وقاتل، فقراءة عاقب هاهنا بمعنى متابعة العقد القلبي حتى يكثر ويتأصل، ويشهد لذلك قراءة التضعيف التي تعني التكثير، فكل ذلك لا يعني تكرار الحلف، وإنما نعني تكثر مقويات الحلف في القلب من التصميم على مقتضاه في المستقبل، ويعني ما ذكره النحاس من توكيد القسم بالحلف على الشيء غير غالط ولا ناس (11).
والتفريق بين الآيتين من سورتي النساء والمائدة تنزيل لمراد المتكلم الخاص المتعيِّن على أحد المعاني الجائزة لغة، لأن مراد المتكلم أخص من معاني اللغة .. واليمين بمجردها وبدون ذكر العقد تفيد توكيد مقتضاها من المحلوف عليه، فاكتفاء المفسر بهذا المعنى إلغاء لفعل العقد والتعقيد والمعاقدة .. والمحلوف له يرضى ويقنع بهذا التوكيد القسمي، فتكون اليمين تعاقداً بين طرفين، إلا أن الذي يكتفي بهذا المعنى يلغي دلالة الفعل الذي أسلفته، إذ العقد معنى زائد على الغاية من القسم، وهو عقد القلب على تنفيذ ما تعد به اليمين، وعلى مقتضاها دون غلط أو نسيان .. وأما الإشارة التي غفل الشادي عن دلالتها فهي قول الراغب عقب الآية من سورة المائدة: «ومنه قيل: لفلان عقيدة (12)»، لأن ضرورة اللغة وتصاريفها للدلالة على أنواع المراد تقضي التسمية بالعقيدة لما يفعله العقد، وهو منسوب إلى عقد القلب بدلالة اللغة والسياق والآية من سورة البقرة .. وكل فعل منه فاعل ومفعول واسم للفعل ومفعوله.
الوقفة السابعة: إذن عقيدة القلب معنى شرعي بضرورة الاستنباط من الآية من سورة المائدة، وهي أعم من المعنى الاصطلاحي .. وعلى هذا المعنى أصَّل اللغويون صيغ المادة مما يثبت استعمال العقيدة في المعنى الأعم .. قال نشوان بن سعيد الحميري «573 ه»: «اعتقد الدين وغيره: أي عقد عليه قلبه (13)»، وقال الزبيدي «1205 ه» مستدركاً: «اعتقد كذا بقلبه (14)» ... وما انعقد عليه الشيء فذلك الشيء في أثنائه، وقد جاء الاعتقاد الذي منه المعتقد والعقيدة في مجاز عربي بعيد .. قال ابن فارس رحمه الله: «اعتقد الأرض حياسنتها .. وذلك إذا أمطرت حتى يحفر الحافر الثرى، فتذهب يده فيه حتى يمس الأرض بأذنه وهو يحفر والثرى جعد (15)»، يريد أنها اكتفت في بطنها مطر سنتها. قال أبو عبدالرحمن: لا نزال في ألف باء الوقفات، فإلى لقاءٍ إن شاء الله.
الحواشي:
«1» بينت كثيراً: أنه لا عبرة بحركة الحرف الذي قبل الألف المهموزة، وأنه لا مسوغ لرسم رأسها على الواو .. وأن رأسها يرسم على الياء إذا كانت مكسورة لوجود دليل التصحيح، ولمسوغ معتبر وهو حسن اتصال حروف الكلمة مع كراهة توالي ألفين.
«2» من فوائد النقطتين الأفقيتين استئناف الكلام، وبيان أن ما بعدهما ليس من مقول القول.
«3» في المعتاد رسم رأس الألف المهموزة على نبرة هكذا مليء .. ومنهم من يكتب هكذا مليئ، وهو أصح لوجود مسوغ للنبرة، والصحيح الراجح ما رسمته.
«4» مقاييس اللغة ص 679.
«5» الكشاف 1/ 361.
«6» معاني القرآن 1/ 451.
«7» تفسير ابن كثير 1/ 600.
«8» تفسير ابن كثير 2/ 115.
«9» تفسير ابن كثير 2/ 89.
«10» الكشاف 1/ 705.
«11» إعراب القرآن 1/ 38 .. وكذلك ما ذكرته من معنى المتابعة .. ونفس تكرار الحلف يندفع بما أورده النحاس في هذا الموضع.
«12» المفردات ص 577.
«13» شمس العلوم.
«14» تاج العروس.
«15» مقاييس اللغة ص 680.
http://search.suhuf.net.sa/2001jazhd/dec/22/ar.htm
ـ[أنور باشا]ــــــــ[22 - 01 - 03, 01:43 ص]ـ
شكراً لك أخي ..
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[22 - 01 - 03, 11:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وقد كنت قرأت المقال منذ زمن لكني لم أكن أعرف من هو المقصود بالرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/92)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 01 - 03, 06:56 م]ـ
بارك الله فيك.
وجزى الله خيراً الشيخ أبا عبدالرحمن بن عقيل.
ـ[أبو الفضل العنانى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[صخر]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:43 م]ـ
حفظ الله الشيخ أباعبد الرحمان
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[21 - 09 - 06, 10:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
استغربت لأمر هذا الشاب الذي ذكرتم، لأن هناك من قرأت له ويقول بنفس القول .. ولكن تباعد البلدان والاختلاف في الألفاظ لفت نظري.
فهلّا أطلعتمونا على هذه الأوراق التي ذكرتم لذلك الشاب واسمه، و لعلّ في مقاله ما يكون مجالاً للمدارسة فننتفع جميعاً بإذن الله.
خاصة أن تقريظ أبي عبدالرحمن له سبق رده.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 11:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
استغربت لأمر هذا الشاب الذي ذكرتم، لأن هناك من قرأت له ويقول بنفس القول .. ولكن تباعد البلدان والاختلاف في الألفاظ لفت نظري.
فهلّا أطلعتمونا على هذه الأوراق التي ذكرتم لذلك الشاب واسمه، و لعلّ في مقاله ما يكون مجالاً للمدارسة فننتفع جميعاً بإذن الله.
خاصة أن تقريظ أبي عبدالرحمن له سبق رده.
وصف ابن عقيل لحسن بن فرحان أنه حاد الذكاء كوصف الهلالي للغماري بأنه بلغ رتبة أحمد بن حنبل في علم الحديث
يعني فيه من المبالغة ما فيه
وحسن بن فرحان في الواقع إما غبي أو يتغابى فهو يحاول الطعن بالسلفيين بأي طريقة
ولقد شاهدت مرةً مناظرةً بين السلفيين والصوفيين على إحدى القنوات الفضائية
وكان من ضمن ما انتقد السلفيون على المتصوفة ما جاء في بعض كتبهم من الزام المريد بأقوال الشيخ وغيرها من مظاهر التعظيم المنكرة
فهب حسن المالكي لنجدة الصوفية بقوله أن السلفيين كالصوفية في هذا الباب فهم إذا جاءهم أحدٌ بقولٍ جديد قالوا له ((من سلفك))
انظر كيف استقام في عقل هذا الذكي الحاد الذكاء التسوية بين الزام المريد بأقوال شيخ معين دون غيره والزام الباحث بإجماع سلف الأمة
بل إني سمعته يسوي بين الإستغاثة والتوسل
وهو الذي قرأ كتب السلف
بل إن تسويته بين لفظ الجوهر والعرض ولفظ العقيدة دليلٌ آخر على على عدم اتزانه
وفي رده على العلوان في شأن معاوية
أشار إلى أن معاوية ساعد على قتل عمر
ولم يذكر دليلاً علمياً مقنعاً على ذلك
وبالجملة الرجل يأخذه الحماس في نقد السلفيين فيصدر منه ما يجعله أضحوكةً للعقلاء
ـ[الديولي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 04:11 م]ـ
السلام عليكم
أخي عبدالله بارك الله فيك، الحق أحق أن يقال
ليس حسن بن فرحان المالكي بغبي كما صورة للقراء، بل هو كما قال عنه أبوعبدالحمن
الظاهري:شاب نشيط في طلب العلم، حاد الذكاء .. لا يعيبه إلا ثقة في النفس لا حدود لها بحيث
استعلى بتحصيله المحدود في عمره العلمي
ومن قرأ كتبه مثل
داعية وليس نبيا أو مع سليمان العلوان في معاوية بن ابي سفيان أو الصحبة والصحابة او قراءة
في كتب العقائد
علم أن هذا الإنسان ذكي وقارئ وليس بغبي
نعم توجد ملاحظات عليه ولكن في الحقيقة لا يستهان به
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[07 - 10 - 06, 04:48 م]ـ
حسن بن فرحان المالكي ليس بذكي لأنه مراوغ مثل الثعلب ............. ويوم ناقشه الشيخ بندر الشويقي فر وانقطع وهرب كالحمار
وتبين أنه يسرق من كتب الناس وينشرها على أنها له مثل ما سوى في الكلام اللي ينقله عن ابن تيمية
وصفك أخي الدويلي له بالذكاء وأنه ليس بالسهل يشككني في علميتك واتزانك في الأحكام
ربما غرتك سرقاته من كتب الناس وربما غرك بتره للنصوص وكتابه داعية وليس بنبي يبين سرقاته وتلاعبه
رحم الله الذكاء
ـ[الديولي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 03:26 م]ـ
لا تكن كالمريض لا يأكل إلا ما قدم له
لا ينبغي يااخي الفاضل التلفظ بوصف من خالفك أنه فر كالحمار (أعدد لها جوابا عند الله تعالى يوم
تلقاه)
وهذه المناقشة التي قلت عنها والتي جرت بينه وبين الشيخ بندر لم نطلع عليها ولم ندر كيف دار
هذا النقاش وفراره كما وصفت! فياحبذا لونقلتها لنا لنستفيد
ووصفك له بالثعلب ياأخي هذا يدل على ذكائه
واما عن السرقات فأرجو إعادة النظر فيما قرأت من كتب علمية، وراجع ما يكتبون، فسوف تنظر
بعينك للسرقات من أناس نظنهم سلفيون، ولكن نسكت!، ومتى وجدنا من مخالفينا هذه
الأمور شهرنا بهم!
أخي العزيز قال عمر رضي الله عنه: ما جعل قول الحق لي من صاحب
فنظر بارك الله فيك هل تختلف مع أصحابك في مسائل، وهل الكل راضي عنك؟
قال سفيان الثوري رحمه الله: إذا أثنى على الرجل جيرانه أجمعون فهو رجل سوء
قالوا له: كيف ذلك؟
قال: يراهم يعملون بالمعاصي فلا يغير عليهم، ويلقاهم بوجه طلق
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 03:55 م]ـ
هونوا عليكم إخواني ... فهبه كان من من أذكياء العالم ...... فهل زاده ذكاءه إلا تردياً في مهاوي البدعة ..... وكم من ذكي حقاً وصدقاً ... وهو ضال مبتدع ... وما أمر الجاحظ والنظام والرازي منا ببعيد .........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/93)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[08 - 10 - 06, 04:39 م]ـ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
تذكروا رمضان
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 07:41 م]ـ
لقد ذكرت ما عندي
وأنا كما قرأت للرجل فقد اسمتعت له
ولم أرَ ما تزعم
وقد رأيت العوام الموحدين وهم يفحمونه ويلقمونه الحجر
ولي مع حسن بن فرحان الأشتري وقفات طويلة إن شاء الله
وينبغي التنبيه على أنه قد فرق بين التوسل والإستغاثة في موطن من مناظراته
وقال أنا لا أرى مشروعية التوسل فضلاً عن الإستغاثة
ثم إنه لما ناظر بعض الناس في قتال الشيخ محمد بن عبد الوهاب لبعض القبائل
قال ما معناه ((هؤلاء لم يكن عندهم إلا التوسل الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب في آداب المشي إلى الصلاة))
ورد عليه المذيع ان هناك بين التوسل والإستغاثة
ـ[أحمد الكتبي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 07:48 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28868&highlight=%DD%D1%CD%C7%E4
ـ[ابومجاهد التميمي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 02:47 م]ـ
الشريفي نشكرك على هذا النقل
اما مسئله حاد الذكاء ام لا فـ ارى ان يراجع ابوعقيل لكي يوضح لمن لم يتقبل هذا الوصف انه في محله
اسئل الله العظيم بان يهدي اخونا حسن المالكي الى الطريق المستقيم
ـ[ابومجاهد التميمي]ــــــــ[20 - 11 - 06, 03:21 م]ـ
ذكر لي ان لحسن المالكي مقالة عن (الأنساب) فماهي هذه المقاله وماذا تحوي
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 12:17 ص]ـ
وصف ابن عقيل لحسن بن فرحان أنه حاد الذكاء كوصف الهلالي للغماري بأنه بلغ رتبة أحمد بن حنبل في علم الحديث
يعني فيه من المبالغة ما فيه
وحسن بن فرحان في الواقع إما غبي أو يتغابى
....
وبالجملة الرجل يأخذه الحماس في نقد السلفيين فيصدر منه ما يجعله أضحوكةً للعقلاء
إذن هو ذكي يتغابى!!
هو إن كان ذكياً أخي الخليفي فذكاؤه كذكاء المعتزلة وغيرهم لايعني قوة حججهم في الواقع.
و أنا أشهد أنه ينقلب غبياً إن غيبت عقله عاطفة الفخر والثقة بالنفس، فما إن تمدحه حتى يخرج لك ما تريد، ويحمله الكبر وظن نفسه فوق ما هي إلى الإكثار من طلب المناظرة والمباهلة، حتى إذ تمت مناظرته مع الشيخ الفاضل بندر الشويقي هتكت ستور قدراته على الملأ، فغدا هو ومحبوه في حالة من الغم والكدر تفوق ما حصل للخوارزمي بعد مناظرته مع بديع الزمان، وما حصل للراعي النميري بعد دامغة جرير
و لا يعنيني أن يكون ذكياً أم لا، ما دام غير أمين في نقله واعتقاده، ما دام يستخدم ذكاءه في التزوير، فإنه عندي قرين محمد الجابري وطه حسين في هذا المضمار.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم
داعية وليس نبيا أو مع سليمان العلوان في معاوية بن ابي سفيان أو الصحبة والصحابة او قراءة
في كتب العقائد
علم أن هذا الإنسان ذكي وقارئ وليس بغبي
نعم توجد ملاحظات عليه ولكن في الحقيقة لا يستهان به
أخي الكريم، قرأت كتابه قراءة في كتب العقائد، فوجدته متحاملاً محرفاً أكثر منه ذكياً
لا يحتاج الرد عليه إلا إلى قراءة كتبه، فما يقوله هنا ينقضه هناك، وكثرة التناقض ليست من صفات الأذكياء.
وأعطيك مثالاً:
يقول (بالمعنى): إن كلام أهل السنة عن الجهمية والمعتزلة غير صحيح لأننا يجب أن نرجع إلى كتب هؤلاء.
قلت: لو كان أهل السنة كلهم حسن فرحان، أي كلهم لايوثق بنقلهم عن خصومهم لتحريفهم الكلم عن مواضعه لما جاز لنا أن نقول ذلك.
بل الصحيح أن نقول: لا نعرف إن كان كلام اهل السنة عن الجهمية والمعتزلة صحيحاً لأننا يجب أن نرجع إلى كتبهم، هكذا من دون تكذيب لأهل السنة
فلا يصح أن تكذب أهل السنة وأنت لم ترجع إلى كتب الجهمية والمعتزلة حتى ترى إن كان كلامهم صحيحاً أم لا، فهذه القضية تحمل التناقض في نفسها إذيدافع عن قوم بسبب الشك في النقل إنصافاً، بينما يطعن في قوم مع اعترافه بعدم وجود النقل لا الشك فيه.
كما تتناقض مع ما يقوم به عملياً مع خصومه
فلما سأله الشيخ بندر عن ما نسبه إلى شيخ الإسلام ابن تيمية، بقي سنة لا يجد وسيلة لتأخير الجواب إلا واستعملها، لماذا؟ لأنه لن يجد ما نقله عن شيخ الإسلام، لماذا؟ لأنه أخذ النقل بواسطة أعداء شيخ الإسلام
الحاصل أنه كان لا يستهان به عندما لم يكن أحد يجمع أطراف كلامه، أما وقد شرع الشيخ بندر هذا المنهج للناس، لم يبق لحسن إلا اللوذ بالصمت.
أما قولك إنه عليه ملاحظات فيظهر لي أنك لم تقرأ كثيراً مما كتب، فأقل ما يقال فيه أنه شيعي، فهو يقول أن المجتمع السني متلبس بالنصب بشكل عام، واقرأ مناظرته مع الشويقي تجد كل مكابرة وكل مخالفة للمنهج العلمي
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:38 ص]ـ
رأيتُ العقل نوعين ............................ فمطبوع و مسموعُ
فلا ينفع مسموعٌٌ ................................ إذا لم يكُ مطبوعُ
كما لا تنفع الشمس .......................... و ضوء العين ممنوعُ
و من قرأ كتب الردود على المدعو حسن فرحان علم أنه لا نصيب لا في النوعين.(24/94)
هل مذهب الأحناف من مذاهب أهل السنة؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 01 - 03, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... اخواني في الله، نحن دائما ما نقول بأن التمذهب ما هو الا وسيلة محضة لطلب العلم، لأن كما هو معروف فقد ضعفت فينا علوم الألة فحتى لا نشذ في أحكام النصوص فقد اضطررنا الى الدخول الى الفقه من الجهة الأخرى و هي جهة الفروع التي سطرها لنا علماؤنا ـ رحمهم الله ـ ثم بعد اكتمال الالة نبدأ في الخروج عنها لما يتبين انه غير صحيح في نظر المجتهد ......... هذا معروف ..
والسؤال / لماذا لا يطبق بعضنا هذا الكلام على مذهب أبي حنيفة؟ (هذا استفهام محض و ليس استنكار)
فنجد أن البعض لا يريد أن يتخذ مذهب أبي حنيفة وسيلة للتفقه رغم أنه قد يجد من يتقن المذهب جيدا و يتمكن من تلقينه ايّاه بصورة جيدة، و يحتج على ذلك بأنه كثير الفروع و الفتراضات المعتمدة على الرأي الذي مخالفته للنصوص ظاهرة ـ و هذا حق فأنا حنفي المذهب في الدراسة الأزهرية و أعرف ذلك جيدا ـ و لكني أعلم أن شيخ الاسلام صرّح بأن المذهب الحنفي من مذاهب اهل السنة المعتبرة، و هذا معروف و متواتر لدى الجميع، فهل للذين يعتذرون عن دراسة المذهب أو التمذهب عليه و جه في ذلك؟ أفيدونا بارك الله فيكم
و أعتذر الى اخواني من كثرة أسئلتي و استفساراتي، فأنا حين دخلت الى هذا الموقع المبارك و أنا أعلم أنني سأكون مستفيدا أكثر منّي مفيدا ـ هذا اذا كنت مفيدا أصلا ـ فاذا كان اخواني يقبلونني مستفيدا فبارك الله في علمهم و أطال أعمارهم في طاعته ... أمين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 01 - 03, 02:05 ص]ـ
أخي الكريم أرجو منك تعديل العنوان
لأن الذي لا يعتبر الإمام أبي حنيفة اليوم -أي بعد استقرار الأمر- من أهل السنة والجماعة، فهو ليس من أهل السنة ولا من أهل الجماعة، ولا يعتد بقوله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 01 - 03, 02:16 ص]ـ
أخي الكريم لما قالوا وجه قوى ...
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 01 - 03, 02:55 ص]ـ
الحمد لله ...
أخي المتمسك:
من وماذا تعني؟
.
.
أخي الأمين:
جزاك الله خيرا.
.
أخي أبا خالد العربي:
قلت: (و يحتج على ذلك بأنه كثير الفروع و الفتراضات المعتمدة على الرأي الذي مخالفته للنصوص ظاهرة ـ و هذا حق فأنا حنفي المذهب في الدراسة الأزهرية و أعرف ذلك جيدا).
إن كنت ترى هذا حقا
وكنت في النهاية تريد أن تضبط فقهك على الكتاب والسنة الصحيحة.
أفلا يلزم من هذا أن تلتزم في بداية الطلب (من باب تنظيم الدراسة) أكثر المذاهب انضباطا على الكتاب والسنة؟
.
مجرد سؤال.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 01 - 03, 01:12 م]ـ
أخي الأمين و المتمسك بالحق ... أنا قلت: مذهب الأحناف و لم أقل: عقيدة الأحناف، فالمذهب منسوب للأحناف و ليس كل ما ينسب لشخص يعطى حكمه، فمثلا حينما أقول / الأحناف أقول هم أهل سنة، و لكن حينما أقول / عقيدة الحناف أقول مرجئة في الايمان .............
كذلك اذا قلت / الأحناف أقول هم أهل سنة، و لكن حينما أقول / مذهب الأحناف في الفروع، فالأمر متعلق بالفروع المحضة و وجه قربها أ بعدها عن السنة، و هذا هو محل السؤال ......... و بما أن الموضوع قد تطرق الى هذا الأمر فهناك أمر أرجو افادتي فيه، و هو أن عندي كتاب لمحدث الديار اليمنية / مقبل الوادعي ... عنوانه [نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من اقوال أئمة الجرح و التعديل في أبي حنيفة] و خلص في الكتاب الى ان ابي حنيفة مجروح، و مما ذكره بالأسانيد الصحيحة ـ عنده ـ أن أبا حنيفة استتيب من الكفر مرتين .... فما القول في هذا الكتاب، فانه قد حيرني حقا .......
أخي الأزهري السلفي .... أنا بالفعل درست المذهب الحنبلي، و حفظت غالب (زاد المستقنع) و درست الروض المربع كاملا، و درست قدرا كبيرا من (الكوكب المنير) في الأصول، و بعد ذلك قررت تحويل الدراسة الى المذهب الشافعي، لأنه مخدوم أكثر في مصر، و شيوخه في مصر أكثر ـ أي بالنسبة للمذهب الحنبلي ـ و الا فان الأمر لا يخفى عليك من شدة القحط في الشيوخ ..... و أقول لأهل الحجاز: هنيئا لكم شيوخكم من الحنابلة، أنتم في نعمة عظيمة ....
و أرجو ألا ننسى الموضوع الأصلي
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 01 - 03, 02:11 م]ـ
أخي ابن العربي قلت انهم قالوا: ((و يحتج على ذلك بأنه كثير الفروع و الفتراضات المعتمدة على الرأي الذي مخالفته للنصوص ظاهرة ـ و هذا حق فأنا حنفي المذهب في الدراسة الأزهرية و أعرف ذلك جيدا ـ)).
ثم قلت: ((، فهل للذين يعتذرون عن دراسة المذهب أو التمذهب عليه و جه في ذلك؟)).
فقلت: لما قالوا وجه قوى في ذلك.
فكلامي على المذهب الفرعي الفقهي وما ذكرت العقيدة.
وفي هذا توضيح للاخ الازهري الذي افتقدناه كثيرا.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[24 - 01 - 03, 03:40 م]ـ
فهل للذين يعتذرون عن دراسة المذهب أو التمذهب عليه وجه في ذلك؟
أقول: أصول مذهبهم في جهة، وبقيّة المذاهب أصولها في جهة أخرى. فلماذا يبتدئ الطالب بدراسة مذهب كهذا.
ثمّ أي مدرسة من مدارس الحنفيّة سيدرسها الطالب: مدرسة متقدّميهم، أم مدرسة متأخّريهم وهو ما عليه جلّ المعاصرين منهم.
وأخيراً: أخشى أن تورث دراسة هذا المذهب عند الطالب التعصّب له، فالظاهر أنّ هذه خاصيّة من خاصيّات هذا المذهب. وكذلك الاكثار من الحجج الكلاميّة، وتقديم الأدلة العقليّة على نصوص السنّة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/95)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 01 - 03, 08:04 م]ـ
أخي المتمسك بالحق، ظننت أن كلامك عائدا على كلام أخي الأمين .... وأنا لم أقصد المعتقد، و لكني ضربت مثلا في المقارنة بين أن أقول الأحناف و أن اقول عقيدة الأحناف، لأنه يماثل ما اذا قلت الحناف و مذهب الأحناف لأدفع بذلك ما قد يظن من العنوان منم أنني أريد أب حنيفة او الأحناف، و انما أردت مذهب الأحناف في الفروع .... و الله الموفق
أخي هيثم ..... كثير من العلماء ـ منهم أهل الحجاز الحنابلة ـ نسمعهم و هم يذكرون طريقة التفقه ينصحون بأن يدرس الطالب على المذهب الذي أتقنه أهل بلده، فماذا لو كان الاختيار بين دراسة المذهب الحنفي على شيخ متقن، و دراسة مذهب أخر دراسة تحصيل ذاتي؟
و بالنسبة للتعصب الذي يورثه هذا المذهب فهذا للأسف واقع و حاصل، و لكن هل هذا الواقع يجعل التعصب من سمات هذا المذهب الذاتية، و تنتفي عنه الميزة التي في المذاهب الأخرى من كونها وسيلة جيدة للتفقه؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 01 - 03, 08:11 م]ـ
أخي أبو خالد
دع عنك ما كتبه الوادعي في الإمام أبي حنيفة، (#حذف#).
أما أن أبا حنيفة قد استتيب من الكفر مرتين، فالذي ذكر هذا الخبر دلس وما ذكر أن الذي استتابه هم الخوارج. وذلك في مناظرة معهم، وهو يكفرون جمهور المسلمين، فكان مما قاله أبو حنيفة تنازلاً في المناظرة معهم: أنا تائب عن الكفر، يقصد بنظرهم. وإلا فالذي يكفر أبا حنيفة أجدر أن يصنف مع هؤلاء!
لكن سؤال الشيخ هيثم وجيه. فإن في كتب أصول الفقه التي كتبها المعتزلة والمتكلمين تؤذي الفقيه وتورث التعصب ورد السنن. والأحسن لطالب العلم أن يدرس الفقه من مصادره الأصلية وفق منهج المتقدمين لا المتأخرين. وهذه وجهة نظر يشاركني فيها الشيخ ابن وهب.
ولو تأملت كتب الحافظ ابن رجب دون أن تطلع على غلاف الكتاب، لظننت أن الكاتب رجل في القرن الثالث أو الرابع الهجري، وليس من المتأخرين. ذلك لشدة اعتماده على أقوال الفقهاء الأوائل وإهماله للمتأخرين.
فكما نحن ندعو للعودة إلى منهج المتقدمين في الحديث والعقيدة، كذلك يجب أن يكون في الفقه وأصوله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[25 - 01 - 03, 09:15 ص]ـ
أخي العربي .. أشار اخونا هيثم الى مسألة مهمة وهي ان الاشكال عند الحنفيه ليس في الفروع حتى تقارن بغيرها لكن لهم اصول خالفوا فيها جماهير الامة بنيت عليها هذه الفروع ....... فهم كمذهب فقهي له أهميته ومكانته بل وله سنده المتصل الى ((المتقدمين)) فأن اول من تكلم بالرأى هو ابراهيم النخعي وعنه اخذ حماد بن ابي سليمان وعن حماد اخذ ابو حنيفه رحمة الله على الجميع ......
لكنهم يخالفون النصوص مثلا بدعوى القياس اذا لم يروى النص فقيه ... واذا روى النص من لم يشتهر بالفقه جاز لهم مخالفته.,كذلك يقدمون الاستحسان وهو على قسمين عندهم اما ما كان بمعنى تقديم القياس الخفى على الجلى لعله فهذا لااشكال فيه , لكن البليه في الثاني وكذلك باب الحيل عندهم واسع جدا ....
بل والله اني قرأت لاحد علمائهم في احد مصنفاته وهو من كبارهم رحمه الله رحمة واسعه انه قال عن حديث في الصحيحين انه يخالف الايه فلا يعمل به؟؟؟؟
وأخر قال انه يخالف القياس مثل حديث المصراة ... بل قال امامهم رحمه الله كما روى الخطيب في تاريخ بغداد عن حديث خيار المجلس ... كيف اذا كانا في سفينه او في سجن!!!!!!!
وما هكذا تعارض النصوص فمالك رحمه الله لما انكر هذا الحديث انما فهم منه التفرق القولي ولم يعارضه بكيف!!
رحم الله الجميع ..... ومتقدمي الاحناف خير من متأخريهم فأنهم احرى بالدليل على قلة بضاعة في التحديث وانظر لشرح السرخسي رحمه الله على السير الكبير لترى ذلك جليا .....
وهم بالجمله ... مقرون بالدليل عاملون به بل يقدمونه احيانا على القياس وراجع بدائع الصنائع وفتح القدير لترى حججهم الدلالية .....
أذا اخي كما اشار اخونا هيثم الى هذا الامر المهم ان اصولهم تخالف اصول الجماعه لانها مبنية على اقوال الائمة وخاصة الثلاثة دون بنيها على الاحكام اللغويه والشرعيه ... وهو شئ تعلمونه اكثر منا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 01 - 03, 09:57 ص]ـ
أخي التمسك بالحق
كثير من هذه المسائل هي من كيس المتأخرين الأحناف بتأثير المعتزلة والأصوليين. أما المتقدمون فما قالوا بهذه الأمور.
شيء آخر الاستحسان عند الأحناف هو أنه إذا تعارض القياس مع النص استحسنوا وخالفوا القياس وقدموا النص. وهذا أمر أشار إليه الشافعي في الأم
أما حديث خيار المجلس فقد فهم منه الإمامين أبو حنيفة ومالك أنه التفرق القولي. أما أبو حنيفة فقد أعطى أمثلة وبين وجهة نظره وناقش في ذلك. وأما مالك فلا يناقش كعادته. ويكتفي بزعمه أنه ليس العمل على هذا عند أهل المدينة. وانظر ما ذكره ابن عبد البر من أدلة الطرفين. وانظر كذلك إبطال ابن حزم لقصة عمل أهل المدينة بخلاف هذا الحديث.
والباب يطول. لكن مالك لا يقل رداً للأثار بالرأي عن أبي حنيفة. لكنه كان أحفظ وقد تفرد بعدة أصول، فما استطاع أهل الحديث النيل منه. وكذلك ربيعة الرأي وإبراهيم النخعي وأبو يوسف القاضي وكثير من هؤلاء. وإنما صار الحمل على أبي حنيفة كله. واكتفى أهل الحديث بأن يقولوا عن مالك: حديثه صحيح ورأيه ضعيف!
وبرأيي أن أعدل الناس في تقييم الأئمة هو الإمام الشافعي رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/96)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[25 - 01 - 03, 10:12 ص]ـ
أخي محمد الامين ... رعاه الله.
الاستحسان عند الحنفيه له صور كثيرة من اشهرها ما ذكرت لك من تقديم القياس الخفى على الجلى وضربوا له امثله اما النوع الثاني فهو في مقابلة النص ..... وانظر رعاك الله الى رساله في الاستحسان لابن تيميه.
وبعض العلماء انما حكم على صورة من الصور فعمم البعض اقوالهم ...... وقد اشار الشافعي الى هذا بقولته المشهورة من استحسن فقد شرع. وهذا محمول على القسم الثاني.
اما الامام مالك رحمه الله فأن رأيه اصلا قليل فلو تأملت لوجدت ان اكثر اقواله على اقوال الامام الزهرى والزهرى على اقوال سعيد بن المسيب ......... لذا فأن اقوال المالكيه في البيوع من اعدل الاقول لانها مأخوذه من ابن المسيب ,, وهو من افقه الناس في البيوع .. كما نص على ذلك شيخ الاسلام رحمه الله ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 01 - 03, 10:41 ص]ـ
تكلم الإمام الشافعي في الأم (7\ 298) في إبطال الاستحسان، أي أن يفتي المفتي برأيه بغير دليل. ولا شك أن الإمام الشافعي لم يقصد في بحثه هذا الاستحسان عند الأحناف وعند شيخه محمد بن الحسن. إذ أنه قد صرّح في كتابه الموسوم بالرد على محمد بن الحسن، أن الأصل الذي يذهب إليه الإمام محمد بن الحسن في الفقه أنه لا يجوز أن يقال بشيء من الفقه إلا بخبر لازم أو قياس. لكن المقصود من الاستحسان هنا هو أن يقول المرء أستحسن كذا فيجعل الحرام والحلال بناءً على مزاجه الشخصي وهواه، وهو لا شك أنه حرام لا يجوز.
أما كون الشذوذ في مذهب مالك أقل منه في مذهب أبي حنيفة، فلا ننكره. لكن هذا لا ينف كون مالك أكثر رداً للأحاديث بالرأي من أبي حنيفة.(24/97)
من هم الشافعية الذين لم يتأثّروا بعقيدة الأشاعرة؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 01 - 03, 10:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..... كلنا يعرف ان أكثر الشافعية هم متأثرون بمنهج الأشاعرة في التأويل، و هذا يورده كثير من أهل التأويل حين النقاش معهم، و أفضل ما يلجمون به هو ذكر من لم يتأثر بهذه العقيدة من الشافعية، فمن تعرفون غير ابن كثير لم يتأثر بهذه العقيدة، أرجو الافادة مع ذكر المرجع في ترجمته سواء المختصة بترجمة الشافعية، أو المعنية بالترجمة العامة للأعلام ..... و جزاكم الله خيرا
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[26 - 01 - 03, 10:49 م]ـ
والذهبي، أليس كذلك؟.
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[26 - 01 - 03, 10:49 م]ـ
والمزي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 01 - 03, 11:09 م]ـ
غالب ائمة الحديث والاثر شافعية واغلبهم ليسوا أشاعرة
فابن خزيمة وابن حبان والاسماعيلي و ابوعوانة
وابن عدي والدارقطني
والبرقاني والخطيب
وائمة الاثر في نيسابور
وبغداد
كلهم ليسوا اشاعرة
بل وعلى اعتبار كل من ذكر في طبقات الشافعية شافعي
فمحمد بن نصر و ابن المنذر
وووو
الخ
وكذا ائمة الفقه
كابن سريج و
الخ
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[27 - 01 - 03, 12:18 ص]ـ
ثم إن الإمام الشافعي نفسه لم يكن أشعريا، ولا تلاميذه الذين بثّوا علمه، ولا كان الأشعري قد ولد في زمنهم، بل كانوا على السنة، بل سجن البويطي في محنة خلق القرآن لمناصرته السنة.
ـ[المضري]ــــــــ[27 - 01 - 03, 12:34 ص]ـ
الإمام السفاريني صاحب الدرة المضيئة في عقيدة السلف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 01 - 03, 12:39 ص]ـ
اخي الفاضل المضري
الامام السفاريني حنبلي
ـ[الشافعي]ــــــــ[27 - 01 - 03, 06:07 ص]ـ
الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى قال عن نفسه
إنه أشعري ولكنه يعتقد أن الأشعرية هي إثبات
العلو وصفات الكمال التي أثبتها الله تعالى ورسوله
صلى الله عليه وسلم وفق فهم سلف الأمة
وهذا يعكر على كثير من المجادلين من متأخرة
الأشاعرة ويخرب عليهم احتجاجهم فيه يتبين
أن ليس كل من انتسب للأشعرية من الشافعية
يعني بذلك ما ينتحله هؤلاء الخلوف.
وابن كثير رحمه الله تعالى كلامه مبثوث في
كتبه بموافقة عقائد السلف ومن الغصص التي
جرعها للمعطلة تبيينه أن التشبيه إنما يتبارد من
نصوص الصفات للمشبهة فرحمه الله تعالى ما
أعلمه وأعقله
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[27 - 01 - 03, 07:20 ص]ـ
كذلك الإمام أبو المظفر السمعاني. والخطيب البغدادي. رحم الله الجميع
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 - 01 - 03, 02:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا ايها الاخوة، و شكر الله لكم اهتمامكم، و قد أفدتموني و بارك الله فيكم
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 01 - 03, 04:25 م]ـ
الخطيب ان لم يكن اشعريا، فلعله كان اقرب الى المعتزلة؟
ابن حبان ليس اشعريا، لكن قوله بنفي الحد واخراجه من سجستان دليل على مخالفته شيخه ابن خزيمة.
رحمهم الله جميعا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 01 - 03, 06:19 م]ـ
للخطيب البغدادي رحمه الله رسالة في إثبات الصفات على منهج السلف وهي مطبوعة، وقد قرر فيها منهج السلف في الأسماء والصفات
طبعت باسم (الكلام في الصفات)
وقد ذكر فيه قواعد مفيدة للرد على المعطلة وهي قاعدة (القول في الذات كالقول في الصفات والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر)
فكيف يكون إلى المعتزلة اقرب إن لم يكن أشعريا
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 01 - 03, 06:53 م]ـ
هذه بعض النقول التي تدل على شيء مما ادعيتُه:
1 - وقد تصدى الخطيب البغدادي للكلام في ابن بطة والطعن عليه، وفيه بسبب بعض الجرح في ابن بطة الذي أسنده إلى شيخه عبد الواحد بن علي الأسدي المعروف بابن برهان اللغوي، فانتدب ابن الجوزي للرد على الخطيب والطعن عليه أيضاً بسبب بعض مشايخه والانتصار لابن بطة، فحكى عن أبي الوفا بن عقيل أن ابن برهان كان يرى مذهب مرجئة المعتزلة،
2 - قال ابن كثير:
ذكر الخطيب البغدادي: أنه - وذكر احد الحنابلة - وضع حديثاً.
وأنكر ذلك ابن الجوزي وقال: ما زال هذا دأب الخطيب في أصحاب أحمد بن حنبل.
3 - علي بن محمد بن أبي الفهم
أبو القاسم التنوخي جد القاضي أبي القاسم التنوخي شيخ الخطيب البغدادي، ولد بإنطاكية وقدم بغداد فتفقه بها على مذهب أبي حنيفة، وكان يعرف الكلام على طريقة المعتزلة، (المترجم وليس الخطيب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/98)
4 - سِيَرُ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ، الإصدار 2.02 - للإمام الذَّهبي
المُجَلَّدُ السَّادِسَ عَشَرَ >> الطَّبَقَةُ الحَادِيَةُ وَالعِشْرُونَ >> 315 - ابْنُ مَعْرُوْفٍ، عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ البَغْدَادِيُّ
قَاضِي القُضَاةِ، شَيْخُ المُعْتَزِلَةِ، أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَعْرُوفٍ البَغْدَادِيُّ.
سَمِعَ مِنِ: ابنِ صَاعِدٍ، وَابنِ حَامِدٍ الحَضْرَمِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ نُوْحٍ، وَابنِ نَيْرُوزَ الأَنْمَاطِيِّ.
وَكَانَ مِنْ أَجْلاَدِ الرِّجَالِ، وَأَلبَّاءِ القُضَاةِ، ذَا ذَكَاءٍ وَفِطْنَةٍ، وَعزيمَةٍ مَاضِيَةٍ، وَبلاغَةٍ وَهَيْبَةٍ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مُجرداً فِي الاعتزَالِ بَلِيَّةً.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ، وَالعَتِيْقِيُّ، وَعَبْدُ الوَاحِدِ بنُ شيطَا، وَأَبُو جَعْفَرٍ بنُ المُسْلِمَةِ.
وَوَثَّقَهُ بِجهلٍ الخَطِيْبُ، وَبَالَغَ فِي تَعْظيمِهِ، وَقَالَ: كَانَ يَجمعُ وَسَامةً فِي مَنْظَرَهِ، وَظَرْفاً فِي مَلْبَسِهِ، وَطَلاَقَةً فِي مَجْلِسِهِ، وَبَلاغَةً فِي خِطَابِهِ، قَدْ ضَربَ فِي الأَدبِ بِسهْمٍ، وَأَخذَ مِنَ الكَلاَمِ بِحظٍّ، وَلَهُ نَظْمٌ رَائِقٌ.
مَاتَ: فِي صَفَرٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ. (16/ 428)
5 - قال: ويقال: إن هذه المصنفات أكثرها لأبي عبد الله الصوري، أو ابتدأها فتممها الخطيب، وجعلها لنفسه، وقد كان الخطيب حسن القراءة فصيح اللفظ عارفاً بالأدب يقول الشعر، وكان أولاً يتكلم على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فانتقل عنه إلى مذهب الشافعي، ثم صار يتكلم في أصحاب أحمد ويقدح فيهم ما أمكنه، وله دسائس عجيبة في ذمهم.
ثم شرع ابن الجوزي ينتصر لأصحاب أحمد ويذكر مثالب الخطيب ودسائسه،
6 - وهذا مذهبه في الصفات:
حَدَّثَنَا الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْب قَالَ:
أَمَّا الكَلاَمُ فِي الصِّفَات، فَإِنَّ مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السُّنَن الصِّحَاح، مَذْهَبُ السَّلَف إِثبَاتُهَا وَإِجرَاؤُهَا عَلَى ظوَاهرهَا، وَنَفْيُ الكَيْفِيَة وَالتَّشبيه عَنْهَا، وَقَدْ نَفَاهَا قَوْمٌ، فَأَبطلُوا مَا أَثبَتَهُ الله، وَحققهَا قَوْمٌ مِنَ المُثْبِتين، فَخَرَجُوا فِي ذَلِكَ إِلَى ضَرْب مِنَ التَّشبيه وَالتَّكييف، وَالقصدُ إِنَّمَا هُوَ سُلُوْك الطّرِيقَة المتوسطَة بَيْنَ الأَمرِيْن، وَدينُ الله تَعَالَى بَيْنَ الغَالِي فِيْهِ وَالمُقصِّر عَنْهُ.
وَالأَصْلُ فِي هَذَا أَنَّ الكَلاَم فِي الصِّفَات فَرْعُ الكَلاَم فِي الذَّات، وَيُحتذَى فِي ذَلِكَ حَذْوُهُ وَمثَالُه، فَإِذَا كَانَ معلُوْماً أَن إِثْبَاتَ رَبِّ العَالِمِين إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ كَيْفِيَة، فَكَذَلِكَ إِثْبَاتُ صِفَاته إِنَّمَا هُوَ إِثْبَاتُ وَجُوْدٍ لاَ إِثْبَاتُ تحديدٍ وَتَكييف.
فَإِذَا قُلْنَا: للهِ يَد وَسَمْع وَبصر، فَإِنَّمَا هِيَ صِفَاتٌ أَثبتهَا الله لِنَفْسِهِ، وَلاَ نَقُوْل: إِنَّ مَعْنَى اليَد القدرَة، وَلاَ إِنَّ مَعْنَى السَّمْع وَالبصر: العِلْم، وَلاَ نَقُوْل: إِنَّهَا جَوَارح.
وَلاَ نُشَبِّهُهَا بِالأَيدي وَالأَسْمَاع وَالأَبْصَار الَّتِي هِيَ جَوَارح وَأَدوَاتٌ لِلفعل، وَنَقُوْلُ: إِنَّمَا وَجب إِثبَاتُهَا لأَنَّ التَّوقيف وَردَ بِهَا، وَوجب نَفِيُ التَّشبيه عَنْهَا لِقَوْلِهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشُّوْرَى:11] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد} [الإِخلاَص:4]. (18/ 285)
وفيه نفي الجارحة ..
ولا اريد بهذا اثبات انه معتزلي وانما انه قد تأثر بمن حوله منهم فقط.
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 01 - 03, 07:41 م]ـ
=
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 04:04 ص]ـ
كذلك ابن الجوزي وهو مائل في الصفات قد تناكد كما قال الذهبي في الرد على الخطيب.
والخطيب خير من ابن الجوزي في الحديث وفي العقيدة.
أما كونه نفى الجارحة فما الذي جعل هذا يقربه من المعتزلة بدلا من الأشاعرة؟
وسبب ثلب الخطيب لأصحاب أحمد ليس للمعتقد بل لما حصل بينه وبينهم من شقاق لما انتقل عن مذهبهم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 08:50 ص]ـ
لو كان السؤال: عن التأثر. فأظن أنه تأثر الجميع أو الغالبية
على أقل تقدير، لأن معتقد الأشاعرة الذي نصره ابن فورك وغيره ممن
تأثر بطريقة المعتزلة في التعامل مع النصوص غلبت على المدارس
الفقهية، ولم يسلم منها إلا من حرص على طريقة اهل الحديث في التلقي
(لله درهم) حتى الحنابلة الذين غلب عليهم الطابع الفهقي تأثروا
لأنهم اضطروا للأخذ من كتب الأصول وكتب الفقه وغيرها، واضطروا للأخذ
عمن عرفوا بمعتقد الأشاعرة فحصل التأُثر ...
أما لو أردت بالتأثر معنى الاصطباغ، أي أن يكون أشعريا محضا
فلا أظن أنه في المتقدمين من الشافعية من يكون أشعريا محضا
حتى الغزالي نفسه، فله أقوال تخالف الأشعري، بل له نظرية مستقلة
في الاعتقاد ... وإمام الحرمين الجويني كذلك. وغالب أصحاب
الوجوه يعتبرون مستقلين حتى في باب المعتقد، وتحرير ذلك يحتاج
إلى بحث مستقل، ولكنه مأخذو بالاستقراء العام .. والله أعلم بالصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/99)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 02 - 03, 09:26 ص]ـ
ما ذكره الأخ رضا صحيح. ولعل المقصود من السؤال من هم الشافعية الذين لا يعتبرون من الأشاعرة.
وأضيف إليهم: أبو الحسن الأشعري نفسه! باعتبار أنه تبرأ من هذا المذهب الضال في آخر حياته ووصف بعض أقواله (كتعطيل اليد بتأويلها بالقوة) بأنه مذهب المعتزلة، ورد عليه رحمه الله.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[03 - 02 - 03, 12:46 م]ـ
ومنهم ابو عثمان الصابوني والبغوي صاحب شرح السنة
وابونعيم , وابوموسى المديني , ونصر المقدسي , والقاضي
ابن ابي عصرون , والبرزالي وغيرهم الكثير.
ـ[صقر]ــــــــ[04 - 02 - 03, 12:36 ص]ـ
هذا المبحث مهم.
وأتمنى أن يؤلف أحد العلماء فيه مؤلف لعل الله أن يهدي المنتسبين إلى الأشعري، إلى لزوم طريق السلف رضي الله عنهم.
وهذه مشاركة لي في هذا الرابط، آمل أن أكون قد وفقت في ذكر بعض منهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6113
ـ[مستمع]ــــــــ[04 - 02 - 03, 03:33 ص]ـ
الأخ الكريم ابن سفران سلمه الله: ابن الجوزي ليس من الشافعية، وإنما كان حنبلياً رحمه الله.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[04 - 02 - 03, 06:13 ص]ـ
وسلمك الله أخي مستمع
لم أذكر ابن الجوزي على أنه من الحنابلة، بل ذكرت معتقده كي لا يؤخذ طعنه في الخطيب على أنه لمعتقد الخطيب فالخطيب خير منه، وأقرب إلى عقيدة الإمام أحمد بن حنبل من ابن الجوزي،ويعض الإخوة هنا أورد كلام ابن الجوزي فيه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 05 - 03, 11:17 م]ـ
لعلنا نوسع السؤال أكثر بحيث يكون: من هم الأحناف الذين لم يتأثروا بعقيدة الماتريدية؟ ومن هم المالكية الذين لم يتأثروا بعقيدة الأشاعرة؟
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[01 - 06 - 03, 09:22 م]ـ
هل يسمح الاخ الشيخ الفاضل محمد لأمين ان نوسع الموضوع اكثر
فنقول
من هو من الشافعية والمالكية من كان اشعريا ومن لم يكن
ومن هو من الحنفية من كان الماتريديي ومن لم يكن
ولكن هنا وقفة وهي تقسيم الاشعري
(1) - من صار علي منوالهم ولم يكن منهم اقصد من قال قولهم ولم يدعوا لبدعهم
(2) - من اعتقد مذهبهم ودعي لة وبدعي اتهم اهل الحديث بالحشوية والتشبيه والتجسيم (اشعري صرف)
اما الماتريدية فلا اعرف لهم تقسيم
مجال المناقشة ماحال وتصنيف العلماء الاتي ذكرهم
الباقلاني، الإسفراييني، إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي، ابن عبدالسلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس، البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي، (ومن المغرب): الطرطوشي، والمازري، والباجي، وابن رشد ((الجد))، وابن العربي [المالكي]، والقاضي عياض، والقرطبي، والقرافي، والشاطبي، وغيرهم.
(ومن الحنفية): الكرخي، والجصاص، والدبوسي، والسرخسي، والسمرقندي، والكاساني، وابن الهمام، وابن نجيم، والتفتازاني، والبزدوي، وغيرهم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 03, 12:57 ص]ـ
الكرخي والجصاص والدبوسي أقرب الى المعنزلة منهم الى الماتريدية
والكرخي اعظمهم ميلا لافكار المعتزلة
وكذا الدبوسي
الجصاص وافقهم في مسائل
وعمدة هولاء الحنفية
محمد بن شجاع الثلجي المعتزلي الجهمي الشهير
وعيسى بن أبان وقد كان ايضا معتزليا
ولذا تجد تشابه بين اختياراتهم وبين اراء المعتزلة
(الباقلاني، الإسفراييني، إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي)
هولاء من المتكلمين وليسوا من المحدثين
ولاشك ان المتكلمين من الاشاعرة اكثر انحرافا من فقهائهم ومحدثيهم
(ابن عبدالسلام، ابن دقيق العيد، ابن سيد الناس، البلقيني، العراقي، النووي، الرافعي، ابن حجر العسقلاني، السيوطي)
هولاء من المحدثين والفقهاء وليسوا من المتكلمين
اللهم الا العز بن عبدالسلام ففقد كان على علم بعلم الكلام بالاضافة الى اتقانه للفقه
(والسمرقندي، والكاساني، وابن الهمام، وابن نجيم، والتفتازاني، والبزدوي، وغيرهم.)
التفتازاني احد ائمة الماتريدية المتأخرين
وهو متكلم وليس من الفقهاء والمحدثين
السمرقندي فقيه ولااحسبه من المتكلمين
الكاساني فقيه ولااحسبه من المتكلمين
ابن الهمام فقيه ومتكلم ومتصوف ومحدث
على معرفة جيدة بهذه العلوم الا انه اهتمامه ومعرفته بالفقه اكثر
وان كان كتابه في العقائد من الكتب المهمة لدى الماتريدية
ابن نجيم يعتبر من مقلدي المتكلمين وليس من فطاحة المتكلمين
بمعنى انه ليس من أهل الترجيح والاختيار
البزدوي فقيه ومتكلم واحسب انه كان جيد المعرفة بعلم الكلام
(ومن المغرب): الطرطوشي، والمازري، والباجي، وابن رشد ((الجد))، وابن العربي [المالكي]، والقاضي عياض، والقرطبي، والقرافي، والشاطبي، وغيرهم.
)
الطرطوشي ليس من المتكلمين وهو فقيه مالكي
المازري حسن المعرفة بعلم الكلام وبالكاد يمكن تصنيفه ضمن الطبقة الوسطى للمتكلمين
الباجي متكلم الا انه فقيه ومحدث ولاشك ان من له معرفة بالسنن والاثار يكون ابعد عن بدع المتكلمين حتى وان كان متكلما
ابن العربي جيد المعرفة بعلم الكلام ولكنه مع هذا ليس بالمتقن لعلم الكلام والله اعلم اضافة الى انه كان فقيها ومحدثا
القاضي عياض جيد المعرفة بعلم الكلام ولكن لايمكن تصنيفه ضمن المتكلمين
وقد كان حسن المعرفة بعلمي الفقه والحديث
فهو فقيه المغرب
ولم يأت بعده مثله
ابن رشد (الجد) ىيعتبر من المتكلمين وانما هو فقيه بالدرجة الاولى
القرطبي لايعتبر من المتكلمين وانما هو فقيه ومفسر
وهو مقلد للمتكلمين لا انه رأس فيهم
القرافي حسن المعرفة بعلم الكلام الا انه فقيه بالدرجة الاولى
الشاطبي لايمكن اعتباره من المتكلمين بحال وان كان وافق الاشاعرة واخذ عنهم فهو اخذ مقلد لااخذ من يحسن علم الكلام
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/100)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 06 - 03, 09:12 ص]ـ
بارك الله بك أخي ابن وهب
والحقيقة أن المذهب الحنفي الحالي هو أشبه بمذهب الكرخي وليس مذهب أبي حنيفة. ذلك أن الكرخي هو المؤسس الحقيقي لأصول الفقه عند الأحناف وهي أصول أقرب لمذهب المعتزلة من مذهب أبي حنيفة. وخصوصاً القاعدة الشهيرة التي اخترعها الكرخي: «كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة، وكل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ» [الأصل للكرخي 152 ملحقة بتأسيس النظر للدبوسي].
ولك أن تتخيل ماذا كان سيقول ابن عباس رضي الله عنه لو سمع بهذه المقولة، وهو الذي كان يعيب على من يقلد أبي بكر وعمر!
وهذه المقولة علق عليها العلامة الحنفي علي القاري ما معناه: لولا أن الكرخي كان متأولاً لكفرناه.
عموماً فهناك الكثير من الأحناف من هم سلفيو العقيدة، لكن المشكلة تبقى أصول الفقه عند المذاهب الأربعة مخالفة للأئمة الأربعة ومتأثرة بنسب مختلفة بفلسفات المعتزلة. ولهذا تكثر الشذوذات الفقهية عند المتأخرين مقارنة مع الفقهاء المتقدمين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:01 م]ـ
الأخ الباحث الحبيب ابن وهب
تقول وفقك الله: ((وعيسى بن أبان وقد كان ايضا معتزليا
ولذا تجد تشابه بين اختياراتهم وبين اراء المعتزلة))
أقول أفكار ابن أبان المعتزلية واضحة، لكن من الذي وصفه بالاعتزال؟
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:16 م]ـ
قال الصفدي في الوافي (2/ 70):
سئل أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي الفقيه الشافعي وكان ثقة من أهل العلم والفضل عند موته عن حديث النزول فأجاب بجواب مالك رحمه الله تعالى.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:44 ص]ـ
من الشافعية ممن كان على عقيدة السلف ابن جرير الطبري رحمه الله
الباقلاني، الإسفراييني، إمام الحرمين الجويني، أبو حامد الغزالي، الفخر الرازي، البيضاوي، الآمدي، الشهرستاني، البغدادي
من البغدادي هنا؟
وسمعت ان نسبة الإسفراييني للأشعرية غير صحيح
وانظروا ما قال في العقيدة السفارينية
19 - اعلم هديت أنه جاء الخبر ... عن النبي المقتفى خير البشر
20 - بأن ذي الأمة سوف تفترق ... بضعا وسبعين اعتقادا والمحق
21 - ما كان في نهج النبي المصطفى ... وصحبه من غير زيغ وجفا
22 - وليس هذا النص جزما يعتبر ... في فرقة إلا على أهل الأثر
23 - فأثبتوا النصوص ب التنزيه ... من غير تعطيل ولا تشبيه
24 - فكل ما جاء من الآيات ... أو صح في الأخبار عن ثقات
25 - من الأحاديث نمره كما ... قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
26 - ولا نرد ذاك ب العقول ... لقول مفتر به جهول
27 - فعقدنا الإثبات يا خليلي ... من غير تعطيل ولا تمثيل
28 - فكل من أول في الصفات ... كذاته من غير ما إثبات
29 - فقد تعدى واستطال واجترى ... وخاض في بحر الهلاك وافترى
30 - ألم تر اختلاف أصحاب النظر ... فيه وحسن ما نحاه ذو الأثر
31 - فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى ... وصحبه فاقنع بهذا وكفى
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[11 - 01 - 09, 10:53 م]ـ
أريد ان افهم كيف اعرف من من العلماء المالكية الذين كانوا أشاعرة في مصر والشام خلال القرنين السادس والسابع الهجريين لمن يعرف هذا بريدي الاكتروني وانا في حاجة ماسة لانها تدخل في اطار بحثي showahan@hotmail.fr
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[13 - 01 - 09, 04:17 م]ـ
المسألة يا إخوة تحتاج إلى ضبط
فليس كل من قالوا عنه متكلما يكون أشعري وليس كل من تكلم في علم الكلام يكون أشعري
فالإمام البزدوي والسرخسي وغيرهم، بعض الناس يصنفونهم ضمن الماتدوريدية ومع ذلك تجدهم يثبتون الصفات
بل سيزداد عجبك إذا علمت أنهم صرحوا بإثبات معاني الصفات
يقول السرخسي الحنفي: (إثبات اليد والوجه حق عندنا .... وأهل السنة والجماعة أثبتوا ما هو الأصل معلوم المعنى بالنص-أي الآيات القطعية والدلالات اليقينية- وتوقفوا فيما هو من المتشابه وهو الكيفية ولم يجوزوا الاشتغال بطلب ذلك) نقله عنه العلامة القاري في شرح الفقه الأكبر
إن من يقرأ الكلام هذا لأول وهلة يظن أنه من كلام ابن تيمية أو ابن القيم،!! ... لكنه من كلام متقدمي الأحناف الذين ينسبونهم إلى الماتوريدية!!
حتى الإمام علي القاري الحنفي مع أنه يصرح بأنه ماتوريدي، إلا أنه أفرد الفصول وسود الصفحات في الذب عن منهج السلف ومنهج ابن تيمية!!
فالقضية تحتاج إلى ضبط أكثر من هذا
ثانيا: ليس مجرد أن عالم أنكر لفظ (الجارحة) يكون أشعري خلفي!!!
وليس كل من أنكر (الحد) يكون أشعري
فما هكذا يا سعد تورد الأبل!!
فهذه القضايا فيها خلاف بين السلف وقد حكى ابن تيمية الخلاف الكبير في هذه القضايا بين السلف وكان يحاول التوفيق بينهما وكان يرجح أحيانا وبيان أن الخلاف لفظي في بعض الأحيان
فينبغي التروي في هذه القضايا وعدم التسرع في نسبة أحد إلى الأشعرية قبل بيان مجمل معتقده
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/101)
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 03:43 ص]ـ
قال ابو الحسن الكرجي (و لم يزل أئمة الشافعية يأنفون و يستنكفون أن ينسبوا الى الاشعري و يتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه و ينهون أصحابهم و أحبابهم عن الحوم حواليه) درء التعارض 2\ 96 ... و في الموضع ذاته مزيد من النقولات نقلها شيخ الاسلام عن ائمة شافعية خالفوا الاشعري في اصول عقيدته بعضها او كلها ........ ثم قارن بطبقات السبكي 6\ 137 اذ اورد السبكي قصيدة ابي الحسن الكرجي المذكور فيها مخالفة عقيدة ابي الحسن الاشعري و رد عليه ردا مستشنعا لتعصبه المعروف عنه رحم الله الجميع
ـ[سليمان عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 01 - 09, 03:04 م]ـ
المزني وله كتاب شرح السنه ذكر فيه عقيدة اهل السنه والجماعه
واللا كائي شرح اصول اعتقاد اهل السنه والجماعه
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[14 - 01 - 09, 03:59 م]ـ
و أيضا: أبو العباس بن سريج له جزء في اجوبة مسائل في اصول الدين ........ على خلاف مذهب الاشعري حسبما اذكره من مطالعتي الجزء .......... و قد طبع بمجلة الشريعة الكويتية في اعدادها الاخيرة
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[16 - 01 - 09, 06:29 م]ـ
ارجو الرد حول المالكية المتأثرين بالاشعرية خلال القرنين 6و7ه
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 08:40 م]ـ
ثم قارن بطبقات السبكي 6\ 137 اذ اورد السبكي قصيدة ابي الحسن الكرجي المذكور فيها مخالفة عقيدة ابي الحسن الاشعري و رد عليه ردا مستشنعا لتعصبه المعروف عنه رحم الله الجميع
وفي ذيل طبقات الحنابلة ذكر للقصدية وتكلم المحقق د. العثيمين على تخبط السبكي في الرد على الكرجي.
ومنهم:
أبو حامد الإسفرايني
وأبو إسحاق الشيرازي
قال ابن تيمية في الدرء
قال أبوالحسن ـ الكرجي ـ: (ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجها لأصحابنا ميزة وقال: هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلا عن أصول الدين).
قلت: هذا المنقول عن الشيخ أبي حامد وأمثاله من أئمة أصحاب الشافعي أصحاب الوجوه معروف في كتبهم المصنفة في أصول الفقه وغيرها
وقد ذكر ذلك الشيخ أبو حامد و القاضي أبو الطيب و أبو إسحاق الشيرازي وغير واحد بينوا مخالفة الشافعي وغيره من الأئمة لقول ابن كلاب و الأشعري في مسألة الكلام التي امتاز بها عن ابن كلاب و الأشعري عن غيرهما وإلا فسائر المسائل ليس لابن كلاب و الأشعري بها اختصاص بل ما قاله قاله غيرهما إما من أهل السنة والحديث وإما من غيرهم بخلاف ما قاله ابن كلاب في مسألة الكلام وأتبعه عليه الأشعري فإنه لم يسبق ابن كلاب إلى ذلك حد ولا وافقه عليه من رؤوس الطوائف
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[16 - 01 - 09, 10:33 م]ـ
أريد ان افهم كيف اعرف من من العلماء المالكية الذين كانوا أشاعرة في مصر والشام خلال القرنين السادس والسابع الهجريين لمن يعرف هذا بريدي الاكتروني وانا في حاجة ماسة لانها تدخل في اطار بحثي showahan@hotmail.fr
لا أظن انك ستجد كثيرين من المالكية في مصر و الشام هذه الفترة لأن معقلهم الرئيس كان ببلاد المغرب لكن منهم من مر بمصر و الشام كابن العربي المالكي و منهم من استوطنها و مات بها كالطرطوشي و ابن خلدون و منهم من كان منها كابن دقيق العيد قبل ان يتحول الى مذهب الشافعية و كذلك شهاب الدين القرافي المالكي
و من ناحية اخرى فقد كانت مصر معقلا للشافعية في هذه الفترة اما الشام فكان يتنازعها مذهب الشافعي و احمد رضي الله عنهما
و لعلك لو تتبعت كتب التراجم و الطبقات لهذه الفترة ان تظفر بما تحتاج ايه
و لشيخ الاسلام في اوائل درء التعارض كلام عن طرق تسلل المذهب الاشعري الى بلاد المغرب حيث المالكية و من ثم انتشاره فيهم لكن لا ادري اين موضع الكلام تحديدا
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[17 - 01 - 09, 12:43 م]ـ
موضوع مهم
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[17 - 01 - 09, 03:09 م]ـ
شكرا لكم ويمكننا ان نعمل موضوعا عن الاحناف والمالكية فهل من مجيب
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[18 - 01 - 09, 11:15 م]ـ
من الممكن البحث في المالكية ففيهم اشاعرة كثر
اما الحنفية فلا ادري فأغلبهم ماتريدية و الله اعلم
الا ان كنا نبحث عن الحنفية الذين لم يتاثروا بالماتريدية فلا ادري حجم المادة والله اعلم و لعل اخواننا يزودوننا بمزيد من المعلومات
ـ[تاجر فاطمة]ــــــــ[03 - 02 - 09, 09:28 م]ـ
شكرا اخي الكريم ابو الاشبال على تفاعلك معي
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 08 - 09, 11:14 م]ـ
و لا ننسى محدث المغرب ابن عبد البر المالكي فقد كان سلفي العقيدة مع بعض الاخطاء عنده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/102)
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[11 - 03 - 10, 08:43 م]ـ
أظن أن هذا الموضوع يحتاج إلى تحرير أكثر
وفق الله الجميع لمرضاته
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 10:05 م]ـ
هناك رسالة علمية دكتوراه في دار العلوم وهي الاتجاه السلفي عند فقهاء الشافعية
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[28 - 04 - 10, 03:16 م]ـ
العالم السلفي الحنفي الوحيد هو ابن أبي العز
حتى الذين يثبتون مرة ينفون ما قرروا مرة أخرى -
وقال الإمام محمد بن أحمد السرخسي الحنفي المتوفى سنة 483 هـ في كتابه المبسوط، المجلد الرابع (الجزء 7) >> [تابع كتاب الطلاق] >> باب العتق في الظهار:
فأما الحديث فقد ذكر في بعض الروايات: أن الرجل قال عليّ عتق رقبة مؤمنة، أو عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي أن عليه رقبة مؤمنة، فلهذا امتحنها بالإيمان، مع أن في صحة ذلك الحديث كلامًا فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أين الله فأشارت إلى السماء) ولا نظن برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطلب من أحد أن يثبت لله تعالى جهة ولا مكانًا، ولا حجة لهم في الآية، لأن الكفر خبث من حيث الاعتقاد، والمصروف إلى الكفارة ليس هو الاعتقاد إنما المصروف إلى الكفارة المالية، ومن حيث المالية هو عيب يسير على شرف الزوال"اهـ.
ونفس الكلام عن ملا علي القاري - ينقل النقولات من كلام ابن القيم وكلام ابن ابي العز في قواعد الصفات ثم في مكان آخر يكتب ما ينقض به تلك القواعد
وهذا التذبذب غريب جدا منهم
ما استطاعوا أن يتسلفوا كاملا رحمة الله على الجميع فغفر الله لنا ولهم أخطاءنا!
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[29 - 04 - 10, 12:45 ص]ـ
ومن الشافعية الذين لم يتأثروا بعقيدة الأشاعرة الشيخ أبو إسماعيل الهروي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " .... كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب " (ذم الكلام) فإنه من المبالغين في ذم الجهمية لنفيهم الصفات، وله كتاب (تكفير الجهمية)، ويبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إلى السنة والحديث، وربما كان يعلنهم، وقد قال له بعض الناس بحضرة نظام الملك: أتلعن الأشعرية؟ فقال: ألعن من يقول لي في السماوات إله، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، وقام من عنده مغضباً" اهـ
ومن مسانيد أبي إسماعيل الهروي في ذم الأشاعرة:
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: "سمعت الحاكم عدنان بن عبدة النميري يقول: سمعت أبا عمر البسطامي يقول: كان أبو الحسن الأشعري أولاً ينتحل الاعتزال، ثم رجع فتكلم عليهم، وإنما مذهبه التعطيل، إلا أنه رجع من التصريح إلى التمويه" ا هـ.
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: "سمعت الشيخ أحمد بن أبي نصر الماليني يقول: دخلت جامع عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر في نفر من أصحابي، فلما جلسنا، جاء شيخ فقال: أنتم أهل خراسان أهل سنة، وهذا هو موضع الأشعرية، فقوموا" ا هـ.
قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري: سمعت الثقة وهو لي عن أبي حامد أحمد بن حمدان إجازة: "أن جده أبا حامد الشاركي في علته التي توفي فيها دخل عليه أبو عبدالله الفياضي وعنده أبو سعد الزاهد، فلما دخل، قام إليه الناس يعظمونه، ولم ينظر إليه أبو سعد، فقال أبو حامد: أسندوني، فأسندوه، فرفع صوته وكان منه من الشدة على الكلابية بشأن".
راجع: الأشاعرة في ميزان أهل السنة لفيصل الجاسم - ص 659 وغيرها.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ:
شيخ الإسلام الحافظ الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن مت الأنصاري الهروي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري.
ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وسمع جامع أبي عيسى من عبد الجبار بن محمد الجراحي وسمع من أبي منصور محمد بن محمد الأزدي والحافظ أبي الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبي منصور أحمد بن أبي العلاء ويحيى بن عمار السجستاني ومحمد بن جبريل الماحي وأحمد بن علي بن منجويه الحافظ وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وأحمد بن محمد السليطي أصحاب الأصم، ومن القاضي أبي بكر الحيري ولم يحدث عنه وأكثر عن أبي يعقوب القراب وطبقته، وصنف الأربعين، وكتاب الفاروق، في الصفات، وكتاب ذم الكلام وأهله، وكتاب منازل السائرين، وأشياء، وكان سيفًا مسلولًا على المخالفين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/103)
وجذعًا في أعين المتكلمين وطودًا في السنة لا يتزلزل وقد امتحن مرات.
قال ابن طاهر: وسمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك؛ فأقول: لا أسكت؛ وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سردًا. قال أبو النضر الفامي: كان إسماعيل بكر الزمان وواسطة عقد المعاني وصورة الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن منها نصرة الدين والسنة من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا وزير، وقد قاسى بذلك قصد الحساد في كل وقت وسعوا في روحه مرارًا وعمدوا إلى إهلاكه أطوارًا، فوقاه الله شرهم وجعل قصدهم أقوى سبب لارتفاع شأنه.
قلت: تخرج به خلق كثير وفسر القرآن مدة وفضائله كثيرة؛ ورأيت أهل الاتحاد يعظمون كلامه في منازل السائرين، ويدعون أنه موافقهم ذائق لوجدهم ورامز لتصوفهم الفلسفي، وأنى يكون ذلك وهو من دعاة السنة وعصبة آثار السلف؟ ولا ريب أن في منازل السائرين أشياء من محط المحو والفناء وإنما مراده بذلك الفناء الغيبة عن شهود السوي ولم يرد عدم السوي في الخارج.
وفي الجملة هذا الكتاب لون آخر غير الأنموذج الذي أصفق عليه صوفية التابعين ودرج عليه نساك المحدثين، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وله قصيدة في السنة سمعناها، غالبها جيد. وله مجلد في مناقب الإمام أحمد بن حنبل سمعناه من ابن القواس عن الكندي إجازة عن الكروجي عنه.
حدث عنه المؤتمن الساجي وابن طاهر المقدسي وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي وعبد الصبور بن عبد السلام الهروي وعبد الملك الكروجي وحنبل بن علي البخاري وأبو الفتح محمد بن إسماعيل الفامي وعبد الجليل بن أبي سعد المعدل وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وآخرون، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار.
قال السلفي: وسألت المؤتمن عن أبي إسماعيل الأنصاري فقال: كان آية في لسان التذكير والتصوف من سلاطين العلماء، سمع ببغداد من أبي محمد الخلال وغيره، يروي في مجالسه أحاديث بالأسانيد وينهى عن تعليقها عنه وكان بارعًا في اللغة حافظًا للحديث. قرأت عليه كتاب ذم الكلام وقد روى فيه حديثًا عن علي بن بشرى عن أبي عبد الله بن منده عن إبراهيم بن مرزوق، فقلت له: هذا هكذا؟ قال: نعم؛ وإبراهيم هو شيخ الأصم وطبقته، وهو إلى الآن في كتابه على الخطأ كذا قلت: وهكذا سقط عليه رجلان من حديثين مخرجين من جامع الترمذي نبهت عليهما في نسختي وهو على الخطأ في غير نسخة. قال المؤتمن: وكان يدخل على الأمراء والجبابرة فما يبالي بهم ويرى الغريب من المحدثين فيبالغ في إكرامه، قال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن، يعني طلب الحديث؛ وسمعته يقول: تركت الحيري لله؛ قال: وإنما تركته؛ لأني سمعت منه شيئًا يخالف السنة.
قال الحسين بن علي الكتبى: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه إلى أن ذهب بصره فكان يأمر فيما يخرجه لمن يكتبه عنه ويصحح هو، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد ولم يبق أحد ممن خرج لي سواه. قال ابن طاهر: سمعته يقول: إذا ذكر التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير؛ وسمعته ينشد على منبره:
أنا حنبلي ما حييت وإن أمت فوصيتي للناس أن يتحنبلوا
وسمعته يقول: قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي ثم عزمت على الرجوع فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري وألتقيه وكان مقدم أهل السنة بالري، وذلك أن السلطان محمودًا لما دخل الري وقتل بها الباطنية منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم، وكان من دخل الري يعرض اعتقاده عليه، فإن رضيه أذن له في الكلام على الناس وإلا منعه؛ فلما قربت من الري كان معي رجل في الطريق من أهلها فسألني عن مذهبي فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به وهذه بدعة، وأخذ بثوبي وقال: لا أفارقك إلى الشيخ أبي حاتم، فقلت: حيرة. فذهب بي إلى داره وكان له ذلك اليوم مجلس عظيم فقال: هذا سألته عن مذهبه فذكر مذهبًا لم أسمع به قط؛ قال: وما ذاك؟ قال: قال: أنا حنبلي؛ فقال: دعه فكل من لم يكن حنبليًّا فليس بمسلم، فقلت: الرجل كما وصف لي؛ ولزمته أيامًا وانصرفت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/104)
قال ابن طاهر: حكى لي أصحابنا أن السلطان ألب أرسلان قدم هراة معه وزيره نظام الملك، فاجتمع إليه أئمة الفريقين الحنفية والشافعية للشكوى من الأنصاري ومطالبته بالمناظرة، فاستدعاه الوزير فلما حضر قال: إن هؤلاء قد اجتمعوا لمناظرتك فإن يكن الحق معك رجعوا إلى مذهبك، وإن يكن الحق معهم فإما أن ترجع أو تسكت عنهم؛ فقام الأنصاري وقال: أناظر على ما في كمى؛ قال: وما في كمك؟ قال: كتاب الله، وأشار إلى كمه اليمين؛ وسنة رسول الله، وأشار إلى كمه اليسار، وكان فيه الصحيحان فنظر الوزير إليهم مستفهمًا لهم فلم يكن فيهم من ناظره من هذه الطريق، وسمعت أحمد بن أميرجة خادم الأنصاري يقول: حضرت مع الشيخ للسلام على الوزير نظام الملك وكان أصحابنا كلفوه الخروج إليه وذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ "قلت: كان قد غرب إلى بلخ" قال: فلما دخل عليه أكرمه وبجله وكان هناك أئمة من الفريقين فاتفقوا عني أن يسألوه بين يدي الوزير فقال العلوي الدبوسي: يأذن الشيخ لإمام أن أسأل، قال: سل، قال: لم نلعن أبا الحسن الأشعري؟ فأطرق الوزير، فلما كان بعد ساعة قال له الوزير: أجبه؛ قال: لا أعرف أبا الحسن وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء وأن القرآن في المصحف وأن النبي اليوم ليس بنبي؛ ثم قام وانصرف فلم يمكن أحدًا أن يتكلم من هيبته؛ فقال الوزير للسائل: هذا أردتم؛ أن نسمع ما كان يذكره بهراة بآذاننا وما عسى أن أفعل به؟ ثم بعث إليه بصلة وخلع فلم يقبلها وسار من فوره إلى هراة.
قال: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا: ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنمًا من نحاس صغيرًا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري وأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته وإن بعث الآن السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلامًا ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري، فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه؛ فقال السلطان له: ما هذا؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة؛ قال: لست عن ذا أسألك؟ قال: فعم يسألني السلطان؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته، فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: سبحانك هذا بهتان عظيم، فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مكرمًا، وقال لهم: اصدقوني، وهددهم فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شره عنا، فأمر بهم ووكل بكل واحد منهم وصادرهم وأهانهم.
قال أبو الوقت عبد الأول: دخلت نيسابور وحضرت على الأستاذ أبي المعالي الجويني فقال: من أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري فقال:، قلت: اسمع ترضي هذا الإمام عن هذا الإمام، وإياك وسماع سب هذا الإمام من الإنعام. قال ابن طاهر: سمعت أبا إسماعيل يقول: كتاب أبي عيسى الترمذي عندي أفيد من كتاب البخاري ومسلم قلت: ولم؟ قال: لأنهما لا يصل إلى الفائدة منهما إلا من يكون من أهل المعرفة التامة وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها فيصل إلى فائدته كل فقيه وكل محدث.
قال ابن السمعاني: سألت إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري فقال: إمام حافظ.
وقال عبد الغافر بن إسماعيل: كان على حظ تام من معرفة العربية والحديث والتواريخ والأنساب إمامًا كاملًا في التفسير حسن السيرة في التصوف غير مشتغل بكسب مكتفيًا بما يباسط به المريدين والأتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب والحلي فيأخذها ويفرقها على اللحام والخباز وينفق منها، ولا يأخذ من السلاطين ولا من أركان الدولة شيئًا، وقلما يرى عنهم ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم فبقي عزيزًا مقبولا قبولا أتم من الملك مطاع الأمر نحوًا من ستين سنة من غير مزاحمة، وكان إذا حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة وركب الدواب الثمينة ويقول: إنما أفعل هذا إعزازًا للدين ورغمًا لأعدائه حتى ينظروا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/105)
إلى عزي وتجملي فيرغبوا في الإسلام؛ ثم إذا انصرف إلى بيته عاد إلى المرقعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ولا يتميز بحال. وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالفجر وتسمية أولادهم في الأغلب بعبد المضاف إلى أسماء الله تعالى.
قال أبو سعد السمعاني: كان مظهرًا للسنة داعيًا إليها محرضًا عليها وكان مكتفيًا بما يباسط به المريدين، ما كان يأخذ من الظلمة شيئًا وما كان يتعدى إطلاق ما ورد في الظواهر من الكتاب والسنة معتقدًا ما صح وغير مصرح بما يقتضيه تشبيه؛ وقال: من لم ير مجلسي وتذكيري فطعن فيّ، فهو مني في حل.
وقال أبو النضر الفامي: توفي أبو إسماعيل في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة.
قلت: فيها توفي راوي الجامع أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي الهروي، ومسند خراسان أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي المزكي، ومسند أصبهان أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن ماجه الأبهري.
قرأت على محمد بن قايماز الدقيقي والحسن بن علي القلانسي وعلى أبي محمد الحافظ: أخبركم عبد الله بن عمر أنا عبد الأول بن عيسى أنا عبد الله بن محمد الأنصاري أنا عبد الجبار بن الجراح أنا محمد بن أحمد بن محبوب نا أبو عيسى الترمذي نا قتيبة ثنا ابن عيينة عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: قال رسول الله،: "لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لم أجد هذا في كتاب الله". هذا حديث حسن غريب تفرد به ابن عيينة أخرجه "د ت ق" ولكن رواه "ق" عن نصر بن علي فلم يجود إسناده عن سفيان فقال: عن سالم أو زيد بن أسلم عن عبيد الله عن أبيه.
وقد أخبر أنه صار شافعيًا لأنه وجد أكثر الشافعية من الأشاعرة ولا يحضرني مصدر ذلك وأظنه تاريخ الإسلام للذهبي.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[22 - 05 - 10, 01:45 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 03:31 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6113
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 05 - 10, 12:00 ص]ـ
ومن الشافعية الذين لم يتأثروا بعقيدة الأشاعرة الشيخ أبو إسماعيل الهروي:.
أخي الكريم
أبو إسماعيل الهروي كان حنبليّا رحمه الله
ومن الشافعية الذين لم يتأثروا بالأشاعرة (لا أدري إذا كان أحد ذكرهم لأني لم أقرأ الموضوع كاملا):
عدي بن مسافر الهكاري الشافعي توفي 555 هـ
وعبد الكريم بن منصور الموصلي الأثري توفي 651 هـ
مؤلفهم في العقيدة يدُل على ذلك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 05 - 10, 03:00 ص]ـ
ومنهم الإمام أبي عبد الله محمد الشيباني الشافعي [المتوفى سنة 777هـ] رحمه الله تعالى وله متن الشيبانية في التوحيد واسمعه هنا بصوت محمود داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211510
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 03:38 م]ـ
ومنهم الإمام أبي عبد الله محمد الشيباني الشافعي [المتوفى سنة 777هـ] رحمه الله تعالى وله متن الشيبانية في التوحيد واسمعه هنا بصوت محمود داود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211510
هل من ترجمة له؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[29 - 05 - 10, 04:45 م]ـ
قرأت في سير أعلام النبلاء قول الفخر الرازي عن نفسه فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلًا ولا تروي غليلًا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الاثبات: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ?،? إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ?، وأقرأ في النفي: ? لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ?، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. (سيرأعلام النبلاء للذهبي 21/ 501).
هذا جزء من وصيته التي أوصى بها لما احتضر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الاصبهاني، وقد أوردها الذهبي في (تاريخ الاسلام)، كما أوردها التاج السبكي في (طبقات الشافعية).
فيا ليت الباقي يعتبر
وكذلك الإمام الجويني يقول: قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا، ثم خليت أهل الاسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة (1)، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الاسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الاخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 10:32 م]ـ
ومنهم ابن كثير رحمه الله.
ـ[عادل المامون]ــــــــ[30 - 05 - 10, 04:14 م]ـ
قال الإمام الجويني عن نفسه: قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفا، ثم خليت أهل الاسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة، وركبت البحر الخضم، وغصت في الذي نهى أهل الاسلام، كل ذلك في طلب الحق، وكنت أهرب في سالف الدهر من التقليد، والآن فقد رجعت إلى كلمة الحق، عليكم بدين العجائز، فإن لم يدركني الحق بلطيف بره، فأموت على دين العجائز، ويختم عاقبة أمري عند الرحيل على كلمة الاخلاص: لا إله إلا الله، فالويل لابن الجويني.
وقال الفخر الرازي: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الاثبات: (الرحمن على العرش استوى)، (إليه يصعد الكلم)، وأقرأ في النفي: (ليس كمثله شئ) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي.
هذا جزء من وصيته التي أوصى بها لما احتضر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الاصبهاني أوردها التاج السبكي في (طبقات الشافعية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/106)
ـ[ليث بجيلة]ــــــــ[31 - 05 - 10, 11:53 م]ـ
يجب التفريق بين من يقول ببعض ما يقول القوم وله ما يسوغ وبين من يعتقد معتقدهم ويستميت في الدفاع عنه لهوى، والمخالفين لمعتقد السلف وجدوا من غير الشافعية، وهذه المسائل إنما يتعرض لها فقط في حالة إثارة الشبهه لا أن يبحث عن رجال أفضوا إلى ما قدموا، ونسأل الله السلامة والثبات، ومن صدرت منه مقالة وهو ممن عرف بالتوسط والإعتدال في باب الإعتقاد نسأل الله لنا وله المغفرة، ونحمد الله على العافية فإن زمانهم ليس كزماننا، والقوم إنما أخذوا العلم عمن سبقهم فتقررت لديهم هذه الأصول في باب الإعتقاد ولم يخرجوا عنها تعظيماً لحرمة الإسلام لا للهوى وقل من يسلم في تلك الأزمنة من تأويل، ولولا ما من الله علينا به في هذه الأزمة من غلبة أهل السنة وكون لهم دولة وسلطان وإلا لبقي مذهبهم مهجور، وأخشى أن طرح هكذا موضوع فيه إساءة لعلماء بغير ما حاجة، وقد يعد هذا من التعريض بهم والقدح فيهم، والتنبيه على المخالف إنما يكون في حال الرد على الشبهه، وهم رحمهم الله على حالهم التي كانوا عليها من خيار الأمة؛ فمن لنا الآن برجال مثل النووي وابن حجر وغيرهم رحمهم الله وغفر لهم على ما عندهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله(24/107)
سؤال في العقيدة فمن له
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[03 - 02 - 03, 12:05 ص]ـ
أرجو أن تعلقوا هل في هذا الكلام خطا من حيث اللغة
أما قولك عن معنى الصفات (اليدين والعينين والساق والوجه وغيرها)
فهذه من الصفات الخبرية التي مسماها بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء
وهي في حق الله سبحانه (يدين وعينين وساق ووجه) ولكن ليست أبعاض
وأجزاء ولكن هي صفات جاء بها الخبر
وأما من حيث معناها في اللغة فأقول
وهل يد المخلوق لها معنى في اللغة لا هي من أسماء الإشتقاق
يعني اليد اصطلح تسميتها باليد ولكن أصلها أنها تسمى جارجة أو عضو
وسميت يدا من الأيد واليد لها في اللغة عدة معان أي
الجاه والوقار والقوة والملك والأكل والإستلام الإحسان
وهذا في القاموس المحيط
فالحقيقة إسمها الحقيقي ليس يدا وإنما جارحة
ولكن اصطلح على تسميتها يدا لأننا بها القوة وبها الأكل وبها الإستلام وبها
الإحسان وهي من معاني اليد في اللغة
فإذا تبين ذلك
علم أن اليد بالنسبة لله هي الصفة التي يبسط بها ويقبض بها والتي خلق
بها آدم
وهذا يضطرد في كل بقية الصفات الخبرية
ومع ذلك
هذا التأصيل يمكن الإستغناء عنه بقولنا
وكمثال المطرقة هل المعنى اللغوي للمطرقة هو هذه الآلة
أكيد لا هي من أسماء الإشتقاق أسماء مشتقة من أفعال والطرق له معنى في اللغة يراجعه من أراده
وهكذا في صفة العين فهي ايضا أسم اشتقاق من الفعل عاين أو عيّن والعين يتم بها المعاينة والمشاهدة
إذا اشتق الإسم لكونها يعاين بها أي ينظر بها
وهكذا
وكذلك الوجه فمن أسماءالإشتقاق وسمي بذلك لأنه ما يتوجه به إلى الشخص عند الحديث أو النظر
ولأنه أوجه شيء في الإنسان فسمي وجها
وهي في حق الله عز وجل ليست أجزاء ولا أبعاض وإنما هي صفات لها مدلولاتها
فاليد خلق الله بهذه الصفة آدم دونا عن سواه من المخلوقات ... إلخ إلخ إلخ
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[03 - 02 - 03, 04:58 م]ـ
يا شباب أرجو أن تتجاوبوا معي لنستفيد
ـ[أبو عبد الله الزبيدي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 07:41 م]ـ
للرفع
وهل هذا الكلام صحيح؟ وما معني الساق بناء علي هذا؟
ـ[أبو عبد الله الزبيدي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 04:55 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 08:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القاعدة فيما ورد في أسماء الله وصفاته هي إثبات كل ما أثبته النص الصحيح لله تعالى، مع الجزم أنها لا تماثل صفات الخلق ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) فنثبت الصفة مع الجزم أنها لا تماثل صفات الخلق فلله سبحانه وتعالى ما يليق به وللمخلوق ما يليق به والاشتراك في الأسماء لا يعني الاشتراك في المسميات،،،،،هذا من جهة،،، ومن جهة أخرى فمعاني الصفات معلومة فيراد بصفة الوجه واليد .. وغيرها إثبات هذه الصفة كما يليق بكمال الله تعالى وعظمته وجلاله فالمعنى معلوم لكن الكيف مجهول وما يقال في الصفات الخبرية هو مايقال في الصفات المعنوية فمن أثبت صفة السمع والبصر كما يليق بجلال الله يلزمه إثبات الصفات الخبرية كما يليق بجلال الله تعالى، وعليه فما ذكره الأخ هو تأويل للصفات وصرف لها عن معناها الظاهر والسبب هو الدخول في الكيفية فإن المعطل شبه أولا ثم عطل،،، والأقيسة الفاسدة هي التي جرت لمثل هذه التأويلات،، ولو سلك المتكلم طريقة القرآن في استعمال قياس الأولى لما وقع في هذا التأويل، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
((ومما يوضح هذا أن العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيلي يستوي فيه الأصل والفرع، ولا بقياس شمولي تستوي فيه أفراده؛ فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء، فلا يجوز أن يمثل بغيره، ولا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قضية كلية تستوي أفرادها ... ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى ... كما قال تعالى ((ولله المثل الأعلى)) ... )) الدرء 1/ 29.
وما سلكه المؤول للصفات الخبرية الذي ذكرت كلامه هو أنه قاس صفات الخالق بصفات المخلوق وظن أن إثباتها يعني إثبات ما للمخلوق فصرفها عن معانيها الظاهرة وأولها بغيرها وهذه طريقة المتكلمين ولو أثبتها وما دلت عليه من معنى كما يليق بالله تعالى لما أول الصفات الخبرية،، ولو سار على طريقة واحدة في جميع ما يثبت من الصفات لما اضطر للتأويل فالتفريق بين المتماثلات من التناقض ودليل على البعد عن الصواب،، لكن المعطلة يشبهون أولا ثم يعطلون،، والله تعالى أعلم وهو الموفق للخير والصواب وفق الله الجميع لرضاه.
ـ[أبو عبد الله الزبيدي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 07:33 م]ـ
أخي الشيخ أبو عاصم الأحمدي
قلت (فمعاني الصفات معلومة) أرجو من فضيلتكم توضيح هذه العبارة أكثر لأنه أشكلت علي في الصفات الخبرية فقط، أقصد أني أريد أن أعلم ما معني الساق واليد والقدم والوجه التي نقول إنها معلومة المعني عندنا، فأنا لا أعلم لها معني غير معناها بالنسبة للمخلوق، أما بالنسبة لعامة الصفات فالمعني الكلي واضح في الذهن عندي كصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والاستواء والغضب والرضي والسخط وغير ذلك لكن أشكل ما ذكرت فأرجو توضيح ذلك أكثر وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/108)
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما معنى الساق والقدم واليد والوجه والأصابع ونحوها مما ثبت في النصوص فمعلوم المعنى، فيراد بالوجه: الوجه حقيقة لكن دون طمع في إدراك الكيفية، وكذا اليد والأصابع وغيرها من الصفات ولا يمكن أن تسأل إنسانا عن معنى الوجه والساق والقدم فلا يعرف المعنى لكن لا يمكن أن ندرك كيفيتها فلا شك أنها معلومة المعنى أما الكيفيات فغير معلومة وليتم الإيضاح أكثر لا بد أن تفهم معنى قول أهل السنة والجماعة ((من غير تكييف)) فإنهم يريدون به كما يذكره الدكتور محمد خليفة التميمي: ((أي: من غير كيف يعقله البشر، وليس المراد من قولهم من غير تكييف: أنهم ينفون الكيف مطلقا؛ فإن كل شيء لا بد أن يكون على كيفية ما، ولكن المراد: أنهم ينفون علمهم بالكيف؛ إذ لا يعلم كيفية ذاته وصفاته إلا هو سبحانه)) <<معتقد أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات، 78>> فصفات الله تعالى لها كيفيات لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وللإيضاح أكثر لابد أن تعلم أن إثبات معاني الصفات كما هو ظاهر منها لا يلزم منه التشبيه ((فلا يلزم من إثبات أصابع للرحمن عز وجل أن تكون مشابهة لأصابع بني آدم، أبدا فنحن نلتزم بثبوت الأصابع، ولا نلتزم بأن هذا تمثيل)) (من شرح القواعد المثلى، للعثيمين، 258، بتصرف يسير)
وقد قدمت لك أن سبب ضلال المعطلة أنهم شبهوا صفات الخالق تعالى بصفات المخلوق ولهذا عطلوا، فرارا من التشبيه الذي وقعوا فيه أولا ولو أنهم سلموا المعنى الظاهر من اللفظ دون تمثيل للخالق تعالى بالمخلوق ودون أن يقيسوا الله تعالى بخلقه لسلموا من التعطيل،، أخي الكريم إن صفات الله تعالى لها كيفيات لكن لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى فاقطع الطمع في إدراك الكيف وسلم بالمعنى المراد والظاهر من اللفظ تسلم كما فعلت في صفة السمع والبصر والإرادة والاستواء، وفق الله الجميع لرضاه.
أخي الحبيب أنا طالب علم وحسب وجزاك الله خيرا(24/109)
من هم الأحناف الذين وافقوا أهل السنة في مسألة الايمان؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[03 - 02 - 03, 10:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....... بارك الله فيكم أحبتي على هذا الملتقى ..... هناك مسألة أود الافادة فيها ممن عنده علم ... كلنا يعرف ان الأحناف قد تأثروا بالارجاء في مسألة الايمان حتى أنهم يطلق عليهم [مرجئة أهل السنة] فهل من الاخوة من عنده علم عن أحد من الأحناف الذين وافقوا أهل السنة في مسألة الايمان؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 02 - 03, 10:01 ص]ـ
أبو يوسف القاضي صاحبي أبي حنيفة
ونقل ابن أبي العز على ما أذكر كلاماً في شرح الطحاوية يشعر بأن أبا حنيفة قد رجع عن قوله والله أعلم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 - 02 - 03, 11:45 ص]ـ
بارك الله فيك أخي / محمد الأمين ..... و لكن أين أجد أن أبا يوسف لم يكن على هذه العقيدة؟ لأن الأصل المعروف عنه أنه في الايمان كأبي حنيفة ...... حيث ذكره الطحاوي في بداية عقيدته مع محمد ابن الحسن الشيباني و أبي حنيفة ... و بارك الله فيك
أرجو من أخي مراجعة رسائله على الملتقى
ـ[أنور باشا]ــــــــ[04 - 02 - 03, 01:42 م]ـ
ابن أبي العز شارح الطحاوية ..
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 02 - 03, 12:36 م]ـ
ألا يوجد غير هؤلاء؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 02 - 03, 10:04 ص]ـ
أبو خالد ... هل تريد أن تقول أن الطحاوي مرجئ؟ من سلفك في هذا؟
http://arabic.islamicweb.com/Sunni/hanafi_creed.htm
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[06 - 02 - 03, 04:43 م]ـ
أخي الأمين بارك الله فيك ... أنا لم أقل بأن الطحاوي مرجئ، و أيضا لا يفهم من كلامي ذلك بأي وجه من الوجوه، بل أنا أسأل أسئلة محضة بل أقصد بها الانتصار للحنفية و أزيل الفكرة التي عند كثير من الشباب عندنا في مصر من أن الأحناف مرجئة ...........
و أنت أخبرتني أن أبايوسف ليس بمرجئ و انا لم أفعل الا أني طلبت مصدر كلامك، فهل يفهم من كلامي ـ بأي وجه من الوجوه ـ أني أتهمهم بالارجاء؟ و للعلم أنا حنفي المذهب و ظللت ثمان سنوات لا أدرس الا الفقه الحنفي في الأزهر، و أحتاج الى معرفة السلفيين من الأحناف لأحتج بهم على كثير من شيوخ الأحناف عندنا الذين يحتجّون بعقيدة بعض الأحناف الفاسدة .........
أطلب من أخي أن يكون رفيقا(24/110)
إرشاد الخلف بمن كان من الشافعية من أتباع السلف
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[04 - 02 - 03, 12:33 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه.
وبعد
فنظرا لما لهذا المبحث من أهمية قصوى فقد أفردته هنا، وذلك لأهميته أولا.
وثانيا / لبيان خطأ كثير من الشافعية - الأشاعرة - في مخالفتهم لاعتقاد إمامهم الشافعي، فضلا عن أنهم مخالفون للأشعري نفسه.
وسأورد بعضا من أئمة المذهب الشافعي الذين كانوا من - أهل السنة و الجماعة - مبتدأ بإمامهم - مجدد المائة الثانية - فقيه الأمة وإمام المسلمين في زمانه
الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي رضي الله عنه وأرضاه.
فأبو الحسن لأشعري نفسه كان متأخرا عن الإمام الشافعي رحمه الله، حيث توفى الأشعري في سنة 324 هـ، فيكون بينهما أكثر من مائة وخمسين سنة تقريبا.
وأما تلاميذه الذين أخذوا عنه مباشرة فكانوا من - أئمة السلف - أهل السنة و الجماعة
كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني.
والإمام الربيع بن سليمان المرادي.
وكالإمام أبي يعقوي يوسف بن يحيى البويطي وغيرهم.
وكالإمام حرملة.
وكالإمام الربيع بن سليمان الجيزي.
وكالإمام الحسن بن محمد الزعفراني.
وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة أمثال:
إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج.
وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني.
والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد.
وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي.
وكالإمام الحجة الكبير أبي بكر بن المنذر.
والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني أبو حامد الإسفراييني.
وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي.
صاحب كتاب
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة].
والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي.
والإمام العلامة الجهبذ شيخ الحرمين: أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي.
والإمام أبو محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني. و تأتي رسالته إن شاء الله تعالى.
وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم:
الإمام الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي.
والإمام المؤرخ صاحب التاريخ الكبير و المعجم الخطير علم الدين البرزالي.
و الإمام الحافظ المحدث أبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام.
والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الشافعي.
وغيرهم كثير ولله الحمد.
فمثلا الإمام أبو حامد الاسفراييني لم يكن من الأشاعرة بتاتاً - كما يظنه بعض الناس - بل كان ممن يذمون الأشاعرة وكان رحمه الله يُحذر منهم أشد التحذير.
نقل عنه الإمام العلامة شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي قال: سمعت الأمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبيدالله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الاسفراييني يقول: (مذهبي ومذهب الشافعي وفقها الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر) [شرح الأصفهانية ص 35]
ولذلك كان الإمام أبو حامد يُحذر من الأشاعرة ومن الإمام أبي بكر الباقلاني لأنه وإن كان ينتسب إلى الأشعري فقد كان له أقوال مخالفة لمذهب السلف أهل السنة والجماعة.
قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي: (كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام)
وقال أيضاً: (كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من - قطيعة الكرخ - إلى الجامع المنصور يدخل الرباط المعروف - بالروزي - المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: (اشهدوا عليَّ بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني) ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: (حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤن عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لامحالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/111)
) [شرح الأصفهانية من ص 35 – 36]
وذكر الأمام الكرجي: (أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه)
ونتيجةً لذلك فقد تاب الباقلاني من كثير من الأقوال المخالفة لمذهب السلف وألف كتاب [تمهيد الأوائل] وكتاب [الإبانة] وذكر فيها أنهُ يقول بما قاله السلف في الاعتقاد في الجملة، وإن كان مع ذلك يوجد عنده بعض الأقوال المخالفة لمذهب السلف والتي بقيت لديه بسبب عدم إحاطتهِ الإحاطة التامة بمذهب السلف، وبسبب علم الكلام الذي تعلمه والأصول التي أخذها عن غير أهل السنة والجماعة.
وقد وفق الله تعالى الإمام أبا محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني إلي التخلص من مذهب الأشاعرة والاعتراف بأن ما كانوا يقولون به في صفات الله تعالى من التأويل إنما هو تحريفٌ للكلم عن مواضعه
فذكر رحمه الله تعالى في رسالته المسماة: [بالنصيحة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد] قال فيها: (فهذه نصيحةٌ كتبتها إلى إخواني في الله أهل الصدق والصفاء، والإخلاص والوفاء، لما تعيَّنَ علي محبتهم في الله، ونصيحتهم في صفات الله عز وجل …أُعرفهم فيها أيدهم الله تعالى بتأييده، ووفقهم لطاعته ومزيده، أنني كُنتُ برهةً من الدهر متحيراً في ثلاث مسائل: مسألة الصفات، ومسألة الفوقية، ومسألة الحرف والصوت، وكُنتُ متحيراً في الأقوال الموجودة في كتب أهل العصر في جميع ذلك.
من تأويل الصفات وتحريفها، أو إمرارها والوقوف فيها وإثباتها بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، فأجد النصوص في كتاب الله تعالى وسنة رسوله e ناطقةً بحقائق هذه الصفات، وكذلك في إثبات العلو والفوقية، وكذلك في الحرف والصوت، ثم أجد المتأخرين من المتكلمين في كُتبهم: منهم من يؤول الاستواء بالقهر والاستيلاء، ويؤول النزول بنزول الأمر، ويؤول اليدين بالقدرتين أو النعمتين، ويؤول القَدم بقدم صدقٍ عند ربهم … وأمثال ذلك، ثم أجدهم مع ذلك يجعلون كلام الله تعالى معنىً قائماً بالذات بلا حرفٍ ولا صوتٍ ويجعلون هذه الحروف عبارة عن ذلك المعنى القائم.
وممن ذهب إلى هذه الأقوال قومٌ لهم في صدري منزلة، مثل طائفة من فقهاء الأشعرية الشافعيين، لأني على مذهب - الشافعي - رضي الله تعالى عنه، عرفتُ فرائض ديني وأحكامه، فأجد مثل هؤلاء الشيوخ الأجلة يذهبون إلى مثل هذه الأقوال وهم شيوخي ولي فيهم الاعتقاد التام لفضلهم وعلمهم، ثم إنني مع ذلك أجد في قلبي من هذه التأويلات حزازاتٌ لا يطمئن قلبي إليها، وأجدُ الكدرَ والظُّلمةَ منها، وأجدُ ضيقَ الصدر وعدم انشراحهِ مقروناً بها، فكنتُ -- كالمتحيرالمضطرب -- في تحيره المتململ من قلبه في تقلبه وتغيره، وكنتُ أخافُ من إطلاق القول بإثبات العلو والاستواء والنزول، مخافة الحصر والتشبيه، ومع ذلك فإذا طالعت النصوص الواردة في كتاب الله وسنة رسوله e أجدها نصوصاً تشير إلى حقائق هذه المعاني، وأجدُ الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرَّح بها مُخبراً عن ربه واصفاً لهُ بها، وأعلم بالاضطرار أنه e كان يَحضرُ مجلسهُ الشريف والعالم والجاهل والذكي والبليد والأعرابي والجافي؛ ثم لا أجد شيئاً يُعقبُ تلك النصوص التي كان يَصفُ ربهُ بها لانصاً ولا ظاهراً مما يصرفها عن حقائقها ويؤولها كما تأولها هؤلاء مشايخي المتكلمين: مثل تأويلهم الاستواءبالاستيلاء ونزول الأمر للنزول، وغير ذلك، ولم أجد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُحذر الناس من الإيمان بما يظهر من كلامه في صفته لربه من الفوقية واليدين وغيرها، ولم يُنقل عنه مقالةً تدل على أن لهذه الصفات معاني أُخَر باطنة غير ما يظهر من مدلولها مثل فوقية المرتبة ويد النعمة والقدرة وغير ذلك وأجد الله عز وجل يقول: (الرحمن على العرش استوى) (خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش) (يخافون ربهم من فوقهم) (إليه يصعد الكلم الطيب) … ثم ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وأنه هو الظاهر المراد من هذه النصوص إلى أن قال: (إذا علمنا ذلك واعتقدناه تخلَّصنا من شُبهة التأويل وعماوة التعطيل وحماقة التشبيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/112)
والتمثيل، وأثبتنا علو ربنا سبحانه وفوقيته واستواءه على عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، والحقُ واضحٌ في ذلك والصدور تنشرحُ له، فإن التحريف تأباه العقول الصحيحة مثل: تحريف الاستواء بالاستيلاء وغيره، والوقوف في ذلك جهلٌ وعيٌّ، وكون أن الرب تعالى وصف لنا نفسهُ بهذه الصفات لنعرفهُ بها، فوقوفنا عن إثباتها ونفيها عدولٌ عن المقصودِ منه تعالى في تعريفنا إياها، فما وصف لنا نفسه بها إلا لِنُثبت ما وصف به نفسه ولا نقف في ذلك، وكذلك التشبيه والتمثيل حماقةٌ وجهالةٌ فمن وفَّقهُ الله تعالى للإثبات بلا تحريفٍ ولا تكييفٍ ولا وقوفٍ فقد وقع على الأمر المطلوب منه إن شاء الله …)
- وختم رسالته - بقوله: (فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار، وتأمل النصوص في الصفات، وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا جمود ولا وقوف، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكِفايةٌ لمن استبصر)
[انظر رسالته ضمن الرسائل المنيرية (1/ 174 – 187)]
ولذلك كان أئمة السلف من الشافعية ينكزون أشد الإنكار على - الشافعية - الذين كانوا على اعتقاد الأشعري.
و لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي كتابه: [الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول] ذكر أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف،
وذكرَ منهم: الشافعي، ومالك والثوري، وأحمد بن حنبل، والبخاري صاحب الصحيح، وسفيان بن عُيينة، وعبدالله بن المبارك، والأوزاعي والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين:
أحدهما: لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم، وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها: من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …
والثاني:أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره، فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً، فمن قال: أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد! قُلنا له: هذامن الأضداد، لا بل من الإرتداد؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد، ومن قال: أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول!! قُلنا له: قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والإجتهاد …)
ثم قال رحمه الله تعالى: (وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية، وهذا والله سُبَّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار، على منتحلِ مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية)
[انظر مجموع الفتاوى 4/ 176 –]
وقال أيضاً رحمه الله تعالى: (ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري، ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه …) [شرح الأصفهانية ص 36]
وقال أيضاً: (ولهذا صار من يُعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونحوهم يطعن في كثيرٍ ممن ينتسب إليه ويقولون: الشافعي لم يكن فيلسوفاً ولا مرجئياً وهؤلاء فلاسفة مُرجئة، وغرضهم ذم الإرجاء …) [مجموع الفتاوى 7/ 120 – 121]
ولذلك قال أبو محمد الجويني الشافعي رحمه الله تعالى في رسالته السابقة: (والذي شرح الله صدري في حال هؤلاء الشيوخ الذين أولوا الاستواء بالاستيلاء،والنزول بنزول الأمر، واليدين بالنعمتين والقدرتين: هو علمي بأنهم ما فهموا في صفات الرب تعالى إلا ما يليق بالمخلوقين،فما فهموا استواءً يليق به،ولا نزولاً يليق به،ولا يدين تليق بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ فلذلك حرفوا الكلم عن مواضعه،وعطلوا ما وصف الله تعالى به نفسه) [انظر رسالته ضمن مجموعة الرسائل المنيرية 1/ 181]
ومن هنا أدعو إخواننا ممن ينتسب إلى عقيدة الأشعري أن يُعيد النظر في ذلك، ويستعين بالله تعالى في ترك تلك المسالك، و أن يلزم طريق أهل السنة والجماعة ممن سبق الأشعري، و ينخلع ممن خالف نهجهم ويكون منه عَري.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/113)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[10 - 12 - 03, 08:04 م]ـ
جزى الله كاتب هذا الموضوع كل خير وغفر له ...
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:50 م]ـ
و من علماء الشافعية المتبعين للسلف المجانبين للأشاعرة:
الامام العلامة زيد بن عبدالله اليفاعي
و منهم: الإمام زيد بن الحسن الفايشي
و منهم: الإمام يحيى بن أبي الخير العمراني اليماني الشافعي صاحب كتاب البيان
و منهم: العلامة الفقيه مسعود بن علي بن مسعود العنسي
و منهم: الإمام سيف السنة أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدالله البر يهي السكسكي
قال الشيخ احمد بن حسن المعلم في كتابه الماتع: القبورية في اليمن:- عند ذكر ائمة اليمن من الشافعية المنافحين عن عقيدة السلف الصالح -:
(وفي القرن الخامس أيضاً كانت مدرسة الإمام زيد بن عبدالله اليفاعي، وهي مدرسة عظيمة جليلة، يدرس فيها فنون مختلفة، ومن أعظمها علوم العقيدة على مذهب السلف الصالح والفقه على مذهب الإمام الشافعي -رحمه الله-، وكان أصحابه فوق ثلاثمائة متفقه في غالب الأيام، حتى لقد خشي منه ومن أتباعه وأتباع شيخه أبي بكر بن جعفر المحابي أمير الجند من قبل الصليحي، فعمل الحيلة للإيقاع بين الشيخين وأتباعهما؛ مما اضطر الشيخ زيد للرحيل إلى مكة تجنباً للفتنة.
وعاصره وكان على نفس المنهج الإمام زيد بن الحسن الفايشي، غير أن الأول كان بالجند والثاني بالجعامي من أعمال إب، وتوفي سنة (528هـ) وقيل (527هـ) -رحمه الله- وفي مدرستيهما كان يدرس علم التوحيد على مذهب السلف الصالح - رضوان الله عليهم - وعنهما وعن غيرهما من العلماء أخذ الإمام يحيى بن أبي الخير ذلك المذهب، والإمام ابن أبي الخير هو رأس أهل السنة في اليمن في القرن السادس، فقد تبناه ودافع عنه وكافح وألّف وناظر وخرّج الطلاب عليه، وقد عني بالرد على المعتزلة حين وفودهم إلى اليمن يمثلهم القاضي جعفر بن عبد السلام المعتزلي فألّف كتابه " الانتصار في الرد على القدرية الأشرار "، ثم ظهرت الأشاعرة فأضاف - رحمه الله - إلى ما ذكره في الانتصار من مسائل القدرية مذهب الأشعرية والرد عليهم، قال ابن سَمُرة: (فأجحف فيه على الأشعرية وقطع حلوقهم وأفحمهم خصوصاً بذلك من يقول ((ما أنزل الله على بشر من شيء)).
ففرح الفقهاء بكتابه " الانتصار " وانتسخوه ودانوا به واعتقدوه).
وقال ابن سمرة قبل ذلك:
(وكان الإمام يحيى قد سمع في مدرستي الشيخين الإمامين زيد بن حسن الفايشي وزيد اليفاعي " كتاب التبصرة " في علم الكلام وأصول الدين تصنيف أبي الفتوح على مذهب السلف الصالح، وهما ينقلانه جميعاً عن الشيخ أبي نصر البندنيجي مصنف " المعتمد " في الخلاف، فإنهما صحباه جميعاً في مكة، وعن الإمام يحيى أخذ مشايخنا " التبصرة " في أصول الدين ورويناها عنهم وكان -رحمه الله - يُسمعها في مدرسته، ويعلمها من طلبها، فناظر الشريف العثماني وهو أشعري، ونصر مذهب الحنابلة أهل السنة).
وقد ملأ أطراف اليمن أصحاب وتلاميذ الإمام يحيى بن أبي الخير، ونشروا ما أخذوا عنه في كل مكان حلّوا فيه، ومن أشهر من خلفه في ذلك الطريق الفقيه مسعود بن علي بن مسعود العنسي،وقد كان شديد الغيرة على ذلك المذهب، حتى أنه عندما أظهر طاهر بن يحيى بن أبي الخير القول بمذهب الأشاعرة بعد موت أبيه، غضب لذلك، وقام فيه قياماً حسناً، وألّف في الرد عليه، قال الجندي وهو يتكلم على انحراف طاهر ونقض توبته التي أعلنها في حياة أبيه أثناء ترجمته لسيف السنة البر يهي: (ولذلك أجمع الفقهاء على هجره والإنكار عليه مشافهةً ومراسلة ومكاتبةً، وكان من أعظمهم في ذلك القاضي مسعود، ولهذا في الرد عليه كتاب كبير وأخباره يطول ذكرها)، وبهذا تعرف غيرة هذا الفقيه على مذهب أهل السنة، وليس وحده ولكن أجمع جميع الفقهاء الحضارين في ذلك الوقت على ما أبدى على طاهر بن يحيى بن أبي الخير من الإنكار والهجر، ثم تسلمت الراية مدرسة أخرى هي مدرسة الإمام سيف السنة أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبدالله البر يهي السكسكي.
قال الجندي: (وله كتب عدة في الأصول، يرد بها على المعتزلة والأشعرية، وكان كبير القدر، شهير الذكر، صاحب كرامات عديدة، وكتب مفيدة)
و جاء في هوامش الكتاب في تراجم بعض هؤلاء الاعلام:
1 - زيد بن عبدالله اليفاعي، من فقهاء الجند السائرين على منهج السلف الصالح في الأسماء والصفات، صاحب مدرسة متميزة في الفقه وله أتباع وتلاميذ كثيرون توفي (514هـ)،طبقات فقهاء اليمن ص (119)، هجر العلم (4/ 2377).
2 - هو زيد بن الحسن الفايشي، من فقهاء الشافعية المنتمين لمذهب السلف الصالح في الأسماء والصفات، كبير القدر عظيم الأثر في منطقة الجعامي بإب توفي سنة (528 هـ) انظر ترجمته: طبقات فقهاء اليمن ص (155)،وهجر العلم (1/ 389).
3 - هو يحيى بن أبي الخير العمراني، إمام شهير من أئمة علماء اليمن، إمام في الفقه وهو صاحب كتاب " البيان" الشهيرالذي اعتنى بطبعه قاسم محمد النوري وطبع الطبعة الأولى بدار المنهاج بيروت سنة (1421هـ -2000م)، وإمام في السنة على منهج السلف الصالح، رأس علماء الحنابلة في اليمن وصاحب كتاب" الإنتصار في الرد على القدرية الأشرار " الذي حققه سعود بن عبد العزيز الخلف وطبع بدار أضواء السلف بالرياض الطبعة الأولى سنة (1419هـ -1999م).
4 - مسعود بن علي العنسي أحد كبار أصحاب الإمام يحيى بن أبي الخير والسائرين على منهاجه منهاج أهل السنة، وله في ذلك مواقف مشهورة ومؤلفات في الرد على من خالف مذهب السلف الصالح في الأسماء والصفات، توفي سنة (604 هـ).انظر ترجمته: طبقات فقهاء اليمن ص (216)، وهجر العلم (2/ 731).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/114)
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:54 م]ـ
__________________
14/ 05/06, 09:46 09:46:57 Am
أمجد الفلسطينى
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 13/ 10/05
المشاركات: 219
--------------------------------------------------------------------------------
جزاكم الله خيرا
ومن أئمة الشافعية السلفيين
ابن خزيمة
وابن حبان
والدارقطنى كان يقول ماشىء أبغض إلى من علم الكلام
والبغوى صاحب شرح السنة وابن الصلاح قال الذهبى كان سلفيا وفتاواه المطبوعة تدل على ذلك
وابن الفركاح ليس أبو إسحاق بل والده فقد أثنى عليه ابن تيمية
وابن ناصر الدين الدمشقى
وتقى الدين المقريزى
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:55 م]ـ
14/ 05/06, 01:57 01:57:57 Pm
المقدادي
عضو مميز تاريخ الانضمام: 26/ 02/05
المشاركات: 532
--------------------------------------------------------------------------------
و من ائمة الشافعية السلفيين:
الامام الصابوني
والامام ابن أبي حاتم
والحافظ السلفي
والحافظ الدار قطنى
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:57 م]ـ
قال الحافظ ابوطاهر السلفي الاصبهاني الشافعي المتوفي 576هـ:
ضلَّ المجسِّمُ والمُعطَُلُ مثلُه عن منهج الحقِّ المبين ضلالاَ
وأتى أماثِلُهم بنُكر لا رُعوا من معشَرٍ قد حاولوا الإشكالاَ
وغَدَوْا يَقيسون الأمورَ برأيِهم و يُدلِّسون على الوَرى الأقوالاََ
فالأوَّلون تَعدَّوا الحدَّ الذي قد حُدَّ في وصف الإلَه تعالاَ
وتصوَّروه صورةً من جِنسنا جسماً و ليس اللهُ عزَّ مثالاَ
والآخَرون فعطَّلوا ما جاء فِي القرآن أَقْبِحْ بالمقال مقالاَ
وأَبَوا حديثَ المصطفى أن يقبلوا ورأوْه حَشواً لا يُفيد منالاَ
وتظاهروا بالمُحدَثات لنا ولَم يَخشوا من الله العظيمِ وبالاَ
فعليك يا مَن رام دينَ محمدٍ بالشافعيِّ و ما أتاه و قالاَ
أعنِي محمد بنَ إدريس الذي فاق البَريَّةَ رُتبةً و كمالاَ
وعلاَ على النُّظراء طُراً واغتدَى شَمسَ الهُدى و الغيرُ كان هلالاَ
وابحث كذا عن صَحبِه وأحِبَّهم و أَجِلَّهم لله جلَّ جلالاَ
وتَجَمَّلَنَّ بِهم وكنْ مِن حِزْبِهم فهمُ الجَمالُ لَئِن أرَدتَ جَمالاَ
وهُمُ الأئمَّةُ إن أردتَ أئمَّة وهمُ الرِّجال لئن أردتَ رجالاَ
واعْلَم بأنَّ أعزَّهم وأجلَّهم شيخُ الأنام سجيَّةً و فِعالاَ
مَن لَم يخفْ في الله لومةَ لائِم وبما رآه من الأذى ما بالاَ
ذاك ابنُ حنبلٍ الإِمام المقتدَى المرضيِّ بين العالَمين خصالاَ
وابن المدينِيّ الذي قد جاب فِي طلب الشريعة للإلَه وجالاَ
ثمَّ الربيعان اللَّذان تعنَّيَا في فقهه و تَحمَّلا الأثقالاَ
والأعْينِيُّ ويونس الصدفي والمُزَنيّ أَحْرِ بِمَن إليهم مالاَ
وكذاك حرملةُ بنُ يحيى و البُويطيُّ الَّذي قد أعجز الأشكالاَ
واذكر أبا ثور فقيه عِراقِه و فريدَها و الحارث النَّقَّالاَ
وكذا حُميديَّ الحجاز وبعده عبدَالعزيز و لا تكن ميَّالاَ
والزَّعفرانيَّ الصدوق ورهطَه مِن كلِّ قُطر واعرِف الأبطالاَ
وتَمسّكنَّ بهم على طبقاتِهم وبِما رووا من سُنَّةُ تَتَلالاَ
وتفاخرنَّ بكلِّ ما حصَّلتَه مِن عِلمِهم وأَجِلَّه إجلالاَ
فالشافعيُّ أتى به عن مالكٍ و ذَوِيه لا عن رأيه و تَغالاَ
وهم عن الأتباعِ والأتباعُ عَن صََحب الرسول رواية و سؤالاَ
والأصلُ ما كان الرسول وصحبُه قِدْماً عليه و ما سواه فلاَ لاَ
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:59 م]ـ
1 - الامام الصابوني
قال الحافظ الذهبي في سيره:
الصابوني * الامام العلامة، القدوة، المفسر، المذكر، المحدث، شيخ
الاسلام، أبو عثمان، إسماعيل بن عبدالرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر، النيسابوري، الصابوني.
ولد سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة.
وأول مجلس عقده للوعظ إثر قتل أبيه في سنة ثنتين وثمانين وهو ابن تسع سنين.
حدث عن: أبي سعيد عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب، وأبي بكر ابن مهران، وأبي محمد المخلدي، وأبي طاهر بن خزيمة، وأبي الحسين الخفاف، وعبد الرحمن بن أبي شريح، وزاهر بن أحمد الفقيه، وطبقتهم، ومن بعدهم.))
الى ان قال:
(ولقد كان من أئمة الاثر، له مصنف في السنة واعتقاد السلف، ما رآه منصف إلا واعترف له) اهـ
قلت: هو كتاب عقيدة السلف و اصحاب الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/115)
و قال ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية عند ذكر الامام الصابوني:
قال في رسالته المشهورة في السنة: وأن الله فوق سمواته على عرشه بائن من ((خلقه ... ثم ساق بإسناده عن ابن المبارك أنه قال: نعرف ربنا تبارك وتعالى بأنه فوق سبع سمواته على عرشه بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية: إنه ههنا في الأرض.))
2 - الحافظ الدارقطني
قال الحافظ الذهبي في كتابه النفيس (العلو للعلي القهار):
(كان العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر نادرة العصر وفرد الجهابذة ختم به هذا) الشأن
فمما صنف كتاب الرؤية وكتاب الصفات وكان إليه المنتهى في السنة ومذاهب السلف)
3 - ابوحاتم الرازي:
قال الامام الذهبي في العلو:
(أبو حاتم كان أحد الأعلام ومن كبار أئمة أهل الأثر أدرك أبا نعيم والأنصاري وطبقتهما وخرج وعدل وكان جاريا في مضمار قرينه وقريبه الحافظ أبي زرعة حدث عنه أبو داود والكبار وتوفي سنة سبع وسبعين ومائتين)
و قال ايضا:
(قال الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الرد على الجهمية حدثنا أبي وأبو زرعة قال كان يحكى لنا أن هنا رجل من قصة هذا فحدثني أبو زرعة قال كان بالبصرة رجل وأنا مقيم في سنة ثلاثين ومائتين فحدثني عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه أنه قال إن لم يكن القرآن مخلوق فمحا الله ما في صدري من القرآن وكان من قراء القرآن فنسي حتى كان يقال له قل بسم الله الرحمن الرحيم فيقول معروف معروف و لا يتكلم به
قال أبو زرعة فجهدوا بي أن أراه فلم أره
فقال محمد بن بشار سمعت جارا كان لي وكان يقرأ القرآن ويقول هو مخلوق فقال له رجل إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله كل آية في صدرك قال نعم فأصبح وهو يقول الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك فإذا أراد أن يقول نعبد لم يجر لسانه
قال الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول مذهبنا وإختيارنا إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى ولزوم الكتاب والسنة ونعتقد أن الله عزوجل على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال وإختيارنا أن الإيمان يزيد وينقص ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض وبالمساءلة في القبر وبالشفاعة ونترحم على جميع الصحابة ولا نسب أحدا منهم ولا نقاتل في الفتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله أمرنا ونرى الصلاة والحج والجهاد مع الأئمة ودفع صدقات المواشي إليهم ونؤمن بما صح بأن يخرج قوم من النار من الموحدين بالشفاعة إلى أن قال وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة ونابتة وعلامة القدرية أن يسموا أهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية))
ـ[المقدادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:00 م]ـ
قال قاضي شهبة في طبقات الشافعية في ترجمة الامام العمراني:
يحيى بن أبي الخير بن سالم بن أسعد بن يحيى، أبو الخير العمراني اليماني، صاحب البيان. ولد سنة تسع وثمانين وأربعمائة. تفقه على جماعات منهم زيد اليفاعي. كان شيخ الشافعية في بلاد اليمن، وكان إماماً، زاهداً ورعاً عالماً، خيراً، مشهور الاسم، بعيد الصيت، عارفاً بالفقه وأصوله والكلام والنحو، من أعرف أهل الأرض بتصانيف الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في الفقه والأصول والخلاف. يحفظ المهذب عن ظهر قلب. وقيل: إنه كان يقرأه في كل ليلة واحدة، وكان ورده في كل ليلة أكثر من مائة ركعة بسبع من القرآن العظيم رجل إليه الطلبة من البلاد. قال النووي في التنقيح: إنه يحكي طريقة العراقيين، وفي بعض الأماكن ينقل الطريقتين، توفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ومن تصانيفه: البيان في نحو عشرة مجلدات، واصطلاحه أن يعبر بالمسألة عما في المهذب وبالفرع عما زاد عليه. وكتاب الزوائد له جزءان، جمع فيه فروعاً زائدة على المهذب من كتب معدودة. وكتاب السؤال عما في المهذب من الإشكال وهو مختصر. والفتاوى مختصر أيضاً، وغرائب الوسيط، ومختصر الإحياء. وله في علم الكلام كتاب الانتصار في الرد على القدرية. وابتدأ تصنيف الزوائد في سنة سبع عشرة فمكث فيها أربع سنين إلا قليلاً. وكان ذلك منه بإشارة شيخه زيد اليفاعي. وابتدأ تصنيف البيان سنة ثمان وعشرين وفرغ منه في سنة ثلاث وثلاثين. نقل الرافعي عنه في أول النجاسات أنه حكى وجهاً أن النبيذ طاهر، ثم في الوضوء، ثم في الاستنجاء، ثم في نواقض الوضوء، ثم في الحيض، ثم كرر النقل عنه.
و قال اليافعي في مرآة الجنان في حوادث سنة 558 هـ:
(انتقل الإمام أبو زكريا يحيى بن أبي الخير بن سالم العمراني اليمني الشافعي المذكور
إلى ذي السفال تغيباً عن الشرور، وتوفي في السنة التي تليها - رحمه الله تعالى - مبطوناً شهيداً، وما ترك فريضة في مرضه، فأقام ليلتين ينازع ويسأل عن أوقات الصلاة وذكر إلياوي أنه كان ورده في كل ليلة سبع القران، يقرأه في صلاته، وربما قال في مائة ركعة. وكان من جملة تصانيفه: كتاب الانتصار في الرد على القدرية الأشرار، وكتابه المشهور بغرائب الوسيط، ومختصر من إحياء علوم الدين للإمام حجة الإسلام واشتهر من تصانيفه المذكورات كتاب البيان، وانتفع به وشاع فضله في البلدان ,وعد من الكتب الستة المشهورة المفيدة المبسوطة في الفقه المشكورة - بل الله تعالى برحمته ثراه , وشكر سعيه، وجعل الجنة مأواه - وفيه يقول الشاعر
لله شيخ من بني عمران ... قد شاد قصر العلم بالأركان
يحيى لقد أحيى الشريعة هادياً ... بزوائد وغرائب وبيان
هو درة اليمن الذي ما مثله ... من أول في عصرنا أو ثاني)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/116)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:19 م]ـ
هل يدخل المعاصرون في شرط صاحب الموضوع؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 04:46 ص]ـ
ذكر الاخ المقدادي وفقه الله من ضمن الشافعية اهل السنة (((ابن حبان)))؟؟
ولعله يعيد التظر في ترجمته فهو من المشتهرين بمخالفة السنة ,حتى ألف بعض المعاصرين له من اهل السنة كتابا فيما تأوله من الصفات.
ففي صحيحه أوَل الكثير من صفات الله -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-
وسأفرد (إن شاء الله) موضوعا مستقلا لبيان عقيدته.
ـ[المقدادي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:21 ص]ـ
ذكر الاخ المقدادي وفقه الله من ضمن الشافعية اهل السنة (((ابن حبان)))؟؟
ولعله يعيد التظر في ترجمته فهو من المشتهرين بمخالفة السنة ,حتى ألف بعض المعاصرين له من اهل السنة كتابا فيما تأوله من الصفات.
ففي صحيحه أوَل الكثير من صفات الله -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-
وسأفرد (إن شاء الله) موضوعا مستقلا لبيان عقيدته.
بارك الله فيك
انا لم اذكره بل هي من مشاركات الاخ امجد الفلسطيني , حيث ان معظم الردود هنا قد حذفت بسبب الخلل فاضطررت لإدراج بعضها هنا , فنقلت كلام الاخ امجد كما هو
و على كل حال , فابن حبان قد تأول بعض الصفات كما هو معروف و اظن ان هناك موضوعا قد طرح في الملتقى عنه قبل فترة
ـ[سفيان الحلواني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:21 ص]ـ
هذا الموضوع ـ والذي نفسي بيده ـ من أجمل الموضوعات وأنفسها، فاللهم أدخ من بدأه ومن شاركه جنة عدن، واغفر للقائمين على هذا الملتقى، ووفقنا جميعا لما تحب وترضى.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي المقدادي وعفوا فقد رأيت التعليق وظننت (امجد) اسما لك فالمعذرة.
ـ[أبو صالح العوبثاني]ــــــــ[06 - 09 - 06, 09:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
جزى الله خيراً كل من كتب في هذا الموضوع المهم واولهم الأخ المفضال صاحب المقال وبارك في سعيهم. وإني كنت قد جمعت بعضاً مما ذكر في هذا الموضوع كمسودة لعمل كتاب شامل عن الشافعية ممن كان على منهج السلف وكان ذلك لما تفشى عندنا بين الشافعية المقلدة بأن الإمام الشافعي كان أشعرياً وكان شأنهم في ذلك ما قالته الأزهرية هدانا الله وإياهم. فبارك الله في سعيكم وسوف أزيد ما عندي مما ذكر في الملتقى إن شاء الله تعالى.
والله من وراء القصد
أخوكم: أبو صالح هادي العوبثاني
غفر الله ذنوبه وستر عيوبه
ـ[عمربن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 06, 12:57 ص]ـ
بارك الله فيكم موضوع مفيد ولو ذكرتم المعاصرين ان وجدوا لكان احسن
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[07 - 09 - 06, 04:21 م]ـ
بارك الله فيكم موضوع مفيد ولو ذكرتم المعاصرين ان وجدوا لكان احسن
منهم الشيخ العلامة القاضي الفقيه أحمد بن حجر آل بو طامي البنعلي الشافعي السلفي الأثري - رحمه الله -.
له مصنفات كثيرة مطبوعة، أذكر منها في العقيدة:
1 - العقيدة السلفية بالأدلة العقلية والنقلية (ط في مجلدين شرح فيها منظومة له)
2 - البابية والبهائية وأهدافهما في دعوة النبوة والرد عليهما. (ط)
3 - الرد الصريح المبين على من نسب النقص إلى الدين وطعن في الصحابة والفقهاء المعتبرين وحث على خروج المرأة في كل الميادين.
4 - تحذير المسلمين من البدع في الدين (ط)
5 - تطهير الجنان والأركان عن درن الشرك والكفران (ط)
6 - الإسلام والرسول في نظر منصفي الشرق والغرب (ط)
7 - سبيل الجنة بالتمسك بالقرآن والسنة (ط)
8 - الرد الشافي الوافر على من نفى أمية سيد الأوائل والأواخر (ط).
9 - نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين (ط).
10 - القول الأقوم في عموم رسالة سيدنا محمد إلى جميع الأمم (ط)
11 - الأدلة الساطعات في إثبات المعجزات والكرامات (ط مع الذي قبله)
وغيرها كثير مما لم يطبع فرحمه رحمة واسعة.
ـ[أبو الأم]ــــــــ[08 - 09 - 06, 05:45 م]ـ
بارك الله فيكم موضوع مفيد ولو ذكرتم المعاصرين ان وجدوا لكان احسن
ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحيم الهاشم الاحسائي
والشيخ نظامي يعقوبي والشيخ ابو اسحاق الحويني و الشيخ محمد الدبيسي
وغيرهم كثيير جدا يصعب حصرهم ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[09 - 09 - 06, 06:18 ص]ـ
ذكر الاخ المقدادي وفقه الله من ضمن الشافعية اهل السنة (((ابن حبان)))؟؟
ولعله يعيد التظر في ترجمته فهو من المشتهرين بمخالفة السنة ,حتى ألف بعض المعاصرين له من اهل السنة كتابا فيما تأوله من الصفات.
ففي صحيحه أوَل الكثير من صفات الله -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا-
وسأفرد (إن شاء الله) موضوعا مستقلا لبيان عقيدته.
ان لم يكن ابن حبان من أهل السنة فمن؟ و ان خالف شيخه الامام ابن خزيمة شيخ أهل الاثباث بلا منازع في تأويل بعض الصفات فهذا لا يخرجه من دائرة السنة و الجماعة لالتزامه بأصولهم كما لا يخرج البيهقي و الدارقطني و الخطيب بل و الباقلاني و ابن عقيل و ابن الجوزي و سائر اهل الحديث ممن التزم أصول أهل السنة و التسوية بينهم و بين الآمدي و الجويني و الرازي و الغزالي و غيرهم من نظار الجهمية و منظريها و منشئي أصولها و سائر من قدم أصل العقل على النقل لا ينتج عنه الا تأكيد مقولة الأشاعرة من أنهم سواد هذه الأمة و ما زال بعض من فضلاء أهل الحديث و الاثباث تزل أقدامهم في تأويل الصفات و ان التزموا في الجملة أصول أهل السنة و قد ألف الامام المغراوي حفظه الله كتابا ماتعا جمع فيه طائفة صالحة منهم و ذكر تأويلاتهم
و الله أعلم بالحال و المآل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/117)
ـ[باسم الشافعي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البحث القيم
لكن هل وضح الاخ الكريم بأي شيء إستند عليه في كون الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الشافعي. ليس أشعرياً
بارك الله جهدكم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:48 ص]ـ
يوضحه تولي شيخه المزي مشيخة دار الحديث الأشرفية مع ما هو معلوم من شرط واقفها و ما هو معلوم من عقيدة الامام المزي
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا البحث القيم
لكن هل وضح الاخ الكريم بأي شيء إستند عليه في كون الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الشافعي. ليس أشعرياً
بارك الله جهدكم
الادلة كثيرة و لله الحمد
منها:
1 - قوله في تفسيره:
(وأما قوله تعالى {ثم استوى على العرش} فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل و الظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه و {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر , و ليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الايات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى)
2 - قوله رحمه الله في البداية و النهاية على بيت الاخطل:
(هذا البيت تستدل به الجهمية على آن الاستواء على العرش بمعنى الاستيلاء وهذا من تحريف الكلم عن مواضعه وليس في بيت هذا النصراني حجة ولا دليل على ذلك ولا أراد الله عز وجل باستوائه على عرشه استيلاءه عليه تعالى الله عن قول الجهمية علوا كبيرا فانه إنما يقال استوى على الشيء إذا كان ذلك الشيء عاصيا عليه قبل استيلائه عليه كاستيلاء بشر على العراق واستيلاء الملك على المدينة بعد عصيانها عليه وعرش الرب لم يكن ممتنعا عليه نفسا واحدا حتى يقال استوى عليه آو معنى الاستواء الاستيلاء ولاتجد اضعف من حجج الجهمية حتى آداهم الإفلاس من الحجج إلى بيت هذا النصراني المقبوح وليس فيه حجة والله اعلم)
3 - له كتاب في الاعتقاد ابان فيه عن عقيدة السلف الصالح
4 - ذكره الامام ابن المبرد - 909هـ - في كتابه: جمع الجيوش , في الفصل الخاص بالمجانبين للأشاعرة
5 - من المعلوم ان الامام ابن كثير لم يسطر كتابا واحد على نسق متأخري الاشاعرة و اهل الكلام , بل كتابه في الاعتقاد يغني عن ذلك كله , و من طالعه عرف انه من اكابر علماء اهل السنة المقتفين لأثر السلف الصالح رضوان الله عليهم
6 - تأثر ابن كثير بإمامين حافظين لا ثالث لهما , الاول: شيخه الامام الحافظ ابن تيمية فأخذ عنه و امتحن بسببه رحمه الله كما ذكر ذلك ابن حجر , و الثاني: شيخه الحافظ ابو الحجاج المزي , الذي اخذ عنه و لازمه و صاهره
و كلا هذين الامامين سلفي العقيدة كما هو معروف , فتخرج الامام ابن كثير من هذه المدرسة السلفية فرحمهم الله اجمعين
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[15 - 09 - 06, 06:31 ص]ـ
قال الأخ أبو الأم: " ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحيم الهاشم الاحسائي
والشيخ نظامي يعقوبي والشيخ ابو اسحاق الحويني و الشيخ محمد الدبيسي
وغيرهم كثيير جدا يصعب حصرهم .. "
و أقول: أما الشيخ محمد الدبيسى فنعم، و هذا ما سمعته من بعض الإخوة عن الشيخ أسامة عبد العظيم و ما سمعته من الشيخ أحمد فريد أحمد القاهرىّ صاحب سلسلة أحاديث مشتهرة لكن لا تصح و ليس هو أحمد فريد السكندرى. أما قول الأخ الحبيب أن الشيخ أبا إسحاق الحوينى شافعىّ، فهذا ما لم نسمعه من الشيخ أبدًا، بل الشيخ يقول خلاف ذلك، فقال فى دروسه فى الكويت: لو كان أحد يجدر أن يقلد لكان الشافعى، و لا أقول هذا تعصبا له إذ أن أهل مصر أكثرهم شافعية و لكن الحقيقة أن أكثر أرائى الفقهية توافق قول أحمد لا الشافعى. انتهى بمعناه.
و نرجوا من الأخ أن يفيدنا بما غفل علينا و أكون له من الشاكرين. و جزى الله أخى و الإخوة جميعا خيرا الجزاء على هذا الموضوع المبارك.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 04:41 م]ـ
أيها الإخوان الفضلاء: بارك الله فيكم، وفي طرحكم الماتع، ولكن هل هناك رسالة في جهود الشافعية في العقيدة.
ـ[عبد الأحد بن محمد]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:46 م]ـ
ينبغي أولاً إثبات أن المذكور شافعي المذهب في الفروع
فإن بعض المشاركين في هذا الموضوع هاهنا نسبوا بعض كبار المحدثين كأبي حاتم الرازي إلى الشافعية، فلماذا لم ينسبوا الترمذي بل و البخاري بل و احمد بن حنبل؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و ثانيًا إثبات أن الشافعي المذكور هو من اهل السنة
فإن محاولة الدفاع عن ابن حبان عجب من العجب!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/118)
ـ[عمرو الشافعى]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:52 م]ـ
أيها الإخوان الفضلاء: بارك الله فيكم، وفي طرحكم الماتع، ولكن هل هناك رسالة في جهود الشافعية في العقيدة.
نعم هناك كتاب (جهود الشافعية فى تقرير توحيد الإلوهية)
---ط. مكتبة التوحيد بالرياض---
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[03 - 04 - 07, 03:09 م]ـ
ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحيم الهاشم الاحسائي
..
أخي الحبيب أبو الأم شكرا لك على مشاركتك، لكن أحب أن أنبهك إلى أن الشيخ عبدالرحيم الهاشم ليش شافعيا، بل هو مالكي المذهب درس الفقه المالكي على الشيخ محمد المبارك.
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:27 ص]ـ
و هذه قصيدة جليلة للإمام الحافظ الأصبهاني السِّلفي الشافعي رحمه الله في مدح جماعة من أئمة السنة و الأثر و ذم جماعة من أئمة المبتدعة
قال الذهبي في السير:
أنبأني أحمد بن سلامة، عن الحافظ عبد الغني بن سرور، أنشدنا أبو طاهر السلفي لنفسه في رجب سنة ست وستين وخمس مئة:
دعوني عن أسانيد الضلال * وهاتوا من أسانيد عوالي
رخاص عند أهل الجهل طرا * وعند العارفين بها غوالي
عن اشياخ الحديث وما رواه * إمام في العلوم على الكمال
كمالك أو كمعمر المزكى * وشعبة أو كسفيان الهلالي
وسفيان العراق وليث مصر * فقدما كان معدوم المثال
والاوزاعي فهو له بشرع الـ* نبي المصطفي أوفى اتصال
ومسعر الذي في كل علم * يشار كذا إليه كالهلال
وزائدة وزد أيضا جريرا فكل منهما رجل النضال
وكابن مبارك أو كابن وهب * وكالقطان ذي شرف وحال
وحماد وحماد جميعا * وكابن الدستوائي الجمال
وبعدهم وكيع وابن مهدي * المهدي في كل الخلال
ومكي ووهب والحميدي * عبدالله ليث ذي صيال
وضحاك عقيب يزيد أعني * ابن هارون المحقق في الخصال
كذاك طيالسيا البصرة اذكر * فما روياه من أثر لآلي
وعفان نعم وأبو نعيم * حميدا الحال مرضيا الفعال
ويحيى شيخ نيسابور ثم الـ * إمام الشافعي المقتدى لي
كذاكم ابن خالد المكنى * أبا ثور وكان حوى المعالي
وأيضا فالصدوق أبو عبيد * فأعلام من أرباب المقال
كيحيى وأبن حنبل المعلى * بمعرفة المتون وبالرجال
وإسحاق التقي وفتى نجيح * وعبد الله ذي مدح طوال
وعثمان الرضي أخيه أيضا * وكالطوسي ركن الابتهال
وكالنسوي أعنيه زهيرا * ويعرف بابن حرب في المجال
وكالذهلي شمس الشرق عدل * يعدله المعادي والموالي
وأصحاب الصحاح الخمسة اعلم * رجال في الشريعة كالجبال
وكابن شجاع البلخي ثم الـ* سمرقندي من هو رأس مالي
وبو شنجيهم ثم ابن نصر * بمرو مقدم فيهم ثمال
وبالري ابن وارة ذو افتنان * وترباه كذاك على التوالي
كذاك ابن الفرات وكان سيفا * على البدعي يطعن كالالال
كذا الحربي أحربه وحرب * ابن إسماعيل خير ذو منال
وصالح الرضى وأخوه منهم * كذاك الدارمي أخو المعالي
وصالح الملقب وابن عمرو * دمشقي حليم ذو احتمال
ونجل جرير إذ توفي وتربي * مناقبه على عدد الرمال
كذا ابن خزيمة السلمي ثم ابن * مندة مقتدى مدن الجبال
وخلق تقصر الاوصاف عنهم * وعن أحوالهم حال السؤال
سموا بالعلم حين سما سواهم * لدى الجهال بالرمم البوالي
ومع هذا المحل وما حووه * فآلهم كذلك خير آل
مضوا والذكر من كل جميل * على المعهود في الحقب الخوالي
أطاب الله مثواهم فقدما * تعنوا في طلابهم العوالي
وبعد حصولها لهم تصدوا * كذلك للرواية والامالي
وتلفي الكل منهم حين يلقى * من آثار العبادة كالخلال
وها أنا شارع في شرح ديني * ووصف عقيدتي وخفي حالي
وأجهد في البيان بقدر وسعي * وتخليص العقول من العقال
بشعر لا كشعر بل كسحر * ولفظ كالشمول بل الشمال
فلست الدهر إمعة وما إن * أزل ولا أزاول لذي النزال
فلا تصحب سوى السني دينا * لتحمد ما نصحتك في المآل
وجانب كل مبتدع تراه * فما إن عندهم غير المحال
ودع آراء أهل الزيغ رأسا * ولا تغررك حذلقة الرذال
فليس يدوم للبدعي رأي * ومن أين المقر لذي ارتحال
يوافي حائرا في كل حال * وقد خلى طريق الاعتدال
ويترك دائبا رأيا لرأي * ومنه كذا سريع الانتقال
وعمدة ما يدين به سفاها * فأحداث من ابواب الجدال
وقول أئمة الزيغ الذي لا * يشابهه سوى الداء العضال
كمعبد المضلل في هواه * وواصل آو كغيلان المحال
وجعد ثم جهم وابن حرب * حمير يستحقون المخالي
وثور كاسمه أو شئت فاقلب * وحفص الفرد قرد ذي افتعال وبشر
لا رأى بشرى فمنه * تولد كل شر واختلال
وأتباع ابن كلاب كلاب * على التحقيق هم من شر آل
كذاك أبو الهذيل وكان مولى * لعبد القيس قد شان الموالي
ولا تنس ابن أشرس المكنى * أبا معن ثمامة فهو غالي
ولا ابن الحارث البصري ذاك الـ * مضل على اجتهاد واحتفال
ولا الكوفي أعنيه ضرار ب * ن عمرو فهو للبصري تالي
كذاك ابن الاصم ومن قفاه * من اوباش البهاشمة النغال
وعمرو هكذا أعني ابن بحر * وغيرهم من أصحاب الشمال
فرأي أولاء ليس يفيد شيئا * سوى الهذيان من قيل وقال
وكل هوى ومحدثة ضلال * ضعيف في الحقيقة كالخيال
فهذا ما أدين به إلهي * تعالى عن شبيه أو مثال
وما نافاه من خداع وزور * ومن بدع فلم يخطر ببالي
قال الذهبي معلقا على هذه القصيدة:
صدق الناظم رحمه الله، وأجاد، فلان يعيش المسلم أخرس أبكم خير له من أن يمتلئ باطنه كلاما وفلسفة!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/119)
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:29 ص]ـ
قال الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم الشافعي في كتابه " معرفة علوم الحديث " عند كلامه عن شيخ مشايخه إمام الأئمة ابن خزيمة الشافعي رحمه الله:
(و أنا أذكر في هذا الموضع من دقيق كلامه الذي أشار إليه إمام فقهاء عصره أبو العباس بن سريج ما يُستدل به على كثير من علومه .....
سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت ابا بكر محمد بن اسحاق بن خزيمه رحمه الله تعالى يقول من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر به يستتاب فإن تاب والا ضربت عنقه والقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن ريح جيفه وكان ماله فيئا لا يرثه احد من المسلمين إذا المسلم لا يرث من الكافر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ
و قد قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في نونيته الشهيرة:
وابن المبارك قال قولا شافيا ... إنكاره علم على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا ... حقا به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علوه ... فوق السماء مباين الأكوان
وبأنه سبحانه حقا على العرش الرفيع فجل ذو السلطان
وهو الذي قد شجع ابن خزيمة ... إذ سل سيف الحق والعرفان
وقضي بقتل المنكرين علوه ... بعد استتابتهم من الكفران
وبأنهم يلقون بعد القتل فوق ... مزابل الميتات والأنتان
فشفى الإمام العالم الحبر الذي ... يدعي أمام أئمة الأزمان
وقد حكاه الحاكم العدل الرضي ... في كتبه عنه بلا نكران
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:00 م]ـ
ان لم يكن ابن حبان من أهل السنة فمن؟ و ان خالف شيخه الامام ابن خزيمة شيخ أهل الاثباث بلا منازع في تأويل بعض الصفات فهذا لا يخرجه من دائرة السنة و الجماعة لالتزامه بأصولهم كما لا يخرج البيهقي و الدارقطني و الخطيب بل و الباقلاني و ابن عقيل و ابن الجوزي و سائر اهل الحديث ممن التزم أصول أهل السنة و التسوية بينهم و بين الآمدي و الجويني و الرازي و الغزالي و غيرهم من نظار الجهمية و منظريها و منشئي أصولها و سائر من قدم أصل العقل على النقل لا ينتج عنه الا تأكيد مقولة الأشاعرة من أنهم سواد هذه الأمة و ما زال بعض من فضلاء أهل الحديث و الاثباث تزل أقدامهم في تأويل الصفات و ان التزموا في الجملة أصول أهل السنة و قد ألف الامام المغراوي حفظه الله كتابا ماتعا جمع فيه طائفة صالحة منهم و ذكر تأويلاتهم
و الله أعلم بالحال و المآل
1 - هل نص احد من اهل السنة على ان الدارقطني من الاشاعرة؟
2 - من قال من اهل السنة ان البيهقي والباقلاني ممن التزم اصول اهل السنة؟
3 - هل وصف المغراوي انه امام احد غيرك (اي ممن يعتبر قولهم)؟ فاني اخشى ان تكون قد قصمت ظهر اخيك.
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[07 - 07 - 09, 04:42 م]ـ
ايها الاحبة فى الله
حياكم الله، اثابكم الله، هداكم الله
-
-
-
-
اقسم بالله غير حانث - ان شاء الله
اننى
ما رأيت بحثا اجود من هذا البحث فى هذا الباب
مع احتياجى الشديد لهذا البحث الان
-
-
-
غير اننى لى سؤال
ارجوا الاجابة
مع احترامى وتقديرى
-
-
للطالب المبتدئ فى هذا العلم
اخوكم طويلب علم
بدأت فى مصطلح الحديث منذ فترة
ثم توسعت الى اصول الفقه
مع الدخول فى فقه الامام الشافعى رضى الله عنه
-
-
-
وسؤالى
لمن هو مثلى
لا يقرأ فى العقيده او الفقه - لهؤلاء الجبال
لأن كتب هؤلاء العمالقة لا تصلح للمبتدئ فى هذا العلم كما هو معلوم
-
-
ولكنى اريد ان اقرأ مختصرات فى العقيده والفقه والاصول وشروح لهذه المختصرات
(طبعا - بشرط موافقتها لمنهج السلف) *
فـ لمن اقرأ من الشافعية فى الاعتقاد (ما يناسب المبتدئ)
----
-
-
-
-أسف على الاطاله
ارجوا المعذرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
________________
قال تعالى
(قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا) 66 - الكهف
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[12 - 07 - 09, 03:14 ص]ـ
الإمام أبوعثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني من أعيان الشافعية وله رسالة شهيرة في الاعتقاد تسمى اعتقاد السلف وأئمة الحديث.
والطريف أن الأشعرية ينتحلونه.
ومن هذا اللون: الإمام الكبير العلامة أبوبكر الإسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري وغيره، وهو من أعيان فقهاء الشافعية من أهل جرجان له اعتقاد مليح مطبوع ومشهور ومختصر جامع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/120)
وبكل حال فعقيدة السنة والجماعة لا خلاف فيها بين الأئمة المجتهدين في الفروع الذين لهم لسان الصدق في الأمة، فما كتبه أي إمام من مدرسة فقهية على اعتقاد السنة والجماعة فهو صالح لجميع أتباع المدارس الفقهية السنية كعقيدة أبي جعفر الطحاوي شيخ الحنفية، وكعقيدة ابن أبي زيد شيخ المالكية، وكغيرها من العقائد الكثيرة المشهورة للحنابلة، ومنهم الإمام أبوالعباس ابن تيمية ..
فالأمر ميسور لطالب الحق بتوفيق الله سبحانه
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[12 - 07 - 09, 03:15 ص]ـ
الإمام أبوعثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني من أعيان الشافعية وله رسالة شهيرة في الاعتقاد تسمى اعتقاد السلف وأئمة الحديث. والطريف أن الأشعرية ينتحلونه!.
ومن هذا اللون: الإمام الكبير العلامة أبوبكر الإسماعيلي صاحب المستخرج على البخاري وغيره، وهو من أعيان فقهاء الشافعية من أهل جرجان له اعتقاد مليح مطبوع ومشهور وهو مختصر جامع.
وقبلهما الإمام المزني رويت له عقيدة مطبوعة، وأبلغ من هذا اعتقاد مختصر للإمام الشافعي نفسه خرجه عدد من الأئمة في كتبهم كأبي القاسم الطبري اللالكائي الشافعي صاحب (شرح أصول اعتقاد أهل السنة)
وبكل حال فعقيدة السنة والجماعة لا خلاف فيها بين الأئمة المجتهدين في الفروع الذين لهم لسان الصدق في الأمة، فما كتبه أي إمام من مدرسة فقهية على اعتقاد السنة والجماعة فهو صالح لجميع أتباع المدارس الفقهية السنية كعقيدة أبي جعفر الطحاوي شيخ الحنفية، وكعقيدة ابن أبي زيد شيخ المالكية، وكغيرها من العقائد الكثيرة المشهورة للحنابلة، ومنهم الإمام أبوالعباس ابن تيمية، وقد أشار عليه بعض فضلاء مخالفيه بأن يكف أذى خصومه له بسبب الاعتقاد بأن يكتفي بنسبته إلى الإمام أحمد وهو إمام معتبر، فأبى وذكر له أن اعتقاد السنة أكبر من أن يختصب بأحمد أو غيره من الأئمة، وإلزام الناس بشيء من العقائد هو محض حق الله تعالى، ولم يزك الله تعالى مصدراً لذلك سوى كتابه الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسوى نبيه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وسوى إجماع أمته الذين لا يجتمعون على ضلالة ..
فالأمر ميسور لطالب الحق بتوفيق الله سبحانه
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[07 - 08 - 09, 07:07 ص]ـ
اما ماسطره الاسماعيلي ففيه مايخالف عقيدة اهل السنة وأخطأ من نسبها عقيدة لأهل السنة مع أن أهل السنة في زمانه على المنع من الرحلة اليه كمارواه الهروي فيذم الكلام.
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 08:53 م]ـ
مايعجبني و يحيرني من الاستاذ أبو اسحاق الاسفرائيني رحمة الله عليه أنه كان من أشد المحذرين من الباقلاني المالكي حتى أنه وصفه بانه مبتدع ضال و هجر اصحابه و تلامذته بسبب علم الكلام وألف كتابا في تمييز بين أصول الشافعي و اصول الاشعري
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 08:56 م]ـ
و الحافظ امام الائمة ابن خزيمه من الشافعية على مذهب السلف و رغم أن كتابه التوحيد مليء بالاثبات الصفات الا ان ابن السبكي عده من الاشعرية بسبب تأويله صفة الصورة فما أشد تناقض صاحب طبقات الشافعية
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 09, 08:58 م]ـ
لاتنسوا ابن سريج الشافعي فقد كان من المحذرين من الاشعرية
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 08 - 09, 06:27 ص]ـ
مايعجبني و يحيرني من الاستاذ أبو اسحاق الاسفرائيني رحمة الله عليه أنه كان من أشد المحذرين من الباقلاني المالكي حتى أنه وصفه بانه مبتدع ضال و هجر اصحابه و تلامذته بسبب علم الكلام وألف كتابا في تمييز بين أصول الشافعي و اصول الاشعري
لعلك =بارك الله فيك=تقصد أبا حامد الاسفراييني! أليس كذلك؟
ففرق بينه وبين أبي اسحاق الاسفراييني.
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 08 - 09, 06:41 ص]ـ
الإمام أبوعثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني من أعيان الشافعية وله رسالة شهيرة في الاعتقاد تسمى اعتقاد السلف وأئمة الحديث. والطريف أن الأشعرية ينتحلونه!.
هذا فيه نظر ..
هو من الشافعية، نعم، لكن من أعيانهم؟
فاسمه لا يتردد في كتب الفروع أو أصول الفقه ..
اللهم إلا إن كان المراد أنه من مشاهيرهم من حيث الاشتهار وانتشار الاسم، فربما ..
فإن هذا لا يستلزم التقدم في العلم والرتبة .. وانما كان اشتهاره بسبب كلامه في مسائل الاعتقاد.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 08 - 09, 09:48 ص]ـ
الأزهري صاحب كتاب "تهذيب اللغة " من الشافعية و له كتاب شرح ألفاظ مختصر المزني وكان سلفيا رحمه الله
أبو المظفر السمعاني صاحب كتاب " قواطع الأدلة "
ابن العطار - رحمه الله - تلميذ النووي. له كتاب في الاعتقاد على طريقة السلف
المعلمي اليماني فهو كان مفتي الشافعية عند الإدارسة
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 08 - 09, 07:44 م]ـ
هذا فيه نظر ..
هو من الشافعية، نعم، لكن من أعيانهم؟
فاسمه لا يتردد في كتب الفروع أو أصول الفقه ..
اللهم إلا إن كان المراد أنه من مشاهيرهم من حيث الاشتهار وانتشار الاسم، فربما ..
فإن هذا لا يستلزم التقدم في العلم والرتبة .. وانما كان اشتهاره بسبب كلامه في مسائل الاعتقاد.
والله أعلم
وفقك الله وبارك فيك
هل تتكرم بالصبر على قراءة ترجمة أبي عثمان الصابوني في طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/121)
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:05 م]ـ
وأما العلامة الكبير الإمام الجليل الحافظ الفقيه الصدر النبيل أبوبكر الإسماعيلي فهو من سادات الشافعية وأصحاب الحديث بخراسان في وقته، وكذا أهل بيته ..
وهو من أئمة الفقهاء والمحدثين الذين يرون أن السنة يمكن أن تنصر على قواعد المتكلمين وطرائقهم فيحسنون الظن بمن ينتحل ذلك كالكلابية والشيخ أبي الحسن الأشعري ونحوهم، والإسماعيلي من كبراء هذا الضرب من أهل العلم، وهم كثير في أصحاب الشافعي بنيسابور وجرجان وما والاهما، ومن أعلامهم أبوبكر البيهقي، ومنهم بأصبهان الحافظ أبونعيم، وبالعراق أبوبكر الخطيب، .. وعامة الذين أوردهم ابن عساكر من المحدثين والفقهاء الذين ليسوا بمتكلمين هم من هذا الصنف، وهم ليسوا كالمتكلمين من الأشعرية والكلابية بل هؤلاء المتكلمين يعدون أوليك كالعوام في الكلام ..
ويقابلهم الذين يذمون الكلام رأساً ويمحضون طريقة السلف فلا يشوبونها، ويعتقدون أن أصول الكلام نفسها تناقض السنة فيكون من التناقض نصرها بتلك الأصول، وما أورده الشيخ أبوإسماعيل الهروي في ذم الكلام هو في هذا، ومن كبراء هذا الضرب من الشافعية: شيخ المذهب بالعراق ومجدده بل المنسوب إلى التجديد على رأس القرن: الشيخ أبوحامد الإسفراييني، وكان من يختلف إلى القاضي الباقلاني من أصحابه يتخفى بذلك لشدة نهي الشيخ عنه.
ومنهم: الحافظ الفقيه الزاهد سعد الزنجاني وهو من أئمة السلوك السنيين كأبي إسماعيل الهروي ونحوهم ..
والعجيب أن أصول الكلابية أثرت حتى في طوائف من المتصدين للرد عليهم من الحنابلة كالقاضي أبي يعلى ابن الفراء وابن الزاغوني وغيرهما ..
ومن المعصوم الذي لا يزل! ..
المهم الفرقان ومعرفة الحق والعمل به والدعوة إليه ..
وتمييز مراتب العلماء ومعرفة مذاهبهم إنما تطلب بقدر ما يعين على ذلك، وليس مقصود من يرجو لقاء الله تعالى أن ينتقص من قدر من جعل الله تعالى لهم لسان الصدق في المسلمين ونفعهم بعلومهم قروناً، مع كثرة إصابتهم الحق وتحريهم له ..
ولولا الله ما هتدى مهتد، وكم من مصيب في موطن مخطء في غيره، وبالعكس، فليس للإنسان كائناً ما كان إلا أن يتغمده الله تعالى برحمته ومغفرته، وألا يتألى عليه ولا يستكبر عن عباده ولا يتكبر على عباده ..
والله أعلم
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:06 م]ـ
وأما العلامة الكبير الإمام الجليل الحافظ الفقيه الصدر النبيل أبوبكر الإسماعيلي فهو من سادات الشافعية وأصحاب الحديث بخراسان في وقته، وكذا أهل بيته ..
وهو من أئمة الفقهاء والمحدثين الذين يرون أن السنة يمكن أن تنصر على قواعد المتكلمين وطرائقهم فيحسنون الظن بمن ينتحل ذلك كالكلابية والشيخ أبي الحسن الأشعري ونحوهم، والإسماعيلي من كبراء هذا الضرب من أهل العلم، وهم كثير في أصحاب الشافعي بنيسابور وجرجان وما والاهما، ومن أعلامهم أبوبكر البيهقي، ومنهم بأصبهان الحافظ أبونعيم، وبالعراق أبوبكر الخطيب، .. وعامة الذين أوردهم ابن عساكر من المحدثين والفقهاء الذين ليسوا بمتكلمين هم من هذا الصنف، وهم ليسوا كالمتكلمين من الأشعرية والكلابية بل هؤلاء المتكلمين يعدون أوليك كالعوام في الكلام ..
ويقابلهم الذين يذمون الكلام رأساً ويمحضون طريقة السلف فلا يشوبونها، ويعتقدون أن أصول الكلام نفسها تناقض السنة فيكون من التناقض نصرها بتلك الأصول، وما أورده الشيخ أبوإسماعيل الهروي في ذم الكلام هو في هذا، ومن كبراء هذا الضرب من الشافعية: شيخ المذهب بالعراق ومجدده بل المنسوب إلى التجديد على رأس القرن: الشيخ أبوحامد الإسفراييني، وكان من يختلف إلى القاضي الباقلاني من أصحابه يتخفى بذلك لشدة نهي الشيخ عنه.
ومنهم: الحافظ الفقيه الزاهد سعد الزنجاني وهو من أئمة السلوك السنيين كأبي إسماعيل الهروي ونحوهم ..
والعجيب أن أصول الكلابية أثرت حتى في طوائف من المتصدين للرد عليهم من الحنابلة كالقاضي أبي يعلى ابن الفراء وابن الزاغوني وغيرهما ..
ومن المعصوم الذي لا يزل! ..
المهم الفرقان ومعرفة الحق والعمل به والدعوة إليه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/122)
وتمييز مراتب العلماء ومعرفة مذاهبهم إنما تطلب بقدر ما يعين على ذلك، وليس مقصود من يرجو لقاء الله تعالى أن ينتقص من قدر من جعل الله تعالى لهم لسان الصدق في المسلمين ونفعهم بعلومهم قروناً، مع كثرة إصابتهم الحق وتحريهم له ..
ولولا الله ما هتدى مهتد، وكم من مصيب في موطن مخطء في غيره، وبالعكس، فليس للإنسان كائناً ما كان إلا أن يتغمده الله تعالى برحمته ومغفرته، وألا يتألى عليه ولا يستكبر عن عباده ولا يتكبر على عباده ..
والله أعلم
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 08 - 09, 08:21 م]ـ
وفقك الله وبارك فيك
هل تتكرم بالصبر على قراءة ترجمة أبي عثمان الصابوني في طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي؟
وإياكم،
قد فعلتُ وها هو الكتاب أمامي .. طبعة هجر.
وبالمقابل، لو لاحظتَ أخي الكريم، أن الذهبي في ترجمته في السير لم يصفه بكونه فقيهاً، أو من فقهاء الشافعية، فضلاً عن أن يكون من المشار إليهم بالبنان.
وكذلك، النووي رحمه الله في تهذيب الاسماء واللغات لم يترجم للصابوني لكونه لم يأتِ ذكره في أي كتاب من الكتب التي جردها النووي رحمه الله وهي كما في المقدمة: (المهذب والتنبيه والوسيط والوجيز والروضة) ثم قال (وأضم الى اللغات ما في هذه الكتب من أسماء الرجال والنساء والملائكة والجن وغيرهم ممن له ذكر في هذه الكتب برواية وغيرها مسلماً كان أو كافراً براً أو فاجراً) ..
فما مرّ ذكر الصابوني مرة واحدة في أي من تلك الكتب.
ثم في طبقات الشافعية، وفي ترجمته عند عبد الغفار، لم يذكره بالفقه، وإنما كل من سبق إنما وصفه بالمحدّث، المفسر، الواعظ .. وهكذا في ترجمته عند غيره في طبقات الشافعية، فإنما انحصر ذكره في الوعظ والتحديث ..
وعادة التاج في آخر الترجمة أن يورد من غرائب المتَرجم الفقهية، فلم يورد له شيئا .. ولم يذكروا اياً من مشاركاته في الاختصار او الشرح او التأليف في الفقه او اصوله ..
الواقع اننا حينما نقول فلان شافعي ومن اعيان الشافعية، يفقز الى الذهي التقدم والامام في الفقه واصوله .. وانما اردتُ بيان انه مع امامته في علوم عدة، لكنه ليس من المذكورين بين ائمة الفقهاء الشافعية وأعيانهم ولا في هذا المضمار بمقام الرافعي والنووي، وابي اسحاق الشيرازي قبلهما ..
نعم، قال التاج كلمة واحد في بداية ترجمته: الفقيه، لكن يبدو أنه من باب الأدب إذ ليس في اي من التراجم من ذكره بذلك غيره.
والله أعلم وهو من وراء القصد
مسدد2
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 08 - 09, 09:46 م]ـ
زادكم الله توفيقا وسداداً ..
أعتقد أن بين قولنا: فلان من أعيان الشافعية، وبين قولنا فلان من أعيان فقهاء الشافعية فرقاً ..
ثم إن المقام هنا ليس في الفقه وأصوله، وإنما في العقيدة واتباع السلف الصالح رضي الله عنهم ..
أوليس أبوعثمان الصابوني من الأعيان وهو شيخ الإسلام على الحقيقة كما يقول السبكي، ناهيك عما كان له من الرئاسة الدينية والاجتماعية في زمانه وبلاده؟
ثم أليس هو شافعياً ..
ولو توهم متوهم أنه كان من أعيان فقهاء الشافعية فما تأثير هذا فيما نحن فيه هنا؟ وليس الكلام عن نقل المذهب والاجتهاد فيه أو التخريج والتوجيه على طريقة الفقهاء! ..
ثم قد تقدم لكم يا أخي الإفادة بأن اشتهاره كان بسبب كلامه في العقائد .. !
فإن كان هذا فما رأيكم بأسلوب ابن السبكي في التنويه به وهو من لا يخفى على مثلك حاله في هذا الباب خاصة!، بل نقل ثناء الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني البالغ عليه وتلقيبه إياه بالأستاذ الجليل سيف السنة غيظ أهل البدع ..
فهذا حاله في السنة والعقيدة عند الأستاذ أبي إسحاق
وكذا نقل ثناء الأستاذين أبي بكر ابن فورك وأبي سهل الصعلوكي وغيرهما عليه ..
وهو كان يبادلهم نظيراً من ذلك فكان يثني على كتاب الإبانة للشيخ أبي الحسن الأشعري
رحم الله جميعهم بواسع رحمته، وأسكنهم بفضله فسيح جنته ..
وترجمته عند السبكي حافلة كما رأيت والحمد لله وليت كل من مر بكلامنا يطلع عليها ومما فيها ثناء الإمام شيخ المذهب أبي القاسم الرافعي عليه الذي منه: نشر العلم إملاء وتصنيفاً وتذكيراً واستفاد الناس منه على اختلاف طبقاتهم ...
وغير ذلك مما يطول ذكره فلا يفهم من ترجمته أنه كان مجرد واعظ بارع، عظمه بعض الحشوية والعوام لكلامه في العقائد بما يألفون وأخذه بخوطرهم، ولأنه يشتغل بالنقل والحفظ وهو بضاعة البطالين والجامدين غير المحصلين، وأنه لا حظ له في النظر الفقهي فكيف بالنظر الأصلي العقدي؟!!
ومن فوائد ترجمة السبكي له أنه ختمها بإيراد وصيته التي كتبها بدمشق لما وردها حاجاً، ويحسن أن تضم إلى رسالته الشهيرة في اعتقاد السنة التي كتبها بسؤال أهل آمل طبرستان وجيلان لما وردهم في طريقه للحج وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما نص في صدرها ..
أسأل الله تعالى أن يجعل مقصودنا جميعاً رضاه، ويمنحنا التوفيق لبلوغه بمنه وكرمه آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/123)
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[09 - 08 - 09, 11:53 م]ـ
ومما يستفاد من كتابتكم يا أخي الكريم
أنَّ السبكي قد يصف بعض مترجَميه ببعض الأوصاف كالفقه من غير استحقاقهم لها من باب الأدب، وعلى هذا فينفتح الباب لمن يقول: فكيف إذا انضم له مع الأدب التعظيم والاعتقاد والحمية الدينية فرعاً وأصلاً كيف ستكون الألقاب؟!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[10 - 08 - 09, 06:05 ص]ـ
شيخ المذهب بالعراق ومجدده بل المنسوب إلى التجديد على رأس القرن: الشيخ أبوحامد الإسفراييني، وكان من يختلف إلى القاضي الباقلاني من أصحابه يتخفى بذلك لشدة نهي الشيخ عنه.
..
والله أعلم
هل تقصد أن أبا حامد كان يختلف الى الباقلاني؟ فأرجوا توثيق ماذكرت.
فالمشهور عنه خلاف ذلك
وقد سبق في هذا الموضوع مانقله أحد الاخوة:
قال الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي: (كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام)
وقال أيضاً: (كان الشيخ أبو حامد الاسفراييني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علماً وأصحاباً إذا سعى إلى الجمعة من - قطيعة الكرخ - إلى الجامع المنصور يدخل الرباط المعروف - بالروزي - المحاذي للجامع، ويُقبل على من حضر ويقول: (اشهدوا عليَّ بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل لا كما يقول الباقلاني) ويتكرر ذلك منه، فقيل له في ذلك؛ فقال: (حتى تنتشر في الناس وفي أهل البلاد ويشيع الخبرُ في أهل البلاد أني بريءٌ مما هم عليه – يعني الأشعرية – وبريءٌ من مذهب الباقلاني؛ فإن جماعة من المتفقهة الغُرباء يدخلون على الباقلاني خفيةً ويقرؤن عليه فيعتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لامحالة، فيظن ظانٌ أنهم مني تعلموه وأنا قُلته، وأنا بريءٌ من مذهب الباقلاني وعقيدته) [شرح الأصفهانية من ص 35 – 36]
وذكر الأمام الكرجي: (أن أبا بكر الباقلاني إذا خرج إلى الحمام يتبرقع خوفاً من الشيخ أبي حامد الاسفراييني لكي لا يراه
وإن لميكن هو المقصود فأرجو توضيح ما سبق.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[10 - 08 - 09, 11:25 ص]ـ
يا أخي ما نقلتَه أنت آنفاً هو مقصودي ..
ولم يخطر لي ببال أن عبارتي لم تدل عليه فضلاً عن أن تدل على نقيضه!! ..
أسأل الله السداد والعفو لي ولك ولإخواننا أجمعين ..
ومما يتعلق بهذا أشياء في ذم الكلام للشيخ أبي إسماعيل ..
وكذا في التسعينية لشيخ الإسلام رحم الله الجميع وغفر لهم
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 09 - 09, 01:21 ص]ـ
ومن الشافعية المتأخرين الذين كانوا على مذهب السلف أهل السنة والجماعة
العلامة الكبير الشيخ أحمد بن عبدالقادر الحفظي العسيري رحمه الله وكثير من أبنائه وأحفاده ومنهم:
ابنه العلامة الشيخ محمد بن أحمد الحفظي العسيري صاحب كتاب " درجات الصاعدين إلى مقامات الموحدين "
والعلامة الشيخ حسين بن مهدى التهامى النعمي المتوفى عام 1187 هـ صاحب كتاب " معارج الألباب في منهاج الحق والصواب "
وللحديث بقية.
ـ[أبو صهيب نعيمي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:38 ص]ـ
السلام عليكم، الأخ أبو عبد الله وابنه، من فضلك هلا تدلنا على الكتب التي ذكرت أين نجدها؟ هل أحد من الإخوة يتبرع ويرفع لنا؟، فإن مثل الكتب التي ذكرها الأخ أبو عبد الله مهم جدا. وعلى كل موضوعنا ممتاز أسأل الله التوفيق والسداد في كل الخطا لمن ساهم فيه
ـ[محمد ناصر الدين]ــــــــ[11 - 03 - 10, 08:45 م]ـ
جزاكم الله خيراً(24/124)
الصفات
ـ[المحب لله]ــــــــ[04 - 02 - 03, 05:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد،،،
فما هو الرد على من يقول أن إثبات الصفات لله يحتاج إلى دليل قطعي وواضح من الكتاب والسنة، وكذلك نفي أو تأويل الصفات، وعلى المسلم أن يقول كما أمره الله " ءامنا به كل من عند ربنا " < آل عمران> ويمرر آيات الصفات دون إثبات أو تأويل أو نفي. فما هو الرد على هذا القول ولكم جزيل الشكر.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 - 02 - 03, 11:39 ص]ـ
هذا الكلام في غاية العجب ....... من أين جاؤوا بأن الصفلت لابد في اثباتها من أدلة قطعية ـ سواء كانت الأدلة الموجودة قطعية أو لا ـ و لكن من أين لهم هذا التقييد؟ نحن نستفيد الأحكام من الأدلة النظرية، و نعمل بها على أنها حكم الله تعالى ..... و هم كذلك يفعلون، فما هو وجه التفريق بين الثابت في العقيدة و الثابت في الأحكام؟!!!!!
فهم الذين عليهم الاتيان بالدليل لأنهم هم الذين خرجوا عن الأصل ...
ثم ثم كيف نقول [امنّا به كل من عند ربنا] ثم لا نؤول و لا ننفي [و لا نثبت]؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كيف نقول (امنّا به) و لا نثبته؟
هل الايمان به هو اعتقاد أن هذه الأيه نزلت من عند الله فقط؟ هل كان هذا هو مراد الله؟
أم أن مراد الله أعم من ذلك؟
أين عقولهم؟!!!
ـ[المدرار]ــــــــ[07 - 02 - 03, 01:21 ص]ـ
إن الذي لايثبت لله الصفات ويريد أن يمر الآيات كما جاءت فهذا يسمى مفوض، التفويض المذموم الذي ذمه السلف الصالح، والتفويض ينقسم الى قسمين، القسم المذموم، والقسم الممدوح اما المذموم فهو، تفويض المعنى،فاهل السنة يفهمون من قوله تعالى (إن الله كان سميعا بصيرا) بان الله يسمع ويبصر، فمن أراد تفويض هذا المعنى، يعد من المفوضة المخالفين مذهب السلف الصالح، اما اهل السنة فانهم يفوضون الكيف، فنثبت لله السمع والبصر واليد والساق الخ دون أن نسال عن كيفية هذه الصفات، ولقد ذكر الشيخ العثيمين أن المفوضة هم اشر فرقة وجدت بين الفرق.(24/125)
الشبلي وابن تيمية
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[06 - 02 - 03, 11:31 م]ـ
قال العلامةمحمد بن عبدالله الشبلي الدمشقي الحنفي المتوفى سنة796 في كتابه محاسن الوسائل الى معرفة الاوائل:
أول خليفة رثى من دونه المنصور, رثى عمرو بن عبيد فقال:
صلى الاله عليك من متوسد ... قبرا مررت به على مران
قبرا تضمن مؤمنا متخشعا ... عبد الاله ودان بالقران
لو كان هذا الدهر أبقى صالحا ... أبقى لنا عمرا ابا عثمان
واخطأ المنصور في ذلك, فان عمرو بن عبيد لا يستاهل ذلك ,ولا فيه هذا
الوصف, وهو القائل في حديث ابن مسعود الذي في القدر: ان احدكم
يجمع في بطن امه, قال عمرو بن عبيد: لو حدثني به ابن مسعود لما صدقته, ولو حدثني به رسول الله لرددته, ولو حدثني به رب العالمين لقلت: ما بهذا اخذت علينا الميثاق, فهذا كفر صريح.
وخطر لي في وقت اني اقلب هذه الابيات في الشيخ ابن تيمية, فانه
يستاهل ذلك وهذه صفته, فقلت:
صلى الاله عليك من متوسد ... قبرا مررت به على الصوفية
قبرا تضمن مؤمنا متخشعا ... عبد الاله ودان بالسلفية
لو كان هذا الدهر ابقى صالحا ... ابقى لنا حقا فتى التيمية
قال ابو الوفا:صدق رحمه الله, والصوفية مقبرة بدمشق دفن فيها شيخ
الاسلام ابن تيمية.
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[06 - 02 - 03, 11:49 م]ـ
واجعل البيت الأخير هكذا
لو كان هذا الدهر ابقى صالحا ... ابقى لنا حقا فتى تيمية
وبارك الله فيك
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[07 - 02 - 03, 12:00 ص]ـ
جزيت خيرا
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[07 - 02 - 03, 12:43 ص]ـ
رحمهما الله تعالى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 02 - 03, 01:00 ص]ـ
قولك: <<قال عمرو بن عبيد: لو حدثني به ابن مسعود لما صدقته, ولو حدثني به رسول الله لرددته, ولو حدثني به رب العالمين لقلت: ما بهذا اخذت علينا الميثاق, فهذا كفر صريح.>>
أقول هو كفر صريح. لكن لماذا لم يكفره أحد من السلف، بل بعضهم وثقه؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 02 - 03, 11:51 ص]ـ
أولا: هل ثبتت نسبة الكلام إليه؟
ثانيا: هل اطلع على كلامه هذا أولئك الذين وثقوه؟
ثالثا: هو من أئمة المعتزلة، وأقوالهم الكفرية معروفة. لكن الشأن في تكفيرهم على التعيين ..
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[07 - 02 - 03, 01:37 م]ـ
هذا قول الشبلي لا قول ابي الوفا, فتامل.(24/126)
تداعي الأمم علينا والطائفة المنصورة للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
ـ[مبارك]ــــــــ[07 - 02 - 03, 04:20 م]ـ
http://www.suhuf.net.sa/1998jaz/oct/3/P133.HTM
ـ[مبارك]ــــــــ[08 - 02 - 03, 01:42 ص]ـ
تداعي الأمم علينا، والطائفة المنصورة
أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبد الرحمن: حديث تداعي الأمم علينا صحيح لا مرية في رجحان ثبوته,, ولزوم دلالته مع الحديث الصحيح: لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة: دليل
قاطع على ان ما يناله منا أعداء الملة حطام مال، وان الغثاء والوهن في عامة المسلمين باق مع بقاء الطائفة المنصورة أثناء الغربة حتى يأذن الله بما وردت به
النصوص الشرعية من كون المستقبل للاسلام وأهله قبل علامات الساعة الكبرى,
قال أبو عبد الرحمن: ها هنا وقفات:
الوقفة الأولى: لا يمكن ان يحمل هذا الحديث على أي مصيبة حلت بالامة الاسلامية قبل سقوط الخلافة الاسلامية في عهد السلطان عبد الحميد: لأن ما حدث تداعي
أمة واحدة في عصر، وامة ثانية في عصر,, الخ,, من فارسية ومغول وبرتغال,, كما ان بعض هذه الأمم دخلت في الاسلام فحكمت بلاداً معينة بعقد الاسلام، او جميع
الرقعة الاسلامية بعقد الاسلام,, والاخيرة هي الدولة العثمانية,
اما هذا الحديث فعن أمم عديدة من الآفاق، في زمان واحد,, ولقد حصلت بداية هذا التداعي باقتسامهم البلاد العربية والاسلامية منذ سقوط الخلافة,, ثم تجدد هذا
التداعي على جزيرة العرب بالذات، وعلى البلاد العربية والاسلامية بعامة,
الوقفة الثانية: أن هذا التداعي لحطام الدنيا ومنافعها من مواد الطبيعة، واستراتيجية الموقع، وليس استئصالاً للعرب والمسلمين، لأن التداعي على قصعة وليس
على الرقاب، ولأن الحديث وقت التداعي نص على كثرة المسلمين، وعدم غناهم، ولأن الله ضامن بقاء المسلمين حتى تقوم الساعة، ولأن النصوص الشرعية تبشر بعز
للمسلمين قبل علامات الساعة الكبرى,
الوقفة الثالثة: أن الحديث نص على التداعي والطعام، والأكل بأمن,, والخبر الشرعي إذا وقع ما يطابقه كان تفسيراً له,, والذي حصل اليوم تداعي أهل الانجيل
وهم أحلاف من امريكا واوروبا بقيادة الصهيونية العالمية,, والمسلمون عاجزون عن ردهم - ما دام الأمر لم يصل الى محاولة تصفيتهم جسدياً، وهدم مقدساتهم -,,
والدليل على عجزهم الواقع الآن، ووصفهم بأنه غثاء,, والغثاء لا ثقل له، وأن الأمم تتداعى آمنة,
الوقفة الرابعة: سيظل مع هذه المحنة الجمهور الأعظم من المسلمين على وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من كونهم غثاء كغثاء السيل,, والوصف كناية عن
الضعف، والانفصال عن الجذور لما نشاهده اليوم في جمهورهم من الانهماك في البدع، وانقسامهم بعدد البدع، وغلبة التدروش وما يخل بالعقيدة من القبورية والتدين
بالبدع التي لا وجود لها في السيرة العملية ولا في النصوص الصريحة، ومحادة النصوص الصريحة الصحيحة بالنصوص الموضوعة، والمنامات، والرأي المجرد، وأخذ
التزيد في الدين ممن لا تقوم به حجة,, وذلك في أمور العقيدة الواضحة البينة بالسيرة العملية والنص القطعي، فغثائيتهم قلة علم بالحق، وكثرة علم بالباطل،
والتدين به حمية وتقليداً,, وغثائيتهم ايضاً من جهة ضعفهم فيما يلزمهم من امور الدنيا من علم مادي يحقق لهم القوة والمنعة، وغلبتهم بحكومات لا تحقق
مشاعرهم الدينية,, بل تئدها وانشغالهم بلقمة العيش عن الجهاد بدليل نص الحديث: حب الدنيا، وكراهية القتال ,
الوقفة الخامسة: ضمن الحديث الصحيح الآخر أنه - مع وجود ذلك الغثاء - لا تزال طائفة من امة محمد صلى الله عليه وسلم منصورة لا يضرها من خذلها الى يوم
القيامة,, والنص على نصرها يعني حفظها مع وجود التداعي من الأمم الكافرة، وكثرة الغثاء من اهل القبلة,, ويكون هذا الحفظ بقانون الدفع في قوله تعالى: (ولو
دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض,,)] سورة البقرة/ 251 [وقوله تعالى: (ولوا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع)] سورة الحج/ 40 [، وقوله:
، (ان الله يدافع عن الذين آمنوا)] سورة الحج/ 28 [,, وهذا الدفع ملاحظ في الفرد وليس في الجماعة وحسب فان الفرد ليغفل عن ربه، فيعطل صلاة الفجر في المسجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/127)
ولا يصليها في وقتها، ولا يصلي بقية الأوقات في المسجد جماعة الا نادراً على استحياء، ويظل مصراً على معصية أو معاص، فيتخلى عنه دفع الله حتى يفيىء،
فتتوالى عليه المنغصات في عمله، او ماله، أو أهله وولده، او جاره، او يسلط عليه من يؤذيه,
ويكون نصر الطائفة وحفظها بقوة عسكرية تارة، وبقانون الدفع حال ضعفها تارة، فيهيىء الله لها قيادة تتعامل مع الواقع، وتحاول ان تنال بالسياسة والصبر
والمعادلة ما لا تقدر عليه بالقوة وتدفع المفسدة الكبرى بالمصلحة الصغيرة بجانبها,
الوقفة السادسة: للطائفة المنصورة هذه المعالم:
،1 - انها منصورة على الحق,
،2 - الحق هو القيام بدين الله عقيدة وشريعة,
،3 - صفة القيام - وإن وجد بعض النقص - أن يكون قادتها يحكمون بشرع الله، ولا يسنون نظاماً يخالفه، ولا يحمون بالسلطة او قوة النظام ما يخرج من الملة،
ويكون علن مجتمعهم معصوماً من ظهور الفاحشة، والتواطؤ على فسق، وان لا يفتن المرء في دينه من دولته او مجتمعه,
،4 - كونها طائفة من أمة محمد يعني انها طائفة من طوائف تنتسب الى أمة محمد صلى الله عليه وسلم,, وتمييزها بالحكم (وهو النصر) يعني تميزها في الواقع,,
وهذا الواقع لا بد ان يكون محبوباً عند الله بدليل منصورة وعلى الحق ,, ولا معهود لنا في الشرع بطوائف من أمة محمد بينها طائفة واحدة على الحق الا حديث
الفرق الذي ميز الفرقة الناجية بأنهم من كان على مثل ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه,, والذي كانوا عليه هو السيرة العملية المحفوظة للسلف قبل
ظهور البدع,, وما كانوا عليه هو معاني نصوص الوحي المفهومة بلغة العرب في مسائل العقيدة، ولم ينقل خلاف بينهم فيها,, فكل تدين حدث بعدهم فهو بدعة حكمها
معروف بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم وسلم: من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد: فمن تدين لله سبحانه باحياء مولد بطقوسه الصوفية المعروفة فالامر امانة
في ضميره ينظر هل ما عنده من اقوال من ليس حجة في الشرع، ومن منامات، ومن حركات وهيئات، ومن احاديث موضوعة ومعلولة عند علماء الحديث,, هل هذه الاشياء مما
يجوز ان تعارض به السيرة العملية، والنصوص الصحيحة، وما أجمع عليه السلف من أمور العقيدة؟!! ,,
وهل يفهم النص الشرعي الصحيح بغير لغة العرب وبغير ضم النص الى النص وتوحيد الاستنباط حتى لا نتحكم ونتبع الأهواء، فنأخذ بنص صحيح ونرد نصوصاً؟!! ,, مع ان
جميع النصوص يحدد دلالة كل نص بمفرده,, ولنعلم علم اليقين اننا لسنا متعبدين باجتهاد ينصر ما نهواه، بل اجتهادنا مقيد بابتغاء مراد الله ومرضاته وإن خالف
اهواءنا وحميتنا,
،5 - انهم حال نصرهم والشهادة لهم بأنهم على الحق: يعايشهم من يخذلهم فلا يضرهم,, والخذل آت من جهتين:
الأولى: من جهة العهد من قبل عدو في الملة يعاهدنا فيخذلنا، فهذا لن يضر الطائفة المنصورة,, وهذا الخذلان يتبخر بلطف من الله يحمي الطائفة المنصورة من غير
حول منها ولا طول,
الثانية: من جهة المنتسبين الى القبلة من البدعيين، فيكونون في عداء دائم للطائفة، وترويج أكاذيب ضدها، وتحزب عليها والحق ان يكون التحزب للاسلام وأهله،
فلينظر المسلم الى العالم حوله ليتحسس مواقع الغثاء، ومواقع الطائفة المنصورة؟! ,
والخبر عن تداعي الأمم علينا وحديث التداعي ورد من حديث أبي هريرة، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهما,, أما حديث أبي هريرة فرواه
الامام احمد، فقال رحمه الله تعالى: حدثنا ابو جعفر المدائني: انبأنا عبد الصمد بن حبيب الأزدي: عن ابيه حبيب بن عبد الله: عن شبل بن عوف: عن ابي هريرة
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان: كيف انت يا ثوبان اذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه؟! ,
قال ثوبان: بأبي وأمي يا رسول الله: أمن قلة بنا؟! ,
قال: لا,, انتم يومئذ كثير، ولكن يلقى في قلوبكم الوهن,
قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ ,
قال: حبكم الدنيا، وكراهيتكم القتال (1) ,
قال ابو عبد الله بن محمد بن عمر علوش: تفرد به شبيل (2) ,
قال ابو عبد الرحمن: شبيل ثقة قليل الحديث (3) ,
وقال الهيثمي: رواه احمد والطبراني في الاوسط واسناد احمد جيد (4) ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/128)
وسئل الدار قطني عن حديث قيس بن ابي حازم: عن ابي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك ان تداعي الأمم على امتي كما تداعى على
الثريد اكلته، فقال: يرويه اسماعيل بن ابي خالد,, واختلف عنه، فرواه مؤمل بن اسماعيل: عبد العزيز القسملي: عن اسماعيل: عن عن قيس: عن ابي هريرة: عن النبي
صلى الله عليه وسلم,, والمحفوظ عن اسماعيل موقوفاً (5) ,
قال أبو عبد الرحمن: وروى الحديث ثوبان نفسه رضي الله عنه,, قال ابو داوود: حدثنا عبد الرحمن بن ابراهيم الدمشقي: اخبرنا بشر بن بكر: اخبرنا ابن جابر:
حدثني أبو عبد السلام: عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها,
فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ ,
قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن,
فقال قائل: يا رسول الله: وما الوهن؟ ,
قال: حب الدنيا وكراهية الموت (6) ,
قال الطيبي: هذا الحديث من افراد أبي داوود (7) ,
وقال المنذري: ابو عبد السلام هذا هو صالح بن رستم الهاشمي الدمشقي: سئل عنه ابو حاتم، فقال مجهول لا نعرفه (8) ,
قال أبو عبد الرحمن: قال الذهبي: روى عنه ثقتان فخفت الجهالة (9) ,
وقال الشيخ الالباني: أخرجه ابو داود، والروياني في مسنده، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثني ابو عبد السلام عن
ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره, وهذا اسناد لا بأس به في المتابعات فان ابن جابر ثقة من رجال الصحيحين، وشيخه ابو عبد السلام مجهول,,
لكنه لم يتفرد به، فقد تابعه ابو اسماء الرحبي عن ثوبان به (10) ,
قال الامام احمد: حدثنا ابو النضر: حدثنا ابن (11) المبارك: حدثنا مرزوق ابو عبد الله الحمصي: اخبرنا ابو اسماء الرحبي: عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك ان تداعي عليكم الأمم من كل افق كما تداعى الاكلة على قصعتها,
قال: قلنا: يا رسول الله: أمن قلة بنا يومئذ؟ ,
قال: انتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن,
قال: قلنا: وما الوهن؟ ,
قال: حب الحياة وكراهية الموت (12) ,
وقال ابو نعيم: حدثنا عبد الله بن جعفر: حدثنا اسماعيل بن عبد الله بن مسعود: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا مبارك بن فضالة: عن مرزوق ابي عبد الله الحمصي:
عن ابي اسماء الرحبي,, ثم ساقه باسناد احمد ومتنه الا انه قال: قالوا من قلة بنا يومئذ؟ ,, قال: انتم ذلك اليوم كثير ولكن غثاء,, تنتزع,, قالوا: وما
الوهن,, حب الدنيا (13) ,
وقال الطبراني: حدثنا محمد بن الفضل السقطي: حدثنا سعيد بن سليمان: حدثنا مبارك بن فضالة: عن مرزوق ابي عبد الله الشامي: عن ابي اسماء الرحبي: عن ثوبان
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يوشك ان تتداعى عليكم الأمم فذكر الحديث (14) ,
قال الشيخ الالباني: هذا سند جيد، ورجاله ثقات، والمبارك انما يخشى منه التدليس,, اما وقد صرح بالتحديث فلا ضير منه، فالحديث بمجموع الطريقين صحيح عندي
والله اعلم (15) ,
وفسره ابو الطيب محمد شمس الحق بقوله: يدعو بعضهم بعضاً لمقاتلكم وكسر شوكتكم وسلب ما ملكتموه من الديار والأموال (16) ,
وقال عن القصعة: الى قصعتها الضمير لأكلة,, اي التي يتناولون منها بلا مانع ولا منازع، فيأكلونها عفواً وصفواً,, كذلك يأخدون ما في ايديكم بلا تعب ينالهم،
او ضرر يلحقهم او بأس يمنعهم,, قاله القاري,, قال في المجمع: اي يقرب ان فرق الكفر وأمم الضلالة ان تداعي عليكم,, اي يدعو بعضهم بعضاً الى الاجتماع
لقتالكم، وكسر شوكتكم، ليغلبوا على ما ملكتموه من الديار، كما ان الفئة الآكلة يتداعى بعضهم بعضا الى قصعتهم التي يتناولونها من غير مانع، فيأكلونها صفواً
من غير تعب انتهى (17) ,
والاكلة ضبطت بفتحتين والهمزة غير ممدودة جمع أكل، وضبطت بفتحتين والهمزة ممدودة على وزن فاعلة جمع أكل ايضاً,, قال القاري في المرقاة، الآكلة بالمد وهي
الرواية على نعت الفئة والجماعة او نحو ذلك,, كذا روى الأكلة بفتحتين على انه جمع آكل اسم فاعل لكان له وجه وجيه انتهى,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/129)
قلت قد روى بفتحتين ايضا كما عرفت، والمعنى كما يدعو أكلة الطعام بعضهم بعضاً (18) ,
قال ابو عبد الرحمن: والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم بلسان عربي مبين، والقوم هم اهل العربية، ومع هذا سألوا عن الوهن,, وقد ذكر الأبادي توجيه ذلك فقال:
الوهن اي الضعف كأنه اراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت,, قاله القاري,, وما الوهن؟ ,, اي ما موجبه وما سببه,, قال الطيبي رحمه الله:
سؤال عن نوع الوهن، أو كأنه اراد من اي وجه يكون ذلك الوهن,, قال: حب الدنيا وكراهية الموت,, وهما متلازمان فكأنهما شيء واحد يدعوهم الى اعطاء الدنية في
الدين من العدو المبين، ونسال الله العافية (19) ,
قال ابو عبد الرحمن: ها هنا وقفات:
الوقفة الاولى: ليس كل خبر صحيح لذاته متصل سنده برجال كالنجوم عدالة وامامة وان يكون اصح من الحديث الصحيح لغيره اذا تعددت طرقه: لأن الصحيح لغيره يرقى
الى هذه الرتبة باسناد ليس فيه كذاب: فاذا تعددت الطرق ارتفع الشك نهائياً عن احتمال الخطأ والنسيان، وازداد اليقين بثبوته,, وحديث التداعي ثابت عن ابي
هريرة رضي الله عنه باسناد صحيح,
الوقفة الثانية: صح بالوقفة السابقة ان خبر اسماعيل بن ابي خالد مرفوع في الواقع، لانه ثبت باسناد صحيح آخر رفعه فصح ان اسماعيل يرفعه تارة ويستشهد به
تارة دون رفع اتكالاً على فهم السامع ان معناه لا يكون الا عن وحي,
الوقفة الثالثة: حديث ثوبان رضي الله عنه من طريق ابن رستم زالت جهالة عينه برواية ثقتين عنه,, وحاله على اصل العدالة، ولقد بان صدقه في هذا الحديث بالطرق
الاخرى,
الوقفة الرابعة: بقية طرق حديث ثوبان صحيحة,
الوقفة الخامسة: رواية الاكلة بالهمزة مفتوحة غير ممدوحة هي الأصح الأوضح بالترجيح اللغوي,
الوقفة السادسة: الوهن انواع وهو معروف عند العرب بأنواعه: فكان سؤالهم من اجل تحديد النوعية,
الوقفة السادسة: اختلاف الفاظ الحديث ها هنا غير مؤثر في المعنى وما كان منها زائدا فسببه تعدد السائلين وتعدد الأجوبة,, وقد الف الدكتور شرف محمود القضاة
رسالة صغيرة موجزة عن اسباب اختلاف ألفاظ الحديث الواحد تصلح ان تكون مشروع بحث موسع وهي بعنوان اسباب تعدد الروايات في الحديث النبوي الشريف ,
، (1) مسند الامام احمد /281/ 3 دار الفكر/ نشر المكتبة التجارية بمكة المكرمة,
، (2) انظر عنه تهذيب الكمال في اسماء الرجال للمزي 375/ 12 - 376 وتهذيب التهذيب لابن حجر 283/ 4,
، (3) التمام الحسن (وهو تتمة جامع المسانيد والسنن الهادي الى اقوم سنن/ لابن كثير) 2:102,
، (4) مجمع الزوائد (متن بغية الرائد) 7:563,
(5) العلل 151/ 11، ونقل محققه قول البخاري في التاريخ الكبير 340/ 2/2: عن عيسى بن ابراهيم: اخبرنا عبد العزيز بن مسلم: عن ضرار بن عمرو: عن ابي رافع عن
ابي هريرة مرفوعا,
وقال مؤمل: عن عبد العزيز: عن اسماعيل بن قيس: عن ابي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم,, والأول أصح ,
، (6) عون المعبود شرح سنن ابي داوود 11:372 رقم 4288 وعنه رواه البيهقي في دلائل النبوة 534/ 6,
، (7) انظر عون المعبود 272/ 22,
، (8) انظر عون المعبود 273/ 11,
، (9) ميزان الاعتدال 295/ 2,
، (10) سلسلة الاحاديث الصحيحة 559/ 2 رقم 958 وتابعه الشيخ حمدي محقق المعجم الكبير,
، (11) الصواب المبارك بدون ابن,, انظر اتحاف المهرة 59/ 3,
، (12) مسند الامام احمد 327/ 8 رقم 22460,
، (13) حلية الأولياء 182/ 1,
، (14) المعجم الكبير 102/ 2 0 1 - 3,, قال محققه الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي: رواه ابن ابي الدنيا في العقوبات ومحمد بن مخلد البزار في حديث ابن السماك من
هذا الطريق] يعني طريق سعيد بن سليمان [: عن مبارك بن فضالة وقد صرح مبارك في بعض الطرق بالتحديث فرفعت خشية التدليس قال ابو عبد الرحمن: وما ذكره فهو في
سلسلة الأحاديث الصحيحة 559/ 2 رقم 958,, ورواه ابو داود الطيالسي وعنه رواه الحاكم في المستدرك 153/ 3 باسناده الى ابي سلام: عن ابي اسماء انظر اتحاف
المهرة 59/ 3] حاشية [,
، (15) سلسلة الاحاديث الصحيحة 559/ 2 رقم 958,
، (16) عون المعبود 272/ 11,
، (17) عون المعبود 272/ 11,
، (18) عون المعبود 272/ 11,
، (19) عون المعبود 273/ 11,
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[08 - 02 - 03, 06:00 م]ـ
جزيت خيرا
مما يعجبني في منتدى أهل الحديث أنك تنقل عن ابن عقيل فلا يرمقك أحد ببصر حديد!!
وهذا إن شاء الله دليل على الإنصاف، و الحرص على الفائدة.
ـ[مصطفى الشكيري المالكي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 08:50 ص]ـ
للرفع
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 02 - 10, 09:13 ص]ـ
مقال موفق(24/130)
مختصر النزعات في المهدي
ـ[مبلغ]ــــــــ[08 - 02 - 03, 12:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن حفص بن غياث رحمه الله تعالى قلت لسفيان الثوري: يا أبا عبد الله إن الناس قد أكثروا في المهدي فما تقول فيه؟ قال: (إن مر على بابك فلا تكن منه في شيء، حتى يجتمع الناس عليه) ذكر ذلك أبو نعيم في الحلية.
المهدي المنتظر محمد (بن عبد الله) من آل البيت ولا يدعي النبوة، تواترت فيه الأحاديث وأخبرت عنه بأنه خليفة راشد، ولا يختلف أهل السنة أنه من البشر ي وليس معصوم، يملأ الأرض قسطاً، وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، مهمته الإصلاح والحكم بالعدل، وهدم القوانين الوضعية، والتشريعات الجاهلية، ويكافح أهل الخرافات والدجالين الكذابين الذين استحوذ عليهم الشيطان فصدهم عن سواء السبيل.
وإنه في كل قرن تبتلى الأمة، بضالين عن الهدى لا يعرفون العلم ولا يؤمنون بالمشورة، لهم مآرب قبيحة وأهداف عليلة تراكمت عليهم ظلمات الجهل، و تجارت بهم الأهواء، ولا يفقهون الإصلاح، يعظمون موافقيهم، ويبدعون أو يكفرون مخالفيهم، ويبغون في الأرض الفساد، يستحلون الكذب لترويج ضلالهم ويسخرون من العلماء حين يكشفون حقائقهم.
و يخطئ من يكذب بالصدق لكثرة الكذابين،فالحق أبلج والباطل لجلج، وعلامات المهدي ثابتة في الأحاديث الصحيحة واضحة فحذار، من خرافات الرافضة في مهديهم، وحذار من ردّ الأحاديث الصحيحة، والتكذيب بالحق، فقد افتُعلت في هذا العصر نزعات متعددة، وذهب أعداد من الناس في المهدي إلى مذاهب شتى
(1) - فقسم خرج عن الاعتدال الذي أمر الله به ورسوله، وكذب جملة من الأحاديث المتواترة، يقول قائلهم (ودعوى المهدي في مبدئها ومنتهاها مبنية على الكذب الصريح، والاعتقاد السيئ القبيح وهي في الأصل حديث خرافة، يتلقفها واحد عن الآخر، وقد صيغت لها الأحاديث المكذوبة سياسة للإرهاب والتخويف، حيث غزا بها قوم على آخرين، و إلا فمن المعلوم قطعاً أن الرسول الكريم (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) لذا فلن يفرض على أمته التصديق برجل من بني آدم، مجهول في عالم الغيب، ليس بملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا يأتي بدين جديد من ربه بما يجب الإيمان به، ثم يترك أمته يتقاتلون على التصديق والتكذيب به إلى يوم القيامة، إن هذا من المحال أن تأتي الشريعة به إذ هو جرثومة فتنة دائمة، ومشكلة لم تحل والرسول جاء بمحاربة الفتن ... ) ويقول آخر منهم (وجرّت هذه العقيدة – يعني: عقيدة المهدي - على المسلمين شقاء طويلاً، إذ قام فيهم كثيرون بهذه الدعوى، وخرجوا على الحكام فسفكت بذلك دماء غزيرة ... ) ولا يخفى على ذي علم أن هذا شطط في التعامل مع القضايا العلمية، وخروج عن العدل الذي أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
(2) - وقسم من البشرية،لم يفهموا ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث في هذا الباب، وأدى إليهم اجتهادهم بعد البحث، وتحري الحق إلى إنكاره وعدم الإيمان به، فأولئك لهم أجر واحد بنص قوله صلى الله عليه وسلم (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) متفق عليه.
(3) - وقسم من الناس قبلوا كل ما هب ودب، فقبلوا الأخبار الموضوعة، والحكايات المكذوبة، وصارت أسانيدهم عن هيان بن بيان وطبقته، وصنف من هؤلاء، يعيشون على الرؤى والمنامات، ويأتون إلى الأحاديث الصحيحة في المهدي فيربطونها بالأحاديث الضعيفة، ويخرجون بنتائج مضحكة، وقد جزم أحدهم بتحديد وقت خروج المهدي بموت فلان من الناس ..
(4) - وقسم صاروا في حيرة مظلمة،بين مصدق ومكذب، وقديماً قيل (لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف) ومع غياب العلماء والمصلحين تسود الفوضى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/131)
(5) - وقسم عرفوا الحق فاتبعوه، فآمنوا في المهدي، ويقولون انه من سلالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه بشر كآحاد البشرية إلا أن الله اصطفاه وفضله على كثير ممن خلق (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وهؤلاء أهل السنة و الجماعة، فلا يبالغون في الإثبات، ويحددون خروجه بالرؤى والتكهنات، ولا ينكرون الروايات الثابتة، لقيام طوائف منحرفة، وجماعات ضالة تدعي في مهديها الظلوم، أنه الإمام المعصوم.
قال التابعي محمد بن سيرين رحمه الله (المهدي من هذه الأمة، وهو الذي يؤم عيسى بن مريم)
وقال الإمام البربهاري في شرح السنة (والإيمان بنزول عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم).
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان (والمسلمون ينتظرون نزول عيسى بن مريم من السماء، لكسر الصليب، وقتل الخنزير، وقتل أعدائه من اليهود، وعُبَّادِه من النصارى، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً).
وقال السفاريني في عقيدته (كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل "لا مهدي إلا عيسى" والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات، حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة، حتى عدَّ من معتقداتهم) والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في خروج مهدي أهل السنة، فقد جاءت بأسانيد صحيحة، وقال غير واحد من العلماء بتواترها.
ومن الأحاديث في هذا الباب، حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي - وجاء في بعض رواياته - يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً) وهذا الخبر رواه أبو داود في سننه (4282) والترمذي في جامعه (2231) وابن حبان في صحيحه (15/ 236) وغيرهم من طريق زائدة وأبي بكر بن عياش وعمر بن عبيد وفطر كما عند أبي داود، وسفيان الثوري كما عند ابن حبان، وسفيان بن عيينة في رواية عنه، عند نعيم بن حماد في الفتن، وشعبة كما عند الحاكم تعليقاً، والأعمش كما عند ابن عدي، وسليمان بن قرم ويحيى بن ثعلبة وحماد بن سلمة وقيس بن الربيع كما عند أبي عمر الداني والخطيب في تاريخه، وعثمان ابن شبرمة، وعمرو بن أبي قيس كما عند الطبراني، ولفظ ابن شبرمة عند ابن حبان في صحيحه [يواطىء اسمه اسمي، وخلقه خلقي] كلهم عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ولم يتفرد به عاصم عن زر، فقد تابعه أبو إسحاق الشيباني، جاء هذا في طبقات المحدثين بأصبهان. ورواه عن عاصم، هشامُ بن معاذ كما عند الطبراني في الكبير، وسفيانُ بن عيينة وسفيان الثوري كما عند الترمذي، وعمر بن عبيد الطنافسي كما عند أحمد، وأبو إسحاق الشيباني كما عند البزار في مسنده، وحمزة الزيات كما عند ابن عدي، و واسط بن الحارث وأبو الأحوص سلام بن سليم كما عند الطبراني، ومحمد بن عياش بن عمرو العامري كما عند أبي عمرو الداني بلفظ (يواطئ اسمه اسمي) ولم يذكروا (واسم أبيه اسم أبي).
وجاء الخبر من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، عن يوسف بن حوشب الشيباني عن أبي يزيد الأعور، عمرو بن مرة، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي) رواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية وابن عدي في الكامل، واختلف فيه على الأعمش وشعبة وسفيان الثوري فمرة يذكرونها ومرة يتركونها. وقد صححه الترمذي وابن حبان وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وغيرهم من أهل الحديث ..
وجاء في سنن أبي داود (4285): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً يملك سبع سنين).قال ابن القيم في المنار المنيف، إسناده جيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/132)
وجاء في صحيح مسلم (2913) عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك، ثم قال يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً لا يعده عدداً)
فلا مناص عن التصديق بخروج المهدي، وأنه من آل البيت، وأنه حاكم عادل، فينشر العدل ويرفع الظلم، ويعطي كل ذي حق حقه، وفقاً لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لو خرج لوجب على المسلمين، مبايعته وطاعته ومناصرته.
وليس معنى ذلك أن يُتبع كل من يدعي المهدوية ويتزعمها، ويقول أنا لها، فمن في قلوبهم مرض زاد شرهم وطغى، وفي كل يوم نسمع بمهوس يدعي المهدوية ويقول أنا المهدي المبشر به، وقد أوحت إليه الشياطين بهذا، والله تعالى يقول (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ) .. ولو أن هؤلاء كان لهم بصر نافذ، لكفوا عن ذلك ولأحسنوا الخروج من التورط في هذه الضلالات والموبقات (والعاقل ينظر قبل أن يمشي والأحمق يمشي قبل أن ينظر) ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ..
وثمت طائفة من الناس يولد عنده هذا الحديث، وهذه البشائر والمفرحات، انهزاماً روحياً، وإحباطاً في الإنتاج، وخللاً في العمل لنشر العلم، وتبليغ الدين، ومواجهة الانحرافات في الأمة، فيتكل على تلك، ويكون عنده من الأماني التي هي رأس مال المفاليس ما لا يخطر على بال،ولا ريب أن هذا من مصائد الشيطان ومكائده، وإن هذا الظن الكاذب، يجر الأمة إلى كوارث مدلهمة، وأزمات متتالية.
وإن الإنسان الجاد في فكاك نفسه، الحاذق في فهمه، هو الذي يتخذ من تلك المحفزات والمبشرات، أكبر المحفِّزات في مواصلة العمل الجاد لتبليغ دين الله تعالى، والسعي الحثيث لتوطيد شرع الله في أرضه، والنأي بهم عن مراتع الذل والهوان، والركون إلى أعداء الله تعالى، وموالاة الذين كفروا. ذلك أن الحديث عن المهدي ونحوه من المبشرات من أعظم ما يحفز على الاجتهاد، وميل القلب والقالب إلى التعلق بالله تعالى، والاستعداد إلى لقاء الله تعالى بالأعمال الصالحات، والعمل على نشر الدين الخالص، ودليل ذلك قوله صلى الله صلى الله عليه وسلم (بادوا بالأعمال ستّاً الدجال، والدخان ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة وخويصة أحدكم) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (2947).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 191) والبخاري في الأدب المفرد (146).وقد أدرك ذلك علماء الإسلام، ووعاه أصحاب الإرث النبوي، أسوة بنبيهم صلى الله عليه وسلم، قال داود ابن أبي داود المدني: قال لي عبد الله بن سلام (إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها فلا تعجل أن تصلحها فإن للناس بعد ذلك عيشاً) رواه البخاري في الأدب المفرد (169) وقال العلائي مقصود هذه الأخبار، الحث على البداءة بالأعمال قبل حلول الآجال، واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات.
مختصر من كتاب (النزعات في المهدي)
لسليمان بن ناصر العلوان
23/ 11/1423هـ
http://www.al-alwan1.org/2/5.doc
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:31 م]ـ
للرفع
جزاك الله خيراً(24/133)
دروس في التوحيد
ـ[أسد السنة]ــــــــ[14 - 02 - 03, 06:30 م]ـ
باب معنى التوحيد وأنواعه وأقسامه:
معنى التوحيد:
هو إفراد الله بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[14 - 02 - 03, 07:51 م]ـ
جزيت خيرا , عنوان الدرس اطول من الدرس نفسه.
ـ[أسد السنة]ــــــــ[14 - 02 - 03, 09:12 م]ـ
أنواع التوحيد:
التوحيد نوعان:
الأول: توحيد المرسِل وهو توحيد العبادة ويدل عليه الشطر الأول من الشهادتين وهو قولنا " لا إله إلا الله ".
والثاني: توحيد المرسَل وهو توحيد الاتباع، ويدل عليه الشطر الثاني من الشهادتين وهو قولنا " محمد رسول الله ".
ـ[أسد السنة]ــــــــ[14 - 02 - 03, 09:13 م]ـ
أركان التوحيد:
للتوحيد ركنان:
الركن الأول: النفي وهو مأخوذ من قوله " لا إله "
الركن الثاني: الإثبات وهو مأخوذ من قوله " إلا الله "
ويعبر عن الركن الأول وهو النفي بالكفر بالطاغوت كما في قوله تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى "
وقوله تعالى " ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
قال ابن القيم " وطريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات فينفي عبادة ما سوى الله ويثبت عبادته وهذا هو حقيقة التوحيد "
وفي صحيح مسلم " عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ كَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ "
ـ[أسد السنة]ــــــــ[14 - 02 - 03, 09:14 م]ـ
والطاغوت كما قال ابن القيم: " كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع "
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (الدرر 1/ 161)
والطواغيت كثيرة ورؤسها خمسة:
الأول: الشيطان الداعي الى عبادة غير الله.
الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله.
الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله.
الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله.
الخامس: الذي يُعبد من دون الله وهو راض بالعبادة.
صفة الكفر بالطاغوت:
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر (1/ 161):
" فأما صفة الكفر بالطاغوت: فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم "
وقد وضح الإمام محمد بن عبد الوهاب أهمية هذين الركنين بقوله: (الدرر2/ 22)
أصل الدين وقاعدته أمران:
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريص على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله.
ـ[أسد السنة]ــــــــ[14 - 02 - 03, 09:16 م]ـ
أقسام التوحيد:
التوحيد يقسمه العلماء إلى قسمين:
توحيد في العلم والاعتقاد وتوحيد في الإرادة والقصد فالأول هو التوحيد العلمي الخبري والثاني هو التوحيد الإرادي الطلبي.
وبعضهم يقسمه إلى ثلاثة أقسام:
توحيد الألوهية و توحيد الربوبية و توحيد الأسماء والصفات.
والمقصود بتوحيد الألوهية أي إفراد الله بأفعال العباد وهو توحيد الله بالعبادة فلا يصرف شيءٌ من العبادة لغير الله.
والمقصود بتوحيد الربوبية أي إفراد الله بأفعاله وهو توحيد الله بالخلق والملك والتدبير فلا ينسب شيء من أفعال الله التي اختص بها لغيره، فهو وحده الخالق الرازق المحي المميت الضار النافع المدبر إلى غير ذلك مما أثبته سبحانه لنفسه.
والمقصود بتوحيد الأسماء والصفات أي إفراد الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلي و لا تنسب شيئاً من أسمائه أو صفاته مما لا يليق إلا به لأحد من خلقه.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[14 - 02 - 03, 09:37 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[طالب النصح]ــــــــ[14 - 02 - 03, 10:20 م]ـ
جزاك ربي كل خير يا فضيلة الشيخ .. وعندي سؤال: الجبت والطاغوت، عرّفت - سلمك الله - الطاغوت، فما هو الجبت؟
راجعت شروح العلماء لكتاب التوحيد ففسروه بالساحر و فسر بالكاهن .. . وأظن هذا من باب التعريف بالمثال، لكن ما هو تعريفه مقترناً بالطاغوت ومفترقاً عنه ..
ولكل دعائي بالتوفيق والهداية، ونفع الله بك الإسلام والمسلمين، اللهم أحينا على التوحيد وأمتنا عليه .... آمين
ـ[أسد السنة]ــــــــ[15 - 02 - 03, 12:58 ص]ـ
بارك الله في الأخوين الكريمين الحبيبين:
أما الجواب عن سؤالك أيها الحبيب الناصح فهو كما يلي:
" قال تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) ?
قال عمر رضي الله عنه "الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان"
وقد بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد:
باب ما جاء في السحر وقول الله تعالى: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق) وقوله تعالى (يؤمنون بالجبت والطاغوت) قال عمر: الجبت السحر، والطاغوت الشيطان.انتهى
وقال الحسن: الجبت رنة الشيطان.
والظاهر أن رنة الشيطان، أي: وحي الشيطان، وهو السحر والكهانة
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله " والجب: قيل: السر، وقيل: هو الصنم، والأصح: أنه عام لكل صنم أو سحر أو كهانة أو ما أشبه ذلك."
فالجبت كل ما لا خير فيه من السحر والكهانة وغيرهما مما يعتقد فيه الناس ويصد عن ذكر الله وتوحيده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/134)
ـ[أسد السنة]ــــــــ[15 - 02 - 03, 07:38 م]ـ
ومن الآيات التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة قوله تعالى " رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً "
وقد ابتدأ الله كتابه بسورة الفاتحة وختمه بسورة الناس وهما من السور التي جمعت أقسام التوحيد الثلاثة.
ومن الأدلة على تعدد التوحيد قوله تعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "
فأثبت لهم الإيمان بالله وهو توحيد وفي نفس الوقت وصفهم بالوقوع في الشرك وهو ضد التوحيد فدل على أن التوحيد الذي حققوه غير التوحيد الذي نفاه الله عنهم بشركهم فدل على أن التوحيد يتعدد وهو المراد.
ومن مقاصد هذا التقسيم أن نعرف ما ينافي التوحيد من أنواع الشرك التي تتعلق بهذه الأقسام الثلاثة.
وفي ذلك يقول أبو جعفر الطحاوي مبتدئاً عقيدته بقوله " نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق من الله إن الله واحد لا شريك له "
قال الشيخ الألباني في شرحه (ص31) " إن نفي الشريك عن الله تعالى لا يتم إلا بنفي ثلاثة أنواع من الشرك "
ـ[أسد السنة]ــــــــ[15 - 02 - 03, 07:41 م]ـ
والأصل في هذه الأقسام الثلاثة هو توحيد الربوبية.
والتوحيد الذي دعت إليه الرسل وكانت فيه الخصومة مع أقوامهم هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
والدليل على أن الأصل هو توحيد الربوبية قوله تعالى " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون " فأنكر الله عليهم شركهم وهم يؤمنون بالربوبية ومما يوضح ذلك كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن التوكل من نتائجه والتوكل من أعلى مقامات الدين وقد يصدر من الكافر وذلك لأن تعلقه بالربوبية أقوى من تعلقه بالألوهية وهو عند المؤمن يكون في الرخاء والشدة وأما عند الكافر فلا يكون إلا في الشدة لأن المؤمن محقق للأقسام الأخرى.
ومثل التوكل المحبة والرضا والخوف والرجاء هي من نتائج الربوبية كما بين ذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب في بعض رسائله وإن كانت من نتائج الالوهية ايضا الا ان تعلقها بالربوبية اقوى.
والالوهية والربوبية بينهما عموم وخصوص كما بين الاسلام والايمان فاذا افترقا اجتمعا واذا اجتمعا افترقا ولذلك تجد ان العبد يسأل في قبره من ربك والمقصود هو السؤال عن توحيد الالوهية المتضمن للربوبية لاالربوبية وحدها كما ظنه اناس وكما يظهر من اللفظ وهذه المسألة قد بينها ائمة دعوة التوحيد في رسائلهم خير بيان
ـ[أسد السنة]ــــــــ[17 - 02 - 03, 03:24 م]ـ
قال الإمام المجدد " أهم ما عليك معرفته التوحيد قبل معرفة الواجبات كلها حتى الصلاة ومعرفة الشرك قبل معرفة المحرمات كلها حتى الزنى "
لذلك قال العلماء ما عرف التوحيد من لم يعرف الشرك.
ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال " تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية "
فمعرفة هذا الباب من أهم المعارف التي يجب على طالب العلم معرفتها والتحذير منها.
وللعلماء تقسيمات بديعة لمعرفة الشرك فمن ذلك تقسيم الشرك من جهة حكمه ومن جهة ظهوره ومن جهة تعلقه بأقسام التوحيد الثلاثة ومن جهة مصدره ومنبعه وسيأتي تفصيل ذلك ....
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[17 - 02 - 03, 08:11 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أسد السنة
أسال ربى جل فى علاه ان يجعل هذا "الزئير" فى ميزان حسناتك انه ولى ذلك والقادر عليه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 02 - 03, 10:47 ص]ـ
فضيله الاخ الشيخ الناصح رعاه الله:
روى اهل السنن ان لنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العيافة والطيرة والطرق من الجبت)) فعد الطيرة والعيافه وما كان فيه صرف شئ من علم الغيب جبتا ....
وأصل الجبت الجبس وهو الذي لا خير فيه، فأبدلت التاء من السين؛ قاله قطرب. كما نقله القرطبي عليه رحمة الله.وذكره القاضى رحمه الله.
و روىالطبري رحمه الله باسناده:عن ابن عباس، في قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت} الجبت: الأصنام، والطاغوت: الذين يكونون بين أيدي الأصنام يعبرون عنها الكذب ليضلوا الناس.
والجبت يشمل الطاغوت فهما شئ واحد في الاصل لكن ماداما قد ذكرا جميعا فأن بينهما فرق على الاصل من لغة العرب وان كان قد يوجد في لغة العرب ذكر اسمين مختلفين لشئ واحد للتأكيد وغيره وذلك كقول الشاعر ((كذبا ومينا)) وكقول طرفه في ملعقته ((وهو ينأي ويبعد)) وكذلك ورد مثله في شعر عنترة وغيرهم من الجاهليين ... لكن هذا قليل ...
والاظهر ان الفرق بين الجبت والطاغوت ان الجبت يشمل كل صارف لصفات الرب من جمادات وغيره لكن لايكون هذا الى البشر واشباههم ولعل هذا ما جعل بعض اهل العلم يفسر الجبت انه الصنم والطاغوت ترجمانه والقائم عليه فأنك لاتجد نسبة الجبت الى بشر بل انه ينسب الى الطاغوتيه ....
فنقول ان الجبت كل ما لاخير فيه وكل ما عبد من دون الله او كان فيه شئ من ذلك كالطيرة وغيرها لكن لايكون هذا الى البشر والجن وانما يكون هؤلاء من جنس الطاغوت ومن قال لافرق فأنه على الاصل كذلك كما قال صاحب القاموس:
الجبت: بالكسر الصنم والكاهن والساحر والسحر والذي لاخير فيه وكل ما عبد من دون الله. وكذا قاله اهل اللغة كالجوهري وغيره ..
وأكثر اهل العلم على تفسيره بالسحر فأنه ابلغ الجبت واعظمه وما ورد في الحديث السالف في نسبة الطيرة والعيافه والخط الى الجبت بين في ان هذه من اشباه السحر في الهيئة والنتيجه ....
فالجبت السحر وما شابهه هذا من جهة الاستعمال اما من جهة الاصل فهو كل صارف عن عبادة الله وما لاخير فيه وانما ينسب الى الصوارف لا الى المتصرفين فيها بخلاف الطاغوت فهو اعم واشمل ... هذا من جهة الاصل اما من جهة الاستعمال الشرعي فهو كما ذكرت آنفا الجبت السحر وما قاربه والطاغوت كل ما عبد من دون الله من مثل الشياطين والسحرة ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/135)
ـ[أسد السنة]ــــــــ[24 - 02 - 03, 12:18 ص]ـ
أقسام الشرك:
يقسم العلماء الشرك إلى أقسام عدة حسب متعلقه:
فمن جهة حكمه:
ينقسم إلى شرك أكبر يخرج صاحبه من الملة لقوله تعالى " فمن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة " وشرك أصغر وهو أكبر من الكبائر، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة:" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر " قلنا بلى يا رسول الله قال " الإشراك بالله وعقوق الوالدين " وقول ابن مسعود " لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليَّ من أحلف بغيره صادقاً "
ومن جهة ظهوره:
ينقسم إلى شرك جلي ومنه أكبر وأصغر وشرك خفي وهو من الشرك الأصغر يدل على ذلك حديث أبي موسى الشعري عند أحمد والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل "
وجاء في الأثر المروي عن أبن عباس أنه قال " إن القوم ليشركون بقولهم لولا الكلب لسرق البيت"
وبين شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله أن سبب ذلك الغفلة عن المسبب وهو الله والالتفات إلى السبب.
قال الإمام المقريزي في كتابه (تجريد التوحيد المفيد ص18)
" فإن التوحيد حقيقته أن ترى الأمور كلها من الله تعالى رؤية تقطع الالتفات إلى الأسباب والوسائط فلا ترى الخير والشر إلا منه تعالى، وهذا المقام يثمر التوكل وترك شكاية الخلق وترك لومهم والرضا عن الله تعالى والتسليم لحكمه "
وكفارته:
" اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه " كما في حديث أبي موسى السابق.
ومن جهة تعلقه بأقسام التوحيد الثلاثة:
شرك ينافي توحيد الألوهية:
وهو صرف شيء من العبادة كالدعاء والذبح والاستغاثة لغير الله وهو من أقسام الشرك الأكبر.
شرك ينافي توحيد الربوبية:
ومنه ما هو شرك أكبر كأن يعتقد أن أحداً غير الله يستطيع أن ينزل المطر أو يضر أو ينفع بذاته ومنه ما هو شرك أصغر حسب اعتقاد صاحبه كأن يعتقد أن الأنواء سبب لإنزال المطر أو أن التمائم سبب لجلب النفع أو دفع الضر أو كمن يحلف بغير الله.
شرك ينافي توحيد الأسماء والصفات:
وهو أن ينسب شيئا من صفات الله أو أسمائه التي أختص بها كالعلم والخلق والإحياء والإماتة إلى أحد من خلقه وهو من أقسام الشرك الأكبر.
ومن جهة مصدره ومنبعه:
شرك في الاعتقاد: ومنه شرك أكبركمن جحد شيئا مما جاء في كتاب الله ومنه شرك أصغر كمن حلف بغير الله
شرك في الأفعال: ومنه أكبر كمن سجد لصنم أو استهزأ بدين الله ومن أصغر كمن حكم بغير ما أنزل الله كما قال ابن القيم رحمه الله.
شرك في الألفاظ: مثل أن يقول لا حول الله أو توكلت على الله ثم عليك وغيرها(24/136)
اشهدوا علي: إني على عقيدة الإمام أحمد. رواه الذهبي عن ابن تيمية و سنده صحيح عال!!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 02 - 03, 09:10 م]ـ
قال الذهبي في معجمه الكبير في ترجمة أحمد بن أحمد بن نعمة النابلسي، شيخ الشافعية الإمام العلم:
و كان على عقيدة السلف ... سمعت شيخنا ابن تيمية يقول: إنه قال لهم في مرض موته: اشهدوا علي: إني على عقيدة الإمام أحمد.
توفي رحمه الله سنة 694
المعجم رقم: 11.
و ما كتبته أعلاه ففيه طرفة فلا يؤخذ على وجه الجد و إن كان صحيحا في نفسه
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 02 - 03, 09:13 م]ـ
كما نود من أخينا أبي الوفاء حفظه الله أن ينظر لنا: هل من سبيل لإدخال هذا السلفي بيننا و بين النبي صلى الله عليه و سلم؟(24/137)
اعْتِقَادَاتٌ خَاطِئَةٌ
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 02 - 03, 10:59 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@177.Z8dodvRTXDF.0@.1dd30c34(24/138)
من قال إن عيسى ولد لأب ... هل يكفر؟؟؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[23 - 02 - 03, 12:40 م]ـ
زاعما أن الآيات التي تفيد ولادته بدون أب ليست قطعية الدلالة، وأن
الله تعالى قال: (لا تبديل لخلق الله)، وعيسى من خلق الله، والأصل
في الإنسان أن يولد من أب وأم ...
أعلم أن هذا ضلال وأكاد أجزم بكفره، ولكنني بحثت عن قائل بكفره فلم
أجد أحدا من أهل العلم نص على ذلك فهل ظفر أحد بنص يفيد كفر من قال
بهذه المقولة؟؟؟
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:03 م]ـ
وهذه مقولة الفلاسفة الّذين يحتجون بالسنن على إنكار المعجزات، انظر رد شيخ الإسلام عليهم أخي رضا في جامع الرسائل المجلد الأوّل رسالة في السّنن صغيرة نسيت الآن اسمها لكنها في قوله تعالى: (ولن تجد لسنة الله تحويلا).
ـ[مسلم2003]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:23 م]ـ
الذي يظهر والله أعلم القول بكفره، لأنه إنكار لأمر معلوم من الدين بالضرورة ..
أما الشبهة التي أدت إلى ذلك القول فلا ترقى إلى مستوى النظر، فإن الاحتجاج بالقرآن الكريم، ينيغبي أن يكون بمجموعه، وأين هذا القائل من قوله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) ...
والله أعلم
ولعلك أخي لن تجد النص على كفره فيما سبق من كتب أهل العلم، لا لعدم كونها كفراً، ولكن هناك في هذا الباب مستجدات كثيرة في عصرنا هذا ..
نسأل الله تعالى السلامة، ونعوذ به من الردة والكفر والندامة ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:37 م]ـ
شيخنا رضا
اجزم بكفر قائل هذا ولا تتردد
لأنه تكذيب لصريح القرآن حيث قال تعالى (عيسى ابن مريم) وقال عن مريم (ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا) وقال عنها (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
فكيف يزعم هذا الزنديق أن أن الآيات التي تفيد ولادته بدون أب ليست قطعية الدلالة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!
ويكفي في تكفيره النصوص العامة عن السلف في كفر من كذب القرآن.
بقي أنه كشخص معين تقام عليه الحجة ويبلغ بهذه الآيات لعله يكون ذاهلا عنها أو جاهلا بها، فإن استمر على باطله بعد قيام الحجة عليه فقل له: كفرت بالله العظيم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 09:17 ص]ـ
الغريب أن الرجل يقول بكل ما يقول به القرآن ويؤمن به، يعني أن
مريم لم تكن بغيا، ولم يمسسها بشر، ولكن قضية القانون الذي
وضعه الله في الخليقة يقتضي عدم تخلف هذه الحادثة أيضا، مع الإيمان
التام بالمعجزات ...
والشبهة التي أثارها الرجل أن قضية التكفير في هذه المسألة غير
حاصلة لأنه لا ينكر نبوة عيسى، وهو أصل الإيمان، أما المعجزات
المتعلقة به إذا تم تأويلها فلا تكفير فيها (في نظره)، كما أن
تأويل معجزة من معجزات الأنبياء أهون من تأويل الصفات وإنكارها،
كما فعل الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، والجمهور لم يكفر تلك
الطوائف لأنهم متأولون ...
فهل من رد وإجابة؟؟؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 09:37 ص]ـ
ياشيخنا رضا
هذا ليس تأويلا
هذا رد صريح للقرآن
فالتأويل صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح ...
فأي احتمال يتصور أن تحتمله الآيات هنا غير أنه ولد بلا أب؟
نعم هناك معجزات تأولها بعض الضُلاّل ولكن كانت الآيات تحتمل تأويلهم احتمالا ضعيفا مرجوحا فلم يكفرهم العلماء لأنهم متأولون
لكن هذا ليس متأولا بل هو مكذب جاحد للقرآن وفسر الآيات بتفسير لا تحتمله بأي نوع من أنواع التأويل وإنما هو من جنس تفسير الباطنية الذين لم يعذرهم أحد بتأويل البتة
فلا تتردد في تكفيره قبحه الله وقطع دابره وأراح المسلمين من فتنته.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 11:48 ص]ـ
أرجو أن تعلم يا شيخنا أبا خالد أنني لا أعتقد بمعتقد هذا الرجل،
ولكن الذي يشغلني قضية تكفيره والحكم بردته، وأريد أن يكون عن
علم ورسوخ في الاستدلال، فتكفير امرئ مسلم أمر ليس بالهين خاصة
ان هذا الرجل معروف بعلمه ولا تعرف له زلات مثل هذه ... وأنا أعرض
عليه شبهاته واستدلالاته ...
هو يقول إن القرآن فيه محكمات ومتشابهات ..
وأن من محكمات القرآن قوله تعالى: (ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد
لسنة الله تحويلا) وقوله: (لا تبديل لخلق الله) .. وعيسى من خلق الله
تعالى جزما، فما الدليل الجازم الصريح أنه خارج عن سنة الله تعالى
وخلقه؟؟؟ ويقول إن كون عيسى له أب غير مذكور فهو مثل أنبياء آخرون
على نفس الأثر، مثل موسى وصالح وهود وغيرهم صلوات ربي وسلامي عليهم
أجمعين ... وهو يتأول قوله تعالى: (لم يمسسني بشر) بأن ذلك لاينفي
أن تكون مريم عليها السلام قد نكحت بعد ذلك (هكذا) ...
ومع جزمي بهذا الضلال والتخريف، وأن الكفر إليه قريب، إلا أنني لم أجرؤ
بعد على تكفيره عينا، وأحتاج إلى نقول صريحة .. خاصة أنه يحتج بأن
المسالة ليس من مسائل التكفير والردة، وبالفعل أنا لم أظفر في
المسألة بنقل، ناهيك عن أن الجهمية يا شيخنا قد وقعوا في التأويل
الباطل وهو صرف اللفظ بدون دليل بالمرة، وردوا آيات واضحة بزعم
التأويل، إلا أن كثيرا من أهل العلم لم يكفروهم ...
أرجو أن يحلم علينا الأخوة وأن يعلموا أنني لا أقول بهذا الضلال،
لكن المسألة أبحثها من ناحيةا لنقول حتى نكون على بينة من الأمر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/139)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 01:25 م]ـ
التأويل لبعض الأمور الثابت ذكرها في القرآن ليس محصوراً في التكذيب - بطريق التأويل - بالقضية المذكورة (وجود أب لعيسى)؛ بل هو قد وقع منه لبعض من ينسب للعلم.
كمن شُهر عنه التكذيب بالملائكة أو الجن أو عذاب القبر أو غير ذلك.
وقبول التأويل هناك يلزم منه قبوله هنا.
وتكفير القائل بهذا القول ههنا يلزم منه تكفير القائل بذاك القول هناك.
ولا فرق ...
سواء أكان من نسب إليه ذاك القول عالماً أو غير ذلك.
@ هذه لفتة لتنبيه من أراد البحث في المسألة!
@ بقيت القضية التي لأجلها عقد الأخ: رضا صمدي الموضوع لأجلها، وهي: هل التحقيق في شخص هذا الرجل الكفر، أو لا، أو التفصيل، فإن كان فما وجه التفصيل فيه؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 03:55 م]ـ
جزى الله الأخ ابا عمر خيرا .. هذه اللفتة هي التي استوقفتني أثناء
النظر في أمر هذا الرجل، فقد أحدث فتنة لأنه منسوب لأهل السنة،
وهو يصر على أنه متمسك بمحكمات القرآن، ويدعي ان القول بأن المسيح
عيسى عليه السلام ولد بلا أب هي شبهة النصارى في نسبته ولدا لله تعالى،
وهذه الشبهة ذكرها شيخ الإسلام فعلا أنها من شبه النصارى، وزعم هذا
الرجل أن هذه الفكرة ستؤدي إلى زلزلة عقيدة بنوة المسيح عند النصارى
في حين أنها لن تحدث شيئا في عقيدة المسلمين في نبوة المسيح عليه
السلام ....
والسبب الذي من أجله عقدت هذا الموضوع هو التثبت قبل تكفير الرجل
وتضليله، واعتماد نقول العلماء في الباب يزيد المرء ثقة في أحكامه
وتكفير إنسان ليس بالأمر الهين يا إخوان.
وشكر الله لكم ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 04:13 م]ـ
* ومن ذلك أيضاً .. إنكار بعض هؤلاء العلماء (المتأثرين) بالمدرسة العقلانية بقضية مسخ اليهود على الحقيقة، بل هو له تأويل عنده.
وأما رأيه في المعجزات القرآنية، فانظر كلام بعضهم فيه ...
* قال [وهو أحد تلامذة أعلام المدرسة العقلية في هذا العصر] رحمه الله: ((ولولا حكاية القرآن لآيات الله التي أيد بها موسى وعيسى عليهما السلام = لكان إقبال أحرار الأرفنج عليه أكثر واهتداؤهم به أعم واسرع؛ لأنَّ أساسه قد بني على العقل [؟!!] والعلم وموافقة الفطرة البشرية وتزكية أنفس الأفراد وترقية مصالح الاجتماع)).
* إلى أن قال: ((واما تلك العجائب الكونية فهي مثار شبهات وتأويلات كثيرة في روايتها وفي صحتها وفي دلالتها، وأمثال هذه الأمور تقع من اناس كثيرين في كل زمان، والمنقول منها عن صوفية الهنود المسلمين أكثر من المنقول عن العهدين العتيق والجديد، وعن مناقب القديسين، وهي من منفرات العلماء عن الدين في هذا العصر)).
* إلى أن يقول: ((إن الله تعالى جعل نبوة محمد ورسالته قائمة على قواعد العلم والعقل في ثبوتها وفي موضوعها؛ لأنَّ البشر قد بدأوا يدخلون في سن الرشد والاستقلال النوعي، الذي لا يخضع عقل صاحبه فيه لاتباع من تصدر عنهم أمور عجيبة مخالفة للنظام المألوف في سنن الكون؛ بل لا يكمل ارتقؤهم واستعدادهم بذلك، بل هو من موانعه))!!
* وهو يقول إنه يجب الإيمان بالمعجزة على ظاهرها؛ ولكنها خاصة بما قبل هذه الأمة، ومؤكداً أن زمن المعجزات ولى ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم!!، قال: ((فانتهى بذلك زمن المعجزات ودخل الإنسان بدين الإسلام في سن الرشد فلم تعد مدهشات الخوارق والأعمال، كما كان في سن الطفولية [!] النوعية؛ بل أرشده الله تعالى بالوحي الخير القرآن إلى استعمال عقله في تحصيل الإيمان بالله والوحي)).
* وانظر: اتجاهات المفسرين في القرن الرابع عشر لـ (د: الرومي).
* فلعل صاحبك يا أخي الفاضل (رضا صمدي) من المتأثرين بهذه المدرسة العقلانية (معتزلة العصر).
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 04:20 م]ـ
هل يكفرون في رأيك يا أخي أبا عمر؟؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 04:32 م]ـ
أخي الكريم رضا صمدي ... وفقه الله
لا أدري والله؟!
ـ[حارث همام]ــــــــ[24 - 02 - 03, 04:50 م]ـ
شيخنا الفاضل رضا، هذا الرجل أنكر أن عيسى مستثنى من القاعدة العامة، بنص قوله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/140)
بل أشبه قوله قول اليهود الذين أنكروا أن يكون مولد بغير والد وبنوا عليه ما بنو من البهتان العظيم.
(فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ
ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 06:22 م]ـ
مما ظهر لي بعد تأمل كلام المشايخ أعلاه ـ والعلم عندالله تعالى ـ:
_ أن هذا الرجل متأول لا جاحد، لكنّ تأويله ضعيفٌ جداً، فهو إلى الغلط أقرب منه إلى الجحود.
_ من كانت هذه حاله يبين له حتى تقوم عليه الحجة الرسالية، فإن رجع وإلا كفرناه، ولم نكفره قبل ذلك كما لم يكفر الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ قدامة بن مظعون وأصحابه لما استحلوا الخمر، مع أن تحريمها معلومٌ بالضرورة من دين الإسلام، لكن حملوا ذلك منهم على الغلط، و لذا قال له عمر ـ رضي الله عنه ـ: " أخطأت استك الحفرة ".
_ في أزمنة الغربة، وانحسار أنوار النبوة، تكثر الأهواء، وتفشو المقالات الفاسدة، وقد سمعت بأذني من جنس هذا القول ما يعتصر له الفؤاد حسرة، ولذا ينبغي للمؤمن أن يسلك مسالك الحكمة، ويتألف قلوب هؤلاء المأفوكين، فإن أكثرهم لعبت به شبهات مضلة، فلم يعد يدري ما دينه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولذا فإن رأيت ـ أخي الكريم ـ ألاّ تصرّح له بالتكفير أول الأمر، حتى تسكن نفسه، فحبذا، وإلا فأنت أدرى.
_ ما دام أن مقالة الرجل أحدثت هذه الفتنة التي ذكرت، فلا يزيلها أو يخففها إلا صدور فتوى من جهة علمية كبرى، كهيئة كبار العلماء أو اللجنة الدائمة أو مجمع البحوث بالأزهر.
فهذا في ظني أولى من البحث عن نص "تكفيري "، إذ حتى لو عثرت عليه، سيبقى للجدال موقع، على أن أهل العلم لم يحصروا المكفرات نصاً، وإنما ضربوا أمثلة، ثم الشيء يلحق بنظيره ..
ثبتنا الله وإياكم على جادة الدين، آمين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 08:30 م]ـ
لله درك يا أبا عبدالله النجدي.
أوافقك في كل ما ذكرته.
جزاك الله خيراً.
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 09:29 م]ـ
لفت انتباهي قول الاخ رضا ان الجمهور لم يكفروا الجهمية
هل توجد فعلا فرقة تسمى الجهمية؟؟
وهل يمكن سرد بعض الامثلة على وجودها .. ؟
وما الفرق بينهم وبين الأشاعرة؟؟
وشكراً
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[24 - 02 - 03, 11:53 م]ـ
لا شك أن من قال بمقاله هذا الرجل فهو كافر أعنى لأنها كلمه كفر
ومن ثم فهذا يكفر جنساً
أما كونه يكفر عيناً فإنه قد يكون جاهلاً وما أكثر الجهل وخاصه إذا كان فى بلاد الكفار مع البعد عن الدين
فمثل ذلك على أهل العلم أن يقيموا عليه الحجه، فإن أقاموا عليه الحجه وأصر فإن يكون كافراً مرتداً تضرب عنقه
والله اعلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 04:56 ص]ـ
تفعيلا لمشاركة طلبة العلم .. جزاهم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 07:53 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد السلمي
شيخنا رضا
اجزم بكفر قائل هذا ولا تتردد
لأنه تكذيب لصريح القرآن حيث قال تعالى (عيسى ابن مريم) وقال عن مريم (ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا) وقال عنها (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
فكيف يزعم هذا الزنديق أن أن الآيات التي تفيد ولادته بدون أب ليست قطعية الدلالة؟ سبحانك هذا بهتان عظيم!
ويكفي في تكفيره النصوص العامة عن السلف في كفر من كذب القرآن.
بقي أنه كشخص معين تقام عليه الحجة ويبلغ بهذه الآيات لعله يكون ذاهلا عنها أو جاهلا بها، فإن استمر على باطله بعد قيام الحجة عليه فقل له: كفرت بالله العظيم.
شيخنا أبو خالد صدقت ورب الكعبة.
وأزيد على كلام فضيلتك:
لو كانت مريم عليها السلام متزوجة لما استغرب الناس أن تأتي بولد أصلاً.
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً (مريم:27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً (مريم:28)
ولما كان من داع أن ينطق عيسى بن مريم وهو في المهد. فإذا امرأة شريفة عابدة تزوجت رجلاً فأنجبت ولداً فأين الغرابة؟ ولكن ذلك الملحد يأبى إلا وأن يعاند الحقيقة. فحسبه ما تولى عليه من الله ما يستحق.
أما عن احتجاجه الباطل بقوله تعالى (لا تبديل لخلق الله) فأسهل رد عليه بقوله عز وجل:
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
فما معنى تشبيه عيسى بآدم هنا؟ أليس لأن كلاهما ليس له أب؟ وهل كان خلق حواء ثم خلق ذريتهما تبديلاً لخلق الله؟
فإذا أصر هذا على كفره فقد أرشدنا الله تعالى لكيفية التعامل مع أمثاله:
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
لكني أستغرب كلام أبو عمر في عدم تكفيره ذلك الخبيث الذي يستدرك على الله تعالى ويظن أن كتاب الله يمكن أن يكون أحسن!! ((ولولا حكاية القرآن لآيات الله التي أيد بها موسى وعيسى عليهما السلام = لكان إقبال أحرار الأرفنج عليه أكثر واهتداؤهم به أعم واسرع؛ لأنَّ أساسه قد بني على العقل [؟!!] والعلم وموافقة الفطرة البشرية وتزكية أنفس الأفراد وترقية مصالح الاجتماع)).
أخي عبد السلام
الجمهور يكفرون الجهمية، لكن بعض العلماء توقف فيهم. هذا طبعاً بعد إقامة الحجة. وكلام رضا ليس فيه كلمة الجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/141)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 08:00 ص]ـ
شيخنا الكريم الشيخ رضا
زيادة على ما ذكره شيخنا محمد الأمين
قل لذلك المتفلسف: لماذا قال الله تعالى عن عيسى عليه السلام: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً) (مريم:32)
بينما قال سبحانه عن يحيى عليه السلام: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً) (مريم:14) في نفس السورة.
أليس ذلك دليلا على أن عيسى له والدة وليس له والد؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 08:58 ص]ـ
أخي الفاضل: محمد الأمين .. وفقه الله
هذا الرجل الذي وصفته بـ (الخبيث) هو: (محمد رشيد رضا)، وهو من أهل العلم المعروفين، وكتبه مشهورة معلومة، ولم أجرؤ على ذكر اسمه لعدم المصلحة في ذلك.
أما استغرابك من كوني لم أكفره = فالكفر لا يقوم بشخص إلاَّ بعد قيام الحجة الرسالية عليه؛ فهل قامت على هذا الشيخ حجة الله؟!
وانظر هذا الرابط، تعلم لم يتورَّع الإنسان في تكفيره:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4043&highlight=%C7%E1%D1%D3%C7%E1%ED%C9
@ ولقد توقَّف بعض أهل العلم قديماً واختلفوا في تكفير طائفة ممن صدرت منهم مقالات كفرية أو مذاهب تبنوها ولم يثبت تراجعهم عنها.
وجزم آخرون بكفرهم دونما ارتياب؛ مثل تكفير ابن عربي والحلاَّج وابن رشد الحفيد وفخر الدين الرازي، وغيرهم ممن هم أخبث حالاً وأسوأ مقالاً من هذا الشيخ المذكور.
@ ثم لا ندري بأي شيء خُتم لهذا الشيخ الفاضل، فإنَّ له تراجعات كثيرة في مسائل كثيرة ناقشها أكثر من باحث في أكثر من كتاب.
@ ولست بحمدالله على مذهب مرجئة العصر، الذين أثاروا بدعة وعاندوا عليها ولا يتزحزحون عنها إلاَّ بالروغان على أهل العم وطلابه.
نسأل الله العافية.
@ وأما الجهمية (الذكور الأقحاح) فالجمهور سلفاً وخلفاً على تكفيرهم، بل نقل اتفاق جملة كبيرة من علماء الأمصار (500 عالم) في تكفيرهم.
@ كما قال شيخ الإسلام ابن القيم في قصيدته:
..................... ... .......................
هذي مقالة كل جهمي وهم ... فيها الشيوخ معلمو الصبيان
لكن أهل الاعتزال قديمهم ... لم يذهبوا ذا المذهب الشيطاني
وهم الالى اعتزلوا عن الحسن الرضى ... البصري ذاك العالم الرباني
وكذاك أتباع على منهاجهم ... من قبل جهم صاحب الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذلـ ... ـك وافقوا جهما على الكفران
فهم بذا جهمية أهل اعتزال ... ثوبهم أضحى له علمان
ولقد تقلد كفرهم خمسون ... في عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الامام حكاه عنـ ... ـهم بل حكاه قبله الطبراني
@ قال شارحها ابن عيسى (1/ 296): ((قوله: (ولقد تقَّلد كفرهم خمسون في عشر الخ) أي: أن القائلين بخلق القرآن كفرهم خمسمائة عالم من علماء المسلمين.
وهذا معنى قول الناظم: (ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر الخ).
قوله: (واللالكائي الامام حكاه عنهم الخ) قال الامام الحافظ ابو القاسم اللالكائي - وقد ذكر أقوال السلف والائمة بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وما ورد عنهم من تكفير من يقول ذلك - ثم قال: ((فهؤلاء خمسمائة وخمسون نفساً واكثر؛ من التابعين، وأتباع التابعين، والائمة المرضيين، سوى الصحابة الخبيرين، على اختلاف الاعصار، ومضي السنين والاعوام، وفيهم نحو من مائة امام ممن اخذ الناس بقولهم، وتدينوا بمذاهبهم، قال: ((ولو اشتغلت بنقل قول المحدثين لبلغت اسماؤهم (الوفاً كثيرة)؛ لكن اختصرت، فنقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر، لا ينكر عليهم منكر، ومن أنكر قولهم استتابوه وأمروا بقتله أو نفيه أو صلبه)) انتهى المقصود منه.
@ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية [كما في مجموع الفتاوى: 2/ 477]: ((وقد كان سلف الأمة وسادات الأئمة يرون كفر الجهمية أعظم من كفر اليهود؛ كما قال عبدالله بن المبارك والبخارى وغيرهما)).
@ وكلام الأ خ الشيخ رضا: ((أن تأويل معجزة من معجزات الأنبياء أهون من تأويل الصفات وإنكارها، كما فعل الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، والجمهور لم يكفر تلك الطوائف لأنهم متأولون ... )) = كلام صحيح، فالعلماء لم يكفروا الجهمية الذكور من النفاة والمتفلسفة الجاحدين أو المعتزلة (إناثهم)، أوالأشعرية (خناثهم؟!) = لمجرَّد نفيهم صفات الله بالتأويل.
@ ولكن تكفيرهم إنما هو للقائلين بمقالة خلق القرآن وغيرها.
@ وإلاَّ فما من مذهب من مذاهب أهل البدع التاليةلجهم إلاَّ وقد استلَّت من قواعده أموراً، فمقلٌّ ومستكثر؛ كما قال ابن القيِّم أيضاً في قصيدته في كلامه على جهم وأتباعه، من جمعهم لـ (جيمات البدعة والضلالة) كـ (الجبر والتجهم والارجاء ... ) = قال:
تالله ما استجمعنَّ عند معطِّلٍ ... جيماتها ولديه من إيمان
والجهم أصَّلها جميعاً فاغتدت ... مقسومةً في الناس بالميزان
والوارثون له على التحقيق هم ... أصحابها لا شيعة الرحمن
لكن تقسَّمت الطوائف قوله ... ذو السهم والسهمين والسُهمان
@ لذا فمن كان من الجهمية الذكور فلا شك في كفره.
@ وأما بالنسبة لهذا الرجل القائل بوجود أب لعيسى فيترفَّق به ويجمع به وبين من يقبل قوله عند عامة الناس وخاصتهم فيبصَّر ويناقش (بما ذكره الأخوة من الأدلة وغيرها)، ثم إن أصرَّ فهو كافر بالله العظيم ويولَّى ما تولَّى من العناد والمكابرة أو عدم توفيق الله له.
@ وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/142)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 09:08 ص]ـ
الشيخ رشيد رضا قد تأثر في البداية بشيخه الماسوني محمد عبده (رغم انتقاده له في بعض الأمور) ثم إنه -رحمه الله- تراجع عن الكثير من الأمور في آخر حياته بشكل تدريجي. وإلا فله أقوالاً خطيرة صارت مرتكزاً للعلمانيين في ذلك الوقت في هجمتهم الشرسة على الإسلام.
أما بقية كلامك فقد أحسنت وأجدت النقل. فجزاك الله خيراً.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 09:12 ص]ـ
وأنت أيضاً - أخي الفاضل - فجزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[27 - 02 - 03, 11:11 ص]ـ
الأخ المكرم أبا عمر .. سدده الله .. لقد نقلت لي نقولا مهمة للشيخ
محمد رشيد رضا جعلتني ألتفت إلى شيء مهم في حق ذلك الرجل، وهو
أن له مقالات شبيهة بمقالات الشيخ محمد رشيد رضا وقد كان يردد
قديما أنه ينقل عن المنار، فلربما كان من هذا! فهل تعلم أن
الشيخ رشيد رضا قال إن عيسى له أب؟؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 02 - 03, 02:42 م]ـ
الأخ الفاضل: رضا صمدي ... وفقه الله
والله لا اعرف عنه هذا الكلام المنقول، ولكن لعلي ولعلك نبحث في تفسير الشيخ والكتب المؤلفة حوله للنظر في ذلك.
ولولا مشاغل تحولني من ذلك لتفرَّغت لهذا الأمر مشارككة مني لحل هذه الفتنة، أراحكم الله من شرها.
أعانكم الله، وسدد على الخير خطاكم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[27 - 02 - 03, 02:54 م]ـ
الأخ لمكرم أبا عمر، سددك الله ووفقك وبارك في وقتك وعمرك وصحتك.
جزاك الله خيرا على اهتمامك .. الفتنة بعيدة الأبعاد، ولا تتعلق
بهذا الرجل فقط، ونسأل الله تعالى أن يحفظ على أهل السنة معتقداتهم.
وقد بحثت في تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا عند تفسير قول الله
تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم .. ) فكانت النسخة التي عندي
قديمة جدا تركها أحد أجدادي ممن كانوا معروفين بطلب العلم في تايلند،
فألفيتها نسخة قديمة مهترئة، أكلت ألأرضة غالب الصفحة فلم أتبين
كل ما في تفسير الآية .. وإن كان التقاط الكلام من هنا ومن هناك
يدل على أنه يقر بالإعجاز في ولادة عيسىعليه السلام ومن غير أب، ولا أجزم،
فحبذا لو تأكد لنا أحد من ذلك ...
أماما أشار إليه الأخ محمد الأمين أن محمد عبده ماسوني، فإذا كان
باعتبار اشتراكه فصحيح، ولكن لا يدل على أنه معتقد لعقائدهم،
وإلا فمحمد رشيد رضا نفسه متهم بذلك، وكثير من اهل العلم في القديم
انضموا لهذه الجمعية المشبوهة لعدم علمهم بحقيقتها، ونحن نعلم
أن من طبقات المشتركين في الماسونية طبقة العوام وهم الذي لا يعرفون
عن حقائق الأمور شيئا .. ولعل محمد عبده كان منهم ... ونسأل الله
تعالى أن يتوفنا على الإيمان.
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[27 - 02 - 03, 03:05 م]ـ
لابدّ من التفريق بين إنكار المعجزات وبين تأويل الصفات:
الخلاف بين الفرق الإسلاميّة في الصفات خلاف ينزع إلى التّنزيه وقصد التوحيد، ولذلك تعامل معه السّلف بهذه المعاملة فلم يكفروا سوى الجهميّة الخالصة وأظن السلف أجمعوا على تكفير الجهميّة.
أمّا إنكار المعجزات فينزع إلى إنكار قدرة الله تعالى وهو من نوع إلحاد المشركين ففرق بين الحالين.
وفرق بين إنكار القدرة وإنكار صفة القدرة فالأوّل من أقوال أعداء الأنبياء من الفلاسفة والزنادقة والوثنيين والآخر من اقوال أهل البدع الّذين يدخلون في اسم الإسلام جملة.
لذا فهذا الرجل إن كان له منهج مطرد في المعجزات من قبيل قول الفلاسفة في إنكار المعجزات وتأويل نصوصها فهو كافر بلاشك إذا قامت الحجّة البلاغيّة عليه.
وأمّا إن كان يجادل في مسألة عيسى فقط لأنّه لم يثبت لديه قطع في المسألة فهو كما يظهر من أتباع المدرسة العقليّة وهؤلاء حكمهم معروف.
والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[27 - 02 - 03, 03:14 م]ـ
آمين ... وجزاكم الله خيراً0(24/143)
حوار مع صوفى حول التمايل بالذكر
ـ[أبو عبيدة المصرى]ــــــــ[02 - 03 - 03, 01:02 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار ثم أما بعد:
أولا: عندما تكلمت معه فيِ مسألة الذكر بالتمايل كان متحمسا جدا لسرد أدلته فطالبته بالدليل فأجاب
بان النبي قال" أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون" فبينت له بأنه حديث ضعيف منكر
وأنه أخرجه الحاكم (1/ 499ِ)؛ أحمد (3/ 68) من طريق دراج أبى السمح عن أبى الهيثم عن أبى سعيد الخدرى
عن واليك أقوال أهل الأئمة فيه
1 - قال الأمام أحمد: أحاديثه منا كير ولينه
2 - قال الرازى: ما هو ثقة ولا كرامة
3 - قال النسائي: منكر الحديث
4 - قال أبو حاتم ضعيف
وأخيرا قال الذهبي هذا الحديث من منا كير الرجل
فبعد ذلك هبطت همته ولكنه كابر وقال: وليكن الحديث ضعيف فان الأصل في الأفعال الإباحة وبهذا قال علامة مصر
الأمام المفسر الشيخ ال000000!!!!! وأطلعني على مجلة ناقله عنه هذا الكلام فقلت له فقلت هذه القاعدة باطلة ولم
يقل بها أحد من أهل العلم وذلك لمخالفتها لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"
فلم يفهم هذا الكلام فرزقني الله هذه الآية (يأيها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا) وطلبت منه تفسير
الآية من مفهومه أن الذكر يكون بالتمايل فحينها بهت وقال بالحرف (أنا معاك انه لا يجوز التمايل)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 03 - 03, 01:28 ص]ـ
هذه القصة تؤكد ما ذكره شيخ الإسلام وغيره أن ظهور الحجج وخفاءها أمر نسبي لأن أفهام الناس وأذواقهم تتفاوت.
فعند مناظرتك لمخالف في العقيدة أو الفروع لا تسأم من إيراد ما لديك من الحجج ولا تمتنع من إيراد حجة ترى أنها خفية وتقول لقد أوردت عليه ما هو أظهر منها فلم يقتنع بكيف بهذه الخفية؟ لأنه ربما تكون أخفى الحجج عندك هي أظهر الحجج عنده، حتى في قصص إسلام المسلمين الجدد تتعجب أحيانا من كون بعضهم لم يهتد للإسلام عند سماع أظهر الحجج واهتدى عند سماع أخفاها، والداعية المخلص لا يكون همه أنه يقيم الحجة على الخلق ليكونوا مستحقين للعذاب، بل همه أن يأخذ بيد الخلق ليخرجهم من الظلمات إلى النور ولا يحبس عنهم ما عساه يكون سببا في هدايتهم.
ولله در شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم فقد كانا في ردودهما على شبهات أهل البدع بل حتى على المخالفين في الفروع الفقهية يقولان والرد على هذه الشبهة من تسعين وجها أو أربعين وجها ويتفننان في استنباط وجوه الرد فلا تكاد ترى مخالفا لهما إلا وأحد الردود يناسب فهمه وذوقه فيكون سبب هدايته.
طبعا معروف أن الآية التي احتج بها أخونا أبو عبيدة هي في الثبات عند الجهاد لا في الثبات عند الذكر لكن لما كان الذكر مأمورا به حال الجهاد الذي أمر فيه بالثبات كان ذلك موضحا أن الذكر يثبت فيه ولا يتمايل، وسبحان الله! كيف كانت هذه الحجة على خفائها أوضح عند الرجل من حديث من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 03 - 03, 02:28 ص]ـ
سبحان الله
ـ[أبو عبيدة المصرى]ــــــــ[02 - 03 - 03, 03:39 ص]ـ
برجاء من كان عنده مزيد من الشبه في هذا الموضوع مع الرد عليها
فلا يبخل علينا للعلم بها
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[02 - 03 - 03, 11:23 ص]ـ
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5051&highlight=%C7%E1%CA%E3%C7%ED%E1+%DA%E4%CF+%C7%E1%D 0%DF%D1
أعانك الله. وفتح الله عليك أخي أبي عبيدة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 03 - 03, 11:38 ص]ـ
أخي الشيخ الفاضل ابا وليد ...
الاية تدل على الثبات حال لقاء الكفار .. ((ثبات مقابلة وثبات مقاتلة)) اي لاتفروا ولا ترتدوا عن القتال ...... وأذكروا الله كثيرا أي اكثروا من ذكر الله حال القتال ولم يرد اشارة الى حال المقاتل حال الذكر ولو خفيه فهلا بينتم لنا ذلك رعاكم الله ....
فأن الثبات الوراد هنا ليس ثبات هيئة خاصة بالجسد بل ثبات كلي حال القتال ولو كان المقاتل يتمايل او يذهب يمنة ويسرة ويتقدم ويتأخر لكنه في ساحة الوغى وجبهة القتال لم يفر ويهرب ....
لو تبينون لنا رعاكم الله وحفظكم ...
ـ[أبو عبيدة المصرى]ــــــــ[02 - 03 - 03, 06:58 م]ـ
أخي الفاضل المتمسك بالحق
قوله تعالى (واذكروا الله كثيرا) اى أكثروا ذكر الله بالسان حتى يثبت القلب على اليقين وهذا حال الحرب ووسط السيف والسهام والرماح
ولو قرأت مقالتي بعناية حيث قلت له فسر الآية من مفهومك للذكر بالتمايل (يمنة ويسرة) وذلك وسط المعركة فهل يجوز وأنا وسط معركة
وأحمل سيفي ومأمور بالثبات على القتال أن يكون هذا حالي اللهم لم
يقل بهذا الا 00000(24/144)
الأشاعرة بين علم الكلام وعلم الأثر ..
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[03 - 03 - 03, 05:47 م]ـ
الأخوة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن المتابع لأقوال أئمة الأشاعرة، يتضح له جليا أنهم لا يلتزمون مذهب السلف في مسائل الأسماء والصفات.
فمن ذلك المقولة المشهورة عنهم: "مذهب السلف أعلم ومذهب الخلف أحكم "!!!
ومنه ما قاله الإمام القرطبي في تفسير الإستواء:
هَذِهِ مَسْأَلَة الِاسْتِوَاء ; وَلِلْعُلَمَاءِ فِيهَا كَلَام وَإِجْرَاء. وَقَدْ بَيَّنَّا أَقْوَال الْعُلَمَاء فِيهَا فِي (الْكِتَاب الْأَسْنَى فِي شَرْح أَسْمَاء اللَّه الْحُسْنَى وَصِفَاته الْعُلَى) وَذَكَرْنَا فِيهَا هُنَاكَ أَرْبَعَة عَشَر قَوْلًا.
وَالْأَكْثَر مِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ أَنَّهُ إِذَا وَجَبَ تَنْزِيه الْبَارِي سُبْحَانه عَنْ الْجِهَة وَالتَّحَيُّز فَمِنْ ضَرُورَة ذَلِكَ وَلَوَاحِقِهِ اللَّازِمَة عَلَيْهِ عِنْد عَامَّة الْعُلَمَاء الْمُتَقَدِّمِينَ وَقَادَتهمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ تَنْزِيهه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ الْجِهَة , فَلَيْسَ بِجِهَةِ فَوْق عِنْدهمْ ; لِأَنَّهُ يَلْزَم مِنْ ذَلِكَ عِنْدهمْ مَتَى اِخْتَصَّ بِجِهَةٍ أَنْ يَكُون فِي مَكَان أَوْ حَيِّز , وَيَلْزَم عَلَى الْمَكَان وَالْحَيِّز الْحَرَكَة وَالسُّكُون لِلْمُتَحَيِّزِ , وَالتَّغَيُّر وَالْحُدُوث. (((هَذَا قَوْل الْمُتَكَلِّمِينَ))).
وَقَدْ كَانَ (((السَّلَف الْأَوَّل))) رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَة وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ , بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّة بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابه وَأَخْبَرَتْ رُسُله. وَلَمْ يُنْكِر أَحَد مِنْ السَّلَف الصَّالِح أَنَّهُ اِسْتَوَى عَلَى عَرْشه حَقِيقَة. وَخُصَّ الْعَرْش بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَم مَخْلُوقَاته , وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّة الِاسْتِوَاء فَإِنَّهُ لَا تُعْلَم حَقِيقَته. قَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه: الِاسْتِوَاء مَعْلُوم - يَعْنِي فِي اللُّغَة - وَالْكَيْفَ مَجْهُول , وَالسُّؤَال عَنْ هَذَا بِدْعَة. وَكَذَا قَالَتْ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا.
فانظروا رحمكم الله كيف فرق بين قول المتكلمين وبين قول السلف، ليس هذا فحسب، بل أنظروا أيضا ما قاله في كتابه "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى" بعد ذكره ل14 قولاً في الاستواء:
" وأظهر هذه الأقوال -وإن كنت لا أقول به ولا أختاره- (!!!!) ما تظاهرت به الآي والأخبار إن الله سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه هذا جملة مذهب السلف الصالح فيما نقل عنهم الثقات حسب ماتقدم"
فإنه أثبت منهج السلف واختار خلافه، فلم يختره ولم يقل به، وفي هذا دليل على منهج الأشاعرة في الصفات ومخالفتهم المتعمدة لمنهج السلف رضوان الله عليهم.
ومن الأدلة أيضا ما ذكره القاضي عياض:
لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدِّثهم ومتكلِّمهم ونظَّارهم ومقلِّدهم أنَّ الظَّواهر الواردة بذكر الله في السَّماء كقوله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ) ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوَّلة عند جميعهم،
فمن قال: بإثبات جهة فوق من غير تحديد ولا تكييف من (((المحدِّثين والفقهاء والمتكلِّمين))) تأوَّل في السَّماء أي: على السَّماء.
ومن قال من (((دهماء النظَّار والمتكلِّمين، وأصحاب التَّنزيه))) بنفي الحدِّ واستحالة الجهة في حقِّه سبحانه، تأوَّلوها تأويلات بحسب مقتضاها، وذكر نحو ما سبق.
نقله وأقره الإمام النووي و الإمام أبو العباس القرطبي (شيخ القرطبي المفسر) في كتابه المفهم شرح صحيح مسلم.
أنظروا كيف فرق بين الفقهاء والمحدثين ومن وافقهم من المتكلمين من جهة وبين دهماء النظار والمتكلمين وأصحاب التنزيه من جهة أخرى.
وكل هذه النقول، تدعم القول بأن منهج الأشاعرة في الصفات مغاير لمنهج السلف.
غير أن الأشاعرة المعاصرين ينفون هذه المقولة، ويؤكدون انتسابهم لمنهج السلف وانتهاجهم له من خلال نسبة أقوال لهم معظمها لا يصح، وإن صحت فهي لا تخدم وجهة نظرها، فيتأولونها لتوافق أهواءهم!
أقول أخوتي، هل عند أحدكم أقوال لأئمة الأشاعرة المعتبرين في هذا الموضوع لنحاجج به الأشاعرة المعاصرين؟؟؟
أتمنى مشاركتكم في هذا الموضوع وبارك الله فيكم ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[05 - 03 - 03, 08:38 ص]ـ
.(24/145)
هل يصح تفسير الاستواء بالجلوس.؟
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[05 - 03 - 03, 01:31 ص]ـ
وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4/ 1303 عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) (قوله: "وهل يكون الاستواء إلا بالجلوس".) ا. هـ.
وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً. والله أعلم.
http://www.binothaimeen.com/cgi-bin/ebook/viewnews.cgi?category=11&id=1034771291
ـ[عبد السلام هندي]ــــــــ[05 - 03 - 03, 08:58 م]ـ
؟؟
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[05 - 03 - 03, 10:26 م]ـ
الأخ ال قيس / قولكم أخي الكريم: (فكذلك تفسيره بما نعرفه من صفات البشر والمخلوقات تشبيه ممنوع ايضا.) هذا غريب منك!
بل هي عين شبهة المعطلو في تعطيل صفات المولى تبارك وتعالى
فعندهم أن اليد من صفات البشر ولذا عطلوها عن معناها الحقيقي!
ولم لا يكون جلوسا يليق بجلاله! و إن لم يثبت الأثر فوجب عليك السكوت عن نفي والإثبات في صفات الرب تبارك وتعالى
وهذه المسألة تجدها في تعقب الشيخ سمير المالكي على محقق
كتاب السنة د. محمد القحطاني، والبحث موجود في صفحته الخاصة
وأيضا في كتاب الشيخ ناصر الفهد في مخالفات الشاطبي في الاعتصام
والموافقات، وقد ذكرا من قال بها من السلف، وصحة الآثار في ذلك
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[05 - 03 - 03, 10:56 م]ـ
أخي الكريم، قد أحلتك على البحث
ثانيا قولكم: (لله يد ليست بجارحة) لفظة (جارحة) هل نفاها
أو أثبتها القرآن، أو السنة الصحيحة، أما استدلالك بكلام الطحاوي
فهو حجة عليك! فإنك إن قبلت كلامه وجعلته دليلا! لزمك أن تقبل
تفسير خارجة وهو أعلى طبقة منه! و إن كان تفسيرا للأية قيل في
كلام خارجة كذلك
مع ملاحظة أن اليد صف ذاتية خبرية، والجلوس صفة فعلية
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 12:00 ص]ـ
الأخ الفاضل زياد آل قيس
المشكلة عندك أنك تريد الجواب على سؤالك (هل لله جارحة) بنعم أو لا، وكما تعلم فليست كل الأسئلة جوابها منحصر في نعم أو لا، وهذا السؤال من هذه النوعية التي لا يجاب عنها بنعم أو لا، والسبب أن لفظ الجارحة لفظ مجمل، ويحتمل أن السائل يريد بنفيه أن ينفي عن الله تعالى يدا حقيقية تليق بجلاله، ويحتمل أنه يريد أن ينفي يدا تشبه يد المخلوق، ولفظ الجارحة كما بيّن أخونا السني لم يرد في الكتاب ولا في السنة نفيه ولا إثباته، فلماذا يقفو الإنسان ماليس له به علم فيثبت أو ينفي بغير علم؟
وأما الطحاوي فهذا الموضع مما يستدرك عليه ولم يوافق مذهب السلف في هذا النفي، وقد تعقبه الإمام ابن باز في تعقيباته على الطحاوية.
وإذا رجعنا إلى مسألة الجلوس على العرش وإجلاس النبي صلى الله عليه وسلم عليه
فإن المسألة لا تبحث بهذه الطريقة، وإنما نبحث عن الأقوال السلفية وأسانيدها فإن ثبتت فعلى العين والرأس ونقول فيها ما نقوله في بقية معاني الاستواء الثابتة وهي علا وارتفع وصعد واستقر، فكما نقول علا الله تعالى وارتفع وصعد واستقر على العرش علوا وارتفاعا وصعودا واستقرارا يليق بجلاله ليس مثل علو المخلوقين وارتفاعهم وصعودهم واستقرارهم، فكذلك نقول جلس جلوسا وقعد قعودا يليق بجلاله ليس مثل جلوس المخلوقين وقعودهم.
بقي البحث في: هل ثبت تفسير الاستواء بالجلوس أو القعود عن أئمة السلف؟
قال الحافظ الذهبي: وأما قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد الآية فقد أنكره بعض أهل أهل الكلام فقام المروذي وقعد وبالغ في الانتصار لذلك وجمع فيه كتابا وطرق قول مجاهد منه رواية ليث ابن ابي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد فممن أفتى في ذلك العصر بأن هذا الأثر يسلم ولا يعارض أبو داود السجستاني وابراهيم الحربي وخلق بحيث إن ابن الامام أحمد قال عقيب قول مجاهد: أنا منكر على كل من رد هذا الحديث وهو عندي رجل سوء متهم سمعته من جماعة وما رأيت محدثا ينكره عندنا إنما تنكره الجهمية. شرح النونية 1/ 233.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 03 - 03, 12:04 ص]ـ
بحث قيم في المسألة أنقله للفائدة عن الساحة الإسلامية
الكاتب: المنهاج 11 - 01 - 99
إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/146)
[أنكر الأخ (فلان) على ابن القيم قوله في بدائع الفوائد بأن النبي يجلس على العرش بجنب الله يوم القيامة ولي على ذلك ملاحظتان:
الأولى: أن كلامه يوهم ان هذا قول ابن القيم وحده
الثانية: ان ابن القيم لم يذكر بجنب الله. (كما ذكر الأخ)
ولنقرأ معاً كلام ابن القيم في البدائع _ (4/ 39) حيث قال:
قال القاضي صنف المروزى كتابا في فضيلة النبي صلى الله عليه ويلم وذكر فيه اقعاده على العرش قال القاضي وهو قول أبي داود وأحمد بن أصرم ويحيى بن أبي طالب وأبي بكر بن حماد وأبي جعفر الدمشقي وعياش الدورى واسحق بن راهويه وعبدالوهاب الوراق وإبراهيم الاسبهاني وإبراهيم الحربي وهرون بن معروف ومحمد بن إسماعيل السلمى ومحمد بن مصعب العابد وأبي بكر ابن صدقة ومحمد ابن بشر بن شريك وأبي قلابة وعلى بن سهل وأبي عبدالله بن عبدالنور وأبى عبيد والحسن بن فضل وهرون بن العباس الهاشمي وإسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ومحمد بن عمران الفارسي الزاهد ومحمد ابن يونس البصري وعبدالله بن الإمام أحمد والمروزى وبشر الحافي انتهى (قلت) وهو قول بن جرير الطبري وإمام هؤلاء كلهم مجاهد إمام التفسير وهو قول أبى الحسن الدارقطنى ومن شعره فيه
حديث الشفاعة عن أحمد **** إلي أحمد المصطفى مسنده
وجاء حديث باقعاده **** على العرش أيضاً فلا نجحده
امروا الحديث على وجهه **** ولا تدخلوا فيه ما يفسده
ولا تنكروا أنه قاعد **** ولا تنكروا أنه يقعده أ 0 هـ
قلت: وما حكاه ابن القيم أن هذا اختيارالطبري يخالف ما في تفسيره فقد صوب عدم ذلك كما سيأتي إلا أن يكون الإمام ابن القيم قد اطلع على قول له في ذلك فعلم من علم حجة على من لم يعلم
وبذلك نعلم إن الإمام ابن القيم نقل أقوال العلماء الذين قالوا بهذه المسألة وإمام هؤلاء هو مجاهد كما نقله الطبري في تفسيره (9/ 145)
وقول مجاهد هذا سنفصل القول فيه فنقول بالله المستعان ورد هذا الحديث مرفوعاً وموقوفاً فمرفوعاً من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أورده الذهبي في العلو ص55 من طريق سلمة بن الأحمر عن أشعث بن طليق عن ابن مسعود قال الذهبي وهذا حديث منكر لا يفرح به وسلمة هذا متروك الحديث وأشعث لم يلحق ابن مسعود ا 0 هـ
وقال الألباني عن هذا الخبر باطل السلسلة الضعيفة 865 ثم أشار إلى أن الحديث موصول من طريق آخر عن ابن مسعود ولا يصح أيضاً ثم أحال عليه برقم 5160 ورواه الديلمي من حديث ابن عمر مرفوعاً كما في الدر (5/ 328) ولا أدري حال سنده 0
ورواه الطبراني عن ابن عباس موقوفاً كما في المجمع (4/ 51) وقال الهيثمي فيه ابن لهيعة وهو ضعيف إذا لم يتابع وعطاء بن دينار قيل لم يسمع من سعيد بن جبير وله طريق آخر عن ابن عباس أشار إليه الذهبي في العلو وفي سنده عمرو بن مدرك الرازي وهو متروك وجويبر المفسر وهو متروك ولذلك قال الذهبي إسناده ساقط ويروى مرفوعاً وهو باطل.
وورد من قول عبدالله بن سلام وقال الذهبي عن أثر ابن سلام " موقوف ولا يثبت " إنما هذا شيء قاله مجاهد.
وأما أثر مجاهد فقال الذهبي في العلو ص73.
لهذا القول طرق خمسة وأخرجه ابن جرير (15/ 145) في تفسيره وعمل فيه المروزي مصنفاً ا 0 هـ
قلت وفي سند ابن جرير ليث بن أبي سليم وهو ضعيف مخلط 0
قال الإمام ابن عبدالبر كما نقله الشوكاني في فتح القدير (3/ 252) " مجاهد وإن كان أحد الأئمة بالتأويل فإن له قولين مهجورين عند أهل العلم. أحدهما هذا والثاني تأويل وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة. قال معناه تنتظر الثواب وليس من النظر ا 0 هـ
قلت يشير رحمه الله بقوله هذا إلى تفسير المقام المحمود بإجلاسه صلى الله عليه وسلم على العرش
وقال الحافظ الذهبي في ترجمة مجاهد في الميزان (3/ 429) ومن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} قال يجلسه معه على العرش ا 0 هـ من حاشية تفسير الماوردي
وقال الطبري (9/ 147) بعد ان صوب أن المقام المحمود هو الشفاعة، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/147)