ما نسبه السقاف إلى ابن عباس ومجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان من تأويل صفة اليد والرد عليه
قال السقاف: (وأوّل سيدنا ابن عباس ? أيضاً قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} قال: بقوة، كما في ((تفسير)) الحافظ ابن جرير الطبري (27/ 7)). حتى قال: (وقد نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره (27/ 7) تأويل لفظة (أيد) الواردة في قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} بالقوة أيضاً عن جماعة من أئمة السلف منهم: مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان)).
قلت:وهذا فيه نظر من حيث الإسناد عنهم، وسوف نبين علة إسناد كل خبر من هذه الأخبار فأقول وبالله التوفيق:
1 – خبر ابن عباس ?: أخرجه ابن جرير (27/ 6) من طريق: أبي صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس به. قلت: وهذا سند ضعبف، فأبي صالح هو كاتب الليث وهو ضعيف من قبل حفظه، وعلى هو ابن أبي طلحة، متكلم في ضبطه، وروايته عن ابن عباس منقطعة، وقال ابن حبان: ((لم يره)).
2 – وأما خبر مجاهد – رحمه الله -: فراوية عنه ابن أبي نجيح ولم يسمع التفسير منه كما مر ذكره.
3 – وأما خبر سفيان – رحمه الله -: ففيه شيخ ابن جرير ابن حميد وهو ضعيف، ومهران وهو سيئ الحفظ. ولكن هو صحيح من قول قتادة، ومنصور بن المعتمر، وابن زيد، ولا حجة في تأويلهم لمخالفته للصحيح الثابت عن النبي ? في إثبات صفة اليد كما سوف يأتي ذكره وبيانه – إن شاء الله تعالى -. ثم إن هذا لا يعني أنهم لا يثبتون صفة اليد كما قد يتوهم، فتنبه.
وقد أنكر الإمام أحمد – رحمه الله – على من يقول: إن معنى اليد القوة. قال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي في ((اعتقاد الإمام أحمد)): ((وكان يقول: إن لله تعالى يدين، وهما صفة في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين، ولا جسم، ولا جنس من الأجسام، ولا صفة من جنس المحدود والتركيب والأبعاض والجوارح، ولا يقاس على ذلك، ولا مرفق، ولا عضد، و فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد، إلا ما نطق القرآن به، أوصح عن رسول الله ? فيه. قال الله تعالى: {بل يداه مبسوطتان}. وقال رسول الله ?: ((كلتا يديه يمين)). وقال الله عز وجل: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}. وقال: {والسموات مطويات بيمينه}. ويفسد أن تكون يد: القوة والنعمة، والفضل، لأن جمع يد ايد، وجمع تلك أياد، ولو كان اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم، وثبت حجة إبليس)).
قلت:ولو كانت هذه الأخبار التي أوردها ابن جرير في التفسير ((التفسير)) حجة في الباب لكان أول من قال بها، ولتأول الآية، إلا أنه صرح بإثبات اليد لله عز وجل. قال الذهبي في ((الأربعين في صفات رب العالمين)). ((وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب ((التبصير في معالم الدين)): القول فيما أدرك علمه من الصفات خبراً، نحو إخباره أن سميع بصير، وأن له يدين بقوله: {بل يداه مبسوطتان})). وأنكر الخطيب البغدادي من يتأول اليد، فقال في ((الكلام على الصفات)) – بتحقيقنا -: ((فإذا قلنا: لله تعالى يد وسمع وبصر، فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه، ولا نقول: إن معنى اليد القدرة، ولا إن معنى السمع والبصر العلم، ولا نقول: إنها جوارح، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار، والتي هي جوارح وأدوات للفعل، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها)).
قلت: والخطيب منسوب إلى مذهب الأشعري، وفيه نظر. قال إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني في ((المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور)): ((وكان أشعري العقيدة)). ونقل الذهبي في ترجمة من ((السير)) (18/ 277): ((وقال عبد العزيز بن أحمد الكتاني: وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري)).
فدل على ذلك أمرين:
? الأول: أن المنع من تأويل الصفات كان المذهب الأخير الغالب على الأشعري، إذ لو يكن، وكان التأويل هو ما مات عليه الأشعري لما نُسب الخطيب إليه وهو يقول بالمنع من التأويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/73)
? الثاني: وهو مترتب على الأول، أن كتاب الإبانة آخر ما صنفه الأشعري وليس من أول مصنفاته كما ادعى السقاف، فإنه قد صرح فيه بإثبات اليدين لله تعالى، ونافح عن ذلك منافحة شديدة ورد على المتألة – امثال السقاف – فلو كان هذا الكتاب من أول مصنفاته، وأن القول بالتأويل هو آخر أقواله، لما نُسب إلى مذهبه الخطيب – رحمه الله -.
--------------------------------------------------------------------------------
(***** الرابع ********)
ما نسبه السقاف إلى ابن عباس وغيره من تأويل قوله تعالى: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}
قال السقاف: (وأول أيضاً سيدنا ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} بالترك، كما في تفسير الحافظ الطبري).
قلت: الآثار الواردة في ذلك ضعيفة من حيث الإسناد. فالطريق إلى ابن عباس: فيه علي بن أبي طلحة، وهو لم ير ابن عباس، وفيه لين كما مر بيانه. وله طريق آخر من رواية: أبناء وأحفاد عطية بن سعد العوفى عن ابن عباس، وقد مر بيان عوار هذه الترجمة. ورواية مجاهد وردت عنه من ثلاث طرق:
? الأول: عن ابن أبي نجيح عنه، ولم يسمع منه التفسير كما مر ذكره.
? الثاني: فيه جابر بن يزيد الجعفي وهو تالف، وسفيان بن وكيع وقد ابتلى بوراقه، وكان يدس له الأحاديث فيرويها، وروجع في ذلك فلم يرجع.
? الثالث: من رواية عبد العزيز، عن أبي سعد، عن مجاهد.
قلت: وأبو سعد هذا لم أتبينه.
التنبيه هنا على أن النسيان ليست صفة من صفات الله عز وجل، تعالى الله وتنزه، وإطلاق الترك على النسيان هنا واجب، وليس بتأويل. ذلك لأن صفات الرب عز وجل على قسمين؛ صفات ثبوتية، وصفات سلبية.
? والصفات الثبوتية: هي ما أثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه في الكتاب، أو على لسان نبيه ?، وهي صفات كمال لا نقص، مثل العلم، والحياة، والقدرة، واليد، والاستواء على العرش، .. ولم يرد في الكتاب أو في السنة نفي صفة من هذه الصفات حتى نحكم على أنها صفات سلبية – أي صفات نقص – بل الأحاديث كثيرة في إثبات هذه الصفات، وتلقاها العلماء بالقبول والتصديق والإيمان.
? والصفات السلبية: هي ما نزه الله سبحانه وتعالى نفسه عنها في الكتاب، أو على لسان نبيه ?، كالموت، أو النسيان، أو العجز، أو الجهل.
وصفة النسيان في حق المخلوق صفة نقص وعيب تدل على قصوره، وحدود قوته، فكيف إذا وصف بها الخالق؟؟ !! ولذلك نزه الله نفسه عن هذه الصفة، فقال: {وما كان ربك نسيا} {مريم:64}. وقال: {قل علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} {طه: 52} فلما يرد في الشرع نفي صفة من الصفات عن الرب عز وجل – خصوصاً إذا عُلم أنها صفة نقص وقصور – ثم تُذكر في موضع آخر من الكتاب أو السنة مضافة إلى الله عز وجل يعلم بذلك أن المراد بهذه النسبة إحدى معاني الصفة التي لا تدل على النقص إذا أضيفت إلى الرب تعالى. والنسيان يأتي بمعنى الترك، فيكون معنى الآية أن الله عز وجل يتركهم في العذاب، وهذا من تمام عدله وكماله عز وجل.
--------------------------------------------------------------------------------
(***** الخامس ********)
نفي التأويل – الذي ادَّعاه السقاف - عن الإمام مالك – رحمه الله -
وادعى السقاف - زوراً وبهتاناً – أن الإمام مالك قد أوَّل صفة النزول، بنزول الأمر. فقال: (روى الحافظ ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143)، وذكر الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 105) أن الإمام مالكاً رحمه الله تعالى، أوَّل النزول الوراد في الحديث بنزول أمره سبحانه وهذا نص الكلام من ((السير)): قال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك، قال: ((يتنزل ربنا تبارك وتعالى: أمره، فأما هو فدائم لا يزول)). قال صالح، فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك. قلت – (القائل هو السقاف) -: ورواية ابن عبد البر من طريق أخرى فتنبه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/74)
قلت: هذا والله عين التبجح بنسبة الأقوال إلى العلماء بالأسانيد الساقطة، والتدليس بأن ثمة طريقاً آخر يعضد طريق ابن عدي. وإليك تفصيل الكلام على هذه الطرق – الواهية – التي اعتمدها السقاف ليثبت ما ادعاه من نسبة التأويل إلى الإمام مالك – رحمه الله -.
{الكلام على طريق ابن عدي}: أما طريق ابن عدي: ففيه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، قال أحمد: ((ليس بثقة،. . كان يكذب)) وأثنى عليه شراً وسوءاً، وقال أبو داود: ((كان من أكذب الناس))، وقال أبو حاتم: ((متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة))، وقال الأزدى: ((متروك الحديث))، وقال أبو داود في رواية: ((يضع الحديث))، وقال النسائي: ((متروك الحديث، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك))، وتكلم فيه ابن معين والحاكم. وصالح بن أيوب هذا مجهول. والغريب أن السقاف نقل هذا الخبر من ((السير))، ولم ينقل ما علقه الذهبي عليه أداءً للأمانة. قال الذهبي – رحمه الله – بعد إيراده هذا الخبر: ((قلت: لا أعرف صالحاً، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك – رحمه الله – رواية الوليد بن مسلم أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال أمروها كما جاءت بلا تفسير، فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب)).
قلت: لم تصح رواية حبيب، فهو تالف الحال كما ذكرنا آنفاً. ولعله يُروى عن حبيب نفسه، وليس هو بحجة، فقد قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143): ((وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك، وغيره))، فلم ينسبه لمالك، فيكون صالح بن أيوب قد رواه على التوهم فنسبه لمالك، ولا إخاله يثبت عن حبيب نفسه، فصالح مجهول كما سبق ذكره.
{الكلام على الطريق المعضد!!}: وأما الطريق الآخر الذي ذكره السقاف – وكأنه يعضضد الطريق الأول!! – فأورده ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/ 143) وقال: ((وقد روى محمد بن علي الجبلي – وكان من ثقات المسلمين بالقيروان – قال: حدثنا جامع بن سوادة بمصر، قال: حدثنا مطرف، عن مالك بن أنس، أنه سئل عن الحديث: ((إن الله ينزل في الليل إلى سماء الدنيا)) فقال مالك: يتنزل أمره.
قلت: وهذا سند ساقط، فيه جامع بن سوادة، ترجمه الذهبي في ((الميزان)) (1/ 387) فقال: ((وعن آدم بن أبي إياس بخبر باطل في الجمع بين الزوجين، وكأنه آفته)). وأما محمد بن علي الجبلي، فلعله الذي ترجمه الخطيب في ((تاريخه)) (3/ 101)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولكن قال: ((علقت منه مقطعات من شعره، وقيل إنه كان رافضياً شديد الرفض)). فهذان هما طريقا هذا الأثر، الأول: موضوع، والثاني: رواية متهم، فأنى يكون لهذا الخبر ثبوت؟!!.
--------------------------------------------------------------------------------
(***** السادس ********)
الجواب عما نسبه السقاف إلى الإمام أحمد - رحمه الله – من التأويل
وقد نسب السقاف التأويل – أيضاً – إلى الإمام أحمد في أربعة مواضع:
قال: (روى الحافظ البيهقي في كتابه ((مناقب الإمام أحمد)) – وهو كتاب مخطوط – ومنه نقل الحافظ ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (1/ 327)، فقال: ((روى البيهقي عن الحاكم، عن أبي عمرو بن السماك، عن حنبل، أن أحمد ابن حنبل تأول قوله تعالى: {وجاء ربك} أنه جاء ثوابه، ثم قال البيهقي، وهذا إسناد لا غبار عليه)) انتهى كلام ابن كثير. وقال ابن كثير أيضاً في ((البداية)) (10/ 327): ((وكلامه – أحمد – في نفي التشبيه، وترك الخوض في الكلام، والتمسك بما ورد في الكتاب والسنة عن النبي ? وعن أصحابه)) اهـ.
قلت:ومثل هذا لا يصح عن الإمام أحمد، وإن ورد عنه بإسناد رجاله ثقات، من وجهين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/75)
? أولهما: أن روايه عنه هو حنبل بن إسحاق، وهو وإن كان ثقة، ومن تلاميذ الإمام أحمد – وابن عمه – إلا أنه يغرب ويتفرد عنه ببعض المسائل. قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في ((السير)) (3/ 52): ((له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد، ويغرب)). ونقل العليمى في ((المنهج الأحمد)) (1/ 245) عن أبي بكر الخلال قوله: ((قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بشيء يسير، وإذا نظرت في مسائله شبهتها في حسنها وإشباعها وجودتها بمسائل الأثرم)). قلت: فإن صح هذا الخبر عن حنبل، فيكون قد أغرب به على أبي عبد الله – رحمه الله – فإن المحفوظ عنه إمرار النص على وجهه، والتصديق، وعدم التأويل (4).
ثم وقفت بعد ذلك على كلام لابن رجب الحنبلي في شرحه على البخاري المسمى بـ ((فتح الباري)) في دفع هذه النسبة، فقال – رحمه الله – (9/ 279) في معرض الكلام على حديث النزول: ((ومنهم من يقول: هو إقبال الله على عباده، وإفاضة الرحمة والإحسان عليهم. ولكن يردُّ ذلك: تخصيصه بالسماء الدنيا، وهذا نوع من التأويل لأحاديث الصفات، وقد مال إليه في حديث النزول – خاصة – طائفة من أهل الحديث، منهم: ابن قتيبة، والخطابي، وابن عبد البر، وقد تقدَّم عن مالك، وفي صحته عنه نظر، وقد ذهب إليه طائفة ممن يميل إلى الكلام من أصحابنا، وخرجوا عن أحمد من رواية حنبل عنه في قوله تعالى: {وجاء ربك} أن المراد: وجاء أمر ربك. وقال ابن حامد: رأيت بعض أصحابنا حكى عن أبي عبدالله الإتيان، أنه قال: تأتي قدرته، قال: وهذا على حدَّ التوهم من قائله، وخطأ في إضافته إليه)).
حتى قال: ((والفرقة الثالثة: أطلقت النزول كما ورد، ولم تتعد ماورد، ونفت الكيفية عنه، وعلموا أن نزول الله تعالى ليس كنزول المخلوق. وهذا قول أئمة السلف: حماد بن زيد، وأحمد، فإن حماد بن زيد سئل عن النزول فقال:هو في مكانه يقرب من خلقه كيف يشاء. وقال حنبل: قلت لأبي عبدالله: ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أو بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا، أتقن الحديث على ما روي بلا كيف ولا حدٍّ، إلا بما جاءت به الآثار وبما جاء به الكتاب، فقال الله عز وجل: {فلا تضربوا لله الأمثال} {النحل:74} ينزل كيف يشاء بعلمه وقدرته وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، لا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هارب)).
ثانيهما: أن هذه الرواية الأخيرة تدل على مذهب الإمام أحمد في حديث النزول، وهي موافقة لسائر الروايات عنه في ذلك، مما يدل على أن الرواية الأولى من المفاريد والغرائب عنه، فهي غير مقبولة. ثم إن هذا الخبر من زيادات إحدى نسخ البداية والنهاية، وهي النسخة المصرية، وباقي النسخ لم يرد فيها هذا الخبر، فثبوته محل نظر.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا: أن السقاف أورد كلام ابن كثير الأخير مورد الاستدلال على المخالف بأن أحمد نفى التشبيه، يقصد بذلك صفات اليد، والضحك، والوجه، والساق. وهذا فهم خاطئ، وإنما التشبيه المقصود به هنا أن يقول: وجه كوجه، أويد كيد، أو ساق كساق. . وهكذا. قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في ((جامعه)) (3/ 50): ((قد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه: اليد، والسمع، والبصر، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم، وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وقالوا: إن معنى اليد هاهنا القوة. وقال إسحاق بن إبراهيم – (وهو ابن راهويه) -: إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع فهذا هو التشبيه. وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول كيف، ولا يقول مثل سمع، ولا كسمع، هذا لا يكون تشبيهاً، وهو كما قال الله تعالى في كتابه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/76)
قلت: ونمثل للسقاف هنا بصفة الحلم. فإن الله عز وجل وصف نبيه إبراهيم بهذه الصفة فقال: {إن إبراهيم لأواه حليم} {التوبة: 114} وقال: {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} {هود:75}. ووصف سبحانه وتعالى نفسه بنفس الصفة فقال: {والله شكور حليم} {التغابن:17} {وإن الله لعليم حليم} {الحج: 59} {إنه كان حليماً غفوراً} {الإسراء: 44} ولكن اختلفت كيفية الصفة في ذلك، ولا أظن أن السقاف يقول بأن حلم الله كحلم إبراهيم – والعياذ بالله – وإلا لكان هو المشبه.
وقال السقاف: (تأويل آخر للإمام أحمد: قال الحافظ ابن كثير أيضاً في ((البداية والنهاية)) (10/ 327): ((ومن طريق أبي الحسن الميموني، عن أحمد بن حنبل أنه أجاب الجهمية حين احتجوا عليه بقوله تعالى: {وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون} قال: يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث، لا الذكر نفسه هو المحدث، وعن حنبل، عن أحمد أنه قال: يحتمل أن يكون ذكراً آخر غير القرآن)).اهـ. قلت – (القائل هو السقاف) -: وهذا تأويل محض، ظاهر، واضح، وهو صرف اللفظ عن ظاهره، وعدم إرادته حقيقة ظاهره).
قلت: لا يصفو له هذا القول أيضاً في إثبات التأويل عن الإمام أحمد – رحمه الله – والجواب عنه من وجوده:
? الأول: أن الخبر قد أورده ابن كثير معلقاً، ولم يورده بإسناده حتى نحكم عليه بالثبوت أو البطلان!!
? الثاني: أن هذا الخبر من زيادات إحدى نسخ ((البداية والنهاية)) – كسابقه – فهو محل نظر، فكتاب البيهقي ((مناقب أحمد))، غير موجود بين أيدينا مطبوعاً حتى نحكم إذا ما كان هذا الخبر فيه حقاً، أم أن بعض المعطلة قد زاد هذه الزيادات في نسخة البداية والنهاية.
? الثالث: أن هذا الخبر قد أورده الذهبي في ((السير)) (11/ 245) بسياق آخر يدل على أن الإمام أحمد لم يؤول النص، بل فسره بنص آخر من القرآن. قال الذهبي – رحمه الله -: ((. . فقال بعضهم: {يأتيهم من ذكر من ربهم محدث}، أفيكون محدث إلا مخلوقاً؟ فقلت: - (القائل: هو الإمام أحمد) -: قال الله: {ص *والقرآن ذي الذكر}، فالذكر هو القرآن، وتلك ليس فيها ألف ولام)). فهذا النص يوضح مقصد الإمام أحمد ((يحتمل أن يكون ذكراً آخر))، فإن القرآن لا يطلق عليه (ذكر) بغير ألف ولام في القرآن. .، فكأنه قصد هنا سنة رسول الله ?، بل هو ما قصده. وقد خشى السقاف أن تنكشف حيلته، فحذف الشطر الأخير من الخبر، وهو: ((يحتمل أن يكون ذكراً آخر غير القرآن، وهو ذكر رسول الله ?)).
فدل ذلك دلالة واضحة على أن الإمام أحمد – رحمه الله – لم يتأول النص بما يخرجه عن ظاهره كما ادعى السقاف، بل فسره بالقرآن، فرد المتشابه إلى المحكم.
ثم قال السقاف: (تأويل آخر عن الإمام أحمد: قال الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (10/ 578): ((قال أبو الحسن عبد الملك الميموني: قال رجل لأبي عبدالله – أحمد بن حنبل:- ذهبت إلى خلف البزار أعظه، بلغني أنه حدث بحديث عن الأحوص، عن عبدالله بن مسعود، قال: ما خلق الله شيئاً أعظم من آية الكرسي .. وذكر الحديث. فقال أبو عبدالله – أحمد بن حنبل -: ما كان ينبغي أن يحدث بهذا في هذه الأيام – يريد زمن المحنة – والمتن: ((ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي)). وقد قال أحمد بن حنبل لما أوردوا عليه هذا يوم المحنة: إن الخلق واقع هاهنا على السماء والأرض وهذه الأشياء، لا على القرآن).
قلت: هذا النقل دليل على جهل السقاف، وقلة بضاعته في العلم، أو تجاهله وتدليسه لإثبات مذهبه الردىء. فالتأويل يأتي بمعنيين:
الأول: الحقيقة التي يؤول إليها الكلام.
والثاني: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
والتأويل بالمعنى الثاني هو المذموم الذي عليه كثير من المتأخرين والأشاعرة والمعتزلة وغيرهم، وهو الذي يحاول السقاف إثباته على الإمام أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/77)
والتأويل بالمعنى الأول هو التفسير وهو الذي سار عليه الإمام أحمد مع هذا النص فحقيقة الكلام تؤول إلى أن الله عز وجل لم يخلق شيئاً أعظم من آية الكرسي من كلام الله، وكلام الله غير مخلوق – وليس كما يدعي السقاف – أن حقيقة الكلام تؤول إلى أن آية الكرسي مخلوقة والعياذ بالله – فصرف الإمام أحمد الكلام عن هذا الوجه فقال بأن الخلق لم يقع عليها. وهذا التفسير الذي ذكرناه للحديث هو ما ذهب إليه ابن عيينة – رحمه الله -. قال الترمذي في ((جامعه)) (2884): حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة – في تفسير حديث عبد الله بن مسعود قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي – قال سفيان: لأن آية الكرسي هو كلام الله، وكلام الله أعظم من خلق الله، من السماء والأرض. وسنده صحيح.
وبهذا يُعلم أن ما ذهب إليه أحمد – رحمه الله – هو ما يدل عليه ظاهر النص، وليس وجهاً مرجوحاً متأولاً – بالمعنى الثاني للتأويل -.
وأخيراً قال هذا السقاف: (تأويل آخر عن الإمام أحمد يتعلق بمسألة الصفات: روى الخلال بسنده، عن حنبل، عن عمه الإمام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول: احتجوا على يوم المناظرة، فقالوا: ((تجيء يوم القيامة سورة البقرة …)) الحديث. قال: فقلت لهم: إنما هو الثواب. فتأمل في هذا التأويل الصريح). وقال في ((الحاشية)): (وقد نقل هذا لنا عن الخلال المحدث الإمام محمد زاهد الكوثرى رحمه الله تعالى في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)).
قلت: إسناده لا نعرفه عن حنبل حتى نثبته من قول الإمام أحمد، ولو صح عنه فليس بتأويل، إنما فسر هذا الحديث على النحو لرواية أخرى للحديث ورد فيها ما يدل على أن الذي يجيء يوم القيامة هو الثواب. وهذه الرواية هي حديث نواس بن سمعان مرفوعاً: ((يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران … الحديث)). قال الإمام الترمذي في ((الجامع)) (5/ 148): ((ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم هذا الحديث أو ما يشبه من هذه الأحاديث أنه يجيء ثواب قراءة القرآن. وفي حديث النواس عن النبي ? ما يدل على ما فسروا، إذ قال النبي ?: وأهله الذين يعملون به في الدنيا، ففي هذا دلالة أنه يجيء ثواب العمل)). قلت: وحديث النواس هذا صحيح مخرج عند مسلم والترمذي. فتأملوا تلبيس هذا السقاف!! وقد نسب السقاف التأويل إلى الإمام البخاري والنضر بن شميل وغيرهما، وسوف يأتي الجواب عن ذلك عند الكلام على إثبات صفة الضحك، والاستواء للرب تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
(******* السابع **********)
تصريح السقاف بمخالفته للأشعري وموافقته لأهل الاعتزال والرد عليه في ادعائه أن كتاب ((الإبانة)) من أول كتب الأشعري
والعجيب حقاً من أمر هذا السقاف أنه دائماً يهتف في كتبه عديمة النفع، كثيرة الضرر، بأن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة، ثم يأتي ليوافق المعتزلة بعد ذلك، ويخالف الأشعري – إمام مذهبه في الأصول -.
قال في حاشيته على كتاب ابن الجوزي – بعد أن ذكر كلام الأشعري في الإستواء من كتاب ((الإبانة)) -: (أما رد الإمام أبي الحسن الأشعري تفسير الاستواء بالاستيلاء فنحن لا نوافقه في ذلك أبداً، ونقول إنه قال ذلك بسبب ردة فعل حصلت عنده من المعتزلة، وهم وإن لم نوافقهم في كثير من مسائلهم إلا أننا هنا نوافقهم ونعتقد أنهم مصيبون في هذه المسألة). وقال: (وهذا الإمام أبو الحسن الأشعري يقوده بغضه للمعتزلة، وإرادته لمعاندتهم أن ينكر أن معنى الاستواء: الاستيلاء، لأن المعتزلة تقول به، مع أنه قال معناه، وقولهم في تأويله صحيح لا غبار عليه، فتأملوا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/78)
أقول: بل تأملوا أنتم أيها القراء هذا التناقض العجيب في اعتقاد هذا الرجل، الذي أبان لنا جانب من جوانب معتقده، وهو مرافقته لأهل الاعتزال، فكيف تنسب نفسك بعد ذلك إلى الأشعري الذي يصرح في ((الإبانة)) وفي ((رسالة إلى أهل الثغر)) بإثبات الصفات على الوجه المذكور في النصوص الشرعية التي تأولتها أنت – والمعلوم أنه قد صنف هذه الكتب بعد رجوعه عن الاعتزال وتوبته منه، فعلى هذا أنت أشعري على المذهب القديم للأشعرى وهو الاعتزال!!. وأما ادعاؤك أن ((الإبانة)) كان من أوائل ما صنف الأشعري، فمجرد دعوى لا دليل عليها.
وقد ثبت لنا بالنص الصريح أن الإبانة قد صنفه الأشعري بعد رجوعه عن الاعتزال. ففي ترجمة شيخ الحنابلة أبي محمد الحسن بن علي بن خلف البربهارى – رحمه الله – من ((سير أعلام النبلاء)) (15/ 90): ((فقيل: إن الأشعري لما قدم بغداد جاء إلى أبي محمد البربهارى، فجعل يقول: رددت على الجبائى، رددت على المجوس، وعلى النصارى، فقال أبو محمد: لا أدري ما تقول، ولا نعرف إلا ما قاله الإمام أحمد فخرج، وصنّف الإبانة فلم يقبل منه)). فهذه الحادثة دالة على أنه صنف هذا الكتاب بعد رجوعه عن الاعتزال ولم يكن هذا في بداية عمره وأول طلبه كما ادعى السقاف. ولذلك قال ابن العماد في الذرات (2/ 303): ((قال في كتاب ((الإبانة في أصول الديانة)) وهو آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه)). وهناك دلائل أخرى تجدها مذكورة في بعض فصول هذا الكتاب.
--------------------------------------------------------------------------------
(******* الثامن *********)
طعنه في كتب أئمة أهل السنة والجماعة أمثال: عبدالله بن أحمد بن حنبل، والخلال، واللالكائي. . وغيرهم لمخالفتها مذهبه العقدي المبتدع
وقد دأب السقاف على الطعن في كتب السنة التي اتبع فيها مصنفوها الطريقة الحديثية في إثبات مسائل العقيدة من رواية الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والأخبار المقطوعة الواردة في كل باب من أبواب العقيدة، وهذه هي طريقة أهل السنة والجماعة في إثبات مسائل العقيدة، إذ اعتمادهم في ذلك على الكتاب والسنة لا تحكيم الأهواء والعقول، كما يفعل السقاف، ومن على طريقته.
قال في مقدمته على كتاب ابن الجوزي ((دفع شبه التشبيه)): (جميع الكتب التي أطلق عليها كتب ((السنة)) .. هي في الحقيقة مليئة بالأحاديث الموضوعة والتالفة والمنكرة والضعيفة، وما أشبه ذلك، ومنها:
1 – كتاب ((السنة)) المنسوب لابن أحمد والذي في سنده: الخضر بن المثنى وهو: مجهول.
2 – كتاب السنة للخلال.
3 – السنة للالكائي، و ((اعتقاد أهل السنة)) له أيضاً.
4 – كتب عثمان بن سعيد الدارمى التي منها: ((الرد على بشر المريسي)).
5 – الإبانة لا بن بطة الوضاع، كما في كتابنا ((إلقام الحجر)).
6 – إبطال التأويل لأبي يعلى المجسم.
7 – التوحيد لابن خزيمة الذي ندم على تصنيفه كما روى عنه ذلك الحافظ البيهقي في ((الأسماء والصفات)).
8 – كتاب ((الصفات)) و كتاب ((الرؤية)) المنسوبين غلطاً للدار قطنى.
9 – ((الإيمان)) لا بن منده.
10 - ((شرح العقيدة الطحاوية)) لابن أبي العز، وقد بينا ما فيها في عدة كتب من كتبنا أهمها: ((التنبيه والرد على معتقد قدم العالم والحد)) و ((التنديد بمن عدد التوحيد)) فافرأهما فإن فيهما كشف تلك الأخطاء الجسيمة التي في ((شرح العقيدة الطحاوية)).
11 - كتب ابن تيمية، فإن جميعها لا يخلو من التشبيه.
12 - كتب ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية.
13 - كتاب ((العلو)) الذي بينا أنه صنفه في أول حياته ثم تبين له خطأ ما قاله فرجع عنه في كتبه الأخرى.
14 - كل كتاب في العقيدة على نسق عقيدة هؤلاء، وغالب ما فيها يدور حول ما أبطلناه في مقدمة هذا الكتاب والتعليق عليه).
قلت: وهذا الكلام عليه اعتراضات من وجوه:
? أولها: أن كثيراً من الأحاديث الواردة في هذه الكتب إن كانت ضعيفة الإسناد من طريق مصنفيها، فهي صحيحة من طرق أخرى غير طرق مصنفيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/79)
? ثانيها: أن كثيراً من الأحاديث التي احتج بها أصحاب هذه الكتب على مسائل المعتقد مروية في ((الصحيحين))، إلا أن السقاف يحكم بالشذوذ على كل ما كان في ((الصحيحين)) مما ورد في إثبات صفات الرب عز وجل كاليدين، والوجه، والساق، والضحك فاحتجاج أصحاب هذه الكتب بهذه الروايات الصحيحة على إثبات صفات الرب مقدم عندنا على كلام من غرق في بحور الكلام والعقلانيات، ورد النصوص الشرعية لهواه المفرط، ولشدة ابتداعه.
? ثالثها: أنه نفي صحة كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد، مع أنه صحيح النسبة إليه كما سوف نبينه قريباً.
والداعي عنده إلى ذلك، أنه من أصح الكتب في مذهب الإمام أحمد في مسائل الاعتقاد، لاسيما في باب الأسماء والصفات، وعامة ما روي فيه عن أحمد – رحمه الله – مما يخالف اعتقاده، ولذا فقد سعى إلى التشكيك في صحته، بل ونفيها بالكذب والتلفيق، ولكن كما قال تعالى: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} {الأنفال:30}
? رابعها: أن الكتب التي ذمها السقاف أكثر مصنفوها من إيراد الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة لإثبات ما بوبوه من أبواب العلم والاعتقاد، فما وجه ذم كتب هذه صفتها؟!!. وقد أثنى أهل العلم على هذه المصنفات.
? فكتاب السنة للخلال: أثنى عليه الذهبي في ((السير)) (11/ 291)، فقال: ((ومن نظر في ((كتاب السنة)) لأبي بكر الخلال رأى فيه علماً غزيراً ونفعاً كثيراً)). وقال: (14/ 298): ((وألف كتاب ((السنة)) وألفاظ أحمد والدليل على ذلك من الأحاديث في ثلاثة مجلدات تدل على إمامته وسعة علمه، ولم يكن قبله للإمام مذهب مستقل، حتى تتبع هو نصوص أحمد، ودونها وبرهنها بعد الثلاث مائة)).
? وكتاب ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) للالكائي: فيدل على جلالته كثرة نقل أهل العلم عنه في مصنفاتهم، كالحافظ ابن حجر والسيوطى - وهما أشعريان – وقبلهما ابن الجوزي – وهو أشعرى أيضاً -، وابن أبي شامة، وغيرهم.
? وأما كتاب ((الرد على بشر المريسى)) لعثمان بن سعيد الدرامى. فإنه رد فيه على من قال بخلق القرآن، فكيف يذم كتاباً هذا موضوعه، والتزام السنة في المسألة صفته. ومثلها باقي الكتب التي ذكرها. وكل يؤخذ من قوله ويرد، ولا نقول في الله إلا ما أثبته لنفسه، أو أثبته على لسان نبيه ?، ولا نحكّم العقول، ونجعلها، أداة لرد النصوص من الكتاب والسنة التي لا توافق الهوى أو المذهب.
وظنى أن هذا السلف قد حذر من هذه الكتب لأنها حوت مادل على العقيدة السليمة من نصوص شرعية وأقوال السلف بالسند، فإن السند إذا صح، ثبت القول بما ورد فيه، ومثل هذا يخالف ما يذهب إليه المبتدعة من الأشاعرة والماتريدية، ومنهم السقاف. وسوف يأتي الرد على ما ادعاه السقاف من أن كتاب ((العلو)) للذهبي من أول ما صنفه وأنه رجع عنه في مصنفاته، ومثله كتاب ابن خزيمة في باب ((إثبات صفة العلو للرب تعالى)).
--------------------------------------------------------------------------------
(*********** التاسع ************)
تلفيق السقاف إسناداً مزوراً لكتاب السنة لعبد الله بن أحمد للتشكيك في صحة نسبته
قال: (كتاب السنة المنسوب لابن أحمد، والذي في سنده الخضر بن المثنى وهو المجهول).
قلت: إسناد كتاب السنة ليس فيه الخضر بن المثنى، وإنما ((كتاب الرد على الجهمية)) هو الذي في سنده الخضر بن المثنى.
وأما إسناد كتاب ((السنة)) لعبد الله بن الإمام أحمد: أنبأنا الأشياخ: محمد بن أحمد بن عمر القطيعى، وعمر بن كرم بن أبي الحسن الدينورى، وأبو نصر بن أبي الحسن بن قنيدة، وعبد السلام بن عبد الله بن أحمد بن بكران الداهرى، وغيرهم، قالوا: أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الهروى الصوفي، قال: أخبرنا الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري من كتابه أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن القراب كتابة، أخبرنا أبو النصر محمد بن الحسن بن سليمان السمسار، وحدثنا أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن خالد الهروى، حدثنا أبو عبدالله أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل. وقد توسع أخونا الفاضل الشيخ أخونا الفاضل الشيخ محمد بن سعيد القحطاني في ذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/80)
أدلة إثبات نسبة هذا الكتاب إلى مصنفه، وأما إسناد ((الرد على الجهمية)) فقد رواه أبو بكر غلام الخلال، عن الخلال، عن الخضر بن المثنى، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه.فلا أدري كيف أدعى السقاف أن في سند كتاب ((السنة)) لعبد الله بن أحمد خضر بن المثنى هذا، هل سبب ذلك جهلة وتسرعه، أم محض كذبه لترويج بدعه؟ !.
--------------------------------------------------------------------------------
(********* العاشر *********)
الجواب عن حديث ((يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى)). الذي احتج به السقاف على وجوب التأويل
قال السقاف في مقدمته على كتاب ابن الجوزي: (ثبت في ((صحيح مسلم)) (4/ 1990برقم 2569) عن سيدنا رسول الله ? أن الله تعالى يقول. ((يا ابن آدم مرضت فلم تعدنى، قال: يارب كيف أدعوك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لوعدته لوجدتني عنده … الحديث. فهل يا قوم يجوز لنا أن نقول: نثبت لله صفة المرض، ولكن ليس كمرضنا؟ !! وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضاً وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته).
قلت: المرض صفة نقص إذا لحقت بالمخلوق، فكيف تلحق بالخالق سبحانه وتعالى؟ ! وقد سبق وبينا عند الكلام على النسيان بأن الصفة إذا أضيفت إلى الرب عز وجل في موضع، ونفيت عنه في موضع آخر – من الكتاب أو السنة – دلت على أن المراد من إضافة هذه الصفة إلى الرب أحد المعاني التي تدل عليها الصفة التي إذا نسبت إلى الرب جل وعلا لم تقدح ولم تكن صفة ذم، وبينا أن الترك معنى من معاني النسيان وهو الذي دل عليه قوله تعالى: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}.
قال ابن منظور في ((لسان العرب)) (6/ 4416): ((وقوله عز وجل: {نسوا الله فنسيهم} قال ثعلب: لا ينسى الله عز وجل، إنما معناه تركوا الله فتركهم، فلما كان النسيان ضرباً من الترك وضعه موضعه)). وأما إضافة المرض لله جل وعلا فلا يجوز لأن المرض من صفات النقص المنزه عنها الله سبحانه وتعالى، والسلف ? لما فسروا المرض هنا فسروه بما فسره به الله سبحانه وتعالى وهو: (مرض العبد)، ومثل هذا ليس فيه صرف للكلام عن ظاهره، لأن ذلك تفسير الله سبحانه – وهو المتكلم بهذا الكلام – فهو كما لو تكلم بهذا المعنى ابتداءً، وإنما أضاف الله ذلك إلى نفسه أولاً للترغيب والحث، كقوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله} (5).
--------------------------------------------------------------------------------
(******* الحادي عشر *********)
خلط السقاف بين التفويض والتأويل وبين تفويض المعنى وتفويض الكيف ليثبت التأويل عند السلف الصالح!!
والعجيب من هذا السقاف استخفافه بالقراء الكرام، بخلطه بين المصطلحات والإطلاقات ليثبت ما يدين به من ضرورة التأويل لصفات الرب عز وجل، وقد ظهر هذا جلياً في مقدمته على ((دفع شبه التشبيه))، حيث قال: (التفويض أيضاً كان مذهب السلف … ونصوص أئمة السلف في قولهم أمروها كما جاءت مع عدم الخوض في بيان معناها أكثر من أن تحصر، من ذلك ما قاله الإمام الحافظ الترمذي في ((سننه)) (4/ 692): ((والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء، ثم قالوا: تُروى هذه الأحاديث، ونؤمن بها، ولا يقال: كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت: ويؤمن بها، ولاتُفسر، ولاتتوهم، ولايُقال: كيف، وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه)) اهـ. قلت – القائل هو السقاف -: وقوله: (لايُفسر) هي نفس قول بعض أئمة السلف (قراءتها تفسيرها)، وقوله: (لاتتوهم) معناه: يُصرف ظاهرها الذي يوهم مشابهة الله لخلقه، مع تفويض المعنى الحقيقي لله تعالى، وأما الكيف فلا نحتاج إلى تفويضه لأن الكيف محال على الله تعالى كما قال الإمام مالك: ولا يقال كيف، والكيف عنه مرفوع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/81)
قلت: يظهر للقارئ الكريم من كلام السقاف أنه يحاول بشتى الطرق – محاولة المستميت – أن يثبت أن التأويل والتفويض من مذاهب السلف. ولذلك أتى بكلام الإمام الترمذي، وهو كلام حسن رائق لاشوب فيه البتة، وهو حقيقة مذهب السلف، إلا أن السقاف المبتدع جاء ففسره كما يحب، فنسب إلى السلف ما ليس من مذهبهم البتة. فقال: (قوله: (لاتتوهم) معناه: يُصرف ظاهرها الذي يوهم مشابهة الله لخلقه، مع تفويض المعنى الحقيقي لله تعالى). وهذا ليس من مذهب أهل السنة والجماعة. وإنما معنى قولهم: (لا تتوهم): أي لا تتوهم أنها كصفات المخلوقين، ففيها نفي الشبه بصفات المخلوقين، لأنه سبحانه ليس كمثله شيء، والسبب في ذلك أن معنى الصفة معروفة عندهم في لغة العرب، فدفعوا التوهم في المشابهة في الكيفية. وهذا ولا شك بخلاف ما ذكره السقاف، فإنه قد نفى المعنى أيضاً، فهل يُعقل أنهم لم يكونوا يعرفون الفرق بين الوجه واليد، والفرق بين الرحمة والسمع، والفرق بين الاستواء والنزول؟!!
من نسب إليهم ذلك فقد خاض غمار الجهل، بل قد نسب نفسه إلى قول المعتزلة الملحدين. فهذا القول الذي بثه الخبيث من أنهم كانوا يفوضون المعنى يقتضى أنهم كانوا يثبتون للرب ما لا يعرفون معناه، بل وهو يجر إلى قول آخر، وهو إثبات الاسم دون الصفة، كما ذهبت المعتزلة، فهم يقولون: وهو سميع بلا سمع، بصير بلا بصر. وإنما كان مذهب السلف الصالح – رحمهم الله تعالى -: إجراء النصوص على ظاهرها، ولا يقولون كيف هذا، لأن الصفة ثابتة بنص الكتاب أو السنة أوكليهما، وهم يعرفون معنى الصفة إذا أطلقت، فيعرفون ماذا تعني كلمة وجه، ويد، واستواء، ونزول، وإلا لو كانوا لا يعرفونها من حيث المعنى لجل الله سبحانه وتعالى أن يخاطبهم بما لا يعلمون، فإنه لما خاطبهم، خاطبهم باللسان العربي – وهذا خلاف ما يعتقده السقاف!! – ومعاني هذه الصفات معروفة عندهم في اللسان العربي، إلا أنها لما أضيفت إلى الله تعالى لم يتعرضوا إلى كيفيتها، لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء.
وقد دل على ذلك دلالة قوية قول الإمام مالك – رحمه الله تعالى – لما سئل عن الاستواء، فأجاب: ((الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول .. )). فنفى الكيف، وأثبت المعنى، ألا تراه قال: الاستواء غير مجهول، أي معناه. ولكن السقاف قد حرّف هذا المفهوم، فقال: (الاستواء غير مجهول – أي أنه قد ذُكر في القرآن - .. ).
فأقول لهذا السخاف: وهل يذكر ربنا في القرآن ما لا يُعلم معناه؟!! وهو القائل في محكم التنزيل: {لسان الذين يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} {النحل:103}. قال شيخنا العلامة المحدث عبدالله بن يوسف الجديع – حفظه الله – في كتابه ((العقيدة السلفية)): ((السلف كانوا يعملون معاني الصفات، ويفرقون بينها بحسب ما دلت عليه مما تعرفه العرب من لسانها، فالعلم غير الحياة، والإتيان غير الاستواء على العرش، واليد غير الوجه، وهكذا سائر الصفات. وفي هذا إبطال قول الملحدين في أسماء الله وصفاته في حكايتهم مذهب السلف: أنهم كانوا مفوّضة!!، ويعنون بهذا أنهم لم يكونوا يعلمون معاني الصفات، ولا التمييز بينها، وأنها من المتشابه الذي يكلون العلم به إلى الله تعالى، وهذا معنى قولهم ((أمروها إذا جاءت)). وهذا القول من أفسد ما ينسب إلى السلف، وهو من الكذب والبهتان والافتراء البيّن، وذلك لأن الصفات إنما تُعرف بالوصوف، فإذا كان السلف يجهلون معانيها فكيف كانوا أعلم من غيرهم بالله تعالى؟! وبماذا عرفوه إذاً؟! إن هذا لمن أسوأ ما يُظن بهم ن وهم خير هذه الأمة، وفيهم أصحاب رسول الله ? الذين لم يقدر الله أحد مثلهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/82)
وإنما كان السلف أبعد الناس عن الخوض فيما لم يحيطوا به علماً مما أخبر الله تعالى عنه من الغيب، فكما أنهم لم يكونوا يحيطون بذات الله عليماً، لم يكونوا يحيطون بصفاته علماً، إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، إلا أن صفاته كانت دليل المعرفة به، ولا تصلح أن تكون كذلك وهي من المتشابه الذي ليس للعباد أن يعلموا حقيقته، وإنما كانت معلومة المعاني عندهم، مجهولة الكيف، كما أن ذاته تعالى معلومة عندهم بصفاته، مجهولة الكيف، وهذا معنى إمرار الصفات كما جاءت. بل تضمن قوله: ((نمرها كما مرت)) إثباتها على الحقيقة، فإن الأصل في الإطلاق الحقيقة، فالعلم صفة على الحقيقة، والقدرة صفة على الحقيقة، واليد صفة على الحقيقة، مع أن لكل صفة معنى غير الأخرى، تعرف ذلك العرب من لغاتها)).
--------------------------------------------------------------------------------
(****** الثاني عشر *******)
إثبات أن كلام الله عز وجل بصوت والرد عليه في نفي ذلك
وقد صرح بمعتقده في هذه المسألة في مواطن عدة من كتبه، نذكر منها ما ورد في كتابه ((إلقام الحجر للمتطاول على الأشاعرة من البشر)) (ص 29)، حيث قال – في معرض رده على عمر محمود صاحب كتاب ((الرد الأثري المفيد على البيجورى في شرح جوهرة التوحيد)): - (وأما ادعاؤه بأن كلام الله تعالى حروف وأصوات فادعاء باطل لا أساس له، ولا دليل عليه، وخصوصاً أنه نقل كلام ابن تيمية فقال: إن الله تكلم بالقرآن بحروفه ومعانيه كما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف …. إلخ.
فنقول: أما قوله (كما ثبت بالكتاب) فليس صحيحاً، فأين ذكرت لفظة (صوت) في القرآن صفة لله تعالى، وأين في القرآن الآية التى فيها أن الله يتكلم بصوت؟ !. قال ا|لإمام البيهقي في ((الأسماء والصفات)) (273): ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله عز وجل أهـ. وأما قوله: (والسنة) فجوابه: لم يثبت في السنة أن الله تعالى يتكلم بصوت البتة، أو أن لله صوتاً بتاتاً …) إلى أخر كلامه.
? قلت: بل الكلام بصوت ثابت لله تعالى بنص الكتاب والسنة:
? فأما ما دل على ذلك من الكتاب:
فقوله تعالى: {وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى} {طه: 13}. وقول الله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} {النساء: 164}. وقوله تعالى: {منهم من كلم الله} {البقرة: 253}. وقوله سبحانه وتعالى: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب …} الآية {الشورى: 51}. وقوله تعالى: {وإذ نادى ربك موسى} {الشعراء: 10}. ((فدل هذا على أن سمع كلام الله تعالى، ولا يسمع إلا الصوت، وربنا تعالى قد خاطبنا باللسان العربي الذي نفهمه، وليس فيه سماع يحصل من غير صوت)) (1).
? وأما ما دل على ذلك من السنة: فحديث عبدالله بن مسعود ? قال: إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع صوته أهل السماء، فيخرون سجداً، حتى إذا فزع عن قلوبهم، قال: سكن عن قلوبهم، ونادى أهل السماء: ماذا قال ربكم؟ قال: الحق، قال: كذا، وكذا. رواه عبدالله بن الإمام أحمد في السنة (536) بسند جيد. وفي رواية: ((إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع أهل السماء له صلصلة كصلصلة الحديد على الصفا)). أخرجه عبدالله في السنة (537)، وابن خزيمة في التوحيد (ص: 145 – 147)، والدرامي في ((الرد على الجهمية)) (ص: 91). وسنده صحيح. ونقل عبدالله بن الإمام أحمد عن أبيه قوله: ((حديث ابن مسعود ?: إذا تكلم الله عز وجل سمع له صوت حجر السلسلة على الصفوان، قال أبي: وهذا الجهمية تنكره)). ومثله لا يقال بمجرد الرأى أو العقل، فله على ذلك حكم الرفع، كما قرر علماء الحديث، بل وردت بعض روايات هذا الخبر مرفوعة، إلا أنها شاذة، فقد تفرد برفعها بلفظ مغاير عن العمش أبو معاوية الضرير محمد بن خازم، عن النبي ?، قال: ((إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا ….)) الحديث أخرجه أبو داود (4738)، والآفة في هذا الخبر من أبي معاوية، وإن كان رواه مرة على الجادة فوافق كل من رواه عن الأعمش موقوفاً باللفظ الأول، فقد رواه – مرة أخرى – مرفوعاً ببغداد فيما ذكره عبدالله بن الإمام أحمد في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/83)
((السنة)) (1/ 282)، وأبو معاوية وإن كان من اصحاب الأعمش إلا أنه يخطئ في أحاديث عنه، بل قال عن نفسه: حفظت من الأعمش الفاً وست مائة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربه مائة. وقال الإمام أحمد: ((يخطئ في أحاديث من أحاديث الأعمش)). وقد خالف كل من رواه موقوفاً باللفظ الأول، ولذا رجع البخاري الرواية فأخرجها تعليقاً في ((صحيحه)) (9/ 612 – اليونينية): ((وقال مسروق، عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئاً، فإذا فزع قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق)).
? وقد أثبت الإمام أحمد الكلام بصوت لله عز وجل: فقال عبدالله بن الإمام أحمد – رحمهما الله – في السنة (533): سألت أبي – رحمة الله – عن قوم يقولون: لما كلم الله عز وجل موسى لم يتكلم بصوت، فقال أبي:، بلى، إن ربك عز وجل تكلم بصوت، هذه الأحاديث نرويها كما جاءت)). وهذا الخبر رواه النجاد في ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) (ق: 87 / ب) عن عبدالله به.
? فدل هذا الخبر على أمرين:
أحدهما: إثبات معتقد الإمام أحمد في المسألة، وانه يثبت الكلام بالصوت لله عز وجل، وفي هذا رد على هذا السخاف فيما ذكره في (ص 21) من كتابه المذكور حيث قال:
((حاول الكاتب أن يرد قول أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى متكلم، وان كلامه ليس بحرف ولا صوت ولا لغة)). فلا أدرى: هل يعتبر الإمام أحمد مبتدعأ ويخرجه من أهل السنة والجماعة بعد هذا النقل الصحيح عنه في بيان مذهبه في مسألة الصوت؟!. وخصوصاً أنه منقول عنه بإسناد صحيح عند النجاد في كتابه ((الرد على من يقول القرآن مخلوق))، فالسقاف ينفي صحة نسبه كتاب ((السنة)) !!. أم سوف يتأول هذا النص كما تأول صفات الرب سبحانه وتعالى؟!
ثانيهما: تصحيحه لهذه الأخبار الواردة في إثبات الصوت، حيث قال: ((هذه الأحاديث نرويها كما جاءت))، فدل بذلك على أنه يثبت الصفة كما جاءت ولا يتاولها كما أدعى هذا الأفاك الأثيم. وقال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي – رئيس الحنابلة في عصره – المتوفي سنة 410هـ في كتابه ((اعتقاد الإمام احمد)) مخطوط – وهو مروي عنه بإسناد صحيح – (ق: 52 / ب): ((وكان يقول – أي الإمام أحمد: - إن القرآن كيف يصرف غير مخلوق، وأن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف، وكان يبطل الحكاية ويضل القائل بذلك)). وفي هذا رد على ملا على القاري فيما نقله عنه السقاف في ((إلقام الحجر)) (ص: 24) حيث قال: (قال المحدث علي القاري في شرح الفقه الأكبر (ص: 29 – 30): ومبتدعه الحنابلة قالوا كلامه حروف وأصوات تقوم بذاته، وهو قديم). فهذا الذي بدع به بعض الحنابلة من إثبات الصوت واحرف منقول باسانيد صحيحة عن الإمام احمد – رحمه الله -.
وممن أثبت الصوت لله عز وجل الإمام البخاري رحمه الله كما سوف ياتي ذكره.
وأصرح من خبر ابن مسعود: حديث عبدالله بن انيس ? قال: سمعت النبي ? يقول: ((يحشر الله العباد – أو الناس – عراة غرلاً بهماً))، قلنا: ما بهماً؟ قال: ((ليس معهم شيء فيناديهم بصوت يسمعه من بعد – أحسبه قال: كما يسمعه من قرب – أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من اهل الجنة يدخل الجنة … .. الحديث)). وهذا الخبر قد أعله السقاف في كتابه إلقام الحجر (ص: 29 – 31). وفي كلامه على إعلال هذا الحديث ما يدل على جهله بهذه الصناعة، وقلة باعه فيها، وعدم تجريه لأقوال العلماء، هذا إذا حسناً فيه الظن، وإلا فهو متجاهل ملبس، يدلس الأقوال ويبتر منها مالا يوافق رأيه، ليثبت بدعه. وسوف نتكلم بشيء من التفصيل على طرق هذا الحديث إن شاء الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
(************الجزء الثالث عشر************)
الكلام على حديث عبدالله بن أنس ? في كلام الرب تعالى بصوت وإثبات صحته
قد ورد هذا للحديث من طرق عن جابر بن عبدالله، عن عبدالله بن انيس رضي الله عنهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/84)
? فأما الطريق الأول: فمن رواية القاسم بن عبد الواحد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن جابر به. أخرجه الإمام أحمد (3/ 1495)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (999)، والحاكم في ((المستدرك)) (4/ 574)، والخطيب في ((الرحلة في طلب الحديث)) (31) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقد أعله هذا السقاف بضعف القاسم بن عبدالواحد وعبدالله بن محمد بن عقيل فيما ادعاه. بل اشد من ذلك قوله: (والكل يعرف أنه لا عبرة بتصحيح الحاكم في المستدرك خاصة، ولا بإقرار الذهبي له هناك، لأنه لم يحرره ما لم يطابق الواقع، أو يوافق على ذلك الحفاظ).
قلت: وفي هذه العبارة تهوين من شأن الحافظ الذهبي – رحمه الله – وأما تحريفه لكلام العلماء في رواة هذا الإسناد فكثير، من ذلك: قوله في القاسم بن عبدالواحد (ص: 30): (قال عنه أبو حاتم: لا يحتج به كما في الحرج والتعديل بمعناه (7/ 114)). فاحتاط لنفسه بقوله: (بمعناه) لئلا يتعقب، والذي في ((الجرح والتعديل)). قال ابن أبي حاتم: ((سألته عنه، فقال: يكتب حديثه، قلت يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديث سفيان وشعبه)). وشتان بين هذا النقل، وبين ما حرفه ذلك المؤول من قول أبي حاتم، فإن هذا الوصف مشعر بأنه عنده من أهل الصدق والعدالة، بل إن هذا الوصف يدل على تشدد أبي حاتم، إذ قال: ((يحتج بحديث سفيان وشعبه))، أي أن القاسم هذا لم يصل إلى درجة الحافظ المحتج بحديثه دون سبر كسفيان وشعبة، وهذا لا يمنع من كونه ثقة محتجاً به عند غير أبي حاتم، فلا شك أن هذا الراوى أعلى درجة ممن يقول فيه أبو حاتم: ((لا يحتج به)). وقد أورده أبن حبان في ((الثقات)) (7/ 337)، وذكره الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (3/ 375)، وقال: ((راوى حديث الصوت، ولم ينكره عليه، مع أنه ذكر له حديثاً عدة من مناكيره)). وهو ما اخرجه النسائي في ((عشرة النساء)) (256)، والذهبي في ((الميزان)) (3/ 375) من طريق: محمد بن محمد بن نافع، حدثني القاسم بن عبدالواحد، قال حدثني عمر بن عروة، عن عروة، عن عائشة، قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان قد ألف ألف وقية، فقال النبي ?: ((أسكتى يا عائشة، فإنى كنت لك كأبي زرع لأم زرع)). ثم نشأ رسول الله يحدث: ((إن إحدى عشرة امرأة اجتمعن في الجاهلية وذكر … الحديث بطوله)). قال الذهبي – وقد وقع في روايته: ((وكان ألف ألف وقية)): - ((قلت: ألف الثانية باطلة قطعاً، فإن ذلك لا يتهيأ لسلطان العصر)). قلت: إن كان هذا هو وجه النكارة في هذا الحديث، فهو مردود بما فسرته رواية النسائي وبينته: ((قد ألف ألف وقية)). فليست هناك ثمة ألف ثانية، بل الظاهر أنها تصحفت على الذهبي، فخففها والصواب أنها بلام مشددة. وإن كان وجه النكارة قوله: ((ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث: … الحديث)) – إذ المحفوظ أن الذي حدثت بهذا الحديث هي عائشة – فالأولى الحمل فيه على من هو دون القاسم بن عبد الواحد، وهو محمد بن نافع، فقد قال فيه الذهبي نفسه في ((الميزان)) (4/ 25): ((لا يكاد يعرف)). وقد تفرد بالرواية عنه عبد الملك الجدي، فالحمل عليه أولى في رواية هذا الخبر. وبهذا يتضح لك القاسم بن عبد الواحد ثقة محتج به، لا سيما وقد ثبت البخاري له هذا الحديث كما سوف يأتي ذكره.
وأما كلامه في عبد الله بن محمد بن عقيل، فقال (ص: 30): (وأما شيخه عبد الله بن محمد بن عقيل، في تهذيب التهذيب (6/ 13): قال يعقوب: صدوق، وفي حديثه ضعف شديد جداً، وكان ابن عيينة يقول: أربعة من قريش يترك حديثهم، فذكره فيهم، وذكر أنه تغير، وقال الإمام أحمد: منكر الحديث، وقال الدورى عن ابن معين: ابن عقيل لا يحتج حديثه، وقال ابن المدينى: كان ضعيفاً، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه. أهـ مختصراً، وفصل القول فيه الإمام الحافظ الذهب في سير أعلام النبلاء (6/ 205)، فقال: قلت: لايرتقى خبره إلى درجة الصحة والاحتجاج).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/85)
? قلت: قد اهتم هذا المحرف بنقل كلام من جرح عبد الله بن محمد بن عقيل، وضرب صفحاً عن ذكر أقوال من عدله واحتج به. ففي التهذيب: ((قال الترمذي: صدوق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل، قال محمد بن إسماعيل، وهو مقارب الحديث)).
? قلت فاحتج هؤلاء الأئمة بحديثه يدل على أن من ضعفه إنما ضعفه لعلة وردت عليه، وهي تغيره، وذلك نقل عن يحيى بن سعيد الوجهان في الرواية عنه. فقال ابن المدينى: ((وكان يحيى بن سعيد لا يروى عنه)) وقال عمرو بن على: ((سمعت يحيى وعبد الرحمن يحدثان عنه)). وأما قول أحمد ك ((منكر الحديث)) فالإمام أحمد قد يطلق النكارة على ما تفرد به الثقة. وقد صرح ابن حجر العسقلاني في ((هدي الساري))، وفي ((فتح الباري)) في مواضع عدة بذلك عن الإمام أحمد (1). وأما قول الذهبي: ((لا يرتقى خبره إلى درجة الصحة والاحتجاج)). فليس معناه تضعيف حديثه، وإنما غايته أن يكون حديثه من رتبة الحسن ولاشك أنه أدنى من الصحيح في الدرجة والاحتجاج. وإلى ذلك ذهب شيخ السقاف الغمارى في ((الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين)) (ص: 180).
? وإلى هذا المدعى الأثيم، والمتشبع بما لم يعط نقول: لقد صحح هذا الحديث الإمام البخارى – رحمه الله – فأورده في ((صحيحه)) (العلم / باب: الخروج في طلب العلم) (1/ 25) معلقاً بصيغة الجزم، قائلاً: ((ورحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد)). ((وقال في خلق أفعال العباد)) (ص:30): ((وقال عبد الله بن أنيس رضي الله عنه: …)) فذكره تاماً. وقال (ص: 149): ((وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بُعد كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذا تنادى الملائكة لم يصعقوا)) فاستدلاله بهذا الحديث على إثبات الصوت لله عز وجل يدل على تصحيحه حديث عبد الله بن أنيس الوارد في ذلك.
ولا أظن أن السقاف لم يقف على كلام الإمام البخارى ذكره، وكلام البخارى المشار إليه سابقاً موجود في نفس الكتاب قبل هذا الحديث مباشرة. لكن السقاف احتال لنفسه بحيلة أخرى لدفع الاحتجاج بتعليق البخارى – رحمه الله – لهذا الحديث بصيغة الجزم في ((صحيحه))، فذكر كلاماً لابن حجر يشيد في ظاهره ما ادعاه من ضعف هذا الحديث ك. فقال (ص: 31 – 32): (مرض الحافظ ابن حجر الحديث من جهة ورود لفظة الصوت، وجزم بأن البخارى مرضه أيضاً حي قل الحافظ ما نصه في ((الفتح)) (1/ 174): ((نظر البخارى أدق من أن يعترض عليه بمثل هذا، فإنه حيث ذكر الارتحال فقط حزم به، بل مرضه، لأن لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل، فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها، ولو اعتضدت ومن هنا يظهر شفوف علمه – آي البخارى – ودقة نظره وحسن تصرفه رحمه الله تعالى)).أ هـ كلام الحافظ من الفتح).
? قلت: وأين تعليق البخاري للحديث بصيغة الجزم في كتابه ((خلق أفعال العباد)) واحتجاجه بالرواية التي ذُكر فيها الصوت، وقوله رحمه الله: ((وفي هذا دليل أن صوت الله لايشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذكره يسمع من بعد كما يسمع من قرب)). فهذه العبارة الأخيرة ههي نفسها التي وردت في حديث عبدالله بن أنيس فكيف يقال بعد ذلك أنه مَرّضه تضعيفاً لهذا الحرف؟!! ثم إن كلام ابن حجر – رحمه الله – فيه تضارب – فكيف يجزم بحسن إسناد الحديث عند كلامه على الارتحال، ثم يطعن في الإسناد بقوله: (فلا يكفى فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها) عند الكلام على الصوت، مع أن شطري المتن وردا بنفس الأسانيد؟!!. وعلى تقدير صحة ما ذهب إليه السقاف فكلام البخاري هذا أقل ما يدل عليه أنه يذهب إلى إثبات الصوت لله عز وجل. فهل تعد البخاري بذلك من أهل السنة والجماعة، أم أنه خرج من دائرتهم إلى دائرة المبتدعة أو الزنادقة كما وصفه شيخ شيوخك، الكوثرى المتهالك.
? أما الطريق الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/86)
فأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (156)، وتمام الرازي في ((فوائده)) (928) من طريق: عثمان بن سعيد الصيداوي، عن سليمان بن صالح – وعند تمام: سليم بن صالح – عبد الرحمن بن ثابت بن ثروان، عن الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر عن جابر به. قال الحافظ في الفتح (1/ 141): ((إسناده صالح)). وأما السقاف فرد حكم الحافظ عليه (ص:31)، فقال: (كيف يقبل – أي عمر محمود – هو وسادته قول الحافظ ابن حجر: وإسناده صالح هنا، مع أن إسناده غير صالح لوجود المجاهيل في طريق الطبراني في مسند الشاميين، وتمام). حتى قال: (فعثمان الصيداوى الذي في سند الطبراني في مسند الشاميين وشيخه سليمان بن صالح مجهولان، وشيخ الثاني: وهو عبد الرحمن بن ثابت: صدوق يخطئ رمى بالقدر تغير باخرة كما في التقريب).
قلت: وهذا الكلام يُظهر جهله من وجهين:
الأول: قوله بجهالة عثمان الصيداوي وسليمان بن صالح، فكأنه لم يقف لهما على تراجم. فأقول له: أما الأول: فترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج11/ق:99) فقال: ((عثمان بن سعيد بن محمد بن بشير أبو بكر الصفراوى، من أهل صيدا، الصيداوى، من ساحل دمشق، روى عن محمد بن شعيب وسليم بن صالح، ومحمد بن عبدك الرازي. روى عنه: الحسن بن جرير الصورى، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وأحمد بن بشر بن حبيب، وأبو جعفر أحمد بن عمر بن أبان الصورى الأصم، وأبو عبد الملك بن عبدوس الصورى. . .)). وأما سليمان بن صالح فهو نفسه سليم بن صالح كما في رواية تمام، وقد ذُكر في شيوخ الصيداوى باسم سليم، وله ترجمة في تاريخ دمشق ولكن في الجزء المفقود منه. دل على ذلك أن ابن منظور أورد ترجمته في ((مختصر تاريخ دمشق)) (10/ 205)، فقال: ((سليم بن صالح أبو سفيان العنسى سكن جبلة حدثنا عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان. . الحديث)). وأما قول الذهبي فيه في ((الميزان)): ((لا يعرف)) فمتعقب بما ذكرناه، فإن ترجمته في ((تاريخ دمشق)) ونسبته وموطن سكنه ترفع عنه جهالة العين. وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فمع ما فيه من اللين إلا أنه عند ابن حجر ممن يتابع على حديثه، فهؤلاء الثلاثة ضعفهم محتمل، فمن أجل ذلك وصف الحافظ هذا الإسناد بأنه صالح، أي أنه يقوي سابقه – وهو طريق ابن عقيل -.
والوجه الثاني:أنه ذكر ضعف عبد الرحمن بن ثابت على سبيل القدح فيه، لكي يغلط الحافظ ابن حجر في حكمه على إسناد الحديث من هذا الطريق، فكأنه ظن أن حكمه على الإسناد بالصلاح يعنى أنه محتج به، أو أنه مثل الحسن في الرتبة، والصواب أنه يدل على ضعف الإسناد، إلا أن هذا الضعف محتمل غير شديد. فتدبر وتأمل. وأما ما لمز به زهير الشاويش في حاشية كتابه (ص: 35) حيث قال: (تنبيه: قوله: رفيع غير فظيع لعله من تفسير ابن بشر، فلم أره في شئ من طرق الحديث. أهـ. دال على أنه لا يعى – أي زهير – ما يقول، إذ كان عليه أن يقول: وهذا قول باطل من رجل أجمعوا على أنه كذاب). فلا يصفو له: لأن هذا الحرف: ((رفيع غير فظيع)) ورد في رواية تمام من أصل الحديث، وليس من تفسير أحد الرواة، وهو حرف منكر.
? وأما الطريق الثالث:
فأخرجه الخطيب في ((الرحلة في طلب الحديث)) (928) من رواية عمر بن الصبح، عن مقاتل بن حيان، عن أبي الجارود العنسى، عن جابر. قال الحافظ: ((في إسناده ضعف)). قلت: بل إسناده تالف، فعمر بن الصبح كذاب متهم بالوضع وأبو الجارود العنسى لم أقف على ترجمة له، وليس هو الكوفى الأعمى – زياد بن المنذر – فالكوفى عامة روايته عن طبقة التابعين.
فمما سبق يتضح لنا أن حديث عبد الله بن محمد بن عقيل حديث حسن لذاته، ويقويه طريق الحجاج بن دينار. ومثل حديث عبد الله بن أنيس في الدلالة: حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال النبي ?: ((يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم! فيقول لبيك ربنا وسعديك فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يارب! وما بعث النار؟ قال من كل ألف – أراه قال: تسع مائة وتسعين – حينئذ تضع الحامل حملها، وترى الناس سكارى، وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)). وهو حديث صحيح مخرّج في ((الصحيحين)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/87)
وقد حاول السقاف رد هذا الدليل أيضاً، فقال: (قال الجاحظ في ((الفتح)) (13/ 460) نافياً إثبات الصوت لله تعالى، وعدم دلالة الحديث على ذلك: ((ووقع فينادى مضبوطاً للأكثر بكسر الدال، وفي رواية أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول، ولا محذور في رواية الجمهور، فإن قرينه قوله (إن الله يأمرك) تدل ظاهراً على أن المنادى ملك يأمره الله أن ينادي بذلك))). قلت: وليس الأمر كما ادعى الحافظ، فإن قوله (إن الله يأمرك) قد تحتمل الوجهين نعم، ولكن وردت قرينة هنا تدل على أن المنادي هو الله وهي:-جواب آدم للنداء بقوله: ((يارب وما بعث النار؟)) فإنه صريح الدلالة على أن المنادي هو الله، وليس الملك، إذ لو كان ملكاً، لما أجابه آدم بقوله: ((يارب …))، ولا يصرف النص عن حقيقته إلا بصارف صحيح. وصنيع البخاري يدل على ما ذكرناه، إذ أورد هذا الحديث في كتابه ((خلق أفعال العباد)) استدلالاً به على إثبات الصوت عقب إيراده حديث عبد الله بن أنيس في نفس الكتاب (ص:150 رقم:464).
وفيما ذكرناه كفاية في إثبات الصوت لله عز وجل وفي الرد على السقاف في نفيه ذلك، ولولا خشية الإطالة لأوردنا أكثر ما روي في هذا الباب من الأخبار.
--------------------------------------------------------------------------------
(**********الجزء الرابع عشر **********)
إثبات الكلام بحرف لله تعالى والرد على السقاف في نفيه ذلك
كما حاول السقاف أن ينفي الكلام بصوت عن صوت الله سبحانه وتعالى، حاول أن ينفي عنه أيضاً الكلام بحرف، فقال في كتابه ((إلقام الحجر للمتطاول على الأشاعرة من البشر)) – رداً على عمر محمود صاحب ((الرد الأثري المفيد على البيجورى في شرح جوهرة التوحيد)) -: (حاول الكاتب أن يرد قول أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى متكلم، وأن كلامه ليس بحرف ولا صوت ولا لغة، يعنون الصفة بذات المولى تبارك وتعالى، وأن هذه الألفاظ والكتابة كلها صارت عبارات دالة على الكلام الأزلى، وهو متعلق بعلم الله تعالى، فلا يوصف بالحدوث كصفة العلم).
قلت: ويرد هنا عدة اعتراضات على كلامه هذا: الأول: أن نفي الكلام بحرف عن الرب عزّ وجل ليس قولاً لأهل السنة والجماعة كما ادعى السقاف، وإنما هو قول الأشاعرة والماتريدية والكلابية ومن شابههم من أهل البدع. وأما أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم إمامهم الإمام أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السلف – رضوان الله عليهم – فيثبتون الكلام بحرف للمولى عزّ وجل. قال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمى – رئيس الحنابلة في عصره – في كتابه ((اعتقاد الإمام أحمد)) - مخطوط – (ق: 52/ب): ((وكان يقول – أي الإمام أحمد -: إن القرآن كيف يصرف غير مخلوق، وإن الله تعالى تكلم بالصوت والحرف، وكان يبطل الحكاية ويضلل القائل بذلك)). وصنَّف الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الأصبهاني كتاباً في إثبات الحرف، والرد على من ينفيه، سامه: ((الرد على من يقول: {ألم} حرف لينفي الألف واللام والميم عن كلام الله عز وجل)) (8).
وأما أدلة إثبات الحرف لله تعالى، فهي:
1 – حديث عبدالله بن عباس ? قال: بينما جبريل قاعد عند النبي ? سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه، فقال: ((هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، ولم ينزل قط إلا اليوم، فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)).
أخرجه مسلم (1/ 554)، والنسائي (2/ 138) من طريق: عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
2 – حديث عبدالله بن مسعود – ? - قال: ((تعلموا القرآن، فإنه يُكتب بكل بحرف منه عشر حسنات، ويكفر عن عشر سيئات، أما إني لا أقول: {ألم} ولكن أقول: ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر)).
أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 118) بسند صحيح، واختلف في وقفه ورفعه، والأصح الوقف، وله حكم الرفع.
3 – قول ابن عباس – ? -: ((ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه، أو حاجته، إلى أهله، أن يقرأ القرآن فيكون له بكل حرف عشر حسنات)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/88)
أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (807) بسند جيد (9).
وأما السقاف: فيذهب إلى القرآن الذي نقرؤه مخلوق، وهو معبِّر عن كلام الله الأزلى. قال في كتابه ((إلقام الحجر)): ((أخبر المولى تبارك وتعالى الخلق أنهم لا يستطيعون أن يأتوا بمثل هذه العبارات المخلوقة – {يقصد القرآن الكريم} - المعبرة عن كلامه الأزلى الأبدى الذي ليس بحرف ولا صوت ولا لغة، كما أخبر أنهم عاجزون أن يخلقوا إنساناً بل بعوضه … .. وأن هذه الألفاظ المخلوقة باللغة العربية المنزلة على سيدنا رسول الله … ولو كانت قديمة لما كانت في كتاب حادث مخلوق ولما تصوّر مسها ولا كتابتها في اللوح المحفوظ الذي خلقه الله تعالى وأحدثه وأجرى القلم عليه بأشياء كثيرة).
قلت: هذا والله اعتقاد الجهمية ولكن بطريقة توهم القارئ بأنه مخالف له، ولنا مع هذا الكلام وقفه. فإنه قد استدل على كون القرآن الذي نقرؤه ونحفظه، ويسطر في المصاحف، ويحفظه الصبيان في الكتاتيب مخلوق!! – والعياذ بالله – بأنه لو كان قديماً لم يسطر في كتاب حادث، ولما تصور مس هذا الكتاب، ولا كتابته في اللوح المحفوظ المخلوق، وجوابنا عن هذا: بأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز بتكليمه لموسى، فقال {وكلم الله موسى تكليماً} {النساء: 164} وقال له: {فاستمع لما يوحى} {طه: 13}. ((فدل هذا على أنه سمع كلام الله تعالى، ولا يسمع إلا الصوت، وربنا تعالى قد خاطبنا باللسان العربي الذي نفهمه، وليس فيه سماع يحصل من غير صوت (10)، فهو كلام مسموع بالآذان وليس من قبيل الإلهامات. فهل سماع موسى عليه السلام بأذنه الحادثة المخلوقة يمنع منكون كلام اله الذي تكلم به إليه قديم غير حادث؟! وقال تعالى لنبيه ?: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} {التوبة:6}. فوصف سبحانه وتعالى هذا القرآن الذي نتلوه بألسنتنا الحادثة، وتحفظه قلوبنا المخلوقة بأنه كلام الله، وأنه يا محمد إذا استجار بك أحد من المشركين فأجره حتى يسمع بأذنه – وهي مخلوقة – كلام الله سبحانه وتعالى الُمنزل إليك – غير المخلوق -، وإن كنا أثبتنا الكمال المطلق لله سبحانه، فلا يعزب عن قدرته أن يُسمع موسى المخلوق باذنه الحادثة كلام الله سبحانه الذي هو صفة من صفاته غير المخلوق، وإلا لو نفينا ذلك، لتناقض الإثبات مع النفي.
ولكن السقاف تأول هذه الآية، فقال: (وأما معنى قوله تعالى {فأجره حتى يسمع كلام الله} أي اتل عليه هذه الألفاظ التي خلقتها وعلمتك إياها، والتي تعبر عن كلامي الأزلى، والتي لم يصنفها أحد واتي تقرؤها بفمك الحادث، وتقرير ذلك في كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري – رحمه الله تعالى -).
قلت: وهذا صرف لظاهر الكلام عن حقيقته، وهو التأويل المذموم الذي ذمه السلف، والذي نُهينا عنه، ثم تناقض هنا فقال في أول كلامه: ((أي اتل عليه هذه الألفاظ التي خلقتها))، ثم قال بعد ذلك: ((والتي لم يصنفها أحد)). والأعجب من ذلك أن السقاف تمادى في تدليسه فأحال القارئ إلى كتاب ((خلق أفعال العباد)) للبخاري، وكأن البخاري يقول بمثل قوله!! وهاهو إمام رضي من أئمة السلف – رضوان الله عليهم أجمعين – يثبت أن هذا القرآن المثبت في المصحف، المتلو بالألسنة، المحفوظ في الصدور هو من كلام الله سبحانه غير حادث. هذا الإمام هو: سفيان بن عيينة – رحمه الله -.
قال الترمذي في ((الجامع)) (2884): حدثنا محمد بن إسماعيل – (وهو البخاري) – قال: حدثنا الحميدى، حدثنا سفيان بن عيينة – في تفسير حديث عبد الله بن مسعود قال: ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي – قال سفيان: لأن آية الكرسي هو كلام الله، وكلام الله أعظم من خلق الله من السماء و الأرض. وسند هذا الخبر صحيح. وفيه ما يدل على أن آية الكرسي من كلام الله – على الحقيقة – غير الحادث، بل الذي هو صفة من صفاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/89)
وعلى قول السقاف، فلا بد أن يقول أيضاً أن تلاوة جبريل للنبي ? مخلوقة، فإن قال بذلك خالف ما عليه السلف، وإن لم يقل لزمه التسليم بأن ما في المصحف من قرآن غير مخلوق. قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابورى في ((مسائله للإمام أحمد)) (1853): ((وسمعت أبا عبدالله يقول: من زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي. وقال: أرايت جبريل عليه السلام، حيث جاء إلى النبي ? فتلا عليه، تلاوة جبريل للنبي ?، أكان مخلوقاً؟! ما هو مخلوق)).
وقد أنكر العلماء – رحمهم الله أجمعين – من قال بمثل مقولة السقاف، بل كفر بعضهم من اعتقدها أو دان بها، وإليك جملة من اقوالهم – رحمهم الله تعالى.
قال الإمام احمد بن حنبل – رحمه الله -: ((القرآن علم من علم الله، ومن زعم أن القرآن مخلوق، فقد كفر بالله تعالى)) (11). ونقل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمى في ((اعتقاد الإمام أحمد)) عنه: ((وكان يبطل الحكاية، ويضلل القائل بذلك، وعلى مذهبه: أن من قال: إن القرآن عبارة عن كلام الله عز وجل فقد جهل وغلط)) (12). والحكاية: هي ما ذهب إليه السقاف، من أن كلام الله عز وجل معنى قائم بذاته، وأن ما تتلوه الألسنة وتحفظه القلوب، وما يسطر في الصحف عبارة عنه، وحكاية له، وهي دلالات، والدلالات مخلوقة، كذا زعموا!!
وقال الإمام البخاري – رحمه الله – (13): سمعت عبيدالله بن سعيد، يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة. قال أبو عبدالله – (هو البخاري) -: حركاتهم، وأصواتهم، واكتسابهم، وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين، المثبت في المصحف، المسطور، المكتوب، الموعي في القلوب، فهو كلام الله ليس بخلق، قال الله: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} {العنكبوت: 49}.
وقال الإمام الحافظ بن محمد بن الحسين الآجرى رحمه الله (14): ((من قال: إن هذا القرآن الذي يقرؤه الناس، وهو في المصاحف: حكاية لما في اللوح المحفوظ، فهذا قول منكر تنكره العلماء، يقال لقائل هذه المقالة: القرآن يكذبك، ويرد قولك، والسنة تكذبك وترد قولك)). ثم قال (15): ((حكمه: أن يهجر، ولا يكلم، ولا يصلى خلفه، ويحذر منه)).
وقال الإمام المفسر الحافظ محمد بن جرير الطبري – رحمه الله – في ذكر اعتقاده المسمى بـ ((صريح السنة)) (16): ((فأول ما نبدأ فيه بالقول من ذلك كلام الله عز وجل وتنزيله، إذ كان من معاني توحيده: فالصواب من القول في ذلك عندنا: أنه كلام الله عز وجل غير مخلوق، كيف كُتب، وكيف تُلي، وفي أي موضع قرئ، في السماء وجد، أو في الرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوباً، أو في ألواح صبيان الكتاتيب مرسوماً في حجر منقوش، أو في ورق خُطّ، في القلب حُفظ، أو باللسان لفظ، فمن قال غير ذلك، أو ادعى أن قرآناً في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه أو أضمره في نفسه، أو قال بلسانه دائناً به فهو كافر، حلال الدم، وبريء من الله والله بريء منه لقول الله جل ثناؤه: {بل هو قرىن مجيد في لوح محفوظ}، وقال – وقوله الحق -: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} فأخبرنا جل ثناؤه أنه في اللوح المحفوظ مكتوب، وأنه من لسان محمد ? مسموع، وهو قرآن من محمد مسموع، وفي اللوح المحفوظ مكتوب، وكذلك في الصدور محفوظ، وبألسن الشيوخ والشبان متلو)).
وقال أبو القاسم بن منده – رحمه الله -: بعد روايته لحديث عوف بن مالك – رضي الله عنه – مرفوعاً: ((من قرأ حرفاً من القرآن كُتبت له حسنة، ولا أقول {ألم ذلك الكتاب} ولكن الألف حرف، واللام حرف، والميم …)). قال: ((والمبتدع يشير بهذه الحروف إلى قرآن سوى ذلك الكتاب، فقد صار القرآن عنده قرآنين: مجازاً وحقيقته، والمجاز عنده مخلوق، وصاحب الحديث يعرف قرآناً غير هذا الذي يراه المبتدع مخلوقاً)) (17).
وفيما ذكرناه كفاية للبيب في إثبات الكلام لله تعالى، والرد على السقاف فيما نفاه من ذلك، وقوله بالحكاية. أعاذنا الله وعامة المسلمين من الضلال بعد الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/90)
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 05 - 02, 03:33 ص]ـ
لا دفاعا عن الالباني فحسب بل دفاعا عن السلفية
الرد على الجهمي المعطل حسن السقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع الردود على الجهمي المعطل حسن السقاف.
الجزء السادس عشر
إثبات صفة النزول للرب عز وجل والرد على السقاف في نفيه ذلك
وقد صرح السقاف بمعتقده في هذه المسألة في كتابه ((إلقام الحجر))، وفي تعليقه على كتاب ابن الجوزى: ((دفع شبه التشبيه)).
فقال في الأول (ص:10): (وأما نأويل النزول بنزول ملك فهو الصحيح كما قال الباجورى، لوروده في حديث صحيح، ونصه: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي يقول: هل من داع يستجاب له، هل من يستغفر له؟ هل من سائل يعطي)). رواه النسائي بسند صحيح في عمل اليوم والليلة (ص:340) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وقد فصلت الكلام عليه وبيان طرقه، ومتابعاته وشواهده في ((الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة))، وبينت بطلان كلام الألباني في تضعيفه، وبطلان طعنه بحفص بن غياث الثقة الإمام الذي أخرج أحاديثه الستة).
وقال في الثاني (ص:193) نحواً من ذلك، وزاد زيادات سوف يأتي التنبيه عليها، والرد على ما ورد فيها من ضلالات، فالله المستعان.
قلت: ويكفي لإثبات صفة النزول للرب سبحانه وتعالى ما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم – رحمهما الله – في ((صحيحيهما)) من حديث أبي هريرة ?: عن النبي ?، قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).
قال الحافظ الذهبي – رحمه الله – في ((الأربعين في صفات رب العالمين)) (ص:100): ((هذا حديث حسن، متفق عليه من حديث أبي هريرة وغيره، وقد أفردت له جزءاً، وقد ذكرت فيه عن أكثر من عشرين صحابياً عن النبي ? نزول الرب عز وجل بطرق كثيرة إليهم، ومنها لمسلم: ((فينزل: فيقول: لا أسأل عن عبادي غيري)). وقد حدّث بهذا الحديث حماد بن سلمة، فقال: من رأيتموه ينكر هذا فاتهموه)).
قلت: وهذا الحديث لم يسلم من طعون السقاف وتأويلاته فادعى أن الذي ينزل هو أحد الملائكة، واستدل على ذلك بما رواه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (486): أخبرني إبراهيم بن يعقوب، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي حدثنا الأعمش، حدثنا أبو إسحاق، حدثنا أبو مسلم الأغر، سمعت أبا هريرة و أبا سعيد يقولان: قال رسول الله ?: ((إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول، ثم يأمر منادياً ينادي، هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى)). وهذه الرواية شاذة، من جهة ذكر المنادي.
فقد رواه جماعة عن أبي إسحاق فأثبتوا النزول والنداء لله عز وجل، وهم:
1 – شعبة بن الحجاج: أخرجه الإمام أحمد (3/ 34)، ومسلم (1/ 52)، وابن خزيمة (1146)، والآجرى في ((الشريعة)) (ص:310).
2 – سفيان الثوري: أخرجه الآجرى (ص:309).
3 – أبو عوانة: أخرجه أحمد (2/ 383)، والرامهرمزى في ((المحدث الفاصل)) (552).
4 – معمر: أخرجه عبد الرزاق (1/ 444 - 445/ 19654).
5 – إسرائيل: أخرجه الآجرى (ص:310).
6 – شريك: أخرجه الآجرى (ص:310).
7 – منصور بن المعتمر: أخرجه مسلم (1/ 523)، والنسائي في ((اليوم والليلة)) (485).
وليس الحمل فيه على الأعمش، فقد رواه الآجرى (ص:309) من طريق: مالك بن سعير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إن الله عز وجل يمهل حتى إذا كان شطر الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: هل من مستغفر ………الحديث)). وسنده صحيح. فالحمل في رواية النسائي – الشاذة – على حفص بن غياث أولى، فقد تغير بعدما تولى القضاء، وقد خالف الأكثر والأوثق. والحديث محفوظ من طرق أخرى – غير طريق الأغر – عن أبي هريرة بلفظ نزول الرب عز وجل. وأما زعمه أن هذا الحديث كان في كتاب حفص، فمردود عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/91)
قال في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) (ص:193): (وقد زعما – أي الألباني وشعيب الأرناؤوط – أن حفص بن غياث تغير حفظه قليلاً بأخرة، وأقول: إن هذا تضعيف مردود لأن رواية حفص عن الأعمش كما في إسناد هذا الحديث كانت في كتاب عند ابن حفص – عمر – كما في ترجمة حفص في ((تهذيب الكمال)) (7/ 60)، و ((تهذيب التهذيب)) (2/ 358)، فلا يضرها اختلاط حفص بأخرة على تسليم وقوعه).
*قلت: هذه إحالة على جهالة، فالذي ورد في ((تهذيب التهذيب)): ((قال ابن خراش:بلغني عن على بن المديني، قال سمعت يحيى بن سعيد يقول: أوثق أصحاب الأعمش حفص بن غياث، فأنكرت ذلك، ثم قدمت الكوفة بأخرة، فأخرج إلى عمر بن حفص كتاب أبيه، عن الأعمش، فجعلت أترحم على يحيى)).
*قلت: هذا الإسناد منقطع بين ابن خراش وعلى بن المديني من جهة، ومن جهة أخرى لم يرد في هذا الخبر ما يدل على أن هذا الحديث من كتاب حفص، ولم يرد في إسناد الخبر نفسه ما يدل على ذلك، وقد يكون الحديث من رواية صاحب كتاب او صاحب نسخة، إلا أن حديثاً بعينه من روايته لا يكون من هذه النسخة.
ونضرب على ذلك مثالاً: ما أخرجه أحمد والترمذى والحاكم من طريق:عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعاً: ((لاحكيم إلا ذو تجربة، ولا حليم إلا ذو عثرة)). قال الحافظ ابن حجر مدافعاً عن هذا الحديث في ((أجوبته عن أحاديث المصابيح)) (المشكاة:1786): ((صحيح ابن حبان هذه النسخة من رواية ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، فأخرج كثيراً من أحاديث في صحيحه)). فاحتج على تقوية الحديث بأنه من نسخة ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، لأن من رواه رواه من طريق ابن وهب، فظن أنها من نسخته، والأمر خلاف ما ذكر. قال ابن عدي في ((الكامل)) (3/ 1256): ((وهذا لا يرويه مصرى عن ابن وهب، إنما يرويه قوم غرباء ثقات سمعوه من ابن وهب بمكة، وليس هذا في نسخة عمرو بن الحارث من رواية ابن وهب عنه)). قلت: فكون الحديث من رواية عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش لا يعنى أنه في كتاب حفص عن الأعمش، ولو سلمنا بذلك فقد خالف حفص بن غياب الأكثر والأحفظ، فروايته على ذلك شاذة بل منكرة.
ولا يفوتني في المقام أن أنبه على ما تعلم به السقاف في تعليقه السابق ذكره، وحاول به أن ينقض من منزلة الشيخ الألباني – حفظه الله – من استدراكه – كذا زعم!! – وصفه لرواية حفص بن غياث بالنكارة، حيث قال (ص:193): (وقوله – المعلق على ((أقاويل الثقات)) – عن حديث النسائي: منكر بهذا الشياق غريب!! بل من القول، ويصح ذلك لو كان حفص ضعيفاً، وليس هو كذلك، ثم لانكارة في المتن ألبتة، فلو كان ادعاه الألباني، ومتابعة حقاً لكان شاذاً لا منكراً لقول أهل الحديث: وما يخالف ثقة به الملا فالشاذ والمقلوب قسمان تلا)
قلت:وهذا استدراك في غير محله، فقد سبقهما إلى وصف ما تفرد به حفص بن غياث بالنكارة الحافظ الجهبذ أبو عبدالله الذهبي، فقال في ((الموقظة)) (ص:77): ((وقد يسمى جماعة من الحفاظ الحديث الذي يتفرد به مثل هشيم وحفص بن غياث منكراً)).
قلت: وفي هذا الإطلاق نكتة لطيفة، وهي أن وصف حديثه بالنكارة لأنه اعتراه بعض الضعف الذي نزل به عن درجة الثقة الحافظ لحديثه المتثبت فيه، وإطلاق النكارة مختص بالضعيف لا بالثقة المتثبت، وابن غياث اعتراه ضعف بعد توليه القضاء. قال ابن رجب في ((شرح علل الترمذي)) (ص:297): ((وأما حفص ابن غياث فقد كان أحمد وغيره يتكلمون في حديثه لأن حفظه كان فيه شيء)).
وقد حاول السقاف أن يقوي استدلاله بالحديث السابق، فاستشهد له بشاهد عن عثمان بن أبي العاص ? مرفوعاً: ((تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي مناد، هل من داع فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشاراً)). قال السقاف بعد أن عزاه إلى الإمام أحمد (4/ 22و217)، والبزار (4/ 44كشف الأستار)، والطبراني (9/ 51): (وهو صحيح الإسناد، وانظر مجمع الزوائد (10/ 209)، وفيه: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح). وقد نقل هناك تصحيح الألباني لهذا الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/92)
والحق أن هذا الحديث: معلول. كما سوف يأتي بيانه قريباً إن شاء الله تعالى.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء السابع عشر
فصل في:ذكر علة خبر عثمان بن أبي العاص
ورد هذا الحديث من طريقين عن عثمان بن أبي العاص:
الأول: من رواية على بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن عثمان باللفظ المذكور. أخرجه أحمد (4/ 22و217)، والبزار (4/ 44:كشف).وهذا الإسناد معلول بعلتين:
? الأولى: ضعف علي بن زيد بن خدعان.
? والثانية: الانقطاع، فالحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص كما في ترجمته من ((تهذيب التهذيب)) (2/ 231)
والثاني: من رواية هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عثمان بن أبي العاص به. أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (9/ 51): حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحى، حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار، عن هشام بن حسان به.
قلت: وقد اختلف في هذا الإسناد على داود بن عبد الرحمن. فأخرجه البيهقي في ((الشعب)) (7/ 418/3555)، وفي ((فضائل الأوقات)) (25) من طريق: جامع بن الصبيح الرملي، حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن، عن بن حسان، عن الحسن، عن عثمان مرفوعاً بلفظ: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان، نادى مناد، هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، فلا يسأل الله عز وجل أحد شيئاً إلا أعطاه إلا زانية بفرجها أو مشرك)).
وجامع بن صبيح هذا ترجمه ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/ 1/530) وسكت عنه، وضعفه لأزدى كما في ((لسان الميزان)) (2/ 93).
ولكن تابعه على هذه الرواية راو ثقة وهو محمد بن بكار بن الزبير، فرواه عن مرحوم به.
أخرجه الخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (رقم:490): حدثنا عبدالله بن أحمد بن إبراهيم الدورقى، حدثنا محمد بن بكار، عن مرحوم به.
قلت: وهذا سند صحيح إلى مرحوم بن عبد العزيز. ومرحوم بن عبد العزيز أثبت من مخالفة داود بن عبد الرحمن. فالأول: وثقة أحمد، وابن معين، والنسائي، والبزار، ويعقوب بن سفيان، وابو نعيم، وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له الستة.
وأما الثاني: فقال أبو حاتم: ((صدوق)) ومثله نقل عن صالح جزرة، وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وأخرج له مسلم. فالأصح رواية مرحوم من حديث الحسن عن عثمان في فضل ليلة النصف من شعبان. وهي معلولة بالانقطاع بين الحسن وعثمان كما تقدم والله أعلم.
قلت: وقد استدل السقاف بالحديثين السابقين – وهما ضعيفان كما بينا - على أن الذي ينزل وينادي هو ملك إعمالاً لما نقله الحافظ في ((الفتح)) عن بعض المشايخ من ضبطهم لفظ: (ينزل) بضم الياء، وهذا وجه ضعيف مخالف لعامة الروايات الواردة في هذا الحديث والتي تثبت النزول لله سبحانه وتعالى.
وقد أنكر بعض أهل العلم هذا الضبط.
قال أبو القاسم الأصبهاني المعروف بـ ((قوام السنة)) في كتابه ((الحجة في بيان المحجة)) (1/ 248):
((ذكر على بن عمر الحربي في كتاب ((السنة)): أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، قاله النبي ? من غير أن يقال: كيف؟
فإن قيل: ينزل أو ينزل؟ قيل: يَنزل بفتح الياء وكسر الزاي، ومن قال: يُنزل بضم الياء فقد ابتدع، ومن قال: ينزل نوراً وضياءً فهذا أيضاً بدعة)).
وعلى بن عمر الحربي هذا إمام محدث زاهد ثقة صاحب معرفة وعلم وكرامات، وانظر ترجمته في ((تاريخ بغداد)): (12/ 43)، و ((سير أعلام النبلاء)): (17/ 69).
والعجيب حقاً من السقاف – غفر الله لنا وللمسلمين – أن يصر على تجنيه على الأئمة، فيذكر في مقام إثبات ما ذهب إليه أنه مذهب مالك، فيقول في (ص:194 تعليق رقم:129):
(وممن أوّل حديث النزول بنزول رحمته سبحانه الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وهو من أئمة السلف، فيما رواه عنه الحافظ ابن عبد البر في كتابه ((التمهيد)) (7/ 143)، وفي ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 105):
((قال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك، قال: يتنزل ربنا تبارك وتعالى أمره، فأما هو فدائم لا يزول، قال صالح: فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/93)
قلت: وفي هذا أن مالكاً ينزه الله عن الحركة، ولا نقول: إنه ساكن، سبحان ربي العظيم الأعلى).
وكنت قد أجبت عن هذه الشبهة قبل تفصيلاً، ولا مانع من استحضار علة عدم ثبوت هذا الخبر هنا، وهي:
وهاء حبيب بن أبي حبيب، قال أحمد: ((ليس بثقة. . . . كان يكذب))، وأثنى عليه شراً وسوءاً، وقال أبو داود: ((كان من أكذب الناس))، وفي رواية عنه: ((يضع الحديث))، وقال النسائي: ((متروك الحديث، أحاديثه كلها موضوعة عن مالك))، ووهاه آخرون ذكرتهم هناك.
وصالح بن أيوب هذا مجهول.
وقد علق الذهبي على هذه الرواية بعد إيرادها في كتاب بقوله:
((قلت: لا اعرف صالحاً، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك – رحمه الله – رواية الوليد بن مسلم أن سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمروها كما جاءت بلا تفسير)).
وأما طريق ابن عبد البر ففيه جامع بن سوادة وهو متهم، وفيه علة أخرى ذكرتها في الموضع المشار إليه فلتراجع.
ثم وقفت للحافظ الكبير ابن رجب – رحمه الله – على تضعيفه لنسبة هذا القول إلى مالك، فقال في ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) له، وهو من أعظم الشروح على الإطلاق وصل فيه إلى جنائز (9/ 279):
((وقد تقدم عن مالك، وفي صحته عنه نظر)).
والسقاف فيما فعل تبع شيخه عبدالله بن الصديق الغمارى الذي يحذف من كلام العلماء ما يخالف مذهبه ن ويعكر مشربه.
وقد تصرف التلميذ تصرف أستاذه، لا أعلم لأي منهما السبق في هذا المضمار!!
فقال في كتابه: ((فتح العين بنقد كتاب الأربعين)) (ص:55):
(((باب: نقد باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا)) – بعد أن أورد حديث رفاعة عن عرابة الجهنى في النزول:
(قال الحافظ – [أي ابن حجر] – استدل به من أثبت الجهة، وقال: هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور، لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز، تعالى الله عن ذلك، وقد اختلف في معنى النزول أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم، ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة، وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة، ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمناً به على طريق الإجمال، منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف، ومنهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب، ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد يخرج إلى نوع من التحريف، ومنهم من فصل بين ما يمون تأويله قريباً مستعملاً في كلام العرب، بين ما يكون بعيداً مهجوراً، فأول في بعض، وفوض في بعض، وهو منقول عن مالك، وجزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد).
قلت: فمن يقرا هذا الكلام يظن للوهلة الأولى أن الإمام مالك قد أول وفوض في أحاديث النزول، هذا لأن الغمارى قد أسقط من الكلام ما يدل على خلاف ذلك.
فنص كلام ابن حجر في ((الفتح)) (3/ 23): (استدل به من أثبت الجهة، وقال: هي جهة العلو، وأنكر ذلك الجمهور، لأن معنى القول بذلك يفضي إلى التحيز، تعالى الله عن ذلك، وقد اختلف في معنى النزول على أقوال: فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة، تعالى الله عن قولهم، ومنهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة، وهم الخوارج والمعتزلة، وهو مكابرة، ومنهم من أجراه على ما ورد، مؤمناً به على طريق الإجمال، ومنزهاً الله تعالى الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف، {ونقله البيهقي عن الأئمة الأربعة، والسفيانين، والحمادين، والأوزاعي والليث، وغيرهم}، ومنهم من أوله على وجه ….).
فما أسقطه الغمارى يدل على دلالة قاطعة على أن مذهب الإمام مالك هو مذهب السلف من حيث الإيمان بصفة النزول، مع عدم الخوض في كيفيتها، وأن ما نقله الحافظ عن الإمام مالك في التأويل والتفويض فالأغلب أنه اعتمد في ذلك على الروايات الضعيفة الواردة عنه في ذلك، والتي سبق ذكرها، والتي لينها ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -، والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثامن عشر
ذكر أقوال من أثبت النزول للرب عز وجل من أهل العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/94)
* قال الإمام الترمذي – رحمه الله – في ((الجامع)) (3/ 50 - 51): بعد أن أخرج حديث: ((إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه … .. )). قال الترمذي: ((قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، وقالوا: قد ثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها، ولا يتوهم، ولا يقال: كيف؟ هكذا روى عن مالك وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا: هذا تشبيه)).
قلت: والمعنى بـ (الإمرار) أي إثبات الصفة كما وردت، ولا يقال: كيف ينزل؟ ولا يقال: ينزل كنزول … أو مثل نزول … وإنما يثبت له الصفة مع اعتقاد الكمال له سبحانه فيها وعدم التشبيه أو التجسيم أو التكييف.
? وقال إسحاق بن راهوية – رحمه الله -: جمعنى هذا المبتدع – إبراهيم بن أبي صالح – مجلس الأمير عبد الله بن طاهر، فسألني الأمير عن أخبار النزول،فسردتها، فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء (20).
? وقال حنبل بن إسحاق: سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروي عن النبي ?: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا))؟ فقال أبو عبدالله: نؤمن بها، ونصدق بها، ولا نرد شيئاً منها إذا كانت أسانيدها صحاح، ولا نرد على رسول الله ? قوله، ولا نعلم أن ما جاء به الرسول حق. قلت لأبي عبدالله: ينزل الله إلى سماء الدنيا، قال: قالت: نزوله بعلمه؟ بماذا؟ قال لي: اسكت عن هذا، مالك ولهذا، أمض الحديث على ما روى، بلا كيف ولا حد إنما جاءت به الآثار، وبما جاء به الكتاب. قال الله عز وجل: {ولا تضربوا لله الأمثال}. ينزل كيف يشاء بعلمه، وقدرته، وعظمته، أحاط بكل شيء علماً، ولا يبلغ قدره واصف، ولا ينأى عنه هرب هارب (21).
? وقال إسحاق بن منصور الكوسج – رحمه الله -: قلت لأحمد – يعني ابن حنبل -: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا))، أليس تقول بهذه الأحاديث؟ و ((يراه أهل الجنة))، يعني ربهم عز وجل. و ((لاتقبحوا الوجه فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته)). و ((اشتكت النار إلى ربها عز وجل حتى وضع فيها قدمه)). و ((إن موسى لطم ملك الموت)). قال أحمد: كل هذا صحيح. قال إسحاق: هذا صحيح، ولا يدعه إلا مبتدع أو ضعيف الرأي (22).
? وأخيراً أقول للسقاف: أبو الحسن الأشعري الذي تنسب نفسك إليه يثبت للرب عز وجل، ويثبت الأحاديث الواردة في النزول، وانظر إن شئت كتابه ((الإبانة)) (ص:122) باب ذكر الاستواء على العرش. وكتابه ((مقالات الإسلاميين)) (ص: 220 - 225) حيث قال: ((هذه حكاية جملة أقوال أصحاب الحديث وأهل السنة. . . . فذكرها، وذكر منها: ((ويصدقون بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله ? أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر، كما جاء في الحديث عن رسول الله ? …. حتى قال: وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب)).
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء التاسع عشر
إثبات صفة العلو للواحد القهار والرد على السقاف في نفيه ذلك
لقد تأول السقاف صفة العلو للواحد القهار، فادعى أنه علو معنوي، وهذا خروج عن ظاهر النصوص، فإنه يقصد بذلك علو المنزلة والمكانة، وينفي العلو بالذات والصفات لله تعالى.
والأدلة على إثبات صفة العلو لله سبحانه وتعالى كثيرة من الكتاب والسنة. قال تعالى: {ثم استوى على العرش} {يونس: 3، الفرقان: 59، السجدة: 4، الحديد: 4}.
وقال: {أأمنتم من في السماء} {الملك: 16}. وقال عز من قائل: {إليه يصعب الكلم الطيب} {فاطر: 10}. وقال سبحانه: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} {السجدة: 5}.
وقال تعالى: {تعرج الملائكة والروح} {المعارج: 4}.
وقال لعيسى: {إني متوافيك ورافعك إلي} {آل عمران: 55}.
وقال عنه: {بل رفعه الله إليه} {النساء: 158}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/95)
وقال سبحانه وتعالى: {يخافون ربهم من فوقهم} {النحل: 50}.
وأخبر سبحانه عن فرعون فقال: {ياهامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب * أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً} {غافر:36 – 37}.
وقد تأول السقاف قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي}، فقال في كتابه ((إلقام الحجر)) (ص:16): (المقرر أن علو الله تعالى علو معنوي كما أثبت ذلك الحافظ في الفتح 6/ 136).
وقال فيما علقه على كتاب قواعد العقائد من كتاب الإحياء للغزالي، والذي نشره باسم ((عقيدة أهل السنة والجماعة)) (ص:33):
(جميع الآيات والأحاديث التي ظاهرها جهة السماء المراد منها العلو المعنوي والفوقية القهرية، والعرب الذين جاء القرآن بلغتهم إذا أرادوا وصف أي شيء بالعظمة والرفعة والكبرياء يشيرون في تعظيمه إلى جهة السماء، وإلى العلو المعنوي كما هو مشهور، فالعلو المراد بالفوقية ونحوها هو من جهة المعنى وليس من جهة الحس في حق المولى تبارك وتعالى).
قلت: إثبات العلو لله سبحانه والفوقية له عز وجل بذاته وصفاته ليس معناه التشبيه، ولا يعني أن يرد عليه النقص بإثبات هذه الصفة فهو سبحانه فوق عباده بذاته وصفاته بغير كيف، مع اعتقاد الكمال المطلق، والتنزيه عن النقص والعيب.
? وأما أدلة إثبات الصفة العلو من السنة، فكثيرة جداً، نذكر منها:
1 – حديث الجارية الذي حكم عليه بشذوذ لفظه:
وهو عند مسلم في ((صحيحه)) وغيره، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: كانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أُحد والجوانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله ?، فعظم ذلك علي، قلت يا رسول الله!! أفلا أعتقها؟ قال: ((ائتني بها))، فأتيته بها، فقال لها: ((أين الله؟)) قالت في السماء، قال: ((من أنا؟))، قالت: أنت رسول الله، قال: ((أعتقها فإنها مؤمنة)).
قال السقاف في ((عقيدة أهل السنة والجماعة))!! (ص:36):
(وقد صح حديث الجارية بلفظ: ((أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فقال نعم)) ونحن نقول: هذا هو الثابت عنه ?، ولفظة ((أين الله)) لا تثبت لأنها مروية بالمعنى).
وقال في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) لابن الجوزي (ص:186):
(قد خالف كثير من الحفاظ في مصنفاتهم هذا اللفظ الذي جاء في ((صحيح مسلم)) فروه بلفظ:
((قال أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله؟ قالت: نعم، قال: أتومنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم، قال: فأعتقها)).
رواه أحمد في ((مسنده)) (3/ 452)، وقال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 244): رجاله رجال الصحيح، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (9/ 175)، والبراز (1/ 14كشف)، والدرامى (2/ 187) والبيهقي (10/ 57)، والطبراني (12/ 27) وسنده صحيح، وليس فيه سعيد بن المرزبان كما قال الهيثمي، وابن الجارود في ((المنتفي)) (931)، وابن أبي شيبة (11/ 20)).
قلت: وهذا الكلام فيه تدليس عريض، فظاهره أن الاختلاف في اللفظ دون السند، فكأنه يشير بذلك إلى أنه اختلف في متن هذا الحديث على أحد رواة السند، فرواه جماعة عنه بلفظ مسلم، وجماعة آخرون باللفظ الآخر، وهذا غير صحيح.
فما أورد من تخريج هذا اللفظ فلأحاديث عدة بأسانيد مختلفة.
وسوف أذكرها لك أخي القارئ، حتى ترى أي درجة من التدليس وصل إليها السقاف.
? أما الحديث الأول:
فالذي أخرجه عبد الرزاق في ((مصنفه)) (9/ 175) – ومن طريقه الإمام أحمد في ((المسند)) (3/ 452) وابن الجارود (931) -:
عن معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن رجل من الأنصار، جاء بأمة سوادء إلى النبي ?، فقال: يارسول الله، إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنة ……الحديث.
وأخرجه البيهقي في ((الكبرى)) (10/ 57) من طريق:
يونس بن يزيد، عن الزهري به.
قلت: وهذا الإسناد معلول بجهالة صحابية، فإن قيل ما وجه إعلاله بذلك، والصحابة كلهم عدول؟ فالجواب: أنه لم يرد في طريق من طرق الحديث ما يدل على أن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة قد سمعه من هذا الأنصاري، فلعله لم يسمع منه، وكما قال السقاف:
((متى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/96)
وقد استظهر البيهقي في هذه العلة، فقال عقب إخراجه هذا الحديث:
((هذا مرسل)).
وأما الحديث الثاني:
فما أخرجه البراز في ((مسنده)) (13/كشف) والطبراني في ((الكبير)) (12/ 27) من طريق:
ابن ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
أتى رجل النبي ?، فقال: إن على أمي رقبة، وعندي أمة سوداء ….الحديث.
قلت: وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، وعجباً للسقاف كيف صحح الإسناد؟!!.
? وأما الحديث الثالث:
فهو الحديث الذي أشار إليه عند الدارمى (2348) من طريق:
حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن الشريد، قال: أتيت النبي ? فقلت: إن على أمي رقبة، وإن عندي جارية سوداء نوبية، أفتجزي عنها؟ قال: ادع بها …… .. الحديث.
قلت: وهذا الحديث دليل قاطع على تدليس السقاف، فحديث مسلم إنما هو من رواية معاوية بن الحكم، مما يدل على الواقعتين مختلفتان، وأن واقعة الشريد في التفكير عن أمه، وبها يفسر الحديثان السابقان، وأما واقعة معاوية بن الحكم فتختص بعتقها لأنه صكها على وجهها.
فلا أدري كيف يُشذذ لفظة في حديث ورد في واقعة معينة بحديث آخر في واقعة أخرى؟!!
وما أجود ما علقه شيخنا عبدالله بن يوسف الجديع على من يعل الحديث باختلاف اللفظ من أهل البدع.
قال حفظه الله – في تعليقه على ((ذكر الاعتقاد)) لأبي العلاء بن العطار (ص:75):
((من زعم الاختلاف في متنه فلم يصب، لأنه احتج لما ذهب إليه بروايات أحسن مراتبها الضعف، على أنها عند التحقيق لا تُعد اختلافاً، وإنما أراد بعض أهل البدع التعليق بهذا لإبطال دلالة هذا الحديث على اعتقاد أهل السنة من أن الله فوق خلقه وأنه في مكان.
كذلك تشكيك بعض أهل الزيغ في ثبوت هذا الحديث في ((صحيح مسلم)) هو أوهي من بيت العنكبوت لمن علم وفهم وأنصف، وشبهات أهل البدع لم تسلم منها آيات الكتاب فكيف تسلم منها السنن؟؟!)).
? وأخيراً أقول للسقاف:
قد ورد في القرآن الكريم ما يشهد لحديث الجارية، ألم تقرأ قوله تعالى:
{أأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير} {الملك: 16 - 17}.
? ومما يدل على علو الله عز وجل أيضاً:
الأحاديث الواردة في الإسراء والمعراج، ومعراجه ? إلى السماوات العُلا، وتردده بين الله سبحانه وتعالى وبين موسى عليه السلام في أمر الصلاة.
وفي الباب أحاديث أخرى صحيحة تثبت صفة العلو وذكرها مبسوط في كتب أهل العلم، ولكن كان الاهتمام بذكر ما أعله السقاف منها.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء العشرون
أقوال أهل العلم الدالة على ثبوت صفة العلو للواحد القهار
وإليك أقوال أهل العلم الدالة على إثباتهم العلو لله سبحانه بذاته وصفاته.
عبدالله بن المبارك – رحمه الله -: عن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سألت عبدالله بن المبارك: كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا عز وجل؟ قال: على السماء السابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه هاهنا في الأرض. أخرجه عبدالله في ((السنة)) (22)، والدارمى في ((الرد على الجهمية)) (ص: 23)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص:427) وسنده صحيح. وأورده البخاري جازماً به في كتاب ((خلق أفعال العباد)) (14).
? لإمام مالك بن أنس – رحمه الله -: قال – رحمه الله -: الله عز وجل في السماء، وعلمه في كل مكان، ولا يخلو من علمه مكان. رواه أبو داود في ((المسائل)) (ص:263)، وعبدالله في ((السنة))، والآجرى في ((الشريعة)) (ص:289)، من طريق: الإمام أحمد، عن سريج بن النعمان، عن عبدالله بن نافع، عن الإمام مالك به. وسنده حسن، فعبدالله بن نافع الصائغ في حفظه لين، إلا أنه صحيح الكتاب، وحديثه عن الإمام مالك لا ينزل عن درجة الحسن.
? الحسن بن موسى الأشيب: قال: الجهمي إذا غلا قال: ليس ثم شئ – وأشار إلى السماء -. أخرجه الإمام البخاري في ((خلق أفعال العباد)) (69) بسند صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/97)
? حماد بن زيد: عن سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد – وذكر هؤلاء الجهمية – قال: إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء. رواه عبدالله في ((السنة)) (41)، وابن أبي حاتم في ((الرد على الجهمية)) كما في ((العلو)) للذهبي (ص:106 - 107). وسنده صحيح.
? الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله -: عن يوسف بن موسى البغدادي أنه قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: الله عز وجل فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وقدرته وعمله في كل مكان؟ قال: نعم على العرش، وعلمه لا يخلو منه مكان. أورده اللالكائي (3/ 401) معلقاً، وعزاه ابن القيم في ((اجتماع الجيوش)) (ص:123) إلى الخلال في كتاب السنة، فعلى هذا يكون سنده صحيحاً، فيوسف بن موسى هذا له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (14/ 308) ذكر فيها رواية الخلال عنه وثناؤه عليه وهو صاحب مسائل عن الإمام أحمد.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الواحد والعشرون
معنى قول أهل السنة والجماعة: إن الله في السماء
إثبات أهل السنة لصفة العلو، واحتجاجهم بحديث الجارية على أن الله في السماء، ليس معناه إثبات الحلول له، تعالى عن ذلك عز وجل، وإنما عنوا بـ ((في)) أي: ((على)). وليس هذا تأويلاً كما ادعى السقاف، بل له نظائر في القرآن الكريم: قال تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على جذوع النخل.
قال شيخنا العلامة المحدث المفيد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله قي تعليقه المُنيف على كتاب ((ذكر الاعتقاد، وذم الاختلاف)) لأبي العلاء بن العطار – رحمه الله – (ص:30): ((الحق أن الله تعالى له جهة العلو، وأنه مستو على عرشه، بائن من خلقه، وقول من قال من السلف والأئمة: إن الله في السماء إنما أراد حكاية القرآن: {أأمنتم من في السماء} وما ورد في حديث الجارية ونحو ذلك، وليس معنى ذلك عندهم على الظرفية، بل إن نصوص الفوقية والاستواء والعلو مفسرة، لكون (في) بمعنى على، وذلك نظير قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل})).
قلت: وهذا يؤيده ما ذكره الذهبي في ((الأربعين في صفات رب العالمين)) (ص:87) حيث قال: ((ورد أنه – عز وجل – في السماء، و (في) ترد كثيراً بمعنى (على)، كقوله تعالى: {فسيحوا في الأرض} {التوبة:2}. أي: على الأرض. {ولأصلبنكم في جذوع النخل} {طه: 71}. أي على جذوع النخل، فكذلك قوله: {أأمنتم من في السماء} {الملك:16}. أي: من على السماء)).
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثاني والعشرون
طعن السقاف وشيخه عبدالله الغماري في حماد بن سلمة للطعن في أحاديث الصفات
وقد سلك السقاف وشيخه عبدالله بن الصديق الغماري مسلك أهل البدع قبلهم في الطعن في أحاديث الصفات بالطعن في حماد بن سلمة – رحمه الله – الثقة الرضضي لنه روى جملة كبيرة من أحاديث الصفات، حتى قالوا: عن شيطاناً ألقاها إليه ليضل بها أهل الحق، ونسبوا هذا القول إلى إبراهيم بن عبد الرحمن ابن مهدي.
وأصل هذه القصة: وما أخرجه ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 676): عن الدولابي قال: حدثنا أبو عبدالله محمد بن شجاع بن الثلجي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان حماد بن سلمة لا يُعرف بهذه الأحاديث حتى خرج خرجة إلى عبادان، فجاء وهو يرويها، فلا أحسب إلا شيطاناً خرج إليه في البحر فألقاها إليه. وهذه قصة موضوعة ملفقة، وضعها أبن الثلجي الكذاب، فهو جهمي ضال خرب القلب، كان يضع الحديث.
قال ابن عدي: ((كذاب، وكان يضع الحديث ويدسه في كتب أصحاب الحديث بأحاديث كفريات)).
وكان يفعل ذلك ليثلبهم، ويلحق بهم في النقص.
والعدل والقسط في الحكم على أحاديثه التي رواها في الصفات ما ذكره شيخنا الجديع – حفظه الله -، قال (23):
((ما صح سنده إليه وجب قبوله والإيمان به إن أسنده بالسند الصحيح، وأهل البدع يجهلون طرق الحديث والمعرفة برواته، ويتبعون الشبهات، ولو أنهم علموا وتثبتوا وأخلصوا في النية لبان لهم أن ما ورد به الخبر الصحيح موافق لما ورد به القرآن، ويحتذي فيه حذوه، ولكن القوم عموا وصمّوا، وتمكنت منهم الأهواء)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/98)
قلت: وقد صرح عبدالله الغماري بالطعن في في حماد بن سلمه في كتابه ((فتح المعين)) (ص:20) حيث قال:
(حماد بن سلمة وإن كان ثقة، فله أوهام، كما قال الذهبي، ولم يخرج له البخاري، ومن أوهامه ما رواه عن عكرمة، عن ابن عباس: ((رأيت ربي جعداً أمرداً عليه حلة خضراء)) وروى عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر في لؤلؤ، قدميه أو رجليه في خضرة، قال الذهبي في الميزان، فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة وهذه الرؤية منام إن صحت).
وقد علق السقاف على كلام شيخه هذا في الحاشية بقوله:
(وأقول: حماد بن سلمة إمام ثقة، لكن لا ينبغي أن تقبل أخباره في الصفات البتة، لأن ربيبيه كانا يدسان في كتبه ما شاءا، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (7/ 452): إلا أنه طعن في السن ساء حفظه … فالاحتياط أن لا يحتج به فيما يخالف الثقات أ. هـ كلام الذهبي.
قلت: فما بالك برواياته التي يخالف بها نصوص التنزيه في الكتاب والسنة!! فتدبر).
قلت: أما كون البخاري لم يخرج من لحماد بن سلمة فقد أخذ عليه ذلك، فقد أخرج عن قوم دونه في الضبط والإتقان.
قال الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (1/ 594):
((نكت ابن حبان على البخاري، ولم يسمعه حيث يحتج عبد الرحمن بن عبدالله بن دينار، وبابن أخي الزهرى، وبابن عياش، ويدع حماداً)).
قلت: والأصح أن يُقال: إن البخاري لم يمتنع عن إخراج حديثه مطلقاً، بل له حديث عند البخاري في ((الصحيح)).
قال الحافظ الذهبي في ترجمة حماد بن سلمة من ((السير)) (7/ 446):
((تحايد البخاري إخراج حديثه، إلا حديثاً خرجه في الرقاق، فقال: قال أبو الوليد: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس عن أبُي)).
وعدم إخراج البخاري له كما زعم شيخ السقاف فليس بقادح فيه، فالبخاري لم يشترط أن يخرج حديث الثقات جميعاً كما يعلم المبتدئ من طلاب العلم، فإقحام مثل هذا القول عند الكلام على حماد بن سلمة دون ذكر الجواب عنه إنقاص من قيمته، وإنزال من رتبته، وهو من هو من الحفظ والضبط والإتقان، وأقوال أهل العلم شاهدة على ذلك.
وأما قول السقاف: (حماد بن سلمة إمام ثقة، لكن لا ينبغي أن تقبل أخباره في الصفات ألبتة، لأن ربيبيه كانا يدسان في كتبه ماشاءا).
فمتناقض …
فكيف تقبل أحاديثه في غير الصفات، وترد أحاديثه في الصفات مستدلاً على نحو ذلك بخبر موضوع وحكاية ملفقة.
إنما مستندك في ذلك:
ما رواه ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 676) بالسند السابق ذكره إلى ابن الثلجي، قال: سمعت عباد بن صهيب، يقول: إن حماد بن سلمة كان لا يحفظ، فكانوا يقولون، إنها دست في كتبه، وقد قيل: إن ابن أبي العوجاء كان ربيبه، فكان يدس في كتبه هذه الأحاديث.
وابن الثلجي كذاب كما مر ذكره.
وأما الأحاديث التي أوردها الغماري من رواية حماد بن سلمة في الرؤية، ليطعن بها فيه، فليس فيها ما يدل على أن الحمل عليه فيها، فهو لم يتفرد برواية هذه الأحاديث من جهة:
قال الحافظ أبو أحمد بن عدي في ((الكامل)) (2/ 678) عقب روايته أحاديث الرؤية من طريق حماد:
((هذه الأحاديث التي رويت عن حماد بن سلمة في الرؤية، وفي رؤية أهل الجنة خالقهم، قد رواها غير حماد بن سلمة، وليس حماد بمخصوص به فينكر عليه)).
ومن جهة أخرى فهي غير محفوظة عنه باللفظ المذكور.
وأما قول الذهبي: ((فهذا من أنكر ما أتى به حماد بن سلمة)).
فالجواب عنه من وجوه:
الأول: أن الحديث بهذا التمام الذي ذكره الذهبي منكر، غير محفوظ عن حماد بن سلمة، فالآفة فيه من غيره.
تفصيل ذلك:
أن الحديث صحيح من حديث حماد، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ: ((بلفظ ربي عز وجل)).
فقد أخرجه بهذا اللفظ:
الإمام أحمد (1/ 285): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، بإسناده ومتنه.
وأخرجه من طريقه: أبو القاسم الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة)) (1/ 509). وقد اختلف في متنه على أسود بن عامر.
فرواه ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 677) من طريق: النضر بن سلمة شاذان، حدثنا الأسود بن عامر، بسنده، بلفظ: ((أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه، أو قال: رجليه في خضرة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/99)
وهذا سند واه بمرة، آفته النضر بن سلمة – شاذان – قال أبو حاتم: ((كان يفتعل الحديث)).
وقال عبدان: سألنا عباس العنبري عن النضر بن سلمة، فأشار إلى فمه، قال ابن عدي: ((أراد أنه يكذب)).
ولكن رواه ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 677)، والدار قطنى في ((الرؤية)) (300) كلاهما عن الحسن بن علي بن عاصم، حدثنا إبراهيم بن أبي سويد الذراع، حدثنا حماد بن سلمة بإسناده.
ولفظه عند ابن عدي: ((رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء)).
ولفظه عند الدار قطنى: ((رأيت ربي في أحسن صورة)).
قلت: وهذا إسناد تالف، آفته الحسن بن علي بن زكريا بن صالح بن عاصم، وله ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (7/ 382).
قال ابن عدي: ((أبو سعيد الحسن بن علي العدوي يضع الحديث، ويسرق الحديث، ويلزقه على قوم آخرين، ويحدث عن قوم آخرين، ويحدث عن قوم لا يعرفون، وهو متهم فيهم، وإن الله لم يخلقهم، وعامة ما حدث به – إلا القليل – موضوعات، وكنا نتهمه بل نتيقنه أنه هو الذي وضعها))، وقال الدار قطنى: ((متروك))، وقال ابن حبان: ((لعله قد حدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات ما يزيد على ألف حديث)).
ورواه ابن عدي من طريق: محمد بن رزق الله موسى، حدثنا السود ابن عامر … .. بسنده وبلفظ:
((رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء)).
قلت: ومحمد بن رزق الله بن موسى هذا قد أطلت البحث عنه فلم أعرفه، ولا أظنه الذي ترجمه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/ 27) باسم محمد بن رزق الله الكلوذاني.
ورواه ابن عدي من طريق محمد بن رافع، حدثنا الأسود بن عامر بسنده وبلفظه حديث الحسن بن علي بن عاصم.
ومن طريقه البيهقي في ((الأسماء والصفات)) (ص:444).
ومن طريق الذهبي في ((السير)) (10/ 113)، وقال:
((وهو خبر منكر)).
قلت: لاشك في ذلك، والحمل فيه على محمد بن رافع، فهذه الزيادة في هذا الحديث قد تفرد بها عن الأسود، وخالفه الإمام أحمد فرواه عن الأسود من غير زيادة، ومحمد بن رافع وإن كان ثقة إلا أنه دون الإمام أحمد في الحفظ والضبط والإتقان، فهذه الزيادة منكرة كما ترى.
فإن قيل: ولكن رواه غيره عن الأسود بهذه الزيادة؟
فالجواب: إن الطرق ضعيفة إلى الأسود كما سبق أن ذكرنا بل بعضها تالفة واهية.
وقد رواه غير الأسود عن حماد، فلم يذكر هذه الزيادة، مما يدل على أن حماداً لم يحدث بهذا الحديث على هذا الوجه المنكر.
فالحديث قد أخرجه الآجرى في ((الشريعة)) (ص:494) حدثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: حدثنا الحسين بن كثير العنبري، قال: حدثنا أبي، قال:حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، مرفوعاً:
((رأيت ربي عز وجل)).
وسنده صحيح.
رواه الإمام أحمد (1/ 290)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (433) وابن عدي (2/ 677) من طريق: عفان، حدثنا عبد الصمد بن كيسان، حدثنا حماد بن سلمة بالسند والمتن السابق.
ولكن رواه الخطيب في ((تاريخه)) (11/ 214) من طريق: عمر ابن موسى ابن فيروز، حدثنا عفان، فذكره بإسناده ولكن زاد:
((صورة شاب أمرد عليه حلة حمراء)).
قلت: وهذه زيادة منكرة، تفرد بها عمر بن موسى بن فيروز التوزى، وهو مستور، ذكره الخطيب في ((تاريخه)) (11/ 214) ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد خالف كلاً من الإمام أحمد بن حنبل، وحنبل بن إسحاق، وفضل ابن سهل، فرووه من غير هذه الزيادة.
ولكن في هذا الإسناد عبد الصمد بن كيسان، قال الحافظ في ((تعجيل المنفعة)) (ص:26):
((عبد الصمد بن كيسان: عن حماد بن سلمة، وعنه عفان، فيه نظر، قلت: أظنه الأول، تصحف اسمه)).
يقصد بذلك عبد الصمد بن حسان، وهو صدوق حسن الحديث كما يظهر من ترجمته في ((التعجيل))، فقد وثقه ابن سعد، وقال أبو حاتم: ((صالح الحديث، صدوق))، وقال الذهبي: ((صدوق إن شاء الله)).
فهذا يدلك على أن ما ورد في المتن من نكارة إنما هو من قلة ضبط من روى الحديث عن الأسود بن عامر، وليس هو بمحفوظ بهذا المتن المنكر عن حماد بن سلمة، وإنما المحفوظ عنه من حديثه، لفظ:
((رأيت ربي عز وجل)).
وهذا الحديث قد صححه جماعة من الحفاظ منهم الإمام أحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي، وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/100)
ففي ((رسالة عبدوس بن مالك العطار عن الإمام أحمد)) رحمه الله (ص:58)، قال:
((أصول السنة عندنا:…… والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روى عن النبي ? من الأحاديث الصحاح، وأن النبي ? قد رأى ربه، فإنه مأثور عن رسول الله ?، صحيح، رواه قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، ورواه الحكم ابن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه علي بن الزيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس)).
وقال عبدالله بن الإمام أحمد في ((السنة)) (584):
((رأيت أبي رحمه الله يصحح هذه الأحاديث أحاديث الرؤية ويذهب إليها وجمعها في كتاب وحدثنا بها)).
وروى الضياء في ((المختارة)) عن أبي زرعة الرازي، قال (24):
((وحديث قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس صحيح، ولا ينكره إلا معتزلي)). يعتني باللفظ المختصر.
ولا يتوهم – كما يحاول أن يبث السقاف في روع القراء – أن أهل السنة والجماعة يثبتون الحديث بهذه الزيادة المنكرة الواردة فيه، والتي سبق أن بينا أن الحمل فيها على من هو دون حماد بن سلمة وليست الآفة منه.
والوجه الثاني: أن قول الذهبي هذا مجمل، وليس بحجة على أن الحمل في هذا الخبر عند الذهبي على حماد بن سلمة لأنه لما روي هذا الحديث في ((السير)) (10/ 113)،قال:
((خبر منكر نسأل الله السلامة في الدين فلا هو على شرط البخاري، ولا مسلم، ورواته وإن كانوا غير مهتمين، فما هم بمعصومين من الخطأ والنسيان)).
والوجه الثالث: أننا لو سلمنا بصحة أسانيد هذا الخبر – بهذه الزيادة – إلى حماد بن سلمة، فكيف تغاضى السقاف عن عنعنة قتادة بن دعامة السدوسي وهو عنده وعند شيوخه مدلس، ولو تعاضى عن هذه العلة فاين من أعل هذه الرواية بعكرمة؟!
قال البيهقي في ((الأسماء والصفات)): ((وقد حمل غيره من أهل النظر في هذه الرواية على عكرمة مولى ابن عباس)).
قلت: ونحن لا نحاول دفع التهمة عن حماد، لنصيب بها غيره، وإنما غايتنا أن السقاف إنما تغاضى عن بيان هذه العلل كلها حتى يسلم له اتهام حماد بن سلمة، كما هو الحال عند أسلافه من المعتزلة.
والسقاف متناقض ..
فتارة يوثق حماد بن سلمة في غير أحاديث الصفات، فيقول – كما مر ذكره -:
(حماد بن سلمة إمام ثقة، لكن لا ينبغي أن تقبل أخباره في الصفات ألبتة).
ثم يأتي في موضع آخر من قراطيسه – وهو تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) (ص:19) – فتدفعه عقيدته الاعتزالية إلى الطعن فيه بشدة فيقول:
(نحن نغمز حماد بن سلمة أشد الغمز، خصوصاً في أحاديثه في الصفات).
وتراه يتعالم بخبث طوية، فيقول (ص: 178 - 179):
(حماد بن سلمة ضعفه مشهور، وإن كان من رجال مسلم، وقد تحايده البخاري، كما في ((الميزان)) (1/ 594) في ترجمته).
فلا أدري كيف يقول في موضع: ((إمام ثقة))، ثم يتناقض نفسه في موضع آخر فيقول: ((ضعفه مشهور)).
والأغرب من ذلك أن يعل حديث أبي رزين العقيلي مرفوعاً:
((كان علماء ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء))،بحماد بن سلمة وفيه من هو أوهي منه.
قال (ص: 189):
(وهذا حديث ضعيف لأجل حماد بن سلمة، ولا تقبل أخباره في الصفات ألبتة، وكذلك يضعف هذا الحديث بوكيع بن عدس، لأنه مجهول لم يرو عنه إلا يعلى بن عطاء).
قلت: فقدم إعلال الحديث بحماد مع أن فيه من هو أضعف منه – وهو وكيع – ووكيع هذا قد حدث بالحديث قبل حماد، فالآفة فيه منه، وليست من حماد، ولكن دفعه إلى ذلك مادفع المعتزلة من قبله إلى الطعن في حماد.
ولن أكلف نفسي الجهد في جمع أقوال أهل العلم في تعديل وتوثيق حماد ابن سلمة فهي كثيرة جداً، ومبسوطة في ترجمته في كتب الرجال و ((السير)) للذهبي، حتى عُد حبه من علامة اتباع السنة، وبغضه والقيعة فيه من علامة البدعة.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثالث والعشرون
طعن السقاف في محمد بن إسحاق بن يسار صاحب ((السير))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/101)
ولكن: هل اكتفى السقاف بالطعن في حماد بن سلمة فقط؟ لا، بل أيضاً في محمد بن إسحاق بن يسار صاحب ((السير)) وذلك لأنه روى حديثاً يخالف معتقد السقاف. قال السقاف في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) (ص: 267): (محمد بن إسحاق عنعن هذا الحديث ولا حجة بحديثه إذا عنعن عند من يحسن حديثه، والحقيقية أنه قد كذبه وطعن فيه جماعة من كبار الأئمة كما في ترجمته في ((التهذيب)) (9/ 34فكر)، فقد طعن فيه الإمام أحمد بن حنبل وكذبه الإمام مالك أيضاً، وسليمان التيمي، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد وهؤلاء من أئمة هذا الشأن).
قلت: ولن أجيب على كلام السقاف السابق طعما في تصحيح الحديث الذي رواه ابن إسحاق، بل للإنصاف وللأمانة العلمية وللعدل في القول الذي يجب على كل طالب علم أن يحرص عليه، فقد قال تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً} {النساء:58}. وابن إسحاق هذا حافظ كبير، عليه مدار أحاديث كثيرة في الأحكام، وفي السير، وفي غيرهما، والتسرع في الحكم عليه، أو تلفيق حكم زائغ عليه، بلية من البلايا. وسوف أكتفي بالإجابة عما أورده السقاف من دعوى طعن أهل العلم فيه بما يرد حديثه.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الرابع والعشرون
((الجواب عما أورده السقاف من أسباب رد حديث ابن إسحاق مطلقاً))
أما قوله: (وكذبه الإمام مالك أيضاً، وسليمان التيمي، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد، وهؤلاء من أئمة هذا الشأن). فإنه لم يورد ما أجيب به عما ذكره من تكذيب سليمان التيمي، ويحيى القطان، ووهيب، ففي ((التهذيب)) – ومنه نقل السقاف -: ((وقال ابن المديني: ثقة، لم يضعه عندي إلا روايته عن أهل الكتاب، وكذبه سليمان التيمى، ويحيى القطان، ووهيب بن خالد، فأما وهيب والقطان فقلدا فيه هشام بن عورة، ومالكاً، وأما سليمان التيمى، فلم يبين لى لأي شئ تكلم فيه، والظاهر أنه لأمر غير الحديث، لأن سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل)).
قلت: فهذا دال على أن قول سليمان التيمي فيه لا يضره بنص حافظ كبير وإمام جهبذ في الجرح والتعديل وهو ابن المديني.
وأما دعوى تكذيب وهيب بن خالد ويحيى القطان فمستندها قصة موضوعة، وأصلها:
ما أخرجه العقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 24)، وابن عدي في ((الكامل)) (6/ 2117) من طريق:
عبد الملك بن محمد، حدثني سليمان بن داود، قال: قال لي يحيى بن سعيد القطان: أشهد أن محمد بن إسحاق كذاب، قال: قلت: وما يدرك؟ قال: قال لي وهيب بن خالد، فقلت لوهيب: ما يدريك؟ قال: قال لي مالك بن أنس، فقلت لمالك بن أنس: ما يدريك؟ قال: قال لي هشام بن عروة، قال: قلت لهشام بن عورة: وما يدريك: قال: حدث عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، وقد دخلت علي وهي بنت تسع سنين، وما رآها حتى لقيت الله عز وجل.
والإجابة عن هذه القصة من وجهين:
الأول: أن هذه القصة مختلفة موضوعة، والمتهم بها سليمان ابن داود الشاذكوني، وقد انتقدها الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (7/ 49)، فقال:
((معاذ الله أن يكون يحيى وهؤلاء بدا منهم هذا بناء على أصل فاسد واه، ولكن هذه الخرافة من صنعة سليمان وهو الشاذكوني – لا صبحه الله بخير – فإنه مع تقديمه في الحفظ، متهم عندهم بالكذب، وانظر كيف سلسل الحكاية.
ويبين لك بطلانها أن فاطمة بنت المنذر لما كانت بنت تسع سنين لم يكن زوجها هشام خلق بعد، فهي أكبر منه بنيف عشرة سنة، وأسند منه، فإنها روت كما ذكرنا عن أسماء بنت أبي بكر، وصح أن ابن أبي إسحاق سمع منها، وما عرف بذلك هشام، أفبمثل هذا القول الواهي يكذب الصادق)).
الثاني: أنه لو صحت هذه القصة فمستند التجريح والطعن في ابن إسحاق ضعيف، فإن سماعه من فاطمة ثابت وإن نفاه هشام بن عروة، وإن أقسم على ذلك كما ورد في بعض الأخبار عنه.
قال الذهبي في ((السير)) (7/ 38):
((هشام صادق في يمنيه، فما رآها، ولا زعم الرجل – (أي ابن إسحاق) – أنه رآها، بل ذكر أنها حدّثته، وقد سمعنا من عدة نسوة وما رأيتهن)).
وأما تكذيب الإمام مالك لابن إسحاق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/102)
فإنما هو من قبيل كلام القرآن بعضهم في بعض، فقد وقع ابن إسحاق في مالك، ووقع مالك في ابن إسحاق، هذا إن صح أنه قد كذبه.
وقد تتبعت ما روى عن مالك في تكذيب ابن إسحاق فلم أجد ما يصح في ذلك، وإنما أشد ما قال فيه: ((دجال من الدجاجلة))، ولا يقتضي هذا القول تجريحاً كما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
وأما الأخبار التي وردت في تكذيب مالك لا بن إسحاق، فهي:
1 - ما رواه ابن عدي في ((الكامل)) (6/ 2116): حدثنا ابن حماد، حدثني أبو عون محمد بن عمرو بن عون الواسطى، حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد، حدثنا عفان، عن وهيب، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: هو كذاب. قلت: وهذا إسناد ضعيف فيه شيخ ابن عدي، وهو محمد بن أحمد بن حماد، أبو بشر الدولابي، قال ابن عدي: ((هو متهم فيما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي))، وقال ابن يونس: ((كان يضعف))، وقال الدار قطنى: ((تكلموا فيه، ما تبين من أمره إلا خير)). ومحمد بن يحيى بن سعيد هو ابن القطان، تفرد ابن حبان بذكره في ((الثقات)) (9/ 82)، وأورده ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (1/ 4/123 - 124) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأما ابن جحر فقال: ((ثقة))، فلا أدري ما مستند التوثيق عنده، ولم يوثقه معتبر؟!!
2 – ما رواه العقيلي في ((الضعفاء)) (4/ 24): حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا إبراهيم بن زياد – سبلان -، حدثنا حسين بن عروة، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: محمد بن إسحاق كذاب. قلت: وهذا الإسناد فيه: حسين بن عروة، ضعفه الساجي والأزدي، وقال أبو حاتم: ((لا بأس به)). وقول أبي حاتم هذا معناه أن يكتب حديثه وينظر فيه، أي انه لا يحتج به على إطلاقه، كما بين ذلك ابنه في ((الجرح والتعديل)) (1/ 1/37). والحسين بن عروة قد تفرد بهذه الحكاية عن مالك، ولم يشاركه أحد من أصحاب مالك في حكايتها عنه، فهل أسر بها مالك إليه؟!!.
لقد تبين الإمام مسلم رحمه الله أن الرواي وإن كان ثقة أو صدوقاً إذا تفرد بحديث أو خبر عن حافظ كبير، فلم يشاركه في هذا الخبر أحد من أصحاب هذا الحافظ، كان تفرده بهذا الخبر منكراً مردوداً.
قال الإمام مسلم – رحمه الله – في مقدمة ((الصحيح)) (1/ 7):
((فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثها عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثها وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس)).
ولكن صح عن مالك انه قال في ابن إسحاق: ((دجال من الدجاجلة)).
وهذا الوصف لا يؤخذ منه جرح، ولا يعول عليه خصوصاً وأنه قال هذا القول لما أخبر أن ابن إسحاق يقول: اعرضوا على علم مالك، فإنى أنا بيطاره.
وقيل: إنه قال ذلك لما طعن ابن إسحاق في نسب الإمام مالك.
قال الذهبي في ((السير)) (8/ 711):
((وروي عن ابن إسحاق أن زعم أن مالكاً وآله موالي بني تيم، فأخطأ، وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له، وطعنه عليه)).
ولو نظر السقاف إلى ترجمة ابن إسحاق في ((التاريخ الكبير)) للبخاري، لوجد أن الإمام البخاري – رحمه الله – لم يورد فيه إلا التعديل، ولم يورد فيه كلام الطعن وخصوصاً كلام مالك، فكأنه لا يثبت عنده قول مالك بتكذيبه، أو أن ذلك عنده لأمر غير الرواية، فهو من قبيل كلام الأقران، ولا يقبل كلام الأقران بعضهم في بعض.
يدل على ذلك ما نقله الذهبي في ((السير)) (7/ 4)، قال:
((قال البخاري: ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق، فلربما تكلم الإنسان، فيرمي صاحبه بشىء واحد، ولايتهمه في الأمور كلها)).
وقال الذهبي في ((الميزان)) (3/ 471):
((لم يذكر ابن إسحاق أبو عبدالله البخاري في كتاب الضعفاء له)).
وقد نفى التهمة عن ابن إسحاق سفيان بن عيينة.
قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/ 3/192):
حدثنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثنا على بن المديني، قال: سمعت سفيان بن عيينة سئل عن محمد بن إسحاق، فقيل له: لم يرو أهل المدينة عنه، قال:
جالست ابن إسحاق بضعاً وسبعين سنة، وما يتهمه أحد من أهل المدينة، ولا تقول في شيئاً.
وسنده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/103)
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري– فيما نقله الذهبي في ((السير)) (7/ 39) -:
((الذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يُتبن)).
وقال الذهبي في ((السير)) (7/ 44):
((وقال يعقوب بن سيبة: سألت علياً – يعني ابن المديني -: كيف حديث ابن إسحاق عندك، صحيح؟ فقال: نعم، حديثه عندي صحيح، قال: فكلام مالك فيه؟ قال: مالك لم يجالسه ولم يعرفه، وأي شيء حدث به ابن إسحاق بالمدينة؟!!)).
وأما قول السقاف:
(طعن فيه الإمام أحمد).
فإنما حمل عليه الإمام أحمد لتدليسه، وأما صرح بالسماع فيحتج به إذا لم ينفرد بمنكر.
وقد نقل الذهبي في ((الميزان)) (3/ 469) عن الإمام أحمد قوله:
((حسن الحديث)).
وفي ((بحر الدم فيمن تكلم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذم)) ليوسف بن حسن ابن عبد الهادي (ص:363):
((قال ابن إبراهيم – (أي إسحاق بن إبراهيم بن هانئ) -:
قلت: محمد بن إسحاق في الزهرى؟ قال هو ثقة، ولكن معمر ومالك وهؤلاء أوثق منه)).
وأما ما نقل عنه أنه قال: ((كان ابن إسحاق يشتهي الحديث، فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه)).
فلا يدل على جرح، وقد أجاب عن ذلك الحافظ الذهبي في ((السير)) (7/ 46)، فقال:
((هذا الفعل سائغ، فهذا الصحيح للبخاري فيه تعليق كثير)).
والقول العدل في محمد بن إسحاق:
ما قاله الإمام الذهبي في ((السير)) (7/ 41):
((له ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الأحكام، فينحط حديثه فيه عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكراً هذا الذي عندي في حاله)).
قلت: وهذا الذي نأخذ به، ولا نحتج بما لم يصرح فيه بالسماء، فإنه مكثر من التدليس، ولا نغالي فيه فنقول: صحيح الحديث، بل هو حسن الحديث إذا لم يخالف أو لم يتفرد بأصل أو سنة لم يأت بها غيره من الثقات. والله الهادي إلى سواء السبي
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الخامس والعشرون
إثبات رؤية الرب في الآخرة وتخبط السقاف في إثبات ذلك
وقد ذهب السقاف مذهب المعتزلة في نفي رؤية الرب عز وجل في الآخرة، فقال في كتابه ((احتجاج الخائب بعبارة من ادعى الإجماع فهو كاذب)) (ص:39): (اعلم أولاً: أن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – كذب عليه الناس كثيراً، من ذلك ما في كتاب السنة المنسوب لابنه، ذكر فيه أن الإمام أحمد يقول بجلوس الله تعالى على العرش، وحاشاه من ذلك، ولو ثبت هذا عنه فهو مردود عليه بنصوص الكتاب والسنة المنزهة للمولى تبارك وتعالى عن مشابهة الحوادث والمخلوقات، {ليس كمثله شيء} وإني أنقل أحد تلك النصوص الفظيعة الشنيعة المثبتة في كتاب الزيغ المسمى بكتاب السنة، فأقول: لو نظرنا ص:79 لوجدنا مانصه: ذكر الكرسي: سئل – أي أحمد – عما روى في الكرسي وجلوس الرب عليه. رأيت أبي ? يصحح هذه الأحاديث – أحاديث الرؤيا – ويذهب إليها وجمعها في كتاب وحدثنا به .. إلى آخر ذلك الهراء الوثنى، ومقام الإمام أحمد يجل عن هذه الوثنية التي تشمئز منها الأرواح).
قلت: بل هي سلفية تلين لها قلوب المؤمنين، وتغلظ منها قلوب الزائغين أمثال السقاف المبتدع. والجواب عن هذا الكلام من وجوه:
الأول: أن كتاب ((السنة)) لعبد الله بن الإمام أحمد – رحمهما الله – الذي حاول السقاف الطعن في نسبته لمصنفه ثابت النسبة حاول السقاف الطعن في نسبته لمصنفه ثابت النسبة إلى عبدالله بن أحمد كما بيناه من قبل في هذا الكتاب، وقد ذكرنا هناك كذب السقاف في تلفيق إسناد كتاب الرد على الجهمية لهذا الكتاب – ((السنة)) -.
الثاني: أننا لو سلمنا للسقاف أن هذا الكتاب غير صحيح النسبة لعبدالله بن الإمام أحمد، فليس هذا معناه أن هذا النص غير ثابت عنه، بل هو صحيح ثابت عن الإمام أحمد. فقد رواه ابن النجاد الفقيه – رحمه الله – في كتاب ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)). وفي ((مسائل إسحاق بن إبراهيم النيسابوري)) (2/ 152/1850) قال: ((سمعت أبا عبدالله يقول: من لم يؤمن بالرؤية فهو جهمي، والجهمي كافر)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/104)
الثالث: أن أحاديث الرؤية الصحيحة المثبتة لهذه السلفية – (أو وثنيتك التي تدعيها خيبك الله) – كثيرة بلغت حد التواتر، وهو مما يفيد العلم اليقيني عندك كما أثبت في غير موضع من كتبك. قال أبو الفيض الكتاني في ((نظم المتناثر من الحديث المتواتر)) (ص:153) بعد أن ذكر أحاديث الرؤية: ((وقال اللقاني في شرح جوهرته: أحاديث رؤية الله تعالى في الآخرة بلغ مجموعها مبلغ التواتر، مع اتحاد ما تشير إليه، وإن كان تفاصيلها آحاداً)).
فلا أدري كيف يخالف السقاف في هذه المسألة، مع صحة الأحاديث الواردة في فيه، ومع إثبات صاحب جوهرته للرؤية. بل قال شيخه–المنسوب إليه–أبو الحسن الأشعري في ((رسالته إلى أهل الثغر)) (ص:76): ((وأجمعوا على أن المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأعين وجوههم)).
وإليك أيها القارئ السلفي الأثري – وإليك أيضاً أيها السقاف المعتزلي – جملة مما صح في هذا الباب من أحاديث.
1 – حديث جرير بن عبدالله البجلي ?: قال: كنا جلوساً عند رسول الله ?، إذا نظرنا إلى القمر ليلة البدر، فقال: ((أما أنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) – يعني العصر والفجر – ثم قرأ جرير: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} {طه: 130}. أخرجه البخاري (1/ 105)، ومسلم (1/ 4339)، وأبو داود (4729)، والترمذي (2551)، والنسائي في ((الكبرى)) (تحفه: 2/ 427)، وابن ماجة (177) من طريق: قيس بن أبي حازم، عن جرير به.
2 – حديث أبي هريرة ?: قال: قال ناس: يارسول الله! أنرى ربنا عز وجل يوم القيامة؟ قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة؟!))، قالوا: لا، قال: ((والذي نفسي بيده لا تضارون في رؤيته إلا كما تضارون في رؤية أحدهما)). أخرجه مسلم (4/ 2279)، وأبو داود (4730) من طريق: سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
3 – حديث أبي سعيد الخدري ?: قال:قلنا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: ((هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحواً؟)) قلنا: لا، قال: ((فإنما لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضرون في رؤيتهما)). أخرجه البخاري (4/ 285)، ومسلم (1/ 167) من طريق: عطاء بن يسار، عن أبي سعيد مطولاً.
4 – حديث صهيب بن سنان النمري ?: مرفوعاً: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول تبارك وتعالى، تريدون شيئاً أزيدكم، فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل)). أخرجه مسلم (1/ 163)، والترمذي (2552)، وابن ماجة (187) من طريق: عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب به.
5 - حديث أبي موسى الأشعري ?: مرفوعاً: ((جنتان من فضة آنيتهما وما فيها، جنتان من ذهب آنيتهما وما فيها،وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)). أخرجه البخاري (4/ 287)، ومسلم (1/ 163)، والترمذي (2528)، من طريق: أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه به.
والعجيب حقاً: أن يتناقض السقاف: صاحب كتاب ((تناقضات الألباني))؟!! – فيثبت حديث الرؤية في موضع آخر من كتبه. حيث قال في تعليقه على كتاب ابن الجوزي الجهمي ((دفع شبه التشبيه)) (ص:210) – تعليقاً على قول ابن الجوزي: ((كما وقع الشبه في رؤية الحق سبحانه برؤية القمر في إيضاح الرؤية لا في تشبيه المرئي)) -: قال السقاف: (أي عندما قال ? في الحديث الصحيح: ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)) كان معنى كلامه: أي أنكم سترون ربكم، وسوف لا تشكون هل الذي رأيتموه هو ربكم أم لا كما أنكم إذا رأيتم القمر فإنكم لا تشكون أن الذي ترونه هو القمر ليلة البدر، وليس معنى ذلك أن الله يشبه البدر حاشاً وكلا)). فانظر أيها اللبيب إلى هذا التناقض العجيب، والتخبط الشديد في اعتقاد هذا الرجل.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء السادس والعشرون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/105)
طعن السقاف المبتدع في السني ابن السني عبدالله بن الإمام أحمد ـ رحمهاالله ـ
والسقاف كعادته كثير الطعن في علماء أهل السنة والجماعة، ولم يسلم منه أحد من أئمة السلف حتى عبدالله بن الإمام أحمد – رحمه الله – فقد قال في كتابه الخائب ((احتجاج الخائب)) (ص: 11): ((فإذا علمت أنهم كذبوا على الإمام أحمد في كتب يدعون أن لها أسانيد صحيحة، وأن عليها سماعات إلى غير ذلك من هذيان فارغ، علمت أن هذه اللفظة ربما تكون من جملة تلك الكذبات أو الفريات وخصوصاً أنها من طريق ابنه عبدالله عنه، ككتاب الزيغ)).
فقوله: ((وخصوصاً أنها من طريق ابنه عبدالله عنه)) يدل على ما يكنه قلب هذا الحاقد من كره لأهل السنة والجماعة، ومنهم عبدالله بن الإمام أحمد – رحمه الله -. وإذا علمت أنه تطاول بخبث وعنجهية وتكلم في معاوية بن أبي سفيان – ? - كاتب الوحي، وخال المؤمنين، فلا تستكبر بعد ذلك أن يتكلم في عبدالله بن الإمام أحمد، أو حتى في الإمام أحمد نفسه، أو غيره من أئمة السلف.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء السابع والعشرون
بيان تلبيس السقاف في تضعيفه لحديث السبُحات الذي رواه مسلم والرد عليه
قال تعليقاً على الحديث الأول الذي رواه مسلم من رواية أبي موسى ? موفوعاً: ((إن الله لا ينام ولا ينبغي أن ينام، يخفض القسط، ويرفعه. . .)). إلى قوله: ((حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)). وفي تعليقه على كتاب ابن الجوزي (ص:200): (هذا الحديث من مشكل صحيح مسلم، لما فيه من الألفاظ والمعاني الغريبة، وقد أشار مسلم إلى عنعنة الأعمش، عن عمرو بن مرة، وكان مدلساً كما هو معلوم، فهذه رواية شاذة لا سيما وقد أشار مسلم بعدها إلى علة فيها، ثم روى الحديث بعد ذلك بلفظ معقول شرعاً من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة بلفظ: ((إن الله لا ينام، و لاينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، ويرفع إليه عمل النهار بالليل، وعمل الليل بالنهار)). فلفظ السبحات: لا يثبت، ولا يجوز أن يجزم به صفة لله تعالى، وخصوصاً أن الحافظ ابن الجوزى حكى عن أبي عبيدة: أنه لا يعرف السبحات في لغة العرب، أي لم يسمعها إلا في هذا الحديث).
قلت: وهذا الكلام على وهنه ووهائه فيه ما فيه من التلبيسات والتدليسات.
أولها: قوله: (وقد أشار مسلم بعدها إلى علة فيها).
? قلت: إنما قال مسلم عقب رواية هذا الحديث – وهو الأصل في الباب عنده، ومابعده متابعات له، والمتابعة ليس لها شرط الصحيح، وإنما كتاب مسلم هذا في الصحيح وليس في العلل أيها المتهالك -: وفي رواية أبي بكر: ((عن الأعمش)) ولم يقل حدثنا. يقصد هنا: أبا معاوية الضرير، فهو الذي لم يصرح بالسماع في رواية أبي بكر بن أبي شبية، ولم يقصد بذلك عنعنة الأعمش على أنها علة كما لبّس السقاف، وهذا من باب ذكر الاختلاف في الرواية، وهو مما ميز صحيح مسلم على صحيح البخاري، وقد صرح أبو معاوية بالسماع في الرواية الأخرى عند مسلم، وهي رواية أبي كريب عنه. وصرح في رواية علي بن حرب عند أبي عوانة في ((المستخرج)) (1/ 145).
ثانيها:محاولته إعلال الحديث بعنعنة الأعمش.
وهذا مردود من وجهين:
الأول:أن هذا الحديث قد رواه عن الأعمش ثلاث أنفس، وهم: ابو معاوية ن وسفيان الثوري (25)، وجرير ولم يختلف على الأعمش فيه، مما يدل على أنه لم يدلسه.
الثاني: أن الأعمش لم يتفرد برواية هذا الحديث عن عمرو بن مرة بهذا اللفظ، وغنما تابعه عليه المسعودى. أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (4/ 400 - 401)، وابن ماجة (196) من طريق: وكيع، عن المسعودى به.
قلت: والمسعودى ثقة اختلط، إلا أن سماع وكيع منه قبل الاختلاط. قال الإمام أحمد – كما في ((العلل ومعرفة الرجال)) برواية عبد الله (1/ 325/575) -: ((سماع وكيع من المسعودى بالكوفة قديم وأبو نعيم أيضاً ن وغنما اختلط المسعودى ببغداد، ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد)). فالحديث – على تقدير احتمال التدليس – بهذه المتابعة صحيح لا ريب في ذلك. ووصف السقاف لهذه الرواية بالشذوذ خطأ كبير، وجهل واضح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/106)
ثالثها: محاولته لإعلال هذه الرواية شعبة الناقصة. وهذا مخالف للقواعد الحديثية، فإنما روى شعبة الشطر الأول من الحديث، وتفرد الأعمش والمسعودى وهم الأكثر برواية الشطر الأول والشطر الثاني من الحديث، والتفرد بالزيادة من الحافظ مقبولة، فكيف إذا توبع؟!!
رابعها: تحريفه لكلام أبي عبيدة حيث قال: ((لم نسمع هذا الأمر إلا في هذا الحديث)). فقال السقاف: (الحافظ ابن الجوزى حكى عن أبي عبيدة أنه لا يعرف السبحات في لغة العرب، أي لم يسمعها إلا في هذا الحديث).
قلت: وهذا تدليس واضح، بل كذب على أبي عبيدة، فكلام أبي عبيدة لا يقتضي المعنى الذي ذكره السقاف فإنه يحتمل أنه لم يسمع هذا اللفظ في الأحاديث التي سمعها إلا في هذا الحديث، وهذا لا يدل بأي حال من الأحوال على ضعف الحديث أو شذوذ اللفظة، أو أن هذه اللفظة ليست في كلام العرب. *وهو كقول أبي هريرة ? في الحديث الذي أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (2/ 252): والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدية.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثامن والعشرون
تشكيك السقاف في صحة نسبة بعض أحاديث مسند أحمد إليه
واتهامه الحنابلة بالدس في المسند
ومن بلايا هذا السخاف الطعن في دواوين السنة، سواءً الصحاح أو المسند. فهذا هو مسند الإمام أحمد – وهو أحد الدواوين المشهورة في السنة – لم يسلم من طعن هذا السقاف المبتدع، وكيف يسلم من تششكيكه ولم يسلم من بلاياه الصحيحان اللذان رد كثيراً من أحاديثهما مما تخالف عقيدته.
قال هذا الأفاك الأثيم في تعليقه على كتاب ابن الجوزى (ص:18) عند الكلام على حديث: ((فضحك حتى بدت لهواته وأضراسه)): (هذه الزيادة المنكرة أنها من دس الحنابلة المجسمة،لأنهم وخاصة رؤساؤهم متخصصون في الدس والوضع حتى في مسند الإمام أحمد بن حنبل الذي ينتسبون إليه كما سأذكر أحد براهين ذلك في فائدة خاصة آخر هذا التعليق). ثم قال: (فائدة خاصة مهمة: ذكر الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (2/ 624) والحافظ ابن حجر في ((لسان الميزان)) (4/ 26: الهندية) و (4/ 32دار الفكر) ترجمة: عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمى الحنبلي، وقالا فيها: ((من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة، إلا أنه آذى نفسه ووضع حديثاً أو حديثين في مسند الإمام أحمد. قال ابن رزقويه الحافظ: كتبوا عليه محضراً بما فعل، كتب فيه الدار قطنى وغيره، نسأل الله العافية والسلامة).
قلت: هذا إن كان قد حدث من أحد الحنابلة فلم يحدث من غيره، وإلا لما توانى هذا السقاف الخبيث عن ذكره، فكيف يصف الحنابلة بهذا الوصف العجيب القبيح، ويعمم فيهم الاتهام. وكذلك فإن كان هذا حدث من عبد العزيز بن الحارث فإن أهل الحديث لم يقفوا مكتوفي الأيدي أما هذا الحدث الجلل، بل سطروا محضراً أثبتوا فيه تهمة هذا الرجل، وهذا كاف لتبرئة ساحتهم، وإبراء ذمتهم. فكفى منك أيها السقاف طعناً في دواوين السنة وأمهات الكتب.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء التاسع والعشرون
نفى السقاف صفة الضحك عن الله عز وجل
و نسبة التأويل إلى الإمام البخاري والرد عليه في ذلك
قال السقاف في تعليقه على ((دفع شبه التشبيه)) (ص:179) تعليقاً على ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ? مرفوعاً: ((يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة)): (اعلم أن هذا الحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه ورد عند النسائي (6/ 38برقم 3165) بلفظ: ((إن الله عز وجل يعجب من رجلين يقتل أحدهما صاحبه .. )) وإسناده صحيح، ورواه ابن خزيمة كما في ((الجامع الكبير)) برقم (28615) للحافظ السيوطي، ومنه تبين أننا لا نستطيع الجزم بواحد من اللفظين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/107)
قلت: وهذا تدليس بين، وتلبيس واضح. فلفظ الحديث عند النسائي: ((إن الله عز وجل يعجب من رجلين يقل أحدهما صاحبه)). وقال مرة أخرى: ((ليضحك من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، ثم يدخلان الجنة)). وهذا اللفظ الأخير لم يذكره السقاف لئلا تنكشف حيلته في رد الحديث بهذا اللفظ، وهذا الحديث رواه بلفظ: ((يضحك)) الإمام مالك في موطئه (2/ 460) عن أبي الزناد به. ومن طريقه البخاري ومسلم والنسائي. والحديث بالوجهين رواه النسائي، قال أخبرنا محمد بن المنصور، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به. وسفيان هو ابن عيينة، وهو وإن كان دون مالك في التثبت والحفظ، إلا أنه رواه على وجه يوافق ما رواه مالك ن ولو تفرد مالك بالوجه الأول لرجح لتقدمه في الحفظ والتثبت، والله أعلم.
وأما الحديث الثاني:الذي رده السقاف المبتدع فهو حديث ابن مسعود ? الذي أخبر في عن النبي عليه السلام، عن آخر رجل يدخل الجنة، وضحكه عليه السلام، فقيل: مم تضحك؟ فقال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني. قال السقاف (ص: 178): (وهي عندنا لا تثبت لأن راويها ((حماد بن سلمة))، ضعفه مشهور وإن كان من رجال مسلم، وقد تحايده البخاري كما في ((الميزان)) وقد صح حديثه هذا في مسلم دون الزيادة التي ذكرناها هنا لمتابعة غيره له في الحديثين اللذين قبله في مسلم، لاسيما والرواة قد اختلفوا في هذا اللفظ أو شكوا هل قال: أتسخر بي أو أتضحك بي كما في مسلم).
قلت: حماد بن سلمة ثقة رضي حافظ، كما مر بيانه وذكره وهو حافظ مقدم في روايته عن ثابت البناني، وهذا الحديث عند مسلم من روايته عن ثابت، عن أنس، عن ابن مسعود. قال ابن المديني – رحمه الله -: ((لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة)). ومثله عن الإمام أحمد. وقال ابن معين: ((من خالف حماد بن سلمه في ثابت فالقول قول حماد)). فحديثه هذا حجة، وقد احتج البخاري بروايته عن ثابت كما مر ذكره وتحقيقه، خلافاً لما زعمه السقاف. وأما دعوى المخالفة التي ادعاها السقاف فواهية لأن الخبر الثاني الذي أعل به السقاف هذا الحديث من طريق آخر، عن جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن ابن مسعود. وشك الراوي في اللفظ قد يكون سبباً في إعلال هذا الحرف إذا كان قد تفرد به على الشك، أما إذا تابعه ثقة أحد اللفظين، فهذا يدل دلالة قوية على ثبوت اللفظ المتابع عليه.
وبعد:فهذه طريقة أهل الزيغ والضلال في هدم الدين برد الأحاديث الثابتة، والطعن في أحاديث الصحيحين، مع أنه يكُثر من تأليب الناس على الشيخ الألباني بدعوى أنه يضعف بعض أحاديث الصحيحين.
وأما ما ادعاه السقاف من نسبة التأويل إلى الإمام البخاري – رحمه الله – وأنه أول الضحك بالرحمة فغير صحيح. قال السقاف (ص:179): (قال البيهقي هناك – (أي في الأسماء والصفات) -: روى الفربرى عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى أنه قال: معنى الضحك في الحديث الرحمة).
قلت: هذا ليس بدليل كاف على إثبات التأويل على الإمام البخاري فأين إسناده إلى الفربرى، وأين هو من الصحيح، فالفربرى من رواة الصحيح. ولقد استحضر ابن حجر – وهو منسوب إلى الأشعرية - عدم صحة نسبة هذا القول إلى الإمام البخاري، فقال: في ((الفتح)) (8/ 513): ((لم أر ذلك في النسخ النسخ التي وقعت لنا من البخاري)). وابن حجر معتبر عند هذا السخاف، فكيف لم يعرج على قوله هذا، ويأخذ به كعادته فيما وافق مذهبه؟!!
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثلاثون
مراوغة السقاف في الإحتجاج بأحاديث الآحاد
ليرد أحاديث الصفات التى توافق معتقدة
وقد سلك السقاف مسلك أهل البدع المعروفين به لرد أحاديث الصفات التي لا توافق معتقداتهم الباطلة، وذلك عن طريق الطعن في هذه الأحاديث بأنها أحاديث آحاد، وهي – كما يدعون – ظنية الثبوت، ويجل الله سبحانه عن أن تثبت له صفة من الصفات بخبر ظني!!.
? وهذه الطريقة كما قال أبو المظفر السمعاني: ((رأس شعب المبتدعة في رد الأخبار)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/108)
? بل التعبير عن ذلك بالظن واليقين هو من محدثات هؤلاء المبتدعة تدليساً عن إطلاق الأئمة المتقدمين وهو: (إفادة العلم والعمل)، فإنهم لما زأوا أن الأئمة المتبوعين، وأهل النظر والتحقيق منهم يثبتون ذلك بقولهم أن أحاديث الآحاد تفيد العلم والعمل جميعاً، أى أنها يقينية الثبوت على إطلاق هؤلاء المبتدعة أرادوا طمس هذا الوصف القديم بالوصف المحدث تمويهاً منهم وتلبيساً، كما فعل اللفظية حين أطلقوا قولهم البدعي ((لفظنا بالقرآن مخلوق)) بعد أن تصدى لهم أهل السنة فيما ادعوه صراحة من أبي القرآن الكريم مخلوق، فجنحوا للقول الثاني تمويهاً وتعمية، وكذلك هم فعلوا في أحاديث الآحاد.
? والذي عليه متقدمو أهل الحديث، وأهل السنة الجماعية: أن حديث الواحد الصحيح الإسناد بنقل العدل الضابط عن مثله، إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة يفيد العلم والعمل جميعاً، أي أنه قطعي الثبوت – كما يعبر عنه
? ونقل ابن عبدالبر في ((التمهيد)) (1/ 8) هذا القول عن:
((قوم كثير من أهل الأثر، وبعض أهل النظر، منهم الحسين الكرابيسى وغيره، وذكر خواز بنداذ أن هذا القول يخرج على مذهب مالك)).
? وإليه ذهب ابن حزم، ونه أخذ، ونقله عن داود الظاهري، والحارث ابن أسد المحاسبي، كما في كتابه ((الإحكام في أصول الأحكام)) (1/ 115).
? وهو مذهب البخاري والشافعي.
فأما البخاري فأفرد له باباً من أبواب ((صحيحه)) (4/ 252) فقال: (باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام).
وأورد فيه أخباراً على ما ترجم له.
وأما الشافعي فقال في ((الرسالة)) (ص401):
((الحجة في تثبيت خبر الواحد)).
ثم ساق الأدلة على ذلك.
فلا حجة بعد ذلك فيما نقله ابن عبدالبر من أن الشافعي يذهب إلى إثبات العلم دون العمل لأحاديث الآحاد.
? ونقل أبو القاسم الأصبهاني في كتابه ((الحجة)) (2/ 214) عن الإمام أبي المظفر السمعاني قوله – في الرد على ما قال بأنه لا يفيد العلم والعمل -:
((وهذا رأس شغب المبتدعة في رد الأخبار، وطلب الدليل من النظر والإعتبار فنقول، وبالله التوفيق:
إن الخبر إذا صح عن رسول الله ?، ورواه الثقات والأئمة، وأسنده خلفهم عن سلفهم إلى رسول الله ?، وتلقته الأمة بالقبول: فإنه يوجب وتلقته الأمة بالقبول: فإنه يوجب العلم فيما سبيله العلم.
هذا قول عامة أهل الحديث والمتقنين على السنة، وإنما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال، ولا بد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به: شيء أخترعه القدرية والمعتزلة، وكان قصدهم منه رد الأخبار، وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم علم في العلم وقدم ثابت، ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول، ولو أنصفت الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم، فإنهم تراهم مع أختلاف في طرائقهم وعقائدهم يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد)).
وقال: ((فإذا قلنا: إن خبر الواحد لا يجوز أن يوجب العلم، حملنا أمر الأمة في نقل الأخبار على الخطأ، وعلناهم لاغين، مشتغلين بما لا يفيد أحداً شيئاً، ولا ينفعه، ويصير كأنهم قد دنوا في أمور مالا يجوز ارجوع إليه، والاعتماد عليه، وربما يرتقى هذا القول إلى أعظم من هذا، فإن النبي ? أدى هذا الدين إلى الواحد فالواحد من أصحابه، ليؤدوه إلى الأمة، ونقلوا عنه، فإذا لم يقبل قول الراوى لأنه واحد، رجع هذا العيب إلى المودى، نعوذ بالله من هذا القول الشنيع، والاعتقاد القبيح)).
وأما ما احتج به ذلك الخائب في مقدمته لكتاب ابن الجوزي من فعل بعض الصحابة في رد بعض الأخبار التى رواها غيرهم عن النبي ? فلا تدل بحال من الأحوال على ماذهب إليه من نفي ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/109)
? وإليك الجواب عن كل خبر من هذه الأخبار. قال السقاف (ص: 33) من مقدمة ((دفع شبه التشبيه)): تحت عنوان: ((رد الصحابة بعض أحاديث الآحاد الثابتة واستيثاقهم منها أحياناً أخرى)). (رد السيدة عائشة – رضي الله عنها وأرضاها – على سيدنا عمر – رضوان الله عليه – في حديث ((تعذيب الميت ببكاء أهله))). وقال (ص: 34): (ردت السيدة عائشة على من قال أو روى أن سيدنا محمد ? رأى ربه، وهو ابن عباس – ? - وغيره). وقال (ص: 35): (وردت السيدة عائشة ? على من قال: ((بال رسول الله ? قائماً))). وذكر عدة أخبار مثلها.
? قلت: هذا لا يفيد بحال من الأحوال أم مارواه غيرها عن النبي ? ظني الثبوت عندها، وإن ما رأته منه يقيني، وإنما ردت ما ردت لسبب من الأسباب التالية:
أحدها: أن يكون ما سمعه الصحابي من النبي ? يقتضي العموم، فيحدث به على هذا الوجه، فيفيد حكماً شرعياً، يخالفه ما سمعته هي عن النبي ? مما يفيد الخصوص كما في استدراكها على عمر بن الخطاب ?.
ثانيها: أن يخبر أحد الصحابة بخلاف هديه الظاهر لها، ويكون هذا الهدي مما اطلعت عليه هي بخلاف ماروى هذا الصحابي، كما في ردها على من حدث بأن النبي ? بال قائماً.
ثالثهما: أن يخبر أحد الصحابة بحال من أحوال النبي ? مما لم تطلع عليه هي رضي الله عنها – فتسدل عليه بعموم القرآن، كما ورد في إثبات ابن عباس لرؤية النبي ? لربه، ونفيها هي ذلك.
وهذا كله لا يثبت بحال من الأحوال أن أقوال الصحابة عندها ظنية الثبوت ولو كان كذلك لكانت أقوالها ظنية عند الصحابة، ولردوا سنناً كثيرة لم يروها عن النبي ? غيرها، سواء في العقائد أو في الأحكام.
ثم قال السقاف تعضيداً لكلامه الواهي المتقدم (ص: 37) تحت عنوان: ((خبر الواحد يفيد الظن ولا يفيد العلم عند سيدنا أبي بكر الصديق ?)): (قال الحافظ الذهبي في ((تذكرة الحافظ)) (1/ 2):
وكان أبو بكرأول من أحتاط في قبول الأخبار فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذؤيب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث، فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئاً، وما علمت أن رسول الله ? ذكر لك شيئاً، ثم سأل الناس، فقال المغيرة، فقال: حضرت رسول الله ? يعطيها السدس، فقال له: هل معك أحد؟! فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك، فأنفذه أبو بكر ?).
ثم قال السقاف في الحاشية عقب تخريج الحديث.
(وهو صحيح).
قلت: كذا قال، وهو إما جهل بهذا العلم، أو تجاهل وتدليس، فإن هذا السند ضعيف لأنقطاعه، فإ، قبيصة لا يصح سماعه من أبي بكر، وكذا يستبعد أن يكون قد أدرك هذه الواقعة.
وقد استظهر الحافظ هذه العلة، فقال:
((إسناده صحيح لثقة رجاله، وإلا أن صورته المرسل، فإن قبيصة لا يصح سماعه من الصديق، ولا يمكن شهوده القصة، قاله ابن عبدالبر، وقد أعله عبدالحق تبعاً لأبن حزم بالإنقطاع)).
فهذا الخبر لا يدل على ماذكر لضعفه، ولو صح فإنه لا يفيد الظن عنده وإنما هو من باب التثبت، ولا يستطيع أحد أن يجزم برد الصديق لهذه السنة لو تفرد بروايتها المغيرة، ولم يتابعه عليها أحد من الصحابة، وكما يكثر السقاف من القول:
((متى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال)).
ثم، لو صح هذا الخبر، فهل رواية الاثنين التواتر وتحقه كما أدعي هذا السخاف؟!!.
وكذلك، فهذه الأخبار واردة في الأحكام، وليست في العقائد، فهذا يلزم منه أيضاً أن لا نتعبد الله تعالى بشيء من الأخبار الآحاد، وإنما يلزم أن نتعبده بالمتواتر، فإن قال: نعم، فقد خالف إجماع الأمة وخالف نفسه، وإن قال: لا، ردت عليه حجته، وألزم بها.
ثم قال السقاف (ص: 38) تحت عنوان: ((خبر الواحد يفيد الظن دون العلم عند سيدنا عمر ? أيضاً)):
ثم ذكر ما رواه مسلم من واقعته مع ابي موسى الأشعري في الانصراف إذا لم يؤذن له في الثالثة، وما رواه أبو موسى في ذلك عن النبي ?،وكيف توعده عمر إذا لم يأت بمن يعضده ممن سمع نفس الحديث من الصحابة.
وليس في هذا غلا التثبت، لأن عمر – ? - قد وقع معه خلاف ما سمع، فأراد أن يرجع الصواب بالكثرة لتساوي المتعارضين في العدد.
قال الترمذي عقب إخراج هذا الحديث في ((الجامع)) (5/ 54):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/110)
((وإنما أنكر عمر عندنا على أبي موسى حيث روى عن النبي ? أنه قال: الاستئذان ثلاث، فإذا أذن لك وإلا فارجع، وقد كان عمر استأذن على النبي ? ثلاثاً فأذن له، ولم يكن علم هذا الذي رواه أبو موسى عن النبي ? أنه قال: فإن أذن لك فإلا فارجع)).
فالذي دفع عمر الإنكار الزيادة الأخيرة التي تخالف ماوقع له مع النبي ?، وكذلك فللترهيب من التساهل في الرواية، والحث على الاحتياط فيها.
قال الخطيب البغدادي – رحمه الله – في ((شرف أصحاب الحديث)) (ص: 92 – 93):
((لم يطلب عمر من أبي موسى رجلاً يشهد معه هذا الحديث لأنه كان لا يرى قبول خبر الواحد العدل!! وكيف يقول ذلك، وهو يقبل رواية عبدالرحمن بن عوف عن النبي ? في أخذ الجزية من المجوس، ويعمل به، ولم يروه غير عبدالرحمن، وكذلك حديث الضحاك بن سفيان الكلابي في توريث أمرأة اشيم الضبابي من دية زوجها، ولا فعل عمر ذلك لأنه كان يتهم أبا موسى في روايته، لكن فعله على الوجه الذي بيناه من الاحتياط لحفظ السنن والترهيب في الرواية)).
ثم قال السقاف (ص: 39) تحت عنوان: ((خبر الواحد ينبغي التثبيت منه ولو كان راويه صحابياً، ويفيد الظن عند الإمام علي ?)):
(روى الإمام أحمد في ((المسند)) (1/ 10) بإسناد صحيح عن اسماء بن الحكم الفزاري، قال سمعت علياً قال: كنت إذا سمعت من رسول الله ? حديثاً نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني غيري عنه استخلفه، فإذا حلف لي صدقته، وحدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر …. فذكر حديثاً مرفوعاً).
قال السقاف:
(لو كان خبر الواحد بفيد العلم ولا يفيد الظن لاكتفى سيدنا علي عليه السلام و ? الله عنه بسماع خبر الواحد، ولما استخلفه، لأنه باستخلافه يؤكد خبره، أو يصرح الراوي بأنه غير متأكد من الخبر … .. ).
? قلت: وقبل أن أجيب عن كلامه الواهي هذا، أفطن القارئ الكريم وأنبهه إلى ذلك الحقد الشيعي، بل الرافضي الخبيث الذي يكنه هذا المتهالك لجماعة صحابة رسول الله ?، لا سيما معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص – ? -.
فأنظر إلى قوله الخبيث: ((خبر الواحد ينبغي التثبيت منه ولو كان راويه صحابياً، ويفيد عند الإمام علي ?)).
فهذا يحمل في طياته في عدالة الصحابة وحفظهم وأمانتهم، فمن سلف هذا الطعان في البحث عن أحوال الصحابة وسبر مارووه عن النبي ? إلا الروافض الخبثاء، وغلاة الشيعة اللئام.
? والجواب عن هذا الدليل الذي ذكره من وجهتين:
الأول: أن هذا الخبر مما استنكره ائمة الشأن كالبخاري والعقيلي، ومن المتأخرين الحافظ ابن حجر.
فأما الإمام البخاري فأشار إلى إنكارته فقال في ((التاريخ الكبير)) (2/ 1 /54): ((لم يتابع عليه، وقد روي أصحاب النبي ?، بعضهم عن بعض فلم يحلف بعضهم بعضاً)).
وأما العقيلي، فنقل في ((الضعفاء)) (1/ 107) كلام شيخه السابق، ثم قال: ((وحدثني عبدالله بن الحسن، وعن علي بن المديني، قال: قد روى عثمان بن المغيرة أحاديث منكرة من حديث ابي عوانة)).
كذا في الضعفاء، والصواب: (من حديث علي بن ربيعة) كما في ((التهذيب)).
قلت: لأن هذا الخبر من رواية عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة الوالبي، عن أسماء بن الحكم، عن علي به.
وقد حاول الحافظ المزي أن يدافع عن هذا الخبر بمتابعات عدة، فتعقبه الحافظ ابن الحجر في ((التهذيب)) (1/ 235) بقوله:
((المتابعات التى ذكرها لا تشد هذا الحديث شيئاً لأنها ضعيفة جداً)).
? قلت: وأسماء هذا لم يوثقه إلا العجلي وهو متساهل، وأما البزار، فقال: ((مجهول))، واستنكاره الأئمة لحديثه مما يوهن حاله، خصوصاً إذا كان مقلاً جداً من الرواية.
والثاني: أنه لو صح هذا الحديث فليس بدليل على ما بوب له السقاف، فإن الاستحلاف لا يفيد اليقين، ولا يصح بأي حال من الأحوال أن يعدل بالمتابعة وتكثير الطرق، وإنما الاستحلاف للترهيب من الرواية، والتشديد على من تساهل فيها، ثم إن علياً ? قبل الرواية من أبي بكر الصديق ? ولم يستحلفه، فهذا خارم لما ادعاه السقاف، وكذب السقاف فيما ادعاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/111)
? وأخيراً: أقول للسقاف رداً على ما ادعاه من أن الآثار المتقدمة تفيد الحكم بالظن عند الصحابة على أحاديث الآحاد: إن معظم هذه الآثار التى توقف فيها الصحابة – على حد زعمك الواهي عن قبولها، لأنها من طريق الآحاد هي ما وردت في العبادات والأحكام، لا في أبواب الاعتقاد، فيلزمك على هذا أن ترد أخبار الآحاد أيضاً في أبواب الأحكام والعبادات، لا في أبواب الصفات والعقائد، وهذا يخالف ماذكرته من أن الآحاد إنما يحتج بها في الأحكام دون العقائد!!.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 05 - 02, 03:35 ص]ـ
لا دفاعا عن الالباني فحسب بل دفاعا عن السلفية
الرد على الجهمي المعطل حسن السقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع الردود على الجهمي المعطل حسن السقاف.
الجزء الواحد والثلاثون
معنى قول أهل السنة والجماعة:
[إن الله في السماء]
وإثبات أهل السنة لصفة العلو، واحتجاجهم بحديث الجارية على أن الله في السماء، ليس معناه إثبات الحلول له، تعالى عن ذلك عز وجل، وإنما عنوا بـ ((في)) أي: ((على)). وليس هذا تأويلاً كما ادعى السقاف، بل له نظائر في القرآن الكريم: قال تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي: على جذوع النخل.
قال شيخنا العلامة المحدث المفيد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله قي تعليقه المُنيف على كتاب ((ذكر الاعتقاد، وذم الاختلاف)) لأبي العلاء بن العطار – رحمه الله – (ص:30): ((الحق أن الله تعالى له جهة العلو، وأنه مستو على عرشه، بائن من خلقه، وقول من قال من السلف والأئمة: إن الله في السماء إنما أراد حكاية القرآن: {أأمنتم من في السماء} وما ورد في حديث الجارية ونحو ذلك، وليس معنى ذلك عندهم على الظرفية، بل إن نصوص الفوقية والاستواء والعلو مفسرة، لكون (في) بمعنى على، وذلك نظير قوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل})). قلت: وهذا يؤيده ما ذكره الذهبي في ((الأربعين في صفات رب العالمين)) (ص:87) حيث قال: ((ورد أنه – عز وجل – في السماء، و (في) ترد كثيراً بمعنى (على)، كقوله تعالى: {فسيحوا في الأرض} {التوبة:2}. أي: على الأرض. {ولأصلبنكم في جذوع النخل} {طه: 71}. أي على جذوع النخل، فكذلك قوله: {أأمنتم من في السماء} {الملك:16}. أي: من على السماء)).
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثاني والثلاثون
الكلام على حديث [فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد]
وبيان تدليسات السقاف وتلبيساته في تضعيفه له
ومن تدليسات وتلبيسات السقاف ذلك الجزء الذي ألفه في تضعيف حديث: ((فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد))، والذي سماه: ((أقوال الحفاظ المنثورة لبيان وضع رأيت ربي في أحسن صورة)). وقد سلك فيه مسلكاً ينافي الأمانة والعدل في القول بل كلامه في هذا الجزء يدل على جهله بعلوم الحديث، ولا سيما تخريج الأحاديث، وجمع الطرق.
قال السقاف في مطلع رسالته هذه – وهي مطبوعة مع ((دفع شبه التشبيه)) (ص: 281): (حديث: رأيت ربي تبارك وتعالى في احسن صورة، قال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت لا أعلم أي ربي، قال: فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماوات والأرض، ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات، قال: وما هذه؟ قلت: المشي إلى الجماعات، والجلوس في المساجد وانتظار الصلاة، وإسباغ الوضوء على المكاره، قال: فمن يفعل ذلك يعيش بخير، ويموت بخير، ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمه. قلت: هذا الحديث لا يثبت من ناحية سنده ومتنه من وجوه: الأول: رواه الترمذي في سننه (5/ 366) وحسنه، والخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 152) وابن الجوزي في الموضوعات 10/ 125) والطبراني في ((الكبير)) (1/ 317) وأورده الحافظ السيوط في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوة (1/ 31) وذكر أن في سنده حماد بن سلمه، وقد روي الحديث عن حماد بلفظ آخر كما قال السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 31) ذكر هذا اللفظ الذهبي في الميزان وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)). قلت: أورد الذهبي صدر الحديث الذي نحن بصدده والذي اضطرب فيه الرواة وما جوا اضطراباً عجيباً في كتابه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/112)
القيم ((سير أعلام النبلاء)) (10/ 113 – 114) من طريق حماد هذا، وقال: وهو بتمامة في تأليف البيهقي، وهو خبر منكر نسأل الله السلامة في الدين. ا. هـ. قلت: الإمام الحافظ البيهقي قال في كتابه الأسماء والصفات (ص: 300 بتحقيق المحدث الكوثري): وقد روي من وجه آخر وكلها ضعيف. ا هـ. * قلت: هذا تصريح من البيهقي بضعف طرق هذا الحديث، وقول الذهبي معه بأنه منكر، مع إيراد الحافظ السيوطي وابن الجوزي له في الموضوعات يثبت وضعه بلا شك ولا ريب، كما أن الحافظ ابن خزيمة أطال في رد أحاديث الصورة في كتاب الصفات) ا. هـ. كلام السقاف.
قلت: والمآخذ على السقاف في هذا الكلام كثيرة، منها:
أولاً: أنه لما خرج لم يميز بين الطرق وبين رواة الحديث من الصحابة، ولا بين المتون، حتى إذا نقل قولاً عن أحد الحفاظ كالذهبي مثلاً في تضعيف الحديث لبس على القارئ بأن الحديث لا يصح من كل الطرق، وتفصيل الأحاديث كالتالي: الحديث عند الترمذي من رواية: 1 – ابن عياس، عن النبي. 2 – معاذ بن جبل، عن النبي. وعند الطبراني: من حديث أبي رافع – - عن النبي. وعند الخطيب: من حديث ابي عبيدة بن الجراح عنه، عن النبي. وعند ابن الجوزي: من حديث أم الطفيل امرأة عمارة بن عامر، عن النبي.
ثانياً: أنه لما خرج هذا الحديث من هذه الوجوه ذكر كلاماً للحافظ الذهبي في تضعيف حديث آخر غير هذا الحديث، وهو الحديث الذي يروى عن حماد ابن سلمة – ولا يحفظ عنه – عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً: ((رأيت ربي جعداً أمرداً عليه حلة خضراء)). وهذا بخلاف الحديث الذي فيه اختصام الملأ الأعلى.
ثالثاً: أنه لما نقل كلام الذهبي في تضعيف هذه الرواية لم ينقل كلامه بتمامه حتى لا ينكشف تدليسه، وتمام كلام الذهبي كما في ((السير)): ((حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله: ((رأيت ربي – يعني في المنام - …….)) وذكر الحديث، وهو بتمامه في تأليف البيهقي، وهو خبر منكر، نسأل الله السلامة في الدين، فلا هو على شرط البخاري، ولا مسلم، ورواته وإن كانوا غير متهمين، فما هو بمعصومين من الخطأ والنسيان، فأول الخبر، قال: ((رأيت ربي)) وما قيد الرؤية بالنوم)).
فقوله في أول الكلام: ((يعني في المنام)) من إدراج الذهبي نفسه، فإنها ليست في مصنف البيهقي، وهذا يدل على أن هذا الخبر غير خبر اختصام الملأ الأعلى، فإن الثانية كانت رؤيا في المنام. وكذلك فإعلال البيهقي للحديث فللرواية التي فيها وصف الرب تعالى باللفظ المنكر، ولا يختص بحديث الاختصام.
رابعاً: أنه دلس على القراء فقال: (كما أن الحافظ ابن خزيمة أطال في رد أحاديث الصورة في كتابه الصفات). والجواب عن هذا: أن ابن خزيمة إنما ذكر طرق هذا الحديث بحسب ما وقعت له، وذكر عللها، ثم أورد طريقاً صحيحاً، وأعله بأنه من رواية يحيى بن أبي كثير، وقال: ((يحيى بن أبي كثير رحمه الله أحد المدلسين، لم يخبر أنه سمع هذا من زيد بن سلام)) وهذه العلة مردودة كما سوف نبين قريباً إن شاء الله تعالى.
خامساً: أنه ضرب صفحاً عن ذكر الأسانيد الصحيحة لهذا الخبر، وتصحيح أهل العلم لها، وهذا مخالف للأمانة العلمية، وميثاق أهل العلم.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثالث والثلاثون
ذكر طريق صحيح لحديث: ((فيم يختصم الملأ الأعلى))
وتصحيح أحمد والبخاري والترمذي له خلافاً لما أدعاه السقاف
قال السقاف (ص: 283 – 284) – بعد أن أورد كلامه السابق نقله -: (فإن قال قائل: قد حسن الترمذي الحديث، بل قد صححه في بعض الروايات عنه، قلنا هذا لا ينفع لوجوه: منها: أن الترمذي رحمه الله تعالى متساهل في التصحيح والتحسين كما هو مشهور، مثله مثل الحاكم رحمه الله في ((المستدرك)) يصحح الموضوعات كما هو مشهور عند أهل الحديث. ومنها: أن تضعيف هؤلاء الحفاظ الذين ذكرناهم وهم جهابذة أهل الحديث الذين حكموا على الحديث بأنه منكر وموضوع وغير مقدم على تحسين الترمذي أو تصحيحه. ومنها أن الثابت من كلام الترمذي رحمه الله من نسخ سننه أنه قال: حسن غريب، كما نقل ذلك عنه الحافظ المزي في تحفه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/113)
الشراف (4/ 382)، والمنذري في الترغيب والترهيب. وقال ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية (1/ 34) عقب هذا الحديث: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة، قال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة ليس فيها صحيح).ا. هـ.
? قلت: الكلام كله الذي ذكره هذا السخاف إنما هو على حديث ابن عباس – ?. فأين رواية عبالرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل – ? - قال: احتبس عنا رسول الله ? ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعاً، فثوب الصلاة، فصلى رسول الله ? وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته، قل لنا: ((على مصافكم كما أنتم)). ثم انتقل إلينا ثم قال: ((أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل، فتوضأت، وصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري، قالها ثلاثاً، قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال: فيم – وعند أحمد: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترمني، وإذا أردت فتنة قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك، قال رسول الله ?: إنها حق فاردسوها ثم تعلموها)).
اخرجه كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه عن مالك الترمذي (3235) من طريق: جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي بن يخامر السكسكي، عن معاذ به.
قلت: وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن رواية يحيى بن أبي كثير عن زيد ابن سلام تكلم بعضهم في اتصالها. ففي ((التهذيب)): قال يحيى بن حسان، عن معاوية بن سلام: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كتب أخي زيد بن سلام. ولذا قال ابن معين: لم يلقه، وما أحمد بن حنبل فسأله الأثرم: يحيى سمع من زيد؟ قال: ما أشبهه. ? قلت: سماعه من زيد بن سلام ثابت، لا سيما في هذا الحديث. فقد أخرج أحمد هذا الحديث في ((المسند)) (5/ 243): ثنا أبو سعيد مولى بن هاشم، ثنا جهضم يعني اليمامي، ثنا يحيى يعني ابن أبي كثير، ثنا زيد به. وهذا سند صحيح محفوظ إلى يحيى.
وقد صحح لهذا الحديث الإمام الترمذي والبخاري. قال الترمذي: ((هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح)). وكذا هو النقل عنهما في ((تحفة الأشراف))، وأما ما نقله السقاف من قول الترمذي ((حسن غريب))، فإنما هو في حديث ابن عباس، وليس في حديث معاذ هذا ثم أقول لهذا السقاف: ألم تر في كتاب المزي ((تحفة الأشراف)) في الموضع الذي أشرت إليه (4/ 382 – 383) أنت في كتابك قول المزي: ((وقال موسى بن خلف العمي، عن يحيى، عن زيد، عن جده ابي سلام، عن أبي عبد الرحمن السكسكي مالك بن يخامر (وتصفحت في التحفة إلى: عن مالك) عن معاذ بن جبل به. قال أبو أحمد بن عدي: وهذا له طرق، ورأيت أحمد بن حنبل صحح هذه الرواية التى رواها موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير حديث معاذ بن جبل، وقال: هذه أصحها)). فإن ادعى السقاف أن حكم الترمذي على هذا الحديث بالصحة مردود لتساهله، فما بال تصحيح البخاري له، وتصحيح الإمام أحمد له كذلك، هل هما أيضاً موصوفان بالتساهل؟!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/114)
ثم دعواه تلك أن الترمذي متساهل فيها نظر كبير، ولن أتكلف الرد عليه في ذلك، بل سوف أحيله على كتاب شيخه عبدالله الصديق الغماري الموسوم بـ: ((الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين)) (ص: 176 – 181)، ففيه بحث مفحم للسقاف في الرد على من يقول:إن الترمذي لا يعول على تصحيحه، وأنه من الموصوفين بالتساهل. ولكتاب شيخه هذا قصة طريفة معي يأتي ذكرها إن شاء الله في الجزء الثالث من هذا الكتاب، وهو الرد على التناقضات. فالحديث أخي القارئ صحيح ثابت إن شاء الله تعالى، فالحمد لله على السنة وعلى الأتباع، ونعوذ به من البدعة والابتداع.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الرابع والثلاثون
إثبات صفة الساق وصفة اليدين للرب تبارك وتعالى والرد على السقاف في نفيهما عنه
هاتان الصفتان لم تسلما من تعطيل السقاف أيضاً بتأويلهما تارة، ونفيهما على الحقيقة تارة أخرى، مع ورود النصوص الشرعية من الكتاب والسنة بإثباتهما على الوجه الذي يليق بالله تبارك و تعالى. وقد قال تعالى في محكم التنزيل: {يوم سكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} {القلم: 42}.
? وقد مر معنا أن ما نسبه السقاف من تأويل هذه الآية إلى الصحابة وجماعة من السلف لا يصح عنهم كما بيناه بالسانيد والأدلة الدامغة. وورد في تفسير هذه الأية ما أخرجه البخاري (قتح: 8/ 531) من طريق سعيد بن ابي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد ? قال: سمعت رسول الله ? يقول: ((يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعة ….)). وأما ذلك السقاف، فحكم على لفظه: ((ساقه)) بالشذوذ، وقوى القول بالتأويل والصرف عن الظاهر، فقال (ص: 118) حاشية (46) تعليقاً على ما نقله ابن الجوزي من التأويل المنسوب إلى بعض السلف للآية السابقة: (وقد ثبت ذلك عن ابن عباس بثلاثة أسانيد صحيحة، أنظر فتح الباري (13/ 428)، ومسند أحمد (3/ 17) فهكذا أول هذه الاية الصحابة والسلف. وأما الحديث الذي وردت فيه لفظة (ساقه) فقد قال الحفاظ في شرحه أن لفظة (ساقه) غير محفوظه، والمحفوظ لفظة (ساق) الموافقة للآية القرآنية، وأما لفظة (ساق) فتسوق إلى التجسيم، هذا معنى كلام الحافظ في ((الفتح)) ولذا نقطع أن هذه اللفظة لم يقلها ?، ومتى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال، وقد أفاد غالب ما ذكرته هنا الحافظ ابن حجر في فتح الباري، ونقله عن الحافظ افسماعيلي، فليراجع).
? قلت: وللجواب عن هذه الترهات المذكورة، نورد كلام الحافظ في ((الفتح)) تعليقاً على الحديث السابق (8/ 532): ((ووقع في هذا الموضع: (يكشف ربنا عن ساقه) وهو من رواية سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، فأخرجها الإسماعيلي كذلك، ثم قال: في قوله (عن ساقه) نكرة، ثم أخرجه من طريق: حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، بلفظ: (يكشف عن ساق)، قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة، لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء))
فهذا الكلام يدلنا على أن الإسماعيلي قد رجح الرواية دون الهاء الزائدة، وهي: (يكشف عن ساق)، لموافقتها للقرآن، ولكن هذا ليس معناه أنه قد نفي هذه الصفة عن الرب جل وعلا، والأقرب أن الجملة الأخيرة من كلام ابن حجر نفسه، فإن الإسماعيلي معروف بافثبات، وقد أثبت اليد وغيرها مما ينفيه أهل التاويل من صفات الرب كما في اعتقاده، الذي ذكر الذهبي جملة منه في ((السير)) (16/ 295).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/115)
ثم إن إيراد البخاري له في الصحيح واحتجاجه به، دلالة على ثبوت هذه المسألة عنده، ويستبعد أن لا يكون البخاري قد وقف على الرواية الناقصة، فهو إمام جهبذ متفق على تقدمه وعلو مكانته. والحديث مفسر الأية ولا شك، فلا وجه للنكارة التي يدعيها السقاف. و غثبات الساق لا يقتضي التشبيه، لأن الاتفاق في الاسم لا يقتضي الاتفاق في الكيفية. قال محمد بن إسحاق بن منده – رحمه الله – (26): ((التمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفساً منفوسه، وكذلك سائر الأسماء التى سمى بها خلقه إنما هي مستعارة لخلقه، منحها عباده للمعرفة ….)).
? وأما أدلة إثبات اليد لله تعالى:
? فمن الكتاب الكريم: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} {المائدة: 64}. و {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيجي} {ص: 75}. و {السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} {الذاريات: 47}.
? ومن السنة المطهرة: ? حديث عبدالله بن عمرو ? -: عن النبي ? قال: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)). والحديث رواه مسلم (3/ 1458)، والنسائي (8/ 221) من طريق: عمرو بن أوس، عن عبدالله بن عمرو – ? - به.
? وحديث أبي هريرة – ? -: عن النبي ? أنه قال: ((احتج آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده … .. )) الحديث. وهو متفق عليه عند البخاري (4/ 146)، ومسلم (4/ 2042). وفي رواية عند مسلم: ((قال موسى: أنت آدم الذي خلق الله بيده ……)). ولم تسلم هذه الصفة من تأويل ابن الجوزي، فقد أولها بالقوة، وتبعه السقاف على ذلك، وهو مذهب غالب من ينتسب إلى الأشعري، مع أن الشعري خالفهم في هذا القول، فقال في كتابه ((الإبانة)) (ص: 131): ((فإن سئلنا: أتقولون إن لله يدين؟ قيل: نقول ذلك …….)). ثم اسهب في الرد على من يدعي أن المراد باليد النعمة أو القدرة. وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، يثبتون أن لله تعالى يدين كما ورد في الكتاب والسنة.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الخامس والثلاثون
أقوال أهل العلم الدالة على إثبات صفة اليد لله تعالى
وأقوال أهل العلم من أهل السنة والجماعة والأئمة المتبوعين المعتبرين تشهد بما ذكرناه من إثبات صفة اليد لله تعالى. وإليك جملة من أقوالهم في ذلك:
? الإمام أحمد – رحمه الله – (27): كما في رواية أبي طالب عنه، قال: ((قلب العبد بين أصبعين، وخلق أدم بيده، وكل ما جاء الحديث مثل هذا قلنا به)). وفي رواية الميموني عنه: ((من زعم أن يديه نعمتاه فكيف يصنع بقوله: {خلقت بيدي} مشددة)).
? الحافظ افسماعيلي: قال في اعتقاده كما في ((السير)) للذهبي (16/ 295): ((اعلموا رحمكم الله أن مذاهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ….، ويعتقدون بان الله مدعو بأسمائه الحسنى، وموصوف بصفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها نبيه، خلق آدم بيديه، ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف ….)).
? أبو عثمان الصابوني: قال – رحمه الله – في ((اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث)) (ص: 26): ((يقول: إنه خلق آدم بيده كما نص سبحانه عليه في قوله عز وجل: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} ولا يحرفون الكلام عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين أو القوتين تحريف المعتزلة والجهمية أهلكم الله، ولا ييفونهما بكيف أو يشبهونهما بايدي المخلوقين تشبيه المشبهة خذلهم الله …….)).
? أبو القاسم الأصبهاني المعروف بـ: ((قوام السنة)): قال في كتابه: ((الحجة في بيان المحجة)) (2/ 291) في مذهب أهل السنة في الصفات: ((والإيمان بما ورد في القرآن من صفات الله تعالى كاليد، والإتيان، والمجيء، وإمرارها على ما جاءت، لا تكيف، ولا تتأول)).
? ابن قتيبة الدينوري: قال في ((الرد على الجهمية والمشبهه)) (ص: 40) بعد أن فند أقوالهم في تأويل اليدين، وردها بالأدلة الجازمة: ((فإن قال لنا: ما اليدان ها هنا؟ قلنا: هما اليدان التان تعرف الناس كذلك، قال ابن عباس في هذه الآية: ((اليدان: اليدان))، وقال النبي ?: ((كلتا يديه يمين))، فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ها هنا نعمة، أو نعمتين، وقال: {لما خلقت بيدي} فنحن نقول كما قال الله تعالى، وكما قال رسوله، ولا نتجاهل، ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي على أن ننكر ما وصف به نفسه، ولكنا لا نقول: كيف اليدان، وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال ونمسك عما لم يقل)).
? أبو الحسن الأشعري: الذي ينسب نفسه إليه. وقد تقدم نقل كلامه في ذلك (ص: 167).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/116)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[03 - 05 - 02, 03:36 ص]ـ
لا دفاعا عن الالباني فحسب بل دفاعا عن السلفية
الرد على الجهمي المعطل حسن السقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
نتابع الردود على الجهمي المعطل حسن السقاف.
الجزء السادس والثلاثون
مواضيع الحلقة
1ـ تبرئة معاوية مما نسب إليه من الطعون
2ـ جواب عن شبهه السابقة وذكر شئ من فضائل معاوية
3ـاتهام الملحد لمعاوية بشرب الخمر
4ـاتهامه لمعاوية بقتل حجر بن عدي
5ـاتهامة لمعاوية بقتل عبدالرحمن بن خالد بن الوليد
6ـالجواب عن ذم الحسن البصري لمعاوية
6ـفتوى الإمام أحمد فيمن يطعن في معاوية
الرد على طعون الملحد في الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه و تبرئة معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) مما نسب إليه من الزور والبهتان
قد صرح السقاف في غير ما وضع بالحط على معاوية بن أبي سفيان، ووصفه بالنقائص، وكيل الشتائم له واتهامه بابشع التهم، يدفعه إلى ذلك تشيعه – بل رفضه الشديد – وكرهه العظيم لهذا الصحابي الجليل، الذي هو كاتب الوحي، وخال المؤمنين، وهذا يظهر لنا بدعة أخرى من بدع هذا السقاف، ألا وهي الغلو في الرفض.
وقد قال في تعليقه عديم النفع ((دفع شبه التشبيه)) لابن الجوزي: (ص: 102)، وتعليق رقم: 18: (قال العلامة ابن الأثير في كتابه ((الكامل)) (3/ 487): قال الحسن البصري: أربع خصال كن في معاوية، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه بعده أبنه – يزيد – سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير – أي العود وهو من آلات اللهو – وادعاؤه زياداً، وقد قال رسول الله ?: ((الولد للفراش وللعاهر الحجر)) وقتله حجراً – وهو أحد أصحابه العباد – وأصحاب حجر، فيا ويلاً له من حجر ويا ويلا له من حجر واصحاب حجر!)) أنتهى كلام ابن الأثير وما بين الشرطتين إيضاح منى، وحجر ابن عدى ? صحابي مترجم في ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 462) والإصابة (1/ 329 طبعة دار الكتب العلمية) وقد فشا النصب بين الحنابلة وهو بغضهم لآل البيت أو عدم احترامهم لهم موالاة طائفة معاوية أو الدفاع عنها بالحجج التي هي أوهى من بيت العنكبوت، ويابى الله إلا أن يتم نوره، ونحن نجد في هذه الأيام من يفتخر بالانتساب لآل النبي ? وخصوصاً لسيدنا الحسن ولسيدنا الحسين أنبى سيدنا علي والسيدة فاطمة عليهم السلام والحمد لله تعالى، ولا نجد من يفتخر بالانتساب إلى معاوية وذريته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
وقال (ص: 236) تعليق رقم 181:
(وكان معاوية بن ابي سفيان هو الذي سن للناس لعن الخليفة الراشد ابن عم رسول الله ? على المانبر يوم الجمعه، فجعل لعنه كأنه أحد أركان الخطبة، ففي صحيح مسلم (4/ 1874 برقم 2409) عن سيدنا سهل بن سعد ? قال: ((استعمل على المدينة رجل من ىل مروان، قال فدعا سهل بن سعد …… فأمره أن يشتم علياً، قال: فأبى سهل، فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب)) ولم يمتثل لأمره سهل ?. ? قلت: ولما ولى معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة قال له: ((ولست تاركاً إيصاءك بخصلة: لا تترك شتم علي وذمه)) أنتهى من الكامل (3/ 472). وقد قتل معاوية الصحابي الجليل حجر بن عدى عندما أنكر على عمال معاوية وولاته سب سيدنا علي ?، وهذا شىء مشهور قال الحافظ ابن حجر ((في الإصابة)) (1/ 314) في ترجمته: ((وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية))!!!. قلت: وقد قتل معاوية أناساً من الصالحين من الصحابة والفضلاء من أجل السلطة ومن أولئك ايضاً عبدالرحمن بن خالد بن الوليد قال ابن جرير في ((تاريخه)) (3/ 202) وابن الاثير في الكامل (3/ 453) واللفظ له: ((وكان سبب موته – عبدالحمن بن خالد بن الوليد – أنه كان قد عم شانه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عنده من آثار أبيه ولغناه في بلاد الروم ولشدة باسه، فخافه معاوية وخشي منه وأمر ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله، وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج حمص، فلما قدم عبدالرحمن من الروم دس إليه ابن اثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه، فشربها، فمات بحمص، فوفى له معاوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/117)
بما ضمن له)) أ هـ. ? قلت: فهل يجوز قتل المسلم والله تعالى يقول في كتابه العزيز: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} {النساء: 93}؟! وهل معاوية مستثنى من مثل هذه الآية؟!!!، ولذلك قال في حقه الحسن البصري رحمه الله تعالى كما في ((الكامل)) (3/ 487): ((أربع خصال كن في معاوية، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه بعده ابنه سكيراً خميراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير وادعاؤه زياداً، وقد قال رسول الله ?: ((الولد للفراش وللهاعر الحجر)) وقتله حجراً وأصحاب حجر، قيا ويلاً من حجر! ويا ويلاً من أصحاب حجراً!)) أ هـ. ? قلت: ولما كانت سيرة معاوية هكذا!! لم ترد له فضائل عن النبي ?، نقل الحافظ الذهبي في ((سير أعلام النبلاء)) (3/ 132) عن إسحاق بن راهوية، أنه قال: ((لا يصح عن النبي ? في فضل معاوية شىء)) أ. هـ. وقد ثبت في صحيح مسلم (4/ 2010 برقم 22604) عن ابن عباس أن النبي ? قال له: ((اذهب وادع لى معاوية)) قال: فجئت فقلت: هو يأكل فقال ?: ((لا أشبع الله بطنه)) وثبت في صحيح مسلم (2/ 1114 برقم 1480) أن النبي ? قال عنه لما شاورته في الزواج منه فاطمة بنت قيس: ((صعلوكاً لا مال له)). قلت: وفي مسند الإمام أحمد (5/ 347) بسند رجاله رجال مسلم عن عبد الله بن بريدة قال: ((دخلت أنا وأبي على معاوية فاجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشب معاوية، ثم ناول ابي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله ?))!!! قلت: وأما حديث الترمذي (3842) من طريق سعيد بن عبدالعزيز عن ربيهة بن يزيد عن عبدالرحمن بن ابي عميرة عن النبي ? أنه قال لمعاوية: ((اللهم أجعله هادياً مهدياً واهد به)) فحديث ضعيف ومضطرب لا تقوم به حجة، ولا سيما وإسحاق بن راهويه يقول: ((لا يصح عن النبي ? في فضائل معاوية شيء)). قلت: سعيد بن عبدالعزيز أختلط كما قال أبو مسهر الراوى عنه في هذا الحديث، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كذا في التهذيب (4/ 54) للحافظ ابن حجر. وكذا عبدالرحمن ابن أبي عميرة، لم يسمع هذا الحديث م النبي ? كما في ((علل الحديث)) للحافظ ابن أبي حاتم (2/ 362 و 363) نقلاً عن أبيه الحافظ أبي حاتم الرازي، فهذا حديث معلول بنص الحافظ السلفي ابي حاتم. قلت: ولو ثبت لأبن أبي عميرة صحبة فهذا الحديث بالذات نص اهل الشأن على أنه لم يسمعه من النبي ?، كما في ((علل الحديث)) لابن أبي حاتم. وقد نص ابن عبد البر أن عبدالرحمن هذا: لا تصح صحبته، ولا يثبت إسناد حديثه كما في ((تهذيب التهذيب)) (6/ 220 دار الفكر))
اهـ كلام السقاف.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء السابع والثلاثون
الرد على بعض مفترياته وذكر شئ من فضائل معاوية
الجواب عن شبه السقاف واتهاماته السابقة وذكر فضل معاوية بن ابي سفيان
* قلت: ما أورده السقاف من آثار واخبار في مثالب معاوية (رضي االله عنه) لا تصح من جهة الإسناد، ولو صحت لأوردها هذا الخساف بأسانيدها، إلا أنه خشى أن تظهر لنا حيلته في سرد هذه الأخبار والاحتجاج بها مع ضعفها، وسوف يأتى بيان ضعفها قريباً إن شاء الله تعالى. وفضائل معاوية ? - ثابتة عموماً وخصوصاً.
? فأما عموماً: فلما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري ? مرفوعاً: ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ أحدهم ولا نصفه)). وأهل العلم مجموعون قاطبة – على أن معاوية من أصحاب النبي ?، ولا شك أنه داخل في عموم هذا النص، فمن سبه أو طعن فيه آثم بلا ريب، بل سب الصحابة – رضي الله عنهم – من الكبائر.
? وأما خصوصاً: فلحديثين أحدهما احتج به السقاف على ذم معاوية ولم يصب، والثاني ضعفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/118)
? فأما الأول: فما رواه مسلم من حديث ابن عباس: قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله ? فتواريت خلف باب، فجاء فحطأنى حطأة، وقال: ((اذهب وادع لي معاوية))، قال فجئت فقلت هو يأكل، قال: ثم قال لى: ((اذهب فادع لي معاوية))، قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: ((لا أشبع الله بطنه)).
قال الحافظ الذهبي ((في تذكرة الحافظ)) (2/ 699): ((لعل هذه منقبة معاوية لقول النبي ?: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة)). وقال الإمام النووى – رحمه الله – في ((شرح صحيح مسلم)) (16/ 156): ((قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية، لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له)) قلت: وهذا الحديث أخرجه مسلم في باب (28):
{من لعنه النبي ? أو سبه أو دعا عليه، وليس هو اهلاً لذلك كلن له زكاة وأجراً ورحمة}. وأما السقاف فجعل هذا الحديث في مثالب معاوية بن ابي سفيان – ? - فبئس ما صنع.
وأما الحديث الثاني: فهم ما رواه الإمام أحمد في ((مسنده)) (4/ 216)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2/ 358)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (4/ 1 / 327) والترمذي (3931) من طرق عن: سعيد بن عبدالعوزيز التنوخى، حدثنا ربيعة بن يزيد، سمعت عبد الرحمن ابن ابي عميرة المزنى يقول: سمعت النبي ? يقول في معاوية بن أبي سفيان: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً واهده واهد به)).
قلت: وهذا إسناد صحيح متصل، إلا أنه لم يسلم من طعون السقاف، حيث قال طعنا في صحته: (ص: 238):
(حديث ضعيف ومضطرب، لا تقوم به حجة لا سيما وإسحاق ابن راهويه يقول: ((لا يصح عن النبي ? في فضله معاوية شيء)). * قلت: سعيد بن عبدالعزيز اختلط كما قال أبو مسهر الراوى عنه في هذا الحديث، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كذا في ((التهذيب)) (4/ 54) للحافظ ابن حجر. وكذا عبدالرحمن بن أبي عميرة لم يسمع هذا بحديث من النبي ? كما في ((علل الحديث)) للحافظ ابن أبي حاتم (2/ 362 – 363) نقلاً عن ابيه الحافظ أبي الحاتم الرازي، فهذا حديث معلول بنص الحافظ السلفي أبي حاتم. * قلت: ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة فهذا الحديث بالذات نص أهل الشأن على أنه لم يسمعه من النبي ? كما في علل الحديث لابن ابي حاتم. وقد نص ابن أبي عبد البر، أن عبدالرحمن هذا: ((لا تصح صحبته، ولا يثبت إسناد حديثه)) كما في ((تهذيب التهذيب))).
* قلت: أما إعلال الحديث باختلاط سعيد بن عبدالعزيز فليس بسديد، وذلك لأنه لم يحدث وقت اختلاطه، بنص من وصفه بالاختلاط وهو أبو مسهر. قال ابن معين (تاريخ الدورى: 2/ 204): ((قال أبو مسهر: كان سعيد بن عبدالعزيز قد اختلط قبل موته، وكان يعرض عليه قبل أن يموت، وكان يقول لا أجيزها)). وهذا النص قد نقله ابن حجر في ((التهذيب)) فلا أدرى لماذا تعامى عنه السقاف؟!! ولذلك فقد احتج مسلم بحديثه من رواية ابي مسهر، والوليد بن مسلم ومروان بن محمد، وهم نفسهم الذين رووا هذا الحديث عنه. وسعيد التنوخي، ثقة حجة، قال عنه أحمد: ((ليس بالشام رجل أصح حديثاً من سعيد بن عبدالعزيز، هو والأوزاعي عندي سواء)). فكيف يضعف حديثه بعد ذلك؟!
? واما دعوى السقاف بالاضطراب في الحديث ففيها نظر شديد. فإنما حكم السقاف بالاضطراب على الحديث للاختلاف فيه على التنوخى. فقد رواه الذهبي في ((السير)) (8/ 37)، وابن قانع – كما في ((الإصابة)) (2/ 407) – من طرق: عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبدالعزيز، عن يونس بن ميسرة، عن عبدالرحمن بن أبي عميرة به. قال الذهبي، ((فهذه علة الحديث قبله)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/119)
قلت: وليست هذه علة ألبتة، فإن كلا الطريقين محفوظ عن الوليد بن مسلم. فقد رواه أحمد في ((المسند)) (4/ 216): حدثنا على بن بحر، حدثنا الوليد ابن مسلم، حدثنا سعيد بن عبدالعزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبدالرحمن به. وعلى بن بحر هذا ثقة والتنوخي ثقة في حفظ الأوزاعى، بل قدمه أبو مسهر على الأوزاعي فمن صفته احتمل تعدد الأسانيد، فيكون له في هذ الحديث أكثر من إسناد. وعلى تقدير المخالفة بين الوليد بن مسلم من جهة، وبين أبي مسهر ومروان ابن محمد من جهة أخرى، فقد رجح أبو حاتم كما في ((العلل)) لابنه (2/ 363) رواية أبي مسهر ومروان بن محمد. ولكن الوليد لم ينفرد بهذه الرواية بل تابعه عليها عمران بن عبد الواحد عند ابن شاهين – كما في ((الإصابة)) – فدل هذا على أن الطريقين محفوظان، وليس ثمة اضطراب يعل به الحديث.
وأما محاولة نفي السقاف لصحبة عبدالرحمن بن ابي عميرة: فمردوده بثبوت سماعه من النبي ? هذ الحديث، وكذلك فقد اثبت له الصحبة غير واحد من أهل العلم المعتبرين. قال الحافظ في ((الإصابة)). ((قال أبو حاتم وابن السكن له صحبة، وذكر البخاري، وابن سعد، وابن البرقى، وابن حبان، وعبدالصمد بن سعيد في الصحابة وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة الذين نزلوا حمص)). وذكره الذهبي في ((تجريد أسماء الصحابة)) (3742)، وقال: ((الأصح أنه صحابي)). واما قول ابن عبدالبر الذى استدل بع هلى عدم ثبوت صحبته، فقد انتقد على بن عبدالبر كما في ((الإصابة)).
? وأما قوله: (ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة، فهذا الحديث بالذات نص أهل الشام على أنه لم يسمعه من النبي ? كما في ((علل الحديث)) لابن أبي حاتم). ? فدال على جهله من وجوده:
? الأول: أنه ضعف مرسل الصحابي، وهذا خلاف ما عليه أهل العلم. قال ابن الصلاح في ((مقدمته)) (ص: 56): ((ثم إنا لم نعد في أنواع المرسل ونحوه ما يسمى في أصول الفقه مرسل الصحابي، مثل ما يرويه ابن عباس وغيره من أحداث الصحابة عن رسول الله ?، ولم يسمعوه منه، لأن ذلك في حكم الموصول المسند، لأن روايتهم عن الصحابي والجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصحابة كلهم عدول)). وقال العراقي في ((التقييد والإيضاح)) (ص: 80): ((……. المحدثين وإن ذكروا مراسيل الصحابي فإنهم لم يختلفوا في الإحتجاج بها، واما الأصوليون فقد اختلفوا فيها، فذهب الآستاذ أبو أسحاق الإسفرايينى إلى أنه لا يحتج بها، وخالفه عامة أهل الأصول فجزموا بالاحتجاج بها)).
الثاني: أنه ذهب إلى قول أبي حاتم مع تصريح عبدالرحمن بن ابي عميرة بالسماع من النبي ? لهذا الحديث، ولا أظن أنه فعل ذلك إلا ليعل الحديث باى طريقة كانت.
والثالث: أنه جعل قول أبي حاتم قولاً لأهل الشأن، مع أنه لم يذكر أحداً صرح بعدم سماع عبدالرحمن بن ابي عميرة لهذا الحديث من النبي ?، ولا يتوهم أن ابن عبدالبر ممن قال بذلك، فابن عبدالبر ضعف الإسناد، ونفى عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الصحبة أصلاً، فتنبه.
? وكذلك فمن فضائل معاوية – ? -: اتفاق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من الصحابة، ولهما المكان الأعلى والأمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأى، وحسن الفكر، وتمام النظر على تأمير معاوية ? على الشام. حتى قال ابن عباس ?: ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه على ارجاء واد رحب، لم يكن بالضيق الحصر والعصعص المتغضب – يعني ابن الزبير – رواه عبدالرزاق في ((المصنف)) (20985): عن معمر، عن همام بن منبه، قال: سمعت ابن عباس، يقول: …… فذكره. وسنده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/120)
قال الذهبي في ((السير)) (3/ 132): ((حسبك بمن يؤمره عمر، ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به اتم قيام، ويرضى الناس بسخائه وحلمه، وإن كانبعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك، وإن كان غيره من اصحاب رسول الله ? خيراً منه بكثير، وأفضل، وأصلح، فهذا الرجل ساد، وساس العالم بكمال عقله، وفرط حلمه، وسعة نفسه، وقوة دهائه ورأيه، وله هنات وأمور، والله الموعد. وكان محبباً إلى رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة، والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه احد في دولته، بل دانت له الأمم، وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب، وغير ذلك)).
? قلت: ووصفه ابن عباس بالفقه – أيضاً -: فقد أخرج البخاري – رحمه الله – من حديث ابن ابي مليكة: أن ابن عباس قيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة، فقال: ((إنه فقيه)).
وأما ما أكثر السقاف به نقلاً عن إسحاق بن راهوية: ((لا يصح عن النبي ? في فضل معاوية شىء)). ? فلا يثبت عنه. فقد أخرجه الحاكم – كما في ((سير)) الذهبي (3/ 132) و ((الفوائد المجموعة)) للشوكاني (ص: 407) -: عن الأصم – أبي العباس محمد بن يعقوب الاصم، حدثنا أبي، سمعت ابن راهويه فذكره. ((وفي الفوائد)): سقطت: (حدثنا أبي): وهي ثابتة فالأصم لم يسمع من ابن راهويه. ? قلت: يعقوب بن يوسف بن معقل أبو الفضل النيسابورى – والد الأصم – مجهول الحال، فقد ترجمه الخطيب في ((تاريخه)) (14/ 286) فما زاد على قوله: ((قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه، روى عنه محمد بم مخلد)). ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وله ذكر في ترجمة ابنه من ((السير)) (15/ 453)، ولم يذكر فيه الذهبي ايضاً جرحاً، ولا تعديلاً، وذكر في الرواة عنه: عبد الرحمن بن ابي حاتم، ولم أجده في ((الجرح والتعديل))، ولا في ((ثقات)) ابن حبان.
--------------------------------------------------------------------------------
اتهام السقاف لمعاوية بن أبي سفيان بشرب الخمر وحاشاه أن يفعل ذلك – ? -
وقد أتهم السقاف معاوية بن ابي سفيان – رضي الله عنهما – بشرب الخمر واستدل بما رواه الإمام احمد (5/ 347) بسند رجاله رجال مسلم – كما قال لسقاف – عن عبدالله بن بريدة، قال: ((دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجلسنا على الفرش، ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب، فشرب معاوية، ثم ناول أبي، ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله ? …)). ولم يذكر السقاف سند الحديث، ولا تتمة متنه.
? فاما سنده: فقال أحمد: حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين، حدثنا عبدالله بن بريدة ……. ? وأما تتمة المتن: ((ثم قال معاوية: وكنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغراً،وما شىء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن، أو إنسان حسن الحديث يحدثني)).
وقد حاول السقاف بهذا الخبر التلبيس على القارئ بأن معاوية كان ممن يشرب الخمر بعد إسلامه، وبعد ثبوت تحريم شرب الخمر. وهذا مندفع بامور:
أولها: أن لفظ الشراب لا يقتضي أن يكون المشروب خمراً.
ثانيها: مناولته لبريدة بن الحصيب الشراب، فلو كان خمراً لما أخذه بريدة، ولأنكر عليه ذلك.
ثالثهما: أن قوله: ((ما شربته منذ حرمه رسول الله ….)) هو من قول معاوية وليس من قول بريدة، يدل على ذلك ما حذفه السقاف من متن الخبر والذي أشرنا إليه سابقاً، فدل على ان الشراب لم يكن خمراً، بل لعله كان لبناً.
? وكذلك فإسناد الخبر فيه لين. فزيد بن الحباب في حفظه ضعف، ومثله حسين بن واقد، ولذلك لم يجرؤ السقاف على تصحيحه.
--------------------------------------------------------------------------------
الثامن والثلاثون
الجواب عما ذكره السقاف من قتل الصحابي حجر بن عدي بأمر معاوية
وقد حاول السقاف الطعن في معاوية - (- بطريقة أخرى، وهي اتهامه بقتل الصحابي حجر بن عدي - (- بغير علة، وإنما كان ذلك إرساء لملكه - فيما أوهم -؟!. هكذا ادعى، وحاشا لله أن يصدر هذا من صحابي جليل كمعاوية ابن أبي سفيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/121)
قال ابن سعد - رحمه الله - في ((الطبقات)) (6/ 151): وكان حجر بن عدى جاهلياً إسلامياً، قال وذكر بعض رواة العلم أنه وفد إلى النبي (، مع أخيه هانئ بن عدى، وشده القادسية، وهو الذي فتح مرج عذرى، وكان في ألفين وخمسائة من العطاء وكان من اصحاب علي ابن أبي طالب، وشهد معه الجمل و
منزلك، وهذا سريرى فهو مجلسك، وحوائجك مقضية لدى، فاكفنى نفسك فإني أعرف عجلتك، فأنشدك الله يا أبا عبدالرحمن في نفسك، وإياك وهذه السفلة وهؤلاء السفهاء أن يستزلوك عن رأيك فإنك لو هنت علي واستخففت بحقك لم أخصك بهذا من نفسي. فقال حجر: قد فهمت، ثم انصرف إلى منزله، فاتاه إخوانه من الشيعة، فقالوا: ما قال لك الأمير؟ قال: قال لي كذا وكذا، قلوا: ما نصح لك، فأقام وفيه بعض الاعتراض.
وكانت الشيعة يختلفون إليه ويقولون: إنك شيخنا وأحق الناس بإنكار هذا الأمر، وكان إذا جاء إلى المسجد مشوا معه، فأرسل إليه عمرو بن حريث، وهو يومئذ خليفة زياد على الكوفة وزياد بالبصرة: أبا عبدالرحمن ما هذه الجماعة وقد أعطيت الأمير من نفسك ما قد علمت؟ فقال للرسول: تنكرون ما أنتم فيه، إليك وراءك أوسع لك، فكتب عمرو بن حريث بذلك إلى زياد، وكتب إليه: إن كانت لك حاجة بالكوفة فالعجل، فأخذ زياد المسير حتى قدم الكوفة، فارسل إلى عدى بن حاتم، وجير بن عبدالله البجلى، وخالد بن عرفطة العذري، حليف بني زهرة، وإلى عدة من أشراف أهل الكوفة، فارسلهم إلى حجر بن عدى ليعذر إليه، وينهاه عن هذه الجماعة، وإن يكف لسانه عما يتكلم به، فأتوه فلم يجبهم إلى شيء، ولم يكلم أحداً منهم وجعل يقول: يا غلام اعلف البكر، قال: وبكر في ناحية الدار، فقال له عدى بن حاتم: أمجنون أنت؟ أكلمك بما اكلمك به وأنت تقول يا غلام أعلف البكر؟ فقال عدى لأصحابه: ما كنت أظن هذا البائس بلغ به الضعف كل ما رأى، فنهض القوم عنه وأتوا زياداً فأخبروه ببعض وخزنوا بعضاً، وحسنوا أمره وسألوا زياداً الرفق به فقال: لست إذا لأبي سفيان.
فأرسل إليه الشرط والبخاريه فقاتلهم بمن معه، ثم انقضوا عنه وأتى به زياد وباصحابه فقال له: ويلك ما لك؟ فقال: إني على بيعتى لمعاوية لا أقيلها ولا استقيلها، فجمع زياد سبعين من وجوه أهل الكوفة، فقال: اكتبوا شهادتكم على حجر وأصحابه، ففعلوا ثم وفدهم على معاوية وبعث بحجر واصحابه إليه.
وبلغ عائشة الخبر فبعثت عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي إلى معاوية فسأله أن يخلي سبيلهم، فقال عبد الرحمن بن عثمان الثقفي: يا أمير المؤمنين جدادها جدادها، لا تعن بعد العام أبداً، فقال معاوية: لا أحب أن أراهم ولكن اعرضوا على كتاب زياد، فقرئ عليه الكتاب، وجاء الشهود فشهدوا، فقال معاوية بن ابي سفيان: أخرجهم إلى عذرى فاقتلوهم هنالك، قال فحملوا إليها.
فدلت هذه الحكاية على أن معاوية أمر بقتله لما شهد عنده الشهود بأنه ألب على عامله بالعراق، وحصبه وهو على المنبر، وخلع البيعة لمعاوية نفسه، وهو آنذاك أمير المؤمنين، وقد قال رسول الله (- فيما أخرجه مسلم من حديث عرفجة -: ((إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان)). قال الإمام النووى - رحمه الله - (12/ 241): ((فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك، وينهى عن ذلك، فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدراً)).
قلت: وفي القصة التي ذكرها ابن سعد ما يدل على أن الشيعة قد ألبوه على معاوية وعامله، وأن زياداً والى العراق قد راجعه في ذلك قبل أن يبعث بالشهود إلى معاوية - (- فلما علم معاوية من حاله، وشهد عنده الشهود بذلك، أمر بقتله عملاً بنص هذا الحديث، خصوصاً وأن البيعة كانت قد استقرت له، والتأليب عليه مما يضر بالدولة الإسلامية آنذاك. وقد أمرنا النبي (بالسمع والطاعة ولو لعبد حبشي، فكيف بمن كان من صحابته الذين آزروه ونصروه، وبمن دعا له النبي (بالهداية؟!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/122)
وأمر أخيراً أذكره: أن حجر بن عدى هذا مختلف في صحبته، والأكثر على أنه تابعى، قال الحافظ ابن حجر في ((الإصابة)) (1/ 313): ((وأما البخاري، وابن أبي حاتم، عن أبيه، وخليفة بن خياط، وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة)). وعلى فرض التسليم له بالصحة فالواجب علينا عدم الخوض فيما شجر بين الصحابة، بل الترحم عليهم، والتصديق بعدالتهم. قال ابن حجر في مقدمته ((الإصابة)) (1/ 17): ((اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة)).
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الواحد والأربعين
الجواب عما ذكره السقاف من أمر معاوية - ? - بقتل عبدالرحمن بن خالد بن الوليد
وأما ما ذكره السقاف من أن معاوية جعل لابن أثال جعلاً على أن يقتل عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، فلا يصح عنه. فقد أخرج الطبري في ((تاريخه)) (3/ 202) هذا الخبر عن عمر بن شبه عن على، عن مسلمة بن محارب بهذه القصة. وأورده ابن الأثير في ((الكامل)) (3/ 453) من غير إسناد، ولا أراه إلا اعتمد على ما أورده الطبري في تاريخه.
قلت: وعلي شيخ عمر بن شبة هو على بن محمد بن عبدالله بن أبي سيف أبو الحسن المدائني، أخبارى صدوق، إلا أنه ضعف في الرواية، قال ابن عدى في ((الكامل)) (5/ 1855): ((ليس بالقوى في الحديث وهو صاحب أخبار)). وأما قول ابن معين فيه: ((ثقة، ثقة))، فابن معين قد يطلق هذا الوصف على العدالة لا الضبط، فهذا الوصف محمول على عدالته لا ضبطه، وقد يطلقه مقارنة بمن هو أضعف منه، إلا أن هذا الخبر قد اسنده، فيحكم عليه بقوانين الرواية، ثم إن القارئ لترجمته في ((السير)) للذهبي يجد أنه كان يحدث بأخبار فحدثه بأحاديث في على، فلعن بني أمية. وفي ترجمته من ((الكامل)) أورد له ابن عدى حديثاً في فضل الحسن بن على، فمثله يخشى أن يكون من الشيعة فيتساهل في أخبار ذم معاوية. وأمر آخر أذكره للسقاف جهله أو تجاهله، وهو أن الطبرى لما اورد ذكر هذه الحادثة رضها فقال: ((وفيها انصرف عبد الرحمن بن خالد بن عبد الوليد من بلاد اروم إلى حمص، فدس ابن أثال النصراني إليه شربة مسمومة – فيما قيل – فشربها فقتلته)). فقول الطبرى: ((فيما قيل)) يدل على ضعف الرواية في ذلك عنده.
واقوال للسقاف .. هل وجدت ترجمة لشيخ مسلمة بن محارب؟!! أن في شك من ذلك، فقد اجتهدت في الوقوف على ترجمة له فلم أوفق فمالك ترد فضائل معاوية لأقل مغمز في الراوى، ولا تعل أخباراً، وردت في ذمة رواتها مجاهيل؟ أرى أن سبب ذلك كله تشيعك المفرط، وبغضك الشديد لمعاوية ?.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثاني والأربعين
هل ذم الحسن البصري معاوية الجواب عما ذكره السقاف من ذم الحسن البصري لمعاوية بن أبي سفيان – ?
ويبقى الآن الجواب عما أورده السقاف من خبر ذم الحسن البصري لمعاوية ? والجواب عن هذا سهل هين، فإنه إنما أعتمد في ذلك على ما نقله ابن الأثير في ((الكامل)) (3/ 487) عن الحسن، وقد رجعت إلى ((الكامل)) فوجدت أن ابن الأثير قد أورد هذا الخبر بغير إسناد. فكيف نسلم بصحة مثل هذا ورد في ذم صحابي لمجرد وروده في كتاب ((الكامل)) لابن الأثير، والمعروف أن المغزى والسير من الأبواب التى لم تسلم من الأخبار الضعيفة والموضوعة.
--------------------------------------------------------------------------------
الجزء الثالث والأربعون
فتوى الإمام أحمد – رحمه الله – فيمن يطعن في معاوية بن أبي سفيان – (رضي الله عنه)
وأخيراً نورد هذه الفتوى العزيزة للإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – في حكم من يطعن في الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان – ? - وفي حكم من يقول: إنه ليس بخال المؤمنين، وإنه ليس بكاتب الوحي، أو يقدم أحد التابعين عليه في الفضل.
* قال الخلال في ((السنة)) (659): أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: وجهنا رقعة إلى أبي عبدالله، ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول: إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصباً؟ قال أبو عبدالله: هذا قول سوء ردئ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس. وسند صحيح.
* رورى الخلال (660): أخبرنا أبو بكر المروذي، قال: قلت لأبي عبدالله أيما افضل: معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: معاوية أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله ? أحداً. قال النبي ?: ((خير الناس قرني الذي بعث فيهم)). وسنده صحيح.
ففي الفتوى الأولى رد على السقاف فيما نفاه من خؤولة معاوية للمؤمنين، وادعاؤه أنه ليس من كتاب الوحي. وفي الثانية رد عليه في تقديمه عمر بن عبدالعزيز عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/123)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[03 - 05 - 02, 04:01 ص]ـ
اخي المسدد الموفق نصب الراية:
لقد تم دمج مواضيعك الاربعة تسهيلا لمطالعة الاخوة القراء، ولكونها في باب واحد.
سددك الله ونفع بك؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 05 - 02, 04:36 ص]ـ
أخي نصب الراية.
إن كان الكتاب عندك بصيغة وورد أرجو ألا تبخل به علينا، لعلّنا نضعه في مكتبة الموقع.
وهذا بريدي:
haitham_hamdan@hotmail.com
وفقك الله لكلّ خير.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[08 - 01 - 03, 02:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي نصب الراية
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[08 - 01 - 03, 07:30 م]ـ
أخي نصب الراية هل طبعت الكتاب أنت .....
لاننا قد طبعناه من قبل وأظنه ضاع من المنتديات فالحمدلله الذي جعلك تحفظه ....
وعموما هو عندي على صيغة وورد من قديم قبل حوالي سنتين ولا أدري حل لا زال يعمل أم لا .......
واكثر ما أخشاه أن تكون قد طبعته بنفسك ونكون قد كررنا عمل من الاولى صرفه في جهة أخرى ....
والله يحفظك(23/124)
دورة مسجد علي بن المديني وموعد بدايتها!!
ـ[أبو حفص الفلاس]ــــــــ[26 - 05 - 02, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته وبعد:
يتسائل كثير من الأخوة عن الدورة العلمية السابعة والتي ستقام بمشيئة الله تعالى بمسجد علي بن المديني بالرياض بحي الروضة ومتى موعدها؟
بالنسبة لموعدها فستبدأ بمشيئة الله تعالى يوم السبت 8/ 6/1423هـ حتى يوم الخميس 20/ 6/1423هـ.
أما المشايخ الذين سيشاركون فيها:-
(1) فضيلة الشيخ العلاّمة عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين ـ وسيكمل في كتاب دليل الطالب.
(2) فضيلة الشيخ العلاّمة عبدالرحمن بن ناصر البراك ـ وسيكمل في العقيدة الطحاوية.
(3) فضيلة الشيخ العلاّمة عبدالله بن محمد الغنيمان ـ وسيكمل في كتاب التوحيد.
(4) فضيلة الشيخ العلاّمة عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي ـ وسيشرح كتاب (الإيمان الأوسط لابن تيمية).
(5) فضيلة الشيخ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير ـ وسيشرح الورقات في أصول الفقه.
(6) فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح ـ وسيكمل في كتاب المعاملات من زاد المستقنع.
(7) فضيلة الشيخ المحدّث عبدالله بن عبدالرحمن السعد ـ وسيشرح كتاب المنتقى من السنن المسندة ـ لابن الجارود.
(8) فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الزامل ـ وسيكمل كتاب المحرر في الحديث ـ لابن عبدالهادي.
وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[26 - 05 - 02, 03:41 م]ـ
بورك فيك ياخي ......
ورزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح ....(23/125)
كيف أرد على هذه المبتدعه؟؟
ـ[فاطمة الأثرية]ــــــــ[30 - 05 - 02, 03:03 ص]ـ
تقول هداها الله: أن السيده عائشة خرجت على إمام وزمانها وتسببت في قتل مئات من المسلمين!!
* أرجو إفادتي سريعاً، وفقكم الله.: (
ـ[طالبة]ــــــــ[03 - 06 - 02, 09:44 م]ـ
أختي يجب ان توضحي اكثر
من الإمام الذي تقصد وماذا تقصد بأن عائشة تسببت في قتل المئات من المسلمين؟
ـ[ابوعامر]ــــــــ[04 - 06 - 02, 12:05 ص]ـ
الاخت فاطمه الاثريه .. جوبا لسؤالك ..
اقول من يثير هذه الشبه هم قوم سوء وهم غالبا من الروافض قاتلهم الله لطعنهم بأمهات المؤمنيين ..
على كل كانت فتنه عظيمه فمن اجتهد واصاب من الصحابه رضى الله عنهم فله اجران ومن اجتهد واخطأ فله اجر .. ونحن نترضى عن الجميع .. ونقول تلك فتنه عصم الله منها سيوفنا فلنعصم منها السنتنا ..
اما اذا كنت مصره على معرفة الجواب فهو ان عائشه رضى الله عنها لم تخرج على الامام الذى هو على رضى الله عنه بل كانت خرجت ومن معها من الصحابه فى ملاحقة قتلة عثمان رضى الله عنه والمطالبه بهم ...
على كل من اجاد فى هذا الموضوع الشيخ عثمان الخميس من الكويت وله موقع على الانترنت وله شريط اسمه خلافة على بن ابى طالب فصل به القول ورد على شبه الروافض وفند اكاذيبهم ..
كما اهدى لك هذا الموقع لعلك تجدين به ما يكون جوابا لسؤالك ..
http://islamicweb.com/arabic/shia/
ـ[الحراني]ــــــــ[04 - 06 - 02, 10:37 م]ـ
* كما ذكر الأخ الفاضل فهذاديدن الرافضة أعداء ملة الإسلام!! وإليك الرد على ما يثيرونه من شبهات حول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها .. من كتاب (بل ضللت) في الرد على الجاهل (التيجاني الرافضي)
************************************************** ***********************************
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها شرفها الله سبحانه بأن تكون زوجة لخير خلق الله محمد =+ نالت من هذا المجترىء الكذّاب أشد المطاعن وأعظمها وها أنا سوف أسرد هذه المطاعن راداً عليه وذاباً عن خير نساء الأرض التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ((فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام)) (1)، وقال لها ((إنه لَيُهوَّن عليَّ الموت أنْ أُريتُكِ زوجتي في الجنة، يعني عائشة)) (2) فأقول وبالله التوفيق:
أولاًـ ادعى التيجاني على عائشة أنها أول من غير في الصلاة وقد فندت هذه الحجة المكذوبة في موضعها فلتراجع (3).
ثانياًـ ادعاء التيجاني على عائشة في الفتنة والرد عليه في ذلك:
يقول التيجاني ((ونتساءل عن حرب الجمل التي أشعلت نارها أم المؤمنين عائشة إذ كانت هي التي قادتها بنفسها، فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها التي أمرها الله بالإستقرار فيه بقوله تعالى {وقرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى}. ونسأل بأي حق استباحت أم المؤمنين قتال خليفة المسلمين علي بن أبي طالب. وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة. وكالعادة وبكل بساطة يجيبنا علماؤنا بأنها لا تحب الإمام علياً لأنه أشار على رسول الله بتطليقها في حادثة الفك، ويريد هؤلاء إقناعنا بأن هذه الحادثة (إن صحّت) وهي إشارة علي على النبي بتطليقها كافية بأن تعصي أمر ربّها وتهتك ستراً ضربه عليها رسول الله، وتركب جملاً نهاها رسول الله أن تركبه وحذّرها أن تنبحها كلاب الحواب، وتقطع المفاسات البعيدة من المدينة إلى مكة ومنها إلى البصرة، وتستبيح قتل الأبرياء ومحاربة أمير المؤمنين والصحابة الذين بايعوه، وتسبّب في قتل ألوف المسلمين كما ذكر ذلك المؤرخون كل ذلك لأنها لا تحبّ الإمام علياً الذي أشار بتطليقها ومع ذلك لم يطلقها النبي)) (4)،
أقول:
1ـ إن أهل السنة في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله، وقولهم حق وعدل لا يتناقض. وأما الرافضة ففي اقوالهم من التناقضات الشيء الكثير ـ وقد ذكرنا أمثلة كثيرة من كتاب التيجاني نفسه ـ وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة، وكذلك أمهات المؤمنين: عائشة وغيرها، وأبو بكر وعمر وعثمان وعليّ وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء، وأهل السنة يقولون: إن أهل الجنة ليس من شرطهم سلامتهم عن الخطأ، بل ولا عن الذنب، بل يجوز أن يذنب الرجل منهم ذنباً صغيراً أو كبيراً ويتوب منه، وهذا متفق عليه بين المسلمين. وإذا كان هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/126)
أصلهم فيقولون:
ما يذكر عن الصحابة من السيئّات كثير منه كذب، وكثير منه كانوا مجتهدين فيه، ولكن لم يعرف كثير من الناس وجه اجتهادهم، وما قدّر أنه كان فيه ذنب من الذنوب لهم فهو مغفور لهم: إما بتوبة، وإما بحسنات ماحية، وإما بمصائب مكفّرة، وإما بغير ذلك، فإنه قد قام الدليل الذي يجب القول بموجبه: أنهم من أهل الجنة، فامتنع أن يفعلوا ما يوجب النار لا محالة، وإذا لم يمت أحد منهم على موجب النار لم يقدح ما سوى ذلك في استحقاقهم الجنة.
ونحن قد علمنا أنهم من أهل الجنة، ولو لم يعلم أن أولئك المعينين في الجنة لم يجز لنا أن نقدح في استحقاقهم للجنة بأمور لا نعلم أنها توجب النار، فإن هذا لا يجوز في آحاد المؤمنين الذين لم يعلم أنهم يدخلون الجنة، ليس لنا أن نشهد لأحد منهم بالنار لأمور محتملة لا تدل على ذلك، فكيف يجوز مثل ذلك في خيار المؤمنين، والعلم بتفاصيل أحوال كل واحد منهم باطناً وظاهراً وحسناته وسيئاته واجنهاداته، أمر يتعذر علينا معرفته؟!
فكان كلامنا في ذلك كلاماً فيما لا نعلمه، والكلام بلا علم حرام، ولهذا كان الإمساك عما شجر بين الصحابة خيراً من الخوض في ذلك بغير علم بحقيقة الأحوال، إذ كان كثير من الخوض في ذلك ـ أو أكثره ـ كلاماً بلا علم، وهذا حرام لو لم يكن فيه هوىً ومعارضة الحق المعلوم، فكيف إذا كان كلاماً بهوىً يطلب فيه دفع الحق المعلوم؟! فمن تكلّم بهذا الباب بجهل أو بخلاف ما يعلم من الحق كان مستوجباً للوعيد، ولو تكلّم بحق لقصد إتباع الهوى لا لوجه الله تعالى، أو يعارض به حقاً آخر لكان أيضاً مستوجباً للذّم والعقاب، ومن علم ما دل عليه القرآن والسنة من الثناء على القوم، ورضى الله عنهم واستحقاقهم الجنة وأنهم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، لم يعارض هذا المتيَقَّن المعلوم بأمور مشتبهه:
منها مالا يعلم صحته ومنها ما يتبين كذبه، ومنها مالا يعلم كيف وقع ومنها ما يعلم عذر القوم فيه، ومنها ما يعلم توبتهم منه، ومنها ما يعلم أن لهم من الحسنات ما يغمره، فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال، وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض كحال هؤلاء الضلال)) (5).
2ـ أما أن عائشة أشعلت حرب الجمل فهذا من أبين الكذب، لأن عائشة لم تخرج للقتال، بل خرجت للإصلاح بين المسلمين واعتقدت في خروجها مصلحة ثم ظهر لها أن عدم خروجها هو الأسلم لذلك ندمت على خروجها، وثبت عنها أنها قالت ((وددت أني كنت غصنا رطباً ولم أسر مسيري هذا)) (6)
وعلى فرض أن عائشة قاتلت عليّ مع طلحة والزبير، فهذا القتال يدخل في قوله تعالى {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداها على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويْكُم} (الحجرات 9ـ 10) فأثبت لهم الإيمان مع أنهم قاتلوا بعضهم بعضاً وإذا كانت هذه الآية يدخل فيها المؤمنين فالأولى دخول هؤلاء المؤمنون أيضاً.
3ـ أما قوله (فكيف تخرج أم المؤمنين عائشة من بيتها التي أمرها الله بالاستقرار فيه بقوله تعالى {وقرن في بيوتكن ولا تبرّجْنَ تبرُّج الجاهليةِ الأُلى})
فجواباً على ذلك أقول:
أ ـ أن عائشة رضي الله عنها بخروجها هذا لم تتبرج تبرّج الجاهلية الأولى!
ب ـ ((والأمر بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها، كما لو خرجت للحج والعمرة أو خرجت مع زوجها في سفرة، فإن هذه الآية نزلة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقد سافر بهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، كما سافر في حجة الوداع بعائشة رضي الله عنها وغيرها، وأرسلها مع عبد الرحمن أخيها فأردفها خلفه، وأعمرها من التنعيم، وحجة الوداع كانت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأقل من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يحججن كما كنّ يحججن معه في خلافة عمر رضي الله عنه وغيره، وكان عمر يوكل بقطارهن عثمان أو عبد الرحمن بن عوف، وإذا كان سفرهن لمصلحة جائزاً فعائشة اعتقدت أن ذلك السفر مصلحة للمسلمين، فتأولت في ذلك)) (7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/127)
4ـ أما ادعاؤه أن عائشة استباحت قتال عليّ بن أبي طالب لأنها لا تحب علياً، والسبب أنه أشار على رسول الله =+ بتطليقها في الإفك وأن هذا هو جواب علماء أهل السنة!
فأقول:
أ ـ إذا كان هذا هو جواب علماء اهل السنة فهلاّ سقت لنا يا تيجاني قولاً لواحد منهم أم أن الكذب تجاوز معك أعلى الحدود، بحيث لا تذكر قضية إلا وتُطَعِّمَها بالباطل والبهتان.
ب ـ وأما حديث الإفك الذي برّأ الله فيه أم المؤمنين من فوق سبعة أعظم، ففي جزء منه يطلب النبي =+ استشارة بعض أصحابه في فراق عائشة فيكون رأي عليّ بقوله ((لم يضيّق الله عليك والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك)) (8) وعليّ بقوله هذا لم يشر عليه بترك عائشة لشيء فيها ـ معاذ الله ـ ولكنه لما رأى شدّة التأثر والقلق على النبي =+ فأحب راحته فأشار عليه بذلك وهو يعلم أنه يمكن مراجعتها بعد التحقق من براءتها، أو بسؤال الجارية لأن في ذلك راحة له أيضاً ولم يجزم عليه بفراقها وهذا واضح من كلام عليّ رضي الله عنه، لذلك يقول ابن حجر ((وهذا الكلام الذي قاله علي حمله عليه ترجيح جانب النبي =+ لما رأى عنده من القلق والغم بسبب القول الذي قيل، وكان =+ شديد الغيرة فرأى عليّ أنه إذا فارقها سكن ما عنده من القلق بسببها إلى أن يتحقق براءتها فيمكن رجعتها ويستفاد منه ارتكب أخف الضررين لذهاب أشدهما)) (9) ويقول النووي ((هذا الذي قاله عليّ رضي الله عنه هو الصواب في حقه، لأنه رآه مصلحة ونصيحة للنبي =+ في اعتقاده، ولم يكن ذلك في نفس الأمر لأنه رأى انزعاج النبي =+ بهذا الأمر وتقلقه فأراد راحة خاطره وكان ذلك أهم من غيره)) (10)، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة ((لم يجزم عليّ بالإشارة بفراقها لأنه عقب ذلك بقوله (سل الجارية تصدقك) ففوض الأمر في ذلك إلى نظر النبي =+، فكأنه قال: إن أردت تعجيل الراحة ففارقها، وإن أردت خلاف ذلك فابحث عن حقيقة الأمر إلى أن تطلع براءتها، لأنه كان يتحقق أن بريرة لا تخبره إلا بما علمته، وهي لم تعلم من عائشة إلا البراءة المحضة)) (11).
5ـ أما قوله (ويريد هؤلاء إقناعنا بأن هذه الحادثة ـ إن صحت ـ وهي إشارة علي على النبي بتطليقها كافية بأن تعصي أمر ربها وتهتك ستراً ضربه عليها رسول الله، وتركب جملاً نهاها رسول الله ان تركبه وحذّرها ان تنبحها كلاب الحوأب، وتقطع المسافات البعيدة من المدينة إلى مكة ومنها إلى البصرة، وتستبيح قتل الأبرياء ومحاربة أمير المؤمنين والصحابة الذين بايعوه، وتسبب في قتل ألوف المسلمين كما ذكر ذلك المؤرخون) ويشير بالهامش إلى هؤلاء المؤرخين (الطبري وابن الأثير والمدائني وغيرهم من المؤرخين الذين أرّخوا حوادث سنة ست وثلاثين للهجرة) (12)،
وجواباً على ذلك أقول:
أ ـ لو راجعنا تاريخ الطبري الذي أرّخ حوادث سنة ست وثلاثين للهجرة لما وجدناه يروي عن هذه الحادثة مثل ما يقول هذا التيجاني، مع أنه يذكر الكثير من الروايات التي تتحدث عن وقعة الجمل فيروي خلاف ما يقوله التيجاني ويثبت أن عائشة جاءت مع طلحة والزبير من أجل الإصلاح، فيذكر أن علياً يبعث القعقاع بن عمرو إلى أهل البصرة يستفسرهم عن سبب خروجهم (( ... فخرج القعقاع حتى قدم البصرة، فبدأ بعائشة رضي الله عنها فسلم عليها، وقال: أي أُمّة، ما أشخصك وما أقدمك هذه البلدة؟ قالت: أي بنيّة إصلاحٌ بين الناس، قال: فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما، فبعثت إليهما فجاءا، فقال: إني سألت أم المؤمنين: ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد؟ فقالت: إصلاح بين الناس، فما تقولان أنتما؟ أمتبعان أم مخالفان؟ قالا: متابعان)) (13)، ويثبت أن المتسببين بقتل الألوف من المسلمين هم قتلة عثمان فيقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/128)
((فلما نزل الناس واطمأنوا خرج عليّ وخرج طلحة والزبير فتوافقوا وتكلموا فيما اختلفوا فيه، فلم يجدوا أمراً هو أمثل من الصّلح ووضع الحرب حين رأوا الأمر قد أخذ في الانقشاع، وأنه لا يُدرك، فافترقوا عن موقفهم على ذلك، ورجع علي إلى عسكره، وطلحة والزبير إلى عسكرهما، وبعث علي من العشيّ عبد الله بن عباس إلى طلحة والزبير، وبعثاهما من العشيّ محمد بن طلحة إلى عليّ، وأن يكلم كل واحد منهما أصحابه، فقالوا: نعم، فلما أمْسوا ـ وذلك في جمادة الآخرة ـ أرسل طلحة والزبير إلى رؤساء أصحابهما، وأرسل عليّ إلى رؤساء أصحابه، ما خلا أولئك الذين هضُّموا عثمان، فباتوا على الصلح، وباتوا بليلةلم يبيتوا مثلها للعافية من الذي أشرفوا عليه، والنُّزوع عما اشتهى الذين اشتهوا، وركبوا ماركبوا، وبات الذين أثاروا أمر عثمان بشرّ ليلة باتوها قطّ، قد أشرفوا على الهَلَكة، وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلّها، حتى اجتمعوا على إنشاب الحرب في السرّ، واستسرّوا بذلك خشية أن يفطن بما حاولوا من الشرّ، فغدوا مع الغلَس، وما يشعر بهم جيرانهم، انسلّوا إلى ذلك الأمر انسلالاً، وعليهم ظلمة، فخرج مُضَريُّهم إلى مُضرِيِّهم، ورَبعيَهم إلى رَبعيِّهم، ويمانيُّهم إلى يمانيِّهم، فوضعوا فيهم السلاح، فثار أهل البصرة، وثار كل قوم في وجوه أصحابهم الذين بَهَتوهم. ... )) (14)،
وقال الطبري أيضاً ((وقالت عائشة: خلّ يا كعب عن البعير، وتقدّم بكتاب الله عزّ وجل فادعهم إليه، ودفعت إيه مصحفاً. وأقبل القوم وأمامهم السبئيّة يخافون أن يجري الصلح، فاستقبلهم كعب بالمصحف، وعليّ من خلفهم يَزَعُهم ويأْبون إلا إقداما، فلما دعاهم كعب رشَقوه رِشقاً واحداً، فقتلوه، ورمَوا عائشة في هودجها، فجعلت تنادي: يا بنيَّ، البقيَّة البقيَّة ـ ويعلو صوتها كثرة ـ الله الله، اذكروا الله عز وجلّ والحساب، فيأْبون إلا إقداماً، فكان أوّل شيء أحدثته حين أبوْا قالت: أيُّها الناس، العنوا قتلة عثمان وأشياعهم، وأقْبلت تدعو. وضجّ أهل البصرة بالدعاء، وسمع عليُّ بن أبي طالب الدعاة فقال: ما هذه الضجّة؟ فقالوا: عائشة تدعو ويدعون معها على قتلة عثمان وأشياعهم، فأقبل يدعو ويقول: اللهم العنْ قتلةَ عثمان وأشياعهم)) (15)،
وهذا هو ما أرخه أيضاً ابن الأثير في تاريخه ولم أجد كتاب المدائن، ويعضد هذه الحقيقة الروايات الصحيحة التي تثبت أن عائشة والزبير وطلحة وعليّ لم يكونوا يريدون قتال بعضهم بعضاً، ولذلك ندمت عائشة على مسيرها وقالت ((وددت أني غصناً رطباً ولم أسر مسيري هذا)) (16)، وقالت أيضاً ((وددت أني كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام وأني لم أسر مسيري مع ابن الزبير)) (17)، فلو كانت تريد القتال دون الإصلاح فلماذا الندم؟!
ثم يقول ((فلماذا كل هذه الكراهية وقد سجّل المؤرخون لها مواقف عدائية للإمام عليّ لا يمكن تفسيرها، فقد كانت راجعة من مكة عندما أعلموها في الطريق بأن عثماناً قتل ففرحت فرحاً شديداً ولكنَّها عندما علمت أن الناس قد بايعوا علياًّ غضبت وقالت: وددت أن السماء انطبقت على الأرض قبل أن يليها ابن أبي طالب وقالت ردّوني وبدأت تشعل نار الفتنة للثورة على علي الذي لا تريد ذكر اسمه كما سجّله المؤرخون عليها، أفلم تسمع أم المؤمنين قول الرسول (ص): (بأن حبّ علي إيمان وبغضه نفاق) حتى قال بعض الصحابة (كنا لا نعرف المنافقين إلا ببغضهم لعلي) أولم تسمع أم المؤمنين قول النبي (من كنت مولاه فعلي مولاه) ... أنها لا شك سمعت كل ذلك ولكنها لا تحبه ولا تذكر اسمه بل إنها لما سمعت بموته سجدت شكراً لله)) (18)،
فأقول:
1ـ قوله بأن عائشة فرحت بقتل عثمان فرحاً شديداً لا يدل إلا كذبه كذباً أكيداً! فلم يقل أحد من أهل التاريخ ذلك بل أثبتوا جميعاً أن عائشة ما خرجت إلا للقصاص من قتلة عثمان، وأنا أتساءل؟ إذا كانت عائشة فرحت لمقتل عثمان فلماذا خرجت؟ هل خرجت من أجل منع علي بن أبي طالب من تولي الخلافة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/129)
التيجاني يقول نعم! وإذا سئل عن السبب فسيقول بأنها تكرهه لأنه أشار على النبي =+ بتطليقها؟! فأقول له إذا كانت عائشة تكره علياًّ فكيف نفسّر خروج الآلاف معها؟! فهل هناك سبب منطقي عند التيجاني يبين فيه سبب موافقة هؤلاء الناس لعائشة؟ أم هؤلاء يكرهونه أيضاً؟ فإذا أجاب بنعم، فأسأله .. هل من سبب لهذا الكره؟ فإن كان يملك جواباً فحيهلا، وإذا لم يملك لذلك جواباً فأُبشِّرُهُ أنه من أضل الناس!!
2ـ يدعي التيجاني أن المؤرخين سجلوا على عائشة أنها لا تريد ذكر اسم علي، وأنا أسأله من هؤلاء المؤرخون؟ فهل تستطيع أن تحددهم لنا حتى نعرف الصادق من الكاذب؟ وما هي المراجع التي عوَّلت عليها؟ ولكن الصحيح المعلوم أن عائشة ذكرت علي بملأ فمها، فعن شريح بن هانئ قال ((سألت عائشة عن المسح فقالت: إئت علياً فهو أعلم مني قال: فأتيت عليا فسألته عن المسح على الخفين قال: فقال: كان رسول الله =+ يأمرنا أن نمسح على الخفين يوماً وليلة، وللمسافر ثلاثاً)) (19)، كما أخرج مسلم بسنده إلى شريح بن هانئ قال ((أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله ... ألخ)) (20).
3ـ ثم يذكر حديثان في فضل علي ويقول (أولم تسمع أم المؤمنين قول النبي (من كنت مولاه فعلي مولاه) .. أنها لا شك سمعت كل ذلك ولكنها لا تحبه ولا تذكر اسمه بل أنها لما سمعت بموته سجدت لله شكراً)!!،
فأقول:
أـ لقد قلت بأن عائشة لا تبغض علياً ولكنها خالفته لا لشيء إنما للطلب بدم عثمان ولم تذهب لقتاله بل ذهبت من أجل الإصلاح بين الناس لذلك ذهبت تحت رغبة الناس في محاولة للإصلاح ويذكر ابن العماد في (شذرات الذهب) ((وحين وصل علي إلى البصرة، جاء إلى عائشة وقال لها: غفر الله لك، قالت: ولك، ما أردت إلا الإصلاح)) (21)، ويوضح ابن العربي ذلك بقوله ((وأما خروجها إلى حرب الجمل، فما خرجت لحرب ولكن تعلّق الناس بها وشكوا إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة، وتهارج الناس ورجوا بركتها في الإصلاح، وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت إلى الخلق، وظنّت هي ذلك فخرجت عاملة بقول الله تعالى {لا خير في كثير من نجواهم} ... الآية، {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما})) (22)، ونقل ابن حبان ((أن عائشة كتبت إلى أبي موسى ـ وهو والي الكوفة من قبل عليّ ـ: إنه قد كان من أمر عثمان ما قد علمت، وقد خرجت مصلحة بين الناس، فمر من قبلكم بالقرار في منازلهم والرضا بالعافية حتى يأتيهم ما يحبّون من صلاح أمر المسلمين)) (23).
فهذا هو سبب خروج عائشة وليس بسبب بغضها لعلي فهذا من الكذب المكشوف الذي لا يستند إلى أي دليل صحيح.
ب ـ أما قوله (( ... بل أنها لما سمعت بموته سجدت شكراًلله)) ثم يشير بالهامش إلى المراجع التي استقى منها ادعاؤه هذا وهي ((الطبري وابن الأثير والفتنة الكبرى وكل المؤرخين الذين أرخوا حوادث سنة أربعين للهجرة)) (24)، فرجعت إلى الطبري وابن الأثير في حوادث سنة أربعين فلم أر لهذه الدعوى أثراً فلله أبوه ما أكذبه!
ثم يهذي فيقول ((ونفس السؤال يعود دائماً ويتكرر أيهم علىالحق وأيهم على الباطل، فإما أن يكون علي ومن معه ظالمين وعلى غير الحق، وإما أن تكون عائشة ومن معها وطلحة والزبير ومن معهم ظالمين وعلى غير الحق وليس هناك احتمال ثالث، والباحث المنصف لا أراه إلا مائلاً لأحقّية علي الذي يدور الحق معه حيث دار، نابذاً فتنة (أم المؤمنين عائشة) وأتباعها الذين أوقدوا نارها وما أطفؤوها حتى أكلت الأخضر واليابس وبقيت آثارها إلى اليوم. ولمزيد البحث وليطمئن قلبي أقول أخرج البخاري في صحيحة من كتاب الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر، قال: لمّا سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر والحسن بن علي فقدما علينا الكوفة فصعدا المنبر فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمّار أسفل من الحسن فاجتمعنا إليه فسمعت عماراً يقول: أنّ عائشة قد سارت إلى البصرة ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي)) (25)،
أقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/130)
أ ـ بل هناك احتمال ثالث وهو أن الطرفين قد اجتهدا للوصول للحق ولم يكن أي من الطرفين ظالماً لأن فتنة قتل عثمان فرقت الأمة إلى فرقتين فرقة ترى وجوب قتل قتلة عثمان على الفور وهم طلحة والزبير وعائشة وفرقة ترى وجوب قتل قتلة عثمان ولكن يجب التروي في ذلك حتى تتمكن الوصول لهذا الهدف لأن هؤلاء القتلة كانت لهم قبائل تدفع عنهم وهو رأي علي وأصحابه وهؤلاء القتلة هم المتسببون في وقعة الجمل وليس لكلا الفرقتين أي تسبب في إشعال المعركة كما بينت سابقا.
ً
ب ـ أما رواية البخاري التي اطمأن بها قلب التيجاني فهي من أعظم الدلائل على فضل عائشة ولكن ماذا نقول عن جاهل يحتج على أهل السنة بروايات هي حجة عليه وعلى شيعته من قبل أن تكون حجة على أهل السنة ففي الحديث يشهد عمار لأم المؤمنين رضي الله عنهما بأنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة!
أي في الجنة؟! فهل من فضل ومكرمة أعظم من ذلك وهل استحقت هذا الفضل العظيم إلا برضى الله سبحانه عنها ورسوله الكريم =+، أما بالنسبة لقول عمار فإنه من أنصار علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأراد حث الناس للخروج مع علي ولكنهم ترددوا لأن أم المؤمنين كانت في الطرف المقابل لعلي، فبين لهم أنّ الحق مع علي لأنه الخليفة، ويجب أن يطاع كما أمركم الله سبحانه وذلك قبل المطالبة بالقصاص من قتلة عثمان كما ترى أم المؤمنين ولا شك أن أم المؤمنين وطلحة والزبير كانوا يرون أن المطالبة بالقصاص من قتلة عثمان قبل الخضوع لخلافة علي هو أمر الله سبحانه وتعالى أيضاً كما بينت ذلك لعثمان بن حنيف عندما بعث يسألها عن مسيرها فقالت ((والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم ولا يغطّي لبنيه الخبر، إن الغوغاء من أهل الأمصار ونزّاع القبائل غزوا حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثوا فيه الأحداث، وآووْا فيه المحدثين، واستوجبوا فيه لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل إمام المسلمين بلا تِرَة ولاعذر، فاستحلوا الدم الحرام فسفكوه، وانتهبوا المال الحرام وأحلّوا البلد الحرام والشهر الحرام، ومزّقوا الأعراض والجلود، وأقاموا في دار قوم كانوا كارهين لمقامهم ضارّين مضرّين، غير نافعين ولا متقين، لا يقدرون على امتناع ولا يأمنون، فخرجت في المسلمين أعلمهم ما أتى هؤلاء القوم وما فيه الناس وراءنا، وما ينبغي لهم أن يأتوا في إصلاح هذا. وقرأت {لا خير في كثير من نجْواهُم إلا من أمَرَ بِصدقَةٍ أو معْرُوف أو إصلاحٍ بين النَّاس} ننهض في الإصلاح من أمر الله عز وجل وأمر رسول الله =+ الصغير والكبير والذكر والأنثى، فهذا شأننا إلى معروفٍ نأمركم به، ومنكر ننهاكم عنه، ونحثّكم على تغييره)) (26)، هذا وإذا أضفنا إلى ذلك أن أوّل من رشّح علياً للخلافة هم هؤلاء الغوغاء، وأنهم في جيش عليّ، ومن هنا يتضح أن كل طرف ظن أن الحق معه، وتأوّل خطأ الآخر وخرج الطرفان للإصلاح كما بينت، ولم يكونا يريدان القتال ولكنه وقع، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
ثم يتخرّص فيقول ((كما أخرج البخاري أيضاً في كتاب الشروط باب ما جاء في بيوت أزواج النبي، قال: قام النبي (ص) خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال ههنا الفتنة، ههنا الفتنة، ههنا الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان)) (27)،
قلت:
1ـ فتحت البخاري كتاب الشروط فلم أجد الباب المذكور من ضمن كتاب الشروط، بل الحديث موجود في أبواب الخمس، وهذا يدل أن هذه الشبهة لقّنت له تلقيناً!
2ـ والتيجاني يحتج بهذا الحديث على أن عائشة هي مصدر الفتن!؟ وهذا ادعاء ظاهر البطلان، لأن النبي =+ أراد المشرق، ولو أراد بيت عائشة لقال الراوي (إلى) وليس (نحو)، وفي رواية مسلم عن ابن عمر ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان، يعني المشرق)) (28)، وعن ابن عمر أيضاً ((أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان)) (29) وحتى أقطع الشك باليقين أذكر رواية مسلم أيضاً عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عند باب حفصة (وفي رواية عبيد الله بن سعيد: قام رسول الله =+ عند باب عائشة) فقال بيده نحو المشرق ((الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان، قالها مرتين أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/131)
ثلاثاً)) (30) وأظن أنه قد ظهر الحق للعيان وافتضح أولياء الشيطان!
ثم يقول ((كما أخرج البخاري في صحيحه عنها أشياء عجيبة وغريبه في سوء أدبها مع النبي حتى ضربها أبوها فأسال دمها وفي تظاهرها على النبي حتى هدّدها الله بالطلاق وأن يبدله ربه خيراً منها وهذه قصص أخرى يطول شرحها)) (31)،
فأقول:
1ـ أما قوله بأن البخاري أخرج في صحيحه ما يفيد سوء أدب عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأن أبا بكر ضربها حتى أسال دمها فهذا من الكذب الرخيص، إلا فلْيُرنا موضع هذه الرواية في صحيح البخاري ثم بعد ذلك فليخرج ما في قلبه من أوضار!
2ـ أما قوله (وفي تظاهرها على النبي =+ حتى هددها الله بالطلاق وأن يبدله ربه خيراً منها) فأجيب:
أ ـ قلت غير مرّة أن كل إنسان غير معصوم في الواقع من الذنوب، بل معرّض للوقوع في الذنوب الكبيرة والصغيرة، خلا النبيصلى الله عليه وسلم فلو وقع أحد في الذنب، عائشة أو غيرها، فليس ذلك بمستغرب لأنه ليس لأحد العصمة من ذلك، فليس من المقبول ولا من المعقول أن يجعل التيجاني من ذنبٍ وقعت فيه عائشة وتابت منه من مساوئها، ويطعن عليها وكأنها جاءت أمراً إدّا، بالضبط عندما أراد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتزوج بنت أبي جهل مع فاطمة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث ((إن بني هاشم بن مغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لاآذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ... )) (32)، وهذا كما ترى تهديد من النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ بتطليق فاطمة، إن هو أقدم على ذلك، فليس من المعقول أن يجعل هذا الأمر من مطاعن ومساوىء عليّ! إلا من هو من أشد الناس جهلاً؟
ب ـ أما قوله أن الله هددها بالطلاق وأن يبدله أي محمدصلى الله عليه وسلم خيرٌ منها فغير صحيح فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عمر رضي الله عنه قال ((اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلّقكن أن يبدله أزواجاً خير منكن فنزلت هذه الآية)) (33) فالآية كما هو ظاهر ليست تهديداً وإنما تخيير من الله لنبيه =+ في التطليق لذلك سميت آية التخيير، إضافة إلى أنها لا تخص عائشة وحدها بل تشمل أيضاً بقية زوجاته، وعلى فرض أن الآية تخص عائشة وقد هدّدها الله بالطلاق فأقول هل في تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بتطليق فاطمة ما يعتبر ذمّاً؟! فإن كان كذلك فكل ما تُحَمِّله لعائشة من الطعن فسيصيب عليّ، وإن اعتبرت أن علي أخطأ مجرّد خطأ ورجع عنه وليس فيه ما يطعن عليه، فعائشة مثله تماماً فاختر ما شئت يا تيجاني!؟
ثم يتطاول في هذيانه فيقول ((وبعد كل هذا أتساءل كيف استحقت عائشة كل هذا هذا التقدير والاحترام من أهل السنة والجماعة، ألأنها زوج النبي، فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي نفسه ـ ويشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة ـ ثم يقول ... أم لأنها ابنة أبي بكر! أم لأنها هي التي لعبت الدور الكبير في إنكار وصيّة النبي لعليّ حتى قالت عندما ذكروا عندها أن النبي أوصى لعلي: قالت من قاله لقد رأيت النبي (ص) وإني لمسندته إلى صدري فدعا بالطست فانحنت فمات فما شعرتُ فكيف أوصى إلى علي)) (34).
فأقول لهذا الشانئ:
1ـ عائشة استحقّت كل هذا التقدير والاحترام وأكثر، من أهل السنة والجماعة لأنها زوجة النبي =+ الطيب الذي اختارها لأن تكون زوجة له لأنها طيبة أيضاً والله سبحانه يقول {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، أولئك مبرّءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم} (النور 26) قال ((مجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والشعبي والحسن البصري وحبيب بن أبي ثابت والضحاك: نزلت في عائشة وأهل الإفك، واختاره بن جرير الطبري)) (35) وقوله {أولئك مبرءون مما يقولون}: أي هم بعداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان)) (36) وعندما يحاول التيجاني إثبات أن عائشة خبيثة ألا يعتبر هذا من أعظم المطاعن في النبي صلى الله عليه وسلم؟! فكيف لا والله يقول {الخبيثات للخبيثين ... }!!؟ ونقدرها لأنها أمنا في الإيمان فالله يقول {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجه أمهاتهم .. } (الأحزاب5)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/132)
2ـ أما قوله ((ألأنها زوج النبي، فزوجاته كثيرات وفيهن من هي أفضل من عائشة بتصريح النبي نفسه)) ثم يشير بالهامش إلى الترمذي والاستيعاب والإصابة ... (37)، فأقول فتحت سنن الترمذي على أبواب الفضائل (باب) فضل عائشة فوجدت هذا الحديث عن ((عائشة قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت: فاجتمع صواحباتي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير، كما تريد عائشة، فقولي لرسول الله يأمر الناس يهدون إليه أين ما كان. فذكرت ذلك أم سلمة، فأعرض عنها، ثم عاد إليها فأعادت الكلام، فقالت: يا رسول الله إنّ صواحباتي قد ذكرن أن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة فأمرِ الناس يهدون أين ما كنت، فلما كانت الثالثة قالت ذلك: قال: (يا أم سلمة لا تُؤذيني في عائشة، فإنّهُ أنزل علي الوَحيَ وأنا في لِحافِ امرأَةٍ منْكُنَّ غيرها))) (38)، وعن عمرو بن العاص ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: (يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها))) (39)، وعن أنس قال ((قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قيل من الرجال؟ قال: أبوها)) (40)، وعن عبد الله بن زياد الأسدي قال ((سمعت عمار بن ياسر يقول: هي زوجته في الدنيا والآخرة ـ يعني: عائشة)) (41)، وعن انس بن مالك ((أن رسول الله =+ قال: فضل عائشة على النساء، كَفَضلِ الثَّريدِ على سائِرِ الطَّعام)) (42)، وعن عائشة قالت: قال لي رسول الله =+: إنَّ جِبْرَائيلَ يَقْرَأ عَلَيْكِ السلام، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله)) (43)،عن أبي موسى قال ((ما اشكل علينا أصحاب رسول الله =+ حديث قط، فسألنا عائشة، إلا وجدنا عندها منه علماً)) (44)، عن موسى بن طلحة قال ((ما رأيت أحداً أفصح من عائشة)) (45)، ثم فتحت باب فضل أزواج النبي =+ فوجدت هذا الحديث عن صفية بنت حيي قالت: ((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن حفصة وعائشة كلام، فذكرت ذلك له، فقال: (ألا قلتِ: وكيف تكونان خيرا منِّي، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى) وكأن الذي بلغها أنهم قالوا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وقالوا: نحن أزواج النبي =+ وبنات عمه)) (46)، هذه هي الأحاديث الواردة في فضل عائشة وصفية
فأقول:
أ ـ لا شك أن عائشة أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم لتضافر الأدلة الصريحة في ذلك والصحيحة من أصح كتب الحديث أمثال البخاري ومسلم.
ب ـ بالنسبة لحديث صفية فليس فيه ما يظهر أنها أفضل من عائشة أو حفصة لأن النبي =+ حينما قال لها ما قال أراد إسترضائها في مقابل ما ذكرته عائشة وحفصة في حقها بخلاف الأحاديث الصريحة التي يؤكد فيها النبي =+ فضل عائشة على جميع نسائه.
ت ـ أقول ذلك على فرض صحة حديث صفية ولكن الحديث ضعيف الإسناد فـ ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي، وليس إسناده بذلك)) (47)، وأما الاستيعاب فقد ذكر في ترجمتها نفس الحديث المذكور ولم يذكر غير ذلك (48) وأما في ترجمة عائشة فقد ذكر في فضائلها الكثير فأثبت أنها من أعلم أزواج النبي =+ فيروى عن الزهري قوله ((لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي =+ وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل)) (49)، ثم ساق في إثبات أنها أحب النساء وأفضلهن عند النبي =+ حديث عمرو بن العاص، وحديث أنس اللذان سبقا قبل قليل (50). وأما الإصابة فكل الروايات التي ذكرها بالتغاضي عن صحتها لا يوجد بها حديث واحد فيه التصريح بتفضيل حفصة على عائشة إلا الحديث السابق (51).
((والله أعلم وأحكم))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة ـ باب ـ فضل عائشة برقم (3559) عن أنس بن مالك.
(2) زوائد الزهد لحسين المروزي جـ2 ص (207) وأحمد في المسند مختصراً جـ9 برقم (25130) ص (467) وانظر السلسلة الصحيحة جـ6 برقم (2867)
(3) راجع الكتاب ص (132).
(5) منهاج السنة جـ4 ص (309 ـ 313) بتصرف.
(6) مصنف ابن أبي شيبة جـ8 كتاب الجمل ـ في مسير عائشة ص (718).
(7) المنهاج جـ4 ص (317 ـ 318).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/133)
(8) جزء من حديث رواه البخاري كتاب التفسير ـ سورة النور برقم (4473) جـ4
(9) فتح الباري جـ8 ص (324) كتاب التفسير.
(10) مسلم مع الشرح كتاب التوبة ص (162 ـ 163).
(11) الفتح جـ8 ص (324) كتاب التفسير.
(12) ثم اهتديت ص (117).
(13) تاريخ الطبري جـ3 ص (29) سنة 36 هـ وابن الأثير جـ3 ص (122 ـ 123) سنة 36 هـ
(14) الطبري جـ3 سنة 36 هـ ص (39).
(15) المصدر السابق جـ3 سنة 36 هـ ص (43).
(16) سبق الحديث ص (356).
(17) مصنف أبي شيبة جـ8 كتاب الجمل ص (716).
(18) ثم اهتديت ص (117، 118).
(19) فضائل الصحابة لأحمد جـ2 برقم (1199) ص (702).
(20) صحيح مسلم مع الشرح كتاب الطهارة ـ باب ـ التوقيت في المسح على الخفين برقم (276).
(21) شذرات الذهب جـ1 ص (42) وانظر تحقيق مواقف الصحابة جـ2 ص (115).
(22) أحكام القرآن لابن العربي جـ3 ص (1536) وانظر كتاب تحقيق مواقف الصحابة جـ2 ص (116).
(23) كتاب الثقات لابن حبان جـ2 ص (282) وانظر تحقيق مواقف الصحابة جـ2 ص (115).
(24) ثم اهتديت ص (118).بالهامش
(26) تاريخ الطبري جـ3 ص (14) سنة 36 هـ
(27) ثم اهتديت ص (119).
(28) مسلم مع الشرح رقم (2905) ـ (48) كتاب الفتن ـ باب ـ الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان جـ18.
(29) مسلم مع الشرح رقم (2905) والبخاري كتاب الفتن رقم (6680).
(30) المصدر السابق وراجع بقية الأحاديث التي تذكر المشرق.
(31) ثم اهتديت ص (119).
(32) سبق الحديث ص (156).
(33) صحيح البخاري كتاب التفسير (التحريم) برقم (4632).
(34) ثم اهتديت ص (119، 120).
(35) تفسير ابن كثير جـ3 سورة النور ص (288).
(36) تفسير ابن كثير سورة النور جـ3 ص (289).
(37) ثم اهتديت ص (119).
(38) سنن الترمذي جـ5 كتاب المناقب ـ باب ـ فضل عائشة برقم (3879)
(39) سنن الترمذي برقم (3886) ورواه البخاري برقم (3462).
(40) المصدر السابق برقم (3890).
(41) سنن الترمذي برقم (3889).
(42) المصدر السابق برقم (3887).
(43) المصدر السابق برقم (3882).
(44) المصدر السابق برقم (3883) وانظر صحيح الترمذي للألباني برقم (3044).
(45) المصدر السابق برقم (3884) وانظر صحيح الترمذي للألباني برقم (3046).
(46) المصدر السابق برقم (3892).
(47) ضعيف سنن الترمذي للألباني برقم (816).
(48) الإستيعاب جـ4 حرف الصاد ص (1872).
(49) الإستيعاب جـ4 حرف العين ص (1883).
(50) نفس المصدر.
(51) راجع الإصابة جـ7 ص (739 ـ 742).
ـ[فاطمة الأثرية]ــــــــ[05 - 06 - 02, 01:01 م]ـ
شكر الله لك .. وأثابك خيري الدنيا والآخرة.
* أعطيت المذكورة هذا الرد فصعقت!! أسأل الله لها الهداية.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 06 - 02, 07:25 م]ـ
علمتُ أنّه ما من شبهة رافضيّة ...
إلا والحراني المبارك لها.
ـ[الحراني]ــــــــ[06 - 06 - 02, 01:40 ص]ـ
منكم نستفيد .. رعاكم الله. وما أنا إلا طويلب علم ابتلانا الله بهذه الفرقة الضالة المارقة. ونسأل الله الإعانة والسداد.
* أخوك: (الحراني)
ـ[عيسى الحوراني]ــــــــ[19 - 07 - 05, 05:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 05, 09:06 م]ـ
أنصحك بكتاب حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس بتقديم الشيخ محمد إسماعيل المقدم , ويمكنك أيضاً زيارة موقع الشيخ عثمان الخميس فهو متخصص في هذة الموضوعات.
www.almanhaj.com(23/134)
هل نسبة كتاب الرد على الزنادقة والجهمية الى الامام أحمد صحيحة.؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 06 - 02, 10:30 م]ـ
هل نسبة كتاب الرد على الزنادقة والجهمية الى الامام أحمد صحيحة.؟
أرجوممن لديه اقوال العلماء فى هذا الشأن .. وخاصة من جهة السند ..
أن يوافينا بها.وجزاه الله خيرا .. أقول من جهة السند .. لأننى من جهة المتن لاحظت بعض القرائن التى تبعد نسبة الكتاب الى الامام وخاصة فى القسم الاول حيث يرد على تشكيكات الزنادقة فى بعض آيات القرآن .. فتجد الر دود مسرودة على غير منهج المحدثين السلفيين .. فلا نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن التابعين ... مع ان الامور التى يفسرها الامام اكثرها من الغيبيات ونحن نعرف شدة تحرج امام اهل السنة والجماعة من القول بالرأي فى القرآن .. بل وهو تحت السياط كان رحمه الله يقول:اعطونى شيئا من القرآن أو السنة اقول به .. فكيف يجرأ هنا على الكلام فى أحوال البعث والنشور ..
وهذه –ايها الاخوة-نماذج من الردود على الزنادقة من أول الكتاب تجدونها خالية من أخبرنا وحدثنا وأنبأنا
على غير عادة ومنهج السلف:
*****الرد على الزنادقة فما ادعوه من تعارض آي القرآن
المسألة الأولى
قال أحمد في قوله عز وجل كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب النساء قالت الزنادقة فما بال جلودهم التي عصت قد احترقت وأبدلهم جلودا غيرها فلا نرى إلا أن الله يعذب جلودا لم تذنب حين يقول بدلناهم جلودا غيرها فشكوا في القرآن وزعموا أنه متناقض
فقلت إن قول الله بدلناهم جلودا غيرها ليس يعني جلودهم وإنما يعني بدلناهم جلودا غيرها تبديلها تجديدها لأن جلودهم إذا نضجت جددها الله وذلك لأن القرآن فيه خاص وعام ووجوه كثيرة وخواطر يعلمها العلماء المسألة الثانية
وأما قوله عز وجل هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون المرسلات ثم قال في آية أخرى ثم إنكم يوم القيامة ثم ربكم تختصمون الزمر فقالوا كيف يكون هذا من الكلام المحكم قال هذا يوم لا ينطقون ثم قال في موضع آخر ثم إنكم يوم القيامة ثم ربكم تختصمون فزعموا أن هذا الكلام ينقض بعضه بعضا فشكوا في القرآن أما تفسير هذا يوم لا ينطقون فهذا أول ما تبعث الخلائق على مقدار ستين سنة لا ينطقون ولا يؤذن لهم في الاعتذار فيعتذرون ثم يؤذن لهم في الكلام فيتكلمون فذلك قوله ربنا أبصرنا وسمعنا فأرجعنا نعمل صالحا السجدة فإذا أذن لهم في الكلام فتكلموا واختصموا فذلك قوله ثم إنكم يوم القيامة ثم ربكم تختصمون ثم الحساب وإعطاء المظالم ثم يقال لهم بعد ذلك لا تختصموا لدي أي عندي وقد قدمت إليكم بالوعيد ق فإن العذاب مع هذا القول كائن وأما قوله ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما الإسراء وقال في آية آخرى ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة الأعراف فقالوا كيف يكون هذا من الكلام المحكم ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما ثم يقول في موضع آخر أنه ينادي بعضهم بعضا فشكوا في القرآن من أجل ذلك أما تفسير ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار الأعراف ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة فإنهم أول ما يدخلون النار يكلم بعضهم بعضا وينادون يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون الزخرف ويقولون ربنا أخرنا إلى أجل قريب إبراهيم ربنا غلبت علينا شقوتنا المؤمنون فهم يتكلمون حتى يقال لهم اخسأوا فيها ولا تكلمون المؤمنون فصاروا فيها عميا وبكما وصما وينقطع الكلام ويبقى الزفير والشهيق فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة من قول الله وأما قوله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون المؤمنونوقال في آية أخرى فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون الصافات فقالوا كيف يكون هذا من المحكم فشكوا في القرآن من أجل ذلك فأما قوله عز وجل فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فهذا ثم النفخة الثانية إذا قاموا من القبور لا يتساءلون ولا ينطقون في ذلك الموطن فإذا حوسبوا ودخلوا الجنة والنار أقبل بعضهم على بعض يتساءلون فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة
المسألة الثالثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/135)
وأما قوله ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين المدثر وقال في آية أخرى فويل للمصلين الماعون فقالوا إن الله قد ذم قوما كانوا يصلون فقال ويل للمصلين وقد قال في قوم إنهم إنما دخلوا النار لأنهم لم يكونوا يصلون فشكوا في القرآن من أجل ذلك وزعموا أنه متناقض قال وأما قوله فويل للمصلين عنى بها المنافقين الذين هم عن صلاتهم ساهون حتى يذهب الوقت الذين هم يراؤون الماعون يقول إذا رأوهم صلوا وإذا لم يروهم لم يصلوا وأما قوله ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين المدثر يعنى الموحدين المؤمنين فهذا ما شكت فيه الزنادقة المسألة الرابعة
وأما قوله عز وجل خلقكم من تراب فاطر ثم قال من طين لازب الصافات ثم قال من سلالة المؤمنون ثم قال من حمإ مسنون الحجر ثم قال من صلصال كالفخار الرحمن فشكوا في القرآن وقالوا هذا ملابسة ينقض بعضه بعضا نقول هذا بدء خلق آدم خلقه الله أول بدء من تراب ثم من طينة حمراء وسوداء وبيضاء من طينة طيبة وسبخة فكذلك ذريته طيب وخبيث أسود وأحمر وأبيض ثم بل ذلك التراب فصار طينا فذلك قوله من طين فلما لصق الطين بعضه ببعض فصار طينا لازبا بمعنى لاصقا ثم قال من سلالة من طين المؤمنون يقول مثل الطين إذا عصر انسل من بين الأصابع ثم نتن فصار حمأ مسنونا فخلق من الحمأ فلما جف صلصالا كالفخار يقول صار له صلصلة كصلصلة الفخار له دوى كدوى الفخار فهذا بيان خلق آدم وأما قوله من سلالة من ماء مهين السجدة فهذا بدء خلق ذريته من سلالة يعنى النطفة إذا انسلت من الرجل فذلك قوله من ماء يعنى النطفة مهين يعني ضعيف فهذا ما شكت فيه الزنادقة
المسألة الخامسة
وأما قوله رب المشرق والمغرب الشعراء رب المشرقين ورب المغربين الرحمن ورب المشارق والمغارب المعارج فشكوا في القرآن وقالوا كيف يكون هذا من الكلام المحكم أما قوله رب المشرق والمغرب فهذا اليوم الذي يستوي فيه الليل والنهار أقسم الله بمشرقه ومغربه وأما قوله رب المشرقين ورب المغربين فهذا أطول يوم في السنة وأقصر يوم في السنة وأقسم الله بمشرقهما ومغربهما وأما قوله رب المشارق ورب المغارب فهو مشارق السنة ومغاربها فهذا ما شكت فيه الزنادقة
المسألة السادسة
وأما قوله وإن يوما ثم ربك كألف سنة مما تعدون الحج وقال في آية أخرى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فييوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون السجدة وقال في آية أخرى تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا المعارج فقالوا فكيف يكون هذا الكلام المحكم وهو ينقض بعضه بعضا قال أما قوله وإن يوما ثم ربك كألف سنة مما تعدون فهذا من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض كل يوم كألف سنة وأما قوله يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة وذلك أن جبرائيل كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم ويصعد إلى السماء في يوم كان مقداره ألف سنة وذلك أنه من السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام فهبوط خمسمائة وصعود خمسمائة عام فذلك ألف سنة وأما قوله في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة يقول لو ولى نجاسة الله ما فرغ منه في يوم مقداره خمسون ألف سنة ويفرغ الله منه مقدار نصف يوم من أيام الدنيا إذا أخذ في نجاسة الخلائق فذلك قوله وكفى بنا حاسبين الأنبياء يعني سرعة الحساب ..... ******
قال أبو عبد المعز: وتستمر الردود على هذه الوتيرة .. فلا نجد ذكرا او نقلا من عالم من السلف قبل الامام احمد ولا لابن عباس حبر الامة نفسه .. بل ولا نجد لفظة" والله اعلم" فهل هذا الذى عناه الحافظ الذهبي –رحمه الله- عندما اشار الى أن فى الكتاب-الرد على الزنادقة والجهمية- أشياء لا يمكن أن تكون من كلام الامام احمد نظرا لما عرف عنه رحمه الله من التقوى والورع ...
أرجو من المهتمين من الاخوة المساهمة فى البحث ..
ـ[مؤمن 33]ــــــــ[17 - 06 - 02, 05:07 ص]ـ
الأخ أبو عبد المعز وفقه الله
هذا نص الإمام الذهبي في السير 11/ 287: لا كرسالة الإصطخري ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله فإن الرجل كان تقيا ورعا لا يتفوه بمثل ذلك ولعله قاله.
وأظنك أشرت إليه في مقالك المتين السابق.
والله الموفق
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 07, 07:24 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/136)
الرسالة المذكورة في إسنادها الخضر بن المثنى الكندي وهو مجهول وقد حاول الإمام ابن القيم إثبات نسبتها إلى أحمد وكان حاصل ما اعتمد عليه:
أولا: أن الخضر ليس مجهولا وكيف وهو معروف لدى الخلال. وفي هذا نظر لا يخفى فإنه لا يرفع عنه وصف الجهالة
الثاني: أن الخلال نفسه وجد الرسالة بخط عبد الله بن أحمد، ورواها بالسند عن الخضر، فاجتمع له الأمران. يعني السند والوجادة وهذا إذا صح قويت الرسالة بعض الشيء لما في الوجادة من شبهة الاتصال
الثالث: أن العلماء والأئمة أثبتوا هذه الرسالة ونسبوها للإمام أحمد
وكان أشهر من احتج بها واعتمد عليه الإمام ابن تيمية لذا تجدها منثورة في فتاويه ومتفرقة في ردوده لا سيما رده على الرازي وكذا ابن القيم كما في الروح والصواعق وغيرهما وقبلهما أبو يعلى الإمام الحنبلي في إبطال التأويل
وقد قيل أن ابن عقيل قد ذكره في بعض كتبه وأن البيهقي قد نقل منه وعزاه إلى أحمد وكذا الخطيب البغدادي والله أعلم
قال الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية: ومما يدّل على صحة هذا الكتاب ما ذكره القاضي أبو الحسين ابن القاضي أبي يعلى، فقال: قرأت في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد ابن حنبل قال: قرأت على أبي صالح بن أحمد هذا الكتاب فقال: هذا كتاب عمله أبي في مجلسه رداً على من احتج بظاهر القرآن، وترك ما فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يلزم اتباعه. انتهى
وأما أن الذهبي قد جزم بكذب نسبة الكتاب إلى أحمد فهذه مجازفة فإنه قد استدرك على نفسه بقوله ولعله (يعني الإمام أحمد) قاله؟؟؟
يزيد على هذا أن الذهبي قد نقل في (سير الأعلام 11/ 330) قول ابن الجوزي بنسبة الكتاب إلى أحمد ولم يعلق عليه بشيء في حين كذب نسبة كتاب الرسالة في الصلاة إليه قال ابن الجوزي (كتاب نفي التشبيه مجلدة وكتاب الامامة مجلدة صغيرة وكتاب الرد على الزنادقة ثلاثة اجزاء وكتاب الزهد مجلدة كبير وكتاب الرسالة في الصلاة قلت (الذهبي) هو موضوع على الامام)
وقد احتج الذهبي بالكتاب المذكور في مواطن في كتبه العلو، العرش، وتاريخ الإسلام
وممن جزم بنسبته إلى أحمد العماد ابن كثير فقال عند تفسيره لقوله تعالى وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنَان، حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيّ، عن إسرائيل، عن سِمَاك، عن عكرمة، عن ابن عباس: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} قال: من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض.
رواه ابن جرير، عن ابن بَشّار، عن ابن مهدي. وبه قال مجاهد، وعكرمة، ونص عليه أحمد بن حنبل في كتاب "الردّ على الجهمية".
وقد تابع هؤلاء الأجلة على إثبات صحة الكتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني كما في فتح الباري 13/ 493 فقال بعد أن ذكر الخلاف في مسألة الكلام والخامس: أنه كلام الله غير مخلوق، أنه لم يزل يتكلم إذا شاء نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية
والله أعلم
ـ[فيصل]ــــــــ[04 - 02 - 07, 08:00 ص]ـ
راجع ما كتبه الشيخ دغش العجمي في مقدمته على الكتاب والذي طبعته غراس فقد أجاد في توثيق نسبة الكتاب للإمام جزاه الله خيراً
ـ[حامد تميم]ــــــــ[04 - 02 - 07, 10:22 م]ـ
ذكرّ الشيخ عبد الأول ابن الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله- في كتابه "المجموع"؛ أن الشيخ حماد ثبت عنده أن كتاب "الرد على الزنادقة" للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- له.(23/137)
من هم أهل التفويض والقرامطة؟
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:43 ص]ـ
هل يمكن أن يحدثني أحد حول أهل التفويض والقرامطة؟
ـ[سعود صلف الشمري]ــــــــ[28 - 06 - 02, 03:22 ص]ـ
هل تسأل عن أهل التفويض لوحدهم والقرامطه لوحدهم
أم أن السؤال شامل (أهل التفويض والقرامطه)؟؟
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[28 - 06 - 02, 03:37 ص]ـ
لا يا أخى كل واحد على حدا ووفقنا الله واياك
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[28 - 06 - 02, 03:53 ص]ـ
أخي الحبيب:
القرامطة هم:
http://www.wahy.com/adian/35.htm
التعريف:
القرامطة حركة باطنية هدامة تنتسب إلى شخص اسمه حمدان بن الأشعث ويلقب بقرمط لقصر قامته وساقيه وهو من خوزستان في الأهواز ثم رحل إلى الكوفة. وقد اعتمدت هذه الحركة التنظيم السري العسكري، وكان ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وحقيقتها الإلحاد والإباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإسلامية.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· يتضح لنا تطور الحركة من خلال دراسة شخصياتها الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون المجوسية وتركوا أثراً بارزاً على سيرهم وتشكلها عبر مسيرة طويلة من الزمن:
- بدأ عبد الله بن ميمون القداح رأس الأفعى القرامطية بنشر المبادئ الإسماعيلية في جنوب فارس سنة 260هـ.
- ومن ثم كان له داعية في العراق اسمه الفرج بن عثمان القاشاني المعروف بذكرويه الذي أخذ يبث الدعوة سراُ.
- وفي سنة 278 هـ نهض حمدان قرمط بن الأشعث يبث الدعوة جهراً قرب الكوفة ثم بنى داراً سماها دار الهجرة وقد جعل الصلاة خمسين صلاة في اليوم.
- هرب ذكرويه واختفى عشرين عاماً، وبعث أولاده متفرقين في البلاد يدعون للحركة.
- استخلف ذكرويه أحمد بن القاسم الذي بطش بقوافل التجار والحجاج وهزم في حمص وسيق ذكرويه إلى بغداد وتوفي سنة 294هـ.
· قام بالأمر بعده ابنه سليمان بن الحسن بن بهرام ويعرف بأبي طاهر الذي استولى على كثير من بلاد الجزيرة العربية ودام ملكه فيها 30 سنة، ويعتبر مؤسس دولة القرامطة الحقيقي ومنظم دستورها السياسي الإجتماعي، بلغ من سطوته أن دفعت له حكومة بغداد الاتاوة ومن أعماله الرهيبة أنه:
- فتك هو ورجاله بالحجاج حين رجوعهم من مكة ونهبوهم وتركوهم في الفقر حتى هلكوا.
- ملك الكوفة أيام المقتدر 295 - 320هـ لمدة ستة أيام استحلها فيهم.
- هاجم مكة عام 319هـ، وفتك بالحجاج، وهدم زمزم، وملأ المسجد بالقتلى، ونزع الكسوة، وقلع البيت العتيق، واقتلع الحجر الأسود، وسرقه إلى الأحساء، وبقي الحجر هناك عشرين سنة إلى عام 339هـ.
· توفي سليمان فآلت الأمور لأخيه الحسن الأعصم الذي قوي أمره واستولى على دمشق سنة 360هـ، ثم توجه إلى مصر ودارت معارك مع الخلافة الفاطمية،لكن الأعصم ارتد وانهزم القرامطة وتراجعوا إلى الأحساء.
· خلع القرامطة الحسن لدعوته لبني العباس، أسند الأمر إلى رجلين هما جعفر وإسحاق اللذان توسعا ثم دار الخلاف بينهما وقاتلهم الأصفر التغلبي الذي ملك البحرين والأحساء وأنهى شوكتهم ودولتهم.
· وللمجتمع القرمطي ملامحه المتميزة إذ تشكلت في داخله أربع طبقات اجتماعية متميزة:
- الطبقة الأولى: وتسميهم رسائل إخوان الصفا " الإخوان الأبرار الرحماء " وتشمل الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين خمس عشرة وثلاثين سنة. وهم ممن على استعداد لقبول الأفكار القرمطية عقيدة وتمثلاُ في نفوسهم.
- الطبقة الثانية: ويعرفون بـ"الإخوان الأخيار الفضلاء " وتشمل من كانت أعمارهم بين الثلاثين والأربعين سنة وهي مرتبة الرؤساء ذوي السياسات، ويكلفون بمراعاة " الإخوان " وتعهدهم وإظهار العطف عليهم ومساعدتهم.
- الطبقة الثالثة: وتشمل أولئك الذين هم بين الأربعين والخمسين من العمر، ممن يعرفون الناموس الإلهي وفق المفهوم القرمطي ويتمتعون بحق الأمر والنهي ودعم الدعوة القرمطية ودفع خصومها، وهؤلاء هم الذين ألفوا الرسائل العقائدية القرمطية وعمموها في الآفاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/138)
- الطبقة الرابعة: ويطلق على أصحاب هذه الطبقة اسم " المريدون " ثم " المعلمون " ثم " المقربون " إلى الله وتشمل من تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة؛ وهي أعلى المراتب القرمطية، من يبلغها يكون في نظر هذه الفرقة من الناموس والطبيعة ويصبح من أهل الكشف اللدني إذ يستطيع رؤية أحوال القيامة من البعث والنشور والحساب والميزان …
الأفكار والمعتقدات:
· حينما قام القرامطة بحركتهم أظهروا بعض الأفكار والآراء التي تزعمون أنهم يقاتلون من أجلها، فقد نادوا بأنهم يقاتلون من أجل آل البيت، وإن لم يكن آل البيت قد سلموا من سيوفهم.
· ثم أسسوا دولة شيوعية تقوم على شيوع الثروات وعدم احترام الملكية الشخصية.
· يجعلون الناس شركاء في النساء بحجة استئصال أسباب المباغضة فلا يجوز لأحد أن يحجب امرأته عن إخوانه وأشاعوا أن ذلك يعمل زيادة الألفة والمحبة (وهذا ما كان عليه المزدكيون الفارسيون من قبل).
· إلغاء أحكام الإسلام الأساسية كالصوم والصلاة وسائر الفرائض الأخرى.
· استخدام العنف ذريعة لتحقيق الأهداف.
· يعتقدون بإبطال القول بالمعاد والعقاب وأن الجنة هي النعيم في الدنيا والعذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد.
· ينشرون معتقداتهم وأفكارهم بين العمال والفلاحين والبدو الجفاء وضعفاء النفوس وبين الذين يميلون إلى عاجل اللذات، وأصبح القرامطة بذلك مجتمع ملاحدة وسفاكين يستحلون النفوس والأموال والأعراض.
· يقولون بالعصمة وإنه لا بد في كل زمان من إمام معصوم يؤول الظاهر ويساوي النبي في العصمة، ومن تأويلاتهم:
- الصيام: الامساك عن كشف السر.
- البعث: الاهتداء إلى مذهبهم.
- النبي: عبارة عن شخص فاضت عليه من الإله الأول قوة قدسية صافية.
- القرآن: هو تعبير محمد عن المعارف التي فاضت عليه ومركب من جهته وسمي كلام الله مجازاً.
· يفرضون الضرائب على أتباعهم إلى حد يكاد يستغرق الدخل الفردي لكل منهم.
· يقولون بوجود إلهين قديمين أحدهما علة لوجود الثاني، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه، الأول تام والثاني ناقص، والأول لا يوصف بوجود ولا عدم فلا هو موصوف ولا غير موصوف.
· يدخلون على الناس من جهة ظلم الأمة لعلي بن أبي طالب وقتلهم الحسين.
· يقولون بالرحمة وأن علياُ يعلم الغيب فإذا تمكنوا من الشخص أطلعوه على حقيقتهم في إسقاط التكاليف الشرعية وهدم الدين.
· يعتقدون بأن الأئمة والأديان والأخلاق ليست إلا ضلالاً.
· يدعون إلى مذهبهم اليهود والصابئة والنصارى والمجوسية والفلاسفة وأصحاب المجون والملاحدة والدهريين، ويدخلون على كل شخص من الباب الذي يناسبه.
الجذور الفكرية والعقائدية:
· فلسفتهم مادية تسربت إليها تعاليم الملاحدة والمتآمرين من أئمة الفرس.
· تأثروا بمبادئ الخوارج الكلامية والسياسية ومذاهب الدهرية.
· يتعلقون بمذاهب الملحدين من مثل مزدك وزرادشت.
· أساس معتقدهم ترك العبادات والمحظورات وإقامة مجتمع يقوم على الإباحية والشيوع في النساء والمال.
· فكرتهم الجوهرية هي حشد جمهور كبير من الأنصار ودفعهم إلى العمل لغاية يجهلونها.
الانتشار ومواقع النفوذ:
دامت هذه الحركة قرابة قرن من الزمان، وقد بدأت من جنوبي فارس وانتقلت إلى سواد الكوفة والبصرة وامتدت إلى الأحساء والبحرين واليمن وسيطرت على رقعة واسعة من جنوبي الجزيرة العربية والصحراء الوسطى وعمان وخراسان. وقد دخلوا مكة واستباحوها واحتلوا دمشق ووصلوا إلى حمص والسلمية. وقد مضت جيوشهم إلى مصر وعسكرت في عين شمس قرب القاهرة ثم انحسر سلطانهم وزالت دولتهم وسقط آخر معاقلهم في الأحساء والبحرين. هذا ومما يلاحظ الآن أن هناك كتابات مشبوهة تحاول أن تقدم حركة القرامطة وغيرها من حركات الردة على أنها حركات إصلاحية وأن قادتها رجال أحرار ينشدون العدالة والحرية.
ويتضح مما سبق:
أن هذه الحركة كان هدفها محاربة الإسلام بكل الوسائل وذلك بارتكاب الكبائر وهتك الأعراض وسفك الدماء والسطو على الأموال وتحليل المحرمات بين أتباعهم حتى يجمعوا عليهم أصحاب الشهوات والمراهقين وأسافل الناس، وتعتبر عقائدها نفسها عقائد الإسماعيلة في خلاف في بعض النواحي التطبيقية التي لم يستطيع الإسماعيلة تطبيقها خوفاً من ثورة الناس عليهم ويخرجهم من حظيرة الإسلام عقائدهم التالية:
أولاً: اعتقادهم باحتجاب الله في صورة البشر.
ثانياً: قولهم بوجود إلهين.
ثالثاً: تطبيقهم مبدأ إشاعة الأموال والنساء.
رابعاً: عدم التزامهم بتعاليم الإسلام في قليل أو كثير.
خامساً: فساد عقيدتهم في الوحي والنبوة والرسالة.
سادساً: انتهاكهم حرمات الإسلام بالاعتداء على الحجيج واقتحام الكعبة ونزع الحجر الأسود ونقله إلى مكان آخر.
سابعاً: إنكارهم للقيامة والجنة والنار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/139)
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[28 - 06 - 02, 03:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا على اعانتى
ـ[سعود صلف الشمري]ــــــــ[28 - 06 - 02, 06:58 ص]ـ
اما المفوضة ويسمون (أهل التجهيل) فهم الذين يزعمون ان صفات الله التي أخبرنا في كتابه ومن سنه رسوله صلى الله عليه وسلم-غير مفهومه وليس لها أي دلالة ومعنى!!!؟ غير سبعه صفات!؟
ويلزمهم لوازم شنيعه من بينها تجهيل النبي!! صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وهذا لازم لا محيد لأهل التفويض عنه إذ هو مقتضى مذهبهم ... حيث يستدلون بقوله ((وما يعلم تأويله إلا الله))
فحين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((يطوي الله السموات ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك .. )) قال هذا الكلام وهو لا يعقله!!!
ولا يفهم معناه وكذلك الصحابة الذين استمعوا إليه ونقلوا كلامه والتابعين الذين تلقوا هذا الكلام كل منهم ينقل هذا الكلام وهي مجرد ألفاظ وطلاسم لا تدل على شيء عنده!!!
كما أن تحكمهم بعدد الصفات الغير مفوضة قول على الله بغير علم
هذا بإختصار ..
والله أعلم(23/140)
كتاب التوحيد لابن عثيمين
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 06 - 02, 04:26 م]ـ
من موقع صيد الفوائد
www.saaid.net
ثم ادخل المكتبة الألكترونية وحمل براحتك
مجموعة ممتازة من الكتب(23/141)
هل البيهقي على عقيدة أهل السنة والجماعة ... هذه دراسة علمية ..
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 02, 02:05 ص]ـ
البيهقي وموقفه من الإلهيات
رسالة دكتوراة في جامعة ام القرى
تأليف: أحمد بن عطية بن علي الغامدي
الناشر: مكتبة العلوم والحكم - السعودية
تاريخ الطبعة: 01/ 11/2001
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 356
نبذة عن الكتاب: يشتمل هذا الكتاب على عرض مستفيض ومناقشة هادفة لآراء البيهقي في مباحث الإلهيات وهي مباحث أسماء الله وصفاته، ومسألة رؤية الله تعالى، ومسألة خلق أفعال العباد.
وقد صدر المؤلف حديثه عن كل مسألة من المسائل التي تعرض لها بذكر آراء الفرق فيها على سبيل الاختصار، ثم يتناول بعد ذلك الحديث عن رأي البيهقي تفصيلاً، ثم يعقب عليه بذكر موافقته لرأي السلف أو عدمها، مع مناقشة مستفيضة للآراء التي خالف السلف فيها، وتأييد ما وافقهم عليه بعبارات يوردها من كتبهم. وقد قصد بذلك تأييد الحق الذي يمثله رأي السلف، وتوطيد دعائمه ببيان سلامة المنهج الذي سلكوه، وصحة الاستدلال الذي اعتمدوا عليه.
الخلاصة:
أجمل الباحث ما توصل إليه من نتائج فيما يأتي:
1 - فساد الحالتين السياسية والإجتماعية في عصر البيهقي، وعدم تأثير ذلك على الحالة العلمية التي كانت على العكس منهما، حيث ازدهرت ازدهاراً عظيما، حتى عرف ذلك العصر بعصر النهضة، وكان سبب ذلك تفاني العلماء في سبيل نشر العلم والمحافظة عليه.
2 - إن البيهقي قد بدأ حياته العلمية منذ وقت مبكر، وجلس إلى عدد وافر من مشاهير العلماء، وأكثر من الرحلات العلمية مما كان له أكبر الأثر في سعة اطلاعه، وتنوع ثقافته ووفرة إنتاجه.
3 - إنه سلك في الاستدلال طريقة السلف، وخالفهم في كثير من المسائل عند التطبيق لذلك الاستدلال.
4 - إنه اختار في استدلاله على وجود الله تعالى طريقة القرآن الكريم وهو أمر اتفق فيه مع السلف. إلا أنه وافق أصحابه الأشاعرة في الاستدلال بالجواهر والأعراض على حدوث العالم زاعماً صحة هذا الاستدلال لأنه – في نظره – استدلال شرعي وأيده بطريقة إبراهيم عليه السلام، فبين الباحث مخالفة ذلك لمذهب السلف، وفساد تصورهم بأنها طريقة إبراهيم عليه السلام.
5 - إن البيهقي اتفق مع السلف في جميع ما يتعلق بأسماء الله تعالى من طريقة إثباتها، والقول بعدم حصرها، وصلتها بالصفات، يقول الباحث: إلا أنني لم أوافقه فيما ذهب إليه من أن الاسم عين المسمى – مع أنه رأى لبعض السلف كما ذكرت إلا أنني اخترت القول بالتفصيل الذي ارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وإن ذلك لا يلجأ إليه إلا عند الاستفسار عن الاسم هل هو عين المسمى أم غيره، وإلا فالإطلاق الصحيح الموافق للأدلة الشرعية هو القول بأن الاسم للمسمى ".
6 - إن البيهقي قد اتفق مع السلف في طريقة تقسيم الصفات، وقد أشار الباحث إلى قصور تقسيم المتكلمين عن كثير من الصفات،وشمول تقسيم البيهقي.
7 - إنه اتفق مع السلف في إثبات الصفات العقلية بنوعيها وفي طريقة الاستدلال على ذلك الإثبات.
8 - عدم موافقته للسلف في القول بحلول الحوادث بذات الله تعالى بمعنى أنه - سبحانه- يفعل متى شاء كيف شاء، لذلك قال بقدم جميع صفات الذات العقلية وعدم حدوث شيء منها، وأوضح الباحث أن الصحيح في ذلك ما ذهب إليه السلف من القول بأنها قديمة النوع حادثة الآحاد.
9 - مخالفته للسلف في نفيه تسلسل الحوادث في جانب الماضي ولذلك فهو يقول بحدوث صفات الفعل العقلية. إلا أنني بينت خطأه فيما ذهب إليه، وصحة مذهب السلف القائل بأن الله فعال لما يريد أزلاً وأبداً.
10 - إن البيهقي وافق السلف فيما أثبته من صفات الذات الخبرية وخالفهم في تأويل ما بقي منها. حيث أثبت اليدين والوجه والعين، وأول ما سوى ذلك.
11 - مخالفته للسلف في صفات الفعل الخبرية. حيث ذهب إلى تأويل بعضها، وتفويض بعضها الآخر، زاعماً أن التفويض في ما فوض فيه هو مذهب السلف. وقد بين الباحث فساد قول من نسب التفويض والتأويل إلى السلف، مبيناً أن مذهب السلف هو الإثبات الحقيقي لجميع الصفات إثباتاً لا تأويل فيه، ولا تشبيه.
12 - إن البيهقي يختلف مع السلف في جميع ما يتعلق بصفة الكلام التي أثبتها، من القول بأن الكلام نفسي قديم وأنه بدون حرف ولا صوت وأنه معنى واحد، وقد ناقشه في جميع هذه المسائل وبين خطأ ما ذهب إليه وصحة مذهب السلف. وبين أن رأيه في كلام الله تعالى هو عين مذهب الأشاعرة، وأن حقيقة مذهبهم في القرآن لا يختلف عن مذهب المعتزلة إلا بنفيهم أن يكون هذا القرآن الذي نقرأه هو كلام الله الحقيقي.
13 - اتفاقه مع السلف فيما يتعلق بمسألة الرؤية، من القول بإثباتها للمؤمنين يوم القيامة.إلا أنه خالفهم بنفيه للجهة، مستدلاً بحديث الرؤية. وقد بين الباحث فساد استدلاله به، وصحة استدلال السلف.
14 - إنه يقول بعدم تأثير قدرة العبد في فعله، وهو بذلك يوافق الأشاعرة القائلين بالكسب، الذي لا حقيقة له، ويخالف السلف لقولهم بتأثير قدرة العبد في فعله.
15 - إنه ينفي تأثير الأسباب في مسبباتها، وهو مذهب الأشاعرة، وكذلك بين الباحث فساد هذا الرأي أيضاً ومخالفته للنصوص الشرعية المثبتة لذلك.
ويختم الباحث بحثه بقوله في نتيجة جامعة "وأخيراً فإنني أقرر هنا وعن ممارسة طويلة لقراءة كتب المتكلمين وكتب السلف أن مذهب السلف هو الذي يجب أن يكون طريق كل مسلم لقربه من منبع العقيدة والتزامه بمنهج الوحي. أما مناهج المتكلمين فإنها حشو من لغو الكلام الذي قد يبعد بكثير ممن يفضله عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله. لذلك أدعو إلى الإلتزام به والتمسك بأهداف العقيدة الصافية النابعة من المعين الصافي ألا وهو الوحي ".
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/142)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[16 - 10 - 02, 03:04 ص]ـ
للرفع
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[16 - 10 - 02, 05:26 ص]ـ
رحمه الله وغفر له.
فكم يستعمل أهل البدع أقواله في الردّ على أهل السنّة.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[16 - 10 - 02, 09:38 ص]ـ
الحمد لله
عندما نشر كتاب الاعتقاد للإمام البيهقي طلب سماحة الشيخ ابن باز من العلامة السلفي الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمهم الله جميعا - أن يعقب عليه بذكر المسائل التي خالف البيهقي فيها معتقد السلف في كتابه الاعتقاد، ففعل، وكتب ورقات في هذه المسائل، وقد أورد هذه الورقات وليد بن إدريس المنيسي في كتابه (فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي)، ولعلي أنقل لكم بعضها إن شاء الله
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 10 - 02, 05:00 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا شيخ عبدالله على هذه الفائدة
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[16 - 10 - 02, 08:00 م]ـ
هذا الموضوع من المواضيع المهمة جدا، ولكن نحب أن نطرح بعض الإشارات التي أن ييسر الكتابة فيها، فأقول وبالله التوفيق:
أولا:
إن البيهقي رحمه الله في كتابه الإعتقاد لم يكن يمثل رأي خاصا به، بل كان هذا هو ما عليه مدرسة أبي الحس الأشعري، وقدماء أصحابه الذين كانوا يثبتون الصفات الذاتية على نحو مما كانه يثبته السلف، دون الصفات الفعلية فإنهم كانوا يتأولونها كلها.
يتبع ...
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[16 - 10 - 02, 09:04 م]ـ
قال العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله:
سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فبناء على كتاب سماحتك الذي تطلب فيه تقريرا عن كتاب الاعتقاد للبيهقي، قرأت الكتاب فوجدته موافقا للسلف في مواضع كثيرة ومخالفا لهم في مواضع أخرى، وسأجمل فيما يلي ما يؤخذ عليه مما خالف فيه السلف في العقيدة:
1 - يصف الله وأسماءه بالقدم ويسميه بالقديم كما يتبين مما تحته خط في الصفحات التالية: 6، 20، 22، 37، 60، 61.
2 - استدل على حدوث الكونيات بأنها محل للحوادث كسائر الأشعرية، فلزمهم بذلك نفي قيام الصفات الفعلية بالله، والتزموا تأويل النصوص المثبتة لصفات الأفعال بما يسمونه قديما كما يتبين ذلك بالرجوع إلى ماتحته خط في ص 7
3 - تأول اسم الله (الرحمن) بالمريد لرزق كل حي في الدنيا، واسمه (الرحيم) بالمريد لإكرام المؤمنين في الجنة، وقال " فيرجع معناهما إلى صفة الإرادة التي هي قائمة بذاته تعالى " ويعني بالإرادة الإرادة الكونية الأزلية، لا الإرادة الدينية التي بمعنى المحبة يتبين ذلك مما تحته خط من ص 15 - 19
- وتأول الإلهية بالقدرة على اختراع الأعيان
(يتبع إن شاء الله)
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[16 - 10 - 02, 09:08 م]ـ
ثانيا:
أن مسألة نفي تسلسل الحوادث في الماضي ومسألة حلول الحوادث، فهذه هي الأصل الذي بني عليه نفي جميع الطوائف نفيهم في الصفات، ومع اتفاقهم في الدليل في الجملة إلا أن سبب اختلافهم هو الاختلاف في بعض المقدمات، والذي خالف فيه عبد الله بن سعيد بن كلاب، ومن تبعه كأبي الحسن الأشعري أنهم فسروا العرض، وهو أحد مقدمات دليل حلول الحوادث بأنه ما لا يبقى زمانين، فاقتضى ذلك عنده ثبوت الصفات الذاتية دون الفعلية، ولهذا كانوا يثبتون علوا الله ولا ينكرونه كما هي طريقة المتأخرين من الأشعرية ..
ثالثا: أن مخالفة البيهقي لأهل السنة والجماعة في العقيدة، لم يكن مقتصرا على باب الإلهايات الذي كان موضوع الرسالة، بل كان مخالفا لأهل السنة حتى في مسألة القدر، فقد ممن يثبت الكسب، وهذا ظاهر جدا من كلامه رحمه الله، وكأنه رحمه الله ارتضى طريقة أبو الطيب الباقلاني رحمه الله، دون مقالة أبي الحسن الأشعري التي كانت أشد غلوا في سلب تأثير قدرة العبد.
ومن تأمل كلامه في كتبه الاعتقاد وجد هذا بوضوح، وأحببت أن أنبه على هذا؛ لأن الشيخ: عبد الرحمن المحمود حفظه الله في كتابه (القضاء والقدر) ذكر كلاما {ص377 ط. الوطن} قد يفهم منه أن البيهقي رحمه الله موافق لأهل السنة في القدر، وهذا خلاف ما في كتابه رحمه الله فهو ممن يقول بالكسب / ومن ذلك ما قاله في كتابه {ص 147 - 148 تخريج البهلال}:
" فثبت أن الأفعال كلها خيرها وشرها صادرة عن خلقه وإحداثه إياها ولأنه قال فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وقال أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون فسلب عنهم فعل القتل والرمي والزرع مع مباشرتهم إياه وأثبت فعلها لنفسه ليدل بذلك على أن المعنى المؤثر في وجودها بعد عدمها هو إيجاده وخلقه وإنما وجدت من عباده مباشرة تلك الأفعال بقدرة حادثة أحدثها خالقنا عز وجل على ما أراد فهي من الله سبحانه خلق على معنى أنه هو الذي اخترعها بقدرته القديمة وهي من عباده كسب على معنى تعلق قدرة حادثة بمباشرتهم التي هي أكسابهم ووقوع هذه الأفعال أو بعضها على وجوه تخالف قصد مكتسبها يدل على موقع أوقعها على ما أراد غير مكتسبها وهو الله ربنا خلقنا وخلق أفعالنا لا شريك له في شيء من خلقه تبارك الله رب العالمين وكان الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان يعبر عن هذا بعبارة حسنة فيقول فعل القادر القديم خلق وفعل القادر المحدث كسب فتعالى القديم عن الكسب وجل وصغر المحدث عن الخلق وذل " اهـ
علما أن الشيخ وفقه الله قد جزم في كتابه ص 381 أن أبا المعالي الجويني قد رجع إلى قول أهل السنة في القدر، وهذا محل نظر، وربما كان محل الوهم عند الشيخ أن ابن القيم نقل كلام الجويني في شفاء العليل، والواقع أن قول أبي المعالي الجويني رحمه الله كان مركبا من شيء من أقوال الفلاسفة مع بعض أصول المعتزلة، وشيء من كلام السلف، وليس هذا محل بسطه، وإنما المقصود هو أن الجويني لم يكن موافقا لمذهب السلف، بل كان عنده مقاربة، دون تحصيل حقيقة مذهب السلف، ولهذا وصف بعض الأشعرية كأبي عبد الله الرازي بأنه قول الفلاسفة كما ذكره في غير موضع والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/143)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[16 - 10 - 02, 10:52 م]ـ
اسأل الله العظيم أن يجزي الأخ عبد الله العتيبي على هذه الفائدة العظيمة وياحبذا لو خصص منتدى لمسائل العقيدة وما يتعلق بها على حدة.
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[01 - 11 - 02, 09:12 م]ـ
1 - ان الاخ كانه لم يقرا الرسالة المذكورة " البيهقي وموقفه من الالهيات " , لاني رايته استدرك على المؤلف ان للبيهقي اخطاء في القدر , يعني والمؤلف لم يذكرها لانه قد خص الموضوع بالالهيات.
وافيده بان المؤلف قد ناقش طرفا من موقف البيهقي من القدر في آخر باب في الرسالة.
وانما اتي الاخ من وقوفه مع المدلول الحرفي ل " الالهيات " , وعدم مراجعته الرسالة والله اعلم عند كتابته ما كتب.
2 - وهو المهم:
ان الاخ قد تنا قض تناقضا غريبا وافتعل شيئا لا وجود له الا في ذهنه.
يقول: " بل كان مخالفا لأهل السنة حتى في مسألة القدر، فقد ممن يثبت الكسب، وهذا ظاهر جدا من كلامه رحمه الله، وكأنه رحمه الله ارتضى طريقة أبو الطيب الباقلاني رحمه الله، دون مقالة أبي الحسن الأشعري التي كانت أشد غلوا في سلب تأثير قدرة العبد.
ومن تأمل كلامه في كتبه الاعتقاد وجد هذا بوضوح ".
فهو هنا يثبت خطا البيهقي في هذا الباب لانه قال بالكسب على طريقة الباقلاني.
ثم قال بعدها: "وأحببت أن أنبه على هذا؛ لأن الشيخ: عبد الرحمن المحمود حفظه الله في كتابه (القضاء والقدر) ذكر كلاما {ص377 ط. الوطن} قد يفهم منه أن البيهقي رحمه الله ممن يقول بالكسب، وهذا خلاف ما في كتابه رحمه الله ".
وهو هنا يرد على الشيخ المحمود عندما قال بان البيهقي قال بالكسب!!!!
3 - ان البيهقي له كتاب مفرد (مطبوع) في القدر.
ولا اثر له هنا في كتابة الاخ , وهو اولى ان يكون البيهقي قد شرح فيه مذهبه بوضوح.
لكن ربما ان سبب ذلك هو ان الاخ ينقل من مذكرات قديمة من مشائخ لم يكونوا قد قراوا الكتاب بعد لانه لم يكن قد طبع ولهذا لم ينقلوا عنه شيئا.
وشكرا.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[01 - 11 - 02, 10:14 م]ـ
الأخ أبا الهيثم، وفقه الله وسدده.
في بداية هذا التعقيب أشكرك على هذه الجدية في الطرح، والتي هي مما تثير مسائل العلم، وتعين على تثبيته وفهمه، واسأل الله أن يثيبك على ما كتبته خير الجزاء.
وسأبدأ بالنقطة الأولى، وهي أني لم أقرأ والرسالة،فهذا صحيح، وإن كانت الرسالة عندي، إلا أني اطلعت على فهرسها عند شراء الكتاب، فهذا الذي كان في ذهني أنه بحث جانب الأسماء والصفات وغيرها دون غيره، وإن كان هذا هو المقصود الأول بالرسالة.
وهذا تنبيه منك طيب: cool:
النقطة الثانية: في قضية التناقض الذي ذكرته، وانا في الواقع لم أدر ما حقيقة التناقض مع أنني قرأت ما كتبته أكثر من مرة، فأرجوا توضيحه:
فهل أنت تعارض في كون البيهقي مخالفا لأهل السنة في باب القدر،
أو تعارض أن في كلام البيهقي في الاعتقاد يدل على مخالفة.
أو أن كلامه في كتاب القضاء والقدر فيه غير ما نقلته عنه.
أو أن الخطأ في الكسب لا يلزم منه المخالفة لعقيدة أهل السنة.
أو أن كلام الشيخ المحمود لايمكن أن يفهم منه أن البيهقي موافق لأهل السنة في باب القدر.
أما القضية التي أعرفها بوضوح، وهي نتيجة بحث ودراسة - لا كما زعمته عفا الله عنك بقولك: لكن ربما ان سبب ذلك هو ان الاخ ينقل من مذكرات قديمة من مشائخ لم يكونوا قد قراوا الكتاب بعد لانه لم يكن قد طبع ولهذا لم ينقلوا عنه شيئا اهـ -، وقد نقلت كلامه في الاعتقاد بحروفه فيما سبق، ولكن من باب التوضيح ألخص ذلك في نقاط:
1 - أن البيهقي كان منتحلا لطريقة أبي الحسن الأشعري في الاعتقاد، وهذا.
2 - أن المسائل التي خالف فيها أهل السنة في كتبه، فهو يمثل منهج المدرسة الأشعرية في طورها الأول، والذي يعتمد دليل حلول الحوادث في إثبات الصفات، وإن كان خالف من قبله في بعض المقدمات، ثم أثبت على ضوء هذه المقدمات إثبات الصفات الذاتية، ونفي الصفات الاختيارية.
2 - أن تبع الأشاعرة في فيما أحدثوه من مخالفة لأهل السنة في باب القدر، فهو ممن يثبت الكسب.
3 - أن المدرسة الأشعرية لهذا أطوار في إثبات الكسب يمكن تلخيصها فيما يلي:
أ- طور أبي الحسن الأشعري، وهو طور غالٍ جدا، قارب فيه قول الجهم.
ب - طور أبي الطيب الباقلاني، وهو وإن كان فيه نوع من الغلو إلا أنه كان أقل من غلو أبي الحسن، وقارب فيه مذهب أهل السنة والحديث.
ج- طور أبي المعالي الجويني، والذي كان أقرب الثلاثة لمذهب أهل الحديث، وفيه كلامه شيء مادة فاضلة إلا أنه وهذا من المتحقق عندي لم يوافق مذهب أهل السنة والجماعة، بل في كلامه شيء من كلام المعتزلة، وشيء من مذاهب الفلاسفة، وصرح أبو عبد الله الرازي في المحصل أ، كلامه محصل من جهة الفلاسفة، ولبسطه موضع آخر.
د - طور ابي عبد الله الرازي ومن بعده، فالرازي أرجع المذهب إلى درجة غالية جدا، حتى صرح بأن حقيقة مذهبهم أن العبد مجبور في صور مختار.
قال ابن أبي حاتم:
والذي يظهر لي والعلم عند الله أنه ارتضى طريقة أبي بكر الباقلاني، دون طريقة ابي الحسن الأشعري، وإن كان المسألة تحتاج إلى نظر وتأمل أكثر في المقالتين.
النقطة الثالثة: أني لم أذكر شيئا فيما يتعلق بكتاب القضاء والقدر، فسبب ذلك أني لم أطلع على الكتاب، وليس الكتاب عندي، وإن كنت أعلم أنه مطبوع، إلا أنني أكتفيت بالنتيجة السابقة دون الرجوع لكتاب لأمور:
1 - وضوح كلامه في الاعتقاد.
2 - أن البحث بحث شخصي.
3 - أنه ناقشت بعض المتخصيصين في هذا الباب رجاء المزيد، فلم يذكر لي أن هناك اختلاف في كلام البيهقي في كتابين، وحصل الاتفاق على ذلك.
4 - أن الطرح في المنتدى هو من باب المدارسة لا غير.
قال ابن أبي حاتم:
حتى صاحب الرسالة اعتمد على الاعتقاد، ولم يشر إلى كتاب القضاء والقدر إلا في حاشية واحدة، ذكر فيها الكتابين معا!!.
قال ابن أبي حاتم: واعتذر للمشرفين على الخوض في المسائل الكلامية بهذا الطرح: rolleyes: ، فأخاف يغيرون إسمي من ابن أبي حاتم إلى الآمدي: D ;)
وإلا الأحسن عثمان بن سعيد الدارمي: cool:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/144)
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[02 - 11 - 02, 06:45 ص]ـ
الاخ ابن ابي حاتم
وجه التناقض في كلامك انك قلت عن البيهقي:
(بل كان مخالفا لأهل السنة حتى في مسألة القدر، فقد ممن يثبت الكسب، وهذا ظاهر جدا من كلامه رحمه الله، وكأنه رحمه الله ارتضى طريقة أبو الطيب الباقلاني رحمه الله، دون مقالة أبي الحسن الأشعري التي كانت أشد غلوا في سلب تأثير قدرة العبد.
ومن تأمل كلامه في كتبه الاعتقاد وجد هذا بوضوح).
فانت هنا تقرر ان البيهقي قال بالكسب وخالف اهل السنة.
ثم قلت متعقبا الشيخ المحمود:
(وأحببت أن أنبه على هذا؛ لأن الشيخ: عبد الرحمن المحمود حفظه الله في كتابه (القضاء والقدر) ذكر كلاما {ص377 ط. الوطن} قد يفهم منه أن البيهقي رحمه الله ممن يقول بالكسب، وهذا خلاف ما في كتابه رحمه الله).
فانت هنا تنكر على المحمود انه جعل البيهقي يقول بالكسب , وهو ما قررته انت قبل قليل.
هذا هو التناقض.
قلت انت القول.
ولما قاله غيرك خطاته فيه.
مع اني لم ار المحمود ذكر ما قلت في كتابه , فلعل في كتابتك سقطا احال المعنى.
وهو لم يكثر من النقل عن كتاب " القدر " للبيهقي لانه لم يكن مطبوعا وقتها
فما عذر من طبع الكتاب قبل كلامه في هذه المسالة باشهر طويلة؟؟!!!!
ولا تعتذر بان هذه مذاكرة
حتى تتعود من الان وتتدرب على مناقشة الماجستير
دمت بخير
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[02 - 11 - 02, 09:15 ص]ـ
أخي أبا الهيثم وفقك الله ..
بالنسبة لتناقض يبدو أن هناك سبق قلم لم أنتبه له، وهو أني أريد أن أقول إن كلام الشيخ وفقه الله قد يفهم منه أن البيهقي موافق لأهل السنة في الكسب، وكذلك أبو المعالي الجويني.
ولعلك لوتأملت كلامي في التوضيح لكان هذا واضحا فيما يبدوا، فقد قلت فيما استيضاحي منك في وجه اعتراضك:
" أو أن كلام الشيخ المحمود لايمكن أن يفهم منه أن البيهقي موافق لأهل السنة في باب القدر. ".
ويبدو أن النسخة التي عند من الكتاب هي الطبعة القديمة، لهذا لم ترجع للكتاب.
على العموم جزاك الله خيرا على هذا التنبيه، ولعل هذا يكون تنبيها لمن قد لا يدرك الكلام السابق.
وسأعدل الكلام السابق حتى يتضح المراد(23/145)
وآخر يقول: ابن تيمية يؤيد عقيدة النصارى!!
ـ[جليس العلماء]ــــــــ[09 - 07 - 02, 04:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقيبا على مقالي السابق في بيان براءة شيخ الإسلام رحمه الله من الطعن في سادات الصحابة؛ كعلي – رضي الله عنه –.
فإنني وجدت في بعض المنتديات التي عشعش فيها الأحباش!! ولعاً مريباَ في الطعن بأبي العباس – رحمه الله – لا ينطلي إلا على سفيه لا يعي ما يقرأ!!
وأنا أنقل لك أخي الفاضل نموذجاً لهؤلاء، حتى لا يغتر الناس بشبه هؤلاء الجهال.
كتب أحدهم يوما:
ابن تيمية يؤيد عقيدة النصارى في ألوهية المسيح!!
هكذا بلا حياء، ولا ذكاء!!
فرددت عليه قائلاً:
الأخ: aboubakr " بارك الله فيك.
لقد نقلت عن ابن تيمية كلاماً يجتمع العاقل، والجاهل على (؟) من استشهد به على ما يريد الاحتجاج له!!!
لأنه لم يقف في وجه النصارى من العلماء، أحد كما فعل ابن تيمية.
ولم ينصر الإسلام، وأهله ضد باطلهم، أحد مثله.
فهل يستحق أن تلصق به التهم في هذا الباب الذي ما فتئ يناضل دونه!!
فلأجل أنك تخالفه؛ أردت التشنيع عليه بالكذب، والبهتان؟؟؟
والتكثر عليه بالباطل، ومن المعلوم: أنه لا يتكثر بالباطل، إلا العاطل، ومن هو على باطل!!
وإلا فالصادق، والباحث عن الحق، والمتبع للدليل: لا يتكثر بالباطل، والكذب، وتحميل أقوال الناس ما لا تحتمل.
هذا كلام عام، ينبغي أن تراعيه في النقل عموماً، فكيف بالنقل عن العلماء؟؟
وأما على وجه الخصوص؛ فنقف مع النص الذي نقلته وقفتين:
الوقفة الأولى: تبين دلالته على دعواك.
والثانية: تبين موقف ابن تيمية من هذه القضية.
أما الأولى: فننقل النص كاملاً.
قال شيخ الإسلام أبو العبَّاس ابن تيمية:
((والأمم كلها عجمها، وعربها تقول: إن الله عز وجل فى السماء، ما تركت على فطرتها، ولم تنقل عن ذلك بالتعليم.
وفى الحديث: أن رجلا أتى إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - بأمة أعجمية للعتق.
فقال لها رسول الله: أين الله؟؟
قالت: في السماء.
قال: من أنا؟؟
قالت: أنت رسول الله.
فقال: هي مؤمنة "، وأمره بعتقها ".
وقال أمية بن أبى الصلت:
مجدوا الله فهو للمجد أهل **** ربنا في السماء أمسى كبيراً
بالبناء الأعلى الذي سبق الناس **** وسوى فوق السماء سريراً
شرجعاً ما يناله بصر العين ***** ترى دونه الملائك صوراً
وصورا جمع أصور: وهو المائل العنق.
وهكذا قيل في حملة العرش: صور.
وكل من حمل شيئاً ثقيلاً على كأهله، أو على منكبه،لم يجد بداً من أن يميل عنقه.
وفى الإنجيل:" أن المسيح - عليه السلام – قال: " لا تحلفوا بالسماء؛ فإنها كرسي الله ".
وقال للحواريين: " إن أنتم غفرتم للناس؛ فإن أباكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم، انظروا إلى طير السماء، فإنهن لا يزرعن،ولا يحصدن، ولا يجمعن في الأهواء، وأبوكم الذي في السماء هو الذي يرزقهم، أفلستم افضل منهن ".
ومثل هذا من الشواهد كثير يطول به الكتاب" انظر حديث النزول – ضمن مجموع الفتاوى (5/ 405).
بعد هذا النقل، يتبين لنا أن ابن تيمية استشهد بما في الإنجيل على مسألة: أن الأنبياء جاءت بإثبات العلو لله تعالى شأنه، وأنه تعالى في السماء.
إذا ابن تيمية هنا ناقل لهذا الكلام، ليس مبتدئ به.
ثانياً: أن ابن تيمية قد وضح المراد بمعنى هذه الألفاظ بين الرب تعالى، وبين عباده.
قال شيخ الإسلام أبو العبَّاس ابن تيمية – رداً على النصارى في رد هذه الفرية -:" والجواب من وجوه:
أحدها: أن تقول إن كلام الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يكون إلا حقاً، وصدقاً، ولا يكون فيه شيء يعلم بطلانه بصريح العقل، وإن كان فيه ما يعجز العقل عن معرفته بدون إخبار الأنبياء، ولا يكون كلام النبي الذي يخبر به مناقضاً لكلامه في موضع آخر، ولا لكلام سائر الأنبياء، بل كل ما أخبرت به الأنبياء؛ فهو حق، وصدق يصدق بعضه بعضاً، وقد أوجب الله علينا أن نؤمن بكل ما أخبروا به، وحكم بكفر من آمن ببعض ذلك، وكفر ببعضه؛ فما علم بصريح العقل لا يناقض ما علم بالنقل الصحيح عن الأنبياء، وما علم بالنقل الصحيح عن بعضهم لا يناقض ما علم بالنقل الصحيح عن غيره، ولكن قد يختلف بعض الشرع، والمناهج في الأمر والنهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/146)
فأما ما يخبرون به عن الله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وغير ذلك؛ فلا يجوز أن يناقض بعضه بعضاً….
والجواب الثاني: أنا نبين تفسير ما ذكروه من الكلمات:
1 - أما قوله على لسان موسى عليه السلام مخاطباً بني إسرائيل قائلاً:" أليس الأب الذي صنعك، وبراك، واقتناك؟ ".
فهذا فيه أنه سماه: أباً لغير المسيح – عليه السلام – وهذا نظير قوله لإسرائيل:" أنت ابني، بكري، وداود ابني حبيبي".
وقول المسيح:" أبي وأبيكم ".
وهم – أي النصارى- يسلمون أن المراد بهذا في حق غير المسيح: بمعنى الرب لا معنى التولد الذي يخصون به المسيح.
الثالث: أن هذا حجة عليهم؛ فإذا كان في الكتب المتقدمة تسميته أباً لغير المسيح، وليس المراد بذلك إلا معنى: الرب؛ عُلِمَ أن هذا اللفظ في لغة الكتب: يراد به الرب؛ فيجب حمله في حق المسيح على هذا المعنى؛ لأن الأصل عدم الاشتراك في الكلام.
الرابع: أن استعماله في المعنى الذي خصوا به المسيح إنما يثبت؛ إذا عُلِمَ أنه أريد المعنى الذي ادعوه في المسيح؛ فلو أثبت ذلك المعنى بمجرد إطلاق لفظ الأب؛ لزم الدور؛ فإنه لا يعلم أنه أريد به ذلك المعنى من حيث يثبت أنه كان يراد به في حق الله هذا المعنى، ولا يثبت ذلك حتى يعلم أنه أريد به ذلك المعنى في حق المسيح، فإذا توقف العلم بكل منهما على الآخر؛ لم يعلم واحد منهما؛ فتبين أنه لا علم عندهم بأنه أريد في حق المسيح بلفظ الأب ما خصوه به في محل النزاع.
الوجه الخامس: أنه لا يوجد في كتب الأنبياء، وكلامهم إطلاق اسم الأب والمراد به: أب اللاهوت، ولا إطلاق اسم الابن، والمراد به شيء من اللاهوت، لا كلمته، ولا حياته، بل لا يوجد لفظ الابن؛ إلا والمراد به: المخلوق؛ فلا يكون لفظ الابن إلا لابن مخلوق.
وحينئذ فيلزم من ذلك أن يكون مسمى الابن في حق المسيح هو: الناسوت، وهذا يبطل قولهم: إن الابن، وروح القدس أنهما صفتان لله، وأن المسيح اسم للاهوت، والناسوت.
فتبين: أن نصوص كتب الأنبياء تبطل مذهب النصارى، وتناقض أمانتهم فهم بين أمرين:
1 - بين الإيمان بكلام الأنبياء،وبطلان دينهم.
2 - وبين تصحيح دينهم، وتكذيب الأنبياء، وهذا هو المطلوب ".
الجواب الصحيح (3/ 238 - 241).
وتبعاً لهذا أقول لك أيها الأخ الفاضل: تجنب – بارك الله فيك – التشنيع على العلماء، ومحاولة تضليلهم، فهذا طريق وخيم النتائج، ابحث عن الحق، وتمسك به، وادع إليه بالحكمة، والموعظة الحسنة، لا بالصراخ، والتهويل، وتحميل كلام مخالفيك ما لا يحتمل.
وإياك والكذب على العلماء، وتقويلهم ما لم يقولون، أو التطاول عليهم بالجهل، والظلم.
وقد ذكر الإمام ابن كثير – رحمه الله – في البداية والنهاية في ترجمة ابن تيمية، نموذجاً لمن تصدى لمثل عملك هذا – يقال له البكري-، فانظره، واعتبر.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً و شرح الله تعالى صدرك وسدد خطاك
أخي الكريم هناك جملة خبيثة قالها (طاعناً في الإمام ابن تيميَّة) الشيخ محمد زاهد الكوثري عامله الله تعالى بما يستحق وهو
أحد الشانئين الطاعنين في شيخ الإسلام ابن تيمية إذ يقول في كتابه الإشفاق على أحكام الطلاق، ص67 – 68،: ##"ولو قلنا لم يُبْلَ الإسلام في الأدوار الأخيرة بمن هو أضر من ابن تيمية في تفريق كلمة المسلمين
لما كنا مبالغين في ذلك وهو سهل متسامح مع اليهود والنصارى يقول عن كتبهم: إنها لم تحرف تحريفاً لفظياً (1) فاكتسب بذلك إطراء المستشرقين (2) له". (3) ##
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
(1) يقارن قوله هذا بقول الشيخ محمد أبي زهرة في كتابه ابن تيميَّة: حياته وعصره،آراؤه وفقهه، ص 515 عند كلامه عن سبب تأليف الجواب الصحيح: "رغبة من شيخ الإسلام ابن تيمية في إعلان الإسلام بين المسيحيين وبيان حقائقه مقارناً بما عندهم؛ ليتبين لهم الحق وبيان حقيقة السيد المسيح عليه السلام ودعوته ... ".
(2) للرد على هذه الفرية ينظر الجواب الصحيح برمته، ينظر كذلك كتاب رجال الفكر والدعوة في الإسلام، للشيخ أبي الحسن الندوي، ص237 - 238،حيث ذكر الشبهة ورد عليها من نفس كلام شيخ الإسلام.
(3) ولقد رد الإمام ابن تيمية على أهل الكتاب من يهود ونصارى في مواضع كثيرة من مصنفاته سواء كانت مستقلة أم في ثنايا كلامه، ورده علهيم زاد على ثلاثة آلاف صفحة. أهـ
ذكره الأستاذ زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي في تحقيقه لرسالة المظالم المشتركة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص13 تعليق (2)، المكتب الإسلامي، ط4، بيروت – لبنان، 1403هـ - 1983م. حيث قال: "لابن تيمية في الرد عليهم أكثر من 3000 (ثلاثة آلاف صفحة)، ولا يعلم بين علماء المسلمين رجل رد عليهم بأوسع مما رد ابن تيمية".
وأنا أقول: أنى لموحد يقرأ القرآن ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) سورة الفاتحة الآية (7) ثم يقول هذا الكفر!!!!!!!!!!!!!!.
وقد ثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "المغضوب عليهم اليهود وإن الضالين النصارى"
إسناده حسن. رواه الإمام أحمد (4/ 378) والترمذي (4/ 271 - 272) وينظر مجموع الفتاوى للإمام ابن تيمية، جـ1 ص64،197، جـ3 ص369.(23/147)
مسألة مهمة في العقيدة تبحث عن إجابة؟
ـ[الورّاق]ــــــــ[15 - 07 - 02, 03:22 م]ـ
مسألة:
حينما يتحدث المتحدث عن قضية من القضايا الغيبية، كأن يقول إن القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن، ثم يشير المتحدث بأصبعيه إلى ذلك، فما رأي الإخوة في هذا؟ وهل يعتبر من التمثيل المحرم الذي نهى عنه السلف؟ علماً أن هذا له نظائر متعددة في كثير من المسائل.
ـ[النوراني]ــــــــ[15 - 07 - 02, 06:42 م]ـ
الأخ الوراق وفقه الله
أولا: اعلم أن حديثي معك من باب مطارحة العلم ومذاكرته لا من باب تقرير المسائل وتحقيقها.
ثانيا: الذي يظهر لي أن ذلك يختلف باختلاف المخاطبين، فإن كانوا لا تدخل في قلوبهم الشبهة وأمنت عليهم الفتنة فلا مانع من تقريب المسائل وتوضيحها بالإشارة ونحوها، وقد ورد ذلك في السنة قال أبو هريرة رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه قال أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه قال ابن يونس قال المقرئ يعني إن الله سميع بصير يعني أن لله سمعا وبصرا قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية أخرجه أحمد وأبو داود.
وهذا مما لا يخفى عليك، أنه ليس من التشبيه ولا التكييف في شيء إنما يكون التشبيه لو قيل سمع كسمع وبصر كبصر كما قاله إسحاق.
ثالثا: إذا كان الحاظرون من العامة والرعاع أو ممن يخشى أن يقع في قلوبهم أو أن ينقدح في أذهانهم شيئا من التشبيه، فينبغي عدم الإشاره باليد للتوضيح والإفهام لكونها قد تجر إلى المحظور.
ـ[الورّاق]ــــــــ[16 - 07 - 02, 06:28 ص]ـ
أخي النوراني بارك الله فيك وجعلك مسدداً في أقوالك وأفعالك.
حقاً مداخلة رائعة، وأدبٍ رفيع. شكر الله لك.
للرفع وبانتظار مطارحات أخرى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 07 - 02, 10:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
بارك الله فيك أخي النوراني وزادك علما
أخي الحبيب الوراق
الذي أعرف انه ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الحالة أمور ومن عنده زيادة من الإخوة فليفدنا
(الأصبع)
وأنا لم أخرج كل حديث من مصدره إنما اكتفيت بكلام ابن جرير رحمه الله ثم بكلام ابن كثير حيث إنه حمع معظم الروايات
قال ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره (9/ 52)
حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي قال ثنا قرة بن عيسى قال ثنا الأعمش عن رجل عن أنس عن النبي قال لما تجلى ربه للجبل أشار بأصبعيه فجعله دكا
وأرانا أبو إسماعيل بأصبعه السبابة
حدثني المثنى قال ثني الحجاج بن المنهال قال ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن النبي قرأ هذه الآية (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا)
قال هكذا بأصبعه
ووضع النبي الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر فساخ الجبل
حدثني المثنى قال ثنا هدبة بن خالد قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال قرأ رسول الله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا)
قال وضع الإبهام قريبا من طرف خنصره قال فساخ الجبل
فقال حميد لثابت تقول هذا قال فرفع ثابت يده فضرب صدر حميد وقال يقوله رسول الله ويقوله أنس وأنا أكتمه
قال ابن كثير في التفسير (2/ 245)
قال تعالى (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا)
قال أبو جعفر بن جرير الطبري في تفسير هذه الآية حدثنا أحمد بن سهيل الواسطي حدثنا قرة بن عيسى حدثنا الأعمش عن رجل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لماتجلىربه للجبل
أشار بأصبعه فجعله دكا وأرانا أبو إسماعيل بأصبعه السبابة هذا الإسناد فيه رجل مبهم لم يسم
ثم قال حدثني المثنى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد عن ليث عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (فلماتجل ربه للجبل جعله دكا) قال هكذا بأصبعه ووضع النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه الإبهام على المفصل الأعلى من الخنصر فساخ الجبل
هكذا وقع في هذه الرواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس كما قال ابن جرير حدثني المثنى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلماتجلىربه للجبل جعله دكا) قال وضع الإبهام قريبا من طرف خنصره قال فساخ الجبل قال حميد لثابت يقول هكذا فرفع ثابت يده فضرب صدر حميد وقال يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقوله أنس وانا أكتمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/148)
وهكذا رواه الإمام أحمد في مسنده حدثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (فلماتجلىربه للجبل) قال:
قال هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر
قال أحمد:
أرانا معاذ فقال له حميد الطويل ما تريد إلى هذا يا أبا محمد قال فضرب صدره حصول شديدة وقال من أنت ياحميد وما أنت ياحميد يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما تريد إليه
وهكذا رواه الترمذي في تفسير هذه الآية عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق عن معاذ بن معاذ به وعن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة به ثم قال هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد
وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طرق عن حماد بن سلمة به وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ورواه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال عن محمد بن علي بن سويدعن أبي القاسم البغوي عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة فذكره وقال هذا إسناد صحيح لاعلة فيه
وقد رواه داود بن المحبر عن شعبة عن ثابت عن أنس مرفوعا بنحوه وهذا ليس بشيء لأن داود بن المحبر كذاب رواه الحافظان أبو القاسم الطبراني وأبو بمر بن مردويه من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس مرفوعا بنحوه
وأسنده ابن مردويه من طريق ابن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا ولا يصح أيضا رواه الترمذي وصححه الحاكم وقال على شرط مسلم
(العين والأذن)
وعند أبي داود (4728)
حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي المعنى قالا ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حرملة يعني بن عمران حدثني أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها إلى قوله تعالى سميعا بصيرا قال ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه قال أبو هريرة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه قال بن يونس قال المقرئ يعني إن الله سميع بصير يعني أن لله سمعا وبصرا
قال أبو داود وهذا رد على الجهمية
(قبض اليد وبسطها)
راجع ابن كثير عند تفسير (الزمر آية رقم (67)
النسائي في الكبرى، وأحمد وابن خزيمة وغيرهم
وهذه رواية النسائي
7696 أخبرنا أبو داود قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) قال وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بيده هكذا يمجد الرب ووصفه لنا عفان يقبض يده يبسطها أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز أنا الكريم فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا ليخرّن به
(الإشارة إلى الأصابع)
عند أحمد وابن جرير والترمذي
حيث أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحبر اليهودي عندما قال يضع الأرض على ذه ...
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا أبو كدينة عن عطاء عن أبي الضحى عن بن عباس قال ثم مر زفر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس قال كيف تقول يا أبا القاسم يوم يجعل الله السماء على ذه و أشار بالسبابة والأرض على ذه والماء على ذه والجبالعلى ذه و سائر الخلق على ذه كل ذلك يشير بأصابعه قال فأنزل الله عز وجل (وما قدروا الله حق قدر)
وأما بين اصبعين من أصابع الرحمن فلا أعرف (بسبب جهلي) نصا في ذلك
والذي أرى والله اعلم أنه يكتفى بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبعض هذه الأحاديث تحتاج لبحث أكثر
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[16 - 07 - 02, 03:17 م]ـ
لا أزيد على ماقاله الأفاضل، إنما مشاركة مني:
إن كان المتحدث يريد بالإشارة تحقيق الصفة فيجوز ذلك، وقد دلت الأدلة - والتي ذكرها الأخ خالد - على هذا وهو واضح وجلي، وهذا داخل في إثبات الصفه وتحقيقها لا في كيفية الإصبع.
وأما ماروي عن مالك أنه قال: "تقطع يده " فحُمل على أنه أراد به الممثلمة والمشبة لا من أشار بإصبعه في هذا الحديث. وقد نقل عنه ذلك الصابوني في عقيدة السلف.
بقي المخاطب، فإن كان يُظن منه توهمه بالكيفية، فيجب مراعاته والتنبه لهذا، وعدم الإشارة.
والله أعلم
ـ[الورّاق]ــــــــ[16 - 07 - 02, 03:29 م]ـ
الإخوة: خالد بن عمر، والكاشف: أحسن الله إليكما، وزادنا وإياكم علماً يحرسه الإخلاص.
ولعله بعد انتهاء مطارحات الإخوة أطرح لدي من تعليق بسيط حول ما ذكره الأحبة.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[16 - 07 - 02, 09:32 م]ـ
الأخ الورَّاق (نفع الله به)
الإخوة الأجلة الأكارم (أدام الله نفعهم).
ليس عندي ما أبوح به سوى ما هو ملتقَطٌ من تحبيراتكم.
هذه المسألة القول فيها من جهات:
الأولى: تتعلَّق بالفاعل لهذه الفعلة من التوصيف بالإشارة، و هما قسمان:
أولهما: من عُرفَ بعقدٍ سلفي صحيح.
ثانيهما: من عُرفَ ببدعة في التشبيه أو التكييف أو التمثيل.
فأما ألأول: فيُحمل ما بدرَ منه على محملٍ حسن.
و أما الثاني: فيُحمل على اعتقاده و الاعتذار له تكلف.
الجهة الثانية: تتعلَّق بمن وُجِّهَ له هذا التوصيف، و هم أقسام:
الأول: من يعرف مخارج الأفعال هذه و أنه لا يُراد بها التشبيه و لا التكييف.
الثاني: من يتبادرُ إلى ذهنه التشبيه و التكييف لصفات الرب تعالى.
هذان على اليقين بحالهما.
الثالث: من يكون المُشير إلى الصفة شاكاً في حال قوم من الناس هل هم من الأول أم من الثاني فالواجب الإعراض عن ذلك و سرد الصفة مؤيدة بدليل الكتاب و السنة.
الجهة الثالثة: تتعلَّق بالمواطن المُوْرِثَةِ شُبهاً و إشكالاتٍ للناس.
فديدن السلف في ذلك الإعراض، و العَتَبُ على الفاعل ذلك.
و أمثال هذه المسألة كثير كـ (الجسم) و (الحد) و (أنا أكبر من الله) إلى أمثالٍ أُخَر.
نفع الله بالجميع، و سدد الخطى، و بارك في الجهود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/149)
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 01:24 ص]ـ
أرى أن ذلك مقتصر على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقط, وعلى ذلك درج السلف رحمهم الله, ولم يرد عنهم غير ذلك فيما أعلم, أما فيما عدا ذلك فإنه لا يجوز, لأن الأصل فيه التوقف وعدم العلم إلا بما علمناه عنه صلى الله عليه وسلم.
وبالله التوفيق
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 04:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد(23/150)
أريد نص مناظرة الإسماعيلي ...
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[20 - 07 - 02, 07:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أريد نص مناظرة الإسماعيلي نسباً للإسماعيلي مذهباً ... بارك الله لكم ..
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[21 - 07 - 02, 05:32 ص]ـ
الأسئلة اليامية عن العقيدة الإسماعيلية / للعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
http://www.sahab.org/books/count.php?book=249&action=view&goto=files/aqeeda/asmaailiah.doc
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[22 - 07 - 02, 02:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
ولكني ...
أريد نص مناظرة الإسماعيلي نسباً للإسماعيلي مذهباً ...(23/151)
إجتماع الجيوش الإسلامية على غزو معطلة تكفير عباد الأوثان من القبورية!!
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[27 - 07 - 02, 05:04 م]ـ
الحمد لله المتفرد بالألوهية وصلى الله على من بلغ أعلى رتب العبودية
أما بعد؛ فقد قال تعالى {إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} ,
وقال {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون}.
قال الإمام القرافى فى شرحه لحديث "دحل النار رجل فى ذباب":ولذلك لم يعذره الله بالجهل فى أصول الدين إجماعا. [عقيدة الموحدين للعبدلى بتقديم سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ص332].
وقال أيضا: "الفرق الرابع والتسعون، بين قاعدة مالا يكون الجهل عذراً فيه وبين قاعدة مايكون الجهل عذراً فيه: اعلم أن صاحب الشرع قد تسامح في جهالات في الشريعة فعفا عن مرتكبها، أو أخذ بجهالات فلم يَعْفُ عن مرتكبها، وضابط مايُعفي عنه من الجهالات: الجهل الذي يتعذر الاحتراز عنه عادة، ومالا يتعذر الاحتراز عنه ولايشقّ لم يُعْفَ عنه " (الفروق 2/ 150).
وقال: "القاعدة الشرعية دلت على أن كل جهل يمكن المكلف دفعه لايكون حجة للجاهل، فإن الله تعالى بعث رسله إلى خلقه برسائله وأوجب عليهم كافة أن يَعْلموها ثم يعملوا بها، فالعلم والعمل بها واجبان، فمن ترك التعلم والعمل وبقي جاهلا فقد عصى معصيتين لتركه واجبين، وإن علم ولم يعمل فقد عصى معصية واحدة بترك العمل، ومن علم وعمل فقد نجا" (المصدر السابق 4/ 264).
وقال الإمام الصنعانى رحمه الله:
" فإن قلت:أفيصير هؤلاء الذين يعتقدون فى القبور والأولياء والفسقة والخلعاء مشركين, كالذين يعتقدون فى الأصنام؟
قلت: قد صرح الفقهاء فى كتب الفقه فى باب الردة: أن من تكلم بكلمة الكفر يكفر, وإن لم يقصد معناها" [عقيدة الموحدين:334].
وقال الإمام ابن القيم فى طبقات المكلفين: الطبقة السابعة عشرة:
" طبقة المقلدين وجهال الكفر وأتباعهم وحميرهم الذين معهم .. اتفقت الأمة على أن هذه الطبقة كفار وإن كانوا جهالا مقلدين لرؤسائهم وأئمتهم إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع أنه لم يحكم لهؤلاء بالنار وجعلهم بمنزلة من لم تبلغه الدعوة, وهذا مذهب لم يقل به أحد من أئمة المسلمين" [عقيدة الموحدين:160].
ولاحظ قول الإمام: اتفقت الأمة ... إلا ما يحكى عن بعض أهل البدع!!! تعرف كذب أو جهل من زعم أن المسألة خلافية!!!
وقال ابن قدامة الحنبلي رحمه الله:
"ولا حَدّ على من لم يعلم تحريم الزنا. قال عمر وعثمان وعلي: لا حَدّ إلا على من علمه، وبهذا قال عامة أهل العلم، فإن ادعى الزاني الجهل بالتحريم وكان يحتمل أن يجهله كحديث العهد بالإسلام والناشيء ببادية قُبِلَ منه لأنه يجوز أن يكون صادقا، وإن كان ممن لايخفي عليه ذلك كالمسلم الناشيء بين المسلمين وأهل العلم لم يقبل لأن تحريم الزنا لايخفى على من هو كذلك فقد علم كذبه، وإن ادعى الجهل بفساد نكاح باطل قُبِل قوله لأن عمر قبل قول المدعي الجهل بتحريم النكاح في العدة ولأن مثل هذا يُجهل كثيراً ويخفى على غير أهل العلم" (المغني مع الشرح 10/ 156).
وهنا أيضا: لاحظ قوله: عامة أهل العلم أي جميعهم!!!
وقال أيضا: وزعم الجاحظ أن مخالف ملة الإسلام , إذا نظر فعجز عن إدراك الحق , فهو معذور غير آثم .. إلى أن قال: أما ماذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا , وكفر بالله تعالى , ورد عليه وعلى رسوله ... [الدرر السنية:10\ 366 - 367].
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله حول عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله" أنا من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير .. إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التى من خالفها كان كافرا .. "
قال: "عبارة شيخ الإسلام التى لبسوا بها عليك فهى أغلظ من هذا كله ولو نقول بها لكفرنا كثير من المشاهير بأعيانهم .. فمن المعلوم أن قيام الحجة ليس معناه أن يفهم كلام الله ورسوله مثل أبى بكر الصديق! بل إذا بلغه كلام الله ورسوله وخلا عن ما يعذر به فهو كافر كما كان الكفار كلهم تقوم عليهم الحجة بالقرآن مع قول الله {إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} " .. [عقيدة الموحدين:152].
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله أيضا في تعليقه على قولين لشيخ الإسلام ابن تيمية هما:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/152)
" ثم تجد كثيرا من رؤوسهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف فى دين المشركين كما فعل أبو عبدالله الرازى ... وهذه ردة صريحة باتفاق المسلمين" [نقض المنطق:45].
وأيضا" وصنف بعض المشهورين فيه كتابا على مذهب المشركين مثل أبى معشر البلخى وثابت بن قرة وأمثالهما ممن دخل فى الشرك وآمن بالطاغوت"!!
قال الشيخ ابن عبدالوهاب:
" فانظر رحمك الله الى هذا الإمام الذى ينسب اليه من أزاغ الله قلبه عدم تكفير المعين كيف ذكر مثل الفخر الرازى وهو من أكابر أئمة الشافعية ومثل أبى معشر .. أنهم كفروا وارتدوا" [مفيد المستفيد:14].
وما ذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب وقبله شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما من العذر بالجهل يحمل على الحال قبل انتشار الدعوة وعلى البوادى أو كما نقلت عن الشيخ ابن باز فى "مجاهل أفريقيا " مثلا! بل ما نقلت عن ابن تيمية من وصف "غلبة الجهل "!!
ويدل على ذلك قول المجدد الثاني عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
" مسألة حدثت , تكلم عليها شيخ الإسلام ابن تيمية , وهي: عدم تكفير , المعين ابتداءا , لسبب ذكره رحمه الله تعالى , أوجب له التوقف في تكفيره , قبل إقامة الحجة عليه , قال رحمه الله تعالى: ونحن نعلم بالضرورة , أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأحد , أن يدعو أحداً من الأموات , لا الأنبياء , ولا الصالحين , ولا غيرهم؛ ولا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها , كما أنه لم يشرع لأمته: السجود لميت , ولا إلي ميت , ونحو ذلك؛ بل نعلم: أنه نهى عن هذه الأمور كلها , وأن ذلك من الشرك , الذي حرمه الله , ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن: لغلبة الجهل ,وقلة العلم بآثار الرسالة , في كثير من المتأخرين , لم يمكن تكفيرهم بذلك , حتى يبين ما جاء به الرسول , مما يخالفه , انتهى. قلت: فذكر رحمه الله تعالى , ما أوجب له عدم إطلاق الكفرعليهم , على التعيين خاصة , إلا بعد البيان والإصرار؛ فإنه قد صار أمة وحده؛ لأن من العلماء , من كفره , بنهيه لهم عن الشرك في العبادة , فلا يمكن أن يعاملهم بمثل ما قال؛ كما جرى لشيخنا: محمد بن عبد الوهاب , رحمه الله تعالى , في ابتداء دعوته "!!] الدرر السنية:2/ 210 - 211 [
وسئل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين رحمه الله عن قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" فإن تكفير الشخص المعين , وجواز قتله , موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية , التى يكفر من خالفها , وإلا فليس كل من جهل شيئا من الدين يكفر_إلى قوله: ولهذا كنت أقول للجهمية .. أنتم عندى لا تكفرون لأنكم جهال ... الخ"
فأجاب: آخر كلامه رحمه الله يدل على على أنه يعتبر فهم الحجة فى الأمور التى تخفى على كثير من الناس , وليس فيها مناقضة للتوحيد والرسالة , كالجهل ببعض الصفات.
وأما الأمور التى هى مناقضة للتوحيد , والأيمان بالرسالة , فقد صرح فى مواضع كثيرة بكفر أصحابها , وقتلهم بعد الإستتابة , ولم يعذرهم بالجهل!!
مع أنا نتحقق أن سبب وقوعهم فى تلك الأمور , إنما هو الجهل بحقيقتها , فلو علموا أنها كفر , تخرج من الإسلام لم يفعلوها.
وكذلك (هذه تكملة للسؤال):إن الشيخ تقى الدين , وابن القيم , يقولان:
إن من فعل هذه الأشياء , لا يطلق عليه أنه كافر مشرك , حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية , من إمام أو نائبه , فيصر؛ وأنه يقال: هذا الفعل كفر , وربما عذر فاعله لإجتهاد , أو تقليد , أو غير ذلك!!
فأجاب: هذه الجملة التى حكيت عنهما لا أصل لها فى كلامهما!!!
ثم نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية قائلا:
وقد قال رحمه الله , فى "شرح العمدة" لما تكلم فى كفر تارك الصلاة , فقال:
وفى الحقيقة فكل رد لخبر الله , أو أمره فهو كفر , دق أو جل , لكن قد يعفى عما خفيت فيه طرق العلم , وكان أمرا يسيرا فى الفروع , بخلاف ما ظهر أمره , وكان من دعائم الدين , من الأخبار والأوامر , يعنى: فإنه لا يقال قد يعفى عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/153)
وقال رحمه الله , فى أثناء كلام له , فى ذم أصحاب الكلام , قال: والرازى من أعظم الناس فى باب الحيرة , له نهمة فى التشكيك , والشك فى الباطل , خير من الثبات على اعتقاده , لكن قل أن يثبت أحد على باطل محض , بل لابد فيه من نوع من الحق , وتوجد الردة فيهم كثيرا , كالنفاق وهذا إذا كان فى المقالات الخفية , فقد يقال: لم تقم عليه الحجة , التى يكفر صاحبها.
لكن يقع ذلك فى طوائف منهم , فى أمور يعلم العامة والخاصة , بل اليهود والنصارى يعلمون: أن محمدا بعث بها وكفر من خالفها , مثل عبادة الله وحده لا شريك له , ونهيه عن عبادة غيره , فإن هذا أظهر شعائر الإسلام.
وقولك: إن الشيخ يقول , إن من فعل شيئا من هذه الأمور الشركية , لا يطلق عليه أنه مشرك كافر , حتى تقوم عليه الحجة الإسلامية , فهو لم يقل ذلك فى الشرك الأكبر , وعبادة غير الله , ونحوه من الكفر!!!
وإنما قال هذا فى المقالات الخفية , كما قدمنا ...
وقوله رحمه الله: بل اليهود والنصارى يعلمون ذلك , حكى لنا عن غير واحد من اليهود فى البصرة , أنهم عابوا على المسلمين ما يفعلونه عند القبور , ...
ومما يبين أن الجهل ليس بعذر فى الجملة , قوله صلى الله عليه وسلم فى الخوارج ما قال , مع عبادتهم العظيمة؛
ومن المعلوم أنه لم يوقعهم فى ما وقعوا فيه إلا الجهل , وهل صار الجهل عذرا لهم؟!!
يوضح ما ذكرنا: أن العلماء من كل مذهب , يذكرون فى كتب الفقه: باب حكم المرتد ..
وأول شىء يبدؤون به , من أنواع الكفر الشرك , يقولون: من أشرك بالله كفر ... ولم يقولوا إن كان مثله لايجهله , كما قالوا فيما دونه ....
وقد وصف الله سبحانه أهل النار بالجهل , {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير} ,
{ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} ....
والذين حرقهم على ابن أبى طالب بالنار , هل آفتهم إلا الجهل؟!!
ولو قال إنسان: أنا أشك فى البعث بعد الموت , لم يتوقف من له أدنى معرفة فى كفره , والشاك جاهل!!
وقوله عن اليهود والنصارى {اتخذوا أحبارهم ... } سماهم مشركين , مع كونهم لم يعلموا أن فعلهم معهم هذا عبادة لهم , فلم يعذروا بالجهل ....
لأنه من المعلوم: أنه إذا كان إنسان يقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن بالقرآن , ويسمع ما ذكر الله سبحانه فى كتابه , من تعظيم أمر الشرك , بأنه لا يغفره , وأن صاحبه مخلد فى النار , ثم يقدم عليه وهو يعرف أنه شرك , هذا مما لا يفعله عاقل!!
وإنما يقع فيه من جهل أنه شرك!!
وقد قدمنا كلام ابن عقيل , فى جزمه بكفر الذين وصفهم بالجهل فيما ارتكبوه , من الغلو فى القبور , نقله عنه ابن القيم مستحسنا له. [الدرر السنية:386:10 - 394].
وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن " ذكرنا أن عباد القبور قد قامت عليهم الحجة, أو على جمهورهم, بالكتاب والسنة والإجماع. فإن هذا الباب -أعنى باب عبادة الله وحده لا شريك له - هو خلاصة الكتب الإلهية, وزبدة الدعوة النبوية " [منهاج التأسيس:249].
وقال أيضا " من بلغته دعوة الرسل فقد قامت عليه الحجة؛ إذا كان على وجه يمكن معه العلم, ولا يشترط فى قيام الحجة أن يفهم عن الله ورسوله ما يفهمه أهل الإيمان والقبول "! [251].
وقال " وتقدم أن الجاهل والمتأول لا يعذر إلا مع العجز, ولذلك قيده الشيخ ابن القيم بقوله: تأويلا يعذر صاحبه, فليس كل تأويل وكل جهل يعذر صاحبه. وليس كل ذنب يجرى التأويل فيه ويعذر الجاهل به, وقد تقدم أن عامة الكفار والمشركين من عهد نوح إلى وقتنا هذا جهلوا وتأولوا "!! [262].
وسئل الشيخ عبدالله وابراهيم ابنا الشيخ عبداللطيف, والشيخ سلمان بن سحمان رحمهم الله عن من استدل بحديث "من صلى صلاتنا" ونحوه؟!
فقالوا: "لا يستدل بمثل هذه النصوص على عدم تكفير عباد القبور إلا من لم يعرف حقيقة الإسلام ...
وأما قوله نقول بأن القول كفر ولا نحكم بكفر القائل فإطلاق هذا جهل صرف!!
لأن هذه العبارة لا تنطبق إلا على المعين, .. وهذا فى المسائل الخفية التى قد يخفى دليلها على بعض الناس كما فى مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك .. ذكر ذلك شيح الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه فى كثير من كتبه,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/154)
ولا تجعل هذه العبارة عكازة تدفع بها فى نحر من كفر البلدة الممتنعة عن توحيد العبادة ..
وأما قوله وهؤلاء ما فهمو الحجة فهذا مما يدل على جهله وأنه لم يفرق بين فهم الحجة وبلوغها ..
وقد قال شيخنا محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فى كلام له أن الذى لم تقم عليه الحجة هو الذى حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة أو يكون فى مسائل خفية" [عقيدة الموحدين:450 - 452].
وقال مفتى المملكة السابق العلامة محمد بن ابراهيم رحمه الله:
" مسألة تكفير المعين: من الناس من يقول لايكفر المعين أبداً! ويستدل هؤلاء بأشياء من كلام ابن تيمية غلطوا في فهمها، وأظنهم لايكفرون إلا من نص القرآن على كفره كفرعون.
والنصوص لاتجيء بتعيين كل أحد!!!
يدرس باب (حكم المرتد) ولايطبق على أحد!! هذه ضلالة عمياء وجهالة كبرى؛ بل يطبق بشرط.
ثم الذين توقفوا في تكفير المعين في الأشياء التي قد يخفى دليلها فلايكفر حتى تقوم عليه الحجة الرسالية من حيث الثبوت والدلالة فإذا أوضحت له الحجة بالبيان الكافي كفر سواء فهم أوقال ما فهمت أو فهم وأنكر ليس كفر الكفار كله عن عناد.
وأما ما علم بالضرورة أن الرسول جاء به وخالفه فهذا يكفر بمجرد ذلك ولايحتاج إلى تعريف سواءا في الأصول أو الفروع مالم يكن حديث عهد بالإسلام.
وإمام الدعوة ألف مؤلفا مختصراً في مسألة تكفير المعين وهو المسمى:"مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" بين ووضح أنه لامناص من تكفير المعين بشروطه الشرعية.
ثم عند ذكر التكفير تعلم أن الناس ثلاثة أقسام: طرفان ووسط
طرف يكفر بمجرد المعاصي هؤلاء هم الخوارج يخرجونه من الإيمان ويدخلونه في أهل الكفران، والمعتزلة تخرجه من الإيمان ولاتدخله في الكفر، ولكنهم يحكمون بخلوده في النار. أما أهل الحق فلا يعتقدون ذلك في العصاة ولايخفى بطلان قول الخوارج والمعتزلة؛
كما لايخفى بطلان قول من قال: لاإله إلا الله فهو مسلم وإن فعل ما فعل. مجموع فتاوى ابن إبراهيم 1/ 75
وسئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فى رسالة من مصر عن دعوى العذر بالجهل؟!
فقال: " دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل, وليس كل واحد يعذر بالجهل ..
فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وقد انتشر بين المسلمين, كدعوى الجهل بالشرك .. لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين .. وهكذا الإستهزاء بالدين .. والسب ..
لكن لو كان فى بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو فى مجاهل أفريقيا التى لايوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل .. " [مج فتاوى ومقالات7\ 132] وانظر أيضا4\ 26 و1\ 49].
وفى مجلة البحوث [العدد57] التى تصدر عن دار الإفتاء بالمملكة عدد ذى الحجة1420 سأل سائل من مصر سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن رجل لم يسمعه أبدا يستغيث بالأولياء إلا مرة واحدة فى مرض شديد وكان الرجل يصلى ويصوم .. الخ .. ولم يعرف حكم ما يفعله ولم يعلمه أحد بذلك فهل يجوز لى أن أستغفر له؟!
فأجابه الشيخ: إن كنت تعلم أنه تاب عن تلك المرة فنعم وإلا فلا يجوز الإستغفار للمشركين وإستشهد الشيخ بالآيات التى تنهى عن الإستغفار للمشركين وكذلك بحديث "استأ ذنت ربى فى أن أستغفر لأمى فلم يأذن لى .. ".
وسئل الشيخ ابن باز: جملة من المعاصرين ذكروا أن من قال الكفر أو عمل الكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ودرجوا عبادة القبور في هذا؟
فاجاب: هذا من جهلهم،هذا من جهلهم عباد القبور كفار واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتاب، فإن تاب وإلا قتل.
السائل: ولكن مسألة قيام الحجة؟!!
الجواب: بلغهم القرآن (هذا بلاغ للناس) القرآن بلغهم بين المسلمين (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) , (يا أيها الرسول بلغ) قد بلغ الرسول وجاء القرآن وهم بين أيديهم يسمعونه في الاذاعات وفي كل شئ ولا يبالون ولا يلتفتون ولو جاء أحد ينذرهم وينهاهم آذوه نسأل الله العافية.
سؤال: حديث الرجل الذي قال إذا مت فاسحقوني ......
الجواب: هذا جهل بعض الشيء من الامور الخفية من كمال القدرة وجهلها فعذر خوفا من الله ..
مصدر الأسئلة والأجوبة: أشرطة شرح كشف الشبهات للشيخ تسجيلات البردين
أما فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله فهو على قول أهل السنة الأوحد أيضا برغم زعم بعض المعاصرين عنه خلاف ذلك!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/155)
قال فضيلته: "" وهذه المسألة تحتاج إلى تفصيل، فنقول: الجهل نوعان: جهل يعذر فيه الإنسان، وجهل لا يعذر فيه، فما كان ناشئاً عن تفريط وإهمال مع قيام المقتضي للتعلم، فإنه لا يعذر فيه، سواء في الكفر أو في المعاصي، وما كان ناشئاً عن خلاف ذلك، أي أنه لم يهمل ولم يفرط ولم يقم المقتضي للتعلم بأن كان لم يطرأ على باله أن هذا الشيء حرام فإنه يعذر فيه فإن كان منتسباً إلى الإسلام، لم يضره، وإن كان منتسباً إلى الكفر، فهو كافر في الدنيا، لكن في الآخرة أمره إلى الله على القول الراجح، يمتحن، فإن أطاع دخل الجنة، وإن عصى دخل النار.
فعلى هذا من نشأ ببادية بعيدة ليس عنده علماء ولم يخطر بباله أن هذا الشيء حرام، أو أن هذا الشيء واجب، فهذا يعذر، وله أمثلة:
منها: رجل بلغ وهو صغير وهو في بادية ليس عنده عالم، ولم يسمع عن العلم شيئاً، ويظن أن الإنسان لا تجب عليه العبادات إلا إذا بلغ خمس عشر سنة، فبقي بعد بلوغه حتى تم له خمس عشرة سنة وهو لا يصوم ولا يصلي ولا يتطهر من جنابه، فهذا لا نأمره بالقضاء لأنه معذور بجهله الذي لم يفرط فيه بالتعلم ولم يطرأ له على بال، وكذلك لو كانت أنثى أتاها الحيض وهي صغيرة وليس عندها من تسأل ولم يطرأ على بالها أن هذا الشيء واجب إلا إذا تم لها خمس عشرة سنة، فإنها تعذر إذا كانت لا تصوم ولا تصلي.
وأما من كان بالعكس كالساكن في المدن يستطيع أن يسأل، لكن عنده تهاون وغفلة، فهذا لا يعذر، لأن الغالب في المدن أن هذه الأحكام لا تخفى عليه، ويوجد فيها علماء يستطيع أن يسألهم بكل سهولة، فهو مفرط، فيلزمه القضاء ولا يعذر بالجهل. " القول المفيد: 1/ 170
وسئل العلامة الشيخ ابن عثيمين: ما رأيك فى مسلمين يستغيثون بالسادة والأولياء وغيرهم؟
الجواب: إذا كان فى بلاد الإسلام التى يظهر فيها التوحيد وليس فيها شىء من شعائر الكفر, وهو يعيش بينهم؛ فإنه لا يعذر فيه.
ثم بين الشيخ حال من كان فى البلاد التى تكون فيها شعائر الشرك ظاهرة أو غالبة!!
فقال: فذلك قد يعذر بالجهل! لإنه قد يكون عاميا لايدرى عن شىء أبدا .. ولم ينبهه أحد على ذلك!! {س1215 من أسئلة لقاء الباب المفتوح}.
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان-حفظه الله- تعقيبا على ما نقله عن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب وهو قوله: "فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل."! قال الشيخ الفوزان معقبا:
"قد يقول الإنسان كلمة من الكفر تحبط عمله كله كالرجل الذى قال: "والله لا يغفر الله لفلان , فقال الله جل وعلا: من ذا الذى يتألُى علىُ أن لا أغفر لفلان. إنى قد غفرت له وأحبطت عملك" كلمة واحدة تجرأ فيها على الله وأراد أن يمنع الله أن يغفر لهذا المذنب فالله جل وعلا أحبط عمله وغضب عليه, والإنسان قد يتكلم بمثل هذه الكلمة ونحوها فيخرج من دين الإسلام؛ فالذين مع النبى لما قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا وأكذب ألسنا وأجبن عند اللقاء يزعمون أنهم قالوها من باب المزح ويقطعون بها الطريق بزعمهم, قال الله فيهم {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} دل على أنهم مؤمنون فى الأول فلما قالوا هذه الكلمة كفروا والعياذ بالله مع أنهم يقولونها من باب المزح واللعب."!! [شرح كشف الشبهات: ص70].
وقال أيضا: "وهذا يدل على بطلان قول من يقول: إن من قال كلمة الكفر أو عمل الكفر لايكفر حتى يعتقد بقلبه ما يقول ويفعل , ومن يقول إن الجاهل يعذر مطلقا ولو كان بإمكانه أن يتعلم ويسأل وهى مقالة ظهرت ممن ينتسبون إلى العلم والحديث فى هذا الزمان"!! [المرجع السابق:73].
وقال أيضا: " لافرق بين شرك الأولين وشرك هؤلاء ا الذين يدعون الإسلام وهم يعبدون القبور والأولياء والصالحين لأنهم لا يعرفون معنى العبادة ومعنى الشرك فصاروا يخلطون ويهرفون بما لا يعرفون وهذه نتيجة الجهل بعقيدة التوحيد الصحيحة والجهل بما يضادها من الشرك فإن من لايعرف الشىء يقع فيه وهو لا يدرى. ومن هنا تتضح ضرورة العناية بدراسة العقيدة الصحيحة وما يضادها."! [المرجع السابق:122].
وقال: "شرك هؤلاء المنتسبين إلى الإسلام أشد وأغلظ من شرك المتقدمين من أهل الجاهلية من وجهين."!! [ص124].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/156)
وسئل الشيخ ابن جبرين: ما حكم من وقع في الكفر والشرك جهلاً؟ وماذا يعمل؟
الجواب:- يجب (أولاً) دعوته إلى الله تعالى وإلى الإيمان والتوحيد، وتعريفه بالحق والدين، وإقامة الأدلة على ذلك، ثم إزالة شبهته، والجواب عن الإشكالات التي تعرض له، فإن أصر وعاند على الشرك واستمر عليه، وجبت عقوبته ولو بالقتل، فيحل دمه وماله، ويحكم بردته، ويقتل كما يقتل المرتد، أما إذا لم تقم عليه الحجة فلا يجوز تكفيره، لكن إن تمكن من البحث والسؤال عن الدين فلم يفعل، أو قلد أهل بلده على الشرك أو وسائله، ولم يهتم لدينه، فقد فرط وأهمل، فمثل هذا لا يحكم بإسلامه، ولا يستغفر له، و يتبرأ منه، وفي الآخرة أمره إلى الله تعالى، إن شاء الله عذبه، وإن شاء غفر له، وأما من لم يسمع بالإسلام ولم يصل إليه الدعاة فحكمه حكم أهل الفترات، وأولاد المشركين، وقد تكلم عليهم الحافظ ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) (الإسراء:15). والله أعلم.
سؤال: ما حكم من يدعو غير الله وهو يعيش بين المسلمين وبلغة القرآن، فهل هذا مسلم تلبس بشرك أم هو مشرك؟
الجواب (للشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحى وفقه الله):
هذا الشخص مشرك؛ لأنه غير معذور إذا كان يعيش بين المسلمين لقول الله تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) فمن بلغه القرآن فقد قامت عليه الحجة، وقال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
فمن بلغه القرآن وبلغته الدعوة وفعل الشرك وهو يعيش بين المسلمين فإنه مشرك.
وقال بعض أهل العلم: إن الشخص إذا كان يخفى عليه ما وقع فيه من الشرك بسبب دعاة الضلال والإشراك وبسبب كثرة المضلين حوله وخفي عليه الأمر فإنه في هذه الحالة يكون أمره إلى الله فيكون حكمه حكم أهل الفترة إذا لم يعلم ولكنه إذا مات يعامل معاملة المشركين فلا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين في مقابرهم.
فالمقصود أن الأصل أنه لا يعذر!!
لكن لو وجد بعض الناس خفي عليه بسبب دعاة الشرك والضلال ولم يعلم قد يقال إنه معذور في هذه الحالة وأمره إلى الله تعالى،
وبكل حال يجب عليه أن يطلب الحق ويتعرف عليه ويسعى له كما أنه يسعى في معيشته ويسأل عن طرق الكسب فيجب عليه أن يسأل عن دينه ويسأل عن الأمر الذي أشكل عليه وكونه لم يسمع الحق ولم يقبل الحق وتصامم عن سماع الحق فليس هذا عذراً له؛ هذا هو الأصل.
سؤال: هل يشترط في إقامة الحجة فهم الحجة فهماً واضحاً جلياً أم يكفي مجرد إقامتها؛ نرجو التفصيل في ذلك مع ذكر الدليل؟
الجواب: الواجب إقامة الحجة على من كان عنده شبهة وكذلك المشرك إذا أقيمت عليه الحجة فقد زال عذره بمعنى أن يبلغه الدليل ويعلم أن هذا الأمر فيه دليل من كتاب الله وسنة رسوله ولا يشترط فهم الحجة فإن الله أخبر أن المشركين قامت عليهم الحجة ومع ذلك لم يفهموها فهماً واضحاً ولكنهم قامت عليهم الحجة ببلوغها؛
نزل القرآن وسمعوه وجاءهم النذير وأنذرهم واستمروا على كفرهم فلم يعذرهم!!
ولهذا قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) وقد بعث الرسول!!
وقال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) فاشترط في إقامة الحجة البلاغ، وقال: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار)) وقال تعالى في وصف الكفار: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) ومع ذلك قامت عليهم الحجة!!
فأخبر أن مثلهم مثلُ من يسمع الصوت ولا يفهم المعنى كمثل الغنم التي ينعق لها الراعي فتسمع الصوت ومع ذلك قامت عليهم الحجة!!
وقال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) ولم يقل حتى يتبين!!
بل قال: (حَتَّى يُبَيِّنَ) وهذا هو قيام الحجة!!
فإذا فهم الحق وعرف هذا الدليل وعرف الحجة فقد قامت عليه الحجة ولو لم يفهمها؛ فلا يشترط فهمها وهذا الذي تدل عليه النصوص وهو الذي قرره أهل العلم."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/157)
قال فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي وفقه الله في " جناية أبي الحسن ":
" فلقد حكم الأئمة شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب والإمام ابن باز رحمهم الله بأن من كفر معظم أصحاب النبي e أو فسقهم بأنه كافر!!
وقد سبقهم إلى تكفير هذا النوع من الروافض كثير من السلف الصالح لأنه خالف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة!!
وأدلتهم على ذلك الكتاب والسنة واتفاق أهل السنة!!
فجاء أبو الحسن يخالفهم في الاستدلال والحكم ويقول لابد من إقامة الحجة وتوفر شروط التكفير!!
ولقد بينت له خطأه هذا كتابة ومشافهة وهو يعلم أن شيخ الإسلام كفر من لا يكفر هذا الصنف من الروافض فلم يأبه بنصحي ولم يأبه بحكم شيخ الإسلام ابن تيمية ... وهل استفاد الروافض وخاصة من كفر منهم أصحاب رسول الله e من إقامة الحجج والبراهين التي تضمنتها عشرات المؤلفات التي ألفها أئمة الإسلام والسنة وعلى رأسها منهاج السنة النبوية. "!!
و قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آ ل الشيخ:
فمن أشرك بالله صالحاً أو غير صالح فانه كافر بالله لا نتوانى عن إطلاق الشرك عليه أو الكفر عليه لكن الشرك الذي يطلق عليه لا يستباح به دمه ولا أمواله ولكن هذا موقوف على البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه يحكم عليه بأنه مشرك وترتب عليه أحكام الكفار في الدنيا لكن لا يشهد عليه بأحكام الكفار في الآخرة يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرساليه بعد بيانها له بعد ما أقامها عليه أهل العلم أو أنه قاتل تحت راية الكفر) ا. ه
أنظر " شرح مسائل الجاهلية. الشريط الأول. الوجه أ ... في معرض شرحه للمسألة الأولى "
وقال في موضع آخر:
من قام به الشرك كعبدة القبور فهو مشرك شرك أكبر ونشهد له بالشرك وإنما مسألة إقامة الحجة شرط في وجوب العذاب ... كما أن اليهود والنصارى نسميهم كفار فهم كفار ولو لم يسمعوا بالنبي عليه الصلاة والسلام ....
أهل الأوثان والقبور ومن قام به الشرك فهو مشرك وترتب عليه أحكام المشركين في الدنيا،
أما إذا كان لم تقم عليه الحجة فليس بمقطوع له بالنار إذا مات وإنما هو موقوف أمره حتى تقام عليه الحجة بين يدي الله جل وعلا ....
إذن: فرق بين شرطنا لاقامة الحجة وبين الامتناع عن الحكم بالشرك ...
من قام به الشرك فهو مشر ك ترتب عليه الأحكام الدنيوية أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ونحوها من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر ظاهراً وباطناً فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة فأمره إلى الله تعالى) ا. ه أنظر " شرح مسائل الجاهلية.الشريط الثالث. الوجه أ "
أقول: هنا ينبه الشيخ صالح إلى مسألة مهمة وهي قضية التفريق بين أحكام الدنيا وأحكام الآخرة فمن فعل الشرك فهو مشرك ونعامله في الدنيا بناء على ذلك وأما في الآخرة فأمره إلى الله عز وجل. وهذا كما بين العلامة الراجحي قول بعض أهل العلم والآخرون ذكروا كفره من غير تفريق!!
سؤال: فإن قال قائل: ما دليلك على مسألة التفريق بين أحكام الدنيا ,أحكام الآخرة؟
قلت (الشيخ صالح): ما تقول في أهل الفترة ... وأطفال المشركين لقد أجمع أهل العلم على عدم الحكم عليهم بالإسلام ... أي أنهم "في الدنيا" لا يسمون مسلمين وأنهم كفار ,أما مصيرهم في الآخرة فأمرهم إلى الله عز وجل. "!!
ويلاحظ هنا أيضا قول الشيخ صالح وفقه الله " لقد أجمع أهل العلم على عدم الحكم عليهم بالإسلام " والموافق لجميع من سبق ممن نقلوا الإجماع!! وبالله التوفيق ومنه وحده التسديد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[27 - 07 - 02, 11:58 م]ـ
وسئل سماحة العلامة الشيخ ابن باز
س1: هل يعذر المسلم إذا فعل شيئا من الشرك كالذبح والنذر لغير الله جاهلا؟
ج 1: الأمور قسمان:
قسم يعذر فيه بالجهل وقسم لا يعذر فيه بالجهل. فإذا كان من أتى ذلك بين المسلمين، وأتى الشرك بالله،
وعبد غير الله، فإنه لا يعذر لأنه مقصر لم يسأل، ولم يتبصر في دينه فيكون غير معذور في عبادته غير الله من أموات أو أشجار أو أحجار أو أصنام، لإعراضه وغفلته عن دينه، كما قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما استأذن ربه أن يستغفر لأمه
لأنها ماتت في الجاهلية لم يؤذن له ليستغفر لها؛ لأنها ماتت على دين قومها عباد الأوثان، ولأنه صلى الله عليه وسلم قال لشخص سأله عن أبيه، قال: هو في النار، فلما رأى ما في وجهه قال: إن أبي وأباك في النار لأنه مات على الشرك بالله، وعلى عبادة غيرة سبحانه وتعالى
فكيف بالذي بين المسلمين وهو يعبد البدوي، أو يعبد الحسين، أو يعبد الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو يعبد الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، أو يعبد عليا أو يعبد غيرهم. فهؤلاء وأشباههم لا يعذرون من باب. أولى. لأنهم أتوا الشرك الأكبر وهم بين المسلمين، والقرآن بين أيديهم. . وهكذا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودة بينهم، ولكنهم عن ذلك معرضون.
والقسم الثاني: من يعذر بالجهل كالذي ينشأ في بلاد بعيدة عن الإسلام في أطراف الدنيا، أو لأسباب أخرى كأهل الفترة ونحوهم ممن لم تبلغهم الرسالة، فهؤلاء معذورون بجهلهم، وأمرهم إلى الله عز وجل، والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة فيؤمرون، فإن أجابوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار لقوله جل وعلا: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ولأحاديث صحيحة وردت في ذلك. وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله الكلام في هذه المسألة في آخر كتابه: (طريق الهجرتين) لما ذكر طبقات المكلفين، فليراجع هناك لعظم فائدته. ا. ه)
http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz00528.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/158)
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[29 - 07 - 02, 11:05 ص]ـ
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله أيضا:
س: ما رأي سماحتكم في مسألة العذر بالجهل، وخاصة في أمر العقيدة، وضحوا لنا هذا الأمر جزاكم الله خيرا؟
ج: العقيدة أهم الأمور وهي أعظم واجب، وحقيقتها: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، والإيمان بأنه سبحانه هو المستحق للعبادة
والشهادة له بذلك وهي شهادة أن لا إله إلا الله يشهد المؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله سبحانه وتعالى، والشهادة بأن محمدا رسول الله أرسله الله إلى الثقلين الجن والإنس وهو خاتم الأنبياء كل هذا لا بد منه، وهذا من صلب العقيدة، فلا بد من هذا في حق الرجال والنساء جميعا، وهو أساس الدين وأساس الملة، كما يجب الإيمان بما أخبر الله به ورسوله من أمر القيامة، والجنة والنار، والحساب والجزاء، ونشر الصحف، وأخذها باليمين أو الشمال، ووزن الأعمال. . . إلى غير ذلك مما جاءت به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
فالجهل بهذا لا يكون عذرا بل يجب عليه أن يتعلم هذا الأمر وأن يتبصر فيه، ولا يعذر بقوله إني جاهل بمثل هذه الأمور، وهو بين المسلمين وقد بلغه كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا يسمى معرضا، ويسمى غافلا ومتجاهلا لهذا الأمر العظيم، فلا يعذر، كما قال الله سبحانه: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
وقال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ وقال تعالى في أمثالهم: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ
إلى أمثال هذه الآيات العظيمة التي لم يعذر فيها سبحانه الظالمين بجهلهم وإعراضهم وغفلتهم، أما من كان بعيدا عن المسلمين في أطراف البلاد التي ليس فيها مسلمون ولم يبلغه القرآن والسنة - فهذا معذور، وحكمه حكم أهل الفترة إذا مات على هذه الحالة الذين يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب وأطاع الأمر دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما المسائل التي قد تخفى في بعض الأحيان على بعض الناس كبعض أحكام الصلاة أو بعض أحكام الزكاة أو بعض أحكام الحج، هذه قد يعذر فيها بالجهل.
ولا حرج في ذلك؛ لأنها تخفى على كثير من الناس وليس كل واحد يستطيع الفقه فيها، فأمر هذه المسائل أسهل. والواجب على المؤمن أن يتعلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم، كما قال الله سبحانه: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ويروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لقوم أفتوا بغير علم ألا سألوا إذ لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال وقال عليه الصلاة والسلام: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين؛ والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله ويطيعوه سبحانه وتعالى ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا يحصل بالغفلة والإعراض؛ بل لا بد من طلب للعلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل. ا. ه
http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=bz01871.htm
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[29 - 07 - 02, 07:11 م]ـ
س: الأخ: م. ص من جمهورية مصر العربية يقول في سؤاله: من هم الذين يعذرون بالجهل؟ وهل يعذر الإنسان بجهله في الأمور الفقهية؟ أم في أمور العقيدة والتوحيد؟ وما هو واجب العلماء نحو هذا الأمر؟
ج: دعوى الجهل والعذر به فيه تفصيل!!
وليس كل واحد يعذر بالجهل!!
فالأمور التي جاء بها الإسلام وبينها الرسول للناس وأوضحها كتاب الله وانتشرت بين المسلمين لا تقبل فيها دعوى الجهل،
ولا سيما ما يتعلق بالعقيدة وأصل الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/159)
فإن الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم ليوضح للناس دينهم ويشرحه لهم وقد بلغ البلاغ المبين وأوضح للأمة حقيقة دينها وشرح لها كل شيء وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وفي كتاب الله الهدى والنور
فإذا ادعى بعض الناس الجهل فيما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد انتشر بين المسلمين، كدعوى الجهل بالشرك وعبادة غير الله عز وجل، أو دعوى أن الصلاة غير واجبة، أو أن صيام رمضان غير واجب أو أن الزكاة غير واجبة، أو أن الحج مع الاستطاعة غير واجب فهذا وأمثاله لا تقبل فيه دعوى الجهل ممن هو بين المسلمين لأنها أمور معلومة بين المسلمين.
وقد علمت بالضرورة من دين الإسلام وانتشرت بين المسلمين فلا تقبل دعوى الجهل في ذلك،
وهكذا إذا ادعى أحد بأنه يجهل ما يفعله المشركون عند القبور أو عند الأصنام من دعوة الأموات والاستغاثة بهم والذبح لهم والنذر لهم، أو الذبح للأصنام أو الكواكب أو الأشجار أو الأحجار، أو طلب الشفاء أو النصر على الأعداء من الأموات أو الأصنام أو الجن أو الملائكة أو الأنبياء. .
فكل هذا أمر معلوم من الدين بالضرورة وأنه شرك كبير، وقد أوضح الله ذلك في كتابه الكريم وأوضحه رسوله صلى الله عليه وسلم وبقي ثلاث عشرة سنة في مكة وهو ينذر الناس هذا الشرك وهكذا في المدينة عشر سنين، يوضح لهم وجوب إخلاص العبادة لله وحده ويتلو عليهم كتاب الله مثل قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقوله سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ وبقوله سبحانه مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ وبقوله سبحانه وتعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وبقوله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وهكذا الاستهزاء بالدين والطعن فيه والسخرية به والسب كل هذا من الكفر الأكبر ومما لا يعذر فيه أحد بدعوى الجهل، لأنه معلوم من الدين بالضرورة أن سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفر الأكبر وهكذا الاستهزاء والسخرية، قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
فالواجب على أهل العلم في أي مكان أن ينشروا هذا بين الناس وأن يظهروه حتى لا يبقى للعامة عذر وحتى ينتشر بينهم هذا الأمر العظيم، وحتى يتركوا التعلق بالأموات والاستعانة بهم في أي مكان في مصر أو الشام أو العراق أو في المدينة عند قبر النبي أو في مكة أو غير ذلك وحتى ينتبه الحجيج وينتبه الناس ويعلموا شرع الله ودينه، فسكوت العلماء من أسباب هلاك العامة وجهلهم، فيجب على أهل العلم أينما كانوا أن يبلغوا الناس دين الله وأن يعلموهم توحيد الله وأنواع الشرك بالله حتى يدعوا الشرك على بصيرة وحتى يعبدوا الله وحده على بصيرة
وهكذا ما يقع عند قبر البدوي أو الحسين رضي الله عنه أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني أو عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أو عند غيرهم يجب التنبيه على هذا الأمر وأن يعلم الناس أن العبادة حق لله وحده ليس لأحد فيها حق كما قال الله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ يعنى أمر ربك، فالواجب على أهل العلم في جميع البلاد الإسلامية وفي مناطق الأقليات الإسلامية وفي كل مكان أن يعلموا الناس توحيد الله وأن يبصروهم بمعنى عبادة الله وأن يحذروهم من الشرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/160)
بالله عز وجل الذي هو أعظم الذنوب وقد خلق الله الثقلين ليعبدوه وأمرهم بذلك. لقوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ وعبادته هي: طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وإخلاص العبادة له وتوجيه القلوب إليه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
أما المسائل التي قد تخفى مثل بعض مسائل المعاملات وبعض شؤون الصلاة وبعض شؤون الصيام فقد يعذر فيها الجاهل!!
عذر النبي صلى الله عليه وسلم الذي أحرم في جبة وتلطخ بالطين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخلع عنك الجبة واغسل عنك هذا الطيب واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجتك
ولم يأمره بفدية لجهله، وهكذا بعض المسائل التي قد تخفى يعلم فيها الجاهل ويبصر فيها،
أما أصول العقيدة وأركان الإسلام والمحرمات الظاهرة فلا يقبل في ذلك دعوى الجهل من أي أحد بين المسلمين فلو قال أحد، وهو بين المسلمين، إنني ما أعرف أن الزنا حرام فلا يعذر، أو قال ما أعرف أن عقوق الوالدين حرام فلا يعذر بل يضرب ويؤدب، أو قال ما أعرف أن اللواط حرام فلا يعذر، لأن هذه أمور ظاهرة معروفة بين المسلمين في الإسلام.
لكن لو كان في بعض البلاد البعيدة عن الإسلام أو في مجاهل أفريقيا التي لا يوجد حولها مسلمون قد يقبل منه دعوى الجهل وإذا مات على ذلك يكون أمره إلى الله ويكون حكمه حكم أهل الفترة والصحيح أنهم يمتحنون يوم القيامة، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة وإن عصوا دخلوا النار،
أما الذي بين المسلمين ويقوم بأعمال الكفر بالله ويترك الواجبات المعلومة، فهذا لا يعذر؛ لأن الأمر واضح والمسلمون بحمد الله موجودون، ويصومون ويحجون ويعرفون أن الزنا حرام وأن الخمر حرام وأن العقوق حرام وكل هذا معروف بين المسلمين وفالق بينهم فدعوى الجهل في ذلك دعوى باطلة والله المستعان. ا. ه
http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01285.htm
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[30 - 07 - 02, 03:35 م]ـ
س: هل هناك عذر بالجهل في أمور التوحيد التي هي صلب الدين وما حكم تكفير المعين لمن يقع في الأمور الشركية بجهله؟.
ج: أمور التوحيد ليس فيها عذر ما دام موجودا بين المسلمين، أما من كان بعيدا عن المسلمين وجاهلا بذلك فهذا أمره إلى الله، وحكمه حكم أهل الفترات يوم القيامة، حيث يمتحن، أما من كان بين المسلمين ويسمع قال الله وقال رسوله، ولا يبالي ولا يلتفت، ويعبد القبور ويستغيث بها أو يسب الدين فهذا كافر، يكفر بعينه، كقولك فلان كافر، وعلى ولاة الأمور من حكام المسلمين أن يستتيبوه فإن تاب وإلا قتل كافرا، وهكذا من يستهزئ بالدين، أو يستحل ما حرم الله: كأن يقول الزنى حلال أو الخمر حلال، أو تحكيم القوانين الوضعية حلال، أو الحكم بغير ما أنزل الله حلال، أو أنه أفضل من حكم الله، كل هذه ردة عن الإسلام نعوذ بالله من ذلك، فالواجب على كل حكومة إسلامية أن تحكم بشرع الله، وأن تستتيب من وجد منه ناقض من نواقض الإسلام من رعيتها فإن تاب وإلا وجب قتله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه أخرجه البخاري في صحيحه، وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه أمر بعض الولاة بقتل المرتد إذا لم يتب وقال إنه قضاء الله ورسوله
والواجب أن يكون ذلك بواسطة ولي الأمر بواسطة المحاكم الشرعية حتى ينفذ حكم الله على علم وبصيرة بواسطة ولاة الأمر أصلح الله حال الجميع إنه سميع قريب.
من برنامج نور على الدرب، شريط رقم 9.
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[31 - 07 - 02, 03:35 م]ـ
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
السؤال الأول من الفتوى رقم 9257
هل كل من أتى بعمل من أعمال الكفر أو الشرك يكفر ــــ علماً بأنه أتى بهذا الشيء جاهلاً يعذر بجهله أم لا يعذر؟ وما هي الأدلة بالعذر أو عدم العذر؟
الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
لا يعذر المكلف بعبادته غير الله أو تقربه بالذبائح لغير الله أو نذره لغير الله ونحو ذلك من العبادات التي هي من اختصاص الله إلا إذا كان في بلاد غير إسلامية ولم تبلغه الدعوة فيعذر لعدم البلاغ لا لمجرد الجهل؛ لما رواه مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار».
فلم يعذر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع به ومن يعيش في بلاد إسلامية قد سمع بالرسول صلى الله عليه فلا يعذر في أصول الإيمان بجهله.
أما الذين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط يعلقون بها أسلحتهم فهؤلاء كانوا حديثي عهد بكفر وقد طلبوا فقط ولم يفعلوا فكان ما حصل منهم مخالفاً للشرع وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بما يدل على أنهم لو فعلوا ما طلبوا كفروا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عبد الله بن قعود عضو عبد الله بن غديان نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/161)
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[01 - 08 - 02, 04:01 م]ـ
قال ابن جرير رحمه الله في تفسيره عن قوله تعالى في سورة الأعراف (فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون)
قال:" إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة إنما ضلوا عن سبيل الله وجاروا عن قصد المحجة باتخاذهم الشياطين نُصراء من دون الله وظُهراء جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك
بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى و حق وأن الصواب ما أتوه وركبوه!!
وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعم أن الله لا يعذب أحدا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عنادا منه لربه
لأن ذلك لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه هاد وفريق الهدى فرق وقد فرق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية "!!
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 01:48 ص]ـ
قال ابن منده رحمه الله في كتابه التوحيد 1/ 314:
" باب ذكر الدليل على أن المجتهد المخطئ في معرفة الله عز وجل ووحدانيته كالمعاند،
ثم قال:قال الله تعالى مخبرا عن ضلالتهم ومعاندتهم (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم قي الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) "!!
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 08:53 م]ـ
وقال القرطبي في تفسيره 7/ 319 عند آية الميثاق (الأعراف: 173) قال في آخرها:
" ولا عذر للمقلد في التوحيد "!!!
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[03 - 08 - 02, 08:57 م]ـ
قال عمر رضى الله عنه: " لاعذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلالة فقد بُينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر "!!! البربهاري رحمه الله في كتابه شرح السنة رقم 49
وقال الشافعي رحمه الله بما معناه: من جحد صفة ظاهرة لله تعالى فقد كفر ومن جحد صفة خفية بعد إقامة الحجة عليه كفر!!
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:48 م]ـ
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: " من دعى عبد القادر فهو كافر، وعبد القادر منه بريء، وكذلك من نخى (قال الفارسي: يعني دعى) الصالحين أو الأولياء أو ندبهم أو سجد لهم ... " رسالة في الرد على ابن صباح، ذُكرت في تاريخ نجد تحقيق ناصر الدين الأسد ص468
ثم قال في آخر الرسالة: " فإذا كان من اعتقد في عيسى بن مريم مع أنه نبي من الأنبياء وندبه ونخاه فقد كفر، فكيف بمن يعتقد في الشياطين كالكلب أبي حديدة وعثمان، الذين في الوادي، والكلب الآخر في الخرج وغيرهم في سائر البلدان "
ـ[أبو بدر الأثري]ــــــــ[05 - 08 - 02, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله وبارك في كتاباتك
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 06:46 م]ـ
وقال الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: " فإذا كفّرنا من قال إن عبد القادر والأولياء ينفعون ويضرون قال كفّرتم الإسلام، وإذا كفّرنا من يدعو شمساناً وتاجاً وحطّاباً قال كفّرتم الإسلام "
تاريخ نجد ص474 في أوراق كتبها في الرد على ابن سحيم
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[06 - 08 - 02, 05:29 م]ـ
قال العلامة الشافعي الملقب بأبي شامة في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث) في كلامه على البدع الشركية:
" ومن هذا ما قد عم به الابتلاء من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد ومواضع مخصوصة في كل بلد يحكي لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحداً ممن شهر بالصلاح والولاية فيفعلون ذلك ويحافظون عليه مع تضييعهم فرائض الله تعالى وسننه ويظنون أنهم متقربون بذلك؛ ثم يتجاوزون ذلك إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم. "!!
فعلق الشيخ عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله قائلا:
" فتأمل رحمك الله كلام هذا الإمام وتصريحه بأن الذي تفعله العامة في زمانه في العمد والشجر والمواضع المخصوصة أنه مثل فعل المشركين بذات أنواط، وكذلك تصريح أبى بكر الطرطوشى وكان من أئمة المالكية بأن كل شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها فهي ذات أنواط، وكذلك تأمل قوله ولقد أعجبني ما فعل الشيخ أبو إسحاق ببلاد أفريقية في المائة الرابعة في هدمه تلك العين التي تسمي عين العافية لما رأى الناس يقصدونها ويتبركون بها يتبين لك أن الشرك قد حدث في هذه الأمة من زمان قديم وأن أهل العلم رضى الله عنهم ينكرون ذلك أشد الإنكار ويهدمون ما قدروا عليه مما يفتتن به الناس وأن هذه مما حدث بعد القرون الثلاثة المفضلة وأن ذلك ليس من الدين بإجماع أهل العلم "!! (الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة)
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[07 - 08 - 02, 08:04 م]ـ
قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
" فإذا كفّرنا من قال إن عبد القادر والأولياء ينفعون ويضرون قال كفّرتم الإسلام، وإذا كفّرنا من يدعو شمساناً وتاجاً وحطّاباً قال كفّرتم الإسلام "
تاريخ نجد ص474 في أوراق كتبها في الرد على ابن سحيم
قوله كفرتم الإسلام: يعني أهل الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/162)
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[08 - 08 - 02, 05:43 م]ـ
رسالة أرسلهاشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إلى الشيخ عبد اللَّه بن عيسى قاضي الدرعية، وهي موجودة في تاريخ نجد الرسالة الرابعة عشر ص324، أرسلها منكراً عليه كيف أشكل عليه تكفير الطواغيت،
فقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " فقد ذكر لي أحمد أنه مشكل عليكم الفُتيا بكفر هؤلاء الطواغيت مثل أولاد شمسان وأولاد إدريس، والذين يعبدونهم مثل طالب وأمثاله "
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[09 - 08 - 02, 11:33 ص]ـ
رسالة أرسلها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله إلى عبد الرحمن بن ربيعة - أحد علماء ثادق - وهي الرسالة العشرون في تاريخ نجد ص341:
" فمن عبد اللَّه ليلاً ونهاراً ثم دعا نبياً أو ولياً عند
قبره، فقد اتخذ إلهين اثنين ولم يشهد أن لا إله إلا اللَّه، لأن الإله هو المدعو، كما يفعل المشركون اليوم عند قبر الزبير أو عبد القادر أو غيرهم، وكما يفعل قبل هذا عند قبر زيد وغيره "
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[10 - 08 - 02, 03:48 م]ـ
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان-حفظه الله- تعقيبا على ما نقله عن الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب وهو قوله: "فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل."! قال الشيخ الفوزان معقبا:
"قد يقول الإنسان كلمة من الكفر تحبط عمله كله كالرجل الذى قال: "والله لا يغفر الله لفلان , فقال الله جل وعلا: من ذا الذى يتألُى علىُ أن لا أغفر لفلان. إنى قد غفرت له وأحبطت عملك" كلمة واحدة تجرأ فيها على الله وأراد أن يمنع الله أن يغفر لهذا المذنب فالله جل وعلا أحبط عمله وغضب عليه, والإنسان قد يتكلم بمثل هذه الكلمة ونحوها فيخرج من دين الإسلام؛ فالذين مع النبى لما قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا وأكذب ألسنا وأجبن عند اللقاء يزعمون أنهم قالوها من باب المزح ويقطعون بها الطريق بزعمهم, قال الله فيهم {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن*لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} دل على أنهم مؤمنون فى الأول فلما قالوا هذه الكلمة كفروا والعياذ بالله مع أنهم يقولونها من باب المزح واللعب."!! [شرح كشف الشبهات: ص70].
وقال أيضا: "وهذا يدل على بطلان قول من يقول: إن من قال كلمة الكفر أو عمل الكفر لايكفر حتى يعتقد بقلبه ما يقول ويفعل , ومن يقول إن الجاهل يعذر مطلقا ولو كان بإمكانه أن يتعلم ويسأل وهى مقالة ظهرت ممن ينتسبون إلى العلم والحديث فى هذا الزمان"!! [المرجع السابق:73].
وقال أيضا: " لافرق بين شرك الأولين وشرك هؤلاء ا الذين يدعون الإسلام وهم يعبدون القبور والأولياء والصالحين لأنهم لا يعرفون معنى العبادة ومعنى الشرك فصاروا يخلطون ويهرفون بما لا يعرفون وهذه نتيجة الجهل بعقيدة التوحيد الصحيحة والجهل بما يضادها من الشرك فإن من لايعرف الشىء يقع فيه وهو لا يدرى. ومن هنا تتضح ضرورة العناية بدراسة العقيدة الصحيحة وما يضادها."! [المرجع السابق:122].
وقال: "شرك هؤلاء المنتسبين إلى الإسلام أشد وأغلظ من شرك المتقدمين من أهل الجاهلية من وجهين."!! [ص124].
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:53 ص]ـ
في زحمة المواضيع يرتفع المتميز
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[27 - 03 - 04, 03:46 م]ـ
السؤال
ما أوجه القول بأن التوسل بقبور الأنبياء والصالحين شركٌ؟ أرجو أن يكون الجواب شافياً، وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله.
زيارة قبور الأنبياء والصالحين نوعان: زيارة شرعية، وهي زيارة للسلام عليهم والدعاء لهم، وتذكر الآخرة، لكن لا يجوز السفر لذلك، لقوله – صلى الله عليه وسلم-: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى" رواه البخاري (1189) ومسلم (827) من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -.
وأما زيارة قبورهم للدعاء عندها أو الصلاة عندها، فذلك من البدع في الدين، ومن وسائل الشرك، وكذا التوسل بذواتهم مثل أن يقول: نسألك يا الله بنبيك أو بعبدك الصالح، فذلك بدعة في التوسل؛ لأن التوسل المشروع هو التوسل بدعائهم، وهذا لا يكون إلا في حال حياتهم وحضورهم،
وأما قصد القبور للطواف حولها والتقرب إلى أصحابها بالصلاة لهم، وكذلك الاستغاثة بهم عند قبورهم أو بعيداً عنهم؛ فكل هذا من الشرك الأكبر؛ لأن ذلك من عبادتهم مع الله، والله - تعالى - يقول: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم ... " [البقرة:21] إلى قوله: "فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون" [البقرة:22]، قال تعالى: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً" [النساء:36]، وقال: "بل الله فاعبد وكن من الشاكرين"، وقال سبحانه وتعالى: "وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً" [الجن:18]، فيجب التفريق بين ما هو شرك وما هو من وسائل الشرك، والقبوريون من الصوفية وأشباههم يفعلون عند قبور من يعظمون - سواء كانوا أولياء أو يظنونهم أولياء - كل هذه الأفعال، فإنهم يدعونهم ويدعون الله بهم ويتحرون الصلاة والدعاء عند قبورهم ويستغيثون بهم كذلك ويلجؤون إليهم أعظم من التجائهم إلى الله.
والرافضة الذين يسمون أنفسهم الشيعة هم الأصل في هذا الشرك فهم أمكن فيه؛ فإنهم يحجون إلى المشاهد التي بنوها على قبور الأئمة سواءً كانت حقيقية أو وهمية.
فالواجب الحذر من هذا الشرك وما يقرب إليه؛ فإنه انتشر في الأمة الإسلامية في الطائفتين الرافضة والصوفية، وقد بلغ الرسول – صلى الله عليه وسلم- البلاغ المبين؛ فحذَّر من الشرك كله وسد كل الطرق الموصلة إليه وذلك من كمال نصحه – صلى الله عليه وسلم-، فأقام الله به الحجة وأوضح المحجة، قال الله تعالى: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم" [التوبة:128]. وصل الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
المجيب
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=29722
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/163)
ـ[الرميح]ــــــــ[30 - 03 - 04, 01:31 ص]ـ
أحسنت على هذا الجهد
ونضيف .. والحكم بغير ما أنزل الله يدخل في هذا الحكم حيث لايعذر بالجهل ولا ننتظر أستحلّ أم لا؟؟
واسمح لي أن أدخل في بعض خصوصياتك ... لو انك (أيها الفاضل) طرحت هذه المسالة لكان أولى لأن الموضوع الذي كتبت شبه مجمع عليه ولكن هذه المسألة قد حصل بها خلل في الآونة الأخيرة حيث ظهرت شرذمة تنتسب إلى العلم واهله تشكك فيه وتلينه وتقول كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم .... فليتك تتحفنا بذلك بارك الله فيك.
وخذ مثلاً هذه الفتاوى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام أو اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وهو ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض كما قال تعالى {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً}.
(مجموع الفتاوى 28/ 524).
قال ابن كثير في البداية والنهاية (13/ 119):
من ترك الشرع المحكّم المنّزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه، ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين.
قال سماحة الشيخ ابن باز:
(وهكذا من يُحكّم القوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز، ولو قال إن تحكيم الشريعة أفضل فهو كافر لكونه استحل ما حرّم الله.)
وقال: (كل من اعتقد أنه يجوز الحكم بغير شريعة الله في المعاملات، أو الحدود، أو غيرهما، وإن لم يعتقد أن ذلك أفضل من حكم الشريعة، لأنه بذلك يكون قد استباح ما حرم الله إجماعاً وكل من استباح ما حرّم الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة، كالزنى، والخمر، والربا، والحكم بغير شريعة الله فهو كافر بإجماع المسلمين.)
فتوى الشيخ ابن عثيمين:
(أو أن العدول عن حكم الله إليه جائز فيجعله القانون الذي يجب التحاكم إليه فمثل هذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة لأن فاعله لم يرض بالله رباً ولا بمحمد رسولاً ولا بالإسلام ديناً وعليه ينطبق قوله – تعالى-: (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون). ولا ينفعه صلاة، ولا زكاة، ولا صوم، ولا حج؛ لأن الكافر ببعض كافر به كله)
وقال الشيخ ابن عثيمين: [مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 2/ 143]
((من لم يحكم بما أنزل الله استخفافا به أو احتقارا له أو اعتقادا أن غيره أصلح منه وأنفع للخلق فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة، ومن هؤلاء من يصنعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية، لتكون منهاجا يسير عليه الناس، فإنهم لم يصنعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية والجبلة الفطرية أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه))
وقال رحمه الله (6/ 158) من الفتاوى: وفي ظني أنه لا يمكن لأحدٍ أن يطبق قانوناً مخالفاً للشرع يحكم فيه في عباد الله إلا وهو يستحله ويعتقد أنه خير من القانون الشرعي فهو كافر، هذا هو الظاهر وإلا فما حمله على ذلك.
ومن فتاوى اللجنة الدائمة عندما ردت على العنبري هداه الله اقتبست الآتي:
(دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام إلا بالإستحلال القلبي كسائر المعاصي التي دون الكفر.
وهذا محض إفتراء على أهل السنة، منشؤه الجهل أو سوء القصد نسأل الله السلامة والعافية.)
ونختم بقول الشيخ سليمان العلوان ـ حفظه الله ـ في درسه عن الحكم بغير ما انزل الله فقال:
ويمكن أن نقسم الحكم بغير ما أنزل الله إلى مراتب:
الرابعة: أن يحكم بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن شرع الله أصوب، وأن حكم الله أفضل، ولكن لشهوة غلبته فحينئذ نحى شرع الله أما موافقة لداعي الهوى والشيطان، أو موافقة لأنظمة ومواثيق هيئة الأمم الجاهلية أو لغير ذلك، وحينئذ يلغي شرع الله، يعطل الجهاد، ويلغي العقوبات المترتبة على السارق والزاني، ويلغي التحاكم إلى الشرع في الشئون الإدارية والاقتصادية، ويجعلون التحاكم إلى الغرف التجارية وشبهها، ويلغون التحاكم في قضايا العمل والعمال إلى شرع الله، ويجعلون التحاكم إلى نظام العمل والعمال وهو نظام جاهلي في أكثر مواده (هذا كفر أكبر بإجماع أهل العلم)، كما نقل الإجماع على ذلك اسحاق والإمام ابن حزم والحافظ ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في المجلد الثالث من البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان.
والله من وراء القصد ...
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:45 ص]ـ
ومن أجمل ما كتب رسالة للشيخ ابا بطين رحمة الله اسمها الأنتصار لحزب الله الموحدين على من جادل عن المشركين.وهي من ضمن رسائل كتاب عقيدة الموحدين الذي قدمة الوالد ابن باز علية رحمة الله .. للعبدلي(23/164)
القول بنبوَّة النِّساء
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 07:50 م]ـ
تعقيبًا على كلمة الأخ المفيد محمد الأمين -لا عدمناه في المنتدى كوثر علمٍ دفَّاقًا - التي قرّر فيها وفاقًا لابن حزم نبوَّة النِّساء هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2866
ورأيت أن أنشره مستقلاًّ لتمام الفائدة، ولمذاكرة الإخوة الكتّاب هنا، ولأنَّه جرى في ذاك الموضع استطرادًا ..
أمَّا نبوَّة النِّساء .. فيمنع منها نقص النِّساء الملازم لخلقتهنَّ، والآية فيها نفي مطلق الإرسال الّذي تدخل فيه النبوَّة، ويؤيّده تأكيد ذلك بقوله تعالى {نوحي إليهم} .. كما أنَّ الله قد جعل لكلِّ شيء قدرًا، ومن قدْر المرأة أنَّها لا تنال الولايات الكبار، والنبوَّة أعلاها.
وأمَّا الإيحاء إلى أمِّ موسى ومريم .. فإن كانت النبوَّة عند القائل بهذا مجرَّدَ الوحي من المعنى اللغوي للنَّبأ؛ فاصطلاح لا مشاحَّة فيه؛ بشرط أن لا تحمل النصوص الشرعيَّة عليه.
وإن كانت النبوَّة على المعنى الشَّرعي، الّذي خصَّ الأنبياء بأحكام كثيرة؛ فلا بدَّ فيها من أن يوحى إليه بشرعٍ يعمل به؛ وهذا القدر من النبوة موضع اتّفاق بين العلماء ..
هذا غير أنَّ الرَّاجح في النّبيِّ أنَّه يوحى إليه بشرع ويؤمر بالتَّبليغ، لكن يكون تبعًا لنبيٍّ قبله، ولا يرسل برسالة مستقلَّة إلى مخالفين.
وأمَّا الإيحاء .. فله إطلاقات، ومنه الإيحاء إلى النَّحل، والإيحاء إلى مريم وإن كان فوقه كما بيَّن ابن حزم، ولكنَّه يشاركه في إطلاق الوحي بالمعنى اللُّغوي، الّذي يدخل فيه الإلهام وغيره.
وأقلُّ ما في الأمر، أنَّ الأدلَّة التي استدلَّ بها من قال بنبوَّة مريم وأمِّ موسى قاصرة عن إثبات ذلك، والأدلَّة المانعة أدنى أمرها أن تمنع ثبوت النُّبوَّة، إن لم تثبت امتناعها، والله أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 08:59 م]ـ
السلام عليكم، أحببت أن أضيف هنا أن القول بنبوة بعض النساء كسارة وهاجر وأم موسى ومريم عليهم السلام، وإن كان قولا ضعيفا إلا أنه لم ينفرد به ابن حزم فقد قال به أيضا القرطبي وأبو الحسن الأشعري على خلاف بينهم في عد النبيات والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 08 - 02, 09:35 م]ـ
في الفتح
(قال القرطبي: الصحيح أن مريم نبية لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك، وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها.
وقال الكرماني: لا يلزم من لفظة الكمال ثبوت نبوتها لأنه يطلق لتمام الشيء وتناهيه في بابه، فالمراد بلوغها النهاية في جميع الفضائل التي للنساء.
قال: وقد نقل الإجماع على عدم نبوة النساء، كذا قال، وقد نقل عن الأشعري أن من النساء من نبيء وهن ست: حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية ومريم، والضابط عنده أن من جاءه الملك عن الله بحكم من أمر أو نهى أو بإعلام مما سيأتي فهو نبي، وقد ثبت مجيء الملك لهؤلاء بأمور شتى من ذلك من عند الله عز وجل، ووقع التصريح بالإيحاء لبعضهن في القرآن.
وذكر ابن حزم في " الملل والنحل " أن هذه المسألة لم يحدث التنازع فيها إلا في عصره بقرطبة، وحكى عنهم أقوالا ثالثها الوقف، قال: وحجة المانعين قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا) قال: وهذا لا حجة فيه فإن أحدا لم يدع فيهن الرسالة، وإنما الكلام في النبوة فقط.
قال: وأصرح ما ورد في ذلك قصة مريم، وفي قصة أم موسى ما يدل على ثبوت ذلك لها من مبادرتها بإلقاء ولدها في البحر بمجرد الوحي إليها بذلك، قال: وقد قال الله تعالى بعد أن ذكر مريم والأنبياء بعدها (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين) فدخلت في عمومه والله أعلم.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 08 - 02, 09:36 م]ـ
وقد اختار شيخ الاسلام ابن تيمية قول الجمهور ونصره
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 08 - 02, 09:40 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/165)
وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: فَصْلٌ وَأَمَّا " نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَلَمْ يَقُلْ: إنَّهُنَّ أَفْضَلُ مِنْ الْعَشْرَةِ إلَّا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ لَمْ يَسْبِقْهُ إلَيْهِ أَحَدٌ وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ مَنْ بَلَّغَهُ مِنْ أَعْيَانِ الْعُلَمَاءِ وَنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ تُبْطِلُ هَذَا الْقَوْلَ. وَحُجَّتُهُ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا فَاسِدَةٌ ; فَإِنَّهُ احْتَجَّ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ الْمَرْأَةَ مَعَ زَوْجِهَا فِي دَرَجَتِهِ فِي الْجَنَّةِ وَدَرَجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَى الدَّرَجَاتِ فَيَكُونُ أَزْوَاجُهُ فِي دَرَجَتِهِ وَهَذَا يُوجِبُ عَلَيْهِ: أَنْ يَكُونَ أَزْوَاجُهُ أَفْضَلَ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ جَمِيعِهِمْ وَأَنْ تَكُونَ زَوْجَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَفْضَلَ مِمَّنْ هُوَ مِثْلُهُ وَأَنَّ يَكُونَ مَنْ يَطُوفُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْوِلْدَانِ وَمَنْ يُزَوَّجُ بِهِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ أَفْضَلُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَعْلَمُ بُطْلَانَهُ عُمُومُ الْمُؤْمِنِينَ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ} " فَإِنَّمَا ذَكَرَ فَضْلَهَا عَلَى النِّسَاءِ فَقَطْ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ; وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ إمَّا اثْنَتَانِ أَوْ أَرْبَعٌ} " وَأَكْثَرُ أَزْوَاجِهِ لَسْنَ مِنْ ذَلِكَ الْقَلِيلِ. وَالْأَحَادِيثُ الْمُفَضِّلَةُ لِلصَّحَابَةِ كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {لَوْ كُنْت مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ خَلِيلًا لَاِتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا} " يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ أَهْلٌ: لَا مِنْ الرِّجَالِ وَلَا مِنْ النِّسَاءِ أَفْضَلُ عِنْدَهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَكَذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ. وَمَا دَلَّ عَلَى هَذَا مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي لَا يَتَّسِعُ لَهَا هَذَا الْمَوْضِعُ. وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ لَمْ يُسْبَقْ إلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَعَ كَثْرَةِ عِلْمِهِ وَتَبَحُّرِهِ وَمَا يَأْتِي بِهِ مِنْ الْفَوَائِدِ الْعَظِيمَةِ: لَهُ مِنْ الْأَقْوَالِ الْمُنْكَرَةِ الشَّاذَّةِ مَا يَعْجَبُ مِنْهُ كَمَا يَعْجَبُ مِمَّا يَأْتِي بِهِ مِنْ الْأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ الْفَائِقَةِ وَهَذَا كَقَوْلِهِ: إنَّ مَرْيَمَ نَبِيَّةٌ وَإِنَّ آسِيَةَ نَبِيَّةٌ وَإِنَّ أَمْ مُوسَى نَبِيَّةٌ. وَقَدْ ذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَأَبُو الْمَعَالِي وَغَيْرُهُمْ: الْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ فِي النِّسَاءِ نَبِيَّةٌ وَالْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ دَلَّا عَلَى ذَلِكَ: كَمَا فِي قَوْلِهِ: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلَّا رِجَالًا نُوحِي إلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} وَقَوْلِهِ: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} ذَكَرَ أَنَّ غَايَةَ مَا انْتَهَتْ إلَيْهِ أُمُّهُ: الصديقية وَهَذَا مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 08 - 02, 09:41 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/166)
فَأَمَّا الْغُلُوُّ فِي وَلِيِّ غَيْرِ النَّبِيِّ حَتَّى يُفَضِّلَ عَلَى النَّبِيِّ سَوَاءٌ سُمِّيَ وَلِيًّا أَوْ إمَامًا أَوْ فَيْلَسُوفًا وَانْتِظَارُهُمْ لِلْمُنْتَظَرِ الَّذِي هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ. أَوْ إسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ نَظِيرُ ارْتِبَاطِ الصُّوفِيَّةِ عَلَى الْغَوْثِ وَعَلَى خَاتَمِ الْأَوْلِيَاءِ فَبُطْلَانُهُ ظَاهِرٌ بِمَا عُلِمَ مِنْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَمَا عَلَيْهِ إجْمَاعُ الْأُمَّةِ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الَّذِينَ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ أَرْبَعَةً: النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءَ وَالصَّالِحِينَ فَغَايَةُ مَنْ بَعْدَ النَّبِيِّ أَنْ يَكُونَ صِدِّيقًا كَمَا كَانَ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صِدِّيقًا ; وَلِهَذَا كَانَتْ غَايَةُ مَرْيَمَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}. وَبِهَذَا اسْتَدْلَلْت عَلَى مَا ذَكَرَهُ طَائِفَةٌ: كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَأَبِي الْمَعَالِي وَأَظُنُّ الباقلاني مِنْ الْإِجْمَاعِ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ نَبِيَّةً لِيُقَرِّرُوا كَرَامَاتِ الْأَوْلِيَاءِ بِمَا جَرَى عَلَى يَدَيْهَا فَإِنَّ بَعْضَ النَّاسِ زَعَمَ أَنَّهَا كَانَتْ نَبِيَّةً فَاسْتَدْلَلْت بِهَذِهِ الْآيَةِ فَفَرِحَ مُخَاطِبِي بِهَذِهِ الْحُجَّةِ ; فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي بَيَانِ غَايَةِ فَضْلِهَا " دَفْعًا لِغُلُوِّ النَّصَارَى فِيهَا ; كَمَا يُقَالُ لِمَنْ ادَّعَى فِي رَجُلٍ أَنَّهُ مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ ; أَوْ غَنِيٌّ مِنْ الْأَغْنِيَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَيُقَالُ: مَا هُوَ إلَّا رَئِيسُ قَرْيَةٍ أَوْ صَاحِبُ بُسْتَانٍ فَيَذْكُرُ غَايَةَ مَا لَهُ مِنْ الرِّئَاسَةِ وَالْمَالِ فَلَوْ كَانَ لِلْمَسِيحِ مَرْتَبَةٌ فَوْقَ الرِّسَالَةِ أَوَّلُهَا مَرْتَبَةُ فَوْقَ الصديقية لَذُكِرَتْ. وَلِهَذَا كَانَ أَصْلُ الْغُلُوِّ فِي النَّصَارَى وَيُشَابِهُهُمْ فِي بَعْضِهِ غَالِيَةُ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالشِّيعَةِ وَمَنْ انْضَمَّ إلَيْهِمْ مِنْ الصَّابِئَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ فَالرَّدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ جِهَةٍ وَاحِدَةٍ. {
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 08 - 02, 09:42 م]ـ
وَأَمَّا الْحَصْرُ فِي " إنَّمَا " فَهُوَ مِنْ جِنْسِ الْحَصْرِ بِالنَّفْيِ وَالِاسْتِثْنَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا أَنْتَ إلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} {وَمَا مُحَمَّدٌ إلَّا رَسُولٌ}. وَالْحَصْرُ قَدْ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِأَنَّ الْأَوَّلَ مَحْصُورٌ فِي الثَّانِي وَقَدْ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالْعَكْسِ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ وَهُوَ أَنَّ الثَّانِيَ أَثْبَتَهُ الْأَوَّلُ وَلَمْ يَثْبُتْ لَهُ غَيْرُهُ مِمَّا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ ثَابِتٌ لَهُ وَلَيْسَ الْمُرَادُ إنَّك تَنْفِي عَنْ الْأَوَّلِ كُلَّ مَا سِوَى الثَّانِي فَقَوْلُهُ: {إنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ} أَيْ: إنَّك لَسْت رَبًّا لَهُمْ ; وَلَا مُحَاسِبًا ; وَلَا مُجَازِيًا ; وَلَا وَكِيلًا عَلَيْهِمْ ; كَمَا قَالَ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ} وَكَمَا قَالَ: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} لَيْسَ هُوَ إلَهًا وَلَا أُمُّهُ إلَهَةً بَلْ غَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ رَسُولًا كَمَا غَايَةُ مُحَمَّدٍ أَنْ يَكُونَ رَسُولًا وَغَايَةُ مَرْيَمَ أَنْ تَكُونَ صِدِّيقَةً. وَهَذَا مِمَّا اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ: أَنَّهَا نَبِيَّةٌ وَقَدْ حَكَى الْإِجْمَاعَ عَلَى عَدَمِ نُبُوَّةِ أَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ ابْنُ الطَّيِّبِ وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى وَالْأُسْتَاذُ أَبُو الْمَعَالِي الجويني وَغَيْرُهُمْ
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[03 - 08 - 02, 03:09 ص]ـ
[آراء خاطئة ..... وروايات باطلة في سير الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام]:
تأليف/ فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن محمد السدحان
ص/ 29:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/167)
2 ــ ليس في النساء نبية، هذا هو القول الصحيح والرجح ــ إن شاء الله ــ ومما يدل عليه:
أ ــ (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) [النحل: 43] وهذا يقتضي الحصر، فالنبوة محصورة في الرجال.
ب ــ أن مقام النبوة يقتضي أن تشهر دعوة النبي بالحق، وأن يُناظَر أهل الباطل، وأن تكون الدعوة بارزة وشاهرة أمام
الناس، وهذا المقام ليس من مقامات النساء بل من مقامات الرجال.
جـ ـ أن المرأة عليها ما يعطلها ويضعفها من آلام المخاض، والولادة، والنفاس، والحيض، وماشاكله.
د ــ أن قضية النبوة والرسالة تستلزم قوامة الرسول على أتباعه وعلى أنصاره، ولو كان ذلك المقام ــ مقام النبوة ــ
لامرأة لا ستنكفت نفوس بعض الناس ــ بل كثير من الناس ــ أن يكونوا مطواعين لا مرأة تقودهم.
ومن باب الفائدة وحتى نعرف وجهة النظر الأخرى، ذهب بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري، والإمام القرطبي
وابن حزم إلى أن في النساء نبيات، فمريم عندهم نبية بالإجماع، وعدّ آخرون من النبيات أم موسى، وسارة
وحواء، واحتجوا لذلك بأدلة منها:
1ــ أن الله نعالى ذكر اصطفاءه لمريم ــ رحمها الله ــ (يامريم إن الله اصطفاكِ وطهركِ واصطفاكِ على نساء العالمين).
2ــ أن كل من جاءه الملك فهو رسول أو نبي. ومن المعلوم أن الله أرسل ملكاً إلى مريم (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن
كنت تقياً [18] قال إنما أنا رسول ربكِ لأهب لكِ غلاماً زكياً) [مريم: 18، 19].
هذا ــ باختصار ــ مجمل أدلة من قال بنبوة بعض النساء.
الرد عليهم:
1ــ لا يلزم أن كل من اصطفاه الله أن يكون من الأنبياء، ودليله (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين) [آل عمران: 33] وفي آل إبراهيم وآل عمران ــ قطعاً ــ من ليسوا بأنبياء ولا رسل، قال تعالى:
(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات) [فاطر: 32]
ومن المعلوم أن الأنبياء لا يظلمون أنفسهم، فاختلاف طبقات الناس على أقسام ثلاثة يدل على أن بينهم تفاضلاً، ومن
المعلوم أن النبوة في أعلى مقام، فإذا كان فيه الظالم لنفسه وفيه المقتصد عُلم أن في اصطفاء الله لعباده من ليسوا
بأنبياء ولا رسل.
2ــ لا يلزم أن كل من أتاه ملك فهو نبي.
ومما يدل له أحاديث كثيرة، منها:
أ ـ حديث الأقرع والأعمى والأبرص، فقد جاءهم الملك واختبرهم كما أمر الله عز وجل.
ب ـ ومن ذلك حديث الذي زار أخاً له في الله فأرسل الله على مدرجته ملكاً فقال: هل لك من نعمة تربُها عليه؟ قال: لا
إلا أني أحبه في الله. . الحديث.
ومما يرد على قولهم قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم
ابنة عمران) فهذا الحديث يُسقِط نبوة من قال إن أم موسى نبية، وبأن سارة نبية، وبأن حواء نبية، فتبقى مريم.
قالوا: يرد على ذلك أن الله وصف مريم بالصديقة (وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام) [المائدة: 75] ولو كانت نبية
لوصفها بهذا الوصف، لأنه أعظم من وصف الصديقية.
وأما قضية الوحي في قوله: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) [القصص: 7] فلا يلزم منه أن كل من أوحى
الله إليه أن يكون نبياً، لأن الوحي قد يكون بمعنى الإلهام كما في خبر أم موسى السابق، وكذا في قوله تعالى:
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً) [النحل: 68].
وعلى هذا فيكون القول الصحيح أن الأنبياء جميعاً من الرجال
وليس في الأنبياء نبية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 08 - 02, 04:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للأسف فإن البعض ينقل دون أن يعي ما ينقل ولا ما يقال. ودون أن يطلع على ما قاله الخصم. وصدق الذهبي في قوله: الإنصاف عزيز!
وأجد نفسي مضطراً -إذ ذاك- لأن أعود للمعجم لتعريف كلمة "النبي" لمن لا يعرفها!
ورد تعريف النبي في القاموس المحيط للفيروز أبادي كما يلي:
النَّبيُّ: النَّبِيءُ، وهو صاحب النُّبوَّة المُخْبر عن اللّه عزّ وجلّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ج أَنْبِياءُ وأَنْباءٌ ونُبَآءُ، ونَبِيُّونَ.
و جاء في القاموس الوسيط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/168)
(النَّبِيءُ): المخبر عن الله عز وجل [وتبدل الهمزة ياءً وتدغم فيقال: النبيّ]. و النُبُوْءَة اسم من النبيءِ وهي الإخبار عن اللَّه. ويقال النبوَّة بالقلب والإدغام.
و جاء في لسان العرب للعلامة بن منظور
النَبِيءُ:
المُخْبِر عن اللّه، عز وجل، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ. قال ابن بري: صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ. وفي النهاية: فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ. قال: ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه. يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ.
قال سيبويه: ليس أَحد من العرب إلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة، بالهمز، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ، إلاّ أَهلَ مكة، فإنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون غيرها، ويُخالِفون العرب في ذلك. قال: والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة، يعني لقلة استعمالها، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك. أَلا ترى إلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه، فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّه ولكنِّي نبيُّ اللّه. وذلك أَنه، عليه السلام، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ.
والجمع: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ:
يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا
إنَّ الإلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً * في خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا
قال الجوهري: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف العلة كَعِيد وأَعْياد، على ما نذكره في المعتل. قال الفرَّاءُ: النبيُّ: هو من أَنْبَأَ عن اللّه، فَتُرِك هَمزه. قال: وإن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، فأَصله غير الهمز.
وقال الزجاج: القِرَاءَة المجمع عليها، في النَّبِيِّين والأَنْبِياء، طرح الهمز، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا. واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قال: والأَجود ترك الهمز؛ وسيأْتي في المعتل.
ومن غير المهموز: حديث البَراءِ. قلت: ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ، فردَّ عَليَّ وقال: ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. قال ابن الأَثير: انما ردَّ عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على الوجهين. والرَّسولُ أَخصُّ من النبي، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً.
انتهى.
وسأرد على الرد الأخير لأنه يستوف تقريباً كل شبهات المعارضين.
1 - قال: <<ليس في النساء نبية>>. قلت هذا باطل. والصواب أنه يوجد في النساء نبيات. هذا هو القول الصحيح والراجح إن شاء الله، كما سنبينه بعونه تعالى.
2 - قال: <<أ ــ (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) [النحل: 43] وهذا يقتضي الحصر، فالنبوة محصورة في الرجال.>>
قلت: عسر الفهم واضح. فإن الآية تتحدث عن الرسالة {وما أرسلنا}. فالرسالة محصورة في الرجال وليست النبوة، فانتبه.
قال: <<ب ــ أن مقام النبوة يقتضي أن تشهر دعوة النبي بالحق، وأن يُناظَر أهل الباطل، وأن تكون الدعوة بارزة وشاهرة أمام الناس، وهذا المقام ليس من مقامات النساء بل من مقامات الرجال.>>
قلت: الكاتب قد خلط بين النبوة الرسالة. فهذه المقتضيات هي للرسالة وليست للنبوة.
قال: <<جـ ـ أن المرأة عليها ما يعطلها ويضعفها من آلام المخاض، والولادة، والنفاس، والحيض، وماشاكله.>>
قلت: وهذا جوابه أعلاه. والعجب ممن تكلم في هذه المسألة دون أن يعرف الفرق بين النبي وبين الرسول!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/169)
قال: <<د ــ أن قضية النبوة والرسالة تستلزم قوامة الرسول على أتباعه وعلى أنصاره، ولو كان ذلك المقام ــ مقام النبوة ــ لامرأة لا ستنكفت نفوس بعض الناس ــ بل كثير من الناس ــ أن يكونوا مطواعين لا مرأة تقودهم.>>
قلت: هذه قضية الرسالة وليست قضية النبوة.
قال: <<ومن باب الفائدة وحتى نعرف وجهة النظر الأخرى>>.
قلت: لا يبدو أن الكاتب قد نقل عن كلام ابن حزم نفسه. ولو فعل لما كتب أكثر ما قال.
قال: <<ذهب بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري، والإمام القرطبي وابن حزم إلى أن في النساء نبيات، فمريم عندهم نبية بالإجماع، وعدّ آخرون من النبيات أم موسى، وسارة وحواء>>.
قلت: فالعجب ممن يزعم الإجماع على أن المرأة لا تكون نبية. وقد قال الإمام أحمد: <<من ادعى الإجماع فهو كاذب>>. والعجب أكثر ممن يحكي الخلاف ثم يحكي الإجماع!! وإنما فعلوا ذلك لأنه دليلهم الوحيد على خصومهم. وقد ظهر بطلانه، ولله الحمد.
وأما أدلة من قال بنبوة النساء، فإليك قول ابن حزم في كتابه "الملل والنحل":
ما نعلم للمانعين من ذلك حجة أصلاً، إلا أن بعضهم نازع في ذلك بقول الله {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم}. قال أبو محمد: وهذا أمر لا ينازعون فيه. ولم يدَّع أحد أن الله تعالى أرسل امرأة. وإنما الكلام في النبوة دون الرسالة.
فوجب طلب الحق في ذلك بأن ينظر في معنى لفظة النبوة في اللغة التي خاطبنا الله بها عز وجل. فوجدنا هذه اللفظة مأخوذة من الأنباء، وهو الإعلام. فمن أعلمه الله عز وجل بما يكون قبل أن يكون أو أوحي إليه منبئا له بأمر ما، فهو نبي بلا شك.
وليس هذا من باب الإلهام الذي هو طبيعة كقول الله تعالى " وأوحى ربك إلى النحل ". ولا من باب الظن والتوهم الذي لا يقطع بحقيقته إلا مجنون. ولا من باب الكهانة التي هي من استراق الشياطين السمع من السماء فيرمون بالشهب الثواقب، وفيه يقول الله عز وجل " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ". وقد انقطعت الكهانة بمجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا من باب النجوم التي هي تجارب تتعلم. ولا من باب الرؤيا التي لا يدري أصدقت أم كذبت.
بل الوحي الذي هو النبوة قصد من الله تعالى إلى إعلام من يوحي إليه بما يعلمه به. ويكون عند الوحي به إليه حقيقة خارجة عن الوجوه المذكورة يحدّث الله عز وجل لمن أوحى به إليه علماً ضرورياً بصحة ما أوحي به. كعلمه بما أدرك بحواسه وبديهة عقله سواء لا مجال للشك في شيء منه: إما بمجئ المَلَك به إليه، وإما بخطاب يخاطب به في نفسه. وهو تعليم من الله تعالى لمن يعلمه، دون وساطة معلِّم. فإن أنكروا أن يكون هذا هو معنى النبوة، فليعرّفونا ما معناها. فإنهم لا يأتون بشيء أصلاً! فإذاً ذلك كذلك.
فقد جاء القرآن بأن الله عز وجل أرسل ملائكة إلى نساءٍ، فأخبروهن بوحي حق من الله تعالى. فبشروا أم إسحاق بإسحاق عن الله تعالي. قال عز وجل " وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ". فهذا خطاب الملائكة لأم إسحاق عن الله عز وجل بالبشارة لها بإسحاق ثم يعقوب، ثم بقولهم لها أتعجبين من أمر الله. ولا يمكن البتة أن يكون هذا الخطاب من ملك لغير نبي بوجه من الوجوه.
ووجدناه تعالى قد أرسل جبريل إلى مريم أم عيسى عليهما السلام بخطابها. و قال لها " إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ". فهذه نبوة صحيحة بوحي صحيح، ورسالة من تعالى إليها. وكان زكريا عليه السلام يجد عندها من الله تعالى رزقا واردا تمنى من أجله ولدا فاضلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/170)
ووجدنا أم موسى عليهما الصلاة والسلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم، وأعلمها أنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا. فهذه نبوة لا شك فيها وبضرورة العقل. يدري كل ذي تمييز صحيح: أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لها، لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجستها، في غاية الجنون والمرار الهائج. ولو فعل ذلك أحدنا، لكان غاية الفسق أو في غاية الجنون مستحقاً لمعاناة دماغه في البيمارستان! لا يشك في هذا أحد. فصح يقينا أن الوحي الذي ورد لها في إلقاء ولدها في اليم، كالوحي الوارد على إبراهيم في الرؤيا في ذبح ولده. لكنه لو ذبح ولده لرؤيا رآها أو ظن وقع في نفسه، لكان بلا شك فاعل ذلك من غير الأنبياء فاسقا في نهاية الفسق أو مجنونا في غاية الجنون. هذا ما لا يشك فيه أحد من الناس. فصحّت نبوتهن بيقين.
ووجدنا الله تعالى قد قال وقد ذكر من الأنبياء عليهم السلام في سورة كهعيص ذكر مريم في جملتهم ثم قال عز وجل " أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ". وهذا هو عمومٌ لها معهم لا يجوز تخصيصها من جملتهم.
وليس قوله عز وجل {وأمه صديقة} بمانع من أن تكون نبية. فقد قال تعالى {يوسف أيها الصديق}. وهو مع ذلك نبي رسول. وهذا ظاهر، وبالله تعالى التوفيق.
ويلحق بهن عليهن السلام في ذلك امرأة فرعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كمل من الرجال كثير. ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. والكمال في الرجال لا يكون إلا لبعض المرسلين عليهم الصلاة والسلام، لأن من دونهم ناقص عنهم بلا شك. وكان تخصيصه صلى الله عليه وسلم مريم وامرأة فرعون تفضيلاً لهما على سائر من أوتيت النبوة من النساء بلا شك. إذ من نَقُصَ عن منزلة آخَر ولو بدقيقة، فلم يكمل. فصح بهذا الخبر أن هاتين المرأتين كملتا كمالاً لم يلحقهما فيه امرأة غيرهما أصلاً، وإن كنّ بنصوص القرآن نبيات. وقد قال تعالى {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض}. فالكامل في نوعه، هو الذي لا يلحقه أحد من أهل نوعه. فهم من الرجال الرسل الذين فضلهم الله تعالى على سائر الرسل، ومنه نبينا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام بلا شك للنصوص الواردة بذلك في فضلهما على غيرهما. وكمل من النساء من ذكر عليه الصلاة والسلام.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 08 - 02, 06:49 ص]ـ
(وليس قوله عز وجل {وأمه صديقة} بمانع من أن تكون نبية. فقد قال تعالى {يوسف أيها الصديق}. وهو مع ذلك نبي رسول. وهذا ظاهر، وبالله تعالى التوفيق.
)
لاحجة في هذا
وانظر كلام شيخ الاسلام اعلاه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 08 - 02, 06:53 ص]ـ
واما الاجماع
فالاجماع لاينقض بقول ابي الحسن الاشعري ولا بقول ابن حزم
فهل لهما سلف
وهل ثبت عن بعض السلف اطلاق هذا القول
وابوالحسن الاشعري مر بعدة مراحل
وابن حزم يشذ كثيرا وهذا من شذوذه
والقرطبي تبع في ذلك بعض افاضل المالكية
ولعل هذا المالكي متاثر بقول ابن حزم
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 08 - 02, 08:53 ص]ـ
أخي الفاضل
ذكر ابن حزم خلاف أهل قرطبة في هذا الأمر وهم مالكية.
الشيء الثاني: الإجماع غير منعقد أصلاً. أين النقول عن الصحابة والتابعين؟!
أما عن كلام ابن تيمية فقد قرأته وفيه تكلف كبير. فإن الاستثناء كان لعيسى عليه السلام وليس لأمه مريم عليها السلام. فإن كانت صديقة، فلا ينف هذا كونها نبية. فكل رسول نبي، وكل نبي صديق. وليس العكس.
الشيء الآخر: هل عندك تعريف للنبي غير الذي ذكرناه؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 08 - 02, 09:16 ص]ـ
الإجماع غير منعقد أصلا .. أين النقول عن الصحابة والتابعين!!!
كلام وجيه ... أقصد كلام محمد أمين!!!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 02:41 ص]ـ
قال الأخ العزيز محمد الأمين: (الإجماع غير منعقد أصلاً. أين النقول عن الصحابة والتابعين؟!).
الذي أفهمه وأعلمه أن الإجماع لا يفتقر إلى نقولات , وإلا ما كان مصدرا ً للإستدلال مستقلا ً.
ولو طالبت بنقولات تعضد كل الإجماعات ماوجدت.
أليس كذلك ياشيخ رضا؟؟
وإنما ينتقض الإجماع بوجود نقولات صحيحة تخالفه عن واحد من أهل العلم _ (وهل ينتقض الإجماع بمخالفة الرجل والرجلين؟.فيه بحث) _ بشرط أن يكون في طبقة سابقة أو معاصرة لناقل الإجماع.
فاين عسانا نجد قول الإمام أحمد أخي محمد الأمين؟
وهل يصح عنه؟.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 04:57 ص]ـ
محمد الأمين فاهم كلامي تمام ...
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 05:27 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: {كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران ... } الحديث.
وقال صلى الله عليه وسلم: {لولا بنوا إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها} متفق عليه.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/171)
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 08:12 ص]ـ
انظر مشاركتي على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2866
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 02 - 05, 04:44 م]ـ
الشيخ الفاضل محمد الأمين ..
لعل التفريق عندكم من أسبابه الرئيسة اعتبار أن من الفروق المعتبرة بين النبي والرسول، الإرسال أو كما يقولون الأمر بالتبليغ، ولكن إذا صح أن كلاً من النبي والرسول مرسل صح الحصر في دليل الجمهور، وسقط هذا الفرق الذي هو أصل حجة المخالفين وقامت المحجة، قال الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته .. ) الآية فصح أن كلاً من النبي والرسول مرسل، وهو الذي اختاره شيخ الإسلام.
والله أعلم ..
ـ[الحارثي]ــــــــ[08 - 02 - 05, 05:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وبعد:
الإخوة الكرام: أذكر بأن لكل أن يرجح ما شاء من الأقوال مادام قد أعد الحجة أمام الله تعالى لهذا القول!
ولكن لا يجوز بحال أن نصل إلى التكلف في الإثبات أو النفي أو محاولة تأويل النصوص لتوافق ما نريد.
فالذي يصل إلى مرحلة التأويل يعني أنه لا يجد مساعداً في الظاهر فيلجأ إلى هذا التأويل وهذا يعني انه عدم الحجة إلا من خلال التأويل! فإما أن يقر بظاهر النص أو يؤوله على أن يكون الدافع ضرورياً في حقيقة الأمر من نص صريح واضح لا لبس فيه أما الرغبة في ترجيح قول على آخر فهذا ليس من الضروريات التي تبيح صرف النص عن ظاهره!
والذي تعجبت له هنا هو تأويل بعض الإخوة الكرام سددهم الله للوحي الذي أوحاه الله تعالى إلى أم موسى بأنه بمعنى الإلهام -ومالهم به من علم إن هم إلا يظنون! -
فالآيات الكريمة صريحة في أن الله تعالى (أوحى) إلى أم موسى، وأنه (وعدها) بأن يرد ابنها وأن يجعله من المرسلين، ثم بينت الآيات الكريمة أن الله تعالى حقق وعده وعلمت ذلك. مما يدل على أنه (وحي) حقيقي.
فقد قال الله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)
إلى أن قال سبحانه: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون)
فهناك وعد تلقته أم موسى -عليهما السلام- وليس مجرد إلهام بفعل معين! وهذا يمنع -أيها الإخوة الكرام- من القول بأن المقصود بالوحي هو الإلهام المجرد!
وإن جاز لي الاجتهاد هنا -ولست بذاك-! فإنني -مهما شطح بي الخيال! - لا استطيع تصور امرأة تعقل تلقي طفلها الرضيع في اليم من تلقاء نفسها إلا إذا كانت ممن رفع عنهم القلم! أو أنها فعلت ذلك بوحي من الله تعالى -وليست أم موسى بالأولى فهي الأخرى ولا شك! وعلى هذا فلا أستطيع إلا القول بأن أم موسى تلقت وحياً من الله تعالى.
ولكنني لا أعلم أحداً من الصحابة والتابعين قال (بنبوة) النساء، ولأن الأمر لم يقل به سلف فلا نستطيع القول به.
أما الوحي فلا يعني النبوة بالضرورة وكذلك مخاطبة الملك لرجل أو امرأة لا يعني النبوة لعدم وجود نص يقول بذلك شرعاً ولعدم وجود ما يقول بذلك من السلف. فليسعنا ما وسع السلف، والله تعالى أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[08 - 02 - 05, 06:20 م]ـ
هذه الايات كلها تدل على ان النبوة في الرجال دون النساء:
قال العزيز الحكيم:
وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (109)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (7)
ولكن هل عقيدة ابن حزم حجة علينا؟؟؟
ان ابن حزم مع عظم علمه من نفاة الصفات؟
ارجوا الله ان تكون المناقشة تحت قاعدة ما لم يدرك جله لا يترك كله وان لا يكون اعتبار عقيدة ابن حزم عقيدة السلف!!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 02 - 05, 06:21 م]ـ
أخي الكريم شكر الله لك ولكن ربما حملت على بعض من قال أن الوحي هنا إلهام بتعجل فإن قوله هذا ليس تأويلاً فالوحي من حيث الأصل يطلق على كل إلقاء علم في إخفاء سواء أكان ذلك بالإشارة أو العبارة أوإلهام أو غير ذلك. ولهذا ثبت الوحي حقيقة للنحل (وأوحى ربك إلى النحل)، وأوحى زكرياء لقومه (فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً)، وأحى الله في كل سماء أمرها، وأوحى إلى الأرض قال العجاج وله صحبة:
وحّى لها القرار فاستقرت * رب البلاد والعباد القنت
وقد قال الله (يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها)، وكل ذلك على الحقيقة والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/172)
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[10 - 02 - 05, 11:16 ص]ـ
بعد قراءة كل ما سبق ... الذي مال إليه قلبي
هو ما يلي
1 ـ النبوة هي وحي بشرع من الله عز وجل ولا يؤمر بتليغه ... ولكن إلى الآن في هذه أحتاج الى مزيد محجة لأن ثمة قول قوي .. وهو أن النبوة هي وحي بشرع سابق يرسل به الى القوم اصحاب الشرع للتذكير والنصح والتعليم ... الله أعلم يا ليت المشايخ من يزيل هذا الاشكال عندي
2 ـ الرسالة وحي بشرع من الله عز وجل وأمر بتبليغه .. ويعترضه نفس ما سبق في اولا .. وهو أن الرسول بعضهم يقول هو الذي أوحي إليه بشرع جديد وبلغه ...
ملحوظة على 1 و 2 .. يعني أن النبي والرسول ماموران بالتبليغ .. ولكن الرسول بشرع جديد والنبي بشرع سابق من نصح وتعليم وتذكير واحياء ما اندرس
3 ـ ما ليس بنبي كصديق أو ولي أو صالح .. تكلمهم الملائكة ويوحى لهم ولكن ليس شرعا وإنما تثبيت أو إرشاد كما مع أم موسى أو بشرى كما مع أم عيسى ..
هذا ما استقر حاليا في قلبي ولله أعلم
ـ[سلطان عسيري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:40 ص]ـ
واما الاجماع
فالاجماع لاينقض بقول ابي الحسن الاشعري ولا بقول ابن حزم
الإجماع منعقد على ما قاله الأشعري وابن حزم، وإنما اعترض البعض عليه بعدهما، فتأمل.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 11:29 ص]ـ
الإجماع منعقد على ما قاله الأشعري وابن حزم، وإنما اعترض البعض عليه بعدهما، فتأمل.
في صحة نسبة هذا القول إلى أبي الحسن الأشعري نظر
وقد ذكر الإمام أبو العباس النميري
وهو من هو معرفة بأقوال الناس
(وقد حكى الإجماع على انه لم يكن في النساء نبية غير واحد كالقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وأبي المعالي الجويني وخلاف ابن حزم شاذ مسبوق بالإجماع فإن دعواه أن أم موسى كانت نبية هي ومريم قول لا يعرف عن أحد من السلف والأئمة)
بل ذکر تلميذه العماد في تفسيره
(والذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبيا إلا من الرجال قال الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى} وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله الإجماع على ذلك)
فالأشعري نقل الإجماع على قول الجمهور
قال العماد في موضع آخر
(الذي عليه أهل السنة والجماعة وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم أنه ليس في النساء نبية وإنما فيهن صديقات)
فالحمد لله
فإذا القول بنبوة النساء قول ظهر بعد القرون المفضلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:08 م]ـ
والعجب من أبي عبد الله القرطبي المفسر فقد نقل الإجماع على عدم نبوة أم موسى
(وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية) بخلاف اختيار ابن حزم - رحمه الله
وقوله وأجمع الكل ضمن سياق كلامه عن السلف وأقوالهم
يدل على إجماع السلف في المسألة
قال أبو عبد الله القرطبي - رحمه الله -
(قوله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه) قد تقدم معنى الوحي ومحاملة.
واختلف في هذا الوحي إلى أم موسى، فقالت فرقة: كان قولا في منامها وقال قتادة: كان إلهاما وقالت فرقة: كان بملك يمثل لها، قال مقاتل أتاها جبريل بذلك، فعلى هذا هو وحي إعلام لا إلهام وأجمع الكل على أنها لم تكن نبية، وإنما إرسال الملك إليها على نحو تكليم الملك للاقرع والابرص والاعمى في الحديث المشهور، خرجه البخاري ومسلم، وقد ذكرناه في سورة " براءة " (1) وغير ذلك مما روي من تكليم الملائكة للناس من غير نبوة، وقد سلمت على عمران بن حصين فلم يكن بذلك نبيا واسمها أيارخا وقيل أيارخت فيما ذكر السهيلي.
)
هذا في أم موسى
فهل ورد عن السلف ما يخالف هذا في مريم
لم يرد
فقد أخطأ القرطبي المفسر - رحمه الله - حين رجح نبوة مريم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:30 م]ـ
والقول بنبوة مريم قول أبي العباس القرطبي صاحب المفهم
فالقرطبيان أبو عبد الله المفسر وشيخه ابن عمر يريان نبوة مريم - عليها السلام
وهو قول لم يعرف في القرون المفضلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:41 م]ـ
تنبيه
في الفتح
(وَقَدْ نُقِلَ عَنْ الْأَشْعَرِيّ أَنَّ مِنْ النِّسَاء مِنْ نُبِّئَ وَهُنَّ سِتّ: حَوَّاء وَسَارَة وَأُمّ مُوسَى وَهَاجَر وَآسِيَة وَمَرْيَم، وَالضَّابِط عِنْده أَنَّ مَنْ جَاءَهُ الْمَلَك عَنْ اللَّه بِحُكْم مِنْ أَمْر أَوْ نَهْي أَوْ بِإِعْلَامِ مِمَّا سَيَأْتِي فَهُوَ نَبِيّ، وَقَدْ ثَبَتَ مَجِيء الْمَلَك لِهَؤُلَاءِ بِأُمُورِ شَتَّى مِنْ ذَلِكَ مِنْ عِنْد اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، وَوَقَعَ التَّصْرِيح بِالْإِيحَاءِ لِبَعْضِهِنَّ فِي الْقُرْآن)
وهذا النقل عن الأشعري - رحمه الله - فيه نظر
انظر المشاركة رقم 25
ومما يدل على ذلك أن القاضي أبو بكر بن الطيب نقل الإجماع في المسألة فلو كان الأشعري خالف في ذلك لما نقل الإجماع
فتبين بهذا أن هذا النقل عن أبي الحسن الأشعري فيه نظر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/173)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:55 م]ـ
تنبيه
جاء في فتح الباري
(
وَاسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ: (اِصْطَفَاك عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ) عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ نَبِيَّة، وَيُؤَيِّد ذِكْرهَا فِي سُورَة مَرْيَم بِمِثْلِ مَا ذُكِرَ بِهِ الْأَنْبِيَاء، وَلَا يَمْنَع وَصْفهَا بِأَنَّهَا صِدِّيقَة فَإِنَّ يُوسُف وُصِفَ بِذَلِكَ مَعَ كَوْنه نَبِيًّا، وَقَدْ نُقِلَ عَنْ الْأَشْعَرِيّ أَنَّ فِي النِّسَاء نَبِيَّات. وَجَزَمَ اِبْن حَزْم بِسِتّ: حَوَّاء وَسَارَة وَهَاجَر وَأُمّ مُوسَى وَآسِيَة وَمَرْيَم، وَلَمْ يَذْكُر الْقُرْطُبِيّ سَارَة وَلَا هَاجَر، وَنَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي آخِر " الرَّوْض " عَنْ أَكْثَر الْفُقَهَاء، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: الصَّحِيح أَنَّ مَرْيَم نَبِيَّة، وَقَالَ عِيَاض: الْجُمْهُور عَلَى خِلَافه. وَذَكَر النَّوَوِيّ فِي " الْأَذْكَار " عَنْ إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَنَّهُ نَقَلَ الْإِجْمَاع عَلَى أَنَّ مَرْيَم لَيْسَتْ نَبِيَّة، وَنَسَبَهُ فِي " شَرْح الْمُهَذَّب " لِجَمَاعَة، وَجَاءَ عَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ لَيْسَ فِي النِّسَاء نَبِيَّة وَلَا فِي الْجِنّ، وَقَالَ السُّبْكِيّ: اُخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة وَلَمْ يَصِحّ عِنْدِي فِي ذَلِكَ شَيْء.
)
وفي موضع آخر
(وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّه اِصْطَفَاك) عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ نَبِيَّة وَلَيْسَ بِصَرِيحِ فِي ذَلِكَ، وَأُيِّدَ بِذِكْرِهَا مَعَ الْأَنْبِيَاء فِي سُورَة مَرْيَم، وَلَا يَمْنَع وَصْفهَا بِأَنَّهَا صِدِّيقَة فَقَدْ وُصِفَ يُوسُف بِذَلِكَ. وَقَدْ نُقِلَ عَنْ الْأَشْعَرِيّ أَنَّ فِي النِّسَاء عِدَّة نَبِيَّات، وَحَصَرَهُنَّ اِبْن حَزْم فِي سِتّ، حَوَّاء وَسَارَة وَهَاجَر وَأُمّ مُوسَى وَآسِيَة وَمَرْيَم. وَأَسْقَطَ الْقُرْطُبِيّ سَارَة وَهَاجَر، وَنَقَلَهُ فِي " التَّمْهِيد " عَنْ أَكْثَر الْفُقَهَاء. وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: الصَّحِيح أَنَّ مَرْيَم نَبِيَّة. وَقَالَ عِيَاض: الْجُمْهُور عَلَى خِلَافه. وَنَقَلَ النَّوَوِيّ فِي " الْأَذْكَار " أَنَّ الْإِمَام نَقَلَ الْإِجْمَاع عَلَى أَنَّ مَرْيَم لَيْسَتْ نَبِيَّة. وَعَنْ الْحَسَن: لَيْسَ فِي النِّسَاء نَبِيَّة وَلَا فِي الْجِنّ. وَقَالَ السُّبْكِيّ الْكَبِير: لَمْ يَصِحّ عِنْدِيّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة شَيْء، وَنَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي آخِر " الرَّوْض " عَنْ أَكْثَر الْفُقَهَاء.)
انتهى
والذي في كتاب السهيلي
(وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي [ص 428] مَرْيَمَ الصّدّيقَةِ فَإِنّهَا عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ نَبِيّةٌ نَزَلَ عَلَيْهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السّلَامُ بِالْوَحْيِ وَلَا يُفَضّلُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ غَيْرُهُمْ وَمَنْ قَالَ لَمْ تَكُنْ نَبِيّةً وَجَعَلَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آلُ عِمْرَانَ: 42] مَخْصُوصًا بِعَالَمِ زَمَانِهَا، فَمِنْ قَوْلِهِ إنّ عَائِشَةَ وَخَدِيجَةَ أَفَضْلُ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي سَائِرِ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللّهِ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ - إنّهُنّ أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَنَزَعُوا فِي تَصْحِيحِ هَذَا الْمَذْهَبِ بِمَا يَطُولُ ذِكْرُهُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ)
انتهى
فتأمل
(كثير من العلماء) وبين (أكثر الفقهاء)
وما جاء في الفتح من قوله
(وَنَقَلَهُ فِي " التَّمْهِيد " عَنْ أَكْثَر الْفُقَهَاء) عبارة قلقلة لا أدري ما الصواب فيها
فليس في التمهيد شيء من هذا والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:19 م]ـ
فائدة
قال الإمام الشافعي - رحمه الله
(وبالتقليد أغفل من أغفل منهم والله يغفر لنا ولهم)
فيقع أحد الشراح في خطأو يتابعه غيره
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:46 م]ـ
وقوله في الفتح
(وَنَسَبَهُ فِي " شَرْح الْمُهَذَّب " لِجَمَاعَة)
ما علمت موضعه في شرح المهذب فليراجع
فائدة
قال السبكي
((آيَةٌ أُخْرَى) قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلُهُ (وَاَلَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا) قَدْ يَسْتَأْنِسُ بِهِ فِي أَنَّ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، لِأَنَّهَا ذُكِرَتْ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ فَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَهُوَ اخْتِيَارُ جَمَاعَةٍ.
وَقَدْ مَالَ خَاطِرِي إلَيْهِ لِهَذِهِ الْإِشَارَةِ وَإِنْ كَانَ الْمَشْهُورُ خِلَافَهُ؛ فَإِنَّ مَا رَأَيْنَاهُ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ذَكَرَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ غَيْرَهُمْ؛ وَهَذِهِ قَرِينَةٌ يُسْتَفَادُ مِنْهَا ذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.)
انتهى
قال المناوي في فيض القدير
(وما في تفسير القاضي من حكاية الإجماع على أنه لم تستثنا امرأة رد بتحقيق الخلاف وسيما في مريم فإن القول بنبوتها شهير ذهب إليه كثير ومال السبكي في الحلبيات إلى ترجيحه وقال: ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنبياء قرينة قوته لذلك.
)
انتهى
كذا وقع في نسخة المصحفة من الفيض
والصواب ما سيأتي
قوله
في تفسير القاضي أي البيضاوي
في تفسير اليبضاوي
(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)
كلموها شفاهاً كرامة لها، ومن أنكر الكرامة زعم أن ذلك كانت معجزة لزكريا أو إرهاصاً لنبوة عيسى عليه الصلاة والسلام، فإن الإِجماع على أنه سبحانه وتعالى لم يستنبىء امرأة لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً
)
انتهى
وهنا فائدة إذا وجدت المناوي يقول تفسير القاضي فالمقصود تفسير البيضاوي
وقد سبق أن هذا القول غير معروف في القرون المفضلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/174)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:11 م]ـ
يكفي لإسقاط هذا القول أنه لم يقل به أحد من أهل السنة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 06:54 م]ـ
وممن قال بنبوة النساء
("أبو بكر محمد بن موهب التجيبي الحصار
المعروف بالقبري. قرطبي مشهور، وهو جد القاضي أبو الوليد الباجي كان من العلماء الزهّاد الفضلاء. أخذ ببلده عن أحمد بن ثابت، وابن قطن وأحمد بن هلال، وأبي محمد الباجي وغيرهم. ورحل الى المشرق فسمع من رجاله، وصحب أبا محمد ابن أبي زيد رحمه الله، واختص به وحمل عنه تواليفه وغير ذلك، وكان القاضي ابن ذكوان يقدمه على فقهاء وقته وعلى نفسه ويرغب دعاءه. وكان الأصيلي يعرف حقه ويثني عليه، وغلب عليه الكلام والجدل على نصرة مذهب أهل السنّة، والتواليف في ذلك، إلا أنه كان يخل بعلمه عدم معرفته اللسان. وذكره الجياني أبو علي شيخنا فقال: أحد الفضلاء العلماء حدث عنه أبو بكر بن الغراف، واسماعيل بن حمزة السبتي. قال ابن حسان: وكان شديد الورع والزهد مجتنباً للسلطان اشترى يوماً تيناً فلما عده عليه بايعه، أقبل يثني له عليه أنه يشرب من ناعورة السلطان، فترك التين عنده ودفع إليه ثمنه، وقال لبائعه: أمسكه الى أن أقضي حاجة فإن أبطأت عليك فتصدق به ومضى لسبيله. واستدعاه المستعين صاحب البرابرة، فأجابه مع مجانبته لمن قبله، ودخل عليه بعد أن استعفاه من تقبيل يده الذي جرت به عادتهم فأعفاه وزاد تكرمته، وله في العقائد تواليف كثيرة مفيدة وله شرح رسالة شيخه أبي محمد ابن أبي زيد رحمهما الله.
ذكر محنته رضي الله عنه
كان أبو بكر هذا لتعلقه بهذه العلوم النظرية الغريبة بالأندلس مشوماً عند كثير من الفقهاء بقرطبة، سيما من لم يتعلق منهم من العلم بغير الفقه ورواية الحديث، ولم يحضر في شيء من النظر. وكان أبو عون الله شيخ المحدثين في طائفة من أصحابه، منهم أبو عمر الطلمنكي تلميذه، قد أغروا به فجرت بينه وبينهم قصص ومجاوبات في مسألة الكرامات، فإن ابن وهب كان يذهب فيها مذهب شيخه أبي محمد بن أبي زيد رحمه الله، في إنكار الغلو فيه. وكان أولئك يجوزونها ويسعون في رواية أشياء كثيرة منها، وكان يثبت نبوءة النساء ويقول بصحة نبوءة مريم وبإحالة بقاء الخضر عليه السلام أبد الآبدين. فجرت بينهم في هذه المسائل فتن لاسيما عند موت ابن عون الله تداركها ابن أبي عامر، فسير جماعة من الطائفتين عن الأندلس الى العدوة فيهم ابن القبري هذا، مع طائفة من أضداده. وكان الأصيلي وابن ذكوان في طائفة من نحارير العلماء في حزب القبري، وجماعة الفقهاء والمحدثين في الحزب الآخر. فخرج القبري إذ ذاك الى العدوة وبقي فيها مدة أخذ عنه بها، وأراه أقام ببلدنا مدة، وبها أخذ عنه اسماعيل بن حمزة كتبه وكتب الشيخ أبي محمد ابن أبي زيد رحمه الله، ثم راجع الأندلس خفية فورد قرطبة متستراً، فرمى بنفسه على الأصيلي، ففزع الأصيلي لذلك، لسطوة ابن أبي عامر فوبخه القبري وقال له: افعل ما بدا لك فعلى الله توكيلي أو نحو هذا، فأعلم الأصيلي ابن أبي عامر بالأمر وأنه لم يعرف به حتى ورد عليه ورفعه إليه، فعفا عنه ولزم قرطبة ممسكاً لسانه بقية دولتهم، وتوفي بقرطبة سنة ست وأربعماية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:53 م]ـ
(وقد حكى الإجماع على انه لم يكن في النساء نبية غير واحد كالقاضي أبي بكر بن الطيب والقاضي أبي يعلى وأبي المعالي الجويني وخلاف ابن حزم شاذ مسبوق بالإجماع فإن دعواه أن أم موسى كانت نبية هي ومريم قول لا يعرف عن أحد من السلف والأئمة)
بل يمكن أن يُعكس الأمر ويقال أنا هؤلاء الثلاثة محجوجون بالإجماع من قبلهم. وإنكار نبوة النساء هو قول لا يعرف عن أحد من السلف قط. ولا يمكن لأحد رد هذا لأنه لا يوجد للسلف كلام في هذه المسألة أصلاً.
أما العماد فهو واهم، وابن حجر أعرف منه وأدق نقلاً خاصة بالنقل عن الأشعري.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:04 م]ـ
كيف يكون ابن حجر أدق وابن حجر يقول نقل بضم أوله
فكيف يكون نقله أدق
والأشعري لو كان خالف في المسألة لذكره القاضي أبو بكر بلا شك
عموما لا يصح نسبة هذا القول عن الأشعري
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:10 م]ـ
. وإنكار نبوة النساء هو قول لا يعرف عن أحد من السلف قط. ولا يمكن لأحد رد هذا لأنه لا يوجد للسلف كلام في هذه المسألة أصلاً.
قد جاء عن الإمام المبجل التابعي الجليل الحسن البصري - رحمه الله
نصا
في تفسير البغوي وابن أبي زمنين
(قال الحسن لم يبعث الله نبيا من أهل البادية ولا من النساء ولا من الجن
ـ[محمد براء]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:25 م]ـ
ممن قال بنبوة مريم بن عمران رضي الله عنها ابن عاشور رحمه الله تعالى فقال في تفسير قوله تعالى: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) " قال: " لما انتهى التنويه بفضل رجال من الأنبياء أعقب بالثناء على امرأة نبيئة إشارة إلى أن أسباب الفضل غير محجورة، كما قال الله تعالى: {إن المسلمين والمسلمات} [الأحزاب: 35] الآية. هذه هي مريم ابنة عمران ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/175)
ـ[جمال العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:30 م]ـ
الأخوة الأحبة
صدر في العام الماضي 2007 كتابًا يُناقش في بعض فصوله مُخالفات ابن حزم في الاعتقادسميته " إعلام البرية بنفي انتساب ابن حزم إلى الجهميَّة "، وهو وإن كان يدفع عن ابن حزم بالدليل الدامغ مسألة انتسابه إلى مذهب الجهميَّة، إلَّا أنَّ الإنصاف كان يوجب بيان مُخالفات الاعتقاد عنده، وهو كتابٌ مفيد نافع في بابه.
وهذا الكتاب صدر في مصر: دار العقيدة تأليف أبي أُسامة الأثري جمال بن نصر عبد السلام.
أخوكم جمال العوضي(23/176)
أين أهل الحديث عن هذا الأشعري الضال المضل ..
ـ[سعود صلف الشمري]ــــــــ[05 - 08 - 02, 04:53 م]ـ
الأخوة أهل الحديث .. الشيوخ الأفاضل ..
هناك شيخ أزهري ولقب نفسه (بالأزهري) ينشر المذهب الأشعري ويهاجم السلفيين بكل شراسة!! ويوجد من يتأثر به للآسف خصوصاً من جماعه الاخوان ..
ويحتاج لوقفه صادقة وقوية ((وتفرغ)) ..
، تلقنه درساً لن ينساه .. لأن أغلب من دخل معه نقاش هم طلبة علم مبتدئين ..
الأمر جد خطير. يا أخوان ..
أين تلاميذ شيخ الإسلام ..
أينهم .. ؟
أليس جهاد المبتدع ورد بدعته قد يكون من أعظم أنواع الجهاد .. ؟
من أراد روابط مواضيعه أرسلتها له ..
فمن يقول أنا لها .. ؟
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 05:05 م]ـ
الأخ: سعود
شكر الله لك غيرتك، و لكن هذا الأزهري أين يكتب، و لم لا تجعل روابط مواضيعه هنا حتى يقرأها الإخوان و يقوموا بالواجب؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 05:05 م]ـ
الحمد لله وحده ....
أما أنا فـ (الأزهري السلفي) , ولعلي قد اكتسبت بعض الخبرة من مجادلة أمثاله بل أساتذته في الأزهر , ورؤساء أقسام (العقيدة والفلسفة)!!!! عندنا فإلي بالرابط ...
لكن قد أتأخر عنه قليلا لأنني على سفر قريبا إن شاء الله.
فلا عليك أيها الشمري العزيز.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 05:12 م]ـ
الحمد لله ...
هذا وإن كنت لم أبلغ أن يقال عني من أهل الحديث الذين تنشدهم ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 08 - 02, 08:46 م]ـ
الرابط:
http://www.ikhwan.net/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=13
أظنه إفريقي
ـ[سعود صلف الشمري]ــــــــ[06 - 08 - 02, 02:17 ص]ـ
بارك الله فيكم ... لم يخب ظني ولله الحمد ...
فالله الله بالمبتدعه يا أهل الحديث ...
الروابط كثيرة وهذه أخر موضوع له:
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?s=&threadid=20403
وهذا آخر حوار لي معه وسأكمله حين اتفرغ:
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?s=&threadid=15528
وهذا رابط منتداه الذي يكتب فيه ويشرف عليه:
http://www.rayaheen.net/vb/showthread.php?threadid=1885
وفقكم الله وجزاكم كل الخير(23/177)
أسئلة [عن: السلف والمفوضة، كفر دون كفر، الكوبة]
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[21 - 08 - 02, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
الأسئلة:
1 - ما الرفق بين مذهب السلف ومذهب الموفضة في صفة اليدين والساق؟؟؟
2 - ما رأي المشايخ في أثر ابن عباس رضي الله عنهما (كفر دون كفر)؟؟؟
3 - وما قول المشايخ في حديث تحريم الكوبة؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 08 - 02, 08:49 م]ـ
وعليكم السلام
1 - صفة اليدين ثابتة بالقرآن، وقد أجمع السلف على إثباتها. وأما صفة الساق ففي إثباتها خلاف.
2 - أثر ابن عباس رضي الله عنهما (كفر دون كفر) موضوع لا يصح عنه. وإنما الثابت عنه قوله: (هي به كفر).
3 - حديث تحريم الكوبة الذي رواه سفيان فيه كلام. وأقوى طريق له هو:
عبد الله بن رجاء بن عمر (جيد) – < إسرائيل بن يونس (ثقة) – < على بن بذيمة (ثقة) – < قيس بن حبتر (جيد فيه جهالة) – < ابن عباس
على أن الكوبة ليست هي الطبل كما فسرها علي بن بذيمة.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 08 - 02, 09:20 م]ـ
أخي محمد الأمين سلمه الله
لقد سمعت الشيخ ناصر الدين الألباني عليه شآبيب الرحمة والرضوان يستشهد بأثر ابن عباس هذا.
فهلاّ تفضلت رعاك الله بذكر علته لأستفيد.
وشكرا.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 02, 02:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعتذر عن الاثقال عليكم بجهلى اعزكم الله
هل لى ان اسال مامعنى الكوبة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 08 - 02, 03:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكاشف
نعم كلام الأخ محمد الأمين هو الصواب
وهناك بحث قيم لأبي مروان السوداني وفقه الله خرج فيه الآثار الواردة في هذا الباب ورد على من صححها بهذا اللفظ
والشيخ سليمان العلوان حفظه الله له كلام مفيد حولها وبين ضعفها بذلك اللفظ أيضا
وفي الملف المرفق تخريج السوداني وفقه الله
==============================
أخي mtmerek
قال ابن منظور في لسان العرب (1/ 729)
و الكوب دقة العنق وعظم الرأس
و الكوبة الشطرنجة و الكوبة الطبل والنرد وفي الصحاح الطبل الصغير المخصر قال أبو عبيد أما
الكوبة فإن محمد بن كثير أخبرني أن الكوبة النرد في كلام أهل اليمن
وقال غيره الكوبة الطبل
وفي الحديث إن الله حرم الخمر و الكوبة قال ابن الأثير هي النرد وقيل الطبل وقيل البربط ومنه حديث علي أمرنا بكسر الكوبة والكنارة والشياع
وهناك من ذكرها غيره ولكنه جمع كل ما قيل فيها هنا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 08 - 02, 04:58 ص]ـ
الملف المرفق الذي وضعه الأخ الفاضل عمر بن خالد ممتاز ولا مزيد عليه.
بقيت مسألة الكوبة (أي الطبلة الصغيرة). فهذه الأحاديث الواردة بها:
أخرج ابن حِبَّان في صحيحه (12\ 187): أخبرنا أبو يعلى (ثقة) حدثنا أبو خيثمة (ثقة) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي (هو بن الزبير، ثقة ثبت إلا أنه قد يخطئ عن سفيان) حدثنا سفيان (أي الثوري وهو ثقة ثبت) عن علي بن بذيمة (ثقة فيه تشيع) حدثنا قيس بن حبتر (ثقة) قال سألت بن عباس عن الجر الأخضر والجر الأبيض والجر الأحمر فقال إن أول من سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه وفد عبد آلاف فقال ثم لا تشربوا في الدباء والمزفت والحنتم ولا تشربوا في الجر واشربوا في الأسقية قالوا فإن اشتد في الأسقية قال وإن اشتد في الأسقية فصبوا عليها الماء قالوا فإن اشتد قال فأهريقوه ثم قال إن الله جل وعلا حرم علي أو حرم الخمر والميسر والكوبة وكل مسكر حرام قال سفيان قلت لعلي بن بذيمة ما الكوبة قال الطبل.
أخرج أبو داود في سننه (3\ 331): حدثنا محمد بن بشار (ثقة) ثنا أبو أحمد (بن عبد الله بن الزبير، ثقة قد يخطئ) ثنا سفيان عن علي بن بذيمة حدثني قيس بن حبتر النهشلي عن بن عباس ثم أن وفد عبد آلاف قالوا يا رسول الله فيم نشرب قال لا تشربوا في الدباء ولا في المزفت ولا في النقير وانتبذوا في الأسقية قالوا يا رسول الله فإن اشتد في الأسقية قال فصبوا عليه الماء قالوا يا رسول الله فقال لهم في الثالثة أو الرابعة أهريقوه ثم قال: «إن الله حرم علي أو حرم الخمر والميسر والكوبة قال وكل مسكر حرام». قال سفيان فسألت علي بن بذيمة عن الكوبة. قال الطبل.
أخرج الطبراني في المعجم الكبير (12\ 102): حدثنا أحمد بن النضر العسكري (ثقة) ثنا سعيد بن حفص النفيلي (ثقة) قال قرأنا على معقل بن عبيد الله (فيه خلاف) عن عبد الكريم (بن مالك الجزري، وهو ثقة) عن قيس بن حبتر الربعي عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ثمن الخمر حرام ومهر البغي حرام وثمن الكلب حرام والكوبة حرام وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه فاملأ يديه ترابا والخمر والميسر وكل مسكر حرام.
أخرج الطبراني في المعجم الكبير (12\ 101): حدثنا عثمان بن عمر الضبي (بن فارس، وهو ثقة) ثنا عبد الله بن رجاء (فيه ضعف) أنا إسرائيل (بن يونس، ثقة) عن علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن بن عباس ثم أنه سئل عن الجر فقال إن أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبيذ عبد آلاف أتوه فقالوا يا رسول الله إنا بأرض ريف وإنا نصيب من البقل فأمرنا بشراب فقال انتبذوا في الأسقية ولا تنبذوا في الجر ولا الدباء ولا المزفت ولا النقير فإني نهيت عن الخمر والميسر والكوبة وهي الطبل وكل مسكر حرام قالوا يا رسول الله فإذا اشتد قال صبوا عليه الماء قالوا يا رسول الله فإذا اشتد قال صبوا عليه الماء قال في الثالثة أو في الرابعة فإذا اشتد فأهرقوه.
وأنا متوقف في هذا الحديث، إلا أن تكون له شواهد قوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/178)
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[22 - 08 - 02, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا ولكن ما أجبتموني عن الفرق بين مذهب المفوضة والسلف في إثبات صفة اليدين والساق؟
ـ[أسد السنة]ــــــــ[22 - 08 - 02, 06:39 م]ـ
بارك الله فيكم الشيخ الألباني يقول أثر ابن عباس صحيح على شرط الشيخين.
انظر الصحيحة المجلد السادس
وبعضكم يقول موضوع!!!
وبعضكم يحيلنا إلى مجهول!!!
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا ياسعد تورد الإبل
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[24 - 08 - 02, 01:22 م]ـ
بسم الله
إلى محمد الأمين ولكن هناك سند آخر ذكرته أنت عن عبد الكريم الجزري عن قيس بن حبتر عن ابن عباس رضي الله عنهما به مرفوعا ...
وهناك شاهد لم تذكره من حديث عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن الوليد بن عبدة عن عبد اله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مثله مرفوعا ...
(راجع المسند)
فلماذا لا يصبح الحديث حجة؟؟؟ وقد صححه الإمام ابن حبان وأثبته الإمام أحمد كما في الأمر بالمعروف للخلال؟؟؟
إلى أسد السنة من أعلم الألباني أم الإمام أحمد ويحي بن معين وأبو حاتم الرازي؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أسد السنة]ــــــــ[24 - 08 - 02, 11:26 م]ـ
الحبيب أبا خزيمة
أنا لم أقل صححه الألباني حتى تسألني هذا السؤال وإنما قلت قال الألباني صحيح على شرط الشيخين والشيخان من المتقدمين فتنبه
وكما قيل كم ترك الأول للآخر
وأضر كلمة على العلم (ما ترك الأول للآخر شيئاً) كما قال ابن عبد البر
ولا تنس أخي الحبيب أن الإجماع قد انعقد على معناه وأن الحكم بغير ما أنزل الله من الكبائر ولا يعني كلامي هذا أنني أصحح بنقل الإجماع على صحة المعنى فتنبه!!!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 08 - 02, 05:36 ص]ـ
أسد السنة
هل يهمك الأشخاص أم التحقيق
إن كنت من أهل التحقيق فأعطنا جوابك وإن كنت من أهل التقليد فهذا الكلام ليس لك ولأمثالك
إن الواجب على المسلم أن يعرف الحق ثم يتعرف على من وافقه لا أن يعرف آراء الرجال ثم يلوي أعناق النصوص لتوافق أقوالهم أو يغمض عينيه عن التحقيق ويدعي العصمة في أقوالهم
وإن كان الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قد حقق هذا الأثر فأتنا بتحقيقه لنتدارسه وأما أن يقول كلمة عابرة، وتريد إلزامنا بها، فهذا ليس من العدل وليس من منهج أهل العلم
وهذا المنتدى والحمد لله به طلبة علم يعرفون التحقيق والتدقيق وليسوا أغمارا تظن أن الأسماء تخيفهم
قال فلان وقال فلان هذه للعوام والمبتدئين بارك الله فيك
والشيخ الألباني قد عورض في أحاديث بحثها وحققها وكان الصواب خلاف ما توصل إليه، فكيف بكلمة عابرة قالها رحمه الله
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[25 - 08 - 02, 11:38 ص]ـ
إلى الأخ أسد السنة ولكن ما الدليل على أنه على شرط الشيخين و هل من خالفهما إن ثبت عنهما أكثر أم ماذا؟؟؟
وبالنسبة لمسألة الحكم فهناك تفصيل معروف و بالنسبة للتشريع فهذا موضوع لي:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فقد قرر الإمام ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله أن الطاغوت هو كل متبوع أو معبود أومطاع ومن ثم فصل وقال: فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله .. )) إلخ كلامه رحمه الله تعالى
وقرر الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أن من رؤوس الطواغيت الخمسة المشرع ...
وأقول: من المعلوم أن العبادة لا تصرف إلا لله عزوجل فمن عُبد من دون الله عزوجل وهو راض بالعبادة فهو طاغوت كافر ومن ذلك تشريع شرع مخالف للكتاب والسنة ليتحاكم إليه البشر (مثل تشريع نظام مخالف للشرع ليتحاكم إليه التجار مثلا) كما أن الله عزوجل شرّع شرعا ليتحاكم إليه الناس ...
وإن كان هذا الفعل ليس بكفر فما الدليل على كفر من رضي بذبح الناس له أو بصيام الناس له تقربا إليه ... وإن لم يكن كفرا فما الدليل على كفر من أدعى الغيب ... ووو ... ؟؟؟؟؟
قال تعالى: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) الآية
وقالوا: التوحيد إفراد الله عزوجل بما يختص به ...
والله أعلم ...
فهل يحق لأحد أن يقول معترضا دون دليل على ما سبق نقله عن الإمامين: (أخطأت يا أيها الإمام)؟؟؟
وما الدليل؟؟؟
والسلام(23/179)
مخالفة الأشاعرة للسلف في الإيمان
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[24 - 08 - 02, 11:21 م]ـ
قال أبو الحسن الأشعري:
"الإيمان هو التصديق بالجنان، وأما القول باللسان والعمل بالأركان ففروعه، فمن صدق بالقلب، أي أقر بوحدانية الله تعالى، واعترف بالرسل تصديقا لهم فيما جاءوا به من عند الله صح إيمانه، حتى لو مات عليه في الحال كان مؤمنا ناجيا، ولا يخرج من الإيمان إلا بإنكار شيء من ذلك" ..
الملل والنحل للشهرستاني ص101 ..
--------------------------------------------------------------------------------
والأشاعرة من بعد الأشعري على هذا القول ..
قال الباقلاني في الإنصاف ص33:
" وأن يعلم أن الإيمان بالله عزو وجل هو: التصديق بالقلب" ..
وقال صاحب الجوهرة ص67:
وفسر الإيمان بالتصديق ............... والنطق فيه الخلف بالتحقيق
--------------------------------------------------------------------------------
هذا قولهم ..
أما قول أهل السنة والجماعة .. السلف، أهل القرون الثلاثة المفضلة، في معارضة هذا القول فكثير جدا، يكفي لتعلم حقيقة ذلك أن تقرأ للبخاري قوله:
- " كتبت عن ألف نفر من العلماء وزيادة، لم أكتب إلا عمن قال:
الإيمان: قول وعمل ..
ولم أكتب عمن قال: الإيمان: قول" .. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 5/ 889.
والذين قالوا: الإيمان قول .. هم مرجئة الفقهاء .. وهم الأحناف ..
وكان قولهم: الإيمان في القلب واللسان .. والعمل ليس منه ..
فشنع عليهم السلف قاطبة .. وكتبوا لأجل، وألفوا المؤلفات الكثيرة .. وما سؤال البخاري أكثر من ألف عالم عن هذه المسألة إلا تجسيد لمدى معارضة السلف لقول مرجئة الفقهاء ..
وانظر كيف اتفق هذا العدد الهائل على قول واحد من دون خلاف: الإيمان قول وعمل .. وهم من أهل وعلماء خير القرون القرون .. تعلم ضلال من خالفهم ..
كان ذلك الموقف الشديد من العلماء في حق مرجئة الفقهاء الذين هم أخف شأنا من الأشاعرة ..
فالأشاعرة قالوا هو التصديق .. ولم يشترطوا حتى النطق .. فهم شر من مرجئة الفقهاء .. وهم أقرب إلى مذهب جهم ..
- وقال أبو بكر بن أبي شيبة:
" الإيمان عندنا قول عمل، يزيد وينقص". الإيمان له ص46 ..
ومعنى قول وعمل .. أي الإيمان يشمل جميع الأعمال الصادرة من الإنسان .. الظاهرة والباطنة.
فالقول: هو قول القلب واللسان ..
والعمل: هو عمل القلب والجوارح ..
وقد أنكر الأشاعرة جميع ذلك إلا قول القلب .. وهدموا باقي الأركان ..
--------------------------------------------------------------------------------
ولا يخرج لنا بعد من لم يدر بحال الفرق وشناعة مذاهبها، ليقول لنا: لا تفرق كلمة المسلمين ..
فمثل هذا القول لا يقوله إلا جاهل .. لا يعرف أن أساس الجمع والائتلاف هو تصحيح العقيدة، فما لم تصحح العقيدة فلا يمكن الجمع والتآلف والاتحاد .. فكل صاحب عقيدة يدين بالولاء لعقيدته .. يحارب عقيدة غيره .. فالأشعري يدين لعقيدته .. والسلفي كذلك .. فلا يمكن أن يجتمعا والحال كذلك ..
لذا لا بد من تصحيح العقيدة .. على ضوء عقيدة القرون الثلاثة الأولى المفضلة ..
وحتى يتبين للقراء خطر عقيدة الأشاعرة على المسلمين .. المرجئة ... سأكتب مقالا أبين فيه كيف أن عقيدة المرجئة كانت من أهم أسباب ضعف المسلمين وتخلفهم .. إن شاء الله
وقبل ذلك سأبد بذكر أهمية تصحيح العقيدة في جمع كلمة المسلمين ..
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:46 ص]ـ
اخي جعفر عندي استفسار على قولك.
فالقول: هو قول القلب واللسان ..
والعمل: هو عمل القلب والجوارح ..
وقد أنكر الأشاعرة جميع ذلك إلا قول القلب .. وهدموا باقي الأركان ..
* هل الاشاعرة لا يقولون بدخول عمل القلب في الايمان.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 07 - 09, 11:30 ص]ـ
* هل الاشاعرة لا يقولون بدخول عمل القلب في الايمان.
مذهب الأشاعرة أن الإيمان هو التصديق، ويخرجون بقية أعمال القلب من الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/180)
والمعروف أن أعمال القلب أعم وأشمل من التصديق، فمن أتى بالتصديق من دون بقية الأعمال القلبية كالرجاء، والمحبة، والخشية، والانقياد، واليقين وغيرها لا يكون مؤمناً، ولذا نجد أن السلف رحمهم الله ذكروا في تعريفهم للإيمان بأنه " اعتقاد بالقلب ... " دون كلمة " التصديق" لدلالة على عموم أعمال القلب وأنها جميعا جزء من الإيمان، بخلاف كلمة "التصديق" التي تعني نوعاً واحداً من أعمال القلب.
وتعريف الإيمان بأنه مجرد التصديق هو قول الجهمية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من هنا يظهر خطأ قول "جهم بن صفوان" ومن اتبعه حيث ظنوا أن الإيمان مجرد تصديق القلب وعلمه، لم يجعلوا أعمال القلب من الإيمان ... )
[مجموع الفتاوى 7/ 188 - 189]
وقال: (وزعم جهم ومن وافقه أنه يكون مؤمناً في الباطن وأن مجرد معرفة القلب وتصديقه يكون إيماناً يوجب الثواب يوم القيامة بلا قول ولا عمل ظاهر، وهذا باطل شرعاً وعقلاً ... )
[مجموع الفتاوى 14/ 121]
وقال أيضا: (وأما ابن كُلاَّب والقلانسي والأشعري … هؤلاء معروفون بالصفاتية، مشهورون بمذهب الإثبات، لكن في أقوالهم شيء من أصول الجهمية)
[مجموع الفتاوى 12/ 206]
وقال أيضاً: (وأبو الحسن الأشعري نصر قول جهم في الإيمان، مع أنه نصر المشهور عن أهل السنة أنه: يستثني في الإيمان … وهو دائماً ينصر – في المسائل التي فيها النزاع بين أهل الحديث وغيرهم – قول أهل الحديث، لكنهُ لم يكن خبيراً بمآخذهم، فينصره على مايراه هو من الأصول التي تلقَّاها عن غيرهم، فيقع في ذلك من التناقض ما ينكره هؤلاء وهؤلاء، كما فعل في مسألة الإيمان نصرَ فيها قول جهم مع نصره للاستثناء ولهذا خالفهُ كثير من أصحابه في الاستثناء واتَّبعه أكثر أصحابه على نصر قول جهم في ذلك، ومن لم يقف إلا على كُتُب الكلام ولم يعرف ماقاله السلف وأئمة السنة في هذا الباب، فيظن أن ماذكروه هو قول أهل السنة وهو قول لم يقله أحد من أئمة السنة، بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم في الإيمان الذي نصره الأشعري وهو عندهم شَرٌّ من قول المرجئة …)
[مجموع الفتاوى لابن تيمية 7/ 120 – 121]
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:08 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب
ـ[أبو عبد الرحيم الجزائري]ــــــــ[17 - 07 - 09, 12:26 م]ـ
بارك الله فيك الاخ صقر. لكني وقفت على عبارة لشيخ الاسلام في احدى مواضيع الاخوة يقول فيها.
- " عَامَّةَ فِرَقِ الْأُمَّةِ تُدْخِلُ مَا هُوَ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ حَتَّى عَامَّةِ فِرَقِ الْمُرْجِئَةِ تَقُولُ بِذَلِكَ " -
فظهر لي من العبارة ان الاشاعرة بعامة يدخلون اعمال القلوب في الايمان وشكرا. هذا بغض النظر عما يلزمهم
كما ذكر الاخ ابو الحسنات في تناقضاتهم.وشكرا.
ـ[محمد كمال فؤاد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:43 م]ـ
نسأل الله العافية
ـ[البرايجي السوفي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:40 م]ـ
ولقد اطلعت علي قول للبوطي في كتابه كبرى اليقينيات يقول فيه ان النطق بالشهادتين ليس لازما لاثبات وصف الايمان،وكذلك بعض من ينتسب للاهل السنة من يقول بهذا القول(23/181)
وما ذنب الشمس والقمر حتى يكوران في نار جهنم؟
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[28 - 08 - 02, 06:51 م]ـ
حديث (الشمس والقمر مكوران يوم القيامة)
أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 304)
وجاء في لفظ عن غيره (ثوران عقيران) وفي لفظ (ثوران مكوران)
أقول:قد يتسآل البعض عن وجه كونهما في النار وما ذنبهما ? وذلك لأن عذاب الله إنما يحق على من لم يعبده، من المكلفين.
- والجواب عن ذلك ما ذكره أهل العلم (الخطابي – والإسماعيلي – وابن أبي العز) وغيرهم.
وأنا أسوقه ملخصا:
أولا: يجب على العبد إذا عجز فهمه عن إدراك المعنى أو الحكمة أن يرضى ويسلم، كما قيل: (إذا ورد نهر الله بطل نهر معقل)
وانظر إلى ما أخرج الإمام الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 66) الحديث نفسه وفيه قصة: (حدث أبو سلمة عن أبي هريرة عن النبي قال (فذكره) فقال الحسن: وما ذنبهما ?! فقال: إنما أحدثك عن رسول الله ? فسكت الحسن.
ثانيا: المعنى يحتمل أمرين:
أحدهما: إما أنهما وقود للنار، كما قال الإسماعيلي: لا يلزم من كونهما في النار أنهما يعذبان فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذابا وآلة من آلات العذاب.
وثانيها: أنهما يلقيان في النار تبكيتا لعبادهما كما ذكر ذلك الخطابي.
قال الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 194):هذا هو الأقرب ويأيده ما جاء عند أبي يعلى من حديث أنس (ليراهما من عبدهما ولم أرها في مسنده.
قلت: ولا تعارض بين الأمرين.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[29 - 08 - 02, 05:53 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 02 - 04, 06:10 م]ـ
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في الأنوار الكاشفة
/ قال (يعني أبو رية) ((ومما يدلك على أن هذا الحبر الداهية قد طوى أبا هريرة تحت جناحه حتى جعله يردد كلام هذا الكاهن بالنص ويجعله حديثاً مرفوعاً ما نورد لك شيئاً منه، روى البزار [عن أبي سلمة] عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة. فقال الحسن: وما ذنبهما؟ فقال [أبو سلمة]: أحدثك عن رسول الله وتقول: ما ذنبهما؟. وهذا الكلام نفسه قد قاله
كعب بنصه، فقد روى أبو يعلى الموصلي قال كعب: يجاء بالشمس والقمر كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم))
أقول: عزاه أبو رية إلى حياة الحيوان، وسيأتي ما فيه
قال البخاري في باب صفة الشمس والقمر من بدء الخلق من صحيحه حدثنا مسدد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا عبد الله الداناج قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشمس والقمر مكوران يوم القيامة
وفي فتح الباري 214:6 أن البزار والاسماعيلي والخطابي أخرجوه من طريق يونس بن محمد بن عبد العزيز بن المختار، وزادوا بعد كلمة (مكوران): ((في النار))
أما حياة الحيوان للدميري مصدر أبي رية فإنه ذكر أولاً حديث البخاري، ثم حديث البزار وفيه ((ثوران)) كما مر، وظاهر ما في فتح الباري أوصريحه أن الذي في رواية البزار والاسماعيلي والخطابي ((مكوران)) كرواية البخاري لا ((ثوران)) [ثم وجدت بعضهم نقل رواية البزار بلفظ ((ثوران مكوران)) جمع بين الكلمتين] ثم قال الدميري: وروى الحافظ أبو يعلى الموصلي من طريق درست بن زياد عن يزيد الرقاشي، وهما ضعيفان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشمس والقمر ثوران عقيران في النار، وقال كعب الأحبار: يجاء الشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم ليراهما من عبدهما، كما قال الله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) الآية
درست ويزيد تالفان، فالخبر عن أنس وكعب ساقط، مع أنه لم يتبين من القائل ((قال كعب .. ... ))؟ وبهذا يعلم بعض أفاعيل أبي رية فأما المتن كما رواه البخاري
فمعناه في كتاب الله عزوجل، ففي سورة القيامة (وخسف القمر وجمع الشمس والقمر) وفي سورة التكوير (إذا الشمس كورت)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/182)
وزيادة غير البخاري ((في النار)) يشهد لها قول الله تعالى (98:21 إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) وفي صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً في صفة الحشر: ((ثم ينادي مناد: ليذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون. فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب / الأوثان مع أوثانهم وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم)) والحديث في صحيح مسلم وفيه ((فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار))
وفي الصحيحين حديث حدث به أبو هريرة، وأبو سعيد حاضر يستمع له فلم يرد عليه شيئاً، إلا كلمة في آخره وفيه ((يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ومن كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت .. ... )) ويوافق ذلك قوله تعالى في فرعون (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار))
وإن صحت كلمة ((ثوران)) أو ((ثوران عقيران)) كما في خبر أبي يعلى على سقوط سنده فذلك والله أعلم تمثيل وقد ثبت أن المعاني تمثل يوم القيامة كما يمثل الموت بصورة كبش وغير ذلك، فما بالك بالأجسام؟ ومن الحكمة في تمثيل الشمس والقمر أن عبادهما يعتقدون لهما الحياة، والمشهور بعبادة الناس له من الحيوان العجل فمثلاً من جنسه، وفي الفتح ((قال الإسماعيلي: لا يلزم من جعلها في النار تعذيبهما، فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها لتكون لأهل النار عذاباً وآلة من آلات العذاب وما شاء الله من ذلك فلا تكون هي معذبة)) فأنت ترى شهادة القرآن والأحاديث الصحيحة لحديث أبي هريرة، ولم يثبت عن كعب شيء، ولو ثبت لكان المعقول أنه هو الآخذ لذلك عن أبي هريرة أو غيره من الصحابة
وقول الحسن لأبي سلمة ((وما ذنبهما)) قد عرفت جوابه، وهو يمثل حال أهل العراق في استعجال النظر فيما يشكل عليهم. وجواب أبي سلمة يمثل حال علماء الحجاز في التزام ما يقضي به كمال الإيمان من المسارعة إلى القبول والتسليم ثم يكون النظر بعد، وجوابه وسكوت الحسن يبين مقدار كمال الوثوق من علماء التابعين بأبي هريرة وثقته وإتقانه وأن ما يحكى مما يخالف ذلك إنما هو من اختلاق أهل البدع، وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن ابن عوف من كبار أئمة التابعين بالمدينة مكثر الرواية عن الصحابة كأبي قتادة وأبي الدرداء وعائشة وأم سلمة وابن عمر وأبي هريرة، فهو من أعلم الناس بحال أبي هريرة في نفسه وعند سائر الصحابة رضي الله عنهم) انتهى.
ويراجع كذلك كتاب (دفاع عن أبي هريرة لعبدالمنعم العلي العزي ص 256 - 259
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 02 - 04, 07:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قال الطحاوي في شرح المشكل 1/ 170
(بَابٌ بَيَانُ مُشْكِلِ) مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام مِنْ قَوْلِهِ " إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ الْعَمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ قَالَ شَهِدْت أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ جَلَسَ فِي مَسْجِدٍ فِي زَمَنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدَ قَالَ فَجَاءَ الْحَسَنُ فَجَلَسَ إلَيْهِ فَتَحَدَّثَا فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ عليه السلام قَالَ {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ مُكَوَّرَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فَقَالَ الْحَسَنُ مَا ذَنْبُهُمَا فَقَالَ إنَّمَا أُحَدِّثُك عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَكَتَ الْحَسَنُ فَكَانَ مَا كَانَ مِنْ الْحَسَنِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إنْكَارًا عَلَى أَبِي سَلَمَةَ إنَّمَا كَانَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ لِمَا وَقَعَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُمَا يُلْقَيَانِ فِي النَّارِ لِيُعَذَّبَا بِذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ لَهُ عَنْ ذَلِكَ جَوَابٌ وَجَوَابُنَا لَهُ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إنَّمَا يُكَوَّرَانِ فِي النَّارِ لِيُعَذِّبَا أَهْلَ النَّارِ لَا أَنْ يَكُونَا مُعَذَّبَيْنِ فِي النَّارِ وَأَنْ يَكُونَا فِي تَعْذِيبِ مَنْ فِي النَّارِ كَسَائِرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/183)
مَلَائِكَةِ اللَّهِ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ أَهْلَهَا أَلَا تَرَى إلَى قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ} أَيْ: مِنْ تَعْذِيبِ أَهْلِ النَّارِ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ , وَكَذَلِكَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ هُمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ مُعَذِّبَانِ لِأَهْلِ النَّارِ بِذُنُوبِهِمْ لَا مُعَذَّبَانِ فِيهَا إذْ لَا ذُنُوبَ لَهُمَا وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام فِي الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضًا وَفِيهِ زِيَادَةُ أَنَّهُمَا عَقِيرَانِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ , وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ النَّطَّاحِ وَيُضَافُ وَلَاؤُهُ إلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْقُشَيْرِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَهُوَ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ}. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَمَعْنَى الْعُقْرِ الَّذِي ذُكِرَ أَنَّهُ لَهُمَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِاللُّغَةِ لَمْ يُرِدْ بِهِ الْعُقْرَ لَهُمَا عُقُوبَةً لَهُمَا إذْ كَانَ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ فِيهِمَا إذْ كَانَا فِي الدُّنْيَا مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ عَلَى مَا ذَكَرَهُمَا بِهِ فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وَذَكَرَ مَعَهُمَا مَنْ ذَكَرَ مَعَهُمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ حَتَّى أَتَى عَلَى قوله تعالى {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} فَأَخْبَرَ أَنَّ عَذَابَهُ إنَّمَا يَحِقُّ عَلَى غَيْرِ مَنْ يَسْجُدُ لَهُ فِي الدُّنْيَا , وَلَكِنَّهُمَا كَانَا فِي الدُّنْيَا يَسْبَحَانِ فِي الْفَلَكِ الَّذِي كَانَا يَسْبَحَانِ فِيهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} الْآيَةَ , ثُمَّ أَعَادَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُوَكَّلَيْنِ بِالنَّارِ كَغَيْرِهِمَا مِنْ مَلَائِكَتِهِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَا فَقَطَعَهُمَا بِذَلِكَ عَمَّا كَانَا فِيهِ مِنْ الدُّنْيَا مِنْ السِّبَاحَةِ فَعَادَا بِانْقِطَاعِهِمَا عَنْ ذَلِكَ كَالزَّمِنَيْنِ بِالْعُقْرِ فَقِيلَ لَهُمَا عَقِيرَانِ عَلَى اسْتِعَارَةِ هَذَا الِاسْمِ لَهُمَا لَا عَلَى حَقِيقَةِ حُلُولِ عَقْرٍ بِهِمَا وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 02 - 04, 08:43 ص]ـ
قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ...
قالوا رويتم عن عبد العزيز بن المختار الأنصاري عن عبد الله الداناج قال شهدت أبا سلمة بن عبد الرحمن في مسجد البصرة وجاء الحسن فجلس إليه فحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة فقال الحسن وما ذنبهما قال إني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت قالوا قد صدق الحسن ما ذنبهما وهذا من قول الحسن رد عليه أو على أبي هريرة
قال أبو محمد ونحن نقول إن الشمس والقمر لم يعذبا بالنار حين أدخلاها فيقال ما ذنبهما ولكنهما خلقا منها ثم ردا إليها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشمس حين غربت في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله تعالى لأهلكت ما على الأرض وقال ما ترتفع في السماء قصمة إلا فتح لها باب من أبواب النار فإذا قامت الظهيرة فتحت الأبواب كلها وهذا يدلك على أن شدة حرها من فوح جهنم ولذلك قال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فوح جهنم فما كان من النار ثم رد إلى النار لم يقل إنه يعذب وما كان من المسخر المقصور على فعل واحد كالنار والفلك المسخر الدوار والبحر المسجور وأشباه ذلك لا يقع به تعذيب ولا يكون له ثواب وما مثل هذا إلا مثل رجل سمع بقول الله تعالى فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة فقال ما ذنب الحجارة
ـ[أبو أحمد اليماني]ــــــــ[21 - 02 - 04, 09:40 ص]ـ
أخي خالد الشايع، جزاك الله خيراً، فائدة قيمة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 02 - 04, 02:35 م]ـ
الشمس ليست إلا كتلة من الغازات الملتهبة والنيران، وكذلك القمر كان في الأصل جزءا من الشمس ثم انفصل وبرد وصار حجارة. فأي شيء في رجوعه إلى النار؟ أوليست تلك حالته الأولى؟
رحم الله ابن قتيبة فقد أجاد.
ـ[دكتور رمضان حبيب]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:35 ص]ـ
هل يوجد إعجاز علمي يوضح هذه المسألة؟
من يتحفنا ببيان وجه الإعجاز إن وجد؟ وجزى الله الجميع خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/184)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:15 ص]ـ
الشمس ليست إلا كتلة من الغازات الملتهبة والنيران، وكذلك القمر كان في الأصل جزءا من الشمس ثم انفصل وبرد وصار حجارة. فأي شيء في رجوعه إلى النار؟ أوليست تلك حالته الأولى؟
رحم الله ابن قتيبة فقد أجاد.
وقد يُقال -تخريجًا على كلامك-: الشيطان خُلِقَ من نارٍ، فأيُّ شيءٍ في رجوعِه إلى النار؟!!!!(23/185)
من قال إن النبي هو: من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه فقد خالف الحديث الصحيح!!!!!
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[30 - 08 - 02, 04:04 م]ـ
اشتهر في كتب العقائد تعريف النبي والرسول، والخلاف في ذلك معروف، ولكن وقفت على فائدة نفيسة، أحببت أن يستفيد منها غيري، وهي تدل على خطأ من قال إن النبي هو (من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه)
وهذه الفائدة هي مأخرجه مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو قال: (إنه لم يكن قبلي نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم ... )
قال هذه الفائدة العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة 1/ 432
وختاما:
ولست اثرب على من قال بذلك من العلماء، فهم ما قالوه إلا باجتهاد، ولكن الحكمة ضالة المؤمن.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[30 - 08 - 02, 04:47 م]ـ
وفقك الله أخي أبا عبدالله.
ورحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة.
التفسير الآخر: أنّ النبي هو الذي لا يأتي بشرع جديد وإنّما يوحى إليه بتجديد شرع الرسول الذي سبقه.
فما رأي الإخوة بهذا الاصطلاح؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 08 - 02, 06:53 م]ـ
يا أخي حتى نحن مكلفين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما بالك بالأنبياء؟
لكن المقصود أن النبي ليس عنده شرع جديد، كما كان كثير من أنبياء بني إسرائيل يحكمون بتوراة وشرع موسى عليه السلام. وبعضهم كان مرسلاً كما أنزل الله الزبور على داود عليه السلام.
والرسول يحميه الله ويعصمه من الناس حتى يؤدي رسالته ويبلغها كما يريد الله عز وجل. أما النبي فليس معصوماً من الناس، بل قد قتل بنو إسرائيل عدداً من الأنبياء ولعنهم الله لذلك.
وكلام الأخ هيثم حمدان صحيح، والله أعلم.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[31 - 08 - 02, 07:11 ص]ـ
بارك الله فيكما:
ولكن كيف الجواب عن قول المعترض: أن آدم عليه السلام نبي على الصحيح، وقد جاء بشرع جديد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 09 - 02, 04:57 ص]ـ
ما المانع من كون آدم رسولاً إلى بنيه؟
ـ[محب الألباني]ــــــــ[03 - 09 - 02, 09:17 ص]ـ
رحم الله الألباني فإن هذا من دقائق فقهه الذي لم يشاركه فيه أحد من أهل العصر.
الذي يظهر أن الفرق بين الرسول والنبي كما يلي:
الرسول من بعث إلى قوم مخالفين والنبي من بعث إلى قوم موافقين.
هذا هو التعريف الذي تجتمع به النصوص وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام في كتابه النبوات فليراجع.
وقد جزم هناك فقال " وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة "
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[03 - 09 - 02, 08:34 م]ـ
أخي الأمين:
لا مانع من كون آدم رسولا لبنيه إلا إعوازه إلى دليل يقويه، ووجود البعد فيه، لإن آدم نبي بلا خلاف، والرسالة موضع خلاف ولا يرفع الخلاف من الطرفين إلا بدليل.
وعلى العموم ليس هذا مركز البحث وإنما البحث في بيان خطأ من قال بعدم أمر النبي بالبلاغ.
أخي محب الألباني: بورك فيك على هذه المشاركة ولكن يعترض على ذلك وجود أنبياء بعثوا إلى أقوام مخالفين كما حصل في بني إسرائيل، فكم قتلوا من نبي؟!!
ـ[محب الألباني]ــــــــ[04 - 09 - 02, 08:18 ص]ـ
بارك الله فيك الموافقة لا تعني عدم الإيذاء فكما قال شيخ الإسلام الأنبياء كمثل العلماء في هذه الشريعة، فهم موافقون لأقوامهم في الأصل ولا يعني ذلك أنهم يسلمون من أذاهم والموافقة هنا قد يراد بها ما هو أعم والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 02, 08:56 ص]ـ
قولك: <<الرسول من بعث إلى قوم مخالفين والنبي من بعث إلى قوم موافقين>>
من أين جاء هذا التعريف؟ لا هو موافق للغة ولا موافق للواقع!!
ورد تعريف النبي في القاموس المحيط للفيروز أبادي كما يلي:
النَّبيُّ: النَّبِيءُ، وهو صاحب النُّبوَّة المُخْبر عن اللّه عزّ وجلّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ج أَنْبِياءُ وأَنْباءٌ ونُبَآءُ، ونَبِيُّونَ.
و جاء في القاموس الوسيط
(النَّبِيءُ): المخبر عن الله عز وجل [وتبدل الهمزة ياءً وتدغم فيقال: النبيّ]. و النُبُوْءَة اسم من النبيءِ وهي الإخبار عن اللَّه. ويقال النبوَّة بالقلب والإدغام.
و جاء في لسان العرب للعلامة بن منظور
النَبِيءُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/186)
المُخْبِر عن اللّه، عز وجل، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ. قال ابن بري: صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ. وفي النهاية: فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ. قال: ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه. يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ.
قال سيبويه: ليس أَحد من العرب إلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة، بالهمز، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ، إلاّ أَهلَ مكة، فإنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون غيرها، ويُخالِفون العرب في ذلك. قال: والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة، يعني لقلة استعمالها، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك. أَلا ترى إلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه، فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّه ولكنِّي نبيُّ اللّه. وذلك أَنه، عليه السلام، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ.
والجمع: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ:
يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّكَ مُرْسَلٌ بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا
إنَّ الإلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً في خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا
قال الجوهري: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف العلة كَعِيد وأَعْياد، على ما نذكره في المعتل. قال الفرَّاءُ: النبيُّ: هو من أَنْبَأَ عن اللّه، فَتُرِك هَمزه. قال: وإن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، فأَصله غير الهمز.
وقال الزجاج: القِرَاءَة المجمع عليها، في النَّبِيِّين والأَنْبِياء، طرح الهمز، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا. واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قال: والأَجود ترك الهمز؛ وسيأْتي في المعتل.
ومن غير المهموز: حديث البَراءِ. قلت: ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ، فردَّ عَليَّ وقال: ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. قال ابن الأَثير: انما ردَّ عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على الوجهين. والرَّسولُ أَخصُّ من النبي، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[04 - 09 - 02, 04:47 م]ـ
أشكل عليّ في تعريف الأخ محبّ الألباني (وفّقه الله) كون: كلّ رسول نبي.
فاجتماع هذين الوصفين في نفس المبعوث يتعارض مع كون قومه موافقين أو مخالفين.
ـ[محب الألباني]ــــــــ[04 - 09 - 02, 11:40 م]ـ
الأخ الفاضل هيثم حمدان حفظه الله
هذا إلزام بما لا يلزم!!(23/187)
الاحباش فرقة ضاله مضلة يجب الحذروالتحذير منهم ..
ـ[ابوعامر]ــــــــ[07 - 09 - 02, 12:29 ص]ـ
الاحباش فرقة ضاله مضلة يجب الحذروالتحذير منهم ..
الأحباش
التعريف: طائفة تنسب إلى عبد الله الحبشي، ظهرت حديثًا في لبنان، مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية في لبنان من الجهل والفقر، للدعوة لإحياء مناهج أهل الكلام والصوفية بهدف إفساد العقيدة، وتفكيك وحدة المسلمين.
نشأة الأحباش: ينسب الأحباش إلى شيخهم عبد الله بن محمد الشيبي العبدري الهرري، نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، وقد جاء هذا الرجل إلى بلاد الشام سنة 1370هـ 1950م تقريبًا، وقد بدأ في نشر عقيدته الفاسدة في سوريا حيث وجد بعض القبول عند بعض مشايخ الطرق الصوفية، ولكنه لم يجد في سوريا أرضاً خصبة لترويج عقيدته الفاسدة وأفكاره المنحرفة، فانتقل إلى لبنان واستغل ظروف اضطراب البلاد في حربها الأهلية بعد عام 1975، واتخذ من بيروت مستقراً له في منطقة برج أبي حيدر، ثم أخذ يتردد على طرابلس ويجالس الناس في المقاهي ويجمعهم حوله، ويؤوّل لهم الرؤى والأحلام، ويروي لهم القصص، فاجتذبهم من هذا الباب، وبهذا الأسلوب تزايد أتباعه، وخاصة أن في مذهب الأحباش ما تشتهيه الأنفس المريضة من فتاوى باطلة بل إن كل مريد يجد مراده في هذا المذهب الباطل، فمريد التصوف والخرافات يجد مراده، ومريد الانحرافات يجد حاجته، ومريد الانحراف الخلقي يجد بغيته، في آرائهم الشاذة وفتاواهم العجيبة.
كما عمل هذا الرجل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن، بسبب نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب التصوف والباطنية والرفض، بالإضافة إلى فتاواه الشاذة.
* نجح الحبشي في تخريج مجموعات كبيرة من الأتباع المتعصبين الذين لا يرون أحداً مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم الفاسدة، وهؤلاء الأتباع يطرقون بيوت الناس، ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية، ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان.
* من شخصياتهم البارزة: " نزار الحلبي " خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية، كانوا يطلقون عليه " سماحة الشيخ " وكانوا يكتبون على الجدران " لا للمفتي حسن خالد الكافر "، نعم للمفتي نزار الحلبي، وقد اغتيل نزار الحلبي مؤخراً.
* منهم شخصيات عامة في لبنان مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي، ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700 صوتاً معظمهم من النصارى؛ حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية الإسلامية، لكنه لم يكتب له النجاح، وحسان قريزا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية، وكمال الحوت، وعماد الدين حيدر، وعبد الله البارودي، وهؤلاء يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات: مثل المؤسسة الثقافية للخدمات ومركز الأبحاث والخدمات. وقد بدؤوا مؤخراً في تحقيق كتب التراث ويعتمدون في ذلك على التدليس، ويحيلون إلى اسم غريب فمثلاً يقولون: " قال الحافظ العبدري في دليله " فيظن الناس أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين، لكنه في الحقيقة شيخهم الحبشي ينقلون من كتابه الدليل القويم.
الأفكار والمعتقدات:
* يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى وإنما عبارة عن كلام جبريل.
* يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات، والاستغاثة بهم، وطلب قضاء الحوائج منهم، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله، ويدعون للتبرك بالأحجار.
* يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة، وأرسل الرسل لا لحكمة، وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك.
* الأحباش يؤولون صفات الله بلا حجة، فيؤولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية.
* يكثر الحبشي من سب الصحابة، وخاصة معاوية بن أبي سفيان، وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهما، ويطعن في خالد بن الوليد، ويقول: إن الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية، ويحذر من تكفير الذين يسبون الصحابة، إرضاءً للروافض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/188)
* كفَّر الحبشيُّ وأصحابه الكثيرَ من علماء المسلمين وأئمتهم ودعاتهم، فحكم الحبشي على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر، وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره.
ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، والأحباش يطعنون في الإمام الذهبي، ويكفرون ابن خزيمة ويسمون كتابه (التوحيد) كتاب الشرك،كما يكفرون ابن القيم وابن كثير، كما يزعم الحبشي أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم، قاتل كافر، وتكفير الشيخ محمد بن عبد الوهاب على لسان كل حبشي صباح مساء.
وأما المعاصرون فلم يسلموا كذلك من ألسنتهم، فالشيخ ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق يقول عنه الحبشي إنه مجوسي كافر، وأما الأستاذ سيد قطب: فمن كبار الخوارج الكفرة في ظنه، وكذلك ابن باز وابن عثيمين والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حيث ألفوا كتاباً من جزئين في الرد عليه سموه "الرد العلمي على البوطي" وهو لا يحوي من "العلم" إلا الاسم فقط.
وأما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود، ونظرية الحلول والاتحاد، والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام، كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية الصوفية.
فتاوى الأحباش الشاذة:
لم يكتف الأحباش بالفساد في العقيدة، بل تعدوا ذلك إلى الفساد في السلوك، وللأحباش فتاوى شاذة عجيبة منها:
* أن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية لا شيء فيه، بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة، ولو بغير رضا زوجها، ونساء الأحباش في ظل هذا الفقه الأعوج يلبسن الثياب الشفافة الضيقة، بزعم أن الواجب هو ستر البشرة. وعندما سئل أحد شيوخهم: إن كثيراً من نساء الأحباش يمشين بين الرجال الأجانب بالبنطلون الضيق (الجينز) قال: إننا نجمع بين الموضة والسترة .
* إسقاط الزكا ة في العملة الورقية كالريال والجنيه والدولار، وإيجابها في الذهب والفضة فقط حيث يقول شيخهم: " لا زكاة في الأثمان غير الذهب والفضة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر زكاة غيرها."
* يجوز أخذ الربا من الكفار، ويجوز عندهم سلب أموال الكفار ولو بطريق القمار،حيث يقول الحبشي: " لا يوجد في لبنان ولا في غيره من بقاع الدنيا كافر ذمي، بل كفار اليوم حربيون يجوز أخذ الربا منهم، ومقامرتهم، وسلبهم بأي نوع من أنواع السلب، حتى إنه سمح لمن سأله عن جواز سلب جاره المسيحي أن يسلبه بشرط ألا يترتب على هذا السلب فتنة. وهذا تناقض عجيب منهم، فما سر علاقتهم الحميمة مع النصارى في لبنان؟.
* أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة بدعوى أن المسلمين هناك يتجهون إلى غير جهة الكعبة، حتى صارت لهم مساجد خاصة ينحرفون عن اتجاه القبلة تسعين درجة، وأصل هذا الفساد اعتقادهم أن الأرض نصف كروية على شكل نصف برتقالة، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتهر عنهم إثارة الشغب في المساجد.
المؤسسات والأنشطة:
1/ الجمعية: للأحباش جمعية خاصة بهم تسمى " جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية " تأسست عام 1983 ومركزها بيروت، ولها فروع في كافة محافظات لبنان، ولها أيضاً 33 فرعاً في أنحاء العالم، وهي جمعية مشبوهة هدفها المعلن: التعليم الديني وبناء المساجد والمدارس ومساعدة الفقراء والأيتام، بينما هي تروج للمبادئ المنحرفة لهذه الجماعة.
2/ المدارس: قام الأحباش ببناء مدارس خاصة بهم لجميع المراحل الدارسية؛ كي ينشروا عقيدتهم بين أبناء المسلمين، ويوجد في هذه المدارس مئات الطلاب والطالبات في شتى المراحل، ومن أمثلة هذه المدارس
" مدرسة الثقافة " في كل من بيروت وطرابلس وبعلبك.
3/ الإعلام: للأحباش إذاعة محلية خاصة بهم تبث من بيروت وينشرون من خلالها غثاءهم، ولهم نشاط كبير في التلفزيون اللبناني وغيره من القنوات الخاصة بلبنان، حيث تعرض لهم اللقاءت والدورس، ويعمل الأحباش على تشغيل محطة تلفزيونية خاصة بهم.
* وللأحباش مجلة شهرية باسم " منار الهدى " تقوم بنشر مذهبهم والطعن في أئمة المسلمين وعلمائهم.
* كما أن لهم مؤسسة تسمى " مركز الأبحاث والخدمات الثقافية " في بيروت تصدر الكتب والأشرطة والنشرات لترويج مبادئهم ونشر معتقداتهم، كما تصدر هذه المؤسسة تقويماً خاصاً بهم يحوي كثيراً من السموم المختلفة في العقيدة والسلوك، والفقه وغيرها.
الانتشار ومواقع النفوذ:
ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة التي تفوق سعتها سعة المدارس الحكومية، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم، وكذلك ينتشر الأحباش في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدنمارك وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم حيثما وجد لبنانيون في البداية ثم بعض المضللين ممن يعجب بدعوة الحبشي.
من كلام علماء الإسلام في الأحباش:
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: " إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة، وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم " فتوى رقم 2392/ 1 بتاريخ 30/ 10/ 1406هـ.
* وسئلت اللجنة الدائمة بالسعودية:
هل عبد الله الهرري الحبشي خدم الإسلام أم هدمه؟
وكان الجواب:
الرجل المذكور رجل سوء، من رؤوس البدعة والضلال في هذا العصر، وقد جنّد نفسه وأتباعه لهدم عقيدة المسلمين التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون، وجمعوا لأنفسهم مذهباً فاسداً في الفقهيات، ملؤوه بكل شاذ ورديء من القول الذي لا سند له من كتاب أو سنة، ولهم أوابد وطوام كثيرة في الاعتقادات والعمليات والطعن في أئمة هذا الدين، فالواجب على المسلمين في كل مكان الحذر والتحذير من هذه الفرقة الضالة ومن أفكارها المنحرفة وآرائها الشاذة.
نسأل الله الكريم أن يكف عن المسلمين شرهم وشر غيرهم. إنه ولي ذلك والقادر عليه ".
من فتاوى اللجنة الدائمة (12/ 308)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/189)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 02, 01:22 ص]ـ
أحسنت،،، وبارك الله فيك
وللدكتور سعد الشهراني رسالة علمية في مجلدين بعنوان ((الأحباش)) من طباعة [دار عالم الفوائد].
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[07 - 09 - 02, 01:23 ص]ـ
أحسن الله إليك.
وهذا موقع الشيخ عبدالرحمن دمشقيّة (كشف حقيقة الأحباش):
http://www.antihabashis.com
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 02:03 ص]ـ
سبقني أبو عامر ...
لله دره.
فقد كنت على وشك تسجيل هذا الموضوع , بعد أن وقع في يدي كتاب: البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح للعراقي
أثابكم الله جميعا على الروابط ........
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 02:11 ص]ـ
..
والكتاب من منشورات مايسمى" مركز الأبحاث والخدمات الثقافية "
بتحقيق كمال يوسف الحوت ..
بالمناسبة هل للكتاب طبعات أخرى؟؟
ـ[طالب الحق]ــــــــ[07 - 09 - 02, 08:27 م]ـ
كمال الحوت من مسؤلي الأحباش وله منصب عندهم كما ذكر ذلك د. سعد في رسالته عن الأحباش.
ثم هو يلعب بكتب العلماء، وله تعليق ينقد فيه شيخ الاسلام في كتاب الذيل على ابن نقطة ...
وكذلك سرق تحقيق سامي حداد لمسند عمر بن الخطاب تأليف السدوسي ونسبه لنفسه وغير ذلك كثير فيُحذر ويحذر منه.
والله الموفق والمستعان
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 10:34 م]ـ
أخي طالب الحق ..
احذر أن تخرج عن الموضوع ..
أو تخرج عن تخصص الملتقى ..
..
...
..
....
ـ[طالب الحق]ــــــــ[08 - 09 - 02, 05:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن أين وجه الخروج عن الموضوع والتخصص .... !!
1 - ذكر كمال الحوت وهو مبتدع فوجب -انتبه وَجَبَ -التحذير منه، ومن سرقاته العلمية.
2 - ومن صميم تخصص المحدثين - وخاصة المتقدمين منهم- التحذير من هذا وأمثاله وكتب الجرح والتعديل ملىء من الأمثلة.
3 - وهل يرى أخي الفاضل -الأزهري- أن نسكت عن هذا وأمثاله، فتميع العقيدة بدعوى عدم التخصص .... الرجل ذُكر فوجب التحذير منه، وأنا أعرف أن الأخوة القائمين على الموقع عندهم غيرة أشد مني على العقيدة وتحقيق مذهب متقدمي المحدثين.
4 - راجع - غير مأمور- مقالاً كتبته في هذا المنتدى عن منهج متقدمي المحدثين في هذا الجانب وقصة الفضل بن دكين الملائي.
مع شكري وتقديري لأخي الأزهري ودعائي له ولنفسي بالعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 02:38 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي طالب الحق , والله ثم والله ما كتبت تعقيبي السابق إلا لأرى منك ما رأيت!!
واعلم أنني لا أخالفك في حرف منه ...
ولكن أردت أن يقول أحد غيري ما قلت أنت:
0 (1 - ذكر كمال الحوت ( ......... ) وهو مبتدع ( ........ ) فوجب -انتبه وَجَبَ -التحذير منه، ومن سرقاته ( ........ ) العلمية.
2 - ومن صميم تخصص المحدثين - وخاصة المتقدمين منهم- التحذير من هذا وأمثاله وكتب الجرح والتعديل ملىء من الأمثلة.
3 - وهل يرى أخي الفاضل -الأزهري- أن نسكت عن هذا وأمثاله، فتميع العقيدة بدعوى عدم التخصص .... الرجل ذُكر فوجب التحذير منه، وأنا أعرف أن الأخوة القائمين على الموقع عندهم غيرة أشد مني على العقيدة وتحقيق مذهب متقدمي المحدثين.)
فلا تجد علي.
لا فض فوك.
وقد اخترت أن أنزل على رأي إدارة الموقع على غير اقتناع.
فأعتذر عن إعادة الحديث في نفس الموضوع هنا.
ـ[طالب الحق]ــــــــ[09 - 09 - 02, 06:37 ص]ـ
اعلم -أخي المحب- أنه ليس في نفسي ولم أجد في نفسي عليك شيئا جزاك الله خيرا.
2 - إدارة الموقع لا تمانع مثل هذه بالتأكيد -التحذير من المبتدعة إذا ذكروا ولم يتنبه لهم مع ثبوت البدعة عنهم وشدتها كالأحباش-!! فأنا أعرف منهجهم جيداً، وإلاّ لم أكتب فيه حرفاً وسوف ترى -إن شاء الله - السيف المجلى وهو يبين ذلك هنا بإذن الله -أرجو أن لا يخيب ظني ياسيف-.
3 - ثم يا أخي كمال الحوت قليل من يعلم حقيقته وتلاعبه بكتب السلف وانتمائه لهذه الجماعة الضالة التي كتب مؤلفا عنوانه " مشابهة الوهابية لليهود" وطبعة كمال الحوت وشلته وهو عندي.
ثم أشكر رفيع أدبك، وحسن كلامك، وغيرتك على عقيدة السلف وهي عقيدة المحدثين حشرنا الله معهم.
اللهم اغفر لي ولأخي الأزهري وجميع القائمين والمشاركين في هذا المنتدى وجميع المسلمين الموحدين.
آمين.
ملحوظة:
أرى ضرورةً أن تبين إدارة الموقع أنه لا مجاملات في العقيدة ولا مجاملات مع المبتدعة -من ثبت ذلك عنهم- لئلا يفهم منهج متقدمي المحدثين خطأ أنهم يتساهلون معهم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 12:55 م]ـ
الحمد لله ...
الأخ الحبيب ....
أخجلتني بأدبك , أسأل الله أن يجمعني بك في الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[طالب الحق]ــــــــ[10 - 09 - 02, 12:51 ص]ـ
علمنا منك -وفقك الله- الدقة في التعبير، فلو جاء التعبير "مع النبي صلى الله عليه وسلم لكان أدق" من "والنبي" أليس كذلك!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/190)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 09 - 02, 04:19 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أما الواو فهي واو المعية التي بمعنى (مع).
تقول: حضر الرئيس والحراس.
تريد (مع) الحراس.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:43 م]ـ
قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني (فتوى للشيخ على النت)
إن طائفة الأحباش طائفة كفر وشرك، حيث اجتمعوا على الكثير من الأمور التي لم يختلف عليها أهل الإسلام في الأزمان الأولى أنها شرك، بل هي من الشرك التي بعث من أجل محوه وإزالته عامة الأنبياء والمرسلين، ولكن لغلبة الجهل وخاصة في التوحيد، صار الناس لا يقيمون لها شأناً، ولا يرفعون لها رأساً، ومثالها مثال الكلمة التي يلقيها صاحبها، ولا يلقي لها بالاً، ولكنها تهوي به في جهنم سبعين عاماً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأما هذه المكفّرات عند أهل هذه الطائفة الضالة:
1 - جواز الاستغاثة بغير الله تعالى، فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، وهم يدعون إلى الالتجاء للأموات ولساكني القبور ممن لا يقدرون على شيء. وهذا شرك بالله تعالى، والدعاء هو عبادة خالصة لله، لا يجوز لأحد أن يصرفها لغير مستحقّها. كما قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}، فقد سمى الله الدعاء عبادة، وكقوله صلى الله عليه وسلّم: ((الدعاء هو العبادة))، حديث صحيح.
وعلى هذا فمن دعا غير الله تعالى فقد عبده، وكُتُبُ أهل العلم الموثوقين مشحونة ببيان هذا الشرك الأكبر والتحذير منه، وأما قول بعض الجهلة: إن هذا لا يكون شركاً حتى يصاحب اعتقاد الربوبية في المستغاث به، فهذا رجل لا يفرّق بين شرك الاعتقاد، وشرك العبادة، فقد يكون الرجل مشركاً في عبادته دون اعتقاده، ولكنه بمجرد حصول العبادة لغير الله توقع صاحبها في الشرك دون سؤاله عن اعتقاده.
2 - موالاة المشركين والمرتدّين المجمع على ردّتهم وكفرهم أمثال حاكم سوريا النصيري البعثي، وجيش الدولة اللبنانية والله تعالى يقول: {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم}، والإجماع على إمضاء هذه الآية على ظاهرها كما ذكر الكثير من أهل العلم- ومنهم ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى - وعلى هذا فإنهم من أهل الشرك والردة لموالاتهم الظاهرة لهم.
3 - سبّ دين الموحدين، وترديد عبارات الجاهلية في وصف الموحدين والمجاهدين مثل تسميتهم بالإرهابيين والمتطرّفين، وهذا لتنفير الناس عنهم، واستعداءً للمشركين عليهم، وإرضاءً لأهل الشرك والكفر والردة. وسبّ دين الموحدين شرك وكفر بالإجماع.
4 - دعواهم بدعوى الجهمية الغلاة، والمرجئة الغلاة، وذلك بإنكار علو الله تعالى على خلقه كما وصف نفسه، وقصرهم مسمى الإيمان على التصديق، وقد أكفر الأئمة من قال بهذا القول، كما ذكر ابن تيمية في كتاب الإيمان الكبير المجلد السابع من مجموع الفتاوى.
وهنا بقيت مسألة: هل يحكم على أفرادهم وأعيانهم بالكفر والردة، والجزم بخلود الواحد في جهنّم؟
فالجواب: أما أئمتهم وكبراؤهم فنعم، وأما الدهماء والجهلة من مقلّديهم ظانّين أنهم يتّبعون الموقعين عن رب العالمين، فالله أعلم بهم، وما هم عليه في الآخرة، فالواجب التوقّف بالجزم في خلودهم في النار، وأما إلحاقهم في الدنيا باسم المشركين فنعم، ولا يقولنّ قائل هم من الفرق التي حدّث عنها رسول صلى الله عليه وسلّم، فهذا خطأ، فهم بقواعدهم هذه لا يستحقّون الدخول في أهل القبلة.
وعلى هذا فلا يجوز الصلاة وراءهم، ولا أكل ذبائحهم، ولا مناكحة نسائهم، ويعاملون في كل أمر معاملة المشركين كما هو مبسوط في كتب الفقه المعتمدة، وعلى الفضلاء من المسلمين عدم مجالستهم لما يحصل بمجالستهم من خداع للعامة، والواجب عدم السماح لهم بالتدريس في مساجد المسلمين أو الدخول في بيوت الموحدين.
- و قال الشيخ أبو محمد المقدسي (منبر التوحيد و الجهاد)
فقد سألني بعض الاخوة عن طائفة الأحباش وقولي فيهم؟
فأقول:
طائفة الأحباش طائفة ضالة مضلة؛
رؤوسها ودعاتها المتبصرون بكفرياتها زنادقة كفار.
أما عوامها فيتفاوتون في الحكم والحال - كل بحسب ما عنده من الكفر أو البدعة أو الجهل -
ويتشعب ما جمعته هذه الطائفة الضالة المضلة من الكفر والزيغ والضلال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/191)
فأعظم ذلك وأخطره؛ ما يتعلق بتوحيد الألوهية والعبادة؛ حيث سوغ الحبشي لهم دعاء الأموات والاستغاثة بهم، وزعم أن الموتى يستجيبون لمن دعاهم واستغاث بهم، بل قد يخرجون من قبورهم لنجدته، وهذا هو عين الشرك الذي بعث النبيون كافة لإبطاله، والإنذار منه. وهو أعظم الذنوب على الإطلاق؛ إذ هو الذنب الذي أخبر تعالى أنه لا يغفره لمن لقيه به، فقال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما}، {ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا}.
ومما يتبع ذلك أيضا ما يتعلق بأوثق عرى الإيمان من الولاء والبراء والموالاة والمعاداة؛ فإن هذه الطائفة معروفة بعلاقاتها الحميمة مع طواغيت الكفر في كل مكان؛ يصرحون بمودتهم وأخوتهم ونصرتهم لهم، وهذا أوضح من أن ندلل عليه، فالمتتبع لتصريحات شيخهم الحبشي وغيره من رؤوسهم يعرف ذلك يقينا.
حتى إن الطواغيت يحبون دين الأحباش ويفسحون المجال لدعوتهم ونشاطاتهم وكتاباتهم التى تدفع عن كفريات أنظمتهم وتحارب وتكفر أعداءهم من الدعاة الصادقين والمجاهدين المخلصين.
فعندنا في الأردن يدفعون عن هذه الدعوة الخبيثة، فيشددون على طباعة الكتب التي تكشف زورهم- كما عاتبوا وحاسبوا الدار التي طبعت كتاب أخينا أبي صهيب المالكي فيهم - ومنعوهم من إعادة طبعه، وكذلك يمنعون من إلقاء المحاضرات التي تفضحهم وتكشف عوارهم وانحرافاتهم، حتى إن المخابرات تدخلت عندنا بالتهديد والوعيد لأجل منع محاضرة حول الأحباش في جمعية مرخصة قانونيا.
ولا غرابة في ذلك فبعضهم أولياء بعض!
وفي مقابل ولاء الأحباش هذا لأعداء الله؛ تجدهم من أعدى الأعداء لكل موحد رباني يكفر بالطواغيت والمشركين بكافة ألوانهم وتوجهاتهم أو يسعى لجهادهم، فتراهم يكفرونه ويسلقونه بألسنتهم الحداد ويطيلونها فيه وفي عرضه شتما وسبا وتكفيرا وتفسيقا - ابتداء من شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوهم، وانتهاء بسيد قطب وأمثاله من دعاة العصر المخلصين رحمهم الله أجمعين -
والعجيب أنهم يكفرون أئمة الإسلام ودعاته المخلصين ببعض فروع الدين أو العقيدة التي يعذر الجاهل فيها، في الوقت الذي يجادلون فيه عن الطواغيت ويعدونهم من أولى أوليائهم، مع أنهم قد نقضوا توحيد الألوهية وأصل دعوة الأنبياء والمرسلين وأظهروا الشرك الصراح والكفر البواح المغلظ، الذي أضافوا إليه الحرابة والطعن في الدين!
ومن اللطائف التي تذكر في هذا المقام أنه كانت قد جرت مناظرة بين بعض إخواننا وبعض دعاتهم حول تكفيرهم لسيد قطب رحمه الله في بعض فروع الإعتقاد؛ فسألهم ذلك الأخ مختصرا للنقاش: (أنتم تكفرون سيدا لهذا السبب! فماذا تقولون بعبد الناصر - حاكم مصر الهالك -؟)، فأجابوا على الفور: (مسلم طبعا لا يجوز تكفيره!)، فاكتفى الأخ منهم في ذلك المقام تصريحهم بذلك؛ فضحا لمعتقدهم الضال ورأيهم الفاسد؛ إذ حقدهم على الدعاة المخلصين والمجاهدين لطواغيت الكفر؛ جعلهم يقدمون عليهم في الموالاة طواغيت الكفر المحاربين للدين، فجادلوا عمن نقض توحيد الألوهية وعدّوه من المسلمين، وكفروا علماء المسلمين ودعاتهم ومجاهديهم المخلصين وتبرؤوا منهم لخطأهم في بعض فروع الدين!
فهم قد وافقوا الخوارج في هذا الباب؛ إذ يحاربون أهل الإسلام ويتركون أهل الشرك والأوثان!
بل هم شر من الخوارج من وجوه عديده:
إذ أنهم لم يكتفوا في كثير من البلدان بمعاداة الدعاة والمجاهدين؛ بل قد صاروا إلبا عليهم يحرّشون حكومات الكفر بهم ويؤزون الطواغيت عليهم أزا؛ بل ويظاهرونهم على عداوتهم وفي حرب دعواتهم – وهو الشيء الذي لم يكن ليفعله الخوارج المارقين - حتى إن كثيرا من دعاتهم وأتباعهم لا يجدون بأسا أو مانعا من التعاون مع مخابرات حكومات الردة في التجسس على المسلمين ونقل أخبارهم إليهم.
وأعرف منهم شابا جندته المخابرات الأردنية لمتابعتي منذ كنت في السجن؛ فكان يزورني ويعرض علي خدماته من اتصالات ونحوها ليقوم بإيصالها من بعد إلى أعداء الله، وكان يأتيني بكتب الحبشي وأنا في السجن، وقد سمحوا بإدخالها في الوقت الذي كانت كتب علمائنا من أهل السنة لا تدخل إلا بشق الأنفس، وقد تصادر!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/192)
كما أن الخوارج كفّروا عصاة المسلمين بالمعاصي؛ وهؤلاء يكفرون الدعاة المخلصين والعلماء الربانيين! - في كثير من الأحيان - بمحض التوحيد والإيمان الصحيح! كما هو الحال في تكفيرهم علماء أهل السنة؛ كشيخ الإسلام ونحوه، وقتلهم للدعاة؛ كالشيخ أسامة القصاص وغيره، لاعتقادهم الصحيح في إثبات صفات الله تبارك وتعالى.
فلا شك أنهم شر في ذلك وأخبث من الخوارج ..
ومن ضلالاتهم أيضا؛ فساد اعتقادهم في الله تبارك وتعالى، فهم جهمية ضلال قي أبواب صفات الرب تبارك وتعالى، ينكرون علو الله على خلقه واستوائه على عرشه وغير ذلك مما وافقوا فيه الجهمية، كما وافقوهم أيضا في أبواب الإيمان؛ فزعموا أن الإيمان مجرد التصديق، ومعلوم قول علماء أهل السنة في الجهمية.
فجمعوا بذلك كل شر؛ وأخذوا من كل فرقة شيئا من ضلالها ونتنها، ثم أخرجوا فرقتهم الضالة هذه إلى المسلمين؛ يدعونهم ويردّونهم بها إلى هذه الشرور.
ومن غرائبهم عندنا في الأردن أنهم يأتون إلى القرى النائية فيبدؤون أول ما يبدؤون به تعليم العجائز والعوام بتلقينهم مسائل معدودة تنحصر في "أن الله في كل مكان"، و "أنه غير مستو على عرشه"، و "أن ابن تيمية وسيد قطب كافران".
هذه دعوتهم التي اشتهروا بها، يلقنونها للكبير والصغير ممن لا يعرفون عن دينهم إلا الإسم ولا من معالمه إلا الرسم، ولا يهمهم أو يلفت انتباههم ما وقع فيه أولئك العوام من جهل وانحراف وانحلال عن الدين وعراه الوثقى؛ بل هم يزيدونهم جهلا إلى جهلهم وانحرافا على انحرافهم وتحللا إلى تحللهم.
والأنظمة الطاغوتية تدعمهم وتساندهم على دعوتهم الخبيثة الهدامة هذه، حتى صار في الدولة منهم وزراء ونواب وأسسوا جمعياتهم فاستفحل شرهم ونخروا بضلالاتهم في البلاد والعباد.
فعلى علماء المسلمين ودعاتهم المخلصين أن ينشطوا في تحذير المسلمين منهم ويجتهدوا في كشف باطلهم وضلالاتهم، فهذا من الواجبات المتحتمات على الدعاة والعلماء في هذا الزمان.
أسأل الله تعالى أن يكفي المسلمين شرر هذه الفرقة الضالة المارقة، وأن يكبت رؤوسها الضالين المضلين ويرد كيدهم في نحورهم، وأن ينصر أولياءه وجنده المخلصين، ويهيء لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة والتوحيد ويذل فيه أهل الزيغ والتنديد.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:48 م]ـ
ردود على الأحباش
النهج السوي في الرد على الحبشي
http://abu-qatada.com/dl?i=thckpp34
إطلاق الأعنة في الكشف عن مخالفات الحبشي
http://abu-qatada.com/r?i=2o0p6fxm
المقالات السنية في كشف ضلالات الفرقة الحبشية
http://abu-qatada.com/dl?i=awz7rs3g
موسوعة أهل السنة في نقد أصول فرقة الأحباش ومن وافقهم في أصولهم
http://saaid.net/book/11/3916.rar
الحبشي شذوذه وأخطاؤه
http://saaid.net/Doat/dimashqiah/02.zip
ـ[مسدد2]ــــــــ[22 - 04 - 09, 05:33 ص]ـ
اقتباس من كلام الاخ أبي معاذ السلفي ..
((ومن غرائبهم عندنا في الأردن أنهم يأتون إلى القرى النائية فيبدؤون أول ما يبدؤون به تعليم العجائز والعوام بتلقينهم مسائل معدودة تنحصر في "أن الله في كل مكان"))
انتهى
لعله سهو؟ فإنهم يقولون بأن الله بلا مكان و يكفرون من يقول أن الله تعالى في كل مكان، إلا إن قيد بالعلم أو القدرة ..
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 02:25 م]ـ
اقتباس من كلام الاخ أبي معاذ السلفي ..
((ومن غرائبهم عندنا في الأردن أنهم يأتون إلى القرى النائية فيبدؤون أول ما يبدؤون به تعليم العجائز والعوام بتلقينهم مسائل معدودة تنحصر في "أن الله في كل مكان"))
انتهى
لعله سهو؟ فإنهم يقولون بأن الله بلا مكان و يكفرون من يقول أن الله تعالى في كل مكان، إلا إن قيد بالعلم أو القدرة ..
بارك الله فيك أخي على التنبيه
و الكلام هو للشيخ أبي محمد المقدسي حفظه الله فلعله قصد بذلك أنه في كل مكان بعلمه و قدرته.
و الله أعلم.(23/193)
ماذا تعرف عن عقيدة الإمام الخطابي رحمه الله؟
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:16 ص]ـ
الإمام الخطابي رحمه إمام لا يجهله إلا من كان بمعزل عن العلم، فما من باحث إلا ويحتاج إلى علمه ليزين به بحثه، وإن المطالع في كتب العلماء خصوصا الشروح يجد أنهم يكثرون من النقل عنه خصوصا الحافظ ابن حجر رحمه الله.
ومن أبرز مؤلفاته: (معالم السنن) شرح سنن أبي داود، وشرح البخاري (أعلام الحديث).
وإن الناظر في هذه الكتب وتلك النقولات من ابن حجر وغيره يرى أنه يسلك مسالك الأشاعرة في باب الصفات بل إنه المهرب لكثير من الشراح والمحققين المعاصرين، فما إن يمر حديث فيه صفة للرب إلا ويوردون كلامه عليها، ولهذا كان أكثر ما نقل عنه من كلامه إنما هو في باب الصفات.
انظر مثلا: الفتح (13/ 417) وأعلام الحديث (3/ 1898 - 1930 - 1933)
وهذا ما حدى كثير من العلماء في هذا الزمن إلى القول بأن الخطابي أشعري المذهب، ولا لوم عليهم خصوصا إذا وقفوا على تلك النقولات والشروحات على أحاديث الصفات، والله المستعان.
ولكن نرى أن قوما آخرين قالوا إن الخطابي على منهج السلف رحمهم الله فهو سلفي المعتقد في باب الصفات، خصوصا إذا علمنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكثر من النقل عنه كما نقل عنه في الفتاوى انظر مثلا (6/ 355) وكذلك الإمام الذهبي نقل عنه كما في العلو (المختصر ص257)
فترى أن الناس مضطربون في بيان عقيدته.
والذي يظهر والله تعالى أعلم أن الخطابي على منهج السلف ولله الحمد، وما نقل عنه من التأويل كان في أول أمره ثم أنتقل إلى مذهب السلف، ومما يدل على صحة هذا القول رسالته العظيمة الموسومة (الغنية عن الكلام وأهله)، وقد نقل منها شيخ الإسلام طرفا من ذلك في الفتوى الحموية نذكره بحرفه للفائدة، قال شيخ الإسلام في الفتاوى (5/ 58): ما ذكره أبو سليمان الخطابى فى رسالته المشهورة فى الغنية عن الكلام وأهله قال فأما ما سألت عنه من الصفات وما جاء منها فى الكتاب والسنة فان مذهب السلف اثباتها واجراؤها على ظواهرها ونفى الكيفية والتشبيه عنها وقد نفاها قوم فابطلوا ما أثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا فى ذلك الى ضرب من التشبيه والتكييف وانما القصد فى سلوك الطريقة المستقيمة بين الأمرين ودين الله تعالى بين الغالى فيه والجافى والمقصر عنه والأصل فى هذا أن الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات ويحتذى فى ذلك حذوه ومثاله فاذا كان معلوما أن اثبات البارى سبحانه انما هو اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته انما هو اثبات وجود لا اثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا يد وسمع وبصر وما أشبهها فانما هى صفات اثبتها الله لنفسه ولسنا نقول أن معنى اليد القوة أو النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالأيدى والأسماع والأبصار التى هى جوارح وأدوات للفعل ونقول أن القول انما وجب باثبات الصفات لأن التوقيف ورد بها ووجب نفى التشبيه عنها لأن الله ليس كمثله شىء وعلى هذا جرى قول السلف فى أحاديث الصفات هذا كله كلام الخطابى. أهـ كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
والجواب عن ما بقي من مؤلفاته: أنه ربما أرد تغييرها ولم يسعفه الوقت فاخترمته المنية قبل ذلك، أو أن ما نقل عنه مما طارت به الركبان قبل اتباعه منهج السلف، وهذا كله من باب إحسان الظن بالأئمة، ولا يعتقد أن يكون العكس حصل للخطابي، لأن من عرف الحق فلن ينتقل عنه إلا أن يشاء الله. فالحق له نور خصوصا في باب صفات الرب سبحانه
وهناك مؤلف في بيان عقيدة الخطابي للعلوي لمن أرد الاستزادة والله تعالى أعلم بالصواب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 09 - 02, 04:51 ص]ـ
قال الحافظ الفقيه المحدث ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه العظيم فتح الباري (7/ 237) (وكذلك ذكره الخطابي في رسالته في (الغنية عن الكلام وأهله) وهذا يدل على أن ما يؤخذ من كلامه في كثير من كتبه مما يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكلمين (((فقد رجع عنه)))، فإن نفي كثير من الصفات إنما هو مبني على ثبوت هذه الطريقة0
قال الخطابي 00000ثم ساق ابن رجب قطعة من هذه الرسالة النفيسة إلى ص 239
فهذا يدل على رجوع الخطابي رحمه الله إلى إثبات الصفات على مذهب السلف
والله تعالى أعلم
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[12 - 09 - 02, 02:35 م]ـ
أثابك الله أخي عبد الرحمن على هذه الفائدة العظيمة، التي توجت خلاصة البحث.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 02 - 03, 01:02 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[03 - 02 - 03, 11:59 ص]ـ
جزاك الله خيراًً على هذه الفائدة ..
الحمد لله على عودتك بعد طول غياب، فقد افتقدتك منذ فترة ..
ونحن في انتظار مشاركاتك ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 03, 03:34 م]ـ
هذا الكتاب الغنية للخطابي
موجود في الأجزاء الحديثية (السيدي) الذي نشره مركز التراث للحاسب الألي، ولم يذكر في البطاقة للكتاب إلا اسم الكتاب والمؤلف.
قد اطلعت عليه قبل سنوات وهو الآن ليس عندي فليته يراجع.
وأذكر أني أخبرت بذلك الشيخ عبد الله الغنيمان، فقال: يوجد مختصر له اختصره السيوطي.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/194)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[11 - 05 - 03, 04:23 م]ـ
يوجد رسالة جامعية بعنوان:
" الإمامُ الخطابيُّ ومنهجهُ في العقيدةِ "
بقلم: أبي عبد الرحمن الحسن بن عبد الرحمن العلوي.
وتقديم الشيخ حماد بن محمد الأنصاري.
يمكن الرجوع إليها.
ـ[أبو محمد الديحاني]ــــــــ[11 - 05 - 03, 05:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,, على هذا التوضيح القيم ,,,, لقد قرات كتابه (معالم السنن) ولم أنتهي منه إلى الآن ,,, وتعجبت منه غاية على على جودة الإستنباط,,,, وقوة الملاحظة ,,, ومتانة الفقه ,,, رحمه الله رحمة واسعة ,,,,
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 03, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخذت السيدي من أحد الأخوة ووجدت ماذكرت سابقا من وجود هذه الرسالة العظيمة للخطابي مع الأجزاء الحديثية في شريط الثراث وما أدري ما علاقتها بالأجزاء ولا من أين جاءوا بها، المهم هذه بعض الصفحات من أول الرسالة:
الغنية عن الكلام وأهله ج: 1 ص: 23
قال الإمام الخطابي رحمه الله:
عصمنا الله وإياك أخي من الأهواء المضلة والآراء المغوية والفتن المحيرة ورزقنا وإياك الثبات على السنة والتمسك بها ولزوم الطريقة المستقيمة التي درج عليها السلف وانتهجها بعدهم صالحو الخلف وجنبنا وإياك مداحض البدع وبنيات طرقها العادلة عن نهج الحق وسواء الواضحة وأعاذنا وإياك من حيرة الجهل وتعاطي الباطل والقول بما ليس لنا به علم والدخول فيما لا يعنينا والتكلف لما قد كفينا الخوض فيه ونهينا عنه ونعمنا وإياك بما علمنا وجعله سببا لنجاتنا ولا جعله وبالا علينا برحمته وقفت على مقالك أخي وليك الله بالحسنى وما وصفته من أمر ناحيتك وما ظهر بها من مقالات أهل الكلام وخوض الخائضين فيها وميل بعض منتحلي السنة إليها واغترارهم بها واعتذارهم في ذلك بأن الكلام وقاية للسنة وجنة لها يذب به عنها ويذاد بسلاحه عن حرمها وفهمت ما ذكرته من ضيق صدرك بمجالستهم وتعذر الأمر عليك في مفارقتهم لأن موقفك بين أن تسلم لهم ما يدعونه من ذلك فتقبله وبين أن تقابلهم على ما يزعمونه فترده وتنكره وكلا الأمرين يصعب عليك أما القبول فلأن الدين يمنعك منه ودلائل الكتاب والسنة تحول بينك وبينه وأما الرد والمقابلة فلأنهم يطالبونك بأدلة العقول ويؤاخذونك بقوانين الجدل ولا يقنعون منك بظواهر الأمور وسألتني أن أمدك بما يحضرني في نصرة الحق من علم وبيان وفي رد مقالة هؤلاء القوم من حجة وبرهان وأن أسلك في ذلك طريقة لا يمكنهم دفعها ولا يسوغ لهم من جهة العقل جحدها وإنكارها فرأيت إسعافك به لازما في حق الدين وواجب النصيحة لجماعة المسلمين فإن الدين النصيحة واعلم يا أخي أدام الله سعادتك أن هذه الفتنة قد عمت اليوم وشملت وشاعت في البلاد واستفاضت فلا يكاد يسلم من رهج غبارها إلا من عصمه الله تعالى وذلك مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الدين بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء فنحن البوم في ذلك الزمان وبين أهله فلا تنكر ما نشاهده منه وسلوا الله العافية من البلاء واحمده على ما وهب لك من السلامة وحاطك به من الرعاية وجميل الولاية ثم إني تدبرت هذا الشأن فوجدت عظم السبب فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل ذكاء وذهن ويوهمه أنه إن رضي في عمله ومذهبه بظاهر من السنة واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة وعد واحدا من الجمهور والكافة فإنه قد ضل فهمه واضمحل لطفه وذهنه فحركهم بذلك على التنطع في النظر والتبدع لمخالفة السنة والأثر ليبينوا بذلك من طبقة الدهماء ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء فاختدعهم بهذه الحجة حتى استزلهم عن واضح المحجة وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا عن حقائقها فلم يخلصوا منها إلى شفاء نفس ولا قبلوها بيقين علم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/195)
ولما رأو كتاب الله تعالى ينطق بخلاف ما انتحلوه ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه ضربوا بعض آياته ببعض وتأولوها على ما سنح لهم في عقولهم واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسنته المأثورة عنه وردوها على وجوبها وأساؤا في نقلتها القالة ووجهوا عليهم الظنون ورموهم بالتزندق ونسبوهم إلى ضعف المنة وسوء المعرفة لمعاني ما يروونه من الأحاديث والجهل بتأويله ولو سلكوا سبيل القصد ووقفوا عندما انتهى بهم التوقيف لوجدوا برد التقى وروح القلوب ولكثرت البركة وتضاعف النماء وانشرحت الصدور ولأضاءت فيها مصابيح النور والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم واعلم أدام الله توفيقك أن الأئمة الماضين والسلف المتقدمين لم يتركوا هذا النمط من الكلام وهذا النوع من النظر عجزا عنه ولا انقطاعا دونه وقد كانوا ذوي عقول وافرة وأفهام ثاقبة وقد كان وقع في زمانهم هذه الشبه والآراء وهذه النحل والأهواء وإنما تركوا هذه الطريقة وأضربوا عنها لما تحققوا من فتنتها وحذروه من سوء مغبتها وقد كانوا على بينة من أمرهم وعلى بصيرة من دينهم لما هداهم الله له من توفيقه وشرح به صدورهم من نور معرفته ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته وتوقيف السنة وبيانها غناء ومندوحة عما سواهما وأن الحجة قد وقعت بهما والعلة أزيحت بمكانهما فلما تأخر الزمان بأهله وفترت عزائمهم في طلب حقائق علوم الكتاب والسنة وقلت عنايتهم بها واعترضهم الملحدون بشبههم والمتحذلقون بجدلهم حسبوا أنهم إن لم يردوهم عن أنفسهم بهذا النمط من الكلام ولم يدافعوهم بهذا النوع من الجدل لم يقووهم ولم يظهروا في الحجاج عليهم فكان ذلك ضلة من الرأي وغبنا منه وخدعة من الشيطان والله المستعان فإن قال هؤلاء القوم فإنكم قد أنكرتم الكلام ومنعتم استعمال أدلة العقول فما الذي تعتمدون عليه في صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون إلى معرفة حقائقها وقد علمتم أن الكتاب لم يعلم حقه وأن الرسول لم يثبت صدقه إلا بأدلة العقول وأنتم قد نفيتموها قلنا إنا لا ننكر أدلة العقول والتوصل بها إلى المعارف ولكنا لا نذهب في استعمالها إلى الطريقة التي سلكتموها في الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها على حدوث العالم وإثبات الصانع ونرغب عنها إلى ما هو أوضح بيانا وأصح برهانا وإنما هو الشيء أخذتموه عن الفلاسفة وتابعتموهم عليه وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء فأما مثبتو النبوات فقد أغناهم الله تعالى عن ذلك وكفاهم كلفة المؤونة في ركوب هذه الطريقة المنعرجة التي لا يؤمن العنت على راكبها والانقطاع على سالكها وبيان ما ذهب إليه السلف من أئمة المسلمين في الاستدلال على معرفة الصانع وإثبات توحيده وصفاته وسائر ما ادعى أهل الكلام تعذر الوصول إليه إلا من الوجه الذي يذهبون إليه ومن الطريقة التي يسلكونها ويزعمون أن من لم يتوصل إليه من تلك الوجوه كان مقلدا غير موحد على الحقيقة هو أن الله تعالى لما أراد إكرام من هداه لمعرفته بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وقال له يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته. اهـ
إلى آ خر الرسالة القيمة فلتراجع.
وقد كان فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير قد نبه على مسألة عقيدة الخطابي في الدورة التي أقيمت قبل سنوات في مناهج شروح الكتب الستة فجزاه الله خيرا، وجزاء الله خيرا الأخ خالد الشايع على طرحه هنا
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[13 - 05 - 03, 09:45 ص]ـ
أحبتي في الله:
نفع الله بعلمكم، وأثابكم على هذا الإثراء، ولعل هذا أقل القليل في
الذب عن هذا الإمام الجليل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 08 - 03, 03:29 ص]ـ
هذه الرسالة منقولة كاملة، نسأل الله أن ينفع بها
الغنية عن الكلام وأهله
للإمام الخطابي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الخطابي رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/196)
عصمنا الله وإياك أخي من الأهواء المضلة والآراء المغوية والفتن المحيرة ورزقنا وإياك الثبات على السنة والتمسك بها ولزوم الطريقة المستقيمة التي درج عليها السلف وانتهجها بعدهم صالحو الخلف وجنبنا وإياك مداحض البدع وبنيات طرقها العادلة عن نهج الحق وسواء الواضحة وأعاذنا وإياك من حيرة الجهل وتعاطي الباطل والقول بما ليس لنا به علم والدخول فيما لا يعنينا والتكلف لما قد كفينا الخوض فيه ونهينا عنه ونعمنا وإياك بما علمنا وجعله سببا لنجاتنا ولا جعله وبالا علينا برحمته
وقفت على مقالك أخي وليك الله بالحسنى وماوصفته من أمر ناحيتك وما ظهر بها من مقالات أهل الكلام وخوض الخائضين فيها وميل بعض منتحلي السنة إليها واغترارهم بها واعتذارهم في ذلك بأن الكلام وقاية للسنة وجنة لها يذب به عنها ويذاد بسلاحه عن حرمها وفهمت ما ذكرته من ضيق صدرك بمجالستهم وتعذر الأمر عليك في مفارقتهم لأن موقفك بين أن تسلم لهم ما يدعونه من ذلك فتقبله وبين أن تقابلهم على ما يزعمونه فترده وتنكره وكلا الأمرين يصعب عليك أما القبول فلأن الدين يمنعك منه ودلائل الكتاب والسنة تحول بينك وبينه وأما الرد والمقابلة فلأنهم يطالبونك بأدلة العقول ويؤاخذونك بقوانين الجدل ولا يقنعون منك بظواهر الأمور
وسألتني أن أمدك بما يحضرني في نصرة الحق من علم وبيان وفي رد مقالة هؤلاء القوم من حجة وبرهان وأن أسلك في ذلك طريقة لا يمكنهم دفعها ولا يسوغ لهم من جهة العقل جحدها وإنكارها فرأيت إسعافك به لازما في حق الدين وواجب النصيحة لجماعة المسلمين فإن الدين النصيحة
واعلم يا أخي أدام الله سعادتك أن هذه الفتنة قد عمت اليوم وشملت وشاعت في البلاد واستفاضت فلا يكاد يسلم من رهج غبارها إلا من عصمه الله تعالى وذلك مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الدين بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء فنحن البوم في ذلك الزمان وبين أهله فلا تنكر ما نشاهده منه وسلوا الله العافية من البلاء واحمده على ما وهب لك من السلامة وحاطك به من الرعاية وجميل الولاية
ثم إني تدبرت هذا الشأن فوجدت عظم السبب فيه أن الشيطان صار اليوم بلطيف حيلته يسول لكل من أحس من نفسه بزيادة فهم وفضل ذكاء وذهن ويوهمه أنه إن رضي في عمله ومذهبه بظاهر من السنة واقتصر على واضح بيان منها كان أسوة للعامة وعد واحدا من الجمهور والكافة فإنه قد ضل فهمه واضمحل لطفه وذهنه فحركهم بذلك على التنطع في النظر والتبدع لمخالفة السنة والأثر ليبينوا بذلك من طبقة الدهماء ويتميزوا في الرتبة عمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء فاختدعهم بهذه الحجة حتى استزلهم عن واضح المحجة وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها وتاهوا عن حقائقها فلم يخلصوا منها إلى شفاء نفس ولا قبلوها بيقين علم ولما رأو كتاب الله تعالى ينطق بخلاف ما انتحلوه ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه ضربوا بعض آياته ببعض وتأولوها على ما سنح لهم في عقولهم واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسنته المأثورة عنه وردوها على وجوبها وأساؤا في نقلتها القالة ووجهوا عليهم الظنون ورموهم بالتزندق ونسبوهم إلى ضعف المنة وسوء المعرفة لمعاني ما يروونه من الأحاديث والجهل بتأويله ولو سلكوا سبيل القصد ووقفوا عندما انتهى بهم التوقيف لوجدوا برد التقى وروح القلوب ولكثرت البركة وتضاعف النماء وانشرحت الصدور ولأضاءت فيها مصابيح النور والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
واعلم أدام الله توفيقك أن الأئمة الماضين والسلف المتقدمين لم يتركوا هذا النمط من الكلام وهذا النوع من النظر عجزا عنه ولا انقطاعا دونه وقد كانوا ذوي عقول وافرة وأفهام ثاقبة وقد كان وقع في زمانهم هذه الشبه والآراء وهذه النحل والأهواء وإنما تركوا هذه الطريقة وأضربوا عنها لما تحققوا من فتنتها وحذروه من سوء فيها وقد كانوا على بينة من أمرهم وعلى بصيرة من دينهم لما هداهم الله له من توفيقه وشرح به صدورهم من نور معرفته ورأوا أن فيما عندهم من علم الكتاب وحكمته وتوقيف السنة وبيانها غناء ومندوحة عما سواهما وأن الحجة قد وقعت بهما والعلة أزيحت بمكانهما فلما تأخر الزمان بأهله وفترت عزائمهم في طلب حقائق علوم الكتاب والسنة وقلت عنايتهم بها واعترضهم الملحدون بشبههم والمتحذلقون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/197)
بجدلهم حسبوا أنهم إن لم يردوهم عن أنفسهم بهذا النمط من الكلام ولم يدافعوهم بهذا النوع من الجدل لم يقووهم ولم يظهروا في الحجاج عليهم فكان ذلك ضلة من الرأي وغبنا منه وخدعة من الشيطان والله المستعان
فإن قال هؤلاء القوم فإنكم قد أنكرتم الكلام ومنعتم استعمال أدلة العقول فما الذي تعتمدون عليه في صحة أصول دينكم ومن أي طريق تتوصلون إلى معرفة حقائقها وقد علمتم أن الكتاب لم يعلم حقه وأن الرسول لم يثبت صدقه إلا بأدلة العقول وأنتم قد نفيتموها
قلنا إنا لا ننكر أدلة العقول والتوصل بها إلى المعارف ولكنا لا نذهب في استعمالها إلى الطريقة التي سلكتموها في الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها على حدوث العالم وإثبات الصانع ونرغب عنها إلى ما هو أوضح بيانا وأصح برهانا وإنما هو الشيء أخذتموه عن الفلاسفة وتابعتموهم عليه وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء فأما مثبتو النبوات فقد أغناهم الله تعالى عن ذلك وكفاهم كلفة المؤونة في ركوب هذه الطريقة المنعرجةالتي لا يؤمن العنت على راكبها والانقطاع على سالكها وبيان ما ذهب إليه السلف من أئمة المسلمين في الاستدلال على معرفة الصانع وإثبات توحيده وصفاته وسائر ما ادعى أهل الكلام تعذر الوصول إليه إلا من الوجه الذي يذهبون إليه ومن الطريقة التي يسلكونها ويزعمون أن من لم يتوصل إليه من تلك الوجوه كان مقلدا غير موحد على الحقيقة هو أن الله تعالى لما أراد إكرام من هداه لمعرفته بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وقال له (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع وفي مقامات له شتى وبحضرته عامة أصحابه ألا هل بلغت وكان الذي أنزل إليه الوحي وأمر بتبليغه هم كمال الدين وتمامه لقوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) فلم يترك صلى الله عليه وسلم شيئا من أمر الدين قواعده وأصوله وشرائعه وفصوله إلا بينه وبلغه على كماله وتمامه ولم يؤخر بيانه عن وقت الحاجة إليه إذ لا خلاف بين فرق الأمة أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز بحال ومعلوم أن أمر التوحيد وإثبات الصانع لا تزال الحاجة ماسة إليه أبدا في كل وقت وزمان ولو أخر عنه البيان لكان التكليف واقعا بما لا سبيل للناس إليه وذلك فاسد غير جائز وإذا كان الأمر على ما قلناه وقد علمناه يقينا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعهم في أمر التوحيد إلى الاستدلال بالأعراض وتعلقها بالجواهر وانقلابها فيها إذ لا يمكن أحد من أصحابه من هذا النمط حرفا واحدا فما فوقه لا من طريق تواتر ولا آحاد علم أنهم قد ذهبوا خلاف مذهب هؤلاء وسلكوا غير طريقتهم ولو كان في الصحابة قوم يذهبون مذاهب هؤلاء في الكلام والجدال لعدوا في جملة المتكلمين ولنقل إلينا أسماء متكلميهم كما نقل أسماء فقهائهم وقرائهم وزهادهم فلما لم يظهر ذلك دل على أنه لم يكن لهذا الكلام عندهم أصل وإنما ثبت عندهم أمر التوحيد من وجوه:
أحدها ثبوت النبوة بالمعجزات التي أوردها نبيهم من كتاب قد أعياهم أمره وأعجزهم شأنه وقد تحداهم به وبسورة من مثله وهم العرب الفصحاء والخطباء والبلغاء فكل عجز عنه ولم يقدر على شيء منه إما بأن لا يكون من قواهم ولا من طباعهم أن يتكلموا بكلام يضارع القرآن في جزالة لفظه وبديع نظمه وحسن معانيه وإما أن يكون ذلك في وسعهم وتحت قدرتهم طبعا وتركيبا ولكنهم منعوه وصرفوا عنه ليكون آية لنبوته وحجة عليهم في وجوب تصديقه وإما أ يكون إنما عجزوا عن علم ما جمع في القرآن من أنباء ما كان والإخبار عن الحوادث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/198)
أحدها ثبوت النبوة بالمعجزات التي أوردها نبيهم من كتاب قد أعياهم أمره وأعجزهم شأنه وقد تحداهم به وبسورة من مثله وهم العرب الفصحاء والخطباء والبلغاء فكل عجز عنه ولم يقدر على شيء منه إما بأن لا يكون من قواهم ولا من طباعهم أن يتكلموا بكلام يضارع القرآن في جزالة لفظه وبديع نظمه وحسن معانيه وإما أن يكون ذلك في وسعهم وتحت قدرتهم طبعا وتركيبا ولكنهم منعوه وصرفوا عنه ليكون آية لنبوته وحجة عليهم في وجوب تصديقه وإما أ يكون إنما عجزوا عن علم ما جمع في القرآن من أنباء ما كان والإخبار عن الحوادث
ودعاهم إليه من أمر وحدانية الله تعالى وإثبات صفاته وإلى ذلك ما وجدوه في أنفسهم وفي سائر المصنوعات من آثار الصنعة ودلائل الحكمة الشاهدة على أن لها صانعا حكيما عالما خبيرا تام القدرة بالغ الحكمة وقد نبههم الكتاب عليه ودعاهم إلى تدبره وتأمله والاستدلال به على ثبوت ربوبيته فقال (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) الذاريات 21 إشارة إلى ما فيها من آثار الصنعة ولطيف الحكمة الدالين على وجود الصانع الحكيم لما ركب فيها من الحواس التي يقع عنها الإدراك والجوارح التي يتأثر بها القبض والبسط والأعضاء المعدة للأفعال التي هي خاصة بها كالأضراس الحادثة فيهم عند غنائهم عن الرضاع وحاجتهم إلى الغذاء فيقع بها الطحن له وكالمعدة التي اتخذت لطبخ الغذاء والكبد التي يسلك إليها صفاوته وعنها يكون انقسامه على الأعضاء في مجاري العروق المهيأة لنفوذه إلى أطراف البدن وكالأمعاء التي إليها يرسبثفل الغذاء وتمجه فيبرز عن البدن وكقوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت) الغاشية 17 20
وكقوله (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) آل عمران 190 وما أشبه ذلك من جلال الأدلة وظواهر الحجج التي يدركها كافة ذوي العقول وعامة من يلزمه حكم الخطاب مما يطول تتبعه واستقراؤه فعن هذه الوجوه ثبت عندهم أمر الصانع وكونه ثم تبينوا وحدانيته وعلمه وقدرته بما شاهدوه من اتساق أفعاله على الحكمة واطرادها في سبلها وجريها على إدلالها ثم علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب المنزل بأن حقه وعن قول النبي صلى الله عليه وسلم المرسل الذي قد ظهر صدقة ثم تلقى جملة أمر الدين عنهم أخلاقهم وأتباعهم كافة عن كافة قرنا بعد قرن فتناولوا ما سبيله الخبر منها تواترا واستفاضة على الوجه الذي تقوم به الحجة وينقطع فيه العذر ثم كذلك من بعدهم عصرا بعد عصر إلى آخر من تنتهي إليه الدعوة وتقوم عليه به الحجة فكان ما اعتمده المسلمون في الاستدلال أصح وأبين وفي التوصل إلى المقصود به أقرب إذ كان التعلق في أكثر إنما هو بمعان تدرك بالحس وبمقدمات من العلم مركبة عليها لا يقع الخلف في دلالاتها
فأما الأعراض فأن التعلق بها أن يكون عسرا وإما أن يكون تصحيح الدلالة من جهتها عسرا متعذرا وذلك أن اختلاف الناس قد كثر فيها فمن قائل لا عرض في الدنيا ناف لوجود الأعراض أصلا وقائل إنها قائمة بأنفسها لا تخالف الجواهر في هذه الصفة إلى غير ذلك من الاختلاف فيها وأوردوا في نفيها شبها قوية فالاستدلال بها والتعلق بأدلتها لا يصح إلا بعد التخلص من تلك الشبه والانفكاك عنها
والطريقة التي سلكناها سليمة من هذه الآفات بريئة من هذه العيوب فقد بان ووضح فساد قول من زعم وادعى من المتكلمين أن من لم يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده من الوجه الذي يصححونه في الاستدلال فإنه غير موحد في الحقيقة لكنه مستسلم مقلد وأن سبيله سبيل الذرية في كونها تبعا للآباء في الإسلام وثبت أ قائل هذا القول مخطئ وبين يدي الله ورسوله مقدم وبعامة الصحابة وجمهور السلف مزر وعن طريقة السنة عادل وعن نهجها ناكب فهذا قولهم ورأيهم في عامة السلف وجمهور الأئمة وفقهاء الخلف فلا تشتغل رحمك الله بكلامهم ولا تغتر بكثرة مقالاتهم فإنها سريعة التهافت كثيرة التناقض وما من كلام نسمعه لفرقة منهم إلا ولخصومهم عليه كلام يوازيه أو يقاربه فكل بكل معارض وبعض ببعض مقابل وإنما يكون تقدم الواحد منهم وفلجه على خصمه بقدر حظه من البيان وحذقة في صنعة الجدل والكلام وأكثر ما يظهر به بعضهم على بعض إنما هو إلزام من طريق الجدل على أصول مؤصلة ومناقضات على مقالات حفظوها عليهم فهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/199)
يطالبونهم بعودها وطردها فمن تقاعد عن شيء منها سموه من طريق الجدل منقطعا وجعلوه مبطلا وحكموا بالفلج لخصمه عليه والجدل لا يبين به حق ولا تقوم به حجة وقد يكون الخصمان على مقالتين مختلفتين كلتاهما باطلة ويكون الحق في ثالثة غيرهما فمناقضة أحدهما صاحبه غير مصحح مذهبه وإن كان مفسدا به قول خصمه لأنهما مجتمعان معا في الخطأ مشتركان فيه كقول الشاعر فيهم
حجج تهافت كالزجاج تخالها #### حقا وكل كاسر مكسور
وإنما كان الأمر كذلك لأن واحدا من الفريقين لا يعتمد في مقالته التي ينصرها أصلا صحيحا وإنما هو أوضاع وآراء تتكافأ وتتقابل فيكثر المقال ويدوم الاختلاف ويقل الصواب قال الله تعالى (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) النساء 82 فأخبر سبحانه أن ما كثر فيه الاختلاف فإنه ليس من عنده وهذا من أدل الدليل على أن مذاهب المتكلمين فاسدة لكثرة ما يوجد فيها من الاختلاف المفضي بهم إلى التكفير والتضليل وذلك صفة الباطل الذي أخبر الله سبحانه عنه ثم قال في صفة الحق (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) الأنبياء 18
فإن قيل إن دلائل النبوة ومعجزات النبي صلى الله عليه وسلم ما عدا القرآن إنما نقلت إلينا من طريق الآحاد على من كان في الزمان المتأخر لجواز وقوع الغلط فيها واعتراض الآفات من الكذب وغيره عليها قيل هذه الأخبار وإن كان شروط التواتر في آحادها معدومة فإن جملتها راجعة من طريق المعنى إلى التواتر ومتعلقة به جنسا لأن بعضها يوافق بعضا ويجانسه إذ كل ذلك واقع تحت الإعجاز والأمر المزعج للخواطر الناقض لمجرى العادات
ومثال ذلك أن يروي قوم أن حاتم الطائي وهب لرجل مائة من الإبل ويروي آخرون أنه وهب لرجل آخر ألفا من الغنم وآخرون أنه وهب لآخر عشرة أرؤس من الخيل وارقيق وما يشبه ذلك حتى يكثر عدد ما يروى منه فهو وإن لم يثبت التواتر في كل واحد منها نوعا نوعا فقد ثبت التواتر في جنسها فقد حصل من جملتها العلم الصحيح بأن حاتما سخي كذلك هذه الأمور فإن لم تثبت أفراد أعيانها تواترا فقد ثبتت برواية الجم الغفير الذي
لا يحصى عددهم ولا يتوهم التواطؤ في الكذب عليهم أنه جاء بمعنى معجز للبشر خارج عما في قدرتهم فصح بذلك أمر نبوته وبالله التوفيق
فإن قيل فيجب على هذه المقدمة التي قدمتموها أن لا يكون الإيمان بالله ولا معرفة وحدانيته واجبا على من يعقل قبل أن يبعث إليه رسول وأن لا يكون بتركه مؤاخذا وعليه معاقبا قيل كذلك نقول وعليه دل قوله سبحانه (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الإسراء 15 وقوله حكاية عمن استحق العقوبة على ترك الإيمان به وبالبعث (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى) الزمر 71 فأقام الحجة عليهم ببعثه الرسل فلو كانت الحجة لازمة بنفس العقل لم تكن بعثة الرسل شرطا لوجوب العقوبة وقال صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاالل) ه فدل على أنه الداعي إلى الإيمان وصح أن الدعوة له والحجة إنما تقوم به
والحمد لله رب العالمين
هذا آخر كلام الخطابي وكان إماما في الفقه واللغة وغيرها توفى في ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[17 - 04 - 05, 08:21 ص]ـ
يرفع رفعنا الله وإياكم بمناسبة منتدى العقيدة الجديد
ـ[أبو يزيد التهامي]ــــــــ[29 - 05 - 05, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أطلع على رسالة العلوي لكن وقفت على نصوص لشيخ الإسلام ابن تيمية لعلي فهمت منها أن الخطابي في إثباته كأبي الحسن الأشعري الذي أثبت الصفات في آخر أمره لكن رجع إلى مذهب الكلابية كما هو ظاهر من كلام شيخ الاسلام رحمه الله فهو لم يرجع إلى مذهب السلف فلعل الخطابي من هذا القبيل وهذا يظهر من هذه النصوص:
درء تعارض النقل 3/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/200)
أما من قال: إن هذه المعقولات تعارض المفهوم الظاهر من الآيات والأحاديث من غير أن يقول: إن العلم بصدق الرسول موقوف عليها كما يقول من يعتقد صحة هذه الطريق: طريقة الاستدلال على الصانع بحدوث الأعراض وتركيب الأجسام وإن قال إنه يمكن تصديق الرسول بدونها كما يقول الأشعري نفسه وكثير من أصحابه والرازي وأمثاله وكثير من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية يوجد شيء من هذا في كلام المحاسبي وأبي حاتم البستي والخطابي وأبي الحسن التميمي والقاضي أبي يعلى وابن عقيل وابن الزاغوني وغير هؤلاء - فإن هؤلاء وجمهور المسلمين يقولون: إنه يمكن تصديق الرسل بدون طريقة حدوث الأعراض وتركيب الأجسام
لكن هؤلاء وغيرهم يعتقدون صحة تلك الطريق وإن قالوا: إن تصديق الرسل لا يتوقف عليها
ثم منهم من يقول: إنها لا تعارض النصوص بل يمكن الجمع بينهما
وهذه طريق الأشعري وأئمة أصحابه: يثبتون الصفات الخبرية التي جاء بها القرآن مع اعتقادهم صحة طريقة الاستدلال بحدوث الأعراض وتركيب الأجسام
وهذه طريق أبي حاتم بن حبان البستي و أبي سليمان الخطابي والتميميين: كأبي الحسن التميمي وغيره من أهل بيته وأبي علي بن أبي موسى و القاضي أبي يعلى و أبي بكر البيهقي وابن الزاغوني وخلق كثير من طوائف المسلمين من الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية.
وقال شيخ الإسلام في موضع آخر في درء التعارض 4/ 24 تعليقا على كلام الخطابي في الغنية عن الكلام وأهله في طريقة الاستدلال على الصانع بحدوث الأعراض وتركيب الأجسام:
"وهكذا ذكر الخطابي في كتاب شعار الدين ما يتضمن هذا المعنى ولهذا كان من لم يعلم بطلان هذه الطريقة أو اعتقد صحتها قد يقول ببعض موجباتها كما يقع مثل ذلك في كلام الخطابي وأمثاله ما يوافق موجبها وقد أنكره عليه أئمة السلف والعلم كما هو مذكور في غير هذا الموضع وهذا قد وقع فيه طوائف من أصناف الناس من أصحاب أحمد و مالك و الشافعي و أبي حنيفة وغيرهم" وأشار إلى هذا في بيان تلبيس الجهمية 1/ 249،251وذكر أن هناك طوائف لا تبطل هذه الطريقة في الاستدلال على الصانع منهم الخطابي ونقل كلامه من كتابه شعار الدين والذي يظهر أنه بعد كتاب الغنية عن الكلام وأهله حيث أشار في كتابه الشعار إلى الغنية
وفي الاستقامة 1/ 70
فصل وكذلك لفظ الحركة أثبته طوائف من أهل السنة والحديث وهو الذي ذكره
حرب بن اسماعيل الكرماني في السنة التي حكاها عن الشيوخ الذين أدركهم كالحميدي وأحمد بن حنبل وسعيد ابن منصور وإسحاق بن إبراهيم وكذلك هو الذي ذكره عثمان ابن سعيد الدارمى في نقضه على بشر المريسى وذكر أن ذلك مذهب أهل السنة وهو قول كثير من أهل الكلام والفلسفة من الشيعة والكرامية والفلاسفة الأوائل والمتأخرين كأبي البركات صاحب المعتبر وغيرهم ونفاه طوائف منهم أبو الحسن التميمي وأبو سليمان الخطابي وكل من اثبت حدوث العالم بحدوث الأعراض كأبى الحسن الأشعري والقاضى أبي بكر بن الباقلاني وأبى الوفاء بن عقيل وغيرهم ممن سلك في إثبات حدوث العالم هذه الطريقة التي أنشأها قبلهم المعتزلة وهو أيضا قول كثير من الفلاسفة الأوائل والمتأخرين كإبن سينا وغيره والمنصوص عن الإمام أحمد إنكار نفي ذلك ولم يثبت عنه إثبات لفظ الحركة وإن أثبت أنواعا قد يدرجها المثبت في جنس الحركة فإنه لما سمع شخصا يروى حديث النزول ويقول ينزل بغير حركة ولا انتقال ولا بغير حال أنكر أحمد ذلك وقال قل كما قال رسول الله ص فهو كان أغير على ربه منك"
ولما ذكر شيخ الاسلام في الاصفهانية 1/ 96 مسألة قيام الأفعال بذاته المتعلقة بمشيئته كالإتيان والمجيء والاستواء ونحوها مما يثبته السلف رحمهم الله قال:" ذكر أبو عبد الله الرازي أن جميع الطوائف تلزمهم هذه المسألة وإن لم يلتزموها وأول من صرح بنفيها الجهمية من المعتزلة ونحوهم ووافقهم على ذلك أبو محمد بن كلاب وأتباعه كالحارث المحاسبي وأبي العباس القلانسي وأبي الحسن الأشعري ومن وافقهم من أتباع الأئمة كالقاضي أبي يعلى وأبي الوفاء بن عقيل وأبي الحسن بن الزاغوني وهو قول طائفة من متأخري أهل الحديث كأبي حاتم البستي والخطابي ونحوهما"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/201)
وفي كتابه بيان تلبيس الجهمية 1/ 440 لما ذكر إنكار ابن حبان أن يوصف الله بالحد قال:" قلت وقد أنكره طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني ولا يكاد يتجاوز ما أثبته أمثال هؤلاء مع ماله من معرفة بالفقه والحديث كأبي حاتم هذا وأبي سليمان الخطابي وغيرهما ولهذا يوجد للخطابي وأمثاله من الكلام ما يظن أنه متناقض حيث يتأول تارة ويتركه أخرى وليس بمتناقض فإن أصله إن الصفات التي في القرآن والأخبار الموافقة له أو ما في الاخبار المتواترة دون ما في الأخبار المحضة أو دون ما في غير المتواترة وهذه طريقة ابن عقيل ونحوه وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية
قال الخطابي في الرسالة الناصحة له ومما يجب أن يعلم في هذا الباب ويحكم القول فيه أنه لا يجوز أن يعتمد في الصفات إلا الأحاديث المشهورة إذ قد ثبت صحة أسانيدها وعدالة ناقليها فإن قوما من أهل الحديث قد تعلقوا منها بألفاظ لا تصح من طريق السند وإنما هي من رواية المفاريد والشواذ فجعلوها أصلا في الصفات وأدخلوها في جملتها كحديث الشفاعة وما روي فيه من قوله صلى الله عليه وسلم فأعود إلى ربي فأجده بمكانه أو في مكانه فزعموا على هذا المعنى أن الله تعالى مكانا تعالى الله عن ذلك وإنما هذه لفظة تفرد بها من هذه القصة شريك بن عبد الله ابن أبي نمر وخالفه أصحابه فيها ولم يتابعوه عليها وسبيل مثل هذه الزيادة أن ترد ولا تقبل لاستحالتها ولأن مخالفة أصحاب الراوي له روايته كاختلاف البينة وإذا تعارضت البينتان سقطتا معا وقد تحتمل هذه اللفظة لو كانت صحيحة أن يكون معناها أن يجد ربه عز وجل بمكانه الأول من الإجابة في الشفاعة والإسعاف بالمسألة إذ كان مرويا في الخبر أنه يعود مرارا فيسأل ربه تعالى في المذنبين من أمته كل ذلك يشفعه فيهم ويشفعه في مسألتهم"
بيان تلبيس الجهمية 2/ 169
"فصل
والكلام على هذه الحجة في مقامين احدهما منع المقدمة الاولى والثاني منع الثانية
اما الاول فهو قول من يقول هو فوق العرش وليس له حد ولا مقدار ولا هو جسم كما يقول ذلك كثير من الصفاتية من الكلابية وائمة الاشعرية وقدمائهم ومن وافقهم من الفقهاء والطوائف الاربعة وغيرهم واهل الحديث والصوفية وغير هؤلاء وهم امم لا يحصيهم الا الله ومن هؤلاء ابو حاتم ابن حبان وابو سليمان الخطابي البستيان"
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 05 - 05, 02:16 ص]ـ
هذه الرسالة التي في موسوعة التراث هي مختصر السيوطي الذي طبع مع صون المنطق والكلام للسيوطي. والله أعلم.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 06:04 م]ـ
السلام عليكم
أخي العزيز أبو يزيد التهامي، الموضوع الذي نشرته له علاقة مهمة جداً ببحث كلفت به بعنوان (الخطابي وآراؤه الكلامية) فأتمنى منك مخلصاً إن كنت قد وقفت على موضوعات أو كتب لها علاق بالبحث أن تخبرني بها، ولك مني خالص الدعاء.
عنواني:
ALMUSSTAQBEL@YAHOO.COM
ـ[العاصمي]ــــــــ[06 - 02 - 06, 09:11 م]ـ
رفعته ليطّلع عليه أخي الحبيب الودود أبو حازم فكري الإسكندريّ، زاده الله فضلا ونبلا وتوفيقا، وسيجد في هذا الموضوع نصّ اختصار السيوطيّ كتاب " الغنية " للخطّابيّ رحمه الله تعالى، وفوائد نفيسة ترفد بحثه، وتغني دراسته ...
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[28 - 09 - 07, 03:42 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 09:33 م]ـ
ماذا عن عقيدته في الإيمان والقدر وأول واجب على المكلف وغيرها من مسائل الخلاف بين السلفية والأشعرية؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و الخطابي يقر بأن الله تعالى في السماء - خلافا للجهمية - و قد صرّح بذلك كما نقله عنه الإمام النووي و كذا نقله عنه شيخ الإسلام و ابن القيم
و بهذا يكون قد رجع عن مذهبه الكلامي كما قال الحافظ ابن رجب
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:04 م]ـ
من مشاركة لأخينا الفاضل فيصل:
نتابع والنصوص في الحقيقة كثيرة جداً ومنها:
قول الشيخ الإمام العلامة الخطابي في كتابه شعار الدين ونصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/202)
((القول في أن الله تعالى مستو على العرش: هذه المسألة سبيلها التوقيف المحض ولا يصل إليها الدليل من غير هذا الوجه [الاستواء صفة خبرية بخلاف العلو الذي هو صفة عقلية فطرية أيضا] وقد نطق به الكتاب في غير آية ووردت به الأخبار الصحيحة فقبوله من جهة التوقيف واجب والبحث عنه وطلب الكيفية غير جائز وقد قال مالك الاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة فمن التوقيف الذي جاء به الكتاب قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقال (ثم استوى على العرش الرحمن)
وقال (رفيع الدرجات ذو العرش)
وقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)
وقال (تعرج الملائكة والروح إليه)
وقال (بل رفعه الله إليه)
وقال (إليه يصعد الكلم الطيب)
وقال حكاية عن فرعون أنه قال (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى) فوقع قصد الكافر إلى الجهة التي أخبره موسى عنها ولذلك لم يطلبه في طول الأرض ولا عرضها ولم ينزل إلى طبقات الأرض السفلي فدل ما تلوناه من هذه الآي على أن الله سبحانه في السماء مستو على العرش ولو كان بكل مكان لم يكن لهذا التخصيص معنى ولا فيه فائدة وقد جرت عادة المسلمين خاصتهم وعامتهم بأن يدعوا ربهم عند الابتهال والرغبة إليه ويرفعوا أيديهم إلى السماء وذلك لاستفاضة العلم عندهم بأن ربهم المدعو في السماء سبحانه، و زعم بعضهم أن معنى الاستواء هاهنا الاستيلاء، ونزع فيه ببيت مجهول لم يقله من يصح الاحتجاج بقوله إلخ كلامه، ينظر تهذيب مختصر سنن أبي داود لابن القيم7/ 109 - 109 ومختصر الصواعق له 2/ 318
ونص على هذا الإمام النووي فقد قال في ترجمة الخطابي من تهذيبه على طبقات الفقهاء الشافعية 1/ 469 - 470: ((وله تصانيف في فنون جميلة بديعة منها كتابه الموسوم بـ"شعار الدين" في أصول الدين التزم فيه إيراد أوضح ما يعرفه من الدلائل من غير أن يجرد طريقة المتكلمين ... إلى أ ن قال .. وصرح بأنه سبحانه في السماء وقال: زعم بعضهم أن معنى الاستواء هاهنا الاستيلاء، ونزع فيه ببيت مجهول لم يقله من يصح الاحتجاج بقوله.)) انتهى المقصود وقد استفدت الإحالة من الشيخ مشهور آل سلمان في أحد أشرطته في عقيدة النووي بارك الله في عمره ثم رجعت ونقلت النص بنفسي من الكتاب.
[/ size][/font][/color]
http://www.muslm.net/vb/showthread-t_252210.html
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[01 - 01 - 08, 03:41 م]ـ
بسم الله الحمن الرحيم
اللامام حمد بن سليمان الخطابى البستى على معتقد السلف فى الاسماء والصفات وفى جميع ابواب الاعتقاد وهذا واضح وجلى فى كتابه شرح السنة فى اخر معالم السنن شرح سنن ابى داود حيث يقول فى شرح حديث النزول/قلت مذهب السلف وائمة الفقهاء ان يجروا مثل هذه الاحاديث على ظاهرها وان لايرفعوا لها المعانى ولايتاولوها لعلمهم بقصور علمهم عن دركها\معالم السنن\ج2\ص304
وفى الجملة فان الامام الخطابى سلفى المعتقد وهذا لاينافى ان تكون عنده بعض الاشياء التى لايوافق بها وخير معين فى معرفة اعتقاد الخطابى هو كتاب شرح السنة فى معالم السنن فهو يقطع الشك باليقين ولو انصبت الجهود فى دراسة اعتقاد الخطابى فى الكتاب المشار اليه لكان شيا جيدا والله ولى التوفيق
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[لولو12]ــــــــ[11 - 04 - 08, 02:17 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[11 - 04 - 08, 05:01 ص]ـ
شكر الله لكم جميعا، وهذه رسالة: "الإمام الخطابي ومنهجه في العقيدة" للتحميل:
الرابط:
http://ia340911.us.archive.org/3/items/eammnr/ekma.pdf
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[11 - 09 - 10, 07:52 ص]ـ
مشائخنا الكرام
أشكل عليّ قول الإمام الخطابي رحمه الله كما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وذلك في قوله
(فإذا قلنا يد وسمع وبصر وما أشبهها فانما هى صفات اثبتها الله لنفسه ولسنا نقول أن معنى اليد القوة أو النعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول انها جوارح ولا نشبهها بالأيدى والأسماع والأبصار التى هى جوارح وأدوات للفعل)
والإشكال:
كما فهمت من شرح بعض من تلقيت عليهم العلم بأننا نجري الصفات عل ظاهرها بلا كيف
فكانوا يقولون لنا عن صفة اليد بأنها تجرى على ظاهرها
ويقربون لنا صورة إجرائها على ظاهرها بأن يقولوا بأن الإنسان له يد والفيل له يد والنملة لها يد، ولكن كيفية صفة اليد عند الإنسان تختلف عنها عند الفيل والنملة
فمما علق في ذهني بأن لله تبارك وتعالى يد جارحة كما للإنسان والفيل والنملة ولكن كيفيتها تختلف عن يد الإنسان والفيل والنملة
والآن وجدت للإمام الخطابي هذا الكلام
فهل الخطأ في فهمي أم في قول الإمام الخطابي؟
فأرجوكم إزالة هذا الإشكال من ذهني
ولكم جزيل الشكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/203)
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[11 - 09 - 10, 09:18 م]ـ
أشعري العقيدة في المرحلة الاولى ورجع عن طريقة أهل الكلام
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[16 - 09 - 10, 01:08 ص]ـ
يرفع
لعلنا نجد إجابة تزيل الإشكال(23/204)
هل الموجود من الأسماء الحسنى؟ قف على موضع غاية في النفاسة
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:36 ص]ـ
اقرأ هذا النص من كلام علم السنة و العارف بمعتقد السلف شيخ الاسلام التقي ابن تيمية رضي الله عنه:
قال رحمه الله:
ويفرق بين دعائه والاخبار عنه فلا يدعى الا بالاسماء الحسنى واما الاخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيء وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شىء وذات وموجود اذا اريد به الثابت واما اذا اريد به الموجود عند الشدائد فهو من الاسماء الحسنى وكذلك المريد والمتكلم فان الارادة والكلام تنقسم الى محمود ومذموم فليس ذلك من الاسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فان ذلك لا يكون الا محمودا
(مجموع الفتاوى 6/ 142).فانظر كيف قال: فإذا أريد به - يعني الموجود - الموجود عند الشدائد فهو من الاسماء الحسنى، و المراد أنه يدعى به،،،
فمن له في هذا نقل عن إمام فليتحفنا به، لأن المعروف عن ابن تيمية و ابن القيم أنهما يجعلان الموجود من باب الاخبار لا من باب الاسماء و المذكور هنا التفصيل.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[12 - 09 - 02, 05:19 م]ـ
جزاك الله خيراً وأحسن إليك.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 02, 08:19 م]ـ
و إياك أخي هيثم
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[13 - 09 - 02, 11:46 ص]ـ
الأخ أبو تيمية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أولا: حبذا لو أصلحت العنوان إلى (هل اسم [الموجود] من ... )، هذا آمن من اللبس لمن يقرأ العنوان؛ وهذا أفضل لاسيما للعناوين.
ثانيا: بالنسبة لمقالاتك عن الألباني؛ أرجو أن تستخدم علامات الترقيم، ومنها علامات الاقتباس عن الغير؛ حتى يستقيم تتبع القارىء ولا يحتاج إلى بذل كبير جهد، ولو ختمت قول المنقول بـ (اهـ كلام فلان) لكان أحسن.
وأتمنى أيضا لو أعدت النظر في الصياغة؛ فكأني بك كنت على عجلة في كتابتها.
وقد سقط بعض الأحرف من بعض الكلمات فاتنبه لها.
ولا بأس أن يعود الكاتب فيصلح ما أخطأ فيه من رسم لبعض الكلمات أو تصحيح لبعض المعلومات والمعاني، وهذا بلا شك مقرر لدى الجميع.
بل أتمنى أن يرسل القارىء لأخيه صاحب المقال بما يرى أنه ليس صوابا، وليكن هذا عن طريق البريد أو الرسالة الخاصة.
كما أنبه نفسي وإخواني أن يلتزموا بهذه التنبيهات السابقة، ولا سيما علامات الترقيم كافة، ونرجو أن نبتعد تماما عن الكلمات الدارجة والعامية، وأن نترك أيضا الغريب من الأساليب في كتابة الجمل، ولنأتِ بالمعروف الواضح حتى ينتفع الجميع. وبارك الله فيكم.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[13 - 09 - 02, 01:23 م]ـ
تقول العامة عندنا في الجزائر: "رَبِّي كايَنْ" أي: ربي موجود.
وهم يقولون هذه الكلمة إذا وقع عليهم ظلم ولم يمكنهم دفعه فيفوضون الأمر إلى الله.
وهم لا يقصدون بهذه الكلمة صفة الوجود فقط وإنما يعنون أن الله يراهم ويحيط بهم ويطلع عليهم ويقدر على نصرهم ورفع الظلم عنهم.
فلعل هذا هو مقصود شيخ الإسلام ابن تيمية من كلامه فاسم الموجود إذا أريد به صفة الوجود فقط يقال في باب الإخبار أما إذا أريد به صفات أخرى فيكون من الأسماء الحسنى. والله أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 09 - 02, 02:46 م]ـ
الأخ مركز السنة ..
جزاك الله خيرا؛ لكن العذر أنني و غيري من الإخوان نكتب للحوار ما يحصل به الغرض من إيصال المعلومة، لو تكلفنا كتابة ما يكتب كما تذكر للزم منه بذل الأوقات الكبيرة في سبيل ذلك، فنحن لسنا في مقام تأليف كتاب أو نشر مخطوط أو مقابلة نسخة خطية، ذاك أمر ينبغي العناية فيه بما ذكرت ...
على كل أرى أن الأمر في هذا واسع، و الشكر موصول لك ...
بخصوص ما ذكرته أخي محمد فضيل فأقول: كلامك في محله، و هو المراد قطعا بكلام ابن تيمية رحمه الله، و جزيت خيرا ..
و للفائدة كلام ابن تيمية يندرج تحت قاعدة قعدها في باب الأسماء، لم أر أحدا تطرق إليها بالبحث و التعقيب .. و هي جديرة بالدراسة المعمقة، و لو ذكرتها لفتح باب كبير من الجدل، لكن الأولى لي السكوت.
و للفائدة أخي محمد:
كلمة كاين، أصلها كائن بالهمز، و هي كلمة فصيحة، مثل قولهم كونه الله تكوينا أوجده، و الله الموجود دون سبق عدم تعالى الله و تقدس، فلها معنى الوجود و الإيجاد، و قول الله تعالى (و كان الله غفورا رحيما) المراد كان في الأزل و لا يزال، و تكون تامة بمعنى ثبت، إلى غير ذلك من معانيها المذكورة في المعاجم.
و تسهيلها دون همز لغة فصيحة أيضا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[14 - 09 - 02, 11:12 ص]ـ
فضيلة الشيخ أبا تيمية، جزاكم الله خيرا على هذا النقل النفيس، ولكن كيف نوفق بينه وبين القاعدة المشورة عند أهل السنة (أسماء الله تعالى توقيفية)، فهل ورد اسم الموجود أو الكائن في آية أو حديث؟ أم يجوز اشتقاقه من نحو (كان الله) ومن نحو (وجد الله عنده) ونحوها من النصوص؟ وهل يترتب على هذا تجويز اشتقاق أسماء أخرى من أفعال اتصف الرب سبحانه بها؟
الجواب المشهور معروف، ولكن القصد طرح الموضوع للنقاش للفائدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/205)
ـ[محب الألباني]ــــــــ[15 - 09 - 02, 11:15 م]ـ
الأخ الفاضل أبا تيمية قولك >> فانظر كيف قال: فإذا أريد به - يعني الموجود - الموجود عند الشدائد فهو من الاسماء الحسنى، و المراد أنه يدعى به،،،<<
وخاصة قولك " يدعى به " ليس ظاهرا في كلام شيخ الإسلام يدل على ذلك السباق والسياق فتأمل .. للأسباب التالية:
1) أنه قدم قوله " ويفرق بين دعائه والاخبار عنه "
2) قوله " واما الاخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن " فقوله في العبارة التي استشهدت بها الحسنى يحمل على قوله هنا " حسن "
3) قوله " وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شىء وذات وموجود اذا اريد به الثابت "
ثم قال "واما اذا اريد به الموجود عند الشدائد فهو من الاسماء الحسنى"
فدل ذلك على أنه قصد أنه بهذا المعنى يكون معناه حسناً بعد أن لم يحكم بحسنه وليس ما ذهبت إليه.
قال ابن القيم في البدائع 1/ 169 " ويجب أن تعلم هنا أمور أحدها أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا " ثم قال " لثالث أنه لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيدا أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط فيه بعض المتأخرين فجعل من أسمائه الحسنى المضل الفاتن الماكر تعالى الله "
وفي مدارج السالكين 3/ 415
" فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الاسماء الحسنى والصحيح أنه ليس من كلام النبي ومعناه صحيح فإنه ذو الوجد والغنى فهو أولى بأن يسمى به من الموجود ومن الموجد أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر "
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[15 - 09 - 02, 11:59 م]ـ
الأخ محب الألباني - و كلنا محب له إن شاء الله -:
بخصوص فهمك لكلام ابن تيمية فهو بعيد جدا، فكلام الشيخ رحمه الله لا لبس فيه، و هاكه بسياقه:
قال رحمه الله: وقد يقال جنس الاسماء الحسنى بحيث لا يجوز نفيها عنه كما فعله الكفار وامر بالدعاء بها وامر بدعائه مسمى بها خلاف ما كان عليه المشركون من النهى عن دعائه باسمه الرحمن فقد يقال قوله فادعوه بها امر ان يدعى بالاسماء الحسنى وان لا يدعى بغيرها كما قال ادعوهم لآبائهم فهو نهى ان يدعوا لغير آبائهم ويفرق بين دعائه والاخبار عنه فلا يدعى الا بالاسماء الحسنى واما الاخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن او باسم ليس بسيء وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شىء وذات وموجود اذا اريد به الثابت واما اذا اريد به الموجود عند الشدائد فهو من الاسماء الحسنى وكذلك المريد والمتكلم فان الارادة والكلام تنقسم الى محمود ومذموم فليس ذلك من الاسماء الحسنى بخلاف الحكيم والرحيم والصادق ونحو ذلك فان ذلك لا يكون الا محمودا. اهـ
ففيه قوله: فهو من الأسماء الحسنى، و بعده أيضا قوله: (فليس من الأسماء الحسنى) فحملك للحسنى على أنها الحسنة لا وجه له.
لا سيما و الشيخ يتكلم عن جنس الأسماء الحسنى لا المنصوص عليها فقط، شارحا لقوله تعالى (و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
فحكى المعنى المراد فيها، و الخلاف في ذلك ثم قال: و قد يقال .. الكلام الذي سقناه لك آنفا.
فيرى الشيخ رحمه الله أن الله تعالى يدعى بجنس الأسماء الحسنى، و مثل لهذا بالموجود إن كان المعنى الموجود عند الشدائد و قال: فهو من الأسماء الحسنى، فالكلام واضح جلي من سياقه، فهو يدلل على جواز الدعاء بها، لأن الغرض بيان ما دلت عليه الآية.
و هاك مقدمة الكلام:
قال رحمه الله: (فصل قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه وقال تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الأسماء الحسنى وقال تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وقال تعالى هو الله الخالق البارىء المصور له الاسماء الحسنى و الحسنى المفضلة على الحسنة والواحد الاحاسن ثم هنا ثلاثة أقوال اما ان يقال ليس له من الاسماء الا الأحسن ولا يدعى الا به واما ان يقال لا يدعى الا بالحسنى وان سمى بما يجوز وان لم يكن من الحسنى وهذان قولان معروفان واما ان يقال بل يجوز فى الدعاء والخبر وذلك ان قوله ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى أثبت له الاسماء الحسنى وامر بالدعاء بها فظاهر هذا ان له جميع الاسماء الحسنى) ثم ذكر ما سقناه قبلُ.
فالأمر أظنه واضح. بارك الله فيك.
و بخصوص ما نقلته عن ابن القيم فهو معروف مشهور غير منكر، و قد جمعت تلك المواضع، و أشرت إليها بقولي أول المقال: (لأن المعروف عن ابن تيمية و ابن القيم أنهما يجعلان الموجود من باب الاخبار لا من باب الاسماء و المذكور هنا التفصيل) و الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[16 - 09 - 02, 01:34 ص]ـ
لي تساؤل سبق في نفس هذه الصفحة عن الجمع بين ما ذكرتم وبين كون أسماء الله تعالى توقيفية، آمل أن تفيدونا بما لديكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/206)
ـ[ابوالمنذر]ــــــــ[16 - 12 - 07, 11:29 ص]ـ
المشايخ الأفاضل والإخوة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا التساؤل من فضيلة الشيخ (أبي خالد السلمي حفظه الله وأكرمه)
فضيلة الشيخ أبا تيمية، جزاكم الله خيرا على هذا النقل النفيس، ولكن كيف نوفق بينه وبين القاعدة المشهورة عند أهل السنة (أسماء الله تعالى توقيفية)، فهل ورد اسم الموجود أو الكائن في آية أو حديث؟ أم يجوز اشتقاقه من نحو (كان الله) ومن نحو (وجد الله عنده) ونحوها من النصوص؟ وهل يترتب على هذا تجويز اشتقاق أسماء أخرى من أفعال اتصف الرب سبحانه بها؟
الجواب المشهور معروف، ولكن القصد طرح الموضوع للنقاش للفائدة.
وهذا سؤال أجاب عنه الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عزوجل:
السؤال: ما حكم قول بعض الناس: يا ساتر؟
الجواب: هم لو أخبروا خبراً لقلنا صحيح، لكن إذا قالوا: يا ساتر دعاء، فالله عزوجل يقول (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (لأعراف: من الآية180) فلا يُدعى الله تعالى إلا بأسمائه الحسنى أو بالصفات التي لا يتصف بها إلا هو.السؤال: كيف يخبروا بها؟
الجواب: ما قصدهم الخبر، لو قالوا: إن الله ساتر فهذا صحيح لأن الرسول: salla1: قال " من ستر مسلماً ستره الله "، فأضاف الستر إلى الله، لكن إذا دعوه بها فإنه لا يُدعى إلا بأسمائه أو صفاته التي لا يتصف بها إلا هو.
مثل قول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (اللهم مُنزل الكتاب ومُجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم)، فدعا الله عزوجل بالصفات التى لا يتصف بها إلا هو.
مما سبق من نقل الإخوة من كلام شيخ الإسلام وتلميذه رحمهما الله تتضح لنا بعض الضوابط والقواعد في الإخبار عن الله عزوجل ومنها ما يلي:
1 - الأخبار تشتق من الأسماء والصفات والأفعال الثابتة لله عزوجل وغيرها، ويُخبر عن الله بها ولا تجرى كأسماء عليها.
2 - باب الأخبار أوسع الأبواب، فهو أوسع من باب الأسماء ومن باب الصفات لأنه احتواها وزاد عليها.
3 - باب الأخبار توفيقياً، غير باب الأسماء والصفات فإنهما توقيفيان.
4 - باب الإخبار عن لا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وان لم يحكم بحسنه مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت وكذلك المريد والمتكلم فان الإرادة والكلام تنقسم إلى محمود ومذموم.
5 - بناءاً على السابق فانه لا يجوز الدعاء بكل ما ورد بالأخبار لأن الله أمر بدعائه بأسمائه الحسنى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف: من الآية180)، ولأن الأخبار فيها الحسنى فيها أو الخبر المجرد كقولنا الموجود و المتكلم والصانع وغيرها.
ومن الأفضل التزام الوارد فى الكتاب والسنة كما قال الشيخ الأشقر حفظه الله (أقول والأفضل في باب الإخبار أن يُصار إلي اللفظ الوارد في الكتاب والسنة عند وجود مثل هذا اللفظ، فنقول: الأول بدل القديم، ونقول القيوم بدل القيام بالنفس، ونقول الآخر بدل الأزلي والأبدي، فالتعبير بالمنصوص أولى و أحري) أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة صـ133أ. هـ
وأيضا ههنا الأفضل ما ورد فى القرآن على لسان يعقوب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى قوله تعالى (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف/18]
وقوله عز وجل (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [الأنبياء/112]
تقسيم حصري مختصر (مستفاد من منتدى التوحيد -مشاركة الاخ علي أبو عبد الله)
--------------------------------------------------------------------------------
ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الإخبار به فقط.
2/ ما يجوز الإخبار به والوصف.
3/ ما يجوز الإخبار به والوصف والتسمية.
4/ ما لا يجوز الإخبار به وما يكون كذلك لا يجوز الصف به والتسمية به إذ هي تابعة له.
ما يطلق على الله تعالى على سبيل التسمية والوصف يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الوصف به مع التسمية والإخبار.
2/ ما يجوز الوصف به والإخبار دون التسمية.
3/ ما لا يجوز الوصف به أصلا والتسمية تابعة له.
وليس هناك قسم يسمى الله به ولا يوصف إذ أن أسماء الله في ذاتها أوصاف والوصف أحد دلالاتها فلا تنفك عنه أبدا، فالوصفية ملازمة للتسمية تنتفي بانتفائها دون العكس فتوجد الوصفية دون الاسمية.
قال ابن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ".
و الله عزوجل أعلى وأعلم
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 12 - 07, 06:35 ص]ـ
الظاهر عندي أن قول شيخ الإسلام رحمه الله: (فهو من الأسماء الحسنى) يرجع فيه الضمير إلى قوله: (الموجود عند الشدائد) بأكمله، لا إلى مجرد لفظ (الموجود) المطلق عن القيد. يوضحه قول ابن القيم رحمه الله في المدارج: (أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر). فما كان من المقسم إلى كامل وناقص، فليس من الأسماء الحسنى كما صرح به شيخ الإسلام.
فـ (الموجود) ليس من الأسماء الحسنى؛
لكن (الموجود عند الشدائد) عنه منها. لأنه لا يطلق إلا على من هو أكمل وأحسن وأرحم.
والأسماء الحسنى عند شيخ السلام لا تختص بما ليس فيه الإضافة، كما لا تختص بما ورد فيه نص صريح. بل قد يستأثر الله بها أحدا من خلقه ويفتحها عليه. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/207)
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:34 م]ـ
بارك الله فيكم ...(23/208)
جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر " للشيخ سمير المالكي
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 02, 09:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم:
فهذه الحلقة الأولى من كتاب " جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر " للشيخ سمير المالكي، والذي رد
فيه على داعية الشرك والخرافة محمد بن علوي المالكي عليه من الله ما يستحق،
ــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) (الأنعام: 1).
(وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين. إنما هو إله واحد فإياي فارهبون. وله ما في السموات والأرض وله الدين واصباً.
أفغير الله تتقون. وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم
يشركون.
ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون) (النحل: 51 - 55).
(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل
من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم. فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون) (البقرة: 21 - 22).
(أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون. لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون. لا يسأل
عما يفعل وهم يُسألون. أم اتخذوا من دونه آلهة، قل هاتوا برهانكم. هذا ذكر من معي وذكر من قبلي، بل أكثرهم لا
يعلمون الحق فهم معرضون. وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (الأنبياء: 21 - 25).
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مقر بربوبيته، شاهد بوحدانيته، مذعن له بطاعته، معترف بنعمته، فار
إليه من ذنبه وخطيئته، مؤمل لعفوه ورحمته، طامع في مغفرته، بري إليه من حوله وقوته.
لا يبتغى سواه رباً، ولا يتخذ من دونه ولياً ولا وكيلاً، عائذ به ملتج إليه، لا يروم عن عبوديته انتقالاً ولا تحويلاً.
وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله، وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه، أقرب الخلق إليه وسيلة، وأعظمهم عنده جاهاً
وأسمعهم لديه شفاعة، وأحبهم إليه وأكرمهم عليه.
رفع له ذكره، وشرح له صدره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره.
أرسله الله على حين فترة من الرسل، والناس من الكفر والجهل والضلال في أقبح خيبة وأسوأ حال، يعبدون الأصنام
ويدعون الأوثان ويتخذون الأنداد، وقد جمعوا إلى ذلك ألواناً من الفواحش والمنكرات، كالقتل والزنا وشرب الخمر ونكاح
المحارم ووأد البنات، وزيادة في الكفر وإمعاناً في الغي والضلال.
فقام فيهم رسول الله صلى الله وسلم بما أوجبه الله عليه من الدعوة والتبليغ والإنذار خير قيام، ودعاهم إلى توحيد الله
وترك الإشراك به ونبذ الآلهة والأصنام، فأبوا عليه وعاندوه وكذبوه، ثم تمالؤا عليه فآذوه وأخرجوه، هو ومن آمن معه
، وما آمن معه إلا قليل.
وظل صلى الله عليه وسلم مشمراً في تبليغ هذا الدين لا يرده عنه راد، صادعاً بما أمره الله لا يصده عنه صاد، حتى
أشرقت برسالته الأرض بعد ظلماتها، وتألفت بدعوته القلوب بعد شتاتها، وعز جند الرحمن وذل حزب الشيطان وظهر
نور الفرقان وقامت حجة الله على الإنس والجان.
فلما أظهر الله دينه وأكمله، وأتم على عباده نعمته وفضله، قبض إليه عبده ورسوله، تاركاً أمته على محجة بيضاء نقية
وطريقة واضحة سوية لا يزيغ عنها إلا هالك.
وظل نور النبوة ساطعاً في القرن الأول لم تطفئه عواصف الأهواء، ولم يلتبس بظُلَم الآراء، حتى فتح عليهم باب الفتنة
بعد مقتل الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، ونشأت من يومها الفرقة في الأمة، وظهرت
البدع والأهواء، وخرجت الفرق الضالة كالخوارج والشيعة والقدرية وأهل الإرجاء.
ثم كثرت في القرنين الثاني والثالث وتفرعت وافترقت، وازدادت كثرة في القرون التي تلت.
ولم تزل تنمو وتكثر وتتعدد، تحقيقاً لقضاء الله الكوني، وتصديقاً للحديث النبوي الذي أخبر فيه صلى الله عليه وسلم أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/209)
أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وهذه الفرقة الناجية والطائفة المنصورة هي التي بقيت
موصولة بالعهد القديم والنهج القويم، مستمسكة بحبل الله المتين متبعة صراطه المستقيم، مستضيئة بنور السنة والكتاب
، مستنيرة بمنهج الأصحاب، قائمة بما أمر الله به من النصح والبيان والجهاد باليد واللسان والبنان.
ولقد سطر التاريخ حوادث متنوعة ووقائع متعددة من جهاد سلف هذه الأمة الخيرة، لدعاة البدع والأهواء مع ظهور أول
بدعة في الدين، بدعة التكفير التي أسسها الخوارج، فقام الصحابة بواجب الرد والإنكار، فجادلهم حبر هذه الأمة عبدالله
بن عباس رضي الله عنهما وحاجهم، فهدى الله به جماعة منهم، وأصر الباقون على بدعتهم فقاتلهم الصحابة في وقعة
مشهورة.
ورد علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الشيعة بدعتهم، ولما أصر غلاتهم على الكفر حرقهم بالنار ليكونوا عبرة لأولي
الأبصار.
وأنكر عبدالله بن عمر رضي الله عنهما على معبد الجهني رأس القدرية وتبرأ منه ومن بدعته.
وأنكر الحسن البصري رحمه الله في عصر التابعين، على واصل بن عطاء رأس المعتزلة، وهجره وأمر بعزله عن
مجلسه.
ولما ظهر الجعد بن درهم رأس علماء الكلام وأول من قال بخلق القرآن، أنكر عليه وهب بن منبه وغيره من الأئمة
وحذروه.
فلما أصر على كفره ضحى به خالد بن عبدالله القسري.
وناظر الإمام الشافعي رحمه الله بشراً المريسي رأس الجهمية في وقته، وكفره أكثر الأئمة، وألف في الرد عليه الإمام
عثمان الدارمي.
ولما صار للمعتزلة الجهمية صولة وسطوة في عهد المأمون الذي تبنى بدعتهم ودعا إليها وامتحن الناس عليها، وقف
الأئمة منها موقفاً مشرفاً وعلى رأسهم إمام أهل السنة في عصره بلا منازع أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه، وقد
ألف فيهم كتابه المشهور " الرد على الجهمية والزنادقة ".
ولم يزل دأب أئمة السلف في الرد على أهل البدع والأهواء والتصدي للمخالفين عبر تلك القرون الطويلة، خاصة بعد
حدوث النحل الخبيثة، القرامطة والباطنية والفلاسفة الملاحدة، وهذه الفرق هي أشد نكبة نكب بها الإسلام وأهله منذ أن
خلق الله الخليقة إلى يومنا هذا، وقد قيض الله لها من يردها ويدحرها وينتصر للسنة وأهلها، إماماً عبقرياً من أئمة
الهدى، وهو شيخ الإسلام أحمد بن تيمية عليه رحمة الله فناظرهم وجادلهم وحاجهم وألف في الرد عليهم وكشف زيفهم
وباطلهم وله في الرد على كل الفرق المخالفة والمذاهب المنحرفة، مؤلفات عديدة، فكان بحق إمام أهل السنة في عصره
وحامل لواء الذب عن عقيدة السلف والدفاع عن حوزة السنة والدفع في وجه كل بدعة مضلة.
ولا تزال مصنفات ذلك الإمام الفذ ورسائله في كل فن، وخاصة في تقرير مذهب السلف والرد على المخالفين، هي المرجع
الأساس لكل من جاء من بعده من علماء الأمة.
ومن أجل ذلك عاداه أصحاب تلك النحل الفاسدة واجتمعوا عليه وتكالبوا ورموه عن قوس واحدة، ولما أعجزهم في مقام
الحجة والبيان والمناظرة لجأوا إلى مثل ما لجأ إليه أعداء الرسل حين تنقطع منهم الحجة ويخرسهم منطق الحق (قالوا
حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين).
وتفصيل الكلام على جهاد ذلك الإمام الهمام وردوده ومناظراته مع المخالفين لا تكفيه هذه الأسطر، ولا مئات الأسطر،
ويكفينا الإشارة إلى بعضها، على سبيل المثال لا الحصر: فقد رد على غلاة المتصوفة وكفرهم، كابن عربي والحلاج وابن
الفارض والعفيف التلمساني، ورد على الفلاسفة، كابن سينا والفارابي، وعلى الأشاعرة، كالرازي والباقلاني وأبي
حامد الغزالي، وغيرهم.
وظل الجهاد ماضياً بين أهل السنة والمخالفين، يقوى تارة ويفتر أخرى، إلى أن جاء عهد قويت فيه شوكت البدع
وسرت في الأمة سريان النار في الهشيم، وبلغ الجهل بالدين مبلغاً يندى له الجبين، فعبدت الأصنام والأشجار والأحجار،
وذبح عندها القرابين، وانتهكت المحارم وظهرت الفواحش والمنكرات وغدت أمور الدين وأركانه وفرائضه لدى كثير من
أبناء المسلمين نكرة من النكرات.
فقيض الله لهذه الأمة شيخ الإسلام، الإمام المصلح الرباني، محمد بن عبدالوهاب التميمي، الذي جدد الله به الدين ونصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/210)
به الملة وأعلى به السنة وقمع به الباطل ودحر به البدعة، فطفق يدعو الناس إلى عبادة الله وحده وترك الإشراك به،
ويبث فيهم مذهب السلف، وله مصنفات في تقرير مسائل التوحيد والرد على المخالفين، وأوذي من أجلها وامتحن حتى
كتب الله له القبول في الأرض، فعمت دعوته أرجاء المعمورة، ونفع الله بها أمماً وخلائق لا يحصى عددهم إلا الخالق.
واستمر الأمر على ذلكم المنوال، والخلاف قائم بين الطائفتين، دعاة السنة والائتلاف ودعاة البدعة والاختلاف،
والحرب بينهما سجال، غير أن الحق دائماً منصور، والباطل مهزوم مدحور (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا
يعلمون).
فهذه هي الحلقة الثانية من كتاب (" جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد" و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي وفقه الله:
أما بعد، وكان ممن حمل لواء البدعة في هذا الزمان، وانتصر لها، ونشرها بين الناس ودعا إليها وجادل عنها وماحل،
الشيخ الدكتور محمد بن علوي المالكي - هداه الله وأصلحه - الذي أعادها جذعة وأثارها فتنة وأحياها سنة جاهلية.
ولم يقتصر الشيخ في بث بدعة ومخالفاته ونشرها من خلال تلك المجالس والمحافل التي كان يعقدها هنا وهناك، فحسب،
بل ألف في ذلك جملة من المؤلفات، أكثرها، إن لم يكن كلها، نقول من كتب أسلافه من المخالفين نقلها بعُجَرها وبُجَرها،
فغدت كتبه ومؤلفاته مجمع أخطاء وسوءات ومحفل أغلاط ومنكرات.
ومن أشنع كتبه ومؤلفاته الجامعة لكل بلية في الدين ومصيبة في الاعتقاد، كتابا " الذخائر المحمدية " و " شفاء الفؤاد "
، فقد شحنهما وسود صحائفهما بجملة من المخالفات والدواهي العظام التي تهدم قواعد الدين وأركانه وتنقض عرى
الإسلام وكيانه.
ولأن الأمر فوق ما وصفت وأكبر مما ذكرت، فسوف أذكر خلاصة موجزة لأهم ما ورد في الكتابين المذكورين وأعرض مُثلاً
مما سُطر فيهما لتستبين طريقته، وتنجلي حقيقته، فليس الخبر كالمعاينة، ثم أشرع بعدها في التعقيب والرد، مستعيناً
بالله وحده مستلهماً منه التوفيق والرشد.
**
1 - الذخائر المحمدية
تعريف
اسم الكتاب: " الذخائر المحمدية " القسم الأول.
حجم الكتاب: يقع في 354 صفحة من القطع المتوسط.
اسم المؤلف: " محمد بن علوي بن عباس المالكي المكي الحسني " كذا كتب على الغلاف.
طبع الكتاب: بمطبعة حسان بالقاهرة سنة 1978.
موضوع الكتاب: ذكر المؤلف في مقدمته أنه مجموعة مباحث متفرقة غير مرتبة، متعلقة بشخص النبي صلى الله عليه
وسلم.
ابتدأها بذكر نسبه الشريف وولادته وطرف من سيرته وشمائله ودلائل نبوته، وجملة من خصائصه وختم الكتاب بوفاته
صلى الله عليه وسلم.
مصادر الكتاب: ذكر المؤلف مصادره في ثنايا الكتاب ومنها:
"المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" للقسطلاني المصري المتوفى سنة 923هـ، وشرحه للزرقاني المالكي المتوفى سنة
1122هـ.
ومنها: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض اليحصبي المتوفى سنة 544هـ.
و "الخصائص الكبرى " للسيوطي المتوفى سنة 911هـ.
و "الذخائر القدسية " لعبدالحميد قدسي.
قلت: ولعله اقتبس اسم الكتاب من هذا الأخير فسماه " الذخائر المحمدية ".
الردود والتعقيبات
- كتب في الرد على كتاب " الذخائر " الشيخ أبوبكر الجزائري جزءاً صغيراً سماه " كمال الأمة في صلاح عقيدتها "
اقتصر فيه على بعض مسائل الكتاب بأسلوب سهل لطيف.
- وتبعه الشيخ عبدالله المنيع بكتاب " حوار مع المالكي " وكشف فيه كثيراً من أخطائه وضلالاته.
- والشيخ سفر الحوالي في عدة شرائط صوتية بعنوان "الرد على الخرافيين" تناول جذور المنهج الصوفي الذي ينتمي
إليه مؤلف " الذخائر" وجلى بوضوح حقيقة هذه النحلة وطرائقها من واقع ما كتبه أقطابها، ومن أشهرهم: عبدالوهاب
الشعراني المتوفى سنة 973هـ في كتاب " لواقح الأنوار في طبقات الأخيار " وهو المعروف باسم " طبقات الشعراني
الكبرى ".
- وجاءت الردود والتعقيبات على الشيخين الجزائري، وابن منيع، ومنها:
1 - " الرد المحكم المنيع " للشيخ يوسف الرفاعي رد به على الشيخ ابن منيع.
2 - " التحذير من الاغترار بما جاء في كتاب الحوار" للشيخ عبدالكريم المغربي والشيخ عبدالحي العمراوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/211)
3 - " إعلام النبيل بما في شرح الجزائري من التلبيس والتضليل" للشيخ راشد المريخي.
- فتعقبهم الشيخ الجزائري في جزء لطيف ممتع سماه "وجاءوا يركضون .. مهلاً يا دعاة الضلالة ".
**
2 - عرض وتحليل
جاء في مقدمة الكتاب ما نصه " أما بعد، فهذه مباحث لطيفة وفوائد شريفة مختلفة ومتعددة لا يجمعها باب ولا يربطها
فصل ولا يتصل بعضها ببعض، وإنما يربطها شيء واحد ذلكم أنها تتعلق بحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذه هي
النقطة الجامعة بين مباحث هذا الكتاب.
وهو ليس جهد سنة ولا سنتين، بل هي ثمرات مطالعات طويلة ونتائج مدارسة قديمة اشتغلت بجمعها وتقييدها منذ عرَّفت
نفسي أن طلاب العلم الشريف غذاؤهم المطالعة بل هي روحهم وريحانهم وقرة أعينهم.
ومنها خواطر في تفسير بعض الحقائق النبوية أو تحليل ما قد يستشكله بعض الناس في هذا الباب وردت على قلبي
معانيها فأثبتها خشية ضياعها.
وما كنت أود إظهار هذه المجموعة المباركة لأنني مشتغل بجمعها، ولكن أشار على من لا تسعني مخالفته بإبراز ما يمكن
إبرازه ليستفيد منه من يحب ذلك .. " اهـ.
قلت: ومن هذه المقدمة يظهر لك أمران:
أحدهما يتعلق بالمؤلف، وهو اعتداده بنفسه وشأنه وتفخيمه لعلمه وقلمه، كما يظهر من كلامه، مثل قوله " منذ عرَّفت
نفسي .. "، فالشيخ أكبر من أن يعرفه أحد أو يعلمه أحد بل هو الذي عرَّف نفسه بنفسه وهو الذي علمها وأدبها، فلا غرو
إذاً أن يكثر الشذوذ في آرائه وأفكاره، والنكارة في أقواله وأفعاله، ولله في خلقه شئون (قال إنما أوتيته على علم، بل
هي فتنة).
والثاني: متعلق بالكتاب، وهو قوله " ليس جهد سنة ولا سنتين، بل هي ثمرات مطالعات طويلة .. " الخ، وهذا يعني أن
ما تضمنه الكتاب من أغلاط وشناعات ليست عثرة قلم ولا زلة بنان، وإنما هي مسائل محررة ونقول مختارة بعناية لم
تسطر إلا بعد تأمل ودراسة، ومطالعة ومدارسة، وهذا يدل على تمام الرضا وكمال الموافقة لكل ما نقله وسطره، خاصة
وهو يسوق تلك الأقوال في معرض الرد على مخالفيه، ثم أكد رضاه التام بكل ما نقله بما كاله من عبارات الإطراء
والتفخيم والتبجيل والتعظيم لأولئك القائلين وأقوالهم.
. . . يتبع إن شاء الله
هذه هي الحلقة الثالثة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي
حفظه الله:
ومن أمثلة ذلك ما جاء في صحيفة (43) تحت عنوان " حياة النبي صلى الله عليه وسلم " قال الدكتور: " كتب في هذا
البحث الإمام الحافظ الفقيه ابن حجر الهيتمي قصيدة غراء، وشرحها العلامة الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي شرحاً
موجزاً ذكرنا أكثره بعد القصيدة " ثم نقل القصيدة وقال عقبها في صحيفة (46): " شرح هذه القصيدة العلامة الشيخ
محمد حبيب الله الشنقيطي، وقد رأيت شرحه هذا واستفدت منه هذه الفوائد الآتية ". ثم ذكر الفوائد المستفادة من الشرح
المذكور.
قلت: أفمن يمدح قائلاً بمثل هذا المديح " الإمام الحافظ الفقيه " ويصف قصيدته بأنها " غراء " ألا يكون راضياً بما قال
متابعاً له فيما نقل؟
ثم وصفه لشارحها بـ " العلامة " وقوله عن الشرح: " واستفدت منه هذه الفوائد الآتية " ألا يدل على أنه معتقد بقوله
راض بحكمه موافق له في مذهبه؟!
لقد حكم الله عز وجل في كتابه على من جالس أصحاب المعاصي في حال فعلهم للمعصية بأنهم مثلهم إذا لم ينكروا عليهم
أو يقوموا عنهم، لأن ذلك دليل على رضاهم بالمعصية وقبولهم لها كما قال تعالى: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا
سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين
والكافرين في جهنم جميعاً) (النساء: 140).
قال القرطبي رحمه الله (5/ 418): " فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم
يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل (إنكم إذاً مثلهم) فكل من جلس في مجلس معصية ولم
ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء.
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون
من أهل هذه الآية ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/212)
ثم قال القرطبي: " وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى " اهـ.
قلت: فهذا حكم من جالسهم فقط، فكيف لو وافقهم وأظهر الرضا بكلامهم واحتفى به وأثنى عليه، ثم نقله إلى الآخرين
محتجاً به مجادلاً عنه منتصراً له، ثم زاد على ذلك كله بأن خلع عليه وعلى قائليه حلل التفخيم وغلائل التقديس؟!
ولننظر الآن ما جاء في تلك القصيدة " الغراء "!! كما زعم:
قال " الذخائر المحمدية " (ص43 - 45):
تواترت الأدلة والنقول فما يحصي المصنف ما يقول
بأن المصطفى حي طري هلال ليس يطرقه أفول
إلى أن قال:
وصوم ثم حج كل عام يجوز عليه بل لا يستحيل
ويطهر للصلاة بماء غيب ويقضيها بذا ورد الدليل
يصلي في الضريح صلاة خمس دواماً لا يمل ولا يميل
إلى أن قال:
وبقعته التي ضمته حقاً رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذي ضم الطوايا تشرف حين حل به النزيل
وأفضل من عرش ومن جنان عدن وفردوس بها خير جزيل
وفي القبر الشريف تراه حياً إلى كل البقاع له وصول
ولولا أنه حي حري بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس إليه حقاً تسلم حين تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى ويرجو أن يكون له قبول
إلى أن قال:
ويلقاهم إذا وفدوا عليه وينظرهم إذا ازدحم القفول
ثم قال:
ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناً فهو زنديق جهول
عُبيد هيتمي مستجير بمن حطت بساحته الحمول
قلت: ولست بصدد التعقيب والرد على ما حوته هذه الأبيات من أغلاط شنيعة وأخطاء جسيمة، فهذا له موضع آخر ستراه
إن شاء الله في هذا الكتاب.
لكن تأمل معي قول الناظم: " ومن لم يعتقد هذا بطه يقيناً فهو زنديق جهول "، فهو يؤكد ما ذكرته من أن المخالف موافق
لما ينقل راض به غاية الرضا، وإلا لكان داخلاً في جملة المحكوم عليهم بالجهل والزندقة (أي الكفر)!
وهو بين أمرين أحلاهما مُر، إما أن يكون معتقداً بما في تلك القصيدة " الغراء "!، كما وصفها، موافقاً لناظمها " الإمام
الحافظ الفقيه "!، كما وصفه، مقلداً له في كل ما ذهب إليه:
من أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في قبره الصلوات الخمس متطهراً بماء الغيب، وأنه يصوم ويحج مع
المسلمين كل عام فيقف بالمشاعر ويؤدي المناسك، ثم يستقبل حجاج قبره ويتلقاهم حين يفدون إليه، وأن قبره أفضل من
الكعبة والمسجد الحرام ومن السموات والأرض وجنة عدن بل أفضل حتى من العرش الذي استوى عليه الرحمن!!
وأن من لم يعتقد بمثل هذا الاعتقاد يقيناً من غير شك فهو في نظر هذا المؤلف: كافر زنديق خارج عن الإسلام حلال الدم
والمال.
وإما أن يكون المؤلف منكراً لما جاء في تلك الأبيات من اعتقادات باطلة، فيكون في عداد المحكوم عليهم بذلك الحكم
الجائر، الكفر والجهل، وعليه فكيف يسوغ له عقلاً وشرعاً أن يحتفي بها ويمتدحها وقائلها ويعظمها ويعظمه؟ إلا إذا
كان راضياً بذلك الحكم مغتبطاً به والعياذ بالله!
أقول: ولا شك أن الأمر الأول هو الظاهر، وإنما أوردت الاحتمال الآخر على وجه الإلزام إذ لا يعقل أبداً أن يحكي الإنسان
قولاً ويصبغه بتلك الحفاوة ويبالغ في تعظيمه وإطرائه ويجادل به وينافح عنه إلا وهو معتقد به كل الاعتقاد راضٍ به غاية
الرضا.
مثال آخر: في صحيفة (158) ذكر تحت عنوان " فأنت باب الله " ما نصه: " للقطب الكبير سيدنا محمد بن أبي الحسن
البكري المصري، وهي مجربة لقضاء الحوائج تقرأ في آخر الليل بعد ما تيسر من الصلاة، يكرر بيت: عجل بإذهاب الذي
أشتكي 73 مرة " ثم ذكر القصيدة.
قلت: ومن كانت هذه عباراته في الثناء والإطراء البالغين على القائل، أيكون موافقاً له أم مخالفاً؟ !
وقوله عن أبيات القصيدة إنها مجربة لقضاء الحوائج، ثم وصيته بتكرير بيت منها خاصة 73 مرة، دليل على رضاه بها
واعتقاده وقبوله لها أم العكس؟
والجواب معلوم ببداهة العقول، ولننظر الآن ماذا قال سيده " القطب الكبير "!:
ما أرسل الرحمن أو يرسل من رحمة تصعد أو تنزل
في ملكوت الله أو ملكه من كل ما يختص أو يشمل
إلا وطه المصطفى عبده نبيه مختاره المرسل
واسطة فيها وأصل لها يعلم هذا كل من يعقل
فلذ به في كل ما تشتكي فهو شفيع دائماً يقبل
ولذ به في كل ما ترتجي فإنه المأمن والمعقل
وحط أحمال الرجا عنده فإنه المرجع والموئل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/213)
وناده إن أزمة أنشبت أظفارها واستحكم المعضل
يا أكرم الخلق على ربه وخير من فيهم به يسأل
قد مسني الكرب وكم مرة فرجت كرباً بعضه يذهل
إلى قوله:
عجل بإذهاب الذي أشتكي فإن توقفت فمن ذا أسأل
فحيلتي ضاقت وصبري انقضى ولست أدري ما الذي أفعل
إلى قوله:
فأنت باب الله أي امرئ أتاه من غيرك لا يدخل
مثال آخر: في صحيفة (201) ذكر تحت عنوان " خلاصة مفيدة في الخصائص النبوية " ما نصه:
" اعتنى العلماء بالخصائص النبوية وألفوا فيها كثيراً من الكتب وأشهرها "الخصائص الكبرى" للحافظ السيوطي وقد
لخصه السيوطي في رسالة موجزة، ونحن نلتقط منه هذه الدرر مع التهذيب وجملة هذه الخصائص تنحصر في ثمانية
أقسام سنذكرها بعد هذه المقدمة ".
قلت: فاختياره وتهذيبه لتلك الخصائص " الدرر "، على حسب وصفه لها، لا يكون إلا مع تمام الموافقة وكمال الرضا
والقبول.
ونسوق إليك أخي – القارئ – درراً من تلك الخصائص المزعومة " الذخائر المحمدية " (ص201 - 228):
1 - " خُصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أول النبيين خلقاً ".
2 - "وخَلْق آدم وجميع المخلوقات لأجله ".
3 - "وكتابة اسمه الشريف على العرش وكل سماء والجنان وما فيها وسائر ما في الملكوت ".
4 - "وذكر الملائكة له في كل ساعة ".
5 - "وبأنه سمي من أسماء الله تعالى بنحو سبعين اسماً ".
6 - "وأوتي علم كل شيء حتى الروح والخمس التي في آية (إن الله عنده علم الساعة) ".
7 - "وكان يسمع حفيف أجنحة جبريل وهو في سدرة المنتهى، ويشم رائحته إذا توجه بالوحي إليه ".
8 - "وسأل ربه أن لا يَدخل النارَ أحدٌ من أهل بيته فأعطاه ذلك ".
9 - "وإذا رغب في مزوَّجة وجب على زوجها طلاقها لينكحها ".
10 - "وأن يزوج المرأة ممن شاء بغير إذنها وإذن وليها، ويزوجها لنفسه ".
11 - "وكان يُقطع الأراضي قبل فتحها لأن الله ملَّكه الأرض كلها، وله أن يُقطِع أرض الجنة من باب أولى ".
12 - "ولا يجوز التزوج على بناته، ومنع بعض العلماء التزوج على ذرية بناته وإن سفلن إلى يوم القيامة " قال: "ووجهه
ظاهر"
13 - "وردت إليه الروح بعد ما قبض ثم خير بين البقاء في الدنيا والرجوع إلى الله فاختار الرجوع إليه ".
ثم ختم الخصائص، التي استغرقت منه ثلاثين صفحة، بقوله: " قال الإمام الشعراني رضي الله عنه وقد كتبت هذه
الخصائص من خط سيدنا وشيخنا خاتمة الحفاظ الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله ونفعنا بعلمه والمسلمين ".
هذه هي الحلقة الرابعة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
" شفاء الفؤاد "
1 - تعريف
اسم الكتاب: " شفاء الفؤاد بزيارة خير العباد ".
حجم الكتاب: يقع في 237 صفحة من القطع المتوسط.
اسم المؤلف: " السيد محمد بن السيد علوي بن السيد عباس المالكي الحسني. خادم العلم الشريف في البلد الحرام ". كذا كتب على الغلاف.
طبع الكتاب: طبع على نفقة وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية. الطبعة الأولى سنة 1411هـ.
موضوع الكتاب: متعلق بزيارة القبر النبوي الشريف وآداب الزيارة ومشروعية شد الرحال إليه وأحوال الزائرين ومقاماتهم، وذكر مجموعة من الأوراد والأذكار التي تقال عند القبر.
ثم ختم الكتاب بجملة من القصائد ابتدأها من صفحة 203 إلى نهاية الكتاب.
تقريظ الكتاب: قدم للكتاب وزير الشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية، قرظ فيها الكتاب وأطرى مؤلفه، ومما قاله في مقدمته: " أما بعد فهذا السِفر الجليل والبحث النفيس ... لمؤلفه الشريف العلامة الجليل سماحة الدكتور السيد محمد بن علوي .. قد جلا فيه وجه الصواب .. وأوضح سبيل الرشد بالأدلة الساطعة والبراهين القاطعة بأسلوب علمي دقيق وتوفيق رائع عميق فقضى بذلك على الشقاق والخلاف .. وجمع بذلك كلمة المسلمين .. ".
مصادر الكتاب: ذكر المؤلف مصادره في الكتاب وقد بلغ تعدادها 86 مصدراً، ومن أهم مصادره التي اعتمد عليها في كتابه: "شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام" لتقي الدين السبكي المتوفى سنة 756هـ وقد اعتمد عليه اعتماداً كلياً، ونقل منه أكثر مباحث الكتاب حتى المقدمة والعنوان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/214)
واعتمد أيضاً على كتاب " الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم " لابن حجر الهيتمي المكي المتوفى سنة 973هـ.
الردود والتعقيبات
لا أعلم أحداً من أهل العلم صنف في الرد على الكتاب سوى الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي، حيث كتب ورقات في بيان بعض الأخطاء الشنيعة التي حواها الكتاب، وله درس مسجل في شريط صوتي ألقاه في أحد المساجد رد فيه على بعض ضلالات المؤلف وأغلاطه في مسائل الاعتقاد، وهو رد لطيف سهل مفيد.
وتعقب الشيخ سفر، أحد تلامذة الدكتور العلوي في شريط صوتي، لكنه لم يذكر اسمه ولا نسبه وإلى هذه اللحظة هو مجهول الاسم والحال والصفة.
2 - عرض وتحليل
قال المؤلف في مقدمة الكتاب " أما بعد: فهذه مباحث لطيفة ومسائل شريفة تدور حول زيارة أعظم خلق الله وأكرم رسل الله سيدنا محمد بن عبدالله عليه صلوات الله. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل ذلك منا وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، إنه سميع قدير وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين.
وكتبه: السيد محمد بن علوي بن عباس المالكي الحسني ".
قلت: وقد حوت مباحث الكتاب " اللطيفة " ومسائله " الشريفة " كسابقه على جملة وافرة من الأخطاء الشرعية في مسائل شتى في التفسير والحديث والفقه، وأشنعها تلك المتعلقة بأصول الاعتقاد.
وما قيل في الكتاب السابق يقال في هذا، حيث جمع المؤلف سقطات المخالفين وساقها بقلم الحفاوة والرضا، ممجداً أصحابها مضيفاً عليهم ألقاب التعظيم والتفخيم. ومن أمثلة ذلك:
في صفحة 97 قال: " قال محيي السنة ومميت البدعة ابن الحاج في كتابه " المدخل "، وهو معاصر لابن تيمية وتوفي بعده بسنوات، في فصل زيارة القبور:
وأما عظيم جناب الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيأتي عليهم الزائر، ويتعين عليه قصدهم من الأماكن البعيدة، فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع وليحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره .. " إلى أن قال " ثم يتوسل إلى الله بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه ويستغيث بهم ويطلب حوائجه منهم ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوي حسن ظنه في ذلك .. فإنهم السادة الكرام، والكرام لا يردون من سألهم ولا من توسل بهم ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم، هذا الكلام في زيارة الأنبياء والمرسلين عموماً.
قال رضي الله عنه: فصل: وأما في زيارة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه فكل ما ذكر يزيد أضعافه، أعني في الانكسار والذلة والمسكنة .. " إلى أن قال: " فمن توسل به أو استغاث به أو طلب حوائجه منه فلا يرد ولا يخيب لما شهدت به المعاينة والآثار " ثم قال: " إن الزائر يشعر نفسه بأنه واقف بين يديه عليه الصلاة والسلام كما هو في حياته إذ لا فرق بين موته وحياته، أعني في مشاهدته لأمته ومعرفة أحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك عنده جلي لا خفاء فيه ... " اهـ.
وفي صفحة 120 قال: " ذكر الإمام العارف بالله الشيخ أحمد بن محمد القشاشي صيغة زيارة تقال عند المواجهة الشريفة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وتستشعر جوابه صلى الله عليه وسلم لك عند ذلك ولو بالغيب، فالإيمان بالغيب حصول على المغيب بالغيب يقيناً وتقول: السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا باطن، السلام عليك يا ظاهر .. " إلى أن قال: " ويقال: إن ذلك من تحية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم " اهـ.
وفي صفحة 131 تحت عنوان " حقيقة الزيارة وتعريفها " قال ما نصه: " قال الإمام العارف بالله الشيخ أحمد المعروف بالقشاشي: الزيارة الحقيقية مضبوطة شرعاً بالقصد له في مسجده ومدينته والوقوف عنده والسلام عليه والتوسل به في تحقيق وجوب الشفاعة له " إلى أن قال: " فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات: الشفاعة والبشرى بالموت على الإسلام .. فقد أتم الله للحبيب المضاهاة بكل الحالات " انتهى نقله باختصار.
ثم عقد المؤلف فصلاً خاصاً سماه " الزيارة النبوية والشعر " ابتدأه من ص 201 إلى 237 وأنهى به الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/215)
قال في أوله: "وسنذكر في هذا المبحث جملة من غرر القصائد النبوية والمدائح المحمدية التي يستحسن أن تقال أمام المواجهة النبوية وفي حضرة الزيارة المحمدية حيث اشتملت على خطابه صلى الله عليه و سلم بأجمل أنواع الخطاب وأبلغ أساليب السلام .. ".
قلت: ثم ساق القصائد المذكورة ودبجها بعبارات المديح والثناء والإطراء، ومن أمثلتها:
القصيدة الأولى: " قصيدة الحجرة النبوية الشريفة " قال الدكتور ("شفاء الفؤاد " (ص 203)):
" أنشأ هذه اليتيمة العصماء السلطان عبدالحميد خان .. واستحقت بإخلاص ناظمها وحبه الصادق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنقش على الحجرة النبوية ".
ومما جاء فيها:
يا سيدي يارسول الله خذ بيدي مالي سواك ولا ألوي عل أحد
فأنت نور الهدى في كل كائنة وأنت سر الندى يا خير معتمد
وأنت حقاً غياث الخلق أجمعهم وأنت هادي الورى لله ذي المدد
إني إذا سامني ضيم يروعني أقول يا سيد السادات يا سندي
وانظر بعين الرضا لي دائماً أبداً واستر بفضلك تقصيري مدى الأمد
واعطف علي بعفو منك يشملني فإني عنك يا مولاي لم أحد
إني توسلت بالمختار أشرف من رقى السموات سر الواحد الأحد
رب الجمال تعالى الله خالقه فمثله في جميع الخلق لم أجد
القصيدة الثانية: " القصيدة الوترية البغدادية " قال عنها الدكتور (" شفاء الفؤاد" (ص205 - 206)):
" هذه القصيدة العصماء هي إحدى القصائد الوترية في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم للإمام الفاضل الأديب الكامل الواعظ الصالح الزاهد أبي عبدالله مجد الدين " إلى أن قال: " وقد حظيت أن ينقش أكثرها أمام المواجهة النبوية الشريفة ".
وجاء فيها:
بنور رسول الله أشرقت الدنا ففي نوره كل يجيء ويذهب
براه جلال الحق للخلق رحمة فكل الورى في بره يتقلب
بعزته سدنا على كل أمة وملتنا فيها النبيون ترغب
بذلي بإفلاسي بفقري بفاقتي إليك رسول الله أصبحت أهرب
بجاهك أدركني إذا حوسب الورى فإني عليكم ذلك اليوم أحسب
القصيدة الثالثة: " القصيدة الحدادية الداخلية " قال الشيخ الدكتور ("شفاء الفؤاد" (ص207 - 209)):
"هذه القصيدة العصماء للإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشاد الولي الكبير العارف بالله تعالى الشهير السيد الحسيب النسيب الشيخ عبدالله بن علوي الحداد .. رضي الله تعالى عنه " إلى أن قال: " وقد حظيت أن تنقش داخل الحجرة النبوية الشريفة لإخلاص ناظمها وحبه الأكيد ".
وجاء فيها:
نزلنا بخير العالمين محمد نبي الهدى بحر الندى سيد العرب
ملاذ البرايا غوث كل مؤمل كريم السجايا طيب الجسم والقلب
كريم حليم شأنه الجود والوفا يرجى لكشف الضر والبؤس والكرب
وقفنا على أعتاب فضلك سيدي لتقبيل ترب حبذا لك من ترب
توجه رسول الله في كل حاجة لنا ومهم في المعاش وفي القلب
عليك سلام الله ما سار مخلص إليك يقول: الله والمصطفى حسبي
عليك سلام الله أنت ملاذنا لدى اليسر والإعسار والسهل والصعب.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 02, 09:49 ص]ـ
ه هي الحلقة الخامسة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
القصيدة الخامسة: قال الدكتور ("شفاء الفؤاد" (ص212 - 213)): " للإمام العارف بالله عبدالرحيم البرعي ".
جاء فيها:
يا صاحب القبر المنير بيثرب يا منتهى أملي وغاية مطلبي
يا من نرجيه لكشف عظيمة ولحل عقد ملتو متعصب
يا من يجود على الوجود بأنعم خضر تعم عموم صَوْب الصَّيب
يا غوث من في الخافقين وغيثهم وربيعهم في كل عام مجدب
يا رحمة الدنيا وعصمة أهلها وأمان كل مُشرق ومغرب
يا من نناديه فيسمعنا على بعد المسافة سمع أقرب أقرب
يا سيدي إني رجوتك ناصراً من جور دهر خائن متقلب
فأقل عثار عُبيدك الداعي الذي يرجوك إذ راجيك غير مخيب
واكتب له ولوالديه براءة من حر نار جهنم المتلهب
واقمع بحولك باغضيه وكل من يؤذيه من متمرد متعصب
واشفع له ولمن يليه وقم بهم في كل حال يا شفيع المذنب
وعليك صلى ذو الجلال أتم ما صلى وسلم يا رفيع المنصب
القصيدة العاشرة: قال الدكتور ("شفاء الفؤاد" (ص220 - 223)): " للإمام عبدالله بن علوي الحداد ".
جاء فيها:
وقفنا وسلمنا على خير مرسل وخير نبي ما له من مناظر
فرد علينا وهو حي وحاضر فشرف من حي كريم وحاضر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/216)
هو الساس وهو الرأس للأمر كله بأولهم يدعى لذاك وآخر
ألا يا رسول الله عطفاً ورحمة لمسترحم مستنظر للمبارر
ألا يا حبيب الله غوثاً وغارة لذي كربة مسودة كالدياجر
ألا يا أمين الله أمناً لخائف أتى هارباً من ذنبه المتكاثر
ألا يا صفي الله قم بي فإنني بكم وإليكم يا شريف العناصر
ويا غوث كل المسلمين وغيثهم وعصمتهم من كل خوف وضائر
القصيدة الرابعة عشرة: قال الدكتور ("شفاء الفؤاد" (ص 227 - 228)): " للشيخ جمال الدين يحيى الصرصري ".
جاء فيها:
جئناك نطوي القفار الشاسعات على عيس لهن بنا وخد وإرقال
فاعطف على وفدك الراجين فضلك يا من عنده للعطاء الغمر إجزال
وها عُبيدك يحيى قد أتاك مستأنساً وجلاً مما يزخرف حاوي المكر محتال
فاسأل لي الله أن أحيا على سنن سننتها فبها قد ينعم البال
القصيدة السادسة عشرة: " زيارة حبشية" قال الدكتور (" شفاء الفؤاد " (ص 230 - 231)): " للإمام العارف بالله الحبيب علي بن محمد الحبشي رضي الله عنه ".
جاء فيها:
يا ملاذ الكل يا أهل الندى يا كريم الأصل يارب الحور
يا غياث الخلق يا ذا الفضل والجود والإحسان في بحر وبر
يا لجا اللاجين يا خير نبي ورسول جاء حقاً بالسور
أنت باب الله لا يقصده الشخص إلا فاز حقاً بالوطر
يا رسول الله غوثاً عاجلاً يدفع البلواء عنا والأشر
يا رسول الله عجل سيدي بزوال البؤس عنا والضرر
قد لجونا نحو بابك سيدي ووقفنا ننتظر منك الخبر
وارحم الأمة جميعاً إنهم لم يزالوا في عناء وكدر
وأرحمهم من عنا هذا الوبا واطلب الرحمن يسقيهم مطر
فبحق الطهر طهر سيدي لجميع الأرض من هذا الضرر
وبحق الحسنين ارفع لما قد عرى وارحم فقد زاد الحذر
القصيدة الثامنة عشرة: قال الدكتور ("شفاء الفؤاد" (ص234)): " للسيد محمد أمين كتبي ".
جاء فيها:
مالي من الأعمال ما أرجو به فوزاً ولكن في نداك رجائي
فامنن علي بنظرة وبتوبة وصيانة وسلامة وشفاء
واشفع لدى المولى الكريم تفضلاً لأكون صاحب صفحة بيضاء
فلأنت في الدنيا وفي الأخرى وفي كل المواطن عدتي وندائي
فامنن علينا بالزيارة عاجلاً في صحة وسلامة وهناء
حسبي بجاهك مأمناً ومثابة وببحر جودك مورد استغنائي
القصيدة التاسعة عشرة: قال الدكتور ("شفاء الفؤاد" (ص235)): " للإمام العارف بالله السيد محمد أمين كتبي ".
جاء فيها:
كلما لحت للملائك خروا في السموات سجداً وبكيا
ومددت الأكوان شرقاً وغرباً مدداً في كيانها كليا
الخلاصة
وبعد، فلعل فيما تقدم من عرض وتحليل لمجمل ما في الكتابين " الذخائر " و " شفاء الفؤاد "، كفاية في الدلالة على بقية محتوياتهما، وبيان حقيقة منهج المؤلف وطريقته ونحلته التي يدعو إليها، وهي كما رأيت ليست أخطاءً هينة ولا مخالفات يسيرة مما يسوغ فيه الاجتهاد ويقبل الخلاف تبعاً لدلالات النصوص وتباين المدارك والفهوم بل هي أغلاط منكرة وعقائد زائغة وضلالات جسيمة تخالف شريعة الإسلام بالكلية وتناقض أسسه وقواعده وأصوله.
هذا وما نقلته لك إنما هو غيض من فيض متراكم ونقطة من بحر متلاطم، والأمر – والله – أعظم مما وصفت وأكبر مما رأيت، ولو رمت سرد كل مغالطات المؤلف وسقطاته، مجرد سرد، دون تعقب، لأفضى إلى التطويل المفضي إلى الإملال، إذ لم تكد تخلو صفحة مما كتب من خطأ واضح جلي في مسائل التوحيد وقضايا الاعتقاد.
لقد مر بك قوله: "ما أرسل الرحمن أو يرسل، من رحمة تصعد أو تنزل ... إلا وطه المصطفى عبده .. واسطة فيها وأصل لها "، وهذه منازعة للرب عز وجل في صفة الرحمة.
وقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إذ لا فرق بين حياته وموته .. في مشاهدته لأمته ومعرفة أحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم "، وهذه منازعة للرب سبحانه في صفة العلم.
وقوله أيضاً: " يا من نناديه فيسمعنا على بعد المسافة سمع أقرب أقرب " وهذه منازعة للرب جل وعلا في صفة القرب.
وقوله كذلك إنه " سمي من أسماء الله تعالى ينحو سبعين اسماً " بل ذهب أبعد من ذلك فزعم أن له صلى الله عليه وسلم كل أسماء الله الحسنى، فلم يُبق لله اسماً يختص به.
وسمعت قوله: " يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي، مالي سواك ولا ألوي على أحد " وقوله أيضاً: " عجل بإذهاب الذي أشتكي فإن توقفت فمن ذا أسأل؟ " وهذه منازعة صريحة في الألوهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/217)
ولما كانت الصفة الغالبة على المؤلف في اختياره ونقله وتقريره واجتراره لمسائل الكتابين هي مخالفة النص الصريح من القرآن والسنة وإجماع السلف، مع الإصرار على تلك المخالفة والتأكيد على الإصرار فقد أطلقت عليه اسم " المخالف "، وهو أقل وصف يستحقه بعد الذي رأيته من نصوص كلامه، وما ستراه أشد وأنكى.
ولا أدل على إصراره على المخالفة وتشبثه بها وعضه عليها، من تكراره لنفس الأخطاء الشنيعة والطامات الموبقة التي أكثر منها في كتابه الأول " الذخائر "، وإعادتها بمثلها وأعظم منها وأشنع في كتابه الأخير " الشفاء "، مع طول الفترة بين التأليفين والتي قاربت العشرين عاماً.
ثم إنه نوقش بما في كتابه الأول، ورُد عليه وبُين له وجه الخطأ وعُقد له مجلس مشهود مع بعض أهل العلم، وكان الظن به وبمن هو في منزلته وعلمه أن يتوب ويرجع، ولو فعل لكان خيراً له وللناس وأقوم، ولكنه – هداه الله – أصر واستكبر وأعاد الكرة في الكتاب الآخر بأسلوب أصرح وأوضح من ذي قبل، فاستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ولا ينقضي عجبي من أولئك الذين عرفوا حقيقة هذا " المخالف " وظهر لهم إصراره على المخالفة ثم يستهلكون في الدفاع عنه وتكلف الأعذار له، ولو على حساب الدين والعقيدة والإيمان !
أقول لهم: ما رأيكم بمن يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتي علم الغيب ومفاتحه الخمس وعلم الروح، وإنه يملك حق الإقطاع في الجنة لمن شاء، وإن أسماءه مطابقة لأسماء الله الحسنى، وإنه المنعم على كل الوجود، الممد بالخير والبر لكل موجود، لجا اللاجين، وغياث المستغيثين، غافر الذنب وقابل التوب، الذي من أجله خُلق الكون وله يسجد من في السموات ومن في الأرض، وقبره خير من الجنة والعرش ... وهلم جراً؟!
أوقفهم على كل هذه العظائم ومثلها ومثلها ومثلها ... فيتكلفون له الأعذار ويتمحلون عنها الجواب:
فمن قائل: " هذه الأقوال مدسوسة عليه وعلى كتبه، ولا يمكن صدورها عنه "!
ومن قائل: " هذه الأقوال يمكن أن تُؤَوَّل وتُحمل على أحسن محمل "!
ومن قائل: " هلا ناقشته وبينت له وأوضحت له فلعله يقنعك أو يقتنع، وإن أخطأ فلعله إذا روجع أن يرجع "!
وأنا أقول لهؤلاء المتكلفين: اربعوا على أنفسكم وأريحوها من هذا التكلف العسير، فقد قدمت إليكم ما يؤكد تأكيداً جازماً لا شك فيه أن الكلام كلامه والقول قوله وهو لا يفتأ يكرره في مصنفاته، وإن كنتم في ريب مما أقول فاسألوه يخبركم الخبر اليقين.
وأما تأويل الكلام ولي عنقه وحمله على محامل حسنة لتوافق الصواب، فهو أمر جد عسير بل هو ضرب من المستحيل في أكثر الأحيان.
إذ كيف يمكن تأويل قوله: " إن النبي صلى الله عليه وسلم أوتي علم الخمس والروح وله حق الإقطاع في الجنة لمن شاء "؟
وكيف نتأول قوله: " كلما لحت للملائك خروا، في السموات سجداً وبكياً "؟
وبم نتأول خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم: " وانظر بعين الرضا لي دائماً أبداً، واستر بفضلك تقصيري مدى الأمد"؟
وكذا قوله له: " واعطف علي بعفو منك يشملني، فإنني عنك يا مولاي لم أحد "؟
وقل مثل ذلك في سائر الأقوال المنكرة التي يستحيل تأويلها لصراحتها ووضوح نكارتها.
وليس أدل على ما ذكرت من عجز أولئك " المتكلفين "، عن الجواب عن تلك المنكرات الشنيعة التي شحن بها المخالف كتابيه، فحادوا عنها إلى مسائل أخرى دندنوا حولها وشغبوا بها، ليوهموا العوام بأنها هي أس الخلاف القائم بين الفريقين، وليستروا بها تلك الفضائح التي هي أصل الخلاف وحقيقة الاختلاف.
ومن المسائل التي دأب " المخالف " ومن نصره من " المتكلفين " على التشغيب بها والتستر بها: مسألة محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره، وأثاروا معها جملة من المسائل، من أهمها: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ووصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة، والتبرك به، وزيارة قبره الشريف، وشد الرحل إليه، ثم التوسل به، والاستشفاع به.
فهذه المسائل السبع هي أكثر ما شغب به هؤلاء وجعلوها مثار جدل بين الناس، وزعموها علامة على المحبة ودلالة على التعظيم، وليس الأمر كما زعموا ولبسوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/218)
أما محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وتوقيره، فهي من أسس الإيمان وشعبه العظام، بل لا يصح الإيمان بدونها، وليس ثمة خلاف بين طوائف المسلمين، على اختلاف مذاهبهم وفرقهم، في وجوبها وأنها من فرائض الدين، وإنما الخلاف في دلائلها ومتعلقاتها.
والناس مختلفون في تحقيق المحبة بحسب إيمانهم واعتقادهم فمنهم السابق ومنهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه، إما بالغلو أو بالجفاء.
وأما المسائل الأخرى فالكلام فيها يطول، وكل واحدة منها تحتاج إلى تأليف مستقل ولم تكن محل تنازع بين الأئمة في القرون المفضلة، فمن ذا الذي ينازع في خيرية النبي صلى الله عليه وسلم وفضله وسيادته على سائر البشر؟
فكونه صلى الله عليه وسلم سيد الناس، محل اتفاق بين الأمة كلها، الخاصة والعامة، وقد صح فيه الخبر في الحديث المتفق عليه الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد الناس يوم القيامة ".
وكذا التبرك به صلى الله عليه وسلم هو محل اتفاق بين السلف، فقد تواتر عن الصحابة الكرام تبركهم بشعره وعرقه وتفله وثيابه صلى الله عليه وسلم في حياته، وبعد مماته في الأزمنة القريبة حيث يمكن التأكد من نسبة تلك الأشياء الشريفة له صلى الله عليه وسلم.
وأما في القرون المتأخرة، فمن زعم أن عنده شيئاً من ذلك فعليه الدليل، خاصة مع كثرة الكذب والدعاوى الباطلة بين الناس، وقد اجترأ كثير من المنافقين والمغفلين على الكذب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم وقولوه ما لم يقل، فأولى أن يجترئوا على الكذب في آثاره وأشيائه.
وأما زيارة قبره الشريف من غير قصد السفر فهي مستحبة عند جماهير المسلمين، وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول عند زيارة القبر: " السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يا أبابكر السلام عليك يا أبتِ " ثم ينصرف ولا يزيد على ذلك.
وأما قصد القبر الشريف بالسفر وشد الرحال إليه فسيأتي تفصيل الكلام عليه بعد إن شاء الله. وهي على كل حال ليست أصل الخلاف بين الطرفين، وإن كانت من مسائل الخلاف عند المتأخرين.
وأما التوسل والشفاعة فهما من أصول مسائل الاعتقاد، ولذا فقد تواترت فيهما النصوص الشرعية، كما سيأتي بيانه وتفصيله، والخلاف فيهما قديم من قبل الإسلام والبعثة المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.
وكل الذي يمكن قوله الآن، باختصار، إن التوسل والشفاعة ينقسمان إلى نوعين: شرعي، وبدعي.
1 - فالشرعي: يثبته أهل الإسلام تبعاً للنصوص المثبتة، وليس فيه بين المسلمين خلاف عدا بعض الفرق كالخوارج والمعتزلة الذين أنكروا الشفاعة في أهل الكبائر.
2 - والبدعي: وهو من سنن الجاهلية التي نقضتها شريعة الإسلام واتفق على نفيها الأئمة من السلف والخلف تبعاً لنصوص القرآن، وهي التي أحياها المخالفون وفتنوا بها كثيراً من العوام.
بقي الكلام على الاحتفال بالمولد النبوي، والكلام فيه يحتاج إلى تفصيل لا تسعه هذه الخلاصة، وحسبي أن ألخص موضوعاته في نقاط عشر:
1 - المولد النبوي نفسه، بمعنى وقت ولادته، اختلف في تحديد يومه وشهره بين علماء المسلمين ممن كتب في السير والملاحم والتاريخ، مع اتفاقهم على أنه يوم الاثنين كما ورد بذلك الخبر الصادق عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - ومن دوَّن فيه وكتب من أهل العلم، فلكونه من أحداث السيرة النبوية، فيذكرون الإرهاصات السابقة لمولده صلى الله عليه وسلم ثم مولده ونشأته وحياته قبل البعثة وبعدها إلى يوم وفاته.
3 - وأما الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم فهو ممكن عقلاً لمن حضر ذلك اليوم الذي ولد فيه، وأما بعده فلم يبق إلا حدثاً وسيرة كسائر الأحداث والسير التي مرت في حياته صلى الله عليه وسلم.
4 - ومعلوم أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم امتدت ثلاثة وستين عاماً، منها أربعون قبل البعثة وثلاثة وعشرون بعدها، فكل يوم فيها هو يوم من حياته الشريفة المباركة ولا يقل شرفاً ولا أهمية عن يوم ولادته بل قد يفضل عليه، كيوم بعثته مثلاً.
5 - والاحتفال بمولده بمعنى إحياء ذكرى ذلك اليوم واتخاذه عيداً يتكرر على الدوام، لم يفعله صاحب الشأن نفسه ولم يرغب فيه حتى مات صلى الله عليه وسلم، ولم يفعله صحابته الكرام ولا أزواجه ولا أهل بيته ولا التابعون ولا أتباعهم ولا الأئمة الأعلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/219)
6 - ومضت تلك القرون الفاضلة والأمر على ما هو عليه من ترك الأمة كلها من شرقها إلى غربها الاحتفال بذكرى المولد أو غيره من الأيام، التي كما ذكرت لا تقل عنه أهمية، فهي جزء من حياة خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام.
7 - هذا وقد كثرت مجالسهم في فنون العلم، في التفسير والحديث والفقه واللغة والأدب والشعر، وسائر العلوم والفنون، ولم يخصوا مجلساً واحداً ولا محفلاً واحداً من تلك المحافل على تنوعها، باحتفال بذكرى أي يوم من تلك الحياة الشريفة الحافلة.
8 - حتى إذا حدث النقص في الأمة في القرون التالية للقرون الفاضلة وتقلد زمام الأمر فيها فرقة باطنية ضالة، أبطنت الكفر والزندقة وأظهرت الإسلام والتشيع، وصارت لها دولة، هي الدولة العُبيدية، وهي المسماة بالدولة الفاطمية، فأحدثت الاحتفال بذكرى المولد النبوي، وكان ذلك في سنة 361هـ.
فتأمل – رحمك الله – كيف يمكن أن يهمل خير هذه الأمة وأبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً، قربة من أعظم القرب، ويغفلون عنها، وفيهم ومن بينهم من لو وزن بالأمة كلها لرجح بهم، ويتتابعون على هذا الإهمال وذلك الإغفال كابراً بعد كابر، وجيلاً بعد جيل، ثم يهتدي إليه ويسبقهم إليه أصحاب تلك النحلة الخبيثة الباطنية!!!
9 - وإن تعجب، فعجب قولهم " إن لنا على ذلك الاحتفال أدلة ".
أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين دليلاً، بعضها من القرآن وبعضها من السنة وبعضها أدلة عقلية!!
وليت شعري، كيف فات النبي صلى الله عليه وسلم استنباطها من القرآن وهو ينزل عليه، ومن السنة وهو الناطق بها؟
ثم كيف فات أكابر الصحابة وعلماءهم وفضلاءهم، والله تعالى يقول: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)؟
وقل مثل ذلك في التابعين والأئمة الأربعة وغيرهم من علماء الأمة، كيف عميت عليهم معاني تلك النصوص وخفي عليهم فهمها، وهم أساطين العلم والفهم والعقل؟
10 - وأخيراً فإن أكثر الناس لا يعرفون هذه الحقائق، وتختلف أفهامهم ومقاصدهم من حضور تلك الاحتفالات:
فمنهم من يقصد بها دراسة السيرة النبوية، ولا يفهم من معنى " المولد " إلا هذا، وهؤلاء هم السواد الأعظم من الحاضرين والمحتفلين.
ومنهم من يقصد بها التبرك بحضور مجالس الذكر، فكل مجلس ذكر عندهم يمكن أن يطلق عليه "مولد".
ومنهم من يحضرها إجابة للدعوة ومشاركة في الاجتماع، ويعتبرها من أمور العادات.
وعلى كل حال فإن قضية "المولد"، بمعنى الاحتفال بذكراه، ونحوه من المبتدعات ليست أصل النزاع بين " المخالف " وبين خصومة من أهل العلم ممن تعقبه ورد عليه، كما زعم أولئك المتكلفون، مع أنها محل خلاف بين الفريقين، ولكن أصل النزاع - معشر المؤمنين - هو كما ذكرت، في أركان الإيمان وشرائع الدين.
فإن كان الخلاف في أصول الدين وأركانه، فالأمة كلها معنية به، ومن حق المسلمين جميعاً، بل من الواجب المتحتم عليهم أن ينصروا الحق ويعلوا رايته، ويوالوا أهله، وأن يقمعوا الباطل ويدمغوا رايته، ويعادوا أهله ويتبرءوا منهم، عملاً بقول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم). وإذعاناً لأمره ونهيه إذ قال: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقال أيضاً: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (التوبة:71).
ووقوفاً عند حده في قوله: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، رضي الله عنهم ورضوا عنه، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون) (المجادلة: 22).
فذلك هو أقل الواجب وأضعف الإيمان، أن يتبرأ المؤمنون من هؤلاء المخالفين وأضرابهم وأن يتبرءوا إلى الله من أقوالهم وأفعالهم وبدعهم ومنكراتهم (جاء في الهامش: ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا المخالف يجتمع ووالدي في الأب الثالث عبدالعزيز المالكي.
فوالدي: خليل بن محمد بن أحمد بن عبدالعزيز، وهو: محمد بن علوي بن عباس بن عبدالعزيز).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/220)
وثمة واجب آخر فرضه الله عز وجل على طائفة من عباده المؤمنين، لا يسعهم النكوص عنه ولا التنصل منه، وهو النصيحة في الدين، وجهاد المخالفين، وفاءً بعهد الله وميثاق الكتاب المبين.
قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) (آل عمران: 187)، وقال: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) (البقرة: 159).
قلت: من أجل ذلك كتبت هذا الرد، واقتصرت فيه على أمهات الأخطاء الواردة في كتابي " الذخائر " و " شفاء الفؤاد "، وتركت بقيتها بغية الاختصار. وجعلته في مقدمة، ذكرت فيها أصل الدين وحقيقة الإسلام ومعنى لا إله إلا الله، وذكرت نبذة عن الشرك ونشأته في الأمم من زمن قوم نوح عليه السلام، وأشرت إلى وسائله وطرقه الموصلة إليه وأهمها: الغلو في الصالحين والعكوف على قبورهم.
ثم شرعت في بيان أخطاء المخالف والرد عليها، وضمنتها في ثلاث أبواب:
الباب الأول: بينت فيه حقيقة ما يدعو إليه المخالف من الدعوة إلى الشرك بنوعية: شرك العبادة، وشرك الربوبية.
الباب الثاني: ذكرت فيه افتراء المخالف على الملائكة الكرام ورميهم بالشرك والكفر.
الباب الثالث: برهنت فيه على نقض المخالف أركان الإيمان الأربعة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبه ختمت الكتاب، وهو القسم الأول من الرد، وسميته: " جلاء البصائر في الرد على كتابي شفاء الفؤاد والذخائر ".
وبعد، فقد بقيت مسائل مهمة أوردها المخالف في كتابيه المذكورين، وهي مما يحتاج إلى جلاء وتوضيح، ومنها على سبيل المثال:
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي من أولى المسائل التي أثارها المخالف وجعل يدندن حولها في كل مجلس وفي كل تأليف، وهي من الدعاوى العريضة التي دأب المخالفون على التشغيب بها والتستر بها على مر العصور.
ومنها مسألة شد الرحل إلى القبر النبوي، وقد طال فيها الجدال والمراء من عهد بعيد.
ومنها مسألتا التوسل والاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وكذا سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ومنها حياة النبي صلى الله عليه وسلم في قبره.
إلى غير ذلك من المسائل التي أثار فيها المخالف الجدال وأورد حولها الشبهات.
ولأن الكلام فيها يطول فقد أفردتها في كتاب آخر وهو القسم الثاني من الرد، وسميته:
"الكشف والتبيين عن شبهات المخالفين"
والحمد لله في الأولى وفي الآخرة وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله.
هذه هي الحلقة السادسة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
المقدمة
اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.
ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله.
وقالوا لا تذرن آلهتكم.
سد ذرائع الشرك.
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد.
لا تغلوا في دينكم.
**
(اعبدوا الله ما لكم إله غيره)
اعلم - رحمك الله - أن حقيقة دعوة الرسل ومبناها وأسها على توحيد الله عز وجل وإفراده بالعبادة وإخلاصها له وعدم إشراك شيء معه، أياً كان هذا الشيء، ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً أو حجراً أو شجراً أو غير ذلك من الأوثان والأنداد والأصنام.
ولم يخلق الله الخلق ولا بعث إليهم الرسل إلا لهذه الغاية العظمى، عبادة الله وحده لا شريك له. قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات: 56)، أي ليوحدوني (" تفسير القرطبي " (17/ 56)).
وقال: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36).
وقال عز وجل: (لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف: 59).
وهذه دعوة أول رسول بعد حدوث الشرك، ولم تزل كذلك دعوة من بعده، هود وصالح وشعيب عليهم السلام (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
وهذه الدعوة هي حقيقة معنى لا إله إلا الله، فإن الإله هو المألوه المعبود بالمحبة والخشية والإجلال والتعظيم وسائر أنواع العبادات القولية والعملية، ويدل على ذلك قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) (الأنبياء: 25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/221)
وكذلك كانت دعوة خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم لقومه وللناس كافة، أمرهم بتوحيد الله وقول لا إله إلا الله فأبوا عليه إلا قليلاً ممن آمن، وكان يرسل إلى الملوك يدعوهم إلى التوحيد، كما جاء في رسالته إلى هرقل: " و (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) " (رواه البخاري (1/ 32) ومسلم (1773)).
ولما أراد أن يبعث معاذاً إلى اليمن قال له: " إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " وفي لفظ: " إلى عبادة الله " وفي لفظ: " إلى أن يوحدوا الله " (رواه البخاري (3/ 261) و (3/ 322) و (13/ 347) ومسلم (19)).
فدلت هذه النصوص وغيرها على أن عبادة الله وحده وعدم الإشراك به هو أصل الدين وهو معنى لا إله إلا الله، وهو ما يسميه العلماء توحيد الإلهية، وتوحيد العبادة، ولم تخل شريعة من شرائع الرسل من هذه الدعوة لأنها هي الإسلام الذي لا يرضى الله عز وجل ديناً غيره كما قال: (إن الدين عند الله الإسلام) (آل عمران: 19).
وقال (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (آل عمران: 85).
ولقد فهم المشركون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم معنى كلمة التوحيد لما دعاهم إليها فقالوا كما حكى القرآن عنهم (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب) (ص: 5).
فهموا أن معناها ترك الآلهة والأنداد وما يتبع ذلك من أمور الجاهلية، وتوحيد الخالق بالعبادة، والتي تستلزم كمال الخضوع له والانقياد، المستلزم زوال طاغوت الجاهلية.
إذ العبادة (هي الطاعة والخضوع، يقال: طريق معبد إذا كان مذللاً بكثرة الوطء.
والتعبد هو التنسك، والعبودية هي الخضوع والتذلل. وقول الله تعالى (إياك نعبد) أي: إياك نوحد.
والعابد هو الخاضع المستسلم المنقاد لأمر المعبود) ("لسان العرب" (3/ 270 - 274 مادة عبد)).
وتأتي العبادة أيضاً بمعنى الدعاء والطلب كما في قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (غافر: 60)، وكقوله تعالى: (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقياً. فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله .. ) (مريم: 48 - 49).
وقد تكرر ذكر العبادة في القرآن بمعنى الدعاء والقصد والطلب، إذ كانت هذه أكثر عبادة المشركين في كل أمة لأصنامهم وأنداد هم ومعبودا تهم.
قال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3).
وقال عز وجل: (ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيراً) (الفرقان: 55).
وقال سبحانه مخاطباً عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم: (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) (غافر: 66).
وقد صح من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الدعاء هو العبادة " ثم قرأ قوله تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم .. ) الآية (رواه أبو داود (1479) والترمذي (2973)).
ولقد كان أكثر عبادة المشركين الأولين لأصنامهم وأنداد هم وأوثانهم بدعائهم وسؤالهم من دون الله، وهم مع ذلك كانوا يعبدون الله ويدعونه ويلجأون إليه، فجمعوا بين الإيمان به والشرك معه، كما قال تعالى عنهم: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (يوسف: 106).
**
(ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)
ثم اعلم - رحمك الله - أن المشركين الذين بعث فيهم رسول صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بوجود الله وبربوبيته وتصرفه وتدبيره للأمور، وأنه الخالق الرازق المحيي المميت، وأن آلهتهم التي يعبدونها لا تفعل شيئاً من ذلك وإنما يدعونها ويلجأون إليها لتشفع لهم عند الله، ويجعلونها بمثابة الوسطاء عند الملك يرفعون إليه حاجة من توسل بهم، ويزعمون أن الله لا يستجيب لهم حتى يشفع هؤلاء الوجهاء المقربون.
ومن الأدلة على ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/222)
قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمن يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) (يونس: 31).
وقوله: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون * قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون، قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون) (المؤمنون: 84 - 89).
وأما اتخاذهم أصنامهم ومعبودا تهم شفعاء ووسطاء فيدل عليه قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) (يونس: 18).
وقال سبحانه وتعالى: (أم اتخذوا من دون الله شفعاء، قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعاً له ملك السموات والأرض ثم إليه ترجعون) (الزمر: 43 - 44).
ففي الآية الأولى أخبر سبحانه عنهم سبب عبادتهم لهم وهو اتخاذهم إياهم شفعاء، ثم سماه عز وجل شركاً فقال: (سبحانه وتعالى عما يشركون).
وفي الآية الثانية تأكيد للأولى، وبيان آخر وهو أن الشفاعة كلها لله لا لأحد من الخلق، وإنما هي ملك له وحده يأذن لمن يشاء فيمن يشاء، بخلاف شفاعة الخلق لبعضهم عند بعض كشفاعة الوجهاء عند الرؤساء فهذه شفاعة تليق بحال المخلوقين من الضعف والعجز والقلة والذلة، كما أن شفاعة الخالق سبحانه تليق بجلاله وعظمته وكمال سلطانه وعزته وغناه عن خلقه، ومن سوَّى بين الشفاعتين فقد غلط غلطاً بيناً وافترى إثماً عظيماًً.
**
(وقالوا لا تذرون آلهتكم)
ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً) أنها " أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد، حتى إذا هلك أولئك وتنسَّخَ العلم عبدت " (أنظر " صحيح البخاري " (8/ 667)).
قال السهيلي: " كانوا يتبركون بدعائهم كلما مات منهم أحد مثلوا صورته وتمسحوا بها إلى زمن مهلائيل فعبدوها بتدريج الشيطان لهم، ثم صارت سنة في العرب في الجاهلية، ولا أدري من أين سرت لهم تلك الأسماء؟
من قبل الهند؟ فقد قيل إنهم كانوا المبدأ في عبادة الأصنام بعد نوح، أم الشيطان ألهم العرب ذلك؟ " انتهى نقله من " فتح الباري "، ثم قال الحافظ: " وقد أخرج الفاكهي من طريق ابن الكلبي قال: " كان لعمرو بن ربيعة رئي من الجن فأتاه فقال: أجب أبا ثمامة، وادخل بلا ملامة ثم ائت سِيْفَ جدَّة، تجد بها أصناماً معدة، ثم أوردها تهامة ولا تهب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجب. قال فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً، وهي الأصنام التي عبدت على عهد نوح وإدريس، ثم إن الطوفان طرحها هناك فسفى عليها الرمل فاستثارها عمرو وخرج بها إلى تهامة وحضر الموسم فدعا إلى عبادتها فأجيب "اهـ ("الفتح" (8/ 668)).
وذكر الحافظ أن عمراً هذا هو عمرو بن لحي.
قلت: وثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب " وفي لفظ: " رأيت عمرو بن لحي" (أخرجه البخاري (6/ 547) ومسلم (2856)).
قال الحافظ في " الفتح ": "وأورده ابن إسحق في "السيرة الكبرى" عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح أتم من هذا ولفظه: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار لأنه أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان وسيب السائبة وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي" " ("السيرة" لابن هشام (1/ 78) وأخرجه الحاكم (4/ 605) بنحوه، إلا أنه قال:"غير دين إبراهيم").
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/223)
ثم قال الحافظ: "وذكر ابن إسحق أن سبب عبادة عمرو بن لحي الأصنام أنه خرج إلى الشام وبها يومئذ العماليق وهم يعبدون الأصنام فاستوهبهم واحداً منها وجاء به إلى مكة فنصبه إلى الكعبة وهو هبل، وكان قبل ذلك في زمن جرهم قد فجر رجل يقال له إساف بامرأة يقال لها نائلة في الكعبة فمسخهما الله جل وعلا حجرين فأخذهما عمرو بن لحي فنصبهما حول الكعبة فصار من يطوف يتمسح بهما يبدأ بإساف ويختم بنائلة "اهـ ("الفتح" (6/ 549)).
والخلاصة: هي كما قال الحافظ: " وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح هذه الأصنام ثم تبعهم من بعدهم على ذلك " ("الفتح " (8/ 669))، وأن أول من دعا إلى عبادتها في العرب هو عمرو بن لحي بن قمعة الخزاعي، ويقال له عمرو بن ربيعة أو عمرو بن عامر نسبة إلى جده. والله تعالى أعلم.
**
سد ذرائع (1) الشرك
" لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب وطرق تُفضي إليها، كانت طرقها وأسبابها تابعة لها معتبرة بها. فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها والمنع منها بحسب إفضائها إلى غاياتها وارتباطها بها. فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل.
فإذا حرم الرب تعالى شيئاً وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له ومنعاً أن يقرب حماه "
("إعلام الموقعين" (3/ 147))
ولما كان الشرك أعظم الذنوب، فقد سدت دونه كل الوسائل المفضية إليه، والذرائع الموصلة إليه، وأعظمها العكوف على قبور الأولياء والصالحين وتعظيمها، والغلو فيهم بالمحبة والإطراء والتعظيم.
وقد تقدم معنا أن مبدأ الشرك في قوم نوح، كان سببه العكوف على قبور الصالحين، وهم ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر.
وأما عبادة النصارى للمسيح عليه السلام، فكان سببها الغلو في التعظيم والإطراء، وكذا عبادة اليهود لعزير عليه السلام وعبادة المشركين للملائكة، ولذا فقد جاءت النصوص محذرة من هاتين الذريعتين: تعظيم القبور والغلو في أصحابها.
أما الأنصاب والأحجار والأصنام فإنما صنعت على صور أولئك المعبودين المعظمين، المقبورين منهم وغير المقبورين، فهي ليست معظمة لذاتها، وإنما لكونها صورت على أشكالهم، أو على هيئة اخترعها عبادهم وتخيلوها في أذهانهم فصنعوا لها هياكل تدل عليهم وسموها بأسماء مخترعة أيضاً، كما فعل المشركون حين عبدوا الملائكة على صور أصنام واشتقوا لها أسماء من أسماء الله عز وجل، لأنهم بزعمهم، بنات الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
والذين عبدوا القبور والأشجار والأحجار والأنصاب، إنما عبدوها تبركاً بها وتعظيماً للمعبودين إما لكونهم مقبورين فيها، أو لأنها أثر من الآثار الدالة عليهم.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله من مكايد إبليس، لعنه الله، التي كاد بها أكثر الناس " ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور حتى آل الأمر فيها إلى أن عبد أربابها من دون الله وعبدت قبورهم واتخذت أوثاناً وبنيت عليها الهياكل وصورت صور أربابها فيها ثم جعلت تلك الصور أجساداً لها ظل ثم جعلت أصناماً وعبدت مع الله تعالى "اهـ "إغاثة اللهفان" ((1/ 143)).
____________
(1): الذريعة: هي السبب إلى الشيء، يقال: فلان ذريعتي إليك، أي سببي ووصلتي الذي أتسبب به إليك. وسد الذرائع معناه إذاً: حسم مادة وسائل الفساد دفعاً لها. انظر "لسان العرب" (8/ 96) و "الفروق" للقرافي (2/ 32).
هذه هي الحلقة السابعة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
ــــــــــــــــ
" ألا فلا تتخذوا القبور مساجد "
ومن أعظم الوسائل المفضية إلى عبادة القبور والشرك بها واتخاذها أوثاناً تعبد من دون الله، العكوف عندها للصلاة والدعاء والعبادة وسائر القرب، فقد تواترت النصوص في النهي عن ذلك، ووردت بأبلغ عبارات التحذير وأشدها، إذ جاءت مقرونة باللعن والقتل والغضب، ووصف فاعلوها بأنهم شرار الخلق عند الرب عز وجل.
1 - فعن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها " أخرجه مسلم (972).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/224)
2 - وعن أنس رضي الله عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور " أخرجه ابن حبان (ح 343).
3 - وعن عائشة رضي الله عنها: أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصورا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " أخرجه البخاري (1/ 523) ومسلم (528).
4 - وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "، قالت عائشة: " يحذر ما صنعوا " أخرجه البخاري (1/ 532) ومسلم (531).
5 - وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت: " فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً " البخاري (3/ 200) ومسلم (529).
6 - وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل موته بخمس: " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك " أخرجه مسلم (532).
7 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد " رواه أحمد (ح 4143، 4342).
8 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه أحمد (2/ 246).
9 - وعن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (رواه مالك في " الموطأ" (1/ 172) مرسلاً).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان " (1/ 143 - 154):
(ومن أعظم مكايده التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته، ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور، حتى آل الأمر فيها إلى أن عُبد أربابها من دون الله وعبدت قبورهم واتخذت أوثاناً، وبنيت عليها الهياكل وصورت صور أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجساداً لها ظل ثم جعلت أصناماً وعبدت مع الله تعالى.
وكان أول هذا الداء العظيم في قوم نوح، كما أخبر سبحانه عنهم في كتابه حيث يقول: (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً).
قال غير واحد من السلف: " كان هؤلاء قوماً صالحين في قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ").
قال ابن القيم: (فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل، وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها: أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة …) وذكر الحديث، ثم قال: (فجمع في هذا الحديث بين التماثيل والقبور. وهذا كان سبب عبادة اللات. فروى ابن جرير بإسناده عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال: " كان يلت لهم السويق فمات فعكفوا على قبره ".
وكذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: " كان يلت السويق للحجاج ".
فقد رأيت أن سبب عبادة ود ويغوث ويعوق ونسر واللات إنما كان من تعظيم قبورهم ثم اتخذوا لها تماثيل وعبدوها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/225)
ثم ساق رحمه الله الأحاديث السابقة في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، ثم قال: (وبالجملة: فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مقاصده جزم جزماً لا يحتمل النقيض أن هذه المبالغة منه باللعن والنهي بصيغتيه: صيغة "لا تفعلوا " وصيغة " إني أنهاكم " ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه وقل نصيبه أو عدم في تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله. فإن هذا وأمثاله من النبي صلى الله عليه وسلم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه.
فأبى المشركون إلا معصية لأمره وارتكاباً لنهيه وغرهم الشيطان فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين، وكلما كنتم أشد لها تعظيماً، وأشد فيهم غلواً، كنتم بقربهم أسعد ومن أعدائهم أبعد).
قال ابن القيم: (ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عباد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة. فجمع المشركون بين الغلو فيهم والطعن في طريقتهم.
وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم. فأما المشركون فعصوا أمرهم، وتنقصوهم في صورة التعظيم لهم).
ثم قال: (ومن جمع ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور، وما أمر به ونهى عنه، وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم، رأى أحدهما مضاداً للآخر، مناقضاً له، بحيث لا يجتمعان أبداً.
أ- فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الى القبور، وهؤلاء يصلون عندها.
ب- ونهى عن اتخاذها مساجد، وهؤلاء يبنون عليها المساجد ويسمونها مشاهد، مضاهاة لبيوت الله تعالى.
ج - ونهى عن إيقاد السرج عليها، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقاد القناديل عليها.
د- ونهى أن تتخذ عيداً، وهؤلاء يتخذونها أعياداً ومناسك ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر.
هـ – وأمر بتسويتها، وهؤلاء يرفعونها عن الأرض كالبيت، ويعقدون عليها القباب.
والمقصود أن هؤلاء المعظمين للقبور، المتخذينها أعياداً، الموقدين عليها السرج، الذين يبنون عليها المساجد والقباب، مناقضون لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، محادون لما جاء به، وأعظم ذلك اتخاذها مساجد وإيقاد السرج عليها، وهو من الكبائر).
ثم قال - رحمه الله -: (وقد آل الأمر بهؤلاء الضلال المشركين إلى أن شرعوا للقبور حجاً، ووضعوا له مناسك، حتى صنف بعض غلاتهم في ذلك كتاباً وسماه "مناسك حج المشاهد" مضاهاة منه بالقبور للبيت الحرام، ولا يخفى أن هذا مفارقة لدين الإسلام ودخول في دين عباد الأصنام.
فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده، من النهي عما تقدم ذكره في القبور وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه. ولا ريب أن في ذلك من المفاسد ما يعجز العبد عن حصره.
فمنها: تعظيمها الموقع في الافتتان بها، ومنها اتخاذها عيداً، ومنها السفر إليها، ومنها مشابهة عباد الأصنام بما يفعل عندها من العكوف عليها والمجاورة عندها وتعليق الستور عليها وسدانتها. ومنها اعتقاد المشركين بها أن بها يكشف البلاء وينصر على الأعداء ويستنزل غيث السماء، وتفرج الكروب وتقضي الحوائج وينصر المظلوم ويجار الخائف .. إلى غير ذلك.
ومنها الدخول في لعنة الله تعالى ورسوله باتخاذ المساجد عليها وإيقاد السرج عليها. ومنها: الشرك الأكبر الذي يفعل عندها. ومنها إيذاء أصحابها بما يفعله المشركون بقبورهم، فإنهم يؤذيهم ما يفعل عند قبورهم ويكرهونه غاية الكراهية) انتهى ملخصاً.
وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" (5/ 13 - 14): " قال العلماء: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجداً خوفاً من المبالغة في تعظيمه والافتتان به فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/226)
ولما احتاجت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه العوام ويؤدي المحذور.
ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر" اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر ("فتح الباري" (1/ 532)): "وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه مرتحل من ذلك المرض فخاف أن يعظم قبره كما فعل من مضى فلعن اليهود والنصارى إشارة إلى ذم من يفعل فعلهم " اهـ.
وقال في موضع آخر ("فتح الباري" (1/ 524)): "والوعيد على ذلك يتناول من اتخذ قبورهم مساجد تعظيماً ومغالاة كما صنع أهل الجاهلية وجرهم ذلك إلى عبادتهم" اهـ.
وقال الشيخ أحمد البنا الساعاتي ("الفتح الرباني" (3/ 75)): " أحاديث الباب تدل على تحريم اتخاذ المساجد على قبور الأنبياء والصالحين لأن في الصلاة فيها استناناً بسنة اليهود والنصارى، وقد نهينا عن التشبه بهم في العادات فما بالك بالعبادات، وقد لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الاتخاذ.
فأحاديث الباب برهان قاطع لمواد النزاع، وحجة نيرة على كون هذه الأفعال جالبة للعن، واللعن أمارة الكبيرة المحرمة أشد التحريم.
فمن اتخذ مسجداً بجوار نبي أو صالح بحيث يكون القبر داخلاً في المسجد، رجاء بركته في العبادة ومجاورة روح ذلك الميت فقد شمله الحديث شمولاً واضحاً كشمس النهار، ومن توجه إليه في صلاته خاضعاً له مستمداً منه فلا شك أنه أشرك بالله وخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تشرع الزيارة في ملة الإسلام إلا للعبرة والزهد في الدنيا وتذكر الآخرة والدعاء بالمغفرة للموتى" اهـ.
**
(لا تغلوا في دينكم)
الوسيلة الأخرى المفضية إلى عبادة الأوثان واتخاذ الأنداد من دون الله، الغلو في الصالحين من الأنبياء والملائكة وغيرهم من عباد الله المكرمين.
وقد أخبر الله عز وجل في كتابه عن أهل الكتاب والمشركين الذين غلوا في الصالحين من الأنبياء والملائكة وغيرهم من عباد الله المكرمين.
وقد أخبر الله عز وجل في كتابه عن أهل الكتاب والمشركين الذين غلوا في بعض خلقه فعبدوهم من دون الله واتخذوهم أرباباً وآلهة، يدعونهم ويرجونهم ويحبونهم كحب الله.
قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير) (المائدة: 17).
وقال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) (المائدة: 72).
وقال سبحانه: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم. أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم.ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون) (المائدة: 73 - 75).
وقال عز وجل: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) (التوبة: 30 - 31).
وقال تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً) (النساء: 171).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/227)
وقال عز من قائل: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) (المائدة: 77).
قال ابن كثير رحمه الله ((2/ 430) ط الشعب): "ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء، وهذا كثير في النصارى، فإنهم تجاوزوا حد التصديق بعيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها، فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلهاً من دون الله يعبدونه كما يعبدونه. بل قد غلوا في أتباعه وأشياعه ممن زعم أنه على دينه، فادعوا فيهم العصمة واتبعوهم في كل ما قالوه سواء كان حقاً أو باطلاً، أو ضلالاً أو رشاداً، أو صحيحاً أو كذباً، ولهذا قال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) .. الآية " اهـ.
وقال ابن جرير – رحمه الله – (9/ 170 - 171): " (لا تغلوا في دينكم) يقول: لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه ولا تقولوا في عيسى غير الحق، فإن قيلكم في عيسى إنه ابن الله قول منكم على الله غير الحق لأن الله لم يتخذ ولداً فيكون عيسى أو غيره من خلقه له ابناً.
وأصل الغلو في كل شيء مجاوزة حده الذي هو حده، يقال منه في الدين: قد غلا فهو يغلو غلواً " اهـ.
وقال ابن جرير أيضاً في تأويل قوله تعالى: (ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام) (10/ 484 - 485): "وهذا خبر من الله تعالى ذكره، احتجاجاً لنبيه صلى الله عليه وسلم على فرق النصارى في قولهم في المسيح. يقول مكذباً لليعقوبية في قيلهم: هو الله، والآخرين في قيلهم: هو ابن الله، ليس القول كما قال هؤلاء الكفرة في المسيح، ولكنه ابن مريم ولدته ولادة الأمهات أبناءهم، وذلك من صفة البشر لا من صفة خالق البشر. وإنما هو لله رسول كسائر رسله الذين كانوا قبله فمضوا وخلوا، أجرى على يده ما شاء أن يجريه عليها من الآيات والعبر، حجة له على صدقه، وعلى أنه لله رسول إلى من أرسله إليه من خلقه. وأمه صديقة.
وقوله: (كانا يأكلان الطعام) خبر من الله تعالى ذكره عن المسيح وأمه: أنهما كانا أهل حاجة إلى ما يغذوهما وتقوم به أبدانهما من المطاعم والمشارب كسائر البشر من بني آدم، فإن من كان كذلك فغير كائن إلهاً لأن المحتاج إلى الغذاء قوامه بغيره، وفي قوامه بغيره وحاجته إلى ما يقيمه دليل واضح على عجزه، والعاجز لا يكون إلا مربوباً لا رباً) اهـ.
قلت: ولأن الغلو في المسيح عليه السلام هو الذي أدى بالنصارى إلى الكفر فألهوه وعبدوه، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الغلو في شخصه لئلا تقع في المحذور الذي وقع فيه من قبلهم.
(1) فقال لهم: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله " (أخرجه البخاري (6/ 478) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه).
(2) وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " (رواه أحمد (1/ 215) والنسائي (5/ 268) وابن خزيمة (4/ 274)).
(3) وأنكر على من قال له: "ما شاء الله وشئت " وقال: "أجعلتني لله عدلاً بل ما شاء الله وحده ". (رواه أحمد (ح1839) وفيه ضعف، وله شواهد).
(4) وكره أن يقوم له أصحابه، كما قال أنس رضي الله عنه: " لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك ". (رواه الترمذي (5/ 90) وصححه).
(5) وكره منهم قولهم له " أنت سيدنا " وقال: "السيد الله تبارك وتعالى " مع أنه أخبر في حديث الشفاعة أنه سيد ولد آدم، سداً لذريعة الغلو فيه بدليل أنه قال: "أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان". (رواه أبو داود (5/ 154)).
قلت: وهذا كان هديه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه على الدوام، كان ينهاهم عن الغلو فيه والمبالغة في تعظيمه خوفاً عليهم أن يقعوا في المحظور الذي وقع فيه من قبلهم من أهل الكتاب.
ولم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على جانب الإنكار على الغالين، بل كان هديه التواضع لله والخشية والعبودية له والافتقار إليه في أحواله كلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/228)
1 - فعندما بلغه نبأ الرهط الذين تقالوا عبادته قال: "أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ". (رواه البخاري (9/ 104) ومسلم (1401)).
2 - وقال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية " (رواه البخاري (13/ 276) ومسلم (2356)).
3 - وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف ذلك في وجهه، فلما سُئل عن ذلك قال: "ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ فقد عذب قوم بالريح، وقد رأى القوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا " (رواه البخاري (8/ 578) ومسلم (899)).
4 - وقال صلى الله عليه وسلم: "لن يُدخل أحداً منكم عملُه الجنة " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة ". (رواه البخاري (11/ 294) ومسلم (2816)).
5 - وقال أيضاً: "والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي". (رواه البخاري (3/ 114)).
*وكان يذكر أصحابه على الدوام بأنه بشر يعتريه ما يعتري البشر من الضعف والنسيان والخطأ (إلا في مقام التشريع، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يُقَر على الخطأ والنسيان. انظر "شرح الكوكب المنير" (2/ 172) و "إرشاد الفحول" (ص35)).
1 - فقد سها في صلاته أكثر من مرة بالزيادة والنقصان، وقال: "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني". (متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 114)).
2 - وقال أيضاً: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع". (رواه البخاري (12/ 339) ومسلم (1713)).
3 - وقال: "إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ". (رواه البخاري (10/ 111) ومسلم (2571)).
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم مع إخوانه الأنبياء:
1 - قوله: "نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: (رب أرني كيف تحيي الموتى) " وقوله: "لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي". (متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 115)).
2 - وجاءه رجل فقال له: "يا خير البرية" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك إبراهيم خليل الله". (رواه مسلم (2369)).
3 - ولما سُئل صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال "أتقاهم لله" قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله". (متفق عليه " اللؤلؤ والمرجان " (3/ 119)).
4 - ولما بلغه قول الرجل المسلم لليهودي: "والذي اصطفى محمداً على العالمين" غضب صلى الله عليه وسلم حتى رئي في وجهه وقال: "لا تفضلوا بين الأنبياء" وفي لفظ: "لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله ". (متفق عليه "جامع الأصول" (8/ 513)).
5 - وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسماً، فقال رجل: ما أريد بهذا وجه الله. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتمعر وجهه وقال: "يرحم الله موسى قد أوذي بما هو أشد من هذا فصبر". (رواه البخاري (10/ 475) ومسلم (1062)).
وكان هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء والذكر في سائر الأحوال أحسن الهدي وأكمله، ذلة وخضوعاً وخشية وإنابة ورغبة ورهبة لله عز وجل، تحقيقاً لكمال العبودية لربه ومولاه، وإرشاداً لأمته من بعد أن تستن بسنته وتهتدي بهداه، فتلهج قلوبهم وألسنتهم بذكر الله وحده ودعائه وقصده في سائر الأحوال دون سواه.
1 - فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم عند قيامه للصلاة قوله: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت. أنت ربي وأنا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت .. " الحديث. (رواه مسلم (771)).
2 - وإذا ركع قال: "اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي .. ". (رواه مسلم (771)).
3 - وإذا سجد قال: "اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت. سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين .. ". (رواه مسلم (771))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/229)
4 - ثم يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. لا إله إلا أنت". (رواه مسلم (771)).
5 - وكان صلى الله عليه وسلم يقول إذا أمسى: " أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها .. " الحديث. (رواه مسلم (2723)).
6 - وكان يقول إذا أصبح: " أصبحنا وأصبح الملك لله .. " مثله. (رواه مسلم (2723)).
7 - وكان صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، لا إله إلا الله رب العرش الكريم". (رواه البخاري ومسلم "جامع الأصول" (4/ 294)).
قلت: وسائر الأدعية والأذكار على هذا المنوال.
والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم سد على أمته كل الذرائع المفضية إلى الغلو فيه أو في غيره من الناس بمثل هذه السنن القويمة لئلا تقع فيما وقع فيه غيرها من الأمم السابقة.
ويحسن هنا أن أختم هذا الفصل بما فصله ابن القيم رحمه الله في "إعلام الموقعين" في هذه القاعدة العظيمة، قاعدة سد الذرائع، فساق تسعة وتسعين وجهاً، ذكر منها (3/ 151 - 167):
الوجه الرابع عشر: (أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها (1)، وكان من حكمة ذلك أنهما وقت سجود المشركين للشمس، وكان النهي عن الصلاة لله في ذلك الوقت سداً لذريعة المشابهة الظاهرة التي هي ذريعة إلى المشابهة في القصد، مع بعد هذه الذريعة، فكيف بالذرائع القريبة)؟.
الوجه الثالث والأربعون: (أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد" (2)، وذم الخطيب الذي قال: "من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن عصاهما فقد غوى " (3) سداً لذريعة التشريك في المعنى بالتشريك في اللفظ، وحسماً لمادة الشرك حتى في اللفظ. ولهذا قال للذي قال له: "ما شاء الله وشئت": "أجعلتني لله نداً "؟ فحسم مادة الشرك وسد الذريعة إليه في اللفظ كما سدها في الفعل والقصد. فصلاة الله وسلامه عليه وعلى آله أكمل صلاة وأتمها وأزكاها وأعمها).
الوجه التاسع والأربعون: (أنه نهاهم إذا أقيمت الصلاة أن يقوموا حتى يروه قد خرج (4)، لئلا يكون ذلك ذريعة إلى قيامهم لغير الله، ولو كانوا إنما يقصدون القيام للصلاة، لكن قيامهم قبل خروج الإمام ذريعة ولا مصلحة فيها فنهوا عنه).
الوجه التاسع والثمانون (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الرجل أن ينحني للرجل إذا لقيه (5) كما يفعله كثير من المنتسبين إلى العلم، ممن لا علم له بالسنة. بل يبالغون إلى أقصى حد الانحناء مبالغة في خلاف السنة جهلاً حتى يصير أحدهم بصورة الراكع لأخيه، ثم يرفع رأسه من الركوع كما يفعل إخوانهم من السجود بين يدي شيوخهم الأحياء والأموات. فهؤلاء أخذوا من الصلاة سجودها، وأولئك ركوعها وطائفة ثالثة قيامها، يقوم عليهم الناس وهم قعود كما يقومون في الصلاة، فتقاسمت الفرق الثلاث أجزاء الصلاة.
والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن انحناء الرجل لأخيه سداً لذريعة الشرك كما نهى عن السجود لغير الله (6)، وكما نهاهم أن يقوموا في الصلاة على رأس الإمام وهو جالس (7) مع أن قيامهم عبادة لله تعالى، فما الظن إذا كان القيام تعظيماً للمخلوق وعبودية له؟ فالله المستعان) اهـ.
_______________
1: رواه البخاري (6/ 335) ومسلم (828).
2: رواه النسائي (7/ 6).
3: رواه مسلم (870).
4: رواه البخاري (2/ 119) ومسلم (604).
5: رواه أحمد (3/ 198) والترمذي (5/ 75) وحسنه، من حديث حنظلة بن عبدالله عن أنس رضي الله عنه: "أن رجلاً قال: يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: لا. قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا. قال: أفيأخذ بيده ويصافحه: قال: نعم".
قلت: حنظلة بن عبدالله فيه ضعف، ولعل الترمذي حسن حديثه لشواهده. انظر "السلسلة الصحيحة" للألباني (ح160).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/230)
6: رواه أحمد (4/ 381) وابن ماجة (1853) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه أتى الشام فرأى النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فرأى أن النبي صلى الله عليه وسلم أحق بذلك، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم.
7: رواه مسلم (413)
هذه هي الحلقة الثامنة من كتاب "جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
ــــــــــــــــــــــ
الباب الأول
الدعوة إلى الشرك
أولاً: شرك العبادة.
فصل: ( .. بل هم أضل).
ثانياً: الشرك في الربوبية.
فصل: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه).
**
أولاً: شرك العبادة
علمت مما تقدم أن الإسلام هو إفراد الله بالعبادة والخضوع والذل، وأن الرسل جميعاً ما أرسلوا إلا لدعوة الناس إلى توحيد الله فكلهم كان يقول (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)، وأن شرك الأمم كان بعبادة غير الله مع عبادتهم لله، وهذا هو شرك العبادة، وهو الذي كانت عليه العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الربوبية، وهي الإقرار بأن الله هو خالقهم وخالق السموات والأرض وأنه مدبر الأمر وأنه يجير ولا يجار عليه، وأن بيده مقاليد السموات والأرض .. إلى غير ذلك من أفعال الله، فكانوا مقرين بها كما في قوله تعالى (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله).
وعلمت أن مبدأ ذلك الشرك كان بالعكوف على قبور الصالحين والغلو فيهم ونحت التماثيل على صورهم وأشكالهم. ثم لما تنسَّخَ العلم عبدوهم فدعوهم من دون الله وسألوهم واتخذوهم شفعاء ووسائط ليقربوهم إلى الله. قال تعالى (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وقال سبحانه (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله).
وأن هؤلاء الشفعاء والوسطاء كانوا إما ملائكة وإما أنبياء كالمسيح وعزير عليهما السلام وإما أناساً صالحين كاللات وود وسواع ونحوهم. وأما الجمادات التي يعبدونها كالأصنام والأشجار والأحجار، فهي لم تقصد لذاتها بل لأنها تعبر عنهم وترمز إليهم.
فالتماثيل والأصنام إما أنها صورت على صورهم حقيقة، كالصالحين من قوم نوح، وإما على ما صوره خيال المشركين، كصور الملائكة الذين جعلوهم بنات الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وأما الأحجار والأشجار ونحوها، فاتخذوها آلهة لأنها أثر من آثارهم، كالذين عبدوا الصخرة التي كان اللات يلت عليها السويق، وكذا الصليب الذي عبدته النصارى لأنه يدل بزعمهم على المسيح عليه السلام، وكذبوا (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
ومن أجل ذلك حرمت الوسائل الموصلة إلى الشرك وسدت الذرائع المفضية إليه من كل وجه ومنها الغلو في الأنبياء والصالحين وتعظيم قبورهم والعكوف عليها واتخاذها مساجد وأعياداً ومشاهد.
فكان موقف المخالف (الدكتور محمد بن علوي المالكي) من تلك القضايا كلها موقف النقض والمعارضة للتوحيد وخرق نسيجه وانتهاك حماه، وسلك عكس ذلك مع الشرك بأنواعه وضروبه ووسائله.
ففي جانب الغلو في المخلوقين يقول المخالف ("الذخائر" (ص201)): " اعلم أن جميع الكرامات والخصائص الواقعة في هذا العالم من منذ - كذا قال - خلق الله تعالى الدنيا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بحكم الأصالة، وإن وقع شيء منها لخواص الخلق فذلك بحكم التبعية في الإرث له صلى الله عليه وسلم.
ثم اعلم أن كل ما مال إلى تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد البحث فيه ولا المطالبة بدليل خاص فيه فإن ذلك سوء أدب. فقل ما شئت في رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل المدح لا حرج " اهـ.
وفي شأن تعظيم القبور، ذكر أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم: " إقرار لصاحب الرسالة محمد بن عبدالله بعظيم الفضل وكمال الإحسان .. " إلى أن قال: " وهذا هو عين التوحيد " (" شفاء الفؤاد" (ص36))، وجعل زيارة القبر من الهجرة إلى الله ورسوله (" شفاء الفؤاد " (ص55))، وفضلها على الحج إلى بيت الله الحرام (" شفاء الفؤاد" (ص35، 165))، وحرَّف في سبيل إثبات ذلك كل النصوص الدالة على تحريم اتخاذ القبور مساجد وشد الرحال إليها واتخاذها عيداً وعكس معناها لتوافق هواه ومذهبه (جاء في الهامش: انظر تحريفه لحديث "لا تشد الرحال"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/231)
وحديث "لا تجعلوا قبري عيداً" وحديث "اللهم لا تجعل قبري وثناً" في كتاب "شفاء الفؤاد" (ص10، 95،99) على الترتيب).
وما صنعه في الوسائل والذرائع الموصلة إلى الشرك الأكبر، صنع مثله بل أضعافه في الشرك نفسه، فشحن كتابيه بأنواعه كلها. ومن أمثلة شرك العبادة:
1 - قوله (" الذخائر " (ص101)، و " شفاء الفؤاد" (ص109، 117)): " فليس لنا يا رسول الله شفيع غيرك نؤمله ولا رجاء غير بابك نصله ".
2 - وقوله عن زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام: " فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع، وليحضر قلبه وخاطره إليهم وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين بصره " إلى أن قال: " ويستغيث بهم ويطلب حوائجه منهم ويجزم بالإجابة ببركتهم ويقوي حسن ظنه في ذلك فإنهم باب الله المفتوح .. لا يردون من سألهم ولا من توسل بهم ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم " " شفاء الفؤاد" (ص97).
3 - ثم قال: " وأما في زيارة سيد الأولين والآخرين صلوات الله عليه وسلامه، فكل ما ذكر يزيد أضعافه، أعني في الانكسار والذلة والمسكنة لأنه الشافع المشفع الذي لا ترد شفاعته ولا يخيب من قصده ولا من نزل بساحته ولا من استعان أو استغاث به " " شفاء الفؤاد" (ص97).
4 - ومما جاء في النظم قوله " الذخائر" (ص101) و" شفاء الفؤاد" (ص109):
أنت الشفيع وآمالي معلقة ***** وقد رجوتك يا ذا الفضل تشفع لي
هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له **** إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي
5 - وقوله أيضاً:
فلذ به في كل ما تشتكي ... فهو شفيع دائماً يقبل
ولذ به في كل ما ترتجي ... فإنه المأمن والمعقل
وحط أحمال الرجا عنده ... فإنه المرجع والموئل
وناده إن أزمة أنشبت ... أظفارها واستحكم المعضل
يا أكرم الخلق على ربه ... وخير من فيهم به يسأل
قد مسني الكرب وكم مرة ... فرجت كرباً بعضه يذهل
عجل بإذهاب الذي أشتكي ... فإن توقفت فمن ذا أسأل؟
قال المخالف: " وهي مجربة لقضاء الحوائج تقرأ في آخر الليل .. ويكرر بيت: عجل بإذهاب الذي أشتكي 73 مرة " "الذخائر" (ص158).
6 - ومما جاء من أبيات أيضاً قوله " الذخائر" (ص166):
يا ملاذ الورى وخير عيان ... ورجاء لكل دان وقصي
لك وجهت وجهي يا أبيض الوجه ... فوجه إليه وجه الولي.
7 - وقوله " شفاء الفؤاد" (ص114):
فالآن ليس سوى قبر حللت به ... منجى الطريد وملجأ كل معتصم
وإن رمتنا الخطايا وسط مهلكة ... فأنت ملجأ خلق الله كلهم
فالعفو شيمتك العظمى التي شهرت ... إذ كانت الموبقات الدهم من شيمي
8 - وقوله " شفاء الفؤاد " (ص203):
يا سيدي يارسول الله خذ بيدي ... مالي سواك ولا ألوي عل أحد
إني إذا سامني ضيم يروعني ... أقول يا سيد السادات يا سندي
وانظر بعين الرضا لي دائماً أبداً ... واستر بفضلك تقصيري مدى الأمد
واعطف علي بعفو منك يشملني ... فإني عنك يا مولاي لم أحد
9 - وقوله " شفاء الفؤاد" (ص213):
يا سيدي إني رجوتك ناصراً ... من جور دهر خائن متقلب
فأقل عثار عُبيدك الداعي الذي ... يرجوك إذ راجيك غير مخيب
واكتب له ولوالديه براءة ... من حر نار جهنم المتلهب
واقمع بحولك باغضيه وكل من ... يؤذيه من متمرد متعصب
واشفع له ولمن يليه وقم بهم ... في كل حال يا شفيع المذنب
10 - وقوله " شفاء الفؤاد " (ص222 - 223):
ألا يا رسول الله عطفاً ورحمة ... لمسترحم مستنظر للمبارر
ألا يا حبيب الله غوثاً وغارة ... لذي كربة مسودة كالدياجر
ألا يا صفي الله قم بي فإنني ... بكم وإليكم يا شريف العناصر
قلت: وهذا الذي نقلته قطرة من بحر وغيض من فيض، وهو كما رأيت صريح الشرك والكفر، إذ لم يدع لله شيئاً من أمور العبادة، كالدعاء والرجاء والسؤال والطلب والاستغاثة والالتجاء والقصد وسائر ما كان يفعله المشركون من قبل بأوثانهم وآلهتهم مما لا يجوز صرفه لغير الله، إلا أشرك فيه غيره معه.
وهو بهذا يكون قد نقض أصل الإيمان وحقيقة الإسلام التي مبناها على توحيد الله بالإرادة والقصد والطلب، وعدم الإشراك به في شيء من أمور العبادة التي من أخصها الدعاء والالتجاء. قال تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين. وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله) (يونس: 106 - 107).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/232)
"وحاصل كلام المفسرين أن الله تعالى نهى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو من دونه ما لا ينفعه ولا يضره، والمراد به كل ما سوى الله فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، وسواء في ذلك الأنبياء والصالحون وغيرهم كما قال تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) (الجن: 18). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: " إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " (رواه الترمذي (4/ 667) وقال: حسن صحيح).
وفي الآية تنبيه على أن المدعو لابد أن يكون مالكاً للنفع والضر حتى يعطي من دعاه أو يبطش بمن عصاه، وليس ذلك إلا لله وحده، فتعين أن يكون هو المدعو دون ما سواه. وقوله: (فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين) أي من المشركين.
وهذا كقوله: (فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين) (الشعراء: 213).
وقوله: (ولقد أحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) (الزمر: 65) وقوله في الأنبياء: (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) (الأنعام: 88) " اهـ " تيسير العزيز الحميد " (ص236 - 237).
وقد بين سبحانه في كتابه في أكثر من موضع أنه هو وحده الذي يملك النفع والضر، لا يملكه أحد غيره، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق وأكرمهم وأعظمهم جاهاً، لا يملك لنفسه النفع والضر، فضلاً عن أن يملك إيصاله للغير. قال تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الأعراف: 188). وقال تعالى: (قل لا أملك لنفسي ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله) (يونس: 49).
قال ابن جرير رحمه الله: " أي: لا أقدر لها على ضر ولا نفع في دنيا ولا دين، (إلا ما شاء الله) أن أملكه فأجلبه إليها بإذنه " اهـ " تفسير ابن جرير" (15/ 100).
فإذا كان صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً في دنيا ولا دين فكيف يملك شيئاً من ذلك لغيره من العالمين؟!
ومع وضوح هذا القياس وجلائه، أن من لا يملك لنفسه، أولى وأحرى أن لا يملك لغيره، فقد جاء مصرحاً به في قوله تعالى: (قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) (الجن: 21).
كما صرح به هو صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه محبةً ونسباً ورحماً ولحمة، فقال: " يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً. يا عباس بن عبدالمطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً " (متفق عليه " اللؤلؤ والمرجان " (1/ 52)، فبأي حديث بعده يؤمنون؟!
وقد أمر الله عز وجل عباده بتوحيده في القصد والدعاء والطلب، في مواضع كثيرة من كتابه العزيز، كقوله تعالى: (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) (غافر:65).
وأخبر سبحانه عن إمام الحنفاء قوله: (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين) (الأنعام: 79).
وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين " (رواه مسلم (771)).
ومما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذكر والدعاء عند النوم أن يقول: " اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك " .. الحديث. (متفق عليه " اللؤلؤ والمرجان " (3/ 230)).
وينقض المخالف ذلك كله ويقول: " لك وجهي وجهت يا أبيض الوجه، فوجه إليه وجه الولي ". وهذا عين الكفر والمحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، إذ صرف وجهه عن الخالق إلى المخلوق وعن الرب المالك المدبر إلى المملوك المربوب.
ومقتضاه كما هو ظاهر اللفظ: أنه وجَّه وجهه وأسلمه لمعبوده وحده، وهو النبي صلى الله عليه وسلم دون سواه، وهذا مستفاد من تقديم المعمول على العامل في قوله: "لك وجهت" الذي يفيد الحصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/233)
ولقد كان المشركون الأولون يعبدون الله ويدعونه ويلجأون إليه ويجأرون كما أخبر الله عنهم وهو أصدق القائلين، فقال: (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون. ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) (النحل: 53 - 54).
وقال سبحانه: (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين. بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون) (الأنعام: 40 - 41).
وقال سبحانه: (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه، ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله، قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار) (الزمر: 8).
والآيات في معنى ذلك أكثر من أن تحصر. والمقصود أنهم كانوا يعبدونه سبحانه ويلجأون إليه في الملمات، بل يخلصون له في الدعاء والقصد والرجاء لكشف الضر وتفريج الكربات.
ومع ذلك فقد حكم عليهم بالشرك والكفر والضلال وجعل مصيرهم إلى النار، دار البوار، لأنهم يشركون معه غيره من الأنداد ويدعونهم ويسألونهم في غير الشدائد من الأوقات.
أما المخالف فقد وحَّد معبوده من دون الله في كل الملمات وأخلص له الدعاء والرجاء والالتجاء، إذ قال: "هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له، إلا جنابك يا سؤلي ويا أملي". وهذا الأسلوب أيضاً يدل على الحصر والقصر والاختصاص وهو النفي مع الاستثناء (لا، إلا).
ومثله أيضاً قوله: "فليس لنا يا رسول الله شفيع غيرك نؤمله ولا رجاء غير بابك نصله".
وقوله: "فالآن ليس سوى قبر حللت به، منجى الطريد وملجا كل معتصم".
ولقد كان يكفيه أن يدعو إلهه من دون الله ويلجأ إليه ويسأله بعض ما يرجوه، ليكون في عداد المشركين، لكنه أبى إلا الإيغال في الكفر والشرك، فصرف كل العبادة للعبد المخلوق، فقال:
فلذ به في كل ما تشتكي ... فهو شفيع دائماً يقبل
ولذ به في كل ما ترتجي ... فإنه المأمن والمعقل
وفي هذا دليل على أن شرك المخالف ومن شاكله من المخالفين، أعظم من شرك الأولين، وسيأتي ما يؤكده في الفصول التالية، إن شاء الله.
وحتى يكتمل عقد الموافقة والمطابقة لشرك الأولين، ها هو ذا يدعو صراحة إلى عبادة الأصنام واتخاذها آلهة من دون الله، لكن بصورة أخرى أعجب وأغرب من تلك الصورة الساذجة القديمة، والحق أنها من أعجب ما وقفت عليه من بدع المخالفين، على كثرتها واختلافها وتباينها.
نعم، يوجد ما هو أشد منها كفراً، وأعظم خطراً، لكن هذه البدعة امتازت بغرابتها وسخافتها وشذوذها عن سائر البدع.
أرادوا أن ينحتوا صنماً على صورة النبي صلى الله عليه وسلم، كما فعل المشركون بعظمائهم، فعجزوا عن تصوير وجهه الكريم وجسده الشريف، فانحطوا إلى النعال، ثم عجزوا كذلك، فأوحى إليهم شيطانهم أن يلجأوا إلى الخيال، ففعلوا .. وكان المثال.
وما أدراك ما المثال؟
هو خيال تخيله شيطان لهم لصورة تماثل النعل النبوي، ثم صيَّر ذلك الخيال واقعاً وخطَّه ورسمه، ثم جعل يدعوه ويستغيث به ويستعينه ويسترحمه.
فأراد المخالف أن يتحف هذه الأمة التي أصيبت في دينها وإيمانها، ونكبت في دمائها وأعراضها، وادلهمت بها الخطوب، وتوالت عليها المحن، وتداعت عليها الأمم، فدلهم على ذلك الحصن الحصين الذي ينجيهم من كل كرب ويمنع عنهم كل عدوان وظلم ويمنحهم الأمان والأمن.
فقد عقد المخالف فصلاً من كتاب "الذخائر" بعنوان "اهتمام العلماء بمثال نعل النبي صلى الله عليه وسلم " قال فيه ("الذخائر" (ص263 - 266)): "اهتم بذلك الأئمة الفحول وصنف فيها رسالة خاصة الشيخ المقري، وذكر لها أمثلة وكتب عنها كلمات جليلة مهمة، خلاصتها:
اعلم أرشدني الله وإياك إلى سواء السبيل وأوردنا مع الرعيل الأول مناهل الرحيق والسلسبيل، أن جماعة من الأئمة المغاربة المقتدى بهم تعرضوا للمثال الطاهر وحسنه الباهر وأقروا بمشاهدته عين الناظر .. ".
إلى أن قال: " قال الإمام المقري: وقد بلغني عن بعض الأغمار، ممن هو كمثل الحمار، أنه أنكر تصويري الأمثلة الشريفة ذات الظلال الوريفة، قائلاً كيف تنهون عن الصور وأنتم تفعلونها؟
فقلت لمن بلغني عنه ذلك: قل له وأنتم لم تتكلمون في الأمور التي تجهلونها؟ وليس هذا من تلك الصور، لا في ورد ولا صدر .. ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/234)
ثم قال: "ولا خفاء أن مثال النعل الشريف تصدر بإضافته إلى ذي الصدر، وخص لذلك برفعة الشأن والقدر، فعلاً على البدر .. وما المثال المكرم إلا وسيلة للقدم التي خص الله بأكمل الأوصاف صاحبها صلى الله عليه وسلم:
وما حب النعال شغفن قلبي ... ولكن حب من لبس النعالا
فأكرم بها من نعال، زكت بأطيب الفعال، وشرفت بالمختار وسمت، واتسمت من الفضائل بما اتسمت، وحاكاها المثال بمحاسنه التي ارتسمت .. ".
ثم ختم فصل "النعال" بصورة لذلك "المثال" المزعوم، دبجها أبياتاً من الشعر قال فيها:
على رأس هذا الكون نعل محمد ... علت فجميع الخلق تحت ظلاله
لدى الطور موسى نودي اخلع وأحمد ... على القرب لم يؤمر بخلع نعاله
مثال حكى نعلاً لأشرف مرسل ... تمنت مقام الترب منه الفراقد
ضرائرها الشبع السموات كلها ... غيارى وتيجان الملوك حواسد
مثال لنعل المصطفى ما له مثل ... لروحي به راح لعيني به كحل
فأكرم به تمثال نعل كريمة ... لها كل رأس ود لو أنه رجل
ولما رأيت الدهر قد حارب الورى ... جعلت لنفسي نعل سيده حصناً
تحصنت منه في بديع مثالها ... بسور منيع نلت في ظله الأمنا
إني خدمت مثال نعل المصطفى ... لأعيش في الدارين تحت ظلالها
سعد ابن مسعود بخدمة نعله ... وأنا السعيد بخدمتي لمثالها.
((((صورة مثال النعل)))
قلت: والأمر كما ترى، دعوة صريحة إلى الشرك وعبادة الأصنام والتماثيل، فقد أبى هذا المخالف أن تقتصر دعوته إلى عبادة المخلوقين، على الدعاء والاستغاثة والرغبة والرجاء، وعلى اتخاذ قبورهم أوثاناً وقصدها بالحج والتعظيم، فأضاف إليها هذا الخيال المخترع في الذهن البليد،، فدعا الناس إلى عبادته من دون الله، إحياءً لسنة السامري: (فاخرج لهم عجلاً جسداً له خوار، فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي. أفلا يرون ألاَّ يرجع إليهم قولاً ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً) (طه: 88 - 89).
ولنا أن نتساءل، من أين له أن هذا "الخيال" الذهني مماثل لذلك النعل النبوي؟ إذ من المعلوم ضرورة أن الصورة المتخيلة يستحيل أن تماثل أصلها إلا بوجود ذلك الأصل واقعاً ماثلاً لعين المتخيل، بحيث يقع نظره عليه ولو للحظة واحدة، ولا يمكن عقلاً أن يتصور الذهن صورة مماثلة لجسم ما بمجرد سماع أوصافه ومعرفتها دون معاينة.
وغاية ما يمكن تحصيله في هذه الحالة هي صورة قريبة من الأصل، أما المثلية فهي بعيدة المنال.
إذاً فزعمه بأنها مثال للنعل النبوي محض كذب وافتراء.
نعم هناك احتمال وارد أن يصادف "الخيال" الحقيقة ويكون الرسم موافقاً للنعل النبوي، لكنه ليس الاحتمال الأوحد، فهناك احتمالات كثيرة بعدد النعال الموجودة على ظهر الأرض، فالله أعلم أيها طابقه الخيال الموهوم.
فليت شعري، كيف لو طابقت نعل فرعون أو أبي جهل أو أبي لهب، أو غيرهم من الكفار والمشركين والمجوس؟
بل الناظر إلى الشكل الماثل أمامنا الآن يظن أنها صورة نعل هندية، فقد تكون مثالاً مطابقاً لنعل عابد من عباد البقر الهندوس.
وأياً كان الأمر، فهو، والله، دليل واضح وعلامة بينة على مبلغ سفه هذا المخالف وأضرابه وضلالهم وغيهم وازدرائهم بأنفسهم وامتهانهم لها، ثم احتقارهم وسخريتهم بعامة الناس، إذ يسطرون مثل هذا الهذيان ويصيحون به على مرأى ومسمع.
ومن هنا تعلم من الأحق بذلك الوصف الذي ورد في كلام المقري، ونقله المخالف مغتبطاً به، حيث قال: "وقد بلغني عن بعض الأغمار ممن هو كمثل الحمار أنه أنكر تصويري الأمثلة الشريفة .. "؟!
**
ولم يقتصر في دعوته إلى الشرك وعبادة المخلوق من دون الله على الدعاء والالتجاء، فحسب، بل عداه إلى بقية العبادات:
1 - منها الصلاة: فقد ذكر المخالف ما يلزم زائر القبر من آداب، قال ("شفاء الفؤاد" (ص189 - 190)): " ومنها، أن يتوجه بعد ذلك، (أي بعد صلاة التحية)، إلى الضريح الشريف مستعيناً بالله في رعاية الأدب بهذا الموقف المنيف، فيقف بخضوع ووقار وذلة وانكسار غاض الطرف مكفوف الجوارح واضعاً يمينه على شماله كما في الصلاة ".
وفي معرض حديثه عن زيارة قبور الأنبياء، قال ("شفاء الفؤاد" (ص97)): "فإذا جاء فليتصف بالذل والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة والاضطرار والخضوع، وليحضر قلبه وخاطره إليهم .. " إلى أن قال: "وأما زيارة سيد الأولين والآخرين، صلوات الله عليه وسلامه، فكل ما ذكر يزيد أضعافه، أعني في الانكسار والذلة والمسكنة .. ".
وقال ("شفاء الفؤاد" (ص208)):
وقفنا على أعتاب فضلك سيدي ... لتقبيل ترب حبذا لك من ترب
وقال أيضاً ("شفاء الفؤاد" (ص114)):
نقبل الترب إجلالاً لساكنه ... فكل موطئ أقدام مقر فم
قلت: فقد أشرك معبوده مع الله في الصلاة، التي هي عمود هذا الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وصرف لمعبوده من الصلاة أوسط أركانها وأعلاها: القيام والسجود والذلة والخضوع والخشوع وجمع القلب وحضور الخاطر، وأضاف إليها بعض سننها ومكملاتها، كغض البصر وكف الجوارح ووضع الأيمان على الشمائل.
2 - ومنها: الحج. قال المخالف في ذكر مناسك زيارة القبر الشريف ("شفاء الفؤاد" (ص131)): "ينبغي ضبط الزيارة بما ضبط به الأئمة الاستطاعة في الحج".
وقال أيضاً ("شفاء الفؤاد" (131 - 132)): "فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات" إلى أن قال: "فقد أتم الله للحبيب المضاهاة بكل الحالات".
قلت: وهذا – كما رأيت – صريح الشرك، إذ سوى بين حج بيت المخلوق وحج بيت الخالق، بل صرح بالمضاهاة بكل الحالات، مؤكداً به الشرك والتسوية.
3 - ومنها: إدامة النظر إلى القبة والقبر، وهي من عجائب العبادات التي اخترعها المخالف، إذ قال ما نصه ("شفاء الفؤاد" (ص194)): "ويديم النظر إلى الحجرة الشريفة فإنه عبادة، قياساً على الكعبة، فإذا كان خارج المسجد أدام النظر إلى قبتها مع المهابة والحضور".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/235)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 02, 09:51 ص]ـ
فهذه هي الحلقة التاسعة من كتاب (جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
ــــــــــــــــ
فصل: ( .. بل هم أضل)
اعلم أن المشركين الأولين كانوا يشركون مع الله في العبادة، بدعاء الأصنام والأنداد والأوثان ورجائهم والاستشفاع بهم والتوسل إلى الله بهم، كما قال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)، وقال: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18).
لكنهم لم يكونوا مدمنين على تلك الحال، فقد كانوا يخلصون لله الدعاء والالتجاء في بعض الأحوال.
قال تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) (العنكبوت: 65).
وقال: (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون) (الأنعام: 63 - 64).
وقال عز وجل: (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد، وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور) (لقمان: 32).
قال ابن كثير "تفسير ابن كثير" (3/ 452): " (موج كالظلل) أي كالجبال والغمام".
وقال الشوكاني: " (دعوا الله مخلصين له الدين) أي دعوا الله وحده لا يعولون على غيره في خلاصهم لأنهم يعلمون أنه لا يضر ولا ينفع سواه، ولكنه تغلب على طبائعهم العادات وتقليد الأموات، فإذا وقعوا في مثل هذه الحالة اعترفوا بوحدانية الله وأخلصوا دينهم طلباً للخلاص والسلامة مما وقعوا فيه. (فلما نجاهم إلى البر) صاروا على قسمين: فقسم (مقتصد) أي موف بما عاهد عليه الله في البحر من إخلاص الدين له باق على ذلك بعد أن نجاه الله من هول البحر وأخرجه إلى البر سالماً.
قال الحسن: معنى مقتصد، مؤمن متمسك بالتوحيد والطاعة، وقال مجاهد: مقتصد في القول مضمر للكفر.
والأولى ما ذكرناه، ويكون في الكلام حذف، والتقدير: فمنهم مقتصد ومنهم كافر، ويدل على هذا المحذوف قوله: (وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور) الختر: أسوأ الغدر وأقبحه، والكفور: عظيم الكفر بنعم الله سبحانه " انتهى ملخصاً " فتح القدير " (4/ 244 - 245).
قلت: فهذا كان حال المشركين السابقين في عبادتهم للآلهة من دون الله، يعبدونها مع الله في الرخاء، توسلاً بها واستشفاعاً إليه، وينسونها إذا اشتد بهم البلاء، ويصرفون وجوههم عنها إليه، ويخلصون له في العبادة والدعاء والرجاء.
وقد سبق بيان موافقة المخالف لأولئك المشركين في أنواع العبادة التي كانوا يصرفونها لأندادهم وأوثانهم وأصنامهم، فهل اكتفى بتلك الموافقة والمطابقة؟
كلا، بل زاد عليهم في الشرك والكفر وأربى، وإليك البيان:
قال المخالف:
توجه رسول الله في كل حاجة ... لنا ومهم في المعاش وفي القلب
وقال:
عليك سلام الله أنت ملاذنا ... لدى اليسر والإعسار والسهل والصعب
قلت: فلم يترك لله حاجة من الحاجات ولا مهمة من المهمات يدعوه فيها ويرغب، إذ صرف دعاءه ورجاءه في شأنه كله لإلهه ومعبوده من دون الرب!
وقال المخالف:
يا غياث الخلق يا ذا الفضل ... والجود والإحسان في بحر وبر
وقال:
فلأنت في الدنيا وفي الأخرى وفي ... كل المواطن عدتي وندائي
وقال:
واعطف علي بعفو منك يشملني ... فإني عنك يا مولاي لم أحد
قلت: وهذا عين الكفر والضلال، فقد صرف لمعبوده من دون الله دعاءه ورجاءه في كل الأوقات، ولم يتخذه وسيلة إلى الله وشفيعاً عنده فحسب، بل جعل معبوده من دون الله هو الأصل فوحده بالقصد والطلب، ولم يكن كذلك شرك الأولين، بل كانوا يتخذون الأنداد من دون الله لتقربهم هي إليه، فهو الإله الأكبر، أو "إله الآلهة" كما كانوا يصفونه سبحانه. وقد كانوا يعبدونه ويتقربون إليه بأنواع القربات مما ورثوه من بقايا ملة إبراهيم عليه السلام، وكانوا يخلصون له العبادة في الشدة ويجأرون إليه بالدعاء، ويشركون معه آلهتهم في وقت الأمن والرخاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/236)
أما المخالف فقد صرح في أكثر من موضع من كتابيه بإخلاص العبادة للمخلوق وحده دون الخالق، فهو يسأله كل حاجاته، كما قال: "توجه رسول الله في كل حاجة "، وكقوله: "ولذ به من كل ما تشتكي" ويدعوه في كل أوقاته، كما قال: "يا ذا الفضل والجود والإحسان في بحر وبر "، وكما قال: "أنت ملاذنا لدى اليسر والإعسار والسهل والصعب"، وكقوله: "فلأنت في الدنيا وفي الأخرى وفي كل المواطن عدتي وندائي".
وصرح أكثر من ذلك فقال: "عجل بإذهاب الذي أشتكي فإن توقفت فمن ذا أسأل"؟
وقال: "فإنني عنك يا مولاي لم أحد" وقال: "هذا نزيلك أضحى لا ملاذ له إلا جنابك".
والجامع لهذه المعاني كلها كلمة واحدة هي " لا إله إلا أنت "!!
قلت: فأي الفريقين أحق بالكفر والشرك والشقاق، آلذين عبدوا الآلهة وتقربوا إليها بالدعاء والالتجاء، لتقربهم هي إلى الله، في حال الرخاء، ووحدوا خالقهم وأخلصوا له الدين ونسوا الآلهة في حال الكرب وشدة الغم حين تعود إليهم الفطرة وتذهب عنهم السكرة فيقولون:
(لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين)؟ ..
أم الذي أخلص الدعاء والرجاء لإلهه ومعبوده من دون الله، وصرف إليه قلبه ووجَّه إليه وجهه وقصده في كل وقت وفي كل حين؟! (نبئوني بعلم إن كنتم صادقين).
ويقول المخالف " شفاء الفؤاد" (ص205):
بذلي بإفلاسي بفقري بفاقتي ... إليك رسول الله أصبحت أهرب
ويقول " شفاء الفؤاد" (ص213):
فأقل عثار عُبيدك الداعي الذي ... يرجوك إذ راجيك غير مخيب
واكتب له ولوالديه براءة ... من حر نار جهنم المتلهب
واقمع بحولك باغضيه وكل من ... يؤذيه من متمرد متعصب
واشفع له ولمن يليه وقم بهم ... في كل حال يا شفيع المذنب
قلت: وهذا تأكيد منه وإصرار على تماديه في الضلال والشرك والكفر إذ يصرح هذا المخالف بعبوديته الخالصة لإلهه صاحب القبر، فيسأله العفو والنجاة من النار له ولوالديه، وأن يقمع بحوله باغضيه، ويتوسل في دعائه وندائه واستغاثته بإظهار الذلة والعبودية والفقر!!
أما سمعته يقول " عُبيدك "؟! (جاء في الهامش: وقد كرر هذا الوصف بصيغة التصغير أيضاً في أكثر من موضع، في (ص45) من "الذخائر" و (ص228) من "شفاء الفؤاد"، وهو دليل واضح منه على الإصرار والعناد) هكذا، بأسلوب التصغير، مبالغة منه في العبودية والتحقير، فطغى به وزاد على عبدة الأصنام والأثان والأنداد، الذين كانوا يسمون: عبد العزى وعبد الكعبة وعبد مناة وعبد المسيح.
وأوضح منه لبيان المقصود، إضفاؤه صفات الربوبية والألوهية على العبد المخلوق، إذ سأله ما هو من خصائص الرب عز وجل، الذي يملك وحده العفو عن الذنب ومغفرة العيوب، لا يملكه ملك مقرب ولا نبي مرسل.
وتأكيداً لما سبق بيانه وتقريره من أن شرك المخالف أشد وأخطر، وكفره أعظم وأكبر من شرك الأولين وكفرهم، أسوق إليك هذا الدليل:
في معرض كلامه عن مناسك زيارة القبر النبوي، ذكر المخالف جملة من الآداب التي ينبغي الإتيان بها على من أراد الحج والعمرة إلى القبر النبوي، جاء فيها "شفاء الفؤاد " (ص131 - 132):
1 - "إخلاص النية فينوي التقرب بالزيارة وينوي معها التقرب بشد الرحل للمسجد النبوي والصلاة فيه".
2 - "إذا دنا من حرم المدينة الشريفة وأبصر رباها وأعلامها فليزدد خضوعاً وخشوعاً ويستبشر بالهنا وبلوغ المنى".
3 - ويسن له "الغسل لدخول المدينة ولبس أنظف ثيابه".
4 - و "إذا شارف المدينة الشريفة وتراءت له قبة الحجرة المنيفة فليستحضر عظمتها وتفضيلها".
5 - و "يقدم صدقة بين يدي نجواه".
6 - "فإذا أراد الدخول - (إلى المسجد) – يقف يسيراً كالمستأذن كما يفعله من يدخل على العظماء".
7 - "ثم يتوجه للروضة الشريفة خاشعاً غاضاً طرفه غير مشغول بالنظر إلى شيء من زينة المسجد وغيره، مع الهيبة والوقار والخشية والانكسار والخضوع والافتقار .. فيصلي التحية ركعتين خفيفتين يقرأ فيها قل يا أيها الكافرون والإخلاص".
8 - "ومحل تقديم التحية إذا لم يكن مروره قبالة الوجه الشريف، فإن كان: استحبت الزيارة أولاً كما قال بعضهم. ورخص بعض المالكية في تقديم الزيارة على الصلاة".
9 - و "يتوجه بعد ذلك إلى الضريح الشريف .. فيقف بخضوع ووقار وذلة وانكسار غاض الطرف مكفوف الجوارح واضعاً يمينه على شماله كما في الصلاة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/237)
10 - "ولا يستدبر القبر المقدس في الصلاة ولا في غيرها".
11 - و "لا يمر بالقبر الشريف ولو من خارج المسجد حتى يقف ويسلم".
12 - "ويديم النظر إلى الحجرة الشريفة فإنه عبادة قياساً على الكعبة، فإذا كان خارج المسجد أدام النظر إلى قبتها مع المهابة والحضور".
13 - "ولا يركب بها - (يعني المدينة) – دابة مهما قدر على المشيء ويزم نفسه مدة إقامته بزمام الخشية والتعظيم ويخفض جناحه ويغض صوته".
14 - "إذا اختار الرجوع فليودع المسجد الشريف بركعتين، يأتي القبر الشريف ويسلم ويدعو ويقول: نسألك يا رسول الله أن تسأل الله أن لا يقطع آثارنا من زيارتك .. ".
15 - و "يتصدق بشيء مع خروجه .. وليحذر كل الحذر من مقارفة الذنوب".
وقال في موضع آخر: "فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات: الشفاعة والبشرى بالموت على الإسلام، وذلك هو المغفرة الحاصلة للواقفين .. فقد أتم الله للحبيب المضاهاة بكل الحالات، وذلك حاضر فيه بالنص دون غيره وإن قيس به".
قلت: وقد اشتمل كلام المخالف - كما رأيت – على جملة من العظائم المنكرة، التي هي من الشرك الواضح والكفر الصريح الذي لا يقبل التأويل بحال، حيث قال "فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات" وأكده بقوله "فقد أتم الله للحبيب المضاهاة بكل الحالات"، وكذب المخالف، فهو الذي ضاهى بحج بيت الله الحج إلى القبر، وليس الله، وهو الذي سوى بين المنسكين في كل شيء ابتداء بالاغتسال عند الدخول وتحية القدوم وانتهاء بالوداع. بل لم يكتف بالمضاهاة حتى عداها إلى التفضيل.
فقد قال ما نصه "شفاء الفؤاد" (ص35): "قال الفاضل ابن حجر رحمه الله: ولقد رأيت أكثر العوام إذا عاد حاجاً ولم يزر النبي صلى الله عليه وسلم يعدون أن ذلك نقص وأي نقص وعار وأي عار، ويسلخون عنه اسم الحاج الذي هو أشرف الأوصاف عندهم ويصير ذلك مثلة فيهم إلى أن يموت بل وفي أولاده بعد موته.
ولقد اشتد من تعييرهم وتنقيصهم لمن رجع من غير زيارة ما ألجأه إلى الانقطاع في بيته وعدم الاجتماع بأحد إلى أن خرج مع الحجاج في العام الثاني فحج وزار ورجع إلى بلده فرحاً مسروراً بزوال تلك الوصمة الشنيعة عنه، فتأمل ذلك من العوام تجد أن عظمته صلى الله عليه وسلم وعظمة زيارته وقرت في قلوبهم واستحكمت في طباعهم .. حتى إنهم يتداينون الديون البليغة مع حسن ظنهم ويوفي الله سبحانه وتعالى عنهم " اهـ.
قلت: ومعلوم – قطعاً – أن الحاج إلى القبر النبوي لا يشترط عليه أن يحج البيت الحرام مع حجة القبر المعظم لأن هذا الحج مشروع طوال العام وذاك موقوت بزمان معين، فهذا وجه من وجوه التفضيل بين الحجتين واضح بين.
الوجه الثاني: أن الله عز وجل أوجب الحج إلى بيته الحرام على من استطاع إليه سبيلاً، وأما غير المستطيع بنفسه أو بغيره فلا يجب عليه الحج اتفاقاً.
وقد ذكر أهل العلم أن من كان له عيال فإنه يقدم النفقة عليهم على الحج لأن النفقة على الفور، ورجح بعضهم تقديم النكاح على الحج لمن خشي العنت. (انظر "المغني" لابن قدامة (3/ 172) و"المجموع" للنووي (7/ 68 - 77)).
أما التداين للحج فلم يستحبه أهل العلم – فيما علمت – بل قدموا قضاء الدين الحال على حجة الفرض.
وهذا المخالف يقول "حتى إنهم يتداينون الديون البليغة" من أجل حج القبر النبوي!!!
فلم يبق شك أو ريب في تفضيله هذا الحج على حج بيت الله الحرام الذي هو فريضة من فرائض الإسلام وركن من أركانه.
وإن تعجب، فعجب قوله: "قال الفاضل ابن حجر – رحمه الله -: ولقد رأيت أكثر العوام إذا عاد حاجاً ولم يزر النبي صلى الله عليه وسلم يعدون أن ذلك نقص وأي نقص وعار وأي عار، ويسلخون عنه اسم الحاج .. ".
قلت: وحسب المخالف وأضرابه عاراً ونقصاً أن يكون دليلهم على ذلك التفضيل، فعل " أكثر العوام "!!
ومن المنكرات الشنيعة الواردة في مقال المخالف، تشبيهه الوقوف أمام القبر النبوي عند الزيارة بالوقوف بين يدي الله سبحانه في الصلاة حيث قال: "فيقف بخضوع ووقار وذلة وانكسار غاض الطرف مكفوف الجوارح وضعاً يمينه على شماله كما في الصلاة".
قلت: وليس بعد هذا التصريح بالشرك من تصريح.
وقوله أيضاً: "يقدم صدقة بين يدي نجواه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/238)
قلت: وهذا نذر وقربان للقبر، إذ الصدقة هنا من أجل القبر المعبود من دون الله، وهو من جنس ما كان المشركون يفعلونه عند أوثانهم وأصنامهم، يتقربون إليها بأنواع النذور والقرابين.
فإن قيل: أليس الله قد أمر المؤمنين في كتابه بتقديم صدقة بين يدي نجواهم للرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة، ذلك خير لكم وأطهر، فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) (المجادلة:12).
فالجواب: إن هذا الحكم منسوخ، كما قال المفسرون، ودليل النسخ الآية التالية، وهي قوله تعالى: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات، فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) (المجادلة:13).
قال ابن كثير رحمه الله " تفسير ابن كثير (4/ 326 - 327): "فنسخ وجوب ذلك عنهم" ثم ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه قوله: "كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة فلما نزلت الزكاة نسخ هذا". ثم قال: "وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف عن نبيه عليه السلام، فلما قال ذلك جبن كثير من المسلمين وكفوا عن المسألة، فأنزل الله بعد هذا (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) .. الآية فوسع الله عليهم ولم يضيق".
قلت: فإذا تقرر أن الحكم قد نسخ، فإن العمل به أو إيجابه بعد نسخه هو من الشرع الذي لم يأذن له الله، قال الله عز وجل: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى: 21).
وهو من الكذب على الله والقول عليه بغير علم، وقد قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) (الأعراف: 33).
**
ثانياً: الشرك في الربوبية
قد ذكرنا من قبل أن شرك الأولين كان في الألوهية والعبادة، وأما الربوبية، وهي الاعتقاد بأن الله هو الخالق الرازق المدبر للأمر المتصرف في الكون علويه وسفليه، وأن بيده مقاليد كل شيء وأنه يجير ولا يجار عليه، فكانوا مقرين بها، كما أخبر الله عنهم في أكثر من موضع في كتابه، فقال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) وقال: (قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم. سيقولون لله قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولون لله، قل فأنى تسحرون) (المؤمنون: 86 - 89).
وقال تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (يوسف: 106).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "من إيمانهم إذا قيل لهم: من خلق السماء؟ ومن خلق الأرض، ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله، وهم مشركون ". وقال مجاهد رحمه الله: "إيمانهم قولهم: الله خالقنا، ويرزقنا ويميتنا، فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره " "تفسير ابن جرير " (16/ 286 - 287).
قلت: فكان يكفي المخالف أن يقتصر على شرك العبادة فيكون في عداد أولئك المشركين، إلا أنه أبى واستكبر، وأصر على الانحطاط في دركات أبعد في الشرك والكفر فأضفى على النبي صلى الله عليه وسلم خصائص الرب العُلَى، ونازعه في أفعاله وأسمائه الحسنى. ومن أمثلة ذلك:
1 - قوله في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: "الخليفة الأكبر الممد لكل موجود". "الذخائر" (ص233)
وقوله: "السلام عليك يا معنى الوجود، السلام عليك يا منبع الكرم والجود" "شفاء الفؤاد" (ص113).
وقوله: "تختلف أحوال الزائرين في استفادتهم من زيارتهم واستمدادهم من الله بواسطة نبيهم المصطفى وحبيبهم المجتبى صلى الله عليه وسلم، وبحسب استعدادهم في تلقي الفيوضات الإلهية والواردات الربانية بواسطة الحضرة المحمدية " "شفاء الفؤاد" (ص124).
2 - ويقول "شفاء الفؤاد" (ص212):
يا من يجود على الوجود بأنعم ... خضر تعم عموم صَوْب الصَّيب
يا غوث من في الخافقين وغيثهم ... وربيعهم في كل عام مجدب
ويقول "شفاء الفؤاد" (ص230):
يا غياث الخلق يا ذا الفضل ... والجود والإحسان في بحر وبر
ويقول "شفاء الفؤاد" (ص225):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/239)
أنت الكريم الذي إنعامه أبداً ... للوفد من كفه الفياض مبذول
ويقول "شفاء الفؤاد" (ص205):
براه جلال الحق للخلق رحمة ... فكل الورى في بره يتقلب
قلت: فهذه الأوصاف المذكورة كلها من خصائص الرب سبحانه وتعالى، فهو الكريم المتفضل على الوجود، كما أخبر سبحانه عن نفسه فقال عز من قائل: (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) (النحل: 53).
وقال: (الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم، وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار. وآتاكم من كل ما سألتموه، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) (إبراهيم: 32 - 34).
وقال: (خلق السموات والأرض بالحق، تعالى عما يشركون. خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين. والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون) إلى قوله: (هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون. ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) إلى قوله: (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون) إلى قوله: (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون. وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) (النحل: 3 - 18).
وقد تكرر في القرآن ذكر نعم الله عز وجل على عباده بالخلق والإيجاد والرزق في البر والبحر، وفصلها سبحانه في مواضع كثر، فذكر إنزال المطر وإنبات النبات وإرسال الرياح لواقح وخلق الأنعام وتسخيرها للمطعم والملبس والمركب، وسخر البحار والأنهار كذلك للمطعم والمشرب والحلية والمركب، إلى غير ذلك من النعم الكثيرة التي لا يحصيها إلا رب البرية.
وأعظم هذه النعم على الإطلاق نعمة الهداية إلى الصراط المستقيم، وهي التي اختص بها عباده الذين أخبر عنهم بقوله: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) (النساء:69).
فبين سبحانه في هذه الآية أصناف المنعم عليهم، وأولهم الأنبياء عليهم السلام، الذين جمع الله لهم مع نعمة الهداية نعمة أجل وهي نعمة النبوة.
قال سبحانه وتعالى عن عبده ورسوله عيسى عليه السلام: (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل) (الزخرف:59).
قال القرطبي – رحمه الله -"تفسير القرطبي" (16/ 104): "أي ما عيسى إلا عبد أنعم الله عليه بالنبوة وجعله مثلاً لبني إسرائيل، أي آية وعبرة يستدل بها على قدرة الله تعالى، فإن عيسى كان من غير أب .. ".
وقال سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون) (الطور: 29).
قال القرطبي – رحمه الله - "تفسير القرطبي" (17/ 7): " (فما أنت بنعمة ربك) يعني برسالة ربك (بكاهن) تبتدع القول وتخبر بما في غد من غير وحي".
إذاً: فالقول بأن النعم من عند غير الله، ونسبتها إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو إلى أحد من الخلق كفر وتكذيب بالقرآن وإنكار للمعلوم بالضرورة من الفطرة والإيمان، وقول على الله بغير علم، إذ هو المنعم على الخلق كلهم بسائر النعم ظاهرها وباطنها، وهو وحده المتفضل على الوجود، الغني عن كل موجود، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد. إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد. وما ذلك على الله بعزيز) (فاطر: 15 - 17).
وقد يسوق الله عز وجل بعض نعمه على أيدي الخلق ويجعلهم سبباً في إيصالها إلى من يشاء فيصح حينئذ أن تنسب إلى السبب كقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك) (الأحزاب: 37). حيث أنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق من الرق وآواه إليه وأحسن إليه إحسان الوالد لولده وكان قد تبناه فكان يُدعى زيد بن محمد ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) (الأحزاب:5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/240)
وقال تعالى: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) (الليل:19 - 20)، " أي ليس يتصدق ليجازي على نعمة، إنما يبتغي وجه ربه الأعلى" كذا قال القرطبي "تفسير القرطبي" (20/ 88).
فنسبة بعض نعم الرب إلى خلقه، نسبة المسبَّبات إلى أسبابها، وليس ثمة حرج في ذلك إذا اعتقد أن الله هو الذي قدرها ويسرها، ولولاه سبحانه لما حدثت نعمة ولا حصل إحسان إذ هو الذي خلق السبب والمسبب.
يقول شيخ الإسلام – رحمه الله – في معرض حديثه عن الشرك في الربوبية: "فإن الرب سبحانه هو المالك المدبر، المعطي المانع، الضار النافع، الخافض الرافع، المعز المذل. فمن شهد أن المعطي أو المانع أو النافع، أو المعز أو المذل غيره، فقد أشرك بربوبيته ولكن إذا أراد التخلص من هذا الشرك فلينظر إلى المعطي الأول مثلاً فيشكره على ما أولاه من النعم، وينظر إلى من أسدى إليه المعروف فيكافيه عليه، لقوله عليه السلام: "من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم يتجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه " (رواه أبو داود (ح1672) والنسائي (5/ 82) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما) لأن النعم كلها لله تعالى، كما قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله) (النحل: 53) وقال تعالى: (كُلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك) (الإسراء: 20) فالله هو المعطي على الحقيقة فإنه هو الذي خلق الأرزاق وقدرها وساقها إلى من يشاء من عباده، فالمعطي هو الذي أعطاه وحرك قلبه لعطاء غيره. فهو الأول والآخر" اهـ "مجموع الفتاوى" (1/ 92).
3 - ويقول المخالف "الذخائر" (ص158):
ما أرسل الرحمن أو يرسل ... من رحمة تصعد أو تنزل
في ملكوت الله أو ملكه ... ومن كل ما يختص أو يشمل
إلا وطه المصطفى عبده ... نبيه مختاره المرسل
واسطة فيها وأصل لها ... يعلم هذا كل من يعقل
قلت: وهذا شرك آخر في الربوبية، إذ ما الذي أبقاه للرحمن من صفة الرحمة إذا كان محمد صلى الله عليه وسلم أصلاً لكل رحمة في ملكوت الله وملكه تصعد أو تنزل؟!
كلا. بل ما من رحمة في الأرض ولا في السماء ولا في بر ولا في بحر إلا من عند الرحيم الرحمن الكريم المنان. قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء) (الأعراف: 156)، وجاء في دعاء ملائكته: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً) (غافر: 7).
وقال سبحانه (وربك الغني ذو الرحمة) (الأنعام:133)، وقال: (وربك الغفور ذو الرحمة) (الكهف:58).
وقد تواتر ذكر رحمة الله في القرآن وشمولها للعالمين في كل وقت وفي كل حين، فمن آثار رحمته إرسال الرياح (وهو الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته) (الفرقان:48)، وإنزال المطر (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته) (الشورى: 28)، وإحياء الأرض (فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها) (الروم:50).
ومن رحمته إنزال القرآن (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (النحل: 89).
والنبوة من رحمته، يختص بها من يشاء من عباده، كما قال سبحانه عن عبده نوح عليه السلام: (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده) (هود: 28) قال ابن جرير – رحمه الله -: "ورزقني منه التوفيق والنبوة والحكمة " " تفسير ابن جرير " (15/ 298).
وقال عن عبده صالح عليه السلام: (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته) (هود:63).
قال ابن جرير – رحمه الله -: "وأتاني منه النبوة والحكمة والإسلام" "تفسير ابن جرير" (15/ 370).
وأخبر سبحانه عن تعنت المشركين واعتراضهم على اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم من دونهم فقالوا: (لولا نُزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) قال الله تعالى رداً عليهم: (أهم يقسمون رحمة ربك، نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً، ورحمت ربك خير مما يجمعون) (الزخرف:31 - 32).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/241)
قال القرطبي – رحمه الله -: " (أهم يقسمون رحمة ربك) يعني النبوة، فيضعونها حيث شاءوا؟ (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) أي أفقرنا قوماً وأغنينا قوماً، فإذا لم يكل (في النسخة المطبوعة (يكن)، ولعل الصواب ما أثبته) أمر الدنيا إليهم فكيف يفوض أمر النبوة إليهم " اهـ "تفسير القرطبي" (16/ 83).
قلت: ولا شك أن هداية الخلق إلى دين الإسلام وتثبيتهم عليه حتى الممات ثم إدخالهم الجنة من أعظم نعم الله على العباد ورحمته بهم، ومن ثم كانت بعثة الأنبياء رحمة لأقوامهم لأنهم سبب هدايتهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
ولما كانت بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة، وصفه الله بقوله: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء:107).
قال ابن عباس: "كان محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع الناس فمن آمن به وصدق به سعد، ومن لم يؤمن به سلم مما لحق الأمم من الخسف والغرق " اهـ "تفسير القرطبي" (11/ 350).
فإرساله صلى الله عليه وسلم رحمة من عند الله على العالمين من الجن والإنس لعموم رسالته إليهم، كما أنها رحمة وإنعام وتشريف وإكرام للنبي عليه الصلاة والسلام حيث اصطفاه لرسالته الخاتمة وشريعته الناسخة لما سبقها من الشرائع.
ومن رحمته كذلك، أن جعل هذا النبي الخاتم رؤوفاً رحيماً بهم وجبله على هاتين الصفتين كما قال سبحانه وتعالى ممتناً على عباده المؤمنين: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) (التوبة: 128).
وقال: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) (آل عمران:159).
قال ابن جرير – رحمه الله -: "فتأويل الكلام: فبرحمة الله، يا محمد، ورأفته بك وبمن آمن بك من أصحابك (لنت لهم) لتُبَّاعك وأصحابك، فسهلت لهم خلائقك، وحسنت لهم أخلاقك حتى احتملت أذى من نالك منهم أذاه، وعفوت عن ذي الجرم منهم جرمه، وأغضيت عن كثير ممن لو جفوت به وأغلظت عليه لتركك ففارقك ولم يتبعك ولا ما بعثت به من الرحمة، ولكن الله رحمهم ورحمك معهم، فبرحمة من الله لنت لهم " اهـ "تفسير ابن جرير" (7/ 341).
إذاً فما كانت من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وكذا كانت بعثته ونبوته، فهو سبحانه الذي أوجدها وقدرها وساقها إلى من شاء من عباده، كما قدر غيرها من أسباب الرحمة مما تقدم ذكره، فآثار رحمته جل وعلا على عباده ظاهرة في كل حال.
وكما قيل في مسألة الإنعام والتفضيل والإحسان، يقال كذلك في مسألة الرحمة، إن موجدها ومسببها ومقدرها هو الله وحده لا شريك له، فإليه تنسب أصلاً، كما تنسب إلى من أجرى الله على يديه نعمة أو رحمة، على أنه سبب من الأسباب، تبعاً.
ومن هنا تعلم ضلال هذا المخالف الذي وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه وراء كل رحمة " تصعد أو تنزل، من كل ما يختص أو يشمل " إذ هذا الوصف لا يليق إلا بالرحمن الرحيم، فكل رحمة في الكون فهي جزء من رحمته كما فصل ذلك في القرآن الكريم فيما تقدم من آيات بينات، وكما فصله النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ووقائع متعددة ومنها:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي غلبت غضبي" متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 239).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً. فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه" متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 240).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ " قلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه. قال: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 240).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/242)
قال الحافظ "فتح الباري" (10/ 431): "وفيه إشارة إلى أنه ينبغي للمرء أن يجعل تعلقه في جميع أموره بالله وحده، وأن كل من فُرض أن فيه رحمة ما حتى يقصد لأجلها فالله سبحانه وتعالى أرحم منه، فليقصد العاقل لحاجته من هو أشد له رحمة " اهـ.
قلت: وهو كلام نفيس جداً فعض عليه بالنواجذ.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سددوا وقاربوا وابشروا، فإنه لا يُدخل أحداً الجنة عمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 284).
4 - ويقول المخالف أيضاً "الذخائر" (ص223)، في معرض حديثه عن خصائص النبي صلى الله عليه وسلم: "وكان يُقطع الأراضي قبل فتحها لأن الله ملَّكَه الأرض كلها، وله أن يقطع أرض الجنة من باب أولى صلى الله عليه وسلم ".
قلت: وهذا من الشرك الصريح في الربوبية، إذ أن الذي يملك الأرض ومن عليها هو الله وحده لا أحد سواه، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر.
قال تعالى: (للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة) (الزمر: 10)، وقال: (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون) (العنكبوت:56)، وقال على لسان عبده صالح عليه السلام: (ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله) (هود:64)، وقال تعالى: (قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) (الأعراف: 128).
وقد تواترت آيات الذكر الحكيم على تقرير ملكية الله تعالى للسماوات والأرض وما بينهما، في أكثر من ثلاثين موضعاً، كقوله تعالى: (ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض) (البقرة:107)، وقوله: (لله ما في السموات وما في الأرض) (البقرة:284)، وقوله: (ولله ميراث السموات والأرض) (آل عمران:180)، وقوله: (قل لمن ما في السموات والأرض قل لله) (الأنعام: 12).
وكقوله: (له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى) (طه:6)، وقوله: (له مقاليد السموات والأرض) (الزمر: 63)، وقوله: (ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون) (المنافقون: 7).
وقد رد الله عز وجل بهذه الآية على المنافقين القائلين: (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا)، فلو كان للنبي صلى الله عليه وسلم شرك في الأرض لناسب ذكره في هذا الموضع، إعلاماً لقدر نبيه صلى الله عليه وسلم وتبكيتاً لعدوه الذي أراد بمقالته تلك ازدراء النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من فقراء أصحابه وتعييرهم بالفقر والحاجة.
وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) (سبأ:22).
قال ابن كثير – رحمه الله - (3/ 536): "بين تبارك وتعالى أنه الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا نظير له ولا شريك له بل هو المستقل بالأمر وحده من غير مشارك ولا منازع ولا معارض، فقال: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله) أي من الآلهة التي عبدت من دونه: (لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض) كما قال تبارك وتعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير) (فاطر: 13).
وقوله تعالى: (وما لهم فيهما من شرك) أي لا يملكون شيئاً استقلالاً ولا على سبيل الشركة، (وما له منهم من ظهير) أي وليس لله من هذه الأنداد من ظهير يستظهر به الأمور، بل الخلق كلهم فقراء إليه عبيد لديه "اهـ.
قلت: فهذه الآية من أوضح البيان على المطلوب، إذ صرحت بنفي ملكية شيء في السموات والأرض ولو كان مثقال ذرة، عن كل الأنداد المعبودة من دون الله من الملائكة والأنبياء والصالحين لا استقلالاً ولا على سبيل الشركة.
إذاً فمن زعم أن أحداً من الخلق يملك ذرة في هذا الكون مع الخالق، فقد أشرك شركاً بيناً، وافترى إثماً عظيماً، وكذب بالقرآن تكذيباً مبيناً، فكيف بمن زعم أن الأرض كلها ملك خالص للمخلوق لا شركة فيه للخالق؟!!
وحسب هذا القائل إثماً وظلماً أن يكفر بما آمن به عبدة الأوثان في الجاهلية الأولى، الذين شهد لهم القرآن إقرارهم بربوبية الخالق وملكيته التامة للأرض ومن فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/243)
قال الله تعالى: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله. قل أفلا تذكرون) (المؤمنون:84 - 85).
قال ابن كثير – رحمه الله - (3/ 252): "يقرر تعالى وحدانيته واستقلاله بالخلق والتصرف والملك ليرشد إلى أنه الله الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، ولهذا قال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية وأنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية فعبدوا غيره مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئاً ولا يملكون شيئاً ولا يستبدون بشيء بل اعتقدوا أنهم يقربونهم إليه زلفى (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، فقال: (قل لمن الأرض ومن فيها) أي من مالكها الذي خلقها ومن فيها من الحيوانات والنباتات والثمرات وسائر صنوف المخلوقات (إن كنتم تعلمون. سيقولون لله) أي فيعترفون لك بأن ذلك لله وحده لا شريك له، فإذا كان ذلك (قل أفلا تذكرون) أنه لا تنبغي العبادة إلا للخالق الرازق لا لغيره "اهـ.
فظهر بهذا أن المخالف ومن على شاكلته من دعاة السوء أشد كفراً وأعظم شركاً من المشركين الأولين.
وإذا كان الخالق سبحانه قد نزه نفسه عن الشريك في أمر حقير، وهي أرض الدنيا الفانية، التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة، فكيف يُملك أرض الجنة العظيمة الخالدة، مستقر رحمته ودار كرامته، لأحد من خلقه؟!
فقول المخالف: إن النبي صلى الله عليه وسلم يملك حق الإقطاع في أرض الجنة، ظاهر السقوط، مع ما فيه من الكفر والكذب والتكذيب لنصوص الوحي المصرحة بملكية الخالق وحده وأحقيته في التصرف بما يشاء في الجنة وما فيها، لا شريك له في شيء من ذلك قال تعالى: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً) (مريم:63).
وأخبر سبحانه عن أصحاب الجنة قولهم: (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) (الزمر:74).
قال القرطبي – رحمه الله - (15/ 287): "قيل إنهم ورثوا الأرض التي كانت تكون لأهل النار لو كانوا مؤمنين " اهـ.
وجاء في دعاء خليل الرحمن عليه السلام قوله: (واجعلني من ورثة جنة النعيم) (الشعراء:85).
وقال سبحانه: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) (الفجر:30).
والأدلة من القرآن على ملكية الله الخالصة للجنة أجل من أن تحصر، ومن السنة كذلك.
فقد جاء في حديث احتجاج الجنة والنار فول الله تبارك وتعالى للجنة: "أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي" وجاء في آخر الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقاً "متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان " (3/ 291).
وجاء في حديث أبي هريرة في قصة آخر أهل الجنة دخولاً قول الرجل: "يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمنَّ، فيتمنى، حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله عز وجل: من كذا وكذا أقبل يذكره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 44).
قلت: فالأمر كله بيد الله، فهو سبحانه الذي يتصرف في الجنة كما يشاء، وهو الذي يقطع فيها من أرضها ونعيمها كما يشاء، فلو كان غيره من الخلق يملك حق الإقطاع ولو في جزء يسير لما صح أن يقول للجنة: "أنت رحمتي أرحم بك من أشاء" ولما كان له أن يقول لذلك الرجل تمنَّ، ثم يزيده ربه أضعافاً مما سأل، إذ قد يتعارض هذا مع شريكه في الملك والتصرف، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
ومثله حديث أبي سعيد الخدري حيث جاء فيه: "فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواماً قد امتحشوا" إلى أن قال: "فيدخلون الجنة، فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه" متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 46).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/244)
*وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا الطويل حين أتاه في المنام آتيان فأخذاه فانطلقا به حتى رأى قصراً مثل الربابة البيضاء، فقالا له: هذا منزلك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله "الحديث رواه البخاري (12/ 439).
قلت: وفي منعه صلى الله عليه وسلم من دخول قصره ومنزله في الجنة مع تمنيه ورغبته، دليل آخر يؤكد كذب دعوى المخالف وزعمه أنه صلى الله عليه وسلم يملك حق الإقطاع في الجنة للغير، كيف وهو لم يعلم أصلاً أن ذلك منزله حتى أُخبرِ؟!
وفي ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه أمته على أن يسألوا الله عز وجل له الوسيلة والفضيلة دليل آخر أيضاً على اختصاص الله وحده دون خلقه بكامل نعيم الجنة وثوابها.
وبعد فالأمر، والله، أوضح من أن يحتاج إلى إيضاح وأبين من أن يفتقر إلى بيان.
وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
هذه هي الحلقة العاشرة من كتاب (جلاء البصائر في الرد على كتابي " شفاء الفؤاد " و"الذخائر ") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
ـــــــــــــــــــــ
5 - ومن الخصائص النبوية المزعومة قول المخالف "الذخائر" (ص205): "وأوتي علم كل شيء حتى الروح والخمس التي في آية: (إن الله عنده علم الساعة) ".
وقال في موضع آخر ("شفاء الفؤاد" (ص79، 97)): "إذ لا فرق بين موته وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفة أحوالهم ونياتهم وعزائمهم وخواطرهم وذلك عندي جلي لا خفاء فيه".
قلت: وهذا شرك واضح جلي لا خفاء فيه، ومنازعة صريحة للرب سبحانه في أخص صفاته، صفة العلم، حيث سوى علم المخلوق بعلم الخالق افتراء عليه، وتكذيباً لكلامه.
قال عز وجل: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) (لقمان:34).
قلت: فهذه مفاتح الغيب التي اختص الله بعلمها دون خلقه كما قال: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (الأنعام: 59).
فقوله سبحانه: (لا يعلمها إلا هو) صريح في نفي علمها عن أحد سواه لا ملك ولا رسول.
وقال سبحانه لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) (النمل: 65).
وأصرح منها في حق النبي صلى الله عليه وسلم قول الحق سبحانه: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك. إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون) (الأنعام: 50).
وكذلك قوله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الأعراف: 188).
وأما عن الروح فاسمع إلى القول الفصل إذ يقول الرب عز وجل: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (الإسراء:85).
وقال عن الساعة: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها. قل إنما علمها عند ربي. لا يجليها لوقتها إلا هو. ثقلت في السموات والأرض. لا تأتيكم إلا بغتة. يسألونك كأنك حفي عنها. قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (الأعراف: 187).
وقال أيضاً: (يسألك الناس عن الساعة، قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً) (الأحزاب: 163).
ويقول: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها. فيم أنت من ذكراها. إلى ربك منتهاها. إنما أنت منذر من يخشها) (النازعات: 42 - 45).
فالله عز وجل يقرر أن عبده ورسوله محمداً صلى الله عليه وسلم لا يعلم وقت الساعة ولا الروح ويأمره أن يخبر الناس جميعاً بذلك، ثم يأتي هذا التائه ليُكذب بآيات الله ويعترض على أمره وحكمه!
وقد نفى الله العلم عن الخلق جميعاً إلا ما علمهم هو سبحانه، فقال: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض) (البقرة:255).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/245)
وقال: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) (النحل: 78)، وقال: (علم الإنسان ما لم يعلم) (العلق:5).
حتى الملائكة المقربون لا يعلمون إلا ما علمهم الله: (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) (البقرة: 31 - 32).
وقال في شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً) (النساء: 113).
وقال: (وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى. علمه شديد القوى) (النجم: 3 - 5).
وقد يطلع الله رسله على شيء من الغيب ليكون حجة لهم ودليلاً على صدق نبوتهم، قال تعالى: (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمداً. عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً. ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عدداً) (الجن: 25 - 28).
قال ابن الجوزي – رحمه الله - "زاد المسير" (8/ 385): " (قل إن أدري) أي ما أدري. (أقريب ما توعدون) من العذاب (أم يجعل له ربي أمداً) أي غاية وبعداً، وذلك لأن علم الغيب لله وحده. (فلا يظهر) أي: فلا يطلع على غيبه الذي يعلمه أحداً من الناس (إلا من ارتضى من رسول) لأن من الدليل على صدق الرسل إخبارهم بالغيب.
والمعنى: أن من ارتضاه للرسالة أطلعه على ما شاء من غيبه. وفي هذا دليل على أن من زعم أن النجوم تدل على الغيب فهو كافر " اهـ.
وقال القرطبي – رحمه الله - " تفسير القرطبي " (19/ 27 - 28): " أي لا يعرف وقت نزول العذاب ووقت قيام الساعة إلا الله، فهو غيب لا أعلم منه إلا ما يعرفنيه الله " إلى أن قال: " قال العلماء رحمة الله عليهم: لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستأثر به دون خلقه، كان فيه دليل على أنه لا يعلم الغيب أحد سواه، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم.
وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى وينظر في الكتب ويزجر الطير ممن ارتضاه من رسول فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه " اهـ.
وقال ابن كثير – رحمه الله - " تفسير ابن كثير " (4/ 432 - 433): " يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس إنه لا علم له بوقت الساعة، ولا يدري أقريب وقتها أم بعيد " إلى أن قال في معنى قوله: (إلا من ارتضى من رسول): " وهذا يعم الرسول الملكي والبشري " اهـ.
ويؤيد ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بعد أن قص عليه قصص آل عمران: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك، وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، وما كنت لديهم إذ يختصمون) (آل عمران: 44).
وقوله سبحانه بعد أن قص عليه قصص نوح عليه السلام وقومه: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا، فاصبر إن العاقبة للمتقين) (هود: 49).
قلت: فدلت آيات الكتاب على اختصاص الرب وحده بعلم الغيب وأن الذي علمه الرسل منه إنما علموه من إنباء الله، واستأثر الله بما شاء من العلوم فلم يطلع أحداً عليها، ومنها مفاتح الغيب الخمس والروح وعلم ما في الصدور.
وجاءت السنة لتؤيد ما في القرآن، فمن ذلك:
حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " رواه البخاري (8/ 375).
حديث أبي هريرة في مجيء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال: " متى الساعة؟ قال: ما المسؤل عنها بأعلم من السائل " إلى أن قال: " في خمس لا يعلمهن إلا الله " ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله عنده علم الساعة) الآية " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/246)
ومن حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها لما قالت: إحدى الجويريات وهي تغني: "وفينا نبي يعلم ما في غد" قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " رواه البخاري (9/ 202).
فصل: أقوال السلف في مسألة علم الغيب
ونختم الكلام عن هذه المسألة بعرض جملة من أقوال السلف في حكم من نسب علم الغيب إلى أحد من الخلق ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم، مع كفاية الأدلة السابقة من نصوص الكتاب والسنة في بيان المطلوب (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
1 - أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
فقد صح عنها أنها قالت: "من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب" ثم قرأت (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان " (1/ 41).
وفي لفظ: "من حدثك أنه يعلم الغيب فقد كذب" أخرجه البخاري (13/ 361).
وذكر الحافظ ("فتح الباري" (13/ 364)) أن الضمير في قولها " أنه " يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم لوقوع التصريح به في بعض الطرق.
2 - الإمام ابن القيم رحمه الله.
قال "المنار المنيف" (ص81 - 84): (وقد جاهر بالكذب بعض من يدعي في زماننا العلم، وهو يتشبع بما لم يعط، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم متى تقوم الساعة. قيل له: فقد قال في حديث جبريل: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل"، فحرفه عن موضعه وقال: معناه أنا وأنت نعلمها! وهذا من أعظم الجهل وأقبح التحريف. والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بالله من أن يقول لمن كان يظنه أعرابياً: أنا وأنت نعلم الساعة. إلا أن يقول هذا الجاهل: إنه كان يعرف أنه جبريل. ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق في قوله: "والذي نفسي بيده ما جاءني في صورة إلا عرفته، غير هذه الصورة " (" مسند أحمد " (1/ 53)).
ثم قوله في الحديث: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" يعم كل سائل ومسئول. ولكن هؤلاء الغلاة عندهم: أن علم رسول الله صلى الله عليه وسلم منطبق على علم الله سواء بسواء، فكل ما يعلمه الله يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى يقول: (وممن حولكم من الأعراب منافقون، ومن أهل المدينة، مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم). وهذا في "براءة " وهي من أواخر ما نزل من القرآن، وهذا والمنافقون جيرانه في المدينة.
ومن هذا حديث عقد عائشة رضي الله عنها لما أرسل في طلبه فأثاروا الجمل فوجدوه (متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 75)).
ومن هذا حديث تلقيح النخل، وقال: "ما أرى لو تركتموه يضره شيء" فتركوه فجاء شَيْصَاً، فقال: "أنتم أعلم بدنياكم " (رواه مسلم (2363) من حديث أنس وعائشة).
وقد قال تعالى: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب).
وقال: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير).
ولما جرى لأم المؤمنين عائشة ما جرى ورماها أهل الإفك بما رموها به، لم يكن صلى الله عليه وسلم يعلم حقيقة الأمر حتى جاءه الوحي من الله ببراءتها.
وعند هؤلاء الغلاة: أنه عليه الصلاة والسلام كان يعلم الحال على حقيقته بلا ريبة، واستشار الناس في فراقها ودعا الجارية فسألها، وهو يعلم الحال، وقال لها: "إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله" (رواه البخاري (8/ 453) ومسلم (2770)) وهو يعلم علماً يقيناً أنها لم تلم بذنب!
ولا ريب أن الحامل لهؤلاء على هذا الغلو إنما هو اعتقادهم أنه يكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة، وكلما غلوا وزادوا غلواً فيه كانوا أقرب إليه وأخص به!
فهم أعصى الناس لأمره، وأشدهم مخالفة لسنته. وهؤلاء فيهم شبه ظاهر من النصارى الذين غلوا في المسيح أعظم الغلو، وخالفوا شرعه ودينه أعظم المخالفة " اهـ.
3 - الحافظ ابن كثير رحمه الله.
أطال في تفسير قوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي .. ).
فقال "تفسير ابن كثير" (2/ 272 - 273): "أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم إذا سُئل عن وقت الساعة أن يَرُدَّ علمها إلى الله تعالى فإنه هو الذي يجليها لوقتها، أي يعلم جلية أمرها ومتى يكون على التحديد، لا يعلم ذلك إلا هو تعالى.
(ثقلت في السموات والأرض) قال قتادة: ثقل علمها على أهل السموات والأرض أنهم لا يعلمون. وقال السدي: خفيت في السموات والأرض فلا يعلم قيامها حين تقوم ملك مقرب ولا نبي مرسل ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/247)
ثم ذكر الحافظ ابن كثير شواهد هذه الآية من الحديث على عدم اطلاع أحد من الخلق على علم الساعة وحجبها حتى أولي العزم من الرسل عليهم السلام، ثم قال: " فهذا النبي الأمي سيد الرسل وخاتمهم محمد صلوات الله عليه وسلامه، نبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملحمة والعاقب والمقفي والحاشر، مع قوله فيما ثبت عنه في الصحيح من حديث أنس وسهل بن سعد رضي الله عنهما: "بعثت أنا والساعة كهاتين" وقرن بين أصبعيه السبابة والتي تليها (متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 314 - 315))، ومع هذا كله قد أمره الله أن يَرُدَّ علم وقت الساعة إليه إذا سئل عنها فقال: (قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) انتهى باختصار.
4 - الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله.
وله أيضاً أقوال كثيرة في مواضع متفرقة من سفره العظيم "فتح الباري" الذي أودعه كنوزاً من العلوم الشرعية لا تكاد تجدها مجتمعة إلا فيه.
يقول – رحمه الله – ("فتح الباري" (1/ 220)) في شرحه لقصة الخضر مع موسى عليهما السلام حين سأله الخضر "أنى بأرضك السلام"؟: "وفيه دليل على أن الأنبياء ومن دونهم لا يعلمون من الغيب إلا ما علمهم الله، إذ لو كان الخضر يعلم كل غيب لعرف موسى قبل أن يسأله" اهـ.
وفي شرحه لحديث الربيع بنت معوذ الذي جاء فيه قول القائلة "وفينا نبي يعلم ما في غد" قال الحافظ ("الفتح" (9/ 203)): "وإنما أنكر عليها ما ذكر من الإطراء حيث أطلق علم الغيب له، وهو صفة تختص بالله تعالى كما قال تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله).
وقوله لنبيه: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)، وسائر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر به من الغيوب بإعلام الله تعالى إياه لا أنه يستقل بعلم ذلك، كما قال تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول) " اهـ.
وعند شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها: "من حدثك أنه يعلم الغيب فقد كذب" ذكر الحافظ – رحمه الله – ("الفتح" (13/ 364)) قول الداودي: "وما أحد يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم من الغيب إلا ما علم" فتعقبه بقوله: "وما ادعاه من النفي متعقب فإن بعض من لم يرسخ في الإيمان كان يظن ذلك حتى كان يرى أن صحة النبوة تستلزم اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على جميع المغيبات كما وقع في المغازي لابن إسحاق أن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ضلت، فقال زيد بن اللصت: يزعم محمد أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن رجلاً يقول كذا وكذا، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها وهي في شعب كذا قد حبستها شجرة " فذهبوا فجاءوه بها.
فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم من الغيب إلا ما علمه الله، وهو مطابق لقوله تعالى: (فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول) الآية " اهـ.
5 - الإمام الشوكاني رحمه الله.
وله أيضاً كلام نفيس في مسألة علم الغيب ذكره في مواضع متفرقة من تفسيره "فتح القدير" صرح بالمذهب الحق ورد على الغلاة المخالفين ومنها قوله عند تفسير قول الله تعالى: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) الآية.
قال ("فتح القدير" (2/ 274)): " قوله: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله) هذه الجملة متضمنة لتأكيد ما تقدم من عدم علمه بالساعة أيان تكون ومتى تقع، لأنه إذا كان لا يقدر على جلب نفع له أو دفع ضر عنه إلا ما شاء الله سبحانه من النفع له والدفع عنه، فبالأولى أن لا يقدر على علم ما أستأثر الله بعلمه، وفي هذا إظهار العبودية والإقرار بالعجز عن الأمور التي ليست من شأن العبيد، والاعتراف بالضعف عن انتحال ما ليس له صلى الله عليه وسلم ما فيه أعظم زاجر وابلغ واعظ لمن يدعي لنفسه ما ليس من شأنها، وينتحل علم الغيب بالنجامة أو الرمل أو الطرق بالحصى أو الزجر، ثم أكد هذا وقرره بقوله: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) أي لو كنت أعلم جنس الغيب لتعرضت لما فيه الخير فجلبته إلى نفسي وتوقيت ما فيه السوء حتى لا أدي غير ذلك وأتكلف علمه " اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/248)
قلت: ولهؤلاء ولغيرهم من أهل العلم من السلف ومن سار على نهجهم من الخلف كلام كثير مسطر في كتب التفسير وشروح الحديث وغيرها معلومة مظانها وكلهم متفقون على مثل ما نقلت عن هؤلاء، ولم يخالفهم إلا من سفه نفسه من أمثال هذا المخالف وغيره من دعاة السوء، هداهم الله وأصلحهم وكفى الناس شرهم وبدعتهم.
**
6 - ومن الخصائص المزعومة قول المخالف ("الذخائر" (ص228)) عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه كان يسمع حفيف أجنحة جبريل وهو بعد في سدرة المنتهى ويشم رائحته إذا توجه إليه ".
وقوله أيضاً ("شفاء الفؤاد" (ص212)):
" يا من نناديه فيسمعنا على ... بعد المسافة سمع أقرب أقرب "
قلت: ويكفي في الجواب عن هذا الهراء، أن يقال لصاحبه: من أين لك أيها المفتري أنه صلى الله عليه وسلم كان يسمع حفيف أجنحة جبريل ويشم رائحته من سدرة المنتهى؟
*وسنضرب صفحاً عن تلك الصفة الغريبة، صفة الشم، فهي ليست محل تفاضل وتمدح بين المتنافسين في الرفعة والشرف من بني آدم، بل الإطراء فيها قد يخرجها من المدح إلى الذم كما هو معلوم لمن له أدنى مسكة عقل وفهم.
أما صفة السمع فالغرض من تلك الفرية الشنعاء معروف، وهو تشبيه سمع المخلوق بالخالق الذي وسع سمعه السموات والأرض.
ويؤكد هذا قول المخالف: "يا من نناديه فيسمعنا على، بعد المسافة سمع أقرب أقرب " وهذه الصفة لا تليق إلا بالله وحده لا شريك له، فهو سبحانه الذي وسع سمعه الأصوات، سواء في ذلك القريب الداني والبعيد النائي.
قال تعالى: (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار) (الرعد:11).
وقال: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) (المجادلة:1).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول فأنزل الله عز وجل: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) الآية ".
وفي لفظ: "تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبه ويخفى عليَّ بعضه .. " (أخرجه البخاري تعليقاً (13/ 372)، وانظر "تفسير ابن كثير" (4/ 318)).
وقال سبحانه: (قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب) (سبأ: 50).
قال ابن كثير (" تفسير ابن كثير " (3/ 544)):" وقوله تعالى: (إنه سميع قريب) أي سميع لأقوال عباده قريب مجيب دعوة الداعي إذا دعاه " اهـ.
قلت: فهاتان الصفتان العظيمتان: السمع والقرب، من صفات الرحمن التي تليق بجلاله وعظمته لا يشبههما شيء من صفات المخلوقين القاصرة، وقد جاء ذكرهما في نصوص الوحيين مقترنتين كما في هذه الآية، وكما في وقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لما سمعهم يرفعون أصواتهم بالتكبير: " أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (3/ 227).
وجاءت صفة القرب مفردة كما في قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) (البقرة:186).
وقال سبحانه: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) (ق:16).
فهو سبحانه قريب من عباده أقرب إليهم من كل قريب، مع علوه فوق عرشه ومباينته لخلقه.
إذاً فقول المخالف عن عبد من عباد الله إنه يسمع نداء من يناديه سمع أقرب أقرب يقتضي مساواته مع الخالق في صفتي السمع والقرب، بل فيه تفضيل المخلوق على الخالق كما تدل عليه صيغة التفضيل "أقرب أقرب" إذ إن معناها المتبادر من هذا الإطلاق: أنه صلى الله عليه وسلم يسمع سمع أقرب مَن هو أقرب، فهو إذاً أقرب من الله سبحانه الذي وصف نفسه بأنه قريب وأنه أقرب من حبل الوريد، تعالى الله عما يقول الجاهلون علواً كبيراً.
وهذا مع كونه شركاً في صفتي الرب، السمع والقرب، فهو معارض لدلالات الشرع والعقل التي تقضي ببشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنفي عنه مثل هذه المبالغات، ولكن ما وردت به النصوص من دلائل النبوة المعجزات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/249)
فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: "كنت في غزاة فسمعت عبدالله بن أُبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمي – أو لعمر – فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فحدثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبدالله بن أُبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا. فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه " إلى أن قال: " فأنزل الله تعالى: (إذا جاءك المنافقون) فبعث إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ فقال: إن الله قد صدقك يا زيد " رواه البخاري (8/ 644).
قلت: أفمن كان يسمع حفيف أجنحة جبريل عليه السلام من سدرة المنتهى، أيغيب عنه سماع من كان أقرب من ذلك بكثير؟!
وفي حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه في قصة نوم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الفجر في بعض الأسفار، وفيه قال: "فما أيقظنا إلا حر الشمس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه. فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس كبَّر ورفع صوته بالتكبير، فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وسلم" الحديث رواه البخاري (1/ 447) ومسلم (682).
قلت: فإذا كان صلى الله عليه وسلم لم يسمع تكبير عمر إلا بعد أن كرره ورفع صوته به، هذا وهو بجانبه، فكيف يسمع نداء من يناديه من أقاصي الأرض ونواحيها؟!
*وها هو جبريل عليه السلام يأتيه في صورة أعرابي ويسند ركبتيه إلى ركبتيه ويضع كفيه على فخذيه ويسأله ويتحدث إليه، ثم ينصرف من عنده ولم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد انصرافه عنه.
قال الحافظ في "الفتح" (1/ 125): "دلت الروايات التي ذكرناها على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما عرف أنه جبريل إلا في آخر الحال" اهـ.
قلت: فليت شعري أين حاسة الشم المزعومة، وأين سماع حفيف أجنحة جبريل من سدرة المنتهى؟!
*وفي قصة قدوم وفد بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإشارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بتأمير بعضهم واختلافهما فأنزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) الآية وقوله: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية.
قال ابن الزبير: " فكان عمر بعد، إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه " أخرجه البخاري (13/ 276).
قال الحافظ "فتح الباري" (13/ 280): "أي يخفض صوته ويبالغ حتى يحتاج إلى استفهامه عن بعض كلامه" اهـ.
قلت: وهذا صريح أيضاً في الدلالة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يؤت ذلك السمع المزعوم الذي يسع الأصوات ويجتاز المسافات حتى يبلغ سدرة المنتهى.
7 - وقال المخالف ("شفاء الفؤاد" (ص 205)) في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
" بنور رسول الله أشرقت الدنا ... ففي نوره كل يجيء ويذهب ".
وقال أيضاً ("شفاء الفؤاد" (ص232)):
" أنت سر الله والنور الذي ... سار موسى نحوه في طور سين
فهو نور لا يسامى إنه ... قبس من نور رب العالمين
كيف لا والسيد الهادي به ... يغمر الدنيا بنور مستبين "
قلت: وهذه منازعة للرب في صفة من صفاته، صفة النور، التي وصف بها نفسه ووصفه بها عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن فيه تكذيباً صريحاً لكلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
فقد قال سبحانه في محكم التنزيل: (الله نور السموات والأرض.مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) الآية (النور:35)، وقال: (وأشرقت الأرض بنور ربها) (الزمر:69).
والمخالف يقول: "بنور رسول الله أشرقت الدنا "!!
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يتهجد قال: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض .. " الحديث متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 147).
*وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفه لربه عز وجل: "حجابه النور – أو قال النار – لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " أخرجه مسلم (179).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/250)
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: نور أنَّى أراه؟ " وفي لفظ: " رأيت نوراً " أخرجه مسلم (178).
قال العلامة ابن القيم – رحمه الله -: "وقد فسر قوله تعالى: (الله نور السموات والأرض) بكونه منور السموات والأرض، وهادي أهل السموات والأرض، فبنوره اهتدى أهل السموات والأرض، وهذا إنما هو فعله، وإلا فالنور الذي هو من أوصافه قائم به، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى.
والنور يضاف إليه سبحانه على أحد وجهين: إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله.
فالأول كقوله تعالى: (وأشرقت الأرض بنور ربها) فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: "أعوذ بنور وجهك الكريم أن تضلني، لا إله إلا أنت".
وفي الأثر الآخر: "أعوذ بوجهك أو بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات" فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الظلمات أشرقت لنور وجه الله، كما أخبر تعالى أن الأرض تشرق يوم القيامة بنوره.
وفي معجم الطبراني والسنة له، وكتاب عثمان بن سعيد الدارمي وغيره، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: "ليس عند ربكم ليل ولا نهار، نور السموات والأرض من نور وجهه ".
وهذا الذي قاله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أقرب إلى تفسير الآية من قول من فسرها بأنه هادي أهل السموات والأرض. وأما من فسرها بأنه منور السموات والأرض فلا تنافي بينه وبين قول ابن مسعود.
والحق أنه نور السموات والأرض بهذه الاعتبارات كلها " (انظر "التفسير القيم" (ص375، 376)).
**
فصل (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)
لم يكف المخالف شركاً بالرب عز وجل في صفاته وأفعاله، حتى أضاف إليه شركاً أكبر وكفراً أعظم، فعمد إلى أسماء الله الحسنى، التي خص بها نفسه من دون خلقه واتصف بها وجعلها علماً لذاته المقدسة، فأشرك معه فيها بعض خلقه، ظلماً وزوراً.
فمن أذكار السلام التي ابتدعها المخالف عند زيارة القبر النبوي، قوله "شفاء الفؤاد" (ص120): " السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا باطن، السلام عليك يا ظاهر ".
وغلا أكثر من ذلك، فذكر ("الذخائر المحمدية" (ص203)) من الخصائص النبوية أنه صلى الله عليه وسلم " سمي من أسماء الله تعالى بنحو سبعين اسماً ".
ثم لم يكفه ذلك الغلو فانتهى به الحال إلى أن قال ("شفاء الفؤاد" (ص126)): "فالأسماء الإلهية له أيضاً أسماء".
فأشرك النبي صلى الله عليه وسلم مع الله في كل أسمائه الحسنى، إمعاناً في الكفر والشرك والضلال وإنكاراً للمعلوم ضرورة من دين الإسلام.
قال الله في محكم التنزيل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) (الأعراف:180).
قال ابن جرير – رحمه الله – ("تفسير ابن جرير" (13/ 282)): " أصل الإلحاد في كلام العرب: العدول عن القصد، والجور عنه، والإعراض. ثم يستعمل في معوج غير مستقيم، ولذلك قيل للحد القبر: لحد، لأنه في ناحية منه، وليس في وسطه ".
وذكر ابن جرير وغيره من المفسرين (انظر "فتح القدير" (2/ 268)) أن إلحاد المشركين في أسماء الله كان بعدولهم بها عما هي عليه، فاشتقوا منها أسماء لآلهتهم كتسمتهم اللات من "الله" والعزى من "العزيز" ومناة من "المنان".
وذكر ابن القيم رحمه الله من أنواع الإلحاد في أسماء الله: أن يسمى الأصنام بها، كتسمية المشركين اللات من الإلهية والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلهاً. قال ("بدائع الفوائد" (1/ 169)): " وهذا إلحاد حقيقة، فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة ".
قلت: فإذا كانت تسمية الأصنام والأوثان ببعض أسماء الله عز وجل، ولو كانت اسماً واحداً، يعد إلحاداً وكفراً وشركاً، فكيف بمن سمَّى مخلوقاً بكل أسماء الله؟!
وإذا كان اشتقاق اسم من الأسماء الحسنى وإطلاقه على المعبود من دون الله، كاللات والعزى، يلحق فاعله بالمشركين ويصيره في عداد الملحدين المتوعدين بالعقاب، فكيف بمن أطلق نفس الأسماء الإلهية على المخلوق، فسماه الأول والآخر والظاهر والباطن، إلى أن أوصلها إلى السبعين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/251)
كيف وقد زادها إلى أن شملت كل الأسماء دون استثناء، فدخل فيها حتى الاسم الأعظم "الله"، الذي لم يعرف في تاريخ الشرك الطويل، أن أحداً اجترأ على هذا الاسم فتسمى به أو أطلقه على أحد الآلهة المزعومة من دون الله؟!
حقاً إنه لسفه أي سفه، وضلال أيما ضلال، أن يعتقد امروٌ مثل هذا الاعتقاد الموغل في الفساد ثم يصيح مغتبطاً به على رؤوس الأشهاد، أما خاف أن تشل يده وهي تسطر مثل هذا الهراء؟
سبحانك يا رب ما أحلمك، سبحانك يا رب ما أصبرك، سبحانك حيث كنت، لا إله إلا أنت.
وبعد، فقد كان بالإمكان مناقشة هذا التائه وتعقبه بالحجة والمنطق والعقل، لو اقتصر إلحاده على بعض أسماء الله تعالى، لكنه لم يدع مجالاً للأخذ والرد، بعد أن صرح بمطابقة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم أسماء الله كلها، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
(وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون).
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم).
(هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم).
(ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون. كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون).
. . . يتبع إن شاء الله
هي الحلقة الحادية عشر والأخيرة من كتاب (جلاء البصائر في الرد على كتابي "شفاء الفؤاد" و"الذخائر") للشيخ سمير المالكي حفظه الله:
ــــــــــــــــــ
الباب الثاني
الافتراء على الملائكة الكرام
وبعد، فهل اكتفى المخالف بكل الذي تقدم من كفر واضح جلي، وشرك فاضح صريح؟
كلا، بل أضاف إليه، أن رمى بالكفر والشرك والظلم أبعد الخلق عنه وعن كل معصية وإثم، ملائكة الرحمن الكرام.
ولم يقصر ظلمه وقذفه لهم على طائفة منهم، بل شملهم كلهم حتى جبريل الأمين عليه السلام.
فمن الخصائص النبوية المختلقة، عدَّ المخالف منها ("الذخائر" (ص202)) " ذكر الملائكة له في كل ساعة ".
وقال "شفاء الفؤاد" (ص216):
" لسناك حين بدا بآدم أقبلت ... رعياً لسيماك الملائك تسجد "
وقال "شفاء الفؤاد" (ص235):
" كلما لحت للملائك خروا ... في السموات سجداً وبكياً ".
*ولما ذكر تلك الصيغة الشركية من صيغ السلام المبتدعة التي تقال عند القبر "السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر"، قال بعدها "شفاء الفؤاد" (ص120): "ويقال: إن ذلك من تحية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم "!.
قلت: وهذا غايةٌ في الظلم والإفك والبهتان، أن ينسب مثل هذا الكفر إلى البررة الكرام المطهرين من كل عيب المعصومين من كل معصية وذنب، كما شهد لهم بذلك الرب، فقال عز وجل: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (التحريم:6).
ولا ينقضي العجب من جرأة هذا الأفاك وإقدامه على مثل هذا الكذب الواضح المكشوف، إذ من أين له أن من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام ذكر الملائكة له في كل ساعة؟ ومن أوحى إليه بهذه الفرية؟ وما نوع الذكر الذي كانوا يذكرون به النبي صلى الله عليه وسلم؟ أهو التسبيح والتكبير والتحميد؟ أم هو ذكر آخر، لا من جنس الأذكار المعروفة؟
وهل هم مستمرون على هذه العبادة، أم إنها انقطعت بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم؟
ولعل قائلاً يقول: إنه يقصد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما في قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي)؟ (الأحزاب:56).
أقول: إننا لو فرضنا جدلاً أن ذلك قصده، فهو مخطئ بكل اعتبار:
الأول: أنه لم يفصح عن قصده ولم يبين مراده من كلامه، والمقام يقتضي الإفصاح لا الإبهام، والإيضاح لا الإيهام، خاصة ممن دأب على قول الشرك والكفر وصار ديدنه وهجيراه.
الثاني: أنه وقت بوقت لا دليل عليه، إذ جعله في كل ساعة، والآية القرآنية أطلقت الصلاة ولم تحددها بزمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/252)
الثالث: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست ذكراً له، بل هي دعاء المصلي ربه أن يصلي على نبيه، فهي من جنس دعاء المؤمن لأخيه، وإنما خص النبي صلى الله عليه وسلم بأن المشروع في حقه الصلاة والسلام، بخلاف سائر المؤمنين إذ يدعو بعضهم لبعض بخيري الدنيا والآخرة.
والدليل على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دعاء، حديث زيد بن خارجة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا علي فاجتهدوا في الدعاء وقولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد " رواه النسائي (3/ 49).
وجاء في حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت " إلى أن قال: " قلت: أجعل لك صلاتي كلها .. " الحديث رواه الترمذي (4/ 636).
قال الإمام المنذري ("الترغيب والترهيب" (2/ 501)): (قوله " أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي "؟ معناه: أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك) اهـ.
قلت: ومما يؤكد أن المخالف يقصد معنى آخر سوى الصلاة، ما تقدم من خصائصه المزعومة التي صرح فيها بمذهبه ومعتقده في الرسول صلى الله عليه وسلم ومضاهاته بالله سبحانه في خصائص الألوهية والربوبية.
ويؤكده أيضاً، قوله السابق عن الملائكة الكرام وعن جبريل عليه السلام، فليس الذكر بأعظم من السجود والإلحاد في الأسماء الحسنى.
وقد تضمن قول المخالف: " لسناك حين بدا بآدم أقبلت، رعياً لسيماك الملائك تسجد " جملة من المخالفات:
منها: أن فيه تكذيباً لصريح القرآن، إذ تواترت الآيات على ذكر خبر سجود الملائكة لآدم وأنه كان طاعة للخالق سبحانه إذ أمرهم بذلك السجود، كما في قوله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) (البقرة:34)، وكقوله تعالى: (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين. فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. فسجد الملائكة كلهم أجمعون. إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين) (ص:71 - 74).
وجاء في حديث الشفاعة الطويل أن الناس يقولون لآدم عليه السلام: " أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 50).
فاتفقت نصوص القرآن والسنة على أن سجود الملائكة كان لآدم لا لغيره من البشر.
وعارض المخالف تلك الأخبار كلها وكذب كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وزعم أن السجود كان من أجل سناه صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين) (الزمر:32).
ومنها: أن فيه اعتراضاً على قدر الله وحكمه وأمره.
فقد قضى الله عز وجل أن يكون سجود ملائكته لآدم دون غيره، وأمرهم بذلك فأطاعوا له وأذعنوا كلهم أجمعون، إلا إبليس اللعين أبى واستكبر وقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) (ص:76).
واعترض المخالف على قدر الله وعارض حكمه وأنكر استحقاق آدم عليه السلام لسجود الملائكة، وقال: بل محمد صلى الله عليه وسلم أولى بالسجود منه.
فتأمل – رحمك الله – ذلك التشابه بين الشيطانين في الكفر والاستكبار عن أمر الواحد القهار!
ومنها: أن فيه اتهاماً مبيناً وبهتاناً عظيماً لعباد الله المكرمين، إذ زعم أنهم قابلوا أمر الله عز وجل بالعصيان والاحتيال، أُمروا بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وحاشا لله أن يفعلوا ذلك، (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
وأما قول المخالف "كلما لحت للملائك خروا، في السموات سجداً وبكياً". فهو أعظم في الإفك وأبلغ في الظلم والافتراء، إذ قذفهم بأعظم الذنوب وأكبرها عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند المؤمنين وعند الملائكة المكرمين.
(ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً) (النساء:112).
وحسبنا في الرد على هذه الفرية النكراء أن نسأل هذا الأفاك، من أين له ذلك السجود المزعوم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/253)
أمن وحي السنة والقرآن؟ أم من قرائح الهذيان وأوهام الأذهان؟ أم هو من وحي الكهان؟ (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء) (الأنعام:93).
ثم من تُراه أمر بذلك السجود؟ آلله؟ (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) (الأعراف:28).
أم فعلته الملائكة من غير أمر ولا إذن؟ كلا (بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) (الأنبياء:26، 27)، قال ابن كثير – رحمه الله - ("تفسير ابن كثير" (3/ 176)): " أي لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما أمرهم بل يبادرون إلى فعله ".
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: " ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت: (وما نتنزل إلا بأمر ربك، له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياً) رواه البخاري (8/ 428).
قال الحافظ ابن حجر ("فتح الباري" (8/ 429)): "الأمر في هذه الآية معناه الإذن بدليل سبب النزول المذكور".
قلت: فإذا كانوا لا يجترئون على زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، مجرد زيارة، إلا بإذن من الله جل وعلا، فما بالك بالسجود والخضوع والتعظيم والبكاء الذي لم يؤذن لهم فيه البتة ولا ينبغي إلا للواحد الأحد سبحانه وتعالى؟!
تكميل: قول المخالف: "كلما لحت للملائك خروا في السموات سجداً وبكياً " يعني به ليلة المعراج عندما اجتاز النبي صلى الله عليه وسلم السموات السبع، وهو مع ما فيه من الظلم والبغي والعدوان، ففيه أيضاً تكذيب صريح لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، فقد أخرج الشيخان من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال، في حديثه عن الإسراء والمعراج: "فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء: افتح، قال من هذا؟ قال هذا جبريل، قال هل معك من أحد؟ قال: نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم، فقال أوَ أرسل إليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا .. " الحديث متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 35).
وجاء في حديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه، قوله: " فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا، قيل من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل مرحباً به ولنعم المجيء جاء " إلى أن قال: "فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: من معك؟ قال: محمد. قيل: أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به ولنعم المجيء جاء .. " الحديث (متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 37)) وذكر مثل ذلك في بقية السموات.
فإن قيل: كيف تعدون سجود الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم شركاً، وهم قد سجدوا لآدم عليه السلام؟
فالجواب من وجوه:
الأول: أن سجود الملائكة لآدم كان طاعة لله وعبادة له، وهو تشريف وتكريم لآدم عليه السلام.
قال ابن جرير ("تفسير ابن جرير" (1/ 512)): " كان سجود الملائكة لآدم تكرمة لآدم وطاعة لله، لا عبادة لآدم " ثم روى بإسناده عن قتادة أنه قال: " فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم، أكرم الله آدم أن أسجد له ملائكته ".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ("مجموع الفتاوى" (4/ 460 - 461)): " أما السجود فشريعة من الشرائع، إذ أمرنا الله تعالى أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة لله عز وجل.
فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له وقربة يتقربون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم، وسجود أخوة يوسف له تحية وسلام " اهـ.
قلت: ومما يدل على أن سجود الملائكة لآدم تكريم له، احتجاج إبليس اللعين على ربه حين امتنع عن السجود، فقال: (أأسجد لمن خلقت طيناً. قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلاً) (الإسراء:61 - 62).
فإذا تقرر أن السجود لآدم كان تكريماً له لا غير، وأنه كان بأمر الله وإذنه، فقياس غيره عليه شرك في التشريع كما هو ظاهر، وبمثل هذا القياس الفاسد كان ضلال أكثر الأمم.
قال الله عز وجل: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (الشورى:21).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/254)
فمن جوز سجود الملائكة لغير آدم من البشر قياساً عليه، فقد نصب نفسه مشرعاً مع الله سبحانه، وهذا هو عين الشرك والكفر والضلال.
ويمكن على هذا القياس أن يقول قائل: أمر الله بالطواف بالبيت الحرام، والحج إليه، فيقاس عليه الأحجار والأشجار والقبور ونحوها مما يعظمه الناس، فيحج إليها ويطاف بها كذلك.
ويقال أيضاً: شرع الله النسك في الحج والأعياد والميلاد، فيقاس عليه النحر والعقر للمعظمين من الطواغيت.
ولو استطردنا في ذكر القياسات الفاسدة التي تتحصل من وراء ذلك القول الباطل لأفضى بنا إلى التطويل والإملال.
وحسبك أن تعلم أن هذا هو بعينه قياس المشركين الأولين، عباد يغوث ويعوق ونسر، وبمثله حرَّموا وأحلوا ما شاءوا بأهوائهم، إذ قالوا: ما ذبح الله وقتل خير مما ذبحتم وقتلتم، فأحلوا الميتة بهذا القياس الفاسد.
قال الله تعالى: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق، وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) (الأنعام:121).
الوجه الثاني: أن هذا المخالف لم يقتصر في زعمه على السجود المجرد بل قرنه بالبكاء، وهو قرينة بينة على أن قصده بذلك ما هو أعلى من مجرد التشريف والتكريم أو التحية، وهو السجود الآخر الذي هو عبادة محضة ولا ينبغي إلا لله وحده.
وقد عصم الله عز وجل ملائكته الكرام من أن يشركوا به أحداً من خلقه بأي نوع من أنواع الشرك، بل هم معصومون من مطلق العصيان، فلا تجوز عليهم المحقَّرات فضلاً عن الموبقات، ولا يصدر عنهم حتى الصغائر فكيف بأكبر الكبائر؟
وكذا قول المخالف: إن من تحية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: "السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر"، هو كسابقه، في الإفك والافتراء على المكرمين من أهل السماء، وحاشا جبريل الأمين عليه السلام من اقتراف مثل هذا الكفر والإلحاد في الأسماء.
وهذه نصوص السنة بين أيدينا، ليس فيها نص واحد صحيح ولا ضعيف ولا حتى موضوع، يذكر خطاب جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا القول المختلق ولو مرة واحدة.
وأكثر خطابه له ومناداته إياه كان "يا محمد" وربما قال "يا رسول الله"، أما أن يقول له "يا أول .. يا آخر .. يا باطن .. يا ظاهر .. " فلا ولله، ما كفر جبريل ولكن الشياطين كفروا.
ولك أن تسأل، لم اختص جبريل عليه السلام من دون الملائكة بمثل هذا الظلم والعدوان؟ ألأنه ينزل بالعذاب، كما تعللت يهود في كفرها بالرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: لو كان الذي ينزل عليك غيره لآمنا بك، فأنزل الله تعالى: (قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقاً لما بين يديه وهدىً وبشرى للمؤمنين. من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين) (البقرة:97 - 98).
وسواء كان ذلك السبب أم غيره، فقد تشابه الفريقان في خصومتهم وعداوتهم لجبريل عليه السلام، بل عداوة المخالف أشد وظلمه له أعظم لنسبته إياه إلى الإلحاد والشرك.
**
الباب الثالث
نقض أركان الإيمان
1 - الإيمان بالله.
2 - الإيمان بالملائكة.
3 - الإيمان بالكتاب.
4 - الإيمان بالرسول.
(كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله)
تقدم أن المخالف قد نقض أعظم أسس الإيمان وأول أركانه، وهو الإيمان بالله، إذ أشرك به سبحانه في إلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، فهل اكتفى بهدم ذلك الركن الأعظم؟
كلا، بل نقض غيره من أركان الإيمان، وهاك البيان:
1 - فالإيمان بالملائكة، يقتضي الإيمان بأنهم خلق لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وأن لهم أعمالاً ووظائف كلفوا بها هم لها عاملون (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون).
فكفر المخالف بذلك وزعم أنهم عصاة ماردون، إذ أمروا بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا لمحمد صلى الله عليه وسلم، كلهم أجمعون.
وزعم أنهم عبدوا الرسول إذ كانوا يخرون له سجداً يبكون، وكانوا يذكرونه من دون الله في كل ساعة.
ثم زعم أن جبريل عليه السلام أشرك في بعض أسماء الله تعالى، إذ كان من تحيته للنبي صلى الله عليه وسلم: " السلام عليك يا أول السلام على يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/255)
2 - والإيمان بالقرآن، وهو الإيمان بأنه كلام الله ووحيه المنزل على عبده ورسوله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه القول الفصل ليس بالهزل، خبره صدق وحكمه عدل. فكفر المخالف بذلك كله، فكذب خبره صدق ونقض حكمه، وحرف الكلم عن مواضعه وعكس دلالاته.
فسور القرآن كلها من "الفاتحة" إلى "الناس" تقرر مسائل الإيمان والتوحيد، والمخالف نقضها من أسها، بالتكذيب تارة والتحريف تارة أخرى.
جاء في سورة "الفاتحة" قول الله تعالى: (الحمد لله رب العالمين) وفي " الأنعام ": (قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء) وفي "مريم" (رب السموات والأرض وما بينهما) وفي "الناس" (قل أعوذ برب الناس) إلى غير ذلك من الآيات والسور التي دلت على توحيد الخالق جل وعلا في ربوبيته.
فكذب المخالف قول الله في كتابه وزعم أن المخلوق هو "رب الحور، رب الجمال، غياث الخلق، غوث من في الخافقين، ذو الفضل والجود والإحسان في البر والبحر، معنى الوجود، منبع الكرم والجود، رأس الأمر وساسه .. ".
وجاء في سورة "الفاتحة" قول الحق سبحانه: (الرحمن الرحيم) وفي "الأعراف": (ورحمتي وسعت كل شيء) وفي "الأنعام": (وربك الغني ذو الرحمة) وفي "فاطر" (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها).
فنقض المخالف قول الله وزعم أن أصل كل رحمة تصعد أو تنزل مما يخص ويشمل، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
*وجاء في سورة "الفاتحة" قول الله عز وجل: (إياك نعبد وإياك نستعين) وفي سورة "النساء" (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) وفي "الزمر" (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين).
فكفر المخالف بذلك كله وقال: " تَوجَّه رسول الله في كل حاجة لنا ومهم في المعاش وفي القلب ".
وقال: "يا سيدي إني رجوتك"، "فأقل عثار عُبيدك"، "واقمع باغضيه بحولك .. ".
وقال: "يا رسول الله عجل سيدي بزوال البؤس .. " "عجل بإذهاب الذي أشتكي " "لك وجهت وجهي" "يا منتهى أملي وغاية مطلبي" "نقبل الترب إجلالاً لساكنه" "فقرى الواقف ببابه الشريف كقرى الواقف بعرفات" ..
*وجاء في سورة "النور" قول الله تعالى: (الله نور السموات والأرض) وفي سورة "الزمر" (وأشرقت الأرض بنور ربها).
فنقض المخالف قول الله بقوله: "بنور رسول الله أشرقت الدنا، ففي نوره كل يجيء ويذهب".
وقوله: "أنت سر الله والنور الذي، سار موسى نحوه في طور سين".
3 - ثم الإيمان بالرسول: يقتضي محبته وطاعته واتباع سنته والتحاكم إليها وتقديمها على ما سواها من الأحكام والمذاهب والآراء.
أ- ولا يتم هذا الإيمان إلا بالتأدب بكل الآداب التي ذكرها الله في القرآن، ورأس الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم: كمال التسليم له والانقياد لأمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق، وأن لا يقدم عليه آراء الرجال وزبالات أذهانهم مهما علت مقاماتهم، ولا يحاكم إلى غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يعرض قوله وحكمه على قول شيخه وإمامه ومذهبه فإن وافقه قبله وإن خالفه حرفه وأوله والتمس له ألف مخرج.
*ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن لا يتقدم بين يديه بأمر ولا نهي ولا إذن ولا تصرف حتى يأمره هو وينهى ويأذن، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) وهذا باق إلى يوم القيامة لم ينسخ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته كالتقدم بين يديه في حياته.
*ومن الأدب معه، أن لا ترفع الأصوات فوق صوته فإنه سبب لحبوط الأعمال، فما الظن برفع الآراء ونتائج الأفكار على سنته وما جاء به؟
أترى ذلك موجباً لقبول الأعمال، ورفع الصوت فوق صوته موجب لحبوطها؟ تلك إذاً قسمة ضيزى.
*والكلام على الآداب المفروضة على الأمة تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يسعه هذا الموضع لجلالته وعظيم نفعه، إذ هو الدين كله، فمن أين للخلق أن يعرفوا ربهم وأن يعبدوه ويتقربوا إليه بمحابه ويتجنبوا سخطه وغضبه إلا عن طريق الرسول صلى الله عليه وسلم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/256)
ب – ومن مقتضيات الإيمان بالرسول الشهادة له بالرسالة والرضا به عبداً لله ورسولاً والإيمان بصفاته التي وصف بها في الوحي دون إفراط فيه إلى حد الغلو كما صنعت النصارى مع المسيح، ولا تفريط في حقه إلى حد التنقيص من قدره أو إيذائه كما فعلت بنو إسرائيل مع أنبيائهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون.
وقد لخص أهل العلم معنى شهادة أن محمداً رسول الله في ثلاث كلمات: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيا أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر.
فما حظ المخالف من هذا الإيمان ومن هذه الشهادة؟!
أما أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قابلها بالتكذيب والتحريف واللَّي والإعراض.
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله"، وقال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الساعة: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 2).
فكذب المخالف قوله وزعم أنه صلى الله عليه وسلم يعلم مفاتح الغيب الخمس ومنها علم الساعة.
*وقال صلى الله عليه وسلم: "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس" رواه البخاري (8/ 67) ومسلم (1064).
وقال أيضاً: "إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضهم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صادق فأقضي له" متفق عليه "جامع الأصول" (10/ 180).
وزعم المخالف أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم عزائم القلوب وخطراتها ونياتها.
*وقال صلى الله عليه وسلم مخاطباً حبة قلبه وفلذة كبده فاطمة رضي الله عنها: "سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً " متفق عليه "اللؤلؤ والمرجان" (1/ 52).
وقال: "والله إني لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي " رواه البخاري (1/ 114).
فكذب المخالف قوله وزعم أن بيد النبي صلى الله عليه وسلم مقاليد الأمور، فله أن يُقْطِعَ أرض الجنة لمن شاء وأن يرحم ويغفر ويتوب على من شاء، وأن يشفع لمن شاء، وزعم أنه صلى الله عليه وسلم دعا الله أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار فأعطي ذلك ("الذخائر" (ص216))، وكذا أصهاره "الذخائر" (ص224).
وغلا أكثر فزعم أن أهل البيت لا يجوز عليهم الخطأ أصلاً، موافقة لغلاة الشيعة في اعتقادهم العصمة لأهل البيت "شفاء الفؤاد" ص219).
*وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال أبويه عبدالله وآمنة، فقال: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي " "صحيح مسلم بشرح النووي" (7/ 45).
قال الإمام النووي – رحمه الله - "صحيح مسلم بشرح النووي" (7/ 45): "فيه جواز زيارة المشركين في الحياة وقبورهم بعد الوفاة وفيه النهي عن الاستغفار للكفار " انتهى ملخصاً.
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال في النار. فلما قفَّى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار" "صحيح مسلم بشرح النووي" (3/ 79).
قال الإمام النووي – رحمه الله - "صحيح مسلم بشرح النووي" (3/ 79): "فيه أن من مات على الكفر فهو في النار ولا تنفعه قرابة المقربين. وفيه أن من مات في الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم " اهـ.
فضاق صدر المخالف بهذين الخبرين الصادقين عن المعصوم، وسلط عليهما سهام التكذيب والتبديل للطعن في دلالتهما على المطلوب.
أما التكذيب فقوله "الذخائر" (ص37): "إن تلك الأحاديث – يعني هذين الخبرين – لم ترتفع عن درجة الآحاد".
قلت: فهذا هو التكذيب بعينه وإن سمي بغير اسمه، أو لبس بلباس من غير جنسه، وهو مسلك ممقوت دأب عليه المخالفون في الكتاب المختلفون في الكتاب، حيث يحكمون أهواءهم وعقولهم القاصرة في نصوص السنة والكتاب فما وافقها قبلوه وجعلوه حجة قطعية، وما خالفها ردوه وجعلوه دلالة ظنية، وبذلك المسلك الفج طعنوا في نصوص كثيرة محكمة بحجة أنها أخبار آحاد، لا تفيد – بزعمهم – إلا الظن.
وأما التبديل فبدعوى النسخ، حيث زعم أن الله أحيا له أبويه فآمنا به "الذخائر" (ص37).
وهذا الزعم مع كونه لا دليل عليه، فإن فيه عدة محاذير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/257)
منها: أنه يقتضي أن الله تعالى حفظ لهذه الأمة الدليل المنسوخ الذي يلزمهم أن يكفروا به ويطرحوه، وأنساهم الدليل الناسخ الذي يجب عليهم أن يؤمنوا به ويعتقدوه. وفيه ما فيه من إساءة الظن بالمولى عز وجل، ووصفه بما لا يليق أن يوصف به. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
ومنها: الطعن في حملة العلم من هذه الأمة الخيرة بدءاً بالصحابة رضوان الله عليهم وانتهاء بالأئمة المصنفين إذ حفظوا لنا المنسوخ وبلغوه، وضيعوا الناسخ وكتموه.
ثم هو مناقض لمذهبه الأول، إذ قرر هناك أنهما من أهل الفترة وماتا على الفطرة "الذخائر" (ص35)، ويقول هنا إنهما ماتا على الإيمان بعد أن أحياهما الله له، فتناقضا وتساقطا.
وبسط هذه المسألة له موضع آخر، والمقصود بيان تكذيب المخالف لأخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
*ومن أمثلة اعتراضه على حكم النبي صلى الله عليه وسلم ومعارضته في أمره ونهيه ما يأتي:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد " (رواه أحمد (5/ 393) وغيره، وأشار الحافظ في "الفتح" (11/ 540) إلى الاختلاف في إسناده).
وقال المخالف "شفاء الفؤاد" (ص219) "فعليك الصلاة تبقى من الله كما شاء وتشاء".
*وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله ".
وقال المخالف: "يا من يجود على الوجود بأنعم خضر" "يا من نناديه فيسمعنا على بعد المسافة سمع أقرب أقرب" "بنور رسول الله أشرقت الدنا ففي نوره كل يجيء ويذهب" "رب الجمال، رب الحور، باب الله، غياث الخلق، غوث من في الخافقين ".
وقال فيه أيضاً: إنه أوتي علم الخمس والروح، وأنه يعلم الخطرات والنيات، وأنه سمي بأسماء الله الحسنى كلها ومنها الأول والآخر والباطن والظاهر، وأن قبره أفضل من السموات السبع والعرش وجنة عدن، وأن له أن يقطع أرض الجنة لمن شاء، وأن الله خلق الخلق لأجله، وأن ليلة مولده أفضل من ليلة القدر ("الذخائر" (ص25).قال: "ليلة مولده أفضل من ليلة القدر من وجوه ثلاثة .. ")، وأن سمعه يصل إلى سدرة المنتهى.
...
الخاتمة
وبعد، فها أنت أخي الكريم قد وقفت على بعض أقوال المخالف في كتابين فقط من كتبه، واطلعت على ما فيهما من كفر صريح وشرك واضح ومناقضة لأصول الإيمان وأركان الإسلام.
وأحسب أن الدهشة قد علت محياك وعقدت لسانك من تلك الجرأة العجيبة على الله وملائكته وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ولعلك تساءلت في نفسك بعد إمعان النظر في ذلك الكم الهائل من المخالفات الشرعية الواضحة وضوح الشمس، وقلت: كيف خفي على الدكتور مثل هذه الأمور فوقع فيما لا ينبغي لأحد أن يقع فيه؟
وحق لك أن تندهش وتعجب، فالذي قاله وقرره ونقله وأقره ليس بالهين بل هو عند الله عز وجل وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند المؤمنين عظيم.
لكنك – أخي الفاضل – لو اطلعت على مذهب القوم ومشربهم، وتتبعت أحوالهم وسيرهم عبر القرون الغابرة، لزال عنك كثير مما نزل بك من الدهشة والعجب.
إذ سوف ترى أن ما كتبه هذا الدكتور المبتدع مما نقلته لك، ليس إلا نقطة من بحر متلاطم الموج، مما قاله أسلافه من غلاة المبتدعة وسطروه من أمثال الحلاج وابن الفارض وابن عربي المكي والعفيف التلمساني وأضرابهم من غلاة الصوفية الباطنية الذين صرحوا بما لا يخطر على قلب مسلم، مما تقشعر له الجلود من ساقط القول وفاحش الكلم.
ومن عجائب ما وقفت عليه من حالهم، أن الولاية عندهم، وهي المقام الأسمى الذي يفوق عندهم مقام النبوة، لا يصل إليها أحدهم إلا إذا تمادى في الكفر وصرح به في الملأ حتى يحكم عليه طائفة من الأولياء بالزندقة والكفر.
قال الجنيد، ويسمونه سيد الطائفة ("المناظر الإلهية"لعبدالكريم الجيلي (ص44)): "لا يكون الصديق صديقاً حتى يشهد له في حقه سبعون صديقاً أنه زنديق" اهـ.
ولعلك وقفت الآن على سر المسألة، فالرجل يسعى حثيثاً إلى بلوغ ذلك المقام ووصول تلك المنزلة من الولاية والمعرفة عن طريق الكفر والزندقة، ويحلم باليوم الذي يقال له فيه: العارف بالله، القطب، الغوث .. ونحوها من الألقاب العلية عندهم، أما لفظ: الشيخ، السيد، الإمام، فلم تعد وافية بالمقام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/258)
وعلى كل فالذي يهمنا نحن أن لا ينال أحد من مقام الألوهية والربوبية، ولا من مقام النبوة والرسالة، وأن لا ينال من الإسلام والقرآن والسنة.
ولن نرضى أن تشاك شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم بشوكة وفينا عين تطرف.
ولن يهنأ لنا عيش ولن تطيب لنا حياة ونحن نرى أركان الإيمان تنقض ودعائم الإسلام تقوض.
إن الله عدل يحب العدل ويأمر بالقسط، وإن أعدل العدل توحيد الله بالعبادة، كل العبادة، وتوحيد الطريق إليه بالإسلام دون ما سواه، وتوحيد الرسول بالطاعة والاتباع دون غيره من الناس، وهذه هي الأصول التي يبنى عليها الدين كله.
وإن من العدل الذي قام عليه الدين وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن لا يجتمع الكفر والإيمان، ولا الشرك والتوحيد، ولا الإثم والبر، ولا الجنة والنار.
(وما يستوي الأعمى والبصير. ولا الظلمات ولا النور. ولا الظل ولا الحرور.وما يستوي الأحياء ولا الأموات. إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور) (فاطر: 19 - 22).
ومن العدل الذي أمر الله به أن نتبرأ من كل مخالف معاند بحسب مخالفته وعناده، بعد أن ندعوه إلى الحق ونقيم الحجة البالغة عليه.
وإني أنصح كل من يغضب للدكتور العلوي وتدعوه لموافقته وموالاته والمنافحة عنه حمية مذهب أو عصبية مشرب أو مودة إلف وعادة ونسب، أن يفكروا في الأمر بروية وأن يقدموا حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم على كل ما سواهما من محبوب، وأن يَدَّبروا آيات الكتاب العزيز، كيف فرق العدل الحكم تبارك وتعالى بين نوح عليه السلام وابنه، بعد أن أصر على الكفر فقال له ربه: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (هود:46).
وكذا الحال مع إبراهيم عليه السلام وأبيه (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) (التوبة:114).
وقد أمر الله تبارك وتعالى المؤمنين بالتأسي بإبراهيم عليه السلام في تلك البراءة فقال: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدأً حتى تؤمنوا بالله وحده) (الممتحنة:4).
ولو كان في الدين محاباة لكان أولى الناس بها ابن نوح وأبو إبراهيم وزوجة لوط وعم النبي صلى الله عليه وسلم.
ونصيحة أسديها إلى الدكتور أختم بها كلامي، أدعوه فيها إلى توبة نصوح عاجلة مما قاله وتكلم به وسطره بقلمه من كل ما يخالف شرع الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو عن غير قصد منه لذلك.
فإن استجاب وأناب فقد أفلح – والله – في العاجلة والآجلة، وإن أصر وعاند واستكبر فقد مضت سنة الأولين.
فأقول أيها الشيخ تذكر يوم العرض الأكبر (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).
واعتبر (يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر).
واعلم أنه لن ينفعك في ذلك الموقف العصيب جاه ولا منصب (يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه).
(وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى).
(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون).
وأحذر من أن تكون ممن قال الله فيهم (وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم، وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون).
(ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم، ألا ساء ما يزرون).
وبعد، فأسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدينا وإياه وسائر عباده سبيل الرشاد، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يعيذنا من أهواء نفوسنا الأمارة بالسوء وأن يجعل هوانا تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب: سمير بن خليل المالكي
6/ 5/ 1417 هـ
**
الفهرس
تسلسل الموضوع صفحة
1 تقديم
تمهيد
2 تعريف بكتاب "الذخائر المحمدية"
3 عرض وتحليل
4 تعريف بكتاب "شفاء الفؤاد"
5 عرض وتحليل
6 الخلاصة
المقدمة
7 (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
8 (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)
9 (وقالوا لا تذرن آلهتكم)
10 سد ذرائع الشرك
11 " ألا فلا تتخذوا القبور مساجد "
12 (لا تغلوا في دينكم)
الباب الأول
الدعوة إلى الشرك
13 شرك العبادة
14 صورة مثال النعل النبوي الشريف
15 ( .. بل هم أضل)
16 الشرك في الربوبية
17 فصل: أقوال السلف في مسألة علم الغيب
18 فصل: (وذروا الذين يلحدون في أسمائه)
الباب الثاني
19 الافتراء على الملائكة الكرام
الباب الثالث
20 نقض أركان الإيمان
12 الخاتمة
**
وفي الختام أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزي الشيخ سمير المالكي خيراً على ما قام به من دفاع عن التوحيد والسنة ومحاربة للشرك والخرافة وأسأل الله له التوفيق والثبات إنه سميع مجيب.
كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالي خالصة لوجهه الكريم وأن يجعل أعمالي نافعة للاخوة الكرام.
وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/259)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[14 - 09 - 02, 09:54 ص]ـ
بسم الله
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[26 - 03 - 06, 12:34 ص]ـ
رفع الله قدرك(23/260)
رسالة الإمام أحمد لمسدد بن مسرهد؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[15 - 09 - 02, 01:03 م]ـ
في سندها عند ابن أبي يعلى وابن الجوزي من لا أعرفه وهو أبو بكر أحمد بن محمد (التميمي البردعي الزرندي)؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[15 - 09 - 02, 04:25 م]ـ
تكلم ابن منده وغيره على هذه الرسالة
قال ابن تيمية رحمه الله كما في المجموع ج: 5 ص: 131
(وقد صنف أبو القاسم عبدالرحمن بن مندة فى ذلك مصنفا وزيف قول من قال ينزل ولا يخلو منه العرش وضعف ما قيل فى ذلك عن أحمد بن حنبل فى رسالته الى مسدد وطعن فى هذه الرسالة وقال انها مكذوبة على أحمد وتكلم على راويها البردعى أحمد بن محمد وقال انه مجهول لا يعرف فى أصحاب أحمد) انتهى
وكذلك (5/ 242)
وقال كما في مجموع الفتاوى ج: 5 ص: 396
(وأما رسالة أحمد بن حنبل الى مسدد بن مسرهد فهى مشهورة عند أهل الحديث والسنة وأصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول وقد ذكرها أبو عبدالله بن بطة فى كتاب الإبانة واعتمد عليها غير واحد كالقاضى أبى يعلى وكتبها بخطه) انتهى
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[16 - 09 - 02, 01:28 م]ـ
الشهرة لا تعني صحة ما فيها فإذا تعارض قول صحيح عن الإمام مع ما في الرسالة فبأيهما نأخذ؟؟؟؟؟(23/261)
ابن حجر العسقلاني رحمه الله يباهل رجلا!!
ـ[الحراني]ــــــــ[17 - 09 - 02, 01:19 ص]ـ
قال العلامة قاضي دين الأمة ابن حجر العسقلاني في كتابه - فتح الباري - ج 8 ص 74 عند شرح حديث وفد نجران:
(( ...... قد دعا ابن عباس إلى ذلك [يعني المباهلة] ثم الاوزاعي ووقع ذلك لجماعة من العلماء ومما عرف بالتجربة أن من بأهل وكان مبطلا لا تمضى عليه سنة من يوم المباهلة ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين!!))
* أخوكم الحراني.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 09 - 02, 02:33 م]ـ
أتعرف يا حراني من يقصد الحافظ ابن حجر بقوله: " بعض الملاحدة "
لقد قصد ابن عربي الصوفي صاحب الفصوص وانظر غير مأمور كتاب
"تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي " للبقاعي أحد تلاميذ الحافظ رحمه الله تعالى، والله الموفق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 07:38 م]ـ
وهذا تفصيلها:
باهلَ الحافظُ ابن حجر بعضَ محبي ابن عربي، قال "المحب لابن عربي": اللهمَّ إنْ كان ابن عربي على ضلالٍ فالْعنِّي بلعنَتِك، وقال الحافظ: اللهمَّ إنْ كان ابن عربي على هدى فالْعنِّي بلعنَتِك، وافترقا. ثم بعد فترةٍ مرَّ على رِجل ذلك المحبِّ شيءٌ ناعمٌ فالْتُمِس (أي: عمي) بصرُه!
ـ[الحراني]ــــــــ[17 - 09 - 02, 07:58 م]ـ
بارك الله فيكما فقد أتممتم الفائدة:)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[04 - 06 - 08, 09:31 ص]ـ
^^^^^^^^^^^^^^^^^
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[04 - 06 - 08, 12:06 م]ـ
ما شاء الله ما شاء الله,,,
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - 06 - 08, 01:18 م]ـ
قال الحافظ السخاوي "رحمه الله" في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني:
((واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك.
وقال شيخنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا.
قال: وكان المعاند يسكن الروضة، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي، وما أصبح إلا ميتاً.
وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة، وكانت المباهلة في رمضان منها.
وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة)).
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 03:40 م]ـ
أتعرف يا حراني من يقصد الحافظ ابن حجر بقوله: " بعض الملاحدة "
لقد قصد ابن عربي الصوفي صاحب الفصوص وانظر غير مأمور كتاب
"تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي " للبقاعي أحد تلاميذ الحافظ رحمه الله تعالى، والله الموفق
ما الذي أتى بابن عربي إلى عصر ابن حجر و قد سبقه بعشرات السنين؟
لعلك تقصد كما ذكر الإخوان " بعض محبّي ابن عربي
لعله كذلك:)
عفا الله عنك، و هداك و سددك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 08, 04:00 م]ـ
أخي الكريم سامي السلمي - وفقه الله
الموضوع قديم
والأخ الشيخ (الدارقطني) - وفقه الله - فسر عبارة ابن حجر (كان يتعصب لبعض الملاحدة)
ففسر (لبعض الملاحدة) فقال هو ابن عربي يعني ليس الرجل بل الملحد هو ابن عربي
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 06:00 م]ـ
أخي الكريم سامي السلمي - وفقه الله
الموضوع قديم
والأخ الشيخ (الدارقطني) - وفقه الله - فسر عبارة ابن حجر (كان يتعصب لبعض الملاحدة)
ففسر (لبعض الملاحدة) فقال هو ابن عربي يعني ليس الرجل بل الملحد هو ابن عربي
جزاك الله خيراً أخي ابن وهب على هذا التنبيه، و أعتذر للشيخ الدارقطني، فالمعذرة.(23/262)
آيات الصفات التي قيل أن فيها تأويل عن الصحابة أوالتابعين.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 08:37 م]ـ
سأذكر هنا بإذن الله الايات التي قيل ان فيها تأويلا اما عن الصحابة او التابعين، وأبين وجه ذلك عند أهل العلم والجواب عن هذا الاشكال:
[1]- قال تعالى:
(كل شيء هالك إلا وجهه).
اخرج ابن ابي حاتم عن مجاهد بن جبر قال: إلا ما اريد به وجه الله.
وهذا ليس فيه تأويل لصفة الوجه فيظهر أن مجاهد يثبت الوجه كما في قوله (وجه الله) ولكنه فقط خالف في المعنى العام المراد من الاية.
[2]- قال تعالى: (فأينما تولو فثم وجه الله)
اخرج البيهقى وابن خزيمه عن مجاهد قال: (وجه الله قبلة الله).
وهذه الاية الصحيح ان قول مجاهد فيها صحيح وليست هي من ايات الصفات، خلافا لقول بعض المتاخرين الذين اخذو على مجاهد ذلك منهم ابن خزيمه في التوحيد والبيهقي في الاسماء، وقد نبه على ذلك الشافعي عليه رحمة الله وابن تيمية، وبينا ان قول مجاهد فيها صحيح وهو ما لم يخالفه عليه احد من الصحابة والتابعين.
يتبع باذن الله.
ـ[عبدالله الفارسي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 09:17 م]ـ
سلمت يداك شيخ عبدالله وياليت تواصل لأهمية الموضوع.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 09:31 م]ـ
شكر الله لك أخي الشيخ الفارسي:
[3]- قال تعالى:
(والسماء بنيناها بايد).
روى مجاهد عن ابن عباس: بأيد اي بقوة.
وروي هذا عن مجاهد ايضا.
هذه ايضا ليست من آيات الصفات كما جاء عن ابن عباس ومجاهد (لا يفهم ان هذا تأويل لصفة اليد، بل انني مثبت لليد وغيرها من الصفات الثابته حقيقة، لكن الكلام في هذه الاية فقط انها ليست من الصفات).
لان (الاييد) هنا ليست جمع (يد) بل هي مصدر آد يئيد اذا قوي ومنه قوله تعالى (واذكر عبدنا داوود ذا الاييد). والاداة: الداهية والامر العظيم ومنه قوله: (شيئا ادا)
ولو فرض ان هذه من الصفات هنا فان هذا التفسير عن مجاهد وابن عباس تفسير بللازم لانه لا يعرف اطلاق الايدي بمعنى النعمة والقوة الا في حق من اتصف باليدين على الحقيقة، ولذا لا يقال للريح يد ولا للماء يد. وتقول العرب: ما لهم بذلك يد: يعني قوة.
يتبع باذن الله.
ـ[المنصور]ــــــــ[17 - 09 - 02, 10:49 م]ـ
السلام عليكم
لو سمح لي أخي الكريم عبدالله العتيبي في توجيه ملاحظة على عنوان الموضوع:
أرى - والله أعلم - أن يتغير العنوان الى: الآيات المختلف فيها هل هي من آيات الصفات أو لا.
والسبب في الدعوة لتغيير العنوان هو أن الصحابة لم يختلفوا في التأويل من عدمه، ولكن اختلفوا هل هذه الآية من آيات الصفات أم لا، وبين الموضوعين فرق كما ترى.
وجزاك الله خيراً، فالموضوع شيق وجميل، ولي فيه تعلق سابق، ولعلك تكمل المشوار فيه، وإياك أن تظن أنه قصير، بل هو طويل الذيول، ودقيق المحاور، وذلك لتعلقه بالقول في كتاب الله العزيز، فسر على بركة الله العزيز.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[18 - 09 - 02, 08:34 ص]ـ
[4 - ] قال تعالى:
(يوم يكشف عن ساق).
اخرج البيهقي في الاسماء والصفات عن ابن مسعود: (يكشف عن ساقه فيسجد كل مؤمن ويقسو ظهر الكافر) ,
قال ابن القيم في الصواعق المرسله: (1/ 2525): (لا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيها يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع وليس في ظاهر القرآن ما يدل على ان ذلك من صفة لله لانه سبحانه لم يضف الساق إليه).
ونحوه قال ابن تيمية في الفتاوى: (6/ 394).
روى الطبري عن قتادة قال يكشف عن ساق عن شدة، .. وروى عن ابراهيم النخعي: عن امر عظيم، وجاء نحوه عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وابن جبير.
وهذا هو الصحيح.
وما جاء عن ابي سعيد في الصحيح مرفوعا: (يكشف ربنا عن ساقه .. )
فازيادة (الهاء) في قوله 0ساقه) خطأ من الراوي وقد اشار الحافظ ابن حجر الى ان الاسماعيلي لمز رواية سعيد اين ابي هلال هذه وان الاصح رواية ابن الاصفر وفيها: (يكشف ربنا عن ساق.,.) غير مضافة.
يتبع
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - 09 - 02, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خير شيخ عبدالله
ولعلك تستفيد مما كتبه في ذلك العلامة المحقق بكر أبو زيد في مقدمة كتابه المدخل المفصل عن هذا الموضوع.
وجزاك الله خيراً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 09 - 02, 08:55 ص]ـ
الأخ العتيبي
أرجو مراجعة هذا الموضوع بشأن إنكارك لصفة الساق:
http://www.ahlalhdeeth.com.com/vb/showthread.php?s=&postid=15829[/url]
ـ[الحارث المصري]ــــــــ[18 - 09 - 02, 10:13 م]ـ
الأخ الفاضل / محمد الأمين
جزاك الله خيرا على تنبيهك على صفة الساق
وقد يحدث اللبس لكثير من الناس عند مطالعة تفسير القرطبي
أو شرح النووي لصحيح مسلم أو فتح الباري لابن حجر
حيث يميلون لمذهب الأشاعرة عند الكلام على آيات وأحاديث الصفات
وكنت أفضل لو نقل لنا الأخ / عبد الله العتيبي كلاما أكثر مما نقل من الصواعق المرسلة (وهو ليس عندي للأسف)
ولكن عن تحليل النص الذي ذكره لا نجد فيه إنكارا لصفة الساق:
(لا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيها يذكر أنه من الصفات أم لا في غير هذا الموضع)
فهذا نفهم منه عدم ورود كلام عن هذه الصفة في غير هذا الموضع
(وليس في ظاهر القرآن ما يدل على ان ذلك من صفة لله لانه سبحانه لم يضف الساق إليه)
ولا ينفي ذلك في ظاهر السنة ولا في معنى القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/263)
ـ[فيصل]ــــــــ[19 - 09 - 02, 03:51 ص]ـ
الشيخ عبد الله العتيبي حفظه الله
جانبت الصواب في نفيك صفة الساق عن الله وأنظر ما كتبه شيخ الاسلام في هذا
وجزاك الله خير
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[19 - 09 - 02, 04:24 ص]ـ
إخواني الكرام:
الذي وقفت عليه من كلام شيخ الاسلام ابن تيميه هو عدم اثبات هذه الصفة قال في الفتاوى:
(ولا ريب ان ظاهر القران لا يدل على ان هذه الصفة من الصفات فانه قال: (يوم يكشف عن ساق) نكرة في الاثبات لم يضفها الى الله ولم يقل (عن ساقه) فمع عدم التعريف بالاضافة لا يظهر انه من الصفات الا بدليل اخر، ومثل هذا ليس بتاويل، انما التاويل: صرف الاية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولا .... )
وأنا بحمد الله على مذهب اهل السنة والجماعة.
وليس مرادي من هذا الموضوع، هو تقرير الصفات او نفيها في القران، وانما الذي اقصده منه هو ان الايات التي حكي فيها خلاف عن الصحابة والتابعين في الصفات ان ذلك ليس بتاويل بل قول له نظر ووجه في اللغة والشرع.
ولذا قال ابن تيمية هنا في كلامه السابق: (ومثل هذا ليس بتاويل).
أما ما ذكر من أدله في الرابط السابق فأقول:
1 - اما حديث عبدالله بن مسعود ففي متنه نكارة، ولذا لما اخرجه الحاكم في مستدركه تعقبه الذهبي بقوله: (ما أنكر متنه حديثا على جوده اسناده).
ففي اسناده زيد بن ابي انيسه والمنهال بن عمرو .. لزيد افراد وغرائب، والمنهال فيه ضعف يسير واحاديثه جيده، وتفرد زيد ينظر فيه
اضافة الى انه عند بعض المخرجين كالحاكم واللالكائي (عن ساق) بلا هاء، ولذا قال الحاكم في المستدرك مشيرا لما روي عن ابن مسعود: ( ... عن ساق ... قال بن عباس هذا يوم كرب وشدة هذا حديث صحيح الإسناد وهو أولى من حديث روي عن بن مسعود بإسناد صحيح لم أستجز روايته في هذا الموضع)
2 - أما حديث ابي هريرة الذي اخرجه ابن منده وغيره، ففي الايمان لابن منده في موضعين (عن ساق) من غير اضافة (هاء) وليس عنده مضافا، وليس في شيء من النسخ التي حققها المؤلف ذكر (الهاء) فانه لم يشر الى ذلك.
3و4 - حديث عبدالله بن عمر وابي موسى الاشعري فضعيفان.
فلعلي ازيده بحثا باذن الله، واستغفر الله من كل زله، وهفوة،
ـ[أبو محمد]ــــــــ[19 - 09 - 02, 05:49 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يوفق الأخ عبد الله لكل خير 0
ثم إن كلامه في عدم إثبات صفة الساق خطأ واضح، ونسبة ذلك لشيخ الإسلام كذلك.
قال شيخ الإسلام: (ومن الثاني قوله تعالى يوم يكشف عن ساق، لم يقل: يوم يكشف الساق، وهذا يبين خطأ من قال: المراد بهذه كشف الشدة وأن الشدة تسمى ساقا، وأنه لو أريد ذلك لقيل يوم يكشف عن الشدة أو يكشف الشدة، وأيضا فيوم القيامة لا يكشف الشدة عن الكفار والرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد) الرد على البكري 2/ 542 - 543 ت العجال0
قال شيخ الإسلام ( ... وقد يقال: إن ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلا لله، فعلم أنه الكاشف عن ساقه، وأيضا فحمله على الشدة لا يصح لأن المستعمل في الشدة أ، يقال: كشف الله الشدة أي أزالها ....... لكن هذا الظاهر ليس ظاهرا من مجرد لفظة ساق، بل بالتركيب والسياق وتدبر المعنى المقصود) نقض أساس التقديس. ورقة 261 - بواسطة: كتاب الصفات للسقاف 0163
ويبدو أن أخي الحبيب لم يكمل قراءة كلام ابن القيم إذ فيه إثبات الصفة لحديث أبي سعيد في الصحيح، ثم إنه قد رد تأويل من أوله بالشدة من جهة اللغة.
وياليت أخي الحبيب ينظر رسالة سليم الهلالي: المنهل الرقراق في إثبات صفة الساق، ورسالة الساق لموسى نصر - وليسا بقربي الآن.
أسأل الله تعالى أن يفق الأخ الحبيب لإعادة النظر فيما كتب 0
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[19 - 09 - 02, 07:23 ص]ـ
هل في كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى وفيما نقله الأخ أبو محمد تعارض؟ بحيث لايمكن الجمع بينهما؟
وشكر الله للشيخ عبدالله هذه الفوائد والدرر.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[19 - 09 - 02, 12:08 م]ـ
الاخوة الكرام: ان كنت وقعت فيما يخالف الصواب فاستغفر الله واتوب اليه، ولعل ازيد المسالة بحثا ونظرا في الادلة.
ـ[المنصور]ــــــــ[19 - 09 - 02, 06:22 م]ـ
الأخ الكريم: عبدالله العتيبي:
السلام عليكم
آمل أن لاتهمل تعليقي السابق، فالقضية ليست تأويل الصفة من عدمه، ولكن القضية هي: هل هذه الآية من آيات الصفات أم لا؟
وأنا أظن أن الجميع ممن علقوا عليك سابقاً يثبتون صفة الساق لله تعالى دون تأويل، ولكن هل دليل الصفة في الآية أم في الحديث الصحيح عند مسلم
آمل الرد
وجزاك الله خيراً
ولذلك أكرر طلبي بتغيير عنوان الموضوع عاجلاً
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 02, 03:10 ص]ـ
قال أخي الحبيب العتيبي:
(ان كنت وقعت فيما يخالف الصواب فاستغفر الله واتوب اليه، ولعل ازيد المسالة بحثا ونظرا في الادلة.)
أحسبه على خير والله حسيبه ولا أزكيه على الله
ولولا الحديث لقلت أكثر من ذلك.
ولكنني أشهد الله ثم أشهدكم جميعا أنني أحبه.
ولنا جميعا فيه الأسوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/264)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 07:34 ص]ـ
لاحظ يا أخ منصور أن الأخ عبد الله قد نقل عن شيخ الإسلام عدم إثبات هذه الصفة - هكذا بالإطلاق، وهذا خطأ بالغ، وهو ما اقتضى التنبيه 0
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 03:06 م]ـ
ينظر ــ حول إثبات الساق لله تعالى ــ كتاب [إتحاف أهل الفضل والإنصاف] (1/ 152 ــ 174).
للشيخ العلامة سليمان العلوان،، فقد أجاد وأفاد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 02, 07:15 م]ـ
إن لم تصح إضافة الهاء إلى الساق في الحديث
والآية ليست صريحة
فكيف نثبت صفة الساق إذن؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 09 - 02, 07:31 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز في جواب سؤال وجه له نصه:
س: الأعور الدجال هل ذكر أنه يكشف عن ساقه، أو لا يكشف عن ساقه؟
ج: لم يذكر في الحديث شيء من هذا فيما أعلم، إنما كشف الساق ثابت لله سبحانه وتعالى يوم القيامة كما قال الله سبحانه: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ والواجب إثباته لله سبحانه وتعالى على الوجه اللائق به. من غير أن يشبه خلقه في ذلك كما قال جل وعلا: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وهو موجود في موقع سماحته عليه رحمة الله
أما المسألة الحديثية وإثبات اللفظة فسأناقشها في موضع محمد الأمين مع الأخ الذي عللها.
قريباً إن شاء الله تعالى
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[30 - 09 - 02, 12:50 م]ـ
قال الطبري في تفسير ه: يقول تعالى ذكره {يوم يكشف عن ساق} قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد.
حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس {يوم يكشف عن ساق} قال: هو يوم حرب وشدة
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس {يوم يكشف عن ساق} قال: عن أمر عظيم كقول الشاعر:
وقامت الحرب بنا على ساق
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم {يوم يكشف عن ساق} ولا يبقى مؤمن إلا سجد، ويقسو ظهر الكافر فيكون عظما واحدا.
وكان ابن عباس يقول: يكشف عن أمر عظيم، ألا تسمع العرب تقول:
وقامت الحرب بنا على ساق
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: عن أمر فظيع جليل.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله {يوم يكشف عن ساق} قال: يوم يكشف عن شدة الأمر
حدثنا عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {يوم يكشف عن ساق} وكان ابن عباس يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: شمرت الحرب عن ساق يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، في قوله {يوم يكشف عن ساق} قال: هو يوم كرب وشدة.
وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك: {يوم يكشف عن ساق} بمعنى تكشف القيامة عن شدة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق: إذا صار إلى شدة؛ ومنه قول الشاعر:
كشفت لهم عن ساقها وبدا من الشر الصراح
وقد فسرها ابن كثير على نحو مماثل وذكر الروايات نفسها ..
ـ[الحارث المصري]ــــــــ[30 - 09 - 02, 01:12 م]ـ
الأخ / عبد اللطيف
من يقرأ نقلك عن تفسير الطبري يتوهم أن هذا هو القول الوحيد في تفسير الآية.
بل كان عليك أن تنقل باقي الآثار
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:58 م]ـ
هذا الرد منقول عن (لا دفاعاً عن الألباني فحسب بل دفاعاً عن السلفية وهو رد على السقاف الذي نقل نحواً من هذه النقول) وهو يبين حكم هذه الآثار التي استند إليها الأخ الراد، على العموم أقول مسألة دلالة هذه الآية على الصفة محل خلاف بين أهل السنة، ونقلت هذا ليعلم أن ما نقله أخونا الكريم غير مقرر عند كثيرين، لكن لا يعني هذا أنهم لايثبتونها فالحديث الثابت في البخاري نص فيها.
http://arabic.islamicweb.com/sunni/reply_saqqaf_1.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/265)
? قلت: هذا الذي نقله السقاف ونسبه إلى ابن عباس وجماعة من التابعين لا يصح عنهم وإليك ما ورد عنهم في ذلك، مع بيان علل طرق كل خبر من هذه الأخبار.
? خبر ابن عبدا ? في ذلك (2): وقد ورد عنه من طرق:
? الأول: ما رواه ابن جرير في ((التفسير)) (29/ 24)، والحاكم في ((المستدرك)) (2/ 499)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (746) من طريق: ابن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق}. قال: ((هو يوم كرب وشدة)). ولفظه عند البيهقي: ((هذا يوم كرب وشدة)) وصححه الحاكم.
? قلت: بل هذا سند ضعيف، ففيه أسامة بن زيد، وهو وإن كان ابن أسلم أو الليثى فكلاهما ضعيف لا يحتج به، إلا أن ابن أسلم ضعيف جداً. وأما الليثى: فقال أحمد: ((ليس بشىء))، وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ((روى عن نافع أحاديث مناكير))، فقلت له: ((أُراه حسن الحديث))، فقال: ((إن تدبرت حديثه فستعرف فيه النكرة)). وقال ابن معين في بعض الروايات: ((ثقة))، وزاد في رواية الدورى: ((غير حجة))، أى أنه ثقة من حيث العدالة، إلا أنه ضعيف من حيث الضبط، وبسط الكلام في حاله يطول.
? الثاني: ما رواه ابن جرير في ((تفسيره)) (29/ 24)، والبيهقى في ((الأسماء والصفات)) من طريق: محمد بن سعد بن الحسين بن عطية، حدثني أبي، حدثني الحسين ين الحسن بن عطية، حدثني أبي، عن جدي عطية ابن سعد، عن ابن عباس: في قوله: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود} يقول: ((يكشف الأمر، وتبدو الأعمال، كشفه دخول الآخرة، وكشف الأمر عنه)).
? قلت: أما محمد بن سعد فهو ابن محمد الحسين، قال الخطيب – كما في ((الميزان)) (3/ 560) -: ((كان ليناً في الحديث)). وأما أبوه سعد بن محمد بن الحسين العوفى فله ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (9/ 127)، وفيه نقل الخطيب البغدادى عن الأثرم قوله: قلت لأبي عبد الله – (أي الإمام أحمد) – أخبرني اليوم إنسان بشيء عجب، زعم أن فلانا أمر بالكتابة عن سعد بن العوفى، وقال: هو أوثق الناس في الحديث، فاستعظم ذاك أبو عبدالله جداً، وقال: لا إله إلا الله، سبحان الله، ذاك جهمي امتحن أول شيء قبل أن يُخَوّفوا، وقبل أن يكون ترهيب، فأجابهم؟! قلت لأبي عبدالله: فهذا جهمي إذاً؟ فقال: فأي شيء؟!، ثم قال أبو عبدالله: ((لو لم يكن هذا أيضاً لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه، ولا كان موضعاً لذلك)). والحسين بن الحسن العوفى له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (8/ 29)، وقد ضعفه ابن معين النسائي. والحسن بن عطية بن سعد العوفى وأبوه كلاهما من رجال التهذيب، وهما ضعيفان، والأخير مدلس.
? الثالث: ما رواه ابن جرير في ((تفسيره)) (29/ 24): حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا مهران، عن سيفان، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن ابن عباس: {يوم يكشف عن ساق} قال: ((عن أمر عظيم، كقول الشاعر: وقامت الحرب بنا على ساق)).
? وسنده ضعيف، فيه شيخ ابن جرير، وهو محمد بن حميد وهو ضعيف الحديث، وإبراهيم النخعى لم يدرك ابن عباس ومهران بن أبي عمر شيئ الحفظ. وقد اختلف فيه على مهران: فرواه ابن جرير عن ابن حميد، حدثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن سعيد بن جبير، قال: عن شدة الأمر. وهذا يدل على الاضطراب فيه.
*الرابع: ما رواه ابن جرير في ((تفسيره)) (29/ 24)، والبيهقى في ((الأسماء والصفات)) من طريق: أبى صالح، قال: حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس: قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: ((هو الأمر الشديد المفظع من الهول يوم القيامة)).
قلت: فيه أبو صالح عبدالله بن صالح – كاتب الليث – وهو ضعيف من قبل حفظه، وعلى هو ابن أبي طلحة، روى عن ابن عباس ولم يسمع منه، فهو منقطع.
الخامس: ما رواه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (29/ 24): حُدَّثت عن الحسين، قال سمعت أبا معاذ، يقول: حدثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله: {يوم يكشف عن ساق} – وكان ابن عباس يقول: ((كان أهل الجاهلية يقولون: شمرت الحرب عن ساق)) -: ((يعني إقبال الآخرة وذهاب الدنيا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/266)
وسنده ضعيف لجهالة شيخ ابن جرير، ورواية الضحاك عن ابن عباس منقطعة، ثم ليس هو من مسند ابن عباس، وإنما هو من قول الضحاك.
السادس: ما رواه الطستى في ((مسائله عن ابن عباس)) – كما في ((الدر المنثور)) (8/ 254) – أن نافع بن الأزرق سأله عنم قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: ((عن شدة الآخرة)). وقد أورده السيوطى في ((الإتقان)) (1/ 120) من طريق الطستى: حدثنا أبو سهل السرى بن سهل الجند يسابورى، حدثنا يحيى بن أبي عبيدة بحر بن فروخ الملكى، أخبرنا سعيد بن أبي سعيد، أخبرنا عيسى بن داب، عن حميد الأعرج، وعبدالله بن أبي بكر بن محمد، عن أبيه، عن نافع به، وفيه قصة.
قلت: وهذه القصة موضوعة، فإن حميداً الأعرج ضعيف جداً، وله ترجمة في ((التهذيب))، وعيسى بن داب، هو ابن يزيد بن داب، قال الذهبي في ((الميزان)) (33/ 328): ((كان أخبارياً علامة نسابة، لكن حديثه واه، قال خلف الأحمر: كان يضع الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث)). وفي الإسناد لم أعرفه.
السابع: وأخرج ابن جرير (24/ 29): حدثنى الحسن، قال: حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: {يوم يكشف عن ساق} قال: شدة الأمر. وقال ابن عباس: ((هي شر ساعة تكون في يوم القيامة)).
قلت: وهذا سند ضعيف، ورقاء ضعفه أحمد في التفسير، وابن أبي نجيح مدلس وقد عنعن، ثم إنه لم يسمع التفسير من مجاهد بن جبر.
الثامن: ما رواه اللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (724): أخبرنا علي بن عمر بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الصمد بن علي، قال: حدثنا الحسين بن سعيد السلمي، قال: حدثنى أحمد بن الحسن بن علي بن أربان البصرى المرادى، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن دياب،عن أبان بن ثعلب، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس - في قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} – قال: ((عن بلاء عظيم)).
قلت: وآفة هذا الإسناد جهالة رواته، فإني اجتهدت في البحث لهم عن تراجم، فلم أقف على من ترجمهم، أو ذكرهم بجرح أو تعديل.
التاسع: وأخرج ابن منده في ((الرد على الجهمية)): حدثنا عمرو بن الربيع بن سلمان، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا عبد الغني بن سعيد، حدثنا موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: وعن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس: في قوله: {يوم يكشف عن ساق}، قال: ((شدة الآخرة)).
قلت:وهذا إسناد موضوع، والمتهم به موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعانى، قال ابن حبان: ((دجال، وضع على ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس كتاباً في التفسير))، وقال ابن عدى: ((منكر الحديث)) وذكر له جملة من الأخبار، ثم قال: ((هذه الأحاديث بواطيل)). وعبد الغني بن سعيد أورده الذهبي في ((الميزان)) (2/ 642)، وقال: ((ضعفه ابن يونس))، وبكر بن سهل هو الدمياطى، ضعفه النسائي، وقال الذهبي (1/ 346) في ((الميزان)): ((حمل الناس عنه وهو مقارب الحال))، ومقاتل في السند الثاني هو ابن سليمان، قال الحافظ في ((التقريب)) (6868): ((كذَّبوه وهجروه ورمى بالتجسيم)). والضحاك بن مزاحم لم يلق ابن عباس.
العاشر: وروى البيهقي في ((الأسماء والصفات)).من طريق: محمد بن الجهم، حدثنا يحيى بن زياد الفراء، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قرأ: {يوم يكشف عن ساق}. يريد: يوم القيامة لشدتها.
قلت: وهذا سند صحيح لاعلة فيه (3). إلا أنه ورد في ((المطبوعة)) (يكشف) بالياء، وهو تصحيف، وإنما هي (تكشف) فقد أورد السيوطي هذا الخبر في ((الدر المنثور)) (6/ 255) وقال: ((وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن منده من طريق: عمرو ابن دينار، قال: كان ابن عباس يقرأ: {يوم يكشف عن ساق} – بفتح التاء -. قال أبو حاتم السجستاني: أي تكشف الآخرة عن ساقها، يستبين منها ما كان غائباً. قلت: وهذا الوجه هو الثابت عن ابن عباس، وليس فيه على ما يدل على التأويل، فإن قراءته على بناء الفعل للمعلوم المؤنث ثم إنه لم يفسر قراءته بالشدة – وإن حدث وفعل على هذه القراءة لم يقع في التأويل – بل الذي فسرها هو عمرو بن دينار، وليس هو متأول بل مبين لبناء الفعل، وصفة الفاعل. وقد ذهب ابن جرير إلى إثبات هذا القول عن ابن عباس، فقال في ((التفسير)) (29/ 27). ((وذكر عن ابن عباس أنه كان يقرأ ذلك {يوم يكشف عن ساق} بمعنى يوم تكشف عن شدة شديدة، والعرب تقول: كشف هذا الأمر عن ساق إذا صار إلى شدة ومنه قول الشاعر: كشف لهم عن ساقها وبدا من الشعر الصراح)) فقول ابن عباس هذا تبعاً لهذه القراءة لا يعد تأويلاً للنص. وسوف يأتي ذكر من قال بالساق من الصحابة وأئمة السلف في باب: إثبات صفة الساق للرب جل وعلا – إن شاء الله تعالى -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/267)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 08:37 ص]ـ
• تأوُّل مجاهد النظر إلى الله في الآية: ((وجوه يومئذ ناظرة)) إلى أنه الانتظار؟!
• قال ابن كثير في تفسيره (4/ 451):
((ومن تأوَّل ذلك المراد بـ (إلى) مفرد الآلاء، وهي النعم؛ كما قال الثوري عن منصور عن مجاهد: ((إلى ربها ناظرة)) قال: (تنتظر الثواب من ربها) رواه ابن جرير من غير وجه عن مجاهد.
وكذا قال أبو صالح أيضاً = فقد أبعد هذا الناظر النجعة، وأبطل فيما ذهب إليه، وأين هو من قوله تعالى: ((كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)).
قال الشافعي رحمه الله تعالى: ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل.
ثم قد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما دل عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: ((إلى ربها ناظرة)) ... )).
• وقال ابن عبدالبر في التمهيد (7/ 157):
((فإن قيل فقد روى سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد في قول الله عز وجل: ((وجوه يومئذ ناضرة)) قال: (حسنة)، ((إلى ربها ناظرة)) قال: (تنتظر الثواب)، ذكره وكيع وغيره عن سفيان!
فالجواب: أنا لم ندع الإجماع في هذه المسألة، ولو كانت إجماعاً ما احتجنا فيها إلى قول، ولكن قول مجاهد هذا مردود بالسنة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأقاويل الصحابة وجمهور السلف، وهو قول عند أهل السنة مهجور.
والذي عليه جماعتهم ما ثبت في ذلك عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، وليس من العلماء أحد إلا وهو يؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن فإن له قولين، في تأويل اثنين، هما مهجوران عند العلماء، مرغوب عنهما؛ أحدهما: هذا، والآخر: قوله في قول الله عز وجل ((عسى أن يبعثك ربك مقاما محموداً)) ... )).
• وقال ابن حزم في الفصل (3/ 2):
((الكلام في الرؤية:
• قال أبو محمد: ذهبت المعتزلة وجهم بن صفوان إلى أن الله تعالى لا يرى في الآخرة، وقد روينا هذا القول عن مجاهد؛ وعذره في ذلك أن الخبر لم يبلغ إليه، وروينا هذا القول أيضاً عن الحسن البصري وعكرمة، وقد روي عن عكرمة والحسن إيجاب الرؤية له تعالى ... )).
• وانظر: كتاب تفسير التابعين، عرض ودراسة مقارنة، للدكتور: محمد بن عبدالله الخضيري.
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 09:34 ص]ـ
قوله تعالى "فأينما تولوا فثم وجه الله" ممن ذكر أنه من آيات الصفات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد ذكر أن من فوائد هذه الآية إثبات وجه الله وأن الواجب إجراء الآية على ظاهرها وأن يعتقد المرء أن لله وجها حقيقيا يليق بجلاله وعظمته 0ِ [انظر كتاب أحكام من القرآن /417]
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 09:45 ص]ـ
أنصح بقراءة كتاب قاعدة مهمة فيما ظاهره التأويل من صفات الرب جلا وعلا لعمرو عبدالمنعم سليم فإنه نافع في هذا الموضوع 0
وأما الإسماعيلي فقد رجح حذف الضمير من "ساقه" معللا ذلك بقوله: لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء 0
فكيف فات الشيخ عبدالله العتيبي ذلك؟! 0
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 02, 10:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[09 - 10 - 02, 02:24 ص]ـ
للشيخ محمد ابن عثيمين في مجموع فتاواه ما أظنه كلمة أو محاضرة، تكلم فيها عن بعض الآيات والأحاديث التي يتهم المعطلة أهل السنة بتناقضهم حيث إنهم لا يقولون بها بل يؤلونها، فبين الشيخ أن ظاهرها لا يدل على صفات لله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 10 - 03, 07:21 م]ـ
أرى أن هذا الموضوع له أهمية كبيرة في الرد على أهل البدع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 10 - 03, 07:46 م]ـ
توضيح مهم حول ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الساق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=257552#post257552)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً كثيراً
هل تتفضلون علينا بإيراد ما أمكن من الآيات
التي اختلف فيها السلف الصالح
هل هي من آيات الصفات أم لا وما الراجح في ذلك؟
لمسيس الحاجة لذلك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 12 - 04, 09:45 ص]ـ
قال الإمام الحافظ المجتهد أحمد بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله كمافي مجموع الفتاوى ج: 6 ص: 394
وأما الذي أقوله الآن وأكتبه ـ وإن كنت لم أكتبه فيما تقدم من أجوبتي، وإنما أقوله في كثير من المجالس ـ: إن جميع ما في القرآن من آيات الصفات، فليس عن الصحابة اختلاف في تأويلها.
وقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت من ذلك على ما شاء الله ـ تعالى ـ من الكتب الكبار والصغار أكثر من مائة تفسير، فلم أجد ـ إلى ساعتي هذه ـ عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئًا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف، بل عنهم من تقرير ذلك وتثبيته، وبيان أن ذلك من صفات الله ما يخالف كلام المتأولين ما لا يحصيه إلا الله، وكذلك فيما يذكرونه آثرين وذاكرين عنهم، شىء كثير.
وتمام هذا أني لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} [القلم: 42]، فروى عن ابن عباس وطائفة: أن المراد به الشدة، وأن الله يكشف عن الشدة في الآخرة. وعن أبي سعيد وطائفة: أنهم عدوها في الصفات؛ للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين.
ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات، فإنه قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله، ولم يقل: عن ساقه، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف، ولكن كثير من هؤلاء يجعلون اللفظ على ما ليس مدلولاً له، ثم يريدون صرفه عنه، ويجعلون هذا تأويلاً، وهذا خطأ من وجهين كما قدمناه غير مرة.) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/268)
ـ[المنصور]ــــــــ[18 - 12 - 04, 09:53 ص]ـ
تعبت وأنا أكرر لكم هذه الملحوظة:
هناك فرق بين تأويل صفة وبين الاختلاف هل هي صفة أصلاً أم لا.
فالأول لم يقع فيه الصحابة، أما الثاني فبينهم اختلاف.
آمل الرجوع للمشاركات السابقة تحت هذا الموضوع.وجزاكم الله تعالى خيراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 12 - 04, 10:07 ص]ـ
حفظك الله شيخنا المنصور وبارك فيك وكلامك مسدد وموفق وفيه توضيح وتجلية لهذه المسألة فجزاك الله خيرا.
ـ[نياف]ــــــــ[24 - 12 - 05, 01:07 ص]ـ
غفر الله لكم ورزقكم الجنة على هذه الفوائد(23/269)
(الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل) هل الحكمة هنا السنّة؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 09 - 02, 09:03 ص]ـ
السلام عليكم، قال تعالى عن المسيح عليه السلام (ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل)، هل يمكن أن يكون المراد بالحكمة هنا السنة؟ فمن المعلوم أن عيسى عليه السلام سيحكم في آخر الزمان بالكتاب والسنة، وهناك نقولات عن قتادة والشافعي رحمهما الله أن الحكمة في القرآن هي السنة، فيمكن اندراج هذا في العموم، لكن هل وقف أحدكم على نقل خاص هنا؟
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 09 - 02, 09:12 ص]ـ
الشيخ أبا فهد
فائدة نفيسة جزاك الله خيرا، وإن تيسر لك الوقوف على موضعها فأفدنا به مشكورا
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[18 - 09 - 02, 09:13 ص]ـ
أخي الكريم السلمي:
وقفت على كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية بخصوص هذه الاية وان الحكمه هي السنه.
فيمكن النظر فيه في الفتاوى.
(عذرا اخي السلمي: حذفت ردي لاجل تحريره فجاء بعد ردك عليه)
ـ[الحارث المصري]ــــــــ[18 - 09 - 02, 09:53 م]ـ
ذكر الإمام الطبري في تفسيره قول قتادة أن الحكمة هي السنة.
(5574 - حدثنا المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر؛ عن أبيه، عن قتادة، في قوله: "ونعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل" قال: الحكمة: السنة، {والتوراة والإنجيل} قال: كان عيسى يقرأ التوراة والإنجيل.)
ولكن أي سنة؟
قال الطبري:
(وهي السنة التي نوحيها إليه في غير كتاب)
وقال في موضع آخر:
(وهي الفهم بمعاني الكتاب الذي أنزلته إليك وهو الإنجيل)
وهذا الفهم أنها تبيان الكتاب الذي أنزل إليه هو الأولى بالاعتبار
أما عند نزوله عيه السلام في آخر الزمان، فلا يكفيه علم سنة محمد
صلى الله عليه وسلم بل يحتاج إلى علم القرآن، وذلك على الله يسير
كيفما شاء ووقتما شاء
فلا يستقيم أن نجعل الحكمة سنة محمد صلى الله عليه وسلم
دون أن نجعل الكتاب أنه القرآن، ولا أعلم أحدا قال بذلك
بل أغلب المفسرين على أن الكتاب هو الكتابة والخط
وكذلك هذا القول يتضمن أنه عليه السلام علم علما وكتمه عن بني إسرائيل، حاشاه.
هذا قولي فإن وفقت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
الحارث المصري
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 09 - 02, 10:44 م]ـ
أخي الحارث المصري - وفقه الله - قولكم (أما عند نزوله عليه السلام في آخر الزمان، فلا يكفيه علم سنة محمد صلى الله عليه وسلم بل يحتاج إلى علم القرآن، وذلك على الله يسير كيفما شاء ووقتما شاء، فلا يستقيم أن نجعل الحكمة سنة محمد صلى الله عليه وسلم
دون أن نجعل الكتاب أنه القرآن، ولا أعلم أحدا قال بذلك
بل أغلب المفسرين على أن الكتاب هو الكتابة والخط) يجاب عنه بأنه من قال إن الحكمة هنا سنة محمد صلى الله عليه وسلم لزمه أن يكون الكتاب هنا القرآن، بقي البحث عمن قال بهذا من السلف، وهذا سبب طرحي المسالة للاستفادة مما عند الإخوة من النقول، وفي زاد المسير لابن الجوزي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الكتاب) كتب النبيين وعلمهم. انتهى، لكنه ليس صريحا في دخول القرآن، لاحتمال أن يكون المراد النبيين قبله
وأما قولكم (وكذلك هذا القول يتضمن أنه عليه السلام علم علما وكتمه عن بني إسرائيل، حاشاه.) فيجاب عنه بأن قوله تعالى ويعلمه أو ونعلمه -على القراءتين- لايلزم منه أن يكون هذا التعليم أثناء مقامه في بني إسرائيل، بل يعلمه بعد ذلك كما أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم سيعلمه ربه محامد وتسابيح يوم القيامة قال عنها صلى الله عليه وسلم: لا أعلمها الآن
ـ[الحارث المصري]ــــــــ[19 - 09 - 02, 01:58 ص]ـ
الأخ الفاضل / أبو خالد السلمي
أما وقد قلت: (لايلزم منه أن يكون هذا التعليم أثناء مقامه في بني إسرائيل)
فقد زال الإشكال الخاص بكتمان العلم
خصوصا أن الآية الأخرى التي فيها زمن الفعل في الماضي إنما هي عما
يحدث يوم القيامة فلا إشكال أيضا
أقصد المائدة 110
(إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل)
وبرغم أن أكثر المفسرين على أن الكتاب هو الكتابة والخط
فأنا أميل إلى ما نقلته أنت {عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الكتاب) كتب النبيين وعلمهم}
وإذا كان المقصود كتب من قبله،
يكون كقوله تعالى في سورة النساء (55):
{فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}
وأما لو كان كتب الأولين والآخرين فيكون في الآية عطف الخاص على العام
وحيث تفسير القرآن أمر توقيفي، فننتظر من يأتينا بنص في الموضوع(23/270)
ابن القيم رحمه الله تعالى، يبين لنا صفات أهل السنة (أهل الحديث)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 09 - 02, 09:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فهذه صفات جميلة وتوضيح قيم من ابن القيم رحمه الله تعالى لصفات أهل السنة أهل الحديث ذكرها في كتابه (الصواعق المرسلة) اختصار ابن الموصلي رحمه الله تعالى. ط الكتب العلمية ص 500
(اختصرتُها) دون إخلال بمضمونها:
1 - أهل السنة يتركون أقوال الناس للسنة
وأهل البدع يتركون السنة لأقوال الناس.
2 - أهل السنة يعرضون أقوال الناس على السنة فما وافقها أخذوه وما خالفها تركوه
وأهل البدع يعرضون السنة على آراء الرجال فما وافقت السنة فيه آراءهم قبلوه وما خالفته السنة تركوه وتأولوه.
3 - أن أهل السنة يدعون عند التنازع إلى التحاكم إلى السنة دون عقول الرجال
وأهل البدع يدعون عند التنازع إلى التحاكم إلى عقول الرجال.
4 - أن أهل السنة إذا صحت لهم السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوقفوا _ عن العمل بها واعتقاد موجبها _ على أن يوافقها موافق، بل يبادرون إلى العمل بها من غيرنظر إلى من وافقها أو خالفها.
** قال الشافعي رحمه الله تعالى:
(وأجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد)
وهذا من أكبر علامات أهل السنة أنهم لايتركونها إذا ثبتت عندهم لقول أحد كائنا من كان.
5 - أهل السنة لا ينتسبون لمقالة معينة ولا إلى شخص معين غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال بعض أئمة أهل السنة وسئل عنها (أي السنة): السنة هي ما لا اسم له سوى السنة
وأهل السنة إنما نسبتهم إلى الحديث والسنة.
6 - أهل السنة إنما ينصرون الحديث والآثار السلفية
وأهل البدع ينصرون مقالاتهم ومذاهبهم.
7 - أهل السنة إذا ذكروا السنة وجردوا الدعوة إليها نفرت من ذلك قلوب أهل البدع
وأهل البدع إذا ذُكرت شيوخهم ومقالاتهم استبشروا بها، فلهم نصيب من قوله تعالى (وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)
8 - أهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق
وأهل البدع يكذبون بالحق ويكفرون الخلق، فلا علم عندهم ولا رحمة، وإذا قامت عليهم حجة أهل السنة عدلوا إلى حبسهم وعقوبتهم إذا أمكنهم.
9 - أهل السنة يوالون ويعادون على سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم
وأهل البدع يوالون ويعادون على أقوال ابتدعوها.
10 - أهل السنة لم يؤصلوا أصولا يحكمون بها ويحاكمون إليها خصومهم ويحكمون على من خالفها بالفسق والكفر، بل عندهم الأصل الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة.
11 - أهل السنة إذا قيل لهم قال الله، قال رسوله صلى الله عليه وسلم وقفت قلوبهم عند ذلك ولم تعداه إلى أحد سواه، ولم تلتفت إلى ماذا قال فلان وماذا قال فلان
وأهل البدع بخلاف ذلك.
12 - أهل السنة ليس لهم هوى سوى السنة.
وأهل البدع يأخذون من السنة ما وافق أهواءهم صحيحا كان أو ضعيفا ويتركون ما لم يوافق أهواءهم من الأحاديث الصحيحة، فإذا عجزوا رده نفوه عوجا بالتأويلات المستنكرة التي هي تحريف له عن مواضعه
رحم الله العلامة ابن القيم رحمة واسعة وجعلنا وإياكم من أهل السنة و الحديث حقا.
والله أعلم وأحكم
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[19 - 09 - 02, 10:46 م]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 04 - 07, 03:32 م]ـ
وفيك بارك أبا عبد الحميد
ـ[أبو منة الله]ــــــــ[06 - 04 - 07, 02:19 م]ـ
أحسنت أخي الكريم و بارك الله لك
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 04 - 07, 03:17 م]ـ
ما أحوجنا الى تأمل هذا الكلام والعمل به
ومن نظر فيما يسطره البعض من الدفاع عن المعظمين عندهم ((ولو كان ممن سب الرسل عليهم السلام او الصحابة الكرام)) عرف مدى فهم هؤلاء للسنة والحديث وانتسابهم لها
وكأن اهل الحديث هم: اهل التخريج ولو كان هذا الشخص من اهل التهريج!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 04 - 08, 07:10 ص]ـ
وبارك الله فيكم
للفائدة
ـ[أبو أسامة النجدي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 07:24 ص]ـ
علامات أهل الحق
قال ابن القيمـ رحمه الله تعالى ـ في "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد و إياك نستعين" من علامات أهل الحق أنهم:
((لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس، من الأسماء التي صارت أعلاما لأهل الطريق، وأيضا فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه فيعرفون به دون غيره من الأعمال؛ فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة.
وأما العبودية المطلقة فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها، فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم، فلا يتقيد برسم، ولا إشارة ولا اسم، ولا بزي،ولا طريق وضعي اصطلاحي،
بل إن سئل عن شيخه، قال: الرسول،
وعن طريقه، قال: الاتباع،
وعن خرقته، قال: لباس التقوى،
وعن مذهبه قال: تحكيم السنة،
وعن مقصوده ومطلبه، قال: ? يُرِيدُونَ وَجْهَهُ? (الكهف: من الآية28)،
وعن رباطه وعن خانكاه قال: ?فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ? (النور:36_37)
وعن نسبه، قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تيم
وعن مأكله ومشربه، قال: ما لك ولها؟! معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وترعى الشجر حتى تلقى ربها.
واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل)) (3/ 174).(23/271)
أدلة الرافضة في الإمامة ... من الآحاد أم من المتواتر ...
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[25 - 09 - 02, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تعلمون بارك الله فيكم أن الرافضة لايقبلون أحاديث الآحاد في العقيدة
وسؤالي هو: ...
الأحاديث التي تمسكوا بها مثل: ..
- (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)
- (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) ... وسواها ...
هل هي من المتواتر أم الآحاد ... الذي لايقبلونه في العقائد ...
أو بعبارة أخرى ...
هل أدلة الرافضة بشكل عام عن الإمامة هي ...
من قبيل المتواتر أم من الآحاد ...
حتى نفتح عليهم نقاشاً في هذا الأمر .. على الخصوص ... ؟
بارك الله فيمن أفادنا .. ونصرنا في ذلك .. آمين ..
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[26 - 09 - 02, 12:14 م]ـ
هذه المسألة مهمة جداً ...
لإخراس ألسنة الروافض باجتثاث أصل من أصولهم ...
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 09 - 02, 12:47 ص]ـ
وفقك الله وأحسن إليك.
وما تفضّلت به ينبغي تنزيله على شبهات كلّ من يردّ خبر الآحاد.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 09 - 02, 03:04 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ هيثم
يا حبذا البدء أولاً ..... بهذين الحديثين ..
- حديث الغدير ...
- حديث المنزلة ...
هل هما من أخبار الآحاد ... أم من المتواترات ...
وفقكم الله ..(23/272)
كتب عن التصوف و المتصوفة
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 02, 09:30 م]ـ
السلام عليكم اخوتي الكرام
فاني في حاجة الى كتب تعنى بدراسة التصوف و الصوفية بشكل عام موسع و اخرى تعنى بدراسة منهج ابي حامد الغزالي و عبد القادر الجيلاني لما للاخيرين من العديد من الكتب المترجمة الى اللغة الانجليزية
فاحتاج الى فهم ما يراد من نشر كتبهما و الى معرفة ما هم عليه من صواب و خطاء رحمهما الله
فلعلكم تعينونني في اقتراح بعض الكتب
وقد كنت سمعت عن كتاب تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي فلعلكم تذكرون حاله
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم
الاخطاء الاملائية هنا اصلها صعوبة الكتابة بالعربية عندي
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[15 - 10 - 02, 10:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كم كنت أود أن يتفاعل الإخوة مع هذا الموضوع فيطرحوا أهم الكتب التي تعين على فهم التصوف و أصوله فهمًا دقيقًا، و كذلك أهم شخصياته و ما لهم و ما عليهم
وهذا ما تمكنت من جمعه من أسماءٍ لبعض الكتب عسى الله أن ينفع بها و إن كنت لا أعرف من بعضها إلا الاسم:
1 - الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
2 - فضائح الصوفية،
3 - ابن عربي صاحب كتاب (فصوص الحكم) .. إمام من أئمة الكفر والضلال
وهذه الثلاثة للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق و هي في موقعه
http://salafi.net
4- تقديس الاشخاص في الفكر الصوفي تأليف محمد لوج
5 - ابو حامد الغزالي و التصوف تأليف عبد الرحمن دمشقية
6 - موقف ابن تيمية من التصوف و المتصوفة
7 - التصوف (لست متأكدًا من اسم الكتاب) تأليف احسان الهي ظهير
هذا ما عندي
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[16 - 10 - 02, 01:02 ص]ـ
أخي هناك كتاب للشيخ سفر الحوالي بعنوان (الرد على الخرافيين)
كان في هذا الموقع ولا أدري أين ذهب به!!
http://www.alsalafyoon.com/ArabicPosts/Bidah.htm
كما هناك عدد من البحوث الجيدة راجعها
http://www.alsalafyoon.com/
وهنا كتاب رائع للشيخ محمد العريفي (اركب معنا)
http://www.saaid.net/Warathah/arefe/9.htm
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[16 - 10 - 02, 03:26 ص]ـ
هناك كتاب اسمه:
التصوف بين الإفراط و التفريط
مؤلفه: عمر عبد الله كامل
قام بدراسة التصوف دراسة طيبة جيدة، أصَّلَه تأصيلاً علمياً ...
و من عجائبه:
أن الرجل فيه تصوف، و يمجد شيخ الإسلام و يكثر النقل عنه.
و منها:
أنه ذم ما عليه غلاة المتصوفة.
و أنصحُ كل أحدٍ بقراءته إذ هو نفيس المنفعة، عظيم العائدة.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[16 - 10 - 02, 11:13 ص]ـ
أخي أبا معاوية:
لعل من أحسن الكتب التي ذكرتها كتاب التصوف لإحسان إلهي ظهير، ففيه بحث جيد عن أصل التصوف ونشأته وأصوله، كما أنه يعنى بأوجه التشابه بين التصوف والتشيع فيعقد مقارنة مهمة يخلص فيها إلى أن أصلهما واحد.
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[16 - 10 - 02, 11:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرًا على مشاركتكم
فيكون الكتاب الثامن هو ما ذكره الفاضل ذو المعالي
ثم إني حصلت على التالي من موقع وحي السماء-متحف الكتاب
http://wahy.com/
( و عذرًا على الإطالة في النقل ولكن لتتم الاستفادة)
9 - مظاهر الإنحرافات العقدية عند الصوفية وأثرها السيء على الأمة الإسلامية
المؤلف: إدريس محمود أبو عبد العزيز
الكتاب في الأصل رسالة لنيل درجة الماجستير من قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية
الناشر: مكتبة الرشد (الرياض) -- تاريخ الطبع: 1419هـ -- عدد الأجزاء: 3
نبذة تعريفية: بدء المؤلف بذكر مفهوم التصوف ونشأته ومصادره وأقسامه واهم العوامل التي أدت إلى الإنحرافات العقدية عند الصوفية ثم ذكر انحرافات الصوفية في الإلهيات خاصة فكرة وحدة الوجود وفي المحبة والحلول ثم ذكر انحرافاتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم والخضر عليه السلام والأولياء لاسيما اعتقادهم بجواز التوجه إلى الرسول والأولياء والأستغاثة به من دون الله وذكر أهم شبههم ومناقشتها، ثم أتبع ذلك بانحرافاتهم في مفهوم الزهد ولالجهاد والقضاء والقدر والتوكل والجنة والنار، ثم ختم كتابه بذكر أهم الآثار السيئة التي نشرها الصوفية في الأمة الإسلامية كانتشار الشرك والوثنية وتعطيل الأمر بالمعروف والنهي عه المنكر ونشر الموالد البدعية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/273)
ومفاسدها، وانتشار الأوراد المبتدعة وكتبهم وذكر ما يجب أن يتخذ حيال هذه الأمور.
10 - الصوفية عقيدة وأهداف
المؤلف: ليلى بنت عبدالله
نوع الكتاب: كتيب
تاريخ الطبع: 1410هـ
عدد الأجزاء: 1
عدد الصفحات: 62
الناشر: دار الوطن
نبذة تعريفية: شمل الكتيب نبذة عن أصل التسمية ونشأة التصوف، ثم تكلم عن العقيدة والشريعة عند الصوفية، ومصادر التلقي عند الصوفية، ثم أهم عقائد الصوفية:في الله، في الرسول، في الأولياء، في الجنة والنار، في إبليس وفرعونه. ثم تحدث عن الشريعة عند الصوفية: في العبادات، في الحلال والحرام. ثم ختم بالعلاقة بين الصوفية القديمة والصوفية الحديثة.
11 - مصرع التصوف
المؤلف: البقاعي / إبراهيم بن عمر، برهان الدين
المحقق: عبد الرحمن الوكيل
عدد الصفحات: 246
الملاحظات: هذا الكتاب وضعه المحقق لكتابين هما تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي، وتحذير العباد من أهل العناد ببدعة الإتحاد
الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء
نبذة تعريفية: كان منهاج المؤلف في النقد يقدم على أصلين: أولاً: نقل نصوص كثيرة عن (فصوص الحكم) لابن عربي وعن: (التائية الكبرى) لابن الفارض، وقليلاً ما يعلق البقاعي على هذه النصوص، او يكشف عما فيها من مجافاة لروح التوحيد القرآني، معتمداً على فطنة القارئ ومعرفته بدينه فهما كفيلان بإدراك ما في هذه النصوص من كفر ومجوسية يدركهما القارئ حتى باللمحة الفكرية الهافية. الآخر ذكر فتاوى كثيرة عن أعلام شيوخ القرون السابع والثامن والتاسع الهجرية ومما يلاحظ ان المؤلف لم ينقل عن ابن تيمية سوى النزر اليسير جداً، بيد أن هذا مما يجعل للكتاب خطره الكبير على المتصوفة ومعتقداتهم إذ ما يستطيعون إتهام كل هؤلاء العلماء بالخصومة مثلما فعلوا مع شيخ الإسلام ابن تيمية.
12 - وقفات مع إحياء علوم الدين للغزالي
المؤلف: عبدالرحمن بن محمد سعيد دمشقية
تاريخ الطبع: 1417ه
عدد الصفحات: 112
الناشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف--الرياض
نبذة تعريفية: ذكر المصنف في هذا الكتاب آراء الغزالي في مسائل العقيدة ثم ذكر من انكر عليه من علماء عصره ثم ختمه بآراء الأئمة في الإحياء
13 - ابن تيمية والتصوف
المؤلف: مصطفى حلمي
تاريخ الطبع: 1982م
عدد الصفحات: 539
الناشر: مكتبة ابن تيمية -- القاهرة
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف موقف ابن تيمية من النظرات الصوفية ورد ابن تيمية لبعض آراء الغزالي وابن عربي، ثم ذكر الاتجاهات الروحية لابن تيمية، وذكر الحوال والمقامات عند ابن تيمية كالتوبة والمحبة والتوكل والصبر والرضا والحزن وغيرها
14 - هذه هي الصوفية
المؤلف: عبد الرحمن الوكيل
تاريخ الطبع: 1399ه
عدد الصفحات: 188
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة تعريفية: بين المصنف في هذا الكتاب ما عند الصوفية من الباطل وحقيقة دين الصوفية، ثم ذكر إله ابن الفارض وإله ابن عربي وإله الجيلي وذكر مسألة وحدة الديان والأقطاب عند الصوفية، وأدعية الصوفية البدعية
15 - الهدية الهادية إلى الطائفة التيجانية
المؤلف: محمد تقي الدين الهلالي
تاريخ الطبع: 1393ه
عدد الصفحات: 141
نبذة تعريفية: يعد هذا الكتاب رداً على التيجانية، وبين حقيقة هذه الطريقة وما فيها من الأباطيل، ليحذرها من لم يقع في شباكها ويتنبه لما فيها والذين لا يزالون متورطين في مهاويها.
16 - البوذية تاريخها وعقائدها وعلاقة الصوفية بها
المؤلف: عبد الله مصطفى نومسوك
تاريخ الطبع: 1420
عدد الصفحات: 600
الملاحظات: أصل الكتاب رسالة ماجستير نوقشت في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1407ه
الناشر: أضواء السلف -- الرياض
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف أهم كتب البوذية التي وضحت البوذية ثم ذكر البيئة التي ظهر فيها بوذا وعناصر الديانة الهندية في عصر بوذا، ثم تكلم عن بوذا وحياته ومذهب البوذية ثم تطرق إلى الفلسفة البوذية واخلاقها والعقائد في البوذية والرهبنة والمذاهب البوذية وانتشارها في الأقطار، ثم ذكر علاقة الصوفية بها في العقائد والأخلاق والعادات والتقاليد.
17 - الصوفية معتقداً ومسلكاً
المؤلف: صابر طعيمة
تاريخ الطبع: 1406ه
عدد الصفحات: 388
الناشر: مكتبة المعارف -- الطائف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/274)
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في مقدمة كتابه معنى التصوف وأقسامه وأنواعه، ثم بين الإضطراب الفكري في سند المتصوفة، ثم ذكر تأثر الصوفية بالفلسفة، ثم تكلم عن عقيدة وحدة الوجود والاتحاد، وموقف الصوفية منها، وتكلم عن الكشف والوجد والتجلي عند الصوفية.
18 - التزكية بين أهل السنة والصوفية
المؤلف: أحمد فريد
عدد الصفحات: 57
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في الباب الأول معنى التزكية وأهميتها، ثم ذكر مقارنة بين أهل السنة والصوفية في مناهج التوكية، ثم ذكر مقارنة بين أهل السنة والصوفية في غاية التزكية.
19 - حقيقة التصوف وموقف الصوفية من أصول العبادة والدين
المؤلف: صالح بن فوزان الفوزان
تاريخ الطبع: 1412ه
عدد الصفحات: 51
نبذة تعريفية: ذكر المصنف ضوابط العبادة الصحيحة وهي: أنها توقيفية، وان تكون العبادة خالصة لله، وان يكون القدوة في العبادة والمبين لها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وان العبادة محددة بمواقيت ومقادير،وأن تكون العبادة قائمة على محبة الله وان العبادة لا تسقط عن المكلف، ثم تكلم على حقيقة التصوف وموقف الصوفية من العبادة والدين.
20 - الكشف عن حقيقة الصوفية
المؤلف: محمود عبد الرؤوف القاسم
تاريخ الطبع: 1408ه
عدد الصفحات: 896
الناشر: دار الصحابة -- بيروت
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في الباب الأول حقيقة الصوفية وغايتها، ثم عرج على الطريقة ومنزلتها عند الصوفية، ثم خصص القسم الثاني من الكتاب للنقد، فنقد مفهوم الصوفية للشيخ والرياضة والطريقة ومسألة وحدة الوجود والتقية وغيرها من المسائل.
21 - الصوفية نشأتها وتطورها
المؤلف: محمد العبده وغيره
تاريخ الطبع: 1406ه
عدد الصفحات: 119
الناشر: دار الأرقم -- الكويت
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في أول الكتاب تطور الصوفية ثم ذكر بدعهم العلمية، ومسألة وحدة الأديان وعقيدتهم في الأولياء والأقطاب والأوتاد والشطح ثم تكلم عن انحلالهم ومسألة السماع، ثم عرج على الصوفية في العصر الحاضر.
22 - ذم ماعليه مدعو التصوف
المؤلف: عبدالله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي
تاريخ الطبع: 1403ه
عدد الصفحات: 24
الناشر: المكتب الإسلامي -- بيروت
نبذة تعريفية: رد المؤلف في هذا الكتاب على المتصوفة، وما يدعوه من الغناء والرقص والتواجد وضرب الدف وسماع المزامير ورفع الأصوات المنكرة بما يسمونه ذكراً وتهليلاً، وأبطل دعواهم أنها من أنواع القرب إلى الله تعالى.
23 - الصوفية في ميزان الكتاب والسنة
المؤلف: محمد بن جميل زينو
عدد الصفحات: 64
نبذة تعريفية: بين المؤلف في هذه الرسالة خطر الفكر الصوفي، وذكر نبذاً من أقوال الصوفية، وبين مفهوم الكرامات عندهم ومفهوم الجهاد، ثم عرج على مسألة أولياء الرحمن وأولياء الشيطان والفرق بينهما، وتكلم على قصيدة البردة وكتاب دلائل الخيرات.
24 - التصوف بين الحق والخلق
المؤلف: محمد فهد شفقة
تاريخ الطبع: 1403ه
عدد الصفحات: 240
الناشر: الدار السلفية -- الكويت
نبذة تعريفية: ذكر فيه التعريف بالتصوف ومصادر الصوفية واعتماد الصوفية على الخضر، ثم ذكر الصراع بين علماء الشرع وأئمة التصوف، ثم ذكر مراتب التوحيد عند الصوفية كالحب الإلهي والحلول ووحدة الوجود، ثم ذكر موقفهم من النبوة والولاية والكرامات وتطرق إلى بدعهم في الأدعية وغيرها
25 - التصوف في ميزان البحث والتحقيق
المؤلف: عبد القادر بن حبيب الله السندي
تاريخ الطبع: 1410ه
عدد الصفحات: 775
الناشر: مكتبة ابن القيم -- المدينة المنورة
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في أول الكتاب ظهور الصوفية ومعنى الصوفية واشتقاقها وبين بعض تراجم رجالها، ثم ذكر المشهورين بالانحراف الصوفي، وتكلم على صلاة الرغائب وصلاة النصف من شعبان، ثم أطال في الكلام على الحلاج.
26 - كتاب ابن عربي الصوفي في ميزان البحث و التحقيق
المؤلف: عبد القادر بن حبيب الله السندي
تاريخ الطبع: 1411ه
عدد الصفحات: 436
الناشر: دار البخاري -- المدينة المنورة
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في هذا الكتاب اسم ابن عربي وكنيته ولقبه ونشأته وأفكاره الباطنية ومصدر تلقيها وفتاوى العلماء في تكفيرهم إياه، ثم ذكر كلام أهل العلم في جرح ابن عربي والجواب على من عدله، ثم ذكر بعض شيوخ ابن عربي وتلاميذه ووفاة ابن عربي.
27 - المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً
المؤلف: صادق سليم صادق
تاريخ الطبع: 1414ه
عدد الصفحات: 751
الناشر: مكتبة الرشد -- الرياض
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في كتابه معنى التصوف ونشأته ومصادر التلقي عند الفرق الإسلامية ثم فصل في مصادر التلقي عند الفرق الصوفية إجمالاً ومنها الكشف والرؤى والإلهام والفراسة والهواتف وغيرها، ثم ناقش أدلة القائلين بالكشف الصوفي وبالذوق الصوفي وبالوجد الصوفي
28 - مصادر التلقي عند الصوفية
المؤلف: هارون بن بشير صديقي
تاريخ الطبع: 1417ه
عدد الصفحات: 123
الناشر: دار الراية -- الرياض
نبذة تعريفية: ذكر المؤلف في هذا الكتاب تعريف الصوفية واشتقاقاتها وتاريخها، ثم ذكر مصادر التلقي عند الصوفية وانها عشرة، المصدر النصراني والمصدر اليهودي والهندي واليوناني والشيعي وعلم الكلام والكشف والإلهام والرؤى والهواتف
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/275)
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[17 - 10 - 02, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الأسمري-بارك الله فيه - ستجد الرد على الخرافيين هنا
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/102.htm
و الموقع ( http://www.saaid.net) يحوي عددًا من البحوث عن التصوف و أثره، جزاك الله خيرًا
و جزاكما الله خيرًا أخواي محمد و ذو المعالي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[26 - 08 - 04, 12:33 م]ـ
جزاك الله خيراً، وسأنقل لك التالي:
29 - تعريف بكتاب جديد [الصوفية القلندرية]
تزخر المكتبة الإسلامية كل يوم بعدد من الكتب المنوعة، ومنها الكتب التي تعري وتفضح طرق التصوف، وترد عليهم، وإجابة لرغبة شيخنا عبدالله بن زقيل –نفع الله به- فقد قمت بانتقاء أحد هذه الكتب الجديدة للتعريف بها، فإلى هذا الكتاب:
اسم الكتاب:
الصوفية القلندرية
تاريخها
وفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية فيها
اسم المؤلف:
أبو الفضل محمد بن عبدالله القونوي
أحد طلبة العلم الجزائريين
تاريخ النشر:
طبع طبعته الأولى 1423هـ - 2002م
ملخص عن الكتاب:
يقول المؤلف في مقدمته:
(فهذه دراسة تاريخية لزمر من الصوفية تحدَّث عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في فتوى له نُشرت في "مجموع الفتاوى"، وأنشرها اليوم مع هذه النبذة التاريخية عنهم، لتكون موضِّحة للفتوى، ومرجعاً في الموضوع الذي لم أقف على كتاب بالعربية خصّه بالبحث.
وقد استعنت بمصادر ومراجع عربية وتركية ذكرتها في آخر الكتاب، وكانت دراسة المؤرخ التركي المعاصر أحمد ياشار أوجاق أكثرها نفعاً لي في استجلاء صورة عامة للقلندرية.
وقد جعلته في تمهيد وخمسة فصول:
الفصل الأول: مَنْ القلندري؟ وما القلندرية؟ وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الملامة وأهلها.
المبحث الثاني: الشاهد في اصطلاح الصوفية.
الفصل الثاني: الناهضون بها. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: الجولقية وجمال الدين الساوي.
المبحث الثاني: من شعب القلندرية: الحيدرية، واليونسية، والرفاعية، والحريرية، وشعب أخرى.
الفصل الثالث: أحوالهم. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: عقائدهم ومبادئهم.
المبحث الثاني: لمحة شرعية في التحليق عند ذوي المنهج القلندري.
الفصل الرابع: تراجم لبعض الشخصيات القلندرية. وفيه ثماني تراجم:
الفصل الخامس: الرأي فيهم. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: رأي العلماء والصوفية.
المبحث الثاني: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية منهم، وفتواه فيهم.)
يطلب الكتاب من:
المؤلف: ص. ب: 1118 هاتف: 0504350456 – المدينة النبوية
أو هاتف: 810571 – 01 بيروت – لبنان
تجد الكتاب في:
مكة المكرمة: دار المنهاج – الشامية – بجوار مكتبة نزار الباز
الرياض: دار التدمرية – الدائري الشرقي – مخرج 15 – بجوار مسجد الراجحي
دار الرشد: طريق الملك فهد – أو الفروع الأخرى
30 - تعريف بكتاب جديد [التوثيق والتحصيل لردود ابن عقيل على الصوفية]
تزخر المكتبة الإسلامية كل يوم بعدد من الكتب المنوعة، ومنها الكتب التي تعري وتفضح طرق التصوف، وترد عليهم، وإجابة لرغبة الشيخ عبدالله بن زقيل –نفع الله به- فقد قمت بانتقاء أحد هذه الكتب الجديدة للتعريف بها، وقد عرفنا من قبل بكتاب [الصوفية القلندرية]، فإلى هذا الكتاب:
اسم الكتاب:
التوثيق والتحصيل
لردود ابن عقيل
(ت 215هـ)
على الصوفية
اسم المؤلف:
الدكتور محمد بن أحمد الجوير
صاحب الرسائل الجامعية في جهود علماء أحد القرون فر الرد على الصوفية
تاريخ النشر:
طبع طبعته الأولى 1425هـ - 2004م
ملخص عن الكتاب:
سبب تأليف هذا الكتاب:
يقول المؤلف: (أخي القارئ الكريم أقدم بين يديك مؤلفاً صغيراً في حجمه كبيراً في مضمونه ومحتواه. فأثناء قيامي بضروريات البحث والتنقيب لللموضوع الذي تقدمت به للحصول على درجة الدكتوراه وفي أثناء تقليبي لأمهات الكتب والمراجع للتبع جهود ومواقف العلماء في القرن السادس الهجري السلفية منهم، وغير السلفية للرد على المبتدعة الصوفية؛ لفت نظري كوكب مضيء، وعالم جهبذ، وقف بلسانه يجاهد وينافح عن عقيدتنا السماوية وشريعتنا الربانية، وقف سداً منيعاً وصار سهماً مسموماً في وجه الصوفية المبتدعة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/276)
(وحسب علمي واطلاعي المحدودين؛ لم أجد من أفرد هذا العالم الجهبذ في كتاب مخصوص، لا سيما لبيان مواقفه الصلبة من الصوفية المبتدعة والتي تكتب بماء الذهب، فهذا العالم الكبير وتلميذه ابن الجوزي يعتبران من ألدِّ أعداء الصوفية في القرن السادس الهجري وجهودهما ومواقفهما لا تخفى على طالب علم مطلع على تراث علمائنا.
وقد عشت مع هذين العالمين الجليلين قرابة خمس سنوات، واطلعت على جميع مواقفهما من أهل البدع وخصوصاً الصوفية في كثير من المراجع والمصادر، مما دفعني إلى أفراد عالمنا الجليل (ابن عقيل) في مؤلف أحسب أنه سيكون بداية الانطلاقة لموضوع كبير يسجل في إحدى جامعتنا لنيل إحدى الدرجات العلمية الرفيعة، وقد جعلت له عنواناً يحمل اسم "التوثسق والتحصيل لردود ابن عقيل (ت513هـ) على الصوفية".
تناولت فيه المسائل التالية:
أ - التعريف بابن عقيل ويشتمل على:
1 – اسمه ونسبه.
2 – مولده.
3 – مؤلفاته.
4 – عقيدته وثناء العلماء عليه.
5 – وفاته.
ب – ردود ابن عقيل على الصوفية في المسائل التالية:
1 – مصادر التقلي والاستدلال.
2 – الطهارة وأماكن العبادة.
3 – الدعاء.
4 – دعوى إسقاط التكاليف.
5 – دعوى الولاية والكرامة.
6 – دعوى ترك الزواج زهداً.
7 – التوكل.
8 – المحبة.
9 – السماع.
10 – الرموز والغموض.
وقد نهجت في تناول هذا الموضوع منهجاً مختصراً يقوم على عرض شبهة الصوفية في المسألة الواحدة بضرب من مثال أو مثالين من أقوال الصوفية فيها وذلك في كتبهم المعتبرة؛ ثم أعقب ذلك ببيان ردود ابن عقيل عليها وقد وثقت ذلك من المراجع والمصادر المعتبرة، بعد أن اجتهدت في تحصيلها وحصرها.)
حقوق النشر والتوزيع:
دار طويق للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية – الرياض
ت/ 2491374 – 2486688
ف/ 2785628
ص. ب: 102448 الرياض 11675
www.dartwaiq.com
مكتب القاهرة: محمول: 0122964836
مكتب الخرطوم: السوق العربي: 790134
ومن كان في بلد آخر ويريد وكيل التوزيع يخبرني
تعريف بكتاب جديد [أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها]
تزخر المكتبة الإسلامية كل يوم بعدد من الكتب المنوعة، ومنها الكتب التي تعري وتفضح طرق التصوف، وترد عليهم، وإجابة لرغبة الشيخ عبدالله بن زقيل –نفع الله به- فقد قمت بانتقاء أحد هذه الكتب الجديدة للتعريف بها، وقد سبق وأن عرفنا بكتابين [الصوفية القلندرية] و [التوثيق والتحصيل لردود ابن عقيل]، واليوم نحن مع كتاب [أضواء على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي "النصيحة الذهبية لابن تيمية" وتحقيق في صاحبها]، فإلى هذا الكتاب:
اسم الكتاب:
أضواء
على الرسالة المنسوبة إلى الحافظ الذهبي:
"النصيحة الذهبية لابن تيمية"
وتحقيق في صاحبها
اسم المؤلف:
أبو الفضل محمد بن عبدالله القونوي
أحد طلبة العلم الجزائريين
تاريخ النشر:
طبع طبعته الأولى 1423هـ - 2002م
ملخص عن الكتاب:
يقول المؤلف في مقدمته:
(فهذه دراسة جديدة لرسالة اشتهرت باسم "النصيحة الذهبية لابن تيمية" ونُسبت غلطاً –أو قصداً- إلى الإمام الحافظ مؤرخ الإسلام؛ أبي عبدالله الذهبي [ت 748هـ] رحمة الله عليه، صاحب التصانيف البارعة التي خدم بها الحديث النبوي والعلوم الإسلامية، وحسبك دلالة على علو قدره في العلم؛ أن الحافظ ابن حجر العسقلاني [ت 852هـ] "قد شرب ماء زمزم لنيل مرتبته، والكيل بمعيار فطنته".
ومنذ أن ظهرت هذه "النصيحة" إلى عالم المطبوعات قبل خمسٍ وسبعين سنة، وهي موضع جدال بين أهل الاختصاص فمن مُسَلّم بأن الذهبي أنشأها، ومن دافع في صدر هذا الزعم، مشككٍ فيه، قائل بتزويره عليه، ولا ريب عندي: أن الذهبي بريء من إرسالها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
إلا أن حديث التزوير والتنحُّل على مؤرخ الإسلام قد تراجع في دراستي هذه إلى الاحتمال الأخير، وتراجع معه الاحتمال المفظع، ألا وهو رمي واحد من نساخها الأعلام الثقات بتكذُّبها واختلاقها، وذلك بعد أن بدا لي واضحاً (البطائحي) الذي كتبها –تَبَّت يده- وأرسلها إلى شيخ الإسلام، في كثير من نمطها أغلب الظن، وإن شئت أن تشاركني الرأي فاقرأ قم احكم)
يطلب الكتاب من:
المؤلف: ص. ب: 1118 هاتف: 0504350456 – المدينة النبوية
دار المأمون للتراث: هاتف: 810571 – 01 بيروت – لبنان.
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=33877&page=1&pp=10
31-
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:41 م]ـ
كتاب (الصوفية في نظر الإسلام-دراسة و تحليل-) لسميح عاطف الزين ط دار الكتاب اللبناني و مكتبة المدرسة، و أيضا كتاب (موسوعة أهل السنة) للشيخ عبدالحمن الدمشقية ط دار المسلم
ـ[الوفائى]ــــــــ[31 - 08 - 07, 03:52 ص]ـ
افضل كتاب فى هذا الموضوع على الاطلاق على حسب فهمى هو
كتاب شفاء السائل فى تهذيب المسائل لابن خلدون
طبع مرتين مرة بتونس وماخرى بدار الفكر سورية
لن تحتاج بعده الى كتاب فى فهم التصوف واصله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/277)
ـ[عمر خيري]ــــــــ[08 - 09 - 07, 10:57 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 07:04 م]ـ
حسبي الله ونعم الوكيل. كتبت كلاماً طويلاً حول هذا الموضوع. ولكن قدر الله وما شاء فعل. حذف كاملاً وما استطعت ارسترجاعه.
ولكن أكتب هنا خلاصة ما كتبت:
الأخ الكريم / أبو معاوية،
عليك أولاً الاعتماد على كتب المتقدمين مثل كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي.
ثانياً: الاهتمام بالرسائل العلمية (الأطروحات) فهي الأنفع لاحتوائها على المعلومات الموثقة من مصادرها.
ثالثاً: الاهتمام بالكتب لأصحابها الذين عايشوا الصوفية، مثل كتب الشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير. من كتبه: (التصوف: المنشأ والمصادر)، (دراسات في التصوف).
رابعاً: كتب مشهورة في نقد التصوف: كتب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مثل: (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة)، (فضائح الصوفية). كتاب الشيخ د. سفر الحوالي بعنوان: (الرد على الخرافيين) وهو في الأصل محاضرات مسجلة ثم فرغت. ومن الكتب: الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ لمحمود عبد الرؤوف القاسم.
والله أعلم.
ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[17 - 04 - 09, 11:20 م]ـ
تفضل هذا رابط في أكثر من 90 كتاب للرد على الصوفية
http://almjhol.com/showthread.php?t=366
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:07 ص]ـ
ومن الكتب المهمة جدا فى الرد على الصوفية كتاب أصول بلا أصول للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله وفى هذا الكتاب بحث راع فى الرد على المنامات عند الصوفية وإدعاء رؤية النبى يقظة وفى الكتاب فصل فى الكلام عن الإلهام والكشف والتحديث
وهذا الكتاب أصول بلا أصول هو عبارة عن الباب الثالث من كتاب (المهدى) للشيخ ولكنه فصل عنه وإضيفت إليه زيادات وتنقيحات
وجزاكم الله خيرا إخوانى جميعا
ـ[حسين الفلسطيني]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:27 ص]ـ
كتاب إلى التصوف يا عباد الله للشيخ أبي بكر الجزائري
كتاب المصادر العامة للتلقي عند الصوفية لصادق سليم صادق
كتاب إلى أين أيها الحبيب الجفري للشيخ خلدون الحسني
كتاب الموسوعة الميسرة للأديان و المذاهب المعاصرة
كتاب الحقيقة الصوفية للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
كتاب القبورية (اليمن نموذجا) للشيخ أحمد المعلم
كتاب الصوفية و الوجه الآخر للشيخ محمد جميل غازي(23/278)
سؤال في التوحيد - بارك الله فيكم-
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:18 م]ـ
2 - أشكلت علي مسألة: ما حكم الا ستعانة بالجني الصالح في علاج المرضى فيما يقدر عليه هذا الجني؟ أفيدونا وفقكم الله لأن هذه المسألة بدأت تظهر بين أوساط العامة؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:31 م]ـ
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=307&highlight=%C7%E1%CC%E4%ED
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:40 م]ـ
http://www.jazanvoice.net/vb/
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 01:14 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (11/ 307 - 308)
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:34 م]ـ
ما ذكره ابن تيمية رحمه الله من التفصيل فجيد ولكن بالنسبة للنوع الثاني الذي ذكره فلا يوافق عليه فلا يجوز استخدام الجن في الأمور المباحة وهو تعدي على سليمان عليه السلام في قوله (رب هبلي ملكا لاينبغي لأحد من بعدي) فمن استعملهم في المباح فقد تعدى وأساء وظلم مع مافي ذلك من المخاطر العقدية الكثيرة
ولو تأملنا قصة ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي أراد قطع صلاته ولم يربطه في السارية واحتجاجه بدعوة سليمان عليه السلام لظهر لنا ذلك جليا
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل الجن في حياته مع وجود الحاجة الماسة لهم في الحرب وغيرها فدل على أن فعلها بعده غير مشروع
وتالمتأمل في أحوال من يدعى أنه يستعين بالجن في العلاج والأمور الأخرى يجد أنه ينحرف شيئا فشيئا وقد يصل إلى الشرك والعياذ بالله وقد كان أحد من ينتسب للدعوة وطلب العلم ترخص في هذه المسألة واحتج بكلام ابن تيمية فبدأ يتوسع شيئا فشيئا حتى بلغ به الحال أن ادعى أنه يملك الآلاف من الجن وغير ذلك من الخزعبلات
ففتح هذا الباب يؤدي إلى مفاسد عقدية خطيرة
وحسمها بالمنع تشهد له نصوص الشرع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 05:41 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا
http://www.jazanvoice.net/vb/showthread.php?threadid=931
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 09 - 02, 05:49 م]ـ
أحسنت شيخنا الكريم ابن وهب جزاكم الله خيرا ووفقكم ونفعنا بعلمكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/279)
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:23 م]ـ
هذه رسالة مهمة ألفها صاحبها للرد على جماعة من الذين يقرأون على المرضى بمدينة الطائف وكانوا يحتجون بكلام شيخ الإسلام والشيخ السعدي على الاستعانة بالمرضى
تجدها مرفقة هنا
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:25 م]ـ
ثالثاً) حكم استعمال الجن لقضاء بعض الأمور المباحة:
كما هو معلوم أن الجن أمة أعطاها الله من الأمور الخارقة للعادة ما تتفوق به على جنس الإنسان ولذلك لا يمكن لأحد من البشر أن يسخِّر الجن لخدمته إلا إذا قدم لهم شيئاً مقابل هذه الخدمة فإن المشاهد بين الناس اليوم أن الأخ لا يخدم أخاه إلا لمصلحة في الغالب، هذا والخير في الناس أعظم مما هو في الجن.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/ 41) " والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعي ولهم أحياناً مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيراً إلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاة فيها لأن الشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الأصنام وتكلم عابدي الأصنام وتعينهم في بعض المطالب كما تعين السحرة وكما تعين عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم إما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه وإما جلب بعض من يهوونه وإما إحضار بعض المال ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعم كثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بها فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان يستخدم الجن بهذه فطعن طائفة من أهل الكتاب في سليمان بهذا وآخرون قالوا: لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر "
فانظر إلى قوله رحمه الله تخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان فلم يسميهم كهاناً و هذا الوصف الذي شابهوا به الكهان ينطبق تماماً على هؤلاء الذين نحن بصدد التحذير من فعلهم من سؤال الجن و الاستعانه بهم. وانظر إلى قوله رحمه الله فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر فجعل فعلهم هذا ضرباً من عمل السحر.
وهؤلاء الذين يستعملون الجن في قضاء حوائجهم ثلاثة أصناف:
صنف لا يطلبون ذلك من الجن وإنما الجن هي التي تعرض عليهم ذلك فهؤلاء هم المعنيين في كلام شيخ الإسلام السابق.
وصنف هم الذين يطلبون ذلك من الجن فهؤلاء يلحقهم ما يلحق الصنف الأول من المحاذير بالإضافة إلى ما يلي:
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/ 181) " وسؤال الخلق في الأصل محرم لكنه أبيح للضرورة " واحتج على ذلك بأدلة كثيرة منها الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده:
2537 حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ *
وكذلك ما جاء في صحيح مسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/280)
1729 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ سَلَمَةُ حَدَّثَنَا وَقَالَ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الْأَمِينُ أَمَّا هُوَ فَحَبِيبٌ إِلَيَّ وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ قَالَ عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ *
فهذه الأدلة تدل على كراهة سؤال الإنسي القادر الحاضر فإذا ضم هذا إلى ما سبق ذكره في الصنف الأول ظهر وجه التحريم ولو من باب سد الذرائع فإن الشريعة قد جاءت بأحكام من أجل حفظ جانب التوحيد وقد ذكرها العلماء في باب حفظ جانب التوحيد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: باب ما جاء في حماية المصطفى ? جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
وأما الصنف الثالث) فهم الذين يسخِّرون الجن لخدمتهم بالقوة فهو يطلب الشيء منهم من باب طلب الأعلى من الأدنى فهو طلب أمر لا طلب ترجي و مثل هذا الصنف مثل ما كان يقع من سليمان عليه السلام ولا فائدة من الكلام عن هذا الصنف لأن أمرهم قد انتهى. وهذا الصنف لا يتطرق إليهم ما قاله شيخ الإسلام أن كل سائل راغب وراهب فهو عابد للمسؤول (مجموع الفتاوى 10/ 239)
وعلى هذا يحمل كلام شيخ الإسلام كما نقله الشيخ السعدي في طريق الوصول (ص134) قال " واستخدام الإنس للجن مثل استخدام الإنس للإنس منهم من يستخدمهم في المحرمات ومنهم من يستخدمهم في المباحات ومنهم من يستعملهم في طاعة الله ورسوله "
والذي يظهر لي أن هذا النص هو عمدة كثير ممن وقع أو أفتى أو تأول كلام العلماء في هذه المسألة وقد أبنت لك على ماذا يحمل والله أعلم.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها؛ لأن الاستعانة بالجن شرك، قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن: 6، وقال تعالى: " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " الأنعام 128، ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس؛ وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمَنون، ولا يجوز تصديقهم. والله أعلم.(23/281)
سؤال في التوحيد - بارك الله فيكم-
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:18 م]ـ
2 - أشكلت علي مسألة: ما حكم الا ستعانة بالجني الصالح في علاج المرضى فيما يقدر عليه هذا الجني؟ أفيدونا وفقكم الله لأن هذه المسألة بدأت تظهر بين أوساط العامة؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:31 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=307&highlight=%C7%E1%CC%E4%ED
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:40 م]ـ
http://www.jazanvoice.net/vb/
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 01:14 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (11/ 307 - 308)
(والمقصود هنا ان الجن مع الانس على احوال
فمن كان من الانس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الانس بذلك فهذا من أفضل اولياء الله تعالى وهو فى ذلك من خلفاء الرسول ونوابه
ومن كان يستعمل الجن فى أمور مباحة له فهو كمن استعمل الانس فى أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم فى مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا اذا قدر انه من اولياء الله تعالى فغايته ان يكون فى عموم اولياء الله مثل النبى الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما فى الشرك واما فى قتل معصوم الدم او فى العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه
وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم واما فى فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الاثم والعدوان ثم ان استعان بهم على الكفر فهو كافر وان استعان بهم على المعاصى فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق وان لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن انه من الكرامات مثل ان يستعين بهم على الحج أو ان يطيروا به عند السماع البدعى أو ان يحملوه الى عرفات ولا يحج الحج الشرعى الذى امره الله به ورسوله وأن يحملوه من مدينة الى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به
وكثير من هؤلاء قد لا يعرف ان ذلك من الجن بل قد سمع ان اولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الايمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده فان كان مشركا يعبد الكواكب والاوثان اوهموه انه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك او نبى او شيخ صالح فيظن انه صالح وتكون عبادته فى الحقيقة للشيطان قال الله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون
)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 02, 03:34 م]ـ
ما ذكره ابن تيمية رحمه الله من التفصيل فجيد ولكن بالنسبة للنوع الثاني الذي ذكره فلا يوافق عليه فلا يجوز استخدام الجن في الأمور المباحة وهو تعدي على سليمان عليه السلام في قوله {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
فمن استعملهم في المباح فقد تعدى وأساء وظلم مع مافي ذلك من المخاطر العقدية الكثيرة
ولو تأملنا قصة ترك النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي أراد قطع صلاته ولم يربطه في السارية واحتجاجه بدعوة سليمان عليه السلام لظهر لنا ذلك جليا
وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل الجن في حياته مع وجود الحاجة الماسة لهم في الحرب وغيرها فدل على أن فعلها بعده غير مشروع
والمتأمل في أحوال من يدعى أنه يستعين بالجن في العلاج والأمور الأخرى يجد أنه ينحرف شيئا فشيئا وقد يصل إلى الشرك والعياذ بالله
وقد كان أحد من ينتسب للدعوة وطلب العلم ترخص في هذه المسألة واحتج بكلام ابن تيمية فبدأ يتوسع شيئا فشيئا حتى بلغ به الحال أن ادعى أنه يملك الآلاف من الجن وغير ذلك من الخزعبلات
ففتح هذا الباب يؤدي إلى مفاسد عقدية خطيرة
وحسمها بالمنع تشهد له نصوص الشرع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 05:41 م]ـ
شيخنا الفاضل
جزاكم الله خيرا
http://www.jazanvoice.net/vb/showthread.php?threadid=931
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 02, 05:49 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/282)
أحسنت شيخنا الكريم ابن وهب جزاكم الله خيرا ووفقكم ونفعنا بعلمكم
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:23 م]ـ
هذه رسالة مهمة ألفها صاحبها للرد على جماعة من الذين يقرأون على المرضى بمدينة الطائف وكانوا يحتجون بكلام شيخ الإسلام والشيخ السعدي على الاستعانة بالمرضى
تجدها مرفقة هنا
ـ[محب الألباني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:25 م]ـ
ثالثاً) حكم استعمال الجن لقضاء بعض الأمور المباحة:
كما هو معلوم أن الجن أمة أعطاها الله من الأمور الخارقة للعادة ما تتفوق به على جنس الإنسان ولذلك لا يمكن لأحد من البشر أن يسخِّر الجن لخدمته إلا إذا قدم لهم شيئاً مقابل هذه الخدمة فإن المشاهد بين الناس اليوم أن الأخ لا يخدم أخاه إلا لمصلحة في الغالب، هذا والخير في الناس أعظم مما هو في الجن.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/ 41) " والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعي ولهم أحياناً مكاشفات ولهم تأثيرات يأوون كثيراً إلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاة فيها لأن الشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكما كانت تدخل في الأصنام وتكلم عابدي الأصنام وتعينهم في بعض المطالب كما تعين السحرة وكما تعين عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم إما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه وإما جلب بعض من يهوونه وإما إحضار بعض المال ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعم كثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بها فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبت الشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان يستخدم الجن بهذه فطعن طائفة من أهل الكتاب في سليمان بهذا وآخرون قالوا: لولا أن هذا حق جائز لما فعله سليمان فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر "
فانظر إلى قوله رحمه الله تخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان فلم يسميهم كهاناً و هذا الوصف الذي شابهوا به الكهان ينطبق تماماً على هؤلاء الذين نحن بصدد التحذير من فعلهم من سؤال الجن و الاستعانه بهم. وانظر إلى قوله رحمه الله فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم في سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر فجعل فعلهم هذا ضرباً من عمل السحر.
وهؤلاء الذين يستعملون الجن في قضاء حوائجهم ثلاثة أصناف:
صنف لا يطلبون ذلك من الجن وإنما الجن هي التي تعرض عليهم ذلك فهؤلاء هم المعنيين في كلام شيخ الإسلام السابق.
وصنف هم الذين يطلبون ذلك من الجن فهؤلاء يلحقهم ما يلحق الصنف الأول من المحاذير بالإضافة إلى ما يلي:
قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 1/ 181) " وسؤال الخلق في الأصل محرم لكنه أبيح للضرورة " واحتج على ذلك بأدلة كثيرة منها الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده:
2537 حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ وَإِذَا سَأَلْتَ فَلْتَسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ *
وكذلك ما جاء في صحيح مسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/283)
1729 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ سَلَمَةُ حَدَّثَنَا وَقَالَ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الْأَمِينُ أَمَّا هُوَ فَحَبِيبٌ إِلَيَّ وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ قَالَ عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ *
فهذه الأدلة تدل على كراهة سؤال الإنسي القادر الحاضر فإذا ضم هذا إلى ما سبق ذكره في الصنف الأول ظهر وجه التحريم ولو من باب سد الذرائع فإن الشريعة قد جاءت بأحكام من أجل حفظ جانب التوحيد وقد ذكرها العلماء في باب حفظ جانب التوحيد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد الذي هو حق الله على العبيد: باب ما جاء في حماية المصطفى ? جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك.
وأما الصنف الثالث) فهم الذين يسخِّرون الجن لخدمتهم بالقوة فهو يطلب الشيء منهم من باب طلب الأعلى من الأدنى فهو طلب أمر لا طلب ترجي و مثل هذا الصنف مثل ما كان يقع من سليمان عليه السلام ولا فائدة من الكلام عن هذا الصنف لأن أمرهم قد انتهى. وهذا الصنف لا يتطرق إليهم ما قاله شيخ الإسلام أن كل سائل راغب وراهب فهو عابد للمسؤول (مجموع الفتاوى 10/ 239)
وعلى هذا يحمل كلام شيخ الإسلام كما نقله الشيخ السعدي في طريق الوصول (ص134) قال " واستخدام الإنس للجن مثل استخدام الإنس للإنس منهم من يستخدمهم في المحرمات ومنهم من يستخدمهم في المباحات ومنهم من يستعملهم في طاعة الله ورسوله "
والذي يظهر لي أن هذا النص هو عمدة كثير ممن وقع أو أفتى أو تأول كلام العلماء في هذه المسألة وقد أبنت لك على ماذا يحمل والله أعلم.
وقد جاء في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها؛ لأن الاستعانة بالجن شرك، قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن: 6، وقال تعالى: " ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم " الأنعام 128، ومعنى استمتاع بعضهم ببعض أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم، والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس؛ وقد يكذبون فإنهم لا يُؤمَنون، ولا يجوز تصديقهم. والله أعلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[21 - 08 - 08, 08:48 م]ـ
بوركتم.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[29 - 08 - 08, 01:35 ص]ـ
لأن الاستعانة بالجن شرك
أعتقد أن المقصود بهذه الجملة الاستعانة التي تحصل من مثل السحرة والمشعوذين، فلا تخلو من شرك، أما مجرد الاستعانة فلا يكون شركاً، والله أعلم.
ـ[أم عتيقة]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و براكاته .. انا شخصيا اعرف راقي يساعده الجن المسلم في رقيته مثلا يبحث عن مكان السحر و يرفعه من مكانه لكن لا يامرهم امامنا بل يقوم يبتلاوة القرئان بدون انقطاع و المريض يرى الجن و هو مغمض العينين يراه مثل الخيال رجال اقوياء البنية لونهم ابيض يراهم يبحثون عن السحر في كل انحاء البيت ان عثرو عليه يرفعوه من مكانه و ايضا قبل ان يرقى الراقي للمريض يعرف ان كان به مس او سحر او عين و ان كان به مرض طبي .. و أأكد انا الراقي لا يستعمل اشياء اخرى الا القرأن و لا يسال عن الاسماء المري
ـ[أم عتيقة]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و براكاته .. انا شخصيا اعرف راقي يساعده الجن المسلم في رقيته مثلا يبحث عن مكان السحر و يرفعه من مكانه لكن لا يامرهم امامنا بل يقوم يبتلاوة القرئان بدون انقطاع و المريض يرى الجن و هو مغمض العينين يراه مثل الخيال رجال اقوياء البنية لونهم ابيض يراهم يبحثون عن السحر في كل انحاء البيت ان عثرو عليه يرفعوه من مكانه و ايضا قبل ان يرقى الراقي للمريض يعرف ان كان به مس او سحر او عين و ان كان به مرض طبي .. و أأكد انا الراقي لا يستعمل اشياء اخرى الا القرأن و لا يسال عن الاسماء المريض او السن .. فما حكمكم في ذالك هل هو حلال ام حرام و شكراا و جزاكم كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/284)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:29 ص]ـ
هناك أربع أشرطة للشيخ اسماعيل المقدم في الكيفية الصحيحة لمعالجة الجن و قد تطرق لهذه المسألة(23/285)
فضل ابي بكر الصديق لابن تيمية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 09 - 02, 01:07 م]ـ
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag22/mg-021.htm(23/286)
موقف المسلم من النظريات العلمية المعاصرة
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:54 م]ـ
هذا العنوان، وسوف نوافيكم بالموضوع - تشويقاً - بعد آن.
لكن .. رجااااااااااءً لا يقطع الطريق عليَّ أحدٌ من الأحباب!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 07:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربالعالمين الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وقائد الغُرِّ المحجَّلين، وعلى الآل والأصحاب، والتابعين، ومن تبععهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .. أما بعد
فقد أوصلني بعض الروابط في موضوع قرأته هذا المساء في هذا الملتقى المبارك إلى موضوع (حكم المواد البترولية التي تصيب الثوب) ... الخ.
وقادني قراءة الموضوع إلى عجبٍ عجاب من كلامٍ سطَّره بعض الأخوة في قضيِّة يكثر تكرارها وتردادها في ذا العصر.
وهي موقف المسلم من (النظريات العلمية) التي يتبناها الكفار.
لذا وجب بيان موقف النمسلم من ذي القضية الخطيرة المهمة، مع كون الموضوع قد طُرح ونوقش في الرابط الذي سبق الإشارة إليه.
لكن .. الذي لم يرقني من الموضوع أمور:
1 - ضعفٍ في الطرح أحياناً.
2 - وبعض مغالطةٍ أحياناً أخرى.
لذا سوف أقذف ما شحنت به ذهني من سنوات في ذا الموضوع، ولم يسبق لي زبره في مكتوبٍ.
مع ذكر أمثلةٍ مستفيضةٍ من النظريات الباطلة في ذا العصر، المخالفة لنص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى الأخوة الأحباب الصبر وعدم قطع الطريق عليَّ حتى أنهي الحلقة الأولى.
إذْ كلام أخيكم - أبي عمر السمرقندي - (المسيكين) قابل للأخذ والرد كأي إنسان من خلق الله.
وإلى القاء في الحلقة الأولى.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 11:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال العبد الحقير، المعترف بالعجز والتقصير، الفقير إلى مولاه القدير ... أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:
الحمدلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاَّ على المعتدين ,, أما بعد
فهذه هي الحلقة الأولى من سلسلة (الرد السديد على من صدَّق القاذفين بالغيب من مكان بعيد).
• وهي قواعد عامة شاملة، سطرتها يراع العبد الضعيف، ذي الخاطر الكليل، والفؤاد العليل، المسمَّى بـ (أبي عمر السمرقندي) أخذ الله بناصيته للهدى والفلاح في الدارين.
• وهذه القواعد أحسبُ – والعلم عند الله – أننا سنتفق عليها قبل الخوض في سرد الأمثلة الموعود طرحها للنقاش.
• وأنبِّه على أنه إن كان عند القارئين ثَمَّة تعقيب أو إضافة نافعة عليها أو انتقاد فلا يتأخروا في التعقيب بها؛ لتعمَّ الفائدة.
• وإليكموها - بحول الله وقوَّته - سرداً وعدَّاً:
1 - أنْ يُعلَم معنى النظرية؛ وهي: أنها مشتقة من مجرَّد النظر، القابل للخطأ والإصابة.
• فهي خارجة إذن عن كونها أمراً محسوساً بالمحسوسات الخمس - السمع والبصر واللمس والذوق والشم -، من الأمور التي يشترك في إدراكها عامة الخلق؛ كالشمس فوقنا، والمطر يبلنا، وللأرض جاذبية تجذب الأشياء إليها، ... ونحو ذلك.
• وهي خارجة أيضاً عن نتاج البحوث العلمية المبنية عن تجارب واقعية ملموسة؛ ككثير من أبحاث الطب القديم (الشعبي) أو الحديث.
• وهي خارجة أيضاً عن المعادلات الحسابية المدركة بالعقل؛ كـ: 1+1= 2.
• فهي مجرد خاطر مبني على فكر سارح، وهي بالاتفاق قابلة للصواب والخطأ.
• لذا .. فكم من نظرية كانت قديماً فبادت، وقُرِّرت سلفاً ثم أبطلت، والمعيار في ذلك أنَّ ما يحتج به الناسخ لنظرية من سبقه أقوى من حجَّة من نسخت نظريَّته.
• ومن العجب أن يستدلَّ مستدلٌّ بقوله تعالى: ((بل كذََّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله))!!
• وموضع العجب ومنبعه: أنَّ الله عز وجل قد قال: ((بعلمه)) فالكلام عن العلم، وليس عن نظرية مجرَّدة.
=====================
2 - أنَّه لا مانع من قبول (النظريات) كائناً من كان القائل بها؛ سواءٌ أكان مسلماً موحداً، أم علجاً كافراً؛ وذلك في إطار أمور أتية:
[أ]: أن لا يخالف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، كأن يناقض نصَّاً صريحاً، من كتاب أو سنة صحيحة، أو إجماع قائمٍ على مفهوم آية أو حديث؛ كزعم دوران الأرض حول الشمس، أو كون الأرض ثلاث طباق أو طبقة واحدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/287)
• ومن العجب - أيضاً - أن يستدلَّ مستدلٌّ بقوله تعالى: ((بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله))!!
• وموضع العجب ومنبعه: أنَّ الله عز وجل قد قال: ((ولما يأتهم تأويله)) فالكلام عن أمرٍ لم يأتنا فيه تأويل، فأما وقد جاء تأويله من لدن عليم خبير فلا تصديق بما به الله أو رسوله قد كذَّب، أو العكس، ولا كرامة.
[ب]: أن لا تكون تلك النظرية محل اتفاق بين منظِّريها؛ كاختلافهم في زمن نفخ روح الجنين، وهو أيضاً داخلٌ في القسم الأول.
[ج]: أن لا تكون تلك النظرية مخالفة للعقل السليم.
[د]: أن لا تكون هذه النظرية مخالفة للواقع الملموس؛ كتلبُّس الجن بالإنس.
• وهذا مع كونه داخلاً في القسم الأول الذي تظاهرت بالدلالة عليه مجموع نصوص الشرع المحكم لا نصُّه؛ خلافاً لما زعمه أحد الأخوة هداه الله في ذلك الرابط الذي أشرت إليه سلفاً، والمسألة أطول من بسطها ههنا.
=========================
3 - أنَّ بعض النظريات المنسوبة إلى بعض المُحْدَثين من الفرنجة لم يخترعوها من عند أنفسهم بعد أن كانت في ظلمة فأخرجوها للعالمين في نور؛ إنما غاية ما في الأمر أنَّهم قعَّدوها بأسمائهم فاشتهرت، أو طوَّروها عن أصلها المعلوم سلفاً.
• وهذا نظيره في سائر العلوم المستنبطة؛ إذ كان الناس يتداولون المسائل دون اصطلاح؛ حتى جاء من جعل لها اصطلاحاً وقواعد، ولو نسبية أو تقريبية؛ وذلك نظراً منه واعتماداً على الاستقراء الكلي أو الجزئي، وسعادتكم طلاَّب حديث وقواعد المصطلح خير دليل.
• وههنا بسط يسير لما تقدم بالمثال؛ فيه شيءٌ من اللطافة:
• هل كان الناس يجهلون نظرية الجاذبية؛ بمعنى: أن الأرص قد خلق الله - جل وعز - لها طبيعة تجذب الأشياء إليها؟
• أقول: هل كانوا يجهلون ذلك حتى وهب الله (نيوتن) علماً لم يؤتَهُ أحدٌ من العالمين، وذلك - فيما زعموا - حين جلس هذا الذكي الخطير ذات يومٍ تحت شجرة تفاح فسقطت تفاحة على أمِّ رأسه؛ فانفتق ذهنه الوقَّاد على أمرٍ كان الناس عنه في غفلة؟!
• الجواب في منتهى البساطة: كلا .. قد علمه الأقدمون؛ لكنه نظَّرها بجعلها قاعدةً.
• وهل كان الناس يجهلون نظرية الثقل والكثافة و ... الخ = حتى جلس (أرخميدس) يوماً في حمامه (البانيو) – أكرمكم الله بطاعته - فصاح: وجدتها؛ ثم أباح عن كنز عظيم، وعلم خطير لم يكن عند أحدمن الأولين، وهي نظريته.
ويحك ... ماذا وجدت، لم تجد شيئاً يا مسكين! إذ متى كان مفقوداً فتجده؟!، إنك يا (أرخميدس) قعَّدت ولم تجد! وهذه فضيلة في حدِّ ذاتها.
• وهل كان الأقدمون يجهلون نظرية الانكسار حتى جاء من كشف النقاب عنها، ما أدري من هو .. أظنه ابن الهيثم؟!
• وهل كان الأقدمون يجهلون أنَّ: (لكل فعل ردَّة فعل مساوٍ له في المقدار معاكس له في الاتجاه)! حتى جاء من نسيبت اسمه فاستخرجها فكرة طرية أتحف العالمين بها؟!
• وهل كان الأقدمون من المهندسين (وفي رواية: المهندزين) بالزاي التي هي أخت الراء! = هل كانوا في جهالة بأصول البناء - كلها - حتى جاء العصرانيون منهم فأفتتحوا كليات الهندسة (وفي لفظ: الهندزة) ووضعوا كتبها فنتفع الناس منهم خيراً كثيراً.
• الجواب بمنتهى البساطة: كلا .. قد أضافوا أموراً كثيرة .. نعم، لكن الأصول الرئيسة كانت معلومة عند الأقدمين؛ علمها من علمها، وجهلها من جهلها.
• ولعلكم سمعتم بأهرامات مصر وأبو الهول و .. و .. ، فأي كلية هندزة أخرجت الفراعنة الملاعين ليبنوها.
• ولعلكم تعلمون نظريات (أرسطو طاليس) الهندسية / الهندزية التي أكلَّت أذهاننا في السنوات العجاف، التي أراحنا الله منها بفضله حين كنا طلاباً.
• ولعلكم تعلمون نظريات (ظا، وظتا) وأخواتها وأبناء عمومتها؛ والتي جاء المُحدثون من متوحِّشي البشر فصرفوها لإطلاق صواريخهم.
• أووووه .. أين ذهبنا، إننا في ملتقى أهل الحديث، وتراني أسبح بعيداً عن الشاطيء!
• سامحونا .. فقد يكون في ذا شيء من الترويح، فإن لم يكن كذلك فأستغفر الله!!
======================
• قال أبو عمر السمرقندي تغمَّده الله برحمته: وعوداً على بدءٍ أقول:
4 - أن يكون هناك معيار دقيق - ابتداءً - في التعامل مع هذه النظريات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/288)
• فمن الخطَل والخبط التصديق ببعضها، والتكذيب بأخرى دون فارق بينهما غير القبول النفسي لها.
• وبيان هذا: أنَّ ما ذهب إليه بعض الأخوة من تصديق بل توكيد ما زعمه الفرنجة من كون البترول من بقايا الكائنات المسحولة في غابر الزمان، بعد تعاقب صروف الدهر - بقدرة الله - عليها من ضغط وتفاعل كيميائي .. إلى آخره من الهرطقات = أقول التصديق بهذا يُلْزُمُ هذا الأخ أن يصدِّق بتلبُّس الجن بالإنس، وقد نفاه وزعم أن لا دليل عليه من الشرع.
• إذ كيف يصدِّق تلك النظرية - وهي نظرية - ولا يصدِّق بهذه، وهي في أقل أحوالها - تنزلاً - نظرية! هذا عمل مجانب للنَصف، مجانف للعدل.
• قال أبو عمر: ولكني أخشى أن يكون الدافع لهذا التصرف (المتناقض المتضارب) هو الضغط النفسي الناشيء عن استعلاء الكفرة، واستغلالهم ضعف حال المسلمين، وهو ما يعبَّر عنه بـ: الهزيمة النفسية!
• وبيان هذا أنَّ تلبُّس الجني بالأنسي (نظرية) ناشئة عند المسلمين الأقدمين أو نُقلت إليهم من غيرهم، قبل معرفة الفرنجة بشيءٍ من العلوم التي نهبوها من المسلمين؛ إذ كانوا في عصر الظلمات.
• أقول .. فهب أنها نظرية - تنزُّلاً - فلمَ أراك تكذِّب (بما لم تحط بعلمه) لمه؟؟
• أم أُراك لا تصدِّق حتى يتلبَّسك جني محتسبٌ الأجر عند الله في هذا؛ فيأتيك تأويله!
• فإن أبيت إلاَّ التكذيب فلمَ الدفاع المستميت عن الديناصورات، والكائنات - المزعوم - ضغطها في باطن الأرض حتى صارت بترولاً، ماشاء الله .. هكذا .. تبارك الله أحسن الخالقين!
• ألإِنَّ تلبُّس الجنَّ قد كذَّبه هؤلاء المهرطقون، وبعكسه قالوا بالديناصورات والكائنات المسحولات .. أخشى أن يكون الأمر كذلك!
• الأخوة الأكارم، البهاليل الأفاضل .. ننهي هذه الحلقة على وعدٍ منا بابتداء الحلقة القادمة - بحول الله وقوَّته - في الكلام على النظرية المزعومة: (أنَّ الأرض ثلاث طبقات) حسبُ، ونقضها عقلاً ونقلاً، وإن قال به العالمون أجمعون، حاشا المسلمين، فترقّبوا!!!!
• وأرجوا (رجاااااااءً حارَّاً) أن لا يفسد عليَّ أحدٌ الموضوع إلاَّ بإفادة أو تعقيب له صلة مباشرة بما نحن فيه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 07:01 ص]ـ
مشاركاتكم يا سادة؟؟!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 09:38 ص]ـ
الحمد لله وحده.
ظننت أنك لا تريد أي تعقيبات الآن.
أخي أباعمر , طرحك ممتاز في رأيي , ولغتك جميلة , أنعم بها!
## لكن فقط أردت أن أستزيدك حول موضوع: دوران الأرض حول الشمس ,
راجيا الإفادة مع التقصي
وإبراز الناحية الشرعية.
##ثم ألا ترى أن معرفة الظاهرة الكونية الطبعية شيء , وتنظيرها شيء آخر؟
إن كان نعم فأستزيدك توضيحا لقاعدتك الموسومة بالرقم (3).
فكل من يجلس تحت شجرة تفاح يتوقع تفاحة ما قد تسقط على نافوخه , وفي يقيني أن آلاف التفاحات قد سقطت على المساكين من البشر قبل (إسحق نيوتن) , لكنهم جميعا انشغلوا بالتهامها عن فهم قانونها ونظامها!
لكن الوصول إلى قانون عام له تطبيقات عديدة أمر مختلف.
وكذلك (أرشميدس) , من قال أن معرفة كثافة المادة الملقاة في حوض ممتلىء بالماء باستخدام القدر المزاح منه كان معروفا عند الأقدمين؟
## أخيرا إن لم يكن في قولك:
([ب]: أن لا تكون تلك النظرية محل اتفاق بين منظِّريها؛ كاختلافهم في زمن نفخ روح الجنين، وهو أيضاً داخلٌ في القسم الأول) خطأ ما
فقد أشكل علي , فهلاّ أبنت عن المراد.
على أي حال استمر باركك الرب!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 01:29 م]ـ
أخي الفاضل: الأزهري السلفي .. وفقه الله
ما أشرت إليه من المسائل في مقالي السالف؛ كزعم دوران الأرض حول الشمس، ووقت نفخ الروح في الجنين وغيرها من المسائل، الكثير والكثير، سأتطرَّق في الكلام عليه في حلقات قادمة بحول الله وقوته.
وأما مسألة سقوط التفاحات على رؤوس المساكين فهو ما ذكرتُ في مقالي بأنه ظاهرة اعتيادية، بل سقوط أي شيءٍ من على إلى سفُلٍ هو ظاهرة اعتيادية يعرفها كل عاقل من سالف الدهر وقديمة؛ لكن الشأن في التنظير، وهو الذي أطلت التمثيل له، وأحسب أنك لم تمعن قراءة مقالي السابق.
وهذا أمرٌ أدعو إليه دوماً، وهو الدقة في الألفاظ، بل إنني من أحرص الناس في ضبط الكلام - ولا أدعي العصمة من الزلل - حتى أني أكثر القيود والاستثناءات - وهذا سرٌّ أرجوا أن لا تخبر به أحداً!
وأما ما ذكرت من نظرية أرخميدس (وفي رواية: أرشميدس) فقد غفلتُ عن طرف في مقالي أشكرك على تنبيهي إليه.
وها أنا أذكره فأقول: إنَّ من النظريَّات ما ينسب الفضل في اكتشافه إلى بعض العلماء وإن كانت مبادؤه معلومة عند الناس، لكن جاء من طوَّرها.
وأحسبُ - والله أعلم - أنَّ ما نُسب إلى أرخميدس كان معلوماً عند الناس قبله؛ إذ كيف كانوا يتعانون صنع السفن وركوب البحار وبناء الأحواض إلاَّ وعندهم من بدهيَّات هذه النظرية ما يصون أفعالهم من الغلط.
وعموماً .. فأنا لك شاكر حامد، ولعل المقالات القادمة فيها مزيد فوائد، بطرح النقاش فيها مع السادة: طلبة الحديث،،، وإلى اللقاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/289)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 02:27 م]ـ
• قال أبو عمر اشتمله الله برحمته: قد أجملت القول في نقطة لزم توضيح القول فيها أكثر.
• ذلك أنني زعمت في النقطة الثالثة من المقال السابق: أنَّ (بعض النظريات) – وانتبهوا لكلمة (بعض) – لم يخترعها بعض من تنسب إليهم بل كانت معلومة بداهةً إنما الشأن في التقعيد والتطوير بالتطبيقات والتفريعات وغيرها.
لكن .. بقي الـ (بعض) الآخر الذي لم أتطرَّق إلى الكلام عليه؛ وهو ما قد يدعو (البعض) لفهم مقالي بصورةٍ خاطئة.
• فأقول: لا شك ولا ريب ولا مرية ولا جدال ولا ... الخ = أنَّ بعض النظريَّات قد اخترعها بعض الناس، ولم تكن معلومة سلفاً، مع أنَّ عدم العلم بالشيء لا يقتضي العلم بالعدم!
• قال أبو عمر .. عامله الله بلطفه الخفي: وهذه النظريات التي أحسب أنها محدثة مخترعة لا سالف لها منها ما هو باطل؛ بل وخبيث خطير!
ومنها ما هو صحيح، ومنها ما صار ظاهرة علمية تطبيقية، أي: قاعدة مطَّردة.
• فمن ذلك مثلاً:
1 - النظرية التي خبطها: سيغمُنت فرويد ( Freud ) الطبيب النمساوي الخبيث، الذي نظَّر - إذ أوحى الشيطان إليه - نظرية: العواطف اللاشعوريَّة، والعوامل الجنسية في طور الطفولة وما بعده، وأنَّ الإنسان مفطور على حب الجنس ... الجماع ومقدماته وما إليه، عافاكم الله!
• قال أبو عمر: وهذا لا يعلم أنَّ أحداً قد قال به غيره، بل لا يقوله مسلم يرجو الله واليوم الآخر، وقد درسنا طرفاً منه في علم النفس في السنوات العجاف التي أخبرتكم بخبرها، وبيَّنها لنا أستاذنا المسكين وكأنها أمرٌ مسلَّمٌ به!
• ومنها النظرية التي افتراها: تشْارْلس دارْوين ( Darwin ) الإنجليزي الخبيث، وأحسب أنه يهودي مندسٌّ، الذي نظَّر: نظرية الارتقاء والتطوُّر للجنس البشري؛ إذ زعم أنَّ الإنسان كان يوماً ما يرقة سابحة ثم صعد فصار قرداً ثم تطوَّر فصار – تبارك الله – إنساناً سويَّاً.
قاتلك الله يا أفَّاك؛ أشهدت ذلك أم أُنبئت به من لدن خبير عليم، لا هذا ولا ذاك؛ إنما هو الدجل والاستخفاف بالعقول والأديان.
• قال أبو عمر رضي الله عنه: لن أستهلك الوقت في الردِّ على هذه الدويبة ومَن نحا نحوها؛ إذ لي حلقةٌ أفصِّل فيها الكلام على شيءٍ متعلِّقٌ بما طرحه هذا الدعي، وهو الكلام على خرافة العصر الحجري والديناصورات و ... بقية الهرطقات.
• ومن النظريات المحدثة الصحيحة: النظرية النسبية والذرَّة وما إليها؛ والتي اخترعها الألماني ألْبِرْت أيْنشْتايْن ( Einstein ) ، والتي بها اخترعت القنبلة الذرية وأخواتها.
• قال أبو عمر عفا الله عنه: فالحاصل أنَّ ثمة نظريات ليس لها مثال سابق.
وهذا ما أردت طرقه ههنا، والحمدلله رب العالمين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 02:33 م]ـ
قال أبو عمر: ومن النظريات التي زُعم أنها نخترعة لا مثيل لها (نظرية مِنْدل) النمساوي؛ الذي تنسب إليه نظرية الوراثة وتفريعاتها.
وهذا كلام باطل إن كان المقصود أنَّه أوَّل من أخترعها ابتداءً من غير مثال سابق، فالناس كانوا يعلمونها، ولذا تجد وصايا الحكماء في انتقاء الزوجات.
بل أصرح منه حديث النبي صلى الله عليه وسلَّم: هل لك إبل ... ثم قال: وهذا فلعلَّه نزعه عِرقٌ.
لكن الفضل لـ (مندل|) جزاه الله بما يستحق! هو التطوير والتقعيد والتطبيق و .. والسلام عليكم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:43 م]ـ
أخي أبا عمر.
1 - جعلني الله وإياك من أهل التحقيق و النظر الدقيق.
2 - قولك بارك الله فيك: (وأحسبُ - والله أعلم - أنَّ ما نُسب إلى أرخميدس كان معلوماً عند الناس قبله؛ إذ كيف كانوا يتعانون صنع السفن وركوب البحار وبناء الأحواض إلاَّ وعندهم من بدهيَّات هذه النظرية ما يصون أفعالهم من الغلط.)
يجعلني أتسائل: أي علاقة بين صنع السفن وبناء الأحواض وركوب البحار وبين القانون الذي اكتشفه (أرشميدس) حين كان في مستحمه؟!!
الأمر الذي جعله بخرج عاريا كالمجنون _ وهو كذلك _ صايحا: (يوريكا يوريكا) على ما يقصه أصحاب هذا الشأن!!!
ولعل قصوري عن فهم هذه العلاقة هو ما دعاني أن أسألك سابقا الزيادة توضيحا لقاعدتك الموسومة بالرقم (3).
جعلني الله وإياك من أهل الزيادة.
وقل مثله في نظرية مندل:
أي علاقة بين إيصاء الحكماء باختيار الزوجات وبين النسب التي اخترعها
ذلك الشمَّاس؟!!
(1:3) للصفة السائدة , وكلامه عن الصفة النقية والصفة الهجينة الخ!
على أي حال: أخشى أن يطول بنا التحاور عن إكمال مقالك.
3 - (((## أخيرا إن لم يكن في قولك:
([ب]: أن لا تكون تلك النظرية محل اتفاق بين منظِّريها؛ كاختلافهم في زمن نفخ روح الجنين، وهو أيضاً داخلٌ في القسم الأول) خطأ ما
فقد أشكل علي , فهلاّ أبنت عن المراد.)))
أعني هل تستقيم العبارة هكذا:
((لا مانع من قبول (النظريات) كائناً من كان القائل بها؛ سواءٌ أكان مسلماً موحداً، أم علجاً كافراً؛ وذلك في إطار أمور أتية:
[أ] ..............
[ب]: أن لا تكون تلك النظرية محل اتفاق بين منظِّريها؛ كاختلافهم في زمن نفخ روح الجنين، وهو أيضاً داخلٌ في القسم الأول))؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/290)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[01 - 10 - 02, 12:12 م]ـ
• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:
• ابتداءً اختصر الكلام في توضيح ما استشكله الأخ الفاضل: الأزهري في النقطة الثالثة؛ وهي عدم وجود (مانع) في تصديق النظريات إن لم تكن مخالفةً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلَّم، وليس بالضرورة أن يكون حتماً التصديق به.
هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى أن لا تكون النظرية مناقضة بنظرية مثلها؛ كاختلاف الأطباء في الوقت الذي ينفخ فيه روح الجنين إلى قولين أو أكثر لا يحضرني الآن، واسألوا الأطباء.
• أقول: فمثل هذا الاختلاف لا يوجب عليَّ تصديق أحدهما لخفاء المرجِّح.
• إلاَّ أنَّه مع وجود المرجِّح القوي - وهو نصُّ سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديث ابن مسعود ? - والذي قد رجَّح أحدهما على الآخر فصار القول المخالف للنص من كلا النظريتين ساقطاً باطلاً.
• وهذا ما قلت إنه داخل في القسم الأول؛ وهو أن لا تكون النظرية مخالفة لنصٍ شرعي.
• أقول: ولعلَّ الله ييسِّر الكلام عليها بالتفصيل في حلقة مفصلة، وهو المعين.
• وأما المثال الذي ضربته (أرخميدس) و (مِندل) وهو قابل للخطأ، فلم يكن مرادي منه إلاَّ التوكيد على قضيَّة تطوير النظريات وتفريع التطبيقات منها، وإن كان أصلها معلوماً في القدم ...
• وأما هذه الحلقة ففيها الكلام على نظرية كون الأرض ثلاث طباق:
• الحمدلله وحده، وبعد ... ما زعمه الزاعمون من مشركي الأمم السالفة واللاحقة بشتى نحلهم وألوانهم، وتبعهم على ذلك - عماية - كثير من جهلة المسلمين = من كون الأرض ثلاث طباق: القشرة الخارجية واللابة والنواة (المركز) = قول غاية في البطلان.
وكذا ما تخرَّصَهُ بعض الأقدمين من المهرطقين في سنين غابرة = من كون الأرض إنما هي طبقة واحدة = هو باطل ساقط بالبراهين الساطعة.
• قال أبو عمر: قد خدعونا ونحن صغار كزغاب الطير، ناعمة أظفارنا، بريئة نفوسنا، خاوية عقولنا؛ حين كنا ندرس في الصفوف الدنيا، بالابتدائية مادة العلوم؛ إذ حشوا أذهاننا بهذه الهرطقة، وزعموا أنَّ الأرض ثلاث طباق!
• قال أبو عمر: ولقد ظللت دهراً مصدِّقاً بهذه الفرية المزعومة حتى وقفت على كنز عظيم؛ وهو كتاب نفيس للشيخ العلاَّمة الفهَّامة: حمود بن عبدالله التويجري، تغمَّده الله بواسع رحمته ومغفرته، وإيانا والقارئين.
• وكتابه ذاك هو الموسوم بـ (الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة)، ثم ذيله التالي بعده: (ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق)، وقد طُبع قديماً وحصلت عليه من طرقٍ عزيزة.
• قال أبو عمر اشتمله الله برحمته: وأنا ملخِّص من كتابه جملاً، ومن كنوزه درراً، ومضيفاً عليه ما سنح به الخاطر الكليل، والفؤاد العليل، من مكنون العبد الحقير.
• وبيان ذلك: أنَّ عقيدة المسلمين الراسخة الصافية المستعلية؛ رسوخ تلك الأرض وثباتها، وعلو السماوات وصفائها = أنّ الأرض سبع طباق سوى، كالسموات العلى.
وبرهاننا على ذلك من شرع الله المحكم ما يلي سرده:
1 - قول الله تبارك وعز: ((الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهنَّ)) الآية.
• قال أبو عمر: فقوله ((ومن الأرض مثلهنَّ)) أي: في العدد؛ وهو سبع.
وعلى هذا التأويل عامة كلام من وقفنا عليه من أهل العلم بالتفسير.
• قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (4/ 386): ((وقوله تعالى: ((ومن الأرض مثلهن)) أي: سبعاً أيضاً؛ كما ثبت في الصحيحين: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين).
وفي صحيح البخاري خسف به إلى سبع أرضين وقد ذكرت طرقه وألفاظه وعزوه في أول البداية والنهاية عند ذكر خلق الأرض ولله الحمد والمنة ومن حمل ذلك على سبعة أقاليم فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع وخالف القرآن والحديث بلا مستند.
وقد تقدم في سورة الحديد عند قوله تعالى: ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) ذكر الأرضين السبع وبعد ما بينهن، وكثافة كل واحدة منهن خمسمائة عام.
• وهكذا قال ابن مسعود وغيره.
• وكذا في الحديث الآخر: ((ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن، والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي = إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/291)
• وقال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: ((سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) قال: لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها.
• وحدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي عن سعيد بن جبير قال: قال رجل لابن عباس: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) الآية!!؛ فقال ابن عباس: ما يؤمِّنُك إن أخبرتك بها فتكفر؟!
وقال ابن جرير: حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في هذه الآية: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)).
• قال عمرو: ((في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق)).
• وقال ابن المثنى في حديثه: ((في كل سماء إبراهيم)).
• وروى البيهقي في كتاب (الأسماء والصفات) هذا الأثر عن ابن عباس بأبسط من هذا فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا عبيد بن غنام النخعي أخبرنا علي بن حكيم حدثنا شريك عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى عن ابن عباس أنه قال: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن)) قال: ((سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى)).
• ثم رواه البيهقي من حديث شعبة عن عمر بن مرة عن أبي الضحى عن ابن عباس في قول الله عز وجل: ((الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن))؛ قال: ((في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام)).
• ثم قال البيهقي: إسناد هذا عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ بمرَّة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعاً والله أعلم.
• قال الإمام أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي في كتابه التفكر والاعتبار حدثني إسحاق بن حاتم المدائني حدثنا يحيى بن سليمان عن عثمان بن أبي دهرش قال: (بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى أصحابه وهم سكوت لا يتكلمون فقال: ((ما لكم لا تتكلمون))؛ فقالوا: نتفكر في خلق الله عز وجل.
قال: ((فكذلك فافعلوا، تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا فيه فإن بهذا المغرب أرضا بيضاء نورها بياضها أو قال بياضها نورها مسيرة الشمس أربعين يوما بها خلق من خلق الله تعالى لم يعصوا الله طرفة عين قط قالوا فأين الشيطان عنهم قال ما يدرون خلق الشيطان أم لم يخلق قالوا أمن ولد آدم قال لا يدرون خلق آدم أم لم يخلق)).
• وهذا حديث مرسل، وهو منكرٌ جداً!
• وعثمان بن أبي دهرس ذكره ابن أبي حاتم في كتابه؛ فقال: روى عن رجل من آل الحكم بن أبي العاص، وعنه سفيان بن عيينة ويحيى بن سليم الطائفي وابن المبارك، سمعت أبي يقول ذلك)) انتهى المقصود من كلام ابن كثير رحمه الله.
• قال أبو عمر عفا الله عنه: استعراض ما في الآية من اختلاف - لا طائل تحت كثير من أقواله - يطيل المقال، ويخرجه عن المقصود، والله المعين للقاريء أن يراجع ذلك في كتب التفسير، عند كلام أهل التأويل على ذي الآية.
• لكنِ الخلاصة منه: ما تقدم تقريره؛ وهو أنَّ معناه: أنَّ الأرض سبع طباق؛ كالسماوات.
2 - ومن الأدلة - أيضاً - أخرجه الشيخان في ديوانيهم الصحيح (البخاري:2330، مسلم:1610) عن سعيد بن زيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذ شبراً من الأرض ظلماً فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين) وهذا لفظ مسلم.
3 - وأخرجه مسلم - أيضاً - في صحيحه، ح (1612) عن محمد بن إبراهيم: أن أبا سلمة حدثه - وكان بينه وبين قومه خصومة في أرض - وأنه دخل على عائشة، فذكر ذلك لها؛ فقالت: يا أبا سلمة .. اجتنب الأرض؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين)).
• قال الحافظ في الفتح (5/ 105) في فوائد حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه:
(( ... وفيه: أن الأرضين السبع متراكمة لم يفتق بعضها من بعض؛ لأنها لو فتقت لاكتفى في حق هذا الغاصب بتطويق التي غصبها لانفصالها عما تحتها، أشار إلى ذلك الداودي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/292)
وفيه: أن الأرضين السبع طباق؛ كالسموات، وهو ظاهر قوله تعالى: ((ومن الأرض مثلهن))؛ خلافاً لمن قال إن المراد بقوله: ((سبع أرضين)) = سبعة أقاليم؛ لأنه لو كان كذلك لم يطوَّق الغاصب شبراً من إقليم آخر، قاله بن التين.
وهو والذي قبله مبني على أن العقوبة متعلِّقة ٌبما كان بسببها، وإلا مع قطع النظر عن ذلك لا تلازم بين ما ذكروه)).
• قال أبوعمر السمرقندي: فظواهر أدلة الشرع القويم دالة على ما قرَّرته سلفاً، وهي أدلة بيِّنة واضحة جليَّة.
• وأما أدلة العقل الموافقة للنقل:
• فأن يطالب من زعم أنَّ الأرض ثلاث طبقات أو طبقة واحدة، أو أقل، أو أكثر؛ بل في كل نظرية عموماً = بالبرهان على ما ذكر.
والدعاوى إن لم يكن عليها بيِّناتٍ ••• أصحابها أدعياءُ
• فإن زعم أنها نظرية فهذا موضع إشكال؛ إذ ما من نظريِّة إلاَّ ولا بد أن تقترن بقرائن تشهد لها، وإلاَّ فإنَّ كثيراً منها عند التمحيص لا يعدو عن كونه خرافة أو أسطورة.
• ذلك أنَّه ليس من إنسانٍ قد تعمَّق في بطن الأرض وانتهى إلى مركزها، وحسب أثناء رحلته طباقها، ولا يقول بهذا أحدٌ من العالمين!
• ثم إنَّ مما يقوِّي الظن ببطلان هذه النظرية - بصرف النظر عن مناقضتها لأدلة الشرع - أنه لا يحصى كم من نظرية أو خبر أطلقه هؤلاء الفرنجة ومن نحا نحوهم ثم تبيَّن بعد حين أنهم غالطون فيما زعموا؛ إما لكذبٍ اجترؤا عليه، وإما لخطأٍ في الحساب والتقدير والخرص؛ وهذا كثير وارد، والتمثيل لهذا أكثر من أن يتسع له هذا المقال.
• ولعلَّكم قد سمعتم عن إنجازهم - وليست نظريتهم - الذي زعموه؛ وهو صعودهم على القمر فإذا أحد علمائهم يكذِّب ما زعموه جملةً وتفصيلاً، ليس اعتباطاً؛ بل بأدلِّة هم أول المؤمنين بها.
• أضف إلى ما تقدَّم جهل الإنسان بكثير مما خلق الله عزوجل في هذا الكون، وما زال هؤلاء الفرنجة يجهلون كثيراً من الأمور التي على ظهر الأرض بلْه باطنها بلْه المغيَّب منها.
• فأين سدُّ يأجوج ومأجوج؟ وأين جزيرة الدجَّال؟ وأين عرش إبليس؟ وأين الدواء الناجع لمرض الإيدز الخبيث - أجارنا الله وإياكم منه ومن أسبابه -؟! وأين علاج السكري؟ وما خبر مثلَّث برمودا الذي زعموه، والله أعلم بحاله، وما خبر الأطباق الطائرة؟؟
وأين، وأين، وأين؟
• وأما خطؤهم في الحساب فكذلك حدِّث ولا حرج؛ فكم من صاروخ ذكي قد أطلقوه، وحدَّدوا هدفه (بدقَّةٍ متناهيةٍ) فإذا به من أغبى صواريخهم، أصاب الجار وتخطَّى الهدف، أو ضلَّ ولا يعرفون له خبراً!!
• ولعلكم سمعتم بخبر انفجار مركبتهم (تشالنجر) = التحدي!، الذي أطلقوه فانفجر خاسئاً، وبطل التحدِّي، وصارت أثراً بعد عين .. أمام عدسات المصوِّرين!
• وأما جهلهم بكثير من الظواهر الكونية (الجيولوجية وغيرها) فهذا حدِّث به ولا حرج؛ فمثلاً: كم هي قدرتهم على معرفة الزلازل والبراكين والفيضانات قبل وقوعها، وفي فيضانات أوربا القريبة خير برهان.
• وأما غلطهم في سنِّ القوانين الجنائية وغيرها، مما يحكم معاملة الناس بعضهم مع بعض وإعراضهم عن حكم الله؛ ثم ما أعقب ذلك التشريع من كوارث ومصائب = فهذا معلومٍ جليٌ واضح، وكم سمعنا وقرأنا تحسُّر هؤلاء على ما وصل به حالهم ...
• قال أبو عمر: لا ننكر أنَّ الإنسان قد أوتي من العلم في هذه العصور المتأخرة ما سبق به الزمن - إن صح التعبير - لكن سمة الجهل لاصقة به؛ لإنه إنسان جهول ضعيف.
• ولا ننكر أنَّ هؤلاء الفرنجة قد أصابوا في كثيرٍ من دراساتهم العلمية التطبيقية الواقعية.
• لكن الكلام على نظريَّاتهم المظنونة، البعيدة عن الاستهداء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلَّم.
• ثم أنهم أصحاب مادة وحسٍّ؛ لا يؤمن أكثرهم بالمغيَّبات - كالملائكة والجن (والله عزوجل) - فتراني أحاكمهم إلى ثوابتهم ومنطلقتهم المادية؛ فلا أصدِّقهم فيما زعموه إلاَّ ببرهانٍ مادي واضح، فلا أخدع نفسي وأغمض عيني عن وهاء تلك القرائن.
• فإن أصرُّوا على كون هذه نظريات إن لم تصدَّق فلا تكذَّب على أقل الأحوال فإني أطالبهم بمثل هذا في إنكارهم للجن (وتلبُّسه بالإنسي) أو الملائكة أو عذاب القبر ونعيمه أوأكبر شيءٍ (وهو الله عزوجل) أو .. أو .. ؛ أمور كثيرة قد دلَّت عليها القرائن والآيات الكونية - دعك من الآيات الشرعية - ولا يؤمنون بها.
• بل إنَّهم ينفجرون ضحكاً واستخفافاً بعقول من آمن بمثل هذه الخرافات والأساطير؛ تعالى الله عن إفكهم علواً كبيراً.
• ثم أضف إلى جميع ما تقدَّم أنَّ الله يشاء بحكمته إبانة بعض ما كان خفياً في الأزمان السابقة ثم يظهر بأدلة الحس صحة ما ذكره في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر فرناً، وهو ما يطلق عليه البعض بـ (الإعجاز العلمي) في القرآن، مع صرف النظر عن صحة ذا الإطلاق، وهذا مما يؤيِّد كذبهم في هذه النظرية.
•• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه: فأستخلص مما تقدَّم أنه ما من نظرية يطلقها هؤلاء إلاَّ ونسبة الخطأ فيها وارد، ثم تصير نظريتهم غلطاً قحاً خالصاً بورود النص من الكتاب أو السنة الصحيحة.
• ولقد كان من الأسلم للمرء المسلم أن لا يكذِّب بما يطلقه هؤلاء إن لم يكن منافياً لنقلٍ ولا لعقلٍ وقد قارنته القرائن الصحيحة؛ أما حين وجود النص فلا كلام في بطلان ذي النظرية، ولا نؤمن بها ولا كرامة.
• قال الله عزوجل: ((وقد كفروا به من قبل (ويقذفون بالغيب من مكان بعيد) • وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فُعِل بأشياعهم من قبل إنِّهم كانوا في شكٍ مريبٍ)).
• وانا بانتظار اشكالاتكم - إن كانت ثَمَّة - أيها السادة!
والله تعالى أعلم، والحمدلله رب العالمين.
• الحلقة القادمة: الكلام على فِرية (العصر الحجري والديناصورات)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/293)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 10 - 02, 12:38 ص]ـ
• قال أبوعمر السمرقندي رضي الله عنه: هذه تتمَّاتٌ أردت إتحافكم بها؛ من باب التوثيق والزيادة:
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/ 595):
((وقد خلق الله سبع أرضين، بعضهن فوق بعض؛ كما ثبت فى الصحاح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من ظلم شبراً من الأرض طوِّقهُ من سبع أرضين يوم القيامة))، وقد ذكر أبو بكر الأنبارى الإجماع على ذلك، وأراد به إجماع أهل الحديث والسنة)).
• وقال ابن القيِّم في كتابه حادي الأرواح (ص/374 - 377):
((و قد ذكرنا في أول الكتاب جملة من مقالات أهل السنة والحديث؛ التي أجمعوا عليها؛ كما حكاه الأشعري عنهم.
ونحن نحكي إجماعهم كما حكاه حرب - صاحب الإمام أحمد - عنهم بلفظه.
• قال في مسائله المشهورة: هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة، المتمسكين بها، المقتدى بهم فيها، من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز و الشام و غيرهم عليها.
• فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
• قال: وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم، وعبد الله بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم، ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم، وكان من قولهم: ... [ثم ساق معتقداتهم، ومنها قال:] ...
• وخلق سبع سماوات؛ بعضها فوق بعض، وسبع أرضين؛ بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام ... )) الخ كلامه.
• وفي كتاب الشيخ حمود بن عبدالله التويجري الموسوم بالصواعق الشديدة (ص/138):
((قال الشيخ محمد بن يوسف الكافي في كتابه (المسائل الكافية في بيان وجوب صدق خبر ربِّ البريَّة): المسألة التاسعة عشرة: الأرض عقيدة المسلمين فيها أنها سبع أرضين؛ واحدةٌ تحت واحدةٍ، كما أنَّ السماء سبع واحدةٌ فوق واحدةٍ.
فمن قال واعتقد أنها واحدةٌ، لا تعدُّد فيها يكفر؛ لتكذيبه الله تعالى في خبره: (الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهنَّ)، ولتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في خبره أيضاً ... )).
• قال أبو عمر رضي الله عنه: الكفر يكون بعد قيام الحجَّة، وهي بالغةٌ شرعاً بسماع الأدلة وفهمها، فمن تولَّى بعد ذلك فيولَّى ما تولَّى من الكفر الصريح.
• قال أبو عمر: ولعلِّي أستأنف الحلقة القادمة بالكلام على كون السموات سبع، وانَّ من قال بخلافه فقد كفر بالله العظيم، فإلى لقاء،،
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 02, 07:03 م]ـ
للرفـ:) ـــــــع.
ننتظر المزيد بارك الله فيك.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 10 - 02, 10:58 م]ـ
أخي الفاضل: الأزهري السلفي .. وفقه الله وبارك فيه
لعل ذلك بعد يومين أو ثلاثة بعون الله تعالى؛ فإني مشغول الآن عن تحرير وكتابة الحلقة القادمة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 10 - 02, 09:20 م]ـ
أخي الكريم الفاضل عفا الله عنك .... أرجوا ان يتسع صدرك لهذه المداخلة فالحق ابلج وأحق ان يتبع ......
فحتى نكون اهل حديث فلابد حال حكمنا على شي ان نحكم بانصاف وروية فقولكم بارك الله فيكم:
((• هل كان الناس يجهلون نظرية الجاذبية؛ بمعنى: أن الأرص قد خلق الله - جل وعز - لها طبيعة تجذب الأشياء إليها؟
• أقول: هل كانوا يجهلون ذلك حتى وهب الله (نيوتن) علماً لم يؤتَهُ أحدٌ من العالمين، وذلك - فيما زعموا - حين جلس هذا الذكي الخطير ذات يومٍ تحت شجرة تفاح فسقطت تفاحة على أمِّ رأسه؛ فانفتق ذهنه الوقَّاد على أمرٍ كان الناس عنه في غفلة؟!
• الجواب في منتهى البساطة: كلا .. قد علمه الأقدمون؛ لكنه نظَّرها بجعلها قاعدةً)) ....
أخي الحبيب اتمنى ان تقرأ نظرية نيوتن الاولى والثانية ... فهي ليست فقط اكتشاف للجاذبية بل لمركزها وقد حسب الجاذبية حتى اخرج نسبتها المعروفة والتى عن طريقها تمكن الانسان من التغلب على مقاومة الجاذبية والسباحة في الهواء ..... فأرجوا منك ان لاتنسف علما عظيما بجرة قلم فهو علم كبير له حساباته وله منافعه ولم يكن معلوما ابدا حتى اتي هذا الذكي نيوتن وأكتشفها وقرر نسبتها وهي 2.5 من المائة وللعلم فله قوانين كثيرة تدرس الى الان .... فأرجو التروى قبل النقد لانك تنقد امر علمي معلوم له خطره وفوائده التى نعيشها حال عصرنا هذا ...
أما قولك ((• وهل كان الناس يجهلون نظرية الثقل والكثافة و ... الخ = حتى جلس (أرخميدس) يوماً في حمامه (البانيو) – أكرمكم الله بطاعته - فصاح: وجدتها؛ ثم أباح عن كنز عظيم، وعلم خطير لم يكن عند أحدمن الأولين، وهي نظريته.
ويحك ... ماذا وجدت، لم تجد شيئاً يا مسكين! إذ متى كان مفقوداً فتجده؟!، إنك يا (أرخميدس) قعَّدت ولم تجد! وهذه فضيلة في حدِّ ذاتها)).
فأقول نعم لقد كشف أرخميدس قانون الكثافة ولم يكن معلوما من قبل وله الفضل بعد الله في كثيرا مما نعيشه الان ...
وقولك ((•• وهل كان الأقدمون يجهلون نظرية الانكسار حتى جاء من كشف النقاب عنها، ما أدري من هو .. أظنه ابن الهيثم؟!)).
للحسن بن هيثم رحمه الله قاونين متعلقة بالبصريات كثيرة وفذة ومنها قانون الاشعاع وانعكاسه من الاجسام وتقسيم الاجسام الى مضيئة وعاكسه ومن قوانينه قانون الانكسار وهو نافع جدا ويدل على ان كثافة الوسط الذي يمر به الضوء تؤثر على انعكاسه على النظر.
أخي الكريم ..... الحكم على الشي فرع عن تصوره .......
والله الموفق ,,,,,,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/294)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 10 - 02, 11:27 م]ـ
أخي الفاضل: المتمسِّك بالحق، جعلني الله وإياك من أهل الحق المتمسِّكين به القائمين عليه ..
فأشكرك كثيراً على هذا التعقُّب الذي أرجو من الله تعالى أن يثيبك عليه، لأمرين:
1 - الأول: لنصيحةٍ أسأل الله أن يوفِّقني للعمل بها حتى لقائه، وهي قولك: (أرجوا ان يتسع صدرك لهذه المداخلة فالحق أبلج، وأحق ان يتبع).
فأسأل الله تعالى أن يبصِّرنا بالحق دوماً ثم يوفِّقنا لاتباعه أبداً.
2 - الثاني: ما ذكرته ههنا من التعقُّب سديد، وهو حقٌّ لا مرية فيه، وقد سبقك إليه الأخ الفاضل: الأزهري في المقالات المدوَّنة فوق؛ لكن بأسلوب أشدَّ لطافة.
وأعيد لك ما ذكرته لأخي الفاضل: الأزهري من جواب ليس فيه تأييد للخطأ الذي وقعت فيه؛ بل لتوضيح عذري من إيراده.
ذلك أنَّ أخاك أبا عمر - عفا الله عنه - قد ذكر أمراً وأراد التمثيل له؛ ولكن - وكما لمَّحتَ - لقصوره عن تصوِّر ما ذكر كان حكمه غلطاً في الحكم، وهذا سواءٌ في قضية نيوتن أو ابن الهيثم أو أرشميدس أو غيرها من الأمثلة.
والذي كنت أريد تقريره بهذه الأمثلة الخاطئة - إن كانت غلطاً - هو بيان أنَّ بعض النظريََّات تنسب إلى أناس قد يكون هناك من سبقهم إليها.
والذي كنت أؤكده وما زلت: أنَّ كون الإنسان ينسبُ نظرية اكتشاف الجاذبية - هكذا بإطلاق - إلى نيوتن أنَّ هذا غلط؛ ذلك لأنَّ الناس كانوا يعلمونها، لكن الفضل بعد الله لنيوتن هو ما تفضلتما به - أنت والأزهري - من كونه استفاد منها بتطويرها، من جهة التطبيقات والتفريعات.
وكذا الشأن في ابن الهيثم، وكذا في سائر الأمثلة، عدا أرخميدس، فالحق ما ذكرتماه.
فالقضيَّة التي مثَّلت لها - وإن كان فيها شيءٌ من الإبهام - هي أصل النظريَّة لا تفريعاتها وتطبيقاتها المتطوِّرة عنها!!
أخوي الفاضلان .. أرجو أن يكون في هذا توضيح لما ذكرت؛ فإن كان في ذا التوضيح غلط أو مغالطة، فأخوك يتَّسع صدره - بعون الله - لقبول ما يوضِّحه منكما أو من أخ آخر من روَّاد ذا الملتقى.
وجزاكما الله خيراً على الإفادة والتفاعل، وبالله تعالى التوفيق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[09 - 10 - 02, 11:14 م]ـ
[ FONT=Traditional Arabic]• قال أبو عمر السمرقندي:
قد تأجَّل موعد الحلقة القادمة لأيامٍ أُخر؛ لبحوثٍ وحقائق مذهلةٍ وقفت عليها؛ تدعوني إلى مزيد تريُّثٍ ورويَّة في النظر وتحرير المقال!
• ذلك أنِّي قد أفجِّر مفاجأةً في الحلقة القادمة (العصر الحجري والديناصورات)؛ قد لا يكون سمع بها كثير من الناس - وأخصُّ - منهم المفتونين بالفرنجة، القاذفين بالغيب من مكان بعيد.
• تلك هي أنَّني قد وقفت على أمرٍ عجيب!
• وهو: أنَّ نظريَّة النشوء والارتقاء المنسوبة إلى (داروين)، وقد تقدَّمت الإشارة إليها في معرض التمثيل لما أُحدِث من النظريَّات في هذا العصر، ونُسِبَ إلى بعض العصرانيين، ولا يُعْرَفُ له قائلٌ سلفاً = أقول: هذه النظريَّة قد ثبت لديَّ أنها ليست حديثة ولا جديدة؛ بل هي قديمة، بل قديمة جداً جداً، داخلةٌ في أعماق التأريخ إلى وقت فلاسفة اليونان.
• وأنَّ بعض من ينسبُ إلى المسلمين – من أكابر العلماء الأقدمين – يميل أو يكاد – إلى تصديق هذه النظرية؟!
• وأنَّ أحد علماء الطب - من المسلمين المعاصرين – المشهورين ببحوثهم الشرعيَّة = يميل كذلك – أو يكاد - إلى تصديق هذه النظرية، بل تأييدها بالبراهين؟!!
• قال أبو عمر: فصار الكلام على (إنسان العصر الحجري) قاتله الله وأبعده = مضنياً على هذا الوجه، نسأل الله الإعانة والتوفيق مع كثرة صوارف الزمن وشواغله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/ FONT
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[18 - 10 - 02, 05:46 م]ـ
لله درُّك يا أبا عمر، قد والله أجدت التقرير، وأحسنت التحرير، ولا يضرُّ تأصيلك إذ أحكمته، ألاَّ تصيب في مثلٍ تمثَّلته.
فامضِ في رعاية الله وتوفيقه، غير محروم عملك الجليل، وثوابه الجزيل، بمنَّة المنّان تعالى
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 06:08 م]ـ
أوافقك أخي:
ولقد لمحت لأخينا بذلك وصرحت , على الملأ وفي الخصوص.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 06:21 م]ـ
أخواي الكريمان الفاضلان:، والأزهري السلفي ... بارك الله فيهما
أشكركما على طيب إشادتكما، وأسأل الله التوفيق لنا ولكم فيما نقول ونفعل.
وما منعني من الكتابة طيلة الأيام الفائتة غير شواغلٍ وصوارفٍ وبحوثٍ لابد منها، وأما سلسلة الرد السديد فلم أفرغ بعدُ من تبييض مسودات الحلقات الآتيات، وأهمها حلقتان: العصر الحجري والديناصورات، والقول بدوران الأرض أو ثباتها.
نسأل الله الإعانة والإثابة.
ومرَّةً أخرى: جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 02:00 م]ـ
• قال أبو عمر السمرقندي:
أؤكِّد ما تقدَّم ذكره في القاعدة الثالثة؛ وهي: أنَّ بعض النظريات العلمية التطبيقية المنسوبة إلى بعض المتأخرين؛ كنيوتن وغيره قد سبق إليها في وضع أصلها وأُسسها، والفضل إلى المتأخرين هو التطوير والتفريع.
• والذي دعا إلى هذا التأكيد والإعادة = بحثٌ وقفت عليه في مجلة الإعجاز العلمي، العدد (13)، الصادر من رابطة العالم الإسلامي، عن: أبي الريحان البيروني.
• وفيه: أنَّ أوَّل من تكلَّم في نظرية الجاذبية هو البيروني، المتوفى (1048 م)، وأنَّ ما نُسبَ إلى نيوتن، المتوفى سنة (1727م) = فهو خطأ تاريخي، وأيَّد هذا أحد علماء الغرب، وهو كارل بوير.
تنبيهٌ هام جداً: رجاااااءً ... قبل الهجوم بالتعقيب، أرجوا قراءة الكلام كله من أوله لآخره، وخاصة جملة (في وضع أصلها وأُسسها، والفضل إلى المتأخرين هو التطوير والتفريع) فإنها تزيل بعض الإشكالات عند بعض الإخوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/295)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 06:20 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أين الجديد يا شيخ أبا عمر؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 12 - 02, 06:55 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ: الأزهري السلفي ... وفقه الله وبارك فيه
ذهب الجديد مع العيد: D
هناك الكثير من الجديد؛ لكن المشكلة أنَّه مسوِّدات بقيت محبوسةً في (أرشيف الوورد)، حبسته شواغل رمضان والعيد.
ولعلَّ الله ييسِّر وقتاً - مع ضيق الوقت - لتبييضه وفسحه.: D
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 01 - 03, 10:01 م]ـ
للفائدة .. ولا جديد؟ !
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[21 - 02 - 03, 04:10 م]ـ
للإفادة.
عجل الله بالفرج.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 03 - 03, 02:54 م]ـ
ما سبقت به السنة النبوية (((أصل))) نظرية مندل في الوراثة:
http://islamweb.net/pls/iweb/misc1.Article?vArticle=30298&thelang=A
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 08:03 م]ـ
أين بقية البحث مما له علاقة بالديناصورات وبدوران الأرض؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 08:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
طال انتظاري أخي أبا عمر
يسر الله لك إتمامه
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 12 - 03, 07:48 ص]ـ
أخي المفضال الأزهري السلفي ... بارك الله في وفيك بمننه وأفضاله
مرت عليَّ ظروف حبستني عن التحرير.
وإلا فإن عندي مقالات مسودة لبعض الحلقات.
منها: الكلام على الديناصورات وإنسان العصر الحجري ... الخ
أسأل الله تعالى التوفيق لطاعته.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:30 ص]ـ
أسأل المولى جلّت قدرته أن يمدك بالعون والتوفيق ..
حقاً أنه جهد جبار ,, وتحرٍ ودقة تدعوا للانبهار
فلا نقول إلا أنك أحسنت الاختيار ,, وأتقنت غربلة وتمحيص الأخبار.
وقد والله أعجبني فيها قوة الطرح ,, وأرى أنك قد داويت بها الجرح.
من حقك على الإخوة أن يدعوا لك بالتوفيق التسديد ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 02 - 05, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعه ... وبعد
لمَّا رأيت الوعد قد طال وتمهَّل أوانه أردتُ أن أُجمل الكلام على قضية الديناصورات والعصر الحجري وإنسانه على نقاطٍ يأتي بيانها بعدُ إن شاء الله تعالى:
(1): أولاً: ما يذكره هؤلاء من وجود حيوانات ضخمة اسمها العام هو (الدينصورات) ليس عليه دليل مشاهد (حي) في خبر الأوائل أو خبر صحيح صريح من الوحي = غير آثار عظامٍ بالية وأحافير حفظتها التربة عبر السنين - على ما زعموا -.
إذن .. فالدليل الوحيد على وجود هذه الحيوانات ومعرفة خصائصها (من آكلات اللحوم أو الأعشاب)، وتحديد أو تقريب أعمارها، وأزمنة عيشها وأماكنها هو الاعتماد على بعض الحسابات والتحاليل على تلك الأحافير المزعومة!
(2): ثانياً: لا ينبني شيءٌ على إثبات هذه المخلوقات المزعومة ((من حيث الجملة)) أونفيها من جهة الشرع (لو خالفته) إلاَّ التخرُّص بالغيب والقذف بالظن، والظنُّ أكذب الحديث!
وهذا مثل الكلام على الحيوانات الأسطورية في قصص الأمم باختلاف أجناسها، كالفرس الطائر ذي القرن الوحيد، وعروس البحر، وغير ذلك.
(3): ثالثاً: أما من جهة العقل فوجود هذه المخلوقات (ممكن).
وفي سنن الكون فالله على كلِّ شيءٍ قدير، ويخلق ما يشاء ويبيد، سبحانه فعَّالٌ لما يريد.
لكن .. ثمَّة أمور كثيرة تُثبت الكذب في (التفاصيل) التي يذكرها هؤلاء = مما قد يزعزع الثقة في إثبات الأصل (وهو وجود هذه المخلوقات من حيث الجملة).
@ فإنَّ هؤلاء القوم يذكرون تفاصيل عن هذه المخلوقات وما عاصرها مما فيه مخالفة صريحة لنصوص الوحيين بل كل الشرائع السماوية.
مثل ما يذكرونه من تفاصيل عن إنسان العصر الحجري وأصله وطبيعته وصفاته، ومثل ما يذكرونه من طول الحياة في هذه البسيطة، وتقسيمها إلى حقبٍ جيولوجية، وحساب أعمارها بملايين السنين؟!!
@ قد يعترض بعض الناس (بل كثيرٌ منهم) بأنَّ إثبات مثل هذه المخلوقات وتفاصيلها صار من قبيل التواتر الذي لا يمكن تكذيبه أوردُّه، بعد أن دلَّ عليه الحسُّ المشاهد، وهو ما تبقَّى من الأحافير والعظام البالية لها.
فالجواب .. أنَّ الكذب والتفنُّن فيه عند هؤلاء القوم مضربُ مثلٍ لمن (تثقَّف!) وتابع بحوثهم في هذا الأمر.
@ فإنهم لو ظفروا بشيءٍ من العلم المدرك بالحس قدر شبرٍ زادو عليه أذرعاً بل أمتراً من الظن والتخرُّص، ثم تختلط أصل الحقيقة بباطل تفاصيل الخرص والظن الكاذب.
وكم رأينا وسمعنا وقرأنا تخبُّطهم في إثبات بعض التفاصيل أو نفيها، أوذكر صفات بعض المخلوقات
، بل ظهور كذب بعض ما زعموا أنها هياكل لبعض هذه الدينصورات = فظهرت مقالات وفضائح في بعض المتاحف العالمية التي تثبت زيف بعض هذه الهياكل وأنه لاحقيقة لها!
إلى غير ذلك مما يزعزع الثقة في هؤلاء الذين يُنظر إليهم بكثيرٍ من الثقة والمصداقية والنزاهة في البحث والتنقيب.
أضف إلى ذلك أنَّ كثيراً من هؤلاء الجيولوجيين وعلماء التنقيب والأحافير ملاحدة لايؤمنون بما في الكتب السماوية التي إن لم يكذِّبوا بما فيها من أخبار تخالف بحوثهم المتخرَّصة فإنهم لايولون لها اهتماماً، إلاَّ قليلاً.
@ والخلاصة: أنَّ إثبات هذه المخلوقات ((من حيث الجملة)) إن ثبتت تلك الأحافير المزعومة لا يخالف الشرع، لكن يقتضي العقل إثباتها؛ لأنه حسٌّ لا يدفع.
@ وننتظر إفادة الأخوة في هذه الجملة التي أحببت الإسراع بها لطول العهد بالوعد.
وبارك الله فيمن أفاد بعلمٍ فنفع، أو سكت عن لغوٍ فانتفع.
@ يتبع إن شاء الله تعالى الكلام على إنسان العصر الحجري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/296)
ـ[أبوالأشبال]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:55 ص]ـ
• قال أبوعمر السمرقندي رضي الله عنه: هذه تتمَّاتٌ أردت إتحافكم بها؛ من باب التوثيق والزيادة:
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (6/ 595):
((وقد خلق الله سبع أرضين، بعضهن فوق بعض؛ كما ثبت فى الصحاح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من ظلم شبراً من الأرض طوِّقهُ من سبع أرضين يوم القيامة))
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أبا عمر، زادك الله توفيقا و علما و رفع قدرك في الدنيا و الآخرة
و لي سؤال بارك الله فيك،
ألا يمكن التفريق بين طبقات الأرض المكتشفة من طرف الجيولوجيين و طبقات الأرض – الأرضين السبع – المذكورة في الكتاب و السنة و الأولى مما اكتشفه العلم التطبيقي و الأخرى من الغيب الواجب الإيمان به كما وجب الإيمان بما جاء في حيث أبي ذر
يا أبا ذر هل تدري أين تذهب الشمس إذا غابت فإنها تذهب حتى تأتي العرش فتسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيأذن لها وكأنها قيل لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك مستقرها
و جزاكم الله خيرا
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 03:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
وقد وقع في يدي كتاب للدكتور الدفّاع - أستاذ في جامعة الملك فهد بالظهران - عن سبق المسلمين في كثير من النظريات التي ادعّاها الغرب .. أعلم أن مداخلتي ليست في صلب الموضوع لكن من باب الفائدة لا عدمنا فوائدكم أخي أبا عمر ,, (وددت لو قلت شيخ لكني أعلم أنكم لا ترضونها)
حفظكم الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 02 - 05, 01:45 م]ـ
الأخ الكريم الحبيب والشيخ الاديب الأريب / أبو عمر السمرقندي.
أخي الحبيب قد قدمت وأخرت وترددت كثيرا في صوغ هذا الرد ورسمه، غير اني أجد نفسي ادفع دفعا للتعقيب، و أنت واجد في ثنايا هذا التعقيب عتاب المحب للحبيب فلا يكن في نفسك شئ وأصبر على لوم المحب.
أخي الحبيب كنت قد أستغربت تعريفك للنظرية والذي اسميتها بناء عليه (هرطقات) لكن أثرت عدم الرد في حينه لأسباب خاصة من اهمها حبنا لكم والرغبة في الحفاظ على حبل الوداد وبقاءه، ولكن مقالكم حول علم (الاحافير) والذي اكتشف عن طريقة وجود الديناصورات ضايقني كثيرا.
و الذي يظهر من كلامكم انكم تكذبون التفاصيل ولا تنكرون الأصل. ولم تبن - يارعاك الله - التشكيك في هذه النظرية على شئ معقول! رغم انهم قد قدموا دلائل لاتخفى وخاصة مع تقدم علم الاحافير في هذا العصر الأخير.
وهو علم كما تعلمون يدرس في جامعتنا وفيه كثير من المتخصصين من (المسلمين).
وعلى ما سبق سوف اصوغ هذا الرد:
أولا: تعريف النظرية.
قال الشيخ السمرقندي: (- أنْ يُعلَم معنى النظرية؛ وهي: أنها مشتقة من مجرَّد النظر، القابل للخطأ والإصابة.
• فهي خارجة إذن عن كونها أمراً محسوساً بالمحسوسات الخمس - السمع والبصر واللمس والذوق والشم -، من الأمور التي يشترك في إدراكها عامة الخلق؛ كالشمس فوقنا، والمطر يبلنا، وللأرض جاذبية تجذب الأشياء إليها، ... ونحو ذلك.
• وهي خارجة أيضاً عن نتاج البحوث العلمية المبنية عن تجارب واقعية ملموسة؛ ككثير من أبحاث الطب القديم (الشعبي) أو الحديث.
• وهي خارجة أيضاً عن المعادلات الحسابية المدركة بالعقل؛ كـ: 1+1= 2.
• فهي مجرد خاطر مبني على فكر سارح، وهي بالاتفاق قابلة للصواب والخطأ.) انتهى كلام الشيخ السمرقندي.
قلت قول الشيخ: (فهي مجرد خاطر) ليس بصحيح على الاطلاق فأذا كانت الفرضية وهي في درجة أقل من درجة النظرية من حيث الدلائل لاتقوم على الخاطر فكيف بالنظرية.
والنظريات يختلف صوغها من علم الى علم فالنظريات في علوم الحياة تحتلف عن النظريات في علوم الفيزياء.
ولهذا سوف نتكلم عن النظريات في علم الحياة (لانها هي التى تعرضت للهجوم).
النظريات في علم الحياة (أشبه ما تكون بتفسير لظاهرة معينة!). والنظرية في حقيقتها تنتج عن الفرضيات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/297)
أي ان العالم (المتخصص) يلاحظ ما يجري في الطبيعة اولا، ثم يسأل الاسئلة الثلاثة المشهورة: لماذا وكيف ومتى ثانيا، ثم يأتي ببعض (الفرضيات) التى قد تفسر الظاهرة ثالثا، ثم يقوم باختبار هذه الفرضيات رابعا، ثم يقوم باختيار الفرضية التى ثبتت في الاختبار خامسا، ثم يطلق النظرية سادسا.
هذه هي المراحل (التقريبية) لاطلاق النظرية في علوم الحياة والكون وهي تختلف عن استخراج النظرية في العلوم التجريبية الفيزيائية كما تقدم وسوف اضرب لهذا بعض الامثلة.
* مثلا نظرية الاستحثاث وهي داخلة في علم الفسيولوجيا physiology وهي من اجزاء علم الحياة البيولوجيا وهو متعلق بعلم الاعضاء لاحظ احد العلماء (ملاحظة) ان الخلايا المتجاورة تؤثر على تميز الانسجة في الجنين اثناء تكوينه (أي كل خلية تصع صورة الخلية المجاورة) وكانت نظرية ثم بعد سنوات جاء أحد العلماء المتخصصين ثم قام بتجربة تسمى (عدسة الضفدع) واثبت بطريق هذه التجربة صحة هذه النظرية، ثم جاء العلم الحديث واثبت صحة هذه التجربة عبر المشاهدة.
* مثال آخر: نظرية انفصال الأرض (أي ان الأرض) كان عبارة عن كتلة واحدة ثم انفصلت الى القارات المعروفة وهي نظرية مشهورة لم تكن ابدا قائمة على الخاطر! العابر! بل انها مبنية على العديد من الظواهر منها تشابه الحدود بين كل قارة وأخرى حيث يمكن عند تقريب القارات عبر الخريطة الاتصال رغم التباعد الكبير بينها، ومن هذه الظواهر التشابه الكبير بين البرين فتجد ان كثير من التكوينات الطبقية الموجودة في شاطئ افريقيا الغربي موجود في شاطئ امريكا الشرقي، الكائنات الحية ...... الخ.
هذه النظرية ليست مبنية على خاطر عابر بل على مجموعة من الظواهر الطبيعية.
* نظرية اثبات الكوكب (بلوتو) تم وضع هذه النظرية بناءا على ما لوحظ من اضطراب في مدار الكوكبين (أورانوس و نبتون) مما رجح وجود مؤثر في الجاذبية على الكوكبين فتم وضع نظرية وجود كوكب قريب منهما (ذي حجم متوسط) ثم جاء العلم الحديث وتم اكتشافه عبر التلكسوابات الهائلة.
أخي الحبيب لايمكن ان يقال أبدا عن (الفرضية) hypothesis أنها مجرد خاطر عابر فكيف يقال هذا عن النظرية theory بل الصحيح ان النظرية مبنية على مجموعة من الحقائق (حتى وان ثبت عدم صحة هذه النظرية). فلايمكن التهوين من شأنها.
أخي الحبيب العلم لايفسح المجال للدجالين ولا للكذبة ونحن أهل الاسلام احرى بهذه العلوم التى انتجناها من غيرنا.
أخي الحبيب اعتب عليك عدم وضوح موقفك من نظرية وجود الديناصورات (المبنية على مجموعة من الحقائق) و الاحافير الثابتة. لم تبين موقفك فأنت تقول ان اثباتها ليس له محذور عقدي وانت تقول ان الكذب وقع في أكثر تفاصيلها فهل انت معارض لهذه النظرية ام لا ام متوقف فيها!!
أخي الكريم هذه العلوم ليست مجموعة من الاكاذيب بل هي مجموعة من الحقائق والعلم ينتقل من الملاحظة ثم الفرضيات ثم النظريات ثم الاثبات ثم ما ينبى عليها من الاكتشافات الحديثة.
هلا تكرمت اخي الحبيب وسألت احد المتخصصين (المسلمين الثقات) في علم الاحافير وينبيك عن دقة هذا العلم عبر الادوات العلمية الحديثة (الفكرية كأدوات البحث وأركان التجربة) او (الحسية كادوات قياس مستوى الاشعاع والاختبارات الكيمائية وغيرها).
وأنا موقن انك ستغير الكثير من نظرتك لهذه النظريات. لان النظرة السليمة للشئ والتصور الصحيح له ينبغى ان ينبثق من داخله وعبره لا من فضاءه الخارجي.
أما قولك أخي الحبيب: (أنَّ كثيراً من هؤلاء الجيولوجيين وعلماء التنقيب والأحافير ملاحدة) فهذا الاحصاء الدقيق لايخرج من مثلكم لعلمي بأنكم أهل للتحرى والدقة.
ولي عودة بأذن الله لأن نهمتى لم تنقضى و النفاثات في صدري لم تنتهى، والله الموفق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:21 م]ـ
ألا يمكن التفريق بين طبقات الأرض المكتشفة من طرف الجيولوجيين و طبقات الأرض – الأرضين السبع – المذكورة في الكتاب و السنة و الأولى مما اكتشفه العلم التطبيقي و الأخرى من الغيب الواجب الإيمان به كما وجب الإيمان بما جاء في حيث أبي ذر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/298)
يا أبا ذر هل تدري أين تذهب الشمس إذا غابت فإنها تذهب حتى تأتي العرش فتسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيأذن لها وكأنها قيل لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك مستقرها و جزاكم الله خيرا
- أخي الفاضل المبارك ... أبوالأشبال .. وفقه الله
لاشكَّ أن الجمع أولى من ترجيح أحد القولين وإسقاط الآخر في كثير من التعارضات الممكنة، لكن ما طريقة الجمع بين ما يذكره هؤلاء وبين ما جاء في نصوص الشرع؟
_______________________________
وقد وقع في يدي كتاب للدكتور الدفّاع - أستاذ في جامعة الملك فهد بالظهران - عن سبق المسلمين في كثير من النظريات التي ادعّاها الغرب ..
- أخي الكريم الفاضل ... طلال العولقي ... وفقه الله
وددت بارك الله فيك لو ذكرت لنا طرفاً من هذا البحث.
ولو تفرَّغت لنقله كله بعدُ لكان في ذلك نفعٌ عظيمٌ جداً تشكر كثيراً عليه وأسأل الله أن يثيبك عليه جزيلاً.
______________________________________________
قلت قول الشيخ: (فهي مجرد خاطر) ليس بصحيح على الاطلاق فأذا كانت الفرضية وهي في درجة أقل من درجة النظرية من حيث الدلائل لاتقوم على الخاطر فكيف بالنظرية.
والنظريات يختلف صوغها من علم الى علم فالنظريات في علوم الحياة تحتلف عن النظريات في علوم الفيزياء.
ولهذا سوف نتكلم عن النظريات في علم الحياة (لانها هي التى تعرضت للهجوم).
النظريات في علم الحياة (أشبه ما تكون بتفسير لظاهرة معينة!). والنظرية في حقيقتها تنتج عن الفرضيات.
أي ان العالم (المتخصص) يلاحظ ما يجري في الطبيعة اولا، ثم يسأل الاسئلة الثلاثة المشهورة: لماذا وكيف ومتى ثانيا، ثم يأتي ببعض (الفرضيات) التى قد تفسر الظاهرة ثالثا، ثم يقوم باختبار هذه الفرضيات رابعا، ثم يقوم باختيار الفرضية التى ثبتت في الاختبار خامسا، ثم يطلق النظرية سادسا.
هذه هي المراحل (التقريبية) لاطلاق النظرية في علوم الحياة والكون وهي تختلف عن استخراج النظرية في العلوم التجريبية الفيزيائية كما تقدم وسوف اضرب لهذا بعض الامثلة.
.....
أخي الحبيب لايمكن ان يقال أبدا عن (الفرضية) hypothesis أنها مجرد خاطر عابر فكيف يقال هذا عن النظرية theory بل الصحيح ان النظرية مبنية على مجموعة من الحقائق (حتى وان ثبت عدم صحة هذه النظرية). فلايمكن التهوين من شأنها.
- أخي الكريم الفاضل .. المتمسِّك بالحق .. وفقه الله
أعترف أني أخطأت في التعريف بالنظرية، وأنَّ ما تعقَّبتَ به فهو الحق الذي لا محيد عنه.
فأشكر لك هذا التنبيه الهام، وإني لأعجب كيف كتبتُ هذا الكلام الخاطيء؟!
ولا بأس من توضيح مقصدي حتى يتبيَّن أني معكم في النتيجة وإن أخطأتُ في التعبير أو الوسيلة: ذلك أنَّ الخاطر الذي عبَّرتُ به لا يكون إلاَّ من معطيات رآها الإنسان أو سمعها أو حسبها ... الخ
فمن جلس تحت شجرة تفاح فرأى تفاحة سقطت عليه أتاه هذا الخاطر بعد حصول هذا الأمر ... الخ
- وإنما عبَّرت بالخاطر (وهو غلط لقصوره عن المراد والباسه) لكي أخرجه عن شيءٍ مشاهدٍ مسلَّم به لايحتاج إلى إعمال فكرٍ قد يخطيء إعماله.
- أما بالنسبة للتهوين من شأن النظريات فأنا هوَّنتُ ما يكون منها مصادماً لنصوص الكتاب والسنة أويشكك في بعض ما ذكر فيهما.
ومن ناحية أخرى لم أهوِّن من شأن سائرها بل بيَّنتُ أنَّها نظرية! وهي (قابلة للخطأ والصواب) فلا يسلَّم بها على أنها حقيقة لاشك في صدقها، فلا يحاجُّ الناس بها فيما يخالفها من الحقائق الثابتة، كبعض ما في الكتاب والسنة مثلاً، او ماحصل من التعارض بين أصحاب النظرية وغيرهم من أصحاب التخصُّص نفسه ولكلٍّ منهم دليله ومشاهداته حساباته.
وأما بالنسبة لموضوع الدينصورات فقد أجملت في التعقيب السابق أنَّ وجود أصلها قد يكون صحيحاً.
أما التفاصيل فإنها مبنية على أحافير ثم حسابات عليها وبعضها تخرُّصات =لا يمكنني التصديق المطلق بها لأنَّ ما يذكر ضمن تفاصيلها فيه مخالفة لبعض الحقائق ولعلي أفصِّل هذا الأمر بعدُ إن شاء الله.
وأما ماذكرته من سؤال أهل التخصُّص في هذا الأمر فقد قرأت لهم كثيراً ومازلت ولعلَّ قراءتي قاصرة لأني لست من أهل التخصُّص في هذا الأمر.
لكن على المعطيات التي ذكرتها يكون كلامي صحيحاً.
وما انبنى على باطل - لو كان باطلاً - فهو باطل.
وإني لأستحثَّكم - أخي المبارك - على مواصلة التعقيب، وخاصة ذكر ما قلت إنه من (الحقائق) التي تثبت تفاصيل ما يذكرونه عن الدينصورات.
وسيكون التحاور والاستفادة بناء عليها، وأشكركم كيراً على تعقيباتكم النافعة المفيدة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 02:45 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب الشيخ الفاضل أبا عمر السمرقندي، وفقه الله.
لم أقرأ الجديد بعد (!)، لكن جيت أبارك عودتكم إلى هذا الموضوع الجميل.
ويعلم الله، كم من مرة أردت أن أرفع الموضوع تذكيراً لكم.
جزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/299)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:14 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا أبا عمر السمرقندي .. البحث بديع و لغته ماتعة!
• ومنها النظرية التي افتراها: تشْارْلس دارْوين ( Darwin ) الإنجليزي الخبيث، وأحسب أنه يهودي مندسٌّ، الذي نظَّر: نظرية الارتقاء والتطوُّر للجنس البشري؛ إذ زعم أنَّ الإنسان كان يوماً ما يرقة سابحة ثم صعد فصار قرداً ثم تطوَّر فصار – تبارك الله – إنساناً سويَّاً.
قاتلك الله يا أفَّاك؛ أشهدت ذلك أم أُنبئت به من لدن خبير عليم، لا هذا ولا ذاك؛ إنما هو الدجل والاستخفاف بالعقول والأديان.
• قال أبو عمر رضي الله عنه: لن أستهلك الوقت في الردِّ على هذه الدويبة ومَن نحا نحوها؛ إذ لي حلقةٌ أفصِّل فيها الكلام على شيءٍ متعلِّقٌ بما طرحه هذا الدعي، وهو الكلام على خرافة العصر الحجري والديناصورات و ... بقية الهرطقات.
كان داروين نصرانيًا يؤمن بالكتاب المقدس - عندهم - و فيه أن الله خلق الإنسان خلقًا مستقلاً عن سائر المخلوقات .. و هو لم يتطرق لخلق الإنسان و إن كان لازم نظريته يؤدي لهذا القول الشنيع.
و ليس بعد الكفر ذنب!
و لكن للإنصاف فإن الرجل أوتي من جهة علمه - لا دينه - فالعلوم في ذاك الزمان كانت متخلفة جدًا و كان العلماء يظنون أن الدود و بكتيريا العفن تتولد من الجثث الميتة و أنه إذا وضعت خرقة بالية عليها بعض حبوب الذرة ستتولد منها الفئران .. و كانت لهم تجارب عجيبة في هذا المضمار!! ّ
و تأمل هذا القول للإمام شهاب الدين القرافي رحمه الله في الأجوبة الفاخرة ص133:
((و لقد بلغني أن بعض رسل المسلمين ناظر النصارى بصقلية، لأن "الأنبا رورا" آثر ذلك لما قدم عليه ؤسول ملك المسلمين، فجمع أعيانهم فقطعهم بقدح من الفول المسوس فكان يخرج لهم الفولة فيخرج سوستها و يقول أين أبو هذه؟؟، ثم يخرج أخرى فيقول أين أبو هذه؟؟، فبهتوا لعنهم الله، و ناهيك من قوم يقطعهم فولة مسوسة فإن سوس الحبوب بأسرها لا تتولد و إنما تُخلق كل سوسة داخل الحبة، و القشر مغلق عليها، و إنما تخرج من الحبة بعد خلقها)).
فوق هذا فقد كان داروين متأثرًا بالعالم الفرنسي - المعاصر له - لامارك الذي وضع نظرية في أن الأعضاء التي لا تستعمل تضمر بمرور الأجيال و الأعضاء كثيرة الاستعمال تتطور بمرور الأجيال، و دلل على ذلك بالزرافة التي كانت غزالاً لكن أكلها من الأشجار العالية أدى لهذا الطول في رقبتها!
و هي نظرية لم تثبت صحتها، فضلاً عن أن يكون لها أساس علمي!
ثم جاء اكتشاف الجينات و المادة الوراثية ليكنس كل هذا الهراء تمامًا.
لكن نظرية النشوء و الارتقاء ظلت رغم انهيار الاساس العلمي لها بعد أن طور معتنقيها أساسًا علميًا جديدًا لها يعتمد على وقوع الطفرات من خلال الشريط الوراثي .. و السبب هو أن هذه النظرية صارت المرجعية العلمية للإلحاد و إنكار وجود الخالق، رغم أن مؤلفها لم يكن كذلك أبدًا.
و لأنها أيدولوجية مهمة للكفر، فما زال هناك من يروج لها و يدافع عن صحتها باستماتة، بل و يدرسها لاطفالنا في المدارس الحكومية رغم تعدد الطعنات لها من جميع الجهات و تفنيدها المتكرر على أيدي كبار أهل العلم و التخصص.
و الله المستعان.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 02 - 05, 05:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبو عمر، وإضافة الأخ هشام عزمي مهمة. و لعلي اعود للكلام على دارون لاحقا ان شاء الله.
وأنا أقترح على الشيخ ابو عمر ان تكون مقالاته على قسمين قسم يكون فيه مناقشة لمسألة الاحافير او التعقبات وقسم يواصل فيه طرحه الممتع حتى لاينقطع.
وبالنسبة للكلام على علم الأحافير فهو طويل ولكن أسرد هذه المقالة وهي موجود في احد المواقع ثم احيل على الموسوعة العالمية التى طبعت على نفقة الامير سلطان ثم أكمل الكلام عليها حال عودتي للمنزل مساءا بأذن الله تعالى:
الأحافير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/300)
يطلق هذا اللفظ -في علم الجيولوجيا- على أي دليل مباشر يشير إلى وجود كائن يرجع عمره إلى أكثر من عشرة ألاف عام. وفي هذه الحالة تكون الحفريات هي بقايا التركيب الأصلي للكائن كالعظام وذلك بعد أن ملئت الأجزاء المسامية منها بالمعادن (كربونات الكالسيوم أو السليكا) التي ترسبت بفعل المياه الجوفية. ومن ثم فإن عملية الترسيب هذه تحمي العظام المتبقية من نفاذ الهواء إليها، فتجعلها أقرب ما تكون إلى الحجارة. كما قد تكون الحفريات مادة أصلية مثل الخشب الذي تم استبداله بمادة معدنية. وفي حالات أخرى تكون الحفريات هي بقايا من الكربون حفظت نفس شكل تكوين الكائن الأصلي. كذلك قد تعد من الحفريات القوالب والأشكال الطبيعية التي تتكون عندما تتحلل الأجزاء الصلبة من الكائنات بفعل المياه الجوفية، وحيث إن التجاويف الناتجة هي الأخرى قوالب طبيعية فإنها تمتلئ بالرواسب الصلبة وتتشكل من خلالها أنماط مكررة أو نسخ من الأشكال الأصلية.
وكذلك من الحفريات آثار الأقدام والأصابع التي تظل بدون تغير وتكون محفوظة في التربة المجمدة وبحيرات الأسفلت والمستنقعات.
وهناك أيضا الحشرات التي تحجز في المادة الصمغية الخاصة بأشجار الصنوبر القديمة ثم تتصلب وتأخذ الشكل الذي يعرف الآن باسم الكهرمان.
ومن الحفريات أيضا البقايا الحفرية التي غالبا ما تحتوي على قشور الأسماك وأجزاء أخرى صلبة من حيوانات التهمت. وعلى الرغم أن الملاحظة لعملية تحجر الكائنات كانت مستمرة على مر العصور، إلا أن تاريخ تسجيل أول تفسير علمي دقيق للحفريات يرجع إلى القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، وذلك عندما سجل علماء الطبيعة المسلمون نتائج ملاحظاتهم واستدلوا بها على نظريتهم في تغير سطح الأرض على مدى الأزمنة التاريخية الجيولوجية الفائقة الطول اللازمة، كما استرشدوا بها في دراستهم لعمليات الترسيب وتحجر الفتات الصخري. فذكر ابن سينا في كتابه الشفاء ما نصه:"وإن كان ما يحكى من تحجر حيوانات ونبات صحيحا فالسبب فيه شدة قوة معدنية محجرة تحدث في بعض البقاع البحرية أو تنفصل دفعة من الأرض في الزلازل والخسوف، فتحجر ما تلقاه. فإنه ليس استحالة المياه، ولا من الممتنع في المركب ات أن تغلب عليها قوة عنصر واحد يستحيل إليه. لأن كل واحد من العناصر التي فيها، مما ليس من جنس ذلك العنصر، من شأنه أن يستحيل إلى ذلك العنصر، ولهذا ما يستحيل الأجسام الواقعة في الملاحات إلى الملح. والأجسام الوقعة في الحريق إلى النار".
أما البيروني فقد ذكر في كتابه "تحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن" علة وجود العظام في الآبار والحياض بقوله: " ... فهذه بادية العرب وقد كانت بحرا، فانكبس حتى إن آثار ذلك ظاهرة عند حفر الآبار والحياض بها، فإنها تبدي أطباقا من تراب ورمال ورضراض ثم فيها من الخزف والزجاج والعظام ما يمتنع أن يحمل على دفن قاصد إياها هناك، بل تخرج منها أحجارا إذا كسرت كانت مشتملة على أصداف وودع، وما يسمى آذان الأسماك: إما باقية فيها على حالها، وإما بالية قد تلاشت، وبقي مكانها خلاء متشكلا بشكلها".
ويستدرك ابن سينا في الشفاء في تعليل وجود الحيوانات المائية في أعالي الجبال فيقول: "فالجبال تكونها من أحد أسباب تكون الحجارة والغالب أن تكونها من طين لزج جف على طول الزمان، وتحجر في مدد لا تضبط، ... " ويضيف مبينا القيمة العلمية للأحافير الصدفية لأنها تعطي الدليل على أن المكان الذي وجدت فيه كان مغمورا تحت الماء فيقول: " ... فيشبه أن تكون هذه المعمورة، قد كانت في سالف الأيام غير معمورة، بل مغمورة في البحار، فتحجرت إما بعد الانكشاف قليلا قليلا في مدد لا تفي التأريخات بحفظ أطرافها، وإما تحت المياه لشدة الحرارة المختلفة تحت البحر، والأولى أن يكون بعد الانكشاف ... ولهذا يوجد في كثير من الأحجار إذا كسرت أجزاء الحيوانات المائية، كالأصداف وغيرها، ولا يبعد أن تكون القوة المعدنية قد تولدت هناك، فأعانت أيضا".
وتزودنا الحفريات بصفة عامة بسجل للتغيير الهائل الذي امتد عبر ثلاثة بلايين سنة من الزمن الجيولوجي. وعلى الرغم من الاحتمال القائم بأن الكائنات العديدة الخلية كانت منتشرة في بحار العصر ما قبل الكمبيري، إلا أنها كانت كائنات ناعمة الملمس جدا بحيث إنها تصبح غير مناسبة لأن تتكون منها حفريات. ومن ثم فإن العصر ما قبل الكمبيري قد خلف لنا بقايا نادرة. إلا أن هذه البقايا قد زادت بصورة غير محدودة مع وجود المحارات الصلبة وأجزاء هيكلية من الجسم بحلول العصر البلوزيكي منذ 570 مليون سنة خلت. وقد استخدم علماء الجيولوجيا في القرن التاسع عشر هذه الثروة من الحفريات لوضع تقسيم زمني لآخر نصف بليون سنة.
وهذا هو موقع الموسوعة العالمية وفيه الكلام على علم الأحافير الذي يسمى في الاصطلاح: (البليونتولوجيا):
http://www.mawsoah.net/maogen.asp?main2&articleid=073070_0
وهناك العديد من المؤتمرات تقام سنويا حول علم الأحافير ويعرض فيه ما استجد حول هذا العلم سوف احاول الوصول الى بعضها. وقد طلبت من بعض الاخوة المتخصصين في بعض الجامعات تزويدي بآخر الابحاث والتطورات حول هذا العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/301)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 02 - 05, 06:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين
ومن كان عنده بحث عن نظرية داروين فلا يبخل علينا به، لعموم الحاجة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 02 - 05, 07:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين
ومن كان عنده بحث عن نظرية داروين فلا يبخل علينا به، لعموم الحاجة.
- عندي بحثٌ فيه نقول وفوائد متعدِّدة حول نظرية النشوء والارتقاء، وتكذيبها من كلام أكابر علماء الغرب، وتفنيد ما يقال إنه أدلَّةٌ على صحَّتها.
ولعلَّ ذلك يكون ضمن الكلام على إنسان العصر الحجري، إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 01:45 ص]ـ
• ولعلَّكم قد سمعتم عن إنجازهم - وليست نظريتهم - الذي زعموه؛ وهو صعودهم على القمر فإذا أحد علمائهم يكذِّب ما زعموه جملةً وتفصيلاً، ليس اعتباطاً؛ بل بأدلِّة هم أول المؤمنين بها.
للأهمية: فقد رأيت قبل شهور قليلة برنامجاً علمياً وثائقيا في أحد القنوات الفضائية (الجزيرة أو العربية؟!) في بيت بعض الناس كانت عنده قنوات فضائية = عن كذب صعود هؤلاء على القمر.
وأذكر أنَّ ممن ذكر بعض السيناريو لفيلم الصعود على القمر (هنري كيسنجر - وزير خارجيتهم الأسبق، وأظنُّ منهم بوش الأب)، وغيرهما، ممن جيء بهم في ذلك البرنامج واعترفوا وشرحوا بالتفصيل كيف أنهم ماهرون في خداع الناس والكذب عليهم بأفلامٍ مكذوبة صوِّرت في لندن وأمريكا عن صعودهم القمر؛ لأسبابٍ منها ظروف الحرب الباردة؟!
وما زلت متحيِّراً الآن أي الأمرين أكذِّب ما عدُّوه إنجازاً لهم أوما كذَّبه بعض أكابرهم الآن!
- ليت من يستطيع تفريغ ماقيل في ذلك البرنامج أن ينقله لنا مشكوراً أو يلخِّص ما ورد فيه، فأنا أدركت بعضه وفاتني أكثره.
تنبيه للمشرفين: لا شأن لي بالسياسة ولا أهلها ((ألبتة)) .. لكن قد اختلط العلم والبحث هنا بها.
وتعلمون أنه يجوز تبعاً ما لايجوز استقلالاً.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 07:41 ص]ـ
للأهمية:
فقد رأيت قبل شهور قليلة برنامجاً علمياً وثائقيا في أحد القنوات الفضائية (الجزيرة أو العربية؟!) في بيت بعض الناس كانت عنده قنوات فضائية = عن كذب صعود هؤلاء على القمر.
وأذكر أنَّ ممن ذكر بعض السيناريو لفيلم الصعود على القمر (هنري كيسنجر - وزير خارجيتهم الأسبق، وأظنُّ منهم بوش الأب)، وغيرهما، ممن جيء بهم في ذلك البرنامج واعترفوا وشرحوا بالتفصيل كيف أنهم ماهرون في خداع الناس والكذب عليهم بأفلامٍ مكذوبة صوِّرت في لندن وأمريكا عن صعودهم القمر؛ لأسبابٍ منها ظروف الحرب الباردة؟!
وما زلت متحيِّراً الآن أي الأمرين أكذِّب ما عدُّوه إنجازاً لهم أوما كذَّبه بعض أكابرهم الآن!
الأخ الفاضل أبا عمر ...
يبدو أنك شاهدت الجزء الأول من الوثائقي فقط!!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:12 م]ـ
- بارك الله فيك ..
وهل ثم غيره؟
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 01:59 م]ـ
نعم أخي الفاضل
الجزء الثاني من الوثائقي كان عبارة عن حوار مع مختصين حول ما ورد في الجزء الأول. والجزء الثاني عرض مباشرة بعد موجز الأخبار الذي جاء بعد القسم الأول.
والمتكلمون في الجزء الثاني بيّنوا أن هذا الوثائقي اعتمد على التلاعب بكلام الذين تحدثوا فيه، من خلال بتر كلامهم أو اقتطاعه وإيراده في غير سياقه، مع دمج الكلام بالصور ليظن المتلقي أن المتكلم يتحدث عن الواقعة التي تعرض في الصور ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 04:54 م]ـ
سبحان الله ..
حاولت البحث عن هذه الحلقة في أرشيف موقع قناة العربية ... فو جدت حلقات البرنامج كلها إلا الحلقة المطلوبة فهي غير موجودة ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 02 - 05, 06:12 م]ـ
نعم أخي الفاضل
الجزء الثاني من الوثائقي كان عبارة عن حوار مع مختصين حول ما ورد في الجزء الأول. والجزء الثاني عرض مباشرة بعد موجز الأخبار الذي جاء بعد القسم الأول.
والمتكلمون في الجزء الثاني بيّنوا أن هذا الوثائقي اعتمد على التلاعب بكلام الذين تحدثوا فيه، من خلال بتر كلامهم أو اقتطاعه وإيراده في غير سياقه، مع دمج الكلام بالصور ليظن المتلقي أن المتكلم يتحدث عن الواقعة التي تعرض في الصور ...
- أخي الكريم .. أبو الحسن الشامي ..
جزاك الله خيراً على الإفادة والاهتمام.
بعيداً عما أورده بعض المشككين بل النافين بشدة لدعوى صعودهم للقمر (وهي كثيرة وقوية) وقد نشرت غير مرةٍ من عقد من الزمان = فلي رأيٌّ فيما تقدَّم: أبدأه بأني لست أدافع عن ما ورد في الجزء الأول، ولا عن صحَّة ما ورد من تهمة في الجزء الثاني.
لكن .. الكلام (الطويل المتصل) الذي سمعته في الجزء الأول من هؤلاء الأكابر كـ (كيسنجر) و ((غيره)) لا يحتمل عندي التلاعب أو المونتاج والبتر، والله أعلم.
هذا أولاً ..
وثانياً .. المثبت مقدَّمٌ على النافي!
ثم هل ترى مثل هؤلاء ينتجون فلماً وثائقياً على لسان مثل هؤلاء الأكابر، وبعضهم ممن لا أذكر اسمه ما زال على رأس العمل السياسي، ولا يخشون التبعة والملاحقة القضائية بعد هذا التلاعب وفيه تهمة بالكذب لدولةٍ كبرى؟! وفيه ما فيه من تهمة بالقتل لكثيرٍ ممن شاركوا في فيلم الصعود على القمر و ... الخ ما سمعته؟!
إني أرى هذا الوارد في الجزء الثاني ضرورياً وروده كردَّة فعلٍ لكلِّ حقيقة أو فرية تثار حول كذبة كبرى، فهل تراهم يسكتون ويتفرجون وهم يتَّهمون ويفضحون.
واللص لن يقول لك: إني لص فاقبض عليَّ (:
وأييَّاً كان .. فوجود مثل هذا النقاش ولو لم يثمر إلاَّ هذه الثمرة المرَّة يدلُّ على أنَّ قضية صعودهم للقمر محلُّ شكٍّ عندهم على أقل الأحوال.
وهذا ما أريد الوصول إليه.
وإني لك شاكرٌ على اهتمامك وإثرائك الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/302)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[16 - 02 - 05, 09:08 م]ـ
بناء على نصيحة بعض الأخوة فأرجو من المشرفين تغيير عنوان هذا الموضوع إلى: (موقف المسلم من النظريات العلمية المعاصرة).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 02 - 05, 11:27 م]ـ
أرجو من الأخوة المشرفين تغيير عنوان هذا الموضوع إلى: (موقف المسلم من النظريات العلمية المعاصرة).
___________________________
- الأخ الكريم الفاضل .. زياد العضيلة ... وفقه الله
ما نقلته في التعقيب السابق عن علم الأحافير لا أخالف فيه، بل لا أظنُّ أنَّ ثمة من يخالف فيه، فدلائل وشواهد وجوده ظاهرة للعيان، عرفه من عرفه وجهله من جهله.
أنا أتكلَّم عن بعض التفصيلات والظنون التي ذكرها من تكلَّم عن الدينصورات والإنسان الأول! بناءً على أحافير وجدوها لهما، وهي التي أزعم أنها رجوم غيب وظنون كذب، مع احتمال مخالفة بعض تفاصيلها لبعض الحقائق الشرعية أو تعارضها معها.
وعلم الله أنَّ مسوداتي تحتاج لصفاء ذهن حتى تبيَّض!
ثم ننتظر منكم الإفادة والمحاورة حولها.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 07:30 م]ـ
• ومن النظريات المحدثة الصحيحة: النظرية النسبية والذرَّة وما إليها؛ والتي اخترعها الألماني ألْبِرْت أيْنشْتايْن ( Einstein ) ، والتي بها اخترعت القنبلة الذرية وأخواتها
- زعم بعض الناس أنَّ شيخ الإسلام ابن تيمية سبق أينشتاين إلى التنظير الأولي لمسألة الذرة!
فلعلَّ بعض الأخوة ممَّن عنده مزيد علمٍ وتحقيقٍ في الأمر أن يفصِّل لنا الأمر ويجليه لنا، وأخصُّ منهم الأخ الفاضل د. هشام عزمي ..
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 02 - 05, 09:35 م]ـ
أخي الحبيب يظهر ان صاحبك يعنى - نسبية الزمان - وانه ليس مطلق.
وهذا تكلم عليه شيخ الاسلام وغيره من قبل.
طبعا شيخ الاسلام تكلم عليها من منظور شرعي وانشتاين من منظور فيزيائي.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 02 - 05, 09:44 م]ـ
- جزاكم الله خيراً أخي المبارك ...
ولعلَّكم تفصِّلون تعقيبكم السابق أكثر للإفادة ..
وأظنُّ أنَّ كلام شيخ الإسلام له تعلُّقٌ فيزيائي، إذ كان في معرض ردِّه على من زعم وجود أعراض لاتتجزَّأ (نظرية الجزء الذي لا يتجزَّأ) فردَّ عليهم بإمكان ذلك وأبطل نظريتهم تلك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 03 - 05, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين
ومن كان عنده بحث عن نظرية داروين فلا يبخل علينا به، لعموم الحاجة.
وقد أفادني أحد الأفاضل بهذا الرابط، ولم يتسن لي قراءته بعد:
http://www.harunyahya.com/arabic/download/download.php?id=14766
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:16 م]ـ
أخي العزيز ابو عمر السمرقندي وفقه الله الى كل خير.
واضح اخي غيرتك وشدة تمسكك بشرع ربنا عز وجل , واحب ان اناقشك بعض الامور فانك خلطت فيها.
الاول: هل عندك من محظور شرعي حول دوران الارض حول الشمس؟
الثاني: كيف تعتبر نظرية انشتين صحيحة وفيها اخطاء ومخالفة للشرع.
الثالث هل صعود الناس الى القمر امر ممنوع شرعا؟
الثالث:هل يعتبر عدم معرفتنا بالشيء دليل على كذبه؟
تحملنا يا شيخنا الكريم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 03:56 م]ـ
أخي العزيز ابو عمر السمرقندي وفقه الله الى كل خير.
واضح اخي غيرتك وشدة تمسكك بشرع ربنا عز وجل , واحب ان اناقشك بعض الامور فانك خلطت فيها.
وصلت للنتيجة قبل الاستيضاح؟! سامحك الله!
ولعلَّ هذه النتيجة تصدق عند المحاققة لمن يستحقها، وفقك الله.
الاول: هل عندك من محظور شرعي حول دوران الارض حول الشمس؟
- الأدلة الشرعية دلت على ثبات الأرض ودوران الشمس حولها، والبحث في هذا الأمر ومناقشة الأدلة طويل، لكن هذا ملخص القول في المسألة.
- وللفائدة والمعلومية قبل أن تقتحم المسألة فإنَّ علماء الفلك هم أنفسهم مختفلون في الأمر.
الثاني: كيف تعتبر نظرية انشتين صحيحة وفيها اخطاء ومخالفة للشرع.
- نظرية أينشتاين مخالفة للشرع؟!!
والله أول مرَّةٍ يطرقني مثل هذا القول، والعلم بالشيء لا يقتضي العلم بالعدم، وكم يجهل المرء أموراً.
- على كلٍّ .. أرجو أن تبيِّن كيف تقع هذه المخالفة بالأدلة؟
فوالله إنها لفائدة أكبر من كونها تصحيحاً لخطأ شائع لو كان!
الثالث هل صعود الناس الى القمر امر ممنوع شرعا؟
- (لا أعلم) محظوراً شرعياً في إثباته في الأصل، ولم أتكلَّم على الموضوع من هذه الجهة!
الثالث:هل يعتبر عدم معرفتنا بالشيء دليل [دليلاً!] على كذبه؟
- طبعاً .. لا يعتبر، ولم أقله و لا أردته.
ولابد لطلبة العلم أن يتحملوا بعضهم البعض، ومن ذلك تحسين الألفاظ وانتقائها عند المناقشة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 04 - 05, 04:17 م]ـ
الثاني: كيف تعتبر نظرية انشتين صحيحة وفيها اخطاء ومخالفة للشرع.
وانا كذلك في شوق لمعرفة هذه المخالفات، لكن لو يبين لنا الأخ الكريم أي نظريات أنشتاين هي التى فيها أخطاء!
وللفائدة فهناك مسبار فضائي تم اطلاقه كلفته تقارب الى 700 مليون دولار سيقوم باختبار (بعض) عناصر النسبية.
وفي هذا الموقع مخطط أولي توضيحي لطريقة الاختبار:
http://www.scs-net.org/modules.php?op=modload&name=gn4me&file=more&news_id=1067
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/303)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[02 - 04 - 05, 06:31 م]ـ
أخي ابو عمر السمرقندي وفقه الله.
الاعتراض الاول انما كان لقولك:
=====================
2 - أنَّه لا مانع من قبول (النظريات) كائناً من كان القائل بها؛ سواءٌ أكان مسلماً موحداً، أم علجاً كافراً؛ وذلك في إطار أمور أتية:
[أ]: أن لا يخالف أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، كأن يناقض نصَّاً صريحاً، من كتاب أو سنة صحيحة، أو إجماع قائمٍ على مفهوم آية أو حديث؛ كزعم دوران الأرض حول الشمس، أو كون الأرض ثلاث طباق أو طبقة واحدة.
فانت تشير الى المعلومة انها من المعلوم من الدين بالضرورة. وانت تعلم انها لو كانت كما أشرت لكن منكرها خارجا عن ملة الاسلام , ولا يوجد نص صريح في القران او السنة يتكلم ان الشمس تدور حول الارض ولا العكس , بل ان هذا كان مفهوما عند كثير من الناس قبل الاسلام وبعده ,وانما تكلم اكثر العلماء بالقضية على فهمهم للايات. ولو كان نصا صريحا بذلك لما اعترضت عليك.
بل ان نفس الايات التي استدل بها من قال ان الشمس تدور حول الارض هي نفس الايات التي استدل بها من قال العكس. والصحيح من القول عدم اعتبار الامر معلوما من الدين بالضرورة.
وذلك ان المعلوم من الدين بالضرورة لا يصاحب حامله الشك الا وهو خارجا منه فكيف من جحده او اثبت خلافه.
ففرق كبير بين الخوض بالمسألة من ناحية , وبيان حكم من يقول بها ان كان كما اخبرت في المرة الثانية:
الأدلة الشرعية دلت على ثبات الأرض ودوران الشمس حولها، والبحث في هذا الأمر ومناقشة الأدلة طويل، لكن هذا ملخص القول في المسألة.
وللفائدة والمعلومية قبل أن تقتحم المسألة فإنَّ علماء الفلك هم أنفسهم مختفلون في الأمر.
ففارق كبير بين كون الامر معروفا لديك , وبين كونه معلوما من الدين بالضرورة. وكما اخبرتك فانه ليس من القران ولا من السنة ما يدل على هذا.
اما الامر الثاني حفظك الله فان اعتراضي على النظرية من ناحيتين:
الاولى ان النظرية تنفي شيء اسمه الخلق من عدم. وذلك ان انشتين يقول ان المادة لا تفنى ولا تستحدث وانما تتغير من شكل لاخر. هذا المفهوم النظري عند انشتين وهو الذي يدرس في مدارس الدول الاسلامية وفي جامعاتها.
وهذا المفهوم يكون صحيحا ان تكلمنا عن النظام الذي وضعه الله ليحكم الارض والسماء , دون ان يغيره الله عز وجل كما غيره لموسى عليه السلام في ابتلاع عصاه لعصي وحبال السحرة. وكانشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن المحظور هذا مستوجبا التنبيه اليه ان صدرت النظرية من مسلم يؤمن بما أخبرتك ولكن النظرية الحادية بالدرجة الاولى. لمن يعرف انشتاين وافكاره.
اما الناحية الثانية فهو الشق الرياضي للنظرية اذ انها تبين ان الجسم ان وصلت سرعته بما يساوي سرعة الضوء فانه يتحول الى طاقة.
فبذلك تنفى حدوث حركة اسرع من سرعة الضوء وهذا ما يخبر الله بانه غير صحيح. عرفنا ذلك من كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن السموات السبع وقدرها بالنسبة لغيرها ,وما اخبرنا عنه الصادق المصدوق عن الاسراء والمعراج وصعود نبينا السموات السبع.
وفي القران اية تدلل ان حدوث شيء قد يكون اقرب من لمح البصر: وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
اما من الناحية العملية فهي مردودة لاكثر من سبب لعل اهمها ادراكنا ان بعض الاجسام تتحرك بسرعة اسرع من الضوء باضعاف مضاعفة. وان سرعة الضوء المتفق عليها انما هي سرعة نسبي للاجسام. اما السرعة الحقيقية فهي امر مختلف تماما.
لتوضيح المسألة: اذا كنت داخل قطار يسير بسرعة 200كم\ساعة وكنت جالسا فيه فان سرعة القطار هي 200كم\ساعة بالنسبة لجسم ثابت يبتعد عنه القطار بشكل عامودي. اما ان نظرنا الى سرعتك لنفس النقطة وانت جالس فستكون ايضا 200كم \ساعة. الان قمت وتحركت بسرعة 5كم\ساعة فسستكون سرعة ابتعادك هي 205 كم \ساعة وانت داخل القطار سرعتك 5كم\ساعة داخل القطار. هذا بتبسيط المسألة.
ولكنا لو نظرنا الى سرعة دوران الارض وسرعة حركة المجموعة داخل المجرة وسرعة حركة المجرة داخل السماء الدنيا ستتكون سرعة قطعا هي اسرع من الضوء. ولا ننسا ان السرعة الحقيقية للضوءستكون سرعة الضوء مضافا اليه سرعة الوسط الذي يمشي به الضوء.
وحتى العلماء الغربين فانهم قد عابوا على النظرية عيوبا.
اما النقطتين الثانية والثالثة فتوضيحك بين الصواب فيها.
والله تعالى اعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 06:50 م]ـ
- أولاً ... اعترف بأنَّ جعلي مثال دوران الأرض حول الشمس من المعلوم من الدين بالضرورة = خطاً.
- أما كلامك قضية نظرية أينشتاين (النسبية) فأنا أحجم الخوض فيها الآن، وأترك المجال لأخي الفاضل الشيخ زياد فهو أبصر مني بها.
وبارك الله فيك وفينا ونفع بنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/304)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 12:33 ص]ـ
أخي الحبيب أبو عمر هداك الله بل انتم أبصر بنور العلم الذي رزقكم الله إياه.
وبالمناسبة فموضوع الاحافير لم انساه بل هو على البال ولكن طلبت من بعض المتخصصين في جامعة الملك سعود زيارة المعامل لديهم لاطلع بنفسي على طريقة تحديد عمر الاحفورة عبر الاشعة والكربون. وقد يكون هذا قريبا جدا بأذن الله كما وعدوني.
الاخ مجدي وفقه الله.
كتبت ردا طويلا عصر هذا اليوم ولكن يظهر ان الملتقى كان فيه خلل! فإنه ضاع وضاع الملتقى كله ولم استطع الدخول عليه حتى الساعه.
ولا أخفيك اني لا انشط الى إعادته كله.
لكن أحب ان ابين بعض الامور:
اولا: قد سألتك بارك الله فيك عن اي النظريات تتحدث؟ ولم تجب لكن يظهر من ما ذكرت انك تتكلم على النظرية النسبية الخاصة.
قلت بارك الله فيك: (اما الناحية الثانية فهو الشق الرياضي للنظرية اذ انها تبين ان الجسم ان وصلت سرعته بما يساوي سرعة الضوء فانه يتحول الى طاقة.
فبذلك تنفى حدوث حركة اسرع من سرعة الضوء وهذا ما يخبر الله بانه غير صحيح. عرفنا ذلك من كلام النبي عن السموات السبع وقدرها بالنسبة لغيرها ,وما اخبرنا عنه الصادق المصدوق عن الاسراء والمعراج وصعود نبينا السموات السبع) انتهى كلامكم بنصه.
وأقول لا أجد في النصوص الشرعية ما يثبت المعارضة، وانت بينت هذا الكلام بناء على فهمك للنظرية النسبية الخاصة!
1 - لنكن اكثر دقة ونتكلم عن الموجات الكهرومغناطيسية لانها هي التى تحدث عنها انشتاين.
2 - انشتاين يتكلم عن القوانين الطبيعية التى تحكم الكون لان النظريات هي تفسير لكثير من الظواهر الطبيعية التى تحدث من حولنا. وانت تتكلم عن القدرة الالهية؟ وهي غير خاضعة لهذه القوانين ولذلك كانت المعجزات (معجزات).
3 - هل ترفض العدد الذي استخرجه انشتاين عبر معادلاته المشهورة لسرعة الضوء التى استنبط بها سرعة الضوء = 300000 كيلو متر /في الثانية.
أم ترفض أن الضوء هو أعلى سرعة محددة يمكن ان تصل اليها المادة؟
ارجو الجواب على هذه الجزئية.
أما قولكم: (اذ انها تبين ان الجسم ان وصلت سرعته بما يساوي سرعة الضوء فانه يتحول الى طاقة).
انشتاين يقول في نسبيته الخاصة ان هناك علاقة بين السرعة والزمن والكتلة.
وأنه بزيادة السرعة يحصل تباطوء في الزمن وانكماش في الطول وزيادة في الكتلة حتى تصل الى مالانهاية!
وانشتاين اثبت نظريته عبر المعادلات الرياضية المشهورة أما التجارب فلم يثبتها وانما ثبتت بعده ومنها تجربة الرصد الشهيرة.
فأذا اردت ان تفند النظرية يلزمك تفنيدها من الجانبيبن الرياضي والتجريبي. ولايمكن لاي جسم اصلا ان يصل الى سرعة الموجات الكهرومغناطيسية (الضوء) نظريا بالطبع!
لان الضوء عبارة عن فوتونات والفوتون - عند سكونه - ليس له كتلة يعنى تساوى: صفر. وانما يكتسب الكتلة من تحركه.
أما التجارب التى تصادم النسبية الخاصة فكثيرة واخرها تجربة العالم المصري الشهير أحمد زويل. لكنها لاتعنى القدرة على على زيادة سرعة مادة على سرعة الضوء لتأثير الوسط.
ولو افترضنا انهم قد اكشتفوا سرعة اكبر من ((السرعة)) التى اثبتها انشتاين لموجات الضوء. فأن هذا لايعدو ان يكون تعديل للرقم الثابت وليس فيه ادنى هدم للنظرية!! وانما سيكون هناك تعديل لهذا الرقم الثابت لسرعة الضوء و تبقى سرعة انتشار الموجات الكهرو مغناطيسية هي السرعة - الحدية - والاكبر في الكون (الخاضعة لقوانين الطبيعة التى خلقها الله لنا) وكل ما بيدنا هو اكتشفها ومن ثم الانتفاع بها.
وعلى العموم لاشك ان نظرية انشتاين النسبية الخاصة اكثر ثبوتا من الجهة العلمية من العامة، وانها تعتبر ثورة علمية وقفزة معرفية عظيمة جدا.
وان كان يوجد من يشكك في ان المكتشف هو انشتاين وقدموا بعض الاثباتات وان النسبية الخاصة مركبة من قوانين نيوتن.
و عندي بعض هذه الابحاث التى تؤكد هذا ان اردت ان اعرضها لك عرضتها وهي باللغة الانجليزية. ولم اجد فيها اثباتا حقيقا على نسبة هذا الاكتشاف لغير انشتاين.
وان اردت ان تبدأ في بيان عيوب النسبية (الخاصة) لان العامة الكلام عليها اطول واغمض وأوافقك في عدم ثبوت الكثيرمن اجزائها حتى الان.
ولعلك تبدأ من مرتكزات انشتاين الرياضية ثم بعد ذلك نتكلم عليها من الجانب الفيزيائي. وقبل ذلك ثوابت ماكس بلانك والتى تحسب على اساسها اكثر معادلات انشتاين هل عندك اعتراض عليها؟
مهم: سؤال للاخوة هل يوجد طريقة يمكن بها كتابة المعادلات الرياضية؟ مثل الأس وغيرها عن طريق الكيبودر؟ لاني لم استطع ذلك.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 03:58 ص]ـ
الاولى ان النظرية تنفي شيء اسمه الخلق من عدم. وذلك ان انشتين يقول ان المادة لا تفنى ولا تستحدث وانما تتغير من شكل لاخر. هذا المفهوم النظري عند انشتين وهو الذي يدرس في مدارس الدول الاسلامية وفي جامعاتها.
بالمناسبة هذا ليس قانون البرت انشتاين بل هو قانون نيوتن المشهور للطاقة قاله قبل ان يخلق انشتاين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/305)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 04:25 ص]ـ
• أقول: هل كانوا يجهلون ذلك حتى وهب الله (نيوتن) علماً لم يؤتَهُ أحدٌ من العالمين، وذلك - فيما زعموا - حين جلس هذا الذكي الخطير ذات يومٍ تحت شجرة تفاح فسقطت تفاحة على أمِّ رأسه؛ فانفتق ذهنه الوقَّاد على أمرٍ كان الناس عنه في غفلة؟!
هذه القصة موضوعة على نيوتن ولم يقل نيوتن هذا, ولم يجلس تحت الشجرة ولكنها من حكاوي الخيال والجدات
والأرض كروية وتدور حول الشمس, مثبتة بالتجارب
وبالنسبة لنسبية آيشنتاين, فأدعو الشيخ أبو عمر السمرقندي لقاراءة هذا الموضوع, قراءة جدية, وسأسر له بشيء, فكل سطر موثق, وإن كان طابع الموضوع كوميدي. وقد يفيده الموضوع شيئاً بغض النظر عن تصادمه مع الموجود في الأذهان رغم علمي المسبق أن عنوان الموضوع, موقف المسلم من النظريات العلمية المعاصرة:
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@40.p2TQqRCzHtw.49@.1dd5db00
يقول أكثر علماء الغرب عبقرية في العصر الحديث, ماكسويل بما معناه: القوانين والنظريات مجرد خيال ذهني سعى العقل جاهداً لتنفيذها.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 07:48 ص]ـ
أخي ابو عمر السمرقندي بارك الله فيكم.
أخي المتمسك بالحق جزاك الله خيرا أخي ولكني أظنك تعجلت بالرد , وانا افعل مثلك كثيرا في الردود فاحيانا اتكلم عن امر اجد انه نوقش من قبل.
أخي الحبيب:
نظرية انشتين الرياضية هي ما يحقق قانون حفظ الطاقة الا ان انشتين انما تلاعب بالارقام لا غير
فان ما فعله انشتين ان وضع قانون حفظ الطاقة بشقيه
المادة = الطاقة الناتجة عن تحول المادة الى طاقة
لا اهتم هنا بسرعة الضوء كم هي. ولكن هنا اود ان ابين لك العديد من الحقائق العلمية التي يجب ان لا تنخدع فيها وهي خاصة بكل محدث ومخلوق.
الاولى ان لانهاية او لا بداية غير موجودة حقيقة
والاتجاه العلمي الحديث ان يعتبر اي استخدام ينتج هذه القيمة ان يعطي خطأ منطقي في المدخلات. ويمنع استخدامه بشكله المعروف في المعادلات.
الثانية: ان تغير المادة من شكل لاخر هو الذي ينتج الطاقة لا فنائها. وهذا معروف في معادلات الانشطار والاندماج. فلا يحدث فنا للنيترونات ولا الالكترونات وانما تحدث عملية تفكك للعنصر وتكون عنصر اخر مع بقاء نفس العدد من الالكترونات والنيترونات والعكس في عملية الاندماج. وهذه العملية من انتاج الطاقة او ماصة الطاقة معروفة حتى على مستوى المركبات والعناصر.
اي ان العملية ليست افناء للمادة.
اما شرعا فقد اخبرتك بالاية:وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
واما علما: فنت تعرف ان الالكترون يدور حول النواة بالطريقة المعروفة مثل دوران الناس حول الكعبة عكس عقارب الساعة
وان الارض كذلك حول الشمس وان المجموعي التي نعيشها تسير بنفس الاتجاه في المجرة وان المجرة تدور بنفس الطريقة في السماء الدنيا. ففي لحظة ما ستكون سرعة الالكترون تساوي مجموع هذه القيم. من ناحية
من الناحية الثانية فان سرعة الضوء هي سرعة نسبية للوسط الذي يوجد بداخله الضوء. الا ان الامر مختلف تماما بالنسبة لوسط خارج عن الوسط الاول. فقد تكون سرعة الضوء بالنسبة له بطيئة وقد تكون اضعاف السرعة التي يسير فيها الضوء , ولا يجوز هنا ان ترد بما اجابه بعضهم ان نظرية انشتين تمنع ذلك لان ما اخبرك به الواقع الحقيقي وهو الذي يحكم النظرية والنظرية تحكم بالقوانين ولا يحكم القوانين بالنظريات.
لذلك فالذي يهمنا ان سرعة المادة يمكن ان تكون اسرع من سرعة الضوء بالنسبة لجسم بنقطة داخل هذا الكون
لان الضوء عبارة عن فوتونات والفوتون - عند سكونه - ليس له كتلة يعنى تساوى: صفر. وانما يكتسب الكتلة من تحركه.
الفتون وضع نظريا للاجابة عن غموض علمي لحقيقة الضوء و وهو امر نظري لا يستدل عليه لاثبات نظرية بل هو بحاجة لمن يثبته فعليا.
أما التجارب التى تصادم النسبية الخاصة فكثيرة واخرها تجربة العالم المصري الشهير أحمد زويل. لكنها لاتعنى القدرة على على زيادة سرعة مادة على سرعة الضوء لتأثير الوسط
اخي العزيز ان وجود خطأ واحد يكفي لنبذ النظرية ولا تقبل الا بتعديلها بشكل يناسب مع الفشل الذي حققته
اخي المحترم المشكلة في الكثير من المعادلات ليس اصلا بالمعادلة وانما بطريقة اشتقاقها.
اقصد الثوابت التي ارتكزت عليها النظرية هل هي ثوابت فعلا.ام انها اخذت مسلمات وهي ليست كذلكز فعندما تكون من الصنف الاول لا يمكن ان تخرج نتيجة خاطئة.بعكس الثانية التي ترتبط صحتها بصحة المسلمات عند واضعها والتي هي في الحقيقة محل نظر.
هذا الذي اطلب منك مراجعته في النظرية من الناحية الرياضية. لان النتائج دائما تبعا للمدخلات
فانك ان سلمت ان
2ع=6غ
فانك بسهولة تقول
ع=3غ
ولكن ان كانت الحقيقة ان ع<غ فعملك كله لا قيمة له وان برهنت معادلة معقدة جدا وليس كما ذكرنا من بساطة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/306)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:55 ص]ـ
أخي بارك الله فيك.
نحن نتكلم عن مسألة فيزيائية، ونظرية علمية، فأذا أذا اردا انسان ان ينقضها فعليه ان ينقضها بطريقة علمية واضحة.
من الناحية الشرعية، أنت تقول غفر الله لك أن قول الله تعالى: (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يعتبر نقضا للنسبية!!
أولا: كيف حكمت على ان لمح البصر هو اعلى من سرعة الضوء؟
ثانيا: ألم أقل لك أن النظرية تتكلم عن قوانين الكون الطبيعية التى خلقها الله فيها، وقدرات الله عز وجل غير خاضعة لهذه القوانين.
فأمر الساعة امر عظيم من خلق الله لا يخضع للقوانين الدنيوية. ومثله كرامة يهبها الله لمن يشاء او معجزة ينصر بها الله نبيا من انبيائه.
وعليه فنريد دليلا من الكتاب او السنة يدل على ان قانون النسبية الخاصة يعارض النصوص الشرعية.
هذه واحدة
من الناحية الفيزايائية.:
كيف تقول أيها المبارك: (لا اهتم هنا بسرعة الضوء كم هي)!!
وقد قلت من قبل عن النظرية: (فهي مردودة لاكثر من سبب لعل اهمها ادراكنا ان بعض الاجسام تتحرك بسرعة اسرع من الضوء باضعاف مضاعفة. وان سرعة الضوء المتفق عليها انما هي سرعة نسبي للاجسام. اما السرعة الحقيقية فهي امر مختلف تماما)؟؟
فكيف لاتمهك سرعة الضوء؟ وانت بنيت بطلان النظرية علي عدم صحة كونها السرعة (الحدّية)!
أما قولك: (لذلك فالذي يهمنا ان سرعة المادة يمكن ان تكون اسرع من سرعة الضوء بالنسبة لجسم بنقطة داخل هذا الكون)؟؟؟
أين الاثبات على هذا الكلام؟؟ لان هذا الكلام هو الذي اعجز العالم منذ قرن من الزمان!! وهذا الكلام = أن النظرية باطلة!
إن كان الاثبات هو قولك ان تحرك اللاكترون يحسب زائدا سرعة الذرة زائد سرعة الكون والمجرة ... الخ. فهذا ليس اثباتا بل هو مجرد خيال شخصي أين أثبات ان سرعة اللاكترون في تلك المرحلة أصلا يساوى سرعة الضوء.
ولماذا لايكون مجموع هذه السرعات لايساوى سرعة الضوء.
ومثله قولك: (ما اخبرك به الواقع الحقيقي)!!!
أين هو هذا الواقع الذي اعجز العالم منذ قرن من الزمان! أخي هل تعلم انه يصدر ما يقارب الالف بحث سنويا في العالم عن النظرية منذ ظهورها! ولم يأت احد باثبات هذا الواقع الذي تتكلم عنه كما اننا لانشاهده.
أما قولك: (اقصد الثوابت التي ارتكزت عليها النظرية هل هي ثوابت فعلا) فأقول وانا اطالبكم بأثبات خطأ هذه الثوابت!! و من ناحية الواقع الذي اثبت صحتها!
ولذلك سألتك عن ثوابت بلانك، أخي الكريم القيم الثابته هي ارقام تفسر ظواهر كونية. فعندما يقول نيوتن الجاذبية تساوى كذا فلايقوله من وحي الخيال بل انما قاله عبر جعله ثابت لحساب المتغيرات.
وبعد استخراج هذا الثابت تجرى عليه التجارب العلمية فنكتشف ان هذا القانون صحيح ولذلك فأنت تطير في السماء بفضل الله ثم بفضل هذا الرقم (الثابت).
هذه الارقام هل تدري من أين جاءت؟
هذا انتظر منك الجواب عليه!
تنبيه للاخوة: بالنسبة لطلبي معرفة كيفية كتابة المعادلات الرياضية على لوحة المفاتيح فلم تعد هناك حاجة اليه وجزاكم الله خيرا.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 09:38 ص]ـ
الأخ / محمد بن سفر.
http://christianparty.net/einsteinplagiarist.htm
الحقيقة استغربت لما قرأت موضوعك الذي أحلت عليه! لانه قد مر علي، ثم تثبت من انه ترجمة لهذا المقال فليتك بارك الله فيك أشرت الى الأصل من باب الامانة العلمية.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 05, 11:19 ص]ـ
لا بد من التفريق بين النظرية العلمية والحقيقة العلمية.
النظرية العلمية إنما من شأنها أن تنفى، لأنها مجرد تفسير للحقيقة، كما أشار إليه الإخوة من قبل.
فإذا احتفت بها القرائن القطعية خرجت عن كونها نظرية وصارت حقيقة قد تحتاج إلى نظريات لتفسيرها.
فلا يصح أن يقال: "النظريات الصحيحة"، لأن النظرية إذا حكم عليها بالصحة لم تعد نظرية.
فالسؤال: ما موقف المسلم من النظريات العلمية المعاصرة؟
جوابه: إذا جاء ما يبطلها في النص أو من قبل العقل والحس السليمين فإنها تبطل.
وإذا احتفت بها قرائن قطعية صارت حقيقة ليس للمسلم سوى التسليم بها.
والله أعلم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 04 - 05, 12:13 م]ـ
فالسؤال: ما موقف المسلم من النظريات العلمية المعاصرة؟
جوابه: إذا جاء ما يبطلها في النص أو من قبل العقل والحس السليمين فإنها تبطل.
وإذا احتفت بها قرائن قطعية صارت حقيقة ليس للمسلم سوى التسليم بها.
هذا صحيح بل متفق عليه، لكن الإشكال عند التطبيق أمران:
أولهما: عدم التصور السليم والكامل للنظرية محل النقاش. وهذا يأتي عادة من عدم التوفر على الأدوات العلمية اللازمة للفهم أولا، وللتقييم ثانيا.
ومن أعظم الخطأ الذي يقع فيه بعض الإخوة أنهم قد يحكمون على النظرية من خلال ما لخصه بها بعض الإعلاميين من باب التبسيط والتيسير لعوام قرائهم، لا من خلال التتبع العلمي الدقيق لمبادئها وأصولها التي بنيت عليها. وهذا الحكم الثاني قد لا يطيقه إلا أهل الاختصاص، أو على الأقل من كان يملك حدا أدنى من المبادئ العلمية.
مثال: النسبية - يحتاج الكلام عليها إلى تخصص في علوم الفيزياء والرياضيات ولا بد.
وثانيهما: توهم مصادمة النظرية لبعض النصوص الشرعية أو للعقل السليم أو لما استقرت عليه أعراف الناس وعاداتهم. وهذا التوهم قد يكون ناشئا في بعض الأحيان من التسرع في الحكم أو من تفاوت الأفهام أو من ضعف التصور أو غير ذلك. وهذا يشبه إلى حد بعيد ما يحدث من اختلاف في الاجتهاد في مسائل الشرع بين الفقهاء، فتجد بعضهم يجزم بالتحريم والآخر بالإباحة. فالتعامل مع مثل هذا الخلاف ينبغي أن يشابه التعامل مع كل اختلاف اجتهادي شرعي.
والله أعلم.
------------
الأخ الفاضل أبا عمر،
هذه المعادلة التي لعلك كنت تحتاج إلى كتابتها، يمكنك نقلها من هنا:
E = m c²
وعذرا على التطفل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/307)
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 01:26 م]ـ
طرح جميل ماتع
بورك فيك ياأباعمر السمرقندي
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:18 م]ـ
أخي المتمسك بالحق:
انت تعلم ان انشتين فرض في نظريته على امرين:
http://www.hazemskeek.com/Physics_Lectures/SpacialRelativity/relativity_lecture_5.htm
وهما:
الفرضية الأولى تنفي وجود الأثير لأن حسب نسبية آينشتين لا يوجد مطلق يمكن اسناد كل شيئ إليه مثل ما فعل العلماء بفرضية الأثير.
الفرضية الثانية تقول أن سرعة الضوء في الفراغ ثابتة ولا تعتمد على سرعة المشاهد
هذه الفرضيات هل تقبلها اولا.
ثم نكمل الحوار
وجزاكم الله خيرا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا:
أخي الحبيب عصام البشير، هذه واحدة فقط وهي النتيجة، ولكن لا اظننا في حاجة اليها لاني لا اظن النقاش سيصل الى هذه المرحلة.
أخي الشيخ هيثم حمدان صدقت بارك الله فيك ولكن ايضا هناك نقطة مهمة هي موضع اختلاط او تنوع مفاهيم وهو مفهوم النظرية.
النظرية مرحلة ناضجة من تفسير الظاهره اي مرحلة مؤيده بجملة من الاثباتات وان لم تكن قاطعة وايضا يفترض ان تكون ناجحة في تفسير الظواهر المبهمة.
وهذا لايعنى انها التفسير الصحيح.
والبعض يظن انه اذا صارت النظرية اساس لبناء نظريات اخرى اثمرت تجاوز العوائق مثل الطيران عبر معادلات الجاذبية لنيوتن وغيره = انه صحيحة وهذا غير دقيق.
اذ ان النسبية العامة لانشتاين مثلا قد اثبتت وجود جملة من الاخطاء في النظرية، ومثلها نظرية (الكموميه) كما أقره مجمع اللغة العربية في القاهرة وليس الكم أي الكوانتم.
متى تبدأ الفرضية؟
تبدأ الفرضية عندما يلاحظ العالم بعض الظواهر الغريبة؟ فيحاول ان يوجد اسباب تفسر هذه الظواهر.
مثلا يلاحظ العالم ان التيار الكهربائي اذا مرر عبر سلك نحاسي فأنه يصدر حرارة + ضوء. فيحاول ان يفسر ظاهرة الضوء بطريقة علمية ويقدمها عبر معادلات رياضية.
وهذا أمر تستخدمه ويستخدمه كل انسان في حياته العاديه. لنفترض انك كنت في السيارة وتلاحظ انه كلما اوقفت السيارة في مكان معين تجد الاطار مفرغ من الهواء؟
ستوجد مجموعة من الفرضيات 1 - قد يكون المكان ملئ بالمسامير.
2 - يوجد من يتعمد تفريغ الاطار.
3 - يوجد خلل يتعلق بالاطار نفسه وليس له علاقة بالمكان لكن لانك لاتقصد الا هذا المكان فانك تلاحظ هذا الامر.
تستبعد الفرضية الاولى لانك لاتجد مسمارا داخل الاطار، تختبر الفرضية الثالثة وتذهب الى مكان اخر ولكن لا تجد ان نفس الامر يحصل فالاطار لايفرغ من الهواء.
لم يبقى الا الفرضية الثانية وهنا تصبح نظرية.
ويحق لك بناء عليها ان تتخذ الاجراءات فتقوم بمراقبة السيارة او وضع امان اوغيره رغم انك لم ترى حتى الان اي شخص يحاول تفريغ الاطار.
هذه صورة مبسطة جدا لطريقة نشوء النظريات.
نظريات نيوتن كان فيها بعض المسائل المشكلة من الناحية الرياضية عمل عليها انشتاين حتى توصل الى ان الزمان نسبي وليس بثابت كما ذكر نيتون وانطلق من خلال هذه المعادلات وهي كثيرة جدا وتعتمد على ثوابت بلانك الى النظرية النسبية الخاصة واجرى بعض الاختبارات على الضوء فخرج بحساب سرعة الضوء وانها السرعة الحدّية العظمى.
ولازال في نظرية انشتاين بعض الغموض بل بعض المعادلات لايعرف كيف توصل اليها؟
النظريات تحتلف فمنها ما هو متعلق بعلم البيولجيا ومنها ما هو متعلق مثلا بعلم الفسيولجيا.
وللعلم فأن اقل الناس اقتناعا بالنظريات هم العلماء في التخصص، مع انهم يجرون سلاسل من التجارب على هذه النظريات.
نظرية الاثير مثلا؟ ما سبب نشوءها؟
نظرية ان الضوء لاينتقل الا في وسط؟ طيب الضوء ينتقل الينا عبر الكون من الشمس و الكون مفرغ من الهواء؟
أذا لابد من وجود وسط بين الاكوان ما هو هذا الوسط الغير محسوس؟ ابتكروا نظرية وسموه الاثير.
لكن نظرية الاثير صارت في عداد النسيان الان واكتشفنا انه لايوجد شئ يسمى الاثير.
الخلاصة ان النظريات = نظريات ولايقال انها مصادمة للشرع هكذا دون معرفة النظرية اصلا لان هذا من القول على الله بغير علم ومن بلبلة افكار الناس وخلق المصادمة بين الدين والعلم.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/308)
وهناك موضوع سوف اكتبه - بإذن الله - عن (ميكنة العالم) بدء من ديكارت الى العصر الحاضر في منتدى العقيدة ولعلي ابسط فيه القول.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:48 م]ـ
الأخوة جميعاً ... بارك الله فيكم ونفع بكم
نرجو مواصلة التعقيب والمحاورة، فموضوعنا من الموضوعات الهامة في هذا العصر
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:49 م]ـ
الاخ مجدي لم انتبه الى ردك وفقك الله.
لكن الاتلاحظ اني وجهت لك بعض الاسئلة ولم تجب؟
أيضا الم اطلب منك ان نرتب الحوار على النهج التالي:
1 - هل النظرية النسبية الخاصة مصادمة للشرع ام لا؟ - كما ذكرت -.
2 - نقضها من الناحية الرياضية.
3 - نقضها من الناحية الفيزيائية.
فأنت شرعت في الكلام عليها من الناحية الفيزيائية وليس عندي مانع ان نؤجل الكلام عليها من الناحية الرياضية ونشرع في الفيزيائية.
لكن الذي لا اقبله ان نؤجل الكلام عليها من الناحية الشرعية. لانه هو الذي لايقبل انصاف الحلول وهو دين.
ولانك انتقدت على الشيخ ابو عمر كلامه عليها باعتبار انها مصادمة للشرع رد رقم 52.
أما البقية فماذا يكون! لستَ اول من انتقادها ولستُ مقرا لها بالكلية أيضا هي من أعوص النظريات وهي تعتبر ثورة ونقله هائلة في العلوم الفيزيائية.
وبناء على ما سبق اذا انتهينا من اثبات انها غير مصادمة للشرع ننتقل الى الكلام عليها من الجهة الفيزيائية.
بالمناسبة الكلام على الاثير قد ضمنته (مصادفة) في الرد السابق.
وأيضا الموقع الذي احلت اليه لاتعتمد عليه كثيرا!! بل مناهجنا التعليمية المدرسية لاتعول عليها كثير فهي مجرد لوحات رسمها رسام مبتدئ تصور ما يخالف الحقيقة احيانا.
وانما اقفز الى العمق واخترق العقول وطالع ما كتب انشتاين نفسه وراجع المنتقدين له وراجع النظريات التى بنى عليها نظريته وراجع التجارب التى تثبت وهي بالعشرات والتى تنفي وهي أقل راجع المعالادت الرياضية والفروض والبراهين، ناقش الفيزيائين أقراء ما كتبوا حول هذه النظرية.
عندها، وعندها فقط، ارجوا ان يمكن تصور النظرية!!
ـ[عبد]ــــــــ[03 - 04 - 05, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي مشاركة عابرة حول هذا الموضوع تتلخص في عدة مسائل، ولكن قبل ذلك أود أن أطرح قاعدة شرعية نافعة للجميع بإذن الله، وهي تتعلق بموقفنا كمسلمين من التعامل مع العلوم الدنيوية. ويمكن جعل هذه القضية قسمين: القسم الأول يتعلق بواقعنا تجاه حكم هذه العلوم الدنيوية القسم الثاني يتعلق بالمرجو منا والمأمول تجاه هذه العلوم.
القسم الأول: موقفنا الواقعي تجاه العلوم الدنيوية: بالجملة وبوجه عام واقعنا يقول:"الأصل في العلوم الدنيوية الوافدة الحظر حتى يتبين حلها وجوازها ". وهذا أمر مؤسف وساهم هذا النمط من التفكير في تراجعنا تراجعا واضحا عن الاستفادة من كثير من العلوم الدنيوية النافعة لأن نفوسنا تربت على مواجهتها بارتياب وتشكيك وخوف ورهبة وبلسان حال توحي بحظر هذه العلوم قبل فهم طبيعتها. لا تصلح أبداً الفتوى الشرعية التي يصدرها صاحبها بناء على هذ الاستعداد النفسي المسبق لأن التجرد هنا معدوم او ناقص وبناء عليه لا يصلح أبداً أن تبرر النتيجة على أنها من باب سد الذرائع لأن المبني على فاسد فاسد.
القسم الثاني: المأمول والمرجو منا تجاه العلوم الدنيوية: المفترض بالطبع هو تربية النفوس المسلمة على أن:"الأصل في العلوم الدنيوية الإباحة حتى يتبين عدم جوازها" ويدخل في ذلك كافة العلوم الدنيوية. وبذلك يتبين الخطأ الفادح الذي يرتكبه بعض المتقدمين بين يدي الله ورسوله بتحريم بعض العلوم دون استبانة أمرها وفهم حقيقتها. إننا متى ما تربينا على هذه القاعدة الشرعية العظيمة فإننا سنتقدم أشواطا كبيرة للتقدم والتعلم. أما مسألة التحريم والحظر فإننا ندعها للعالم التقي الذي تثق في علمه وأمانته الأمة (مستعينا بمشورة المتخصصين الأمناء في أي من هذه العلوم) لتقرير الحكم الشرعي.
أما المسائل التي أود طرحها فهي كاتالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/309)
المسألة الأولى: أن فرضية النظرية النسبية الخاصة المتعلقة ب "مطلقية" سرعة الضوء تثير الريبة في قلوب البعض لأن كلمة "مطلق" كترجمة للكلمة " absolute" تتعارض مع علم البعض بأنه لا "مطلق" في هذه الحياة وكل الأمور المخلوقة محدودة ونسبية. أما صفة المطلقية فهي لله وحده في أسمائه وصفاته وأفعاله. والحقيقة أن هذا كلام وجيه ولكن يجب أن يعلم أننا نفرق بين دلالة "مطلق" أو " absolute" نسبة إلى سائر السرعات الدنيوية وبين دلالة "مطلق" بالنسبة "لأمر" الله تعالى، ومن هذا الوجه (أي الأخير) يكون كلامكم في محله لأن "أمر" الله أسرع من سرعة الضوء وأي سرعة كانت، "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" أما نسبة سرعة الضوء لسائر السرعات الكونية فهي سرعة مطلقة أي لا يوجد في الطبيعة "الدنيوية المخلوقة" سرعة أعظم من سرعة الضوء. ولذلك اتخذ العلماء وأولهم اينشتاين الضوء معياراً مرجعياً لتحديد النسب المكانية والزمانية للأجسام. وهنا فائدة مهمة استجليتها من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله (وأرجو نسبة هذا الرأي لي قبل أن ينسب لغيري!) وهو تعريفه للزمان بأنه:"مقدار الحركة" قال في الفتاوى:"والزمان هو مقدار الحركة" وهذه الاشارة البسيطة العابرة (بغض النظر عن مقصد الشيخ فلا علم لنا به) تحمل أصلاً عظيماً من أصول النسبية الخاصة إذ أن الزما ن في النسبية الخاصة بالفعل متعلق بمقدار الحركة فكلما تناقصت سرعة حركة جسم ما عن سرعة الضوء تباطأ لديه الزمن في "إطاره المرجعي" ( frame of refernce) وكلما اقتربت سرعة حركة ما من سرعة الضوء تسارع الزمن لتلك الحركة او الجسم المتحرك، وواضح من كلام شيخ الاسلام عدم إيمانه بمطلقية الزمان كمسرح منفصل عن الوجود تعمل فيه الحوادث، وهو ما دلت على النسبية الخاصة بتصحيحها لنفس المفهوم السابق والذي كان من مباديء النظرية النيوتنية فأصبح الزمن بعداً رابعاً بالإضافة إلى سائر الأبعاد الثلاثة. ولذلك يقسم هوكنج الزمن إلى ثلاثة أقسام: الزمن النفسي والزمن الثرموديناميكي والزمن الكوني وكل من هذه الأزمنة وجوه مختلفة لحقيقة مفهوم واحد هو الزمن في ذاته وتترابط هذه الثلاثة ببعضها البعض فيكون النفسي ما نعبر به باستعمال الأزمنة في الأفعال في اللغة من كون هذا حدث في الماضي وهذا الآن (مضارع) وهذا في المستقبل وأما الزمان الكوني فهو الزمان الناشيء عن حركة الأجرام بالنسبة لبعضها البعض كزماننا ناشيء عن حركة الأرض حول الشمس إضافة إلى مجموع حركات المجرة والأجرام بتفاوت واختلاف له أثره في تكوين الزمان الكوني الذي ندركه فيتكون لدينا في أذهاننا زماناً نفسياً. أما الزمان الثرموديناميكي فيتمثل في قانون الانتروبي وهو كما يعرفه سايمون بلابرن:"مقدار الفوضى لمحتوى نظام مغلق" التي تتزايد مع مرور الزمن فهل الزمن والفوضى وجهان لعملة واحدة؟ ومنه استنبط العلماء المؤمنون بالخلق فرضية نهاية الكون بما يسمونه "الموت الحراري" أو ( Heat Death) ولكن هناك خلاف كبير حول هذه الفرضية وإن كان لا يهمنا لأننا مؤمنون بنهاية محتومة للكون ولكل أجل كتاب. ولكن ما علاقة كل ماذكرت بهذا الموضوع؟
الجواب: أنه هناك عدة قضايا تدخل في مسألة الزمن ولم تحسم قضيته بعد فهناك عدة عوامل تتضافر لإعطاء الزمن معناه. وسرعة الضوء لا تعدو كونها تفسيراً واحداً لقضية خاصة في مفهوم الضوء.
أما المسألة الثانية فهي أن نقض الفرضية فيزيائياً لا يلزم منه أن يتبع نقض الفرضية رياضياً وكذلك العكس فلا يلزم من نقض الفرضية رياضياً أن يستتبعها نقضها فيزيائياً وخاصة إذا كان المنهج المتبع منهجاً "استنباطياً" أكثر من كونه "استقرائياً" لأن منهج الاستنباطي يبدأ بمقدمة او مسلمة ويعممها والمنهج الاستقرائي يبدأ بملاحظة أفراد القضية الفيزيائية ومن ثم تأطيرها بقانون عام ولا شك أن الثاني أحوط وأسلم ولذلك ينشأ الخلاف كثيراً في القضايا الفيزيائية بسبب تبني احد التفسيرين (الفيزيائي والرياضي) منهجاً مختلفاً من قبل شخص واحد أو من قبل أشخاص مختلفين.
والخلاصة أن النظرية النسبية لاتتعارض بالتفريق الذي ذكرناه في اول المقال مع النظرة الشرعية وأما من الناحية العلمية الطبيعية فإنها لا زالت تكتسب مزيداً من المصداقية مع مرور الوقت وإن كانت بعض مسلماتها لا تستقيم كاملة كما أشار إليه أخونا المستمسك بالحق.
وعليه فنفرق بين نسبة سرعة دنيوية إلى سرعة دنيوية أخرى ومنه مثال سرعة الضوء بالنسبة لسرعة الأجسام الأخرى ومن هذا الباب تكون سرعة الضوء مطلقة أي "حدية" بهذا الاعتبار. ولذلك حتى في القرآن والسنة لم يرد ان هناك سرعة أسرع من سرعة الضوء ففي الحديث:"يجمع الله الناس فذكر الحديث إلى أن قالا:فيأتون محمدا فيقوم ويؤذن له، وترسل معه الأمانه والرحم، فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا، فيمر أولكم كالبرق قال:قلت:بأبي أنت وأمي! أي شيء كمر البرق؟ قال:ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين .... " الحديث وهو صحيح، أقول نجد أن أسرع سرعه ممكنة عبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم هي "سرعة البرق" والبرق لا شك من الضوء.
وكذلك قضية نسبة سرعة دنيوية إلى سرعة الأمر الرباني فنقول حينئذٍ أن السرعة الضوئية باعتبارها دنيوية غير مطلقة بهذا الاعتبار ويوجد ما هو أسرع وهو الأمر الرباني بل إني أرى والله أعلم أن سرعة الملائكة أعظم من سرعة الضوء لطبيعتهم فهم من "نور" والنور غير الضوء لأنه أخف وألطف كما ذكرته كتب اللغة أو لخاصة وهبهم الله إياها غير ذلك وذلك لأنها تتنزل بالأمر من الله ومن اوامر الله ما يكون فوري التنفيذ فكيف تكون سرعة الضوء مطلقة حينئذ إذا كانت تحتاج أحيانا للآلاف من السنين لقطع المسافة عبر مجرتنا مثلاً فضلاً عن أعظم من ذلك. والغرض أيها الأخوة حمل قول العلماء بأن الضوء "مطلق" السرعة على أنه بالنسبة لسائر السرعات الممكنة للأجسام المخلوقة الموجودة.
ما كان من صواب فمن الله وحده وتوفيقه وما كان من زلل فهذا لا يستغرب من مثلي كبشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/310)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 05, 05:26 م]ـ
الإشكال يبدأ قبل ذلك أخي الشيخ عصام: يبدأ في فهم معنى النظرية. فالصعود إلى القمر الذي تكلم عنه الإخوة ليس نظرية، لأنه لا يفسر ظواهر حقيقية.
وكروية الأرض ليست نظرية لأنها حقيقة ثابتة قطعاً. وكذلك دوران الأرض حول الشمس حقيقة ثابتة.
فمحاولة نفي كروية الأرض أو دورانها حول الشمس بناء على فهم لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية عبث قد يصل حدّ التنقص من الشرع لأن حاصله تصوير الشرع وكأنه يصادم الحقائق الثابتة.
وكثيراً ما يحصل مثل هذا من المترفين فكرياً ومادياً في العالمين الإسلامي والكافر. يظنون أنهم بنفي النظريات العلمية المعاصرة ينفضون عنهم آثار الترف ويتجردون من كل ما هو ليس طبيعي.
فلا بد أولاً من أن ننشر بين الناس مفهوم النظرية، وأنها اجتهاد من قبل شخص يفترض فيه الإلمام بقدر من المعارف يؤهله لطرح هذه النظرية، لكن دون أن نعاملها على أنها حقيقة.
الأخ الحبيب زياد.
ما تفضلت به لا يغير من أن النظرية لا تصل إلى مرتبة الحقيقة، وأنها جهد بشري على كل حال. النظرية لو لم تحو قدراً زائداً على مجرد الافتراض فلن تحظى بالقبول.
والذي يروّج بين العامة أن هذه النظرية أو تلك مصادمة للشرع هم في الغالب محسوبون على العلم الشرعي.
ولو علم هؤلاء أن كل نظرية تنتظر من يبطلها لما حمّلوا المسألة أكثر مما تحتمل. خاصة وأن أهل التخصص في مجال تلك النظرية هم أول من يسعى لنقضها.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 04 - 05, 05:48 م]ـ
وكروية الأرض ليست نظرية لأنها حقيقة ثابتة قطعاً. وكذلك دوران الأرض حول الشمس حقيقة ثابتة.
فمحاولة نفي كروية الأرض أو دورانها حول الشمس بناء على فهم لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية عبث قد يصل حدّ التنقص من الشرع لأن حاصله تصوير الشرع وكأنه يصادم الحقائق الثابتة.
.
شيخنا الكريم، هلا فسرت لنا حديث أبي ذر الذي لا يحتمل التأويل في الصحيحين، لذلك قام السقاف الجهمي بالحكم عليه بالوضع، لأنه درى أن الحديث لا يساعد سياقه ولا ألفاظه على التأويل بأي وجه من الوجوه
أما كون دوران الأرض حول الشمس حقيقة ثابتة قطعية!!!
فهذه العبارة قيلت لمئات السنين، وحتى أو ائل القرن الماضي في الشمس، وأنها ثابتة لا تتحرك، وحُرف القرآن والسنة لإجل هذه الحقيقة الثابتة القاطعة!!!! ثم لما جاءت حقيقة ثابتة قاطعة من عند الغربيين أن الشمس تجري!!! جُعل ذلك من دلائل إعجاز القرآن الكريم
آمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولو قيل فينا عبث، فنحن تبع لإجلاء علماء أهل سنة أخيار، كبار، أصحاب عقول رجيحة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:00 م]ـ
أخي المتمسك بالحق حفظه الله ورعاه.
لم اتجاهل اسالتك ولكن لا احب ان نشعب الموضوع فقد عُلِمنا ان نبين ما نتفق عليه اولا ثم نبين منه ما اختلفنا عليه استدلالا. فالذي اود ان اتكلم عنه بنوع من الاختصار كنت قد وضعته يوما موضوع في المنتدى ولا ادري سبب حذفه. الا ان الموضوع له علاقة بكل قضية عقلية. بداية اقول لك اجابة عن اسئلتك السابقة ولكن لن اجيب عليها ابتغاء الحوار على امور جديدة بل لاوضح لك ان الخلاف يسهل حصره ان نظرنا الى الموضوع بطريقة صحيحة.
اما مصادمها للشرع فهو كما اخبرتك:
اما الامر الثاني حفظك الله فان اعتراضي على النظرية من ناحيتين:
الاولى ان النظرية تنفي شيء اسمه الخلق من عدم. وذلك ان انشتين يقول ان المادة لا تفنى ولا تستحدث وانما تتغير من شكل لاخر. هذا المفهوم النظري عند انشتين وهو الذي يدرس في مدارس الدول الاسلامية وفي جامعاتها.
وهذا المفهوم يكون صحيحا ان تكلمنا عن النظام الذي وضعه الله ليحكم الارض والسماء , دون ان يغيره الله عز وجل كما غيره لموسى عليه السلام في ابتلاع عصاه لعصي وحبال السحرة. وكانشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن المحظور هذا مستوجبا التنبيه اليه ان صدرت النظرية من مسلم يؤمن بما أخبرتك ولكن النظرية الحادية بالدرجة الاولى. لمن يعرف انشتاين وافكاره.
لان الكلام الذي يتكلم به انشتين يختلف كثيرا عن الكلام من وجهة نظرك , وقد بينت لك هذا واشرت اليه في المداخلة المقتبس منها. ففارق كبير بين كلام نيوتن وانشتين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/311)
فنيوتن يثبت الخلق. وانشتين يثبت امرا مختلف وهو عدم الخلق وتغير الطاقة من حال لاخرى
وهو عمدة الالحاد عند اهله. لان المعروف عن انشتين انه لا يقبل بداية للخلق.
لان القائل هو من يستفهم من مقاصده ومراميه لا من يسمع منه , لذلك فرقنا بين قائل العبارة ان كان مؤمنا بالخالق او غير مؤمنا بالخالق.
اما ما ذكرت لك من القران فارجع الى التفسير وستجد ان لمح البصر هو سرعة الابصار وهي بالطبع مساوية لسرعة الضوء كما تعلم اما قوله تعالى او هو اقرب فهو عبارة عن حدث سيحدث يوم القيامة وسيكون مما سيكون مصداقا لكلام الله عز وجل طي السموات والارض كطي السجل للكتاب
وهي بنفس الطريقة التي خلقت اول مرة عند فتق السماء والارض وخلق النجوم في اليوم الخامس.
القصد ان الاية لا تتكلم هنا عن المادة تسير بامر ربها كما خلقها اول مرة. واعلم ان الله عز وجل في غنا عن خلق السموات بالايام فانما امره ان اراد شيء ان يقول له كن فيكون ولكن ما علمنا ربنا ان السموات والارض سارتا طائعتين بما امرهما الله.
فسير النجوم من اطراف السماء الدنيا الا نقطة واحدة يستلزم سيرها بسرعة تفوق الضوء بكثير.
ما لونته بالاخضر كان الغرض منه ان تعلم ان المسألة ليست في كون وجود محظور شرعي عن كون سرعة الضوء 300000كم في الثانية لان الحساب هو حقيقة نسبي وليس حقيقي وهذا الذي افترض انشتين عدم حصوله فان كان افتراضه باطلا اساسا فلا يجوز الاستدلال به او قبوله , لاننا لانقبل البناء على الظني للقطعي فكيفبما ثبت عدم صحته؟
ولن تستوعب وجهة النظر التي اخبرتك بها ما لم تطلع على اقوال انشتين وتفرق بين استخدامه للعبارة واستخدام نيةتن لنفس العبارة.لان القصد والهدف لان المتكلم هو من يخص بالتفسير دون غيره. لذالك نفرق بين قولنا عن انتظام الكون ودقته وثباته وعن اتقان الخلق ان كان القائل يؤمن بالبداية لهذه السموات والارض ومن يرى انها سلسلة بشكل حلقة دائرية كما يقول اتباع هذه النظرية. كما فرقنا بين استلالنا على ان السلسلة التي كل جزء علة لما بعدها لها بداية وقالت الفلاسفة بنفس الكلام ولكن شتان بين قولنا ان اصل المادة مخلوق وبين قولهم ان المادة نفسها التي ابتدأ منها الخلق ازلية ولم تكن يوما عدما.
اما من الناحية الرياضية فهي ان تطبيق القانون بشكله الرياضي يعطي قيمة صفر اذا تسوت سرعت الجسم مع سرعة الضوء وتعطي قيما سالبة.
مع ان النظرية لا تجيز بواقعها مسير جسم اسرع من الضوء. وهنا تكمن المشكلة لان هذا الوضع هو بالنسبة للسرعة الحقيقية للاجسام غير صحيح ولكن الفرض وضعه نيوتن في النظرية وهو ما اشرت لك به وسالتك اتقبله ام لا واعيد المثال للمرة الثالثة بشكل اخر.
السرعة تشير الى تغير المكان منسوبا للزمن. فان كانت الحركة مزدوجة من النقطة المحسوب عليها وبين الجسم المتحرك فان السرعة الحقيقية للجسم المنطلق ستكون مجموع السرعة للاول وللنقطة التي انطلق منها الجسم ان كان اتجاه الجسم والنقطة معاكس وسيكون طرح القيم
وهذا معروف ومجرب
فالسؤال هنا ما سرعة الضوء داخل طائرة متحركة؟ و هذا يبين ان الاساس الذي ارتكز عليه انشتين ليس صحيحا. ليست برهنة القانون صحيحة ان لم تكن المدخلات صحيحة كذلك.
أخي الكريم اما من ناحية قبول النظرية فلا يجوز قبولها مطلقا مادامت نظرية.
وانما اقفز الى العمق واخترق العقول وطالع ما كتب انشتاين نفسه وراجع المنتقدين له وراجع النظريات التى بنى عليها نظريته وراجع التجارب التى تثبت وهي بالعشرات والتى تنفي وهي أقل راجع المعالادت الرياضية والفروض والبراهين، ناقش الفيزيائين أقراء ما كتبوا حول هذه النظرية.
كل النظريات التي تثبت السبب في هذا انها تستخدم نفس الفروض ولولا ذلك لما استقامت النظرية الاصلية.
لهذا سألتك عن اساس النظرية وبما انك اشرت الى كلام انشتين والذي لا احب ان اضعه هنا
ولكن هذا الكتاب جيد في توصيل بعض الفروقات وفيه بعض الكلام على انشتين في الصفحة
صفحة 94 لتعرف وجهة نظر انشتين
يتبع-----------------------------------------------------
http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/phiz/index.htm
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:17 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/312)
الاخوة الافاضل ما اشار اليه الاخ هيثم حميدان هو المفروض حقيقة فالنظرية تبقى نظرية فان برهنت اصبحت حقيقة علمية ولكن كيف لمسلم ان يتكلم بمثل نظرية الانفجار العظيم تحت اسم الاعجاز العلمي مع ما فيها من مخالفات شرعية واضحة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28274
الاخ ابو عبد الرحمن اليك الربط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28404
والذي احب من الاخوة الاطلاع عليه موضوع بنظري مهم جدا
وما يهمنا في موضوعنا حقا هو:
لذا فان العاقل يستخدم ما اتفق عليه مع خصمه ليبرهن له ما اختلف عليه من امر ولا يستخدم ما اختلف عليه ليبرهن ما اختلف عليه , ويتفق مع الخصم على ما هي المسألة التي يتكلم عليها ليعرف كل مدخلات الفكر فلا يتكلم احدهم عن حالة عامة واخر على حالة خاصة.
فالعاقل يعرف امرا مبدئيا الا وهو:
ان الامر صحيح مقبول عند كل العقلاء
ان الامر ممتنع عند كل العقلاء
ان الامر محتمل الصحة والخطأ
فهو لا يبحث في الاول والثاني الا على سبيل الاستدلال , ويبرهن الثالث من خلال استخدامه الاول والثاني فيصبح عنده من الاول او الثاني. وتتركب افكار على هذا الاساس بشكل صحيح.
وبعد مدة من الزمن سيكون الفكر مركب من عدد كبير من الافكار المركبة فان كان استخدم الاول والثاني فقط في الاستدلال على الثالث وكانت طريقة تفكيره صحيحة فلن يجد مشكلة ابدا , ولكن تظهر المشكلة فقط عند استخدام الثالث لمعرفة الثالث. فيبرهن بخطأ فيفسد فكره باعتماد شيء لا يعرف صحته لاثبات شيء اخر لا يعرف صحته ايضا.
وقد بينت لكم ان استخدام هذه القاعدة واعيده هنا باسلوب اخرعلى النحو التالي:
الادوات التي يستخدمها العاقل في تفكيره *******
****************************************
امر قطعي وعمل فكري صحيح يعطي اجابة صحيحة قطعية
****
امر محتمل وعمل فكري صحيح يعطي اجابة محتملة متوقف صحتها على صحة الامر المحتمل.
****
امر محتمل وعمل فكري محتمل الصحة يعطي اجابة محتململة متوقفة الصحة على اثبات صحة الاول والثاني ولا يعتمد فقط على اثبات صحة احدهما.
*****
امرقطعي وعمل فكري محتمل يعطي اجابة محتملة متوقفة الصجة على برهنة او صحة العمل الفكري *****
ومن هنا لا يجوز استخدام الا الامر الاول في الحوار العقلي
كيف يقع الكثير باخطاء من طريقة استخدامهم الخاطيء للمنطق الناتج عن المدخلات الخاطئة. ولا تستغرب ان كانت بعض المدخلات تحت اسم مسميات هي كذب واضح.
http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=5777
وما لونته بالاحمر امر مهم في النظر الى اي نظرية علمية. فنقبلها او نرفضها على تلك الاسس
ـ[عبد]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:36 م]ـ
الأخ المستمسك بالحق جزاه الله خيرا
آمل أن تذكر لنا من فضلك المصادر التي قد تعزو إليها كلامك عن "ميكنة العالم" لأنها متعددة وأكثرها تحت اسم " The Mechanical Universe" حيث ذكر لي أحد الأخوة أنها مختلفة في طرحها وأنا لم استوف جرد تلك الكتب كلها.
دمتم بخير.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:49 م]ـ
أخي الكريم لا يظهر اننا نفكر في نطاق واحد أو حتى في نطاقين متوازيين - يمكن ان يلتقيا - بناء على النسبية العامة لانشتاين:)
لاني لا أدري من أين تستقى معلوماتك التى تنسبها الى إنشتاين؟
عموما هذا كلامه بين ايدينا وهذه كتبه ارجو ان تقتبس لي منها ما يؤيد ما تطرح وأدلك على كتابين من كتبه نشر فيها عصارة فكرة وبين فيها مفهوم النسبية عنده وهما:
The Meaning of Relativity
و
Relativity
The Special and General Theory
أما موقفك من النظريات فلا شك ولاريب عندي في انه مخالف للاصول الشرعية بل و العادية.
و السلام عليكم ورحمة الله.
ـ[عبد]ــــــــ[03 - 04 - 05, 06:58 م]ـ
أخي المتمسك بالحق (وإن شاء الله مستمسك) حفظه الله
عذراً .. لا أدري هل كنت توجه الخطاب لي أم لغيري ... هل يمكنك تحديد المخاطب فلقد شعرت بالذهول والدهشة.
زادنا الله واياكم علما.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 07:49 م]ـ
الإشكال يبدأ قبل ذلك أخي الشيخ عصام: يبدأ في فهم معنى النظرية. فالصعود إلى القمر الذي تكلم عنه الإخوة ليس نظرية، لأنه لا يفسر ظواهر حقيقية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/313)
وكروية الأرض ليست نظرية لأنها حقيقة ثابتة قطعاً. وكذلك دوران الأرض حول الشمس حقيقة ثابتة.
فمحاولة نفي كروية الأرض أو دورانها حول الشمس بناء على فهم لآيات القرآن الكريم والسنة النبوية عبث قد يصل حدّ التنقص من الشرع لأن حاصله تصوير الشرع وكأنه يصادم الحقائق الثابتة.
وكثيراً ما يحصل مثل هذا من المترفين فكرياً ومادياً في العالمين الإسلامي والكافر. يظنون أنهم بنفي النظريات العلمية المعاصرة ينفضون عنهم آثار الترف ويتجردون من كل ما هو ليس طبيعي.
فلا بد أولاً من أن ننشر بين الناس مفهوم النظرية، وأنها اجتهاد من قبل شخص يفترض فيه الإلمام بقدر من المعارف يؤهله لطرح هذه النظرية، لكن دون أن نعاملها على أنها حقيقة.
1 - أولاً .. ما قال أحدٌ إنَّ الصعود للقمر نظرية، وليست الأمور بهذا التسطيح والسذاجة، حتى يحصل خلطٌ بين أساس الموضوع وبين ما تفرَّع عنه عنتد الكلام عن المفتونين بالغرب.
2 - ثانياً: دعوى أنَّ الأرض تدور حول الشمس وأنها حقيقة علمية كلام فارغ، وعلماء الفلك هم أنفسهم مختلفون في هذه المسألة، منذ القدم وإلى بدايات هذا القرن.
ولعلِّي أسوق كلامهم في ذلك في مشاركة تالية حتى يعلمه من يجهل الأمور على حقيقتها ويقتحم فيها قبل التروِّي.
- ثم قد تقدَّم أنَّ ترجيح أحد الأقوال في المسائل العلمية المختلف فيها أو النظريات بناء على دلالات الأدلة الشرعية هو الأوجه.
وأما وصف هذا العمل بالعبث؟! فكلامٌ إنشائيٌّ سهلٌ.
بل العبث! هو تطويع وليُّ نصوص الشرع لمسايرة أحد الأقوال الشائعة في علوم الطبيعة، وإن فلم يكن ثابتاً قطعياً في نفس الأمر، كيف وإن كان أمراً مختفاً فيه.
وعندما يقال إن أمرٌ مختلفٌ فيه فمعناه أنه ليس قطعياً ..
- والعبث أن يجد الإنسان في (نفسه حرجاً) من بيان مصادمة نصوص الشرع لظنون الكفار لا أدلتهم القطعية والثوابت العلمية كما يزعم!
وهي الهزيمة النفسية التي وقع فيها بعض من يسمون بالمفكرين الإسلاميين، وخاصة ممن نشأ بالغرب.
والذي يقرأ مثل هذا الكلام الذي فوق يظنُّ أنَّ كل ما جاء من جهة الكفرة حتى وإن كان ظنوناً فإنه لابد أن يكون متوافقاً مع الشرع، وهذه هي البلية!
3 - ثالثاً: تسطيح القضية بتصوير كونها نفض آثار الترف وما إلى ذلك تسهيلٌ للموضوع.
فالقضية إنما هي تصحيحٌ للمسار، ومنه عدم الانخداع والانبهار بالأكاذيب الغربية أو الظنون غير العلمية الثابتة، وهو ما يقع فيه كثير من الناس في العالمين الإسلامي والكافر، ممن يحسبون على طائفة دعاة الإسلام ومثقفيه.
- لذا فكل ظنِّ مبني على نظرية غير قطعية، وكل خلاف مبني على مجموعة من المراقبات والظواهر = فإنه خاضعٌ للنقد ما دام أنه مصادمٌ لنصوص الشرع.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:29 م]ـ
شيخنا أبا عمر السمرقندي جزاكم الله خيرا
بل والله أرى موضوعك من المواضيع المهمة جدا، يعلم الله كم نعاني من رد النصوص الصحيحة والآيات القرآنية، عندما تأتي نظرية تصبح قطعية ثم تعود إلى أن تكون نظرية شاذة!!!
لذلك فأنني أطالبك، أن تطبع هذا البحث في كتاب أو رسالة، فكم عانينا من الضحك على الشنقيطي وأنه لا يساير التطور، وكذا على ابن باز وغيرهم من المشايخ الكبار، بل أذكر أن أحد المغاربة ألف رسائل خاصة في رده على هؤلاء العلماء خاصة ابن باز وابن عثيمين والألباني وسماها (عندما يرد الخطأ على العلماء الكبار) وهي سلسلة،ووجه الخطأ ردهم لبعض النظريات الغربية، لمصادمتها النصوص الشرعية!!! و ما تفسير جوهري طنطاوي منكم ببعيد، بل ألجأ هذا الأمر إلى أن يسفر بعضهم قوله تعالى (ترميهم بحجارة من سجيل) أنها ميكروبات!!!! لأن العلم العصري يرد كونها حجارة حقيقية، والله المستعان
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:35 م]ـ
أخي عبد وفقك الله الخطاب للاخ مجدي.
لاني كتبت الرد قبل ان أشاهد ردك فكان الاصل ان يأتي تاليا.
وفقنا الله وإياك لكل خير.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:52 م]ـ
1 -
2 - ثانياً: دعوى أنَّ الأرض تدور حول الشمس وأنها حقيقة علمية كلام فارغ، وعلماء الفلك هم أنفسهم مختلفون في هذه المسألة، منذ القدم وإلى بدايات هذا القرن.
شيخنا الفاضل أبا عمر وفقكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/314)
سمعت كثيرا عن هذا الخلاف في هذا الملتقى وغيره، وبما أنني لا أعلم عند العلماء خلافا في هذا الأمر فأرجو أن تتكرموا ببيان أقوال الفلكيين في المسألة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 10:53 م]ـ
الأخ / محمد بن سفر.
http://christianparty.net/einsteinplagiarist.htm
الحقيقة استغربت لما قرأت موضوعك الذي أحلت عليه! لانه قد مر علي، ثم تثبت من انه ترجمة لهذا المقال فليتك بارك الله فيك أشرت الى الأصل من باب الامانة العلمية.
استعجلت ياشيخنا الفاضل, وهو ليس الا أحد المصادر, وانت إن كنت قرأت أحدهما فيبدو أنك لم تقرأ الآخر, أو قراءة مستعجلة لكلاهما, والاكتفاء بأخذ الفكرة الرئيسية, وشكراً لك التنبيه على وجود هذا الرابط على الانترنت وفهرس المراجع كما تعلم في اخر الكتاب, في الحقيقة اعتمادي كان على كل ماوقعت عليه العين, وكتاب الفيزياء المعروف والمعتمد في كبريات الجامعات العالمية, والذي درسته على ثلاثة فصول, هو مايقدح الشك في اينشتاين, ولو قرأت المقال جيداً وعند الحديث عن نشوء النسبية, فهو يعود إلى غاليلوا كما ذكرت, وهذه مجرد معلومة يتيمة, لاتوجد في المصدر الذي وضعت رابطه شيخنا الفاضل, فضلاً عن أشياء اخرى, ليس المجال لبسطها, رغم أنه أحد المصادر التي اعتمدت عليها عليها, بل اتبعت تنظيمه بنسبة كبيرة, ومصدري هو قاعدة البيانات لمكتبة جامعة الملك فهد, وهو لدي مطبوع في نحو 9 صفحات, وهو مجرد مصدر يتيم, والإحالة للمصدر ((المراجع)) آخر الكتاب ((الموضوع)) كما تعلم لبريق الموضوع, والمهم هنا, في الرد السابق هو عدم أخذ الخرافات على محمل الجد, والعبارات الطنانة تخفي ماتخفي, ويكفي أن أقول أمراً لم تذكروه إما تصديقاً بما قيل وإما لعدم الانتباه, وهو أن أينشتاين خلط المفاهيم المتاحة بالأسماء الرنانة, فأتى بالنسبية وأنزلها على النظريات التي لطشها, كأن تسمي ابن أحمد وليس على أسس علمية, والنسبية لم تكن في ذهنه واضحة. وهو صاحب العبارة الشهيرة, الذكاء أن تعرف كيفية اخفاء مصادرك. ربما لأنه سئل.
هل ترجعون لمفهوم غاليلو للنسبية ((القرن الخامس عشر)) سيقترب المعنى أكثر!! اعرف أنها معلومة جديدة للبعض هنا, ولكنها كانت كلمة خافتة في القرن التاسع عشر-العشرين, حتى أتى أينشتاين وألبسها لتظريات ما أسماه النسبية سواءً الأوى الخاصة أو الثانية العامة. والحقيقة هي عدم وضوح معنى النسبية في ذهنه وعدم فهمه للنظريات. والهيلمة الاعلامية صنعت سمعتها ولكن هل سافر الإنسان حقاً على فوتونات الضوء إلى الشمس, وماشابه هذه الهرطقة. كل اكتشافات الفيزياء, وقوانينها المشهورة مستقلة عن مايسمى النسبية, هذا التمثال المصنوع, ولاوجود حقيقي له إلى في أحد فصول الفيزياء مع كلام عام ممجوج, وقانون دوبريتو المسروق لا دخل له بها, حتى وإن زعم بعض العلماء ذلك, فهو مجرد قانون يربط الطاقة بالكتلة والمعامل سرعة الضوء. جاك المسكين واينشتاين, ولزق المصطلح بالنظريات, وتم تقبلها, ولكن أين هي, أين أثرها, ودون أينستاين كان الإنسان سبفعل مافعله,
وعياً أكثر, أرجوكم رغم تقديري لبعض الردود هنا, وميلان القلب الى عصام بشير في بعض الجزئيات وميلانه أحياناً للمتمسك بالحق في أمور أخرىمع ملاحظة أن المنطلقات الأولى حول هذا الأمر خاطئة, حتى وإن كانت لغة الحوار مقنعة
والمعذرة على الارتجالية والشكر لمن نبهني لوجود تعليق على ردي هنا, اظن اسمه الأفندي عبد الله
ملحوظة: لازلت اعرف أن الموضوع تدور فكرته المحورية حول عنوان الشيخ الفاضل ابو عمر السمرقندي
والله يحوطك ويرعاكم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 05, 10:55 م]ـ
أخي الكريم أبا عبدالرحمن بن أحمد.
ليس لذكر الشيخين ابن باز والشنقيطي (رحمهما الله) هنا وجه، بارك الله فيك، لأن كلامنا إنما هو عن شباب الاستقامة الذين طالعوا ملابسات هذه الحقائق، ودرسوا آثارها، والشيخان لم يكن هذا شغلهما.
هذا على فرض أنهما قالا بما يخالف الحقائق العلمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/315)
وما فعله السقاف الزنديق لا يختلف كثيراً في أصله عما يفعله الآخرون. فكلا الطرفين يزعم أنه يذب عن الشرع وينزهه بردّ حقيقة، حقيقة الشرع أو حقيقة الحس السليم. فيمتهن الفريقان الشرع الحنيف بسوء فهمهما للنصوص واعتقاد إمكانية اصطدام النص الشرعي الصحيح الصريح بالحقيقة.
شيخنا عصام:
دعوى اختلاف الفلكيين كان بعضهم يهرف بها منذ زمن بشأن كروية الأرض، بالإضافة إلى رمي المخالف العاقل لهم بردّ ما يرونه صريح القرآن الكريم، إلى أن عرضت عليهم أقوال شيخ الإسلام وابن خلدون وغيرهما في إجماع العقلاء على كروية الأرض.
فظهر أن علماء الشرع متفقون، وعلماء الفلك متفقون، كلهم وافقوا الحق، ولم يشذ سوى أصحاب الدعوى العريضة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 11:41 م]ـ
أخي الكريم لا يظهر اننا نفكر في نطاق واحد أو حتى في نطاقين متوازيين - يمكن ان يلتقيا - بناء على النسبية العامة لانشتاين:)
لاني لا أدري من أين تستقى معلوماتك التى تنسبها الى إنشتاين؟
عموما هذا كلامه بين ايدينا وهذه كتبه ارجو ان تقتبس لي منها ما يؤيد ما تطرح وأدلك على كتابين من كتبه نشر فيها عصارة فكرة وبين فيها مفهوم النسبية عنده وهما:
The Meaning of Relativity
و
Relativity
The Special and General Theory
أما موقفك من النظريات فلا شك ولاريب عندي في انه مخالف للاصول الشرعية بل و العادية.
و السلام عليكم ورحمة الله.
خي العزيز جزاك الله خيرا فان كنت خالفت اصلا من اصول الشرع فبين لي ذلك وستجد توبة معلنة عن قولي.
اخي الحبيب قال ابن القيم:
واذا حكموا بحكم جائر *****حكموا على منكره بكل وبال
قالوا اتنكر شرع محمدا*****حاشا للشرع الشريف العال
اخي الكريم بينت لك ان اساس النظرية باطل ولا يجوز ان يبنى عليها اصل وقد وضحت لك ان المحظور الاساسي من افكار انشتين نفسه ووضعت لك الكتاب حمله واقرء ما فيه فان الكتاب من منشورات مجلة البيان وهو لدكتور عالم معتبر استاذ مساعد في الجامعة الامريكية باحدى الولايات الامريكية
على كل حال فان النظرية النسبية قد تكلم بها بعض علماء استراليا على اعتبار ان للضوء اكثر من سرعة.
ولا يهمني النظرية النسبية انت قلت اني اخالف اصول الشريعة في معاملتي للنظريات فارجوا ان تبين لي ذلك؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[03 - 04 - 05, 11:57 م]ـ
شيخنا عصام:
دعوى اختلاف الفلكيين كان بعضهم يهرف بها منذ زمن بشأن كروية الأرض، بالإضافة إلى رمي المخالف العاقل لهم بردّ ما يرونه صريح القرآن الكريم، إلى أن عرضت عليهم أقوال شيخ الإسلام وابن خلدون وغيرهما في إجماع العقلاء على كروية الأرض.
فظهر أن علماء الشرع متفقون، وعلماء الفلك متفقون، كلهم وافقوا الحق، ولم يشذ سوى أصحاب الدعوى العريضة.
اود ان اعقب على كلامك اخي بتوضيح:
الشرع يتكلم عن بسط الارض وعن مدها.
الكثير من العلماء اعتقدوا ان كروية الارض تعني الزعم بانها غير ممدودة. لذلك كذبوا من يقول ممدودة:
قال القحطاني في نونيته:
فالارض عند كليهما كروية ... وهي بنص الشرع مبسطان
لا اعرف لعل اخر كلمة اشكل علي اهي هي ام غيرها ولكنها عن البسط او المد.
فكان هذا الاشكال عند بعض علمائنا.
الجواب على الاشكال:
الاول ان كل من يقول بالبسط يقول ان الله مد الارض اي جعلها ممدودة ووسعها
وبما اننا نتكلم عن جسم فمن المعروف انك ان كان الجسم كبيرا وبسطته حتى انك ساويت الميل فيه الى درجة ستحصل على شكل كروي.
الثاني ان الارض بسطت لنا حقيقة وهو ما نراها الا انها كروية بالنسبة لحجمها.
فلو قامت طائرة بالسير بخط مستقيم فوق الارض فنها ستدور حولها الا انها لو سارت بخط مستقيم بالنسبة للارض فانها ستخرج ستبتعد عنها.
لان الميل على سطح الارض سيعطي قيمة صفر فوق البحر ولو سرت في البحر الاف الكيلوا مترات.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:12 ص]ـ
أخي الكريم أبا عبدالرحمن بن أحمد.
ليس لذكر الشيخين ابن باز والشنقيطي (رحمهما الله) هنا وجه، بارك الله فيك، لأن كلامنا إنما هو عن شباب الاستقامة الذين طالعوا ملابسات هذه الحقائق، ودرسوا آثارها، والشيخان لم يكن هذا شغلهما.
هذا على فرض أنهما قالا بما يخالف الحقائق العلمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/316)
وما فعله السقاف الزنديق لا يختلف كثيراً في أصله عما يفعله الآخرون. فكلا الطرفين يزعم أنه يذب عن الشرع وينزهه بردّ حقيقة، حقيقة الشرع أو حقيقة الحس السليم. فيمتهن الفريقان الشرع الحنيف بسوء فهمهما للنصوص واعتقاد إمكانية اصطدام النص الشرعي الصحيح الصريح بالحقيقة.
شيخنا عصام:
دعوى اختلاف الفلكيين كان بعضهم يهرف بها منذ زمن بشأن كروية الأرض، بالإضافة إلى رمي المخالف العاقل لهم بردّ ما يرونه صريح القرآن الكريم، إلى أن عرضت عليهم أقوال شيخ الإسلام وابن خلدون وغيرهما في إجماع العقلاء على كروية الأرض.
فظهر أن علماء الشرع متفقون، وعلماء الفلك متفقون، كلهم وافقوا الحق، ولم يشذ سوى أصحاب الدعوى العريضة.
- ليش اللف والدوران؟!!
الذي يهرف بما لا يعرف - يا هيثم - هو من يخوض في الأمور دون سابق بحثٍ أو علم!
اعترف يا أخ هيثم أنك أخطأت عندما وصفت ((عموماً)) من يرد قضية دوران الأرض حول الشمس وزعمت ما يقوم به (عبثاً)، ومنهم الشيخ ابن باز (وأعلم أنك تجهل هذا؟!)، وودت أن لو تريَّثت قبل أن تخوض ما لا تعلم ولا تحسن.
- بالله عليك أنا أسألك هل بحثت المسألة من قبل أو قرأت أدلة من يقول بهذا وأدلة الآخرين أو ...
أم أنَّ القضية دعاوى عريضة وخطب رنانة!
هذه واحدة ..
ثم لمَ الحيدة والتهرُّب من القضية التي نتكلَّم فيها؟! لم أقل أنا ولا الأخ أبو عبدالرحمن بن أحمد ولا غيرنا الآن أنَّ الأرض ليست كروية، فلم تقحم هذه المسألة الآن وتتهرَّب من ردِّي عليك؟!
أم أنك تخلط بين المسائل!
وأنا أذكِّرك بالموضوع الذي سبق طرحه حول دوران الأرض حول الشمس وعندما ذكرتُ أنا هذه الحقيقة قمت بإغلاق الموضوع بزعم أنَّ كلام الشيخ ابن باز في نفيه هذا الأمر لا ينبغي ذكره أو شيئاً من هذا القبيل ... الخ
وهو على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21426&highlight=%CF%E6%D1%C7%E4+%C7%E1%C3%D1%D6
- فنرجو منك ترك القناعات الشخصية وإبعادها عن المباحث العلمية والشرعية.
- باختصار .. أنا أتكلَّم بحجَّة، وأناقش بحجة.
وعندما ذكرتُ أنَّ مسألة دوران الأرض حول الشمس ((وليست كروية الأرض!!)) مسألة خلافية بين الكفرة المشركين من علماء أوربا فلم أرمي الكلام على عواهنه، وسيأتيك الخبر اليقين غداً إن شاء الله.
- ولعلك تعلم أنه ليست المهارة في رمي المخالف بالعبث والهرف بما لا يعرف! بل ذكر الحجة ثم التراجع عند الخطأ.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:35 ص]ـ
- لعلِّي أذكر فصلاً مختصراً مما سوَّدتُه في الموضوع الذي خاض فيه بعض الناس بلا علم ولا معرفة ولا روية.
على أن يتمَّ ذكر التفاصيل بعدُ إن شاء الله.
• وأودُّ – من باب الأمانة العلمية – أن أذكر ما تقدَّمت الإشارة إليه؛ وهو أنَّ الكلام في ذي الحلقة أكثره منتزعٌ وملخَّصٌ لما ذكره الشيخ الفاضل العلاَّمة الفهَّامة: حمود بن عبدالله التويجري، قدَّس الله روحه ونوَّر ضريحه؛ وذلك في كتابيه (الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة) وذيله التالي بعده (ذيل الصواق لمحو الأباطيل والمخارق) والذي قرَّض له وقدَّم له الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأصله ردٌّ على الشيخ: محمد الصوَّاف فيما ردَّ به على الشيخ عبدالعزيز بن باز في تقريره دوران الشمس وثبات الأرض وسكونها.
• قال أبو عمر عفا الله عنه: والذي أعمله ههنا هو التهذيب؛ بحيث أسوق ما ذكره الشيخ باختصار شديدٍ، مع إضافة شيءٍ يسيرٍ لابد منه، والتصحيح التلقائي لما وقع من وهمٍ للشيخ دون إشارة له، وليس ثَمَّ شيء كثير من الأوهام، غير أمور لا تكاد تذكر.
- الفصل الأول: بحث تاريخي موجز بين يدي البحث:
قد اختلف أهل الهيئة الفلكيُّون في مسألة دوران الشمس حول الأرض، أو دوران الأرض عليها؛ أيها الصحيح والصواب منهما، على قولين:
1 - القول الأول: أنَّ الأرض هي المركز الثابت، وأنَّ الشمس والقمر وسائر الكواكب تدور على الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/317)
• القائلون به: وقد ذهب إلى هذا القول كبير فلاسفة اليونان ومقدَّمهم في زمانه (كُلُوْديُوس بطلْميوس)، الهالك بعد ميلاد المسيح عليه السلام بنحو مائة وخمسين عاماً، وهو صاحب كتاب (المجسطي) أقدم كتب الفلك، والذي عرَّبه حنين بن إسحاق النصراني للخليفة المأمون.
• قال أبو عمر: وقد كان عامة أهل الفلك القدماء يقولون بهذا القول حتى ظهر من أظهر القول الآخر وشهَّره، وتبعه عليه الناس قاطبة؛ إلاَّ ما شاء الله.
ثم جاء بعض فلكيي هذا العصر من الكفرة فأثبت صحَّة ما ارتآه (بطيلموس) هذا، وأقام الأدلَّة على ما ذهب إليه.
ألا وهو الفرنسي (دورمون)؛ الذي نشر مقالةً وبحثاً مطوَّلاً في جريدة (ليبربارول) الباريسية قال في ضمنه: ((لم يقم الدليل إلى الآن على صحَّة دوران الأرض؛ كما زعم غاليليو ... ولا أنها مركز العالم الشمسي)).
وكذا قال بنحوه العِلْج الفرنسي الآخر؛ أحد أكبر علماء الفلك والطبيعة الفرنسيين في ذاك الزمن؛ إذ قال ((لا يمكن إثباته ولا نفيه بالأدلَّة المحسوسة!)).
ثم صدر كتاب عام (1926م) بالفرنسية من تأليف أحد أكابر هؤلاء الفلكيين، وهو: ب. رايوفيتش؛ ذكر فيه براهين علمية على ثبات الأرض، وختمه بقوله: ((فيبرهن على أنَّ الشمس تدور حول الأرض، وكذا القمر يدور حولها، وعلى عدم دوران الأرض)) اهـ.
• قال أبو عمر: ولكن ومع هذا .. فهيهات هيهات التصديق والقبول، فهذا القول عند الفرنجة ومن انتحل علومهم على جهالة = قول منكرٌ مردود.
• وهذا نظيره ما في كثير من العلوم؛ حين يشهَّر قولٌ باطلٌ؛ لعظيمٍ قاله، ثم يتبعه الناس عليه دونما تحقيق أونظر، هيبةً لقائله وتابعيه.
• فإذا ابتعث الله - بعد زمن - من يكذِّب هذا الترجيح، وجاء ليصحِّح أويثبت الحق في نفس الأمر = رُمي بالمخالفة والشذوذ والمروق!
2 - القول الثاني، وهو الباطل عقلاً ونقلاً: أنَّ الشمس هي المركز الثابت، الذي تدور عليه السيَّارات من الكواكب، وأنَّ الأرض من جملة الكواكب السيَّارة، التي تدور حول نفسها، ثم تدور حول الشمس.
• القائلون به: قال به الفيلسوف اليوناني (فيثاغورس)، الهالك قبل ميلاد المسيح عليه السلام بنحو خمسمائة أو ستمائة عام، وأرسطرخس، الهالك في القرن الثالث الميلادي.
• وقد كان هذا القول مهجوراً زماناً طويلاً قرابة ألف وثمانمائة عام؛ حتى ظهر الفلكي البولندي (نيقولا كوبرنِيْك) أو (كوبرنِيْكُوس) الهالك سنة (1543م)، فقرَّر رأي (فيثاغورس) و (أرسطرخس)، وأيَّده بالأدلة والبراهين الرياضية - زعم! - وشهَّره، وعلى أساسه بُني علم الفلك الحديث.
• وهو الذي زُعِم أنه واضع لنظرية دوران الأرض والكواكب حول الشمس، وقد زعموا أنه أهدى بحثه في هذه النظرية إلى البابا بول الثالث؛ مفتخراً بما وصل إليه.
• ثم تبعه على ذلك الفلكيان الإنجليزي الشهيران (وليم هرشل) الهالك سنة (1822)، وابنه (جون) الهالك سنة (1871م).
• وقد صار ت هذه النظرية هي المعتمدة عند كثير من فلكيي الفرنجة في هذا العصر، ثم تبعهم عليه أكثر المسلمين.
• قال أبو عمر عامله الله بلطفه: وممن قال بهذا القول الباطل الفيلسوف الإيطالي الشهير (غاليليو) الهالك سنة (1642م)، وكان فلكياً رياضياً صاحب نظريات مشهورة، ومنها نظريَّاته العديدة التي نقض فيها جملة من نظريات (أرسطو طاليس).
• وقد زعم الفرنجة أنَّ (غاليليو) هُدِّد واستتيب من رجال الدين النصارى - آنئذٍ -ليرجع عن هذه الهرطقة، والمخالفة لما عهدوه من كتبهم ودينهم المحرَّف، فأبى المسكين الرجوع فأُحْرِقَ؛ على الطريقة المعتادة في إحراق المهرطقين والسحرة المارقين على الكنيسة! وكان ذلك سنة (1642م).
• قال أبو عمر: فمن يحكي في الأمر إجماعاً عند الفكيين أقل ما يقال له: إنه إجماعٌ باطل، فلم النكير في مسائل الاجتهاد.
- الأخ الفاضل .. أبو عبدالرحمن بن أحمد ... وفقه الله
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم، وفكرتكم قديمة في الذهن.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 02:53 ص]ـ
- سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/318)
دوران الأرض، ودوران الشمس حول الأرض، وما توجيهكم لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا، وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟.
فأجاب: خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [لقمان / 10] ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله {أن تميد بكم} يدل على أن للأرض حركة، ولولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله {الله الذي جعل لكم الأرض قراراً} [غافر / 64] ليس بصريح في انتفاء دورانها؛ لأنها إذا كانت محفوظة من الميَدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار: فإننا متمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنَّة إليه وأنَّى ذلك، فالواجب على المؤمن أن يتمسك بظاهر القرآن الكريم و السنة في هذه الأمور و غيرها.
ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار قوله تعالى {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف / 17]، فهذه أربعة أفعال أُسندت إلى الشمس " طلعت "، " تزاور "، " غربت "، " تقرضهم " ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبيّن سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ فقال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وأنها يوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها، ويقال: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ".
ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو الظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.
وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون فإنه لم يصل عندنا إلى حد اليقين، فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربنا وسنَّة نبيناً صلى الله عليه وسلم.
ونقول لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدَّعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟
فجوابه: أنّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة؛ لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام، وأبينه، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيءٍ، وأخبر سبحانه أنه يبيِّن لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل، لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي.
وفي ظني - والله أعلم - أنه سيجيء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة " داروين " حول نشأة الإنسان، والله أعلم.
- من هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19691&highlight=%CF%E6%D1%C7%E4+%C7%E1%C3%D1%D6
التعقيب رقم (13).
- الأخ هيثم ... هل كلام الشيخ ابن عثيمين عبث؟!
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 04 - 05, 03:10 ص]ـ
أرجو أن يسمح لي الشيخ أبو عمر السمرقندي بإضافة بعض ما جمعته قديماً حول هذا الموضوع، وما هو إلا كلام للعلماء:
المجلد الأول من فتاوى ابن عثيمين - رحمه الله -:
(25) سئل فضيلة الشيخ: عن دوران الشمس حول الأرض؟
فأجاب بقوله: ظاهر الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وبدورتها يحصل تعاقب الليل والنهار على سطح الأرض وليس لنا أن نتجاوز ظاهر هذه الأدلة إلا بدليل أقوى من ذلك يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها. ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/319)
1. قال الله تعالى عن إبراهيم في محاجته لمن حاجه في ربه: ? فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ?. فكون الشمس يؤتى بها من المشرق دليل ظاهر على أنها التي تدور على الأرض.
2. وقال أيضاً عن إبراهيم: ? فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال: يا قوم إني بريء مما تشركون ?. فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال: " فلما أفل عنها".
3. قال تعالى: ? وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ?. فجعل الازورار والقرض من الشمس وهو دليل على أن الحركة منها ولو كانت من الأرض لقال:يزاور كهفهم عنها، كما أن إضافة الطلوع والغروب إلى الشمس يدل على أنها هي التي تدور وإن كانت دلالتها أقل من دلالة قوله: ? تزاور ? ? تقرضهم ?.
4. وقال تعالى: ? وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ?، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يدورون في فَلَكَة كَفَلَكَة المغزل. اشتهر ذلك عنه.
5. وقال تعالى: ? يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً ?. فجعل الليل طالباً للنهار، والطالب مندفع لاحق، ومن المعلوم أن الليل والنهار تابعان للشمس.
6. وقال تعالى: ? خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار ?، فقوله: ? يكور الليل على النهار ? أي يديره عليه ككور العمامة دليل على أن الدوران من الليل والنهار على الأرض ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لقال: " يكور الأرض على الليل والنهار". وفي قوله: ? كل يجري لأجل مسمى ? المبين لما سبقه دليل على أن الشمس والقمر يجريان جرياً حسياً مكانياً لأن تسخير المتحرك بحركته أظهر من تسخير الثابت الذي لا يتحرك.
7. وقال تعالى: ? والشمس وضحاها. والقمر إذا تلاها?. ومعنى ? تلاها ? أتى بعدها وهو دليل على سيرهما ودورانهما على الأرض ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لم يكن القمر تالياُ للشمس بل كان تالياً لها أحياناً وتالية له أحياناً لأن الشمس أرفع منه والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تأمل.
8. وقال تعالى: ? والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم 0 والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم 0 لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ?. فإضافة الجريان إلى الشمس وجعله تقديراً من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل والنهار والفصول، وتقدير القمر منازل يدل على تنقله فيها ولو كانت الأرض التي تدور لكان تقدير المنازل لها من القمر لا للقمر. ونفي إدراك الشمس للقمر وسبق الليل للنهار يدل على حركة اندفاع من الشمس والقمر والليل والنهار.
9. وقال النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه وقد غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنها تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ". أو كما قال j ، متفق عليه، فقوله: " ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها " ظاهر جداً في أنها تدور على الأرض وبدورانها يحصل الطلوع والغروب.
10. الأحاديث الكثيرة في إضافة الطلوع والغروب والزوال إلى الشمس فإنها ظاهرة في وقوع ذلك منها لا من الأرض عليها.
ولعل هناك أدلة أخرى لم تحضرني الآن ولكن فيما ذكرت فتح باب وهو كاف فيما أقصد. والله الموفق.
مفتاح دار السعادة: 2/ 55
قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية:
(فصل: طلوع الشمس على العالم
ثم تأمل الحكمة في طلوع الشمس على العالم، كيف قدره العزيز العليم سبحانه، فإنها لو كانت تطلع في موضع من السماء فتقف فيه ولا تعدوه لما وصل شعاعها إلى كثير من الجهات، لأن ظل أحد جوانب كرة الأرض يحجبها عن الجانب الآخر، فكان يكون الليل دائماً سرمداً على من لم تطلع عليهم، والنهار دائماً سرمداً على من هي طالعة عليهم، فيفسد هؤلاء وهؤلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/320)
فاقتضت الحكمة الإلهية، والعناية الربانية، أن قدّر طلوعها من أول النهار من المشرق، فتشرق على ما قابلها من الأفق الغربي، ثم لا تزال تدور وتغشى جهة بعد جهة، حتى تنتهي إلى المغرب، فتشرق على ما استتر عنها في أول النهار، فيختلف عندهم الليل والنهار، فتنتظم مصالحهم) ا. هـ.
يضاف إلى الأدلة ما يلي:
1. قوله تعالى: ? حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ?.
قال ابن عثيمين - رحمه الله -: (قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} من المعلوم أن المراد هو المكان الذي تغرب الشمس فيه، وهو البحر؛ لأن السائر إلى المغرب سوف يصطدم بالبحر والشمس إذا رآها الرائي وجدها تغرب فيه.
(وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) هي أرض البحر {حَمِئَةٍ} مسودَّة من الماء، لأن الماء إذا مكث طويلاً في الأرض صارت سوداء، ومعلوم أنها تغرب في هذه العين الحمئة حسب رؤية الإنسان، وإلا فهي أكبر من الأرض، وأكبر من هذه العين الحمئة، وهي تدور على الأرض، لكن لا حرج أن الإنسان يخبر عن الشيء الذي تراه عيناه بحسب ما رآه.
(وَوَجَدَ عِنْدَهَا) أي عند العين الحمئة وهو البحر) ا. هـ.
2. قوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً 0 ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ?.
قال السعدي - رحمه الله -: (أي: ألم تشاهد ببصرك وبصيرتك كمال قدرة ربك، وسعة رحمته، أنه مد على العباد الظل، وذلك وقت طلوع الشمس ? ثم جعلنا الشمس عليه ? أي: على الظل ? دليلاً ?، فلولا وجود الشمس، لما عرف الظل، فإن الضد يعرف بضده.
? ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ? فكلما ارتفعت الشمس تقلص الظل، شيئاً فشيئاً، حتى يذهب بالكلية، فتوالي الظل والشمس على الخلق، الذي يشاهدونه عياناً، وما يترتب على ذلك من اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما، وتعاقب الفصول، وحصول المصالح الكثيرة بسبب ذلك - من أدل دليل على قدرة الله وعظمته وكمال رحمته وعنايته بعباده، وأنه وحده المعبود المحمود، المحبوب المعظم، ذو الجلال والإكرام) ا. هـ.
* قال ابن عثيمين - رحمه الله - في فوائد قوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ?:
(13 - ومنها: الرد على علماء الهيئة الذين يقولون: إن إتيان الشمس ليس إتياناً لها بذاتها؛ ولكن الأرض تدور حتى تأتي هي على الشمس؛ ووجه الرد أن إبراهيم قال: {فإن الله يأتي بالشمس من المشرق}؛ إذاً الله أتى بها من المشرق؛ وهم يقولون: إن الله لم يأت بها من المشرق؛ ولكن الأرض بدورتها اطلعت عليها؛ ونحن نقول: إن الله لم يقل: (إن الله يدير الأرض حتى تُرى الشمس من المشرق؛ فأَدِرْها حتى تُرى من المغرب)! ويجب علينا أن نأخذ في هذا الأمر بظاهر القرآن، وألا نلتفت لقول أحد مخالف لظاهر القرآن؛ لأننا متعبدون بما يدل عليه القرآن؛ هذا من جهة؛ ولأن الذي أنزل القرآن أعلم بما خلق: قال الله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} [الملك: 14]؛ فإذا كان [الله سبحانه وتعالى] يقول في كلامه: إن الشمس: «تأتي»، و «تطلع»، و «تغرب»، و «تزول»، و «تتوارى»؛ كل هذه الأفعال يضيفها إلى الشمس؛ لماذا نحن نجعلها على العكس من ذلك، ونضيفها إلى الأرض!!! ويوم القيامة سيقول الله لنا: {ماذا أجبتم المرسلين} [القصص: 65]؛ لا يقول: ماذا أجبتم العالم الفلكي الفلاني، على أن علماء الفلك قديماً وحديثاً مختلفون في هذا؛ لم يتفقوا على أن الأرض هي التي بدورانها يكون الليل والنهار؛ وما دام الأمر موضع خلاف بين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/321)
الفلكيين أنفسهم؛ فإننا نقول كما نقول لعلماء الشرع إذا اختلفوا: «إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول» بل نقول: لو جاء علماء الفلك بأجمعهم ما عدلنا عن ظاهر القرآن حتى يتبين لنا أمر محسوس؛ وحينئذ نقول لربنا إذا لاقيناه: إنك قلت - وقولك الحق-: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}، وقلت: {اتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]؛ ونحن ما وسعنا إلا أن نقول: إن قولك: {وترى الشمس إذا طلعت} [الكهف: 17] أي إذا طلعت رأي العين؛ لا في حقيقة الواقع؛ لأننا علمنا بحسنا، وبصرنا بأن الذي يكون به تعاقب الليل والنهار هو دوران الأرض؛ أَمَا والحس لم يدل على هذا؛ ولكنه مجرد أقيسة ونظريات، فإنني أرى أنه لا يجوز لأحد أن يعدل عن كلام ربه الذي خلق، والذي أنزل القرآن تبياناً لكل شيء لمجرد قول هؤلاء) ا. هـ.
* وقال - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: ? وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ?:
(وفي قوله تعالى: {إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ} {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة، فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلا بدليل بَيِّن، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين، وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: " أتدري أين تذهب؟ " فأسند الذَّهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنَّا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به) ا. هـ.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:26 ص]ـ
المشكلة ان الكثير يتكلم عن كون الامر قطعي فكيف يكون كذلك. الا يحصل خلط هنا!!!
القطعي لا يشوبه خلاف. اما ان كان صاحب قول يتكلم برأيه ويقول قطعية لورود تفسير معين. فالصحيح ان النصوص الشرعية لا تفيد ذلك ابدا. فليس ممكنا من كلام العرب ان تقول اذا رأيت الشمس تطلع صباحا دارت الارض فبانت الشمس! ولقولت ظهرت الشمس يمكن ولكن معناه يكون محتملا لاكثر من معنى.
الذي نعرفه ان النسبية لها دورها هنا.
فالانسان على الارض يراها دائما تحته ولكن قد يكون هو بالنسبة للارض تحتها. ولا يوجد علقل يبجث عن وضعية الارض ليقول ان الارض تحته ام هو تحتها. فكل ما تحت قدميك ارض وما فوقك فهو سماء ايا كان وضعك.
اما جريان الشمس فهذا ثابت عند الجميع الا ان بعض المتقدمين كانو يتكلموا بجريان الارض وثبات الشمس وقد ذكر ابن تيمية ان السموات والارض كلها تتحرك بمن فيها. والارض في السماء الدنيا
اما دوران الارض حول الشمس فليس هو ما يسبب الليل والنهار بل ان الذي يسبب ذلك هو دوران الارض حول نفسها والذي يسبب الفصول هو تحرك محور الارض. فلا علاقة لذلك بدوران الارض حول الشمس ولا بدوران الشمس حول الارض لحدوث الليل والنهار. وهذا الذي ننبه به كل من حمل حديث البخاري على ان الشمس تدور حول الارض فليس للموضوع صلة بالامر اصلا.
وان نظرت الى التفاسير ستجد امرا غريبا في تفسير قوله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/322)
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
الغريب ان كل المفسرين حملوا الاية على يوم القيامة مع وجود عبارة تدل على انها اية قي الدنيا, فكيف تسير الجبال ونحن نراها ثابتة؟ وبوجود الاية الاخرى " ويوم نسير الجبال حصل خلط في التفسير ولعل ذلك لان الاية الاولى هي بين ايات تتكلم عن الاخرة الا ان قبلها بايتين نجد اية اخرى مثلها تتكلم عن الدنيا. فهي تشير الى تحسبها جامدة اي تحسب انها لا تتحرك وهي تمر مر السحاب فالمرور غير السير وبعد ذلك يقول الله تعالى" صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ "
فالذي انبه عليه ان لاشيء من الاحاديث والايات يتكلم عن دوران الارض حول الشمس ولا العكس
وانما يحصل تعاقب الليل والنهار بدوران الارض حول نفسها وكذلك الفصول تتم بتغير محور الارض لا بدوران الارض حول الشمس ولا الشمس حول الارض.
والله تعالى اعلم
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 04:57 م]ـ
???!!!
http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=59419&Option=FatwaId
رقم الفتوى: 59419
عنوان الفتوى: ابن باز وابن عثيمين ودوران الأرض والشمس
تاريخ الفتوى: 18 محرم 1426
السؤال
أصحيح أن الشيخين ابن باز وابن العثيمين رحمة الله عليهما أفتيا بعدم دوران الأرض وأن الشمس التي تدور حول الأرض ومن قال غير ذلك فقد كفر؟ وإن كان صحيحا كيف يمكن أن يسمح علماء أجلاء كابن باز وابن العثيمين المسموعين في العالم أن يجعلون شبهة كهذه على القرآن الذي لا يتضارب مع العلم؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلامتان ابن باز وابن عثيمين رحمة الله عليهما عالمان شامخان من علماء العصر الأجلاء الحريصين على نصرة الحق وقمع الباطل والبدعة والضلال ونشر عقيدة السلف الصالح. وأما ما نسب إليهما من تكفيرمن قال بدوران الأرض فإنه من التلفيق والكذب والطعن فيهما، وقد رد العلامة ابن باز على من ادعى ذلك فقال: أما ما نشرته عني مجلة السياسة من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك أو قال إن الأرض كروية أو تدور فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، كما أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم ما يدل على إثبات كروية الأرض أما دورانها فقد أنكرته .. ولكني لم أكفر من قال به وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن والسنة المطهرة. اهـ. وكذلك نفى العلامة ابن عثيمين دوران الأرض ولم يكفر من قال به كما في فتاواه. والسبب في عدم قولهم بدوران الأرض هو عدم صحة الدليل النقلي عندهما في ذلك بالإضافة إلى ظنهم أن إثبات دوران الأرض مجرد نظريات قابلة للنقض. ولا شك أن دوران الأرض حول نفسها ثم حول المجموعة الشمسية بأكملها حول المجرة أصبح حقيقة علمية ثابتة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام: 12870، 26538، 22383. واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط العالم أن لا يخطئ والكمال عزيز فلا نغلوا فيهما وندعي لهما العصمة ولا نجفوا عنهما بتتبع زلاتهما التي لم يسلم منها بشر وكفى بالمرأ نبلا أن تعد معايبه، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مجتهد مأجور كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص في الصحيحين: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. قال أبو محمد ابن حزم: عموم لكل مجتهد لأن كل من اعتقد في مسألة ما حكما فهو حاكم فيها لما يعتقد هذا هو اسمه نصا لا تأويلا لأن الطلب غير الإصابة وقد يطلب من لا يصيب على ما قدمنا ويصيب من لا يطلب فإذا طلب أجر فإذا أصاب فقد فعل فعلا ثانيا يؤجر عليه أجراً ثانيا أيضا. اهـ. من الإحكام.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/323)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 04 - 05, 07:30 م]ـ
اخوتي الاحباء بالنسبة لي انظر للنظرية بهذه الطريقة:
مخالفة النظرية لقطعي من الشريعة يعني رفض النظرية
مخالفة النظرية لقطعي الدلالة ظني الثبوت ------> ينبغي النظر بالظني فان كان صحيحا ترد النظرية وان كانت لم تثبت لا ترفض النظرية.
*********************************
اذا كانت النظرية تخالف العقل ---------------> ينظر الى العقل اهو الصريح الذي اتفق عليه الناس ام هو من ما يختلف الناس عليه فان كان من الاول رفضت وان كان من الثانية لم ترفض
*********************************
اين تقع النظرية
تقع النظرية بالقسم الممكن عقلا من العلم. فلا يجوز ان تقوم نظرية لاثبات المتفق عليه عقلا ولا لاثبات المتفق على استحالته عقلا.
********************************
هل للنظرية حكم شرعي حتى لو كانت من الممكن عقلا بالمنع.
نعم حكمها حكم ما تدعوا اليه النظرية
لان النظريات ليست كلها علمية ولكن بعضها اجتماعية وبعضها اخلاقية
الدين الصحيح الذي نحن عليه والعقل الصريح عند الناس لا يختلفوا ابدا ولا يتناقضوا.
*******************************
عدم ادراك او استيعاب المسألة لا يعني عدم امكانية حدوثها
ورؤيتنا للشيء ليس دليلا على احاطتنا به
************************************************** *********************
النظريات التي اراها مرفوضة شرعا:
نظرية انفصال الارض على الشمس
نظرية تكون ماء الارض كله من براكين الارض
نظرية تكون ماء الارض كله من النيازك
نظرية الانفجار العظيم (الاولى التي تعتبر الانفجار انتج الزمان والمكان)
نظرية المادة الازلية
نظرية التطور الكلي (الدارونية)
نظرية التناسخ
************************************************** *************
ـ[عبد]ــــــــ[04 - 04 - 05, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
الأخ مجدي، أعتقد أنه لا حرج عليك في رد المصطلح الذي وصفت به عملية "الفتق" وهو قولهم "الانفجار العظيم" أما أن ترفض المبدأ الذي يحمله هذا المصطلح وهو كون السماوات والأرض من أصل واحد او مصدر واحد فهذا ليس مضاداً للنظرية نفسها فحسب وإنما مضاد للأدلة الشرعية أيضاً. فالعلماء مثل ستيفن هوكنج، براين جرين، روجر بنروز، جون بارو، وفرانك تبلر كلهم يستعملون المصطلح " singularity" بالتبادل مع " Big Bang" لوصف أصل الكون الذي نراه بل والزمان والمكان. ومعنى " singularity" كما لا يخفى عليكم هو "الشيء الواحد" أو "شيء موحد" وهو نفس اللفظ الذي ذكره ابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة: يعني أنها كانت شيئا واحدا. (القرطبي)
أما المسألة الثانية: فإنه بالفعل لم يوجد الزمان ولا المكان قبل خلق السماوات والأرض لعموم حديث البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، قال: (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء). ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم. (رواه البخاري)
ففي الحديث لم يكن هناك مع الله قبل الخلق أي شيء لا سماوات ولا أراضين ولا أي شيء ولا حتى الزمان والمكان لأننا نعلم أن الله لا يفتقر في وجوده إلى زمان او مكان، وكان هو المتفرد بالوجود سبحانه وتعالى ومعلوم أن الزمان والمكان لا يوجدان إلا بعد الخلق لأن الزمان والمكان مخلوقان والزمان لم يكن له وجود قبل الخلق ولاموجود إلا الله تعالى والدليل العقلي على كون الزمن مخلوقاً هو ما قاله ابن تيمية من أن "الزمان هو مقدار الحركة" أي حركة الأرض والأجرام بعضها بالنسبة إلى بعض والحركة لا توجد بلا كواكب وأجرام والكواكب والأجرام لا وجود لها قبل خلق السماوات والأرض والأخيران لا وجود لهما إلا بعد "الفتق" أو ما يسميه الفلكيون ما بعد " Singularity".
ولذلك فنظرية "الانفجار العظيم" أو "الأصل الواحد" لا تتعارض في مبدأها الأساسي مع النص القرآني وكذلك كون الزمان والمكان لم يوجدا إلا بعد انفصال السماوات عن الأرض أمر ثابت بل وهو مادلت عليه نظرية اينشتاين النسبية وملاحظات إدون هبل لتوسع الكون ولذلك حاول الأول (اينشتاين) انكار ذلك بإدخال "الثابت الكوني" في معادلاته إلا انه ندم بعد ذلك واعترف بخطأه الكبير ولله الحمد وهذه آية للكافرين لعلهم يهتدون.
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم أخي مجدي .... مرة أخرى
لقد صادف وان وجدت على هذا الرابط استفسارا لك عن "نظرية الانفجار العظيم"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28274 (http://)
وأرجو ان يكون جوابي السابق فيه فائدة وإزالة للإشكال إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/324)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 12:26 م]ـ
رقم الفتوى: 59419
عنوان الفتوى: ابن باز وابن عثيمين ودوران الأرض والشمس
تاريخ الفتوى: 18 محرم 1426 السؤال: أصحيح أن الشيخين ابن باز وابن العثيمين رحمة الله عليهما أفتيا بعدم دوران الأرض وأن الشمس التي تدور حول الأرض ومن قال غير ذلك فقد كفر؟ وإن كان صحيحا كيف يمكن أن يسمح علماء أجلاء كابن باز وابن العثيمين المسموعين في العالم أن يجعلون شبهة كهذه على القرآن الذي لا يتضارب مع العلم؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلامتان ابن باز وابن عثيمين رحمة الله عليهما عالمان شامخان من علماء العصر الأجلاء الحريصين على نصرة الحق وقمع الباطل والبدعة والضلال ونشر عقيدة السلف الصالح. وأما ما نسب إليهما من تكفيرمن قال بدوران الأرض فإنه من التلفيق والكذب والطعن فيهما، وقد رد العلامة ابن باز على من ادعى ذلك فقال: أما ما نشرته عني مجلة السياسة من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك أو قال إن الأرض كروية أو تدور فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، كما أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم ما يدل على إثبات كروية الأرض أما دورانها فقد أنكرته .. ولكني لم أكفر من قال به وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن والسنة المطهرة. اهـ. وكذلك نفى العلامة ابن عثيمين دوران الأرض ولم يكفر من قال به كما في فتاواه. والسبب في عدم قولهم بدوران الأرض هو عدم صحة الدليل النقلي عندهما في ذلك بالإضافة إلى ظنهم أن إثبات دوران الأرض مجرد نظريات قابلة للنقض. ولا شك أن دوران الأرض حول نفسها ثم حول المجموعة الشمسية بأكملها حول المجرة أصبح حقيقة علمية ثابتة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام: 12870، 26538، 22383. واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط العالم أن لا يخطئ والكمال عزيز فلا نغلوا فيهما وندعي لهما العصمة ولا نجفوا عنهما بتتبع زلاتهما التي لم يسلم منها بشر وكفى بالمرأ نبلا أن تعد معايبه، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مجتهد مأجور كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص في الصحيحين: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. قال أبو محمد ابن حزم: عموم لكل مجتهد لأن كل من اعتقد في مسألة ما حكما فهو حاكم فيها لما يعتقد هذا هو اسمه نصا لا تأويلا لأن الطلب غير الإصابة وقد يطلب من لا يصيب على ما قدمنا ويصيب من لا يطلب فإذا طلب أجر فإذا أصاب فقد فعل فعلا ثانيا يؤجر عليه أجراً ثانيا أيضا. اهـ. من الإحكام.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
- المشكلة فيمن يرمي أهل العلم بالشرع وطلبته بأنهم لايفرِّقون بين الحقيقة العلمية القطعية، وبين النظرية القابلة للخطأ.= أنَّهم هم الذين لا يفرِّقون بينهما.
إذ جعلوا كثيراً من النظريات كأنها حقائق علمية ثابتة قطعية غير قابلة للشك.
مثل هذه الفتوى التي زعم فيها أنها حقيقة علمية ثابتة.
ما الدليل القطعي الذي صيَّرها قطعية الدلالة غير قابلة للشك؟!
هل انتشار نظرية وطغيانها دليل على قطعيتها وصحتها؟!
قصارى الأمر مشاهدات ومراقبات وقرائن .. وهذه هي النظرية!
مع كون ما يناقضها له وجاهته أيضاً من نفس المراقبات والقرائن والمشاهدات والحسابات؟
- أضف إلى ذلك أنَّ الخلاف والشك فيها وارد كما تقدَّم نقله في تعقيبي السالف عن بعض أكابر الفلك الفرنسيين، وأنه لا دليل يثبت ما زعموه حقيقة علمية ثابتة.
- ونقول في مثل هذه الفتوى إن كان صاحبها أهلاً للإفتاء كما قال هو عن كلام الشيخين ابن باز وابن عثيمين: " واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط العالم أن لا يخطئ والكمال عزيز فلا نغلوا فيهما وندعي لهما العصمة ".
ومع كون كلامه أهون من رميهما بالعبث ونحوه لكنه كلامٌ باطلٌ لأنه مبنيٌ على باطل، وهو الدعوى من كون هذه النظرية حقيقة علمية مسلَّمٍ بها.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 01:20 م]ـ
أخي الكريم عبد.جزاك الله خيرا اخي ولكن هذا السبب الذي كنا نتناقش فيه عن نظرية انشتين وزعم من زعم انها لا تخالف الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/325)
بالنسبة للربط فانه لم يشتغل عندي لعل العطل من جهازي
على كل حال ارجوا من الله ان يكون هذا الرد كافيا للتنبيه على المشاكل التي في النظرية.
ساتكلم عن الناحية الشرعية والعلمية بنفس الوقت لاني لا ارى داعي لفصلهما.
سوف لن اخوض في امور مثل لماذا النظرية؟ وتفسير اصحابها لها بالكون الذي خلق نفسه ولنترك ذلك ولنفرض ان من كلم بالنظرية يرى ان الله خلق السماوات والارض بهذه الكيفية؟ اظن ان هذا يسهل النقاش , وبنفس الوقت اكرر امرا اخر ان من وضع النظرية ينظر لمقاصده واستدلالاته. فالنظرية لا تبنى على خيال علمي وانما تبنى على فروض من قبل بالنظرية يقبل بها ولا يلزم من يرفض النظرية رفضا. وهو عكس الاستدلال الاول الذي قلت به. لنترك هذه جانبا ونتكلم عن النواحي الشرعية.
اولا:هل كان شيئ قبل خلق السموات والارض؟
] أما المسألة الثانية: فإنه بالفعل لم يوجد الزمان ولا المكان قبل خلق السماوات والأرض] اخي استغفر الله على كلامك ولا تعد الى مثل هذه المقال , فوالله الذي لا اله الا هو انها آلمتني لما سمعتها منك وآلمني اكثر طريقة استدلالك.
فانت تقول خلو الزمان والمكان من مخلوق قبل خلق السموات والارض.
يا اخي اتقوا الله في نظرتكم الى هذه النظريات
اليس العرش مخلوقا؟
الماء الم يكن موجودا؟
يا اخي هذا الدليل الذي استدليت عليه اليس هو
أما المسألة الثانية: فإنه بالفعل لم يوجد الزمان ولا المكان قبل خلق السماوات والأرض لعموم حديث البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: بشرتنا فأعطنا، فدخل ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قبلنا، جئناك لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان، قال: (كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السماوات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء). ثم أتاني رجل فقال: يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت، فانطلقت أطلبها، فإذا السراب ينقطع دونها، وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم. (رواه البخاري)
فيا اخي هل العرش والماء مخلوقان؟ لا اظن ان مسلما يقول غير هذا.
يبدوا انك يا اخي لم تقرء جيدا في كتب السلف والائمة عن الموضوع. فان ابن تيمية اطال الرد على الفلاسفة من هذا المنطلق ثم عرج على كلام المتكلمين والمعتزلة في نفس النقطة انت تقول:
ففي الحديث لم يكن هناك مع الله قبل الخلق أي شيء لا سماوات ولا أراضين ولا أي شيء ولا حتى الزمان والمكان لأننا نعلم أن الله لا يفتقر في وجوده إلى زمان او مكان، وكان هو المتفرد بالوجود سبحانه وتعالى ومعلوم أن الزمان والمكان لا يوجدان إلا بعد الخلق لأن الزمان والمكان مخلوقان والزمان لم يكن له وجود قبل الخلق ولاموجود إلا الله تعالى والدليل العقلي على كون الزمن مخلوقاً هو ما قاله ابن تيمية من أن "الزمان هو مقدار الحركة" أي حركة الأرض
اما قولك بانتفاء الخلق قبل خلق السموات والارض فهذا جهل بما خلق الله.
وهي مخالفة شرعية واضحة. فالله يقول انه هو الخلاق. فالخلاق الخالق من عدم والخالق من شيء اخر وهو معروف في الشرع.
اما السموات والارض فالفرق بين قولنا وقولهم في نشأة السموات والارض اننا نقول ان الله خلق السموات والارض من مادة اخرى وهي التي كانت رتقا قبل الفتق يا اخي فالفتق لا يتم للعدم وانما يتم من العدم الخلق المطلق من لا شيء.
وهم يزعمون ان الكون كله كون نتيجة انفجار بلا سبب وان هذا الانفجار انما حصل بالعدم فكون كل مكون! وكون الزمان يعني ان لا مخلوق قبل هذا وكون المكان يعني ايضا لا مخلوق قبل هذا.
اما نقلك عن ابن تيمية فهو نقل من فهمك لا من كلام ابن تيمية. فابن تيمية له كلام خلاف فهمك وهو يقول امرا مختلافا , فلا يجوز لك ان تلصق له الكلام. وفرق بين الزمن الذي عندنا وما نقيس نحن به وبين الزمان الحقيقي الموجود قبل خلق الارض فالارض لك تخضع للنظام والدوران الا في اليوم الخامس والسادس ولم تبسط الارض وتمد الا في هذين اليومين.
انت تقول:
ولذلك فنظرية "الانفجار العظيم" أو "الأصل الواحد" لا تتعارض في مبدأها الأساسي مع النص القرآني
لا اله الا الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/326)
المبداء يارجل راجعه. ثم ان عبارة الاصل الواحد ان قصد منه تكون الزمان والمكان لا يكون الا العدم!!!
ان كان عندك غير هذا فبينه لي؟.
ثم ما هو اتفاق هذه النظرية مع القران؟
الله يقول انه خلق العرش والماء مما اخبرنا وهو من المعروف ان ما لم يخبرنا به لم نستلزم بالبحث عنه, وهذه النظرية تقول ان الخلق كله لم يكن موجودا قبل هذا
الله يقول انه خلق الارض بخاصية وتمام واتقان وجعل فيها ميزة عن باقي النجوم والكواكب بما يصلح لنا الحياة وهذا ما نراه من تميز الارض عن باقي ما في السموات والارض. واهل النظرية يقولو ان الارض جزء منفصل من مادة الانفجار ليس بينها وبين غيرها تمايز في التكوين وانما يعزون ما نراه لاسباب ونظريات خاصة
فوضعوا للحياة نظريات من بينها التطور ووضعوا للماء نظريات ووضعوا واخترعو ا ولكنهم لم يجدول لاجتماع هذه الاشياء الا الصدفة لا لكون خالق جمعها.
انت تقول:
ومعلوم أن الزمان والمكان لا يوجدان إلا بعد الخلق
بالنسبة للامور المادية فهذا غير صحيح بل الزمان والمكان ملازمان لوجود المادة وحتى انصار النظرية يقولوا بهذا ايضا. فليس ثم احد قال ان الزمان والمكان وجدا بعد المادة سواء اكان خلقا او عبثا.
هذا من ناحية
ومن ناحية اخرى فنحن نؤمن ان الله خلق السماء والارض ثم بعد ذلك خلق النجوم في السماء واخضع الارض والنجوم والكواكب لهذه الحركة المنتظمة التي حيرت العلماء ونقضت نظرياتهم. واعجب كل العجب من مسلم لا يسلم امره لله ويجعل القران متناقضا بتفسيره. فهل يجوز تفسير اية دون الرجوع لاخرى ولما صح عن النبي؟
الذي ندين به هو قول السلف قاطبة ان الله خلق العرش والماء قبل خلق السماوات والارض.
وانما من حاول تغير النصوص وتحريفها قالوا كيف خلق الله الارض قبل السماوات السبع فينفون ذلك ووقع بذلك الغلط اكثر المتأخرين بل ان بعضهم وصف من يقول بان الله خلق الارض قبل تشكيل السماء انه جاهل لعلة مادية لانه يرى ان الارض انفصلت عن الشمس او انها احدى شظايا الانفجار. فهدا الله الجميع. انترك كلام ربنا من اجل نضرية لا تستقيم؟
للاسف التعصب وعدم الادراك هي المشكلة. حتى ان البعض قال ان السماء الدنيا باتساع دائم. هو يعلم ان حدود السماء الدنيا ليست معروفة لنا ادراكا حتى يومنا هذا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28274
وهم استدلوا على امر يحسب عليهم بل يبين صدق الله وكذب نظرياتهم وقد بينت ذلك في الربط السابق واعيده مرة اخرى بطريقة ابسط:
مسلمات النظرية تقول:
سرعة الضوء هي اقصى سرعة وهي 300000كم /ساعة.
ابتداء انتشار المادة من نقطة حصول الانفجار.
لم يكن مادة ولا زمان ولا مكان قبل انفجار المادة.
ومن ما يلزم به اصحاب النظرية:وهو ما الزموا انفسهم بها وليس بالضرورة انا نقول بكلامهم:
ان سرعة انتشار المواد من مركز الانفجار ستكون اقل من سرعة الضوء. لان زيادة سرعتها الى درجة تساوي سرعة الضوء سييجعل كتلهتها تساوي صفر وفقا لنظرية انشتين التي اعتمدت في الحسابات والنظرية.
وبما ان سرعة انتشار المواد لن تزيد على سرعة الضوء ف وان المواد المنفجرة كما قالوا كانت في اشد الحرارة. وان النجم الذي يبعد عنا الف سنة ضوئية اصله من نفس مكان الارض فان ضوء هذا النجم لا يختفي عن الارض ابدا (نقصد بدون وجود حاجز) لان سرعة ابتعاده عن الارض او عما كانت عليه الارض اقل من سرعة الضوء المنبعث من النجم المبتعد عن المركز
الاحتجاج عليها بوضوح:
لا يمكن بهذه الحالة عدم رؤية اي نجم تكون منذ بدء الخلق. لان تأخر ضوئه يعني انه انطلق بسرعة اكبر من سرعة الضوء.
وسيره بسرعة اكبر من سرعة الضوء يعني تحوله الى طاقة وتلاشي كتلته.
وسيره فرضا بسرعة اكبر وهي ما لا يجيزه القانون ستعطي قيما سالبة للكتلة وهذا محال اصلا.
اذا:
كيف يفسر عمر الكون بالضوء المنبعث من تلك النجوم؟
وما تفسير وصول ضوء نجوم جديدة وعند الكلام عن عمرها يقال انه وجدت مع الانفجار؟
لا منطق ابدا بهذا الكلام الذي يقول به اصحاب النظرية.
ولكن يمكن بسهولة تفسير وصول الضوء لنجوم خلقها الله في مكان تسير به بطريقة منتظمة لا تتعداه في اماكنها وليس ان تكون انطلقت من نفس المكان نجوما وانما كانت دخان فشكلها الله نجوما في مداراتها في السماء الدنيا.
وهذا واضح وجلي في كلام الله عز وجل انه خلق الارض وكانت السماء دخان لا فيها نجم ولا كوكب.
ثم قال للارض وللسماء وهي دخان ايتيا طوعا او كرها
قالتا اتينا طائعين. فسوى السماء سبع سموات
وزين السماء الدنيا بمصابيح التي هي النجوم من ذاك الدخان
اي ان السماء الدنيا شكلت كوعاء للنجوم والارض
ثم خلقت النجوم في السماء الدنيا واخضعت الارض والنجوم والكواكب وكل ما في السماء والارض للنظام المتقن الذي نراه.
للتوضيح اكثر موضوع مرتبط: حركة مجموعة مبتعدة نراها او مقتربة من مجموعتنا لا يعني ان السماء الدنيا تتسع الان سيرها داخل السماء هو سير منتظم وبالنسبة لنا فان دورة مجرة قد تكون من عمر اجيال منا فلذلك قد لا ندرك حقيقة المبتعد والمقترب.
فاني ابرء الى الله من كل قول ينفي خلقا قبل السموات والارض
ومن يقول ان العرش والماء لم يكن قبل خلق السموات والارض مخلوقا عليه التوبة الى الله.
وان من يقل انهما كانا ولكنهما غير مخلوقتين كافر بالله عز وجل.
ارجوا ان اكون قد بينت ذلك
وما فيه من خطأ فمني وحدي والله ورسوله بريئان منه
وما وفقت منه فهو من فضل الله عز وجل
سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت خلقت كل شيء السماوات والارض والعرش والكرسي والملائكة والجن والماء وخلقت كل شيء سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا سبحانك انت العليم الحكيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/327)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 01:24 م]ـ
أخي ابو عمر الليل والنهار لا ينتج عن دوران الارض حول الشمس ولا العكس وانما ينتج عن دوران الارض حول محورها والفصول الاربعة تنتج عن حركة المحور. فلا علاقة لكلام العلماء ولا لاستدلالات احد على ايهما لا من كتاب ولا من سنة فالدوران حول الشمس او ان اردت كما تقول دوران الشمس حول الارض لو سلمنا بهذا ليس لها علاقة بتقلب الليل والنهار ولا بالفصول الربعة.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 02:04 م]ـ
كيلا يظن احد الجهال ان كلامي عن خلق السموات والارض كلاما من عندي او كلاما محدثا اليكم هذا النقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واكرم نزله:
، وأما كون السماوات والأرض مخلوقتين محدثتين بعد العدم فهذا إنما نازع فيه طائفة قليلة من الكفار كأرسطو وأتباعه، وأما جمهور الفلاسفة مع عامة أصناف المشركين من الهند والعرب وغيرهم ومع المجوس وغيرهم ومع أهل الكتاب وغيرهم فهم متفقون على أن السماوات والأرض وما بينهما محدث مخلوق بعد أن لم يكن ولكن تنازعوا في مادة ذلك هل هي موجودة قبل هذا العالم وهل كان قبله مدة ومادة أم هو أبدع ابتداء من غير تقدم مدة ولا مادة، فالذي جاء به القرآن والتوراة واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها مع أئمة أهل الكتاب أن هذا العالم خلقه الله وأحدثه من مادة كانت مخلوقة قبله كما أخبر في القرآن أنه، استوى إلى السماء وهي دخان، أي بخار، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها، سورة فصلت 11 وقد كان قبل ذلك مخلوق غيره كالعرش والماء كما قال تعالى، وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، سورة هود 7 وخلق ذلك في مدة غير مقدار حركة الشمس والقمر كما أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، والشمس والقمر هما من السموات والأرض وحركتهما بعد خلقهما والزمان المقدر بحركتهما وهو الليل والنهار التابعان لحركتهما إنما حدث بعد خلقهما وقد أخبر الله أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام فتلك الأيام مدة وزمان مقدر بحركة أخرى غير حركة الشمس والقمر، وهذا مذهب جماهير الفلاسفة الذين يقولون إن هذا العالم مخلوق محدث وله مادة متقدمة عليه لكن حكي عن بعضهم أن تلك المادة المعينة قديمة أزلية وهذا أيضا باطل كما قد بسط في غير هذا الموضع فإن المقصود هنا إشارة مختصرة إلى قول من يقول إن أقوال هؤلاء دل عليها السمع
فارجوا من الاخوة التنبه على هذا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 04:59 م]ـ
أخي ابو عمر الليل والنهار لا ينتج عن دوران الارض حول الشمس ولا العكس وانما ينتج عن دوران الارض حول محورها والفصول الاربعة تنتج عن حركة المحور. فلا علاقة لكلام العلماء ولا لاستدلالات احد على ايهما لا من كتاب ولا من سنة فالدوران حول الشمس او ان اردت كما تقول دوران الشمس حول الارض لو سلمنا بهذا ليس لها علاقة بتقلب الليل والنهار ولا بالفصول الربعة.
- أخي الكريم ... إلى الآن لم أتكلَّم ببنت شفة عن مسألة دوران الأرض حول محورها ..
- لكن كملاحظةٍ عامة على مشاركاتك هنا، وبمنهجيَّةٍ أخرى في موضوع الأطباق الطائرة = أقول: والله لقد حيَّرتني يا أخي الفاضل من منهجيَّتك؟!
مرَّةً تتكلَّم بلسان الشرع، فما كان موافقاً لرأيك من الأدلة أوَّلته - وإن لم يحتمل - ليوافق رأيك.
ومرَّةً تقول إنَّ أدلة الخصم غير دالةٍ على مراده مع أنها أقوى من أدلتك فيما تذهب إلى على العموم.
فعلى أيِّ منهجيَّةٍ تسير؟
- ولكي تتضح الصورة أكثر فها نحن هنا .. ما دليلك من الكتاب والسنة على دوران الأرض حول نفسها؟
أو من سبقك إلى هذا القول من السلف؟
أما مجرد الأدلة العقلية فلكلٍّ وجهةٌ هو مولِّيها ... وخاصة المخالف لك، إذ هو يحتجُّ بأدلة عقلية على ثبات الأرض وزيادة، إذ يتجُّ بأقوال أهل السنة والأثر على ثباتها.
ـ[عبد]ــــــــ[05 - 04 - 05, 05:21 م]ـ
السلام عليكم أخي مجدي ...
أولا: أحب أن أعبر لك عن محبتي لك في الله وأعبر لك عن إحساسي بالفائدة التي أجنيها من هذا النقاش لأنه مفيد لنا جميعاً ويجشعنا لمزيد من الاطلاع والنقاش والحوار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/328)
ثانياً: لن اتطرق إلى ادخال تفسيرات مفصلة للفيزياء حتى ولو كان فيها بعض الحق لأنني لا حظت ان هذا يسبب لبساً على غير المتخصص.
ثالثاً: مسألة أن الله لم يكن معه شيء قبل الخلق أمر واضح ويبدو انك لم تدرك حقيقة عبارتي حيث أنني قلت:
"ففي الحديث لم يكن هناك مع الله قبل الخلق أي شيء لا سماوات ولا أراضين ولا أي شيء ولا حتى الزمان والمكان لأننا نعلم أن الله لا يفتقر في وجوده إلى زمان او مكان"
وواضح من العبارة الملونة بالأحمر أنني أقصد "قبل الخلق" ويدخل في ذلك العرش والماء والسماوات والأرض وكل شيء لقوله صلى الله عليه وسلم:"كان الله ولم يكن شيء قبله" وأما وجود العرش والماء فلم يكن إلا بعد خلق الله لهما فيكونان موجودان مع الله بعد أن خلقهما الله تعالى.
والخلاصة هي لاحظ أنه يدخل في قولي:"قبل الخلق" كل مخلوق العرش والماء وغيرهما.
أما المسألة الثانية: فهي أن الزمان والمكان بالفعل لم يوجدا إلا بعد خلق السماوات والأرض وواضح من كلامي السابق أن العرش والماء متقدمان على وجود السماوات والأرض وإن كانا العرش والماء لم يوجدا مع الله منذ الأزل لأنهما مخلوقين ومن أسماء الله تعالى "الأول" وهو الأول فليس قبل شيء ولا يلزم من كون اسمه "الخلاق" أن لا يكون الله هو الأول لأن المخلوقات ستكون مشاركة لله تعالى في الأولوية والأسبقية الأزلية ولذلك فوصف الله بكونه "الخلاق" يستلزم أن يكون الله هو "الأول" المتقدم على مخلوقاته جميعها وهذه الصفة لا تحيط بها العقول ولا تدرك مداها فسبحانه عز وجل.
الشاهد أن هناك فرق بين كون الله متصفاً بكونه "الخلاق" وبين أن يلزم من ذلك أن تكون المخلوقات مشاركة لله في الأولوية الأزلية والأسبقية التي لا مبدأ لها ولذلك جاء عند البخاري بلفظ آخر يزيل اللبس أنه عليه الصلاة والسلام قال:": (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا، مرتين، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن، فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله، قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السماوات والأرض). فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها"
فهذا الحديث مروي بلفظ آخر يوضح اللبس الذي نتج عن فهمك للفظ الأول كما ترى. ففي الحديث الثاني واضح أنه لم يكن مع الله شيء أبداً والخلق كله بما فيه الزمان والمكان لم يوجدا إلا بعد خلق الله لهما وكل مخلوق علمناه أو لم نعلمه لم يكن مع الله منذ الأزل كما هو واضح من قوله صلى الله عليه وسلم:"ولم يكن شيء غيره" ونص الحديث واضح وضوح الشمس ومع هذا اتصف الله بكونه "الخلاق" ولا منافاة لأن الأمر هنا متعلق بالأسبقية والأولوية الأزلية.
هذا من جهة أما من جهة كلام ابن تيمية الذي أوردته فأعرفه وقد قرأته ولا منافاة بينه وبين كلامي المبني على الأدلة بل إن معظم فهمي وعلمي مستقى من كلام ابن تيمية وبه أصيغ عباراتي وحججي. أما مقصدي من كونه لم يكن هناك قبل السماوات والأرض أي مخلوق فذلك باعتبار الأولوية الأزلية التي لا يتصف بها إلا الله وكل المخلوقات حتى المادة التي حدث لها "الفتق" فهي تالية آتية بعد "الأول" الذي هو الله وإلا قلنا أن الكون أزلي وهذه من أقوال الملاحدة كما تعلم. ولعلي لم أصوغ عبارتي بدقة كافية وإلا ففي حقيقة الأمر فإني لا أدين الله إلا بقوله صلى الله عليه وسلم:"كان الله ولم يكن شيء غيره".
كما أنني لم أذكر بالنص هكذا أن الله أوجد السماوت والأرض من لاشيء وإنما أوضحت أن الله أوجدهما من عملية الفتق. وأما الزمان والمكان اللذين أقصدهما فهما الليل والنهار والساعات والدقائق والعلو والسفول واليمنة واليسرة فكل هه مقادير لا وجود لها قبل خلق السماوات والأرض ولا نجزم بغير ذلك لأن لا دليل صريح صحيح على ذلك. ولذلك استوى الله على العرش بعد خلق السماوات والأرض كما في قوله تعالى:"ثم استوى على العرش" ولم تتحدد الجهات والأمكنة إلا بعد خلق الله لها ولذلك لما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم الجارية؟ أين الله قالت:"في السماء"، أما الخوض في الكيفية فهذه مسألة أخرى وعلم لم نؤمر بالتنقيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/329)
عنه.
اللهم إلا إذا كنت تصر أن هناك زماناً ومكاناً غير اللذين أقصدهما فأخبرنا بهما وهات الدليل الشرعي على ذلك ولكن بشرط أن لا يكونا موجودين مع الله من الأزل فتخالف نص الحديث الآخر:"كان الله ولم يكن شيء غيره".
وأما المادة الأولية التي جعل الله منها عملية "الفتق" ثم خلق منها السماوات والأرض فإننا نقول أن الله هو الذي خلق وأوجد أصل تلك المادة ولا يمكن أن تكون مادة الخلق مشاركة لله تعالى في صفة الأزلية لأنه هو "الأول" فليس قبله شيء ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"كان الله ولم يكن شيء قبله" وهذا يتعلق بالأسبقية، وفي اللفظ الآخر أيضاً:"كان الله ولم يكن شيء غيره" وهذا يتعلق بالمشاركة والمعية. إن الله تعالى خارج حدود الزمان والمكان ولذلك يقول تعالى:"وهو بكل شيء محيط" فلا يحيط به شيء جل في علاه، وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في العقيدة الطحاوية:"والعرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه" ومعلوم أن الزمان والمكان مخلوقان ولايحتاج لهما إلا الكائنات الحية لتستمر في وظائفها العضوية وتستقر بهما أمور العالم المخلوق جمادات وحيوانات، أما الله فلا حاجة به إليهما ولكننا نقول بعد أن خلق الله مخلوقاته أن الله تعالى مستوٍ على عرشه بائن عن خلقه وهو مستوٍ استواء يليق بجلاله.
وفي الختام، وبعد أن أزلت اللبس الذي انتابك عن كلامي أورد عليك كلام ابن تيمية الذي وضعته أنت وستجد أن كلامي مطابق لكلام بن تيمية ولله الحمد وسوف أقوم بتلوين العبارات التي وافقت فيها ابن تيمية في هذه المشاركة ومشاركاتي السابقة مع الأخذ في الاعتبار إزالة اللبس الذي صنعته هنا ودفع الوهم الذي توهمته عن كلامي السابق:
وهذا نص ابن تيمية الذي وضعته أخي مجدي:
"وأما كون السماوات والأرض مخلوقتين محدثتين بعد العدم فهذا إنما نازع فيه طائفة قليلة من الكفار كأرسطو وأتباعه، وأما جمهور الفلاسفة مع عامة أصناف المشركين من الهند والعرب وغيرهم ومع المجوس وغيرهم ومع أهل الكتاب وغيرهم فهم متفقون على أن السماوات والأرض وما بينهما محدث مخلوق بعد أن لم يكن ولكن تنازعوا في مادة ذلك هل هي موجودة قبل هذا العالم وهل كان قبله مدة ومادة أم هو أبدع ابتداء من غير تقدم مدة ولا مادة، فالذي جاء به القرآن والتوراة واتفق عليه سلف الأمة وأئمتها مع أئمة أهل الكتاب أن هذا العالم خلقه الله وأحدثه من مادة كانت مخلوقة قبله كما أخبر في القرآن أنه، استوى إلى السماء وهي دخان، أي بخار، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها، سورة فصلت 11 وقد كان قبل ذلك مخلوق غيره كالعرش والماء كما قال تعالى، وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، سورة هود 7 وخلق ذلك في مدة غير مقدار حركة الشمس والقمر كما أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، والشمس والقمر هما من السموات والأرض وحركتهما بعد خلقهما والزمان المقدر بحركتهما وهو الليل والنهار التابعان لحركتهما إنما حدث بعد خلقهما وقد أخبر الله أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام فتلك الأيام مدة وزمان مقدر بحركة أخرى غير حركة الشمس والقمر، وهذا مذهب جماهير الفلاسفة الذين يقولون إن هذا العالم مخلوق محدث وله مادة متقدمة عليه لكن حكي عن بعضهم أن تلك المادة المعينة قديمة أزلية وهذا أيضا باطل كما قد بسط في غير هذا الموضع فإن المقصود هنا إشارة مختصرة إلى قول من يقول إن أقوال هؤلاء دل عليها السمع"
أما بخصوص الزمان الذي عبر به القرآن عن خلق السماوات والأرض كقوله تعالى:"في ستة أيام" فهوكما ذكره شيخ الاسلام زمان مختلف فقط ولكن لم يقل أنه غير مخلوق كما أن شيخ لم يشر من بعيد ولا من قريب إلى أن الزمان المذكور أزلي وغير مخلوق وإنما فقط أشار إلى كونه:"مقدر بحركة أخرى غير حركة الشمس والقمر" وكل حركة تستلزم جسماً وكل جسم مخلوق كما هو معلوم بالضرورة وكل مخلوق فالله تعالى قبله لأنه هو "الأول" فليس قبله شيء.
وعليه أيضاً فعلماء الفيزياء المعاصرون مثل كبيرهم جون ويلر وجمهور العلماء على أن الكون نشأ من أصل واحد وهي تلك المادة التي ذكرت أخي مجدي ... المادة التي نشأ منها "الفتق". والفرق بيننا وبينهم أننا نؤمن بأن الله خلقها وهم يؤمنون بأنها أزلية. ولذلك فالإشكالية حقيقة هي في عدم إطلاعك الكافي على كتب "أصول" مؤلفات الفيزياء كما أنك أضفت إلى ذلك أنك اجتزأت من كلام ابن تيمية رحمه الله أعلاه حيث قمت بتلوين ما يوافق رأيك وتركت تلوين الجزء الذي يوضح الصورة كاملة.
قال الإمام القرافي_ رحمه الله تعالى _ في كتابه الذخيرة (5/ 502): (وكم يخفى على الفقهاء والحكام الحق في كثير من المسائل بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة، فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الإطلاع على العلوم ما أمكنهم ذلك. فلم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/330)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 07:10 م]ـ
- أخي الكريم ... إلى الآن لم أتكلَّم ببنت شفة عن مسألة دوران الأرض حول محورها ..
- لكن كملاحظةٍ عامة على مشاركاتك هنا، وبمنهجيَّةٍ أخرى في موضوع الأطباق الطائرة = أقول: والله لقد حيَّرتني يا أخي الفاضل من منهجيَّتك؟!
مرَّةً تتكلَّم بلسان الشرع، فما كان موافقاً لرأيك من الأدلة أوَّلته - وإن لم يحتمل - ليوافق رأيك.
ومرَّةً تقول إنَّ أدلة الخصم غير دالةٍ على مراده مع أنها أقوى من أدلتك فيما تذهب إلى على العموم.
فعلى أيِّ منهجيَّةٍ تسير؟
- ولكي تتضح الصورة أكثر فها نحن هنا .. ما دليلك من الكتاب والسنة على دوران الأرض حول نفسها؟
أو من سبقك إلى هذا القول من السلف؟
أما مجرد الأدلة العقلية فلكلٍّ وجهةٌ هو مولِّيها ... وخاصة المخالف لك، إذ هو يحتجُّ بأدلة عقلية على ثبات الأرض وزيادة، إذ يتجُّ بأقوال أهل السنة والأثر على ثباتها.
اخي الكريم ابو عمر السمرقندي. وفقه الله الى كل خير.
اول نقطة تكلمت عنها الا وهي
- أخي الكريم ... إلى الآن لم أتكلَّم ببنت شفة عن مسألة دوران الأرض حول محورها .. اذكرك بما اخبرتك عنه سابقا ان الامر متعلق بمناقشة الموضوع من اساسه الا وهو تعاقب الليل والنهار. وما ذكرته ملزم لخصمك اكثر منك اذ ان كلامه مبني على ان الليل والنهار وتعاقبهما انما هو ناتج من دوران الارض حول الشمس. وهذا لو صح لكان اليوم سنة بكاملها لما اخبرتك , لذلك نبهتك الى اساس الموضوع فلو كان كما تقول انت ان التعاقب يحدث بسبب دوران الشمس حول الارض فهذا يعني ان الشمس تدور حول الارض كل 24 ساعة فهل تقول بذلك؟
ااااا لقد نبهت من قبل ان ليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على ذلك وانما اجتهاد الناس هو دليلهم على ذلك. وليس من صريح الصحيح ولا السنة ما يدل على ذلك, وانما يمكن الاستدلال بدوران الارض وحركتها مما اخبر الله عنه من مرور الجبال , وهو الامر الذي اجراه اغلب المفسرين ان لم يكن كلهم على اليوم الاخر. وهو ما لا شك فيه انه المقصود بقوله تعالى " ويوم نسير الجبال" اما في الايات التالية فان الكلام عن اية والاية او الدلالة لا تنفع في الاخرة وانما محل الاستدلال بها على الناس هي الدنيا وهي قوله تعالى:
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)
اما في الاخرة فسوف تسيرا الجبال من موضعها التي هي عليها فينسفها ربي فيذره كالمسطرة
اما مرورها فهو غير سيرها , والدليل انه عز وجل تكلم عن تلك الاية في الدنيا انه عز وجل استشهد على الناس انغشاش ابصارهم بانهم يحسبونها واقفة لا تتحرك ولكنه صنع الله الذي اتقن كل شيء تمر مرور السحاب مسرعة. ولا يعني كونها بين ايات الساعة انها تتكلم عن الاخرة فالتي قبلها بايتين كذلك تتكلم عن الدنيا وهي مثلها بين ايتين تتكلم عن الاخرة. وبعدها بأيات قال الله تعالى:
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
فهو دلالة على استمرار معرفة اسرار هذا الكون الذي لم نعرف منه الا قليلا.
اما قولك:
لكن كملاحظةٍ عامة على مشاركاتك هنا، وبمنهجيَّةٍ أخرى في موضوع الأطباق الطائرة = أقول: والله لقد حيَّرتني يا أخي الفاضل من منهجيَّتك؟!
مرَّةً تتكلَّم بلسان الشرع، فما كان موافقاً لرأيك من الأدلة أوَّلته - وإن لم يحتمل - ليوافق رأيك.
ومرَّةً تقول إنَّ أدلة الخصم غير دالةٍ على مراده مع أنها أقوى من أدلتك فيما تذهب إلى على العموم.
فعلى أيِّ منهجيَّةٍ تسير؟ اخي الكريم اما من ناحية منهجي فاعوذ بالله من الضلال: ان كنت كما وصفت انت فاسال الله ان يغفر لي فكل سوء مني وكل فضل منه وحده. ولكن اود منك الاستدلال على ما ذكرت من
- مرَّةً تتكلَّم بلسان الشرع، فما كان موافقاً لرأيك من الأدلة أوَّلته - وإن لم يحتمل - ليوافق رأيك
لان هذا الذي تتكلم عنه هو منهج اهل الاهواء!!!
بالنسبة للاطباق الطائرة لا ادري لماذا اقفل الموضوع حتى وضعت الاجابة الثانية! ولكن لا يهم انا وعدتك ان اضع لك الادلة الشرعية على ما اخبرتك به. فتحملني حتى اصلح الجهاز. فان الاقتباس الماضي من كتاب شيخ الاسلام استلزمني انزال الكتاب على جهازي مرة اخرى للاقتباس الحرفي. وارجو الله ان لا يطول الامر.
اما النقطة الثانية فهو استدلال معروف في الشرع والعلم
ففي الشرع اظنك تسمع الزم نفسه ويلزمه كثيرا. وهو الاستدلال على فساد رأي الخصم من كلامه
ام علما: فانت تعرف ان الباحث عن صحة نظرية او طارح النظرية يسعى لاثبات فروضه فان لم يثبتها تكون فشلا في النظرية.
ومشكلة الكثير من الامور هي كما وصفها شيخ الاسلام رحمه الله ان اكثر الناس يظن الامر مسلما به واذ به امرا مختلفا عليه.
اما بالنسبة للنقطة المهمة فهو ما المنهج؟؟
لا تعارض بين العقل الصريح والعلم والشرع وانما يحصل للناس اوهام ليس الا.
ولعل من فهم منهج شيخ الاسلام في كتابه درء التعارض يفهم هذا الامر جليا.
فاعود واكرر لك لا يوجد دليل صريح ولكن يمكن الاستدلال على ذلك. فان اردت ذلك فيمكن ولكن بمداخلة مستقلة لاننا يجب ان ننطلق من البداية.ولكن اكرر مرة اخرى لا يوجد دليل صريح من كتاب او سنة على شيء مما نتناقش فيه وانما هي استدلالات من الايات ومن المحسوسات والربط بينها , ومن يزعم ان عنده نص صريح فليوافنا به.
-
اخي ابو عمر: ارجوا مرة اخرى ان تبين لي اي مخالفة للشرع اقوم بها وبيانها فاني استغرب احيانا من ردود بعض الاخوة بالاتهام بلا دليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/331)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 07:55 م]ـ
أخي الكريم عبد احبك الذي احببتني فيه
اخي الكريم اضع لك العبارة اكثر للتوضيح:
وقد كان قبل ذلك مخلوق غيره كالعرش والماء كما قال تعالى، وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء، سورة هود 7 وخلق ذلك في مدة غير مقدار حركة الشمس والقمر كما أخبر أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، والشمس والقمر هما من السموات والأرض وحركتهما بعد خلقهما والزمان المقدر بحركتهما وهو الليل والنهار التابعان لحركتهما إنما حدث بعد خلقهما وقد أخبر الله أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام فتلك الأيام مدة وزمان مقدر بحركة أخرى غير حركة الشمس والقمر، وهذا مذهب جماهير الفلاسفة الذين يقولون إن هذا العالم مخلوق محدث وله مادة متقدمة عليه لكن حكي عن بعضهم أن تلك المادة المعينة قديمة أزلية وهذا أيضا باطل كما قد بسط في غير هذا الموضع فإن المقصود هنا إشارة مختصرة إلى قول من يقول إن أقوال هؤلاء دل عليها السمع ما لونته لك بالاحمر يبين لك ان شيخ الاسلام لا يقول عن خلق الزمان وانما على تقدير الزمان وانت تعلم ان اليوم من السنة المعتمد شرعا مفدر بحركة القمر واليوم عن الافرنجي مقدر بحركة الشمس. فشتان بين تقدير الحركة وبين خلق الزمان والمكان.
فانت يا اخي تعرف ان قولهم ان لا شيء موجود قبل خلق السموات والارض؟
وانت تقر بان الكرسي موجود قبل خلق السموات والارض
وكونه موجود فهذا يعني ان الزمان موجود والمكان موجود.
اما الخلاق فهي دلالة واضحة فليس احد يقول ان الله اخبرنا بكل شيء خلقه بل هو اخبرنا انه خلق كل شيء فخلق شيء او افنائه لله وحده.
لذلك نحاسب من يقول بالنظرية بما تقول به النظرية
اما كونه لا شمس تدور قبل هذا فهي ليست موجودة اصلا. ولكن الشمس ليست الزمان وانما لحسلب الزمان وكذلك الكلام عن القمر
ارجوا ان يكون كلامي واضحا
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 04 - 05, 08:34 م]ـ
قال تقي الدين ابن تيمية شيخ الاسلام:
أن المعقول الصريح مطابق لما جاء به الرسول لا يناقضه ولا يعارضه وأنه بذلك تبطل حجج الملاحدة وينقطع الكفار فتحصل مطابقة العقل للسمع وانتصار أهل العلم والإيمان على أهل الضلال والإلحاد ويحصل بذلك الإيمان بكل ما جاء به الرسول واتباع صريح المعقول والتمييز بين البينات والشبهات
هذا ما اود من الاخوة الاهتمام به اهتماما خاصا عند نظرهم الى النظريات.
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 04 - 05, 01:11 ص]ـ
الأخ مجدي ... السلام عليكم
لا شك أننا مهتمون بهذا الأمر إن شاء الله، ومع ذلك سنقبل نصيحتك جزيت خيراً.
أما نصيحتي فهي اجتناب النظريات العلمية التي يظن المرء أنها مشبوهة بالنسبة له. هذا أسلم وأبرأ وأريح لضميره وعقله ففي كتاب الله وسنة ما يغنيه وزيادة.
دمتم بخير
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 04 - 05, 01:27 ص]ـ
وازيد الى كلام الاخ الفاضل (عبد) بل يجب عليه اجتناب الخوض فيها، وخاصة ما دق منها وتشعب وله صلات بعلوم مختلفة.
أما ان يتصورها عبر بعض الكتب التى تتناولها من نواحي دون الاخرى، ثم يركب لها معنى في ذهنه ثم هو بعد ذلك يقيس على هذا المعنى، فلاشك انه من الكلام في دين الله بغير تثبت وهو من أعظم المحرمات.
ويكفيه ان يحيل على أهل العلم وأهل التخصص.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[06 - 04 - 05, 03:14 م]ـ
مخالفة واحدة في نظرية لشرعنا اضرب بها عرض الحائط
فمن يزعم ان الزمان وجد بنظرية الانفجار لا ادري هل يوافق كلامه شرعنا
الفزيائين عندهم مسطلح الزمن وهو التغير في الوقت. ولا يهمهم التاريخ او السبت والاحد وما الى ذلك
وعكس المكان عندهم العدم.
وانتم تعلموا ان النظرية وضعت لتفسير الوجود.
ولا اعرف لماذا تصرون على ان من يتكلم عنها وينتقدها لا يعرفها؟
. لولا المعرفة بها لما كتبت عنها وكلامي غير منقول من موضع معين. وقد احلتكم على مراجع منها كتاب الدكتور جعفر ادريس وهو ليس بالشخص العامي او طالب جامعي
هو استاذ مساعد في الجامعة الامريكية. وكتابه من منشورات مجلت البيان.
وللاسف فلم يجب احد منكم على الاسئلة بشكل صريح.
لم يبين احد منكم الفهم الخاطيء للنظرية الذي ترمونني به , ولا بالمخالفات الشرعية التي تزعمونها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/332)
ما هو الزمان والمكان الذي تتكلم عنه النظرية؟
انه ليس زمان الحركة التي تدور بها الارض حول نفسها.
بل انكم تعلموا ان هذا الانفجار المزعوم حسب قولهم قبل وجود الارض ب؟؟؟؟ السنين. زز
ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 04 - 05, 06:04 م]ـ
مخالفة واحدة في نظرية لشرعنا اضرب بها عرض الحائط
هذا ليس موضع نقاش أصلا بل هو متفق عليه بين المسلمين.
موضع الاشكال: من يحدد انها مخالفة او موافقة لشرعنا.
دعنى أبسط لك الامر أيها الحبيب: يلزمك قبل ان تعرف ان هذه النظرية مخالفة ام لا - عقليا - أمران:
الاول:فهم النظرية.
الثاني: فهم الشريعة.
فأذا حصل الخلل في واحد منهما حصل الخلل في الحكم. ولو تصفحت أغاور المعضلات الفلسفية وإشكالات العلاقة بين العقلي والديني وازدواج الخطاب الديني والعقلي المزعوم. لوجدت ان الخلل لايخرج عن ما تقدم.
وعلى هذا بنى شيخ الاسلام رحمه الله كتابه درء التعارض فهو يتنقل من بيان الخطأ في تكوين معارض الشرع وبين تكوين من خلق المعارضة في الشرع.
تقريب:
دعنى أمثل لك بعض خروجك عن المنهجية العلمية في البحث السابق.
نظرية انشتاين الخاصة من أعقد وأعوص النظريات الفيزيائية في محاورها الثلاث:
الفلسفي المتعلق بالعلة الغائية وماهية الخلق والمخلوق.
الرياضي و حل بعض الاشكالات الرياضية التى توقف عندها نيوتن وبلانك وغيرهم.
الفيزيائي وأكثره تم تقريره بعد موت انشتاين.
أين تجد نفسك في هذه الجوانب!!
قفزت قفزة غير مقبولة ونقلت من كتاب الشيخ جعفر ادريس حفظه الله تعالى واعتمدت على فهم النظرية على بعض المواقع التى تحاول تبيسط هذه النظريات بذكر الامثلة للعامة - كما نبه على ذلك الشيخ عصام البشير -.
ثم بنيت على هذه المعلومات الشحيحة جدا ان هذه النظرية ((مخالفة للشرع!!)).
هل هذا منهج علمي بل سلفي!
انشتاين له كتب مطبوعة منها كتاب كامل عن النظرية النسبية وشرحها، وكتاب عنها وعن العامة وكتب اخرى مطبوعة مشهورة بل له تسجيلات بصوته سمعت كثير منها يبين فيها معنى العلاقة بين الكتلة والسرعة وغير ذلك.
بل هناك ابحاث متخصصة في كل الاتجاهات حول هذه النظرية.
فهل يحق لك تجاوز كل هذا والنقل بما تفهمه عن الغير!! هل هذا جائز شرعا ان نخلق مصادمة بين نظرية علمية وبين الشريعة.
انظر الى اضطرابك في مسألة سرعة الضوء! مرة تقول انه يوجد ما يفوق سرعة الضوء ومرة تقول انا لا احفل لذلك ثم ترجع تقرر هذا الامر؟؟
احتججت بلمح البصر وبأن الله عرج بنبيه في ليلة فلما بينت لك ان هذا ليس له تعلق بالامر على الاطلاق لاننا نتكلم عن القوانين الكونية وان امر الله تعالى غير خاضع لذلك، وانه يلزمك بيان ان لمح البصر أكثر من سرعة الضوء.
قلتَ ان انشتاين لايقول بذلك! مع انه يصرح في كتبه بخلاف ما تنسبه اليه فهو يصرح ان هناك شئ قبل الكون وشئ بعده وانه يتكلم عن ما بعد الحدوث فيصير نطاق النظرية الكون.
لن اطالبك بأن تنقل من كلام انشتاين ما يؤيد ذلك لانه صرح بخلاف ما تذكر في معنى النسبية، ولكن اقول هب ان ما ذكرته صحيح. فهل يقلب هذا النظرية؟
لا، نحن كمسلمين سوف نحصر الكلام على الكون ومخلوقاته وليظن انشتاين ما يريد.
بعض النظريات قد يؤثر معتقد منتجها على النظرية كالداورينة وبعضها لايفعل ذلك.
مثلا نظرية كواثر حول بدء العلم وانه نشء قبل ان يخرج الانسان وذلك في طور الحيوانية.
نظرية نرفضها كمسلمين لرفضنا لنظرية داورن (في الارتقاء) - لان لدارون نظريات اخرى مقبولة -
أذا معتقد كواثر اثر على نظريته هنا.
ولكن معتقد انشتاين ((تنزلا)) لايؤثر في الجنس الرياضي ولا الفيزيائي للنظرية.
هل عرفت الفرق.
قلتَ انه هناك تجارب تثبت وجود ذلك (وانا اريحك واقول قد اطلعت على اكثرها بحمدلله وقد ذكرت لك بعضها):
لكن، ماذا؟ هب اننا اكتشفنا سرعة اكثر من سرعة الضوء ما الذي يحدث؟ لاشئ رياضيا!! نعدل الثابت في سرعة الضوء فقط.
أخي أنت تتعامل مع النظرية كمكون واحد ونحن نتعامل معها كعناصر نأخذ ما يوافق وننبذ ما يخالف.
هل تريد دليلا اخر على عدم فهمك للنظرية انظر الى كلامك في ان هناك سرعة اسرع من الضوء!
ما هي؟ هي سرعة الضوء نفسه!!
مثالك هو:
اذا اطلقنا ضوء في طائرة تجرى بسرعة 100 كم / س فهذا يعنى ان سرعة الضوء المنطلق التى تساوى حسب نظرية انشتاين النسبية الخاصة 300 الف كم / س فيصبح مجموع السرعتين 300000 + 100 = 3100000 هذه سرعة الضوء المنطلق من الطائرة وهذا يعنى انه اسرع من سرعة الضوء (الحدّية) = بطلان النظرية، انتهى.
أخي الكريم هل تتصور سذاجة هذا المثال؟؟ الا تعتقد انه دليل قطعي على الجهل الشديد بالنظرية، لا دعنا نكن أكثر دقة: بأبسط أسسها.
الم اقل لك لابد ان تدرسها من جانبها الرياضي والفيزيائي. لان الشيخ جعفر يدرسها من الجانب الفلسفي.
اليس من الجناية ان تقول ان النظرية تعارض الشريعة ولم تفهمها؟؟
اليس هذا خلق للمصادمة بين العقل والنقل.
لاتظن اني اقول بصحة النظرية او اعظمها لا ولكن ما رأيك لو صارت النظرية قطعية بعد سنوات بظهور دلائل القطع فيها.
ما موقف من يتبنى رأيك؟ ببساطة سيكون الموقف أن الدين الاسلامي لايتقاطع مع العلم الطبيعي ويحصل صدام بين العقل والنقل و و و.
وننتظر من يحل هذه الاشكالية كما حصل هذا زمن الفلاسفة الاسلاميين وجاء ابن تيمية وازاح الغمة عن هذه الامة فرحمى الله تعالى عليه.
فأن اعظم ما يميزه ان منهجة (تأصيلي) لايكتفى ببيان الامر وتجليته بل يذكر اصول التعامل معه ومع ما يشابهه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/333)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 - 04 - 05, 12:30 م]ـ
اخي العزيز زياد. زادك الله علما.
اولا: زعمك ان ما استندت عليه هو كتاب الدكور جعفر ادريس هو زعم ليس اكثر. ولم اقرأ كتابه الا عندما اعطاني الاسم الاخ عمار شلبي ولكن للاسف هذا يدل على انك لم تطلع على الكتاب اصلا!!
فما تكلم عنه الدكتور لم استشهد به وانما ارجعتكم للكتاب لتعرفوا امرا اخر. وهو كيف يفكر انشتين (الفكر الالحادي عند انشتين). وما الامر الذي اراده في قانونه لان الامر ليس بالبساطة التي سلمتم لها لما علمتم في المدارس والجامعات , وقد اخبرني احد اصدقائي ان الدكتور سيتوجه الى قطر يوم الاحد باذن الله ووعدني بايصال ملاحظات هامة عن كتابه في كثير من الامور التي ارى انها غير صحيحة وقد اكون واهما في ذلكوالامر يتعلق ببعض الصيغ وبكلامه عن التسلسل. وبما انك تكلمت عن كتاب شيخ الاسلام اذا انت تعرف كم ركز الشيخ رحمه الله واكرم نزله على هذا الامر الذي لا تودون الالتفات اليه اذ انه نبه ان تلك المسلمات لا يقبل بها ان لم تكن قطعية.
فليست المشكلة اصلا من المعلومة من اين اتت وانما المشكلة في صحتها وارتباطها بالحقائق القطعية اما ان سلم بظنية واحدة فلا يقبل استنتاجه.
ثانيا: لا يجوز طرح اتهام الجهل ومخالفة الشرع هكذا. بين اين خالفت الشرع واين الجهل:
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به******فالنحل وهو ذباب طائر العسل
وقال سابق البربري لعمر ابن عبد العزيز.
قد يعتل المرء بعض هفواته ... وتحكم الجاهل الايام والغير
والحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها.
بل اني على يقين انك لا تعلم دراستي في اي مجال تخصصت. هذا الامر لا يعطى الاهتمام بقدر الاهتمام بالمعلومة نفسها , وللاسف فاني كررت بعض النقاط اكثر من مرة ولم تتكلموا عنها خوفا على انشتين ونظريته!!! يا اخي اعتبرني جاهل وناقشني فيما اخبرتك!!
انت تقول:
هذا ليس موضع نقاش أصلا بل هو متفق عليه بين المسلمين.
متفق عليه نظريا. اما عمليا فمن يناقش او يبين ذلك يرمى بالجهل والغباء.
واذا حكموا بحكم جائر - - - حكموا على منكره بكل وبال.
موضع الاشكال: من يحدد انها مخالفة او موافقة لشرعنا.
الامر ليس بهذا التعقيد. كل من يعرف النظرية ويفهمها ويعرف الشرع يستطيع ذلك.
ومن عرف الشيء حجة على من لم يعرفه لا العكس.
دعنى أبسط لك الامر أيها الحبيب: يلزمك قبل ان تعرف ان هذه النظرية مخالفة ام لا - عقليا - أمران:
الاول:فهم النظرية.
الثاني: فهم الشريعة.
فأذا حصل الخلل في واحد منهما حصل الخلل في الحكم. ولو تصفحت أغاور المعضلات الفلسفية وإشكالات العلاقة بين العقلي والديني وازدواج الخطاب الديني والعقلي المزعوم. لوجدت ان الخلل لايخرج عن ما تقدم.
وعلى هذا بنى شيخ الاسلام رحمه الله كتابه درء التعارض فهو يتنقل من بيان الخطأ في تكوين معارض الشرع وبين تكوين من خلق المعارضة في الشرع.
لا خلاف على هذا ولكن ان كنت راجعت مداخلاتي وقرأتها جيدا فانك ستجد هذا ما اتكلم عنه وتجتنبوه.
تقريب:
دعنى أمثل لك بعض خروجك عن المنهجية العلمية في البحث السابق.
نظرية انشتاين الخاصة من أعقد وأعوص النظريات الفيزيائية في محاورها الثلاث:
الفلسفي المتعلق بالعلة الغائية وماهية الخلق والمخلوق.
الرياضي و حل بعض الاشكالات الرياضية التى توقف عندها نيوتن وبلانك وغيرهم.
الفيزيائي وأكثره تم تقريره بعد موت انشتاين.
أين تجد نفسك في هذه الجوانب!!
شكرا على ادبك!! اجد نفسي في مكاني , ولكن هل تقول انت بان نظرية انشتين كما لونته في الاحمر تقوم على:الفلسفي المتعلق بالعلة الغائية وماهية الخلق والمخلوق
اخي الكريم الامر لا يتعلق بمجدي وزياد ومن يتكلم ومن يحتج على الاخر اخي الحبيب هذا دين ,و
انت تعلم ان قانون انشتين قائم على التوازن بين الطاقة والكتلة. وبموجبه يمكن تحويل اي كتلة الى طاقة. فبمجرد وصول الجسم الى سرعة تساوي سرعة الضوء يتحول الى طاقة بالكامل فلا يبقى منه كتلة:
فتتحول الكتلة الى طاقة بالمعادلة المعروفة
الطاقة الناتجة = الكتلة *مربع سرعة الضوء
هل عندك اعتراض في هذا؟
نترك هذه النقطة حتى تجيب عليها حتى ابين لك علاقة الكلام بالفلسفة المتعلقة بالخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/334)
وارجوك انظر مرة اخرى الى كلامك:"الفلسفي المتعلق بالعلة الغائية وماهية الخلق والمخلوق " الذي لونته هو انك تعرف العلة من القانون انها ليستفقط تفسير للقانون الذي وضعه الله للمادة بل انه يبين ماهية الخلق والمخلوق. ولكنهم استخدموا كلام ارجوا ان تكتبه بترجمة صحيحة فاننا نتكلم بامر له علاقة بالحلال والحرام. وذلك لتوضيح الفرق بين الخالق الذي نعبده وبين الاله المتحد مع الزمان والمكان في الخلق بنظر انشتين ونظريته بالسلسلة الدائرية.
قفزت قفزة غير مقبولة ونقلت من كتاب الشيخ جعفر ادريس حفظه الله تعالى واعتمدت على فهم النظرية على بعض المواقع التى تحاول تبيسط هذه النظريات بذكر الامثلة للعامة - كما نبه على ذلك الشيخ عصام البشير -.
اخي الكريم كلامك هذا رجما بالغيب! فلو كنت حقا قرأت الكتاب للدكتور جعفر لعرفت انه يتكلم بواد اخر ولم ينقض نظرية انشتاين مطلقا بل تكلم فقط عن خطأ وقعت فيه حديثا انت عندما قلت ان النظرية تبين الشق:
الفلسفي المتعلق بالعلة الغائية وماهية الخلق والمخلوق
وهل هذا الكلام يوافق الشرع.؟ يا اخي ان كنتم تتكلموا بلغة خاصة وضحوا ذلك!.
اما باقي الكلام فلا علاقة للدكتور به ابدا وانما اشرت اليكم للكتاب لتعرفوا امرا اخر وهو علاقة الكلام بقائله.
انظر الى اضطرابك في مسألة سرعة الضوء! مرة تقول انه يوجد ما يفوق سرعة الضوء ومرة تقول انا لا احفل لذلك ثم ترجع تقرر هذا الامر؟؟
هنا تكمن المشكلة؟ استنتاجك هو فهمك وليس هو كلامي!. اخي العزيز لكي ان السرعة تدخل في المعادلة بشكل ثابت رقمي لهذا فانه لا يؤئر على النتائج المنطقية.
لانك لو جعلت سرعة الضوه اي سرعة فان المعدلة ستعطيك ارقاما نسبية ايضا.
فسرعة الضوء اساسا مبحث اخر لكن ليس له علاقة بالحلال والحرام فلو قلت ذلك صوابا او خطأ لا يؤثر عليك ولكن الذي اعترضت عليه هو ان زيادة سرعة الجسم الى ما يساوي سرعة الضوء يعني تحولها بالكامل الى طاقة وتلاشي كتلتها. فلو قلت 3000000 او قلت 300000 او قلت ما قلت لا يهم الكلام الذي نتكلم عنه ليس له علاقة بالثوابت لان الثوابت نسبية. .
بتوضيح اكثر نحن نتكلم عن السبق.
الدليل المادي الملموس تكلمت عنه عند الكلام عن نظرية الانفجار. راجع الكلام وستجد ان لا كلام عن قدر السرعة ابدا. والخطأ بالثوابت خطأ نسبي او بالاحرى مكافيء
فلم اتطرق للكلام عنه بشكل صريح بل الذي اشرت اليه هو السرعة كسرعة وليس كقدر او قيمة.
احتججت بلمح البصر وبأن الله عرج بنبيه في ليلة فلما بينت لك ان هذا ليس له تعلق بالامر على الاطلاق لاننا نتكلم عن القوانين الكونية وان امر الله تعالى غير خاضع لذلك، وانه يلزمك بيان ان لمح البصر أكثر من سرعة الضوء.
انا لم اقل ان لمح البصر اسرع من الضوء وانت تعيد هذه العبارة للمرة الثانية!!!! وقد بينت لك ان لمح البصر هو سرعة الضوء مهما كانت وان كلمت اقرب هي المشار اليها راجع التفسير هذا الكلام ليس من عندي ان اقرب اقرب من سرعة البصر وراجع اجابتي عليك تجد كلمة اقرب هي المقصودة
فلا تقولني ما لم اقل.
بالنسبة للمعراج فانه بالنسبة لانشتين ونظريته وفلسفته لها علاقة ساوضحها لاحقا.
قلتَ ان انشتاين لايقول بذلك! مع انه يصرح في كتبه بخلاف ما تنسبه اليه فهو يصرح ان هناك شئ قبل الكون وشئ بعده وانه يتكلم عن ما بعد الحدوث فيصير نطاق النظرية الكون.
اظنك خلطت بين الكلام عن الانفجار العظيم وانشتين!! فانشتين لم تعجبه فكرت الكون الذي يتوسع. ولكن طبعا انشتين يؤمن بانه يوجد مادة قبل الانفجار وهي عنده مادة ازلية تكون متنقلة بين الطاقة والكتلة.وهو ما يسمى التسلسل المتصل او الدائري في العلل.
وأظن اني ذكرت ان نظرية انشتين مبنية على الشق الاساسي من قانون حفظ الطاقة.
انشتين صرح بازلية الكون ولم يقل ابدا بالخلق الذي هو من اله او من عدم ان كنت تمتلك غير هذا الكلام من كتبه فاشر لنا عليه. قد نكون ظلمنا ذلك الملحد!!؟
:
لن اطالبك بأن تنقل من كلام انشتاين ما يؤيد ذلك لانه صرح بخلاف ما تذكر في معنى النسبية، ولكن اقول هب ان ما ذكرته صحيح. فهل يقلب هذا النظرية؟
لا، نحن كمسلمين سوف نحصر الكلام على الكون ومخلوقاته وليظن انشتاين ما يريد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/335)
طالب بما شيئت ولكن لا تخلط بين الكلام عن انشتين ونظريته وعن الكلام بالانفجار العظيم وهذا من حقك اطلب الدليل على اي عبارة وستجدها باذن الله جاهزة.
ولكن كلامك هذا الاخير غير صحيح واسال اهل العلم بذلك واستشرهم بل اننا نعدل بما يقال بما يتناسب مع شرعنا وديننا ولا نأخذ الا ما يناسبه. لان من نطق بالكلام من البشر يستوضح عن كلامه لا من سمعه وفسره او استعمله.
لذلك اذكر يوما مشكلة علمية.
كنت اقرأ عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن اصدق ما قيل في الشعر قول لبيد: الا كل شيء ما خلا الله باطل.
فرأيت الناشر قد كتب اسفل الكتاب: وتتمة البيت وكل نعيم لا محاة زائل
فاستغربت من ذلك. كيف ان الرسول لم ينطق بالثاني لان فيه خطأ وقام الناشر بوضع الخطاء الذي لم يشر اليه المحقق وانما كان اجتهادا بائسا من الناشر.
فل كان الامر كما تقول لاتم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - البيت لاننا نتكلم عن الدنيا!
ولكن معتقد انشتاين ((تنزلا)) لايؤثر في الجنس الرياضي ولا الفيزيائي للنظرية
لا بل يؤثر. وهل تعلم ان اغلب الفلاسفة يبطلون السلسلة مثلنا ومع هذا نرفض كلامهم لامرين:
الاول استلزامهم للخالق ما الزموا به المادة.
ثانيا قولهم بازلية المادة.
وانشتين يتكلم عن ازلية المادة.
انظر الى قولك:
لكن، ماذا؟ هب اننا اكتشفنا سرعة اكثر من سرعة الضوء ما الذي يحدث؟ لاشئ رياضيا!! نعدل الثابت في سرعة الضوء فقط.
لكني في المثال بينت لك ان سرعة الضوء نفسها نسبية كس كسرعة الضوء داخل كبسولة متحركة باي سرعة
ستكون سرعة الضوء الحقيقية = سرعة الضوء بالاضافة الى سرعة الكبسولة مضافا اليها اي سرعة اضافية للكبسولة
الغريب انك اعترضت اولا عن عدم اهتمامي بالثابت وقد اشرت اليك سابقا الى هذه النقطة.
ولكن الامر بنفس الوقت ليس بالسهولة التي تكلمت عنها!!!!
أخي أنت تتعامل مع النظرية كمكون واحد ونحن نتعامل معها كعناصر نأخذ ما يوافق وننبذ ما يخالف.
أخي اين رجعنا!!؟؟
لماذا لا تعدل الخطأ؟ او اقل ما فيها تتكلم عنه؟؟
هل تريد دليلا اخر على عدم فهمك للنظرية انظر الى كلامك في ان هناك سرعة اسرع من الضوء!
ما هي؟ هي سرعة الضوء نفسه!!
مثالك هو:
اذا اطلقنا ضوء في طائرة تجرى بسرعة 100 كم / س فهذا يعنى ان سرعة الضوء المنطلق التى تساوى حسب نظرية انشتاين النسبية الخاصة 300 الف كم / س فيصبح مجموع السرعتين 300000 + 100 = 3100000 هذه سرعة الضوء المنطلق من الطائرة وهذا يعنى انه اسرع من سرعة الضوء (الحدّية) = بطلان النظرية، انتهى.
أخي الكريم هل تتصور سذاجة هذا المثال؟؟ الا تعتقد انه دليل قطعي على الجهل الشديد بالنظرية، لا دعنا نكن أكثر دقة: بأبسط أسسها.
الم اقل لك لابد ان تدرسها من جانبها الرياضي والفيزيائي. لان الشيخ جعفر يدرسها من الجانب الفلسفي.
اليس من الجناية ان تقول ان النظرية تعارض الشريعة ولم تفهمها؟؟
اليس هذا خلق للمصادمة بين العقل والنقل.
ارجوا منك ان تبين اين السذاجة والجهل الشديد.
لقد اشرت اليك لمصدر يبين انه افترض امرين فقلت لا تعول عليه.
علمنا يا اخي اذا ما بكتب عندك رمز اكتبه كتابة ورح نفهم عليك.
ولكن اشكرك كثيرا على ما رميتني به من جهل وغير ذلك ولكن هل تظن ان هذا لا يحاسب عليه الانسان؟
لاتظن اني اقول بصحة النظرية او اعظمها لا ولكن ما رأيك لو صارت النظرية قطعية بعد سنوات بظهور دلائل القطع فيها.
وتقول:
الم اقل لك لابد ان تدرسها من جانبها الرياضي والفيزيائي. لان الشيخ جعفر يدرسها من الجانب الفلسفي. الدكتور لم يتكلم عن النظرية في كتابه بما اخبرتك به
ويبدوا انك لم تقرأ كتابه اصلا!!!!!!
اخي الكريم
ما هي المناقشة العلمية التي قمت بها:
هل هذا منهج علمي بل سلفي!
فهل يحق لك تجاوز كل هذا والنقل بما تفهمه عن الغير!!
هل تريد دليلا اخر على عدم فهمك للنظرية انظر الى كلامك في ان هناك سرعة اسرع من الضوء!
أخي الكريم هل تتصور سذاجة هذا المثال؟؟ الا تعتقد انه دليل قطعي على الجهل الشديد بالنظرية، لا دعنا نكن أكثر دقة: بأبسط أسسها.
اليس من الجناية ان تقول ان النظرية تعارض الشريعة ولم تفهمها؟؟
اود منك الكلام بطريقة علمية وليس فقط القذف بالجهل والسذاجة وغيرها.
لكن قبل ختام هذه المداخلة توجد معضلة في طريقتك واسلوبك:
- اعتراضك اني استقي الافكار من كتاب الدكتور جعفر و هو لم يتكلم عن الناحية التي تكلمنا فيها.
- دائما تشير الى الخطاء ولا تبينه.
فبغض النظر عن النظرية وصحتها لا اعرف متى سيتعلم الكثير منا احترام الاخر في النقاش!!
ملاحظة: ان كان فهمك لكتاب درء التعارض لشيخ الاسلام هو منطلقك من الدفاع عن النظرية فانت بحاجة لاعادة قرأة الكتاب مرة اخرى
فكم مرة تكلمت عن قواطع عقلية وهي نظرية؟؟؟ وتقول العقل والنقل!!! ليس العقل والنقل يا اخي
صريح المعقول وصحيح المنقول. ولم اشر الى ذلك الا لانك لا تستخدم صريح بل تستخدم المعقول فقط ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/336)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[07 - 04 - 05, 12:36 م]ـ
ارجوا من الاخوة استخدام دليل او تفنيد دليل وعدم الاكتفاء بالتسفيه والتجهيل!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 04 - 05, 01:21 م]ـ
للفائدة:
هذا الرابط من صحيفة الجارديان البريطانية:
http://www.guardian.co.uk/uk_news/story/0,,1456590,00.html
وفيه الكلام على بعض الأبحاث المعاصرة التي تعيد النظر على الأقل في نظرية النسبية لانشتين.
المقال تبسيطي وباللغة الانجليزية.
وآسف لأنني لا أجد الوقت للترجمة.
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 04 - 05, 04:12 م]ـ
النظرية النسبية تتكون من عدة فرضيات ... والخبر الذي في الصحيفة (وقد قرأته هنا في محل صدورها من بريطانيا وناقشت موضوع الخبر مع أحد المختصين في جامعة نوتنغهام) فقال:
"إن قول الصحيفة "النظرية النسبية قد تكون خاطئة" فيه تعميم ومبالغة لأن النظرية فيها فرضيات متنوعة منها الثابت ومنها الذي لم يثبت ولم ينفى فلو أنهم حددوا الفرضية المقصودة لكان أفضل ... وليست كل نظريات أينشتاين لا تقوم إلا على مطلقية سرعة الضوء فهناك بعض الفرضيات مثل "إنحناء طبيعة الكون" لاينشتاين تكتسب مصداقية مع مرور الوقت، ولا تعتمد على سرعة الضوء إنما على طبيعة انحراف الضوء الآتي من النجوم مثلا .... الشاهد أن الصحف اليومية لا تقارن مع البحث العلمي الرصين .. الكل يجيد التحدث في الصحف اليومية"
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 - 04 - 05, 09:52 م]ـ
التشكيك ليس من الصحف وانما من العلماء
وهي لبعض العلماء الاسترالين لنقض النظرية ولكن المشكلة ان اكثر المسلمين يأخذ النظرية كما هي. الذي يجب على اهل العلم عندنا تأصيل القوانين بما يناسب شرعنا ولن يثبت العلم شيء عكس الشرع وانما قد يثبت شيء عكس بعض الظنيات.
كثير من الناس يربط بين القانون المبرهن وبين النظرية الغير مبرهنة بشكل علمي ويظن ان الطعن بشيء طعن بالكل. والصحيح ان ما برهن فهو صحيح وما اعتمد على جزئية افتراضية لم تبرهن تبقى نظرية.
والذي اطلبه من الكثير مراجعة الاسس التي تقوم عليها النظرية. ومن ثم معرفة المصداقية التي تتمتع بها النظرية.
ـ[عبد]ــــــــ[11 - 04 - 05, 11:00 م]ـ
كثير من الناس يربط بين القانون المبرهن وبين النظرية الغير مبرهنة بشكل علمي ويظن ان الطعن بشيء طعن بالكل. والصحيح ان ما برهن فهو صحيح وما اعتمد على جزئية افتراضية لم تبرهن تبقى نظرية.
هذا هو مقصد الخبر أعلاه.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 04 - 05, 01:10 ص]ـ
الذي يجب على اهل العلم عندنا تأصيل القوانين بما يناسب شرعنا
أحسنت بارك الله فيك، وهذا هو المطلوب - وقد نبهنا اليه كثيرا - ان لايتكلم على مثل هذه المسائل العظيمة الا العلماء، حتى لايخلق بعض المسلمين تصادم بين الشرع والنظريات من العدم المحض.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 04 - 05, 01:22 ص]ـ
أخي عبد.
للاستثمار العلمي إن رأيت ان يكون نقاشنا حول النظرية (النسبية الخاصة) في الشق الفيزيائي أو الرياضي.
ومعرفة اهم النقد الموجه اليها. لاني قد اعددت ردا كاملا على المقالة التى يزعم فيها انه انشتاين سرق النظرية.
ولعلي انقل من كتاب انشتاين: معنى النظرية النسبية الخاصة.
وبالطبع كما تعلم انشتاين قد اقر في اكثر من كتاب ومقالة بان الدين هو النسق الحضاري للحياة ورد على (((الملحدين))).
أو ان رأيت ومن باب التأصيل ان يكون الكلام على فلسفة العلم (وهذا الذي احبذه) باعتباره العلم المتخصص في فهم النظريات وتأطيرها ومعرفة أسسها.
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 04 - 05, 02:14 ص]ـ
أهلا أخي المتمسك بالحق ...
لابأس إن رأيت، ولنبدأ بالنظر في الجانب الفلسفي ونناقشه ... أراك أستاذاً في هذا الفن فلنبدأ وعلى بركة الله.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 04 - 05, 02:38 م]ـ
وبالطبع كما تعلم انشتاين قد اقر في اكثر من كتاب ومقالة بان الدين هو النسق الحضاري للحياة ورد على (((الملحدين))).
أحسنت حبيبنا زياد فإن أينشتاين كان لا ينام حتى يقرأ من أدب دوستويفسكي وخصوصا "الأخوة كرامازوف"، ولا شك أن فيها معانيَ ربانية لا إلحادية.
إني جد متابع لمداخلاتكم جميعا
ولكم أريد أن أتدخل ولكنني نُهيت أن ألعب مع الكبار
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 04 - 05, 04:18 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29077
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 04 - 05, 06:11 م]ـ
يقول اينشتاين:"العلم بلا دين كالمعاق والدين بلا علم كالأعمى"
وهذا كلام صحيح ... ولكن صحته تتأتى من انطباقه تمام الانطباق على الديانات الأخرى التي تفصل بين "الدين" و "العلم" .. أما الإسلام - ولله الحمد والمنة - فإنه دين لايقوم إلا بالعلم النافع أياً كان.
أما الإله أو الدين الذي كان يدين به اينشتاين ... فتقول المصادر أنه كان يؤمن "بإله" لايثيب ولا يعاقب ... الإله عنده هو الخلاق المبدع الحكيم .. ولذلك (يقول اينشتاين) ليس من العقل في شيء أن يعذب هذا الإله العظيم القدير البديع خلقه ... وهو الذي ابتدأ خلقهم بنفسه .... ويبدو أن اينشتاين معذورا من جهة ردة فعله للتصوير الفاسد للإله في النصرانية واليهودية ... حيث أراد نفي ما وصف به من صفات المخلوقين (كما فعل المعتزلة ... المعطلة) فشطح بعيدا عن الحق ... كان اينشتاين بارعا في نسبيته ولكنه لم يكن كذلك ... بل كان جاهلاً .. بعلم الديانة .. علم العقيدة ... علم معرفة أسماء الله وصفاته ... الذي أنعم الله به علينا في دين الاسلام ... وهكذا عبقرية اينشتاين لم تسعفه في معرفة الله تعالى ... أراد الهروب من "الجبرية" التي تسيطر على أفكار الآخرين عن الإله ... فلجأ إلى "قدرية" تنحي تدبير الإله ... أما عندنا في الاسلام ... فدونك مفهوم "القدر الكوني" أو "الإرادة الكونية" بإزاء "القدر الشرعي" أو "الإرادة الشرعية" ... إذ تحل إشكالا كبيرا لمن عقل ذلك وتدبره ... ومن لم يجعل الله له من نور فماله من نور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/337)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 04 - 05, 06:22 م]ـ
أخي عبد، آينشتاين لم يخرج بكلامه هذا عن تعاليم دينه اليهودي، فإن اليهودية المحرفة لا تنص على الثواب والعقاب الأخرويين. والله أعلم.
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 04 - 05, 07:12 م]ـ
حياك أخي هيثم ...
هناك أخي نصوص موجودة على ذلك ... منها:
"وسيلقى الشرير في نار جهنم، وكل الأمم التي تنسى الله" سفر المزامير 17:9
"ولهذا اتسعت جهنم، وفتحت فاها: وكل مجدهم، وعددهم وعتادهم، وذلك الذي يغفل مستمتعا سيدخلها" سفر إسحاق 14:5
ومواضع كثيرة جداً من العهد القديم (التوراة) نجدها مثلا في سفر المزامير و إسحاق و الأمثال و حزقيال وغيرها .. والله أعلم.
أما النصوص التوراتية التي تشبه الخالق بالإنسان في تعبه ونصبه وذهابه ومجيئه وغضبه وانتقامه فكثيرة (سفر الخروج: 37:31، سفر التكوين 6:6 ... وغيرها)
ولله الحمد في الأولى والآخرة أن جعلنا مسلمين.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 04 - 05, 07:24 م]ـ
نعم أخي عبد سلمك الله، لكن عامة أحبارهم لا يؤمنون باليوم الآخر، وقد سألتُ عدداً منهم فأخبروني بأنه ليس هناك نص قطعي صريح عن بالحياة بعد الموت، وبالعقاب والحساب، لهذا فإن هذا ليس من أسس عقائدهم.
والله أعلم.
ـ[عبد]ــــــــ[12 - 04 - 05, 07:49 م]ـ
أخي هيثم ..
والله إن هؤلاء الأحبار لشيء عجاب .. !! (ولماذا التعجب أصلاً؟)
أنت رأيت الآن بنفسك مراوغات و خداع وكذب أحبار اليهود كما وصفهم القرآن الكريم ... نصوص العذاب ونار جهنم بعد الموت واضحة في كتبهم كما رأيت ولكنهم يحرفون الكلم عن مواضعه كما وصفهم الله تعالى ... بل لا يخفى عليك أنهم ادعوا بأنهم أبناء الله وأحباؤه، أفنقدم كلام الأحبار حينئذٍ على ما جاء واضحاً في نصوصهم مما وافق القرآن والسنة؟ كلامهم عندئذٍ مردود عليهم ولا عذر لهم في إنكار الحق من بعد ما تبين لهم.
أتظن أنك عندما تسأل "أحبار اليهود" سيجيبونك بالحق ويعترفون بضلالهم، لا تسأل الأحبار عن دينهم فقد حرفوه ... وما فيه من الحق المتبقي أولوه وصرفوه عن ظاهره، إلا قليل منهم، ومع ذلك يكتمون الحق وهو يعلمون.
تذكر أخي الحبر اليهودي الذي وضع يده على آية الرجم، وقس على ذلك الأحبار الذين سألتهم ... يخفون نصوص الحق المتبقية في كتبهم ويؤولونها عن ظاهرها ... أخي أنت أذكى وأعقل من أن تصدق مهاترات هؤلاء ... وما يخدعون إلا أنفسهم.
وتذكر أخي أننا نتحدث عن أينشتاين لا عن أحبار اليهود ... فقد كان أينشتاين لا يرى ما يراه الأحبار ولا يرى ما تراه كتبهم.
وتنزلاً مع ما ذكرت هناك أيضاً طائفة من الأحبار واليهود يؤمنون بالآخرة وجزاءها، قال تعالى:"وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا او نصارى" الآية.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 01:24 م]ـ
نعم اخي عبد
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)
اما عن اليهود فانهم قالوا لن تمسنا النار الا ايام معدودة
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24)
ولكن لاحظ موقفهم الغريب من الاخرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/338)
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)
وهم اليهود
قال ابن جرير
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِلْمُؤْمِنِينَ بِهِ مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ} مِنْ الْيَهُود.
عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ
وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله: {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار مِنْ أَصْحَاب الْقُبُور} فَقَالَ بَعْضهمْ: مَعْنَى ذَلِكَ: قَدْ يَئِسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذِينَ غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ الْيَهُود مِنْ ثَوَاب اللَّه فِي الْآخِرَة , وَأَنْ يُبْعَثُوا , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار الْأَحْيَاء مِنْ أَمْوَاتهمْ الَّذِينَ هُمْ فِي الْقُبُور أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 26369 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثَنِي أَبِي , قَالَ: ثَنِي عَمِّي , قَالَ: ثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ}. .. الْآيَة , يَعْنِي مَنْ مَاتَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا , فَقَدْ يَئِسَ الْأَحْيَاء مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ , أَوْ يَبْعَثهُمْ اللَّه. 26370 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ: ثَنَا شُعْبَة , عَنْ مَنْصُور بْن زَاذَان , عَنْ الْحُسَيْن أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار مِنْ أَصْحَاب الْقُبُور} قَالَ: الْكُفَّار الْأَحْيَاء قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْأَمْوَات. 26371 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله: {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة} يَقُول: يَئِسُوا أَنْ يُبْعَثُوا كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار أَنْ تَرْجِع إِلَيْهِمْ أَصْحَاب الْقُبُور الَّذِينَ مَاتُوا. * - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة}. .. الْآيَة , الْكَافِر لَا يَرْجُو لِقَاء مَيِّته وَلَا أَجْره. 26372 - حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ: سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول: ثَنَا عُبَيْد , قَالَ: سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله: {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار مِنْ أَصْحَاب الْقُبُور} يَقُول: مَنْ مَاتَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَقَدْ يَئِسَ الْأَحْيَاء مِنْهُمْ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِمْ , أَوْ يَبْعَثهُمْ اللَّه. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة أَنْ يَرْحَمهُمْ اللَّه فِيهَا , وَيَغْفِر لَهُمْ , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار الَّذِينَ هُمْ أَصْحَاب قُبُور قَدْ مَاتُوا وَصَارُوا إِلَى الْقُبُور مِنْ رَحْمَة اللَّه وَعَفْوه عَنْهُمْ فِي الْآخِرَة , لِأَنَّهُمْ قَدْ أَيْقَنُوا بِعَذَابِ اللَّه لَهُمْ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 26373 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , عَنْ شُعْبَة , عَنْ الْحَكَم , عَنْ مُجَاهِد , فِي هَذِهِ الْآيَة: {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار مِنْ أَصْحَاب الْقُبُور} قَالَ: أَصْحَاب الْقُبُور الَّذِينَ فِي الْقُبُور قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة. * - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثَنَا عِيسَى ;
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/339)
وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثَنَا الْحَسَن , قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار مِنْ أَصْحَاب الْقُبُور} قَالَ: مِنْ ثَوَاب الْآخِرَة حِين تَبَيَّنَ لَهُمْ عَمَلهمْ , وَعَايَنُوا النَّار. 26374 - حَدَّثَنَا اِبْن الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد , قَالَ: ثَنَا شُعْبَة , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: {قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة}. .. الْآيَة , قَالَ: أَصْحَاب الْقُبُور قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة. 26375 - حَدَّثَنَا اِبْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثَنَا اِبْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , قَالَ: قَالَ الْكَلْبِيّ: قَدْ يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة , يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى , يَقُول: قَدْ يَئِسُوا مِنْ ثَوَاب الْآخِرَة وَكَرَامَتهَا , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار الَّذِينَ قَدْ مَاتُوا فَهُمْ فِي الْقُبُور مِنْ الْجَنَّة حِين رَأَوْا مَقْعَدهمْ مِنْ النَّار. 26376 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد , فِي قَوْل اللَّه: {لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا}. .. الْآيَة , قَالَ: قَدْ يَئِسَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّار مِنْ أَنْ تَكُون لَهُمْ آخِرَة , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار الَّذِينَ مَاتُوا الَّذِينَ فِي الْقُبُور مِنْ أَنْ تَكُون لَهُمْ آخِرَة , لِمَا عَايَنُوا مِنْ أَمْر الْآخِرَة , فَكَمَا يَئِسَ أُولَئِكَ الْكُفَّار , كَذَلِكَ يَئِسَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّار ; قَالَ: وَالْقَوْم الَّذِينَ غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ , يَهُودُهُمْ الَّذِينَ يَئِسُوا مِنْ أَنْ تَكُون لَهُمْ آخِرَة , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار قَبْلهمْ مِنْ أَصْحَاب الْقُبُور , لِأَنَّهُمْ قَدْ عَلِمُوا كِتَاب اللَّه وَأَقَامُوا عَلَى الْكُفْر بِهِ , وَمَا صَنَعُوا وَقَدْ عَلِمُوا. 26377 - حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ: ثَنَا جَرِير , عَنْ مَنْصُور , فِي قَوْله: {يَئِسُوا مِنْ الْآخِرَة}. .. الْآيَة , قَالَ: قَدْ يَئِسُوا أَنْ يَكُون لَهُمْ ثَوَاب الْآخِرَة , كَمَا يَئِسَ مَنْ فِي الْقُبُور مِنْ الْكُفَّار مِنْ الْخَيْر , حِين عَايَنُوا الْعَذَاب وَالْهَوَان. وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ: قَدْ يَئِسَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ غَضِبَ اللَّه عَلَيْهِمْ مِنْ الْيَهُود مِنْ ثَوَاب اللَّه لَهُمْ فِي الْآخِرَة , وَكَرَامَته لِكُفْرِهِمْ وَتَكْذِيبهمْ رَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عِلْم مِنْهُمْ بِأَنَّهُ لِلَّهِ نَبِيّ , كَمَا يَئِسَ الْكُفَّار مِنْهُمْ الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلهمْ فَهَلَكُوا , فَصَارُوا أَصْحَاب الْقُبُور , وَهُمْ عَلَى مِثْل الَّذِي هَؤُلَاءِ عَلَيْهِ مِنْ تَكْذِيبهمْ عِيسَى صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِ وَغَيْره مِنْ الرُّسُل , مِنْ ثَوَاب اللَّه وَكَرَامَته إِيَّاهُمْ. وَإِنَّمَا قُلْنَا: ذَلِكَ أَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِتَأْوِيلِ الْآيَة , لِأَنَّ الْأَمْوَات قَدْ يَئِسُوا مِنْ رُجُوعهمْ إِلَى الدُّنْيَا , أَوْ أَنْ يُبْعَثُوا قَبْل قِيَام السَّاعَة الْمُؤْمِنُونَ وَالْكُفَّار , فَلَا وَجْه لِأَنْ يَخُصّ بِذَلِكَ الْخَبَر عَنْ الْكُفَّار , وَقَدْ شَرِكَهُمْ فِي الْإِيَاس مِنْ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ ..
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[13 - 04 - 05, 01:44 م]ـ
يقول اينشتاين:"العلم بلا دين كالمعاق والدين بلا علم كالأعمى"
وهذا كلام صحيح ... ولكن صحته تتأتى من انطباقه تمام الانطباق على الديانات الأخرى التي تفصل بين "الدين" و "العلم" .. أما الإسلام - ولله الحمد والمنة - فإنه دين لايقوم إلا بالعلم النافع أياً كان.
أما الإله أو الدين الذي كان يدين به اينشتاين ... فتقول المصادر أنه كان يؤمن "بإله" لايثيب ولا يعاقب ... الإله عنده هو الخلاق المبدع الحكيم .. ولذلك (يقول اينشتاين) ليس من العقل في شيء أن يعذب هذا الإله العظيم القدير البديع خلقه ... وهو الذي ابتدأ خلقهم بنفسه .... ويبدو أن اينشتاين معذورا من جهة ردة فعله للتصوير الفاسد للإله في النصرانية واليهودية ... حيث أراد نفي ما وصف به من صفات المخلوقين (كما فعل المعتزلة ... المعطلة) فشطح بعيدا عن الحق ... كان اينشتاين بارعا في نسبيته ولكنه لم يكن كذلك ... بل كان جاهلاً .. بعلم الديانة .. علم العقيدة ... علم معرفة أسماء الله وصفاته ... الذي أنعم الله به علينا في دين الاسلام ... وهكذا عبقرية اينشتاين لم تسعفه في معرفة الله تعالى ... أراد الهروب من "الجبرية" التي تسيطر على أفكار الآخرين عن الإله ... فلجأ إلى "قدرية" تنحي تدبير الإله ... أما عندنا في الاسلام ... فدونك مفهوم "القدر الكوني" أو "الإرادة الكونية" بإزاء "القدر الشرعي" أو "الإرادة الشرعية" ... إذ تحل إشكالا كبيرا لمن عقل ذلك وتدبره ... ومن لم يجعل الله له من نور فماله من نور.
أخي عبد من اين احصل على هذه العبارة؟
العلم بلا دين كالمعاق والدين بلا علم كالأعمى
اظن انه ترجمة غير صحيحة هل تدلنا عن اصل كلام انشتين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/340)
ـ[عبد]ــــــــ[13 - 04 - 05, 08:14 م]ـ
أخي عبد من اين احصل على هذه العبارة؟
اظن انه ترجمة غير صحيحة هل تدلنا عن اصل كلام انشتين؟
Science without religion is lame, religion without science is blind
هذه أحفظها من كتاب Oxford Qoutations
ولكن يمكنك أت تجدها هنا: http://www.quotationspage.com/quote/24949.html
وإن كان لديك ترجمة أفضل فلا بأس.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 - 04 - 05, 09:37 ص]ـ
اخي الحبيب عبد: الكلام هذا الذي في الربط عندي كثير مثله ولكن بخلاف كلامك: يدل على الحاد انشتين الكلام الذي عندي والذي اوردته انت ليس نصا مقتبسا من كلام انشتين " اعني ان من تكلم انه تفوه بتلك الكلمات لم يرجعنا الى مصدر نتوثق منه.
فهل عندك من كلام انشتين في كتبه شيء.؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 04 - 05, 11:58 ص]ـ
أخي مجدي وفقك الله، هناك كتاب لانشتاين أسمه (حول العالم أفكار واراء) أو قريب منه ستجد فيه ما تريد من أن انشتاين (يحارب الالحاد - أي نفي وجود الرب -) وستجد أن وصفه بالالحاد غير صحيح ولايقوله إلا من لم يقرأ - لا أقول كتبه - بل حتى ترجماته.
__________________________________________________ _____
أخي (عبد) ذكرتم قول شيخ الاسلام رحمه الله أن الزمان هو الحركة وانه قد يقارب النظرية النسبية.
لكن أخي الكريم هذا قول الفلاسفة كما تعلم قبل شيخ الاسلام، بل لعلكم تعلمون قاعدة الفلاسفة في إثبات الخلق المبدع (تأييس الأيسات عن الليس).
فوجود الله تعالى عن الفلاسفة أيس ولم يكن ولن يكون ليس أبدا. (الأيس هو الوجود و الليس هو اللاوجود).
وهم ينفون الزمان عن الله بذلك لان الزمان هو الحركة والله غير قابل لها فالواحد سبحانه أزلي لايستمد وجوده من وجود غيره .... ألخ كلامهم الذي لايخفاك.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[18 - 04 - 05, 09:07 م]ـ
أخي زياد هل عندك ربط بالكتاب؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 - 04 - 05, 01:31 م]ـ
الموضوع كامل منقول عن
http://archives.cnn.com/2000/TECH/space/07/20/speed.of.light.ap/index.html
الترجمة عن:
http://www.geocities.com/CapeCanaveral/Launchpad/2967/news7.html
لأجيال خلت أعتقد الفيزيائيون أنه لا توجد سرعة أكبر من سرعة الضوء في الفراغ، حيث يسير بسرعة 300ألف كم/ثانية. ولكن تجربة أجريت في برنستون نيوجيرسي أرسل الفيزيائيون نبضة من ضوء الليزر عبر حجرة فيها بخار السيزيوم فكانت سريعة بحيث خرجت كلها من الحجرة قبل أن ينتهي دخولها إليها!!
لقد تحركت النبضة مسافة تقدر ب310 أضعاف تلك التي كانت ستتحركها عبر الحجرة لو كانت تحوي فراغا بدل السيزيوم. ويقول الباحثون أن هذا هو أكثر العروض إقناعا بأن سرعة الضوء التي كانت تعتبر أحد الثوابت المتينة في الطبيعة، يمكن دفعها إلى ما بعد الحدود المعروفة، على الأقل تحت ظروف مخبرية خاصة. يقول ليجون وانغ الباحث في معهد nec الخاص:"لا يمكن استخدام هذه الظاهرة لإرسال المعلومات إلى الزمن الماضي، غيران تجربتنا تثبت أن الاعتقاد واسع الانتشار والقائل بأن لا شيء يمكنه أن يسير بسرعة أكبر من الضوء في الفراغ هو اعتقاد خاطئ". وقد نشرت نتائج البحث الذي قام به وانغ والكسندر كوزمتش وآرثر دوغاريو في عدد الخميس20/ 7/2000 من مجلة Nature . ورغم أنه لا توجد تطبيقات عملية لهذا الإنجاز حتى الآن، إلا أن تجارب كهذه قد أثارت قدرا كبيرا من الإثارة والاهتمام في أوساط المجتمع الدولي الصغير من الفيزيائيين النظريين0
ويقول ريموند تشياو الفيزيائي في جامعة كاليفورينا في بيركلي والذي لم يشارك في هذا البحث:"إن هذا لفتح جديد كان يعتقد الناس أنه مستحيل". وقد أجرى تشياو تجارب مماثلة باستخدام المجالات الكهربائية.
لقد طور باحثو Nec في التجربة المذكورة جهازا يطلق نبضة ليزر إلى حجرة زجاجية مملوءة ببخار من ذرات السيريوم. ويقول هؤلاء الباحثون أن هذا الجهاز هو نوع من مضخمات الضوء التي يمكنها دفع النبضة للأمام. وفي السابق كانت هذه التجارب تجرى بحيث يمتلك الضوء ما يسمى سرعات فوق تألقية. لكن الضوء كان يخرج مشوها مما يثير الشكوك في تمكن العلماء حقا من إحراز هذا الاختراق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/341)
أما في تجربة Nec فالليزر يخرج من الحجرة بنفس شكل دخوله تقريبا، لكن بشدة أقل كما يقول وانغ. وربما يكون شكل النبضة كحزمة مستقيمة لكنها تتصرف كموجة من جسميات الضوء (الفوتونات). ويستطيع الضوء أن يخرج من الحجرة قبل أن يتم دخولها لأن ذرات السيزيوم تغير خصائص الضوء لتجعله يخرج بأسرع مما لو كان في الفراغ.
وتمتلك الواجهة الأمامية من النبضة الضوئية كل المعلومات اللازمة لإعادة تكوين النبضة على الجهة الأخرى من حجرة السيزيوم مما يغني عن دخول النبضة كاملة إلى الحجرة لتخرج من الجانب الآخر. وفي التجربة تخرج من الحجرة نبضة مماثلة لتلك الداخلة و تقطع مسافة 20 مترا قبل أن يكون الجزء الرئيسي من النبضة الساقطة قد أنهى دخوله للحجرة. ويضيف وانغ:"إن هذه الظاهرة ممكنة فقط لأن الضوء لا كتلة له، فلا يمكن حدوث نفس الشيء للأجسام العادية".
إن تجربة برنستون هذه و مثيلاتها تختبر حدود سريان نظرية النسبية التي وضعها البرت آينشتاين قبل قرن مضى. فحسب النسبية الخاصة تعتبر سرعة الفوتونات الضوئية في الفراغ كما في الفضاء الخارجي هي القيمة الوحيدة المطلقة في الكون بينما يجب قياس سرعة أي شيء آخر من الصواريخ إلى الديدان نسبة إلى المراقب حسبما يوضح آينشتاين.
من جهة أخرى يقول إفرايم شتاينبرغ، وهو فيزيائي في جامعة تورنتو:"إن فوتونات الضوء الخارجة من حجرة السيزيوم ربما لا تكون نفسها التي دخلت الحجرة"، مما يطرح التساؤل حول اختراق حاجز سرعة الضوء. لكنه يضيف أن هذه التجربة مهمة فالمثير هو كيف أمكن لهذه الحجرة أن تنتج فوتونات تبدو مماثلة تماما لأخرى لم تصل لموقعها بعد؟
وحيث أن الفوتونات الداخلة نفسها لم تخرج من الجدار الآخر للحجرة فهذا يعني أن" المعلومات" فقط ربما انتقلت بسرعة أكبر من سرعة الضوء، وهذا لا يعارض نظرية النسبية الخاصة التي تحدد السرعة القصوى "للمادة والطاقة" فقط في الفراغ بسرعة الضوء. وربما كان مفيدا أن نلاحظ أنه في النظرية الكهرمغناطيسية يمكن لسرعة الطور في الموجة أن تتجاوز سرعة الضوء.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 - 04 - 05, 01:42 م]ـ
وفق فكرانشتين: لو غادر احد الناس الارض بشرعة الضوء في رحلة فضائية واستغرقت 30 سنة فانه سيعود للارض بنفس العمر الذي غادرها فيه بينما يتقدم العمر باهل الارض 30 سنة!
ومن هنا بحث اخر اسمه الة الزمن؟ هل يمكن العودة للماضي؟ بالنسبة لي لا يعدوا الامر الاول ولا الثاني اكثر من خرافة!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 - 04 - 05, 02:05 م]ـ
اتساع الكون!!!!!
هل يقبل بكلام كهذا؟
نقلا نصي عن احد المواقع:
قال تعالى: "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون"
البناء: هو بناء وعواميد ولبنات، والمجرات تمثل اللبنات، حتى تتشكل الصورة الكاملة!
لموسعون
قال العلماء كلمة لموسعون دلالة على سعة السماء، ودلالة أيضاً على الاتساع المستمر.
العالم آين شتاين الذي يعد من أكبر علماء الفلك والأرض ولم ينافسه إلا ستيف هوكنز الذي قال أن الكون في اتساع فليس بثابت ولكنه لم يفهم هذه المعادلة فغير حرف في نظرية اتساع الكون لآين شتاين لتصبح أن الكون ثابت ونشر هذه النظرية. ثم جاء العلم ليثبت أن آين شتاين هو الأكثر صواباً وأن الكون في اتساع مستمر.
فالكون يتسع باستمرار، الكون يبتعد عن بعضه البعض، ولتوضيح ذلك مثلت هذه النظرية بوضع نقاط على بالونة ثم نفخها فما الذي سيحدث؟!
حجم الأرض بالنسبة للشمس يساوي واحد على مليون ومنكب الجوزاء يساوي الشمس 100ميلون مره!
أما السديم المرأة المسلسلة يساوي الجوزاء مليون مره!
فما حجمك أيها الإمسان الضعيف لتتكبر؟؟؟ إذا علمت أن درب التبانة يحوي 100 بليون شمس وشمسنا أحد الشموس المتوسطة الحجم
يتسع الكون بسرعة ترليون ألف بليون سنة ضوئية مكعبة / دقيقة
"وإنا لموسعون"
موقع اخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/342)
أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية، حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب، لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا -ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة- في ابتعاد مستمر عنا.
ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف، إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منها له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات -ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة- يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا، وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر، يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر .. قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم الى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل، وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين إتساع وتمدد مستمر، السماوات تتسع والكون يتمدد، وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو إفتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية وإتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية، إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض.
موقع اخر:
ويذكر القرآن الاتساع في الآيه ((والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون)) الذاريات (47)
وقد أثبت العلماء ان الكون في اتساع دائم و قدرو سرعة الأتساع بسرعة تعادل الضوء وانه لابد ان يأتي الى زمن يتوقف الاتساع ويعود لينكمش ليرجع الى حالته الاولى لجرم واحد وكتله واحده.
موقع اخر: و من الأدلة على صحة نظرية الضربة الكونية الكبرى ( Big bang) لنشأة الكون:
1. حركة التباعد المجرية الظاهرة فقد أعلن العالم عالم الفلك الأمريكي المشهور هابل عام 1929 بأن المجرات تبتعد بسرعة عنا في جميع الاتجاهات و تخضع لعلاقة طردية (استطرادية) مباشرة بين المسافة و الزحزحة الطيفية نحو الأحمر و استنتج وفقاً لظاهرة دوبلر [1] أن الكون يتمدد ولقد تمكن هابل في عام 1930من إيجاد هذه العلاقة و سميت باسمه وهي تنص بأن " سرعة ابتعاد المجرات الخارجية تتناسب طردياً مع بعدها عنا" وتفسير قانون هابل هو أن الأجرام السماوية في الكون تبتعد بسرعة عنا في جميع الاتجاهات، أي أن الكون في حالة تمدد أينما كان موقعنا في الكون [2]، قال تعالى: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ {47} [سورة الذاريات]، وإذا عُدنا بهذا الاتساع الكوني الراهن إلى الوراء مع الزمن فإن كافة ما في الكون من صور المادة والطاقة والمكان والزمان لابد أن تلتقي في جرم واحد , متناه في ضآلة الحجم.
موقع اخر: اتساع الكون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/343)
لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التي نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا. ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف. إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى: (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ). وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث انزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا
العودة إلى الصفحة الرئيسة
تفسير للاية من تفسير ابن جرير:
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالسَّمَاء رَفَعْنَاهَا سَقْفًا بِقُوَّةٍ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 24962 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ: ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} يَقُول: بِقُوَّةٍ. 24963 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله: {بِأَيْدٍ} قَالَ: بِقُوَّةٍ. 24964 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}: أَيْ بِقُوَّةٍ. 24965 - حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى , قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ: ثنا شُعْبَة , عَنْ مَنْصُور أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قَالَ: بِقُوَّةٍ. 24966 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ: قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قَالَ: بِقُوَّةٍ. 24967 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قَالَ: بِقُوَّةٍ.
وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
وَقَوْله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُون} يَقُول: لَذُو سَعَة بِخَلْقِهَا وَخَلْق مَا شِئْنَا أَنْ نَخْلُقَهُ وَقُدْرَة عَلَيْهِ. وَمِنْهُ قَوْله: {عَلَى الْمُوسِع قَدَره وَعَلَى الْمُقْتِر قَدَره} 2 236 يُرَاد بِهِ الْقَوِيّ. وَقَالَ ابْن زَيْد فِي ذَلِكَ مَا: 24968 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ: قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قَالَ: أَوْسَعَهَا جَلَّ جَلَالُهُ.
القرطبي: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ
قَالَ اِبْن عَبَّاس: لَقَادِرُونَ. وَقِيلَ: أَيْ وَإِنَّا لَذُو سَعَة , وَبِخَلْقِهَا وَخَلْق غَيْرهَا لَا يَضِيق عَلَيْنَا شَيْء نُرِيدهُ. وَقِيلَ: أَيْ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْق عَلَى خَلْقنَا. عَنْ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا. الْحَسَن: وَإِنَّا لَمُطِيقُونَ. وَعَنْهُ أَيْضًا: وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ الرِّزْق بِالْمَطَرِ. وَقَالَ الضَّحَّاك: أَغْنَيْنَاكُمْ ; دَلِيله: " عَلَى الْمُوسِع قَدَره " [الْبَقَرَة: 236]. وَقَالَ الْقُتَبِيّ: ذُو سَعَة عَلَى خَلْقنَا. وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب. وَقِيلَ: جَعَلْنَا بَيْنهمَا وَبَيْن الْأَرْض سَعَة. الْجَوْهَرِيّ: وَأَوْسَعَ الرَّجُل أَيْ صَارَ ذَا سَعَة وَغِنًى , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: " وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " أَيْ أَغْنِيَاء قَادِرُونَ. فَشَمَلَ جَمِيع الْأَقْوَال
هل السماء الدنيا باتساع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/344)
الشواهد العلمية بابتعاد المجرات لا يعني اتساع السماء لان المجرات انما هي اجزاء تتحرك داخل السماء الدنيا ففارق كبير بين حركة هذه المجرات وبين اتساع السماء فالسماء هي الوعاء الذي يحوي المجرات وتحرك المجرات لا يعني توسع السماء الدنيا.
هل يتوافق ما ينشر مع الشرع؟
علميا لكي تتسع السماء لا بد من انخفاض كثافة الغاز الموجود بين المجرات بصورة ملحوظة. وهذا ما لا يقول به احد من العلماء (انخفاض كثافة الوسط).
ـ[عبد]ــــــــ[19 - 04 - 05, 02:58 م]ـ
ولكن قال ابن الجوزي في زاد المسير:
وفي قوله: {وإنّا لَموسِعونَ} خمسة أقوال.
أحدها: لموسِعون الرِّزق بالمطر، قاله الحسن. والثاني: لموسِعون السماء، قاله ابن زيد. والثالث: لقادرون، قاله ابن قتيبة. والرابع: لموسِعون ما بين السماء والأرض، قاله الزجاج. والخامس: لذو سعة لا يضيق عمّا يريد، حكاه الماوردي.
إذاً فهناك إشارات عند المتقدمين بإمكانية اتساع السما، أو اتساع ما بين السماء والأرض.
ولكن: هل هذا يعارض سائر الأقوال؟
الجواب: لا يعارضها وإنما يضاف إليها فقط ... ألم يذكر القرطبي كما نقلت أقوالاً مختلفة ثم قال:"فشمل جميع الأقوال"؟
[ QUOTE] هل السماء الدنيا باتساع؟
الشواهد العلمية بابتعاد المجرات لا يعني اتساع السماء لان المجرات انما هي اجزاء تتحرك داخل السماء الدنيا ففارق كبير بين حركة هذه المجرات وبين اتساع السماء فالسماء هي الوعاء الذي يحوي المجرات وتحرك المجرات لا يعني توسع السماء الدنيا.
الجواب على هذا مذكور ضمن الأقوال التي ساقها ابن الجوزي
هل يتوافق ما ينشر مع الشرع؟
علميا لكي تتسع السماء لا بد من انخفاض كثافة الغاز الموجود بين المجرات بصورة ملحوظة. وهذا ما لا يقول به احد من العلماء (انخفاض كثافة الوسط).
الجواب: أليس من أسماء الله تعالى "الخلاق" أي القادر على الخلق باستمرار ... فهو الخالق للكثافة اللازمة لاستقرار الكون. ويدخل هذا المعنى في عموم قوله تعالى:"إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا" الآية ... الشاهد أن الله هو قيوم السماوت والأرض أي القائم بشؤون كل منهما ولذلك قال تعالى:"كل يوم هو في شأن" فهو يخلق ويرزق ويدبر الأمر دون كلل أو ملل أو عي يلحقه عز وجل ... الخلاصة أن الكثافة ليست محل إشكال والله يخلق ما يشاء ويخلق مالا نعلم.
إن تفسير الأوائل خير معين وأفضل سبيل ولكنه لا يعني بالضرورة انقضاء عجائب القرآن وفناء أسراره بقول المتقدمين .... قال تعالى:"إن هو إلا ذكر للعالمين".
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[19 - 04 - 05, 10:55 م]ـ
من حملها على التوسعة حملها على انها في اول الخلق:
راجع قول ابن زيد:في تفسير ابن جرير:
حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ: قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قَالَ: أَوْسَعَهَا جَلَّ جَلَالُهُ.
وكذا ما يقال عن تفسير الزجاج: اي اوسعنا ما بين السماء والارض. وكذا ما يقال بنعم الماهدون
قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مّن قَبْلُ} قرأ أبو عمرو إلا عبد الوارث، وحمزة، والكسائي: بخفض الميم، وروى عبد الوارث رفع الميم، والباقون بنصبها. قال الزجاج: من خفض القوم فالمعنى: وفي قوم نوح آية، ومن نصب فهو عطف على معنى قوله «فأخذتهم الصاعقة» فإن معناه أهلكناهم، فيكون المعنى: وأهلكنا قوم نوح، والأحسن ـ والله أعلم ـ أن يكون محمولا على قوله «فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم» لأن المعنى أغرقناه، وأغرقنا قوم نوح.
{وَ?لسَّمَاء بَنَيْنَـ?هَا} المعنى: وبنينا {?لسَّمَاء * بَنَيْنَـ?هَا بِأَيْدٍ} أي: بقوة وكذلك قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة وسائر المفسرين واللغويين «بأيد» أي: بقوة.
وفي قوله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} خمسة أقوال:
أحدها: لموسعون الرزق بالمطر، قاله الحسن. والثاني: لموسعون السماء، قاله ابن زيد. والثالث: لقادرون، قاله ابن قتيبة. والرابع: لموسعون ما بين السماء والأرض، قاله الزجاج. والخامس: لذو سعة لا يضيق عما يريد، حكاه الماوردي.
قوله تعالى: {وَ?لاْرْضَ فَرَشْنَـ?هَا فَنِعْمَ ?لْمَـ?هِدُونَ} قال الزجاج: هذا عطف على ما قبله منصوب بفعل مضمر محذوف يدل عليه قوله: «فرشناها» فالمعنى: فرشنا الأرض فرشناها «فنعم الماهدون» أي: فنعم الماهدون نحن. قال مقاتل: فرشناها أي بسطناها مسيرة خمسمائة عام وهذا بعيد. وقد قال قتادة: الأرض عشرون ألف فرسخ والله تعالى أعلم.
فالتفسير يوضح اذا عرفت ما هي اللام التي سبقت موسعون
ـ[عبد]ــــــــ[19 - 04 - 05, 11:29 م]ـ
من حملها على التوسعة حملها على انها في اول الخلق
وكذا ما يقال عن تفسير الزجاج: اي اوسعنا ما بين السماء والارض. وكذا ما يقال بنعم الماهدون
فالتفسير يوضح اذا عرفت ما هي اللام التي سبقت موسعون
لم ينف أحد من السلف كما ترى استمرار التوسيع. وعدم تعرضهم لهذا لا يعني نفيه كما تعلم.
اللام واضح أنها للاستقبال ولذلك جاءت في توسيع السماء ولم تجيء في فرش الأرض وكلامك بالحمل على أول الخلق يصح فقط في فرش الأرض كما هو واضح من الآية. وقد ذكر بناء السماء وفرش الأرض وجاءت لام الاستقبال في توسيع السماء (لموسعون) ولم تجيء في فرش الأرض فيقال (لماهدون). ومادام أنك أقررت أن عملية التوسيع ممكنة (على الرغم من قولك أنها كانت في بدء الخلق) فهذا هو المطلوب ومسألة متى كانت هذه العملية لم ينص أحد من السلف على أنها تنتهي أو تتوقف عند حد معين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/345)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 - 04 - 05, 10:00 ص]ـ
أخي عبد فارق كبير بين قول العلماء عن توسعة السماء وبين ما تكلمت عنه من توسعة لها.
فالسعة لم يطلق عليها احد انها زيادة الحجم والمسافة الا وقصد بداية الخلق. وما تكلم بها احد يقصد بها السعة بعد الخلق الا وقصد السعة الا زيادة ما فيها من مخلوقات. ولا اعلم احد من اهل السنة قال بان السماء الدنيا تزداد حجما بما ومساحة بعد تمام الخلق.
الذي ارجوه منك ان تاخذ النصوص والاقوال مجتمعة وان لا تحملها كلها على نظرية اصلا هي غير صحيحة. فلقد ضربت لك مثال سهل الضغط ولكنك للخروج منه افترضت ان خلق السموات والارض لم ينتهي بعد! وفارق كبير بين خلق السموات والارض وبين خلق ما بينهما.لان الخلق ليس كله من عدم وما اخبلر الله عنه خلق من شيء وليس خلق من لا شيء. فالله عز وجل خلاق, فهو يخلق كل وقت ومن بين ما يخلقه افعالك وما لا تعلم انت ولا انا.
لنرجع الى كلامك:
لم ينف أحد من السلف كما ترى استمرار التوسيع. وعدم تعرضهم لهذا لا يعني نفيه كما تعلم.
فهذا هو المطلوب ومسألة متى كانت هذه العملية لم ينص أحد من السلف على أنها تنتهي أو تتوقف عند حد معين.
قولك غير دقيق لانك لم تاخذ تفسير العلماء كاملا وانما اخذت ما نقله ابن الجوزي مع اني بينت لك ان القول المقصود ليس ما تبغ.
لماذا لا اقبل بالتوسيع بمعنا زيادة الحجم.
لان ايات الله تؤخذ كاملة ولا يؤخذ شيء ويترك اخر بل تؤخذ كلها وتفسر بما يعرف من الفاظ بحيث لا نضربها ببعضها البعض ولا بما صح عن النبي , ونعتبر باقوال السابقين الاولين من سلف هذه الامة وان كان التفسير من المختلف فيه فلا يجوز تفسيره بشيء جديد يتعارض مع الواضح البين من الايات والاحاديث.
اولا ماهي السماء المقصودة بالاية السماء الدنيا ام السموات السبع: اذا اطلقت السماء يقصد بها السموات السبع واذا قيدت قصد بها السماء الدنيا والخلط كبير عند الناس بين ما يقصد بالسماء
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=475
اما السماء التي بها النجوم فهي السماء الدنيا:
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)
فقد كانتالسماء دخان وذالك قبل مد الارض وذلك في بيان ان الاية تتكلم عن السماء بالاطلاق لا بتخصيص. الا انك تجد ان تخصيص السماء الدنيا بالمصابيح التي هي النجوم دون غيرها من السموات.
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا
قال ابن جرير
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَحْفُوظًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا} لِلْأَرْضِ مَسْمُوكًا. وَقَوْله: {مَحْفُوظًا} يَقُول: حَفِظْنَاهَا مِنْ كُلّ شَيْطَان رَجِيم. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 18548 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثنا الْحَسَن , قَالَ: ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله: {سَقْفًا مَحْفُوظًا} قَالَ: مَرْفُوعًا. * - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثنا الْحُسَيْن , قَالَ: ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , مِثْله. 18549 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَحْفُوظًا} ... الْآيَة: سَقْفًا مَرْفُوعًا , وَمَوْجًا مَكْفُوفًا.
وقال: رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/346)
وَقَوْله: {رَفَعَ سَمْكهَا فَسَوَّاهَا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: فَسَوَّى السَّمَاء , فَلَا شَيْء أَرْفَع مِنْ شَيْء , وَلَا شَيْء أَخْفَض مِنْ شَيْء , وَلَكِنَّ جَمِيعهَا مُسْتَوِي الِارْتِفَاع وَالِامْتِدَاد. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 28109 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ: ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {رَفَعَ سَمْكهَا فَسَوَّاهَا} يَقُول: رَفَعَ بِنَاءَهَا فَسَوَّاهَا. 28110 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثَنَا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ: ثَنَا الْحَسَن , قَالَ: ثَنَا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله: {رَفَعَ سَمْكهَا فَسَوَّاهَا} قَالَ: رَفَعَ بِنَاءَهَا بِغَيْرِ عَمْد. 28111 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ: ثَنَا أَبُو صَالِح , قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله: {رَفَعَ سَمْكهَا} يَقُول: بُنْيَانهَا.
وقال في تفسير سورة الملك: الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَوَات طِبَاقًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: مُخْبِرًا عَنْ صِفَته {الَّذِي خَلَقَ سَبْع سَمَوَات طِبَاقًا} طَبَقًا فَوْق طَبَق , بَعْضهَا فَوْق بَعْض.
مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ
وَقَوْله: {مَا تَرَى فِي خَلْق الرَّحْمَن مِنْ تَفَاوُت} يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ: مَا تَرَى فِي خَلْق الرَّحْمَن الَّذِي خَلَقَ لَا فِي سَمَاء وَلَا فِي أَرْض , وَلَا فِي غَيْر ذَلِكَ مِنْ تَفَاوُت , يَعْنِي مِنْ اخْتِلَاف. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 26723 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله: {مَا تَرَى فِي خَلْق الرَّحْمَن مِنْ تَفَاوُت}: مَا تَرَى فِيهِمْ مِنْ اخْتِلَاف. * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله {مِنْ تَفَاوُت} قَالَ: مِنْ اخْتِلَاف. وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة وَبَعْض الْكُوفِيِّينَ: {مِنْ تَفَاوُت} بِأَلِفٍ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة: " مِنْ تَفَوُّت " بِتَشْدِيدِ الْوَاو بِغَيْرِ أَلِف. وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِد , كَمَا قِيلَ: وَلَا تُصَاعِر , وَلَا تُصَعِّر ; وَتَعَهَّدْت فُلَانًا , وَتَعَاهَدْته ; وَتَظَهَّرْت , وَتَظَاهَرْت ; وَكَذَلِكَ التَّفَاوُت وَالتَّفَوُّت.
فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ
وَقَوْله: {فَارْجِعِ الْبَصَر هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} يَقُول: فَرُدَّ الْبَصَر , هَلْ تَرَى فِيهِ مِنْ صُدُوع؟ وَهِيَ مِنْ قَوْل اللَّه: {تَكَاد السَّمَوَات وَالْأَرْض يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقهنَّ} بِمَعْنَى يَتَشَقَّقَن وَيَتَصَدَّعْنَ , الْفُطُور مَصْدَر فَطَرَ فُطُورًا. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 26724 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ: ثني أَبِي , قَالَ: ثني عَمِّي , قَالَ: ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} قَالَ: الْفُطُور: الْوَهْيُ 26725 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ: ثنا يَزِيد , قَالَ: ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} يَقُول: هَلْ تَرَى مِنْ خَلَل يَا ابْن آدَم. * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة {مِنْ فُطُور} قَالَ: مِنْ خَلَل 26726 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ: ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور} قَالَ: مِنْ شُقُوق.
وكذلك الاحاديث النبوية مثل وصفه صلى الله عليه وسلم السموات السبع والارضين بالنسبة للعرش والكرسي.
اما خلق السموات والارض فقد خلقها الله وانهى خلقها ولكنه كل يوم هو في شأن
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=9&nAya=36&taf=TABARY&tashkeel=0
اما ما ذكرت عن الماهدون فلان قبلها نعم وليس لما ذكرت. وانها لما يستقبل منز الزمان فقط فهذا لا يجوز لان التوسعة من قال بها بمعنى الزيادة انما هي في بداية الخلق. فكيف تكون التوسعة لما بعد ذلك ولا تكون لما قبل!
ارجوا منك مراجعة عمل اللام اكثر هنا.
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/347)
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 12:31 م]ـ
لازلت أخي أرى أن ذلك غير ممتنع ولله الحمد والمنة.
ولعلي أذكر كيف ذلك متى سنح لي الوقت. الإشكال فقط أنه لا يوجد دليل صريح يمنع مما ذكرت وهذا هو الأهم. بل إن الآية دلالتها من حيث اللغة واضحة في ذلك وكما قلت سابقا:
إن تفسير الأوائل خير معين وأفضل سبيل ولكنه لا يعني بالضرورة انقضاء عجائب القرآن وفناء أسراره بقول المتقدمين .... قال تعالى:"إن هو إلا ذكر للعالمين".
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[20 - 04 - 05, 01:28 م]ـ
اخي عبد لقد مر عليك مثل هذا الكلام من قبل: من كتاب شيخ الاسلام
وقال الامام ابو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين احدهما فى ناحية الشمال والآخر فى ناحية الجنوب قال ويدل على ذلك ان الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد فى حركاتها ومقادير أجزائها الى ان تتوسط السماء ثم تنحدرعلى ذلك الترتيب كأنها ثابتة فى كرة تديرها جميعها دورا واحدا قال وكذلك أجمعوا على ان الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة قال ويدل عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الارض فى وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب قال فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة يدل على ذلك ان جرم كل كوكب يرى فى جميع نواحى السماء على قدر واحد فيدل ذلك على بعد ما بين السماء والارض من جميع الجهات بقدر واحد فاضطرار ان تكون الارض وسط السماء وقد يظن بعض الناس أن ما جاءت به الآثار النبوية من ان العرش سقف الجنة وان الله على عرشه مع ما دلت عليه من ان الافلاك مستديرة متناقض او مقتض ان يكون الله تحت بعض خلقه كما احتج بعض الجهمية على انكار ان يكون الله فوق العرش باستدارة الافلاك وان ذلك مستلزم كون الرب اسفل وهذا من غلطهم فى تصور الامر ومن علم ان الافلاك مستديرة وان المحيط الذى هو السقف هو اعلى عليين وان المركز الذي هو باطن ذلك وجوفه وهو قعر الارض هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة الله بين اعلى عليين وبين سجين مع ان المقابلة انما تكون فى الظاهر بين العلو والسفل او بين السعة والضيق وذلك لان العلو مستلزم للسعة والضيق مستلزم للسفول وعلم ان السماء فوق الارض مطلقا لا يتصور ان تكون تحتها قط وان كانت مستديرة محيطة وكذلك كلما علا كان ارفع واشمل وعلم ان الجهة قسمان قسم ذاتى وهو العلو والسفول فقط وقسم اضافى وهو ما ينسب الى الحيوان بحسب حركته فما امامه فتاوى ابن تيمية ج25/ص196 يقال له امام وما خلفه يقال له خلف وما عن يمينه يقال له اليمين وما عن يسرته يقال له اليسار وما فوق رأسه يقال له فوق وما تحت قدميه يقال له تحت وذلك امر اضافي ارأيت لو ان رجلا علق رجليه الى السماء ورأسه الى الارض اليست السماء فوقه وان قابلها برجليه وكذلك النملة او غيرها لو مشى تحت السقف مقابلا له برجليه وظهره الى الارض لكان العلو محاذيا لرجليه وان كان فوقه واسفل سفالين ينتهى الى جوف الارض والكواكب التى فى السماء وان كان بعضها محاذيا لرؤوسنا وبعضها فى النصف الآخر من الفلك فليس شىء منها تحت شىء بل كلها فوقنا في السماء ولما كان الانسان اذا تصور هذا يسبق الى وهمه السفل الاضافى كما احتج به الجهمى الذى انكر علو الله على عرشه وخيل على من لا يدرى أن من قال ان الله فوق العرش فقد جعله تحت نصف المخلوقات او جعله فلكا آخر تعالى الله عما يقول الجاهل فمن ظن أنه لازم لاهل الاسلام من الامور التى لا تليق بالله ولا هي لازمة بل هذا يصدقه الحديث الذي رواه أحمد فى مسنده من حديث الحسن عن ابي هريرة ورواه الترمذى فى حديث الادلاء فتاوى ابن تيمية ج25/ص197 فان الحديث يدل على ان الله فوق العرش ويدل على احاطة العرش وكونه سقف المخلوقات ومن تأوله على قوله هبط على علم الله كما فعل الترمذى لم يدر كيف الامر ولكن لما كان من اهل السنة وعلم ان الله فوق العرش ولم يعرف صورة المخلوقات وخشى ان يتأوله الجهمي انه مختلط بالخلق قال هكذا والا فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كله حق يصدق بعضه بعضا وما علم بالمعقول من العلوم الصحيحة يصدق ما جاء به الرسول ويشهد له فنقول اذا تبين انا نعرف ما قد عرف من استدارة الافلاك علم ان المنكر له مخالف لجميع الأدلة لكن المتوقف فى ذلك قبل البيان فعل الواجب وكذلك من لم يزل يستفيد ذلك من جهة لا يثق بها
فان النبى صلى الله عليه وسلم قال اذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وان كون بعض الحركات العالية سبب لبعض الحوادث مما لا ينكر بل اما يقبل او لا يرد فالقول بالاحكام النجومية باطل عقلا محرم شرعا ج25/ص198
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/348)
ـ[عبد]ــــــــ[20 - 04 - 05, 01:37 م]ـ
نعم .. جزاك الله خيراً
وهو كلام نفيس!!
ـ[حامد الداني]ــــــــ[11 - 08 - 05, 06:55 م]ـ
أيها الأخوة
الدين الحق لا و لن يتعارض مع العلم الصحيح، لأن العلم هو النظام الذي أودعه الله في الکائنات، و الدين الحق أيضا منزل من عند الله، فمن المستحيل أن يحصل التعارض.
و العلماء المختصين في العلوم الطبيعية کافحوا و تعبوا و سهروا لکي يکتشفوا جزء صغير جدا من العلوم المودعة في الکون. يقول ماکس پلانک (عالم فيزياء ألماني): علي باب قصر العلم هذه العبارة مکتوبة: الدخول ممنوع علي من لا إيمان له بالله. و القصد من هذا الکلام هو، أن الواجب علي کل من يريد أن يکشف الستار عن أسرار هذا الکون و القوانين الموجودة فيه، أن يؤمن بأن الکون مخلوق بقدرة عليم خبير و أن بإمکان الإنسان أن يکشف هذه القوانين. و أن الذي يدخل قصر العلم و هو لا يؤمن بذلک لن يصبح عالما أبدا.
کلام بعض الناس لا معني له، أي الذين يقولون هؤلاء العلماء لم يعملوا شيئا. کيف و نحن نستعمل الآن ما هم إخترعوا. تسمية العلماء بأسماء غير لائقة ليس من صفات المؤمن. جاء في الحديث: من لم يشکر الناس لم يشکر الله. و الذين يقولون بأن العلماء الاوروپيون سرقوا کل علومهم من المسلمين، کلامهم غير صحيح. و علي فرض صحته "و هو مستحيل" لا يفيد أحدا، لأن هذا القول أسوء بکثير من القول بأننا لم نکن نعرف ما هم يعرفون الان. لأن الذي يملك شيئا ثمينا و يضيعه لأنه لا يعرف قيمته أو لا يبالي به أو يترکه للاخرين ليأخذوه،أسوء بکثير من الذي لم يملکه أبدا.
إن علماء العلوم الغير الدينية کعلماء الدين في کثير من النواحي، بغض النظر من دين علماء العلوم الطبيعية"أي إن کانوا مسلمين أو نصرانيين ..... الخ"، لأن علماء الدين يتعبون من أجل إکتشاف الاحکام الموجودة في القرآن"مثلا"، و الذي أنزله الله علي البشر ليؤمنوا به و ليفهموه و يعملوا به. و علماء العلوم الاخري يتعبون من أجل إکتشاف القوانين التي أودعها الله في الکون عندما خلقه لکي يسخروها من أجل إفادة البشرية.
و السلام
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 - 08 - 05, 02:58 ص]ـ
حياك أخي هيثم ...
هناك أخي نصوص موجودة على ذلك ... منها:
"وسيلقى الشرير في نار جهنم، وكل الأمم التي تنسى الله" سفر المزامير 17:9
"ولهذا اتسعت جهنم، وفتحت فاها: وكل مجدهم، وعددهم وعتادهم، وذلك الذي يغفل مستمتعا سيدخلها" سفر إسحاق 14:5
ومواضع كثيرة جداً من العهد القديم (التوراة) نجدها مثلا في سفر المزامير و إسحاق و الأمثال و حزقيال وغيرها .. والله أعلم.
الحمد لله. . .
بالنسبة إلى (جهنم) .. فثمة حقائق علينا تبيينها ..
الحقيقة الأولى أنه ليس فى التوراة من أسماء النار (جهنم) لأنه لم يرَ أحد إلى الآن ـ نصًا واحدًا فى التوراة يوحى بأن (جهنم) من أسماء النار.
والحقيقة الثانية أن الذى فى العبرية (جى ـ بنى ـ هِنُّوم)، أى وادى أبناء هنوم، التى اختصرت إلى (جى ـ هنوم)، أى وادى هنوم، وموضعه بالحى الجنوبى الشرقى من أورشليم كما يقول علماء التوراة، ضحى فيه (آحاز) و (منسا) بأبناء لهما قربانًا للإله (مولخ)، وغدا من بعد مزبلة ومحرقة للنفايات تحقيرًا.
والحقيقة الثالثة أن (جهنم) لا وجود لها فى الكتاب المقدس عندهم، سواء أكانت علمًا على نار الآخرة أم لا!
أما (جهنم) التى تراها فى نسختك العربية من الكتاب المقدس، فهى فى التراجم العربية وحسب، أما النسخ الأصلية التى تُرجمت عنها، فلا توجد بها (جهنم) قط .. وإنما بها لفظة (جِهِنَّا) Gehenna وليست (جَهَنَّم).
أى أن مترجمى الأناجيل فى العصور المتأخرة هم الذين اختاروا لفظة (جَهَنَّم) القرآنية ليترجموا بها لفظة (جِهِنَّا) الموجودة فى نسخ الأناجيل الأصلية.
هذا الكلام لأحد الأخوة في مناظرة مع ملحد على هذا الرابط:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2153
و الله سبحانه و تعالى أعلم.
ـ[حامد الداني]ــــــــ[12 - 08 - 05, 01:36 م]ـ
###أخي حامد: لا يسمح بطرح شبهات المبتدعة في الملتقى. وليس هذا اتهام لك بأنك منهم. [المشرف] ###
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 - 08 - 05, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
هل الكرة الأرضية موجودة في السماء الدنيا أم تحتها مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء والعروج لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى؟.
الجواب:
الحمد لله
السماء الدنيا محيطة بالأرض، وهي عالية عليها، فحيثما ذهب الإنسان في الأرض كانت السماء فوقه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" فإنه معلوم بصريح العقل أن الهواء فوق الأرض، والسماء فوق الأرض، وهذا معلوم قبل أن يُعلم كون السماء محيطة بالأرض. . . والعلو معنى معقول لا يشترط فيه الإحاطة، وإن كانت الإحاطة لا تناقضه. . . ولهذا كان الناس يعلمون أن السماء فوق الأرض، والسحاب فوق الأرض قبل أن يخطر بقلوبهم أنها محيطة بالأرض " اهـ. "درء التعارض" (6/ 336، 337).
وذكر ابن القيم في "الصواعق المرسلة" (4/ 1308) أن القول بأن السماء ليست محيطة بالأرض، وإنما هي سقف لها فقط، ذكر أن هذا القول مخالف للإجماع ولما دل عليه العقل والحس.
وقال ابن حزم:
" فالأرض على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت للسموات ضرورة، فمِن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض، ومِن حيث قابلتْها الأرض فالأرض تحت السماء ولا بد، وحيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض " اهـ. "الفِصَل بين الملل والنِّحَل" (2/ 243).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/349)
ـ[حامد الداني]ــــــــ[12 - 08 - 05, 07:16 م]ـ
###أخي حامد: لا يسمح بطرح شبهات المبتدعة في الملتقى. وليس هذا اتهام لك بأنك منهم. [المشرف] ###
جزاك الله ... أيها الاخ العزيز
و لکن لم أفهم لماذا يعتبر سؤال عادي جدا شبهة من شبه المبتدعة، علما بأن الأسألة التي تدور في خلد الناس هي السبب الحقيقي لتقدم العلم!!!
أنا أسألك هذا السؤال:
هل سؤالي السابق سؤال معقول أم لا؟ إن نعم، فلماذا مسحت المداخلة؟ و إن کان الجواب لا، فهل بإمکانك أن تشرح للناس و لي ماهو عدم معقولية سؤالي؟
من هم هؤلاء المبتدعة؟ يتبين من کلامك أن الموقع ليس لکل المسلمين، و لکن لا أعلم من الذين هم ممنوعون من المشارکة.
أي مکان تکون فيه الاسألة ممنوعة، بغض النظر عن نوع السؤال، يکون أصحاب المکان من الذين يريدون البقاء في دائرة ضيقة. و هم يخافون من أي سؤال. إن علماء المسلمين في کل عصر ما کانوا خائفين من الأسألة، أية أسألة، لذلك نري ما نري من إنتاجهم الفکري العظيم. أرجو أن تکون ماشيا علي خطاهم و لا تکون من الذين علي عقولهم أقفالها. إن کنت"المشرف" هيثم حمدان، فلم أکن أتصور و لا للحظة أنك تقوم بعمل کهذا!!.
أنا عشت حرا کل حياتي، و إنشاء الله أعيش حرا من الآن فصاعدا أيضا. إن صدقتني أم لا، لا يهمني أبدا، لا قليلا و لا کثيرا، أقول لك: أنا لست من المبتدعة. أنا لا أخاف من أي سؤال، و توقعي من
الذي أناقشه ألا يخاف من أي سؤال، و إلا فخوفه دليل علي ضعف آرائه.
و أقول للاخ المشرف بأنني سوف أستمر علي إلقاء الاسألة إلي أن تمسح إسمي تماما و تلغي عضويتي، أو أتعب من إلقاء الاسألة، لأنني بکل بساطة أري هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة لتقدم الفکر و العقل، و أري أيضا أن الذي يخاف من الاسألة غير جدير بأن أتکلم معه. و الذي لا يري ذلك فليلغي عضويتي.
ـ[حامد الداني]ــــــــ[12 - 08 - 05, 08:43 م]ـ
الاخ د. هشام عزمي
هل مداخلتك هي جواب علي سؤالي الذي مسحه المشرف علي الملتقي؟
إن کان الجواب نعم، فأنا لا أري علاقة مباشرة و ربما و لا غير مباشرة بين سؤالي و مداخلتك. و إن کان الجواب لا، فأرجو المعذرة علي إحراجك.
و السلام عليکم و رحمة الله
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 08 - 05, 03:38 ص]ـ
- الأخ حامد الداني ... وفقني الله وإياه لما يحب ويرضى
يمكنك مراسلتي على إيميلي المدوَّن في التوقيع تحت حتى أجيبك عن هذا السؤال الممنوع، واترك غير ذلك.
ولولا أني توقفت عن الكتابة ههنا في هذا الملتقى من الآن فصاعداً لكنت أجبت عن سؤالك في رسالة خاصة.
ـ[حامد الداني]ــــــــ[13 - 08 - 05, 08:29 م]ـ
الاخ أبو عمر السمرقندي ... سلام الله عليك
أخي الکريم أشکرك کثيرا علي إقتراحك. قد کتبت لك رسالة علي عنوانك البريدي و لکن لم تتمکن من قرائته کما أخبرتني، و لا أعلم ما هو السبب. ربما ال"ويندوز" في کمپيوترك ليس " xp"، أو لاسباب أخري لا أعلمها. محاولتك مساعدتي أسعدتني أکثر من المساعدة نفسها. جزاك الله عني خيرا کثيرا و أدخلک الجنة.
و السلام عليکم و رحمة الله و برکاته
ـ[محمد العوني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 06:26 م]ـ
من أروع ما قرأت بالملتقى
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:32 ص]ـ
الشيخين الكريمين زياد وعدنان .......
تركوا الكتابة فى الملتقى
نسأل الله أن يعودوا للكتابة مرة أخرى ... نفتقد مشاركاتهم القيمة(23/350)
من نص على تحريم ذبيحة الجهمية وهل من أحد حللها من الأئمة؟؟؟
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[01 - 10 - 02, 02:48 م]ـ
؟؟؟
هناك أثر عن الإمام وكيع ...
ولكن أريد المزيد؟؟؟
والسلام
ـ[حارث همام]ــــــــ[01 - 10 - 02, 11:08 م]ـ
هذه الوصية مشهور أوردها بسندها الإمام القاضي أبويعلى في طبقات الحنابلة في ترجمة مسدد بن مسرهد البصري، وكذلك ذكرها ابن مفلح في المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد وأشار إليها غيرهم وفيها:
"فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القران كلام مخلوق وقالت طائفة القران كلام الله وسكتت وهى الواقفة الملعونة وقال بعضهم ألفاظنا بالقران مخلوقة فكل هؤلاء جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وأجمع من أدركنا من أهل العلم أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته"
=======
ولها قصة:
لما أشكل على مسدد أمر الفتنة وما وقع الناس فيه من الاختلاف فى القدر والرفض والاعتزال وخلق القران والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل اكتب إلى وعشرون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ورد كتابه بكى وقال إنا لله وإنا إليه راجعون يزعم هذا البصرى أنه قد أنفق على العلم مالا عظيما وهو لا يهتدى إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى جعل فى كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى وينهونه عن الردى يحيون بكتاب الله الموتى وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه .... " إلخ
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[02 - 10 - 02, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
أعلم هذا الكلام ولكن البردعي الذي رواها عن الإمام مجهول و شهرة الرسالة لا تعني صحتها بالجملة ...
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 10 - 02, 08:07 م]ـ
لم أفهم ما تقول من تعني بالبردعي هناك أكثر من بردعي يمكن أن يكون رواها عن أحمد؟
كما أن مسألة إثبات الرسائل والكتب لست على منهج الذهبي فيها ولكني على منهج شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية.
على كل حال لا أظن أن أبا يعلى رواها من طريق البردعي، ولو وجدت متسعاً من الوقت أنقل لك سنده بمشئة الله تعالى.
ولو وجدت أنت متسع فراجعه في طبقات الحنابلة ترجمت مسدد بن مسرهد بن مسربل لبصري.
ـ[راشد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 07:25 م]ـ
وما هو منهج الذهبي في إثبات الرسائل والكتب
وما منهج شيخه .. ؟؟
ما الخلاف بين المنهجين يا أخي الهمام
ـ[راشد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 07:48 م]ـ
وما الفرق بين منهج الذهبي ومنهج شيخه؟؟؟
ـ[فيصل]ــــــــ[04 - 10 - 02, 03:47 ص]ـ
هو أحمد بن محمد البردعي وقد طعن الحافظ عبد الرحمن بن منده في هذه الرسالة أنظر التفصيل في شرح حديث النزول مع رد شيخ الإسلام عليه ص163 و ص201
ـ[راشد]ــــــــ[04 - 10 - 02, 04:42 م]ـ
ما هو منهج الذهبي وما هو منهج شيخه .. ؟؟
لم أفهم قصدك يا أخ حارث همام!
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 02, 12:52 م]ـ
الذي يظهر كما يقول بعض المشايخ، أن شيخ الإسلام ابن تيمية يثبت نسبة الكتاب أو الرسالة بالاستفاضة، بخلاف الذهبي الذي لا يثبتها إلاّ بسند متصل ثابت إلى قائلها.
فإذا اشتهرت نسبة الرسالة لإمام من الأئمة، ولم ينكرها ولو واحد من أتباعه وأهل المذهبه البصرين به فهذا يدل على أنها له. وإن لم يوصل سندها له.
كما هو الحال الآن في جل الكتب المطبوعة لأهل العلم. فلو ذهبت مذهب الذهبي لعطلت كثيراً منها لعدم وجود سند.
أقول ومن أمثلة ذلك التطبيقية أو العملية إن صح التعبير، كلام الذهبي في الرد على الجهمية والزنادقة، للإمام أحمد، مع كثرة تصحيح شيخ الإسلام لها، وكذلك رسالة الإصطخري.
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 02, 05:16 م]ـ
هل هو أحمد بن محمد التميمي؟
فقد ساق الرسالة أبو يعلى من طريقه؟
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[06 - 10 - 02, 03:17 م]ـ
إلى الأخ حارث نعم هو نفسه وهو مجهول ولا يعرف من أصحاب أحمد ...
ولو إستفاضت الرسالة عن الإمام فنعم ولكنها إستفاضت عن هذا الراوي وهناك فرق لو قال قائل هي صحيحة للبردعي فمقبول ومن قال صحيحة عن الإمام أحمد فمردود لإنعدام الدليل وتجد في هذه الرسالة عدم تكفير من ترك الفرائض تكاسلا دون تمييز بين صلاة وغيرها؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 10 - 02, 11:53 ص]ـ
كلامك وجيه -أخي الكريم- ولكن يلزم مزيد بحث عمن نسبها للإمام أحمد من أهل العلم وذكرها له.
فإذا تبين أن نسبتها للإمام أحمد عند أهل العلم شاذة ليست مستفيضة فقطعاً الحق ما قلت. وإذا تبين أنهم يذكرونها له وينسبونها له فالذي يظهر ثبوت نسبتها له.
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[07 - 10 - 02, 03:51 م]ـ
^^^
نسبة الشيء لصاحبه لا تعني ثبوت ذلك عنه فلربما أخذوا بهذا الراوي المجهول ونحن لا نلزم بالراوي المجهول في مثل حالتنا فما الدليل على أن أحمد قالها؟؟؟ هل ذلك بنقل مجهول عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/351)
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[07 - 10 - 02, 03:51 م]ـ
^^^
نسبة الشيء لصاحبه لا تعني ثبوت ذلك عنه فلربما أخذوا بهذا الراوي المجهول ونحن لا نلزم بالراوي المجهول في مثل حالتنا فما الدليل على أن أحمد قالها؟؟؟ هل ذلك بنقل مجهول عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأقول كذلك الحديث مع بعض الفرق .....
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 10 - 02, 09:11 م]ـ
الأخ الكريم ..
بادئ ذي بدء أقول أرجو أن لا تكثر من استخدام علامات الترقيم وتكرارها كالتعجب والاستفهامات، فإني أراك تكثر منها، لأن ذلك خطأ في استخدامها هذا أولاً، ولأن ذلك ينم عن انفعال قام بمعلق المقال، وأن لا أحب أن أدخل في جدال مع طالب علم سوي وهو في مثل هذه الحال.
ثم أقول أخي الكريم أنا معك في قولك: "نسبة الشيء لصاحبه لا تعني ثبوت ذلك عنه"
متى ينظر ليتحقق من النسبة أفي كل الأحوال يجب أن تكون مسندة؟ هذا سؤال، ألا ترى أن أهل العلم أوردوا مثل هذا واستشهدوا به على ما أرادوا؟
سؤال آخر: ألا تدل قرآئن الأحوال كاستفاضة النقل في كتب الأئمة بنسبة كتاب إلى مؤلفه ومشابهة ذلك لآرائه الأخرى ونحو ذلك ألا يشير لصحة النسبة إليه وإن لم تأت مسندة؟
سؤال ثالث: هل هناك فرق بين ما يحتج به ويحتج له عند أهل العلم من حيث النسبة لقائله؟
سؤال أخير: لا أريد به جدلاً ولكن أريد أن أبين لك ما أعني بالاستفاضة، وهو: ما نقلته عن وكيع كيف تثبت نسبته له؟
ـ[فيصل]ــــــــ[08 - 10 - 02, 02:07 ص]ـ
الأخ الحارث
نعم هو نفسه وقد اختلف في صحة هذه الرسالة فأنكرها عبد الرحمن بن منده وأثبتها آخرون منهم ابن بطه والقاضي أبي يعلى وابن تيميه
والذي ترجح لدي ضعف نسبتها لأحمد سنداً ومتناً وقد رواها ابن أبي يعلى طبقات الحنابلة (1/ 341) وابن الجوزي في مناقب أحمد ص244
وفي الإسنادين:
1 - البردعي أو الزرندي الرواي لها عن مسدد مجهول لا يعرف وقد تفرد بها
2 - جهالة أكثر رجال الإسنادين
أما المتن ففيه ما يستنكر راجع للمزيد كتاب إعادة النظر في بعض ما نسب إلى إمام أهل الأثر ص78فقد أجاد
والله أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 10 - 02, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً. معلوماتكم جيدة ولعلي أستفيد منها قريباً كثيراً.
ولكن أخي الكريم أقول لك وأقول للأخ أبو خزيمة، أنا لا أقرر الآن، ولكن دعونا نتدارس مسألة.
وضح لي أن رسالة مسدد في سندها مجهول أو مجهولين. ولعل هذا بدا ابتداء من تعليق الأخ الفاضل أبو خزيمة في أول رد له علي تعليقي. فجزاه الله خيراً وهذه مسألة انتهينا منها.
المسألة الأخرى: وأشاوركم في نشرها هنا وأستأذن الأخ أبو خزيمة خاصة لأن في ذكرها هنا ذهاب بأصل موضوعه.
وهي مسألة نسبة الأقوال للأئمة أو القائلين بل نسبة الكتب لهم هل الصواب اشتراط سند متصل ثابت لها أم تكفي استفاضة نسبة ذلك لهم واشتهارها؟
وكما أسلفت هما منهجان، ولعل ما سبق حول رسالة مسدد واختلاف أهل العلم من العالمين بالإسناد فيها خير مثال، أقول ومثلها الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد، ومثلها رسالة الإصطخري عن الإمام أحمد، ومثلها رسالة الإمام الشافعي من طريق أبي طالب العشاري، وغير ذلك كثير، مما احتج به الأئمة بل احتجو به (في الاعتقاد) على المخالفين.
ونظراً لبعد هذه المسألة عن موضوع الأخ الفاضل أبو خزيمة أستأذنه قبل أن أسمع منكم فيها. أو تعلق في موضوع مستقل ونسمع منكم فيها.
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[08 - 10 - 02, 01:30 م]ـ
إلى الأخ حارث:
أثر وكيع له سند وسوف آتيك به ولست متأكدا من صحته ...
ولا بأس بفتح مسألة ثبوت الرسائل والكتب في موضوعي ...
وبالنسبة لدعوى الإستفاضة فهي دعوى عريضة معلوم بطلانها فعند التدقيق الرسالة أستفاضت عن البردعي وهناك إسنادان عنه وليست مستفيضة عن الإمام فتنبه ....
وعلى العموم قبول رواية أحد المجاهيل هنا مثل قبول رواية مجهول في أثر أو حديث مشهور (مستفيض) ...
وعلى العموم ابن منده طعن في صحة الرسالة ...
والسلام
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 02, 02:14 م]ـ
اخي ابو خزيمة راجع صندوق رسائلك الخاص، فلم تستلم رساله لك ارسلت منذ وقت
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[08 - 10 - 02, 02:18 م]ـ
أمرك يا مشرف
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 10 - 02, 11:06 م]ـ
هل تعتقد بأني أقبل الأخبار التي رواتها مجاهيل؟
أمري يسير، هل تعتقد أن شيخ الإسلام يقبل الأخبار التي رواتها مجاهيل، أم أنها لم تبدو له مع أنه يذكرها أحياناً مستشهداً بها مبيناً أنها من طريق فلان؟
على كل حال أنا في انتظاركم لكن أنبهكم إلى أن حديثي معكم في إثبات نسبة كتب بأسانيد الثقات الأثبات.
وليس في ذكر أن أهل العلم نسبوها له (وهذا ما أعنيه بالاستفاضة "الاشتهار" بين أهل العلم).
ولا أظنك -وقد أكون مخطئاً- حققت نسبة كل كتاب لإمام من الأئمة تنقل عنه بالسند المتصل بنقل الثقات الأثبات، بغض النظر عن كون الكتاب مطبوع وموجود الآن أو كان مطبوعاً وموجداً.
والسبب أخي الكريم أن كلام من يستشهد لهم لا بهم أمره أيسر مما كان خلاف ذلك.
ومع ذلك نقول لابد من ضوابط فلا يترك الحبل على الغارب، ومن ذلك:
- عدم معارضة ما كان كذلك لنص آخر ثابت عن الإمام.
- لابد أن يكون الكلام في جملته يشبه كلامه الثابت عنه المعروف من منهجه يتماشى مع قواعده وأحكامه. ولهذا تجد أن شيخ الإسلام (أقول الذي يثبت الكتب بالاستفاضة "اشتهارها عن الإمام" يأتي في بعض الأحيان ليضعف نسبة قول للإمام أحمد مثلاً لماذا يعلل كثيراً بعد بيان السند بأن هذا يخالف المعروف عنه المنقول عن أصحابه)
- ذكر الأئمة العارفين بمذهبه ومصنفاته له من غير نكير واحتجاجهم به (استفاضته).
وغير ذلك.
فإذا كان الأمر كذلك يضحي نفي النسبة إليه لمجهول في السند أمر ظني، كما أن إثباته ظني، وإن كنا احتطنا لذلك في الأخبار الشرعية لما يترتب عليها من مفاسد وأمور عظام، لايلزم أن يكون احتياطنا لأقوال الأئمة على نفس المنوال.
والله أعلم .. وكما ذكرت لك هذه مدارسة، وقد علمت هذا من بعض المشايخ الأثبات الذين يرون أن الصواب هو مذهب من يثبت الكتب بالاستفاضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/352)
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[09 - 10 - 02, 01:29 م]ـ
المبدأ واحد (ولو كان هناك فرق) فلماذا لا نأخذ بحديث المجهول المشتهر في كتب السنة؟؟؟
وهناك أصلا من طعن في الرسالة منهم ابن منده عليه رحمة الله وكلامه وجيه ...
وأنا أريد كلام الأئمة في قاعدتك
مع العلم بأنني لا أماثل بين رواية الحديث وبين رواية الكتب ولكن (عن مجهول واحد)!!!؟؟؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[09 - 10 - 02, 09:42 م]ـ
مازلت أنتظر جوابك فلا أراك أجبت.
أما كلام الأئمة فلا أدري أي كلام تريد؟ أنا أكلمك عن منهج هو ظاهر صنيع بعض أهل العلم، وأقول لك خالفهم غيرهم، وضربت لك أمثلة على ذلك ممن أراه قد تبنى هذا المنهج فلم تجب عليه!
وما هو الفرق عندك إن نص عليه شيخ الإسلام أو كان صنيعه؟ هل إذا نقلت لك نصاً عنه أو عن بعض أهل العلم ستقبله؟ وإذا كان لا فلم السؤال!
وقبل ذلك لا أدري من أين تريده؟ ماهي الكتب (سواءً أكانت مطبوعة أو مفقودة نقل عنها الأئمة) أقول ماهي كتب الأئمة التي ثبتت لك نسبتها لمؤلفيها بالسند؟
لو قلت لك قال الذهبي في السير فمن حق من قال بقولك أن يقول لي أثبت نسبت السير للذهبي بالسند من رواها عنه بالسند، وإذا أثبته له بالسند فمن حقه أن يقول وفقاً لمنهجك: أثبت أن هذا الذي بين يدك هو سير الذهبي ليس سيراً أخرى بالسند!
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[15 - 10 - 02, 02:45 م]ـ
الجواب عن ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل قبولك لرواية المجهول تلزمنا به!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا لا أقبل رواية المجهول لأنه ممكن يكون كذاب أو فاحش الغلط وإذا دخل الإحتمال بطل الإستدلال ... وإلا لماذا ترد رواية المجهول للحديث؟؟؟؟
وعلى من يخالف الدليل؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 10 - 02, 11:29 م]ـ
أخي الكريم .. ليس كل شيء يتطرق إليه الاحتمال يبطل، وإنما الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال على تفاصيل في معنى ذلك ليس هذا مكانها.
ومعلوم أن المحتمل قد يكون صواباً وقد يكون خطاءً. وليس بباطل مطلقاً.
فإذا قامت قراءن تشير إلى أن أحد طرفي الاحتمال مترجح فلنرجحه به.
وكثير من الأحاديث الصحيحة أو الحسنة ظنية الثبوت، بمعنى يغلب عليها الصحة، ولم يقل أحد لتطرق الاحتمال وهو الخطأ مثلاً عند من خف ضبطه أو حتى عند الثقة يبطل بها الاستدلال لوجود مرجح.
وقد ثبت أن الأصل في نصوص الشرع عدم العمل إلاّ بما ثبت، وإلاّ فالأصل النفي والمنع، كما قال الله (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) (من أحدث في أمرنا هذا .. ) وغير ذلك.
أقول إذا صح هذا في نصوص الشرع التي يتعبد بها، فمن أين لك أن نصوص البشر التي يحتج لها إذا كانت محتملة لاتثبت بالقرآن كالاستفاضة والشروط التي ذكرت لك شيئاً منها؟
وعلى هذا فأنت من تلزمه الأدلة في إبطال نسبة الرسالة.
وبأسئلتي السابقة حاولت أن أنبهك بأن قولك هذا يلزم منه رمي نصف المكتبة الإسلامية في البحر بل أكثر، فإن الكتب النادرة التي هي من أوثق الكتب في نسبتها لمؤلفيها هي التي (توجد) مكتوبة بخط المؤلف. وتأمل نروي ما فيها ونثبته - (ولعلك تعلم حكم أهل الحديث في أحاديث الوجادة) - برجل ربما عثر عليها بعد قرن، وحجته أن أهل العلم ذكروها في مؤلفات من وجدت له، وإذا تأملت كثير من هؤلاء الذين يذكورنها من مؤلفاته تجد أن بينهم وبينه مفاوزاً.
وقد سمعت بعض أهل العلم الأعلام من أئمة هذا العصر الذين لاتنازع في إمامتهم [ولو كنت أستطيع أن أجد مصدراً أحيل عليه لذكرت اسمه] ولكن لعلي أبحث فإذا وجدت أرلته لك، أقول سمعته ينبه وقد سئل عمن يشترط السند في كتب أهل العلم حتى يقبلها بأنه ممن يروم هدم الدين والطعن فيه أو كما قال.
وبعد ذلك لا أقول يترك الحبل على الغارب لينسب من أراد ما أراد، بل لذالك ضوابطه التي تجعل الظن يغلب وإن كان لايقطع بأن الرسالة أو القول لفلان، ومن ذلك (وأقول من) عدم مخالفتها لنصه الثابت عنه والمنقول مع أن هذا ليس طعناً في كامل الرسالة.
الأخ الكريم لا أريد أن أكثر معكم من الجدال، وأرجو أن تتأمل كلامي بعين منصف، وأنصحك بأن ترجع لكتاب (الرسائل والمسائل المنسوبة للإمام أحمد) فقد تكلم فيها بكلام حسن في نسبة بعض تلك الرسائل ومنها رسالة مسدد بن مسرهد.
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[19 - 10 - 02, 12:24 م]ـ
الراوي لم يروي كتابا صحة نسبته للإمام ولكنه هو الراوي الول عن الإمام وهناك فرق و قبول رواية المجهول في هذه الحالة يعوزه الدليل وأنت ما فتئت تعيد الكلام وتزيد دون أدنى دليل والكتاب المحال إليه هو عندي ونرجو بعد إضافة الدليل أن تذكر كلام الأئمة في قاعدتك في قبول رواية رجل لا يعرف لكتاب وهو الراوي الأول ومن ثم ذكر الكتب المشابهة لحالتنا التي قبلها الأئمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 10 - 02, 10:38 م]ـ
قلت: الراوي لم يرو كتاباً صحة نسبته ..
تريد التفريق بينه وبين الكتاب الذي صحت نسبته عندك، ولكن الإشكال كيف صحة نسبته عندك! أنا لا أعرف كيف تصحح نسبة كتاب وجل الكتب قد وجدت (وجادة) بعد أكثر من قرن! وربما كان بخط أحد النساخ.
واجدها مجهول.
وناسخها مجهول.
وأنت تثبتها!
ثم تعترض على رسالة مخطوطة معروفة عند أهل العلم بدليل نقلهم عنها أو نقلهم لها. بل ذكروا سندها وذكرها أئمة الشأن العالمين بمذهب المنسوبة إليه لأن ناسخها عندك مجهول الضبط (أعني البردعي).
أما صحة النسبة إذا كان الراوي مجهول فهي ظنية وبينت لك ما يمكن أن يرجح أحد الطرفين فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/353)
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[20 - 10 - 02, 02:24 م]ـ
الرجل مجهول العدالة والضبط ولو صح الكتاب ثم انتشر وجاء راو متأخر في السند معلوم من هو ولكن ضبطه لا نعرفه جيدا فهذا ممكن الأخذ بروايته لمثل هذا المتاب فهي رواية كتاب أما حالتنا فمغايرة تماما ..
وأنت حتى الآن لم تأت بدليلك ولا بمن قال بقاعدتك ولا بأمثلة أخرى؟؟؟!!!
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 11 - 02, 10:30 م]ـ
لم تجبني كيف تحكم على كتاب بأنه صحيح؟
بطريقتك هذه لن تتجاوز كتب المكتبة الإسلامية التي تسلم بصحتها نذر يسير.
بل جل ما تنقل عنه وتحتج به لاسند لك فيه ثابت. ودعك من كلامي وقف مع نفسك واسألها إذا قلت قال الذهبي أو قال فلان ماهو سندك لكتابه الذي تنقل عنه بالله كيف تثبت صحته؟
أسألك بالله هل عندك سند متصل برواية الثقات الأثبات لجل من تنقل عنهم؟
كيف تجعل النسخة التي وجدها فلان باستانبول بعد قرن من وفاة مؤلفها أو يزيد حجة في نسبة قول إليه وبين الواجد ومن رووا تلك النسخة مفاوز؟ بمعنى أن السند منقطع منذ دهور؟
ومرة أخرى تقول لو (صح الكتاب) وأنا أقول كيف يصح الكتاب عندك إذا قلت بسند متصل خال من المجاهيل ولا تقبل الاستفاضة أقول لك مثل لي بغير القرآن وطبق شرطك هذا في الكتب التي تنقل عنها، فإذا أصررت على رأيك فأرجو أن تلقى جلها في البحر.
أما كلامي في تقرير قبول الكتب المستفيضة عند أهل العلم لمن نسبوها لهم فقد بينت لك أن نسبتها محتملة وأن القرآئن التي تحف تحكم بقبول هذه النسبة وأن هناك فروق بينها وبين السنة ذكرتها لك.
وأنه متى ماثبت عدم صحة جزء أو بعض قلنا به ولا يعني ذلك بطلان جميعها. ثم بينت لك أن هذا منهج شيخ الإسلام الذي يظهر من صنيعه فلماذا تكرر أسئلة أجبت عليها وتزعم أنه لم يأتك رد فيها مع أنك لم ترد على الأجوبة ولم تقل لي حتى الآن كيف تصحح نسبة كتاب!
كما أنبهك إلى أن مسألة عدم قبول رواية المجهول لا لجهلنا بعدالته فهذه الأصل ثبوتها ولهذا ذكر ابن حبان في الثقات من تعرف من المجاهيل والأصل براءة المسلم ولكن لجهلنا بضبطه قلنا مجهول.(23/354)
رسالة: الكوثري وتعليقاته، هل قرأتموها؟
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[10 - 10 - 02, 11:49 ص]ـ
هل من رواد المتتدى من قرأ هذه الرسالة؟
وقد عرّفتها جريدة "البصائر" التي كانت لسان حال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" في عددها 143 الصادر يوم الجمعة 17 شوال 1357 هـ (2/ 12/1938 م) بقولها:
"الكوثري وتعليقاته
رسالة لطيفة تقع في عشرين صفحة مطبوعة طبعا جيدا في ورق صقيل محررة بقلم الأستاذ محمد نصيف السلفي الجماعة للكتب الواسع الاطلاع، كشف بها عن سوء عقيدة الشيخ زاهد الكوثري في أئمة السلف ورجال الحديث، حمله على تحريرها ما رآه من تحامل الكوثري على خيرة علماء الأمة الحاملين للعقيدة السلفية وذلك في تعليقاته التي وضعها على عدة كتب نشرها الشيخ حسام الدين القدسي وعهد إليه بتصحيحها والتعليق عليها.
وقد كنت اقتنيت جملة من تلك الكتب من مكتبة الأستاذ القدسي ورأيت تعليقات الكوثري عليها فساءني منها مثل ما ساء الأستاذ نصيف وإن راقني منها متانة في الأسلوب وسعة في الاطلاع مما تدل على عناية شديدة في البحث والتحرير معا، ولكنها عناية لالتقاط ما يوافق الهوى والإغراب على القارئ في المظان حتى يعسر الوقوف على تحريفه وتزويقه.
ويومئذ هممت أن أكتب إلى الأستاذ القدسي برأيي في تعليقات الكوثري ولكني رأيته بعد قد أدرك سوء قصده ووقف على ما أوجب له الإعلان بالبراءة منه وتسجيل خيانته في النقل، فكتب القدسي هذا المعنى في مقدمة نشره لرسالة القصد والأمم، وبسطه في مقدمته لنشر كتاب الانتقاء وكلاهما لابن عبد البر. فأخبرت الأستاذ القدسي بعزمي الأول وشكرت له نصحه وإخلاصه للعلم فيما كتب".
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 12:01 م]ـ
هذا معروف عن الكوثري
وقد أُلفت فيه المؤلفات لبيان:
1 - سوء أدبه مع كل من سبقه.
على سبيل المثال لا الحصر: (الشافعي , البخاري , عبد الله بن أحمد , ابن تيمية , ابن القيم , ابن حجر, الذهبي. ابن خزيمة)
وغيرهم كثير , وقد وصل به الحد أنه وصف نفرا من هم بالكفر والشرك
كابن خزيمة وابن القيم
واتهم الشافعي في نَجَاره
لذا وصفه الشيخ ابن باز بالأثيم.
2 - بيان عدم أمانته العلمية فهو محرف للنصوص من الدرجة الممتازة.
3 - بغضه لأهل السنة وتشنيعه على معتقدهم + شدة التعصب للحنفية
ولدي من الأمثلة على الثلاثة الكثير والكثير.
فالحذار الحذار منه , فلا فائدة البتة من أعماله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 07:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل
دائماً كنت أحدث نفسي عن كتابة سؤال حول عبد الفتاح أبو غدة هنا، ولكن لما أتذكر أن حال المتوفين قد قدِموا إلى ما قدّموا تكفُّ نفسي عن ذلك.
ولكن تبعاً لموضوعك هذا أخي أسأل: هل وصل عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله إلى حال الكوثري هذه؟ وما رأيكم بكتبه؟ التي أعترف صراحةً بأني قد استفدت منها.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 08:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا إبراهيم وفقه الله.
كتبت موضوعا كاملا عن عبد الفتاح أبي غدة - رحمه الله - من قبل
لكن تم حذفه على الرغم من أنني لم أتجاوز كما صرح أخونا السيف المجلى حفظه الله.
ولقد رأيت من حينها أن أنزل على رغبة الإدارة حبا فيهم.
فإن شئت راسلتك برسائل خاصة.
وإليك بعض ما سلم من الحذف
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3386&highlight=%C3%CE%E6%C7%ED+%C7%E1%DF%D1%ED%E3%C7%E4
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3395&highlight=%E1%D3%C7%E4+%C7%E1%E3%ED%D2%C7%E4
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 10 - 02, 02:09 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي، ورحم الله موتى المسلمين.
وعفا الله عنّا خطأنا وزللنا وتقصيرنا، إنه جواد كريم.(23/355)
رسالة: الكوثري وتعليقاته، هل قرأتموها؟
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[10 - 10 - 02, 11:49 ص]ـ
هل من رواد المتتدى من قرأ هذه الرسالة؟
وقد عرّفتها جريدة "البصائر" التي كانت لسان حال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" في عددها 143 الصادر يوم الجمعة 17 شوال 1357 هـ (2/ 12/1938 م) بقولها:
"الكوثري وتعليقاته
رسالة لطيفة تقع في عشرين صفحة مطبوعة طبعا جيدا في ورق صقيل محررة بقلم الأستاذ محمد نصيف السلفي الجماعة للكتب الواسع الاطلاع، كشف بها عن سوء عقيدة الشيخ زاهد الكوثري في أئمة السلف ورجال الحديث، حمله على تحريرها ما رآه من تحامل الكوثري على خيرة علماء الأمة الحاملين للعقيدة السلفية وذلك في تعليقاته التي وضعها على عدة كتب نشرها الشيخ حسام الدين القدسي وعهد إليه بتصحيحها والتعليق عليها.
وقد كنت اقتنيت جملة من تلك الكتب من مكتبة الأستاذ القدسي ورأيت تعليقات الكوثري عليها فساءني منها مثل ما ساء الأستاذ نصيف وإن راقني منها متانة في الأسلوب وسعة في الاطلاع مما تدل على عناية شديدة في البحث والتحرير معا، ولكنها عناية لالتقاط ما يوافق الهوى والإغراب على القارئ في المظان حتى يعسر الوقوف على تحريفه وتزويقه.
ويومئذ هممت أن أكتب إلى الأستاذ القدسي برأيي في تعليقات الكوثري ولكني رأيته بعد قد أدرك سوء قصده ووقف على ما أوجب له الإعلان بالبراءة منه وتسجيل خيانته في النقل، فكتب القدسي هذا المعنى في مقدمة نشره لرسالة القصد والأمم، وبسطه في مقدمته لنشر كتاب الانتقاء وكلاهما لابن عبد البر. فأخبرت الأستاذ القدسي بعزمي الأول وشكرت له نصحه وإخلاصه للعلم فيما كتب".
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 12:01 م]ـ
هذا معروف عن الكوثري
وقد أُلفت فيه المؤلفات لبيان:
1 - سوء أدبه مع كل من سبقه.
على سبيل المثال لا الحصر: (الشافعي , البخاري , عبد الله بن أحمد , ابن تيمية , ابن القيم , ابن حجر, الذهبي. ابن خزيمة)
وغيرهم كثير , وقد وصل به الحد أنه وصف نفرا من هم بالكفر والشرك
كابن خزيمة وابن القيم
واتهم الشافعي في نَجَاره
لذا وصفه الشيخ ابن باز بالأثيم.
2 - بيان عدم أمانته العلمية فهو محرف للنصوص من الدرجة الممتازة.
3 - بغضه لأهل السنة وتشنيعه على معتقدهم + شدة التعصب للحنفية
ولدي من الأمثلة على الثلاثة الكثير والكثير.
فالحذار الحذار منه , فلا فائدة البتة من أعماله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 07:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل
دائماً كنت أحدث نفسي عن كتابة سؤال حول عبد الفتاح أبو غدة هنا، ولكن لما أتذكر أن حال المتوفين قد قدِموا إلى ما قدّموا تكفُّ نفسي عن ذلك.
ولكن تبعاً لموضوعك هذا أخي أسأل: هل وصل عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله إلى حال الكوثري هذه؟ وما رأيكم بكتبه؟ التي أعترف صراحةً بأني قد استفدت منها.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 08:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي أبا إبراهيم وفقه الله.
كتبت موضوعا كاملا عن عبد الفتاح أبي غدة - رحمه الله - من قبل
لكن تم حذفه على الرغم من أنني لم أتجاوز كما صرح أخونا السيف المجلى حفظه الله.
ولقد رأيت من حينها أن أنزل على رغبة الإدارة حبا فيهم.
فإن شئت راسلتك برسائل خاصة.
وإليك بعض ما سلم من الحذف
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3386&highlight=%C3%CE%E6%C7%ED+%C7%E1%DF%D1%ED%E3%C7%E4
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3395&highlight=%E1%D3%C7%E4+%C7%E1%E3%ED%D2%C7%E4
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 10 - 02, 02:09 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي، ورحم الله موتى المسلمين.
وعفا الله عنّا خطأنا وزللنا وتقصيرنا، إنه جواد كريم.
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:25 م]ـ
هذه هي الرسالة التي كتبها الشيخ البيطار -رحمه الله- ويليها تعقيب من كان يطبع للكوثري ثم توقف بعد أن كشف حقيقة خياناته العلمية .. وقد قمت بصفها ونشرها منذ ما يزيد على السنة وأكثر ..
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1511
ـ[كمال75]ــــــــ[09 - 11 - 06, 04:44 م]ـ
هل من رواد المتتدى من قرأ هذه الرسالة؟
وقد عرّفتها جريدة "البصائر" التي كانت لسان حال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" في عددها 143 الصادر يوم الجمعة 17 شوال 1357 هـ (2/ 12/1938 م) بقولها:
.
هل هذا التعليق بقلم الإمام ابن باديس رحمه الله(23/356)
نظرات في عقيدة الجويني المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري
ـ[فيصل]ــــــــ[11 - 10 - 02, 03:52 ص]ـ
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=bd3a7&Number=115823&page=0&view=collapsed&sb=5
ـ[شتا العربي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:21 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
الرابط لا يعمل فحبذا لو نقلت الموضوع هنا مشكورا لكم مقدما
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[المقدادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:31 ص]ـ
هذا هو بحث الأخ الفاضل فيصل نقلته من قوقل:
http://216.239.51.104/search?q=cache:aRX8nZCjDyIJ:www.muslm.net/vb/archive/index.php/t-56195.html+%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A7%D8%AA+%D9%81%D 9%8A+%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D 9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9 %8A%D9%86%D9%8A&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=ae
--------------------------------------------------------------------------------
فيصل ...
11 10 2002, 07:21 صباحاً
(بسم)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
يعتبر الجويني من أعظم أعلام الأشاعرة ولا يكاد يذكر المذهب الأشعري إلا ويسبق إلى الذهن هذا الإمام الأشعري المشهور الذي تطور المذهب الأشعري من خلاله تطوراً ملحوظاً، حتى عده بعض الباحثين المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري، وصفه الدكتور النشار في رسالته (إمام الحرمين وآثره في بناء المدرسة الأشعرية) بأنه من الأعمدة الرئيسية التي أرتكز عليها المذهب الأشعري، اقترب كثيراً بالمذهب إلى مذهب المعتزلة وتبنى بعض آرائهم وخاض رحمه الله في مسائل علم الكلام أكثر ممن سبقه وانتهى الأمر به إلى الحيرة ثم الرجوع عن علم الكلام.
اعتمدت في هذا المقال -عسى الله أن ينفع به ولا يحرمنا أجره-على كتب الجويني المتوفرة لدي وعلى ما كتبه عنه الذهبي وابن تيميه والسبكي وعلى دراسات الباحثين المعاصرين كالدكتور المحمود في كتابه موقف ابن تيميه من الأشاعرة والدكتور أحمد عبد اللطيف عن منهج إمام الحرمين في دراسة العقيدة وكذلك كتاب الدكتور النشار عن أثر الجويني في بناء المدرسة الأشعرية
فما أصبت فمن الله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والله المستعان.
.
.
(شعر [مقدمه عن الجويني])
هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني ويزيد بعض المؤرخين ذكر أجداده بعد يوسف فيذكر البغدادي وابن خلكان والذهبي وابن كثير أن اسمه هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني ويكنى بأبي المعالي واشتهر بلقب إمام الحرمين لأنه جاور بمكه أربع سنين وبالمدينة يدرس ويفتي أنظر وفيات الأعيان ج2 ص341 ولد سنة 419 للهجرة ولم يُذكر أين ولد.
من أبرز تلاميذه أبو حامد الغزالي بل إن شهرته في وقتنا تفوق شهرة الجويني.
قال عنه أبو القاسم القشيري الأشعري: ((لو ادعى إمام الحرمين اليوم النبوة لاستغنى بكلامه هذا عن إظهار المعجزة)) طبقات السبكي ج5 ص174
وهنا لا يفوتني أن أنبه إلى غلو القشيري في الثناء و (مميز تشبيه) كلام الجويني بكلام الله تعالى إذ كأن بيان الجويني وكلامه وصل إلى درجة الإعجاز التي تثبت به النبوة ومعلوم أن هذا لا ينبغي أن يوصف به إلا كلام الله عز وجل.
.
.
(شعر [ثقافته في علم الكلام])
يقول الجويني عن نفسه: ((قرأت خمسين ألفا في خمسين ألفاً ثم خليت أهل الإسلام بإسلامهم فيها وعلومهم الظاهرة وركبت البحر الخضم وغصت في الذي نهى أهل الإسلام عنه كل ذلك في طلب الحق .. )) السير ج11 ص507
ويقصد هنا علم الكلام فهو الذي نهى الإسلام عنه.
و يقول أيضاً عن نفسه: ((ما تكلمت في علم الكلام كلمة حتى حفظت من كلام القاضي أبي بكر وحده اثني عشر ألف ورقه)) طبقات الشافعية ج5 ص185
ويقول السبكي عنه: ((ولا يشك ذو خبرة أنه (مميز أعلم أهل الأرض) بالكلام)) طبقات الشافعية ج5 ص170
ومؤلفاته في علم الكلام تدل على تمكنه منه ولا يختلف اثنان على مقدار تعمق الجويني بعلم الكلام. مع العلم أنه رجع عن علم الكلام في آخر حياته وحذر غيره منه كما سيأتي إن شاء الله.
.
.
(شعر [علمه بالحديث الشريف])
لكن مع تعمق الجويني في علم الكلام إلا أنه كان لا يدري الحديث كما يقول الحافظ الناقد: الإمام الذهبي!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/357)
جاء في سير أعلام النبلاء: ((قلت [أي الذهبي] كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متناً ولا إسناداً .. )) ثم ذكر (مثالاً) السير ج11 ص507
ووجدت - غير ما ذكر الذهبي- أنه قد قال عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إنما خيرني الله فقال: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة وسأزيد عن السبعين))
قال الجويني: ((قلنا هذا لم يصححه أهل الحديث)) البرهان ج1 ص458
مع أن الحديث المذكور أخرجه البخاري في صحيحه أنظر فتح الباري ج8 ص333
وقد تعقب السبكي - الأشعري المتعصب- الحافظ الذهبي فقال من ضمن ما قاله (( ... هب أنه زل في حديث أو حديثين أو أكثر كيف يقال عنه أنه لا يدري الفن، وما هذا الحديث وحده ادعى الإمام صحته وليس بصحيح بل قد ادعى ذلك في أحاديث غيره ولم يوجب ذلك عندنا إنزاله عن مرتبته الصاعدة فوق آفاق السماء .. )) الخ طبقات السبكي ج5 ص188
وهكذا نجد أن هناك فريقاً يرى عدم إلمام الجويني بالحديث كما يليق محتجين بما جاء في كتبه من الأحاديث وفريقاً يرفض هذا الرأي.
وقد ذكرت كتب التراجم دراسة الجويني الحديث وسماعه له ولكن هل هذا دليل يكفي على سعة ثقافته في الحديث؟
الواقع أن ما تذكره كتب التراجم لا يكفي في الدلالة على سعة علمه بالحديث والدليل الكافي هو بالإطلاع على كتب الرجل فهي الحكم الفصل.
والحقيقة أن كتب الجويني في العقيدة تخلو من الأحاديث إلا النزر القليل منها
نتيجة لموقفه ونظرته إلى الأحاديث وأنها لا تفيد إلا الظن وبالتالي فلا يصح الاحتجاج بها في الأمور القطعية ومنها العقائد التي يزعم مخالفتها للعقل!
أما كتبه في الفقه فلم يتسنى لي الإطلاع عليها لنتتبع الأحاديث التي ذكرها هل يقول عنها صحيحة وهي ضعيفة أم يضعفها وهي صحيحة، وهل يحتج بالموضوع؟
ولكن شيخ الإسلام تبع كتبه وتتبع الأحاديث التي يحتج بها في مسائل الخلاف فكان هذا الحكم المبني على دراسة واعية وعلى تتبع للأحاديث التي احتج بها الجويني في مسائل الخلاف:
قال الحافظ ابن تيميه: ((إن أبا المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلو قدره في فنه كان قليل المعرفة بالآثار النبوية ولعله لم يطالع الموطأ بحال حتى يعلم ما فيه فإنه لم يكن له بالصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي والترمذي وأمثال هذه السنن علم أصلاً فكيف بالموطأ ونحوه.
وكان مع حرصه على الاحتجاج في مسائل الخلاف في الفقه إنما عمدته سنن أبي الحسن الدار قطني، وأبو الحسن مع إتمام إمامته في الحديث فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه ويجمع طرقها فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله، فأما الأحاديث المشهورة في الصحيحين وغيرهما فكان يستغني عنها في ذلك. فلهذا كان مجرد الاكتفاء بكتابه في هذا الباب يورث جهلاً عظيماً بأصول الإسلام.
وأعتبر ذلك بان كتاب أبي المعالي الذي هو نخبه عمره (نهاية المطلب في دراية المذهب) ليس فيه حديث واحد معزو إلى صحيح البخاري
إلا حديث واحد في البسملة وليس ذلك الحديث في البخاري كما ذكره [!])) الفتاوى ج5 ص299
أما ما ورد أنه جمع أربعين حديثاً فواضح أنه عدد قليل لا يدل على اشتغاله بالحديث بالدرجة الكافية وأما ما ذكر من إجازة أبو نعيم له فقد كانت هذه الإجازة-لوصحت- وسنه إحدى عشر سنة!
على أية حال حتى لو كان الجويني كما قال السبكي فإن موقفه العجيب من الأحاديث الصحيحة كما سيأتي يجعل من كل هذا مجرد تحصيل حاصل.
.
.
(شعر [موقفه من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الآحاد])
يرى المعتزلة أن حديث الآحاد الصحيح لا يقبل في القضايا الاعتقادية انظر قول القاضي عبد الجبار في شرح الأصول الخمسة ص769
إلا إن كان الخبر مما يدل عليه العقل! فيقبل الحديث ويعتقد به بسبب الدليل العقلي لا بسبب الخبر.
وتجدهم يسفهون أهل السنة بسبب استدلالهم بالأحاديث الصحيحة ويصفونهم بالحشوية
يقول عبد الجبار: ((ولسنا نقول في الصراط ما يقوله (مميز الحشوية) من أن ذلك أدق وأحد من السيف .. )) ص737
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/358)
أما أبو الحسن الأشعري فنجده في الإبانة يحتج بالأحاديث الصحيحة كما في حديث الإصبع وغيره انظر الإبانة ص25 كما يكثر من الاحتجاج بالأحاديث خلافاً لمن بعده من المتكلمين الذين قل ما نجد حديثاً في كتبهم الكلامية يحتجون به
أما الجويني فقد اقترب كثيراً من المعتزلة، فنجده يشتد نكيره على من يرى أن خبر الواحد يحصل به علم إذ يقول:
((ذهبت الحشوية من الحنابلة وكتبة الحديث إلى أن خبر الواحد العدل يوجب العلم وهذا خزي لا يخفى مدركه على ذي لب)) البرهان ج1ص606
ومن ثم يرى أنه لا يحتج به في إثبات العقائد التي تخالف الدليل العقلي في نظره بل إن لو اجتمعت الأمة على العمل بخبر فإجماعهم على العمل به لا يوجب القطع بصحته!!
يقول: ((إن الأمة لو اجتمعت على العمل بخبر من أخبار الآحاد فإجماعهم على العمل به لا يوجب القطع بصحته)) الشامل ص558
ولهذا نرى انه في الإرشاد يجيز (مميز الإضراب)! عن الأحاديث الصحيحة بحجة إنها من قبيل الآحاد وذلك في معرض رده على من يسميهم (مميز الحشوية) في قضية الصفات الخبرية إذ يقول:
((وأما الصفات التي يتمسكون بها فآحاد لا تفضي إلى العلم ولو أضربنا عن جميعها لكان سائغاً [!] لكنا نؤمى إلى تأويل ما دون منها في الصحاح)) الإرشاد ص161
وكذا في الشامل تأول أحاديث الصفات (مميز تسامحاً)! على حد قوله وإن كان يرى انه لا يلزمه تأويل الآحاد!!
وفي ذلك يقول: ((وليس يتحتم علينا أن نتأول كل حديث مختلق وقد بينا أن ما يصح في الصحاح من الآحاد لا يلزم تأويله إلا أن نخوض فيه مسامحين فإنه إنما يجب تأويل ما لو كان نصاً لأوجب العلم)) الشامل ص561
ثم إنه يعتبر من يرى الحديث حجة في العمل دون العلم متساهل!
يقول: ((ثم أطلق الفقهاء القول بأن خبر الواحد لا يوجب العلم ويوجب العمل
وهذا تساهل منهم والمقطوع به أنه لا يوجب العلم ولا العمل
فأنه لو ثبت وجوب العمل مقطوعاً به لثبت العلم بوجوب العمل، وهذا يؤدي إلى إفضائه إلى نوع من العلم، وذلك بعيد، فإن ما هو مظنون في نفسه يستحيل أن يقتضي علماً مبتوتاً)) البرهان ج1/ص599
وهذا الأخير الذي قاله الجويني مخالف لإجماع المسلمين، ولقد حكى الإجماع على وجوب القبول بخبر الواحد الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه جماع العلم الفقرة (288) فقال في معرض الرد على من قال لا يعمل بخبر الواحد وإنما يعمل بالإجماع:
((ثم عبت ما أجمعوا عليه لا شك فيه وخالفتهم فيه فقلتَ: (مميز لا ينبغي قبول الخبر على الانفراد) ولا ينبغي الاختلاف.
إن قولك الإجماع على خلاف الإجماع)) أهـ
ومعنى هذا: إن قولك لا يعمل إلا بالإجماع ولا يعمل بالخبر على الإنفراد) على خلاف ما أجمع عليه هؤلاء الأئمة من العمل بالخبر على الإنفراد، وهذا قول الشافعي رحمه ولم يفرق الشافعي رحمه الله بين (مميز مسائل علمية وعملية)
وممن نقل الإجماع كذلك الإمام بن عبد البر رحمه الله المتوفى سنة 463 بل وافتتح بهذا الإجماع كتابه العظيم التمهيد فقال رحمه الله (1/ 2):
((وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل وإيجاب العمل به، إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو أجماع على هذا جميع الفقهاء من كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع، شرذمة لا تعد خلافاً أهـ
ولم يفرق ابن عبد البر بين مسائل علمية وبين العملية، بل من اللطائف استدلاله في هذا الباب بحديث النزول في معرض تحقيقه مسألة العلو فقال رحمه الله عقب حديث أبي هريرة:
((وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش فوق سبع سماوات كما قالت الجماعة)).أهـ (التمهيد7/ 129)
وموضع الحسن هنا أن ابن عبد البر استدل بلازم المعنى، وهذا من أبلغ ما يكون في تحقيق المعنى وتقريره، وهذا الحديث وإن قال فيه ابن عبد البر رحمه الله قد روي من طرق متواترة إلا أن هذا التواتر غير جار على أدلة المتكلمين، ثم هو رحمه الله قد نقل مقراً عن أئمة أهل السنة، الاحتجاج بخبر الواحد في مسائل الصفات مثل صفة الأصبع، وصفة العجب والضحك، ووضع الجبار جل جلاله قدمه في جهنم
ونقل قول الإمام أبي عبيد القاسم بن سلام: ((هذه الأحاديث (مميز حق) رواها الثقات)) انظر التمهيد (7/ 148 - 150)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/359)