تعالى: ? وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ?، وقوله: ? وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (61) ?.
يقول تعالى: واذكروا إذا قلتم: ? يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ ?، أي: مأكل واحد لا يتبدل: ? فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ?.
اختلف المفسرون في قوله تعالى: ? وَفُومِهَا ? فقيل: الثوم، وقيل: الحنطة، وقيل: كل حب يختبز، وقيل: الحبوب التي تؤكل كلها فوم، والله أعلم.
قال لهم موسى عليه السلام: ? أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى ?: أحسن، وأراد ? بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ?: أشرف وأفضل ? اهْبِطُواْ مِصْراً ? من الأمصار، ? فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ?: فأيّ بلد دخلتموها وجدتم ذلك فيها.
وقوله تعالى: ? وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ? يقول تعالى: ? وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ?، أي: وضعت عليهم وألزموها شرعًا وقدرًا، أي: لا يزالون مستذلين، من وجدهم استذلهم وأهانهم وضرب عليهم الجزية.
وقوله تعالى: ? وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ?، قال أبو عبيدة: واحتملوا وأقروا به. وقال الضحاك: استحقوا الغضب من الله.
? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ?، أي: فيجاوزون أمر الله ويرتكبون محارمه، فغضب الله عليهم.
http://dc184.4shared.com/img/305723932/d27624/010.png?sizeM=7
قوله: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ?.
يخبر تعالى أن من أحسن من الأمم السالفة وأطاع، فإن الله لا يضيع عمله، كما في حديث سلمان. سألت النبي ? عن أهل دين كنت معهم، فذكرت في صلاتهم وعبادتهم، فنزلت: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ? الآية. رواه ابن أبي حاتم. قال مجاهد: الصَّابِئِونَ قوم بين المجوس واليهود والنصارى، ليس لهم دين. وسئل وهب بن منبه عن الصابئين فقال: الذي يعرف الله وحده، وليست له شريعة يعمل بها، ولم يحدث كفرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/193)
وقال السدي: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ?، الآية، نزلت في أصحاب سلمان الفارسي: (بينما هو يحدث النبي ?، إذ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصلّون ويصومون، ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبي الله ?: «يا سلمان هم من أهل النار». فاشتد ذلك على سلمان فأنزل الله هذه الآية).
فكان إيمان اليهود، أنه من تمسك بالتوراة وسنَّة موسى عليه السلام حتى جاء عيسى، فلما جاء عيسى، كان من تمسك بالتوراة، وأخذ بسنَّة موسى فلم يدعها، ولم يتبع عيسى، كان هالكًا وإيمان النصارى، أن من تمسك بالإِنجيل منهم وشرائع عيسى عليه السلام، كان مؤمنًا مقبولاً منه، حتى جاء محمد ?، فمن لم يتبع محمدًا ? منهم، ويدع ما كان عليه من سنَّة عيسى والإِنجيل كان هالكًا، عن ابن عباس: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ?، الآية، قال: فأنزل الله بعد ذلك: ? وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ?.
وقوله تعالى: ? وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?، أي: لا خوف عليهم فيما يستقبلونه، ولا هم يحزنون على ما يتركونه، كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (64) ?.
يقول تعالى: واذكروا يا معشر يهود، إذ أخذنا ميثاقكم: عهدكم، ? وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ?: الجبل، ? خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ ?: بجد ومواظبة، ? وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ ?: ادرسوا واعملوا به ? لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? لكي تنجوا من الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة كما قال تعالى ? وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?. قال السدي: فلما أبوا أن يسجدوا، أم الله الجبل أن يقع عليهم، فنظروا إليه وقد غشيهم، فسقطوا سجدًا، فسجدوا على شق ونظروا بالشق الآخر، فرحمهم الله، فكشف عنهم، فقالوا: والله ما سجدة أحب إلى الله من سجدة كشف بها العذاب عنهم فهم يسجدون كذلك وذلك قول الله تعالى: ? وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ?.
وقال ابن عباس: ثم سار بهم موسى عليه السلام إلى الأرض المقدسة وأخذ الألواح بعدما سكت عنه الغضب، وأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف، فثقلت عليهم وأبوا أن يقرّوا بها، حتى نتق الله الجبل فوقهم كأنه ظلة، قال: رفعته الملائكة فوق رؤوسهم.
وقوله تعالى: ? ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ ?: أعرضتم من بعد ما قبلتم التوراة، ? فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ?: بتأخير العذاب عنكم، وإرسال النبيين إليكم، ? َكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ? بتعجيل عقوبتكم على نقضكم الميثاق.
قوله عز وجل: ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/194)
يقول تعالى: ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ? يا معشر اليهود ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ ? حين عصوا أمر الله، فمسخهم وأخزاهم.
قال البغوي: كانوا في زمن داود عليه السلام بأرض يقال لها أيلة.
قال ابن كثير: يقول تعالى: ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ? يا معشر اليهود ما حل من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله، وخالفوا عهده وميثاقه، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، والقيام بأمره، إذ كان مشروعًا لهم، فتحيّلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت، بما وضعوا لها من الحبائل والبرك، قبل يوم السبت، على عادتها في الكثرة، فنشبت بتلك الحبائل والحيل، فلم تخلص منها يومها ذلك، فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت فلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة، وهي أشبه شيء بالأناسيّ، في الشكل الظاهر، وليست بإنسان حقيقة، فكذلك أعمال هؤلاء وحيلتهم، لما كانت مشابهة للحق في الظاهر، ومخالفة له في الباطن، كان جزاؤهم من جنس عملهم. وهذه القصة مبسوطة في سورة الأعراف، حيث يقول تعالى: ? واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ?. القصة بكمالها.
وقوله تعالى: ? فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ?. قال ابن عباس: يعني: جَعَلْنَاهَا بما أحللنا بها من العقوبة، عبرة لما حولها من القرى، كما قال تعالى: ? وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ?.
وقوله تعالى: ? وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ?، أي: الذين من بعدهم إلى يوم القيامة. والله المستعان.
* * *
قوله عز وجل: ? وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) ?.
يقول تعالى: واذكروا: إذ قال موسى لقومه إن اللّه يأمركم أن تذبحوا بقرة، قال أبو العالية: كان رجل من بني إسرائيل، وكان غنيًا، ولم يكن له ولد، وكان له قريب، وكان وارثه، فقتله ليرثه، ثم ألقاه على مجمع الطريق، وأتى موسى عليه السلام، فقال له: إنه قريبي قتل، وإني إلى أمر عظيم، وإني لا أجد أحدًا يبين لي من قتله غيرك يا نبي الله. قال: فنادى موسى في الناس، فقال: أنشد الله، من كان عنده من هذا علم إلا يبيّنه لنا. فلم يكن عندهم علم، فأقبل القاتل على موسى عليه السلام، فقال له: أنت نبي الله، فسل لنا ربك أن يبيّن لنا. فسأل ربه، فأوحى الله: ? إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً ? فعجبوا من ذلك، فقالوا: ? أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ?؟ ? قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ ?، يعني: لا هرمة ? وَلاَ بِكْرٌ ?، يعني: ولا صغيرة ? عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ? أي: نَصَفٌ بين البكر والهرمة. ? فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ * قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا ?، أي: صاف لونها، ? تَسُرُّ النَّاظِرِينَ ?، أي: تعجب الناظرين. ? قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ?، أي: لم يذللها العمل. ? وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ ?، يعني: وليست بذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث، يعني: ولا تعمل في الحرث. ? مُسَلَّمَةٌ ?، يعني: مسلمة من العيوب. ? لا شِيَةَ فِيهَا ? يقول: لا بياض فيها.
? قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ?. قال: ولو أن القوم حين أمروا بذبح بقرة، استعرضوا بقرة من البقر فذبحوها، لكانت إياها، ولكن شددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم، ولولا أن القوم استثنوا فقالوا: ? وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ?، لما هُدوا إليها أبدًا، فبلغنا أنهم لم يجدوا البقرة التي نعتت لهم، إلا عند عجوز، وعندها يتامى وهي القيّمة عليهم، فلما علمت أنه لا يزكوا لهم غيرها، أضعفت عليهم الثمن، فأتوا موسى فأخبروه أنهم لم يجدوا هذا النعت إلا عند فلانة، وأنها سألت أضعاف ثمنها، فقال موسى: إن الله قد خفف عليكم فشددتم على أنفسكم فأعطوها رضاها وحكمها، ففعلوا، واشتروها، فذبحوها، فأمرهم موسى عليه السلام أن يأخذوا عظمًا منها فيضربوا به القتيل، ففعلوا، فرجع إليه روحه، فسمى لهم قاتله، ثم عاد ميتًا كما كان، فأخذ قاتله، وهو الذي كان أتى موسى عليه السلام فشكا إليه فقتله الله على أسوأ عمله.
قوله عز وجل: ? قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ (68) ?.
يسألوه عن سنها فأخبرهم أنها نَصَفٌ بين الصغيرة والهرمة.
قوله عز وجل: ? قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) ?.
قال ابن عباس: ? فَاقِعٌ لَّوْنُهَا ? شديد الصفرة تكاد من صفرتها تَبْيَضُّ.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/195)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[03 - 06 - 10, 05:57 م]ـ
10/ 06/2010
الخميس
الصفحة 11
والصفحة 12
http://dc227.4shared.com/img/305723943/3894d075/011.png?sizeM=7
http://dc196.4shared.com/img/305732289/fd7dd753/t078.png?sizeM=7
http://dc242.4shared.com/img/305732573/9f7f3407/t079.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (71) ?.
قال مجاهد: لا شية فيها: لا بياض ولا سواد. وقوله تعالى: ? وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ?. قال ابن عباس: كادوا ألا يفعلوا، ولم يكن ذلك الذي أرادوا، لأنهم أرادوا ألا يذبحوها.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ?.
قال مجاهد: ? فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ? اختلفتم. وقال ابن جريج: قال بعضهم: أنتم قتلتموه. وقال آخرون: بل أنتم قتلتموه. وقوله تعالى: ? وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ?، عن المسيب بن رافع، قال: ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله، وما عمل رجل سيئة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله، وتصديق ذلك في كلام الله: ? وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ?.
وقوله تعالى: ? فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ?، أي: فضربوه فحيى، وقال: قتلني فلان ثم مات. وفي ذلك دليل على كمال قدرته، قال الله تعالى: ? مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ?.
قوله عز وجل: ? ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) ?.
يقول تعالى: ? ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ ? كله، ? فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ ? التي لما تلين أبدًا، ? أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ? أي: بل هي أشد قسوة من الحجارة.
? وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء ? وإن لم يكن جاريًا، ? وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ ? ينزل من أعلى الجبل إلى أسفله، ? مِنْ خَشْيَةِ ? وقلوبكم لا تلين ولا تخشع.
وقوله تعالى: ? وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ?، وعيد وتهديد. وقد قال الله تعالى: ? أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ?. وروى البزار عن أنس مرفوعًا: «أربع من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا». والله المستعان.
يقول تعالى: ? أَفَتَطْمَعُونَ ? أيها المؤمنون، ? أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ ? يصدقوكم ويطيعوكم، ? وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ? أنهم كاذبون، ومع هذا يخالفونه عمدًا، كما قال تعالى: ? فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ?. قال ابن عباس: ? وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ? هم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فأخذتهم الصاعقة. وقال السدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/196)
: هي التوراة حرّفوها.
قال ابن كثير: وهذا الذي ذكره السدي أعم مما ذكره ابن عباس.
وقال ابن زيد: ? يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ?. قال التوراة التي أنزلها الله عليهم، يحرفونها، يجعلون الحلال فيها حرامًا، والحرام فيها حلالاً، والحق فيها باطلاً، والباطل فيها حقًا؛ إذا جاءهم المحق برشوة، أخرجوا له كتاب الله، وإذا جاءهم المبطل برشوة، أخرجوا له ذلك الكتاب، فهو فيه محق، وإذا جاءهم أحد يسألهم شيئًا، ليس فيه حق ولا رشوة ولا شيء، أمروه بالحق، فقال الله لهم: ? أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (76) أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ (78) ?.
قال ابن عباس: ? وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا ?، أي: أن صاحبكم رسول الله، ولكنه إليكم خاصة. ? وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ ?: لا تحدثوا العرب بهذا، فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم، فكان منهم، فأنزل الله: ? وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ?، أي: تقرّون بأنه نبي، وقد علمتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم باتباعه، وهو يخبرهم أنه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا، اجحدوه ولا تقرّوا به.
يقول الله تعالى:? أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ?. وقال السدي: هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا. وقال أبو العالية: ? أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ ?، يعني: بما أنزل عليكم في كتابكم من بعث محمد ?.
http://dc252.4shared.com/img/305724020/65c1257f/012.png?sizeM=7
وقوله تعالى: ? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ ?، يقول تعالى: ? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ ? أي: من اليهود أميون، لا يحسنون القراءة والكتابة. قال مجاهد: الأمي الذي لا يحسن الكتابة.
وقوله تعالى: ? لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ ?، قال ابن عباس: يعني: غير عارفين بمعاني الكتاب. ? وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ ?، أي: ولا يدرون ما فيه. وقال مجاهد: ? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ ?. قال: أناس من اليهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئًا، وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله.
قوله عز وجل: ? فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) ?.
قال الزجاج: ? وَيْلٌ ? كلمة تقولها العرب لكل واقع في هلكة. قال ابن كثير: هؤلاء صنف آخر من اليهود، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، وأكل أموال الناس بالباطل. قال ابن عباس: ? فَوَيْلٌ لَّهُم ?، يقول: فالعذاب عليهم من الذين كتبوا بأيديهم من ذلك الكتاب، ? وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ? يقول: مما يأكلون به أموال الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/197)
قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) ?.
يقول تعالى: ? وَقَالُواْ ?، أي: اليهود، ? لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَّعْدُودَةً ? قال ابن عباس: اليهود قالوا: لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة، وهي مدة عبادتهم العجل. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله ? شاة فيها سم، فقال رسول الله ?: «اجمعوا إليَّ من كان من اليهود ها هنا»، فقال لهم رسول الله ?: «من أبوكم»؟ قالوا: فلان. قال: «كذبتم، بل أبوكم فلان» فقالوا صدقت وبررت. ثم قال لهم: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه»؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم رسول الله ?: «من أهل النار»؟ فقالوا: نكون فيها يسيرًا ثم تخلفونا فيها. فقال لهم رسول الله ?: «اخسئوا، والله لا نخلفكم فيها أبدًا». ثم قال لهم رسول الله ?: «هل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألتكم عنه»؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم. قال: «هل جعلتم في هذه الشاة سمًا»؟ فقالوا: نعم؟ قال: «فما حملكم على ذلك»؟ فقالوا: أردنا إن كنت كاذبًا أن نستريح منك، وإن كنت نبيًا لم يضرك). رواه البخاري بنحو وغيره.
وقوله تعالى: ? قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً ?، أي: أن لا يعذبكم إلا هذه المدة، ? فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ ?؟ قال ابن مسعود: عهدًا بالتوحيد. ? أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ?، أي: بل تكذبون على الله وتفترون؟ ثم قال: ? بَلَى ?: إثبات لما ذكر من خلود النار. ? مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ?، أي: ليس الأمر كما تمنيتم، بل الأمر أنه: ? مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً ?، يعني: الشرك. ? وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ? مات ولم يتب، ? فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ?، وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: ? لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ?.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ? قال: «إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه». وإن رسول الله ? ضرب لهم مثلاً: «كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق، فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا سوادًا وأججوا نارًا، فأنضجوا ما قذفوا فيها». رواه الإمام أحمد.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلا اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (83) ?.
يقول تعالى: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلا اللّهَ ? أي: أخلصوا له العبادة، كما قال تعالى: ? وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ?، ? وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ?، أي: وصيناهم ببر الوالدين، والإحسان إليهما. ? وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً ?، قال ابن عباس: أمرهم أيضًا بعد هذا الخلق، أن يقولوا: ? لِلنَّاسِ حُسْناً ?: أن يأمروا بلا إله إلا الله، من يقلها ورغب عنها، حتى يقولوها كما قالوها، فإن ذلك قربة من الله جل ثناؤه. وقال الحسن البصري: فالحسنى من القول: أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويصلح ويعفوا ويصفح، وقال الحسن أيضًا: لين القول من الأدب الحسن الجميل، والخلق الكريم، وهو مما ارتضاه الله وأحبه.
وقوله تعالى: ? وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ ?.
قال ابن جرير: وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن يهود بني إسرائيل، أنهم نكثوا عهده، ونقضوا ميثاقه، بعد ما أخذ الله ميثاقهم على الوفاء له بأن لا يعبدوا غيره، وأن يحسنوا إلى الآباء والأمهات، ويصلوا الأرحام، ويتعطفوا على الأيتام، ويؤدوا حقوق أهل المسكنة إليهم، ويأمروا عباد الله بما أمرهم الله به، ويحثّوهم على طاعته، ويقيموا الصلاة بحدودها وفرائضها، ويؤتوا زكاة أموالهم، فخالفوا أمره في ذلك كله، وتولوا عنه معرضين، إلا من عصمه الله منهم، فوفى الله بعهده وميثاقه.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/198)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[03 - 06 - 10, 06:00 م]ـ
11/ 06/2010
الجمعة
الصفحة 13
والصفحة 14
http://dc243.4shared.com/img/305724155/5b282d00/013.png?sizeM=7
يقول تعالى: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ ?، أي: لا يسفك بعضكم دم بعض، ? وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ?: لا يخرج بعضكم بعضًا من داره، ? ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ ? بهذا العهد، ? وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ?: على ذلك يا معشر اليهود. ? ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء ? يعني: يا هؤلاء، ? تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ? بالمعصية والظلم.
? وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ?. قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير، أو عكرمة عن ابن عباس: ? ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ ? الآية، قال: أنبأهم الله بذلك من فعلهم، وقد حرم عليهم في التوراة سفك دمائهم، وافترض عليهم فيها فداء أسراهم، فكانوا فريقين: طائفة منهم بنو قينقاع وهم حلفاء الخزرج، والنضير وقريظة وهم حلفاء الأوس، فكانوا إذا كانت بين الأوس والخزرج حرب، خرجت بنو قينقاع مع الخزرج، وخرجت النضير وقريظة مع الأوس، يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه، حتى تسافكوا دماءهم بينهم، وبأيديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم، والأوس والخزرج أهل شرك يعبدون الأوثان، ولا يعرفون جنةً ولا نارًا، ولا بعثًا ولا قيامةً، ولا كتابًا ولا حلالاً ولا حرامًا، فإذا وضعت الحرب أوزارها، افتدوا أسراهم تصديقًا لما في التوراة، وأخذًا به بعضهم من بعض، يفتدي بنو قينقاع ما كان من أسراهم في أيدي الأوس، ويفتدي النضير وقريظة ما كان في أيدي الخزرج منهم، ويطلبون ما أصابوا من دمائهم، وقتلوا من قتلوا منهم فيما بينهم، مظاهرة لأهل الشرك عليهم. يقول الله تعالى ذِكره، حيث أنبأهم بذلك: ? أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ?، أي: تفادونهم بحكم التوراة وتقتلونهم؟ وفي حكم التوراة: ألا يقتل، ولا يخرج من داره، ولا يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه، ابتغاء عرض الدنيا، ففي ذلك من فعلهم مع الأوس والخزرج، فلما بلغني، نزلت هذه القصة.
وقال مجاهد في قوله تعالى: ? أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ? يقول: إن وجدته في يد غيرك فديته، وأنت تقتله بيدك. ? فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ?، فكان خزي بني قريظة القتل والسبي، وخزي بني النضير الجلاء والنفي من منازلهم.
? وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ ? في النار. ? وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ ? السرمدي ? وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ? نعوذ بالله من ذلك.
* * *
قوله عز وجل: ? وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) ?.
يقول تعالى:? وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ ? أعطيناه التوراة ? وَقَفَّيْنَا? أتبعنا، ? مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ? وهي: المعجزات، ? وَأَيَّدْنَاهُ ? قويناه، ? بِرُوحِ الْقُدُسِ ? وهو: جبريل عليه السلام، كما قال تعالى: ? إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/199)
وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُّبِينٌ ?.
قال البغوي: وتأييد عيسى بجبريل عليه السلام، أنه أمر أن يسير معه حيث سار، حتى صعد به إلى السماء. ? أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ ? يا معشر اليهود، ? رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ ? عن الإيمان به، ? فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ ? مثل عيسى، ومحمد عليهما الصلاة والسلام، ? وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ? مثل زكريا، ويحيى وغيرهما من الأنبياء عليهم السلام؟ وقد حاولوا قتل النبي محمد ?.
قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ (88) ?.
يقول تعالى: ? وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ?، أي: في أكنة، فلا تعي ولا تفقه ما جئت به يا محمد. ? بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ ?، أي: طردهم وأبعدهم من كل خير، ? فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ ?، قال قتادة: معناه لا يؤمن منهم إلا قليل. وقد قال تعالى: ? فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً ?.
http://dc189.4shared.com/img/305724215/3d02565d/014.png?sizeM=7
http://dc129.4shared.com/img/305732583/18e728c8/t080.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) ?.
يقول: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ ? يعني: اليهود، ? كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ ? وهو: القرآن، ? مُصَدِّقٌ ? موافق، ? لِّمَا مَعَهُمْ ?، يعني: التوراة. ? وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ ?، أي: وقد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب، يستنصرون بمجيئه على أعدائهم.
قال محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن أشياخ منهم، قال: فينا والله وفيهم - يعني: في الأنصار وفي اليهود الذين كانوا جيرانهم - نزلت هذه القصة، يعني: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ ?، قالوا: كنا قد علوناهم قهرًا دهرًا في الجاهلية، ونحن أهل شرك، وهم أهل كتاب، وهم يقولون: إن نبيًا سيبعث الآن نتبعه، قد ظل زمانه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلما بعث الله رسوله من قريش واتبعناه، كفروا به. يقول الله تعالى: ? فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ?.
قوله عز وجل: ? بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (90) ?.
قال مجاهد: ? بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ ?، يهود شروا الحق بالباطل، وكتمان ما جاء به محمد ? بأن يبينوه. وقال السدي: ? بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ ? يقول: باعوا أنفسهم. يقول: بئسما اعتاضوا لأنفسهم، فرضوا به، وعدلوا إليه، من الكفر بما أنزل الله على محمد ?، عن تصديقه ومؤازرته ونصرته، وإنما حملهم على ذلك البغي والحسد والكراهية، ? أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ? ولا حسد أعظم من هذا. وقال ابن عباس في قوله: ? فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ ? فغضب الله عليهم فيما كانوا ضيعوا من التوراة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/200)
وهي معهم، وغضب الله عليهم بكفرهم بهذا النبي الذي بعث الله إليهم.
وقوله تعالى: ? وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ?، قال ابن كثير: لما كان كفرهم سببه البغي والحسد، ومنشأ ذلك التكبر، قوبلوا بالإهانة والصغار في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ? أي: صاغرين ذليلين.
قوله عز وجل: ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) ?.
يقول تعالى: ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ?، يعني: القرآن ? قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا ?، يعني: التوراة، ? وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ ?، أي: بما سواه من الكتب ? وَهُوَ الْحَقُّ ?، يعني: القرآن ? مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ ?، من التوراة. ? قُلْ ? لهم يا محمد: ? فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ? بالتوراة وقد نهيتم فيها عن قتل الأنبياء عليهم السلام؟.
قوله عز وجل: ? وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (92) ?.
يقول تعالى: ? وَلَقَدْ جَاءكُم ? يا معشر اليهود ? مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ? أي: بالآيات الواضحات والدلائل القاطعات، ? ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ ? معبودًا من دون الله ? مِن بَعْدِهِ ?، أي: من بعد ذهابه إلى الطور لمناجاة الله عزّ وجل، كما قال تعالى: ? وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ (93) ?.
يقول تعالى: ? وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ? الجبل، ? خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ ?، أي: استجيبوا وأطيعوا، ? قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ?، قال قتادة: أشربوا حبه حتى خلص ذلك إلى قلوبهم.
? قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ ? أن تعبدوا العجل من دون الله، ? إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ? بزعمكم، وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة، من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وقتلكم الأنبياء، وعبادتكم العجل. وفي الحديث عن النبي ?: «حبك الشيء يعمي ويصمّ». رواه أحمد.
يتبع ...
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:19 ص]ـ
اخي بارك الله فيك
من يو 5/ 6 الي18/ 6
سنصل الي صفحة 28 لسورة البقرة الاية 186
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:56 م]ـ
ابو معاذ جزاك الله خيرا
نعم هذا صحيح سنصل الى صفحة 28 باذن الله
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:02 ص]ـ
السبت.--------> 12/ 06/2010.--------> الصفحة 15.--------> والصفحة 16
الأحد.--------> 13/ 06/2010.--------> الصفحة 17.--------> والصفحة 18
الإثنين.--------> 14/ 06/2010.--------> الصفحة 19.--------> والصفحة 20
الثلاثاء.--------> 15/ 06/2010.--------> الصفحة 21.--------> والصفحة 22
الأربعاء.--------> 16/ 06/2010.--------> الصفحة 23.--------> والصفحة 24
الخميس.--------> 17/ 06/2010.--------> الصفحة 25.--------> والصفحة 26
الجمعة.--------> 18/ 06/2010.--------> الصفحة 27.--------> والصفحة 28
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/201)
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:04 ص]ـ
السبت.--------> 12/ 06/2010.--------> الصفحة 15.--------> والصفحة 16
http://dc235.4shared.com/img/312099468/99cd27f1/015.png?sizeM=7
يقول تعالى: ? قُلْ ? يا محمد لهؤلاء اليهود: ? إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ ? يعني: الجنة، ? عِندَ اللّهِ خَالِصَةً ?، أي: خاصة ? مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? في قولكم. قال ابن عباس: لو تمنوا الموت لغص كل إنسان منهم بريقه ? وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ?، أي: من الأعمال السيئة. ? وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ ? وهذا كما دعا رسول الله ? وفد نجران من النصارى إلى المباهلة، فقال علماؤهم: والله لئن باهلتم هذا النبي لا يبقى منكم عين تطرف , فعند ذلك جنحوا للسلم، وبذلوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
وقوله تعالى: ? وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ?، أي: وأحرص من الذين أشركوا، ? يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ?، قال الحسن البصري: المنافق أحرص الناس، وأحرص من المشرك على حياة. ? وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ?، قال ابن عباس: أي: وما هو بمنجيه من العذاب، وذلك أن المشرك لا يرجوا بعثًا بعد الموت، فهو يحب طول الحياة، وأن اليهودي قد عرف ما له في الآخرة من الخزي. وقال ابن زيد: يهود أحرص على الحياة من هؤلاء، وقد ودّ هؤلاء لو يعمر أحدهم ألف سنة، وليس ذلك بمزحزحه من العذاب لو عُمِّر كما عُمِّر إبليس لم ينفعه إذ كان كافرًا.
قوله تعالى: ? وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ?، أي: وسيجازي كل عامل بعمله، وقد قال تعالى: ? أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ?. وبالله التوفيق.
قوله عز وجل: ? قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) ?.
قال ابن عباس: (حضرت عصابة من اليهود رسول الله ? فقالوا: يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي؟ فقال رسول الله ?: «سلوا ما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة، وما أخذ يعقوب على بنيه، لئن أنا حدثتكم عن شيء فعرفتموه لتتابعنني على الإسلام»؟ فقالوا: لك ذلك. فقال رسول الله ?: «سلوا عما شئتم». قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن: أخبرنا أيّ الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة، وماء الرجل. وكيف يكون الذكر منه والأنثى؟؟ وأخبرنا بهذا النبي الأمي في التوراة ومن وليه من الملائكة؟ فقال النبي ?: «عهد الله لئن أنبأتكم لتتابعنني»؟ فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق. فقال: «نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضًا شديدًا فطال سقمه، فنذر لله نذرًا لئن عافاه الله من مرضه ليحرّمنّ أحب الطعام والشراب إليه، فكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها»؟ فقالوا: اللهم نعم!! فقال رسول الله ?: «اللهم اشهد عليهم، وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن ماء الرجل غليظ أبيض، وأن ماء المرأة رقيق أصفر، فأيّهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله عز وجل؟ وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرًا بإذن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/202)
الله؟ وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله عز وجل»؟ قالوا: اللهم نعم!! قال: «اللهم اشهد. وأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأميّ تنام عيناه ولا ينام قلبه»؟ قالوا: اللهم نعم!! قال: «اللهم اشهد». قالوا: أنت الآن، فحدثنا من وليك من الملائكة؟ فعندها نجامعك أو نفارقك؟؟ قال: «فإن ولي جبريل، ولم يبعث الله نبيًا قط إلا وهو وليه». قالوا: فعندها نفارقك، ولو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدّقناك. قال: «فما يمنعكم أن تصدقوه»؟ قالو: إنه عدونا. فأنزل الله عز وجل: ? قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ? إلى قوله: ? لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ? فعندها باءوا بغضب على غضب). رواه ابن جرير.
زاد ابن إسحاق: (قالوا: فأخبرنا عن الروح؟ قال: «فأنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل، وهو الذي يأتيني»؟ قالوا: اللهم نعم، ولكنه عدو لنا، وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء، فلولا ذلك اتبعناك. فأنزل الله تعالى فيهم: ? قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ ? إلى قوله: ? لاَ يَعْلَمُونَ ?.
وقوله تعالى: ? وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ * أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ?. يقول تعالى: ولقد أنزلنا إليك يا محمد آيات بينات واضحات، وما يكفر بها إلا الفاسقون الخارجون عن أمر الله، ? أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ?.
قال البغوي: أو كلما واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام. وقال ابن عباس: قال ابن صوريا لرسول الله ?: يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل الله عليك من آية بينة فنتبعك، فأنزل الله في ذلك من قوله: ? وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلا الْفَاسِقُونَ ?، وقال أيضًا: (قال مالك بن الصيف حين بعث رسول الله ? وذكر لهم ما أخذ الله عليهم من الميثاق، وما عهد إليهم في محمد ?: والله ما عهد إلينا في محمد، وما أخذ علينًا ميثاقًا. فأنزل الله تعالى: ? أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ?.
وقال الحسن البصري في قوله: ? بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ? قال: نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه، ونبذوه. يعاهدون اليوم وينقضون غدًا. وقال السدي: لا يؤمنون بما جاء به محمد ?.
وقوله تعالى: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? يقول تعالى: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ ?، يعني: محمدًا ?، ? مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ? من التوراة، ? نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? ما فيها من صفة محمد ?، كما قال تعالى في المؤمنين منهم: ? الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ?.
قال قتادة في قوله: ? كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? قال: إن القوم كانوا يعلمون، لكنهم نبذوا علمهم وكتموه وجحدوا به. وقال الشعبي: كانوا يقرءون التوراة ولا يعملون بها، وقال سفيان بن عيينة: أدرجوها في الحرير، والديباج، وحلوها بالذهب والفضة، ولم يعملوا بها فلذلك نبذهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/203)
http://dc265.4shared.com/img/312099480/995824d/016.png?sizeM=7
http://dc229.4shared.com/img/312117904/d50ab058/t081.png?sizeM=7
قال ابن عباس في قوله تعالى: ? وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ ? الآية، وكان حين ذهب ملك سليمان ارتد فئام من الجن والإنس، واتبعوا الشهوات، فلما أرجع الله إلى سليمان ملكه، وقام الناس على الدين كما كان، وأن سليمان ظهر على كتبهم فدفنها تحت كرسيه، وتوفي سليمان عليه السلام حدثان ذلك، فظهر الإنس والجن على الكتب بعد وفاة سليمان، وقالوا: هذا كتاب من الله نزل على سليمان فأخفاه عنا، فأخذوا به فجعلوه دينًا جديدًا، فقال تعالى: ? وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ? الآية، واتبعوا الشهوات التي كانت تتلوا الشياطين، وهي المعازف واللعب، وكل شيء يصد عن ذكر الله.
وقال أيضًا: كان آصف كاتب سليمان، وكان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء يأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرًا وكفرًا، وقالوا: هذا الذي كان سليمان يعمل بها. قال: وكفره جهال الناس وسبوه، ووقف علماء الناس، فلم يزل جهال الناس يسبونه حتى أنزل الله على محمد ?: ? وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ ?.
وقوله تعالى: ? يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ?، أي: ويعلمون الذي أنزل على الملكين، أي: إلهامًا وعلمًا، فالإنزال هنا بمعنى: الإِلهام والتعليم.
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما وقع الناس من بعد آدم عليه السلام فيما وقعوا فيه من المعاصي والكفر بالله، قالت الملائكة في السماء: يا رب هذا العالم الذي إنما خلقتهم لعبادتك وطاعتك، قد وقعوا فيما وقعوا فيه، وركبوا الكفر وقتل النفس، وأكل المال الحرام، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فجعلوا يدعون عليهم ولا يعذرونهم، فقيل: إنهم في غيب فلم يعذروهم، فقيل لهم: اختاروا من أفضلكم ملكين آمرهما وأنهاهما، فاختاروا هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض وجعل لهما شهوات بني آدم، وأمرهما الله أن يعبداه ولا يشركا به شيئًا، ونهيا عن: قتل النفس الحرام، وأكل المال الحرام، وعن الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، فلبثا في الأرض زمانًا يحكمان بين الناس بالحق، وذلك في زمان إدريس عليه السلام، وفي ذلك الزمان امرأة حسنها في النساء كحسن الزهرة على سائر الكواكب، وأنهما أتي لها، فخضعا لها في القول، وأرادها على نفسها، فأبت إلا أن يكونا على أمرها وعلى دينها، فسألاها عن دينها، فأخرجت لها صنمًا، فقالت: هذا أعبده: فقالا: لا حاجة لنا في عبادة هذا، فذهبا فعبرا ما شاء الله، ثم أتيا عليها فأرادها على نفسها، ففعلت مثل ذلك، فذهبت ثم أتيا عليها، فأرادها على نفسها، فلما رأت أنهما قد أبيا أن يعبدا الصنم، قالت لهما: اختارا أحد الخلال الثلاث: إما أن تعبدا هذا الصنم، وإما أن تقتلا هذه النفس، وإما أن تشربا هذه الخمر، فقالا: كل هذا لا ينبغي، وأهون هذا شرب الخمر، فشربا الخمر فأخذت فيهما، فواقعا المرأة، فخشيا أن يخبر الإنسان عنهما، فقتلاه فلما ذهب عنهما السكر، وعلما ما وقعا فيه من الخطيئة أراد أن يصعدا إلى السماء، فلم يستطيعا، وحيل بينهم وبين ذلك، وكشف الغطاء فيما بينهما وبين أهل السماء، فنظرت الملائكة إلى ما وقعا فيه، فعجبوا كل العجب، وعرفوا أنه من كان في غيب فهو أقل خشية، فجعلوا بعد ذلك يستغفرون لمن في الأرض، فنزل في ذلك: ? وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ ?، فقيل لهما: اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة، فقالا: أما عذاب الدنيا فإنه ينقطع ويذهب، وأما عذاب الآخرة فلا انقطاع له. فاختارا عذاب الدنيا فجعلا ببابل فهما يعذبان).
قال ابن كثير: فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/204)
وقوله تعالى: ? وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ ? قال ابن عباس: فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نهياه أشد النهي، وقالا له: إنما نحن فتنة فلا تكفر، وذلك أنهما علما الخير والشر، والكفر والإيمان، فعرفا أن السحر من الكفر. قال: فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشيطان فعلمه فإذا تعلمه خرج منه النور.
وقوله تعالى: ? فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللّهِ ?. قال سفيان الثوري: معناه إلا بقضائه وقدرته ومشيئته. وقال الحسن: من شاء الله سلطهم عليه، ومن لم يشأ الله لم يسلط.
وقوله تعالى: ? وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ ?، أي: يضرهم في دينهم، وليس له نفع يوزاي ضرره.
وقوله تعالى: ? وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ?. قال ابن عباس: من نصيب. وقال قتادة: ولقد علم أهل الكتاب فيما عهد الله إليهم: أن الساحر لا خلاق له في الآخرة.
وقوله تعالى: ? وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ?، قال ابن كثير: يقول تعالى: ولبئس البديل ما استبدلوا به من السحر عوضًا عن الإيمان ومتابعة الرسول، لو كان لهم علم بما وعظوا به ? وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ ?، أي: ولو أنهم آمنوا بالله ورسله واتقوا المحارم لكانت مثوبة الله على ذلك خيرًا لهم مما اختاروا لأنفسهم، ورضوا به، كما قال تعالى: ? وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ?، وروي أن الوليد بن عقبة كان عنده ساحر يلعب بين يديه، فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيرد إليه رأسه، فقال الناس سبحان الله يحي الموتى. ورآه رجل من صالحي المهاجرين، فلما كان الغد جاء مشتملاً على سيفه وذهب يلعب لعبه ذلك، فاخترط الرجل سيفه فضرب عنق الساحر، فقال: إن كان صادقًا فليحيي نفسه، وتلا قوله تعالى: ? أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ?، فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك، فسجنه ثم أطلقه. وروى البزار عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (من أتى كاهنًا أو ساحرًا فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ?).
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) ?.
خاطب الله تعالى المؤمنين في ثمانية وثمانين موضعًا من القرآن، وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين أن يتشبهوا باليهود في قولهم: ? رَاعِنَا ? وذلك أن المسلمين كانوا يقولون: راعنا يا رسول الله، من المراعاة، أي: أرعنا سمعك، وكانت هذه اللفظة من الرعونة بلغة اليهود، يسبون بها النبي ?، كما قال تعالى: ? مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً ? وفي الحديث: «من تشبه بقوم فهو منهم».
وقوله تعالى: ? وَاسْمَعُوا ?، أي: ما تؤمرون به، وأطيعوا ? وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.
قوله عز وجل: ? مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) ?.
يبين تعالى عداوة الكافرين وحسدهم للمؤمنين؛ ليقطع المودة بينه وبينهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/205)
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ?، أي: ممن علم فيهم خيرًا. ? وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ?.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:07 ص]ـ
الأحد.--------> 13/ 06/2010.--------> الصفحة 17.--------> والصفحة 18
http://dc204.4shared.com/img/312099540/a4e2a776/017.png?sizeM=7
http://dc266.4shared.com/img/312117910/cb7c4500/t082.png?sizeM=7
قال ابن عباس: ? مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ ?، ما نبدل من آية. وقال قتادة: كان الله عز وجل يُنْسي نبيه ? ما يشاء، وينسخ ما يشاء.
وقوله تعالى: ? نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ? قال ابن عباس: يقول: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم، وقال قتادة: آية فيها تخفيف، فيها رخصة، فيها أمر، فيها نهي.
وقوله تعالى: ? أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?، أي: من النسخ وغيره، لا معقّب لحكمه ولا رادّ لقضائه. قال البغوي: (والنسخ على وجوه: أحدها: أن يثبت الخط وينسخ الحكم، مثل آية الوصية للأقارب، وآية عدة الوفاة بالحول، وآية التخفيف في القتل , وآية الممتحنة، ونحوها.
ومنها: أن يرفع أصلاً عن المصحف وعن القلوب، ثم من نسخ الحكم ما يرفع ويقام غيره مقامه، كما أن القبلة نسخت من بيت المقدس إلى الكعبة، والوصية للأقارب نسخت بالميراث.
ومنها: ما يرفع ولا يقام غيره مقامه كامتحان النساء، والنسخ إنما يعترض على الأوامر والنواهي، دون الأخبار). انتهى ملخصًا.
وقوله تعالى: ? أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ? يخبر تعالى أن ملك السماوات والأرض ومن فيهما بيده، يفعل ما يشاء في ملكه، ويحكم ما يريد، ألا له الخلق والأمر لا يسئل عما يفعل، وهم يسألون، والله يحكم لا معقب لحكمه، وهو سريع الحساب، وقد قال تعالى: ? وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ?.
وقوله تعالى: ? أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ?.
قال ابن كثير: نهى الله تعالى المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن كثرة سؤال النبي ? عن الأشياء قبل كونها، كما قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ ? وعن ابن عباس قال: (قال رافع بن حريملة، ووهب بن زيد: يا محمد، ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه، وفجِّر لنا أنهارًا نتبعك ونصدقك، فأنزل الله من قولهم: ? أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ?.
قوله عز وجل: ? وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/206)
يقول تعالى: ? وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم ? يا معشر المؤمنين، ? مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً ?، أي: يحسدونكم حسدًا، ? مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ?، أي: من تلقاء أنفسهم، ? مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ? في التوراة، أن قول محمد صدق، ودينه حق، ? فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ ?، اتركوا وتجازوا، ? حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ ?، بعذابه، أي: القتل والسبي لبني قريظة، والجلاء والنفي لبني النضير. قال ابن عباس: ? إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?، فإن شاء هداهم، وإن شاء انتقم منهم.
وقوله تعالى: ? وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ? يحث تعالى عباده المؤمنين على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ويرغبهم في الأعمال الصالحة، ويخبرهم أنها مدخرة لهم عند ربهم، كما قال تعالى: ? وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ? وقال تعالى: ? فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ?.
قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (112) ?.
يقول تعالى: ? وَقَالُواْ ?، أي: أهل الكتاب من اليهود والنصارى ? لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى ? ادعت كل طائفة أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، ? تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ? قال أبو العالية: أماني تمنوها على الله بغير حق، وهذا المقام كقوله تعالى: ? لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ?. وقوله: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ?.
قال تعالى: قل يا محمد: ? هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ?: حجتكم ? إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? فيما تدعون، ثم قال ردًا عليهم: ? بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ ? أي: ليس كما قالوا، بل الحكم للإسلام، وإنما يدخل الجنة من أسلم وجهه لله، أي: أخلص دينه لله، ? وَهُوَ مُحْسِنٌ ? في عمله، ? فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ? قال سعيد بن جبير: فلا خوف عليهم، يعني: في الآخرة، ولا هم يحزنون، يعني: لا يحزنون للموت.
http://dc242.4shared.com/img/312097596/18f00b3d/018.png?sizeM=7
http://dc243.4shared.com/img/312117922/e5f77ef/t083.png?sizeM=7
قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله ? أتتهم أحبار يهود، فتنازعوا عند رسول الله ?، فقال رافع بن حرملة: ما أنتم على شيء. وكفر بعيسى وبالإنجيل. وقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شيء. وجحد بنبوة موسى وكفر بالتوراة، فأنزل الله في ذلك من قولهما: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ? قال: إن كلا يتلوا في كتابه تصديق من كفر به، أن يكفر اليهود بعيسى؛ وعندهم التوراة فيها ما أخذ الله عليهم على لسان موسى بالتصديق بعيسى، وفي الإنجيل ما جاء به عيسى بتصديق موسى، وما جاء من التوراة من عند الله، وكل يكفر بما في يد صاحبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/207)
وقوله تعالى: ? كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ?، أي: الجهال من الأمم، ? مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? يقضي بين المحق والمبطل، ? فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ? كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ? وقال تعالى: ? قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ?. وبالله التوفيق.
* * *
قوله عز وجل: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلا خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) ?.
قال قتادة: أولئك أعداء الله النصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس. وقال ابن زيد: هؤلاء المشركون الذين حالوا بين رسول الله ? وأصحابه يوم الحديبية، وبين أن يدخلوا مكة حتى نحر هديه بذي طوى وهادنهم، وقال لهم: ما كان أحد يصد عن هذا البيت، وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده، فقالوا: لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدر وفينا باق.
وفي قوله: ? وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ?. قال: إذ قطعوا من يعمدها بذكره، ويأتيها للحج والعمرة. والآية عامة في كل من سعى في خراب المساجد بمنع العبادة فيها، أو بهدمها.
وقوله تعالى: ? أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلا خَآئِفِينَ ? خبر معناه الطلب، أي: لا تمكنوا هؤلاء إذا قدرتم عليهم من دخولها إلا تحت الهدنة، أو الجزية ? لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ?، قال: قتادة هي: القتل للحربي والجزية للذمي. ? وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ? وهو: النار. وفي الدعاء المأثور عن النبي ?: «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة». رواه أحمد.
قوله عز وجل: ? وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) ?.
قال ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن - فيما ذكر لنا، والله أعلم -، شأن القبلة. قال الله تعالى: ? وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ ? فاستقبل رسول الله ? فصلى نحو بيت المقدس، وترك البيت العتيق، ثم صرفه إلى بيته العتيق ونسخها. فقال: ? وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ?، وعن ابن عمر: (أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته ويذكر أن رسول ? كان يفعل ذلك) ويتأول هذه الآية: ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ?. رواه مسلم وغيره، وهذا في التطوع. وعن ابن عباس قال: (خرج نفر من أصحاب رسول الله ? قبل تحويل القبلة إلى الكعبة، فأصابهم الضباب وحضرت الصلاة، فتحروا القبلة وصلّوا، فلما ذهب الضباب استبان لهم أنهم لم يصيبوا، فلما قدموا سألوا رسول الله ? عن ذلك، فنزلت هذه الآية.
وقوله تعالى: ? فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ ?.
قال الكلبي: فثمَّ الله يعلم ويرى ? إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?، أي: واسع الرحمة، عليم بالأعمال والنيات، كما قالت الملائكة: ? رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/208)
قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117) ?.
يقول تعالى: ? وَقَالُواْ ?، أي: اليهود والنصارى غيره من الكفرة ? اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً ?، كما قال تعالى: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ?.
وقوله تعالى: ? سُبْحَانَهُ ?، أي: تعالى وتنزه وتقدس عن ذلك علوًا كبيرًا، ? بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? ملكًا وعبيدًا ? كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ?. كما قال تعالى: ? وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً ?، وقال تعالى: ? وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ? قال: «قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله: إن لي ولدًا، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدًا». رواه البخاري، وللترمذي: «وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله، ولدًا، وأنا الله الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد».
وفي الصحيحين: «لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله يجعلون له ولدًا وهو يرزقهم ويعافيهم».
وقوله تعالى: ? بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ?، أي: مبدعهما ومنشئهما من غير مثال سبق ? وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ?، أي: إذا قدّر أمرًا وأراد كونه كان بكن، كما قال تعالى: ? إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ?، وقال تعالى: ? إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ?.
قوله عز وجل: ? وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) ?.
قال ابن عباس: قال رافع بن حريملة لرسول الله ?: يا محمد، إن كنت رسولاً من الله كما تقول، فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه، فأنزل الله في ذلك من قوله: ? وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ?، وقال أبو العالية وغيره: هذا قول كفار العرب. ? كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ ?. قال: (هم اليهود والنصارى). وقد قال تعالى: ? وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً ?.
وقوله تعالى: ? تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ?، أي: في الكفر والقسوة والعناد كما قال تعالى: ? كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ?.
وقوله تعالى: ? قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?، أي: قد أوضحنا الدلالات على صدق الرسل لمن أيقن وصدق، وأما من ختم الله على قلبه واتبع هواه، فلا تنفع فيه الموعظة. كما قال تعالى: ? ِإنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ?.
قوله عز وجل: ? إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) ?.
يقول تعالى: إنا أرسلناك (يا محمد) بالحق، أي: بالصدق ? بَشِيراً وَنَذِيراً ? أي: مبشرًا للمؤمنين بالجنة، ومنذرًا للعاصين، أي: مخوفهم من النار.
وقوله تعالى: ? وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ?، أي: لا نسألك عن كفر، فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/209)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:08 ص]ـ
الإثنين.--------> 14/ 06/2010.--------> الصفحة 19.--------> والصفحة 20
http://dc160.4shared.com/img/312097592/1f9dcf24/019.png?sizeM=7
وقوله عز وجل: ? وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120) ?.
قال ابن عباس: هذا في القبلة، وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون النبي ? حين كان يصلي إلى قبلتهم، فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة أيسوا منه في أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله تعالى: ? وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ ? إلا باليهودية، ? وَلا النَّصَارَى ? إلا بالنصرانية. والملة: الطريقة.
وقوله تعالى: ? قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى ?، أي: إن هدى الله الذي بعثني به هو الدين الصحيح.
وقوله تعالى: ? وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ? فيه تهديد ووعيد شديد لمن اتبع طرائق اليهود والنصارى من هذه الأمة. قال ابن كثير: وقد استدل كثير من الفقهاء بقوله حتى تتبع ملتهم على أن الكفر كله ملة واحدة، فيرث كل منهم قريبه. والله أعلم. انتهى ملخصًا.
قوله عز وجل: ? الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) ?.
قال ابن مسعود: والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزل الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئًا على غير تأويله. وقال الحسن: يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه.
وقوله تعالى: ? أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ?، أي: من أقام كتابه آمن بالقرآن، كما قال تعالى: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ?.
وقوله تعالى: ? وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ?، كما قال تعالى: ? وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ? وفي الصحيح عن النبي ?: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدكم من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار».
قوله عز وجل: ? يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُواْ يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123) ?.
قد تقدم نظير هذه الآية في أول السورة، وكررت ها هنا للتأكيد والحث على إتباع الرسول محمد ?، والتحذير من الحسد وكتمان العلم. وبالله التوفيق.
* * *
قوله عز وجل: ? وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) ?.
يقول تعالى: واذكر يا محمد: إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن
أي: قام بجميع ما كلفه الله به من الأوامر والنواهي، كما قال تعالى: ? وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ?.
قال: ? إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ? يقتدى بك في الخير جزاء على ما فعل، كما قال تعالى: ? وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ?، قال: ? وَمِن ذُرِّيَّتِي ?، أي: ومن أولادي أيضًا فاجعل منهم أئمة يقتدى بهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/210)
قال الله تعالى: ? لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ? أي: لا يصيب عهدي من كان منهم ظالمًَا، ومعنى الآية: لا ينال ما عهدت إليك من النبوة والإِمامة من كان ظالمًا من ولدك، وأنه سيكون في ذريتك ظالمون، كما قال تعالى: ? وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) ?.
قال ابن عباس: ? وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ ?، يقول: لا يقضون منه وطرًا يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه. وقال قتادة: ? مَثَابَةً لِّلنَّاسِ ?، أي: مجمعًا للناس. وقال أبو العالية: ? وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ?، يقول: وأمنا من العدو أن يحمل فيه السلاح، وقد كانوا في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم آمنون.
وفي الصحيحين عن النبي ? أنه قال يوم فتح مكة: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلي خلاه»، فقال العباس: يا رسول الله إلا الأذخر، فإنه لقينهم وبيوتهم، فقال رسول الله ?: «إلا الأذخر».
وقوله تعالى: ? وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ?، المقام: هو الحجر الذي كان إبراهيم عليه السلام يقوم عليه في بناء الكعبة، وفي الحديث الصحيح عن عمر: (قلت: يا رسول الله! لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: ? وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ?)، وفي حديث جابر: (استلم رسول الله ? الركن، فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ: «? وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ?» فجعل المقام بينه وبين البيت، فصلى ركعتين). وقال قتادة: إنما أمروا أن يصلوا عنده، ولم يؤمروا بمسحه، وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها: أن المقام كان زمان رسول الله ? وزمان أبي بكر ملتصقًا بالبيت، ثم أخره عمر بن الخطاب.
وقوله تعالى: ? وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ?. قال الحسن: أمرهما الله أن يطهراه من الأذى والنجس، ولا يصيبه من ذلك شيء. وقال مجاهد: من الأوثان والرفث، وقول الزور والرجس، وقال ابن عباس: إذا كان جالسًا فهو من العاكفين.
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبي، أخبرنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابت، قال: قلنا لعبد الله بن عبيد بن عمير: ما أراني إلا مكلم الأمير أن أمنع الذين ينامون في المسجد الحرام، فإنهم يُجنبون ويحدثون، قال: لا تفعل، فإن ابن عمر سئل عنهم، فقال: هم العاكفون، وقد قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) ?.
روى البخاري وغيره عن النبي ? قال: «إن إبراهيم حرم مكة ودعوت لها، وحرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ودعوت لها، في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة». ولمسلم: «بمثل ما دعا إبراهيم لأهل مكة».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/211)
قال ابن كثير: لا منافاة بين الأحاديث الدالة على أن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، وبين الأحاديث الدالة على أن إبراهيم عليه السلام حرمها؛ لأن إبراهيم بلغ عن الله حكمه فيها وتحريمه إياها.
وقوله تعالى: ? وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?، عن أُبيّ بن كعب، قال: ? وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?، قال هو قول الله تعالى. وقال ابن عباس: كان إبراهيم يحجرها على المؤمنين دون الناس، فأنزل الله: ومن كفر أيضًا أرزقهم كما أرزق المؤمنين، أأخلق خلقًا لا أرزقهم!؟ أمتعهم قليلاً ثم اضطرهم إلى عذاب النار وبئس المصير ثم قرأ ابن عباس: ? كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً ?.
وقوله تعالى: ? ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?، أي: ثم ألجئه بعد متاعه في الدنيا وبسطنا عليه إلى عذاب النار , ? وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?، أي: المرجع يصير إليه كما قال تعالى: ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ?.
http://dc221.4shared.com/img/312097584/efe55b50/020.png?sizeM=7
http://dc235.4shared.com/img/312118037/309c99f8/t084.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129) ?.
يقول تعالى: واذكر يا محمد بناء إبراهيم وإسماعيل البيت، وهما يقولان: ? رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?. والقواعد: الأساس.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج إسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة، فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة، فوضعها تحت دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتبعته أم إسماعيل حتى بلغوا كداء فنادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله: قالت: رضيت بالله، قال: فرجعت، فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما فني الماء قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدًا، فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت هل تحس أحدًا، فلم تحس أحدًا، فلما بلغت الوادي سعت حتى أتت المروة، وفعلت ذلك أشواطًا حتى أتمت سبعًا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل الصبي، فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله، كأنه ينشع الموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدًا، فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت، فلم تحس أحدًا حتى أتمت سبعًا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت، فقالت: أغثْ إن كان عندك خير، فإذا جبريل عليه السلام قال: فقال بعقبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض، قال: فانبثق الماء، فدهشت أم إسماعيل، فجعلت تحفر.
قال: فقال أبو القاسم ?: «لو تركته لكان الماء ظاهرًا»، قال: فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها، قال: فمر ناس من جرهم ببطن الوادي، فإذا هم بطير كأنهم أنكروا ذلك، وقالوا: ما يكون هذا الطير إلا على ماء، فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هو بالماء فأتاهم فأخبرهم فأتوا إليها، فقالوا: يا أم إسماعيل أتأذنين لنا أن نكون معك ونسكن معك؟ قالت: نعم، فبلغ ابنها ونكح منهم امرأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/212)
قال: ثم إنه بدا لإِبراهيم ?، فقال لأهله: إني مطلع تركتي، قال: فجاء فسلّم، فقال: أين إسماعيل؟ قالت امرأته: ذهب يصيد، قال قولي له إذا جاء غيّر عتبة بابك، فلما أخبرته قال: أنت ذاك، فاذهبي إلى أهلك.
قال: ثم إنه بدا لإِبراهيم، فقال: إني مطلع تركتي، قال: فجاء فقال: أين إسماعيل؟ فقالت امرأته: ذهب يصيد، وقالت: ألا تنزل فتطعم وتشرب، فقال: ما طعامكم وما شرابكم؟ قالت: طعامنا اللحم، وشرابنا الماء، قال: اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم.
قال: فقال أبو القاسم ?: «بركة بدعوة إبراهيم».
قال: ثم إنه بدا لإِبراهيم ?، فقال لأهله: إني مطلع تركتي، فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلاً له، فقال: يا إسماعيل، إن ربك عز وجل أمرني أن أبني له بيتًا، فقال: أطع ربك عز وجل، قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه، فقال: إذَن أفعل، أو كما قال: قال فقام فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، ويقولان: ? رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?، قال: حتى ارتفع البناء، وضعف الشيخ عن نقل الحجارة، فقام على حجر المقام، فجعل يناوله الحجارة ويقولان: ? رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?. رواه البخاري في أحاديث الأنبياء كذلك، ورواه أيضًا من وجه آخر بسياق أبسط من هذا.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ? قال: «ألم تري أن قومك حين بنوا البيت اقتصروا عن قواعد إبراهيم»؟ فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: «لولا حدثان قومك بالكفر». فقال عبد الله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من النبي ?، ما أرى رسول الله ? ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم عليه السلام. رواه البخاري وغيره.
وفي رواية لمسلم: «لولا قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض، ولجعلت لها بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر، فإن قريشًا اقتصرتها حيث بنت الكعبة».
قال ابن إسحاق: وكانت الكعبة على عهد النبي ? ثمانية عشر ذراعًا، وكانت تكسي القباطيّ، ثم كسيت بعدُ البرود وأول من كساها الديباج الحجاج بن يوسف.
وقوله تعالى: حكاية لدعاء إبراهيم، وإسماعيل عليهما السلام: ? رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ?، ? مُسْلِمَيْنِ ?، مخلصين، قال سلام بن أبي مطيع: كانا مسلمين ولكنهما سألاه الثبات. وقال عكرمة: ? رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ?، قال الله: قد فعلت. ? وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ?، قال الله: قد فعلت.
وقوله: ? وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ?، قال عطاء: أخرجها لنا، علّمناها، وقال مجاهد: قال إبراهيم: ((أرنا مناسكنا))، فأتاه جبريل فأتى به البيت، فقال: ارفع القواعد، فرفع القواعد وأتم البنيان؛ ثم أخذ بيده فأخرجه فانطلق به إلى الصفا، قال: هذا من شعائر الله؛ ثم انطلق به إلى المروة، فقال: وهذا من شعائر الله؛ ثم انطلق به نحو منى، فلما كان عند العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة فقال: كبِّر وارمه، فكبّر ورماه، ثم انطلق إبليس، فقام عند الجمرة الوسطى، فلما جاز به جبريل وإبراهيم، قال له: كبّر وارمه، فكبّر ورماه، فذهب الخبيث إبليس، وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئًا فلم يستطع، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به المشعر الحرام، فقال: هذا المشعر الحرام، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به عرفات، قال قد عرفت ما أريتك؟ - قالها ثلاث مرات - قال: نعم.
وقوله: ? وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ?، طلبًا من الله التوبة والرحمة؛ لأنه لا يدخل الجنة أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/213)
وقوله تعالى: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ?، يقول تعالى إخبارًا عن تمام دعوة إبراهيم وإسماعيل أنهما قالا: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ ?، أي: في الأمة المسلمة ? رَسُولاً مِّنْهُمْ ?، أي: محمدًا ?، وروى أحمد وغيره عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله ?: «إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يرين». وفي حديث أبي أمامة: «ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام».
وقوله تعالى: ? يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ?، قال الحسن وغيره: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة، وقيل: الحكمة الفهم في الدين، ولا منافاة.
وقوله تعالى: ? إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ?، أي: ? العَزِيزُ ?، الذي ليس مثله أحد ولا يعجزه شيء، ? الحَكِيمُ ?، في أفعاله وأقواله فيضع، الأشياء في محلها. والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) ?.
يقول تعالى: ? وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ?، أي: ما يرغب عن ملة إبراهيم الحنيفية إلا سفيه ظالم لنفسه. قال الربيع: رغبت اليهود والنصارى عن ملة إبراهيم، وابتدعوا اليهودية والنصرانية وليست من الله، وتركوا ملة إبراهيم الإِسلام، ويشهد لهذا قوله تعالى: ? مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ?.
وقوله تعالى: ? وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ ?، أي: اخترناه في الدنيا خليلاً ? وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ?، أي: مع الأنبياء في الجنة.
وقوله تعالى: ? إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ?، أي: أمره الله تعالى بالإخلاص له والاستسلام والانقياد، فأجاب إلى ذلك. وقوله تعالى: ? وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ?، أي: وصى إبراهيم بنيه بكلمة الإِخلاص: لا إله إلا الله، وهي الملة الحنيفية، وكذلك وصى بها يعقوب بنيه، كما قال تعالى: ? وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ?.
وقوله تعالى: ? إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ ?، أي: اختار لكم دين الإسلام، ? فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ?، أي: استقيموا عليه حتى تموتوا، كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ?. وروى مسلم وغيره عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ? قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/214)
قوله عز وجل: ? أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) ?.
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ? أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء ? أكنتم؟ ولكنه استفهم بأم، إذ كان استفهامًا مستأنفًا على كلام قد سبقه، كما قال: ? الم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ?، وكذلك تفعل العرب في كل استفهام ابتدأته بعد كلام قد سبقه، تستفهم فيه بأم.
وقوله تعالى: ? إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ? قيل: نزلت في اليهود حين قالوا للنبي ?: (ألست تعلم أن يعقوب يوم مات وصى بنيه باليهودية؟) وقال الكلبي: لما دخل يعقوب مصر رآهم يعبدون الأوثان والنيران، فجمع ولده وخاف عليهم ذلك. وقوله تعالى: ? قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ?، إسماعيل عم يعقوب، والعرب تسمي العم أبًا. قال ابن زيد: يقال: بدأ بإسماعيل لأنه الأكبر، واستدل بالآية من جعل الجدّ أبًا وحجب به الأخوة، كما هو قول الصديق، وهو مذهب أبي حنيفة وغير واحد من السلف والخلف.
وقوله تعالى: ? وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ?، أي: موحدون مطيعون خاضعون.
قوله عز وجل: ? تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) ?.
يقول تعالى: ? تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ?، أي: مضت ? لَهَا مَا كَسَبَتْ ? من العمل ? وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ? من خير أو شر ? وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ?. كما قال تعالى: ? وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ? وفي الحديث: «من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه». قال قتادة: ? تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ?، يعني: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:21 ص]ـ
الثلاثاء.--------> 15/ 06/2010.--------> الصفحة 21.--------> والصفحة 22
http://dc198.4shared.com/img/312097736/e19b37d9/021.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) ?.
قال ابن عباس: قال عبد الله بن صوريا الأعور لرسول الله ?: ما الهدى إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد. وقالت النصارى مثل ذلك، فأنزل الله عز وجل: ? وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ ?.
وقوله تعالى: ? قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ?، أي: قل يا محمد: لا نريد ما دعوتمونا إليه، بل نتبع: ? مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ?، أي، مخلصًا مستقيمًا. قال ابن عباس: الحنيف المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام.
وقوله تعالى: ? وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ?.
قال ابن جرير: يقول لم يكن ممن يدين بعبادة الأوثان والأصنام، ولا كان من اليهود ولا النصارى، بل كان حنيفًا مسلمًا.
قوله عز وجل: ? قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/215)
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله ?: «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: ? آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا ?» الآية. وروى مسلم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله ? أكثر ما يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر بـ: ? آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا ? الآية، والأخرى بـ: ? آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ?). وفي رواية: (يقرأ في ركعتي الفجر: ? قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا ?، والتي في آل عمران: ? تَعَالَوْا إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ?).
قال قتادة: الأسباط: بنو يعقوب اثنا عشر رجلاً ولد كل رجل منهم أمة من الناس فسموا الأسباط. وقال البخاري: الأسباط: قبائل بني إسرائيل.
قال القرطبي: والسبط: الجماعة. والقبيلة: الراجعون إلى أصل واحد. قال قتادة: أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا به ويصدقوا بكتبه كلها ورسله. وفي الحديث عن النبي ?: «آمنوا بالتوراة، والزبور، والإنجيل، وليسعكم القرآن». رواه ابن أبي حاتم.
قوله عز وجل: ? فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ (138) ?.
يقول تعالى: فإن آمن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ? بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ ?، أي: بجميع كتب الله ورسله، ولم يفرقوا بين أحد منهم ? فَقَدِ اهْتَدَوا ? إلى الحق ? وَّإِن تَوَلَّوْاْ ? عن ذلك، ? فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ?، أي: في خلاف ومنازعة، قاله ابن عباس. ? فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ ?، أي: فسيكفيك شرهم وينصرك عليهم ? وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?.
وقوله تعالى: ? صِبْغَةَ اللّهِ ?، أي: دين الله، سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين، كما يظهر أثر الصبغ على الثوب. ? وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً ?.
قال قتادة: إن اليهود تصبغ أبناءها يهودًا، والنصارى تصبغ أبناءها نصارى، وإن صبغة الله الإسلام، فلا صبغة أحسن من الإسلام ولا أطهر، وهو دين الله الذي بعث به نوحًا والأنبياء بعده.
قوله عز وجل: ? قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (141) ?.
يقول تعالى: ? قُلْ ? يا محمد لهؤلاء المعاندين: ? أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ ?، أي: في توحيد الله؟ ? وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ?، أي: لكل جزاء عمله، فكيف تدعون أنكم أولى بالله ? وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ?، وأنتم به مشركون؟ قال سعيد بن جبير: الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله، فلا يشرك به في دينه. ولا يرائي بعمله.
? أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ?، أي: ? قُلْ ? يا محمد: أأنتم أعلم بدينهم أم الله؟ وقد أخبر الله تعالى: أن إبراهيم لم يكن يهوديًا ولا نصرانيًا، ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين، وإن أولى الناس به محمد والمؤمنون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/216)
وقوله تعالى: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ ?، قال الحسن: كانوا يقرءون في كتاب الله الذي أتاهم: أن الدين الإسلام، وأن محمدًا رسول الله، وأن: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط كانوا برءاء من اليهودية والنصرانية، فشهدوا لله بذلك، وأقروا على أنفسهم، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك. وعن قتادة: قوله: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ ?. قال: الشهادة النبي ? مكتوب عندهم، وهو الذي كتموا.
وقوله تعالى: ? وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ? تهديد ووعيد. ? تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ?، أي: مضت ? لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ?، أي: لهم أعمالهم ولكم أعمالكم ? وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ?، كما قال تعالى: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ?. والله أعلم.
* * *
http://dc246.4shared.com/img/312097761/288563f/022.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142) ?.
يقول تعالى: ? سَيَقُولُ السُّفَهَاء ?، أي: الجهال وهم: اليهود والمنافقون ? مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ ?، أيّ: شيء صرفهم وحوّلهم ? عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ? يعني: بيت المقدس.
قال ابن عباس: (لما هاجر رسول الله ? إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله ? بضعة عشر شهرًا، وكان رسول الله ? يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعوا الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: ? فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ ? فارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ? مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ?، فأنزل الله: ? قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?.
وروى الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ? يعني في أهل الكتاب: «إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين».
قوله عز وجل: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) ?.
يقول تعالى: ? وَكَذَلِكَ ? كما هديناكم صراطًا مستقيمًا ? جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ?، أي: عدلاً خيارًا، كما قال تعالى: ? كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ?.
وقوله تعالى: ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ?، أي: على الأمم بتبليغ رسلهم. وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم. فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. قال: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ? قال: والوسط العدل. فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم». رواه البخاري وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/217)
وفي رواية لأحمد: «يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلّغت قومك؟ فيقول نعم، فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيدعى محمد وأمته فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما أعلمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا، فذلك قوله عز وجل: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ? قال: عدلاً، ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ?.
وروى أحمد وغيره عن النبي ?: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن، والثناء السيِّء، أنتم شهداء الله في الأرض».
وفي الحديث الآخر: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة» قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: «وثلاثة» قال: فقلنا: واثنان؟ قال: «واثنان». ثم لم نسأله عن الواحد. رواه البخاري وغيره.
وقوله تعالى: ? وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ?،كما قال تعالى: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً ? قال قتادة: ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ? أي: أن رسلهم قد بلغت قومها عن ربها ? وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ? على أنه قد بلغ رسالات ربه إلى أمته.
وقوله تعالى: ? وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ ? قال ابن كثير: (يقول تعالى: إنما شرعنا لك يا محمد التوجه أولاً إلى بيت المقدس، ثم صرفناك عنها إلى الكعبة، ليظهر حال من يتبعك ويطيعك، ويستقبل معك حيثما توجهت ? مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ?، أي: مرتدًا عن دينه، ? وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً ? أي: هذه الفعلة، وهو صرف التوجه عن بيت المقدس إلى الكعبة، أي: وإن كان هذا الأمر عظيمًا في النفوس، ? إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ ? قلوبهم وأيقنوا بتصديق الرسول، وإن كل ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه، وأن الله يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فله أن يكلف عباده بما شاء وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التامة والحجة البالغة في جميع ذلك). انتهى.
وقوله تعالى: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ?، أي: صلاتكم إلى بيت المقدس. كما في الصحيح عن البراء قال: (مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس، فقال الناس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل الله: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ?).
وقوله تعالى: ? إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ?، أي: فلا يضيع أجورهم، فإن الله أرحم بهم من والديهم.
قوله عز وجل: ? قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) ?.
قال ابن إسحاق: حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال: (كان رسول الله ? يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء، ينظر أمر الله، فأنزل الله: ? قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ?. وقال السفهاء من الناس، وهم من أهل الكتاب: ? مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ? فأنزل الله: ? سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ ? إلى آخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/218)
الآية. انتهى.
وعن ابن عباس قال: (كان النبي ? إذا انصرف من صلاته إلى بيت المقدس، رفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله: ? فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? إلى الكعبة، إلى الميزاب، يؤم به جبريل عليه السلام). وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ? فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? قال: شطره قبله، وفي الحديث الصحيح: «ما بين المشرق والمغرب قبلة»، يعني: لأهل المدينة ومن في سمتها، فعلى من كان مشاهدًا للكعبة استقبالها، وغير الشاهد يستقبل الجهة بعد التحري.
وقوله تعالى: ? وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ? أي: استقبالكم الكعبة، ولكنهم يكتمون ذلك ? وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ? تهديد ووعيد.
قوله عز وجل: ? وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (145) ?.
يقول تعالى: ? وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ ?، يعني: اليهود والنصارى ? بِكُلِّ آيَةٍ ? معجزة ? مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ ?، يعني: الكعبة ? وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ? لأن اليهود تستقبل بيت المقدس وهو المغرب، والنصارى تستقبل المشرق، وقبلة المسلمين الكعبة.
وقوله تعالى: ? وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ? فيه: تحذير الأمة من مخالفة الحق واتباع الهوى.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:24 ص]ـ
الأربعاء.--------> 16/ 06/2010.--------> الصفحة 23.--------> والصفحة 24
http://dc229.4shared.com/img/312097987/7ff6f38e/023.png?sizeM=7
http://dc199.4shared.com/img/312117391/79357a48/t085.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) ?.
يخبر الله تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون محمدًا ? كما يعرفون أبناءهم، وأن ما جاء به هو الحق، ولكنهم يكتمون ذلك، وهم يعلمون ثم قال تعالى: ? الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ?، أي: هذا الحق من الله لا شك فيه ? فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ? الشَّاكين. قال الربيع: لا تكن في شك فإنها قبلتك وقبلة الأنبياء قبلك.
قال ابن جرير: هذا من الكلام الذي تخرجه العرب مخرج الأمر أو النهي للمخاطب به، والمراد به غيره.
قوله عز وجل: ? وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) ?.
قال ابن عباس: يعني بذلك: أهل الأديان، يقول: لكل قبيلة قبلة يرضونها، ووجهة الله حيث توجه المؤمنون. وقال مجاهد: لكن أمر كل قوم أن يصلوا إلى الكعبة.
وقوله تعالى: ? فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ?، أي: بادروا بالطاعة أينما تكونوا أنتم وأهل الكتاب، ? يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً ? يوم القيامة فيجزيكم بأعمالكم، ? إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?، وهذه الآية كقوله تعالى: ? وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/219)
قوله عز وجل: ? وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) ?.
قيل: إنما كرر الأمر باستقبال القبلة لتأكيد النسخ، لأنه أول ناسخ وقع في الإسلام.
وقوله تعالى: ? لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ?. قال ابن كثير: (وقوله: ? لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ?، أي: أهل الكتاب، فإنهم يعلمون من صفة هذه الأمة التوجه إلى الكعبة، فإذا فقدوا ذلك من صفتها ربما احتجوا بها على المسلمين، ولئلا يحتجوا بموافقة المسلمين إياهم في التوجه إلى بيت المقدس). انتهى. وعن مجاهد، وقتادة في قوله: ? لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ ? قال: هم مشركو العرب، قالوا حين صرفت القبلة إلى الكعبة: قد رجع إلى قبلتكم، فيوشك أن يرجع إلى دينكم. قال الله عز وجل: ? فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ?.
وقوله تعالى: ? وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ?، أي: بهدايتي إياكم إلى قبلة إبراهيم. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (تمام النعمة الموت على الإسلام).
وقوله تعالى: ? وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ?، أي: لكي تهتدوا من الضلالة. ولعل وعسى من الله واجب.
قوله عز وجل: ? كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) ?.
قيل معناه: ولأتم نعمتي عليكم ? كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ ?. وقال مجاهد: يقول: كما فعلت ? فَاذْكُرُونِي ?. قال الحسن وغيره: إن الله يذكر من ذكره، ويزيد من شكره، ويعذب من كفره. وقال سعيد بن جبير: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي. وفي الحديث الصحيح: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه».
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لا تَشْعُرُونَ (154) ?.
الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله. قال ابن زيد: الصبر في بابين: الصبر لله بما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الأهواء، فمن كان هكذا فهو من الصابرين
http://dc255.4shared.com/img/312098976/d70acf81/024.png?sizeM=7
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ ?، نزلت في قتلى بدر من المسلمين ? بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لا تَشْعُرُونَ ?، كما قال تعالى في شهداء أحد: ? وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ?. وفي صحيح مسلم: «إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربنا وأي شيء نبغي وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ ثم عاد عليهم بمثل هذا، فلما رأوا أنهم لا يتركون من أن يَسألوا، قالوا: نريد أن تردنا إلى الدار الدنيا، فنقاتل في سبيلك حتى نقتل مرة أخرى. لما يرون من ثواب الشهادة. فيقول الرب جل جلاله: إني كتبت أنهم إليها لا يرجعون».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/220)
وروى الإمام أحمد عن الإمام الشافعي عن الإمام مالك عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله ?: «نسمة المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه».
قال ابن كثير: ففيه دلالة لعموم المؤمنين أيضًا.
قوله عز وجل: ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ?.
يقول تعالى: ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ?، أي: ولنختبرنكم، ? بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ?، كما قال تعالى: ? أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ ?، وقال تعالى: ? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ?. وفي الحديث الصحيح: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له». ولهذا قال تعالى: ? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ?.
وفي صحيح مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ? يقول: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها». قالت: فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله ? فأخلف الله خيرًا منه رسول الله ?.
وقوله تعالى: ? أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ ?، أي: ثناء الله عليهم ورحمته. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نعم العدلان ونعمت العلاوة: ? أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ?، فهذان العدلان ? وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ?، فهذه العلاوة.
وروى أحمد وغيره عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «قال الله: يا ملك الموت، قبضت ولد عبدي؟ قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده؟ قال: نعم. قال: فما قال؟ قال: حمدك واسترجع. قال: ابنوا له بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد». وبالله التوفيق.
* * *
قوله عز وجل: ? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) ?.
? شَعَآئِرِ اللّهِ ?: معالم دينه، والمراد به هنا: المناسك التي جعلها أعلامًا لطاعته وموضعًا لعبادته. روى البخاري عن أنس قال: كنا نرى أن الصفا والمروة من أمر الجاهلية، فلماجاء الإسلام أمسكنا عنها، فأنزل الله عز وجل: ? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ ?. وقال الشعبي: كان أساف على الصفا، وكانت نائلة على المروة، وكانوا يستلمونها، فتحرجوا بعد الإسلام من الطواف بينهما، فنزلت هذه الآية. وذكر ابن إسحاق أن أسافًا ونائلة كانا بشرين فزينا داخل الكعبة فمسخا حجرين، فنصبتهما قريش تجاه الكعبة ليعتبر بهما الناس، فلما طال عهدهما عُبدا، ثم حولا إلى الصفا والمروة فنصبا هنالك، فكان من طاف بالصفا والمروة يستلمهما.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر الطويل: (أن رسول الله ? لما فرغ من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من باب الصفا وهو يقول: «? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ ? - ثم قال -: «أبدأ بما بدأ الله به». وفي رواية النسائي: «ابدءوا بما بدأ الله به». وفي الحديث الآخر: «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي». رواه أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/221)
وقوله تعالى: ? وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ?، أي: من تطوع بالحج والعمرة بعد أداء الواجب فإن الله مجاز لعبده بجميع علمه عليم بنيته.
قوله عز وجل: ? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلا الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) ?.
قال قتادة: ? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ?، أولئك: أهل الكتاب كتموا الإسلام وهو دين الله، وكتموا محمدًا ? وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل. وفي الحديث عن النبي ? قال: «من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار».
وقوله تعالى: ? أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ?، أصل اللعن الطرد، والإبعاد. قال مجاهد: إذا أجدبت الأرض قالت البهائم: هذا من أجل عصاة بني آدم، لعن الله عصاة بني آدم.
وقوله تعالى: ? إِلا الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ ?، أي: رجعوا عما كانوا عليه من المعاصي وأصلحوا أعمالهم، وبينوا للناس ما كتموا ? فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ?.
قوله عز وجل: ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162) ?.
قال قتادة: إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله، ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس أجمعون.
وقوله تعالى: ? خَالِدِينَ فِيهَا ?، أي: في نار جهنم، كما قال تعالى: ? وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ ?.
وقوله تعالى: ? لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ?، أي: لا يمهلون، كما قال تعالى: ? لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ?.
قال أبو العالية: لا ينظرون فيعتذروا، كقوله تعالى: ? وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ?.
قوله عز وجل: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) ?.
قال البغوي: سبب نزول هذه الآية أن كفار قريش قالوا: يا محمد صف لنا ربك وانسبه. فأنزل الله تعالى هذه الآية، وسورة الإِخلاص. والواحد: الذي لا نظير له ولا شريك له. وذكر حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها قالت: سمعت رسول الله ? يقول: «إن في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ?، و ? الم * اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ?». قال أبو الضحى: (لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن محمدًا يقول: إن إلهكم إله واحد، فليأتنا بآية إن كان من الصادقين، فأنزل الله عز وجل: ? إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? الآية). قال عطاء: نزلت على النبي ? بالمدينة: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/222)
إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ?، فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله تعالى: ? إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ? إلى قوله: ? لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ?، فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:25 ص]ـ
الخميس.--------> 17/ 06/2010.--------> الصفحة 25.--------> والصفحة 26
http://dc198.4shared.com/img/312099088/47a2a3/025.png?sizeM=7
http://dc236.4shared.com/img/312117394/95f8ec7/t086.png?sizeM=7
قال البغوي: سبب نزول هذه الآية أن كفار قريش قالوا: يا محمد صف لنا ربك وانسبه. فأنزل الله تعالى هذه الآية، وسورة الإِخلاص. والواحد: الذي لا نظير له ولا شريك له. وذكر حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد أنها قالت: سمعت رسول الله ? يقول: «إن في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ?، و ? الم * اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ?». قال أبو الضحى: (لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن محمدًا يقول: إن إلهكم إله واحد، فليأتنا بآية إن كان من الصادقين، فأنزل الله عز وجل: ? إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ? الآية). قال عطاء: نزلت على النبي ? بالمدينة: ? وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ?، فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟ فأنزل الله تعالى: ? إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ? إلى قوله: ? لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ?، فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء وخالق كل شيء.
قوله عز وجل: ? وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) ?.
يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الآخرة، حيث جعلوا له ? أَندَاداً ?، أي: أمثالاً ونظراء، يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه، وهو الله لا إله إلا هو لا شريك له ولا ند له، فقال تعالى: ? وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ?. قال الربيع: هي الآلهة التي تعبد من دون الله، يقول: يحبون أوثانهم كحب الله ? وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ?، أي: من الكفار لأوثانهم. وقال مجاهد: ? يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ ? مباهاة ومضاهاة للحق بالأنداد، ? وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ? من الكفار لأوثانهم.
قال ابن كثير: وقوله: ? وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ? ولحبهم لله وتمام معرفتهم به، وتوقيرهم وتوحيدهم له، لا يشركون به شيئًا، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجأون في جميع أمورهم إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/223)
وقوله تعالى: ? وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ?، أي: ولو يعلم الذين ظلموا باتخاذ الأنداد، ? إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ? عاينوه يوم القيامة، ? أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ?، أي: لو يعلمون أن القدرة لله جميعًا، لا قدرة لأندادهم، ? إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ? يوم القيامة لندموا أشد الندامة ? إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ ?، وهم: القادة ? مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ ?، أي: الأتباع، ? وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ?، أي: أسباب الخلاص، كما قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ?.
وقوله تعالى: ? وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ?، كما قال تعالى: ? الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ?، وقال تعالى: ? وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً ?، وقال تعالى: ? وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ?، قال ابن كيسان: ? كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ? أنهم أشركوا بالله الأوثان، برجاء أن تقربهم إلى الله عز وجل، فلما عذبوا على ما كانوا يرجون ثوابه، تحسروا وندموا. وبالله التوفيق.
* * *
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169) ?.
قال البغوي: نزلت في: ثقيف، وخزاعة، وعامر بن صعصعة، وبني مدلج، فيما حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام، والبحيرة والسائبة، والوصيلة، والحام. انتهى.
وفي صحيح مسلم عن رسول الله ? أنه قال: «يقول الله تعالى: إن كل مال منحته عبادي فهو لهم حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم». وفي الحديث الآخر: «الحلال ما أحل الله، والحرام ما حرم الله وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته».
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ?، أي: طرائقه وأوامره ? إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ? بيّن العداوة، كما قال تعالى: ? يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ?، وقال تعالى: ? أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ?، وقال تعالى: ? إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/224)
قال قتادة: كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان. وقال ابن عباس: ما كان من يمين أو نذر في غضب، فهو من خطوات الشيطان، وكفارته كفارة يمين.
وقوله تعالى: ? إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ ?، أي: الأفعال السيئة والفحشاء. قال ابن عباس: الفحشاء من المعاصي ما يجب فيه الحد، والسوء من الذنوب ما لا حد فيه ? وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ? من اتخاذ الأنداد، وتحريم الحلال.
http://dc151.4shared.com/img/312099101/b080fa38/026.png?sizeM=7
http://dc195.4shared.com/img/312117398/e9c2ec/t087.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلا دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171) ?.
يقول تعالى: ? وَإِذَا قِيلَ ? لهؤلاء الكفرة: ? اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ ? على رسوله واتركوا ما أنتم عليه من الضلال ? قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا ?، أي: ما وجدناهم عليه في العقائد والأحكام ? أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ?.
قال البغوي: ? أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ ?، أي: كيف يتبعون آباءهم لا يعقلون شيئًا؟ الواو في ? أَوَلَوْ ? واو العطف، ويقال لها: واو التعجب، دخلت عليها ألف الاستفهام للتوبيخ. والمعنى: أيتبعون آباءهم وإن كانوا جهالاً لا يعقلون شيئًا؟ لفظه عام ومعناه الخصوص، أي: لا يعقلون شيئًا من أمور الدين، لأنهم كانوا يعقلون أمر الدنيا ولا يهتدون. ثم ضرب لهم مثلاً فقال جل ذكره: ? وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ ?. انتهى.
قال ابن عباس: قوله: ? وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلا دُعَاء وَنِدَاء ?، كمثل: البعير، والحمار، والشاة. إن قلت لبعضها: كلٌ لا يعلم ما تقول، غير أنه يسمع صوتك، وكذلك الكافر إن أمرته بخير أو نهيته عن شر أو وعظته، لم يعقل ما تقول، غير أنه يسمع صوتك.
وقوله تعالى: ? صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ ?، أي: صمٌ عن سماع الحق، بكمٌ لا يتكملون به، عميٌ عن رؤية طريقه ومسلكه ? فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ?. كما قال تعالى: ? وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ?.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) ?.
الطيبات: الحلال. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ?، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ?. ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغذّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك»؟. رواه مسلم وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/225)
وقوله تعالى: ? إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ ?، وهذه الآية كقوله تعالى: ? قُل لا أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ ?.
قال البغوي: ولحم الخنزير أراد به جميع أجزائه، فعبر عن ذلك باللحم لأنه معظمه ? وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ ?، أي: ما ذبح للأصنام والطواغيت. وقال الربيع بن أنس: ما ذكر عليه اسم غير الله.
وقوله تعالى: ? فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ?، أي: في أكل ذلك في غير بغي ولا عدوان، وهو مجاوزة الحد. قال قتادة: ? فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ ?. قال: غير باغ في الميتة، أي: في أكله أن يتعدى حلالاً إلى حرام، وهو يجد عنه مندوحة. وقال السدي: أما باغ فيبغي فيه شهوته، وأما العادي فيتعدى في أكله، يأكل حتى يشبع، ولكن ليأكل منه قوتًا ما يمسك به نفسه، حتى يبلغ به حاجته.
وقوله تعالى: ? إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ ?، أي: لمن أكل في حال الاضطرار ? رَّحِيمٌ ? حيث رخص للعباد في ذلك. وعن عباد بن شُرَحبيل الغُبَري قال: (أصابتنا عامًا مخمصة، فأتيت المدينة، فأتيت حائطًا فأخذت سنبلاً ففركته وأكلته، وجعلته منه في كسائي فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت رسول الله ? فأخبرته فقال للرجل: «ما أطعمته إذ كان جائعًا، ولا علمته إذ كان جاهلاً». فأمره فرد إليه ثوبه وأمر له بوسق من طعام أو نصف وسق). رواه ابن ماجة. قال ابن كثير: إسناده صحيح قوي جيد، وله شواهد كثيرة، من ذلك حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: سئل رسول الله ? عن الثمر المعلق فقال: «من أصاب منه من ذي حاجة بفيه، غير متخذ خبنة فلا شيء عليه». الحديث.
قوله عز وجل: ? إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) ?.
نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم، كتموا صفة محمد ? الثابتة في كتبهم، لئلا تذهب برياستهم ومآكلهم، والآية عامة في كل من كتم العلم لأجل ذلك ? أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلا النَّارَ ?، يعني: إلا ما يؤديهم إلى النار، وهو: الرشوة، والحرام، وثمن الدين، كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ?. وفي الحديث الصحيح عن النبي ?: «إنكم تختصمون إليّ، ولعل بعضكم أن يكون أبلغ بحجته من بعض، فأقضي له بنحوٍ مما أسمع، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فإنما أقطع له قطعة من النار، فليأخذها أو يدعها». وفي الحديث الآخر: «الذي يشرب في إناء الذهب والفضة، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم».
وقوله تعالى: ? وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.
قال ابن كثير: وذلك لأنه تعالى غضبان عليهم، لأنهم كتموا وقد علموا، فاستحقوا الغضب، (فلا ينظر إليهم)، ? وَلاَ يُزَكِّيهِمْ ?، أي: يثني عليهم ويمدحهم، بل يعذبهم عذابًا أليمًا. ثم ذكر حديث أبي هريرة عن رسول الله ?: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر».
وقوله تعالى: ? أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ?، أي: اعتاضوا عن الهدى بالضلالة، وهي: كتمان ما أنزل الله، واعتاضوا عن المغفرة بالعذاب، وهو ما تعاطوه من أسبابه ? فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ?، قال الحسن، وقتادة: والله ما لهم عليها من صبر، ولكن ما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار.
وقوله تعالى: ? ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ?، أي: إنما استحقوا هذا العذاب الشديد، لأن الله نزل الكتاب بتحقيق الحق، وإبطال الباطل، وهؤلاء اتخذوا آيات الله هزوًا، واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ? وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ ? فآمنوا ببعض وكفروا ببعض، ? لَفِي شِقَاقٍ ? خلاف وضلال، ? بَعِيدٍ ?. وبالله التوفيق.
* * *
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/226)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:27 ص]ـ
الجمعة.--------> 18/ 06/2010.--------> الصفحة 27.--------> والصفحة 28
http://dc256.4shared.com/img/312099109/be5b720a/027.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) ?.
البر: كل عمل خير يفضي بصاحبه إلى الجنة. قال أبو العالية: كانت اليهود تقبل قبل المغرب، وكانت النصارى تقبل قبل المشرق، فقال الله تعالى: ? لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ?. يقول: هذا كلام الإيمان وحقيقة العمل. وقال مجاهد: ولكن البر ما ثبت في القلوب من طاعة الله عز وجل. وقال الثوري: ? وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ?، الآية، قال: هذه أنواع البر كلها.
وقوله تعالى: ? وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ ?، أي: بأنه لا إله إلا هو ولا رب سواه، وآمن باليوم بالآخر: وهو يوم القيامة، وصدق بوجود الملائكة الذين هم عباد الرحمن، وصدق بالكتاب أي: القرآن، وجميع الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء، وآمن بالنبيين كلهم. ? وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ?، أي: أعطاه وهو محب له ? ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ ?، أي: فكها من الرق، وهي عامة في المكاتبين وفي العتق وفي فداء الأسير ? وَأَقَامَ الصَّلاةَ ?، أي: وأتمها في أوقاتها على الوجه المرضي ? وَآتَى الزَّكَاةَ ? أعطى زكاة ماله ? وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ ? فيما بينهم وبين الله عز وجل، وفيما بينهم وبين الناس ? وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ ? أي: في حالة الفقر والمرض وفي القتال، ? أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ? في إيمانهم، ? وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ? بتركهم المحارم وفعلهم الطاعات.
قوله: ? وَالصَّابِرِينَ ?. قال أبو عبيدة: نصبها على تطاول الكلام ومن شأن العرب أن تغير الإعراب إذا طال الكلام، ومثله في سورة النساء: ? وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ?، وفي سورة المائدة: ? وَالصَّابِؤُونَ ?. وقال الخليل: نصب على المدح.
وعن علي رضي الله عنه قال: (كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله ?، فما يكون أحد منا أقرب إلى العدو منه، يعني: إذا اشتد الحرب).
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) ?.
قال الشعبي وغيره: نزلت هذه الآية في حيين من أحياء العرب، اقتتلوا في الجاهلية قبيل الإسلام بقليل، وكانت بينهما قتلى وجراحات، لم يأخذها بعضهم من بعض، حتى جاء الإسلام، وكان لأحد الحيين على الآخر طول في الكثرة والشرف، وكانوا ينكحون نساءهم بغير مهور، فأقسموا: لنقتلن بالعبد منا الحر منهم، وبالمرأة منا الرجل منهم، وبالرجل منا الرجلين منهم، وجعلوا جراحاتهم ضعفي جراحات أولئك، فرفعوا أمرهم إلى النبي ?، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأمر بالمساواة، فرضوا وأسلموا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/227)
وقوله تعالى: ? كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ?، أي: فرض عليكم القصاص وهو المساواة والمماثلة في الجراحات والديات: الحر بالحر، والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى، قال قتادة: كان أهل الجاهلية فيهم بغي وطاعة للشيطان، فكان الحي إذا كان فيهم عدة ومنعة، فقتل عبد قوم آخرين عبدًا لهم قالوا: لا تقتل به إلا حرًا، تعزيزًا لفضلهم على غيرهم في أنفسهم، وإذا قتلت لهم امرأة، قتلتها امرأة قوم آخرين قالوا: لا نقتل بها إلا رجلاً، فأنزل الله هذه الآية، يخبرهم أن العبد بالعبد، والأنثى بالأنثى، فنهاهم عن البغي. ثم أنزل الله تعالى ذكره في سورة المائدة بعد ذلك فقال: ? وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ?.
وقد اختلف العلماء في قتل الحر بالعبد، فذهب أبو حنيفة إلى أن الحر يقتل بالعبد لعموم آية المائدة، وذهب الجمهور إلى أنه لا يقتل الحر بالعبد وقالوا: لا يقتل المسلم بالكافر لقوله ?: «لا يقتل مسلم بكافر». رواه البخاري. وقال أبو حنيفة: يقتل لعموم الآية. وقال الحسن وعطاء: لا يقتل الرجل بالمرأة لهذه الآية.
وخالفهم الجمهور لآية المائدة، ولقوله ?: «المسلمون تتكافأ دماؤهم».
وذهب الأئمة الأربعة والجمهور إلى أن الجماعة يقتلون بالواحد.
قال البغوي: (ويجري القصاص في الأطراف كما يجري في النفوس، إلا في شيء واحد وهو: أن الصحيح السوي يقتل بالمريض والزمن، وفي الأطراف لو قطع يدًا شلاء أو ناقصة لا تقطع بها الصحيحة الكاملة) انتهى.
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن الرّبيّع بنت النضر عمته، كسرت ثنية جارية، فطلبوا إليها العفو فأبوا، فعرضوا الأرش فأبوا، فأتوا رسول الله ? فأبوا إلا القصاص فأمر رسول الله ? بالقصاص فقال أنس بن النضر: يا رسول الله أتكسر ثنية الرّبيّع؟ لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها. فقال رسول ?: «يا أنس كتاب الله القصاص». فرضي القوم فعفوا فقال رسول الله ?: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره».
وقوله تعالى: ? فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ?. قال ابن عباس: ? فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ ?، يعني: فمن ترك له من أخيه شيء، يعني: أخذ الدية بعد استحقاق الدم، وذلك العفو. ? فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ?، يقول: فعلى الطالب اتباع بالمعروف إذا قبل الدية، ? وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ?، يعني: من القاتل من غير ضرر ولا معك، يعني: المدافعة. وقوله تعالى: ? ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ?، يعني: أخذ الدية في العمد. قال قتادة: رحم الله هذه الأمة وأطعمهم الدية، ولم تحل لأحد قبلهم، فكان أهل التوراة إنما هو والقصاص وعفو ليس بينهم أرش، وكان أهل الإنجيل إنما هو عفو أمروا به، وجعل لهذه الأمة: القصاص، والعفو، والأرش.
وقوله تعالى: ? فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?، أي: من قتل بعد أخذ الدية فله عذاب أليم. قال ابن جرير: يتحتم قتله حتى لا يقبل العفو. وقال سعيد بن عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله ?: «لا أعافي رجلاً قتل بعد أخذ الدية». وروى أحمد عن أبي شريح الخزاعي أن النبي ? قال: «من أصيب بقتل أو خبل فإنه يختار إحدى ثلاث: إما أن يقتص، وإما أن يعفو، وإما أن يأخذ الدية، وإن أراد الرابعة فخذوا على يديه، ومن اعتدى بعد ذلك فله نار جهنم خالدًا فيها».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/228)
وقوله تعالى: ? وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?. يقول تعالى: ? وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ?، أي: بقاء قال أبو العالية: جعل الله القصاص حياة، فكم من رجل يريد أن يقتل فتمنعه مخافة أن يقتل. وقال قتادة: جعل الله هذا القصاص حياة ونكالاً وعظة لأهل السفه والجهل من الناس، وكم من جاهل قد هم بداهية لولا مخافة القصاص لوقع بها، ولكن الله حجز بالقصاص بعضهم عن بعض، وما أمر الله بأمر قط إلا وهو أمر صلاح في الدنيا والآخرة، ولا نهى عن أمر قط إلا وهو أمر فساد في الدنيا والدين، والله كان أعلم بالذي يصلح خلقه.
وقوله تعالى: ? يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ ?، أي: العقول والأفهام. ? لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?. قال ابن زيد: لعلك تتقي أن تقتله فتقتل به.
قال ابن كثير: والتقوى اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات.
قوله عز وجل: ? كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) ?.
كانت الوصية فريضة في ابتداء الإسلام للوالدين، والأقربين على من مات وله مال، ثم نسخت بآية الميراث. وفي السنن وغيرها عن عمرو بن خارجة قال: سمعت رسول الله ? يخطب وهو يقول: «إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث». وقال قتادة: قوله: ? كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ ?، فجعلت الوصية للوالدين والأقربين، ثم نسخ ذلك بعد ذلك فجعل لهما نصيب مفروض، فصارت الوصية لذوي القرابة الذين لا يرثون، وجعل للوالدين نصيب معلوم، ولا تجوز وصية لوارث.
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده». قال ابن عمر: ما مرت عليّ ليلة منذ سمعت رسول الله ? يقول ذلك إلا ووصيتي عندي. وروى ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه دخل على رجل من قومه يعوده، فقال له أوصني، فقال له علي: إنما قال الله: ? إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ?، إنما تركت شيئًا يسيرًا فاتركه لولدك.
وقوله تعالى: ? بِالْمَعْرُوفِ ?، قال ابن جرير: (وهو ما أذن الله فيه وأجازه في الوصية، مما يجوز الثلث، ولم يتعمد الموصي ظلم ورثته). انتهى.
وعن حنظلة بن حِذْيَم بن حنيفة أن جده حنيفة أوصى ليتيم في حجره بمائة من الإِبل، فشق ذلك على بنيه، فارتفعوا إلى رسول الله ? فقال حنيفة: إني أوصيت ليتيم لي بمائة من الإِبل كنا نسميها المطية، فقال النبي ?: «لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون، وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون، فإن كثرت فأربعون». الحديث رواه أحمد.
وقال ابن عباس: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع، فإن رسول الله ? قال: «الثلث، والثلث كثير». وقال الشعبي: إنما كانوا يوصون بالخمس أو الربع. وقال الحسن البصري: يوصي بالسدس، أو الخمس، أو الربع. وعن نافع أن ابن عمر لم يوص، وقال: أما مالي فالله أعلم ما كنت أصنع فيه في الحياة، وأما رباعي فما أحب أن يشرك ولدي فيها أحد. رواه ابن جرير.
قوله عز وجل: ? فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182) ?.
يقول تعالى: فمن بدل الوصية فزاد فيها أو نقص ? فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ?، والميت بريء منه، وقد وقع أجره على الله ? إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ?، أي: قد اطلع على ما أوصى به الميت وعلى ما غيره المبدل، لا تخفى عليه خافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/229)
وقوله تعالى: ? فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً ?، أي: جورًا وعدولاً عن الحق، أي: ظلمًا. قال السدي وغيره: الجنف: الخطأ، والإثم: العمد ? فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ ?، قال مجاهد: معنى الآية: أن الرجل إذا حضر مريضًا وهو يوصي فرآه يميل إما بتقصير أو إسراف، أو وضع الوصية في غير موضعها، فلا حرج على من حضره أن يأمره بالعدل وينهاه عن الجنف، فينظر للموصى له والورثة. وقال ابن عباس في قوله: ? فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً ?، يعني: إثمًا، يقول: إذا أخطأ الميت في وصيته أو حاف فيها، فليس على الأولياء حرج أن يردوا خطأه إلى الصواب. وقال قتادة في قوله: ? فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً ? قال: هو الرجل يوصي فيحيف في وصيته، فيردها الوالي إلى الحق والعدل. وقال أيضًا: من أوصى بجور أو جنف في وصيته، فردها والي المتوفي إلى كتاب الله وإلى العدل، فذاك له، أو إمام من أئمة المسلمين. وعن شهر بن حوشب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته، فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة». قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: ? تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ ? الآية، رواه عبد الرزاق. يشير إلى قوله تعالى: ? مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ * تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ?.
وقوله تعالى: ? إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ? فيه: الحث على ترك الإثم والميل، وفعل الإصلاح، ليحصل الغفران والرحمة. وبالله التوفيق.
* * *
http://dc213.4shared.com/img/312099322/183b1d6e/028.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) ?.
يقول تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ?، أي: فرض عليكم ? كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ? من الأنبياء والأمم. قال سعيد بن جبير: كان صوم من قبلنا من العتمة إلى الليلة القابلة، كما كان في ابتداء الإسلام. وقوله تعالى: ? لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ?، أي: لأن الصوم وسيلة إلى التقوى، لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات. كما ثبت في الصحيحين: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».
وقوله تعالى: ? أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ ?، أي: ثلاثين يومًا أو تسعة وعشرين يومًا.
وقوله تعالى: ? فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ?، أي: إذا أفطر المريض في حال مرضه، والمسافر في حال سفره صاما عدد ما أفطراه بعد رمضان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/230)
وقوله تعالى: ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ?. روى ابن جرير عن معاذ بن جبل قال: (إن رسول الله ? قدم المدينة فصام يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ثم إن الله عز وجل فرض شهر رمضان، فأنزل الله تعالى ذكره: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ? حتى بلغ: ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ?، فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينًا، ثم إن الله عز وجل أوجب الصيام على الصحيح المقيم، وثبت الإِطعام للكبير الذي لا يستطيع الصوم، فأنزل الله عز وجل: ? فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ ? إلى آخر الآية).
وقال ابن عباس في قوله تعالى: ? فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ?، ? فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً ?، فزاد إطعام مسكين آخر ? فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ?، ? وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ ?، وقال ابن شهاب: ? وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ ?، أي: أن الصيام خير لكم من الفدية. وعن الشعبي قال: نزلت هذه الآية للناس عامة: ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ?، وكان الرجل يفطر ويتصدق بطعامه على مسكين، ثم نزلت هذه الآية: ? فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ? قال: فلم تنزل الرخصة إلا للمريض والمسافر. وقال قتادة في قوله: ? وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ?، قال: كان فيها رخصة للشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة وهما يطيقان الصوم أن يطعما مكان كل يوم مسكينًا ويفطرا، ثم نسخ ذلك بالآية التي بعدها فقال: ? شَهْرُ رَمَضَانَ ? إلى قوله: ? فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ? فنسختها هذه الآية، فكان أهل العلم يرون ويرجون الرخصة تثبت للشيخ الكبير، والعجوز الكبيرة، إذا لم يطيقا الصوم أن يفطرا ويطعما كل يوم مسكينًا، وللحبلى إذا خشيت على ما في بطنها، وللمرضع إذا ما خشيت على ولدها.
وقوله تعالى: ? إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ?. قال ابن جرير: يعني: إن كنتم تعلمون خير الأمرين لكم أيها الذين آمنوا من الإفطار والفدية والصوم على ما أمركم الله به.
قوله عز وجل: ? شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) ?.
يمدح تعالى هذا الشهر؛ لأنه أنزل فيه القرآن، وفرض صيامه على المسلمين. وروى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله ? قال: «أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان». وقال ابن عباس: نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر إلى هذه السماء الدنيا جملة واحدة، وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء، ولا يجيء المشركون بمثل يخاصمون به إلا جاءهم الله بجوابه، وذلك قوله تعالى: ? وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً * وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ?.
وقوله تعالى: ? هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ?، أي: إرشادًا للناس إلى سبيل الحق ? وَبَيِّنَاتٍ ?، أي: واضحات من الهدى، يعني: من البينات الدالة على حدود الله وفرائضه وحلاله وحرامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/231)
وقوله: ? وَالْفُرْقَانِ ?، يعني: والفصل بين الحق والباطل. وقوله تعالى: ? فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ? قال ابن عباس في قوله: ? فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ? قال: هو إهلاله بالدار، يريد إذا هلّ وهو مقيم.
وقوله تعالى: ? وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ?.
قال البغوي: أباح الفطر لعذر المرض، والسفر، وأعاد هذا الكلام ليعلم أن هذا الحكم ثابت في النسخ ثبوته في المنسوخ.
وقوله تعالى: ? يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ?، عن أبي حمزة قال: سألت ابن عباس عن الصوم في السفر فقال: يسر وعسر، فخذ بيسر الله. وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه: (كنا نسافر مع النبي? فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم).
وقوله تعالى: ? وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ?، أي: إنما أرخص لكم في الإفطار للمرض والسفر، لإرادته بكم اليسر، وإنما أمركم بالقضاء لتكملوا عدة شهركم.
وقوله تعالى: ? وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ?، أي: ولتذكروا الله عند انقضاء عبادتكم، كما قال تعالى: ? فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ?.
قال البغوي: ? وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ ?، ولتعظموا الله ? عَلَى مَا هَدَاكُمْ ? أرشدكم إلى ما رضي به من صوم شهر رمضان، وخصكم به دون سائر أهل الملل. قال ابن عباس: هو تكبيرات ليلة الفطر ? وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? الله على نعمه.
قوله عز وجل: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) ?.
قال البغوي: روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قالت يهود أهل المدينة: يا محمد كيف يسمع ربنا دعاءنا؟ وأنت تزعم أن بيننا وبين السماء مسيرة خمسمائة عام؟ وأن غلظ كل سماء مثل ذلك؟ فنزلت هذه الآية. وقال الضحاك: سأل بعض الصحابة النبي ?فقالوا: أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله تعالى: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ?. وفيه إضمار، كأنه قال: فقلت لهم: ? إِنِّي قَرِيبٌ ? منهم بالعلم لا يخفى عليّ شيء، كما قال تعالى: ? وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ?. ثم ساق سنده عن أبي موسى الأشعري قال: (لما غزا رسول الله ? خيبرًا وتوجه رسول الله ? إلى خيبر، أشرف الناس على واد فرفعوا أصواتهم بالتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. فقال رسول الله ?: «أربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا، وهو معكم».
وقوله تعالى: ? أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ?، روى الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي ? قال: «ما من مسلم يدعو الله عزّ وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجّل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الأخرى، وإما أن يصرف عنه من السوء بمثلها». قالوا: إذًا نكثر قال: «الله أكثر».
وقوله تعالى: ? فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي ?، أي: فليجيبوا لي بالطاعة أجبهم بالعطاء. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: أن رسول الله ? قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي».
وقوله تعالى: ? وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ? أي: لكي يهتدوا.
يتبع ...
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 10:44 ص]ـ
لماذا لا نكمل البقرة الي نهايتها؟؟
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[12 - 06 - 10, 11:15 ص]ـ
نحتاج الى اسبوعين لاكمالها
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[12 - 06 - 10, 01:37 م]ـ
وما المانع نكملها لنهايتها
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[12 - 06 - 10, 04:22 م]ـ
النظام الذي نسير عليه كل يوم صفحتين، بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/232)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:41 م]ـ
السبت.--------> 19/ 06/2010.--------> الصفحة 29.--------> والصفحة 30
http://dc196.4shared.com/img/317309108/10e07de4/029.png?sizeM=7
http://dc200.4shared.com/img/320705168/dcd51ea1/t088.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) ?.
الرفث: كناية عن جماع. قال ابن عباس: إن الله حيي كريم يكني كل ما ذكر في القرآن من المباشرة والملامسة، والإفضاء والدخول والرفث، فإنما عنى به الجماع، وقال أيضًا: كان المسلمون في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة، ثم إن أناسًا من المسلمين أصابوا من النساء والطعام في شهر رمضان بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول الله r ، فأنزل الله تعالى: ? عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ ? الآية.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله إني أردت أهلي البارحة على ما يريد الرجل أهله، فقالت: إنها قد نامت. فظننتها تعتل، فواقعتها، فنزل في عمر ? أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ ?.
وقوله تعالى: ?هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ ?، أي: سكن لكم. ? وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ?. كما قال تعالى: ? وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ?، وقال تعالى: ? وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً ?، وقال تعالى: ? اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ?، وقال الربيع بن أنس: هنَّ فراش لكم وأنتم لحاف لهنَّ.
وقوله تعالى: ?فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ ?، أي: جامعوهن. ? وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ?. قال قتادة: وابتغوا الرخصة التي كتب الله كم بإباحة الأكل والشرب والجماع في اللوح المحفوظ.
وقوله تعالى: ?وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ?، في الصحيحين عن عدي بن حاتم قال: (لما نزلت هذه الآية: ? وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ?. عمدت إلى عقالين أحدهما أسود، والآخر أبيض، قال: فجعلتهما تحت وسادتي. قال: فجعلت أنظر إليهما فلما تبين لي الأبيض من الأسود أمسكت، فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله r فأخبرته بالذي صنعت، فقال: «إن وسادك إذًا لعريض. إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل». وروى مسلم وغيره عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله r : « لا يمنعكم من سحوركم أذان بلال، ولا الفجر المستطيل، ولكن الفجر المستطيل في الأفق». ولأحمد، والترمذي عن طلق أن رسول الله r قال: «كلوا واشربوا ولا يهدينكم الساطع المصعد، فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر». وقال ابن عباس: هما فجران، فأما الذي يسطع في السماء فليس يحل ولا يحرم شيئًا، ولكن الفجر الذي يستنير على رؤوس الجبال هو الذي يحرم الشراب. رواه عبد الرزاق.
وقوله تعالى: ?ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ?، في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله r : « إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، فقد أفطر الصائم». ولمسلم: «وغابت الشمس».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/233)
وقوله تعالى: ?وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ?. قال ابن عباس: هذا في الرجل يعتكف في المسجد في رمضان، أو في غير رمضان، فحرّم الله عليه أن ينكح النساء ليلاً أو نهارًا حتى يقضي اعتكافه.
وقوله تعالى: ? تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ ?، أي: التي نهاكم عنها. ? فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ? فينجو من العذاب، كما قال تعالى: ? هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ?.
قوله عز وجل: ? وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188) ?.
قال ابن عباس: هذا في الرجل يكون عليه مال وليس عليه فيه بيّنة، فيجحد المال، ويخاصم إلى الحكام وهو يعرف أن الحق عليه، وهو يعلم أنه آثم آكل الحرام. وقال مجاهد: لا تخاصم وأنت ظالم. وقال قتادة: لا تدل بمال أخيك إلى الحاكم وأنت تعلم أنك ظالم؛ فإن قضاءه لا يحل حرامًا. وفي الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله r قال: «ألا إنما أنا بشر، وإنما يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له بنحو مما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من نار، فليحملها أو يذرها».
قال قتادة: (اعلم يا ابن آدم أن قضاء القاضي لا يحل لك حرامًا، ولا يحق لك باطلاً وإنما يقضي القاضي بنحو ما يرى، وتشهد به الشهود، والقاضي بشر يخطئ ويصيب، واعلموا أن من قضي له بباطل أن خصومته لم تنقض حتى يجمع الله بينهما يوم القيامة، فيقضي على المبطل للحق بأجود مما قضي به للمبطل على المحق في الدنيا). والله أعلم.
قوله عز وجل: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) ?.
قال العوفي عن ابن عباس: (سأل الناس رسول الله r عن الأهلة، فنزلت هذه الآية: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ? يعلمون بها حل دينهم وعدة نسائهم ووقت حجهم).
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله r : « جعل الله الأهلة مواقيت للناس فصوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فعدوا ثلاثين يومًا». رواه عبد الرزاق.
وقوله تعالى: ?وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا ? روى البخاري عن البراء قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: ? وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ?.
وقوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? أي: اتقوا الله فافعلوا ما أمركم به واتركوا ما نهاكم عنه لتفوزوا غدًا إذا وقفتم بين يديه.
قوله عز وجل: ? وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ (190) ?.
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن ذلك في النساء والذرية، ومن لم ينصب لك الحرب منهم. وقال ابن عباس: يقول: لا تقتلوا النساء ولا الصبيان ولا الشيخ الكبير، ولا من ألقى إليكم السلام وكف يده، فإن فعلتم هذا فقد اعتديتم. وقال الربيع: هذه أول آية نزلت في القتال بالمدينة، فلما نزلت كان رسول الله r يقاتل من يقاتله، ويكفّ عم كفّ عنه حتى نزلت براءة.
http://dc131.4shared.com/img/317309208/12a6c3bd/030.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/234)
قوله عز وجل: ? وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) ?.
قال البغوي: أصل الثقافة الحذّ والبصر بالأمر، ومعناه: واقتلوهم حيث أبصرتم مقاتلتهم وتمكنتم من قتلهم، وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، وذلك أنهم أخرجوا المسلمين من مكة. فقال: أخرجوهم من ديارهم كما أخرجوكم من دياركم.
وقوله تعالى: ?وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ? قال مجاهد وغيره: يقول: الشرك أشد من القتل.
وقوله تعالى: ?وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?.
قال ابن كثير: وقوله: ? وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? كما جاء في الصحيحين: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، وإنها ساعتي هذه حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله r ، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم»، يعني بذلك صلوات الله وسلامه عليه: قتاله أهله يوم فتح مكة، فإنه فتحها عنوة وقتلت رجال منهم عند الخندمة، وقيل: صلحًا؛ لقوله: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».
وقوله: ? حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ?، يقول تعالى: ? وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? إلا أن يبدءوكم بالقتال فيه، فلكم حينئذٍ قتالهم وقتلهم دفعًا للصائل، كما بايع النبي r أصحابه يوم الحديبية تحت الشجرة على القتال؛ لما تألبت عليه بطون قريش، ومن والاهم من أحياء ثقيف، والأحابيش عامئذ، ثم كفّ الله القتال بينهم، فقال: ? وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ?. وقال: ? وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ?.
وقوله: ? فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، أي: فإن تركوا القتال في الحرام، وأنابوا إلى الإِسلام والتوبة؛ فإن الله يغفر ذنوبهم؛ ولو كانوا قد قتلوا المسلمين في حرم الله، فإنه تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب منه إليه. انتهى.
قوله عز وجل: ? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) ?.
قال البغوي: وقاتلهم، يعني: المشركين، ? حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ? أي: شرك، يعني: قاتلوهم حتى يسلموا، فلا يقبل من الوثني إلا الإِسلام، فإن أبى قُتل. ? وَيَكُونَ الدِّينُ ?، أي: الطاعة والعبادة لله وحده، فلا يعبد شيء دونه. قال نافع: جاء رجل إلى ابن عمر في فتنة ابن الزبير، فقال: ما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن الله حرم دم أخي قال: ألا تسمع ما ذكره الله عز وجل: ? وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ? فقال: ابن أخي، ولأن أعتبر بهذه الآية ولا أقاتل، أحبّ إليّ من أن أعتبر بالآية التي يقول الله عز وجل: ? وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً ? قال: ألم يقل الله: ? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ? قال: قد فعلنا على عهد رسول الله r إذ كان الإسلام قليلاً وكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلونه أو يعذبونه، حتى كثر الإِسلام فلم تكن فتنة، وكان الدين لله،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/235)
وأنتم تريدون أن تقاتلوهم حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله. انتهى.
وقوله تعالى: ?فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ?، قال الربيع: هم المشركون. وقال مجاهد: ? فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ?، يقول: لا تقاتلوا إلا من قاتلكم.
قوله عز وجل: ? الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) ?.
قال ابن عباس وغيره: (لما سار رسول الله r معتمرًا في ست من الهجرة، وحبسه المشركون عن الدخول والوصول إلى البيت، وصدوه بمن معه من المسلمين في ذي القعدة، وهو شهر حرام، حتى قاضهم على الدخول من قابل، فدخلها في السنة الآتية هو ومن كان معه من المسلمين، وأقصه الله منهم، فنزلت في ذلك هذه الآية: ? الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ? وعن جابر بن عبد الله قال: (لم يكن رسول الله r يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزي ونغزو، فإذا حضره أقام حتى ينسلخ). رواه أحمد.
وقوله تعالى: ?فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ? سمي الجزاء باسم الابتداء، كما قال تعالى: ? وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ? قال ابن كثير: أمر تعالى بالعدل حتى في المشركين.
وقوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ?، أمر لهم بطاعة الله وتقواه، وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة.
قوله عز وجل: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) ?.
قال ابن عباس في قوله: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?: ليس ذلك في القتال إنما هو في النفقة أن تمسك بيدك عن النفقة في سبيل الله، ولا تلق بيدك إلى التهلكة.
وروى أبو داود وغيره عن أسلم بن عمران قال: (حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صفّ العدو حتى خرقه، ومعنا أبو أيوب الأنصاريّ، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية منكم، إنما نزلت فينا. صحبنا رسول الله r ، وشهدنا معه المشاهد، ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار نجيًا، فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه r ، ونصره حتى فشا الإسلام، وكثر أهله، وكنا قد آثرنا على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهم، فنزل فينا: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?، فكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد).
وروى ابن مردويه عن النعمان بن بشير في قوله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?، أن يذنب الرجل الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: والأول أظهر، لتصديره الآية بذكر النفقة، فهو المعتمد في نزولها. وأما قصرها عليه ففيه نظر؛ لأن العمدة بعموم اللفظ إلى أن قال: وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو، فصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته، وظنه أنه يرهب العدو بذلك، أو يجرئ المسلمين عليهم، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة، فهو حسن. ومتى كان مجرد تهور فممنوع، ولاسيما إن ترتب على ذلك وهن في المسلمين والله أعلم. انتهى.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/236)
قوله عز وجل: ? وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) ?.
قال البغوي: أصل الثقافة الحذّ والبصر بالأمر، ومعناه: واقتلوهم حيث أبصرتم مقاتلتهم وتمكنتم من قتلهم، وأخرجوهم من حيث أخرجوكم، وذلك أنهم أخرجوا المسلمين من مكة. فقال: أخرجوهم من ديارهم كما أخرجوكم من دياركم.
وقوله تعالى: ?وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ? قال مجاهد وغيره: يقول: الشرك أشد من القتل.
وقوله تعالى: ?وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?.
قال ابن كثير: وقوله: ? وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? كما جاء في الصحيحين: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، وإنها ساعتي هذه حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شجره، ولا يختلى خلاه، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله r ، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم»، يعني بذلك صلوات الله وسلامه عليه: قتاله أهله يوم فتح مكة، فإنه فتحها عنوة وقتلت رجال منهم عند الخندمة، وقيل: صلحًا؛ لقوله: «من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».
وقوله: ? حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ?، يقول تعالى: ? وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? إلا أن يبدءوكم بالقتال فيه، فلكم حينئذٍ قتالهم وقتلهم دفعًا للصائل، كما بايع النبي r أصحابه يوم الحديبية تحت الشجرة على القتال؛ لما تألبت عليه بطون قريش، ومن والاهم من أحياء ثقيف، والأحابيش عامئذ، ثم كفّ الله القتال بينهم، فقال: ? وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ ?. وقال: ? وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ?.
وقوله: ? فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، أي: فإن تركوا القتال في الحرام، وأنابوا إلى الإِسلام والتوبة؛ فإن الله يغفر ذنوبهم؛ ولو كانوا قد قتلوا المسلمين في حرم الله، فإنه تعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب منه إليه. انتهى.
قوله عز وجل: ? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) ?.
قال البغوي: وقاتلهم، يعني: المشركين، ? حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ? أي: شرك، يعني: قاتلوهم حتى يسلموا، فلا يقبل من الوثني إلا الإِسلام، فإن أبى قُتل. ? وَيَكُونَ الدِّينُ ?، أي: الطاعة والعبادة لله وحده، فلا يعبد شيء دونه. قال نافع: جاء رجل إلى ابن عمر في فتنة ابن الزبير، فقال: ما يمنعك أن تخرج؟ قال: يمنعني أن الله حرم دم أخي قال: ألا تسمع ما ذكره الله عز وجل: ? وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ? فقال: ابن أخي، ولأن أعتبر بهذه الآية ولا أقاتل، أحبّ إليّ من أن أعتبر بالآية التي يقول الله عز وجل: ? وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً ? قال: ألم يقل الله: ? وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ? قال: قد فعلنا على عهد رسول الله r إذ كان الإسلام قليلاً وكان الرجل يفتن في دينه إما يقتلونه أو يعذبونه، حتى كثر الإِسلام فلم تكن فتنة، وكان الدين لله،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/237)
وأنتم تريدون أن تقاتلوهم حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله. انتهى.
وقوله تعالى: ?فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ?، قال الربيع: هم المشركون. وقال مجاهد: ? فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ ?، يقول: لا تقاتلوا إلا من قاتلكم.
قوله عز وجل: ? الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) ?.
قال ابن عباس وغيره: (لما سار رسول الله r معتمرًا في ست من الهجرة، وحبسه المشركون عن الدخول والوصول إلى البيت، وصدوه بمن معه من المسلمين في ذي القعدة، وهو شهر حرام، حتى قاضهم على الدخول من قابل، فدخلها في السنة الآتية هو ومن كان معه من المسلمين، وأقصه الله منهم، فنزلت في ذلك هذه الآية: ? الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ? وعن جابر بن عبد الله قال: (لم يكن رسول الله r يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزي ونغزو، فإذا حضره أقام حتى ينسلخ). رواه أحمد.
وقوله تعالى: ?فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ? سمي الجزاء باسم الابتداء، كما قال تعالى: ? وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ? قال ابن كثير: أمر تعالى بالعدل حتى في المشركين.
وقوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ?، أمر لهم بطاعة الله وتقواه، وإخبار بأنه تعالى مع الذين اتقوا بالنصر والتأييد في الدنيا والآخرة.
قوله عز وجل: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) ?.
قال ابن عباس في قوله: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?: ليس ذلك في القتال إنما هو في النفقة أن تمسك بيدك عن النفقة في سبيل الله، ولا تلق بيدك إلى التهلكة.
وروى أبو داود وغيره عن أسلم بن عمران قال: (حمل رجل من المهاجرين بالقسطنطينية على صفّ العدو حتى خرقه، ومعنا أبو أيوب الأنصاريّ، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال أبو أيوب: نحن أعلم بهذه الآية منكم، إنما نزلت فينا. صحبنا رسول الله r ، وشهدنا معه المشاهد، ونصرناه، فلما فشا الإسلام وظهر اجتمعنا معشر الأنصار نجيًا، فقلنا: قد أكرمنا الله بصحبة نبيه r ، ونصره حتى فشا الإسلام، وكثر أهله، وكنا قد آثرنا على الأهلين والأموال والأولاد، وقد وضعت الحرب أوزارها، فنرجع إلى أهلينا وأولادنا فنقيم فيهم، فنزل فينا: ? وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?، فكانت التهلكة في الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد).
وروى ابن مردويه عن النعمان بن بشير في قوله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ?، أن يذنب الرجل الذنب فيقول: لا يغفر لي، فأنزل الله: ? وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: والأول أظهر، لتصديره الآية بذكر النفقة، فهو المعتمد في نزولها. وأما قصرها عليه ففيه نظر؛ لأن العمدة بعموم اللفظ إلى أن قال: وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو، فصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته، وظنه أنه يرهب العدو بذلك، أو يجرئ المسلمين عليهم، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة، فهو حسن. ومتى كان مجرد تهور فممنوع، ولاسيما إن ترتب على ذلك وهن في المسلمين والله أعلم. انتهى.
* * *
يتبع, ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:45 م]ـ
الأحد.--------> 20/ 06/2010.--------> الصفحة 31.--------> والصفحة 32
http://dc221.4shared.com/img/317309263/d32ebdb3/031.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/238)
قوله عز وجل: ? الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) ?.
قال ابن عباس: لا ينبغي لأحد أن يحرم بالحج إلا في شهور الحج، من أجل قول الله تعالى: ? الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ?. وقال ابن عمر: هي: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة. قال ابن جرير: وصح إطلاق الجمع على شهرين وبعض الثالث للتغليب.
وقوله تعالى: ?فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ? قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ? فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ ? يقول: من أحرم بحج أو عمرة.
وقوله: ? فَلاَ رَفَثَ ?، أي: من أحرم بحج أو عمرة فليجتنب الرفث وهو الجماع. وكان ابن عمر يقول: الرفث: إتيان النساء، والتكلم بذلك للرجال والنساء، إذا ذكروا ذلك بأفواههم. وقال ابن عباس: الرفث: التعريض بذكر الجماع، وهي العرابة في كلام العرب، وهو أدنى الرفث. وقال عطاء: الرفث الجماع وما دونه من قول الفحش. وقال طاوس: هو أن يقول للمرأة إذا حللت أصبتك.
وقوله: ? وَلاَ فُسُوقَ ?. قال ابن عباس وغيره: هي المعاصي. وفي الصحيحين عن النبي r : « من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وقوله تعالى: ?وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ?. قال مجاهد: قد بين الله أشهر الحج، فليس فيه جدال بين الناس. وقال ابن عباس: ? وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ?. قال: المراء في الحج. وقال ابن مسعود في قوله: ? وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ?. قال: أن تماري صاحبك حتى تغضبه، وكذا قال ابن عباس وغيره، وقال ابن عمر: الجدال في الحج السباب والمنازعة، وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله r : « من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده، غفر له ما تقد من ذنبه». رواه أحمد.
وقوله تعالى: ? وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ ?، لمّا نهاهم عن إتيان القبيح حثهم على فعل الجميل، وأخبرهم أنه عالم به وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة.
وقوله تعالى: ?وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ?. روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزوجون، ويقولون: نحن المتوكلون فأنزل الله: ? وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ?.
وقوله تعالى: ? فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ?، لمّا أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا، أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى، كما قال تعالى: ? يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ?. وقال مقاتل: لما نزلت هذه الآية: ? وَتَزَوَّدُواْ ? قام رجل من فقراء المسلمين فقال: يا رسول الله ما نجد ما نتزوده، فقال رسول الله r : « تزود ما تكف به وجهك عن الناس، وخير ما تزودتم التقوى». رواه ابن أبي حاتم.
وقوله: ? وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ ?، أي: العقول، والأفهام، أي: احذروا عقابي وعذابي لمن خالفني وعصاني.
قوله عز وجل: ? لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/239)
روى البخاري وغيره عن ابن عباس قال: (كانت عكاظ ومجنة وذوى المجاز أسواقًا في الجاهلية، فتأثموا أن يتّجروا في الموسم فنزلت: ? لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ ? في مواسم الحج). وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده. وروى أحمد وغيره عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكري فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت، وتأتون بالمعروف، وترمون الجمار، وتحلقون رءوسكم؟ قال: قلنا: بلى. فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي r فسأله عن الذي سألتني فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية: ? لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ ? فدعاه النبي r فقال: «أنتم حجاج».
وقوله تعالى: ? فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ?. روى أحمد وأهل السنن عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: سمعت رسول الله r يقول: «الحج عرفات، - ثلاثًا - فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك». الحديث.
وفي حديث جابر الطويل: (فلم يزل واقفًا - يعني: بعرفة - حتى غابت الشمس وبدت الصفرة قليلاً، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه. ودفع رسول الله r وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: «أيها الناس السكينة السكينة». كلما أتى جبلاً أرخى لها قليلاً حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئًا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب الْقَصْوَاءَ حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة، فدعا الله وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفًا حتى أسفر جدًا فدفع قبل أن تطلع الشمس). الحديث رواه مسلم.
وروى أحمد عن جبير بن مطعم عن النبي r قال: «كل عرفات موقف وادفعوا عن عرفة، وكل مزدلفة موقف وادفعوا عن محسر، وكل فجاج مكة منحر، وكل أيام التشريق ذبح».
وقوله تعالى: ? وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ ?، أي: واذكروه بالتوحيد والتعظيم كما هداكم لدينه، ومناسك حجه. ? وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ ?، أي: وقد كنتم من قبل هذا الهدى لمن الضالين الجاهلين بدينهم.
وقوله تعالى: ?ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?. قال أهل التفسير: كانت قريش وحلفاؤها ومن دان بدينها وهم الحمس، يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن أهل الله، وقطان حرمه، فلا نخلف الحرم، ولا نخرج منه، ويتعظمون أن يقفوا مع سائر العرب بعرفات، فإذا أفاض الناس من عرفات أفاض الحمس من المزذلفة، فأمرهم الله أن يقفوا بعرفات، ويفيضوا منها إلى جمع مع سائر الناس. وقال الضحاك بن مزاحم: ? ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ?، قال: هو إبراهيم. وروى عن ابن عباس ما يقتضي أن المراد بالإفاضة ها هنا هي: الإِفاضة من المزدلفة إلى منى لرمي الجمار. والله أعلم.
وقوله تعالى: ?وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، كثيرًا ما يأمر الله بذكره واستغفاره بعد قضاء العبادات، كما ورد ذلك في أدبار الصلوات وغيرها، ومن ذلك: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغور الرحيم». وكان r يستغفر بعد السلام ثلاثًا؛ وفائدة الاستغفار الذل والانكسار بين يدي الجبار، كما في سيد الاستغفار: «اللهم أنت ربي لا إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت». قال رسول الله r : « من قالها في ليلة فمات في ليلته دخل الجنة، ومن قالها في يومه فمات دخل الجنة». رواه البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/240)
قوله عز وجل: ? فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ (200) وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) ?.
يأمر تعالى بذكره دائمًا والإكثار منه بعد قضاء المناسك. قال سعيد ابن جبير عن ابن عباس: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله على محمد r : ? فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ?.
وقوله تعالى: ?فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ?، أي: حظ ونصيب، قال ابن عباس: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث، وعام خصب، وعام ولاد حسن، لا يذكرون من أمر الآخرة شيئًا، فأنزل الله فيهم: ? فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ?، وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأنزل الله: ? أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ?.
http://dc239.4shared.com/img/317309394/cb105ee8/032.png?sizeM=7
http://dc268.4shared.com/img/320705283/d7c254fe/t089.png?sizeM=7
وقوله تعالى: ?وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ?. قال ابن عباس: الأيام المعدودات: أيام التشريق، والأيام المعلومات: أيام العشر. وفي الحديث عن النبي r : « لا تصوموا هذه الأيام - يعني: أيام منى - فإنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل». رواه ابن جرير. وقال ابن عباس وغيره: الأيام المعدودات أربعة أيام: يوم النحر، وثلاثة بعده.
وقوله تعالى: ?فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ?. قال قتادة: قوله: ? فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ?، أي: من أيام التشريق ? فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ ?، ومن أدركه الليل بمنى من اليوم الثاني من قبل أن ينفر، فلا نفر له حتى تزول الشمس من الغد، ? وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ?، يقول: ومن تأخر إلى اليوم الثالث من أيام التشريق ? فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ?. قال ابن مسعود: ? فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ ?، أي: غفر له. ? وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ? قال: غفر له. وقال أبو العالية: ? فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ?، قال: ذهب إثمه كله إن اتقى فيما بقي. وقال قتادة: ذكر لنا أن ابن مسعود كان يقول: من اتقى في حجه غفر له ما تقدم من ذنبه , أو ما سلف من ذنوبه.
وقوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ?، أي: اتقوا الله بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه، ? وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ? فيجزيكم بأعمالكم. والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/241)
قال السدي: نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وهو حليف لبني زهرة وأقبل إلى النبي r بالمدينة فأظهر له الإسلام، فأعجب النبي r ذلك منه وقال: إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم أني صادق، وذلك قوله: ? وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ ?، ثم خرج من عند النبي r ، فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر، فأحرق الزرع وعقر الحمر، فأنزل الله عزّ وجل: ? وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ?.
وقال أبو معشر: سمعت سعيدًا المقبري يذاكر محمد بن كعب فقال سعيد: إن في بعض الكتب أن لله عبادًا ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين، يجترون الدنيا بالدين. قال الله تبارك وتعالى: أعليّ يجترئون وبي يفترون؟ فبعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيرانًا. فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله جل ثناؤه. فقال سعيد: وأين هو من كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل: ? وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ?، فقال سعيد: قد عرفت فيم أنزلت هذه الآية؟ فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد.
وقال الضحاك: ? وَإِذَا تَوَلَّى ?، أي: ملك الأمر وصار واليًا، ? سَعَى فِي الأَرْضِ ?، قال مجاهد: إذا ولى يعمل بالعدوان والظلم، فأمسك الله المطر وأهلكم الحرث والنسل.
وقال قتادة: قوله: ? وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ?، يقول: شديد القسوة في معصية الله، جدّال بالباطل، وإذا شئت رأيته عالم اللسان جاهل العمل، يتكلم بالحكمة ويعمل بالخطيئة. وفي الحديث عن النبي r : « إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم». رواه البخاري وغيره.
وقوله تعالى: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ?، أي: إذا وعظ هذا الفاجر حملته العزة والغضب على الفعل بالإِثم، ? فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ?، أي: كافية ? وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ? الفراش. وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى: ? وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ?. قال ابن مسعود: إن من أكبر الذنب عند الله أن يقال للعبد: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك.
قوله عز وجل: ? وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) ?.
قال ابن عباس وغيره: نزلت في صهيب بن سنان الرومي، وذلك وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة منعه الناس أن يهاجر بماله، وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر فعل، فتخلص منهم وأعطاهم ماله، فأنزل الله فيه هذه الآية، فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف الحرة فقالوا له: ربح البيع، فقال: وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم، وما ذاك؟ فأخبروه أن الله أنزل فيه هذه الآية.
وعن صهيب قال: لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي r قالت لي قريش: يا صهيب قدمت إلينا ولا مال لك، وتخرج أنت ومالك؟ والله لا يكون ذلك أبدًا فقلت: أرأيتم إن دفعت إليكم مالي تخلون عني؟ قالوا: نعم. فدفعت إليهم مالي فخلوا عني فخرجت حتى قدمت المدينة، فبلغ ذلك النبي r فقال: «ربح صهيب، ربح صهيب». مرتين. رواه ابن مردويه.
وقال ابن عباس: نزلت في سرية الرجيع. وعن المغيرة قال: بعث عمر جيشًا فحاصروا أهل الحصن، فتقدم رجل من بجيلة فقاتل فقتل، فأكثر الناس يقولون فيه: ألقى بيده إلى التهلكة. قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: كذبوا أليس الله عز وجل يقول: ? وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ?؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/242)
قال ابن كثير: وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله، كما قال تعالى: ? إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?.
وقال ابن جرير: هي عامة في كل من باع نفسه في طاعة الله، وإن كان نزولها بسبب من الأسباب، هذا معنى كلامه.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) ?.
قال ابن عباس وغيره: ? ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ ? يعني: الإسلام. ? كَآفَّةً ? جميعًا.
وقال مجاهد: أي: اعملوا بجميع الأعمال ووجوه البر، ? وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ? فيما يأمركم به، ? إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ?.
وقوله تعالى: ?فَإِن زَلَلْتُمْ ?، أي: ضللتم ? مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ ? أي: الدلالات الواضحات ? فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? قال قتادة: عزيز في نقمته، حكيم في أمره.
قوله عز وجل: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ (210) ?.
يقول تعالى مهددًا للكافرين: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ ? يوم القيامة ? فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ ? لفصل القضاء والملائكة، كما قال تعالى: ? هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ?، وقال تعالى: ? كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ?. وفي حديث الصور: «وينزل الجبار عز وجل في ظلل من الغمام والملائكة، ولهم زجل من تسبيحهم يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، سبوح قدوس، سبحان ربنا الأعلى، سبحان ذي السلطان والعظمة، سبحانه سبحانه أبدًا أبدًا». رواه ابن جرير.
قال سفيان بن عيينة: كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره: قراءته والسكوت عليه، ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله.
وقوله تعالى: ?وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ?، أي: فصل الله القضاء بين الخلق، وجزي كلٌ بعمله، ودخل كلٌ منزله: فريق في الجنة وفريق في السعير، كما قال تعالى: ? وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ?.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:48 م]ـ
الإثنين.--------> 21/ 06/2010.--------> الصفحة 33.--------> والصفحة 34
http://dc224.4shared.com/img/317309519/79f5d4ef/033.png?sizeM=7
http://dc270.4shared.com/img/320705292/b9de5529/t090.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/243)
يقول تعالى: ? سَلْ ? يا محمد، ? بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ?، أي: حجة قاطعة بصدق موسى فيما جاءهم به، كاليد، والعصا، وفلق البحر، وضرب الحجر، وتظليل الغمام، وغير ذلك من الآيات، ومع هذا أعرض كثير منهم وبدلوا وكذبوا الأنبياء، ولهذا قال: ? وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?، كما قال تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ ?.
قوله عز وجل: ? زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (212) ?.
يقول تعالى: ? زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ? فآثروها على الآخرة، ? وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ ? حيث آثروا الآخرة وأعرضوا عما يشغلهم عنها. ? وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ? كما قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ?.
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ?، أي: يعطي من يشاء من خلقه عطاء كثيرًا بلا حصر في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: ? انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ?.
قوله عز وجل: ? كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) ?.
قال ابن عباس: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين.
وقوله تعالى: ? وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ?، أي: الكتب بالحق، أي: الصدق والعدل، ? لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ ? من أمور دينهم ودنياهم. ? وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ ?، أي: الكتاب، ? إِلا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ ?، كما قال تعالى: ? شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ?.
قال الربيع بن أنس في قوله: ? فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ?، أي: عند الاختلاف، أنهم كانوا على ما جاءت به الرسل قبل الاختلاف، أقاموا على الإخلاص لله عز وجل وعبادته وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فأقاموا على الأمر الأول الذي كان قبل الاختلاف، واعتزلوا الاختلاف، وكانوا شهداء على الناس يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/244)
وقوله تعالى: ?وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?. قال أبو العالية في هذه الآية المخرج من الشبهات، والضلالات، والفتن. وعن عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله r كان إذا قام من الليل يقول: «اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم». رواه البخاري، ومسلم.
قوله عز وجل: ? أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214) ?.
قال عطاء: لما دخل رسول الله r وأصحابه المدينة، اشتد عليهم الضر لأنهم خرجوا بلا مال، وتركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا مرضاة الله ورسوله، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله r ، وأسرّ قوم النفاق، فأنزل الله تعالى تطييبًا لقلوبهم: ? أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ ?. قال مجاهد وغيره: ? الْبَأْسَاء ?: الفقر، ? وَالضَّرَّاء ?: السقم، ? وَزُلْزِلُواْ ?: خوفوا من الأعداء. ? حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ ?، أي: ما زال البلاء بهم حتى استبطئوا النصر. قال الله تعالى: ? أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ?، وهذه الآية كقوله تعالى: ? الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ?. وفي الحديث الصحيح: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا». والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) ?.
قال مقاتل: هذه الآية في نفقة التطوع، ومعنى الآية: يسألونك كيف ينفقون؟ فبين لهم تعالى ذلك قال: ? قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ?، أي: اصرفوا نفقتكم في هذه الوجوه، كما في الحديث: «أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك»، قال ميمون بن مهران: هذه مواضع النفقة، ما ذكر فيها طبل ولا مزمار، ولا تصاوير الخشب ولا كسوة الحيطان.
وقوله تعالى: ?وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ?، أي: فيجازيكم عليه.
http://dc148.4shared.com/img/317309530/321f0ec9/034.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) ?.
قال الزهري: الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد، فالقاعد عليه إذا استعين أن يعين، وإذا استغيث أن يغيث، وإذا استنفر أن ينفر، وإن لم يحتج إليه قعد.
وقوله تعالى: ? وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ?، أي: شديد عليكم، ? وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ?، لأن في الغزو إحدى الحسنيين: إما الظفر والغنيمة، وإما الشهادة والجنة. ? وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ?، فإن الذل في القعود، ? وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ?، أي: هو أعلم بعواقب الأمور منكم، وأخبر بما فيه صلاحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/245)
قوله عز وجل: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (218) ?.
سبب نزول هذه الآية: (أن رسول الله r بعث عبد الله بن جحش في جمادي الآخرة، قبل وقعة بدر، ونفرًا معه سرية، فلقوا عمرو بن الحضرمي وهو مقبل من الطائف في آخر ليلة، من جمادي، وكانت أول رجب، ولم يشعروا، فقتله رجل منهم وأخذوا ما كان معه). قال ابن عباس: وإن المشركين أرسلوا يعيرونه بذلك، فقال الله تعالى: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ ?، إخراج أهل المسجد الحرام أكبر من الذي أصاب محمد r ، والشرك أشد منه.
وقال ابن إسحاق: ? الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ?، أي: قد كانوا يفتنون المسلم في دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه، فذلك أكبر عند الله من القتل، ? وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ? أي: ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه، غير تائبين ولا نازعين.
قال البغوي: قوله تعالى: ? قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ? عظيم، تم الكلام ها هنا، ثم ابتدأ فقال: ? وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ ?.
قال ابن جرير في قوله تعالى: ?وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ?، (وتأويل الكلام: وصد عن سبيل الله وكفر به وعن المسجد الحرام، وإخراج أهل المسجد الحرام، وهم أهله وولاته، أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام، فالصد عن سبيل الله مرفوع بقوله: ? أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ ?، وقوله: ? وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ ?، عطف على الصد، ثم ابتدأ الخبر عن الفتنة فقال: ? وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ?، يعني: الشرك أعظم وأكبر من القتل، يعني: مِنْ قَتْلِ ابن الحضرمي الذي استنكرتم قتله في الشهر الحرام). انتهى.
قال ابن هشام: وقال عبد الله بن جحش:
تعدون قتلي في الحرام عظيمة (
وأعظم منه لو يرى الرشد راشد (
صدودكم عما يقول محمد (
وكفر به ولله راء وشاهد (
وإخراجكم من مسجد الله أهله (
لئلا يرى لله في البيت ساجد (
وروى ابن جرير عن جندب بن عبد الله قال: لما كان من أمر عبد الله بن جحش وأصحابه، وأمر ابن الحضرمي ما كان، قال بعض المسلمين: إن لم يكن أصابوا في سفرهم، أظنه قال: وزرًا، فليس لهم فيه أجر، فأنزل الله: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، قال قتادة: أثنى الله على أصحاب نبيه محمد r أحسن الثناء، هؤلاء خيار هذه الأمة، ثم جعلهم الله أهل رجاء كما تسمعون، وأنه من رجا طلب، ومن خاف هرب.
قوله عز وجل: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ?.
الخمر: ما خامر العقل، والميسر: القمار. وقال القاسم بن محمد: كل ما ألهى عن ذكر الله وعن صلاته فهو ميسر.
وقوله تعالى: ?قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ?.
قال ابن كثير: (أما إثمهما فهو في الدين، وأما المنافع فدنيوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/246)
وقوله تعالى: ?وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ?، قال ابن جرير: يعني بذلك عز ذكره: والإثم بشرب هذه، والقمار بهذا، أَعظم وأكبر مضرة عليهم من النفع الذي يتناولون بهما؛ وإنما كان ذلك كذلك لأنهم كانوا إذا سكروا وثب بعضهم على بعض، وقاتل بعضهم بعضًا، وإذا ياسروا وقع بينهم فيه بسببه الشر، فأداهم ذلك إلى ما يأثمون به، ونزلت هذه الآية في الخمر قبل أن يصرح بتحريمها). انتهى.
وروى الإمام أحمد وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما نزلت تحريم الخمر قال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت هذه الآية التي في البقرة: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ? فدعي عمر، فقرئت عليه فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت الآية التي في النساء: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى ?، فكان منادي رسول الله r إذا أقام الصلاة نادى: أن لا يقربن الصلاة سكران، فدعي عمر فقرئت عليه فقال: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا، فنزلت الآية التي في المائدة، فدعي عمر فقرئت عليه، فلما بلغ ? فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ?، قال عمر: انتهينا انتهينا، وزاد ابن أبي حاتم: (أنها تذهب المال وتذهب العقل).
قوله عز وجل: ? وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ?.
قال ابن عباس وغيره: العفو ما يفضل عن أهلك، وفي الحديث الصحيح: «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول»، وقوله تعالى: ? كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ?، أي: كما فصل لكم هذه الأحكام وبينها، كذلك يبين لكم سائر الآيات في أحكامه ووعده ووعيده. ? لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ?، أي: في زوال الدنيا وبقاء الآخرة فتعملوا لها.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:51 م]ـ
الثلاثاء.--------> 22/ 06/2010.--------> الصفحة 35.--------> والصفحة 36
http://dc274.4shared.com/img/317309532/dc116fe5/035.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) ?.
قال ابن عباس: لما نزلت: ? وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?، و ? إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ?، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله r فأنزل الله: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ?، رواه ابن جرير وغيره. وقال الربيع: للولي الذي يلي أمرهم فلا بأس عليه في ركوب الدابة أو شرب اللبن أو يخدمه الخادم، وقال السدي: كان العرب يشددون في اليتيم، حتى لا يأكلوا معه في قصعة واحدة، ولا يركبوا له بعيرًا، ولا يستخدموا له خادمًا، فجاءوا إلى النبي r فسألوه عنه فقال: ? قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ?، يصلح له ماله وأمره له خير، وأن يخالطه فيأكل معه ويطعمه، ويركب راحلته ويحمله، ويستخدم خادمه ويخدمه، فهو أجود.
? وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ?، فقال ابن زيد: والله يعلم حين تخلط مالك بماله، أتريد أن تصلح ماله أو تفسده فتأكله بغير حق.
وقوله تعالى: ?وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ ?، قال ابن عباس: لأخرجكم فضيّق عليكم ولكنه وسّع ويسّر، فقال: ? وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/247)
وقوله تعالى: ?إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ?، أي: عزيز في سلطانه، حكيم فيما صنع من تدبيره وترك الأعنات.
قال ابن كثير: وقوله ? وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? أي: ولو شاء الله لضيَّق عليكم وأحرجكم، ولكنه وسَّع عليكم وخفف عنكم، وأباح لكم مخالطتهم بالتي هي أحسن. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) ?.
قال علي بن أبي طلحة في قوله: ? وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ?: استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب.
وقوله تعالى: ? وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ?، قال السدي: نزلت في عبد الله بن رواحة، كانت له أمة سوداء فغضب عليها فلطمها، ثم فزع فأتى رسول الله r فأخبره خبرهما، فقال له: «ما هي»؟ قال: تصوم وتصلي وتحسن الوضوء، وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله r ، فقال: «يا عبد الله هذه مؤمنة»، فقال: والذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا: نكح أمته، وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم، فأنزل الله: ? وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ?.
وقوله تعالى: ?وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ ?.
قال البغوي: هذا إجماع لا يجوز للمسلمة أن تنكح المشرك.
وقوله تعالى: ?أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ?، أي: معاشرتهم ومخالطتهم تبعث على إيثار الدنيا على الآخرة، وهو موجب للنار. ? وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ?، أي: بأمره، ? وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ?، وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي r : « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».
قوله عز وجل: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ?
روى مسلم وغيره عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها، فقال النبي r : « اصنعوا كل شيء إلا النكاح».
وقوله تعالى: ?فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ ?، يعني: الفرج، قاله ابن عباس وغيره، وروى الإِمام أحمد وغيره عن عبد الله بن سعد الأنصاري أنه سأل رسول الله r : ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: «ما فوق الإِزار». وقوله تعالى: ? وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ ?، أي: لا تجامعوهن حتى يطهرن من الحيض ? فَإِذَا تَطَهَّرْنَ ? أي: اغتسلن، ? فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ ?. قال ابن عباس: طؤهن في الفروج ولا تعدوه إلى غيره. ? إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ?، من الذنب، ? وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ?، أي: المتنزهين عن الأقذار والأذى، ومن ذلك إتيان الحائض، والوطء في الدبر.
قوله عز وجل: ? نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/248)
قال ابن عباس: الحرث موضع الولد ? فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ?، أي: كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد. وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا جامع الرجل امرأته في دبرها في قبلها كان الولد أحول. فنزلت: ? نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ?.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أناس من الأنصار، أتوا النبي r فسألوه فقال النبي r : « ائتها على كل حال، إذا كان في الفرج»، وفي حديث آخر: «أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة»، وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : « ملعون من أتى امرأته في دبرها».
وقوله تعالى: ? وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ ?، قال السدي: يعني: الخير والعمل الصالح. وقال مجاهد: يعني: إذا أتى أهله فليدْعُ، وفي الصحيحين عن النبي r قال: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدًا».
وقوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ اللّهَ ?، أي: خافوا الله فلا ترتكبوا ما نهاكم عنه. ? وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ ?، فيجازيكم بأعمالكم. ? وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ?، المطيعين بجزيل ثواب الله لهم.
http://dc223.4shared.com/img/317309625/5928755e/036.png?sizeM=7
http://dc233.4shared.com/img/320705116/742ca561/t091.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ?.
قال ابن عباس في قوله تعالى ? وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ ?: لا تجعلن الله عرضة ليمينك ألا تصنع الخير، ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير، وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها».
وقوله تعالى: ?لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، عن عائشة مرفوعًا: «اللغو في اليمين هو كلام الرجل في بيته: كلا والله، وبلى والله». رواه أبو داود، وعنها قالت: (هم القوم يتدارءون في الأمر فيقول هذا لا والله، وبلى والله، وكلا والله يتدارءون في الأمر، لا تعقد عليه قلوبهم)، وقالت أيضًا: (إنما اللغو في المزاحة والهزل، وهو قول الرجل: لا والله، وبلى والله. فذاك لا كفارة فيه، إنما الكفارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله ثم لا يفعله). وعن الحسن بن أبي الحسن: (مر رسول الله r بقوم ينتضلون، يعني: يرمون، ومع رسول الله r رجل من أصحابه، فقام رجل من القوم فقال: أصبت والله، وأخطأت والله، فقال الذي مع النبي r للنبي r : حنث الرجل يا رسول الله، قال: «كلا، أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة». رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: وهذا مرسل حسن. عن الحسن وعن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مالي في رتاج الكعبة، فقال له عمر: إن الكعبة غنية عن مالك، كفّر عن يمينك وكلم أخاك، سمعت رسول الله r يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرب عز وجل، ولا في قطيعة الرحم، ولا فيما لا تملك».
وقوله تعالى: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ?، أي: عزمتم عليه، وقصدتم به اليمين كما قال تعالى: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ?، ? وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، أي: غفور لذلات عباده حليم عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/249)
قوله عز وجل: ? لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) ?.
الإيلاء هو: أن يحلف من جميع نسائه أو بعضهن لا يقربهن، فإن وقّت بدون أربعة أشهر اعتزل حتى ينقضي ما وقّت به، وإن وقّت بأكثر منها خيّر بعد مضيها بين أن يفيء أو يطلق.
وقوله تعالى: ?لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ?، أي: يحلفون على ترك جماعهن.
وقوله: ? تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ?، أي: ينتظر الزوج أربعة أشهر من حين الحلف، ثم يوقف ويطالب بالفيئة أو الطلاق، فإن أبي طلق عليه الحاكم.
وقوله تعالى: ?فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، استدل بذلك على أنه لا كفارة عليه إذا فاء بعد الأربعة الأشهر، والجمهور أن عليه التكفير.
وقوله تعالى: ?وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ?، قال سعيد بن المسيب: إذا مضت أربعة أشهر فإما أن يفيء، وإما أن يطلق، فإن جاوز فقد عصى الله. والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ (228) ?.
القرء: يطلق في اللغة على الحيض والطهر، وقد اختلف أهل العلم في قوله تعالى: ? وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ ?. فذهب جماعة إلى أنها الأطهار، وهو قول: الفقهاء السبعة، ومالك والشافعي، وذهب جماعة إلى أنها الحيض، وهو قول: الخلفاء الأربعة، وابن عباس، ومجاهد، وأبي حنيفة، والإمام أحمد، وأكثر أئمة الحديث وهو الراجح.
وقوله تعالى: ?وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ?، أي: لا يحل للمرأة كتمان ما خلق الله في رحمها من الحيض والحمل، لتبطل حق الزوج من الرجعة والولد، أو استعجالاً لانقضاء عدتها، أو رغبة في تطويلها، بل تخبر بالحق من غير زيادة ولا نقصان.
وقوله تعالى:?وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً ? أي: أزواجهن أحق برجعتهن في حال العدة، ? إِنْ أَرَادُواْ ? بالرجعة الصلاح وحسن العشرة لا الإضرار بالمرأة.
وقوله تعالى: ?وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ?، أي: ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن، فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف، كما قال رسول الله r ، في خطبته في حجة الوداع: «فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف». رواه مسلم.
وقوله تعالى: ? وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ? كما قال تعالى: ? الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ?، وقال النبي r : « لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها». وقوله تعالى: ? وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ?، أي: عزيز في انتقامه ممن عصاه وخالف أمره، حكيم فيما شرع وقدر.
قوله عز وجل: ? الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَن يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/250)
روى ابن أبي حاتم وغيره عن عروة بن الزبير: (أن رجلاً قال لامرأته لا أطلقك أبدًا، ولا آويك أبدًا، قالت: وكيف ذاك؟ قال: أطلق حتى إذا دنا أجلك راجعتك، فأتت رسول الله r فذكرت له، فأنزل الله عز وجل: ? الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ?. قال ابن عباس: إذا طلق الرجل امرأته تطليقتين فليتق الله في ذلك، أي: في الثالثة، فإما أن يمسكها بمعروف فيحسن صحابتها، أو يسرحها بإحسان فلا يظلمها من حقها شيئًا.
وقوله تعالى: ?وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَن يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ ?، أي: لا يحل لكم أن تأخذوا شيئًا مما أعطيتموهن إلا في حال الشقاق، ? فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ?. وعن ابن عباس: (أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس أتت النبي r فقالت: يا رسول الله ما أعيب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال رسول الله r : « أتردين عليه حديقته»؟ قالت: نعم. قال رسول الله r : « اقبل الحديقة وطلقها تطليقة». وفي رواية: (قالت: لا أطيقه، يعني: بغضًا). رواه البخاري. وعند الإمام أحمد: (فأمره النبي r أن يأخذ ما ساق ولا يزداد) وعند ابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: (فردت عليه حديقته. قال: ففرق بينهما رسول الله r ) .
وقوله تعالى: ? تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ?، أي: هذه أوامر الله ونواهيه، فلا تتجاوزوها. واستدل بهذه الآية على أن جمع الثلاث التطليقات بكلمة واحدة حرام. وروى النسائي عن محمود بن لبيد قال: أخبر رسول الله r عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعًا، فقام غضبانًا فقال: «أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم»؟ الحديث.
قوله عز وجل: ? فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) ?.
يقول تعالى: ? فَإِن طَلَّقَهَا ?، يعني: الطلقة الثالثة، ? فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ ?، أي: من بعد الطلقة الثالثة، ? حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ?، أي: غير المطلق فيجامعها، ? فَإِن طَلَّقَهَا ?، أي الزوج الثاني بعد الجماع، ? فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا ? أي: المرأة والزوج الأول، ? إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ ?، أي: يكون بينهما الصلاح وحسن الصحبة. وعن ابن عمر قال: (سئل النبي r عن الرجل يطلق امرأته فيتزوجها آخر، فيغلق الباب ويرخي الستر ثم يطلقها قبل أن يدخل بها، هل تحل للأول؟ قال: «حتى تذوق العسيلة». رواه أحمد وغيره. وروى البخاري ومسلم عن عائشة: (أن رجلاً طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجت زوجًا فطلقها قبل أن يمسها، فسئل رسول الله r : أتحل للأول؟ فقال: «لا حتى يذوق من عسيلتها كما ذاق الأول». وروى الإمام أحمد وغيره عن ابن مسعود قال: (لعن رسول الله r الواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة، والمحلِّل والمحلَّل له، وآكل الربا وموكله).
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:55 م]ـ
الثلاثاء.--------> 22/ 06/2010.--------> الصفحة 35.--------> والصفحة 36
http://dc274.4shared.com/img/317309532/dc116fe5/035.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/251)
قال ابن عباس: لما نزلت: ? وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?، و ? إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ?، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله r فأنزل الله: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ?، رواه ابن جرير وغيره. وقال الربيع: للولي الذي يلي أمرهم فلا بأس عليه في ركوب الدابة أو شرب اللبن أو يخدمه الخادم، وقال السدي: كان العرب يشددون في اليتيم، حتى لا يأكلوا معه في قصعة واحدة، ولا يركبوا له بعيرًا، ولا يستخدموا له خادمًا، فجاءوا إلى النبي r فسألوه عنه فقال: ? قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ?، يصلح له ماله وأمره له خير، وأن يخالطه فيأكل معه ويطعمه، ويركب راحلته ويحمله، ويستخدم خادمه ويخدمه، فهو أجود.
? وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ?، فقال ابن زيد: والله يعلم حين تخلط مالك بماله، أتريد أن تصلح ماله أو تفسده فتأكله بغير حق.
وقوله تعالى: ?وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ ?، قال ابن عباس: لأخرجكم فضيّق عليكم ولكنه وسّع ويسّر، فقال: ? وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ?.
وقوله تعالى: ?إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ?، أي: عزيز في سلطانه، حكيم فيما صنع من تدبيره وترك الأعنات.
قال ابن كثير: وقوله ? وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? أي: ولو شاء الله لضيَّق عليكم وأحرجكم، ولكنه وسَّع عليكم وخفف عنكم، وأباح لكم مخالطتهم بالتي هي أحسن. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) ?.
قال علي بن أبي طلحة في قوله: ? وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ?: استثنى الله من ذلك نساء أهل الكتاب.
وقوله تعالى: ? وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ?، قال السدي: نزلت في عبد الله بن رواحة، كانت له أمة سوداء فغضب عليها فلطمها، ثم فزع فأتى رسول الله r فأخبره خبرهما، فقال له: «ما هي»؟ قال: تصوم وتصلي وتحسن الوضوء، وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله r ، فقال: «يا عبد الله هذه مؤمنة»، فقال: والذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين وقالوا: نكح أمته، وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم، فأنزل الله: ? وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ?.
وقوله تعالى: ?وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ ?.
قال البغوي: هذا إجماع لا يجوز للمسلمة أن تنكح المشرك.
وقوله تعالى: ?أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ?، أي: معاشرتهم ومخالطتهم تبعث على إيثار الدنيا على الآخرة، وهو موجب للنار. ? وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ?، أي: بأمره، ? وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ?، وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي r : « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/252)
قوله عز وجل: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) ?
روى مسلم وغيره عن أنس: أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها، فقال النبي r : « اصنعوا كل شيء إلا النكاح».
وقوله تعالى: ?فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ ?، يعني: الفرج، قاله ابن عباس وغيره، وروى الإِمام أحمد وغيره عن عبد الله بن سعد الأنصاري أنه سأل رسول الله r : ما يحل لي من امرأتي وهي حائض؟ قال: «ما فوق الإِزار». وقوله تعالى: ? وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ ?، أي: لا تجامعوهن حتى يطهرن من الحيض ? فَإِذَا تَطَهَّرْنَ ? أي: اغتسلن، ? فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ ?. قال ابن عباس: طؤهن في الفروج ولا تعدوه إلى غيره. ? إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ?، من الذنب، ? وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ?، أي: المتنزهين عن الأقذار والأذى، ومن ذلك إتيان الحائض، والوطء في الدبر.
قوله عز وجل: ? نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) ?.
قال ابن عباس: الحرث موضع الولد ? فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ?، أي: كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد. وروى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا جامع الرجل امرأته في دبرها في قبلها كان الولد أحول. فنزلت: ? نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ?.
وروى الإمام أحمد عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أناس من الأنصار، أتوا النبي r فسألوه فقال النبي r : « ائتها على كل حال، إذا كان في الفرج»، وفي حديث آخر: «أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة»، وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : « ملعون من أتى امرأته في دبرها».
وقوله تعالى: ? وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ ?، قال السدي: يعني: الخير والعمل الصالح. وقال مجاهد: يعني: إذا أتى أهله فليدْعُ، وفي الصحيحين عن النبي r قال: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبدًا».
وقوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ اللّهَ ?، أي: خافوا الله فلا ترتكبوا ما نهاكم عنه. ? وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ ?، فيجازيكم بأعمالكم. ? وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ?، المطيعين بجزيل ثواب الله لهم.
http://dc223.4shared.com/img/317309625/5928755e/036.png?sizeM=7
http://dc233.4shared.com/img/320705116/742ca561/t091.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ?.
قال ابن عباس في قوله تعالى ? وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ ?: لا تجعلن الله عرضة ليمينك ألا تصنع الخير، ولكن كفر عن يمينك واصنع الخير، وفي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله r قال: «إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/253)
وقوله تعالى: ?لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، عن عائشة مرفوعًا: «اللغو في اليمين هو كلام الرجل في بيته: كلا والله، وبلى والله». رواه أبو داود، وعنها قالت: (هم القوم يتدارءون في الأمر فيقول هذا لا والله، وبلى والله، وكلا والله يتدارءون في الأمر، لا تعقد عليه قلوبهم)، وقالت أيضًا: (إنما اللغو في المزاحة والهزل، وهو قول الرجل: لا والله، وبلى والله. فذاك لا كفارة فيه، إنما الكفارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله ثم لا يفعله). وعن الحسن بن أبي الحسن: (مر رسول الله r بقوم ينتضلون، يعني: يرمون، ومع رسول الله r رجل من أصحابه، فقام رجل من القوم فقال: أصبت والله، وأخطأت والله، فقال الذي مع النبي r للنبي r : حنث الرجل يا رسول الله، قال: «كلا، أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة». رواه ابن جرير.
قال ابن كثير: وهذا مرسل حسن. عن الحسن وعن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة فكل مالي في رتاج الكعبة، فقال له عمر: إن الكعبة غنية عن مالك، كفّر عن يمينك وكلم أخاك، سمعت رسول الله r يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرب عز وجل، ولا في قطيعة الرحم، ولا فيما لا تملك».
وقوله تعالى: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ?، أي: عزمتم عليه، وقصدتم به اليمين كما قال تعالى: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ?، ? وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، أي: غفور لذلات عباده حليم عليهم.
قوله عز وجل: ? لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) ?.
الإيلاء هو: أن يحلف من جميع نسائه أو بعضهن لا يقربهن، فإن وقّت بدون أربعة أشهر اعتزل حتى ينقضي ما وقّت به، وإن وقّت بأكثر منها خيّر بعد مضيها بين أن يفيء أو يطلق.
وقوله تعالى: ?لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ ?، أي: يحلفون على ترك جماعهن.
وقوله: ? تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ?، أي: ينتظر الزوج أربعة أشهر من حين الحلف، ثم يوقف ويطالب بالفيئة أو الطلاق، فإن أبي طلق عليه الحاكم.
وقوله تعالى: ?فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، استدل بذلك على أنه لا كفارة عليه إذا فاء بعد الأربعة الأشهر، والجمهور أن عليه التكفير.
وقوله تعالى: ?وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ?، قال سعيد بن المسيب: إذا مضت أربعة أشهر فإما أن يفيء، وإما أن يطلق، فإن جاوز فقد عصى الله. والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ (228) ?.
القرء: يطلق في اللغة على الحيض والطهر، وقد اختلف أهل العلم في قوله تعالى: ? وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ ?. فذهب جماعة إلى أنها الأطهار، وهو قول: الفقهاء السبعة، ومالك والشافعي، وذهب جماعة إلى أنها الحيض، وهو قول: الخلفاء الأربعة، وابن عباس، ومجاهد، وأبي حنيفة، والإمام أحمد، وأكثر أئمة الحديث وهو الراجح.
وقوله تعالى: ?وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ?، أي: لا يحل للمرأة كتمان ما خلق الله في رحمها من الحيض والحمل، لتبطل حق الزوج من الرجعة والولد، أو استعجالاً لانقضاء عدتها، أو رغبة في تطويلها، بل تخبر بالحق من غير زيادة ولا نقصان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/254)
وقوله تعالى:?وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً ? أي: أزواجهن أحق برجعتهن في حال العدة، ? إِنْ أَرَادُواْ ? بالرجعة الصلاح وحسن العشرة لا الإضرار بالمرأة.
وقوله تعالى: ?وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ?، أي: ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن، فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف، كما قال رسول الله r ، في خطبته في حجة الوداع: «فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف». رواه مسلم.
وقوله تعالى: ? وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ? كما قال تعالى: ? الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ?، وقال النبي r : « لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها». وقوله تعالى: ? وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ ?، أي: عزيز في انتقامه ممن عصاه وخالف أمره، حكيم فيما شرع وقدر.
قوله عز وجل: ? الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَن يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) ?.
روى ابن أبي حاتم وغيره عن عروة بن الزبير: (أن رجلاً قال لامرأته لا أطلقك أبدًا، ولا آويك أبدًا، قالت: وكيف ذاك؟ قال: أطلق حتى إذا دنا أجلك راجعتك، فأتت رسول الله r فذكرت له، فأنزل الله عز وجل: ? الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ?. قال ابن عباس: إذا طلق الرجل امرأته تطليقتين فليتق الله في ذلك، أي: في الثالثة، فإما أن يمسكها بمعروف فيحسن صحابتها، أو يسرحها بإحسان فلا يظلمها من حقها شيئًا.
وقوله تعالى: ?وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَن يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ ?، أي: لا يحل لكم أن تأخذوا شيئًا مما أعطيتموهن إلا في حال الشقاق، ? فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ?. وعن ابن عباس: (أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس أتت النبي r فقالت: يا رسول الله ما أعيب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال رسول الله r : « أتردين عليه حديقته»؟ قالت: نعم. قال رسول الله r : « اقبل الحديقة وطلقها تطليقة». وفي رواية: (قالت: لا أطيقه، يعني: بغضًا). رواه البخاري. وعند الإمام أحمد: (فأمره النبي r أن يأخذ ما ساق ولا يزداد) وعند ابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: (فردت عليه حديقته. قال: ففرق بينهما رسول الله r ) .
وقوله تعالى: ? تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ?، أي: هذه أوامر الله ونواهيه، فلا تتجاوزوها. واستدل بهذه الآية على أن جمع الثلاث التطليقات بكلمة واحدة حرام. وروى النسائي عن محمود بن لبيد قال: أخبر رسول الله r عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعًا، فقام غضبانًا فقال: «أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم»؟ الحديث.
قوله عز وجل: ? فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/255)
يقول تعالى: ? فَإِن طَلَّقَهَا ?، يعني: الطلقة الثالثة، ? فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ ?، أي: من بعد الطلقة الثالثة، ? حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ?، أي: غير المطلق فيجامعها، ? فَإِن طَلَّقَهَا ?، أي الزوج الثاني بعد الجماع، ? فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا ? أي: المرأة والزوج الأول، ? إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ ?، أي: يكون بينهما الصلاح وحسن الصحبة. وعن ابن عمر قال: (سئل النبي r عن الرجل يطلق امرأته فيتزوجها آخر، فيغلق الباب ويرخي الستر ثم يطلقها قبل أن يدخل بها، هل تحل للأول؟ قال: «حتى تذوق العسيلة». رواه أحمد وغيره. وروى البخاري ومسلم عن عائشة: (أن رجلاً طلق امرأته ثلاثًا، فتزوجت زوجًا فطلقها قبل أن يمسها، فسئل رسول الله r : أتحل للأول؟ فقال: «لا حتى يذوق من عسيلتها كما ذاق الأول». وروى الإمام أحمد وغيره عن ابن مسعود قال: (لعن رسول الله r الواشمة والمستوشمة، والواصلة والمستوصلة، والمحلِّل والمحلَّل له، وآكل الربا وموكله).
الأربعاء.--------> 23/ 06/2010.--------> الصفحة 37.--------> والصفحة 38
http://dc149.4shared.com/img/317309693/53bf09a0/037.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) ?.
قال ابن عباس وغيره: كان الرجل يطلق المرأة، فإذا قاربت انقضاء العدة راجعها ضرارًا، لئلا تذهب إلى غيره، ثم يطلقها فتعتد، فإذا شارفت على انقضاء العدة طلق لتطول عليها العدة، فنهاهم الله عن ذلك وتوعدهم عليه فقال: ? وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ?.
وقوله تعالى: ?وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً ?، روى ابن جرير عن أبيموسى: (أن رسول الله غضب على الأشعريين، فأتاه أبو موسى فقال: يا رسول الله غضبت على الأشعريين؟ فقال: «يقول أحدكم: قد طلقت، قد راجعت، ليس هذا طلاق المسلمين، طلقوا المرأة في قُبُل عدتها». وقال الحسن وغيره: هو الرجل يطلق ويقول: كنت لاعبًا، أو يعتق أو ينكح ويقول: كنت لاعبًا فأنزل الله: ? وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً ? فألزم الله بذلك. وروى أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي r قال: «ثلاث جدّهن جدّ، وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة».
وقوله تعالى: ?وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ?، أي: في إرساله الرسول إليكم ? وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ?، أي: السنة ? يَعِظُكُم بِهِ ? يأمركم وينهاكم، ? وَاتَّقُواْ اللّهَ ? فيما تأتون وما تذرون، ? وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?، أي: فلا يخفى عليه شيء من أموركم وسيجازيكم على أعمالكم، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
قوله عز وجل: ? وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (232) ?.
روى أبو داود وغيره عن الحسن: (أن أخت معقل بن يسار طلقها زوجها، فتركها حتى انقضت عدتها، فخطبها فأبى معقل، فنزلت: ? فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/256)
وقوله تعالى: ?إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ?، أي: بعقد حلال ومهر جائز، ? ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ ?، أي: ردهن إلى أزواجهن. ? أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ ?، أي: ردهن إلى أزواجهن خير لكم وأطهر لقلوبكم ? وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ?، أي: يعلم من حب كل واحد منهما لصاحبه ما لا تعلمون أنتم، فاتبعوا أمر الله واتركوا الحمية، فإنه تعالى أعلم بمصالح خلقه من أنفسهم.
قوله عز وجل: ? وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) ?.
قال البغوي: (قوله تعالى: ? وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ ? أي: المطلقات اللاتي لهن أولاد من أزواجهن، ? يُرْضِعْنَ ?، خبر بمعنى الأمر، وهو أمر استحباب لا أمر إيجاب، لأنه لا يجب عليهن الإرضاع إذا كان يوجد من يرضع الولد، لقوله تعالى في سورة الطلاق: ? فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ?، فإن رغبت الأم في الإرضاع فهي أولى من غيرها). انتهى. وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله r : « لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام». رواه الترمذي. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله r : « لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في الحولين». رواه الدار قطني وغيره. قيل: إن الرضاعة بعد الحولين ربما ضرت الولد، إما في بدنه أو عقله.
وقوله تعالى: ? وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا ?، أي: وعلى والد الطفل نفقة الوالدات وكسوتهن، بما جرت به عادة أمثالهن بحسب قدرته، كما قال تعالى ? لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ?. قال الضحاك: إذا طلق زوجته وله منها ولد فأرضعت له ولده، وجب على الوالد نفقتها وكسوتها بالمعروف.
وقوله تعالى: ? لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ?. قال مجاهد: ? لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا ? لا تأبى أن ترضعه ليشق ذلك على أبيه (ولا يضار) الوالد بولده فيمنع أمه أن ترضعه ليحزنها. وقال ابن زيد: لا ينتزعه منها وهي تحب أن ترضعه فيضارها، ولا تطرحه عليه وهو لا يجد من يرضعه ولا يجد ما يسترضعه به.
وقوله تعالى: ?وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ?، أي: وارث الصبي. قال الحسن: إذا توفي الرجل وامرأته حامل فنفقتها من نصيبها، ونفقة ولدها من نصيبه من ماله، إن كان له مال، فإن لم يكن له مال فنفقته على عصبته. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن نفقة الحامل من مال الحمل.
وقوله تعالى: ?فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ?. قال مجاهد: التشاور فيما دون الحولين، ليس لها أن تفطمه إلا أن يرضى، وليس له أن يفطمه إلا أن ترضى، فإن لم يجتمعا فليس لها أن تفطمه دون الحولين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/257)
وقوله تعالى: ?وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ?. قال مجاهد: ?وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ ? خيفة الضيعة على الصبي، ? فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ?، قال: حساب ما أرضع به الصبي، وهذه الآية كقوله تعالى: ? وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ?.
وقوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ?، أي: واتقوا الله في جميع أحوالكم وأقوالكم، ? وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ? فلا يخفى عليه شيء. والله أعلم.
* * *
http://dc179.4shared.com/img/317308759/a6a1a2e0/038.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) ?.
قال ابن عباس: هذه عدة المتوفي عنها زوجها إلا أن تكون حاملاً، فعدتها أن تضع ما في بطنها. وفي الصحيحين عن أم سلمة: (أن امرأة توفي عنها زوجها واشتكت عينها، فأتت النبي r تستفتيه في الكحل فقال: «لقد كانت إحداكن تكون في الجاهلية في شر أحلاسها، فتمكث في بيتها حولاً إذا توفي عنها زوجها، فيمر عليها الكلب فترميه بالبعرة، أفلا أربعة أشهر وعشرًا»؟. وقال الربيع عن أبي العالية في قوله: ? وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ?. قال: قلت: لم صارت هذه العشر مع الأشهر الأربعة؟ قال: لأنه ينفخ فيه الروح في العشر.
وقوله تعالى: ? فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ?. قال مجاهد: هو النكاح الحلال الطيب. وقال ابن عباس: إذا طلقت المرأة أو مات عنها زوجها، فإذا انقضت عدتها فلا جناح عليها أن تتزين وتتصنع وتتعرض للتزويج، فذلك المعروف.
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ?، أي: فلا تعضلوهن ممن أردن نكاحه بالمعروف، فإنه لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
قوله عز وجل: ? وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) ?.
قال ابن عباس وغيره التعريض: أن يقول إن أريد التزويج، وإني أحب امرأة من أمرها ومن أمرها، يعرض لها بالقول المعروف، وقال مجاهد: يعرض للمرأة في عدتها فيقول: والله إنك لجميلة، وإن النساء لمن حاجتي، وإنك إلى خير إن شاء الله.
وقوله: ? أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ?، أي: أضمرتم نكاحهن بعد العدة. ? عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ ?، أي: في أنفسكم وبألسنتكم ? وَلَكِن لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً ?. قال ابن عباس: يقول: لا تقل لها: إني عاشق وعاهديني ألا تتزوجي غيري. وقال مجاهد: لا يأخذ ميثاقها في عدتها أن لا تتزوج غيره.
وقوله تعالى: ? إِلا أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ?، أي: التعريض بالخطبة.
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ?. قال مجاهد: حتى تنقضي العدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/258)
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ?، قال مجاهد: حتى تنقضي العدة.
وقوله تعالى: ? وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ?، أي: فخافوا الله ولا تضمروا إلا الخير ? وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ?، لا يعجل بالعقوبة.
قوله عز وجل: ? لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) ?.
قال ابن عباس: المس: الجماع، ولكن الله يكني ما يشاء بما شاء، والفريضة الصداق.
وقوله تعالى: ? وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُحْسِنِينَ ?. قال ابن عباس: فهذا الرجل يتزوج المرأة ولم يسم لها صداقًا، ثم يطلقها من قبل أن ينكحها، فأمر الله سبحانه أن يمتعها على قدر عسره ويسره، فإن كان موسرًا متّعها بخادم أو شبه ذلك، وإن كان معسرًا متعها بثلاثة أثواب أو نحو ذلك.
قوله عز وجل: ? وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) ?.
قال ابن عباس في قوله: ? وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ ?، فهذا الرجل يتزوج المرأة وقد سمى لها صداقًا ثم يطلقها من قبل أن يمسها، فلها نصف صداقها ليس لها أكثر من ذلك. وقال عكرمة: إذا طلقها قبل أن يمسها وقد فرض لها، فنصف الفريضة لها عليه، إلا أن تعفو عنه فتتركه.
وقوله تعالى: ?أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ? قال ابن عباس: هو أبو الجارية البكر جعل الله سبحانه العفو إليه، ليس لها معه أمر، إذا طلقت ما كانت في حجره. وفي رواية: هو الزوج. وكذا قال مجاهد.
قوله عز وجل: ? وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ?، قال ابن عباس: أقربهما للتقوى الذي يعفوا: وقال الشعبي: ? وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ?، وأن يعفوا هو أقرب للتقوى.
وقوله تعالى:?وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ?. قال مجاهد: ولا تنسوا الفضل بينكم في هذا وفي غيره. وعن سعيد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أنه دخل على سعد بن أبي وقاص فعرض عليه ابنة له فتزوجها، فلما خرج طلقها، وبعث إليها بالصداق، قال: قيل: له: فلم تزوجتها؟ قال: عرضها عليّ فكرهت
ردها، قال: فلم تبعث بالصداق؟ قال: فأين الفضل؟ وعن مجاهد: ? وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ? قال: إتمام الزوج الصداق، أو ترك المرأة الشطر.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:57 م]ـ
الخميس.--------> 24/ 06/2010.--------> الصفحة 39.--------> والصفحة 40
http://dc181.4shared.com/img/317308765/843abd08/039.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (239) ?.
قال بعض العلماء: ذكر المحافظة على الصلوات هنا لئلا يشتغلوا بالنساء فيغفلوا عنها. قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ?. وقال مسروق: المحافظة على الصلوات المحافظة على وقتها وعدم السهو عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/259)
وقوله تعالى:?والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ?. قال علي بن أبي طالب وغيره: هي صلاة العصر. وفي الصحيحين: إن النبي r قال يوم الخندق: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر».
وقوله تعالى: ?وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ?. قال الشعبي وغيره: مطيعين. وعن زيد بن أرقم قال: (إنا كنا لنتكلم في الصلاة على عهد النبي r ، يكلم أحدنا صاحبه بحاجته، حتى نزل: ? حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ?، فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام). متفق عليه.
وقال مجاهد: ? وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ?، فمن القنوت طول الركوع، وغض البصر، وخفض الجناح، والخشوع من رهبة الله. كان العلماء إذا قام أحدهم يصلي يهاب الرحمن أن يلتفت أو أن يقلب الحصى، أو يعبث بشيء، أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا إلا ناسيًا.
وقوله تعالى: ?فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ?، قال إبراهيم: عند المطاردة يصلي حيث كان وجهه راكبًا أو راجلاً، ويجعل السجود أخفض من الركوع، ويصلي ركعتين يومئ إيماء. وقال قتادة أحل الله لك إذا كنت خائفًا عند القتال، أن تصلي وأنت راكب، وأن تسعى تومئ برأسك من حيث كان وجهك، إن قدرت على ركعتين وإلا فواحدة.
وقوله تعالى: ?فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ?، كقوله تعالى: ? فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً ?، وقال ابن زيد في قوله: ? فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ ?، قال: فإذا أمنتم فصلوا الصلاة كما افترض الله عليكم، إذا جاء الخوف كانت لهم رخصة.
قوله عز وجل: ? وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) ?.
قال قتادة: كانت المرأة إذا توفي عنها زوجها كان لها السكنى والنفقة حولاً في مال زوجها ما لم تخرج، ثم نسخ ذلك بعد في سورة النساء فجعل لها فريضة معلومة الثمن إن كان له ولد، والربع إن لم يكن له ولد، وعدتها أربعة أشهر وعشر. فقال تعالى ذكره: ? وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ?، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها في أمر الحول.
وقوله تعالى: ?فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ?، يا أولياء الميت ? فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ ?، يعني: التزين للنكاح، خيّرها الله تعالى بين أن تقيم حولاً ولها النفقة والسكنى، وبين أن تخرج، فلا نفقة ولا سكنى، إلى أن نسخه بأربعة أشهر وعشر.
وقوله تعالى: ?وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ?، أي: عزيز في انتقامه ممن خالف أمره ونهيه وتعدى حدوده من الرجال والنساء، حكيم في أقضيته وقدره.
قوله عز وجل: ? وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (241) كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242) ?.
قال عطاء في قوله: ? وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ? قال: المرأة الثيب يمتعها زوجها إذا جامعها بالمعروف. وقال سعيد بن جبير: لكل مطلقة متاع بالمعروف حقًا على المتقين.
وقال البغوي: إنما أعاد ذكر المتعة ها هنا لزيادة معنى، وذلك أن في غيرها بيان حكم الممسوسة، وفي هذه الآية بيان حكم جميع المطلقات في المتعة.
وقوله تعالى: ?كَذَلِكَ ?، أي: مثل أحكام الطلاق والعدة وغير ذلك ? يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ?، في إحلاله وتحريمه، ? لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? تفهمون وتدّبرون. والله أعلم.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/260)
قوله عز وجل: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ (243) ?.
قال البغوي: قوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ ?، أي: ألم تعلم بإعلامي إياك، وهو من رؤية القلب، وقال أهل المعالي: هو تعجيب. يقول: هل رأيتم مثلهم؟ كما تقول: ألم تر إلى ما يصنع فلان؟ وكل ما في القرآن ألم تر، ولم يعاينه النبي r ، فهذا وجهه.
قال أكثر أهل التفسير: كانت قرية يقال لها داوردان من قِبَل واسط بها وقع الطاعون، فخرجت طائفة منها، وبقيت طائفة، فهلك أكثر من بقي في القرية، وسلم الذين خرجوا، فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا لبقينا، ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض لا وباء بها. فوقع الطاعون من قابل، فهرب عامة أهلها وخرجوا حتى نزلوا واديًا أفْيَح، فلما نزلوا المكان الذي يبتغون فيه النجاة ناداهم ملك من أسفل الوادي، وآخر من أعلاه: أن موتوا. فماتوا جميعًا.
وساق بسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله r قال: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه فرجع عمر من سرغ». والحديث في الصحيحين.
قال البغوي: وأولى الأقاويل قول من قال: كانوا زيادة على عشرة آلاف؛ لأن الله تعالى قال: ? وَهُمْ أُلُوفٌ ?، قالوا: فمر عليهم نبي يقال له: حزقيل فجعل يتفكر فيهم متعجبًا، فأوحى الله تعالى إليه: تريد أن أريك آية؟ قال: نعم فأحياهم الله، ? إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ?.
قوله عز وجل: ? وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244) ?.
يقول تعالى: وقاتلوا في سبيل الله عدوي وعدوكم من المشركين، ولا تقعدوا عن الجهاد خوف القتل، فإنه لا مفر عن الموت ولا يغني حذر عن قدر، كما قال تعالى: ? أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ?.
قوله عز وجل: ? مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) ?.
قال البغوي: القرض اسم لكل ما يعطيه الإنسان ليجازى عليه، فسمى الله تعالى عمل المؤمنين له على رجاء ما أعد لهم من الثواب قرضًا؛ لأنهم يعملون لطلب ثوابه. قال الكسائي: القرض ما أسلفت من عمل صالح أو سيء. وروى ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: (لما نزلت: ? مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ?. قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله عز وجل ليريد منا القرض؟ قال: «نعم يا أبا الدحداح». قال: أرني يدك يا رسول الله. قال: فناوله يده قال: فإني قد أقرضت ربي عز وجل حائطي. قال: وحائط له فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها، قال: فجاء أبو الدحداح فنادها: يا أم الدحداح. قالت: لبيك. قال: اخرجي فقد أقرضته ربي عز وجل).
وقوله تعالى: ?وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ?، روى ابن جرير وغيره عن أنس بن مالك قال: غلا السعر على عهد رسول الله r فقالوا: يا رسول الله غلا السعر، فسعِّر لنا؟ فقال رسول الله r : « إن الله الباسط القابض الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله ليس أحد يطلبني بمظلمة في نفس ومال».
http://dc268.4shared.com/img/317308761/83577911/040.png?sizeM=7
http://dc228.4shared.com/img/320705048/ef211614/t092.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/261)
قوله عز وجل: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلا قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) ?.
قال وهب بن منبه وغيره: كان بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام على طريق الاستقامة مدة من الزمان، ثم أحدثوا الأحداث وعبد بعضهم الأصنام، ولم يزل بين أظهرهم من الأنبياء من يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويقيمهم على منهج التوراة إلى أن فعلوا ما فعلوا، فسلَّط الله عليهم أعداءهم فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا منهم خلقًا عظيمًا، وأخذوا منهم بلادًا كثيرة، واستلبوا منهم التابوت الذي كان موروثًا لخلفهم عن سلفهم.
إلى أن قال: فأوحى الله إلى شمويل وأمره بالدعوة إليه وتوحيده، فدعا بني إسرائيل فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكًا يقاتلون معه أعداءهم، وكان الملك قد باد فيهم، فقال لهم النبي: فهل عسيتم إن أقام الله لكم ملكًا أن لا تقاتلوا وتفوا بما التزمتم من القتال معه؟ قالوا: وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا، أي: وقد أخذت منا البلاد وسبيت الأولاد.
قال الله تعالى: ? فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلا قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ?، أي: ما وفوا بما وعدوا بل نكل عن الجهاد أكثرهم والله عليم بهم.
قوله عز وجل: ? وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) ?.
قال قتادة: بعث الله طالوت ملكًا، وكان من سبط بنيامين سبط لم يكن فيهم مملكة ولا نبوة، وكان في بني إسرائيل سبطان: سبط نبوة، وسبط مملكة، وكان سبط النبوة سبط لاوى إليه موسى، وسبط المملكة يهوذا إليه داود وسليمان، فلما بعث من غير النبوة والمملكة أنكروا ذلك، وعجبوا منه، وقالوا: أنى يكون له الملك علينا!؟ وليس من سبط النبوة ولا من سبط المملكة؟ فقال: ? إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?.
قوله عز وجل: ? وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (248) ?.
قال قتادة: ? فِيهِ سَكِينَةٌ ?، أي: وقار. وقال عطاء: ما تعرفون من آيات الله فتسكنون إليه.
وقوله تعالى: ?وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ ?. قال ابن عباس: عصا موسى ورضاض الألواح. قال ابن عباس: جاءت الملائكة
تحمل التابوت بين السماء والأرض، حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون.
يتبع ....
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:58 م]ـ
الجمعة.--------> 25/ 06/2010.--------> الصفحة 41.--------> والصفحة 42
http://dc269.4shared.com/img/317308926/73c104bc/041.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/262)
قوله عز وجل: ? فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلا قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) ?.
روى البخاري عن البراء بن عازب قال: (كنا نتحدث أن أصحاب محمد ? الذين كانوا معه يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، وما جازه معه إلا مؤمن). قال ابن عباس: فلما فصل طالوت بالجنود غازيًا إلى جالوت، قال طالوت لبني إسرائيل: إن الله مبتليكم بنهر، قال: هو نهر بين الأردن وفلسطين، نهر عذب الماء طيبه.
وقال قتادة: ? فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ?. قال: كان الكفار يشربون فلا يروون، وكان المسلمون يغترفون غرفة فتجزيهم ذلك. وقال ابن عباس: لما جاوزه هو والذين آمنوا معه، قال الذين شربوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده. وقال السدي: عبر مع طالوت النهر من بني إسرائيل أربعة آلاف، فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه فنظروا إلى جالوت رجعوا أيضًا، وقالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده. فرجع عنه أيضًا ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون. وخلص في ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر.
وقال بعضهم في قوله تعالى: ? فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ ?، هم العلماء من القليل: ? كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ?.
قوله عز وجل: ? وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (252) ?.
يقول تعالى: ? وَلَمَّا بَرَزُواْ ?، يعني: طالوت ومن معه من المؤمنين للعدو ? قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُم ?، كسروهم، ? بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ ? وكان طالوت وعده أن يزوجه ابنته إن قتل جالوت، ويشركه في أمره، فيما قال وهب. فآل الملك إلى داود، ? وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ ?، الذي كان بيد طالوت، ? وَالْحِكْمَةَ ?، أي: النبوة بعد شمويل، ? وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ?، من صنعة الدروع وغير ذلك، ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?، كما قال تعالى: ? وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/263)
وعن مجاهد: ولولا دفاع الله بالبر عن الفاجر، وببقية أخلاق الناس بعضهم عن بعض؛ لهلك أهلها. وقال علي رضي الله عنه: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: «إن الله ليدفع بالمؤمن الصالح عن مائة بيت من جيرانه البلاء»، ثم قرأ ابن عمر: ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?.
وأكثر كلام المفسرين على أن الآية في الجهاد، ولديّ أنها عامة فيه وفي غيره، وأسند للشيخ عبد الرحمن أنها عامة، وهذا نص كلامه، قال: (ومن ذلك ما ذكرت في آية البقرة: ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?، وأن كلام المفسرين يدور على الجهاد فقط، وظنكم أنها عامة، فهو كما ظننتم؛ لأن العبرة بعموم اللفظ، وعموم المعنى لا بخصوص السبب، والجهاد جزء من أمور كثيرة يحصل فيها دفع الناس بعضهم ببعض. وإذا نزلتها على الواقع السابق واللاحق، ورأيت الأسباب المتعددة التي حصل بها عن العباد مدافعات كثيرة ووقيات من شرور بصدد أن تقع لولا تلك الأسباب، لا تضح لك أنها عامة، وأنها من أكبر نعم الله على عباده وتمام وقياته. وفي الحديث الصحيح: «إن الله ليؤيد هذا الرجل بالرجل الفاجر، وبأقوام لا خلاق لهم». عام في الجهاد وغيره، ونرجو الله تعالى أن يلطف بالمسلمين وأن يقيهم شر الشرور التي يترقبها الخلق كل ساعة، ويقدر من ألطافه ما يدفع به عن عباده المؤمنين، إنه جواد كريم). انتهى.
فالظاهر أن المراد بقوله تعالى في هذه الآية: ? وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ?، أنه عام في جميع الناس مسلمهم وكافرهم، وأن دفع الله شر بعضهم ببعض من نعمه السابقة على خلقه.
وقوله تعالى: ? وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ?، أي: بدفع بعضهم عن بعض.
وقوله تعالى: ? تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ?، يقول: تلك آيات الله التي اقتص فيها قصص من مضى، نتلوها عليك بالحق اليقين، وإنك يا محمد لمن المرسلين. وبالله التوفيق.
* * *
http://dc269.4shared.com/img/317308944/cb95c216/042.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) ?.
قال مجاهد: في قول الله تعالى: ? تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ? قال: يقول: منهم من كلم الله ورفع بعضهم على بعض درجات. يقول: كلم الله موسى، وأرسل محمدًا إلى الناس كافّة.
قوله تعالى: ? وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ?، أي: وآتينا عيسى بن مريم الحجج، والأدلة على نبوته من إبراء الأكمه، والأبرص، وإحياء الموتى، وما أشبه ذلك مع الإنجيل.
وقوله تعالى: ? وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ?، يعني: وقويناه بروح الله، وهو: جبريل.
وقوله تعالى: ? وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ?، قال قتادة: من بعد موسى وعيسى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/264)
وقوله تعالى: ? وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ?، أي: يوفق من يشاء بفضله ورحمته، ويخذل من يشاء بعدله وحكمته، وله الحجة البالغة والحكمة التامة، وهذه الآية كقوله تعالى: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ?.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) ?.
قال ابن جريج: قوله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم ? قال: من الزكاة والتطوع، ? مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ ? قال قتادة: قد علم الله أن ناسًا يتحابون في الدنيا، ويشفع بعضهم لبعض، فأما يوم القيامة فلا خلة إلا خلة المتقين.
وقوله تعالى: ? وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ?، أي: لأنهم وضعوا العبادة في غير موضعها. قال الله تعالى: ? إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ?، قال عطاء: بن دينار: الحمد لله الذي قال: ? وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ? ولم يقل والظالمون هم الكافرون.
قوله عز وجل: ? اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) ?.
عن أبي بن كعب: (أن النبي ? سأله: «أي آية في كتاب الله أعظم»؟ قال: الله ورسوله أعلم. فرددها مرارًا ثم قال: أبيّ: آية الكرسي. قال: «ليهنك العلم أبا المنذر». رواه مسلم وغيره. وفي حديث أبي هريرة عند البخاري في قصة الشيطان الذي سرق من الصدقة قال: (فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله ?، وهذا آخر ثلاث مرات إنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود، فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها. قلت: وما هي؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: ? اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليّت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله ?: «ما فعل أسيرك البارحة»؟ قلت: يا رسول الله إنه زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: «ما هي»؟ قال: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: ? اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فقال النبي ?: «أما إنه صدقك وهو كذوب». وروى أبو داود وغيره عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: سمعت رسول الله ? يقول في هاتين الآيتين: ? اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? و ? الم * اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ?: «إن فيها اسم الله الأعظم».
قال ابن كثير: وهذه الآية مشتملة على عشر جمل مستقلة.
وقوله تعالى: ? اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ?.
قال ابن جرير يقول: الله الذي له عبادة الخلق، الحي القيوم، لا إله سواه: لا معبود سواه، يعني: ولا تعبدوا شيئًا سواه، ? الْحَيُّ الْقَيُّومُ ? الذي لا تأخذ سنة ولا نوم. قال قتادة: الحيّ حي لا يموت. وقال مجاهد: القيوم القائم على كل شيء. وقال الربيع: القوم قيم كل شيء يكلؤه ويرزقه ويحفظه. وقال الضحاك: الحي القيوم: القائم الدائم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/265)
وقوله تعالى: ? لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ?، قال ابن عباس: السِّنَة: النعاس. والنوم هو: النوم.
وقوله تعالى: ? لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ ?، كقوله تعالى: ? وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ?.
وقوله تعالى: ? يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاء ?، قال مجاهد: يعلم من بين أيديهم ما مضى من الدنيا، وما خلفهم من الآخرة. وقال الكلبي: ? مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ?، يعني: الآخرة، لأنهم يقدمون عليها. ? وَمَا خَلْفَهُمْ ?، من الدنيا، لأنهم يخلفونها. وقال السدي: ? وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ ?، يقول: لا يعلمون بشيء من علمه إلا بما شاء هو أن يعلمهم.
وقوله تعالى: ? وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ?، اختلفوا في الكرسي، فقال الحسن: هو العرش نفسه. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: الكرسي موضوع أمام العرش. وفي بعض الأخبار: أن السماوات والأرض في جنب الكرسي كحلقة في فلاة. والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاة. ويُروى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن السماوات السبع والأرضين السبع في الكرسي كدراهم سبعة ألقيت في ترس. وقوله تعالى: ? وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ? قال ابن عباس: لا يثقل عليه. وقال قتادة: لا يجهده حفظهما.
وقوله تعالى: ? وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ?.
قال البغوي: ? وَهُوَ الْعَلِيُّ ?: الرفيع فوق خلقه والمتعالي عن الأشباه والأنداد. وقيل: العلي بالملك والسلطنة، العظيم الكبير: الذي لا شيء أعظم منه. وقال ابن كثير: فقوله: ? وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ? كقوله: ? الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ?، وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح: إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه.
قوله عز وجل: ? لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ?.
قال ابن عباس: كانت المرأة تكون مقلاة، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهودّه. فلما أجليت بني النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا. فأنزل الله تعالى: ? لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ?. وقال قتادة في قوله: ? لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ? قال: هو هذا الحي من العرب، أكرهوا على الدين لم يقبل منهم إلا القتل، أو الإسلام. وأهل الكتاب قبلت منهم الجزية، ولم يقتلوا. وقال الضحاك: (أمر رسول الله ? أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان، فلم يقبل منهم إلا: لا إله إلا الله، أو السيف. ثم أمر فيمن سواهم بأن يقبل منهم الجزية. فقال: ? لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ?
وقوله تعالى: ? فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ?، قال مجاهد وغيره: الطاغوت: الشيطان. وقال أبو العالية: الطاغوت: الساحر. وقال أبو الزبير: سئل جابر بن عبد الله عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها، فقال: كان في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، وهي كهان ينزل عليها الشيطان.
قال ابن جرير: والصواب أنه كل ذي طغيان على الله فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما لطاعة ممن عبده إنسانًا كان ذلك المعبود، أو شيطانًا، أو وثنًا، أو صنمًا، أو كائنًا ما كان من شيء.
وقال سعيد بن جبير في قوله: ? فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ? قال: لا إله إلا الله. وقال السدي: ? لاَ انفِصَامَ لَهَا ? لا انقطاع لها. وقال مجاهد: لا غير الله
ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:07 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/266)
السبت.--------> 26/ 06/2010.--------> الصفحة 43
الأحد.--------> 27/ 06/2010.--------> الصفحة 44
الإثنين.--------> 28/ 06/2010.--------> الصفحة 45
الثلاثاء.--------> 29/ 06/2010.--------> الصفحة 46
الأربعاء.--------> 30/ 06/2010.--------> الصفحة 47
الخميس.--------> 01/ 07/2010.--------> الصفحة 48
الجمعة.--------> 02/ 07/2010.--------> الصفحة 49
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:27 م]ـ
السبت.--------> 26/ 06/2010.--------> الصفحة 43
http://dc183.4shared.com/img/323744777/2d2895fb/043.png?sizeM=7
http://dc178.4shared.com/img/323746480/9c9b6a45/t093.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257) ?.
قال قتادة: قوله تعالى: ? اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ?، يقول: من الضلالة إلى الهدى، ? وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ ?، الشيطان، ? يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ?، يقول: من الهدى إلى الضلالة. قال الضحاك: والظلمات: الكفر. والنور: الإيمان. والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) ?.
قال مجاهد في قول الله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ ?. قال: هو نمرود بن كنعان. قال قتادة: وهو أول ملك تجبر في الأرض، وهو صاحب الصرح ببابل.
وقال قتادة في قوله تعالى: ? إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ?، وذكر لنا أنه دعا برجلين فقتل أحدهما، واستحيا الآخر. فقال: أنا أحيي هذا، أنا أستحيي من شئت، وأقتل من شئت. قال إبراهيم عند ذلك: ? فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ?.
قال البغوي: (? فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ?، أي: تحير ودهش وانقطعت حجته وقال ابن إسحاق: ? وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ?، أي: لا يهديهم في الحجة عند الخصومة لما هم عليه من الضلال). انتهى. وهو كقوله تعالى: ? وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ?.
وقال السدي: لما خرج إبراهيم من النار أدخلوه على الملك، ولم يكن قبل ذلك دخل عليه فكلمه وقال له: من ربك؟ قال: ربي الذي يحي ويميت. قال نمرود: أنا أحي وأميت. أنا أدخل أربعة نفر، فأدخلهم بيتًا فلا يطعمون ولا يسقون حتى هلكوا من الجوع، أطعمت اثنين وسقيتمهما فعاشا، وتركت اثنين فماتا. فعرف إبراهيم أن له قدرة بسلطانه وملكه على أن يفعل ذلك. قال له إبراهيم: فإن ربي الذي يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر. وقال إن هذا إنسان مجنون فأخرجوه ألا ترون أنه من جنونه اجترأ على آلهتكم فكسرها، وإن النار لم تأكله، وخشي أن يفتضح في قومه، أعني نمرود، وهو قول الله تعالى ذكره: ? وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ? فكان يزعم أنه رب، وأمر بإبراهيم فأخرج. وقال ابن زيد: فبعث الله عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة تضرب رأسه بالمطارق، وأرحم الناس به من جمع يديه، وضرب بهاما رأسه وكان جبارًا أربعمائة عام، فعذبه الله أربعمائة سنة كملكه وأماته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/267)
الله.
قوله عز وجل: ? أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) ?.
قال البغوي: قوله تعالى: ? أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ ?، وهذه الآية مسوقة على الآية الأولى. تقديره: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه؟ وهل رأيت كالذي مر على قرية؟ وقيل: تقديره: هل رأيت كالذي حاجّ إبراهيم في ربه؟ وهل رأيت كالذي مر على قرية؟
وقال ابن كثير: تقدم قوله تعالى: ? أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ ? وهو في قوة، قوله: هل رأيت مثل الذي حاج إبراهيم في ربه. ولهذا عطف عليه بقوله: ? أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ?.
قال قتادة: ذكر لنا أنه عزير، وقال عكرمة: القرية: بيت المقدس مر بها عزير بعد إذ خربّها بختنصر. وقال ابن جريج: بلغنا أن عزيرًا خرج فوقف على بيت المقدس، وقد خربه بخنتصر، فوقف فقال: أبعد ما كان لك من القدس والمقالة والمال ما كان فحزن.
وقال السدي: ? وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ?، يقول: ساقطة على سقفها، وذلك أن عزيرًا مر جائيًا من الشام على حمار له، معه عصير وعنب وتين، فلما مر بالقرية فرآها وقف عليها، وقلّب يده وقال: كيف يحيي هذه الله بعد موتها؟ ليس تكذيبًا منه وشكًا، فأماته الله وأمات حماره، فهلكا ومر عليهما مائة سنة، ثم إن الله أحيا عزيرًا فقال له: كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا أو بعض يوم. قيل له: بل لبثت مائة عام فانظر: إلى طعامك من التين والعنب، وشرابك من العصير لم يتسنه الآية. وقال قتادة: ذكر لنا أنه مات ضحى، ثم بعثه قبل غيبوبة الشمس، فقال: كم لبثت؟ قال: لبثت يومًا ثم التفت، فرأى بقية من الشمس، فقال: أو بعض يوم. فقال: بل لبثت مائة عام. وقال الضحاك في قوله: ? فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ? يقول: لم يتغير. وقد أتى عليه مائة عام.
وقوله تعالى: ? وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ?. قال البغوي: أي: نرفعها من الأرض، ونردها إلى مكانها ونركب بعضها على بعض. وقال السدي وغيره: تفرقت عظام حماره حوله يمينًا وشمالاً فنظر إليها وهي تلوح من بياضها، فبعث الله ريحًا فجمعتهما من كل موضع من تلك المحلة، ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارًا قائمًا من عظام لا لحم عليها، ثم كساها الله لحمًا وعصبًا وعروقًا وجلدًا، وبعث الله ملكًا فنفخ في منخاري الحمار، فنهق بإذن الله عز وجل. وذلك كله بمرأى من العزير، فعند ذلك لما تبين له هذا كله قال: أعلم أن الله على كل شيء
قدير. وقال الضحاك وغيره: إنه عاد إلى قريته شابًا وأولاده، وأولاد أولاده شيوخ وعجائز، وهو أسود الرأس واللحية.
يتبع ..
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:28 م]ـ
الأحد.--------> 27/ 06/2010.--------> الصفحة 44
http://dc238.4shared.com/img/323745002/aff08653/044.png?sizeM=7
http://dc249.4shared.com/img/323746477/8567e329/t094.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/268)
قال محمد بن إسحاق: لما جرى بين إبراهيم وبين قومه ما جرى مما قصه الله في سورة الأنبياء، قال نمرود فيهما يذكرون لإبراهيم: أرأيت إلهك هذا الذي تعبد وتدعو إلى عبادته، وتذكر من قدرته التي تعظمه بها على غير ما هو؟ قال له إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت. قال نمرود: أنا أحيي وأميت. فقال له إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟ ثم ذكر ما قص الله من محاجته إياه قال: فقال إبراهيم عند ذلك: ? رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ? من غير شك في الله تعالى، ولا في قدرته ولكنه أحب أن يعلم ذلك، وتاق إليه قلبه، فقال: ليطمئن قلبي، أي: ما تاق إليه إذ هو علمه. وقال سعيد ابن جبير: ليطمئن قلبي، ليزداد يقيني.
وقوله تعالى: ? قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ?. قال ابن عباس: فصرهنّ: قطعهنّ. وقال مجاهد: ? ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ?: ثم بددهن أجزاء على كل جبل، ? ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً ? كذلك يحي الله الموتى. وقال ابن جريج: فجعلهن سبعة أجزاء، وأمسك رؤوسهن عنده، ثم دعاهن بإذن الله فنظر إلى كل قطرة من دم تطير إلى القطرة الأخرى، وكل ريش تطير إلى الريشة الأخرى، وكل بضعة وكل عظم يطير بعضه إلى بعض من رؤوس الجبال حتى لقيت كل جثة بعضها بعضًا في السماء، ثم أقبلن يسعين حتى وصلت رأسها. وعن ابن المنكدر قال: التقى عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص فقال ابن عباس لابن عمرو: أي آية في القرآن أرجى عندك؟ فقال عبد الله بن عمرو: قول الله عز وجل: ? قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ? الآية. فقال ابن عباس: لكن أنا أقول: قول الله عز وجل: ? وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى ? فرضي من إبراهيم قوله: بلى. قال: فهذا لما يعترض في النفوس ويوسوس به الشيطان. رواه ابن أبي حاتم وغيره.
وقال البخاري: (باب وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى. فصرهن: قطعهن. وذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ? رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ?». انتهى.
قال إسماعيل بن يحيى المزني: لم يشك النبي ?، ولا إبراهيم في أن الله قادر على أن يحيي الموتى، وإنما شكّا في أنه هل يجيبهما إلى ما سألا؟
قال في فتح الباري: (وقال عياض: لم يشك إبراهيم بأن الله يحيي الموتى ولكن أراد طمأنينة القلب، وترك المنازعة لمشاهدة الأحياء، فحصل له العلم الأول بوقوعه، وأراد العلم الثاني بكيفيته ومشاهدته، ويحتمل أنه سأل زيادة اليقين، وإن لم يكن في الأول شك، لأن العلوم قد تتفاوت في قوتها فأراد الترقي من علم اليقين إلى عين اليقين. والله أعلم).
* * *
قوله عز وجل: ? مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) ?.
قال سعيد بن جبير في قوله تعالى: ? مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ?، يعني: في طاعة الله. وقال ابن عباس: الجهاد والحج يضعف الدرهم فيهما إلى سبعمائة ضعف.
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ?، أي: بحسب إخلاصه في عمله، ? وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ?. قال ابن زيد: ? وَاسِعٌ ? أن يزيد من سعته، ? عَلِيمٌ ? عالم بمن يزيده. وفي الصحيحين عن النبي ?: «كل عمل ابن آدم يضاعف له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة. قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته، وطعامه، وشرابه، من أجلي».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/269)
قوله عز وجل: ? الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) ?.
قال قتادة: علم الله أن ناسًا يمنون بعطيتهم، فكره ذلك وقدم فيه فقال: ? قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ?. وقال الضحاك: ? قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ? يقول: أن يمسك ماله خير من أن ينفق ماله ثم يتبعه منًا وأذى. وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال: قال رسول الله ?: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المنان بما أعطى، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالحلف والكاذب». وعن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى». رواه أحمد وغيره.
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ?. قال ابن عباس: الغني الذي كمل في غناه، والحليم الذي قد كمل في حلمه.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) ?.
قال عمرو بن حريث: إن الرجل يغزو [و] لا يسرق ولا يزني ولا يغل، لا يرجع بالكفاف، فقيل له: لم ذاك؟ قال: فإن الرجل ليخرج، فإذا أصابه من بلاء [الله] الذي حكم عليه، سبُّ ولعن إمامه ولعن ساعة غزا، وقال: لا أعود لغزوة معه أبدًا. فهذا عليه، وليس له مثل النفقة في سبيل الله يتبعها منّ وأذى، فقد ضرب الله مثلها في القرآن: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ? حتى ختم الآية.
وقال قتادة: فهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة. يقول: ? لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ ? يومئذٍ كما ترك هذا المطر الصفا الحجر، ليس عليه شيء أنقى ما كان عليه. وقال السدي: ? لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ? إلى قوله: ? عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ ?، أما الصفوان الذي عليه تراب، فأصابه المطر فذهب ترابه فتركه صلدًا، فكذا هذا الذي ينفق ماله رياء الناس، ذهب الرياء بنفقته، كما ذهب هذا المطر بتراب هذا الصفا فتركه نقيًا، فكذلك تركه الرياء، لا يقدر على شيء مما قدم، فقال للمؤمنين: ? لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ?، فتبطل كما بطلت صدقة الرياء.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:30 م]ـ
الإثنين.--------> 28/ 06/2010.--------> الصفحة 45
http://dc217.4shared.com/img/323744497/b1ed062c/045.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) ?.
قال الشعبي في قوله تعالى: ? وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ ?: تصديقًا وتيقينًا. وقال مجاهد: يثبتون أين يضعون أموالهم.
وقوله تعالى: ? كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ?.
قال البغوي: (وهي المكان المرتفع المستوى الذي تجري فيه الأنهار، فلا يعلوه الماء، ولا يعلو عن الماء). انتهى. وقال ابن عباس: ? كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ ?، المكان المرتفع الذي لا تجري فيه الأنهار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/270)
وقوله تعالى: ? أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ?. قال السدي: أما الطل فالندى، يقول: كما أضعفت ثمرة تلك الجنة، فكذلك يضاعف ثمرة هذا المنفق. وقال قتادة: هذا مثل ضربه الله لعمل المؤمن، يقول: ليس كخيره خلف، كما ليس الخير هذه الجنة، خلف على أي حال، إما وابل، وإما طل.
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ?، أي: لا يخفى عليه من أعمال عباده شيء.
قوله عز وجل: ? أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) ?.
قال السدي: هذا مثل آخر لنفقة الرياء، أنه ينفق ماله يرائي الناس به، فيذهب ماله منه وهو يرائي، فلا يأجره الله فيه، فإذا كان يوم القيامة واحتاج إلى نفقته، وجدها قد أحرقها الرياء فذهبت، كما أنفق هذا الرجل على جنته، حتى إذا بلغت وكثر عياله واحتاج إلى جنته، جاءت ريح فيها سموم فأحرقت جنته، فلم يجد منها شيئًا، فكذلك المنفق رياء. قال مجاهد في قول الله عز وجل: ? أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ? كمثل المفرط في طاعة الله حتى يموت. وقال عمر بن الخطاب: هذا مثل ضربه الله للإنسان يعمل عملاً صالحًا، حتى إذا كان عند آخر عمره أحوج ما يكون إليه، عمِل عمَل السوء. وقال قتادة: قوله: ? أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ? الآية، يقول: أصابها ريح فيها سموم شديد. ? كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ? فهذا مثل، فاعقلوه عن الله عز وجل أمثاله، فإنه قال: ? وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ?. هذا رجل كبرت سنه، ودق عظمه، وكثر عياله، ثم احترقت جنته على بقية ذلك كأحوج ما يكون إليه، يقول: أيحب أحدكم أن يضل عنه عمله يوم القيامة، كأحوج ما يكون إليه؟
وقال البخاري باب قوله: ? أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ? إلى قوله: ? لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ?، وذكر حديث عمر: أنه قال يومًا لأصحاب النبي ?: فيم ترون هذه الآية نزلت: ? أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ?؟ قالوا: الله أعلم، فغضب عمر فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم. فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين. قال عمر: يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك. قال ابن عباس: ضربت مثلاً لعمل. قال عمر: أيّ عمل؟ قال ابن عباس: بعمل. قال عمر: لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل، ثم بعث الله له الشيطان، فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله. انتهى والله المستعان.
* * *
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) ?.
قال ابن عباس: ? أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ? يقول: تصدقوا. وقال مجاهد في قوله: ? أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ? قال: من التجارة. وقال ابن عباس: يقول: من أطيب أموالكم وأنفسه. وعن عبيدة قال: سألت عليًا عن قول الله عز وجل: ? وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ ? قال: يعني: من الحب والثمر، وكل شيء عليه زكاة. وعن البراء بن عازب في قول الله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ ? إلى قوله: ? أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ? قال: نزلت في الأنصار، كانت الأنصار إذا كان أيام جذاذ النخل أخرجت من حيطانها أقناء البسر، فعلقوه على حبل بين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/271)
الأسطوانتين في مسجد رسول الله ?، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرجل منهم إلى الحشف فيدخله مع أقناء البسر يظن أن ذلك جائز، فأنزل الله عز وجل فيمن فعل ذلك: ? وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ?. رواه ابن جرير.
قال قتادة: ? وَلاَ تَيَمَّمُواْ ?، لا تعمدوا. وعن البراء: ? وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ ? يقول: لو كان لرجل على رجل فأعطاه ذلك لم يأخذه، إلا أنه يرى أنه قد نقصه من حقه. وعن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن هذه الآية ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ ?. فقال عبيدة: إنما هذا في الواجب، ولا بأس أن يتطوع الرجل بالتمرة، والدرهم الزائف خير من التمرة.
وقوله تعالى: ? وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ?، أي: غني عن صدقاتكم، حميد: بقبولها منكم، وإثباتكم على أعمالكم، وهو المحدود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره.
قوله عز وجل: ? الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) ?.
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ?: «إن للشيطان لمة من ابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله وليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان» ثم قرأ: «? الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء ?». رواه ابن جرير وغيره.
قوله عز وجل: ? يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (269) ?.
قال قتادة: الحكمة: القرآن، والفقه في القرآن.
وقوله تعالى: ? وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ?، أي: العقول. قال الحسن: من أعطى القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه، إلا أنه لم يوح إليه.
وقال ابن كثير: جاء في بعض الأحاديث: «من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين كتفيه، غير
أنه لا يوحى إليه».
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:32 م]ـ
الثلاثاء.--------> 29/ 06/2010.--------> الصفحة 46
http://dc203.4shared.com/img/323744551/f5f98622/046.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (270) ?.
قال مجاهد في قوله عز وجل: ? وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ ? ويحصيه. قال ابن جرير: ثم أوعد جل ثناؤه من كانت نفقته رياء ونذوره طاعة للشيطان فقال: ? وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ?.
قوله عز وجل: ? إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) ?.
قال البغوي: (قوله تعالى: ? إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ?، أي: نعمت الخصلة هي، وما في محل الرفع وهي في محل النصب، كما تقول: نعم الرجل رجلاً، فإذا عرفت رفعت، فقلت: نعم الرجل زيد، وأصله: نعم ما، فوصلت). انتهى. قال قتادة: كل مقبول إذا كانت النية صادقة، وصدقة السر أفضل، وذكر لنا: (أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). وقال ابن عباس: ? إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ ? فجعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيها بسبعين ضعفًا، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها، يقال بخمسة وعشرين ضعفًا، وكذلك جمع الفرائض والنوافل والأشياء كلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/272)
قوله عز وجل: ? لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) ?.
عن ابن عباس: (عن النبي ? أنه كان يأمر بألا يتصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية: ? لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ? إلى آخرها، فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين) رواه ابن أبي حاتم. وقال ابن زيد في قوله: ? يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ? قال: هو مردود عليك فمالك ولهذا تؤذيه وتمن عليه، إنما نفقتك لنفسك وابتغاء وجه الله والله يجزيك. وقال السدي: قوله: ? لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ ? أمَّا: ? لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ?، فيعني: المشركين، وأما النفقة فبين أهلها، فقال: ? لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ?، قال قتادة: أحصروا أنفسهم في سبيل الله للغزو. وقال ابن زيد: كانت الأرض كلها كفرًا لا يستطيع أحد أن يخرج يبتغي من فضل الله.
وقال مجاهد في قوله: ? يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ ?، قال: التخشع. وقال الربيع: تعرف في وجوههم الجهد من الحاجة. وقال السدي في قوله: ? لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً ?، لا يلحفون في المسألة. وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن النبي ? قال: «ليس المسكين بهذا الطوَّاف الذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس». وللبخاري: «إنما المسكين الذي يتعفف». وعن أبي سعيد الخدري قال: سرحتني أمي إلى رسول الله ? أسأله، فأتيته فقعدت قال: فاستقبلني فقال: «من استغنى أغناه الله، ومن استعف أعفه الله، ومن استكف كفاه الله، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف». قال فقلت: ناقتي الياقوتة خير من أوقية، فرجعت فلم أسأله. رواه أحمد وغيره، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمرًا، فليستقل أو ليستكثر». رواه مسلم.
قوله عز وجل: ? الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (274) ?.
قال قتادة: هؤلاء أهل الجنة، ذكر لنا أن نبي الله ? كان يقول: «المكثرون هم الأقلون». قالوا: يا نبي الله إلا من؟ - حتى خشوا أن تكون قد مضت فليس لها رد - حتى قال: «إلا من قال بالمال هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله، وهكذا بين يديه، وهكذا خلفه، وقليل ماهم، هؤلاء قوم أنفقوا في سبيل الله التي افترض، وارتضى في غير سرف ولا إملاق، ولا تبذير ولا فساد». وبالله التوفيق.
* * *
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:34 م]ـ
الأربعاء.--------> 30/ 06/2010.--------> الصفحة 47
http://dc224.4shared.com/img/323744552/6cf0d798/047.png?sizeM=7
http://dc206.4shared.com/img/323746479/62dfce2e/t095.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/273)
قال مجاهد في الربا الذي نهى الله عنه: كانوا في الجاهلية يكون للرجل على الرجل الدين فيقول: لك كذا وكذا وتؤخر عني، فيؤخر عنه.
وقال في قول الله عز وجل: ? الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ? يوم القيامة في آكل الربا في الدنيا. وقال ابن عباس: ذلك حين يبعث من قبره. وقال سعيد بن جبير: يبعث آكل الربا يوم القيامة مجنونًا يخنق.
وقوله تعالى: ? ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ?.
قال البغوي: (أي: ذلك الذي نزل بهم لقولهم هذا واستحلالهم إياه، وذلك أن أهل الجاهلية كان أحدهم إذا حل ماله على غريمه فطالبه، فيقول الغريم لصاحب الحق: زدني في الأجل حتى أزيدك في المال، فيفعلان ذلك، ويقولون: سواء علينا الزيادة في أول البيع بالربح أو عند المحل لأجل التأخير، فكذبهم الله تعالى وقال: ? وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ?). انتهى.
وقوله تعالى: ? فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ ?
قال السدي: أما الموعظة: القرآن، وأما ما سلف: فله ما أكل من الربا.
وقوله تعالى ? وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ? فيه تهديد أكيد ووعيد شديد، كقوله تعالى: ? وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ?. وفي الحديث عن النبي ?: «لعن الله آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه». وقال: «هم سواء». متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ?: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلاً بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدًا بيد». رواه مسلم.
قوله عز وجل: ? يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) ?.
عن ابن مسعود عن النبي ? قال: «إن الربا وإن أكثر، فإن عاقبته تصير إلى قل». رواه أحمد وغيره.
وقوله تعالى: ? وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ?، أي: يبارك فيها في الدنيا، ويضاعف أجرها في الآخرة. وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها، كما يرب أحدكم فلوّه، حتى تكون مثل الجبل».
وقوله تعالى: ? وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ?.
قال ابن كثير: أي: لا يحب كفور القلب، أثيم القول والفعل.
قوله عز وجل: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (277) ?.
هذا مدح من الله تعالى للمؤمنين المطيعين لأمره، المحسنين إلى خلقه، وإخبار عما أعد لهم من الكرامة يوم القيامة.
قوله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (279) ?.
قال ابن كثير: وقد ذكر زيد بن أسلم وابن جريج ومقاتل بن حيان والسدي: (أن هذا السياق نزل في بني عمرو بن عمير من ثقيف، وبني المغيرة من بني مخزوم، كان بينهم ربا في الجاهلية، فلما جاء الإسلام ودخلوا فيه، طلبت ثقيف أن تأخذه منهم فتشاوروا، وقالت بنو المغيرة: لا نؤدي الربا في الإسلام بكسب الإسلام، فكتب في ذلك عتاب بن أسيد نائب مكة إلى رسول الله ? فنزلت هذه الآية، فكتب بها رسول الله ? إليه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/274)
وَرَسُولِهِ ? فقالوا: نتوب إلى الله ونذر ما بقي من الربا، فتركوا كلهم). انتهى.
قال ابن عباس: فمن كان مقيمًا على الربا لا ينزع عنه، فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن نزع وإلا ضرب عنقه، وقال أيضًا يقال: يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب.
وقوله تعالى: ? وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ?. قال الضحاك: وضع الله الربا، وجعل لهم رؤوس أموالهم. وقال قتادة: ذكر لنا أن النبي ? قال في خطبته: «ألا إن ربا الجاهلية موضوع كله، أول ربا ابتدء به ربا العباس بن عبد المطلب». وقال ابن زيد في قوله: ? فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ?، لا تنقصون من أموالكم، ولا تأخذون باطلاً لا يحل لكم.
قوله عز وجل: ? وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) ?.
قال الضحاك: من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة، وأن تصدقوا خير لكم، قال: وكذلك كل دين على مسلم، وفي الحديث عن النبي ? قال: «من نفّس عن غريمه أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة». وفي الحديث الآخر عن النبي ?: «أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة، قال: ما ذا عملت لي في الدنيا؟ فقال: ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها؟ قالها ثلاث مرات. قال العبد عند آخرها: يا رب إنك كنت أعطيتني فضل مال، وكنت رجلاً أبايع الناس، وكان من خلِقي الجواز، فكنت أيسر على الموسر وأُنظر المعسر. قال: فيقول الله عز وجل: أنا أحق من ييسّر، ادخل الجنة». أخرجه أبو يعلى الموصلي ونحوه في البخاري ومسلم.
قوله عز وجل: ? وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (281) ?.
قال ابن عباس: (هذه آخر آية نزلت على رسول الله ?، فقال له جبريل عليه السلام: ضعها على رأس مائتين وثمانين آية من سورة البقرة، وعاش بعدها رسول الله ? إحدى وعشرين يومًا). والله أعلم.
* * *
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:35 م]ـ
الخميس.--------> 01/ 07/2010.--------> الصفحة 48
http://dc185.4shared.com/img/323744767/3433a4ba/048.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ?.
قال ابن عباس في قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ? أنزلت في السلم إلى أجل معلوم. وقال الضحاك: من باع إلى أجل مسمى أمر أن يكتب صغيرًا كان أو كبيرًا إلى أجل مسمى. قال الربيع فكان هذا واجبًا، ثم قامت الرخصة والسعة، قال: ? فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ ?.
وقال قتادة في قوله: ? وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ? اتقى الله كاتب في كتابه، فلا يدعن منه حقًا، ولا يزيدن فيه باطلاً.
وعن مجاهد في قول الله عز وجل: ? وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ ?. قال: واجب على الكاتب أن يكتب. وقال السدي: وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ إن كان فارغًا.
وقال ابن زيد في قوله تعالى: ? وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً ?. قال: لا ينقص من حق هذا الرجل شيئًا إذا أملى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/275)
وقوله تعالى: ? فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ?. قال مجاهد: أما السفيه فالجاهل بالإملاء والأمور، وقال أيضًا: أما الضعيف فالأحمق. وقال ابن عباس: ? فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ?، يقول إن عجز عن ذلك أملى وليّ صاحب الدين بالعدل. وقال الضحاك: أمر ولي السفيه والضعيف أن يمل بالعدل.
قوله عز وجل: ? وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ ?.
قال مجاهد: ? وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ ? قال: الأحرار. وقال البغوي: (يعني: الأحرار المسلمين دون العبيد والصبيان، وهو قول أكثر أهل العلم. وأجاز شريح وابن سيرين شهادة العبيد). انتهى. وقال الربيع في قوله: ? وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ ?، يقول: في الدِّين ? فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ ? وذلك في الدين. ? مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء ?، يقول: عدول. وقال قتادة: علم الله أن ستكون حقوق، فأخذ لبعضهم من بعض الثقة، فخذوا بثقة الله، فإنه أطوع لربكم وأدرك لأموالكم، ولعمري لئن كان تقيًّا لا يزيد الكتاب إلا خيرًا، وإن كان فاجرًا فبالحريّ أن يؤدي إذا علم أن عليه شهودًا.
وقال الربيع: ? أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى ?، يقول: أن تنسى إحداهما فتذكرها الأخرى.
وقال قتادة في قوله تعالى: ? وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ ? قال: لا تأب أن تشهد إذا ما دعيت إلى شهادة. وكان الحسن يقول في قوله: ? وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ ?. جمعت أمرين: لا تأب إذا كانت عندك شهادة أن تشهد، ولا تأب إذا دعيت إلى شهادة.
قوله عز وجل: ? وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلا تَرْتَابُواْ إِلا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282) ?.
قال مجاهد: ? وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ?. قال: هو الدَّين.
وقال السدي: قوله: ? ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ ?، يقول: أعدل عند الله.
وقال البغوي: ? ذَلِكُمْ ?، أي: الكتاب، ? أَقْسَطُ ? أعدل، ? عِندَ اللّهِ ? لأنه أمر به واتباع أمره أعدل من تركه وأقوم للشهادة، لأن الكتابة تذكر الشهود، ? وَأَدْنَى ? وأحرى وأقرب إلى ? أَلا تَرْتَابُواْ ?، تشكوا في الشهادة.
وقال السدي: قوله: ? إِلا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ ?، يقول: معكم بالبلد ترونها فتؤخذ وتعطى، فليس على هؤلاء جناح ألا يكتبوها. وقال الربيع: قلت للحسن: أرأيت قول الله عز وجل: ? وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ ?؟ قال: إن أشهدت عليه فهو ثقة للذي لك، وإن لم تشهد عليه فلا بأس. قال ابن كثير: وهذا الأمر محمول عند الجمهور على الإرشاد والندب، لا على الوجوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/276)
وقال مجاهد في قوله تعالى: ? وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ ?. يقول: لا يأتي الرجل فيقول: انطلق فاكتب لي واشهد لي، فيقول: إن لي حاجة فالتمس غيري، فيقول: اتق الله فإنك قد أمرت أن تكتب لي، فهذه المضارة. ويقول: دعه والتمس غيره، والشاهد بتلك المنزلة. وقال ابن عباس: ? وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ ?، يقول: إنه يكون للكاتب والشاهد حاجة ليس منها بد فيقول: خلوا سبيله. وقال أيضًا: والضرار أن يقول الرجل للرجل وهو عنه غني: إن الله قد أمرك أن لا تأبى إذا دعيت، فيضاره بذلك وهو مكتف بغيره، فنهاه الله عز وجل عن ذلك وقال: ? وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ?، قال: والفسوق المعصية.
وقوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ?. قال الضحاك: هذا تعليم علمكموه فخذوا به
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:36 م]ـ
الجمعة.--------> 02/ 07/2010.--------> الصفحة 49
http://dc192.4shared.com/img/323744774/b421c441/049.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283) ?.
قال الربيع: قوله: ? وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً ?، يقول كاتبًا يكتب لكم، ? فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ ?. وقال الضحاك: ما كان من بيع إلى أجل فأمر الله عز وجل: أن يكتب وليشهد عليه، وذلك في المقام، فإن كان قوم على سفر تبايعوا إلى أجل فلم يجدوا فرهان مقبوضة.
وقوله تعالى: ? فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ ?.
قال البغوي: (فإن كان الذي عليه الحق أمينًا عند صاحب الحق فلم يرتهن منه شيئًا لحسن ظنه به، ? فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ ?، أي: فليقضه على الأمانة، ? وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ ? في أداء الحق. انتهى.
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ?. قال السدي: ? وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ?، يقول: فاجر قلبه. وقال ابن عباس: إذا كانت عندك شهادة فسألك عنها فأخبره بها، ولا تقل: أخبر بها عند الأمير: أخبره بها لعله يراجع أو يرعوي. انتهى. وقد قال الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ?. والله أعلم.
* * *
قوله عز وجل: ? لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) ?.
يقول تعالى: ? لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ? خلفًا وملكًا وعبيدًا. ? وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?. روى الإمام أحمد وغيره عن أبي هريرة قال: (لما نزلت على رسول الله ?: ? لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? اشتد ذلك على أصحاب رسول الله ? فأتوا رسول الله ? ثم جثوا على الركب وقالوا: يا رسول الله كلّفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة، والصيام،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/277)
والجهاد، والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها: فقال رسول الله ?: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير»، فلما أقرّ بها القوم وذلّت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها: ? آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ?، فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله: ? لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ?). إلى آخره.
ولمسلم: (ولما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله: ? لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ?، قال: «نعم ربنا»، ? وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ? قال: «نعم ربنا»، ? وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ? قال: «نعم»، ? وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ? قال: «نعم».
وفي رواية له من حديث ابن عباس: قال: (قد فعلت).
قال ابن حجر في (فتح الباري): (والمراد بقوله: نسختها أي: أزالت ما تضمنته من الشدة، وبينت أنه وإن وقعت المحاسبة به، لكنها لا تقع المؤاخذة به؛ أشار إلى ذلك الطبري، فرارًا من إثبات دخول النسخ في الأخبار، وأجيب بأنه وإن كان خبرًا لكنه يتضمن حكمًا، ومهما كان من الأخبار يتضمن الأحكام، أمكن دخول النسخ فيه كسائر الأحكام، وإنما الذي لا يدخله النسخ من الأخبار، ما كان خبرًا محضًا لا يتضمن حكمًا، كالإخبار عما مضى من أحاديث الأمم ونحو ذلك؛ ويحتمل أن يكون المراد بالنسخ في الحديث: التخصيص، فإن المتقدمين يطلقون لفظ النسخ عليه كثيرًا، والمراد بالمحاسبة بما يخفي الإنسان ما يصمم عليه ويشرع فيه، دون ما يخطر ولا يستمر عليه. والله أعلم). انتهى.
وروى الجماعة من حديث أبي هريرة عن النبي ? قال: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تكلم أو تعمل».
قوله عز وجل: ? آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) ?.
قال ابن زيد: ? لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ?، كما صنع القوم يعني: بني إسرائيل قالوا: فلان نبي وفلان ليس نبيًا، وفلان نؤمن به وفلان لا نؤمن به. وعن حكيم بن جابر قال: (لما أنزلت على رسول الله ? ? آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ?. قال جبريل: إن الله عز وجل قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك، فسل تعطه. فسأل: ? لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا) ?. رواه ابن جرير.
قوله عز وجل: ? لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/278)
قال السدي: ? لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا ? طاقتها، وحديث النفس مما لا يطيقون. وقال ابن عباس: هم المؤمنون، وسع الله عليهم أمر دينهم، فقال الله جل ثناؤه: ? وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ? وقال: ? يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ?، وقال: ? فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ?. وقال: قتادة:
قوله: ? لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ ?، أي: من خير، ? وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ?، أي: من شر، وقوله: ? رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ? قال ابن زيد: إن نسينا شيئًا مما افترضته علينا، أو أخطأنا شيئًا مما حرمته علينا. وقال قتادة: بلغني أن النبي ? قال: «إن الله تجاوز لهذه الأمة عن نسيانها وما حدثت بها أنفسها». وروى ابن ماجة وغيره من حديث ابن عباس عن النبي ? قال: «إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه».
وقوله تعالى: ? رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ?. قال مجاهد: ? إِصْراً ?، عهدًا. وقال ابن زيد: لاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا ذنبًا ليس فيه توبة ولا كفارة. وقال مالك: الإصر الأمر الغليط.
وقوله: ? رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ?، قال ابن زيد: لا تفترض علينا من الدين ما لا طاقة لنا به، فنعجز عنه، ? وَاعْفُ عَنَّا ? إن قصرنا عن شيء من أمرك مما أمرتنا به، ? وَاغْفِرْ لَنَا ?، إن انتهكنا شيئًا مما نهيتنا عنه، ? وَارْحَمْنَا ? يقول: لأننا لا نعمل بما أمرتنا به، ولا نترك ما نهيتنا عنه إلا برحمتك. قال: ولم ينج أحد إلا برحمتك.
وقوله تعالى: ? أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?، ورد في بعض الآثار: (قال الله: قد عفوت عنكم وغفرت لكم ورحمتكم، ونصرتكم على القوم الكافرين). وكان معاذ رضي الله عنه إذا فرغ من هذه السورة قال: (آمين). وعن ابن مسعود رضي الله عنه إذا فرغ من هذه السورة قال: (آمين). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه». متفق عليه. وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي». رواه أحمد. وعن علي رضي الله عنه قال: لا أرى أحدًا عقل الإسلام ينام
حتى يقرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، فإنها من كنز أعطيه نبيكم ? من تحت العرش. رواه ابن مردويه. والله أعلم.
* * *
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:38 م]ـ
ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم(20/279)
الحزب الثاني: " حزب المائدة "
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 05 - 10, 05:20 م]ـ
سنبدأ ان شاء الله في حفظ حزب المائدة (المائدة 6) الأنعام 7) الأعراف 8) الأنفال 9) التوبة) من خلال هذه الصفحة
وسنبدأ ان شاء الله بسورة المائدة
في 19/ 06/2010 لمدة اسبوعان
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:35 ص]ـ
حدث تعديل على التاريخ
سيتم حفظ سورة المائدة (ان شاء الله) خلال الاسبوعين القادمين
من 03/ 07/2010.--------> 16/ 07/2010
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:38 ص]ـ
السبت.-------> 03/ 07/2010.-------> الصفحة 106.-------> والصفحة 107
الأحد.-------> 04/ 07/2010.-------> الصفحة 108.-------> والصفحة 109
الإثنين.-------> 05/ 07/2010.-------> الصفحة 110.-------> والصفحة 111
الثلاثاء.-------> 06/ 07/2010.-------> الصفحة 112.-------> والصفحة 113
الأربعاء.-------> 07/ 07/2010.-------> الصفحة 114.-------> والصفحة 115
الخميس.-------> 08/ 07/2010.-------> الصفحة 116.-------> والصفحة 117
الجمعة.-------> 09/ 07/2010.-------> الصفحة 118.-------> والصفحة 119
يتبع ....
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:39 م]ـ
السبت.-------> 03/ 07/2010.-------> الصفحة 106.-------> والصفحة 107
http://dc227.4shared.com/img/331351002/dd566b15/106.bmp?sizeM=7
[ المائدة]
مدنية، وهي مائة وعشرون آية
عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح). رواه الترمذي. يعني: إذا جاء نصر الله والفتح. روى الحاكم عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم. فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلّوه، وما وجدتم من حرام فحرّموه).
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) ?.
عن ابن عباس: قوله: ? أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ?، يعني: بالعهود. وعن مجاهد: ? أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ ? ما عقد الله على العباد مما أحل لهم، وحرّم عليهم. وقال عبد الله بن عبيدة: العقود خمس: عقدة الإِيمان، وعقدة النكاح، وعقدة العهد، وعقدة البيع، وعقدة الحلف.
وقوله تعالى: ? أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ ?، قال الحسن: من الإبل، والبقر، والغنم. وعن ابن عباس: أن بقرة نُحرت فوُجد في بطنها جنين، فأخذ ابن عباس بذنب الجنين فقال: هذا من بهيمة الأنعام التي أحلّت لكم.
وقوله تعالى: ? إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ?، قال قتادة: إلا الميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه. وعن ابن عباس: ? أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ?، هي: الميتة، والدم، ولحم الخنزير ما أهل لغير الله به. وقال مجاهد: إلا الميتة وما ذكر معها.
وقوله تعالى: ? غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ?.
قال البغوي: معنى الآية: أحلّت لكم بهيمة الأنعام كلّها إلا ما كان منها وحشيًّا، فإنه صيد لا يحل لكم في حال الإِحرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/280)
وقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ ?، قال ابن عباس: كان المشركون يحجّون البيت الحرام، ويهدون الهدايا، ويعظّمون حرمة المشاعر، ويتّجرون في حجهم، فأراد المسلمون أن يُغيروا عليهم، فقال الله عز وجل: ? لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ ? وسئل عطاء عن شعائر الله فقال: حرمات الله: اجتناب سخط الله وإتباع طاعته، فذلك شعائر الله. وقال ابن عباس: مناسك الحج.
وقوله تعالى: ? وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ ?، قال ابن عباس: يعني: لا تستحلوا قتالاً فيه. قال قتادة: كان الشرك يومئذٍ لا يصد عن البيت، فأمروا أن لا يقاتلوا في الشهر الحرام، ولا عند البيت.
وقوله تعالى: ? وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ ?، أي: لا تتعرضوا للهدايا المقلّدات وغير المقلّدات. وقال قتادة: كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج، يقلّد من الشعر فلم يعرض له أحد، فإذا رجع يقلّد قلادة فلم يعرض له أحد.
وقوله تعالى: ? وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً ?، قال ابن جريج: ينهى عن الحجاج أن تقطع سبلهم. وقال ابن عباس: نهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدًا أن يحج البيت، أو يعرضوا له من مؤمن وكافر، ثم أنزل الله بعد هذا: ? إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ?.
وقوله تعالى: ? وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ ?، قال مجاهد: هي رخصة.
وقوله تعالى: ? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ ?، قال قتادة: أي: لا يحملنكم بغض قوم أن تعتدوا.
قال ابن كثير: أي: لا يحملنكم بغض قوم قد كانوا صدّوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام، وذلك عام الحديبية على أن تعتدوا حكم الله فيهم، فتقتصّوا منهم ظلمًا وعدوانًا، بل احكموا بما أمركم الله به من العدل في حق كل أحد.
وقوله تعالى: ? وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?، قال ابن عباس: البرّ ما أمرت به، والتقوى ما نهيت عنه.
http://dc247.4shared.com/img/331351238/152a05a6/107.bmp?sizeM=7
قوله عز وجل: ? حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3) ?.
قال ابن كثير: قوله: ? وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّه بِهِ ِ ?، أي: ما ذبح فذكر عليه اسم غير الله فهو حرام، لأن الله تعالى أوجب أن تذبح مخلوقاته على اسمه العظيم، فمتى عدل بها عن ذلك وذكر اسم غيره من صنم، أو طاغوت، أو وثن، أو غير ذلك من سائر المخلوقات، فإنها حرام بالإجماع. وقال ابن عباس: المنخنقة: التي تختنق فتموت؛ وقال قتادة: هي التي تموت في خناقها، وقال أيضًا: كان أهل الجاهلية يخنقون الشاة حتى إذا ماتت أكلوها. والموقوذة: كان أهل الجاهلية يضربونها بالعصا حتى إذا ماتت أكلوها. وقال السدي: المتردية هي التي تردّى من الجبل أو البئر فتموت. والنطحية: التي تنطحها البقر والغنم فتموت، يقول: هذا حرام لأن ناسًا من العرب كانوا يأكلونه. وعن ابن عباس: وما أكل السبع يقول: وما أخذ السبع. قال قتادة: كان أهل الجاهلية إذا قتل السبع سيئًا من هذا أو أكل منه أكلوا ما بقي.
وقوله تعالى: ? إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ ?، قال ابن عباس: يقول: ما أدركت ذكاته من هذا كله يتحرك له ذنب، أو تطرف له عين، فاذبح، واذكر الله عليه، فهو حلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/281)
وقوله تعالى: ? وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ?، قال قتادة: والنصب حجارة كان أهل الجاهلية يعبدونها ويذبحون لها فنهى الله عن ذلك.
قال ابن كثير: فنهى الله المؤمنين عن هذا الصنيع، وحرم عليهم أكل هذه الذبائح التي فعلت عند النصب، حتى لو كان يذكر عليها اسم الله في الذبح عند النصب من الشرك الذي حرمه الله ورسوله.
وقوله تعالى: ? وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ?، قال الحسن: كانوا إذا أرادوا أمرًا أو سفرًا يعمدون إلى قداح ثلاثة على واحد منها مكتوب: أؤمرني، وعلى الآخر: انهني، ويتركون الآخر محلّلاً بينهما ليس عليه شيء، ثم يحلّونها فإن خرج الذي عليه: أؤمرني، مضوا لأمرهم، وإن خرج الذي عليه: انهني، كفّوا وإن خرج الذي ليس عليه شيء أعادوها.
وقوله تعالى: ? ذَلِكُمْ فِسْقٌ ?، قال ابن عباس: يعنى: من أكل من ذلك كله فهو فسق.
وقال ابن كثير: ? وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ?، أي: تعاطيه فسق وغيّ وضلالة وجهالة وشرك، وقد أمر الله المؤمنين إذا ترددوا في أمورهم أن يستخيروه.
وقوله تعالى: ? الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ?، قال مجاهد: ? الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ ?، ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ?: هذا حين فعلت. وقال ابن زيد في قوله: ? الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ ?، قال: هذا يوم عرفة. وقال ابن عباس: يعني: أن ترجعوا إلى دينهم أبدًا.
قال ابن كثير: ويحتمل أن يكون المراد أنهم يئسوا من مشابهة المسلمين لما تميّز به المسلمون من هذه الصفات المخالفة للشرك وأهله.
وقال ابن جريج: ? فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ? فلا تخشوهم أن يظهروا عليكم، ? وَاخْشَوْنِ ?. قال ابن جرير يقول: ولكن خافون إن أنتم خالفتم أمري، واجترأتم على معصيتي، وتعدّيتم حدودي، أن أحلّ بكم عقابي وأنزل بكم عذابي.
وعن ابن عباس: قوله: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ?، وهو: الإسلام، قال: أخبر الله نبيه ? والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان، فلا يحتاجون إلى زيادة أبدًا، وقد أتمه الله عز ذكره فلا ينقصه أبدًا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدًا. وعن هارون بن عنترة عن أبيه: قال لما نزلت: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ? وذلك يوم الحج الأكبر، بكي عمر فقال له النبي ?: «ما يبكيك»؟ قال: أبكاني أنَّا كنا في زيادة من ديننا، فأمّا إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلاَّ نقص، فقال: «صدقت». وعن قتادة: قوله: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ? الآية: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت على رسول الله ? يوم عرفة يوم الجمعة، حين نفى الله المشركين عن المسجد الحرام وأخلص للمسلمين حجهم.
قوله تعالى: ? فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?، قال ابن عباس: ? فِي مَخْمَصَةٍ ?، يعني: في مجاعة. وقال مجاهد ? غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لّإِثْمٍ ? غير متعمد لإثم، وقال السدي: يقول: غير متعرض لإِثم، أي: يبتغي فيه شهوة أو يتعدّى في أكله. وعن أبي واقد الليثي قال قلنا: يا رسول الله إنا بأرض يصيبنا فيها مخمصة، فما يصلح لنا من الميتة؟ قال: «إذا لم تصطبحوا، أو تغتبقوا، أو تحتفتوا بقلاً فشأنكم بها». رواه ابن جرير.
قوله عز وجل: ? يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/282)
روى ابن أبي حاتم عن عدي بن حاتم وزيد بن مهلهل الطائيين أنهما سألا رسول الله ? فقالا: يا رسول الله قد حرّم الله الميتة فماذا يحلّ لنا منها؟ فنزلت: ? يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ?.
وعن الحسن في قوله: ? وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ?، قال: كل ما علم فصاد من كلب أو صقر أو فهد أو غيره.
قال ابن جرير: فقوله: ? مُكَلِّبِينَ ? صفة للقانص، وإن صاد بغير الكلاب في بعض أحيانه.
وقوله تعالى: ? تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ ?.
قال البغوي: ? تُعَلِّمُونَهُنَّ ? تؤدبوهن آداب أخذ الصيد، ? مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ ?، أي: من العلم الذي علمكم الله. قال ابن عباس: إن المُعَلَّم من الكلاب: أن يمسك صيده، فلا يأكل منه حتى يأتيه صاحبه، فإن أكل من صيده قبل أن يأتيه صاحبه، فيدرك ذكاته فلا يأكل من صيده. وقال طاوس: إذا أكل الكلب فهو ميتة فلا تأكل. وقال إبراهيم: إذا أكل البازي، والصقر من الصيد فكل، فإنه لا يعلّم. وروى ابن أبي حاتم عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة فما يحلّ لنا منها؟ قال: «يحلّ لكم ما علّمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علّمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه». ثم قال: «ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله عليه، فكُلْ مما أمسك عليك». قلت: وإن قتل؟ قال: «وإن قتل، ما لم يأكل»، قلت: يا رسول الله وإن خالطت كلابنا كلابًا غيرها؟ قال: «فلا تأكل حتى تعلم أن كلبك هو الذي أمسك»، قال: قلت: إنا قوم نرمي فما يحل لنا؟ قال: «ما ذكرت اسم الله عليه وخزفت فكل».
قال ابن كثير: اشترط في الكلب أن لا يأكل، ولم يشترط ذلك في البزاة فدل على التفرقة بينهما في الحكم والله أعلم.
وقوله تعالى: ? فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ?، قال قتادة: إذا أرسلت كلبك المعلّم، أو طيرك، أو سهمك، فذكرت اسم الله فأخذ، أو قتل، فكل. وقال الضحاك: إذا أرسلت كلبك المعلّم فذكرت اسم الله حين ترسله، فأمسك، أو قتل هو حلال، فإذا أكل منه فلا تأكل، فإنما أمسكه على نفسه. وقال ابن عباس: إذا أرسلت جوارحك فقل: بسم الله إن نسيت فلا حرج.
قوله عز وجل: ? الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) ?.
قال ابن جرير: يعني جل ثناؤه بقوله: ? الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ?: اليوم أحل لكم أيها المؤمنون الحلال من الذبائح والمطاعم دون الخبائث منها.
وعن مجاهد: ? وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ ?، قال: الذبائح. وقال الضحاك: أحلّ الله لنا طعامهم ونساءهم. وعن الشعبي أنه كان لا يرى بأسًا بذبائح نصارى بني تغلب، وقرأ: ? وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ?.
وقوله تعالى: ? وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ?، عن مجاهد: ? وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ?، قال: الحرائر. وقال الشعبي: إحصان اليهودية والنصرانية أن لا تزني وتغتسل من الجنابة. وعن ابن عباس: قوله: ? مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ?، يعني: ينكحوهن بالمهر والبيّنة ? غَيْرَ مُسَافِحِينَ ? متعالين بالزنا، ? وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ?، يعني: يسرّون بالزنا. وسئل الحسن: أيتزوج رجل المرأة من أهل الكتاب؟ قال: ماله ولأهل الكتاب، وقد أكثر الله المسلمات؟ فإن كان لا بد فاعلاً فليعمد إليها حصانًا غير مسافحة. وعن عطاء: أن الرخصة كانت مختصةً بذلك الوقت؛ لأنه كان في المسلمات قلّة، وكان عمر لا يرى نكاح الكتابيات أصلاً متمسكًا بقوله تعالى: ? وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ?.
قلت: وأكثر اليهود والنصارى في هذا الوقت دهرية، ولا يتمسكون بكتاب.
وقوله تعالى: ? وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ?، قال عطاء: الإِيمان: التوحيد. والله أعلم.
* * *
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/283)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:48 م]ـ
الأحد.-------> 04/ 07/2010.-------> الصفحة 108.-------> والصفحة 109
http://dc262.4shared.com/img/331351319/51d93d85/108.bmp?sizeM=7
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) ?.
سئل عكرمة عن قول الله: ? إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ? فكلّ ساعة يتوضأ؟ فقال: قال ابن عباس: لا وضوء إلا من حدث. وقال السدي: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ?، يقول: قمتم وأنتم على غير طهر. وعن أنس قال: توضأ عمر بن الخطاب وضوءًا فيه تجوّز خفيفًا، فقال: هذا وضوء من لم يُحْدث. وعن بريدة قال: كان رسول الله ? يتوضأ لكلّ صلاة فلما كان عام الفتح صلَّى الصلوات بوضوء واحد ومسح على خفيه، فقال عمر: إنك فعلت شيئًا لم تكن تفعله! قال: «عمدًا فعلتُه». قال ابن جرير كلامًا معناه: أنه أَمْرُ فرضٍ على المحدث، وأمرُ ندبٍ إن كان على طهر.
وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ? يقول: «من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات». رواه ابن جرير.
وقوله تعالى: ? فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ ?، قال إبراهيم: يجزي اللحية ما سال عليها من الماء. وكان الحسن إذا توضأ مسح لحيته مع وجهه. وعن قتادة عن الحسن قال: ليس عرك العارضين في الوضوء بواجب. وقال أبو عمر: وليس عرك العارضين وتشبيك اللحية بواجب في الوضوء. وعن شعبة قال: سألت الحكم وقتادة عن رجل ذكر وهو في الصلاة أنه لم يتمضمض ولم يستنشق، فقال: يمضي في صلاته. وقال ابن عمر: الأذنان من الرأس، فإذا مسحت الرأس فامسحها؛ وعنه أنه: (كان إذا توضأ عرك عارضيه، وشبك لحيته بأصابعه أحيانًا، ويترك أحيانًا). وعن أم سلمة: (أن رسول الله ? توضأ فخلّل لحيته). رواه ابن جرير. وعن أبي أيوب قال: (كان رسول الله ? إذا توضأ تمضمض ومسح لحيته من تحتها بالماء). رواه ابن جرير.
قال ابن جرير: الوجه الذي أمر الله جلّ ذكره بغسله، كل ما انحدر عن منابت شعر الرأس إلى منقطع الذقن طولاً، وما بين الأذنين عرضًا، مما هو ظاهر لعين الناظر.
وقوله تعالى: ? وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ?، قال الشافعي: لم أعلم مخالفًا في المرافق فيما يغسل.
وقال ابن جرير: فأما المرفقان وما وراءهما، فإن ذلك من الندب.
وقال البغوي: قوله تعالى: ? وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ?، أي: مع المرافق، وأكثر العلماء على أنه يجب غسل المرفقين.
وقوله تعالى: ? وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ ? في الصحيحين عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه: (أن رجلاً قال لعبد الله بن زيد: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله ? يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بوضوء، فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين مرتين، ثم مضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل يديه مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/284)
وقوله تعالى: ? وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ?، أي: واغسلوا أرجلكم مع الكعبين. وعن ابن عباس أنه قرأها: فامسحوا برؤسكم وأرجلَكم بالنصب، وقال: عاد الأمر إلى الغسل. وعن ابن مسعود قال: خلّلوا الأصابع بالماء لا تخلّلها النار. وفي الحديث عن النبي ? أنه قال: «أسبغوا الوضوء، ويلٌ للأعقاب من النار». رواه مسلم، زاد البيهقي: «وبطون الأقدام». وعن حذيفة: (أن النبي ? أتى سباطة قوم فبال قائمًا ثم توضأ ومسح على خفيه). متفق عليه.
وقوله تعالى: ? وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ ?، أي: اغتسلوا.
وقوله تعالى: ? وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ? فيه دليل على أن التيمم يكفي من لا يجد الماء عن الحدث الأصغر والأكبر، وكذلك المريض، إذا خاف الضرر من استعماله.
وقوله تعالى: ? مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? قال مجاهد:? مِّنْ حَرَجٍ ? من ضيق. وعن كعب بن مرة قال: قال رسول الله ?: «ما من رجل يتوضأ فيغسل وجهه إلا خرجت خطاياه من وجهه وإذا غسل يديه أو ذراعيه خرجت خطاياه من ذراعيه، فإذا مسح رأسه خرجت خطاياه من رأسه، وإذا غسل رجليه خرجت خطاياه من رجليه». رواه ابن جرير وغيره.
قوله عز وجل: ? وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) ?.
عن مجاهد: ? وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ?، قال: بالنعم. وعن ابن عباس: قوله: ? وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ? الآية. يعني: حيث بعث الله النبي ? وأنزل الكتاب فقالوا: آمنا بالنبي ? وبالكتاب.
وقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ?، أي: كونوا قوامين بالحق لله عز وجل، وكونوا ? شُهَدَاء بِالْقِسْطِ ?، أي: بالعدل لا بالجور. ? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ?، أي: لا يحملنكم بغض قوم على ترك العدل فيهم، بل استعملوا العدل في كل أحد صديقًا كان أو عدوًا.
وقوله تعالى: ? اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ?، أي: اعدلوا في أوليائكم وأعدائكم، فالعدل أقرب إلى التقوى من تركه.
وقوله تعالى: ? وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ?، أي: وعد الله المؤمنين الجنة ووقفهم لأعمالها، وأعدّ للكافرين النار بتكذيبهم وعتّوهم.
http://dc236.4shared.com/img/331351376/973c8792/109.bmp?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/285)
وقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ?.
عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر قالا: خرج رسول الله ? إلى بني النضير ليستعينهم على دية العامريّين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري، فلما جاءهم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا محمدًا أقرب منه الآن فَمُرُوا رجلاً يظهر هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه، فقام عمرو بن جحاش بن كعب؛ فأتى رسول الله ? الخبر، وانصرف عنهم، فأنزل الله عز ذكره فيهم وفيما أراد هو وقومه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ ? الآية. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14) ?.
عن أبي العالية في قوله: ? وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ?. قال: أخذ الله مواثيقهم أن يخلصوا له ولا يعبدوا غيره. ? وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً ?.
قال ابن جرير: يعني بذلك: وبعثنا منهم اثني عشر كفيلاً، كفلوا عليهم بالوفاء لله بما واثقوه عليه من العهود فيما أمرهم به وفيما نهاهم عنه؛ والنقيب في كلام العرب: العريف على القوم، غير أنه فوق العريف. قال قتادة: من كل سبط رجل شاهد على قومه.
وقوله تعالى: ? وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً ?، عن مجاهد في قوله: ? وَعَزَّرْتُمُوهُمْ ?. قال: نصرتموهم؛ وقال ابن زيد: التعزير والتوقير: الطاعة والنصرة.
قال ابن جرير: وأما قوله: ? وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً ?، فإنه يقول: وأنفقتم في سبيل الله، وذلك في جهاد عدوه وعدوكم.
قوله تعالى: ? لأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ?. قال في جامع البيان: ? لأُكَفِّرَنَّ ? جواب القسم، سدَّ مسدَّ جواب الشرط.
وقال البغوي في قوله تعالى: (? وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ? ناصركم على عدوكم؛ ثم ابتدأ الكلام فقال: ? لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ ? يا معشر بني إسرائيل، ? وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ?، أي: أخطأ قصد السبيل، يريد طريق الحق، وسواءُ كلِّ شيء: وسطُه). انتهى ملخّصًا.
وقوله تعالى: ? فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ ?، عن قتادة: ? فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ ?، يقول: فبنقضهم ميثاقهم لعناهم. وقال ابن عباس: هو ميثاق أخذه الله على أهل التوراة فنقضوه. ? وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ?، أي: يابسة لا تلين. ? يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ?. قال ابن عباس: يعني: حدود الله في التوراة، يقولون: إن أمركم محمد بما أنتم عليه فاقبلوه، فإن خالفكم فاحذروا. وعن الحسن في قوله: ? وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ ?. قال: [تركوا] عرى دينهم، ووظائف الله جل ثناؤه التي لا تقبل الأعمال إلا بها. وقال السدي: يقول: تركوا نصيبًا.
وقوله تعالى: ? وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?، عن قتادة في قوله: ? وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ ?. قال: على خيانة وكذب وفجور. قال بعض السلف: ما عاملت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه.
قال ابن كثير: ولهذا قال تعالى: ? إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?، يعني به: الصفح عمن أساء إليك.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/286)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:52 م]ـ
الإثنين.-------> 05/ 07/2010.-------> الصفحة 110.-------> والصفحة 111
http://dc270.4shared.com/img/331351495/95f9ed23/110.bmp?sizeM=7
وقوله تعالى: ? وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ?، عن قتادة: ? وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ ? نسوا كتاب الله بين أظهرهم، وعهد الله الذي عهد إليهم، وأمر الله الذي أمرهم به. وعن إبراهيم النخعي في قوله: ? فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء ?. قال: هذه الأهواء المختلفة والتباغض، فهو الإِغراء. وقال قتادة: إن القوم لما تركوا كتاب الله، وعصوا رسله، وضيّعوا فرائضه، وعطّلوا حدوده، ألقى بينهم العدواة والبغضاء إلى يوم القيامة، بأعمالهم أعمال السوء، ولو أخذ القوم كتاب الله، وأمره ما افترقوا. وقال الربيع: إن الله عز ذكره تقدم إلى بني إسرائيل أن لا تشتروا بآيات الله ثمنًا قليلاً، وعَلَّموا الحكمة ولا تأخذوا عليها أجرًا، فلم يفعل ذلك إلا قليل منهم، فأخذوه الرشوة في الحكم، وخانوا الحدود، فقال في اليهود حيث حكموا بغير ما أمر الله، ? وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ?، وقال في النصارى: ? فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ?.
قوله عز وجل: ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16) ?.
عن قتادة: ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا ?، وهو محمد ?، ? يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ ?. قال ابن عباس: من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب فكان الرجم مما أخفوا.
وقوله تعالى: ? وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ?، أي: يعرض عن كثير مما أخفيتم فلا يتعرض له.
وقوله تعالى: ? قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?، عن السدي: ? مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ ? سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه وانبعث به رسله، وهو الإِسلام، الذي لا يقبل من أحد عملاً إلا به، لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية.
قوله عز وجل: ? لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/287)
قال البغوي: قوله تعالى: ? لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ? وهم اليعقوبية من النصارى. ? قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً ? أي: من يقدر أن يدفع من أمر الله شيئًا إذا قضاه؟ ? إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?.
قال ابن جرير: يقول الله جل وعز: كيف يكون إلهًا يُعْبد من كان عاجزًا عن دفع ما أراد به غيره من السوء، وغير قادر على صرف ما نزل به من الهلاك؟ بل الإِله المعبود الذي له ملك كل شيء، وبيده تصريف كل من في السماء والأرض وما بينهما. وعن ابن عباس قال: أتى رسول الله ? نعمان بن أضا، وبحري بن عمر، وشاس بن عديّ فكلّموه، فكلّمهم رسول الله ? ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا: ما تخوّفنا يا محمد، نحن أبناء الله وأحباؤه - كقول النصارى - فأنزل الله جل وعز فيهم: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ? إلى آخر الآية.
http://dc225.4shared.com/img/331351587/632ed779/111.bmp?sizeM=7
وقوله تعالى: ? قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ? كسائر بني آدم، مجزيّون بالإساءة والإِحسان، يغفر لمن يشاء فضلاً، ويعذب من يشاء عدلاً.
? وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ?، أي: المرجع والمآب.
قوله عز وجل: ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) ?.
قال قتادة: كانت الفترة بين عيسى ومحمد ? ذكر لنا أنها كانت ستمائة سنة أو ما شاء الله من ذلك. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ (20) ?.
عن ابن عيينة: ? اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ ?، قال: أيادي الله عليكم، وأيامه ? إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً ?. وعن مجاهد في قوله: ? وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً ?، قال: جعل لكم أزواجًا، وخدمًا، وبيوتًا.
وقوله: ? وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ ?، قال ابن عباس: أي: الذين هم بين ظهرانيهم يومئذٍ.
وقوله: ? يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) ?.
قال مجاهد: ? الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ ?: الطور وما حوله. وقال قتادة: هي: الشام. وقال ابن عباس هي: أريحا. وقال مجاهد: ? المُقَدَّسَةَ ?: المباركة. وقال ابن إسحاق: ? الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ?: التي وهب الله لكم ? وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ?، أي: ولا تقعدوا عن الجهاد فتبوءوا بالخسار.
وقوله: ? قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) ?.
قال قتادة: ذُكر لنا أنهم كانت لهم أجسام وخلق ليست لغيرهم. وقال ابن إسحاق: إن كالب بن يوقنا أسكت الشعب عن موسى ? فقال لهم: إنا سنعلوا الأرض ونرثها وإن لنا بهم قوة، وأما الذين كانوا معه فقالوا: لا نستطيع أن نهدأ إلى ذلك الشعب من أجل أنهم أجرأ منا، ثم إن أولئك الجواسيس أخبروا نبي إسرائيل الخبر، وقالوا: إنا مررنا في أرض وأحسسناها فإذا هي تأكل ساكنها، ورأينا رجالها جسامًا، ورأينا الجبابرة بني الجبابرة، وكنا في أعينهم مثل الجراد، فأرجفت الجماعة من بني إسرائيل، فرفعوا أصواتهم بالبكاء فبكى الشعب تلك الليلة، ووسوسوا على موسى وهارون، فقالوا لهما: يا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/288)
ليتنا متنا في أرض مصر، وليتنا نموت في هذه البرية، ولم يدخلنا الله هذه الأرض لنقع في الحرب، فتكون نساؤنا وأبناؤنا وأثقالنا غنيمة، ولو كنا قعودًا في أرض مصر كان خيرًا لنا، وجعل الرجل يقول لأصحابه: تعالوا نجعل علينا رأسًا، وننصرف إلى مصر.
قوله تعالى: ? قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23) ?.
قال ابن عباس: فرجعوا - يعني: النقباء الاثني عشر - إلى موسى فأخبروه بما عاينوا من أمرهم فقال لهم موسى: اكتموا شأنهم، ولا تخبروا به أحدًا من أهل العسكر، فإنكم إن أخبرتموهم بهذا الخبر فشلوا ولم يدخلوا المدينة. قال فذهب كل رجل منهم فأخبر قريبه وابن عمه إلا هاذان الرجلان فإنهما كتما. هما: يوشع بن نون، وكلاب بن يوقنا، فإنهما كتما ولم يخبرا به أحدًا، وهما اللذان قال الله: ? قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ? وكان قتادة يقول في بعض القراءة: {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ الله أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا}.
قال ابن جرير: أنعم الله عليهما بطاعة الله في طاعته بنبيه موسى ?. قال ابن إسحاق: لما همّ بنو إسرائيل بالانصراف إلى مصر حين أخبرهم النقباء بما أخبروهم من أمر الجبابرة، خرّ موسى، وهارون على وجوهما سجودًا قدام جماعة بني إسرائيل، وخرق يوشع بن نون، وكالب بن يوقنا ثيابهما وكانا من جواسيس الأرض، وقالا لجماعة بني إسرائيل: إن الأرض مررنا بها، وحسبناها صالحة رضيها ربنا لنا، فوهبنا لنا، وإنها لم تكن تفيض لبنًا وعسلاً، ولكن افعلوا واحدة، لا تعصوا الله، ولا تخشوا الشعب الذي بهما، فإنهم جبناء مدفوعون في أيدينا، إن
جرّبناهم ذهبت منهم، وإن الله معنا فلا تخشوهم، فأراد الجماعة من بني إسرائيل [أن] يرجمونهما بالحجارة.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:57 م]ـ
الثلاثاء.-------> 06/ 07/2010.-------> الصفحة 112.-------> والصفحة 113
http://dc183.4shared.com/img/331351812/ca5e0bec/112.bmp?sizeM=7
وقوله: ? قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) ?.
عن المقداد بن الأسود أنه قال للنبي ?: إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل: اذْهبْ أَنتَ وربُّك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون. ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون. رواه ابن جرير.
وقوله تعالى: ? قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) ?.
قال ابن عباس: يقول: اقض بيننا وبينهم. قال الربيع: لما قال لهم القوم ما قالوا ودعا موسى عليهم، وأوحى الله إلى موسى أنها: ? مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ?، وهم يومئذٍ فيما ذُكر: ستمائة ألف مقاتل، فجعلهم فاسقين بما عصوا، فلبثوا أربعين سنة في فراسخ ستة، أو دون ذلك، يسيرون كل يوم جادّين لكي يخرجوا منها حتى يُمسوا، ونزلوا فإذا هم في الدار التي منها ارتحلوا، وأنهم اشتكوا إلى موسى ما فعل بهم، فأنزل عليهم المن والسلوى، وأعطوا من الكسوة ما هي قائمة لهم، ينشأ الناشئ فتكون معه على هيئة، وسأل من ربه أن يسقيهم، فأتى بحجر الطور، وهو حجر أبيض إذا ما نزل القوم ضربه بعصاه، فيخرج منه اثنتا عشرة عينًا لكل سبط منهم عين، قد علم كل أناس مشربهم، حتى إذا خلت أربعون سنة، وكانت عذابًا بما اعتدوا وعصوا. وأنه أوحى إلى موسى أن يأمرهم أن يسيروا إلى الأرض المقدسة، فإن الله قد كفاهم عدوهم، وقل لهم: إذا أتوا المسجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/289)
أن يأتوا الباب، ويسجدوا إذا دخلوا، ويقولوا حطة، وإنما قولهم: حطة أن يحطّ عنهم خطاياهم، فأبى عامة القوم، وسجدوا على خدهم وقالوا: حنطة، فقال الله جل ثناؤه: ? فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ?.
وعن ابن عباس قال: لما دعا موسى قال الله: ? فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ ?، قال: فدخلوا التيه، فكل من دخل التيه ممن جاز العشرين سنة مات في التيه. قال: فمات موسى في التيه، ومات هارون قبله، قال: فلبثوا في تيههم أربعين سنة، فناهض يوشع بمن بقى معه مدينة الجبارين، فافتتح يوشع المدينة.
قوله عز وجل: ? وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) ?.
عن مجاهد في قول الله: ? إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً ?، قال: ابني آدم هابيل وقابيل لصُلب آدم، فقرّب أحدهما شاةً، وقرّب الآخر بقلاً، فقبل من صاحب الشاة، فقتله صاحبه.
قال البغوي: وقال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول: إن آدم كان يغشى حواء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة، فحملت فيها بقابيل وتوأمته أقليما فلم تجد عليهما وحمًا ولا وصبًا ولا طلقًا حتى ولدتهما، ولم تر معهما دمًا، فلما هبط إلى الأرض تغشّاها فحملت بهابيل وتوأمته، فوجدت عليهما الوحم، والوصب، والطلق، وكان آدم إذا شبّ أولاده يزوج غلام هذا البطن جارية بطن أخرى، فكان الرجل منهم يتزوج أية أخواته شاء إلا توأمته التي ولدت معه، لأنه لم يكن يومئذٍ نساء إلا أخواتهم، فلما ولد قابيل وتوأمته أقليما ثم هابيل وتوأمته لبودا، وكان بينهما سنتان - في قول الكلبي - وأدركوا، أمرَ الله تعالى آدم عليه السلام أن ينكح قابيل لبودا أخت هابيل، وينكح هابيل أقليما أخت قابيل، وكانت أخت قابيل أحسن من أخت هابيل، فذكر ذلك آدم لولده فرضي هابيل وسخط قابيل، وقال: هي أختي أنا أحق بها، ونحن من ولادة الجنة، وهما من ولادة الأرض، فقال له أبوه: إنها لا تحل لك، فأبى أن يقبل ذلك، وقال: إن الله لم يأمره بهذا، وإنما هو من رأيه، فقال لهما آدم عليه السلام: فقرّبا قربانًا، فأيّكما يقبل قربانه فهو أحقّ بها، وكانت القرابين إذا كانت مقبولة نزلت نار من السماء بيضاء فأكلتها، وإذا لم تكن مقبولة لم تنزل النار، وأكلته الطير والسباع؛ فخرجا ليقرّبا قربانًا، وكان قابيل صاحب زرع، فقرّب صبرة من طعام من أردأ زرعه، وأضمر في نفسه: ما أبالي يقبل مني أم لا، لا يتزوج أختي أبدًا، وكان هابيل صاحب غنم، فعمد إلى أحسن كبش في غنمه فقرّب به، وأضمر في نفسه رضا الله عز وجل، فوضعا قربانهما على الجبل، ثم دعا آدم عليه السلام، فنزلت نار من السماء وأكلت قربان هابيل، ولم تأكل قربان قابيل، فذلك قوله عز وجل: ? فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا ?، يعني: هابيل، ? وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ ?، يعني: قابيل، فنزلوا على الجبل وقد غضب قابيل لردّ قربانه، وكان يضمر الحسد في نفسه، إلى أن أتى آدم مكة لزيارة البيت، فلما غاب آدم أتى قابيلُ هابيلَ وهو في غنمه، قال لأقتلنك قال: ولِمَ؟ قال: لأن الله تعالى قبل قربانك وردّ قرباني، وتنكح أختي الحسناء، وأنكح أختك الدميمة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/290)
فيتحدث الناس أنك خير مني، ويفتخر ولدك على ولدي. قال هابيل: وما ذنبي؟ ? إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ ?، أي: مددت ? إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ?.
قال عبد الله بن عمرو: وأيم الله إن كان المقتول لأشد الرجلين، ولكن منعه التحرج أن يبسط إلى أخيه يده؛ وهنا في الشرع جائز لمن أريد قتله أن ينقاد ويستسلم طلبًا للأجر، كما فعل عثمان رضي الله عنه. انتهى.
وقوله: ? إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ ?، عن قتادة: قوله: ? إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ ?، يقول: بقتلك إياي، ? وَإِثْمِكَ ? قبل ذلك. وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ?: «لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه كان أول من سنّ القتل».
وقوله تعالى:? فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ? عن مجاهد: ? فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ ?، قال: شجعت.
وقوله تعالى: ? فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ?، قال مجاهد: بعث الله غرابًا يبحث في الأرض، حتى حفر لآخر ميت إلى جنبه فغيّبه، وابن آدم القاتل ينظر إليه فقال: يَا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين، قال الحسن البصري: علاه الله بندامة بعد خسران.
http://dc173.4shared.com/img/331350434/a0ad525a/113.bmp?sizeM=7
قوله عز وجل: ? مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) ?.
عن قتادة: قوله: ? مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ َنفْسٍ ? الآية، من قتلها على غير نفس، ولا فساد أفسدته، ? فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ? عظّم - والله - أجرها وعظّم أزرها، فأحيها يا ابن آم بمالك، وأحيها بعفوك إن استطعت، ولا قوة إلا بالله، وإنا لا نعلمه يحلّ دم رجل مسلم من أهل هذه القبلة إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه فعليه القتل، أو زنى بعد إحصانه فعليه الرجم، أو قتل متعمدًا فعليه القود. وقال سليمان بن علي: قلت للحسن: يا أبا سعيد أهي لنا كما كانت لبني إسرائيل؟ قال: إي والذي لا إله غيره، ما كانت دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دمائنا.
قوله عز وجل: ? إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (34) ?.
عن الحسن: ? إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ?، قال: نزلت في أهل الشرك. وعن زيد بن أبي حبيب: أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية، فكتب إليه أنس يخبره، أن هذه الآية نزلت في أولئك النفر العرنيين وهم من بجيلة، قال أنس: فارتدوا عن الإِسلام، وقتلوا الراعي، واستاقوا الإِبل، وأخافوا السبيل، وأصابوا الفرج الحرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/291)
وقال الوليد بن مسلم: قلت لمالك بن أنس: تكون محاربة في المِصْر؟ قال: نعم، والمحارب عندنا من حمل السلاح على المسلمين في مِصْرٍ أو خلاء، فكان ذلك منه على غير ثائرة كانت بينهم ولا دخل ولا عداوة، قاطعًا للسبيل والطريق والديار، مختفيًا لهم بسلاحه، فقتل أحدًا منهم، قتله الإِمام كقتلة المحارب، ليس لوليّ المقتول فيه عفو ولا قود.
وعن ابن عباس: قوله: ? إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ? إلى قوله: ? أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ?، قال: إذا حارب فقتل فعليه القتل إذا ظهر عليه قبل توبته، ولو حارب، وأخذ المال، وقتل فعليه الصلب إن ظهر عليه قبل توبته، وإذا حارب، ولم يقتل، فعليه قطع اليد والرجل من خلاف إن ظهر عليه قبل توبته، وإذا حارب، وأخاف السبيل فإنما عليه النفي.
وقال أبو حنيفة: معنى النفي في هذا الموضع: الحبس.
قال ابن جرير: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معنى النفي عن الأرض في هذا الموضع هو نفيه من بلد إلى بلد غيره، وحبسه في السجن في البلد الذي نفي إليه، حتى يظهر توتبه من فسوقه، ونزوعه من معصيته ربه.
وعن الشعبي: أن حارثة بن بدر خرج محاربًا فأخاف السبيل، وسفك الدم، وأخذ الأموال، ثم جاء تائبًا من قبل أن يقدر عليه، فقبل علي بن أبي طالب عليه السلام توبته وجعل له أمانًا منشورًا على ما كان أصاب من دم أو مال.
وقال الشافعي: تضع توبته عنه حق الله الذي وجب عليه بمحاربته ولا يسقط عنه حقوق بني آدم. وقال: فتحول إذا أعطاه الإمام أمانًا فهو آمن، ولا يقام عليه حدّ ما كان أصاب.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ (37) ?.
عن أبي وائل: ? وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ?، قال: القربة في الأعمال. وقال ابن زيد في قوله: ? وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ?، قال: المحبة تحبّبوا إلى الله، وقرأ: ? أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ?. وعن جابر قال: قال رسول الله ?: «من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة». رواه أهل السنن.
وقوله تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ?، عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس: يا
أعمى البصر أعمى القلب، تزعم أن قومًا يخرجون من النار، وقد قال الله جل وعز: ? وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا ?؟! فقال ابن عباس: ويحك، اقرأ ما فوقها هذه للكفار.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:01 م]ـ
الأربعاء.-------> 07/ 07/2010.-------> الصفحة 114.-------> والصفحة 115
http://dc218.4shared.com/img/331350437/39a403e0/114.bmp?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40) ?.
عن إبراهيم: قال في قراءة عبد الله: {والسارقون والسارقات فاقطعوا أيديهما}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/292)
وقال الشعبي في قراءة عبد الله: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما}. وعن ابن عمر قال: (أن النبي ? قطع في مجنّ قيمته ثلاثة دراهم). وعن عائشة قالت: قال رسول الله ?: «تقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا» متفق عليهما. قال قتادة: لا تأووا لهم أن تقيموا فيهم الحدود، فإنه والله ما أمر الله بأمر قط إلا وهو صلاح ولا نهى عن أمر قط إلا وهو فساد. وكان عمر بن الخطاب يقول: اشتدوا على السراق فاقطعوهم يدًا يدًا، ورجلاً رجلاً. وعن عبد الله بن عمرو قال: سرقت امرأة حليًّا فجاء الذين سرقتهم فقالوا: يا رسول الله سرقتنا هذه المرأة فقال رسول الله ?: «اقطعوا يدها اليمنى». فقالت المرأة: هل من توبة؟ فقال رسول الله ?: «أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك»، قال: فأنزل الله جل وعز: ? فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ?. رواه ابن جرير.
وقوله تعالى: ? أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ?، أي: هو المالك لجميع ذلك، الحاكم الذي لا معقّب له، يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء. قال ابن عباس: ? يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ? على الصغيرة ? وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ? على الكبيرة، ? وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ?. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) ?.
عن عبد الله بن كثير في قوله: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ?. قال: هم المنافقون. وعن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: بينا نحن مع رسول الله ? إذ جاءه رجل من اليهود، وكانوا قد أشاروا في صاحب لهم زنى بعد ما أحصن، قال بعضهم لبعض: إن هذا النبي ? قد بعث، وقد علمتم أن قد فرض عليكم الرجم في التوراة فكتمتوه واصطلحتم بينكم عقوبة دونه، فانطلقوا فنسأل هذا النبي، فإن أفتانا بما فرض علينا في التوراة من الرجم، تركنا ذلك، فقد تركنا ذلك في التوراة فهي أحق أن تطاع وتصدق. فأتوا رسول الله ? فقالوا: يا أبا القاسم، إنه زنى صاحب لنا قد أحصن، فما ترى عليه من العقوبة؟ قال أبو هريرة: فلم يرجع إليهم رسول الله ? حتى قام وقمنا معه، فانطلق يؤمّ مدارس اليهود حتى أتاهم فوجدهم يتدارسون التوراة في بيت المدارس فقال لهم: «يا معشر اليهود أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ماذا تجدون في التوراة من العقوبة على من زنى وقد أحصن»؟ قالوا: إنا نجده يحمّم ويجلد، وسكت حبرهم في جانب البيت فلما رأى رسول الله ? صمته ألظّ به النشدة، فقال حبرهم: اللهم إذ نشدتنا، فإنا نجد عليهم الرجم. فقال له رسول الله ?: «فماذا كان أول ما ترخّصتم به أمر الله»؟ قال: زنى ابن عم ملك فلم يرجمه، ثم زنى رجل آخر في أسرة الناس، فأراد ذلك الملك رجمه فقام دونه قومه فقالوا: والله لا ترجمه حتى ترجم فلانًا ابن عم الملك، فاصطلحوا بينهم عقوبة دون الرجم وتركوا الرجم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/293)
فقال رسول الله ?: «أقضي بما في التوراة»، فأنزل الله في ذلك: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ? إلى قوله: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?. رواه ابن جرير.
وعن البراء بن عازب: ? يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ ?. يقولون: ائتوا محمدًا فإن أفتاكم بالتحميم والجد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا.
http://dc168.4shared.com/img/331350436/4ea33376/115.bmp?sizeM=7
وقوله تعالى: ? سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ?، قال الحسن: تلك الحكام سمعوا كذبة، وأكلوا رشوة.
وقوله تعالى: ? فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ?. قال ابن زيد: كان في حكم حييّ بن أخطب: للنضريّ دِيتان، وللقرظيّ دية، لأنه كان من النضير. قال: وأخبر نبيه ? بما في التوراة، قال: ? وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ? إلى آخر الآية، فلما رأت ذلك قريظة، لم يرضوا بحكم ابن أخطب، فقالوا: نتحاكم إلى محمد فقال الله تبارك وتعالى:? فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ? فخيّره.? وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ? الآية كلها؛ وكان الشريف إذا زنى بالدنيئة رجموها هي، وحموا وجه الشريف، وحملوه على البعير، وجعلوا وجهه من قبل ذنب البعير، وإذا زنى الدنيء بالشريفة رجموه، وفعلوا بها هي ذلك، فتحاكموا إلى النبي ? فرجمهما. وعن الشعبي في قوله: ? فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ?. قال: إذا جاءوا إلى حكام المسلمين، فإن شاء حكم بينهم، وإن شاء أعرض عنهم، وإن حكم بينهم بما في كتاب الله. وعن مجاهد في قوله: ? وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ?. قال: بالعدل. وعن ابن عباس: قوله: ? وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ?،يعني: حدود الله، فأخبر الله بحكمه في التوراة. وعن عبد الله بن كثير: ? ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ ?، قال: تولّيهم ما تركوا من كتاب الله.
قوله عز وجل: ? إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) ?.
عن عكرمة قوله: ? يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ ?: النبي ? ومن قبله من الأنبياء، يحكمون بما فيها من الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/294)
وقوله تعالى: ? وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ ?، قال قتادة: الربانيون فقهاء اليهود، والأحبار علماؤهم. ? فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ?. قال السدي: لا تخشوا الناس فتكتموا ما أنزلت،ولا تأخذوه طمعًا قليلاً على أن تكتموا ما أنزلت. وقال ابن زيد: ولا تأخذوا به رشوة.
وقوله تعالى:? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?. قال ابن زيد: هم من حكم بكتابه الذي كتب بيده، وترك كتاب الله، وزعم أن كتابه هذا من عند الله، فقد كفر. وعن طاوس عن ابن عباس: ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ?. قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال عطاء: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق. وقال الحسن: نزلت في اليهود، وهي علينا واجبة. وقال ابن عباس: من جحد ما أنزل الله فقد كفر، ومن أقرّ به ولم يحكم فهو ظالم.
وقوله: ? وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ?. قال ابن عباس: كان على بني إسرائيل القصاص في القتل، وليس بينهم دية في نفس ولا جرح؛ قال: وذلك قول الله تعالى ذكره: ? وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ ? في التوراة، فخفّف الله عن أمة محمد ?، فجعل عليهم الدية في النفس والجراح، وذلك تخفيف من ربكم ورحمة؛ ? فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ?. قال الشعبي: كفارة لمن تصدق به. وعن أبي السفر قال: دفع رجل من قريش رجلاً من الأنصار فاندقّت ثنيته، فرفعه الأنصاري إلى معاوية، فلما ألحّ عليه الرجل قال معاوية: شأنك وصاحبك قال: وأبو الدرداء عند معاوية فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله ? يقول: «ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيهبه، إلا رفعه الله به درجة وحطّ عنه به خطيئة». فقال له الأنصاري: أنت سمعته من رسول الله ?؟ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فخلّي سبيل القرشيّ. فقال معاوية: مُروا له بمال. رواه ابن جرير. وقال مجاهد: إذا أصاب رجل رجلاً، ولا يعلم المصاب من أصاب، فاعترف له المصيب، فهو كفارة
للمصيب.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:04 م]ـ
الخميس.-------> 08/ 07/2010.-------> الصفحة 116.-------> والصفحة 117
http://dc204.4shared.com/img/331350698/50702295/116.bmp?sizeM=7
وقوله تعالى: ? وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم ?، أي: النبيين الذين أسلموا من قبلك يا محمد ? بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ? نبيًا مصدقًا لما بين يديه من التوراة، ? وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ * وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ ?، أي: وأمرنا أهله أن يحكموا بما أنزل الله فيه، ? وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ?، أي: المخالفون لأمر الله، الخارجون عن طاعته.
قوله عز وجل: ? وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/295)
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) ?.
عن قتادة: قوله: ? وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ? أمينًا وشاهدًا على الكتب التي خلت قبله. وقال ابن عباس: ? وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ?، يعني: أمينًا عليه يحكم على ما كان قبله من الكتب. وعن مسروق: أنه كان يحلّف اليهودي والنصراني [بالله]،ثم قرأ: ? فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ?، وأنزل الله أن لا يشركوا به شيئًا.
وقوله تعالى: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ? عن قتادة: قوله: ? لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ?، يقول: سبيلاً وسنة، والسنن مختلفة. للتوراة شريعة، وللإِنجيل شريعة، وللقرآن شريعة، يحلّ الله فيها ما يشاء، ويحرّم ما يشاء، بلاءً ليعلم من يطيعه ممن يعصيه، والدين واحد، الذي لا يقبل غيره، التوحيد والإِخلاص لله الذي جاءت به الرسل.
وقوله تعالى: ? وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ?، عن ابن عباس قال: قال كعب بن أسد، وابن صوريا، وشاس بن قيس بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد لعلّنا نفتنه عن دينه، فأتوه فقالوا: يا محمد إنك قد عرفت أنا أحبار يهود، وأشرافهم، وساداتهم، وأنا إن اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا، وإنَّ بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ونؤمن لك ونصدقك. فأبى رسول الله ? فأنزل الله فيهم: ? وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ ? إلى قوله: ? لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ?. والله أعلم.
http://dc271.4shared.com/img/331350751/84dbbf0a/117.bmp?sizeM=7
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ (53) ?.
عن عطية بن سعد قال: جاء عبادة بن الصامت من بني الحارث بن الخزرج إلى رسول الله ? فقال: يا رسول الله إن لي موالي من يهود كثيرٌ عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله. فقال عبد الله بن أبيّ: إني رجل أخاف الدوائر، لا أبرأ من ولاية مواليّ. فقال رسول الله ? لعبد الله بن أبيّ: «يا أبا الحباب؛ ما بخلت به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت فهو إليك دونه» قال: قد قبلت، فأنزل الله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ? إلى قوله: ? فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ?.
وقوله: ? بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ?.
قال البغوي: في العون والنصرة ويدهم واحدة على المسلمين. ? وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/296)
قال ابن جرير: يعني تعالى ذكره بقوله: ? وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ?: ومن يتولَّ اليهود والنصارى دون المؤمنين، فإنه منهم. يقول: فإن من تولاهم، ونصرَهم على المؤمنين، فهو من أهل دينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متولّ أحدًا إلا وهو به وبدينه، وما هو عليه راضٍ. وإذا رضيه ورضي دينَه، فقد عادى ما خالفه وسَخِطه، وصار حكمه حكمه.
وقوله تعالى: ? فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ?، قال قتادة: أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود، ويناصحونهم دون المؤمنين. ? فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ? قال: بالقضاء، ? أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ? من موادتهم اليهود ومن غشهم للإِسلام وأهله. وقال السدي: ? فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ ? فتح مكة، ? أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ?، قال: الأمر: الجزية. وقال مجاهد: ? فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ? حينئذٍ يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا باللّه جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين.
قال البغوي: يعني: يقول الذين آمنوا في وقت إظهار الله تعالى نفاق المنافقين: ? أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ ? حلفوا بالله ? جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ?، أي: حلفوا بأغلظ الإيمان، ? إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ?، أي: إنهم لمؤمنون؟ يريد أن المؤمنين حينئذٍ يتعجبون من كذبهم، وحلفهم بالباطل؛ قال الله تعالى: ? حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ? بطل كل خير عملوه، ? فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ? خسروا الدنيا بافتضاحهم، والآخرة بالعذاب، وفوات الثواب.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) ?.
قال الضحاك في قوله: ? فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ? هو: أبو بكر وأصحابه، لمَّا ارتدّ من ارتدّ من العرب عن الإسلام، جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردّهم إلى الإسلام. وعن مجاهد في قول الله: ? يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ?، قال: أناسٌ من أهل اليمن. وعن عياض الأشعري قال: لما نزلت هذه الآية: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ?، قال: أومأ رسول الله ? إلى أبي موسى بشيء كان معه فقال: «هم قوم هذا». رواه ابن جرير.
وقوله تعالى: ? أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ?، قال عليّ رضي الله عنه: أهل رقة على أهل دينهم، أهل غلظة على من خالفهم في دينهم.
وقوله تعالى: ? يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ? عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (أمرني خليلي ? بسبع: أمرني: بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني: أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني: أن أصل الرحم وإن أدبرَتْ، وأمرني: أن لا أسأل أحدًا شيئًا، وأمرني: أن أقول الحق وإن كان مرًّا، وأمرني: أن لا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني: أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز تحت العرش). رواه أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/297)
وقوله تعالى: ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ?، أي: متخشّعون في صلاتهم وزكاتهم. وعن عبد الملك قال: سألت أبا جعفر عن هذه الآية: ? إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ?، قلنا: مَنِ الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا. قلنا: بلغنا أنها نزلت في عليّ بن أبي طالب. قال: عليُّ من الذين آمنوا. وقوله تعالى: ? وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ?.
وقوله تعالى: ? وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ?، قال السدي: أخبرهم - يعني الرب تعالى ذكره - من الغالب فقال: لا تخافوا الدولة ولا الدائرة.
قال البغوي: ? وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ?، يعني يقول: للقيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين. قال ابن عباس رضي الله عنه: يريد المهاجرين والأنصار. ? فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ ?، يعني: أنصار الله هم الغالبون.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ (58) ?.
عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوث، وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا، وكان رجال من المسلمين يوادونهما فأنزل الله فيهما: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء ? إلى قوله: ? وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ ?.
وقوله تعالى: ? وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ ?، قال السدي: كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المنادي ينادي: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: حُرق الكاذب. فدخل خادمه ذات ليلة من الليالي بنار وهو نائم، وأهله نيام فسقطت شرارة، فأحرقت البيت فاحترق هو وأهله.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:08 م]ـ
الجمعة.-------> 09/ 07/2010.-------> الصفحة 118.-------> والصفحة 119
http://dc262.4shared.com/img/331350850/f880c8a1/118.bmp?sizeM=7
قوله عز وجل: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (60) وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ (61) وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (62) لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (63) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/298)
قال ابن عباس: أتى رسول الله ? نفر من اليهود فيهم أبو ياسر بن أخطب ورافع بن أبي رافع، فسألوه عمن يؤمن به من الرسل، قال: «أؤمن بالله وما أنزل إلينا، وما أنزل إلى إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، وما أوتي موسى وعيسى، وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون» فلما ذكر عيسى حجدوا نبوته وقالوا: لا نؤمن بمن آمن به، فأنزل الله فيهم: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ ?.
قال ابن جرير: معنى الكلام: هل تنقمون منا إلا إيماننا بالله وفسقكم؟
وقوله تعالى: ? قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ?، عن السدي: ? قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ ?، يقول: ثوابًا عند الله.
قال البغوي: قل يا محمد: ? هَلْ أُنَبِّئُكُمْ ? أخبركم، ? بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ ? الذي ذكرتم، يعني قولهم: لم نر أهل دين أقلّ حظًا في الدنيا والآخرة منكم، ولا دينًا شرًا من دينكم، فذكر الجواب بلفظ الابتداء، وإن لم يكن الابتداء شرًا، لقوله: ? أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ ? النار، ? مَثُوبَةً ? ثوابًا وجزاء، ? عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ ?، أي: هو: ? مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ ?، يعني: اليهود، ? وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ ? فالقردة: أصحاب السبت، والخنازير: كفار مائدة عيسى عليه السلام، ? وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ?، أي: جعل منهم عبد الطاغوت، أي: أطاع الشيطان فيما سوّل له، ? أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ?.
قال ابن جرير: قل لهم يا محمد: هؤلاء المؤمنون بالله وبكتبه الذين تستهزئون منهم، أَشَرٌ أم مَنْ لعنه الله؟
وقوله تعالى: ? وَإِذَا جَآؤُوكُمْ قَالُوَاْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ ?، هذه الآية كقوله تعالى: ? وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ?.
وقوله تعالى: ? وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ?، قال ابن زيد: هؤلاء اليهود، ? لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ?. ? لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ ? إلى قوله: ? لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ?، قال: يصنعون ويعملون واحد، قال لهؤلاء حين لم ينتهوا كما قال لهؤلاء حين عملوا. قال ابن عباس: ما في القرآن آية أشدّ توبيخًا من هذه الآية ? لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ? الآية. وقال الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها، إنا لا ننهى.
قوله عز وجل: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/299)
مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ (66) ?.
عن ابن عباس: قوله: ? وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ?، قال: ليس يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكنهم يقولون: إنه بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. وقال قتادة: أما قوله: ? يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ ? قالوا: الله بخيل غير جواد، قال الله: ? بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ?.
قال ابن كثير: ? غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ? وهكذا وقع لهم، فإن عندهم من البخل، والحسد، والجبن، والذلة أمر عظيم.
قال ابن جرير: واختلف أهل الجدل في تأويل قوله: ? بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ?، فقال بعضهم: عنى بذلك نعمتاه، وقال آخرون منهم: عنى بذلك القوة، وقال آخرون منهم: بل يد الله صفة من صفاته، هي يد، غير أنها ليست بجارحة كجوارح آدم، وبذلك تظاهرت الأخبار عن رسول الله ?، وقال به العلماء وأهل التأويل. انتهى ملخصًا.
قال البغوي: ويد الله صفة من صفات ذاته، كالسمع والبصر والوجه، وقال جل ذكره: ? لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ?، وقال النبي ?: «كلتا يديه يمين». والله أعلم بصفاته. فعلى العباد فيها الإيمان والتسليم. وقال أئمة السلف من أهل السنَّة في هذه الصفات: أمِرُّوهَا كما جاءت بلا كيف.
وقوله تعالى: ? وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً ?، قال قتادة: حملهم حسد محمد ? والعرب على أن كفروا به، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم.
وقوله تعالى: ? وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ?، قال قتادة: أولئك أعداء الله اليهود، ? كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ ? فلن تلقى اليهود ببلد إلا وجدتهم من أذل أهله، لقد جاء الإسلام حين جاءوهم تحت أيدي المجوس أبغض خلقه إليه. وقال السدي: كلما أجمعوا أمرهم على شيء، فرّقه الله وأطفأ حربهم ونارهم وقذف في قلوبهم الرعب.
http://dc212.4shared.com/img/331350912/732006be/119.bmp?sizeM=7
وقوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ?، قال قتادة: يقول: آمنوا بما أنزل الله، واتقوا ما حرم الله.
وقوله تعالى: ? وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ?، قال ابن عباس: ? لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ ?، يعني: لأرسل السماء عليهم مدرارًا، ? وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ? تخرج الأرض بركتها.
وقوله تعالى: ? مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ? عن قتادة: قال الله فيهم: ? أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ?، يقول: على كتابه وأمره؛ ثم ذم أكثر القوم فقال: ? وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ?. وقال الربيع: إلا مدة المقتصدة الذين لا هم قصّروا في الدين، ولا هم غلوا. والله أعلم
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/300)
قال قتادة: أخبر الله نبيه ? أنه سيكفيه الناس، ويعصمه منهم، وأمره بالبلاغ. وعن ابن عباس: قوله: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ?، يعني: إن كتمت آية مما أنزل إليك من ربك لم تبلّغ رسالتي. وعن سعيد بن جبير: لما نزلت: ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ?، قال رسول الله ?: «لا تحرسوني إن ربي قد عصمني».
قوله عز وجل: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) ?.
عن ابن عباس قال: جاء رسول الله ? رافع بن حارثة وسلام بن مشكم، ومالك بن الصيف، ورافع بن حرملة فقالوا: يا محمد تزعم إنك على ملة إبراهيم ودينه، وتؤمن بما عندنا من التوراة، وتشهد إنها من عند الله حق؟ فقال رسول الله ? بلى، ولكنكم أحدثتم، وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق، وكتمتم منها ما أمرتم أن تبيّنوه للناس، وأنا برئ من إحداثكم. قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الحق والهدى، ولا نؤمن بك ولا نتبعك. فأنزل الله: ? قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ? إلى: ? فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?. وقال ابن زيد: فقد صرنا من أهل الكتاب: التوراة لليهود، والإنجيل للنصارى. وما أنزل إليكم من ربكم ما أنزل إليك من ربك، أي: ? لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ ? حتى تعملوا بما فيه، وعن السدي قوله: ? فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ?، يقول: لا تحزن.
قوله عز وجل: ? لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (70) وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) ?.
عن قتادة: قوله: ? وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ ? الآية، يقول: حب القوم أن لا يكون بلاء. ? فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ? كلما عرض بلاء ابتلوا به هلكوا فيه.
وقال البغوي: قوله تعالى: ? لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ? في التوحيد والنبوة، ? وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ ? عيسى ومحمد صلوات الله عليهما ? وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ? يحيى وزكريا، ? وَحَسِبُواْ ? ظنوا: ? أَن لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ?، أي عذاب وقتل. وقيل: ابتلاء واختبار؛ أي: ظنوا أن لا يبتلوا، ولا يعذبهم الله، ? فَعَمُواْ ? عن الحق فلم يبصره، ? وَصَمُّواْ ? عنه فلم يسمعوه، يعني: عموا وصموا بعد موسى صلوات الله وسلامه عليه ? ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ? ببعث عيسى عليه السلام، ? ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ? بالكفر بمحمد ?، ?
وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ?.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:54 م]ـ
السبت.-------> 10/ 07/2010.-------> الصفحة 120.-------> والصفحة 121
الأحد.-------> 11/ 07/2010.-------> الصفحة 122.-------> والصفحة 123
الإثنين.-------> 12/ 07/2010.-------> الصفحة 124.-------> والصفحة 125
الثلاثاء.-------> 13/ 07/2010.-------> الصفحة 126.-------> والصفحة 127
الأربعاء.-------> مراجعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/301)
الخميس.-------> مراجعة
الجمعة.-------> مراجعة
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:54 م]ـ
السبت.-------> 10/ 07/2010.-------> الصفحة 120.-------> والصفحة 121
http://dc236.4shared.com/img/336277576/c2e11ab7/120.png?sizeM=7
? وَحَسِبُواْ ? ظنوا: ? أَن لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ ?، أي عذاب وقتل. وقيل: ابتلاء واختبار؛ أي: ظنوا أن لا يبتلوا، ولا يعذبهم الله، ? فَعَمُواْ ? عن الحق فلم يبصره، ? وَصَمُّواْ ? عنه فلم يسمعوه، يعني: عموا وصموا بعد موسى صلوات الله وسلامه عليه ? ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ? ببعث عيسى عليه السلام، ? ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ? بالكفر بمحمد ?، ? وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ?.
عن السدي: ? لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ ?، قال: قالت النصارى: هو المسيح وأمه، فذلك قول الله تعالى: ? أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ ?.
وقوله تعالى: ? يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ?، أي: لا تتجاوزوا الحد، ولا تقولو على الله إلا الحق؛ والغلوّ والتقصير مذمومان في الدين. ? وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ ?، يعني: رؤساء الضالة من فريقي اليهود والنصارى، ? وَأَضَلُّواْ كَثِيراً ?، يعني: من اتبعهم على أهوائهم ? وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ?، وفي الحديث المشهور عن النبي ? قال: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى: على ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي».
http://dc173.4shared.com/img/336278800/3478aa40/121.png?sizeM=7
عن ابن عباس: قوله: ? لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ?، قال: لعنوا بكل لسان، لعنوا على عهد موسى في التوراة، ولعنوا على عهد داود في الزبور، ولعنوا على عهد عيسى في الإنجيل، ولعنوا على عهد محمد ? في القرآن، وقال قتادة: لعنهم الله على لسان داود في زمانهم، فجعلهم قردةً خاسئين، وفي الإنجيل على لسان عيسى، فجعلهم خنازير. وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ?: «إن الرجل من بني إسرائيل كان إذا رأى أخاه على الذنب نهاه عنه تعذيرًا، فإذا كان من الغد لم يمنعه ما رأى منه أن يكون أكيله وخليطه وشريبه، فلما رأى ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ولعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مريم، ? ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ?». ثم قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ولتأخذنّ على يدي المسيء، ولتأطرنّه على الحق أطرًا أو ليعزبنّ الله قلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم». رواه ابن جرير.
وفي رواية أبي عبيدة: «فضرب الله على قلوب بعضهم ببعض، ونزل فيهم القرآن، فقال: ? لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ?- حتى بلغ -: ? ولكن كثيرًا منهم فاسقون ?».
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:55 م]ـ
الأحد.-------> 11/ 07/2010.-------> الصفحة 122.-------> والصفحة 123
http://dc252.4shared.com/img/336279151/89653279/122.png?sizeM=7
عن مجاهد في قول الله: ? وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ?، قال: هم الوفد الذين جاءوا مع جعفر وأصحابه من أرض الحبشة. وقوله تعالى: ? ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً ?، القسيسون: العلماء، والرهبان: العباد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/302)
قال ابن كثير: وقوله تعالى: ? وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ?، أي: الذين زعموا أنهم نصارى، من أتباع المسيح وعلى منهاج إنجيله، فيهم مودة للإسلام وأهله في الجملة، وما ذاك إلا لما في قلوبهم، - إذ كانوا على دين المسيح - من الرقة والرأفة.
وقوله تعالى: ? وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ?، قال ابن عباس: مع محمد ? وأمته. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) ?.
عن أبي مالك في هذه الآية: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ ? الآية. قال عثمان بن مظعون وأناس من المسلمين: حرموا عليهم النساء، وامتنعوا من الطعام والطيب، وأراد بعضهم أن يقطع ذكره، فنزلت هذه الآية. وعن عكرمة: ? وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّباً ?، يعني: ما أحل الله لهم من الطعام.
قوله عز وجل: ? لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) ?.
قال ابن عباس: لما نزلت: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ ? في القوم الذين كانوا حرموا النساء واللحم على أنفسهم، قالوا يا رسول الله كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ فأنزل الله تعالى ذكره: ? لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ? الآية. وعن الحسن: ? وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ?، يقول: بما تعمّدت فيه المآثم فعليك الكفارة. قال قتادة: أما اللغو فلا كفارة فيه. وقالت عائشة: أيمان الكفارة كل يمين حلف فيها الرجل على أحد من الأمور في غضب أو غيره، ليفعلن، ليتركن، فذلك عقد الأيمان التي فرض الله فيها الكفارة. وقال تعالى ذكره: ? لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ?.
وقوله تعالى: ? فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ? عن عبد الله بن حنش قال: سألت الأسود عن: ? أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ?، قال: الخبز، والتمر، والزيت، والسمن. وأفضله اللحم. وقال ابن عمر: من أوسط ما يطعم أهله: الخبز والتمر، والخبز والسمن، والخبز والزيت، ومن أفضل ما يطعم الخبز واللحم. وقال الحسن: يجزيك أن تطعم عشرة مساكين أكلة واحدة حتى يشبعوا. وعن إبراهيم عن عمر قال: إني أحلف على اليمين ثم يبدو لي، فإذا رأيتني قد فعلت فأطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مدّين من حنطة. وعن عبد الكريم الجزري قال: قلت لسعيد بن جبير: أجمعهم؟ قال: لا، أعطهم مدّين، مدّين من حنطة مًدا لطعامه، ومدًّا لإِدامه من حنطة لكل مسكين. وعن عليّ: يغدّيهم ويعشّيهم. وعن ابن عباس: ? مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ?، قال: من عسرهم ويسرهم.
وعن مجاهد في قوله تعالى: ? أَوْ كِسْوَتُهُمْ ?، قال: أدناه ثوب وأعلاه ما شئت. وقال عطاء: لا يجزي في الرقبة إلا صحيح. وقال: يجزي المولود في الإِسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/303)
وقوله تعالى: ? فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ?، أي: متتابعات. قال: معتمر بن سليمان: قلت لعمر بن راشد: الرجل يحلف ولا يكون عنده من الطعام إلا بقدر ما يكفّر، قال: كان قتادة يقول: يصوم ثلاثة أيام.
وقوله تعالى: ? ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ?، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي ?: «يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكِلْت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أُعِنْتَ عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك، وأت الذي هو خير». متفق عليه.
http://dc249.4shared.com/img/336279222/5d6b4b5d/123.png?sizeM=7
قال ابن زيد في قوله: ? رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ?: الرجس: الشر. وعن محمد بن قيس قال: لما قدم رسول الله ? المدينة أتاه الناس، وقد كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر، فسألوه عن ذلك، فأنزل الله تعالى: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ? فقالوا: هذا شيء قد جاء فيه رخصة نأكل الميسر، ونشرب الخمر ونستغفر من ذلك، حتى أتى رجل صلاة المغرب فجعل يقرأ: قل يا أيُّها الكافرون أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد. فجعل لا يجود ذلك ولا يدري ما يقرأ، فأنزل الله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى ? فكان الناس يشربون الخمر حتى يجيء وقت الصلاة، فيدعون شربها ليأتون الصلاة وهم يعلمون ما يقولون، فلم يزالوا كذلك حتى أنزل الله تعالى: ? إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ? إلى قوله: ? فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ? فقالوا: انتهينا.
وقوله تعالى: ? إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ?. قال ابن عباس: نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار، شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم على بعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول: فعل بي هذا أخي فلان - وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن - والله لو كان بي رؤوفًا رحيمًا ما فعل بي هذا، فوقعت في قلوبهم ضغائن، فأنزل الله: ? إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ ? إلى قوله: ? فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ? فقال ناس من المتكلفين: رجس في بطن فلان قتل يوم بدر، وقتل فلان يوم أحد؟! فأنزل الله: ? لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ ? الآية. وقال قتادة: لما أنزل الله تعالى تحريم الخمر في سورة المائدة بعد سورة الأحزاب، قال في ذلك رجال من أصحاب رسول الله ?: أصيب فلان يوم بدر، وفلان يوم أحد وهم يشربونها فأخبرهم أنهم من أهل الجنة، فأنزل الله تعالى ذكره: ? لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?، يقول: شربها القوم على تقوى من الله وإحسان، وهي لهم يومئذٍ حلال، ثم حرّمت بعدهم، فلا جناح عليهم في ذلك. وفي حديث أبي هريرة عند أحمد: ثم نزلت آية المائدة فقالوا: يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم وكانوا يشربونها؟ فأنزل الله تعالى: ? لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ ? الآية. فقال النبي ?: «لو حرّم عليهم لتركوه كما تركتموه».
وقوله: ? إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ?، أي: اتقوا الشرك وصدقوا، ? وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ ? الخمر والميسر بعد تحريمهما، ? وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ ? ما حرم الله عليهم كله، ? وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ?. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/304)
عن مجاهد في قوله: ? لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ ?، قال: ? أَيْدِيكُمْ ? صغار الصيد، أخذ الفراخ والبيض، وما لا يستطيع أن يفروا. الرماح قال: كبار الصيد.
وقوله تعالى: ? وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ?، قال عطاء: يحكم عليه في العمد والخطأ والنسيان. وقال الزهري: نزل القرآن بالعمد، وجرت السنَّة في الخطأ، يعني: في المُحْرِم يصيي الصيد.
وعن السدي قوله: ? وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ?، قال: أما جزاء مثل ما قتل من النعم فإن قتل نعامة أو حمارًا فعليه بدنة، وإن قتل بقرة أو إبلاً أو أروى فعليه بقرة، أو قتل غزالاً أو أرنبًا فعليه شاة، وإن قتل ضبعًا أو حرباء أو يربوعًا فعليه سخلة قد أكلت العشب وشربت اللبن. وسئل عطاء: أيغرم في صغير الصيد كما يغرم في كبيره؟ قال: أليس يقول الله تعالى: ? فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ ?؟ وقال ابن عباس: (إذا أصاب المحرم الصيد وجب عليه جزاؤه من النعم، فإن وجد جزاءه ذبحه فتصدق به، فإن لم يجد جزاءه قوّم الجزاء دراهم، ثم قوّم الدراهم حنطة، ثم صام مكان كل نصف صاع يومًا، قال: إنما أريد بالطعام الصوم، فإذا وجد طعامًا وجد جزاءً).
وفي رواية: (إذا أصاب الرجل الصيد حكم عليه فإن لم يكن عنده قوّم عليه ثمنه طعامًا، ثم صام لكل نصف صاع يومًا).
وفي رواية: (فإن قتل ظبيًا أو نحره فعليه شاة تذبح بمكة، فإن لم يجد فإطعام ستة مساكين، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام). وقال الضحاك: (وما كان من جرادة أو نحوها ففيه قبضة من طعام، وما كان من طير البَر ففيه أن يقوّم ويتصدّق بثمنه، وإن شاء صام لكل نصف صاع يومًا). وقال مجاهد: (فإن لم يجد صام عن كل مُدِّ يومًا). قال عطاء: (فكل شيء في القرآن (أو) فليختر منه صاحبه ما شاء). وقال قبيصة بن جابر: (أصبت ظبيًا وأنا محرِم، فأتيت عمر فسألته عن ذلك، فأرسل إلى عبد الرحمن بن عوف، فقلت: يا أمير المؤمنين إن أمره أهون من ذلك، قال: فضربني بالدّرة ثم قال: قتلت الصيد وأنت محرِم ثم تغمص الفتيا؟ قال: فجاء عبد الرحمن فحكما بشاة).
وفي رواية: ثم قال عمر: (يا قبيعة بن جابر إني أراك شاب السن، فسيح الصدر، بيّن اللسان، وإن الشاب يكون فيه تسعة أخلاق حسنة وخلق سيِّء، فيفسد الخلق السيِّئ الأخلاق الحسنة فإيّاك وعثرات الشباب). وعن إبراهيم قال: ما كان من دم فبمكة، وما كان من صدقة أو صوم حيث شاء. وقال عطاء: الدم والطعام بمكة، والصيام حيث شاء، واختار ابن جرير القول الأول. وقال ابن جريج: قلت لعطاء: رجل أصاب صيدًا في الحج أو العمرة، فأرسل بجزائه في المحرّم أو غيره من المشهور أيجزئ عنه؟ قال: نعم، ثم قرأ: ? هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ ?، قال يحيى: وبه نأخذ.
وقال ابن جريج: قلت لعطاء: ما ? عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف ?؟ قال: عما كان في الجاهلية. قلت: ما ? وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ ?؟ قال: من عاد في الإسلام فينتقم الله منه، وعليه مع ذلك الكفارة. وقال السدي: أمّا ? وَبَالَ أَمْرِهِ ? فعقوبة أمره.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:56 م]ـ
الإثنين.-------> 12/ 07/2010.-------> الصفحة 124.-------> والصفحة 125
http://dc196.4shared.com/img/336280501/c43b6bb/124.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (96) ?.
عن ابن عباس في قوله: ? أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ ?، قال: صيده ما صيد منه. وقال عمر: صيده ما صيد منه، وطعامه ما قذف. وقال ابن عباس: طعامه ما وجد على الساحل ميتًا. وعن عكرمة في قوله: ? مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ?، قال: لمن كان بحضرة البحر، وللسيارة في السفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/305)
وقوله تعالى: ? وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ?، أي: اصطياده، ? مَا دُمْتُمْ حُرُماً ? وفي قصة صيد أبي قتادة فقال النبي ?: «هل منكم أحد أمره أن يحمل عليها، أو أشار إليها»؟ قالوا: لا. قال: «فكلوا ما بقي من لحمها». وعن أبي سلمة قال: نزل عثمان بن عفان المعرج وهو محرِم، فأهدى صاحب المعرج له قطًا فقال لأصحابه: «كلوا فإنه إنما أصيد على اسمي»، فأكلوا ولم يأكل. وعن أبي الشعثاء قال: قلت لابن عمر: كيف ترى في قوم حرام لقوا قوم حلالاً، ومعهم لحم صيد، فإما باعوهم وإما أطعموهم؟ فقال: حلال. وعن الزبير أنه كان يتزود لحوم الوحش، وهو محرِم. وعن أبي مجلز: ? وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً ?، قال: ما كان يعيش في البر والبحر لا يصيده، وما كان حياته في الماء فذاك. وقال عطاء: أكثر ما يكون حيث يفرخ فهو منه.
قوله عز وجل: ? جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (98) مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99) قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) ?.
قال مجاهد: إنما سميت الكعبة لأنها مربعة، وعن سعيد بن جبير: ? قِيَاماً لِّلنَّاسِ ?، قال: صلاحًا لدينهم. وعن ابن عباس: قوله: ? جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ?، يعني: قيامًا لدينهم ومعالم لحجّهم. وقال السدي: جعل الله هذه الأربعة قيامًا للناس، وهو قوام أمرهم.
وقوله تعالى: ? قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ?، قال السدي: هم المشركون. والطيب: هم المؤمنون.
وقال ابن كثير: يعني: أن القليل الحلال النافع خير من الحرام الكثير الضار.
وقال البغوي: نزلت في شريح بن ضبعة البكري، وحجاج بن بكر بن وائل، ? فَاتَّقُواْ اللّهَ ? ولا تتعرضوا للحجاج. والله أعلم.
* * *
قال ابن عباس: (كان قوم يسألون رسول الله ? استهزاء، فيقول الرجل: مَنْ أبي؟، والرجل تضل ناقته فيقول: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية).
وعن أنس قال: سأل الناس رسول الله ? حتى أحفوه بالمسألة، فصعد المنبر ذات يوم فقال: «لا تسألوني عن شيء إلا بيّنت لكم». قال أنس: فجعلت أنظر يمينًا وشمالاً فأرى كل إنسان لافًّا ثوبه يبكي فأنشأ رجل كان إذا لاح يدعى إلى غير أبيه فقال: يا رسول الله من أبي؟ فقال: «أبوك حذافة»، قال: فأنشأ عمر فقال: رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد ? نبيًا، وأعوذ بالله من سوء الفتن. فقال رسول الله ? لم أر الشر والخير كاليوم قط، إنه صوّرت لي الجنة والنار حتى رأيتهما وراء الحائط وكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية.
وفي رواية: (فنزلت: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ?).
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «إن الله كتب عليكم الحج»، فقال رجل: لكلّ عام يا رسول الله؟ حتى عاد مرتين أو ثلاثًا. فقال: «من السائل»؟ فقال: فلان. فقال: «والذي نفسي بيدي لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت عليكم ما أطقتموه، ولو تركتموه لكفرتم»، فأنزل الله هذه الآية. قال ابن جرير: نزلت الآية بالنهي عن المسائل كلها، فأخبر كل مخبر منهم ببعض ما نزلت الآية من أجله أو أجل غيره. وعن أبي ثعلبة الخشني مرفوعًا: «إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيّعوها، ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها، وحدّ حدودًا فلا تعتدوها، وعفا عن أشياء من غير نسيان فلا تبحثوا عنها».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/306)
وقوله تعالى: ? قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ ?. قال ابن عباس: نهاكم أن تسألوا عن مثل الذي سألت النصارى من المائدة، فأصبحوا بها كافرين.
عن سعيد بن المسيب قال: (البحيرة): التي يمنع درّها للطواغيت، فلا يحلبها أحد من الناس. (والسائبة): كانوا يسيّبونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شيء. قال: وقال أبو هريرة: قال رسول الله ?: «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجرّ قصبه في النار، كان أول من سيّب السوائب». (والوصيلة): الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإِبل بأنثى، ثم تثنّي بعد بأنثى، وكانوا يسيّبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر. (والحام): فحل الإِبل يضرب الضراب المعدود فإذا قضى ضرابه، ودعوه للطواغيت، وأعفوه عن الحمل، فلم يحمل عليه شيء، وسموه الحامي. رواه البخاري. وقال ابن زيد: البَحيرة: كان الرجل يجدع أذني ناقته ثم يعتقها كما يعتق جاريته وغلامه، لا تحلب ولا تركب. والسائبة: يسيّبها بغير تجديع. وقال قتادة: قوله: ? مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ ?، لتشديد شدّده الشيطان على أهل الجاهلية في أموالهم، وتغليظ عليهم ولا يعقلون.
وقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ?. قال ابن مسعود: وليس هذا بزمانها، قولوها ما قبلت منكم، فإذا رُدّت عليكم فعليكم أنفسكم. وقيل لابن عمر: لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه، فإن الله تعالى يقول: ? عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ?، فقال ابن عمر: إنها ليست لي ولا لأصحابي، لأن رسول الله ? قال: «ألا فليبلّغ الشاهد الغائب»، فكنا نحن الشهود وأنتم الغيّب، ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم. وعن أبي أمية الشعباني قال: سألت أبا ثعلبة الخشني كيف تصنع بهذه الآية. ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ?؟ فقال أبو ثعلبة: سألت عنها خيرًا مني، سألت عنها رسول الله ? فقال: «ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحًّا مطاعًا وهوى متّبعًا، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك وذر عوامّهم، فإن وراءكم أيامًا أجر العامل فيها كأجر خمسين منكم». وعن قيس بن حازم قال: قال أبو بكر وهو على المنبر: (يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية على غير موضعها، ? لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ?، وإن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه عمّهم الله بعقابه). رواهما ابن جرير. وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ? يقول: «من رأى منكم منكر فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». رواه مسلم.
http://dc266.4shared.com/img/336280823/d8a32646/125.png?sizeM=7
عن سعيد بن المسيب في قوله: ? اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ?. قال: من أهل دينكم أو ? آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ?، قال: من غير أهل ملّتكم. قال شريح: لا تجوز شهادة اليهودي والنصراني إلا في وصية , ولا تجوز في وصية إلا في سفر. وعن السدي: ? يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ ?. قال: هذا في الحضر، أو ? آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ ? في السفر، ? إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ? هذا في الرجل يدركه الموت في سفره، وليس بحضرته أحد من المسلمين، فيدعو رجلين من اليهود والنصارى والمجوس فيوصي إليهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/307)
وقوله تعالى: ? تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الآثِمِينَ ? عن الشعبي: أن رجلاً من المسلمين حضرته الوفاة بدقوقا هذه، قال: فحضرته الوفاة فلم يجد أحدًا من المسلمين يشهده على وصيته، فأشهد رجلين من أهل الكتاب، قال: فقدما الكوفة فأتيا الأشعريّ فأخبراه، وقدما بتركته ووصيّته، فقال الأشعري: هذا أمر لم يكن بعد الذي كان في عهد رسول الله ?، قال: فأحلفهما بعد العصر بالله، ما خانا ولا كذبا، ولا بدلا ولا كتما، ولا غيّرا وأنها لَوَصِيَّةُ الرجل وتركته. قال: فأمضى شهادتهما. وقال سعيد بن جبير: إن صدقهما الورثة قُبِلَ قولهما، وإن اتهموهما أُحلفا بعد صلاة العصر.
وقوله تعالى: ? فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ?. قال سعيد بن جبير: إذا كان الرجل بأرض الشرك فأوصى إلى رجلين من أهل الكتاب، فإنهما يحلفان بعد العصر، فإذا اطلع عليهما بعد حلفهما أنهما خانا شيئًا، حلف أولياء الميت أنه كان كذا وكذا ثم استحقوا. وعن ابن عباس قال: خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء، فمات السهمي بأرض ليس فيها مسلم، فلما قدموا بتركته فقدوا جامًا من فضة مخوصًا بالذهب، فأحلفهما رسول الله ?، ثم وجد الجام بمكة فقالوا: اشتريناه من تميم الداري، وعدي بن بداء، فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم، قال: وفيهم أنزلت: ? يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ ?.
وقال البغوي: (? فَآَخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ ? تثنية الأولى، واستُحق بضم التاء على المجهول، هذا قراءة العامة، يعني الذين استحق عليهم، أي: فيهم ولأجلهم الإثم، وهم ورثة الميت استحق الحالفان بسببهم الإثم، وقرأ حفص: استَحَق بفتح التاء والحاء وهي قراءة عليّ والحسن، أي: حق ووجب عليهم الإِثم. يقال: حق والمستحق بمعنى واحد. ? الأوْلَيَانِ ? نعت للآخران، أي: فآخران الأوليان، ومعنى الآية: إذا ظهرت خيانة الحالفين يقوم اثنان آخران من أقارب الميت، ? فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا ?، يعني: يميننا أحق من يمينهما). انتهى ملخصًا.
وقال ابن العربي في (أحكام القرآن) المسألة الخامسة والثلاثون: (قوله تعالى: ? الأَوْلَيَانِ ? وهذا فصل مشكل المعنى، مشكل الإِعراب، كثر فيه الاختلاط، إما إعرابه ففيه أربعة أقوال: الأول: أنه بدل من الضمير في يقومان ويكون التقدير: فالأوليان يقومان مقام الأولين). إلى آخر كلامه.
وقال في (جامع البيان): ومرة قرأ استُحق فهو فاعل، أي: من الورثة الذين استحق عليهم الأوليان بالشهادة، أن يجردوهما للقيام بالشهادة.
وقوله تعالى: ? ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ?. قال قتادة: ذلك أحرى أن يصدقُوا في شهادتهم، وأن يخافوا العقاب، وقال ابن زيد في قوله: ? أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ ?، قال: فتبطل أيمانهم وتؤخذ أيمان هؤلاء. والله أعلم.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:57 م]ـ
الثلاثاء.-------> 13/ 07/2010.-------> الصفحة 126.-------> والصفحة 127
http://dc201.4shared.com/img/336277561/459ebe55/126.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/308)
عن ابن عباس: قوله: ? يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا ? إلا علمٌ أنت أعلم به منا.
قال ابن كثير: وهو من باب التأدب مع الرب، جل جلاله، أي: لا علم لنا بالنسبة إلى علمك المحيط بكل شيء، فنحن وإن كنا قد أجبنا وعرفنا من أجابنا، ولكن منهم من كنا إنما نطلع على ظاهره، لا علم لنا بباطنه، وأنت العليم بكل شيء، المطلع على كل شيء. فعلمنا بالنسبة إلى علمك كَلا عِلْم، فإنك ? أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ?.
قوله عز وجل: ? إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) ?.
عن السدي: ? وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ ?، يقول: قذفت في قلوبهم. وقال الحسن. ألهمهم الله ذلك.
قال ابن كثير: ويحتمل أن يكون المراد: وإذا أوحيت إليهم بواسطتك.
قال البغوي: والحواريون [خواص] أصحاب عيسى عليه السلام.
قوله عز وجل: ? إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112) قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) ?.
عن ابن عباس: أنه كان يحدث عن عيسى ? أنه قال لبني إسرائيل: (هل لكم أن تصوموا لله ثلاثين يومًا ثم تسألوه فيعطيكم ما سألتم؟ فإن أجر العامل على من عمل له، ففعلوا ثم قالوا: يا معلّم الخير، قلت لنا: إن أجر العامل على من عمل له، وأمرتنا أن نصوم ثلاثين يومًا ففعلنا، ولم نكن نعمل لأحد ثلاثين يومًا، إلا أطعمنا حين نفرغ طعامًا، فهل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ قال عيسى: ? اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ? إلى قوله: ? لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ ?، قال: فأقبلت الملائكة تطير من السماء عليها سبعة أحْواتٍ وسبعة أرغفة، حتى وضعتها بين أيديهم، فأكل منها آخر الناس كما أكل منها أوّلهم).
وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله ?: «نزلت المائدة خبزًا ولحمًا، وأمروا أن لا يخونوا ولا يدّخروا ولا يرفعوا، فخانوا وادّخروا ورفعوا فمسخوا قردة وخنازير». رواه ابن جرير. وقال عبد الله بن عمرو: (إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة، والمنافقون، وآل فرعون).
http://dc254.4shared.com/img/336277570/2b82bf82/127.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/309)
قال السدي: لما رفع الله عيسى ابن مريم إليه قالت النصارى ما قالت، وزعموا أن عيسى أمرهم بذلك، فسأله عن قوله فقال: ? سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ? إلى قوله: ? وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ?. وعن ابن جريج: ? وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ ?؟ قال: والناس يسمعون، فراجعه بما قد رأيت، وأقرّ له بالعبودية عن نفسه، فعلم من كان يقول في عيسى ما يقول، إنه إنما كان باطلاً. وعن ميسرة قال: قال الله تعالى: يا عيسى أَأَنت قلت للناس اتَّخذوني وأمي إلهين من دون اللّه؟ قال: فأرعدت مفاصله، وخشي أن يكون قد قالها، فقال: ? سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ?.
وقوله: ? مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? عن السدي في قوله: ? إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ?، ? وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ ? فتخرجهم من النصرانية وتهديهم إلى الإسلام، ? فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ?، وهذا قول عيسى في الدنيا، واختاره ابن جرير. وقال سائر المفسرين: إنما يقول الله هذا القول يوم القيامة.
قال ابن كثير: والذي قاله قتادة وغيره هو الأظهر، والله أعلم: أن ذلك كائن يوم القيامة، ليدل على تهديد النصارى، وتقريعهم وتوبيخهم، على رؤوس الأشهاد يوم القيامة. وعن ابن عباس عن النبي ? قال: «إنكم محشورون وإن ناسًا يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول كما قال العبد الصالح: ? وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ? إلى قوله: ? الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ?». رواه البخاري.
قوله عز وجل: ? قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) ?
قال الضحاك: عن ابن عباس في قوله: ? هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ?، يقول: يوم ينفع الموحدين توحيدهم. وفي الحديث الصحيح: «إن الصدق يهدي إلى البرّ، وإن البر يهدي إلى الجنّة». والله أعلم.
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 08:00 م]ـ
الأربعاء.-------> مراجعة
الخميس.-------> مراجعة
الجمعة.-------> مراجعة
تمت سورة المائدة
ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم(20/310)
الحزب الثالث: "حزب يونس "
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 05 - 10, 05:22 م]ـ
سنبدأ ان شاء الله في حفظ حزب يونس (يونس 11) هود 12) يوسف 13) الرعد 14) إبراهيم 15) الحجر 16) النحل) من خلال هذه الصفحة
وسنبدأ ان شاء الله بسورة يونس وهود
في 03/ 07/2010 لمدة اسبوعان
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:15 ص]ـ
تعديل تاريخ الدورة (اسبوعان ان شاء الله)
23/ 07/2010 - 05/ 08/2010
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:16 ص]ـ
السبت.-------> 24/ 07/2010.-------> الصفحة 208.-------> والصفحة 209
الأحد.-------> 25/ 07/2010.-------> الصفحة 210.-------> والصفحة 211
الإثنين.-------> 26/ 07/2010.-------> الصفحة 212.-------> والصفحة 213
الثلاثاء.-------> 27/ 07/2010.-------> الصفحة 214.-------> والصفحة 215
الأربعاء.-------> 28/ 07/2010.-------> الصفحة 216.-------> والصفحة 217
الخميس.-------> 29/ 07/2010.-------> الصفحة 218.-------> والصفحة 219
الجمعة.-------> 30/ 07/2010.-------> الصفحة 220.-------> والصفحة 221
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:25 ص]ـ
السبت.-------> 24/ 07/2010.-------> الصفحة 208.-------> والصفحة 209
http://dc255.4shared.com/img/345957809/3eedb295/208.png?sizeM=7
[ سورة يونس عليه السلام]
مكية، وهي مائة وتسع آيات
قوله عز وجل: ? آلر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ (2) ?.
قال ابن كثير: ? تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ?، أي: هذه آيات القرآن المحكم المبين. وعن ابن عباس قال: لما بعث الله محمدًا رسولاً أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر منهم، فقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا مثل محمد، فأنزل الله تعالى: ? أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ ? وقال: ? وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً ?. ? وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ?، يقول: أجرًا حسنًا بما قدّموا من أعمالهم.
قوله عز وجل: ? إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (4) هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5) إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6) ?.
عن مجاهد: ? يُدَبِّرُ الأَمْرَ ?، قال: يقضيه وحده. ? يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ?، قال: يحييه ثم يميته ثم يحييه. ? لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ?، قال: بالعدل. ? هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ?.
قال ابن كثير: فبالشمس تعرف الأيام، وبسير القمر تعرف الشهور والأعوام.
http://dc189.4shared.com/img/345957806/ae52af04/209.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/311)
قوله عز وجل: ? إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (8) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) ?.
قال قتادة: بلغنا أن نبي الله ? قال: «إن المؤمن إذا خرج من قبره، صوّر له عمله في صورة حسنة فيقول له: ما أنت؟ فوا الله إني لأراك امرأ صدق فيقول: أنا عملك، فيكون له نورًا وقائدًا إلى الجنة؛ وأما الكافر إذا خرج من قبره، صوّر له عمله في صورة سيئة وبشارة سيئة فيقول: ما أنت فو الله لأراك امرأ سوء فيقول: أنا عملك، فينطلق به حتى يدخله النار».
وعن مجاهد في قول الله: ? يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ?، قال: يكون لهم نورًا يمشون به.
وقوله تعالى: ? دَعْوَاهُمْ ?، أي: قولهم وكلامهم. ? فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ? افتتحوا كلامهم بالتسبيح وختموه بالتحميد. وعن ابن جريج قال: أخبرت أن دعواهم فيها: سبحانك اللهم، قال: إذا مرّ بهم الطير فيشتهونه قالوا: سبحانك اللهم، وذلك: ? دَعْوَاهُمْ ? فيأتيهم الملك بما اشتهوا فيسلّم عليهم فيردّون عليه، فذلك قوله: ? تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ?، قال: وإذا أكلوا حمدوا الله ربهم، فذلك قوله: ? وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ?.
قوله عز وجل: ? وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11) وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (12) ?.
عن مجاهد في قوله: ? وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ ? قال: قول الإنسان إذا غضب لولده وماله، لا بارك الله فيه ولعنه. وقال ابن زيد في قوله: ? لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ?، قال لأهلكناهم.
قوله عز وجل: ? وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (14) ?.
قال قتادة: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (صدق ربنا، ما جعلنا خلفاء إلا لينظر كيف أعمالنا، فأروا الله من أعمالكم خيرًا بالليل والنهار والسر والعلانية).
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:32 ص]ـ
الأحد.-------> 25/ 07/2010.-------> الصفحة 210.-------> والصفحة 211
http://dc233.4shared.com/img/345957909/3f2fd8a2/210.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/312)
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش، الجاحدين الحق، المعرضين عنه، أنهم إذا قرأ عليهم الرسول ? كتاب الله وحجته الواضحة قالوا له: ? ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا ?، أي: ردّ هذا وجئنا بغيره من نمط آخر ? أَوْ بَدِّلْهُ ? إلى وضع آخر. قال الله تعالى لنبيه ?: ? قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ?، أي: ليس هذا إليّ إنما أنا عبد مأمور، ورسول مبلّغ عن الله: ? إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ?. ثم قال محتجًّا عليهم في صحة ما جاءهم به: ? قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ ?، أي: هذا إنما جئتكم به عن إذن الله لي في ذلك ومشيئته وإرادته، والدليل على أني لست أتقوّله من عندي ولا افتريته، أنكم عاجزون عن معارضته، وأنكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني الله عز وجل، لا تنتقدون عليّ شيئًا تغمصونني به، ولهذا قال: ? فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ?. انتهى.
وقوله تعالى: ? فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ?، يقول تعالى: لا أحد أظلم ولا أشدّ جرمًا ممن تقولّ على الله وزعم أن الله أرسله وهو كاذب، كما قال تعالى: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ? وكذلك لا أحد أظلم ممن كذب بالحق الذي جاءت به الرسل، كما قال تعالى: ? فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ?. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18) وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (19) وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (20) ?.
ينكر تعالى على المشركين عبادتهم غيره من الأصنام والأوثان، ? مَا لاَ يَضُرُّهُمْ ? إن تركوا عبادته ? وَلاَ يَنفَعُهُمْ ? إن عبدوه، ? وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ? أتخبرون ? اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ ?.
قال البغوي: ومعنى الآية أتخبرون الله أن له شريكًا، وعنده شفيعًا بغير إذنه، ولا يعلم الله لنفسه شريكًا في السماوات ولا في الأرض، سبحانه وتعالى عما يشركون. وقال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الإسلام، ثم وقع الاختلاف بين الناس، فبعث لله الرسل مبشرين ومنذرين.
وقوله تعالى: ? وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ?، أي: بأن جعل لكل أمة أجلاً معينًا ? لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ? عاجلاً فيما فيه يختلفون، ? وَيَقُولُونَ ?، أي: مشركوا أهل مكة ? لَوْلاَ ?، أي: هلا ? أُنزِلَ عَلَيْهِ ?، أي: على محمد ? آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ? على ما يقترحونه كقولهم: ? لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً ? ونحو ذلك، ? فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ ?، أي: ما تطلبونه غيب، وهو القادر عليه، ? فَانْتَظِرُواْ ? قضاء الله بيني وبينكم، ? إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ?.
http://dc261.4shared.com/img/345957922/9acb63a8/211.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/313)
قوله عز وجل: ? وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23) ?.
عن مجاهد: إذا لهم مكر في آياتنا قال: استهزاء وتكذيب.
وقال البغوي: ? قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْراً ?، أي: أعجل عقوبة، وأشد أخذًا، وأقدر على الجزاء.
وقال ابن كثير: أي: أشد استدراجًا وإمهالاً، حتى يظن الظان من المجرمين أنه ليس بمعذب ثم يؤخذ على غرة منه. انتهى. وهذا كقوله تعالى: ? فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ?.
وعن قتادة في قوله: ? دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ?، قال إذا مسهم الضر في البحر أخلصوا له الدعاء.
وقوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ?.
قال البغوي: ومعناه إنما بغيكم متاع الحياة الدنيا لا يصلح زادًا لمعادكم لأنكم تستوجبون به غضب الله. وقرأ حفص متاع: بالنصب. أي: تتمتعون متاع الحياة الدنيا.
عن ابن عباس: قوله: ? إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ ?، قال: اختلط فنبت بالماء كل لون، ? مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ ?: كالحنطة، والشعير وسائر حبوب الأرض، والبقول، والثمار، وما يأكله الأنعام والبهائم من الحشيش والمراعي.
وعن قتادة: قوله: ? حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا ? الآية، أي: والله لئن تشبث بالدنيا وحدب عليها لتوشك الدنيا أن تلفظه.
وقوله: ? كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ ?.
قال ابن جرير: يقول: كأن لم تكن تلك الزروع والنبات ثابتة قائمة على الأرض قبل ذلك بالأمس.
وعن قتادة في قوله: ? وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ?، قال: الله هو السلام، وداره الجنة. وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ?: «ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا بجنتيها ملكان يناديان، يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: يا أيها الناس هلمّوا إلى ربكم، إنّ ما قلّ وكفى خير مما كثر وألهى». وأنزل ذلك في القرآن في قوله: ? وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?. رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:40 ص]ـ
الإثنين.-------> 26/ 07/2010.-------> الصفحة 212.-------> والصفحة 213
http://dc182.4shared.com/img/345957927/eaa19727/212.png?sizeM=7
وعن أبي بكر الصديق: ? لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ?، قال: (النظر إلى وجه الله تعالى). وعن أبيّ بن كعب: أنه سأل رسول الله ? عن قول الله تعالى: ? لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ?، قال: «الحسنى: الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله». رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم. وعن ابن عباس قوله: ? وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ ?، قال: سواد الوجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/314)
وقوله تعالى: ? وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ?، كقوله تعالى: ? مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ?. وعن ابن عباس: قوله: ? وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ?، قال: تغشاهم ذلّة وشدة.
قال البغوي: (قوله تعالى: ? وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ ?، أي: الزموا مكانكم، ? أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ ?، يعني: الأوثان، معناه: ثم نقول للذين أشركوا: الزموا أنتم وشركاؤكم مكانكم ولا تبرحوا. ? فَزَيَّلْنَا ?: ميزنا وفرقنا بينهم. أي: بين المشركين وشركائهم، وقطعنا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا، وذلك حين يتبرّأ كل معبود من دون الله ممن عبده). انتهى.
وقال مجاهد: ?إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ?، قال: يقول: ذلك كل شيء كان يعبد من دون الله.
قلت: وهذا كقوله تعالى: ? وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ?، وكقوله تعالى: ? وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ?.
وعن مجاهد: ? هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ?، قال: تختبر. وقال ابن زيد في قوله: ? وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ?، قال: ما كانوا يدعون معه من الأنداد والآلهة.
وقال البغوي: (قوله تعالى: ? قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ?، أي: من السماء بالمطر، ومن الأرض بالنبات، ? أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ ?، أي: من أعطاكم السمع والأبصار، ? وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ ? يخرج الحيّ من النطفة والنطفة من الحيّ ? وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ ?، أي: يقضي الأمر، ? فَسَيَقُولُونَ اللّهُ ? هو الذي يفعل هذه الأشياء، ? فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ? أفلا تخافون عقابه في شرككم؟ ? فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ ? الذي يفعل هذه الأشياء هو ? رَبُّكُمُ الْحَقُّ ?، ? فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ?، أي: فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرّون به ? كَذَلِكَ ?؟ قال الكلبي: هكذا ? حَقَّتْ ? وجبت، ? كَلِمَتُ رَبِّكَ ? حكمه السابق ? عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ ? كفروا، ? أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ?.
http://dc243.4shared.com/img/345958028/2daca16f/213.png?sizeM=7
? قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم ? أوثانكم، ? مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ? ينشئ الخلق من غير أصل ولا مثال، ? ثُمَّ يُعِيدُهُ ? ثم يحييه من بعد الموت كهيئته؟ فإن أجابوك، وإلا فقل أنت: ? اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ?، أي: تصرفون عن قصد السبيل؟ ? قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي ? يرشد إلى الحق؟ فإذا قالوا: لا، ولا بدّ لهم من ذلك، ? قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ?، أي: إلى الحق، ? أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى ? معنى الآية: الله الذي يهدي إلى الحق أحق بالاتباع أم الصنم الذي لا يهدي ? إِلاَّ أَن يُهْدَى ?، أي: لا ينتقل من مكان إلى مكان إلا أن يحمل). انتهى ملخصًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/315)
قال ابن كثير: وقوله: ? فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ?، أي: فما بالكم؟ أين يُذهب بعقولكم؟ كيف سوّيتم بين الله وبين خلقه، وعدلتم هذا بهذا، وعبدتم هذا وهذا؟ وهلاّ أفردتم الربّ جل جلاله، المالك الحاكم الهادي من الضلالة، بالعبادة وحده وأخلصتم له الدعوة والإنابة؟ ثم بيّن تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلاً ولا برهانًا، وإنما هو ظن منهم، أي: توّهم وتخيّل، وذلك لا يغني عنهم شيئًا، ? إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ?. تهديد لهم ووعيد شديد لأنه تعالى أخبر أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء. والله أعلم.
قال الفراء: قوله تعالى: ? وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ ? معناه: وما ينبغي لمثل هذا القرآن أن يفترى من دون الله، كقوله تعالى: ? وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ?.
وقوله تعالى: ? وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ?، أي: من التوراة والإنجيل، ? وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ ? تبيين ما في القرآن من الحلال، والحرام، والأحكام ? لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ?.
? أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ?، أي: اختلق محمد القرآن من قبل نفسه ? قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ ? ليعينوكم على ذلك ? إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? أن محمدًا افترأه ? بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ ?، يعني: لما رأوا القرآن مشتملاً على أمور ما عرفوا حقيقتها، سارعوا بجهلهم إلى التكذيب ? وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ?، أي: عاقبة ما وعد الله في القرآن ? كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ? آخر أمرهم بالهلاك.
? وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ ? أي: من قومك من يؤمن بالقرآن، ? وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ ? لعلم الله السابق فيهم إنهم لا يؤمنون، ? وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ?.
? وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي ? وجزاؤه ? وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ? وجزاؤه ? أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ?.
? وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ? بأسماعهم الظاهرة فلا ينفعهم، ? أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ ?؟ فإن الأصم العاقل ربما يتفرّس.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:47 ص]ـ
الثلاثاء.-------> 27/ 07/2010.-------> الصفحة 214.-------> والصفحة 215
http://dc247.4shared.com/img/345958023/ba7e78e7/214.png?sizeM=7
? وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ? ويعاينون أدلّة صدقك لكن لا يصدّقون، ? أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ ?؟ أي: أفتطمع أنك تقدر على فاقد البصر والبصيرة؟ فإن العمى مع الحمق جهد البلاء، ? إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ? بالكفر والمعاصي.
قوله عز وجل: ? وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (45) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (49) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (50) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/316)
(52) وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53) ?.
قوله تعالى: ? وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ ?، أي: في الدنيا، ? إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ? كمعرفتهم في الدنيا.
وعن مجاهد: ? وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ? من العذاب في حياتك ? أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ?، ? وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ ? قال: يوم القيامة ? قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ? قال: بالعدل ? وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ? كما قال تعالى: ? وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء ?.
وقوله تعالى:? أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ?؟.
قال البغوي: فيه إضمار، أي: يقال لكم: الآن تؤمنون حين وقع العذاب ? وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ? تكذيبًا واستهزاء.
http://dc266.4shared.com/img/345958035/4a06ec93/215.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (54) أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (55) هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56) ?.
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: ? وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ? كفرت بالله وظلمها في هذا الموضع عبادتها غير من يستحق عبادة، وتركها طاعة من يجب عليها طاعته، ? مَا فِي الأَرْضِ ? من قليل أو كثير، ? لاَفْتَدَتْ بِهِ ? يقول: لافتدت بذلك كله من عذاب الله إذا عاينته.
وقوله: ? وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ ?، يقول: وأخفت رؤساء هؤلاء المشركين من وضعائهم وسفلتهم الندامة، حين أبصروا عذاب الله قد أحاط بهم، وأيقنوا أنه واقع بهم.
وقوله تعالى: ? وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ?، أي: بالعدل، ? وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ?.
? أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ?.
قال ابن كثير: يخبر الله تعالى إنه مالك السماوات والأرض فإنه وعده حق كائن لا محالة، وأنه يحيي الموتى وإليه مرجعهم، وأنه تعالى القادر على ذلك، العليم بما تفرّق من الأجساد، وتمزق في سائر أقطار الأرض والبحار والقفار. والله أعلم.
قوله عز وجل: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ (59) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ (60) ?.
عن أبي سعيد الخدري في قول الله: ? قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ ?، قال: ? بِفَضْلِ اللّهِ ? القرآن، ? وَبِرَحْمَتِهِ ? أن جعلكم من أهله. وعن هلال بن يساف، ? قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ?، قال: بالإسلام والقرآن، ? فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ? من الذهب والفضة.
وعن ابن عباس في قوله: ? قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً ? قال: إن أهل الجاهلية كانوا يحرّمون أشياء أحلّها الله، وهو قول الله: ? أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً ?، قال: الحرث، والأنعام. وقال مجاهد: البحائر والسيّب.
? قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ?.
قال البغوي: أيحسبون أن الله لا يؤاخذهم به ولا يعاقبهم عليه؟
? إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ ?.
قال ابن كثير: بل يحرّمون ما أنعم الله به عليهم ويضيّقون على أنفسهم، فيجعلون بعضًا حلالاً وبعضًا حرامًا.
وقال ابن جرير يقول: ولكن أكثر الناس لا يشكرونه على تفضله عليهم بذلك وبغيره من سائر نعمه.
قال ابن عباس في قوله: ? إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ? يقول: إذ تفعلون. ? وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ ?، يقول: ما يغيب عنه، ? مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ?.
قال البغوي: وهو اللوح المحفوظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/317)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:54 ص]ـ
الأربعاء.-------> 28/ 07/2010.-------> الصفحة 216.-------> والصفحة 217
http://dc196.4shared.com/img/345958091/b784c000/216.png?sizeM=7
وعن ابن عباس: ? أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?، قال: (اللذين يُذْكَر الله لرؤيتهم). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «إن من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل: من هم يا رسول الله فلعلّنا نحبّهم؟ قال: هم قوم تحابّوا في الله من غير أموال ولا أنساب وجوههم من نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس - وقرأ -: ? أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ?». رواه ابن جرير.
وقوله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ?، أي: يتقون الله بأداء فرائضه واجتناب معاصيه. قال ابن زيد. أبى أن يُتَقَبّل الإيمان إلا بالتقوى. وعن أبي الدرداء قال: (سألت رسول الله ? عن هذه الآية: ? لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ?، فقال النبي ?: «الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له». رواه أحمد وغيره. وفي رواية أخرى: «وبشراه في الآخرة الجنة». وقوله تعالى: ? لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ?، أي: لا تغيير لقوله ولا خلف لوعده، ? ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?.
قوله عز وجل: ? وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65) أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (66) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67) قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ (69) مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (70) ?.
قوله تعالى: ? وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ?، يعني: قول المشركين، واستعن بالله عليهم، ? فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ? كما قال تعالى: ? وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ?.
وقوله تعالى: ? أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء ?، أي: ما يتبعون شركاء على الحقيقة وإن كانوا يسمونهم شركاء، ? إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ ?، أي: يظنّون أنهم يقرّبونهم إلى الله زلفًا، ? وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ? يكذبون.
وقوله تعالى: ? قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا ?، أي: ليس عندكم دليل على ما تقولونه من الكذب والبهتان، ? أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ ? قليل يتمتعون به في الدنيا إلى انقضاء آجالهم، ? ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ ?. والله أعلم.
http://dc222.4shared.com/img/345958110/99810a9/217.png?sizeM=7
يقول تعالى: ? وَاتْلُ ? يا محمد ? عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ ?، أي: خَبَرَه مع قومه ? إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ ?، أي: عظم وثقل، ? عَلَيْكُم مَّقَامِي ? مكثي فيكم وطول عمري، ? وَتَذْكِيرِي ? ووعظي، ? بِآيَاتِ اللّهِ ? فعزمتم على قتلي وطردي ? فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ ?، أي: أحكموا أمركم واعزموا عليه، ? وَشُرَكَاءكُمْ ?، أي: وادعوا شركاؤكم. أي: آلهتكم التي تدعون من دون الله فاستعينوا بها معكم، فإنها لا تضر ولا تنفع، ? ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ?، أي: خفيًّا مبهمًا، ? ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ ? أي: مهمًا قدرتم فافعلوا، فإني واثق بنصر الله.
? فَإِن تَوَلَّيْتُمْ ? أعرضتم عن قولي ولم تقبلوا نصحي، ? فَمَا سَأَلْتُكُم ? على تبليغ الرسالة والدعوة، ? مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? أي:وأنا ممتثل ما أمرت به من الإسلام لله عز وجل.
? فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ ?، أي: جعلنا الذين معه سكان الأرض خلفًا عن الهالكين ? وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ?. ? ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ ?، أي: بسبب تكذيبهم إياهم أول ما أرسلوا إليهم ? كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ ?، كما قال تعالى: ? وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ?.
وعن مجاهد: ? وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ ?، قال: السلطان في الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/318)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 09:59 ص]ـ
الخميس.-------> 29/ 07/2010.-------> الصفحة 218.-------> والصفحة 219
http://dc221.4shared.com/img/345958130/3bae722b/218.png?sizeM=7
وقوله تعالى: ? قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ ?، أي: الذي جئتم به السحر، ? إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ? وفي بعض الآثار: أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تعالى، تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصبّ على رأس المسحور. ? فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ?، وقوله في السورة الأخرى: ? فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ?. وقوله تعالى: ? إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ?.
قوله عز وجل: ? فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ (84) فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) ?.
وَيُحِقُّ اللّهُ عن ابن عباس: ? فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ ?. قال: كان الذرية التي آمنت لموسى من أناس غير بني إسرائيل، من قوم فرعون يسير، منهم امرأة فرعون، ومؤمن آل فرعون، وخازن فرعون، وامرأة خازنه.
وعن مجاهد في قوله تعالى: ? فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ ?، قال: أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الزمان ومات آباؤهم.
وعن أبي مجلز في قوله: ? رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ?، قال: لا يظهروا علينا فيروا أنهم خير منا، وقال مجاهد: لا تسلطهم علينا فيفتنونا.
وعن ابن عباس: ? وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ?، قال: مساجد، وقال: كانوا خائفين فأمروا أن يصلّوا في بيوتهم. وقال مجاهد: كانوا لا يصلّون إلا في البِيَع وكانوا لا يصلّون إلا خائفين، فأمروا أن يصلّوا في بيوتهم.
قوله عز وجل: ? وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89) ?.
قال ابن جرير في قوله: ? رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ?، يقول موسى لربه: ربنا أعطيتهم ما أعطيتهم من ذلك، ? لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ?! وعن مجاهد: ? رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ?، قال: أهلكها. وقال ابن عباس: بلغنا أن الدراهم والدنانير صارت حجارة منقوشة كهيئتها صحاحًا وأنصافًا وأثلاثًا.
وعن مجاهد: ? وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ? بالضلالة، ? فَلاَ يُؤْمِنُواْ ? بالله فيما يرون من الآيات، ? حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ?. قال ابن عباس: واستجاب الله له وحال بين فرعون وبين الإيمان، حتى أدركه الغرق فلم ينفعه الإيمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/319)
وعن أبي صالح قال: ? قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ?، قال: دعا موسى وأمّن هارون. قال ابن عباس: ? فَاسْتَقِيمَا ? فامضيا لأمري وهي الاستقامة، ? وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ?، قال ابن جريج: يقولون: إن فرعون مكث بعد هذه الآية أربعين سنة.
http://dc212.4shared.com/img/345958152/83fab481/219.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) ?.
قال عبد الله بن شداد: (اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى من مصر حين خرجوا وهم ستمائة ألف، فلما أدركهم فرعون فرأوه قالوا: يا موسى أين المخرج؟ فقد أدركنا، قد كنا نلقى من فرعون البلاء؛ أوحى الله إلى موسى: ? أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ? ويبس لهم البحر، وكشف الله عن وجه الأرض، وخرج فرعون على فرس حصان أدهم، وكانت تحت جبريل عليه السلام فرس وديق، وميكائيل يسوقهم، لا يشذّ رجل منهم إلا ضمه إلى الناس، فلما خرج آخر بني إسرائيل دنا منه جبريل ولصق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا وقال: أقدموا فليس القوم أحق بالبحر منكم، ثم أتبعهم فرعون حتى إذا همّ أوّلُهم أن يخرجوا ارتطم ونادى فيها: ? آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? ونودي: ? آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ?؟.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ?: «لما قال فرعون: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمن به بنو إسرائيل، قال: قال لي جبريل: لو رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسسته في فيه، مخافة أن تناله الرحمة». رواه أحمد وغير، وعن قيس بن عباد وغيره قال: قالت بنو إسرائيل لموسى: إنه لم يمت فرعون، قال: فأخرجه الله إليهم ينظرون إليه مثل الثور الأحمر. وقال قتادة: لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله آية وعظة. والله أعلم.
عن الضحاك: ? مُبَوَّأَ صِدْقٍ ? قال: منازل صدق: مصر، والشام. وقال قتادة: بوّأهم الله الشام وبيت المقدس.
قال ابن كثير: وقوله: ? فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ ?، أي: ما اختلفوا في شيء من المسائل إلا من بعد ما جاءهم العلم، أي: ولم يكن لهم أن يختلفوا وقد بيّن الله لهم وأزال عنهم اللبس وقد ورد في الحديث: «أن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى اختلفوا على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة، منها واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار»، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي». رواه الحاكم في مستدركه بهذا اللفظ، وهو في السنن والمسانيد؛ ولهذا قال الله تعالى: ? إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ?.
وقال الضحاك في قوله تعالى: ? فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ?، يعني: أهل التقوى وأهل اليمان من أهل الكتاب ممن أدرك النبي ?. وقال قتادة: بلغنا أن نبي الله ? قال: «لا أشكّ ولا أسأل».
قال ابن كثير: وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم ? موجودة في الكتب المتقدمة.
وعن مجاهد في قوله: ? إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ ? قال: حقّ عليهم سخط الله بما عصوه.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 10:10 ص]ـ
الجمعة.-------> 30/ 07/2010.-------> الصفحة 220.-------> والصفحة 221
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/320)
http://dc226.4shared.com/img/345958228/2e287501/220.png?sizeM=7
وعن ابن عباس: قوله: ? فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ?، يقول: لم تكن قرية آمنت ينفعها الإيمان إذا نزل بها بأس الله إلا قرية يونس. وعن سعيد بن جبير قال: لما أرسل يونس إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام وترك ما هم عليه، قال: فدعاهم فأبوا، فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبّحهم فقالوا: إنا لم نجرب عليه كذبًا، فانظروا فإن بات فيكم فليس بشيء، وإن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبّحكم. فلما كان في جوف الليل أخذ مخلاته فتزوّد فيها شيئًا ثم خرج، فلما أصبحوا تغشّاهم العذاب كما يتغشّى الإنسان الثوب في القبر، ففرقوا بين الإنسان وولده، وبين البهيمة وولدها، ثم عجّوا إلى الله فقالوا: آمنا بما جاء به يونس وصدّقنا، فكشف الله عنهم العذاب، فخرج يونس ينظر العذاب فلم ير شيئًا. قال جربّوا عليّ كذبًا، فذهب مغاضبًا لربه حتى أتى البحر.
قوله عز وجل: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (100) قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) ?.
عن ابن عباس: قوله: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ?. ? وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ? ونحو هذا في القرآن، فإن رسول الله ? كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره أنه لا يؤمن من قومه إلا من قد سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الأول.
وعن قتادة: قوله: ? فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ ? يقول: وقائع الله في الذين خلو من قبلهم: قوم نوح، وعاد، وثمود. وقال الربيع: خوّفهم عذابه ونقمته وعقوبته
http://dc244.4shared.com/img/345957803/de385b8b/221.png?sizeM=7
قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: ? وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ?، يقول تعالى ذكره: ولا تدع يا محمد من دون معبودك وخالقك شيئًا لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضرك في دين ولا دنيا، يعني: الآلهة والأصنام يقول: لا تعبدها راجيًا نفعها وخائفًا ضرها، فإنها لا تنفع ولا تضر، فإن فعلت ذلك فدعوتها من دون الله، ? فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ?، يقول: من المشركين بالله الظالم لنفسه.
وقال ابن كثير: ? وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ?، أي: وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين به، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى.
وقوله: ? وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ ?، أي: تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك، ? وَاصْبِرْ ? على مخالفة من خالفك من الناس، ? حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ ?، أي: يفتح بينك وبينهم ? وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ? أي: خير الفاتحين بعدله وحكمته. والله أعلم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 10:12 ص]ـ
[سورة هود]
مكية، وهي مائة وثلاث وعشون آية
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر: يا رسول الله قد شبت! قال: «شيّبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت». رواه الترمذي. وفي رواية: «شيبتني هود وأخواتها».
عن الحسن في قوله: ? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ? قال: أحكمت بالأمر والنّهي، وفصّلت بالثواب والعقاب. وقال قتادة: أحكمها الله من الباطل، ثم فصلّها بعلمه فبيّن حلاله وحرامه، وطاعته، ومعصيته.
وعن مجاهد: ? يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ?، قال: الموت ? وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ?، قال: ما احتسب به من ماله، أو عمل بيده، أو رجله، أو كَلِمه، أو ما تطوع به من أمره كله.
وقوله تعالى:? أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ ?. قال مجاهد: يثنون صدورهم شكًّا وامتراءً في الحق ? لِيَسْتَخْفُواْ ? من الله إن استطاعوا. وعن ابن عباس: ? أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ?، يقول: يكتمون ما في قلوبهم ? أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ ? ما عملوا بالليل والنهار. وعن الحسن في قوله: ? أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ ?، قال: من جهالتهم به؛ قال الله: ? أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ ? في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم، يعلم تلك الساعة، ? مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ?.(20/321)
الحزب الرابع: " حزب الاسراء "
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 05 - 10, 05:25 م]ـ
سنبدأ ان شاء الله في حفظ حزب الاسراء من خلال هذه الصفحة
وسنبدأ ان شاء الله بحفظ 17/ 07/2010 من الاسراء الى مريم
في 17/ 07/2010 لمدة اسبوعان(20/322)
الحزب الخامس " حزب الشعراء "
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 05 - 10, 05:27 م]ـ
سنبدأ ان شاء الله بحفظ حزب الشعراء من خلال هذه الصفحة
والجولة الاولى ستكون من الشعراء الى القصص
في 31/ 07/2010 وذلك لمدة اسبوعان(20/323)
الحزب السادس " حزب الصافات "
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 05 - 10, 05:29 م]ـ
سنبدأ ان شاء الله بحفظ حزب الصافات من خلال هذه الصفحة
والجولة الاولى ستكون من من الصافات الى غافر
في 14/ 08/2010 وذلك لمدة اسبوعان(20/324)
هيل ياطلاب العلم افيدوني في الرد على هذه الاسئلة مع ذكر المصدر
ـ[أبو عبد الله الفيومي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 07:17 م]ـ
السلام عليكم ايها الاخوة الاحباب ارجو الاجابة على هذه الاسئلة مع ذكر المصدر وجزاكم الله خيرا
1 - ما هو قول الامام الشافعي في قول الله تعالى (ألم يعلم بأن الله يرى)
2 - ما هو سبب نزول اخر ايات سورة القلم
3 - لماذا بدأت سورة التغابن بالتسبيح بالفعل المضارع
4 - ما المقصود بالقرية في قوله تعالى (وكأين من قرية عتت عن امر ربها ......... ) سورة الطلاق
5 - كم عدد حملة العرش الان(20/325)
(قواعد في التفسير النبوي) اللقاء السادس لديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف
ـ[عبدالله القرشي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 09:05 م]ـ
يسر ديوانيتكم ديوانية الدراسات القرآنية بمحافظة الطائف دعوتكم لحضور اللقاء العلمي السادس بعنوان (قواعد في التفسير النبوي) والذي يقدمه فضيلة الشيخ أ. د محمد عمر بازمول الأستاذ بجامعة أم القرى.
موعد اللقاء: ليلة الثلاثاء الموافق 18/ 6/ 1431 بعد صلاة العشاء مباشرة
سينقل اللقاء على الهواء مباشرة عبر موقع البث الإسلامي على الرابط:
: www.liveislam.net
وعلى موقع آفاق القراءات على الرابط:
http://alq10com.s.roomsserver.net/
نسعد بتلقي أسئلتكم على البريد: abq806@gmail.com(20/326)
اريد معرفة وسطية الإسلام في نظرته للإنسان من خلال القرآن؟
ـ[الفكراوي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 12:44 ص]ـ
اريد معرفة وسطية الإسلام في نظرته للإنسان من خلال القرآن؟
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 04:14 ص]ـ
أظن الشيخ الصلابي له كتب في ذلك(20/327)
روائع التلاوات للشيخ المنشاوي رحمه الله
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
روائع التلاوات للشيخ المنشاوي رحمه الله
http://rattille.blogspot.com/p/blog-page_05.html(20/328)
القرآن بالفلاش
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الآن يمكنك قراءة القرآن من الإنترنت
http://rattile.blogspot.com/p/1-t-2-t.html
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[26 - 05 - 10, 12:33 م]ـ
شكر الله لك(20/329)
قواعد التجويد برواية ورش
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يمكنكم الآن تتبع دروس قواعد التجويد برواية رش بالصوت و الصورة
مع الشيخ أيمن سويد
http://rattile.blogspot.com/p/blog-page_17.html
ـ[براءة]ــــــــ[01 - 06 - 10, 04:45 م]ـ
جزاك الله خيرا(20/330)
من يقترح عليَّ برنامجاً لقراءة خمسة أجزاء في اليوم
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[26 - 05 - 10, 03:36 م]ـ
أريد أن أقرأ خمسة أجزاء في اليوم، و أطلب المساعدة في اقتراح برنامج يومي يسهل لي ذلك، خاصة و أني شبه متفرغ و أحفظ في نفس الوقت.
و بارك الله فيكم يا إخواني.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 03:38 م]ـ
بعد الفجر - حفظ صفحة - أو حسب المقرر لديك , مع قراءة جزء.
بين الأذان والإقامة في كل الصلوات.
بعد الظهر قراءة جزء
بعد العصر والمغرب والعشاء كذلك.
اربط نفسك بالصلوات.
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[26 - 05 - 10, 03:46 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[26 - 05 - 10, 03:51 م]ـ
و كم يستغرق الجزء من الوقت؟؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 04:01 م]ـ
حسب القراءة.
لكن القراءة العادية تستغرق 30 دقيقة.
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[27 - 05 - 10, 03:31 م]ـ
إنني أريد كما تريد يا أبا إسحاق ..
وجزى الله أخينا أبو الهمام خيراً، فاقتراحه طيب.
لكن هناك مشكلة تحتاج إلى حل ألا وهي ((الملل))
اللهم أصلح قلوبنا، عندما أتذكر قول عثمان بن عفان رضي الله عنه،
أشك في سلامة قلبي!
وأخيراً نصف ساعة لاتكفي لإتمام الجزء بالنسبة لي،
فهو يستغرق من الـ 45 دقيقة إلى الـ 50
بدون الأخطاء والرد على الجوال وما إلى ذلك من مشاغل الدنيا ..
وفقكم الله
..
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 05:35 ص]ـ
إنني أريد كما تريد يا أبا إسحاق ..
وأخيراً نصف ساعة لاتكفي لإتمام الجزء بالنسبة لي،
فهو يستغرق من الـ 45 دقيقة إلى الـ 50
بدون الأخطاء والرد على الجوال وما إلى ذلك من مشاغل الدنيا ..
وفقكم الله
..
أخي أتوقع ان هذا هو ما يسبب لك الملل
لأن هذا كثير جدا فتستطيع قراءة جزئين أو اكثر في هذا الوقت
إلا ان تكون لست حافظا
فالمسألة مسألة مراجعة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 05 - 10, 06:45 ص]ـ
اجعل قيام الليل للخمسة وباقي اليوم للحفظ الجديد.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[28 - 05 - 10, 11:34 ص]ـ
اولا اخي الكريم انصحك ان تحزب القرآن عن طريق السور لا الاجزاء
وهذا هو البرنامج
السبت: البقرة - النساء
الاحد: المائدة - التوبة
الاثنين: يونس - النحل
الثلاثاء: الاسراء - الفرقان
الاربعاء: الشعراء - يس
الخميس: الصافات - الحجرات
الجمعة: جزء المفصل (ق - الناس)
وهذا يسمى تحزيب الصحابة للقرآن
ثانيا: اليك هذا الرابط
هل تريد ان تحافظ على وردك اليومي من القرآن (خطوة صغيرة لكن فعالة)؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211291)
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[28 - 05 - 10, 02:18 م]ـ
أخي أتوقع ان هذا هو ما يسبب لك الملل
لأن هذا كثير جدا فتستطيع قراءة جزئين أو اكثر في هذا الوقت
إلا ان تكون لست حافظا
فالمسألة مسألة مراجعة
نعم أخي بارك الله فيكم ..
لست حافظاً، بل مقبل على الحفظ وقد تجاوزت النصف بعون الله
وأسألكم الدعاء بظهر الغيب للإتمام والضبط ..
والعمل بالقرآن والتخلّق بأخلاقه ..
وفقك الله أخي ابن البجلي وشكراً لاهتمامك بأخيك ..
تحيتي
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 04:49 م]ـ
أخي الفاضل أبو حواء
اسأل الله تعالى أن يتمم عليك حفظ كتابه الكريم
وحقيقة إن كنت تحفظ جزءا جديدا في ساعة فهذه أشبه بالكرامة:)
وبما انك لازلت تحفظ, فأرجو أن يفيدك هذا الرابط
تفضل
هذه تجربتي: خطوات عملية لحفظ القرأن الكريم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164594)
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 05:13 م]ـ
البرنامجُ المُقتَرح:
هوَ أن تفتح المصحف وتبدأ بالقراءةِ، والحمد لله!
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 05:40 م]ـ
أحسنت يا شيخ عبدالرحمن
فبدون همة وإرادة فلن تفلح معنا كل الخطط والبرامج
وأذكر مرة كنت في مجلس الشيخ المقرئ المعمر أبي عبيدالله الأفغاني بالحرم النبوي
فجاء رجل زائر يسلم على الشيخ فلاحظت الشيخ أعجب بهيئته
فسأل الشيخ قائلا: يا شيخ لو أردت أن أحفظ وأتقن القرأن برواية حفص عن عاصم فكيف الطريقة؟!!
فنظر الشيخ في وجهه الرجل قليلا ثم قال له: الطريقة هي أن تبدأ ثم انت تعرف بنفسك.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 07:56 م]ـ
الفاضل ابن البجليّ، هذه فائدة لطيفة، أشكرُ لكَ ذكرَها، وأنا سأرويها عنكَ بإذنِ اللهِ (ابتسامة).
فقد أعجبتني.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 07:57 م]ـ
الفاضل ابن البجليّ، هذه فائدة لطيفة، أشكرُ لكَ ذكرَها، وأنا سأرويها عنكَ بإذنِ اللهِ (ابتسامة) فقد أعجبتني.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 08:46 م]ـ
الفاضل ابن البجليّ، هذه فائدة لطيفة، أشكرُ لكَ ذكرَها، وأنا سأرويها عنكَ بإذنِ اللهِ (ابتسامة) فقد أعجبتني.
تهزأون بنا لأنّا غلابة يا شيخ عبدالرحمن؟:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/331)
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:58 م]ـ
شيخي ابن البجلي. .
بورك فيك، ونفعنا بما قدمت لنا ..
إطّلعت على الرابط الذي ذكرته وألفيته رائعاً ويرجى منه النفع بحول الله. .
لكن شيخي الكريم ما العمل بمن بدأ من الناس؟!
وكلما أتى على سورة وإذا بها أطول من سابقتها ..
لو قلنا أنه توقف عند النحل مثلاً، هل يقف، ويبدأ من البقرة أم يستمر والله المستعان ..
توجيهكم بارك الله فيكم.
..
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[31 - 05 - 10, 07:47 م]ـ
البرنامجُ المُقتَرح:
هوَ أن تفتح المصحف وتبدأ بالقراءةِ، والحمد لله!
بارك الله فيك على المرور الطيب، ولكن لو أفدتنا ببرنامج لكان أفضل!
على العموم بارك الله في شيخنا أبي همام البرقاوي، فأنا أطبق ما نصحني به و هو نافع إن شاء الله.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 01:02 ص]ـ
شيخي ابن البجلي. .
بورك فيك، ونفعنا بما قدمت لنا ..
إطّلعت على الرابط الذي ذكرته وألفيته رائعاً ويرجى منه النفع بحول الله. .
لكن شيخي الكريم ما العمل بمن بدأ من الناس؟!
وكلما أتى على سورة وإذا بها أطول من سابقتها ..
لو قلنا أنه توقف عند النحل مثلاً، هل يقف، ويبدأ من البقرة أم يستمر والله المستعان ..
توجيهكم بارك الله فيكم.
..
لا تقل لي يا شيخ,, لأني علّامة:)
جبر الله خاطرك
عموما تستطيع أن تبدأ من النحل وتجعل مما سبق مراجعة يومية بواقع جزئين يوميا
فلو استطعت أن تحفظ من الجديد يوميا من ربعين إلى ثلاثة وتكررها فستختم في شهر واحد
شد حليلك,,
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[01 - 06 - 10, 06:21 ص]ـ
لا تقل لي يا شيخ,, لأني علّامة:)
طيّب أيها العلاّمة الكبير =>:)
اسأل الله أن يعلي قدرك
وقد شجّعتني على المضي قدماً ..
الذي أود قوله هنا:
(قاتل الله المشاغل الدنيوية) فبسببها لن أستطيع الختم إلا بعد سنة تقريباً
إلا أن ييسّر الله ,,
تحيتي أخي الكريم(20/332)
روائع البيان في رثاء الشيخ عامر السيد عثمان
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 06:48 م]ـ
روائع البيان في رثاء الشيخ عامر السيد عثمان
نظم الشيخ
علي بن محمد توفيق النحاس
حفظه الله تعالى
وانتظروا قريبا إن شاء الله تعالى جميع منظومات شيخنا وأستاذنا
علي بن محمد توفيق بن علي النحاس
حفظه الله تعالى
في كتاب بعنوان
(إِتْحَافُ النَّاسِ بِمَنْظُومَاتِ الشَّيْخِ النَّحَّاسِ)
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[28 - 05 - 10, 11:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[29 - 05 - 10, 04:14 م]ـ
رحمة الله الواسعة على الشيخ/ عامر(20/333)
لطيفة: إنى تصفحت كتاب الله وسنة نبيه فلم أر شيئا أشر من الربا!!
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[27 - 05 - 10, 01:46 ص]ـ
* لطيفة:
* ذكر ابن بكير قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس ...
فقال: يا أبا عبد الله، إنى رأيت رجلا سكرانا يتقافز يريد أن يأخذ القمر، فقلت: امرأتي طالق إن كان يدخل جوف ابن آدم أشر من الخمر.
فقال: ارجع حتى أنظر في مسألتك.
فأتاه من الغد فقال له: ارجع حتى أنظر في مسألتك ...
فأتاه من الغد فقال له: امرأتك طالق، إنى تصفحت كتاب الله وسنة نبيه فلم أر شيئا أشر من الربا، لأن الله أذن فيه بالحرب.
[تفسير القرطبي ط: الرسالة 4/ 405]
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[27 - 05 - 10, 02:26 ص]ـ
لطيفة جميلة
بارك الله فيك
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[27 - 05 - 10, 03:24 م]ـ
الله أكبر ..
هؤلاء هم أهل العلم، وإلا فلا ..
بعد ثلاثة أيام وجد الإمام مالك جواب السؤال مع إنه من أئمة العلم والفقه ..
فكيف بنا مساكين اليوم نُسأل فنجيب فوراً وبلا تريّث وبدون تردّد!!!
اللهم أصلح أحوالنا
..
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 07:39 ص]ـ
الله أكبر ..
هؤلاء هم أهل العلم، وإلا فلا ..
بعد ثلاثة أيام وجد الإمام مالك جواب السؤال مع إنه من أئمة العلم والفقه ..
فكيف بنا مساكين اليوم نُسأل فنجيب فوراً وبلا تريّث وبدون تردّد!!!
اللهم أصلح أحوالنا
أحسنت والله أخي أبا حواء
نعم هؤلاء هم أهل العلم حقاً
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[28 - 05 - 10, 01:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[28 - 05 - 10, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا كلكم أجمعين (وإن أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم)
والسلام(20/334)
طلب: تفسير سورة الإخلاص من إحياء علوم الدين
ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[27 - 05 - 10, 09:20 ص]ـ
من يدلني على تفسير سورة الإخلاص في كتاب إحياء علوم الدين.(20/335)
السلسلة الذهبية من تفسير ابن عثيمين - رحمه الله - (2)
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[27 - 05 - 10, 01:02 م]ـ
الثانية: قال الشيخ: .... إذاً المتقون هم الوارثون للأرض؛ لكن بني إسرائيل اليوم لا يستحقون هذه الأرض المقدسة؛ لأنهم ليسوا من عباد الله الصالحين؛ أما في وقت موسى فكانوا أولى بها من أهلها؛ وكانت مكتوبة لهم، وكانوا أحق بها؛ لكن لما جاء الإسلام الذي بعث به النبي r صار أحق الناس بهذه الأرض المسلمون – لا العرب -؛ ففلسطين ليس العرب بوصفهم عرباً هم أهلها؛ بل إن أهلها المسلمون بوصفهم مسلمين – لا غير -، وبوصفهم عباداً لله عز وجل صالحين؛ ولذلك لن ينجح العرب فيما أعتقد – والعلم عند الله – في استرداد فلسطين باسم العروبة أبداً؛ ولا يمكن أن يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي r وأصحابه ............ فإذا كنا عباد الله الصالحين ورثناها بكل يسر وسهولة، وبدون هذه المشقات والمتاعب والمصاعب والكلام الطويل العريض الذي لا ينتهي أبداً!! نستحلها بنصر الله عز وجل، وبكتابة الله لنا ذلك – وما أيسره على الله -! ونحن نعلم أن المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم؛ ....... إلخ. اهـ (1/ 169 - 170)(20/336)
من أجمل ما سمعت للشيخ العفاسي [تلاوة مميزة جداً]
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[28 - 05 - 10, 11:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ..
http://www.qaree.com/alafasy/covers/aal_omran.jpg
في هذا الإصدار تلاوة لسور الفاتحة و آل عمران للشيخ مشاري العفاسي - وفقه الله - وهو حقيقة من أجمل ما سمعت للشيخ مشاري
لتحميل المقدمة [هنا ( http://www.qaree.com/alafasy/files/mp3/aal_omran/Track01.mp3)]
لتحميل الاصدار كاملاً [هنا ( http://www.qaree.com/alafasy/files/mp3/aal_omran/Track02.mp3)]
و للمزيد من تلاوات الشيخ واصدراته القرآنية [هنا ( http://www.qaree.com/alafasy/)]
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[28 - 05 - 10, 02:24 م]ـ
بارك الله فيك أخيى محمد،
وحفظ الله شيخنا (المدرسة)
الشيخ / مشاري:)
تحيتي
ـ[براءة]ــــــــ[28 - 05 - 10, 03:09 م]ـ
الله يبارك فيك
جزاك الله خيرا
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 05:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وإليكم إخواني: سورة البقرة (حدر) لمشاري أيضاً، وهي من التلاوات المميزة له ..
http://www.qaree.info/A/Baqara-7edr/...-Qaree-com.mp3
وفقكم الله
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 05:38 م]ـ
اجمل ما سمعت لهذا الشاب هي قراته لمتن الشاطبية
اللهم اهدنا فيمن هديت
اللهم امين اللهم امين
ـ[المباركي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 08:16 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا
من أجمل التلاوات في الموقع أيضا هود وأخواتها أنصح الجميع بالاستماع إليها
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[31 - 05 - 10, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيراً
http://www.tvquran.com/banr/tvquran_26.gif (http://www.tvquran.com/)(20/337)
التركيز في الحفظ = التوفير في الوقت؟ (سورة الرحمن مثلا)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[28 - 05 - 10, 03:04 م]ـ
بدأت بحمد الله (قبل فترة) بحفظ القرآن الكريم وطرحت البرنامج في هذا المنتدى المبارك
وألزمت نفسي بحفظ صفحتين يوميا
وكما قال الاخ البرقاوي: ان الاعلان عن ما تريد فعله يجبرك على اتمامه
وهكذا فعلت فاعلنت عن البرنامج وقمت بتقسيم كل صفحة الى قسمين
فيكون علي حفظ اربعة انصاف يوميا او اربعة اقسام
ولكن لما بدأت بالحفظ احتجت الى الوقت، فلم يكن هناك بد من ان اركز اثناء الحفظ
وكما يعلم الجميع ان هناك طريقتين مشهورتين في الحفظ:
الطريقة الاولى: هي ان تحفظ آية وتظل تكررها حتى ترسخ في الذهن ثم تربطها مع
الآية الثانية، فتقرأهما معا، ثم الآية الاولى والثانية والثالثة، وهكذا حتى تنهي مقرر الحفظ
الطريقة الثانية: ان تقرأ الصفحة كاملة وتظل تكررها حتى ترسخ في الذهن
اما الطريقة الاولى فهي اقوى في الحفظ لكن تحتاج الى وقت اكبر
والطريقة الثانية يكون الحفظ فهي اضعف لكن لا تأخذ وقتا كبير ا
فقلت لماذا لا اجمع بين الطريقتين فيكون الحفظ اقوى وكذلك اسرع
وهذا ما فعلته ووجدت لذة في تطبيق هذه الطريقة؟
وسأشرحها في المشاركة التالية واطبقها على سورة الرحمن .....
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[28 - 05 - 10, 03:43 م]ـ
لو اخذنا (سورة الرحمن) كمثال
ولو اردنا ان نحفظ اربعة اقسام اليوم الجمعة
فأبدأ بالحفظ من بعد صلاة العشاء ليوم الخميس
وهذه هي الاقسام الاربعة
http://dc268.4shared.com/img/300938455/42673734/531B.png?rnd=0.12310442040200276 (http://www.4shared.com/photo/lSYiirZn/531B.html)
http://dc228.4shared.com/img/300938464/1e4d5461/532A.png?rnd=0.617633738494615 (http://www.4shared.com/photo/bHeuLfgv/532A.html)
http://dc238.4shared.com/img/300938261/6aaadc5c/532B.png?rnd=0.879850988367 (http://www.4shared.com/photo/Xb9sTZf3/532B.html)
http://dc196.4shared.com/img/300938267/83c97969/533A.png?rnd=0.5833956373646688 (http://www.4shared.com/photo/e2gwkMwE/533A.html)
فناخذ القسم الاول ونحفظ الثلاثة اسطر الاولى
ثم نحفظ ثلاثة اسطر اخرى ونضيف اليها آخر آية من الثلاثة اسطر الاولى
ثم نحفظ آخر ثلاثة اسطر ونضيف اليها آخر آية من الثلاثة اسطر الثانية
كالتالي:
http://dc236.4shared.com/img/300938592/717487ac/R1_online.png?rnd=0.4959330166885042 (http://www.4shared.com/photo/mW3MyY6H/R1_online.html)
هذا الجزء الاول تكرره لمدة خمس دقائق (ملاحظة اذا رسخ الحفظ فلا تتوقف عن التكرار)
http://dc217.4shared.com/img/300938641/5f951602/R2_online.png?rnd=0.7734908915273437 (http://www.4shared.com/photo/tUq8NiGf/R2_online.html)
الجزء الثاني كذلك تكرره لمدة خمس دقائق
(لاحظ انا اضفنا اليه آخر آية من الجزء الاول)
http://dc205.4shared.com/img/300938648/2649aea6/R3_online.png?rnd=0.20778440582488567 (http://www.4shared.com/photo/-mAL_AQR/R3_online.html)
الجزء الثالث تكرره لمدة خمس دقائق
(لاحظ انا اضفنا اليه آخر آية من الجزء الثاني)
وفي النهاية تكرر النصف صفحة كاملة لمدة خمس دقائق كما في الشكل التالي
http://dc268.4shared.com/img/300938455/42673734/531B.png?rnd=0.12310442040200276 (http://www.4shared.com/photo/lSYiirZn/531B.html)
ثم تربط بين كل نصف صفحة ونصف الصفحة التي تليها وتكررهما معا مرتين او ثلاث مرات
كما في الشكل التالي:
http://dc268.4shared.com/img/300938455/42673734/531B.png?rnd=0.12310442040200276 (http://www.4shared.com/photo/lSYiirZn/531B.html)
http://dc228.4shared.com/img/300938464/1e4d5461/532A.png?rnd=0.617633738494615 (http://www.4shared.com/photo/bHeuLfgv/532A.html)
http://dc228.4shared.com/img/300938464/1e4d5461/532A.png?rnd=0.617633738494615 (http://www.4shared.com/photo/bHeuLfgv/532A.html)
http://dc238.4shared.com/img/300938261/6aaadc5c/532B.png?rnd=0.879850988367 (http://www.4shared.com/photo/Xb9sTZf3/532B.html)
فكل نصف صفحة تحتاج الى 20 دقيقة
اربعة اقسام تحتاج الى ساعة وثلث
وبارك الله فيكم
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيرا على الطريقة، ولعلي أجربها اليوم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 05 - 10, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على الطريقة، ولعلي أجربها اليوم.
بارك الله فيك
اذا وجدت انها مفيدة فادع لي(20/338)
الشيخ الحصري يرد عن الشيخ عامر فرية إكراههم على الفرجة
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 01:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي خاتم النبيين وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين، وبعد:
فقد قال الشيخ فرغلي عرباوي - وهو ناقل له عن الشيخ أيمن سويد - بعد أن ترجم للشيخ عامر رحمه الله: وهذه ترجمة مفصلة للشيخ عامر عثمان رحمه الله فالمتأمل في حاله وتلاميذه يعلم يقينا كيف انتشر الأمر بترك الفرجة في الميم الساكنة لأنهم قراء الإذاعة والعالم كله يعرف هؤلاء القراء ويحبهم ويتأثر بهم وظهر لهؤلاء القراء من يقلدهم لحسن أدائهم الذي يذهب بالأفئدة , وجميع الذين تلقوا العلم عن الشيخ عامر يروون عنه أنه كان يتعصب جدا للقول بترك فرجة عند الميم الساكنة وحمل رحمه الله قراء المصاحف المرتل على ترك فرجة عند التلفظ بالميم الساكنة وخاصة أنه كان من مراقبى لجنة ترتيل المصاحف الصوتية بالإذاعة المصرية والشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله صرح بذلك في بعض مقالاته أن القارئ الذي كان يطبق الشفتين على الميم الساكنة كان لا يقبلها منه ويأمره بإعادة تسجيلها مره أخرى , وهو كذلك الذي حمل الحصري والبنا ومصطفى إسماعيل والمنشاوي علي ذلك.
وهذا الكلام باطل من وجوه كثيرة:
أولها:أن فيه تشكيكا في هؤلاء القراء وفي قراءتهم فهو لم يتهم الشيخ عامر وحده وكان يكفيه ثقلا أن يتهم ذلك الجبل بما هو بريء منه بأنه أول من قال بالفرجة ولكنه اتهمه اتهاما آخر أخطر واتهم معه خمسة جبال من القراء ألا وهم قراء المصاحف المرتلة الخمسة فقد اتهم الشيخ عامر بأنه أكرههم على أن يتركوا ما تلقوه وقرءوا به من الإطباق ليقرءوا بالفرجة التي أحدثها ـ على حد اتهام الشيخ السويد له ـ وهذا ليس اتهام للشيخ عامر وحده بل اتهام لهؤلاء الخمسة (مصطفى إسماعيل وعبد الباسط والمنشاوي والبنا والحصري) بأنهم تركوا ما تلقوه وفرطوا فيه وقرءوا بالخطأ متعمدين لكي ينالوا شهرة بالإذاعة , وهذا اتهام خطير لقرائنا وما يدرينا لعلهم غيروا أحكاما أخرى ولربما يظهر علينا بعد عشرين عاما من يقول أنهم أخطأوا في حكم جديد مكرهين ليظهروا بالإذاعة وأنه جلس عشرين عاما يبحث المسألة حتى خرج بهذا الذي لم يأت به الأولون.
أين قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فالله حافظ كتابه مكتوبا فلا تبديل لكتابته ومنطوقا فلا تبديل لنطقه فكيف تكون النسخ الخمس الأولى من الذكر منطوقا قد بدلت وغيرت ولم يحفظها الله من التبديل بل قد تواطأ أهلها على ذلك التبديل أيقول بما يلزم منه هذا عاقل؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
والحمد لله أن النصارى أغبى من كثير ممن يقول بما يلزم من قوله ما يتمسك به النصارى طعنا في كتابنا لو كانوا مثله في الغباء.
وثانيها: أن الشيخ الحصري تولى مشيخة المقارئ سنة (1381 = 1961 (وهو العام الذي سجل فيه المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم فكيف يقبل وهو شيخ المقارئ أن يترك ما تلقاه ويقرأ بما يخالف ما تلقاه , لا ريب أن هذا كذب وافتراء عليهم جميعا فلا عامر أكره أحدا ولا هم تركوا شيئا مما تلقوه.
وثالثها: الشيخ الحصري رحمه الله كان أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم سنة (1381 = 1961 (وظلت إذاعة القرآن بمصر تقتصر على صوته منفردا حوالى عشر سنوات، ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة (1384 = 1964) ثم رواية قالون والدورى سنة (1388 = 1968) وفى نفس العام سجل المصحف المعلم وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامى.
فهل مثل هذا يكرهه الشيخ عامر عل القراءة بما لم يتلقه؟
ورابعها: أن هؤلاء المشايخ لهم تسجيلات كثيرة غير المرتل بمصر وبخارج مصر وفي حفلات ومشاهد ليس فيها لجان ولا إكراه كما يزعمون فلماذا استمروا على الفرجة لو كانوا أكرهوا عليها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/339)
وإليك كلام الشيخ الحصري رحمه الله من كتابه أحكام قراءة القرءان الكريم وهو يدل على الفرجة دلالة صريحة وقد فرغ من تأليفه سنة (1386 = 1966) أي بعد تسجيله لمصاحفه المرتلة التي يزعمون أنه أكره على أن يقرأ فيها بالفرجة وألفه وهو شيخ للمقارئ وعاش بعد أن ألفه أربعة عشر عاما فقد توفى مساء يوم الاثنين 16 المحرم سنة 1401 وهو يوافق 24/ 11/1980، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
قال رحمه الله:
الحال الثالث: أن يقع بعد النون الساكنة أو التنوين الباء , وحكمها حينئذ القلب ويعبر عنه بعض الكاتبين بالإقلاب وتقدم أن معناه الاصطلاحي: جعل حرف مكان آخر مع بقاء الغنة والإخفاء , والمراد به هنا قلب النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء بغنةة مع الإخفاء للحرف الأول وهو الميم التي تحولت النون والتنوين إليها , فإذا وقع بعد النون أو التنوين باء كان حكمهما وجوب قلبهما ميما مخفاة عند الباء مع الغنة.
قال العلامة المرعشي: الظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية , بل إضعافها وستر ذاتها في الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهو الشفتان , لأن قوة الحرف وظهور ذاته إنما يكون بقوة الاعتماد على مخرجه , وهذا كإخفاء الحركة في كلمة (تأمنا) بيوسف لأن هذا الإخفاء ليس إعداما للحركة بالكلية بل بتبعيضها. انتهى. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
فأنت ترى الشيخ الحصري نقل نص المرعشي الذي يدل دلالة بينة على ترك الفرجة في الإقلاب والإخفاء وهو مقرر له آخذ به مستدل بما فيه , فهل أكرهه عامر على تأليف كتابه هذا ونقل هذا عن المرعشي؟
بل قال الحصري أيضا بعد أن صحح الإخفاء ورد القول بالإظهار في الميم الساكنة قبل الباء: ووجه الإخفاء اتحاد الميم والباء في المخرج وتقاربهما في الصفة.
قال في نهاية القول المفيد: والعلم أن الإخفاء قسمان: أحدهما تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة وذلك في الميم الساكنة قبل الباء سواء كانت الميم أصلية أم كان أصلها النون الساكنة والتنوين. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 144 - 145).
فهل من يقول وينقل هذا الكلام يكون مكرها على الفرجة , ألا فليتق الله الذين يبلبلون الأئمة ويشككونها في قراءة كتاب ربها وفي قرائه.
منقول من كتاب الفتح المبين في الرد على المطبقين للشيخ محمد بن عيد الشعباني.
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[31 - 05 - 10, 10:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وبارك فيكم
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[01 - 06 - 10, 08:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم وبارك فيكم
فضيلة الشيخ نريد أن نسمع رايك في المسألة ورأي المشايخ الفضلاءالمتخصصين بما لا يدع مجالا للكلام مرة اخرى بارك الله فيكم
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[01 - 06 - 10, 09:48 م]ـ
فضيلة الشيخ نريد أن نسمع رايك في المسألة ورأي المشايخ الفضلاءالمتخصصين بما لا يدع مجالا للكلام مرة اخرى بارك الله فيكم
السلام عليكم
شيخنا الحبيب الشيخ عمار .. لست بصدد نقاش هذه المسألة هل الفرجة جائزة والإطباق غير جائز؟
ولكن سأعرض لك قصة قصيرة وأتعرض فيها لأقوال الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ وستري أن كلام الشيخ أيمن يضرب بعضه بعضا.
الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ قال بأنه بحث قرابة ربع قرن في الأدلة ولم يجد دليلا واحدا من أقوال الأئمة تقول بالفرجة، وتبعه علي ذلك بعض القراء من الشام ومن مصر، وأصابهم الوهم من هذا الكلام وظنوا أن الأمر علي حقيقته.
مع أن الدليل كان موجودا أمام عينيه إلا أنه تأولها تأويلا عجيبا .. ولن أتركك تتعجب كثيرا، تعال معي ننظر ماذا قال الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ:
قال الشيخ أيمن سويد – كما نقل عنه أخونا عبد الله المهيب على موقع ملتقى أهل القرآن ونقل غيره كذلك –: أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى.وقد علق الشيخ أيمن على هذه المقولة " بأنهما ذهبا لرأى الشيخ عامر بناء على قوة شبهة هذه المسألة، وهو أن يقال " إذا أطبق الشفتين فأين الإخفاء؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/340)
ورد الشيخ أيمن على هذه الشبهة فقال " ... أن الأصل أن يقرع اللسان كل حرف على حدة فعندما نقول " ترميهم بحجارة " نطبق الشفتين على الميم ونفتحهما على الباء – فهذا العمل يشبه الإدغام – فلذلك هل نقول ذلك إدغام بالطبع لا، لأن الإدغام يذهب معه الحرف الأول ويكون النطق بباء مشددة، فلو نطقنا باء مشددة لكان إدغامان ولو قلنا " ترميهم بحجارة " بإظهار الميم – فهذا يسمى إظهارا – فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي: نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ. هـ
هذا ما نقل عنه، ويا ليته أحال المسألة إلى المشافهة لكان أوجه. وما قاله الشيخ في طريقة الإخفاء حيث قال " نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء " فهذا كلام ينقض أوله آخره وآخره أوله.
كيف يا شيخنا تطبق الشفتين على الميم وتفتحها على باء؟!
فإنك إن فتحت على باء فقد انتهت غنة الميم وذهبت إلى الحرف الذي بعده أى – الباء – فقد ذهب محل النزاع لأن محل النزاع إنما هو على غنة الميم وإن فتحت الشفتين على باء فإن الباء لا تنطق بفتح الشفتين بل بإطباقهما والفتحة – أي فتح الشفتين – التى تعقب الباء إنما هى حركة الباء – فتحة أو ضمة أو كسرة – فعند قولنا (ب) نجد أن الصوت اعتمد على مخرج الباء وهو مخرج محقق حيث التقى طرفي المخرج – باطن الشفة العليا بباطن الشفة السفلي – ثم تباعد الطرفان لأجل الحركة التى تكون على الباء – فكيف لك النطق بميم أو باء ساكنتين مع فتح الشفتين؟! ثم تقول إن هذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء!!! فالشيخ حفظه الله أراد أن يأتي بمعنى الإخفاء فقال كلاما عجيبا!!
وقال تلميذه د / أنمار: إن هذا كان كلاما في التلفاز فلا تعول عليه) أي يعذر شيخه
أما قوله ((أنه سأل الشيخ الزيات عن الفرجة في إخفاء الميم قال الزيات بالعامية
" إحنا ماقرأناش كده لكن هيه كده " ونقل ما يشبه هذا الكلام عن السمنودى.))
ولا يخفي عليك أن الشيخ الزيات ـ رحمه الله ـ له قول في شريط أخرجه لنا الشيخ جمال القرش يشهد بأنه قرأ بالفرجة، والشيخ السمنودي في شريط قال بأنه قرأ علي حنفي السقا بالفرجة.
فهذه أقوال مشايخنا بصريح العبارة دون تلميح. فمن نصدق؟؟ وهل تصدق بأنهم غيروا القول لأجل الشيخ عامر وخانوا أمانة القرآن؟؟
وقوله (بأنه بحث قرابة ربع قرن في الأدلة ولم يجد دليلا واحدا من أقوال الأئمة تقول بالفرجة)
الجواب: الشيخ حفظه الله بحث بما هو متاح لديه، وليس كونه لم يجد دليلا أنه بالفعل لا يوجد دليل.
50. سكن لإخفا اقلب و لإطباق اتقيا ... واتمم لشد المحض ضمن الثانى
وهذا بيت صريح للجعبري سقته من قبل اعترف الجميع بأن بالفعل يدل علي الفرجة.
وكان علي الشيخ أيمن سويد أن يعود للقول الصواب، أو علي الأقل يعترف بصحة الفرجة وله قصة معي في هذا الصدد قد سقته في مداخلة سابقة:
((السلام عليكم
تشرفت مصر في الأيام السابقة بحضور فضيلة العلامة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ ولقد علمت مسألة الحضور ـ للأسف ـ متأخرا، وعلمت أنه قد استدعي إلي حفل في معهد الرحمة بـ (روض الفرج) فحدث لي تفاؤل بالاسم لأن الفرج من " الفرجة" وقلت الشيخ أيمن ـ حفظه الله ـ سيعود من روض الفرج وهو يقول بالفرجة.
فاتصلت بالأخ الكريم منظم الحفل وطلبت منه أن ألتقي بفضيلة الشيخ أيمن سويد لمدة خمس دقائق فقط، وأخبرته أن معي مخطوطة فيه سر "الفرج" أقصد الفرجة. وأخذ يخبرني بأن اللقاء صعب في ظل ضيق الوقت وقال لي: اكتب سؤالك والشيخ إما أن يرد وإما لا.
فقلت: سأقابله في مرة أخري إن شاء. وختمت الكلمة علي ذلك.
ثم ذهبت إلي الندوة وأنا علي يقين أني لن أقابله، إلا أنني بعد أذان المغرب مباشرة رأيت الطلبة يحيطون بالشيخ فقلت: فرصة يصعب أن تتكرر، ثم استأذنت الإخوة سريعا وقلت للشيخ أيمن حفظه الله: هذه يا شيخ مخطوطة تقول بالفرجة وفيها يقول الجعبري رحمه الله: والاطباق اتقي.
فنظر في المخطوطة الأولي فقال: يا شيخ هذه نون وليست تاء ـ أي والاطباق انقيا،، وليس اتقيا.
فقلت: يبدوا أن هذه النسخة غير واضحة خذ يا شيخ النسخة الثانية وهي أقوي وأفضل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/341)
فنظر فيها وتأمل فيها جيدا ثم أخرج نظارته ودقق فيها فقلت الشيخ سيرجع.
وأردت أن أوضح له أمرا مهما وهو البيت الذي يقول فيه الجعبري " اشمم سوى شفهية " أن الجعبري أيضا يستثني الإشمام في الميم عند الباء لأجل انطباق الشفتين ومع ذلك يقول: والاطباق اتقي.
وهو يقول لي:انتظر انتظر
ثم أقاموا صلاة المغرب والشيخ ينظر إلي المخطوطة. ثم ذهبت إلي الصف ثم جاء الشيخ وأعطاني المخطوطة ثم طلبوا من فضيلته أن يؤم الناس فرفض وقام فضيلة الشيخ عبد العزيز سويلم ـ حفظه الله ـ وأمّ الناس ثم طلبوا من الشيخ أيمن أن يأتي في الصف الأول فذهب إلي الصف الأول ...
ثم قلت في نفسي بعد الصلاة أحدثه عن رأيه في المخطوطة الثانية الذي لم يقل فيها: إنها نون.
ثم قام الشيخ بعد الصلاة فصلي العشاء قصرا ثم انصرف سريعا .. لعله كان متأخرا عن موعد. ولم أستطع اللحاق به.
ولذا أطلب من إخواني أن يتصلوا بفضيلته ويسألوه عن رأيه والمخطوطة الأخري الكلام فيها واضح وصريح و النسختان موجودتان في هذه الصفحة.
ليس المهم أن يقول الشيخ أيمن بالفرجة إنما المطلوب الاعتراف بأنه وجه صحيح قبل الشيخ عامر.))
وقال الشيخ أيضا وهو يخاطب بعض مدرسي معهد الرحمة: إن القراء القدامي كانوا يطبقون في القراءة، ولذا أعذر من قال بالفرجة أن إطباق القراء القدامي (مثل الشيخ محمد رفعت والشعشاعي ـ وشعيش وغيرهم) كان فيها كزا وكانت ميما مظهرة مع غنة) ا. هـ بمعناه
انظر أخي كيف يثبت خطأ قراءة المطبقين من القراء، ثم تجده في موضع آخر يحتج بأن أمثال (الشيخ محمد رفعت والشعشاعي ـ وشعيش وغيرهم) كانوا يقولون بالإطباق ولم يكونوا يعرفون شيئا عن الفرجة .. وقتما يريد فضيلته أن يحتج بقراءة القدامي يحتج (وهو علي يقين أن إطباقهم خطأ محض) .. فكيف نقول؟؟
أخي الكريم الشيخ أيمن سويد في كلامه لا يستند لشئ مقنع، ولم يستطع دفع شبهة بكلام علمي راسخ. ولذا فالقول بالفرجة قول صواب وعليه أئمتنا من أمثال ابن الجزري والجعبري والمرعشي وغيرهم. والسلام عليكم
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[01 - 06 - 10, 10:31 م]ـ
وقال الشيخ الحصري رحمه الله أيضا:
المخرج الخامس: الخيشوم وهو أقصى الأنف وفيه مخرج واحد ويخرج منه أحرف الغنة وهي النون الساكنة والتنوين حال إدغامهما بغنة وإخفائهما والنون والميم المشددتان والميم الساكنة المدغمة في مثلها , والمخفاة عند الباء , وعلل بعض العلماء خروج النون والميم في الأحوال السابقة من الخيشوم بأن النون والميم ينتقلان من مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم حيث إن كل حرف إذا أدغم في الثاني صار مركبا من حرفين مدغم ومدغم فيه , فالمدغم هو الحرف الأول والمدغم فيه هو الحرف الثاني فإذا كان الإدغام بغنة فإن الحرف الأول يكون مخرجه الخيشوم والحرف الثاني يكون باقيا في مخرجه , وإذا كان الإدغام بغير غنة فإن الأول يدخل في الثاني وينطق بهما حرفا واحدا مشددا مع بقاء الحرف الثاني وهو المدغم فيه في مخرجه.
قال في النشر: فإن هذين الحرفين يتحولان عن مخرجهما الأصلي إلى الخيشوم كما تتحول حروف المد عن مخرجها الأصلي إلى الجوف , وأما قولهم: إن النون تخرج من طرف اللسان والميم من الشفتين فالمراد بهما النون والميم المتحركتان أو الساكنتان في حالة الإظهار والمراد بهما هنا الساكنتان في حالتي الإخفاء والإدغام بغنة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 42 – 43)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذان الإمامان وغيرهما على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[01 - 06 - 10, 10:32 م]ـ
وقال الإمام الحصري أيضا:
وقد يقال: إن اللسان لابد من عمله في النون والتنوين حتى في حال إخفائهما وإدغامهما بغنة، وإن الشفتين لابد من عملهما في الميم حتى في حال إخفائها وإدغامها بغنة , وإن الخيشوم لابد من عمله في النون والتنوين والميم حتى في حال إظهار هذه الحروف أو تحركها , فما السر في قصر عمل اللسان على حال إظهار النون والتنوين أو تحركهما وقصر عمل الشفتين على حال إظهار الميم أو تحركها وقصر عمل الخيشوم على أحوال التشديد والإخفاء والإدغام بغنة؟
وقد أجاب عن ذلك العلماء بأنه لما كان عمل اللسان في حال إظهار النون والتنوين أو تحركهما أكثر من عمل الخيشوم قصر العمل على اللسان ولما كان عمل الشفتين في حالي إظهار الميم أو تحركها أكثر من عمل الخيشوم قصر العمل على الشفتين وجعلتا مخرجا للميم في هذين الحالين ,ولما كان عمل الخيشوم في حال إخفاء النون والتنوين وإدغامهما بغنة وفي حال إدغام الميم في مثلها بغنة وفي حال إخفائها عند الباء وفي حال تشديد النون والميم , أقول: لما كان عمل الخيشوم في هذه الأحوال أكثر من عمل غيره قصر العمل على الخيشوم وجعل مخرجا للنون والميم في الأحوال المذكورة. (أحكام قراءة القرءان الكريم ص 44)
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذاالإمام على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وكيف سوى بين النون والميم في ذلك؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/342)
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[01 - 06 - 10, 10:33 م]ـ
وقال الإمام الصفاقسي - رحمه الله - أيضا:
ومنها عدم إظهارها إذا لم تدغم ولم تخف وقد تقدم أنها تدغم في أختها إذا سكنت , وتخفى عند الباء إذا سكنت وسواء كان السكون أصليا نحو "أم بظاهر" أم عارضا نحو "ومن يعتصم بالله" أم تخفيفا نحو (إن ربهم بهم) , (يوم هم بارزون) , (جزيناهم ببغيهم) على خلاف بين أهل الأداء , فذهب إلى الإخفاء ابن مجاهد والداني واختاره ابن الجزري وهو مذهب أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد العربية , فتظهر غنتها من الخيشوم كإظهارها بعد القلب في نحو (من بعد) و (أنبئهم) , وذهب جماعة كابن المنادي ومكي إلى الإظهار وعليه أهل الأداء بالعراق والبلاد الشرقية , والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا أن الإخفاء أظهر وأشهر. (تنبيه الغافلين ص 70).
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذا الإمام على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[02 - 06 - 10, 12:48 ص]ـ
وقال الإمام الصفاقسي - رحمه الله - أيضا:
ومنها عدم إظهارها إذا لم تدغم ولم تخف وقد تقدم أنها تدغم في أختها إذا سكنت , وتخفى عند الباء إذا سكنت وسواء كان السكون أصليا نحو "أم بظاهر" أم عارضا نحو "ومن يعتصم بالله" أم تخفيفا نحو (إن ربهم بهم) , (يوم هم بارزون) , (جزيناهم ببغيهم) على خلاف بين أهل الأداء , فذهب إلى الإخفاء ابن مجاهد والداني واختاره ابن الجزري وهو مذهب أهل الأداء بمصر والشام والأندلس وسائر البلاد العربية , فتظهر غنتها من الخيشوم كإظهارها بعد القلب في نحو (من بعد) و (أنبئهم) , وذهب جماعة كابن المنادي ومكي إلى الإظهار وعليه أهل الأداء بالعراق والبلاد الشرقية , والوجهان صحيحان مقروء بهما إلا أن الإخفاء أظهر وأشهر. (تنبيه الغافلين ص 70).
تأملوا أيها المنصفون كيف نص هذا الإمام على تحول الميم الساكنة حالة إخفائها من الشفتين إلى الخيشوم؟ وهل هناك تعبير أوضح من ذلك دلالة على الفرجة وعدم الإطباق؟ وهل يتوب من افترى على الشيخ عامر بأنه أكره الحصري وغيره على القراءة بالفرجة؟
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[02 - 06 - 10, 07:56 ص]ـ
فالقول بالفرجة قول صواب وعليه أئمتنا من أمثال ابن الجزري والجعبري والمرعشي وغيرهم. والسلام عليكم
الشيخ عبد الحكيم أفضت يا سيدي
الا اننا نطلب منك نص ابن الجزري في المسالة
بارك الله فيك
وما رايك في من يقول الخلاف وهمي حيث ان الفرجة بسيطة جدا والذين يقولون بالاطباق نبهوا على عدم الكز فالمؤدى واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزيت خيرا
ـ[أبو الحسن محمد المصري]ــــــــ[02 - 06 - 10, 11:25 ص]ـ
الحمد لله فهذا الذي قلته من قبل في دفع اتهام الشيخ عامر رحمه الله بأنه أكره قراء المرتل على الفرجة بأن في ذلك اتهاما لهؤلاء القراء وطعنا في عدالتهم وقراءتهم قد وجدت ما يشبهه عند رد العلماء على فرية الأشاعرة التي عللوا فيها عدول إمامهم أبي الحسن الأشعري عن مذهبه إلى مذهب السلف في العقيدة وإثبات الصفات ولا سيما الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة منذ المحنة فعللوا ذلك بأنه فعله مكرها خوفا من شر الحنابلة في وقته فكان جواب العلماء عن هذه الفرية بأن فيها طعنا في الإمام الأشعري نفسه فالحمد لله الذي خلق الأزواج كلها.
جاء في تحقيق كتاب الإبانة لأبي الحسن الأشعري ص 2 , 3:أما الجواب عن فرية أن الأشعري- رحمه الله ـ صنف الإبانة مضطرا لوقوعه تحت نفوذ الحنابلة وأنه اصطنع هذا الاعتقاد ليكسب رضا الحنابلة ويدفع شرهم فليست المسألة مسألة عقيدة ولكنها مسألة ملاءمة الظروف فهذا الاتهام الصريح للإمام الأشعري - رحمه الله - بالنفاق والمداهنة يجاب عنه بما قاله الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن الخميس - حفظه الله - في مقدمة كتابه اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث ص 2 - 4: ومن العجب أنهم زعموا أن الإمام أبا الحسن الأشعري ألف كتابه الإبانة مداراة للحنابلة وتقية وخوفا منهم على نفسه , وهذا كلام فيه نظر بل إنه جد خطير إذ أن فيه قدحا في الإمام أبي الحسن الأشعري واتهاما له بأنه يبدل عقيدته - في الظاهر - على حسب الأحوال والملابسات أو مجاراة للتيارات الفكرية السائدة وهذه مسألة خطيرة فالغاية لا تبرر الوسيلة عند أهل الحق وينبغي للإنسان أن يحسن الظن بأمثال الإمام في هذا بل إنني أجزم ببطلان هذا الزعم في حق الإمام الجليل إذ إنه لا يمكن أن يداري أو يجاري في عقيدته وهي مداراة السلامة وهي العقد بينه وبين الله تعالى , ولا يفعل ذلك إلا الموغلون في البدعة والذين ليسوا على رسوخ في عقيدتهم وثقة بما هم عليه كأمثال الباطنية وغيرهم. أ. هـ.تحقيق كتاب الإبانة ص 2 ,3 طبع دار الإبانة.
فهل يفيق الذين يفترون على الأئمة أنه يتركون الحق تقية كما يفعل الباطنية , فالشيخ عامر لم يكره أحدا على الفرجة ورميه بهذا ليس طعنا فيه وحده بل طعن فيه وفي كل قراء المرتل الذين قرءوا بالفرجة مكرهين كما زعم الزاعمون , فهل بهذا يفيقون؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/343)
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[02 - 06 - 10, 09:13 م]ـ
الشيخ عبد الحكيم أفضت يا سيدي
الا اننا نطلب منك نص ابن الجزري في المسالة
بارك الله فيك
وما رايك في من يقول الخلاف وهمي حيث ان الفرجة بسيطة جدا والذين يقولون بالاطباق نبهوا على عدم الكز فالمؤدى واحد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جزيت خيرا
السلام عليكم
الخلاف ليس وهميا فالفارق الصوتي واضح بين الفريقين، فالقائل بهذا لم يدرك حقيقة الفرجة أو الإطباق فهذا شئ بعيد جدا.
أما نص ابن الجزري انظر هذا البحث:
ولقد نظرت في قول الحسن بن قاسم المعروف بابن أم قاسم المرادى في شرحه لقصيدة السخاوى (المفيد فى شرح عمدة المجيد فى النظم و التجويد) صـ عند حديثه عن حكم الإقلاب: ((و ذكر الجعبري فى شرح الشاطبية أن أكثر المصنفين أطلق فى قوله: إن النون الساكنة و التنوين يقلبان ميما عند الباء , و لابد من قيدين قلبهما ميما ثم إخفائهما بغنة)) ا. هـ قول الجعبرى
قلت (المرادى):
أما الغنة فقد نص مكي على أن النون الساكنة إذا أبدلت ميما فالغنة لابد من إظهارها، قال: لأنك أبدلت من حرف فيه غنة حرفا آخر فيه غنة و هو الميم الساكنة , و أما الإخفاء ففيه نظر. و قد تقدم ما ذكره صاحب الإقناع.
و الذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء. ا. هـ 75
وقد تعجبت من قوله: (و أما الإخفاء ففيه نظر) فهذا اعتراض على الإخفاء الذي ذهب إليه الجعبري. وهومذهب ابن مجاهد والداني وابن الجزري وغيرهم
قال ابن الجزرى: (و اخفين ... الميم إن تسكن بغنة لدى باء على المختار من أهل الأداء)
وقال الداني في التيسير: وأما الميم فأخفاها عند الباء اذا تحرك ما قبلها نحو قوله: بأعلم بالشاكرين و يحكم به، وشبهه والقراء يعبرون عن هذا بالادغام وليس كذلك لامتناع القلب فيه وانما تذهب الحركة فتخفى الميم .... ) ا. هـ21
و قال الداني في جامع البيان عند إخفاء الميم عند الباء: و ذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة) اهـ)))
هذا ما عليه العمل.
وقال أيضا العلامة ابن الجزري في كتابه النشر
" وذهب جماعة إلى إظهار الميم عند الباء من غير غنة وهو اختيار مكي القيسي وغيره وهو الذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر بلاد المشارقة ـ ثم قال: والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب" ج1 ص222
قال القسطلاني في (لطائف الإشارات جـ)): فبإخفاء الميم مع إظهار الغنة أخذ الداني وغيره من أهل التحقيق وفاقا لابن مجاهد وسائر أهل الأدا بمصر والشام والأندلس.
وبإظهارها أخذ مكي القيسي وغيره، وفاقا لأهل الأداء من العراقيين وصحح في النشر الوجهين، إلا أنه قال بأولية الإخفاء للإجماع علي إخفائها عند القلب وعلي إخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإخفاء في نحو: (أعلم بالشاكرين) ا. هـ 247
ونلحظ من نص القسطلاني أنه ذكر الإظهار للعراقيين وغيرهم ولعله يقصد بـ (غيرهم) المغاربة، وهنا إشكال:
هل قصد الإظهار في القلب؟؟ لأن ابن الجزري قال في النشر:" قلت: وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي وما له وجه ضعيف على الوجه القوي كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النون والتنوين .. " 1/ 18
ثم قال ابن الجزري في النشر: وأما الحكم الثالث وهو (القلب): فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماً خالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة مع ذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنة في ذلك.
وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء.
والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني، وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنا بيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم.)) ا. هـ2/ 84
وقول ابن الجزري: وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/344)
والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني، وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء.)).
قلتُ: والمرادي من متأخري المغاربة لعله أراد الإظهار في القلب بقوله: والذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء. ا. هـ
وإمام آخر من أئمة المغاربة المتأخرين هو الإمام عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد، أبو محمد المالقي (ت 705هـ) قال في كتابه: شرح التيسير للداني، المسمى: الدر النثير والعذب النمير، وهو يتحدث عن قلب النون الساكنة والتنوين ميماً قبل الباء: " لا خلاف في لزوم القلب في جميع هذه الأمثلة وما أشبهها، وحقيقة القلب هنا: أن تلفظ بميم ساكنة بدلاً من النون الساكنة، ويُتَحَفَّظُ من سريان التحريك السريع، ومعيار ذلك: أن تنظر كيف تلفظ بالميم في قولك: الخَمْر والشَّمْس، فتجد الشفتين تنطبقان حال النطق بالميم، ولا تنفتحان إلا بالحرف الذي بعدها، وكذا ينبغي أن يكون العمل في الباء، فإن شرعت في فتح الشفتين قبل تمام لفظ الميم، سرى التحريك إلى الميم، وهو من اللحن الخفي الذي ينبغي التَّحَرُّزُ منه، ثم تلفظ بالباء متصلة بالميم، ومعها تنفتح الشفتان بالحركة، وَلْيُحْرَزْ عليها ما تستحقه من الشدة والقلقلة " 449
فلا تجد المالقي ذكر الغنة مع القلب في هذه العبارة إنما يوضح كيف تقلب النون ميما، بينما قال عند ذكره للإخفاء في النون الساكنة والتنوين: ( .. وقد فسر الحافظ رحمه الله الإخفاء بأنه حال بين الإظهار والإدغام وهو عار عن التشديد.
وحقيقة ما أراد الحافظ: ألا تلصق طرف لسانك بما يقابله من مقدم الفم وتبقي الغنة في الأنف ... )) 452
فعند القلب لم يذكر الغنة وذكرها عند الإخفاء فدل ذلك علي المغايرة عنده في الحكم، بل قال" ثم تلفظ بالباء متصلة بالميم" ولم يذكر أن هذا الاتصال يفصل بينهما بغنة، وهو ما قاله ابن الجزري: وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم).
ومع فرض أنه أراد القلب علي حقيقته ـ أي مع الغنة ـ فقد ظهر أن هذا من مذهب المغاربة خلطوا بين المذهبين مذهب الإظهار ومذهب الإخفاء. وهو ما عبر به المرادي " أما الغنة فقد نص مكي على أن النون الساكنة إذا أبدلت ميما فالغنة لابد من إظهارها"
ومن المعلوم أن مذهبهم في الميم الساكنة عند الباء الإظهار، لأن المرادي قال: (و أما الإخفاء ففيه نظر) ثم قال: والذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء. ا. هـ ولذا أعطوا حكم القلب حكم إخفاء الميم الصريحة وهذا يظهر في قوله " أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء" وهذا يؤكد ما قاله ابن الجزري في متأخري المغاربة.
ثم جاء مَن خلط بين المذهبين فقرأ بميم صريحة ثم صاحبها بالغنة ومن هنا ظهرت القراءة بالإطباق.
والذي يقوِّي هذا الوجه ما ذكره الجعبرى رحمه الله فى منظومتة (حدود الإتقان فى تجويد القرآن) و قد حققه الأخ جمال السيد رفاعى فى كتابه (مجموعة من المتون و المهمات فى التجويد و القراءات و الرسم و عد الأيات) الناشر مكتبة الإيمان القاهرة ت 3452302 ووضع فى الكتاب 24 متنا من متون القراءات المختلفة و ذكر المحقق داخل الكتاب أن متن حدود الإتقان حققة محمد محفوظ و طبع بدار الغرب الإسلامى ببيروت.
((وقد جاءني بالدليل الشافى الكافى على وجوب الفرجة الشيخ محمود عبد الرحمن الحسينى حفظه الله وقال: إنه وجد فى مخطوطة للجعبرى رحمه الله يقول فيه (لاطباق اتقيا) فلم أصدق لأول وهلة أن ينفى الأطباق بهذا التصريح , ذلك مع ثقتى فى أخينا الشيخ محمود حفظه الله فهو من الشيوخ أصحاب الهمه العالية و الخبرة فى مسألة البحث فى المخطوطات و قد حقق من قبل (المنظومه فى طريق الإمام ورش من أصول و فرش) للعلامة سليمان الجمزورى و كذلك له أبحاث مفيدة بارك الله فيه.ثم أخبرني بأن المتن مطبوع))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/345)
ونقلي نظرة علي ترجمة الإمام الجعبري قال الذهبي في (معرفة القراء الكبار): ابراهيم بن عمر ابن إبراهيم الشيخ الإمام العالم المقرئ الأستاذ برهان الدين أبو إسحاق الجعبري شيخ بلد الخليل عليه السلام من بضع وعشرين سنة له شرح كبير للشاطبية كامل في معناه وشرح الرائية وقصيدة لامية في القراءات العشر قرأتها عليه وأخرى في الرسم وأخرى في العدد تخرج به جماعة وهو الآن باق قد قارب الثمانين)) 1/ 378
قال عنه ابن الجزري في (غاية النهاية): إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل بن أبي العباس العلامة الأستاذ أبو محمد الربعي الجعبري السلفي بفتحتين نسبة إلى طريقة السلف محقق حاذق ثقة كبيرة، شرح الشاطبية والرائية وألف التصانيف في أنواع العلوم، ولد سنة أربعين وستمائة أو قبلها تقريباً بربض قلعة جعبر ...... ) ا. هـ1/ 20
يقول الجعبرى ـ رحمه الله ـ وهو يصف كيفية الإخفاء وصفا أقوي وأوضح من قول المرعشى ـ:
. سكن لإخفا اقلب و لإطباق اتقيا ... واتمم لشد المحض ضمن الثانى
ثم ذكر البيت رقم (50) و هو بيت القصيد
قوله: (سكن) أى يتحدث فيه عن حرفين متحركين وهو المسمي بالإدغام الكبير لأنه هو الذي يسكن ثم يخفي أو يدغم حسب ما بعده من الأحرف.
وقوله: (لاخفا) وحكم الإخفاء بعد تسكين الحرف لا يكون إلا فى حكم الميم مع الباء كما هو معلوم ولا يبقي مع الإخفاء قلب قال الداني: ... والقراء يعبرون عن هذا بالإدغام وليس كذلك لامتناع القلب فيه وإنما تذهب الحركة فتخفى الميم .... ) ا. هـ
قال ابن الجزرى فى الطيبه: (و الميم عند الباء عن محرك ...... تخفى ... )
وقال الشاطبى فى الحرز (وتسكن عنه الميم من قبل بائها ..... على إثر تحرك فتخفى ... )
وهو ما ذكره الإمام الجعبرى فى البيت الثانى (رقم 51) بقوله: و هو الكبير ....
وقوله (لاطباق اتقيا) هذا خاص بإخفاء الميم عند الباء
وأما قوله (اقلب) أى إقلب الحرف الأول من جنس الثانى بعد تسكينه وهذا لا يكون إلا في الإدغام الكامل وهو ما وصفه بقوله (وأتمم لشد المحض ضمن الثانى)
ذكر الجعبري قاعدة الإخفاء والقلب معا، ثم جاء بوصف كل منهما فيما بعد، ونظير هذا الأسلوب قد جاء في الحرز: وَيُسْمِعُ بَعْدَ الْكَسْرِ وَالضَّمِّ هَمْزُهُ لَدى فَتْحِهِ يَاءًا وَوَاوًا مُحَوَّلاَ))
قال أبوشامة معلقا: وهذا البيت فصيح النظم حيث لف الكلام فجمع بين الكسر والضم ثم رد إليهما قوله ياء وواوا فردت الفطنة الياء إلى الكسر والواو إلى الضم فهو من باب قوله تعالى (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله)، وقول امرئ القيس، (كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والخشف البالي) ا. هـ1/ 238
وكذا هنا يُرَدُّ اتقاء الإطباق إلي الإخفاء، ويرد القلب للإدغام لأنه لايصح الإدغام في المتقارب والمتجانس إلا بعد القلب في الحرف الأول. قال الداني في كتاب الإدغام: ... وحقيقة إدغام الحرف المتقارب أن ينقلب إلي لفظ الثاني ثم يدغم .. ) ا. هـ 29
وتابع البقية في هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11961
والسلام عليكم(20/346)
آخر إصدارات دار الغوثاني للدراسات القرآنية
ـ[مصعبو]ــــــــ[29 - 05 - 10, 01:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من آخر إصدارات دار الغوثاني للدراسات القرآنية
جميلة أرباب المراصد في شرح عقيلة أتراب القصائد / أطروحة دكتوراه
تأليف: برهان الدين إبراهيم ابن عمر الجعبري
تحقيق: الدكتور: محمد خضير مضحي الزوبعي
وأشارت الدار إلى أنه يطبع لأول مرة
وهذه صورة الكتاب، ولمزيد من المعلومات حول الكتاب الضغط على صورة الكتاب:
http://yah27.org/gwthani/images/cover/jamelap.png (http://yah27.org/gwthani/?Prog=book&Page=bookinfo&id=105)
المختصر الوافي من هداية القاري إلى تجويد كلام الباري
تأليف:الشيخ عبد الفتاح المرصفي
اختصره علي محمد الجيوسي
وهذه صورة الكتاب، ولمزيد من المعلومات حوله بالضغط على صورة الكتاب:
http://yah27.org/gwthani/images/cover/106mwp.jpg (http://yah27.org/gwthani/?Prog=book&Page=bookinfo&id=106)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 04:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا(20/347)
حمل الحزب الأخير بصوت القارئ وليد مصباح المساكني التونسي جودة خارقة
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[29 - 05 - 10, 05:27 م]ـ
السلام عليكم إخواني الأعزاء
أخوكم المساكني أتاكم بالحزب الأخير من القرآن العظيم للقارئ وليد مصباح المساكني التونسي (إبن بلدي ومنطقتي) براوية حفص عن عاصم والمقاطع الصوتية بالجودة الخارقة صيغة mp3
والسفير كالعادة مباشر وسريع وبخاصية إستكمال التحميل لمن يعانون ضعف الإتصال وإنقطاعه
...
منقول من هنا
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[04 - 08 - 10, 07:39 م]ـ
الرابط القديم معطب وهذا الرابط الجديد على إثني عشر سيفر حمل ممن تشاء
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[05 - 08 - 10, 05:30 ص]ـ
إخواني المشرفين لماذا حذفتم الروابط الجديدة
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 05:01 م]ـ
يرجي وضع روابط جديدة
تفضل أخي http://www.mirrorcreator.com/files/JS
قال الشيخ الألباني :
FLJSE/(20/348)
دار نبيلوس، تطبع تفسير ابن كثير، والإتقان، والبرهان، ما رأيكم بهذه الدار ...
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 05:06 ص]ـ
انتشرت عندنا في الأسواق العامة دار نشر باسم نوبيلس، حيث أنها تعرض كمية كبيرة من الكتب للبيع بأسعار التقسيط
منها تفسير ابن كثير، والبداية والنهاية، والإتقان، والبرهان، ومختري البخاري ومسلم، وكتب أخرى كثيرة ...
وحسب ما سمعت أن الناس مقبلون عليها بشدة، وخاصة العوام،
وقد ابتعت منها قائمة لأنظر فيها فوجدت في أول صفحة من البداية والنهاية يقول أن البيت المعمور في السماء الرابعة ...
فهل اطعتم على هذه الدار، أرجو شر الموضوع لكي لا يغر العوام بهذه الدار إن كانت سيئة التحقيقات ... علما أن عروضها تقام في المؤسسات التموينية، وسمعت أن الناس يقبلون عليها بشدة
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 10:21 ص]ـ
والله يا إخوة هذه الدار طبعت البداية والنهاية لابن كثير
وقد تتبعت الطبعة وقارنتها مع طبعة أخرى، فوجدت الترقيم تعيس جدا، حتى أنه يفصل بين المتعلقات اللفظية بنقاط، وكأن توزيع الفواصل والنقاط كان توزيعا عشوائيا، بالإضافة إلى انعدام التحقيق، وقد وجدت وأنا أقرأ طوام في الكتاب،
مثلا (البيت المعمور الذي في السماء السابعة) في الطبعة (الرابعة)
بل قد تجد سقط وزيادة وتحريف في أسماء الرجال، فيسار، مكتوبة بشار
وإلى غير ذلك
فهلا نقوم بعمل ننبه الناس من هذه الكتب فهي تباع في مراكز التسوق للطعام
على عروض تدفع بالتقسيط
على فترات طويلة مغرية(20/349)
المتخصصون في علوم القرآن من علماء الزمان
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 05:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الإخوة الكرام نريد أن تكون هذه المشاركة خاصة بأسماء العلماء المتخصصين بعلوم القرآن، شيء من ترجمتهم وبلدهم، وأماكن إقامتهم، وشيء من جهودهم، وحلقهم ...
ـ[أبو الفضل البرقعي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 04:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية نذكر الشيخ العالم المتفنن د. فضل حسن عباس
هو عالم فلسطيني الأصل أردني الجنسية و مقيم في الأردن منذ أمد بعيد وله سنين طويلة في التعليم في الجامعات الأردنية أما جهوده فنذكر منها:
1. أتقان البراهان في علوم القرآن 2 مجلد " مهم جدا "
2. محاضرات في علوم القرآن.
3. أعجاز القرآن الكريم.
4. البلاغة فنونها و أفنانها 2 مجلد.
5. أعجاز القرآن المجيد نقد وتقويم وتجديد " مخطوط " تعدى الثلاثة مجلدات
6. لطائف المنان و روائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن.
7. التفسير أساسياته و أتجاهاته.
8. مناهج المفسرين.
9. القصص القرآني نفحاته و ايحائته.
10. حماسيات مختارة.
11. اتحاف الانام في احكام الصيام.
12. قضايا قرآنية في الموسوعة البرطانية.
13. احكام الاعتكاف.
و غيرها كثير ...
و أشرف على العديد من الرسائل الجامعية
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 05:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية نذكر الشيخ العالم المتفنن د. فضل حسن عباس
هو عالم فلسطيني الأصل أردني الجنسية و مقيم في الأردن منذ أمد بعيد وله سنين طويلة في التعليم في الجامعات الأردنية أما جهوده فنذكر منها:
1. أتقان البراهان في علوم القرآن 2 مجلد " مهم جدا "
2. محاضرات في علوم القرآن.
3. أعجاز القرآن الكريم.
4. البلاغة فنونها و أفنانها 2 مجلد.
5. أعجاز القرآن المجيد نقد وتقويم وتجديد " مخطوط " تعدى الثلاثة مجلدات
6. لطائف المنان و روائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن.
7. التفسير أساسياته و أتجاهاته.
8. مناهج المفسرين.
9. القصص القرآني نفحاته و ايحائته.
10. حماسيات مختارة.
11. اتحاف الانام في احكام الصيام.
12. قضايا قرآنية في الموسوعة البرطانية.
13. احكام الاعتكاف.
و غيرها كثير ...
و أشرف على العديد من الرسائل الجامعية
ما هو أبرز ما يختص به ويتفرق عن غيره من علماء علوم القرآن، يعني مجال اختصاصه الدقيق؟
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[03 - 06 - 10, 11:05 م]ـ
اسمه وكنيته: أبو رفعت محمد علي بن محمد بن عثمان.
مكان وتاريخ الولادة: ولد في يافا سنة 1939م.
الجنسية: أردني.
أعماله السابقة:
- بدأ العمل في وزارة التربية والتعليم الأردنية معلما، ثم موجها تربويا، ثم مدير مدرسة زراعية ثانوية، ثم عميد كلية إعداد المعلمين، ثم رئيسا لقسم التعليم الزراعي.
- شارك في تطوير المناهج الدراسية، وفي تأليف كتب منهجية للوزارة.
- عمل خبيرا لتدريب المعلمين والتنمية الريفية مع عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.
- تقاعد سنة 1992م، وتفرغ لطلب العلم الشرعي في مجال التجويد والقراءات، حيث حصل على دبلوم التجويد والقراءات من الجامعة الأردنية بإمتياز، وأجيز بالقراءات العشر، وتفرغ لتدريس التجويد والقراءات، وللشيخ مقرأة بمسجد الفاروق بالعاصمة عمان، وهي مزودة بالمراجع العلمية، والوسائل التعليمية الحديثة: المرئية والمسموعة، وبدأ بث دروسه هذا العام على الشبكة العالمية (الإنترنت) عبر قاعات صوتية خاصة.
محفوظاته: يحفظ الشيخ القرآن الكريم، وعدداً من متون التجويد والقراءات، منها: الشاطبية، والمقدمة الجزرية، وتحفة الأطفال، ونونية السخاوي.
مشايخه:
- الشيخ إبراهيم رمانة (رحمه الله): تلقى عنه دورة لمدة سنة كاملة تخرج منها بامتياز، وختم عليه ختمة جماعية، وأجازه إجازة عامة، ودرس عليه أيضا في الكلية أحكام التلاوة والتجويد.
- الشيخ الدكتور أحمد شكري: تلقى عنه قراءة الإمام نافع ومادة توجيه القراءات من خلال الكلية.
- الشيخ الدكتور أحمد أبو هزيم: ودرس عليه التفسير في الكلية، ونال عنده درجة الإمتياز، مع صعوبة تحصيلها عنده.
- الشيخ محمد عبده: قرأ عليه بالقراءات العشر الكبرى وأجازه بها.
- الشيخ عبدالرحمن جبريل: أخذ عنه بعض الروايات من طريق التيسير.
تلاميذه:
لشيخنا عدد كبير من الطلبة المجازين بمختلف القراءات والروايات، من دول متعددة، منها على سبيل المثال: الأردن، واليمن، والجزائر، وليبيا، والعراق، وفلسطين، وسوريا، وعمان، وتركيا، وإندونيسيا، وماليزيا، وأوكرانيا، وروسيا، وسنغافورة، وغيرها .. وفيما يلي ذكر لبعض طلابه مع بيان جنسياتهم وتخصصاتهم:
- إبراهيم باجرش / يمني / إدارة أعمال
- موسى سيواس / تركي / شريعة
- عز الدين قشنيط / جزائري / ماجستير لغة عربية
- أبو رزان / ليبيا / ماجستير شريعة
- إبراهيم زيدان / أردني / شريعة
- مراد هماش / أردني / لغات
- محمد الرعود / أردني / كيمياء
- محمد سامي / أردني / فيزياء
- معاذ صالح / أردني / طبيب جراحة
- أحمد ملكاوي / أردني / طبيب أسنان
- محمود بنات / أردني / مهندس كهرباء
- طلحة الجغبير / المدير العام لمعهد الكتاب والسنة
المؤلفات (ولم يطبع منها شيء لهذه الساعة):
- شرح نونية السخاوي.
- شرح رائية الخاقاني.
- شرح المقدمة الجزرية.
فهذه لمحة مختصرة من حياة وترجمة شيخنا الحافلة، ولي وقفات وإضافات في بيان منهجه في الإقراء والتعليم، وبعض توجيهات من درره ونفائسه لعلي أفرد لها مقالا في وقت قريب بإذن الله تعالى.(20/350)
سطوة القرآن
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 06:01 م]ـ
من أعجب أسرار القرآن وأكثرها لفتاً للانتباه تلك السطوة الغريبة التي تخضع لها النفوس عند سماعه
.. (سطوة القرآن) ظاهرة حارت فيها العقول ..
http://rattile.blogspot.com/(20/351)
سؤال عن افضل تفسير متوسط للقرآن الكريم
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[31 - 05 - 10, 12:09 ص]ـ
اخواني بارك الله فيكم
اسأل عن افضل تفسير متوسط للقرآن الكريم
فقد بدأت بحمد الله بكتاب توفيق الرحمن في دروس القرآن
واريد مراجعة ما حفظت من القرآن وذلك عن طريق قراءة تفسير متوسط
فبأيها أبدأ؟
وما رأيكم في كتاب اضواء البيان هل ابدأ به الآن؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 05:47 ص]ـ
أضواء البيان كتاب متقّدم، ولا يفسّر القرآن كاملاً، بل آيات من السورة، وفيه عمق في البحث، ولكني أنصحك بتفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي، فإن لم تجده يكفي نهمتك فعليك بتفسير ابن كثير.
ـ[حمودالشمري]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:42 ص]ـ
افضل تفسير على الاطلاق تفسير عائض القرني (التفسير الميسر)
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[07 - 06 - 10, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم
يمكنك أخي زيارة هذا الموقع ففيه 10 تفاسير للقرآن الكريم كاملة يمكننك الاستفادة منها
http://www.islamweb.net/newlibrary/bookslist.php?subject= تفسير%20القرآن
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 10:39 ص]ـ
عليك اخى من التفسير المسير مجمع الملك فهد) ثم ايسر التفاسير للشيخ ابو بكر الجزائرى
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:38 م]ـ
الأخ أبو عبدالله بن جفيل العنزي جزاك الله خيرا
ولكن هل تفسير ابن كثير مناسب للمرحلة المتوسطة (بعد التفسير المبسط)
الاخوة الاكارم
حمودالشمري
حسن علي محمد
ابو جودى المصرى
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 12:57 م]ـ
الأخ أبو عبدالله بن جفيل العنزي جزاك الله خيرا
ولكن هل تفسير ابن كثير مناسب للمرحلة المتوسطة (بعد التفسير المبسط)
نعم أخي الفاضل هو مناسب لما ذكرت
وإن وجدت فيه استطرادًا فعليك بمختصره للشيخ نسيب الرفاعي رحمه الله تعالى فإنه أفضل مختصر له
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 01:12 م]ـ
تفسير ابن كثير لا يناسب بعد التفسير الميسر
عليك بايسر التفاسير
ـ[ياسر ابوزيد]ــــــــ[13 - 06 - 10, 12:59 ص]ـ
بوركتم ......
ـ[ابوالعباس المصري]ــــــــ[14 - 06 - 10, 05:13 ص]ـ
تفسير الشيخ ابو بكر الجزائري تفسير طيب يناسب المبتدئين وهو في ظني اكثر يسر من تفسير السعدي فتفسير السعدي كرؤوس اقلام اراه يناسب المتقدم
فاذا انتهيت منه عليك بمختصر تفسير ابن كثير
اسال الله لك السداد والتوفيق
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 01:49 ص]ـ
الاخوة الاكارم جزاكم الله خيرا
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:01 م]ـ
اختصار تفسير ابن كثير للعلامة أحمد شاكر
ـ[أم المنذر]ــــــــ[01 - 08 - 10, 09:03 ص]ـ
هذا سؤال ورد للشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله -
وفيه إجابة لما سألتم عنه
التفسير التي يفضل طرحه على العوام
أي من التفاسير يفضل طرحه على العوام الجلالين أو تفسير السعدي بعبارة مبسطة أو مختصر ابن كثير؟
قلنا مراراً: إن من أخصر التفاسير وأنفعها للمبتدئين تفسير اسمه: توفيق الرحمن لدروس القرآن للشيخ فصل بن مبارك، وتفسير ابن سعدي نفيس وطيب للطالب المتوسط في التحصيل، مختصر ابن كثير لنسيب الرفاعي طيب أيضاً، أو للشيخ أحمد شاكر.
http://www.khudheir.com/text/5178
ـ[أم المنذر]ــــــــ[01 - 08 - 10, 09:08 ص]ـ
وللفائدة:
المنهجية في التفسير
ذكرها فضيلة الشيخ / عبدالكريم الخضير-نفع الله به-
وأجد كلامه نافعا -حفظه الله-
ومفيد جدا
المنهجية في التفسير:
ويكون بيد طالب العلم المبتدئ بعض التفاسير الموثوقة المختصرة جداً؛ لأن كثرة التفاريع تُذهب عليه الوقت دون فائدة؛ لأنه لا يستوعب، ومن أنفع ما يرجع إليه طالب العلم المبتدئ في فهم القرآن، في فهم ألفاظ القرآن؛ لأن الألفاظ لا بد أن تفهم، والمعاني أيضاً لا بد أن تفهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/352)
في فهم القرآن، في فهم ألفاظه يكون بيد طالب العلم "توفيق الرحمن لدروس القرآن: للشيخ فيصل المبارك" هذا التفسير على اختصاره هو مختصر جداً، مختصر من ابن جرير والبغوي وابن كثير، وهو على منهج السلف -مختصر جداً- فجعل القرآن على ثلاثمائة وخمسين درس بقدر أيام السنة، وأيضاً يستفاد في فهم معاني القرآن من تفسير الشيخ ابن سعدي -رحم الله الجميع-، هذه التفاسير المختصرة تجعل طالب العلم لا يتشتت، فيرجع في غريب القرآن إلى السجستاني، ويرجع -أيضاً- إلى تفسير الشيخ فيصل بن مبارك، ويرجع أيضاً إلى تفسير ابن سعدي في هذه المرحلة، ومع ذلك يفيد من كتب علوم القرآن: يستفيد من كتب علوم القرآن، وكتب علوم القرآن التي ألفت على طريقة المتون تفيد طالب العلم في مرحلته الأولى منها "رسالة للسيوطي" جيدة في هذا الباب، وكذلك منظومة "الزمزمي": هي نضم لهذه الرسالة، والرسالة مأخوذة -مستلة- من كتاب للسيوطي اسمه: "النقاية".
وهذه الكتب موجودة ومتداولة ومشروحة، لها شروح مسجلة ومطبوعة –أيضاً- فيفاد منها، ومع ذلك يحتاج إلى فهم المشكل من معاني القرآن.
ولابن قتيبة كتاب اسمه: "تأويل المشكل"، لكن أنا عندي أن مشكل القرآن يؤجل إلى المرحلة الثانية، يكفي أن نفهم ونعنى بألفاظ القرآن بحيث لا يشكل علينا لفظ، وأما المشكل والاستنباط من القرآن واستخراج درر القرآن وعجائب القرآن هذه مرحلة لاحقة، تلي هذه المرحلة.
فإذا أكمل القرآن على هذه الطريقة -حفظ القرآن- ونظر في ألفاظه ورجع في ما يشكل عليه إلى كتب الغريب، غريب القرآن، وهذه التفاسير المختصرة إذا أنهى القرآن على هذه الطريقة لا شك أنه يخرج بفائدة عظيمة، وقد يطلب العلم سنين عديدة، ثم تسأله عن لفظة غريبة في القرآن فلا يجد الجواب، لكن إذا عنى به من أول الأمر سهل عليه.
بعد هذا إذا تعدى هذه المرحلة يعنى بتفسير الإمام الحافظ ابن كثير- تفسير ابن كثير- ويكون مع ذلك نظر في العلوم الأخرى على ما سيأتي، تفسير ابن كثير، كثير من الناس يقول: قرأت تفسير ابن كثير لما انتهيت ما عندي شيء، نقول إذا كانت الحافظة لا تسعفك فاختصر التفسير، اختصره بنفسك، تفسير ابن كثير له مختصرات موجودة ومتداولة ومتعددة؟ نقول: يا أخي لا تعتمد ولا تعول على المختصرات؛ لأن العلم إنما يثبت بالمعاناة فاختصر تفسير ابن كثير؛ لأنك الآن عندك شيء من الأهلية، عنده أرضية -كما يقولون-، فإذا اختصرت تفسير ابن كثير وعرضته على من تثق بعلمه وسدد لك هذا المختصر بعد الرجوع إلى أصله، لا شك أنك إذا انتهيت عندك رصيد كبير مما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- من الأحاديث والآثار والتوجيهات للأقوال والاستنباط والفقه.
إذا ارتفعت درجة وأردت أن تنظر وتجمع بين التفسير بالأثر الذي عليه المعول والتفسير بالرأي -كتب التفسير التي تعنى بالصناعة اللفظية- فتجمع بين تفسير البغوي بعد ابن كثير أو الطبري مع تفسير أبي السعود لعنايته بالمباحث البلاغية، وتفسير أبي حيان لعنايته بالمباحث النحوية والصرفية، وغيرهما من التفاسير.
لكن قد يقول قائل: العمر لا يستوعب إذا كان هذا فن واحد ونحتاج إلى هذه الكتب؟ نقول: نعم، تحتاج إلى هذه الكتب، وبعض طلاب العلم قد تتقدم به السن ويتسلم المناصب، ويسود على غيره ويتصدر لتعليم الناس وإرشاد الناس ووعظهم وتوجيههم ولو تسأله هل قرأت تفسيراً كاملاً؟ يقول لك: ما قرأت تفسيراً كاملاً.
فإذا اختصر تفسير ابن كثير وانتهى منه ثم اِرتقى إلى البغوي والطبري ثم نظر في كتب التفاسير الأخرى المتنوعة الفنون ممن يعنى بالعلوم الأخرى المعينة على فهم القرآن كفروع علوم اللغة من نحو وصرف ومعاني وبيان وبديع وإعجاز وغير ذلك.
وأيضاً: ينظر في كتب أحكام القرآن، كتب أحكام القرآن موجودة -مع الأسف أنها موجودة على المذاهب عدا المذهب الحنبلي- الآن المتداول بين الناس، فتجد أحكام القرآن لابن العربي على مذهب مالك، إلكيا الطبري الراسي على مذهب الشافعي، الجصاص على مذهب أبي حنيفة.
لا مانع أن يتخذ على طالب العلم آلية تعينه على فهم هذه الكتب فينظر في آيات الأحكام ويراجع لها هذا الكتب، ويثبت المذاهب الثلاثة من هذه الكتب، ثم بعد ذلك يأتي بالمذهب الحنبلي من كتب الفقه الحنبلي فيسدد هذا النقص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/353)
وإذا انتهى من هذه الكتب الثلاثة، المسألة ما هي بمسألة سواليف أو مسألة استرخاء، يقول: والله أنا عندي روحات وجيَّات وأسفار ورحلات وهو بيقرأ هذه الكتب، ما يمكن، فلا بد أن يقتطع من عمره سنين حتى يثبت العلم في قلبه، وإلا لو كان العلم بهذه السهولة كان كل الناس علماء؛ لأننا نرى رفعة العلماء في الدنيا فضلاً عن الآخرة، كان كل الناس علماء، وفي أسواق المسلمين من يفوق في الفهم والحفظ والذكاء كثير ممن ينتسب إلى العلم، كان هؤلاء علماء، لكن دون تحصيله هذا التعب الشديد، فنحتاج إلى أن نعتكف لقراءة هذه الكتب، فإذا نظرنا في هذه الكتب على هذه الطريقة وجمعنا بين أقوال أهل العلم، مذهب أبي حنيقة نأخذه من الجصاص، مذهب مالك نأخذه من ابن العربي، مذهب الشافعي نأخذه من إلكيا الطبري، والمذهب الحنبلي نأخذه من المغني إيش المانع؟ ما الذي يمنع؟ نراجع هذه المسائل في المغني ونضيف حقل رابع للمذهب الحنبلي، إذا انتهيت من هذه الكتب.
قد يقول قائل: إنه مع الجد تحتاج إلى سنة! طيب سنة، وبعدين؟ ويش أنت عجلان عليه؛ لأننا نمضي عشرات السنين ما صنعنا شيء، فبعد ذلك إذا تأهل فينظر في الكتب التي فيها فائدة، وفيها شوب بدعة؛ لأنها فيها فوائد، لكن مع ذلك يمنع من النظر فيها في المرحلة الأولى والثانية والثالثة وجود هذه البدع، فعندك مثلاً تفسير الزمخشري فيه من الفوائد اللغوية والبلاغية والبيانية قد لا يوجد في غيره مثله، ونعرف أنه معتزلي وشبهه استخرجها أهل العلم بالمناقيش، ومع ذلك لا تنظر فيه مجرداً، انظر فيه مع حواشيه، والأمنية قائمة في أن يتصدى أهل السنة وأهل الخبرة، أهل الاختصاص في العقيدة، وأهل الذهن الحاضر الوقاد لهذه الكتب فيعلق على ما فيها من مخالفات؛ لأننا قد نجد من يعلق على الزمخشري ويبين اعتزالياته، لكن هو متلبس ببدعة أخرى، فكون هذه الكتب لا ينظر فيها من قبل أهل السنة، وقد يدور ذكرها على بعض الألسنة ونجد –مثلاً- في تفسير ابن كثير: نقول عن الزمخشري، نقول عن الرازي، فطالب العلم إذا قرأ في هذه النقول استهواه ما نقله الحافظ ابن كثير عن هذه الكتب إلى الرجوع إلى هذه الكتب، لكن لا يمكن أن يجرؤ طالب علم إلى القراءة في مثل تفسير الرازي؛ لأنه خطر على طالب العلم، خطر، ولذا المرجو والمطلوب من أهل التحقيق من أهل العلم الذين عندهم خبرة ومعرفة بهذه الأمور أن يعلقوا على هذه الكتب، فيستفاد منها ويتقى شرها.
إذا انتهينا من هذه الطريقة -قرأنا كتب التفسير بهذه الطريقة- نخرج بفائدة عظيمة، هذه الكتب مطولات قد يقول طالب: أنا لا أستطيع أن أستوعب هذه المطولات، وهذه الطريقة تصلح لكتب التفسير وكتب الحديث وغيرها من الكتب.
يكون معك أقلام أربعة أو خمسة بألوان، وأنت تنظر في تفسير القرطبي –مثلاً-: وهو أطول تفسير في أحكام القرآن، وفيه من الفوائد شيء كثير، لكنه على مذهب الأشاعرة.
وأيضاً فيه من الأحاديث الضعيفة والواهية والموضوعة شيءٌ كثير؛ لأنه ليس من أهل الصناعة، تقرأ في تفسير القرطبي –مثلاً- وعندك الأقلام الملونة، والمسألة مسألة جرد قراءة؛ لأن الكتاب من عشرين مجلد، إذا أردت أن تقف عند كل مسألة ما تنتهي، تأخذ القلم الأحمر وتقول: قف، عند مبحث تريد حفظه؛ لأن بعض المباحث يمر عليك في هذا التفسير أوفي غيره لا بد أن تحفظه؛ مثل هذا لا يمكن أن يمر ثانية، هذا تستفيد منه في كل العلوم ينير لك طريقك، بعض التوجيهات في بعض الكتب هذه يفتح الله -جل وعلا- بها على هذا المؤلف بحيث لا توجد عند غيره، فمثل هذه اكتب: قف -بقلم أحمر-، وفي طرة * الكتاب تقول: اللون الأحمر -مثلاً- صفحة كذا.
يأتيك مسألة صعبت عليك وتريد أن تراجعها لتفهمها الأخضر: قف.
تذكر الاصطلاح في طرة * الكتاب: الأحمر لما يراد حفظه، الأخضر لما يراد مراجعته، تحتاج تراجع على شان تفهم، إذا ما فهمت بنفسك راجع أهل العلم يحلون لك هذا الإشكال، وجدت مقطعاً أعجبك أسلوبه وتريد أن تستفيد منه في إنشاءك، وفي إلقاءك وفي تعليمك فتأتي بالقلم الأسود وتقول: قف؛ لتعود إليه مرة ثانية، فتنقله إلى مذكرتك، وهكذا.
بهذه الطريقة في سائر الكتب المطولة يستفيد طالب العلم؛ لأن هذه المطولات لا يمكن أن تعامل معاملة متون، فتفهم كل شيء فيها؛ ما يمكن؛ لأن أهل العلم لما صنفوا المصنفات وجعلوا منها المختصرات؛ لتحفظ، وجعلوا منها المطولات؛ لتُفْهِم ويستفاد منها، ويستعان بها على فهم هذه المختصرات.
http://www.khudheir.com/audio/61
_________
* طُرة: لعلها غرّة وليست طُرّة؛
ويُنتبه أن هذا الكلام هو تفريغ للشريط فقد تقع به أخطاء غير مقصودة!
ـ[أم المنذر]ــــــــ[04 - 08 - 10, 06:34 م]ـ
وهذا أيضا جواب للشيخ: عبدالكريم الخضير (وجدته فيما بعد):
يقول: من قرأ المصباح المنير في تهذيب ابن كثير وقرأ تفسير السعدي فماذا تنصحونه أن يقرأ في التفسير بعد ذلك؟
يتابع التفاسير المتوسطة، مثل تفسير ابن كثير الأصل، ومثل الجلالين مع حواشيه، أو البيضاوي مع حواشيه.
http://www.khudheir.com/audio/3401(20/354)
من هو حافظ القرآن!!؟
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[31 - 05 - 10, 12:45 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي الكرام ...
من هو حافظ القرآن الكريم!!؟
نسمع دائماً في سير بعض الإخوة الأكارم, أنهم حفظوا القرآن في سنٍ مبكرة, أو متأخرةوهذا من فضل الله على العبد ..
لكن سؤالي هو عن ماهية هذا الحفظ!!
هل المقصود بالحفظ, أنه جمعه في صدره في يوم من الأيام, ولو سألته الآن عن مقطع من سورة لما استطاع معرفة مكانه ولا إكماله, وأحياناً في بداية سورة!!؟
أم أن المقصود هو أن الحافظ هو ذلك المتمكن ولو سألته في أي زمان ومكان عن آية لما تردد في معرفة موقعها ولستطاع إكمالها.
والثاني هو برأيي من يسمى "حافظا"ً, أما الأول فيسمى "كان حافظا"!!
فهل ما ذهبت إليه صحيح, أم أنني "متشددٌ" نوعاً ما!؟
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:34 م]ـ
للرفع
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:45 م]ـ
سؤال مهم، أوافقك الرأي
ـ[اْحمدالحسيني]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:53 م]ـ
كنت أتكلم مع واحد فالموضوع هذا برأيي يسمى حافظ حتى الاْول ,,,
يوجد من يختم كل شهرمره ولكن تسأله عن بعض الايات في سورة النساءمثلالايستطيع اكمالها ..
كثيرمن المشايخ اذا جارمضان يكثفون من المراجعه الاتقان مرحله يصعب الوصول اليهافالبدايه ..
أنامثلاعندي استعدادحاليا اسمع كل يوم جزءبدون أغلاط بس تجيني اخرالشهرتختبرني فمقطع من السورالطوال ربمالاأجيب .. فهل أعتبرغيرحافظ؟
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 05:49 م]ـ
أشكرك على طرح هذا الموضوع
ومن وجهة نظر قاصرة أن الشخص إذا حفظ القرآن واستطاع أن يمر عليه حفظاً فهو (حفظ القرآن الكريم)
وربما يقال حافظ أو لا على اختلاف وجهات النظرحتى ولو كان لا يستطيع أن يكمل كثير من الآيات
لكن من كان مستحضراَ له فيقال له (متقن)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 06:56 م]ـ
في نظري أن الحافظ هو من يستحضر عامة القرآن، والنسيان وارد.
والحافظ أيضا هو من كان قد حفظه وضبطه ولكن لا يستحضره وإنما يحتاج مراجعة يسيره لاستحضاره، فهذا أيضا حافظ.
أما من حفظ ونسي فينظر إن كان إذا راجع مراجعة سريعة استحضره، فيبقى كما قلنا حافظا
وإن كان لا وإنما مثله مثل الغير حافظ مسبقا فلا يسمى حافظا، وإنما يقال كان حافظا والله المستعان
ـ[يوسف البليدي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 12:40 ص]ـ
انا معك اخي ام الذي لا يستطيع ان يجيب هو قارئ للقرآن وليس حافظا
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[18 - 07 - 10, 12:53 ص]ـ
أشكركم جميعاً أساتذتي الكرام ..
أم عمير
أم نور الدين
أحمد الحسيني
ريان اللويمي
أبو البراء القصيمي
يوسف البليدي
على مروركم العاطر وتسطير آراءكم المفيدة ...
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[18 - 07 - 10, 12:56 ص]ـ
يبقى الأمر متعلق بالعرف فعندنا في منطقتنا من يحفظ القرآن بنسبة 50% يقولون عنه حافظ وربما في بلاد أخرى يختلف الأمر
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 12:47 ص]ـ
اذا كنت تراجع وردك من القرءان بدون مصحف ولو فى يدك فقط و تستطيع أنت تراجع وأنت تمشى
أو تركب
وان كنت اماما تدخل فى الصلاه وتقرأ من أى موضع فى القرءان بدون تحضير
ويستوى عندك آخر العنكبوت مع هود مع النحل مع التكاثر مع سورة الناس
فهنيئا لك فأنت بحق أصبحت حافظا للقرءان وصدرك وعائا له
نسأل الله أن يرزقنا ذلك بفضله وكرمه انه سميع قريب
ملحوظه /
هذا الكلام ليس مبالغة فأنا أعرف أربعة أشخاص من بلدى هكذا
منهم شخص أعتبره شيخى لأنه أول من قرأت عليه وهو من أتقن من رأيت حفظا وتلاوتة واقراء _وهو محفظ قرءان فى الرياض منذ سنوات عديده_ وقد بدأ يطلب علم القراءات وتحصيل الاجازات فيها بعد أن تجاوز الخامسة و الأربعين وحفظ الشاطبية وحده_فعنده حافظة عجيبة _ ثم بدأ يقرأ على المشايخ فى الرياض
قال لى أنه لم يفتح المصحف منذ سبعة عشر عاما وكان ذلك منذ ثلاث سنوات
حتى أنه نسى مواضع أوائل الأرباع
وعلى الرغم من أن معى اسناد من غيره الا أننى لن أتصدر للاقراء حتى يجيزنى هو
فهو _فى نظرى_ أتقن من رأيت تدقيقا بحق وليس تنطعا وتشددا
وفقكم الله
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[19 - 07 - 10, 12:16 م]ـ
و لماذا لم يفتح المصحف أليس النظر في المصحف عبادة يأجر عليها العبد؟
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 02:25 م]ـ
السلام عليكم
هناك فرقا بين الحفظ والاستظهار فبينهما عموم وخصوص مطلق فكل استظهار حفظ ولا عكس وبهذ يحل الاشكال الذي قام عليه السؤال والله اعلم(20/355)
شبهة يتداولها طلابنا في المدرسة حول القرآن الكريم،،من نصراني يرسلها على الإيملات!!
ـ[الوائلي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 03:25 ص]ـ
هذه شبهة يتداولها الطلاب في الثانوية،، حول مصحف عثمان وأعتماده لبعض الروايات،، ومخالفة رواية من أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أخذ القرآن منهم:
قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {خذوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب}
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري
- وبين القرآن بعد الجمع
و إليك النقطة الأولى:
تتناول هذه النقطة، الآية رقم 58 من سورة الذاريات،
لنعرض الآية كما هي حاليا (بعد جمع عثمان):
{{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}}
الحديث:
أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم: {{إِنِّي أنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}}
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد
يا ترى كيف نزلت هذه الآية؟؟؟ هل قال الله {{إِنِّي أنَا الرَّزَّاقُ}} أم {{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}}؟؟؟؟، هل قالها كما نراها الآن في المصاحف، أم كما أخبرنا عبد الله بن مسعود، الذي قام محمد عليه ألف صلاة وسلام، بإخبارنا أن نأخذ القرآن عنه؟؟؟
قال رسول (صلى الله عليه وسلم): {خذوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب}
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري
وفي مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه بخصوص هذه الآية، وقرر أخذ الآية عن عبد الله بن عمر:
أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم –: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح، المحدث: الوداعي
و هنا الحديث في هذا الرابط
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3773&doc=6&IMAGE=%DA%D1%D6+%C7%E1 %CD%CF%ED%CB
...
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 10:38 ص]ـ
لا شبهة في كون الآية نزلت على أكثر من وجه ..
لأن الحديث المتواتر (نزل القرآن على سبعة أحرف) يقتضي كون القرآن مقروءًا على أوجه عديدة ..
بل الحديث يوجب هذا إيجابًا ..
أما كون هذه القراءة غير موجودة في المصاحف فيعود غالبًا إلى كونها منسوخة ..
وهذا النسخ له أمثلة كما في قراءة (والذكر والأنثى) لابن مسعود كذلك التي ذكر ابن حجر في فتح الباري أنها منسوخة ..
والاحتمال الآخر هو أن تكون هذه القراءة خارجة عن حرف قريش الذي اقتصر عليه عثمان رضي الله عنه في جمع القرآن عند من يقول إنه رضي الله عنه أثبت وجهًا واحدًا فقط من القراءة في المصحف وترك ما عداه ..
والله أعلم.
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:12 م]ـ
((كلٌ من عند ربنا))
..(20/356)
نصائحكم أهل القرآن عن "الشاطبية" و "طيبة النشر" ...
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 05:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيا إخواني الأكارم الأفاضل /
أودُّ نصائحكم لأحد الأشخاص يريد حفظ " طيبة النشر " و آخر سيحفظ " متن الشاطبية " ...
فيود الطالبان أتقن الطبعات والشروحات والقراءات الصوتية لهما , وفي بيانِ منهجية الحفظ , وأيهما أفضل , وكل شيء يتعلق بهما ...
أنتظر ردكم أحبائي الكرام المهتمين.
وبارك الله فيكم , ونفع بكم.
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 12:17 م]ـ
للرفع
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
الشروح كثيرة على هاتين المنظومتين. وما أقترحه لا يعني أنه الأحسن. لكنه بحسب التجربة. وأيضا هدفي تشجيع أهل الاختصاص لإفادة أخينا.
1 - الشاطبية:
اقتراحي هو:
1 - الوافي في شرح الشاطبية، تأليف: عبد الفتاح عبد الغني القاضي. وهو مختصر وينصح به المجربون كثيرا.
أو
2 - إبراز المعاني من حرز الأماني، تأليف: الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بـ: أبي شامة.
2 - الطيبة:
اقتراحي هو: شرح طيبة النشر في القراءات العشر، تأليف: أحمد بن محمد بن محمد بن الجزري (وهو ابن المؤلف ابن الجزري المعروف).
وهو شرح قصير وجميل، إلا أنه لا يزيدك شيئا عن فك الرموز وشرح المعنى إجمالا. وأنصح بالاكتفاء بهذا لأن من أراد أن يفهم طيبة النشر فعليه بأصلها وهو كتاب النشر في القراءات العشر.
كما لا بد من التذكير بضرورة القراءة على الأستاذ، والاعتناء بالإسناد، مع الضبط في الأداء من غير تكلف ولا عناد .. هذا لمن يدرس هذا العلم استعدادا ليوم المعاد. والله أعلم.
رحم الله الجميع.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 03:54 م]ـ
هذه الفوائد ألفيتها من خلال تجربتي مفيدة:
1) خصِّصْ لكَ أبياتاً معينة في كلِّ يومٍ مثلا (5 أبيات) فقط. وخير الأعمال أدومه وإن قلّ!
2) كرِّر كلِّ يوم ما حفظتَهُ من الشاطبية , وذلكَ مع وردكَ اليوم من "حرز الأماني".
3) استمع لتلاواتِ الشاطبيةِ كـ "مشاري العفاسي" أو "طه الفهد" أو "أيمن سويد" أو غيره.
4) لا بدَّ من مدخلٍ سهل ميسر في شرح الأبياتِ -دون التوسعِ- كـ" الوافي في شرح الشاطبية" للقاضي.
والله أعلم.
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:31 م]ـ
جزاك الله خيرا(20/357)
الإجازة من المصحف قراءات الصحابة
ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 08:52 م]ـ
بعض الطلبة يجازون بقراءتهم من مصحف الصحابة، وفيه مبين فرش الكلمات، فهل هذه الإجازة تجوز؟(20/358)
عبدالله القرافي الأول على السعودية - تسجيل جديد واضح له
ـ[رابح العوفي]ــــــــ[02 - 06 - 10, 05:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القارئ / عبدالله بن عبدالمحسن القرافي الحاصل على المركز الأول في مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالرياض ونسأل الله العلي القدير أن يجعله عوناً على طاعتة و أن يبارك له في عمره.
أول تسجيل واضح
http://www.alquransite.com/mp3/alqrafi/index.htm
لمن يرغب بتحميل التلاوة الضغط على ايقونة السهم لإسفل في مشغل الفلاش
ـ[الجعفري]ــــــــ[02 - 06 - 10, 06:09 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
صوت جميل وأداء محكم ..
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 06 - 10, 09:20 ص]ـ
قراءاته فيها النفس الحجازي.
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[سعود بن صالح]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيه وفيك
ـ[رابح العوفي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 04:42 م]ـ
آمين وياكم(20/359)
نادرة مصحف الإذاعة للشيخ محمد صديق المنشاوي جودة عالية بدون صدى
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[02 - 06 - 10, 06:01 ص]ـ
مصحف إذاعة القرءان الكريم للشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله
الجودة عالية جداً بدون صدى صوت
مساحة المصحف حوالي جيجا ونصف تقريباً
عملي في المصحف
قمت بدمج ما يقرب من خمسة وثلاثين سورة كل سورة في ملف واحد حيث كانوا مجزئين في الموقع المصدر
مصدر المصحف المجزء
http://www.islaam.net/main/display.php?category=59 (http://www.islaam.net/main/display.php?category=59)
لتحميل المصحف:
http://www.archive.org/details/MENSHAWYQURANRadio (http://www.archive.org/details/MENSHAWYQURANRadio)
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[02 - 06 - 10, 06:28 ص]ـ
قال سماحة الشَّيخ ابن باز - رحمه الله - عنه: "إنْ أردت أن تسمع إلى القرآن كما نزل فاستمع إلى المنشاوي"،إنه صوت لا تملّ منه أبدًا كينبوع ماء طاهر متدفِّق مروٍ للعطشى، وكان الشَّيخ الألباني يبكي وهو يسمع الشَّيخ محمَّد صديق المنشاوي.
وما زال العلماء يمتحدونه
حتى قال الشيخ أبو إسحاق الحويني:
المنشاوي فعلا أنا عن نفسي في رأيي الشخصي أنه لم يقرأ القرآن أحد مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي في عذوبة الأداء وفي قوة القواعد الشيخ المنشاوي ده نسيج وحده
(اليوتوب الإسلامي)
####
وهنا تجدوا السيرة الكاملة للشيخ المنشاوي رحمه الله
http://www.ansaaar.com/vb/showthread.php?t=66917
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 06 - 10, 09:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا , ظننت هذا المصحف مصحف جديد , فلما استمعت سورة المطففين وجدته مصحفه المرتل الذي أخرجته تسجيلات باغانم.
شكر الله لك وبارك فيك.
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[04 - 06 - 10, 07:13 م]ـ
وجزاك أخي الكريم
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
ـ[شيماء يوسف]ــــــــ[04 - 06 - 10, 11:09 م]ـ
كلمات الشكر لا تكفيك جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير
ـ[عمر بن عبدالله]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي.
ورحم الله الشيخ.
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[09 - 06 - 10, 09:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[د. مصطفى]ــــــــ[04 - 07 - 10, 11:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[05 - 07 - 10, 07:33 ص]ـ
وجزاك أخي الكريم
ـ[ايمن شعبان]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:43 م]ـ
جزيتم وكفيتم من كل سوء وباراك الله فى سيادتكم وأحسن اليكم
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[20 - 09 - 10, 05:55 م]ـ
أضحكني الشيخ الحويني حفظه الله عندما ذكر في أحد دروسه أن إحدى جماعات التكفير في مصر كفرت العلماء و الخطباء و المقرئين كذلك .. ثم لما وصلوا إلى الشيخ المنشاوي رحمه الله تعالى توقفوا في كفره! بل قالوا لا هو مسلم مؤمن ولا تنطبق عليه قواعدنا! و عللوا حكمهم على أن من يستمع لتلاوة المنشاوي رحمه الله يوقن أن هذا القارئ مؤمن يخاف الله و يستحيل أن يكون كافرا:-)
رحم الله الشيخ المنشاوي رحمة واسعة
ـ[صهيب المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[هاني أبوعمار]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:13 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[قاسم عابدين]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وجعله فى ميزان حسناتكم
ـ[أبوعبدالله الكويتي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو روميساء]ــــــــ[16 - 11 - 10, 10:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا(20/360)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الهاشمي أمين]ــــــــ[02 - 06 - 10, 04:40 م]ـ
أريد دراسات في أسلوب سورة الطور جزاكم الله خيرا: كل ما يتعلق بالجانب الصوتي و الصرفي و التركيبي و التصوير الفني، ولكم مني خالص الدعاء بورك فيكم
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 06 - 10, 07:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته(20/361)
ما هي الأخبار عن مصحف الشيخ مشاري بن راشد العفاسي؟
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[03 - 06 - 10, 10:59 م]ـ
ما هي الأخبار عن مصحف الشيخ مشاري بن راشد العفاسي؟
والمصحف سجل لعام 1430هـ , من صلاة التراويح والقيام بالولايات المتحدة الأمريكية , ولاية كاليفورنيا , والمصحف برواية حفص عن عاصم الكوفي من طريق طيبة النشر لابن الجزري , وأنا سمعت أنه سوف ينزل في نهاية شهر أبريل , وقد صرح العفاسي في أحد اللقاءات مع فضيلته بذلك
فأرجو ممن يعرف عنه أي معلومات عن نزوله أو وقت نزوله إتحافي بالخبر , ولكم مني جزيل الشكر والثناء , وحياكم الله.
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[04 - 06 - 10, 12:54 ص]ـ
أرجو من المشاركين الاطلاع وعدم إغفال الموضوع
بوركتم.
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 03:20 م]ـ
للرفع
ـ[براءة]ــــــــ[08 - 06 - 10, 04:22 م]ـ
أخي تستطيع أن تتابع آخر مستجدات الشيخ مشاري على موقعه على الفيس بوك
http://www.facebook.com/group.php?v=app_2373072738&gid=102967556408573
ـ[براءة]ــــــــ[08 - 06 - 10, 04:25 م]ـ
وهذا موقع القراء وصفحة الشيخ مشاري فيها:
http://www.alquraa.com/vb/forumdisplay.php?f=39
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 11:59 م]ـ
شكرَ اللهُ لكم المساعدةَ, ودمتم في رعاية الله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[09 - 06 - 10, 06:27 ص]ـ
في موقعه إعلانٌ صوتي له.
ـ[براءة]ــــــــ[09 - 06 - 10, 10:58 م]ـ
العفاسي يكشف سبب تأخير المصحف المرتل الثاني
صرح العفاسي في حديث خاص لموقع العفاسي الرسمي قائلا: إن المصحف المرتل الثاني برواية حفص من طريق الطيبة والمسجل في كاليفورنيا قد تم تجهيزه والانتهاء منه منذ شهر شوال لكن ظروف الانتاج والتوزيع هي سبب التأخير ووضح أن الأمر بيد الوكيل الحصري في لندن أويكننج فقد اتفقت شركة أويكننج مع عدد من الشركات الموزعة في العالم منها: السعادة في السعودية - وسندس في الامارات وقطر والبحرين واليمن - وحامل المسك في الكويت - والنور في مصر - والمنارة في عمان - وضمير في ايران - وسي آي آي في جنوب أفريقيا - والفرسان في الأردن - والأثير في الجزائر - وحياة في البوسنة - والفجر في لبنان - وعصامي في المغرب - وبيت الدعوة في سوريا - وبيزا في تركيا - وماي بوك ستور في أستراليا - وأويكننج في لندن وفرنسا وأمريكا والختمة الآن في مرحلة الطباعة وأتمنى أن ترى النور في آخر الشهر مايو ومع أن التأخير ليس بيدي لكني أعتذر لإخواني وأخواتي ممن يسأل عن الختمة ويترقبها كما أسأل الله عزوجل أن ينفعي واياهم بها.
http://www.alafasy.com/?PId=1(20/362)
ثابت البناني
ـ[حسام مشكور الزوبعي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم عندي سؤال حول موضوع رسالة جامعية حول اراء وروايات ثابت البناني في التفسير فاذا كان احد كاتب في هذا الموضوع ارجو بالتفضل علي وابلاغي مع جزيل الشكر
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[04 - 06 - 10, 01:23 ص]ـ
يا أخي حسام أنا أعرف أن أستاذي الشيخ أبو يوسف مصطفى مبرم قد تحدث يوماً من الأيام عن ثابت البناني وأشهر الرواة عنه إلى أنس _ وكانوا خمسةً _ فكان دائماً يسألنا عن هؤلاء الخمسة ولا تتم الإجابة من جميع الأطراف بشكل كلي وتام , فكتب شيخنا من شعره بيتين وقال:
مشاهيرُ الرواةِ عن البُناني إلى أنس نظمت لمن يعاني
فحمادٌ وحماد فثاني ومعمرٌ ابنُ راشدٍ اليماني
وجعفرُ ذاك بصريُّ اللسانِ كذا ابنُ (عبيدة) القيسي كفاني(20/363)
الابتداء بتفسير الجلالين .. استفسار للضرورة
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[04 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام
هل هناك حرج لطالب العلم أن يبدأ رحلته في تفسير القرآن الكريم بتفسير الجلالين على الرغم من المآخذ التي أخذت عليه سيما وأنه من التفسير بالمعقول
أم الأفضل الابتداء بتفسير ابن كثير والسعدي
يرجى النصيحة والتوجيه مع ذكر السبب
بوركتم
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 - 06 - 10, 06:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منهج مقترح لدراسة التفسير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111771) - أبو فهر السلفي.
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[05 - 06 - 10, 01:10 م]ـ
الأخ الكريم
حسينبن محمد
جزاك الله خيرا على الاهتمام
ولكني حين طالعت المهج المقترح وجدت في المرحلة الأولى معاني الكلمات لمخلوف ... حفظا
ومن المتأكد أنه لا يخفى عليك أن مخلوف أشعري العقيدة يأول بعضا من الأسماء والصفات مجاراة لمنهج الأشاعرة
فوضعه كمنهج مقترح وفي المرحلة الأولى وحفظه ليس ه
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[05 - 06 - 10, 01:14 م]ـ
الأخ حسين بن محمد
حفظك الله
بعد أن طالعت المنهج المقترح وجدت من المقترح: كتاب معاني القرآن لمخلوف ... ومن المعلوم أنه أشعري العقيدة يجاري الأشاعرة في تأويل آيات الصفات وقد رد على بعض منها فضيلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس
فوضعه في الرحلة الاولى للمنهج في طلب التفسير وحفظه لا أدري هل سيثمر تلك الثمرة أم لا
اعذرني؛ فإني لا انتقص من منهجك
بل هو منهج جميل بارك الله فيك وفي كاتبه
ولكن علماءنا الأجلاء كالشيخ بكر أبو زيد وابن عثيمين رحمهم الله تعالى وغيرهم كانو يوصون المبتدئ في طلب التفسير بتفسير الشيخ السعدي
وما أريده حقيقة، كتاب الجلالين هل يصح لطلب التفسير في المراحل الأولى أم لا
مع بيان السبب
بوركت وجزيت خيرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:37 م]ـ
بارك الله فيك؛ صدقت، ويمكنك الاستغناء عنه بكتاب (السراج في غريب القرآن) للدكتور محمد الخضيري - وفقه الله -، وقد صدر عن مجلة البيان، وهو عندي وقد طالعته، فألفيته جيدا.
أو كتاب (غريب القرآن) لكاملة الكواري [انظر هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=103236) ، وهنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=104024) ] .
أما الجلالين فقد نصح بعض أهل العلم - كالدكتور مساعد الطيار - بألا يبتدأ به؛ فابدأ بالتفسير الميسر (عن مجمع الملك فهد)، أو اتبع منهج الشيخ أبي فهر - وفقه الله -.
انظر كلام الدكتور مساعد الطيار هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=12778#4) . وهنا ( http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?p=1290839) .
وأرجو منك التمهل وقراءة ما أشير إليك به من مواضيع قراءة كاملة، ففي بعض مشاركات الأفاضل فيها فوائد وتعقيبات طيبة.
نفع الله بك ووفقك.
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[05 - 06 - 10, 10:08 م]ـ
جزالك الله خيرا أخي الحبيب: حسين بن محمد
ما عجبت منه هو ما نصح به الشيخ في الرابط السابق بأن يقرأ لمخلوف في مبتدأ الطلب، فلو أنه في مرحلة متأخرة بعد التمكن من عقيدة أهل السنة والجماعة فلا يكون بأسٌ في مطالعته
وأما عن الجلالين فلأني أرى بعض طلاب العلم ممن ضعفت معرفتهم بعلوم التفسير ينصحون بعضهم بعضا فيكون منهم أرض خصبة لتقبل ما فيه من تفاسير، وهؤلاء بضاعتهم في العقيدة - أقصد عقيدة السلف- مزجاة، فيتقبلون مثلا كلام الأشاعرة وبعض المخالفين، وبعضهم وللأسف لا يأخذ بعقيدة أهل السنة والجماعة
وأنا حين استنصحتكم أردت بيان السبب ومعرفته حتى تكون لدي الحجة الكاملة في الرد على هؤلاء الذين يتغرون بالعناوين دون معرفة مضامينها
حتى أن هناك لمن استكثر على نفسه تفسير السعدي رحمه الله تعالى تفسيرا مختصرا لتفسير الإمام الطبري اختصره أبو يحيى محمد بن صمادح التجيبي.
ولا أدري حقيقة أينصح به أم لا
مع العلم أنه منتشر بكثرة هنا في غزة
بارك الله فيكم
وأرجوا من اخوتي واحبتي طلاب العلم، التحري عن مختصر أبي يحيى محمد بن صمادح التجيبي لمختصر الطبري
وجزيتم خيرا
وبارك الله فيك أخي الحبيب حسين بن محمد
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:52 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وأحبك.
علة إرجاء الجلالين لمرحلة لاحقة هو حاجة بعض جملة وألفاظه وأسلوبه إلى مدارسة وشرح؛ وليكون الطالب قد ألمّ من العقيدة الصحيحة ما يعصمه عن الوقوع فيما ذكرتَ.
وانظر هنا أيضا بخصوص كتاب التجيبي http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=135 .
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[06 - 06 - 10, 11:27 م]ـ
أخي الحبيب حسين بن محمد
بارك الله فيك ونفع بك وجزاك خيرا
وكما يقال بالعامية " ما قصرت"
جعل الله نصحك في ميزان حسناتك ورضي عنك ونفعك بعلمك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/364)
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[08 - 06 - 10, 03:51 ص]ـ
سئل الشيخ صالح الفوزان:
ما رأيكم في "تفسير الجلالين"؟
فأجاب:
"تفسير الجلالين" تفسير مختصر ألفه الحافظان: الحافظ المحلي والحافظ السيوطي، وكل منهما يلقب بجلال الدين، لذلك سمي بالجلالين، أي: تفسير جلال الدين المحلي وتفسير جلال الدين السيوطي؛ لأن جلال الدين المحلي توفيَ قبل إكماله فأكمله السيوطي.
وهو تفسير مختصر جدًا يسهل على طالب العلم أو المبتدئ قراءته أو حفظه، لكن من المعلوم أن كلا المفسرين على عقيدة الأشاعرة وهما يؤولان آيات الصفات كما هو مذهب الأشاعرة، ومن هذه الناحية يجب الحذر في الاعتماد على تفسيرهما في آيات الصفات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج 2/ ص 80) [رقم الفتوى في مصدرها: 70]
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:24 م]ـ
جزاك الله خيرا أيتها الكريمة
فهذه خلاصة الأمر .. أن لا يبتدأ بتفسير الجلالين في أول الطلب قبل التمكن من عقيدة أهل السنة والجماعة
جزى الله خيرا كل من أسهم بنصحه في هذه المسألة
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:39 ص]ـ
سئل الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير:
هل يبتدئ الطالب بالتفسير بالجلالين؟ وما أفضل طبعة له؟ وكذلك أفضل حاشية؟
أولاً: تفسير الجلالين معروف أنه متين، وفيه شيء من الوعورة والصعوبة، فإن كان المبتدئ يريد أن يقرأه على شيخ يحل له هذه الإشكالات لا بأس، وإلا فيقرأ قبله تفسير الشيخ ابن سعدي، أو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك، أفضل طبعة له على حد علمي، وما اطلعت عليه من الطبعات طبعة الشيخ أحمد شاكر، هذه طبعت في مجلدين قبل خمسين سنة أو أكثر، طبعت للمعاهد العلمية في مجلدين، لكنها هذه ليست موجودة، حتى ولا صورت، يعني من ظفر بها يستمسك بها، وإلا فالغالب أنها لا توجد، طبعة الشيخ صفي المباركفوري -رحمه الله-، جيدة، أفضل حاشية حاشية الجمل.
ولجامع كتاب (الدليل إلى المتون العلمية)
كلام رائع عن تفسير الجلالين::
((يظن للوهلة الأولى أن الكتاب مفيد للطلبة والمبتدئين غير أن الحقيقة غير ذلك، فالكتاب أكثر من يستفيد منه العارفون المطلعون فهو أشبه شيء بالرموز ورؤوس الأقلام التي يتذكر بها العارف ما سبق أن علمه وحفظه ومن هنا فهو تذكرة للمنتهي أكثر منه سلماً للمبتدى))
ـ[أبو عبد الرحمن الأغا]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:41 م]ـ
شيخنا محمد المهوس
جزاك الله خيرا
وزادنا واياك علما نافعا خالصا لوجهه الكريم
بوركت
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:15 م]ـ
الفوزان:
الحافظ المحلي
؟؟؟ بل عرف عنه عدم مقدرته على الحفظ و قد قال عن نفيه أنه حفظ جزءً صغيرا فمرض فترة بعدها
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:16 م]ـ
تصحيح و قد قال عن (نفسه)
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:17 م]ـ
قال الشيخ محمد إسماعيل المقدم حول دراسة تفسير الجلالين:
" إن المتأمل في تفسير الجلالين -إذا كان على علم بالتفسير ويراجع كتب التفسير- يجد أن فيه مميزات عظيمة جداً، فما وضعت فيه الكلمة إلا بحساب دقيق على وجازته، فكل كلمة فيه موضوعة نتيجة اختيار ودراسة وتحقيق وتمحيص، والكتاب يجمع كثيراً جداً من المميزات التي سنلمسها بأنفسنا.
لكن كتاب تفسير الجلالين لا يستطيع أحد أن ينتزع منه الفائدة المرجوة إلا إذا درسه على غيره ممن يستطيع أن يوضح له سبب وجود هذه الكلمة بالذات دون غيرها في هذا الموضع، فربما كثير من الناس يقرءون فيه لوحدهم دون أن يكون لهم علم بالتفسير من قبل فيشعر أحدهم أنه كلام عادي، يعني: لا فائدة منه، والحقيقة بخلاف ذلك، ونحن لا نريد أن نتوسع في التفسير، بحيث إننا لا نزيد في التفسير على ربع حزب بحيث يواكب التفسير الحفظ.
تفسير الجلالين شمل كثيراً جداً من الفوائد على وجازته، ومن أجل أن ننهي تفسيراً كاملاً للقرآن في هذا الوقت الوجيز، فإننا سنأخذ في الأسبوع ربع حزب، والكتب كثيرة جداً في التفسير، لكن العبرة بأقل حجم وأكثر فوائد.
فمن مميزات تفسير الجلالين أن فيه تفسير المفردات الذي هو علم غريب القرآن، فعلم غريب القرآن موجود ضمن هذا التفسير بسهولة ويسر ..
تجد أسباب النزول ..
تجد القراءات المشهورة ..
تجد الناسخ والمنسوخ ..
تجد الإشارة إلى أحكام القرآن ..
تجد الأحاديث المرفوعة التي فسر بها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعض الآيات ..
تجد الإعراب ..
تجد كثيراً جداً من الفوائد ..
وفي مقابل ذلك ستجد بعض المؤاخذات وهي تنحصر في أمور محدودة:
الأمر الأول: تأويل بعض صفات الله تبارك وتعالى.
الأمر الثاني: الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.
الأمر الثالث: الإسرائيليات.
من أجل ذلك قام القاضي محمد كنعان بعمل حاشية سماها: (قرة العينين على تفسير الجلالين)، فإن تيسرت لكم فبها ونعمت، وإن لم تتيسر فتفسير الجلالين أشهر تفسير موجود على الإطلاق، وهذا سر من أسرار اختيارنا له، وهناك بعض طبعات المصاحف الشريفة معها تفسير الجلالين، فما نذكر من فوائد مزيدة يمكن تقييدها بقلم في الهوامش. وأرجو من الإخوة كما أنهم يجتهدون في حفظ القرآن يجتهدوا أيضاً في حفظ تفسير الجلالين بجانب حفظ القرآن، فإن هذا مما يعين على فهم التفسير. " ا. هـ. من مقدمة الشيخ فى شرح كتاب تفسير الجلالين بحاشية قرة العينين
وتستطيع تحميلها من هذا الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=337&read=0&lg=1041
والشيخ حفظه الله ينصح بالبدء بكتاب تفسير المشكل من غريب القرآن ثم دراسة قرة العينين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/365)
ـ[النعيمية]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:23 ص]ـ
ولجامع كتاب (الدليل إلى المتون العلمية)
كلام رائع عن تفسير الجلالين::
((يظن للوهلة الأولى أن الكتاب مفيد للطلبة والمبتدئين غير أن الحقيقة غير ذلك، فالكتاب أكثر من يستفيد منه العارفون المطلعون فهو أشبه شيء بالرموز ورؤوس الأقلام التي يتذكر بها العارف ما سبق أن علمه وحفظه ومن هنا فهو تذكرة للمنتهي أكثر منه سلماً للمبتدى))
هذا الذي في الأعلى عين الصواب
الجلالين ليس للمبتدئين ولن يستفيدوا منه الكثير لقلة علمهم فهو تلخيص تلخيص التلخيص(20/366)
فجريات هادئة متدبرة متأملة [متجدد]
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[04 - 06 - 10, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لتلاوات الفجر طابع خاص، فهي تكون هادئة متأملة .. تعينك على التفكر في الآيات و تدبر معانيها .. و سأضع هنا بإذن الله عدد من الفجريات التي ستكون - في الغالب - من تسجيلات الإخوة في موقع مزامير آل داود جزاهم الله خيراً.
الفجرية = تلاوة من صلاة الفجر
تلاوة من صلاة الفجر ليوم الخميس 19/ 6 /1431 [للشيخ ماجد الزامل]
http://www.4shared.com/audio/aFxyS2IM/___.html
تلاوة من صلاة الفجر ليوم الجمعة 20/ 6 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/8_Uc5x85/___.html
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[05 - 06 - 10, 08:08 ص]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم السبت 22/ 6 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/AQ-7
قال الشيخ الألباني :
jQu/100605_001.html
ـ[أبو سعدون الطائفي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 09:27 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما قدمت و استمر بارك الله فيك
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:02 ص]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم الأحد 22/ 6 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/eS-qdOE8/100606_001.html
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 10:56 م]ـ
الله يجزاك الجنة
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:01 ص]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم السبت 15/ 6 / 1431 [للشيخ عبدالله الجهني]
http://www.4shared.com/audio/i8a99J-6/___online.html
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:40 م]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم الإثنين 9/ 7 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/L3q-
قال الشيخ الألباني :
fDu/__97______.html
تلاوة من صلاة الفجر ليوم الثلاثاء 10/ 7 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/lhY2o65E/__107_____.html
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:14 ص]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم السبت 21/ 7 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/zOfmPwML/__1431.html
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:26 م]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم الأحد 22/ 7 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/GikF7Vj6/120704_003.html
ـ[عبدالرحيم الجيزاني]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:11 م]ـ
ما شاء الله
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[20 - 07 - 10, 05:53 ص]ـ
تلاوة من صلاة الفجر للشيخ عمر قزابري
http://www.4shared.com/audio/_dOSRG5f/sobh_06_07_2010.html
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[20 - 07 - 10, 07:52 م]ـ
نفع الله بك أخوي محمد ..
في أي مسجد يصلى الشيخ ناصر القطامي .. ؟
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[21 - 07 - 10, 07:16 ص]ـ
آمين
يصلي في جامع القاضي بمدينة الرياض مخرج 6
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[25 - 07 - 10, 03:49 م]ـ
تلاوة من صلاة الفجر ليوم السبت 12/ 8 / 1431 [للشيخ ناصر القطامي]
http://www.4shared.com/audio/lPoUIHGt/12-8_______.html(20/367)
مقطع رائع من سورة إبراهيم للشيخ المنشاوي رحمه الله
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
مقطع من سورة إبراهيم من أروع ما سمعته للشيخ المنشاوي رحمه الله
http://rattile.blogspot.com/p/blog-page_4839.html
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:33 ص]ـ
إذا لم تسمع شيئا أخي فهذا مقطع أظنه عادي جدا مقارنة مع ما للمنشاوي من روائع (:(20/368)
أريد جداول لحفظ القرآن
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد جداول لحفظ القرآن الكريم .. التي تكون على طريقة: لو حفظت كل يوم كذا؛ لأتمت الحفظ في كذا .. و لو حفظت كذا؛ لأتممت في كذا ... الخ
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الإخوة في الملتقى الإهتمام بهذا الموضوع
من كان لديه جدول
وخاصة أن الإجازة قادمة ونريد نستفيد فيها بما ينفعنا
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:33 م]ـ
أين الجداول أخي فيصل؟
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:54 م]ـ
الجدول الذي وضعته في التلاوة وليس في الحفظ
إذا كنت تريده فلا بأس
http://store1.up-00.com/Jun10/dgh38883.jpg (http://www.up-00.com/)
http://store1.up-00.com/Jun10/0Nq38944.jpg (http://www.up-00.com/)
http://store1.up-00.com/Jun10/uo638982.jpg (http://www.up-00.com/)
http://store1.up-00.com/Jun10/V8y39019.jpg (http://www.up-00.com/)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[05 - 06 - 10, 05:07 م]ـ
هاك ما تريد
[0.5 [صفحة يوميا-----> (1208 يوما) ا-----> (40 شهرا) ا-----> (3 سنوات و 4 شهور)
1صفحة يوميا -----> (604 يوما) ا-----> (20 شهرا) ا-----> (سنة و 8 شهور)
2صفحة يوميا -----> (302 يوما) ا-----> (10 شهور)
3صفحة يوميا -----> (202 يوما) ا-----> (7 شهور)
4صفحة يوميا -----> (151 يوما) ا-----> (5 شهور) [/
ملاحظة اذا اردت صفحتين يوميا (يعني تنهي في عشرة اشهر) فانضم الينا
اضغط على الرابط ادناه في التوقيع (هنا نحفظ القرآن)
ـ[براءة]ــــــــ[05 - 06 - 10, 05:16 م]ـ
http://www.d3wa.com/web/bohamad/quran/1.html
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:19 م]ـ
http://www.d3wa.com/web/bohamad/quran/1.html
شاكر ومقدر لك هذا الجدول الأكثر من رائع
نفع الله بكم وزادكم من فضله
ـ[حامد أبو بلال]ــــــــ[06 - 06 - 10, 05:38 م]ـ
http://alfajrsite.net/forum/showthread.php?t=10584
ـ[الألمعي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 06:42 م]ـ
هذا برنامج أهل الهمم لحفظ القرآن الكريم
ـ[أبوالحارث العراقي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 12:57 ص]ـ
هلا لنا بجدول ختم القران في ركعة!!!
سبحان الله كيف كان عثمان رضي الله عنه والسلف يختمون في ركعة وسمعت ان الشافعي كان يختم في اليوم مرتين في رمضان(20/369)
كتاب شرح المقدمة الجزرية (لأول مرة) Pdf منقول
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[05 - 06 - 10, 12:03 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=76357&stc=1&d=1275724792
شرح المقدمة الجزرية
شرح وتعليق
د. إبراهيم بن سعيد الدوسري
بطاقة الكتاب
العنوان: شرح المقدمة الجزرية.
المؤلف: د. إبراهيم بن سعيد الدوسري.
دار النشر: دار الحضارة.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1425هـ/ 2004م).
نوع التغليف: مجلد (175صفحة).
وهذا رابط التحميل http://ia311213.us.archive.org/attachpdf.php?file=%2F2%2Fitems%2Fgzreh%2Fgzreh.pd f
أسألكم الدعاء بالتوفيق لي ولأخواني في الامتحانات(20/370)
ما انفرد به كل من القراء السبعة
ـ[أبوعبدالله الأزهري]ــــــــ[05 - 06 - 10, 12:09 م]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22%285%29.gif
ما انفرد به كل من القراء السبعة
وتوجيهه في النحو العربي
تأليف
د. عبد القادر الهيتي
http://img134.imageshack.us/img134/3395/000fg.jpg
ttp://ia311325.us.archive.org/attachpdf.php?file=%2F3%2Fitems%2FMANFRD%2FMANFRD. pdf
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[05 - 06 - 10, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً
لكن الرابط لا يعمل
ـ[أحمد المعصراوي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:02 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك الرابط غير سليم
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:08 م]ـ
ممكن تدخلوا على ملتقى أهل التفسير وتبحثوا باسم الكتاب
ـ[عبد الباسط أبوالفضل]ــــــــ[06 - 06 - 10, 08:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مالك بن حشر]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:57 م]ـ
http://ia311325.us.archive.org/attachpdf.php?file=%2F3%2Fitems%2FMANFRD%2FMANFRD. pdf
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(20/371)
الآداب والمنح الربانية في أصول الشاطبية والدرة المضية
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[05 - 06 - 10, 12:27 م]ـ
الآداب والمنح الربانية في أصول الشاطبية والدرة المضية
تأليف
قدري بن محمد بن عبد الوهاب
http://img137.imageshack.us/img137/2876/000nx3.jpg
بطاقة الكتاب
العنوان: الآداب والمنح الربانية في أصول الشاطبية والدرة المضية.
المؤلف: قدري بن محمد بن عبد الوهاب.
دار النشر: وزارة الأوقاف الكويتية ـ إدارة الدراسات الإسلامية.
سنة الطبع: الطبعة الثانية (1428هـ / 2007 م).
نوع التغليف: مجلد (522 صفحة).
http://ia311216.us.archive.org/attachpdf.php?file=%2F3%2Fitems%2Falmen7%2Falmen7. pdf(20/372)
تمكين المد في "آتى" و "آمن" و "آدم" وشبهه
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[05 - 06 - 10, 12:29 م]ـ
http://www.alukah.net/UserFiles/Basmmalah22%285%29.gif
تمكين المد
في "آتى" و "آمن" و "آدم" وشبهه
لمكي بن أبي طالب القيسي
تحقيق
د. أحمد حسن فرحات
http://img7.imageshack.us/img7/3138/000du.jpg
التحميل
http://ia311010.us.archive.org/attachpdf.php?file=%2F3%2Fitems%2FTAM
قال الشيخ الألباني :
EN%2FTAM
قال الشيخ الألباني :
EN. pdf
بطاقة الكتاب
العنوان: تمكين المد في آتى وآمن وآدم وشبهه.
تأليف: مكي بن أبي طالب القيسي.
تحقيق: د. أحمد حسن فرحات.
دار النشر: دار الأرقم.
سنة الطبع: الطبعة الأولى (1404هـ - 1984م).
نوع التغليف: غلاف (63)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 11:43 ص]ـ
جزاك الله الف خير اخي ..............(20/373)
أسانيد ابن جرير في تفسيره
ـ[أبوعبدالله العسيري]ــــــــ[05 - 06 - 10, 04:46 م]ـ
هل يوجد بحث حول أسانيد ابن جرير في تفسيره؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 05:11 ص]ـ
رجال تفسير الطبري جرحاً وتعديلاً. pdf (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60226&d=1224023748)
جمعه الشيخ / صبحي حلاق , من تعليقات الشيخين / أحمد شاكر ومحمود شاكر على تفسير الطبري(20/374)
المصحف كاملا برواية خلف عن حمزة بصوت الشيخ عبد الرشيد صوفي.
ـ[أحمد نواف المجلاد]ــــــــ[05 - 06 - 10, 06:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أقدم لكم مصحف رواية خلف عن حمزة بصوت فضيلة القارئ الشيخ عبد الرشيد بن شيخ علي صوفي حفظه الله ووفقه وجزاه خيرا
وهو صاحب صوت مميز
وقد سجل بارك الله فيه عددا من الروايات
وتفضلوا بارك الله فيكم بتحميل هذا المصحف
وقد قسمته إلى أربعة أجزاء لأن حجمه كبير
فلابد من تحميلها كلها ثم فك الضغط عنها
وتفضلوا بالتنزيل بارك الله فيكم.
http://www.4shared.com/file/OwBdqWX_/_____________part1.html
http://www.4shared.com/file/FfwG6czQ/_____________part2.html
http://www.4shared.com/file/T2quMbwv/_____________part3.html
http://www.4shared.com/file/LxIz_vNB/_____________part4.html
وجزاكم الله خيرا.
ـ[راجية العفو]ــــــــ[05 - 06 - 10, 06:48 م]ـ
جزاكَ الله خيراً(20/375)
مصاحف القراءات كاملة pdf
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[05 - 06 - 10, 08:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصحف مقروء كاملاً بالروايات المختلفة كل رواية على حدى pdf
حمل من هنا ( http://www.eld3wah.net/moaath/quran.rar)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 04:38 ص]ـ
بارك الله فيك ورفع قدرك
جاري التحميل
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[09 - 06 - 10, 07:26 ص]ـ
وبارك فيك أخي الكريم وجزاك الله خيراً
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[09 - 06 - 10, 08:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(20/376)
من دلائل الإعجاز في القرآن الكريم (دراسة تطبيقية على سورة الكوثر)
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:46 م]ـ
من دلائل الإعجاز في القرآن الكريم ( http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=196)
( دراسة تطبيقية على سورة الكوثر)
أبدأ بعون الله وحوله وقوته عدة مقالات أبين من خلالها بشكل عملى بعضاً من وجوه الإعجاز فى القرآن الكريم.
وأحب أن أنبه إلى شئ مهم جداً:
أنا لا أسعى إلى (إثبات) إعجاز القرآن الكريم، فهذا لا يحتاج إثبات، ولكنى سأقوم (ببيان) بعض وجوه إعجاز القرآن الكريم. [/ CENTER]
وسوف يأتى فى عدة مقالات منفصلة كل منها يخدم غرض نحتاجه فيما بعد إن شاء الله.
والله المستعان.
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:49 م]ـ
مقدمة:
بعث الله سبحانه وتعالى محمداً صلى الله عليه وسلم لهداية الناس، وإخراجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
وأيده بالعديد من المعجزات:
1 - منها معجزات حسية رآها أهل عصره وشهدوا له بصدق النبوة بموجبها.
2 - ومنها معجزات عقلية كإخباره بالأمور الغيبية التى لا تزال تجرى أحداثها حتى الآن وفى المستقبل وحتى قيام الساعة.
3 - ومنها معجزة حسية عقلية، وهى أكبر معجزاته ألا وهى: القرآن الكريم.
والمُعْجِزَةُ: هى أمْرٌ خارق للعادة يُظهِرُهُ اللَّهُ على يد نبيه تأييداً لنُبوَّتِهِ موافقاً لدعواه، مقروناً بالتحدى، ويَعْجِزُ البَشَرُ أن يأتوا بمثله. وسالم من المعارضة الصحيحة.
والقرآن هو: كلام الله المعجز، نزل به جبريل الأمين – عليه السلام – على قلب النبى محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة والمنتهى بسورة الناس، من الله بدأ وإليه يعود، وقد تكفل الله سبحانه حفظه من التحريف مصداقاً لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظين).
ولأن القرآن الكريم هو أعظم معجزات النبى صلى الله عليه وسلم، لذا فقد تحداهم أن يأتوا بـ (مثله).
والسؤال الذى يطرح نفسه علينا، بل ويطرحه أيضاً الكثيرون علينا، هو:
ما هى هذه المثلية؟
والجواب أن المثلية تكون فى أحد شيئين:
1 - مثلية ذات.
2 - مثلية صفات.
= ومثلية ذات يعنى أن يأتى بكلام من ذات كلام القرآن، ولما كان القرآن هو كلام الله، فالمثلية المقصودة هى أن يأتينا أحدهم بكلام من عند الله. ويقول لنا: هذا الكلام هو من عند الله.
= أما مثلية الصفات فتعنى أن يكون الكلام حاملاً لمواصفات الكلام الإلهى, من حيث نظمه وبلاغته وأسلوبه وألفاظه و .................... إعجازه.
إذن حوارنا عن: مواصفات الإعجاز فى كلام الله.
كما اقتضت سنة الله – وتأكيداً لصدق نبوة كل نبى يذهب لقومه أنه كان سبحانه وتعالى يؤيد كل نبى بمعجزة من جنس ما نبغ فيه قومه فقوم سيدنا عيسى صلى الله عليه وسلم كانوا نابغين فى الطب وتفوقوا فيه فكانت معجزته من جنس ما برعوا فيه فكان يبرئ الأكمة ويحيى الموتى بإذن الله وهكذا.
وكذلك الحال بالنسبة لمعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم العظمى (القرآن الكريم).
فالعرب هم أمة الكلام، ولا نجد أمة غير أمة العرب جعلت للكلام أندية وأسواق يتبارون فيها بالقصائد والمطولات، ويكتبون قصائدهم بماء الذهب ويعلقونها على صدورهم، ويجعلون من صنعة الكلام والبلاغة عنوان رفع وشرف للقبيلة، أو خفض وذلة لها.
ولكن لماذا رغم كل هذا التفوق والبلاغة عجز العرب أن يأتوا بمثل القرآن وهم أهل الفصاحة وأمة البلاغة والبيان!؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعلم جانباً مما كان عليه العرب قديماً وكيفية تباريهم فى الفصاحة.
كان العربى يكتب قصيدته وينمقها ويصقلها ويحسن صياغتها واختيار ألفاظها، ثم يلقيها على الناس، فيأتى من هو أفصح منه، و (يستدرك) عليه أخطاءه فيها، وينظم أخرى على منوالها (وزناً وقافية) – يعنى تماثل فى الصفات وليس فى الذات، ولكن بشكل أجود، ثم يأت ثالث يفعل بزميليه ما فعل سابقه، وهكذا حتى يأتى أفصحهم وأشعرهم والذى يستدرك عليهم جميعاً، ويعجزون عن الاستدراك عليه. وهكذا.
ولأن القرآن الكريم هو كلام الله حقاً، ولأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولأن الله بكل شئ عليم وهو على كل شئ قدير، فقد جاء القرآن على مستوى من الفصاحة والبلاغة والبيان بحيث يستحيل لهم أن يستدركوا عليه حرف واحد والعجيب أنه جاء على لسان رجل أمى منهم لم يكن يوماً شاعراً ولا يحترف صنعة الكلام.
ومن هنا كان الأصل الأول فى إعجاز القرآن الكريم وهو الإعجاز اللغوى.
والقاعدة الأم فى هذه المسألة هى:
لو أزيلت لفظة واحدة من القرآن الكريم ودارت عليها لغة العرب قاطبة لتوجد لفظة أخرى أفصح منها أو مثلها لما وجدت.
فلو تغير شئ من شكل كلمة فى القرآن من حيث التذكير إلى التأنيث أو العكس، أو من التعريف إلى التنكير أو العكس، أو من الإفراد إلى الجمع أو العكس، أو تغير موضع الكلمة بتقديم أوتأخير أو حذف أو إضافة، أقول لو حدث شئ واحد من كل هذا لانتقض الإعجاز فى القرآن الكريم.
ومن هنا عجز العرب جميعاً عن معارضة القرآن ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
يتبع .......... >>> إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/377)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:53 م]ـ
وليس الإعجاز اللغوى هو الذى أعجز العرب فحسب، بل أيضاً هناك إعجاز من نوع آخر قصم ظهورهم ألا وهو الإخبار بالأمور الغيبية.
والجميل أيضاً أن الإعجاز الغيبي قد وافق صنعة حزقها العرب فى هذا الشأن ألا وهى صنعة الكهانة والعرافة. ولكن جاء إخبار القرآن الكريم بالغيب، يختلف عن الكهانة والعرافة بمقدار اختلاف الحق عن الباطل.
والأمثلة كثيرة، ونكتفى بمثال الإخبار عن هزيمة الروم أمام الفرس وهم فى مكان بعيد جداً عن جزيرة العرب، ووسائل الاتصال عسيرة وتستغرق شهوراً، فهو إخبار بغيب مكانى، وهناك أيضاً إخبار بغيب زمانى، ألا وهو الإخبار عن انتصار الروم فيما بعد.
وضابط الإعجاز الغيبي هو الإخبار عن شئ سوف يقع فى المستقبل شريطة ألا يكون مترتباً على شئ فى الوقت الحاضر.
ولو طبقنا هذه القاعدة على الواقعة التى نحن بصددها لتيقنا أننا أمام معجزة حقيقية لا مراء فيها.
إذ كيف يمكن لإنسان أن يتوقع – ناهيك عن أن يجزم بهذا - أن جيش الروم المنهزم والممزق والمشتت سوف يلملم أشلاءه ويجمع قواه ثم ينتصر على جيش الفرس نصراً مؤزراً؟ ثم يحدد هذا التوقيت فى بضع سنين.
لا أشك أن قائد الروم نفسه لو ادعى هذا القول يوم هزيمته، لوصفوه بالجنون.
ألخص النقاط التى ركزت عليها فى المقالات السابقة والتى ستكون موضع انطلاقة لنا فيما هو آت:-
1 - القرآن الكريم هو معجزة النبى - صلى الله عليه وسلم - الخالدة.
2 - القرآن الكريم معجزة حسية عقلية.
3 - عجز أرباب الفصاحة أن يأتوا بمثله أو بعضه أو أن يعارضوه معارضة صحيحة.
4 - المثلية المطلوب الإتيان بها - بناءً على بحثنا هذا - هى مثلية صفات.
5 - أن الإعجاز اللغوى هو الإعجاز الأول للقرآن الكريم.
6 - اقتران الإعجاز الغيبى بالإعجاز اللغوى.
7 - وجود أوجه إعجازية أخرى فى القرآن (سيتم بيانها إن شاء الله).
8 - أصغر سورة وقع بها المعاجزة فى القرآن هى سورة الكوثر.
9 - القاعدة العظمى فى الإعجاز اللغوى هو أنه لو أزيلت لفظة واحدة من القرآن الكريم ودارت عليها لغة العرب قاطبة لتأتى بكلمة أفضل منها أو حتى مثلها لما وجد.
والآن نقوم بحول الله وبقوته تطبيق كل هذا الذى سبق على سورة الكوثر.
وما سنحاول بيانه هو الآتى:-
1 - هل يمكن تغيير لفظة أو حرف من هذه السورة ونأت بأخرى أفضل منها أو حتى مثلها وتقوم بنفس المعنى المطلوب؟ (بيان الإعجاز اللغوى).
2 - هل يوجد فى السورة إعجاز غيبى (إخبار بأمور غيبية)؟ وما هى؟
3 - ما هو المعيار الصحيح الذى ينبنى عليه الإعجاز الغيبى؟ (للتفرقة بين ما هو غيب حقيقى وبين التوقعات العلمية لمسائل لم تقع بعد).
4 - هل بالسورة وجوه إعجازية أخرى؟ وما هى؟ (الإعجاز الرقمى)
أدعو المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنى إلى الحق والصواب.
فإن كان من حق فهو من عند الله وله الفضل والمنة، وإن كان من خطأ فمن نفسى والشيطان، ولا أبرئ نفسى، وأنا عنه راجع ومقر بخطئى.
والله سبحانه هو المستعان.
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك بمثله أخى الكريم، وشكراً لك مرورك الطيب.
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:58 م]ـ
بين يدى سورة الكوثر
1 - سورة الكوثر سورة (مكية / مدنية) أى نزلت مرتين مرة فى مكة (قبل الهجرة) ومرة فى المدينة.
2 - يسبقها فى ترتيب المصحف سورة الماعون ويليها سورة الكافرون.
3 - عدد آياتها ثلاث آيات.
4 - عدد كلماتها عشر كلمات.
5 - عدد حروفها اثنان وأربعون حرفاً (برسم المصحف) وثلاثة وأربعون حرفاً بالرسم الإملائى.
6 - موضوعها هو الانتصار للنبى - صلى الله عليه وسلم-.
وأرجو التأكيد على مسألة مهمة ألا وهى أن كل شئ مكتوب ذو قيمة كبيرة فى البحث ويستفاد منه فى مواضع عدة مستقبلية. كما أننى سأحاول - قدر ما ييسر الله لى - أن أركز وأختصر حتى لا يتشتت الموضوع، ذلك أننى قد اكتشفت شيئاً عجيباً من خلال دراستى لهذه السورة لعدة شهور ألا وهو أن من إعجاز القرآن الكريم أنه سيعجزنا أن نتعرف على كل وجوه إعجازه، فلو ظللت أتحدث طوال عمرى وأستنبط ما فى هذه السورة من حكم وعجائب وإعجازات لفنى عمرى وما بلغت من هذا إلا الشئ اليسير.
==========
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/378)
العنصر الثالث يقول: (3 - عدد آياتها ثلاث آيات) ويستفاد من هذا أن القرآن الكريم ليس بشعر (لماذا؟ وما فائدة هذا؟)
شعر العرب يأتى على وزن (معروف) وقافية وله تفعيلات معروفة لديهم وجاءت هذه السورة على ثلاث آيات لتؤكد أن القرآن ليس بشعر ولا من نسيج الشعر الذى اعتاد عليه العرب. لأنها:-
1 - ليست على وزن أى بحر من بحور الشعر العربى.
2 - ولو افترضنا - جدلاً - أنها جاءت على وزن بحر من بحور الشعر العربى، فكونها ثلاث آيات ينفى كونها شعراً (لماذا؟) لأن القاعدة البلاغية التى عليها الشعراء هى: (أقل الشعر بيتان) وبتطبيق هذه القاعدة لكانت سورة الكوثر بيت ونصف ومعنى هذا أنها ليست شعراً.
س: وما فائدة كون هذه السورة (وبالتالى القرآن كاملاً) ليست شعراً؟
ج: الفائدة منها هو بيان أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس شاعراً، وبيان نوع جديد من الكلام العربى قد خفى عن أرباب الفصاحة.
ذلك أن العرب كانت تعرف نوعين من الكلام هما:
1 - الشعر المنظوم.
2 - الكلام المنثور. (النثر).
أما القرآن فجاء على نمط مخالف لكليهما فهو ليس بنثر وليس بشعر بل جاء على شكل جديد ولون جديد من ألوان الكلام لم يعهده العرب. وهذا من أوجه إعجازه عندهم.
وهنا يجب أن أوضح مسألة مهمة ينبغى لمن يتحدث فى الإعجاز القرآنى أن يلم بها جيداً ألا وهى:
أن كلام العرب قبل الإسلام كان ينقسم - من ناحية النظم - إلى نوعين من الكلام لا ثالث لهما:
1 - الشعر.
2 - النثر.
وكان لكل منهما خواصه المميزة به عن غيره، ولكن عندما جاء القرآن جاء على نسق ثالث لم يعرفه العرب ولا العالم حتى الآن.
وأعتبر أن ضمن التحدى أنه لو أراد أحد أن يأتى بمثل القرآن فيجب عليه أن يأتينا بكلام جديد على نمط رابع غير القرآن والشعر والنثر.
فالقرآن قد زاد فى جنس الكلام من نوعين إلى ثلاثة أنواع، كذلك إن من أراد أن يأتى بمثل القرآن فعليه أن يأتى بكلام غير هذه الثلاثة على نمط فريد ومستقل عن كل منهم.
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:09 م]ـ
وقد يسألنى سائل ويقول:
أنت قلت أن سورة الكوثر هى أقصر سور القرآن وأنها معجزة فهل أى جزء من القرآن أصغر منها لا يعد معجزة، فمثلاً لوقلنا (إنا أعطيناك الكوثر (1)) هذه الآية لا تعد بمفردها معجزة؟
وأقول: إن سورة الكوثر هى أقصر سورة وقعت بها المعاجزة، ولكن ليس معنى هذا أن أى جزء من القرآن لا يعد معجزاً، بل إن كل كلمة فى القرآن كبرت أو صغرت فإنها معجزة للعرب والعجم وللجن والإنس أن يأتوا بمثلها.
وهذا ليس على مستوى الكلمات فحسب بل ينسحب أيضاً على كل حرف من القرآن.
ولكن هنا يجب التنبيه على مسألة:
حروف اللغة العربية ليست فى ذاتها معجزة.
ولكن كل حرف فى القرآن (فى موضعه) الذى وضعه الله فيه هو معجز بحيث لو حاولنا أن نأتى بأى حرف آخر يحل محله ليقوم بما قام به هذا الحرف، لما وجد أفضل منه ولا حتى مثله.
وهذا هو معيار الإعجاز.
ومثال على هذا من سورتنا هذه أقول إن كلمة (إنا) ليست فى ذاتها معجزة - أقصد بعيداً عن القرآن - وإلا لأصبحت لغة العرب وجميع كلام الناس معجز، ولكن موضعها هنا فى هذه السورة هو المعجز فلو حاولنا أن نأتى بأى كلمة أخرى تحل محلها لما وجدنا مثلها فهل مثلاً يمكن أن نضع موضعها إحدى الكلمات الآتية: (إننى - أنا - هو - نحن ..... إلخ)؟
هذا طبعاً لا يجوز ولا يصح ولو حدث لانتفى الإعجاز ذلك أن كلمة (إنا) فى هذا الموضع لها أفضليات كثيرة جداً على كل ما ذكرناه، وهذا سيكون له أبحاث مستقلة عن كل كلمة ولفظ وحرف فى هذه السورة وسوف نبين إن شاء الله أفضلية كل كلمة من كلمات هذه السورة فى بحث مستقل (كل كلمة لها أبحاث مستقلة أتناولها من عدة وجوه: اعتقادية - فقهية - بلاغية - رقمية - غيبية - تشريعية ..... إلخ) كذلك علاقة الكلمات بعضها ببعض وأسرار الترتيب فيها وعدم جواز تقديم واحدة على الأخرى وهكذا ......
ونأتى الآن إلى دلالة رقم عشرة والذى يمثل عدد كلمات السورة:
ملاحظة: فى هذه المسألة بعض الأمور التى قد لا تتعلق بالإعجاز ولكن من المفيد ذكرها حتى تكتمل الصورة.
=========
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/379)
من لطائف سورة الكوثر أنها جاءت مكونة من عشر كلمات، ونشير هنا إلى أن القرآن، قد أعجز المشركين أن يأتوا مثله، فلما عجزوا، طالبهم أن يأتوا بعشر سور منه أو من مثله وأن يستعينوا بالإنس والجن، فلم يستطيعوا، ثم أرخى لهم حب التحدى على غاربه حتى طالبهم أن يأتوا بسورة مثله وأن يدعوا من استطاعوا من شركائهم من دون الله فعجزوا.
ثم تأتى هذه السورة منظومة من عشر كلمات، وكأن الله قد ابدل هذه المعاجزة بسورة مكونة من عشر كلمات يعنى كل سورة من السور العشر استبدلها - فى التحدى - بكلمة واحدة من كلمات هذه السورة. مما يشير إلى ان السورة قد جاءت مكتملة العناصر والأركان ومكتملة بعناصر التحدى والإعجاز.
دلالة الرقم عشرة فى السورة مع نفس الرقم فى باقى القرآن
وإذا استعرضنا رقم عشرة فى القرآن فنجده يعبر عن الكمال أو التمام أو التزكية، وهو (لاحظ) مذكور فى تسعة مواضع جميعها تشير إلى المعانى التى ذكرناها من الكمال والتمام والتزكية وهذا تفصيلها:-
1 - الموضع الأول: فى سورة البقرة:
قال تعالى: (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) [البقرة: 196]
2 - الموضع الثانى: فى سورة البقرة أيضاً:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) [البقرة: 234]
فبالأيام العشر اكتملت عدة من مات عنها زوجها.
3 - الموضع الثالث: فى سورة المائدة:
قال تعالى: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ) [المائدة: 89]
فلا تتم كفارة اليمين إلا بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم.
4 - الموضع الرابع: فى سورة الأنعام:
قال تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام: 160]
وهذا تمام الثواب من الله سبحانه.
5 - الموضع الخامس:فى سورة الأعراف:
قال تعالى: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) [الأعراف 142]
فلم يتم الميقات إلا بالليالى العشر.
6 - الموضع السادس: فى سورة هود:
قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13)) [هود: 13]
7 - الموضع السابع: فى سورة القصص:
قال تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ) [القصص: 27]
8 - الموضع الثامن: فى سورة طه:
قال تعالى: (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)) [طه: 102 - 103]
وهذا أقصى ما وسعهم أن يدركوه لفترة مكثهم فى الحياة الدنيا. عشرة على الأكثر.
9 - الموضع التاسع: فى سورة الفجر:
قال تعالى: (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)) [الفجر: 1 - 2]
فهذه المواضع جميعاً تشير إلى التمام أو الكمال أو التزكية والأفضلية عند ذكر الرقم عشرة.
(ولاحظ أيضا الآتى)
10 - الموضع العاشر: فى سورة سبأ:
وفى هذا الموضع نجد مقلوب الرقم عشرة (المعشار) وقد جاء وفيه دلالة على الذم.
قال تعالى: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ) [سبأ: 45]
...
ولا يزال حديثنا موصولاً عن الرقم عشرة فى سورة الكوثر.
وسأتناول الآن ثلاث نقاط:
======
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/380)
الأولى: إذا فتحت المصحف الشريف على سورة الكوثر وعددت الحروف التى تسبق كلمة الكوثر وجدتا تسعة حروف (إنا) 3 + (أعطينك) 6 = 9 حروف بينما أول حرف فى كلمة الكوثر ترتيبه فى السورة هو رقم 10.
ولماذا الكلمة الثالثة بصفة خاصة؟
لأن كلمة (الكوثر) مشتقة من الكثرة.
وقد عبر هذا الترتيب عن لطيفة رائعة جداً فى هذه السورة.
==========
الثانية: على موقع رابطة الأدب الإسلامى العالمية:
http://www.adabislami.org/Arabic/Bo...28200515&page=2 (http://www.adabislami.org/Arabic/Book/index.php?do=print&id=20050428200515&page=2)
هناك مقال جميل جداً عن بعض النواحى الإعجازية فى هذه السورة، للكاتب محمد محمود كالو، وجدت أنها قد وافقت بعضاً مما لاحظته نتيجة تأملى فى هذه السورة المعجزة وسأنقل هنا بعضاً من هذا المقال بينما أستفيد بباقيه الآخر فى موضعه:
يقول - حفظه الله - ((من إعجاز سورة الكوثر ...
) إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر (
هي عشر كلمات ... فقط .. ولكنها كادت أن تحتوي اللغة العربية كلها ... هنا موطن الإعجاز ..
كلمات السورة 10 كلمات ....
الآية الأولى مؤلفة من 10 حروف غير المكررة: (ا- ن- ع- ط- ي- ك- ل- و- ث- ر).
الآية الثانية ... مؤلفة من 10 حروف أيضاً: (ف- ص- ل- ر- ب- ك- و- ا- ن- ح).
الآية الثالثة ... مؤلفة من 10 حروف أيضاً: (ا- ن- ش- ك- هـ- و- ل- ب- ت- ر).
ونختم هذه العشريات .... بالإشارة إلى أن عدد الحروف التي لم تتكرر إلا مرة واحدة هي أيضاً 10 حروف: (ع- ط- ي- ث- ف- ص- ح- ش- هـ- ت).
هل هي الصدفة؟ ألم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم أمياً؟)) انتهى.
============
الثالثة:
س: لماذا رقم عشرة بصفة خاصة؟
ج: عند العرب وفى علم مصطلح الحديث رقم عشرة هو أول جموع الكثرة، وهو أول حد المتواتر، فما دونه آحاد أو مشهور، بينما عشرة فما فوق فهو يعبر عن الكثرة والتواتر.
وكأن الله سبحانه قد أنزل علينا سورة واحدة قصيرة ولكنها مكتملة العناصر والأركان وهى بمفردها كثيرة وتعبر عن الكثرة.
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:11 م]ـ
كل سورة من سور القرآن الكريم تعبر عن وحدة مستقلة بذاتها، ويكون فيها فكرة تقوم بتبليغها وتدو رحولها. كما يكون لكل سورة علاقة بما قبلها وما بعدها من السور الموجودة فى المصحف الشريف.
وسورة الكوثر التى نحن بصدد دراستها لها موضوع تقوم بتبليغه ألا وهو الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهى سورة العطاء (إنا أعطيناك الكوثر) ولكن نلاحظ أنها ليست هى السورة الوحيدة التى كانت تتحدث عن هذا العطاء وتبشر به.
فقد ذكر الوعد بالعطاء فى سور أخرى مها سورة القلم حيث يقول تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)) [القلم]
ويقول أيضاً فى سورة الضحى: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)) [الضحى]
وفى سورة الكوثر يقول: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) [الكوثر].
وإذا تدبرنا هذه الآيات الثلاثة وسورها نجد إشارات عالية جداً:
أولاً: ترتيب هذه السور فى المصحف هو نفس ترتيبها فى النزول: القلم ثم الضحى ثم الكوثر.
ثانياً: أن ترتيب العطاء فى السور الثلاثة يتوافق مع ترتيب السور.
ففى سورة القلم يقول ربنا: (وإن لك لأجراً غير ممنون) ثم فى سورة الضحى يقول: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ثم فى سورة الكوثر يقول: (إنا أعطيناك الكوثر).
ولنسق مثالاً من واقعنا لنفهم هذا الكلام.
عندما يقوم أحد الأغنياء باستعمال أو استئجار أحد العمال ليعمل عنده فإنه يقول له: سوف يكون لك (أجراً) كبيراً. وهذا يتشابه مع قوله تعالى: (وإن لك لأجراً غير ممنون) فالأجر هناك غير معرف.
وبعد أن يعمل عنده ويعجب صاحب العمل عمله، فتشجيعاً له يبشره بقوله: سوف أعطيك أجراً ترض ى عنه وتقر به عينك. وهذا شبيه بقوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهنا أصبحت السورة أقرب للذهن عن هذا العطاء العظيم.
وبعد أن يفرغ من العمل الذى أداه على أكمل وجه يقول له سيده: إليك الأجر الذى وعدتك به ها هو. وهذا شبيه بقوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) حيث تصبح عملية العطاء رأى عين ومشاهدة.
ونلاحظ ملمحاً مهماً هنا وهو أن القرآن الكريم كان ينزل مفرقاً على مدار ثلاثة وعشرين عاماً فىمناسبات عدة وأحداث متفرقة، ولكنه عندما جمع بعدما اكتمل نزول الوحى أصبح يمثل هذه التكاملية العجيبة والجميلة والمعجزة. بل أصبح يعبر عن منظومةمعرفية متكاملة ومتوافقة ومنسجمة.
===========
ونظرة أخرى لهذه السور التى نتحدث عنها: القلم - الضحى - الكوثر. سنجد إشارات جميلة جداً تتعلق بموضوع هذه السورة (الكوثر) ألا وهو الانتصار للنبى صلى الله عليه وسلم.
1 - سورة القلم مكونة من (52) آية.
2 - سورة الضحى مكونة من (11) آية.
3 - سورة الكوثر (3) آيات.
ولنتأمل مجموع آيات سورة القلم وسورة الضحى: 52 + 11 = 63 عاماً
وكأن المعنى المراد الإشارة إليه هو أن الله لن يعطى النبى هذه العطية ألا وهى نهر الكوثر إلا بعد انقضاء أجل النبى والذى بلغه بعد ثلاث وستين سنة. فجاءت سورة الكوثر بعد هاتين الآيتين البالغ مجموع آياتهما = 63 آية. فتأمل.
كما أن رقم (3) وهو عدد آيات سورة الكوثر، يعبر عن أمور تتعلق بحياة النبى صلىالله عليه وسلم.
منها أنها قد تمثل ثلاث مراحل: الأولى حياته قبل البعثة وحياته بعد البعثة فى مكة ثم حياته بعد الهجرة فى المدينة.
كما يمكن أن تشير إلى: مرحلة العبودية (أى قبل البعثة)، ومرحلة النبوة (منذ نزول سورة اقرأ وحتى نزول سورة المدثر)، ومرحلة الرسالة (من أول نزول سورة المدثر ثم بداية الرسالة).
والله أعلم.
========================
الرجاء من المشرفين حذف هذه المشاركة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/381)
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[06 - 06 - 10, 01:14 م]ـ
كل سورة من سور القرآن الكريم تعبر عن وحدة مستقلة بذاتها، ويكون فيها فكرة تقوم بتبليغها وتدو رحولها. كما يكون لكل سورة علاقة بما قبلها وما بعدها من السور الموجودة فى المصحف الشريف.
وسورة الكوثر التى نحن بصدد دراستها لها موضوع تقوم بتبليغه ألا وهو الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهى سورة العطاء (إنا أعطيناك الكوثر) ولكن نلاحظ أنها ليست هى السورة الوحيدة التى كانت تتحدث عن هذا العطاء وتبشر به.
فقد ذكر الوعد بالعطاء فى سور أخرى مها سورة القلم حيث يقول تعالى: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)) [القلم]
ويقول أيضاً فى سورة الضحى: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)) [الضحى]
وفى سورة الكوثر يقول: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)) [الكوثر].
وإذا تدبرنا هذه الآيات الثلاثة وسورها نجد إشارات عالية جداً:
أولاً: ترتيب هذه السور فى المصحف هو نفس ترتيبها فى النزول: القلم ثم الضحى ثم الكوثر.
ثانياً: أن ترتيب العطاء فى السور الثلاثة يتوافق مع ترتيب السور.
ففى سورة القلم يقول ربنا: (وإن لك لأجراً غير ممنون) ثم فى سورة الضحى يقول: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ثم فى سورة الكوثر يقول: (إنا أعطيناك الكوثر).
ولنسق مثالاً من واقعنا لنفهم هذا الكلام.
عندما يقوم أحد الأغنياء باستعمال أو استئجار أحد العمال ليعمل عنده فإنه يقول له: سوف يكون لك (أجراً) كبيراً. وهذا يتشابه مع قوله تعالى: (وإن لك لأجراً غير ممنون) فالأجر هناك غير معرف.
وبعد أن يعمل عنده ويعجب صاحب العمل عمله، فتشجيعاً له يبشره بقوله: سوف أعطيك أجراً ترض ى عنه وتقر به عينك. وهذا شبيه بقوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهنا أصبحت السورة أقرب للذهن عن هذا العطاء العظيم.
وبعد أن يفرغ من العمل الذى أداه على أكمل وجه يقول له سيده: إليك الأجر الذى وعدتك به ها هو. وهذا شبيه بقوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) حيث تصبح عملية العطاء رأى عين ومشاهدة.
ونلاحظ ملمحاً مهماً هنا وهو أن القرآن الكريم كان ينزل مفرقاً على مدار ثلاثة وعشرين عاماً فىمناسبات عدة وأحداث متفرقة، ولكنه عندما جمع بعدما اكتمل نزول الوحى أصبح يمثل هذه التكاملية العجيبة والجميلة والمعجزة. بل أصبح يعبر عن منظومةمعرفية متكاملة ومتوافقة ومنسجمة.
===========
ونظرة أخرى لهذه السور التى نتحدث عنها: القلم - الضحى - الكوثر. سنجد إشارات جميلة جداً تتعلق بموضوع هذه السورة (الكوثر) ألا وهو الانتصار للنبى صلى الله عليه وسلم.
1 - سورة القلم مكونة من (52) آية.
2 - سورة الضحى مكونة من (11) آية.
3 - سورة الكوثر (3) آيات.
ولنتأمل مجموع آيات سورة القلم وسورة الضحى: 52 + 11 = 63 عاماً
وكأن المعنى المراد الإشارة إليه هو أن الله لن يعطى النبى هذه العطية ألا وهى نهر الكوثر إلا بعد انقضاء أجل النبى والذى بلغه بعد ثلاث وستين سنة. فجاءت سورة الكوثر بعد هاتين الآيتين البالغ مجموع آياتهما = 63 آية. فتأمل.
كما أن رقم (3) وهو عدد آيات سورة الكوثر، يعبر عن أمور تتعلق بحياة النبى صلى الله عليه وسلم.
منها أنها قد تمثل ثلاث مراحل: الأولى حياته قبل البعثة وحياته بعد البعثة فى مكة ثم حياته بعد الهجرة فى المدينة.
كما يمكن أن تشير إلى: مرحلة العبودية (أى قبل البعثة)، ومرحلة النبوة (منذ نزول سورة اقرأ وحتى نزول سورة المدثر)، ومرحلة الرسالة (من أول نزول سورة المدثر ثم بداية الرسالة).
والله أعلم.(20/382)
مسابقة الخرافي السنوية السادسة لحفظ القرءان الكريم [استمارة التقديم مرفقة]
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 05:33 م]ـ
هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213242
وفقكم الله
ـ[أبو عمير الأزهرى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:46 م]ـ
سؤال _ هل هناك شروط للتقدم للمسابقه؟ ينفع يتقدم للمسابقه مدرس قرأن بالأزهر مثلا مالم يتخطى السن المحدده للمسابقه _ أو ينفع يتقدم للمسابقه امام وخطيب بالأوقاف الرجاء الافاده فى هذا الأمر وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 07:23 م]ـ
سؤال _ هل هناك شروط للتقدم للمسابقه؟ ينفع يتقدم للمسابقه مدرس قرأن بالأزهر مثلا مالم يتخطى السن المحدده للمسابقه _ أو ينفع يتقدم للمسابقه امام وخطيب بالأوقاف الرجاء الافاده فى هذا الأمر وجزاكم الله خيرا
الظاهر من خلال الإعلان أنه لا يشترط سوى السن، والكم المحفوظ
ويمكنكم الاستفسار عن طريق الأرقام الموضحة في الإعلان
وفقكم الله(20/383)
المنهج الذي يوصي به الشيخ ابن غديان في حفظ القران الكريم
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:03 ص]ـ
رحم الله الشيخ كان يوصي الطلاب بحفظ القران ,ولكن بطريقة فريدة تجعل من يحفظه عارفا فاهما متدبرا
في يوم الاربعاء 6/ 1/1423 هـ سألت الشيخ رحمه الله عن الطريقة الصحيحة لحفظ القران الكريم؟
فقال هناك عدة امور:
1 - تحديد الايات التي يراد حفظها ,وتكون مشتملة على موضوع واحد ,أو جزء من موضوع عام ,كما هو موجود في أول سورة البقرة.
2 - ثم معرفة مفردات الاية ومعانيها اللغوية ,يرجع فيه الى مفرات عريب القران للراغب الاصفهاني
3 - النظر في سبب نزول الايات ويرجع فيه الى كتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي
4 - ثم ينظر في الايات هل فيها منسوخ أولا ,ويرجع فيه كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس وكتاب دفع إيهام الاضطراب عن ايات الكتاب للشيخ الشنقيطي
5 - ثم ينظر في كل جملة على حسب اصطلاح الوقف مثل الوقف الواجب والممنوع وماكان الوقف منه أولى وماكان فيه الوصل اولى ,والوقف الجائز, وتعانق الوقف ,بمعنى انه يقف على أي احد الموضعين دون الاخر لانه يساعد على فهم الايه
6 - ثم عليه ان يفهم كل ايه بمفردها وعلاقتها بما قبلها ويرجع فيه الى كتاب نظم الدرر في تناسب الايات والسور للبقاعي
7 - ثم عليه ان يفهم المعنى العام للايات التي يراد حفظها
8 - ثم عليه ان يعرف ما اشتملت عليه الايات من الاحكام ويستعان بكتب احكام القران مثل أحكام القران لابن العربي واحكام القران للقرطبي
هذا ما كتبته مع الشيخ رحمه الله في ذلك اليوم بخصوص القران الكريم والشيخ رحمه الله كثيرا ما يذكر هذها لطريقة في اذاعة القران الكريم او في دروسه او محاضراته
ـ[أم المنذر]ــــــــ[08 - 06 - 10, 02:45 ص]ـ
رحم الله الشيخ بن غديان رحمة واسعة ..
انتفعت ُ بما كتبتموه،
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 06:22 ص]ـ
ما شاء الله .. رحمه الله رحمة واسعة
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:05 ص]ـ
والشيخ رحمه الله له معرفة وعلم غزير في التفسير وعلومه
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[10 - 06 - 10, 02:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأسأل الله أن يرحم الشيخ ويجزيه خيرا.
ـ[عبدالرحيم الجيزاني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 05:27 ص]ـ
بارك الله فيك،، ورحم الله الغديان.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 12:54 ص]ـ
يبدو أن الشيخ زاد عليها فيما بعد و أصبحت 10 مراحل لا ثمان بزيادة المتشابه المعنوي و اللفظي
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[13 - 06 - 10, 12:04 م]ـ
الشيخ رحمه الله يمليها كثيرا
واحيانا يزيد فيها ذكر المتشابه وزيادة بعض الكتب
ولكن هذا الذي ذكرته املاها علي في مكتبه في دار الافتاء بالرياض
ـ[أيمن الصاعدي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 04:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و رحم الله الشيخ و أسكنه الفردوس الأعلى
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 02:40 ص]ـ
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/384)
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا(20/385)
طريقة الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله التي يوصي بها لحفظ القران وفهمه
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 06 - 10, 01:13 ص]ـ
حبذا حذف المشاركة لتكرارها(20/386)
مراجعة الحزب السابع:حزب المفصل (طريقة الغديان رحمه الله)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 06:24 ص]ـ
ان شاء الله ساجعل هذه الصفحة لمراجعة حزب المفصل
وسنعتمد في المراجعة على هذه الطريقة
رحم الله الشيخ كان يوصي الطلاب بحفظ القران ,ولكن بطريقة فريدة تجعل من يحفظه عارفا فاهما متدبرا
في يوم الاربعاء 6/ 1/1423 هـ سألت الشيخ رحمه الله عن الطريقة الصحيحة لحفظ القران الكريم؟
فقال هناك عدة امور:
1 - تحديد الايات التي يراد حفظها ,وتكون مشتملة على موضوع واحد ,أو جزء من موضوع عام ,كما هو موجود في أول سورة البقرة.
2 - ثم معرفة مفردات الاية ومعانيها اللغوية ,يرجع فيه الى مفرات عريب القران للراغب الاصفهاني
3 - النظر في سبب نزول الايات ويرجع فيه الى كتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي
4 - ثم ينظر في الايات هل فيها منسوخ أولا ,ويرجع فيه كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس وكتاب دفع إيهام الاضطراب عن ايات الكتاب للشيخ الشنقيطي
5 - ثم ينظر في كل جملة على حسب اصطلاح الوقف مثل الوقف الواجب والممنوع وماكان الوقف منه أولى وماكان فيه الوصل اولى ,والوقف الجائز, وتعانق الوقف ,بمعنى انه يقف على أي احد الموضعين دون الاخر لانه يساعد على فهم الايه
6 - ثم عليه ان يفهم كل ايه بمفردها وعلاقتها بما قبلها ويرجع فيه الى كتاب نظم الدرر في تناسب الايات والسور للبقاعي
7 - ثم عليه ان يفهم المعنى العام للايات التي يراد حفظها
8 - ثم عليه ان يعرف ما اشتملت عليه الايات من الاحكام ويستعان بكتب احكام القران مثل أحكام القران لابن العربي واحكام القران للقرطبي
هذا ما كتبته مع الشيخ رحمه الله في ذلك اليوم بخصوص القران الكريم والشيخ رحمه الله كثيرا ما يذكر هذها لطريقة في اذاعة القران الكريم او في دروسه او محاضراته
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 06:37 ص]ـ
جدول الاسبوع القادم من السبت الى الجمعة
السبت <---- 12/ 06/2010 <---- الصفحة 524
الأحد <---- 13/ 06/2010 <---- الصفحة 525
الإثنين <---- 14/ 06/2010 <---- الصفحة 526
الثلاثاء <---- 15/ 06/2010 <---- الصفحة 527
الأربعاء <---- 16/ 06/2010 <---- الصفحة 528
الخميس <---- 17/ 06/2010 <---- الصفحة 529
الجمعة <---- 18/ 06/2010 <---- الصفحة 530
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 07:47 ص]ـ
السبت <---- 12/ 06/2010 <---- الصفحة 524
http://dc203.4shared.com/img/305662096/74e17338/523.png?sizeM=7
http://dc182.4shared.com/img/305659364/8f904d53/524.png?sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة
سورة الطور
مكية كلها
1 - الطُّورِ «1»: جبل بمدين، كلم عنده موسى عليه السلام.
2 - و3 - وَكِتابٍ مَسْطُورٍ أي مكتوب «2». فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ.
يقال: هي الصحائف التي تخرج يوم القيامة إلى بني آدم.
4 - وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ: بيت في السماء حيال الكعبة.
5 - وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ يعني: السماء.
6 - وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ: المملوء «3». قال النمر بن تولب - وذكر وعلا -:
إذا شاء طالع مسجورة ترى حولها المنبع والساسما
أي عينا مملوءة.
9 - يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً: تدور بما فيها.
10 - وَتَسِيرُ الْجِبالُ عن وجه الأرض.
__________
(1) قال مجاهد: الطور: الجبل بالسريانية.
(2) هو قول قتادة.
(3) قال الحسن: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة.
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 367
13 - يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا أي يدفعون. يقال: دععته أدعه دعّا، أي دفعته. ومنه: الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ [سورة الماعون آية: 2].
18 - فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ أي ناعمين بذلك. وفَكِهِينَ معجبين بذلك «1».
21 - وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ أي ما نقصناهم.
23 - يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً أي يتعاطون. قال الأخطل:
وشاربه مربح بالكأس نازعني لا بالحصور ولا فيها بسوار
اي عاطاني.
لا لَغْوٌ فِيها [وَلا تَأْثِيمٌ] أي لا تذهب بعقولهم، فيلغوا او يرفثوا، فيأثموا. كما يكون ذلك في خمر الدنيا.
26 - إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ أي خائفين.
29 - فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ - بِنِعْمَةِ رَبِّكَ - بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ كما تقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/387)
ما أنت - بحمد اللّه - بجاهل.
30 - نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ أي حوادث الدهر وأوجاعه ومصائبه.
و «المنون»: الدهر، قال ابو ذؤيب:
أمن المنون وريبه تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع؟
هكذا كان الأصمعي يريه: «وريبه»، ويذهب الى أنه الدهر، قال:
وقوله: «والدهر ليس بمعتب» يدل على ذلك، كأنه قال: «أمن الدهر وريبه
__________
(1) قال الطبري: عندهم فاكهة.
اسباب النز ول للسيوطي
أخرج ابن جرير عن ابن عباس أن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه و سلم قال قائل منهم: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء: زهير و النابغة فإنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك {أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون}
الناسخ والمنسوخ لابن نحاس
وفي الطور وسبح بحمد ربك حين تقوم
للعلماء فيه أقوال فمن ذلك ما حدثناه أحمد بن محمد بن الحجاج قال حدثنا يحيى الجعفي قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا أسامة بن زيد سمع محمد بن كعب القرظي يقول في هذه الآية وسبح بحمد ربك حين تقوم قال حين تقوم إلى الصلاة
قال الجعفي وحدثني عمر بن هارون البلخي قال حدثني أبو مصلح عن الضحاك في هذه الآية قال حين تقوم للصلاة أن تكبر
وتقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
قال أبو جعفر وهذا قول أن هذه الآية في افتتاح الصلاة
ورد هذا بعض العلماء وقال قد أجمع المسلمون أنه من لم يستفتح الصلاة بهذا فصلاته جائزة فلو كان هذا أمرا من الله لكان موجبا فإن قيل هو ندب قيل لو صح أنه واجب بما تقوم به الحجة لجاز أن يكون ندبا أو منسوخا
وقال أبو الجوزاء وسبح بحمد ربك حين تقوم من النوم
واختار هذا القول محمد بن جرير قال يكون هذا فرضا ويكون هذا النوم للقائلة ويعني به صلاة الظهر لأن صلاة الصبح مذكورة في الآية والقول الثالث قول أبي الأحوص أن يكون كلما قام من مجلس قال سبحانك اللهم وبحمدك
وهذا القول أولاها من جهات إنه أوكدها قد صح عن عبدالله بن مسعود رحمه الله وإذا تكلم صحابي في آية لم يعلم أحد من الصحابة خالفه لم تسع مخالفته لأنهم أعلم بالتنزيل والتأويل كما قرىء على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله إوسبح بحمد ربك حين تقوم قال حين تقوم من المجلس تقول سبحان الله وبحمده
قال أبوجعفر فيكون هذا ندبا لجميع الناس
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه رغب في ذلك وكان يقول كلما قام من مجلس سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك وفي بعض الحديث يغفرله كل ما كان في ذلك المجلس
وقد يجوز أن يكون هذا لما كان مخاطبة للنبي صلى الله عليه و سلم كان فرضا عليه وحده هذا على قول قوم
وحجة ثالثة أن الكلام عام فلا يخص به القيام من النوم إلا بحجة
ثم قال جل وعز ومن الليل فسبحه فيه ثلاثة أقوال من العلماء من قال يعني به المغرب والعشاء قال ابن زيد يعني به المغرب وحدثنا على بن الحسين عن الحسن بن محمد عن ابن علية قال حدثناابن جريج عن مجاهد قال قال ابن عباس ومن الليل فسبحه هو التسبيح في أدبار الصلوات ثم قال جل وعز وإدبارالنجوم فيه قولان قال الضحاك وابن زيد أدبار النجوم صلاة الصبح واختار محمد بن جرير هذا القول لأنه صلاة الصب ومن رض فالأولى أن تحمل الآية عليها
قال أبو جعفر قلت وأولى من هذا القول لأنه جاء عن صحابي لا نعلم له مخالفا كما قرىء على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا العلاء بن المسيب عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي في قوله جل وعز وإدبار النجوم قال الركعتان بعد الفجر
فإن قيل فالركعتان غير واجبتين والأمر من الله عز و جل على الحتم إلا أن تكون حجة تدل على أنه على غير الحتم فالجواب عن هذا أنه يجوز أن يكون حتما ثم نسخ لأنه لا فرض إلا الصلوات الخمس ويجوز أن يكون ندبا ويدلك على ذلك ما أجمع العلماء عليه أن ركعتي الفجر ليستا بفرض ولكنهما مندوب إليهما فلا ينبغي تركهما
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 07:51 ص]ـ
الأحد <---- 13/ 06/2010 <---- الصفحة 525
http://dc144.4shared.com/img/305659363/11f4d8f0/525.png?sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة، ص:
368
كأنه قال: «أمن الدهر وريبه تتوجع، والدهر لا يعتب من يجزع!؟».
قال الكسائي: «تقول العرب: لا أكلمك آخر المنون، أي آخر الدهر».
37 - أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ! أي الأرباب. يقال: تسيطرت علي، أي اتخذتني خولا [لك].
38 - أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ!؟ أي درج. قال ابن مقبل:
لا تحرز المرء أحجاء البلاد، ولا تبني له في السموات السلاليم
44 - وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً قد تقدم ذكره «1».
سَحابٌ مَرْكُومٌ أي ركام: بعضه على بعض.
والمعنى انهم قالوا للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: إنا لا نؤمن لك حتى تسقط السماء علينا كسفا، فقال اللّه: لو أسقطنا عليهم كسفا من السماء، قالوا: هذا سحاب مركوم، ولم يؤمنوا.
45 - يُصْعَقُونَ: يموتون.
__________
(1) قال الطبري: وإن ير هؤلاء المشركون قطعا من السماء ساقطا عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/388)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 07:57 ص]ـ
الإثنين <---- 14/ 06/2010 <---- الصفحة 526
http://dc143.4shared.com/img/309645904/644b937f/526.png?rnd=0.4547066780178237&sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 369
سورة النجم
مكية كلها
1 - وَالنَّجْمِ إِذا هَوى. يقال: «كان القرآن ينزل نجوما، فأقسم اللّه بالنجم منه إذا نزل».
وقال مجاهد: «أقسم بالثّريّا إذا غابت» والعرب تسمى الثّريا - وهي ستة أنجم ظاهرة - نجما.
[و] قال أبو عبيدة: «أقسم بالنجم إذا سقط في الغور». وكأنه لم يخصّص الثّريّا دون غيرها.
5 - عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى: جبريل عليه السلام. وأصله من «قوي الحبل»، وهي طاقاته. الواحدة: قوة.
6 - و7 - ذُو مِرَّةٍ، أي ذو قوة. وأصل «المرّة»: الفتل.
ومنه
الحديث «1»: «لا تحلّ الصدقة لغنى، ولا لذي مرة سوى».
وقوله: فَاسْتَوى [وَهُوَ]، أي استوى هو وجبريل - صلوات اللّه عليهما بِالْأُفُقِ الْأَعْلى.
__________
(1) وهو قول مجاهد.
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 370
8 - و9 - ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى «1» أي قدر قوسين عربيتين.
وقال قوم: «القوس: الذراع، أي كان ما بينهما قدر ذراعين».
والتفسير الأول اعجب إليّ،
لقول النبي صلّى اللّه عليه وعلى آله وسلم: «لقاب قوس أحدكم من الجنة، او موضع قدّه - خير له من الدنيا وما فيها».
و «القدّ»: السوط.
10 - فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى
عن اللّه عز وجل.
11 - ما رَأى يقول بعض المفسرين. «إنه أراد: رؤية بصر القلب».
12 - أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى: أفتجادلونه. من «المراء».
ومن قرأ: أفتمرونه، أراد: أفتجحدونه.
16 - إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى: من امر اللّه تعالى.
17 - ما زاغَ الْبَصَرُ أي ما عدل، وَما طَغى: ما زاد، ولا جاوز.
19 - 20 -
21 - أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى «2»، وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى؟ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى؟! كانوا يجعلونها بنات اللّه، فقال: ألكم الذكور من الولد، وله الإناث؟!
__________
(1) أخرج البخاري قال: حدثنا عبد الواحد، حدثنا الشيباني قال: سمعت زر عن عبد اللّه: فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال: حدثنا ابن مسعود أنه رأى جبريل له سبعمائة جناح.
(2) أخرج البخاري قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبو الأشهب حدثنا أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي اللّه عنهما في قوله: اللات والعزى، كان اللات رجلا يلت سويق الحاج.
اسباب النزول
أخرج الواحدي و الطبراني و ابن المنذر و ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحرث الأنصاري [قال: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صغير صديق فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال: كذبت اليهود ما من ما من نسمة يخلقها الله في بطن أمه إلا ويعلم أنه شقي أو سعيد] فأنزل الله عند ذلك هذه الآية {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض} الآية
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج في غزوة فجاء رجل يريد أن يحمل فلم يجد ما يخرج عليه فلقي صديقا له فقال: أعطني شيئا فقال: أعطيك بكري هذا على أن تتحمل ذنوبي فقال له نعم فأنزل الله {أفرأيت الذي تولى} الآيات
وأخرج عن دراج أبي السميع قال: خرجت سرية غازية فسأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحمله فقال: لا أجد ما أحملك عليه فأنصرف حزينا فمر برجل رحالة منيخة بين يديه فشكا إليه فقال له الرجل: هل لك أ أحملك فتلحق بالجيش بحسناتك فقال: نعم فركب فنزلت {أفرأيت الذي تولى} إلى قوله {ثم يجزاه الجزاء الأوفى}
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: إن رجلا أسلم فلقيه بعض من يعبره فقال: أتركت دين الأشباح وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله قال: أعطني شيئا و أنا أحمل كل عذاب كان عليك فأعطاه شيئا فقال: زدني فتعاسرا حتى أعطاه شيئا وكتب كتابا وأشهد له ففيه نزلت الآية {أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا وأكدى}
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانوا يمرون على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يصلي شامخين فنزلت {وأنتم سامدون} \
الناسخ والمنسوخ
وفي النجم قوله جل عز وأن ليس للإنسان إلا ما سعى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/389)
للناس في هذا أقوال فمنهم من قال إنها منسوخة ومنهم من قال هي محكمة ولا ينفع أحد أن يصدق عنه أحد ولا أن يجعل له ثواب شيء عمله قالوا وليس للإنسان إلا ما سعى كما قال الله جل وعز
وقال قوم قد جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم بأسانيد صحاح فهي مضمومة إلى الآية وقال قوم الأحاديث لها تأويل وليس للإنسان على الحقيقة إلا ما سعى فمن تؤول عليه أن الآية منسوخة ابن عباس كما حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبدالله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال وقوله تعالى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى فانزل الله جل وعز بعد ذلك والذين ءامنوا أتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم فأدخل الله عز و جل الأباء الجنة بصلاح الأبناء وقال محمد بن جرير يذهب إلى أنها منسوخة
قال أبو جعفر كذا عندي في الحديث وكان يجب أن يكون فأدخل الله عز و جل الأبناء الجنة بصلاح الأباء إلا أنه يجوز أن يكون المعنى على أن الآباء يلحقون الأبناء كما يلحق الأبناء بالآباء
قال أبو جعفر وحدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبدالرزاق قال حدثنا الثوري عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن الله يرفع ذرية المؤمن معه في درجة الجنة وإن كانوا دونه في العمل والذين ءامنوا وتبعهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم أي نقصناهم
وحدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال حدثنا أحمد بن شكيب الكوفي قال محمد بن بشر العبدي قال حدثنا سفيان الثوري عن سماعه عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله جل وعز ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته وإن كان لم يبلغها بعمله ليقر بهم عينه ثم قرأ والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم الآية
قال أبو جعفر فصار الحديث مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وكذا يجب أن يكون لأن ابن عباس رحمه الله لا يقول هذا إلا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه إخبار عن الله عز و جل بما يفعله وبمعنى أنه أنزلها عز و جل
وأما قول من قال لا ينفع أحدا أن يصدق عنه أحد ولم يتأول الأحاديث فقول مرغوب عنه لأن ما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يسع أحدا رده قال الله جل وعز وما ءاتاكم الرسول فخذوه وقد صحت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أحاديث سنذكر منها شيئا
قال أبو جعفر حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سليمان بن يسار عن عبدالله بن عباس قال كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل بن عباس ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الأخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله جل وعز على عباده بالحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة الوداع
قال أبو جعفر وفي حديث ابن عيينة عن عمرو عن الزهري عن سليمان عن ابن عباس زيادة وهي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت تقضينه قالت نعم قال فدين الله أولى فقال قوم لا يحج أحد عن أحد واحتج له بعض أصحابه فقال في الحج صلاة لا بد منها وقد أجمع العلماء على أن لا يصلي أحد عن أحد قيل لهم فالحج مخالف للصلاة مع ثبات السنة وسنذكر قول من تأول الحديث
وقد روى شعبة عن جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا قال يا رسول الله إن أمي توفيت وعليها صيام قال فصم عنها
وقد قال من يقتدى بقوله من العلماء لا يصم أحد عن أحد فقال من احتج لهم هذا الحديث وإن كان مستقيم الإسناد وسعيد بن جبير وإن كان له المحل الجليل فقد وقع في أحاديثه غلط وقد خالفه عبيدالله بن عبدالله وعبيدالله من الإتقان على ما لا خفاء به كما حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا عبدالله بن يوسف قال أنبانا مالك عن عبيدالله بن عبدالله بن مسعود الهذلي عن عبدالله بن عباس أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله ان أمي ماتت وعليها نذر لم تقضه قال فاقضه عنها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/390)
وروى الزهري عن أبي عبدالله الأغر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال يلحق المسلم أو ينفع المسلم ثلاث ولد صالح يدعو له وعلم ينشره وصدقة جارية
قال أبو جعفر ونذكر قول من تأول هذه الأحاديث فيها أقوال قال أبو جعفر من العلماء من قال بالأحاديث كلها ولم يجز فيها الترك منهم أحمد بن محمد بن حنبل وكان هذا مذهبه فقال يحج الإنسان عن الإنسان ويتصدق عنه كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من مات وعليه صيام شهر رمضان أطعم عنه لكل يوم مد ومن مات وعليه صيام نذر صام عنه وليه كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن العلماء من قال ببعض الأحاديث فقال يحج الإنسان عن الإنسان ولا يصوم عنه ولا يصلي وهذا مذهب الشافعي
ومنهم من قال لا يجوز في عمل الأبدان أن يعملها أحد عن أحد ولا يحج أحد عن أحد وهذا قول مالك بن أنس
ومنهم من قال الأحاديث صحيحة ولكن هي محمولة على الآية وإنما يحج الإنسان عن الإنسان إذا أمره أو أوصى بذلك أو كان له فيه سعي حتى يكون موافقا لقوله عزوجل وأن ليس للإنسان إلا ما سعى
ومنهم من قال لا يعمل أحد عن أحد شيئا فإن عمله فهو لنفسه كما قال جل وعز وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وقال في الأحاديث سبيل الأنبياء صلى الله عليهم أجمعين ألا يمنعوا أحدا من فعل الخير
قال أبو جعفر وقول أحمد في هذا بين حسن وهو أصل مذهب الشافعي
فإن قال قائل كيف ترد إلى الآية ففي ذلك جوابان أحدهما أن ما قاله الرسول صلى الله عليه و سلم وصح عنه فهو مضموم إلى القرآن كما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي قال حدثنا ابن عيينة عن ابن المنكدر وأبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه أو غيره عن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله عز و جل اتبعناه
قال أبو جعفر وهذا جواب جماعة من الفقهاء أن يضم الحديث إلى القرآن كما قال الله جل وعز قل لآ أجد فى مآ أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميته أو دما مسفوحا أو لحم خنزير ثم حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير فكان مضموما إلى الآية
وكان أحمد رحمه الله من أكثر الناس اتباعا لهذا حتى قال من احتجم وهو صائم فقد أفطر هو وحاجمه كما قال رسول الله وفي الأحاديث تأويل آخر فيه لطف ودقة وهو أن الله جل وعز إنما قال وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ولام الخفض معناها في العربية الملك والإيجاب فليس يجب للإنسان إلا ما سعى فإذا تصدق عنه غيره فليس يجب له شيء إلا أن الله جل وعز يتفضل عليه بما لم يجب له كما يتفضل على الأطفال بإدخالهم الجنة بغير عمل
قال أبوجعفر فعلى هذا يصح تأويل الأحاديث
وقد روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رجلا قال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها فماتت ولم توص أفتصدق عنها قال نعم فيكون في هذا الحديث ما ذكرنا من التأويلات
وفيه من الغريب قوله افتلتت نفسها معناه ماتت فجأة ومنه قول عمر رضي الله عنه كانت بيعة أبي بكر فالتة فوقي الله عز و جل شرها أي فجأة وفي هذا من المعنى أن عمر رضي الله عنه تواعد وفعل مثل ذلك وذلك أن أبا بكر رضي الله عنه كان له من الفضائل الباهرة التي لا تدفع ما يستوجب به الخلافة وأن يبايع فجأة وليس هذا لغيره وكان له استخلاف رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه على الصلاة قال محمد بن جرير استخلافه إياه على الصلاة بمعنى استخلافه إياه على إمامة المسلمين والنظر في أمورهم لأنه استخلفه على الصلوات التي لا يقيمها إلا الأئمة من الجمع والأعياد وروجع في ذلك فقال يأبى الله جل وعز والمسلمون إلا أبا بكر وقال غير محمد بن جرير روي شعبة والثوري عن الأعمش ومنصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن فلما استخلف رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر على خير أعمالنا كان ما دونه تابعا له
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:01 ص]ـ
الثلاثاء <---- 15/ 06/2010 <---- الصفحة 527
http://dc236.4shared.com/img/305659552/4953c717/527.png?sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 371
22 - تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى أي جائرة «1». يقال: ضزت في الحكم، أي جرت.
و «وضيزي»: فعلى، فكسرت الضاد للياء. وليس في النعوت «فعلى».
23 - ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ أي حجة.
32 - اللَّمَمَ: صغار الذنوب «2». وهو من «ألمّ بالشي ء»: إذا لم يتعمق فيه، ولم يلزمه. ويقال: «الّلمم: ان يلمّ [الرجل] بالذنب، ولا يعود».
34 - وَأَعْطى قَلِيلًا وَأَكْدى أي قطع. وهو من «كدية الرّكيّة».
وهي: الصلاة فيها، وإذا بلغها الحافر يئس من حفرها، فقطع الحفر. فقيل لكل من طلب شيئا فلم يبلغ آخره، او أعطى ولم يتمّم -: أكدي.
35 - أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى أي يعرف ما غاب عنه: من امر الآخرة وغيرها؟!
37 - وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى أي بلّغ.
39 - وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى أي ما عمل لآخرته.
40 - و41 - وَأَنَّ سَعْيَهُ: عمله سَوْفَ يُرى أي يعلم، ثُمَّ يُجْزاهُ: يجزى به.
46 - مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى أي تقدر وتخلق. يقال: ما تدري ما يمني لك الماني، أي ما يقدّر لك اللّه.
47 - وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى أي الخلق الثاني للبعث يوم القيامة.
__________
(1) قاله الطبري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/391)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:03 ص]ـ
الأربعاء <---- 16/ 06/2010 <---- الصفحة 528
http://dc192.4shared.com/img/305659560/8c70f5f8/528.png?sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 372
48 - وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى [أي اعطى ما يقتني]: من القنية والنّشب. يقال: أقنيت كذا، [وأقنانية اللّه].
49 - وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى: الكوكب [المضيء الذي يطلع] بعد الجوزاء. وكان ناس في الجاهلية يعبدونها.
53 - وَالْمُؤْتَفِكَةَ: مدينة قوم لوط، لأنها ائتفكت [بهم]، أي انقلبت. أَهْوى: أسقط. يقال: هوى، إذا سقط. وأهواه اللّه، أي أسقطه.
54 - فَغَشَّاها: من العذاب والحجارة، ما غَشَّى.
56 - هذا نَذِيرٌ يعني: محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم، مِنَ النُّذُرِ الْأُولى يعني من الأنبياء المتقدمين.
57 - أَزِفَتِ الْآزِفَةُ أي قربت القيامة.
58 - لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ: ليس لعلمها كاشف ومبين دون اللّه ومثله: لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ [سورة الأعراف آية: 187].
وتأنيث «كاشفة» كما قال: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ [سورة الحاقة آية 8] أي بقاء. و [كما قيل]: العاقبة، وليست له ناهية.
61 - وَأَنْتُمْ سامِدُونَ: لأهون «1»، ببعض اللغات. يقال للجارية: اسمدي لنا، أي غني لنا.
__________
(1) قاله الطبري.
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 373
سورة القمر
مكية كلها
1 - اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ أي قربت.
2 - سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ أي شديد قويّ. وهو من «المرّة» مأخوذ.
والمرة: الفتل، يقال: استمرت مريرته.
ويقال: هو من «المرارة». [يقال]: امر الشيء واستمر [إذا صار مرّا].
4 - ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ أي متّعظ ومنتهى.
6 - إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ أي منكر.
8 - مُهْطِعِينَ قال أبو عبيدة: مسرعين إِلَى الدَّاعِ.
وفي التفسير: «ناظرين قد دفعوا رؤوسهم إلى الداعي».
9 - وَازْدُجِرَ أي زجر. وهو: «افتعل» من ذلك.
11 - بِماءٍ مُنْهَمِرٍ أي كثير سريع الانصباب. ومنه يقال: همر الرجل، إذا اكثر من الكلام وأسرع.
اسباب النزول
أخرج الشيخان و الحاكم واللفظ له عن ابن مسعود قال: رأيت القمر منشقا شقين بمكة قبل مخرج النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا: سحر القمر فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر}
وأخرج الترمذي عن أنس قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه و سلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلى قوله {سحر مستمر}
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: قالوا يوم بدر: نحن جميع منتصر فنزلت {سيهزم الجمع ويولون الدبر}
وأخرج مسلم و الترمذي عن أبي هريرة قال: جاء مشركون يخاصمون رسول الله صلى الله عليه و سلم في القدر فنزلت {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى قوله {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فنزلت
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:06 ص]ـ
الخميس <---- 17/ 06/2010 <---- الصفحة 529
http://dc242.4shared.com/img/305659571/e26cf42f/529.png?sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 374
12 - فَالْتَقَى الْماءُ أي التقي ماء الأرض وماء السماء.
13 - و (الدسر): المسامير، واحدها: «دسار». وهي أيضا:
الشّرط التي تشدّ بها السفينة.
14 - تَجْرِي بِأَعْيُنِنا أي بمرأي منا وحفظ، جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ يعني: نوحا - عليه السّلام - ومن حمله معه من المؤمنين.
و «كفر»: جحد ما جاء به.
15 - و51 - فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ أي معتبر ومتعظ «1». وأصله «مفتعل» من الذكر: «مذتكر». فأدغمت الذال في التاء، ثم قلبتا دالا مشدّدة.
16 - ،
18 - ،
21 - ،
30 - فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ جمع نذير. و «نذير» بمعنى الإنذار، أي فكيف كان عذابي وإنذاري. ومثله: «النّكير» بمعنى الإنكار.
17 - ،
22 - ،
32 - ،
40 - وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ أي سهلناه للتلاوة.
ولو لا ذلك: ما أطلق العباد ان يلفظوا به، ولا ان يستمعوا [له].
19 - (الصرصر): الريح الشديدة ذات الصوت.
فِي يَوْمِ نَحْسٍ أي في يوم شؤم مُسْتَمِرٍّ أي استمر عليهم بالنحوسة.
20 - تَنْزِعُ النَّاسَ أي تقلعهم من مواضعهم، كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ أي أصول نخل، مُنْقَعِرٍ: منقطع ساقط. يقال: قعرته فأنقعر، أي قلعته فسقط.
24 - إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ أي جنون. وهو من - «تسعّرت النار»: إذا التهبت. يقال: ناقة مسعورة، أي كأنها مجنونة من النشاط.
__________
(1) قال مجاهد: يسرنا هونا قرأته. [ ..... ]
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:09 ص]ـ
الجمعة <---- 18/ 06/2010 <---- الصفحة 530
http://dc256.4shared.com/img/305659688/1e6eee1d/530.png?sizeM=7
غريب القرآن لابن قتيبة، ص: 375
25 - ، 26 - و (الأشر): المرح المتكبر.
27 - ، 28 - إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ، أي مخرجوها فِتْنَةً لَهُمْ، فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ وبين الناقة: لها يوم، ولهم يوم.
كُلُّ شِرْبٍ أي كل حظ منه لأحد الفريقين مُحْتَضَرٌ: يحتضره صاحبه ومستحقه.
29 - فَتَعاطى أي تعاطى عقر الناقة، فَعَقَرَ أي قتل.
و «العقر» قد يكون: القتل،
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم - حين ذكر الشهداء -: «من عقر جواده، وهريق دمه».
31 - فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ و «الهشيم»: يابس النبت الذي يتهشّم، أي تكسر.
و «المحتظر» صاحب الحظيرة. وكأنه يعني: صاحب الغنم الذي يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه.
ومن قرأه الْمُحْتَظِرِ بفتح الظاء، أراد الحظار، وهو: الحظيرة.
ويقال: (المحتظر) هاهنا: الذي يحظر على غنمه وبيته بالنبات، فييبس ويسقط، ويصير هشيما بوطء الدوابّ والناس.
36 - فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ أي شكوا في الإنذار.
43 - أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ؟! أي يا أهل مكة! أنتم خير من أولئك الذين أصابهم العذاب؟! أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ من العذاب فِي الزُّبُرِ؟! يعني: الكتب المتقدمة. واحدها: «زبور».
45 - سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ: يوم بدر، وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/392)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:07 م]ـ
نظرا لطول طريقة الغديان رحمه الله
سأجعل لكل سبع صفحات قسما خاصا
نقتصر هنا على اضواء البيان
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:18 م]ـ
من صفحة 518 - الى صفحة 525 (طريقة الغديان) ... هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1308538#post1308538)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:29 م]ـ
من صفحة 526 - الى صفحة 530 (طريقة الغديان) ... هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1308559#post1308559)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:39 م]ـ
من صفحة 531 - الى صفحة 537 (طريقة الغديان) ... هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1308570#post1308570)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 12:47 م]ـ
السبت.--------> 12/ 06/2010.--------> الصفحة 531
الأحد.--------> 13/ 06/2010.--------> الصفحة 532
الإثنين.--------> 14/ 06/2010.--------> الصفحة 533
الثلاثاء.--------> 15/ 06/2010.--------> الصفحة 534
الأربعاء.--------> 16/ 06/2010.--------> الصفحة 535
الخميس.--------> 17/ 06/2010.--------> الصفحة 536
الجمعة.--------> 18/ 06/2010.--------> الصفحة 537
من صفحة 531 - الى صفحة 537 (طريقة الغديان) ... هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1308570#post1308570)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:20 م]ـ
تعديل على التواريخ فقط
السبت.--------> 19/ 06/2010.--------> الصفحة 531
الأحد.--------> 20/ 06/2010.--------> الصفحة 532
الإثنين.--------> 21/ 06/2010.--------> الصفحة 533
الثلاثاء.--------> 22/ 06/2010.--------> الصفحة 534
الأربعاء.--------> 23/ 06/2010.--------> الصفحة 535
الخميس.--------> 24/ 06/2010.--------> الصفحة 536
الجمعة.--------> 25/ 06/2010.--------> الصفحة 537
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:40 م]ـ
السبت.--------> 19/ 06/2010.--------> الصفحة 531
http://dc153.4shared.com/img/305659710/c0b5b751/531.png?sizeM=7
قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ, وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}.
الصحيح في معنى الآية أن كل شيء فعله الناس مكتوب عليهم في الزبر، التي هي صحف الأعمال، {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}، أي مكتوب عليهم لا يترك منه شيء.
وهذا المعنى جاء موضحا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً} [الكهف:49] , وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً} [آل عمران:30].
والزبر: جمع زبور، وهو الكتاب. والمستطر معناه المسطور، أي المكتوب، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة.
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}.
أي في جنات وأنهار كما أوضح تعالى ذلك في قوله: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [البقرة:25]، وقوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً} [محمد:15].
وقد ذكرنا كثيرا من أمثلة إطلاق المفرد، وإرادة الجمع كما هنا في القرآن العظيم، مع تنكير المفرد وتعريفه وإضافته، وأكثرنا أيضا من الشواهد العربية على ذلك في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً} [الحج:5]، وفي غير ذلك من المواضع, والعلم عند الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الرحمن:
قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ}.
قال بعض أهل العلم: نزلت هذه الآية لما تجاهل الكفار الرحمن جل وعلا، كما ذكره الله عنهم في قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ} [الفرقان:60] , كما تقدم في الفرقان.
وقد قدمنا معنى الرحمن وأدلته من الآيات في أول سورة الفاتحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/393)
قوله تعالى: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ}. أي علم نبيه صلى الله عليه وسلم القرآن فتلقته أمته عنه، وهذه الآية الكريمة تتضمن رد الله على الكفار في قولهم إنه تعلم هذا القرآن من بشر كما تقدم في قوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل:103]، وقوله تعالى: {فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ} [المدثر:24] أي يرويه محمد عن غيره.
وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً, وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفرقان:4 - 5].
فقوله تعالى هنا: {الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ} أي ليس الأمر كما ذكرتم من أنه تعلم القرآن من بشر، بل الرحمن جل وعلا هو الذي علمه إياه، والآيات الدالة على هذا كثيرة جدا، كقوله تعالى: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الفرقان:6]، وقوله تعالى: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1]، وقوله تعالى: {حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ, بَشِيراً وَنَذِيراً} [فصلت:1 - 4] وقوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:52] , وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} [طه:113] , وقوله تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:33] , وقوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ, ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:17 - 19] , وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52] وقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف:3] , وقوله تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [النساء:113] , ومن أعظم ذلك هذا القرآن العظيم. وقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185].
وتعليمه جل وعلا هذا القرآن العظيم، قد بين في مواضع أخر أنه من أعظم نعمه كما قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} إلى قوله تعالى: {ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [فاطر:32].
وقد علم الله تعالى الناس أن يحمدوه على هذه النعمة العظمى التي هي إنزال القرآن، وذلك في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} [الكهف:1]، وبين أن إنزاله رحمة منه لخلقه جل وعلا في آيات من كتابه كقوله تعالى {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [القصص:86] وقوله: {إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ, رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الدخان:5 - 6] , وقد بينا الآيات الموضحة لذلك في الكهف والزخرف.
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ} حذف في أحد المفعولين، والتحقيق أن المحذوف هو الأول لا الثاني، كما ظنه الفخر الرازي، وقد رده عليه أبو حيان، والصواب هو ما ذكره، من أن المحذوف الأول، وتقديره: علم النبي صلى الله عليه وسلم وقيل جبريل، وقيل الإنسان.
قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/394)
اعلم أولا أن خلق الإنسان وتعليمه البيان من أعظم آيات الله الباهرة، كما أشار تعالى لذلك بقوله، في أول النحل: {خَلَقَ الْإِِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [النحل:4]، وقوله: في آخر يس: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس:77].
فالإنسان بالأمس نطفة واليوم هو في غاية البيان وشدة الخصام يجادل في ربه وينكر قدرته على البعث، فالمنافاة العظيمة التي بين النطفة وبين الإبانة في الخصام، مع أن خلقه من نطفة وجعله خصيما مبينا آية من آياته جل وعلا دالة على أن المعبود وحده، وأن البعث من القبور حق.
وقوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: {خَلَقَ الْإِِنْسَانَ} لم يبين هنا أطوار خلقه للإنسان، ولكنه بينها في آيات أخر كقوله تعالى في الفلاح: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ, ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ, ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون:12 - 14] , والآيات المبينة أطوار خلق الإنسان كثيرة معلومة.
وقد بينا ما يتعلق بالإنسان من الأحكام في جميع أطواره قبل ولادته في أول سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج:5]، وبينا هناك معنى النطفة والعلقة والمضغة في اللغة.
وقوله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} التحقيق فيه أن المراد بالبيان الإفصاح عما في الضمير.
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من أنه علم الإنسان البيان قد جاء موضحا في قوله تعالى: {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [النحل:4] في سورة النحل ويس، وقوله: {مُبِينٌ} على أنه اسم فاعل أبان المتعدية، والمفعول محذوف للتعميم، أي مبين كل ما يريد بيانه، وإظهاره بلسانه مما في ضميره، وذلك لأنه ربه علمه البيان، وعلى أنه صفة مشبهة من أبان اللازمة، وأن المعنى {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} أي بين الخصومة ظاهرها، فكذلك أيضا، لأنه ما كان بين الخصومة إلا لأن الله {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}.
وقد امتن الله جل وعلا على الإنسان بأنه جعل له آلة البيان التي هي اللسان والشفتان، وذلك في قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} [البلد:8 - 9].
قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}.
الحسبان: مصدر زيدت فيه الألف والنون، كما زيدت في الطغيان والرجحان والكفران، فمعنى {بِحُسْبَانٍ} أي بحساب وتقدير من العزيز العليم وذلك من آيات الله ونعمه أيضا على بني آدم، لأنهم يعرفون به الشهور والسنين والأيام، ويعرفون شهر الصوم وأشهر الحج ويوم الجمعة وعدد النساء اللاتي تعتد بالشهور، كاليائسة والصغيرة والمتوفي عنها.
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [يونس:5].
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [الإسراء:12].
قوله تعالى: {وَالنجم وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}.
اختلف العلماء في المراد بالنجم في هذه الآية، فقال بعض العلماء: النجم هو ما لا ساق له من النبات كالبقول، والشجر هو ما له ساق، وقال بعض أهل العلم: المراد بالنجم نجوم السماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/395)
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي صوابه أن المراد بالنجم هو نجوم السماء، والدليل على ذلك أن الله جل وعلا في سورة الحج صرح بسجود نجوم السماء والشجر، ولم يذكر في آية من كتابه سجود ما ليس له ساق من النبات بخصوصه. ونعني بآية الحج قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ} [الحج:18].
دلت هذه الآية أن الساجد من الشجر في آية الرحمن هو النجوم السماوية المذكورة مع الشمس والقمر في سورة الحج، وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وعلى هذا الذي اخترناه، فالمراد بالنجم النجوم، وقد قدمنا الكلام عليه في أول سورة النجم, وأول سورة الحج، وذكرنا أن من الشواهد العربية لإطلاق النجم وإرادة النجم قول الراعي:
فباتت تعد النجم في مستحيرة سريع بأيدي الآكلين جمودها
وقول عمرو بن أبي ربيعة المخزومي:
أبرزها مثل المهاة تهادى بين خمس كواعب أتراب
ثم قالوا تحبها قلت بهرا عدد النجم والحصا والتراب
وقوله في هذه الآية الكريمة: {يَسْجُدَانِ} قد قدمنا الكلام عليه مستوفي في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى: {ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال}.
قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}.
قوله: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} قد بينا الآيات الموضحة له في سورة ق في الكلام على قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا} [قّ:6].
وقوله: {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}، قد قدمنا الكلام عليه في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ} [الشورى:17].
قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [الأنعام:152]، وذكرنا بعضه في سورة شورى.
قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية أنه وضع الأرض للأنام وهو الخلق، لأن وضع الأرض لهم على هذا الشكل العظيم، القابل لجميع أنواع الانتفاع من إجراء الأنهار وحفر الآبار وزرع الحبوب والثمار، ودفن الأموات وغير ذلك من أنواع المنافع, من أعظم الآيات وأكبر الآلاء التي هي النعم، ولذا قال تعالى بعده: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من امتنانه جل وعلا على خلقه بوضع الأرض لهم بما فيها من المنافع، وجعلها آية لهم، دالة على كمال قدرة ربهم واستحقاقه للعبادة وحده، جاء موضحا في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [الرعد:3]، وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك:15].
وقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا, أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا, وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا, مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [النازعات:33] وقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذريات:48] , وقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً} [البقرة:22].
وقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ, تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ, وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً} [قّ:7 - 9].
وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة:29] , والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فِيهَا فَاكِهَةٌ} أي فواكه كثيرة، وقد قدمنا أن هذا أسلوب عربي معروف، وأوضحنا ذلك بالآيات وكلام العرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/396)
وقوله: {وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ} ذات أي صاحبة، والأكمام جمع كم بكسر الكاف، وهو ما يظهر من النخلة في ابتداء إثمارها، شبه اللسان ثم ينفخ عن النور، وقيل: هو ليفها، واختار ابن جرير شموله للأمرين.
وقوله: {وَالْحَبُّ} كالقمح ونحوه. وقوله: {ذُو الْعَصْفِ}، قال أكثر العلماء: {الْعَصْفِ} ورق الزرع، ومنه قوله تعالى: {فجعلهم كعصف ماكول} وقيل {الْعَصْفِ}: التبن.
وقوله: {وَالرَّيْحَانُ} , اختلف العلماء في معناه، فقال بعض أهل العلم: هو كل ما طاب ريحه من النبت وصار يشم للتمتع بريحه. وقال بعض العلماء {الرَّيْحَانُ}: الرزق، ومنه قول النجم بن تولب العكلي:
فروح الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
غمام ينزل رزق العباد فأحيا البلاد وطاب الشجر
ويتعين كون {الرَّيْحَانُ} بمعنى الرزق على قراءة حمزة والكسائي، وأما على قراءة غيرهما فهو محتمل للأمرين المذكورين.
وإيضاح ذلك أن هذه الآية قرأها نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} بضم الباء والذال والنون من الكلمات الثلاث، وهو عطف على {فَاكِهَةٌ} أي فيها فاكهة، وفيها الحب إلخ.
وقرأه ابن عامر: "وَالْحَبَّ ذُا الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانَ"، بفتح الباء والذال والنون من الكلمات الثلاث، وفي رسم المصحف الشامي "ذُا الْعَصْفِ" بألف بعد الذال، مكان الواو، والمعنى على قراءته: وخلق الحب ذا العصف والريحان، وعلى هاتين القراءتين، فالريحان محتمل لكلا المعنيين المذكورين.
وقراءة حمزة والكسائي بضم الباء في الحب وضم الذال في ذو العصف وكسر نون الريحان عطفا على العصف، وعلى هذا فالريحان لا يحتمل المشموم لأن الحب الذي هو القمح ونحوه صاحب عصف وهو الورق أو التبن وليس صاحب مشموم طيب ريح.
فيتعين على هذه القراءة أن المراد بالعصف ما تأكله الأنعام من ورق وتبن، والمراد بالريحان ما يأكله الناس من نفس الحب، فالآية على هذا المعنى كقوله: {مَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [النازعات:33] , وقوله تعالى: {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ} [السجدة:27] , وقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى, كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ} [طه:54] , وقوله تعالى: {لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ, يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ} [النحل:10 - 11].
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فِيهَا فَاكِهَةٌ} ما ذكره تعالى فيه من الامتنان بالفاكهة التي هي أنواع، جاء موضحا في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى في سورة لفلاح: {لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون:19] , وقوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} [عبس:31] إلى غير ذلك من الآيات.
وما ذكره هنا من الامتنان بالحب جاء موضحا في آيات أخر، كقوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [قّ:9]، وقوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً, وَعِنَباً} [عبس:27 - 28] وقوله تعالى: {وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس:33]، وقوله تعالى: {نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً} [الأنعام:99] , وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام:95] إلى غير ذلك من الآيات.
وما ذكره تعالى هنا من الامتنان بالنحل، جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ, رِزْقاً لِلْعِبَادِ} [قّ:10 - 11]، وقوله تعالى: {فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} [المؤمنون:19]، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وما ذكره هنا من الامتنان بالريحان، على أنه الرزق كما في قراءة حمزة والكسائي، جاء موضحا في آيات كثيرة أيضا كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً} [غافر:13] , وقوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [يونس:31]، وقوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} [الملك:21] , وقوله تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [غافر:64]، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/397)
مسألة: أخذ بعض علماء الأصول من هذه الآية الكريمة وأمثالها من الآيات كقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة:29] , أن الأصل فيما على الأرض الإباحة، حتى يرد دليل خاص بالمنع، لأن الله امتن على الأنام بأنه وضع لهم الأرض، وجعل لهم فيها أرزاقهم من القوت والتفكه في آية الرحمن هذه، وامتن عليهم بأنه خلق لهم ما في الأرض جميعا في قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة:29].
ومعلوم أنه جل وعلا لا يمتن بحرام إذ لا منة في شيء محرم، واستدلوا لذلك أيضا بحصر المحرمات في أشياء معينة في آيات من كتاب الله، كقوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} [الأنعام:145]، وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأعراف:33] , وقوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام:151].
وفي هذه المسألة قولان آخران:
أحدهما: أن الأصل فيما على الأرض التحريم حتى يدل دليل على الإباحة، واحتجوا لهذا بأن جميع الأشياء مملوكة لله جل وعلا، والأصل في ملك الغير منع التصرف فيه إلا بإذنه، وفي هذا مناقشات معروفة في الأصول، ليس هذا محل بسطها.
القول الثاني: هو الوقف وعدم الحكم فيها بمنع ولا إباحة حتى يقوم الدليل، فتحصل أن في المسألة ثلاثة مذاهب: المنع، والإباحة، والوقف.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: الذي يظهر لي صوابه في هذه المسألة هو التفصيل، لأن الأعيان التي خلقها الله في الأرض للناس بها ثلاث حالات:
الأولى: أن يكون فيها نفع لا يشوبه ضرر كأنواع الفواكه وغيرها.
الثانية: أن يكون فيها ضرر لا يشوبه نفع كأكل الأعشاب السامة القاتلة.
الثالثة: أن يكون فيها نفع من جهة وضرر من جهة أخرى، فإن كان فيها نفع لا يشوبه ضرر، فالتحقيق حملها على الإباحة حتى يقوم دليل على خلاف ذلك لعموم قوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً} [البقرة:29] , وقوله: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ}.
وإن كان فيها ضرر لا يشوبه نفع فهي على التحريم لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
وإن كان فيها نفع من جهة وضرر من جهة أخرى فلها ثلاث حالات:
الأولى: أن يكون النفع أرجح من الضرر.
والثانية: عكس هذا.
والثالثة: أن يتساوى الأمران.
فإن كان الضرر أرجح من النفع أو مساويا له فالمنع لحديث: "لا ضرر ولا ضرار" ولأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإن كان النفع أرجح، فالأظهر الجواز، لأن المقرر في الأصول أن المصلحة الراجحة تقدم على المفسدة المرجوحة، كما أشار له في مراقي السعود بقوله:
وألغ إن يك الفساد أبعدا
أو رجح الإصلاح كالأسارا تفدى بما ينفع للنصارا
وانظر تدلي دولي العنب في كل مشرق وكل مغرب
ومراده: تقديم المصلحة الراجحة على المفسدة المرجوحة، أو البعيدة ممثلا له بمثالين:
الأول منهما: أن تخليص أسارى المسلمين من أيدي العدو بالفداء مصلحة راجحة قدمت على المفسدة المرجوحة، التي هي انتفاع العدو بالمال المدفوع لهم فداء للأسارى.
الثاني: أن انتفاع الناس بالعنب والزبيب، مصلحة راجحة على مفسدة عصر الخمر من العنب، فلم يقل أحد بإزالة العنب من الدنيا لدفع ضرر عصر الخمر منه، لأن الانتفاع بالعنب والزبيب مصلحة راجحة على تلك المفسدة، وهذا التفصيل الذي اخترنا، قد أشار له صاحب مراقي السعود بقوله:
والحكم ما به يجيء الشرع وأصل كل ما يضر المنع
تنبيه:
اعلم أن علماء الأصول يقولون: إن الإنسان لا يحرم عليه فعل شيء إلا بدليل من الشرع، ويقولون إن الدليل على ذلك عقلي، وهو البراءة الأصلية المعروفة بالإباحة العقلية، وهي استصحاب العدم الأصلي حتى يرد دليل ناقل عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/398)
ونحن نقول: إنه قد دلت آيات من كتاب الله على أن استصحاب العدم الأصلي قبل ورود الدليل الناقل عنه حجة في الإباحة، ومن ذلك أن الله لما أنزل تشديده في تحريم الربا في قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ} [البقرة:279]، وكانت وقت نزولها عندهم أموال مكتسبة من الربا، اكتسبوها قبل نزول التحريم، بين الله تعالى لهم أن ما فعلوه من الربا، على البراءة الأصلية قبل نزول التحريم لا حرج عليهم فيه، إذ لا تحريم إلا ببيان، وذلك في قوله تعالى: {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ} [البقرة:275] , وقوله: {مَا سَلَفَ} أي ما مضى قبل نزول التحريم، ومن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء:22] وقوله تعالى: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء:23] والأظهر أن الاستثناء فيهما في قوله: {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} منقطع أي لكن ما سلف من ذلك قبل نزول التحريم، فهو عفو، لأنه على البراءة الأصلية.
ومن أصرح الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة:115] , لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما استغفر لعمه أبي طالب بعد موته على الشرك، واستغفر المسلمون لموتاهم المشركين عاتبهم الله في قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [التوبة:113] , ندموا على الاستغفار لهم، فبين الله لهم أن استغفارهم لهم لا مؤاخذة به، لأنه وقع قبل بيان منعه، وهذا صريح فيما ذكرنا.
وقد قدمنا أن الأخذ بالبراءة الأصلية يعذر به في الأصول أيضا في الكلام على قوله تعالى {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15] , وبينا هناك كلام أهل العلم في ذلك، وأوضحنا ما جاء في ذلك من الآيات القرآنية. والعلم عند الله تعالى.
قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ, وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ}. الصلصال: الطين اليابس الذي تسمع له صلصلة، أي صوت إذا قرع بشيء، وقيل الصلصال المنتن، والفخار الطين المطبوخ، وهذه الآية بين الله فيها طورا من أطوار التراب الذي خلق منه آدم، فبين في آيات أنه خلقه من تراب كقوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران:59] , وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج:5] , وقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ} [الروم:20] , وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} [غافر:67] , وقوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} [طه:55].
وقد بينا في قوله تعالى: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج:5] , وقوله: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ} [طه:55] , أن المراد بخلقهم منها هو خلق أبيهم آدم منها، لأنه أصلهم وهم فروعه، ثم إن الله تعالى عجن هذا التراب بالماء فصار طينا، ولذا قال: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً} [الإسراء:61] وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون:12] , وقال تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِِنْسَانِ مِنْ طِينٍ} [السجدة:7] , وقال: {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ} [الصافات:11] , وقال تعالى: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ} [صّ:71] ثم خمر هذا الطين فصار حما مسنونا، أي طينا أسود متغير الريح، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:26] , قال تعالى: {إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:28] وقال عن إبليس: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} [الحجر:33] , والمسنون قيل المتغير وقيل المصور وقيل الأملس، ثم يبس هذا الطين فصار صلصالا؛ كما قال هنا: {خَلَقَ الْإِِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} وقال: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ}.
فالآيات يصدق بعضها بعضها, ويتبين فيها أطوار ذلك التراب؛ كما لا يخفى.
قوله: {وَالْجَانَّ} أي وخلق الجان وهو أبو الجن، وقيل هو إبليس, وقيل: هو الواحد من الجن.
وعليه فالألف واللام للجنس، والمارج: اللهب الذي لا دخان فيه، وقوله: {مِنْ نَارٍ} بيان لمارج. أي من لهب صاف كائن من النار.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من أنه تعالى خلق الجان من النار، جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى في الحجر: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} وقوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12].
وقد أوضحنا الكلام على هذا في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/399)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:44 م]ـ
الأحد.--------> 20/ 06/2010.--------> الصفحة 532
http://dc253.4shared.com/img/305659764/8899e58f/532.png?sizeM=7
قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}.
قد أوضحنا الكلام عليه في أول الصافات في الكلام على قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} [الصافات:5].
قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ, بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً} [الفرقان:53].
قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ}.
قرأ هذا الحرف نافع وأبو عمرو، "يُخْرَجُ" بضم الياء وفتح الراء مبنيا للمفعول، وعليه فاللؤلؤ نائب فاعل يخرج وقرأه باقي السبعة: {يَخْرُجُ} بفتح الياء وضم الراء مبنيا للفاعل، وعليه فاللؤلؤ فاعل يخرج.
اعلم أن جماعة من أهل العلم قالوا: إن المراد بقوله في هذه الآية {يَخْرُجُ مِنْهُمَا} أي من مجموعها الصادق بالبحر الملح، وأن الآية من إطلاق المجموع وإرادة بعضه، وأن اللؤلؤ والمرجان لا يخرجان من البحر الملح وحده دون العذب.
وهذا القول الذي قالوه في هذه الآية مع كثرتهم وجلالتهم لا شك في بطلانه، لأن الله صرح بنقيضه في سورة فاطر، ولا شك أن كل ما ناقض القرآن فهو باطل، وذلك في قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [فاطر:12] , فالتنوين في قوله: {مِنْ كُلٍّ} تنوين عوض أي من كل واحد من العذب والملح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها، وهي اللؤلؤ والمرجان، وهذا مما لا نزاع فيه.
وقد أوضحنا هذا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الأنعام:130] , واللؤلؤ الدر، والمرجان الخرز الأحمر. وقال بعضهم: المرجان صغار الدر واللؤلؤ كباره.
قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ}.
قد قدمنا الكلام عليه في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ} [الشورى:32].
قوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ}.
ما تضمنته هذه الآية الكريمة من فناء كل من على الأرض وبقاء وجهه جل وعلا المتصف بالجلال والإكرام، جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله تعالى: {هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88]، وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [الفرقان:58] , وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185] إلى غير ذلك من الآيات.
والوجه صفة من صفات الله العلي وصف بها نفسه، فعلينا أن نصدق ربنا ونؤمن بما وصف به نفسه مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق.
وقد أوضحنا هذا غاية الإيضاح بالآيات القرآنية في سورة الأعراف، وفي سورة القتال. والعلم عند الله تعالى.
قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}.
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} [الحجر:17] وتكلمنا أيضا هناك على غيرها من الآيات التي يفسرها الجاهلون بكتاب الله بغير معانيها، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
قوله تعالى: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن السماء ستنشق يوم القيامة، وأنها إذا انشقت صارت وردة كالدهان، وقوله: {وَرْدَةً} , أي حمراء كلون الورد، وقوله {كَالدِّهَانِ} , فيه قولان معروفان للعلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/400)
الأول منهما: أن الدهان هو الجلد الأحمر، وعليه فالمعنى أنها تصير وردة متصفة بلون الورد مشابهة للجلد الأحمر في لونه.
والثاني: أن الدهان هو ما يدهن به، وعليه، فالدهان، قيل: هو جمع دهن، وقيل: هو مفرد، لأن العرب تسمى ما يدهن به دهانا، وهو مفرد، ومنه قول امرىء القيس:
كأنهما مزادتا متعجل فريان لما تدهني بدهان
وحقيقة الفرق بين القولين أنه على القول بأن الدهان هو الجلد الأحمر، يكون الله وصف السماء عند انشقاقها يوم القيامة بوصف واحد وهو الحمرة فشبهها بحمرة الورد, وحمرة الأديم الأحمر.
قال بعض أهل العلم: إنها يصل إليها حر النار فتحمر من شدة الحرارة. وقال بعض أهل العلم: أصل السماء حمراء إلا أنها لشدة بعدها وما دونها من الحواجز لم تصل العيون إلى إدراك لونها الأحمر على حقيقته، وأنها يوم القيامة ترى على حقيقة لونها.
وأما على القول بأن الدهان هو ما يدهن به، فإن الله وقد وصف السماء عند انشقاقها بوصفين أحدهما حمرة لونها، والثاني أنها تذوب وتصير مائعة كالدهن.
أما على القول الأول، فلم نعلم آية من كتاب الله تبين هذه الآية، بأن السماء ستحمر يوم القيامة حتى تكون كلون الجلد الأحمر.
وأما على القول الثاني الذي هو أنها تذوب وتصير مائعة، فقد أوضحه الله في غير هذا الموضع وذلك في قوله تعالى في المعارج: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً, وَنَرَاهُ قَرِيباً, يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج:8]، والمهل شيء ذائب على كلا القولين سواء قلنا: إنه دردي الزيت وهو عكره، أو قلنا إنه الذائب من حديد أو نحاس أو نحوهما.
وقد أوضح تعالى في الكهف أن المهل شيء ذائب يشبه الماء شديد الحرارة، وذلك في قوله تعالى: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:29].
والقول بأن الوردة تشبيه الفرس الكميت وهو الأحمر لأن حمرته تتلون باختلاف الفصول، فتشتد حمرتها في فصل، وتميل إلى الصفرة في فصل، وإلى الغبرة في فصل.
وأن المراد بالتشبيه كون السماء عند انشقاقها تتلون بألوان مختلفة واضح البعد عن ظاهر الآية، وقول من قال: إنها تذهب وتجيء معناه له شاهد في كتاب الله، وذلك في قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} [الطور:9]، ولكنه لا يخلو عندي من بعد.
وما ذكره تعالى في هذه الآية الكريمة من انشقاق السماء يوم القيامة، جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق:1] , وقوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ, وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ} [الحاقة:15 - 16] وقوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} [الفرقان:25] , وقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار:1]، وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة ق في الكلام على قوله تعالى: {وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} [قّ:6].
قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يوم القيامة لا يسأل إنسا ولا جانا عن ذنبه، وبين هذا المعنى في قوله تعالى في القصص: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص:78].
وقد ذكر جل وعلا في آيات أخر أنه يسأل جميع الناس يوم القيامة الرسل والمرسل إليهم، وذلك في قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف:6]، وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ, عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر:92 - 93].
وقد جاءت آيات من كتاب الله مبينة لوجه الجمع بين هذه الآيات، التي قد يظن غير العالم أن بينها اختلافا.
اعلم أولا: أن للسؤال المنفي في قوله هنا: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ}، وقوله: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [القصص:78] , أخص من السؤال المثبت في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ, عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، لأن هذه فيها تعميم السؤال في كل عمل، والآيتان قبلها ليس فيهما نفي السؤال إلا عن الذنوب خاصة، وللجمع بين هذه الآيات أوجه معروفة عند العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/401)
الأول منها: وهو الذي دل عليه القرآن، وهو محل الشاهد عندنا من بيان القرآن بالقرآن هنا، هو أن السؤال نوعان: أحدهما سؤال التوبيخ والتقريع وهو من أنواع العذاب، والثاني هو سؤال الاستخبار والاستعلام.
فالسؤال المنفي في بعض الآيات هو سؤال الاستخبار والاستعلام، لأن الله أعلم بأفعالهم منهم أنفسهم كما قال تعالى: {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} [المجادلة:6].
وعليه فالمعنى: {لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ}، سؤال استخبار واستعلام لأن الله أعلم بذنبه منه.
والسؤال المثبت في الآيات الآخرى هو سؤال التوبيخ والتقريع، سواء كان عن ذنب أو غير ذنب، ومثال سؤالهم عن الذنوب سؤال توبيخ وتقريع قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [آل عمران:106]، ومثاله عن غير ذنب قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَبَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} [الصافات:24 - 26] , وقوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً, هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ, أَفَسِحْرٌ هَذَا} الآية [الطور:13 - 15]، وقوله: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [الأنعام:130].
أما سؤال الموءودة في قوله: {وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ} [التكوير:8] , فلا يعارض الآيات النافية السؤال عن الندب، لأنها سئلت عن أي ذنب قتلت وهذا ليس من ذنبها، والمراد بسؤالها توبيخ قاتلها وتقريعه، لأنها هي تقول لا ذنب لي، فيرجع اللوم على من قتلها ظلما.
وكذلك سؤال الرسل، فإن المراد به توبيخ من كذبهم وتقريعه، مع إقامة الحجة عليه بأن الرسل قد بلغته، وباقي أوجه الجمع بين الآيات لا يدل عليه قرآن، وموضوع هذا الكتاب بيان القرآن بالقرآن، وقد بينا بقيتها في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب في أول سورة الأعراف.
وقد قدمنا طرفا من هذا الكتاب المبارك في سورة الأعراف في الكلام على قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [الأعراف:6].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:37 ص]ـ
الإثنين.--------> 21/ 06/2010.--------> الصفحة 533
http://dc231.4shared.com/img/305659875/edd9a365/533.png?sizeM=7
قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ}.
قوله: {بِسِيمَاهُمْ} أي بعلامتهم المميزة لهم، وقد دل القرآن على أنها هي سواد وجوههم وزرقة عيونهم، كما قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ} [آل عمران:106]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر:60]، وقال تعالى: {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [يونس:27]، وقال تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌأُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس:42]، لأن معنى قوله: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} أي يعلوها ويغشاها سواد كالدخان الأسود، وقال تعالى في زرقة عيونهم: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً} [طه:102] ولا شيء أقبح وأشوه من سواد الوجوه وزرقة العيون، ولذا لما أراد الشاعر أن يقبح علل البخيل بأسوإ الأوصاف وأقبحها، فوصفها بسواد الوجوه وزرقة العيون حيث قال:
وللبخيل على أمواله علل زرق العيون عليها أوجه سود
ولا سيما إذا اجتمع مع سواد الوجه اغبراره، كما في قوله: {عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} فإن ذلك يزيده قبحا على قبح.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ}، وقد قدمنا تفسيره والآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} [الطور:13].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/402)
قوله تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ, يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}.
أما قوله: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ} فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور أيضا في الكلام على قوله تعالى: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ} [الطور:14].
وأما قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [الرحمن:44] , فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الحج في الكلام على قوله: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُيُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} [الحج:20].
قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}.
قد بينا في ترجمة هذا الكتاب المبارك، أن الآية قد يكون فيها وجهان صحيحان كلاهما يشهد له قرآن، فنذكر ذلك كله مبينين أنه كله حق، وذكرنا لذلك أمثلة متعددة في هذا الكتاب المبارك، ومن ذلك هذه الآية الكريمة.
وإيضاح ذلك أن هذه الآية الكريمة فيها وجهان معروفان عند العلماء، كلاهما يشهد له قرآن:
أحدهما: أن المراد بقوله: {مَقَامَ رَبِّهِ} , أي قيامه بين يدي ربه، فالمقام اسم مصدر بمعنى القيام، وفاعله على هذا الوجه هو العبد الخائف، وإنما أضيف إلى الرب لوقوعه بين يديه، وهذا الوجه يشهد له قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ, وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى, فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:39 - 41]، فإن قوله: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات:40] , قرينة دالة على أنه خاف عاقبة الذنب حين يقوم بين يدي ربه، فنهي نفسه عن هواها.
والوجه الثاني: أن فاعل المصدر الميمي الذي هو المقام، هو الله تعالى: أي خاف هذا العبد قيام العبد قيام الله عليه ومراقبته لأعماله وإحصائها عليه، ويدل لهذا الوجه الآيات الدالة على قيام الله على جميع خلقه وإحصائه عليهم أعمالهم كقوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]، وقوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد:33]، وقوله تعالى: {وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس:61] , إلى غير ذلك من الآيات.
وقد قدمنا في سورة الأحقاف في الكلام على قوله تعالى في شأن الجن: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} [الأحقاف:31]، أن قوله: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}، وتصريحه بالامتنان بذلك على الإنس والجن في قوله: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن:47]، نص قرآني على أن المؤمنين الخائفين مقام ربهم من الجن يدخلون الجنة.
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}.
قد بينا في سورة النحل في الكلام على قوله تعالى: {وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [النحل:14] , جميع الآيات القرآنية الدالة على تنعم أهل الجنة بالسندس والإستبرق، والحلية بالذهب والفضة، وبينا أن جميع ذلك يحرم على ذكور هذه الأمة في دار الدنيا.
قوله تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ}.
قد قدمنا الكلام عليه مستوفي في سورة الصافات في الكلام على قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات:48].
قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}.
قد قدمنا معنى القصر في الخيام، وقصر الطرف على الأزواج في سورة الصافات في الكلام على قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات:48]، وقدمنا الآيات الدالة على صفات نساء أهل الجنة في مواضع كثيرة من هذا الكتاب في سورة البقرة والصافات, وغير ذلك.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:44 ص]ـ
الثلاثاء.--------> 22/ 06/2010.--------> الصفحة 534
http://dc141.4shared.com/img/305659879/e46fef4e/534.png?sizeM=7
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الواقعة:
قوله تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ, لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/403)
الذي يظهر لي صوابه أن {إِذَا} هنا هي الظرفية المضمنة معنى الشرط، وأن قوله الآتي: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً} بدل من قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} وأن جواب {إِذَا} هو قوله: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}، وهذا هو اختيار أبي حيان خلافا لمن زعم أنها مسلوبة معنى الشرط هنا، وأنها منصوبة بأذكر مقدرة أو أنها مبتدأ، وخلافا لمن زعم أنها منصوبة بـ: {لَيْسَ} المذكورة بعدها.
والمعروف عند جمهور النحويين أن {إِذَا} ظرف مضمن معنى الشرط منصوب بجزائه، وعليه فالمعنى: إذا قامت القيامة وحصلت هذه الأحوال العظيمة ظهرت منزلة أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة.
وقوله في هذه الآية الكريمة: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} أي قامت القيامة، فالواقعة من أسماء القيامة كالطامة والصاخة والآزفة والقارعة.
وقد بين جل وعلا أن الواقعة هي القيامة في قوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ, وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً, فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ, وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} [الحاقة:13 - 16].
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} فيه أوجه من التفسير معروفة عند العلماء كلها حق، وبعضها يشهد له قرآن.
الوجه الأول: أن قوله {كَاذِبَةٌ} مصدر جاء بصفة اسم الفاعل، فالكاذبة بمعنى الكذب كالعافية بمعنى المعافاة، والعاقبة بمعنى العقبى، ومنه قوله تعالى عند جماعات من العلماء {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} [الغاشية:11] , قالوا معناه لا تسمع فيها لغوا، وعلى هذا القول، فالمعنى ليس لقيام القيامة كذب ولا تخلف بل هو أمر واقع يقينا لا محالة.
ومن هذا المعنى، قولهم: حمل الفارس على قرنه فما كذب، أي ما تأخر ولا تخلف ولا جبن.
ومنه قول زهير:
ليث يعثر يصطاد الرجال إذا ما كذب الليث عن أقرانه صدقا
وهذا المعنى قد دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ} [النساء:87]، وقوله تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا} [الحج:7]، وقوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران:9]، وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة شورى في الكلام على قوله تعالى: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ} [الشورى:7].
الوجه الثاني: أن اللام في قوله: {لِوَقْعَتِهَا} ظرفية، و {كَاذِبَةٌ} اسم فاعل صفة لمحذوف أي ليس في وقعة الواقعة نفس كاذبة بل جميع الناس يوم القيامة صادقون بالاعتراف بالقيامة مصدقون بها ليس فيهم نفس كاذبة بإنكارها ولا مكذبة بها.
وهذا المعنى تشهد له في الجملة آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [الشعراء:201]، وقوله تعالى: {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} [الحج:55].
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة النمل في الكلام على قوله تعالى: {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل:66]، وباقي الأوجه قد يدل على معناه قرآن ولكنه لا يخلو من بعد عندي، ولذا لم أذكره، وأقربها عندي الأول.
قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ}.
خبر مبتدأ محذوف أي هي خافضة رافعة، ومفعول كل من الوصفين محذوف.
قال بعض العلماء: تقديره هي خافضة أقواما في دركات النار، رافعة أقواما إلى الدرجات العلى إلى الجنة، وهذا المعنى قد دلت عليه آيات كثيرة كقوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء:145]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى, جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [طه:75 - 76] , وقوله تعالى: {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء:21] , والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/404)
وقال بعض العلماء: تقديره خافضة أقواما كانوا مرتفعين في الدنيا رافعة أقواما كانوا منخفضين في الدنيا، وهذا المعنى تشهد له آيات من كتاب الله تعالى، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ, وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} إلى قوله: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ, عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ} [المطففين:29 - 35] , إلى غير ذلك من الآيات.
وقال بعض العلماء: تقديره، خافضة بعض الأجرام التي كانت مرتفعة كالنجوم التي تسقط وتتناثر يوم القيامة، وذلك خفض لها بعد أن كانت مرتفعة، كما قال تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} [الانفطار:2] وقال تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير:2].
{رَافِعَةٌ} , أي: رافعة بعض الأجرام التي كانت منخفضة كالجبال التي ترفع من أماكنها وتسير بين السماء والأرض كما قال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف:47]، فقوله: {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف:47]، لأنها لم يبق على ظهرها شيء من الجبال، وقال تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88].
وقد قدمنا أن التحقيق الذي دل عليه القرآن، أن ذلك يوم القيامة، وأنها تسير بين السماء والأرض كسير السحاب الذي هو المزن.
وقد صرح بأن الجبال تحمل هي والأرض أيضا يوم القيامة. وذلك في قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ, وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} [الحاقة:13 - 14].
وعلى هذا القول، فالمراد تعظيم شأن يوم القيامة، وأنه يختل فيه نظام العالم، وعلى القولين الأولين، فالمراد الترغيب والترهيب، ليخاف الناس في الدنيا من أسباب الخفض في الآخرة فيطيعوا الله ويرغبوا في أسباب الرفع فيطيعوه أيضا، وقد قدمنا مرارا أن الصواب في مثل هذا حمل الآية على شمولها للجميع.
قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً, وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً, فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً}.
قد قدمنا أن الأظهر عندنا أن قوله: {إِذَا رُجَّتِ} , بدل من قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}، والرج: التحريك الشديد، وما دلت عليه هذه الآية من أن الأرض يوم القيامة تحرك تحريكا شديدا جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة:1]، وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في أول سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج:1] , وقوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} في معناه لأهل العلم أوجه متقاربة، لا يكذب بعضها بعضا وكلها حق، وكلها يشهد له قرآن.
وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن الآية الكريمة قد يكون فيها أوجه كلها حق وكلها يشهد له قرآن، فنذكر جميع الأوجه وأدلتها القرآنية.
الوجه الأول: قال أكثر المفسرين: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} أي فتت تفتيتا حتى صارت كالبسيسة، وهي دقيق ملتوت بسمن، ومنه قول لص من غطفان أراد أن يخبز دقيقا عنده فخاف أن يعجل عنه، فأمر صاحبيه أن يلتاه ليأكلوه دقيقا ملتوتا، وهو البسيسة.
لا تخبزا خبزا وبسابسا ولا تطيلا بمناخ حبسا
وهذا الوجه يشهد له قرآن كقوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً} [المزمل:14]، فقوله: {كَثِيباً مَهِيلاً} أي رملا متهايلا، ومنه قول امرىء القيس:
ويوما على ظهر الكثيب تعذرت علي وآلت حلفة لم تحلل
ومشابهة الدقيق المبسوس بالرمل المتهايل واضحة، فقوله: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً} مطابق في المعنى لتفسير {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} بأن بسها هو تفتيتها وطحنها كما ترى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/405)
وما دلت عليه هذه الآيات من أنها تسلب عنها قوة الحجرية وتتصف بعد الصلابة والقوة باللين الشديد الذي هو كلين الدقيق، والرمل المتهايل يشهد له في الجملة تشبيهها في بعض الآيات بالصوف المنفوش الذي هو العهن، كقوله تعالى: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة:5]، وقوله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} [المعارج:9] , وأصل العهن أخص من مطلق الصوف لأنه الصوف المصبوغ خاصة. ومنه قول زهير بن أبي سلمى في معلقته:
كأن فتاة العهن في كل منزل نزلن به حب الفنا لم يحطم
وقال بعضهم: الجبال منها جدد بيض وحمر ومختلف ألوانها وغرابيب سود، فإذا بست وفتتت يوم القيامة وطيرت في الجو أشبهت العهن إذا طيرته الريح في الهوى، وهذا الوجه يدل عليه ترتيب كينونتها {هَبَاءً مُنْبَثّاً} بالفاء على قوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} لأن الهباء هو ما ينزل من الكوة من شعاع الشمس إذا قابلتها. {مُنْبَثّاً} أي متفرقا، ووصفها بالهباء المنبث أنسب لتكون البس بمعنى التفتيت والطحن.
الوجه الثاني: أن معنى قوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} أي سيرت بين السماء والأرض، وعلى هذا فالمراد ببسها سوقها وتسييرها من قول العرب: بسست الإبل أبسها، بضم الباء وأبستها أبسها بضم الهمزة وكسر الباء، لغتان بمعنى سقتها، ومنه حديث: "يخرج أقوام من المدينة إلى اليمن والشام، والعراق يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".
وهذا الوجه تشهد له آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ} [الكهف:47]، وقوله {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً} [الطور:10].
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة النمل في الكلام على قوله: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88].
الوجه الثالث: أن معنى قوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} نزعت من أماكنها وقلعت، وقد أوضحنا أن هذا الوجه راجع للوجه الأول مع الإيضاح التام لأحوال الجبال يوم القيامة، وأطوارها، بالآيات القرآنية، وفي سورة طه في الكلام على قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً} [طه:105]، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً} كقوله تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً} [النبأ:20]، والهباء إذا انبث، أي تفرق، واضمحل وصار لا شيء، والسراب قد قال الله تعالى فيه: {حتى إذا جاءه لم يجده شيئا}.
قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً}.
أي صرتم أزواجا ثلاثة، والعرب تطلق كان بمعنى صار، ومنه: {ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} أي فتصيرا من الظالمين.
ومنه قول الشاعر:
بتيهاء قفر والمطي كأنها قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها
وقوله: {أَزْوَاجاً} , أي أصنافا ثلاثة، ثم بين هذه الأزواج الثلاثة بقوله: {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ, وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ, وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ, أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ, فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} أما أصحاب الميمنة فهم أصحاب اليمين، كما أوضحه تعالى بقوله: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}، وأصحاب المشأمة هم أصحاب الشمال كما أوضحه تعالى: بقوله {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ}.
قال بعض العلماء: قيل لهم أصحاب اليمين لأنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم.
وقيل: لأنهم يذهب بهم ذات اليمين إلى الجنة.
وقيل: لأنهم عن يمين أبيهم آدم، كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ليلة الإسراء.
وقيل سموا أصحاب اليمين، وأصحاب الميمنة لأنهم ميامين، أي مباركون على أنفسهم، لأنهم أطاعوا ربهم فدخلوا الجنة، واليمن البركة.
وسمي الآخرون أصحاب الشمال، وقيل: لأنهم يؤتون كتبهم بشمائلهم.
وقيل لأنهم يذهب بهم ذات الشمال إلى النار، والعرب تسمي الشمال شؤما، كما تسمي اليمين يمينا، ومن هنا قيل لهم أصحاب المشأمة أو لأنهم مشائيم على أنفسهم: فعصوا الله فأدخلهم النار، والمشائيم ضد الميامين، ومنه قول الشاعر:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعب إلا بين غرابها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/406)
وبين جل وعلا أن السابقين هم المقربون، وذلك في قوله: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}، وهذه الأزواج الثلاثة المذكورة هي وجزاؤها في أول هذه السورة الكريمة جاءت هي وجزاؤها أيضا في آخرها، وذلك في قوله: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ, فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ, وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ, فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ, وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ, فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ, وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ}.
والمكذبون هم أصحاب المشأمة وهم أصحاب الشمال.
وذكر تعالى بعض صفات أصحاب الميمنة والمشأمة في البلد في قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ, أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ, يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ} إلى قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ, وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ, عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} [البلد:13 - 20].
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}، وقوله: {مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} استفهام أريد به التعجب من شأن هؤلاء في السعادة، وشأن هؤلاء في الشقاوة، والجملة فيهما مبتدأ وخبر، وهي خبر المبتدأ قبله، وهو أصحاب الميمنة في الأول وأصحاب المشأمة في الثاني.
وهذا الأسلوب يكثر في القرآن نحو: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}، {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} , والرابط في جملة الخبر في جميع الآيات المذكورة هو إعادة لفظ المبتدأ في جملة الخبر كما لا يخفي، وقوله: {وَالسَّابِقُونَ} لم يذكر فيه استفهام تعجب كما ذكره فيما قبله، ولكنه ذكر في مقابلة تكرير لفظ السابقين.
والأظهر في إعرابه أنه مبتدأ وخبر على عادة العرب في تكريرهم اللفظ وقصدهم الإخبار بالثاني عن الأول، يعنون أن اللفظ المخبر عنه هو المعروف خبره الذي لا يحتاج إلى تعريف ومنه قول أبي النجم:
أنا أبو النجم وشعري شعري لله درى ما أجن صدري
فقوله: وشعري شعري يعني شعري هو الذي بلغك خبره، وانتهى إليك وصفه.
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ, وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}.
وقوله: {ثُلَّةٌ} خبر مبتدأ محذوف، والتقدير، هم ثلة، والثلة الجماعة من الناس،
وأصلها القطعة من الشيء وهي الثل، وهو الكسر.
وقال الزمخشري: والثلة من الثل، وهو الكسر، كما أن الأمة من الأم وهو الشبح، كأنها جماعة كسرت من الناس، وقطعت منهم. اهـ منه.
واعلم أن الثلة تشمل الجماعة الكثيرة، ومنه قول الشاعر:
فجاءت إليهم ثلة خندفية بجيش كتيار من السيل مزيد
لأن قوله: تيار من السيل: يدل على كثرة هذا الجيش المعبر عنه بالثلة.
وقد اختلف أهل العلم في المراد بهذه الثلة من الأولين، وهذا القليل من الآخرين المذكورين هنا، كما اختلفوا في الثلتين المذكورتين في قوله: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ, وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة:39 - 40] , فقال بعض أهل العلم: كل هؤلاء المذكورين من هذه الأمة، وأن المراد بالأولين منهم الصحابة.
وبعض العلماء يذكر معهم القرون المشهود لهم بالخير في قوله صلى الله عليه وسلم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم" الحديث, والذين قالوا: هم كلهم من هذه الأمة، قالوا: إنما المراد بالقليل، {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}، وهم من بعد ذلك إلى قيام الساعة.
وقال بعض العلماء: المراد بالأولين في الموضعين الأمم الماضية قبل هذه الأمة، فالمراد بالآخرين فيهما هو هذه الأمة.
قال مقيده عفا الله عنه، وغفر له: ظاهر القرآن في هذا المقام: أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية، والآخرين فيهما من هذه الأمة، وأن قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في السابقين خاصة، وأن قوله: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في أصحاب اليمين خاصة.
وإنما قلنا: إن هذا هو ظاهر القرآن في الأمور الثلاثة، التي هي شمول الآيات لجميع الأمم، وكون {قَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في خصوص السابقين، وكون {ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في خصوص أصحاب اليمين لأنه واضح من سياق الآيات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/407)
أما شمول الآيات لجميع الأمم فقد دل عليه أول السورة، لأن قوله: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} إلى قوله: {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً} لا شك أنه لا يخص أمة دون أمة، وأن الجميع مستوون في الأهوال والحساب والجزاء.
فدل ذلك على أن قوله: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً} [الواقعة:7] عام في جميع أهل المحشر، فظهر أن السابقين وأصحاب اليمين منهم من هو من الأمم السابقة، ومنهم من هو من هذه الأمة.
وعلى هذا، فظاهر القرآن، أن السابقين من الأمم الماضية أكثر من السابقين من هذه الأمة، وأن أصحاب اليمين من الأمم السابقة ليست أكثر من أصحاب اليمين من هذه الأمة، لأنه عبر في السابقين من هذه الأمة بقوله: {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} وعبر عن أصحاب اليمين من هذه الأمة {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ}.
ولا غرابة في هذا، لأن الأمم الماضية أمم كثيرة, وفيها أنبياء كثيرة ورسل، فلا مانع من أن يجتمع من سابقيها من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من سابقي هذه الأمة وحدها.
أما أصحاب اليمين من هذه الأمة فيحتمل أن يكونوا أكثر من أصحاب اليمين من جميع الأمم، لأن الثلة تتناول العدد الكثير، وقد يكون أحد العددين الكثيرين أكثر من الآخر، مع أنهما كلاهما كثير.
ولهذا تعلم أن ما دل عليه ظاهر القرآن واختاره ابن جرير، لا ينافي ما جاء من أن نصف أهل الجنة من هذه الأمة.
فأما كون قوله: {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} دل ظاهر القرآن على أنه في خصوص السابقين، فلأن الله قال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} ثم قال تعالى مخبرا عن هؤلاء السابقين المقربين: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ}.
وأما كون قوله: {وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} في خصوص أصحاب اليمين، فلأن الله تعالى قال {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لاصحاب اليمين ثلة من الاولين وثلة من الآخرين}، والمعنى هم أي أصحاب اليمين: ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، وهذا واضح كما ترى.
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ}.
السرر جمع سرير، وقد بين تعالى: أن سررهم مرفوعة في قوله في الغاشية: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} [الغاشية:13] وقوله تعالى: {مَوْضُونَةٍ} منسوجة بالذهب، وبعضهم يقول بقضبان الذهب مشبكة بالدر والياقوت، وكل نسج أحكم ودوخل بعضه في بعض، تسمية العرب وضنا، وتسمى المنسوج به موضونا ووضينا، ومنه الدرع الموضونة إذا أحكم نسجها ودوخل بعض حلقاتها في بعض.
ومنه قول الأعشى:
ومن نسج داود موضونة تساق مع الحي عيرا فعيرا
وقوله أيضا:
وبيضاء كالنهي موضونة لها قونس فوق جيب البدن
ومن هذا القبيل تسمية البطان الذي ينسج من السيور، مع إدخال بعضها في بعض وضينا.
ومنه قول الراجز:
ليك تعدو قلقا وضينها معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
وهذه السرر المزينة، هي المعبر عنها بالأرائك في قوله: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} [الكهف:31] وقوله: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ} [يس:56] , وقوله في هذه الآية الكريمة: {مُتَّكِئِينَ} حال من الضمير في قوله: {عَلَى سُرُرٍ} والتقدير: استقروا على سرر في حال كونهم متكئين عليها.
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من كونهم على سرر متقابلين، أي ينظر بعضهم إلى وجه بعض، كلهم يقابل الآخر بوجهه، جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى في الحجر: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47] وقوله في الصافات: {أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ, فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ, عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الصافات:42 - 44].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:52 ص]ـ
الأربعاء.--------> 23/ 06/2010.--------> الصفحة 535
http://dc207.4shared.com/img/305659889/63f7f381/535.png?sizeM=7
قوله تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} [الطور:24].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/408)
قوله تعالى: {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ, لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ} [الطور:23] , وفي المائدة في الكلام على قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} [المائدة:90].
قوله تعالى: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ, وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}.
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور، في الكلام على قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الطور:22].
قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}.
قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة البقرة في الكلام على قوله تعالى: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} [البقرة:25]، وفي الصافات في الكلام على قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات:48] , وفي غير ذلك من المواضع.
قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيما إلا قِيلاً سَلاماً سَلاماً}.
قد قدمنا الكلام عليه بإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً} [مريم:62] , وتكلمنا هناك على الاستثناء المنقطع وذكرنا شواهده من القرآن وكلام العرب، وبينا كلام أهل العلم في حكمه شرعا.
قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ, وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ, وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ, لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ}.
أما قوله: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} [النساء:57] , وأما قوله: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ}
فقد دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد:15] وقوله: {إن المتقين في جنات وعيون} وقوله: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} [الأعراف:50] , إلى غير ذلك من الآيات.
والمسكوب اسم مفعول سكب الماء ونحوه إذا صبه بكثرة، والمفسرون يقولون: إن أنهار الجنة تجري في غير أخدود، وأن الماء يصل إليهم أينما كانوا كيف شاءوا، كما قال تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان:6] , وأما قوله: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ} , فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ} [الطور:22].
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ}.
الضمير في {أَنْشَأْنَاهُنَّ} , قال بعض أهل العلم: هو راجع إلى مذكور، وقال بعض العلماء. هو راجع إلى غير مذكور، إلا أنه دل عليه المقام.
فمن قال إنه راجع إلى مذكور، قال هو راجع إلى قوله: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: لأن المراد بالفرش النساء، والعرب تسمي المرأة لباسا وإزارا وفراشا ونعلا، وعلى هذا فالمراد بالرفع في قوله: {مَرْفُوعَةٍ} رفع المنزلة والمكانة.
ومن قال: إنه راجع إلى غير مذكور، قال: إنه راجع إلى نساء لم يذكرن، ولكن ذكر الفرش دل عليهن. لأنهن يتكئن عليها مع أزواجهن.
وقال بعض العلماء: المراد بهن الحور العين، واستدل من قال ذلك بقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} لأن الإنشاء هو الاختراع والابتداع.
وقالت جماعة من أهل العلم: أن المراد بهن بنات آدم التي كن في الدنيا عجائز شمطا رمصا، وجاءت في ذلك آثار مرفوعة عنه صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا القول: فمعنى {أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} أي خلقناهن خلقا جديدا.
وقوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُنَّ} أي فصيرناهن أبكارا، وهو جمع بكر، وهو ضد الثيب.
وقوله: {عُرُباً} قرأه عامة القراء السبعة غير حمزة وشعبة عن عاصم {عُرُباً} بضم العين والراء، وقرأ حمزة وشعبة: "عُرْباً" بسكون الراء، وهي لغة تميم، ومعنى القراءتين واحد، وهو جمع عروب، وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل، وهذا هو قول الجمهور. وهو الصواب إن شاء الله.
ومنه قول لبيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/409)
وفي الخباء عروب غير فاحشة ريا الروادف يعشى دونها البصر
وقوله تعالى: {أَتْرَاباً} جمع ترب بكسر التاء، والترب اللذة. وإيضاحه أن ترب الإنسان ما ولد معه في وقت واحد، ومعناه في الآية: أن نساء أهل الجنة على سن واحدة ليس فيهن شابة وعجوز، ولكنهن كلهن على سن واحدة في غاية الشباب.
وبعض العلماء يقول: إنهن ينشأن مستويات في السن على قدر بنات ثلاثة وثلاثين سنة، وجاءت بذلك آثار مروية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكون الأتراب بمعنى المستويات في السن مشهور في كلام العرب.
ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
أبرزوها مثل المهاة تهادى بين خمس كواعب أتراب
وهذه الأوصاف الثلاثة التي تضمنتها هذه الآية الكريمة من صفات نساء أهل الجنة، جاءت موضحة في آيات أخر.
أما كونهن يوم القيامة أبكارا، فقد أوضحه في سورة الرحمن في قوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [الرحمن:56] , في الموضعين لأن قوله: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} نص في عدم زوال بكارتهن، وأما كونهن {عُرُباً} أي متحببات إلى أزواجهن، فقد دل عليه قوله في الصافات: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ} [الصافات:48] , لأن معناه أنهن قاصرات العيون على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم لشدة محبتهن لهم واقتناعهن بهم، كما قدمنا إيضاحه، ولا شك أن المرأة التي لا ينظر إلى غير زوجها متحببة إليه حسنة التبعل معه.
وقوله في ص: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} [صّ:52]، وقوله في الرحمن: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [الرحمن:56]، وأما كونهن {أَتْرَاباً} فقد بينه تعالى في قوله في آية ص هذه، {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ}، وفي سورة النبأ في قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً, حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً, وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} [النبأ:31 - 33].
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ} يتعلق بقوله: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ}، وقوله: {فَجَعَلْنَاهُنَّ} أي: أنشأناهن وصيرناهن أبكارا لأصحاب اليمين.
قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ, فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ, وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} [الواقعة:41 - 43].
قد قدمنا معنى أصحاب الشمال في هذه السورة الكريمة، وأوضحنا معنى السموم في الآيات القرآنية التي يذكر فيها في سورة الطور، في الكلام على قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27].
وقد قدمنا صفات ظل أهل النار وظل أهل الجنة في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى: {وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً} [النساء:57] , وبينا هناك أن صفات ظل أهل النار هي المذكورة في قوله هنا: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} وقوله في المرسلات: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ, لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} [المرسلات:30 - 31].
وقوله: {مِنْ يَحْمُومٍ} أي من دخان أسود شديد السواد ووزن اليحموم يفعول، وأصله من الحمم وهو الفحم، وقيل: من الحم، وهو الشحم المسود لاحتراقه بالنار.
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ}.
قد قدمنا الكلام عليه في سورة الطور في الكلام على قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ, فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا} [الطور:26 - 27].
قوله تعالى: {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}.
لما ذكر جل وعلا ما أعد لأصحاب الشمال من العذاب، بين بعض أسبابه، فذكر منها أنهم كانوا قبل ذلك في دار الدنيا {مُتْرَفِينَ} أي متنعمين، وقد قدمنا أن القرآن دل على أن الإتراف والتنعم والسرور في الدنيا من أسباب العذاب يوم القيامة، لأن صاحبه معرض عن الله لا يؤمن به ولا برسله، كما دلت عليه هذه الآية الكريمة، وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً, وَيَصْلَى سَعِيراً, إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً} [الانشقاق:10 - 13]، وقد أوضحنا هذا في الكلام على آية الطور المذكورة آنفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/410)
وما دلت عليه هذه الآية الكريمة من كون إنكار البعث سببا لدخول النار، لأن قوله تعالى لما ذكر أنهم: {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ, وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ}، بين أن من أسباب ذلك أنهم قالوا: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً} جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الرعد:5].
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى: {وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً} [الفرقان:11]، وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من إنكارهم بعث آبائهم الأولين في قوله: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ} وأنه تعالى بين لهم أنه يبعث الأولين والآخرين في قوله: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} جاء موضحا في غير هذا الموضع، فبينا فيه أن البعث الذي أنكروا، سيتحقق في حال كونهم أذلاء صاغرين، وذلك في قوله تعالى في الصافات {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ, أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ, أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ, قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ, فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} [الصافات:15 - 19].
وقوله: {أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ}، قرأه عامة القراء السبعة، غير ابن عامر وقالون عن نافع: "أَوَآبَاؤَنَا" بفتح الواو على الاستفهام والعطف، وقد قدمنا مرارا أن همزة الاستفهام إذا جاءت بعدها أداة عطف كالواو والفاء، وثم نحو {أَوَآبَاؤُنَا} , {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى} [الأعراف:97] , {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} [يونس:51]، أن في ذلك وجهين لعلماء العربية والمفسرين:
الأول منهما: أن أداة العطف عاطفة للجملة المصدرة بالاستفهام على ما قبلها، وهمزة الاستفهام متأخرة رتبة عن حرف العطف، ولكنها قدمت عليه لفظا لا معنى لأن الأصل في الاستفهام التصدير به كما هو معلوم في محله.
والمعنى على هذا واضح وهو أنهم أنكروا بعثهم أنفسهم بأداة الإنكار التي هي الهمزة، وعطفوا على ذلك بالواو إنكارهم بعث آبائهم الأولين، بأداة الإنكار التي هي الهمزة المقدمة عن محلها لفظا لا رتبة، وهذا القول هو قول الأقدمين من علماء العربية، واختاره أبو حيان في البحر المحيط وابن هشام في مغني اللبيب، وهو الذي صرنا نميل إليه أخيرا بعد أن كنا نميل إلى غيره.
الوجه الثاني: هو أن همزة الاستفهام في محلها الأصلي، وأنها متعلقة بجملة محذوفة، والجملة المصدرية بالاستفهام معطوفة على المحذوفة بحرف العطف الذي بعد الهمزة، وهذا الوجه يميل إليه الزمخشري في أكثر المواضع من كشافه، وربما مال إلى غيره.
وعلى هذا القول، فالتقدير: أمبعوثون نحن وآباؤنا الأولون؟ وما ذكره الزمخشري هنا من أن قوله: وآباؤنا معطوف على واو الرفع في قوله: {لَمَبْعُوثُونَ}، وأنه ساغ العطف على ضمير رفع متصل من غير توكيد بالضمير المنفصل لأجل الفصل بالهمزة لا يصح، وقد رده عليه أبو حيان وابن هشام وغيرهما.
وهذا الوجه الأخير مال إليه ابن مالك في الخلاصة في قوله:
وحذف متبوع بداهنا استبح وعطفك الفعل على الفعل يصح
وقرأ هذا الحرف قالون وابن عامر: "أو آباؤنا" بسكون الواو، والذي يظهر لي على قراءتهما أو بمعنى الواو العاطفة، وأن قوله: {آبَاؤُنَا}، معطوف على محل المنصوب الذي هو اسم إن، لأن عطف المرفوع على منصوب إن بعد ذكر خبرها جائز بلا نزاع، لأن اسمها وإن كان منصوبا فأصله الرفع لأنه مبتدأ في الأصل، كما قال ابن مالك في الخلاصة:
وجائز رفعك معطوفا على منصوب إن بعد أن تستكملا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/411)
وإنما قلنا إن أو بمعنى الواو، لأن إتيانها بمعنى الواو معروف في القرآن وفي كلام العرب، فمنه في القرآن: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً, عُذْراً أَوْ نُذْراً} [المرسلات:5 - 6] , لأن الذكر الملقى للعذر، والنذر معا لا لأحدهما، لأن المعنى أنها أتت الذكر إعذارا وإنذارا، وقوله تعالى: {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً} [الإنسان:24] , أي ولا كفورا، وهو كثير في كلام العرب، ومنه قول عمرو بن معد يكرب:
قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ما بين ملجم مهرة أو سافع
فالمعنى ما بين الملجم مهره وسافع: أي آخذ بناصيته ليلجمه، وقول نابغة ذبيان:
قالت ألا ليت ما هذا الحمام لنا لى حمامتنا أو نصفه فقد
فحسبوه فألفوه كما زعمت ستا وستين لم تنقص ولم تزد
فقوله: أو نصفه بمعنى ونصفه كما هو ظاهر من معنى البيتين المذكورين، لأن مرادها أنها تمنت أن يكون الحمام المار بها هو ونصفه معه لها مع حمامتها التي معها، ليكون الجميع مائة حمامة، فوجدوه ستا وستين ونصفها ثلاث وثلاثون، فيكون المجموع تسعا وتسعين، والمروي في ذلك عنها أنها قالت:
ليت الحمام ليه إلى حمامتيه
ونصفه قديه تم الحمام مايه
وقول توبة بن الحمير:
قد زعمت ليلى بأني فاجر لنفسي تقاها أو عليها فجورها
وقوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} جمع عامة القراء على ثبات همزة الاستفهام في قوله: {أَإِذَا مِتْنَا} وأثبتها أيضا عامة السبعة غير نافع والكسائي في قوله: {أَإِنَّا} وقرأه نافع والكسائي: "إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ"، بهمزة واحدة مكسورة على الخبر، كما عقده صاحب الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع بقوله:
فصل واستفهام إن تكررا فصير الثاني منه خبرا
واعكسه في النمل وفوق الروم ............................ إلخ
والقراآت في الهمزتين في {أَإِذَا} و {أَإِنَّا} معروفة، فنافع يسهل الهمزة الثانية بين بين. ورواية قالون عنه هي إدخال ألف بين الهمزتين الأولى المحققة والثانية المسهلة.
ورواية قالون هذه عن نافع بالتسهيل والإدخال مطابقة لقراءة أبي عمرو، فأبو عمرو وقالون عن نافع يسهلان ويدخلان، ورواية ورش عن نافع هي تسهيل الأخيرة منهما بين بين من غير إدخال ألف. وهذه هي قراءة ابن كثير وورش فابن كثير وورش يسهلان ولا يدخلان.
وقرأ هشام عن ابن عامر بتحقيق الهمزتين، وبينهما ألف الإدخال.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن ذكوان عن ابن عامر بتحقيق الهمزتين من غير ألف الإدخال، هذه هي القراآت الصحيحة، في مثل "أَءِذَا" و "أَءِنَّا" ونحو ذلك في القرآن.
تنبيه:
اعلم وفقني الله وإياك أن ما جرى في الأقطار الافريقية من إبدال الأخيرة من هذه الهمزة المذكورة وأمثالها في القرآن هاء خالصة من أشنع المنكر وأعظم الباطل، وهو انتهاك لحرمة القرآن العظيم، وتعد لحدود الله، ولا يعذر فيه إلا الجاهل الذي لا يدري، الذي يظن أن القراءة بالهاء الخالصة صحيحة، وإنما قلنا هذا لأن إبدال الهمزة فيما ذكر هاء خالصة لم يروه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل عليه به جبريل البتة، ولم يرو عن صحابي ولم يقرأ به أحد من القراء، ولا يجوز بحال من الأحوال، فالتجرؤ على الله بزيادة حرف في كتابه، وهو هذه الهاء التي لم ينزل بها الملك من السماء البتة، هو كما ترى، وكون اللغة العربية قد سمع فيها إبدال الهمزة هاء لا يسوغ التجرؤ على الله بإدخال حرف في كتابه, لم يأذن بإدخاله الله ولا رسوله.
ودعوى أن العمل جرى بالقراءة بالهاء لا يعول عليها، لأن جريان العمل بالباطل باطل، ولا أسوة في الباطل بإجماع المسلمين، وإنما الأسوة في الحق، والقراءة سنة متبعة مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا خلاف فيه.
وقوله تعالى: {مِتْنَا}، وقرأه ابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وشعبة عن عاصم: "مُتْنَا" بضم الميم وقرأه نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم {مِتْنَا} بكسر الميم، وقد قدمنا مسوغ كسر الميم لغة في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا}.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:12 م]ـ
الخميس.--------> 24/ 06/2010.--------> الصفحة 536
http://dc236.4shared.com/img/305659973/5786c67/536.png?sizeM=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/412)
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَلَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}.
لما أنكر الكفار بعثهم وآباءهم الأولين في الآية المتقدمة، أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم خبرا مؤكدا بأن الأولين والآخرين كلهم مجموعون يوم القيامة للحساب والجزاء بعد بعثهم.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من بعث الأولين والآخرين وجمعهم يوم القيامة جاء موضحا في آيات كثيرة كقوله: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9]، وقوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [النساء:87] , وقوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران:9]، وقوله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ} [هود:103] , وقوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} [المرسلات:38]، وقوله تعالى: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} [الكهف:47].
وقد قدمنا هذا موضحا في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} [الحجر:17].
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}.
قد قدمنا إيضاح هذا وتفسير في سورة الصافات في الكلام على قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} [الصافات:67].
قوله تعالى: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}.
النزل بضمتين: هو رزق الضيف الذي يقدم له عند نزوله إكراما له، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً} [الكهف:107]، وربما استعملت العرب النزول في ضد ذلك على سبيل التهكم والاحتقار، وجاء القرآن باستعمال النزول فيما يقدم لأهل النار من العذاب كقوله هنا: في عذابهم المذكور في قولهم: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ} إلى قوله: {شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ} أي هذا العذاب المذكور هو ضيافتهم ورزقهم المقدم لهم عند نزولهم في دارهم التي هي النار، كقوله تعالى للكافر الحقير الذليل: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان:49].
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من إطلاق النزول على عذاب أهل النار، جاء موضحا في غير هذا الموضع كقوله في آخر هذه السورة الكريمة: {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ, وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} [الواقعة:93 - 94]، وقوله تعالى في آخر الكهف: {إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً} [الكهف:102]، ونظير ذلك من كلام العرب قول أبي السعد الضبي:
وكنا إذا الجبار بالجيش ضافنا جعلنا القنا والمرهفات له نزلا
وقوله: {يَوْمَ الدِّينِ} أي يوم الجزاء كما تقدم مرارا.
قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ}.
لما أنكر الكفار بعثهم وآباءهم الأولين، وأمر الله رسوله أن يخبرهم أنه تعالى باعث جميع الأولين والآخرين، وذكر جزاء منكري البعث بأكل الزقوم وشرب الحميم، أتبع ذلك بالبراهين القاطعة الدالة على البعث فقال: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ} هذا الخلق الأول {فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ} , أي فهل لا تصدقون بالبعث الذي هو الخلق الثاني، لأن إعادة الخلق لا يمكن أن تكون أصعب من ابتدائه كما لا يخفي.
وهذا البرهان على البعث بدلالة الخلق الأول على الخلق الثاني، جاء موضحا في آيات كثيرة جدا كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم:27]، وقوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء:104]، وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج:5] وقوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس:79]، وقوله تعالى: {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء:51]، والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة، وقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/413)
ذكرناها بإيضاح وكثرة في مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك في سورة البقرة والنحل والحج والجاثية، وغير ذلك من المواضع وأحلنا عليها كثيرا.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ}، لولا حرف تحضيض، ومعناه الطلب بحث وشدة، فالآية تدل على شدة حث الله للكفار وحضه لهم على التصديق بالبعث لظهور برهانه القاطع الذي هو خلقه لهم أولا.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}.
قد قدمنا قريبا كلام أهل العلم في همزة الاستفهام المتبوعة بأداة عطف، وذكرنا قبل هذا مرارا، وقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} يعني أفرأيتم ما تصبونه من المني في أرحام النساء، فلفظة {مَا} موصولة، والجملة الفعلية صلة الموصول، والعائد إلى الصفة محذوف، لأنه منصوب بفعل، والتقدير: أفرأيتم ما تمنونه، والعرب تقول: أمنى النطفة بصيغة الرباعي، يمنيها بضم حرف المضارعة، إذا أراقها في رحم المرأة، ومنه قوله تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} [النجم:46] ومنى يمنى بصيغة الثلاثي لغة صحيحة, إلا أن القراءة بها شاذة.
وممن قرأ {تُمْنُونَ} بفتح التاء مضارع في الثلاثي المجرد، أبو السمال وابن السميقع، وقوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} استفهام تقرير، فإنهم لا بد أن يقولوا: أنتم الخالقون، فيقال لهم: إذا كنا خلقنا هذا الإنسان الخصيم المبين من تلك النطفة التي تمنى في الرحم، فكيف تكذبون بقدرتنا على خلقه مرة أخرى، وأنتم تعلمون أن الإعادة لا يمكن أن تكون أصعب من الابتداء، والضمير المنصوب في {تَخْلُقُونَهُ} عائد إلى الموصول أي تخلقون ما تمنونه من النطف علقا، ثم مضغا إلى آخر أطواره.
وهذا الذي تضمنته هذه الآية من البراهين القاطعة على كمال قدرة الله على البعث وغيره، وعلى أنه المعبود وحده، ببيان أطوار خلق الإنسان، جاء موضحا في آيات أخر، وقد قدمنا الكلام على ذلك مستوفي بالآيات القرآنية، وبينا ما يتعلق بكل طور من أطواره من الأحكام الشرعية في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج:5].
وذكرنا أطوار خلق الإنسان في سورة الرحمن أيضا في الكلام على قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِِنْسَانَ, عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:3 - 4] وفي غير ذلك من المواضع.
وبينا الآيات الدالة على أطوار خلقه جملة وتفصيلا في الحج.
ذا البرهان الدال على البعث الذي هو خلق الإنسان من نطفة مني تمنى، يجب على كل إنسان النظر فيه، لأن الله جل وعلا وجه صفة الأمر بالنظر فيه إلى مني الإنسان، والأصل في صيغة الأمر على التحقيق الوجوب إلا لدليل صارف عنه، وذلك في قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ, خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق:5 - 6]، وقد قدمنا شرحها في أول سورة النحل، وقرأ هذا الحرف نافع، {أَفَرَأَيْتُمْ} بتسهيل الهمزة بعد الراء بين بين.
والرواية المشهورة التي بها الأداء عن ورش عنه إبدال الهمزة ألفا وإشباعها لسكون الياء بعدها.
وقرأ الكسائي: "أَفَرَايْتُمْ" بحذف الهمزة، وقرأه باقي السبعة بتحقيق الهمزة.
وقوله تعالى: "ءَأَنْتُمْ" قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام عن ابن عامر في إحدى الروايتين بتسهيل الهمزة الثانية، والرواية المشهورة التي بها الأداء عن ورش عن نافع إبدال الثانية ألفا مشبعا مدها لسكون النون بعدها، وقرأه عاصم وحمزة والكسائي وهشام عن ابن عامر في الرواية الآخرى بتحقيق الهمزتين، وقالون، وأبو عمرو وهشام بألف الإدخال بين الهمزتين والباقون بدونها.
قوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ}.
قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير ابن كثير, {قَدَّرْنَا} بتشديد الدال، وقرأه ابن كثير بتخفيفها، وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن الآية الكريمة قد يكون فيها وجهان أو أكثر من التفسير، ويكون كل ذلك صحيحا، وكله يشهد له قرآن، فنذكر الجميع وأدلته من القرآن، ومن ذلك هذه الآية الكريمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/414)
وإيضاح ذلك أن قوله: {قَدَّرْنَا} وجهين من التفسير وفيما تتعلق به {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ} وجهان أيضا، فقال بعض العلماء: وهو اختيار ابن جرير أن قوله: {قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} أي قدرنا لموتكم آجالا مختلفة وأعمارا متفاوتة فمنكم من يموت صغيرا ومنكم من يموت شابا، ومنكم من يموت شيخا.
وهذا المعنى دلت عليه آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} [الحج:5] وقوله تعالى: {ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [غافر:67] وقوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [فاطر:11] , وقوله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون:11] وقوله: {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} أي ما نحن بمغلوبين، والعرب تقول: سبقه على كذا أي غلبه عليه وأعجزه عن إدراكه أي وما نحن بمغلوبين على ما قدرنا من آجالكم وحددناه من أعماركم فلا يقدر أحد أن يقدم أجلا أخرناه ولا يؤخر أجلا قدمناه.
وهذا المعنى دلت عليه آيات كثيرة كقوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف:34] وقوله تعالى: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ} [نوح:4]، وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً} [آل عمران:145] إلى غير ذلك من الآيات.
وعلى هذا القول، فقوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ} ليس متعلقا بمسبوقين بل بقوله تعالى: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ} والمعنى: نحن قدرنا بينكم الموت على أن نبدل أمثالكم، أي نبدل من الذين ماتوا أمثالا لهم نوجدهم.
وعلى هذا، فمعنى تبديل أمثالهم إيجاد آخرين من ذرية أولئك الذين ماتوا وهذا المعنى تشهد له آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام:133] إلى غير ذلك من الآيات.
وهذا التفسير هو اختيار ابن جرير، وقراءة قدرنا بالتشديد مناسبة لهذا الوجه، وكذلك لفظة بينكم.
الوجه الثاني: أن قدرنا بمعنى قضينا وكتبنا أي كتبنا الموت وقدرناه على جميع الخلق، وهذ الوجه تشهد له آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:88]، وقوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران:185]، وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} [الفرقان:58]، وعلى هذا القول فقوله: {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ} , متعلق بمسبوقين أي ما نحن مغلوبين والمعنى وما نحن بمغلوبين على أن نبدل أمثالكم إن أهلكناكم لو شئنا فنحن قادرون على إهلاككم، ولا يوجد أحد يغلبنا ويمنعنا من خلق أمثالكم بدلا منكم.
وهذا المعنى تشهد له آيات من كتاب الله كقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً} [النساء:133] , وقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ} [الأنعام:133]، وقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ, وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [فاطر:16 - 17] , وقوله تعالى: {الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا} [محمد:38]، وقد قدمنا هذا في سورة النساء في الكلام على قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ} [النساء:133] , وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ}، فيه للعلماء أقوال متقاربة.
قال بعضهم: ننشئكم بعد إهلاككم فيما لا تعلمونه من الصور والهيئات، كأن ننشئكم قردة وخنازير، كما فعلنا ببعض المجرمين قبلكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/415)
وقال بعضهم: ننشئكم فيما لا تعلمونه من الصفات، فنغير صفاتكم ونجمل المؤمنين ببياض الوجوه، ونقبح الكافرين بسواد الوجوه وزرقة العيون. إلى غير ذلك من الأقوال.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}.
تضمنت هذه الآية الكريمة برهانا قاطعا ثانيا على البعث وامتنانا عظيما على الخلق بخلق أرزاقهم لهم، فقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ}، يعني أفرأيتم البذر الذي تجعلونه في الأرض بعد حرثها أي تحريكها وتسويتها أأنتم تزرعونه، أي تجعلونه زرعا، ثم تنمونه إلى أن يصير مدركا صالحا للأكل أم نحن الزارعون له، ولا شك أن الجواب الذي لا جواب غيره هو أن يقال: أنت يا ربنا هو الزارع المنبت، ونحن لا قدرة لنا على ذلك، فيقال لهم: كل عاقل يعلم أن من أنبت هذا السنبل من هذا البذر الذي تعفن في باطن الأرض قادر على أن يبعثكم بعد موتكم، وكون إنبات النبات بعد عدمه من براهين البعث، جاء موضحا في آيات كقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى} [فصلت:39] وقوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم:50]، وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأعراف:57].
والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة، وقد قدمناها مستوفاة مع سائر آيات براهين البعث في مواضع كثيرة في سورة البقرة والنحل والجاثية، وغير ذلك من المواضع،
وأحلنا عليها مرارا.
تنبيه:
اعلم أنه يجب على كل إنسان أن ينظر في هذا البرهان الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة، لأن الله جل وعلا وجه في كتابه صيغة أمر صريحة عامة في كل ما يصدق عليه مسمى الإنسان بالنظر في هذا البرهان العظيم المتضمن للامتنان، لأعظم النعم على الخلق، وللدلالة على عظم الله وقدرته على البعث وغيره، وشدة حاجة خلقه إليه مع غناه عنهم، وذلك قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِِنْسَانُ إِلَى
طعامه أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاًمَتَاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} [عبس:32].
والمعنى: انظر أيها الإنسان الضعيف إلى طعامك كالخبز الذي تأكله ولا غنى لك عنه، من هو الذي خلق الماء الذي صار سببا لإنباته هل يقدر أحد غير الله على خلق الماء؟ أي إبرازه من أصل العدم إلى الوجود. ثم هب أن الماء خلق، هل يقدر أحد غير الله أن ينزله على هذا الأسلوب الهائل العظيم الذي يسقى به الأرض من غير هدم ولا غرق؟ ثم هب أن الماء نزل في الأرض من هو الذي يقدر على شق الأرض عن مسار الزرع؟ ثم هب أن الزرع طلع، فمن هو الذي يقدر على إخراج السنبل منه؟ ثم هب أن السنبل خرج منه، فمن هو الذي يقدر على إنبات الحب فيه وتنميته حتى يدرك صالحا للأكل؟ {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ, إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:99]، والمعنى: انظروا إلى الثمر وقت طلوعه ضعيفا لا يصلح للأكل، وانظروا إلى ينعه، أي انظروا إليه بعد أن صار يانعا مدركا صالحا للأكل، تعلموا أن الذي رباه ونماه حتى صار كما ترونه وقت ينعه قادر على كل شيء منعم عليكم عظيم الأنعام، ولذا قال: {إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:99]، فاللازم أن يتأمل الإنسان وينظر في طعامه ويتدبر قوله تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ} أي عن النبات شقا إلى آخر ما بيناه. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} يعني لو نشاء تحطيم ذلك الزرع لجعلناه حطاما، أي فتاتا وهشيما، ولكنا لم نفعل ذلك رحمة بكم، ومفعول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/416)
فعل المشيئة محذوف للاكتفاء عنه بجزاء الشرط، وتقديره كما ذكرنا، وقوله: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}.
قال بعض العلماء: المعنى فظلتم تعجبون من تحطيم زرعكم.
وقال بعض العلماء: تفكهون بمعنى تندمون على ما خسرتم من الإنفاق عليه كقوله تعالى: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا} [الكهف:42].
وقال بعض العلماء: تندمون على معصية الله التي كانت سببا لتحطيم زرعكم، والأول من الوجهين في سبب الندم هو الأظهر.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}.
تضمنت هذه الآية الكريمة امتنانا عظيما على خلقه بالماء الذي يشربونه، وذلك أيضا آية من آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته وشدة حاجة خلقه إليه، والمعنى: أفرأيتم الماء الذين تشربون الذي لا غنى لكم عنه لحظة ولو أعدمناه لهلكتم جميعا في أقرب وقت: {ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ}.
والجواب الذي لا جواب غيره هو أنت يا ربنا هو منزله من المزن، ونحن لا قدرة لنا على ذلك, فيقال لهم: إذا كنتم في هذا القدر من شدة الحاجة إليه تعالى فلم تكفرون به وتشربون ماءه وتأكلون رزقه وتعبدون غيره، وما تضمنته هذه الآية الكريمة من الامتنان على الخلق بالماء وأنهم يلزمهم الإيمان بالله وطاعته شكرا لنعمة هذا الماء، كما أشار له هنا بقوله: {فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} جاء في آيات أخر من كتاب الله كقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:22]، وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ} [النحل:10]، وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً, لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً} [الفرقان:48 - 49] , وقوله تعالى: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً} [المرسلات:27] , إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله هنا: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} [الواقعة:70] أي لو نشاء جعله أجاجا لفعلنا، ولكن جعلناه عذبا فراتا سائغا شرابه، وقد قدمنا في سورة الفرقان أن الماء الأجاج هو الجامع بين الملوحة والمرارة الشديدتين.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كونه تعالى لو شاء لجعل الماء غير صالح للشراب، جاء معناه في آيات أخر كقوله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:30] , وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون:18] , لأن الذهاب بالماء وجعله غورا لم يصل إليه وجعله أجاجا، كل ذلك في المعنى سواء بجامع عدم تأتي شرب الماء، وهذه الآيات المذكورة تدل على شدة حاجة الخلق إلى خالقهم كما ترى. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} يدل على أن جميع الماء الساكن في الأرض النابع من العيون والآبار ونحو ذلك، أن أصله كله نازل من المزن، وأن الله أسكنه في الأرض وخزنه فيها لخلقه.
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون:18] وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ} [الزمر:21] وقد قدمنا هذا في سورة الحجر في الكلام على قوله تعالى: {فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} [الحجر:22] وفي سورة سبأ في الكلام على قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} [سبأ:2] وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} فلولا بمعنى هلا، وهي حرف تحضيض، وهو الطلب بحث وحض والمعنى أنهم يطلب منهم شكر هذا المنعم العظيم بحث وحض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/417)
واعلم أن الشكر يطلق من العبد لربه ومن الرب لعبده.
فشكر العبد لربه، ينحصر معناه في استعماله جميع نعمه فيما يرضيه تعالى، فشكر نعمة العين ألا ينظر بها إلا ما يرضي من خلقها، وهكذا في جميع الجوارح، وشكر نعمة المال أن يقيم فيه أوامر ربه ويكون مع ذلك شاكر القلب واللسان، وشكر العبد لربه جاء في آيات كثيرة كقوله تعالى هنا: {فَلَوْلا تَشْكُرُونَ} وقوله تعالى: {وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152] , والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.
وأما شكر الرب لعبده فهو أن يثيبه الثواب الجزيل من عمله القليل، ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة:158] وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:34] إلى غير ذلك من الآيات.
تنبيه لغوي:
اعلم: أن مادة الشكر تتعدى إلى النعمة تارة، وإلى المنعم أخرى، فإن عديت إلى النعمة تعدت إليها بنفسها دون حرف الجر كقوله تعالى: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ} [النمل:19]، وإن عديت إلى المنعم تعدت إليه بحرف الجر الذي هو اللام كقولك: نحمد الله ونشكر له، ولم تأت في القرآن معداة إلا باللام، كقوله: {وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152] , وقوله: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان:14] , وقوله: {وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة:172] , وقوله: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [العنكبوت:17] , إلى غير ذلك من الآيات.
وهذه هي اللغة الفصحى، وتعديتها للمفعول بدون اللام لغة لا لحن، ومن ذلك قول أبي نخيلة:
شكرتك إن الشكر حبل من اتقى وما كل من أوليته نعمة يقضى
وقول جميل بن معمر:
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما على عذبة الأنياب طيبة النشر
فإنكما إن عجتما لي ساعة شكرتكما حتى أغيب في قبري
وهذه الآيات من سورة الواقعة قد دلت على أن اقتران جواب لو باللام، وعدم اقترانه بها كلاهما سائغ، لأنه تعالى قال: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} باللام ثم قال: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} بدونها.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ}.
قوله تعالى: {الَّتِي تُورُونَ} أي توقدونها من قولهم: أورى النار إذا قدحها وأوقدها، والمعنى: أفرأيتم النار التي توقدونها من الشجر أأنتم أنشأتم شجرتها التي توقد منها، أي أوجدتموها من العدم؟
والجواب الذي لا جواب غيره: أنت يا ربنا هو الذي أنشأت شجرتها، ونحن لا قدرة لنا بذلك فيقال: كيف تنكرون البعث وأنتم تعلمون أن من أنشأ شجرة النار وأخرجها منها قادر على كل شيء؟ وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون خلق النار من أدلة البعث، وجاء موضحا في يس في قوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ, الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ} [يس:79 - 80] , فقوله في آخر يس: {تُوقِدُونَ} هو معنى قوله في الواقعة: {تُورُونَ} وقوله في آية يس: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً} بعد قوله: {يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} دليل واضح على أن خلق النار من أدلة البعث. وقوله هنا: {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا} أي الشجرة التي توقد منها كالمرخ والعفار، ومن أمثال العرب في كل شجر نار، واستنجد المرخ والعفار، لأن المرخ والعفار هما أكثر الشجر نصيبا في استخراج النار منهما، يأخذون قضيبا من المرخ ويحكمون به عودا من العفار فتخرج من بينهما النار. ويقال كل شجر فيه نار إلا العناب.
وقوله: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} أي نذكر الناس بها في دار الدنيا إذا أحسوا شدة حرارتها. نار الآخرة التي هي أشد منها حرا لينزجروا عن الأعمال المقتضية لدخول النار، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: أن حرارة نار الآخرة مضاعفة على حرارة نار الدنيا سبعين مرة, فهي تفوقها بتسع وستين ضعفا كل واحد منها مثل حرارة نار الدنيا سبعين مرة. فهي تفوقها بتسع وستين ضعفا كل واحد منها مثل حرارة نار الدنيا.
وقوله تعالى: {وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض، وهو الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد، وهم المسافرون، لأنهم ينتفعون بالنار انتفاعا عظيما في الاستدفاء بها والاستضاءة وإصلاح الزاد.
وقد تقرر في الأصول أن من موانع اعتبار مفهوم المخالفة كون اللفظ واردا للامتنان. وبه تعلم أنه لا يعتبر مفهوما للمقوين، لأنه جيء به للامتنان أي وهي متاع أيضا لغير المقوين من الحاضرين بالعمران، وكل شيء خلا من الناس يقال له أقوى، فالرجال إذا كان في الخلا قيل له: أقوى, والدار إذا خلت من أهلها قيل لها أقوت.
ومنه قول نابغة ذبيان:
يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقول عنترة: حيت من طلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
وقيل للمقوين: أي للجائعين، وقيل غير ذلك، والذي عليه الجمهور هو ما ذكرنا.
قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.
قد قدمنا الكلام عليه في أول سورة النجم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/418)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:17 م]ـ
الجمعة.--------> 25/ 06/2010.--------> الصفحة 537
http://dc266.4shared.com/img/305660218/f20dc8d2/537.png?sizeM=7
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}.
أخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة، وأكد إخباره بأن هذا القرآن العظيم هو حق اليقين، وأمر نبيه بعد ذلك بأن يسبح باسم ربه العظيم.
وهذا الذي تضمنته هذه الآية ذكره الله جل وعلا في آخر سورة الحاقة في قوله في وصفه للقرآن: {وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ, وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ, فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الحاقة:50 - 52]، والحق هو اليقين.
وقد قدمنا أن إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظين أسلوب عربي، وذكرنا كثرة وروده في القرآن وفي كلام العرب، ومنه في القرآن قوله تعالى: {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ} ولدار هي الآخرة وقوله: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ}، والمكر هو السيىء بدليل قوله بعده: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}.
وقوله: {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} والحبل هو الوريد، وقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ} والشهر هو رمضان.
ونظير ذلك من كلام العرب قول امرىء القيس.
كبكر المقانات البياض بصفرة غذاها نمير الماء غير المخلل
والبكر هي المقاناة.
وقول عنترة:
ومشك سابغة هتكت فروجها بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
لأن مراده بالمشك هنا الدرع نفسها بدليل قوله: هتكت فروجها، يعني الدرع، وإن كان أصل المشك
لغة السير الذي تشد به الدرع، لأن السير لا تمكن إرادته في بيت عنترة هذا خلافا لما ظنه صاحب تاج العروس، بل مراد عنترة بالمشك الدرع، وأضافه إلى السابغة التي هي الدرع كما ذكرنا، وإلى هذا يشير ما ذكروه في باب العلم: وعقده في الخلاصة بقوله:
وإن يكونا مفردين فأضف حتما وإلا أتبع الذي ردف
لأن الإضافة المذكورة من إضافة الشيء إلى نفسه مع اختلاف اللفظين، وقد بينا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب أن قوله في الخلاصة:
ولا يضاف اسم لما به اتحد معنى وأول موهما إذا ورد
أن الذي يظهر لنا من استقراء القرآن والعربية أن ذلك أسلوب عربي، وأن الاختلاف بين اللفظين كاف في المغايرة بين المضاف والمضاف إليه، وأنه لا حاجة إلى التأويل مع كثرة ورود ذلك في القرآن والعربية.
ويدل له تصريحهم بلزوم إضافة الاسم إلى اللقب إن كانا مفردين نحو سعيد كرز، لأن ما لا بد له من تأويل لا يمكن أن يكون هو اللازم كما ترى، فكونه أسلوبا أظهر.
وقوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} التسبيح: أصله الإبعاد عن السوء، وتسبيح الله وتنزيهه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، وذلك التنزيه واجب له في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، والظاهر أن الباء في قوله: {بِاسْمِ رَبِّكَ} داخلة على المفعول، وقد قدمنا في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} [مريم:25] , أدلة كثيرة من القرآن وغيره على دخول الباء على المفعول الذي يتعدى إليه الفعل بنفسه، كقوله: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ} [مريم:25] والمعنى: وهزي جذع النخلة.
وقوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} [الحج:25] أي إلحادا إلى آخر ما قدمنا من الأدلة الكثيرة، وعليه، فالمعنى: سبح اسم ربك العظيم كما يوضحه قوله في الأعلى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1].
وقال القرطبي: الاسم هنا بمعنى المسمى، أي سبح ربك، وإطلاق الاسم بمعنى المسمى معروف في كلام العرب، ومنه قول لبيد: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
ولا يلزم في نظري أن الاسم بمعنى المسمى هنا لإمكان كون المراد نفس الاسم، لأن أسماء الله ألحد فيها قوم ونزهها آخرون عن كل ما لا يليق، ووصفها الله بأنها بالغة غاية الحسن، وفي ذلك أكمل تنزيه لها لأنها مشتملة على صفاته الكريمة، وذلك في قوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] , وقوله تعالى: {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء:110].
ولسنا نريد أن نذكر كلام المتكلمين في الاسم والمسمى، هل الاسم هو المسمى, أو لا؟ لأن مرادنا هنا بيان معنى الآية، والعلم عند الله تعالى.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:46 ص]ـ
السبت.--------> 19/ 06/2010.--------> الصفحة 538
الأحد.--------> 20/ 06/2010.--------> الصفحة 539
الإثنين.--------> 21/ 06/2010.--------> الصفحة 540
الثلاثاء.--------> 22/ 06/2010.--------> الصفحة 541
الأربعاء.--------> 23/ 06/2010.--------> الصفحة 542
الخميس.--------> 24/ 06/2010.--------> الصفحة 543
الجمعة.--------> 25/ 06/2010.--------> الصفحة 544.--------> والصفحة 544
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/419)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:53 ص]ـ
من صفحة 538 - الى صفحة 545 (طريقة الغديان) ... هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1315214#post1315214)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:59 ص]ـ
السبت.--------> 19/ 06/2010.--------> الصفحة 538
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0536.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0537.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:01 م]ـ
الأحد.--------> 20/ 06/2010.--------> الصفحة 539
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0538.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:03 م]ـ
الإثنين.--------> 21/ 06/2010.--------> الصفحة 540
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0539.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:04 م]ـ
الثلاثاء.--------> 22/ 06/2010.--------> الصفحة 541
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0540.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:05 م]ـ
الأربعاء.--------> 23/ 06/2010.--------> الصفحة 542
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0541.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:07 م]ـ
الخميس.--------> 24/ 06/2010.--------> الصفحة 543
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0542.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:08 م]ـ
الجمعة.--------> 25/ 06/2010.--------> الصفحة 544.--------> والصفحة 544
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0543.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0
http://ia340927.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0544.jp2&scale=2.899621212121212&rotate=0(20/420)
منقول: الخطوات التي تجمع بين حفظ القرآن الكريم وفهمه مما أملاه العلامة عبد الله الغديان
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[08 - 06 - 10, 02:50 م]ـ
/تحديد آيات الموضوع (مصحف المدينة الطبعة الهندية)
2/فهم مفردات الآيات من جهة اللغة والشرع (مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني)
3/معرفة سبب النزول (المحرر في أسباب النزول)
4/معرفة الناسخ والمنسوخ (الناسخ والمنسوخ لابن النحاس)
5/معرفة المشكل اللفظي (دليل الآيات المتشابهات ـ حديث)
6/المتشابه المعنوي (درة التنزيل وغرة التأويل في متشابه التنزيل)
7/معرفة معاني الآيات حسب علامات الوقف (تفسير ابن جرير وكتاب علل الوقف)
8/معرفة المناسبة بين الآيات (نظم الدرر في تناسب الآي والسور)
9/المعنى العام للآيات (تفسير ابن سعدي)
10/الأحكام التي تؤخذ من الآيات (أحكام القرآن لابن العربي والجامع لأحكام القرآن للقرطبي)
11/تكرار هذه الآيات فيما لا يقل عن مائة مرة للتأكد من حفظها.أ هـ.
ملاحظة: هذه الفائدة أعطانيها الشيخ عبد الله الغديان بيده في مكتبه بالإفتاء قبل أشهر وأوصاني بتصويرها ونشرها.
ملاحظة أخرى: ذكر الشيخ مراجع أخرى للمبتدئ مثل كلمات القرآن للشيخ حسين مخلوف بدل مفردات القرآن والصحيح المسند لأسباب النزول للشيخ مقبل الوادعي بدلا من المحرر.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[براءة]ــــــــ[08 - 06 - 10, 04:29 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالرحمن العنزي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 06:03 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الشيخ رحمة واسعة
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[11 - 06 - 10, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيراا(20/421)
أريد طريقةً تساعد وتسهل حفظ الشاطبية
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[08 - 06 - 10, 03:10 م]ـ
السلام على الإخوة الفضلاء
لقد شرعت في حفظ الشاطبية وأسأل الله أن يعينني على حفظها, وبقي معي منها الشيءُ الكثير, وقد أتعبتني كثيراً جدا حفظُها, مع أني- والحمد لله -ممن آتاه الله سرعة في الحفظ وإتقاناً, وحفظت كثيراً من المتون العلمية , ولم يتصعّب علي شيء منها مثل ما حدث لي مع حرز الأماني
فأطلب ممن يجد طريقة ميسرةً, في حفظها أن يرسل لي ذلك, راجياً من الله أن يأجرني, وإياه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 12:27 ص]ـ
أخي الفاضل , لعل هذه الكلمات تفيدك:
1) خصِّصْ لكَ أبياتاً معينة في كلِّ يومٍ مثلا (5 أبيات) فقط. وخير الأعمال أدومه وإن قلّ!
2) كرِّر كلِّ يوم ما حفظتَهُ من الشاطبية , وذلكَ مع وردكَ اليوم من "حرز الأماني".
3) استمع لتلاواتِ الشاطبيةِ كـ "مشاري العفاسي" أو "طه الفهد" أو "أيمن سويد" أو غيره.
4) لا بدَّ من مدخلٍ سهل ميسر في شرح الأبياتِ -دون التوسعِ- كـ" الوافي في شرح الشاطبية" للقاضي.
ولا أخفيكَ أنما أخبركَ به هو ما أعمله أنا في حفظي -الآن- للشاطبية , وأجد ولله الحمد توفيقا من الرب الكريم.
ـ[بوعبدالعزيز الكويتي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 06:37 ص]ـ
إضافة على كلام الأخ الفاضل أبي همام ..
أولاً عليك بالدعاء
ومن الشروح المعينة على الحفظ شرح شعلة ففيه ذكر معاني الكلمات التي جعلها الشاطبي رموزا ..
أسأل الله أن يعيننا على طاعته
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 12:17 م]ـ
إضافة على كلام الأخ الفاضل أبي همام ..
أولاً عليك بالدعاء
ومن الشروح المعينة على الحفظ شرح شعلة ففيه ذكر معاني الكلمات التي جعلها الشاطبي رموزا ..
أسأل الله أن يعيننا على طاعته
اين اجد شرح شعله هذا على الإنترنت بارك الله فيك .. ؟ .........
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 02:12 ص]ـ
أتو قع -والله أعلم- أن شرح الوافي أفضلُ لكَ لأنه سهل وسلس , ولا أخفيكَ أني لا اعلم شرح "شعلة" إلا أن هذا نصيحة مشايخي وتجربتي.
(ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)
ـ[المتولى]ــــــــ[13 - 06 - 10, 02:15 م]ـ
الوافى اولى ومقدم اداءا على شرح شعلة " ابتسامة "
فشرح الشيخ رحمه الله تعالى يتميز بالسلاسة واليسر وان احببت التوسع قليلا فعليك بارشاد المريد للشيخ الضباع
اجتهد فى المراجعة كثيرا مع استحضار الشواهد عند المراجعة فهذا ادعى للتثبيت مع ما ذكره الاخوة بارك الله فيهم
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[15 - 06 - 10, 12:09 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:28 م]ـ
السلام على الإخوة الفضلاء
لقد شرعت في حفظ الشاطبية وأسأل الله أن يعينني على حفظها, وبقي معي منها الشيءُ الكثير, وقد أتعبتني كثيراً جدا حفظُها, مع أني- والحمد لله -ممن آتاه الله سرعة في الحفظ وإتقاناً, وحفظت كثيراً من المتون العلمية , ولم يتصعّب علي شيء منها مثل ما حدث لي مع حرز الأماني
فأطلب ممن يجد طريقة ميسرةً, في حفظها أن يرسل لي ذلك, راجياً من الله أن يأجرني, وإياه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
يتم تدريس الشاطبية الآن في مدرسة بصائر: ادخل إلى
www.bsa2er.com/vb (http://www.bsa2er.com/vb)
ستجد في منتديات مدرسة بصائر مواضيع كاملة مرشدة لك كيف تسجل ...
وسيتم الامتحان بها بعد كل جزء منها على حسب ما يقرر الشيخ المدرس، وهو الشيخ أبي رفعت حفظه الله تعالى
ترجمة الشيخ
http://www.islamsound.org/forum/showthread.php?p=2047
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً(20/422)
طلب من الأخوان في الرياض
ـ[راجي رحمه المنان]ــــــــ[08 - 06 - 10, 07:36 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله
انتقلت للرياض من مدة وأبحث عن شيخ اقرأ عليه بالسند
في روايه حفص
وبحث كثيرا ولم اجد
قالوا لي جامع الراحجي ولم اهتدي الى سبيل
فمن يعرف من الاخوان احد المشايخ او معهد يدلني عليه
علما بأني ساكن شرق الرياض ولو كان في غير الشرق لم يكن هناك اشكال
وجزاكم الله خيرا(20/423)
برجاء المساعدة هل يوجد كتاب او مجموعة دروس جمع فيها تفسير النداءات القرأنية لاهل الايمان
ـ[أبو عبد الرحمن الدمياطى]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:24 م]ـ
اخوانى الافاضل برجاء المساعدة هل يوجد كتاب او مجموعة دروس جمع فيها تفسير النداءات القرأنية لاهل الايمان بخلاف كتاب الشيخ ابو بكر الجزائرى وجزاكم الله خيرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 - 06 - 10, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبارك فيك وجزاك خيرا، ومرحبا بك وأهلا وسهلا.
في هذا الرابط فوائد:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=104823#post104823
ـ[أبو عبد الرحمن الدمياطى]ــــــــ[09 - 06 - 10, 12:15 م]ـ
بارك اله فيك وجمعنى بك فى الجنة
ـ[هاني درغام]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:16 ص]ـ
أخي الفاضل (أبو عبد الرحمن الدمياطي)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أفضل ما قرأت في هذا الشأن موسوعة (نداءات الرحمن لأهل الإيمان) للشيخ محمد المحمدي صالح وهي تقع في 5 أجزاء وهي من مطبوعات دار الغد الجديد - القاهرة - درب الأتراك
وفقكم الله لما يحب ويرضي(20/424)
أصول المصحف بالروايات المعروفة ومقدمة عن كل رواية pdf
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[09 - 06 - 10, 07:25 ص]ـ
هذه أحكام أصول الروايات كل رواية على حدى
ومقدمة عن كل رواية من الروايات
أصول المصحف من هنا ( http://www.eld3wah.net/moaath/osl.rar)
مقدمة عن المصاحف من هنا ( http://www.eld3wah.net/moaath/info.rar)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 08:43 ص]ـ
تم التحميل بارك الله ورفع قدرك
ـ[عبدالله بدر]ــــــــ[11 - 06 - 10, 06:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[12 - 06 - 10, 10:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[13 - 06 - 10, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأخوة الكرام وبارك فيكم(20/425)
ما هي القراءة التي وردت فيها " وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّا"
ـ[ورشان]ــــــــ[09 - 06 - 10, 03:46 م]ـ
بسم الله و الصلاة على رسول الله و بعد
أتمنى على من يقرأ هذا الموضوع أن يجبني و جزاه الله عن كلّ خير
أريد أن أعرف من الذي قرأ " و جعلنا من الماء كلّ شيء حيّا"
و الفرق بين المدلول أي * حيّا * و *حيّ*
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[09 - 06 - 10, 04:43 م]ـ
أما قراءة الجمهور بالجر (حيٍّ)، فعلى أنها صفة لـ (شيء).
ونسبت قراءتها بالنصب (حيّاً) إلى: معاذ القارئ، وابن أبي عبلة، وحميد بن قيس؛ على أنها مفعول ثان للفعل (جعل).
[انظر معجم القراءات، لعبد اللطيف الخطيب، 6/ 16].
ـ[براءة]ــــــــ[09 - 06 - 10, 05:02 م]ـ
لم يقرأ أحد من القراء العشرة حياً منصوبة، كلهم قرؤوها بالجر
ـ[رافع الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 01:09 م]ـ
و حتي الأربع الشواذ لم تعتمد هذه القراءة(20/426)
إختبار قرآن
ـ[خالد عبدالناصر]ــــــــ[10 - 06 - 10, 01:12 ص]ـ
السؤال الأول
أكتب من قول الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " إلى قول الله تعالى " بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ".
السؤال الثانى
أكتب آخرأربع آيات فى الأرباع الآتية:
الربع الثامن فى الجزء الخامس،الربع الرابع فى الجزء التاسع، الربع السادس فى الجزء الرابع عشر، الربع الثالث فى الجزء الحادى والعشرين.
السؤال الثالث
وردت هذه الأفعال " أَخَذَ، أَخَذَتِ، أَخَذْتُ، أَخَذَتْكُمُ، أَخَذْتُمْ، أَخَذَتْهُ، أَخَذْتُهَا، أَخَذَتْهُمُ، أَخَذْتُهُمْ، أَخَذْنَاهُمْ " فى عدة آيات أذكر هذه الآيات وأذكر أسم السورة وآية قبلها.(20/427)
قائمة بالكتب المصنفة في الوقف على كلا وبلى ونعم في القرون التسعة الأولى.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:08 ص]ـ
لقد كانت سعادتي بالغة حين تلقيت نبأ قبول عضويتي في هذا الملتقى المبارك، وإليكم أولى مشاركاتي، تعقبها مشاركات كثيرة، أنقلها إليكم من مشاركاتي الكثيرة في ملتقى أهل التفسير، والألوكة، ليعظم النفع، وتعم الفائدة.
وهذه قائمة باثنين وعشرين عملاً في الوقف على كلا وبلى ونعم في القرون التسعة الأولى.
1 - " رسالة كلا في الكلام والقرآن ": لأبي جعفر أحمد بن رستم الطبري (ت بعد 304 هـ)، مطبوع.
2 - " كتاب كلا ": لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي (ت 336 هـ)، مفقود.
3 - " مقالة كلا ": لأحمد بن فارس الرازي (ت 395 هـ)، مطبوع.
4 - كتاب اختصار القول في] كَلَّا [و] بَلَى [و] نَعَمْ [، والوقف عليها في كتاب الله "، مطبوع.
5 - " كتاب " الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [في القرآن "، مطبوع.
6 - " كتاب الهداية في الوقف على] كَلَّا ["، مفقود، والثلاثة لأبي محمد مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ).
7 - " كتاب الاكتفا في الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [، واختلاف العلماء فيها": لأبي عمرو الداني (ت 444 هـ)، مفقود.
8 - " رسالة في الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [": لعلاء الدين أبي الفتح محمد بن عبد الحميد الأُسْمَنْدي (ت 552 هـ)، مخطوط.
9 - " كتاب المُجَلَّى – أو المُحَلَّى - في اسْتِيْعَاب وُجُوه (كَلَّا) ": للصاحب جمال الدين القِفطي (ت 646 هـ)، مفقود.
10 - " ذخيرة التلَّا في أحكام] كَلَّا [، أو تحفة المَلَّا في مواضع] كَلَّا [": لأمين الدين بن المحلي سنة (ت 673 هـ)، مطبوع.
11 - " رسالة في كلا وبلى ونعم ": لعلي بن محمد الكُتامي، المعروف بابن الضائع (ت 680 هـ)، مخطوط.
12 - " منظومة لامية في الوقف على] كَلَّا [": لعلي بن قاسم الطبري (ت نحو 683 هـ) - مخطوط.
13 - " منظومة رائية في حكم الوقف على] كَلَّا [": لتقي الدين الإربلي (ت 688 هـ)، مخطوط.
14 - " أرجوزة في وجوه] كَلَّا [في القرآن ": للشيخ عبد العزيز بن أحمد الدِّيريني (ت 694 هـ)، مخطوط.
15 - " منظومة في الوقف على] كَلَّا [": ليعقوب بن بدران الجرائدي (ت 688 هـ)، مخطوط.
16 - " فوائد عن] كَلَّا [الواقعة في القرآن الكريم ": لأبي بكر بن أبي محمد عبد الغني، الشهير باللبيب التونسي (ق 8 هـ)، مخطوط.
17 - " منظومة في الوقف على] كَلَّا [: لبرهان الدين الجعبري (ت 732 هـ)، مخطوط.
18 - " منظومة في حرف] كَلَّا [، فيما يجوز عليه الوقف، وفيما لا يجوز ": لابن الدَّقُوقيِّ (ت 735 هـ)، مخطوط.
19 - " رسالة في الوقف على] كَلَّا [و] بَلَى [": لابن أم قاسم المُرادي (ت 749 هـ)، مفقود.
20 - " منظومة في كلا ": لأبي جعفر الرعيني (ت 779 هـ) – مخطوط.
21 - " منظومة لامية في حكم الوقف على] كَلَّا [": منسوبة للحافظ ابن الجزري (ت 833 هـ)، مخطوط.
22 - " منظومة في حكم الوقف على] كَلَّا [": لأبي حفص عمر بن يعقوب الطِّيْبي (ت بعد 870 هـ)، مخطوط.
وأرجو من إخواني وشيوخي الكرام ممن وقفوا على مصنفات أخرى في الوقف على هذه الحروف الثلاثة في القرون التسعة الأولى أن يتحفونا بها.
مدرس مساعد في جامعة الأزهر.
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:41 ص]ـ
ومن أراد أن يكمل المسيرة فليتفضل مشكوراً.
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 03:59 م]ـ
أحييك أولا و أرحب بانضمامك السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و هناك كتب تحدثت عن "كلا" دون إفرادها بالتأليف كالمفصل للزمخشري و الكتاب لسيبويه و تاج العروس و تهذيب اللغة و كذلك كتب الوقف و الابتداء لابن الأنباري و النحاس و غيرهما و كتب علوم القرآن .....(20/428)
المصنفات في الوقف والابتداء حتى نهاية القرن الرابع الهجري:
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:13 ص]ـ
لم يكد ينتهي القرن الرابع الهجري حتى كان علماؤنا قد صنفوا في الوقف والابتداء ما يقرب من ستين مصنفاً في الوقف والابتداء، انتهت إلينا أسماؤها، طبع منها خمسة، وبقي اثنان مخطوطان، والثالث لم يتمكن البحث من الوقوف عليه، وهذه قائمة بها:
1 - " كتاب الوقوف ": لأبي مَيْمونة شَيْبَة بن نِصَاح المدني (ت 130 هـ)
2 - " كتاب أو جزءٌ في الوقف والابتداء ": لأبي عمرو بن العلاء البصري (ت 154هـ).
3 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي عمارة حمزة بن حبيب الزيات (ت 156هـ).
4 - " كتاب وقف التَّمام ": لنافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعَيم المدني (169 هـ).
5 - " كتاب الوقف والابتداء الصغير ".
6 - " كتاب الوقف والابتداء الكبير": لأبي جعفر محمد بن الحسن الرُّؤَاسي الكوفي (ت 170 هـ).
7 - " كتاب وقف التمام ": ليعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري (ت205هـ).
8 - " كتاب الوقف والابتداء ": ليحيى بن زياد الفرَّاء الكوفي (ت 207 هـ).
9 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي عبد الله هشام بن معاوية الكوفي (ت 209 هـ).
10 - " كتاب وقف التمام ": لسعيد بن مَسْعَدَةَ الأخفش الأوسط (ت 215 هـ).
11 - " كتاب وقف التمام ": لأحمد بن موسى اللؤلؤي البصري (ت 223، أو بعد 190 هـ).
12 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي سليمان داود بن أبي طَيْبَة المصري (ت 223 هـ).
13 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي محمد خلف بن هشام البغدادي (ت 229 هـ).
14 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي نُعَيم ضِرار بن صُرَدٍ التيْميّ الكوفي (ت 229 هـ).
15 - " كتاب الوقف والابتداء - ط ": لأبي جعفر محمد بن سعدان الكوفي (ت 231 هـ).
16 - " كتاب وقف التمام ": لأبي الحسن رَوْح بن عبد المؤمن (ت 234 هـ).
17 - " كتاب الوقف والابتداء ": لعبد الله بن يحيى بن المبارك بن اليزيدي (ت نحو 237 هـ).
18 - " كتاب وقف التمام ": لأبي المنذر نُصَير بن أبي نُصَير يوسف الرازي (ت 240 هـ).
19 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي عمر حفص بن عمر الدوري البغدادي (ت 246 هـ).
20 - " كتاب الوقف والابتداء والتفسير "، أو" وقف التمام ": لمحمد بن عيسى الأصفهاني (ت 253 هـ).
21 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي عبد الله محمد بن يحيى القُطَعي (ت 253 هـ).
22 - " كتاب المقاطع والمبادئ ": لأبي حاتم سهل بن محمد السِّجِسْتاني (ت 255 هـ).
23 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأحمد بن إبراهيم بن عثمان المَرْوَزيّ (ت نحو 270 هـ).
24 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي العباس محمد بن أحمد بن واصل البغدادي (ت 273 هـ).
25 - " كتاب وقف التمام ": لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ).
26 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي بكر بن أبي الدنيا (ت 281 هـ).
وشك كبير يدور حول نسبته إليه.
27 - " كتاب وقف التمام ": لأبي علي أحمد بن جعفر الدَِّيْنَوري (ت 289 هـ).
28 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي علي الحسن بن العباس الجمَّال الرازي (ت 289 هـ).
29 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي العباس أحمد بن يحيى، المعروف بثعلب (ت 291 هـ)
30 - " كتاب الوقف والابتداء": لأبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي (200 - 291 هـ).
31 - " كتاب وقف التمام ": لأبي الحسين محمد بن الوليد، المشهور بابن ولاد (ت 298 هـ).
32 - " رسالة كلا في الكلام والقرآن - ط ": لأبي جعفر أحمد بن رستم الطبري (ت بعد 304 هـ).
33 - " كتاب الابتداء والتمام ": لأبي عبد الله محمد بن عمر بن خَيْرون القرطبي ثم القيرواني (ت 306 هـ). وإن كان البحث لم يقطع قطعاً جازماً بأنه من المصنفات في هذا الفن.
34 - " كتاب المقاطع والمبادئ ": لأبي القاسم العباس بن الفضل بن شاذان الرازي (ت 311).
35 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي الحسن محمد بن أحمد بن كَيْسان البغدادي (ت 320 هـ).
36 - "كتاب الوقف والابتداء": لأبي العباس محمد بن يعقوب المعدل البصري (ت بعيد320هـ).
37 - " كتاب الوقف والابتداء ": لمحمد بن عثمان بن مُسَبِّح الجَعْدِ الشيباني (ت بعد 320 هـ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/429)
38 – " إيضاح الوقف والابتداء - ط ": لأبي بكر الأنباري (ت 328 هـ).
39 – " كتاب الوقف والابتداء - خ ": لأحمد بن محمد بن أوس الهمذاني (ت 334 هـ).
40 - " كتاب الوقف والابتداء ": لمحمد بن محمد بن عَبَّاد البغدادي (ت 334 هـ).
41 - " كتاب الوقف والابتداء ".
42 - " كتاب كلا ": لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي (ت 336 هـ).
43 - " القطع والائتناف - ط ": لأبي جعفر النحاس (ت 338 هـ).
44 - " كتاب الوقف والابتداء ": لإسحاق بن أحمد بن محمد الكاذيِّ البغدادي (ت 346 هـ).
45 - " كتاب الوقف والابتداء ": لمحمد بن الحسن بن مِقْسَم العطار (ت 354 هـ).
46 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي بكر محمد بن عبد الله بن أشتة الأصفهاني (ت 360 هـ).
47 - " كتاب فرش الوقوف ": لأبي حفص عمر بن علي الطبري (النصف الثاني من ق 4 هـ).
48 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي سعيد الحسن بن عبد الله السِّيْرافي (ت 368 هـ).
ويدور شك كبير أيضاً حول نسبته إليه.
49 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الغَزَّال (ت369هـ).
والشك الكبير يكتنف نسبته إلي مؤلفه كسابقه.
50 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأحمد بن نصر الشذائي (ت 373 هـ).
51 - " كتاب الوقف والابتداء: للحسين بن محمد بن حَبَش الدَِّيْنَوري (ت 373هـ).
52 - " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي عبد الله الحسين بن مالك الزَّعْفَرَاني (ت 374 هـ).
53 - " رسالة في الوقف في القرآن - خ ": لأبي الحسن علي بن محمد الأنْطَاكي (ت 377 هـ). يقال: إنها مخطوطة، ولم يتمكن البحث من الوقوف عليها.
54 - " كتاب المقاطع والمبادئ "، أو " كتاب وقوف القرآن "، أو " كتاب الوقف والابتداء ": لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مِهْران الأصفهاني (ت 381 هـ).
وقد أكد البحث على أنها أسماء متعددة لكتاب واحد.
55 - " كتاب الوقف والابتداء ": للصاحب بن عَبَّاد (ت 385 هـ).
وهناك شك كبير حول نسبته إليه.
56 - " كتاب الوقف والابتداء ": لابن جِنِّيّ (ت392هـ).
57 - " مقالة كلا - ط ": لأحمد بن فارس الرازي (ت 395 هـ).
58 - " كنز المقرئين في الوقف والابتداء وغيره ": لحَمَد بن علي بن نصر الهمذاني (ت نحو400هـ).
59 - " الإبانة في الوقف والابتداء - خ ": لأبي الفضل الخزاعي (ت 408 هـ)؛ حيث صنفه بعد سنة (386 هـ)، وقبل سنة (396 هـ).
واستبعد البحث الكتب المصنفة في (المقطوع والموصول)؛ لتعلقها برسم المصحف، أكثر من الوقف والابتداء، وكذا الكتب المنسوبة في بعض المراجع - على أنها من المصنفات في هذا الفن - لكل من:
1 - يحيى بن المبارك اليزيدي (ت 202 هـ).
2 - أبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 210 هـ)
3 - عبد الملك بن قريب الأصمعي (ت 216 هـ).
4 - عيسى بن مينا قالون المدني (ت 220 هـ).
5 - هشام بن عمار الدمشقي (ت 245 هـ).
6 - هلال بن يحيى الرأي البصري (ت 245 هـ).
7 - الحسن بن وهب الحارثي (ت نحو 250 هـ).
8 - أحمد بن عمر الشيباني (ت 261 هـ).
9 - أحمد بن داود الدينوري (ت 280 هـ).
10 - محمد بن يزيد المبرد (ت 285 هـ).
11 - هارون بن موسى الأخفش (ت 291 هـ).
12 - أبي العباس الفضل بن محمد الأنصاري (النصف الثاني من ق 3 هـ).
13 - أحمد بن يحيى بن الراوندي (ت 298 هـ).
14 - أبي إسحاق الزجاج (ت 311 هـ).
15 - أحمد بن موسى بن مجاهد (ت 324 هـ). وإن كانت الوقوف التي رواها عنه تلاميذه وتلاميذهم تستحق أن تجمع في كتاب.
16 - أبي مزاحم الخاقاني (ت 325 هـ).
17 - إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي (ت 338 هـ).
18 - أحمد بن كامل بن خلف الشجري (ت 350 هـ).
والسؤالان اللذان أتوجه بهما لأساتذتي وإخواني:
1 - هل وقف أحدكم على أسماء مصنفات أخرى في الوقف والابتداء لعلماء من القرون الأربعة الأولى؟
2 - هل انتهت إليكم نسخة من " رسالة في الوقف في القرآن ": لأبي الحسن علي بن محمد الأنْطَاكي (ت 377 هـ)؛ حيث ذكر أنه يوجد منها ثلاث نسخ خطية:
الأولى: كانت محفوظة في المكتبة العبدلية، بجامع الزيتونة الأعظم، في (تونس)، تحت رقم: (1/ 167)، وهي الآن ضمن مجاميع دار الكتب الوطنية (المكتبة الوطنية).
أما الثانية: فمحفوظة في دار الكتب الوطنية بتونس تحت رقم: (43/ 421)، أو تحت رقم: (7268/ 1)، ضمن مجموع، تقع في (19) ورقة، وقيد المقابلة: سنة (1164 هـ)، لعلها السابقة.
وأما الثالثة: فمحفوظة أيضاً في دار الكتب الوطنية (5/ 41)، تحت رقم: (1/ 4203)، ضمن مجموع، يحوي (12) رسالة، يقع في (173) ورقة.
فمن وقف على إجابة لهذين السؤالين فلا يبخل علينا بالشرح والتوضيح - جزاكم الله خيراً -.
مدرس مساعد في جامعة الأزهر.
mthadeed@yahoo.com (mthadeed@yahoo.com)(20/430)
بعض مواضيعي على ملتقى أهل التفسير
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:20 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19005
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:21 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18968
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:23 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19060
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:24 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19100
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:27 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19063
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:28 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18987
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:30 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19099
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:32 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19294
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:33 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18783
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:34 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19587
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:36 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19576(20/431)
سؤال إلى أهلينا في الجزائر عن كتاب في الوقف ومؤلفه
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:37 ص]ـ
سؤالي إليكم عن كتاب لرجل من أهل العلم في بلدكم، كان ممن ولي القضاء بـ (زواوة)، وهو محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد بن سليمان بن مهيب الصَّدَقاوي الزَّواوي المالكي القاضي. مات تقريباً سنة (853 هـ)، أو التي قبلها، عن ثلاث وستين سنة، وخلف ابنه إبراهيم الزواوي ثم البجائي، نزيل (مكة)، المعروف بالمصعصع، وقطن (المدينة) أيضاً سنين، ثم انقطع بـ (مكة) نحو خمس عشرة سنة، حتى مات بها سنة (882 هـ)، وهو ابن ست وستين.
ولم أقف على ترجمتهما إلا عند الشمس السخاوي في " الضوء اللامع "، وقد استفادها من حفيد الأول وابن الثاني أبي عبد الله محمد الزواوي ثم البجائي المالكي، نزيل (مكة)، الملقب سراجاً (846 – 895 هـ)، الذي ترجم له في " الذيل التام على دول الإسلام، والضوء اللامع، ووجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام ".
أما الرجل الأول محمد بن عبد الرحمن فهو أحد العلماء الذين تتبعوا كتاب " المكتفى " لأبي عمرو الداني، وزاد عليه بعض المواقف في مختصر لطيف.
فهل وقف أحدكم على هذا المختصر، أو وقف على ترجمة أخرى لصاحبه، أو لابنه، أو لحفيده في غير ما سلف من كتب السخاوي؟
وهل هناك مصنفات في تراجم علماء زواوة؟(20/432)
حقيقة الوقوف المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:39 ص]ـ
تجدونه في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=18950(20/433)
هل يوجد متن رسالة السيوطي في أصول التفسير علىالشبكة؟؟
ـ[أم المنذر]ــــــــ[10 - 06 - 10, 02:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الفضلاء:
بحثت ُ عن متن مستقل لرسالة السيوطي في أصول التفسير ولم أجد!
والرسالة هذه مأخوذة من كتاب النقاية للسيوطي رحمه الله،
مع العلم أنه تعذّر علي إيجاده فيماحولنا من المكتبات!
فعمدت ُ للشبكة أطبعه منها
إلا أنني أيضا لم أجدها في الشبكة!
هل من مرشد محتسبا للأجر؟؟؟
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 03:08 م]ـ
موجوده في دار طويق للنشر والتوزيع بالرياض
وهذا عنوانهم
دار طويق للنشر و التوزيع
الرقم الموحد
920022229
الإدارة العامة:
-الرياض – حي الروضة
هاتف:
96612486677+
96612486688+
96612491374+
فاكس:
96612491374+ تحويلة (14)
فاكس مباشر:
96612785628+
صندوق البريد 102448 – الرياض 11675
--------------------------------------------------------------------------------
إدارة المبيعات و المستودع:
هاتف: 0096612702719
فاكس: 0096612702721
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
نعم؛ موجود على الشبكة، كما أنه يوجد - على الشبكة - شرح الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في أربعة أشرطة، وهو مفرغ، أما المتن فيمكن أن تأخذه من المادة المفرغة!!!! وإما أن تأخذه من (إتمام الدراية شرح النقاية) وهو موجود مصورا على ( pdf) .
أسأل الله أن ينفعك به.
والله الموفق
.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 05:39 م]ـ
النقاية ( http://dl.dropbox.com/u/5476892/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A9.pdf)
إتمام الدراية لقراء النقاية ( http://dl.dropbox.com/u/5476892/%D8%A5%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A F%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A9%20%D9%84%D9%82%D8%B1%D8% A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8 %A9.pdf)
تفضل المتن وشرحه
اضغط باليمين واحفظ
right-click and save
ـ[أم المنذر]ــــــــ[12 - 06 - 10, 07:58 م]ـ
وجدت ُ بغيتي من خلال ماذكرتم
شكر الله لكم وبارك بكم جميعا
نعم؛ موجود على الشبكة، كما أنه يوجد - على الشبكة - شرح الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - في أربعة أشرطة، وهو مفرغ
هذا تفريغ شرح فضيلة الشيخ الخضير على رسالة السيوطي رحمه الله الذي أشرتم إليه:
http://www.khudheir.com/search/%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%AA% D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1+%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%8A%D 9%88%D8%B7%D9%8A
وضعت الرابط للفائدة
نفع الله بكم(20/434)
ما هو أفضل شروح الجزرية
ـ[المحظري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 04:57 م]ـ
أيها الاخوة الكرام
حبذا لو ترشدوني إلى أفضل شروح الجزرية المكتوب منها والمسموع
وما هو المتوفر منها على الشبكة
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[10 - 06 - 10, 05:03 م]ـ
لا أعلم أفضل من كتاب (شرح المقدمة الجزرية ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13250) ) الكبير، للدكتور غانم قدوري الحمد، فيما اطلعت عليه.
وليس متوفرا على الشبكة فيما أحسب.
ـ[أبو عبد المعز أمين الجزائري]ــــــــ[10 - 06 - 10, 06:09 م]ـ
شرح المقدمة الجزرية للشيخ عبيد الله بن عطاء الأفغاني حفظه الله تعالى
01_تلاوة لسورة الفاتحة ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/001.mp3)
02_ قراءة لمتن الجزرية بصوت أيمن السويد ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/002.mp3)
03_ شرح مُقَدِّمَةُ المتن وتنبيهات عامة1 ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/003.mp3)
04_ شرح مُقَدِّمَةُ المتن وتنبيهات عامة2 ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/004.mp3)
05_ بَابُ مَخارج الحروف ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/005.mp3)
06_ بَابُ صِفَاتِ الحرُوفِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/006.mp3)
07_ بَابُ التَّجْوِيدِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/007.mp3)
08_ بَابٌ فِي ذِكْرِ بَعْضِ التَّنْبِيهَاتِ (الترقيق والتفخيم) ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/008.mp3)
09_ بَابُ الرَّاءَاتِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/009.mp3)
10_ بَابُ اللاَّمَاتِ، وَأَحْكَامٍ مُتَفَرِّقَةٍ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/010.mp3)
11_ بَابُ الضَّادِ وَالظَّاءِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/011.mp3)
12_ بَابُ النُّونِ وَالميمِ المُشَدَّدَتَيْنِ وَالْمِيمِ السَّاكِنَةِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/012.mp3)
13_ بَابُ أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/013.mp3)
14_ بَابُ المَدِّ والقصر ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/014.mp3)
15_ بَابُ مَعْرِفَةِ الْوَقْفِ وَالابتِداءِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/015.mp3)
16_ بَابُ المَقْطوعِ والمَوْصولِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/016.mp3)
17_ بَابُ التَّاءاتِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/017.mp3)
18_ بَابُ هَمْزِ الوَصْلِ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/018.mp3)
19_ بَابُ الوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الْكَلمِ – الخَاتِمَةُ ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/019.mp3)
20_ حوار حول حرف الضاد مع بعض مشايخ الأزهر1 (صوت رديء) ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/020.mp3)
21_ حوار حول حرف الضاد مع بعض مشايخ الأزهر2 (صوت رديء) ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/021.mp3)
22_ حوار حول حرف الضاد مع بعض مشايخ الأزهر3 (صوت رديء) ( http://www.archive.org/download/Jaz_Up/022.mp3)(20/435)
البسملة
ـ[أبو عبد الرحمن الدمياطى]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:57 ص]ـ
اخوانى الافاضل افيدونى اكرمكم الله ما هو القول الراجح فى كون البسملة اية من الفاتحة ومن غيرها من السور ام لا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:30 م]ـ
البسملة آية في أول كل سورة وليست من السورة إلا في سورة النمل فإنها آية منها، وهذا أعدل الأقوال.
والله تعالى أعلم.
ـ[فياض محمد]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:36 م]ـ
وهي آية من الفاتحة أيضا (السبع المثاني) ...
ولكن اختلف العلماء في هل يجهر بها أم لا في الصلاة الجهرية، فبعضهم قال بالجهر بها كالشافعية، وبعضهم قال بعدم الجهر بها كالحنفية ...
ولكل دليله ... والراجح ـ والله أعلم ـ الإسرار بها.
ـ[أحمد بن محمد إدزكري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 05:57 م]ـ
لو تفضل من قا ل بأن البسملة في أول كل سورة آية بالدليل، لأني قرأت قديماً كتاب (النجوم الطوالع) إلا أنني الآن لم أمتلك هذاالكتاب، وفي المسألة خلاف كبيربين العلماء،
ومقابلة الدليلين أفضل ليسفيد الجميع.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[17 - 06 - 10, 09:33 م]ـ
تلخيص أقوال العلماء في هذه المسألة:
لا خلاف في أن البسملة بعض آية في سورة النمل في قوله تعالى: (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم)، وإنما اختلفوا فيما عدا ذلك، وهو ورود البسملة في أول كل سورة عدا سورة براءة على أقوال:
القول الأول: أنها ليست بآية إلا في سورة النمل. وهذا قول مالك والأوزاعي.
القول الثاني: أنها آية في سورة الفاتحة دون سائر سور القرآن الكريم. نسبه ابن الجزري إلى علماء مكة والكوفة.
القول الثالث: أنها آية في أول كل سورة عدا سورة براءة. وهو قول عبد الله بن المبارك والشافعي، ورواية عن أحمد، ورجحه النووي.
القول الرابع: أنها جزء من الآية الأولى من كل سورة عدا سورة براءة. وهذا قول لبعض الشافعية حكاه الرازي في تفسيره، وذكره شيخ الإسلام وابن كثير.
القول الخامس: أنها آية مستقلة في أول كل سورة وليست من السور، فلا تعد مع آيات السور.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: (هو أوسط الأقوال وبه تجتمع الأدلة فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها)
ـ[أبو عبد الرحمن الدمياطى]ــــــــ[17 - 06 - 10, 09:45 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أحمد بن محمد إدزكري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:05 م]ـ
زادك الله علما نافعاً، و بارك فيك يا عبد العزيز، وأشكرك على هذه الفائدة.(20/436)
السلسلة الذهبية من تفسير ابن عثيمين-رحمه الله- (3)
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:17 م]ـ
الثالثة: قال الشيخ – رحمه الله – عند قوله تعالى: (فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين) -:
.. بيان حكمة الله في مناسبة العقوبة للذنب، لأن عقوبة هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين، والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح؛ ولكن حقيقته غير مباح؛ فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي؛ وهذا لأن الجزاء من جنس العمل؛ ويدل لذلك أيضاً قوله تعالى: (فكلاً أخذنا بذنبه). اهـ (1/ 231)(20/437)
دورة جديدة في التجويد (شرح المختصرالمفيد-حفص من الطيبة، والتحفة والجزرية) من اليوم
ـ[إسماعيل الشرقاوي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 10:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
(خَيْركُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن وَعَلَّمَهُ)
أدعوكم اليوم بإذن الله (يوم الأحد من كل أسبوع) إلى درس التجويد
(شرح كتاب المختصر المفيد في علم التجويد - (حفص من الطيبة) متضمنًا شرح التحفة والجزرية) والذي يشرحه مؤلفه راجي عفو ربه إسماعيل الشرقاوي المجاز بالقراءات العشر وكتب السنة واللغة والشريعة،
أستاذ القرآن الكريم بالأزهر الشريف ومعهد الدعوة والدراسات الإسلامية بالإسكندرية
ويكون ذلك بإذن الله في غرفة الحور العين، الساعة العاشرة والنصف مساء بتوقيت مصر،
وهذا هو الرابط
http://hor3en.com/chat/
. وسيرة العبد الفقير وبعض أسانيده على هذين الرابطين:-
http://www.mazameer.com/vb/1050697-post222.html
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59442
ومعرفي على السكاي بي وعلى الهوت ميل والماسنجر elsharkawe1427
وسيعطي الحاضرون إجازة بهذا الكتاب في آخر الدورة بإذن لله تعالى، ونسأل الله الإخلاص والقبول، وبالله التوفيق.
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[13 - 06 - 10, 10:27 م]ـ
بارك الله فيكم ورفع قدركم وجزاكم عنا خير الجزاء
كم مدة الدرس الواحد؟
وكم درسا سوف تكون هذه الدورة المباركة؟
وهل سيكون هناك تسجيل للدروس لمن فاته شيء منها؟
ـ[أبو سمية المنصوري]ــــــــ[14 - 06 - 10, 12:29 ص]ـ
http://i47.tinypic.com/4lim35.gif
قد بدأ الدرس منذ قليل لمن أراد المتابعة
مدخل الغرفة
http://hor3en.com/chat/ (http://hor3en.com/chat/)
ـ[إسماعيل الشرقاوي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم والدال على الخير كفاعله، وأسأل الله أن ينفع بكم وبالكتاب وأن يقوم الألسنة فتنطق بكلام الله غير مغلوط ولا مشوب،و أن يقيم القلوب بتوحيد علام الغيوب: والذين هم بشهادتهم قائمون. اللهم تقبل واغفر وارحم وتجاوز عما تعلم وصلّ على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم
ـ[ابا عبد الله السهيل]ــــــــ[01 - 07 - 10, 09:15 ص]ـ
هل تم تحميل الدروس السابقة - بارك الله فيكم(20/438)
(هآنتم) كم وجها فيها من التيسير لورش (سؤال عاجل) لاهل الاختصاص
ـ[حسن بيهي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لاهل الاختصاص في هذا المنتدى كم وجها لورش من طريق التيسير في كلمة (هانتم) بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 05:41 م]ـ
{ها أنتم} قال الشاطبي إنَّ لورشٍ فيها وجهين:
- الإبدال.
- إشباع الألف بين الهاء والنون من غير همزة.
قال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ولا ألف في ها هأنتم زكا جنا - - وسهل أخا حمد وكم مبدلٍ جلا
لكنَّ الذي جاء في التيسير هو وجه قصر الهاء أي حذف الألف بعده واللفظ بهمزة بين بين فقط , والباقي مما زاده الشاطبي , والله تعالى أعلم.
ـ[رافع الجزائري]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:05 م]ـ
إضافة إلى ما أورده الأخ الفاضل مشكورا نزيد مايلي للفائدة:
أصل الوجهين في همزة (هأنتم) من الإعتدادا بكون الهاء مبدلة عن همزة و الحجة أن العرب تقول في كلامها (إياك و هيّاك) و معلوم ما لورش في التقاء همزتين متفقتين في الحركة - تحقيق الأولى و تسهيل الثانية بين بين (و هو الذي قطع به الداني في التيسير، وهو وجه المصريين) أو تحقيق الأولى و إبدال الثانية حرف مد إشباعا لكون النون بعد الهمزة الثانية ساكنة، وهو وجه البغدايين و الذي به قطع الشاطبي) فأخذت الهمزة من (هأتم) ما أخذت الثانية في المتفقتين في الحركة مع الإشارة إلى تقديم وجه الإبدال أداء - و الله أعلم و أحكم.(20/439)
من يعرف المقرئ أشرف بسيوني؟
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[13 - 06 - 10, 10:51 م]ـ
السلام عليكم
أريد أن أسأل عن المقرئ الشيخ أشرف بسيوني, في محافظة حفر الباطن, في المملكة العربية السعودية؟
وهل تنصحونني بالدراسة والقراءة عنده لنيل الإجازة!!؟(20/440)
ما هي أصول كل قارئ من الطيبة
ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 11:38 م]ـ
ما هي أصول كل قارئ من الطيبة؟(20/441)
حمل: مجموعة كتب (كيف تحفظ القرآن) مع طرق تقوية الذاكرة
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[14 - 06 - 10, 11:28 ص]ـ
هذه مجموعة كتب (كيف تحفظ القرآن) مع فوائد عن تقوية الذاكرة، وتحتوي على:
1 - حلقات تحفيظ القرآن الكريم ملف مضغوط به العديد من المقالات المفيدة لانجاح حلقات التحفيظ
2 - من مزايا حافظ القرآن
3 - عرض بور بوينت كيفية حفظ وتثبيت القرآن
4 - كيف تحفظ القرآن لراغب السرجاني
5 - كيف تحفظ القرآن لمحمد العرفج
6 - حفظ القرآن في 30 يوم.
7 - طرق ابداعية لحفظ القرآن للغوثاني
8 - طريقة نور البيان في تحفيظ القرآن
9 - زيادة قوة الذاكرة
10 - روح وريحان لتسهيل حفظ القرآن "الالمام بالمضمون للسورة"
11 - حفظ القرآن للشيخ عبد المحسن القاسم امام الحرم المدني
12 - تسلسل الافكار في حفظ القرآن للحافظ شايب
13 - 14 - القواعد الذهبية لحفظ القرآن
15 - كتيب تحفيظ القرآن - الكحيل
16 - نشرة إرتق لحفظ القرآن" للحافظ والمحفظ"
17 - وسائل تعين على حفظ القران
18 - اهمية مساعدات التذكرفي حفظ القرآن
19 - هل تريدون حفظ القرآن
20 - التاءات العشر لحفظ القرآن للغوثاني
21 - كيف تحفظ القرآن د. مصطفى مراد
22 - كيف تحفظ القرآن على بادحدح
23 - دليل الحيران لحفظ القرآن
24 - حفظ القرآن للشيخ الدويش
25 - خير معين على حفظ القرآن الكريم للزواوي
26 - طرق حفظ القرآن عرض بور بوينت
الرابط:
http://www.4shared.com/get/63990639/da1e3503/___.html
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[14 - 06 - 10, 12:10 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:11 م]ـ
اخي محمد أبو سعد وفقه الله الرابط عندنا محجوب لهذا الموقع هلا وجدت موقعا آخر لتعم الفائدة ...
بارك الله فيك
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[18 - 06 - 10, 09:15 م]ـ
طيب يا أخ أبا سعيد، حمل من المرفقات تباعا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[18 - 06 - 10, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وهذا كتيب جمعته لظهور فكرة لعدم تشجيع الأطفال على حفظ القرآن لانهم لايفهمونه
ونسألكم الدعاء
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:56 ص]ـ
شكرا للأخ سعد أبو إسحاق، موضوع مهم، ونسأل الله الهداية للجميع.
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 05:57 م]ـ
جزاك الله خير اخي محمد أبو سعد ..... مع جزيل الشكر ....
........ والشكر موصول للأخ سعد أبو إسحاق
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:42 م]ـ
البقية
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:42 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:16 م]ـ
دعواتكم
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:24 م]ـ
جزاك الله خيرا ... والله يحفظكم .......
ـ[أسماء طالبة علم]ــــــــ[30 - 10 - 10, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[رافع الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:56 ص]ـ
مشكور اخي الحبيب
ـ[أم يوسف العربي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 12:24 م]ـ
بارك الله فيك ..... ونفع بك الأمة
ـ[أبوطلحة الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 01:10 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[هلال المنجا]ــــــــ[03 - 11 - 10, 01:51 م]ـ
الحمد لله على نعمة الا سلام , وجزى الله خيرا اخانا في الله محمد على هذا الموضوع الجيد جدا
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[03 - 11 - 10, 02:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(20/442)
من يقدم لي المساعدة؟؟؟؟
ـ[أبودجانة فارس الخميس الخشني]ــــــــ[14 - 06 - 10, 03:10 م]ـ
السلام عليكم
لقد أتعبني البحث عن هذه الكتب فهل من مساعد
1 - شرح طيبة النشر لابن الناظم رحمهما الله.
2 - شرح طيبة النشر للنويري رحمه الله.
3 - مدخل إلى علم القراءات اسمه إسماعيل المصري
4 - شرح أصول القراءات العشر الكبرى لأحمد جودة(20/443)
المقولات الصادقة في تزكية القلوب الصادية
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[14 - 06 - 10, 06:41 م]ـ
في معمعة الحياة المعاصرة، وفي لجة بحور الشهوات الطاغية
تتلفت القلوب الصادية،يمنة ويسرة تبحث عمن يروي عطشها
فلا تجد بعد كلام ربها وسنة نبيها اصدق ولا اشد تأثير من كلام سلفها
فعزمت ان اجمعت تلك المقولات المخلصة للمتقدمين من علماء السلف والمتقدمين
عسى ان تعالج قلبا عليلا، او ان تكون للسالكين دليلا
أبتدأ بمقولات تحث على ركن التزكية الاول ونبعه الاصيل وهو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم:
1 - قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: " لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم "
2 - قال ابن تيمية رحمه الله: " ومن أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله، وتدبَّره بقلبه؛
وجد فيه من الفهم والحلاوة، والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره "
ارجو من الاخوة ان يراعوا التسلسل الرقمي في مشاركاتهم .. ولكم منا الدعاء
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[14 - 06 - 10, 06:54 م]ـ
كنت اود ان اضعه في المنتدى العام
ولكن قدر الله وما شاء فعل
وقد قمت بنقله(20/444)
السلسلة الذهبية من تفسير ابن عثيمين-رحمه الله- (4)
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 06:44 ص]ـ
الرابعة: قال الشيخ – رحمه الله –: ومنها: ذم الحكم بالظن، وأنه من صفات اليهود، وهذا موجود كثيراً عند بعض الناس الذين يحبون أن يقال عنهم: (إنهم علماء)، تجده يفتي بدون علم، وربما أفتى بما يخالف الكتاب والسنة وهو لا يعلم. اهـ (1/ 257)(20/445)
مراجعة حزب المفصل: من صفحة 518 - 525 (طريقة الغديان رحمه الله)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:06 م]ـ
نظرا لشمولية طريقة الغديان وطولها
ساجعل قسما خاصا لكل سبع صفحات
وهذا القسم سيكون تابعا لحزب المفصل: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213374)
وهذا هو المقال لم استطع اقتباسه (بواسطة عمر الحيدي حفظه الله)
من هنا يبدأ الاقتباس ....
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
هنا ينتهي الاقتباس
وهذه الطريقة ستأخذ مني وقتا طويلا ولكن نتائجها ستكون رائعة باذن الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/446)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:56 م]ـ
(1) تحديد موضوع الآيات
سورة ق من الآية 1 - 5
http://dc224.4shared.com/img/316512454/f8a54179/518A.png?rnd=0.5555281974887999&sizeM=7
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:23 م]ـ
(2) مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:32 م]ـ
قرأ:
- قرأت المرأة: رأت الدم، واقرأت: صارت ذات قرء، وقرأت الجارية: استبرأتها بالقرء. والقرء في الحقيقة: اسم للدخول في الحيض عن طهر. ولما كان اسما جامعا للأمرين الطهر والحيض المتعقب له أطلق على كل واحد منهما؛ لأن كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منهما لأن كل اسم موضوع لمعنيين معا يطلق على كل واحد منهما إذا انفرد، كالمائدة: للخوان وللطعام، ثم قد يسمى كل واحد منهما بانفراده به. وليس القرء اسما للطهر مجردا، ولا للحيض مجردا بدلالة أن الطاهر التي لم تر أثر الدم لا يقال لها: ذات قرء. وكذا الحائض التي استمر بها الدم والنفساء لا يقال لها ذلك.
وقوله: {يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} [البقرة/228] أي: ثلاثة دخول من الطهر في الحيض. وقوله عليه الصلاة والسلام: (اقعدي عن الصلاة أيام أقرائك) (عن عدي بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا مرأة: (دعي الصلاة أيام أقرائك) أخرجه أبو داود برقم 297؛ والترمذي (انظر: العارضة 1/ 199)؛ وابن ماجه 1/ 204 وهو ضعيف) أي أيام حيضك، فإنما هو كقول القائل: أفعل كذا أيام ورد فلان، ووردوه إنما يكون في ساعة وإن كان ينسب إلى الأيام.
وقول أهل اللغة: إن القرء من: قرأ، أي: جمع، فإنهم اعتبروا الجمع بين زمن الطهر وزمن الحيض حسبما ذكرت لاجتماع الدم في الرحم، والقراءة: ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل، [وليس يقال ذلك لكل جمع] (ما بين [] ذكره الزركشي في البرهان 1/ 277، وتعقبه فقال: لعل مراده بذلك في العرف والاستعمال لا في أصل اللغة). لا يقال: قرأت القوم: إذا جمعتهم، ويدل على ذلك أنه لا يقال للحرف الواحد إذا تفوه به قراءة، والقرآن في الأصل مصدر، نحو: كفران ورجحان.
قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناهه فاتبع قرآنه} [القيامة/17 - 18] قال ابن عباس: إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به، وقد خص بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فصار له كالعلم كما أن التوراة لما أنزل على موسى، والإنجيل على عيسى صلى الله عليهما وسلم. قال بعض العلماء: (تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه) بل لجمعه ثمرة جميع العلوم، كما أشار تعالى إليه بقوله: {وتفصيل كل شيء} [يوسف/111]، وقوله: {تبيانا لكل شيء} [النحل/89]، {قرآنا عربيا غير ذي عوج} [الزمر/28]، {وقرآنا فرقناه لتقرأه} [الإسراء/106]، {في هذا القرآن} [الروم/58]، {وقرآن الفجر} [الإسراء/78] أي: قراءته، {لقرآن كريم} [الواقعة/77] وأقرأت فلانا كذا. قال: {سنقرئك فلا تنسى} [الأعلى/6]، وتقرأت: تفهمت، وقارأته: دارسته.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:35 م]ـ
مجد:
- المجد: السعة في الكرم والجلال، وقد تقدم الكلام في الكرم. يقال: مجد يمجد مجدا ومجادة، وأصل المجد من قولهم: مجدت الإبل (انظر: الأفعال 4/ 154): إذا حصلت في مرعى كثير واسع، وقد أمجدها الراعي، وتقول العرب: في كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار (المثل يضرب في تفضيل الرجال بعضهم على بعض. انظر: مجمع الأمثال 2/ 74؛ والمستقصى 2/ 183؛ وجمهرة الأمثال 2/ 292؛ ومجمل 3/ 823؛ وديوان الأدب 1/ 101؛ وفصل المقال ص 202)، وقولهم في صفة الله تعالى: المجيد. أي: يجري السعة في بذل الفضل المختص به (انظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص 57؛ والمنهاج في شعب الإيمان للحليمي 1/ 197). وقوله في صفة القرآن: {ق والقرآن المجيد} [ق/1] (وقال البيهقي: قيل في تفسيرها: إن معناه الكريم، وقيل: الشريف. الأسماء والصفات ص 57) فوصفه بذلك لكثرة ما يتضمن من المكارم الدنيوية والأخروية، وعلى هذا وصفه بالكريم بقوله: {إنه لقرآن كريم} [الواقعة/77]، وعلى نحوه: {بل هو قرآن مجيد} [البروج/21]، وقوله: {ذو العرش المجيد} [البروج/15] فوصفه بذلك لسعة فيضة وكثرة جوده، وقرئ: {المجيد} (وبها قرأ حمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص 436) بالكسر فلجلالته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/447)
وعظم قدره، وما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما الكرسي في جنب العرش إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة) (الحديث تقدم في مادة (عرش))، وعلى هذا قوله: {لا إله إلا هو رب العرش العظيم} [النمل/26] والتمجيد من العبد لله بالقول، وذكر الصفات الحسنة، ومن الله للعبد بإعطائه الفضل.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:38 م]ـ
بل:
بل
- كلمة للتدارك، وهو ضربان:
- ضرب يناقض ما بعده ما قبله، لكن ربما يقصد به لتصحيح الحكم الذي بعده وإبطال ما قبله، وربما يقصد تصحيح الذي قبله وإبطال الثاني، فما قصد به تصحيح الثاني وإبطال الأول قوله تعالى: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ... كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين/13 - 14]، أي: ليس الأمر كما قالوا بل جهلوا، فنبه بقوله: {ران على قلوبهم} على جهلهم، وعلى هذا قوله في قصة إبراهيم {قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرههم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} [الأنبياء/62 - 63].
ومما قصد به تصحيح الأول وإبطال الثاني قوله تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن ... وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن ... كلا بل لا تكرمون اليتيم} [الفجر/15 - 17].
أي: ليس إعطاؤهم المال من الإكرام ولا منعهم من الإهانة، لكن جهلوا ذلك لوضعهم المال في غير موضعه، وعلى ذلك قوله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر ... بل الذين كفروا في عزة وشقاق} [ص/1 - 2]، فإنه دل بقوله: {والقرآن ذي الذكر} أن القرآن مقر للتذكر، وأن ليس امتناع الكفار من الإصغاء إليه أن ليس موضعا للذكر، بل لتعززههم ومشاقتهم، وعلى هذا: {ق والقرآن المجيد ... بل عجبوا} [ق/1 - 2]، أي: ليس امتناعهم من الإيمان بالقرآن أن لا مجد للقرآن، ولكن لجهلهم؛ ونبه بقوله: {بل عجبوا} على جهلهم؛ لأن التعجب من الشيء يقتضي الجهل بسببه، وعلى هذا قوله عز وجل: {ما غرك بربك الكريم ... الذي خلقك فسواك فعدلك ... في أي صورة ما شاء ركبك ... كلا بل تكذبون بالدين} [الانفطار/6 - 9]، كأنه قيل: ليس ههنا ما يقتضي أن يغرهم به تعالى، ولكن تكذيبهم هو الذي حملهم على ما ارتكبوه.
- والضرب الثاني من (بل): هو أن يكون مبينا للحكم الأول وزائدا عليه بما بعد (بل)، نحو قوله تعالى: {بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر} [الأنبياء/5]، فإنه نبه أنهم يقولون: {أضغاث أحلام بل افتراه}، يزيدون على ذلك أن الذي أتى به مفترى افتراه، بل يزيدون فيدعون أنه كذاب، فإن الشاعر في القرآن عبارة عن الكاذب بالطبع، وعلى هذا قوله تعالى: {لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا ... هم ينصرون ... بل تأتيهم بغتة فتبهتهم} [الأنبياء/39 - 40]، أي: لو يعلمون ما هو زائد عن الأول وأعظم منه، وهو أن تأتيهم بغتة، وجميع ما في القرآن من لفظ (بل) لا يخرج من أحد هذين الوجهين وإن دق الكلام في بعضه.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:44 م]ـ
عجب:
- العجب والتعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء: العجب ما لا يعرف سببه، ولهذا قيل: لا يصح على الله التعجب؛ إذ هو علام الغيوب لا تخفى عليه خافية. يقال: عجبت عجبا، ويقال للشيء الذي يتعجب منه: عجب، ولما لم يعهد مثله عجيب. قال تعالى: {أكان للناس عجبا أن أوحينا} [يونس/2]، تنبيها أنهم قد عهدوا مثل ذلك قبله، وقوله: {بل عجبوا أن جاءهم} [ق/2]، {وإن تعجب فعجب قولهم} [الرعد/5]، {كانوا من آياتنا عجبا} [الكهف/9]، أي: ليس ذلك في نهاية العجب بل في أمورنا أعظم وأعجب منه. {قرآنا عجبا} [الجن/1]، أي: لم يعهد مثله، ولم يعرف سببه. ويستعار مرة للمونق فيقال: أعجبني كذا أي: راقني. قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله} [البقرة/204]، {ولا تعجبك أموالهم} [التوبة/85]، {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} [التوبة/25]، {أعجب الكفار نباته} [الحديد/20]، وقال: {بل عجبت ويسخرون} [الصافات/12]، أي: عجبت من إنكارهم للبعث لشدة تحققك معرفته، ويسخرون لجهلهم. وقيل: عجبت من إنكارهم الوحي، وقرأ بعضهم: {بل عجبت} (وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر: إرشاد المبتدي ص 521) بضم التاء، وليس ذلك إضافة المتعجب إلى نفسه في الحقيقة بل معناه: أنه مما يقال عنده: عجبت، أو يكون عجبت مستعارا بمعنى أنكرت، نحو: {أتعجبين من أمر الله} [هود/73]، {إن هذا لشيء عجاب} [ص/5]، ويقال لمن يروقه نفسه: فلان معجب بنفسه، والعجب من كل دابة: ما ضمر وركه.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:48 م]ـ
أن
أن
- على أربعة أوجه:
الداخلة على المعدومين من الفعل الماضي أو المستقبل، ويكون ما بعده في تقدير مصدر، وينصب المستقبل، نحو: أعجبني أن تخرج وأن خرجت.
والمخففة من الثقيلة نحو: أعجبني أن زيدا منطلق.
والمؤكدة ل (لما) نحو: {فلما أن جاء البشير} [يوسف/96].
والمفسرة لما يكون بمعنى القول، نحو: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا} [ص/6] أي: قالوا: امشوا.
وكذلك (إن) على أربعة أوجه: للشرط نحو: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} [المائدة/118]، والمخففة من الثقيلة ويلزمها اللام نحو: {إن كاد ليضلنا} [الفرقان/42]، والنافية، وأكثر ما يجيء يتعقبه (إلا)، نحو: {إن نظن إلا ظنا} [الجاثية/32]، {إن هذا إلا قول البشر} [المدثر/25]، {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} [هود/54].
والمؤكدة ل (ما) النافية، نحو: ما إن يخرج زيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/448)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:49 م]ـ
جاء
- جاء يجيء ومجيئا، والمجيء كالإتيان، لكن المجيء أعم؛ لأن الإتيان مجيء بسهولة، والإتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه الحصول، والمجيء يقال اعتبارا بالحصول، ويقال (انظر: البصائر 1/ 412): جاء في الأعيان والمعاني، ولما يكون مجيئه بذاته وبأمره، ولمن قصد مكانا أو عملا أو زمانا، قال الله عز وجل: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى} [يس/20]، {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات} [غافر/34]، {ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} [هود/77]، {فإذا جاء الخوف} [الأحزاب/19]، {إذا جاء أجلهم} [يونس/49]، {بلى قد جاءتك آياتي} [الزمر/59]، {فقد جاؤوا ظلما وزورا} [الفرقان/4]، أي: قصدوا الكلام وتعدوه، فاستعمل فيه المجيء كما استعمل فيه القصد، قال تعالى: {إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} [الأحزاب/10]، {وجاء ربك والملك صفا صفا} [الفجر/22]، فهذا بالأمر لا بالذات، وهو قول ابن عباس رضي الله عنه (وهو مروي عن الحسن البصري. راجع تفسير القرطبي؛ والبصائر 1/ 412)، وكذا قوله تعالى: {فلما جاءهم الحق} [يونس/76]، يقال: جاءه بكذا وأجاءه، قال الله تعالى: {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة} [مريم/23]، قيل: ألجأها، وإنما هو معدى عن جاء، وعلى هذا قولهم: (شر ماأجاءك إلى مخه عرقوب) (قال الميداني: يضرب للمضطر جدا، والمعنى: ما ألجأك إليها إلا شر، أي: فاقة وفقر، وذلك أن العرقوب لا مخ له، وإنما يحوج إليه من لا يقدر على شيء. انظر: مجمع الأمثال 1/ 358؛ وفي اللسان: عراقيب الأمور: عظامها، وصعابها وما دخل من اللبس فيها، وأمثال أبي عبيد ص 312)، وقول الشاعر:
*أجاءته المخافة والرجاء*
(هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وشطره:
*وسار جاء معتمدا إلينا*
وهو في ديوانه ص 13)
وجاء بكذا: استحضره، نحو: {لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء} [النور/13]، {وجئتك من سبأ بنبأ يقين} [النمل/22]، وجاء بكذا يختلف معناه بحسب اختلاف المجي به.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:51 م]ـ
نذر
- النذر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر، يقال: نذرت لله أمرا، قال تعالى: {إني نذرت للرحمن صوما} [مريم/26]، وقال: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر} [البقرة/270]، والإنذار: إخبار فيه تخويف، كما أن التبشير إخبار فيه سرور. قال تعالى: {فأنذرتكم نارا تلظى} [الليل/14]، {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} [فصلت/13]، {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} [الأحقاف/21]، {والذين كفروا عما أنذروا معروضون} [الأحقاف/3]، {لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع} [الشورى/7]، {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم} [يس/6]، والنذير: المنذر، ويقع على كل شيء فيه إنذار؛ إنسانا كان أو غيره. {إني لكم نذير مبين} [نوح/2]، {إني أنا النذير المبين} [الحجر/89]، {وما أنا إلا نذير مبين} [الأحقاف/9]، {وجاءكم النذير} [فاطر/37]، {نذيرا للبشر} [المدثر/36]. والنذر: جمعه. قال تعالى: {هذا نذير من النذر الأولى} [النجم/56] أي: من جنس ما أنذر به الذين تقدموا. قال تعالى: {كذبت ثمود بالنذر} [القمر/23]، {ولقد جاء آل فرعون النذر} [القمر/41]، {فكيف كان عذابي ونذر} [القمر/ 18]، وقد نذرت. أي: علمت ذلك وحذرت.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:53 م]ـ
من
- عبارة عن الناطقين، ولا يعبر به عن غير الناطقين إلا إذا جمع بينهم وبين غيرهم، كقولك: رأيت من في الدار من الناس والبهائم، أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيهم الناطقون، كقوله تعالى: {فمنهم من يمشي} الآية [النور/45]. ولا يعبر به عن غير الناطقين إذا انفرد، ولهذا قال بعض المحدثين (عجز بيت نسبه المؤلف في الذريعة ص 24 للمتنبي، ولم أجده في ديوانه، وصدره:
[حولي بكل مكان منهم خلق]) في صفة أغنام نفى عنهم الإنسانية:
تخطئ إذا جئت في استفهامه بمن
تنبيها أنهم حيوان أو دون الحيوان. ويعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. قال تعالى: {ومنهم من يستمع} [الأنعام/25]، وفي أخرى: {من يستمعون إليك} [يونس/42] وقال: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا} [الأحزاب/31].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:55 م]ـ
قول
- القول والقيل واحد. قال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء/122]، والقول يستعمل على أوجه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/449)
أظهرها أن يكون للمركب من الحروف المبرز بالنطق، مفردا كان أو جملة، فالمفرد كقولك: زيد، وخرج. والمركب، زيد منطلق، وهل خرج عمرو، ونحو ذلك، وقد يستعمل الجزء الواحد من الأنواع الثلاثة أعني: الاسم والفعل والأداة قولا، كما قد تسمى القصيدة والخطبة ونحوهما قولا.
الثاني: يقال للمتصور في النفس قبل الإبراز باللفظ: قول، فيقال: في نفسي قول لم أظهره. قال تعالى: {ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله} [المجادلة/ 8]. فجعل ما في اعتقادهم قولا.
الثالث: للاعتقاد نحو فلان يقول بقول أبي حنيفة.
الرابع: يقال للدلالة على الشيء نحو قول الشاعر:
*امتلأ الحوض وقال قطني *
* (الرجز لم يعرف قائله، وتتمته:
مهلا رويدا قد ملأت بطني
وهو في اللسان (قول)؛ والخصائص 1/ 23؛ والمحكم 6/ 347)
الخامس: يقال للعناية الصادقة بالشيء، كقولك: فلان يقول بكذا.
السادس: يستعمله المنطقيون دون غيرهم في معنى الحد، فيقولون: قول الجوهر كذا، وقول العرض كذا، أي: حدهما.
السابع: في الإلهام نحو: {قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب} [الكهف/86] فإن ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روي وذكر، بل كان ذلك إلهاما فسماه قولا.
وقيل في قوله: {قالتا أتينا طائعين} [فصلت/11] إن ذلك كان بتسخير من الله تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما، وكذا قوله تعالى: {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما} [الأنبياء/69]، وقوله: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} [آل عمران/167] فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول، لا عن صحة اعتقا كما ذكر في الكتابة باليد (النقل هذا حرفيا في البصائر 4/ 304)، فقال تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} [البقرة/79]، وقوله: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون} [يس/7] أي: علم الله تعالى بهم وكلمته عليهم كما قال تعالى: {وتمت كلمة ربك} [الأعراف/137] وقوله: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون} [يونس/96] وقوله: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون} [مريم/34] فإنما سماه قول الحق تنبيها على ما قال: {إن مثل عيسى عند الله} [آل عمران/59] (الآية: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}) إلى قوله: {ثم قال له كن فيكون} وتسميته قولا كتسميته كلمة في قوله: {وكلمته ألقاها إلى مريم} [النساء/171] وقوله: {إنكم لفي قول مختلف} [الذاريات/8] أي: لفي أمر من البعث، فسماه قولا؛ فإن المقول فيه يسمى قولا، كما أن المذكور يسمى ذكرا وقوله: {إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} [الحاقة/40 - 41] فقد نسسب القول إلى الرسول، وذلك أن القول الصادر إليك عن الرسول يبلغه إليك عن مرسل له، فيصح أن تنسبه تارة إلى الرسول، وتارة إلى المرسل، وكلاهما صحيح.
فإن قيل: فهل يصح على هذا أن ينسب الشعر والخطبة إلى راويهما كما تنسبهما إلى صانعهما؟ قيل: يصح أن يقال للشعر: هو قول الراوي. ولا يصح أن يقال هو: شعره وخطبته؛ لأن الشعر يقع على القول إذا كان على صورة مخصوصة، وتلك الصورة ليس للراوي فيها شيء. والقول هو قول الراوي كما هو قول المروي عنه. وقوله تعالى: {إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} [البقرة/156] لم يرد به القول المنطقي فقط بل أراد ذلك إذا كان معه اعتقاد وعمل. ويقال للسان: المقول، ورجل مقول: منطيق، وقوال وقوالة كذلك. والقيل: الملك من ملوك حمير سموه بذلك لكونه معتمدا على قوله ومقتدى به، ولكونه متقيلا لأبيه. ويقال: تقيل فلان أباه، وعلى هذا النحو سموا الملك بعد الملك تبعا، وأصله من الواو، لقولهم في جمعه: أقوال نحو: ميت وأموات، والأصل قيل نحو: ميت، أصله: ميت فخفف. وإذا قيل: أقيال فذلك نحو: أعياد، وتقيل أباه نحو: تعبد، واقتال قولا: قال ما اجتر به إلى نفسه خيرا أو شرا. ويقال ذلك في معنى احتكم قال الشاعر:
*تأبى حكومة المقتال*
(البيت:
*ولمثل الذي جمعت من العد **ة تأبى حكومة المقتال*
وهو للأعشى من قصيدة يمدح بها الأسود بن المنذر اللخمي، ومطلعها:
*ما بكاء الكبير بالأطلال**وسؤالي فهل ترد سؤالي*
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/450)
وهو في ديوانه ص 168؛ واللسان (قال)؛ والمعاني الكبير 2/ 924) والقال والقالة: ما ينشر من القول. قال الخليل: يوضع القال موضع القائل (وعبارة الخليل: والقالة تكون في موضع القائلة، كما قال بشار: (أنا قالها).
أي: قائلها. انظر: العين 5/ 213). فيقال: أنا قال كذا، أي: قائله.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:58 م]ـ
كفر
- الكفر في اللغة: ستر الشيء، ووصف الليل بالكافر لستره الأشخاص، والزارع لستره البذر في الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللغة لما سمع:
*ألقت ذكاء يمينها في كافر*
(هذا عجز بيت لثعلبة بن صعير المازني، وشطره:
فتذكرت ثقلا رئيدا بعد ما
وهو من مفضليته التي مطلعها:
هل عند عمرة من بتات مسافر * ذي حاجة متروح أو باكر
والبيت في المفضليات ص 130؛ واللسان (كفر)؛ والأفعال 2/ 174)
والكافور: اسم أكمام الثمرة التي تكفرها، قال الشاعر:
*كالكرم إذ نادى من الكافور*
(الرجز للعجاج، وهو في اللسان (كفر)؛ وتهذيب اللغة 10/ 201)
وكفر النعمة وكفرانها: سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: {فلا كفران لسعيه} [الأنبياء/94]. وأعظم الكفر: جحود الوحدانية أو الشريعة أو النبوة، والكفران في جحود النعمة أكثر استعمالا، والكفر في الدين أكثر، والكفور فيهما جميعا قال: {فأبى الظالمون إلا كفورا} [الإسراء/99]، {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} [الفرقان/50] ويقال منهما: كفر فهو كافر. قال في الكفران: {ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل/40]، وقال: {واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة/ 152]، وقوله: {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين} [الشعراء/19] أي: تحريت: كفران نعمتي، وقال: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم/7] ولما كان الكفران يقتضي جحود النعمة صار يستعمل في الجحود، قال: {ولا تكونوا أو كافر به} [البقرة/41] أي: جاحد له وساتر، والكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية، أو النبوة أو الشريعة، أو ثلاثتها، وقد يقال: كفر لمن أخل بالشريعة، وترك ما لزمه من شكر الله عليه.
قال: {من كفر فعليه كفره} [الروم/44] يدل على ذلك مقابلته بقوله: {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} [الروم/44]، وقال: {وأكثرهم الكافرون} [النحل/83]، وقوله: {ولا تكونوا أول كافر به} [البقرة/41] أي: لا تكونوا أئمة في الكفر فيقتدى بكم، وقوله: {ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [النور/55] عني بالكافر الساتر للحق، فلذلك جعله فاسقا، ومعلوم أن الكفر المطلق هو أعم من الفسق، ومعناه: من جحد حق الله فقد فسق عن أمر ربه بظلمه.
ولما جعل كل فعل محمود من الإيمان جعل كل فعل مذموم من الكفر، وقال في السحر: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} [البقرة/102] وقوله: {الذين يأكلون الربا}، إلى قوله: {كل كفار أثيم} [البقرة/275 - 276] (الآية: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ذلك بأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف، وأمره إلى الله، وأمره إلى الله، ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون * يمحق الله الربا ويربي الصدقات، والله لا يحب كل كفار أثيم}) وقال: {ولله على الناس حج البيت} إلى قوله: {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} [آل عمران/97] (الآية: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) والكفور: المبالغ في كفران النعمة، وقوله: {إن الإنسان لكفور} [الزخرف/15]، وقال: {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور} [سبأ/17] إن قيل: كيف وصف الإنسان ههنا بالكفور، ولم يرض بذلك حتى أدخل عليه إن، واللام، وكل ذلك تأكيد، وقال في موضع {وكره إليكم الكفر} [الحجرات/7]، فقوله: {إن الإنسان لكفور مبين} [الزخرف/15] تنبيه على ما ينطوي عليه الإنسان من كفران النعمة، وقلة ما يقوم بأداء الشكر، وعلى هذا قوله: {قتل الإنسان ما أكفره} [عبس/17] ولذلك قال: {وقليل من عبادي الشكور} [سبأ/13]، وقوله: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} [الإنسان/3] تنبيه أنه عرفه الطريقين كما قال: {وهديناه النجدين} [البلد/10] فمن سالك سبيل الشكر، ومن سالك سبيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/451)
الكفر، وقوله: {وكان الشيطان لربه كفورا} [الإسراء/27] فمن الكفر، ونبه بقوله: {كان} أنه لم يزل منذ وجد منطويا على الكفر.
والكفار أبلغ من الكفور لقوله: {كل كفار عنيد} [ق/24] وقال: {والله لا يحب كل كفار أثيم} [البقرة/276]، {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} [الزمر/ 3]، {إلا فاجرا كفارا} [نوح/27] قد أجري الكفار مجرى الكفور في قوله: {إن الإنسان لظلوم كفار} [إبراهيم/34].
والكفار في جمع الكافر المضاد للإيمان أكثر استعمالا كقوله: {أشداء على الكفار} [الفتح/29]، وقوله: {ليغيظ بهم الكفار} [الفتح/29]. والكفرة في جمع كافر النعمة أشد استعمالا، وفي قوله: {أولئك هم الكفرة الفجرة} [عبس/42] ألا ترى أنه وصف الكفرة بالفجرة؟ والفجرة قد يقال للفساق من المسلمين. وقوله: {جزاء لمن كان كفر} [القمر/14] أي: من الأنبياء ومن يجري مجراهم ممن بذلوا النصح في أمر الله فلم يقبل منهم. وقوله: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا} [النساء/137] قيل: عني بقوله إنهم آمنوا بموسى، ثم كفروا بمن بعده.
والنصارى آمنوا بعيسى، ثم كفروا بمن بعده. وقيل: آمنوا بموسى ثم كفروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره، وقيل: هو ما قال: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي} إلى قوله: {واكفروا آخره} [آل عمران/72] ({قالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون}) ولم يرد أنهم آمنوا مرتين وكفروا مرتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل: كما يصعد الإنسان في الفضائل في ثلاث درجات ينعكس في الرذائل في ثلاث درجات.
والآية إشارة إلى ذلك، وقد بينته في كتاب (الذريعة إلى مكارم الشريعة) (قال الراغب في كتاب (الذريعة): وللإنسان مع كل فضيلة ورذيلة ثلاثة أحوال: إما أن يكون في ابتدائها، فيقال: هو عبدها وابنها، ولهذا قال بعضهم: من لم يخدم العلم لم يرعه. والثاني: أن يتوسطها فيقال: هو أخوها وصاحبها. والثالث: أن ينتهي فيها بقدر وسعه، ويتصرف فيها كما أراد، فيقال: هو ربها وسيدها.
انظر: كتاب الذريعة إلى مكان الشريعة ص 44). ويقال: كفر فلان: إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، ولذلك قال: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقبله مطمئن بالإيمان} [النحل/106] ويقال: كفر فلان بالشيطان: إذا كفر بسببه، وقد يقال ذلك إذا آمن وخالف الشيطان، كقوله: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله} [البقرة/256] وأكفره إكفارا: حكم بكفره، وقد يعبر عن التبري بالكفر نحو: {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ... } الآية [العنكبوت/25]، وقوله تعالى: {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} [إبراهيم/22]، وقوله: {كمثل غيث أعجب الكفار نباته} [الحديد/20] قيل: عني بالكفار الزراع (وهذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص 454)؛ لأنهم يغطون البذر في التراب ستر الكفار حق الله تعالى بدلالة قوله: {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} [الفتح/29] ولأن الكافر لا اختصاص له بذلك.
وقيل: بل عنى الكفار، وخصهم بكونهم معجبين بالدنيا وزخارفها وراكنين إليها. والكفارة: ما يغطي الإثم، ومنه: كفارة اليمين نحو قوله: {ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم} [المائدة/89] وكذلك كفارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظهار. قال: {فكفارته إطعام عشرة مساكين} [المائدة/89] والتكفير: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصح أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو: التمريض في كونه إزالة للمرض، وتقذية العين في إزالة القذى عنه، قال: {ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم} [المائدة/65]، {نكفر عنكم سيئاتكم} [النساء/31] وإلى هذا المعنى أشار بقوله: {إن الحسنات يذهبن السيئات} [هود/114] وقيل: صغار الحسنات لا تكفر كبار السيئات، وقال: {لأكفرن عنهم سيئاتهم} [آل عمران/ 195]، {لأكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا} [الزمر/35] ويقال: كفرت الشمس النجوم: سترتها، ويقال الكافر للسحاب الذي يغطي الشمس والليل، قال الشاعر:
*ألقت ذكاء يمينها في كافر*
(تقدم قريبا ص 714؟؟)
وتكفر في السلاح. أي: تغطي فيه، والكافور: أكمام الثمرة. أي: التي تكفر الثمرة، قال الشاعر:
*كالكرم إذ نادى من الكافور*
(الشطر تقدم قريبا ص 714)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/452)
والكافور الذي هو من الطيب. قال تعالى: {كان مزاجها كافورا} [الإنسان/5].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:00 م]ـ
شيء
- الشيء قيل: هو الذي يصح أن يعلم ويخبر عنه، وعند كثير من المتكلمين هو اسم مشترك المعنى إذا استعمل في الله وفي غيره، ويقع على الموجود والمعدوم. وعند بعضهم: الشيء عبارة عن الموجود (قال صاحب الجوهرة: وعندنا الشيء هو الموجود ... وثابت في الخارج الموجود)، وأصله: مصدر شاء، وإذا وصف به تعالى فمعناه: شاء، وإذا وصف به غيره فمعناه المشيء، وعلى الثاني قوله تعالى: {قل الله خالق كل شيء} [الرعد/16]، فهذا على العموم بلا مثنوية إذ كان الشيء ههنا مصدرا في معنى المفعول. وقوله: {قل أي شيء أكبر شهادة} [الأنعام/19]، فهو بمعنى الفاعل كقوله: {تبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون/14]. والمشيئة عند أكثر المتكلمين كالإرادة سواء، وعند بعضهم: المشيئة في الأصل: إيجاد الشيء وإصابته، وإن كان قد يستعمل في التعارف موضع الإرادة، فالمشيئة من الله تعالى هي الإيجار، ومن الناس هي الإصابة، قال: والمشيئة من الله تقتضي وجود الشي؛ ولذلك قيل: (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) (هذا حديث لا قول، عن زيد بن ثابت وأبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن) أخرجه البيهقي في الاعتقاد والهداية ص 106؛ وأخرجه أحمد والطبراني عن زيد بن ثابت أن رسول الله علمه دعاء وأمره أن يتعاهد به أهله، كل يوم حين يصبح: لبيك اللهم لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، ومنك وبك وإليك، اللهم ما قلت من قول، أو نذرت من نذر، أو حلفت من حلف فمشيئتك بين يديك، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بك، إنك على كل شيء قدير ... ) الحديث.
قال الهيثمي: وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر ابن أبي مريم وهو ضعيف. انظر: مسند أحمد 5/ 191؛ ومجمع الزوائد 10/ 116.
وسئل الشافعي عن القدر فأنشأ يقول:
ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن، والإرادة منه لا تقتضي وجود المراد لا محالة، ألا ترى أنه قال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [البقرة/185]، {وما الله يريد ظلما للعباد} [غافر/31]، ومعلوم أنه قد يحصل العسر والتظالم فيما بين الناس، قالوا: ومن الفرق بينهما أن إرادة الإنسان قد تحصل من غير أن تتقدمها إرادة الله؛ فإن الإنسان قد يريد أن لا يموت، ويأبى الله ذلك، ومشيئته لا تكون إلا بعد مشيئته لقوله: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} [الإنسان/30]، روي أنه لما نزل قوله: {لمن شاء منكم أن يستقيم} [التكوير/28]، قال الكفار: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} (أخرج هذا ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة. انظر: الدر المنثور 8/ 436)، وقال بعضهم: لولا أن الأمور كلها موقوفة على مشيئة الله تعالى، وأن أفعالنا معلقة بها وموقوفة عليها لما أجمع الناس على تعليق الاستثناء به في جميع أفعالنا نحو: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات/102]، {ستجدني إن شاء الله صابرا} [الكهف /69]، {يأتيكم به الله إن شاء} [هود/33]، {ادخلوا مصر إن شاء الله} [يوسف/69]، {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله} [الأعراف /188]، {وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا} [الأعراف/89]، {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله} [الكهف/24].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:01 م]ـ
عجب
- العجب والتعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء: العجب ما لا يعرف سببه، ولهذا قيل: لا يصح على الله التعجب؛ إذ هو علام الغيوب لا تخفى عليه خافية. يقال: عجبت عجبا، ويقال للشيء الذي يتعجب منه: عجب، ولما لم يعهد مثله عجيب. قال تعالى: {أكان للناس عجبا أن أوحينا} [يونس/2]، تنبيها أنهم قد عهدوا مثل ذلك قبله، وقوله: {بل عجبوا أن جاءهم} [ق/2]، {وإن تعجب فعجب قولهم} [الرعد/5]، {كانوا من آياتنا عجبا} [الكهف/9]، أي: ليس ذلك في نهاية العجب بل في أمورنا أعظم وأعجب منه. {قرآنا عجبا} [الجن/1]، أي: لم يعهد مثله، ولم يعرف سببه. ويستعار مرة للمونق فيقال: أعجبني كذا أي: راقني. قال تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله} [البقرة/204]، {ولا تعجبك أموالهم} [التوبة/85]، {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} [التوبة/25]، {أعجب الكفار نباته} [الحديد/20]، وقال: {بل عجبت ويسخرون} [الصافات/12]، أي: عجبت من إنكارهم للبعث لشدة تحققك معرفته، ويسخرون لجهلهم. وقيل: عجبت من إنكارهم الوحي، وقرأ بعضهم: {بل عجبت} (وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. انظر: إرشاد المبتدي ص 521) بضم التاء، وليس ذلك إضافة المتعجب إلى نفسه في الحقيقة بل معناه: أنه مما يقال عنده: عجبت، أو يكون عجبت مستعارا بمعنى أنكرت، نحو: {أتعجبين من أمر الله} [هود/73]، {إن هذا لشيء عجاب} [ص/5]، ويقال لمن يروقه نفسه: فلان معجب بنفسه، والعجب من كل دابة: ما ضمر وركه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/453)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:03 م]ـ
إذا
- يعبر به عن كل زمان مستقبل، وقد يضمن معنى الشرط فيجزم به، وذلك في الشعر أكثر، و (إذ) يعبر به عن الزمان الماضي، ولا يجازى به إلا إذا ضم إليه (ما) نحو:
*إذ ما أتيت على الرسول فقل له *
* (الشطر للصحابي العباس بن مرداس من قصيدة قالها في غزوة حنين يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، وعجزه: *حقا عليك إذا اطمأن المجلس*
والبيت في شواهد سيبويه 1/ 432؛ وشرح الأبيات لابن السيرافي 2/ 93؛ والمقتضب 2/ 46؛ والروض الأنف 2/ 298؛ وخزانة الأدب 9/ 29).
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:05 م]ـ
موت
- أنواع الموت بحسب أنواع الحياة:
فالأول: ما هو بإزاء القوة النامية الموجودة في الإنسان والحيوانات والنبات. نحو قوله تعالى: {يحيي الأرض بعد موتها} [الروم/19]، {وأحيينا به بلدة ميتا} [ق/11].
الثاني: زوال القوة الحاسة. قال: {يا ليتني مت قبل هذا} [مريم/23]، {أئذا ما مت لسوف أخرج حيا} [مريم/66].
الثالث: زوال القوة العاقلة، وهي الجهالة. نحو: {أومن من كان ميتا فأحييناه} [الأنعام/122]، وإياه قصد بقوله: {إنك لا تسمع الموتى} [النمل/80].
الرابع: الحزن المكدر للحياة، وإياه قصد بقوله: {ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت} [إبراهيم/17].
الخامس: المنام، فقيل: النوم موت خفيف، والموت نوم ثقيل، وعلى هذا النحو سماهما الله تعالى توفيا. فقال: {هو الذي يتوفاكم بالليل} [الأنعام/60]، {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} [الزمر/42]، وقوله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء} [آل عمران/ 169] فقد قيل: نفي الموت هو عن أرواحهم فإنه نبه على تنعمهم، وقيل: نفى عنهم الحزن المذكور في قوله: {ويأتيه الموت من كل مكان} [إبراهيم/ 17]، وقوله: {كل نفس ذائقة الموت} [آل عمران/185] فعبارة عن زوال القوة الحيوانية وإبانة الروح عن الجسد، وقوله: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر/30] فقد قيل: معناه: ستموت، تنبيها أن لا بد لأحد من الموت كما قيل:
*والموت حتم في رقاب العباد*
(هذا عجز بيت؛ وقبله:
*شرده الخوف وأزرى به **كذاك من يكره حر الجلاد*
منخرق الكفين يشكو الوجى * تنكبه أطراف مرو حداد
قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد
وهذه الأبيات كان زيد بن علي يتمثل بها، وهي في البيان والتبين 4/ 58 - 59؛ والشطر في عمدة الحفاظ (موت)؛ وهي لمحمد بن عبد الله في زهر الآداب 1/ 39)
وقيل: بل الميت ههنا ليس بإشارة إلى إبانة الروح عن الجسد، بل هو إشارة إلى ما يعتري الإنسان في كل حال من التحلل والنقص؛ فإن البشر مادام في الدنيا يموت جزءا فجزءا، كما قال الشاعر:
*يموت جزءا فجزءا (لم أجده) *
وقد عبر قوم عن هذا المعنى بالمائت، وفصلوا بين الميت والمائت، فقالوا: المائت هو المتحلل، قال القاضي علي بن عبد العزيز (القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني، كان قاضي بالري، وهو من الفقهاء الشافعية. وصاحب القصيدة الشهيرة التي يقول فيها: يقولون لي: فيك انقباض وإنما * رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
توفي سنة 366 ه. انظر: أخباره في وفيات الأعيان 3/ 278؛ وطبقات الشافعية 3/ 459؛ ومعجم الأدباء 14/ 14): ليس في لغتنا مائت على حسب ما قالوه، والميت: مخفف عن الميت، وإنما يقال: موت مائت، كقولك: شعر شاعر، وسيل سائل، ويقال: بلد ميت وميت، قال تعالى: {فسقناه إلى بلد ميت} [فاطر/9]، {بلدة ميتا} [الزخرف/11] والميتة من الحيوان: ما زال روحه بغير تذكية، قال: {حرمت عليكم الميتة} [المائدة/3]، {إلا أن يكون ميتة} [الأنعام/145] والموتان بإزاء الحيوان، وهي الأرض التي لم تحي للزرع، وأرض موات. ووقع في الإبل موتان كثير، وناقة مميتة، ومميت: مات ولدها، وإماتة الخمر: كناية عن طبخها، والمستميت المتعرض للموت، قال الشاعر:
*فأعطيت الجعالى مستميتا*
(هذا شطر بيت لشقيق بن سليك الأسدي، وعجره:
*خفيف الحاذ من فتيان جرم*
وهو في شرح الحماسة للتبريزي 2/ 142؛ وقد تقدم في مادة (جعل))
والموتة: شبه الجنون، كأنه من موت العلم والعقل، ومنه: رجل موتان القلب، وامرأة موتانة.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:06 م]ـ
كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/454)
- كان (وقد نقل أكثر هذا الباب ابن حجر في فتح الباري 13/ 410 في توحيد): عبارة عما مضى من الزمان، وفي كثير من وصف الله تعالى تنبئ عن معنى الأزلية، قال: {وكان الله بكل شيء عليما} [الأحزاب/40]، {وكان الله على كل شيء قديرا} [الأحزاب/27] وما استعمل منه في جنس الشيء متعلقا بوصف له هو موجود فيه فتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له، قليل الانفكاك منه. نحو قوله في الإنسان: {وكان الإنسان كفورا} [الإسراء /67]، {وكان الإنسان قتورا} [الإسراء/100]، {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} [الكهف/54] فذلك تنبيه على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك منه، وقوله في وصف الشيطان: {وكان الشيطان للإنسان خذولا} [الفرقان/ 29]، {وكان الشيطان لربه كفورا} [الإسراء/27]. وإذا استعمل في الزمان الماضي فقد يجوز أن يكون المستعمل فيه بقي على حالته كما تقدم ذكره آنفا، ويجوز أن يكون قد تغير نحو: كان فلان كذا ثم صار كذا. ولا فرق بين أن يكون الزمان المستعمل فيه كان قد تقدم تقدما كثيرا، نحو أن تقول: كان في أول ما أوجد الله تعالى، وبين أن يكون في زمان قد تقدم بآن واحد عن الوقت الذي استعملت فيه كان، نحو أن تقول: كان آدم كذا، وبين أن يقال: كان زيد ههنا، ويكون بينك وبين ذلك الزمان أدنى وقت، ولهذا صح أن يقال: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} [مريم/29] فأشار بكان أن عيسى وحالته التي شاهده عليها قبيل. وليس قول من قال: هذا إشارة إلى الحال بشيء؛ لأن ذلك إشارة إلى ما تقدم، لكن إلى زمان يقرب من زمان قولهم هذا. وقوله: {كنتم خير أمة} [آل عمران/110] فقد قيل: معنى كنتم معنى الحال (قال القرطبي: وقيل: (كان) زائدة، والمعنى: أنتم خير أمة. وأنشد سيبويه:
وجيران لنا كانوا كرام
ومثله قوله تعالى: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}، وقوله: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم}.
انظر: تفسير القرطبي 4/ 170 - 171)، وليس ذلك بشيء بل إنما ذلك إشارة إلى أنكم كنتم كذلك في تقدير الله تعالى وحكمه، وقوله: {وإن كان ذو عسرة} [البقرة/280] فقد قيل: معناه: حصل ووقع، والكون يستعمله بعض الناس في استحالة جوهر إلى ما هو دونه، وكثير من المتكلمين يستعملونه في معنى الإبداع. وكينونة عند بعض النحويين فعلولة، وأصله: كونونة، وكرهوا الضمة والواو فقلبوا، وعند سيبويه (الكتاب 4/ 365) كيونونة على وزن فيعلولة، ثم أدغم فصار كينونة، ثم حذف فصار كينونة، كقولهم في ميت: ميت. وأصل ميت: ميوت، ولم يقولوا كينونة على الأصل، كما قالوا: ميت؛ لثقل لفظها. و (المكان) قيل أصله من: كان يكون، فلما كثر في كلامهم توهمت الميم أصلية فقيل: تمكن كما قيل في المسكين: تمسكن، واستكان فلان: تضرع وكأنه سكن وترك الدعة لضراعته. قال تعالى: {فما استكانوا لربهم} [المؤمنون/76].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:09 م]ـ
تراب
التراب معروف، قال تعالى: {أئذا كنا ترابا} [الرعد/5]، وقال تعالى: {خلقكم من تراب} [فاطر/11]، {يا ليتني كنت ترابا} [النبأ/40]. وترب: افتقر، كأنه لصق بالتراب، قال تعالى: {أو مسكينا ذا متربة} [البلد/16]، أي: ذا لصوق بالتراب لفقره. وأترب: استغنى، كأنه صار له المال بقدر التراب، والترباء: الأرض نفسها، والتيرب واحد التيارب، والتورب والتوراب: التراب، وريح تربة: تأتي بالتراب، ومنه قوله عليه السلام: (عليك بذات الدين تربت يداك) (الحديث صحيح متفق على صحته برواية: (فاظفر بذات الدين تربت يداك). وهو في فتح الباري 9/ 115؛ ومسلم (1466)؛ وشرح السنة 9/ 8) تنبيها على أنه لا يفوتنك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه فتفتقر من حيث لا تشعر.
وبارح ترب (قال ابن منظور: البوارح: الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهبوات، واحدها: بارح): ريح فيها تراب، والترائب: ضلوع الصدر، الواحدة: تريبة. قال تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب} [الطارق/7] / وقوله: {أبكارا ... عربا أتراب} [الواقعة/36 - 37]، {وكواعب أترابا} [النبأ/33]، {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} [ص/52]، أي: لدات، تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، أو لوقوعهن معا على الأرض، وقيل: لأنهن في حال الصبا يلعبن بالتراب معا.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:17 م]ـ
عظم
- العظم جمعه: عظام. قال تعالى: {عظاما فكسونا العظام لحما} [المؤمنون/ 14]، وقرئ: {عظما} (وهي قراءة ابن عامر الشامي، وشعبة عن عاصم. انظر: إرشاد المبتدي ص 453) فيهما، ومنه قيل: عظمة الذراع لمستغلظها، وعظم الرحل: خشبة بلا انساع (الأنساع جمع نسع، وهو سير يضفر على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال. انظر: اللسان (لسع))، وعظم الشيء أصله: كبر عظمه، ثم استعير لكل كبير، فأجري مجراه محسوسا كان أو معقولا، عينا كان أو معنى. قال: {عذاب يوم عظيم} [الزمر/13]، {قل هو نبأ عظيم} [ص/67]،: {عم يتساءلون * عن النبإ العظيم} [عم/1 - 2]، {من القريتين عظيم} [الزخرف/31]. والعظيم إذا استعمل في الأعيان فأصله: أن يقال في الأجزاء المتصلة، والكثير يقال في المنفصلة، ثم قد يقال في المنفصل عظيم، نحو: جيش عظيم، ومال عظيم، وذلك في معنى الكثير، والعظيمة: النازلة، والإعظامة والعظامة: شبه وسادة تعظم بها المرأة عجيزتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/455)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:22 م]ـ
رجع
- الرجوع: العود إلى ما كان منه البدء، أو تقدير البدء مكانا كان أو فعلا، أو قولا، وبذاته كان رجوعه، أو بجزء من أجزائه، أو بفعل من أفعاله. فالرجوع: العود، والرجع: الإعادة، والرجعة والرجعة في الطلاق، وفي العود إلى الدنيا بعد الممات، ويقال: فلان يؤمن بالرجعة. والرجاع: مختص برجوع الطير بعد قطاعها (انظر: المجمل 2/ 422). فمن الرجوع قوله تعالى: {لئن رجعنا إلى المدينة} [المنافقون/8]، {فلما رجعوا إلى أبيهم} [يوسف/63]، {ولما رجع موسى إلى قومه} [الأعراف/150]، {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا} [النور/28]، ويقال: رجعت عن كذا رجعا، ورجعت الجواب (قال ابن منظور: ورجعان الكتاب: جوابه، يقال: رجع إلي الجواب يرجع رجعا ورجعانا. انظر: اللسان (رجع)) نحو قوله: {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم} [التوبة/83]، وقوله: {إلى الله مرجعكم} [المائدة/48]، وقوله: {إن إلى ربك الرجعى} [العلق/8]، وقوله تعالى: {ثم إليه مرجعكم} [الأنعام/164]، يصح أن يكون من الرجوع، كقوله: {ثم إليه ترجعون} (سورة البقرة: آية 28، وهي قراءة يعقوب، وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم. راجع: إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ص 215)، ويصح أن يكون من الرجع، كقوله: {ثم إليه ترجعون} (وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وأبي جعفر. وانظر: الإتحاف ص 131؛ والآية رقمها 281 من سورة البقرة)، وقد قرئ: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} (سورة البقرة: آية 281.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:25 م]ـ
بعد
- البعد: ضد القرب، وليس لهما حد محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: {ضلوا ضلالا بعيدا} [النساء/167]، وقوله عز وجل: {أولئك ينادون من مكان بعيد} [فصلت /44]، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، {وما هي من الظالمين ببعيد} [هود/83]، وبعد: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: {بعدت ثمود} [هود/95]، وقد قال النابغة:
*في الأدنى وفي البعد *
(تمام البيت:
*فتلك تبلغني النعمان إن له ** فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد*
وهو للنابغة الذبياني من معلقته، انظر ديوانه ص 33؛ وشرح المعلقات للنحاس 2/ 166)
والبعد والبعد يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: {فبعدا للقوم الظالمين} [المؤمنون/41]، {فبعدا لقوم لا يؤمنون} [المؤمنون/44]، وقوله تعالى: {بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد} [سبأ/8]، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضل عن محجة الطريق بعدا متناهيا، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عز وجل: {وما قوم لوط منكم ببعيد} [هود/89]، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
(بعد): يقال في مقابلة قبل، ونستوفي أنواعه في باب (قبل) إن شاء الله تعالى.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:28 م]ـ
قدد
- القد: قطع الشيء طولا. قال تعالى: {إن كان قميصه قد من قبل} [يوسف/ 26]، {وإن كان قميصه قد من دبر} [يوسف/27]. والقد: المقدود، ومنه قيل لقامة الإنسان: قد، كقولك: تقطيعه (قال ابن منظور: وإنه لحسن التقطيع: أي: القد، ويقال: فلان قطيع فلان، أي: شبيهه في قده وخلقه، وجمعه أقطعاء. انظر: اللسان (قطع) 8/ 282)، وقددت اللحم فهو قديد، والقدد: الطرائق. قال: {طرائق قددا} [الجن/11]، الواحدة: قدة، والقدة: الفرقة من الناس، والقدة كالقطعة، واقتد الأمر: دبره، كقولك: فصله وصرمه.
و (قد): حرف يختص بالفعل، والنحويون يقولون: هو للتوقع. وحقيقته أنه إذا دخل على فعل ماض فإنما يدخل على كل فعل متجدد، نحو قوله: {قد من الله علينا} [يوسف/90]، {قد كان لكم آية في فئتين} [آل عمران/13]، {قد سمع الله} [المجادلة/1]، {لقد رضي الله عن المؤمنين} [الفتح/18]، {لقد تاب الله على النبي} [التوبة/117]، وغير ذلك، ولما قلت لا يصح أن يستعمل في أوصاف الله تعالى الذاتية، فيقال: قد كان الله عليما حكيما، وأما قوله: {علم أن سيكون منكم مرضى} [المزمل/20]، فإن ذلك متناول للمرض في المعنى، كما أن النفي في قولك: ما علم الله زيدا يخرج، هو للخروج، وتقدير ذلك: قد يمرضون فيما علم الله، وما يخرج زيد فيما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/456)
علم الله، وإذا دخل (قد) على المستقبل من الفعل فذلك الفعل يكون في حالة دون حالة. نحو: {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} [النور/63]، أي: قد يتسللون أحيانا فيما علم الله.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:31 م]ـ
علم
- العلم: إدراك الشيء بحقيقته؛ وذلك ضربان:
أحدهما: إدراك ذات الشيء.
والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفي عنه.
فالأول: هو المتعدي إلى مفعول واحد نحو: {لا تعلمونهم الله يعلمهم} [الأنفال/ 60].
والثاني: المتعدي إلى مفعولين، نحو قوله: {فإن علمتموهن مؤمنات} [الممتحنة /10]، وقوله: {يوم يجمع الله الرسل} إلى قوله: {لا علم لنا} (الآية: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا} سورة المائدة: آية 109) فإشارة إلى أن عقولهم طاشت. والعلم من وجه ضربان: نظري وعملي.
فالنظري: ما إذا علم فقد كمل، نحو: العلم بموجودات العالم.
والعملي: ما لا يتم إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات.
ومن وجه آخر ضربان: عقلي وسمعي، وأعلمته وعلمته في الأصل واحد؛ إلا أن الإعلام اختص بما كان بإخبار سريع، والتعليم اختص بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم.
قال بعضهم: التعليم: تنبيه النفس لتصور المعاني، والتعلم: تنبه النفس لتصور ذلك، وربما استعمل في معنى الإعلام إذا كان فيه تكرير، نحو: {أتعلمون الله بدينكم} [الحجرات/16]، فمن التعليم قوله: {الرحمن * علم القرآن} [الرحمن/1 - 2]، {علم بالقلم} [العلق/4]، {وعلمتم ما لم تعلموا} [الأنعام/91]، {علمنا منطق الطير} [النمل/16]، {ويعلمهم الكتاب والحكمة} [البقرة/129]، ونحو ذلك.
وقوله: {وعلم آدم الأسماء كلها} [البقرة/31]، فتعليمه الأسماء: هو أن جعل له قوة بها نطق ووضع أسماء الأشياء وذلك بإلقائه في روعه وكتعليمه الحيوانات كل واحد منها فعلا يتعاطاه، وصوتا يتحراه قال: {وعلمناه من لدنا علما} [الكهف/65]، {قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا} [الكهف/66]، قيل: عنى به العلم الخاص الخفي على البشر الذي يرونه ما لم يعرفهم الله منكرا، بدلالة ما رآه موسى منه لما تبعه فأنكره حتى عرفه سببه، قيل: وعلى هذا العلم في قوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب} [النمل/40]، وقوله تعالى: {والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة/11]، فتنبيه منه تعالى على تفاوت منازل العلوم وتفاوت أربابها.
وأما قوله: {وفوق كل ذي علم عليم} [يوسف/76]، فعليم يصح أن يكون إشارة إلى الإنسان الذي فوق آخر، ويكون تخصيص لفظ العليم الذي هو للمبالغة تنبيها أنه بالإضافة إلى الأول عليم وإن لم يكن بالإضافة إلى من فوقه كذلك، ويجوز أن يكون قوله: {عليم} عبارة عن الله تعالى وإن جاء لفظه منكرا؛ إذ كان الموصوف في الحقيقة بالعليم هو تبارك وتعالى، فيكون قوله: {وفوق كل ذي عليم} [يوسف/76]، إشارة إلى الجماعة بأسرهم لا إلى كل واحد بانفراده، وعلى الأول يكون إشارة إلى كل واحد بانفراده.
وقوله: {علام الغيوب} [المائدة/109]، فيه إشارة إلى أنه لا يخفى عليه خافية.
وقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول} [الجن/26 - 27]، فيه إشارة أن لله تعالى علما يخص به أولياءه، والعالم في وصف الله هو الذي لا يخفى عليه شيء كما قال: {لا تخفى منكم خافية} [الحاقة/18]، وذلك لا يصح إلا في وصفه تعالى.
والعلم: الأثر الذي يعلم به الشيء كعلم الطريق وعلم الجيش، وسمي الجبل علما لذلك، وجمعه أعلام، وقرئ: (وإنه لعلم للساعة) (سورة الزخرف: آية 61، وهي قراءة شاذة، قرأ بها الأعمش. انظر: الإتحاف ص 386) وقال: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام} [الشورى/32]، وفي أخرى: {وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام} [الرحمن/24]. والشق في الشفة العليا علم، وعلم الثوب، ويقال: فلان علم، أي: مشهور يشبه بعلم الجيش. وأعلمت كذا: جعلت له علما، ومعالم الطريق والدين، الواحد معلم، وفلان معلم للخير، والعلام: الحناء وهو منه، والعالم: اسم للفلك وما يحويه من الجواهر والأعراض، وهو في الأصل اسم لما يعلم به كالطابع والخاتم لما يطبع به ويختم به، وجعل بناؤه على هذه الصيغة لكونه كالآلة، والعالم آلة في الدلالة على صانعه، ولهذا أحالنا تعالى عليه في معرفة وحدانيته، فقال: {أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض} [الأعراف/185]، وأما جمعه فلأن من كل نوع من هذه قد يسمى عالما، فيقال: عالم الإنسان، وعالم الماء، وعالم النار، وأيضا قد روي: (إن لله بضعة عشر ألف عالم) (أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله تعالى: {رب العالمين} قال: الإنس عالم، والجن عالم، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالم من الملائكة.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن وهب قال: إن لله عز وجل ثمانية عشر ألف عالم. الدنيا منها عالم واحد. انظر: الدر المنثور 1/ 34)، وأما جمعه جمع السلامة فلكون الناس في جملتهم، والإنسان إذا شارك غيره في اللفظ غلب حكمه، وقيل: إنما جمع هذا الجمع لأنه عني به أصناف الخلائق من الملائكة والجن دون غيرها. وقد روي هذا عن ابن عباس (انظر: البصائر 4/ 95؛ والدر المنثور 1/ 34). وقال جعفر بن محمد: عني به الناس وجعل كل واحد منهم عالما (انظر: البصائر 4/ 95)، وقال (انظر تفصيل النشأتين ص 78): العالم عالمان الكبير وهو الفلك بما فيه، والصغير وهو الإنسان لأنه مخلوق على هيئة العالم، وقد أوجد الله تعالى فيه كل ما هو موجود في العالم الكبير، قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة/1]، وقوله تعالى: {وأني فضلتكم على العالمين} [البقرة/47]، قيل: أراد عالمي زمانهم. وقيل: أراد فضلاء زمانهم الذين يجري كل واحد منهم مجرى كل عالم لما أعطاهم ومكنهم منه، وتسميتهم بذلك كتسمية إبراهيم عليه السلام بأمة في قوله: {إن إبراهيم كان أمة} [النحل/120]، وقوله: {أو لم ننهك عن العالمين} [الحجر/70].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/457)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:33 م]ـ
ما
- في كلامهم عشرة: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنث على حد واحد، ويصح أن يعتبر في الضمير لفظه مفردا، وأن يعتبر معناه للجميع.
فالأول من الأسماء بمعنى الذي نحو: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم} [يونس/18] (والآية بتمامها: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل: أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون}) ثم قال: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} [يونس/18] لما اراد الجمع، وقوله: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا ... } الآية [النحل/73]، فجمع أيضا، وقوله: {بئسما يأمركم به إيمانكم} [البقرة/93].
الثاني: نكرة. نحو: {نعما يعظكم به} [النساء/58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله: {فنعما هي} [البقرة/271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة من قوله: {ما بعوضة فما فوقها} [البقرة/26]، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة (انظر: الأقوال في هذه المسألة في الدر المصون 1/ 223).
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبر به عن الأشخاص الناطقين (قال الزركشي: وجوز بعض النحويين أن يسأل بها عن أعيان من يعقل أيضا، حكاه الراغب. فإن كان مأخذه قوله تعالى عن فرعون: {وما رب العالمين} فإنما هو سؤال عن الصفة؛ لأن الرب هو المالك، والملك صفة، ولهذا أجابه موسى بالصفات، ويحتمل أن (ما) سؤال عن ماهية الشيء، ولا يمكن ذلك في حق الله تعالى، فأجابه موسى تنبيها على صواب السؤال. راجع: البرهان في علوم القرآن 4/ 403)، كقوله تعالى: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} [المؤمنون/6]، {إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء} [العنكبوت/42] وقال الخليل: ما استفهام. أي: أي شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك؛ لأن (ما) هذه لا تدخل إلا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا.
الرابع: الجزاء نحو: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له} الآية [فاطر/2]. ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التعجب نحو: {فما أصبرهم على النار} [البقرة/175].
وأما الحروف:
فالأول: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبل. نحو: {ومما رزقناهم ينفقون} [البقرة/3] فإن (ما) مع رزق في تقدير الرزق، والدلالة على أنه مثل (أن) أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدر فيه، وعلى هذا حمل قوله: {بما كانوا يكذبون} [البقرة/10]، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة/20]، {كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله} [المائدة/64]، {كلما خبت زدناهم سعيرا} [الإسراء/97]. وأما قوله: {فاصدع بما تؤمر} [الحجر/94] فيصح أن يكون مصدرا وأن يكون بمعنى الذي (انظر: مغني البيب ص 736). واعلم أن (ما) إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلا حرفا؛ لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج؛ فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: {ما هذا بشرا} [يوسف/31] (وشرط عملها ما ذكره ابن مالك في ألفيته:
إعمال (ليس) أعملت (ما) دون (إن) * مع بقا النفي، وترتيب زكن
وسبق حرف جر أو ظرف ك ما * بي أنت معنيا أجاز العلما).
الثالث: الكافة، وهي الداخلة على (أن) وأخواتها و (رب) ونحو ذلك، والفعل. نحو: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر/28]، {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران/178]، {كأنما يساقون إلى الموت} [الأنفال/6] وعلى ذلك (ما) في قوله: {ربما يود الذين كفروا} [الحجر/2]، وعلى ذلك: قلما وطالما فيما حكي.
الرابع: المسلطة، وهي التي تجعل اللفظ متسلطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو: (ما) في إذما، وحيثما، لأنك تقول: إذ ما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجردهما في الشرط، ويعملان عند دخول (ما) عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا ما فعلت كذا، وقولهم: إما تخرج أخرج. قال: {فإما ترين من البشر أحدا} [مريم/26]، وقوله: {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} [الإسراء/23].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:35 م]ـ
نقص
- النقص: الخسران في الحظ، والنقصان المصدر، ونقصته فهو منقوص. قال تعالى: {ونقص من الأموال والأنفس} [البقرة/155]، وقال: {وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص} [هود/109]، {ثم لم ينقصوكم شيئا} [التوبة/4].
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:38 م]ـ
أرض
- الأرض: الجرم المقابل للسماء، وجمعه أرضون، ولا تجيء مجموعة في القرآن (انظر: المجمل 1/ 92)، ويعبر بها عن أسفل الشيء، كما يعبر بالسماء عن أعلاه. قال الشاعر في صفة فرس:
*وأحمر كالديباج أما سماؤه ** فريا، وأما أرضه فمحول*
(البيت لطفيل الغنوي، وهو في ملحقات شعره ص 62؛ وشمس العلوم 1/ 72. وعجزه في المجمل 1/ 92)
وقوله تعالى: {اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها} [الحديد/17] عبارة عن كل تكوين بعد إفساد وعود بعد بدء، ولذلك قال بعض المفسرين (وهذا قول صالح المري كما أخرجه عنه ابن المبارك في الزهد ص 88): يعني به تليين القلوب بعد قساوتها.
ويقال: أرض أريضة، أي: حسنة النبت (انظر: المجمل 2/ 92؛ والعين 7/ 55).
وتأرض النبت: تمكن على الأرض فكثر، وتأرض الجدي: إذا تناول نبت الأرض، والأرضة: الدودة التي تقع في الخشب من الأرض (راجع اللسان (أرض) 7/ 113؛ والعين 7/ 56. وقال الزمخشري: يقال: هو أفسد من الأرضة. راجع أساس البلاغة ص 5)، يقال: أرضت الخشبة فهي مأروضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/458)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:43 م]ـ
من
- عبارة عن الناطقين، ولا يعبر به عن غير الناطقين إلا إذا جمع بينهم وبين غيرهم، كقولك: رأيت من في الدار من الناس والبهائم، أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيهم الناطقون، كقوله تعالى: {فمنهم من يمشي} الآية [النور/45]. ولا يعبر به عن غير الناطقين إذا انفرد، ولهذا قال بعض المحدثين (عجز بيت نسبه المؤلف في الذريعة ص 24 للمتنبي، ولم أجده في ديوانه، وصدره:
[حولي بكل مكان منهم خلق]) في صفة أغنام نفى عنهم الإنسانية:
تخطئ إذا جئت في استفهامه بمن
تنبيها أنهم حيوان أو دون الحيوان. ويعبر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. قال تعالى: {ومنهم من يستمع} [الأنعام/25]، وفي أخرى: {من يستمعون إليك} [يونس/42] وقال: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا} [الأحزاب/31].
و: لابتداء الغاية، وللتبعيض، وللتبيين، وتكون لاستغراق الجنس في النفي والاستفهام. نحو: {فما منكم من أحد} [الحاقة/47]. وللبدل. نحو: خذ هذا من ذلك. أي: بدله، قال تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد} [إبراهيم/37]، (فمن) اقتضى التبعيض، فإنه كان نزل فيه بعض ذريته، وقوله: {من السماء من جبال فيها من برد} [النور/43] قال: تقديره أنه ينزل من السماء جبالا، فمن الأولى ظرف، والثانية في موضع المفعول، والثالثة للتبيين كقولك: عنده جبال من مال. وقيل: يحتمل أن يكون قوله: (من جبال) نصبا على الظرف على أنه ينزل منه، وقوله: {من برد} نصب. أي: ينزل من السماء من جبال فيها بردا، وقيل: يصح أن يكون موضع من في قوله: {من برد} رفعا، و {من جبال} نصبا على أنه مفعول به، كأنه في التقدير: وينزل من السماء جبالا فيها برد، ويكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء. وقوله تعالى: {فكلوا مما أمسكن عليكم} [المائدة/4]، قال أبو الحسن: من زائدة (وعبارته: أدخل (من) كما أدخله في قوله: كان من حديث، وقد كان من مطر، وقوله: {ويكفر عنكم من سيئاتكم} و {ينزل من السماء من جبال فيها من برد} وهو فيما فسر: ينزل من السماء جبالا فيها برد. انظر: معاني القرآن لأبي الحسن الأخفش 1/ 254)، والصحيح أن تلك ليست بزائدة؛ لأن بعض ما يمسكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيها من القاذورات المنهي عن تناولها.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:44 م]ـ
- عند:
لفظ موضوع للقرب، فتارة يستعمل في المكان، وتارة في الاعتقاد، نحو أن يقال: عندي كذا، وتارة في الزلفى والمنزلة، وعلى ذلك قوله: {بل أحياء عند ربهم} [آل عمران/169]، {إن الذين عند ربك لا يستكبرون} [الأعراف/206]، {فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار} [فصلت/ 38]، {قالت: رب ابن لي عندك بيتا في الجنة} [التحريم/11]، وعلى هذا النحو قيل: الملائكة المقربون عند الله، قال: {وما عند الله خير وأبقى} [الشورى/36]، وقوله: {وعنده علم الساعة} [الزخرف/85]، {ومن عنده علم الكتاب} [الرعد/43]، أي: في حكمه، وقوله: {فأولئك عند الله هم الكاذبون} [النور/13]، {وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} [النور/15]، وقوله تعالى: {إن كان هذا هو الحق من عندك} [الأنفال/32]، فمعناه في حكمه، والعنيد: المعجب بما عنده، والمعاند: المباهي بما عنده. قال: {كل كفار عنيد} [ق/24]، {إنه كان لآياتنا عنيدا} [المدثر/16]، والعنود قيل مثله، قال: لكن بينهما فرق؛ لأن العنيد الذي يعاند ويخالف، والعنود الذي يعند عن القصد، قال: ويقال: بعير عنود ولا يقال عنيد. وأما العند فجمع عاند، وجمع العنود: عندة، وجمع العنيد: عند. وقال بعضهم: العنود: هو العدول عن الطريق (انظر: الجمهرة 2/ 283؛ والمجمل 3/ 631) لكن العنود خص بالعادل عن الطريق المحسوس، والعنيد بالعادل عن الطريق في الحكم، وعند عن الطريق: عدل عنه، وقيل: عاند لازم، وعاند: فارق، وكلاهما من عند لكن باعتبارين مختلفين كقولهم: البين (قال ابن الأنباري: يكون البين الفراق، ويكون البين الوصال، فإذا كان الفراق فهو مصدر بان يبين بينا: إذا ذهب.
انظر: الأضداد ص 75)، في الوصل والهجر باعتبارين مختلفين.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:45 م]ـ
كتب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/459)
- الكتب: ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: كتبت السقاء، وكتبت البغلة: جمعت بين شفريها بحلقة، وفي التعارف ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض باللفظ، فالأصل في الكتابة: النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمي كلام الله - وإن لم يكتب - كتابا كقوله: {آلم * ذلك الكتاب} [البقرة/1 - 2]، وقوله: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب} [مريم/30].
والكتاب في الأصل مصدر، ثم سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيه، وفي قوله: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء} [النساء/ 153] فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال: {ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس} الآية [الأنعام/7].
ويعبر عن الإثبات والتقدير والإيجاب والفرض والعزم بالكتابة، ووجه ذلك أن الشيء يراد، ثم يقال، ثم يكتب، فالإرادة مبدأ، والكتابة منتهى. ثم يعبر عن المراد الذي هو المبدأ إذا أريد توكيده بالكتابة التي هي المنتهى، قال: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} [المجادلة/ 21]، وقال تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} [التوبة/51]، {لبرز الذين كتب عليهم القتل} [آل عمران/154]، وقال: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} [الأنفال/75] أي: في حكمه، وقوله: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} [المائدة/45] أي: أوجبنا وفرضنا، وكذلك قوله: {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت} [البقرة/180]، وقوله: {كتب عليكم الصيام} [البقرة/183]، {لم كتبت علينا القتال} [النساء/77]، {ما كتبناها عليهم} [الحديد/27]، {لولا أن كتب الله عليهم الجلاء} [الحشر/3] أي: لولا أن أوجب الله عليهم الإخلاء لديارهم، ويعبر بالكتابة عن القضاء الممضى، وما يصير في حكم الممضى، وعلى هذا حمل قوله: {بلى ورسلنا لديهم يكتبون} [الزخرف/80] قيل: ذلك مثل قوله: {يمحو الله ما يشاء ويثبت} [الرعد/39]، وقوله: {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه} [المجادلة/22] فإشارة منه إلى أنهم بخلاف من وصفهم بقوله: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} [الكهف/28]؛ لأن معنى (أغفلنا) من قولهم: أغفلت الكتاب: إذا جعلته خاليا من الكتابة ومن الإعجام، وقوله: {فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون} [الأنبياء/94] فإشارة إلى أن ذلك مثبت له ومجازى به.
وقوله: {فاكتبنا مع الشاهدين} [آل عمران/53] أي: اجعلنا في زمرتهم إشارة إلى قوله: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ... } الاية [النساء/69] وقوله: {مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف/49] فقيل إشارة إلى ما أثبت فيه أعمال العباد. وقوله: {إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد/22] قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ، وكذا قوله: {إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير} [الحج/70]، وقوله: {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} [الأنعام/59]، {في الكتاب مسطورا} [الإسراء/58]، {لولا كتاب من الله سبق} [الأنفال/68] يعني به ما قدره من الحكمة، وذلك إشارة إلى قوله: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} [الأنعام/54] وقيل: إشارة إلى قوله: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} [الأنفال/33]، وقوله: {لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} [التوبة/51] يعني: ما قدره وقضاه، وذكر (لنا) ولم يقل (علينا) تنبيها أن كل ما يصيبنا نعده نعمة لنا، ولا نعده نقمة علينا، وقوله: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} [المائدة/21] قيل: معنى ذلك وهبها الله لكم، ثم حرمها عليكم بامتناعكم من دخولها وقبولها، وقيل: كتب لكم بشرط أن تدخلوها، وقيل: أوجبها عليكم، وإنما قال: (لكم) ولم يقل: (عليكم) لأن دخولهم إياها يعود عليهم بنفع عاجل وآجل، فيكون ذلك لهم لا عليهم، وذلك كقولك لمن يرى تأذيا بشيء لا يعرف نفع مآله: هذا الكلام لك لا عليك، وقوله: {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا} [التوبة/40] جعل حكمهم وتقديرهم ساقطا مضمحلا، وحكم الله عاليا لا دافع له ولا مانع، وقال تعالى: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث} [الروم/56] أي: في علمه وإيجابه وحكمه، وعلى ذلك قوله: {لكل أجل كتاب} [الرعد/38]، وقوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} [التوبة/36] أي: في حكمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/460)
ويعبر بالكتاب عن الحجة الثابتة من جهة الله نحو: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير} [الحج/8]، {أم آتيناهم كتابا من قبله} [الزخرف/21]، {فأتوا بكتابكم} [الصافات/157]، {وأوتوا الكتاب} [البقرة/144] (الآية: {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون})، {كتاب الله} [النساء /24]، {أم آتيناهم كتابا} [فاطر/40]، {فهم يكتبون} [الطور/41] فذلك إشارة إلى العلم والتحقق والاعتقاد، وقوله: {وابتغوا ما كتب الله لكم} [البقرة/187] إشارة في تحري النكاح إلى لطيفة، وهي أن الله جعل لنا شهوة النكاح لنتحرى طلب النسل الذي يكون سببا لبقاء نوع الإنسان إلى غاية قدرها، فيجب للإنسان أن يتحرى بالنكاح ما جعل الله له على حسب مقتضى العقل والديانة، ومن تحرى بالنكاح حفظ النسل وحصانة النفس على الوجه المشروع فقد ابتغى ما كتب الله له، وإلى هذا أشار من قال: عنى بما كتب الله لكم الولد (وهو قول ابن عباس.
انظر: الدر المنثور 1/ 479)، ويعبر عن الإيجاد بالكتابة، وعن الإزالة والإفناء بالمحو. قال: {لكل أجل كتاب} [الرعد/38]، {يمحو الله ما يشاء ويثبت} [الرعد/39] نبه أن لكل وقت إيجادا، وهو يوجد ما تقتضي الحكمة إيجاده ويزيل ما تقتضي الحكمة إزالته، ودل قوله: {لكل أجل كتاب} [الرعد/38] على نحو ما دل عليه قوله: {كل يوم هو في شأن} [الرحمن/29] وقوله: [{وعنده أم الكتاب} [الرعد/ 39]، وقوله: {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب} [آل عمران/78] فالكتاب الأول: ما كتبوه بأيديهم المذكور في قوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} [البقرة/79]. والكتاب الثاني: التوراة، والثالث: لجنس كتب الله، أي: ما هو من شيء من كتب الله سبحانه وتعالى وكلامه] (ما بين [] نقله الزركشي في البرهان 4/ 97)، وقوله: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} [البقرة/53] فقد قيل: هما عبارتا عن التوراة، وتسميتها كتابا اعتبارا بما أثبت فيها من الأحكام، وتسميتها فرقانا اعتبارا بما فيها من الفرق بين الحق والباطل.
وقوله: {وما كان لنفس أن تموت إلا بأذن الله كتابا مؤجلا} [آل عمران/145] أي: حكما {لولا كتاب من الله سبق لمسكم} [الأنفال/68]، وقوله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله} [التوبة/36] كل ذلك حكم منه. وأما قوله: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} [البقرة/79] فتنبيه أنهم يختلقونه ويفتعلونه، وكما نسب الكتاب المختلق إلى أيديهم نسب المقال المختلق إلى أفواههم، فقال: {ذلك قولهم بأفواههم} [لتوبة/30] والاكتتاب متعارف في المختلق نحو قوله: {أساطير الأولين اكتتبها} [الفرقان/5].
وحيثما ذكر الله تعالى أهل الكتاب فإنما أراد بالكتاب التوراة والإنجيل، أو إياهما جميعا، وقوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى} إلى قوله: {وتفصيل الكتاب} [يونس/37] (الآية: {وما كان هذا القرآن أن يفتري من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين})، فإنما أراد بالكتاب ههنا ما تقدم من كتب الله دون القرآن؛ ألا ترى أنه جعل القرآن مصدقا له، وقوله: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا} [الأنعام/114] فمنهم من قال: هو القرآن، ومنهم من قال: هو القرآن وغيره من الحجج والعلم والعقل (أخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل الكتاب، وتررك فيه موضعا للسنة، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك فيها موضعا للرأي. انظر: الدر المنثور 3/ 344)، وكذلك قوله: {فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به} [العنكبوت/47]، وقوله: {قال الذي عنده علم من الكتاب} [النمل/40] فقد قيل: أريد به علم الكتاب، وقيل: علم من العلوم التي آتاها الله سليمان في كتابه المخصوص به، وبه سخر له كل شيء، وقوله: {وتؤمنون بالكتاب كله} [آل عمران/119] أي: بالكتب المنزلة، فوضع ذلك موضع الجمع؛ إما لكونه جنسا كقولك: كثر الدرهم في أيدي الناس، أو لكونه في الإصل مصدرا نحو: عدل، وذلك كقوله: {يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك} [البقرة/4] وقيل: يعني أنهم ليسوا كمن قيل فيهم: {ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض} [النساء/150]. وكتابة العبد: ابتياع نفسه من سيده بما يؤديه من كسبه، قال: {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/461)
[النور/33] واشتقاقها يصح أن يكون من الكتابة التي هي الإيجاب، وأن يكون من الكتب الذي هو النظم والإنسان يفعل ذلك.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:48 م]ـ
حفظ
- الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه الفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظا، ثم يستعمل في كل تفقد وتعهد ورعاية، قال الله تعالى: {وإنا له لحافظون} [يوسف/12]، {حافظوا على الصلوات} [البقرة/238]، {والذين هم لفروجهم حافظون} [المؤمنون/5]، {والحافظين فروجهم والحافظات} [الأحزاب/35]، كناية عن العفة {حافظات للغيب بما حفظ الله} [النساء/34]، أي: يحفظن عهد الأزواج عند غيبتهن بسبب أن الله تعالى يحفظهن، أي: يطلع عليهن، وقرئ: {بما حفظ الله} (وبها قرأ أبو جعفر المدني. انظر: الإتحاف ص 189) بالنصب، أي: بسبب رعايتهن حق الله تعالى لا لرياء وتصنع منهن، و {فما أرسلناك عليهم حفيظا} [الشورى/48]، أي: حافظا، كقوله: {وما أنت عليهم بجبار} [ق/45]، {وما أنت عليهم بوكيل} [الأنعام/107]، {فالله خير حافظا} [يوسف/64]، وقرئ: {حفظا} (وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن عامر وأبي عمرو ويعقوب وشعبة عن عاصم. انظر: الإتحاف ص 266) أي: حفظه خير من حفظ غيره، {وعندنا كتاب حفيظ} [ق/4]، أي: حافظ لأعمالهم فيكون {حفيظ} بمعنى حافظ، نحو قوله تعالى: {الله حفيظ عليهم} [الشورى/6]، أو معناه: محفوظ لا يضيع، كقوله تعالى: {علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} [طه/52]، والحفاظ: المحافظة، وهي أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عز وجل: {والذين هم على صلاتهم يحافظون} [المؤمنون/9]، فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها، والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق، وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذي نبه عليه في قوله: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت/45]، والتحفظ: قيل: هو قلة الغفلة (انظر: المجمل 1/ 244؛ والبصائر 2/ 481)، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيرها كما ترى. والحفيظة: الغضب
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:50 م]ـ
حق
- أصل الحق: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه (هي عقب الباب) لدورانه على استقامة.
والحق يقال على أوجه:
الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحق (راجع: الأسماء والصفات ص 26)، قال الله تعالى: {وردوا إلى الله مولاهم الحق} (سورة يونس آية 30)، وقيل بعيد ذلك: {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} [يونس/32].
والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال: فعل الله تعالى كله الحق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وقال تعالى: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا} [يونس/5]، إلى قوله: {ما خلق الله ذلك إلا بالحق} [يونس/5]، وقال في القيامة: {ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه لحق} [يونس/53]، و {ليكتمون الحق} [البقرة/146]، وقوله عز وجل: {الحق من ربك} [البقرة/147]، {وإنه للحق من ربك} [البقرة/149].
والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق، قال الله تعالى: {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق} [البقرة/213].
والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حق وقولك حق، قال تعالى: {كذلك حقت كلمة ربك} [يونس/33]، و {حق القول مني لأملأن جهنم} [السجدة/13]، وقوله عز وجل: {ولو اتبع الحق أهواءهم} [المؤمنون/71]، ويصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصح أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أحققت كذا، أي: أثبته حقا، أو حكمت بكونه حقا، وقوله تعالى: {ليحق الحق} [الأنفال/8] فإحقاق الحق على ضربين:
أحدهما: بإظهار الأدلة والآيات، كما قال تعالى: {وأولئك جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا} [النساء/91]، أي: حجة قوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/462)
والثاني: بإكمال الشريعة وبثها في الكافة، كقوله تعالى: {والله متم نوره ولو كره الكافرون} [الصف/8]، {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله} [التوبة/33]، وقوله: {الحاقة ما الحاقة} [الحاقة/1]، إشارة إلى القيامة، كما فسره بقوله: {يوم يقوم الناس} [المطففين/6]، لأنه يحق فيه الجزاء، ويقال: حاققته فحققته، أي خاصمته في الحق فغلبته، وقال عمر رضي الله عنه: (إذا النساء بلغن نص الحقاق فالعصبة أولى في ذلك) (المعنى أن الجارية ما دامت صغيرة فأمها أولى بها، فإذا بلغت فالعصبة أولى بأمرها. انظر النهاية 1/ 414؛ ونهج البلاغة 2/ 314؛ ونسبه لعلي بن أبي طالب).
وفلان نزق الحقاق: إذا خاصم في صغار الأمور (انظر: المجمل 1/ 215)، ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} [الروم/47]، {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين} [يونس/103]، وقوله تعالى: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق} [الأعراف/105]، قيل معناه: جدير، وقرئ: {حقيق علي} (وبها قرأ نافع وحده. انظر: الإتحاف ص 217) قيل: واجب، وقوله تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن} [البقرة/228]، والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له ثبات ووجود، كقوله تعالى صلى الله عليه وسلم لحارث: (لكل حق حقيقته، فما حقيقة إيمانك؟) (عن صالح بن مسمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحارث بن مالك: كيف أنت؟ أو: ما أنت يا حارث؟ قال: مؤمن يا رسول الله، قال: مؤمن حقا؟ قال: مؤمن حقا. قال: لكل حق حقيقة، فما حقيقة ذلك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى عرش ربي عز وجل، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار، فقال رسول الله: (مؤمن نور الله قلبه). أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 106 مرسلا والبزار والطبراني، وهو حديث معضل. انظر: الإصابة 1/ 289؛ ومجمع الزوائد 1/ 57)، أي: ما الذي ينبئ عن كون ما تدعيه حقا؟
وفلان يحمي حقيقته، أي: ما يحق عليه أن يحمى. وتارة تستعمل في الاعتقاد كما تقدم، وتارة في العمل وفي القول، فيقال: فلان لفعله حقيقة: إذا لم يكن مرائيا فيه، ولقوله حقيقة: إذا لم يكن مترخصا ومتزيدا، ويستعمل في ضده المتجوز والمتوسع والمتفسح، وقيل: الدنيا باطل، والآخرة حقيقة، تنبيها على زوال هذه وبقاء تلك، وأما في تعارف الفقهاء والمتكلمين فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة (انظر: شرح تنقيح الفصول للقرافي ص 42). والحق من الإبل: ما استحق أن يحمل عليه، والأنثى: حقه، والجمع: حقاق، وأتت الناقة على حقها (انظر: اللسان (حقق) 10/ 55)، أي: على الوقت الذي ضربت فيه من العالم الماضي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:51 م]ـ
لما
- يستعمل على وجهين:
أحدهما: لنفي الماضي وتقريب الفعل. نحو: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا} [آل عمران/142].
والثاني: علما. للظرف نحو: {فلما أن جاء البشير} [يوسف/96] أي: في وقت مجيئه، وأمثلتها تكثر.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:52 م]ـ
أمر
- الأمر: الشأن، وجمعه أمور، ومصدر أمرته: إذا كلفته أن يفعل شيئا، وهو لفظ عام للأفعال والأقوال كلها، وعلى ذلك قوله تعالى: {إليه يرجع الأمر كله} [هود/123]، وقال: {قل: إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم مالا يبدون لك، يقولون: لو كان لنا من الأمر شيء} [آل عمران/154]، {أمره إلى الله} [البقرة/275] ويقال للإبداع: أمر، نحو: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف/54]، ويختص ذلك بالله تعالى دون الخلائق وقد حمل على ذلك قوله تعالى: {وأوحى في كل سماء أمرها} [فصلت/12] وعلى ذلك حمل الحكماء قوله: {قل: الروح من أمر ربي} [الإسراء/85] أي: من إبداعه، وقوله: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل/40] فإشارة إلى إبداعه، وعبر عنه بأقصر لفظة، وأبلغ ما يتقدم فيه فيما بيننا بفعل الشيء، وعلى ذلك قوله: {وما أمرنا إلا واحدة} [القمر/50]، فعبر عن سرعة إيجاد بأسرع ما يدركه وهمنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/463)
والأمر: التقدم باشيء سواء كان ذلك بقولهم: افعل وليفعل، أو كان ذلك بلفظ خبر نحو: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن} [البقرة/228]، أو كان بإشارة أو غير ذلك، ألا ترى أنه قد سمى ما رأى إبراهيم في المنام من ذبح ابنه أمرا حيث قال: {إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر} [الصافات/102] فسمى ما رآه في المنام من تعاطي الذبح أمرا (قال قتادة: رؤيا الأنبياء عليهم السلام حق، إذا رأوا شيئا فعلوه. انظر: الدر المنثور 7/ 105)
وقوله تعالى: {وما أمر فرعون برشيد} [هود/97] فعام في أقواله وأفعاله، وقوله: {أتى أمر الله} [النحل/1] إشارة إلى القيامة، فذكره بأعم الألفاظ، وقوله: {بل سولت لكم أنفسكم أمرا} [يوسف/18] أي: ما تأمر النفس الأمارة بالسوء.
وقيل: أمر القوم: كثروا، وذلك لأن القوم إذا كثروا صاروا ذا أمير من حيث إنهم لابد لهم من سائس يسوسهم، ولذلك قال الشاعر:
*- لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم *
(الشطر للأفوه الأودي، وتتمته:
*ولا سراة إذا جهالهم سادوا*
وهو في الحماسة البصرية 2/ 69؛ وأمالي القالي 2/ 228؛ والاختيارين ص 77. وديوانه ص 10)
وقوله تعالى: {أمرنا مترفيها} [الإسراء/16] أي: أمرناهم بالطاعة، وقيل: معناه: كثرناهم.
وقال أبو عمرو: لا يقال: أمرت بالتخفيف في معنى كثرت، وإنما يقال: أمرت وآمرت.
وقال أبو عبيدة: قد يقال: أمرت (راجع: مجاز القرآن 1/ 373؛ والغريبين 1/ 85؛ وتفسير القرطبي 10/ 233) بالتخفيف نحو: (خير المال مهرة مأمور وسكة مأبورة) (الحديث أخرجه أحمد في مسنده 3/ 468، وفيه: (خير مال المرء له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة). ورجال إسناده ثقات، واختلف في صحبة سويد، قال ابن حبان: يروي المراسيل لكن جاء في رواية: سمعت رسول الله يقول، ففيها إثبات السماع: انظر: الإصابة 2/ 101؛ ومجمع الزوائد 5/ 261.
المأمورة: الكثيرة، والسكة: الطريقة من النخل، المأبورة: الملقحة) وفعله: أمرت.
وقرئ: (أمرنا) (وهي قراءة الحسن ومجاهد وأبي عثمان النهدي وأبي رجاء وأبي العالية، وهي قراءة شاذة) أي: جعلناهم أمراء، وكثرة الأمراء في القرية الواحدة سبب لوقوع هلاكهم، ولذلك قيل: لا خير في كثرة الأمراء، وعلى هذا حمل قوله تعالى: {وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها} [الأنعام/123]، وقرئ: (آمرنا) (وهي قراءة يعقوب، ورويت عن ابن كثير وأبي عمرو وعاصم من غير طريق الطيبة. راجع: الإتحاف ص 282) بمعنى: أكثرنا.
والائتمار: قبول الأمر، ويقال للتشاور: ائتمار لقبول بعضهم أمر بعض فيما أشار به.
قال تعالى: {إن الملأ يأتمرون بك} [القصص/20]. قال الشاعر:
*وآمرت نفسي أي أمري أفعل *
(هذا عجز بيت لكعب بن زهير، وشطره الأول:
*أنخت قلوصي واكتلأت بعينها*
وهو في ديوانه ص 55؛ والحجة في القراءات للفارسي 1/ 319؛ وأساس البلاغة (كلأ))
وقوله تعالى: {لقد جئت شيئا إمرا} [الكهف/71] أي: منكرا، من قولهم: أمر الأمر، أي: كبر وكثر كقولهم: استفحل الأمر. وقوله: {وأولي الأمر} [النساء/59] قيل: عنى الأمراء في زمن النبي عليه الصلاة والسلام. وقيل: الأئمة من أهل البيت (وهذا قول الشيعة)، وقيل: الآمرون بالمعروف، وقال ابن عباس رصي الله عنهما: هم الفقهاء وأهل الدين المطيعون لله.
وكل هذه الأقوال صحيحة، ووجه ذلك: أن أولي الأمر الذين بهم يرتدع الناس أربعة: الأنبياء، وحكمهم على ظاهر العامة والخاصة وعلى بواطنهم، والولاة، وحكمهم على ظاهر الكافة دون باطنهم، والحكماء، وحكمهم على باطن الخاصة دون الظاهر، والوعظة، وحكمهم على بواطن العامة دون ظواهرهم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:55 م]ـ
مرج
- أصل المرج: الخلط، والمرج الاختلاط، يقال: مرج أمرهم (انظر: الأفعال 4/ 159؛ واللسان (مرج)): اختلط، ومرج الخاتم في أصبعي، فهو مارج، ويقال: أمر مريج. أي: مختلط، ومنه غصن مريج: مختلط، قال تعالى: {فهم في أمر مريج} [ق/5] والمرجان: صغار اللؤلؤ. قال: {كأنهن الياقوت والمرجان} [الرحمن/58] وقوله: {مرج البحرين} [الرحمن/19] من قولهم: مرج. ويقال للأرض التي يكثر فيها النبات فتمرح فيه الدواب: مرج، وقوله: {من مارج من نار} [الرحمن/15] أي: لهيب مختلط، وأمرجت الدابة في المرعى: أرسلتها فيه فمرجت.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:37 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/464)
(3 و 4) التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:42 م]ـ
مقدمة السورة
سورة ق
سميت في عصر الصحابة سورة ق (يُنطق بحروف: قاف، بقاف، وألف، وفاء).
فقد روى مسلم عن قطبة بن مالك (أن النبيء (صلى الله عليه وسلم) قرأ في صلاة الصبح سورة) ق والقرآن المجيد ((ق: 1). وربما قال: (ق (يعني في الركعة الأولى. وروى مسلم عن أم هشام بنت حَارثة بن النعمان (ما أخذتُ) ق والقرآن المجيد (إلا عن لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرؤها كلَّ يوم على المِنْبِر إذ خطب الناس). وروى مسلم عن جابر بن سمرة (أن النبيء (صلى الله عليه وسلم) كان يقرأ في الفجر ب) قاف والقرآن المجيد (، هكذا رُسم قاف ثلاث أحرف، وقوله: في الفجر يعني به صلاة الصبح لأنها التي يصليها في المسجد في الجماعة فأما نافلة الفجر فكان يصليها في بيته. وفي (الموطأ) ومسلم (أن عمر بن الخطاب سَأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الأضحى والفِطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما ب) قاف (هكذا رسم قاف ثلاثة أحرف مثل ما رسم حديث جابر بن سمرة و) القرآن المجيد (و) اقتربت الساعة وانشق القمر ((القمر: 1).
وهي من السور التي سميت بأسماء الحروف الواقعة في ابتدائها مثل طه وص وق ويس لانفراد كل سورة منها بعدد الحروف الواقعة في أوائلها بحيث إذا دُعيت بها لا تلتبس بسورة أخرى. وفي (الإتقان) أنها تسمّى سورة البَاسِقَات هكذا بلام التعريف، ولم يعزه لقائل والوجه أن تكون تسميتها هذه على اعتبار وصف لموصوف محذوف، أي سورة النخل الباسقات إشارة إلى قوله: (النخل باسقات لها طلع نضير ((ق: 10). وهذه السورة مكية كلها قال ابن عطية: بإجماع من المتأولين.
وفي (تفسير القرطبي) و (الإتقان) عن ابن عباس وقتادة والضحاك: استثناء آية) ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب ((ق: 38) أنها نزلت في اليهود، يعني في الرد عليهم إذ قالوا: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت، يعني أن مقالة اليهود سُمعت بالمدينة، يعني: وألحقت بهذه السورة لمناسبة موقعها. وهذا المعنى وإن كان معنى دقيقاً في الآية فليس بالذي يقتضي أن يكون نزول الآية في المدينة فإن الله علم ذلك فأوحى به إلى رسوله (صلى الله عليه وسلم) على أن بعض آراء اليهود كان مما يتحدث به أهل مكة قبل الإسلام يتلقونه تلقي القِصص والأخبار. وكانوا بعد البعثة يسألون اليهود عن أمر النبوءة والأنبياء، على أن إرادة الله إبطال أوهام اليهود لا تقتضي أن يؤخر إبطالها إلى سماعها بل قد يجيء ما يبطلها قبل فشوّها في الناس كما في قوله تعالى: (وما قدروا الله حَقّ قدره والأرضُ جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ((الزمر: 67) فإنها نزلت بمكة. وورد أن النبيء (صلى الله عليه وسلم) أتاه بعض أحبار اليهود فقال: إن الله يضع السماوات على أصبع والأرضين على إصبع والبحار على أصبع والجبال على إصبع ثم يقول (أنا الملك أينَ ملوك الأرض) فتلا النبيء (صلى الله عليه وسلم) الآية. والمقصود من تلاوتها هو قوله: (وما قدروا الله حقّ قدره). والإيماء إلى سوء فهم اليهود صفات الله.
وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة المرسلات وقبل سورة) لا أقسم بهذا البلد ((البلد: 1).
وقد أجمع العادّون على عد آيها خمسا وأربعين.
أغراضها السورة
أولها: التنويه بشأن القرآن.
ثانيها: أنهم كذبوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنه من البشر،
وثالثها: الاستدلال على إثبات البعث وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق السماوات وما فيها وخلق الأرض وما عليها، ونشأة النبات والثمار من ماء السماء وأن ذلك مثل للإحياء بعد الموت.
الرابع: تنظير المشركين في تكذيبهم بالرسالة والبعث ببعض الأمم الخالية المعلومة لديهم، ووعيد هؤلاء أن يحل بهم ما حل بأولئك.
الخامس: الوعيد بعذاب الآخرة ابتداءً من وقت احْتضار الواحد، وذكر هول يوم الحساب.
السادس: وعد المؤمنين بنعيم الآخرة.
السابع: تسلية النبيء (صلى الله عليه وسلم) على تكذيبهم إياه وأمره بالإقبال على طاعة ربه وإرجاء أمر المكذبين إلى يوم القيامة وأن الله لو شاء لأخذهم من الآن ولكن حكمة الله قضت بإرجائهم وأن النبيء (صلى الله عليه وسلم) لم يكلف بأن يكرههم على الإسلام وإنما أمر بالتذكير بالقرآن.
الثامن: الثناء على المؤمنين بالبعث بأنهم الذين يتذكرون بالقرآن.
التاسع: إحاطة علم الله تعالى بخفيات الأشياء وخواطر النفوس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/465)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:47 م]ـ
الآية 1
القول فيه نظير القول في أمثاله من الحروف المقطعة الواقعة في أوائل السور. فهو حرف من حروف التهجّي وقد رسموه في المصحف بصورة حرف القاف التي يُتَهجى بها في المكتب، وأجمعوا على أن النطق بها باسم الحَرف المعروف، أي ينْطِقون بقاففٍ بعدها ألف، بعده فاء.
وقد أجمع من يعتدّ به من القراء على النطق به ساكِنَ الآخِر سكون هجاء في الوصل والوقِف.
ووقع في رواية بعض القصاصين المكذوبة عن ابن عباس أن المراد بقوله: (ق (اسم جبل عظيم محيط بالأرض. وفي رواية عنه إنه اسم لكل واحد من جبال سبعة محيطة بالأرضين السبع واحداً وراء واحد كما أن الأرضين السبع أرض وراء أرض. أي فهو اسم جنس انحصرت أفراده في سبعة، وأطالوا في وصف ذلك بما أملاه عليهم الخيال المشفوع بقلة التثبت فيما يروونه للإغراب، وذلك من الأوهام المخلوطة ببعض أقوال قدماء المشرقيين وبسوء فهم البعض في علم جغرافية الأرض وتخيلهم إياها رقاعاً مسطحة ذات تقاسيم يحيط بكل قسم منها ما يفصله عن القسم الآخر من بحار وجبال، وهذا مما ينبغي ترفع العلماء عن الاشتغال بذكره لولا أن كثيراً من المفسرين ذكروه.
ومن العجب أن تفرض هذه الأوهام في تفسير هذا الحرف من القرآن) ألم ((البقرة: 1)، يكفهم أنه مكتوب على صورة حروف التهجّي مثل) آلم ((العنكبوت: 1) و) المص ((الأعراف: 1) و) كهيعص ((مريم: 1) ولو أريد الجبل الموهوم لكتب قاف ثلاثة حروف كما تكتب دَوَالُّ الأشياء مثل عين: اسم الجارحة، وغينش: مصدر غان عليه، فلا يصح أن يدل على هذه الأسماء بحروف التهجّي كما لا يخفى.
.
قَسَم بالقرآن، والقسم به كناية عن التنويه بشأنه لأن القسم لا يكون إلا بعظيم عند المقسِم فكان التعظيم من لوازم القسَم. وأتبع هذا التنويه الكنائي بتنويه صريح بوصف) القرآن (ب) المجيد (فالمجيد المتصف بقوة المجْد. والمجدُ ويقال المجادة: الشرف الكامل وكرم النوع.
وشرف القرآن من بين أنواع الكلام أنه مشتمل على أعلى المعاني النافعة لصلاح الناس فذلك مجده. وأما كمال مجده الذي دلت عليه صيغة المبالغة بوصف مجيد فذلك بأنه يفوق أفضل ما أبلغَه الله للناس من أنواع الكلام الدالّ على مراد الله تعالى إذْ أوْجدَ ألفاظَه وتراكيبه وصورةَ نظمه بقدرته دون واسطة، فإن أكثر الكلام الدال على مراد الله تعالى أوجده الرسل والأنبياء المتكلمون به يعبّرون بكلامهم عما يُلقَى إليهم من الوحي.
ويدخل في كمال مجده أنه يفوق كل كلام أوجده الله تعالى بقدرته على سبيل خرق العادة مثل الكلام الذي كلم الله به موسى عليه السلام بدون واسطة الملائكة، ومثل ما أُوحي به إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) من أقوال الله تعالى المعبر عنه في اصطلاح علمائنا بالحديث القُدُسيّ، فإن القرآن يفوق ذلك كله لمّا جعله الله بأفصح اللغات وجعله معجزاً لبلغاء أهل تلك اللغة عن الإتيان بمثل أقصر سورة منه. ويفوق كل كلام من ذلك القبيل بوفرة معانيه وعدم انحصارها، وأيضاً بأنه تميز على سائر الكتب الدينية بأنه لا ينسخه كتاب يجيء بعده وما يُنسخ منه إلا شيء قليل ينسخه بعضُه.
وجواب القَسم محذوف لتذهب نفس السامع في تقديره كل طريق ممكن في المقام فيدل عليه ابتداءُ السورة بحرف) ق (المشعر بالنداء على عجزهم عنْ معارضة القرآن بعد تحدّيهم بذلك، أو يدل عليه الإضراب في قوله: (بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم).
والتقدير: والقرآننِ المجيد إنك لرسول الله بالحق، كما صرح به في قوله: (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ((يس: 1 4). أو يقدر الجواب: إنه لتنزيل من ربّ العالمين، أو نحو ذلك كما صرح به في نحو) حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ((الأحزاب: 1 3) ونحو ذلك. والإضراب الانتقالي يقتضي كلاماً منتقلاً منه والقَسم بدون جواب لا يعتبر كلاماً تاماً فتعين أن يقدِّر السامع جواباً تتم به الفائدة يدل عليه الكلام.
وهذا من إيجاز الحذف وحسَّنه أن الانتقال مشعر بأهمية المنتقل إليه، أي عدِّ عما تريد تقديره من جواب وانتقِلْ إلى بيان سبب إنكارهم الذي حدا بنا إلى القَسَم كقول القائل: دَعْ ذا، وقول امرىء القيس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/466)
فدع ذا وسَلِّ الهمَّ عنك بجسرة
ذَمُول إذَا صَام النهارُ وهجَّرا
وقول الأعشى:
فدع ذَا ولكن رُبّ أرض مُتيهة
قطعتُ بحُرْجُوج إذا الليل أظلما
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:50 م]ـ
الآية 2
وتقدم بيان نظيره عند قوله تعالى: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق في سورة ص.
وقوله: وعجبوا (خبر مستعمل في الإنكار إنكاراً لعجبهم البالغ حدّ الإحالة. و) عجبوا (حصل لهم العجَب بفتح الجيم وهو الأمر غير المألوف للشخص) قالت يا وَيْلَتَا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لَشَيْء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله ((هود: 72، 73) فإن الاستفهام في) أتعجبين (إنكار وإنما تنكر إحالة ذلك لا كونه موجب تعجّب. فالمعنى هنا: أنهم نفوا جواز أن يرسل الله إليهم بشراً مثلهم، قال تعالى: (وما منع الناسَ أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً ((الإسراء: 94).
وضمير) عجبوا (عائد إلى غير مذكور، فمعاده معلوم من السياق أعني افتتاح السورة بحرف التهجّي الذي قصد منه تعجيزهم عن الإتيان بمثل القرآن لأن عجزهم عن الإتيان بمثله في حال أنه مركب من حروف لغتهم يدلهم على أنه ليس بكلام بشر بل هو كلام أبدعته قدرة الله وأبلغه الله إلى رسوله (صلى الله عليه وسلم) على لسان المَلك فإن المتحدَّيْن بالإعجاز مشهورون يعلمهم المسلمون وهم أيضاً يعلمون أنهم المعنيون بالتحدّي بالإعجاز. على أنه سيأتي ما يفسر الضمير بقوله: (فقال الكافرون).
وضمير) منهم (عائد إلى ما عاد إليه ضمير) عجبوا (والمراد: أنه من نوعهم أي من بني الإنسان.
و) أن جاءهم (مجرور ب (من) المحذوفة مع) أنْ (، أي عجبوا من مجيء منذر منهم، أو عجبوا من ادعاء أن جاءهُمْ منذر منهم.
وعبر عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بوصف) منذر (وهو المخبِر بشَرّ سيكون للإيماء إلى أن عَجَبهم كان ناشئاً عن صفتين في الرسول (صلى الله عليه وسلم) إحداهما أنه مخبر بعذاب يكون بعد الموت، أي مخبر بما لا يصدقون بوقوعه، وإنما أنذرهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعذاب الآخرة بعد البعث كما قال تعالى: (إن هو إلا نذير لكم بين يديْ عذاب شديد ((سبأ: 46). والثانية كونه من نوع البشر.
وفُرِّعَ على التكذيب الحاصل في نفوسهم ذِكر مقالتهم التي تفصح عنه وعن شبهتهم الباطلة بقوله: (فقال الكافرون هذا شيء عجيب (الآية. وخص هذا بالعناية بالذكر لأنه أدخل عندهم في الاستبْعاد وأحق بالإنكار فهو الذي غرهم فأحالوا أن يرسل الله إليهم أحد من نوعهم ولذلك وصف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ابتداء بصفة) منذر (قبل وصفه بأنه) منهم (ليدل على أن ما أنذرهم به هو الباعث الأصلي لتكذيبهم إياه وأن كونه منهم إنما قوَّى الاستبعاد والتعجّب.
ثم إن ذلك يُتخلص منه إلى إبطال حجتهم وإثبات البعث وهو المقصود بقوله: (قد علِمْنا مَا تنقصُ الأرض منهم إلى قوله: كذلك الخروج ((ق: 4 11). فقد حصل في ضمن هاتين الفاصلتين خصوصيات كثيرة من البلاغة: منها إيجاز الحذف، ومنها ما أفاده الإضراب من الاهتمام بأمر البعث، ومنها الإيجاز البديع الحاصل من التعبير ب) منذر (، ومنها إقحام وصفه بأنه) منهم (لأن لذلك مدخلاً في تعجبهم، ومنها الإظهار في مقام الإضمار على خلاف مقتضَى الظاهر، ومنها الإجمال المعقب بالتفصيل في قوله: (هذا شيء عجيب أئذا متنا (الخ.
وعبُر عنهم بالاسم الظاهر في) فقال الكافرون (دون: فقالوا، لتوسيمهم فإن هذه المقالة من آثار الكفر، وليكون فيه تفسير للضميرين السابقين.
والإشارة بقولهم) هذا شيء عجيب (إلى ما هو جار في مقام مقالتهم تلك من دعاء النبيء (صلى الله عليه وسلم) إياهم للإيمان بالرَّجْع، أي البعث وهو الذي بينتْه جملة) أئذا متنا وكنا تراباً (إلخ.
والاستفهام مستعمل في التعجيب والإبطال، يريدون تعجيب السامعين من ذلك تعجيب إحالة لئلا يؤمنوا به. وجعلوا مناطَ التعجيب الزمانَ الذي أفادته (إذا) وما أضيف إليه، أي زمنَ موتنا وكونِنا تراباً.
والإشارة بقولهم) هذا شيء عجيب (إلى ما هو جار في مقام مقالتهم تلك من دعاء النبيء (صلى الله عليه وسلم) إياهم للإيمان بالرَّجْع، أي البعث وهو الذي بينتْه جملة) أئذا متنا وكنا تراباً (إلخ.
والاستفهام مستعمل في التعجيب والإبطال، يريدون تعجيب السامعين من ذلك تعجيب إحالة لئلا يؤمنوا به. وجعلوا مناطَ التعجيب الزمانَ الذي أفادته (إذا) وما أضيف إليه، أي زمنَ موتنا وكونِنا تراباً.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:56 م]ـ
الآية 3
أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد
والمستفهم عنه محذوف دل عليه ظرف) أئذا متنا وكنا تراباً (والتقدير: أنرجع إلى الحياة في حين انعدام الحياة منا بالموت وحين تفتت الجسد وصيرورته تراباً، وذلك عندهم أقصى الاستبعاد. ومتعلقّ (إذا) هو المستفهم عنه المحذوف المقدَّر، أي نُرجَع أو نعود إلى الحياة وهذه الجملة مستقلة بنفسها.
وجملة) ذلك رجع بعيد (مؤكدة لجملة) أئذا متنا وكنا تراباً (بطريق الحقيقة والذِكر، بعد أن أُفيد بطريق المجاز والحذف، لأن شأن التأكيد أن يكون أجلى دلالة.
والرَّجع: مصدر رجَع، أي الرجوع إلى الحياة. ومعنى) بعيد (أنه بعيد عن تصور العقل، أي هو أمر مستحيل.
.
ردٌّ لقولهم: (ذلك رجع بعيد ((ق: 3) فإن إحالتهم البعث ناشئة عن عدة شبه منها: أن تفرق أجزاء الأجساد في مناحِي الأرض ومهابّ الرياح لا تُبقي أملا في إمكان جمعها إذ لا يحيط بها محيط وأنها لو علمت مواقعها لتعذر التقاطها وجمعها، ولو جمعت كيف تعود إلى صورها التي كانت مشكَّلة بها، وأنها لو عادت كيف تعود إليها، فاقتصر في إقلاع شبههم على إقلاع أصلها وهو عدم العلم بمواقع تلك الأجزاء وذرّاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/467)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:58 م]ـ
الآية 4
قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ
فقوله: (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم (إيماء إلى دليل الإمكان لأن مرجعه إلى عموم العلم كما قلنا. فأساس مبنى الرد هو عموم علم الله تعالى لأن يجمع إبطال الاحتمالات التي تنشأ عن شبهتهم فلو قال، نحن قادرون على إرجاع ما تنقص الأرض منهم لخطر في وساوس نفوسهم شبهة أن الله وإن سلمنا أنه قادر فإن أجزاء الأجساد إذا تفرقت لا يعلمها الله حتى تتسلط على جمعها قدرتُه فكان البناء على عموم العلم أقطع لاحتمالاتهم.
واعلم أن هذا الكلام بيان للإمكان رعيا لما تضمنه كلامهم من الإحالة لأن ثبوت الإمكان يَقلع اعتقاد الاستحالة من نفوسهم وهو كاف لإبطال تكذيبهم ولاستدعائهم للنظر في الدعوة، ثم يبقى النظر في كيفية الإعادة، وهي أمر لم نكلف بالبحث عنه وقد اختلف فيها أيمة أهل السنة فقال جمهور أهل السنة والمعتزلة تعاد الأجسام بعد عدمها. ومعنى إعادتها. إعادة أمثالها بأن يخلق الله أجساداً مثل الأولى تودع فيها الأرواح التي كانت في الدنيا حالّة في الأجساد المعدومة الآن فيصير ذلك الجسم لصاحب الروح في الدنيا وبذلك يحق أن يقال: إن هذا هو فلان الذي عرفناه في الدنيا إذ الإنسان كان إنساناً بالعقل والنطق، وهما مَظهر الروح. وأما الجسد فإنه يتغير بتغيرات كثيرة ابتداء من وقت كونه جنينا، ثم من وقت الطفولة ثم ما بعدها من الأطوَار فتخلف أجزاؤُه المتجددة أجزاءَه المتقضيّة، وبرهان ذلك مبيّن في علم الطّبيعيات، لكن ذلك التغير لم يمنع من اعتبار الذات ذاتا واحدة لأن هُوية الذات حاصلة من الحقيقة النوعية والمشخصات المشاهدة التي تتجدد بدون شعور مَن يشاهده فلذا كانت حقيقة الشخص هي الروح وهي التي تُكتسَى عند البعث جسد صاحبها في الدنيا، فإن الناس الذين يموتون قبل قيام الساعة بزمن قليل لا تَبلى في مثله أجسامهم تُرجَّع أرواحهم إلى أجسادهم الباقية دون تجديدِ خلقها، ولذلك فتسمية هذا الإيجاد معاداً أو رجْعاً أو بعثاً إنما هي تسمية باعتبار حال الأرواح، وبهذا الاعتبار أيضاً تشهد على الكفار ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون لأن الشاهد في الحقيقية هو ما به إدراك الأعمال من الروح المبثوثة في الأعضاء.
وأدلة الكتاب أكثرها ظاهر في تأييد هذا الرأي كقوله تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده ((الأنبياء: 104)، وفي معناه قوله تعالى: (كُلّما نضِجت جلودهم بدّلْنَاهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ((النساء: 56).
وقال شذوذ: تُعاد الأجسام بجمع الأجزاء المتفرقة يجمعها الله العليم بها ويركبها كما كانت يوم الوفاة. وهذا بعيد لأن أجزاء الجسم الإنساني إذا تفرقت دخلت في أجزاء من أجسام أخرى من مختلف الموجودات ومنها أجسام أناس آخرين. وورد في الآثار (أن كل ابن آدم يفنى إلاّ عجْب الذنب منه خُلق ومنهُ يركب) رواه مسلم. وعلى هذا تكون نسبة الأجساد المعادة كنسبة النخلة من النواة. وهذا واسطة بين القول بأن الإعادة عن عدم والقول بأنها عن تفرق. ولا قائل من العقلاء بأن المعدوم يعاد بعينه وإنما المراد ما ذكرنا وما عداه مجازفة في التعبير.
وذكر الجلال الدواني في (شرح العقيدة العضدية) أن أبَيَّ بن خلف لما سمع ما في القرآن من الإعادة جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وبيده عظم قد رمَّ ففتته بيده وقال: يا محمد أتُرَى يحييني بعد أن أصير كهذا العظم؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) (نعم ويبعثك ويدخلك النار). وفيه نزل قوله تعالى: (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يُحْيي العظام وهي رميم ((يس: 78).
وعُبر ب) تنقص الأرض (دون التعبير بالإعدام لأن للأجساد درجات من
الاضمحلال تَدخل تحت حقيقة النقص فقد يفنى بعض أجزاء الجسد ويبقى بعضه، وقد يأتي الفناء على جميع أجزائه، على أنه إذا صح أن عَجْب الذنب لا يفني كان فناء الأجساد نقصاً لا انعداماً.
وعطف على قوله: (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم (قوله: (وعندنا كتاب حفيظ (عطف الأعم على الأخص، وهو بمعنى تذييل لجملة) قد علمنا ما تنقص الأرض منهم (أي وعندنا علمٌ بكل شيء علماً ثابتاً فتنكير) كتاب (للتعظيم، وهو تعظيم التعميم، أي عندنا كتاب كل شيء.
و) حفيظ (فعيل: إما بمعنى فاعل، أي حافظ لما جعل لإحصائه من أسماء الذوات ومصائرها. وتعيين جميع الأرواح لذواتها التي كانت مودعَة فيها بحيث لا يفوت واحد منها عن الملائكة الموكلين بالبعث وإعادة الأجساد وبث الأرواح فيها. وإمّا بمعنى مفعول، أي محفوظ ما فيه مما قد يعتري الكتب المألوفة من المحو والتغيير والزيادة والتشطيب ونحو ذلك.
والكتاب: المكتوب، ويطلق على مجموع الصحائف. ثم يجوز أن يكون الكتاب حقيقة بأن جعل الله كتباً وأودعها إلى ملائكة يسجّلون فيها الناس حين وفياتهم ومواضع أجسادهم ومقارّ أرواحهم وانتساب كل روح إلى جسدها المعيّن الذي كانت حالّة فيه حال الحياة الدنيا صادقاً بكتب عديدة لكل إنسان كتابُه، وتكون مثل صحائف الأعمال الذي جاء فيه قوله تعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ((ق: 17، 18)، وقوله: (ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً اقرأ كتابك كفَى بنفسك اليوم عليك حسيبا ((الإسراء: 13، 14). ويجوز أن يكون مجموع قوله: (وعندنا كتاب (تمثيلاً لعلم الله تعالى بحال علم من عنده كتاب حفيظ يعلم به جميع أعمال الناس.
والعندية في قوله: (وعندنا كتاب (مستعارة للحياطة والحفظ من أن يتطرق إليه ما يغيّر ما فيه أو من يبطل ما عيّن له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/468)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:01 م]ـ
الآية 5
بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج
إضراب ثان تابع للإضراب الذي في قوله: (بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ((ق: 2) على طريقة تكرير الجملة في مقام التنديد والإبطال، أو بدل من جملة) بل عجبوا أن جاءهم منذر (لأن ذلك العجب مشتمل على التكذيب، وكلا الاعتبارين يقتضيان فصل هذه الجملة بدون عاطف. والمقصد من هذه الجملة: أنهم أتوا بأفظع من إحالتهم البعث وذلك هو التكذيب بالحق.
والمراد بالحق هنا القرآن لأن فعل التكذيب إذا عدي بالباء عدي إلى الخبر وإذا عدي بنفسه كان لتكذيب المخبر.
و) لمّا (حرف توقيت فهي دالة على ربط حصول جوابها بوقت حصول شرطها فهي مؤذنة بمبادرة حصول الجواب عند حصول الشرط كقوله تعالى: (فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم ((البقرة: 17)، وقوله) فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ((البقرة: 89) وقد مضيا في سورة البقرة. ومعنى) جاءهم (بلغهم وأعلموا به.
والمعنى: أنهم بادروا بالتكذيب دون تأمل ولا نظر فيما حواه من الحق بل كذبوا به من أول وهلة فكذبوا بتوحيد الله، وهو أول حق جاء به القرآن، ولذلك عقب بقوله: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها إلى قوله: وأحيينا به بلدة ميتا ((ق: 6 11). فالتكذيب بما جاء به القرآن يعمّ التكذيب بالبعث وغيره.
وفرع على الخبر المنتقل إليه بالإضراب وصفُ حالهم الناشئة عن المبادرة بالتكذيب قبل التأمل بأنها أمر مريج أحاط بهم وتجلجلوا فيه كما دل عليه حرف الظرفية.
و) أمر (اسم مبهم مثل شيء، ولما وقع هنا بعد حرف) في (المستعمل في الظرفية المجازية تعين أن يكون المراد بالأمر الحالُ المتلبسون هم به تلبُّس المظروف بظرفه وهو تلبس المحوط بما أحاط به فاستعمال) في (استعارة تبعية.
والمريج: المضطرب المختلط، أي لا قرار في أنفسهم في هذا التكذيب، اضطربت فيه أحوالهم كلها من أقوالهم في وصف القرآن فإنهم ابتدروا فنفوا عنه الصدق فلم يتبينوا بأي أنواع الكلام الباطل يلحقونه فقالوا: (سحر مبين ((المائدة: 110)، وقالوا) أساطير الأولين ((الأنعام: 25) وقالوا) قول شاعر ((الحاقة: 41)، وقالوا: (قول كاهن ((الحاقة: 42) وقالوا: (هذيان مجنون). وفي سلوكهم في طرق مقاومة دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) وما يصفونه به إذا سألهم الواردون من قبائل العرب. ومن بهتهم في إعجاز القرآن ودلالة غيره من المعجزات وما دمغهم به من الحجج على إبطال الإشراك وإثبات الوحدانية لله. وهذا تحميق لهم بأنهم طاشت عقولهم فلم يتقنوا التكذيب ولم يرسوا على وصف الكلام الذي كذبوا به.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:10 م]ـ
(5) إعراب القرآن (الجدول في اعراب القرآن)
- العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:17 م]ـ
من الآية 1 - 5
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة ق
آياتها 45 آية
[سورة ق (50): آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)
الإعراب:
(الواو) واو القسم (القرآن) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم.
جملة: «(أقسم) بالقرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة .. وجواب القسم محذوف مقدّر بحسب سياق الكلام أي: لقد أرسلنا محمّدا، أو ما آمن كفّار مكّة بمحمّد صلى اللّه عليه وسلم.
البلاغة
الإسناد المجازي: في قوله تعالى «وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ».
حيث وصفه بذلك لأنه كلام المجيد، فهو وصف بصفة قائله. فالإسناد مجازي، كما في القرآن الحكيم، أو لأن من علم معانيه، وعمل بما فيه، مجد عند اللّه تعالى وعند الناس.
[سورة ق (50): الآيات 2 الى 3]
بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)
الإعراب:
(بل) للإضراب (أن) حرف مصدريّ (منهم) متعلّق بنعت ل (منذر) والمصدر المؤوّل (أن جاءهم .. ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (عجبوا).
(الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المحذوف أي نرجع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/469)
جملة: «عجبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءهم منذر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة: «قال الكافرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هذا شيء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «متنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كنّا ترابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة متنا .. وجواب الشرط محذوف تقديره نرجع أو فهل نرجع؟
وجملة: «ذلك رجع بعيد ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ في حيّز قول الكافرين.
الصرف:
(رجع)، مصدر سماعيّ لفعل رجع الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة ق (50): الآيات 4 الى 5]
قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف (منهم) متعلّق بحال من العائد المحذوف «2»، (الواو) عاطفة- أو حالية- (عندنا) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب).
جملة: «علمنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تنقص الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: «عندنا كتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1».
5 - (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق ب (كذّبوا)، (لمّا) ظرف بمعنى حين فيه معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب (الفاء) عاطفة (في أمر) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم).
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاءهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه .. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لمّا جاءهم الحقّ كذّبوا به.
وجملة: «هم في أمر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوا ..
الصرف:
(مريج)، صفة مشبّهة من الثلاثيّ مرج بمعنى اضطرب، وفي المختار: مرج الأمر والدين اختلط بابه طرب، وأمر مريج مختلط، وزنه فعيل.
__________
(1) أو متعلّق ب (تنقص).
(2) أو في محلّ نصب حال.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:17 م]ـ
(6) تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ق والقرآن المجيد أى ذى المجد والشرف على سائر الكتب أو لأنه كلام المجيد أو لأن من علم معانية وعمل بما فيه مجد عند الله تعالى وعند الناس والكلام فيه كالذى فصل في مطلع سورة ص قوله تعالى بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم أى لأن جاءهم منذر من جنسهم لا من حنس الملك أو من جلدتهم إضراب عما ينبىء عنه جواب القسم المحذوف كأنه قيل والقرآن المجيد أنزلناه إليك لتنذر به الناس حسبما ورد في صدر سورة الأعراف كأنه قيل بعد ذلك لم يؤمنوا به بل جعلوا كلا من المنذر والمنذر به عرضة للنكير والتعجيب مع كونهما أوفق شيء لقضية العقول وأقربه الى التلقى بالقبول وقيل التقدير والقرآن المجيد إنك لمنذر ثم قيل بعده إنهم شكوا فيه ثم أضرب عنه وقيل بل عجبوا أى لم يكتفوا بالشك والرد بل جزموا بالخلاف حتى جعلوا ذلك من الأمور العجيبة وقيل هو إضراب عما يفهم من وصف القرآن بالمجيد كأنه قيل ليس سبب امتناعهم من الإيمان بالقرآن أنه لا مجد له ولكن لجهلهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب تفسير لتعجيبهم وبيان لكونه مقارنا لغاية الإنكار مع زيادة تفصيل لمحل التعجب وهذا إشارة الى كونه عليه الصلاة و السلام منذرا بالقرآن وإضمارهم أولا للإشعار بتعينهم بما أسند إليهم وإظهارهم ثانيا للتسجيل علهيم بالكفر بموجبه أو عطف لتعجبهم من البعثة على ان هذا إشارة الى مبهم يفسره ما بعده من الجملة الإنكارية ووضع المظهر موضع المضمر إما لسبق اتصافهم بما يوجب كفرهم وإما للإيذان بأن تعجبهم من البعث لدلالته على استقصارهم لقدرة الله سبحانه عنه مع معاينتهم لقدرته تعالى على ما هو أشق منه في قياس العقل من مصنوعاته البديعة اشنع من الأول وأعرق في كونه كفرا أئذا متنا وكنا ترابا تقرير للتعجيب وتأكيد للإنكار
والعامل في مضمر غنى عن البيان لغاية شهرته مع دلالة ما بعده عليه أى أحين نموت ونصير ترابا نرجع كما ينطق به النذير والمنذر به مع كمال التباين بيننا وبين الحياة جينئذ وقرىء إذا متنا على لفظ الخبر أو على حذف أداة الإنكار ذلك إشارة الى محل النزاع رجع بعيد أى عن الإوهام أو العادة أو الإمكان وقيل الرجع بمعنى المرجوع الذى هو الجواب فناصب الظرف حينئذ ما ينبىء عنه المنذر من البعث قد علمنا ما تنقص الأرض منهم زد لاستبعادهم وإزاحة له فإن من عم علمه ولطف حتى انتهى الى حيث علم ما تنقص الأرض من أجساد الموتى وتأكل من لحومهم وعظامهم كيف يستبعد رجعه إياهم أحياء كما كانوا عن النبي صلى الله عليه و سلم كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب وقيل ما تنقص الأرض منهم ما يموت فيدفن في الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ حافظ لتفاصيل الأشياء كلها أو محفوظ من التغير والمراد إما تمثيل علمه تعالى بكليات الأشياء وجزئياتها بعلم من عنده كتاب محيط يتلقى منه كل شىء أو تأكيد لعلمه تعالى بها بثبوتها في اللوح المحفوظ عنده بل كذبوا بالحق إضراب وانتقال من بيان شناعتهم السابقة الى بيان ما هو أشنع منه وافظع وهو تكذيبهم للنبوة الثابتة بالمعجزات الباهرة لما جاءهم من غير تأمل وتفكر وقرىء لما جاءهم بالكسر على ان اللام للتوقيت أى وقت مجيئه إياهم وقيل الحق القرآن أو الإخبار بالبعث فهم فى أمر مريج أى مضطرب لا قرارا له من مرج الخاتم في أصبعه حيث يقولون تارة إنه شاعر وتارة ساحر وأخرى كاهن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/470)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 11:38 م]ـ
(7) لباب النقول في معرفة أسباب النزول (السيوطي)
- معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:02 ص]ـ
لا يوجد اسباب نزول
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:05 ص]ـ
(8) الناسخ والمنسوخ. (ابن النحاس)
-8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.\
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:10 ص]ـ
لا يوجد
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:52 ص]ـ
(9) عون الرحمن في حفظ القرآن (أبو ذر القلموني)
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:54 ص]ـ
سورة ق كاملة
http://dc263.4shared.com/img/316979027/6679c02/415.png?rnd=0.7509792734875906&sizeM=7
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:09 ص]ـ
(10) درة التنزيل وغرة التأويل (للخطيب الاسكافي)
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:09 ص]ـ
لا يوجد
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:18 ص]ـ
(11) المكتفي في الوقف والابتدا (لابي عمرو الداني الاندلسي)
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:26 ص]ـ
http://dc198.4shared.com/img/316997651/fb271a10/534a.png?rnd=0.2295694046935317&sizeM=7
.
.
.
http://dc223.4shared.com/img/316997647/b5f8e64/534aa.png?rnd=0.5677143937752117&sizeM=7
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:28 ص]ـ
هذا الرابط يوضح مصطلحات الوقف والابتدا: هنا ( http://www.way2jannah.com/vb/showthread.php?t=1681)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:30 ص]ـ
(12) تفسير السعدي
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:32 ص]ـ
{1 - 4} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ}.
يقسم تعالى بالقرآن المجيد أي: وسيع المعاني عظيمها، كثير الوجوه كثير البركات، جزيل المبرات. والمجد: سعة الأوصاف وعظمتها، وأحق كلام يوصف بهذا، هذا القرآن، الذي قد احتوى على علوم الأولين والآخرين، الذي حوى من الفصاحة أكملها، ومن الألفاظ أجزلها، ومن المعاني أعمها وأحسنها، وهذا موجب لكمال اتباعه، و [سرعة] الانقياد له، وشكر الله على المنة به.
ولكن أكثر الناس، لا يقدر نعم الله قدرها، ولهذا قال تعالى: {بَلْ عَجِبُوا} أي: المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، {أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم} أي: ينذرهم ما يضرهم، ويأمرهم بما ينفعهم، وهو من جنسهم، يمكنهم التلقي عنه، ومعرفة أحواله وصدقه.
فتعجبوا من أمر، لا ينبغي لهم التعجب منه، بل يتعجب من عقل من تعجب منه.
{فَقَالَ الْكَافِرُونَ} الذين حملهم كفرهم وتكذيبهم، لا نقص بذكائهم وآرائهم (1).
{هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} أي: مستغرب، وهم في هذا الاستغراب بين أمرين:
إما صادقون في [استغرابهم و] تعجبهم، فهذا يدل على غاية جهلهم، وضعف عقولهم، بمنزلة المجنون، الذي يستغرب كلام العاقل، وبمنزلة الجبان الذي يتعجب من لقاء الفارس للفرسان، وبمنزلة البخيل، الذي يستغرب سخاء أهل السخاء، فأي ضرر يلحق من تعجب من هذه حاله؟ وهل تعجبه، إلا دليل على زيادة وظلمه وجهله؟ وإما أن يكونوا متعجبين، على وجه يعلمون خطأهم فيه، فهذا من أعظم الظلم وأشنعه.
ثم ذكر وجه تعجبهم فقال: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} فقاسوا قدرة من هو على كل شيء قدير، الكامل من كل وجه، بقدرة العبد الفقير العاجز من جميع الوجوه، وقاسوا الجاهل، الذي لا علم له، بمن هو بكل شيء عليم، الذي يعلم ما تنقص الأرض من أجسادهم مدة مقامهم في برزخهم، وقد أحصى في كتابه الذي هو عنده محفوظ عن التغيير والتبديل، كل ما يجري عليهم في حياتهم، ومماتهم، وهذا الاستدلال، بكمال علمه، وسعته التي لا يحيط بها إلا هو، على قدرته على إحياء الموتى.
__________
(1) كذا في ب، وفي أ: لا نقص بقلوبهم وعقولهم.
بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)
{5} {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ}.
أي: {بَلْ} كلامهم الذي صدر منهم، إنما هو عناد وتكذيب للحق الذي هو أعلى أنواع الصدق {لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} أي: مختلط مشتبه، لا يثبتون على شيء، ولا يستقر لهم قرار، فتارة يقولون عنك: إنك ساحر، وتارة مجنون، وتارة شاعر، وكذلك جعلوا القرآن عضين، كل قال فيه، ما اقتضاه رأيه الفاسد، وهكذا، كل من كذب بالحق، فإنه في أمر مختلط، لا يدرى له وجهة (1) ولا قرار، [فترى أموره متناقضة مؤتفكة] كما أن من اتبع الحق [ص 804] وصدق به، قد استقام أمره، واعتدل سبيله، وصدق فعله قيله.
__________
(1) في ب: وجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/471)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:39 ص]ـ
(13) احكام القرآن لابن العربي
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:40 ص]ـ
لا يوجد
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:48 ص]ـ
(14) اضواء البينان للشنقيطي
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:49 ص]ـ
سورة ق:
وقوله تعالى: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.
المقسم عليه في الآية محذوف، والظاهر أنه كالمقسم عليه المحذوف في سورة ص، وقد أوضحناه في الكلام عليها.
وقوله تعالى هنا: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}.
قد قدمنا في سورة ص أن من المقسم عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق وأن رسالته حق، كما دل عليه قوله في ص: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} [صّ:4] , وقد دل على ذلك قوله هنا: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}، وقد قدمنا في ص أنه يدخل في المقسم عليه تكذيب الكفار في إنكارهم البعث، ويدل عليه قوله هنا: {فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً}، والحاصل أن المقسم عليه في ص، بقوله: {وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}، وفي ق بقوله: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} محذوف وهو تكذيب الكفار في إنكارهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وإنكارهم البعث، وإنكارهم كون المعبود واحدا، وقد بينا الآيات الدالة على ذلك في سورة ص، وذكرنا هناك أن كون المقسم عليه في سورة ق هذه المحذوف يدخل فيه إنكارهم لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} وتكذيبهم في إنكارهم للبعث بدليل قوله: {فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} وبينا وجه إيضاح ذلك بالآيات المذكورة هناك وغيرها، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:52 ص]ـ
(15) نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 03:59 ص]ـ
(سورة ق)
ومقصودها تصديق النبي (صلى الله عليه وسلم) في الرسالة التي معظمها الإنذار وأعظمه الإعلام بيوم الخروج بالدلالة على ذلك بعد الآيات المسموعة العنية بإعجازها عن تأييد بالآيات المرئية الدالة قطعا على الإحاطة بجميع صفات الكمال، وأحسن من هذا أن يقال: مقصودها الدلالة على إحاطة القدرة التي هي نتيجة ما ختمت به الحجرات من إحاطة العلم لبيان أنه لا بد من البعث ليوم الوعيد، فتكتنف هذه الإحاطة بما يحصل من الفضل بين العباد بالعدل لأن ذلك هو سر الوجود وذلك هو نتيجة مقصود البقرة، والذي تكفل بالدلالة على هذا كله ما شوهد من إحاطة مجد القرآن بإعجازه في بلوغه في كل من جميع المعاني وعلو التراكب وجلالة المفردات وتلازم الحروف وتناسب النظم ورشاقة الجمع وحلاوة التفضيل إلى حد لا تطيقه القوى، ومن إحاطة القدرة بما هدى إليه القرآن من آأيات الإيجاد والإعدام، وعلى كل من الاحتمالين دل اسمها " ق " لما في آياته من إثبات المجد بهذا الكتاب، والمجد هو الشرف والكرم زالرفعة والعلو، وذلك لا يكون إلا والآتي به كذلك، وهو ملازم لصدقه في جميع ما أتى به، وللقاف وحدها أتم دلالة على ذلك، أولا بمخرجها فإنه من أصل اللسان مما يلي الحلق ويحاذيه من الحنك الأعلى، فإن ذلك إشارة إلى أن مقصود السورة الأصل و العلو، وكل منها دال على الصدق دلالة قوية، فإن الأصل في وضع الخبر الصدق، ودلالته على الكذب وضعية لا عقلية، وهي أيضا محيطة باسمها أو مسماها بالمخارج الثلاث، والإحاطة بالحق لا تكون إلا مع العلو، وهو لا يكون إلا مع الصدق،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/472)
ولإحاطتها سمي بها الجبل المحيط بالأرض، هذا بمخرجها، وأما صفتها فإنها عظيمة في ذلك فإن لها الجهر والشدة والانفتاح والاستعلاء والقلقة، وكل منها ظاهر الدلالة على ذلك جدا، وأدل ما فيها من المخلوقات على هذا المقصد لما انفردت به عما شاركها من النبلات بالإحاطة بالطول وكثرة المنافع، فإنها جامعة للفكه بالقلب ثم الطلع ثم البسر ثم الرطب وبالاقتيات بالتمر وبالخشب والحطب والقطا والخوض النافع للافتراش والليف النافع للحبال، ودون ذلك وأعلاه من الخلال، هذا مع كثرة ملابسة العرب الذين هم أول مدعو بهذا الكتاب الذكر لها ومعرفتهم بخواصهعا، وأدل ما فيها الطول مع أنه ليس لعروقها من الامتداد في الأرض والتمكن ما لغيرها، ومثل ذلك غير كاف في العادة في الإمساك عن السقوط وكثرة الحمل وعظم الإفناء وتناضد الثمر، ولذلك سميت سورة الباسقات لا النخل) بسم الله (الذي من إحاطة حمده بيانه ما لنبيه (صلى الله عليه وسلم) من إحاطة الحمد، ولقدرته سبحانه من الإحاطة التي ليس لها حد) الرحمن (الذي عم خلقه برحمته حين أرسل إليهم محمدا (صلى الله عليه وسلم) بشرائعه، فهو أصدق العباد، وأظهر بعظيم معجزاته أن قدرته ما لها من نفاذ) الرحين (الذي خص بالفوز في دار القرار أهل الرغاد.
ق: (1 - 6) ق والقرآن المجيد
) ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضَ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ بَلْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ أَفَلَمْ يَنظُرُواْ إِلَى السَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (()
لما ختم سبحانه الحجرات بإحاطة العلم قال أول هذه: (ق (إشارة إلى أنه هو سبحانه وحده المحيط علماً وقدرة بما له من العلو والشدة والقوة القيومية والقهر ونافذ القضاء والفتح لما أراد من المغلقات، بما أشارت إليه القاف بصفاتها وأظهرته بمخرجها المحيط بما جمعه مسماها من المخارج الثلاث: الحلق واللسان والشفاه.
وقد قال الأستاذ أبو الحسن الحرالي في سر افتتاح المفصل بهذا الحرف فقال في آخر كتابه في هذا الحرف: اعلم أن القرآن منزل مثاني، ضمن ما عدا المفصل منه الذي هو من قاف إلى آخر الكتاب العزيز وفاتحة ما يختص بأولي العلم والفقه من مبسوطات الحكم ومحكمات الأحكام ومطولات الأقاصيص، ومتشابه الآيات، والسورة المفتتحة بالحروف الكلية للإحاطة لغيبية المتهجى المسندة إلى آحاد الأعداد، فلعلو رتبة إيراده وطوله ثنى الحق سبحانه الخطاب وانتظمه في سور كثيرة العدد يسير عدد الآي قصيرة مقدارها، ذكر فيها من أطراف القصص والمواعط والأحكام والثناء وأمر الجزاء ما يليق بسماع العامة ليسهل عليهم سماعه وليأخذوا بحظ مما أخذه الخاصة وليكرر على أسماعهم في قراءة الأئمة له في الصلوات المفروضة التي لا مندوحة لهم عنها ما يكون
لهم خلفاً مما يعلوهم من مضمون سائر السور المطولات، فكان أحق ما افتتح به مفصلهم حرف ق الذي هو وتر الآحاد، والظاهر منها مضمون ما يحتوي عليه مما افتتح بألف لام ميم، وكذلك كان (صلى الله عليه وسلم) يكثر أن يقرأ في خطبة يوم الجمة إليهم لأنهم صلاة جامعة الظاهر بفاتحة المفصل الخاص بهم، وفي مضمونها من معنى القدرة والقهر المحتاج إليه في إقامة أمر العامة ما فيه كفاية، وشفعت بسورة المطهرة فخصوا بما فيه القهر والإنابة، واختصرت سورة نون من مقتضى العلم بما هو محيط بأمر العامة المنتهي إلى غاية الذكر الشامل للعالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/473)
ولما كان جميع السور المفتتحة بالحروف المتضمنة للمراتب التسع، العاشر الجامع قواماً وإحاطة في جميع القرآن، ولذلك كانت سورة قاف وسورة ن قواماً خاصاً وإحاطة خاصة بما يخص العامة من القرآن الذين يجمعهم الأرض بما أحاط بظاهرها من صورة جبل قاف، وما أحاط بباطنها من صورة حيوان (نون) الذي تمام أمرهم بما بين مددي إقامتها ولهذا السورة المفتتحة بالحرف ظهر اختصاص القرآن وتميزه عن سائر الكتب لتضمنها الإحاطة التي لا تكون إلا بما للخاتم الجامع، واقترن بها من التفضيل في سورها ما يليق بإحاطتها، ولإحاطة معانيها وإتمامها كان كل ما فسرت به من معنى يرجع إلى مقتضاها، فهو صحيح في إحاطتها ومنزلها من أسماء الله وترتبها في جميع العوالم، فلا يخطىء فيها مفسر لذلك لأنه لكما قصد وجهاً من التفسير لم يخرج عن إحاطة ما تقتضيه، ومهما فسرت به من أنها من أسماء الله تعالى أو من أسماء الملائكة أو من أسماء الأنبياء أو من مثل الأشياء، وصور الموجودات أو من أنها أقسام أقسم بها، أو فواتح عرفت بها السور، أو أعداد تدل على حوادث وحظوظ من ظاهر الأمر أو باطنه على اختلاف رتب وأحوال مما أعطيه محمد (صلى الله عليه وسلم) من مقدار أمد الخلافة والملك والسلطنة وما ينتهي إليه أمره من ظهور الهداية ونحو ذلك مما يحيط بأمد يومه إلى غير ذلك، وكل داخل في إحاطتها، ولذلك أيضاً لا تختص بمحل مخصوص تلزمه علامة إعراب مخصوصة فمهما قدر في مواقعها من هذه السورة جراً أو نصباً أو رفعاً، فتداخل في إحاطة رتبتها ولم يلزمها معنى خاص ولا إعراب خاص لما لما يكن لها انتظام، لأنها مستقلات محيطات، وإنما ينتظم ما يتم معنى - كل واحد من المنتظمين بحصول الانتظام، وذلك يخص من الكلم بما يقصر عن إحاطة مضمون الحروف حتى أنه متىا وقع استقلال وإحاطة في كلمة لم يقع فيها انتظام.
ولما أشار سبحانه إلى هذه الإحاطة بالقاف، أقسم على ذلك قسماً هو في نفسه دال عليه فقال: (والقرآن) أي الكتاب الجامع الفارق) المجيد (الذي له العلو والشرف والكرم والعظمة على كل كلام، والجواب أنهم ليعلمون ما أشارت إليه القاف من قوتي وعظمتي وإحاطة علمي وقدرتي، وما اشتمل عليه القرآن من المجد بإعجازه واشتماله على جميع العظمة، ولم ينكروا شيئاً من ذلك بقلوبهم، ومجيد القرآن كما تقدم في أثناء الفاتحة ما جريب إحكامه من بين عاجل ما شهد وآجل ماعلم بعلم ما شهد، وكان معلوماً بالتجربة المتيقنة بما تواتر من القصص الماضي، وما شهد من الأثر الحاضر وما يتجدد مع الأوقات من أمثاله وأشباهه، وإذا تأملت السورة وجدت آيها المنزلة على جميع ذلك، فإنه سبحانه ذكرهم فيها ما يعلمون من خلق السماوات والأرض وما فيهما ومن مصارع الأولين وكذا السورة الماضية ولا سيما آخرها المشير إلى أنه أدخل على الناس الإيمان برجل واحد غلبهم بمجده وإعجازه لمجد منزله بقدرته وإحاطة علمه - والله الهادي، ومن أحاط علماً بمعانيه وعمل ما فيه مجد عند الله وعند الناس.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما كانت سورة الفتح قد انطوت على جملة من الألطاف التي خص الله بها عباده المؤمنين كذكره تعالى أخوتهم وأمرهم بالتثبت عند غائلة معتد فاسق) يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ (الآية، وأمرهم بغض الأصوات عند نبيهم وأن لا يقدموا بين يديه ولا يعاملوه في الجهر بالقول كمعاملة بعضهم بعضاً، وأمرهم باجتناب كثير من الظن ونهيهم عن التجسس والغيبة، وأمرهم بالتواضع في قوله) يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى (وأخبرهم تعالى أن استجابتهم وامتثالهم هذه الأوامر ليست بحولهم، ولكن بفضله وإنعامه، فقال: (ولكن الله حبب إليك الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان (الآيتين، ثم أعقب ذلك بقوله) يمنون عليك أن أسلموا (الآية، ليبين أن ذلك كله بيده ومن عنده، أراهم سبحانه حال من قضى عليه الكفر ولم يحبب إليه الإيمان ولا زينه في قلبه، بل جعله في طرف من حال منأمر ونهى في سورة الفتح مع المساواة في الخلق وتماثل الأدوات فقال تعالى: (والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم (الآيات، ثم ذكر سبحانه وتعالى وضوح الأدلة) أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم (الآيات، ثم ذكر حال غيرهم ممن كان على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/474)
رأيهم) كذبت قبلهم قوم نوح (ليتذكر بمجموع هذا من قدم ذكره بحاله وأمره ونهيه في سورة الفتح، ويتأدب المؤمن بآداب الله ويعلم أن ما أصابه من الخير فإنما هو من فضل ربه وإحسانه، ثم التحمت الآي إلى قوله خاتمة السورة) نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم (الآيات - انتهى.
ولما كان هذا ظاهراً على ما هدى إليه السياق، بنى عليه قوله دلالة أخرى على شمول علمه: (بل) أي أن تكذيبهم ليس لإنكار شيء من مجده ولا لإنكار صدقك الذي هو من مجده بل لأنهم) عجبوا) أي الكفار، وأضمرهم قبل الذكر إشارة إلى أنه إذا ذكر شيئاً خارجاً عن سنن الاستقامة انصرف إليهم، والعجب من تغير النفس لأمر خارج عن العادة.
ولما كان المقام لتخويف من قدم بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو منّ عليه بالإسلام أو غيره، أو لتخويف من أنكر البعث، اقتصر على النذارة فقال: (أن جاءهم منذر (أنذرهم حق الإنذار من عذاب الله عند البعث الذي هو محط الحكمة، وعجب منهم هذا العجب بقوله: (منهم (لأن العادة عندهم وعند جميع الناس أنه إذا كان النذير منهم لم يداخلهم في إنذاره شك بوجه من الوجوه، وهؤلاء خالفوا عادة الناس في تعجبهم من كون النذير - وهو أحدهم - خص بالرسالة دونهم، ولم يدركوا وجه الخصوصية لكونه مثلهم، فكذلك أنكروا رسالته وفضل كتابه بألسنتهم نفاسة وحسداً لأنهم كانوا معترفين بخصائصه التي رفعه الله تعالى عليهم بها قبل الرسالة فحطهم عجبهم ذلك إلى الحضيض من دركات السفه وخفة الأحلام، لأنهم عجبوا أن كان الرسول بشراً وأوجبوا أن يكون الإله حجراً، وعبجوا من أن يعادوا من تراب، وتثبت له الحياة، ولم يعجبوا أن يبتدؤوا من تراب ولم يكن له أصل في الحياة، ولذلك سبب عنه قوله: (فقال) أي بسبب إنذاره بالبعث وعقبه) الكافرون (فأظهر في موضع الإنذار إيذاناً بأنهم لم يخف عليهم شيء من أمره، ولكنهم ستروا تعدياً بمرأى عقولهم الدالة لعى جميع أمره دلالة ظاهرة، وعبر بما دل على النذارة لأنها المقصود الأعظم من هذه السورة، وجميع سياق الحجرات ظاهر فيها: (هذا (أن يكون النذير منا خصص بالرسالة من دوننا، وكون ما أنذر به هو البعث بعد الموت) شيء عجيب) أي بليغ في الخروج عن عادة أشكاله، وقد كذبوا في ذلك، أما من جهة النذير فإن أكثر الرسل من الطوائف الذين أرسلوا إليهم، وقليل منهم من كان غريباً ممن أرسل إليه، وأما من جهة البعث فإن أكثر ما في الكون مثل ذلك من إعادة كل من الملوين بعد ذهابه وإحياء الأرض من بعد موتها وابتداء الإحياء لجميع موات الحيوان وإخراج النبات والأشجار والثمار وغير ذلك مما هو ظاهر جداً.
ولما كان المتعجب منه مجملاً، أوضحه بقوله حكاية عنهم مبالغين في الإنكار، بافتتاح إنكارهم باستفهام إنكاري: (إذا متنا (ففارقت أرواحنا أشباحنا) وكنا تراباً (لا فرق بينه وبين تراب الأرض.
ولما كان العامل في الظرف ما تقديره: نرجع؟ دل عليه
بقوله والإشارة بأداة البعد إلى عظيم استبعادهم: (ذلك) أي الأمر الذي هو في تمييز ترابنا من بقية التراب في غاية البعد، وهو مضمون الخبر برجوعنا) رجع) أي رد إلى ما كنا عليه) بعيد (جداً لأنه لا يمكن تمييز ترابنا من بقية التراب.
ولما كان السياق لإحاطة العلم بما نعلم وما لا نعلم، توقع السامع الجواب عن هذا الجهل، فقال مزيلاً لسببه، مفتتحاً بحرف التوقع: (قد) أي بل نحن على ذلك في غاية القدرة لأنا قد) علمنا (بما لنا من العظمة) ما تنقص الأرض منهم) أي من أجزائهم المتخللة من أبدانهم بعد الموت وقبله، فإنه لو زاد الإنسان بكل طعام يأكله ولم ينقص صار كالجبل بل نحن دائماً في إيجاد وإعدام تلك الأجزاء، وذلك فرع العلم بها كل جزء في وقته الذي كان نقصه فه قل ذلك الجزء أو جل، ولم يكن شيء من ذلك إلا بأعيينا بما لنا من القيومية والخبرة النافذة في البواطن فضلاً عن الظواهر والحفظ، الذي لا يصوب إلى جنابه عي ولا غفلة ولا غير، ولكنه عبر بمن لأن الأرض لا تأكل عجب الذنب، فإنه كالبزر لأجسام بني آدم.
ولما كانت العادة جارةي عند جميع الناس بأن ما كتب حفظ، أجرى الأمر على ما جرت به عوائدهم فقال مشيراً بنون العظمة إلى غناه عن الكتاب: (وعندنا) أي على ما لنا من الجلال الغني عن كل شيء) كتاب) أي جامع لكل شيء) حفيظ) أي بالغ في الحفظ لا يشذ عنه شيء من الأشياء دق أو جل، فكيف يستبعدون على عظمتنا أن لا نقدر على تمييز ترابهم من تراب الأرض ولم يختلط في علمنا شيء من جزء منه بشيء من جزء آخر فضلاً عن أن يختلط شيء منه بشيء آخر من تراب الأرض أو غيرها.
ولما كان التقدير: وهم لا ينكرون ذلك من عظمتنا لأنهم معترفون بأنا خلقنا السماوات والأرض وخلقناهم من تراب وإنا نحن ننزل الماء فينبت النبات، أضرب عنه بقوله: (بل الذين كذبوا بالحق) أي الأمر الثابت الذي لا أثبت منه) لما) أي حين) جاءهم (لما ثار عندهم من أجل تعجبهم من إرسال رسولهم من حظوظ النفوس وغلبهم من الهوى، حسداً منهم من غير تأمل لما قالوه ولا تدبر، ولا نظر فيه ولا تفكر، فلذلك قالوا ما لا يعقل من أن من قدر على إيجاد شيء من العدم وإبدائه لا يقدر على إعادته بعد إعدامه وإفنائه.
ولما تسبب عن انتسابهم في هذا القول الواهي وارتهانهم في عهدته اضطرابهم في الرأي: هل يرجعون فينسبوا إلى الجهل والطيش والسفة والرعونة أم يدومون عليه فيؤدي ذلك مع كفرهم بالذي خلقهم إلى أعظم من ذلك من القتال والقتل، والنسبة إلى الطيش والجهل، قال معبراً عن هذا المعنى: (فهم) أي لأجل مبادرتهم إلى هذا القول السفساف) في أمر مريج) أي مضطرب جداً مختلط، من المرج وهو اختلاط النبت بالأنواع المختلفة، فهم تارة يقولون: سحر، وتارة كهانة، وتارة شعر، وتارة كذب، وتارة غير ذلك، والاضطراب موجب للاختلاف، وذلك أدل دليل على الإبطال كما أن الثبات والخلوص موجب للاتفاق، وذلك أدل دليل على الحقية، قال الحسن: ما ترك قوم الحق إلا مرج أمرهم - وكذا قال قتادة، وزاد: والتبس عليهم دينهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/475)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 06 - 10, 08:08 ص]ـ
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
لم اجد الكتاب
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:40 ص]ـ
وقولهم في صفة الله تعالى: المجيد. أي: يجري السعة في بذل الفضل المختص به
قال شراح أسماء الله تعالى من أهل السنة:
"قال ابن عباس: المجيد: الكريم"
علقه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (وكان عرشه على الماء) 9/ 124.
" (المجيد) الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه: فهو العليم الكامل في علمه، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لايعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، إلى بقية أسمائه وصفاته التي بلغت غاية المجد فليس في شيء منها قصور أو نقصان"
شرح أسماء الله الحسنى للشيخ سعيد بن وهف القحطاني83.
"ومعناه: واسع الصفات عظيمها، كثير النعوت كريمها، فالمجيد يرجع إلى عظمة أوصافه وكثرتها وسعتها، وإلى عظمة ملكه وسلطانه، وإلى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق، الذي لايمكن لعباده أن يحيطوا بشيء من ذلك"
فقه الأسماء الحسنى، للشيخ عبدالرزاق البدر202.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:54 ص]ـ
العجب والتعجب: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولهذا قال بعض الحكماء: العجب ما لا يعرف سببه، ولهذا قيل: لا يصح على الله التعجب؛ إذ هو علام الغيوب لا تخفى عليه خافية.
صفة العجب ثابتة لله تعالى بالكتاب والسنة:
أما الكتاب فقد قال الله تعالى: ((بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)) [الصافات: 12]
قرأ حمزة والكسائي وخلف ((عجبتُ)) بالضم.
وأما السنة فأحاديث كثيرة، منها:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ضيافة الأنصاري لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه: ((قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)).
2 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله أحسبه قال "يعجب أو يضحك تبارك وتعالى من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقتل هذا هذا فيلج الجنة ثم يتوب الله على الآخر فيهديه للإسلام".
3 - عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عجب ربنا عز وجل من رجلين ... " الحديث ورجح بعض المحدثين أنه موقوف على ابن مسعود.
4 - عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يعجب ربكم من راعي غنم في شظية يؤذن بالصلاة ويقيم "
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل"
6 - عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يعجب الرب من عبده إذا قال: رب اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري "
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 10:00 ص]ـ
{وجاء ربك والملك صفا صفا} [الفجر/22]، فهذا بالأمر لا بالذات
هذا تحريف مخالف لطريقة السلف في نصوص الصفات.
ولم أتتبع بقية النقولات، لكن فيما سلف تنبيه إلى وجود زلات للراغب رحمه الله في الاعتقاد فالحذر الحذر أيها المسلم أن يدخل عليك شيء من ذلك
والنصيحة للجميع بتعلم العقيدة الصحيحة، وهي ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ثم التابعون لهم بإحسان.
وطرح ما أحدثه المبتدعة من تحريف الآيات والأحاديث.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:22 م]ـ
ابا خالد النجدي بارك الله فيك(20/476)
مراجعة حزب المفصل: من صفحة 526 - 530 (طريقة الغديان رحمه الله)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:26 م]ـ
نظرا لشمولية طريقة الغديان وطولها
ساجعل قسما خاصا لكل سبع صفحات
وهذا القسم سيكون تابعا لحزب المفصل: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213374)
وهذا هو المقال لم استطع اقتباسه (بواسطة عمر الحيدي حفظه الله)
من هنا يبدأ الاقتباس ....
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
هنا ينتهي الاقتباس
وهذه الطريقة ستأخذ مني وقتا طويلا ولكن نتائجها ستكون رائعة باذن الله(20/477)
مراجعة حزب المفصل: من صفحة 518 - 525 (طريقة الغديان رحمه الله)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:34 م]ـ
نظرا لشمولية طريقة الغديان وطولها
ساجعل قسما خاصا لكل سبع صفحات
وهذا القسم سيكون تابعا لحزب المفصل: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213374)
وهذا هو المقال لم استطع اقتباسه (بواسطة عمر الحيدي حفظه الله)
من هنا يبدأ الاقتباس ....
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
هنا ينتهي الاقتباس
وهذه الطريقة ستأخذ مني وقتا طويلا ولكن نتائجها ستكون رائعة باذن الله(20/478)
مراجعة حزب المفصل: من صفحة 531 - 537 (طريقة الغديان رحمه الله)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:38 م]ـ
نظرا لشمولية طريقة الغديان وطولها
ساجعل قسما خاصا لكل سبع صفحات
وهذا القسم سيكون تابعا لحزب المفصل: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213374)
وهذا هو المقال لم استطع اقتباسه (بواسطة عمر الحيدي حفظه الله)
من هنا يبدأ الاقتباس ....
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
هنا ينتهي الاقتباس
وهذه الطريقة ستأخذ مني وقتا طويلا ولكن نتائجها ستكون رائعة باذن الله(20/479)
بحث عن المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
أبحث منذ مدة عن نسخة إلكترونية لكتاب (المصباح الزاهر في القراءات العشر البواهر) للشهرزوري. وهو من أصول النشر لابن الجزري.
هل من معلومة مفيدة عند الأحباب لكيفية الحصول عليه؟
ـ[بلال بن حسن الجزائري]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:47 م]ـ
طبع بدار الحديث في ثلاثة مجلدات تحقيق عصام غزال
وكذا حققه الاستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري -كرسالة علمية- لكن أظه لم يطبع بعدُ
وحقق أيضا في عدة جامعات كرسالة علمية.
وأما عن النسخ الالكترونية فالله اعلم
ـ[عبد الله نظيفي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا، يا أستاذ بلال. هل اطلعت على النسخة بتحقيق عصام غزال؟ وما مدى جودتها؟(20/480)
أغلى هدية .. لن تجد مثلها .. !
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[16 - 06 - 10, 05:27 ص]ـ
http://www.quranflash.com/quranflash.html
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 05:32 ص]ـ
ما شاء الله
والله أذهلتني وضوح الصفحات ودقتها
أخي خليل جلعلنا الله وإياك من أهل كتابه الذين هم أهله وخاصته
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[16 - 06 - 10, 07:01 ص]ـ
آمين، وإياك أخي الحبيب.
________
لو نُقِلَ إلى (خزانة الكتب)، أو كُرِّرَ؟
آمل ذلك من المشرفِ المفضال.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 09:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
هدية قيمة
ـ[مسفر القحطاني]ــــــــ[16 - 06 - 10, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز على هذه الهدية.
لكن هل نستطيع تحميلها على الجهاز من دون حاجة للإتصال.
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:25 م]ـ
بارك الله فيكم، وجعله في صحائف حسناتكم
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز على هذه الهدية.
لكن هل نستطيع تحميلها على الجهاز من دون حاجة للإتصال.
أخي، يمكنك التحميل من هذه الصفحة:
http://www.quranflash.com/download/index.html
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[18 - 06 - 10, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على البرنامج الرائع!
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:02 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
حفظكم الله تعالى و رعاكم
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 10:41 م]ـ
أخي، يمكنك التحميل من هذه الصفحة:
http://www.quranflash.com/download/index.html
أخي الفاضل:
حملت من الرابط المذكور لكن المصحف ليس مثل الذي في الموقع الذي أحالنا عليه الأخ خليل الفائدة
فهل من إفادة؟
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:42 م]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:19 ص]ـ
وفيكم بارك الله.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:43 ص]ـ
بارك الله فيكم
تجد هذا المصحف فى أحدث نسخة من برنامج إلا صلاتى
http://www.ela-salaty.com/index.php?display=downloads.php
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:58 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:26 م]ـ
أخي الفاضل:
حملت من الرابط المذكور لكن المصحف ليس مثل الذي في الموقع الذي أحالنا عليه الأخ خليل الفائدة
فهل من إفادة؟
للأسف لا يوجد خيار لتحميل نفس المصحف تماما، ولكن الأقرب له هو مصحف التجويد والذي يمكن تحميله من نفس الرابط المذكور أعلاه.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:44 م]ـ
الرفع للنفع.
ـ[السلامي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 02:19 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 03:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[كمال المروش]ــــــــ[18 - 09 - 10, 03:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 04:15 م]ـ
بارك الله فيكم(20/481)
سؤال حول قول الله عز وجل "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ"
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا قال الله سبحانه وتعالى "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ"
مع أنه معلوم لدى الجميع أن أي كائن حي إذا أكل طعام فبعد حين سيتحول الطعام لمواد نافعة للجسم وتسبح في الدم لتغذي الأنسجة وباقي الطعام سيخرج كفضلات أعزكم الله, فكيف إذاً كان سيلبث يونس عليه السلام في بطن الحوت إلى يوم يبعثون ولماذا؟
لطيفة من سورة يونس
يقول الله تعالى فى سورة الصافات: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ) الصافات 145
ويقول فى سورة القلم: (لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ) القلم 49
يقول بعض أعداء الإسلام أن هذا متناقض
فهل يونس نبذ بالعراء أم لم يُنبذ بالعراء؟
والجواب أنه نُبذ ولكن نبذا غير مذموم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:50 ص]ـ
هل هذا دليل من القرآن على أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء؟
الأسئلة مطروحة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع أنه معلوم لدى الجميع أن أي كائن حي إذا أكل طعام فبعد حين سيتحول الطعام لمواد نافعة للجسم وتسبح في الدم لتغذي الأنسجة وباقي الطعام سيخرج كفضلات أعزكم الله
أخي الكريم، قبل أن تسأل هذا، لِم لم تسأل كيف التقمه الحوت و لم يمُت، لأنه ليس هناك هواء يستنشقه النبي يونس عليه السلام؟ فيموت اختناقاً إذا أردنا تطبيق السنة الكونية ... فيكون الجواب ربما أن هذا خاص بيونس عليه السلام و أن الله تعالى رزقه الحياة و لو لم يكن ثمة هواء داخل بطن الحوت. فيكون الجواب بمثل ذلك على سؤالك و أن ذلك خاص بيونس عليه الصلاة و السلام.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
يونس عليه الصلاة والسلام التقام الحوت له وبقاءه حيا أمر خارق للعادة وهناك افتراضان في قوله تعالى:
"للبث في بطنه إلى يوم يبعثون"
هو أن يبقى الحوت حيا ويبقى يونس عليه السلام حبيسا في بطنه وهذا أمر ممكن في قدرة الله تعالى.
أو أنه يتحلل ويصبح جزءا من جسد الحوت وكذلك الحوت يموت ويتحلل وهذا معنى آخر لبقائه في بطنه إلى يوم بعثون.
" قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ"
والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
إن الله على كل شيء قدير، أخي. لو قالوا في النشرة أن بعض من يسمى علماء (وهم جهال في الواقع) الكفار فعل هذا، أتكذبه؟ فالله أحق أن يصدق. هذه الأسئلة المنطقية أضلت كثيرا من الناس، فدعك منها، أخي الحبيب، واشتغل بما ينفع من العلم، مما سأل عنه الصحابة.(20/482)
شاركوني اقراحاتكم القرآنية
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:45 م]ـ
السلام عليكم
عندنا دورة قرآنية لحفظ القرآن الكريم ومن ضمن برامج الدورة للطلاب
3 مجالس قرآنية يستضاف
فيها 3 مشائخ أو شيخ واحد يتكلم عن مواضيع في التدبر أو التفسير
أو مواضيع قرآنية أخرى
والبرنامج لطلاب الثانوي فما فوق
فما رأيكم في موضوعاتها والمستضافين أو طرق إبداعية أخرى؟؟؟؟
أنتظر أفكاركم القرآنية ولكم مني الشكر والدعاء علماً أن الدورة
بشمال الرياض
والمجالس الثلاثة متفرقة كل أسبوع مجلس والمجلس الواحد ساعة
إلا ربع تقريباً
ودمتم بكل خير(20/483)
هل اعتمد الشاطبي ـ رحمه الله ـ علي الشهرة في منظومته؟؟
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[17 - 06 - 10, 09:52 ص]ـ
السلام عليكم
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في الدرة: وإن كلمة أطلقت فالشهرة اعتمد.
هل اعتمد الشاطبي ـ رحمه الله ـ علي الشهرة في منظومته؟؟
قد توصلت أنا لجواب إلا أني أريد الاستزادة من إخواني المشايخ ـ حفظهم الله تعالي ـ.
والسلام عليكم
ـ[المتولى]ــــــــ[19 - 06 - 10, 05:03 ص]ـ
السلام عليكم
قال ابن الجزري ـ رحمه الله ـ في الدرة: وإن كلمة أطلقت فالشهرة اعتمد.
هل اعتمد الشاطبي ـ رحمه الله ـ علي الشهرة في منظومته؟؟
قد توصلت أنا لجواب إلا أني أريد الاستزادة من إخواني المشايخ ـ حفظهم الله تعالي ـ.
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء , لعلكم فى تحسن وعافية
بداية انا من اخوانكم وطلابكم ولست من المشايخ حفظكم الله
اعتقد ان الامام اعتمد على الشهرة فى عدة مواضع فى المتن
بداية قوله: عليهم اليهم حمزة ولديهمو ......... جميعا بضم الهاء وقفا و موصلا
فقد علّق الامام الفاسى على البيت فيما معناه ان قراءة الباقين لا تؤخذ من الضد ولكنه اعتمد على ان الفتح فى الهاء لم يأت لغة ولا قراءة
ولى عودة اخرى شيخنا الكريم , جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:50 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم وفي انتظار بقية الأدلة
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شيخنا الحبيب بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء , لعلكم فى تحسن وعافية
بداية انا من اخوانكم وطلابكم ولست من المشايخ حفظكم الله
اعتقد ان الامام اعتمد على الشهرة فى عدة مواضع فى المتن
بداية قوله: عليهم اليهم حمزة ولديهمو ......... جميعا بضم الهاء وقفا و موصلا
فقد علّق الامام الفاسى على البيت فيما معناه ان قراءة الباقين لا تؤخذ من الضد ولكنه اعتمد على ان الفتح فى الهاء لم يأت لغة ولا قراءة
ولى عودة اخرى شيخنا الكريم , جزاكم الله خيرا
جزى الله خيرا الشيخ المبارك عبد الحكيم وجزى الله خيرا كذلك الشيخ المتولي.
وكم أسعد عندما أقرأ موضوعا لحضرتك يا شيخ عبد الحكيم ..
لكن ألا يقال: إن الشاطبي رحمه الله تعالى اعتمد في قراءة غير حمزة على لفظ به، بمعنى أن تكون قراءة حمزة رحمه الله بضم الهاء،وقراءة الباقين بما لفظ به؟؟
لأنه قال: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا، وقد وردت في النظم مكسورة.
وكذا الشأن في كل ما ورد من أشباه ذلك، حتى في كلمة " ومالك يوم الدين راويه ناصر " فقد استغنى باللفظ عن القيد كذلك، والله أعلم.
أما قضية استخدام الشاطبي رحمه الله تعالى الشهرة كما استخدمها ابن الجزري رحمهما الله، فهذا أمر يحتاج إلى نص الإمام نفسه، أو نص الشراح القدامى، وقد وجدنا أبا شامة رحمه الله تعالى يستقرئ بعض الشروط التي لم ينص عليها الشاطبي في منهجه في النظم، ولم أره تعرض لها، لكن على كل، ننتظر ما عندك من فتح يا فضيلة مولانا الشيخ، أو تنتظرنا لعلنا نذاكر ونأتيك بالجواب، إن شاء الله تعالى.
ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 05:53 م]ـ
يا سلام لما يرى الإنسان حوار الجبال.
ما شاء الله، وبلهجتكم يا مصريين أوعى كده. يا سلام لو لم تتداخل في المشاركات أي حشو سنرى جمال النقاش بإذن الله، وفقكم الله يا مشايخ
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:40 ص]ـ
جزى الله خيرا الشيخ المبارك عبد الحكيم وجزى الله خيرا كذلك الشيخ المتولي.
وكم أسعد عندما أقرأ موضوعا لحضرتك يا شيخ عبد الحكيم ..
لكن ألا يقال: إن الشاطبي رحمه الله تعالى اعتمد في قراءة غير حمزة على لفظ به، بمعنى أن تكون قراءة حمزة رحمه الله بضم الهاء،وقراءة الباقين بما لفظ به؟؟
لأنه قال: وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا، وقد وردت في النظم مكسورة.
وكذا الشأن في كل ما ورد من أشباه ذلك، حتى في كلمة " ومالك يوم الدين راويه ناصر " فقد استغنى باللفظ عن القيد كذلك، والله أعلم.
أما قضية استخدام الشاطبي رحمه الله تعالى الشهرة كما استخدمها ابن الجزري رحمهما الله، فهذا أمر يحتاج إلى نص الإمام نفسه، أو نص الشراح القدامى، وقد وجدنا أبا شامة رحمه الله تعالى يستقرئ بعض الشروط التي لم ينص عليها الشاطبي في منهجه في النظم، ولم أره تعرض لها، لكن على كل، ننتظر ما عندك من فتح يا فضيلة مولانا الشيخ، أو تنتظرنا لعلنا نذاكر ونأتيك بالجواب، إن شاء الله تعالى.
السلام عليكم
شيخنا الحبيب أحمد بن عثمان جزاك الله خيرا علي ما تفضلتم به.
أما ما طرحتموه من اعتراض قد لا أوافقك عليه لأنه وضع قيدا وهو ضم الهاء فالأصل أن تؤخذ القراءة الأخري من ضد القيد (وما كان ذا ضد فإني بضده غني) ولا يصح الضد، فما العمل؟ فلابد أنه اعتمد هنا علي الشهرة والتواتر.
جميل أنكم ذكرتم قضية الاستقراء طيب أضع لك مثالا قال الشاطبي:
وفي الرشد حرك وافتح الضم شلشلا .......... وفي الكهف حسناه.
في سورة الكهف موضعين (من أمرنا رشدا ـ علمت رشدا)
فأيهما تختار ـ مع العلم أن الشاطبي لم يحدد أحد الموضعين ـ؟
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/484)
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:59 ص]ـ
السلام عليكم
أكرم الله تواضعك يا شيخ عبد الحكيم ... ويبدوا انك تختبر تلامذتك في الملتقى
مما لا شك فيه انه استخدم الشهرة في كثير مثل قوله:
وَمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ رَاوِيهِ نَاَصِرٌ
أما بالنسبة للبيت الذي ذكره اخونا الشيخ متولي فهو من هذا الباب ايضا وليس من باب ذكر (وباللفظ استغني عن القيد ان جلا) لأن البيت ممكن يضبط بشكل آخر يعني على قراءة حمزة واللفظ يحتمله وكذلك الوزن العروضي فاذا ضبط النظم بقراءة حمزة فمن اين تكون قراءة غيره؟؟؟ لايكون ذلك الا من الشهرة
ومثال قاعدة (وباللفظ استغني عن القيد ان جلا) قوله: وَفِي طَائِرًا طَيْرًا بِهاَ وَعُقُودِهاَ.
والله اعلم
ننتظر نتائج فضيلتك يا شيخ عبد الحكيم.
ـ[المتولى]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:50 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب , ونفعنا بعلمكم
قول الشاطبى رحمه الله:
وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ....... وبعد ذكا والغير كالحرف اولا
فهو هنا ذكر الخلاف فى البقرة فقط ولم يذكر " يخادعون الله " فى النساء اعتمادا على الشهرة فى عدم وجود خلاف فيها
والله تعالى اعلى و اعلم
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:21 ص]ـ
من الأمثلة أيضا قوله في سورة الرعد:
هَلْ يَسْتَوِي صُحْبَةٌ تَلاَ
ولم يقيد رحمه الله الموضع الاول ام الثاني اعتمادا على الشهرة ايضا
وشهرة هذه الكلمة شهرة لغوية حيث ان الفاعل في الاول مذكرا فلا يجوز فيه غير التذكير وفي الثاني مؤنث
مجازي يجوز فيه الوجهين. والله اعلم.
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:08 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكما أخوي الكريمين
أخي المتولي تسمح لي أن أعترض علي ما مثلتم به حيث قلتم:
قول الشاطبى رحمه الله:
وما يخدعون الفتح من قبل ساكن ....... وبعد ذكا والغير كالحرف اولا
فهو هنا ذكر الخلاف فى البقرة فقط ولم يذكر " يخادعون الله " فى النساء اعتمادا على الشهرة فى عدم وجود خلاف فيها
والله تعالى اعلى و اعلم
لأن الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ قيد " يخادعون " بلفظة (و ما) كما هي في الآية (وما يخدعون إلا أنفسهم) فبهذا القيد يخرج ما عداها. ... (معلش غلاسة مصريين .. بسمة)
الأخ عمار جزاك الله خيرا علي هذا المثال، وبارك فيكم
وما زلت أنتظر بقية الأدلة، وحبذا لو استطعنا جمعها هنا للانتفاع
والسلام عليكم(20/485)
اقتراحات لجعل ختمتك كل عشر أيام أو أقل إن شاء الله
ـ[بن محمد الحنبلي المصري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وآله ومن تبعهم بإحسان. أما بعد:
ففى القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين. وبكل حرف فيه عشر حسنات، ولا يثبت حفظه إلا بالمراجعة الكثيرة، وهو خير ما تعلم وعلم. فمن أجل ذلك، كان من الخير الكثير أن يكون للإنسان ورد يومي منه، يختمه في شهر أو عشرون يوما أو عشرا أو سبعا أو حتى ثلاثا. وإليكم الآن بعض النصائح حتى تستطيع أن تقرأه في عشر أيام أو أقل، بإذن الله تعالى:
1) توكل على الله وكن له مخلصا.
2) لا تسوف. بل ابدأ اليوم، في هذه اللحظة، بالمواظبة. أهناك معصية تحاول تركها ولا تقدر؟ بذكر الله تطمئن القلوب! وبه يخنس الشياطين. هناك مصيبة ترجو زوالها أو وظيفة تتمنها؟ إن الحسنات يذهبن السيئات، وإن العبد ليمنع الرزق للذنب يصيبه! هناك عمر ضيعته تخشى أن يسألك الله عنه؟ إن القرآن كلام لا مثيل له، لو أفنيت عمرك فيه ما بلغت فيه كل ما يعلم! فابدأ اليوم!
3) اقرأ بالحدر، مع التركيز في المعنى، وعدم اللحن.
4) لا تكن موسوسا، فإنه هلك المتنطعون. لا تلحن، هذا صحيح، ولكن لا تدقق فيما لا يقدر عليه حتى تكون قراءتك مجرد كلام حسن دون تدبر.
5) اقرأ بصوت حسن، فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا.
6) وزع الورد على اليوم، فاقرأ جزء في قيام الليل، مثلا، وحزبا قبل كل صلاة وبعدها إلا الظهر مثلا، وتكون قد قرأت خمسة أجزاء في اليوم دون تعب بإذن الله، فبالحدر، قد يأخذ منك الحزب 10 أو 15 دقيقة إن شاء الله، أن أقل من الوقت الذي بين الأذان والإقامة (عندنا هنا على الأقل)!
7) لعلك تكثر من القراءة بقراءات المدنيين أو البصريين إن كنت متقنا لهم، فإبدال الهمز ونقل حركته والإدغام الكبير والصغير وترقيق الراء وتغليظ اللام، كل هذا بإذن الله يجعل القراءة السريعة الصحيحة أسهل، حتى فرش هذه القراءات فيه ما يشبة العامية أكثر، أو يكون على أوجه أكثر شهرة من التي في رواية حفص.
8) خير الأعمال أدومها وإن قل، فجزء يوميا خير من خمسة كل سنة!
9) صحح نطقك بالقرآن، وراع أحكام التجويد، وأحكام الوقف والابتداء، وأحكام الترقيق والتفخيم وغيرها من الصفات والمخارج.
10) واظب على الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، والذي غالبا ما يسلب القلب فيملؤه حتى لا يكون للقرأن مكان فيه. ووالله إن ممن يسمع المعازف لمن يسمع القرآن ... 40 ثانية! أربعين! ثم يتركه! إن أردت أن يملأ القرآن قلبك، فأخله من الموسيقى والكرة والعورات والتلفاز ومضيعةالوقت (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله، والذين ءامنوا أشد حبا لله)! فاحذر، حفظك الله.
11) اقرأ في مصحف لديه تفسير على الهامش لو قلنا بحِلِّ هذا، حتى تفهم معنى الذي أمامك فتستطيع الإكمال دون النظر في التفاسير الموسعة إلا فيما يحتاج إليها.
12) كما قلت، اترك المعاصي، فإن بها يحرم الرزق، وهل من رزق مثل القرآن؟!
هل لديكم ما يزيد على هذا أيها الإخوة؟
ـ[أبو عمرو محمد]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
من الممكن أن تستعين بأخ لك تتناوب معه القراءة ربع وربع,
وكذلك لو كنت متزوجا فاجعل زوجتك تقرأ ربعا وأنت ربعا .......... وهكذا.(20/486)
بيان بالأخطاء المطبعية في مصحف القراءات على الأوجه الراجحة
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 02:13 ص]ـ
بيان بالأخطاء المطبعية في
مصحف القراءات العشر المتواترة على الأوجه الراجحة المعتبرة
الناشر دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
أعده للنشر
أبو عبد الرحمن مشرف بن علي الحمراني
راجعه وحققه العلامة الشيخ الدكتور
علي بن محمد توفيق النحاس
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:21 م]ـ
جزاك الله خيراً.(20/487)
اسئلة وأجوبتها عن بعض مسائل التجويد
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:30 م]ـ
السؤال:
أود السؤال عن مد اللين هل يجوز مده حركة واحدة عند الوقف عليه؟ مثل (قريش، خوف، شئ)، وإن كان كذلك فمن يقرأ به؟ تلميذكم فراس شبير
الجواب:
· زمن النطق بحرف اللين مثل الياء في " قريش" و الواو في"خوف"أقل من حركة.
· وقد تضافرت أقوال العلماء قديما وحديثا على تقرير ذلك مثل: سيبويه وأبوعمرو الداني ومكي بن أبي طالب وأبو شامة والجعبري وابن الجزري والنويري والمرعشي والسمنودي والضباع و المرصفي وسنستشهد بأقوال بعضهم لأن إيراد أقوالهم جميعا يطول ويمكن الرجوع إليها في مظانها.
· ولهؤلاء العلماء عبارتان في التعبير عن مقدار المد في اللين:
- الأولى: أنه أقل من ألف، وهم بذلك يقصدون زمن النطق بحرف اللين مع الفتحة التي قبله أي (رَيْ) من "قريش" أو (خَوْ) من "خوف".
- الأخرى: أنه أقل من حركة وهم بذلك يقصدون زمن النطق بحرف اللين الساكن فقط دون حركة الحرف الذي قبله أي (ي) من" قريش" أو (و) من " خوف".
والعبارتان مؤداهما واحد هو أن مقدار جريان الصوت في حرف اللين أقل من حركة. وقد يعبرون عن ذلك بقولهم: إن في حرف اللين " مد ما " أو " بعض مد ".
وفي ما يلي بعض أقوال العلماء:
1. قال مكي ابن أبي طالب (ت 437 هجرية) في الرعاية:" حرفا اللين وهما الواو الساكنة التي قبلها فتحة، والياء الساكنة التي قبلها فتحة، وإنما سميتا بذلك لأنهما يخرجان في لين وقلة كلفة على اللسان، لكنهما نقصتا عن مشابهة الألف لتغير حركة ما قبلهما عن جنسهما فنقصتا المد الذي في الالف وبقي فيهما اللين لسكونهما فسميتا بحرفي اللين.
2. وقال الجعبري (ت 732 هجرية): " اللين لا يخلو من مد فيمد بقدر الطبع" وقدر ذلك بأقل من حركة.
3. وقال المرعشي (ت 1150 هجرية):" وأما إذا كان قبل الياء والواو الساكنتين مفتوحا فهما تسميان حرفي اللين لا حرفي المد؛ إذ لا يتوقف وجودهما على المد، فليس لهما مد طبيعي، كما صرح أبو شامة". قلت: سمى أبو شامة في "إبراز المعاني" انتفاء المد في حرفي اللين بالقصر.
· وبناء على ما سبق:
1. في كلمات مثل: عليهم، لديهم، أولادكم، روضات، فإن حرف اللين فيها يمد بمقدار واحد وصلا ووقفا يقدر بأقل من حركة حسب الطبع.
2. في كلمات مثل: قريش، خوف، شيء فإن حرف اللين فيها يمد وصلا بأقل من حركة كما في سابقاتها، أما إذا وقف عليها ففي اللين ثلاثة أوجه نظرا لعروض السكون بعدها، وهذه الأوجه هي:
الأول: القصر وهو أقل من حركة إذا حسب زمن حرف اللين فقط، وأقل من حركتين إذا حسب زمن حرف اللين مع حركة الحرف الذي قبله.
الثاني: التوسط وهو: ما جاء في الأول مضافا إليه حركتان.
الثالث: ما جاء في الأول مضافا إليه أربع حركات.
تنبيه:
ما يكتب في بعض الكتب المعاصرة من أن عارض اللين كعارض المد واللين يمد: حركتان أو أربع أو ست (2 - 4 - 6) ليس دقيقا لما سبق بيانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه
خادم القران الكريم و خادم الصالحين
الشيخ أبو رفعت
5 - رجب الخير – 1431هـ
وفق 17 – 6 – 2010م
منقول:
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:55 م]ـ
السؤال: اشتهر فى كتب التجويد أن المخارج عند الخليل سبعة عشر مخرجا ولكن الذى فى كتابه العين غير ذلك،فهل للخليل نص فى هذه المسألة غير الذى فى العين؟
الاجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فليس للخليل بن أحمد (ت: حوالي 174 هجرية) نص عن المخارج إلا في كتاب العين. وليس للخليل كتاب غير العين على وجه التحقيق، وما ورد في العين هو رواية عنه.
ومن باب زيادة الإيضاح سأورد ما يلي:
- الحروف عند الخليل كما أوردها في "العين " تسعة وعشرون حرفا، وقد رتبها كالتالي: ع،ح، هـ، خ، غ، ق،ك،ج،ش،ض،ص،س،ز،ط،د،ت،ظ،ث،ذ،ر،ل،ن،ف،ب،م،و،ا،ي،همزة.
- وهذا الترتيب معجمي بنى عليه تسلسل محتوى كتاب العين.
- وقسم الخليل هذه الحروف الى أحياز (أي مخارج) كالتالي:
1. ع، ح،هـ، خ،غ
2. ق،ك
3. ج، ش، ض
4. ص، س، ز
5. ط، د،ت
6. ظ، ث،ذ
7. ر، ل،ن
8. ف، ب،م
9. و، ا،ي، همزة
- وهذا الترتيب تصريفي، إذ أن الأحياز الثمانية الأولى هي لحروف صحيحة والحيز التاسع لحروف علة ومعها الهمزة. وسمى هذه الحروف الأربعه (جوفا) لانها تخرج من الجوف، وبذلك يكون الخليل أول من عد الجوف مخرجا.
- فمن الذي نسب إلى الخليل أن عدد المخارج تسعة عشر؟ سأطرح في الإجابة على هذا السؤال تصورا قابلا للأخذ والرد:
- قال سيبويه في " كتابه": إن لحروف العربيه ستة عشر مخرجا، وعدّها، ولم يعد الجوف مخرجا بل وزع حروف الجوف التي عدها الخليل وهي الهمزه والواو والياء كالتالي:
1. جعل مخرج (الألف والهمزة) مع الهاء من أقصى اللسان.
2. وجعل مخرج (الياء) من وسط اللسان مع الجيم والشين.
3. وجعل مخرج (الواو) من الشفتين مع الباء والميم.
- وقد أورد سيبويه آراء أستاذه بدقه وأمانه في آخر" الكتاب" الذي هو أكثر تداولا من العين، حتى وقع في خلد الكثيرين أن ما يقوله سيبويه هو نفس ما يقوله الخليل.
- وحيث أن سيبويه يذكر في كتابه أن عدد المخارج ستة عشر (وليس الجوف منها) فلربما أضاف البعض هذا المخرج الذي يقول به الأستاذ الى رقم (16) الذي يقول به التلميذ فأصبح العدد (17) ونسبوه الى الخليل دون الرجوع إلى " العين"الذي ذكر فيه أن عدد الأحياز (المخارج) تسعة.
والله تعالى أعلم
وكتبه
خادم القران الكريم وخادم الصالحين
الشيخ أبو رفعت
8 - رجب الخير – 1431هـ
الموافق 20 - 6 - 2010 م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/488)
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:11 ص]ـ
ما يكتب في بعض الكتب المعاصرة من أن عارض اللين كعارض المد واللين يمد: حركتان أو أربع أو ست (2 - 4 - 6) ليس دقيقا لما سبق بيانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منقول:
احسنت فضيلة الشيخ النابلسي يقول الشاطبي رحمه الله:
وَعَنْهُمْ سُقُوطُ الْمَدِّ فِيهِ
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:42 ص]ـ
احسنت فضيلة الشيخ النابلسي يقول الشاطبي رحمه الله:
وَعَنْهُمْ سُقُوطُ الْمَدِّ فِيهِ
وفيك بارك أخي هذه أجوبة شيخنا الشيخ أبي رفعت حفظه الله تعالى
وانظر الأجوبة، حيث توضع الأسئلة هنا وستضاف هذه الأسئلة والأجوبة تباعا هنا ...
http://www.bsa2er.com/vb/showthread.php?t=21(20/489)
استفساران في بعض الآيات، هل من مجيب؟
ـ[أم المنذر]ــــــــ[19 - 06 - 10, 05:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المؤمنون:
لدي استفساران أود أن أجد أقوالا لأهل العلم فيها القدماء أو المعاصرين
يقول الله عزوجل في كتابه الكريم:
((وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)) سورةالنساء)
ونجد أيضا:
(إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)
(إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)
وماشابهها من الآيات
السؤال:
المعروف لدى العامة أن كان هي فعل ماضي
فماذا تفيد هنا؟
ومالحكمة من ذكرها في مثل هذه المواضع مع اسماء الله عزوجل؟
__________
الاستفسار الآخر:
في قوله تعالى:
(لَا أُقْسِمُ بِهَ?ذَا الْبَلَدِ (1))
(لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1))
وماشابهها
المراد بها القسم وليس نفي القسم، فكيف نفسر وجود (لا) التي تسبقها؟
وماذا تفيد؟ ومالحكمة من ورودها؟
فمَن يملك علما حول هذا؟
ـ[أم المنذر]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:59 م]ـ
قال رسول الله r: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [البخاري].
ـ[أكرم الشيشاني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 05:05 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
إليك أختنا الكريمة، بعض ما تمكنت من جمعه حول الشطر الثاني من السؤال (ما يخص دخول " لا " النافية على القسم)، و للتأكد من المصادر ما عليك سوى بالضغط على المصدر، لتصلي للتسجيل و التفريغ ..
* من تفاسير الأئمة المعاصرين:
( http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ الواقعة:75 - 76] يخبر الله تبارك وتعالى أنه يقسم بمواقع النجوم، و (لا) في قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif فَلا أُقْسِمُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ الواقعة:75] للتنبيه والتوكيد، وليست للنفي؛ لأن المراد إثبات القسم وليس نفيه، وهذا كقوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ البلد:1]، وقوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ القيامة:1]، وقوله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ النساء:65] وأمثال ذلك، يؤتى بـ (لا) بصورة النفي، ولكن المراد بذلك التوكيد والتنبيه، والقسم: تأكيد الشيء بذكر مُعَظَّمٍ بأدوات مخصوصة، وهي: الواو، والباء، والتاء ... ) (لقاء الباب المفتوح [205]) للشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=112064)
( http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif. يقول الله تبارك وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ القيامة:1]، فهل معنى هذا أن الله لا يقسم بهذا البلد ولا يقسم بيوم القيامة؟ لا، بدليل أن الله تبارك وتعالى أقسم بمكة في سورة التين فقال: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ التين:3]، فكيف يقسم في سورة ولا يقسم في سورة أخرى؟ ولذلك قال علماء التفسير: إن (لا) هنا زائدة تفيد التوكيد، وقد أتت شواهد في اللغة العربية وفي القرآن على أن (لا) النافية تأتي بهذا، يقول الله تبارك وتعالى عن إبليس في سورة الأعراف: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ الأعراف:12]، وفي نفس السورة يقول: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ ص:75] إذاً: لا هنا زائدة. أيضاً يقول الله تبارك وتعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ الحديد:29] لئلا أصلها: لأن لا، فأدغمت النون في اللام فصارت لئلا، والمقصود: لكي يعلم أهل الكتاب، فلا هنا زائدة للتوكيد، كما يقول الشاعر: تذكرت ليلى فاعترتني صبابة فكاد صميم القلب لا يتقطع يعني: فكاد صميم القلب يتقطع .. ) (تفسير سورة البلد) للشيخ: (سيد حسين العفاني) ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=196645)
في الرد القادم بعون الله نأتيكم بتفاسير السلف الأوائل، و هي أكثر توسع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/490)
ـ[أم المنذر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:25 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أثابكم الله وبارك فيكم،
ننتظر المزيد.
ـ[محمد السبع تغيان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 10:56 م]ـ
أما عن كان في الأيات الكريمة فانظري " مغني اللبيب" وستجدين بغيتك إن شاء الله
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
قال الشيخ العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى فكتابه الفذ (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب):
قوله تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}. هذه الآية الكريمة يتبادر من ظاهرها أنه تعالى أخبر بأنه لا يقسم بهذا البلد الذي هو مكة المكرمة مع أنه تعالى أقسم به في قوله: {وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ}.
والجواب عن هذا من أوجه:
الأول: وعليه الجمهور: أن {لاَ} هنا صلة على عادة العرب فإنها ربما لفظت بلفظة (لا) من غير قصد معناها الأصل بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده لقوله: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلا تَتَّبِعَنِ} يعني أن تتبعني وقوله: {مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ} أي أن تسجد على أحد القولين. ويدل له قوله في سورة ص {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ} الآية. وقوله: {لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} أي ليعلم أهل الكتاب، وقوله: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ} أي فوربك، وقوله: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ} أي والسيئة، وقوله: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} على أحد القولين، وقوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} على أحد القولين، وقوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا} على أحد الأقوال الماضية وكقول أبي النجم:
فما ألوم البيض ألا تسخرا …لما رأين الشمط القفندرا
يعني أن تسخر وكقول الشاعر:
وتلحينني في اللهو أن لا أحبه…وللهو داع دائب غير غافل
يعني أن أحبه و (لا) زائدة. وقول الآخر:
أبى جوده لا البخل واستعجلت به…نعم من فتى لا يمنع الجود قاتله
يعني أبى جوده البخل و (لا) زائدة على خلاف في زيادتها في هذا البيت الأخير ولاسيما على رواية البخل بالجر لأن (لا) عليها مضاف بمعنى لفظة لا فليست زائدة على رواية الجر وقول امرئ القيس:
فلا وأبيك ابنة العامري…لا يدعي القوم أني أفر
يعني وأبيك. وأنشد الفراء لزيادة (لا) في الكلام الذي فيه معنى الجحد.
قول الشاعر:
ما كان يرضى رسول الله دينهم ... وإلا طيبان أبو بكر ولا عمر
يعني وعمر و (لا) صلة وأنشد الجوهري لزيادتها قول العجاج:
في بئر لاحور سرى وما شعر…بافكه حتى رأى الصبح جشر
فالحور الهلكة يعني في بئر هلكة و (لا) صلة قاله أبو عبيدة وغيره.
وأنشد الأصمعي لزيادتها قول ساعدة الهذلي:
أفعنك لا برق كأن وميضه…غاب تسنمه ضرام مثقب
ويروي أفمنك، وتشيمه بدل أفعنك وتسمنه.
يعني أعنك برق و (لا) صلة. ومن شواهد زيادتها قول الشاعر:
تذكرت ليلى فاعترتني صبابة…وكاد صميم القلب لا يتقطع
يعني كاد يتقطع. وأما استدلال أبي عبيدة لزيادتها بقول الشماخ:
أعائش ما لقومك لا أراهم…يضيعون الهجان مع المضيع
فغلط منه لأن (لا) في بيت الشماخ هذا نافية لا زائدة ومقصودة أنها تنهاه عن حفظ ماله مع أن أهلها يحفظون ما لهم أي لا أرى قومك يضيعون مالهم وأنت تعاتبيني في حفظ مالي وما ذكره الفراء من أن لفظة (لا) لا تكون صلة إلا في الكلام الذي فيه معنى الجحد فهو أغلبه لا يصح على الإطلاق بدليل بعض الأمثلة المتقدمة التي لا جحد فيها كهذه الآية على القول بأن (لا) فيها صلة وكبيت ساعدة الهذلي وما ذكره الزمخشري من زيادة (لا) في أول الكلام دون غيره فلا دليل عليه.
الوجه الثاني: أن {لا} نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله: {أقسم} إثبات مستأنف وهذا القول وإن قال به كثير من العلماء فليس بوجيه عندي لقوله تعالى في سورة القيامة {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} لأن قوله تعالى {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} يدل على أنه لم يرد الإثبات المؤتنف بعد النفي بقوله أقسم والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/491)
الوجه الثالث: أنها حرف نفي أيضا ووجهه أن إنشاء القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية والمراد أنه لا يعظم بالقسم بل هو في نفسه عظيم أقسم به أولا وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب روح المعاني ولا يخلو عندي من بعد.
الوجه الرابع: أن اللام لام الابتداء أشبعت فتحتها والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف والكسرة بياء والضمة بواو فمثاله في الفتحة قول عبد يغوث ابن وقاص الحارثي:
وتضحك مني شيخة عبشمية…كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا
فالأصل كأن لم تر ولكن الفتحة أشبعت - وقول الراجز:
إذا العجوز غضبت فطلق…ولا ترضاها ولا تملقي
فالأصل ترضها لأن الفعل مجزوم بلا الناهية - وقول عنترة في معلقته:
ينباع من ذفري غضوب جسرة ... زيافة مثل الفنيق المكدم
فالأصل ينبع يعني أن العرق ينبع من عظم الذفرى من ناقته فأشبع الفتحة فصار ينباع على الصحيح وقول الراجز:
قلت وقد خرت على الكلكال…يا ناقتي ما جلت من مجالي
فقوله الكلكال يعني الكلكل، وليس إشباع الفتحة في هذه الشواهد من ضرورة الشعر لتصريح علماء العربية بأن إشباع الحركة بحرف يناسبها أسلوب من أساليب اللغة العربية ولأنه مسموع في النثر كقولهم كلكال وخاتام وداناق يعنون كلكلا وخاتما ودانقا. ومثله في إشباع الضمة بالواو، وقولهم: برقوع ومعلوق يعنون برقعا ومعلقا. ومثال إشباع الكسرة بالياء قول قيس بن زهير:
ألم يأتك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بني زياد
فالأصل يأتك لمكان الجازم - وأنشد له الفراء:
لا عهد لي بنيضال ... أصبحت كالشن البال
ومنه قول امرئ القيس:
كأني بفتحاء الجناحين لقوة ... على عجل مني أطأطئ شيمالي
ويروى: صيود من العقبان طأطأن شيمالي. ويروى دفوف من العقبان الخ. ويروى شملال بدل شيمال وعليه فلا شاهد في البيت إلا أن رواية الياء مشورة. ومثال إشباع الضمة بالواو قول الشاعر:
هجوت زبان ثم جئت معتذرا ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع
وقول الآخر:
الله أعلم أنا في تلفتنا… يوم الفراق إلى إخواننا صور
وإنني حيثما يثني الهوى بصري ... من حيثما ما سلكوا أدنوا فأنظور
يعني فانظر، وقول الراجز:
لو أن عمرا عم أن يرقودا ... فانهض فشد المئزر المعقودا
يعني يرقد، ويدل لهذا الوجه قراءة قنبل: (لأقسم بهذا البلد) بلام الابتداء وهو مروي عن البزي والحسن والعلم عند الله تعالى.
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:49 م]ـ
أما عن كان في الأيات الكريمة فانظري " مغني اللبيب" وستجدين بغيتك إن شاء الله
المعذرة!
لم يتضح لي مرادكم!!
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:51 م]ـ
الفاضل:ليث الدين القاسمي
بارك الله بكم ونفع بما نقلتم وجزاكم خيرا
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:55 م]ـ
أيها الفضلاء:
ماذا بشأن الاستفسار الأول؟
هل ثمة أحد يملك جوابا حوله؟؟
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:56 ص]ـ
السؤال:
المعروف لدى العامة أن كان هي فعل ماضي
فماذا تفيد هنا؟
كان تفيد الاستمرار:أي
كان عليما حكيما ولم يزل سبحانه وتعالى عليما حكيما
ومالحكمة من ذكرها في مثل هذه المواضع مع اسماء الله عزوجل؟
لأنها تفيد الاستمرار " في الماضي والحاضر والمستقبل"
ـ[أم المنذر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:41 م]ـ
السؤال:
المعروف لدى العامة أن كان هي فعل ماضي
فماذا تفيد هنا؟
كان تفيد الاستمرار:أي
كان عليما حكيما ولم يزل سبحانه وتعالى عليما حكيما
ومالحكمة من ذكرها في مثل هذه المواضع مع اسماء الله عزوجل؟
لأنها تفيد الاستمرار " في الماضي والحاضر والمستقبل"
أثابكم الله تعالى
لكن:
ومالحكمة من ذكرها في مثل هذه المواضع مع اسماء الله عزوجل؟
لأنها تفيد الاستمرار " في الماضي والحاضر والمستقبل
الاستمرار ثابت سواء إذا سبقته كان أو لم تسبقه!
كمافي قول الله عزوجل:
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)
بدون كان!
وورد الآيات بدون كان كثيرا في القرآن!
فلعل في هذا معنى خاص وحكمة معينة!
ـ[ابو عبد الرحمن الغطفاني]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:46 م]ـ
أثابكم الله تعالى
لكن:
الاستمرار ثابت سواء إذا سبقته كان أو لم تسبقه!
كمافي قول الله عزوجل:
(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26)
بدون كان!
وورد الآيات بدون كان كثيرا في القرآن!
فلعل في هذا معنى خاص وحكمة معينة!
الله أعلم ,,, القران لاتنقضي عجائبه
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:52 م]ـ
أردت فقط أن أقول كلمة لعلها تنفع:
الله هو خالق الزمان والمكان فلا تجري عليه أحكامهما مثلما هو الحال للبشر حيث لا يمكن أن تصورهم في معزل عن الزمان والمكان، فالجهات المكانية ومؤشرات الزمان كالماضي والحاضر والمستقبل يعلمها الله كلها وهي عنده سواء، لذلك ترى إيراد كثير من أنباء الغيب المستقبلة يكون بصيغة الماضي كأحداث يوم القيامة وهي مستفيضة في القرآن (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين ... فاطلع فرآه في سواء الجحيم ... ) (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) (قال رب لم حشرتن أعمى وقد كنت بصيرا) ... فكأن- ولله المثل الأعلى- الزمن قناة يسير فيها البشر فالحاضر حيث يكونون، وما خلفهم الماضي وما أمامهم المسقبل، ثم أتيح لك أن تكون خارج الأنبوب تنظر إليه دفعة، ففعل كان في الآيات زائد يفيد التوكيد ويجعل المعنى أوغل في الثبات وأعرق في القدم، كما قال زكرياء عليه السلام "وكانت امرأتي عاقرا" آية مريم مع قوله في آية آل عمران "وامرأتي عاقر" تأمل الاستمرار الذي أضفاه "كان" فالعقم ملازم لها دوما وليس حادثا بعد صحة.
أرجو أن لا تعدم مداخلتي من فائدة، والرجاء ممن رأى زلة أن يهديه إلي مأجورا إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/492)
ـ[أحمد بن حمود الرويثي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 07:04 م]ـ
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن - (2/ 72)
في النوع الثامن والأربعين:
في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض
والمراد به ما يوهم التعارض بين الآيات
وكلامه تعالى منزه عن ذلك كما قال {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
ولكن قد يقع للمبتدئ ما يوهم اختلافا وليس به في الحقيقة فاحتيج لإزالته كما صُنف في
مختلف الحديث وبيان الجمع بين الأحاديث المتعارضة
وقد تكلم في ذلك ابن عباس وحُكي عنه التوقف في بعضها
4145 - قال عبد الرزاق في تفسيره أنبأنا معمر عن رجل عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن
جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال رأيت أشياء تختلف علي من القرآن
فقال ابن عباس ما هو أشك؟ قال ليس بشك ولكنه اختلاف
قال هات ما اختلف عليك من ذلك
فذكر آيات تشكل عليه، ومنها:
وأسمعه يقول (كان الله) ما شأنه، يقول (وكان الله)
فأجابه ابن عباس فقال:
وأما قوله (كان الله) فإن الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم
يزل كذلك
فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك
وإن الله لم ينزل شيئا إلا وقد أصاب الذي أراد ولكن أكثر الناس لا يعلمون
قال السيوطي: أخرجه بطوله الحاكم في المستدرك وصححه وأصله في الصحيح
ـ[أم المنذر]ــــــــ[14 - 07 - 10, 04:35 ص]ـ
أردت فقط أن أقول كلمة لعلها تنفع:
الله هو خالق الزمان والمكان فلا تجري عليه أحكامهما مثلما هو الحال للبشر حيث لا يمكن أن تصورهم في معزل عن الزمان والمكان، فالجهات المكانية ومؤشرات الزمان كالماضي والحاضر والمستقبل يعلمها الله كلها وهي عنده سواء، لذلك ترى إيراد كثير من أنباء الغيب المستقبلة يكون بصيغة الماضي كأحداث يوم القيامة وهي مستفيضة في القرآن (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين ... فاطلع فرآه في سواء الجحيم ... ) (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) (قال رب لم حشرتن أعمى وقد كنت بصيرا) ... فكأن- ولله المثل الأعلى- الزمن قناة يسير فيها البشر فالحاضر حيث يكونون، وما خلفهم الماضي وما أمامهم المسقبل، ثم أتيح لك أن تكون خارج الأنبوب تنظر إليه دفعة، ففعل كان في الآيات زائد يفيد التوكيد ويجعل المعنى أوغل في الثبات وأعرق في القدم، كما قال زكرياء عليه السلام "وكانت امرأتي عاقرا" آية مريم مع قوله في آية آل عمران "وامرأتي عاقر" تأمل الاستمرار الذي أضفاه "كان" فالعقم ملازم لها دوما وليس حادثا بعد صحة.
أرجو أن لا تعدم مداخلتي من فائدة، والرجاء ممن رأى زلة أن يهديه إلي مأجورا إن شاء الله.
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن - (2/ 72)
في النوع الثامن والأربعين:
في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض
والمراد به ما يوهم التعارض بين الآيات
وكلامه تعالى منزه عن ذلك كما قال {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
ولكن قد يقع للمبتدئ ما يوهم اختلافا وليس به في الحقيقة فاحتيج لإزالته كما صُنف في
مختلف الحديث وبيان الجمع بين الأحاديث المتعارضة
وقد تكلم في ذلك ابن عباس وحُكي عنه التوقف في بعضها
4145 - قال عبد الرزاق في تفسيره أنبأنا معمر عن رجل عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن
جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال رأيت أشياء تختلف علي من القرآن
فقال ابن عباس ما هو أشك؟ قال ليس بشك ولكنه اختلاف
قال هات ما اختلف عليك من ذلك
فذكر آيات تشكل عليه، ومنها:
وأسمعه يقول (كان الله) ما شأنه، يقول (وكان الله)
فأجابه ابن عباس فقال:
وأما قوله (كان الله) فإن الله كان ولم يزل كذلك وهو كذلك عزيز حكيم عليم قدير لم
يزل كذلك
فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك
وإن الله لم ينزل شيئا إلا وقد أصاب الذي أراد ولكن أكثر الناس لا يعلمون
قال السيوطي: أخرجه بطوله الحاكم في المستدرك وصححه وأصله في الصحيح
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[أبو إبراهيم كازاخستاني]ــــــــ[15 - 07 - 10, 03:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً و بارك فيكم!(20/493)
طريق الجنان فيما قيل في حفظ الغلمان القرآن
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[19 - 06 - 10, 02:11 م]ـ
الحقوق محفوظة لكل الأحباب أنشروه بورك في ذوي الألباب
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الكثيري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:27 م]ـ
جزاك الله خيرا(20/494)
المفردات القرآنية، معناها، وعناية العلماء بالتأليف فيها للشيخ مهدي دهيم الجزائري - حفظه الله -
ـ[سمير زمال]ــــــــ[19 - 06 - 10, 02:33 م]ـ
لقد انصبَّ جهد العلماء منذ مطلع القرن الرابع الهجري، في التأليف في المفردات القرآنية لبيان أوجه القراءة، أو جمع ما اختص به القارئ، أو الراوي ليسهل حفظ، ذلك، ومن أقدم ما وصلنا في هذا-حسب علمي- «رسالة في ما انفرد به القراء في الروايات من التالين بالحروف»، لأبي الطيب عبد المنعم بن غلبون المقرئ (ت389ه) ()، وكتاب «التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة» () للإمام أبي عمرو الداني (ت444ه)، و «المفردات السبع» و «مفردة يعقوب» له أيضا، و «المفردات» لأبي علي الأهوازي (ت 446ه) و «المفردات» () و «مفردة يعقوب» لأبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني (ت476ه) () و «مفردة أبي عمرو» لأبي معشر الطبري (ت 478ه) ().
فالمفردات: جمع مفردة، ودلالة هذه اللفظة في اللغة، تعني الوَحدة، الذي هو ضد الجمع والتركيب، فالفرد ما كان وحده، يقال: فَرَد يَفرُدُ، وأفردته جعلته واحداً ().
ولم أقف على تعريف ظاهر لمصطلح المفردة عند أئمة القراءة، وذكر فضيلة الدكتور إبراهيم الدوسري –وفقه الله - في معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات، أنّها تطلق على ما أُلّف في قراءة مستقلة على حدة، ويقال لها المجرَّدة ()، فدلالة هذه الكلمة عند القراء ليست بعيدة عن المعنى اللغوي.
فمما سبق يتبين أنها تطلق في الجملة على ما أُلّف في قراءة أو رواية مستقلة على حدة، مع بيان أصول القراءة أو الرواية وفرشها.
عناية العلماء بالتأليف في المفردات ( http://women.bo7.net/girls76672) القرآنية:
لقد اعتنى العلماء بالتأليف في المفردات ( http://women.bo7.net/girls76672) القرآنية، فمنهم من ألف في مفردات القراء، وجَمَعها في سفر واحد، ككتاب المفردات ( http://women.bo7.net/girls76672) في القراءات السبع لأبي الكرم الشهرزوري (ت550ه) () ومفردات القراء لأبي شامة المقدسي (ت656ه) ()، ومفردات القراء السبعة لجعفر ابن مكي الموصلي (ت713ه).
ومنهم من أفرد لكل قارئ من القراء كتابا مستقلا، ذكر فيه مذهبه، وأصول قراءته ففي قراءة نافع مثلا: كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع، لأبي عمرو الداني (ت444ه) ()، وكتاب قراءة نافع لأبي مروان عبيد بن عمرو الحضرمي الإشبيلي المقرئ (ت550ه) ()، وكتاب تحصيل المنافع من كتاب درر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع ليحي بن سعيد الكرَّامي (ت900ه) ()، وكتاب بلوغ الأماني في قراءة ورش من طريق الأصبهاني لأحمد بن أحمد الطِّيبي (ت981ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة ابن كثير كالبدر المنير في قراءة نافع وأبي عمرو وابن كثير لعمر بن قاسم النشار (ت938) ()، وأصول قراءة ابن كثير للأسترابادي (ت995ه) ().
ومن الأئمة من ألف في قراءة أبي عمرو البصري ككتاب تهذيب قراءة أبي عمرو ابن العلاء لأبي عمرو الداني (ت444ه) ()، والاكتفاء في قراءة إمام القراء أبي عمرو ابن العلاء، للحسن بن أحمد الهمذاني (ت569ه) ()، وامتثال الأمر في قراءة أبي عمرو، لعبد الوهاب بن أحمد بن وهبان (ت768ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة ابن عامر، ككتاب التلخيص في قراءة ابن عامر لأبي علي الأصبهاني ()، وأصول قراءة ابن عامر للأسترابادي (ت995ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة عاصم، كمفردة عاصم، لمحمد بن عمر العمادي (كان حيا 762ه) ()، وكرسالة في اختلاف قراءة عاصم، لمحمد بن محمود السمرقندي (ت نحو790ه) ()، وكتاب الدر الناظم لرواية حفص عن عاصم لعثمان بن عمر الناشري (ت848ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة الكسائي، كقراءة الكسائي لأبي العلاء الكرماني (ت بعد563ه) ()، ومفردة عبد الله بن عامر لمحمد بن عمر العمادي (كان حيا 762ه) ()، وأصول الكسائي للأسترابادي (ت995ه) ().
ومنهم من ألف في قراءة حمزة، ككتاب قراءة حمزة لأبي الفرج الهيثم بن أحمد بن محمد بن الصباغ (ت403ه) ()، ومفردة حمزة لجعفر بن مكي الموصلي (ت713ه) ()، وكتاب الدرر المنثورات في قراءة حمزة بن حبيب الزيات لمحمد بن علي اليعقوبي (ت896ه) ()، وأصول قراءة حمزة للأسترابادي (ت995ه) ()
ومنهم من ألف في قراءة أبي جعفر، ويعقوب، وخلف، كغاية المطلوب في قراءات أبي جعفر، وخلف، ويعقوب، لعبد الرحمن بن أحمد بن عياش (ت853) ().
كتبه/ أبو عبد الله مهدي دهيم العاصمي الجزائري.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[02 - 08 - 10, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيرا لدي صديق ضرير يعد لرسالة الماجستر في البلاغة أو في تناسق الكلمات ووضعها أو في الجرس ....
لا أدري تحديدا لكن في ذالك السياق أي مهتم بالأوجه البلاغية والإعجاز اللغوي وما شابه هل تستطيع إرشادي مشكورا للمراجع التي قد تفيده في بحثه جزاك الله خيرا(20/495)
كتاب دليل الحيران لفظ القرآن النسخة المنقحة لسنة 1413هـ - 2010م
ـ[ظل القمر]ــــــــ[19 - 06 - 10, 06:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب دليل الحيران لحفظ القرآن تأليف الاستاذ الفاضل الحاج مزاحم طالب يوسف العاني ...
تم تنقيح الكتاب بواسطة مؤلفه ......................
الرابط المباشر للكتاب:
http://www.zshare.net/download/76195104e15f81f1/
الكتاب مضغوط لذا سيحتاج الى برنامج Winrar من اجل فتحه
ومن الله التوفيق
nmkm...(20/496)
ما الفرق بين التجويد والترتيل
ـ[عبدالرحمن حسن علي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 08:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ممكن لو سمحتم أن توضحوا لي الفرق بين "التجويد" و"الترتيل"؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[رافع الجزائري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:11 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، أخي الفاضل،
باختصار مفيد إن شاء الله، الفرق الأساسي يكمن في التوءدة من جهة و التمهل و التحقيق الشديدين من جهة اخرى، إذ أن التجويد و هو بمعنى التحقيق يكون بصيغة أكثر تحقيقا زمنا قياسا بالترتيل الذي هو استرسال القراءة بتمهل، و يكون اسرع منه نسبيا الحدر و قيل بين الترتيل و الحدر مرتبة التدوير.
ـ[محمودالجندى]ــــــــ[05 - 07 - 10, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
هل تعطينا مثالاً على كل طريقة
أقصد مثالاً صوتيًّا إن أمكنكم ذلك
جزاكم الله خيرًا
ـ[بلال بن حسن الجزائري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 04:12 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله، أخي الفاضل،
باختصار مفيد إن شاء الله، الفرق الأساسي يكمن في التوءدة من جهة و التمهل و التحقيق الشديدين من جهة اخرى، إذ أن التجويد و هو بمعنى التحقيق يكون بصيغة أكثر تحقيقا زمنا قياسا بالترتيل الذي هو استرسال القراءة بتمهل، و يكون اسرع منه نسبيا الحدر و قيل بين الترتيل و الحدر مرتبة التدوير.
حياكم الله أخي رافع
لكن ألا توافقني في ان كل من التدوير والترتيل والحدر والتحقيق داخلة في مسمى التجويد؟؟؟
اذ التجويد هو مجرد التحسين ولا أظن انه يوجد من يحدر او يرتل او يدور او حتى يحقق يقرأ من غير تجويد.
واسمح لي اخي ان اضيف شيئا وهو ان افضل هاته المراتب الترتيل لقوله تعالى "ورتلناه ترتيلا"
اما التحقيق فلا يختلف كثيرا عن الترتيل من حيث سرعة القراءة واما المسترسل فهو المدور وان كان اسرع فهو الحادر
لكن اشتهر بين الناس ان قراءة الشيخ عبد الباسط والحصري وغيرهما رحمهم الله هو تجويد
وهي -في نظري تحقيق او ترتيل- كما انه اشتهر بين الناس ايضا ان قراء الشيخ الحذيفي مثلا هي ترتيل لانه يسرع قليلا في التلاوة!
والله أعلم
ـ[رافع الجزائري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 02:25 م]ـ
سئلتِ الصحابة الإمامَ عليا كرّم الله وجهه بعد نزول قوله تعالى " ورتّل القرءان ترتيلا " حيث كان مصطلح (الترتيل) مصطلحا جديدا لم تعهده الصحابة و لا قريشا من قبل، فقال رضي الله عنه قولته المشهورة التي اختصرت علم القراءات و التجويد و ما فيهن بقوله: " الترتيل هو تجويد الحروف و معرفة الوقوف "
و بنظرة بسيطة نرى أن كل أسلوب يُقرأ به القرءان يعتبر تجويدا أي تحسينا للصوت بالقرءان، و إن كنتُ صراحة لا أرى فائدة من قول البعض "إن التجويد هو تحسين و تزيين القرءان بالصوت " لأن القرءان في أصله أُنزل مرتلا و هو جميل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، جميل و حسن في بلاغته و في رسمه وفي سماعه، ... فالقارئ هو من يجمِّل و يزيّن صوته بكتاب الله، وبقدر ما يحسن القارئ صوته بكتاب الله تبقى مراتب من التحسين و التجويد لم يبلغها احد، على قول أحد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم لمّا عَلِم أنه صلى الله عليه وسلم كان يسمع تلاوته ليلا " لو علمتُ أنك كنت تسمع لحبًّرته لك تحبيراً " أي لجمّلته لك يار سول الله.
و الله الميسر و الهادى إلى سواء الصراط
ـ[عبدالرحمن حسن علي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 01:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ردودكم.
ـ[عبدالرحمن حسن علي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 01:15 ص]ـ
الأخ رافع الجزائري. جزاك الله خيرا على ردك.
أعتقد أنك هنا تعني: سئلتِ الصحابة الإمامَ عليا
سألت؟
جزاك الله خبرا.(20/497)
ثلاث منظومات في القرآن والحديث
ـ[ابو وضاح]ــــــــ[20 - 06 - 10, 01:24 ص]ـ
ثلاث منظومات في القرآن والحديث
تحقيق الدكتور جميل عويضة
رابط التحميل
http://www.4shared.com/document/bG3StLjq/____.html (http://www.4shared.com/document/bG3StLjq/____.html)
ادعوا لنا بالتوفيق(20/498)
ضوء على ايات من الأحقاف
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين و لي الصالحين و لا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على صفوة الخلق أجمعين محمد بن عبد الله و على اله و صحابته و من سار على نهجه و اقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد:
*سورة الأحقاف سورة مكية بإجماع المفسرين كما نقله القرطبي رحمه الله إلا آيتين سنشير إلى الخلاف فيها.
*و قد سميت بالأحقاف لذكر لفظ الأحقاف فيها و ليس لها اسم غيره, و الحقف بكسر الحاء و سكون الفاء هو الرمل المستطيل الكبير؟.
*و قد كره بعض السلف كمحمد بن سيرين أن يقال الحواميم و إنما يقال (آل حم) و قد قال ابن عباس رحمه الله:لكل شئ باب وباب القران آل حم.
(حم):هذا من الحروف المقطعة في القران الكريم التي هي مجموعة في قولك:نص حكيم قاطع له سر. و قد اختلف المفسرون رحمهم الله في معناها أي (حم) على أربعة أقوال:
1:أنها من المتشابه الذي يرد علمه على الله،و قد أخرج ابن المنذر رحمه الله عن الشعبي أنه سئل عن فواتح السور فقال: إن لكل كتاب سرا و إن سر هذا القران فواتح السور.
2:أن لها معنى فإما أنها من أسماء الله و إما أنها اسم للسورة و قد أنشدوا استدلالا بأنها من أسماء الله:
يذكرني حم و الرمح شاجر فهلا تلاحم قبل التقدم
3:أنها حروف هجائية لا معنى لها إطلاقا.
4:التوقف و ألا نزيد على تلاوتها .... ((و قد رجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنها حروف هجائية لا معنى لها مطلقا و قال أن ذلك مروي عن مجاهد رحمه الله, و هذا بالنسبة لذات الحروف أما بالنسبة للحكمة منها فعلى قول من قال أن لها معنى فإن الحكمة الدلالة على هذا المعنى,,و على قول أن ليس لها معنى فإن الحكمة كما قاله ابن تيمية و ابن القيم و الذهبي و جمع من أهل العلم رحمهم الله هو الإشارة إلى إعجاز هذا القران.
(تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم).أي تنزيل القران الكريم من لدن العزيز الحكيم, و في هذا دليل صريح على أن القران منزل غير مخلوق ,و قد التبس على بعض أهل البدع قوله تعالى (و أنزلنا الحديد) و قالوا أن الحديد مخلوق فاستدلوا بأن القران مخلوق و قد رد عليهم شيخ الإسلام بما ملخصه ((النزول في كتاب الله ثلاثة أنواع 1:نزول مقيد بأنه من الله.2:نزول مقيد بأنه من السماء.3:نزول غير مقيد بهذا و لا هذا.
فالأول لم يرد في إلا في القران كقوله تعالى (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) و في معناها قولان:1:أنه لا حذف فيها بل قوله تعالى (تنزيل الكتاب) مبتدأ و خبره (من الله العزيز الحكيم)
2:أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هذا تنزيل الكتاب. و على كلا القولين فقد ثبت أنه منزل منه.
و الثاني و هو النزول المقيد من السماء كقوله تعالى (و أنزلنا من السماء) و السماء اسم جنس لكل ما علا, فإذا قيد بشئ تقيد به كقوله تعالى (أأنتم أنزلتموه من المزن) أي هل أنزلتموه من السحاب.
و الثالث و هو النزول المطلق الذي لم يقيد ففي مواضع كقوله تعالى (فأنزل الله سكينته) و كقوله تعالى (الله نزل الكتاب بالحق و الميزان) علما أن الجمهور على أن الميزان هو العدل.
و قد ذكر الله إنزال الحديد و الحديد يخلق في المعادن .. ) ثم شرع ابن تيمية رحمه الله في معنى الإنزال فقال (و لا حاجة إلى إخراج اللفظ عن معناه المعروف, فإن الأنعام تنزل من بطون أمهاتها و من أصلاب أبائها و يقال للرجل: قد أنزل الماء, و إذا أنزل وجب عليه الغسل مع أن الرجل غالب إنزاله و على جنب ,و مما يبين هذا أنه لم يستعمل النزول فيما خلق الله من السفليات فلم يقل: أنزل النبات, و إنما استعمل في محل عال و أنزله الله من ذلك المحل كالحديد و الأنعام)) انتهى كلامه رحمه الله. فعلى هذا تبين أن حجة من استشهد بهذه الآية داحضة.
(ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق و أجل مسمى و الذين كفروا عما أنذروا معرضون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(20/499)
أي ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما من العوالم و المخلوقات إلا بالحق و لحكم عالية و ليس من باب العبث و اللعب و إلا بأجل مسمى و هو وقت إفنائهما و إنهاء وجودهما لاستكمال الحكمة من وجودهما. (و الذين كفروا عما أنذروا معرضون) فيخبر تعالى بأن الذين كفروا بتوحيد الله و لقائه و رسوله و عما خوفوا به من عذاب الله المترتب على كفرهم و تركهم معرضون غير مبالين به, و هذا هو كفر الإعراض الذي هو من أنواع الكفر كما نص على ذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في بيان نواقض الإسلام.
(قل أرءيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين)
الاستفهام في قوله تعالى (قل أرءيتم) استفهام تقريري بمعنى: أخبروني أيها المشركون العابدون مع الله غيره شركاءكم الذين تدعون من دون الله (أروني ماذا خلقوا من الأرض) أي أرشدوني إلى المكان الذي استقلوا بخلقه من الأرض (أم لهم شرك في السماوات) أي و لا شرك لهم في السماوات و لا في الأرض و ما يملكون من قطمير فإن الملك و التصرف كله لله عز و جل فكيف تعبدون مع الله غيره؟ (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) أي هاتوا كتابا من كتب الله المنزلة على الأنبياء عليهم السلام يأمركم بعبادة هذه الأصنام أو هاتوا أثارة من علم أي (دليل بين على هذا المسلك الذي سلكتموه سواء كان خطا أو بقية من علم فإنكم لن تجدوا ذلك, و قد قرأ بعضهم (أثرة من علم) أي علم صحيح تؤثرونه عن أحد ممن كان قبلكم (إن كنتم صادقين) فلا دليل لكم لا نقليا و لا عقليا على ذلك الذي تزعمونه.
و اعلم أن الأثارة تعددت معانيها عند المفسرين فمنهم من قال أنها الخط و منهم من قال أنها بقية من علم و الصحيح الذي اختاره ابن جرير و ابن كثير أن هذه الأقوال متقاربة المعنى و المعنى (دليل بين على هذا المسلك الذي سلكتموه).
(و من أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون)
أي لا أضل ممن يدعو من دون الله أصناما و يطلب منها ما لا تستطيعه إلى يوم القيامة و هي غافلة عما يقول لا تسمع و لا تبصر و لا تبطش لأنها جماد حجارة صنم ,و الإستفهام هنا للإنكار و التعجب معا.
فيا عجبا لمن يدعو هذه الأصنام التي لا تسمع و لا تبصر و لا تضر و لا تنفع و يترك عبادة ملك الملوك الذي بيده ملكوت كل شئ, فهذا أحدهم سأله النبي صلى الله عليه و سلم:كم تعبد؟ قال: سبعة, ستة في الأرض و واحد في السماء, فقال له صلى الله عليه و سلم: من لرغبك و رهبك؟ قال:الذي في السماء. فقال له: فادع الذي في السماء و اترك الذي في الأرض.
file:///C:/DOCUME%7E1/pc/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif:
1: بيان إعجاز القران الكريم و ذلك في الحروف المقطعة التي هي من جنس ما يتكلم به العرب الفصحاء و هذا فيه إعجاز لهم.
2:أن القران منزل غير مخلوق ,و أما من قال أنه مخلوق كالجهمية فقد روي عن جماعة من السلف تكفيرهم كأحمد بن حنبل و ابن المبارك و سفيان بن عيينة و عبد الله بن ادريس و وكيع بن الجراح و غيرهم كثير, و تكفيرهم نص عليه العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه (أعلام السنة المنشورة في اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة).
3:انتفاء العبث عن الله عز وجل في خلقه السماوات و الأرض و ما بينهما.
4:تقرير حقيقة و هي:من لا يخلق لا يٌعبد.
4:بيان أنه لا أضل في الحياة من أحد يدعون من لا يستجيب لهم أبدا كمن يدعون الأصنام و القبور و غيرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
1427هـ(20/500)
(نظرات في الأعماق
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:27 ص]ـ
(نظرات في الأعماق)
الحمد للذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم, الحمد لمن جعل من أعظم صفات عباده الأبرار التفكر و التدبر فقال جل من قائل (إن في خلق السماوات و الأرض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) , و أصلي و أسلم على أعظم المتدبرين و المتفكرين و الذي كان التفكر سمة له حتى قبل البعثة فكان يذهب إلى غار حراء الليالي ذوات العدد متفكرا في ملكوت الله معتبرا , فصلى الله على خير من وطئ الأرض و خير من أقلت السماء محمد بن عبدالله و على اله و صحابته أجمعين و بعد:
فإن من أعظم ما تميز به بنو الإنس عن غيرهم من المخلوقات هو أن وهبهم الله تعالى هذا العقل , و الذي هو مناط التكليف في كثير من العبادات إن لم يكن كلها بل قد ثبت عند أصحاب السنن قوله صلى الله عليه و سلم (رفع القلم عن ثلاث: المجنون حتى يفيق , و النائم حتى يستيقظ, و الصغير حتى يبلغ) و في نظرة تحليلية لهذا الحديث نرى أن المدار فيها كلها على وجود العقل و اعتباره مناطا عظيما للتكليف فالمجنون الذي فقد عقله بالكلية لا يحاسبه الله تعالى لفقدانه مناط التكليف ,و مثله النائم و الذي فقد عقله فقدا مؤقتا فإن الله عز و جل لا يؤاخذه بما حصل منه أثناء النوم , و كذلك الصغير و الذي لم ينضج عقله النضج الكامل فيفهم مقاصد التشريع و ينقاد إليها انقيادا كاملا فهو مرفوع القلم عنه أيضا بغض النظر عن بعض التفصيلات و الذي يذكرها الفقهاء في التفريق بين حقوق الله و حقوق العباد , و لكن هذا من باب العموم , فنرى في الحديث رفع القلم عن حالات ضعف العقل الثلاثة و هي إما فقده بالكلية كالمجنون , أو فقده مؤقتا كالنائم , أو نقصه كالصغير. و اختلف العلماء في المغمى عليه هل يلحق بالنائم أم بالمجنون في مسألة فرعوا عليها بعض المسائل.
و لما كان العقل هو النقطة الفارقة بين الإنسان و غيره من الكائنات , كان لزاما على الإنسان أن يستخدم هذا العقل استخداما سليما فيما خلقه الله له و ألا يضرب هذا العقل بأي ضرر, فحرم الإسلام الخمر و كل المسكرات و المخدرات لما فيها من الضرر على العقل , و ذلك لأن حفظ العقل من الضروريات الخمس و التي أجمعت الشرائع السماوية على وجوب حفظها.
و من الأمور التي تفتق عقل الإنسان و تزيده يقينا و إيمان بالله تعالى هو التفكر و التدبر , و الفكر هو إعمال العقل في الشئ بأن تعرض أمامك مسألة أو قضية فتعمل عقلك فيها بحثا و استنتاجا فتخلص إلى النتيجة و التي تزيد إيمانك بالقضية المفكر فيها على الوجه الذي فكرت فيها به.
و من هذا الباب كان هذا الكتاب فهو إعمال لهذا العقل و الذي تحتويه جمجمتي _ و إن كان هناك من الفضلاء من قال أن العقل محله القلب لكن لا ثمرة في الخلاف _ في بعض المقتطفات التي قد تكون قرآنية بعض الأحيان و قد تكون من بحر المصطفى اغترافي لها , أو من بحار الصحابة أو السلف أو العلماء و الأدباء و الشعراء و غيرهم. و الحكمة أن نضئ إضاءات قد يكون هناك من أضاءها قبلنا و قد نكون نحن السابقون لها و لكن الهدف هو التدبر و التفكر ..
كتبه: خالد مبارك عريج
خميس مشيط 8/ 7/1430هـ
النظرة الأولى
(يا أيها الناس)
قال تعالى (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
هذه الاية في سورة البقرة و هي في الترتيب العثماني للمصحف تقع ثانية بعد سورة الفاتحة, و سورة البقرة جلها مدنية إن لم يكن كلها , لأن القول بأن بعض السورة مدني و بعضها مكي اعترض عليه فضيلة الإمام ابن العثيمين رحمه الله تعالى , و قال إن هذا يحتاج لنص صريح في ذلك.
هذه الاية ذكرها الله تعالى بعد أن ذكر أقسام الناس من مؤمن و كافر و منافق و ضرب الامثال النارية و المائية على حد تعبير المفسر ابن كثير في ذكر حال المنافقين.
يبتدئ الله تعالى الاية بحرف النداء (يا) و ما أعظم هذا الأسلوب في شد أذهان السامعين و في لفت أنظارهم , لأن المنادي هو الله تعالى و هو ملك الملوك , و المنادى بفتح الدال هم الناس فحق لهؤلاء الناس أن يرعوا أسماعهم لما سوف يذكره الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/1)
(يا أيها الناس): نداء للبشرية كلها مؤمنها و كافرها * برها و فاجرها. فالناس هم كل من كان من نسل ادم عليه السلام من أي جنس كان. يناديهم الله تعالى في أول نداء عند تقليبك لأوراق المصحف في سورة البقرة * نداء للعبودية و التي خلق الله تعالى الكون هذا و خلق الجن و الإنس لأجلها قال تعالى (و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) فلما كان الهدف من خلق الجن و الإنس هو العبودية ناسب أن يكون أول نداء في ورقات المصحف هو بالأمر بالعبودية.
و انظر إلى عموم النداء (يا أيها الناس) فلم يقل (يا أيها الذين امنوا) و لست هنا مرجحا ترجيحا مطلقا قول من قال بأن الخطاب ب (يا أيها الناس) هو خطاب مكي بحت , و أما الخطاب ب (يا أيها الذين امنوا) خطاب مدني بحت , قد يقال أن هذا هو الغالب , لكن ليست قاعدة مطردة, و أولها هذه السورة المدنية و غيرها كثير ..
لكن العبرة بالنداء العام لجميع الناس مؤمنهم و كافرهم , و ذلك بأن المؤمن يحرضه هذا النداء على زيادة العبودية و التقوى و عدم تزكية النفس , و التعود على تلقي الأوامر الربانية بالسمع و الطاعة , و عدم الترفع عليها , و أما الكافر فهو نداء له بأن يترك عبادة غير الله و يعبد الله وحده الذي لا شريك له.
فانظر إلى التناسق بين الحكمة من خلق الخلق (و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) و الأمر الأول في المصحف (اعبدوا).
ثم لندلف إلى كلمة (اعبدوا) و هي فعل أمر مجردة عن القرينة فتدل على الوجوب عند الأصوليين و ذكروا _ استطرادا _ بعض الصيغ الأخرى الدالة على الأمر فمنها الفعل المضارع المقارن للام الأمر كقوله تعالى (و ليستعفف الذين لا يجدون نكاحا) و منها الفعل المضارع الدال على الأمر كقوله تعالى (و المطلقات يتربصن بأنفسهن) و منها المصدر الثلاثة كقوله تعالى (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) و منها كلمة عليكم * كقوله تعالى (يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم).
و صيغة الأمر إذا كان من عال إلى من هو دونه كان هذا للأمر المطلق كقول الله تعالى (اعبدوا) و إذا كان من شخص إلى من هو مثله كان هذا التماس أو طلب كقول فلان لفلان (اذهب * ارجع) و إذا كان من هو دون لمن هو أعلى منه كقول الداعي (ربنا اغفر لنا) كان هذا دعاءا.
فالعبودية هي أعظم ما يفتخر به الشخص. و تجد في كل إنسان ميل للعبودية حتى لو كانت ضلالا كعبادة غير الله تعالى , و لكن المسلم الحق صرفها لله تعالى.
و قد وصف الله تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم بهذا الوصف دليل على عظم هذه المنزلة فقال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده).
و العبودية نقسمها لقسمين: الأول الذي يتكلم عنه علماء العقائد, و الثاني الذي يتكلم عنه علماء الفقه.
فأما الذي يتكلم عنه علماء العقائد و هو المقصود هنا فينقسم إلى قسمين:
الأول عبودية عامة: و هي العبودية القدرية و التي يقع تحت ظلالها جميع الناس مؤمنهم و كافرهم , و هي تستلزم أن جميع الناس داخلون في ملك الله تعالى و هو المتصرف فيهم و لا يخرجون عن سلطانه طرفة عين. و هي التي قال الله فيها (إن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا)
و الثاني: عبودية خاصة: و تنقسم إلى قسمين:
الأول: عبودية خير المرسلين محمد بن عبدالله و فيها قال الله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا)
و الثاني: عبودية باقي المؤمنين و فيها قال الله تعالى (و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)
و أما العبودية و التي يتكلم عنها علماء الفقه فهي عجز حكمي سببه الكفر , و هو ضد الحرية و ينقسم العبيد إلى أقسام: , فمنهم القن و هو العبد الكامل, و منهم المبعض الذي نصفه عبد و نصفه حر, و منهم المكاتب الذي كاتب سيده على مال يدفعه إليه مقسطا حتى يعتقه, و منهم المعلق الذي علق عتقه على عمل ما ,و منهم أم الولد التي وطئها سيدها و أتت بولد فمتى مات أصبحت حرة ,و منهم المدبر الذي علق عتقه على موت سيده.
فنداء الله تعالى هنا للناس كلهم بأعظم أمر بعث الله الرسل لأجله فقال في سورة النحل (و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/2)
و هنا وقفة: و هي البدء في أمور الدعوة بالأهم فالأهم , و ما حديث معاذ عندما بعثه النبي صلى الله عليه و سلم لأهل اليمن إلا دليل على هذا الأمر , فقوم مشركون لا يسوغ لنا أن نبدأ في دعوتهم بأمور الصلاة و الزكاة و الحج و الصيام قبل أن نبدأ بدعوتهم لتوحيد الله عز و جل و نبذ كل ما يعبد من دونه (و هو الكفر بالطاغوت) و الذي بدأ بعض كتاب بني علمان في نفيه كابن بجاد و غيرهم _ هداهم الله و أراح المسلمين من شرورهم_.
(اعبدوا ربكم الذي خلقكم): كما هو معلوم أن الخطاب هنا للناس أجمعين فانظر يا رعاك الله إلى روعة الخطاب هنا _ فالله عز و جل يأمر الناس بعبادة ربهم _ و كما هو معلوم أنه لم يعلم أحد ينكر أن الله عز و جل هو الرب الخالق الرازق من الأقوام إلا بعض من طمس الله على بصيرته كفرعون الذي امن و لات حين مناص و بعض الملاحدة , و لكن هؤلاء في قرارة أنفسهم مؤمنون بالله تعالى كما قال تعالى (و جحدوا بها و استيقنتها أنفسهم ظلما و علوا) فلما كان الناس مؤمنين بهذا الرب الخالق الرازق و هو _ توحيد الربوبية_ فإن الله عز و جل ذكر كلمة (ربكم) لأن كل الناس كما ذكرنا قد امنوا بربوبية الرب سبحانه فلا مناص إذا من الانتباه لهذا النداء الرباني.
و انظر إلى الضمير التالي (ربكم) فلعل هذا يدل على ما أسلفنا أن كل البشرية مؤمنون بهذا الرب فكان هذا الضمير دليلا على هذا, و لكن انظر إلى فعل الأمر الذي سبقه (اعبدوا) فهذا دعوة لتوحيد الإلهية).
و لعل في هذا دليل على مخاطبة الناس على وفق ما يدركون أو يتصورون و كلنا نعلم مقولة ابن مسعود: إنك لن تحدث الناس حديث لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة عليهم) فالخطاب للناس كان استنادا على ما فطره الله تعالى في العباد من معرف ربهم و خالقهم و رازقهم (و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله).
و اذكر أن بعض الشباب الملتزمين جزاه الله خيرا * أراد أن يهدي لرجل شريطا و كان هذا الرجل فيه بادرة إيمان فأهداه شريطا عن أضرار الزنا * فرحماك ربي من بعض الإجتهادات الخاطئة و لا يعزب عنا قول القائل:
البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها و إما بؤسها
و كذلك من الأمثلة ما يقوم به بعض أئمة المساجد من قراءة كتب ثقيلة على المأمومين كقراءة بعض الكتب التي تتكلم في تفاصيل القدر و غيرها * و هذا مخالف لما عليه أئمة الإسلام.
و يذكر أن سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز أرسل رسالة استنكارية لأحد الإخوان الذين كان لهم برنامجا في الإذاعة و كان عنوان البرنامج (تعلم و اسأل) و طريقة البرنامج أنه يعرض المسألة الفقهية جائلا بها بين كتب المذاهب الأربعة دون ترجيح. فأرسل له ابن باز مناصحا بأن هذا يلزم منه تفرق العامة و الخلط عليهم و أوصاه بإتباع الدليل من الكتاب و السنة دون الخوض في غمار كتب المذاهب.
(الذي خلقكم): بعد أن أمر الله تعالى الناس بعبادة الله عز و جل و هو الرب جل و علا, ذكر الله عز و جل بعض صفاته و التي يعتقدها هؤلاء المشركون ألا و هي الخلق , قال تعالى (و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله).
قاعدة: من لا يخلق لا يستحق أن يعبد,. و إليك ما قاله الله تعالى في سورة الأحقاف (قل أرئيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض) أي يا كفار قريش:أما و قد عبدتم هذه الأصنام التي لا تضر و لا تنفع فأروني ماذا خلقت هذه الأصنام , فإن من لا يخلق لا يستحق أن يعبد من دون الله.
و الخلق أقسام فمن معانيه الإبتداء: أي أن يوجد شئ ليس بموجود أصلا و هذا لا يستطيع أحج من الناس فعله فهو خاص بالله فهو الذي أوجد الناس من العدم و خلق كل المخلوقات و لم تكن شيئا مذكورا.
و أما المعنى الثاني فهو التحويل: أي أن تحول المادة من شكل إلى شكل, فهذا الخشب تستطيع أن تصنع منه بابا أو كرسيا أو غير ذلك , فهذه قد تطلق على المخلوقين , و قد يحمل عليها قوله تعالى (تبارك الله أحسن الخالقين) و إن عارض بعض العلماء في ذلك فالمسألة اجتهادية.
أما سمعتم قول الله تعالى (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك) فمن خلقك و سواك و عدلك ألا يستحق أن تعبده وحده, فحق لأصحاب العقول الصافية ن يدركوا مثل هذه الحكم و العظات.
(و الذين من قبلكم): أي أن الله هو الذين من قبلكم من الأقوام السابقة,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/3)
و لعل ابتداء الله عز و جل بالتذكير بأنه خلق المخاطبين قبل خلق الأمم السابقة ابتداء بالحاضر قبل الغائب فهم ينظرون أنفسهم التي بين جنبيهم فاعتبارهم بها أقوى ثم أردفها الله تعالى بخلق الأمم السابقة ثم السماوات و الأرض.
(لعلكم تتقون):
اختلفوا في لعل هنا , فأصلها كما قال أئمة اللغة هي الترجي و الطمع و التوقع و الإشفاق و هذا مستحيل على الله تعالى فاختلفت عبارات المفسرين على قولين مشهورين:
منها أنه لما كانت المخاطبة للبشر كان بمنزلة قوله لهم: افعلوا ذلك على الرجاء منكم و الطمع و بهذا قال سيبوية.
و ما رجحه ابن القيم و ابن عثيمين رحمهما الله أن لعل في القران في حق الله لا تأتي للترجي و إنما هي للسببية فيكون المعنى (افعلوا ذلك فهو سبب لتقواكم.) و هذا أقوى.
فالتقوى هي المناط الذي يرجى تحقيقه من العبادة.
و للتقوى تعريفات مشهورة منها ما قاله الشاعر ابن المعتز:
خل الذنوب صغيرها و كبيرها ذاك التقى و كن كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
.اهـ.
النظرة الثانية
قال تعالى (و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
كانت هذه الاية الكريمة بعد ذكر ايات الصيام و أحكامه, و لعل هذا يدل دلالة واضحة على تعلق شهر الصيام بالدعاء و الانطراح بين يدي خالق الأرض و السماوات , فإن العبد لما حرم نفسه من ملاذها كأكل و شرب و جماع حقيق به أن يقرع باب ربه بالدعاء بنوعيه مسألة أم عبادة و كلاهما عبادة, لكي ينهل من معين الإيمان الذي من نهل منه فاز بالحسنى ..
كل العبادات التي يقوم بها العبد لا يجوز له إطلاقا أن ينسب الفضل لنفسه فيها, فإنه لو فعل ذلك لحبط عمله و لابتلي بالنكوص على الأعقاب ..
بل عليه أن يعلم علما جازما أن الله عز و جل هو المتفضل بهذه النعمة عليه, و أن تفضل الله عليه بهذه العبادة نعمة تستحق أن تشكر, و من هذه العبادات الصيام , بل هو من أجلها, لأن الله عز و جل قال في الحديث القدسي (كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به) و اختلف المؤولون في تأويل هذا الحديث على أقوال لعل أنقاها ما ذكره الشيخ الشعراوي رحمه الله من أن الصيام عبادة لم يعبد بها أحد غير الله تعالى فكان هذا دليلا على أن الصوم له كله ..
و في نهاية الاية التي قبل هذه الاية قال تعالى (و لتكملوا العدة و لتكبروا الله على ما هداكم و لعلكم تشكرون) فالتكبير عبادة باللسان و الشكر عبادة باللسان و القلب و الجوارح, و كلاهما من أقل ما يفعل العبد بعد أداءه للصيام , فالتكبير تعظيم لله الذي من عليك بنعمة الصيام’ و الشكر شكر له على إكمال نعمة الصيام:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي و لساني و الضمير المحجبا
و بعدها يأتي دور الدعاء و إعلام الله للناس بقربه منهم و استجابته لدعواتهم , فعليهم بعد أداء ركن الصيام أن يدعو الله دعاء عبادة شكرا له على إتمام الصيام, و دعاء مسألة بأن يتقبل منهم هذا الركن, و أن يبلغهم صياما آخر ..
*كثير من ايات القران تستفتح بقوله تعالى (يسألونك) فمنها (عن الأنفال) (عن المحيض) (عن الأهلة) (عن الشهر الحرام) (عن الخمر و الميسر) (ماذا ينفقون) و غالب هذه الآيات إن لم يكن كلها تعقب بقوله تعالى (قل) فمنها (قل الأنفال) (قل هو أذى) (قل قتال فيه) (قل فيهما إثم كثير) (قل ما أنفقتم من خير) ..
و لكن في هذه الاية أمران:
1: أنه ذكر فعل السؤال بالفعل الماضي و بالجملة الشرطية ..
2: أنه لم يقل بعدها (قل) و لكن قال (فإني قريب) ..
و لعل إيراد الجملة الشرطية و الفعل الماضي دليل على تحقق المشروط عند وجود الشرط مباشرة , فيدل على أن الله يحقق مطلوب الإنسان و يستجيب دعوته عند دعوته مباشرة ...
و أما عدم قوله تعالى (قل) فلعل هذا يدل على أن الدعاء من الأمور التي تربط العبد بربه مباشرة فلم يذكر الله واسطة بينه و بين العبد ..
*و قوله تعالى (عبادي) دليل على أن الله يتلطف مع عباده بناديهم بأحب الأسماء عندهم, فأفضل ما يتمناه العارفون و يشمر له المشمرون ان تطلق عليهم كلمة (عبد) ..
*الله قريب من عباده , و لعل سبب نزول الاية دليل على هذا , فإن الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه و سلم (هل ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه) فنزلت هذه الاية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/4)
و هذا القرب من كمال ربوبيته عز و جل فالعلماء يقولون (ربنا قريب في علوه, علي في دنوه) , و لا يتبادر إلى الأذهان قول الحلولية أو الوجودية من أن الله حال في خلقه أو أنه هو كل المخلوقات, بل هذا الكفر الصراح, و الفرق بين الحلولية و الوجودية أن أهل الحلول يقولون بالانفصال بين الخالق و المخلوق لكن الله تعالى عن قولهم حل في مخلوقاته, و أما أهل وحدة الوجود فيقولون أن كل الموجودات هي الله و لا يرون بالانفصال بين الخالق و الخلق, و هذه الفرقة من أكفر أهل الأرض و يتولى كبرهم ابن عربي و ابن الفارض و ابن سبعين و التلمساني و غيرهم ..
*و لأن الله قريب من عباده فهو يجيب دعواتهم إذا دعوه , و لكن هذه الاية مخصصة بقوله تعالى (فيكشف ما تدعون إليه إن شاء) فإجابة الدعوة معلقة بالمشيئة و لكن العبد لن يعدم من هذه الدعوة خيرا, فإنه في عبادة أولا لأن الدعاء هو العبادة في حديث صحيح , و مخ العبادة في حديث اختلفوا فيه, و ثانيا: إما أن تجاب دعوته , و إما أن يصرف عنه شر منها, و إما أن تدخر له يوم القيامة ...
*لعل في قوله تعالى (فإني قريب) ثم (أجيب دعوة الداع إذا دعان) دليل على أن الإنسان عليه أن يبدأ في دعاءه بالثناء على الله تعالى , فالله عز و جل قبل أن يذكر أنه يجيب دعوة الداعي , أخبر أنه قريب و هذه صفة مدح له تعالى, فعلى هذا قبل أن يدعو الإنسان ربه الأولى له أن يبدأ بذكر محامده تعالى و هذا معروف من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم (اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أن تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني .... ).
* أمر الله تعالى أن يستجيب له عباده بأن يدعوه و يعبدوه و يؤمنوا به تعالى ..
*و لفظة (فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي) هي من صيغ الأمر عند الأصوليين).
*قوله تعالى (لعلهم يرشدون) لعل هنا سببية فسبب الرشاد هو الاستجابة لله و الإيمان به ..
* و لعل مما يؤكد على الصلة الوطيدة بين الصيام و الدعاء أنه و بعد هذه الاية رجع السياق إلى ايات الصيام فقال تعالى (أحل لكم ليلة الصيام ... )
*لعل هذه الاية كانت فاصلا رائعا تدل على أنه ينبغي للعبد أن يقصد بجميع عباداته وجه الله و ألا ينسى من التوجه إلى ربه بقلبه و قالبه , و ألا تلهيه مسائل الفقه_مع أهميتها_ عن عبادات القلوب, و ذلك لأنه في الآيات السابقة قبل هذه الاية ذكر الله تعالى فضل رمضان و الصيام و أحكام الرخص في الصيام كالسفر و المرض و كفارة ذلك, ثم بعد هذه الاية ذكر المفطرات التي تفطر الصائم من جماع و أكل و شرب, و وقت الإمساك و وقت الإفطار, فتنبه ..
10/ 1/1431(21/5)
العناية بلغة القرءان
ـ[موسى بن محمد أبو حسان]ــــــــ[20 - 06 - 10, 01:08 م]ـ
محاضرة مرئية بعنوان (العناية بلغة القرءان) للشيخ المغربي عبد الرحيم القاوش
http://www.maghrawi.net/?taraf=Mar2ia&sinf=15&sheikh=37&silsila=17&darsid=1316(21/6)
مراكز ومعاهد القراءات الخاصة بالقاهرة والأسكندرية؟؟؟
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:05 ص]ـ
السلام عليكم
اود من الاخوة ان يفيدونا باسماء المراكز او المعاهد التي تدرس القراءات بالقاهرة والاسكندرية بالعناوين او ارقام التليفونات
وجزاكم الله خيرا
ـ[إسماعيل الشرقاوي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:44 ص]ـ
يمكنك الإلتحاق بمعهد القراءات بالإسكندرية بسموحة كما يمكنك بحمد الله أن تتعلم التجويد والقراءات وتقرأ بأي رواية أو قراءة متواترة بضبط وإتقان وسهولة ويسر، وتنال الإجازة بالإسناد المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد مقرئ مجاز بالقراءات العشر وكتب السنة والشريعة، بمعهد القرآن الكريم التابع لمعهد الدعوة والدراسات الإسلامية - بالأسكندرية
3 ش عبد السلام عارف - بولكلى - أمام أبو ربيع - على الترام
كل يوم من الساعة10ص إلى الساعة 5 م ماعدا الجمعة والسبت.
لمزيد من الإستعلام يرجى الإتصال على 0120426105
على سكاي بي elsharkawe1427 وبنفس المعرف على الهوت ميل والماسنجر. وفقكم الله.
بعض ما يسر الكريم
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=6410
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6807
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 10, 05:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم فضيلة الشيخ اسماعيل
نود من الاخوة في القاهرة ان يفيدونا باسماء المراكز هناك
بارك الله فيكم(21/7)
ما هى الأية البينة التى تركها الله مكان ديار لوط عليه السلام؟
ـ[أبو سلمان العراقى]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:23 م]ـ
قال تعالى: وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (العنكبوت: 35)
اختلف المفسرون فى ماهية الآية، فقيل أن الله تعالى أمر جبريل عليه السلام برفع مدائن قوم لوط وكن سبعا بمن فيها من الأمم وكانوا قريبا من أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوانات وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح ديكتهم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها (البداية والنهاية).
أما الآية البينة فقد قال ابن عباس رضى الله عنهما: آثار منازلهم الخربة (البغوى، والقرطبى، والنسفى، والجلالين، والوجيز للواحدى، والبيضاوى، وأبو السعود،وفتح القدير للشوكانى، وأبو السعود)، وقيل هى بحيرة خبيثة منتنة (ابن كثير)، و قيل هي بقايا قريتهم مغمورة بماء بحيرة لوط تلوح من تحت المياه شواهد القرية وبقايا لون الكبريت والمعدن التي رجمت بها قريتهم (التحرير و التنوير)، وقال مجاهد: هو الماء الأسود الباقي على وجه أرضهم (فتح القدير، والبغوى، والقرطبى، والنسفى، وأبو السعود، وزاد المسير)، وقيل بقية أنهارها المسودة (البيضاوى).
و قال مجاهد: هى عبرة (الطبرى، وابن كثير، ومعانى القرآن)، وقيل هى حكايتهم الشائعة أو الخبر عما صنع بهم (البيضاوى، وأبو السعود، وزاد المسير).
وقال قتادة و أبو العالية: هي الحجارة التي أهلكوا بها أبقاها الله حتى أدركها أوائل هذه الأمة (البغوى، و القرطبى، و الطبرى، و البيضاوى، و أبو السعود، و معانى القرآن، و زاد المسير)، وقد قيل إنه يرجم بها قوم من هذه الأمة (القرطبى، ومعانى القرآن).
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:20 م]ـ
الله يجزاك خير على النقل الطيب
" ليدبروا آياته "(21/8)
لأول مرة على الانترنيت مصحف مكتوب بقراءة أبي جعفر براوييه
ـ[كمال المروش]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلام تسليما كثيرا إلى يوم المآل
أما بعد
إخواني الكرام لأول مرة على شبكة الانترنيت نضع مصحفا كاملا مكتوب بقراءة أبي جعفر يزيد بين القعقاع رضي الله عنه براوييه ابن وردان وابن جماز رحمهم الله.
وقد قام بالعمل على هذا المصحف احد خُدَّام كتاب الله عز وجل لم يرد أن يفصح عن نفسه يرجوا من الله أن يثيبه على هذا العمل العظيم
وقد قسّم هذا المصحف روايتين ابن جماز وابن وردان مع تلوين مواضع الخلاف مع حفص.
ومن هنا اطلب من جميع المشايخ الفضلاء وطلاب العلم النجباء والمتخصصين في علم القراءات أن يراجعوا هذا المصحف. فان وجدوا فيه خطأ أن يلتمسوا العذر ويرشدونا إلى الأخطاء لتصحيحها على هذا البريد:
Iben-aamer-elshami@hotmail.com
واشكر الشيخ الكريم الذي سهر على كتابة هذا المصحف واسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وان يكتب له الأجر في الدنيا والاخرة
وهذه روابط المصحف:
http://dc217.4shared.com/img/323218189/9b7e79fa/___online.pdf (http://www.4shared.com/document/hqwpmQFE/___online.html)
رواية ابن جماز. pdf (http://www.4shared.com/document/MfREzFJX/___online.html)
وهذا منهج ابو جعفر رضي الله عنه:
http://dc217.4shared.com/img/323218196/12da552a/____.pdf (http://www.4shared.com/document/-auBOPsv/____.html)
لا تنسونا من دعائكم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعن
ـ[خديجه بنت عمر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:40 ص]ـ
تقبل الله منكم وجزاكم الله خيرا على هذا العمل الطيب وجعله في ميزان حسناتكم ,
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بارك الله في كل من ساهم في هذا العمل
الى الآن يتبقى لنا قراءة يعقوب بروايتيه وكذلك خلف العاشر بروايتيه حتى يكون لدينا مصاحف بكل الروايات
ـ[أبو الزهراء الآزغاري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا على ما قدمتموه
أرجو اصلاح رابط رواية ابن وردان فانه لا يعمل
وشكرا
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:25 م]ـ
للأسف هذا الموقع محجوب هل من موقع رفع آخر؟؟؟ .........
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 06:11 م]ـ
للأسف هذا الموقع محجوب هل من موقع رفع آخر؟؟؟ .........
رفع ...............(21/9)
النوارنيه
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:20 م]ـ
من يعطيني نبذه عن النوارنيه وهل تناسب الكبار وجزتكم الله خيرا
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:11 م]ـ
يرفع .............
ـ[طالبة الهدى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:26 م]ـ
تناسب:
الأطفال والكبار و الأعاجم ..
رابط مفيد:
http://www.tardeed.com/default.asp?LANG=1(21/10)
مصحف مرتل رااائع يعرض على الإذاعة,, فكيف نحصل عليه أو أين نجده؟
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني اهل القرأن
جعلنا الله وإياكم من اهله وخاصته آميين.
إذاعة القرأن الكريم بالمملكة تعرض مصحفا جميلا وتلاوته ندية
وهي للشيخ/ أحمد محمد سلامة , وهي أشبه ما تكون بمصحف الشيخ المنشاوي
بحثت عنه في كل مكان على الشبكة فلم أهتدِ إليه
وإنما وجدت مصحفا له مسجلا بالقاهرة ويبدوا أنه قراءة تراويح
اتصلت على الإذاعة فلم يتجاوبوا
فالسؤال بارك الله فيكم: أين نجد هذا المصحف النفيس؟ نرجوا ممن كان عنده أن يدلنا عليه
المصحف يعرض صباح كل يوم الساعة 8:10
ـ[محمد بن إسماعيل]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:34 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الباري أخانا ابن البجلي
هذا المصحف المرتل كاملاً من صلاة التراويح
القارئ الشيخ أحمد محمد سلامة حفظه الله
http://www.alquraa.com/vb/showthread.php?t=25945
الإمام بمسجد الصديق بالشيراتون
ولعل هذا المصحف هو الذي وقفتَ عليه، وما زال البحث جارياً عن المصحف الذي تبثه إذاعة المملكة
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:54 ص]ـ
قارىء متقن
يراعى المخارج جيدا
وصوته جميل لو تخلى عن محاكاة محمد جبريل
بالمناسبه
هل هو شقيق القارىء المتقن ذو الصوت العذب و الأداء الفريد ياسر سلامه حفظه الله؟
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:25 م]ـ
أخي محمد إسماعيل
أنا وقعت على الرابط بالأعلى قبل كتابة الموضوع وقارنت بسورة البقرة بينها وبين مصحف الإذاعة ففرق بينها
مصحف الإذاعة يشبه أداءه فيه أداء المنشاوي وأجمل
والمصحف لازال يعرض في بدايته من سورة البقرة صباح كل يوم
ـ[محمد شرف الدين]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:41 ص]ـ
أخي محمد إسماعيل
أنا وقعت على الرابط بالأعلى قبل كتابة الموضوع وقارنت بسورة البقرة بينها وبين مصحف الإذاعة ففرق بينها
مصحف الإذاعة يشبه أداءه فيه أداء المنشاوي وأجمل
والمصحف لازال يعرض في بدايته من سورة البقرة صباح كل يوم
يمكنك اخي الكريم ان تستمع للتلاوة عبر الشبكة والتسجيل ايضا راجع هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=206974(21/11)
سؤال عن المنظومة في علم رسم القرآن
ـ[عبد الودود السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك منظومة في علم رسم القرآن على قراءة حفص؟
وهل المنظومتان,
كشف العمى والرين للشيخ محمد العاقب بن بايأبى,
وتحفة الفتيان للشيخ محمد المامي اليعقوبي, خاصتان بقراءة نافع دون سواها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الودود السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:58 م]ـ
هل من مجيب؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الودود السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
هل من مجيب؟
وجزاكم الله خيرا
والمنظومتان بالمرفق ..
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تم التحميل
ولا زلنا معك من المنتظرين ... فاللهم ارزقنا
ـ[عبد الودود السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تم التحميل
وإياك أخي
ولا زلنا معك من المنتظرين ... فاللهم ارزقنا
آمين
ـ[عبد الودود السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 10, 12:07 م]ـ
(للفائدة)
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=21239
ـ[أبو أنس آل عليان]ــــــــ[07 - 08 - 10, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم نعم يوجد منظومة في علم رسم القران الكريم واسمها لطائف البيان في رسم القران على شرح مورد الظمآن. والله اعلم(21/12)
هل سمعتم بهذا التفسير
ـ[محمدعياش]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
هل سمعتم بتفسير (لوامع البيان في تفسير القرآن) أشرف شمسي
من عنده علم به فلا يبخل علينا بأن يدلي ما عنده ومنا له الدعاء ......(21/13)
ما المقصود بـ " تحفة المالكي " في كتب علوم القرآن الكريم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:58 م]ـ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الإخوة الأفاضل وفقهم الله جميعا، وقفت على منظومة رائقة في علوم القرآن لأبي بكر بن أبي القاسم الأهدل (ت:1035 هـ) اسمها: العِقْيَانُ " وهي منظومة في (آداب قارئ القرآن ومُعلِّمه ومتعلِّمه)، قال النَّاظم إنه لخصها من " تحفة المالكي " وزاد عليها بعض القيود والتَّحريرات لمجملاتها، وغيَّر المرجوح الَّذي فيها بالرَّاجح عند الشَّافعيَّة وزاد عليها من التِّبيان للإمام النَّووي وغيره من الكتب
قال النَّاظم:
ولخَّصْتُهُ مِنْ تُحْفَةِ الْمَالِكِيِّ مَعْ ......... قُيُوْدٌ وَتَحْرِيْرٌ لِمَا كَانَ مُجْمَلا
وإِبْدَالُ مَا فِيْهِ خِلافٌ بِرَاجِحٍ ... لَدَى صَحْبِنَا حَسْبَ الَّذِيْ قَدْ تَسَهَّلا
وَزِدْتُ مِنَ التِّبْيَانَ فِيْهِ وَغَيْرِهِ ............ فَوَايِدُ حَاكَتْهَا فَرَائِدُ تُجْتَلى
حَوَى فَضْلَ قُرْآنٍ وآدَابَ قَارِئٍ ....... وَأحْكَامَ تَعْلِيْمٍ فَجَاءَ مُكَمَّلا
وَجَاءَ جَمِيْعَاً فِيْ مُقَدِّمَةٍ وَفِي .............. ثَلاثَةِ أَبْوَابٍ وَخَاتِمَةٍ وَلا
فَقَرَّبْتُهُ بِالنَّظْمِ لِلْحِفظِ رَاجِيَاً ............ مَثُوْبَةَ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ مُؤَمِّلا
وَرَتَّبْتُهُ كَالأَصْلِ إِلَّا مَوَاضِعَاً ......... أُخَالِفُهُ، فَافْطنْ وَكُنْ مُتَأَمِّلا
سؤالي حفظكم الله وبارك فيكم: ما المقصود بقوله " تحفة المالكي "؟
تأملت وبحثت - حسب جهدي ومعرفتي - فلم أتوصَّل إلى شيء، فأحببت أن أستفيد من الأفاضل في معرفة الكتاب المقصود في قول النَّاظم
وفقكم الله وسدَّدكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:31 ص]ـ
يرفع لطلب الفائدة
ـ[المنصور]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:04 ص]ـ
لعله ياشيخ خالد يقصد: التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي
وسماه تحفة لكونه أعجبه - وهو كذلك - والقرطبي مالكي المذهب
ويمكن اكتشاف ذلك بعرض أبواب المنظومة على التذكار
فإن تشابها فهو المطلوب، وإن لم فأستغفر الله تعالى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:13 م]ـ
فتح الله عليك أخي الفاضل الدكتور عبد الله بن حمد المنصور وجزاك خيرا وبارك فيك
أتحفتني بهذه الإجابة المباركة، وقد رجعت للكتاب فوجدت الأمر كما ذكرت وفقك الله
أسأل الله أن يكتب أجرك وأن يبارك لك في علمك وعمرك وولدك ومالك وأن ينفع بك المسلمين(21/14)
ما هي الآية التي عندما سمعتها قلت: " كأنما أسمعها لأول مرة "؟
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[24 - 06 - 10, 08:51 م]ـ
سبحان الله كم نحن في غفلة عن القرآن وعجائبه
قال وهيب بن الورد: قيل لرجل: ألا تنام؟ قال:
إن عجائب القرآن أطرن نومي.
كنت استمع اليوم لسورة طه، حتى اذا وصل الشيخ عند قوله تعالى
:" قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)
وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)
قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)
فوالله ما ان طرقت سمعي حتى كبرت وقلت سبحان الملك: انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون
قال قد أوتيت سؤلك يا موسى
اي عظمة في هذه الآية: كأني لم اقرأها عشرات المرات
فقلت: اذا حدث هذا معي فقد يحدث مع غيري
فهاتوا ما عندكم بارك الله فيكم
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:46 ص]ـ
1 - قول الله تعالى: (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:47 ص]ـ
قول الحق سبحانه (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)) سورة الجاثية آية 21
قال الشيخ السعدي:
أي: أم حسب المسيئون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم.
{أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} بأن قاموا بحقوق ربهم، واجتنبوا مساخطه ولم يزالوا مؤثرين رضاه على هوى أنفسهم؟ أي: أحسبوا أن يكونوا {سَوَاءً} في الدنيا والآخرة؟ ساء ما ظنوا وحسبوا وساء ما حكموا به، فإنه حكم يخالف حكمة أحكم الحاكمين وخير العادلين ويناقض العقول السليمة والفطر المستقيمة، ويضاد ما نزلت به الكتب وأخبرت به الرسل، بل الحكم الواقع القطعي أن المؤمنين العاملين الصالحات لهم النصر والفلاح والسعادة والثواب في العاجل والآجل كل على قدر إحسانه، وأن المسيئين لهم الغضب والإهانة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:21 م]ـ
(وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احساناً)
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:39 م]ـ
قول الله عز و جل في سورة النساء الاية 18:
و ليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان و لا الذين يموتون و هم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا أليما
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:52 م]ـ
قول الله تعالي: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:13 م]ـ
قول الله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى}
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:59 م]ـ
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:05 م]ـ
الأيات كثيرة في ذلك و لله الحمد، و ذلك كرم من الله عز و جل فقد ينفتح القلب لهذا الأمر و يتخشع كثيرا.
اللهم اجعلنا من الخاشعيين.
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:12 م]ـ
قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:16 م]ـ
قول الحق سبحانه (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)) سورة الجاثية آية 21
قال الشيخ السعدي:
أي: أم حسب المسيئون المكثرون من الذنوب المقصرون في حقوق ربهم.
{أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} بأن قاموا بحقوق ربهم، واجتنبوا مساخطه ولم يزالوا مؤثرين رضاه على هوى أنفسهم؟ أي: أحسبوا أن يكونوا {سَوَاءً} في الدنيا والآخرة؟ ساء ما ظنوا وحسبوا وساء ما حكموا به، فإنه حكم يخالف حكمة أحكم الحاكمين وخير العادلين ويناقض العقول السليمة والفطر المستقيمة، ويضاد ما نزلت به الكتب وأخبرت به الرسل، بل الحكم الواقع القطعي أن المؤمنين العاملين الصالحات لهم النصر والفلاح والسعادة والثواب في العاجل والآجل كل على قدر إحسانه، وأن المسيئين لهم الغضب والإهانة والعذاب والشقاء في الدنيا والآخرة.
حسبنا الله و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة الا بالله
الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/15)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:36 م]ـ
أشكر جميع الاخوة والاخوات
ولكن لو تفضلتم بكتابة مشاعركم اثناء سماع الآية
أو بمعنى آخر ما هو الشيء الذي هزكم في الآية (لتعم الفائدة)
وبارك الله فيكم
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:44 م]ـ
(وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احساناً)
كلما سمعت الآية الكريمة ابكى لوفاتهما .. مهما قدمنا لهم فى حياتهما فلن نوفيهما حقهما.لا نشعر بذلك الا بعد فقدهما. و اغلاق بابان من الجنة .. من كان مثلى كان له نفس مااشعر به
ولم يبقى الا نهر الدعاء
رب ارحمهما كما ربيانى صغيراً وكبيراً
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:50 م]ـ
قول الله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيك رَبّك فَتَرْضَى}
وبشر الصابرين
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:17 م]ـ
(وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو ... )
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:26 م]ـ
و اني كلما قرأت احدى الايات المذكورة من طرف الاخوة اقول: كأنما اسمعها لأول مرة
سبحان الله ما أحلى القرآن و أعظمه
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:36 ص]ـ
قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
عند سماع هذه الآية أو عند قرأتها ينتابني شعور غريب لا أدري ما هو
أتأمل ما هذه القدرة ما هذه العظمة سبحانك
أرجوكم يا أعضاء الملتقى من قرأ هذه الآية فليذهب لأي كتاب تفسير يتكلم عن لطائف الآيات
سيجد العجب العجاب في قدرة رب الأرباب
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:41 ص]ـ
قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:00 ص]ـ
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ
ولا تعليق عندي
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:30 ص]ـ
ذات مرة لجأت الى ربي ببعض العبادات وكثرة الاستغفار والذكر أملا في أن ينصرني في موضوع لم أكن مخطئة فيه
لكني كنت مائلة بقلبي عن الرب الى بعض خلقة محبة وتعلقا
فلم ينصرني ربي كما تعودت بل فوجئت بالخذلان والإهانة الشديدة!!!
وعندما عدت شعرت برغبتي في ترك العبادة!!
صدمت في نفسي وسرعة وسهولة فتنتي
فمما أطلق الله به لساني ((اللهم لا تفتني في ديني))
ومرت في خاطري آيات لطالما حفظتها وراجعتها ولكن لأول مرة اقرأها بعقل
((ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة,,ذلك هو الخسران المبين) الحج
((الم ,أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون,,ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين,,ام حسب الذين اجترحوا السيئات أن يسبقونا ساء مايحكمون .. من كان يرجوا لقء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم,,ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين))
ارجوا من الله ان يكون تخليصا من الدنيا واهلها وكل من سواه والا يكون غضبا وعقابا
اعتذر عن الاطالة
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:43 ص]ـ
سمعْتُ أحدَ شيوخي يقرأ آيةً من كتاب الله في مقام الوعظ، فهزّتني كأني أول مرة أسمعها، وهي في سورة آل عمران، قال تعالى: (ربَّنا آمَنَّ بما أنْزَلْتَ واتّبعْنا الرسولَ فاكتبْنا مع الشاهدين) ... لمّا وصل الشيخ عند كلمة (واتّبعْنا) توقّف عند حرف التاء، وسقطتْ الدَّمعةُ من عينه ثمّ أكملَ الآيةَ ... فانتابني شعورٌ غريبٌ، فالله المستعان.
ـ[سامي هاشم]ــــــــ[01 - 07 - 10, 10:27 ص]ـ
كان لي روئية صالحة مبشرة رأتها أختي حفظها الله
كما قال صلى الله عليه و سلم
( ... أو تُرى له)
أعزُ ما أملك
أخبرتُ بها رجل أحبه في الله
و أوصيته أن يكتُمها
فلم يفعل -عفا الله عنه-
فوصلت إلى كل الناس في بلدتنا
فشكك فيها الناس
و لا يسألني عنها أحد
بل ينظرون إلي من تحت لفوق
(انتَ؟ الخقلة دي؟ بشرى؟)
يطعنوا فيها و ينظرون إلي مستحقرين
نظرة (ما هذا الذي تدعيه)
و كُنتُ أشفق على ذلك شهور بل سنين
ليس لنفسي فإني أعرف حقارة نفسي
بل لأن الرائِ أختي
ففي يومٍ جميل
قرأتُ قوله تعالى
(وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين)
أعطي (أهؤلاء) المد عشن تستشعر الاستحقار كيدا
... لعل العبرة وضحة
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:55 م]ـ
قال الله عز وجل:: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف/28]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/16)
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:16 ص]ـ
قول ربي جل جلاله {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ}
ـ[عبدالسلام النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:54 ص]ـ
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:23 م]ـ
قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا)
وقوله سبحانه (تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين)
ـ[أمين يوسف الأحمدي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في بداية تحضيري لإحدى الشهادات الجامعية كنت أكثر من قراءة الكتب التي تتحدث عن نظريات القراءة المعاصرة ومناهج التفسير الحديثة ومحاولة تطبيقها على القرآن وما وقع من أخذ ورد بين أهل التفسير الأصيل والحداثيين في محاولة قراءة جديدة للنص القرآني-زعموا- حتى إذا تنازعتني الأفكار كل منزع فزعت إلى المسجد وكان اليوم جمعة فافتتحت سورة الكهف حتى إذا بلغت قوله تعالى: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا). فوالله الذي لا إله غيره لكأني أقرؤها أول مرة، ولا أدري كيف جعل لساني يردد: وكان الإنسان أكثر شيء جدلا، لقد أنزل الله كتابه بيانا وتبيانا ومبينا، وكانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مزيد بيان له، وتعهد الله بحفظه حتى لايذهب شيء من مقاصده عن عموم الأمة ثم الناس اليوم يزعمون أنه لا بد من مناهج محدثة ونظريات مستوردة ونتاج عقول ملؤها الكفر والإلحاد والشرك والمعاصي لفهم القرآن وهل يفتح معنى القرآن للعقول المريضة والأفهام السقيمة؟ لا والله إن مهيع الحق واضح وإن شرعة الصواب في فهم القرآن بينة ولكن ...... : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[12 - 07 - 10, 04:45 م]ـ
القرآن العظيم .. القرآن الكريم .. كلام الله عزوجل ..
لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد،
لا يضل من اتبعه .. ولا يفلح من ابتعد عنه وهجره ..
سبحان الله .. لا يقرأه قارئ بتأمل وتفكر وخشوع إلا ووجد أثر ذلك في نفسه وحياته ..
اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ولك الحمد على نعمة القرآن ولك الحمد على أن هديتنا إليه
وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
ما أكثر الآيات التي تستوقفك كأنك لم تسمع بها من قبل .. ومن أعظم ما استوقفني من زمن قول الله تعالى في سورة المعارج:
(كلا إنها لظى. نزاعة للشوى. تدعوا من أدبر وتولى. وجمع فأوعى)
اللهم لا تجعلنا من أهلها .. وارحمنا برحمتك .. واجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة
ومن الآيات التي لا يزال المرء يزداد بها ثباتاً في الملمات، قول الله تبارك وتعالى في سورة الزمر
( ... إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بتقصيرنا .. وارحمنا برحمتك واغفر لنا .. إنك أهل التقوى وأهل المغفرة
ـ[أبو جمانه]ــــــــ[13 - 07 - 10, 05:12 م]ـ
قوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب* وإلى ربك فارغب"
ـ[ابن حجر الغامدي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 11:49 م]ـ
قوله تعالى: ((الله نور السماوات والأرض ... )) الآية
ـ[عبد الله العتابي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 09:51 م]ـ
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ
ـ[أبو حفص الشافعي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 01:16 ص]ـ
كلما قرأت هذه الآيات التي تمر علي أسماع كثير منا (سيروا فيها ليالي و أياما آمنين) أستشعرت بنعمة عظيمة كنت أتنعم بها واتقلب فيها ليل نهار ألا وهي نعمة (الأمن) و قوله - صلي الله عليه وسلم -: " من أصبح آمنا في سربه معافي في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا وما فيها "
و انظر كيف امتن الله علي قريش بقوله " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " والحال الذي أعيش فيه لا لسبب إلا أنني متمسك بالسنة و ادعوا إلي ربي - تبارك وتعالي - وقد فقدت هذه النعمة تقريبا ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك و تحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
اللهم لا تحرمني وسائر المسلمين من هذه النعمة اللهم آمين
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[16 - 07 - 10, 02:42 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء واوفاه
بصراحة تجارب مفيدة في تدبر القرآن
حتى اني عندما اقرأ آية وردت في هذا الموضوع، اتذكر معها تجربة الاخ أو الاخت صاحبة الآية
ولي رجاء اطلبه مرة اخرى
لو تفضلتم بذكر تجربتكم مع الآية الكريمة
لنستفيد منها في تدبر القرآن(21/17)
اول مرة على الانترنيت مصحف كامل مكتوب بقراءة خلف العاشر من طريق الدرة
ـ[كمال المروش]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلام تسليما كثيرا إلى يوم المآل
أما بعد
إخواني الكرام لأول مرة على شبكة الانترنيت نضع مصحفا كاملا مكتوب بقراءة خلف البزار رحمه الله ورضي عنه براوييه إسحاق وإدريس رحمة الله عليهم أجمعين.
وقد قام بالعمل على هذا المصحف احد خُدَّام كتاب الله عز وجل لم يرد أن يفصح عن نفسه يرجوا من الله أن يثيبه على هذا العمل العظيم
وقدتمَّ تلوين مواضع الخلاف مع حفص.
ومن هنا اطلب من جميع المشايخ الفضلاء وطلاب العلم النجباء والمتخصصين في علم القراءات أن يراجعوا هذا المصحف. فان وجدوا فيه خطأ أن يلتمسوا العذر ويرشدونا إلى الأخطاء لتصحيحها على هذا البريد:
Iben-aamer-elshami@hotmail.com
واشكر الشيخ الكريم الذي سهر على كتابة هذا المصحف واسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء وان يكتب له الأجر في الدنيا والاخرة
وهذه روابط المصحف:
http://www.4shared.com/document/5YrIh1cn/__online.html
وهذا منهج خلف العاشر رحمه الله و رضي عنه:
http://www.4shared.com/document/vpwFogYE/_____.html
لا تنسونا من دعائكم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعن
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:56 ص]ـ
الله أكبر
تم التحميل بفضل الله
يتبقى لنا يعقوب
بوركت يا شيخ وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا(21/18)
مراجعة الحزب المفصل: من صفحة 538 - 545 (الغديان)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:52 ص]ـ
نظرا لشمولية طريقة الغديان وطولها
ساجعل قسما خاصا لكل سبع صفحات
وهذا القسم سيكون تابعا لحزب المفصل: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213374)
وهذا هو المقال لم استطع اقتباسه (بواسطة عمر الحيدي حفظه الله)
من هنا يبدأ الاقتباس ....
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
هنا ينتهي الاقتباس
وهذه الطريقة ستأخذ مني وقتا طويلا ولكن نتائجها ستكون رائعة باذن الله(21/19)
ا هو أيسر كتاب في غريب القرآن يحفظ مع القرآن الكريم يكون مرتبا على ترتيب السور يصلح للمبتدأين؟
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو أيسر كتاب في غريب القرآن يحفظ مع القرآن الكريم يكون مرتبا على ترتيب السور يصلح للمبتدأين؟
بالنسبة لكتاب "نزهة القلوب في غريب القرآن" لابن عزيز السجستاني رحمه الله، المشكلة فيه أنه غير مرتب على ترتيب السور وإنما على الحروف الأبجدية.
بارك الله فيكم
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
كلمات القرآن للشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله
ـ[أبوبندر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:36 ص]ـ
عليك بالسراج في بيان غريب القران د محمد الخضيري
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:53 ص]ـ
كتاب (نزهة القلوب في غريب القرآن) أعاد ترتيبه على السور الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله تعالى
فما عليك إلا البحث عنه
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:21 ص]ـ
بارك الله فيكم
وأي دار طبعته أخي ابن البجلي (نزهة القلوب بترتيب الحصري)؟
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:12 ص]ـ
السراج في بيان غريب القران د محمد الخضيري
ـ[جمال المراغي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:36 م]ـ
عليك بكتاب تفسير غريب القران لفضيلة الشيخة كاملة الكواري , فقد تناول غريب القران باسلوب جمع بين مختلف الكتب بتبسيط ومتانة في المادة العلمية , وهذا رابط الكتاب على موقعها حفظها الله
http://www.alkuwarih.com/*******/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:00 ص]ـ
بارك الله فيكم
وأي دار طبعته أخي ابن البجلي (نزهة القلوب بترتيب الحصري)؟
أخي الشريف والله لا أدري ولكن ذكر هذا محقق الأصل في مقدمته عن الكتاب
ولا أدري إن كان ذكر طبعته أو لا فعهدي به ليس بالقريب
ـ[ابو سعيد الحضرمي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:17 م]ـ
السراج في بيان غريب القران د محمد الخضيري ,وايضا تفسير غريب القران لفضيلة الشيخة كاملة الكواري جيد ...
وجزاكم الله خيرا ..........
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:57 م]ـ
غريب القرآن / محمد الخضيري - كاملة الكواري
أما كتاب مخلوف ففيه تأويل
وإن أردت كتاب ابن عزيز وهو رائع بحق
فقد رتبه ابن الهائم المصري ترتيباً رائعاً وزاد عليه بعض الزيادات
وطبعته مكتبة الرشد مع كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني
بتحقيق د/ عبدالحميد هندواي
ـ[أبو أحمد الغيداق]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:58 ص]ـ
الشيخ عبد الكريم الخضير ينصح بكتاب نزهة القلوب.
وتوجد طبعات مرتبة على ترتيب السور كل سورة وكلماتها
بتحقيق الدكتور فتحي الدابولي
دار الصحابة للتراث
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:19 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:07 ص]ـ
الإخوة الكرام، لقد اطلعت على كتاب: "السراج في بيان غريب القران" لـ: د. محمد الخضيري فوجدته رائعا جمع الكثير من مفردات القرآن مع السهولة والوضوح، يصلح للحفظ وقد نصحني به الشيخ أبو مالك العوضي في هذا المنتدى
سأبدأ بحفظه إن شاء الله
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:12 ص]ـ
ما هي طبعته الاصلية؟
ـ[ابن محمد الشريف]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:56 ص]ـ
كتاب "السراج في بيان غريب القرآن" لـ: د. محمد بن عبد العزيز الخضيري نشرته مجلة البيان في مجلد واحد وعدد صفحاته 436 صفحة
وهذا رابط الكتاب لمن أراده (التحميل مباشر)
http://www.archive.org/download/waq93014/93014.pdf
لم أجد الكتاب يباع، لكني سوف أكتبه في كراسة عندي إن شاء الله (أكتب غريب حزب واحد من القرآن ولا أزيد عليه حتى أحفظه وأظبطه)
هذه طريقة أظنها مفيدة لمن لم يجد الكتاب وكذلك تصلح لمن يريد أن يحفظ القرآن الكريم (كلما حفظ نصف صفحة أو صفحة أو حسب برنامجه يحفظ معها معاني المفردات والله أعلم)
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:21 ص]ـ
أبا محمد الشريف
شرفك الله في الدنيا والآخرة على هذه الدرة الرائعة
وقد حمستني أيضا لقرائته(21/20)
كيف تحفظ القرآن الكريم؟ اخواني
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:35 م]ـ
اخواني هذه رسالة في حفظ القران نفع الله بها. رسالة لطيفة تشتمل على خلاصة تجارب للمتخصصين في القرآن، حفظاً وتجويداً وتطبيقاً، على من يريدون حفظ كتاب الله، بالإضافة إلى اشتمالها على موضوعات مهمة، كفضل تعلم القرآن وتعليمه، وشيئاً من آداب تلاوة القرآن القلبية والظاهرية، والتي كون العمل بها له أثر بإذن الله في خشوع القلب وخضوعه لله وتدبر كتابه والتفكر في معانيه. على الرابط التالي
http://www.islamhouse.com/p/66617 (http://www.islamhouse.com/p/66617)(21/21)
هنا حفظ القرءان خلال 4 أشهر دورة مغلقة في القاهرة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لمن أراد حفظ القرءان علي رواية حفص أو قالون أو ورش
4 أشهر مغلقة في مدرسة لتحفيظ مغلقة
تبدأ الدورة قريبا. 2010/ 07/1
تدفع قرابة 1500 ج إما أول الأمر أو علي مراحل
كل أسبوع راحة يوم الجمعة.
كيفية الوصول: * الذهاب إلي محطة عين شمس بالمترو و تذهب لمسجد الخلفاء الراشدين أو لمن أراد مرافقتي الإتصال بي علي 0118912895
أرجوا من الإخوة أن يدعوا لي بالتوفيق و حفظ القرءان الكريم كاملا.
وفقنا الله و إياكم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:42 ص]ـ
وفقك الله لحفظ كتابه والعمل به
كيف يمكن الاشتراك لمن هم خارج القاهرة؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:32 م]ـ
وفقك الله لحفظ كتابه والعمل به
كيف يمكن الاشتراك لمن هم خارج القاهرة؟
السلام عليكم و رحمة الله
كما أشرت أن الدورة مغلقة تصلح أيضا لمن خارج مصر لأنها تشبه المدرسة الداخلية و السكن إجباري بمعني لا يغادر إلا يوم الجمعة وعلي حد علمي هذه الدورة المغلقة لرجال فقط.
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للرجال فقط ...
عندما تقام للنساء بالمثل .. ابلغونا
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:50 م]ـ
إن شاء الله.
شكرا علي المشاركة و نفعنا الله بكتابه وسنة نبيه.
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:50 م]ـ
اللهم آمين
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:14 م]ـ
للتذكير
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 11:23 م]ـ
لتذكير
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[29 - 06 - 10, 11:32 م]ـ
وفقك الله
ـ[مصطفي بن سعد المصري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:45 ص]ـ
نفع الله بكم أخي المهاجر ... وجعل عملي وعملك والقاريء في ميزان حسناتنا .... آمين
ـ[عبدالسلام النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:51 ص]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم .. ونفع بكم ,
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[13 - 10 - 10, 05:20 م]ـ
وفقكم الله وجزاكم خيرا(21/22)
دروس التفسير من موقع الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:09 م]ـ
تفسير سورة البقرة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( http://shanketi.info/index.php?option=com_*******&view=article&id=1:2010-06-20-18-50-11&catid=1:2010-06-17-07-09-35&Itemid=59) ( 6 دروس)
تفسير سورة الأعراف للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( http://shanketi.info/index.php?option=com_*******&view=article&id=46:2010-06-20-19-11-43&catid=1:2010-06-17-07-09-35&Itemid=59) (46 درسا)
تفسير سورة الأنفال للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( http://shanketi.info/index.php?option=com_*******&view=article&id=46:2010-06-20-19-11-43&catid=1:2010-06-17-07-09-35&Itemid=59) (16 درسا)
تفسير سورة التوبة للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( http://shanketi.info/index.php?option=com_*******&view=article&id=6:2010-06-20-18-56-17&catid=1:2010-06-17-07-09-35&Itemid=59) (17 درسا)
تفسير سورة الأنعام للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ( http://shanketi.info/index.php?option=com_*******&view=article&id=44:2010-06-20-18-47-29&catid=1:2010-06-17-07-09-35&Itemid=59) (44 درسا)
وهي الدروس التي ألقاها رحمه الله تعالى في المسجد النبوي، وقد فرغها الشيخ خالد السبت في كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير وهو متوفر أيضاً على موقع الشيخ على الرابط التالي:
موقع الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله ( http://shanketi.info)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
الروابط لا تعمل أخي
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
تجد جميع الدروس على الموقع
http://shanketi.info/(21/23)
هل جاء في القران فعل امر مؤكدا بنون التوكيد؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:15 م]ـ
ولكم مني جزيل الشكر والدعاء
ـ[سعود الكابري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:46 م]ـ
لم يأت في القرآن فعل أمر مؤكداً بنون التوكيد.
ـ[أبومحمد الخمسى]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:53 م]ـ
لم يأت في القرآن فعل أمر مؤكداً بنون التوكيد.
أخي فماذا تقول في قوله تعالى:"وليكونا من الصغرين" وقوله: "لنسفعا بالناصية"
فهذه وإن رسمت بالألف إلا أنها نون التوكيد الخفيفة يقينا
ـ[وليد]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:14 م]ـ
أخي فماذا تقول في قوله تعالى:"وليكونا من الصغرين" وقوله: "لنسفعا بالناصية"
فهذه وإن رسمت بالألف إلا أنها نون التوكيد الخفيفة يقينا
أخي الكريم
الفعلان ليكونا و لنسفعا مضارعان وليسا فعلي أمر(21/24)
تفسير اية
ـ[أبو عبد الرحمن الدمياطى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:49 م]ـ
اخوانى الكرام اريد عمل بحث علمى فى تفسير قوله عز وجل
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) الفرقانفساعدونى بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
أقترح أن تقسم البحث إلى مسائل، ثم تصنف هذه المسائل وترتبها ترتيباً موضوعياً، ثم تلخص أقوال العلماء في هذه المسائل من عدة مصادر.
وأوصيك بمطالعة الكتب الأصول أولاً لمعرفة أهم المسائل المتعلقة بتفسير الآية، ثم انتقل إلى الكتب التي تليها لإضافة ما يستحسن من المسائل وتتميم ما لخصته في المسائل السابقة.
ومن أهم الكتب التي ينبغي أن ترجع إليهالمعرفة أقوال السلف في تفسير هذه الآية: تفسير ابن جرير، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير عبد الرزاق، وتفسير الثعلبي، وتفسير ابن عطية، وزاد المسير لابن الجوزي، والدر المنثور للسيوطي، فهذه الكتب جامعة لأقوال السلف في التفسير غالباً، ويمكنك الاستفادة بعد ذلك من أصواء البيان للشنقيطي، وكذلك تفسيره المطبوع باسم العذب النمير، والتحرير والتنوير لابن عاشور.
وأما المسائل اللغوية فأنصحك بالرجوع لمعاني القرآن للفراء، ومجاز القرآن لأبي عبيدة، ومعاني القرآن للزجاج، ومعاني القرآن للنحاس، وغريب القرآن لابن قتيبة.
والمفسرون غالباً ما يذكرون مسائل يمكنك أن تصنفها إلى أصناف كالتناسب، والأحكام، واللطائف البيانية، والمسائل العقدية، فإذا طالعت كلامهم أمكن حصر المسائل التي تكلموا عنها عند تفسيرهم لهذه الآية، وهذه اجعلها خطوة أولى ثم ابدأ بتلخيص أقوالهم في كل مسألة، ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي التحرير العلمي ودراسة الأقوال ونقدها والترجيح عند الحاجة والتمكن وإلا فالاكتفاء بنقل الأقوال وتلخيصها أسلم وأكثر نفعا.(21/25)
سؤال عن وجه الجمع بين آيتين
ـ[أبو يوسف المسلم]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما وجه التوفيق بين هاتين الآيتين الكريمتين:
{وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} (الأعراف: 127)
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (القصص: 38)
جزاكم الله خيراً
أبو يوسف
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:59 م]ـ
قرأت سؤالك أكثر من مرة.
والذي ظهر لي أنك ظننت أن {وآلهتك} جمع. و {إله} مفرد منفي وليس كذلك فإن آلهته عبادتهم له وليس كما ظننت.
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال القرطبي في تفسيره:-
(وَآلِهَتَكَ) قال الحسن: كان فرعون يعبد الأصنام، فكان يعبد ويعبد. قال سليمان التيمي: بلغني أن فرعون كان يعبد البقر قال التيمي: فقلت للحسن هل كان فرعون يعبد شيئا؟ قال نعم، إنه كان يعبد شيئا كان قد جعل في عنقه. وقيل: معنى" وَآلِهَتَكَ" أي وطاعتك، كما قيل في قول: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " إنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم، فصار تمثيلا.
وفي التحرير والتنوير:-
وَالْآلِهَةُ جَمْعُ إِلَهٍ، وَوَزْنُهُ أَفْعِلَةٌ، وَكَانَ الْقِبْطُ مُشْرِكِينَ يَعْبُدُونَ آلِهَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الْكَوَاكِبِ وَالْعَنَاصِرِ وَصَوَّرُوا لَهَا صُوَرًا عَدِيدَةً مُخْتَلِفَةً بِاخْتِلَافِ الْعُصُورِ وَالْأَقْطَارِ، أَشْهَرُهَا (فِتَاحُ) وَهُوَ أَعْظَمُهَا عِنْدَهُمْ وَكَانَ يُعْبَدُ بِمَدِينَةِ (مَنْفِيسَ)، وَمِنْهَا (رَعْ) وَهُوَ الشَّمْسُ وَتَتَفَرَّعُ عَنْهُ آلِهَةٌ بِاعْتِبَارِ أَوْقَاتِ شُعَاعِ الشَّمْس، وَمِنْهَا (ازيريس) وَ (إِزِيسُ) وَ (هُورُوسُ) وَهَذَا عِنْدَهُمْ ثَالُوثٌ مَجْمُوعٌ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ وَابْنٍ، وَمِنْهَا (تُوتْ) وَهُوَ الْقَمَرُ وَكَانَ عِنْدَهُمْ رَبَّ الْحِكْمَةِ، وَمِنْهَا (أَمُونْ رَعْ) فَهَذِهِ الْأَصْنَامُ الْمَشْهُورَةُ عِنْدَهُمْ وَهِيَ أَصْلُ إِضْلَالِ عُقُولِهِمْ.
وَكَانَتْ لَهُمْ أَصْنَامٌ فَرْعِيَّةٌ صُغْرَى عَدِيدَةٌ مِثْلَ الْعِجْلِ (إِيبِيسَ) وَمِثْلَ الْجِعْرَانِ وَهُوَ الْجُعَلُ.
وَكَانَ أَعْظَمَ هَذِهِ الْأَصْنَامِ هُوَ الَّذِي يَنْتَسِبُ فِرْعَوْنُ إِلَى بُنُوَّتِهِ وَخِدْمَتِهِ، وَكَانَ فِرْعَوْنُ مَعْدُودًا ابْنَ الْآلِهَةِ وَقَدْ حَلَّتْ فِيهِ الْإِلَهِيَّةُ عَلَى نَحْوِ عَقِيدَةِ الْحُلُولِ، فَفِرْعَوْنُ هُوَ الْمُنَفِّذُ لِلدِّينِ، وَكَانَ يُعَدُّ إِلَهَ مِصْرَ، وَكَانَت طَاعَته طَاعَتُهُ لِلْآلِهَةِ كَمَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [النازعات: 24] مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي [الْقَصَص: 38].
والله اعلم واحكم
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:00 م]ـ
لا تحر فإن الألوهية بمفهومهم تتدرج: إله درجة أولى تحته عصبة من آلهة الدرجة الثانية، فليس يمتنع أن يكون إلها وله آلهة، ولذلك عندهم منصب إله الآلهة، فأمثال فرعون يستخفون الناس بقولم إنا آلهة نصبتنا الآلهة التي يؤمن بها الناس حتى يضفوا لأنفسهم الشرعية. والعامة من الناس يصدقون، وذوو رأيهم يداهنون خوفا على مكانتهم. وصدق الله حيث قال "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين"
بارك الله فيكم(21/26)
مراجعة الحزب الاول: "حزب البقرة"
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:00 ص]ـ
سيتم مراجعة سورة البقرة خلال اسبوعين من 03/ 07/2010.--------> 16/ 07/2010
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:15 ص]ـ
السبت.--> 03/ 07/2010.--> الصفحة 1.--> والصفحة 2.--> والصفحة 3.--> والصفحة 4
الأحد.--> 04/ 07/2010.--> الصفحة 5.--> والصفحة 6.--> والصفحة 7.--> والصفحة 8
الإثنين.--> 05/ 07/2010.--> الصفحة 9.--> والصفحة 10.--> والصفحة 11.--> والصفحة 12
الثلاثاء.--> 06/ 07/2010.--> الصفحة 13.--> والصفحة 14.--> والصفحة 15.--> والصفحة 16
الأربعاء.--> 07/ 07/2010.--> الصفحة 17.--> والصفحة 18.--> والصفحة 19.--> والصفحة 20
الخميس.--> 08/ 07/2010.--> الصفحة 21.--> والصفحة 22.--> والصفحة 23.--> والصفحة 24
الجمعة.--> 09/ 07/2010.--> الصفحة 25.--> والصفحة 26.--> والصفحة 27.--> والصفحة 28
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:24 ص]ـ
تفسير سورة الفاتحة (الغديان رحمه الله): هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215693)
تفسير سورة البقرة: من 2 - 7 (الغديان): هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215694)
تفسير سورة البقرة: من 8 - 14 (الغديان): هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215695)
تفسير سورة البقرة: من 15 - 21 (الغديان): هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215696)
تفسير سورة البقرة: من 22 - 28 (الغديان): هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215698)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:19 ص]ـ
السبت.--> 03/ 07/2010.--> الصفحة 1.--> والصفحة 2.--> والصفحة 3.--> والصفحة 4
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0000.jp2&scale=2&rotate=0 د
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0001.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0002.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0003.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:21 ص]ـ
الأحد.--> 04/ 07/2010.--> الصفحة 5.--> والصفحة 6.--> والصفحة 7.--> والصفحة 8
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0004.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0005.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0006.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0007.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:23 ص]ـ
الإثنين.--> 05/ 07/2010.--> الصفحة 9.--> والصفحة 10.--> والصفحة 11.--> والصفحة 12
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0008.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0009.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0010.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0011.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:25 ص]ـ
الثلاثاء.--> 06/ 07/2010.--> الصفحة 13.--> والصفحة 14.--> والصفحة 15.--> والصفحة 16
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0012.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0013.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0014.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0015.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/27)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:27 ص]ـ
الأربعاء.--> 07/ 07/2010.--> الصفحة 17.--> والصفحة 18.--> والصفحة 19.--> والصفحة 20
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0016.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0017.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0018.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0019.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:28 ص]ـ
الخميس.--> 08/ 07/2010.--> الصفحة 21.--> والصفحة 22.--> والصفحة 23.--> والصفحة 24
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0020.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0021.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0022.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0023.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:30 ص]ـ
الجمعة.--> 09/ 07/2010.--> الصفحة 25.--> والصفحة 26.--> والصفحة 27.--> والصفحة 28
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0024.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0025.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0026.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0027.jp2&scale=2.6954225352112675&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:28 م]ـ
السبت.--> 10/ 07/2010.--> الصفحة 29.--> والصفحة 30.--> والصفحة 31.--> والصفحة 32
الأحد.--> 11/ 07/2010.--> الصفحة 33.--> والصفحة 34.--> والصفحة 35.--> والصفحة 36
الإثنين.--> 12/ 07/2010.--> الصفحة 37.--> والصفحة 38.--> والصفحة 39.--> والصفحة 40
الثلاثاء.--> 13/ 07/2010.--> الصفحة 41.--> والصفحة 42.--> والصفحة 43.--> والصفحة 44
الأربعاء.--> 14/ 07/2010.--> الصفحة 45.--> والصفحة 46.--> والصفحة 47.--> والصفحة 48
الخميس.--> 15/ 07/2010.--> الصفحة 49.-->
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:38 م]ـ
السبت.--> 10/ 07/2010.--> الصفحة 29.--> والصفحة 30.--> والصفحة 31.--> والصفحة 32
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0028.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0029.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0030.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0031.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:43 م]ـ
الأحد.--> 11/ 07/2010.--> الصفحة 33.--> والصفحة 34.--> والصفحة 35.--> والصفحة 36
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0032.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0033.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0034.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0035.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/28)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:45 م]ـ
الإثنين.--> 12/ 07/2010.--> الصفحة 37.--> والصفحة 38.--> والصفحة 39.--> والصفحة 40
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0036.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0037.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0038.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0039.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:48 م]ـ
الثلاثاء.--> 13/ 07/2010.--> الصفحة 41.--> والصفحة 42.--> والصفحة 43.--> والصفحة 44
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0040.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0041.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0042.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0043.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:50 م]ـ
الأربعاء.--> 14/ 07/2010.--> الصفحة 45.--> والصفحة 46.--> والصفحة 47.--> والصفحة 48
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0044.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0045.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0046.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0047.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:52 م]ـ
الخميس.--> 15/ 07/2010.--> الصفحة 49
http://ia340926.us.archive.org/BookReader/BookReaderImages.php?zip=/3/items/waq104061c/104061_jp2.zip&file=104061_jp2/104061_0048.jp2&scale=2.6906854130052724&rotate=0(21/29)
تفسير سورة البقرة: من 22 - 28 (الغديان)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:13 ص]ـ
هذا القسم سيكون تابعا لحزب البقرة: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215692)
وهذا هو المقال لم استطع اقتباسه (بواسطة عمر الحيدي حفظه الله)
من هنا يبدأ الاقتباس ....
هذا مقال نشر في جريدة الجزيرة:
رسالة الشيخ الغديان - رحمه الله - في كيفية فهم القرآن
د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
قبل أن أبدا بذكر رسالة الشيخ - غفر الله له - التي أملاها عليَّ في مكتبه بدار الإفتاء، أذكر موقفاً مؤثراً لتوقير الشيخ عبدالله لأحد مشايخه فمرة حضر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز صلاة المغرب في مسجد الإفتاء وإمام المسجد هو الإمام عبدالله بن غديان - رحمهما الله -
.. فلما صلى الشيخ عبدالله بالناس استبق الباب قبل وصول سماحة الشيخ ابن باز إليه وأخذ نعال الشيخ ابن باز وضرب بعضها ببعض ليذهب الغبار الذي عليها ثم قام بنفخها ثم وضعها أمام قدمي الشيخ ابن باز - غفر الله لهما -.
تواضع يسقط معه التصنع، وتوقير يظهر فيه الكبار.
وموقف آخر من محطات الشيخ عبدالله - أسبغ الله عليه الرحمة - حيث ألقى محاضرة في إحدى المدن وكانت بعد وفاة العلامة ابن باز، فلما جاء في آخر المحاضرة قام الشيخ بالدعاء ومما قاله: اللهم ألحقنا بالصالحين ثم توقف الشيخ عن الكلام وبكى بكاء مراً.
رأيت الشيخ - لا أحصي - يقرأ في الماء الذين يأتي به الناس إليه فكم رأيته وهو يحمل جالون الماء الذي سعته 10 لترات فيدخله إلى بيته لينفث فيه، تأمل في حاله شيخ تجاوز الثمانين سنة من عمره يحمل هذا الجالون الثقيل ليقرأ فيه ثم يخرج لصاحبه بنفسه.
ومن عجائب الشيخ - رحمه الله - كثرة صلاته قلت له مرة: أراك تصلي بعد الظهر في المسجد أربع ركعات ثم تصلي في مكتبك ركعات كثيرة؟ فقال: هذه بيني وبين الله.
ذهبت إلى الشيخ في مكتبه فقال: هل تعرف كتاباً كتب عن مسألة الأحرف السبعة؟ فقلت: نعم، فقال: تعال وأخذ بيدي وذهبنا إلى المكتبة التي بالإفتاء خلف مكتبه فجعل الشيخ يبحث عن الكتاب وعن كتاب آخر للسيوطي فأخذ الكتاب معه إلى مكتبه، وقال: لابد أن أراجع المسألة وأنظر فيما قاله أهل العلم، فعجبت على ما حواه الشيخ من علم غزير يظهر افتقاره للبحث على كبر قدره وسنه وغزارة علمه ويأخذ بيدي، فهل يوجد درس عملي في تلقي العلم كهذا.
أملى عليَّ الشيخ - غفر الله له - الطريقة التي يفهم بها القرآن في مكتبه بدار الإفتاء في يوم الأحد 18 - 10 - 1426هـ وإنما كتبت التاريخ لأن هذا الأمر ليس من عادة الشيخ أن يسمح أن يكتب عنه بل كان ينهى عن ذلك ولا يريد أن ينسب إليه شيء، وها أنا أنشرها وثوابها لشيخنا - غفر الله له -.
الطريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه
1 - تحديد آيات القرآن بحسب موضوعها؛ فمثلاً الآيات الأولى من سورة البقرة تحدثت عن أصناف ثلاثة صنف المؤمنين ثم صنف الكافرين ثم صنف المنافقين، فمعرفة موضوع هذه الآيات وتحديدها وأين تنتهي مما يعين على فهم القرآن وحفظه، وتفسير ابن كثير في غالب أحواله يسير على هذا.
2 - معرفة المفردات الواردة في الآيات وذلك بالرجوع إلى الكتب المكتوبة في هذا الفن وأشهرها كتاب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.
4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
5 - العلم بإعراب كلمات القرآن وذلك بالرجوع إلى الكتب التي تناولت الموضوع ومنها: معرب القرآن.
6 - البلاغة القرآنية الواردة في الآيات والنظر في الكتب المهتمة بذلك كتفسير الكشاف للزمخشري - مع الحذر من اعتزالياته - وكذا تفسير أبي السعود العمادي إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم.
7 - معرفة سبب نزول الآيات والسور، فهذا معين جداً على فهم المراد من الآيات وأوسع كتاب في ذلك هو لباب النقول في معرفة أسباب النزول، وكذلك كتاب أسباب النزول للواحدي.
8 - معرفة الناسخ والمنسوخ وممن توسع في الكتابة عنه ابن النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ.
9 - متشابه الآيات لفظاً، وضبط ذلك، وقد كتب فيها كثيراً ومنها الدليل إلى متشابه الآيات.
10 - متشابه القرآن معنى، وفيه كتاب مطبوع اسمه (درة التنزيل وغرة التأويل).
11 - معرفة معاني الجمل القرآنية على حسب علامات الوقف، وأحسن من تكلم فيه الطبري في تفسيره.
12 - المعنى العام للآيات وأكثر كتب التفسير تناولت ذلك ومن الكتب المعاصرة كتاب تيسير الكريم الرحمن للسعدي.
13 - معرفة الأحكام الواردة في الآيات، ككتاب أحكام القرآن لابن العربي وهو مختصر مفيد، وأوسع منه كتاب الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
14 - الآيات التي ظاهرها التعارض أو ما يسمى بمشكل القرآن، وأفضل من تكلم عن ذلك الشنقيطي في كتابه أضواء البيان، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومن الكتب في ذلك تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
15 - المناسبات بين السور وبين الآيات وأجمع كتاب في ذلك كتاب نظم الدرر في المناسبات بين الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي.
16 - تفسير القرآن على القواعد الأصولية، وقد ألف في ذلك الطوفي كتاباً أسماه (الإشارات الإلهية إلى المباحث
الأصولية).
وقد سلمت صورة من هذه للشيخ بعد كتابتي لها - غفر الله له - وجمعنا ووالدينا به في الفردوس الأعلى.
هنا ينتهي الاقتباس
وهذه الطريقة ستأخذ مني وقتا طويلا ولكن نتائجها ستكون رائعة باذن الله(21/30)
انفرادات القارئ ابو جعفر المدني رضي الله عنه
ـ[كمال المروش]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:22 م]ـ
انفرادات أبي جعفر
=====
انفرد أبو جعفر عن باقي القراء بست وسبعين انفراد وها هي:
1 - يقرأ بضم تاء (لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا) في جميع المواضيع.-2 - عدم روم أو إشمام تأمنا.-3 - الإخفاء للنون والتنوين في الخاء والغين.-4 - تخفيف الياء في أماني و أمانيهم و أمانيكم وأمنيته.- 5 - أئمة بالتسهيل للهمزة الثانية مع إدخال ألف بينهما.- 6 - الهمز المفرد انفرد بإبدال فاء وعين ولام الكلمة إلا المستثنى له وهما كلمتان أنبئهم بالبقرة ونبئهم بالحجر والقمر.- 7 - السكت على الحروف المقطعة في فواتح السور -8 - تشديد ياء الميتة البقرة والنساء الأنعام. -9 - كسر الطاء في قوله (فمن اضطر). -10 - كسر تاء الملائكة في قوله: (والملائكة وقضي الأمر) البقرة.-11 - ضم الياء وفتح الكاف في قوله: (ليحكم). – 12 - سكن الراء مخففة في قوله (لا تضار، لا يضار) -13 - حذف الهمزة من جزءا وأدغمها في الزاي -14 - كسر النون وسكن العين في نعما -15 - ضم السكون في عسرة والعسر واليسر والعسرى واليسرى ويسرا -16 - زاد ألفا بعد الطاء وهمزة مكسورة مكان الياء في كلمة (الطير) فتكون الطائر آل عمران والمائدة -17 - شدد النون مفتوحة في قوله (لكن الذين اتقوا ربهم) آل عمران والزمر.
"سورة النساء "
– 18 - رفع التاء في كلمة فواحدة في قوله (فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) -19 - نصب هاء الجلالة في قوله (بما حفظ الله) النساء -20 - فتح ابن وردان الميم الثانية في مومنا في قوله (لست مومنا تبتغون عرض الحياة الدنيا)
"سورة المائدة"
-21 - كسر همزة أجل ونقل حكتها إلى نون من في قله (منِ اجل ذلك) المائدة.
"سورة الأنعام"
-22 - يشأ أبدل همزه مطلقا وصلا ووقفا
"سورة الأعراف"
-23 - فتح كاف نكدا في الأعراف (لا يخرج إلا نكدا) -24 - (يبطشون) قرأ أبو جعفر بضم الطاء ويبطش في القصص ونبطش في الدخان مثلها.
"سورة الأنفال"
-25 - " يغشيكم النعاس " قرأ أبو جعفر بضم الياء وسكون الغين وكسر الشين مخففة وبعدها ياء ساكنة مدية ونصب النعاس.-26 - " له أسرى " قرأ أبو جعفر بضم الهمزة وفتح السين وألف بعدها.
"سورة التوبة"
-27 - " سقاية الحاج وعمارة " قرأ ابن وردان بخلف عنه سقاة بضم السين وحذف الياء وعمرة بفتح العين وحذف الألف بعد الميم. -28 - " أن يطفئوا " قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة وضم الفاء. " ليواطئوا " حكمها حكم يطفئوا وصلا ووقفا.
"سورة يونس"
-29 - " إنه يبدؤا أبو جعفر بفتح الهمزة إنه. -30 - " بقية " قرأ ابن جماز بكسر الباء وإسكان القاف وتخفيف الياء.
"سورة يوسف"
-31 - " أحد عشر " قرأ أبو جعفر بإسكان العين وغيره بفتحها. -32 - " متكأ " قرأ أبو جعفر بحذف الهمزة فيصير النطق بكاف منصوبة منونة بعد التاء. ومعلوم إنه إذا وقف ببدل التنوين ألفا.-33 - " ترزقانه " قرأ ابن وردان بكسر الهاء من غير صلة.
" سورة الإسراء "
-34 - " ونخرج " قرأ أبو جعفر بالياء التحتية المضمومة وفتح الراء. -35 - "فيغرقكم" قرأ أبو جعفر بتاء التأنيث، وروي لابن وردان تخفيف الراء وتشديدها ويلزم من التشديد فتح الغين والوجهان صحيحان لابن وردان. -36 - " من الريح " قرأ أبو جعفر بالجمع هنا وفي الأنبياء وسبأ وص. -37 - " ما أشهدتهم " قرأ أبو جعفر أشهدناهم بالنون والألف. -38 - " وما كنت " قرأ أبو جعفر بفتح التاء. - 39 - " ولتصنع " قرأ أبو جعفر بسكون اللام وجزم العين.-40 - "لا نخلفه " قرأ أبو جعفر بإسكان الفاء ويلزم منه حذف الصلة. -41 - " لنحرقنه " قرأ ابن وردان بفتح النون وإسكان الحاء وضم الراء مخففة وابن جماز بضم النون وإسكان الحاء وكسر الراء مخففة.
" سورة الأنبياء "
-42 - " لا يحزنهم " قرأ أبو جعفر بضم الياء وكسر الزاي. -43 - " نطوي السماء " قرأ أبو جعفر بالتاء الفوقية المضمومة وفتح الواو، ورفع همزة السماء.- 44 - " رب احكم بالحق " قرأ أبو جعفر بضم باء رب.
" سورة الحج "
-45 - " وربت " قرأ أبو جعفر بهمزة مفتوحة بعد الباء الموحدة هنا وفي فصلت.
" سورة النور "
-46 - " ولا يأتل " قرأ أبو جعفر يتأل بتاء مفتوحة بعد الياء وبعدها همزة مفتوحة وبعدها لام مشددة مفتوحة. -47 - " يذهب " قرأ أبو جعفر بضم الياء وكسر الهاء.
" سورة الفرقان "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(21/31)