3. البعد التواصلي: عمل القرآن الكريم على ابتكار أساليب تواصلية فعالة، حيث نجده ينوع هذه الأساليب بحسب المقام والسياق، مما يجعله يتجاوب مع النفس البشرية في أبعادها المختلفة والمتنوعة، فمرة يخاطب فيه العقل، ويرشده إلى إعمال الفكر والنظر، والتفكر في الخلق، واستنباط السنن الكونية، ومرة يخاطب فيه الروح بأشواقها وتطلعاتها، وآمالها وآلامها. ومرة يرشده إلى الاستدلال المنطقي، و مرة يفتح عينيه على البديهيات. ويستعمل أسلوب الترغيب والترهيب، والقصة والمثل. مما جعل من القرآن الكريم منظومة تواصلية بالغة التأثير في المتلقي.
4. البعد الجمالي: لقد صيغ البناء المعرفي القرآني صياغة لغوية توفرت لها مقومات الجمال، وذلك بمراعاة القرآن الكريم التناسب بين أبعاده الأربعة بحيث لا يطغى بعضها على بعض، وإنما جعل بعضها يكمل الآخر، إنه البناء القرآني المتميز بالجلال والجمال.
عند قراءتنا القرآن الكريم قراءة تدبر تستعمل الأدوات اللسانية الحديثة، نفاجأ بهذه الأبعاد القرآنية السالفة الذكر تحملني على الدراسة والبحث بغية اكتشاف أسرارها حيث يكمن جزء كبير من الإعجاز القرآني. خاصة عندما يصبح الأمر متصلا بالبيان وإقامة الحجة والتدافع الحضاري. بعد أن تعالت أصوات هنا وهناك داعية لقراءة القرآن الكريم قراءة حرة مطلقة، ونادى آخرون بدمقرطة التفسير و أنه حق لكل إنسان. وظهرت قراءات جديدة للقرآن الكريم تتدثر في الغالب بمناهج لسانية، وسوسيولوجية، وتاريخية، وإنتروبولوجية، أدت إلى تحريف المعاني القرآنية، وإخراج النصوص عما هو مجمع عليه، فضلا عن تناقضها مع الحقائق الشرعية، وتعارضها مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومرد ذلك لعدم احترامها لخصوصيات القرآن الكريم، ومعاملته كسائر النصوص البشرية.
وليس معنى ذلك أننا نريد حجب هذه المناهج عن مقاربة الخطاب القرآني، بقدر ما نريد بيان حقيقة أساسية تتعلق بالقراءة الإيجابية للقرآن الكريم، وهي القراءة المقاصدية، التي تحفظ للقرآن الكريم خصوصياته، وتحقق مقاصده، ككتاب هداية، يبين للناس ما يحقق صلاحهم في الحال والفلاح في المآل.
إن كل منهج من المناهج المذكورة آنفا ـ متى احترم خصوصيات القرآن الكريم ـ يمكننا من الوقوف على مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بحسب القدرة البشرية، حيث سينتهي بنا إلى قراءة ثلاثية الأبعاد:
أ. التلاوة.
ب. التدبر.
ت. التطبيق.
مما سبق يتبين لنا ضرورة البحث في لسانيات القرآن الكريم و مظاهر اتساقه وانسجامه، في محاولة جادة لنبرز للعالمين أن القرآن الكريم خلاف ما يوحي به ظاهره للبعض بأنه مفكك لا تنتظمه أية وحدة، وأنه عبارة عن تعاليم و طقوس لا وجود لخيط ناظم يجمع بينها إن القرآن على العكس من ذلك تنتظمه وحدة من نوع خاص تمثل فرادته و إعجازه، إنها الوحدة النسقية.
إن عدم استحضار المقصد من قراءة القرآن الكريم يوقعنا في خطأ اعتبار القراءات المقترحة ـ والتي لا تأخذ بخصوصيات القرآن الكريم، ولا تعتد بقواعد وأصول التفسير ـ قراءات علمية، والنظر إلى القراءة المقاصدية التي اعتمدها جل المفسرين من أهل السنة والجماعة على أنها قراءة غير علمية وغير موضوعية، مما يعتبر في نظرنا قلبا للحقائق، وتسويغا لمشاريع أيديولوجية بركوب موجة تعدد القراءات.
والواقع إن القراءة العلمية الرصينة، المتبنية لمناهج تحليل الخطاب، والمعتمدة للقراءة المقاصدية، القائمة على احترام خصوصيات القرآن الكريم، واعتماد قواعد التفسير وأصوله، من شأنها أن تبرز تميز القرآن الكريم وفرادته، فهو كلام الله المعجز، الخارج عن معهود كتابات البشر، والذي لا يخضع لمعهود الوحدة التي يتعارف عليها البشر في الكتابة و التأليف، ومن ثم فإنه يتفرد بوحدة خاصة تتمثل في وحدة الأهداف والمقاصد، من حيث البناء الدلالي والمفاهيمي (الانسجام)، ومن حيث بناؤه التركيبي فإنه يتماسك بدمج الأدوات التركيبية مع الأساليب الفنية (الاتساق) هذه الخاصية التعبيرية و التواصلية و الجمالية التي يمتاز بها القرآن الكريم تجعل الإنسان في حيرة من أمره، إذ إنها ألغت ما تعارفنا عليه في عالم المعرفة اللسانية، ومناهج تحليل الخطاب من تفريق بين المستويات الصوتية والصرفية والتركيبية، والدلالية والأسلوبية والتداولية، ليتم تماسك النص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/330)
/ الخطاب القرآني على غير معهود البشر، و بطريقة مضمرة لا يمكن الكشف عنها إلا بعد إعمال العقل و النظر، وذلك سيرا على المنهج القرآني في التربية العلمية والفكرية.
إن ما نروم الكشف عنه في هذه الأطروحة هو الكيفية التي تم بها إبراز ذلكم الجهاز المفاهيمي المتمثل في العقيدة والشريعة، والأخلاق والسلوك، والمبادئ والقيم عبر قناة اللغة / النص / الخطاب، وما هي العلاقة القائمة بين هذه المضامين والأشكال اللغوية والتعبيرية التي حملتها إلى العالمين، و بمعنى آخر هل كلما انتقلنا من تصور أو مفهوم إلى تصور آخر كلما تغيرت معه اللغة / الأداة؟ و نقصد باللغة هنا جميع مستوياتها بدءا بالمستوى الصوتي، و مرورا بالمستوى التركيبي والجمالي / الأسلوبي، وانتهاء بالمستوى الدلالي و التداولي.
إن هذه التساؤلات كلها تولد سؤالا مركزيا هو محور هذه الأطروحة ألا و هو كيف يتم تحقيق التوازن بين مكونات النص / الخطاب القرآني و المخاطبين به؟ ثم كيف يتماسك النص، وكيف يحدث فيه الانسجام و الاتساق؟
إن الخطاب القرآني باعتباره نصا / خطابا لغويا يهدف إلى مخاطبة كل الناس، و حامل الخطاب هو الرسول الكريم ?، وهكذا فإن مرسل الخطاب هو الله ?، والمرسل إليهم هم الناس جميعا، و الرسالة هي القرآن الكريم، و أخيرا فإن الأداة التي صيغ بها الخطاب هي اللغة العربية، أما القناة التي مر عبرها الخطاب إلى العالمين فهو الرسول ?.
و يُطرح إشكال تبعا لما ذكرناه يتمثل في أن الرسالة لكي تكون قد وصلت فعلا إلى المرسل إليهم يتعين أن يقفوا على مضمونها، و أن يعرفوا محتواها معرفة تامة. و ما لم يتم ذلك فإن المرسل إليهم يكونون في حكم من لم يتوصل بالرسالة، وهنا يواجهنا مشكل النص / الخطاب القرآني و كونه أعلن بأنه ميسر مفسر لا يحتاج إلى بيان، يقولتعالى:
ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر
إذن لماذا نجد تراثا تفسيريا هائلا، و هل هناك تناقض بين النص / الخطاب القرآني و الواقع؟.
إن القرآن ميسر لا يحتاج إلى وسائط بينه وبين متلقيه من حيث التفاعل الوجداني، أما من حيث استنباط الأحكام النظرية والعملية، واستخلاص المفاهيم والتصورات، و المبادئ و القيم فإنه يحتاج إلى تدبر وتفكر وتأمل. والتدبر هو الفهم الذي يسهل التواصل بين المرسل و المرسل إليه، و هو الأداة التي تمكن من استخلاص الجهاز المفاهيمي الذي يكون مقومات الذات، و يثبت الهوية، و يقيم الحضارة.
ورغم وجود دراسات وأبحاث تتعلق بالتناسب وتقارب بشكل أو بآخر قضية لسانيات الخطاب القرآني بصفة عامة، فقد ظلت الحاجة ملحة لدراسة تحيط بمكونات النص / الخطاب القرآني، و تبرز العلاقات التي تربط بينها سواء على المستوى التركيبي أم الدلالي أم الأسلوبي الجمالي، ولا تغفل دراسة الجانب التداولي الذي يشكل هو الآخر عاملا هاما من عوامل تماسك النص / الخطاب القرآني.
إن الرغبة في إنجاز وتحقيق هذه الدراسة المتكاملة التي تستشرف مقاربة النص / الخطاب القرآني بأدوات منهجية حديثة مستقاة من اللسانيات ومناهج تحليل الخطاب، مع مراعاة خصوصيات القرآن الكريم، ومحاولة استخلاص نظرية متكاملة في التفسير، هي التي دفعتني إلى اختيار هذا الموضوع لإعداد أطروحة الدولة، فضلا عن الكشف عن مظاهر اتساق الخطاب القرآني و انسجامه مع تحديد المعالم الكبرى للسانيات تصلح لمقاربة الخطاب القرآني يجوز لنا أن نصطلح عليها بلسانيات الخطاب القرآني.
أما عن الصعوبات التي واجهتني في هذا البحث فيمكنني إجمالهافي ما يلي:
1 - اتساع مجال البحث، و تشعب قضاياه و دقتها.
2 - قلة المصادر و المراجع التي قاربت القرآن الكريم مقاربة لسانية بصفة عامة، و مقاربته بلسانيات النص بصفة خاصة، مع التأصيل لهذه المقاربة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/331)
المنهج المتبع في البحث: قبل تحديد الخطوط العامة لمنهج البحث الذي اتبعته في دراستي لموضوع أطروحتي، لا بد لي أن أبين أن هذا البحث يتبنى نظرية " نحو النص " أو ما يصطلح عليه ب" أنحاء النص " التي جاءت بديلا عن النحو الجملي الذي يعتبر الجملة أكبر وحدة لسانية يمكن دراستها. و معنى هذا أن البحث ينظر إلى النص / الخطاب القرآني كنص وخطاب متكامل لا يمكن استيعاب جزئية منه، و إدراك قضية من قضاياه الصوتية أو الصرفية أو التركيبية أو الدلالية أو الأسلوبية أو التداولية إلا في إطاره الشمولي الكلي. ذلك أنني أعتقد أن القرآن الكريم يشكل وحدة نسقية، وهذا ما ما حاولت الدراسة البرهنة عليه.
إن تطبيق نظرية نحو النص اقتضت مني التزود بمجموعة من الأدوات المعرفية حتى أتمكن من مقاربة النص / الخطاب القرآني من جهة الاتساق والانسجام، ومعنى ذلك أن البحث استفاد من تراثنا المرتبط بالقرآن، كعلوم القرآن، والتفسير، والدراسات الإعجازية، ومن الكتب النحوية والبلاغية، ومن نظرية النظم وعلم المناسبة بصفة خاصة. مع الاستفادة من الدراسات التي أنجزت من الناحية النظرية والتطبيقية في إطار ما يعرف بالنحو النسقي، الذي يحاول تمثل النص في نواحيه التركيبية والدلالية والتداولية.
و لتحقيق هذا العمل بهذه الطريقة الشمولية اتبع البحث ثلاث خطوات منهجية:
1 - تبني المنهج الوصفي: و قد عملت من خلال ذلك على تحديد مكونات النص / الخطاب القرآني:
أ - الصوتية.
ب - الصرفية.
ت - التركيبية.
دون أن نتجاهل المستوى الدلالي، والمستوى الأسلوبي، والمستوى التداولي، وقد عملت على إدماجها في المستويات السابقة، علما أن اللغة عندما تعمل تكون كل هذه المستويات مندمجة، وما نقوم به من تقسيمات إنما هو لدواع علمية صرفة.
كما عملت الدراسة على حصر مظاهر الانسجام والاتساق في النص القرآني، وتصنيفها إلى:
1 - عناصر الانسجام الصوتية.
2 - عناصر الانسجام الصرفية.
3 - عناصر الانسجام التركيبية.
2 - تبني المنهج التحليلي: حيث عملت على دراسة كل مكونات النص / الخطاب القرآني السالفة الذكر، وكل عنصر من عناصر الانسجام دراسة تحليلية بهدف الكشف عن آليات الترابط النصي ووظائفه، مع تحديد أدوات الاتساق وكيفية اشتغالها.
3 - الدراسة المقارنة: وأثناء هذه الخطوة المنهجية الثالثة حاولت دراسة المكونات السالفة الذكر دراسة مقارنة بهدف تحديد القيم الخلافية بينها، وقد عززت ذلك ببعض الرسوم البيانية.
- الخطة العامة للبحث: قسمت بحثي إلى:
مقدمة: وقد تناولت فيها دوافع اختيار البحث، والصعوبات التي واجهتني، مع عرض للأطروحة التي دافعت عنها، والمنهج الذي اتبعته في البحث والخطة العامة للبحث، وقد ذيلتها بشكر وتقدير.
الباب الأول: القرآن الكريم نظام معرفي ولغوي: ويتضمن فصلين:
الفصل الأول: القرآن الكريم نظام معرفي وقد درست فيه الأبعاد التالية: العقدي والتشريعي و الأخلاقي و العلمي و المنهجي.
أما الفصل الثاني فقد عنونته ب: القرآن الكريم نظام لغوي وخصصته لدراسة مفهومي الخطاب والنص، كما عرضت فيه للغة القرآن الكريم وإشكالية تلقيه، وقد ذيلته ببيان للمقاربة اللغوية التي ننشد من خلالها دراسة الخطاب القرآني.
الباب الثاني عنوانه: المستوى الصوتي ويتضمن ثلاثة فصول هي:
الفصل الأول: الإظهار في القرآن الكريم وعرفت فيه الإظهار مع بيان موجباته ومظاهره ووظيفته في القرآن الكريم، مع إفراد مبحث خاص لظاهرة الإظهار عند القراء السبعة.
أما الفصل الثاني فقد خصصته لدراسة الإدغام فقمت بتعريف الإدغام وبيان موانعه واهتمام العلماء به، مع التركيز على وظائفه اللغوية.
أما الفصل الثالث فقد عنونته ب: الانسجام والاتساق الصوتي في القرآن الكريم وقد تركز الاهتمام فيه على عناية القرآن الكريم بالمستوى الصوتي، ومظاهر الاتساق والانسجام الصوتي في القرآن الكريم، وآليات تحقق الإيقاع في الخطاب القرآني.
أما الباب الثالث فقد خصصته لدراسة المستوى الصرفي، وقد قسمته إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول وعنوانه: صيغ الفعل ودلالاتها في القرآن الكريم وقد قمت فيه بتعريف الفعل مع دراسة الصيغ التالية:
1 - صيغة فعَل في القرآن الكريم.
2 - صيغة فعِل في القرآن الكريم.
3 - صيغة فعُل في القرآن الكريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/332)
أما الفصل الثاني فعنوانه دلالات الفعل الزمنية في القرآن الكريم وقد تم التركيز فيه على دراسة دلالات الدوام والأبدية و المستقبل والدلالة الأصلية.
أما الفصل الثالث فعنوانه: التأنيث والتذكير في القرآن الكريم وعرضت فيه بالدراسة والتحليل للتذكير والتأنيث في اللغة العربية. وموافقة القرآن الكريم في هذه الظاهرة للنموذج اللغوي العربي تارة وخرقه تارة أخرى وذلك بحسب السياق و المقام.
أما الباب الرابع و الأخير فقد عنوته ب: الاتساق التركيبي للخطاب القرآني، وقسمته لفصلين:
الفصل الأول وعنوانه: الصلة والاتساق التركيبي للخطاب القرآني، وقد خصصته لدراسة مظاهر جملة الصلة في القرآن الكريم، والعلاقات التركيبية القائمة بين مكونات جملة الصلة.
أما الفصل الثاني فعنوانه: دور الصلة في تماسك الخطاب القرآني، وقد تضمن مبحثين، خصصت الأول لدراسة الأبعاد الدلالية لجملة الصلة في القرآن الكريم. وأما الثاني فقد عرضت فيه للأبعاد التداولية لجملة الصلة في القرآن الكريم.
أما خاتمة البحث فقد عرضت فيها أهم النتائج التي انتهيت إليها والتي يمكن إجمالها في ما يلي:
1 - القرآن الكريم منهج رباني متكامل، عقيدة وشريعة، وأخلاقا وسلوكا، ومنهجا وتصورا، وعلما ومعرفة، ودينا ودنيا. فهو كلام الله تعالى الذي أحاط بكل شيء علما، وهو نسيج وحده.
2 - إن العلوم اللغوية في الثقافة العربية الإسلامية لا يمكن فصلها عن الرؤية العقدية الإسلامية، ومن ثم فإن هذه العلوم نشأت لخدمة الإنسان شأنها شأن كل العلوم، بل شأن الدين نفسه.
3 - إن مصطلحي الخطاب والنص مصطلحان متداولان في الثقافة العربية الإسلامية، ومتصلان بحقول معرفية متعددة كعلوم القرآن والتفسير، والحديث وأصول الدين، والفقه وأصوله، واللغة وعلومها. و تكتسب العلاقات الإسنادية أهمية خاصة في تشكيل الخطاب. فلا يكون النص نصا، ولا الخطاب خطابا، ما لم يكن متسقا ومنسجما، بحيث يشكل منظومة متكاملة، مكونة من بنيات وعناصر تربط بينها آليات الربط الشكلية والدلالية.
4 - يمتاز القرآن الكريم بكونه نصا وخطابا إلهيا مطلقا غير قابل للمحاكاة، وله ترتيبان ترتيب التلاوة وترتيب النزول، وموافق للنظام العام الذي يحكم اللغة العربية. كما أنه يعدل عن معهود العرب في الكلام، ومن ثم فهو بناء فكري ولغوي محكم ومتفرد. فالقرآن الكريم خطاب ملفوظ، ونص مكتوب، تتحقق فيه مكونات العملية التواصلية وشروطها:
أ. المرسل.
ب. المتلقي.
ت. الخطاب ذاته.
ث. الحضور أي: حضور صاحب النص قراءة وكتابة، فحيثما قرئ القرآن أو تلي فثم وجه الله. مما يجعل القرآن الكريم يستبطن كل المقامات الممكنة. كما أنه يمتاز عن معهود النصوص والخطابات البشرية بكون مقاله سابقا لمقامه، فالله تعالى أنشأه ابتداء.
5 - إن القرآن الكريم ليس مشرعا أمام مطلق القراءات، لذلك فهو لا يحتمل من القراءات إلا ما كان محققا لمقصد الوقوف على مضمون الرسالة أي على مراد الله تعالى من الخطاب القرآني. ومن ثم فإن القراءة الموافقة للخطاب القرآني، والموصلة إلى مراد الله تعالى هي القراءة المقاصدية، التي تتوفر فيها أسس التلقي الإيجابي، والمراعية لخصوصيات القرآن الكريم، والتي تظل نسبية محدودة في الزمان والمكان باعتبارها مجهودا بشريا.
6 - يقوم البناء الصوتي للقرآن الكريم على الإظهار باعتباره الأصل المحقق للتواصل وجمالية التعبير بالظهور. أما الإدغام فهو عارض يهدف إلى اقتصاد المجهود، وتحقيق الانسجام الصوتي ووضوح المعنى. وللإدغام وظيفة صرفية لأنه يعنى ببنية الكلمة بشكل جزئي، كما أن له وظيفة تركيبية ودلالية، و يعمل على تحقيق الانسجام بين الأصوات. مما يبين تعالق المستويات اللغوية، وأن الفصل بينها ليس حقيقة لغوية، بقدر ما تلجئ إليه الإكراهات التعليمية والعلمية.
7 - يفرض الانسجام الصوتي تحقيق توازنات صوتية في مواقف تعبيرية معينة، مع تحقيق مبدأ اقتصاد المجهود، والتأثير في المتلقي ببراعة وروعة الجرس الموسيقي الذي يتحقق بالأصل وما يطرأ عليه من عوارض تمشيا مع الموقف والمقام، رغبة ورهبة، وبيانا وهداية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/333)
8 - يقوم الإيقاع الوزني بوظيفة الاتساق، المتمثل في الربط بين مكونات النص/ الخطاب القرآني، وبوظيفة الانسجام بما يشيعه من توازن صوتي ـ تام وغير تام ـ يسهم في تشكيل الإيقاع القرآني، مع مناسبة الإيقاع للمقام و السياق. وقد وظف البيان القرآني آليات متعددة لتحقيق التوازنات الصوتية، كالتكرير والتوقع، والإضافة والفاصلة، والحركات والإتباع، والتقديم والتأخير، والحذف والجناس والطباق.
9 - استخدم البيان القرآني المكون الصرفي لتحقيق الاتساق والانسجام بين مكوناته، ليجعل من القرآن الكريم منظومة متكاملة، لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الكلي، و مما تجدر الإشارة إليه وجود علاقة تكامل بين الصيغة والسياق والمقام في الدلالة على زمن الفعل. كما أن الصيغ تم اختيارها بدقة متناهية لتناسب السياق والمقام، وتحقق الإيجاز، وجمالية العرض، فضلا عن الربط المحكم بين مكونات الخطاب القرآني.
10 - إن الفعل القرآني مستقبلي وأبدي معجز، حيث يدل على الزمن المطلق، فالماضي يستعمل للدلالة على المستقبل الذي لم يحدث بعد، كالأفعال التي تتحدث بصيغة الماضي عن مشاهد يوم القيامة.
11 - عندما يتحدث الخطاب القرآني عن أمر فيه شدة وقوة، أو بعضه أشد من الآخر، فإن الأمر الشديد أو الأشد يأتي بصيغة التذكير. وهناك أبعاد تداولية تتمثل في المقاصد التربوية، هي التي تحدد الصيغة المناسبة من حيث التذكير والتأنيث. مما يبين أن القرآن الكريم لم يتقيد بالقواعد الصرفية والتركيبية في المطابقة من حيث التذكير والتأنيث، وإنما سلك نهجا مقاصديا، يهدف إلى التبليغ والبيان والإقناع، وحمل المتلقي على التجاوب مع الخطاب القرآني، وهذا عنصر مهم يمثل جانبا من جوانب تميز القرآن الكريم وفرادته، والمتمثل في موافقة النموذج العربي وخرقه في الآن نفسه.
12 - إن المدخل لتدبر القرآن الكريم هو البنية التركيبية، فالقرآن الكريم يحتمل من المعاني بقدر ما يحتمل من المباني، ولذلك اتجهت عناية المفسرين إلى تحديد الإعرابات الممكنة للآيات القرآنية، لأنهم بصنيعهم ذلك يقيدون المعاني المطلقة للقرآن الكريم بطريقة علمية وموضوعية. ويشكل المستوى التركيبي عاملا مهما من عوامل تماسك الخطاب القرآني، فالعلاقات التركبية هي وشائج شكلية ناظمة لكل مكونات الخطاب القرآني من جهة، ومحددة معانيه من جهة أخرى، باعتبار المعنى الأساس يكمن في البنية التركيبية العميقة، التي يمكن الوصول إليها عن طريق دراسة البنية السطحية وما طرأ عليها من تحويلات، حيث الانتقال من المستوى الوصفي إلى المستوى التأويلي، بغية فهم الخطاب القرآني، واكتشاف آليات اتساقه وانسجامه. وقد استعمل المفسرون هذه التقنية منذ التفاسير الأولى لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني من جهة، ولإدراك مظاهر الإعجاز في القرآن الكريم من جهة أخرى.
13 - إن الظاهرة القرآنية ظاهرة مركبة لا تجد تأويلها في التعليلات الأحادية الجانب، مما يتطلب اللجوء إلى نظرة شمولية تستحضر كل العوامل الفاعلة في اتساق الخطاب القرآني وانسجامه، بحيث يشكل منظومة متكاملة، حيث تتماسك الآيات والسور القرآنية بروابط لغوية، وموضوعية، ودلالية.
وقبل أن أختم تقريري هذا أحب أن أشير إلى أنني اقتصرت في بحثي هذا على دراسة ثلاثة مستويات من مستويات التحليل اللغوي متمثلة في الأصوات والصرف والتركيب، باعتبارها الأساس في الدرس اللغوي الذي يفضي إلى المستويات الأعلى كالدلالة والأسلوب والتداول، فضلا عن أن اللغة عندما تشتغل فإنها توظف كل المستويات اللغوية، وذلك هو ما حاولت رصده وتتبعه في سعي حثيث لفهم الظواهر اللغوية القرآنية فهما جيدا، مع المحافظة على انسجام الدراسة واتساقها.
كما أنني ركزت على بعض الظواهر اللسانية عند دراستي لمستويات التحليل اللغوي على سبيل التمثيل فقط، ذلك أن مجال البحث لا يمكنني من دراسة كل الظواهر على سبيل الاستقراء، فذلك ما آمل تحققه في مستقبل الدراسات التي سأحاول القيام بها، أو يقوم بها غيري من الباحثين.
وقد ذيلت بحثي بقائمة للمصادر والمراجع، وفهرسة للموضوعات.
شكر وتقدير: أتوجه بالشكر الخالص لفضيلة الأستاذ الدكتور إدريس نقوري على تحمله مشاق متابعة هذا البحث عبر كل هذه السنوات، وحرصه الشديد على أن يحقق البحث أهدافه المرجوة. كما أشكره على توجيهاته وملاحظاته التي كان لها الأثر الإيجابي في البحث، مع تقديري لوساطته العلمية، وما زانها من كريم الأخلاق، ونبل التعامل، وعلو الهمة، وسماحة الأصفياء، وتواضع العلماء. كما أشكر السادة الأفاضل أعضاء لجنة الفحص والمناقشة:
1. الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.
2. الأستاذ الدكتور عبد الله الجهاد.
3. الأستاذ الدكتور إبراهيم عقيلي.
4. الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني.
على قبولهم قراءة هذه الأطروحة وتقييمها ومناقشتها، وتحمل أعباء السفر، ومعاناة القراءة و التقويم، وفاء بالمسؤولية الأكاديمية، ومساهمة في بناء صرح البحث العلمي بجامعتنا الفتية.
والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/334)
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:43 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي احمد
بارك الله لها وجعلها في ميزان حسناتها
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:38 م]ـ
أنتم أهل الجزاء و الإحسان.
أسألكم الدعاء عن ظهر الغيب.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(6/335)
تفسير صلاح الخالدي يااهل الاردن!
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 08:30 م]ـ
تفسير صلاح الخالدي يااهل الاردن ....... !
--------------------------------------------------------------------------------
يكاد او انتهى الدكتور الفاضل صلاح عبد الفتاح الخالدي من تفسير القران الكريم في مسجد عبد الرحمن بن عوف ..
والدكتور يعتمد على تفسيره على بن كثير، ولكنه يفسر تفسير شامل ....
فالتفسير كامل حسب علمي، فياريت ياتي به اهل الاردن وينزلوه على الشبكة، فسيكون عمل عظيم ..
نرجوا ان تهتموا بهذا العمل القيم ولكم الاجر ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:44 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
نعم لقد كان لشيخنا العلامة المفسر دروساً بعد الفجر في مسجد عبد الرحمن بن عوف
والشيخ قد فسر القرآن كله مرة، وشرع في الثانية وتوقف في سورة البقرة.
(فيه رد على من زعم أنه قد فسر القرآن كله وحده في الأردن!!)
وهذه الدروس هي وقفات مع الآيات بما يقتضيه درس الفجر، وكانت عامة من التفاسير وملح ونكات الشيخ حفظه الله ونفع به الإسلام والمسلمين.
وللأسف لم تسجل.
ومما سجل تفسيره لسورة آل عمران وصل فيها إلى أية (34) فيديو.ثم توقف الدرس لسبب خارجي!
على كل جهود شيخنا وتميز علمه في الطرح والسَّبْر والتقسيم والفوائد والقواعد تجدونها في مصنافته الممتعة.
فجزى الله شيخنا خير الجزاء ونفع به، وبارك له في وقته وعلمه وعمله وأهله وماله وعافيته وصحته.
وهكذا فليكن العلماء.
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:52 م]ـ
أذكر أني قرأت أنه كان يفسر آية أو آيتين بعد صلاة الفجر كل يوم .. وداوم على ذلك، لا يمنعه إلا "الشديد القوي" من مرض ونحوه أكثر من ثماني عشرة سنة .. فأي همة هذه؟؟!! حفظه الله، ووفقه .. وليت الإخوة يكرموننا بما عندهم من دروسه التفسيرية والمثل عندنا يقول: "الجود من الموجود" ... وتفسير آل عمران لا يقال له قليل!!
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:05 م]ـ
اللهم انعم علينا بهذا العمل العظيم.ويسر الدكتور صلاح لاكمال التفسير ..
علما بان العلامة د. صلاح الخالدي قام باختصار قيم لتفسير ابن كثير، وهو مخرج الاحاديث به فوائد كثيرة ...
اما بالنسبة لكتبه فهي عندي اغلبها، لذلك انا متشوق للتفسير الصوتي لما رايته من علم غزير ..
وهو فلسطيني مثلنا نحبه كثيرا ..
والله الموفق
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:08 م]ـ
اللهم انعم علينا بهذا العمل العظيم ...
علما بان العلامة د. صلاح الخالدي قام باختصار قيم لتفسير ابن كثير، وهو مخرج الاحاديث به فوائد كثيرة ...
والله الموفق
آمين ..
ونعم، سمعت كثيرا بهذا المختصر، ولم أره، كما سمعت أنه هذب تفسير الإمام ابن جرير رحمه الله، طبعت التهذيب دار القلم الدمشقية (وهي التي تطبع كتبه منذ سنوات) ..
فحبذا لو أتحفنا الإخوة في الوقفية بهما ..
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 08:16 م]ـ
كتاب تهذيب تفسير الامام الطبري طبع عن دار القلم في سبع مجلدات ..
وهو غاية في الجمال، اعاد الدكتور صلاح صياغته بروح العصر، وهو افضل من اعتنى به ...
وقد خرج احاديثه الشيخ ابراهيم العلي ...
اما تهذيبه لتفسير ابن كثير فلم يطبع بعد ........ !
هذا ما قاله الدكتور في اخر لقاءاته، وهو ينتظر طباعته، لانه منجز من مدة طويلة ...
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 08:42 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمدا ..
و"العشم" باق، أن يصور لنا الإخوة الكرام هذا التهذيب ...
وبارك الله في الجميع
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:00 ص]ـ
قرأت بعض كتب الشيخ حفظه الله فاستفدت منها كثيرا والشيخ متميز باللفتات الجميلة في التفسير خصوصا ويخرج عن التقليد مما يعطي نكهة مميزة لكتبه
ـ[ياسر شعيب الأزهرى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:27 م]ـ
نريد أن تعرفونا بصلاح الخالدي فنحن لا نعرفه معرفة كافية. أخوكم: ياسر الأزهري
ـ[ياسر شعيب الأزهرى]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:31 م]ـ
نريد أن تعرفونا بصلاح الخالدي فنحن لا نعرفه معرفة كافية.
أخوكم: ياسر الأزهري
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 - 07 - 07, 03:37 م]ـ
الفرقان: بداية -فضيلة الدكتور- نرجو منكم التكرم وإعطاءنا تعريفاً موجزاً بكم: نشأتكم، وحياتكم العلمية، ومسيرتكم مع كتاب الله عز وجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/336)
د. صلاح: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ولدت في مدينة جنين في (1/ 12/1947م) الموافق (18/محرم/1367هـ)، ودرست في جنين في المدارس الحكومية حتى الصف الثاني الإعدادي، ثم توجهت إلى الدراسة الشرعية، فانتقلت إلى نابلس للدراسة في المدرسة الإسلامية، ودرست فيها سنتين: الثالث الإعدادي والأول الثانوي، وهذه المدرسة كانت مرتبطة مع الأزهر، فكان الطلاب الأوائل يذهبون في بعثة للدراسة في الأزهر. وقد يسر الله لي الحصول على هذه البعثة.
سافرت إلى القاهرة سنة 1965م، وهناك أخذت الثانوية الأزهرية، ثم دخلت كلية الشريعة وتخرجت فيها سنة 1970م، وعدت إلى الأردن لأن الضفة الغربية كانت قد احتلت سنة 1967م. ومن أبرز مشايخي في هذه المرحلة الشيخ موسى السيد رحمه الله –أحد علماء فلسطين-، وقد كان عالماً عاملاً ربانيّاً وخرج من العلماء الكثير. أما مصر فقد سافرت إليها في عز المحنة، وكان هناك حرب على العلماء وكثير منهم في السجون، ومنهم في تلك الفترة الشيخ محمد الغزالي وسيد سابق وعبدالحليم محمود، حيث كان لهؤلاء جهود دعوية في تلك الفترة خاصة الشيخ محمد الغزالي وكنا نحضر محاضراته في مختلف مناطق القاهرة.
ثم سجلت لدراسة الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكانت الرسالة التي قدمتها بعنوان: (سيد قطب والتصوير الفني في القرآن) وجاءت في قسمين: القسم الأول عن حياة سيد قطب، والثاني عن التصوير الفني في القرآن. وتمت المناقشة سنة 1980م، وتألفت اللجنة من الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مشرفاً والأستاذ محمد قطب مناقشاً والشيخ محمد الراوي -العالم المصري المعروف- مناقشاً.
وكانت قاعة المناقشة ممتلئة بالحضور، وجاء عدد كبير منهم جاء ليسمع كلام الأستاذ محمد قطب، الذي أخجلني وهو يثني على الرسالة والجهد المبذول فيها، حتى إنه قال: لو تقدم الطالب بالقسم الأول من الرسالة فقط لاستحق الماجستير عن جدارة! وهذا من فضل الله عليِّ، وأسأله القبول سبحانه.
ثم حصلت على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها، وكانت الرسالة بعنوان: (في ظلال القرآن – دراسة وتقويم) وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات، وناقشني عالمان مشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله، والأستاذ الدكتور عدنان زرزور -العالم القرآني المعروف-.
الفرقان: كم مرة قرأت (الظلال) خلال إعدادك لرسالتي الماجستير والدكتوراه؟
د. صلاح: خلال فترة الماجستير قرأته مرتين، وفي الدكتوراه خمس مرات، فمجموع قراءاتي للظلال من أجل الشهادة الأكاديمية سبع مرات، وكانت قراءة حرفية كاملة والحمد لله.
أما العلماء الذين درَّسوني أو التقيت بهم في السعودية، فأذكر منهم الشيخ عبدالله الغديان -عضو هيئة كبار العلماء- الذي درّسنا علوم القرآن، ودرّسنا التفسير الدكتور مصطفى مسلم -وهو من العلماء السوريين المعروفين-، وغيرهم. وقابلت أيضاً عدداً من كبار العلماء منهم: السيد أحمد صقر، والأديب السعودي المعروف أحمد عبدالغفور العطار، وقابلت محمد قطب في مكة لإعداد المادة حول سيد وحياته.
هذا بالنسبة لدراستي وطلبي للعلم، أما الوظائف التي عملت بها، فبعد تخرجي من الأزهر عينت بوظيفة واعظ بوزارة الأوقاف في الأردن، وكان تعييني في مدينة الطفيلة. وفي عام 1974م انتقلت إلى مدينة السلط حيث عملت مراقباً للتوجيه الإسلامي (مساعد مدير أوقاف). وفي سنة 1980م -وبعد حصولي على الماجستير- عُيِّنت في كلية العلوم الإسلامية في عمان، وبقيت فيها حتى عام 1991م، وكنت عميداً لها في آخر سنتين، بعدها أصبحت مدرساً في كلية أصول الدين / جامعة البلقاء التطبيقية، وما زلت أعمل فيها إلى الآن. وخلال هذه الفترة من عام 1981م – 1994م عملت خطيباً وإماماً في مسجد عبدالرحمن بن عوف في منطقة صويلح بعمان.
البقية هنا إن أردت بارك الله فيك
العالم المفسر الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله ( http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=13479)(6/337)
الملتقى الثالث للقرآن الكريم: النص القرآني: القراءة والتاويل
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[22 - 05 - 07, 08:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة المغربية
المجلس العلمي الأعلى
الكتابة العامة
المجلس العلمي المحلي بمكناس
الملتقى الثالث للقرآن الكريم
في موضوع: النص القرآني: القراءة والتأويل
تحت شعار:) أفلا يتدبرون القرآن)
أيام 26/ 27/28/ 2007
لعل أول واجب على المؤمن بهذا القرآن – بما هو رسالة الله رب العالمين إلى الإنسان – هو حسن قراءته أولا. والقراءة منازل ومقامات. ولعل خير منازلها إنما هو تلقي رسالات القرآن، بالدخول في ابتلاءاتها للتخلق بأخلاقها. أي تلقي القرآن بما هو منزل تنزيلا، لا بما هو منزل إنزالا فحسب. ذلك مقتضى من مقتضيات مفهوم القراءة للقرآن كما هو وراد في قوله تعالى: (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا) (الإسراء:16).
وعلماء القرآن على أن "الإنزال" الذي هو من فعل " أنزل" كان للقرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا. وكان ذلك دفعة واحدة. بينما "التنزيل" الذي هو من فعل " نزًلَ" كان من السماء إلى الأرض منجما أي مفرقا، بقصد التربية والتكوين للإنسان على مهل، لبناء النفس المؤمنة والمجتمع الإسلامي، بما يغرس جذوره في تربة العمران البشري مؤصلة في عمق الوجود إلى يوم القيامة. وهذه الصفة إنما هي خاصة بهذا القرآن. وهو قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل) (النساء 136)، لأن الكتب المتقدمة كانت تنزل جملة واحدة، والقرآن نزل منجما مفرقا مفصلا، آيات بعد آيات، بعد أحكام، وسورا بعد سور.
فكان مفهوم القراءة – بهذا المقام- راجعا إلى تصريف حقائقه الإيمانية سلوكا بشريا في الأرض، على المستويين: النفسي الاجتماعي.
وفي ذلك رسالة مهمة جدا مقتضاها أن هذا القرآن هو المنهاج، الذي وجب على المسلم أن يعتمده في تبين السير إلى الله، وفي تلقي حقائق الإيمان الدالة على سبيل الرشاد. ففيه يجد المؤمن المتبصر معالم كل شيء، ما هو في حاجة إليهم من أدوات الكشف عن الصراط المسقيم. إنه بوصلة الخروج من حال الحيرة إلى حال اليقين، ومن ظلمات الفتن إلى نور الحق المبين.
وفي ذلك رسالة أيضا في أن ابتغاء الهدى في غيره الضلال! وليس عبثا أن يكون ذلك من آخر وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة. وهو قوله البين المليح لأصحابه: (أبشروا .. أبشروا .. ! أليس تشهدون ألا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا القرآن سبب، طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به! فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا!) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn1)
ودون ذلك المقام من مقامات القراءة للقرآن التي صرحت بها الآيات أعلاه، مقامات أخرى تنزل – في سلم القراءات المشروعة- إلى مجرد القراءة التبركية. وما بين هذه وتلك منازل ومقامات شتى، قد ترتقي وقد تنزل، على حسب همة صاحبها ومؤهلاته الإيمانية والعلمية. لكنها قد تخرج عن ذلك جميعا، لتصبح قراءة تأويلية إسقاطية، أو تحريفية، تهدف إلى إخراج النص القرآني عن مداره الرباني التعبدي، إلى مدار بشري خاضع للتأويل الأهوائي. ومن هنا كان المسلمون في حاجة إلى دراسة مفهوم القراءة للقرآن، لتبين الحق والباطل في منازل " القراءات" والتأويلات.
وعليه، فقد كان مقترح المجلس العلمي المحلي بمكناس، أن يكون موضوع " الملتقى الثالث للقرآن الكريم" هو: (النص القرآني: القراءة والتأويل)، وذلك بناء على المحاور التالية:
- المحور الأول: قراءة النص القرآني: المفهوم والقضايا
- المحور الثاني: اتجاهات ومناهج تأويل النص القرآني: رؤية نقدية
- المحور الثالث: مقاصد القرآن الكريم
أما البرنامج فسيكون كما يلي:
برنامج الملتقى الثالث للقرآن الكريم
يوم السبت 9جمادى الأولى 1428هـ. الموافق26 ماي 2007م. (قاعة ملحقة بلدية الإسماعيلية الهديم)
العاشرة صباحا: الجلسة الافتتاحية
الرابعة والنصف مساء: الندوة الأولى: في محور: قراءة النص القرآني: المفهوم والقضايا
- قضايا قرآنية في قوله تعالى:" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". د آيت سعيد الحسين. كلية الآداب مراكش
- القرآن الكريم ومناهج العلوم الإنسانية، قراءة في مفهوم السياق القرآني. د عبد الرحمن بودراع، كلية الآداب تطوان
- الخطاب القرآني بين حسن الفهم والاجتهاد في التطبيق. د عمر جدية، كلية الآداب فاس سايس
الثامنة ليلا: محاضرة علمية للشيخ محمد التجكاني في موضوع: "مقاصد القرآن الكريم".
يوم الأحد 10جمادى الأولى 1428هـ. الموافق27 ماي 2007م. (قاعة ملحقة بلدية الهديم)
التاسعة والنصف صباحا: الندوة الثانية في محور: اتجاهات ومناهج تأويل النص القرآني: رؤية نقدية.
- الخلفيات الموجهة للقراءات التأويلية الحديثة للقرآن الكريم. د سعيد شبار، كلية الآداب بني ملال
- القراءة الهرميسية للوحي. د يحيى رمضان، كلية الآداب مكناس
- نماذج من التأويل في القراءات الجديدة للنص القرآني. د محمد خروبات، كلية الآداب مراكش
الرابعة والنصف مساء: الندوة الثالثة: ومحورها: مقاصد القرآن
- النسق المقاصدي في القرآن الكريم. د زيد أبو شعرة. كلية الآداب القنيطرة
- أغراض القرآن الكريم ومقاصده. ذ عبد الحق يدر. كلية الآداب فاس سايس
- تأملات في مقاصد سورة العلق التربوية. د عبد الله الهلالي. كلية الآداب ظهر المهراز فاس
الثامنة ليلا: محاضرة علمية للدكتور الشاهد البوشيخي في موضوع: "الهدى المنهاجي في القرآن الكريم"
يوم الإثنين11جمادى الأولى 1428هـ. الموافق28 ماي 2007م (المسجد الأعظم)
- التاسعة والنصف صباحا: الإشراف على ثلاث ختمات قرآنية.
- الرابعة مساء: أمسية لتجويد القرآن الكريم إلى حدود صلاة المغرب ثم دعاء الختم.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftnref1) رواه ابن حبان في صحيحه، والبيهقي في شعبه، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في الكبير، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.(6/338)
كنوز من كتاب نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[23 - 05 - 07, 12:34 م]ـ
كنوز من كتاب نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي
الخشوع في القرآن على أربعة أوجه
قال ابن الجوزي: الخشوع والخضوع يتقاربان يقال خشع إذا اطمأن وقيل أصل الخشوع اللين والسهولة وذكر بعض المفسرين أن الخشوع في القرآن على أربعة أوجه - أحدها الذل ومنه قوله تعالى في طه وخشعت الأصوات للرحمن وفي سأل سائل خاشعة أبصارهم والثاني سكون الجوارح ومنه قوله تعالى في المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون وفي حم السجدة ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة والثالث الخوف ومنه قوله تعالى في الأنبياء ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والرابع التواضع ومنه قوله تعالى في البقرة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص276 - 277.
ــــــــــــــــــــــــــــ
الاستغفار في القرآن على وجهين:
قال ابن الجوزي: الاستغفار استفعال من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه والغفر الستر ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ وغفر الخد والصوف ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر سمي غفرا لأنه يستر الثوب ويقال لجنة الرأس مغفر لأنها تستر الرأس وقال أبو سليمان الخطابي وحكى بعض أهل اللغة أن المغفرة مأخوذة من الغفر وهو نبت يداوى به الجراح يقال إنه إذا ذر عليها دملها وأبرأها ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار في القرآن على وجهين - أحدهما الاستغفار نفسه وهو طلب الغفران ومنه قوله تعالى في هود واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وفي يوسف واستغفري لذنبك وفي نوح استغفروا ربكم إنه كان غفارا وهو كثير في القرآن والثاني الصلاة ومنه قوله تعالى في آل عمران والمستغفرين بالأسحار وفي الأنفال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي الذاريات وبالأسحار هم يستغفرون وقد عد بعضهم الآية التي في يوسف من قسم الاستغفار وجعل التي في هود وفي نوح بمعنى التوحيد فيكون الباب على قوله من أقسام الثلاثة.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص89 - 91.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكمة في القرآن على ستة أوجه:
قال ابن الجوزي: قال بعض أهل العلم الحكمة ضرب من العلم يمنع من ركوب الباطل وقال غيره الحكمة خروج نفس الإنسان إلى كمالها الممكن لها في حدي العلم والعمل فحينئذ تنال الخلق الذي يسمى العدالة وسميت حكمة الدابة بذلك لأنها تمنعها من التصرف بما لا يريد راكبها كما أن الحكمة تمنع صاحبها من ركوب ما لا يصلح وقال ابن قتيبة الحكمة العلم والعمل لا يكون الرجل حكيما حتى يجمعهما وقال ابن فارس أصل الحكم المنع وأحكمت السفيه وحكمته أخذت على يده وقال جرير - أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا وذكر أهل التفسير أن الحكمة في القرآن على ستة أوجه - أحدها الموعظة ومنه قوله تعالى في القمر حكمة بالغة فما تغن النذر والثاني السنة ومنه قوله تعالى في البقرة ويعلمكم الكتاب والحكمة وفيها وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به وفي سورة النساء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم يكن تعلم والثالث الفهم ومنه قوله تعالى في الأنعام أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة وفي مريم وآتيناه الحكم صبيا وفي الأنبياء وكلا آتينا حكما وعلما وفي لقمان ولقد آتينا لقمان الحكمة والرابع النبوة ومنه قوله تعالى في البقرة وآتاه الله الملك والحكمة وفي ص وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب والخامس القرآن ومنه قوله تعالى في النحل أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والسادس علوم القرآن ومنه قوله تعالى في البقرة يؤتي الحكمة من يشاء.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص260 – 262.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الخوف في القرآن على خمسة أوجه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/339)
قال ابن الجوزي: الخوف والفزع يتقاربان والخوف لما يستقبل والحزن لما فات وقال شيخنا الخوف خاصة من خواص النفس تظهر وذكر أهل التفسير أن الخوف في القرآن على خمسة أوجه - أحدها الخوف نفسه ومنه قوله تعالى في آل عمران ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفي الأعراف وادعوه خوفا وطمعا وفي تنزيل السجدة يدعون ربهم خوفا وطمعا والثاني العلم ومنه قوله تعالى في البقرة فمن خاف من موص جنفا أو إثما وفيها فإن خفتم ألا يقيما حدود الله وفي سورة النساء فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة وفيها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا وفي الأنعام وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم والثالث الظن ومنه قوله تعالى في البقرة إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله قال الفراء وهي في قراءة أبي إلا أن يظنا والخوف والظن يتقاربان في كلام العرب قال الشاعر أتاني كلام عن نصيب يقوله وما خفت يا سلام أنك عائبي وقد ألحق قوم هذا القسم بالذي قبله والرابع القتال ومنه قوله تعالى في الأحزاب فإذا جاء الخوف وفيها فإذا ذهب الخوف والخامس النكبة تصيب المسلمين من قتل أو هزيمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به قال ابن عباس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية من السرايا فغلبت أو غلبت تحدثوا بذلك ولم يسكتوا حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو المحدث به.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص279 – 281.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمانة في القرآن على ثلاثة أوجه:
قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله رضي الله عنه الأصل في الأمانة الأمن والطمأنينة والموضع الذي يطمئن فيه الإنسان المأمن والوديعة أمانة لأن صاحبها ائتمن المودع على حفظها فاطمأن إليه وقال ابن فارس يقال رجل أمنة وأمنة يثق بكل أحد ورجل أمين وأمان وأنشدوا ولقد شهدت التاجر الأمان مورودا شرابه والأمون الناقة الموثقة الخلق وكأنه أمن فيها الفتور في السير وذكر بعض المفسرين أن الأمانة في القرآن على ثلاثة أوجه - أحدها الفرائض ومنه قوله تعالى في سورة الأنفال لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم أي تضيعوا فرائضكم وفي الأحزاب إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال، والثاني الوديعة ومنه قوله تعالى في سورة النساء إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وفي المؤمنين والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والثالث العفة منه قوله تعالى في القصص إن خير من استأجرت القوي الأمين.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص104 – 105.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجهاً:
قال ابن الجوزي: الخير اسم لكل ممدوح ومرغوب فيه والخير الكرم والاستخارة أن تسأل الله تعالى خير الأمرين وذكر أهل التفسير أن الخير في القرآن على اثنين وعشرين وجها - أحدها الإيمان ومنه قوله تعالى في الأنفال ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم وفيها إن يعلم الله في قلوبكم خيرا وفي هود لن يؤتيهم الله خيرا والثاني الإسلام ومنه قوله تعالى في نون مناع للخير معتد أثيم قيل إنها نزلت في الوليد بن المغيرة منع ابني أخيه من الدخول في الإسلام والثالث المال ومنه قوله تعالى في البقرة إن ترك خيرا وفيها قل ما أنفقتم من خير قالوا الدين والرابع العافية ومنه قوله تعالى في الأنعام وإن يمسسك بخير وفي يونس وإن يردك بخير الخامس الأجر ومنه قوله تعالى في الحج والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير، والسادس الأفضل ومنه قوله تعالى في المؤمنين اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ومثله خير الرازقين وخير الحاكمين والسابع الطعام ومنه قوله تعالى في القصص رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير والثامن الظفر ومنه قوله تعالى في الأحزاب ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا والتاسع الخيل ومنه قوله تعالى في ص إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي أي حب الخيل والعاشر القرآن ومنه قوله تعالى في البقرة أن ينزل عليكم من خير من ربكم والحادي عشر الأنفع ومنه قوله تعالى في البقرة نأت بخير منها أو مثلها أي أنفع والثاني عشر رخص الأسعار ومنه قوله تعالى في هود إني أراكم بخير والثالث عشر الصلاح ومنه قوله تعالى في النور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/340)
فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا أراد صلاحا وقيل المال، والرابع عشر القوة والقدرة ومنه قوله تعالى في الدخان أهم خير أم قوم تبع والخامس عشر الدنيا ومنه قوله تعالى في العاديات وإنه لحب الخير لشديد والسادس عشر الإصلاح ومنه قوله تعالى في آل عمران ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير والسابع عشر الولد الصالح ومنه قوله تعالى في سورة النساء فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا أي بما رزقتم من الزوجات المكروهات أولادا صالحين والثامن عشر العفة والصيانة ومنه قوله تعالى في النور لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا والتاسع عشر حسن الأدب ومنه قوله تعالى في الحجرات ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم أي أحسن لأدبهم والعشرون النوافل ومنه قوله تعالى في الأنبياء وأوحينا إليهم فعل الخيرات والحادي والعشرون النافع ومنه قوله تعالى في الأعراف لاستكثرت من الخير قال المفسرون لأعددت من السنة المخصبة للسنة المجدبة والثاني والعشرون الخير الذي هو ضد الشر ومنه قوله تعالى في آل عمران بيدك الخير.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص285 – 289.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الخزائن في القرآن على أربعة أوجه:
قال ابن الجوزي: الخزائن جمع خزانة وهو البيت الذي يحفظ فيه المدخر والمختار من المال وذكر أهل التفسير أن الخزائن في القرآن على أربعة أوجه - أحدها المفاتيح ومنه قوله تعالى في الحجر وإن من شيء إلا عندنا خزائنه والثاني النبوة ومنه قوله تعالى في ص أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب والثالث المطر والنبات ومنه قوله تعالى في الطور أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون والرابع خزائن مصر ومنه قوله تعالى في يوسف اجعلني على خزائن الأرض وقد ألحق بعضهم وجها خامسا فقال والخزائن الغيوب ومنه قوله تعالى في هود ولا أقول لكم عندي خزائن الله أي غيوب الله.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص273.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنة والسيئة في القرآن على ستة أوجه:
قال ابن الجوزي: الحسنة هي التي لا يشوبها نقص في كونها حسنة وهذا هو الحقيقة وقد يسمى بذلك ما يشوبه السوء لأن الأظهر فيه الحسن والسيئة نقيض الحسنة وذكر أهل التفسير أن الحسنة والسيئة في القرآن على ستة أوجه أحدها الحسنة التوحيد والسيئة الشرك ومنه قوله تعالى في النمل من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار وفي القصص من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون والثاني الحسنة النصر والغنيمة والسيئة القتل والهزيمة ومنه قوله تعالى في آل عمران إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وفي سورة النساء ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك والثالث الحسنة المطر والخصب والسيئة قحط المطر والجدب ومنه قوله تعالى في الأعراف فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه وفيها ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة وفيها وبلوناهم بالحسنات والسيئات والرابع الحسنة العافية والسيئة البلاء والعذاب ومنه قوله تعالى في الرعد ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة والخامس الحسنة قول المعروف والسيئة قول المنكر ومنه قوله تعالى في القصص ويدرؤون بالحسنة السيئة وفي حم السجدة ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن والسادس الحسنة فعل نوع من الخير والسيئة فعل نوع من الشر ومنه قوله تعالى في الأنعام من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص259 - 260.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاستطاعة في القرآن على وجهين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/341)
قال ابن الجوزي: الأصل في الاستطاعة أنه استفعال من الطاعة فسمي الفاعل مستطيعا لأن الفعل الذي يرومه ممكن مطاوع وتسميته بذلك قبل الفعل على سبيل المجاز لأن الاستطاعة من العباد لا تكون إلا مع الفعل وذكر أهل التفسير أن الاستطاعة في القرآن على وجهين: أحدهما سعة المال ومنه قوله تعالى في آل عمران ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا أي من وجد سعة من المال وفي سورة النساء ومن لم يستطع منكم طولا وفي براءة لو استطعنا لخرجنا معكم والثاني الإطاقة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم أي لن تطيقوا وفي هود ما كانوا يستطيعون السمع أي لم يطيقوا أن يسمعوا ذكر الإيمان وفي الكهف وكانوا لا يستطيعون سمعا في الفرقان فما تستطيعون صرفا ولا نصرا وفي التغابن فاتقوا الله ما استطعتم وفي الذاريات فما استطاعوا من قيام.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص88.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
النفس في القرآن على ثمانية أوجه:
قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله اختلف الناس في ماهية النفس المختصة بالآدمي اختلافا كثيرا وأقربهم إلى الصواب قائلون قالوا إنها جوهر روحاني والجوهر الروحاني ما كان لطيفا لا يرد شعاع الأبصار وهو مخلوق من النور والضياء وأجسام الملائكة من نور ولهذا هم أجساد لطيفة لا تدركهم الأبصار في عموم الأحوال ويقرب منهم الجن والشياطين فإنهم مخلوقون من النار وقال قوم إن النفس جسم لطيف وقال قوم هي الدم وقال آخرون هي جسم غير الدم وقال آخرون هي عرض لأنا لا نجدها تقوم بنفسها واختلفوا في النفس هل هي الروح أم هي غيرها فقال كثير من الناس إن الروح شيء غير النفس وقال آخرون بل هما شيء واحد واختلفوا هل نفوس بني آدم جنس من نفوس الحيوان أم لا فقال كثير من الناس إن نفوس بني آدم جنس ونفوس البهائم جنس آخر وزعم آخرون أن النفوس كلها جنس واحد والقائلون بأنها من جنس واحد يقولون إن موت جميع الحيوان يتولاه ملك الموت في قبض الأنفس والقائلون بأنها من جنسين يقولون إن ملك الموت يتولى بني آدم في ذلك فأما جميع البهائم فلا يتولاها ملك الموت وإنما تموت بفناء أنفسها وذكر بعض المفسرين أن النفس في القرآن على ثمانية أوجه - أحدها آدم ومنه قوله تعالى في سورة النساء الذي خلقكم من نفس واحدة وفي الأنعام وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة والثاني الأم ومنه قوله تعالى في النور ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً أي بأمهاتهم والمراد بالآية عائشة رضي الله عنها والثالث الجماعة ومنه قوله تعالى في آل عمران إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم وفي براءة لقد جاءكم رسول من أنفسكم والرابع الأهل ومنه قوله تعالى في البقرة فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم قيل إنه أمر الأب الذي لم يعبد العجل أن يقتل ابنه العابد والأخ الذي لم يعبد أن يقتل أخاه العابد والخامس أهل الدين ومنه قوله تعالى في النور فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم أي على أهل دينكم وفي الحجرات ولا تلمزوا أنفسكم والسادس الإنسان ومنه قوله تعالى في المائدة وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس أي الإنسان بالإنسان والسابع البعض ومنه قوله تعالى في البقرة ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي يقتل بعضكم بعضا، والثامن النفس بعينها ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص594 – 597.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
النعمة في القرآن على عشرة أوجه:
قال ابن الجوزي: النعمة ما يحصل للإنسان به التنعم في العيش و النعمة المنة ومثلها النعماء والنعمة المال يقال فلان واسع النعمة والنعامي ريح لينة فأما النعمة - بفتح النون - فهي التنعم والمتنعم المترف وقد نعم الإنسان أولاده ترفهم ونعم الشيء من النعمة ونعم ضد لا وقد تكسر عينها ونعم ضد بئس وذكر بعض المفسرين أن النعمة في القرآن على عشرة أوجه - أحدها المنة ومنه قوله تعالى في المائدة يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم ومثلها في الأحزاب والثاني الدين والكتاب ومنه قوله تعالى في البقرة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته وفي إبراهيم ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا والثالث محمد صلى الله عليه وسلم ومنه قوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/342)
تعالى في النحل يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها والرابع الثواب ومنه قوله تعالى في آل عمران يستبشرون بنعمة من الله وفضل والخامس النبوة ومنه قوله تعالى في الفاتحة الذين أنعمت عليهم وفي الضحى وأما بنعمة ربك فحدث والسادس الرحمة ومنه قوله تعالى في الحجرات فضلا من الله ونعمة والسابع الإحسان ومنه قوله تعالى في الليل وما لأحد عنده من نعمة تجزى والثامن سعة المعيشة ومنه قوله تعالى في لقمان وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة والتاسع الإسلام ومنه قوله تعالى في الأحزاب وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه، والعاشر العتق ومنه قوله تعالى في الأحزاب وأنعمت عليه لأن إنعام الله تعالى عليه بالإسلام وإنعام النبي صلى الله عليه وسلم بالعتق وهو زيد بن حارثة.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص597 – 599.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
النور في القرآن على عشرة أوجه:
قال ابن الجوزي: قال شيخنا علي بن عبيد الله النور هو الضياء المتشعشع الذي تنفذه أنوار الأبصار فتصل به إلى نظر المبصرات وهو يتزايد بتزايد أسبابه ويقال نار الشيء وأنار واستنار إذا أضاء والنور مأخوذ من النار يقال تنورت النار إذا قصدت نحوها ثم يستعار في مواضع تدل عليها القرينة فيقال أنار فلان كلامه إذا أوضحه ومنار الأرض أعلامها وحدودها والمنارة مفعلة من الاستنارة وذكر أهل التفسير أن النور في القرآن على عشرة أوجه - أحدها الإسلام ومنه قوله تعالى في براءة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره وفي الصف يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره وفي سورة النور يهدي الله لنوره من يشاء والثاني الإيمان ومنه قوله تعالى في البقرة يخرجهم من الظلمات إلى النور وفي الأنعام وجعلنا له نورا يمشي به في الناس وفي النور ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وفي الحديد ويجعل لكم نورا تمشون به والثالث الهدى ومنه قوله تعالى في النور الله نور السموات والأرض أي هادي من في السماوات والأرض مثل نوره أي مثل هداه والرابع النبي صلى الله عليه وسلم ومنه قوله تعالى في المائدة قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين وفي النور نور على نور أراد نبيا بعد نبي من نسل نبي والخامس ضوء النهار ومنه قوله تعالى في الأنعام وجعل الظلمات والنور والسادس ضوء القمر ومنه قوله تعالى في الفرقان وقمرا منيرا وفي سورة نوح وجعل القمر فيهن نوراً، والسابع ضوء المؤمنين على الصراط ومنه قوله تعالى في الحديد يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم وفي التحريم نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم والثامن البيان ومنه قوله تعالى في المائدة إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور وفي الأنعام قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس والتاسع القرآن ومنه قوله تعالى في الأعراف واتبعوا النور الذي أنزل معه وفي التغابن فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، والعاشر العدل ومنه قوله تعالى في الزمر وأشرقت الأرض بنور ربها أي بعدله.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص599 – 601.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الرحمة في القرآن على ستة عشر وجهاً:
قال ابن الجوزي: الرحمة النعمة على المحتاج قال ابن فارس يقال رحم يرحم إذا رق والرحم والمرحمة والرحمة بمعنى واحد وذكر أهل التفسير أن الرحمة في القرآن على ستة عشر وجهاً - أحدها الجنة ومنه قوله تعالى في البقرة أولئك يرجون رحمة الله وفي آل عمران وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله وفي سورة النساء فسيدخلهم في رحمة منه وفضل وفي بني إسرائيل يرجون رحمته ويخافون عذابه وفي العنكبوت أولئك يئسوا من رحمتي وفي الجاثية فيدخلهم ربهم في رحمته والثاني الإسلام ومنه قوله تعالى في سورة البقرة والله يختص برحمته من يشاء وفي هل أتى يدخل من يشاء في رحمته والثالث الإيمان ومنه قوله تعالى في هود إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده وفيها وآتاني منه رحمة والرابع النبوة ومنه قوله تعالى في الزخرف أهم يقسمون رحمة ربك وفي ص أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب والخامس القرآن ومنه قوله تعالى في يونس قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وفي بني إسرائيل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين والسادس المطر ومنه قوله تعالى في الأعراف وهو الذي يرسل الرياح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/343)
بشرا بين يدي رحمته وفي الروم فانظر إلى آثار رحمة الله وفيها وليذيقكم من رحمته والسابع الرزق ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي وفي الكهف آتنا من لدنك رحمة وفيها ينشر لكم ربكم من رحمته والثامن النعمة ومنه قوله تعالى في سورة النساء ولولا فضل الله عليك ورحمته وفي الكهف آتيناه رحمة من عندنا والتاسع العافية ومنه قوله تعالى في الزمر أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته والعاشر النصر ومنه قوله تعالى في الأحزاب إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة والحادي عشر المنة ومنه قوله تعالى في القصص وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك والثاني عشر الرقة ومنه قوله تعالى في الحديد وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفة ورحمة والثالث عشر المغفرة ومنه قوله تعالى في الأنعام كتب ربكم على نفسه الرحمة والرابع عشر السعة ومنه قوله تعالى في سورة البقرة ذلك تخفيف من ربكم ورحمة والخامس عشر المودة ومنه قوله تعالى في الفتح والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم والسادس عشر العصمة ومنه قوله تعالى في يوسف إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي وقد ألحق بعضهم وجها سابع عشر فقال الرحمة الشمس ومنه قوله تعالى في سورة عسق وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص331 – 334.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنى في القرآن على ستة أوجه
قال ابن الجوزي: الحسنى فعلى من الحسن يقال في النعمة الواحدة أو الفعلة الواحدة من الإحسان وذكر أهل التفسير أن الحسنى في القرآن على ستة أوجه - أحدها الجنة ومنه قوله تعالى في يونس للذين أحسنوا الحسنى وفي الأنبياء إن الذين سبقت لهم منا الحسنى وفي النجم ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى والثاني البنون ومنه قوله تعالى في النحل وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى والثالث الخير ومنه قوله تعالى في براءة وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والرابع الخلف ومنه قوله تعالى في الليل فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى أي بالخلف وقال الإمام أحمد ابن حنبل وألحقه بعضهم بالأول والخامس العليا ومنه قوله تعالى في الأعراف ولله الأسماء الحسنى والسادس البر ومنه قوله تعالى في العنكبوت والأحقاف ووصينا الإنسان بوالديه حسنا.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص257 – 258.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحين في القرآن على خمسة أوجه
قال ابن الجوزي: الحين الزمان قليله وكثيره ويقال أحينت بالمكان إذا أقمت به حينا وحان حين كذا أي قرب وأنشدوا وإن سلوي عن جميل لساعة من الدهر ما حانت ولا حان حينها، وذكر أهل التفسير أن الحين في القرآن على خمسة أوجه - أحدها ستة أشهر ومنه قوله تعالى في إبراهيم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها والثاني منتهى الآجال ومنه قوله تعالى في البقرة ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين وفي يونس كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين وفي النحل ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين والثالث الساعات ومنه قوله تعالى في الروم فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون والرابع وقت منكر ومنه قوله تعالى في ص ولتعلمن نبأه بعد حين والخامس أربعون سنة ومنه قوله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر وألحقه قوم بالقسم الذي قبله وألحق قوم قسما سادسا فقالوا والحين ثلاثة أيام ومنه قوله تعالى في الذاريات وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين وألحق بعضهم ثلاثة أوجه أخر - أحدها نصف النهار ومنه قوله تعالى ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها وقيل بين العشاءين وألحقه بعض المحققين بقسم الساعات والثاني خمس سنين ومنه قوله تعالى ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين والثالث ابتداء القتال يوم بدر ومنه قوله تعالى فتول عنهم حتى حين وهذان القسمان داخلان في قسم الوقت المنكر وإنما علمنا نهاية سجن يوسف بوقت خروجه ونهاية الإعراض عن المشركين بوقت الأمر بقتالهم ولم يستفد ذلك من الآي.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص254 – 257.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الحجر في القرآن على أربعة أوجه:
قال ابن الجوزي: الحجر يقال ويراد به العقل ويراد به الحرام ويقال حجر القمر إذا صارت حوله دارة وذكر بعض المفسرين أن الحجر في القرآن على أربعة أوجه - أحدها العقل ومنه قوله تعالى في الفجر هل في ذلك قسم لذي حجر والثاني قرية ثمود ومنه قوله تعالى في الحجر ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين والثالث الحاجز ومنه قوله تعالى في الفرقان وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا والرابع الحرام ومنه قوله تعالى في الأنعام وقالوا هذه أنعام وحرث حجر وفي الفرقان ويقولون حجرا محجورا قيل في التفسير تقول الملائكة للكفار حرام محرم عليكم أن تدخلوا الجنة فعلى هذا هو من قول الملائكة وقال ابن فارس كان الرجل إذا لقي من يخافه في الشهر الحرام قال حجرا أي حرام عليك أذاي فإذا كان يوم القيامة ورأى المشركون الملائكة قالوا حجرا محجورا يظنون أن ذلك ينفعهم كما كان ينفعهم في الدنيا فعلى هذا هو من قول المشركين.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص247 – 248.
ــــــــــــــــــــــــــــ(6/344)
تفسير (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم)
ـ[دكتورة أمل]ــــــــ[23 - 05 - 07, 01:37 م]ـ
أورد ابن كثير في تفسير سورة الحج آية 25 (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) حديثاً لابن عمر أنه أتى عبد الله بن الزبير فقال:ياابن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إنه سيلحد فيه رجل من قريش،لو توزن ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت فانظر لا تكن هو " ما صحة هذا الحديث ومن المقصود بهذا الرجل،وهل خرج أم أنه سيخرج في آخر الزمان؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 01:55 م]ـ
لعل هذه المشاركة تفيد
من الشاملة
2462 - " يحلها - يعني: مكة - و يحل به - يعني: الحرم المكي - رجل من قريش، لو وزنت
ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 593:
أخرجه أحمد (2/ 196 و 219): حدثنا هاشم حدثنا إسحاق - يعني ابن سعيد -
حدثنا سعيد بن عمرو قال: " أتى عبد الله بن عمرو ابن الزبير، و هو جالس
في الحجر، فقال: يا ابن الزبير! إياك و الإلحاد في حرم الله، فإني أشهد
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (فذكره). قال: فانظر أن لا تكون
هو يا ابن عمرو! فإنك قد قرأت الكتب و صحبت الرسول صلى الله عليه وسلم، فإني
أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدا ". قلت: و هذا إسناد صحيح على شرط
الشيخين، و هاشم هو ابن القاسم أبو النضر، و قد توبع، فقال الإمام أحمد (2
/ 136): حدثنا محمد بن كناسة حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: " أتى عبد
الله بن عمر عبد الله بن الزبير، فقال: ... " فذكره نحوه دون قوله: " فإنك
قد قرأت الكتب ... ". كذا قال " ابن عمر "، و في " مسنده " أورده الإمام أحمد
و لعله من أوهام ابن كناسة، فإنه مع ثقته قد قال فيه أبو حاتم: " يكتب حديثه
و لا يحتج به ". و قال الهيثمي (3: 285) في الطريق الأولى: " رواه أحمد و
رجاله رجال الصحيح ". و قال في الأخرى: " رواه أحمد و رجاله ثقات ". و ذكره
من حديث ابن عمرو أيضا بلفظ: " يلحد رجل بمكة يقال له: عبد الله، عليه نصف
عذاب العالم ". و قال: " رواه البزار، و فيه محمد بن كثير الصنعاني، وثقه
صالح بن محمد و ابن سعد و ابن حبان، و ضعفه أحمد ". و قال الحافظ في الصنعاني
هذا: " صدوق، كثير الغلط ". لكن له شاهد يرويه يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة
عن ابن أبزى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال له عبد الله بن الزبير
حين حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى مكة، فيأتيك من
أراد أن يأتيك؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "
يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل نصف أوزار الناس ". أخرجه
أحمد (1/ 64) و رجاله ثقات كما قال الهيثمي، لكن جعفرا هذا - و هو ابن أبي
المغيرة الخزاعي القمي - و يعقوب - و هو ابن عبد الله القمي - كلاهما قال
الحافظ فيهما: " صدوق يهم ". فالحديث حسن بلفظ البزار، صحيح بلفظ أحمد.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 01:59 م]ـ
مسند أحمد بن حنبل - (ج 2 / ص 196 ترقيم الشاملة)
6847 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر حدثني إسحاق بن سعيد ثنا سعيد بن عمرو عن عبد الله بن عمرو قال أشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها
تعليق شعيب الأرنؤوط: رجاله ثقات رجال الشيخين لكن رفعه كما قال ابن كثير في النهاية قد يكون غلطا وإنما هو من كلام عبد الله بن عمرو.(6/345)
سؤال عن كيفية قراءة الأيكة لو بدأ بها القارىء مع ذكر المرجع
ـ[أبو عمار الرقي]ــــــــ[23 - 05 - 07, 03:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كيف يقرأ القارىء قوله تعالى (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) (الشعراء: 176) هذا لو بدأ بالأيكة وما المرجع الذي ذكر ذلك وشكراً
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين
وبعد
فيقول الله تعالى:
{وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ} الحجر78 اتفق القراء العشرة على قراءتها بالألف واللام من الشاطبية والدرة والطيبة.
{كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ} الشعراء176 قرأ المدنيان والمكي والشامي أبو جعفر و نافع وابن كثير وابن عامر (ليكة) من الشاطبية والدرة والطيبة وقرأ الباقون (الأيكة)
{وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ} ص13 أ قرأ المدنيان والمكي والشامي:. أبو جعفر و نافع وابن كثير وابن عامر (ليكة) من الشاطبية والدرة والطيبة وقرأ الباقون (الأيكة).
{وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} ق14 اتفق القراء العشرة على قراءتها بالألف واللام من الشاطبية والدرة والطيبة.
يقول الإمام الشاطبي: ###
كما في ند والأيكة اللام ساكن ... مع الهمز واخفضه وفي صاد غيطلا
فهذه الكلمة الكريمة تنطق الأيكة في كل المواضع (في روايتنا:حفص عن عاصم ولكن الرسم اختلف فقط أما في الروايات الأخرى أوِ القراءات الأخرى فله تفصيله أدناه)
يقول الإمام الزركشي في البرهان: 1/ 429###
((وكذلك الأيكة نقلت حركة همزتها على لام التعريف وسقطت همزة الوصل لتحريك اللام وحذفت ألف عضد الهمزة ووصل اللام فاجتمعت الكلمتان فصارت ليكه علامة على اختصار وتلخيص وجمع فى المعنى وذلك فى حرفين أحدهما فى الشعراء جمع فيه قصتهم مختصرة وموجزة فى غاية البيان وجعلها جملة فهى آخر قصة فى السورة بدليل قوله إن فى ذلك لآية فأفردها والثانى فى ص جمع الأمم فيها بألقابهم وجعلهم جهة واحدة هم آخر امة فيها ووصف الجملة قال تعالى أولئك الأحزاب وليس الأحزاب وصفا لكل منهم بل هو وصف جميعهم وجاء بالانفصال على الأصل حرفان نظير هذين الحرفين أحدهما فى الحجر وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين أفردهم بالذكر والوصف والثانى فى ق وأصحاب الأيكة جمعوا فيه مع غيرهم ثم حكم على كل منهم لا على الجملة قال تعالى كل كذب الرسل فحيث يعتبر فيهم التفضيل)) أهـ
### يقول الإملم ابن خالُوْيَهْ في الحجة في القراءات السبع 1/ 208: ((قوله تعالى أصحاب الأيكة يقرأبإسكان اللام وتحقيق الهمزة وبفتح اللام وتشديدها وطرح الهمزة ها هنا وفي الشعراء وصاد وقاف فالحجة لمن أثبت الهمزة أن الأصل عنده في النكرة أيكة ثم أدخل عليها الألف واللام للتعريف فبقى الهمزة على أصل ما كانت عليه والحجة لمن ترك الهمز أن أصلها عنده ليكة على وزن فعلة ثم أدخل الألف واللام فالتقى لامان الأولى ساكنة فأدغم الساكنة في المتحركة فصارت لاما مشددة وقد قرأها بعضهم على أصلها ليكة المرسلين وترك صرفها للتعريف والتأنيث أو لأنها معدولة عن وجه التعريف الجاري بالألف واللام
وقد فرق بعض القراء بين الهمز وتركه فقال الأيكة اسم البلد وليكة اسم القرية وقيل هي الغيضة)) أ هـ
### يقول الإمام ابن زَنْجَلَة في حجة القراءات ابن زنجلة 1/ 519
كذب أصحب لئيكة المرسلين 176))
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر كذب أصحاب ليكة مفتوحة اللام والتاء وفي ص مثلها
جاء في التفسير ان اسم المدينة كان ليكة فلم يصرفوها للتأنيث والتعريف وحجتهم أنهما كتبتا في المصاحف بغير همز وقرأ الباقون الأيكة ساكنة اللام مكسورة التاء والأيكة الشجر المتلف وحجتهم ما ذكر في التفسير جاء أن أصحاب الأيكة هؤلاء كانوا أصحاب شجر ملتف ويقال إن شجرهم هو الدوم والدوم شجر المقل)) أهـ
### يقول العلامة أبو بكر التميمي في السبعة قي القراءات:368
((قوله أصحب الأيكة لم يختلفوا فى هذه السورة ولا فى سورة ق واختلفوا فى سورة الشعراء وسورة ص78
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر فى سورة الشعراء أصحب ليكة غير أن ورش روى عن نافع الايكة ههنا وفى ق متروكة الهمزة مفتوحة اللام بحركة الهمزة والهمزة ساقطة
وقرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائى الأيكة فى كل القرآن)) أهـ
ـ[أبو عمار الرقي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 05:24 ص]ـ
جزيت أخي محمد عبد الكريم محمد الجنة على هذا التفصيل الذي ينم عن اطلاع طيب وصبر في البحث وغنى في المعلومة ودقة في العزو إلى المصادر وأسأل الله تعالى أن يفتح عليك ويجعلك من العلماء العاملين آمين
أخوكم أبو عمار الرقي
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 05 - 07, 09:55 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وشرح صدرك وجعل الله لك لسان صدق في الآخرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/346)
ـ[سامر القحطاني]ــــــــ[25 - 05 - 07, 10:23 ص]ـ
جزاكم المولى خيرا
ايها الأحبة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 05 - 07, 03:16 ص]ـ
أفدتنا بارك الله في علمك.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:04 ص]ـ
وبارك الله تعالى فيك وشرح صدرك
ـ[الشريف أيمن النوفل الحسيني]ــــــــ[28 - 05 - 07, 01:27 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:31 م]ـ
وفيك أخي الحبيب وشرح الله صدرك(6/347)
إلى حفاظ القرآن الكريم المحافظة أصعب من الحفظ
ـ[أحمد بدلة]ــــــــ[23 - 05 - 07, 03:16 م]ـ
إلى حفاظ القرآن الكريم
المحافظة أصعب من الحفظ
موقع جديد يهتم بموضوع المتشابهات اللفظية في حفظ القرآن الكريم
جمعت المتشابهات من كتاب عون الرحمن في حفظ القرآن لأبي ذر القلموني
وجعلت في هذا الموقع
شيء واحد أصعب من حفظ القرآن هو المحافظة عليه
وهي نعمة من الله عز وجل علينا
فنسأله تعالى أن نكون من الحافظين للقرآن الكريم والمحافظين على هذا الحفظ
ولا ننس مع الحفظ والمحافظة التدبر والتخلق
وإليكم هذا الرابط
www.elwa7y.com
اللهم اجعلنا من أهل القرآن
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:52 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعل ذلك في ميزان حسناتك ورزقنا حفظ القرآن والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا ...
أظن أنه لا يدخل على موضوعك هذا إلا حفظة القرآن ... (ابتسامة)(6/348)
" تفسير القرآن كله "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:44 ص]ـ
قال الشافعي رحمه الله: ما مات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى فسر القرآن كله.
وهذا التفسير إما بقوله أو بفعله أو بحكمه.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 01:20 ص]ـ
هذا القول للإمام الشافعي رحمه الله، نستطيع أن نقول: إنه إجابة لسؤال:
هل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فسر القرآن كله؟(6/349)
من هم القراء المتفرغون للإقراء بالعشر في الرياض .. ؟؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:38 ص]ـ
أرجو ذكر الأسماء والعناوين ..
ـ[مالك بن حشر]ــــــــ[24 - 05 - 07, 10:17 م]ـ
الشيخ الفاضل سيد محمد ساداتي الشنقيطي
حي الخليج -- شارع الكهرباء
اخذ حفص عن الزيات و العشر الصغرى عن تلميذه احمد مصطفى
يجلس للاقراء بعد صلاتي الفجر و العشاء(6/350)
متن عقيلة أتراب القصائد في الرسم للإمام الشاطبي (بالصوت)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[24 - 05 - 07, 06:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم متن عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد في علم رسم القرآن للإمام الشاطبي (بالصوت) على هذا الرابط
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=MoJCB50YV (http://up.9q9q.net/up/index.php?f=MoJCB50YV)
ـ[المخلافي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:10 ص]ـ
لعل الرابط لا يعمل
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:40 ص]ـ
لايسمح به
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إليكم متن عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد في علم رسم القرآن للإمام الشاطبي بصوت محمود داود على هذا الرابط
http://upload.9q9q.net/file/hhDb87UU...------.rm.htm
l
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 02 - 08, 02:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً وهذا الرابط الجديد:
http://ia341005.us.archive.org/3/items/dsfffgggggggghjjjj_316/akeelh.rar
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[05 - 08 - 09, 05:09 م]ـ
ارجو اعادة الرفع
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[18 - 05 - 10, 05:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب تفضل هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1286224#post1286224(6/351)
ما منهج الشيخ الشعراوي في التفسير
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
اريد ان اسئل عن منهج الشيخ الشعراوي في التفسير هل هو على منهج اهل السنه والجماعه
وهل هو من المفسرين الذين يعتد بهم حيث انا نشئنا ونحن نرى الشيخ الشعراوي في التلفاز
وانا لست مؤهل كي احكم عليه من حيث منهجه في التفسير فاريد الرد من اهل الخبره جزاهم الله خيرا والجميع كذالك
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 01:02 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ كانت دروسه في التفسير بمسجد الحسين الذي يوجد به قبر الحسين وكنت أسمع من بعض أخواني أنه علي عقيدة الاشاعرة
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[26 - 05 - 07, 10:50 ص]ـ
وهل يعني ذلك ان تفسيره لا يعتد به لانه بجوار قبر الحسين؟؟؟
فمن صلى بجوار قبر الحسين وهو على جهل فقد اتى بعمل محرم ولكن صلاته صحيحة.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 10:40 م]ـ
سمعت أحد الأخوة المصريين يقول أن الشعراوي تأثر كثيراً بتفسير الألوسي
ويبقى التحقق من صحة هذه الدعوى بالمقارنة بين التفسيرين
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[07 - 06 - 07, 07:18 م]ـ
سمعت أن الشيخ مصطفى العدوى قال بعدم جواز تفسير القرءان على هيئة خواطر والله أعلم
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:06 م]ـ
س هل هناك أحد من أهل العلم نصح بكتاب التفسير للشيخ الشعراوى؟
ـ[أبو مازن المصري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 04:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أحب أن أنبه الإخوة إنه ليس هناك أحد معصوم من الخطأ والزلل
يقول سعيد بن المسيب: (ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل الا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه فمن كان فضله أكثر من نقصه، وهب نقصه لفضله).
والشيخ رحمه الله كان له مواقف مشرفة لا يغفلها من عرف سيرته خاصة في السبعينيات
والشيخ ـ كغالب علماء الأزهر ـ عقيدته أشعرية ولكن هذا لا يمنع من الاستفادة من تفسيره، وإذا كنا نقول أن الكشاف للزمخشري ـ والتفسير على مذهب المعتزلة ـ هو العمدة في التفسير اللغوي؛ فما بالكم بمن كان أقرب لأهل السنة
والصراحة يا إخواني نحن نحتاج لأن نفرد لموضوع الجرح والتعديل منافشة خاصة
وبالله التوفيق
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:23 م]ـ
الشيخ عبد الله بدر ذكر أن الشيخ يذكر قصصا مكذوبة كثيرة، وعلى حد تعبيره أن الشيخ الشعراوي في الحديث (إيدك منه والأرض).
وكذلك قال أن الشيخ الشعراوي ليست عنده أساسيات التفسير، وانتقد بعض التأويلات في تفسيره.
لكنه أثنى على تمكنه في العربية - حسبما أذكر -.
ـ[مبارك محمد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:39 م]ـ
من خلال متابعتي للكثير من حلقات فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله وجدت أنه يطعم تفسيره بالأحاديث الموضوعة والضعيفة، ولكن استفدت من تفسيره في الجانب اللغوي.
رحم الله الرجل، وأسأل الله أن يتجاوز عن زلاته وزلاتنا جميعا، لكن لم يقدم أحد حتى الآن (الأسلوب) الذي قدمه الشيخ الشعراوي، كثير من علمائنا الأجلاء يفوقون الشيخ الشعراوي في ميدان التفسير، لكن من الذي كلف نفسه وقدم بأسلوب يجذب الناس كما قدمه الشيخ، لا ينقل لي أحد مثالب على الشيخ لأني لا آخذ من تفسيره لا فقها ولا عقيدة لكني استفيد منه في جانب اللغة، هنا اطرح موضوع تفوق الشيخ الشعراوي من حيث (الأسلوب) وللأسف نواجه هذه المشكلة عند كثير من المشايخ، عندهم علم نافع لكن لا يتقنون أسلوب الإيصال للناس.
ما الذي يمنع طالب العلم المتعلم المحصن من ان يستمع لمشارب شتى؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:15 م]ـ
إذن لا ننصح المبتدئين والعامة بقراءة تفسيره
بل وحتى الخاصة إذا وجدوا ما يغني عنه _وهو موجود_
فإذا قرأ الرجل كل تفاسير أهل السنة وتفاسير الأكابر وأحب الزيادة على ذلك فليقرأ تفسير الشعراوي
والذي لا أظن أن فيه الكثير من الجديد
علماً بأن الشعراوي متصوف وتعجبه كثيراً عبارة رابعة العدوية ((ربي إذا عبدك خوفاً من نارك فأدخلنيها وإذا عبدك من أجل جنتك فاحرمني منها وإذا عبدتك حباً فيك فلا تحرمني منك))
وتفريعاً على هذا يفسر قوله تعالى ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)) بقوله ((والجنة أحد))
ـ[العبّادي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:58 م]ـ
سؤال عن تفسير الشعراوي رحمه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4694&highlight=%C7%E1%D4%DA%D1%C7%E6%ED)
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
ـ[محمد حسين شعبان]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:25 م]ـ
أراد أحد الطلبة تقديم رسالة ماجسير أو دكتوراه -والشك مني- في منهج الشعرواي في التفسير، فرفضت الجامعة ذلك، علماً أن الأساتذة في قسم التفسير من بني جلدة الشعرواي، واعترضوا أن الشعرواي ليس مفسرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/352)
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:35 م]ـ
تفسيره جيد ونافع، وقد حل به العديد من الصعوبات في الفهم، وهذا يرجع الى براعته في اللغة ومدلولاتها ..
ـ[خليفة]ــــــــ[13 - 06 - 07, 03:21 م]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أيّها الإخوة الأعزّاء الملاحظ أنّكم تتحدّثون في أمر جلل، ذلكم بأنّ الموضوع يخصّ القرآن الكريم ثمّ من قام بتفسير القرآن الكريم؟؟ نسأل الله العليّ القدير أن يجاز علماءنا الأبرار عنّا خير الجزاء، آمين. أمّ حديثكم عن شيخنا الجليل محمّد متولّي الشّعراوي رحمة الله عليه وعلى جميع العلماء العاملين المخلصين ونحسبه رحمه الله منهم ولا نزكّي على الله أحد، فهو مشهود له من قبل العلماء الذين عاصروه جميعا و كلّهم أطبقوا على أهليّته في العلوم الشّرعيّة و منها تفسير القرآن وعجبي لبعض الإخوة في هذا المنتدى من يقول أنّه ليس بمفسّر مع أنّه لايصلح للشّهادة في هذا الأمر بالتفسير إلاّ من كان على شاكلة الشّيخ رحمه الله و بعض المستشهد بأقوالهم في هذا المنتدى هم أبعد النّاس عن الشّهادة في هذا الأمر، مع احترامي الشّديد لهم، واسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون، ... ، أمّا عن مسألة تفسيره في مسجد الإمام الحسين و إشكاليّة القبر الذي فيه فأظنّ أنّ هذه المسألة التي طرحها أخونا أبو سلمة السّلفي مطلوب أن يبحث فيها و يرى أقوال علمائنا فيهافسيرى أنّها محلّ خلاف بين مدرستين: المدرسة الأزهريّة أو قل معها أقوال جمهور العلماء و بين المدرسة الوهّابيّة الحجازيّة المانعة لهذه المسألة ... ؟؟ ومع هذا كلّه ما شأن القبر في أهليّة الشّخ؟؟؟؟ أظنّك يا أخي وقعت في خطأ استغفر الله منه. أمّا أخونا كايند في مسألة القصص المكذوبة و ما قاله الشّيخ عبد الله بدر فمن عبد الله بدر هذا حتّى يصدر مثل هذا اللّغط في القول والحكم، مع العلم يا أخي أنّ العلماء هم أبعد النّاس عن القدح و القذف , أظنّك أخطأت الرّجل في النّقا كما أخطأت الشّيخ في الحكم ... ، و بالنّسبة لأخيناالسّلفي حول عقيدة الأشاعرة أنصحك و الدّين النّصيحة أن لاّ يسبق لسانك عقلك وتصيب به مالله محذّر منه، كما أنّي أظنّك لم تستمع لتفسير الشيّخ الذي كان من المِسّسين لجامعة الملك عبد العزيز مع تدريسه فيها و شهادة علماء المملكة منهم الشّيخ بن عثيمين و الشّيخ بن باز و الشّيخ بن جبرين و الشّيخ السّعدي و الشّيخ بن علوي المالكي ... و هم كثر و لله الحمد، أظنّك يا أخي أغفلت آراء هؤلاء الجمهرة من علمائنا؟؟ الحديث عن الشيخ رحمه الله يطول ويطول ويطول أكتفي بهذا القدر ناصحا نفسي و إخوتي أن لا يذكروا علماءنا إلاّ بما يرضي الله سبحانه، و الله له الأمر من قبل ومن بعد ... أخوكم خليفة
ـ[السليماني]ــــــــ[13 - 06 - 07, 03:52 م]ـ
أمّا عن مسألة تفسيره في مسجد الإمام الحسين و إشكاليّة القبر الذي فيه فأظنّ أنّ هذه المسألة التي طرحها أخونا أبو سلمة السّلفي مطلوب أن يبحث فيها و يرى أقوال علمائنا فيهافسيرى أنّها محلّ خلاف بين مدرستين: المدرسة الأزهريّة أو قل معها أقوال جمهور العلماء و بين المدرسة الوهّابيّة الحجازيّة المانعة لهذه المسألة ... ؟؟ ومع هذا كلّه ما شأن القبر في أهليّة الشّخ؟؟؟؟
--------------------
نحن نتحدث عن أمر جلل ..
وهل هناك أجل من جناب التوحيد الذي أرسلت من أجله الرسل وأنزلت الكتب ونصبت الموازين وخلقت الجنة والنار؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا)
ومافائدة المفسر الذي لايبين التوحيد الخالص ويحذر من الشرك الأكبر الذي يحصل عن قبر الحسين رضي الله عنه وغيره من الأضرحة التي تعبد من دون الله؟؟؟
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[16 - 06 - 07, 05:50 م]ـ
إذن لا ننصح المبتدئين والعامة بقراءة تفسيره
بل وحتى الخاصة إذا وجدوا ما يغني عنه _وهو موجود_
فإذا قرأ الرجل كل تفاسير أهل السنة وتفاسير الأكابر وأحب الزيادة على ذلك فليقرأ تفسير الشعراوي
والذي لا أظن أن فيه الكثير من الجديد
علماً بأن الشعراوي متصوف وتعجبه كثيراً عبارة رابعة العدوية ((ربي إذا عبدك خوفاً من نارك فأدخلنيها وإذا عبدك من أجل جنتك فاحرمني منها وإذا عبدتك حباً فيك فلا تحرمني منك))
وتفريعاً على هذا يفسر قوله تعالى ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً)) بقوله ((والجنة أحد))
معك حق
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[16 - 06 - 07, 06:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا موضع اسمه: الطريقة الهبرية البلقايدية: ماهيتها وهويتها
http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1423
وفيه صورة تذهل للشيخ الشعراوي نسأل الله السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/353)
ـ[عبد المؤمن]ــــــــ[16 - 06 - 07, 07:07 م]ـ
السلام عليكم
أرجوا ألا نتسرع في اصدار حكم عام الا بعد تصور جيد.
فما من في التفسير من المعاصرين الا ويستشهد بلطف الشيخ الشعراوي رحمه الله ... وخاصة في جانب اللغة الذي تمرس فيه وفي جانب ضرب الامثال لتقريب الصورة.
ومن يتهم الشيخ بأن عقيدته أشعرية فأنصحه بمراجعة تفسيره لآية آل عمران
(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ ... )
وسيسمع العجب العجاب في هجوم الشيخ على من يأول الصفات واستشهاده بقولة مالك (الاستواء معلوم والكيف مجهول .. ) ... ومن يتتبع آيات الصفات وتفسيره فيها سيجد أن الرجل يصيب منهج أهل السنة والجماعة في أغلب الآيات ... ثم تراه يخطيء في بعضها كما قد يقع فيها بعض العلماء.
لكن الأصل والله أعلم انه لا يأول.
ـ[عبد المؤمن]ــــــــ[16 - 06 - 07, 07:23 م]ـ
هل يصح عمل مولد للشيخ الشعراوى والطواف حول المقام وغير ذلك؟
ج- هذا لا يصح. وقد يؤاخذ المرء بما لم ينكره فى حياته وقد كان الشعراوى (رحمه الله) لا يرى بأس بأن يدفن الموتى فى المساجد (عفا الله عنه وتجاوز عنه). وقد أخبرت أنه فى آخر أيامه كان يكره الذهاب للموالد وكانوا لما فى هذه الموالد من وزراء وغيره يضغطون عليه ويلحون عليه وتحت هذا الضغط كان يذهب لدقائق معدودة حتى تلتقط له الصور وهذا الضغط ليس بعذر. رحم الله تعالى الشعراوى وتجاوز عنه
http://www.al-heweny.com/html/modules.php?name=News&file=article&sid=200
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 09:40 م]ـ
باعتباري قد سمعت أغلب تفسير الشعراوي إن لم يكن كله في صغري، أستطيع ان أقول أن الشيخ رحمه الله كان خلفي العقيدة في الجملة، وأحيانا يصيب في بعض مسائل الصفات، فأحيانا يذكر أبيات من النونية في معنى الاستواء ثم يقول: نمشيها استولى!
وأحيانا أخرى يثبت الصفات وينكر على المؤولين ويسمي صنيعهم تعطيلا كما في تفسيره للآية 54 من الأعراف.
وعلى كل حال في إثباته يبدو مضطربا، إذ يجنح إلى التفويض غالبا.
أما عن تصوفه فهو مشهور عنه رحمه الله، وكنت قد رأيت له حلقة تليفزيونية يسأل فيها عن حكم الصلاة في المسجد الذي يشتمل قبرا، فقال أنه لا بأس به، وأخذ على الذين يقولون بالمنع ووصفهم بالغباء!، وقال أن القبر هو الذي يدرج فيه المقبور، وعليه فإنه لا يصلى في قبر، بل يكون القبر معزولا في مقصورة، وأغلظ في القول جدا على من يقولون بالمنع.
وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين
ـ[البتيري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:20 م]ـ
أخبرت عن شريط اسمه
" وقفات مع الشعراوي وكشك " للألباني رحمه الله.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،
أتمنى من الاخوة الذين حكموا على الشيخ أن يقدموا لنا الدليل اما من كلامه في التفسير او من كلام كبار العلماء حتى نكون على بينة من التفسير،،ن
وهل الحكم على الشيخ كالحكم على تفسيره اذا خلى من المخالفات العقدية!
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:53 م]ـ
هل يستطيع أحدكم أن يحضر لنا مقطع الشيخ الألبانى عنه
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوسلمة السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:13 م]ـ
هذا مقطع للشيخ عبدالله بدر فك الله اسره يبين أخطاء الشعراوي وانه يستدل في كلامة بالاحاديث الضعيقة والمنكرة
ملاحظة
في بداية المقطع الشيخ يرد علي الدكتور يوسف القرضاوي في مسألة مصافحة النساء وبعد ذلك ينتقل لتوضيح منهج الشعراوي
http://mihd.net/u9xsz2
ـ[جمال الكرفتي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 04:20 م]ـ
ومن هو عبد الله بدر؟؟؟؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:15 م]ـ
كلامك صحيح هذه امور علمية يتكلم فيها أهلها فقط
ـ[محمد العبد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:14 م]ـ
الأخ جمال الكرفتي:
الشيخ عبد الله بن بدر هو عالم مصري جليل يدعو إلى منهج السلف وهو متخصص في التفسير وشهادة الدكتوراة التي حصل عليها من الأزهر في هذا المجال فهو من خير من يقومون بتقييم مناهج التفسير.
أسأل الله عز وجل أن يفك أسره.
ـ[الحادرة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:31 م]ـ
voicimo nlivre http://abdemakh2006.googlepages.com/ptedit32.zip
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:35 م]ـ
انا فتحت هذا الرابط و لست ادرى ما فيه كله ارقام فما معنى هذا
ـ[جمال الكرفتي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 03:05 م]ـ
الأخ جمال الكرفتي:
الشيخ عبد الله بن بدر هو عالم مصري جليل يدعو إلى منهج السلف وهو متخصص في التفسير وشهادة الدكتوراة التي حصل عليها من الأزهر في هذا المجال فهو من خير من يقومون بتقييم مناهج التفسير.
أسأل الله عز وجل أن يفك أسره.
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب بارك الله فيك
أريد التعريف به لو سمحت أي اسمه الكامل. نسبه.سيرته العلمية والعملية إلى آخره. هذا إن أردنا الخوض في مثل هذه المواضيع أما إذا كنا على غير استعداد فنردد ما يلي: ((جراح الأقران يطوى ولا يروى))
أرجو ألا تفهمني غلط العفو أخي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/354)
ـ[الباحث]ــــــــ[05 - 07 - 07, 06:54 م]ـ
أليس عبد الله بدر هو من طعن في الشيخ المفتي عبد العزيز آل الشيخ واتهمه بالجهل؟
لقد سمعتُ له - بنفسي - ملفاً صوتياً يقول بذلك.
أنبه الأخوة على ألا يعتمدوا على أمثال هذا الضال المنحرف.
ـ[محمد أبا الخيل]ــــــــ[06 - 07 - 07, 09:36 ص]ـ
للشيخ الزاهد عبد الكريم الحميد كتيب ذكر فيه تأويلات الشيخ الشعراوي في تفسيره
وأجاب عنها.
ولا يعني هذا عدم الانتفاع من التفسير.
ـ[المؤذن ابوعبد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 06:09 م]ـ
الحمدلله
اخي خليفه اين اثنا العلماء الالباني وبن بازوالعثيمين رحمهم الله على االشعراوي رحمه الله فالدعاوى ان لم تقم عليها بينات اصحابها ادعياء فأياك اياك ان تقول (بضم التاء) اهل العلم مالم يقولوا وخاصتا هؤلاء العلماء الثلاثه هم من اشدالناس محاربتا للعقيدة الاشعريه والاحاديث الضعيفةوالموضوعةوالقصص المكذوبه والمتابع لتفسير الشعراي يجده ليس تفسيراسلفيا اى انه يعتمدعلى النقل كثيرا
صدقت ياخليفى الالباني يثني على الشعراوي واليك الرابط http://www.alalbany.ws/search/view.php?id=1673
http://www.alalbany.ws/search/view.php?id=2675
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:16 م]ـ
السلام عليك
إخوتي ارجوا التأكد من كل كلمة تطعن في اي عالم من علمائنا الكبار
وكما قال العلامة ابن عساكر *لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في منتقصيهم معلومة*
وغفر الله لشيوخنا وأثابهم الجنة برحمة اللهم آمين
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:32 م]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أيّها الإخوة الأعزّاء الملاحظ أنّكم تتحدّثون في أمر جلل، ذلكم بأنّ الموضوع يخصّ القرآن الكريم ثمّ من قام بتفسير القرآن الكريم؟؟ نسأل الله العليّ القدير أن يجاز علماءنا الأبرار عنّا خير الجزاء، آمين. أمّ حديثكم عن شيخنا الجليل محمّد متولّي الشّعراوي رحمة الله عليه وعلى جميع العلماء العاملين المخلصين ونحسبه رحمه الله منهم ولا نزكّي على الله أحد، فهو مشهود له من قبل العلماء الذين عاصروه جميعا و كلّهم أطبقوا على أهليّته في العلوم الشّرعيّة و منها تفسير القرآن وعجبي لبعض الإخوة في هذا المنتدى من يقول أنّه ليس بمفسّر مع أنّه لايصلح للشّهادة في هذا الأمر بالتفسير إلاّ من كان على شاكلة الشّيخ رحمه الله و بعض المستشهد بأقوالهم في هذا المنتدى هم أبعد النّاس عن الشّهادة في هذا الأمر، مع احترامي الشّديد لهم، واسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون، ... ، أمّا عن مسألة تفسيره في مسجد الإمام الحسين و إشكاليّة القبر الذي فيه فأظنّ أنّ هذه المسألة التي طرحها أخونا أبو سلمة السّلفي مطلوب أن يبحث فيها و يرى أقوال علمائنا فيهافسيرى أنّها محلّ خلاف بين مدرستين: المدرسة الأزهريّة أو قل معها أقوال جمهور العلماء و بين المدرسة الوهّابيّة الحجازيّة المانعة لهذه المسألة ... ؟؟ ومع هذا كلّه ما شأن القبر في أهليّة الشّخ؟؟؟؟ أظنّك يا أخي وقعت في خطأ استغفر الله منه. أمّا أخونا كايند في مسألة القصص المكذوبة و ما قاله الشّيخ عبد الله بدر فمن عبد الله بدر هذا حتّى يصدر مثل هذا اللّغط في القول والحكم، مع العلم يا أخي أنّ العلماء هم أبعد النّاس عن القدح و القذف , أظنّك أخطأت الرّجل في النّقا كما أخطأت الشّيخ في الحكم ... ، و بالنّسبة لأخيناالسّلفي حول عقيدة الأشاعرة أنصحك و الدّين النّصيحة أن لاّ يسبق لسانك عقلك وتصيب به مالله محذّر منه، كما أنّي أظنّك لم تستمع لتفسير الشيّخ الذي كان من المِسّسين لجامعة الملك عبد العزيز مع تدريسه فيها و شهادة علماء المملكة منهم الشّيخ بن عثيمين و الشّيخ بن باز و الشّيخ بن جبرين و الشّيخ السّعدي و الشّيخ بن علوي المالكي ... و هم كثر و لله الحمد، أظنّك يا أخي أغفلت آراء هؤلاء الجمهرة من علمائنا؟؟ الحديث عن الشيخ رحمه الله يطول ويطول ويطول أكتفي بهذا القدر ناصحا نفسي و إخوتي أن لا يذكروا علماءنا إلاّ بما يرضي الله سبحانه، و الله له الأمر من قبل ومن بعد ... أخوكم خليفة
ابن علوي مالكي ليس من علمائنا
بل من كبار دعاة الشرك والضلال
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 03:48 م]ـ
موقع الشيخ عبد الله بن بدر
http://www.abdallahbadr.net/index.htm
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[12 - 07 - 07, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ,
فالشيخ الشعراوى جعله الله سببا فى تحبيب القرآن الى كثير من المصريين ومازالوا يستمعون الى الحلقات التى تُعرض على الشاشة, ومنهم من كان يتابعه قبل الافطار فى رمضان لسماع ما يستنبطه من الآيات بأسلوبه المشوق ,
فرحمه الله وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى ,
أم عن عقيدته ومنهجه فقد سمعته يقول فى تفسير سورة الأعراف (صوتى) على الشبكة الاسلامية ان الله فى كل مكان وفى كل زمان ,
ويُرجى العودة الى الشريط الأول عند تفسير قوله تعالى (وما كنا غائبين)
الدقيقة26:35
(رجاء: ان كانت مشاركتى من باب الطعن فى العلماء فالرجاء النصح والبيان ,فوالله أنا اكتبها وانا حائر:هل ما افعله صواب ام خطأ؟
فان كان خطأ فأرجو من المشرفين الكرام حذفها.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/355)
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:40 م]ـ
لسنا نتكلم أخى فى أن للشيخ أخطاء فهذه مفروغ منها ولكن نتكلم عنه بالجملة وهو من الاجلاء لاشك يقول الشيخ سفر الحوالى الحكم على الاشخاص والعلماء بالغالب عليهم واذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث وشكرا للاخ عبد المصور على تفكيره السليم
ـ[ابو عبيدة العراقي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 09:34 م]ـ
محمد متولي الشعراوي صوفي قبوري وهذا معلوم لدى اهل العلم. والرجل هو من اوصى ان يدفن في مسجده. اضافة الى شركياته عند قبر السيدة زينب والحسين رضي الله عنهما. وهناك كتاب لمن يسمى ابي العينين يصف حال الشعراوي مع الست زينب. اضافة الى تاويله الاشعري. ولا يفهم من هذا اننا نكفره. فلا نكفر احدا الا مع انتفاء الموانع واقتضاء الشروط. لكن الرجل لايخلو من ضلال مبين.(6/356)
ياأهل القران مالطريق لضبط الآيات المتشابهة في (قصة موسى مع فرعووون) ....
ـ[محمدالحسن]ــــــــ[25 - 05 - 07, 03:31 م]ـ
ياأهل القران مالطريق لضبط الآيات المتشابهة في (قصة موسى مع فرعووون) ....
ولكم منا الدعاااااااااااء
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:13 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك:
لعلك تجد في هذا الرابط مبتغاك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100425&goto=newpost(6/357)
موضوعات مقترحة لبحوث في القراءات
ـ[عبدالعزيز بن حمد]ــــــــ[25 - 05 - 07, 03:54 م]ـ
موضوعات مقترحة لبحوث في القراءات:
1. استبانة حول مستوى وتحسين أداء الطلاب/ الطالبات في القراءات (عوامل مساعدة لتيسير علم القراءات)
2. القراءات في آيات الأحكام.
3. القراءات في آيات الصفات.
4. مصادر علم القراءات
5. مقارنة بين جهود علماء الحديث وبين علماء القراءات.
6. شبهات المستشرقين حول القراءات.
7. مداخل علم القراءات.
8. دراسة حول قراءات ما نزل في العهد المكي والمدني.
9. المنظومات والمتون وأثرها في علم القراءات.
10. علم القراءات وأثره في اختلاف تفسير السلف.
11. المسلمون الجدد والقراءات، أو (الأقطار الإسلامية أو الأعجمية).
12. قراءة ابن مسعود أو ابن عباس وتتبع قراءاته هل قرأ بها أحد، وهل هي تفسير أم قراءة.
13. الخلط بين القراءات التفسيرية والقراءات الشاذة (يراجع كلام ابن الحاجب مثلا).
14. أسانيد قراءة ابن مسعود، ابن عباس، عثمان، علي، زيد، وغيرهم
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 09:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعدك
فاحسنت ياشيخ عبد العزيز بن حمد في رصد هذه الموضوعات الهامة، وارجو أن تذكر ماانجز ومالم، وأن تتابع تسجيل هذه الموضوعات لمن يرغب وأحسبني سأختار4،12،13،14
وجزاك الله خيرا. وتحية تقدير لملتقى أهل الحديث، ودوما في المقدمة إن شاء الله.
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 12:17 ص]ـ
ذكر الأستاذ سعيد أعراب رحمه الله في كتابه الرائع (القراء والقراءات بالمغرب) ص:30، مخطوطا لأبي عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري (ت 831هـ) يشرح فيه الدرر اللوامع لابن بري، ويذكر في مقدمته أنه استخلص شرحه هذا من 179 ديوانا، منها 127 في القراءات، والباقي في التفسير والحديث والعربية واللغة والشعر، وتوجد بخزانة القرويين نسخة عتيقة من هذا الشرح بخط أندلسي.
ـ[عدنان الاسعد]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:39 م]ـ
بارك الله فيك(6/358)
موقع رائع للقرآن الكريم
ـ[أبو المنذر الجعفرى]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.quranexplorer.com/quran/
موقع رائع يقدم
القرآن الكريم و اتاحة الترجمة لعدة لغات اخرى
و إمكانية التنقل بين من تريد سماعه من الشيوخ
مع إمكانية اخيار عدد مرات تكرار الآية و بلون مختلف
و ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 05 - 07, 04:30 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم
ـ[خليل الشافعي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:16 م]ـ
احسن الله إليك(6/359)
كيف تحفظ القرآن؟ للدكتور إبراهيم الشربيني - تفريغ
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 07:03 م]ـ
كَيْفَ تَحْفَظُ الْقُرْآنَ؟
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ الدُّكْتُورِ:
أَبِي عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ بن عَبْدِ الْمُنْعِمِ الشِّرْبِينِي
[تَفْرِيغ كَلِمَةٍ أَلْقَاهَا فَضِيلَةُ الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ بن عَبْدَ الْمُنْعِمِ الشِّرْبِينِي فِي قَنَاةِ الْمَجْدِ الْفَضَائِيَّةِ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
الحمد لله الذي جعلنا من أمة القرآن، الحمد لله الذي يسر لنا القرآن،] وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [[القمر:17، 22، 32، 40].
القرآن كلام الله، ونحن عبيده وخلقه ونعيش في ملكه، أرسل إلينا رسولا هو سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه، وأنزل إلينا كتابا هو القرآن.
القرآن هو رسائل الله عز وجل إلى المخلوقين، نعم، القرآن رسائل الله عز وجل إلى المخلوقين، ونحن عرفنا في حياتنا كيف نتلقى رسائل المخلوقين، فيختلف تلقينا للرسائل باختلاف المرسِل لهذه الرسائل، فإذا جاءتنا رسالة من شخص مهم كان اهتمامنا في تلقي الرسالة وفي قراءتها، إذا جاءتنا رسالة من إنسان نحبه فترى عند وصول هذه الرسالة الفرح والأنس بها، وإذا فتحها قرأها مرة تلو مرة لأنه يحب من أرسل هذه الرسالة، وإذا كان لا يبالي به ولا يهتم فإنه يتأخر في فتحها وقد لا يفتحها، ولو قرأها، قرأها قراءة عابرة.
نعم، لأن الاهتمام بالرسائل إنما يعبر عن اهتمامك بمرسِلها، فكيف إذا كان مرسِل ذلك هو الله خالق السماوات والأراضين رب كل شيء ومليكه، كيف إذا كان مرسِل هذه الرسائل هو القيوم الذي لا قيام لذرة في بدنك إلا به ولا قيام لذرة في السماوات ولا في الأراضين إلا به، كيف إذا أرسل إلينا رسائل ألا وهي القرآن، فإن القرآن كلامه أرسله إلينا، فكيف يكون تلقينا لهذه الرسائل؟ هل يكون تلقي المهتمين؟ هل نحن نحب الله؟ فقد عرفتم كيف يتلقى المحبون رسائل من يحبون، ولهذا صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال (إن لله عز وجل أهلين) قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) [1] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn1)، بل وجعل الخيرية لأهل القرآن تعلما وتعليما، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [2] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn2)، وقال -صلوات ربي وسلامه عليه-: (يقال لصاحب القرآن -أي يوم القيامة- اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) [3] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn3). ( يقال لصاحب القرآن) أتدرون ما معنى صاحب القرآن؟ الصاحب: أي الملازم الذي لا يتركه فهو يقرأه بالليل ويقرأه بالنهار هو صاحبه.
حفظ القرآن منزلة عظيمة، ولكن هل أنت صادق في أنك تريد أن تحفظ القرآن؟ إن عزمت على ذلك وكنت صادقا فأنصحك بثلاث نصائح:
الأولى: إخلاص النية لله عز وجل:
احفظ القرآن لله عز وجل، وإياك ثم إياك أن تكون كذلك الرجل الذي قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم خبره يأتي الله عز وجل به فيعرفه نعمه ويسأله: ما عملت فيها؟ فيقول: تعلمت فيك العلم وقرأت القرآن وحفظته وقرأته آناء الليل وأطراف النهار، ورب الأرض والسماوات العليم بذات الصدور يقول له: كذبت إنما حفظت ليقال حافظ وتعلمت ليقال عالم، ثم يؤمر به فيسحب على وجهه فيجر إلى النار [4] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn4).
إياك أن تحفظ لتماري السفهاء، أو لتجاري العلماء، أو لتلفت إليك أنظار الناس. ألق الناس خلف ظهرك، ويكفيك أن تكون عند الله عالما، يكفيك أن تكون عند الله عز وجل حافظا.
أما النصيحة الثانية: فهي الدعاء والإلحاح في الدعاء أن يمن الله عز وجل عليك بحفظ القرآن، فوالله لا حول لنا ولا قوة إلا به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/360)
إن الله عز وجل قال لنبيه:] سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى [[الأعلى:6]، فالذي يقرئ العبد فلا ينسى هو الله وحده، فالجأ إليه في الأوقات المرجوة الإجابة، وسله سبحانه وتعالى أن يستجيب دعوتك في أن تكون من حفظة كتاب الله عز وجل، في أن يكون صدرك وعاء لحفظ كلمات الله سبحانه وتعالى.
النصيحة الثالثة: هي الاستغفار وترك الذنوب:
إن المعاصي تحول بينك وبين الحفظ، الحفظ الذي يحبه الله عز وجل ويرضاه، الحفظ الذي يرفعك الدرجات في الجنة الدرجة تلو الدرجة، المعاصي عقبة دون مثل هذا الحفظ، ولهذا لما سئل وكيع وكان لا يرى معه كتاب أبدا كان ما كان إلا حافظا ما هو إلا يحفظ فسألوه عن دواء الحفظ؟ سألوه عن دواء الحفظ؟ فقال: ترك المعاصي، ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ [5] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn5).
فإذا فرَّغت القلب، وتركت تلك الذنوب وتلك المعاصي، ودعوت الله عز وجل وأقبلت عليه، فأنصحك بسبع وسائل ميسرة لحفظ كتاب الله عز وجل:
الأولى: أن تفرغ الأوقات:
كل من أراد أن ينفذ أي عمل جعل له وقتا يؤديه فيه، فعلامة صدقك في أنك تريد أن تحفظ القرآن أن تفرغ له الأوقات، وإني أنصحك أن يكون ذلك في البكور بعد صلاة الفجر مباشرة، في وقت صفاء الذهن وقبل أن تنشغل بمشاغل الدنيا، وليحصل لك البركة الموعودة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (البركة في البكور) [6] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn6).
النصيحة الثانية أو الوسيلة الثانية التي تعينك على حفظ كتاب الله عزوجل: أن تحدد مقدارا يوميا لنفسك:
وهذا يختلف من شخص لآخر، فمن الناس من يستطيع أن يحفظ صفحة كاملة، ومنهم من لا يستطيع أن يحفظ إلا سطرا واحدا، فبه ونعمت احفظ سطرا واحدا ولكن داوم عليه، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل) [7] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn7)، فليست العبرة بكثرة ما تحفظ، إنما العبرة بالمداومة على أن تحفظ كل يوم.
النصيحة الثالثة بعد أن حددت المقدار الذي ستحفظه والذي ستواظب عليه مواظبتك على الطعام والشراب: أن تقرأ هذا الورد على متقن، على أهل الفضل، على أهل الإتقان، فيكون لك شيخ، وابذل لذلك وقتك وجهدك، ابذل لذلك مالك ووقتك وجهدك على أن يكون لك شيخ إما أن يأتيك وإما أن تأتيه، وتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يأتيه جبريل كل عام يدارسه القرآن [8] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn8)، بل وترجم الإمام البخاري وقال: عرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم [9] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn9)، فكأن جبريل كان يعرضه على النبي، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يعرضه عليه، وحديث أُبَي المشهور: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك] لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [[البينة:1]) [10] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn10)، يقول الإمام النووي -رحمه الله-: لتستن به -صلى الله عليه وسلم- لتستن به الأمة، أي: في القراءة على أهل الإتقان وأهل الفضل [11] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn11).
النصيحة الرابعة أو الوسيلة الرابعة هي: أن تقرأ معاني كلمات الجزء الذي تريد أن تحفظه، ولا تتوسع في ذلك، فإن النفس ملول، ولعلها تميل إلى قراءة كتب التفسير حتى تقضي الوقت كله في قراءة كتب التفسير وتنشغل عن الحفظ. اقرأ معاني المفردات أو سبب نزول الآية فهذا يعينك على الحفظ.
النصيحة الخامسة: أن تكتب الآيات التي تريد أن تحفظها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/361)
فهناك حفظ في الأذهان، وهناك حفظ باللسان، وهناك حفظ بالبنان، قال هذا الحافظ ابن كثير [12] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn12)، واستشهد واستدل بقول الله عز وجل:] اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ~خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ~اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ~الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ~عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [[العلق:1 - 5].
النصيحة السادسة هي: أن تقرأ هذا الذي حفظته باستمرار:
يكون لك معاهدة ومدارسة بحفظ القرآن، يعني لا تبدأ في اليوم الثاني في حفظ الورد الجديد حتى تراجع اليوم الذي قبله، واليوم الثالث تراجع ورد اليوم الأول والثاني، واليوم الرابع، وهكذا، فإذا كان آخر يوم في الأسبوع فلا تحفظ في اليوم الأخير وليكن الجمعة مثلا تُرَاجع فيها ما حفظته خلال الأيام الستة، وتبدأ الأسبوع الثاني بحفظ جديد، والثالث، والرابع، فإذا كانت نهاية الشهر راجعت ذلك كله، ولا تنتقل إلى ورد الشهر الثاني حتى تُرَاجع ورد الشهر كله في يومين في ثلاثة في أكثر فلا بأس، ولكن لا تنتقل إلى الجديد حتى تتقن الماضي، هذا هو ربط المحفوظات، هذا هو الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت) [13] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn13)، فمن عاهد على هذه المدارسة كل يوم وكل أسبوع وكل شهر أمسك ما يحفظ.
ثم بعد ذلك أنصحك أن تقرأ به في صلاتك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار حفظه، وإن لم يقرأه نسيه) [14] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn14)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان) [15] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn15)، اسمعوا إلى هذا الحديث (يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل)، نعم، من أراد أن يحفظ القرآن يمنعه النوم بالليل، فإنه يقوم بالليل، فيُعْرَف صاحب القرآن بليله إذ ينام الناس، ويصلي به كذلك في النوافل الراتبة خلال اليوم، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان) [16] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn16)، خلفات: أي النوق الحوامل، (خير له من ثلاث خلفات عظام سمان)، ويقرأ بها أيضا في سيره، في طريقك إلى العمل أو إلى درسك أو إلى جامعتك تقرأ هذه الآيات التي حفظتها بعد صلاة الفجر، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر عنه كما جاء في حديث عبد الله بن مغفل أنه قرأ سورة الفتح وهو على الراحلة [17] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn17)، بل وتقرأه في وقت اضطجاعك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- كان يقرأ القرآن وهو يتكئ في حجري وأنا حائض [18] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn18)، فتقرأه وأنت في بيتك ووسط عيالك وتقرأه وأنت في طريقك يكون أنسك تترنم به في كل مكان.
الوسيلة العظمى هي: الحفظ العملي، أن تعمل بما حفظت من القرآن: فليس هناك وسيلة أعظم من العمل، أن يصير القرآن خلقا لك، وإذا صار القرآن خلقا لك وسلوكا فهذا يدفعك ويعينك على حفظ كتاب الله عز وجل.
لن نحفظ القرآن وننال الدرجات العلى إلا إذا اهتممنا بتلك الرسائل، رسائل ربنا سبحانه وتعالى، يوم أن نسخر أوقاتنا لحفظ القرآن ولفهمه ثم العمل به، يوم أن نسخر لذلك أبناءنا وبناتنا وزوجاتنا، يوم أن يكون القرآن شاغلا لنا في أنديتنا وفي منتدياتنا، يومئذ، ويومئذ فقط، تعود إلى هذه الأمة عزتها وتعود إلى هذه الأمة كرامتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/362)
وآخر ما أوصيك به الصبر، الصبر فإن هذه منزلة عظيمة، فإن لم يكن هناك صبر عليها فلن ينالها العبد، وهذه سنة لله عز وجل،] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً~إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [[الشرح:6]،] إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [[يوسف:90]، واعلم أن من لازم طرق الباب أوشك أن يُفْتَح له،] وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا [[فصلت:35].
======================================
[1] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref1) صحيح الجامع (2165).
[2] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref2) رواه البخاري.
[3] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref3) السلسلة الصحيحة (2240).
[4] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref4) رواه مسلم.
[5] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref5) انظر: تهذيب الكمال (30/ 480)، تهذيب التهذيب (11/ 113).
[6] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref6) هذا الحديث بلفظ: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، صحيح الجامع (1300).
[7] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref7) رواه البخاري، ومسلم.
[8] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref8) رواه البخاري، ومسلم.
[9] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref9) انظر صحيح البخاري - كتاب فضائل القرآن - باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
[10] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref10) رواه البخاري، ومسلم.
[11] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref11) انظر شرح النووي على مسلم.
[12] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref12) انظر تفسير ابن كثير لهذه الآيات من سورة العلق.
[13] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref13) رواه البخاري، ومسلم.
[14] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref14) رواه مسلم.
[15] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref15) صحيح الجامع (3882).
[16] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref16) رواه مسلم.
[17] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref17) رواه البخاري، ومسلم.
[18] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftnref18) رواه البخاري، ومسلم.
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 07:07 م]ـ
لتحميل الكلمة صوتيا يرجى مراجعة الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102115
لتحميل التفريغ منسقا على الوورد و PDF يرجى التحميل من المرفقات (ملف مضغوط RAR يحتوي ملفين أحدهما Word والآخر PDF)
أو من هذه الروابط:
أولا: Word:
من هنا ( http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran_TXT/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran.doc) أو من هنا ( http://f.exoload.com/507/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran.doc)
ثانيا: PDF:
من هنا ( http://www.archive.org/download/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran_TXT/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran.pdf) أو من هنا ( http://f.exoload.com/507/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran.pdf)
ثالثا: ملف مضغوط RAR يحتوي الملفين:
من هنا ( http://f.exoload.com/507/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran.rar) أو من هنا ( ftp://208.70.26.133/3/items/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran_TXT/
قال الشيخ الألباني :
ayfa_Tahfaz_Quran.rar)
وجزاكم الله خيرا
محبكم أبو الحسن السلفي
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[27 - 05 - 07, 02:59 م]ـ
الله المستعان(6/363)
حكم الجمع بين القراءات
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 01:23 م]ـ
الجمع بين القراءات
يقول الإمام الشيخ المفسر اللغوي , الفقيه الأصولي , العارف , الموسوعي , شيخ الإسلام , أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زين الدين الزرعي ثم الدمشقي الحنبلي الشهير بابن قيم الجوزية رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه اللهم آمين.
(الثاني أن صاحبها أن طردها لزمه أن يستحب للمصلي أن يستفتح بجميع أنواع الاستفتاحات وان يتشهد بجميع أنواع التشهدات وان يقول في ركوعه وسجوده جميع الاذكار الواردة فيه وهذا باطل قطعاً فإنه خلاف عمل الناس ولم يستحبه أحد من أهل العلم وهو بدعة وان لم يطردها تناقض وفرق بين متماثلين
الثالث أن صاحبها ينبغي له أن يستحب للمصلي والتالي أن يجمع بين القراءات المتنوعة في التلاوة في الصلاة وخارجها قالوا ومعلوم أن المسلمين متفقون على انه لا يستحب ذلك للقارئ في الصلاة ولا خارجها إذا قرأ قراءة عبادة وتدبر وانما يفعل ذلك القراء احياناً ليمتحن بذلك حفظ القارئ لانواع القراءات واحاطته بها واستحضاره إياها والتمكن من استحضارها عند طلبها فذلك تمرين وتدريب لا تعبد يستحب لكل تال وقارئ ومع هذا ففي ذلك للناس كلام ليس هذا موضعه بل المشروع في حق التالي أن يقرأ بأي حرف شاء وإن شاء أن يقرأ بهذا مرة وبهذا مرة جاز ذلك وكذا الداعي إذا قال ظلمت نفسي ظلماً كثيراً مرة ومرة قال كبيراً جاز ذلك وكذلك إذا صلى على النبي مرة بلفظ هذا الحديث ومرة باللفظ الآخر وكذلك إذا تشهد فإن شاء تشهد بتشهد ابن مسعود وان شاء تشهد بتشهد ابن عباس وإن شاء بتشهد عمر وإن شاء بتشهد عائشة
وكذلك في الاستفتاح إن شاء استفتح بحديث علي وان شاء بحديث أبي هريرة وان شاء باستفتاح عمر رضي الله عنهم اجمعين وان شاء فعل هذا مرة وهذا مرة وهذا مرة
وكذلك إذا رفع رأسه من الركوع أن شاء قال اللهم ربنا لك الحمد وان شاء قال ربنا لك الحمد وان شاء قال ربنا ولك الحمد ولا يستحب له أن يجمع بين ذلك
وقد احتج غير واحد من الأئمة منهم الشافعي على جواز الانواع المأثورة في التشهدات ونحوها بالحديث الذي رواه أصحاب الصحيح والسنن وغيرهم عن النبي انه قال انزل القرآن على سبعة احرف فجوز النبي القراءة بكل حرف من تلك الاحرف واخبر انه شاف كاف ومعلوم أن المشروع في ذلك أن يقرأ بتلك الاحرف على سبيل البدل لا على سبيل الجمع كما كان الصحابة يفعلون.)
جلاء الأفهام (190/ 191)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم لي مشاركتان:
الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام ابن تيميََّة أجاز الصلاة بأكثر من قراءة في مجموع الفتاوى جـ 22 ص 445 أما الجمع المعروف فمنعه في الصلاة كما في مجموع الفتاوى جـ 22ص 459 وجـ 13 ص 404
والثانية:إخواني المشاركون بالنسبة لما يتعلق بكلام الإمام ابن تيميَّة في كلا الجوابين ما يلي:
قوله بالجواز كمن يقرأ في صلاة أو في ركعة برواية أو قراءة ثم ينتقل لرواية أو قراءة أخرى (على ألا يكون بينهما تعارض في اللغة مثلاً.
قوله بالمنع وصورته أن يجمع أكثر من قراءة وهو مازال في نفس الموضع فيكرر الكلمة أو الآية (حسبما هو مفصل في محله) عدة مرات (مثل الشيخ عبد الباسط في هيت لك) من سورة سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام وصورته أن يقرأ مرة ترقيق ثم تفخيم أو مرة بإخفاء الخاء والغين أو لا وكذلك مرة بإمالة أم لا ... وهكذا فلا تعارض بين الجوابين ولو رجعنا إلى نص كلامه لتضح لنا الأمر جلياً والله الموفق للجميع وهما هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55629
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم لي مشاركتان:
الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام ابن تيميََّة أجاز الصلاة بأكثر من قراءة في مجموع الفتاوى جـ 22 ص 445 أما الجمع المعروف فمنعه في الصلاة كما في مجموع الفتاوى جـ 22ص 459 وجـ 13 ص 404
والثانية:إخواني المشاركون بالنسبة لما يتعلق بكلام الإمام ابن تيميَّة في كلا الجوابين ما يلي:
قوله بالجواز كمن يقرأ في صلاة أو في ركعة برواية أو قراءة ثم ينتقل لرواية أو قراءة أخرى (على ألا يكون بينهما تعارض في اللغة مثلاً.
قوله بالمنع وصورته أن يجمع أكثر من قراءة وهو مازال في نفس الموضع فيكرر الكلمة أو الآية (حسبما هو مفصل في محله) عدة مرات (مثل الشيخ عبد الباسط في هيت لك) من سورة سيدنا يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام وصورته أن يقرأ مرة ترقيق ثم تفخيم أو مرة بإخفاء الخاء والغين أو لا وكذلك مرة بإمالة أم لا ... وهكذا فلا تعارض بين الجوابين ولو رجعنا إلى نص كلامه لتضح لنا الأمر جلياً والله الموفق للجميع وهما هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55629
بارك الله فيك أخي الكريم محمد
رابط به نقاش قيم حول الموضوع وقد استخدمت خاصية البحث قبل وضع موضوعي ولم أجده ولو وجدته لألغيت مشاركتي وشكرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/364)
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً وشرح الله صدرك
ـ[الديولي الكويتي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً وشرح الله صدرك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:15 ص]ـ
آمين لي ولك وللمسلمين أجمعين(6/365)
المصحف النبوي الشريف للنشر الحاسوبي ..... من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
ـ[أحمد محمود حمدي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأخيرا تم إصدار المصحف النبوي الشريف للنشر الحاسوبي من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
نظرا لكثرة الأخطاء التي وقع فيهاكثيرا من الناس في كتابة القرآن الكريم والآيات سواء في النشر الإلكتروني فهذا المصحف الإلكتروني صدر من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بعد تدقيقه وتصحيحه ومراجعته على يد علماء وحفظة لكتاب الله لديهم إجازات معتبرة والآن متوفر للجميع في موقع مجمع الملك فهد. عليه يجب وقف استخدام الكتابات المتداولة بين الناس في المواقع و المنتديات الإلكترونية والتي تم كتابتها بدون تدقيق.
موقع المجمع لمن يرغب في تحميل البرنامج:
المصحف النبوي الشريف للنشر الحاسوبي - مجمع طباعة الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
http://www.qurancomplex.com/Material...rb&matLang=arb (http://www.qurancomplex.com/MaterialCMS/viewSection.asp?matId=134&id=135&l=arb&matLang=arb)
لتحميل البرنامج كاملا من موقع المجمع
برنامج المصحف النبوي الشريف كملف كامل
http://www.qurancomplex.com/Downloads/Fonts/AllApp.zip
الحجم: 67 ميجابايت
أرجوا التكرم بتعميمه للفائدة
لا أدري ان كان هذا الموضوع مكررا هنا أم لا ولكن أضعه لأهميته
_________
م ن ق و ل ( http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=5398)
ـ[محمد حسين الحائر]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:04 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أحمد إندونيسي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء, كنت أبحث عن هذا البرنامج منذ زمان طويل(6/366)
حمل كتاب --التبيان فى أداب حملة القرأن--
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 05 - 07, 10:28 ص]ـ
الباب الأول في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# الباب الأول)
الباب الثاني في ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# الباب الثاني)
الباب الثالث في إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# الباب الثالث)
الباب الرابع في آداب معلم القرآن ومتعلمه ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# الباب الرابع)
فصل أول ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# أول ما ينبغي)
فصل وليحذر كل الحذر من قصده التكثر بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# وليحذر كل الحذر) فصل وينبغي للمعلم أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# يتخلق بالمحاسن) فصل وينبغي له أن يرفق بمن يقرأ عليه ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# أن يرفق بمن) فصل وينبغي أن يبذل لهم النصيحة ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# النصيحة) فصل وينبغي أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# التدريج) فصل تعليم المتعلمين فرض كفاية ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# فرض كفاية) فصل يستحب للمعلم أن يكون حريصا على تعليمهم مؤثرا ذلك على مصالح نفسه ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# حريصا على تعليمهم) فصل ويقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأول فالأول ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# اذاازدحموا) فصل أن يصون يديه في حال الإقراء عن العبث ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# يصون يديه) فصل أن لا يذل العلم ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# لا يذل العلم) فصل وينبغي أن يكون مجلسه واسعا ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# مجلسه واسعا)
فصل في آداب المتعلم جميع ما ذكرناه من آداب المعلم في نفسه آداب للمتعلم ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# جميع ما ذكرنا) فصل ولا يتعلم إلا ممن تكلمت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# تكلمت أهليته) فصل ويدخل على الشيخ كامل الخصال ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# الشيخ كامل) فصل وينبغي أيضا أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# يتأدب) قصل أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ وملله ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# قلب الشيخ) فصل أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# حريصا على التعلم)
الباب الخامس في آداب حامل القرآن ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# الباب الخامس) فصل ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# تلاوته ويكثر) فصل في المحافظة على القراءة بالليل ( http://www.tadjweed.com/tibyan.htm# قراءة الليل) الباب السادس ( http://www.tadjweed.com/tibyan2.htm)
الباب السابع والثامن والتاسع والعاشر ( http://www.tadjweed.com/tibyan3.htm)
التبيان في آداب حملة القرآن
الباب الأول في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته
قال الله عز وجل إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور رحيم وروينا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران رواه البخاري وأبو الحسين مسلم بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/367)
الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر رواه البخاري ومسلم وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين رواه مسلم وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه رواه مسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حسد إلا في إثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار رواه البخاري ومسلم وروينا أيضا من رواية عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله سبحانه وتعالى من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه رواه الترمذي وقال حديث حسن وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك ثم آخر آية تقرؤها رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا رواه أبو داود وروى الدارمي بإسناده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر وعن الحميدي الجمالي قال سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن فقال يقرأ القرآن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه
الباب الثاني في ترجيح القراءة والقارئ على غيرهما
ثبت عن ابن مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى رواه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا وشبابا رواه البخاري في صحيحه وسيأتي في الباب بعد هذا أحاديث تدخل في هذا الباب واعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار وقد تظاهرت الأدلة على ذلك والله أعلم
الباب الثالث في إكرام أهل القرآن والنهي عن أذاهم
قال الله عز وجل ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وقال الله تعالى ومن يعظم حرمات الله فهو خير له ثم ربه وقال تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وقال تعالى والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا وفي الباب حديث أبي مسعود الأنصاري وحديث ابن عباس المتقدمان في الباب الثاني وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط رواه أبو داود وهو حديث حسن وعن عائشة رضي الله عنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم رواه أبو داود في سننه والبزار في مسنده قال الحاكم أبو عبدالله في علوم الحديث هو حديث صحيح وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/368)
أيهما أكثر أخذا للقرآن فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد رواه البخاري وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب رواه البخاري وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا يطلبنكم الله بشئ من ذمته وعن الإمامين الجليلين أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما قالا إن لم يكن العلماء أولياء الله فليس لله ولي قال الإمام الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يغشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
الباب الرابع في آداب معلم القرآن ومتعلمه
هذا الباب مع البابين بعده مقصود الكتاب منتشر جدا فإني أشير إلى مقاصده مختصرة في فصول ليسهل حفظه وضبطه إن شاء الله تعالى
فصل أول ما ينبغي للمقرئ والقارئ أن يقصدا بذلك رضا الله تعالى قال الله تعالى وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة أي الملة المستقيمة وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى وهذا الحديث من أصول الإسلام وروينا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إنما يعطى الرجل على قدر نيته وعن غيره إنما يعطى الناس على قدر نياتهم وروينا عن الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى قال الإخلاص إفراد الحق في الطاعة بالقصد وهو أن يريد بطاعته التقرب الى الله تعالى دون شئ آخر من تصنع لمخلوق أو اكتساب محمدة ثم الناس أو محبة أو مدح من الخلق أو معنى من المعاني سوى التقرب إلى الله تعالى قال ويصح أن يقال الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين وعن حذيفة المرعشي رحمه الله لدنيا من مال أو رياسة أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو ثناء ثم الناس أو صرف وجوه الناس إليه أو نحو ذلك ولا يشوب المقرىء إقراءه بطمع في رفق يحصل له من بعض من يقرأ عليه سواء كان الرفق مالا أو رحمة وإن قل ولو كان على صورة الهدية التي لولا قراءته عليه لما أهداها إليه قال تعالى من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب وقال تعالى من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد الآية وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما يبتغي به وجه الله تعالى لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة رواه أبو داود بإسناد صحيح ومثله أحاديث كثيرة وعن أنس وحذيفة وكعب بن مالك رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار رواه الترمذي من رواية كعب بن مالك وقال أدخله النار
فصل وليحذر كل الحذر من قصده التكثر بكثرة المشتغلين عليه والمختلفين إليه وليحذر من كراهته قراءة أصحابه على غيره ممن ينتفع به وهذه مصيبة يبتلى بها بعض المعلمين الجاهلين وهي دلالة بينة من صاحبها على سوء نيته وفساد طويته بل هي حجة فاطعة على عدم إرادته بتعليمه وجه الله تعالى الكريم فإنه لو أراد الله بتعليمه لما كره ذلك بل قال لنفسه أنا أردت الطاعة بتعليمه وقد حصلت وقد قصد بقراءته على غيري زيادة علم فلا عتب عليه وقد روينا في مسند الإمام المجمع على حفظه وإمامته أبي محمد الدارمي رحمة الله عليه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال يا حملة القرآن أو قال يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى وقد صح عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم يعني علمه وكتبه أن لا ينسب إلي حرف منه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/369)
فصل وينبغي للمعلم أن يتخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها والخصال الحميدة والشيم المرضية التي أرشده الله إليها من الزهادة في الدنيا والتقلل منها وعدم المبالاة بها وبأهلها والسخاء والجود ومكارم الأخلاق وطلاقة الوجه خروج إلى حد الخلاعة والحلم والصبر والتنزه عن دنيء المكاسب وملازمة الورع والخشوع والسكينة والوقار والتواضع والخضوع واجتناب الضحك والإكثار من المزاح وملازمة الوظائف الشرعية كالتنظيف وتقليم بإزالة الأوساخ والشعور التي ورد الشرع بإزالتها كقص الشارب وتقليم الظفر وتسريح اللحية وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة وليحذر كل الحذر من الحسد والرياء والعجب واحتقار غيره وإن كان دونه وينبغي أن يستعمل الأحاديث الواردة في التسبيح والتهليل ونحوهما من الأذكار والدعوات وأن يراقب الله تعالى في سره وعلانيته ويحافظ على ذلك وأن يكون تعويله في جميع أموره على الله تعالى
فصل وينبغي له أن يرفق بمن يقرأ عليه وأن يرحب به ويحسن إليه بحسب حاله فقد روينا عن أبي هرون العبدي قال كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنه فيقول مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وروينا نحوه في مسند الدارمي عن أبي الدرداء رضي الله عنه
فصل وينبغي أن يبذل لهم النصيحة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم ومن النصيحة لله تعالى ولكتابه إكرام قارئه وطالبه وإرشاده إلى مصلحته والرفق به ومساعدته على طلبه بما أمكن وتأليف قلب الطالب وأن يكون سمحا بتعليمه في رفق متلطفا به ومحرضا له على التعلم وينبغي أن يذكره فضيلة ذلك ليكون سببا في نشاطه وزيادة في رغبته ويزهده في الدنيا ويصرفه عن الركون إليها والاغترار بها ويذكره فضيلة الاشتغال بالقرآن وسائر العلوم الشرعية وهو طريق الحاضرين العارفين وعباد الله الصالحين وأن ذلك رتبة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وينبغي أن يشفق على الطالب ويعتني بمصالحه كاعتنائه بمصالح ولده ومصالح نفسه ويجري المتعلم مجرى ولده في الشفقة عليه والصبر على جفائه وسوء أدبه ويعذره في قلة أدبه في بعض الأحيان فإن الإنسان معرض للنقائص لا سيما إن كان صغير السن وينبغي أن يحب له ما يحب لنفسه من الخير وأن يكره له ما يكره لنفسه من النقص مطلقا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال أكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس حتى يجلس إلي لو استطعت أن لا يقع الذباب على وجهه لفعلت وفي رواية إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني وينبغي أن لا يتعاظم على المتعلمين بل يلين لهم ويتواضع معهم فقد جاء في التواضع لآحاد الناس أشياء كثيرة معروفة فكيف بهؤلاء الذين هم بمنزلة أولاده مع ما هم عليه من الاشتغال بالقرآن مع ما لهم عليه من حق الصحبة وترددهم إليه وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لينوا لمن تعلمون ولمن تتعلمون منه وعن أبي أيوب السختياني رحمه الله قال ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله عز وجل
فصل وينبغي أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية والشيم المرضية ورياضة نفسه بالدقائق الخفية ويعوده الصيانة في جميع أموره الباطنة والجلية ويحرضه بأقواله وأفعاله المتكررات على الإخلاص والصدق وحسن النيات ومراقبة الله تعالى في جميع اللحظات ويعرفه أن لذلك تتفتح عليه أنوار المعارف وينشرح صدره ويتفجر من قلبه ينابيع الحكم واللطائف ويبارك له في علمه وحاله ويوفق في أفعاله وأقواله
فصل تعليم المتعلمين فرض كفاية فإن لم يكن من يصلح إلا واحد تعين وإن كان هناك جماعة يحصل التعليم ببعضهم فإن امتنعوا كلهم أثموا وإن قام به بعضهم سقط الحرج عن الباقين وإن طلب من أحدهم وامتنع فأظهر الوجهين أنه لا ليث لكن يكره له ذلك إن لم يكن عذر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/370)
فصل يستحب للمعلم أن يكون حريصا على تعليمهم مؤثرا ذلك على مصالح نفسه الدنيوية التي ليست بضرورية وأن يخلو قلبه في حال جلوسه لإقرائهم من الأسباب الشاغلة كلها وهي كثيرة معروفة وأن يكون حريصا على تفهيمهم وأن يعطي كل إنسان منهم ما يليق به فلا يكثر على من لا يحتمل الإكثار ولا يقصر لمن يحتمل الزيادة ويأخذهم بإعادة محفوظاتهم ويثني على من ظهرت نجابته ما لم يخش عليه فتنة بإعجاب أو غيره ومن قصر عنفه تعنيفا لظيفا ما لم يخش عليه تنفيره ولا يحسد أحدا منه لبراعة تظهر منه ولا يستكثر فيه ما أنعم الله به عليه فإن الحسد للأجانب حرام شديد التحريم فكيف للمتعلم الذي هو بمنزلة الولد ويعود من فضيلته إلى معلمه في الآخرة الثواب الجزيل وفي الدنيا الثناء الجميل والله الموفق
فصل ويقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأول فالأول فإن رضي الأول بتقديم غيره قدمه وينبغي أن يظهر لهم البشر وطلاقة الوجه ويتفقد أحوالهم ويسأل عمن غاب منهم فصل قال العلماء رضي الله عنهم ولا يمتنع من تعليم أحد صحيح النية فقد قال سفيان وغيره طلبهم للعلم نية وقالوا طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله معناه كانت غايته أن صار لله تعالى
فصل ومن آدابه المتأكدة وما يعتنى به أن يصون يديه في حال الإقراء عن العبث وعينيه عن تفريق نظرهما حاجة ويقعد على طهارة مستقبل القبلة ويجلس بوقار وتكون ثيابه بيضا نظيفة وإذا وصل إلى موضع جلوسه صلى ركعتين قبل الجلوس سواء كان الموضع مسجدا أو غيره فإن كان مسجدا كان آكد فيه فإنه يكره الجلوس فيه قبل أن يصلي ركعتين ويجلس متربعا إن شاء متربع روى أبو بكر بن أبي داود السجستاني بإسناده عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كان يقرئ الناس في المسجد جاثيا على ركبتيه
فصل ومن آدابه المتأكدة وما يعتنى بحفظه أن لا يذل العلم فيذهب إلى مكان ينسب إلى من يتعلم منه ليتعلم منه فيه وإن كان المتعلم خليفة فمن دونه بل يصون العلم عن ذلك كما صانه عنه السلف رضي الله عنهم وحكاياتهم في هذا كثيرة مشهورة
فصل وينبغي أن يكون مجلسه واسعا ليتمكن جلساؤه فيه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خير المجالس أوسعها رواه أبو داود في سنته في أوائل كتاب الآداب بإسناد صحيح من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
فصل في آداب المتعلم جميع ما ذكرناه من آداب المعلم في نفسه آداب للمتعلم ومن آدابه أن يجتنب الأسباب الشاغلة عن التحصيل إلا سببا لا بد منه للحاجة وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القرآن وحفظه واستثماره فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسدالجسد كله ألا وهي القلب وقد أحسن القائل بقوله يطيب القلب للعلم كما تطيب الأرض للزراعة وينبغي أن يتواضع لمعلمه ويتأدب معه وإن كان أصغر منه سنا وأقل شهرة ونسبا وصلاحا وغير ذلك ويتواضع للعلم فبتواضعه يدركه وقد قالوا نظما العلم حرب للفتى المتعالي كالسيل حرب للمكان العالي وينبغي أن ينقاد لمعلمه ويشاوره في أموره ويقبل قوله كالمريض العاقل يقبل قول الطبيب الناصح الحاذق وهذا أولى
فصل ولا يتعلم إلا ممن تكلمت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم وعليه أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على طبقته فإنه أقرب إلى انتفاعه به وكان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له وروينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال من حق المعلم عليك أن تسلم على الناس عامة وتخصه دونهم بتحية وأن تجلس أمامه ولا تشيرن عنده بيدك ولا تغمزن بعينيك ولا تقولن قال فلان خلاف ما تقول ولا تغتابن عنده أحدا ولا تشاور جليسك في مجلسه ولا تأخذ بثوبه إذا قام ولا تلح عليه إذا كسل ولا تعرض أي تشبع من طول صحبته وينبغي أن يتأدب بهذه الخصال التي أرشد إليها علي كرم الله وجهه وأن يرد غيبة شيخه إن قدر فإن تعذر عليه ردها فارق ذلك المجلس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/371)
فصل ويدخل على الشيخ كامل الخصال متصفا بما ذكرناه في المعلم متطهرا مستعملا للسواك فارغ القلب من الأمور الشاغلة وأن لا يدخل بغير استئذان إذا كان الشيخ في مكان يحتاج فيه إلى استئذان وأن يسلم على الحاضرين إذا دخل ويخصه دونهم بالتحية وأن يسلم عليه وعليهم إذا انصرف كما جاء في الحديث فليست الأولى أحق من الثانية ولا يتخطى رقاب الناس بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذن له الشيخ في التقدم أو يعلم من حالهم إيثار ذلك ولا يقيم أحدا في موضعه فإن آثره غيره لم يقبل اقتداء بابن عمر رضي الله عنهما إلا أن يكون في تقديمه مصلحة للحاضرين أو أمره الشيخ بذلك ولا يجلس في وسط الحلقة إلا لضرورة ولا يجلس بين صاحبين بغير إذنهما وإن فسحا له نفسه
فصل وينبغي أيضا أن يتأدب مع رفقته وحاضري مجلس الشيخ فإن ذلك تأدب مع الشيخ وصيانة لمجلسه ويقعد بين يدي الشيخ قعدة المتعلمين لا قعدة المعلمين ولا يرفع صوته رفعا بليغا حاجة ولا يضحك ولا يكثر الكلام حاجة ولا يعبث بيده ولا بغيرها ولا يلتفت يمينا ولا شمالا حاجة بل يكون متوجها إلى الشيخ مصغيا إلى كلامه
قصل ومما يتأكد الاعتناء به أن لا يقرأ على الشيخ في حال شغل قلب الشيخ وملله واستيفازه وروعه وغمه وفرحه وعطشه ونعاسه وقلقه ونحو ذلك عليه أو يمنعه من كمال حضور القلب والنشاط وأن يغتنم روينا نشاطه ومن آدابه أن يتحمل جفوة الشيخ وسوء خلقه ولا يصده ذلك عن ملازمته واعتقاد كماله ويتأول لأفعاله وأقواله التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق أو عديمه وإن جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار إلى الشيخ وأظهر أن الذنب له والعتب عليه فذلك أنفع له في الدنيا والآخرة وأنقى لقلب الشيخ وقد قالوا من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الآخرة والدنيا ومنه الأثر المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما ذللت طالبا فعززت مطلوبا وقد أحسن من قال من لم يذق طعم المذلة ساعة قطع الزمان بأسره مذلولا
فصل ومن آدابه المتأكدة أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير ولا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل وهذا يختلف باختلاف الناس والأحوال وإذا جاء إلى مجلس الشيخ فلم يجده انتظر ولازم بابه ولا يفوت وظيفته إلا أن يخاف كراهة الشيخ لذلك بأن يعلم من حاله الإقراء في وقت بعينه وأنه لا يقرئ في غيره وإذا وجد الشيخ نائما أو مشتغلا بمهم لم يستأذن عليه بل يصبر إلى استيقاظه أو فراغه أو ينصرف والصبر أولى كما كان ابن عباس رضي الله عنهما وغيره يفعلون وينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل في والنشاط وقوة البدن ونباهة الخاطر وقلة الشاغلات قبل عوارض البطالة وارتفاع المنزلة فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تفقهوا قبل أن تسودوا معناه اجتهدوا في كمال أهليتكم وأنتم أتباع قبل أن تصيروا سادة فإنكم إذا صرتم سادة متبوعين امتنعتم من التعلم لارتفاع منزلتكم وكثرة شغلكم وهذا معنى قول الإمام الشافعي رضي الله عنه تفقه قبل أن ترأس فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه فصل وينبغي أن يبكر بقراءته على الشيخ أول النهار لحديث النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لأمتي في بكورها وينبغي أن يحافظ على قراءة محفوظة وينبغي أن لا يؤثر بنوبته غيره فإن الإيثار مكروه بخلاف الإيثار بحظوظ النفس فإنه محبوب فإن رأى الشيخ المصلحة في الإيثار في بعض الأوقات لمعنى شرعي فأشار عليه بذلك امتثل أمره ومما يجب عليه ويتأكد الوصية به ألا يحسد أحدا من رفقته أو غيرهم على فضيلة رزقه الله إياها وأن لا يعجب بنفسه بما خصه الله وقد قدمنا إيضاح هذا في آداب الشيخ وطريقه في نفي العجب أن يذكر نفسه أنه لم يحصل ما حصله بحوله وقوته وإنما هو فضل من الله ولا ينبغي أن يعجب بشيء لم يخترعه بل أودعه الله تعالى فيه وطريقه في نفي الحسد أن يعلم أن حكمة الله تعالى اقتضت جعل هذه الفضيلة في هذا فينبغي أن لا يعترض عليها ولا يكره حكمة أرادها الله تعالى ولم يكرهها
الباب الخامس في آداب حامل القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/372)
قد تقدم جمل منه في الباب الذي قبل هذا ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن وأن يكون مصونا عن دنيء الاكتساب شريف النفس مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يختالون وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل شذا في النهار وعن الفضيل بن عياض قال ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم وعنه أيضا قال حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن فصل ومن أهم ما يؤمر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها فقد جاء عن عبدالرحمن بن شبيل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه من رواية سهل بن سعد معناه يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها وعن فضيل بن عمرو رضي الله عنه قال دخل رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا فلما سلم الإمام قام رجل فتلا آيات من القرآن ثم سأل فقال أحدهما إنا لله وإنا إليه راجعون سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيجيء قوم يسألون بالقرآن فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه وهذا الإسناد منقطع فإن الفضل بن عمرو لم يسمع الصحابة وأما أخذ الأجرة على تعليم القرآن فقد اختلف العلماء فيه فحكى الإمام أبو سليمان الخطابي منع أخذ الأجرة عليه من جماعة من العلماء منهم الزهري وأبو حنيفة وعن جماعة أنه يجوز إن لم يشترطه وهو قول الحسن البصري والشعبي وابن سيرين وذهب عطاء ومالك والشافعي وآخرون إلى جوازها إن شارطه واستأجره إجارة صحيحة وقد جاء بالجواز الأحاديث الصحيحة واحتج من منعها بحديث عبادة بن الصامت أنه علم رجلا من أهل الصفة القرآن فأهدى له قوسا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن سرك أن تطوق بها طوقا من نار فاقبلها وهو حديث مشهور رواه أبو داود وغيره وبآثار كثيرة عن السلف وأجاب المجوزون عن حديث عبادة بجوابين أحدهما أن في إسناده مقالا والثاني أنه كان تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئا ثم أهدي إليه على سبيل العوض فلم يجز له الأخذ بخلاف من يعقد معه إجارة قبل التعليم والله أعلم
فصل ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها
وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم في كل ست وعن بعضهم في كل خمس وعن بعضهم في كل أربع وعن كثيرين في كل ثلاث وعن بعضهم في كل ليلتين وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ومنهم من كان يختم ثلاثا وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا بالليل وأربعا بالنهار فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات وروى أبو عمر سنان في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات قال الشيخ الصالح أبو عبدالرحمن السلمي رضي الله عنه سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة وروى السيد الجليل أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/373)
الدورقي بإسناده عن منصور بن زادان من عباد التابعين رضي الله عنه أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وسيأتي وكانوا يؤخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل وروى أبو داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان وعن إبراهيم بن سعد قال كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة أحدانا نقل عن عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبدالله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين كعبدالرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه خروج إلى حد الملل والهذرمة وقد كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة ويدل عليه الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم قال الترمذي حديث حسن صحيح والله أعلم وأما وقت الابتداء والختم لمن يختم في الأسبوع فقد روى أبو داود أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يفتتح القرآن ليلة الجمعة ويختمه ليلة الخميس وقال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء الأفضل أن يختم ختمة بالليل وأخرى بالنهار ويجعل ختمة النهار يوم الاثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما ويجعل ختمة الليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما ليستقبل أول النهار وآخره وروى ابن أبي داود عن عمر بن مرة التابعي قال كانوا يحبون أن يختم القرآن من أول الليل أو من أول النهار وعن طلحة بن مصرف التابعي الجليل قال من ختم القرآن أية ساعة كانت من النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي وأية ساعة كانت من الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وعن مجاهد مثله وروى الدارمي في مسنده بإسناده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وإذا وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي قال الدارمي هذا حسن من سعد وعن حبيب بن أبي ثابت التابعي أنه كان يختم قبل الركوع قال ابن أبي داود وكذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وفي هذا الفضل بقايا ستأتي إن شاء الله تعالى في الباب الآتي
فصل في المحافظة على القراءة بالليل
ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة الليل أكثر قال الله تعالى من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين وثتب في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل وفي الحديث الآخر من الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه وروى الطبراني وغيره عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شرف المؤمن قيام الليل والأحاديث والآثار في هذا كثيرة وقد جاء عن أبي الأحوص الحبشي قال إن كان الرجل ليطرق الفسطاط طروقا أي يأتيه ليلا فيسمع لأهله دويا كدوي النحل قال فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون وعن إبراهيم النخعي كان يقول اقرؤوا من الليل ولو حلب شاة وعن يزيد الرقاشي قال إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم نمت فلا نامت عيناي قلت وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات والتصرف في الحاجات وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل فإن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلا وحديث ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/374)
الدنيا حين يمضي شطر الليل فيقول هل من داع فأستجيب له الحديث وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة وروى صاحب بهجة الأسرار سناده عن سليمان الأنماطي قال رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام يقول لولا الذين لهم ورد يقومونا وآخرون لهم سرد يصومونا لدككت أرضكم من تحتكم سحرا لأنكم قوم سوءلا تطيعونا واعلم أن فضيلة القيام بالليل والقراءة فيه تحصل بالقليل والكثير وكلما كثر كان أفضل إلا أن يستوعب الليل كله فإنه يكره الدوام عليه وإلا أن يضر بنفسه ومما يدل على حصوله بالقليل حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقسطين رواه أبو داود وغيره وحكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائما فصل في الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان ثبت عن أبي موسى الأشرعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها رواه البخاري ومسلم وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت رواه مسلم والبخاري وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه وعن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم رواه أبو داود والترمذي فصل فيمن نام عن ورده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنه قرأه من الليل رواه مسلم وعن سليمان بن يسار قال قال أبو أسيد رضي الله عنه نمت البارحة عن وردي حتى أصبحت فلما أصبحت استرجعت وكان وردي سورة البقرة فرأيت في المنام كأن بقرة تنطحني رواه ابن أبي داود وروى ابن أبي الدنيا عن بعض حفاظ القرآن أنه نام ليلة عن حزبه فأري في منامه كأن قائلا يقول له عجبت من جسم ومن صحة ومن فتى نام إلى الفجر والموت لا يؤمن خطفاته في ظلم الليل إذا يسري
-------------------------------------------
أخوكم -حمدان المطرى-
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 05 - 07, 10:32 ص]ـ
أنتظر ردودكم أيها ألافا ضل(6/375)
من فضلكم أريد أن أعرف أفضل تفسير للقرآن يتعرض للناحية اللغوية
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:05 م]ـ
السلام عليكم
من فضلكم أريد أن أعرف أفضل تفسير للقرآن يتعرض للناحية اللغوية
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:08 م]ـ
إن أردت البلاغة فتفسير الكشاف للزمخشري- مع الحذر من طوامه ومخالفاته العقدية - وإن أردت النحو والإعراب فالتسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيء والله أعلم
أما إن كان المقصود الألفاظ ومعانيها ولغات العرب فأترك ذلك لباقي الإخوة في ترشيح الكتاب المناسب وجزاك الله خيرا
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 07:54 م]ـ
اما عن اللغويات فعليك بمفاتح الغيب للرازي واحذر فانه اشعري من اهل الكلام والبحر المحيط
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:37 ص]ـ
كتاب " التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور مفيد في هذا الباب وهو أسلم من الزمخشري وله اختيارات وترجيحات لغوية وتفسيرية ويعتني اعتناء كبيراً بالبلاغة لبراعته في هذا العلم.
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 03:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:43 ص]ـ
التفاسير التي اهتمَّت باللغة وعلومها: الكشَّاف للإمام الزمخشريّ، تفسير الشيخ الشعراويّ.
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[08 - 07 - 07, 04:11 ص]ـ
أخي الكريم
راجع غير مأمور التفسير اللغوي للقرآن للشيخ مساعد الطيار
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 10:09 م]ـ
وهناك أيضا تفسير أبو حيان توفي سنة 745 هـ المسمى بالبحر المحيط، حيث يأتي فيه بمعاني الحروف وما تأتي عليه من معاني في اللغة، وستجد فيه بغيتك إن شاء الله.
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 10:11 م]ـ
وستجد في هذا الموقع أكثر مما تتخيل من التفاسير .............. (ابتسامة)
http://www.altafsir.com/indexArabic.asp
ـ[ابن جامع]ــــــــ[16 - 07 - 07, 10:39 م]ـ
اخي الفاضل
اعراب القرآن للسمين الحلبي جيد في العلوم العربية بعامة _نحو _ منها بخاصة
واسمه ...
الدر المصون في علوم الكتاب المكنون
ت: د. احمد الخراط ط: دارالقلم
والله الموفق ...(6/376)
"فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون"
ـ[أبو معاذ القماري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:01 ص]ـ
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعرضت في أحد المنتديات لسؤال من شخص غير عربي عن الآية رقم 38 في سورة البقرة "فإما يأتينكم مني هداى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون" قائلا كيف يعود ضمير جمع على شخص مفرد
فلم أتسرع في إجابته حتى أتقصى الأمر وبالرجوع إالى كتب التتفسير لم أي أجد أي إشارة لهذه النقطة
فهل أجد لديكم توضيحا للأمر جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:08 م]ـ
أخي الكريم
جاز عود ضمير الجمع على المفرد حملا على المعنى، لأن المقصود جنس من تبع الهدى - وهذا كثير في القرآن -، ومما يزيده حسنا كون (من) للمذكر والمؤنث إفردا وثنية وجمعا بلفظ واحد
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:12 م]ـ
(من) في الآية مفرد لفظا جمع معنى، فـ (من) تستخدم للمفرد وللجمع بهذه الصورة، وبناء على هذا يجوز أن يعودعليها ضمير مفرد تبعا للفظها أو ضمير جمع تبعا لمعناها فالمعتى (كل من تبع هداي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
والله أعلم
ـ[أبو معاذ القماري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:30 م]ـ
جزاكما الله كل خير وبارك فيكما(6/377)
هل وردت قراءه للفاتحه بهذا الشكل
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 07:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل وردت لفضة (الصراط) في الفاتحة (الضراط) او (الظراط) وهل هى متواتره
وهل هناك غيرها من القراءات المتواتره لهاذه الكلمه
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:06 م]ـ
ما معناها أخي بارك الله فيكم
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:52 م]ـ
اخي مجاهد الشهري بارك الله فيك وجزاك خيرا
ابحث عن اجابه عند من يعلم ويتقن القراءات المتوتره جميعها
حيث انها قد وردت والله اعلم على احدى الصفتين او كليهما وقولي هذا مبني على سؤال قد سألته ولاكن من امد بعيد
ولعل المتقنين في علم القراءات يسعفونا بلأجابه
وبارك الله في الجميع
ـ[محمد القدس]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:20 م]ـ
هي أخي بالله ليست بالضاد ولا بالظاء ولكنها بإشمام الصاد بصوت الزاي فتخرج كالظاء العامية
وهي قراءة متواترة برواية خلف عن حمزة و أما خلاد عنه فيشم الصراط الأولى في سورة الفاتحة وهذا من طريق الشاطبية
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:14 ص]ـ
اخواني بارك الله فيكم
لعلها وردة كما قلتم ولاكن سؤالي عن ورودها ب ظ او ض
وليست المسئله برئي اقول لم ترد هكذا بل وردة هاكذا وانا لست مطلع على جميع القراءات
اريد الاجابه من عالم بلقراءات المتواتره جميعها
وشكر الله للجميع
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:16 ص]ـ
اخواني بارك الله فيكم
لعلها وردة كما قلتم ولاكن سؤالي عن ورودها بالظاد او الضاد
وليست المسئله برئي اقول لم ترد هكذا بل وردة هاكذا وانا لست مطلع على جميع القراءات
اريد الاجابه من عالم بلقراءات المتواتره جميعها
وشكر الله للجميع
ـ[محمد القدس]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:22 ص]ـ
لم ترد ولا بأي رواية بالضاد أو بالظاء
و إنما وردت بالصاد الخالصة للجمهور
بالسين من رواية قنبل عن ابن كثير و رويس عن يعقوب
و بإشمام الصاد بصوت الزاي من رواية خلف عن حمزة ووافقه خلاد في الصراط الأولى
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:38 ص]ـ
القراءة المشهورة جمهور القراء قرأوها بالصاد. وقرئت بالسين وهي قراءة سبعية أجازها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأمر من ربه. والسراط: هو الطريق المستسهل , اصله من سرطت الطعام وزردته:ابتلعته , فقيل للطريق سراط
لا نه يبتلعه سالكه او يبتلع سالكهأ. وجاءفي إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع، للإمام الشاطبي المتوفي سنة 590هـ قوله.
وَمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (رَ) اوِيهِ (نَـ) ـاَصِرٌ وَعَنْدَ سِرَاطِ وَالسِّرَاطَ لِ قُنْبُلاَ
بِحَيْثُ أَتَى وَالصَّادُ زَاياً اشِمَّهَا لَدَى خَلَفٍ وَاشْمِمْ لِخَلاَّدِ الاَوَّلاَ
وأصل كلمة السراط السين والصاد بدل منها لأجل قوة الطاء ومن أشمها زايا بالغ في المناسبة بينهما وبين الطاء، وروي عن بعضهم إبدالها زايا خالصة والمعنى بهذا الإشمام خلط صوت الصاد بصوت الزاي فيمتزجان فيتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي،
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:43 ص]ـ
أخي الحبيب أبو عبد الهادي
اللفظ الذي يريده ((الصراط)) وهو بإشمام حرف الصاد بالزاي وكيفيته كما ينطق إخواننا المصريون حرف الظاء باللهجة العامية وهذه قراءق حمزة الزيات (براوييه: خلف وخلاد) وهي كما يلي:
1 - خلاد انفرد عن خلف بأنه يقرأها في أول موضع من الفاتحة وهذا من طريقي الشاطبية والطيبة.
2 - خلف يقرأ بها وبغيرها في جميع القرآن الكريم كما هو مبين في موضعه.
وإليك سورة الفاتحة (بالصوت) بالقراءات العشر على هذا الرابط:
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=vTs
قال الشيخ الألباني :
gF83Z
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:20 م]ـ
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعظم لكم الاجر والمثوبه
وان يجزيكم خير الجزاء وان يجعلكم من اهل الفردوس الاعلى
فقد تبينت لي المسئله بوضح تام
اخوكم المحب لكم في الله
ابو عبدالهادي
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:14 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين(6/378)
فوائد من تفسير ابن كثير
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 12:43 ص]ـ
سوف نبدأ على بركت الله إخراج الفوائد من تفسير ابن كثير حتى تعم الفائدة للجميع من هذا التفسير العظيم
ولكن بشرط أن تكون الفوائد مرتبة على سور القرآن من الفاتحة إلى الناس
وأول الفوائد الآتي
1 - تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام لما رواه محمد بن جرير بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم [من قال في القرآن برأية أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار] الترمذي والنسائي
2 - أوجه التفسير: روى ابن جرير بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: التفسير على أربعة أوجه
أ- وجه تعرفه العرب من كلامها [فهو باعتبار الكلمات اللغوية]
ب- تفسير لا يعذر أحد بجهالته [وهو الحلال والحرام]
ج- تفسير يلمه العلماء [وهو ما يستنبطونه من تفسير القرآن بالقرآن والحديث]
د- تفسير لا يعلمه إلا الله [وهو المتشابه ومن ادعى علم المتشابه أحد سوى الله فهو كاذب]
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 02:19 م]ـ
فوائد من سورة الفاتحة
1 - حكم قراءة الفاتحة في الصلاة [فيها ثلاث أقوال]
القول الأول: تجب القراءة للإمام والمأموم والمنفرد. لعموم الأحاديث الواردة في هذا الباب
[لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب] [من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج فهي خداج فهي خداج] [لا تجزىء صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن]
القول الثاني: لا تجب على المأموم قراءة بالكلية للفاتحة ولا لغيرها لا في الصلاة الجهرية ولا السرية
لما رواه الإمام احمد عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة] ولكن في سنده ضعف وقد روى من طرق لا يصح منها شيء منها
القول الثالث: تجب القراءة على المأموم في السرية ولا تجب ذلك في الجهرية
لما ثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قراء فأنصتوا]
2 - اختلف المفسرون هل الاستعاذة تكون قبل القراءة أو بعدها على ثلاثة أقوال
الأول: أنها بعد القراءة ودليلهم قول تعالى [فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم] أي تعوذ بعد القراءة وكذلك فيه دفع الإعجاب عن النفس بعد فراغ العبادة
الثاني: أنها قبل القراءة وبعدها
الثالث: قول الجمهور: قالوا أنها تكون قبل القراءة لدفع الوسواس. ومعنى الآية عندهم قوله تعالى [فإذا قرأت القرآن ........ ] أي إذا أردت القراءة مثل قوله تعالى [إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدكم إلى المرافق] أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة.
3 - فائدة الاستعاذة للقارئ
1 - أنها طهارة للفم من اللغو والرفث
2 - أنها استعاذة بالله من الشيطان لمنعه من الصد عن القراءة
4 - [الرب] لا يطلق معرفاً بالالف والام إلا على الله أما بدونها فيجوز مثل [رب البيت. ورب الناقة]
5 - قال القرطبي: أنما وصف الله نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله تعالى [رب العالمين] ليكون من باب الترغيب بعد الترهيب
6 - قال بعض السلف: الفاتحة سر القرآن وسرها هذه الكلمة [إياك نعبد وإياك نستعين]
فقوله تعالى [إياك نعبد] أي نتبرأ من الشرك ولا نعبد إلا أنت
وقوله تعالى [إياك نستعين] نتبرأ من الحول والطول والقوة ونفوض الأمر إلى االه تبارك وتعالى
والكلام في هذه الآية تحول من صيغة الغائب إلى صيغة المخاطب وذلك لأن العبد لما حمد الله وأثنى عليه ومجده وتبرأ من عبادة غيره ومن الاستعاذة بسواه فكأنه اقترب من الله عز وجل وأصبح حاضراً بين يدي الله فناسب أن يخاطبة بكاف الخطاب بقوله [إياك نعبد وإياك نستعين]
وتقديم العبادة على الاستعاذة لأنها هي الغاية والاستعانة هي الوسيلة.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:15 م]ـ
سورة الفاتحة
1 - قوله تعالى [اهدنا الصراط المستقيم] جاءت بعد الثناء على الله تبارك وتعالى، فلما أثناء العبد على ربه ناسب أن يذكر حاجته وهي أن يدله على الطريق الصحيح الذي لا إعوجاج فيه
من كلامي [يفهم منه أنه إذا أراد أن يدعو الإنسان ربه أن يقدم الثناء على الله ثم يبدأ بالدعاء وهذا هو الوارد في الأدعية]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/379)
2 - إذا أمعن المسلم في آيات القرآن فإنه يرى جميع آيات الدعاء لابد أن يسبقها توسل إليه تعالى إما بذات الله أو بأسمائه أو صفاته أو بالأعمال الصالحة. [وهذا تعليم منه سبحانه كيف نتوسل به]
3 - أن من أمن على الدعاء كان كمن دعا لقوله تعالى [وقال موسى ربنا إنك أتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون]
الشاهد [قد اجيبت دعوتكما] مع أن الداعي هو موسى والذي أمن هو هارون
سورة البقرة
1 - اشتملت سورة البقرة على ألف خبر وألف أمر وألف نهي
2 - الحكمة من إيراد الحروف المقطعة في بداية السور. أن فيها بياناً لإعجاز القرآن وأن الخلق عاجزون عن معارضته
ذهب إلى هذا القول جمع من المحققين منهم شيخ الاسلام ابن تيمية
والدليل على ذلك [أن جميع الأحروف المقطعة الواردة في القرآن يأتي بعدها ذكر القرآن وتنزيله من رب العالمين مثل [الم. ذلك الكتاب] [حم. والكتاب المبين]
3 - الوقوف على [ذلك الكتاب لا ريب فيه] ثم متابعة قراءة [هدى للمتقين] أولى وأبلغ. لأن الهدى صفةٌ له جميعا فيكون أبلغ من كون فيه هدى للمتقين [أي فيه هدى وفيه غير ذلك]
4 - من كلامي. من توفرت فيه الصفات التالية فإنه من المتقين
1 - الإيمان بالغيب 2 - إقامة الصلاة 3 - الانفاق مما رزقه الله
4 - الإيمان بما أُنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم 5 - الإيمان بما أُنزل من قبل على الرسل السابقين
6 - الإيقان بالآخرة وأنها واقعة
فإذا توفرت هذه الصفات فإنه يكون على نور من ربه وبصيرة وأيضا يكون من الفائزين بالجنة المبعدين من النار بإذن الله
5 - نزلت صفات المنافقين في السور المدنية لأن مكة لم يكن فيها نفاق بل كان خلافه فمن الناس من كان يظهر الكفر مستكرها وهو في الباطن مؤمن
نرغب من الأخوة المشاركة في وضع الفوائد حتى يستفيد الجميع ولكن بشرط ألا تكون الفائدة متكررة وأن تكون مرتبة على ترتيب المصحف من أعلى إلى أسفل
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا يااخي فهد على هذه الفوئد القيمة والمختصرة والبديعة
واصل وصلك الله بطاعته
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:51 م]ـ
فوائد سورة البقرة
6 - المكر والخديعة والسخرية على وجه اللعب والعبث منتف عن الله عز وجل بالإجماع. وأما على وجه الانتقام والمقابلة بالعدل والمجازاة فلا يمنتع ذلك
7 - سمى القرآن بالقرآن بالمثاني لأنه لا يذكر حال المؤمنين وما اعد لهم من النعيم إلا ويذكر مباشرة أحوال الكافرين وما أعد لهم من النكال والعذاب وهذا هو الأصح عند العلماء في هذه التسمية
8 - فائدة نفسية. قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما [[[كل شيء نسبه الله إلى غير أهل الإسلام من اسم مثل الخاسر فإنما يعني به الكفر
وما نسبه إلى أهل الإسلام فإنما يعني به الذنب]]
9 - الصواب في تفسير قوله تعالى [إني جاعل في الأرض خليفة] أي قوماً يخلف بعضهم بعضا قرناً بعد قرن وجيلاً بعد جيل
10 - قال عبدالله بن المبارك في تفسير قوله تعالى [ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً] قال الثمن القليل الدنيا بحذافيرها. أي تستبدلوا ما في القرآن من إيمان وعمل به بما في الدنيا
11 - انتبه لهذا الحديث!!!! روى بان عساكر في ترجمة الوليد بن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [[[إن أناساً من أهل الجنة يطّلعون على أناس من أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار فو الله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمناه منكم فيقولون: كنا نقول ولا نفعل] عند تفسير قوله تعالى [أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم]
12 - قال ابن أبي حاتم بسنده إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الصبر صبران، صبر عند المصيبة حسن وأحسن منه الصبر عن محارم الله
13 - فائدة نفيسة. قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما [كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني العذاب، والرجز أيضا الطاعون قال ابن أبي حاتم بالسند المتصل إلى سعد بن مالك وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [الطاعون رجز عذابٌ عُذب به من كان قبلكم]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/380)
14 - قال مجاهد: كل حجر يتفجر من الماء أو يتشقق عن ماء أو يتردى من رأس جبل، لمن خشية الله. نزل بذلك القرآن
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:11 م]ـ
سورة البقرة
15 - في قوله تعالى [قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين]
أي ادعوا على أي الفريقين أكذب فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار. ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون أهلاً ولا مالاً]
ولو تمنوا يوم قال لهم ذلك ما بقي على الأرض يهودي إلا مات
16 - يقول تعالى [من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين]
خُص جبريل من بين الملائكة لأن السياق في الانتصار له وهو السفير بين الله وأنبيائه وقرن معه ميكائيل باللفظ لأن اليهود زعموا أن جبرائيل عدوهم وميكائيل وليهم فإعلمهم الله أن من عادى واحداً منهما فقد عادى الآخر ومن عادهما فقد عادى الله عز وجل
من كلامي [وفي هذا رد على الروافض الذين يقولون إن جبريل أخطأ في الرسالة التي كانت لعلي رضي الله عنه. فإذا خونه فقد كفروا بنص هذا الآية مع المصائب الآخرة التي عندهم تكفرهم]
17 - في قوله تعالى [واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفر ....... ] الآية
رجح ابن كثير رحمه الله تأويل القرطبي في جعل قوله تعالى [هاروت وماروت] بدلاً من الشياطين. فيكون تقدير الكلام [ولكن الشياطين يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت]
ولكن فيه ترجيح طيب للشيخ / محمد نسيب الرفاعي أن التأويل الأرجح والأقرب هو
أن الشياطين ليس من فطرتهم النصح لابن آدم حتى يقولوا [إنما نحن فتنة فلا تكفر] فيكون هاروت وماروت بدلاً من الناس وعلى هذا يكون تأويل الآية
[وما كفر سليمان وما أنزل على الملكين السحر ولكن الشياطين كفروا بتعليمهم السحر للناس أي يعلمون هاروت وماروت اللذان هما رجلاً من الناس ثم يعلم هذان الناس وما يعلمان أحداً منهم حتى يقولا له إنما نحن فتنة فلا تكفر، فيكون هاروت وماروت بدلاً من الناس الذين من فطرتهم النصح وفي هذا ينزه الله عن تنزيل السحر على الملكين ثم ننزهما من تعليم السحر للناس.
18 - النسخ الشرعي [رفع الحكم بدليل شرعي متأخر]
ويكون النسخ على نوعين
الأول: تثبيت الخط ورفع الحكم مثل نسخ وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم
الثاني: تثبيت الحكم ورفع الخط مثل قوله تعالى [الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجمهما البته]
ولا يكون النسخ إلا في الأوامر والنواهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة. فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ومنسوخ وكذلك [العقائد]
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:40 م]ـ
عمل طيب وطريقة جيدة بارك الله فيك ونحن فى انتظار البقية
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:32 م]ـ
سورة البقرة
19 - اختلف المفسرون في المراد من الذين منعوا مساجد الله وسعوا في خرابها في آية [ومن أظلم ممن من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه] على قولين
الأول: أنهم النصارى الذين ساعدوا بخنتصر بخراب بيت المقدس [وهذا اختيار ابن جرير]
الثاني: أنهم المشركون الذين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين أن يدخل هو وأصحابه مكة حتى نحر هديه بذي طوى
ورجح ابن كثير رحمه الله تعالى القول الثاني كما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما
20 - قال تعالى [ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله أن الله واسع عليم]
هذا فيه تسلية للرسول الله عليه وسلم وأصحابه الذين أخرجوا من مكة وفارقوا مسجدهم ومصلاهم
قال مجاهد " فأينما تولوا فثم وجه الله " حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلون الكعبة
قال ابن جرير وآخرون. بل أنزل الله هذه الآية قبل أن يفرض التوجه إلى الكعبة
وقال آخرون: نزلت إذاناً من الله أن يصلى التطوع حيث توجه من شرق أو غرب في مسيره في سفره وفي حالة شدة الخوف
وقال آخرون: بل نزلت في قوم عميت عليهم القبلة فلم يعرفوا شطرها فصلوا على أنحاء مختلفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/381)
21 - قوله تعالى [وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه بل له ما في السموات والأرض كل له قانتون بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون]
هذه الآية والتي تليها فيها ردٌ على النصارى ومن شابههم من اليهود ومن مشركي العرب الذين جعلوا الملائكة بنات لله. فأكذب الله جميعهم في دعواهم وقولهم إن لله ولدا بل قال سبحانه وتعالى [بل له ما في السموات والأرض] بل له ملك السموات والأرض ومن فيهن وهو المتصرف فيهن ثم ذكر الآيات التي تبين أن الله واحد أحد سبحانه وتعالى.
وفي الآية [بديع السموات والأرض] إعلام من الله لعباده أن ممن يشهد له المسيح الذي أضافوا إلى الله بنوته وإخبارٌ لهم أن الذي ابتدع السموات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال هو الذي ابتدع المسيح من غير والد بقدرته.
22 - قوله تعالى [الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته]
قال ابن مسعود رضي الله عنه حق تلاوته [أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرأه كما أنزله الله ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله
ومناسبة آية [لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى] بالآية [الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته]
أن من أقام كتابه من أهل الكتب المنزلة على الأنبياء المتقدمين حق إقامته فإنه لا بد أن يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وبما جاء به
23 - أن الإنسان إذا عمل عملا صالحاً يسأل الله أن يتقبل من ذلك ويخاف أن يرد عليه عمله الصالح يدل على ذلك قوله تعالى [وإذ يرفعُ إبراهيمُ القواعدَ من البيت وإسماعيلُ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم] ويعضد ذلك قوله تعالى [والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة]
24 - اختلف العلماء والمفسرون في قواعد البيت أهي قواعد بناها إبراهيم عليه السلام أم هي موجودة قبله وأُمر أن يبني عليها. فالراجح والله أعلم إنها قواعد كانت مبنية قبل إبراهيم وإنما هُدى إليها قال تعالى [وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت]
فالبيت إذا كان سابقاً موجوداً إنما بُويء مكانه(6/382)
ماشاء الله لاقوة إلا بالله عشرة مصاحف مرتلة ذات تسجيلات عالية الجودة 192 kbps
ـ[المباركي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كنز عظيم من التلاوات القرآنية ذات التسجيلات عالية الجودة 192 kbps ونظرا لأن الموقع باللغة الإنجليزية فقد وضعت الروابط المباشرة للمصاحف المرتلة الكاملة وبالموقع تلاوات أخرى متنوعة
رابط الموقع
http://www.dawahacademy.com/linkup/link.php?n=125
روابط المصاحف المرتلة
الحرم المكي1425
http://www.highqualityquran.com/Taraweeh1425/
الحرم المكي1426
http://www.highqualityqurans.com/makkah1426/
الحرم المدني1426
http://www.highqualityquran.com/madinah1426/
الحرم المدني
http://highqualityqurans.com/madinah/
الحرم المكي 1427
http://www.highqualityquran.com/makkah1427/
الحرم المدني1427
http://www.highqualityqurans.com/madinah1427/
الشيخ الشريم
http://www.highqualityqurans.com/shuraim/
الشيخ عبدالله عواد الجهني
http://www.highqualityqurans.com/johani/
الشيخ صلاح البدير
http://www.dawahacademy.com/linkup/link_in_frame.php?link=118
الشيخ محمد المحيسني
http://www.dawahacademy.com/linkup/link_in_frame.php?link=80
ـ[المباركي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:22 م]ـ
ولمزيد من المصاحف المرتلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89134(6/383)
ما الآية التي دائما ترددها \ترددينها في نفسك ... ؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ...
القرآن الكريم كله جمال وجلال ...
ولكن سبحان الله هناك آيات تبقى طويلا في الذهن ..
ولاشك كل منا له آيات دائما يتدبرها ..
فحبذا كل منا يكتب الآية وأفضل تفسيرها معه لعل وعسى ..
يفتح الله على قلوبنا فنتدبرها فربما قرأنها مرارا ولكن بتقصيرنا وغفلتنا لم نشعر بحلاوة تدبرها ودقة معانيها فتكونون السبب في ذلك؟؟
أما عني فأبدأ بحول الله وقوته ...
الآية التي ربما يوميا أرددها لعلو الهمة ...
هذه الآية وخصوصا بصوت الشيخ القارئ الشاطري حفظه الله ..
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (99) الحجر
أي: الموت، أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى الله بأنواع العبادات، فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبا في العبادة،
حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم، تسليما كثيرا.
تفسير الشيخ السعدي رحمه الله.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:35 م]ـ
بارك الله فيكم
قوله تعالى: {يا قومنا أجيبوا داعي الله و ءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذابٍ أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجزٍ في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلالٍ مبين}
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:12 م]ـ
ما دعوة أنفع يا صاحبي ..
من دعوة الغائب للغائب ...
ناشدتك الرحمن يا قارئا ...
أن تسأل الغفران للكاتب
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:15 م]ـ
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:25 م]ـ
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} المؤمنون60
- 60 - (والذين يؤتون) يعطون (ما آتوا) أعطوا من الصدقة والأعمال الصالحة (وقلوبهم وجلة) خائفة أن لا تقبل منهم (أنهم) يقدر قبله لام الجر (إلى ربهم راجعون) [الجلالين]
- والذين يجتهدون في أعمال الخير والبر, وقلوبهم خائفة ألا تُقبل أعمالهم، وألا تنجيهم من عذاب ربهم إذا رجعوا إليه للحساب. [التفسير الميسر]
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:59 ص]ـ
باعتبارى من ضعفاء المسلمين لاجاه ولاسلطان فحين اتعرض لموقف يظهر خلاله ضعفى وقلة حيلتى اتذكر هذه الايه فينقلب حالى واشعر بقوه وقدره وغنى عن الخلق كافه
(انى توكلت على الله ربى وربكم مامن دابة الا هو آخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم) الايه رقم 56 سورة هود ومما جاء فى تفسيرها
فوضت امرى الى الله وجعلت كل ثقتى فيه فهو لايسلمنى اليكم ولايخذلنى بينكم ثم فيها احاطة الله بالخلق وقدرته عليهم فهو متحكم فيهم يقودهم حيث شاء فلا ياخذ من الناصيه الا من قهر وغلب ولايؤخذ من الناصيه الا الذليل الحقير ثم اعلم سبحانه انه على طريق الحق والعدل فلا يخذل اوليائه ومن توكل عليه واعتصم بحبله المتين
ياااااااالها من آيه جزى الله اختى الكريمه ونفعنا جميعا بكتابه وهدى رسوله
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:07 ص]ـ
(ومن يعتصم بالله فقد هُدي الى صراط مستقيم)
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[31 - 05 - 07, 10:52 ص]ـ
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت30
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} الأحقاف13
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:03 ص]ـ
(يآ أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللهَ ولْتنظرْ نفسٌ ما قدّمتْ لغدٍ واتّقوا اللهَ إنّ الله خبيرٌ بما تعملون)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[31 - 05 - 07, 05:26 م]ـ
اجزى الله الجميع خيرا
الأية:وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الطلاق
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
من الآيات التي تنفس عن الإنسان كربه وهمومه قوله تعالى:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة].
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:02 ص]ـ
(فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [الشورى: 15]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/384)
ـ[حفيدة خديجة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:35 م]ـ
إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) خاصة عندما يتلوها المنشاوي رحمه الله تعالى
ذكر أن كتاب الأبرار في أعلاها وأوسعها، وأفسحها وأن كتابهم المرقوم (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) من الملائكة الكرام، وأرواح الأنبياء، والصديقين والشهداء، وينوه الله بذكرهم في الملأ الأعلى، و (عليون) اسم لأعلى الجنة، فلما ذكر كتابهم، ذكر أنهم في نعيم، وهو اسم جامع لنعيم القلب والروح والبدن، (عَلَى الأرَائِكِ) أي: [على] السرر المزينة بالفرش الحسان.
تفسير السعدي رحمه الله تعالى
اللهم إجعلنا من الأبرار يا بر ويا رحيم
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:09 م]ـ
آآآآآآآآآآآمين
ذكرتيني بهذه الآية: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) الرحمن
أي: والذي خاف ربه، وقيامه عليه، فترك ما نهى عنه، وفعل ما أمر به، له جنتان، من ذهب آنيتهما، وحليتهما، وبنيانهما، وما فيهما، إحدى الجنتين، جزاء على ترك المنهيات، والأخرى على فعل الطاعات.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:25 ص]ـ
(يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغَرور)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيكم
قوله تعالى: {يا قومنا أجيبوا داعي الله و ءامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذابٍ أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجزٍ في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلالٍ مبين}
" يا قومنا أجيبوا داعي الله "
، أي: الذي لا يدعو إلا إلى ربه، لا يدعوكم إلى غرض من أغراضه، ولا هوى، وإنما يدعوكم إلى ربكم، ليثيبكم، ويزيل عنكم كل شر ومكروه، ولهذا قالوا:
" وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم "
، وإذا أجارهم من العذاب الأليم، فما ثم بعد ذلك إلا النعيم، فهذا جزاء من أجاب داعي الله.
" ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض "
فإن الله على كل شيء قدير، فلا يفوته هارب، ولا يغالبه مغالب.
" وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين "
، وأي ضلال أبلغ من ضلال من نادته الرسل، ووصلت إليه النذر بالآيات البينات، والحجج المتواترات، فأعرض واستكبر؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:41 ص]ـ
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)
" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء "
ثم قال تعالى:
" ولا تحسبن الله غافلا "
إلى
" وأفئدتهم هواء "
. هذا وعيد شديد للظالمين، وتسلية للمظلومين. يقول تعالى:
" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون "
حيث أمهلهم وأدر عليهم الأرزاق، وتركهم يتقلبون في البلاد، آمنين مطمئنين، فليس في هذا ما يدل على حسن حالهم، فإن الله يملي للظالم ويمهله، ليزداد إثما، حتى إذا أخذه، لم يفلته
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:43 ص]ـ
(ومن يعتصم بالله فقد هُدي الى صراط مستقيم)
" ومن يعتصم بالله "
أي: يتوكل عليه ويحتمي بحماه
" فقد هدي إلى صراط مستقيم "
وهذا فيه الحث على الاعتصام به وأنه السبيل إلى السلامة والهداية
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:45 ص]ـ
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت30
" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم "
يخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك، تنشيطهم، والحث على الاقتداء بهم فقال:
" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا "
أي: اعترفوا، ونطقوا، ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علما وعملا، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
" تتنزل عليهم الملائكة "
الكرام، أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار.
" ألا تخافوا "
على ما يستقبل من أمركم،
" ولا تحزنوا "
على ما مضى. فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل.
" وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون "
فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولا. ويقولون لهم أيضا ـ مثبتين لهم، ومبشرين ـ:
" نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
يحثونهم في الدنيا على الخير، ويزينونه لهم، ويرهبونهم عن الشر، ويقبحونه في قلوبهم، ويدعون الله لهم، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف، وخصوصا عن الموت وشدته، والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها على الصراط، وفي الجنة، يهنئونهم بكرامة ربهم، ويدخلون عليهم من كل باب
" سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "
. ويقولن لهم أيضا:
" ولكم فيها "
أي: في الجنة
" ما تشتهي أنفسكم "
قد أعد وهيىء.
" ولكم فيها ما تدعون "
أي: تطلبون من كل ما تتعلق به إرادتكم وتطلبونه من أنواع اللذات والمشتهيات، مما لا عين رأيت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
" نزلا من غفور رحيم "
أي: هذا الثواب الجزيل، والنعيم المقيم، نزل وضيافة
" من غفور "
غفر لكم السيئات.
" رحيم "
حيث وفقكم لفعل الحسنات، ثم قبلها منكم. فبمغفرته، أزال عنكم المحذور، وبرحمته، أنالكم المطلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/385)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:47 ص]ـ
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} الأحقاف13
أي: إن الذين أقروا بربهم، وشهدوا له بالوحدانية، والتزموا طاعته وداموا على ذلك
" ثم استقاموا "
مدة حياتهم
" فلا خوف عليهم "
من كل شر أمامهم
" ولا هم يحزنون "
على ما خلفوا وراءهم.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:48 ص]ـ
(يآ أيّها الذين آمنوا اتّقوا اللهَ ولْتنظرْ نفسٌ ما قدّمتْ لغدٍ واتّقوا اللهَ إنّ الله خبيرٌ بما تعملون)
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الإيمان، ويقتضيه من لزوم تقواه، سرا وعلانية، في جميع الأحوال، وأن يراعوا ما أمرهم الله به، من أوامره وحدوده، وينظروا ما لهم وما عليهم، وماذا حصلوا عليه من الأعمال التي تنفعهم أو تضرهم في يوم القيامة. فإنهم إذا جعلوا الآخرة نصب أعينهم، وقبلة قلوبهم، واهتموا للمقام بها، اجتهدوا في كثرة الأعمال الموصلة إليها، وتصفيتها من القواطع والعوائق، التي توقفهم عن السير، أو تعوقهم أو تصرفهم. وإذا علموا أيضا أن الله خبير بما يعملون، لا تخفى عليه أعمالهم، ولا تضيع لديه، ولا يهملها، أوجب لهم الجد والاجتهاد. وهذه الآية الكريمة، أصل في محاسبة العبد نفسه، وأنه ينبغي له أن يتفقدها، فإن رأى زللا، تداركه بالإقلاع عنه، والتوبة النصوح، والإعراض عن الأسباب الموصلة إليه، وإن رأى نفسه مقصرا، في أمر من أوامر الله، بذل جهده، واستعان بربه في تتميمه، وتكميله، وإتقانه. ويقايس بين منن الله عليه وإحسانه، وبين تقصيره، فإن ذلك يوجب له الحياء لا محالة. والحرمان كل الحرمان، أن يغفل العبد عن هذا الأمر، ويشابه قوما نسوا الله، وغفلوا عن ذكره، والقيام بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل. بل أنساهم الله مصالح أنفسهم، وأغفلهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرهم فرطا، فرجعوا بخسارة الدارين، وغبنوا غبنا، لا يمكن تداركه، ولا يجبر كسره، لأنهم هم الفاسقون، الذين خرجوا عن طاعة ربهم، وأوضعوا في معاصيه. فهل يستوي من حافظ على تقوى الله، ونظر لما قدم لغده، فاستحق جنات النعيم، والعيش السليم ـ مع الذين أنعم الله عليهم، من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين ـ ومن غفل عن ذكره، ونسي حقوقه فشقي في الدنيا، واستحق العذاب في الآخرة. فالأولون هم الفائزون، والآخرون هم الخاسرون. ولما بين تعالى لعباده ما بين، وأمر عباده ونهاهم في كتابه العزيز، كان هذا موجبا لأن يبادروا إلى ما دعاهم إليه، وحثهم عليه، ولوا كانوا في القسوة وصلابة القلوب كالجبال الرواسي. فإن هذا القرآن لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، أي: لكمال تأثيره في القلوب، فإن مواعظ القرآن، أعظم المواعظ على الإطلاق. وأوامره ونواهيه، محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها، ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها، ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد. ثم أخبر تعالى أنه يضرب للناس الأمثال، ويوضح لعباده الحلال والحرام، لأجل أن يتفكروا في آياته ويتدبروها، فإن التفكير فيها يفتح للعبد خزائن العلم، ويبين له طرق الخير والشر، ويحثه على مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، ويزجره عن مساوىء الأخلاق، فلا أنفع للعبد من التفكير في القرآن، والتدبر لمعانيه.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:51 ص]ـ
اجزى الله الجميع خيرا
الأية:وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الطلاق
" ويرزقه من حيث لا يحتسب "
، أي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه، ولا يشعر به.
" ومن يتوكل على الله "
في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه، ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك
" فهو حسبه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/386)
، أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه فيه. وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي، العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء. ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له، فلهذا قال تعالى:
" إن الله بالغ أمره "
، أي: لا بد من نفوذ قضائه وقدره. ولكن
" قد جعل الله لكل شيء قدرا "
، أي: وقتا ومقدارا، لا يتعداه، ولا يقصر عنه.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
من الآيات التي تنفس عن الإنسان كربه وهمومه قوله تعالى:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة].
أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ليتبين الصادق من الكاذب والجازع من الصابر وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان ولم يحصل معها محنة لحصل الاختلاط الذي هو فساد وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر
هذه فائدة المحن لا إزالة ما مع المؤمنين من الإيمان ولا ردهم عن دينهم فما كان الله ليضيع إيمان المؤمنين فأخبر في هذه الآية أنه سيبتلي عباده
" بشيء من الخوف "
من الأعداء
" والجوع "
أي: بشيء يسير منهما؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله أو الجوع لهلكوا والمحن تمحص لا تهلك
" ونقص من الأموال "
وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية وغرق وضياع وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة وقطاع الطريق وغير ذلك
" والأنفس "
أي: ذهاب الأحباب من الأولاد والأقارب والأصحاب ومن أنواع الأمراض في بدن العبد أو بدن من يحبه
" والثمرات "
أي: الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر؛ ببرد أو برد أو حرق أو آفة سماوية من جراد ونحوه
فهذه الأمور لا بد أن تقع لأن العليم الخبير أخبر بها فوقعت كما أخبر فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين فالجازع حصلت له المصيبتان فوات المحبوب وهو وجود هذه المصيبة وفوات ما هو أعظم منها وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر ففاز بالخسارة والحرمان ونقص ما معه من الإيمان وفاته الصبر والرضا والشكران وحصل] له [السخط الدال على شدة النقصان
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب فحبس نفسه عن التسخط قولا وفعلا واحتسب أجرها عند الله وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له بل المصيبة تكون نعمة في حقه لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها فقد امتثل أمر الله وفاز بالثواب فلهذا قال تعالى:
" وبشر الصابرين "
أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب فالصابرون هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة والمنحة الجسيمة ثم وصفهم بقوله:
" الذين إذا أصابتهم مصيبة "
وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره
" قالوا إنا لله "
أي: مملوكون لله مدبرون تحت أمره وتصريفه فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيء فإذا ابتلانا بشيء منها فقد تصرف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم فلا اعتراض عليه بل من كمال عبودية العبد علمه بأن وقوع البلية من المالك الحكيم الذي أرحم بعبده من نفسه فيوجب له ذلك الرضا عن الله والشكر له على تدبيره لما هو خير لعبده وإن لم يشعر بذلك ومع أننا مملوكون لله فإنا إليه راجعون يوم المعاد فمجاز كل عامل بعمله فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفرا عنده وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر فكون العبد لله وراجع إليه من أقوى أسباب الصبر
" أولئك "
الموصوفون بالصبر المذكور
" عليهم صلوات من ربهم "
أي: ثناء وتنويه بحالهم
" ورحمة "
عظيمة ومن رحمته إياهم أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر
" وأولئك هم المهتدون "
الذين عرفوا الحق وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله وأنهم إليه راجعون وعملوا به وهو هنا صبرهم لله
ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر فله ضد ما لهم فحصل له الذم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/387)
من الله والعقوبة والضلال والخسارة فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين وأعظم عناء الجازعين فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها لتخف وتسهل إذا وقعت وبيان ما تقابل به إذا وقعت وهو الصبر وبيان ما يعين على الصبر وما للصابر من الأجر ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر
وأن هذا الابتلاء والامتحان سنة الله التي قد خلت ولن تجد لسنة الله تبديلا وبيان أنواع المصائب
(158)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:56 ص]ـ
(فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ [الشورى: 15]
" فلذلك فادع "
أي: فللدين القويم، والصراط المستقيم، الذي أنزل الله به كتبه، وأرسل رسله، فادع إليك أمتك، وحضهم عليه، وجاهد عليه من لم يقبله.
" واستقم "
بنفسك
" كما أمرت "
أي: استقامة موافقة لأمر الله، لا تفريط ولا إفراط، بل امتثالا لأوامر الله، واجتنابا لنواهيه، على وجه الاستمرار على ذلك. فأمره بتكميل نفسه، بلزوم الاستقامة، وبتكميل غيره، بالدعوة إلى ذلك. ومن المعلوم أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، أمر لأمته، إذا لم يرد تخصيص له.
" ولا تتبع أهواءهم "
أي: أهواء المنحرفين عن الدين، من الكفرة أو المنافقين. إما باتباعهم على بعض دينهم، أو بترك الدعوة إلى الله، أو بترك الاستقامة فإنك إن ابتعت أهواءهم، من بعد ما جاءك من العلم، إنك إذا لمن الظالمين. ولم يقل: «ولا تتبع دينهم» لأن حقيقة دينهم، الذي شرعه الله لهم، هو دين الرسل كلهم، ولكنهم لم يتبعوه، بل اتبعوا أهواءهم، واتخذوا دينهم لهوا ولعبا.
" وقل "
لهم، عند جدالهم ومناظرتهم:
" آمنت بما أنزل الله من كتاب "
أي: لتكن مناظرتك لهم مبنية على هذا الأصل العظيم، الدال على شرف الإسلام وجلالته، وهمينته على سائر الأديان، وأن الدين الذي يزعم أهل الكتاب، أنهم عليه، جزء من الإسلام. وفي هذا، إرشاد إلى أن أهل الكتاب إن ناظروا مناظرة مبنية على الإيمان، ببعض الكتب، أو ببعض الرسل دون غيره، فلا يسلم لهم ذلك. لأن الكتاب الذي يدعون إليه، والرسول الذي ينتسبون إليه، من شرطه، أن يكون مصدقا بهذا القرآن، وبمن جاء به. فكتابنا، ورسولنا، لم يأمرانا، إلا بالإيمان بموسى، وعيسى، والتوراة، والإنجيل، التي أخبر بها، وصدق بها، وأخبر أنها مصدقة له ومقرة بصحته. وأما مجرد التوراة والإنجيل، وموسى، وعيسى، الذين لم يوصفوا لنا، ولم يوافقوا لكتابنا، فلم يأمرنا بالإيمان بهم. وقوله:
" وأمرت لأعدل بينكم "
أي: في الحكم فيما اختلفتم فيه، فلا تمنعني عداوتكم وبغضكم، يا أهل الكتاب، من العدل بينكم، ومن العدل في الحكم، بين أهل الأقوال المختلفة، من أهل الكتاب وغيرهم، أن يقبل ما معهم من الحق، ويرد ما معهم من الباطل.
" الله ربنا وربكم "
أي: هو رب الجميع، لستم بأحق به منا.
" لنا أعمالنا ولكم أعمالكم "
من خير وشر
" لا حجة بيننا وبينكم "
أي: بعدما تبينت الحقائق، واتضح الحق من الباطل، والهدى من الضلال، لم يبق للجدل والمنازعة محل. لأن المقصود من الجدال، إنما هو بيان الحق من الباطل، ليهتدي الراشد، ولتقوم الحجة على الغاوي. وليس المراد بهذا، أن أهل الكتاب لا يجادلون، كيف والله يقول:
" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن "
وإنما المراد ما ذكرنا.
" الله يجمع بيننا وإليه المصير "
يوم القيامة، فيجزي كلا بعمله، ويتبين حينئذ الصادق من الكاذب.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:58 ص]ـ
(يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغَرور)
" يا أيها الناس إن وعد الله "
بالبعث، والجزاء على الأعمال
" حق "
أي: لا شك فيه، ولا مرية، ولا تردد، قد دلت على ذلك الأدلة السمعية، والبراهين العقلية. فإذا كان وعده حقا، فتهيئوا له وبادروا أوقاتكم الشريفة. بالأعمال الصالحة، ولا يقطعكم عن ذلك قاطع.
" فلا تغرنكم الحياة الدنيا "
بلذاتها وشهواتها، ومطالبها النفسية، فتليهكم عما خلقتم له.
" ولا يغرنكم بالله الغرور "
الذي هو:
" الشيطان "
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[04 - 06 - 07, 04:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة ويشهد الله أنني دخلت لهذه الصفحة والنية معقودة على أقترح على الكتَّاب الكرام ذكر طرف من الفوائد التفسيرية للآيات ولكنني وجدت قد كفيت ووفيت أثابك الله على ما تقديمينه وجعل مأواي ومأواك ومأوى القراء الأكارم جنة الفردوس وكتبنا من المستقيمين في الدنيا والمبشرين عند الاحتضار آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/388)
ـ[زانها دينها]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:05 م]ـ
جزاك الله خيرًا أختي على هذه المشاركة الجميلة التي نبّهتنا للالتفات للمعاني الرائعة في كتاب الله العزيز
قال تعالى "ياأيها الذين أمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا"
ـ[البتيري]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:12 م]ـ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{أفرأيت ان متعناهم سنين - ثم جاءهم ما كانوا يوعدون - ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون}
ـ[طارق ابراهيم]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:00 م]ـ
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
ـ[أم مصعب بن عبد الملك]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر: 19)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:11 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة ويشهد الله أنني دخلت لهذه الصفحة والنية معقودة على أقترح على الكتَّاب الكرام ذكر طرف من الفوائد التفسيرية للآيات ولكنني وجدت قد كفيت ووفيت أثابك الله على ما تقديمينه وجعل مأواي ومأواك ومأوى القراء الأكارم جنة الفردوس وكتبنا من المستقيمين في الدنيا والمبشرين عند الاحتضار آمين.
نفع الله بكم ....
ولكن لم تذكروا لنا الآية وفقكم الباري
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:13 م]ـ
جزاك الله خيرًا أختي على هذه المشاركة الجميلة التي نبّهتنا للالتفات للمعاني الرائعة في كتاب الله العزيز
قال تعالى "ياأيها الذين أمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا"
جزاك الله خيرا على مرورك الذي أسعدني كثيرا
" يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم "
امتثال العبد لتقوى ربه، عنوان السعادة، وعلامة الفلاح.، وقد رتب الله على التقوى من خير الدنيا والآخرة، شيئا كثيرا. فذكر هنا، أن من اتقى الله، حصل له أربعة أشياء، كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها: الأول: الفرقان وهو: العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، وأهل السعادة من أهل الشقاوة. الثاني والثالث: تكفير السيئات، ومغفرة الذنوب، وكل واحد منها داخل في الآخر، عند الإطلاق وعند الاجتماع. يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر، ومغفرة الذنوب بتكفير الكبائر. الرابع: الأجر العظيم، والثواب الجزيل، لمن اتقاه، وآثر رضاه على هوى نفسه.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{أفرأيت ان متعناهم سنين - ثم جاءهم ما كانوا يوعدون - ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون}
" أفرأيت إن متعناهم سنين "
أي: أفرأيت إذا لم نستعجل عليهم، بإنزال العذاب، وأمهلناهم عدة سنين، يتمتعون في الدنيا
" ثم جاءهم ما كانوا يوعدون "
من العذاب.
" ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون "
من اللذات، والشهوات، أي: أي شيء يغني عنهم، ويفيدهم، وقد مضت اللذات، وبطلت، واضمحلت، وأعقبت تبعا لها، وضوعف لهم العذاب عند طول المدة. القصد أن الحذر، من وقوع العذاب، واستحقاقهم له. وأما تعجيله وتأخيره، فلا أهمية تحته، ولا جدوى عنده.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:18 م]ـ
(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر: 19)
" يعلم خائنة الأعين "
هو النظر الذي يخفيه العبد عن جليسه ومقارنه، وهو نظر المسارقة.
" وما تخفي الصدور "
مما لم يبينه العبد لغيره، فالله تعالى يعلم ذلك الخفي، فغيره من الأمور الظاهرة، من باب أولى وأحرى.
جميع الآيات تفسير السعدي رحمه الله.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:19 م]ـ
قال الله عزوجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:26 م]ـ
قال الله عزوجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}.
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "
هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن يجعل لهم ودا أي: محبة وودادا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض، وإذا كان لهم من الخيرات، والدعوات، والإرشاد، والقبول، والإمامة، ما حصل، ولهذا ورد في الحديث الصحيح: «إن الله إذا أحب عبدا، نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض». وإنما جعل الله لهم ودا، لأنهم ودوه، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:58 ص]ـ
هناك الكثير من الايات التي يرددها المرء تبعا للموقف الذي يمر به ..
اذا تكالب اعداء الاسلام واجتمعوا لحرب المسلمين والتضييق عليهم, وتهديدهم بالسجن والموت .. اردد:
(يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون)
وايضا:
(وكان حقا علينا نصر المومنين)
وايضا:
(وتلك الايام نداولها بين الناس)
اذا اذهلني بناء هذا الكون العجيب, او شدتني تلك المناظر الخلابة التي تاخذ بالالباب .. اردد:
(هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه .. )
وختاما ..
اذا تدبرت في حال اهل الجنة تخطر علي:
(إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)
وايضا:
(ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين)
وبارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/389)
ـ[أم الليث]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:36 ص]ـ
تعجبني كثيرا آخر آيتين من سورة البقرة
وأرددهما كثيرا في الصلاة وغيرها
فيها اعتراف العبد بتقصيره
وسؤال الله عز وجل أن يتجاوز عنا
وسؤاله سبحانه أن لا يكلفنا ما لا نطيق
أسأل الله أن ينور لك دربنا
وأن يرزقنا خيري الدنيا والآخرة
وأن يجمعنا غدا في الفردوس الاعلى
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:32 ص]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة [أم عثيمين]
نفع الله بكم ....
ولكن لم تذكروا لنا الآية وفقكم الباري
وجزاكِ الله خيرا بل ذكرتُ آيتين وقمتِ بالتعليق عليهما مشكورة مأجورة إن شاء الله
الأولى في سورة فصلت ورقمها 30
والثانية في سورة الأحقاف ورقمها 13
المعذرة من الإخوة القراء فكلما أردت أن أقتبس أغلقت الصفحة دوني والله المستعان.
_______
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
المعذرة من الإخوة القراء فكلما أردت أن أقتبس أغلقت الصفحة دوني والله المستعان.
أخي علي ضع ما تريد أن تقتبسه من المشاركات وسط هذا الإطار.
[ quote= علي ياسين جاسم المحيمد;610775] وووووو
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:51 م]ـ
ووووووو [/ quote]
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:54 ص]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة [أم عثيمين]
نفع الله بكم ....
ولكن لم تذكروا لنا الآية وفقكم الباري
وجزاكِ الله خيرا بل ذكرتُ آيتين وقمتِ بالتعليق عليهما مشكورة مأجورة إن شاء الله
الأولى في سورة فصلت ورقمها 30
والثانية في سورة الأحقاف ورقمها 13
المعذرة من الإخوة القراء فكلما أردت أن أقتبس أغلقت الصفحة دوني والله المستعان.
_______
المعذرة فأنا لا أنتبه للإسماء كثيرا ... لذا نسيت ...
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:56 ص]ـ
تعجبني كثيرا آخر آيتين من سورة البقرة
وأرددهما كثيرا في الصلاة وغيرها
فيها اعتراف العبد بتقصيره
وسؤال الله عز وجل أن يتجاوز عنا
وسؤاله سبحانه أن لا يكلفنا ما لا نطيق
أسأل الله أن ينور لك دربنا
وأن يرزقنا خيري الدنيا والآخرة
وأن يجمعنا غدا في الفردوس الاعلى
آخر آيتين:
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)
" آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
(286)
" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن من قرأ هاتين الآيتين في ليلته كفتاه أي من جميع الشرور وذلك لما احتوتا عليه من المعاني الجليلة فإن الله أمر في أول هذه السورة الناس بالإيمان بجميع أصوله في قوله قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا الآية وأخبر في هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلم 1 ومن معه من المؤمنين آمنوا بهذه الأصول العظيمة وبجميع الرسل وجميع الكتب ولم يصنعوا صنيع من آمن ببعض وكفر ببعض كحالة المنحرفين من أهل الأديان المنحرفة وفي قرن المؤمنين بالرسول صلى الله عليه وسلم
والإخبار عنهم جميعا بخبر واحد شرف عظيم للمؤمنين وفيه أنه صلى الله عليه وسلم مشارك للأمة في الخطاب الشرعي له وقيامه التام به وأنه فاق المؤمنين بل فاق جميع المرسلين في القيام بالإيمان وحقوقه وقوله وقالوا سمعنا وأطعنا هذا التزام من المؤمنين عام لجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة وأنهم سمعوه سماع قبول وإذعان وانقياد ومضمون ذلك تضرعهم إلى الله في طلب الإعانة على القيام به وأن الله يغفر لهم ما قصروا فيه من الواجبات وما ارتكبوه من المحرمات وكذلك تضرعوا إلى الله في هذه الأدعية النافعة والله تعالى قد أجاب دعاءهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فقال قد فعلت فهذه الدعوات مقبولة من مجموع المؤمنين قطعا ومن أفرادهم إذا لم يمنع من ذلك مانع في الأفراد وذلك أن الله رفع عنهم المؤاخذة في الخطأ والنسيان وأن الله سهل عليهم شرعه غاية التسهيل ولم يحملهم من المشاق والآصار والأغلال ما حمله على من قبلهم ولم يحملهم فوق طاقتهم وقد غفر لهم ورحمهم ونصرهم عى القوم الكافرين فنسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته وبما من به علينا من التزام دينه أن يحقق لنا ذلك وأن ينجز لنا ما وعدنا على لسان نبيه وأن يصلح أحوال المؤمنين ويؤخذ من هنا قاعدة التيسير ونفي الحرج في أمور الدين كلها وقاعدة العفو عن النسيان والخطأ في العبادات وفي حقوق الله تعالى وكذلك في حقوق الخلق من جهة رفع المأثم وتوجه الذم وأما وجوب ضمان المتلفات خطأ أو نسيانا في النفوس والأموال فإنه مرتب على الإتلاف بغير حق وذلك شامل لحالة الخطأ والنسيان والعمد.
تم تفسير سورة البقرة ولله الحمد والثناء
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/390)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:09 ص]ـ
هناك الكثير من الايات التي يرددها المرء تبعا للموقف الذي يمر به ..
اذا تكالب اعداء الاسلام واجتمعوا لحرب المسلمين والتضييق عليهم, وتهديدهم بالسجن والموت .. اردد:
(يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون)
وايضا:
(وكان حقا علينا نصر المومنين)
وايضا:
(وتلك الايام نداولها بين الناس)
اذا اذهلني بناء هذا الكون العجيب, او شدتني تلك المناظر الخلابة التي تاخذ بالالباب .. اردد:
(هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه .. )
وختاما ..
اذا تدبرت في حال اهل الجنة تخطر علي:
(إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)
وايضا:
(ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين)
وبارك الله فيكم
وقوله تعالى: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} أي يتنزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة، كما قال تعالى: {اللّه الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن} الآية، وترفع الأعمال إلى ديوانها فوق سماء الدنيا، ومسافة ما بينها وبين الأرض مسيرة خمسمائة سنة، وسمك السماء خمسمائة سنة، وقال مجاهد والضحاك: النزول من الملك في مسيرة خمسمائة عام، وصعوده في مسيرة خمسمائة عام، ولكنه يقطعها في طرفة عين، ولهذا قال تعالى: {في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون * ذلك عالم الغيب والشهادة} أي المدبر لهذه الأمور الذي هو شهيد على أعمال عباده، يرفع إليه جليلها وحقيرها وصغيرها وكبيرها، هو العزيز الذي قد عز كل شيء فقهره وغلبه، ودانت له العباد والرقاب، {الرحيم} بعباده المؤمنين.
ونصرنا المؤمنين، أتباع الرسل.
" وكان حقا علينا نصر المؤمنين "
أي: أوجبنا ذلك على أنفسنا، وجعلنا من جملة الحقوق المتعينة ووعدنا به، فلا بد من وقوعه. فأنتم أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم، إن بقيتم على تكذيبكم، حلت بكم العقوبة، ونصرناه عليكم.
" هذا "
أي: خلق العالم العلوي والسفلي، من جماد، وحيوان، وسوق أرزاق الخلق إليهم
" خلق الله "
وحده لا شريك له، كل مقر بذلك حتى أنتم يا معشر المشركين.
" فأروني ماذا خلق الذين من دونه "
أي: الذين جعلتموهم له شركاء، تدعونهم وتعبدونهم، يلزم على هذا، أن يكون لهم خلق كخلقه، ورزق كرزقه. فإن كان لهم شيء من ذلك، فأرونيه، ليصح ما ادعيتم فيهم من استحقاق العبادة. ومن المعلوم أنهم لا يقدرون أن يروه شيئا من الخلق لها، لأن جميع المذكورات، قد أقروا أنها خلق الله وحده، ولا ثم شيء يعلم غيرها. فثبت عجزهم عن إثبات شيء لها تستحق به أن تعبد. ولكن عبادتهم إياها، عن غير علم وبصيرة، بل عن جهل وضلال، ولهذا قال:
" بل الظالمون في ضلال مبين "
أي: جلي واضح حيث عبدوا من لا يملك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وتركوا الإخلاص للخالق الرازق المالك لكل الأمور.
" ونزعنا ما في صدورهم من غل "
وهذا من كرمه وإحسانه، على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم، والتنافس الذي كان بينهم، أن الله يقلعه ويزيله، حتى يكونوا إخوانا متحابين، وأخلاء متصافين. قال تعالى:
" ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين "
ويخلق الله لهم من الكرامة، ما به يحصل لكل واحد منهم، الغبطة والسرور ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم، نعيم، فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه فقدت أسبابه
ما أجملها من آيات
ـ[الضبيطي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:43 ص]ـ
قال الله تعالى: " ويل لكل همزة لمزة "
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:35 ص]ـ
{ويل} لفظ يجمع الشر والحزن، وقيل {ويل}: واد في جهنم،
{لكل همزةلمزة} هذا وعيد من الله سبحانه لكل الذي يهمز الناس بلسانه أي يعيبهم، ويغتابهم. كماقال الله تعالى: {هماز مشاء بنميم} [القلم: 11]، وقال مجاهد: " الهمزة " الذي يأكل لحوم الناس، و " اللمزة " قريب من المعنى في الهمزة، قال الله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم} [الحجرات: 11]، وقرأ ابن مسعود والأعمش والحسن: " ويل الهمزة اللمزة "، وهذا البناء الذي هو فعلة يقتضي المبالغة في معناه، قال أبو العالية والحسن: الهمز بالحضور واللمز بالمغيب، وقال مقاتل ضد هذا، وقال مرة: هما سواء، وقال ابن أبي نجيح: الهمز باليد والعين: واللمز باللسان، وقال تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات} [التوبة: 58] وقيل نزلت هذه الآية في الأخنس بن شريق وقيل في جميل بن عامر الجمحي ثم هي تتناول كل من اتصف بهذه الصفات، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي والحسن وأبو جعفر: " جمّع " بشدة الميم، والباقون بالتخفيف، وقوله {الذي جمع مالاً وعدَّده} أي أحصاه و عدَّده للدهور يقال أعددت الشيء وعددته إذا أمسكته. وقيل: جمع مالاً من غير حلّه ومنعه من حقه وقرأ الحسن: {وعدَدَه} بتخفيف الدالين، فقيل المعنى جمع مالاً وعدداً من عشرة، وقيل أراد عدداً مشدداً فحل التضعيف، وهذا قلق، وقوله: {أيحسب أن ماله أخلده} معناه: أي يظنّ أن ماله الذي جمعه يخلده في الدنيا ويمنعه من الموت {كلالينبذن في الحطمة} ردع له عن حسبانه ثم ليطرحن في النار التي تحطم كل مايلقى فيها {وما أدراك ما الحُطَمَة} تهويل لشأنها، ثم عظم شأنها وأخبر أنها {نار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة} التي يبلغ إحراقها القلوب ولا يخمد، {إِنها عليهم} أي: النار، أو الحُطَمَة،
{مُّؤْصَدَةٌ} مُطبقة وقوله تعالى: {في عمد} هو جمع عمود كأديم وأدم، {ممددةٍ} أي تُمدّد على الأبواب العمد، نسال الله السلامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/391)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:06 ص]ـ
{يحسب}
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:48 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:31 ص]ـ
وأحسن الله إليك ... موضوع يفوح مسكا وطيبا من عبق القرآن الكريم نفعنا الله به
قال الله سبحانه وتعالى
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف:28]
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:40 ص]ـ
وأحسن الله إليك ... موضوع يفوح مسكا وطيبا من عبق القرآن الكريم نفعنا الله به
قال الله سبحانه وتعالى
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف:28]
" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا "
يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي ـ أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين
" الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي "
أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله. فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر، بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانو فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.
" ولا تعد عيناك عنهم "
أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك.
" تريد زينة الحياة الدنيا "
فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية. فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها وتزول من القلب، الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا، تروق للناظر، وتسحر القلب، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية ولهذا قال:
" ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا "
غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره.
" واتبع هواه "
أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه كما قال تعالى:
" أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم "
الآية.
" وكان أمره "
أي: مصالح دينه ودنياه
" فرطا "
أي: ضائعة معطلة. فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به. ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماما للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه. فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماما، والصبر، المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه يتم باقي الأقسام. وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه.
أنتي أنا يا توبة فكم وكم أرددها وأقرأ تفسيرها ..
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:47 ص]ـ
وما كان ربك نسيا
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:03 ص]ـ
وما كان ربك نسيا
" وما كان ربك نسيا "
أي: لم يكن لينساك ويهملك، كما قال تعالى:
" ما ودعك ربك وما قلى "
. بل لم يزل معتنيا بأمورك، مجربا لك على أحسن عوائده الجميلة، وتدابيره الجليلة. أي: فإذا تأخر نزولنا عن الوقت المعتاد، فلا يحزنك ذلك، ولا يهمك، واعلم أن الله، هو الذي أراد ذلك، لما له من الحكمة فيه
ـ[أبوذرالفريجي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
(((إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم اجراً كبيراً)))
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:48 م]ـ
قال عز من قائل // ألا بذكر الله تطمئن القلوب // سورة الرعد ..
و قال تعالى // اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب // سورة آل عمران ..
و قال تعالى.// و قالوا اتخذ الرحمن ولدا , لقد جئتم شيئا إدا، تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الأرض وتخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمن ولدا، و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا // سورة مريم ..
و جزاكِِِِ الرجمن خيرا وفيرا وعلما خالصا له،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/392)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[11 - 06 - 07, 02:29 م]ـ
قال عز من قائل // ألا بذكر الله تطمئن القلوب // سورة الرعد ..
و قال تعالى // اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب // سورة آل عمران ..
و قال تعالى.// و قالوا اتخذ الرحمن ولدا , لقد جئتم شيئا إدا، تكاد السموات يتفطرن منه و تنشق الأرض وتخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمن ولدا، و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا // سورة مريم ..
و جزاكِِِِ الرحمن خيرا وفيرا وعلما خالصا له،
آيات كريمات الأولى تبين مدى أهمية الذكر في حياة المسلم الذي لاتوجد الطمانينة والراحة إلا فيه.
الآيةالثانية تبين أيضا أهمية الدعاء والتضرع الى الله أن يحفظ القلوب من الزيغ.
الآية الثالثة تبين خطورة الشرك بالله،وأنه أقبح المعاصي وأشنعها على الإطلاق.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 06 - 07, 04:17 م]ـ
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[11 - 06 - 07, 08:54 م]ـ
(وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار) ابراهيم-34 -
(إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون) الانعام-36 -
(وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا) -70 -
و الآيتان الرهيبتان (واتل عليهم نبأ الذى آتيناه اياتنا فانسلخ منها .... )
(ولو شئنا لرفعناه بها ... ) 0الاعراف-175,176 -
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 09:50 م]ـ
و قال تعالى // اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب // سورة آل عمران ..
،
يُرجى تصحيح الآية وبارك الله فيكم
" ربنا لا تزغ فلوبنا ..... "
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
يُرجى تصحيح الآية وبارك الله فيكم
" ربنا لا تزغ فلوبنا ..... "
عذرا أخيّّّّّّ الفاضل،،
.:.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:07 ص]ـ
(((إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم اجراً كبيراً)))
" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما "
يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته، وأنه
" يهدي للتي هي أقوم "
أي: أعدل وأعلى، من العقائد، والأعمال، والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن، كان أكمل الناس، وأقومهم، وأهداهم في جميع الأمور.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:10 ص]ـ
تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
هذه السورة بأكملها تحتاج تفسير لجمالها ...
" تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا "
هذا بيان لعظمته الكاملة، وتفرده بالوحدانية من كل وجه، وكثرة خيراته وإحسانه، فقال:
" تبارك "
أي: تعاظم، وكملت أوصافه، وكثرت خيراته، الذي من أعظم خيراته ونعمه، أن
" نزل هذا القرآن "
الفارق بين الحلال والحرام، والهدى والضلال، وأهل السعادة من أهل الشقاوة.
" على عبده "
محمد صلى الله عليه وسلم الذي كمل مراتب العبودية، وفاق جميع المرسلين.
" ليكون "
ذلك الإنزال للفرقان على عبده
" للعالمين نذيرا "
، ينذرهم بأس الله ونقمه، ويبين لهم، مواقع رضا الله من سخطه، حتى إن من قبل نذارته، وعمل بها، كان من الناجين في الدنيا والآخرة، الذين حصلت لهم السعادة الأبدية، والملك السرمدي. فهل فوق هذه النعمة، وهذا الفضل والإحسان، شيء؟ فتبارك الذي هذا بعض إحسانه وبركاته.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:31 ص]ـ
(وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار) ابراهيم-34 -
(إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون) الانعام-36 -
(وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا) -70 -
و الآيتان الرهيبتان (واتل عليهم نبأ الذى آتيناه اياتنا فانسلخ منها .... )
(ولو شئنا لرفعناه بها ... ) 0الاعراف-175,176 -
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/393)
" وآتاكم من كل ما سألتموه "
أي: أعطاكم من كل ما تعلقت به أمانيكم وحاجتكم، مما تسألونه إياه. بلسان الحال، أو بلسان المقال، من أنعام، وآلات، وصناعات وغير ذلك.
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها "
فضلا عن قيامكم بشكرها
" إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون "
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
" إنما يستجيب "
لدعوتك، ويلبي رسالتك، وينقاد لأمرك ونهيك
" الذين يسمعون "
بقلوبهم، ما ينفعهم وهم أولو الألباب والأسماع. والمراد بالسماع هنا: سماع القلب والاستجابة، وإلا فمجرد سماع الأذن، يشترك فيه البر والفاجر. فكل المكلفين قد قامت عليهم حجة الله تعالى، باستماع آياته، فلم يبق لهم عذر، في عدم القبول.
" والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون "
يحتمل أن المعنى، مقابل للمعنى المذكور. أي: إنما يستجيب لك أحياء القلوب. وأما أموات القلوب، الذين لا يشعرون بسعادتهم، ولا يحسون بما ينجيهم، فإنهم لا يستجيبون لذلك، ولا ينقادون، وموعدهم يوم القيامة، يبعثهم الله، ثم إليه يرجعون. ويحتمل أن المراد بالآية، على ظاهرها، وأن الله تعالى يقرر المعاد، وأنه سيبعث الأموات يوم القيامة ثم ينبئهم بما كانوا يعملون. ويكون هذا، متضمنا للترغيب في الاستجابة، لله ورسوله، والترهيب من عدم ذلك.
" واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا "
أي: علمناه كتاب الله، فصار العالم الكبير، والحبر النحرير.
" فانسلخ منها فأتبعه الشيطان "
أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي، بالعلم بآيات الله، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات، وأرفع المقامات، فترك هذا، كتاب الله وراء ظهره، ونبذ الأخلاق، التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس. فلما انسلخ منها، أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه، حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا.
" فكان من الغاوين "
، بعد أن كان من الراشدين المرشدين، وهذا، لأن الله تعالى خذلهد ووكله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى:
" ولو شئنا لرفعناه بها "
بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصن من أعدائه.
" ولكنه "
فعل ما يقتضي الخذلان، إذ
" أخلد إلى الأرض "
أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية،
" واتبع هواه "
وترك طاعة مولاه،
" فمثله "
في شدة حرصه على الدنيا، وانقطاع قلبه إليها،
" كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث "
، أي: لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا لا يزال حريصا، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
" ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا "
بعد أن ساقها الله إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها، وردوها، لهوانهم على الله واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من الله.
" فاقصص القصص لعلهم يتفكرون "
في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا، علموا، وإذا علموا، عملوا.
" ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون "
، أي: ساء وقبح، مثل من كذب بآيات الله، وظلم نفسه، بأنواع المعاصي، فإن مثلهم مثل السوء، وهذا الذي آتاه الله آياته، يحتمل أن المراد شخص معين، قد كان منه ما ذكره الله، فقص الله قصة تبينها للعباد. ويحتمل أن المراد بذلك، أنه اسم جنس، وأنه شامل لكل من آتاه الله آياته، فانسلخ منها. وفي هذه الآيات، الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة من الله لصاحبه، وعصمة من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط للشيطان عليه، وفيه أن اتباع الهوى، وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سببا للخذلان. ثم قال ـ مبينا أنه المنفرد بالهداية والإضلال ـ:
" من يهد الله "
بأن يوفقه للخيرات، ويعصمه من المكروهات، ويعلمه ما لم يكن يعلم،
" فهو المهتدي "
حقا لأنه آثر هدايته تعالى.
" ومن يضلل "
فيخذله ولا يوفقه للخير
" فأولئك هم الخاسرون "
لأنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:35 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/394)
قال تعالى: ? وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ? [الأعراف/175 - 176 - 177].
قال ابن القيم رحمه الله: فشبَّه سبحانه مَن آتاه كتابه وعلَّمه العلمَ الذي منعه غيرَه فترك العمل به واتَّبع هواه وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على آخرته، والمخلوق على الخالق بالكلب الذي هو مِن أخبث الحيوانات وأوضعها قدراً، وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدها شرهاً وحرصاً، ومِن حرصه أنَّه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض يتشمَّم ويستروح حرصاً وشرهاً. ولا يزال يَشُمُّ دبره دون سائر أجزائه، وإذا رميتَ إليه بحجرٍ رجع إليه ليعضه من فرط نهمته، وهو مِن أمهن الحيوانات وأحملها للهوان وأرضاها بالدنايا. والجيفُ القذرة المروحة أحبُّ إليه مِن اللحم الطري. والعذرة أحبُّ إليه مِن الحلوى وإذا ظفر بميتةٍ تكفي مائةَ كلبٍ لم يَدَع كلباً واحداً يتناول منها شيئاً إلاّ هرَّ عليه وقهره لحرصه وبخله وشَرَهِه.
ومِن عجيبِ أمره وحرصه أنَّه إذا رأى ذا هيئةٍ رثةٍ وثيابٍ دنيَّةٍ وحالٍ زرِيَّةٍ نبحه وحمل عليه، كأنَّه يتصور مشاركتَه له ومنازعتَه في قُوتِه. وإذا رأى ذا هيئةٍ حسنةٍ وثيابٍ جميلةٍ ورياسةٍ وضع له خطمه بالأرض، وخضع له ولم يرفع إليه رأسه.
وفي تشبيه مَن آثر الدنيا وعاجلها على اللهِ والدارِ الآخرةِ مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سِرٌّ بديعٌ، وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله مِن انسلاخه مِن آياته واتباعه هواه إنما كان لشدة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة فهو شديد اللهف عليها، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه. واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى.
قال ابن جريج: الكلبُ منقطعُ الفؤاد، لا فؤاد له، إنْ تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث فهو مثل الذي يترك الهُدى، لا فؤاد له، إنما فؤاده منقطعٌ.
قلت: مراده بانقطاع فؤاده أنَّه ليس له فؤادٌ يحمله على الصبر عن الدنيا وترك اللهف عليها فهذا يلهف على الدنيا مِن قلة صبره عنها، وهذا يلهث مِن قلة صبره عن الماء، فالكلب مِن أقل الحيوانات صبراً عن الماء، وإذ عطش أكل الثرى من العطش، وإنْ كان فيه صبرٌ على الجوع.
وعلى كلِّ حالٍ فهو مِن أشدِّ الحيوانات لهثاً، يلهث قائماً وقاعداً وماشياً وواقفاً، وذلك لشدَّة حرصه، فحرارةُ الحرصِ في كبده توجبُ له دوام اللهث.
فهكذا مشبَّهه شدةُ الحرص وحرارةُ الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهث، فإنْ حملتَ عليه بالموعظة والنصيحة فهو يلهث، وإن تركتَه ولم تعظْه فهو يلهث.
قال مجاهد: ذلك مثَل الذي أوتي الكتاب ولم يعمل به. وقال ابن عباس: إنْ تحمل عليه الحكمة لم يحملْها، وإن تتركْه لم يهتدِ إلى خيرٍ، كالكلب إنْ كان رابضاً لهث، وإنْ طرد لهث.
وقال الحسن: هو المنافق لا يثبت على الحقِّ، دُعي أو لم يُدْع، وُعظ أو لم يُوعظ، كالكلب يلهث طرداً وتركاً.
وقال عطاء: ينبح إنْ حملتَ عليه أو لم تحمل عليه.
وقال أبو محمد بن قتيبة: كلُّ شيءٍ يلهثُ فإنما يلهثُ مِن إعياءٍ أو عطشٍ إلا الكلب، فإنَّه يلهث في حالِ الكلال وحالِ الراحة وحالِ الصحة وحالِ المرض والعطش فضربه الله مثلاً لمن كذَّب بآياته، وقال: إنْ وعَظْتَه فهو ضالٌّ، وإن ترَكْتَه فهو ضالٌّ، كالكلب إنْ طردتَّهُ لهث وإنْ تركْتَه على حاله لهث ونظيره قوله سبحانه: ? وَإِنْ تَدْعُوهُم إِلى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُم سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُم أَمْ أَنْتُم صَامِتُونَ ? [الأعراف/193].
وتأمَّلْ ما في هذا المثل مِن الحِكم والمعاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/395)
- فمنها: قوله: ? آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا ? فأخبر سبحانه أنَّه هو الذي آتاه آياته، فإنَّها نعمةٌ، والله هو الذي أنعم بها عليه، فأضافها إلى نفسه، ثم قال: ? فَانْسَلَخَ مِنْهَا ? أي: خرج منها كما تنسلخ الحيَّةُ مِن جلدها، وفارقها فراق الجلد يُسلخ عن اللحم. ولم يقل (فسلخناه منها) لأنَّه هو الذي تسبب إلى انسلاخه منها باتباعه هواه.
- ومنها: قوله سبحانه: ? فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَان ? أي: لحقه وأدركه، كما قال في قوم فرعون: ? فَأَتْبَعُوهُم مُشْرِقِينَ ? [الشعراء/60] وكان محفوظاً محروساً بآيات الله محميَّ الجانب بها من الشيطان لا ينال منه شيئاً إلا على غِرَّةٍ وخطفة. فلمَّا انسلخ مِن آيات الله ظفِر به الشيطانُ ظفَر الأسد بفريسته ? فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ ? العاملين بخلاف علمهم الذين يعرفون الحق ويعملون بخلافه كعلماء السوء.
- ومنها: أنَّه سبحانه قال: ? وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ? فأخبر سبحانه أنَّ الرفعة عنده ليست بمجرد العلم - فإنَّ هذا كان مِن العلماء- وإنَّما هي باتباع الحق وإيثاره وقصد مرضاة الله، فإنَّ هذا كان مِن أعلم أهل زمانه، ولم يرفعه الله بعلمه ولم ينفعه به، نعوذ بالله مِن علمٍ لا ينفع.
وأخبر سبحانه أنَّه هو الذي يرفع عبدَه إذا شاء بما آتاه من العلم، وإنْ لم يرفعه الله فهو موضوعٌ، لا يرفعُ أحدٌ به رأساً، فإنَّ الربَّ الخافضَ الرافعَ سبحانه خفضه ولم يرفعه. والمعنى: لو شئنا فضَّلناه وشرَّفْناه ورفعنا قدرَه ومنزلته بالآيات التي آتيناه.
قال ابن عباس: لو شئنا لرفعناه بعلمه.
وقالت طائفة: الضمير في قوله: ? لَرَفَعْنَاهُ ?: عائدٌ على الكفر والمعنى: لو شئنا لرفعنا عنه الكفر بالإيمان وعصمناه.
وهذا المعنى حقٌّ، والأول هو مراد الآية، وهذا مِن لوازم المراد، وقد تقدم أنَّ السلف كثيراً ما ينبهون على لازمِ معنى الآية، فيظنُّ الظانُّ أنَّ ذلك هو المراد منها.
وقوله: ? وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ ?. قال سعيد بن جبير: ركن إلى الأرض، وقال مجاهد: سكن. وقال مقاتل: رضي بالدنيا. وقال أبو عبيدة: لزمها وأبطأ.
والمُخلِدُ من الرجال: هو الذي يبطىء في مِشْيته، ومِن الدواب: التي تبقى ثناياه إلى أنْ تخرج رَباعيَّتُه. وقال الزجاج: خلد وأخلد، وأصله من الخلود، وهو الدوام والبقاء. يقال: أخلد فلان بالمكان إذا أقام به.
قال مالك بن نويرة:
بأبناء حيٍّ مِن قبائل مالك وعمرو بن يربوع أقاموا فأخلدوا قلت: ومنه قوله تعالى: ? يَطُوفُ عَلَيْهِم وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ? [الواقعة/17] أي: قد خُلقوا للبقاء لذلك لا يتغيرون ولا يكبرون، وهم على سنٍّ واحدٍ أبداً.
وقيل: هم المقرَّطون في آذانهم، والمسوَّرون في أيديهم. وأصحاب هذا القول فسَّروا اللفظة ببعض لوازمها، وذلك أمارة التخليد على ذلك السنِّ فلا تنافي بين القولين.
وقوله: ? فَاتَّبَعَ هَوَاهُ ?، قال الكلبي: اتَّبع مسافل الأمور وترك معاليها. وقال أبو رَوْق: اختار الدنيا على الآخرة. وقال عطاء: أراد الدنيا وأطاع شيطانه. وقال ابن زيد: كان هواه مع القوم، يعني الذين حاربوا موسى وقومه. وقال ابن يمان: اتَّبع امرأته لأنهَّا هي التي حملته على ما فعل.
فإنْ قيل: الاستدراك بـ (لكن) يقتضي أنْ يثبت بعدها ما نفى قبله، أو ينفي ما أثبت كما تقول: (لو شئتُ لأعطيتُه، لكني لم أعطِه) و (لو شئتُ لما فعلتُ كذا لكني فعلتُه).
والاستدراك يقتضي: (ولو شئنا لرفعناه بها ولكنَّا لم نشأ، أو لم نرفعه)، فكيف استدرك بقوله: ? وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ ? بعد قوله: ? لَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ?؟
قيل: هذا مِن الكلام الملحوظ فيه جانب المعنى، المعدول فيه عن مراعاة الألفاظ إلى المعاني وذلك أنَّ مضمون قوله: ? وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا ? أنَّه لم يتعاط الأسباب التي تقتضي رفعه بالآيات: مِن إيثار الله ومرضاته على هواه، ولكنَّه آثر الدنيا وأخلدَ إلى الأرض واتَّبع هواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/396)
وقال الزمخشري: المعنى: ولو لزم آياتنا لرفعناه بها، فذكر المشيئة، والمراد: ما هي تابعةٌ له ومسببةٌ عنه، كأنَّه قيل: ولو لزمها لرفعناه بها. قال: ألا ترى إلى قوله: ? وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ ? فاستدرك المشيئة بإخلاده الذي هو فعله، فوجب أنْ يكون ? وَلَوْ شِئْنَا ? في معنى ما هو فعله، ولو كان الكلام على ظاهره: لوجب أنْ يقال: ولو شئنا لرفعناه، ولكنَّا لم نشأ. ا. هـ.
فهذا من الزمخشري شنشنةٌ نعرفها مِن قدريٍّ نافٍ للمشيئة العامة، مبعد للنُّجعة في جعْلِ كلام الله معتزليّاً قدريّاً. فأين قوله: ? وَلَوْ شِئْنَا ? مِن قوله: ولو لزمها؟. ثم إذا كان اللزوم لها موقوفاً على مشيئة الله -وهو الحق- بَطَل أصله.
وقوله: (إنَّ مشيئة الله تابعةٌ للزوم الآيات) مِن أفسدِ الكلام وأبطلِه، بل لزومه لآياته تابعٌ لمشيئة الله، فمشيئةُ الله سبحانه متبوعةٌ لا تابعةٌ، وسببٌ لا مسبَّب، وموجب مقتضٍ لا مقتضى، فما شاء الله وجب وجوده، وما لم يشأ امتنع وجوده) ا. هـ.
انظر: " أعلام الموقعين " [1/ 165 - 169]. وانظر: " الفوائد " [ص150]. وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله:
ضرب اللهُ المثلَ لهذا الخسيس الذي آتاه آياته فانسلخ منها: بالكلب، ولم تكن حقارةُ الكلبِ مانعةً مِن ضربه تعالى المثلَ به. وكذلك ضربُ المثلِ بالذباب في قوله: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ، ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطْلُوبُ ? [الحج/73]، وكذلك ضربُ المثلِ ببيتِ العنكبوت في قوله: ? مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ العَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً، وَإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ? [العنكبوت/41]. وكذلك ضربُ الله المثلَ بالحمارِ في قوله: ? مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةِ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ? [الجمعة/5] وهذه الآيات تدل على أنَّه تعالى لا يستحيي مِن بيانِ العلوم النفيسة عن طريق ضرب الأمثال بالأشياء الحقيرة. وقد صرَّح بهذا المدلول في قوله: ? إنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحِيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ? [البقرة/26]. ا. هـ (أضواء البيان [2/ 303]).
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:45 ص]ـ
قال ابن عباس وغيره من المفسرين: هو بلعم بن باعورا. وقال الوالبي: هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم، وكان يعلم اسم الله الأعظم، فلما نزل بهم موسى عليه السلام أتاه بنو عمه وقومه وقالوا: إن موسى رجل حديد، ومعه جنود كثيرة. وإنه إن يظهر علينا يهلكنا، فادع الله يرد عنا موسى ومن معه، قال: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، فلم يزالوا به، حتى دعا عليهم، فسلخه مما كان عليه، فذلك قوله: (فَانْسَلَخَ مِنْهَا).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي، وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل رسولا في ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ذلك الرسول، فلما أرسل محمدا صلى الله عليه وآله وسلم حسده وكفر به.
وروى عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال: هو رجل أعطى ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكانت له امرأة يقال لها البسوس، وكان له منها ولد وكانت له محبة، فقالت: اجعلت لي منها دعوة واحدة، قال: لك واحدة فماذا تأمرين، قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها، رغبت عنه وأرادت شيئا آخر، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نبّاحة فذهبت فيها دعوتان، وجاء بنوها فقالوا: ليس لنا على هذا قرار، قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت، وذهب الدعوات الثلاث وهي البسوس، وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال: أشأم من البسوس.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:04 م]ـ
جزاكما الله خيرا على هذه الفوائد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/397)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:16 م]ـ
وأنتم من أهل الجزاء أخي الكريم
ـ[محمد ياسر الشعيري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:50 ص]ـ
أجد نفسي أرددها دون شعور مني:
{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]
ـ[أبو آثار]ــــــــ[14 - 06 - 07, 07:42 ص]ـ
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)
وفرقة اكتفت بإنكار أولئك عليهم، ونهيهم لهم، وقالوا لهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} كأنهم يقولون: لا فائدة في [ص 307] وعظ من اقتحم محارم اللّه، ولم يصغ للنصيح، بل استمر على اعتدائه وطغيانه، فإنه لا بد أن يعاقبهم اللّه، إما بهلاك أو عذاب شديد.
فقال الواعظون: نعظهم وننهاهم {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} أي: لنعذر فيهم.
{وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أي: يتركون ما هم فيه من المعصية، فلا نيأس من هدايتهم، فربما نجع فيهم الوعظ، وأثر فيهم اللوم.
وهذا المقصود الأعظم من إنكار المنكر ليكون معذرة، وإقامة حجة على المأمور المنهي، ولعل اللّه أن يهديه، فيعمل بمقتضى ذلك الأمر، والنهي.
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ} أي: تركوا ما ذكروا به، واستمروا على غيهم واعتدائهم.
{أَنْجَيْنَا} من العذاب {الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} وهكذا سنة اللّه في عباده، أن العقوبة إذا نزلت نجا منها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
{وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا} وهم الذين اعتدوا في السبت {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} أي: شديد {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
وأما الفرقة الأخرى التي قالت للناهين: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ} فاختلف المفسرون في نجاتهم وهلاكهم، والظاهر أنهم كانوا من الناجين، لأن اللّه خص الهلاك بالظالمين، وهو لم يذكر أنهم ظالمون.
فدل على أن العقوبة خاصة بالمعتدين في السبت، ولأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، فاكتفوا بإنكار أولئك، ولأنهم أنكروا عليهم بقولهم: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} فأبدوا
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:51 ص]ـ
قال تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}
وقوله سبحانه: {ياأيها الذين ءامنوا لم تقولون مالا تفعلون.كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون}
فهذه الآيتين كثيرا ماتتردد في أذني والآيه الأخيره تخيفني دائما
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:15 م]ـ
فالعلم النافع هو: ما كان مقروناً بالعمل، أما العلم بلا عمل، فهو حجة على صاحبه يوم القيامة؛ولهذا حذر الله المؤمنين من أن يقولوا مالا يفعلون،فقال سبحانه: [ياأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون].هذه الآية توجب على كل من ألزم نفسه عملا فيه طاعة أن يفي بها. وفي صحيح مسلم عن أبي موسى أنه بعث إلى قرّاء أهل البصرة فدخل عليه ثلثمائة رجلٍ قد قرءوا القرآن؛ فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم، فاتْلُوه ولا يَطُولَنّ عليكم الأمد فتَقْسُوَ قلوبكم كما قستْ قلوب من كان قبلكم.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:50 م]ـ
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ?173?آل عمران
وكثيرا ما أرددها ولا سيما فى العمل وعندما يطلبنى المدير
ـ[صخر]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:24 م]ـ
قوله تعالى "وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" كنت دائما ارددها منذ كنت أدرس في الإعدادية
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[17 - 06 - 07, 09:29 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
أختي الكريمة الآية التي تتردد في نفسي منذ أسابيع، ولم أجد لهذا الأمر تفسيرا في البداية لكني عرفت السبب فيما بعد. هي:
قال تعالى:
{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} (مريم:57)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/398)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:40 م]ـ
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ?173?آل عمران
وكثيرا ما أرددها ولا سيما فى العمل وعندما يطلبنى المدير
لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد إلى المدينة ندب أصحابه إلى الخروج فخرجوا - على ما بهم من الجراح - استجابة لله ولرسوله فوصلوا إلى حمراء الأسد وجاءهم من جاءهم وقال لهم:
" إن الناس قد جمعوا لكم "
وهموا باستئصالكم تخويفا لهم وترهيبا فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بالله واتكالا عليه
" وقالوا حسبنا الله "
أي: كافينا كل ما أهمنا
" ونعم الوكيل "
المفوض إليه تدبير عباده والقائم بمصالحهم
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:43 م]ـ
قوله تعالى "وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" كنت دائما ارددها منذ كنت أدرس في الإعدادية
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين "
هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه. وذلك متوقف على معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة بربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:47 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
قال تعالى:
{وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} (مريم:57)
" ورفعناه مكانا عليا "
أي: رفع الله ذكره في العالمين، ومنزلته بين المقربين، فكان عالي الذكر،
عالي المنزلة.
أسأل الله أن يجعلكم من أهل الرفعة في كلا الدارين
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[19 - 06 - 07, 06:58 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
أسأل الله أن يجعلكم من أهل الرفعة في كلا الدارين
اللهم آمين، وأسأل الله أن يحفظك أختي الكريمة، ويجعلك من أهل الرفعة في كلا الدارين. اللهم آمين.
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وجمعني بكم في جناته ..... هذه الآيات لها وقع شديد علي ماذكرتها إلى إقشعر جلدي و أردت البكاء ....
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
+ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجريمين +
محبكم في الله وخادمكم
محمد
غفر الله له ولكم
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
+ حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجريمين +
محمد
غفر الله له ولكم
جزاكم الله خيرا ... هذه الآية لها وقع على القلب الله به عليم لاتحتاج تفسير ...
وكم اتمنى تفسيرها ولكن لدي مشكلة بالجهاز فلو تولى أحدهم مكاني لكان مشكورا مأجورا
ـ[توبة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:12 م]ـ
قال الله تعالى: (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا فنُجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين. لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون).
وهذا تفسيرها كما جاء على لسان حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمنا عائشة رضي الله عنها
روي عن عروة أنه سألها عن قوله تعالى {حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاءهم نصرنا…} قلت: أ كُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا، قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري قد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأ خر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك).
قال تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب) [سورة البقرة: 214].
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيرا غاليتي ...
كنت عند حسن ظني
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:36 م]ـ
اللهم اجمعنا في جناتك على سرر متقبلين ... آمين
محبكم في الله وخادمكم
محمد
كان الله له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/399)
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:09 ص]ـ
سورة الفاتحة أرددها دائما. .
ـ[ابو اسحاق العوفي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاةو والسلام علي رسول الله
الاية التي ارددها دوما هي
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (المائدة:119)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاةو والسلام علي رسول الله
الاية التي ارددها دوما هي
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (المائدة:119)
" هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم "
والصادقون هم الذين استقامت أعمالهم وأقوالهم، ونياتهم، على الصراط المستقيم، والهدى القويم. فيوم القيامة يجدون ثمرة ذلك الصدق، إذا أحلهم الله في مقعد صدق، عن مليك مقتدر. ولهذا قال:
" لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم "
. والكاذبون بضدهم، سيجدون ضرر كذبهم وافترائهم، وثمرة أعمالهم الفاسدة.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:30 ص]ـ
ماهو تفسير الشيخ بن عثيمين رحمه الله لهذه الآية؟؟؟
هذا سؤال تعجيزي نوعا ما ...
(ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ (49)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 08:20 م]ـ
عذرا مشاركة بالخطأ
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:05 ص]ـ
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمَُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. قرأ " يومَ ينفع " بفتح الميم نافع وابن محيصن. وقرأالباقون بضمها.
من رفع (يوما) جعله خبر المبتدأ الذي هو (هذا) وأضاف (يوما) إلى (ينفع). والجملة التي هي من المبتدأ والخبر في موضع نصب بأنه مفعول القول، كما تقول: قال زيد عمرو أخوك. ومن نصب احتمل أمرين:
أحدهما - ان يكون مفعول قال وتقديره قال الله هذا القصص، وهذا الكلام " يوم ينفع الصادقين " فيوم ظرف للقول (وهذا) اشارة إلى ماتقدم ذكره من قوله: " اذ قال الله ياعيسى بن مريم " وجاء على لفظ الماضى وان كان المراد به المستقبل، كما قال " ونادى أصحاب الجنة اصحاب النار "
ونحو ذلك. وليس ما بعد (قال) حكاية في هذا الوجه كما كان إياها في الوجه الاخر.
ويجوز ان يكون المعنى على الحكاية وتقديره قال الله تعالى " هذا يوم ينفع " أي هذا الذي أقتصصنا. به يقع أو يحدث يوم ينفع، ف " يوم " خبر المبتدأ الذي هو (هذا) الامرإشارة إلى حدث. وظروف الزمان تكون اخبارا عن الاحداث. والجملة في موضع نصب بأنها في موضع مفعول، قال الفراء: (يوم) منصوب لانه مضاف إلى الفعل وهو في موضع رفع بمنزلة (يومئذ) مبني على الفتح في كل حال، قال الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا * فقلت ألما تصح والشيب وازع.
قال الزجاج هذا خطأ عند البصريين، لانهم لايجيزون هذا يوم آتيتك، يريدون هذا يوم اتيانك، لان (آتيتك) فعل مضارع فالاضافة اليه لايزيل الاعراب عن جهته، ولكنهم يجيزون (ذلك يوم يقع زيد أصدقه) لان الفعل الماضي غير مضارع للمتمكن فهي اضافة إلى غير متمكن والى غير ماضارع المتمكن ويجوز (هذا يوم) منونا (ينفع الصادقين) على إضمار هذا يوم ينفع.
وماالدهر الا تارة فمنهما * أموت وأخرى ابتغي العيش اكدح.
والمعنى فمنهما تارة أموت فيها.
وقوله " قال الله هذا يوم ينفع الصادقين " يعني يوم القيامة، وبين سبحانه ان الصادقين ينفعهم صدقهم وهو ماصدقوا فيه في دار التكليف، ثم بين ان " لهم جنات تجري من تحتها الانهار "، وأنهم " خالدون فيها أبدا " في نعيم مقيم لايزول، وان الله قد " رضى عنهم ورضوا " هم عن الله وبين ان ذلك " هوالفوز العظيم " وهو مايحصلون فيه من الثواب والنجاة من النار، وقوله تعالى {لله ملك السماوات والأرض} الآية جاء هذا عقب ما جرى من دعوى النصارى في عيسى أنه إله فأخبر تعالى أن ملك السماوات والأرض له دون عيسى ودون سائر المخلوقين. ويجوز أن يكون المعنى أن الذي له ملك السماوات والأرض يعطي الجنات المتقدم ذكرها للمطيعين من عباده جعلنا الله منهم بمنه وكرمه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/400)
ـ[ابو اسحاق العوفي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:26 ص]ـ
بوركتم
واخص الاخ احمد ولا ننسي فضل اختنا بعد فضل الله
حمدا لله علي مايسر لنا من العلم
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:34 ص]ـ
بوركتم
واخص الاخ احمد ولا ننسي فضل اختنا بعد فضل الله
حمدا لله علي مايسر لنا من العلم
وإياكم أخي الفاضل
نعم بارك الله في الأخ احمد ... وزاده الله وإياكم بسطة في العلم
ـ[طالبة علم السلف]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكِ الله أختي الكريمة (أم عثيمين) وبارك فيكِ وجزاكِ خيراً
ووفق الله الجميع لما فيه رضاه.
_الآيات التي أرددها كثيراً وتحثني وتعلي همتي هي:
قوله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)
الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) " (فاطر)
_تفسير الآيات من تفسير الشيخ/ عبد الرحمن السعدي_رحمه الله:
" إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور "
إن الذين يقرؤون القرآن, ويعملون به, وداوموا على الصلاة في أوقاتها, وأنفقوا مما رزقناهم من أنواع النفقات الواجبة والمستحبة سرا وجهرا, هؤلاء يرجون بذلك تجارة لن تكسد ولن تهلك, ألا وهي رضا ربهم, والفوز بجزيل ثوابه.
" ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "
ليوفيهم الله تعالى ثواب أعمالهم كاملا غير منقوص, ويضاعف لهم الحسنات من فضله, إن الله غفور لسيئاتهم, شكور لحسناتهم, يثيبهم عليها الجزيل من الثواب.
" والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير "
والذي أنزلناه إليك -يا محمد- من القرآن هو الحق المصدق للكتب التي أنزلها الله على رسله قبلك.
إن الله بعباده لخبير بصير, لا يخفى عليه شيء.
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير "
ثم أعطينا -بعد هلاك الأمم- القرآن من اخترناهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم: فمنهم ظالم لنفسه بفعل بعض المعاصي, ومنهم مقتصد, وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات, ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله, أي مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة, فرضها ونفلها, ذلك الإعطاء للكتاب واصطفاء هذه الأمة هو الفضل الكبير.
" جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير "
جنات إقامة دائمة للذين أورثهم الله كتابه يحلون فيها الأساور من الذهب واللؤلؤ, ولباسهم المعتاد في الجنة حرير أي: ثياب رفيقة.
" وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور "
وقالوا حين دخلوا الجنة: الحمد لله الذي اذهب عنا كل حزن, إن ربنا لغفور; حيث غفر لنا الزلات, شكور; حيث قبل منا الحسنات وضاعفها.
" الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "
وهو الذي أنزلنا دار الجنة من فضله, لا يمسنا فيها تعب ولا إعياء.
نسأل الله العظيم أن يحفظنا كتابه وأن يجعلنا من العالمين العاملين به
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:54 م]ـ
أصناف المسلمين ثلاثة وهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات وجمعهم الله سبحانه جميعا تحت قوله (جنات عدن يدخلونها) قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (واو يدخلونها حُقَّ أن تكتب بماء العينين).
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:00 م]ـ
أصناف المسلمين ثلاثة وهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات وجمعهم الله سبحانه جميعا تحت قوله (جنات عدن يدخلونها) قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (واو يدخلونها حُقَّ أن تكتب بماء العينين)
فائدة حق أن تكتب بماء العين،جازاكم الله خيرا.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:02 م]ـ
وأنت من أهل الجزاء اختي الكريمة ورحم الله صاحب الفائدة الشنقيطي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/401)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:55 م]ـ
رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (يوسف101)
ـ[ابو هند السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:03 م]ـ
والله اذكر واخشى هذه الاية لاني ما قدمت لها شيئا:
( ................ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)
ـ[ابو هند السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:15 م]ـ
واية اخرى ...............
(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 12:06 ص]ـ
أما أنا فأقرأ دوما قوله تعالى:
(ألله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) البقرة.
وأيضا الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
وأيضا أقرأ
(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب)
آل عمران
وقوله تعالى:
(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير *تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب)
آل عمران
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*قل كل يعمل على شاكلته* الإسراء
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:49 ص]ـ
رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (يوسف101)
" رب قد آتيتني من الملك "
وذلك أنه كان على خزائن الأرض وتدبيرها ووزيرا كبيرا للملك
" وعلمتني من تأويل الأحاديث "
أي: من تأويل أحاديث الكتب المنزلة وتأويل الرؤيا وغير ذلك من العلم
" فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما "
أي: أدم علي الإسلام وثبتني عليه حتى تتوفاني عليه، ولم يكن هذا دعاء باستعجال الموت،
" وألحقني بالصالحين "
من الأنبياء والأبرار والأصفياء الأخيار.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:53 ص]ـ
والله اذكر واخشى هذه الاية لاني ما قدمت لها شيئا:
( ................ وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)
" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون "
أي: يظنون من السخط العظيم، والمقت الكبير، وقد كانوا يحكمون لأنفسهم بغير ذلك
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:57 ص]ـ
واية اخرى ...............
(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا)
" ويوم يعض الظالم "
بشركه وكفره، وتكذيبه للرسل
" على يديه "
تأسفا، وتحسرا، وحزنا، وأسفا.
" يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا "
أي: طريقا بالإيمان به، وتصديقه واتباعه.
" يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا "
وهو الشيطان الإنسي، أو الجني،
" خليلا "
أي: حبيبا مصافيا، عاديت أنصح الناس لي، وأبرهم بي، وأرفقهم بي. وواليت أعدى عدو لي، الذي لم تفدني ولايته، إلا الشقاء والخسار والخزي، والبوار.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:04 ص]ـ
أما أنا فأقرأ دوما قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/402)
(ألله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) البقرة.
وأيضا الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة
أخوكم / سليمان سعود الصقر
" الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم "
هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأنه
" لا إله إلا هو "
أي: لا معبود بحق سواه فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه وكل ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة وقوله:
" الحي القيوم "
هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات كالسمع والبصر والعلم والقدرة ونحو ذلك والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماتة والإحياء وسائر أنواع التدبير كل ذلك داخل في قيومية الباري ولهذا قال بعض المحققين: إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وإذا سئل به أعطى ومن تمام حياته وقيوميته أنه
" لا تأخذه سنة ولا نوم "
والسنة النعاس
" له ما في السماوات وما في الأرض "
أي: هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال:
" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه "
أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه فالشفاعة كلها لله تعالى ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه ولا يبتدئ الشافع قبل الإذن ثم قال
" يعلم ما بين أيديهم "
أي: ما مضى من جميع الأمور
" وما خلفهم "
أي: ما يستقبل منها فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور متقدمها ومتأخرها بالظواهر والبواطن بالغيب والشهادة والعباد ليس لهم من الأمر شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى ولهذا قال:
" ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض "
وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتها وعظمة من فيها والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش وما لا يعلمه إلا هو وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال فكيف بعظمة خالقها ومبدعها والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب فلهذا قال:
" ولا يؤوده "
أي: يثقله
" حفظهما وهو العلي "
بذاته فوق عرشه العلي بقهره لجميع المخلوقات العلي بقدره لكمال صفاته
" العظيم "
الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته فهذه الآية بمفردها عقيدة في جانب عظمة العلي العظيم فآية احتوت على هذه المعاني التي هي أجل المعاني يحق أن تكون أعظم آيات القرآن ويحق لمن قرأها متدبرا متفهما أن يمتلىء قلبه من اليقين والعرفان والإيمان وأن يكون محفوظا بذلك من شرور الشيطان
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*قل كل يعمل على شاكلته* الإسراء
" قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا "
أي:
" قل كل "
من الناس
" يعمل على شاكلته "
أي: على ما يليق به من الأحوال. إن كانوا من الصفوة الأبرار، لم يشاكلهم إلا عملهم لرب العالمين. ومن كانوا من غيرهم من المخذولين لم يناسبهم إلا العمل للمخلوقين، ولم يوافقهم إلا ما وافق أغراضهم.
" فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا "
فيعلم من يصلح للهداية، فيهديه، ومن لا يصلح لها فيخذله ولا يهديه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/403)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:17 ص]ـ
هذه الآية دائما أرددها عندما لا أتفق مع أحدهن في أمر ...
قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)
" لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون "
أي: كل منا ومنكم، له عمله. أنتم لا تسألون عن إجرامنا وذنوبنا لو أذنبنا، ونحن لا نسأل عن أعمالكم. فليكن المقصود منا ومنكم، طلب الحق، وسلوك طريق الإنصاف. ودعوا ما كنا نعمل، ولا يكن مانعا لكم من اتباع الحق. فإن أحكام الدنيا، تجري على الظواهر، ويتبع فيها الحق، ويجتنب الباطل. وأما الأعمال، فلها دار أخرى، يحكم فيها أحكم الحاكمين، ويفصل بين المختصمين، أعدل العادلين. ولهذا قال:
" قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا "
أي: يحكم بيننا حكما، يتبين به الصادق من الكاذب، والمستحق للثواب، من المستحق للعقاب
" وهو الفتاح "
أي: الحاكم في القضايا المنغلقة
" العليم "
بما ينبغي أن يقضى به.
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 07 - 07, 05:08 ص]ـ
يقول المولى عز وجل:" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما "
لا خير في كثير مما يتناجى به الناس ويتخاطبون. وإذا لم يكن فيه خير، فإما لا فائدة فيه، كفضول الكلام المباح، وإما شر ومضرة محضة، كالكلام المحرم بجميع أنواعه. ثم استثنى تعالى فقال: " إلا من أمر بصدقة " من مال، أو علم، أو أي نفع كان. بل لعله، يدخل فيه العبادات القاصرة، كالتسبيح، والتحميد، ونحوه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» الحديث.
" أو معروف " وهو الإحسان والطاعة، وكل ما عرف في الشرع والعقل حسنه. وإذا أطلق الأمر بالمعروف، من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر، دخل فيه النهي عن المنكر. وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف. وأيضا لا يتم فعل الخير، إلا بترك الشر. وأما عند الاقتران، فيفسر المعروف، بفعل المأمور، والمنكر، بترك المنهي.
" أو إصلاح بين الناس "
والإصلاح، لا يكون إلا بين متنازعين متخاصمين. والنزاع، والخصام، والتغاضب، يوجب من الشر والفرقة، ما لا يمكن حصره. فلذلك حث الشارع على الإصلاح بين الناس، في الدماءوالأموال والأعراض. بل وفي الأديان، كما قال تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
. وقال تعالى: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله "الآية.
وقال تعالى: " والصلح خير "
والساعي في الإصلاح بين الناس، أفضل من القانت بالصلاة، والصيام، والصدقة. والمصلح لا بد أن يصلح الله سعيه وعمله. كما أن الساعي في الإفساد، لا يصلح الله عمله، ولا يتم له مقصوده كما قال تعالى:
" إن الله لا يصلح عمل المفسدين "
. فهذه الأشياء، حيثما فعلت، فهي خير، كما دل على ذلك الاستثناء. ولكن كمال الأجر وتمامه، بحسب النية والإخلاص، ولهذا قال:
" ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما "
. فلهذا ينبغي للعبد، أن يقصد وجه الله تعالى، ويخلص العمل لله، في كل وقت، وفي كل جزء من أجزاء الخير، ليحصل له بذلك، الأجر العظيم، وليتعود الإخلاص، فيكون من المخلصين، وليتم له الأجر، سواء تم مقصوده أم لا، لأن النية حصلت، واقترن بها، ما يمكن من العمل .. [تيسير الرحمن للشيخ السعدي]
لا أدري يا أخية هل نترك مناداتك بأم عثيمين أم لا؟ فقد تعودنا على هذه الكنية الطيبة يا "طالبة العلم سارة" الطيبة.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[05 - 07 - 07, 01:19 م]ـ
أختي طالبة العلم سارة
جزاك الله خير على التفسير، وغفر الله لنا ولك ...
أخوكم / سليمان سعود
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 05:29 م]ـ
أختي طالبة العلم سارة
جزاك الله خير على التفسير، وغفر الله لنا ولك ...
أخوكم / سليمان سعود
وإياكم أخي الكريم رعاك الله بمنه وكرمه
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 06:26 م]ـ
لا أدري يا أخية هل نترك مناداتك بأم عثيمين أم لا؟ فقد تعودنا على هذه الكنية الطيبة يا "طالبة العلم سارة" الطيبة.
كل الطرق تؤدي إلي يا غاليتي ...
الأقرب إلى قلبك كنيني به حفظك الباري
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 11:28 م]ـ
"ومن يتق الله يجْعل له مخْرجا , ويرزقه من حيثُ لا يحتسب , ومنْ يتوكل على الله فهو حسب"
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[08 - 07 - 07, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
من الآيات التي يستبشر بها أهل الأرض المباركة وأنا أخوكم الضعيف الفقير إلى رحمة ربه:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة].
ولا أرى بفهمي المتواضع أن هذه الآيات بحاجة إلى تفسير أي مفسر جزاهم الله عنا كل خير فهي تصل ألى القلب مباشرة وهذا حال كل القرآن فهو كلمة طيبة كشجرة طيبة تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/404)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:47 م]ـ
اختبار وامتحان
قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف .. ) عدم الأمن.
(والجوع) القحط وغلاء ألأسعار.
(ونقص من الأموال) نزع البركة منهاوضياعها.
(والأنفس) الموت بسبب الحروب والأمراض الفتاكة.
(والثمرات) عدم المطر وجياحها.
قال الله عند ذلك: وَبَشّرِ الصّابِرِينَ الّذِينَ إذَا أصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنّا لِلّهِ وَإنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ.
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[10 - 07 - 07, 08:40 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:55 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
تفسير الجلالين
281 - (واتقوا يوما تُرجَعون) بالبناء للمفعول تردون وللفاعل تسيرون (فيه إلى الله) هو يوم القيامة (ثم توفى) فيه (كل نفس) جزاء (ما كسبت) عملت من خير وشر (وهم لا يظلمون) بنقص حسنة أو زيادة سيئة
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[13 - 07 - 07, 09:25 م]ـ
((ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتهم فيه ورزق ربك خير وابقى))
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[14 - 07 - 07, 08:13 م]ـ
((ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتهم فيه ورزق ربك خير وابقى))
التصحيح:
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:131)
أنصحك أخي الصنعاني بأن تستخدم المصحف الرقمي. (موجود على الشبكة العنكبوتية)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[14 - 07 - 07, 09:30 م]ـ
"ومن يتق الله يجْعل له مخْرجا , ويرزقه من حيثُ لا يحتسب , ومنْ يتوكل على الله فهو حسب"
أرجو أن يعدل المشرف آخر الآية إلى "فهو حسبه "
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:01 ص]ـ
[ quote= أبو الأشبال عبدالجبار;632796] التصحيح:
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:131)
quote]
ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى "
أي: ولا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا ـ إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة. فإن ذلك كله، زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا، بأبصار المعرضين، ويتمتع بها ـ بقطع النظر عن الآخرة ـ القوم الظالمون. ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا يوم القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا، ليعلم من يقف عندها، ويغتر بها،
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[15 - 07 - 07, 01:07 ص]ـ
"ومن يتق الله يجْعل له مخْرجا , ويرزقه من حيثُ لا يحتسب , ومنْ يتوكل على الله فهو حسبه"
يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر "
فإن الإيمان بالله، واليوم الآخر، يوجب لصاحبه أن يتعظ بمواعظ الله، وأن يقدم لآخرته من الأعمال الصالحة، ما يتمكن منها. بخلاف من ترحل الإيمان من قبله، فإن لا يبالي بما أقدم عليه من الشر، ولا يعظم مواعظ الله، لعدم الموجب لذلك. ولما كان الطلاق، قد يوقع في الضيق والكرب والغم، أمر تعالى بتقواه ووعد من اتقاه في الطلاق وغيره بأن يجعل له فرجا ومخرجا. فإذا أراد العبد الطلاق، ففعله على الوجه الشرعي، بأن أوقعه طلقة واحدة، في غير حيض ولا طهر أصابها فيه، فإنه لا يضيق عليه الأمر، بل جعل الله له فرجا وسعة، يتمكن بها من الرجوع إلى النكاح، إذا ندم على الطلاق. والآية، وإن كانت في سياق الطلاق والرجعة، فإن العبرة بعموم اللفظ، فكل من اتقى الله، ولازم مرضاته في جميع أحواله، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة. ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرجا ومخرجا من كل شدة ومشقة. وكما أن من اتقى الله، جعل له فرجا ومخرجا، فمن لم يتق الله، يقع في الآصار والأغلال، التي لا يقدرون على التخلص منها، والخروج من تبعتها. واعتبر ذلك في الطلاق، فإن العبد إذا لم يتق الله فيه، بل أوقعه، على الوجه المحرم، كالثلاث ونحوها، فإنه لا بد أن يندم ندامة، لا يتمكن من استدراكها، والخروج منها. وقوله:
" ويرزقه من حيث لا يحتسب "
، أي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه، ولا يشعر به.
" ومن يتوكل على الله "
في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه، ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك
" فهو حسبه "
، أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه فيه. وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي، العزيز الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء. ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له، فلهذا قال تعالى:
" إن الله بالغ أمره "
، أي: لا بد من نفوذ قضائه وقدره. ولكن
" قد جعل الله لكل شيء قدرا "
، أي: وقتا ومقدارا، لا يتعداه، ولا يقصر عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/405)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[15 - 07 - 07, 03:54 م]ـ
بارك الله فيكِ أخت "سارة " , وأكثر منْ أمثالكم.
ـ[محدادي صالح]ــــــــ[21 - 07 - 07, 10:21 م]ـ
{يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية}
ـ[سلفية موحدة]ــــــــ[29 - 07 - 07, 05:17 م]ـ
"فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم"
بارك الله فيك أخية
ـ[أحمد بن إبراهيم الأثري]ــــــــ[29 - 07 - 07, 05:27 م]ـ
"فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم"
" فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم "
" فَتَلَقَّى آدَمُ " أي: تلقف وتلقن, وألهمه الله " مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ " وهي قوله " رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا " الآية.
فاعترف بذنبه وسأل الله مغفرته " فَتَابَ " الله" عَلَيْهِ " ورحمه " إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ " لمن تاب إليه وأناب.
وتوبته نوعان: وتوفيقه أولا, ثم قبوله للتوبة إذا اجتمعت شروطها ثانيا.
" الرَّحِيمِ " بعباده, ومن رحمته بهم, أن وفقهم للتوبة, وعفا عنهم وصفح.
جزى الله الجميع خيراً
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[30 - 07 - 07, 12:50 ص]ـ
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[31 - 07 - 07, 03:02 م]ـ
الأخ أبو شهيد
علمه الله وفقهه
الأخت سلفية موحدة
الأخ أحمد الأثري
شكرا لكم ...
جزاكم الله خيرا قد غبت فترة وهذه زيارة خاطفئة بإذن الله سيتيسر لي تفسير الآيات
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 08 - 07, 08:51 م]ـ
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ
" يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع "
يتمتع بها ويتنعم قليلا، ثم تنقطع وتضمحل. فلا تغرنكم وتخدعنكم عما خلقتم له
" وإن الآخرة هي دار القرار "
التي هي محل الإقامة، ومنزل السكون والاستقرار، فينبغي لكم أن تؤثروها، وتعملوا لها عملا يسعدكم فيها.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 08 - 07, 08:52 م]ـ
{يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية}
" يومئذ تعرضون "
على الله
" لا تخفى منكم خافية "
لا من أجسادكم وذواتكم، ولا من أعمالكم وصفاتكم، فإن الله تعالى عالم الغيب والشهادة. ويحشر العباد حفاة، عراة، غرلا، في أرض مستوية، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر، فحينئذ يجازيهم بما علموا، ولهذا ذكر كيفية الجزاء
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:01 م]ـ
قال الله تعالى:
(آلم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولون آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:06 م]ـ
قال الله تعالى:
(آلم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولون آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)
ما أجمل هذه الآية فأنا أرددها بالساعات ...
يخبر تعالى، عن تمام حكمته، وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال: «إنه مؤمن» وادعى لنفسه الإيمان، أن يبقوا في حالة، يسلمون فيها من الفتن والمحن، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه. فإنه لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل. ولكن سنته تعالى وعادته في الأولين، في هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل، ونحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها، إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة. فمن كان عند ورود الشبهات، يثبت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب، أو الصارفة عن ما أمر الله به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دل على صدق إيمانه وصحته. ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه، شكا وريبا، وعند اعتراض الشهوات، تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات، دل ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه. والناس في هذا المقام: درجات، لا يحصيها إلا الله، فمستقل ومستكثر. فنسأل الله تعالى، أن يثبتنا بالقول الثابت، في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه، فالابتلاء والامتحان للنفوس، بمنزلة الكير، يخرج خبثها، وطيبها.
وللفائدة أذكر هذه الآيات ..
" أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين "
بما يصيبهم من البلايا والأمراض، وبما يبتلون من الأوامر الإلهية التي يراد بها اختبارهم.
" ثم لا يتوبون "
عما هم عليه من الشر
" ولا هم يذكرون "
ما ينفعهم، فيفعلونه، وما يضرهم فيتركونه. فالله تعالى يبتليهم ـ كما هي سنته في سائر الأمم ـ بالسراء والضراء وبالأوامر والنواهي، ليرجعوا إليه، ثم لا يتوبون، ولا هم يذكرون. وفي هذه الآيات، دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، وأنه ينبغي للمؤمن أن يتفقد إيمانه ويتعاهده، فيجدده وينميه، ليكون دائما في صعود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/406)
ـ[اثير]ــــــــ[10 - 08 - 07, 02:03 ص]ـ
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ {34} لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {35} ق
1 - دخول الجنة
2 - سلام بلا عذاب
3 - خلود بلا موت
4 - لهم ما يشأوون فيها (مالا عين رأت ولا أذن سمعت)
5 - رؤية الرحمن في الجنة وهو اقصى ما يتمناه كل مؤمن
ـ[ابو الحسين الياس عبد الكريم]ــــــــ[11 - 08 - 07, 09:55 م]ـ
((واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون))
ـ[محدادي صالح]ــــــــ[12 - 08 - 07, 01:34 ص]ـ
أشكرك طالبة العلم سارة على هذا التفصيل والتوضيح وهي بحق أخوف آية ونرجو من الله أن يعفو عنا ويسترنا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:39 ص]ـ
((واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون))
(واتقوا يوما تُرجَعون) بالبناء للمفعول تردون وللفاعل تسيرون (فيه إلى الله) هو يوم القيامة (ثم توفى) فيه (كل نفس) جزاء (ما كسبت) عملت من خير وشر (وهم لا يظلمون) بنقص حسنة أو زيادة سيئة
تفسير الجلالين ..
وأدعوكم من قلبي لسماع شريط (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله)
للشيخ محمد الشنقيطي جدا جدا مؤثر
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[13 - 08 - 07, 03:45 ص]ـ
قوله تعالى على لسان نبيه الكريم: (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)
لأن لساني به ثقل بسيط (تأتأة) ............... أسأل الله الأجر والشفاء
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[13 - 08 - 07, 04:02 ص]ـ
قوله تعالى على لسان نبيه الكريم: (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)
لأن لساني به ثقل بسيط (تأتأة) ............... أسأل الله الأجر والشفاء آمين
" رب اشرح لي صدري "
أي: وسعه وأفسحه، لأتحمل الأذى القولي والفعلي، ولا يتكدر قلبي بذلك، ولا يضيق صدري، فإن الصدر إذا ضاق، لم يصلح صاحبه لهداية الخلق، ودعوتهم. قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "
وعسى الخلق يقبلون الحق مع الليل وسعة الصدر وانشراحه عليهم.
" ويسر لي أمري "
أي: سهل علي كل أمر أسلكه وكل طريق أقصده في سبيلك، وهون علي ما أمامي من الشدائد، ومن تيسير الأمر، أن ييسر للداعي، أن يأتي جميع الأمور من أبوابها، ويخاطب كل أحد بما يناسب له، ويدعوه بأقرب الطرق الموصلة إلى قبول قوله.
" واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي "
وكان في لسانه ثقل لا يكاد يفهم عنه الكلام، كما قال المفسرون، وكما قال الله عنه أنه قال:
" وأخي هارون هو أفصح مني لسانا "
فسأل الله أن يحل منه عقدة، يفقهوا ما يقول فيحصل المقصود التام من المخاطبة، والمراجعة، والبيان عن المعاني.
" واجعل لي وزيرا من أهلي "
أي: معينا يعاونني، ويؤازرني، ويساعدني على من أرسلت إليهم، وسأل أن يكون من أهله، لأنه من باب البر، وأحق ببر الإنسان، قرابته
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 08 - 07, 10:23 ص]ـ
قوله قال تعالى: ((أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه* والله غفور رحيم))
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[16 - 08 - 07, 06:16 م]ـ
قوله قال تعالى: ((أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه* والله غفور رحيم))
" أفلا يتوبون إلى الله "
أي: يرجعون إلى ما يحبه ويرضاه من الإقرار لله بالتوحيد، وبأن عيسى عبد الله ورسوله ـ عما كانوا يقولونه.
" ويستغفرونه "
عن ما صدر منهم
" والله غفور رحيم "
أي: يغفر ذنوب التائبين، ولو بلغت عنان السماء، ويرحمهم، بقبول توبتهم، وتبديل سيئاتهم حسنات. وصدر دعوتهم إلى التوبة بالعرض الذي هو غاية اللطف واللين في قوله:
" أفلا يتوبون إلى الله "
ـ[ابن عبدالرزاق الحجازي]ــــــــ[16 - 08 - 07, 06:31 م]ـ
من أعظم آيات القرآن الكريم التي أقف أمامها
قول الله تعالى في سورة الأنعام آية 94
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}
جاء في تفسيرها عند ابن كثير رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/407)
َلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
وَقَوْله" وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة" أَيْ يُقَال لَهُمْ يَوْم مَعَادهمْ هَذَا كَمَا قَالَ " وَعُرِضُوا عَلَى رَبّك صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة " أَيْ كَمَا بَدَأْنَاكُمْ أَعَدْنَاكُمْ وَقَدْ كُنْتُمْ تُنْكِرُونَ ذَلِكَ وَتَسْتَبْعِدُونَهُ فَهَذَا يَوْم الْبَعْث وَقَوْله " وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُوركُمْ " أَيْ مِنْ النِّعَم وَالْأَمْوَال الَّتِي اِقْتَنَيْتُمُوهَا فِي الدَّار الدُّنْيَا وَرَاء ظُهُوركُمْ. وَثَبَتَ فِي الصَّحِيح أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَقُول اِبْن آدَم مَالِي مَالِي وَهَلْ لَك مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْت فَأَفْنَيْت أَوْ لَبِسْت فَأَبْلَيْت أَوْ تَصَدَّقْت فَأَمْضَيْت وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَذَاهِب وَتَارِكه لِلنَّاسِ وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ يُؤْتَى بِابْنِ آدَم يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُ بِذْخ فَيَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَيْنَ مَا جَمَعْت؟ فَقَوْل يَا رَبّ جَمَعْته وَتَرَكْته أَوْفَر مَا كَانَ فَيَقُول لَهُ يَا اِبْن آدَم أَيْنَ مَا قَدَّمْت لِنَفْسِك؟ فَلَا يَرَاهُ قَدَّمَ شَيْئًا وَتَلَا هَذِهِ الْآيَة " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُوركُمْ " الْآيَة رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَقَوْله " وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء " تَقْرِيع لَهُمْ وَتَوْبِيخ عَلَى مَا كَانُوا أَخَذُوا فِي الدُّنْيَا مِنْ الْأَنْدَاد وَالْأَصْنَام وَالْأَوْثَان ظَانِّينَ أَنَّهَا تَنْفَعهُمْ فِي مَعَاشهمْ وَمَعَادهمْ إِنْ كَانَ ثَمَّ مَعَاد فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة تَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَاب وَانْزَاحَ الضَّلَال وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ وَيُنَادِيهِمْ الرَّبّ جَلَّ جَلَاله عَلَى رُءُوس الْخَلَائِق. " أَيْنَ شُرَكَائِي الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ" وَقِيلَ لَهُمْ " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللَّه هَلْ يَنْصُرُوكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ " وَلِهَذَا قَالَ هَهُنَا " وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتهمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء " أَيْ فِي الْعِبَادَة لَهُمْ فِيكُمْ قِسْط فِي اِسْتِحْقَاق الْعِبَادَة لَهُمْ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ" قُرِئَ بِالرَّفْعِ أَيْ شَمْلكُمْ وَبِالنَّصْبِ أَيْ لَقَدْ تَقَطَّعَ مَا بَيْنكُمْ مِنْ الْأَسْبَاب وَالْوَصَلَات وَالْوَسَائِل " وَضَلَّ عَنْكُمْ " أَيْ ذَهَبَ عَنْكُمْ " مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ " مِنْ رَجَاء الْأَصْنَام وَالْأَنْدَاد كَقَوْلِهِ تَعَالَى " إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اُتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اِتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَاب وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَاب وَقَالَ الَّذِينَ اِتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة فَنَتَبَرَّأ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّه أَعْمَالهمْ حَسَرَات عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّار " وَقَالَ تَعَالَى " فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّور فَلَا أَنْسَاب بَيْنهمْ يَوْمئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ " وَقَالَ تَعَالَى " إِنَّمَا اِتَّخَذْتُمْ مِنْ دُون اللَّه أَوْثَانًا مَوَدَّة بَيْنكُمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْم الْقِيَامَة يَكْفُر بَعْضكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَن بَعْضكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمْ النَّار. وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ " وَقَالَ " وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ " الْآيَة. وَقَالَ " وَيَوْم نَحْشُرهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُول لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا " إِلَى قَوْله" وَضَلَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/408)
عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ " وَالْآيَات فِي هَذَا كَثِيرَة جِدًّا.
وجاء في تفسير الجلالين
"و" يُقَال لَهُمْ إذَا بُعِثُوا "لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى" مُنْفَرِدِينَ عَنْ الْأَهْل وَالْمَال وَالْوَلَد "كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة" أَيْ حُفَاة عُرَاة غُرْلًا "وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ" أَعْطَيْنَاكُمْ مِنْ الْأَمْوَال "وَرَاء ظُهُوركُمْ" فِي الدُّنْيَا بِغَيْرِ اخْتِيَاركُمْ "و" يُقَال لَهُمْ تَوْبِيخًا "مَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ" الْأَصْنَام "الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ" أَيْ فِي اسْتِحْقَاق عِبَادَتكُمْ "شُرَكَاء" لِلَّهِ "لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ" وَصْلكُمْ أَيْ تَشَتَّتَ جَمْعكُمْ وَفِي قِرَاءَة بِالنَّصْبِ ظَرْف أَيْ وَصْلكُمْ بَيْنكُمْ "وَضَلَّ" ذَهَبَ "عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ" فِي الدُّنْيَا مِنْ شَفَاعَتهَا
وعند الطبري
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُوركُمْ} وَهَذَا خَبَر مِنْ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَمَّا هُوَ قَائِل يَوْم الْقِيَامَة لِهَؤُلَاءِ الْعَادِلِينَ بِهِ الْآلِهَة وَالْأَنْدَاد , يُخْبِر عِبَاده أَنَّهُ يَقُول لَهُمْ عِنْد وُرُودهمْ عَلَيْهِ: {لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: فُرَادَى ": وُحْدَانًا لَا مَال مَعَهُمْ وَلَا أَثَاث وَلَا رَقِيق وَلَا شَيْء مِمَّا كَانَ اللَّه خَوَّلَهُمْ فِي الدُّنْيَا. {كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة} عُرَاة غُلْفًا غُرْلًا حُفَاة كَمَا وَلَدَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ , وَكَمَا خَلَقَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي بُطُون أُمَّهَاتهمْ , لَا شَيْء عَلَيْهِمْ وَلَا مَعَهُمْ مِمَّا كَانُوا يَتَبَاهَوْنَ بِهِ فِي الدُّنْيَا. وَفُرَادَى: جَمْع , يُقَال لِوَاحِدِهَا: فَرَد , كَمَا قَالَ نَابِغَة بَنِي ذُبْيَان: مِنْ وَحْش وَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ طَاوِي الْمَصِير كَسَيْفِ الصَّيْقَل الْفَرَد وَفَرْد وَفَرِيد , كَمَا يُقَال: وَحَد وَوَحْد وَوَحِيد فِي وَاحِد " الْأَوْحَاد " , وَقَدْ يُجْمَع الْفَرْد الْفُرَاد , كَمَا يُجْمَع الْوَحْد الْوُحَاد , وَمِنْهُ قَوْل الشَّاعِر: تَرَى النُّعَرَاتِ الزُّرْقَ فَوْق لَبَانِهِ فُرَادَ وَمَثْنَى أَصَعَقَتْهَا صَوَاهِله وَكَانَ يُونُس الْجَرْمِيُّ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ يَقُول: فُرَاد: جَمْع فَرْد , كَمَا قِيلَ: تَوْءَم وَتُؤَام لِلْجَمِيعِ , وَمِنْهُ الْفُرَادَى وَالرُّدَافَى والغوانى. وَيُقَال: رَجُل فَرْد , وَامْرَأَة فَرْد , إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا أَخ , وَقَدْ فَرَدَ الرَّجُل فَهُوَ يَفْرُد فُرُودًا , يُرَاد بِهِ تَفَرَّدَ , فَهُوَ فَارِد. 10576 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد , قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرو أَنَّ اِبْن أَبِي هِلَال حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ الْقُرْطُبِيّ يَقُول: قَرَأَتْ عَائِشَة زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْل اللَّه: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة} فَقَالَتْ: وَاسَوْأَتَاه , إِنَّ الرِّجَال وَالنِّسَاء يُحْشَرُونَ جَمِيعًا يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى سَوْأَة بَعْض! فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه , لَا يَنْظُر الرِّجَال إِلَى النِّسَاء وَلَا النِّسَاء إِلَى الرِّجَال , شُغِلَ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض ". وَأَمَّا قَوْله: {وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُوركُمْ} فَإِنَّهُ يَقُول: خَلَّفْتُمْ أَيّهَا الْقَوْم مَا مُكَنَّاكُمْ فِي الدُّنْيَا مِمَّا كُنْتُمْ تَتَبَاهَوْنَ بِهِ فِيهَا خَلْفكُمْ فِي الدُّنْيَا , فَلَمْ تَحْمِلُوهُ مَعَكُمْ. وَهَذَا تَعْيِير اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِمُبَاهَاتِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَتَبَاهَوْنَ بِهَا فِي الدُّنْيَا بِأَمْوَالِهِمْ , وَكُلّ مَا مَلَّكْته غَيْرك وَأَعْطَيْته فَقَدْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/409)
خَوَّلْته , يُقَال مِنْهُ: خَالَ الرَّجُل يَخَال أَشَدّ الْخِيَال بِكَسْرِ الْخَاء , وَهُوَ خَائِل , وَمِنْهُ قَوْل أَبِي النَّجْم: أَعْطَى فَلَمْ يَبْخَل وَلَمْ يُبَخَّلْ كُومَ الذُّرَا مِنْ خَوَلِ الْمُخَوِّل وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ أَبَا عَمْرو بْن الْعَلَاء كَانَ يُنْشِد بَيْت زُهَيْر: هُنَالِكَ إِنْ يُسْتَخْوَلُوا الْمَال يُخْوِلُوا وَإِنْ يُسْأَلُوا يُعْطُوا وَإِنْ يَيْسِرُوا يُغْلُوا وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ. 10577 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ: ثَنَا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: {وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ} مِنْ الْمَال وَالْخَدَم {وَرَاء ظُهُوركُمْ} فِي الدُّنْيَا.
وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء}. يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِهَؤُلَاءِ الْعَادِلِينَ بِرَبِّهِمْ الْأَنْدَاد يَوْم الْقِيَامَة: مَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ كُنْتُمْ فِي الدُّنْيَا تَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَشْفَعُونَ لَكُمْ عِنْد رَبّكُمْ يَوْم الْقِيَامَة. وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي النَّضْر بْن الْحَارِث لِقِيلِهِ: إِنَّ اللَّاتَ وَالْعُزَّى يَشْفَعَانِ لَهُ عِنْد اللَّه يَوْم الْقِيَامَة. وَقِيلَ: إِنَّ ذَلِكَ كَانَ قَوْل كَافَّة عَبَدَة الْأَوْثَان. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ. 10578 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ: ثَنَا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: أَمَّا قَوْله: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء} فَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْآلِهَة ; لِأَنَّهُمْ شُفَعَاء يَشْفَعُونَ لَهُمْ عِنْد اللَّه ; وَأَنَّ هَذِهِ الْآلِهَة شُرَكَاء لِلَّهِ. 10579 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنِي حَجَّاج , قَالَ: قَالَ اِبْن جُرَيْج: أَخْبَرَنِي الْحَكَم بْن أَبَان عَنْ عِكْرِمَة , قَالَ: قَالَ النَّضْر بْن الْحَارِث: سَوْفَ تَشْفَع لِي اللَّاتَ وَالْعُزَّى! فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة}. . . إِلَى قَوْله: {شُرَكَاء}.
لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}. يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ قِيله يَوْم الْقِيَامَة لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ بِهِ الْأَنْدَاد: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} يَعْنِي: تَوَاصُلهمْ الَّذِي كَانَ بَيْنهمْ فِي الدُّنْيَا , ذَهَبَ ذَلِكَ الْيَوْم , فَلَا تَوَاصُل بَيْنهمْ وَلَا تَوَادّ وَلَا تَنَاصُر , وَقَدْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا يَتَوَاصَلُونَ وَيَتَنَاصَرُونَ فَاضْمَحَلَّ ذَلِكَ كُلّه فِي الْآخِرَة , فَلَا أَحَد مِنْهُمْ يَنْصُر صَاحِبه وَلَا يُوَاصِلهُ. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ. 10580 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِم , قَالَ: ثَنَا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} الْبَيْن: تَوَاصُلهمْ. - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ: ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} قَالَ: تَوَاصُلهمْ فِي الدُّنْيَا. 10581 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} قَالَ: وَصْلكُمْ. - وَحَدَّثَنَا الْحَسَن بْن يَحْيَى ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/410)
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} قَالَ: مَا كَانَ بَيْنكُمْ مِنْ الْوَصْل. 10582 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَة بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} يَعْنِي: الْأَرْحَام وَالْمَنَازِل. 10583 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ: ثَنَا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} يَقُول: تَقَطَّعَ مَا بَيْنكُمْ. 10584 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ}: التَّوَاصُل فِي الدُّنْيَا. وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قَوْله: {بَيْنَكُمْ}. فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة نَصْبًا بِمَعْنَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ مَا بَيْنكُمْ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء مَكَّة وَالْعِرَاقِيِّينَ: " لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ " رَفْعًا , بِمَعْنَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ. و الصَّوَاب مِنْ الْقَوْل عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال: إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ بِاتِّفَاقِ الْمَعْنَى , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب الصَّوَاب , وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَب قَدْ تَنْصِب " بَيْن " فِي مَوْضِع الِاسْم , ذُكِرَ سَمَاعًا مِنْهَا: إِيَابِي نَحْوك وَدُونك وَسِوَاءَك , نَصْبًا فِي مَوْضِع الرَّفْع , وَقَدْ ذُكِرَ عَنْهَا سَمَاعًا الرَّفْع فِي " بَيْن " إِذَا كَانَ الْفِعْل لَهَا وَجُعِلَتْ اِسْمًا ; وَيُنْشَد بَيْت مُهَلْهَل: كَأَنَّ رِمَاحهمْ أَشْطَانُ بِئْرٍ بَعِيدٍ بَيْنُ جَالَيْهَا جَرُورِ بِرَفْعِ " بَيْن " إِذْ كَانَتْ اِسْمًا. غَيْر أَنَّ الْأَغْلَب عَلَيْهِمْ فِي كَلَامهمْ النَّصْب فِيهَا فِي حَال كَوْنهَا صِفَة وَفِي حَال كَوْنهَا اِسْمًا. وَأَمَّا قَوْله: {وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} فَإِنَّهُ يَقُول: وَحَادَ عَنْ طَرِيقكُمْ وَمِنْهَاجكُمْ مَا كُنْتُمْ مِنْ آلِهَتكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُ شَرِيك رَبّكُمْ , وَأَنَّهُ لَكُمْ شَفِيع عِنْد رَبّكُمْ , فَلَا يَشْفَع لَكُمْ الْيَوْم.
وعند القرطبي
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى
هَذِهِ عِبَارَة عَنْ الْحَشْر و " فُرَادَى " فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى الْحَال , وَلَمْ يَنْصَرِف لِأَنَّ فِيهِ أَلِف تَأْنِيث. وَقَرَأَ أَبُو حَيْوَة " فُرَادًا " بِالتَّنْوِينِ وَهِيَ لُغَة تَمِيم , وَلَا يَقُولُونَ فِي مَوْضِع الرَّفْع فُرَاد. وَحَكَى أَحْمَد بْن يَحْيَى " فُرَاد " بِلَا تَنْوِين , قَالَ: مِثْل ثُلَاث وَرُبَاع. و " فُرَادَى " جَمْع فُرْدَان كَسُكَارَى جَمْع سَكْرَان , وَكُسَالَى جَمْع كَسْلَان. وَقِيلَ: وَاحِده " فَرْد " بِجَزْمِ الرَّاء , و " فَرِد " بِكَسْرِهَا , و " فَرَد " بِفَتْحِهَا , و " فَرِيد ". وَالْمَعْنَى: جِئْتُمُونَا وَاحِدًا وَاحِدًا , كُلّ وَاحِد مِنْكُمْ مُنْفَرِدًا بِلَا أَهْل وَلَا مَال وَلَا وَلَد وَلَا نَاصِر مِمَّنْ كَانَ يُصَاحِبكُمْ فِي الْغَيّ , وَلَمْ يَنْفَعكُمْ مَا عَبَدْتُمْ مِنْ دُون اللَّه. وَقَرَأَ الْأَعْرَج " فَرْدَى " مِثْل سَكْرَى وَكَسْلَى بِغَيْرِ أَلِف.
كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
أَيْ مُنْفَرِدِينَ كَمَا خُلِقْتُمْ. وَقِيلَ: عُرَاة كَمَا خَرَجْتُمْ مِنْ بُطُون أُمَّهَاتكُمْ حُفَاة غُرْلًا بُهْمًا لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْء. وَقَالَ الْعُلَمَاء: يُحْشَر الْعَبْد غَدًا وَلَهُ مِنْ الْأَعْضَاء مَا كَانَ لَهُ يَوْم وُلِدَ ; فَمَنْ قُطِعَ مِنْهُ عُضْو يُرَدّ فِي الْقِيَامَة عَلَيْهِ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْله: " غُرْلًا " أَيْ غَيْر مَخْتُونِينَ , أَيْ يُرَدّ عَلَيْهِمْ مَا قُطِعَ مِنْهُمْ عِنْد الْخِتَان.
وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/411)
أَيْ أَعْطَيْنَاكُمْ وَمَلَّكْنَاكُمْ. وَالْخَوْل: مَا أَعْطَاهُ اللَّه لِلْإِنْسَانِ مِنْ الْعَبِيد وَالنِّعَم.
وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ
أَيْ خَلْفكُمْ.
وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ
أَيْ الَّذِينَ عَبَدْتُمُوهُمْ وَجَعَلْتُمُوهُمْ شُرَكَاء يُرِيد الْأَصْنَام أَيْ شُرَكَائِي. وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: الْأَصْنَام شُرَكَاء اللَّه وَشُفَعَاؤُنَا عِنْده.
لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ
قَرَأَ نَافِع وَالْكِسَائِيّ وَحَفْص بِالنَّصْبِ عَلَى الظَّرْف , عَلَى مَعْنَى لَقَدْ تَقَطَّعَ وَصْلكُمْ بَيْنكُمْ. وَدَلَّ عَلَى حَذْف الْوَصْل قَوْله " وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ". فَدَلَّ هَذَا عَلَى التَّقَاطُع وَالتَّهَاجُر بَيْنهمْ وَبَيْن شُرَكَائِهِمْ: إِذْ تَبَرَّءُوا مِنْهُمْ وَلَمْ يَكُونُوا مَعَهُمْ. وَمُقَاطَعَتهمْ لَهُمْ هُوَ تَرْكهمْ وَصْلهمْ لَهُمْ ; فَحَسُنَ إِضْمَار الْوَصْل بَعْد " تَقَطَّعَ " لِدَلَالَةِ الْكَلَام عَلَيْهِ. وَفِي حَرْف اِبْن مَسْعُود مَا يَدُلّ عَلَى النَّصْب فِيهِ لَقَدْ تَقَطَّعَ مَا بَيْنكُمْ وَهَذَا لَا يَجُوز فِيهِ إِلَّا النَّصْب , لِأَنَّك ذَكَرْت الْمُتَقَطِّع وَهُوَ " مَا ". كَأَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ تَقَطَّعَ الْوَصْل بَيْنكُمْ. وَقِيلَ: الْمَعْنَى لَقَدْ تَقَطَّعَ الْأَمْر بَيْنكُمْ. وَالْمَعْنَى مُتَقَارِب. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " بَيْنُكُمْ " بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ اِسْم غَيْر ظَرْف , فَأُسْنِدَ الْفِعْل إِلَيْهِ فَرُفِعَ. وَيُقَوِّي جَعْل " بَيْن " اِسْمًا مِنْ جِهَة دُخُول حَرْف الْجَرّ عَلَيْهِ فِي قَوْله تَعَالَى: " وَمِنْ بَيْننَا وَبَيْنك حِجَاب " [فُصِّلَتْ: 5] و " هَذَا فِرَاق بَيْنِي وَبَيْنك " [الْكَهْف: 78]. وَيَجُوز أَنْ تَكُون قِرَاءَة النَّصْب عَلَى مَعْنَى الرَّفْع , وَإِنَّمَا نُصِبَ لِكَثْرَةِ اِسْتِعْمَاله ظَرْفًا مَنْصُوبًا وَهُوَ فِي مَوْضِع رَفْع , وَهُوَ مَذْهَب الْأَخْفَش ; فَالْقِرَاءَتَانِ عَلَى هَذَا بِمَعْنًى وَاحِد , فَاقْرَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْت.
وَضَلَّ عَنْكُمْ
أَيْ ذَهَبَ.
مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
أَيْ تَكْذِبُونَ بِهِ فِي الدُّنْيَا. رُوِيَ أَنَّ الْآيَة نَزَلَتْ فِي النَّضْر بْن الْحَارِث. وَرُوِيَ أَنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَرَأَتْ قَوْل اللَّه تَعَالَى: " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّل مَرَّة " فَقَالَتْ: يَا رَسُول اللَّه , وَاسَوْءَتَاهُ! إِنَّ الرِّجَال وَالنِّسَاء يُحْشَرُونَ جَمِيعًا , يَنْظُر بَعْضهمْ إِلَى سَوْءَة بَعْض؟ فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه لَا يَنْظُر الرِّجَال إِلَى النِّسَاء وَلَا النِّسَاء إِلَى الرِّجَال شُغِلَ بَعْضهمْ عَنْ بَعْض). وَهَذَا حَدِيث ثَابِت فِي الصَّحِيح أَخْرَجَهُ مُسْلِم بِمَعْنَاهُ.
انتهى
فهذه الآية اقف عندها كثيراً
اسأل الله أن يجعلها مذكرة لي إن نسيت ويغفر لي ولسائر المسلمين
والله أعلم
ـ[ام عمر المصري]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:53 ص]ـ
هم ايتان
ـ[ام عمر المصري]ــــــــ[18 - 08 - 07, 03:10 ص]ـ
الأية الأولي
{انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب} سورة الزمر
الأية الثانية
{قل هل ننبئكم بالأحسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في احياة الدنيا وهم يحسبون
أنهم يحسنون صنعا} سورة الكهف 103.104و
والله اني لأحس ان هذه الأية هي أخوف اية في كتاب الله
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 12:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً أختنا وبارك بكم
أما الآيات التي ببالي دائماً فهي:
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115 - سورة النساء)
قال السعدي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/412)
أي: ومن يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم ويعانده فيما جاء به {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} بالدلائل القرآنية والبراهين النبوية.
{وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} وسبيلهم هو طريقهم في عقائدهم وأعمالهم {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} أي: نتركه وما اختاره لنفسه، ونخذله فلا نوفقه للخير، لكونه رأى الحق وعلمه وتركه، فجزاؤه من الله عدلا أن يبقيه في ضلاله حائرا ويزداد ضلالا إلى ضلاله.
كما قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ}.
ويدل مفهومها على أن من لم يشاقق الرسول، ويتبع سبيل المؤمنين، بأن كان قصده وجه الله واتباع رسوله ولزوم جماعة المسلمين، ثم صدر منه من الذنوب أو الهّم بها ما هو من مقتضيات النفوس، وغلبات الطباع، فإن الله لا يوليه نفسه وشيطانه بل يتداركه بلطفه، ويمن عليه بحفظه ويعصمه من السوء.
والآية الأخرى:
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} (29 - سورة الفتح)
قال السعدي:
يخبر تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين والأنصار، أنهم بأكمل الصفات، وأجل الأحوال، وأنهم {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} أي: جادون ومجتهدون في عداوتهم، وساعون في ذلك بغاية جهدهم، فلم يروا منهم إلا الغلظة والشدة، فلذلك ذل أعداؤهم لهم، وانكسروا، وقهرهم المسلمون، {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} أي: متحابون متراحمون متعاطفون، كالجسد الواحد، يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، هذه معاملتهم مع الخلق، وأما معاملتهم مع الخالق فإنك {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} أي: وصفهم كثرة الصلاة، التي أجل أركانها الركوع والسجود.
{يَبْتَغُونَ} بتلك العبادة {فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} أي: هذا مقصودهم بلوغ رضا ربهم، والوصول إلى ثوابه.
{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} أي: قد أثرت العبادة -من كثرتها وحسنها- في وجوههم، حتى استنارت، لما استنارت بالصلاة بواطنهم، استنارت [بالجلال] ظواهرهم.
{ذَلِكَ} المذكور {مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ} أي: هذا وصفهم الذي وصفهم الله به، مذكور بالتوراة هكذا.
وأما مثلهم في الإنجيل، فإنهم موصوفون بوصف آخر، وأنهم في كمالهم وتعاونهم {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ} أي: أخرج فراخه، فوازرته فراخه في الشباب والاستواء.
{فَاسْتَغْلَظَ} ذلك الزرع أي: قوي وغلظ {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} جمع ساق، {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ} من كماله واستوائه، وحسنه واعتداله، كذلك الصحابة رضي الله عنهم، هم كالزرع في نفعهم للخلق واحتياج الناس إليهم، فقوة إيمانهم وأعمالهم بمنزلة قوة عروق الزرع وسوقه، وكون الصغير والمتأخر إسلامه، قد لحق الكبير السابق ووازره وعاونه على ما هو عليه، من إقامة دين الله والدعوة إليه، [ص 796] كالزرع الذي أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ، ولهذا قال: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} حين يرون اجتماعهم وشدتهم على دينهم، وحين يتصادمون هم وهم في معارك النزال، ومعامع القتال.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} فالصحابة رضي الله عنهم، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، قد جمع الله لهم بين المغفرة، التي من لوازمها وقاية شرور الدنيا والآخرة، والأجر العظيم في الدنيا والآخرة.
رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحشرنا معهم في الفردوس الأعلى بمنه ورحمته وكرمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو فريدة]ــــــــ[25 - 12 - 07, 12:46 ص]ـ
"يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه"
"ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً"
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين"
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[27 - 12 - 07, 07:01 ص]ـ
قوله عز وجل (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/413)
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 07:20 ص]ـ
الآيه التي دائماً أرددها .. وبترتيل الشيخ / عليّ جابر
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً).
وجزاكم الله خيراً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[27 - 12 - 07, 04:05 م]ـ
قوله تعالى " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"
نعمة من الله عظيمة!!!
ـ[أبو عبدالله البلوشي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:" وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
البقرة، 281.
يَعِظُ اللَّهُ عِبَاده وَيُذَكِّرهُمْ زَوَال الدُّنْيَا وَفَنَاء مَا فِيهَا مِنْ الْأَمْوَال وَغَيْرهَا وَإِتْيَان الْآخِرَة وَالرُّجُوع
إِلَيْهِ تَعَالَى وَمُحَاسَبَته تَعَالَى خَلْقه عَلَى مَا عَمِلُوا وَمُجَازَاته إِيَّاهُمْ بِمَا كَسَبُوا مِنْ خَيْر وَشَرّ
وَيُحَذِّرهُمْ عُقُوبَته.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:58 م]ـ
" مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين "
كان يرددها الرسول الأكرم عليه صلوات الله تعالى وسلم
إذا اشتد وطيس الوغى
وهي لجرحى المسلمين خير عزاء
أما الجزء الملون فصَعُب علي والله
ومدارج السالكين .. لابن الفيم أضخم تفسير لها
ـ[فائز السومحي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 10:20 م]ـ
(لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
لكن وللأسف أحيانا أقولها ولاأتفكر في معناها ....
ـ[مناهل]ــــــــ[27 - 12 - 07, 11:54 م]ـ
"ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقة من حيث لايحتسب *ومن يتوكل على الله فهو حسبة *ان الله بالغ أمرة قد جعل الله لكل شئ قدرا"
ـ[متفائلة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 07:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
قوله تعالى: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ}
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:28 م]ـ
"يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه"
"ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً"
"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين"
" ذلك يوم مجموع له الناس "
، أي: جمعوا لأجل ذلك اليوم للمجازاة، وليظهر لهم من عظمة الله وعدله العظيم ما به يعرفونه حق المعرفة.
" وذلك يوم مشهود "
أي: يشهده الله وملائكته، وجميع المخلوقين،
" وما نؤخره "
أي: إتيان يوم القيامة
" إلا لأجل معدود "
إذا انقضى أجل الدنيا وما قدر الله فيها من الخلق، فحينئذ ينقلهم إلى الدار الأخرى، ويجري عليهم أحكامه الجزائية، كما أجرى عليهم في الدنيا، أحكامه الشرعية.
" يوم يأت "
ذلك اليوم، ويجتمع الخلق
" لا تكلم نفس إلا بإذنه "
حتى الأنبياء، والملائكة الكرام، لا يشفعون إلا بإذنه،
" فمنهم "
أي: الخلق
" شقي وسعيد "
، فالأشقياء هم الذين كفروا بالله، وكذبوا رسله، وعصوا أمره، والسعداء هم: المؤمنون المتقون. وأما جزاؤهم
" فأما الذين شقوا "
أي: حصلت لهم الشقاوة، والخزي والفضيحة،
" ففي النار "
منغمسون في عذابها، مشتد عليهم عقابها،
" لهم فيها "
من شدة ما هم فيه
" زفير وشهيق "
وهو أشنع الأصوات وأقبحها.
" خالدين فيها "
أي: في النار التي هذا عذابها
" ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك "
أي: خالدين فيها أبدا، إلا المدة التي شاء الله أن لا يكونوا فيها، كما قاله جمهور المفسرين. فالاستثناء على هذا، راجع إلى ما قبل دخولها، فهم خالدون فيها جميع الأزمان، سوى الزمن الذي قبل الدخول فيها.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:31 م]ـ
قوله عز وجل (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون).
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق "
. أي: ألم يأت الوقت الذي به تلين قلوبهم، وتخشع لذكر الله، الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل من الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهذا فيه الحث على الاجتهاد، على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية، والأحكام الشرعية، كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك.
" ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد "
، أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب، والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولم يثبتوا، بل طال عليهم الزمان، واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم، وزال إيقانهم.
" فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون "
فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإنه سبب لقسوة القلب، وجمود العين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/414)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:34 م]ـ
الآيه التي دائماً أرددها .. وبترتيل الشيخ / عليّ جابر
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً).
وجزاكم الله خيراً
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا "
يخبر تعالى عن المنافقين بما كانوا عليه، من قبيح الصفات، وشنائع السمات. وأن طريقتهم مخادعة الله، تعالى، أي: بما أظهروه من الإيمان، وأبطنوه من الكفران. ظنوا أنه يروج على الله، ولا يعلمه، ولا يبديه لعباده، والحال أن الله خادعهم. فمجرد وجود هذه الحال منهم، ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم. وأي خداع أعظم، ممن يسعى سعيا، يعود عليه بالهوان والذل والحرمان؟ ويدل ـ بمجرده ـ على نقص عقل صاحبه، حيث جمع بين المعصية، ورآها حسنة، وظنها من العقل والمكر. فلله ما يصنع الجهل والخذلان بصاحبه ومن خداعه لهم يوم القيامة
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:36 م]ـ
قوله تعالى " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"
نعمة من الله عظيمة!!!
" قالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا "
بأن من علينا، وأوحى إلى قلوبنا، فآمنت به، وانقادت للأعمال الموصلة إلى هذه الدار، وحفظ الله علينا إيماننا وأعمالنا، حتى أوصلنا بها إلى هذه الدار، فنعم الرب الكريم، الذي ابتدأنا بالنعم، وأسدى من النعم الظاهرة والباطنة، ما لا يحصيه المحصون، ولا يعده العادون.
" وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله "
أي: ليس في نفوسنا قابلية للهدى، لولا أنه تعالى من علينا بهدايته واتباع رسله.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:38 م]ـ
(لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
لكن وللأسف أحيانا أقولها ولاأتفكر في معناها ....
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
، فأقر لله تعالى بكمال الألوهية، ونزهه عن كل نقص، وعيب، وآفة، واعترف بظلم نفسه وجنايته
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:40 م]ـ
بارك الله فيكم
قوله تعالى: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ}
" أتخشونهم "
في ترك قتالهم
" فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين "
. فالله أمركم بقتالهم، وأكد ذلك عليكم غاية التأكيد. فإن كنتم مؤمنين، فامتثلوا لأمر الله، ولا تخشوهم، فتتركوا أمر الله. ثم أمر بقتالهم وذكر ما يترتب على قتالهم من الفوائد، وكل هذا، حث وإنهاض للمؤمنين على قتالهم
ـ[متفائلة]ــــــــ[28 - 12 - 07, 04:43 م]ـ
" أتخشونهم "
في ترك قتالهم
" فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين "
. فالله أمركم بقتالهم، وأكد ذلك عليكم غاية التأكيد. فإن كنتم مؤمنين، فامتثلوا لأمر الله، ولا تخشوهم، فتتركوا أمر الله. ثم أمر بقتالهم وذكر ما يترتب على قتالهم من الفوائد، وكل هذا، حث وإنهاض للمؤمنين على قتالهم
إن طائفة من الناس تخشى الناس في الله، والله أحق أن تخشاه، قال تعالى:
{أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين} ..
ويقول: {فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}، ..
فأمر تعالى بالخوف منه ونهى عن الخوف من غيره سواء في الجهاد كما ذكرت أو في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوة، وعلق ذلك بالإيمان، فالمؤمن من خاف الله ولم يخف غيره، وغير المؤمن هو الذي يخاف من المخلوق أكثر من خوفه من الله تعالى، وهذا غير مقبول، إذ أن أزمة الأمور بيد الله تعالى لا بيد المخلوق، والنافع الضار هو الله تعالى لا أحد من البشر، ولو أراد الله وأراد البشر، فإرادة الله تعالى هي المتحققة لا إرادة البشر.
و الله أعلم
ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[28 - 12 - 07, 11:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
أما عني اخوتي فهناك آيتان قال تعالى:
{وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} هود90
وقال جلا وعلا
{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} البروج14
فانظر رحمني الله وإياك
كيف اقترنت صفة الرحمة مع المغفرة مع الود؟
وصفة الودود في القرآن لا توجد إلا في هاتين الآيتين.
قال الحسن في أصحاب الأخدود لما قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} البروج10 انظر إليه قتلوا أولياءه وهو يطمعهم في رحمته، فقل لي من لك بمثل هذا الود؟
ثم اقرأ الآن هذه الأية
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} مريم96جعلني الله وإياكم من أهل وده ومغفرته ورحمته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/415)
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[29 - 12 - 07, 02:47 م]ـ
1 - " ولقد نادانا نوحٌ فلنعم المجيبون"
أتذكر النداء فانادى واتذكر سابق إجابته فاستبشر
2 - " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم فى السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين"
أتذكر كم نعتدى ولولا دعاء الرسول لكان المسخ مثلهم
وأتذكر قول ابن القيم إت المسخ يقع على القلب فى هذه الامه فمنا من يُمسخ قلبه قلب قرد وهم المقلدون والراقصون ومنا من يمسخ قلبه قلب خنزير وهم من ليست لهم غيره على نسائهم ومنا من يُمسخ قلبه قلب طاووس وهم اصحاب العجب والرياء والغرور
ومنا من يمسخ قلبه قلب سبع وهم اصحاب البطش والسطو والظلم وهكذا فأخاف على قلبى واتفحصه
ـ[منى ريمة]ــــــــ[06 - 01 - 08, 09:15 م]ـ
{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}
ـ[عبد المتين]ــــــــ[07 - 01 - 08, 12:01 ص]ـ
قال تعالى: "و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"
"و الله غالب على أمره و لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون"
ـ[أبو اسماعيل الشافعي]ــــــــ[07 - 01 - 08, 01:30 ص]ـ
دعاء نبى الله يوسف-عليه الصلاة والسلام-"تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "
ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 06:14 م]ـ
قوله تعالى: و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضا السماوات و الأرض أعدت للمتقين , الذين ينفقون في السراء و الضراء
و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس , الله يحب المحسنين , ... إلى قوله و نعم أجر العاملين.
أسأل الله للجميع أن يكونوا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه, أيها الأخوة الفضلاء: الإخلاص
قال بعض السلف: ينبغي أن يتفرغ الإنسان لتعليم الناس الإخلاص.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 07:50 م]ـ
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد/16)
ـ[أبو عبد الله الخضيري]ــــــــ[09 - 01 - 08, 01:25 ص]ـ
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
ثم اقرأ الآن هذه الأية
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} مريم96جعلني الله وإياكم من أهل وده ومغفرته ورحمته
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "
هذا من نعمه على عباده، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح، أن يجعل لهم ودا أي: محبة وودادا في قلوب أوليائه، وأهل السماء والأرض، وإذا كان لهم من الخيرات، والدعوات، والإرشاد، والقبول، والإمامة، ما حصل، ولهذا ورد في الحديث الصحيح: «إن الله إذا أحب عبدا، نادى جبريل: إني أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض». وإنما جعل الله لهم ودا، لأنهم ودوه، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 07:54 ص]ـ
قال تعالى: "و قدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا"
"
" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل "
أي: أعمالهم التي رجوا أن تكون خيرا لهم، وتعبوا فيها.
" فجعلناه هباء منثورا "
أي: باطلا مضمحلا، قد خسروه، وحرموا أجره، وعوقبوا عليه، وذلك لفقده الإيمان، وصدروه عن مكذب لله ورسله، فالعمل الذي يقبله الله، هو ما صدر من المؤمن المخلص، المصدق للرسل المتبع، لهم فيه.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 07:56 ص]ـ
دعاء نبى الله يوسف-عليه الصلاة والسلام-"تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "
" فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما "
أي: أدم علي الإسلام وثبتني عليه حتى تتوفاني عليه، ولم يكن هذا دعاء باستعجال الموت،
" وألحقني بالصالحين "
من الأنبياء والأبرار والأصفياء الأخيار.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 08:07 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/416)
قوله تعالى: و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضا السماوات و الأرض أعدت للمتقين , الذين ينفقون في السراء و الضراء
و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس , الله يحب المحسنين , ... إلى قوله و نعم أجر العاملين.
أسأل الله للجميع أن يكونوا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه, أيها الأخوة الفضلاء: الإخلاص
قال بعض السلف: ينبغي أن يتفرغ الإنسان لتعليم الناس الإخلاص.
أمرهم تعالى بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التي عرضها السماوات والأرض فكيف بطولها التي أعدها الله للمتقين فهم أهلها وأعمال التقوى هي الموصلة إليها ثم وصف المتقين وأعمالهم فقال:
" الذين ينفقون في السراء والضراء "
أي: في عسرهم ويسرهم إن أيسروا أكثروا من النفقة وإن أعسروا لم يحتقروا من المعروف شيئا ولو قل
" والكاظمين الغيظ "
أي: إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم - وهو امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للانتقام بالقول والفعل - هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم
" والعافين عن الناس "
يدخل في العفو عن الناس العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل والعفو أبلغ من الكظم لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتخلى عن الأخلاق الرذيلة وممن تاجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم وإحسانا إليهم وكراهة لحصول الشر عليهم وليعفو الله عنه ويكون أجره على ربه الكريم لا على العبد الفقير كما قال تعالى:
" فمن عفا وأصلح فأجره على الله "
ثم ذكر حالة أعم من غيرها وأحسن وأعلى وأجل وهي الإحسان فقال [تعالى:]
" والله يحب المحسنين "
والإحسان نوعان: الإحسان في عبادة الخالق
[والإحسان إلى المخلوق فالإحسان في عبادة الخالق]
فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
وأما الإحسان إلى المخلوق فهو إيصال النفع الديني والدنيوي إليهم ودفع الشر الديني والدنيوي عنهم فيدخل في ذلك أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتعليم جاهلهم ووعظ غافلهم والنصيحة لعامتهم وخاصتهم والسعي في جمع كلمتهم وإيصال الصدقات والنفقات الواجبة والمستحبة إليهم على اختلاف أحوالهم وتباين أوصافهم فيدخل في ذلك بذل الندى وكف الأذى واحتمال الأذى كما وصف الله به المتقين في هذه الآيات فمن قام بهذه الأمور فقد قام بحق الله وحق عبيده
ثم ذكر اعتذارهم لربهم من جناياتهم وذنوبهم فقال:
" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم "
أي: صدر منهم أعمال [سيئة] كبيرة أو ما دون ذلك بادروا إلى التوبة والاستغفار وذكروا ربهم وما توعد به العاصين ووعد به المتقين فسألوه المغفرة لذنوبهم والستر لعيوبهم مع إقلاعهم عنها وندمهم عليها فلهذا قال:
" ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "
" أولئك "
الموصوفون بتلك الصفات
" جزاؤهم مغفرة من ربهم "
تزيل عنهم كل محذور
" وجنات تجري من تحتها الأنهار "
فيها من النعيم المقيم والبهجة والحبور والبهاء والخير والسرور والقصور والمنازل الأنيقة العاليات والأشجار المثمرة البهية والأنهار الجاريات في تلك المساكن الطيبات
" خالدين فيها "
لا يحولون عنها ولا يبغون بها بدلا ولا يغير ما هم فيه من النعيم
" ونعم أجر العاملين "
عملوا لله قليلا فأجروا كثيرا فعند الصباح يحمد القوم السري وعند الجزاء يجد العامل أجره كاملا موفرا
وهذه الآيات الكريمات من أدلة أهل السنة والجماعة على أن الأعمال تدخل في الإيمان خلافا للمرجئة وجه الدلالة إنما يتم بذكر الآية التي في سورة الحديد نظير هذه الآيات وهي قوله تعالى:
" سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله "
فلم يذكر فيها إلا لفظ الإيمان به وبرسله وهنا قال:
" أعدت للمتقين "
ثم وصف المتقين بهذه الأعمال المالية والبدنية فدل على أن هؤلاء المتقين الموصوفين بهذه الصفات هم أولئك المؤمنون
(137 - 138)
جزاكم الله خيرا على النصيحة
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 08:09 ص]ـ
قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد
" قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "
أي:
" قل "
قولا جازما به، معتقدا له، عارفا بمعناه.
" هو الله أحد "
، أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، والذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
" الله الصمد "
، أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه. الحليم الذي كمل في حلمه. الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه. ومن كماله، أنه
" لم يلد ولم يولد "
لكمال غناه،
" ولم يكن له كفوا أحد "
، لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى. فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
تم تفسير سورة الإخلاص ـ ولله الحمد والشكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/417)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 09:45 ص]ـ
توفيت أمي مساء أول أمس
فذهبنا صباح الأمس إلى قرية تبعد عن مدينتنا الاسكندرية ما يقرب من مائتي كيلومتر لدفنها حسب وصيتها
فوجدتني أردد رغماً عني طوال الرحلة قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
ادعوا لها بالرحمة
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 01 - 08, 03:00 م]ـ
رحمها الله واسكنها فسيح جنانه
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 03:33 م]ـ
إنا لله و انا إليه راجعون
رحمها المولى و أسكنها الفردوس الأعلى،و جعل قبرها روضة من رياض الجنة.
الدعاءَ الدعاء أخي،فما بر ولد أبويه بمثل الدعاء.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 01 - 08, 08:40 م]ـ
توفيت أمي مساء أول أمس
فذهبنا صباح الأمس إلى قرية تبعد عن مدينتنا الاسكندرية ما يقرب من مائتي كيلومتر لدفنها حسب وصيتها
فوجدتني أردد رغماً عني طوال الرحلة قوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)
ادعوا لها بالرحمة
" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم "
يخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك، تنشيطهم، والحث على الاقتداء بهم فقال:
" إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا "
أي: اعترفوا، ونطقوا، ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علما وعملا، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
" تتنزل عليهم الملائكة "
الكرام، أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار.
" ألا تخافوا "
على ما يستقبل من أمركم،
" ولا تحزنوا "
على ما مضى. فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل.
" وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون "
فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولا. ويقولون لهم أيضا ـ مثبتين لهم، ومبشرين ـ:
" نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة "
يحثونهم في الدنيا على الخير، ويزينونه لهم، ويرهبونهم عن الشر، ويقبحونه في قلوبهم، ويدعون الله لهم، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف، وخصوصا عن الموت وشدته، والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها على الصراط، وفي الجنة، يهنئونهم بكرامة ربهم، ويدخلون عليهم من كل باب
" سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "
. ويقولن لهم أيضا:
" ولكم فيها "
أي: في الجنة
" ما تشتهي أنفسكم "
قد أعد وهيىء.
" ولكم فيها ما تدعون "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/418)
أي: تطلبون من كل ما تتعلق به إرادتكم وتطلبونه من أنواع اللذات والمشتهيات، مما لا عين رأيت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
" نزلا من غفور رحيم "
أي: هذا الثواب الجزيل، والنعيم المقيم، نزل وضيافة
" من غفور "
غفر لكم السيئات.
" رحيم "
حيث وفقكم لفعل الحسنات، ثم قبلها منكم. فبمغفرته، أزال عنكم المحذور، وبرحمته، أنالكم المطلوب.
ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "
هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا. أي: كلاما وطريقة، وحالة
" ممن دعا إلى الله "
بتعليم الجاهلين، ووعظ الغافلين والمعرضين، ومجادلة المبطلين، بالأمر بعبادة الله، بجميع أنواعها، والحث عليها، وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه، وتقبيحه بكل طريق يوجب تركه. خصوصا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه، ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. ومن الدعوة إلى الله، تحبيبه إلى عباده، بذكر تفاصيل نعمه، وسعة جوده، وكمال رحمته، وذكر أوصاف كماله، ونعوت جلاله. ومن الدعوة إلى الله، التغريب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله، وسنه رسوله، والحث على ذلك، الحث على مكارم الأخلاق، والإحسان إلى عموم الخلق، ومقابلة المسيء بالإحسان، والأمر بصلة الأرحام، وبر الوالدين. ومن ذلك، الوعظ لعموم الناس، في أوقات المواسم، والعوارض، والمصائب، بما يناسب ذلك الحال، إلى غير ذلك، مما لا تنحصر أفراده، بما تشمله الدعوة إلى الخير كله، والترهيب من جميع الشر. ثم قال تعالى:
" وعمل صالحا "
أي: مع دعوته الخلق إلى الله، بادر هو بنفسه، إلى امتثال أمر الله، بالعمل الصالح، الذي يرضي ربه.
" وقال إنني من المسلمين "
أي: المنقادين لأمره، السالكين في طريقه. وهذه المرتبة، تمامها للصديقين، الذين عملوا على تكميل أنفسهم، وتكميل غيرهم، وحصلت لهم الوراثة التامة من الرسل. كما أن من شر الناس قولا، من كان من دعاة الضلال السالكين لسبله. وبين هاتين المرتبتين المتباينتين، اللتين ارتفعت إحداهما إلى أعلى عليين، ونزلت الأخرى، إلى أسفل سافلين، مراتب، لا يعلمها إلا الله، وكلها معمورة بالخلق
" ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون "
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
يقول تعالى:
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة "
أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات، لأجل رضا الله تعالى، وفعل السيئات والمعاصي، التي تسخطه ولا ترضيه. ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها
" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "
. ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو: الإحسان إلى من أساء إليك فقال
" ادفع بالتي هي أحسن "
أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه. فإن قطعك فصله، وإن ظلمك فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبا أو حاضرا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين. وإن هجرك، وترك خطابك، فطيب له الكلام، وابذل له السلام. فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة.
" فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
أي: كأنه قريب شفيق.
" وما يلقاها "
أي: وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة
" إلا الذين صبروا "
نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله. فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان؟ فإذا صبر الإنسان نفسه، وامتثل أمر ربه، وعرف جزيل الثواب وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله، لا تفيده شيئا، ولا تزيد العداوة إلا شدة، وأن إحسانه إليه ليس بواضع قدره، بل من تواضع لله رفعه، هان عليه الأمر، وفعل ذلك متلذذا مستحليا له.
" وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
لكونها من خصال خواص الخلق، التي ينال بها العبد، الرفعة في الدنيا والآخرة، التي هي من أكبر خصال مكارم الأخلاق.
اللهم يا حي يا قيوم يا أحد يافرد ياصمد أرحم والدة أخينا واسكنها الدرجات العلى من الجنة آمين ... اللهم وأربط على قلب ابنائها وبناتها يا أرحم الراحمين ....
فقد الأحبة عزيز
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 09:06 م]ـ
الأخ الفاضل/ أحمد يخلف
الأختان الكريمتان/ توبة، وطالبة العلم سارة
جزاكم الله خيراً، و أثابكم خيراً كثيراً
ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم
وأصدقكم القول لقد وقع دعاؤكم موقعاً مؤثراً من قلبي
بارك الله فيكم جميعاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/419)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[12 - 01 - 08, 09:27 م]ـ
أخبرتني زوجي بآية تتردد على لسانها دوماً وهي:
رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)
التفسير
وقوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} إخبار عنهم أنهم سيندمون على ما كانوا فيه من الكفر، ويتمنون لو كانوا مع المسلمين في الدار الدنيا.
ونقل السُّدِّيّ في تفسيره بسنده المشهور عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما من الصحابة: أن الكفار لما عُرضوا على النار، تمنوا أن لو كانوا مسلمين.
وقيل: المراد أن كل كافر يود عند احتضاره أن لو كان مؤمنا.
وقيل: هذا إخبار عن يوم القيامة، كما في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 27]
وقال سفيان الثوري: عن سلمة بن كُهَيْل، عن أبي الزعراء، عن عبد الله في قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} قال: هذا في الجُهنَمين إذ رأوهم يخرجون من النار.
وقال ابن جرير: حدثنا المثنى، حدثنا مسلم، حدثنا القاسم، حدثنا ابن أبي فَرْوة العَبْدي؛ أن ابن عباس وأنس بن مالك كانا يتأولان هذه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} يتأولانها: يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار. قال: فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا. قال: فيغضب الله لهم بفضل رحمته، فيخرجهم، فذلك حين يقول: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}
وقال عبد الرزاق: أخبرنا الثوري، عن حماد، عن إبراهيم، عن خصيف، عن مجاهد قالا يقول أهل النار للموحدين: ما أغنى عنكم إيمانكم؟ فإذا قالوا ذلك. قال: أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة. قال: فعند ذلك قوله: {[رُبَمَا] يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}
وهكذا روي عن الضحاك، وقتادة، وأبي العالية، وغيرهم. وقد ورد في ذلك أحاديث مرفوعة، فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا محمد بن العباس، هو الأخرم، حدثنا محمد بن منصور الطوسي، حدثنا صالح بن إسحاق الجهبذ دلني عليه يحيى بن معين حدثنا مُعَرّف بن واصل، عن يعقوب بن أبي نباتة عن عبد الرحمن الأغر، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم: لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار؟. فيغضب الله لهم، فيخرجهم، فيلقيهم في نهر الحياة، فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه، فيدخلون الجنة، ويسمَّون فيها الجهنميين" فقال رجل: يا أنس، أنت سمعتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال أنس: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار". نعم، أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا.
ثم قال الطبراني: تفرد به الجهبذ
الحديث الثاني: وقال الطبراني أيضا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو الشعثاء علي بن حسن الواسطي، حدثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فما أغنى عنكم الإسلام! فقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فسمع الله ما قالوا، فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا". قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِين رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}
ورواه ابن أبي حاتم، من حديث خالد بن نافع، به، وزاد فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم)، عوض الاستعاذة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/420)
الحديث الثالث: وقال الطبراني أيضا: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسحاق بن راهويه قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم أبو روق -واسمه عطية بن الحارث-: حدثني صالح بن أبي طريف قال: سألت أبا سعيد الخدري فقلت له: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}؟ قال: نعم، سمعته يقول: "يُخرج الله ناسا من المؤمنين من النار بعد ما يأخذ نقمته منهم"، وقال: "لما أدخلهم الله النار مع المشركين قال لهم المشركون: تزعمون أنكم أولياء الله في الدنيا، فما بالكم معنا في النار؟ فإذا سمع الله ذلك منهم، أذن في الشفاعة لهم فتشفع الملائكة والنبيون، ويشفع المؤمنون، حتى يخرجوا بإذن الله، فإذا رأى المشركون ذلك، قالوا: يا ليتنا كنا مثلهم، فتدركنا الشفاعة، فنخرج معهم". قال: "فذلك قول الله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} فيسمون في الجنة الجُهَنَّمِيِّين من أجل سَواد في وجوههم، فيقولون: يا رب، أذهب عنا هذا الاسم، فيأمرهم فيغتسلون في نهر الجنة، فيذهب ذلك الاسم عنهم"، فأقر به أبو أسامة، وقال: نعم.
الحديث الرابع وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا مسكين أبو فاطمة، حدثني اليمان بن يزيد، عن محمد بن حِمْير عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم من تأخذه النار إلى عنُقه، على قدر ذنوبهم وأعمالهم، ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج منها، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها، وأطولهم فيها مكثا بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى، فإذا أراد الله أن يخرجوا منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان، لمن في النار من أهل التوحيد: آمنتم بالله وكتبه ورسله، فنحن وأنتم اليوم في النار سواء، فيغضب الله لهم غضبا لم يغضبه لشيء فيما مضى، فيخرجهم إلى عين في الجنة، وهو قوله: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}. (تفسير القرآن العظيم لابن كثير)
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[12 - 01 - 08, 10:11 م]ـ
قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام:
{ ... فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (18) سورة يوسف
ملاحظة:
أتمنى كتابة المشاركات بخطوط وأحجام متقاربة .. فبعضها أتعبتنا قراءتها لشدة صغرها أو لخفة لونها!
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[13 - 01 - 08, 09:35 م]ـ
قالوا وا أئنك لأنت يوسف قال انا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
اتذكر كم ظلمنى حسادى وكم نصرنى الله عليهم
واقول " ابى الله إلا ان يًسجد الحاسد للمحسود كما سجد إخوة يوسف ليوسف"
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:20 م]ـ
قالوا وا أئنك لأنت يوسف قال انا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا انه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) (سورة يوسف)
واقول " ابى الله إلا ان يًسجد الحاسد للمحسود كما سجد إخوة يوسف ليوسف"
وهل يحل هذا في شرعنا؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[14 - 01 - 08, 02:40 ص]ـ
قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام:
{ ... فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (18) سورة يوسف
ملاحظة:
أتمنى كتابة المشاركات بخطوط وأحجام متقاربة .. فبعضها أتعبتنا قراءتها لشدة صغرها أو لخفة لونها!
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون "
أي: أما أنا، فوظيفتي سأحرص على القيام بها، وهي أني أصبر على هذه المحنة، صبرا جميلا، سالما من السخط والتشكي إلى الخلق، وأستعين الله على ذلك، لا على حولي وقوتي. فوعد من نفسه هذا الأمر وشكى إلى خالقه في قوله:
" إنما أشكو بثي وحزني إلى الله "
لأن الشكوى إلى الخالق، لا تنافي الصبر الجميل، لأن النبي، إذا وعد وفى.
أعتذر عن عدم وضوح الخط وعلى تعبكم لن تتكرر بإذن الله وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[14 - 01 - 08, 09:18 ص]ـ
أعتذر عن عدم وضوح الخط وعلى تعبكم لن تتكرر بإذن الله وجزاكم الله خيرا
أدام الله عليك حسن خلقك أختي الكريمة
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[16 - 01 - 08, 11:16 م]ـ
قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) (سورة يوسف)
وهل يحل هذا في شرعنا؟
هذا لا يحل فى شرعنا ولم اقصد السجود بذاته وهيئته ولكن اردت الاشاره الى نصر الله للمحسود وذل الحسد وفساد سعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/421)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[16 - 01 - 08, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد الحميد محمد
ـ[أبو عبدالله الحسيني الجوزجاني]ــــــــ[17 - 01 - 08, 07:45 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
الآية التي أكثر من ترديدها هي قوله تعالى:
[ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - 01 - 08, 08:18 م]ـ
قال تعالى: {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} الشورى43
قال صاحب الزبدة: ({ولمن صبر} على الأذى {وغفر} لمن ظلمه بعد إن انتصر لنفسه وتمكن من اخذ حقه {إن ذلك} الصبر والمغفرة {لمن عزم الأمور} أي الثبات فيها والرسوخ وعدم الانطلاق وراء شهوة الانتقام).قال الفضيل-رحمه الله-: (إذا أتاك رجل يشكوا إليك رجلا فقل يا أخي أعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى فإن قال, لا يحتمل قلبي العفو ولكن أنتصر كما أمرني الله عز وجل فقل له إن كنت تحسن أن تنتصر وألا فارجع إلى باب العفو فإنه باب واسع فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله وصاحب العفو ينام على فراشه بالليل وصاحب الانتصار يقلب الأمور)
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رجلا شتم أبا بكر رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقام فلحقه أبو بكر رضي الله عنه فقال يا رسول الله إنه كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله حضر الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله إلا أعزه الله تعالى بها ونصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة) ابن كثير ص2528. (ولمن صبر على الأذى وستر السيئة, إن ذلك من عزائم الأمور المشكورة والأفعال الحميدة التي أمر الله بها, ورتب لها ثوابا جزيلا وثناء حميدا).السعدي
ووصف رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في التوراة بأنه كان (يعفو ويغفر).وهذا حاله مع كفار قريش فهو القائل فيهم: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)
ـ[أبو مريم السويسي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 10:50 ص]ـ
(وما قدروا الله حق قدره .. )
لا في طاعاتنا، ولا في معاصينا
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 02:53 م]ـ
" ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و إن الظالمين بعضهم أولياء بعض و الله ولي المتقين " أقرأها دائما خصوصا لما أتعرض لإذاية من طرف بعض الجهات المبتدعة المحاربة للسنة على أئمة المساجد السلفيين.و كذا قوله تعالى: " إن شانئك هو الأبتر ".
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 03:19 ص]ـ
* إنما اشكوا بثي وحزني إلي الله
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[14 - 02 - 08, 11:09 ص]ـ
قال لا تخافا إننى معكما أسمع وأرى
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 01:23 م]ـ
" ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و إن الظالمين بعضهم أولياء بعض و الله ولي المتقين " أقرأها دائما خصوصا لما أتعرض لإذاية من طرف بعض الجهات المبتدعة المحاربة للسنة على أئمة المساجد السلفيين.و كذا قوله تعالى: " إن شانئك هو الأبتر ".
قوله تعالى: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر" الشريعة في اللغة: المذهب والملة. ويقال لمشرعة الماء - وهي مورد الشاربة -: شريعة. ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد. فالشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين؛ والجمع الشرائع. والشرائع في الدين: المذاهب التي شرعها الله لخلقه. فمعنى: "جعلناك على شريعة من الأمر" أي على منهاج واضح من أمر الدين يشرع بك إلى الحق. وقال ابن عباس: "على شريعة" أي على هدى من الأمر. قتادة: الشريعة الأم والنهي والحدود والفرائض. مقاتل: البينة؛ لأنها طريق إلى الحق. الكلبي: السنة؛ لأنه يستن بطريقة من قبله من الأنبياء. ابن زيد: الدين؛ لأنه طريق النجاة. قال ابن العربي: والأمر يرد في اللغة بمعنيين: أحدهما: بمعنى الشأن كقوله: "فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد" [هود: 97]. والثاني: أحد أقسام الكلام الذي يقابله الذي يقابله النهي. وكلاهما يصح أن يكون مرادا هاهنا؛ وتقديره: ثم جعلناك على طريقة من الدين وهي ملة الإسلام؛ كما قال تعالى: "ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين" [النحل: 123].
ولا خلاف أن الله تعالى لم يغاير بين الشرائع في التوحيد والمكارم والمصالح، وإنما خالف بينهما في الفروع حسبما علمه سبحانه.
قال ابن العربي: ظن بعض من يتكلم في العلم أن هذه الآية دليل على أن شرع من قبلنا ليس بشرع لنا؛ لأن الله تعالى أفرد النبي صلى الله عليه وسلم وأمته في هذه الآية بشريعة، ولا ننكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأمته منفردان بشريعة، وإنما الخلاف فيما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنه من شرع من قبلنا في معرض المدح والثناء هل يلزم اتباعه أم لا. "ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون" يعني المشركين. وقال ابن عباس: قريظة والنضير. وعنه: نزلت لما دعته قريش إلى دين آبائه.
الآية: 19 {إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين}
قوله تعالى: "إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا" أي إن اتبعت أهواءهم لا يدفعون عنك من عذاب الله شيئا. "وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض" أي أصدقاء وأنصار وأحباب. قال ابن عباس: يريد أن المنافقين أولياء اليهود. "والله ولي المتقين" أي ناصرهم ومعينهم. والمتقون هنا: الذين أتقوا الشرك والمعاصي.
الآية: 20 {هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون}
قوله تعالى: "هذا بصائر للناس" ابتداء وخبر؛ أي هذا الذي أنزلت عليك براهين ودلائل ومعالم للناس في الحدود والأحكام. وقرئ "هذه بصائر" أي هذه الآيات. "وهدى" أي رشد وطريق يؤدي إلى الجنة لمن أخذ به. "ورحمة" في الآخرة "لقوم يوقنون".
تفسير القرطبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/422)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 01:32 م]ـ
* إنما اشكوا بثي وحزني إلي الله
قال) لهم يعقوب (إنما أشكوا بثي) هو عظيم الحزن الذي لا يصبر عليه حتى يبث إلى الناس (وحزني إلى الله) لا إلى غيره فهو الذي تنفع الشكوى إليه (وأعلم من الله ما لا تعلمون) ومااكثر همومنا في هذا الزمان وماشكوانا الا الى الله.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 01:38 م]ـ
قال لا تخافا إننى معكما أسمع وأرى وحقيق بالمسلمين أن يكون فى ذاكرتهم وفى خلدهم: هذه الاية حتى ينتصروا لدينهم وعقيدتهم وينطلقوا بها والله معهم.
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[14 - 02 - 08, 05:07 م]ـ
قال رب اشرح لى صدرى
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 07:00 م]ـ
قال رب اشرح لى صدرى
الرسالة العظيمة، والمسؤولية الجسيمة بحاجة إلى سعة الصدر، والى الصبر والتوكل، والى الثقة بنصر الله والأمل بالمستقبل، وعدم اليأس وهذا يمثل اعظم درس لكل من أراد ان يسلك هذا الطريق، فمن لا يحمل قلبا واسعا لتحمل المصاعب والمشاق فلن يستطيع تبليغ الرسالة ولا يستطيع الوصول الى هدفه ومقصده.
yekhlef-ahmed@hotmail.com
ـ[أبو مريم السويسي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 04:54 م]ـ
{وما قدروا الله حق قدره}
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[15 - 02 - 08, 07:11 م]ـ
قال تعالى {ألا إلى الله تصير الأمور}
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[16 - 02 - 08, 07:39 ص]ـ
بوركت أخي أحمد على ما تفضلت به من تفسير خلال غيابي.
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[16 - 02 - 08, 01:56 م]ـ
" وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا "
ـ[الشريف أيمن النوفل الحسيني]ــــــــ[16 - 02 - 08, 02:01 م]ـ
- بسم الله الرحمن الرحيم -
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
- سورة يوسف آية 111 -
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[16 - 02 - 08, 06:35 م]ـ
{وما قدروا الله حق قدره}
من الجحود ان يجحد العبد ما تفضل عليه مولاه فلا يقدره حق قدره، و لا يشكره حق شكره، و لا يكون ذلك إلا لمن جهل حقيقة من أنعم عليه و تفضل، الواجب ان يعرف ذلك ويقف على حقيقة فقره وضعفه حتى يقدر الله حق قدره.
قال العِمادُ ابن كثير رحمه اللّه تعالى: يقول تعالى: ما قَدَر المشركون اللّه حقَّ قَدْره، حتى عبدوا معه غيره. وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادرُ على كلِّ شيء، المالكُ لكل شيء، وكلُّ شيء تحت قهره وقدرته.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - 02 - 08, 10:44 ص]ـ
قال تعالى {ألا إلى الله تصير الأمور}
ألا إلى الله تصير الامور بارتفاع الوسائط والانساب والتعلقات وفيه أن من تصير إليه الأمور ويرجع اليه الإنسان أحق بالطاعة و الإتباع.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[17 - 02 - 08, 02:46 م]ـ
" وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا "
الخطاب للناس عامة مسلمين و كافرين بدليل قوله في الآية التالية: «ثم ننجي الذين اتقوا» و الضمير في «واردها» يعود على النار
و الورود خلاف الصدور
قال تعالى: «إنكم و ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها»: الأنبياء: 99، و قوله في فرعون: «يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار»: هود: 98، و يدل عليه قوله في الآية التالية: «ثم ننجي الذين اتقوا و نذر الظالمين فيها جثيا» قال القرطبي واختلف الناس في الورود فقيل الورد الدخول روي عن جابر بن عبدالله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم "ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا" أسنده أبو عمر في كتاب "التمهيد" وهو قول ابن عباس وخالد بن معدان وابن جريج وغيرهم وروي عن يونس أنه كان يقرأ "وإن منكم إلا واردها" الورود الدخول على التفسير للورود فغلط فيه بعض الرواة فألحقه بالقرآن وفي الدرامي عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يرد الناس النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فمنهم كلمح البصر ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب المجد في رحله ثم كشد الرجل في مشيته) وروي عن ابن عباس أنه قال في هذه المسألة لنافع بن الأزرق الخارجي (أما أنا وأنت فلا بد أن نردها أما أنا فينجيني الله منها وأما أنت فما أظنه ينجيك لتكذيبك) وقد أشفق كثير من العلماء من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/423)
تحقق الورود والجهل بالصدر وقد بيناه في "التذكرة" وقالت فرقة الورود الممر على الصراط وروي عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار والسدي ورواه السدي ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وقاله الحسن أيضا قال (ليس الورود الدخول إنما تقول وردت البصرة ولم أدخلها قال فالورود أن يمروا على الصراط) قال أبو بكر الأنباري وقد بنى على مذهب الحسن قوم من أهل اللغة واحتجوا بقول الله تعالى: "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" قالوا: فلا يدخل النار من ضمن الله أن يبعده منها وكان هؤلاء يقرؤون "ثم" بفتح الثاء "ننجي الذين اتقوا" واحتج عليهم الآخرون أهل المقالة الأولى بأن معنى قوله: "أولئك عنها مبعدون" عن العذاب فيها والإحراق بها قالوا فمن دخلها وهو لا يشعر بها ولا يحس منها وجعا ولا ألما فهو مبعد عنها في الحقيقة ويستدلون بقوله تعالى "ثم ننجي الذين اتقوا" بضم الثاء فـ "ثم" تدل على نجاء بعد الدخول.
قلت وفي صحيح مسلم (ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة فيقولون اللهم سلم سلم) قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: (دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في نار جهنم) الحديث وبه احتج من قال إن الجواز على الصراط هو الورود الذي تضمنه هذه الآية لا الدخول فيها وقالت فرقة بل هو ورود إشراف واطلاع وقرب وذلك أنه يحضرون موضع الحساب وهو بقرب جهنم فيرونها وينظرون إليها في حالة الحساب ثم ينجي الله الذين اتقوا مما نظروا إليه ويصار بهم إلى الجنة "ونذر الظالمين" أي يؤمر بهم إلى النار قال الله تعالى "ولما ورد ماء مدين) أي أشرف عليه لا أنه دخله وقال زهير:
فلما وردن الماء زرقا جمامه وضعن عصي الحاضر المتخيم
وروت حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية) قالت فقلت يا رسول الله وأين قول الله تعالى "وإن منكم إلا واردها" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَمَهْ "ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا") أخرجه مسلم من حديث أم مبشر قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم عند حفصة الحديث ورجح الزجاج هذا القول بقوله تعالى "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" وقال مجاهد: ورود المؤمنين النار هو الحمى التي تصيب المؤمن في دار الدنيا، وهي حظ المؤمن من النار فلا يردها. روى أبو هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم عاد مريضا من وعك به فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أبشر فإن الله تبارك وتعالى يقول "هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار") أسنده أبو عمر قال: حدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر عن إسماعيل بن عبيدالله (عن أبي صالح) الأشعري عن أبي هريرة عن النبي عاد مريضا وفي كره وفي الحديث (الحمى حظ المؤمن من النار) وقالت فرقة الورود النظر إليها في القبر فينجي منها الفائز ويصلاها من قدر عليه دخولها، ثم يخرج منها بالشفاعة أو بغيرها من رحمة الله تعالى واحتجوا بحديث ابن عمر: (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي) الحديث وروى وكيع عن شعبة عن عبدالله بن السائب عن رجل عن ابن عباس أنه قال في قول الله تعالى: (وإن منكم إلا واردها) قال: هذا خطاب للكفار. وروي عنه أنه كان يقرأ "وإن منهم" ردا على الآيات التي قبلها في الكفار: قوله "فوربك لنحضرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منهم) (مريم: 68] وكذلك قرأ عكرمة وجماعة وعليها فلا شعب في هذه القراءة وقالت فرقة المراد بـ (منكم) الكفرة والمعنى قل لهم يا محمد وهذا التأويل أيضا سهل التناول والكاف في (منكم) راجحة إلى الهاء في (لنحشرنهم والشياطين. ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا) فلا ينكر رجوع الكاف إلى الهاء؛ فقد عرف ذلك في قوله عز وجل "وسقاهم ربهم شرابا طهورا. إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا" [الإنسان:21 - 22] معناه كان لهم فرجعت الكاف إلى الهاء. وقال الأكثر: المخاطب العالم كله بد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/424)
من ورود الجميع وعليه نشأ الخلاف في الورود وقد بينا أقوال العلماء فيه وظاهر الورود الدخول لقول عليه الصلاة والسلام (فتمسه النار) لأن المسيس حقيقته في اللغة المماسة إلا أنها تكون بردا وسلاما على المؤمنين وينجون منها سالمين قال خالد بن معدان: إذا دخل أهل الجنة الجنة قالوا ألم يقل ربنا إنا نرد النار؟ فيقال لقد وردتموها فألقيتموها رمادا.
قلت: وهذا القول يجمع شتات لأقوال فإن من وودها ولم تؤذه بلهبها وحرها فقد أبعد عنها ونجي منها نجانا الله تعالى منها وكرمه وجعلنا ممن وردها فدخلها سالما وخرج منها غانما. فان قيل: فهل يدخل الأنبياء النار؟ قلنا لانطلق هذا ولكن نقول: إن الخلق جميعا يردونها كما دل عليه حديث جابر أول الباب فالعصاة يدخلونها بجرائمهم، والأولياء والسعداء لشفاعتهم فبين الدخولين بون وقال ابن الأنباري محتجا لمصحف عثمان وقراءة العامة جائز في اللغة أن يرجع من خطاب الغيبة إلى لفظ المواجهة بالخطاب كما قال (وسقاهم ربهم شرابا طهورا. إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) فأبدل الكاف من الهاء. وقد تقدم هذا المعنى في (يونس).
الاستثناء في قوله عليه السلام (إلا تحلة القسم) يحتمل أن يكون استثناء منقطعا لكن تحلة القسم وهذا معروف في كلام العرب والمعنى ألا تمسه النار أصلا وتم الكلام هنا ثم ابتدأ (إلا تحلة القسم) أي لكن تحله القسم لابد منها في قوله تعالى "وإن منكم إلا واردها" وهو الجواز على الصراط أو الرؤية أو الدخول دخول سلامة، فلا يكون في ذلك شيء من مسيس لقوله عليه الصلاة والسلام (لا يموت لأحدكم ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار) والجنة الوقاية والستر ومن وقي النار سترعنها فلن تمسه أصلا ولو مسته لما كان موقى
هذا الحديث يفسر الأول لأن فيه ذكر الحسبة؛ ولذلك جعله مالك بأثره مفسرا له ويقيد هذا الحديث الثاني أيضا ماروا البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كان له حجابا من النار أو دخل الجنة) فقوله عليه السلام (لم يبلغوا الحنث) ومعناه عند أهل العلم لم يبلغوا الحلم ولم يبلغوا أن يلزمهم حنث دليل على أن أطفال المسلمين في الجنة والله أعلم لأن الرحمة إذا نزلت بآبائهم استحال أن يرحموا من أجل (من) ليس بمرحوم. وهذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة ولم يخالف في ذلك إلا فرقة شذت من الجبرية فجعلتهم المشيئة وهو قول مهجور مردود بإجماع الحجة الذين لا تجوز مخالفتهم، ولا يجوز على مثلهم إلى ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخبار الآحاد الثقات العدول؛ وأن قوله عليه الصلاة والسلام (الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه وأن الملك ينزل فيكتب أجله وعمله ورزقه) الحديث مخصوص، وأن من مات من أطفال المسلمين قبل الاكتساب فهو ممن سعد في بطن أمه ولم يثق بدليل الأحاديث والإجماع وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله تعالى عنها: (يا عائشة إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم وخلق النار وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم) ساقط ضعيف مردود بالإجماع والآثار وطلحة بن يحيى الذي يرويه ضعيف لا يحتج به وهذا الحديث مما انفرد به فلا يعرج عليه. وقد روى شعبة عن معاوية بن قرة بن إياس المزني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا من الأنصار مات له ابن صغير فوجد عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما يسرك ألا تأتى بابا من أبواب الجنة إلا وجدته يستفتح لك) فقالوا يا رسول الله أله خاصة أم للمسلمين عامة؟ قال (بل للمسلمين عامة) قال أبو عمر هذا حديث ثابت صحيح يعني ما ذكرناه مع إجماع الجمهور؛ وهو يعارض حديث يحيى ويدفعه قال أبو عمر: الوجه عندي في هذا الحديث وما أشبهه من الآثار أنها لمن حافظ على أداء فرائضه واجتنب الكبائر، وصبر واحتسب في مصيبته؛ فإن الخطاب لم يتوجه في ذلك العصر إلا إلى قوم الأغلب من أمرهم ما وصفنا وهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين وذكر النقاش عن بعضهم أنه قال: نسخ قوله تعالى "وإن منكم إلا واردها" قوله "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون" [الأنبياء:101] وهذا ضعيف، وهذا ليس موضع نسخ. وقد بينا أنه إذا لم تمسه النار فقد أبعد عنها وفي الخبر: (تقول النار للمؤمن يوم القيامة جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي).
قوله تعالى: "كان على ربك حتما مقضيا" الحتم إيجاب القضاء أي كان ذلك حتما. "مقضيا" أي قضاه الله تعالى عليكم وقال ابن مسعود أي قسما واجبا" ثم ننجي الذين اتقوا" أي نخلصهم "ونذر الظالمين فيها جثيا" وهذا مما يدل على أن الورود الدخول لأنه لم يقل وندخل الظالمين وقد مضى هذا المعنى مستوفى. والمذهب أن صاحب الكبيرة وإن دخلها فإنه يعاقب بقدر ذنبه ثم ينجو وقالت المرجئة لا يدخل. وقالت الوعيدية: يخلد وقد مضى بيان هذا في غير موضع وقرأ عاصم الجحدري ومعاوية بن قرة "ثم ننجي" مخففة من أنجى وهي قراءة حميد ويعقوب والكسائي وثقل الباقون وقرأ ابن أبي ليلى "ثمه" بفتح الثاء أي هناك و"ثم" ظرف إلا أنه مبني لأنه غير محصل فبني كما بني ذا؛ والهاء يجوز أن تكون لبيان الحركة فتحذف في الوصل ويجوز أن تكون لتأنيث البقعة فشبت في الوصل تاء.
yekhlef-ahmed@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/425)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 02 - 08, 01:37 م]ـ
الاستثناء في قوله عليه السلام (إلا تحلة القسم) يحتمل أن يكون استثناء منقطعا لكن تحلة القسم وهذا معروف في كلام العرب والمعنى ألا تمسه النار أصلا وتم الكلام هنا ثم ابتدأ (إلا تحلة القسم) أي لكن تحله القسم لابد منها في قوله تعالى "وإن منكم إلا واردها"
استدلالهم بالآية لتأويل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " إلا تحلة القسم " فيه نظر؛ أي يلزم منه كون قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} قسم، وبعض المحققين الخبراء بكلام العرب نفوا ذلك. والله أعلم
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[22 - 02 - 08, 02:51 م]ـ
و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم
ـ[بن جاسي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:32 م]ـ
.} {وقال الله لا تتخذوا الاهين اثنين انما هو اله واحد}. wysiwyg { background-attachment: scroll; background-repeat: repeat; background-position: 0% 0%; background-color: #f5f5ff; background-image: none; color: #000000; font-family: Tahoma; font-style: normal; font-variant: normal; font-weight: 400; font-size: 10pt; line-height: normal } p { margin: 0px; }
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 02 - 08, 01:54 م]ـ
و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم
سيظهر الندم في الدنيا لمن تفكر في عاقبة نشر الإشاعة، و يظهر في الآخرة للغافلين عندما يجدون السيئات أمثال الرجال قدكتبت عليهم.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 02 - 08, 02:04 م]ـ
.} {وقال الله لا تتخذوا الاهين اثنين انما هو اله واحد}.}
و الآية و ما بعدها تحتج على وحدانيته تعالى في الألوهية بمعنى المعبودية بالحق
و أن الدين له وحده ليس لأحد أن يشرع من ذلك شيئا و لا أن يطاع فيما شرع فالآية و ما بعدها في مقام التعليل لقوله: «و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين» إلى آخر الآية، و احتجاج على مضمونها و عود بعد عود إلى ما تقدم بيانه من التوحيد و النبوة اللذين ينكرهما المشركون.
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 03:32 م]ـ
الآية التي دائما أرددها من غير قصد هي قوله تعالى:ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق (50) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (51) قال الإمام ابن كثير
يقول تعالى: ولو عاينت يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار لرأيت أمرا عظيما هائلا فظيعا منكرا إذ {يضربون وجوههم وأدبارهم} ويقولون لهم {وذوقوا عذاب الحريق}
قال ابن جريج: عن مجاهد {أدبارهم} أستاههم قال يوم بدر قال ابن جريج: قال ابن عباس: إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم بالسيوف وإذا ولوا أدركتهم الملائكة يضربون أدبارهم
وقال ابن أبي نجيح: عن مجاهد في قوله {إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} يوم بدر
وقال وكيع: عن سفيان الثوري عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير عن مجاهد وعن شعبة عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير يضربون وجوههم وأدبارهم قال وأستاههم ولكن الله يكنى وكذا قال عمر مولى عفرة وعن الحسن البصري قال: قال رجل يا رسول الله: إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشوك قال [ذاك ضرب الملائكة] رواه ابن جرير وهو مرسل
وهذا السياق وإن كان سببه وقعة بدر ولكنه عام في حق كل كافر ولهذا لم يخصصه تعالى بأهل بدر بل قال تعالى: {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وفي سورة القتال مثلها وتقدم في سورة الأنعام قوله تعالى: {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم} أي باسطو أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربهم إذ استصعبت أنفسهم وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهرا وذلك إذ بشروهم بالعذاب والغضب من الله كما في حديث البراء أن ملك الموت إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة يقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم وظل من يحموم فتتفرق في بدنه فيستخرجونها من جسده كما يخرج السفود من الصوف المبلول فتخرج معها العروق والعصب ولهذا أخبر تعالى: أن الملائكة تقول لهم ذوقوا عذاب الحريق وقوله تعالى: {ذلك بما قدمت أيديكم} أي هذا الجزاء بسبب ما عملتم من الأعمال السيئة في حياتكم الدنيا جازاكم الله بها هذا الجزاء {وأن الله ليس بظلام للعبيد} أي لا يظلم أحدا من خلقه بل هو الحكم العدل الذي لا يجور تبارك وتعالى وتقدس وتنزه الغني الحميد ولهذا جاء في الحديث الصحيح عند مسلم رحمه الله من رواية أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول [يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه] ولهذا قال تعالى (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب (52)
والآية الأخرى هي قوله تعالى (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا. قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/426)
ـ[ابو الحسين الياس عبد الكريم]ــــــــ[27 - 02 - 08, 04:14 م]ـ
قال الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 02 - 08, 10:16 م]ـ
قال الله: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون)
" يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب "
يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهم وهو: الاستجابة لله وللرسول، أي: الانقياد لما أمر به والمبادرة إلى ذلك، والدعوة إليه، والاجتناب لما نهيا عنه، والانكفاف عنه، والنهي عنه. وقوله:
" إذا دعاكم لما يحييكم "
وصف ملازم، لكل ما دعا الله ورسوله إليه، وبيان لفائدته وحكمته، فإن حياة القلب والروح بعبودية الله تعالى، ولزوم طاعته، وطاعة رسوله، على الدوام. ثم حذر عن عدم الاستجابة لله وللرسول فقال:
" واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه "
فإياكم أن تردوا أمر الله، أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم فإن الله يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء، ويصرفها أنى شاء. فليكثر العبد من قول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب، اصرف قلبي إلى طاعتك».
" وأنه إليه تحشرون "
أي: تجمعون ليوم لا ريب فيه، فيجازى المحسن بإحسانه، والمسيء بعصيانه.
ـ[ابن العيد]ــــــــ[29 - 02 - 08, 05:46 ص]ـ
أردد هذه الآية:
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيهااسم الله كثيرا
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[29 - 02 - 08, 07:24 م]ـ
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام162
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:33 ص]ـ
أردد هذه الآية:
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيهااسم الله كثيرا
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض "
فيدفع الله بالمجاهدين في سبيله، ضرر الكافرين.
" لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد "
أي: لهدمت هذه المعابد الكبار، لطوائف أهل الكتاب، معابد اليهود، والنصارى، والمساجد للمسلمين.
" يذكر فيها "
أي: في هذه المعابد
" اسم الله كثيرا "
تقام فيها الصلوات، وتتلى فيها كتب الله، ويذكر فيها، اسم الله، بأنواع الذكر، فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لاستولى الكفار على المسلمين، فخربوا معابدهم، وفتنوهم عن دينهم، فدل هذا، أن الجهاد مشروع، لأجل دفع الصائل والمؤذي، ومقصود لغيره. ودل ذلك، على أن البلدان، التي حصلت فيها الطمأنينة بعبادة الله، وعمرت مساجدها، وأقيمت فيها شعائر الدين كلها، من فضائل المجاهدين وبركتهم، فبذلك دفع الله عنها الكافرين قال الله تعالى:
" ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين "
. . فإن قلت نرى الآن مساجد المسلمين عامرة لم تخرب، مع أنها كثير منها إمارة صغيرة، وحكومة غير منظمة، مع أنهم لا بد لهم بقتال من جاورهم من الإفرنج. بل نرى المساجد التي تحت ولايتهم وسيطرتهم، عامرة، وأهلها آمنون مطمئنون، مع قدرة ولاتهم، من الكفار على هدمها والله أخبر أنه لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، لهدمت هذه المعابد، ونحن لا نشاهد دفعا. أجيب، بأن جواب هذا السؤال والاستشكال، داخل في عموم هذه الآية، وفرد من أفرادها. فإن من عرف أحوال الدول الآن ونظامها، وأنها تعتبر كل أمة وجنس، تحت ولايتها، وداخل في حكمها، تعتبره عضوا من أعضاء المملكة، وجزء من أجزاء الحكومة، سواء كانت تلك الأمة مقتدرة بعددها أو عددها، أو مالها، أو علمها، أو خدمتها. فتراعي الحكومات، مصالح ذلك الشعب، الدينية والدنيوية، وتخشى إن لم تفعل ذلك، أن يختل نظامها، وتفقد بعض أركانها، فيقوم من أمر الدين بهذا السبب ما يقوم، خصوصا المساجد، فإنها ـ ولله الحمد ـ في غاية الانتظام، حتى في عواصم الدول الكبار. وتراعي تلك الدول، الحكومات المستقلة، نظرا لخواطر رعاياهم المسلمين مع وجود التحاسد والتباغض بين دول النصارى، الذي أخبر الله أنه لا يزال إلى يوم القيامة، فتبقى الحكومة المسلمة، التي لا تقدر على أن تدافع عن نفسها، سالمة من كثير ضررهم، لقيام الحسد عندهم، وفيما بينهم. فلا يقدر أحدهم، أن يمد يده عليها، خوفا من احتمائها بالآخر مع أن الله تعالى، لا بد أن يري عباده من نصر الإسلام والمسلمين، ما قد وعد به في كتابه. وقد ظهرت ولله الحمد، أسبابه، بشعور المسلمين بضرورة رجوعهم إلى دينهم، والشعور مبدأ العمل فنحمده، ونسأله أن يتم نعمته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/427)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:36 ص]ـ
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام162
قل إن صلاتي ونسكي "
أي: ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان، والجوارح، وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس، من المال، لما هو أحب إليها، وهو الله تعالى. ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله وأقواله.
" ومحياي ومماتي "
أي: ما آتيه في حياتي، وما يجريه الله علي، وما يقدر علي في مماتي. الجميع
" لله رب العالمين "
" لا شريك له "
في العبادة، كما أنه ليس له شريك في الملك والتدبير. ليس هذا الإخلاص لله، ابتداعا مني، وبدعا أتيته من تلقاء نفسي. بل
" وبذلك أمرت "
أمرا حتما، لا أخرج من التبعة، إلا بامتثاله
" وأنا أول المسلمين "
من هذه الأمة.
" قل أغير الله "
من المخلوقين
" أبغي ربا "
أي: يحسن ذلك ويليق بي، أن أتخذ غيره، مربيا ومدبرا والله رب كل شيء، فالخلق كلهم داخلون تحت ربوبيته، منقادون لأمره؟ فتعين علي وعلى غيري، أن يتخذ الله ربا، ويرضى به، ولا يتعلق بأحد من المربوبين الفقراء العاجزين. ثم رغب ورهب بذلك الجزاء فقال:
" ولا تكسب كل نفس "
من خير وشر
" إلا عليها "
كما قال تعالى:
" من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها "
" ولا تزر وازرة وزر أخرى "
بل كل عليه وزر نفسه. وإن كان أحد قد تسبب في ضلال غيره ووزره، فإنه عليه وزر التسبب من غير أن ينقص من وزر المباشر شيء.
" ثم إلى ربكم مرجعكم "
يوم القيامة
" فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون "
من خير وشر، ويجازيكم على ذلك، أوفى الجزاء.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 02:49 ص]ـ
والله الموضوع جيد
ولكن الترديد عندي قد يختلف عن باقي الإخوة والأخوات لأن هذا يرتبط عندي بالسور التي أسمعها على الكمبيوتر من حين لآخر
ولكن يحضرني الآن أني أكرر هذه الآيات كثيرا
((اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون (1) ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون (2لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون (3)
((يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[05 - 06 - 08, 05:47 ص]ـ
موضوع مفيد، كتب الله الأجر لصاحبته تاما غير منقوص ..
رأيت فيما يرى النائم رجلا يقرأ قوله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ر بهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة ألئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ألئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا ومالحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب.
سمعتها بأحسن ترتيل وأداء، وعلمت أنها رسالة، فأصبحت أرددها دائما، وأسأل الله أن يعينني على العمل بها.
ـ[عبد المصور]ــــــــ[05 - 06 - 08, 06:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قول الله تعالى:
َتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (البقرة: 197)
ـ[طارق محمد سمير]ــــــــ[05 - 06 - 08, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله إنه لموضوع جيد و أكثر من جيد
فلكل منا مع ربه وقفات ومع كلامه علامات
كلما مر على أية وأستشعر أن ربه يكلمه وليس بينه وبينه ترجمان أحس بقشعريرة ليس لها مثيل وخاصة تلك الأيات التى يتحدث فيها الله تعالى عن نفسه وجلاله و وصفات كماله فالحمد لله الذى لم يكن له صاحبة ولا ولدا وتفرد بالعبودية وحده وتفرد بالألوهية وحده فهو الغنى عنا ونحن الفقراء إليه يتحبب إلينا بالنعم ونتبغض إليه بالذنوب وهو يعفو ويغفر سبحانه وتعالى
أما بالنسبة للأية التى دائما ما أكررها هى فواتح سورة العنكبوت حيث يقول الله تعالى
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)
وتأملوا أسماء الله تعالى والواردة بالأيات (الله , الله , الله , السميع , العليم , الله , غنى عن العالمين) سبحانه وتعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/428)
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:23 م]ـ
وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) سورة النحل
تفسير بن كثير:
ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ مَالِك النَّفْع وَالضُّرّ وَأَنَّ مَا بِالْعَبْدِ مِنْ رِزْق وَنِعْمَة وَعَافِيَة وَنَصْر فَمِنْ فَضْله عَلَيْهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ " ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ " أَيْ لِعِلْمِكُمْ أَنَّهُ لَا يَقْدِر عَلَى إِزَالَته إِلَّا هُوَ فَإِنَّكُمْ عِنْد الضَّرُورَات تَلْجَئُونَ إِلَيْهِ وَتَسْأَلُونَهُ وَتُلِحُّونَ فِي الرَّغْبَة إِلَيْهِ مُسْتَغِيثِينَ بِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرّ فِي الْبَحْر ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَان كَفُورًا ".
...
ومنذ فترة قصيرة فقط - والله المستعان - بدأت أنتبه للنداء ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ))
ـ[ابوصفوان السالم]ــــــــ[06 - 06 - 08, 06:41 م]ـ
"وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ"
آية لاتحتاج الى تفسير احتوت على امر ووعد ووعيد فهي كافيه لمن له قلب او القى السمع وهو شهيد وجزاكم الله خيرا
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 06 - 08, 09:34 م]ـ
والله الموضوع جيد
ولكن الترديد عندي قد يختلف عن باقي الإخوة والأخوات لأن هذا يرتبط عندي بالسور التي أسمعها على الكمبيوتر من حين لآخر
ولكن يحضرني الآن أني أكرر هذه الآيات كثيرا
((اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون (1) ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون (2لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون (3)
((يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم (1) يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2
" اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم "
هذا تعجب من حالة الناس، وأنهم لا ينجع فيهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير، وأنهم قد قرب حسابهم، ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة، والحال أنهم في غفلة معرضون أي: غفلة عما خلقوا له، وإعراض عما زجروا به. كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها ولدوا، وأن الله تعالى لا يزال يجدد لهم التذكير والوعظ، ولا يزالون في غفلتهم وإعراضهم، ولهذا قال:
" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث "
يذكرهم ما ينفعهم، ويحثهم عليه وما يضرهم، ويرهبهم منه
" إلا استمعوه "
سماعا، تقوم عليهم به الحجة.
" وهم يلعبون لاهية قلوبهم "
، أي: قلوبهم غافلة معرضة بمطالبها الدنيوية وأبدانهم لاعبة، قد اشتغلوا بتناول الشهوات، والعمل بالباطل، والأقوال الردية، مع أن الذي ينبغي لهم أن يكونوا بغير هذه الصفة، تقبل قلوبهم على أمر الله ونهيه، وتستمعه استماعا، تفقه المراد منه، وتسعى جوارحهم، في عبادة ربهم، التي خلقوا لأجلها، ويجعلون القيامة والحساب، والجزاء منهم على بال، فبذلك يتم لهم أمرهم وتستقيم أحوالهم، وتزكو أعمالهم. وفي معنى قوله:
" اقترب للناس حسابهم "
قولان: أحدهما: أن هذه الأمة، هي آخر الأمم، ورسولها، آخر الرسل، وعلى أمته تقوم الساعة، فقد قرب الحساب منها، بالنسبة لما قبلها، من الأمم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والساعة كهاتين، وقرن بين إصبعيه، السبابة والتي تليها». والقول الثاني: أن المراد بقرب الحساب الموت، وأن من مات، قامت قيامته، ودخل في دار الجزاء على الأعمال، وأن هذا تعجب من كل غافل معرض، لا يدري متى يفاجؤه الموت، صباحا أو مساء، فهذه حالة الناس كلهم إلا من أدركته العناية الربانية، فاستعد للموت وما بعده. ثم ذكر ما يتناجى به الكافرون الظالمون، على وجه العناد، ومقابلة الحق بالباطل، وأنهم تناجوا، وتواطؤوا فيما بينهم، أن يقولوا في الرسول صلى الله عليه وسلم، إنه بشر مثلكم، فما الذي فضله عليكم، وخصه من بينكم، فلو ادعى أحد منكم مثل دعواه، لكان قوله من جنس قوله، ولكنه يريد أن يتفضل عليكم، ويرأس فيكم، فلا تطيعوه، ولا تصدقوه، وأنه ساحر، وما جاء به من شاف القرآن، سحر، فانفروا عنه، ونفروا الناس، وقولوا:
" أفتأتون السحر وأنتم تبصرون "
هذا، وهم يعلمون أنه رسول الله حقا بما يشاهدون من الآيات الباهرة، ما لم يشاهده غيرهم، ولكن حملهم على ذلك، الشقاء والظلم والعناد. والله تعالى قد أحاط علما بما تناجوا به، وسيجازيهم عليه ولهذا قال:
" قال ربي يعلم القول "
الخفي والجلي
" في السماء والأرض "
أي: في جميع ما احتوت عليه أقطارهما
" وهو السميع "
لسائر الأصوات، باختلاف اللغات، على تفنن الحاجات
" العليم "
بما في الضمائر، وأكنته السرائر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/429)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 06 - 08, 09:38 م]ـ
موضوع مفيد، كتب الله الأجر لصاحبته تاما غير منقوص ..
رأيت فيما يرى النائم رجلا يقرأ قوله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ر بهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة ألئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض ألئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا ومالحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب.
سمعتها بأحسن ترتيل وأداء، وعلمت أنها رسالة، فأصبحت أرددها دائما، وأسأل الله أن يعينني على العمل بها.
يقول تعالى: مفرقا بين أهل العلم والعمل وبين ضدهم:
" أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق "
ففهم ذلك، وعمل به.
" كمن هو أعمى "
لا يعلم الحق، ولا يعمل به، فبينهما من الفرق، كما بين السماء والأرض، فحقيق بالعبد أن يتذكر ويتفكر، أي الفريقين أحسن حالا، وخير مآلا، فيؤثر طريقها، ويسلك خلف فريقها، ولكن ما كل أحد يتذكر ما ينفعه ويضره.
" إنما يتذكر أولوا الألباب "
أي: أولو العقول الرزينة، والآراء الكاملة، الذين هم، لب العالم، وصفوة بني آدم، فإن سألت عن وصفهم، فلا تجد أحسن من وصف الله لهم بقوله:
" الذين يوفون بعهد الله "
الذي عهده إليهم، والذي عاهدهم عليه من القيام بحقوقه كاملة موفرة، فالوفاء بها، توفيتها حقها، من التنمية لها، والنصح فيها، (و) تمام الوفاء بها، أنهم
" ولا ينقضون الميثاق "
أي: العهد الذي عاهدوا الله عليه، فدخل في ذلك، جميع المواثيق والعهود، والأيمان والنذور، التي يعقدها العباد. فلا يكون العبد من أولي الألباب، الذين لهم الثواب العظيم، إلا بأدائها كاملة، وعدم نقضها وبخسها.
" والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل "
وهذا عام في كل ما أمر الله بوصله، من الإيمان به، وبرسوله، ومحبته، ومحبة رسوله، والانقياد لعبادته وحده لا شريك له، ولطاعة رسوله. ويصلون آباءهم وأمهاتهم، ببرهم بالقول والفعل، وعدم عقوقهم، ويصلون الأقارب والأرحام، بالإحسان إليهم، قولا وفعلا. ويصلون ما بينهم وبين الأزواج، والأصحاب، والمماليك، بأداء حقهم، كاملا موفرا، من الحقوق الدينية والدنيوية. والسبب الذي يجعل العبد واصلا ما أمر الله به، أن يوصل خشية الله، وخوف يوم الحساب، ولهذا قال:
" ويخشون ربهم "
أي: يخافونه، فيمنعهم خوفهم منه، ومن القدوم عليه يوم الحساب، أن يتجرأوا على معاصي الله، أو يقصروا في شيء مما أمر الله به، خوفا من العقاب، ورجاء للثواب.
" والذين صبروا "
على المأمورات بامتثالها، وعن المنهيات بالانكفاف عنها، والبعد منها، وعلى أقدار الله المؤلمة، بعدم تسخطها. لكن بشرط أن يكون ذلك الصبر
" ابتغاء وجه ربهم "
لا لغير ذلك من المقاصد والأغراض الفاسدة، فإن هذا هو الصبر النافع، الذي يحبس به العبد نفسه، وطلبا لمرضاة ربه، ورجاء للقرب منه. والخطوة بثوابه، هو الصبر الذي من خصائص أهل الإيمان، وأما الصبر المشترك، الذي غايته التجلد، ومنتهاه الفخر، فهذا يصدر من البر والفاجر، والمؤمن والكافر، فليس هو الممدوح، على الحقيقة.
" وأقاموا الصلاة "
بأركانها، وشروطها، ومكملاتها، ظاهرا وباطنا،
" وأنفقوا من ما رزقناهم سرا وعلانية "
دخل في ذلك، النفقات الواجبة، كالزكوات، والكفارات، والنفقات المستحبة، وأنهم ينفقون، حيث دعت الحاجة إلى النفقة، سرا وعلانية،
" ويدرؤون بالحسنة السيئة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/430)
أي: من أساء إليهم، بقول أو فعل، لم يقابلوه بفعله، بل قابلوه بالإحسان إليه. فيعطون من حرمهم، ويعفون عمن ظلمهم، ويصلون من قطعهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، وإذا كانوا يقابلون المسيء بالإحسان، فما ظنك بغير المسيء؟
" أولئك "
الذين وصفت صفاتهم الجليلة، ومناقبهم الجميلة
" لهم عقبى الدار "
، فسرها بقوله:
" جنات عدن "
أي: إقامة، لا يزولون منها، ولا يبغون عنها حولا، لأنهم لا يرون فوقها، غاية لما اشتملت عليه من النعيم، والسرور، الذي تنتهي إليه المطالب والغايات. ومن تمام نعيمهم وقرة أعينهم، أنهم
" يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم "
من الذكور والإناث وكذلك النظراء والأشباه، والأصحاب، والأحباب، فإنهم من قبيل أزواجهم وذرياتهم،
" والملائكة يدخلون عليهم من كل باب "
يهنئونهم بالسلامة، وكرامة الله لهم ويقولون:
" سلام عليكم "
أي: حلت عليكم السلامة، والتحية من الله حصلت لكم، وذلك متضمن لزوال كل مكروه، ومستلزم لحصول كل محبوب.
" بما صبرتم "
أي: بسبب صبركم، وهو الذي أوصلكم إلى هذه المنازل العالية، والجنان الغالية،
" فنعم عقبى الدار "
. فحقيق بمن نصح نفسه، وكان لها عنده قيمة، أن يجاهدها، لعلها تأخذ من أوصاف أولي الألباب بنصيب، ولعلها تحظى بهذه الدار، التي هي منية النفوس، وسرور الأرواح، الجامعة لجميع اللذات والأفراح، فلمثلها فليعمل العاملون وفيها فليتنافس المتنافسون.
" والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع "
لما ذكر حال أهل الجنة، ذكر أن أهل النار، بعكس ما وصفهم به فقال عنهم:
" والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه "
أي: من بعد ما أكده عليهم على أيدي رسله، وغلظ عليهم، فلم يقابلوه بالانقياد والتسليم، بل قابلوه بالإعراض والنقض،
" ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل "
فلم يصلوا ما بينهم وبين ربهم بالإيمان والعمل الصالح، ولا وصلوا الأرحام ولا أدوا الحقوق، بل أفسدوا في الأرض، بالكفر والمعاصي، والصد عن سبيل الله، وابتغائها عوجا،
" أولئك لهم اللعنة "
أي: البعد والذم، من الله وملائكته، وعباده المؤمنين،
" ولهم سوء الدار "
وهي: الجحيم، بما فيها من العذاب الأليم. أي: هو وحده يوسع الرزق ويبسطه على من يشاء، ويقدره ويضيقه على من يشاء،
" وفرحوا "
أي: الكفار
" بالحياة الدنيا "
فرحا، أوجب لهم أن يطمئنوا بها، ويغفلوا عن الآخرة، وذلك لنقصان عقولهم،
" وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع "
أي: شيء حقير، يتمتع به قليلا، ويفارق أهله وأصحابه، ويعقبهم ويلا طويلا.
" ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب "
يخبر تعالى، أن الذين كفروا بآيات الله، يتعنتون على رسول الله، ويقترحون ويقولون:
" لولا أنزل عليه آية من ربه "
وبزعمهم أنها لو جاءت لآمنوا، فأجابهم الله بقوله:
" قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب "
أي: طلب رضوانه، فليست الهداية والضلالة بأيديهم، حتى يجعلوا ذلك متوقفا على الآيات، ومع ذلك فهم كاذبون، فلو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى، وحشرنا عليهم كل شيء قبلا، ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله، ولكن أكثرهم يجهلون. ولا يلزم أن يأتي الرسول بالآية، التي يعينونها، ويقترحونها، بل إذا جاءهم بآية، وتبين ما جاء به من الحق، كفى ذلك، وحصل المقصود، وكان أنفع لهم من طلبهم الآيات التي يعينونها، فإنها لو جاءتهم طبق ما اقترحوا، فلم يؤمنوا بها، لعاجلهم العذاب، ثم ذكر تعالى علامة المؤمنين فقال:
" الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله "
أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها.
" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
أي: حقيق بها، وحري أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أحلى، من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، هو ذكر العبد لربه، من تسبيح، وتهليل، وتكبير وغير ذلك. وقيل: إن المراد بذكر الله كتابه، الذي أنزله ذكرى للمؤمنين. فعلى هذا، معنى طمأنينة القلب بذكر الله: أنها حين تعرف معاني القرآن وأحكامه، تطمئن لها، فإنها تدل على الحق المبين، المؤيد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئن القلوب، فإنها لا تطمئن القلوب، إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب الله، مضمون على أتم الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب، التي لا ترجع إليه، فلا تطمئن بها، بل لا تزال قلقة من تعارض الأدلة، وتضاد الأحكام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/431)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[06 - 06 - 08, 09:47 م]ـ
قوله جل جلاله:
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}
رزقنا الله و إياكم تقواه في السر و العلن.
ـ[الطويلبة]ــــــــ[08 - 06 - 08, 09:12 ص]ـ
{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}
يقول السعدي رحمه الله تعالى: "أي: ذليلا منقادا، غير متعاص ولا ممتنع، الملائكة، والإنس، والجن وغيرهم، الجميع مماليك، متصرف فيهم، ليس لهم من الملك شيء، ولا من التدبير شيء".
تهون الغربة بتلاوة هذه الآية الكريمة التي تجعلك لا تخاف في الله لومة لائم لكونهم كلهم عبيد ليس لهم سلطان ولا ملك ولا شيء، نسأل الله الثبات والعافية.
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[08 - 06 - 08, 02:35 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا حتى يقول الرسول و الذين ءانوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب 214 البقرة
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين 142 آل عمران
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:49 م]ـ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) [الحج/2]
ـ[راجية عفو ربها]ــــــــ[15 - 06 - 08, 04:48 ص]ـ
بارك الله فيكِ اخيتى فى الله
بصراحة استمتع فعلا بترديد سورة ق وجزء الذاريات كاملا يوميا تقريبا لا يكاد يمر يوم دون ان اسمع هذا بصوت العجمى على الاقل مرتان يوميا
ولكن هناك آيات معينة بسورة ق لها وقع خاص فى داخل نفسى
1 - سورة ق الاية رقم 16
قال تعالى: "ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما نوسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد"
وفى تفسير الآية الكريمة
ان الوريد هو عرق كبير فى العنق اى ان المراد من هذا (اقرب اليه من روحه)
اى ان الله تعالى خلق الانسان ويعلم كل سريرة فى نفسه حتى لو لم يبح بها لاحد والله اقرب اليه من روحه
2 - سورة ق الآية رقم 19
قال تعالى: "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
وفى تفسير الآية
ان سكرة الموت هى غشيته وشدته التى تذهل العقل
وتحيد اى تميل عنه وتنفر
فالمراد انه لا مفر من الموت وسكراته مهما حدث ومهما كان الانسان يحاول الفرا والهروب منه ولكن لا فائدة فلكل منا اجل مسمى
عذرا على الاطالة
ـ[أبوخباب الدرعمي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 02:11 ص]ـ
قوله تعالى
"أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون , أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"
وها هي ذي مرتلة بصوت أحد عماليق مصرنا الحبيبة
الشيخ عبد الباسط هاشم
ـ[ياسر حياتلة]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:07 ص]ـ
السلام عليكم
موضوع جميل جدا (:
قوله تعالى (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 02:19 م]ـ
قوله جل شأنه
{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}
{منّ الله عليكم}: بالهداية فاهتديتم وأصبحتم مسلمين.
- أيسر التفاسير
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 08 - 08, 06:35 م]ـ
السلام عليكم
موضوع جميل جدا (:
قوله تعالى (ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} أي: كثير الرزق، الذي ما من دابة في الأرض ولا في السماء إلا على الله رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها، {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} أي: الذي له القوة والقدرة كلها، الذي أوجد بها الأجرام العظيمة، السفلية والعلوية، وبها تصرف في الظواهر والبواطن، ونفذت مشيئته في جميع البريات، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا يعجزه هارب، ولا يخرج عن سلطانه أحد، ومن قوته، أنه أوصل رزقه إلى جميع العالم، ومن قدرته وقوته، أنه يبعث الأموات بعد ما مزقهم البلى، وعصفت بترابهم (2) الرياح، وابتلعتهم الطيور والسباع، وتفرقوا وتمزقوا في مهامه القفار، ولجج البحار، فلا يفوته منهم أحد، ويعلم ما تنقص الأرض منهم، فسبحان القوي المتين.
__________
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 08 - 08, 06:38 م]ـ
قوله تعالى
"أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون , أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"
وها هي ذي مرتلة بصوت أحد عماليق مصرنا الحبيبة
الشيخ عبد الباسط هاشم
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى} أي: المكذبة، بقرينة السياق {أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} أي: عذابنا الشديد {بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ} أي: في غفلتهم، وغرتهم وراحتهم.
{أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} أي: أي شيء يؤمنهم من ذلك، وهم قد فعلوا أسبابه، وارتكبوا من الجرائم العظيمة، ما يوجب بعضه الهلاك؟!
{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} حيث يستدرجهم من حيث لا يعلمون، ويملي لهم، إن كيده متين، {فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} فإن من أمن من عذاب اللّه، فهو (1) لم يصدق بالجزاء على الأعمال، ولا آمن بالرسل حقيقة الإيمان.
وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ، على أن العبد لا ينبغي له أن يكون آمنا على ما معه من الإيمان.
بل لا يزال خائفا وجلا أن يبتلى ببلية تسلب ما معه من الإيمان، وأن لا يزال داعيا بقوله: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وأن يعمل ويسعى، في كل سبب يخلصه من الشر، عند وقوع الفتن، فإن العبد - ولو بلغت به الحال ما بلغت - فليس على يقين من السلامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/432)
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[06 - 08 - 08, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
موضوع رائع
(ماودعك ربك وما قلى) ...... ارددها عند الحزن
(رب انى لما انزلت الى من خير فقير) ارددها عند الحاجه
(رب لا تذرنى فردا وانت خير الوارثين) .... ارددها عند الشعور بالوحشه
(انا لله وانا اليه راجعون) ..... ارددها دائما
ـ[هشام هباز]ــــــــ[13 - 08 - 08, 10:08 م]ـ
قوله تعالى: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[16 - 08 - 08, 10:44 م]ـ
بارك الله في من اضاف هذه المشاركه وبارك الله في الاخوه جميعهم فكم تذكرنا وتدبرنامن المشاركات
اما بخصوص الايه التي اكررها كثيرا فهي الايه في سوره الانفال
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
نسال الله ان يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم امين
ـ[عاصم بن صفوت الشوادفى]ــــــــ[17 - 08 - 08, 04:31 ص]ـ
هذا نداء لكل من تحدثه نفسه بالمعصية والبعد عن الله تعالى بعد أن أنعم الله عليه بالصالحات و رفقة أهل الطاعات!
{قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا و نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ... الآية}!!
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[17 - 08 - 08, 04:37 ص]ـ
هذا نداء لكل من تحدثه نفسه بالمعصية والبعد عن الله تعالى بعد أن أنعم الله عليه بالصالحات و رفقة أهل الطاعات!
{قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا و نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ... الآية}!!
أحسنتم أحسن الله إليكم
وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ} أي: وننقلب بعد هداية الله لنا إلى الضلال، ومن الرشد إلى الغي، ومن الصراط الموصل إلى جنات النعيم، إلى الطرق التي تفضي بسالكها إلى العذاب الأليم. فهذه حال لا يرتضيها ذو رشد، وصاحبها {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأرْضِ} أي: أضلته وتيهته عن طريقه ومنهجه له الموصل إلى مقصده. فبقي {حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى} والشياطين يدعونه إلى الردى، فبقي بين الداعين حائرا وهذه حال الناس كلهم، إلا من عصمه الله تعالى، فإنهم يجدون فيهم جواذب ودواعي (1) متعارضة، دواعي (2) الرسالة والعقل الصحيح، والفطرة المستقيمة {يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى} والصعود إلى أعلى عليين.
ودواعي (3) الشيطان، ومن سلك مسلكه، والنفس الأمارة بالسوء، يدعونه إلى الضلال، والنزول إلى أسفل سافلين، فمن الناس من يكون مع داعي الهدى، في أموره كلها أو أغلبها، ومنهم من بالعكس من ذلك. ومنهم من يتساوى لديه الداعيان، ويتعارض عنده الجاذبان، وفي هذا الموضع، تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة.
وقوله: {قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى} أي: ليس الهدى إلا الطريق [ص 262] التي شرعها الله على لسان رسوله، وما عداه، فهو ضلال وردى وهلاك. {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} بأن ننقاد لتوحيده، ونستسلم لأوامره ونواهيه، وندخل تحت عبوديته، فإن هذا أفضل نعمة أنعم الله بها على العباد، وأكمل تربية أوصلها إليهم.
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[17 - 08 - 08, 05:03 ص]ـ
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب
انما الهكم الله الذي لا اله الا هو ... علما
ان الذين قالوا ربنا الله ..... غفور رحيم
ونزعنا مافي قلوبهم ... الاليم
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 08, 02:34 م]ـ
الأية:وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) الطلاق
و
الآية: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون" البقرة (28)
و
الآية " ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لايظلمون" الأحقاف (19)
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[25 - 08 - 08, 03:42 ص]ـ
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} الأعراف40
ـ[سارة الجزائرية]ــــــــ[25 - 08 - 08, 04:48 ص]ـ
الأيات التي ارددها دائما اوائل سورة العنكبوت:
(أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ *مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ *وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
**** ارددها دائما خاصة اذا عرض لي ابتلاء او فتنة فهي تثبتني وترفع همتي.
وكذا: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/433)
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[26 - 07 - 09, 11:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
مع أن الله سبحانه وتعالى نهى عن أنواع من الفرح المذموم بالدنيا وبالمال والجاه لعلمه بما تترك في نفس المؤمن من أذى وما تصمه به من كبر ومقت - كما هي حال قارون وسواه - فقد أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإرشاد المسلمين إلى كيفية الفرح المحمود الذي يحبه الله تعالى ويحب أصحابه
وهو الفرح بفضل الله وبرحمته
أخي طالب العلم - عندما ترى توفيقاً من الله لك بعمل صالح محمود - وترى فضلاً ورحمة في تيسير الأمور حسب ما ترجو من الخير - وترى العافية والتمكين في الأرض - عندما ترى الناس يدخلون في دين الله أفواجاً وينهلون من موارد العلم النافع ويتبعون علمهم بالعمل فقد حق لك أن تفرح وأمرك الله بذلك - وهذا الفضل والرحمة خير من مال تجمعه أو رصيد تكثره - فغيرك من أهل الأموال يفرحهم التكاثر ويلهيهم - وهذا النوع من الفرح بالتكاثر هو ما قال الله تعالى فيه على لسان قوم قارون: (إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين) - إن ما أعطاك الله من فضل ورحمة خير من ذلك وحق لك أن تفرح به
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[26 - 07 - 09, 12:04 م]ـ
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[26 - 07 - 09, 12:15 م]ـ
((فالله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين))
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 10:36 م]ـ
((فالله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين))
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} أي: يعلم حالي، وأرجو أن يرحمني، فيحفظه ويرده علي. الشيخ السعدي
ـ[أم سليم السلفية]ــــــــ[05 - 08 - 10, 10:10 ص]ـ
قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)} [طه: 124 - 125].
وقال: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)} [الجاثية:20]
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[05 - 08 - 10, 10:38 ص]ـ
قوله تعالى: {ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا ... } الآية
فكان أعظم أسباب البركة التقوى ..
وقوله تعالى (عن قارون): {قال إنما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوةً وأكثر جمعاً ولايسأل عن ذنوبهم المجرمون} الآيات.
فكان من أعظم وسائل الشكر نسبة النعمة إلى الله تعالى وأن من أعظم أسباب فقدانها بل وهلاكها نسبتها لغير الله تعالى ..
ـ[عبدالإله بن أبي عبدالإله]ــــــــ[05 - 08 - 10, 04:43 م]ـ
أما أنا فأتذكر:
(وإلى الله ترجع الأمور) مع قوله:
وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 08 - 10, 04:55 م]ـ
قوله تعالى: (يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)
و قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)
و سورة الفرقان كاملة خاصة قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)
و سورة التوبة كاملة كلها فهي سورة ممتعة و شيقة خاصة من الشيخ مشاري العفاسي الإصدار القديم(6/434)
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[05 - 08 - 10, 04:58 م]ـ
قوله تعالى: (يا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)
و قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)
و سورة الفرقان كاملة خاصة قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)
و سورة التوبة كاملة كلها فهي سورة ممتعة و شيقة خاصة من الشيخ مشاري العفاسي الإصدار القديم
و أوائل سورة العنكبوت
(أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ *مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ *وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)
ـ[أبو عبيدة الحربي]ــــــــ[07 - 08 - 10, 04:00 م]ـ
قول الله سبحانه وتعالى {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا هديتم إلى الله مرجعكم جميعاً ثم ينبئكم بما كنتم تعملون}
ـ[ناصر فرج العرفي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 03:06 ص]ـ
ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لايعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين
ـ[عبد الله العتابي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 03:43 ص]ـ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[08 - 08 - 10, 07:48 ص]ـ
و أوائل سورة العنكبوت
(أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ *وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ *أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ *مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ *وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)
و من أول قوله تعالى: (أفرأيت الذي تولى و أعطى قليلا و أكدى ... ) إلخ سورة النجم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/435)
ـ[مُحبة المدينة]ــــــــ[13 - 08 - 10, 06:19 ص]ـ
" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين"
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[13 - 08 - 10, 10:08 ص]ـ
أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ
ـ[أبو أحمد الصافوطي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 12:13 م]ـ
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا {10}
ـ[أبو مصعب الفيفي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:58 ص]ـ
الله يعطيكم العافية
الآيات هي:
(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:14 ص]ـ
جزاكم الله كل خيرٍ(6/436)
من المقدم قوله: القارئ ام الفقيه في احكام القران؟! و الى متى الصراع؟!
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:30 ص]ـ
لست من القراء، كما اني لست من الفقهاء، و ان كنت اجالس هؤلاء و هؤلاء، المس خلافا قويا بينهم، و في بعض الاحيان يصل الامر الى سوء الادب من احد الطرفين على الطرف الاخر.
فمن المقدم قوله في احكام القران، الفقيه ام القارئ.
و لماذا هذا الخلاف الحاد؟ و الى متى؟
رأيي الشخصي:
ان من اهم اسباب الخلاف ان القراء يتقنون صنعة لا يتقنها الفقهاء، فالقلة منهم من هو متخصص في القراءت او يقرأ على اقل الاحوال بقراءة مرضية من القراء.
فمن المسائل المختلف فيها:
هل التجويد متواترا ام لا؟
حكم القراءة بالتجويد، ما بين مؤثم و مبيح و مستحب؟
احكام الوقف و الابتداء؟
الحكم على بعض سنن القراءة كتكبير الختم ـ مثلا ـ؟
القراءة بالمقامات؟
و المسائل كثيرة المختلف فيها، و في بعض الاحيان يكون الخلاف حادا.
و انا لا اذكرها هنا لاخذ لابحث عن القول الراجح في المسألة، فكثير منها مسائل خلافية و بحثت في هذا الملتقى.
و للامانة و من خلال ما شاهدت ارى ان القراء اكثر حده، و يتهمون القراء انهم تطفلوا على تخصصهم، و يقولون ان المقدم هم اهل التخصص ..
بل ان القراء الخلاف بينهم حاد فيما بينهم، فقل ان تجد قارئا راضيا عن قارئ اخر
فما رأيكم ... من المقدم و من الاعلم
و من نتبع ...
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي
أعتقد أنه ليس للمقرئ أن يتكلم في المسائل التي ذكرتها ولا التي بمثلها ولا له أن يحكم بالوجوب ولا الاستحباب وإنما هو يعلمها أما حكمها فعند الفقيه ,ولهذا مسالك: المقرئ مهمته أن يوصل القرآن بلسانه كما سمعه بأذنه ويحافظ على الأدوات التي تساعد على ذلك فقط, ويحتاج في هذا إلى بعض العلوم مثل علم التجويد لكي يبسطه ويبينه, لكن الذي يحكم بوجوب حكم ما في التجويد يحتاج إلى إحاطة بالتفاسير والسنن ويحتاج إلى علوم الآلة مثل مصطلح الحديث والأصول وغيرها حتى يقوم باستنباط الحكم, وهل المقرئ يجيد هذا؟ لا أظن هذا خاصة في زماننا ,أما أسلافنا الأوائل فعلماء بالقراءات وعلماء بالحديث وغيرها , أما زعم القراء أن الفقهاء تتطفلوا لماذا لا نعكس عليهم قوهم أنهم هم المتطفلون ,إن من مهمته كما أسللفنا أن يسمع القرآن كما سمعه فما باله يريد أن يتدخل في الحكم على قواعده بالوجوب والاستحباب؟.
وما ذكرته عن اختلاف القراء فيما بينهم خير دليل على ما نقول.
لكن إذا اجتمع في رجل علم القراءات والتجويد وأدوات الاستنباط فهنا لا يقدم عليه أحدا.
هذا الذي ظهر لي والعلم عند الله لأن الحقيقة المسألة مهمة جدا تشكر أخي على طرحها ولعل المشايخ يفيدوننا.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:08 ص]ـ
قال ابن مسعود رضي الله عنه " كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير ويربو فيها الصغير ويتخذها الناس سنة فإذا غُيرَت قالوا: غُيرَت السنة قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: " إذا كثرت قراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثرت أمراؤكم وقلت أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة [وتفقه لغير الدين] ". رواه الدرامي (1/ 64) والحاكم (4/ 514 - 515) بسند صحيح.
من خلا ل هذا الحديث نعلم ـ والعلم لله ـ أن القراء عكس الفقهاء، إذا اقتصروا على القرآن فقط أماإذا تفقهوا كما كان قراء الصحابة فهم حينئذ قدجمعوا بين الفقه والقرآن ولذلك جاءعن ابن المسيب ( http://www.islamweb.net/ver2/library/showalam.php?ids=15990) قال قال عمر: رضي الله عنه إذا رأيتم القارئ يغشى السلطان فهو لص. وإذا رأيتموه يخالط الأغنياء فهو مراء.
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:32 ص]ـ
شكرا للاخوة
و لكن القراء يرون ان هذا تخصصهم، خصوصا و ان البعض منهم يجمع من القراءت علوم القران
فهم يرون ان القفهاء تدخلوا في امر لا يخصهم، و انهم هم اهل الاختصاص
صحيح ان ما ذكرتموه راي الفقهاء، لكني اعتقد ان للقراء راي اخر
و لعل من اشهر المسائل المختلف فيها حكم تعلم التجويد و حكم القراءة بدونه
بانتظار راي الاخوة القراء
ـ[رامى محمد]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:16 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخانا الحبيب على هذا الموضوع الهام والذى يشغل التفكير فعلا
خصوصا فى بعض المسائل مثل ما ذكرت من التكبير
فهو مذكور فى متون القراءات مثل الطيبة (طيبة النشر فى القراءات العشر)
وفى نفس الوقت ينكره (بعض) فطاحل أهل العلم ويعدونه من البدع
فهل الاعتبار هنا بالرواية الحديثية أم بالتواتر بين القراء؟؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 07 - 07, 09:24 م]ـ
ما زلنا لم نسمع راي القراء؟
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 10:24 ص]ـ
بورك فيكم
الخلاف مصدره ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يؤم القوم أقرؤهم .....
أما حقيقة الخلاف منشؤه عدم تحكيم الكتاب والسنة كما قال الله تعالى: " وإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله " وقوله صلى الله عليه وسلم ما ابتعد قوم على كتاب الله إلا أُتُوا الجدال أو كما قال
والتحقيق هو في قول الصحابة أنهم لم يكونوا يتجاوزون الآية من الكتاب حتى يعلمون ما فيها من العلم والعمل،
فهذه هي القراءة السنية التي أُهملت كثيرا اليوم، حتى أن المختلفين - و القراء على الأخص - لم يعطوا حق ما يحملوه في صدورهم من آداب، واستقراء أحوال الصحابة المقرئين يجدهم أفقه القوم؛ فهذا معاذ بن جبل أعلمهم بالحلال والحرام، وابن عباس حبر الأمة، وعلي بن أبي طالب إمام الفقهاء، وأبي بن كعب ...
قال تعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " وما أراه إلا فتنة سببها مخالفة الهدي النبوي في الإقراء والله الموفق للصواب.(6/437)
أحتاج بشدة لنسخة القرآن إنتاج شركة حرف
ـ[ابن زهران]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:34 م]ـ
الإخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أنا في أمس الحاجة إلى نسخة من القرآن الكريم على ملف وورد الذي كان من إنتاج شركة حرف ويا حبذا لو كان من غير فورمات.
ـ[بن ضويان]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله
موقع هتاف الإسلام فيه نسخة القرآن الكريم إنتاج شركة حرف وأيضاً فيه طريقة تنزيل الملف وهي طريقة سهلة إن شاء الله.
ـ[ابن زهران]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:02 م]ـ
أكرمك الله ياأخانا لو تضع لنا الرابط أو يحمله لنا أحد الإخوة وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن زهران]ــــــــ[22 - 10 - 07, 11:10 ص]ـ
للرفع:
ما زلت في الانتظار
وأسأل الله تعالى أن يجزل المثوبة لمن سعى في وضعه فالأمر في غاية الأهمية(6/438)
تقرير عن أعمال الملتقى الثالث للقرآن الكريم
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن أعمال الملتقى الثالث للقرآن الكريم
في إطار الاحتفاء بالقرآن الكريم، نظم المجلس العلمي المحلي بمكناس الملتقى الثالث للقرآن الكريم في موضوع: " النص القرآني: القراءة والتأويل"، تحت شعار: " أفلا يتدبرون القرآن؟ " أيام 09/ 10/11 جمادى الأولى 1428هـ. الموافق ل: 26/ 27/28 ماي 2007م. بقاعة ملحقة الإسماعيلية – الهديم- والمسجد الأعظم. وقد عرفت هذه التظاهرة العلمية مشاركة ثلة من العلماء والأساتذة الجامعيين والقراء المتميزين على المستوى المحلي والوطني، وتابع أشغالها جمهور من الأساتذة والخطباء والمرشدين وطلبة العلم وعموم المواطنين.
وتوزعت أعمال الملتقى – بالإضافة إلى الجلسة الافتتاحية- على ثلاث ندوات، ومحاضرتين، وصبحية وأمسية قرآنيتين.
وكان الافتتاح الذي حضره السيد المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية لجهة مكناس تافيلالت، بمحاضرة للسيد رئيس المجلس العلمي المحلي بمكناس الدكتور فريد الأنصاري، أكد فيها أن هذا الملتقى جاء احتفاء بالقرآن الكريم، وتشجيعا للناس على الاشتغال به، وتنبيها إلى مركزيته في العمل الإصلاحي، وبين أن وظيفة القرآن الكريم هو إحياء الأمة، وأن الاشتغال بالقرآن ولو في أدنى مستوياته يؤثر في حياة المسلمين، وينبت الخير في النفوس، ويقضي على الشرور فيها. ودعا إلى التداول الاجتماعي للقرآن الكريم، تعلما وتعليما.
وفي الفترة المسائية من يوم السبت 26ماي 2007 كانت الندوة الأولى في محور: قراءة النص القرآني: المفهوم والقضايا، تناول فيها المشاركون قضايا الخطاب القرآني بين حسن الفهم والاجتهاد في التطبيق، حيث ركز د عمر جدية على ضرورة التمكن من اللغة العربية وعلوم القرآن ومقاصد الشريعة ليستقيم الفهم، وركز على ضرورة فقه الواقع ومراعاة مآلات الأفعال أثناءتطبيق النص على الواقع.
وتناول الدكتور عبد الرحمن بودراع في موضوعه مفهوم السياق ضرورة الاستفادة من مناهج البحث الحديثة، بعد استصلاحها والإبقاء على الجوانب العلمية مجردة عن الإديولوجية، مؤكدا أن اللسانيات الحديثة تقدم منهجا متكاملا في فهم النص ومقاصد المتكلم، ومن ذلك مفهوم السياق بما هو بيئة لغوية وتداولية عامة، وباعتباره إطارا للفهم العام للخطاب القرآني، واضعا شروط إعماله في التفسير، والتي حددها في: ضرورة مراعاة اللغة المتداولة في عصر التنزيل بعيدا عن تغير دلالات الألفظ الذي حدث فيما بعد، ومجاوزة مدلول الكلمة إلى مركب الكلام بما يتيح لنا الوقوف على معنى اللفظة في السياق العام للكلام، ثم تتبع الكلمة القرآنية في مواردها المختلفة، كما تجلى ذلك في تفسير القرآن بالقرآن.
فيما تحدث د آيت سعيد الحسين عن قضايا قرآنية في قوله تعالى:" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". بين فيها أن هذا القرآن يهدي للتي هي أحسن في بناء الإنسان وتكوينه، ويهدي للتي هي أقوم في الصدع بالحق، ويهدي للتي هي أقوم في الأخلاق والمعاملات.
وفي صبحية الأحد 27ماي 2007 كانت الندوة الثانية في محور: اتجاهات ومناهج تأويل النص القرآني: رؤية نقدية. تناول فيها المتدخلون بالدراسة والنقد مناهج القراءات الجديدة للقرآن الكريم، وهكذا تحدث د سعيد شبار عن الخلفيات الموجهة للقراءات الجديدة للقرآن بين فيها أن أصحاب القراءات الجديدة تحكمهم خلفيات فكرية وإيديولوجية في قراءتهم للنص القرآني منها أن الحقيقة الدينية واحدة عند جميع الأديان، وأن ما أصاب الكتب المقدسة من تحريف مصيب القرآن الكريم. وأن هناك من يريد أن ينزع القداسة عن النص القرآني ليبقى نصا كباقي النصوص الأدبية من شعر ونثر. أما مصدر هذه المقولة فلخصها في ثلاثة مصادر:
- حركة النقد التي تعرضت لها الكتب المقدسة في الغرب، ورائد ذلك اسبنوزا الذي استطاع أن يقدم نقدا قويا لكتب العهدين القديم والجديد، فنزع القدسية عن هذه الكتب، وأصبح كل شيء قابل للتجربة. وهذا ما يحاوله بعض المفكرين العرب.
- الرؤية الاستشراقية التي ركزت على التشكيك في مصادر القرآن وأنه منقول عن الكتب اليهودية والنصرانية.
- مدرسة الحداثة وما بعد الحداثة التي قدمت رؤية قوية في تأويل النصوص، ودعت إلى أنسنة النص الديني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/439)
أما الدكتور محمد خروبات فتحدث فقدم نماذج تأويلية للقراءات الحديثة حيث تحدث عن كتاب:" تاريخ القرآن" لتيودور نولدكيه.
وتحدث الدكتور يحيى رمضان عن القراءة الهرميسية للوحي التي ألغت مقاصد صاحب النص، وأن اللغة عاجزة عن الإحاطة بدلالات النفس، وأن لا نهاية للدلالة. فتصبح النتيجة إلغاء النص وإفراغ ألفاظه من كل معنى.
ودعا المحاضرون في هذه الندوة إلى تقديم قراءة خاصة بالمسلمين للنص القرآني، وعدم الاكتفاء بنقد ما قدمه الآخر. وإلى ضرورة العمل الجماعي في الدراسات القرآنية.
وفي الفترة المسائية من نفس اليوم كانت الندوة الثالثة، ومحورها: مقاصد القرآن الكريم. تحدث فيها المحاضرون عن مقاصد القرآن في الإصلاح والتربية، وحفظ مصالح العباد في العاجل والآجل، وتحدث د زيد بوشعرة عن التسلسل المقاصدي في القرآن الكريم.
أما المحاضرات فتضمن الملتقى محاضرتين ليليتين:
- محاضرة ليلة السبت26 ماي2007 للشيخ محمد التجكاني، رئيس رابطة أئمة بلجيكا في موضوع: مقاصد القرآن، أبرز فيها أن هذا القرآن أنزل ليكون هدى للناس، وأن الذين يهتدون به هم المؤمنون به، ولذلك قال تعالى: "هدى للمتقين".ووقف طويلا على كيف استخرج القرآن هذه الأمة من الجاهلية والتخلف وجعلها خير أمة أخرجت للناس. وأثار الشيخ انتباه الحضور إلى واقع المسلمين اليوم، هل فعلا في مستوى الخيرية والشهادة على الناس؟ ونبه إلى أن الغربيين ينظرون إلى واقع المسلمين وحالهم مع القرآن الكريم، لا إلى ما يقوله المسلمون عن القرآن.
ودعا الشيخ التجكاني إلى الاشتغال بالقرآن الكريم تعلما وتعليما، والاستفادة من المؤسسات التي تسهر على تحفيظه وتعليمه.
- محاضرة ليلة الأحد 27 ماي2007 للدكتور الشاهد البوشيخي في موضوع: "الهدى المنهاجي في القرآن الكريم". تحدث فيها عن حاجة الأمة إلى الهدى المنهاجي لتنتقل من واقع التخلف إلى موقع الريادة والشهادة على الناس .. وأن استنباط هذا الهدى ضروري لتستأنف الأمة السير الحضاري وتقوم بوظيفتها في تيسير الذكر وتعمير الأرض وتسخير الكون. ثم تحدث عن لوازم الاستنباط التي تتلخص في التمكن من مقال النص القرآني ومقامه. ويتجلى ذلك في التمكن من اللسان العربي عبر التمكين للعربية في التعليم والإعلام والإدارة و الحياة العامة، إضافة إلى التحقق والتخلق بصفة الإيمان، ثم فقه الواقع لينزل النص التنزيل الصحيح.
ودعا الدكتور البوشيخي في نهاية محاضرته إلى التركيز على الهدى المنهاجي في الملتقيات العلمية والدراسات القرآنية.
هذا وقد كان كلام المحاضرين بليغا مؤثرا في قلوب الحاضرين الذين استمعوا وكأن على رؤوسهم الطير.
و في أمسية اليوم الثالث – الاثنين 28 ماي 2007 كان الجمهور المكناسي مع موعد مع أمسية قرآنية شارك فيها مجموعة من المقرئيين المتميزين على المستوى المحلي والوطني حيث شنفوا أسماع الحاضرين بقراءات عطرة خشعت لها القلوب، ثم وزعت شهادات تقديرية على ثلاث مؤسسات لتحفيظ القرآن والتعليم العتيق.(6/440)
هل يوجد على الشبكة كتاب:"رواية ورش"للشيخ الحصري
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:16 ص]ـ
أحتاج إلى هذا الكتاب هل يوجد على الشبكة:"رواية ورش"للشيخ الحصري
ولكم مني دعاء بظهر الغيب.
ـ[محمد لعويني]ــــــــ[25 - 11 - 08, 01:57 م]ـ
للرفع
ـ[أبو النعمان مصطفى]ــــــــ[25 - 11 - 08, 08:31 م]ـ
يوجد كتاب أحكام قراءة القرآن للشيخ الحصري بصيغة pdf وهو في موقع مزامير داود(6/441)
ترجمة شيخ القرّاء عامر السيد عثمان
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:13 ص]ـ
هو عامر بن السيد بن عثمان ولد بقرية ملامس مركز منيا القمح من أعمال محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية في 16 مايو سنة 1900م عالم مصري مبرز في علم التجويد والقراءات والرسم والضبط والفواصل حفظ القرآن الكريم على معلم القرية الشيخ عطية سلامة ثم في سنة 1911م ذهب إلى بلدة التَّلين مركز منيا القمح بالقرب من قرية ملامس فأخذ علم التجويد وطبقه برواية حفص عن عاصم على الأستاذ الجليل الشيخ إبراهيم موسى بكر البناسي كبير المقرئين في وقته ثم عرض عليه بعد ذلك القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة وأجازه بها وبرواية حفص من الشاطبية من قبل.
ثم رحل إلى القاهرة بعد ذلك وقرأ على العلامة المحقق الشيخ علي بن عبدالرحمن سبيع المقرئ الكبير بالقاهرة المحروسة فقرأ عليه القراءات العشر من طريق طيبة النشر إلى قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها} ثم انتقل الشيخ سُبيع إلى رحمة الله تعالى.
فاستأنف من جديد القراءة على تلميذ شيخه المذكور الأستاذ الجليل صاحب الفضيلة الشيخ همَّام قطب عبدالهادي فقرأ عليه القرآن كله بالقراءات العشر من طريق طيبة النشر وأجازه بها وذلك في عام 1927م.
ثم التحق بالأزهر الشريف طالباً فحصَّل كثيراً من العلوم العربية والشرعية وجلس للإقراء في منزله بالقاهرة ليقريء الناس التجويد والقراءات إلى أن اختبر مدرساً في قسم تخصص القراءات بكلية اللغة العربية بالأزهر سنة 1945م وظل هكذا إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1968م.
ثم عُين مفتشاً بمشيخة عموم المقاريء المصرية. ثم وكيلاً لتلك المشيخة، ثم عين شيخاً لعموم المقاريء بالديار المصرية سنة 1980م ولا يزال للآن شيخاً لعموم المقارئ أمدَّ الله في عمره نفعاً للمسلمين وذخراً لكتاب رب العالمين.
نشاط المترجم له العلمي في غير ما تقدم:
1 - أشرف على تسجيل المصاحف القرآنية المرتلة لمشاهير القراء في مصر مع آخرين في إذاعة جمهورية مصر العربية.
2 - عين عضواً لاختيار القراء الذين يقرؤون القرآن الكريم في الإذاعتين المرئية والمسموعة بجمهورية مصر العربية.
اشتغل بإلقاء المحاضرات في علم التجويد والقراءات في مختلف المدن المصرية مما كان له الأثر الطيب في نشر القراءات والتجويد وحسن الأداء.
تلامذة المترجم:
أما تلامذته فكثيرون يخطئهم العد ولا يأتي عليهم الحصر منهم:
1 - الأستاذ إبراهيم سالم مُحمَّدين وزير الصناعة بمصر.
2 - المهندس سليمان عبدالحي وزير النقل والمواصلات بمصر.
3 - الأستاذ حسن حسان مدير شركة الأهرامات بقطاع الجمعيات الاستهلاكية بمصر.
4 - فضيلة الشيخ سليمان إمام الصغير من خيرة علماء الأزهر ومدرسيه قرأ عليه القراءات الثلاث المتممة للقراءات العشر من طريق الدرة، وهذا الشيخ الجليل حضرت عليه في قسم القراءات مادة النحو والصرف وكذلك فقه الإمام الشافعي رضي الله عنه، وعمل أستاذاً مساعداً بجامعة أم القرى بمكة المشرفة إلى عهد قريب جدًّا.
5 - الشيخ محمود خليل الحصري القاريء المشهور بالقاهرة.
6 - الشيخ مصطفى إسماعيل القاريء المشهور بالقاهرة.
7 - الشيخ كامل يوسف البهتيمي القاريء المشهور بالقاهرة.
8 - الشيخ عبدالباسط عبدالصمد القاريء المشهور بالقاهرة.
9 - الشيخ محمد تميم الزعبي قرأ عليه القراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة.
10 - الشيخ أيمن سويد من دمشق قرأ عليه طيبة النشر.
11 - الشيخ محمد صلاح الدين كبَّارة المقرئ المشهور بطرابلس لبنان قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
12 - الشيخ كرامة الله البخاري من المدينة المنورة قرأ عليه القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة.
13 - الدكتور عوض عبدالمطلب أستاذ الجراحة بجامعة الأزهر كلية الطب قرأ القراءات السبع من الشاطبية.
14 - الدكتور محمد يوسف طبيب الأمراض النفسية بكلية الطب بطنطا.
وهذا ما دار بخلد الشيخ وأملاه علينا وفي الحقيقة قرأ عليه خلق كثير لا يحصون.
"ذِكر من قرأ على المترجم له في قسم تخصص القراءات بالأزهر". قرأ عليه في هذا القسم طلاب كثيرون نقتصر منهم على ما يلي:
1 - الشيخ عبدالرؤوف محمد مرعي.
2 - الشيخ عبدالرؤوف محمد سالم.
3 - الشيخ صادق قمحاوي رحمه الله تعالى.
4 - الشيخ رزق حبَّة.
5 - الشيخ محمود عمر سكَّر وغيرهم.
مؤلفات المترجم له:
من مؤلفاته في علم القراءات:
1 - فتح القدير شرح تنقيح التحرير مطبوع.
2 - نظم تنقيح فتح الكريم في أوجه القرآن العظيم من طريق الطيبة بالاشتراك مع شيخنا فضيلة الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات، والأستاذ الجليل الشيخ إبراهيم علي شحاته السمنُّودي.
3 - رسالة في رواية رويس عن يعقوب البصري من غاية ابن مهران.
4 - تحقيق لطائف الإشارات للعلامة القسطلاني شارح البخاري الجزء الأول والثاني.
ولا يزال المترجم له يُقريء القرآن الكريم بالقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة والطيبة ولا يزال الناس يرحلون إليها لينهلوا من علمه الفياض بارك الله فيه وألبسه رداء الصحة والعافية وأحسن له الحال والمآل.
أفدناه من المترجم له في يوم الاثنين 12 من شهر ربيع الأنور سنة 1403هـ بالمدينة المنورة حيث كان الشيخ في زيارة للمسجد النبوي الشريف وللسلام على سيد المرسلين سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وآلهم والحمد لله رب العالمين.
انظر هداية القاري للمرصفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/442)
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:19 ص]ـ
..... هو شيخ القراء بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ عامرالسيد عثمان - رحمه الله - فقد حباله الصوتية في السنوات السبع الأخيرة من حياته، و كان يدرس تلاميذه القراءة، فلا يفصح لهم إلا بشهيق و إيماء، ثم مرض مرض الوفاة، و كان طريح السرير الأبيض في المستشفى ففوجىء أهل المستشفى بالرجل المريض فاقد الحبال الصوتية يقعد و يدندن بكتاب الله، بصوت جهوري عذب، مدة ثلاث أيام ختم فيها القرآن من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، ثم أسلم الروح إلى بارئها ....
و ذكر هذه القصة الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه " تباريح " عن الشيخ محفوظ الشنقيطي، مدير عام العلاقات بمجمع الملك فهد.
اللّهمّ أكرمنا بحسن الخاتمة ....... آمييييييين
ـ[أسامة شهاب الدين]ــــــــ[01 - 06 - 07, 04:18 م]ـ
ومن تلاميذ الشيخ ايضا
الشيخ الدكتور على محمد النحاس قرا غليه الصغرى
الشيخ عرفان محمد ضبش الحامولى قرا عليه السبع الى مريم
وللشيخ النحاس قصيده شعر فى مدح الشيخ عامر انزلها لكم قريبا ا
ان شاء الله
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:40 ص]ـ
جازاك الله خيرا أخي الفاضل
وإنّا في شوق الى قراءة القصيدة ..
ـ[أبو المنذر طالب]ــــــــ[27 - 11 - 07, 02:07 ص]ـ
أخي العزيز توبة، غفرالله له ولوالديه، ولجميع المسلمين آمين.
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، من جهد مشكور، لكن لا يكن قصارى عملك مجرد النقل، فالشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله، وإن كان قد توسع في ترجمته بما ذكرت، إلا أن ترجمته كانت وليدة وقت، هو الآن قد تغير.
فهل الشيخ عامر هو حي الآن ليقال إنه شيخ عموم المقارئ المصرية؟.
ثم إذا أخذ رحمه الله عن شيخ سبيع، ثم استئناف ذلك على تلميذ شيخه همام قطب، ألم يتبادر إلى ذهنك أخي العزيز إشكال في ما يتبع ذلك من الإجازة كيف تكون، لتجيب عليه وتفيد إخوانك؟ إذ هنا تكمن الفائدة ويظهر البحث، والله أعلم.
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 04:28 م]ـ
بارك الله فيك .. أختنا الفاضلة
وللعلامة محمود الطناحي مقال رائع كتبه عن "شيخه" الشيخ عامر؛ فاقرؤوه في مقالاته التي نشرتها دار البشائر
ـ[توبة]ــــــــ[27 - 11 - 07, 05:17 م]ـ
أخي العزيز توبة، غفرالله له ولوالديه، ولجميع المسلمين آمين.
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، من جهد مشكور، لكن لا يكن قصارى عملك مجرد النقل، فالشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله، وإن كان قد توسع في ترجمته بما ذكرت، إلا أن ترجمته كانت وليدة وقت، هو الآن قد تغير.
فهل الشيخ عامر هو حي الآن ليقال إنه شيخ عموم المقارئ المصرية؟.
ثم إذا أخذ رحمه الله عن شيخ سبيع، ثم استئناف ذلك على تلميذ شيخه همام قطب، ألم يتبادر إلى ذهنك أخي العزيز إشكال في ما يتبع ذلك من الإجازة كيف تكون، لتجيب عليه وتفيد إخوانك؟ إذ هنا تكمن الفائدة ويظهر البحث، والله أعلم.
أخي الفاضل أنا اكتفيت بمجرد النقل في هذا الموضوع حقيقةً ... ،و لا أعلم إجابة عن سؤالكم .......
مالك الطيبي
بارك الله فيك .. أختنا الفاضلة
وللعلامة محمود الطناحي مقال رائع كتبه عن "شيخه" الشيخ عامر؛ فاقرؤوه في مقالاته التي نشرتها دار البشائر
وفيك بارك المولى،أخي الكريم.
ـ[أبو المنذر طالب]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:34 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز توبة على هذا التواضع، ولا عجب فالعلم نقل، ولكن بحقه، ثم هاهنا أقول قد تولى الشيخ عامر رحمه الله مشيخة القراء خلفا لتلميذه -ولا تستغربوا- الشيخ الحصري رحمه الله سنة 1980م، غير أني لعدم علمي بتاريخ وفاته، لا أستطيع الجزم بمن جاء بعده، ولعل الله ييسر ذلك فأتمه في وقته والله أعلم.
ـ[أبو المنذر طالب]ــــــــ[28 - 11 - 07, 05:47 م]ـ
إلى إخواني الكرام، قد اطلعت على ترجمة الشيخ عامر السيد عثمان رحمه الله في تتمة الأعلام (4/ 262)، أن الشيخ رحمه الله توفي سنة 1408هـ الموافق لـ 1988م، فالظاهر أنه كان شيخا للقراء إلى سنة وفاته، والله أعلم.
وقد يكون ولي غيره في حياته رحمه الله، خاصة بعض مرضه بالأحبال الصوتية، والله أعلم.
وواجب والحال هذه على من له فضل علم أن يدلي به.
ـ[أبو مارية المصري]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو المنذر طالب]ــــــــ[29 - 11 - 07, 04:04 م]ـ
إلى الأخ أبي مارية المصري حفظه الله؟ سلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:
للشيخ أحمد عيسى المعصراوي حفظه الله، ترجمة نشرت في المنتدى، وطلبي هلا تكرمت علينا والحال أنك مصري أن تفيدنا بتاريخ تولي الشيخ حفظه الله مشيخ المقارئ المصرية، فذلك يهمني جدا، ولو أفدت فائدة الحكيم بأن تطلعنا على ما لك من علم حول هذا المنصب، ما حقيقتها، ومن تناوب عليه، وتاريخ توليه، فلك مني الشكر الوافر، وأجر الجميع على الله.
ـ[عبدالرحمن المسيرى]ــــــــ[01 - 12 - 07, 05:30 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وتجاوز عن اسائته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/443)
ـ[عبد الرحمن أبو المثنى]ــــــــ[02 - 12 - 07, 01:12 ص]ـ
رحم الله الشيخ عامر عثمان وجمعنا به في عليين
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 12:26 م]ـ
أخي العزيز توبة، غفرالله له ولوالديه، ولجميع المسلمين آمين.
جزاك الله خيرا على ما تفضلت به، من جهد مشكور، لكن لا يكن قصارى عملك مجرد النقل، فالشيخ عبد الفتاح المرصفي رحمه الله، وإن كان قد توسع في ترجمته بما ذكرت، إلا أن ترجمته كانت وليدة وقت، هو الآن قد تغير.
فهل الشيخ عامر هو حي الآن ليقال إنه شيخ عموم المقارئ المصرية؟.
ثم إذا أخذ رحمه الله عن شيخ سبيع، ثم استئناف ذلك على تلميذ شيخه همام قطب، ألم يتبادر إلى ذهنك أخي العزيز إشكال في ما يتبع ذلك من الإجازة كيف تكون، لتجيب عليه وتفيد إخوانك؟ إذ هنا تكمن الفائدة ويظهر البحث، والله أعلم.
أخي الكريم، ألم تفطن أنه كان ينبغي أن تقول: (أختي الفاضلة توبة، غفر الله لها ولوالديها ... الخ)؟
وكذلك لم تفطن في مشاركتك الثانية. ابتسامة!
ـ[أبو المنذر طالب]ــــــــ[03 - 12 - 07, 12:23 م]ـ
سلام عليك ورحمة الله وبركاته:
وبعد رد السلام تقبل مني أحر ابتسامة، كفاء ما أمرت، والأمر في ما قلت كما ذكرت، ويرحم الله الأخت توبة، فلقد كان خطئي في حقها أعظم هفوة، فالصفح الصفح، فاللهم يارب توبة، تقبل منا التوبة.
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:51 م]ـ
لا عليك أخي الفاضل،فالأمر لا يستحق.
بارك الله فيكم.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[23 - 05 - 09, 10:58 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة
وكنت قد قرأت قصة وفاته قبل أكثر من 15 سنة
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[23 - 05 - 09, 11:59 م]ـ
السلام عليكم
شيخ شيوخنا العلامة الحبر وحيد عصره وفريد زمانه إمام الدنيا
يا شيخ عامر أنت (النشر) لأهل العشر (والإرشاد) للمبتدئ و (التذكرة) للمنتهي و (والعنوان) للتائه، و (العمدة) للحافظ))
مقتبس من ثناء للكتور الجكني حفظه الله
والسلام عليكم(6/444)
منتدى القرآن وعلومه في حاجة إلى تنقيح.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 06 - 07, 04:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
نرجو من الاخوة المشرفين الأفاضل مزيد العناية بهذا القسم ... فقد لاحظت أن جل المشاركات تتعلق بالمادة الصوتية ... أما المادة العلمية فقليلة ...
حبذا لو تفضلتم بإفراد ما يتعلق بالقراء والتسجيلات في مساحة خاصة ... وتخصيص مجال للمادة العلمية المحضة.
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى أبو عبد المعز
فهذا الموضوع فعلا كان يحتاج الى التنبيه عليه
ولعل الأفضل أن تكون هذه القراءات فى منتدى الدروس الصوتيه
وللعلم
فأنت أبو عبد المعز
وأنا ابن عبد المعز (ابتسامه)(6/445)
مارايكم فى هذه القراءه الجميله
ـ[أسامة شهاب الدين]ــــــــ[01 - 06 - 07, 04:55 م]ـ
سورة الغاشيه للشيخ عبد الباسط هاشم
حمل من هنا
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=UVseC9Bdb
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أسامة شهاب الدين]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:52 ص]ـ
وجزاك اخى محمد واشكرك لمرورك
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:05 م]ـ
يبدو ان الرابط اصبح لاغيا
الملف المطلوب تم حذفه لانه مخالف لشروط التحميل أو تم حذفه لتجوز المدة المسموح بها
ـ[أسامة شهاب الدين]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى ابو مسهر
وان شاء الله احمله وارفعه لكم الان ان شاء الله
ـ[زانها دينها]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:59 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. ونفع بما قدمت
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
هل يمكن رفع الملف مرة أخرى وجزاكم الله خيرا(6/446)
السامري صاحب العجل رباه سيدنا جبريل .. ما صحة هذا الأثر؟
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:30 م]ـ
إذا المرء لَم يخلق سعيدًا ii تحيَّرت عقول مربيه و خاب المؤمل
فموسى الذي رباه جبريل ii كافر وموسى الذي رباه فرعون مرسل
بعض المفسرين يستدلون بهذه الأبيات حين وقوفهم عند الآيات التي فيها ذكر السامري"من سورتي الأعراف وطه "
السامري: رجل من بني إسرائيل، لأن الذِّينَ عَبَروا البحر مع موسى هم بنو إسرائيل، واسْمُه موسى، وكان رباه جبريل ـ عليه السلام ـ؛ لأنه وُلِد في العام الذي يقتل أبناء بني إسرائيل، وكان فرعون يأمر بقتلهم عامًا وباستحيائهم عامًا؛ حتى لا ينقطع نسلهم؛ لأنهم خدم للأقباط، فولد السامري في العام المشؤوم على مواليدهم الذكور، فخافت أمُّه عليه القتل، فألقته في مغارة وتركته، فأرسل الله جبريل يتعهده بالتغذية، وقيل جعل الله له في أحد أصبعيه لبنًا وفي الآخر عسلا، فتارة يمتص هذا وتارة يمتص الآخر، وكان جبريل ـ عليه السلام ـ يتعهده في الحين بعد الحين، وذلك بإذن الله؛ لأمر يريده الله وهو فتنة بني إسرائيل به.
وفي كتب أخرىيأخذون بقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان السامري من قوم يعبدون البقر فوقع بأرض مصر فدخل في دين بني إسرائيل بظاهره وفي قلبه ما فيه من عبادة البقر وقيل: كان رجلا من القبط وكان جارا لموسى آمن به وخرج معه وقيل: كان عظيما من عظماء بني إسرائيل من قبيلة تعرف بالسامرة وهم معروفون بالشام قال سعيد بن جبير: كان من أهل كرمان.
بل وجدت خلال بحثي في الشبكة بعض المعاصرين، من يربط بينه وبين المسيح الدجال مستدلين بالإسرائيليات و محتجين بقوله تعالى في سورة طه {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ} وأقوال أخرى غيرها
ما هي أرجح الأقوال فيما جاء عن السامري؟ وما أصل الأبيات ومن قائلها؟ وهل كل ما جاء في ذكرلسامري في أقوال المفسرين هو من الإسرائليات؟
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:37 م]ـ
للرفع
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 - 07 - 07, 01:33 ص]ـ
دائما ,اذا ذكر فى القرآن اسما لشخص فهو اسم على مسمى كما نقول أى هو حقيقى صفة ومعنى. والسامرى اما أنه صاحب سامر القوم أى أنه من الحواه المهرجون الذين يجيدون الحيل وخداع السذج من الناس. أو منسوب لبلدة تسمى السامرة ,وكلاهما استنباط من القاعدة التى ذكرت ,أما كونه من أهل "كرمان"فهو قول على عهدة قائلة
أما ماذكرت فرغم وروده فى بعض الكتب الا أنه ينافى أصولا عده منها أن جبريل عليه السلام لا ينزل الا على الرسل بالوحى. وقصة مولده كأنها تعارض قصة موسى الرسول لتقلل من شأن الاعجاز فيها
ثم لم أقرأ لها سند قويا.وكنت سمعت أن البيتين لأحمد شوقى حسبما تسعفنى الذاكرة والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[27 - 07 - 07, 03:15 م]ـ
جازاكم الله الخير على هذه الإفادة، أخي الفاضل.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:24 ص]ـ
جاء فى تفسير القرطبى:روى فى قصص العجل ان السامرى واسمه موسى بن ظفر وينسب الى قريه تدعى سامرة
ولد عام قتل الابناء واخفته امه فى كهف جبل فغذاه جبريل عليه السلام فعرفه بذلك فاخذ حين عبر البحر على فرس وديق ليتقدم فرعون فى البحر -قبضه من اثر الرسول
وهو معنى قوله: فقبضت قبضه من اثر الرسول
وجاء فى تفسير الرازى: واختلفو فى ان السامرى كيف اختص برؤيه جبريل عليه السلام ومعرفته من بين سائر البشر.فقال ابن عباس فى روايه الكلبى انما عرفه لانه راه من صغرة وحفظه من القتل حين امرفرعون بقتل اولاد بنى اسرائيل
وجاء فى النكت والعيون للماوردى:
ذكر ابن عباس ان السامرى كان من قوم يعبدون البقر فكان حب ذلك لنفسه بعد اظهارة للاسلام وكان قد عرف جبريل لان امه حين خافت عليه ان يذبح خلفته فى غار واطبقت عليه وكان حبريل ياتيه فيغذيه باصبعه فلما راه حين عبر البحر عرفه فقبض قبضه من اثر فرسه وكان ابن مسعود يقرا: فقبضت قبضه من اثر الرسول
وذكر بن عاشور فى التحرير قصه مطوله للسامرى ونسبه ولماذا سمى بذلك .. وقال فى اخر القصه ان هذه لا يوجد فى كتب الاسرائيليات ولا اثر من السنه انما هى اقوال لبعض السلف ولعلها تسريب من بعض القصاصين ............ فارجع اليها ان كنت تريد الاستزاده ..
ذكر فى المحرر الوجيز ان روايه تربيه جبريل عليه السلام له قال القاضى ابو محمد انها ضعيفه
هذا ما وقفت عليه ... وانا اميل الى ما قاله الاخ مصطفى سعيد وفقه الله
وبالله التوفيق
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 08 - 07, 12:34 ص]ـ
بارك الله فيكم(6/447)
نُكَتٌ .. ومُلَحٌ .. وفَوائِدٌ مِنْ أَخبَارِ المفَسِّرِين
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:17 م]ـ
نُكَتٌ .. ومُلَحٌ .. وفَوائِدٌ مِنْ أَخبَارِ المفَسِّرِين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.
إن النظر في كتب التراجم والسِّير عظيمة النفع، وعلى النَّفس كبيرة الوقع؛ ذلكم أنها وسيلة لغاية سامية، وطريق إلى مقاصد غالية، سيَّما وأنَّ ربط المسلمين بعلمائهم يدخل من أفضل الأعمال؛ كيف لا، والغاية المنشودة من جرّاء ذلك أن ينتفع العباد من العلماء؛ فينتفعون من عِلْمِهم، و هَدْيِهم، وسَمْتِهم، وأخلاقهم، ويعرفون شيئاً عن عبادتهم، وتعظيمهم لربهم؛ فهم بحق أولى الناس إلى أن يُلتفت حولهم، ويُقبل عليهم، لعلّ الله أن يكتب نجاة عبدٍ من عباده بسبب كلمة سمعها وانتفع بها من هؤلاء العلماء؛ فالله درُّهم؛ أعلى الله شأنهم، وأشهدهم مع ملائكته في توحيده، والذي من أجله كان إرسال الرسل؛ فقال عزَّ من قائل:
(شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران: 18)
وإني في هذا المقام مَثَلي كمثل الحافظ بنِ خلِّكان رحمه الله حين قال في كتابه الماتع الرائع " وَفَيَات الأعيان " (1/ 20)
" ولكن ذكرتُ جماعة من الأفاضل الذين شاهدتهم، ونقلتُ عنهم أو كانوا في زمني ولم أرهم "
ثم قال مبيناً الحكمة من ذلك فقال: " ليطَّلِع على حالهم من يأتي بعدهم "
وقال أحد المؤرخين:
" إنَّ أحسن ما يجب أن يُعتنى به، ويُلم بجانبه بعد الكتاب والسنة؛ معرفة الأخبار وتقييد المناقب والآثار؛ ففيهما تذكرة وتقلُّب الدهر بأبنائه، وتنبيه أهل العلم الذي يجب أن تتبع أثارهم، وتُدَوَّن مناقبهم وأخبارهم؛ فيجِدّ الطالب ليلحق بهم " (موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر للحازمي (1/ 3))
وقال آخر: " إنَّ في ذكر تراجم العلماء وأحوالهم، ومناقبهم ومراتبهم فوائد نفيسة ومهمات جليلة "
وما كل هذا " إلا ليُقتدي بهم، ويُنسج على منوالهم، نسيج العلماء الفقهاء، مذكراً بمآثرهم وفضلهم، ومبيناً لمعالم القدوة في مسلكهم؛ ليكونوا منارات هدى، ومصابيح دجى، لما في سيرهم من آدابٍ، وعلومٍ، وفوائدَ، وأوابدَ، لا تجدها في الموسوعات ولا في المطوَّلات، ولما في مواقفهم من آثار خالدات، تحي القلوب وتشحذ الهمم ". (الجواهر الإكليلية في أعيان علماء ليبيا من المالكية للشريف (7))
وبعد هذا النقل:
فالحديث عن أهل العلم والعلماء والعناية بجانب حياتهم، وما فيه من العِبَر والدروس حديث ذو شجون؛ فمن أحوالهم نستفيد العِبر، ومن علمهم نستفيد الخبر، وما زال أهل العلم والعلماء في السلف والخلف يُصنِّفون ويُؤلِّفون في تراجم العلماء وأهل الفضل والمنقبة، بل لقد تنوَّعت تصانيفهم، وتلوَّنت مشاربهم في التأليف والكتابة.
فذا عالم يُؤلِّف عن مجموعة من العلماء في عصر من العصور.
وذاك يُسطِّر مصنفاً خاصاً كاملاً عن حياة عَلَمٍ من ا لأعلام.
وآخرُ ينفرد بتصنيف تراجمَ لعلماء برزوا في علوم خاصة؛ كالمحدِّثين، والفقهاء، والقضاة والقرّاء، وغيرهم، ومن طالع كتب السِّير والتراجم، يعلم صحة ما قيدته.
فمن الأول، " سير أعلام النبلاء " للإمام الحافظ الذهبي رحمه الله.
ومن الثاني، " العقود الدُّرِّية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيميّة " لتلميذه الحافظ محمد بن عبد الهادي الحنبلي رحم الله الجميع.
ومن الثالث؛ " ففي علماء القرّاء صنف الذهبي رحمه الله كتابه الموسوم " معرفة القراء الكبار "، وفي علماء الفقه من الفقهاء صنَّف العلماءُ، وتنوَّعت تصانيفهم؛ فتارة من جمع الفقهاء جملة وتفصيلا، وتارة من جمع علماء كلِّ مذهبٍ على حِدَةٍ.
فأبو الحسنات الَّلكْنَوي الحنفي رحمه الله صنَّف في علماء الحنفية في كتابه " الفوائد البهية في تراجم الحنفية "
ومن المالكية جاء ما صنَّفه القاضي عياض المالكي رحمه الله في كتابه " ترتيب المدارك وتقريب السالك لمعرفة أعلام مذهب الإمام مالك "؛ فأبدع فيه أيما إبداع.
والإمام السُّبكي الشافعي رحمه الله صنَّف في " طبقات الشافعية الكبرى ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/448)
ومن علماء الحنابلة سطَّرت يراعُ القاضي أبي يعلي رحمه الله في مصنفه " طبقات الحنابلة " وذيّل عليه الحافظ بن رجب الحنبلي رحمه الله " ذيل طبقات الحنابلة ".
إلى غير ذلك من التصانيف والمؤلفات التي عُنيت يتراجم العلماء وأهل المنقبة في الإسلام في شتى فنون العلم.
وأياً كان؛ فإن الغاية والثمرة المرجوَّة من معرفة سير الرجال والعلماء الأفذاذ هي:
التطلع إلى شيء من أخبار القوم وأحوالهم الذين كان لهم قدم سبق في نصرة هذا الدين وإعزازه، وتعلُّمه وتعليمه، ودعوة الناس إليه، بل والإقتداء بهم في جانب علمهم، وسلوكهم، وهديهم، وسمتهم، وعبادتهم لربهم تعظيمهم إياه.
ومعلوم أنَّ النفس قد يصعب عليها أن ترتقي في درجات العلوّ والكمال جملة واحدة من أول وهلة، ومن دون سابق عِلْمٍ لها في ذلك، أو بمن فعل ذلك وحصّل ما حصّل؛ فإذا كرَّرتْ النظر، وقلَّبتْ البصر في تراجم علماء هذا حالهم، وتلك سيرهم؛ جاهدت نفسَها؛ للحاق بهم؛ فجدّت وسعت بكل ما أُتِيت من قوةٍ ونشاطٍ؛ لتحصيل ما حصّلوه، وما نَعِموا به من حلاوة العبادة، ولذة العلم، والأنس بالله جل في علاه.
أولئك أبائي فجأني بمثلِهُمُ * * * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وإذا كانت الحاجة ماسة في معرفة حال العلماء قاطبة؛ فإنه يظهر لي أن الحاجة أمس إلى معرفة علماء بذلوا أوقاتهم في خدمة كتاب الله، وعاشوا سنين عمرهم حُلْوها ومُرِّها، في عافيتها وسقمها، مع خير الكلام قاطبة؛ فامتثلوا أحكامه، وشرائعه في سلوكهم، ومعيشتهم، وسائر حياتهم.
تالله إن من خير ما يجب أن يُعتنى به من التراجم؛ تراجم المفسرين.
وإذا كان ذلك كذلك.فهذه سلسلة من النكت والفوائد من كتاب (طبقات المفسرين للداودي رحمه الله تعالى) أنهيت قراءته كاملاً والفضل لله وحده؛ فزخرتُ بنفائس عالية قيدتها في مبحثٍ مستقل؛ وسأنزله على حلقات هنا ليعم نفعها إن شاء الله، وهذه النكات هي حسب ما ظهر لي، فقد يقرأ آخر ويجد ما خفي علي، فيزيد لنفسه أو هنا.
ومنهجي في التقييد:
1_ تسمية الفائدة
2_ نقل النص بحروفه.
3_ تعليق إن كان حاجة إليه.
وليت الإخوة ينشطون لجرد كتب في موضوعات التفسير وعلوم القرآن وإثباتها على شكل دروس وعبر وفوائد.
والله الموفق لكل خير
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:18 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
1 _ (2) (*) إبراهيم بن أحمد بن علي بن أسلم، أبو إسحاق الجبنياني البكري المالكي رحمه الله (ت 396هـ)
1_ حرصه على طلب العلم والسهر فيه واختيار أجود الأوقات النافعة:
قال الداودي رحمه الله عنه: (لم يترك حظَّه من دراسة العلم بالليل إلا عند ضعفه قبل موته بقليل) (1/ 4)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له: فيه تمهيد وفوائد:
فضبط (الجبنياني): الجِبْنِياني؛ كذا قال ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه.
الأولى: شدة الحرص على طلب العلم، والمداومة عليه، والعجب من ذلك أن سنَّهُ تسعون سنة!
فلله ما أعلى الهمَّة، وما أصدق الطلب، رحمه الله رحمة واسعة من مُتَعَبِّد المغرب قاطبة.
الثانية: فيه دلالة على حسن اختيار أفضل الأوقات في المدارسة والطلب.
وهذا دأب كثير من أهل العلم؛ إذ يعود الحرص على ذلك؛ لصفاء العقل، وقوة التأمَّل سِيَّما عند خلو الذهن من المشاغل التي عادة ما تكون بالنهار.
2_ روائع كَلِمِهْ رحمه الله تعالى:
قال الداودي رحمه الله عنه: ((وكان قلَّما يترك ثلاث كلمات جامعة للخير؛ وهي:
اتَّبِع ولا تبتدع، اتَّضِع ولا ترتفع، من ورع لم يقع)) (1/ 4)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له: فيه فوائد:
لله أبوه رحمه الله؛ فقد حاز بهاته الكلمات الثلاث، جماع الخير.
الأولى: فالاتباع وترك الابتداع؛ هو حبل النجاة الموصول إلى الجنة بإذنه سبحانه، وهو ملاك كل خير، وقد أحسن من قال: (وكل خير في اتباع من سلف)
والثانية: التواضع ملاك الأخلاق. وفضيلة بارزة في كتب السنة والآخلاق.
والثالثة: الورع الورع. ويكأنها ترجمة لحديث النعمان بن بشير: (الحلال بيِّن، والحرام بين .. ) الحديث.
3_ العناية بحمل الذرية على الخير:
قال الداودي رحمه الله عنه: ((وكان له سبعة من الولد كلهم على الخير)) (1/ 4)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له، فيه فائدة عظيمة النفع في الدنيا والآخرة:
وتأمل قوله: (كلهم على الخير) فهي لعمري إشارة إلى أهمية الاعتناء بالذرية وحملهم على الخير والتقوى والصلاح. وهذا مما يغفل عنه اليوم كثير من الدعاة وللأسف!
فتجده شعلة من النشاط في الدعوة والخير خارج المنزل، وإذا دخل لا تجد نصف ذلك والله المستعان؛ ولذا فلا عجب أن تجد من ولد بعض أهل العلم والصلاح على غير الهدى والصلاح. (وليس القول لمن بذل جهده ووقته وجد في حمل ولده على ذلك؛ فالهداية أمرها لله، وهذا حاله معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون)
ولكن التفريط والله المستعان موجود والواقع يصدِّق ذلك.
فخذْها أخي الداعية من سيرة إبي إسحاق الجِبْنِياني رحمه الله فائدة طيبة مباركة، وتأسَّ به؛ فلقد قال عنه أبو الحسن القابسي رحمه الله: (الجِبْنِياني إمام يُقتدى به)
فنفع الدنيا: قرة العين، والمعين على الخير والصلاح.
وفي الآخرة: الولد الصالح الذي يدعو لك.
فهنيئاً لمن كانت ذريته على طاعة الله ورسوله حذو القذة بالقذوة، والويل لمن كان هو سبباً في دخول الناس إلى الجنة، وكانت ذريته سبباً في سوقه إلى النار والعياذ بالله.
وأخيراً:
فإني أحث القوم إلى النظر في سيرة هذا العالم العابد؛ ففي سيرته روائع ودرر من باقي المصنفات، والمنهج هنا مقتصر على الطبقات، وحسبنا هنا دلالات وإشارات.
والله يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه
والله أعلم
_________
(*) الرقم الأول تسلسلي للمشاركات هنا، والرقم الثاني رقم الترجمة في الكتاب، والرقم الثالث عقب القول العزو للطبقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/449)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:40 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
2 _ (4) إبراهيم بن أحمد بن محمد بم معالي بن محمد بن عبد الكريم الرَّقِّي الحنبلي الزاهد العالم، القدوة الرباني، أبو أسحاق رحمه الله (647_ 703هـ)
_ نفعه للعباد وقضاء الحوائح:
قال الداودي رحمه الله عنه: (كان رجلاً صالحاً، عالماً، كثير الخير، قاصداً للنفع) (1/ 6)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه سِمةٌ طيبةٌ مباركةٌ، قد صحَّ الحديثُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُ النَّاسِ؛ أنفعُهم للنَّاسِ)
وهاته السمة الإيمانية قليلة الوجود اليوم عند العلماء؛ فقلِّب النظر فيمن حولك من العلماء تجد صحة ذلك.
لذا كان تمييز هذا العالم بهذه الصفة حاكية واقعه بحق؛ فرحمه الله رحمه واسعة.
وسبحان ربي؛ فإنَّ من وهبه الله هذه الخصلة الفاضلة؛ لتجده من أنعم خلق الله عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأطيبهم نفساً، وهذا يصدق في حق العلماء الربانيين، لا حرم الله الأمة منهم.
ولعظيم هذه الخصلة الإيمانية، صنَّف المحدِّثون، أجزاء حديثية، أوْدَعُوها تحت باب (فضل قضاء الحوائج)
فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير، يٌجري الله على يديه فتح ما أغلق على العباد.
جعلنا الله وإياكم منهم.
والله أعلم.
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:50 م]ـ
أولئك أبائي فجأني بمثلِهُمُ * * * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:57 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
3 _ (14) إبراهيم بن عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكتاني الحموي الأصل ثم المقدسي رحمه الله (725_ 790هـ)
1. حرصه على الكتب والمخطوطات وهمته العالية في التحصيل:قال الداودي رحمه الله عنه: (اقتنى من الكتب النفيسة بخطوط مصنفيها وغيرهم ما لم يتهيَّأ لغيره) (1/ 15)
وقال أيضاً: (وخلَّف من الكتب النفيسة ما يعز اجتماع مثله لغيره؛ لأنه كان مغرماً بها) (1/ 15)
وقال أيضاً: (اقتنى بخطوط المصنفين ما لا يعبَّر عنه كثرة) (1/ 15)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
لذة اقتناء الكتب تفوق كل لذة!
وأعظم ما تكون روعة، حين يشتد الطلب للكتاب، ويطول البحث طويلاً، فتسمع خبره في بلد؛ فتشتاق الروح إليه، ويصبح هجِّيراه كيف الحصول عليه، وعندي أن هذه اللذة أنفع وأحلى ممن طلب عروساً في بلدة اخرى!
واسمع قالات العلماء في هذا الباب؛ فستجد عجباً، ودونك منها:
قال الجاحظ: " من لم تكن نفقته التي تخرج في الكتب ألذ عنده من إنفاق عُشّاق القِيان، والمستهترين بالبنيان، لم يبلغ في العلم مبلغاً رضياً.وليس ينتفع بإنفاقه حتى يؤثر اتخاذ الكتب إيثار الأعرابي فرسَه باللبن على عياله وحتى يُؤمِّل في العلم ما يؤمل الأعرابي في فرسه " [الحيوان 1/ 55]
وقال سلمان الحموي الحنبلي _ من شيوخ الحافظ ابن حجر _:
وقائلةٍ أنفقتَ في الكتب ما حوت يمينك من مالٍ فقلت: دعيني
لعلِّي أرى فيها كتاباً يدلني لأخذ كتابي آمناً بيميني
2_ من قواعد شراء الكتب العلمية، والعناية بتعدد النسخ للفائدة:قال الداودي رحمه الله عنه: (وكان يشتري النسخة من الكتاب التي إليها المنتهى في الحسن، ثم يقع له ذلك الكتاب بخطِّ مصنفه فيشتريه ولا يترك الأول) (1/ 15)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه قاعدة نفيسة في شراء الكتب، وهذا علمٌ وفنٌ يجب على طالب العلم العناية به، والاعتناء بالنسخ الجيدة الأصيلة ولو طار سعرها، وهجر النسخ الردئية ولو قل ثمنها.
فروعة العلم ولذته لا تفوقها لذة.
ومتى ما فرطَّت في هذه النكتة؛ فسيجني عليك اقتناؤك للرخيص حسرة وندامة، حين يعرض لك، ما يُشْكِل، أو ثمة تحريف، أو سقط؛ فحينها تودُّ لو أنك بألف درهم تنفقها لتعرف ما غمض عليك في آنه.
ومن فوائد هذه النكتة:
أولاً: العناية بالكتب المحققة تحقيقاً علمياً جيداً، سيما الرسائل العلمية (في الأغلب)
ثانياً: العناية بتحقيقات أعلام التحقيق وفرسانه المتقدمين المهرة.
ثالثاً: عليك باقتناء النسخ المحققة من ذوي الاختصاص؛ فهذا مأمن من عجائب المحققين (وما أكثر عجائبهم، ولو كان ابن الجوزي رحمه الله في عصرنا لصنَّف فيهم كتاباً يُسْمِه: (نفائس المحققين الخرقاء!)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/450)
رابعاً: إن استطعت الجمع بين جيد الإخراج وجودة التحقيق فحسن، فإن لم؛ فلا يغُرَّنك بهاء حلته سوء بضاعة محققه (أو عدمه)؛ فيُنسِيك جودة التحقيق بالإخراج العتيق!
وهذه رتوش.
وفي ما ذكر كفاية.
فرحم الله ابن جماعة رحمة واسعة، ونفعنا بعلومه ومصنفاته الكثيرة، إنه سبحانه خير مسؤول.
وإلى ترجمة اخرى إن شاء الله
والله أعلم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:59 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
4_ (24) إبراهيم بن يحيى بن المبارك اليَزِيدِي، أبو إسحاق بن أبي محمد النحوي بن النحويّ (ت 225هـ)
1. وجوب العناية بالمؤلَّفات وإدامة النظر فيها (دعوة للتريث في التأليف):قال الداودي رحمه الله عنه نقلاً عن الخطيب: (وصنَّف: (ما اتفق لفظه واختلف معناه) ابتدأ فيه وهو ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمل فيه إلى أن أتت عليه ستون سنة!) (1/ 26)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه دعوة إلى وجوب الاعتناء بالمصنَّفات، وإدامة النظر فيها، وعدم الاكتفاء بطبعها، ومن ثمَّ التفرغ لمشاريع علمية اخرى؛ ولذلك جملة من الفوائد:
أولاً: أن العلم بحر كبير، ولا يزال الناهل منه كل يوم يُبْدى له الكثير الكثير؛ فيحسن به أن يعيد النظر في كتابه، ما بين تنقيح، أو حسن ترتيب، أو إضافة.
ثانياً: قد يكون المؤلف أثبت مسألة (على أنها من أحسن ما عنده من العلم) ومع المطالعة والنظر تبيَّن له رجحان ما ظنَّه راجحاً؛ فيعمد إلى التصويب والتغيير للدليل الأقوى والأصوب الصحيح.
ثالثاً: أن في مداومة النظر في المصنفات، بقاء المسائل في الرأس!
ولا تعجب من هذه النكتة؛ فقد غدا اليوم أصحاب المؤلفات الكثيرة!! (عفواً المسروقة) يجهلون بعض ما في مصنفاتهم اليسيرة (كتيبات صغيرة!!)، والطامة أنها حديثة عهد بنشر!!
فقلي بربك: أهذا يُصدَّق أنه هو من ألَّف؟!
ما أعرفه وتعلمته من مشايخي ومن أهل العلم _ وما رست بعضه _ ان المؤلَّف كالابن، يعرف صاحبه كل صغيرة وكبيرة فيه؛ من طول النظر، وإنعام الفكر، وكثرة البحث والجلد في كتابه.
وكنت أعجب أحياناً من بعض كبار مشايخنا، نسيانهم بعض المسائل والنُّكات العلمية، مع أنهم أودعوها في مصنَّفاتهم؛ فكنت ألتمس العذر لهم بتقدم العمر، وتقدم سنة الطبع، غير أني لهذا الفعل غير مقتنع! والأولى تعاهد المؤلِّف لمؤلَّفه؛ ليكن على استحضار تام بما كتب؛ فإنه يعيب على من كتب في باب أن ينسى ما في هذا الباب!
والله أعلم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:01 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
4_ (25) أحمد بن إبراهيم بن الزُّبير بن محمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي، أبو جعفر الأستاذ رحمه الله (627_ 708هـ)
صاحب: (ملاك التأويل)
1. النُّصْحُ في الطَّلب:
قال الداودي رحمه الله عنه: (أقرأ القرآن، والنحو، والحديث بمالقه، وغرناطة وغيرهما، وكان كثير الإنصاف، ناصحاً في الإقراء) (1/ 27)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه نكتةٌ عالية عزيزة؛ فالنصح من أبرز سمات المؤمنين، وهي سمة رفيعة عالية، يُوْدِعُها الله في قلوب أوليائه.
ولا يطيقها إلا من رزقه الله خيراً كبيراً، ولا تأتِ إلا بعد مجاهدة وصدق مع الله تبارك وتعالى، ولذا كان من جملة ما بايع جرير رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن قال: (والنصح لكل مسلم) وهذه إشارة لنقاء القلب من الغل والغش، وسلامة الصدر للمسلمين، وهي مرتبة شريفة، لا توجد في القلب إن كان فيه دخن الغل والحقد للمسلمين.
وهذه السمة الإيمانية لعلو رتبتها ومكانتها؛ ما دفع جرير رضي الله عنه أن يَعُدّها من جملة الأعمال الكبيرة الفضل، والتي قرنها مع الصلاة والزكاة.
هذا في حق النصح عموماً.
وأما النصح في الطلب؛ فيكون في أمور:
أولاً: النصح في اختيار الشيخ، والدِّلالة على الأعلم، والأفضل، والأجود المُتقِن، والأَخْيَر من ذلك: (الأتقى)
ثانياً: في اختيار الرفيق في الطلب؛ فالصاحب الطيب المبارك في الطلب من أعظم الأسباب لنيل العلم والتزود منه. وقصة ابن عباس مع صاحبه خير شاهد.
وقد ورد عن الإمام أحمد رحمه الله، حين سأله أحد تلامذته عن طلب العلم؛ فقال: خير، ولكن انظر من يصحبك فيه؟!
ثالثاً: في اختيار المادة العلمية، وهذا مطلب عزيز اليوم؛ فبعض أهل العلم في عصرنا إن أتاه من يرغب في الطلب (وهذا بعد إلحاح وجهد جهيد إن وافق!!)
يقول لهم اختاروا كتاباً! والمُشكِل إن كانوا في بداية الطلب! فقد لا يحسنوا اختيار الكتاب، وقد يكون مكروراً عليهم، وهذا من جملة الأخطاء في الطلب.
نعم قد يكون حرصهم على التتلمذ على الشيخ، واللحاق بشرف ذلك! ولكن لا ينبغي لهم العدول عن الأهم
والوقوع في أمر لا يجنون منه كبير فائدة.
وقد قال أحد السلف: (من اشتغل بغير المهم، أضرَّ بالمهم)
وهذا الخطأ يكثر عند الشباب إبان انعقاد الدورات العلمية؛ فتجد حالهم بين أمرين:
الأول: من يشارك في حضور درس أعلى منه في المستوى، ولم يصل لمرتبة، وقد يكون متخصصاً دقيقاً؛ فهذا مضيعة وقت في حقه، ولا يجني الكثير.
والثاني: من سبق له أخذ هذا الدرس، وربما عن أكثر من شيخ، ولكن يواظب على حضوره، وهذا أيضاً مضيعِ لوقته في المفضول لا الفاضل، والأولى أن يلتفت لدورس جديدة؛ ليواصل الرُّقِيَّ في العلم والازدياد منه.
إلا رجلاً يرى أن في حضور درس سبق أخذه فائدة، وذلك:
_ إما مراجعة لما سبق والحضور يعينه على ذلك ويأنس به.
_ أو أن يكون المحاضر صاحب اختصاص لما يشرح، بخلاف من سبق، وهذا مندوحة للحضور.
_ أو يكون عرف عن المحاضر حسن العرض، وجدَّة المعلومات، ونفاسة الفوائد.
وأياً كان؛ فاالأَوْلَى بالشيخ الكريم أن يسألهم تلاميذه، ماذا عندكم من العلم في هذا الفن أو الباب؟
ماذا قرأتم قبل هذا؟
ومن خلال ذلك يختار معهم ما يكون نفعه كبيراً إن شاء الله.
هذه من جملة النصح في الطلب.
ورحم الله أبا جعفر الغرناطي على هذا النكتة في سيرته.
وأحثٌّ الأحبة إلى القراءة والنظر في سيرة هذا العالم ففيها نفائس كبيرة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/451)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:28 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تابع هنا من فضلك باقي الحلقات ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8590)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ
أستأذن الشيخ الفاضل في نقلها هنا، حتى تعم الفائدة
جز الله الشيخ، ونفع الله به الأمه.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:03 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
6_ (35) أحمد بن حسين بن علي بن رسلان، الشيخ شهاب الدين الرَّملي، الشهير بانب رسلان الشافعي رحمه الله (775_ 804هـ)
1. الأخفياء:
قال الداودي رحمه الله عنه: (يدعو إلى الله سراً وجهراً، ويأخذ على أيدي الظلمة، مع محبة الخمول، والشغف بعدم الظهور!) (1/ 39)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
لله درُّه؛ فإنَّ من نال من العلم ما ناله، وبرع وبرز فيه حتى صار إماماً في كلِّ فنٍّ وعلم؛ يَصعُب عليه جداً أن تبرز عنده هذه الخصلة الرفيعة، بل الأعجب من ذلك: (الشغف بها)!
نعم، إنَّ من جملة أفضل الأعمال، متابعة أعمال القلوب، والحرص على تعاهدها وتنقيتها من كل ما يشوبها، ومتى ما خالفت الجادَّة؛ كَبَحَ جِمَاحها، وكسر علياءَها، وأمسك بلجامها ومرَّغه في عَتَبات العبوديَّة، حتى تقهر وتنقى وتصفى، وإلا جنت عليه كل مصيبة من جرَّاء هذا الداء الخطير.
صاننا الله وإياكم من أهواء القلوب وزلاته.
إِيْهِ أيُّها الشيخ العارف، لقد أتعبت من بعدك.
إنَّ مثل هذه الأخلاق العالية، والسِّمات المؤمنة الرفيعة، تبرز عند أصحاب القلوب الحيَّة، والذي أكبر هَمِّهِم (رضى المولى تبارك وتعالى عنهم) فهم لا يُبَالون بنظر الناس إليهم، ويْكَأنَّ لسان حالهم يقول: (لا يضيرنا إن خَفِينا على الناس، ما دام الله مُطَّلعاً علينا)
فأنعم وأكرم بها من روحٍ نقية، ونفوسٍ سويَّة، وهِمَمٌ عليَّة.
ومما يَندى له الجبين، أن تجد العكس على التمام؛ فإنك قد تُطالع _ وهو من عجائب الدنيا اليوم _ من لم يبلغ عُشر معشار هذا العالم في العلم، والدعوة إلى الله تعالى، وتجد عنده من حبٍّ الظهور، والتعالي على الناس، والأَنَفَة من مخالطة عوام المسلمين وفقرائهم، العجب الأشد!
بَيْنَا تجده راغباً، ومستجيباً سريعاً، هيناً، ليناً، مع أهل الدُّثور، والغنى، والسلطان!!
فجمع بين آفتين، نسأل الله السلامة والعافية.
وأصل ذلك كله كما قيل:
حُبُّ الظهورِ على ظهو * * * ر الناسِ مَنْشَأُه الغرورُ
2_ من روائع نظمه:
لفاتحة أسماء عشر وواحد * * * فأم كتاب والقرآن ووافيه
صلاة مع الحمد الأساس ورقية * * * شفاء كذا السبع المثاني وكافية
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذا في حدِّ علمه رحمه الله، وإلا فأسماء السورة أكثر من ذلك أوصلها السوطي إلى نيِّف وعشرين ما بين أسماء وصفات وألقاب وردت عن السلف رحمهم الله. (انظر: أسماء سور القرآن وفضائلها (98))
وله أيضاً:
تواضع وكن في الناس سهلاً ميسراً * * * لتلقى لهم من فيك دراً وجوهراً
وإيَّاك ويبس الطبع فيهم ترفعاً * * * عليهم فتُرمى بالقبيح وتُزدرى
رحمه الله رحمة واسعة
وإلى نكتٍ ومُلَحٍ مع عالم آخر إن شاء الله
والله أعلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:06 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
7_ (42) أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن تيمية الحرَّاني رحمه الله (661_ 728هـ)
الأُعْجُوبَة
1. الهمَّة العالية في طلب العلم (أنموذج مشوِّق للقراءة):
قال الداودي رحمه الله عنه: (وعني بالحديث، وسمع المسند مرات!! والكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، وما لايحصى من الكتب والأجزاء) (1/ 47)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
سبحان الله! أيُّ عالم كان ابن تيميَّة رحمه الله؟!
سمع المسند مرات! الله أكبر.
إيه أيتها النفس التَّواقة الأبيَّة؛ فلا عجب من ذلك؛ فقد قال تلميذه النجيب ابن قيم الجوزية رحمه الله يحكي عن حال شيخه في القراءة:
_ " وحدثني شيخنا قال: ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيب:
إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك.
أليست النفس إذا فرحت وسُرّت وقويت الطبيعة فدفعت المرض؟ فقال: بلى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/452)
فقلت له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحةً.
فقال: هذا خارجٌ عن علاجنا." (روضة المحبين 70)
_وقال تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في العقود الدرية صـ (5):
" لا تكاد نفسُه تشبع من العلم، ولا تروي من المطالعة، ولا تملّ من الاشتغال، ولا تكلُّ من البحث، وقلّ أن يدخل في علمٍ من العلوم في بابٍ من أبوابه إلا ويُفتح له من ذلك الباب أبواب، ويستدرك أشياء في ذلك العلم على حذاق أهله."
نم، لقد كان هذا هو دأب العلماء السابقين في القراءة، وتكرارها، والشغف فيها.
ومنفعة التكرار ظاهرة في تثبيت الفائدة، وقد سُئِلَ الإمام البخاري رحمه الله عمَّا يعين على الحفظ؛ فقال: إدامة النظر! (كثرة المطالعة)
وتأمل ما ذكره السُّبكي رحمه الله في طبقاته (2/ 99) عن الربيع المزني _ تلميذ الشافعي رحمه الله _ قال: أنا أنظر في كتاب الرسالة منذ خمسين سنة، ما أعلم أني نظرت فيه مرة إلا وأنا استفيد شيئاً لم أكن عرفته "
وبهذا تعلم أهمية العناية بكثرة المطالعة في الكتب وتكرارها، وقد قيل: (قراءة كتاب واحد، أنفع من قراءة ثلاثة كتب)
ومن أجمل المصنَّفات في القراءة والتشويق إليها، كتاب: (المشوق إلى القراءة) للشيخ المحقق علي العمران نفع الله به؛ فهو نفيس في بابه، وسيمر عليك من النماذج والعجائب، ما يجعلك تقف معها أياماً!
2. تيميَّاتٌ نفيسة:
قال الداودي رحمه الله عنه ناقلاً عن الذهبي رحمه الله: (برع في تفسير القرآن، وغاص في دقيق معانيه بطبعٍ سيَّال، وخاطرٍ إلى مواقع الإشكال ميَّال، واستنبط منه أشياء لم يُسبق إليها، وبرع في الحديث وحفظه، فقلَّ من يحفظ ما يحفظه معزواً إلى أصوله وصحابته، مع شدَّة استحضار له وقت إقامة الدليل) (1/ 48_ 49)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: (واستنبط منه أشياء لم يُسبق إليها)
أما هذه المسألة؛ فقد كان لشيخ الإسلام استنباطات فائقة، واختيارات رائقة، تنبئ عن علم غزير، ونظر ثاقب نحرير، وفي كتابه: (تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء) تحريرات نفيسة، وأجوبة عالية الفائدة؛ فرحمه الله من عالم بارع نادر، كما قال عنه المصنِّف: (نادرة دهره)!
والثانية: (فقلَّ من يحفظ ما يحفظه معزواً إلى أصوله وصحابته)
وهذه نكتة مفيدة، في أهمية العناية بجانب الحفظ في طلب العلم:
والحفظ يكون على فنون:
_ حفظ القرآن، وفهمه ومعرفة معانيه. وفي هذا طرائق وأساليب ومهارات، وأهمها (الإخلاص في الحفظ، والصدق على ذلك)
_ حفظ السنة، وشرحها. مراعية التدرج المفيد لطالب العلم.
_ حفظ الأشعار الدّالة على معنى نفيس، والمؤيدة له (الشواهد) وما يلحقها من أمثال نافعة. تنفع في الاستشهاد بها في الكلمات والمحاضرات والخطب.
_ حفظ قالات العلماء النفيسة، ذات الدلالات الصحيحة الواضحة.
ورحم الله الرَّحبي حين قال في منظومته (الرَّحبية في الفرائض):
فاحفظ؛ فكل حافظ إمام
والثالثة: (مع شدَّة استحضار له وقت إقامة الدليل)
وإذا كان للحفظ أثر كبير، ومنفعة عظيمة؛ فإنَّ أعظم ثمار هذا الحفظ، أن يقدر طالب العلم على استحضار الأدلة وقت الحاجة.
وهذا ما تميز به الشيخ الأعجوبة ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وهذه ميزة ينبغي أن تكون ظاهرة عند طلبة العلم، و تحصل هذه الميزة بجملة من الأمور:
1. كثرة المطالعة في كتب الأدلة؛ كالمنتقى، (والبلوغ، وهو وصية سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله)
2. حفظ المسألة بدليلها. فمتى ما استظهرت المسألة، اقترن دليلها معها، وهذا نافع أيما نفع، ومن جرب عرف معنى ذلك.
فمن لم يُجؤِّب ليس يعرف قدره * * * فجرِّب تجد تصديق ما ذكرناه
.
3. تمرين الذهن بعرض المسائل بينه وبين نفسه، أي: إنْ عرضت له مسألة لنفسه؛ فلا يخلص مباشرة للحكم (يجوز، لا يجوز ... ) لا، بل ليجري مناظرة بينه وبين نفسه في خاطره بعرض الأدلة ومناقشتها، وكدِّ الخاطر في استدعاء الأدلة؛ ففي هذا المِران، تعويد الذهن على هذا، ومراجعة أصول المسائل بأدلتها، ومتى ما فعلت؛ فقلَّ أن تخونك الأدلة وقت حاجتك إليها.
ولذا؛ فلا تعجب من أن يبيت الشافعي، وقبله أبو حنيفة رحمهم الله في تأمل مسألة، هي من قبيل هذا النوع من المران والعصف الذهني!
4. والأخير، والأولى أن يكون مقدماً؛ الإخلاص والصدق مع الله في الطلب. وهذا أعجوبة العجائب.
هذا ما سنح البال، والله سبحانه أعلم وأحكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:07 ص]ـ
استدراك
الحمد لله، وبعد ..
نسيت أن أذكر في خاتمة ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، أنفس الكتب التي ترجمت له، وعنيت بسيرته، وهو كتاب:
(الجامعُ لسيرةِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّة خِلالِ سَبعةِ قُرونٍ)
تصنيف وجمع وإعداد
الشيخ محمد عزيز شمس والشيخ علي بن محمد العمران
وبتقديم فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد
تفضل: حمِّله الآن من هنا! ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=1225)
وإلى نكتٍ مع عالم آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/453)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
متابعة
الحمد لله، وبعد ..
8_ (63) أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس، أبو جعفر النّحاس المعروف بابن المُرَادي، المصري النحوي رحمه الله (ت 338هـ)
1_ الحياء لا يمنع من العلم:
قال الداودي رحمه الله عنه فيما نقله عن الزُّبيدي: (وكان واسع العلم، غزير الرواية، وكان لا يتكبَّر أن يسأل الفقهاء وأهل النَّظرِ، ويُناقشهم عمَّا أشكل عليه في تأليفاته) (1/ 69)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه نكتة من نفائس النُّكت، بل من أجودها.
فإن الذي يجب أن يتحلَّى به كل طالب علم؛ أن يكون هذا دأبه في كافة مسائل العلم؛ فالعلم مفاوز، ومراحل، وأشبار، وصعوبات؛ فمن ظن أنه استغنى بما عنده من العلم، أو الفهم، او التحصيل؛ فقد ركب مركب الجهل والصَّفاقة.
فالعلم لا يُشبع منه؛ نيلاً، ونهلاً، ومدارسة، ومذاكرة، ومراجعة، ومناقشة، وكافة لوازم إثباته وتجويده.
أقضى بياض نهاري في الدروسِ وسل * * * يا أيها الشمسُ نجم الليل عن سهري
ألا إنَّ من أفسد الأخلاق على رحلة العلم، وأخطر الأدواء على القلب؛ خطر الكِبْر؛ والاستحياء المذموم؛ فالكِبْر يمنعه من أن يذلَّ بين يدي العالِم، ولو كان عالماً، أو سلطاناً، أو ذا جاهٍ.
لن أخرق الأرض أو أرقى الجبال عُلىً * * * فإنما قيمة الإنسان بالفِكَرِ
والاستحياء، يمنعه من السؤال عن المُشْكِل؛ بزعمه حياءً!!
وما أحلى قول أمي وأمك الصدِّيقة عائشة رضي الله عنها: «رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن»
إن من الجهل أن يظن المرء أن في سؤاله لأهل العلم _ ولو كان عالماً _ منقصة؛ فذا لا ينال العلم، وقد جاء عن أبي العالية _ رُفيع بن مهران _ رحمه الله أنه قال: (لَا يَتَعَلَّمُ مُسْتَحٍ و لَا مُتَكَبِّر) كما في الحلية لأبي نُعيم رحمه الله.
فمن رام العلم؛ فليجعل مع قراءته كُنَّاشاً للمشكلات؛ فمتى ما توفرت فرصة للقاء عالم أو شيخ، سارع للسؤال؛ فاستفاد وأفاد.
غير أنه أشكل علي قوله: (ويُناقشهم عمَّا أشكل عليه في تأليفاته) وقلت كيف يستشكل ما في تأليفاته، وكتبه؟ وإذا كان قد استشكلها؛ فلم أثبتها؟
ومعلوم أن الذي يؤلِّف يودع في كتابه ما يراه صحيحاً؛ فبحثتُ هنا وهناك؛ لعلني أجد شرح ما أغلق في كتاب آخر؛ فلم أجد في بحثي!
فقلتُ: قد يكون تصحيفاً، ولكن تواطأت المصنَّفات على القول (بتأليفاته) وتارة (مصنَّفاته) فاندفعت شبهة التصحيف.
فلم يبق لي إلا أن أقول:
هذا من قبيل أن يكون قد أثبت أحسن ما عنده، ثم ناقشه غيره فيه؛ فبان وجه الاستشكال بعد أن كان خافياً؛ فجعل يستوثق أكثر وأكثر في ذلك كلما لاحت له فرصة في لقاء فقيه أو عالم؛ فيعمد بعد ذلك للتصحيح والتحرير.
أو أن هذه الاشكالات كانت أثناء تبييض المؤلَّفات؛ فقد يعرض له دليل يعارض ما ذهب إليه في تصنيفه؛ فيسأل أهل الفقه والنظر في الجواب عنه.
هذا ما ظهر لي.
فمن ظهر له توجيه غير هذا؛ فلْيَجُدْ به على أخيه.
والله أعلم وأحكم
وإلى ترجمة اخرى إن شاء الله.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:11 ص]ـ
متابعة
الحمد لله، وبعد ..
9_ (89) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيَّار الشيباني، الإمام العلامة المحدِّث شيخ اللغة والعربية، أبو العباس ثعلب (200 _ 291هـ)
1_ زاد العالم في الفُتْيا (فكيف بطالب العلم؟):
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال أبو عمر الزاهد:
سُئِل ثعلب عن شيءٍ؛ فقال: لا أدري.
فقيل له: أتقول (لا أدري) وإليك تُضربُ أكباد الإبل من كل بلد؟!
فقال: لو كان لأمِّك بعدد ما لا أدري بَعْرٌ لاستغنت.) (1/ 98)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه نكتة جليلة القدر، عظيمة الخطْر.
وهذا هو نهج العلماء الربانيِّين من عهد الصحابة رضوان الله عليهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فقلي بربك: فأي درس نستفيده إن خرجت من إمام العربية وشيخها.
لله درُّه رحمه الله.
يقول الشيخ العلاّمة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: ((ومن أعظم ما يجب على المُعَلِّمين: أن يقولوا لما لا يعلمونه: ((الله أعلم)) وليس هذا بناقصٍ لأقدارهم، بل هذا مما يزيد قدرهم، ويُستدلُّ به كمال دينهم، وتحرِّيهم الصواب. وفي توقفه عمَّا لا يعلم فوائد كثيرة:
منها: أن هذا هو الواجب عليه.
ومنها: أنه إذا توقف وقال: الله أعلم، فما أسرع ما يأتيه علم ذلك من مراجعته أو مراجعة غيره؛ فإنَّ المتعلم إذا رأى معلمه قد توقف؛ جدَّ واجتهد في تحصيل علمها وإتحاف المعلم بها، فما أحسن هذا الأثر.
ومنها: إذا توقف فيما لا يعلم؛ كان دليلاً على ثقته وأمانته وإتقانه فيما يجزم به من المسائل، كما أن من عُرف منه الإقدام على الكلام فيما لا يعلم؛ كان ذلك داعياً للرَّيب في كل ما يتكلم به، حتى في الأمور الواضحة.
ومنها: أن المعلم إذا رأى منه المتعلمون التوقف فيما لا يعلم؛ كان ذلك تعليماً لهم وإرشاداً لهذه الطريقة الحسنة، والاقتداء بالأقوال والأعمال أبلغ من الاقتداء بالأقوال))
[الفتاوى السعدية ص (628 - 629)
ورحم الله العلاّمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي فقد كان كثيراً ما يمتثل قول القائل:
إذا ما قتلتَ الشيء علماً فقل به * * * ولا تقلِ الشيءَ الذي أنتَ جاهلُهْ
فمَنْ كان يهوى أن يُرى متصدراً * * * ويكره ((لا أدري)) أُصِبتْ مقاتلُهْ
العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (1/ 53).
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/454)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:13 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
10_ (91) أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع بن حسين، الإمام العلامة الزاهد الكبير موفق الدين أبو العباس الموصلي الكوَاشي الشيباني الشافعي (591_ 680هـ)
1_ عناية العالم بأحوال القلوب له ولتلاميذه:
قال الداودي رحمه الله عنه: (قال الشيخ تقي الدين أبو بكر المقصَّاتي:
قرأتُ على الشيخ موفق الدين تفسيره؛ فلما بلغتُ إلى (والفجر) منعني من إتمام الكتاب، وقال أنا أجيزه لك، ولا تقول قرأته كله على المصنِّف؛ يعني أن للنفس في ذلك حظاً) (1/ 101)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
يا لله ما أروع هذه النكتة السامية! ويُستفاد منها ما يلي:
أولاً: قوله (ولا تقول قرأته كلَّه على المصنِّف) فهذه فائدة غاية في النَّفاسة، وتظهر في أبواب:
أولاً: باب الإجازة وأحوال المجيزين اليوم.
فإنَّ من أعجب الأمور عند طلبة العلم المعتنين بالإجازات! حرصهم الشديد عليها، والتفاخر بها، وهذا عمل حسن جداً فيما لو عرف المرء قيمة هذه الإجازات، وهَيْبتها، ومقدار شرفها الذي تحمَّله؛ والأهم من هذا كله؛ ما يجب عليه أن يمتثله في سلوكه، وسمته، وهديه، وجميع شؤون حياته؛ ليكون أهلاً لهذه الإجازة التي تلقَّاها عن شيوخه؛ فيكون قراناً يمشى على وجه الأرض، كما كال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرعيل الأول.
ولكن يطالعنا اليوم ممن ينادي بنفسه بكثرة الإجازات والإهالات، ولكن دونما عملٍ، أو تحقيقٍ لمقصودها، أو التأسِّي بما تنادي به مما يجب عليه أن يكون عليه حامل هذه الإجازة من العلم، والتقوى، والصلاح، والخلق الحسن؛ فتعجب من سوء صنيع كثير ممن حمل هذه الإجازات.
ونظرة سريعة لمن يفاخر أنه قد أجازة الشيخ المقرئ في قراءة كذا.
أو من أجازه في كتاب معين أو قل (سلسلة كتب يقرأ أولها فقط!!!) ويجيزه في البقية دونما عرضه أو تحقيق لضبطه، وما يتبع ذلك.
وأصبحت القضية جمع الكثير منها، والمباهاة فيها؛ فخرجت عن مقصدها الشريف، وهدفها النبيل من دلالة على العلم، والضبط، والإتقان، وأصحبت _ والحق فيها _ أنها لا تغني ولا تُسمن من جوع، ومن حرص عليها؛ فكما يقال (للبركة!) (في الغالب!!)
وعليه؛ فلا تعجب أن تجد من المجازين، من ليس بضابطٍ، ولا متقنٍ، وهذه من المشكلات حقيقة؛ فلن يُمَيَّز الضابط من غيره، إن عُلِّق الأمر بالشهادات، دون التلاوات. والله المستعان.
غير أني أقول:
أنه مما ينبغي على المُجيِِِزِين، أن يعتنوا بطالب الإجازة، وأن يُفَرِّغوا له الوقت المناسب، الذي به يتحقق معرفة قدر ضبط الطالب من عدمه.
وكنت قديماً أحرص في الإجازة عل شيخ _ هو في محلَّتنا _ من أعلى القُرَّاء سنداً، واشترطتُ أن أقرأ تفسيراً معها.
ولكن ما دفعني لترك ذلك، ما لحظته من أمورٍ غريبة، أبرزها:
أن الإجازة بالتلاوة تكون في الطريق، وعند الإشارة، وفي سيارة الأجرة، وفي السوق!!
وكنت أقول للشيخ: يا شيخ أنا لا أرغب بالإجازة بهذه الطريقة!
فقال: استغلالاً للوقت.
فقلت: يا شيخ، أي استغلال هذا الذي يجعلني مشوش الفكر، ولا يجعلك مُتيقِّظ لي ولقراءتي! فالعبرة الضبط والإتقان، وبصراحة لا أحرص على غيره.
فكان أن قال: هذا ما عندي، ولا وقت لدي! والطلاب كُثُر، وكلهم يقرأ على هذه الطريقة.
فشكرتُه، وسلمت عليه، وقلت أما أنا فلا حاجة لي بإجازة كهذه!
هذه صورة من الصور المحزنة للأسف.
نعم إن الإجازة مسلك محمود، ولكن ليكن بأصوله، وضوابطه، وعلى منهاج العلماء الربانيين؛ الذين يعرفون للقرآن هيبته ومكانته، وكيفيَّة تلقِّيْهِ، نسأل الله العليَّ من فضله.
ثانياً: باب الإجازة في الكتب:من العجب أن تجد بعض الشيوخ اليوم في الحديث خاصة، يقرأ عليه الطالب طليعة الكتاب من أحاديث قليلة لا تجاوز أصابع اليد الواحدة، وتجده يقول لك: الشيخ المحدِّث المسند أجازني في الكتب الستة، والتسعة، والطبراني (الثلاثة) ويحشد لك حشداً من كتب السنة، لو أجهد نفسه في قراءاتها منذ ولد لما بلغ نصفها؛ فضلاً على أن يختمها؛ فضلاً على أن يختمها عند هذا الشيخ الوقور!
والعجب لو سألته عن حديث في الأبواب الأولى، ربما لم يقدر على قراءته صحيحاً فضلاً عن أن يعرفه!!
فبالله عليكم، أهذا يستحق أن ينال إجازة!! الله المستعان
وثانياً: في قوله: (يعني أن للنفس في ذلك حَظاً)
فهي من أعز النُّكت في مراعاة قلب التلميذ، من حب الثناء، والشرف به، والمفاخرة على الأقران، ولمَّا كان خوف الشيخ على تلميذه من الوقوع في ما لا تُحمَد عقباه (من مأثمٍ، أو خشية تدليسٍ) جاء بالنُّصح له في عدم التحديث بالختم عليه.
وهي وإن كانت كالشرح للجملة السابقة، إلا أن فيها مزيد فائدة من أنه ربما بهذا الأثر على النَّفس قد يصيب منها مقتلاً؛ وحينها يصعب الفكاك منه، والنُّكات السود على القلب خطرها جسيم، وداء القلب إن تناساه المرء خلَّف أضراراً كبيرة.
أسأل الله لي ولكم الوقاية من ذلك، وأن يقينا وإياكم مفسدات القلوب.
إنه سبحانه خير مسؤول
هذا ما سنح الآن في البال، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/455)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:18 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
11_ (103) إسماعيل بن عمر بن كثير، الحافظ عماد الدين، أبو الفداء (591_ 680هـ)
المفسِّر المشهور صاحب (تفسير القرآن العظيم)
1_أهمية حفظ المتون لنيل الفنون:
قال الداودي رحمه الله عنه: (أخذ الكثير عن ابن تيمية، وقرأ الأصول على الأصفهاني، وسمع الكثير، وأقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد، والعِلل، والرجال، والتاريخ، حتى برع في ذلك وهو شاب) (1/ 112)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالحفظ أيما عناية، في كل الفنون، ومتى ما أحكم في كل فنٍِّّ متناً أو أكثر، وضبطه حفظاً وفهماً، قَدِر على تكوين الملكة التصورية الكاملة في ذهنه لأيِّ فنِّ من هذه الفنون.
ولكم قال أهل العلم قديماً، وتلقيناه عن شيوخنا أثناء الطلب، ولا زالوا يكررونه لنا: (من حفظ الأصول مُنِح الوصول)
ولذا فلا عجب من الشيخ أبي الفداء رحمه الله أن يبرز في العلوم لشدة عنايته بالمتون وحفظها؛ حتى قال عنه الحافظ شهاب الدين بن حِجي: (كان أحفظ
من أدركناه لمتون الحديث، وأعرفهم بتخريجها، ورجالها، وصحيحها، وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك) أهـ
وأيضاً: هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، حين صنَّف كتابه الفريد (بلوغ المرام في أدلة الأحكام) قال في مقدمته مشيراً إلى فائدة الحفظ:
(وحرَّرتُه تحريراً بالغاً؛ ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاً)
إذن الحفظ مرقاة من مراقي النبوغ والفلاح؛ فلا ينبغي بطالب العلم التقصير فيه ألبتة.
وهنا أنصح بالعناية في معرفة المتون وضبطها، بكتابين:
الأول: الدليل إلى المتون العلمية، للشيخ القاسم فهو نفيس جداً. و يُضفي على معرفة الطالب علماً جمَّاً، وكتب مقدمة نافعة في أهمية المتون والعناية بها، وأوقات الحفظ، وما يعين عليه، وبعض النفائس التي يفتقر إليها كل من رغب في العلم.
والثاني: جامع المتون العلمية، للشيخ الشمراني؛ فقد ضبط المتون ضبطاً جيداً، وأراه من أفضل الموجود؛ اعتماداً على أنقح الطبعات وبعض المخطوطات.
وأهيب بالإخوة الفضلاء، العناية بالمتون المختصَّة بالتفسير وعلوم القرآن، سيَّما مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (طبعة د. زرزور أضبطها) فمن حفظها واعتنى بها ستسهل عليه كثيراًمن مسائل هذا الفن.
ومنظومة الزمزمي، ثم منظومة الشيخ المتفنن خطيب الحرم الشيخ سعود الشريم؛ والأخيرة رائعة جزلة لطيفة.
ولو أضاف بعض الأبيات هنا وهناك في أبواب معينة مثلاً من علوم القرآن أو قواعد التفسير لكان حسناً، مثل الأبيات التي صاغها السيوطي في آيات النسخ (وشرحها الشيخ الشنقيطي رحمه الله) أو بعض أبيات في سور القرآن مثلاُ (كمنظومة الترتيب) أو في موافقات عمر
والشواهد كثيرة جداً (خاصة في كتب التراجم)، فإن تمكَّن طالب التفسير منها، ظهرت ملامح البروز والتميز في سيرته إن شاء الله. والموفق من وفقه ربه.
2_أهمية العناية باللقاءات والحرص على الاستفادة منها:
قال الداودي رحمه الله عنه متمماً كلام الحافظ شهاب الدين السابق: (ويشارك في العربية مشاركة جيدة، وينظم الشعر، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدتُ منه) (1/ 113)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه لفتة طيِّبة موفقة؛ فيها فائدتان:
الأولى: الحرص الشديد على الاعتناء بلقاء العلماء، والتفنُّنِ في اقتناص الفوائد، وهذا يحتاج إلى ذِهْن متفتِّحٍ، وفراسة قوية، وحُسْن إدراكٍ، وقبل هذا كلّه، الرغبة في الفائدة؛ فطالب العلم يستفيد من العالم في كل شيء، في جلوسه، وقيامه، ومشيته، ونظره، ووقوفه، وكلامه، ودعابته، ومزاحه، ولو كان في غير العلم؛ فثمة فوائد لطيفة تنبع من وراء ذلك، لمن أحسن النظر، وأجال الفِكَر، وهو بهذ يتحاج لمنقاشٍ صحيح، يُحسِن به إبراز النكتة، ويجيد وضعها في المكان المناسب من النَّفس للتَّأسي بذلك.
ولقد ضرب أهل الحديث في هذا الشان روائع وعجائب؛ فكان أحدهم يكتب كل شيءٍ عن شيخه في حلِّه وترحاله! وقد يعيب عليهم من أقرانهم من ليس بنابهٍ مثلهم! بيد أنهم قد فُوفِّقُوا لذلك وانتفعوا به، وأحسنوا توظيف الفوائد في سلوكهم، وحياتهم، ومعاشهم؛ فرحمهم الله تعالى.
ورزقنا فهماً كحسن فهم، وحرصاً كحرصهم، وصلاحاً كصلاحهم.
الثانية: مما يجب على طالب العلم، الحريص على وقته، أن يستغل مثل هذه اللقاءات، لا أن تكون خالية من الفائدة، والعلم، وتبادل المعرفة؛ فهذا يُضَيِّع كثيراً من الوقت (وكم ضيعنا كثيراً نسأل الله السلامة والعافية والمغفرة)، وسيسأل عنه يوم القيامة. فالله الله في اللقاءات معاشر المفسرين.
وقد كنتُ أسمع عن الشيخ العلامة الدكتور بكر أبو زيد أمده الله بالعافية، موقفاً عجباً، أثَّر ذلك علىَّ كثيراً؛ فحين زاره بعض الإحبَّة للقائه والجلوس معه، يخبرني أحدهم فيقول:
جلسنا مع الشيخ وكان كلامنا:
كيف حال الشيخ؟
وعلوم الشيخ؟
ونحبك في الله يا شيخ.
وأخبار الشيخ؟
ولا أسئلة عندنا!!)
فلمَّا طال الجلوس بلا مسائل علمية يقول صاحبي:
فقال الشيخ: هل عندكم أسئلة، أو مسائل في العلم؛ فننتفع، وإلا فهناك ما يشغلني من العلم، وبعض الأمور بحاجة لإتمام.
يقول صاحبي: فتقطَّعنا حياءً، واعتذرنا من الشيخ وسلمنا عليه، وانصرفنا. أهـ
فما زالتُ أنتفع بهذا الموقف من سنين؛ فجزى الله الشيخ الذي بمثل هذا الحرص أخرج لنا درراً نافعة طيبة، كانت ثمرة لجرد مطولات لا تكون إلا بالحرص على الأوقات.
وجزى الله صاحبي فقد استفدتُ منه درساً طيباً.
فاللهَ أسألُ أن يجعل أعمالنا صالحة في رضاه، وأن يجعل لقاءنا في مرضاته، إن خير مسؤول، وهو بكل كفيل جميل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وأقف بهذه الترجمة؛ لحين العودة من السفر إن شاء الله
فنستودع الله أهل الملتقى الأخيار الذي لا تضيع ودائعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/456)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:19 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
12_ (127) الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل، الحافظ العلامة المقرئ، شيخ الإسلام؛ أبو العلاء الهَمَذَاني العطَّار (483 _ 569هـ)
1_توضيح غريب، معنى (الدَّرْج):
قال الداودي رحمه الله عن أحد تلاميذه يحكي سعة علمه: (ولقد كان يوماً في مجلسه، فجاءته فتوى في عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فكتب من حفظه ونحن جلوسٌ دَرْجَاً طويلاً في أخباره) (1/ 133)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
والمراد بالدَّرْج: تارة يطلق على الكتب عامة، وتارة يطلق على ما يوضع فيها الأشياء كحقيبة مخصصة لورق وغيرها، وتارة يُقيَّد بالورق بالمستطيل مخالفاً لوصف الكتاب العام، وهو الصحيح؛ وهذا مصطلح معروف عند المحدثين.
يقول القَلْقَشَنْدِي في صبح الأعشى (1/ 138 ط: دار الكتب المصرية 1340هـ)
(والمراد بالدَّرْج في العرف العام: الورق المستطيل المركَّب من عدَّة أوصال، وهو في عُرف الزمان عبارة عن عشرين وصلاً متلاصقة لا غير.
قال ابن حاجب النعمان في ذخيرة الكتاب: وهو في الأصل اسم للفعل أخذاً من درجت الكتاب أُدْرِجه دَرْجاً، إذا أسرعت طيِّه، وأدرجته إدراجاً؛ فهو مُدرج إذا أعدته على مطاويه) أهـ.
2_ من آداب نيل العلم (الآداب الخارجية) وربانية العالِم:
قال الداودي رحمه الله عن أبي الفضل الأديب: (رأيت أبا العلاء في مسجد من مساجد بغداد؛ يكتب وهو قائم؛ لأن السراج كان عالياً؛ فعُظِّم بعد ذلك شأنه في القلوب، حتى إنه كان يمرُّ في همَذان؛ فلا يبقى أحدٌ رآه إلا وقام ودعا له حتى الصبيان واليهود!!
وربَّما كان يمضي إلى بلدة مُشْكَان؛ فيصلي بها الجمعة؛ فيتلقَّاه أهلا خارج البلد؛ المسلمون على حدة، واليهود على حدة!! يدعون له إلى أن يدخل البلد))
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
لله درُّه رحمه الله؛ ففي هذا النص جملة من الفوائد:
الأولى: يكتب وهو قائم.
وهذه همَّة عالية منه رحمه الله؛ فلا غرو فهو أبو العلاء، وله من اسمه نصيب.
وهذا يُعَدُّ اليوم من آداب الطلب الخارجية؛ أعني تهيئة المكان المناسب للطلب، ومن جملة ذلك تهيئة الإنارة المناسبة الكافية؛ ذلكم حتى لا يُرْهق العين ويجهدها في حال إخفات الضوء أو ضموره.
وهذه من جملة الأداب في الطلب.
أيضاً: نكتة اخرى، وهي مدعاة للضبط، والتحقيق والتنقيح في الكتابة، والأمانة فيها وعدم القصور في الضبط، ولو أدَّى ذلك إلى تعب الجسد؛ فالعلم لا يستطاع براحة الجسد؛ ولأجل إخلاصه وصدقه في نيل العلم، جعل الله له لسان صدق في حياته وبعد مماته؛ فعظَّمتْهُ القلوب، الأحباب والخصوم؛ فجزاه الله خيراً
الثانية: عجب اليهود منه والدعاء له:
وهذه عجيبة غريبة؛ فإن ملة من أسوء الملل وأشدها خبثاً وأكثرها حقداً على المسلمين، يكون منها هذا! لهي دلالة على ربانية هذا العالم العامل الذي أثر عِلْمه، وعَمَلُه، وهَدْيه، وسَمْته في أعداء الإسلام، ليس هذا فحسب، بل إن تمسكه بالسنة في سائر حياته، والدَّرج على هدي الإسلام في عمره ومعاشه هو ما حمل اليهود على حبه والدعاء له.
بل حتى الفرق الضالة (كالمعتزلة) وهم أهل خوارزم يقول المصنِّف عنهم:
(تألَّفت القلوب على محبته، وحسن الذكر له في الآفاق البعيدة، حتى أهل خوارزم؛ الذين هم معتزلة مع شدته في الحنبيلة!)
ألا فأين العلماء من الاقتداء بمثل هذا العالم العامل الناصح حسن الخلق.
والله إن مثل هذه السيِّر لنادرة، وينبغي لطالب العلم أن يعتني برجالات الملة الذين هذا حالهم؛ فهم مفخرة للإسلام وأهله، وفي سيرهم ومناقبهم ما يروق لكل مؤمن من عجائب الأحوال، وروائع الخِلال.
الثالثة: يدعون له إلى أن يدخل البلد.
إن العالم الرباني إذا دخل قرية استبشر أهلها بذلك؛ لِمَا يُجري الله من الخير والرزق لأهل تلك المحلَّه لنزول العالم فيها، وذلك لكرامة العلماء على ربهم، ومن هنا فلا تعجب إن مرَّ عليك مثل هذه القصص، كل ذلك رجاء بركة العالم وخيره على أهل البلد، سواء كان بالعلم او بالرزق الذي يمنحه الله لهم، ولذا كانت من حِكَم استغفار النملة والحيتان والدواب للعلماء لما يجري الله الخير والرزق عليهم بسببهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/457)
وفي الختام؛ فإني أنصح الأحبة في النظر في سيرة أبي العلاء الهمَذَاني ففيها نفائس وفوائد جليلة.
جعلنا الله وإياكم ممن يقتدي بالعلماء الربانيين العاملين الناصحين.
والله أعلم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:20 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
13_ (141) الحسن بن محمد بن عبد الله، شرف الدين الطِّيْبِي (ت 743هـ)
1_آية في الاستنباط:
قال الداودي عنه فيما نقله عن الحافظ ابن حجر رحمهم الله: (كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن) (1/ 146)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه إشارة إلى أهمية استفراغ الوُسْع، وكدِّ الخاطر، وجهد العلم في استنباط الدُّرر والمسائل من كتاب الله تعالى.
وهذا الأمر له شروط وأسباب، ومن أعظمها:
1_ (ترك الذنوب ما استطاع) وتكفيك قصة الإمام الشافعي رحمه الله ونظمه: (شكوت إلى وكيع سوء حفظي .. )
2_ الدعاء بأن يفتح الله عليك، ولقد كان الشيخ الأعجوبة ابن تيمية رحمه الله يضع خده على التراب ويقول: (اللهم يا مُعلِّم إبراهيم عَلِّمنِي، ويا مُفَهِّم سليمان فهَّمنِي) فيفتح الله عليه جُمَلاً من الفتوح وهو الفتَّاح العليم.
3_ الإخلاص والصدق مع الله لنفع النفس أولاً، وللأمَّة ثانياً، وقد قال ابن الجوزي رحمه الله: (إنمَّا يتعثَّر من لَمْ يُخْلِص)
4_ التَّحصيل والإلمام بقواعد الاستنباط المنثورة في طَيَّات الكتب، ويمكن الرجوع للتالي:
أ. الإكليل لاستنباط التنزيل للسيوطي رحمه الله (واقتنِ طبعة دار الأندلس الخضراء (رسالة علمية) فقد اعتنى بها المحقق وفقه الله أيَّما اعتناء، وفهرس في الخاتمة فهارس جيدة) وهذا الكتاب يُعين على معرفة كيفية الاستنباط بالأمثلة.
2 _ قواعد التدبُّر الأمثل لكتاب الله. فيه نفائس عالية، ولو هُذِّب واختصر لخرج بأبسط وأيسر مما خرج.
3_ (يترقب) رسالة الشيخ فهد الوهبي وفقه الله الموسومة بـ: (منهج الاستنباط من القرآن الكريم) وستطبع في معهد الإمام الشاطبي بجدة؛ فيسَّر الله لها ذلك.
2_أخلاق عالية:
قال الداودي رحمه الله عنه: (ملازماً لأشغال الطلبة في العلوم الإسلامية بغير طمع، بل يخدمهم ويعينهم، ويُعير الكتب النفيسة لأهل بلده وغيرهم، مَنْ يَعْرِف ومَنْ لا يَعْرِف) (1/ 146)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
مِنْ أجمل ما تراه العين، أن تَنْعم بالعالِم العامل ذي الخلق الحسن.
ويَنْعم النَّظرُ أكثر حين تجد الشيخ كبير القدْر، عظيم العلم؛ جميل التواضع، حسن الأخلاق، سهل المنال، يسير المطلب، مِعْواناً، باذلاً لطلاَّب العلم ما يُقرِّبُهم نحو الله، من العلم، والنصح، بل حتَّى النفقة لو تطلَّب ذلك.
كم يفرح طالب العلم حين يجد أهل العلم على هذه السِّمَة الطيِّبة؛ فلا حرمنا الله منها، ونسأله المزيد من فضله الكريم.
إن مثل هذه المواقف لتُؤثر في نفس التلميذ أيَّما تأثير، وتُحبِّبُه بالعلم وأهله، وقد كان من حال شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الباب ما يُذهل العقل، خاصة مع خصومه؛ فرحمه الله رحمة واسعة وبرَّد ضجيعه.
فهذه دعوة لسماحة الخُلق، ولين الجانب، وبذل النفس، وخدمة الإخوان، وقبل هذه كلِّه إخلاص العمل له سبحانه، والموفَّق من وفقه ربه.
3_ حاشيته على الكشَّاف:
قال الداودي رحمه الله عنه: (شرح (الكَشَّاف) شرحاً حسناً كبيراً) (1/ 147)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
أما شرحه هذا؛ فهو حاشيته المسمَّاة: (فُتُوحُ الغَيْبِ في الكَشْفِ عن قِنَاعِ الرَّيْب)
وهي حاشية نفيسة، غدت أميز وأنفس الشروح على الكشاف.
ولا تعجب فلها سِرٌّ مليح، وقصةٌ لطيفة!
فقد ذكر الداودي رحمه الله عنه: (أنه قُبَيل الشروع في هذا الشرح، رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النَّوم، وقد ناوله قدَحاً من اللبن؛ فشرب منه) (1/ 147) وقارن ذلك مع قصة عمر تُدرك أن الله قد فتح عليه حظاً وافراً.
تنويه: اللبن في المنام ليس بِمُطَّردٍ على الدوام في ذلك، و رُؤَى كل إنسان تختلف عن غيره؛ لمناسبة أمره، وهذا يعرفه المُعبِّرون. فنسأل الله الكريم من فضله
وانظر هنا زادك الله علماً وعملاً صالحاً عن (فُتُوحُ الغَيْبِ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6115&highlight=%C7%E1%D8%ED%C8%ED)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/458)
4_ الجَلد في التَّعْلِيم وحُسْن خاتمةٍ في انتظار الصَّلاة:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وعقد مجلساً لقراءة صحيح البخاري، وكان يشتغلُ في التفسير من الشروق إلى الزوال، ومن ثَمَّ إلى العصر في البخاري إلى يوم مات.
فإنه فرغ من وظيفة التفسير، وتوجَّه إلى مجلس الحديث؛ فصلَّى النافلة، وجلس ينتظر الإقامة للفريضة؛ فقضى نحبه، متوجِّهاً إلى القِبلة) (1/ 147)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهنا جملة من الفوائد:
الأولى: النَّفس الطويل في التعليم والمدارسة.
وهذا لا زال معمولاً به عند كبار أهل العلم يبدؤون من الفجر وحتى الزوال أو قبيل الزوال، يتناولون جملة من العلوم والفنون، ومن هؤلاء شيخنا العلامة الدكتور عبد الله بن جبرين حفظه الله؛ فقد حضرتُ بضعة أيام عنده متفرقات وكان يشرح في العقيدة، والتفسير، والنحو، والمصطلح، والفقه، والحديث، وكتب شيخ الإسلام، والشيخ حفظه الله يُعَلِّق على ما يُقرأ.
وحدثني شيخنا العلامة أ. د عمر الأشقر حفظه الله عن دروس سماحة الشيخ ابن إبراهيم رحمه الله التي حضرها؛ بمثل هذا، وكان أكثر مدة ربما تصل إلى الظهر، وكان أعجوبة في الحفظ الاستظهار، فرحمه الله تعالى.
ومن أعجب ما قرأتُ في الْجَلَدِ على القراءة في التفسير والعناية به، ما قاله الشيخ ابن حميد في ترجمته للشيخ عبد الله بن فائز أبا الخيل _ المتَوَفَّى سنة (1251) أحد علماء نجد _:
(وله مدارسة في القرآن العظيم مع جماعة في جميع ليالي السنة، ويقرءون إلى نحو نصف الليل عشرة أجزاء وأكثر.
وأعرف مرة أنهم شرعوا من سورة الفرقان بعد العشاء وختموا! وكنتُ أحضر وأنا ابن عشر مع بعض أقاربي فيبلغني النوم؛ فإذا فرغوا حملني إلى بيتنا وأنا لا أشعر، وكان مع القراءة يراجع «تفسير البغوي» والبيضاوي كل ليلة رحمه الله تعالى»
نعم، الموفق من وفقه ربه والله. نسأل الله العلي من فضله.
الثانية: حسن خاتمة هذا الإمام رحمه الله رحمة واسعة، فقد كانت بعد مجلس التفسير، وقبل مجلس الحديث، وفي انتظار الصلاة، فهنيئاً له يبعث يوم القيامة على أشرف حال، وأهنئ مقام، وأجره في انتظار الصلاة إلى قيامة الساعة.
وما كل أحد يُوفَّق لخاتمة حسنة، فمن يعمل صالحاً في حياته يوفق لها، وإلاَّ والعياذ بالله تكون خاتمة على غير مَحْمَدٍ.
أسأل الله لي ولأحبتي في الملتقى حسن الخاتمة.
والله أعلم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:21 ص]ـ
متابعة
الحمد لله، وبعد ..
14_ (154) الحسين بن مسعود بن محمد، أبو محمد البغوي الفقيه الشافعي، محيي السنة (ت 516هـ)
صاحب: (معالم التنزيل)
1_النية الحسنة في التصنيف سبب للقبول:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقد بُورِك له في تصانيفه، ورُزِق فيها القبول الحسن؛ بِنِيَّتِه) (1/ 162)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
لله درُّ الإخلاص، ما أَعْجَبه! فهو الإِكْسِير المُذْهِل!
فالإخلاصُ خُلُقٌ عظيم، وكنزٌ رفيع، ولا يُوَفَّق له كل أحد بعد حُسْنِ المعْتَقَد، بل هو من أشدّ الأخلاق على العارفين معالجة له، ولَكَمْ اجتهد السلف رضوان الله عليهم في إخلاص نياتهم، وما هذا إلاّ لأنَّ صلاح الأعمال موقوفٌ على الإخلاص؛ فهو عزيز، نسأل الله الكريم من فضله.
وهذه قاعدة عظيمة النفع جداً؛ فإنه ينبغي على طالب العِلْم؛ متى ما رُزِق فَتْحاً وتفنُّنَاً في بابِ التَّصنِيف والتَّألِيف، أن يتعاهد هذا الأمر ويعتني به عنايةً فائقة جداً؛ ومتى ما فعل ذلك؛ فليُبْشِر بالفُتُوحاتِ الإلهية، والمِنَح الربَّانية.
ومن هنا كان الإمام البغوي رحمه الله مُوفَّقاً في تصانيفه؛ لِحُسْن نيته، ونقاءِ سريرته، ولذا يقول الإمام الذهبي رحمه الله عن مُصنَّفاته:
(بُورِك له في تصانيفه، و رُزِق فيها القَبول التام؛ لِحُسْن قصْدِه، و صِدْق نِيَّته. و تنافس العلماءُ في تحصِيلِها) السِّير (14/ 439)
وهكذا كان السلف رحمهم الله تعالى في أعمالهم العلمية والعبادية.
ودونك نماذج من سِيَرِهم، وعلى رأسهم أنموذج من حياة شيخ المفسرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/459)
_الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى، فها هو يحكي حاله عن تفسيره فيقول: (استخرتُ الله، و سألتُه العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله بثلاث سنين فأعانني)
الله أكبر.
ثلاث سنوات يستخير قبل التأليف! إنها هِممٌ كالجبال.
نعم، إنه همُّ من يريد نفع الإسلام وأهلِهِ بأكبر قدْرٍ، وأعظم نفعٍ؛ فأحسنَ قصدَه، وأنبلَ مَرْماه؛ فجاءت مجالسه بأعظم كتاب في التفسير؛ فرحمه الله رحمة واسعة.
_ وإمام الأئمة ابنُ خزيمة رحمه الله، يُسطِّرُ للتاريخ فيحدِّث قائلاً شأنه في التَّصنِيف:
(كنتُ إذا أردتُ أن أصنِّف الشيءَ، أدخلُ في الصلاة مُستخيراً حتى يُفتَح عليَّ، ثم أبتدئُ التصنيف) السير (14/ 396)
_ وأَيْنَك من الإمام مالك، صاحب الموطأ، فقد قيل له حين عزم على جمعه وتصنيف، أتُؤلِّف موطأً والموطَّآت كثيرة؟
فقال قولته الشهيرة: (ما كان للهِ فَسيَبْقَى، وما كان لِغَيره؛ فَسيَضْمَحِل)
فليت شعري، أين الموطَّآت الآن أمام موطأ الإمام مالك رحمه الله؟
إنه وربي الإخلاص؛ فأعْظِم به من عملٍ جزيل، يقود لرضى الجليل.
إن من أعظم معايير القبول وأسباب النفع: الإخلاص لله تعالى، والتجرد للحق، وقصد النفع للإسلام والمسلمين، فمن يكتب؛ فليكتب لهذه وإلا فلا يتعب، إذ لن يجني من عمله سوى الكدّ، والتعب، ورداء الفكرة. (ومن يهن الله فما له من مكرم)
ويقول ابن القيم رحمه الله: ((وقد جرت عادة الله التي لا تُبدّل وسنّته التي لا تحوّل؛ أن يُلْبَس المخلص من المهابة، والنُّور، والمحبَّة في قلوب الخلق، وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه، ونِيَّته ومعاملته لربه، ويُلْبَس المرائي اللابس ثوبي الزور من المقْتِ، والمهانة، والبُغْضة ما هو اللائق به؛ فالمخلص له المهابة والمحبة، وللآخر المقت والبغضاء)) إعلام الموقعين (6/ 106)
فَإِنْ أَرَدْتَ أَحْسَنَ التَّوَاصِي * * * فَطيِّبِ الأَعْمَالَ بالإِخْلاَصِ
2_عالمٌ لَمْ يَحُجّ:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقد جاوز البغوي الثمانين ولم يَحُجّ) (1/ 162)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
عالمٌ خدم الكتاب والسنة، ولم يتسنَّ له الخروج للحج.
أفلا يحج عنه أحد أبناء المسلمين تقديراً لجهوده العلمية المباركة.
ولَإن كان ابن حزم رحمه الله لم يحج على _ الصحيح _ فقد حج عنه غير واحدٍ من المعتنين بكتبه وبمذهبه؛ فهلَّا حج عن الإمام البغوي أحد محبيه، ومنتفعي كتبه؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:22 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
15_ (162) خلف بن هشام (150 _ 229هـ)
1_النفقة في العلم:
قال الداودي رحمه الله عن المقرئ فيما يحكيه عنه: (أشكل عليَّ بابٌ من النحو؛ فأنفقتُ ثمانين ألف درهم، حتى حَذِقْتُه) (1/ 168)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه إشارة طيبة إلى باب أهمية النفقة، وحمل النفس عليه؛ باب النفقة في العلم وللعلم، وإن كثرت.
ولا يصل لهذه المرتبة الكريمة، إلا رجل قد شغف حب العلم قلبه وروحه، وخالط دمه، سيما في عصرنا هذا.
فعِدَّةُ طالب العلِم اليوم من بيت رحب، و كتب، وأرففٍ، وورق، وملزمات، وأقلام، وتجليد، وتصوير أوتغليف، ومقتنيات العصر وتكنولوجياته (حاسوب، طابعة، ماسح ضوئي و. . و .. )، أصبحت حاجة ماسة للاستزادة والاستفادة من العلم وتقريبه.
وكل هذا يدخل في النفقة في العلم وللعلم، ومتى ما أحسن المرء النية، وعقد القلب في بذل جميع ذلك تقرباً إلى الله تعالى، هانت عليه الأمور، وذلَّل الله له الصعاب.
ومن طالع سير أهل الحديث على الخصوص، وجد أمراً عجباً في النفقة على طلب الحديث، تبلغ مئآت الآلاف؛ فرضي الله عنهم وأرضاهم.
وقد قال الحسن: أعظم النفقة؛ النفقة في العلم.
قال حبَّان بن موسى: (عوتب ابن المبارك فيما يُفرِّق من المال في البلدان دون بلده.
فقال: إني أعرف مكان قوم، لهم فضل وصدق , طلبوا الحديث فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم.
احتاجوا!
فإن تركناهم ضاع علمهم , وإن أعنَّاهم بثُّوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أعلمُ بعد النُّبوَّة أفضل من بثِّ العلم.).تاريخ دمشق (32/ 455)
لله درُّ هذا الإمام العالم العامل المجاهد، وفي هذه القصة فوائد وشجون، وخلاصة المعادلة:
الفقر = العلماء؛ فأين من يعتني بأهل العلم، ويقدِّر جهودهم وصنيعهم، ويكفل أمر معاشهم؛ ليتفرَّغوا لخدمة الدين وأهله. نسأل الله الكريم من فضله.
2_تكميلُ نقصٍ، وتوضيحُ نصٍ:
قال الداودي رحمه الله عنه يحدِّث عن نفسه: (أعدتُ الصلاة أربعين سنة) أهـ (1/ 168)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
هذا النقل في الطبقات ناقص، والقارئ يستشكل سبب ذلك، ولن يعرف سببه أوالمراد منه لو اقتصر عليه، وحين يقارن مع كتب التراجم الأُخر يجد ما يزيل الإشكال.
والعبارة مع التكميل كالتالي: (أعدتُ الصلاة أربعين سنة؛ كنت أتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين) انظر: السِّير (10/ 576) وغيرها
وذلك لأن مذهب الكوفيين أن الخمر فقط من العنب! ولذا فقد رد القرطبي عليهم قالته ومذهبهم فقال:
(الأحاديث الواردة عن أنس وغيره، على صحتها وكثرتها تبطل مذهب الكوفيين القائلين بأن الخمر لا يكون إلا من العنب , وما كانت من غيره فلا تسمى خمرا ولا يتناولها اسم الخمر , وهو قول مخالف للغة العرب، والسنة الصحيحة، وللصحابة)
وتفصيل هذه المسألة في كتب الفقه، والمراد هنا توضيح المُشْكِل.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/460)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:23 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
16_ (168) ربيع بن سليمان بن عطاء الله، أبو سليمان القطَّان (288_334هـ)
1_لقاءٌ باطلٌ بالأَدِلَّةِ:
قال الداودي رحمه الله عنه: (ويقال: أنه كان يجتمع بالخضر!)) (1/ 177)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذا اللقاء باطل؛ فقد ثبت بالأدلة المستفيضة؛ بالمنقول والمعقول أنه قد مات، وأن ما يزعمه بعض الروافض، والصوفية، من اللقاء وما يزعمونه من بركات (وجُلُّها هرطقات) غير صحيح.
(والعجب أن في محلَّتنا، وفي الدراسات العليا، يُدَرَّس كتاب في حياة الخضر! والقائم علي تدريسه ممن ينتسب للمذهب الأشعري!!) فإلى الله المشتكى.
ومن أحسن من كتب رداً من السابقين على ذلك، شيخ الإسلام، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وابن الجوزي رحمهم الله.
وأما من المعاصرين فكثر، وهناك فتاوي كبار العلماء والمجامع الإسلامية الفقهية الكبرى في ذلك تفيد بوفاته عليه السلام.
وهذه بعض النقول في المسألة:
يقول العلامة ابن قيِّم الجوزية رحمه الله:
(الأحاديث التي يُذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد.
كحديث: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ; كان في المسجد؛ فسمع كلاماً من ورائه؛ فذهبوا ينظرون؛ فإذا هو الخضر!
وحديث: يلتقي الخضر وإلياس كل عام.
وحديث: يجتمع بعرفة؛ جبريل وميكائيل والخضر. الحديث المفترى الطويل.
_ وسُئِل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق؟
فقال: من أحال على غائب لم ينتصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
_ وسُئِل البخاري عن الخضر وإلياس؛ هل هما أحياء؟
فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يبقى على رأس مئة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد)
_ وسُئِل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: لو كان الخضر حيا لوجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ; ويجاهد بين يديه، ويتعلم منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ; يوم بدر: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض.
وكانوا ثلاث مئة وثلاثة عشر رجلاً معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ.
_ وقال أبو الفرج بن الجوزي:
والدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء؛ القرآن، والسنة، وإجماع المحققين من العلماء، والمعقول.
أما القرآن؛ فقوله - سبحانه وتعالى -;: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] فلو دام الخضر كان خالداً.
وأما السنة؛ فذكر حديث: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو اليوم عليها أحد". متفق عليه.
وفي صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه ; قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم، قبل موته بقليل: "ما من نفس منفوسة يأتي عليها مئة سنة وهي يومئذ حية".
وأما إجماع المحققين من العلماء؛ فقد ذُكِر عن البخاري، وعلي بن موسى الرضا، أن الخضر مات.
وأن البخاري سُئِل عن حياته، فقال: وكيف يكون ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ;: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مئة سنة منها لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد".
قال: وممن قال إن الخضر مات إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو الحسين بن المنادي، وهما إمامان وكان ابن المنادي يُقبِّحُ قول من يقول: إنه حي.
وحكى القاضي أبو يعلى موته عن بعض أصحاب أحمد.
_ قال أبو الفرج ابن الجوزي:
وما أبعد فَهْم من يثبت وجود الخضر، وينسى ما في طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة.
أما الدليل من المعقول؛ فمن عشرة أوجه:
أحدها، أن الذي أثبت حياته يقول إنه ولد آدم لصلبه وهذا فاسد لوجهين:
أحدهما، أن يكون عمره الآن ستة آلاف سنة فيما ذكر في كتاب يوحنا المؤرخ ومثل هذا بعيد في العادات أن يقع في حق البشر.
والثاني، أنه لو كان ولده لصلبه أو الرابع من ولد ولده كما زعموا وأنه كان وزير ذي القرنين فإن تلك الخلقة ليست على خلقتنا بل مفرط في الطول والعرض.
وفي الصحيحين، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -;، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -; أنه قال: "خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً فلم يزل الخلق ينقص بعد"
وما ذكر أحد ممن رأى الخضر أنه رآه على خلقة عظيمة وهو من أقدم الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/461)
الوجه الثالث، أنه لو كان الخضر قبل نوح لركب معه في السفينة، ولم يَنقل هذا أحدٌ.
الوجه الرابع، أنه قد اتفق العلماء أن نوحاً لما نزل من السفينة مات من كان معه، ثم مات نسلهم، ولم يبق غير نسل نوح، والدليل على هذا قوله - سبحانه وتعالى -;: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ} [الصافات: 77] وهذا يبطل قول من قال إنه كان قبل نوح.
والوجه الخامس، أن هذا لو كان صحيحاً أن بشراً من بني آدم يعيش من حين يولد إلى آخر الدهر ومولده قبل نوح، لكان هذا من أعظم الآيات والعجائب، وكان خبره في القرآن مذكوراً في غير موضع لأنه من أعظم آيات الربوبية.
وقد ذكر الله - سبحانه وتعالى -; من أحياه ألف سنة إلا خمسين عاماً وجعله آية، فكيف بمن أحياه إلى آخر الدهر؟! ولهذا قال بعض أهل العلم: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان.
والوجه السادس، أن القول بحياة الخضر قول على الله بلا علم، وذلك حرام بنص القرآن.
أما المقدمة الثانية فظاهره، وأما الأولى فإن حياته لو كانت ثابتة لدل عليها القرآن أو السنة أو إجماع الأمة، فهذا كتاب الله - سبحانه وتعالى -;، فأين فيه حياة الخضر؟ وهذه سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -;، فأين فيها ما يدل على ذلك بوجه؟ وهؤلاء علماء الأمة، هل أجمعوا على حياته؟
الوجه السابع، أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته، حكايات منقولة يخبر الرجل بها أنه رأى الخضر!!
فيا لله العجب، هل للخضر علامة يعرفه بها من رآه؟ وكثير من هؤلاء يغتر بقوله أنا الخضر، ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله، فأين للرائي أن المخبر له صادق لا يكذب؟
الوجه الثامن، أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن ولم يصاحبه، وقال له: {هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: 78]
فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لمثل موسى ثم يجتمع بجهلة العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة، ولا جماعة، ولا مجلس علم، ولا يعرفون من الشريعة شيئاً، وكل منهم يقول:
قال الخضر!
وجاءني الخضر!
وأوصاني الخضر!
فيا عجباً له يفارق كليم الله سبحانه وتعالى ;، ويدور على صحبة الجهال، ومن لا يعرف كيف يتوضأ، ولا كيف يصلي!.
الوجه التاسع، أن الأمة مجمعة على أن الذي يقول أنا الخضر، لو قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -; يقول كذا وكذا، لم يلتفت إلى قوله، ولم يحتج به في الدين؛ إلا أن يقال إنه لم يأت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ;، ولا بايعه أو يقول هذا الجاهل إنه لم يرسل إليه وفي هذا من الكفر ما فيه.
الوجه العاشر، أنه لو كان حياً لكان جهاده الكفار، ورباطه في سبيل الله، ومقامه في الصف ساعة، وحضوره الجمعة، والجماعة، وتعليمه العلم، أفضل له بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار والفلوات وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له".
انظر: المنار المنيف لابن القيم (67) بتصرف
وكذا كتاب أراء وروايات باطلة في سير الأنبياء. للشيخ عبد العزيز السدحان، وفيه جواب لفتوى لشيخ الإسلام في ذلك_ إن صحت _.
والله أعلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:26 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
17_ (185) سعيد بن مَسْعدة، أبو الحسن الأَخْفَش (215 هـ)
1 _ مذهبه الاعتزالي:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وكان معتزليَّاً) (1/ 191)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وسبب اعتزاله أنه لَزِم أستاذَه أبا شِمْر الحنفي المعتزلي (زعيم الشِّمْرية)؛ فتأثَّر به، وأخذ عنه الاعتزال، وقد قرَّر مذهبه في كتابه معاني القرآن؛ ولأجله ذكره المرتضى في كتاب طبقات الاعتزال ًصـ (131) ولم يذكر له قالات في الاعتزال تختصُّ به.
2_ بين الأَخْفَش الأَوسط والكِسَائي، مُنَاطَحَةُ عِلْمْ، وأَدبٌ جَمّ:
قال الداودي رحمه الله يحكي عن الأخفش قائلاً: (فوردت بغداد؛ فرأيت مسجد الكِسَائي؛ فصلَّيتُ خلفه الغداة؛ فلما انفتل من صلاته، وقعد بين يديه الفرَّاء، والأحمر، وابن سعدان، سلَّمتُ عليه وسألته عن مِئة مسألةٍ؛ فأجاب بجواباتٍ خطَّأتُهُ في جميعها؛ فأراد أصحابه الوثوبَ عليَّ؛ فمنعهم مني، ولم يقطعني ما رأيتُهم عليه مما كنتُ فيه.
ولما فرغتُ قال لي: بالله أنت أبو الحسن سعيد بن مسعدة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/462)
فقلتُ: نعم؛ فقام إليَّ وعانقني، وأجلسني إلى جنبه، ثم قال لي: أولادي أُحِبُّ ان يتأدَّبوا بك، ويتخرَّجوا عَلَيْك، وتكون معي غير مفارقٍ لي؛ فأجبته إلى ذلك.) (1/ 192)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهنا فوائد عزيزة:
الأولى: سعة عِلْم الأخفش؛ مما جعله يُصَوِّبُ خَطَأَ الإمام الكِسَائي؛ ومعلوم أنَّ الكِسَائي إمامٌ في اللغة والنحو؛ كيف لا والشافعي _ وهو من هو في اللغة ولسان العرب _ يقول: (من أراد أن يتبحَّر في النَّحْو؛ فهو عيالٌ على الكِسَائي) تاريخ بغداد (11/ 407)
وهذا ثعلب؛ شيخ العربية يقول عن الكِسَائي: (أجمعوا على أن أكثر الناس كلَّهم رواية، وأكثرهم عِلماً هو الكِسَائي) مراتب النحويين (120)
فرجلٌ يُصَحِّحُ جوابَ عالمٍ هذا وصفه، في مئة مسألة، لدليلٌ على سعة عِلْمه، ووَفْرة معارفه.
الثانية: حرص الكِسَائي على العلم؛ ولو كان هذا العلم الذي يحتاجه، ممن أفحمه؛ فهو لا ينظر لهذا الأمر بقدر ما ينظر للفائدة والتحصيل النافع، وهذا خُلُق العالم الرباني، ينتهز الفُرص؛ لينتفع، ومتى ما كانت هذه السِّمة في طالب العلم أو العالم انتفع أيما انتفاع، ولذا اسمع ما يقول ابن الأنباري في الإمام الكِسَائي: (اجتمع للكِسَائي أمور لم تجتمع لغيره، وكان من أعلم الناس بالنَّحْو، وواحدهم في الغريب) تاريخ بغداد (11/ 414) بتصرف
ومن قارن موقفه وموقف أصحابه عرف عقل الكِسَائي وحرصه على العلم؛ فلذلك نال ما نال من العلم، ولأجله منع أصحابه من الأخفش؛ فرحمه الله من عالم رباني.
الثالثة: حرص الكِسَائي على تعليم ولده، وهذا حقٌّ، وواجبٌ، ودَيْنٌ في أعناق الوالدين.
يقول سفيان الثوري رحمه الله: " ينبغي للرجل أن يُكْرِهَ ولده على العلم؛ لأنه مسؤول عنه " السير (7/ 273)
يقول ابن الحاج رحمه الله في مدخله (1/ 209):
(وينبغي له أن يتفقَّد أهله بمسائل العلم فيما يحتاجون إليه؛ لأنه جاء من تعليم غيرهم طلباً لثواب إرشادهم؛ فخاصَّته ومن تحت نظره آكد؛ لأنهم من رعيته ومن الخاصة به كما في الحديث: " كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته " فيعطيهم نصيبهم؛ فيبادر لتعليمهم لآكد الأشياء في الدِّين أولاً، وأنفعها وأعظمها؛ فيعلمهم الإيمان، والإحسان، والإسلام، ويجدد عليهم علم ذلك وإن كانوا قد علموه، ويعلمهم الإحسان، ويعلمهم الوضوء، والإغتسال، وصفتهما، والتييم، والصلاة وما في ذلك كله؛ من الفرائض، والسنن، والفضائل، وكل ما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم الأهم فالأهم)
الرابعة: تسميته بالكِسائي؛ فسببه أَنَّه أَحْرَم في كِسَاءٍ؛ فسمِّي به. قاله الداودي عنه في ترجمته (1/ 405)
3_ التصنيفُ والتأليف عند أهل العلم له أسباب:
قال الداودي رحمه الله يتابع حادثة الأخفش والكِسَائي: (فلما اتصلت الأيام بالاجتماع، سألني أنْ أُءَلِّفَ له كتاباً في معاني القرآن؛ فألَّفتُ كتاباً في المعاني) (1/ 192)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهنا مسألتان:
الأولى: متعلقة بكتابه المشهور (معاني القرآن)
والكلام عليه من وجوه:
أولاً: طبعاته: طبع عدة طبعات.
أجودها عندي:
طبعة الدكتور عبد الأمير الورد. عن دار عالم الكتب في مجلد. الأولى 1424هـ (وسبق وطبع في مجلدين) وهو رسالة علمية. (وجهده متميز، وقدَّم له بمقدمة طيبة، وقام بدراسته ومقارنته مع ثلاثة كتب هي: كتاب (المعاني) للفرَّاء (وقد اتَّكأ على كتاب الأخفش، ثم كتاب الكسائي كما أفادة الداودي في طبقاته 1/ 192) وكتاب أبي عبيدة (مجاز القرآن) وكتاب (الكتاب) لسيبويه وهذا في صـ (76) والحقيقة أن الجهد المبذول كبيرٌ جداً فجزاه الله خيراً.
والطبعة الثانية تحقيق الدكتورة هدى قراعة (ويذكر أن تحقيقها من أجود التحقيقات في مجلدين) وتصفحته سريعاً في إحدى المكتبات الخاصة.
وهناك طبعات سقيمة أو بلا تحقيق ولا ضبط فلا حاجة لذكرها.
ثانياً: بيان حال هذا الكتاب:
فقد قال أبو حاتم السجستاني رحمه الله: (كتابُه في المعاني صُويلح، إلا أن فيه مذاهب سُوْءٍ في القَدَر) السير (10/ 207) وهذا في باب الاعتقاد فقد نصر مذهبه الاعتزالي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/463)
وينظر في هذا الكتاب النفيس (مناهج اللغويين في تقرير العقيدة) للدكتور محمد الشيخ عليو محمد صـ (467) وما كتبه الشيخ الدكتور مساعد في التفسير اللغوي (311)
وأما عن قيمة الكتاب من حيث هو كتاب معاني أو كتاب نحْوٍ؛ فيطالع مقدمة الدكتور عبد الأمير الورد في مقدمة تحقيقه صـ (18) المادة العلمية للكتاب.
وأيضاً ما قيَّده الشيخ الحبيب الدكتور مساعد الطيار في رسالته: (التفسير اللغوي) صـ (304 _ 314) ولا عطر بعد عروس.
والثانية: أسباب التأليف والتصنيف عند أهل العلم:
لقد دأب العلماء رحمهم الله على التصنيف والتأليف، وجل التصانيف تكون لأسباب، والقليل منها يكون لغرض مجرد التأليف فقد.
ومن أحسن ما يوقف عليه في هذا الباب:
الأول: مقدِّمات الكتب؛ فإنها تشتمل على نفائس وأسرار أودعها المؤلفون فيها، وكم فيها من اللطائف والأخبار الممتعة.
والثاني: كتاب لطيف فريد في بابه _ فيما أعلم _ فرحت جداً أن وقفت عليه؛ فقرأته في مجلس واحد، وقيَّدتُ عليه ما كنت قد قرأته في المقدمات او بين طيات الكتب.
ذلكم كتاب: (دوافع البحث والتأليف عند المسلمين) للشيخ المحقق محمد خير رمضان يوسف. طبع عن دار ابن حزم.1426هـ وأنصح باقتنائه.
فقد جملة من الأسباب في التأليف:
وها أنا أسوقها مختصرة، وتحتها فرائد وفوائد عزيزة
_ عدم ذكر السبب.
_ أكثر من سبب.
_ الإهداء
_ استجابة طلب أو سؤال = طلب الكسائي تأليف الأخفش للمعاني
_ أجوبة مسائل
_ التحدَّي!
_ البحث والتحرِّي
_ الرؤيا
_ الشكر والاعتراف بالفضل
_ طلب الأجر والثواب من الله
_ الحاجة والأهمية والضرورة
_ الإحاطة والاستبصار والتحذير تجنباً للوقع في الخطأ والزيغ
_ النصيحة والإصلاح والتربية وبثُّ الوعي
_ التأثر والشعور بالمسؤولية
_ قيد العلم لدم النسيان أو الضياع
_ نشر العلم والخوف من آثار كتمه
_ إحياء علم أو فضيلة
_ نشر الأمن والطمأنينة
_ حب العلم والتأليف
_ الانشغال بأفضل العلوم وأهم الأعمال. انظر: سبب تفسير القرطبي.
_ التعليم. انظر: سبب تفسير ابن كثير.
_ تكملة نقص، واستدراك ما فات. انظر: سبب قطف الأزهار في كشف الأسرار للسيوطي (في لغة القرآن)
_ التوضيح والبيان. انظر: سبب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي.
_ الانتخاب والاختصار والوسطية. انظر: سبب الطراز في شرح ضبط الخراز.
_ جمع ما تفرَّق.
_ الأعمال الجامعية والموسوعية للاستغناء بها عن غيرها.
_ حب الشيء والاعجاب به (هواية وتسلية)
_ الانتصار للمبدأ أو المذهب
_ الأغراض والخفايا
- الفائدة والانتفاع
_ العبرة
_ بيان حكم الوقائق الجديدة (النوازل)
_ التصدِّي للمنكرات (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
_ شبهات وردود ودفع مطاعن. انظر: سبب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة.
_ نقد وتمحيص وتصحيح أخطاء.انظر: سبب نواسخ القرآن لابن الجوزي
_ حسم الخلاف.
_ موضوع أ تصنيف جديد.
_ أسلوب جديد.
_ إثارة النفس وتحريك الفكر وترويح البال (الإثارة والتشويق)
_ التجارب والرحلات والاكتشافات والمذكرات.
هذا ما ذكره، وقد يدخل بعضها في بعض، وقد يزيد أخر زيادات وإضافات.
4_ قِرَاءةُ السِّر ما شأنها؟:
قال الداودي رحمه الله: (وقرأ عليه الكِسَائي كتاب سيبويه سِرَّاً!) (1/ 192)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
والسِّرُّ هنا له سِرٌّ!
ولكن إن عرفنا بعض الأمور أنجلى السر:
فمن ذلك:
1_ أن الأخفش هو أحفظ من أخذ عن سيبويه. كما يقول المبرِّد
2_ كل من روى كتاب سيبويه (الكتاب) فمن طريقه؛ لأنه أخرجه بعد وفاته.
وعليه؛ فقد يقال هنا:
أن الكِسَائي حرص في القراءة عليه لأنه الطريق الوحيدة عن سيبويه، ولكن مال بال السر؟!
الذي يظهر لي بعد نظر في التراجم:
أن الكسائي محمود العقيدة على اعتقاد السلف الصالح في مسائل العقيدة، والأخفش سيء العقيدة على مذهب لاعتزال؛ ولأجل هذا _ قد _ يقال:
لحرصه على العلم وأخذه بالسند العالي الضابط، هو ما دفعه للإفادة من الأخفش؛ ولأنه معتزلي العقيدة، والسلف ينهون عن الأخذ عمن اتهم في عقيدته؛ فلعله استحسن ذلك سراً؛ فلا يفوته شيءٌ.
هذا ما ظهر لي. والله أعلم.
5_ الأخافشة، ومن تسمى بذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/464)
قال القنوجي في أبجد العلوم (3/ 41) في ترجمة الأخفش الأوسط:
والأخافش ثلاثة:
الأكبر: عبد الحميد بن عبد المجيد.
الأوسط: هذا السعيد.
الأصغر: علي بن سليمان.
وقيل: أربعة:
والرابع: أحمد بن عمران.
وقيل: أحد عشر:
الخامس: أحمد بن محمد الموصلي.
السادس: خلف بن عمرو.
والسابع: عبد الله بن محمد.
الثامن: عبد العزيز بن أحمد.
التاسع: علي بن محمد المغربي الشاعر.
العاشر: علي بن إسماعيل الفاطمي.
الحادي عشر: هارون بن موسى بن شريك.
وقد ذكرهم السيوطي في بغية الوعاة أيضاً.
وقد نظمهم الشيخ العلامة محمد الحسن بن أحمد الخديم الشنقيطي في منظومته "هداية السعاة إلى معرفة النحاة"
فقال عن الأخفش الأكبر:
الاَخفشُ الاَكبرُ أبو الخطابِ عبدُ الحميد سيدُ الأقطاب
أفادَ يونسَ أبا عبيدهْ معَ الكسائيِّ وعمرٍو فيْدَهْ
قد فاق في دين وعلم وورعْ وما دريتُ موتَه متى وقعْ
وقال عن الأخفش الأوسط:
وانمِ إلى مَسعدةٍ أبا الحسنْ الاَخفشَ الاَوسطَ سعيدًا، وأسنّْ
مِن سيبويه كانَ، لكنْ أفلحا بالأخذِ عنه قبلَ موتٍ (ربِحَا)
فكانَ من أحفظِ أهلِ الأدب وزادَ في العَروضِ بحرَ الخببِ
وقال عن الأخفش الأصغر:
وابنُ سليمانَ علِي أبُو الحسنْ الاَخفشُ الاَصغرُ، به ضِيق عَطَنْ
وثعلبًا صحبَ والمبرِّدَا ولم يَجدْ إلى المماتِ (سَيِّدَا)
ثم يقول عن التسعة الباقين:
هذا وبالأخفشِ لُقبَ أحدْ عشرَ، منهمُ الثلاثةُ تُعدّْ
والأحمدان: نجلُ عمرانَ علي وابنُ محمدِ الإمامُ الموصلي
وخلَفُ بنُ عُمرٍ، وانسُبْ إلى محمدٍ عبدَ الإله ذا العَلا
عبدُ العزيز نجلُ أحمدَ، علِي ابنُ محمدٍ له الشعرُ العلِي
كذا عليٌّ بنُ إسماعيلَ قدْ عُدَّ، وهارونُ بنُ موسى قدْ وَقَدْ
والنظم في رسالة مطبوعة بتحقيق وإشراف الأستاذ محمد سالم بن محمد الحسن، وتقديم الدكتور أحمد جمال ولد الحسن، وقد نشرتها مطبعة النجاح الجديدة في الدار البيضاء في طبعتها الأولى عام 1415هـ/1994م.
والله أعلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:34 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
18 _ (186) سفيان بن سعيد بن مسروق، الإمام شيخ الإسلام، الفقيه، الحافظ، الحجَّة، العابد، أبو عبد الله الثوري (97_ 161هـ)
1_ تفسيره:
قال الداودي رحمه الله عنه: (صاحب التفسير المشهور، الذي رواه عنه أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدِي) (1/ 193)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وتفسيره طبع في الهند 1385هـ بمعاونة وزارة المعارف، بعناية وتصحيح وترتيب وتعليق إمتياز علي عرشي، مدير مكتبة رضا، وعليه اعتمدت دار الكتب العلمية في طبعتها.
2_ توظيف كلمة (لا أدري) في حياة الربانيين:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال القطَّان: ما رأيت أحفظ منه، كنت إذا سألته عن حديثٍ ليس عنده؛ اشتدَّ عليه) (1/ 194)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذه سِمَةُ أهل التقوى والعلم النَّافع ممن يرجون بِعلْمِهم الله والدار الآخرة.
فهو مثال واضح، لما قرَّره الشيخ العلامة عبد الرحمن السَّعدي رحمه الله _ وقد سبق في نكت الداودي في المشاركة التاسعة _ حين قال:
((ومن أعظم ما يجب على المُعَلِّمين: أن يقولوا لما لا يعلمونه ((الله أعلم)) وليس هذا بناقصٍ لأقدارهم؛ بل هذا مما يزيد قدرهم، ويُستدلُّ به كمال دينهم، وتحرِّيهم الصواب. وفي توقُّفِه عمَّا لا يعلم فوائد كثيرة، ثم ذكر ما يشهد لهذا الموقف؛ فقال:.
ومنها: أنه إذا توقف وقال: الله أعلم، فما أسرع ما يأتيه علم ذلك من مراجعته أو مراجعة غيره؛ فإنَّ المتعلم إذا رأى معلمه قد توقف؛ جدَّ واجتهد في تحصيل علمها وإتحاف المعلم بها، فما أحسن هذا الأثر.) إلى آخر كلامه النفيس رحمه الله؛ فانظر غير مأمور في (الفتاوى السعدية (628)
3_ البعد عن الذنوب:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال عبد الرزاق: قال سفيان: ما استودعتُ قلبي شيئاً قط فخانني) (1/ 194)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
لله دَرُّه ما أعظم توقيره لربِّه، وحفظه لمَحَارِمه.
فهذا الإمام الهُمام، قال عنه أحد المحدِّثين: (يبلغ حديثه ثلاثين ألفاً)
الله أكبر .. ثلاثون ألف حديث يعرف أسانيدها، ومتونها، وعللها.
فيا ترى ما الذي أكسبه هذا الحفظ وهذا العلم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/465)
ولأيِّ شيء قال فيه غير واحد: (من أخبرك انه رأى مثل سفيان؛ فلا تصدِّقه)؟
وهل سمعت بقولة الإمام أحمد حين قال عنه: سفيان: لم يتقدَّمه في قلبي أحد!
الإمام سفيان أيُّ عالم كان؟
وما هي الصفات النبيلة الظاهرة فيه رحمه الله.
إن أردتَ أن تعلم هذا؛ فلتعلم أنه البُعْد عن الذنوب؛ فإنَّ الذنب يحرم العلم، واللذة فيه. وهو أساس كل مصيبة ورذيلة، صاننا الله وإياكم من شر ذلك كله.
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله، في بيان خطر الذنوب على القلب:
(وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله فمنها:
حرمان العلم؛ فإنَّ العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تُطْفِيء ذلك النور.
ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك، وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقُّد ذكائه، وكمال فَهْمِه؛ فقال: إِنِّي أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً؛ فلا تُطْفِئه بظلمة المعصية.
وقال الشافعي:
شكوتُ إلى وكيعٍ سُوءَ حِفْظِي ** فأَرْشَدني إلى تَرْك المعاصِي
وقال اعْلم بِأنَّ العِلْم نورٌ * * ونُوْرُ اللهِ لا يُؤْتَاه عَاصِي
) الداء والدواء (31)
ومن هنا تميز هذا العَلَمُ الحَبْر رحمه الله بالعلم والحفظ، مما جعل الإمام العالم العامل المجاهد ابن المبارك رحمه الله _ وَهُوَ مَنْ هُوَ _ يقول عنه: كتبتُ عن ألف شيخ ومئة شيخ، ما فيهم أفضل من سفيان.
بل يقول شعبة الحافظ أمير المؤمنين في الحديث: سفيان أحفظ مني.
فتأمل أيها الطالب عِظَم هذه النكتة الكبيرة، فإن أردت العلم والنور والحفظ؛ فإيَّاك والذنوب.
جعلني الله وإياك ممن رُزِق إنقاذ نفسه. اللهمَّ آمين.
4_ التفسير الصحيح في آيات العقائد (المعية العامة):
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقد صحَّ عن الثوري في قوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُم) قال: عِلْمه، وهذا جاء عن جماعة من المفسرين.) (1/ 194)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
أولاً: في الكتاب: (وَهُوَ مَعَكُم) قال: عَمَله!! وهذا تصحيف شنيع! والصواب عِلْمه.
كما هو مشهور (معيَّة العلم) وانظر:
خلق أفعال العباد للبخاري (8) والأسماء والصفات للبيهقي (2/ 341) تحقيق الحاشدي، وكتبٌ كثيرة.
هذا وإنَّ بعض المفسرين شطح فقال: المراد بالمعيَّة هنا، معية ذات! وختم قوله: (فإذا كانت المعية بالعلم لَزِمَ أن تكون بالذات؛ فافهم، وسلِّم إن لم تذق!!) أهـ
وقال أحدهم يسأل غيره: كيف تعتقد: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُم}؟ فقال: بالذات؛ فقال له: أشهد أنَّك من العارفين!!) أهـ
فما أعجب ابن عجيبة رحمه الله؛ فقد أصبح للذوق طريق إلى مسائل الاعتقاد.
تالله هذا خلط فظيع من أهل التصوف المذموم، (وسبقهم الجهمية بذلك). نسأل الله السلامة والعافية.
ثُمَّ المعيةُ معيَّتان:
1_ معية خاصة لأوليائه بالحفظ، والنُّصرة، والتَّأْيِيد.
ومعيَّة عامَّة بالسمع، والبصر، والعلم.
وكلام أهل العلم في علم هذه المسألة مبسوط في كتب العقائد.
وأنصح بمطالعة: (الآثار المروية في صفة المعية) للشيخ د. محمد بن خليفة التميمي؛ فقد أجاد وأفاد.
ومما فيه:
لمطلب الأول: آيات المعيَّة.
المطلب الثاني: أقوال السلف في تفسير آيات المعيَّة العامة.
المطلب الثالث: أقوال السلف التي تجمع بين صفتي العلو والمعيَّة.
المطلب الرابع: أقوال الناس في صفة المعيَّة.
وحسب الإشارة هنا كافية.
والله أعلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
19_ (187) سفيان بن عُيَيْنَة بن أبي عمران ميمون، الإمام، المجتهد، الحافظ، شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي (107_ 198هـ)
1_ الحج للقاء ابن عيينة:
قال الداودي رحمه الله عنه: (فقد كان خلقٌ يحجُّون؛ والباعث لهم؛ لقي ابن عيينة؛ فيزدحمون عليه في أيام الحج) (1/ 197)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
الله اكبر.
قطعٌ للفيافي والمفاوز، وتكلف شديد عجيب؛ لِلُقيا عالم!
أي شغف بالعلم والعلو فيه هذا.
إن عالماً بلغ هذه المنزلة؛ لمنزلته عالية، ورتبته منيفه على أهل عصره، وعلماء وقته.
إيه يا بن عيينه، رحمك الله، وبرَّد ضجيعك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/466)
لذا؛ فلا تعجب أن تجد كلام أهل العلم الكبار الثقات الفحول يقولون فيه ما يقولون؛ فالقول كما شاهدوا؛ فلا يهوِلَنَّك ذلك؛ فالرجل قد بلغ، وقد أخلص، وما على المُخْلِص إلا التوفيق من العلي القدير.
ودونك بعضاً من كلامهم في أبي محمد الهلالي محدِّث الحرم المكي، ولا فخر.
أ. قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ما رأيت أحداً فيه من آلة العلم ما في سفيان، وما رأيت أحداً أكفَّ عن الفتيا منه، وما رأيت أحداً أحسن لتفسير الحديث منه)
ب. قال الإمام أحمد رحمه الله: (ما رأيت أعلم بالسنن منه)
ج. قال الشيخ العجلي رحمه الله: (كان ابن عيينة ثبْتاً في الحديث، وحديثه نحو سبعة آلاف، ولم يكن له كتب)
د. قال ابن مهدي رحمه الله: (عند سفيان بن عيينة من المعرفة بالقرآن، وتفسير الحديث مالم يكن عند الثوري)
هـ. قال حمَّاد بن يحيى: سمعتُ ابن عيينة يقول: رأيت كأنَّ أسناني سقطت؛ فذكرته للزهري؛ فقال: يموت أسنانك وتبقى؛ فمات أسناني، وبقيت؛ فجعل الله كل عدو لي محباً)
وأما سبب هذا الزَّحام على ابن عينة رحمه الله؛ فيقول الإمام الذهبي في ترجمته: (ولقد كان خلق من طلبة الحديث، يتكلَّفون الحج، وما المحرِّك لهم سِوَى لقي سفيان بن عيينة؛ لإمامته وعلو إسناده) السير (8/ 457).
2_ هل العِلْم يضر؟:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال: العلم إذا لم ينفعك ضرك) (1/ 198)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
سبحان الله!
العلمُ يَضُرُّ؟
كيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا ممن ثلاث: وذكر: علم نافع)
يفهم من هذا، أن هناك علماًَ غير نافع.
تأمَّل _ نفعني الله وإياك _ هذه المقولات الرائقة في بيان العلم:
1_ قال الحسن: العلم علمان؛ فعلم في القلب؛ فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان، فذلك حجة الله على بن آدم. (مجموع الفتاوى 18/ 303 وجامع العلوم والحكم 343)
والمراد: بعلم القلب؛ ما دفعك للخشية من ربك، وزانك بالصالحات والقربات والطاعات.
لا العلم الذي تكون فيه مكثاراً باللسان، مقلاً بالأركان.
ولأجله قال كثير من أهل العلم الكبار: ليتنا ما علمنا، ولا تعلَّمنا، ولا تكملنا في العلم!
وهذا معلوم عند كل ذي بصيرة أنه محمول من باب شدة خوفهم وورعهم رحمهم الله تعالى، وخشية أن يكونوا قد قصَّروا في جنب الله، أو أفتوا بالخطأ.
وعلمهم وعملهم بين الأجر والأجرين رحمهم الله تعالى.
فإن علومهم من خير العلوم في تفسير كتاب الله وسنة نبينه صلى الله عليه وسلم؛ فالزم هُدَاهُم، وبِهُداهُم اقْتَدِه.
2_ قال مطر: خير العلم ما نفع؛ وإنما ينفع الله بالعلم من عَلِمه ثم عمل به؛ ولا ينفع به من عَلِمه ثم تركه. (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 90)
3_ قال مالك بن دينار: إن العبد إذا طلب العلم للعمل كسره علمه، وإذا طلبه لغير ذلك ازداد به فجوراً أو فخراً. (اقتضاء العلم العمل 32)
ومراده رحمه الله بكسر العلم له: أن يتواضع فلا يتعاظم ويتكبر ويشمخ بنفسه ويزدري عباد الله.
فليكن لسان حاله:
إن حفظتُ القرآن يكون ماذا؟
وإن حفظتُ الصحيحين أي شيء في هذا؟
وإن بلغتُ الدرجات العليا من الشهادات أي شيء كائن فيه؟
تالله إنها زيادة حجة وتكليف لا تشريف.
وهكذا النَّبِيه؛ يوظف العلم لخدمة نفسه ونفعها لا لهلاكها، ورمُتك عاقلاً أيها القارئ؛ فمثلك فَطِنٌ.
4_ قال الحسن: تعلَّموا ما شئتم أن تعلموا؛ فلن يجازيكم الله على العلم حتى تعملوا؛ فإن السفهاء همتهم الرواية، وإنَّ العلماء همتهم الرعاية. (اقتضاء العلم العمل 35)
5_ قال مالك بن دينار: سألت الحسن عن عقوبة العالم، قال: موت القلب، قلت: وما موت القلب؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة) (الزهد 265)
6_ وما أحسن كلام الخطيب رحمه الله حين قال في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (1/ 77 - 78) في سمة طالب العلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/467)
(والواجب أن يكون أكمل الناس أدباً، وأشدُّ الخلق تواضعاً، وأعظمهم نزاهة وتديُّناً، وأقلهم طَيْشاً وغضباً؛ لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاقِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين ومآثر الماضين؛ فيأخذوا بأجملها وأحسنها ويصدفوا عن أرذلها وأدونها.
إلى أن قال: عن أبي عاصم أنه قال: (من طلب هذا الحديث؛ فقد طلب أعلى أمور الدنيا، فيجب أن يكون خير الناس).
وقال: عن سفيان بن عينية أنه كان يقول: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر؛ فعليه تُعْرَض الأشياء، على خُلُقه، وسيرته، وهديه؛ فما وافقها فهو الحق، وما خالفها فهو الباطل) (1/ 79) بتصرف يسير
فيا أيها الطَّالب للعلم، المريد نفع نفسه، هذه قالات أهل العلم في العلم ومنفعته، فإيَّاك يا هذا أن يضرَّك علمك، فتحرم الخير الكثير، والأجر الكبير.
واعلم_ علّمني الله وإيَّاك _ أن أسباب مضرة العلم كثيرة (وحين توجد الأسباب، تتبعها النتائج؛ فتنفذ إرادة الله، و تحقُّ كلمته) (الظِّلال 4/ 2218):
ومن جملة الأسباب ما يلي:
1. عدم العمل بالعلم؛ لأن عدم العمل ذهاب للعلم. (هتف العلم العمل؛ فإن أجابه وإلا ارتحل) والعمل من أعظم مثبِّتات العلم.
وانظر توبيخاً نافعاً لمن رام نصح نفسه من العلامة السَّعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: (لِم تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُون) فطالعه، وكرِّره عند كل علم صغير وكبير، وخاطب نفسك به يُفِدْك كثيراً!
فمن لم يجرب ليس يعرف قدره * * * فجرِّب تجد تصديق ما ذكرناه
.
2. الحرص عن الشهرة وحب الظهور. وهذا داء فتَّاك، وسُمٌّ عُضال. وقد قيل: (حب الظهور، يُقصِم الظهور) وهذا في كل علم قُصِد به الدنيا، لا لله من علوم الشريعة الغراء.
3.السكوت عن فعل الباطل؛ لأن فيه سرعة انتشاره ولا نكير من أهل العلم والخير والصلاح؛ فقلي بربك: أيُّ منفعة لصاحب العلم بعلمه إن لم يُنْكِر على أهل الباطل باطلهم؟
4.مداهنة أهل الباطل سِيَّما أهل الرياسات والمناصب؛ خشية فوات فتات الدنيا، وهذا حال من تكون نفسه الطيبة الصالحة (الَّلوامة) تبين له في قرارة نفسه فساد فعله، وتقول له:
(هذا لا يجوز؟
وهذا فعل شائن بالدِّين.
وينبغي عليك الإنكار (وقد وثق بك فلان؛ فلا تسكت فيظن فعله مباحاً! بسكوتك)
لا تقعد معهم.
ويلك فِرَّ منهم!
و هو يكبح نصحها، ويدسُّ صوتها خشية أن يسمع نصحها أحد بجواره ويقول:
فيه خلاف!
المصلحة تقتضي هذا!
الضرورات تبيح المحظورات!
بعدين أنصحه!
بيني وبينه في السر (فالنصيحة على ملآ فضيحة كما يقول الإمام الشافعي!!)
أما سمعتي: تعمدني بنصحك بانفرادي .. )
ولكنك سرعان ما تراه ينخرط في صفوف أهل الباطل؛ مشاركاً، ونادباً، ومثنياً، وربما عازماً! نسال الله السلامة والعافية
نعوذ بالله من علماء السوء، وأهل السوء، ومن علم لا ينفع.
وارزقنا اللهم العلم النافع، والعمل الصالح.
فيا هذا قد نصحتك، والله حافظي وحافظك.
والسلام.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:40 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
سلمان بن ناصر بن عمران، بن ميمون بن مهران، أبو القاسم الأنصاري النَّيْسابوري (512هـ)
1_ العالم النِّحْرير:
قال الداودي رحمه الله عنه: (قال عبد الغافر: كان نحرير وقته في فنِّه)) (1/ 200)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: من هو عبد الغافر الذي يَكثر ذكره، لا سِيَّما في تراجم النَّيْسابوريين؟
- هو أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، له: (تذييل تاريخ نيسابور)) ويذكر تارة: قال عبد الغافر، وتارة عبد الغافر الفارسي. انظر: تاريخ دمشق لابن عساكر (21/ 477)
الثانية (معنى: النحرير):
قال ابن فارس في مادة (نحر): ((والعالم بالشّيء المجرِّب نِحْرِير، وهو إن كان من القياس الذي ذكرناه، بمعنى أنّه ينحر العلمَ نحراً، كقولك: قَتلتُ هذا الشَّيءَ عِلْماً)
وقال ابن الأثير في النهاية: (وفي حديث حذيفة [وُكِّلَت الفِتْنَة بثلاثةٍ: بالحادِّ النِّحْرير] هو الفَطِنُ البصيرُ بكل شيء)) (5/ 28)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/468)
وقال المناوي في التوقيف: (النِّحْرِير العالم المُتْقِن، من نحر الأمور عِلْماً؛ إذا أتقنها كما يقال: قتلها)
والنّحْريرُ ليس من كلام العرب وهي كلمة مولّدة، كما قال الأصمعي (أفادة السيوطي في المزهرفي النوع الحادي والعشرين: معرفة المولَّد)
فرحم الله أبا القاسم الأنصاري أي علم مَلَك؟
وهذا مما دعى الحافظ ابن عساكر في تاريخه: (21/ 477) أن يصفه بقوله: (وهو من جملة الأفراد في علم الأصول والتفسير) أهـ
فلمَّا تميَّزفي علمه، وعلت رايات الغزارة والتمكُّن؛ كان من أفراد أهل العلم المتقنين له.
2_ تبيين مُبْهم:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وكانت معرفته فوق لسانه، ومعناه أكثر من ظاهره) (1/ 200)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
كنت قد قيدتُ على نسختي عند هذه الفقرة، عنوانا ً؛ وهو: أهمية جوامع الكلم للعالم. وهذا بداهة.
وكنت أحسب أنها: من سعة علم هذا العالم النحرير، أن كلامه موجز، ولكن يحمل في طياته معارف كثيرة وعلوماً متنوعة. وهذه صفة مدح ولا شك.
نعم، قنعت بهذا التفسير، ثم لمَّا قلبَّتُ النظر في النص، احتجت للرجوع لأكثر من مصدر لأستوثق صحة فهمي من خطئه.
فوجدت ابن عساكر يقول في تاريخه قبل هذا النص أعلاه: (كان بصيراً بمواضع الإشكال، مع قصور في تقرير لسانه)
فانكشف لي خلاف ما ظننت وبهذا النص بُيِّن ما أستشكلته.
وحينها خطر على خاطري بعض أهل العلم في عصرنا ممن يحسن التصنيف، وسكب المؤلفات، وترصيع الكلمات، ولكنه إن حاضر أو تكلم، ربما كان في حديثه بعض قصور، بخلاف سلاسة قلمه في أوراقه.
فقلت لعل هذا من ذلك، وكل يجود بما لديه، مما فتح الله عليه. والله أعلم.
3_ الدِّين من أجلِّ سمات الواقف على الكتب والمكتبات:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وأُقْعِد في خِزانة الكتب بنظامية نَيْسابور اعتماداً على دينه) (1/ 200)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
ما أعزَّها من نكتة.
تالله إن هذه السمة من أهم ما ينبغي أن يُعْتنى بها؛ فالعالِم مستأمنٌ على العلم، ولا ينفع للعلم فاقد الدِّين، مهما علا كعبه، وارتفع صيته _ في الغالب _
وأيننا اليوم من هذه السُّنَّة الموؤدة!
حتى خرجت علينا دور النشر والمكتبات تنادي على نفسها بأن جعلت القيِّم على تراثها ربما لا يُحْسِن التعامل معها، فضلاً عن معرفة موضوعها، وتصنيفها، أو الاهتمام بتحقيقها، وتخريجها، وحسن إخراجها، وفك مخطوطاتها.
لقد بات الأمر عندهم _إلا من رحم الله _ مادياً (الأقل راتباً)، ولو كان الأسوء تحقيقاً وتنقيحاً وتدقيقاً. وإلى الله المشتكى
فهذه دعوة إلى اختيار العالم ذي الدِّين المحقِّق النِّحرير المدقِّق حتى نتخلص من عبث الكثير في تراثنا العلمي الزاخر.
4_ عالم يخاطب الجن:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وقال أبو نصر عبد الرحمن بن محمد الخطيبي:
سمعتُ محمود بن أبي توبة الوزير يقول: مضيتُ إلى باب بيت أبي القاسم الأنصاري؛ فإذا الباب مردود، وهو يتحدَّث مع واحدٍ؛ فوقفتُ ساعة، وفتحت الباب؛ فما كان في الدار غيره!
فقلت: مع من كنت تتحدَّث؟
فقال: كان هنا واحدٌ من الجن، كنت أكلِّمه)
) (1/ 200)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
وهذا من ظريف ولطيف هذا العالم، وقد كان بعض العلماء يُسْأل من قِبَل إخواننا من الجن.
وقد وقع مثل هذا كثيراً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بل كان بين الجن وبعض العلماء مودَّات ومناصرات ودعوات، وهذا مشهور معروف في سير العلماء وكتب التراجم.
والله أعلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:44 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
21_ (191) سُلَيم بن أيوب بن سُلَيم، أبو الفتح الرَّازي (447هـ)
1_ طلب العلم في الكبر:
قال الداودي رحمه الله عنه: (تفقَّه وهو كبير) (1/ 202)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
والسِّنُّ لا مدخل له في العلم، والصغر والكِبَر على السَّواء في الطلب، بيد أنَّه في الصغر أنفع وأثبت وأقوى، وإنما العبرة في أمرين:
الأول: البراعة في العلم والتمكُّن منه والاحتياج إليه.
الثاني: الإذن من أشياخه.
وهذا ما عُرِف عن أهل العلم في السابق؛ فلم يجيزوا لأحد بالتَّحديث أو الإفتاء ما لم يحصل على أحد هذين الشرطين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/469)
وهذا ليس على العموم، بل هو حسب الأشخاص، وحسب الجدِّ والاجتهاد.
فإن قال قائل: جاء في بعض كتب الحديث أن السنَّ الذي يُشترط فيه التحديث بلوغ الخمسين! ولا بأس بالأربعين؟
فيقال: هذا غير مُسلَّم؛ فكم هم العلماء الذي حدَّثوا وصنَّفوا وانتفعت الأمة بهم وماتوا ولم يبلغوا الأربعين وهل أدل على ذلك من إمام الأمة بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله توفِيَّ وعمره 36سنة.
ومن علماء التفسير علوم القرآن:
ابن معاذ الجهني الأندلسي توفي وعمره 28 سنة، حتى قال فيه الداني: (كان حافظاً ضابطاً ثقة، تصدَّر في العربية وفي الفرائض والحساب)
ومن مصنفاته المشهورة: البديع في معرفة ما رسم في مصحف عثمان بن عفان.
وهو في فن كليات الرسم فيقول فيها (صـ 20): (إن ما): جميع ما في كتاب الله عز وجل من قوله (إنما) فهو في المصحف موصولاً إلا في موضع واحدٍ، وهو قوله في الأنعام (إن ما توعدون لآت) فإنه مقطوع .. إلخ ما ذكره هنا)
وأيضاً: كل ما في القرآن من ذكر المرأة؛ بالهاء إلا في سبعة مواضع ... وذكرها) (32)
وقد طبع هذا الكتاب النافع في كليات الرسم بتحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد عن دار عمار.
ومن علماء القراءات أيضا: الإمام شُعْلَة. توفي وعمره 33 سنة.
واسمع ما قال الذهبي رحمه الله فيه: (الإمام المقرئ العلامة، الذي اختصر الشاطبية، كان شاباً فاضلاً صالحاً محققاً، يتوقَّد ذكاءً، عاش ثلاثاً وثلاثين سنة)
ومن مصنفات غير شرح الشاطبية: الناسخ والمنسوخ في القرآن.
قال ابن رجب عنه: (وكلامه فيه يدل على تحقيقه وعلمه) ذيل طبقات الحنابلة (2/ 256)
وأختم بالثالث: الإمام أبي الفتح السِّيرافِي توفي وعمره 28 سنة.
يقول الزِّرِكْلي (7/ 96): (فهذا عالم مفسِّر، عالم بالنحو)
وقال صاحب هِدْية العارفين (6/ 142): (صنَّف (تقريب التفسير) في تلخيص الكشاف)
فقلي بربك: ومن يقدم على تقريب الكشاف إلا قد بلغ في العلم شأواً عالياً.
ثم هذا القول اعترض عليه أكابر أهل العلم.
_ يقول القاضي عياض رحمه الله: (هذا لا يقوم له حجة بما قال، وكم من السلف المتقدمين، ومن بعدهم من لم ينته إلى هذا السنِّ، ولا استوفى العمر، ومات قبله، وقد نشر من العلم والحديث ما لا يحصى) الإلماع (200)
_ وقال الحافظ ابن حجر: (أما الأداء؛ فقد تقدَّم أنه لا اختصاص له بزمن معين، بل يقيد بالاحتياج، والتَّأهُّل لذلك، وهو مختلف باختلاف الأشخاص) نزهة النظر (206)
وفيما ذكر كفاية، والحمد لله.
وانظر بتفصيل ماتع وجميل: كتاب العلماء الذين لم يتجاوزا سِنَّ الأشُدِّ للشيخ المحقق علي العمران نفيس (ومنه غالب النقل).
وممن طلب العلم وهو كبير:
_ صالح بن كيسان،قال الحاكم فيه: (ابتدأ التعليم وهو ابن سبعين سنة) تهذيب التهذيب (4/ 400)
_ الكسائي: قال عنه الفرَّاء: إنما تعلم الكسائي النحو على كِبَر. (انظر: السير 9/ 131) وتاريخ بغداد (11/ 321)
_ القفَّال: طلب العلم وهو ابن ثلاثين سنة. انظر السير (17/ 405)
_ ابن حزم وطلبه وعمره (26 سنة). انظر: السير 18/ 184)
_ العِزّ بن عبد السلام: لم يشتغل بالعلم إلى على كِبَر. طبقات المفسرين (1/ 231) وفيه قصة.
وانظر مقالة فائقة رائقة من كتاب المنفلوطي (الأربعون) من النظرات (3/ 254)
بعض الأعمار عندهم بالنسبة إليهم كبير، وفي زماننا ربما ليس بالكثير، فسبحان من قسَّم العلوم كما قسم الأرزاق، فاللهم ارزقنا علماً كعلمهم، ونفعاً كنفعهم، وصلاحاً كصلاحهم.
2_ قيمة الوقت عند العالم:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وكان ورِعاً زاهداً، يحاسب نفسه على الأوقات، لا يدعُ وقتاً يمضي عليه بغير فائدة) (1/ 202)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
ما أحلى اغتنام الوقت في طاعة الله تعالى. وما ألذ صيد ذلك والتفنن في استغلاله.
ومن أحوال أبي الفتح في استغلاله الوقت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/470)
1_ كان سليم ببغداد في حال طلبه العلم تَرِدُ عليه كتب من الري، فلا يقرأ شيئاً منها، ولا ينظر فيها، ويجمعها عنده، إلى أن فرغ من تحصيل ما أراد، ثم فتحها فوجد في بعضها ماتت أمك، وفي بعضها ما يضيق له صدره، فقال: لو كنت قرأتها قطعتني عن تحصيل ما أردت. مختصر تاريخ دمشق (3/ 413)
2_ حدَّث عنه أبو الفرج الإسفراييني: أنه نزل يوماً إلى داره ورجع فقال: قرأت جزءاً في طريقي.
3_ وحدَّث المؤمل بن الحسن: أنه رأى سُليماً وقد جفا عليه القلم؛ فإلى أن قطّه جعل يحرك شفتيه؛ فعلم أنه يقرأ أثناء إصلاحه القلم؛ لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ، أو كما قال. مختصر تاريخ دمشق (3/ 413)
نعم، فإن اشتغلت اليدان؛ فالقلب واللسان في شغل أيضاً.
4_ قال سهل الإسفرائيني: حدثني سليم أنه كان في صغره بالري، وله نحو عشرين سنين، فحضر بعض الشيوخ وهو يلقن فقال لي: تقدم فاقرأ. فجهد أن أقرأ الفاتحة فلم أقدر على ذلك لانغلاق لساني.
فقال: لك والدة؟ قلت: نعم.
قال: هل تدعو لك أن يرزقك الله قراءة القرآن والعلم. قلت: نعم.
فرجعت فسألتها الدعاء؛ فدعت لي. ثم إني كبرت ودخلت بغداد وقرأت بها العربية والفقه، ثم عدت إلى الري، فبينا أنا في الجامع أقرأ بمختصر المزني وإذا الشيخ قد حضر وسلم علينا وهو لا يعرفني. فسمع مقابلتنا وهولا يعلم ما نقول، ثم قال: متى يتعلم مثل هذا؟ فأردت أن قول له: إن كانت لك والدة قل لها تدعو لك، فاستحييت منه، أو كما قال. تاريخ الإسلام للذهبي (7/ 149)
نعم، لقد ضرب السلف رحمهم الله تعالى أروع النماذج في ذلك، حتى أصبحت تطالع في المصنفات ما يجعلك تكثر من الترحم عليهم؛ فأي رجال هم، تالله إنهم مفخرة وأي مفخرة.
أولئك أبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وإليك طرفاً من أقوال السلف الصالح رحمهم الله في اغتنام أوقاتهم:
_ قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء، ندمي على يومٍ غربت في شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزددْ فيه عملي. (قيمة الوقت لأبي غدة (27)
_ _وقال الحسن: أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم حرصا على دراهمكم و دنانيركم. (قيمة الوقت لأبي غدة (27)
_ وانظر في الحادثة العجيبة مع أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رحمهما الله، وهو في النزع يشغف بالعلم (قيمة الوقت لأبي غدة (28)
_ والأَعجب أنه حين توفي ابنه أوكل من يقوم على تجهيزه ودفنه؛ لأنه يحضُر درساً لأبي حنيفة، فخشي أن يتحسَّر على ذلك. (قيمة الوقت لأبي غدة (30)
فالنماذج تطول.
وإياك أيها البطَّال من تضييع وقتك؛ فتغرم، أو تضييع أوقات أهل العلم؛ فتأثم.
ومن رام الزيادة؛ فلينظر لجمل الكتب في الإفادة (قيمة الوقت للشيخ العلامة أبي غدة رحمه الله)
3_ أجوبة العالم المفحمة:
قال الداودي رحمه الله عنه: (وسأله شخصٌ: ما الفرق بين مصنفاتك، ومصنفات رفيقك المحاملي؟ _ مُعرِّضاً بان تلك أشهر.
فقال: الفرق أن تلك صُنِّفت بالعراق، ومصنفاتي صنفت بالشام) (1/ 203)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: من هو المحاملي وما قيمة مصنفاته؟
هو أبو الحسن أحمد بن محمد الضبي المحاملي شيخ الشافعية (ت 415هـ) كان منقطع النظير في الذكاء. من شيوخه أبو حامد الإسفرائيني، حتى قال عنه: هو اليوم أحفظ للفقه مني. تاريخ بغداد (4/ 373)
والمحاملي نسبة إلى عمل المحامل الذي يركب فيها في السفر.
وهو يُعدُّ من قران أبي الفتح سليم الرازي، وهما معاً أخذا الفقه عن أبي حامد ولكل منهما تعليقه عنه
ومصنفاته: المجموع، والمقنع، والقباب، وهي كلها في فقه الشافعية. وصنف في الخلاف أيضا ًً
وقد ترجم له السُّبكي في طبقاته، وعَدَّ له من الغرائب في المذهب؛ فطالعه (4/ 48) برقم (265)
الثانية: فطنة العالم من الوقوع في أقرانه وأهل الفضل:
لقد كان الشيخ أبو الفتح الرازي رحمه الله فطناً في هذا السؤال؛ فقد يكون هذا السائل أراد سوءً ووقيعة بأهل العلم؛ لينتقص منهم؛ ولكنَّ جلالة العلم وحرمته وقفت سداً منيعاً أما هذا السائل، وجعلته لا يظفر بمراده، وفيه بيان صرف النظر عن مثل هذه الأمور التي لا تنفع في المقارنة بين أهل العلم؛ فحسب أن العلم قَسْمٌ، يُقسِمهُ الله بين عباده، والله يوفق لكلٍّ بابه في منفعة الإسلام والمسلمين.
فرحم الله أبا الفتح، ما أسدَّ رأيه، وأبعد نظره، وهكذا فليكن علماء هذا الزمان.
الثالثة: في الحكم على الكتب:
ينبغي لطالب العلم قبل أن يحكم على الكتب، أن يعرف الملابسات التي كانت تحفُّ به وقت تأليفه؛ وزمنه، فقد تلومه وله عذر في ذلك.
وما أروع قول ابن الأثير حين اعتذر عن أبي عبيدة حين ألف أوراقاً في غريب الحديث قال: (ولم تكن قِلَّتُهُ لجهله بغيره من غريب الحديث، وإنما كان ذلك لأمرين:
أحدهما: أن كلَّ مبتدئ لشيء لم يسبق إليه، ومبتدعٍ لأمر لم يُتقدَّم فيه عليه؛ فإنه يكون قليلاً ثم يكثر، وصغيراً ثم يكبر.
والثاني: أن الناس يومئذ كان فيهم بقية وعندهم معرفة؛ فلم يكن الجهل قد عمَّ، ولا الخطب قد طمَّ.) النهاية (1/ 5)
والكلام في هذا الأدب يطول، وحسب المقام التنويه.
الرابعة: من أمثلة الإجابات المفحمة:
ما ذُكِر أن رجلاً قال لعلي رضي الله عنه:
ما بال خلافة أبي بكر وعمر كانت صافية، وخلافتك أنت وعثمان منكدرة؟
فقال رضي الله عنه للسائل: لأني كنتُ أنا وعثمان من أعوانِ أبي بكر وعمر.
وكنتَ أنتَ وأمثالك من أعوانِ عثمان وأعواني. مرآة الجنان (1/ 54)
والله أعلم
وإلى مشاركة قادمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/471)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:49 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
22_ (194) سليمان بن أحمد بن أيوب بن مُطير، أبو القاسم الطبراني (360هـ)
(المحدث صاحب المعاجم الثلاثة)
1_ أهمية عناية المؤلف بمصنَّفه وحرصه على تجويده:
قال الداودي رحمه الله عنه معدداً تصانيفه:: «والمعجم الأوسط» في ست مجلدات كبار على معجم شيوخه، يأتي فيه عن كل شيخ بما له من الغرائب والعجائب، فهو نظير كتاب «الأفراد» للدارقطني، بيَّن فيه فضيلته وسعة روايته، وكان يقول: هذا الكتاب روحي؛ فإنه تعب عليه وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر» (1/ 204)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
هنا تمهيد ومسألتان:
فالتمهيد: هذا نص الإمام الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ (3/ 912) عن الطبراني نقله عنه الداوودي رحمه الله.
أما المسألة الأولى:
فالأولى: قوله: (وكان يقول: هذا الكتاب روحي!)
ما أحلاه من وصف للكتاب، وما أروع شجون النفس تجاه محبوبها.
ولماذا لا يكون الكتاب روحه، وقد اتعب نفسه في تحريره وتجويده، وهو الذي روى عن أكثر من ألف شيخ، فإذا كان لكل شيخ من شيوخه غريبة أو عجيبة، فدونك ألف عجيبة، ولكن الكتاب ينبيك أن في طياته أكثر من ذلك.
لا يسعني القول إلا: إنهم القوم بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذه الكتب وما احتوته من العلم، حتى تراهم يصبحون ويمسون وديدنهم النظر فيها ما بين بيان مبهم، أو فتح مغلق، أو شرح، أو نظم، أو اختصار وتهذيب وتجريد، وغير ذلك.
والعزيز الذي عند القوم وفقدناه _ إلا من رحم الله _ أنهم يعتنون بكتبهم ومصنفاتهم عناية شديدة ويديمون النظر فيها ولو تأخرت سنين ـ كيف لا وهي تصقل العقول صقلاً، فالعبرة عندهم دقة التحرير، وقوة الضبط، لا كثرة النشر والبشر والفشر! كحال كثير ممن يتسلقون على جهود غيرهم زاعمين أو موهمين القارئ الكريم انها نتاج علمي رصين متين ... إلى آخر هرطقاتهم.
إيه والله أقول وكلي هم وغم وحزن وأسف من واقع المكتبات اليوم وهي ترمي لنا بكتب ورسائل يكاد القلب يعتصر دماً مما خرج، فالله المستعان.
ولاحقاً لسابق، فقد علَّقت في ترجمة إبراهيم بن يحيى المبارك، أبو إسحاق النحوي رحمه الله (225هـ) عنايته بذلك وما يستفاد منها، وحسبي هنا من التذكير بقوله، فقد نقل الداوودي عن الخطيب قائلاً: (وصنَّف: (ما اتفق لفظه واختلف معناه) ابتدأ فيه وهو ابن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمل فيه إلى أن أتت عليه ستون سنة)
فانظر إلى هذه الهمم كيف تحيي قلوباً ميتة، وتشحذ نفوساً كسلى!
وهذا أمر ليس بغريب عن ذاك الرعيل الماجد، فإن مما يذكر عنهم أيضاً:
_ السَّمين الحلبي حين قال عن كتابه: «الدر المصون»: (هذا الكتاب ذخيرة عمري)
وقال ابن اليزيد في «صلة الصلة» بعد أن ذكر كتاب ابن عبد الملك المراكشي، قال وعلى هذا الكتاب_ أي: الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة _ عكف عمره)
وقال الصالحي عن كتابه: (سبل الهدى والرشاد): (نتيجة عمري وذخيرة دهري)
فبالله عليك أرنا في هذا الزمان من كان مثل صنيعهم، وقليل ما هم.
وأما المسألة الثانية: فهي قوله: (وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر)
وسبب ذلك أن هذا الكتاب مهم جداً للمتخصصين في علل الأحاديث، فإنَّ الطبراني رحمه الله، وهو المحدِّث الماهر، كان مقصده جمع غرائب وفرائد شيوخه في مكان، مع بيان وجه ذلك، ولذا وصفه الذهبي رحمه الله وهو الخبير بصناعة الحديث: (وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر)
وقرَنه أيضاً ابن حجر رحمه الله لما ذكر كتاب البزار فقال: «من مظان أحاديث الأفراد «مسند» أبي بكر البزار؛ فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه، وتبعه أبو القاسم الطبراني في «المعجم الأوسط».
وقال السيوطي في طبقاته نقلاً: «أتى عن كل شيخ بما له من الغرائب فهو نظير الأفراد للدارقطني»
لذا فعلى طالب علم الحديث عامة والعلل خاصة أن لا ينثني عن هذا السِّفر النفيس.
وقد حُقِّق تحقيقاً كاملاً و طبعته دار الحرمين بالقاهرة بتحقيق الشيخ طارق عوض الله وعبد المحسن الحسيني جزاهما الله خيراً.
2_ تفسيره الكبير:
قال الداودي رحمه الله عنه من جملة تصانيفه: «وله تفسير كبير» (1/ 205)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/472)
يكاد يجمع كل من ترجم لأبي القاسم الطبراني أنَّ له تفسيراً كبيراً، وأشرأبت نفوس كثير من الباحثين والمتخصصين بكل شغف إلى خروج هذا التفسير.
وإذ بناشر يرفع عقيرته زاعماً أنه حقق الأمنية، وسهل الصعب، وقرب البعيد، فأخرج لنا تفسيراً في ست مجلدات طرز على طرته: (التفسير الكبير) هكذا سماه، وفي تسميته بهذا الاسم شك عندي ليس هذا محلّه.
فَسُوِّق الكتاب واخذ مهيعاً طويلاً عريضاً ما بين مثبت ونافٍ، وكتبت المقالات والردود، والقارئ الكريم _ غير المتخصص _ حائراً مما يرى.
وطالت القضية، وبلغت التجهيل، وعدم الديانة، والأمانة العلمية، وما وراء ذلك. والله المستعان.
لكن الذي أود أن أنصح القارئ به، وهو خير ما بحث في المسألة العالقة وحسم نزاعاً كبيراً، هو ما سطره باحث جادُّ في بحث نشرة في مجلة «بصائر» في عددها الثاني لعام (1430هـ)، ولا أملك إلا الدعاء له بالتوفيق، والسداد، والحث على إتمام الصورة بجلاء أكثر ليكون بحول الله حجة قاطعة.
فدونك الرابط، وانتفع منه، واعرف الفضل لأهله.
http://www.tafsir.org/vb/showthread....2384#post82384 (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=82384#post82384)
والحمد لله على توفيقه.
3_ عناية الأب بتعليم ولده:
قال الداودي رحمه الله عنه: «وحرص عليه أبوه في صباه» (1/ 205)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
هذا مسلك طيب مبارك، وحرص ديني كبير، فإن الأباء والأمهات، حفظوا لنا بحسن تنشأتهم لأولادهم أفذاذاً من كبار علماء الدنيا، كالإمام أحمد، والإمام سفيان، وهنا الإمام الطبراني، وغيرهم كثير، فرحم الله الجميع.
إن حسن الرعاية للولد في منشأه وصباه له اكبر الأثر في صياغة شخصيته وصبغها بالفطرة المحمدية والاقتفا على الآثار العلية، فينشأ الابن معتنياً بالوحي وما يخدم مسائل الوحي من علوم الألة والوسائل الواصلة للمقاصد.
ولله در ابن الجوزي رحمه الله حين قيَّد رسالة وجيزة في نصيحته لولده يحثه على العلم والعناية به، فهي على وجازتها من احب النصائح إلى القلب؛ لما احتوت على درر قيمة، ومسائل قلَّ من يتفطن لها، فأهداها لنا الحافظ رحمه الله، فلعلنا ننتفع بها في حياتنا.
وعليه فالسؤال: لماذا يقل اهتمام كثير من الدعاة وطلبة العلم اهتمامهم بذويهم بدأ من زوجاتهم وأولادهم وأهلهم. لا شك أن التقصير كبير، والواقع يصدق هذا ويثبته، ورحم الله الإمام سفيان حين قال: ينبغي للرجل أن يُكره ولده على العلم؛ لأنه مسؤول عنه.
نسأل الله تعالى أن يصلح حالنا ومآلنا إنه خير مسؤول.
4_ لذة العلم تفوق كل لذة (هذا يومك يا أبا القاسم):
قال الداودي رحمه الله عنه: «
قال ابن فارس صاحب اللغة: سمعتُ الأستاذ ابن العميد يقول:
ما كنت أظنُّ في الدنيا كحلاوة الوزارة والرياسة التي أنا فيها، حتى شاهدتُ مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجُعابي بحضرتي، وكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلبه بفطنته، حتى ارتفعت أصواتهما، إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي.
فقال: هات.
قال: أنا أبو خليفة، أنا سليمان بن أيوب، وحدَّث بحديث.
فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب، ومني سمعه أبو خليفة؛ فاسمعه مني عالياً؛ فخجل الجعابي.
فوددتُ أنَّ الوزارة لم تكن، وكنتُ أنا الطبراني وفرحت كفرحه» (1/ 206)
قال مُقَيِّدُه غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: أهمية الحفظ والفطنة للعالم، وهذا يأخذ من غلبة كل عالم لأخيه، فلو اجتمعتا في عالم أو طالب علم وصحبه توفيق الله تعالى، فقلَّ أن يغلب.
الثانية: لذة العلم تفوق والله كل لذة، ومن أحسن ما قرأت في لذته، قول الجاحظ في «الحيوان» (1/ 55)
في فصل (السماع والكتابة): «فالإنسان لا يعلمُ حتى يكثُرَ سماعُه، ولا بُدَّ من أن تكون كتبُه أكثرَ من سَمَاعِه، ولا يعلمُ ولا يجمع العلم ولا يُخْتَلَف إليه حتى يكون الإنفاقُ عليه من ماله ألذَّ عندَه من الإنفاق من مال عدوِّه، ومَن لم تكن نفقتُه التي تخرج في الكتب ألذَّ عنده مِن إنفاق عُشَّاق القيان والمستهتَرين بالبنيان لم يبلغ في العلم مبلغاً رضِيّاً، وليس يَنتفِع بإنفاقِه حتَّى يؤثِر اتِّخاذَ الكتبِ إيثارَ الأعرابي فرسَه باللبن على عياله، وحتَّى يؤَمِّل في العلم ما يؤَمِّل الأعرابي في فرسه) أ. هـ
و قول أبي حنيفة رحمه الله: إذا أخذته هزة المسائل يقول: أين الملوك من لذة ما نحن فيه؟ لو فطنوا لقاتلونا عليه.
وللقنوجي في أبجد العلوم كلام عن لذة العلم لا يحضرني الان، فليرجع إليه من أراد الزيادة.
هذا ما سنح في البال الان، وأرى يوسف يمشى رويداً نحو والده، فلا يسعني إلا الختام، والنوم معه في وئام، والسلام.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم جهاد:
من تقصد ـ حفظك الله ـ بـ[قال مُقَيِّدُه غفر الله له] .. ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/473)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم جهاد:
من تقصد ـ حفظك الله ـ بـ[قال مُقَيِّدُه غفر الله له] .. ؟
وخيراً جزيت أخي الحبيب ..
ما كان لمثلي أن يعبث في تعقيبات شيخنا أبي العالية، ما أنا إلا ناقل فقط.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 01:30 ص]ـ
وخيراً جزيت أخي الحبيب ..
ما كان لمثلي أن يعبث في تعقيبات شيخنا أبي العالية، ما أنا إلا ناقل فقط.
شكر الله لك , ماقصدت هذا , ولا توهمته!
بارك الله فيك.(6/474)
الادلة العقلية في القران مثال الادلة العق
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:53 ص]ـ
قال شيخ الاسلام في كتابه درء تعارض العقل والنقل ص 27/ 36 المجلد الاول
وذلك أن أصول الدين إما أن تكون مسائل يجب اعتقادها ويجب أن تذكر قولا أو تعمل عملا كمسائل التوحيد والصفات والقدر والنبوة والمعاد
أو دلائل هذه المسائل
أما القسم الأول فكل ما يحتاج الناس إلى معرفته وإعتقاده والتصديق به من هذه المسائل فقد بينه الله ورسوله بيانا شافيا قاطعا للعذر
وأما القسم الثاني وهو دلائل هذه المسائل الأصولية الأمر ما عليه سلف الأمة أهل العلم والإيمان من أن الله سبحانه وتعالى بين من الأدلة العقلية التي يحتاج إليها في بذلك العلم مالا يقدر أحد من هؤلاء قدره ونهاية ما يذكرونه جاء القرآن بخلاصته على أحسن وجه
وذلك كالأمثال المضروبة التي يذكرها الله في كتابه التي قال فيها
) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل (سورة الزمر 27
فإن الأمثال المضروبة هي الأقيسة العقلية
ومثال ذلك أنه سبحانه لما أخبر بالمعاد والعلم به تابع للعلم بإمكانه
فإن الممتنع لا يجوز أن يكون
بين سبحانه إمكانه أتم بيان
ولم يسلك في ذلك ما يسلكه طوائف من أهل الكلام حيث يثبتون الإمكان الخارجي بمجرد الإمكان الذهني والإمكان الذهنى حقيقته عدم العلم بالامتناع وعدم العلم بالامتناع لا يستلزم العلم بالإمكان الخارجى بل يبقى الشىء في الذهن غير معلوم الامتناع ولا معلوم الإمكان الخارجى وهذا هو الإمكان الذهني
فإن الله سبحانه وتعالى لم يكتف في بيان إمكان المعاد بهذا إذ يمكن أن يكون الشيء ممتنعا ولو لغيره وإن لم يعلم الذهن إمتناعه بخلاف الإمكان الخارجي فإنه إذا علم بطل أن يكون ممتنعا
والإنسان يعلم الإمكان الخارجي تارة بعلمه بوجود الشيء وتارة
بعلمه بوجود نظيره
وتارة بعلمه بوجود ما الشيء أولى بالوجود منه
فإن وجود الشيء دليل على أن ما هو دونه أولى بالإمكان منه ثم إنه إذا تبين كون الشيء ممكنا فلا بد من بيان قدرة الرب عليه وإلا فمجرد العلم بإمكانه لا يكفى في إمكان وقوعه إن لم يعلم قدرة الرب على ذلك فبين سبحانه هذا كله بمثل قوله) أو لم يروا ان الله الذي خلق السموات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا (سورة الإسراء 99
وقوله) أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم (سورة يس 81
قوله) أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير (سورة الأحقاف 33
وقوله) لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس (سورة غافر 57
فإنه من المعلوم ببداهة العقول أن خلق السموات والأرض أعظم من خلق أمثال بني آدم والقدرة عليه أبلغ وأن هذا الأيسر أولى بالإمكان والقدرة من ذلك
وكذلك استدلاله على ذلك بالنشأة الأولى في مثل قوله) وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه (سورة الروم 27
ولهذا قال بعد ذلك) وله المثل الأعلى في السموات والأرض (سورة الروم 27 وقال) يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم (سورة الحج 5
وكذلك ما ذكر في قوله) وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة (الآيات يس 78 82
فإن قول الله تعالى) من يحي العظام وهي رميم (
قياس حذفت إحدى مقدمتيه لظهورها والأخرى سالبة كلية قرن معها دليلها وهو المثل المضروب الذى ذكره بقوله) وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم (
وهذا استفهام إنكار متضمن للنفى أى لا أحد يحي العظام وهى رميم
فإن كونها رميما يمنع عنده إحياءها لمصيرها إلى الحال اليبس والبرودة المنافية للحياة التي مبناها على الحرارة والرطوبة ولتفرق أجزائها واختلاطها بغيرها ولنحو ذلك من الشبهات
والتقدير هذه العظام رميم ولا أحد يحي العظام وهى رميم فلا أحد يحييها ولكن هذه السالبة كاذبة ومضمونها امتناع الإحياء
فبين سبحانه إمكانه من وجوه ببيان إمكان ما هو أبعد من ذلك وقدرته عليه فقال (يحييها الذي أنشأها أول مرة)
وقد أنشأها من التراب ثم قال (وهو بكل خلق عليم) سورة يس 79
ليبين علمه بما تفرق من الأجزاء أو استحال ثم قال (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا) سورة يس 80
فبين أنه أخرج النار الحارة من البارد الرطب وذلك أبلغ فى المنافاة لأن اجتماع الحرارة والرطوبة أيسر من اجتماع الحرارة واليبوسة إذ الرطوبة تقبل من الانفعال ما لا تقبله اليبوسة ولهذا كان تسخين الهواء والماء أيسر من تسخين التراب وإن كانت النار نفسها حارة يابسة فإنها جسم بسيط واليبس ضد الرطوبة والرطوبة يعنى بها البلة كرطوبة الماء ويعنى بها سرعة الإنفعال فيدخل في ذلك الهواء فكذلك يعنى باليبس عدم البلة فتكون النار يابسلة ويراد باليبس بطء الشكل والانفعال فيكون التراب يابسا دون النار فالتراب فيه اليبس بالمعنيين بخلاف النار لكن الحيوان الذي فيه حرارة ورطوبة يكون من العناصر الثلاثة التراب والماء والهواء
وأما الجزء النارى فللناس فيه قولان قيل فيه حرارة نارية وإن لم يكن فيه جزء من النار وقيل بل فيه جزء من النار
وعلى كل تقدير فتكون الحيوان من العناصر أولى بالإمكان من تكون النار من الشجر الأخضر فالقادر على أن يخلق من الشجر الأخضر نارا أولى بالقدرة أن يخلق من التراب حيوانا فإن هذا معتاد وإن كان ذلك بما يضم إليه من الأجزاء الهوائية والمائية والمقصود الجمع فى المولدات
ثم قال (أوليس الذى خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) سورة يس 81
وهذه مقدمة معلومة بالبداهة ولهذا جاء فيها بإستفهام التقرير الدال على أن ذلك
مستقر معلوم عند المخاطب كما قال سبحانه (ولا ياتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) سورة الفرقان 33 ثم بين قدرته العامة بقوله (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) سور يس 82
وفى هذا الموضع وغيره من القرآن من الأسرار وبيان الأدلة القطعية على المطالب الدينية ما ليس هذا موضعه وإنما الغرض التنبيه(6/475)
ضبط امرأة العزيز
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:44 م]ـ
س/ كيف يُضبط اسم امرأة العزيز (زليخا)؟؟؟
هل يضبط بالتكبير, (زَلِيخا) , أم يضبط بالتصغير (زُلَيْخا) QuestionQuestion
أرجو توثيق الإجابة .. ولكم جزيل الشكر ..
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
السؤال الذي يطرح نفسه؟
ماهي الفائدة من ضبط هذه الكلمة أنا أشوف أن الفائدة قليلة ولا تفرق هي بالتصغير أو التكبير
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:22 م]ـ
في تفسير إسماعيل بن حقي البروسوي (ت سنة 1127 هـ) "روح البيان في تفسير القرآن" من الشاملة:
راعيل بنت رعاييل او بنت هيكاهروان كما فى التبيان، ولقبها زليخا بضم الزاى المعجمة وفتح اللام كما فى عين المعانى والمشهور فى الالسنة فتح الزاى وكسر اللام.
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 09:38 م]ـ
السؤال الذي يطرح نفسه؟
ماهي الفائدة من ضبط هذه الكلمة أنا أشوف أن الفائدة قليلة ولا تفرق هي بالتصغير أو التكبير
الفائدة: أني نظمت بيت شعر ضمنته اسمها بالتكبير .. والتصغير يذهب بجمال البيت , يا أخانا فهد!!!
وأشكرك أخي خالد الشبل على هذه المعلومة الرائعة .. جزاك الله خيراً ...
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:55 م]ـ
أولئك أبائي فجأني بمثلِهُمُ * * * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ـ[عبد الله اليوسف]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:53 م]ـ
جاء في التاج: "وزليخا، بفتح الزاي وكسر اللام، قال شيخنا: والعوام ينطقون به على وجوه من الفساد منها التصغير، ومنها التشديد، وكل ذلك خطأ، وهي صاحبة يوسف الصديق - عليه وعلى نبينا أزكى السلام - فيما زعم المفسرون".(6/476)
ماشاء الله لا قوة إلا بالله هل سمعت أحدا يقرأ سورة الإسراء بهذه الروعة تلاوة تدخل قلب
ـ[المباركي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلم الله ما فعلت في هذه التلاوة لسورة الإسراء وقد سمعت أحد الإخوة الحفاظ لكتاب الله عز وجل يصف هذه التلاوة بأنها كأنها تأتيك من الجنة
يعلم الله كم من المشاعر الحزينة أثارتها افتتاحية التلاوة تجاه المسجد الأقصى أسأل الله عز وجل أن يرده عزيزا إلى مقدسات المسلمين
سورة الإسراء بصوت الشيخ محمد أيوب حفظه الله
ـ[زانها دينها]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:17 م]ـ
بوركت أخي ونفعنا الله بما نسمع
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 06 - 07, 01:15 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
بارك الله فيك وأحب قراءة الشيخ حفظه الله كثيرا
وقبل عشرة سنوات تقريبا زرت مع بعض الاخوة مجمع الملك فهد اطباعة المصحف الشريف واشتريت نسختين كاملتيين من المصحف الكامل بصوت الشيخ محمد أيوب
لكن للأسف ضاعت مني على الحدود الفلسطينية الأردنية
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:51 م]ـ
للأسف لم يعمل معي هل من حل؟؟؟؟؟
الآن يعمل (إبتسامة)
ـ[المباركي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم جميعا
ـ[المباركي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 05:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت التلاوة بجودة عالية لمن أراد تحميلها وكذلك سورة إبراهيم من نفس الشريط وهي تلاوة جميلة جدا أيضا
هنا
http://www.bahrainevents.com/forum/showthread.php?t=343744
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[03 - 06 - 10, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو علي الفلسطيني]ــــــــ[03 - 06 - 10, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا
ـ[المباركي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:29 م]ـ
بوركت أخي ونفعنا الله بما نسمع
بارك الله فيك
بارك الله فيك وأحب قراءة الشيخ حفظه الله كثيرا
جزاك الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا
وجزاكم الله تعالى خيرا جميعا ونفعنا جميعا بالقرآن الكريم ورفع أقداركم في الدنيا والآخرة(6/477)
شروط الانتفاع بالقرآن
ـ[زانها دينها]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:15 م]ـ
شروط الانتفاع بالقرآن
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلَّم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [قـ: 37]؛ وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفً على مؤثِّر مُقْتَضِ، ومحل قابل، وشرط لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد.
فقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى} إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا، وهذا هو المؤثر، وقوله: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ}، فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} [يس: 69] {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً} [يس: 70]، أي: حي القلب، وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ}، أي: وجَّه سمعه وأصغى حاسَّة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام، وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ}، أي: شاهد القلب حاضرٌ غير غائب.
قال ابن قتيبة: استمَعَ كتاب الله، وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافلٍ ولا ساهٍ، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقُّل ما يُقَال له، والنظر فيه وتأمله.
إذا حصل المؤثِّر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووُجِد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه إلى شيء آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر.
المرجع: الفوائد
للإمام ابن القيم –رحمه الله-
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً ورحم الإمام ابن القيم(6/478)
أنا بحاجة لأقوال العلماء الكرام عن تفسير مجمع البيان للطبرسي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:15 م]ـ
أنا بحاجة لأقوال العلماء الكرام عن تفسير مجمع البيان للطبرسي مع التوثيق إن امكن بارك الله فيكم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
الطبرسى رافضى وهذا يكفى لترك تفسيره فقد انتصر فيه لعقائد الروافض واباطيلهم فما حاجتنا اليه فكما ان الكشاف لايقراه الا من كان عالما بعقيدة المعتزله كذلك لايقرا مجمع البيان الا من كان عالما بمخازى الرافضه الا انه لايقارن بالكشاف فالكشاف ينتفع به ان اتقينا الاعتزاليات كاللغه ورد شبهات المشركين اما تفسير الطبرسى فدونه بمراحل كثيره
عذرا ان كنت قد تدخلت رغم ان طلبك كان للعلماء الا اننى احببت ان اشارك حتى لو شرفنا احد اهل العلم عقب على مداخلتى ايضا فيكثر النفع ان شاء الله
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:51 م]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=11707&mode=threaded
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:11 م]ـ
جزيتم خيرا وبارك الله فيكم(6/479)
مقدمات ضرورية قبل أي تفسير علمي للقرآن.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 06 - 07, 08:28 م]ـ
مقدمات ضرورية قبل أي تفسير علمي للقرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أما بعد:
فقد اشتدت الحاجة إلى النظر في ما عمت به البلوى مما يسمى الاعجاز العلمي .. وقررنا أن نكتب عبارات في الموضوع قاصدين التنبيه على خطورة هذا المنهج ونرفع التحذير إلى ذوي الأحلام من المشتغلين بهذا اللون من التفسير ... -أما الغوغاء من الحروفيين والرقميين فلا شأن لنا بهم.-
1 - عندما نفسر القرآن في ضوء العلم الطبيعي الحديث، يكون الاهتمام منصبا رأسيا على إمكان تحميل هذه الآية أو تلك القدرة على الإشارة –تصريحا أو تلميحا-إلى هذه"الحقيقة" العلمية الجديدة أو تلك ... وبعبارة أخرى يتأسس خطاب مبني على آليات المطابقة والمشابهة أو الاستباق والالتحاق. وفي غمرة هاجس وجوب التوحيد بين الآية القرآنية والعبارة العلمية يتناسى أمر حاسم هو إلقاء الضوء على العنصرين المراد ربطهما أعني القرآن والعلم .. بناء على القاعدة الأولية التي تنص على أن الحكم عن الشيء فرع عن تصوره. وفي مسألتنا هذه لا بد من مساءلة هذا العلم وإخضاعه للنقد وتمحيص خطابه لمعرفة أسسه وحدوده ومقاصده ... -لا يقال هنا وكذلك القرآن، لأن القرآن في مسلماتنا المنهجية داخل صعيد التداول الإسلامي كلام الله الحاكم على غيره ولا يجوز بحال أن يكون محكوما بغيره-
نقد العلم الحديث،إذن، ضرورة منهجية بل-أكاد أقول- ضرورة شرعية ما دمنا قد عقدنا العزم على تفسير القرآن به ... والجهل بحقيقة هذا العلم يؤول إلى التقول على الله وتفسير كلامه بالرأي الحرام أو بالتقليد الخالي من الحجة والسلطان.
لكن الملاحظ –مع الأسف-أن جل المفسرين العلميين عندنا لا يفرحون لشيء فرحهم بوجود كلمة في القرآن شابهت مادتها أو صيغتها "شيئا"ما قيل في مجلة علمية أو حوار دار في نيويورك أو طوكيو ... أما أن يتوجس أو يتهم محرري المجلة وأعضاء مائدة الحوار فذلك أبعد من أن بخطر بباله ... وقد يتلقف المفسر العلمي فرضية تسربت من هنا أوهناك ... فيهرع إلى البحث عن ذلك "الشيء" الموجود في مكان ما من القرآن والذي ذكره به كلام العالم الاسكتلندي، أو غيره، .... ثم يعقد مؤتمر –من سلسلة مؤتمرات-لإظهار إعجاز القرآن على الملأ .. يتلفظ فيه باسم الاسكتلندي الكافر، أو غيره، بطريقة تكشف عن رنين الاسم الأعجمي وكأن هذا الرنين لوحده حجة وبرهان ....
يحدث هذا عندنا ... وفي الوقت ذاته تكون تلك الفرضية تسلية في المجالس عندهم ... أو مزحة مستطابة يتذكر بها الناس خفة دم صاحبهم الاسكتلندي ....
والعجيب أننا –نحن المسلمين-نجد في أنفسنا غاية التحمس لهذا العلم بحيث ينطبق علينا وصف "ملكيين أكثر من الملك نفسه" .. فمع أننا أبعد الناس عن المساهمة في هذا العلم وكشوفاته،على صعيد الفعل، نجد أنفسنا سباقين،على صعيد الحكم، إلى التصريح بأن العلم الحديث قد أثبت كذا .. أو قرر كذا ... أو تيقن من كذا.
نقول نحن "أثبت" و"قرر" و"تيقن" بينما أصحابه أول من يعلم أن علمهم ذاك مبني على الظنون والشكوك ... بل لقد أجمعوا على أن علمهم متطور ونسبي ومن زعم منهم أن حقيقة ما يقينية فلا أقل من أن يتهم بالهرطقة والبعد عن الروح العلمية ... وسنحاول أن نورد هنا كلام أساطينهم في هذا الشأن لنثبت لإخواننا المفسرين أن منهجهم لا يرتضيه المسلمون ولا الكفار أنفسهم.
2 - ماذا قال سان جون بيرس على منبر مؤسسة نوبل؟
في عاشر دسمبر من سنة 1961 من العهد النصراني ألقى الشاعر والدبلوماسي الفرنسي سان جون بيرس في استوكهولم خطابا مشهودا -آية في الفصاحة الفرنسية -عند تسلمه جائزة نوبل للآداب لتلك السنة ... ولا أعتقد أن المستمعين منهم قد فوجئوا بالمحتفى به وهو يعلن في كلمته من فوق المنبر:أن الشعر شقيق الفزياء ... وأن الابداع في الفزياء يشبه الابداع في الشعر.
لم يكن بيرس يمزح فى إعلانه لتلك التوأمة بين الشعر والفزياء .. فالمقام غير مناسب تماما ...
قال: [أرجو أن تكون ترجمتي قريبة]
عندما نقدرفاجعة العلم الحديث الذي اكتشف حدوده العقلية حتى في المطلق الرياضي،
عندما نرصد في الفزياء مذهبين رئيسين يضع أحدهما مبدأ للنسبية العام، وثانيهما مبدأ كوانتيا للاحتمال وعدم اليقين، يحدان إلى الأبد دقة القياسات الفزيائية نفسها.
عندما سمعنا أعظم مجدد علمي في هذا القرن ورائد علم الكون الحديث وصاحب أوسع تركيب ذهني بلغة المعادلات يقترح الاستعانة بالحدس لنجدة العقل ويعلن أن الخيال هو أولى تربة لاختمار الفكر العلمي ... بل يذهب إلى أنه يتعين على العالم أن يتمتع برؤية فنية حقيقية ..
عند كل هذا ألا يحق لنا أن نعتبر الشعر له نفس مشروعية المنطق؟
في الحقيقة إن كل ابداع للعقل هو أولا إبداع شعري بالمعنى الحقيقي للكلمة. انتهى.
يبدو أن تسور الشاعر سان جون بيرس حرم الفزياء ما كان ليتحقق لولا أن أدرك –وبشهادة الفزياويين أنفسهم-أن الفزياء ليس هو ذلك العلم الصارم الموغل في الدقة واليقين ...
ولعل الشاعر الفرنسي هنا أحسن حالا من فيلسوف العلم النمساوي الأصل بول فايربند
الذي أعلن بجرأة قريبة من الوقاحة أن الخطاب العلمي لا فضل له على أي خطاب آخر ..
وتفضيل الناس للعلم على السحر مثلا ليس له أي تبرير عقلي ...
وقبل أن نعرض لرؤية فايربند التقييمية للعلم نبدأ بنظرية كارل بوبر في الموضوع ....
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/480)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 08:32 م]ـ
استمر بارك الله فيك
فقد تركتنا معلقين بانتظار فوائدكم، يا ابا عبدالمعز!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:06 م]ـ
3 - يريدون دحض علمهم ويريدمفسرونا دعمه .. !!
لمن يتوجه بالخطاب في مؤتمرات إعجاز القرآن .. ؟
بالنظر إلى مقاصد مثل هذه المؤتمرات يبدو أن الكافر هو المعني بالخطاب .. فالغاية التي يجري خلفها المؤتمرون هي- حصريا- إثبات أن القرآن هو من عند الله لذلك تجد من ثوابت أسلوبهم ختم عروضهم بعبارة مصكوكة: "من علم محمدا هذا قبل خمسة عشر قرنا ... "
واضح أن المسلم غير مقصود بالعبارة فهو يؤمن مسبقا بأن القرآن كلام الله .. وإلا فهوتحصيل الحاصل.
المخاطب هو الكافر ... والكافر- في تصورمفسرينا-هو المتمرس بالعلم وهو الذي لا يقبل إلا خطاب العلم ... ولما كان لكل مقام مقال فقد توسلوا إلى اصطناع اللغة العلمية وتقديم القرآن على أنه موافق للعلم الطبيعي .. ويرون ذلك منهجا لا مناص منه لدخول الكفار في الاسلام ..
كل هذا سذاجة وجهل ...
أولا: الكافر الغربي العادي لا شأن له بالعلم- على عكس التصور السائد-بل هو إنسان الحس والخرافة ... ولو تفحص المفسرون أحوال الغربي لوجدوا صورة أخرى لا تخطر لهم بالبال:
-تتبع الأبراج.
-التعاطي للتنجيم.
-اعتناق الديانات ذات الاسرار كالبوذية والهندوكية ..
-الجري وراء كل ما هو غريب ولا عقلي.
-التحمس لكل مدع للنبوة ...
ويمكن التأكد من كل هذا بمجرد تصفح مجلاتهم الشهيرة ... واستشارة أذواقهم الصبيانية .. ولعلنا نتذكر أن قصص وأفلام هاري بوتر قد حققت أرقاما خيالية شرقا وغربا .. وإن هي إلا حكايات عجائبية أدنى بكثير من حكايات الف ليلة وليلة التي كان لا يقرأها عندنا في زمن تخلفنا إلا العاطلون والبطالون ...
هذا مبلغ الغربيين من الذوق ...
إذن فلتسقط أسطورة الغربي العقلاني العالم.
ثانيا: قد يقال: المخاطب هو المجتمع الغربي المنتمي إلى الدوائر العلمية ... ودليل ذلك أن مفسرينا كثيرا ما يعلنون: لقد أسلم الكيمياوي الياباني الفلاني والإحيائي المكسيكي العلاني .. هؤلاء العلماء هم المقصودون بالاعجاز العلمي للقرآن لا العامة.
هنا أيضا لا يخلو مفسرونا من السذاجة ... فهؤلاء العلماء رؤوسهم مستعصية جدا ورسوخهم في المنهج العلمي لا يجعلهم يؤمنون لمجرد ورود كلمة "الحبك" ... كلمة ليست من لغتهم ولو ترجمت لهم لا يقبلونها لأن من مبادئهم "كل ترجمة خيانة" ... ثم قبل هذا وذاك هم يعلمون أن نظرية النسيج الكوني ليست إلا نظرية من النظريات لا يمكن الركون إليها إلا مؤقتا ... أي ريثما يتم دحضها -كما سنرى من خلال عرضنا لنظرية بوبر-. والاستنجاد بالدين لدعم نظرية ما لا يقول به عالم معتبر عندهم بل هي هرطقة وعودة إلى القرون الوسطى .... وزمن الإكليروس.
-تابع-
ـ[الجعفري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ونحن بانتظار المزيد
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:52 ص]ـ
4 - لا يستحق أن يسمى علما عندهم إلا ما يقبل الدحض والتكذيب، فتبينوا أين تضعون كلام ربكم.
يعتبركارل بوبر - النمساوي الهالك سنة 1994 - من كبار فلاسفة العلم عندهم، وقد عكف على دراسة قضية محورية هي:
-ما الفرق بين العلم وغيره؟
-مالذي يجعل من عبارة ما عبارة علمية؟
وقد استقر رأيه على أن العبارة العلمية هي تلك التي تقبل الدحض والتكذيب، أما العبارة الصادقة دائما أو التي لا يمكن إبطالها فليست من العلم في شيء .... وعرفت نظريته هذه ب" النزعة التكذيبية" واستقبلت عندهم بحفاوة بالغة.
قد يظهر لبادي الرأي أن هذه النظرية متهافتة، خصوصا إذا ما أخذنا في الحسبان الاقتران التقليدي في الأذهان بين العلم واليقين، فكيف يقول هذا الشخص إن معيار العلمية هي القابلية للتكذيب ... وكيف يبقى العلم علما وهو مكتنف بالشك وجوبا؟
لكن الفحص الدقيق للمسألة يكشف أن بوبر لم ينأ كثيرا عن الواقع ... ولتوضيح ذلك نستعين ببعض الأمثلة:
العبارة1:"قد يسقط المطر غدا."
العبارة2:"سيسقط المطر غدا صباحا."
العبارة3:"إما أن يسقط المطر غدا وإما لن يسقط."
العبارة4:"سيسقط المطر غدا على الساعة العاشرة صباحا."
نلاحظ ان العبارة1 قليلة الفائدة ومرد ذلك إلى تسويرها ب" قد" الاحتمالية ... وقائل هذه العبارة في الحقيقة لم يفدنا بشيء وهو- مع ذلك -صادق مطلقا .. ولا يمكن أبدا دحض عبارته تلك ...
لكن العبارة2 مختلفة ... فقد أفادتنا معرفة معينة ... وينبغي أن يلاحظ أنها قابلة للتكذيب: فإذا لم يسقط المطر فهي كاذبة .. بل هي كاذبة أيضا لو سقط المطر مساء بدل الصباح.
أما العبارة 4 فهي أدق من 2 لأنها تحمل زيادة فائدة ... ولانها أدق وأفيد كانت قابليتها للتكذيب أعلى وأكبر ... فلو سقط المطر على الساعة التاسعة مثلا تكون العبارة2 صادقة ... ولن تكون العبارة 4كذلك ... إذن حظوظ تكذيب العبارة2 أقل من حظوظ تكذيب العبارة4 ... ولهذا السبب كانت أقل فائدة منها ... ونخلص إلى قاعدة عامة وهي التناسب الطردي بين قابلية التكذيب وازدياد الدقة والفائدة.
اما العبارة 3 فهي أقرب إلى اللغو، وفائدتها منعدمة تماما ... ولكن دحضها محال ...... فهي صادقة دائما ... ولما كانت كذلك فهي ليست من العلم في شيء.
هذا هو معيار التكذيب الذي اقترحه بوبر للتمييز بين الخطاب العلمي وغيره.
ويترتب عن هذا أن يكون الشغل الشاغل للعلماء هو البحث عما يدحض النظريات السائدة ...
فلو زعم عالم مثلا أن كلاب هذه الجزيرة كلها بيضاء فتكذيب نظريته تلك يتحقق بالعثور على كلب واحد أسود ... هذا الكلب الأسود الوحيد –إن وجد-لهو أفضل وأهم من ملايين الكلاب البيضاء التي قد نصادفها هنا وهناك في أرجاء الجزيرة ...
إن وجود هذا الكلب الاسود أفضل حتى بالنسبة لصاحب نظرية الكلاب البيضاء .. لأن هذا سيرغمه على تعديل نظريته أو التخلي عنها وهكذا يتقدم العلم ويتطور.
باختصار لا يوجد على الإطلاق عالم بوبري يمكن أن يلتفت إلى ما يقوله المسلمون عن إعجاز القرآن العلمي ... لأن المسلمين -هنا بالضبط- يسيرون في اتجاه مضاد للمنهجية العلمية السائدة فكأن لسان حال علماء الغرب يقول: نريد من القرآن أن يدحض نظرياتنا لا أن يوافقها ...
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/481)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:57 ص]ـ
5 - "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً"
تأثر بوبر باعتراف أينشتاين أنه كان يعتقد أن نظريته العلمية عن الكون لا يمكن الدفاع عنها مع أن نظريته النسبية تلك كانت قد اكتسحت كل الدوائر العلمية واشتهرت عند الخاص والعام كما لم تشتهر نظرية علمية من قبل.كان اينشتاين يرجو فقط أن تصمد أمام مجموعة من الاختبارات التمحيصية.
فالموقف العلمي إذن موقف نقدي في جوهره، لا يسعى إلى إثبات ما هو كائن بل طموحه الوحيد هو إيجاد اختبارات حاسمة لدحض ما يقوله العلماء ... فتبدو المفارقة غريبة: إن العلم لن يكون علما إلا إذا أبطل ذاته!!
قال كاتب مادة كارل بوبر في موسوعة اينيفرساليس معلقا:
"إن من نتائج تبني مثل هذا المعيار المميز للعلم عن غيره-يقصد معيار التكذيب-أن يغدو الوضع الاعتباري للنظريات العلمية وضعا افتراضيا إلى الأبد ... "
معنى هذا أن الفرضية العلمية حتى لو أنها صمدت أمام طلقات رصاص التكذيبيين وراوغت الاختبارات التمحيصية فإنها لن تكتسي أبدا صبغة اليقين .... هي فقط صامدة إلى حين.
هذه الحقيقة المحزنة هي التي جعلت بوبر يعترف بكل مرارة:
”نحن لا نعلم ... ليس في وسعنا إلا الافتراض والاحتمال’’
-قارن بين تواضع الكافر وبين الاحتفاء المبالغ فيه عندنا بهم-
ويقول أيضا: كل نظرياتنا فرضيات واحتمالات وهي أمتن وأفضل ما يوجد في المعرفة الإنسانية.
وكلمته هذه تصور فاجعة الغربيين:
فعندما يقول" أمتن" و"أفضل "فهو يشير إلى المعتقدات الدينية والميتافزيقية والاديولوجية الخالية من الطابع العلمي والتي نبذها العلماء ... والعلم نفسه مع أنه أرقى مما ذكر ليس بوسعه أبدا أن يصل إلى الحقيقة.
فالحمد لله على نعمة النبوة والرسالة.
وانظر إلى التجارة الخاسرة:
تخلوا عن دينهم ومعتقدهم بسبب العلم، وراهنوا على هذا العلم بكل شيء ثم اكتشفوا أنه ليس إلا بيت عنكبوت وقبض الريح.
وانظر كرة أخرى كيف صدق في الكفار قول القرآن العظيم:
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 124]
وهل هناك ضنك أكبر من إحساس الإنسان بالخواء وعدم اليقين في أي شيء ...
-يتبع-
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 06 - 07, 05:57 ص]ـ
6 - المقامة المضيرية برواية فيلسوف العلم الهنغاري: إمر لاكتوس.
قصة ابتكرها لاكتوس أرجو أن تستمتعوا بها وأترك التعليق في الحصة المقبلة لكي لا أفسد جمالها:
القصة بكاملها يرويها ألان شالمرز الاسترالي (في كتابه نظريات العلم: ترجمة الحسين سحبان وفؤاد الصفا) عن لاكتوس الهنغاري:
"إنها قصة حالة خيالية لسلوك منحرف لكوكب من الكواكب.
فلو افترضنا عالما فزيائيا ينتمي إلى ما قبل العصر الاينشتيني، فإنه سيتخذ نقطة انطلاقه، في هذا المجال، من الميكانيكا النيوتونية، ومن قانونها المتعلق بالجاذبية واللذين نرمز إليها بالرمز (أ).
ومن شروط ابتدائية نرمز إليها بالرمز (ب).
وسيقوم انطلاقا من ذلك، بحساب مسار كوكب صغير تم اكتشافه حديثا نرمز إليه بالرمز (ج).
إلا أن هذا الكوكب ينحرف عن مساره المحسوب.
فهل سيعتبر عالمنا الفزيائي النيوتوني أن هذا الانحراف، الذي تستبعده نظرية نيوتن،يدحض، بعد الفراغ من إثباته، النظرية (أ)؟
كلا.
إنه سيفترض بأنه لا بد وأن هناك كوكبا (د) ظل حتى الآن مجهولا، هو الذي يحدث الاضطراب في مسار الكوكب (ج).
ويطلب، بعد ذلك، من عالم فلكي يمارس التجريب أن يختبر فرضيته.
والكوكب (د) هو من الصغر بحيث لا تستطيع حتى أقوى التلسكوبات المتوفرة أن تظهره للملاحظة.
فيحرر العالم الفلكي التجريبي طلبا بتخصيص اعتمادات مالية تخصص لصنع تلسكوب أعظم وأقوى،
وبعد ثلاث سنوات أصبح مثل هذا التلسكوب جاهزا.
فلو تحقق،بالفعل، اكتشاف الكوكب (د) بواسطة هذا التلسكوب، لوجب تخليد هذه الواقعة بوصفها انتصارا جديدا للمكانيكا النيوتونية.
غير أن الأمور لم تجر على هذا النحو.
فهل سيهجر عالمنا الفزيائي نظرية نيوتن، ويتخلى عن فرضيته القائلة بوجود كوكب يحدث الاضطراب في مسار الكوكب (ج)؟
كلا.
إنه سيفترض أن سحابة غبار كوني تحجب عنا ذلك الكوكب.
وسيحسب موقع هذه السحابة ويحدد خصائصها، ويطلب تخصيص اعتمادات للبحث من أجل إرسال قمر اصطناعي قصد اختبار صحة حساباته.
فلو أمكن لأدوات هذا القمر الاصطناعي (والتي هي بدورها مؤسسة على نظرية لم تختبر إلا بصورة محدودة) تسجيل وجود هذه السحابة المفترضة، لهلل العالم الفزيائي للنتيجة باعتبارها نصرا باهرا للعلم النيوتني.
لكن هذه السحابة لم يعثر عليها.
فهل يتخلى عالمنا الفزيائي عن نظرية نيوتن، وفي الوقت نفسه عن فكرة وجود كوكب يحدث الاضطراب، وعن السحابة المفترض أنها تخفيه؟
كلا.
إنه سيفترض وجود حقل مغناطيسي في هذه المنطقة من الكون، هي التي تحدث الاضطراب في الكوكب، والخلل في أدوات القمر الاصطناعي.
ويرسل قمر اصطناعي جديد.
فإذا عثر على حقل مغناطيسي في هذه المنطقة،فإن النيوتونيين سوف يخلدون في ذلك انتصارا رائعا.
ولكن الأمر لم يكن كذلك.
فهل نعتبر ذلك دحضا للعلم النيوتوني؟
كلا.
فإما أن يتقدم العالم الفزيائي بفرضية جديدة مساعدة بارعة، وإما ...... أن تقبر هذه القصة بكاملها في مجلدات دوريات علمية يتراكم عليها الغبار، فلا يسمع عنها بعد ذلك شيء."
قلت: قوله "يتراكم عليها الغبار" فيه نظر ... وإلا فلماذا خلقت مؤتمرات إعجاز القرآن؟
-يتبع التعليق على القصة-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/482)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 07:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أخي إن أشنط سأقرأ بحثكم إن شاء الله، ولا تنسى أن تجمعه في ملف وورد إن انتهى جزاك الله خيرا.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وإليك أخي الحبيب مقدمة في التفسير
اسمع هنا: http://www.tahhansite.com/pages/B.htm
أوِ اقرأ هنا (20 - 28): http://www.tahhansite.com/pages/reading%20library/2.htm
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 06 - 07, 09:05 م]ـ
-حاول لاكتوس أن ينقذ النظريات العلمية- من نهج صرامة التكذيب الذي اتخذه أستاذه كارل بوبر- معتمدا على تاريخ العلوم:فقد لاحظ أن العلماء قديما وحديثا كانوا يتمسكون بنظرياتهم رغم التكذيب الظاهري ... فمثلا عاشت نظرية كوبرنيكوس التي نصت على حركة الأرض حول الشمس رغم التكذيب الواضح المتمثل في إحساس الناس بالثبات والاستقرار فضلا عن عدم انفلات الأشياء وثبوتها في أمكنتها ...
ليتسنى له ذلك ميز لاكتوس في النظرية العلمية –أو برنامج البحث حسب اصطلاحه- بين شقين:
1 - النواة الصلبة للبرنامج المكونة من مجموعة من الفرضيات والمسلمات والتصورات ... وهذه النواة لا ينبغي أن يطالها التكذيب إن جزئيا وإن كليا ...
2 - حزام واق وهو مؤلف من مجموعة من الملاحظات والفرضيات المساعدة هدفها حماية نواة البرنامج ... أو امتصاص صدمة التكذيب.
لبيان هذين المكونين نعطي هذا المثل من علم الحديث-لهدف توضيحي فقط-
علم الحديث مؤسس في نواته على فرضيات ومسلمات منها:
-لا يجوز الشك في أحاديث الصحيحين.
-الأحاديث التي قبلتها الأمة صحيحة بالضرورة.
-لا يجوز أن تكون هناك أحاديث باطلة يعمل المسلمون بها وتخفى عنهم وعن علمائهم الأحاديث الصحيحة في موضوعها ...
هذه البنود ثابتة وإن خطر ببال محدث الطعن في صحيح البخاري مثلا فقد خرج من علم الحديث وسقطت عنه صفة التحديث ... والشبهات حول حديث من أحاديث صحيح البخاري لاتأتي إلا من منطلقات لا- سنية (شيعية خارجية علمانية الخ)
وعلى فرض-والفرض توضيحي لا غير- أن باحثا أثبت اضطرابا أو ضعفا في حديث واحد للبخاري فهذا لا يمكن التسليم به لأن التسليم معناه الشك في كل الاحاديث الأخرى ... ومع انهيار البخاري سينهار علم الحديث كله ...
والرد على هذا الباحث سيتم على صعيد الحزام الواقي بتكذيب تكذيبه أو بافتراض تصحيف مثلا أو دس في نسخة من النسخ الخ.
نظرية لاكتوس –وهذا ما يهمنا-لم تلغ التكذيب لكن حولته فقط من جهة إلى أخرى ... مع فتح الطريق لسلسلة من المراوغات لا تكاد تنتهي كما رأينا في قصته الخيالية التوضيحية.
ثم يأتي السؤال المعلق:
متى يعلن عن التكذيب النهائي لنظرية علمية ما دام المدافع عنها قادرا عند كل تكذيب صادر عن الخصم أن يحمي برنامجه بواسطة مزيد من الفرضيات الثانوية؟
يبدو أنه لا مناص من الجواب الآتي: الزمن هو الحاسم الوحيد في الأمر ...
ولربما قيل إن لاكتوش قد زاد الطين بلة:
فبوبر يقسم النظريات العلمية إلى قسمين:
-نظريات مفندةيجب التخلي عنها.
-نظريات لم تفند بعد، يمكن الاشتغال بها إلى حين.
أما الهنغاري فقد جعل كل النظريات متعايشة ومتنافسة محكومة بغريزة حب البقاء ... تراوغ التفنيد ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ... مع السؤال الذي يلقيه كل ذي فطرة سليمة:
أين الحقيقة العلمية في كل هذا الركام؟
لا يجد الفيلسوف والمنطقي الانجليزي برنراند راسل حرجا في أن يقول-انظر المعرفة العلمية ضمن دفاتر فلسفية اعداد وترجمة عبد السلام بنعبد العالي وصاحبه-:
"وإني أقرر-رغم ما يبدو في قولي هذا من تناقض-أن العلم الدقيق تسيطر عليه فكرة التقريب. فإن أخبرك أحد الناس أنه يعرف الحقيقة الدقيقة عن أي شيء،فثق بأنه رجل غير دقيق. ذلك بأن كل قياس معتنى به في العلم يعطى دائما مع الخطأ المحتمل، وهو اصطلاح علمي يحمل معنى دقيقا،فهو يعني ذلك القدر من الخطأ الذي يستوي في احتمال أن يكون أكبر من الخطأ الحقيقي وأن يكون أقل منه. ومن مميزات تلك الأمور التي يعرف فيها شيء بدقة غير عادية أن كل ملاحظ فيها يسلم باحتمال خطئه، ويعرف مدى الخطأ الذي يحتمل أن يقع فيه. أما الأمور التي يكون الصواب فيها أمرا لا يمكن تثبته فلا يسلم أحد
بأن هناك أدنى احتمال لأدنى خطإ في آرائه. فمن ذا الذي سمع رجلا من رجال الدين أو السياسة يبدأ خطابه أو يختمه بإشارة عن الخطإ المحتمل في آرائه؟ ومن عجيب الأمر أن التأكد الذاتي يتناسب تناسبا عكسيا مع التأكد الموضوعي. فكلما قل ما يبرر صواب رأي المرء،زادت حماسته في توكيد عدم وجود ظل من الشك في أنه على الحق المبين ....
فلا يوجد إنسان علمي في روحه يؤكد أن ما يعتقد الآن في العلم هو الحق تماما، بل يؤكد أنه مرحلة في الطريق إلى الحق التام ...
واضح أن هذا الملحد يحفر هوة لا يمكن ردمها بين العلم والدين ..
فهو يسخر من الدين لانبنائه على الإيمان ... ويسخر من أهله من نزعتهم الوثوقية ... فهم بذلك –عنده- أبعد الناس عن الروح العلمية تلك الروح القائمة على النسبية وعدم اليقين.
فإن كان أهل مؤتمرات الإعجاز يعتقدون أن رأسا صلبة كرأس برتراند راسل يمكن أن تسلم أو تؤمن لمجرد توافق لفظ قرآني مع لفظ وارد في فرضية علمية معاصرة .. فقد باؤوا بالغفلة والسذاجة .... راسل الهالك هو نموذج لرجل العلم الغربي الذي يشكك في أدق التنائج العلمية ويلقي بظلال التوجس على الملاحظات المشفوعة بالأرقام والاحصائيات الصادرة عن قمم الدوائر العلمية ... فهل سيستجيب لمن يؤول له لفظا قرآنيا ويربطه بفرضية لعالم غربي،هذا العالم الغربي نفسه لو قال لراسل إن فرضيته يقينية لسخر منه ومحاه من ديوان العلماء؟؟؟
-يتبع-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/483)
ـ[د أحمد شوكه]ــــــــ[15 - 06 - 07, 06:48 م]ـ
-حاول لاكتوس أن ينقذ النظريات العلمية- من نهج صرامة التكذيب الذي اتخذه أستاذه كارل بوبر- معتمدا على تاريخ العلوم:فقد لاحظ أن العلماء قديما وحديثا كانوا يتمسكون بنظرياتهم رغم التكذيب الظاهري ... فمثلا عاشت نظرية كوبرنيكوس التي نصت على حركة الأرض حول الشمس رغم التكذيب الواضح المتمثل في إحساس الناس بالثبات والاستقرار فضلا عن عدم انفلات الأشياء وثبوتها في أمكنتها ...
ليتسنى له ذلك ميز لاكتوس في النظرية العلمية –أو برنامج البحث حسب اصطلاحه- بين شقين:
1 - النواة الصلبة للبرنامج المكونة من مجموعة من الفرضيات والمسلمات والتصورات ... وهذه النواة لا ينبغي أن يطالها التكذيب إن جزئيا وإن كليا ...
2 - حزام واق وهو مؤلف من مجموعة من الملاحظات والفرضيات المساعدة هدفها حماية نواة البرنامج ... أو امتصاص صدمة التكذيب.
لبيان هذين المكونين نعطي هذا المثل من علم الحديث-لهدف توضيحي فقط-
علم الحديث مؤسس في نواته على فرضيات ومسلمات منها:
-لا يجوز الشك في أحاديث الصحيحين.
-الأحاديث التي قبلتها الأمة صحيحة بالضرورة.
-لا يجوز أن تكون هناك أحاديث باطلة يعمل المسلمون بها وتخفى عنهم وعن علمائهم الأحاديث الصحيحة في موضوعها ...
هذه البنود ثابتة وإن خطر ببال محدث الطعن في صحيح البخاري مثلا فقد خرج من علم الحديث وسقطت عنه صفة التحديث ... والشبهات حول حديث من أحاديث صحيح البخاري لاتأتي إلا من منطلقات لا- سنية (شيعية خارجية علمانية الخ)
وعلى فرض-والفرض توضيحي لا غير- أن باحثا أثبت اضطرابا أو ضعفا في حديث واحد للبخاري فهذا لا يمكن التسليم به لأن التسليم معناه الشك في كل الاحاديث الأخرى ... ومع انهيار البخاري سينهار علم الحديث كله ...
والرد على هذا الباحث سيتم على صعيد الحزام الواقي بتكذيب تكذيبه أو بافتراض تصحيف مثلا أو دس في نسخة من النسخ الخ.
نظرية لاكتوس –وهذا ما يهمنا-لم تلغ التكذيب لكن حولته فقط من جهة إلى أخرى ... مع فتح الطريق لسلسلة من المراوغات لا تكاد تنتهي كما رأينا في قصته الخيالية التوضيحية.
ثم يأتي السؤال المعلق:
متى يعلن عن التكذيب النهائي لنظرية علمية ما دام المدافع عنها قادرا عند كل تكذيب صادر عن الخصم أن يحمي برنامجه بواسطة مزيد من الفرضيات الثانوية؟
يبدو أنه لا مناص من الجواب الآتي: الزمن هو الحاسم الوحيد في الأمر ...
ولربما قيل إن لاكتوش قد زاد الطين بلة:
فبوبر يقسم النظريات العلمية إلى قسمين:
-نظريات مفندةيجب التخلي عنها.
-نظريات لم تفند بعد، يمكن الاشتغال بها إلى حين.
أما الهنغاري فقد جعل كل النظريات متعايشة ومتنافسة محكومة بغريزة حب البقاء ... تراوغ التفنيد ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ... مع السؤال الذي يلقيه كل ذي فطرة سليمة:
أين الحقيقة العلمية في كل هذا الركام؟
لا يجد الفيلسوف والمنطقي الانجليزي برنراند راسل حرجا في أن يقول-انظر المعرفة العلمية ضمن دفاتر فلسفية اعداد وترجمة عبد السلام بنعبد العالي وصاحبه-:
"وإني أقرر-رغم ما يبدو في قولي هذا من تناقض-أن العلم الدقيق تسيطر عليه فكرة التقريب. فإن أخبرك أحد الناس أنه يعرف الحقيقة الدقيقة عن أي شيء،فثق بأنه رجل غير دقيق. ذلك بأن كل قياس معتنى به في العلم يعطى دائما مع الخطأ المحتمل، وهو اصطلاح علمي يحمل معنى دقيقا،فهو يعني ذلك القدر من الخطأ الذي يستوي في احتمال أن يكون أكبر من الخطأ الحقيقي وأن يكون أقل منه. ومن مميزات تلك الأمور التي يعرف فيها شيء بدقة غير عادية أن كل ملاحظ فيها يسلم باحتمال خطئه، ويعرف مدى الخطأ الذي يحتمل أن يقع فيه. أما الأمور التي يكون الصواب فيها أمرا لا يمكن تثبته فلا يسلم أحد
بأن هناك أدنى احتمال لأدنى خطإ في آرائه. فمن ذا الذي سمع رجلا من رجال الدين أو السياسة يبدأ خطابه أو يختمه بإشارة عن الخطإ المحتمل في آرائه؟ ومن عجيب الأمر أن التأكد الذاتي يتناسب تناسبا عكسيا مع التأكد الموضوعي. فكلما قل ما يبرر صواب رأي المرء،زادت حماسته في توكيد عدم وجود ظل من الشك في أنه على الحق المبين ....
فلا يوجد إنسان علمي في روحه يؤكد أن ما يعتقد الآن في العلم هو الحق تماما، بل يؤكد أنه مرحلة في الطريق إلى الحق التام ...
واضح أن هذا الملحد يحفر هوة لا يمكن ردمها بين العلم والدين ..
فهو يسخر من الدين لانبنائه على الإيمان ... ويسخر من أهله من نزعتهم الوثوقية ... فهم بذلك –عنده- أبعد الناس عن الروح العلمية تلك الروح القائمة على النسبية وعدم اليقين.
فإن كان أهل مؤتمرات الإعجاز يعتقدون أن رأسا صلبة كرأس برتراند راسل يمكن أن تسلم أو تؤمن لمجرد توافق لفظ قرآني مع لفظ وارد في فرضية علمية معاصرة .. فقد باؤوا بالغفلة والسذاجة .... راسل الهالك هو نموذج لرجل العلم الغربي الذي يشكك في أدق التنائج العلمية ويلقي بظلال التوجس على الملاحظات المشفوعة بالأرقام والاحصائيات الصادرة عن قمم الدوائر العلمية ... فهل سيستجيب لمن يؤول له لفظا قرآنيا ويربطه بفرضية لعالم غربي،هذا العالم الغربي نفسه لو قال لراسل إن فرضيته يقينية لسخر منه ومحاه من ديوان العلماء؟؟؟
-يتبع-
شكر الله سعيك يا أبا عبد العزيز ونفع بك .. وكنا نتمنى من جنابكم أن تذكرو لنا مصادر تلك الأقوال التي اثبتموها كي نتقيها من مظانها الأصيلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/484)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:39 ص]ـ
لنحاول الآن أن نمحص عن كثب أسس هذا العلم وقد أريد به و له أن يفسر القرآن الذي لا يأتيه الباطل ... ثم نحكم بعدها إن كان يستحق فعلا أن تناط به وظيفة الكشف عن مراد الله تعالى ...
إن الطابع التقريبي للعلم نتيجة انتهى إليها برتراند راسل وغيره بعد تمحيص دقيق للمنهج العلمي ... ومعلوم أن المنهج العلمي ينهض على قاعدتين:
-قاعدة الاستقراء.
-قاعدة الاستنباط.
وسنعرض هنا- أولا -النقد القاسي الذي وجهه راسل-وغيره من الفلاسفة- للتوجه الاستقرائي، وبوسعنا أن تصور شدة وقع هذا النقد على علماء الطبيعة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن المجد الذي حققه العلم الحديث إنما كان على أسس الاستقراء التي دشنها أنجليزي آخر هو فرنسيس ببيكون.
قال راسل:
"إن كل القوانين العلمية تقوم على الاستقراء. ولو نظرنا إلى الاستقراء من حيث هو عملية منطقية، لوجدناه عرضة للشك، وعاجزا عن اعطاء نتائج يقينية .... "
ويجمل في مكان آخر مظاهر ضعف العلم وقصوره في ثلاثة بنود:
-الشك في صحة الاستقراء.
-الشك في صحة القياس: فليس من السهل الانتقال من الشاهد إلى الغائب.
-على فرض صحة القياس وإمكان تصور هذا الغائب فإن المعرفة المكتسبة من هذه الجهة تكون ضحلة جدا.
وقبل توضيح مقاصد راسل يجدر بنا أن نوضح ابتداء معنى الاستقراء.
فما الاستقراء؟
يعتقد بادي الرأي أن المنهجية العلمية هي المنهجية التجريبية التي تنص على أسبقية الملاحظة على النظرية ... فالعالم ينطلق من ملاحظة لظاهرة طبيعية ثم يصوغ فرضية ملائمة لتفسير ذلك الملحوظ ثم يشرع في تمحيص الفرضية بواسطة مجموعة من التجارب في ظروف وشروط متنوعة ... ثم ينتهي به الأمر إلى صياغة نظرية أو قانون عام يفسر به تلك الظاهرة مطلقا.
النزعة الاستقرائية تزعم أنه لا يمكن- ولا ينبغي- تأسيس معارفنا إلا على أساس من الملاحظة التجريبية، من غير فكرة مسبقة عن الواقع.
هب سمعنا صفير القطار على الساعة السابعة صباحا ..
هذه ملاحظة تجريبية مفردة،لكن الاستقرائي يرى أنه من الممكن تعميم منطوق هذه الملاحظة ليصل الأمر إلى قانون كلي صالح لكل الظروف ... لكن هذا التعميم ينبغي أن يذعن لمجموعة من الشروط أهمها ثلاثة:
الشرط الأول:
ينبغي أن يكون عدد منطوقات الملاحظة مرتفعا .. فلا يجوز أن نقرر مثلا أن الشمس يحجبها الغيم كل يوم بعد العصر لأننا شاهدناها كذلك اليوم .. ولكن لو تكرر ذلك لأسابيع كثيرة جاز لنا التعميم ...
الشرط الثاني:
على منطوقات الملاحظة أن تكون متجانسة ومناسبة للقانون العام المفترض. ففي مثالنا السابق لا يحق للإستقرائي تعميم أي شيء بسبب كون الشمس لم تحتجب يوم الجمعة مثلا.
الشرط الثالث:
على المنطوقات أن تصدر عن ملاحظات تمت في شروط وظروف مختلفة .. في مثالنا السابق ينبغي ملاحظة احتجاب الشمس مثلا في الربيع والشتاء وفي خط الاستواء وجنوب أروبا الخ ...
وعلى فرض تحقق هذه الشروط بصورة مرضية-وسنرى أن ذلك غير ممكن فعلا-فإن الاستقراء يبقى بعيدا جدا عن اليقين أو حتى ما يقاربه ...
وأقصى ما يمكن أن يحتج به الاستقرائي هو أن يقول:لقد جربنا الاستقراء مرات عديدة وكانت النتائج حسنة ...
لكن هذه الحجة داحضة عند خصوم الاستقراء لأنها، باختصار، مصادرة على المطلوب:
فلم يفعل الاستقرائي في استدلاله شيئا سوى أنه استدل على الاستقراء بالاستقراء .. فهو الخصم والحكم معا ...
فكأنه قال:
"-الاستقراء كان مجديا في الحالة1
-الاستقراء كان مجديا في الحالة2
-الاستقراء كان مجديا في الحالة3
الخلاصة إن الاستقراء يكون دائما مجديا ... "
أليس هذا هو الاستقراء عينه، فكيف يستدل على نفسه بنفسه!!
ثم لو نظرنا في الشرط الأول –وهو ضروري لأنه لا يعقل أن يستخلص الاستقرائي قانونا عاما من ملاحظة حالة أو حالتين-لوجدناه يفتقر إلى الوضوح ولا يؤدي إلى اليقين المطلوب .. ولتفنيد هذا الشرط يسوق راسل هذه القصة –وقد تصرفنا فيها قليلا لتتلاءم مع مجالنا التداولي-
"اشترى رجل كبشا في شعبان وأدخله إلى الحظيرة مع حيوانات داجنة أخرى ... ولنفرض الآن أن هذا الكبش يتمتع بشيء من الذكاء وهو مع ذلك من أنصار المنهج الاستقرائي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/485)
لاحظ الكبش في اليوم الأول لنزوله في الحظيرة أن الطعام قدم للحيوانات على الساعة التاسعة صباحا ... وسجل هذه الملاحظة في أوراقه ... وقال في نفسه لعل الفطور يقدم هنا دائما في هذا الوقت ... ولما كان حصيفا في منهجه فقد رأى أنه لا بد من الانتظار وتسجيل مزيد من الملاحظات ..
وفي الغد جاءهم الافطار في التاسعة صباحا أيضا.
واستمر الوضع على هذا النحو طيلة شهر شعبان ... لكن الكبش رأى أن يتريث قليلا قبل إن يصدر قانونه الكلي ... فالناس مقبلون على شهر رمضان وعاداتهم تتغير كثيرا فيه ...
لكن الافطار –حتى في رمضان-ظل يأتي إلى الحضيرة في التاسعة صباحا.
ومع ذلك لم يتعجل الكبش ... وفضل أن يواصل تسجيل ملاحظاته مرجئا صياغة القانون إلى ما بعد.
ثم انصرم شوال .... ولم يتخلف فيه الفطور عن التاسعة.
وكذلك ذو القعدة ...
ثم دخل ذو الحجة ... والفطور ثابت في موعده.
ورأى الكبش أنه لا فائدة من الانتظار ... فقد تغيرت الظروف والأحوال وموعد الفطور قار دائما ... وهكذا قرر في ليلة العاشر من ذي الحجة أن يصوغ قانونه الكلي ... فأعلن بكل ثقة للحيوانات المجاورة أنه غدا على الساعة التاسعة صباحا سيتناول فطوره.
وفي الساعة التاسعة من صباح عاشر ذي الحجة قطعت رأسه!! "
هذا هو قصور الاستقراء.
فآلاف الملاحظات المتسقة والمتجانسة لا تخول التنبؤ بالحالة الموالية.
فلو رصدنا عشرين ألفا من البجع الأبيض فلن يكون عندنا أي مسوغ منطقي لكي نقرر أن البجعة التالية ستكون بيضاء أيضا ...
ثم ماذا يقال عن الكبش الذي ضحي به يوم العيد؟ هل القانون الكلي"كل كبش قطعت رأسه يموت" يستفاد من ملاحظة حالة واحدة أم من ملاحظات عديدة؟ وكم من كبش ينبغي قطع رأسه لنتيقن من ذلك القانون.
ثم أليس الطفل الآدمي الصغير يدرك أن النار تحرق يده بتجربة واحدة أو تجربتين؟
باختصار إن شروط الاستقراء لا تنضبط فتارة لا تنفع الاعداد على ضخامتها وتارة يكتفى بأقل عدد ...
وليس الشرط الثالث بأسعد حظا من الأول:
فالتنصيص على ضرورة التجريب في ظروف مختلفة يطرح إشكالات تتعلق بهذه الظروف نفسها. فكيف يتم التمييز بين العوامل الملائمة وغيرها؟ وهل يمكن استيعاب العلل المؤثرة كليا؟ فبياض هذه البجعة قد يكون بسبب الجنس أو السن أو القرب من البحيرة أو أشعة الشمس أو الغيوم البيضاء .... فماذا يعتبر المعتبر وماذا يقصي؟
لهذه الأسباب هجر العلماء هذه المنهجية الاستقرائية الساذجة ... فما عاد أحد يدافع عنها.
ولم يبق في أيدي العلماء إلا النهج الآخر وهو الانطلاق من النماذج الافتراضية ... على قاعدة:النظرية سابقة على الملاحظة. وهو محور حديثنا القادم بحول الله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:01 م]ـ
تخلى جل العلماء عن النهج الاستقرائي بسبب عقمه وعدم قدرته على التنبؤ أو فتح آفاق جديدة للبحث .. فأقصى ما يطمح إليه الإستقرائي هو تفسير الملاحظة بقانون مفترض وتأكيد هذا القانون بمزيد من الملاحظات والتجارب ... ولن تكون النتيجة شيئا مختلفا عن الملحوظ.
هذا فضلا عن عدم وجود ملاحظة مجردة أي غير مسبوقة بخلفية ما- كما يدعيه أهل الاستقراء .. -وقد أثبت فقهاء العلم أن كل ملاحظة تفترض نظرية سابقة عليها وهذا المعنى يقوض المنهج الإستقرائي من أساسه، ويفترض الحق في ضده تماما:فالمنهج الإستقرائي يرى النظرية هي خاتمة المطاف ... وخصومه يقولون بالعكس ..
قال ألان شالمرز:
"تتضمن وجهة نظر صاحب النزعة الاستقرائية الساذجة فرضيتين هامتين حول الملاحظة. الفرضية الأولى هي أن العلم يبدأ بالملاحظة، والثانية هي أن الملاحظة تقدم قاعدة متينة انطلاقا منها يمكن أن تستمد المعرفة. وسنقدم هنا انتقادات شتى بخصوص هاتين الفرضيتين وندلي بأسباب عديدة تدعو إلى رفضها .... "
[تقييده للنزعة الاستقرائية بوصف السذاجة ليس حكما قيميا، ولكن للتمييز، لأن الاستقراء عند أهله ينقسم إلى ثلاثة أنواع: استقراء ساذج، واستقراء احتمالي، واستقراء متطور ... وفيها جميعا العيوب ذاتها مع تفاوت في الدرجة.]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/486)
ثم شرع شالمرز في عرض تحفظاته على الاستقراء في ضمن ما ذكرناه سابقا والمقام هنا يضيق عن التفصيل نكتفي فقط بالاشارة إلى خضوع الملاحظة لخلفية نظرية سابقة ولا يمكن الانفكاك عنها ... ويورد على ذلك أمثلة اخترنا منها مثال"الدرج"وأضفنا إليه مثالين آخرين مأخوذين من أحد المواقع المختصة في موضوع الخداع البصري.
الشكل الأول [أنظر المرفقات]
خطوط نلاحظها سلما ... لكن بعض القبائل الإفريقية لا يرون في الشكل إلا خطوطا مرتبة ثنائية الأبعاد ... والمؤكد أن ما انعكس على شبكية العين-عين الإفريقي وعين غيره- شكل واحد لكن الادراك اختلف بحسب الخلفية الثقافية.
الشكل الثاني:
الرمز الأوسط يدرك مرة كأنه الرقم13 ومرة كأنه -Bالحرف الثاني في الترتيب الألفبائي اللاتيني ... -ويرجع الاختلاف إلى حركة البصر فالرؤية العمودية تحمل تأويلا للرمز والرؤية الأفقية تأتي بتأويل آخر ... مع أن الصورة هي الصورة.
الشكل الثالث: رقعة شطرنج "أديلسن"
هذا مثال رائع ومدهش حقا بحيث أن المرء لا يكاد يصدق عينيه:
فهل تصدق أن لون الخانة A الغامق هو نفسه لون الخانة B الداكن.
http://ophtasurf.free.fr/illusions_extraordinaires2.htm
تفسير هذا الخداع يتعلق بطريقة إدراك الذهن للألوان أولا .. وبتأثر الذهن بتجاربنا السالفة ثانيا وهو محل الشاهد هنا: فهو يعلم أن ما يراه رقعة شطرنج ويعلم مسبقا أن فيها تناوبا بين اللون الفاتح واللون الداكن فهويفترض الخانة B فاتحة، ويراها كذلك، بينما هي في الواقع داكنة ... ويمكن التأكد من ذلك باستعمال الماوس .. بجر الخانة المنفصلة لمطابقتها مع الخانة A والخانة B..
( هل الخداع بصري فقط أم أنه سينمائي؟ نرجومن الاخوة المختصين بفن التصوير أن يؤكدوا المسألة)
إذا تقرر هذا أصبح من اللازم الاعتقاد أن العلم يبدأ بالنظرية وليس بالملاحظة ... ثما ما النظرية؟
هي- كما يدل عليها اسمها -نظر يراه العقل.وافتراض يفترضه مسبقا ... وسنفصل لاحقا في طبيعته إن شاء الله.
هذه الفروض ينبغي إخضاعها للتمحيص والتكذيب وما لم يكذب منها اليوم لا يعني أنها سلمت وجاوزت القنطرة فمحاولة التكذيب ما زالت متواصلة ولا يمكن التنبؤ بالنتيجة أبدا ....
ومن شأن هذه الفروض أن تتكيف مع الواقع فيزاد فيها أو ينقص منها ويستمر مسلسل التعديل والتنقيح ... هذا هو العلم وهذه هي نسبيته وهذه قصته، فيجب تصوره على طبيعته هذه ثم يقبل على أو يرفض ...
لكن ما قصة أصحاب الإعجاز العلمي؟
-أولا: يصل إليهم –مثلا-نظرية الأوتار التي تخيلها (مع التشديد على كلمة تخيل) بعض العلماء لحل معضلة كبرى في الفزياء النظرية .. وهي تقديم وصف للجاذبية الكوانتية أي التوحيد بين النظريتين الشهيرتين: نظرية الكوانتا والنظرية النسبية ... وهم يرون أنه إذا اتحدت النظريتان في حضن نظرية واحدة فسيخطون خطوة كبيرة نحو تفسير بناء الكون (هذا زعمهم بأفواههم .. ونحن نقول هو الغرورالكافر قطعا .. ولا نظن أن العقل البشري سيقدر في يوم ما أن يحيط بالكون كله سمائه وأرضه مرئيه وغير مرئيه .. والقرآن العظيم يقول: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم7
-فانظر كيف نسب لهم مفردا وهم جمع (يعلمون) (ظاهرا.)
-وانظر مرة ثانية كيف أفرد ونكر معلومهم .. فقال ظاهرا ولم يقل الظاهر.
-وانظر ثالثة كيف أفرد ونكر وبعض ... فقال ظاهرا من الحياة الدنيا ولم يقل ظاهر الحياة الدنيا ... فعلمهم جزء فقط من أجزاء كثيرة.
-وانظر رابعة كيف عمم في الأشخاص والزمان .. فقال" يعلمون" صيغة المضارع مفتوحة على المستقبل .. فالقرآن بين مقدار علم الكفار بالدنيا مجموعا على صعيد واحد ومتراكما من كل الأزمنة.
فهل من متدبر!)
ثانيا: بعد أن ترددت مفردات الأوتار والنسيج الكوني وخيوط الكوسموس .. يلتفت الإعجازي العلمي إلى آية {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} الذاريات7 .. فيؤكد لنا أن القرآن سبق العلم المعاصر فهاهو القرآن يقول بوضوح إن السماء محبوكة .. ويستدل بكتب اللغة والمعاجم وببعض كتب التفسير على المعنى الذي ذهب إليه.
ثالثا: يعقد مؤتمر لبيان تطابق القرآن مع العلوم الحديثة (مع شيء غير قليل من تبذير أموال المسلمين لو قدمت لطلبة العلم تشجيعا على تدبر القرآن لكان حالنا مع القرآن حالا أخرى.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/487)
لكن صاحب فكرة الربط بين الفزياء والقرآن هل هو مستعد لمواجهة تبعات منهجه؟
مثلا:
-يلزمه أن نظرية الأوتار أو الأوتار الفائقة قد خرجت من حيز العلم ودخلت حيز الشرع ... لانه يدعي أن القرآن قد أخبر من قرون أن المادة مكونة من نسيج .. والخبر الماخوذ من النص الشرعي شرعي.
معنى هذا أن نظرية الأوتار قد أصبحت حقيقة يقينية ... وهذا لا يقول به أصحابها أنفسهم
أترجم لكم من الويكيبيديا:
نظرية الأوتار الفائقة محاولة لشرح كل الجزئيات والقوي الأساسية في الطبيعة .... إنها معتبرة أفضل النظريات وعدا لشرح الجاذبية الكوانتية وإن كانت تعاني من عيوب نظرية الأوتار:استحالة القيام بأقل اختبار لتمحيصها ..
انظر مادة Théorie des supercordes في الويكيبيديا باللغة الفرنسية.
-يلزمه أيضا أن لا يسمح بأي تكذيب للنظرية ... لأن التكذيب الآن أصبح موجها للقرآن الكريم .. والعلماء الذين تلقفوا عنهم يصرون على أن ما لا يكذب لا يدخل في الخطاب العلمي.
-يلزمه ألا يقبل أي نظرية أخرى تنص عل فرضية مخالفة لفرضية الأوتار ... وهذا تحكم بل تناقض فاحش ... فكيف تأخذ وتدع. فالغربيون قالوا من زمن:الذرة لا تنقسم هي أول مكون للمادة. ثم قالوا:بل تنقسم وهي مكونة من حبيبات ... نيوترنات والكترونات وهي أول مكون للمادة ... وهم الآن يقولون الحبيببة هي نسج وأوتار .. فالخيط هو أول مكون للمادة ... فماذا عساهم يقولون غدا .... ؟ ولماذا نجوز لأنفسنا توريط القرآن العظيم في مثل هذا الضباب الذي لا يكاد ينقشع؟
-فإن قال صاحب الإعجاز العلمي: لا بأس من التفسير بالظن ... فالفقهاء يستنبطون أحكاما ظنية والبيانيون يفسرون بالظن فلماذا المنع من التفسير بظن العلم ...
نقول:نعم.ولكن في هذه الحالة نسألكم: فأين الإعجازالعلمي إذن؟!
الإعجاز في الظن هو ظن للإعجاز.
بل ما تقولون في الأديب الفرنسي المعروف جول فيرن الذي عاش في القرن التاسع عشر بالتقويم النصراني والذي تخيل روايات "تنبأ"فيها بالصعود إلى القمر واختراع الغواصات والطائرات ... وأشياء أخرى غريبة "تحققت" بعد موته بعشرات السنين .. فهل هذا إعجاز روائي أم أن هذا الكافر شارك القرآن في الإعجاز العلمي ... !!
وما رأيكم لو نقوم بما يشبه التفسير العلمي ليس للقرآن الكريم ولكن لألف ليلة وليلة!!
أليس بساط الريح هو الطائرة الحديبثة؟
وقمقم النحاس الذي يخرج منه الدخان وفيه العفريت أليس هو القنبلة النووية؟
والتماثيل من النحاس على الأسوار تصرخ عند رؤية مقتحم أجنبي اليست هي المعادل العلمي لوسائل الإنذار الألكترونية؟
وغيرها كثير.
-يتبع-
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:31 م]ـ
استدراك:
الشكل الأول ... مع المرفق أسفله.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:43 ص]ـ
العلم نظريات وعلينا -كما على أصحاب التفسير العلمي-أن نعي هذه الحقيقة وأن نستخلص منها كل النتائج المنطقية، منها:
1 - النظرية هي رؤية خاصة للعالم ...
قال شالمرز:
"يرى كل نموذج العالم مكونا من أشياء مختلفة. فقد كان النموذج الأرسطي يري الكون مقسما إلى عالمين متمايزين، عالم ما فوق القمر، وهو عالم لا يعتريه الفساد ولا يصيبه التغير، وعالم الأرض أو عالم ما تحت فلك القمر، وهو عالم التغير والفساد. وكانت النماذج اللاحقة، بعد نموذج أرسطو، ترى الكون مؤلفا من نفس الأنواع من الجواهر المادية. وكانت الكيمياء قبل لافوازييه،تعلن أن العالم يحتوي على مادة الفلوجيستيق تنتج عن احتراق المادة. وقد أنكر النموذج الجديد الذي أتى به لافوازييه وجود الفلوجيستيق، وأكد على عكس ذلك أن غاز الاكسيجين موجود فعلا، ويقوم بدور مخالف تماما، في عملية الاحتراق، وكانت النظرية الكهرطيسية لماكسويل تتضمن فكرة وجود أثير يملأ الفضاء الكوني كله، وهي الفكرة التي ألغاها اينشتين عندما قام بإعادة صياغة جذرية لهذه النظرية ..... "
فالعلم إذن ليس حقائق جزئية متفرقة وإنما هو نموذج كلي له تماسك منطقي ومسلمات وبرنامج بحث ...
أريد هنا أن أطرح سؤالا مشكلا في موضوع تفسير القرآن بالعلم:
-كيف يمكن عزل و انتقاء جزئية من نموذج علمي معين ثم يفسر بها القرآن مع أن ذلك النموذج الكلي معارض للقرآن؟
مثلا:
قد يتحدث عالم غربي عن نوع من النجوم هي ثقوب سوداء تبلع المادة المحيطة بها ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(6/488)
فيرى المفسر أنه حان الوقت للإعلان عن إعجاز علمي جديد، فيصر على أن قوله تعالى:
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)
موافق لآخر حقائق العلم .. فالنجم الذي وصفه الله تعالى ب"الثاقب" ليس إلا نجما جبارا تحول إلى ثقب أسود ...
لكن هل يعلم المفسر أن تلك الجزئية عن الثقوب السوداء ما هي إلا قطعة من نموذج كامل .. وليس لها معنى إلا داخل تلك النظرية أي تلك الرؤية للعالم .. فماذا سيفعل مفسرنا العلمي لو علم مثلا أن ذلك العالم المتحدث عن الثقوب يرى الكون حسب نظرية" الأكورديون"-تشبيها بآلة العزف المعروفة- بمعنى أن الكون عنده بدأ نقطة صغيرة جدا ثم وقع الأنفجار الكبير .. فتمدد العالم واتسع وسيظل يتمدد و يتسع إلى حد معين ... ثم يرجع على عقبيه منكمشا ومتجمعا إلى أن يعود نقطة صغيرة ثم يحدث الانفجار وهكذا لا إلى نهاية ...
هل يعي المفسر أن صاحب النظرية منغمس في الإلحاد؟
وأنه لا يؤمن برب ولا خالق ...
وأن نظريته تلك ما تخيلها إلا ليصفي الحساب مع فكرة الخلق.
وهل يدرك أن جزئية الثقب الأسود أقبح بكثير من "خضراء الدمن" فكيف يعقد صلة بين القرآن الذي لا يأتيه الباطل وحلقة انتزعها من سلسلة كافرة بالله واليوم الآخر؟
يبدو أن أصحاب الإعجاز العلمي لا يعلمون شيئا عن تاريخ العلم ... فهم في غمرة الانبهار بالكشوفات العلمية –التي ليس عليها دليل قاطع حتى الآن-يتناسون أن العلم الحديث لم يتأسس إلا على أسس إلحادية ... ولا ننخدع بما يصرح به بعض علماء المادة من إيمانهم بالله كنيوتن وإنشتاين اليهودي وغيرهما ... فهؤلاء بحكم تشبعهم بمناخ العلمانية يفصلون المعتقد عن السلوك ... قد يكونون مؤمنين بقلوبهم داخل بيوتهم ... ولكنهم في المختبر وفي التصنيف العلمي عليهم أن يذعنوا لمقتضيات المنهج العلمي ولا يقبل منهم –كما أنهم لا يقبلون من غيرهم-إلا التفسير الوضعي ... فلا أحد يجرأ منهم على أن يقول هذه الظاهرة خلقها الله أوتجري وفق إرادة الله .. ولوفعل لكان عرضة للإستهزاء ... فضلا عن خروجه عن المنهج العلمي الذي قام على قاعدة صلبة عريقة في الإلحاد:
لا تفسر الطبيعة إلا بالطبيعة.
هذا هو العلم الوضعي ... وتفسير الطبيعة من خارجها هو شأن الأسطوري-أي المتدين-أو الميتافزيقي –أي الفيلسوف-وأن العلم عندهم لم يتأسس حقيقة إلا بعد أن انفصل عن الدين والفلسفة وفضل تفسير الطبيعة من داخلها ..
قال شالمرز:
" ... والحركة بدون علة (محرك) كانت تعد شيئا لا معقولا عند أرسطو، وتشكل عند نيوتن إحدى الأوليات الاساسية ... "
احفظ هذا جيدا:
الكفر بالله هي أولية أساسية في العلم الحديث.
قرأت منذ بضع سنين الكتاب الشهير "الكون" لمؤلفه الأمريكي الأشهر "كارل ساغان"-وهو الكتاب رقم 178 من سلسلة "عالم المعرفة"-
وقد قام صاحب الكتاب برصد واسع للكون ومجراته وثقوبه السوداء وولادة النجوم ووفاتها ... لقد استمتعت بالكتاب أيما استمتاع لكن عندما وصلت إلى نهاية الكتاب عن لي خاطر فتقززت من الكتاب وأبغضت صاحبه بغضا لا مزيد عليه:
فقد شعرت أن صاحب الكتاب لم يذكر الله ..
حاولت التأكد من المسألة، فلا يعقل أن يكون الكلام عن الكون ولا يذكر اسم الله فيه، وعدت لقراءة سريعة لصفحات عديدة وأنا أبحث عن المواطن التي يجب أن يكون فيها اسم الله فهالني ما وجدت من خبث ومكر:
الصدفة/التطورية/الطبيعة/ قوانين المادة .....
هذه هو المعجم الذي ارتضاه ساغان بدلا من الله الخالق ...
لم أتم القراءة ... فقد شعرت بما يشبه الغثيان!!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - 07 - 07, 09:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:47 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 09 - 07, 02:01 ص]ـ
لماذا تحرج السلف أيما حرج من دعوى موافقة القرآن للخطاب الشعري وتهافت الخلف على دعاوى موافقة القرآن للخطاب العلمي؟
هل الخطاب العلمي أرقى بالضرورة من الخطاب الشعري؟
وما موقف" الإعجازيين العلميين" عند تعارض القرآن مع "الحقيقة" العلمية:
1 - هل سيعمل في القرآن آليات التأويل- بل اللي- لإرجاع الآية إلى قول أينشتاين؟
2 - أم سيتوقف في شأن دلالة الآية حتى يظهر تصديقها علميا؟
3 - هل يرى هؤلاء في العلم الحديث" تصديقا" للقرآن أم "مصادقة" عليه؟
سنبحث إن شاء الله في هذه المشكلات في موعد قريب ...
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 09 - 07, 10:02 ص]ـ
بارك الله فيك، مبحث رائع
ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[24 - 09 - 07, 06:43 ص]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علمًا وعملًا(6/489)
مامعنى قوله تعالىفيومئذ لايسأل عن ذنبه إنس ولا جان
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:21 ص]ـ
س1ـ مامعنى قوله تعالى {فيومئذ لايسأل عن ذنبه إنس ولا جان} الرحمن
مع قوله تعالى {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} الحجر الآية92
فكيف يجتمع السؤال وعدم السؤال؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:03 م]ـ
قال العلامةالجهبذ المفسر محمد الأمين الشنقيطي عليه رحمة الله ورضوانه:
في هاتين الآيتين وما ما ثلهما مما يوهم وجود التعارض:
الجواب عن هذا من ثلاث أوجه:
الأول:هو أوجهها لدلالة القرآن عليه هو أن السؤال قسمان:
*سؤال توبيخ وتقريع أداته غالباً (لمَ)
*سؤال استخبار واستعلام وأداته غالباً (هل)
فالمثبَتُ هو سؤال التوبيخ والتقريع , والمنفي هو سؤال الاستخباروالاستعلام , ووجه دلالة القرآن على هذا:
أن سؤاله لهم المنصوص في القرآن كله توبيخ وتقريع , كقوله تعالى {وقفوهم إنهم مسأولون * ما لكم لا تناصرون} وقوله {أفسحرٌ هذا ام أنت لا تبصرون} وكقوله {ألم يأتكم رسلٌ منكم .. } وكقوله {ألم يأتكم نذير} إلى غير ذلك من الآيات.
وسؤال الله للرسل {ماذا أجِبتُم} لتوبيخ الذين كذبوهم , كسؤال الموءودة {بأي ذنب قُتلتْ} لتوبيخ قاتلها.
الثاني: أن في القيامة مواقف متعددة , ففي بعضها يسألون وفي بعضها لايسألون.
الثالث: هو ما ذكره الحليمي من أنَّ إثبات السؤال محمول على السؤال عن التوحيد وتصديق الرسل , وعدمُ السؤال محمول على ما يستلزمه الإقرار بالنبوات من شرائع الدين وفروعه , ويدل لهذا قوله تعالى {فيقول ماذا أجبتم المرسلين} والعلم عند الله تعالى ..
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:02 م]ـ
أظن أن المعنى في غاية الظهور، وهو أن إثبات الجريمة عليهم لا يكون بسؤالهم، بل كما قال تعالى (ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا * اقرأ كتابك)، وقوله (ويقولون ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)، وقوله (شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم)، وسائر الآيات في هذا المعنى وهي كثيرة.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 - 07 - 07, 01:55 ص]ـ
السياق يحدد الجواب
اما ان عدم السؤال فى هذا التوقيت -انشقاق السماء- وفي القيامة مواقف متعددة , ففي بعضها يسألون وفي بعضها لايسألون.
واما أن الضمير فى ذنبه عائد على كل فرد من الجن والانس ولا يسأل الآخرين عن عن ذنبه وشاهده "كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
والقول الثالث:أن الكلام على المجرم وشاهده الآيه بعدها "يعرف المجرمون بسيماهم .... "بدون سؤال يعرفهم الملائكة بمجرد النظر الى سيماهم "فيؤخذ بالنواصى والقدام"
وآية الحجر تتكلم عمن جعلوا القرآن عضين ,فهم ليسوا فى المجرمين الذين كذبوا وصدوا وشاقوا الرسول. ولكنهم كما فى بعض التفاسير -اليهود- وهؤلاء لهم سؤال ,أو المؤمنون الذين غلبت عيهم المعصية.(6/490)
" ما أدراك؟ و ما يدريك؟ "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:17 ص]ـ
قال سفيان بن عيينة:
كل شيء قال الله عز وجل فيه " وما أدراك " فقد أدراه وعلمه، وكل شيء قال الله عز وجل فيه " وما يدريك " فلم يعلمه به ولم يخبره.
راجع تفسير القرطبي رحمه الله ج 18 ص 257.
بعد أن سمعت هذه القاعدة، تعال نطبق لننظر صحتها:
قال الله تعالى: " وما أدراك ماالحاقة ".
قال الله تعالى: " وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ".
وددت أن المطلعين على هذه الفائدة يتحفونا ببعض الآيات التي اشتملت على " ما أدراك، وما يدريك ".
رغبة في ترك الفرصة للجميع، وعدم الاستئثار عنهم بشيء.
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:21 ص]ـ
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} المدثر27
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} المرسلات14
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} الانفطار17
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ} المطففين8
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} الطارق2
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} المطففين19
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} البلد12
{{اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} الشورى17
{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} عبس3
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:13 ص]ـ
شكرا أبا عمر الحربي وجزاك الله خيرا.
ـ[تركي بن حمد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:47 ص]ـ
موضوع قيّم جداً، أشكركم عليه.
أحب هذه الفوائد.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[14 - 06 - 07, 09:22 ص]ـ
{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} الأحزاب63
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ} القارعة10
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} الهمزة5
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} القارعة3
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} القدر2
{ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} الانفطار18
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} المرسلات14
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} الحاقة3
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[14 - 06 - 07, 01:58 م]ـ
قد اجتمع عندي شيء من هذه الفوائد اللطيفة سميته
{{من جوامع التفسير}}
سأضعه لكم ان شاء الله بعد الانتهاء منهز
والله الموفق.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:06 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[08 - 06 - 09, 09:34 ص]ـ
زاك الله خيرا اخي الحبيب
ـ[هيثم ابن أبي حُسبان]ــــــــ[08 - 06 - 09, 03:08 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، معلومة مفيدة
ـ[الضبيطي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:58 ص]ـ
زاك الله خيرا اخي الحبيب
وأنت كذلك أخي أحمد صفوت
شكرا على متابعتك ومرورك
لا حرمت الأجر
ـ[الضبيطي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، معلومة مفيدة
شكرا على المرور أخي هيثم
نفعنا الله وإياك بها
ـ[السيد زكي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 12:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 07:08 م]ـ
وأنت كذلك
وبارك فيك على اهتمامك(6/491)
أريد قراءة الشيخ محمد حسان للقرآن التي في الصلوات وليس على النت؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:29 ص]ـ
أريد قراءة الشيخ محمد حسان للقرآن في الصلوات كالجمعة والعشاء وليس على الشبكة العنكبوتية لأن الذي على الشبكة العنكبوتية تسجيلات قديمة وهي في استوديو وروحها ليست مثل التي في الصلاة فالتي في الصلاة فيها خشوع وروح وبكاء نحسب الشيخ من الخاشعين في الصلاة ولا نزكيه على الله؟ فأرجو من أحد الإخوة أن يرفع ماعنده من هذه القراءات في الصلاة وله مني الدعاء.(6/492)
تفسير بقي بن مخلد
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:10 ص]ـ
ذكر الذهبي أن لبقي بن مخلد تفسير عظيم (بالأثر طبعا)
فهل أحد يعرف عنه شيئا الآن؟؟
هل من مجيب؟؟
أخوكم سليمان سعود الصقر
ـ[العبّادي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 12:02 ص]ـ
نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أن "مسند بقي بن مخلد" موجود في مكتبة برلين بألمانيا، وكان الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله يقول عن هذه المكتبة إنها مسيلة للّعاب.
ويجزم بعض الإخوة أنه يوجد على الأقل قطعة من هذا المسند في المغرب، والكتب المبتورة وغير المعنونة في خزانات المغرب كثيرة جدا، ويصعب حصرها، وللأسف الدولة لا تقوم بشيء من هذا، وما زال متأخري المغاربة ينقلون من مسند بقي بن مخلد، وقد تفرد الأندلسيون بروايته.
للاستزادة انقر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6282&highlight=%E3%CE%E1%CF)
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:31 ص]ـ
التفسير كتاب مستقل عن المسند له!!
أفاده الشيخ: محمد ناصر العجمي حفظه الله
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:02 م]ـ
التفسير كتاب مستقل عن المسند له!!
أفاده الشيخ: محمد ناصر العجمي حفظه الله
حسنا أخي صلاح، هل تعرف عنه شيئا، وهل منه شيء مطبوع؟؟ او اية معلومات؟؟
أخوكم/سليمان سعود الصقر
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 06 - 07, 08:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:35 ص]ـ
حياك الله أخي سليمان، الكتاب للأسف مفقود ...
يسر الله العثور عليه ....
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[29 - 06 - 07, 11:53 ص]ـ
حياك الله أخي سليمان، الكتاب للأسف مفقود ...
يسر الله العثور عليه ....
بارك الله بك أخي العزيز
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:22 ص]ـ
هل من جديد
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:59 ص]ـ
نقل المباركفوري في تحفة الأحوذي أن "مسند بقي بن مخلد" موجود في مكتبة برلين بألمانيا، وكان الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله يقول عن هذه المكتبة إنها مسيلة للّعاب.
ويجزم بعض الإخوة أنه يوجد على الأقل قطعة من هذا المسند في المغرب، والكتب المبتورة وغير المعنونة في خزانات المغرب كثيرة جدا، ويصعب حصرها، وللأسف الدولة لا تقوم بشيء من هذا، وما زال متأخري المغاربة ينقلون من مسند بقي بن مخلد، وقد تفرد الأندلسيون بروايته.
للاستزادة انقر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6282&highlight=%E3%CE%E1%CF)
مكتبة برلين فتحت ابوابها ولم يوجد كثير مما ذكره المباركفوري.
وقد ذكر هذا الشيخ عبدالكريم الخضير ..
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:50 م]ـ
من يوم قال ابن حزم رحمه الله أن تفسير بقي بن مخلد لايضاهيه تفسير اللهم إلا تفسير ابن جرير الطبري وأنا متشوق أن أري هذا التفسير المبارك.
قد ييسر الله العثور عليه
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:33 م]ـ
نسأل الله تعالى أن ييسر العثور على هذا الكتاب العظيم
ـ[ابو عبدالعظيم الصالحي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:36 م]ـ
من المفروض علي الاخوة طلبة العلم في المغرب ان يشمرو علي ساعديهم ويحققو المخطوطات والكتب المبتورة
ـ[أبوهمام البدرى]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:59 ص]ـ
قرأت للشيخ احمد محمد شاكر رحمه الله تعالى كلاما يشير فيه الى ما اسماه اكبر مسند كتب فى الاسلام وينسبه الى بقى بن مخلد فهل يمكن ان يخبرنا احدكم عنه
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:51 ص]ـ
كان عندي فكرة حول الكتب المفقودة مفادها ما يلي:
أنها ما فقدت إلابقدر (بفتحتين) حكيم، (كأن يكون ضررها أكبر من نفعها، أو على الأقل لا تنفرد بشيء لا يوجد في غيرها مما بلغنا .. )، فإن الله ما كان ليدع دينه وشرعه ليتلف منه شيء كيف وقد تكفل بحفظ الدين جملة، وهذا - والله أعلم- يتعارض مع ضياع الكتب (لا أقصدها بعينها وإنما العلم الذي فيها)
ما رأيكم في هذا؟
ومن وقع على كلام في هذا لبعض الأئمة فحبذا لو يدلني عليه وبورك فيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:12 ص]ـ
للعلامة محمد المنتصر بالله الكتاني جمع لمسند الإمام بقي بن مخلد.
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 09:25 م]ـ
من يوم قال ابن حزم رحمه الله أن تفسير بقي بن مخلد لايضاهيه تفسير اللهم إلا تفسير ابن جرير الطبري وأنا متشوق أن أري هذا التفسير المبارك.
قد ييسر الله العثور عليه
اتذكر اني قرأت كلام الامام بن حزم رحمه الله وقد فضله حتى على تفسير الطبري
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[09 - 10 - 09, 10:40 م]ـ
ولا اعلم انه وصلنا منه شئ لا هو ولا المسند(6/493)
نادر للغاية (سورة يوسف) بصوت العلامه الألباني رحمه الله تعالى
ـ[ابو بلال]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تلاوة نادرة لمحدث العصر ناصر السنه وقامع البدعه الشيخ الهمام حسنة الأيام الأمام الألباني رحمه الله تعالى
الرابط
http://upload.9q9q.net/file/1ZYtvRdb9/----------------------------.ram.html
ورابط مباشر
http://www.archive.org/download/tenadra/yosof.rm
لا تنسونا من صالح دعائكم
منقول
ـ[ابو بلال]ــــــــ[15 - 10 - 07, 01:55 ص]ـ
للرفع ....
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[18 - 10 - 07, 10:07 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأمي والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات آمين
وجزاك الله خيرا(6/494)
منظومات غريب القرآن، من لها؟ وله الأجر.
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 06:37 م]ـ
السلام عليكم،
أرجو أن يكون هذا الموضوع مجالا لعرض ما أمكن من المنظومات في غريب القرآن، والمفاضلة بينها.
والحاجة اليها ماسة، بارك الله فيكم، ووفقنا للعلمالنافع والعمل الصالح.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 09:03 م]ـ
أدخل على الرابط التالي بارك الله فيك أخي الكريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5279(6/495)
نظم كتاب غريب القرآن للراغب الأصفهاني.
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 06:47 م]ـ
السلام عليكم
هل كتاب الراغب الأصفهاني في غريب القرآن منظوم؟ فإن كان منظوما فهل من سبيل للحصول عليه؟
وإن تكن الأخرى، فهلا تصدى لنظمه أحد مشايخنا أو من له باع في هذا المجال ..... جزاهم الله عنا خيرا.(6/496)
من يعرف صاحب هذا الصوت العذب ... ؟
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وقعت على صاحب هذا الصوت ولا أعرفه ..
فمن يعرفه فليدلنا عليه مشكورا ..
والمقطع المسجل .. آية واحدة فقط ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:26 ص]ـ
بشبه صوت العفاسي
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:29 ص]ـ
هو توفيق الصائغ.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:56 ص]ـ
هو كما قال الشيخ رمضان ...
صاحب هذا الصوت هو الشيخ توفيق الصائغ ...
وبما انك احببت صوته يا اخ الاسلام ...
فهذا الرابط يحتوي على صوتيات للشيخ
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=488&rid=1
فلا تنسانا من الدعاء
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:59 ص]ـ
يشبه صوت العفاسي.
كيف حالك يا أخي الكريم ..
بارك الله فيك.
هو توفيق الصائغ.
نعم يبدو أنه هو ..
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:00 ص]ـ
هو كما قال الشيخ رمضان ...
صاحب هذا الصوت هو الشيخ توفيق الصائغ ...
وبما انك احببت صوته يا اخ الاسلام ...
فهذا الرابط يحتوي على صوتيات للشيخ
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=488&rid=1
فلا تنسانا من الدعاء
بارك الله فيك يا أخي الحبيب ..
وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[12 - 07 - 07, 09:31 م]ـ
نعم أخي هو الشيخ توفيق سعيد الصائغ(6/497)
إلى الحروفيين والرقميين: ما رأيكم في هذا الإعجاز؟
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:35 ص]ـ
Georges Perec
كاتب فرنسي متوسط .... من أعضاء جماعة أوليبو التي تضم أدباء ورياضيين (علماء الرياضيات)
هذه الجماعة العابثة ترى أن تقييد الاختيار الشكلي حافز على الإبداع ... وعلى هذا المبدأ ألف بيرك روايتين:
-رواية الاختفاء La Disparition سنة 1969 وحجمها 315 صفحة.
-رواية العائدات سنة 1972 Les Revenentes
موضع الغرابة في المسألة أن الرواية الأولى كتبت بدون حرف E:
وهذا الحرف أكثر الحروف ترددا في اللغة الفرنسية لا تكاد تخلو منه جملة ... فلكم أن تتصوروا خلو 315 صفحة منه ... وقريب من ذلك أن تتصورا مثلا رواية باللغة العربية ليس فيها حرف الالف ...
ومع ذلك كانت الرواية خالية من التعسف والتكلف أي طبيعية جدا بحيث أن مجموعة من القراء ومنهم ناقد محترم لم يلحظوا أن الرواية خالية من الحرف الاكثر دورانا في لغتهم.
بعد ثلاث سنوات جاءت الرواية الثانية عكسية: هنا لم يستعمل الكاتب إلا الحرف E
واختفت كل الصوائت الأخرى فلا يوجد O..A .I..U
ماذا سيقول الحروفيون والرقميون: أليس هذا من الإعجاز؟
لعل المنصف سيرى أن ما قام به الفرنسي الكافر أصعب بكثير من كتابة نص حروفه تنقسم على 7 أو8 أو 19 ....
فاتقوا الله في كتاب ربكم ... إن كنتم تعتقدون أن الاعجاز في التناسبات العددية والشفرات الرقمية ... فقد ضللتم السبيل وفتحتم بابا للشر .... فإن في إمكان كل عابث أن يكتب ما يشاء منقسما وغير منقسم ... ليس بهذا الهراء يثبت أن القرآن من عند الله.
فاتقوا الله ايها المسلمون.
لا نريد –يعلم الله-أن نحجر واسعا ... ولكن نريد كما أمر ربنا أن نأتي البيوت من أبوابها
ويسعدنا حقا أن نجد من يكشف عن إعجاز القرآن ... فهلموا:
-بيان القرآن معجز.
-تأثيره في النفوس معجز.
-تشريعه معجز.
-معناه لا يأتيها الباطل من أي جهة معجز.
-وصفه للنفوس وكشفه عن دواخلها معجز.
-سرده معجز.
-تميزه عن غيره معجز.
-يسره على اللسان والحفظ معجز.
-إخباره بالمغيبات معجز ...
الجانب البياني وحده ما زال أرضا عذراء ... لم يكتب فيه إلا اليسير مع اتفاق السلف والخلف عليه ... فهلموا إليه لكن مزودين بتذوق رقيق وعلم وثيق ونظر دقيق ... بدل الحاسبات ومحولات الفولتاج.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:55 م]ـ
بيانٌ رائع وحجَّةٌ مُفحمة!
بارك الله فيك!
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:22 ص]ـ
لا فض فوك
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيرا، وأعز الله بك الإسلام أبا عبد المعز، إن حثالة المتعلمين يبحثون باستمرار على ما يرفعهم من وضاعتهم، فلا يجدون إلا أن يرددوا مقولات غيرهم من الساقطين الباحثين عن الشهرة
المزيفة فيساقطون تباعا كالفراش أمام مصباح الحق، وصدق ربنا الكريم إذ يقول فيهم وفي أمثالهم: (كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
سورة الرعد. من الآية 17.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 04:30 م]ـ
وفقكم الله
وعلى مثال ذلك ما صنعه الحريري في مقاماته من الأبيات المنعكسة، والمقامة التي تقرأ من آخرها، والأبيات التي هي من اليمين مدح ومن اليسار ذم، والأبيات التي تخلو من الحروف المنقوطة، وغير ذلك.
وبعض المفسرين وضع تفسيرا كاملا لكتاب الله عز وجل بحروف غير منقوطة!
وكذلك كتاب (عنوان الشرف الوافي) الذي حوى عدة علوم في أعمدة!
وغير ذلك كثير.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[سفيان بن صالح الدين]ــــــــ[05 - 07 - 07, 09:06 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خالد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:35 م]ـ
جزاك الله خير على هذا البيان.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 12:12 م]ـ
بورك فيكم
عمومات وإطلاقات كثيرة؛
التحقيق أن من ذهب مذهب الإعجاز الرقمي لا يستعمله وحده كحجة إعجاز، بل هو جنبا إلى جنب مع الأوجه الأخرى الكثيرة للإعجاز، فلياتنا هذا المتكلف الكافر بروايته ولنحص أحكامها العادلة وأخبارها الصادقة وإعجازها البياني وإشاراتها العلمية ونظمها البديع و ... إضافة لإعجازها الرقمي أو الحرفي!! هيهات
" فلياتوا بسورة من مثله "
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - 09 - 07, 08:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ما أفحمَها من حجة!(6/498)
سؤال للعارفين بقراء مصر .... سؤال حول صاحب هذه التلاوة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 06 - 07, 12:52 م]ـ
على موقع الشبكة الإسلامية قسم الصوتيات (القران الكريم) وجدت هذا الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=95792
ومكتوب على اعلى الرابط إسم القارئ سيد سعيد فهل هذا صحيح
انا اعتقد أن القارئ هو سيد متولي فما رأيكم؟؟؟
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 01:52 م]ـ
لم أرى الرابط
و لكن هنا فى مصر قارىء يسمى سيد سعيد و دائما تراه يقرء سورة يوسف
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:56 م]ـ
لم أرى الرابط
و لكن هنا فى مصر قارىء يسمى سيد سعيد و دائما تراه يقرء سورة يوسف
بارك الله فيك اخي الكريم اعلم ذلك ويوجد قارئ مشهور إسمه سيد متولي واسمع له دائما والرابط الموجود له والله اعلم لكن تحت مسمى سيد سعيد وهو قارئ آخر والله اعلم
لكن أرجو من الإخوة التأكيد على ذلك
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 06 - 07, 04:08 م]ـ
هل من مضيف
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 03:30 ص]ـ
يمكنك السؤال في ملتقى صوت القرآن www.quran-voice.com ففيه الكثير من القراء و العارفين بالمقرئين المصريين. و الله أعلم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:03 ص]ـ
بوركت أخي الكريم(6/499)
بسم الله الرحمن الرحيم مهم جدا خطأ في تلاوة ذائعة الانتشار للقارىء أبي هاجر العراقي
ـ[المباركي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:34 م]ـ
بسم ا الله الرحمن الرحيم
القارىء أبو هاجر العراقي من القراء الذين يتمتعون بصوت خاشع وتلاوة غضة ندية ولذلك كثر عدد مستمعى تلاوته وقد أفرد في هذا المنتدى المبارك بموضوع خاص بتلاوته أعذب التلاوات للأسير أبو هاجر العراقى. وتجد به التلاوة التي بها الخطأ في تلاوته لسورة آل عمران
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90188
كما أن له صفحة في أهم المواقع الإسلامية مثل طريق الإسلام سوة آل عمران بصوت القارىء أبي هاجر العراقي http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=11 عدد الزوار 246190
أو الشبكة الإسلامية و سوة آل عمران بصوت القارىء أبي هاجر العراقي http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=616&rid=1
استماع 39420 تحميل 11627
وعليه فمن الأهمية بمكان التنبيه على هذا الخطأ الذى وقع في تلاوته خاصة أنه ليس خطأ في أحكام التجويد بل في تشكيل الكلمة أي من اللحن الجلي
وإليكم الخطأ وصوابه والمرجو من الإخوة التنبه وتنبيه المواقع التى وضعت هذه التلاوة لعلها تصححه السورة آل عمران الآية 30
الصواب (محضرا) بالفتح منونا الخطأ الذى وقع فيه القارىء نطقه بالضم منونا (محضر) أرجو من الإخوة الكرام الاستماع ومراسلة المواقع التى فيها هذه التلاوة للتصحيح أو حذف التلاوة إن اقتضت الضرورة وتعذر التصحيح
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:04 ص]ـ
كأنه اشتباه في السمع بسبب الإدغام.
وهذا يقع أحيانًا، حيث يسبق لسان القارئ، فيظن السامع أنه أخطأ.
ـ[المباركي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي على اهتمامك ولكني سمعتها مرارا وتكرارا وأسمعتها غيرى وضم الكلمة فيها ظاهر لا يشتبه بالإدغام فلقد ضم آخر الكلمة وأدغمها فيما بعدها وقد استمعت التلاوة من التسجيل عالي الجودة 144 ميجا الموجود في المشاركة التى في هذا الملتقى المبارك وإليك رابط التلاوة عالية الجودة والخطأ بعد الدقيقة التاسعة من التسجيل
http://www.kalamullah.com/Quran/Abu%20Hajar/SurahImran.mp3 والخطأ وارد في حق القارىء جزاه الله خيرا وفي حق من هم أكثر إتقانا منه ولا يقلل هذا من شأنه شيئا لكنه الحرص والغيرة على كتاب الله عز وجل وأرجو من الإخوة المتقنين الاستماع من تسجيل نقى عالي الجودة وإبداء ما يرونه صوابا والله أعلى وأعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:38 ص]ـ
وإياك.
أحسنت - وفقك الله -.
أنا - في الحقيقة - أسمع لهذا القارئ أول مرة.
وإنما قلتُ ما قلتُ لأنه سبق أن حصل معي مثله، فخُطِّئت ولم أكن أخطأت.
وبارك الله فيك على غيرتك وحرصك.(6/500)
كيف نقف على قوله تعالى؟؟؟
ـ[محمد السلفي السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:02 م]ـ
قال تعالى في سورة يوسف
"ليسجنن وليكونا من الصاغرين"
فكيف نقف على قوله " وليكونا " في قراءة حفص
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:49 م]ـ
تقف عليه كما كُتِبَتْ , فتقف على الألف التي بعد النون.
ونحوها كلمة "لنسفعاً" تقف على الألف.(7/1)
جزء عم من صلاة التراويح بصوت المشايخ الخليفي وعلي جابر والسديس!!
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم اليوم ومن مكتبتي الخاصة تسجيلا من صلاة التراويح من ذلك الزمن الجميل من بيت الله الحرام لجزء عم تستمعون فيه للشيخ علي جابر رحمه الله ثم الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله وختام التلاوة للشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله لكن بدون دعاء الختم
http://www.4shared.com/file/17610914...___online.html (http://www.4shared.com/file/17610914/a269b81f/___online.html)
لا تنسوني من دعائكم
ـ[المباركي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم اليوم ومن مكتبتي الخاصة تسجيلا من صلاة التراويح من ذلك الزمن الجميل من بيت الله الحرام لجزء عم تستمعون فيه للشيخ علي جابر رحمه الله ثم الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله وختام التلاوة للشيخ عبدالله الخليفي رحمه الله لكن بدون دعاء الختم
http://www.4shared.com/file/17610914...___online.html (http://www.4shared.com/file/17610914/a269b81f/___online.html)
لا تنسوني من دعائكم
جزاك الله خيرا على هذه الهدية القيمة وحقا لقد أعدتنا إلى الزمن الجميل
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:56 ص]ـ
بوركت اخي الكريم
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:12 م]ـ
أخواي المباركي ونضال بارك الله فيكما وشكرا على المرور(7/2)
هل من تعريف بحواشي تفسير البيضاوي، ومقارنة بين بعضها البعض،
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 07:44 ص]ـ
هل من تعريف بحواشي تفسير البيضاوي، ومقارنة بين بعضها البعض، مع أيها تغني عن الأخرى إلخ ... أو إحالة على من ناقش مثل هذا
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 07:20 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 08:18 م]ـ
للرفع
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:00 م]ـ
للرفع(7/3)
النبر في الهمز
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[11 - 06 - 07, 10:43 م]ـ
النبر في القرآن يكون في ثلاث مواضيع1ـ في الوقف على الحرف المشدد مثل يخرج الحي الامااستثني من حروف القلقلة المشددة.
2ـ الوقف على النون المشددةمثل ولكن ونحوها
3ـ عندما يوجد حرف مد وبعده حرف ساكن مثل الحاقة
وهناك نوع آخرلايلتزم به جل القراءوهو النبرعند الهمز في مثل السماء،ماءعند الوقف عليه واستحبه أيمن سويد.
ـ[أبو يونس العجماوي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 02:41 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيراً
عندي سؤال:
ما هو النبر، رغم أني بحثت عن تعريفه، و لكن لم أجد شيئا.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[21 - 01 - 08, 03:26 م]ـ
قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض ".
وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق،والنبر:إظهار الهمزة مثل: دارأ في داري" والذي نحن بصدده::"
النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت.
yekhlef-ahmed@hotmail.com
ـ[الخزرجي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 06:46 م]ـ
أشكر الشيخ أحمد يخلف على هذه الفائدة ...
وأقول للعجماوي لزيادة التوضيح هنا مبحث النبر في القرآن للشيخ المقرئ محمد مصطفى الوكيل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106263
ـ[أبو يونس العجماوي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أحمد يخلف.
و مشكور جدا أخي الخزرجي.
بارك الله فيكما.(7/4)
القرآن .... والصحوة (للمشاركة)
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي حالك مع القرآن أذكرها صراحة فإن كانت خيرا بعثت فينا الهمة وإن كانت غير ذلك؟
فلعلك تتوب إلى الله وتعلنها توبة نصوحا!
السؤال متى آخر مرة ختمة القرآن؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 06 - 07, 09:10 ص]ـ
أتريد ختمه حفظا أو تلاوتة؟
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[12 - 06 - 07, 11:36 ص]ـ
قبل ثلاثة أيام ولله الحمد والمنة
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:58 م]ـ
كلا الأمران أم عثيمين
وفقك الله أبا معاذ(7/5)
هل من نصيحه؟ احس بضعف شديد عندما شرعت في الختمه الثانيه
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[12 - 06 - 07, 12:45 م]ـ
الاخوه الافاضل السلام عليكم بودي استشارتكم في مسأله وهي أني حفظت بمن الله وكرمه القران الكريم والان انا في مرحلة الاتقان ولكني احس بضعف شديد عندما شرعت في الختمه الثانيه حتى أني أحرجت من الشيخ بسبب كثرة اخطائي فهل من نصيحه من المشائخ الكرام وفقهم الله؟
ـ[عبد البصير]ــــــــ[12 - 06 - 07, 02:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه الطريقة ستضبط بها القرآن كاملا في شهر بإذن الله، ولا بد من الإخلاص وسؤال الله الإعانة.
اضبط في اليوم الأول الجزء الأول من القرآن ثم في اليوم الثاني اقرأ الجزء الأول واضبط الجزء الثاني، وفي اليوم الثالث اقرأ الجزءين الأولين واضبط الثالث، وفي الرابع اقرأ الأجزاء الثلاثة الأول واضبط الرابع، وفي الخامس اقرأ الأجزاء الأربعة كاملةً واضبط الخامس، وفي اليوم السادس اقرأ من الجزء الثاني إلى الخامس واضبط السادس وفي السابع اقرأ من الثالث إلى السادس واضبط السابع وهكذا بحيث تراجع في اليوم أربعة أجزاء وتضبط جزءًا خامسًا، ومن فوائد هذه الطريقة أنك تتدرج في الوصول إلى قراءة خمسة أجزاء في اليوم.
ووفقك الله وأعانك أبا الحسين.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:53 م]ـ
الأخ عبد البصير جزاك الله خيراً طريقة جميلة جداً وقوية ومجربة ولكن الأخ يشكوا من ضعف فأنصحك أخي الكريم أنصحك بالدخول على الموقع التالي وتطبيق الطريقة بحذافيرها فقد طبقتها وحفظت القرآن ولله الحمد والمنة ولابد أن تجد لك الصحبة:
http://www.almaqraa.com/index.html
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 10:44 ص]ـ
الأخوان الكريمان جزاكما الله خيرا على توجيهاتكما القيمه ولا تنسياني من صالح الدعاء.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:48 م]ـ
أخي العزيز أبي الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
والصلاة والسلام على خير البرية محمدا،،
القضية التي تتكلم عنها عانيت منها أنا تماما قبل بضعة أعوام،،،، وهي تتلخص أن القاريء لا يستطيع أن يركز ويستحضر، وكأن حائلا يحول بينه وبين ذلك ...
ثم وجدت بفتح من الله أن السبب يتلخص في أمور:
1 - أن ذلك من الشيطان الرجيم، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فعلا من كل قلبك تلتمس من الرحمن أن يحميك من الشيطان ...
2 - أن ذلك من العين،، حيث يحسدك الكثير من الناس على القرآن وحفظه والإجازة بسند، فقرأ على نفسك بالإخلاص والمعوذات مرارا كثيرة مع التركيز،، واقرأ أيضا الكرسي وخواتيم البقرة ومن الصافات وقل يأأيها الكافرون ... مرارا كثيرة مع التركيز وأن تستعيذ بالله من الشيطان قلبيا ..
وإياك أن تظن أن لا أحد يحسد في هذا المجال، ففيه أشد الحسد، وهذا أبليس أول من حسد وحسد آدم على إكرام الله له. وهذا اليهود حسدو محمدا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والعرب عامة على الرسالة المحمدية .... وهذا كثير.
وإياك أخي ان تذهب لأحد ما ليقرأ عليك على سبيل المعالجة، هذا أمر ليس له أصل أبدا (البحث طويل في المجال) ...
3 - ربما يوجد بعض المعاصى، وليس أحد منا ينجو من ذلك، فعليك بمراجعة نفسك والتوبة والإستغفار ..........
رزقنا الله وإياك بعد إتقان القرآن العمل به هذا هو الأهم، لأن حفظ القرآن من فضائل الأعمال أما العمل به فهو الفاصل الذي به يدخل الإنسان الجنة أو النار ..........
4 - عليك بالدعاء والإنابة إلى الله تبارك وتعالى
أحسن الله اليك وشفاك مما تعاني منه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 05:45 م]ـ
كان الله في عونك
وما أشار إليه الأخ أبو عامر فعلاً مجرب تجربة خاصة لي
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[14 - 06 - 07, 02:08 ص]ـ
اولا أقول إننا نعاني ما تعانون ...
يصف الدواء للناس وهو مريض ...
ولكن بحثت في هذا الموضوع قبل مدة وكان الأنسب لي ما قاله الشيخ الشنقيطي حفظه الله نسأل الله الإعانة
أوصيك بمراجعة القرآن وبتلاوته في قيام الليل، فإن من أفضل ما يكون في مراجعة القرآن قراءته في قيام الليل أكثر من تلاوته، ابتدأ أول يوم ولو لم تكن حافظاً، اجعل لقيام الليل من القرآن جزءاً، حاول بعد صلاة العشاء ألا تتصل بأحد، واجعل ليلك لله، ويكفيك النهار للناس، فكف أحاديث الناس ومجالسهم، فاجعل هذه الساعة بينك وبين الله، فإن قدرت أن تقوم آخر الليل فذلك أجل وأكمل، وإن لم تقدر فاحرص أن تقوم منتصف الليل، فإن لم تستطع فبمجرد أن تصلي العشاء أقفل باب غرفتك وخذ كتاب ربك، وصل واقرأ
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[14 - 06 - 07, 03:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
بعض المشايخ يجلسون مجالسا يظنهم الواحد أنهم لا يحفظون جزء عم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/6)
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 06 - 07, 03:56 م]ـ
وإياك أن تظن أن لا أحد يحسد في هذا المجال، ففيه أشد الحسد، وهذا أبليس أول من حسد وحسد آدم على إكرام الله له. وهذا اليهود حسدو محمدا والعرب عامة على الرسالة المحمدية .... وهذا كثير.
صدقت ايها الاخ الكريم أباعامر،وأقول للأسف بعض الناس لايصدق ذلك، وقد رايت احدى الاخوات الفاضلات وهي تحفظ القران للطالبات، وكانت كلما تقرأ القران تشعر بالنعاس والتثاؤب والضيق حتى تركت هذا المجال، وكنت قد نبهتها على الرقية الشرعية على نفسها ففعلت ولازالت تفعل شفاها الله، وسمعت عن احدى طالبات العلم التي تركت العلم الشرعي بعد ان سحرت، وأخرى تركت إلقاء الدروس الدينية بعد أن أصيبت بالحسد.، واخر حسدوه على دينه فأصبح كلما يحضر الى المسجد صرع وسقط في الارض، فلزم بيته مضطرا،والله المستعان
وعلى المسلم ان يكتم عن الناس طلبه للعلم أو حفظه للقران على قدر المستطاع، اتقاء لشر الحساد:
وإن أردت نجاحا فى كل اونة *****فاكتم أمورك عن حاف ومنتعل
اللهم احفظ المسلمين عامة، والعلماء وطلبة العلم خاصة، من كيد السحرة والعائنين والحاسدين
، اللهم امين
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[14 - 06 - 07, 11:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أرجوا أن لا يرعب الطلبة المبتدئين كلام الإخوة عن الحسد والعين، وما ذكره الأخ أفنان. فالذي يلقي درسا عن علمٍٍ، ويخلص في إلقاء ذلك الدرس أو تلك الموعظة، حيث لا يريد بها الشهرة، ولا أن يقول للناس إنه لدي فن خطابة، أو إني متميز عن أقراني، أو رءاءً والعياذ بالله ... فهذا يحفظه الله ولا يخشى شيئاً.
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أرجوا أن لا يرعب الطلبة المبتدئين كلام الإخوة عن الحسد والعين، وما ذكره الأخ أفنان. فالذي يلقي درسا عن علمٍٍ، ويخلص في إلقاء ذلك الدرس أو تلك الموعظة، حيث لا يريد بها الشهرة، ولا أن يقول للناس إنه لدي فن خطابة، أو إني متميز عن أقراني، أو رءاءً والعياذ بالله ... فهذا يحفظه الله ولا يخشى شيئاً.
أخي الكريم أنا لاأرعب أحدا، إنما الحذر مطلوب، والحسد ذكره الله في كتابه الكريم، والواقع يشهد بذلك، وكل منا يعلم انه لايصيبه شىء إلا بامر الله (وان اجتمعوا على أن يضروك بشىء لم يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك)، وحين يبتلي الله العبد لايعني انه مراء أو غير مخلص، بل قد يكون قوي الإيمان ويبتلى والدليل قوله صلى الله عليه وسلم (يبتلى المرء على قدر دينه فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل).
أختكم أفنان
ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[14 - 06 - 07, 11:59 م]ـ
وإن أردت نجاحا فى كل اونة *****فاكتم أمورك عن حاف ومنتعل
جميل جدا:)
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:05 ص]ـ
عليك أخي بكثرة الإستغفار فهو من أنفع الأدوية لجميع الأمراض
وعليك بالمجاهدة فالشيطان لن يترك الطريق لأهل الخير سالكه بل يحرص على وضع العقبات فلا تستسلم قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} فهذا دليل على أن الطريق يحتاج الى جهاد حتى يهدينا الله ويكون عونن لنا في طريقنا.
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[16 - 06 - 07, 12:24 م]ـ
الاخوه الأكارم وفقكم الله لكل مايحب ويرضى وأسأله سبحانه أن يجعل ما قلتم رفعة في درجاتكم.ولازلت بانتظار المزيد من التوجيهات.
ـ[المقداد بن سليمان]ــــــــ[17 - 06 - 07, 04:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل العظيم رب العرش الكريم أن يثبت القرآن فى صدرك وأن يجعلك من الحافظين لحروفه والقائمين بحدوده.وأنصحك عدة نصائح.1 عليك بالماحفظة على وقتك بشدة, أغتنم أوقات المراجعة الثمينة مثل السحر وبعد الفجر, أنصحك بكتاب كيف تحفظ القرآن الكريم للدكتور يحييى الغوثانى،عليك بمنتدى البحوث والدرسات القرآنية http://www.yah27.com/vb/index.php(7/7)
أريد سورة ق للشيخ صلاح البدير .. ،
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ،
بورك فيكم جميعا ..
أريد سورة ق للشيخ صلاح بن محمد البدير إمام و خطيب الحرم المدني في رمضان قبل الماضي .. ، 1426هـ في الحرم المكي .. ،
و جزاكم الله خيرا .. ،
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[13 - 06 - 07, 02:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبشري .. تجدينها على هذا الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=113387
ولا تنسينا من صالح دعائك
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 03:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أبشري .. تجدينها على هذا الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=113387
ولا تنسينا من صالح دعائك
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
وفقكِِِِ الباري لما يحبه ويرضاه .. ،
و لكن الرابط لا يعمل و المشكله من الموقع نفسه .. ،
ووبوركتِِِِ خيرا .. ،
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:09 م]ـ
من هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=66
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:24 ص]ـ
[ quote= مجاهد الشهري;615663] من هنا:
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=66[/quote (http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=66[/quote)]
جزيت خيرا ووفقك الله يا فاضل .. ،
و حفظ الله لنا القارئ أبا محمد .. ،
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[16 - 06 - 07, 03:49 م]ـ
وإياكم(7/8)
فن القراءة والإقراء
ـ[عمر فولي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 01:55 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام بالنسبة لأزمنة الحروف ومسألة تساوي الحروف وأشباهها كل هذه المسائل تدرس ولا تطبق بحذافيرها.
وما قاله ابن الجزري: واللفظ في نظيره كمثله " فيه تفصيل
لأن الحرف له عدة أوضاع تارة يكون ساكنا والزمن في سكون الوقف بخلاف الزمن في سكون الوصل، وأيضا الصفات تختلف بحسب وضع الحرف بمعني أن الحرف في حال سكونه يختلف زمنه عن حال حركته، بل الحركات أيضا تختلف درجتها بحسب حال حركة ما قبله. ولعل الكلام يكون في ظاهره غريبا ولكن سوف نحاول التقريب ............
والقراءة للحروف أنواع:
منهم من يقرأ حروفا مهملة لا تكاد تستطيع تمييزها وهذا النوع يستخدمه القراء في ورد المراجعة.
ومنهم من يقرأ بما يعلّم به، أي ما ينطقه للطلبة في حال الإقراء يقرأ به، وهؤلاء لم يعرفوا الفرق بين القراءة والإقراء، ففي حالة الإقراء يكون المعلم متكلفا قليلا حتي يستطيع الطالب إدراك ما هية الحرف جيدا ولذا قال الجعبري في عقود الجمان:
"سألوه قال أزيد كيما يأتي التـ ... تلميذ بالمعني المراد فعان
وكذاك فسره لنا ابن مجاهد ... فالطعن فيهم ليس فيه شفاني
وأباح في التعليم إفراطا لنا ... في كل ما نضطره هذان.
وهو يقصد بـ " سألوه " الإمام حمزة عندما اعترض عليه بعض الأفاضل من طول مده. وهو واضح الإفراط في مقام التعليم، أما أن يقرأ بما يعلم به الطالب من هذا الإفراط لم يقل به أحد من مشايخنا ـ رحمهم الله ـ
ومنهم من يقرأ قراءة ملائمة لطبيعته دون كلفة وصارت له سجية ولا ينظر لحرف مفخم أو مرقق فقد ضبط فمه علي ميزان معين لا يخل به إلا بعض الهفوات التي لا يسلم منها أحد.
ولذا قال الجعبري:
..................................... ... وتيقظن عند الأداء وعان
وادمن ليبقي حسن لفظك دربة ... وطبيعة وتفوز بالإتقان.
وأضرب لكم أمثلة تقريبية:
الضاد الساكنة .. أضع لكم أمثلة للضاد الساكنة كل واحدة تختلف عن الأخري في الزمن ـ تبعا لإخواننا المتمسكين بالأزمنة ـ
لو وقفت علي " الأرض " بالتأكيد سيزداد زمن الضاد لأن سكون الوقف يخالف سكون الوصل، ولذا أجازوا في اللين ـ خوف ـ الوقف بحركتين ولم يجيزوا ذلك في سكون الوصل.
ولذا ألمح ابن جني في الخصائص أن صفات الراء في الوصل أقل منه في الوقف.
ولو قرأت: " واغضض من صوتك " تجد الضاد أقل من ضاد "الأرض "
ولو قرأت: " فمن اضطر " ستجد نفسك تبالغ قليلا في نطق الضاد بخلاف السابقتين
ولو قرأت: " يغضضن" تجد نفسك تسرع قليلا في الضاد الساكنة من ضادي (واغضض ـ اضطر)
وهذه الدقائق يصعب أن تجدها في الكتب وهي لا تؤخذ إلا بالمشافهة من القراء المهرة، بل والقراء الكبار يحيلون في كتبهم إلي المشافهة بعدما يقربوا بعض النطق، وتجد الطالب يحاول أن يضبط كل حرف في كل موضع بنفس درجة الحرف السابق بالضبط فيلقي من المشقة ما يلقي ويفوت علي نفسه فرصا عظيمة.
قد نبهنا شيوخنا أن خروج الحرف يختلف بحسب ما قبله وما بعده ـ أما بحسب الحركة فهذا ظاهر عند الجميع وذاك يسمي " مراتب التفخيم ووو ... "
ولو وجدت نفسك تقرأ العين من كلمة " معك " تجد سهولة وانسيابية في النطق، بينما لو قرأت العين من " معه " تجد قليلا من المبالغة. لأن العين في ـ معك ـ بعده مفتوح لذلك امدد الحرف في سهولة، وأما " معه " بعده ضم فانتقل الحرف من وضع لوضع فتجد جزءا من المبالغة في " معه ".
ثم انظر إلي العين مع العين عند الانفصال في نحو: " تقع علي الأرض " تجد المبالغةفي عين " تقع " أكبر من سابقيه وكل ذلك ملموس وواضح. أما " ينزعُ عنهما " أخف نطقا من المفتوحتين.
إذن وضع الحرف له تأثير في النطق، أما محاولة وضع مقدار واحد للحرف ـ دون النظر للمعطيات الأخري ـ فهذا هو التكلف بعينه. وهذا ما يشيرون إليه القدامي في بعض كتبهم من المبالغو مثلا للميم عند الواو والفاء وتمييز هذه الميم مع الحرفان عن غيرهما.
وهكذا يظهر لك الفرق أخي الكريم من يأخذ من الكتب، وممن يأخذ من الشيوخ المهرة.
ولست أذكر هل سمعت هذه المقالة أم قرأتها بالنسبة لحروف المد: أنه لا يوجد من يجعل مقدار مدوده مقدارا واحدا بالضبط مهما كانت براعته ـ لو قيس زمن مدود أي قارئ بالأجهزة الحديثة ستجد تفاوتا في المدود ولو كان ضئيلا ـ لأن طول الآية وقصرها لها تأثير في المدود والغنن، ولكن الماهر الذي لا يجعل المستمع يشعر بهذا الفرق الضئيل.
وننتظر تعليق إخواننا علي هذه النقاط.
والسلام عليكم
ـ[النويري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:03 م]ـ
أحسن الله إليك أخى وحبيبى عمر فولى فلى عندك طلب ادعوا الله أن يرحمنى
ـ[النويري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:16 م]ـ
أ
واقول لك نريد المزيد
فمن أراد أن يكون عالما فليطلب فناً واحداً====ومن أراد أن يكون أديباً فايتسع لكثير من العلوم والفنون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/9)
ـ[عبدالله الصيفي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:00 ص]ـ
بحث جميل وواقعي بارك الله فيك
ـ[عمر فولي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 01:35 ص]ـ
بحث جميل وواقعي بارك الله فيك
وبارك فيكم شيخنا الفاضل وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد عبد المعبود]ــــــــ[03 - 04 - 09, 04:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما ألاحظه أنا أن مدة الغنة والمد الطبيعي يذكرون أنها حركتين مع أن الملاحظ لي أن الغنن تأخذ وقت أكبر من المدود
فمثلاً لو قلن في الآية إنَّ الله مع اللذين اتقو نجدأن إن تأخذ زمن أكبر من الله
هذا ما ألاحظه مع أنه فيالكتب يقولون حركتين
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 08:00 م]ـ
............................................ خطأ ...........................
يُرجى الحذف مع الشكر.
ـ[ابو معاذ الورزازي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:14 ص]ـ
ماشاء الله جزاكم الله خيرا شيخنا عمر على هذه الدرر.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:05 ص]ـ
ماشاء الله جزاكم الله خيرا شيخنا عمر على هذه الدرر.
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا أخي الحبيب وبارك فيكم ونفع بكم
............................................ خطأ ...........................
يُرجى الحذف مع الشكر.
الأخ الكريم هل أوضحت لنا سبب الخطأ؟؟؟ أم كلام وفقط مثل صاحبنا بتاع أمريكا ..... ؟؟؟؟
أخي الكريم كلامي هذا لا يفهمه سوي المقرئين البارعين العارفين بأحكام التجويد من المشايخ لا من الكتب.
والسلام عليكم
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[20 - 11 - 10, 10:24 م]ـ
............................................ خطأ ...........................
يُرجى الحذف مع الشكر.
لم تبين شيخنا إلي الآن أين الخطأ؟(7/10)
استفسار عن:رسالة في أصول التفسير للسيوطي ..
ـ[أم معاذ]ــــــــ[14 - 06 - 07, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
اخوتي الأفاضل/
من يدلني على رسالة مختصرة في أصول التفسير للسيوطي
لاأريد شرح الشيخ الخضير حفظه الله عليها ولكن أريد المتن للسيوطي
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[19 - 06 - 07, 07:17 م]ـ
أختي الفاضلة ..
أصل هذه الرسالة من كتاب النقاية ..
وقد طبعت مفردة ..
وممن طبعها مفردة دار طويق ..
تحياتي ...
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:43 م]ـ
هل كتاب النقاية مطبوع
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 03:16 ص]ـ
هل توجد الرسالة على الشبكة؟(7/11)
سؤال محير في جمع القرآن لجمال أبي حسان
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[15 - 06 - 07, 09:26 م]ـ
سؤال محير في جمع القرآن
ورد في تاريخ جمع القران روايتان عن زيد جامع المصحف انه فقد ايتين من كتاب الله تعالى احداهما من سورة براءة والاخرى من سورة الاحزاب وقد قال النقلة والرواة والمخرجون والكاتبون ان احدى المرتين كانت في زمن الجمع الاول اعني في زمن ابي بكر وعمر والثانية كانت في زمن عثمان
وانا لا انازع في الاولى ولكن كيف يمكن قبول نص الامر على حدوثه في زمن الجمع الثاني مع ان الجمع الثاني عبارة عن نسخ المصحف الذي كان في زمن ابي بكر وعمر الى عدة نسخ يعني انهم كانوا ياخذون من صحف مكتوبة فكيف يمكن وقوع مثل هذا الفقدان؟
هناك تخريج للشيخ بشار عواد يقول ان هذا يدل على ان المصحف الذي كان عند حفصة لم يكن كاملا وانا لا اسلم بهذا لعدم وجود الدليل الصريح عليه فيما اعلم وثانيا لو صح هذا التخريج فانه مشكل والاشكال قائم في السؤال لماذا جمع بعضه وترك البعض الاخر
انا اريد السادة (الملتقون) ان يدلوا بدلائهم في الموضوع وساعود اليه بحول الله تعالى عقب الرجوع سالما من العمرة فادعوا لنا ايها السادة الكرام
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:18 ص]ـ
أولا: هل صحت الرواية الثانية؟
ثانبا: لو سلمنا جدلا بأن الجمع الأول فيه نقص، فما مقدار هذا النقص؟!
لأن المبتدعة_خصوصا الروافض_يزعمون أن هناك آيات تؤيد مذهبهم قد حذفت (نسأل الله السلامة).
----------------------------------------------------
((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:57 ص]ـ
مثل هذا الكلام لايحتاج إلى قراءته، ولا يستحق الرد.(7/12)
من هو هذا الطفل صاحب هذه التلاوة؟
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[15 - 06 - 07, 10:03 م]ـ
السلام عليكم ...
من هو هذا الطفل صاحب هذه التلاوة؟ وهل له تسجيلات أخرى؟ وكم عمره؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[15 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لعلَّك تقصدُ: من الطفلة؟
فالصوتُ يظهر أنَّه لطفلة، وزليس لطفلٍ. والله أعلم.
ولكن؛ من أين لك - أخي الكريم - بهذا التسجيل الرائع؟
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[15 - 06 - 07, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ...
جزاك الله خيرا. لكن الذي يظهر أنه طفل وعند صديق لي مقطع من سورة النمل أظنه لنفس هذا الطفل.
وحصلت عليه عندما كنت أفتح موقع طق طق لتحميل ملف ما فتخرج لي هذه التلاوة كمقدمة.
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[17 - 06 - 07, 01:48 ص]ـ
اللهم بارك اللهم بارك اللهم بارك
زيدونا من هذا زادكم الله برا وقربا منه
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:35 م]ـ
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع
زيدونا من هذا زادكم الله برا وقربا منه
الصوتُ يظهر أنَّه لطفلة اكييييييييييييييد ان شاء الله
شبه صوت هالة الصباغ او ميس شلش ....... (شك الراوي) .......... (ابتسامة)(7/13)
من نوادر التلاوات. (أضف ما عندك).
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه بعض التلاوات وجدتها أثناء التصفُّح، فوجدتُ بعضها مُميَّزًا مع خُلُوِّ المواقع القرآنية عن تلك التلاوات - في حد علمي -، وأنا أنقل الروابط المباشرة:
1 - أحمد العجمي.
القمر:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/3ajamy_qamar.ram
الحديد:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/3ajamy_7deed.rm
المؤمنون:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/3ajamy_mo2mnoon.ram
الإنسان:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/3ajamy_ensan.ram
الأنبياء:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/3ajamy_anbya2.mp3
2- أحمد المعيصب.
سورة ق.
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/m3e9b_qaf.ra
3- الشبل أحمد سعود (صوته رائع).
الأحزاب:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3ood__a7zaab.ra
الطور:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3ood__6oor.mp3
المزمل:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3ood__mozamil.ra
4- أحمد سعيد.
سورة هود:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3eed_hood.rm
إبراهيم:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3eed_ebrahim.rm
الأنبياء:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3eed_anbya2.rm
المؤمنون:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3eed_mo2mnoon.rm
المرسلات:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/a7mad_s3eed_mrslat.rm
يتبع ...
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:04 ص]ـ
5 - باسم السعدي:
الأنعام:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/basim_an3aam.mp3
العنكبوت:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/basim_3nkboot.mp3
6- حمد الدغيري.
ما تيسَّر من سورة غافر:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/7amad_dghreery.ram
7- خالد السعد.
الفاتحة وما تيسَّر من سورة طه:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/5alid_alsa3d_6aha.ra
السجدة:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/5alid_alsa3d_sajda.ra
8- خالد الشليمي.
ما تيسَّر من سورة مريم، وسورة محمد:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/shlaimy.ra
9- سعد التوم السبيعي.
ما تيسَّر من سورة مريم:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/sa3d_toom_sbai3y_maryam.rm
ما تيسَّر من سورة الأحزاب:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/sa3d_toom_sbai3y_a7zaab.rm
القمر:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/sa3d_toom_sbai3y_qamar.ra
ما تيسَّر من سورة الحديد:
http://df45.dot5hosting.com/~gateuaec/tlawat/2006/download/sa3d_toom_sbai3y_7deed.ram
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[16 - 06 - 07, 11:09 ص]ـ
وهذه تلاوة لقارئ صغير (لا أعرف اسمه) لما تيسَّر من سورة يس، ولكن صوته جميلٌ جدًّا، وهي فيديو!
http://www.islam2all.com/upload/video/quraan/coll/tefl.wmv
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[16 - 06 - 07, 03:34 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
هل يوجد عندك تلاوات للقاريء إبراهيم الدرسي؟
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[16 - 06 - 07, 03:50 م]ـ
هذه تلاوة لسورة محمد والحجرات وق برواية قالون للقاريء إبراهيم الدرسي ولا يوجد عندي غيرها
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[16 - 06 - 07, 04:05 م]ـ
وهذه تلاوة رائعة جدا لسورتي النجم والقمرقمت بتسجيلها منذ فترة طويلة للقاريء مشاري راشد وهي غير موجودة على الشبكة
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[16 - 06 - 07, 06:29 م]ـ
الله يجزيكم خير على هذا القراءات
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:07 ص]ـ
وهذه تلاوة لسورتي الإسراء والزمر للقاريء يحيى حوى
http://www.archive.org/download/quraan_347/alzomar.rm
http://www.archive.org/download/quraan_347/alesraa.rm
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أخي الكريم / أبا عبد الغفور.
ولكن ... ليس عندي تلاوات للقارئ إبراهيم الدرسي، ولقد وجدتُ له بعض التلاوات على الشبكة، ولكنَّها على موقع مؤقَّت، لا يحتفظ بالملفات أكثر من شهر.
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/14)
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:39 م]ـ
هذه تلاوة - ما شاء الله - على رواية قالون بصوت الشيخ إبراهيم الدرسي الليبي - حفظه الله -
الحجر والنحل 1 – ابراهيم الدرسي الليبي – قالون – رياض القرءان
http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5778-0.html (http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5778-0.html)
الحجر والنحل2
http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5777-0.html (http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5777-0.html)
الاسراء والكهف2
http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5775-0.html (http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5775-0.html)
مريم وطه1
http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5774-0.html (http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5774-0.html)
مريم وطه2
http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5773-0.html (http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5773-0.html)
الاسراء والكهف 1
http://www.4shared.com/file/17275507/86e6604/__online.html (http://www.4shared.com/file/17275507/86e6604/__online.html)
الاسراء والكهف 2
http://www.4shared.com/file/17275740/f1e2e2cd/002___.html (http://www.4shared.com/file/17275740/f1e2e2cd/002___.html)
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:10 م]ـ
هذا رابط تلاوة على رواية قالون بصوت الشيخ إبراهيم الدرسي - حفظه الله - أنسيت أن أضعه مع سابقتها , أدعو لي وللشيخ وللمسلمين بالخير
الإسراء والكهف 1
http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5776-0.html (http://www.ryadh-quran.com/playmaq-5776-0.html)
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:21 ص]ـ
بارك الله فيكم أحبابنا في الله
سمعت قارئاً أظنّه من السعوديّة
اسمع (خلدون الديب)
صوته من أروع وأخشع من سمعت
فهل يتحفنا أحد ببعض تسجيلاته
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 04:15 م]ـ
هذه تلاوة من تسجيل خاص للشيخ ناصر القطامي من سورة ابراهيم:
http://www.mediafire.com/?ux4mfyjda0n(7/15)
سؤال عن كيفية الوقف والابتداء ببعض الكلمات القرآنية
ـ[عبد الباسط الغدامسى]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وبعد
1 _ هل يجوز الوقف على الواو التى تسبق همز ة الوصل نحو (والله , والسماء ,والفجر) وكذلك هل يجوزالابتداء بهذه الكلمات دون الواو
2 _ هل يجوز الوقف على (الواو) أو على (ثم) أو الابتداء بما بعدهاعند من أسكن الحروف التى تليها وذلك نحو (وهو , ثم هو , ثم ليقضوا , وليوفوا)
أفيدونا أفادكم الله فلقد بحت فيما توفر عندى من كتب ولم أجد جوابا شافيا
أرجو ذكر المصدر عند الإجابة
وجزاكم الله عنى خيرا(7/16)
دراسة بيانية لمثل الرجلين في سورة الكهف.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:37 ص]ـ
دراسة بيانية لمثل الرجلين في سورة الكهف.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً {34} وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً {35} وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً {36} قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً {37} لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً {38} وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً {39} فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً {40} أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً {41} وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً {42} وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً {43}
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن خير ما نذرت له الأعمار، وجالت فيه الأبصار، ورنت إليه الأنظار والأفكار، هذا الكتاب الحكيم ...
وقد ارتأينا فتح هذه الصحيفة-بعون الله-لتدبره، واخترنا أن نتأمل في مثل مضروب للناس، راجين الكشف فيه عن بعض أسرار القول،وإن هي إلا بضع لمسات تعد قراءها،لا بانفجار، ولكن بانبجاس. طامعين أن نجلي بها وجها إعجازيا في البيان، وننفث في رماد البلاغة فلربما لمع قبس وثار، وأزهر عود في خريف العجمة، وأومض برق يوقظ فينا الحنين إلى زمن الفصاحة ....
هذا، وسنفصل المثل إلى درره، ولنا في كل حلقة تأمل في درة،وأنى لأبصارنا الكليلة أن تحيط بكل هذا النور الساطع! أو لبصائرنا أن تحسب قطرذلك الغيث الهامع!
1 -
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً ....
لا يكاد القرآن الكريم يوقع على "المثل" والأمثال إلا فعلا مشتقا من مادة" ضرب ".
ابتداء من آية البقرة: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا .. } البقرة26
وانتهاء بآية التحريم {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ} التحريم11
ولم يتأخر "الضرب" إلا في موضعين .... حيث جاء مكانه" الصرف":
- الموضع الاول في سورة الإسراء:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً} الإسراء89
-والموضع الثاني في سورة الكهف:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} الكهف54
مع ملاحظة أن فعل" الضرب" جاء أيضا مرتين في تركيبين متماثلين:
الموضع الأول في سورة الروم:
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ.} الروم58
والثاني في سورة الزمر:
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} الزمر27
ما السر في هذا التلازم بين مادة فعل" الضرب" ومادة مفعول "المثل"؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/17)
لو تأملنا الدلالات المعجمية الذاتية والإيحائية لفعل ضرب لوجدنا هذا الفعل هو الأنسب لكي يوقع على المثل.فثمة تشاكل بديع بين معاني الضرب ووظيفة المثل ... وسنقتصر هنا على بيان ثلاث دلالات:
أ- قال ابن عاشور في تحريره:"أصل الضّرب هو إيقاع جسم على جسم وقرعه به، فالسير ضرب في الأرض بالأرجل ... "
فالضرب والقرع يقترنان بالشدة مع حدوث صوت منبه بسبب احتكاك الجسمين ... وهذا يناسب تماما إحدى وظائف المثل وهي تنبيه الناس وإثارة أذهانهم .. كما في قوله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ... } الحج73
فتشاكل في الآية الكريمة فعل الضرب مع حاسة السماع والدعوة إلى الانتباه ...
وهذا سبب -والله أعلم- من أسباب ورود النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى ... فالله ليس غافلا فينبه ....
{فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل74
وضرب الأمثال لله هو من ديدن الكفار والمشركين،:
{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} يس78
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ} الزخرف17
ب-مادة"ضرب"قد تأتي بمعنى "مثل" فيتحول التشاكل إلى ترادف ..
قال في اللسان:
-"الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ وجمعه ضُرُوبٌ وهو الضَّريبُ وجمعه ضُرَباء ..
-وقوله عز وجل كذلك يَضْرِبُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ أَي يُمَثِّلُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ حيث ضَرَبَ مثلاً للحق والباطل والكافر والمؤمن في هذه الآية.
-ومعنى قوله عز وجل واضْرِبْ لهم مثلاً أَي اذْكُرْ لهم و مَثِّلْ لهم.
-يقال عندي من هذا الضَّرْبِ شيءٌ كثير أَي من هذا المِثالِ
- وهذه الأَشياءُ على ضَرْبٍ واحدٍ أَي على مِثالٍ
- قال ابن عرفة ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشيء بغيرِه.
- فمعنى اضْرِبْ لهم مَثَلاً مَثِّلْ لهم مَثَلاً."
قال ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا .. } البقرة26
"وجوز بعض أئمة اللغة أن يكون فعل ضرب مشتقاً من الضرب بمعنى المماثل فانتصاب {مثلاً} على المفعولية المطلقة للتوكيد لأن مثلاً مرادف مصدر فعله على هذا التقدير، والمعنى لا يستحي أن يشبِّه بشيء ما "
على هذا المعنى يكون فعل "ضرب" يوحي بإحدى وظائف المثل وهو الاعتبار والانتقال من النظير إلى النظير ... فالناس أضراب ما يقع لبعضهم قد يقع لغيرهم إذا اتحدت الاسباب وتماثلت العلل.
ج-من معاني الضرب الصياغة ...
ف"ضرب المثل" يوحي في الذهن بمعنى" ضرب السكة" ... قال الأزهري في تاج العروس:
"ثم إِنه اخْتُلِفَ في أَنَّ ضَرْبَ المَثَل مَأْخَوذٌ مِمَّاذَا؟ فقِيل: من ضَرْبِ الدِّرْهَم صَوْغُه لإِيقَاعِ المَطَارِق سُمِّيَ به لتَأْثِيرِه في النُّفُوسِ ... "
على هذا القول سنلحظ توافقات عجيبة بين السكة المضروبة والمثل المضروب ... توافقات على صعيد الشكل والمضمون معا:
-شكليا العملة منقوشة لا تتغير صياغتها وكذلك المثل المضروب لا يتغير تركيبه فهو عبارة مصكوكة ومسكوكة ... فمثل" الصيف ضيعت اللبن" يحتفظ بخطاب الأنثى دائما سواء قيل لامرأة أو لرجل لفرد أو لجماعة.
-دلاليا:العملة النقدية الواحدة تتداولها الأيدي وتستعمل لمرات كثيرة دون أن تفقد شيئا من قيمتها .. وتبقى دائما صالحة للصرف والشراء. وكذلك المثل تتداوله الألسنة والأقلام في ظروف مختلفة دون أن يفقد شيئا من مخزونه المعنوي.
لعل في هذا الطابع التكراري ما يكشف عن سر استعمال فعل "صرف"في الحالتين الوحيدتين حيث وقع العدول عن "الضرب"،أعنى في آية الإسراء وآية الكهف.
والله أعلم.
2 -
رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ....
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[18 - 06 - 07, 07:53 م]ـ
2 -
رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ....
من الرجلان؟
من الذي امتلك الجنتين منهما؟
القرآن أبهم ... وفي هذا الإبهام سر بياني بديع!
لقد رجح جمهور المفسرين الأصل الواقعي للقصة بدل الطابع الافتراضي للمثل. وفي ذلك يقول الألوسي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/18)
"والمراد بالرجلين إما رجلان مقدران على ما قيل، وضرب المثل لا يقتضي وجودهما، وإما رجلان موجودان وهو المعول عليه."
وتناقل المفسرون روايات مختلفة–إن لم نقل مختلقة-جعلت للرجلين اسما ونسبا وحرفةوعقيدة وخلقا ....
وهذه التعيينات –بقطع النظر عن الصحة والبطلان- ضررها أكثر من نفعها فحسبها أنها تتجه إلى غير وجهة القرآن:
القرآن يريد الإبهام ... ولن يكون التعيين إلا عرقلة للذهن في سبيل ادراك مقصد القرآن من المثل ...
المقصد هو الابتلاء ... والابتلاء له بعد مستقبلي .... بخلاف الثواب والعقاب والاستدراج التي تتموضع على البعد الماضوي.
فلو عيننا الرجلين مؤمنا وكافرا مثلا، فإنّ جعْلَ الجنتين للمؤمن وحده سيجعل النفس ترى في ذلك ثوابا ما ... وإن جعلتا للكافر رأت النفس فيه استدراجا ما ... وهكذا فكل تعيين لماضي الرجلين سيلقي بظله على الحدث الحاسم في المثل.
الرجلان في القرآن ليس لهما ماض ... والتأكيد كل التأكيد على مستقبلها: ها نحن هنا في قلب خطاب الابتلاء.
تبدأ القصة بالتجانس والتشابه ... وتنتهي بالتباعد بعد المشرقين عن المغربين ...
-"رجلين" صيغة المثنى المنكر توحد الشخصين وتجانسهما فلا اختلاف ولا تميز.
-" جعلنا لأحدهما" تعبير يؤكد مقصدية التجنيس ... فلم تجعل الجنتين لأفقرهما أو أصغرهما أو أتقاهما ... بل لأحدهما .. و"أحدهما" صادقة على أي منهما.
فكأن البيان القرآني بأسلوب الإبهام يضع أمام الفكر أحداثية المنطلق والمنتهى ليقدر بدقة اختلاف الأقدار والمصائر ...
لم يكن في البدء إلا رجلان ... أما النهاية فسنعلمها بعد حين.
رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ...
هذه الجملة مبنية على التوتر ... ومن ثم كانت عمود المثل ومؤسسة للحدث والموقف: فكل التفاصيل وكل النتائج تمت بصلة إليها:
"رجلين" /"جنتين" .... تعادل وتشاكل.
"جعلنا لأحدهما"كسر للتعادل وتدشين للتوتر في صورة" الابتلاء":
الحدث واحد لكن الابتلاء مثلث:
-ابتلاء لصاحب الجنتين: أشكر أم بطر.
-ابتلاء للثاني: أصبر أم كفر.
-ابتلاء للقاريء/ الشاهد للقصة: أتسليم أم لجاجة .. فهنا مدخل موطأ لوسوسة إبليس:لماذا كان التوزيع على ذلك النحو ... رجل له جنتان اثنتان ورجل ليس له شيء ... ألم يكن أولى لو ...... -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم-
لكنه سلطان الربوبية:
انظر كيف عبر بضمير الجمع الدال على التعظيم:"جعلنا"!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:21 م]ـ
جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32}
لعل المقصد الرئيس من الذكر المسهب للجنتين وصفا واحتواء هو إظهار التنويع والشمول ..
ويتفرع عن أصل هذا المقصد ثلاث مقاصد فرعية أرتبها بحسب تزايد الأهمية:
1 - المقصد الجمالي.
2 - المقصد النفسي.
3 - المقصد الخلقي.
...
أولا: المقصد الجمالي:
البيان القرآني يظهر الجنتين لوحة جميلة في غاية التناسق: وجاء الوصف دقيقا-مع إيجاز-حتى أن المستمع لا يكاد يجد صعوبة في استحضار صورة الجنتين في ذهنه .. بل يمكن للمرء أن يأخذ القرطاس والقلم ويخطط صورة تقريبية للجنتين اثناء القراءة ... حتى إذا فرغ من القراءة وجد نفسه فرغ من الخطاطة ...
أعناب ونخل وزرع ...
شمولية لما ينبت من الأرض، وتنوع للثمار، وزينة في المشهد:
ذكر من الشجر نوعين .. ولما كان الشجر يراد لنفسه-الاستظلال والاسترواح- أو لثمره –استهلاك واستثمار-فقد نوع في التسمية لتحقيق الشمولية من هذه الجهة:
فذكر النوع الأول بالتنصيص على ثمره:الأعناب.
وذكر النوع الثاني بالتنصيص على شجره: نخل.
هذا التكامل مع التقابل يظهر مرة أخرى في شكل الامتداد في النوعين:
-فالنخل له امتداد عمودي فهو يتجه نحو الأعلى.
-والعنب له امتداد أفقي فهو ينتشر على الأرض.
فحصلت متعة العين في حركتيها معا.
-يمكن أن نلاحظ أن عنقود العنب يجنى غالبا من أسفل ... وطلع النخل يسقط من أعلى .. فكأن الرجل -صاحب الجنتين- يأتيه رزقه رغدا من السماء والأرض معا!! -
ثم يأتي الزرع –أو المساحة المزروعة-لتقسم اللوحة إلى قسمين متناظرين:
جنة على اليمين وجنة على الشمال.
ثم يأتي النهر ليحدث تقسيما عكسيا فيكون في الجنتين قسم شمالي وقسم جنوبي ..
(الشمال والجنوب في تقسيم النهر ليس ضربة لازب فقد تتخيل النهر يقسم من البعد الأخر)
واختراق النهر للجنتين معا ظاهر في البيان القرآني عند قوله عز وجل: ?وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33} وهكذا تكتمل اللوحة أمام العين المتأملة:
أعناب محفوفة بالنخل في مثل دائرتين ... زرع في مساحة فاصلة بين الدائرتين ... ثم نهر يخترق العنب والنخل والزرع ...
لكن لماذا كانت الجنتان على هذا النحو؟
أليس في جغرافيتهما ما يوحي بإمكان التقسيم العادل:
ماذا لو جعل الزرع محورا ممكنا في التقسيم؟ لي يمينه ولصاحبي شماله.
ماذا لو جعل النهر محورا ممكنا للتقسيم؟ لي شمال النهر ولصاحبي جنوبه.
لا ننس أن القصة كلها للابتلاء ... وبدايتها رجلان جعل الله لأحدهما جنتين ليرى -عز وجل- كيف يصنع.
فالبعد الجمالي يستبطن بعدا أخلاقيا.
والله أعلم.
ثانيا: المقصد النفسي ......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/19)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:17 ص]ـ
ثانيا: المقصد النفسي:
للجنتين انعكاسات جمالية في بصر صاحبها .. كما لهما إيحاءات نفسية بالغة الأهمية ...
هذه الإيحاءات تنصب في بؤرة واحدة هي: استشعار الأمن والإحساس بالطمأنينة.
1 - حففناهما بنخل:
يبدو أن الثروة الأساس هي العنب: قال عز وجل:"جنتين من أعناب"أما النخل فقد أنيطت به وظيفة أخرى هي الحماية –مع كونه من ضمن الثمرات- فالنخل يحف الجنتين بحيث يتم عزلهما عن الخارج .. واضح أن قامات النخل الباسقات ملائمة لهذا الشأن ... ويستتبع هذا العزل تمحض الملكية ... والإحساس بالتملك.
بدون إحاطة النخيل لا يحصل ذلك الإحساس ... لك مثلا أن تقارن بين إحساس صاحب شقة في عمارة وصاحب فيلا مسورة .. فتمحض الملكية عند الثاني أقوى بكثير من تمحضها عند الأول ... نحن هنا لا نتحدث عن الملكية من وجهة نظر قانونية قائمة على الرسوم والصكوك .. ولكن من منظور الشعور والإحساس.
ثم انظر كيف قال عز وجل بعد ذلك:
"ودخل جنته وهو ظالم لنفسه."
فعل "دخل" يفترض الانتقال من فضاء مفتوح إلى فضاء مغلق ..
من فضاء عمومي شائع إلى فضاء خصوصي محفوف بالشجر الباسق حيث الإحساس بالحميمية والعزلة عن الآخرين ... وقد جاء دخوله-فعلا- لجنته عقب محاورة صاحبه قطعا لها، وانفصالا عن صاحبه القديم.
2 - أعناب ونخل.
لتحقيق مقصد الشمول اختار البيان القرآني المعجز النوعين من الشجر لما في ثمرهما من أحوال وعطاءات:
-حالة التفكه: العنب فاكهة والتمر كذلك –البسر والرطب-
-حالة التقوت: العنب يخزن زبيبا، وكذلك التمر.
-حالة التوسع: العنب يعصر ...
وخلف هذا التنوع نجد مرة أخرى الإحساس بالأمن:
فلما كان التمر والعنب يقبلان التخزين ... تجاوزت مدة الاستفادة زمن جني العنب والتمر لتشمل السنة كلها- بل السنوات-وهذا أدعى لاستشعار الأمن الغذائي.
3 - وفجرنا خلالهما نهرا.
مع النهر –الماء الضروري للحياة-يصل الإحساس بالأمن إلى أعلى درجاته، فالرجل يجد حاجته من السقيا في الأرض القريبة لا في السماء البعيدة: ثم إن الغيث قد يأتي وقد يتخلف أما النهر فماكث دائم ... ولم لا يطمئن:
-والماء غير بعيد فهو وسط الجنتين.
-وهو غير قليل فالقرآن استعمل كلمة" فجرنا" الموحية بقوة الماء وغزارته.
-ثم هاهنا إشارة إعجازية تكشف أن القرآن تنزيل ممن لا يخفى عليه شيء ...
قال عز من قائل:
فجرنا خلالهما ...
فمنبع النهر من مكان ما في الجنتين ولم يأت من خارجهما ... فالرب العظيم فجر الماء في الجنتين ولم يسقه إليهما مثلا ... لماذا؟
لو جاء النهر من الخارج لانعدم الاحساس بتمحض الملكية ... ولربما شابه نوع من القلق والخوف:من يدري فقد يقوم غيره بتحويل مجراه أو تلويثه ...
ولكي يمعن الرجل في الشعور بالتفرد والاستقلالية جعل الله النهر منفجرا في جنته ذاتها ..
فكانت نتيجة الاستدراج أن قال الرجل:
"ما أظن أن تبيد هذه أبدا .... "
وهذا ما سنلاحظه في تأملنا للمقصد الخلقي.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:19 م]ـ
المقصد الخلقي:
أولا:
ابتدأ المثل بحالة متجانسة لا تميز فيها فقد جرد الشخصان من كل السمات الفارقة ولم يذكرا إلا بأعم صفة مشتركة"رجلين"
ثم وقع الشرخ الإجتماعي في صورة تفاوت الملكية: "جعلنا لأحدهما جنتين" فنشأت أول سمة فارقة: غنى/فقر ... ثم تولدت عنها السمات الفارقة الأخرى تترى.
وفي التنصيص على العدد اثنين تحريك للضمير وتوجيه للنظر:
فهنا رجل له جنتان أي ملكية فائضة ... وثمة رجل آخر ليس له من الملكية شيء، فالوضع يقتضي المواساة وجبر الخاطر ..
لكن الغني كانت له وجهة غير الوجهة المنتظرة من ذي فكر سديد.
قال –في أول ما قال-:
أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً.
ليست المواساة ولكنها النكاية ...
ليس جبر الخاطر ولكنه التشفي ...
ليس السعي في تخفيف الفرق ولكن العمل على إظهاره قولا بعد الفعل ...
والحصيلة ازدياد ألم الفقير والوقوع تحت قهرين:
القهر المادي المتمثل في فقره.
والقهر الرمزي أو المعنوي الناتج عن مقالة صاحبه المستكثرة من المال والنفر.
فنلحظ الابتلاء المزدوج في أحكم صورة وأمتنها:
-تراكم المنافع المادية عند المطالب بالشكر.
-وتضاعف الهموم (ماديا ومعنويا) عند المطالب بالصبر.
ثانيا:
"جعلنا لأحدهما جنتين"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/20)
هذا التفضيل، بدون سبب ظاهر، سيفضي إلى قياس خاطيء- وقاتل إن لم يعتبر فيه مقصد الإبتلاء-قال الرجل:
وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً {36}
اجتمع في العبارة ثلاث مؤكدات: القسم، اللام، النون.
فمن أين جاء الرجل بكل هذا الجزم؟
لم يخطر ببال الغني معنى الابتلاء فقاس حال الآخرة على حال الدنيا ... فتوهم أنه إذا كان قد أعطي جنتان اليوم فلا شك أن الله قد رأى فيه ما يقتضي الإكرام والتفضيل ... فلا بد من استصحاب القاعدة واطرادها عاجلا وآجلا:
إذا كانت الآخرة خيرا من الأولى فليكن نصيبه هناك خيرا من نصيبه هنا!!
ثالثا:
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ ..
اعتبار توزيع الضمائروالفاعلين في هذه الآيات يكشف عن سر بياني بديع:
-ليس للرجل صاحب الجنتين أي "فعل".
-الأفعال كلها لله تعالى-بضمير التعظيم- أو للأسباب العادية.
فمن النوع الأول ثلاثة: "جعلنا"،"حففنا"،"فجرنا" وهي أفعال لله الخالق المنشيء.
ومن النوع الثاني اثنان:"آتت"،"لم تظلم"وهما فعلان يفيدان المطاوعة والاستجابة.
أما الرجل فهو عاطل عن العمل، فليس له أدنى مجهود مذكور لاستحقاق الملكية أوبعضها.
والطريف أن في الآيات السابقة ضميرين عائدين على الرجل:
ضمير في البداية:"أحدهما"
ضمير في النهاية: وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ.
فكأن البيان القرآني المعجز أحضر الرجل في البداية عند "تسلم" الجنتين وانعقاد الملكية .. وأحضره ثانية في النهاية عند تسلم الناتج والغلات،ومابين اللحظتين لا عناء ولا حرث ولا سقي ولا شقاء ...
فلم لا يكون الرجل"مدللا"!!!
رابعا:
رأينا أن وصف الجنتين عمد إلى إظهار معنى"الاستمرارية " و "البقاء":
-فالناتج من الأرض عنبا وتمرا يقبل التخزين وفي ذلك تجاوز للفصول والمواسم.
-وأسباب استمرار الناتج قائمة في الجنة ومتوفرة فيها ومستقلة بها كما يراها الرجل متجسدة في النهر المتفجر، فلا خوف من تقلبات المناخ وعاديات الظروف.
هذا الإحساس بالأمن والاستقلال خطير جدا ...
فقد نشأ عنه خط فكري منحرف أفضى بصاحبه إلى الهلاك:
-هذه الجنة لن تبيد بفضل توفر أسباب الحياة ..
-ولما كانت هذه الجنة جزءا من الحياة الدنيا فقد سرى حكم الجزء إلى الكل: فالدنيا مستمرة، إذن فلا آخرة.
قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً {35} وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً.
لكن هذا التمرين الفلسفي الذهني لا يقاوم المعيش الواقعي:
فهب الدنيا لا تبيد .. فماذا عن نفسه هو، أهو أيضاخالد في جنته؟
هو قطعا سيموت .. فما السبيل لمنع الحسرة والقلق؟
يعود مرة أخرى للتمرين الذهني:
هو ميت .... فلا بد من افتراض حياة أخرى -للنجاة من العدم-.
ولا بد من استئناف السعادة هناك على أعلى مستوى –مستوى الخلود.
"وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً"
وهكذا أمن الرجل نفسه على كل تقدير!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[07 - 07 - 07, 07:27 ص]ـ
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ.
هذا الوصف من بديع بلاغة القرآن: يضع أمامنا مثالا معجزا لاجتماع أسلوبي الإطناب والإيجاز ...
فعندما وصف نشأة الجنتين أسهب واسترسل وفصل:
-جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ
-وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ
-وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً
- كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا.
- وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً.
- وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً.
- وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ.
سبع جمل ... كذلك الحياة تنشأ شيئا فشيئا .. وتنمو جزءا فجزءا .. وتحتاج إلى رعاية وتربية وتدبير.
لكن الموت يأتي كلمح بالبصر ليضرب ضربة واحدة ...
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ.
جملة واحدة ... واحدة فقط ... لكنها كافية للإتيان على كل ما سبق. فالجنين يحتاج إلى بضعة شهور ليتكون في الرحم بإذن الله ... لكن لا يحتاج إلا لأقل من ثانية ليموت بأمر الله.!!
فانظر كبف عبر توزيع الجمل عن حظ الحياة وحظ الموت.
ثم لاحظ كبف بني فعل" أحيط" لما لم يسم فاعله عكس الأفعال السابقة .. إشعارا بالخفاء والغموض والبغتة ...
قاتل الله أبا الطيب ما أشعره عندما يقول:
وما الموت إلا سارقٌ دقّ شخصه ... يصول بلا كفٍ ويسعى بلا رجل
ثم لاحظ كيف أن فعل الإحاطة وقع على الثمر ... وهي آخر ما ذكر في مسار الحياة وأشرف ما فيها:لأن لها مقام المقصد وما سبقها من باب الوسائل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/21)
ـ[د أحمد شوكه]ــــــــ[10 - 07 - 07, 09:38 م]ـ
جزاك الله خيراً وبورك فيك
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا أستاذ عبد المعز
دراسة مفيدة و ممتعة
حبذا لو هناك المزيد على نفس النسق
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكما ... تشجيعكما أسعدني حقا ..
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:35 م]ـ
أريد هنا- بمناسبة الحديث عن الحياة والموت-أن أشير إلى سر تكرار "أصبح "ثلاث مرات في ثلاث آيات متعاقبات:
فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا.
[ثمة تكرار رابع في المثل الموالي: فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ]
"أصبح" من أفعال التصيير والتوقيت معا:
فهو يعنى الانتقال من حال إلى حال،كما يؤشر على حلول زمن الصبح.
قال الزبيدي:
-أَصْبَحَ: دَخَل فيه " أَي الصُّبْحِ كما يقال: أَمْسَى إِذا دخل في المَسَاءِ ... وفي التَّنْزِيل " وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ "
-أَصْبَحَ: " بمَعْنَي صارَ ".
واستقراء التنزيل المحكم يكشف عن معنى بديع:
توقيت العذاب والهلاك بالصبح ...
وهو معنى منصوص عليه في قوله عز وجل:
إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} هود81
وأشار إليه في مناسبات متعددة من هلاك الأقوام:
{فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} الأعراف78
{وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} هود67
{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} العنكبوت37
{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} الأحقاف25
{فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} القلم20
وقد يعبر بالشروق عن المعنى ذاته:
{فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} الحجر73
{فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ} الشعراء60
[والآية الأخيرة عن فرعون ... قال الطبري: مشرقين: حين أشرقت الشمس، وقيل حين أصبحوا.]
وفعل أصبح يأتي كذلك في معرض الأمثال للدلالة على النهاية كما في مثل الرجلين الذي ندرسه وفي المثل الذي جاء بعيده في السورة نفسها:
{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً} الكهف45
أرى –والله أعلم-أن اقتران الهلاك بالصبح جاء لاعتبارات نفسية شعورية واجتماعية حضارية.
1 - فالعرب الذين خاطبهم القرآن العظيم كان في معهودهم أن الإغارة لا تكون إلا في الصباح .. كما أشار القسم القرآني في سورة العاديات:
{فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} العاديات3
ومن ثم كان نداؤهم:"واصباحاه" بمثابة إنذار عام.
جاء في سنن البيهقي الكبرى:
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى صَعِدَ عَلَى الصَّفَا فَهَتَفَ: وَاصَبَاحَاهُ. فَقَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِى يَهْتِفُ؟ قَالُوا: مُحَمَّدٌ.
وتوسعوا في هذا الاقتران حتى سموا الحرب نفسها صباحا.
قال في العروس:
من المجاز: هذا " يومُ الصَّبَاحِ " ولَقِيتُهم غَدَاةَ الصَّبَاحِ: وهو " يَومُ الغَارَةِ " قال الأَعشى:
به تَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثارا
فالأمم الهالكة فيما سبق أعلنت الحرب على الله بشركهم واستهزائهم بآياته ورسله .. "فأغار" الله عليهم صبحا وكأن رب العزة-وهو الحكم العدل-لم يشأ أن" يخرق "تقليدهم الحربي فأرسل جنده صباحا ... وفيه من مراعاة الإنصاف ما فيه. فسبحان الله والحمد لله!!
2 - أما الاعتبار النفسي فلأن الإنسان بحكم فطرته يخشى من الليل ومن الظلام .. ومن ثم فهو يتوقع المكروه فيه لأن ظلامه ستر مساعد لكل من يريد به سوءا .. وهكذا أملى التوجس على الإنسان الهلوع أن يتخذ الحرس والعسس،وأن يغلق المنافذ والأبواب ...
ثم توهم الإنسان أن ظهور ضوء الصبح يضع نهاية التوجس والترقب .. فمن شأن النور الكاشف ويقظة الناس وانتشارهم التقليل من الخوف وتزايد الإحساس بالطمأنينة والأمن ...
الصبح إذن هو زمن "تنفس الصعداء" فلا جرم أن اختاره العزيز الجبار زمنا للخوف والهلاك .. ليقابل مكرا بمكر، وصدق الله:
فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا.
فالمفاجأة مؤلمة حقا والعذاب شديد:
كان الإنسان يتوسم الخروج من احتمال السوء خلفه-ليلا- فإذا هو منغمس فيه بين يديه -صبحا-
قال عز وجل عن صاحب الجنتين-سابقا-:
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا.
اكتشف انهيار كل شيء عندما فتح عينيه فكأنه انتقل من حلم لذيذ إلى كابوس يذهل العقول ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/22)
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[12 - 07 - 07, 09:14 ص]ـ
ثم توهم الإنسان أن ظهور ضوء الصبح يضع نهاية التوجس والترقب .. فمن شأن النور الكاشف ويقظة الناس وانتشارهم التقليل من الخوف وتزايد الإحساس بالطمأنينة والأمن ...
كان الإنسان يتوسم الخروج من احتمال السوء خلفه-ليلا- فإذا هو منغمس فيه بين يديه -صبحا-
قال عز وجل عن صاحب الجنتين-سابقا-:
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا.
اكتشف انهيار كل شيء عندما فتح عينيه فكأنه انتقل من حلم لذيذ إلى كابوس يذهل العقول ...
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسل الله و على آله و صحبه و من والاه ثم أما بعد
الأستاذ الفاضل أبو عبد المعز
هل هناك إشارة إلى هذا المعنى في قوله تعالى
"إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ "
و قوله تعالى
"فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ( http://**********<b></b>:ShowAyah('arb','68','20'))"؟
ـ[أبوحمزة الدمشقي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 10:39 ص]ـ
ماشاء الله أخي الكريم زادك الله علما ونفعك بما علمك.
أخي الكريم لاأريد أن أخرجك عن مسار الآيات التي أنت بصدد شرحها ولكن حين تنتهي هناك شيئا لطالما اعتمل بذهني وتأملت فيه ولكن الآن ومن بعد ماهتديت الى هذا المكان الطيب أجد نفسي قادرا على بحثه مع طلاب العلم وأهله. فعسى أن تتأمل بهذه الآية من سورة الكهف.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً.
في سورة يس ذكر الله أنه خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين.
وذكر الله سبحانه وتعالى الجدال وألحقه بغير العلم , والجدال هو غير الخصام في اللغة العربية أليس كذلك ولكن حتى الآن ليس هو بيت القصيد.
لنتأمل كلمة الإنسان وماذا تعنيه وماذا تحتويه هذه الكلمة , ولنتأمل كلمة شيئ وماذا تعنيه وتحتويه هذه الكلمة.
هل استطعت أخي الكريم أن الفت انتباهك الى أمر لم تكن منتبه له من قبل.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 07 - 07, 06:35 م]ـ
يتكون هذا المثل من سبيكتين:
-السبيكة السردية.
-السبيكة الحوارية.
وقد انتظم المثل بواسطة ربط بديع للمكونين:
السبيكة الأولى أظهرت ما يوجد داخل الجنتين ... أما السبيكة الثانية فقد أظهرت ما يوجد داخل الرجلين!
فتحقق التنويع القرآني المعهود: فثم خطاب للبصر يدعو العين لاستكشاف الجنتين.وهنا خطاب للوجدان يدعو الروح لاستبطان أغوار النفس البشرية والكشف عن دسائسها.
لكن الجدير بالملاحظة هو كيفية دمج السبيكة الحوارية وسط السبيكة السردية بحيث ظهرت القطعة الحوارية كأنها قطعة اعتراضية دون أن تكون كذلك!
فلو تتبعنا الخط السردي وحده إلى نهايته -دون أن نقرأ حوار الرجلين- لانتظم الكلام متناسقا على وتيرة واحدة:
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ [ ... ] وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ...
فمن الممكن اعتبار الواو عاطفة -دلاليا وليس نحويا-فكثيرا ما نجد في نظم القرآن تجاور أوج الحياة مع حضيض الفناء بحيث يتم الانتقال من حالة إلى أخرى سريعا جدا ...
كما في المثل الثاني في هذه السورة الكريمة نفسها:
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ....
فعندما نقرأ "فأصبح ... " نتوقع -بل نأمل-كلاما عن الاخضرار والنمو والازدهار فقد ذكر قبلها اختلاط الماء بالنبات- المؤذن بتزاوج أسباب الحياة -والعطف الفوري" بالفاء" يرشح شيئا مثل "فاخضر"أو "فنما" أو "فاستوى" لكن البيان المعجز فاجأ القاريء بطي كل ذلك:فما أن ابتدأت الحياة حتى انتهت ... !! وما لبث الأجل أن عاجل الأمل ... !!
فانظر إلى قوة التعبير في الحالتين:
فعند وصف الجنتين أسهب وفصل، لأن المقصد هو الابتلاء،فالله الحكيم يعرض على عبده زينة الحياة الدنيا بتفاصيلها، وعندما كان المقصد هو ذكر هشاشة الدنيا وتفضيل الأخرى عليها ["وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا"] لم يذكر إلا نشأتها وكأن ما بعد ذلك لا يستحق أن يذكر. فلله در هذا القرآن!
جاءت السبيكة الحوارية في موضع اعترضت فيه الكلام عن الثمر:
فقبلها: "كان له ثمر"- ثمر مرفوعة- وبعدها:"وأحيط بثمره"- ثمر مجرورة - والحوارية قامت بوظيفة تعليلية للحالتين معا.
والفاء- كما قال ابن عاشور-" لتفريع جملة {قال} على الجُمل السابقة، لأن ما تضمنته الجمل السابقة من شأنه أن ينشأ عنه غرور بالنفس يَنطق ربه عن مثل ذلك القول."
"كان له ثمر" هو سبب لإظهار "الأنا" الإبليسية الكامنة في الرجل:" أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا"
الحوار - بما تضمنه من كبر وغرور- مسبب عن كثرة الثمار ...
وهو نفسه- بما تضمنه من بطر وكفر-سبب للإحاطة بالثمار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/23)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[11 - 08 - 07, 05:56 م]ـ
فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ...
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ....
ما سر تكرار الجملة الحالية؟
لم أجد عند المفسرين شيئا يذكر، بل لم ينشغل سوادهم بالمسألة أصلا إلا ما كان من أبي السعود الذي حاول بيان فائدة التكرار وماكان من الألوسي الذي اكتفى بتكرار عبارات أبي السعود بنصها،-وهذا يدلك على أن السؤال البياني في تراثنا التفسيري لم يحظ بما حظي به السؤال الفقهي أو العقدي أو النحوي- قال أبو السعود رحمه الله في تفسيره:
" {قَالَ لَهُ صاحبه} استئناف كما سبق {وَهُوَ يحاوره} جملة حالية كالسابقة، وفائدتها التنبيه من أول الأمر على أن ما يتلوها كلام معتنى بشأنه مسوق للمحاورة".
لا يخفى ضعف مثل هذا التعليل ونأيه عن القاعدة العامة في تفسير القرآن المقتضية لحمل المعنى القرآني على أبلغ وجه .. وما اعتبر هنا من قبيل التنبيه ليس إلا تحصيل حاصل:
فالمحاورة: مراجعة الكلام بين متكلميْن، وعبارة "وهو يحاوره" الأولى تفترض على الأقل قولا من متكلم وردا من مستمع ... بل إن فعل"حاور"يدل على الرد من الجهتين:
-من جهة المادة المعجمية.
-ومن جهة الصيغة.
فمادة "حور"تعني الرد والرجوع كما في قوله تعالى: إنه ظن ألن يحور ... وكما في قول العرب:"لم يحر جوابا"أي لم يجد ما يرد به على محاوره.
وصيغة "فاعَلَ"من معانيها الدلالة على تناوب الفاعلية والمفعولية ... مثل "راسل" و"صارع" و"قاسم" وغيرها .. ففي مثل هذه الأفعال لا بد من وجود ذاتين تقوم كل واحدة منهما بدور الفاعل ودور المفعول.
وعند تأمل حوار الرجلين لن نجد غير قولين:ما قاله صاحب الجنتين علوا واستكبارا وما أجابه صاحبه تبكيتا وتأنيبا ...
ولا ريب أن عبارة "وهو يحاوره" الأولى دلت على هذا الجواب بالدلالة التضمنية ومن ثم لم يكن ثمة حاجة إلى التنبيه على ما لا يغفل عنه!
فعاد السؤال:
ما سر تكرار الجملة الحالية؟
ظهر لي-والله أعلم-أن الغاية من التكرار هو التنبيه على أن هناك حوارين منفصلين في الزمان لا حوار واحد .. وعلى هذا يكون تقدير الجملة الثانية "قال له صاحبه وهو يحاوره [كرة ثانية] " فتكون الجملة الحالية مؤسسة لحوار جديد لا مؤكدة ... ويترتب على هذا الاعتبار أمور:
1 - وجه بديع من الاحتباك:
فمن الحوار الأول احتفظ القرآن برد صاحب الجنتين وطوى قول صاحبه.
ومن الحوار الثاني احتفظ القرآن برد الفقير وطوى قول صاحب الجنتين.
2 - قال ابن كثير:
"يقول تعالى مخبرًا عما أجابه صاحبه المؤمن، واعظًا له وزاجرًا عما هو فيه من الكفر بالله والاغترار: {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا}؟ وهذا إنكار وتعظيم لما وقع فيه من جحود ربه، الذي خلقه وابتدأ خلق الإنسان من طين وهو آدم، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، كما قال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [البقرة:280] أي: كيف تجحَدُون ربكم، ودلالته عليكم ظاهرة جلية، كل أحد يعلمها من نفسه، فإنه ما من أحد من المخلوقات إلا ويعلم أنه كان معدومًا ثم وجد، وليس وجوده من نفسه ولا مستندًا إلى شيء من المخلوقات؛ لأنه بمثابته فعلم إسناد إيجاده إلى خالقه، وهو الله، لا إله إلا هو، خالق كل شيء؛ ولذا قال: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} أي: أنا لا أقول بمقالتك، بل أعترف لله بالربوبية والوحدانية {وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} أي: بل هو الله المعبود وحده لا شريك له."
كفر صاحب الجنتين هو كفر بالربوبية وهذا المعنى غير موجود في مقالته الأولى:
قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)
فهذا القول يتضمن الشك في البعث وليس فيه جحود الربوبية، وقول الزمخشري:"جعله كافراً بالله جاحداً لأنعمه لشكه في البعث، كما يكون المكذب بالرسول صلى الله عليه وسلم كافراً."قول غير صحيح .. من وجهين:
-الرجل يذكر إيمانه بالرب في سياق التوكيد بالقسم "وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي" فكيف يجعل كافرا بالرب!
-صاحبه عند الرد عليه لم يذكر أمر المعاد وإنما وبخه على كفره بالرب" أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ" وعندما نص على عقيدته هو لم يذكر البعث وإنما أكد توحيد الربوبية:" لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ".
نعم، المكذب بالرسول كافر، ولكن في مقام المناظرة لا يليق أن نحتج عليه بدلائل البعث والنشور مثلا، إذ ينبغي تحرير محل النزاع باعتبار مناط الكفر لا الكفر مطلقا ... وظاهر من جواب المؤمن أن مناط كفر صاحبه هو الربوبية فرد عليه بدليل الخلق كما جاء في تفسير ابن كثير ..
وهذا يقتضي أن يكون الصاحب المؤمن يرد على مقالة كفرية أخرى غير المذكورة،مقالة فيها كفر غليظ هو إنكار وجود الله،وهي المقالة المطوية والمدلول عليها من خلال الرد على وجه الاحتباك.
3 - بهذا التقرير يتكشف وجه دلالي آخر له خطر عظيم:
فصاحب الجنتين بدأ شاكا في البعث فقط،ثم سار به الأمر إلى إنكار وجود الله عز وجل ... ولأمر ما تكرر في القرآن والسنة ذكر الإيمان والكفر باعتبارها صراطا وسبلا وطرقا ... فالسبل والطرق ليست للتوقف وإنماخلقت للسير والانتقال من مرحلة إلى أخرى فلا يمكن للمؤمن أن يقول مثلا:" أقف الآن و حسبي ما لدي من إيمان وعمل "لأنه إن لم يتقدم تأخر قطعا.وكذلك الكافر إن لم يعد إلى الهدى توغل في الكفر لا محالة. وهذا معنى قول السلف" المعاصي بريد الكفر" فاحفظ هذا الناموس جيدا فهو نفيس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/24)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:09 ص]ـ
فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)
يستجيب ترتيب الكلمات في قول صاحب الجنتين لاعتبارات بيانية في غاية الأهمية .. كما أنها تفسح المجال لافتراض نسيج كلامي مكون من ثلاث خطابات متوالية:
-خطاب أناني/ إبليسي.
-خطاب مادي/ تكاثري.
-خطاب حربي/ إرهابي.
1 - "أنا"
استهلال الخطاب بالضمير المنفصل الدال عن الذات "أَنَا"وإشفاعه بصيغة التفضيل" أكثر" يلحق خطاب صاحب الجنتين بالخطاب الإبليسي/الفرعوني:
أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ. الأعراف12
{أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} الزخرف52
إنها الذات البارزة والمتصدرة عند الغني في مقابل الذات عند الصاحب الفقير وهي الخفية التي لا يكاد يشعر بها:
لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
فالقاريء غير اليقظ قد لا يشعر بوجود ضمير المتكلم المفرد المنفصل" أنا"في خطاب الرجل الفقير:
قال الكسائي: فيه تقديم وتأخير، تقديره: "لكن الله هو ربي أنا"، فحذفت الهمزة من «أنا» طلباً للخفة لكثرة الاستعمال وأدغمت إحدى النونين في الأخرى وحذفت ألف «أنا» في الوصل وأثبتت في الوقف.
وقال النحاس: مذهب الكسائي والفرّاء والمازِنِيّ أن الأصل "لكن أنا" فألقيت حركة الهمزة على نون لكن وحذفت الهمزة وأدغمت النون في النون فالوقف عليها "لكنا" وهي ألف أنا لبيان الحركة.
وقال أبو عبيد: الأصل لكن أنا، فحذفت الألف فالتقت نونان فجاء بالتشديد لذلك.
(انظر هذه الأقوال في تفسير القرطبي)
2 - "أكثر منك مالا"
تفصح عن هذه العقلية التكاثرية التي لا تبصر من الوجود غير مقولة "الكم".فما أشبه خطاب العصر بخطاب صاحب الجنتين! فإنك لا ترى القوم يصنفون ويرتبون إلا على سلم العدد وسواء في ذلك تصنيف الأفراد وتصنيف الأمم .. فمقياس التقدم والتطور-زعموا-هو ما يحسب ماديا بمقدار الدخل الفردي والقومي والميزان التجاري وقيم الاستهلاك وحجم الاحتياط ..
ولعل أخطر ما يلازم هذه العقلية التكاثرية هو سد الطرق على كل الاعتبارات الأخرى حتى يقع الهلاك الحتمي، مصداقا لقوله تعالى:
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}
3 - وَأَعَزُّ نَفَرًا
استقراء آيات التنزيل التي تعدد نعم الله على الخلق يكشف عن قاعدة في ترتيب النعم حيث يذكر المال أولا ثم البنين بعده:
- {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً} الإسراء6
- {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} الكهف46
- {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ} المؤمنون
- {أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} الشعراء
- {أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} القلم
- {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} نوح
- {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً، وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً، وَبَنِينَ شُهُوداً}. المدثر.
والسر في هذا يرجع إلى أن كمال النعمة هو في هذا الترتيب بالضبط: مال ثم بنون. فالبنون قبل المال-أو بدون مال- هو مصدر قلق وليس نعمة،كما أن المال بدون بنين هو أدعى للحسرة والأسف.
(ملحوظة: في آية آل عمران وقع ذكر البنين قبل المال لأن السياق ينص على الشهوة وليس النعمة لذلك جاء الترتيب فيها وفق قوة الشهوة {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} آل عمران14)
"أعز نفرا" جاءت في المرتبة المحفوظة للبنين لذا ذكر جل المفسرين أنها معادلة للبنين على سبيل التضمن كما في قولي ابن كثير والقرطبي ... أو على سبيل المطابقة كما في قول ابن عاشور:
-قال ابن كثير" {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا} أي: أكثر خدمًا وحشمًا وولدًا.
-قال القرطبي: النفر: الرهط وهو ما دون العشرة. وأراد هاهنا الأتباع والخدم والولد.
-قال ابن عاشور: والنفَر: عَشيرة الرجل الذين ينفرون معه. وأراد بهم هنا ولده، كما دل عليه مقابلته في جواب صاحبه بقوله: {إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً} [الكهف: 40].
هذا، وقد عدل عن ذكر البنين إلى تعبير" أعز نفرا" لإكساب الخطاب طابعا تهديديا:"النفر "و"النفير" تنتمي إلى الحقل الدلالي الحربي .. فصاحب الجنتين لا يكتفي بإظهار نفسه في أبهة الغني بل هو قوي أيضا ذا سلطة ... فهو مالك للثمر وقادر على حماية ملكيته بما أوتي من ولد ينفرون معه .. وهو في حواره مع صاحبه يقوم بمعرض اقتصادي واستعراض عسكري معا. .!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/25)
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[20 - 08 - 07, 08:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أفدت و أمتعت
ـ[الوائلي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 03:28 م]ـ
نفع الله بك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:48 م]ـ
بارك الله فيك
ودائما كيف ينزل المثل على الواقع؟ وكى يكتمل الفقه للمثل أرى أن هناك أسئلة تحتاج لاجابات
*الصراع الداخلى الذى أحدثته المحاورة وظهر فى حديث النفس " ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ... " وطمأن نفسه " ولئن رددت الى ربي ... " هل يقصد ربه الذى هو به مشرك؟ , انه بدراسة الوجه البيانى لهذا يتضح كيف تؤثر المحاورات وكذلك كيف يخدع المخدوعون أنفسهم ويلههم الأمل وتمنى الأمانى.
لماذا دعا الله أن يرسل عليها حسبانا من السماء؟ ماتصنيف هذا الدعاء؟ وهل يمكن الدعاء به على الكفرة فى كل الأحوال وان لم يجز الا بشروط فما هى ,هل بعد اقامة الحجة عليهم ,أم بعد دخولهم فى الحرابة والعداوة والصد عن سبيل الله؟
* ما معنى الحسبان وهل هو حقا ماجاء فى كتب التفسير –عاصفة او اعصار -!! وما وجهه الاشتقاقى
*لماذا كان الحسبان على جنته ولم يكن على الولد ولم يكن عليه شخصيا؟
*"وأحيط بثمره" هل هو اجابة لدعاء الداعى ولماذا لم يصبح ماؤها غورا " هل لأن هناك فرصة لاصلاحها؟
*هل هو بمثابة انذار وأمامه فرصه للتوبه وخاصة أنه ندم" ياليتنى لم أشرك بربى أحدا"؟
*هل هذا النموذج يتكرر فى واقعنا؟ وهل يعون الدرس أم لا وما تنصحهم اذ ذاك؟
*" هنالك الولاية .... " فى هذه الحال, فهل لديك من تفصيل أكثر
وجزاك الله خيرا,
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 09 - 07, 09:26 م]ـ
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ ....
قال الزمخشري: (فإن قلت: فلم أفرد الجنة بعد التثنية؟ قلت: معناه ودخل ما هو جنته ماله جنة غيرها، يعني أنه لا نصيب له في الجنة التي وعد المؤمنون، فما ملكه في الدنيا هو جنته لا غير، ولم يقصد الجنتين ولا واحدة منهما).
قول الزمخشري" ما هو جنته"يفيد أن هنا جنة اعتبارية أي ما هو مقابل للجنة التي وعد الرحمن عباده، لكن قوله لم يقصد الجنتين ولا واحدة منهما يأباه السياق لذا انتقده أبو حيان:
(ولا يتصور ما قال لأن قوله ودخل جنته إخبار من الله تعالى بدخول ذلك الكافر جنته فلا بد أن قصد في الإخبار أنه دخل إحدى جنتيه إذ لا يمكن أن يدخلهما معاً في وقت واحد)
ولو جمع الزمخشري بين المعنيين لكان أوفق،إذ لا مانع من أن يكون الرجل قد دخل جنته-إحدى جنتيه- فعلا،وتكون إضافة الجنة إليه إشارة إلى أن هذا هو نصيبه،ولا مطمع له وراء ذلك ..
على اعتبار أن الإنسان قد كتب له نصيبه من الجنة على كل حال لكن يعجل للكافر في الدنيا ويؤجل للمؤمن إلى الآخرة ..
استئناسا بمعنى قوله تعالى:
أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا
وبمعنى قوله صلى الله عليه وسلم:
الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر.
وعلى هذا يكون استبعاد الشوكاني لهذا المعنى فيه نظر عندما تعقب الزمخشري بقوله:
(وما أبعد ما قاله صاحب الكشاف: أنه وحد الجنة للدلالة على أنه لا نصيب له في الجنة التي وعد المؤمنون)
... وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسه
هذه الجملة الحالية تضمنت الإشارة إلى مفارقتين:
1 - مفارقة في التقييم.
2 - ومفارقة في السلوك.
-المفارقة الأولى مبنية على التعارض الكبير بين التقييم الظاهري والتقييم الحقيقي ..
فالرجل يعتقد أنه أثبت ذاته، وأكدها بالمال والنفر، وحصنها بالأسباب المادية: فنفسه- على ظنه- في زكاة ونمو،وقوته إلى زيادة واتساع، لكن التقييم الموضوعي المستند إلى استكناه حقيقي للأمر أخبر بشيء آخر: فالرجل لم يفعل أكثر من أنه ظلم نفسه وأوبقها، فالكسب في اعتبارالرجل هو الخسارة عينها، والزيادة في تقديره هي النقصان نفسه ..
واختلاف التقييمين مرده إلى اختلاف الاعتبار: فبينا يقوم التقييم الظاهري على ملحظ الحال،ينهض التقييم الموضوعي على ملحظ المآل ... وقد جاءت في السياق الموسع قصة العبدين الصالحين موسى والخضر -عليهما السلام -لتؤكد بالأمثلة المحسوسة هذا المعنى.
-أما المفارقة الثانية فتلحظ من خلال المقارنة بين "سلوك"الجنتين وسلوك صاحبهما:
فالجنتان "َلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً."
وصاحبهما" ظالم لنفسه."
واستعمال مادة "ظلم"لوصف الطرفين، هو الذي أوحى بعقد المقارنة بين المالك والممتلك:
الجنة غير عاقلة لكنها مع ذلك تستجيب للأمر اللائق بها –وهو الأمر الكوني- .. فإذا توفرت الشروط والأسباب جاءت النتائج وفق ذلك،فلها أن تخرج كل ما هو كامن فيها من الثمر بدون نقصان ليس محاباة للرجل ولكن استجابة للنواميس ... فهي قامت بما" يجب" عليها.
لكن الرجل العاقل لم يقم بما يجب عليه ولم يستجب للأمر اللائق به باعتباره عاقلا –وهو الأمر الشرعي-:فلا هو شكر ربه ولا هو واسى صاحبه.
خلاصة الامر أن في قوله تعالى عن كلتا الجنتين:"وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً" تعريضا بالرجل الظالم لنفسه وترتيبا له في دركة أسفل من الجماد نفسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/26)
ـ[طالب العلم البلجيكي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 06:46 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا الموضوع الطيب
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 - 09 - 07, 03:03 ص]ـ
قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً
نريد أن نقف هنا وقفة منهجية لها مساس بتصور اللغة ووظائفها وما يترتب على ذلك من تأثير في تفسير كتاب الله:
ذهبت طائفة كبيرة من المفسرين إلى أن تقرير الرجل صاحب الجنتين بشأن خلود جنتيه لا يتناسب مع البدائه والعقول والحواس.
قال الرازي:
(فإن قيل: هب أنه شك في القيامة فكيف قال: ما أظن أن تبيد هذه أبداً مع أن الحدس يدل على أن أحوال الدنيا بأسرها ذاهبة باطلة غير باقية؟)
و أكد أبو حيان هذا المعنى من أن: ("الحس يقتضي أن أحوال الدنيا بأسرها غير باقية")
هذا التعارض بين "مقتضى الحال" و"ظاهرالمقال" أزاله المفسرون بارتكاب تأويل يسير في موضعين من الآية:
-عند قوله"أبدا"
-وعند قوله"هذه".
فقد حملوا التأبيد المطلق على تأبيد نسبي،فالرجل إنما قصد بالأبد مدة محددة –هي مدة حياته مثلا-
قال ابن عاشور: (والأبَد: مراد منه طول المدة، أي هي باقية بقاء أمثالها لا يعتريها ما يبيدها.)
وهذا التوجيه يقتضيه المقام لإنقاذ الكلام من" التساخُفٌ والاغترارٌ المفْرِط، وقلَّة التحصيلٍ" –حسب تعبيرالثعالبي-فيم لو احتفظنا بالدلالة الأصلية لكلمة "أبدا".
الموضع الثاني يتعلق بتحريرمرجع الإشارة في "هذه" .. فذهب فريق من أهل التفسير إلى تعميم دلالة الإشارة.
قال الألوسي:
وقيل: (" هذه " إشارة إلى الأجرام العلوية والأجسام السفلية من السموات والأرض وأنواع المخلوقات،أو إشارة إلى الدنيا ... )
وقال الثعالبي:
("وظلمه لنفسه هو كُفْره وعقائدُهُ الفاسدة في الشَّكِّ في البعث، وفي شكِّه في حدوث العالم، إن كانت إِشارته ب " هذه " إلى الهيئة من السموات والأرض وأنواعِ المخلوقات، وإِن كانت إِشارته إِلى جنته فقط، فإِنما الكلام تساخُفٌ واغترارٌ مفْرِط، وقلَّة تحصيلٍ، ... ")
وهكذا لم يجدوا بدا من حشر الرجل مع الدهريين بغية منح كلامه بعض المعقولية!! فاعتقاد عدم إبادة الكون النوعي أولى بالاحتمال من الحكم بعدم إبادة جزء شخصي منه، فليحمل عليه كلام الرجل إذن!
حاصل ما في الأمر، أن ظاهر كلام الرجل ركيك،لا يليق أن يصدر عن عاقل ولا تتحقق مقبوليته إلا بأحد المسلكين: تضييق دلالة ظرف الزمان،أو توسيع دلالة اسم الإشارة.
هذا التوجه للمفسرين –دون أن يكون خطأ-ينطلق من قاعدة ضمنية مفادها هيمنة الاعتبارات العقلية والترسيم المنطقي: فصاحب الجنتين يتعين عليه أن يتكلم في حدود ما يجيزه المنطق، والمفسر عليه أن يحمل الكلام أيضا على مقتضيات المنطق،ويختار من الدلالات الممكنة للعبارة ما هو أقرب لأحكام العقل ..
لكن ما مسوغ هذا اللزوم لما لا يلزم؟
لماذا يفترض –مثلا- في الرجل أن يكون" منطقيا" رغم أنفه فيحمل كلامه على مقتضيات العقل؟
وما الداعي إلى حصر وظائف اللغة في الوظيفة المرجعية الواصفة للعالم وحدها؟
إن القرآن الكريم ينقل الوقائع بصدق ودقة ومن جملة الوقائع كلام الناس .. والمتأمل لأحوال الناس في كلامهم سيلاحظ بلا شك أن المتكلم يصدر في مناسبات عديدة عن غير مشرب المنطق: فتراه يركب مطايا التهويل والمبالغة والاتساع والمسامحة، ولا شك أن في تأويل كلامه بإرجاعه إلى المعقول والجائز شائبة الخيانة والتدليس ..
لو صرفنا،الآن، النظر عن الاعتبارات المنطقية في قول صاحب الجنتين -وأكرر أنها غير خاطئة لكنها غير كافية- وفسحنا المجال لاعتبارات عاطفية وانفعالية لاكتشفنا فيه ثراء دلاليا هو اللائق بالقرآن المعجز:
-فلو اعتبرنا مثلا الوظيفة التأثيرية –أو الإفهامية-التي تركز على المخاطب لرأينا في قوله:" مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً" الرغبة في إغاظة صاحبه فقط فيتحصل من الجملة مضمون إنشائي،وليس مضمونا خبريا ينظر في مطابقته أو عدم مطابقته للواقع ...
فصاحب الجنتين صال على صاحبه وجال بافتخاره بماله وولده، ومن المؤكد أن الفقير وجد عزاءه في تقرير حقيقة أن جنة صاحبه زائلة لا محالة في ما هو زائل .. فكان الرد استفزازيا ليس إلا: "مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً"هو يدرك أن كلامه مضمونا غير معقول لكنه شكلا ضربة مسددة لإثارة الحنق والغيظ عند صاحبه فلا يسعد بما تعزى به ...
وكم يحصل لنا مثل هذا الموقف حينما ننكر الضروريات والبديهيات إما إثارة لحفيظة المخاطب أو طلبا لإنهاء مناظرة لا نريد الاستمرار فيها ...
-ولو اعتبرنا الوظيفة التأثرية-أو الانفعالية-التي تركز على المتكلم لرأينا في قوله "مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً"تعبيرا عن الانتشاء بالمال والولد .. وكثيرا ما يصاحب تنامي الإحساس بالنشوة تصاعد الرغبة في المبالغة في الكلام:
فكم يقول المرء عندما يحل لغزا مثلا" أنا أذكى رجل في العالم" أو تقول المرأة أمام المرآة وقد ارتاحت إلى بشرتها " أنا أجمل نساء العالمين" فلا الرجل يعتقد حقيقة أنه الأذكى ولا المرأة تظن في قرارة نفسها أنها الأجمل .. لكنها النشوة!!
فصاحب الجنتين عندما استعرض ملكيته:جنتين ونهرا متفجرا وثمارا متنوعة وخدما وحشما لم يتمالك نفسه من الانسياق مع الإحساس الجميل فقال ما قال .... وبعبارات الألوسي: ("وكأن حب الدنيا والعجب بها غشي على عقله فقال ذلك وإلا فهو مما لا يقوله عاقل وهو مما لا يرتضيه فاضل")
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/27)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:28 ص]ـ
تحليل جيد ونقل موفق أخى ولى تعقيب "
يتضح أن الكلام غير ركيك اذا ماأخذنا فى الاعتبار مايدور فى عقل الرجل وهو ردود على أسئلة أثارها الحوار مع صاحبه وعاد من المحاوره يفكر::" أنا سأموت مثل كل الناس ولكنى لآأظن أن تبيد هذه قبل أن أموت كما يقول صاحبى أنها ستسلب منى واذا بادت بعدى موتى فما المشكلة ,المشكلة أنه يقول انك سترد يوم تقوم الساعة ,لاأصدق هذا وعلى فرض أنى رددت فالى من أرد؟! الى ربى –يقصد ربه الذى هو به مشرك – أعتقد أنه سيعد لى خيرا منها جزاء ما عبدته. ولما عاد يحاور صاحبه بهذا الفكر تأكد صاحبه أن كفر فسأله " أكفرت بالذى خلقك ... "
اذن أن كلامه منطقى وان كان استدلاله فاسد فلأنه انطلق من فروض غير صحيحة.
أما "أبدا " فلا مانع من أن تكون لمدة محددة بفعل الفاعل مثل "ولا تصل على أحد منهم مات ابدا "فهو أمر شرعى محكوم بمدة التكليف فى الدنيا
وأما مدلول هذه فأرى أنه لا يعتبر أى كلام يخرجه عن السياق.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:54 ص]ـ
اخي بارك الله فيك
حبذا لو جمعت الدراسة في ملف واحد على وورد ووضعتها حتى تعم الافادة إن شاء الله
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:29 ص]ـ
{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً} الكهف36
بموجب ما افترضناه من احتباك في الحوار، فإنه بوسعنا استحضار الخطاب الغائب اعتمادا فقط على القول الحاضر ... فالاحتمال كبير في أن الرجل الفقير قد نصح صاحبه وعاتبه ووجه نظره-وصاحبه سادر في نشوته وغيه-إلى التفكير في حسرة ممكنة في الدنيا ومؤكدة في الأخرى:
فالحسرة الأولى قد تحصل من إبادة جنتيه كلتيهما فلا اعتداد ولا اعتماد.
وعلى تقدير سلامة الجنتين مؤقتا فالساعة قائمة لا محالة ..
وذكر الساعة -أو التذكير بها – هو لتحقيق معنى الحسرة المزدوجة:
-فهي من جهة تأكيد لإبادة الجنتين فالساعة هي نهاية الدنيا وخراب العالم بأسره ومن جملته الجنتان.
-وهي من الجهة الأخرى إرهاص ببدء الحسرة العظمى فليست الساعة إلا لحشر الناس وليس حشرهم إلا لحسابهم .. فلو كانت الساعة مجرد انهاء للكون لهان الأمر قطعا ... لكنها تنهي وتدشن في وقت واحد!.
وقد جار رد صاحب الجنتين وفق هذا الترتيب:
فقد رأينا رده الاستفزازي في مسألة مصير الجنتين، وهاهو الآن يتعرض للشق الثاني من التهديد فيبدأ بإنكار الساعة وليس مقصوده إلا إنكار اللازم وهو العذاب الآتي،ذلك لأن الرجل موقن بأنه سيموت ونهاية العالم بعد ذلك لا تضره في شيء إلا إذا أعقبه الحساب ...
وعلى الفرض الجدلي بوقوع الساعة فإن المحذور غير واقع: فليس عليه حساب بل سيجد هناك ما هو أفضل وأبقى من جنتيه الحاليتين!!! وقد أثبت هذا لمحاوره على وجه بياني شديد: إقسام وتوكيد.
ولنا أن نلاحظ الدلالة النفسية في قوله: لَأَجِدَنَّ ..
"وجد" تعني العثور على ما هو موجود من قبل ... فالرجل من غروره يرى أن ربه هيأ له مسبقا بديلا لجنتيه، فحاله في الأخرى أفضل من حاله في الدنيا تصريحا بقوله "خيرا"،وتلميحا لأن جنته في الدنيا" مجعولة "شيئا فشيئا في الزمان والمكان، أما جنته في الآخرة فهي جاهزة تنتظره!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[10 - 09 - 07, 11:50 م]ـ
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} الكهف37
تكتسي الجملة القرآنية مرونة مذهلة،أعني أن في تركيبها واختيار كلماتها دعوة للذهن للانتقال من مذهب إلى آخر .. فحيثما اتجه الفكر وغير من نهج التناول وجد الإشعاع الدلالي للجملة قائما ... فلتنظر مثلا في قوله:
" أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً"
لك أن تقرأها على قاعدة الحجاج.
ولك أن تقرأها على قاعدة التأثير.
ولك أن تقرأها على قاعدة التأثر.
وستجد أمامك- على أي قاعدة اخترت -معنيان فأكثر.
1 -
أ-الجملة تقرير حجاجي على البعث-وهو مذهب جمهور المفسرين-فذكر الخلق من" التراب"تنبيه على إمكان البعث عن طريق قياس الأولى .. فالبعث ليس إلا إنشاء من التراب وإخراجا منه فكيف تنكر الإعادة مع الإقرار بالنشأة الأولى!!! إن جحد النشأة الأولى هذيان وسفسطة، وإنكار النشأة الثانية تجديف في العقل لأن في ذلك تفرقة بين متشابهين!!
ب-الجملة تقرير حجاجي على الربوبية-وهو ظاهر الجملة-بلفت النظر إلى التصرف في العناصر بحيث يبهت المعطل:
-التراب عنصر غير عضوي،وغير حي ...
-النطفة عنصر عضوي، حي، غير عاقل.
-الرجل عنصر حي، عاقل ..
فكيف يمكن إخراج شيء موصوف بصفة لا يتصف بها أصله!!
تحويل التراب إلى نطفة أمر مذهل بله تحويل التراب إلى رجل!
من أين جاءت الحياة للتراب لتتشكل النطفة ..
ومن أين جاء العقل للنطفة ليتسوى الرجل ...
"أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ"
2 -
ج-الجملة توبيخ وتأنيب:
كيف تقابل النعمة بالكفر!
"سواك رجلا" وكان من الممكن أن "يسويك امرأة" فتكون في مرتبة أقل، بل كان من الممكن أن "يسويك حمارا"!!
د-الجملة تذكير وتحقير:
صاحب الجنتين طغا وتجبر بغير حق،فحق أن يذكر بأصليه الحقيرين:
التراب الذي يداس بالأقدام .. والنطفة التي تخرج مما هو معروف!!
3 -
ه-الجملة استنكار:
فالرجل الفقير يستنكر أن ينزل صاحبه إلى هذه الدركة الخسيسة من الغرور والتطاول على العباد وعلى رب العباد ...
و-الجملة تعجب ..
فيكون الاستفهام دالا على الاستغراب:فمن عجائب أحوال الإنسان أن ينطمس عقله فيجادل في البدهيات أو أن تنطفيء ذاكرته فينسى أصله ونوعه ..
ولعلك وقفت على شيء من إعجاز أسلوب القرآن .. وأدركت كيف شعت -مثلا -كلمة "تراب":
عقلا فدلت على الخلق والمعاد ....
وحسا فدلت على الأصل و العنصر
وخلقيا فدلت على الوضاعة والحقارة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/28)
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[17 - 09 - 07, 06:09 ص]ـ
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً {37} لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً {38} وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً {39} فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً {40} أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً {41}
هذا أطول مقاطع المثل المضروب، ويبدو أن المؤمن اتخذ استرسال الخطاب أسلوبا في الحوار، عكس اقتضاب الخطاب عند صاحبه ..
وقبل محاولة الكشف عما تضمنه هذا الاسترسال نسجل ملاحظتين إجماليتين:
1 - جاء المثل المضروب تصديقا وتثبيتا للسنة الإلهية العامة في تقدم الإنذار على الأخذ بالذنوب،وإقامة الحجة قبل فتح باب العذاب ..
"وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"
فالإحاطة بالثمر لم تأت- لفظا- عقيب كفر الغني، ولكنها جاءت إثر الإنذار الطويل من قبل صاحبه المؤمن ..
فيكون المثل قد انتظمت فيه الحالات الأربع الثابتة في مصارع الأفراد و الأمم:
أ-حالة فتح أبواب النعمة على سبيل الاستدراج والابتلاء.
ب-حالة الكفر والبطر والإسراف على النفوس.
ج-حالة بعث من يقوم بالإنذار.
د-حالة الهلاك بعد تأكد عدم جدوى التحذير.
2 - يكشف مقال المؤمن عن ثابتة أسلوبية تميز خطاب الإيمان عن غيره، تلكم الثابتة هي استحضار الاسم الجليل على طول وعرض مساحة الخطاب.
جاء في سنن ابن ماجة:
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
(صححه العلامة الألباني)
أما الكفار والمنافقون فهؤلاء لا يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ..
إن الصاحب المؤمن قد ذكر ربه ثلاث مرات:
هُوَ اللَّهُ رَبِّي
وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي
فَعَسَى رَبِّي
وذكرإلهه ثلاث مرات:
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ ..
مَا شَاء اللَّهُ
لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ..
(فضلا عن الاسم الموصول والضمير المنفصل والضمائر المستترة العائدة على رب العزة.)
وفي المقابل لم يجر اسم الله على لسان الكافر إلا مرة واحدة:
وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي.
وهكذا يضع القرآن الحكيم بين أيدينا معيارا حقيقيا لتصنيف الخطابات:فحسبك أن تحصي كم مرة يرد اسم الله في خطاب ما لتصنفه بكل طمأنينة في المرتبة التي يستحقها ..(7/29)
الدكتور القارئ عبدالرحيم بن عبدالسلام نبولسي
ـ[عبدالعزيز اللحياني]ــــــــ[17 - 06 - 07, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام لدي سؤال عن فضيلة الشيخ عبدالرحيم النبولسي حفظه الله
ماشاء الله تبارك الله الشيخ صغير بالسن ولكنه مميز بالفعل
أريد أن أسمع أراء طلابه ومن يعرفه
وجزاكم الله خير.
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 08:46 م]ـ
بارك الله في شيخنا ونفع به
ـ[أبو الفضل مهدي المغربي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
روابط فيها تعريف بالشيخ
http://www.mazameer.com/vb/archive/index.php?t-6237.html
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8061
وستجد في ملتقى مزامير آل داوود تلاوات للشيخ في منتدى قراء المغرب
ولا تنساني بالدعاء فقد دعوت لك بالتوفيق والجنة
ـ[عبدالعزيز اللحياني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 11:02 ص]ـ
جزاكم الله خير اخوتي الكرام.
أبو الفضل وفقك الله ورزقك ما تحب أفدتنا كثيراً.
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[29 - 10 - 07, 02:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا موقع فضيلة الشيخ الدكتور القارئ عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسي وفيه سيرته التفصيلية وبعض من صوتياته ومرئياته ومؤلفاته العلمية في مجال القراءات واللغة وغير ذلك
وهو بحق إمام في تخصصه والرابط إلى موقعه الرسمي هنا
www.nbulsi.net
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم
أنا بحمد الله من المغرمين والمدمنين للاستماع لتلاوات الشيخ حفظه الله
وهو من القلائل الذين ينافسون قرائنا المصريين اتقانا وأداء وحسن صوت
وعندى له تلاوات كثيرة جدا بروايات مختلفه تحير من يسمعها من جمالها
وقرائته من التراويح من مسجد مولاى يزيد فى مراكش مدهشه ورائعة بحق
وله تلاوه من التراويح لسورة الحج من الربع الثانى الى آخرها ما سمعت مثلها فى حياتى على كثرة ما سمعت من أصوات
ـ[رياض الداودى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 11:50 ص]ـ
وهو من القلائل الذين ينافسون قرائنا المصريين اتقانا وأداء وحسن صوت
نعم صدق اخى الفاضل
ولكن لا تنس انه اصلا تعلم فى مصر وتتلمذ وقرا بالعشر الكبرى على اشيخ احمد الزيات يرحمه الله
وايضا تعلم الاداء والقراءة من مشايخ مصر الافاضل وعلى راسهم الحصرى الذى تاثر به كثيرا فى قراءته
والحقيقة انا ايضا معجب جدا بطبقات الشيخ وصوته الرخيم وتمكنه الشديد فى الصلاة بالروايات المختلفة فبارك الله فى عمر الشيخ نبولسى. وجزاه خير الجزاء.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[20 - 07 - 10, 03:59 م]ـ
نعم صدق اخى الفاضل
ولكن لا تنس انه اصلا تعلم فى مصر وتتلمذ وقرا بالعشر الكبرى على اشيخ احمد الزيات يرحمه الله
وايضا تعلم الاداء والقراءة من مشايخ مصر الافاضل وعلى راسهم الحصرى الذى تاثر به كثيرا فى قراءته
والحقيقة انا ايضا معجب جدا بطبقات الشيخ وصوته الرخيم وتمكنه الشديد فى الصلاة بالروايات المختلفة فبارك الله فى عمر الشيخ نبولسى. وجزاه خير الجزاء.
الحمد لله.
شاء الله أن يجمعني والشيخ عبد الرحيم النابولسي مرتين في أقل من10 ايام، الأولى بمراكش عند افتتاح مركز الإمام أبي عمرو الداني يوم 7/ 2، وقد رأينا منه ما نعجز عن وصفه إكراما ونبلا وحفاوة، والثانية يوم 7/ 13، بآسفي في الحفل التكريمي الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء بمناسبة حصول الشيخ العلامة عبد الهادي بن عبد الله حميتو على الجائزة التقديرية للرابطة المحمدية للعلماء، وقد أمتعنا حفظه الله رغم اعتلاله يومها بتلاوة رائعة من رواية رويس عن الحضرمي، والشيخ كما عرفته ذو نفس مرحة واطلاع واسع، وله قوة استحضار وبديهة غاية في العجب. حفظه الله وأدخله الجنة بغير حساب.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[20 - 07 - 10, 04:05 م]ـ
يعجبني أداؤه جداً ..
اسأل الله له التوفيق.
بارك الله فيك أبا حاتم.
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[29 - 07 - 10, 07:08 ص]ـ
http://www.4shared.com/audio/Ofr0IqQd/___-____1-30____.html
http://www.4shared.com/audio/k9DdwvLq/______.html
http://www.maroc-quran.com/vb/f9.html
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[02 - 08 - 10, 09:29 ص]ـ
وهنا ترجمة الشيخ حفظه الله
http://www.maroc-quran.com/vb/t10101.html(7/30)
لقاء علمي مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم عن التفسير الموضوعي للقرآن: ضع سؤالك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 - 06 - 07, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا لقاء علمي نوعي تجريه شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الأستاذ الدكتور مصطفى محمد مسلم وفقه الله حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم وما يثار حوله من أسئلة.
اللقاء والأسئلة هنا
لقاء علمي مع الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم عن التفسير الموضوعي للقرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8743)
لمن يملك اشتراكاً في ملتقى أهل التفسير، أو هنا لمن لا يملك ذلك. وفقكم الله جميعاً لكل خير.
في 1/ 6/1428هـ
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 04:37 ص]ـ
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ
هناك بعض الدعاة يقولون بأن لكل سورة مفتاحا خاصا بها، فمثلا سمعت من أحدهم أن سورة اّل عمران مفتاحها (الثبات على الحق) وجعل يدلل على صحة ما ذهب إليه بأدلة مقبولة نوعا ما فهل من تعقيب حفظكم الله؟؟
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:49 م]ـ
بارك الله فيكم.
.
تفسير موضوعي؟!
ما هو " التفسير الموضوعي "؟
ما هو تاريخه؟
من أول من سماه بهذا الاسم؟
.
.
ـ[أبو هداية]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:55 م]ـ
أحسن الله إليكم
س1: ما هي ضوابط التفسير الموضوعي؟
س2: ماهي ثمار التفسير الموضوعي؟
س3: ما أفضل الكتب في التفسير الموضوعي؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 11:33 م]ـ
أحسن الله إليكم.
ـ ما المراد بالتفسير الموضوعي؟ وما مستنده؟
ـ أخشى أن يكون هذا التجزيء في التفسير داعيا للخلافات بين المهتمين بالتفسير عموما، بدعوى التخصص، فلا ينتفع العامة ببيان أهل العلم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[16 - 07 - 07, 07:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى على لسان مريم:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18).
سؤالي حفظكم الله تعالى:
هل التقي يتعوذ منه، ولماذا لم تتعوذ السيدة مريم منه في حالة كونه غير تقي.؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 07 - 07, 11:24 ص]ـ
فضيلة الشيخ:
* حفص أُتهِم بالكذب من 3 علماء منْ السنة
يحين بن معين , واثنيين نسيتهم فكيف الجواب على ذلك بإختصار؟!
*ما رأيكم بالإعجاز العلمي؟!
*هل يُشترط في المفسر أن يكون لديه عِلم بالقراءات؟
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 11:00 ص]ـ
في انتظار الإجابات على هذه الأسئلة المهمة
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 10:13 ص]ـ
هل تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعلامة الشنقيطي هو من قبيل هذا التفسير؟
وهل تفاسير الأحكام كتفسير ابن العربي كذلك؟
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[الطيماوي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 04:28 م]ـ
أنا بصدد تصوير كتابه مباحث في التفسير الموضوعي
وانظر هنا ( http://www.altemawy.com/new/index_sub.php?scid=100&ids=2&id=295&extra=news&type_base=103&count=1&type=103) مجموعة من كتب القرآن pdf وعلومه لم تصور من قبل
نظرات من الإعجاز البياني في القرآن الكريم نظريا وتطبيقيا
سامي محمد هشام حريز
دار الشروق، رام الله
ط1، 2006م
عدد صفحاته: 136
قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
الحسين بن محمد الدامغاني ت:478هـ
تحقيق: عبد العزيز سيد الأهل
دار العلم للملايين ط3،1980
عدد صفحاته: 512
دراسة بلاغية في السجع والفاصلة القرآنية
الجواد محمد طبق
عدد صفحاته: 274
إعجاز القرآن الكريم
فضل حسن عباس + سناء فضل عباس
عدد صفحاته: 386
النبأ العظيم
نظرات جديدة في القرآن
محمد عبد الله دراز
دار الثقافة
ط1، 1985م
عدد صفحاته: 216
فكرة إعجاز القرآن من البعثة النبوية إلى عصرنا الحاضر
نعيم الحمصي
مؤسسة الرسالة
ط2، 1980م
عدد صفحاته: 495
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية
مصطفى صادق الرافعي
دار الكتاب العربي، بيروت
ط3، 2005م
عدد صفحاته: 238
من أسرار التعبير في القرآن صفاء الكلمة
عبد الفتاح لا شين
دار المريخ، الرياض
ط1، 1983م
عدد صفحاته: 250
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 06:00 م]ـ
سؤالي: لو قيل للشيخ الدكتور - بارك الله فيه -:
نريد أفضل ثلاثة كتب قرأها في هذا الموضوع؟(7/31)
تفسيرالصحابة
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:33 م]ـ
تفسيرالصحابة
الشيخ- سعد بن عبدالله السعدان
التفسير علمٌ عظيم الشأن، جليل القدر، لا يستطيعه إلا من فتح الله قلبه وأنار بصيرته، ورزقه العلم والفهم، والتفسير مأخوذٌ من الفَسْر وهو: الكشف والإظهار (1)، وفي الاصطلاح: علم يفهم به كتاب الله تعالى المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحِكَمه (2).
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصحابه كان هو المرجع في تبيين الكتاب العزيز، فما أشكل عليهم أو احتاجوا لبيان وتفسير آيات من القرآن هرعوا إليه وسألوه؟ فبيّن وفسّر لهم ما سألوا عنه بكلام وتفسير شاف. وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم واتساع البلاد ودخول الناس في الإسلام، ودخول العُجمة، احتاج المسلمون لشرح مالم يكن الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى شرحه من الكتاب والسنة، فتوجهوا إلى الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة لسؤالهم والاستيضاح منهم.
أهمية تفسير الصحابة:
تظهر لنا أهمية تفسير الصحابة للقرآن إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه، ولا يحصل البيان والبلاغ المقصود إلا بذلك، قال تعالى: لتبين للناس ما نزل إليهم (44) صلى الله عليه وسلمالنحل: 44}، وقال هذا بيان للناس 138 صلى الله عليه وسلمآل عمران: 138}، وقال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم4 صلى الله عليه وسلمإبراهيم: 4}، وقال تعالى: فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون 58 صلى الله عليه وسلمالدخان: 58}، وقال تعالى: كتاب فصلت آياته 3 صلى الله عليه وسلمفصلت: 3}، أي: بينت، وأزيل عنها الإجمال فلو كانت آياته مجملة، لم تكن قد فصلت، وقال تعالى: وما على الرسول إلا البلاغ المبين 18 صلى الله عليه وسلمالعنكبوت: 18}.
وهذا يتضمن بلاغ المعنى، وأنه في أعلى درجات البيان وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين، الذين أخذوا القرآن ومعانيه، عن مثل: عبدالله بن مسعود، وعثمان ابن عفان، وتلك الطبقة: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وعبدالله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلمنا القرآن والعمل (3).
فالصحابة أخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن ومعانيه، بل كانت عنايتهم بأخذ المعاني من عنايتهم بالألفاظ، يأخذون المعاني أولاً، ثم يأخذون الألفاظ، ليضبطوا بها المعاني حتى لا تشذ عنهم (4).
وكذا إذا علمنا أن الصحابة قد سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة، ورأوا منه من الأحوال المشاهدة، وعلموا بلقوبهم من مقاصده، ودعوته، ما يوجب فهم ما أراد بكلامه، ما يتعذر على من بعدهم مساواتهم فيه،
فليس من سمع وعلم ورأى حال المتكلم، كمن كان غائباً، لم ير، ولم يسمع، وعلم بواسطة، أو وسائط كثيرة.
وإذا كان للصحابة من ذلك ما ليس لمن بعدهم كان الرجوع إليهم في ذلك دون غيرهم متعيناً قطعاً.
ولهذا كان اعتقاد الفرقة الناجية هو: ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، في قوله: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" (5).
خصائص الصحابة:
اختص الصحابة عن غيرهم بأمور منها:
1 - ظفرهم بشريف الصحبة، والخيرية المطلقة، وفي الحديث "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم"، وهذه خيرية مثمرة، وليست خيرية شرف فقط.
2 - مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنة فهم أقعد في فهم القرائن الحالية، وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون مالا يدركه غيرهم، بسبب ذلك، والشاهد يرى، مالا يرى الغائب (6).
3 - عاصروا وشهدوا ماقبل الوحي، أي الجاهلية، والقرآن جاء ليهدم الجاهلية إنما النسيء زيادة في الكفر 37 صلى الله عليه وسلمالتوبة: 37}.
4 - مصاحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وملازمتهم له، والتتلمذ على يديه، والتعلم منه مباشرة، وسؤاله لكل ما يدور بينهم.
5 - أنهم عرب خلص، وهي كافية عن غيرها، والقرآن نزل بلغتهم. حتى إن اليهود كانوا يجيدون العربية، ويقولون الشعر أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/32)
وهناك صفات اشترك فيها الصحابة مع غيرهم، كالصدق في القول، والتثبت في نقل الأخبار، والحرص على نشر العلم، والخروج في سبيل الله. وهي تدخل في الخيرية.
موقع تفسير الصحابة:
تفسير الصحابة مقدم على تفسير غيرهم لما تقدم من الأمور الخمسة ويكفي أحدها. ولاشك أننا إذا لم نجد تفسيراً في الكتاب والسنة نتجه لتفسير الصحابة.
- ولابد من إخراج ما كان خارج دائرة الاجتهاد، فنخرج:
1 - ماكان في حكم المرفوع.
2 - أسباب النزول.
وهو مما لا مجال للاجتهاد فيه.
ويلحظ أن تفسير الصحابة أصابه ما أصاب غيره من التفسير المرفوع، وذلك من الوضع في الحديث وخلافه.
أسباب قلة اختلاف الصحابة في التفسير:
وقع بين الصحابة بعض الاختلافات في التفسير، وهو قليل جداً، وأسباب قلة الاختلاف بين الصحابة في التفسير ما يلي:
1 - وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم، فقد كانوا يرجعون إليه عند اختلافهم، فيزيل ما لديهم من تساؤل ونحوه.
2 - وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن الخلاف في القرآن.
3 - سعة علم الصحابة في العلم الشرعي، ومعرفتهم باللغة وأساليبها، ومعانيها (7).
4 - تأثير العصر عليهم، قال شيخ الإسلام: "كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلاً جداً وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة، فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والإئتلاف، والعلم، والبيان فيه أكثر" (8).
ومع قلة الاختلاف بين الصحابة في تفسير القرآن فإن أغلبه يرجع إلى اختلاف التنوع، لا إلى اختلاف التضاد، وهو أيسر أنواع الاختلاف.
أنواع اختلاف التنوع:
يرجع اختلاف السلف في التفسير إلى أنواع معدودة، منها:
أولاً: أن يعبر كل واحد من المفسرين عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر، مع اتحاد المسمى، ومثال ذلك في التفسير: "الصراط المستقيم" قيل: العبودية. وقيل: الطاعة.
فهذه الأقوال كلها تدل على ذات واحدة، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها (9).
الثاني: أن يذكر كل مفسر من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود، في عمومه وخصوصه.
ومثال ذلك: ما نقل في قوله: ثم أورثنا الكتاب الذين \صطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات 32 صلى الله عليه وسلمفاطر: 32}.
فمن المفسرين من قال: السابق: الذي يصلي في أول الوقت. والمقتصد: الذي يصلي في أثنائه.
والظالم لنفسه: الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
- ومنهم من قال:
السابق والمقتصد والظالم، قد ذكرهم في آخر سورة البقرة فإنه ذكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا، والعادل بالبيع.
- ومنهم من قال: السابق، المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات، والظالم آكل الربا، أو مانع الزكاة، والمقتصد: الذي يؤدي الزكاة المفروضة، ولا يأكل الربا، وأمثال هذه الأقاويل (10).
فكل قول من هذه الأقوال، إنما يذكر نوعاً مما يتناوله نص الآية لتعريف المستمع، وتنبيهه على نظائره، ولا يضاد ما ذكره غيره.
الثالث: ما يكون في اللفظ محتملاً للأمرين.
ومثاله: لفظ: "قسورة" فإنه يراد بها: الرامي، ويراد بها: الأسد.
ولفظ: "عسعس" يراد به: إقبال الليل وإدباره.
ولفظ: "القرء" يراد به الحيض والطهر (11).
الرابع: أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة.
ومثاله: أن يفسر أحدهم قوله تعالى: أن تبسل تحبس. ويقول الآخر: ترتهن، ونحو ذلك (12).
قال الزركشي:
يكثر في معنى الآية أقوالهم، واختلافهم، ويحكيه المصنفون للتفسير بعبارات متباينة الألفاظ، ويظن من لافهم عنده أن في ذلك اختلاف، فيحكيه أقوالاً، وليس كذلك، بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى ظهر من الآية، وإنما اقتصر عليه لأنه أظهر عند ذلك القائل، أو لكونه أليق بحال السائل، وقد يكون بعضهم يخبر عن الشيء بلازمه، ونظيره والآخر: بمقصوده وثمرته، والكل يؤول إلى معنى واحد غالباً، والمراد الجميع، وليتفطن لذلك، ولا يفهم من اختلاف العبارات اختلاف المرادات (13).
مميزات تفسيرهم:
1 - يلاحظ في تفسيرهم أنه موجز، وأكثره يعتمد على اللغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/33)
2 - لا يتكلفون التفسير، ولا يتعمقون فيه تعمقاً مذموماً، فقد كانوا يكتفون في بعض الآيات بالمعنى العام، ولا يلتزمون بالتفصيل فيما لا فائدة فيه، فيكتفون مثلاً بمعرفة أن المراد بقوله تعالى: وفاكهة وأبا 31 صلى الله عليه وسلمعبس: 31} أنه: تعداد لنعم الله تعالى على عباده (14).
3 - قلة الأخذ بالإسرائيليات، وتناولها في التفسير، لحرصه صلى الله عليه وسلم على اقتصار أصحابه على نبع الإسلام الصافي الذي لم تكدره الأهواء، ولم تشُبه الاختلافات، والافتراءات يدل على هذا المقصد: "غضبه صلى الله عليه وسلم حين رأى عمر رضي الله عنه، وفي يده صحيفة من التوراة" (15).
4 - لم يكن تفسيرهم يشمل القرآن كله، إذ أن بعض الآيات من الوضوح لديهم، بحيث لا يحتاج إلى خوض في تفسيرها، لتضلعهم في اللغة، ومعرفتهم بأحوال المجتمع آنذاك وغير ذلك (16).
5 - قلة تدوينهم للتفسير، وأن أغلب ما روي عنهم كان بالرواية، والتلقين، وليس بالتدوين، وإن كان بعض الصحابة يعتني بالتدوين، مثل: عبدالله بن عمرو ابن العاص فقد دوّن صحيفته التي تسمى "الصادقة" ولكن هذا التدوين كان نادراً (17).
6 - التوفيق للصواب، لما خصهم الله تعالى بعدة خصائص من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن القصد، وتقوى الرب، وكثرة المعاون وقلة الصارف، وقرب العهد بنور النبوة والتلقي من تلك المشكاة النبوية (18).
7 - قلة الإجماع، بمعنى: أن كل صحابي إذا سئل يجيب بما يفهمه، ولولا الفهم لما تميز من الصحابة مفسرون.
8 - خلو تفسير الصحابة من الشوائب العقدية، وهذا ما حصل فيه الإجماع، وكذلك كان عند التابعين.
حجية أقوال الصحابة في التفسير:
أولاً: تحرير محل النزاع:
قال الشاطبي: أما بيان الصحابة، فإن أجمعوا على ما بينوه فلا إشكال في صحته، كما أجمعوا على الغسل من التقاء الختانين، المبين لقوله تعالى: وإن كنتم جنبا فاطهروا6 صلى الله عليه وسلمالمائدة: 6} (19).
وكذا إن كان ما يفسره الصحابي مما لا مجال فيه للاجتهاد ولا منقولاً عن لسان العرب فحكمه الرفع، كالإخبار عن الأمور الماضية، من بدء الخلق، وقصص الأنبياء، وعن الأمور الآتية: كالملاحم، والفتن، والبعث، وصفة الجنة والنار، والإخبار عن عمل يحصل به ثواب مخصوص، أو عقاب مخصوص فهذه الأشياء لا مجال للاجتهاد فيها فيحكم لها بالرفع (20).
وكذا إن كان ما فسره الصحابي في تفسير يتعلق بسبب نزول آية محكمة الرفع أيضاً (21).
ثانياً: الخلاف في المسألة:
المذهب الأول: ذهب بعض أهل العلم إلى: أن تفسيرهم في حكم المرفوع.
قال أبو عبدالله الحاكم في مستدركه: وتفسير الصحابي عندنا في حكم المرفوع.
ومراده: أنه في حكمه في الاستدلال به والاحتجاج (22).
- قال الحافظ ابن حجر: أطلق الحاكم النقل عن البخاري ومسلم أن تفسير الصحابي - رضي الله عنه - الذي شهد الوحي، والتنزيل، حديث مسند (23).
- وقال ابن القيم: نص الإمام أحمد على أنه يرجع إلى الواحد من الصحابة في تفسير القرآن، إذا لم يخالفه غيره منهم.
ثم من أصحابه من يقول هذا قول واحد، وإن كان في الرجوع في الفتيا، والأحكام، إليه، روايتان، ومنهم من يقول الخلاف في الموضعين واحد (24).
- وقال الإمام أحمد، في معرض رسالته إلى أبي عبدالرحيم الجوزجاني، في مسألة الإيمان: وأن تأويل من تأول القرآن بلا سنة، تدل على معناها، أو معنى ما أراد الله عز وجل، أو أثر عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرف ذلك: بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه، فهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدوا تنزيله، وما قصه له القرآن، وما عني به، وما أراد به، وخاص هو أو عام، فأما من تأوله على ظاهره بلا دلالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من أصحابه، فهذا تأويل أهل البدع ... (25).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرآن، والأحوال، التي اختصوا بها ... لاسيما علماؤهم، وكبراؤهم كالأئمة الأربعة، والأئمة المهديين، مثل: عبدالله بن مسعود ... (26).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/34)
-وقال كذلك في موطن آخر: وقد تبين بذلك أن من فسر القرآن والحديث، وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة، والتابعين، فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه (27).
- وقال أيضاً في موضع آخر: ولهذا جعل (أي الإمام أحمد) الاحتجاج بالظواهر مع الإعراض عن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه طريق أهل البدع (28).
وقد رجح هذا المذهب الدكتور: محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون (29).
المذهب الثاني: قال أبو عمرو الداني: إذا فسر (الصحابي) آية تتعلق بحكم شرعي، فيحتمل أن يكون ذلك مستفاداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن القواعد، فلا يجزم برفعه، وكذا إذا فسر مفرداً، فهذا نقل عن اللسان خاصة، فلا يجزم برفعه، وهذا التحرير الذي حررناه هو معتمد خلق كثير من كبار الأئمة، كصاحبي الصحيح، والإمام الشافعي، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي بكر بن مردويه في تفسيره المسند والبيهقي، وابن عبدالبر في آخرين (30).
*الهوامش:
1 - تهذيب اللغة للأزهري (407/ 12).
2 - البرهان للزركشي (13/ 1) والإتقان للسيوطي (174/ 2).
3 - أخرجه ابن أبي شيبة (29920) وأحمد (410/ 5) والفريابي في فضائل القرآن (169) بإسناد صحيح.
4 - مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (510 - 511) بتصرف، ط دار الحديث، ت سيد إبراهيم.
5 - المصدر السابق ص: (516).
6 - الموافقات للشاطبي (251/ 3) ت عبدالله دراز.
7 - بحوث في أصول التفسير ومناهجه د. فهد الرومي (41).
8 - مجموع الفتاوى (332/ 13).
9 - المصدر السابق (336/ 13).
10 المصدر السابق (337/ 13).
11 - المصدر السابق (340/ 13).
12 - المصدر السابق (343/ 13).
13 - البرهان للزركشي (159/ 2 - 160).
14 - بحوث في أصول التفسير للرومي (21).
15 - المصدر السابق (21)، والحديث أخرجه أحمد في المسند (387/ 3).
16 - المصدر السابق (21).
17 - المصدر السابق (21 - 22).
18 - إعلام الموقعين لابن القيم (149/ 4 - 150).
19 - الموافقات (251/ 3).
20 - النكت على كتاب ابن الصلاح، لابن حجر (531/ 2) ط دار الراية.
21 - تدريب الراوي للسيوطي (215/ 1) ط مكتبة الكوثر.
22 - إعلام الموقعين (153/ 4).
23 - النكت على كتاب ابن الصلاح (531/ 2).
24 - مختصر الصواعق (516).
25 - السنة للخلال (23/ 4) ت عطية الزهراني، ط دار الراية.
26 - مجموع الفتاوى (364/ 13).
27 - رسالة في علم الباطن والظاهر لابن تيمية، (مجموعة الرسائل المنيريه) (236/ 1).
28 - الإيمان لابن تيمية (375) ت الألباني. ط المكتب الإسلامي.
29 - التفسير والمفسرون (96/ 1).
30 - النكت لابن حجر (532/ 2).(7/35)
تفسيرالصحابة
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 06 - 07, 03:05 م]ـ
تفسيرالصحابة
الشيخ- سعد بن عبدالله السعدان
التفسير علمٌ عظيم الشأن، جليل القدر، لا يستطيعه إلا من فتح الله قلبه وأنار بصيرته، ورزقه العلم والفهم، والتفسير مأخوذٌ من الفَسْر وهو: الكشف والإظهار (1)، وفي الاصطلاح: علم يفهم به كتاب الله تعالى المنزّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحِكَمه (2).
ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصحابه كان هو المرجع في تبيين الكتاب العزيز، فما أشكل عليهم أو احتاجوا لبيان وتفسير آيات من القرآن هرعوا إليه وسألوه؟ فبيّن وفسّر لهم ما سألوا عنه بكلام وتفسير شاف. وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم واتساع البلاد ودخول الناس في الإسلام، ودخول العُجمة، احتاج المسلمون لشرح مالم يكن الصحابة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى شرحه من الكتاب والسنة، فتوجهوا إلى الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة لسؤالهم والاستيضاح منهم.
أهمية تفسير الصحابة:
تظهر لنا أهمية تفسير الصحابة للقرآن إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه، ولا يحصل البيان والبلاغ المقصود إلا بذلك، قال تعالى: لتبين للناس ما نزل إليهم (44) صلى الله عليه وسلمالنحل: 44}، وقال هذا بيان للناس 138 صلى الله عليه وسلمآل عمران: 138}، وقال تعالى: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم4 صلى الله عليه وسلمإبراهيم: 4}، وقال تعالى: فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون 58 صلى الله عليه وسلمالدخان: 58}، وقال تعالى: كتاب فصلت آياته 3 صلى الله عليه وسلمفصلت: 3}، أي: بينت، وأزيل عنها الإجمال فلو كانت آياته مجملة، لم تكن قد فصلت، وقال تعالى: وما على الرسول إلا البلاغ المبين 18 صلى الله عليه وسلمالعنكبوت: 18}.
وهذا يتضمن بلاغ المعنى، وأنه في أعلى درجات البيان وقد قال أبو عبدالرحمن السلمي - أحد أكابر التابعين، الذين أخذوا القرآن ومعانيه، عن مثل: عبدالله بن مسعود، وعثمان ابن عفان، وتلك الطبقة: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، وعبدالله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فتعلمنا القرآن والعمل (3).
فالصحابة أخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن ومعانيه، بل كانت عنايتهم بأخذ المعاني من عنايتهم بالألفاظ، يأخذون المعاني أولاً، ثم يأخذون الألفاظ، ليضبطوا بها المعاني حتى لا تشذ عنهم (4).
وكذا إذا علمنا أن الصحابة قد سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الكثيرة، ورأوا منه من الأحوال المشاهدة، وعلموا بلقوبهم من مقاصده، ودعوته، ما يوجب فهم ما أراد بكلامه، ما يتعذر على من بعدهم مساواتهم فيه،
فليس من سمع وعلم ورأى حال المتكلم، كمن كان غائباً، لم ير، ولم يسمع، وعلم بواسطة، أو وسائط كثيرة.
وإذا كان للصحابة من ذلك ما ليس لمن بعدهم كان الرجوع إليهم في ذلك دون غيرهم متعيناً قطعاً.
ولهذا كان اعتقاد الفرقة الناجية هو: ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، في قوله: "من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" (5).
خصائص الصحابة:
اختص الصحابة عن غيرهم بأمور منها:
1 - ظفرهم بشريف الصحبة، والخيرية المطلقة، وفي الحديث "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم"، وهذه خيرية مثمرة، وليست خيرية شرف فقط.
2 - مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنة فهم أقعد في فهم القرائن الحالية، وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون مالا يدركه غيرهم، بسبب ذلك، والشاهد يرى، مالا يرى الغائب (6).
3 - عاصروا وشهدوا ماقبل الوحي، أي الجاهلية، والقرآن جاء ليهدم الجاهلية إنما النسيء زيادة في الكفر 37 صلى الله عليه وسلمالتوبة: 37}.
4 - مصاحبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وملازمتهم له، والتتلمذ على يديه، والتعلم منه مباشرة، وسؤاله لكل ما يدور بينهم.
5 - أنهم عرب خلص، وهي كافية عن غيرها، والقرآن نزل بلغتهم. حتى إن اليهود كانوا يجيدون العربية، ويقولون الشعر أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/36)
وهناك صفات اشترك فيها الصحابة مع غيرهم، كالصدق في القول، والتثبت في نقل الأخبار، والحرص على نشر العلم، والخروج في سبيل الله. وهي تدخل في الخيرية.
موقع تفسير الصحابة:
تفسير الصحابة مقدم على تفسير غيرهم لما تقدم من الأمور الخمسة ويكفي أحدها. ولاشك أننا إذا لم نجد تفسيراً في الكتاب والسنة نتجه لتفسير الصحابة.
- ولابد من إخراج ما كان خارج دائرة الاجتهاد، فنخرج:
1 - ماكان في حكم المرفوع.
2 - أسباب النزول.
وهو مما لا مجال للاجتهاد فيه.
ويلحظ أن تفسير الصحابة أصابه ما أصاب غيره من التفسير المرفوع، وذلك من الوضع في الحديث وخلافه.
أسباب قلة اختلاف الصحابة في التفسير:
وقع بين الصحابة بعض الاختلافات في التفسير، وهو قليل جداً، وأسباب قلة الاختلاف بين الصحابة في التفسير ما يلي:
1 - وجود الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم، فقد كانوا يرجعون إليه عند اختلافهم، فيزيل ما لديهم من تساؤل ونحوه.
2 - وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن الخلاف في القرآن.
3 - سعة علم الصحابة في العلم الشرعي، ومعرفتهم باللغة وأساليبها، ومعانيها (7).
4 - تأثير العصر عليهم، قال شيخ الإسلام: "كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلاً جداً وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة، فهو قليل بالنسبة إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الاجتماع والإئتلاف، والعلم، والبيان فيه أكثر" (8).
ومع قلة الاختلاف بين الصحابة في تفسير القرآن فإن أغلبه يرجع إلى اختلاف التنوع، لا إلى اختلاف التضاد، وهو أيسر أنواع الاختلاف.
أنواع اختلاف التنوع:
يرجع اختلاف السلف في التفسير إلى أنواع معدودة، منها:
أولاً: أن يعبر كل واحد من المفسرين عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر، مع اتحاد المسمى، ومثال ذلك في التفسير: "الصراط المستقيم" قيل: العبودية. وقيل: الطاعة.
فهذه الأقوال كلها تدل على ذات واحدة، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها (9).
الثاني: أن يذكر كل مفسر من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود، في عمومه وخصوصه.
ومثال ذلك: ما نقل في قوله: ثم أورثنا الكتاب الذين \صطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات 32 صلى الله عليه وسلمفاطر: 32}.
فمن المفسرين من قال: السابق: الذي يصلي في أول الوقت. والمقتصد: الذي يصلي في أثنائه.
والظالم لنفسه: الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار.
- ومنهم من قال:
السابق والمقتصد والظالم، قد ذكرهم في آخر سورة البقرة فإنه ذكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا، والعادل بالبيع.
- ومنهم من قال: السابق، المحسن بأداء المستحبات مع الواجبات، والظالم آكل الربا، أو مانع الزكاة، والمقتصد: الذي يؤدي الزكاة المفروضة، ولا يأكل الربا، وأمثال هذه الأقاويل (10).
فكل قول من هذه الأقوال، إنما يذكر نوعاً مما يتناوله نص الآية لتعريف المستمع، وتنبيهه على نظائره، ولا يضاد ما ذكره غيره.
الثالث: ما يكون في اللفظ محتملاً للأمرين.
ومثاله: لفظ: "قسورة" فإنه يراد بها: الرامي، ويراد بها: الأسد.
ولفظ: "عسعس" يراد به: إقبال الليل وإدباره.
ولفظ: "القرء" يراد به الحيض والطهر (11).
الرابع: أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة.
ومثاله: أن يفسر أحدهم قوله تعالى: أن تبسل تحبس. ويقول الآخر: ترتهن، ونحو ذلك (12).
قال الزركشي:
يكثر في معنى الآية أقوالهم، واختلافهم، ويحكيه المصنفون للتفسير بعبارات متباينة الألفاظ، ويظن من لافهم عنده أن في ذلك اختلاف، فيحكيه أقوالاً، وليس كذلك، بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى ظهر من الآية، وإنما اقتصر عليه لأنه أظهر عند ذلك القائل، أو لكونه أليق بحال السائل، وقد يكون بعضهم يخبر عن الشيء بلازمه، ونظيره والآخر: بمقصوده وثمرته، والكل يؤول إلى معنى واحد غالباً، والمراد الجميع، وليتفطن لذلك، ولا يفهم من اختلاف العبارات اختلاف المرادات (13).
مميزات تفسيرهم:
1 - يلاحظ في تفسيرهم أنه موجز، وأكثره يعتمد على اللغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/37)
2 - لا يتكلفون التفسير، ولا يتعمقون فيه تعمقاً مذموماً، فقد كانوا يكتفون في بعض الآيات بالمعنى العام، ولا يلتزمون بالتفصيل فيما لا فائدة فيه، فيكتفون مثلاً بمعرفة أن المراد بقوله تعالى: وفاكهة وأبا 31 صلى الله عليه وسلمعبس: 31} أنه: تعداد لنعم الله تعالى على عباده (14).
3 - قلة الأخذ بالإسرائيليات، وتناولها في التفسير، لحرصه صلى الله عليه وسلم على اقتصار أصحابه على نبع الإسلام الصافي الذي لم تكدره الأهواء، ولم تشُبه الاختلافات، والافتراءات يدل على هذا المقصد: "غضبه صلى الله عليه وسلم حين رأى عمر رضي الله عنه، وفي يده صحيفة من التوراة" (15).
4 - لم يكن تفسيرهم يشمل القرآن كله، إذ أن بعض الآيات من الوضوح لديهم، بحيث لا يحتاج إلى خوض في تفسيرها، لتضلعهم في اللغة، ومعرفتهم بأحوال المجتمع آنذاك وغير ذلك (16).
5 - قلة تدوينهم للتفسير، وأن أغلب ما روي عنهم كان بالرواية، والتلقين، وليس بالتدوين، وإن كان بعض الصحابة يعتني بالتدوين، مثل: عبدالله بن عمرو ابن العاص فقد دوّن صحيفته التي تسمى "الصادقة" ولكن هذا التدوين كان نادراً (17).
6 - التوفيق للصواب، لما خصهم الله تعالى بعدة خصائص من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن القصد، وتقوى الرب، وكثرة المعاون وقلة الصارف، وقرب العهد بنور النبوة والتلقي من تلك المشكاة النبوية (18).
7 - قلة الإجماع، بمعنى: أن كل صحابي إذا سئل يجيب بما يفهمه، ولولا الفهم لما تميز من الصحابة مفسرون.
8 - خلو تفسير الصحابة من الشوائب العقدية، وهذا ما حصل فيه الإجماع، وكذلك كان عند التابعين.
حجية أقوال الصحابة في التفسير:
أولاً: تحرير محل النزاع:
قال الشاطبي: أما بيان الصحابة، فإن أجمعوا على ما بينوه فلا إشكال في صحته، كما أجمعوا على الغسل من التقاء الختانين، المبين لقوله تعالى: وإن كنتم جنبا فاطهروا6 صلى الله عليه وسلمالمائدة: 6} (19).
وكذا إن كان ما يفسره الصحابي مما لا مجال فيه للاجتهاد ولا منقولاً عن لسان العرب فحكمه الرفع، كالإخبار عن الأمور الماضية، من بدء الخلق، وقصص الأنبياء، وعن الأمور الآتية: كالملاحم، والفتن، والبعث، وصفة الجنة والنار، والإخبار عن عمل يحصل به ثواب مخصوص، أو عقاب مخصوص فهذه الأشياء لا مجال للاجتهاد فيها فيحكم لها بالرفع (20).
وكذا إن كان ما فسره الصحابي في تفسير يتعلق بسبب نزول آية محكمة الرفع أيضاً (21).
ثانياً: الخلاف في المسألة:
المذهب الأول: ذهب بعض أهل العلم إلى: أن تفسيرهم في حكم المرفوع.
قال أبو عبدالله الحاكم في مستدركه: وتفسير الصحابي عندنا في حكم المرفوع.
ومراده: أنه في حكمه في الاستدلال به والاحتجاج (22).
- قال الحافظ ابن حجر: أطلق الحاكم النقل عن البخاري ومسلم أن تفسير الصحابي - رضي الله عنه - الذي شهد الوحي، والتنزيل، حديث مسند (23).
- وقال ابن القيم: نص الإمام أحمد على أنه يرجع إلى الواحد من الصحابة في تفسير القرآن، إذا لم يخالفه غيره منهم.
ثم من أصحابه من يقول هذا قول واحد، وإن كان في الرجوع في الفتيا، والأحكام، إليه، روايتان، ومنهم من يقول الخلاف في الموضعين واحد (24).
- وقال الإمام أحمد، في معرض رسالته إلى أبي عبدالرحيم الجوزجاني، في مسألة الإيمان: وأن تأويل من تأول القرآن بلا سنة، تدل على معناها، أو معنى ما أراد الله عز وجل، أو أثر عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعرف ذلك: بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه، فهم شاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدوا تنزيله، وما قصه له القرآن، وما عني به، وما أراد به، وخاص هو أو عام، فأما من تأوله على ظاهره بلا دلالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من أصحابه، فهذا تأويل أهل البدع ... (25).
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا لم نجد التفسير في القرآن، ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوه من القرآن، والأحوال، التي اختصوا بها ... لاسيما علماؤهم، وكبراؤهم كالأئمة الأربعة، والأئمة المهديين، مثل: عبدالله بن مسعود ... (26).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/38)
-وقال كذلك في موطن آخر: وقد تبين بذلك أن من فسر القرآن والحديث، وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة، والتابعين، فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه (27).
- وقال أيضاً في موضع آخر: ولهذا جعل (أي الإمام أحمد) الاحتجاج بالظواهر مع الإعراض عن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه طريق أهل البدع (28).
وقد رجح هذا المذهب الدكتور: محمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون (29).
المذهب الثاني: قال أبو عمرو الداني: إذا فسر (الصحابي) آية تتعلق بحكم شرعي، فيحتمل أن يكون ذلك مستفاداً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن القواعد، فلا يجزم برفعه، وكذا إذا فسر مفرداً، فهذا نقل عن اللسان خاصة، فلا يجزم برفعه، وهذا التحرير الذي حررناه هو معتمد خلق كثير من كبار الأئمة، كصاحبي الصحيح، والإمام الشافعي، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي بكر بن مردويه في تفسيره المسند والبيهقي، وابن عبدالبر في آخرين (30).
*الهوامش:
1 - تهذيب اللغة للأزهري (407/ 12).
2 - البرهان للزركشي (13/ 1) والإتقان للسيوطي (174/ 2).
3 - أخرجه ابن أبي شيبة (29920) وأحمد (410/ 5) والفريابي في فضائل القرآن (169) بإسناد صحيح.
4 - مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (510 - 511) بتصرف، ط دار الحديث، ت سيد إبراهيم.
5 - المصدر السابق ص: (516).
6 - الموافقات للشاطبي (251/ 3) ت عبدالله دراز.
7 - بحوث في أصول التفسير ومناهجه د. فهد الرومي (41).
8 - مجموع الفتاوى (332/ 13).
9 - المصدر السابق (336/ 13).
10 المصدر السابق (337/ 13).
11 - المصدر السابق (340/ 13).
12 - المصدر السابق (343/ 13).
13 - البرهان للزركشي (159/ 2 - 160).
14 - بحوث في أصول التفسير للرومي (21).
15 - المصدر السابق (21)، والحديث أخرجه أحمد في المسند (387/ 3).
16 - المصدر السابق (21).
17 - المصدر السابق (21 - 22).
18 - إعلام الموقعين لابن القيم (149/ 4 - 150).
19 - الموافقات (251/ 3).
20 - النكت على كتاب ابن الصلاح، لابن حجر (531/ 2) ط دار الراية.
21 - تدريب الراوي للسيوطي (215/ 1) ط مكتبة الكوثر.
22 - إعلام الموقعين (153/ 4).
23 - النكت على كتاب ابن الصلاح (531/ 2).
24 - مختصر الصواعق (516).
25 - السنة للخلال (23/ 4) ت عطية الزهراني، ط دار الراية.
26 - مجموع الفتاوى (364/ 13).
27 - رسالة في علم الباطن والظاهر لابن تيمية، (مجموعة الرسائل المنيريه) (236/ 1).
28 - الإيمان لابن تيمية (375) ت الألباني. ط المكتب الإسلامي.
29 - التفسير والمفسرون (96/ 1).
30 - النكت لابن حجر (532/ 2).(7/39)
منهج الجصاص في كتابه أحكام القرآن2 - 2
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[17 - 06 - 07, 06:14 م]ـ
منهج الجصاص في كتابه أحكام القرآن2 - 2
الشيخ / سلطان بن فهد الطبيشي
بين الكاتب في العدد السابق منزلة الجصاص وكتابه، والمؤلفات في أحكام القرآن قبله، وأبان عن طريقته في تأليفه، وفي هذا العدد يكمل الحديث عن المأخذ على الكتاب بالتفصيل وما وُجّه إلى المؤلف من نقد في بعض أرائه.
موضع كتابه بين كتب أحكام القرآن:
لا شك أن كتاب أحكام القرآن للجصاص ليس الأول في هذا الباب، بل سبقه علماء إلى هذا الفن والكتابة فيه، لكن كتاب الجصاص امتاز بقوة استنباط مؤلفه من آيات الأحكام، مع ذكر اختلاف العلماء، ثم ينبسط في ذكر الأدلة بتوسع من الكتاب والسنة واللغة العربية والنظر، مع ما أمتاز به مؤلفه عن عقلية فذة وبراعة تامة في توجيه الأدلة، مما لا تجده عند غيره.
مع أن مكانة كتابه قد لا تتبين من خلال الكتب التي جاءت بعده؛ لعدة أمور منها:
1 ـ قلة انتشار الكتاب.
2 ـ تعصبه لمذهبه واستطراده له.
ومع ذلك، فإن الكتاب قد جمع في المسائل التي حواها وناقشها أدلة الأحناف فيها؛ حتى إنك لا تتعداه إلى غيره، وناقش أدلة المخالفين وفندها، وبين وهنها مع ثبوت بعضها، هذا يتبين من خلال هذه الرسالة في الباب الثاني. والكتاب أبرز الفقه الحنفي من خلال كتابه، وسد ثغرة للأحناف في هذا الباب.
وامتاز الكتاب بعدة مزايا:
1 ـ استيعابه لآيات الأحكام، حيث تعرض في كتابه لهذه الآيات، فبين خلاف السلف فيها.
2 ـ يبين خلاف العلماء في أحكام الآيات، ويذكر أدلة كل فريق.
3 ـ يذكر الأحاديث والآثار غالباً بالأسانيد، ويتكلم على بعضها.
4 ـ جمع أدلة الأحناف وحاول استيعابها؛ حتى إنك لا تتعداه إلى غيره في جمع أدلة الأحناف، وناقش كذلك أدلة المخالفين وفندها، وهذا في كل مسألة غالباً.
ومع هذا كله استفاد منه بعض المفسرين، حيث اعتمدوا على كتابه أو نقلوا منه فممن اعتمدوا عليه ونقلوا عنه منهم:
1 ـ الكيا الهراس في أحكام القرآن.
2 ـ الفخر الرازي في التفسير الكبير.
3 ـ ابن العربي المالكي، في كتابه «أحكام القرآن».
4 ـ القرطبي في الجامع لأحكام القرآن.
5 ـ وابن حجر في فتح الباري.
6 ـ والسيوطي في «الإكليل في استنباط التنزيل».
7 ـ والشوكاني في نيل الأوطار.
المآخذ على كتابه:
من يقرأ كتاب أحكام القرآن يرى فيه فوائد جمة: من تبويب، وتوسع في مسائل الفقه، ودقة واستنباط، وغير ذلك، ولكن لا يخلو هذا الكتاب من مآخذ ظهر لي منها:
1 ـ تكرار تسمية الأبواب، فمثلاً قال: باب التجارة في الحج في موضعين (1)، وباب بر الوالدين في موضعين (2).
2 ـ استطراده في بعض المسائل الفقهية البعيدة عن فقه الآية، فهو لا يقتصر في كتابه على ذكر الأحكام المستنبطة من الآيات، بل يستطرد في كثير من المسائل الفقهية، ويذكر الخلاف بين العلماء، مع ذكر الأدلة بتوسع كبير، وهذا الاستطراد كثيراً ما يكون إلى مسائل فقهية لا صلة لها بالآية إلا عن بعد.
فمثلاً نجده عندما عرض لقوله تعالى في سورة البقرة: (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) (البقرة:25) يستطرد لمذهب الحنفية في أن من قال لعبيده: من بشرني بولادة فلانه فهو حر، فبشره جماعة واحداً بعد واحد أن الأول يعتق دون غيره (3).
3 ـ تعصبه لمذهبه الحنفي:
الجصاص ـ رحمه الله ـ متعصب لمذهب الحنفية إلى حد كبير، مما جعله في كتابه هذا يتعسف في تأويل بعض الآيات حتى يجعلها تؤيد مذهبه، أو إنها غير صالحة للاستشهاد بها من جانب مخالفيه. والذي يقرأ الكتاب يلمس روح التعصب في كثير من المواقف، وهذا مع ظهور أدلة المذاهب الأخرى وصلاحها للاستدلال.
فمثلاً: عند تفسيره لقوله تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ) (البقرة:187) بين أنها تدل على أن من دخل في صوم التطوع لزمه إتمامه، مع أن الآية إنما هي في صوم الفرض (4).
4 ـ حملة الجصاص على مخالفيه:
لقد كان الجصاص ـ رحمه الله ـ شديداً على مخالفيه، مثل: الشافعي، ومع ذلك كان يترضى عنهم، فقال: قال أصحابنا والشافعي رضي الله عنهم (5). وأين الشافعي وإمامته من الجصاص الذي هو عالة وغيره على علم الشافعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/40)
فمثلاً: عندما عرض لآية المحرمات من النساء في سورة النساء، نجده يعرض للخلاف الذي بين الحنفية والشافعية في حكم من زنى بامرأة، هل يحل له التزوج ببنتها أو لا؟ ثم يذكر مناظرة طويلة جرت بين الشافعي وغيره في هذه المسألة، ويناقش الشافعي فيما يرد به على مناظره، ويرميه بعبارات شنيعة لاذعة، كقوله: فقد بان أن ما قاله الشافعي، وما سلمه له السائل كلام فارغ، لا معنى تحته في حكم ما سئل عنه (6).
وقوله: ما ظننت أن أحداً ممن ينتدب لمناظرة خصم يبلغ به الإفلاس من الحجاج أن يلجأ إلى مثل هذا، مع سخافة عقل السائل وغباوته.؟
وقوله حين لم يرقه أحد أجوبة الشافعي على سؤال مناظره: ولو كلم بذلك المبتدئون من أحداث أصحابنا، لما خفي عليهم عوار هذا الحجاج وضعف السائل والمسئول فيه.
وهكذا، كان الجصاص شديداً على من خالفه، ومن لم يره محقاً، وفي عباراته شيء من القسوة.
5 ـ كلام الجصاص في الأئمة:
وذلك أنه في تضعيفه لبعض الأحاديث يجرح بعض الأئمة بكلام غير مسبوق، وهو مردود عليه بلا ريب، فمثلاً قال في:
أ) سفيان بن عيينة: أنه سيئ الحفظ، كثير الخطأ (7). وهذه زلة عظيمة من الجصاص، ولم أجد أحداً سبق الجصاص إلى ذلك. وقد ذكر الذهبي ابن عيينة في الميزان، وقال فيه: «وكان يدلس، لكن المعهود منه أن لا يدلس إلا عن ثقة، وكان قوي الحفظ، وما في أصحاب الزهري أصغر سناً منه، ومع هذا فهو من أثبتهم» (8).
ب) زكريا بن يحيى الساجي، قال فيه الجصاص: إنه غير مأمون (9). وقال الذهبي في الميزان عن الساجي: أحد الأثبات، ما علمت فيه جرحاً أصلاً. وقال أبو الحسن بن القطان: «مختلف فيه في الحديث، وثقه قوم وضعفه آخرون» (10). وتعقب ابن حجر كلام ابن القطان، وقال: «ولا يغتر أحد بقول ابن القطان، قد جازف بهذه المقالة، وما ضعف زكريا الساجي هذا أحد قط كما أشار إليه المؤلف» (11). وكذلك أقول لا يلتفت لكلام الجصاص في الساجي الإمام الثبت.
ج ـ طاوس بن كيسان، حيث قال فيه: «إنه كثير الخطأ» (12). ولم يذكره الذهبي في الميزان ولا غيره في الضعفاء. بل قال فيه الذهبي: «الحافظ الفقيه القدوة عالم اليمن»، ونقل عن ابن معين، وأبي زرعة توثيقه (13). وقال ابن حجر: «ثقة فقيه فاضل» (14). وطاوس عالم حافظ ثقة لا يلتفت لكلام الجصاص فيه.
د ـ ونافع مولى ابن عمر حيث قال فيه الجصاص: (قال نافع … بعد ما كبر وذهب عقله) (15). ولم يذكر أهل السير أن نافعاً بعدما كبر ذهب عقله.
6 ـ كلام الجصاص في الخلفاء:
أ) تكلم في خلفاء بني أمية، وعلى رأسهم معاوية الصحابي الجليل رضي الله عنه.
يقول: «وهذه صفة الخلفاء الراشدين، الذين مكنهم الله في الأرض، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ـ رضي الله عنهم ـ وفيه الدلالة الواضحة على صحة إمامتهم، لإخبار الله تعالى بأنهم إذا مكنوا في الأرض قاموا بفروض الله عليهم، وقد مكنوا في الأرض، فوجب أن يكونوا أئمة قائمين بأوامر الله، منتهين عن زواجره ونواهيه، ولا يدخل معاوية في هؤلاء؛ لأن الله إنما وصف بذلك المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم، وليس معاوية من المهاجرين، بل هو من الطلقاء (16). أهـ
ومثلاً: عند قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ) (النور:55) يقول: «وفيه الدلالة على صحة إمامة الخلافة الأربعة أيضاً؛ لأن الله استخلفهم في الأرض، ومكن لهم كما جاء الوعد، ولا يدخل فيهم معاوية؛ لأنه لم يكن مؤمناً في ذلك الوقت (17).
وعند قوله تعالى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) (الحجرات: 9)، نجده يجعل عليا (هو المحق في قتاله، أما معاوية ـ ومن معه ـ فهم الفئة الباغية، وكذلك كل من خرج على علي (18).
وما كان أولى بالجصاص أن يترك هذا التحامل على كاتب الوحي وأمير المؤمنين معاوية الصحابي الجليل، ولا يلوي مثل هذه الآيات إلى ميوله وهواه. وفهمه الخاطئ!
ب) وقال في يزيد بن معاوية: يزيد اللعين (19). قلت: والمتقرر عند أهل العلم أنه لا يجوز لعن المسلم.
جـ) وقال في عبدالملك بن مروان: «ولم يكن في العرب، ولا آل مروان أظلم ولا أكفر من عبدالملك» (20).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/41)
د) وقال في الحجاج بعد كلامه في عبدالملك: «ولم يكن في عماله أكفر، ولا أظلم، ولا أفجر من الحجاج». قلت: وكل ذلك من الجصاص زلة وخطأ لا يقر عليها، والله أعلم بحال كل إنسان.
الجصاص والاعتزال؟:
ذكر بعض المؤرخين أن الجصاص من المعتزلة، وقالوا: أن الجصاص من إحدى طبقات المعتزلة، واختلفت تعبيراتهم في ذلك، فبعضهم جعله من إحدى طبقات المعتزلة، والبعض الآخر قال: إنه يميل إلى الاعتزال.
فعده الحاكم الجشمي ضمن الطبقة الثانية عشرة من طبقات المعتزلة (21)، كما ذكره القاضي عبدالجبار ضمن الطبقة نفسها في كتابه «فرق وطبقات المعتزلة» (22).
وأيضاً في كتاب «تراجم الرجال» قال الجنداري: «ذكره المنصور بالله في طبقات المعتزلة» (23).
أما الذهبي فقد قال عنه: «إنه يميل إلى الاعتزال»، حيث قال في ترجمته: «وقيل: كان يميل إلى الاعتزال، وفي تواليفه ما يدل على ذلك في رؤية الله وغيرها» (24).
ومن المعاصرين: الدكتور محمد حسين الذهبي (25)، والدكتور مساعد مسلم آل جعفر، ومحي هلال السرحان (26)، قالوا: «إن له ميولاً اعتزالية».
ومن الملاحظ أن الكتب التي ترجمت له ـ وخصوصاً «تراجم الحنفية» (27) ـ لم تذكر أنه من المعتزلة سوى ما ذكرت.
ومن استقرائي لكتابه «أحكام القرآن» وجدت أن له بعض الآراء يميل فيها إلى ما ذهب إليه المعتزلة، وربما عن طريقها نسب إلى الاعتزال، وتقدم قول الذهبي عنه «إنه يميل إلى الاعتزال» ومن هذه الآراء:
1 ـ رأيه في الرزق:
ذكر الجصاص عند قوله تعالى: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (البقرة:3) ما يؤخذ منها، فقال: «ولما مدح هؤلاء بالانفاق مما رزقهم الله، دل ذلك على أن إطلاق اسم الرزق إنما يتناول المباح منه دون المحظور، وأن ما اغتصبه وظلم فيه غيره لم يجعله الله رزقاً؛ لأنه لو كان رزقاً له لجاز إنفاقه وإخراجه إلى غيره على وجه الصدقة والتقرب به إلى الله تعالى» (28). فالذي سار عليه من أن الرزق إنما يطلق على الحلال دون الحرام هو ما تذهب إليه المعتزلة.
يقول ابن عطية عند تفسيره للآية نفسها: «والرزق ـ عند أهل السنة ـ ما صح الانتفاع به حلالاً كان أو حراماً، بخلاف قول المعتزلة: إن الحرام ليس برزق» (29).
2 ـ رأيه في السحر:
بين الجصاص في كتابه عند تفسيره لقوله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) (البقرة:102) القول في السحر، ومعناه عند أهل اللغة، وعند إطلاقه، ثم خلاف الفقهاء فيه. ومما قال في معناه: «إنه متى أُطلق فهو اسم لكل أمر مموه باطل لا حقيقة له ولا ثبات» (30).
وقال أيضاً بعد أن أورد بعض القصص عن السحر: "ومن صدق هذا فليس يعرف النبوة، ولا يأمن أن تكون معجزات الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ من هذا النوع، وأنهم كانوا سحرة ... وقال الله تعالى: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طه:69) ...
وقد أجازوا من فعل الساحر ما هو أطم من هذا وأفظع، وذلك أنهم زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِر، وأن السحر عمل فيه، حتى قال فيه: "إنه يتخيل لي أني أقول الشيء وأفعله، ولم أقوله ولم أفعله"، وأن امرأة يهودية سحرته في جف طلعة ومشط ومشاقة، حتى أتاه جبريل ـ عليه السلام ـ فأخبره أنها سحرته في جف طلعة، وهو تحت راعوفة البئر، فاستخرج، وزال عن النبي صلى الله عليه وسلم العارض. وقد قال الله تعالى مكذباً للكفار فيما ادعوه من ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال جل من قائل: (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلاً مَّسْحُورًا) (الفرقان:8)، ومثل هذه الأخبار من وضع الملحدين…" (31).
فيظهر مما قاله الآتي:
1 ـ أن السحر لا حقيقة له.
2 ـ اعتراضه على الأحاديث الواردة في سحر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها غير صحيحة؟.
وتحقيقُ المقام أن نقول: اختلف في أمر السحر: هل له حقيقة وتأثير في الواقع، أو ليس له حقيقة وتأثير؟ على قولين:
الأول: ذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى: أنه ثابت، وله حقيقة وتأثير، ومن أدلتهم على ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/42)
1 ـ قوله تعالى: (سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (الأعراف: 116) فهذه الآية تدل على إثبات حقيقته.
2 ـ قوله تعالى: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) (البقرة:102)، حيث تدل على أن السحر له حقيقة وأثر، إذ أمكنهم بواسطته أن يفرقوا بين الرجل وزوجته، وأن يوقعوا العداوة والبغضاء بين الزوجين.
3 ـ قوله تعالى: (وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ) (البقرة:102)، حيث أثبت الضرر للسحر، ولكنه متعلق بمشيئة الله.
4 ـ قوله تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) (الفلق:4)، حيث تدل على عظيم أثر السحر، حتى أمرنا أن نتعوذ بالله من شر السحرة الذين ينفثون في العقد.
5 ـ ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق، يقال له: لَبيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا، ثم دعا، ثم قال: «يا عائشة أشعر أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي، أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب (32)، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة (33)، قال: وجب (34) طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان» (35). قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه، ثم قال: «يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة (36) الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين»، قالت: فقلت: يا رسول الله أفلا أحرقته؟ قال: «لا، أما أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً، فأمرت بها فدفنت» (37).
الثاني: ذهبت المعتزلة، وأبو حنيفة إلى أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو تمويه وتخييل وإيهام؛ لكون الشيء على غير ما هو به، وأنه ضرب من الخفة والشعوذة، وشبهتهم ما يلي:
1 ـ قوله تعالى: (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) (طه:66)، حيث تفيد أن هذا السحر كان تخييلاً لا حقيقة.
2 ـ قوله تعالى: (سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) (الأعراف:116)، حيث تدل على أن السحر إنما كان للأعين فحسب.
3 ـ قوله تعالى: (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طه:69)، حيث تثبت أن الساحر لا يمكن أن يكون على حق لنفي الفلاح عنه (38).
والصحيح ـ من وجهة نظري، والله أعلم ـ: رأي جمهور أهل السنة للأدلة السابقة، أما ما استدل به المعتزلة فقد ردَّ عليهم القرطبي في تفسيره، إذ يقول: «وهذا لا حجة فيه؛ لأننا لا ننكر أن يكون التخييل وغيره من جملة السحر، ولكن ثبت وراء ذلك أمور جوزها العقل، وورد بها السمع، فمن ذلك: ما جاء في هذه الآية (39) من ذكره وتعليمه، ولو لم يكن له حقيقة لم يمكن تعليمه، ولا أخبر الله تعالى أنهم يعلمونه الناس، فدل على أنه حقيقة. وقوله تعالى في قصة سحرة فرعون (وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (الأعراف: 116)، وسورة الفلق، مع اتفاق المفسرين على أن سبب نزولها ما كان من سحر لبيد بن الأعصم، وهو مما خرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم…. الحديث"، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حل السحر: «إن الله شفاني»، والشفاء إنما يكون برفع العلة وزوال المرض، فدل على أنه له حقاً وحقيقة، فهو مقطوع به بإخبار الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على وجوده ووقوعه. وعلى هذا أهل الحل والعقد الذين ينعقد بهم الإجماع، ولا عبرة ـ مع اتفاقهم ـ بحثالة المعتزلة ومخالفتهم أهل الحق. ولقد شاع السحر وذاع في سابق الزمان، وتكلم الناس فيه، ولم يبد من الصحابة ولا من التابعين إنكار لأصله (40).
وقال الشوكاني: «وقد أجمع أهل العلم على أن له تأثيراً في نفسه وحقيقة ثابتة، ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة وأبو حنيفة» (41).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/43)
وأما اعتراض الجصاص على الأحاديث الواردة في سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: «إنها من وضع الملاحدة» فهذا قول باطل ولا حجة معه، بل هي أحاديث صحيحة خرجها الشيخان وغيرهما.
4 ـ رأيه في الرؤية:
ذكر الجصاص عند تفسيره لقوله تعالى: (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) (الأنعام:103) معنى هذه الآية، فقال: «معناه: لا تراه الأبصار، وهذا تمدح ينفي رؤية الأبصار، كقوله تعالى: (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) (البقرة:255)، وما تمدح الله بنفيه عن نفسه، فإن إثبات ضده ذم ونقص، فغير جائز إثبات نقيضه بحال، كما لو بطل استحقاق الصفة بـ (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ)
(البقرة: 255) لم يبطل إلا إلى صفة نقص، فلما تمدح بنفي رؤية البصر عنه، لم يجز إثبات ضده ونقيضه بحال، إذ كان فيه إثبات صفة نقص. ولا يجوز أن يكون مخصوصاً بقوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: 22 ـ 23)؛ لأن النظر محتمل لمعان منه انتظار الثواب ـ كما روي عن جماعة من السلف ـ فلما كان ذلك محتملاً للتأويل لم يجز الاعتراض عليه بما لا مساغ للتأويل فيه. والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم لو صحت، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبه ولا تعرض فيه الشكوك؛ لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة" (42).
فيظهر من كلام الجصاص إنكاره لرؤية الله عز وجل، وتأويله للأحاديث المروية فيها، وهذا هو عين مذهب المعتزلة.
يقول البغوي عند تفسيره لقوله تعالى: (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) (الأنعام:103): «يتمسك أهل الاعتزال بظاهر هذه الآية في نفي رؤية الله عز وجل، ومذهب أهل السنة: إثبات رؤية الله عز وجل عياناً، قال تعالى: (صلى الله عليه وسلم (() (القيامة: 22 ـ 23)، وقال: (كَلا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) (المطففين: 15). قال مالك رضي الله عنه: «لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعير الله الكفار بالحجاب. وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: 26) فسره بالنظر إلى وجه الله عز وجل. أخبرنا عبدالواحد المليحي، أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد ابن إسماعيل، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، أنبأنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن حازم، عن جرير بن عبدالله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنكم سترون ربكم عياناً» (43).
وأما قوله: (لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) (الأنعام: 103) علم منه أن الإدراك غير الرؤية؛ لأن الإدراك هو: الوقوف على كنه الشيء والإحاطة به، والرؤية: المعاينة، وقد تكون الرؤية بلا إدراك.
قال الله تعالى في قصة موسى ـ عليه السلام ـ: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء: 61 ـ 62)، وقال: (لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى) (طه: 77)، فنفى الإدراك مع إثبات الرؤية، فالله عز وجل يجوز أن يرى من غير إدراك وإحاطة، كما يعرف في الدنيا ولا يحاط به. قال الله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) (طه: 110)، فنفي الإحاطة مع ثبوت العلم. قال سعيد بن المسيب: «لا تحيط به الأبصار»، وقال عطاء: «كلت أبصار المخلوقين عن الإحاطة به»، وقال ابن عباس ومقاتل: «لا تدركه الأبصار في الدنيا وهو يرى في الآخرة» (44).
ويؤخذ من هذا: أن الجصاص له بعض الآراء التي يميل فيها إلى ما تذهب إليه المعتزلة.
على أن العلماء رجحوا ـ بعد هذا كله ـ أن الإمام الجصاص من أهل السنة، ولا يمت إلى المعتزلة بصلة، وذلك لعدة أمور أهمها:
أولاً: أن ذكره في طبقات التراجم مع المعتزلة كما فعل الجشمي، والقاضي عبدالجبار (45) ليس شرطاً أن يجعله منهم، وقد جُعل الجصاص في الطبقة الثانية عشرة والأخيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/44)
ولكن يؤخذ على الجشمي، والقاضي عبدالجبار عدم تمسكهما بما يذهب إليه المعتزلة: من أنه لا يطلق وصف الاعتزال على أحد منهم حتى يعتقد أصولهم الخمسة. يقول أبو الحسين الخياط المعتزلي: «وليس يستحق أحد منهم اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة: التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. فإذ كملت في الإنسان هذه الخصال الخمس فهو معتزلي» (46).
ويؤخذ عليهما أيضاً: أنهما عدّا الخلفاء الراشدين ضمن الطبقة الأولى من طبقات المعتزلة؟ وكذا جعلا عدداً من الصحابة: كابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت .. وغيرهم. والطبقة الثانية ضمت: الحسن، والحسين، وابن المسيب… وغيرهم.
ثانياً: تعرضه لمسائل عديدة يخالف فيها المعتزلة ويتفق مع أهل السنة، ودفاعه عن أهل السنة والجماعة، ودليل ذلك جاء في كتابه «أصول الفقه» عن: القرآن كلام الله، ومرتكب الكبيرة، والوعد والوعيد… وغير ذلك.
ثالثاً: اتخاذه رأس شيخه أبي حنيفة في إنكار حقيقة السحر منبعاً، وليس من المعتزلة كما ذكر البعض.
رابعاً: مجرد إنكاره رؤية الله بالبصر، وزلته في هذا الجانب، لا تضفي عليه أن يُصنف مع المعتزلة؛ لأنها زلة صغيرة، لا يعتد برأيه فيها؛ لعدم وجود حجة له ولا دليل، ولا تكفي أن يصنف هكذا مذهبياً، وهو حنفي المذهب كما ذكرنا.
خامساً: أن الناظر في شيوخ الجصاص يلحظ أن بعضهم من المعتزلة مثل الحسن بن أحمد الفارسي، وعلي ابن أحمد التنوخي، ومحمد بن عمر الجعابي، ولا بد أن لهؤلاء الشيوخ أثر في أراء الجصاص فربما دُخل عليه من ذلك.
والحق يقال، إن الجصاص لم يأخذ برأي المعتزلة ـ وإن مال إليهم في بعض الجوانب ـ ولكنه حنفي، يتبع الإمام أبي حنيفة النعمان ـ رحمه الله ـ، فإن كان أبو حنيفة قد وافق المعتزلة في الرأي القائل: إن السحر خداع لا أصل له ولا حقيقة، فأصل هذا الرأي ـ عند الجصاص ـ جاء من تقليده لصاحب المذهب، ولم يكن برؤية المعتزلة المطلقة والله أعلم.
الهوامش:
(1) أحكام القرآن 1/ 386، 5/ 66.
(2) أحكام القرآن 3/ 155، 5/ 19.
(3) أحكام القرآن 1/ 36.
(4) أحكام القرآن 1/ 289.
(5) أحكام القرآن 1/ 135.
(6) أحكام القرآن 3/ 58.
(7) أحكام القرآن 1/ 186.
(8) ميزان الاعتدال 2/ 170.
(9) أحكام القرآن 1/ 140.
(10) ميزان الاعتدال 2/ 79.
(11) لسان الميزان 2/ 488.
(12) أحكام القرآن 2/ 95.
(13) سير أعلام النبلاء 5/ 38.
(14) تقريب التهذيب 281.
(15) أحكام القرآن 2/ 40.
(16) أحكام القرآن 5/ 83.
(17) أحكام القرآن 5/ 191.
(18) أحكام القرآن 5/ 280.
(19) أحكام القرآن 4/ 319.
(20) أحكام القرآن 1/ 87.
(21) في شرح العيون 391.
(22) فرق وطبقات المعتزلة للقاضي عبدالجبار 125.
(23) تراجم الرجال للجنداري 4.
(24) سير أعلام النبلاء للذهبي 16/ 341.
(25) التفسير والمفسرون 2/ 441.
(26) مناهج المفسرين 147.
(27) انظر هذه الكتب في الحاشية في أول ترجمته.
(28) أحكام القرآن للجصاص 1/ 29.
(29) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/ 102.
(30) أحكام القرآن 1/ 52.
(31) أحكام القرآن 1/ 60.
(32) مطبوب: أي مسحور، يقال: طب الرجل إذا سحر. (فتح الباري 10/ 239).
(33) مشط ومشاطة: المشط: ما يمشط به الشعر، والمشاطة: الشعر الذي يسقط من الرأس أو اللحية عند تسريحه. (فتح الباري 10/ 239).
(34) وجب: الجب: هو وعاء طلع النخل. (فتح الباري 10/ 240).
(35) بئر ذي أروان: هي بئر بالمدينة في بستان بني زريق. (فتح الباري 10/ 240).
(36) نقاعة: هي الماء الذي ينقع فيه الحناء. (فتح الباري 10/ 241).
(37) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، في «الطب» 10/ 232، باب «السحر» رقم 5763، ومسلم في صحيحه، في «السلام» 14/ 250، باب «السحر» رقم 2189.
(38) انظر في ذلك الجامع لأحكام القرآن 2/ 246، وفتح القدير 1/ 119.
(39) وهي قوله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) (البقرة: 102).
(40) الجامع لأحكام القرآن 2/ 46.
(41) فتح القدير 1/ 121.
(42) أحكام القرآن للجصاص 3/ 4، 5.
(43) الحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:" وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" الفتح 8/ 179.
(44) معالم التنزيل للبغوي 2/ 166، 167.
(45) انظر: فرق وطبقات المعتزلة للقاضي عبدالجبار 214، وشرح العيون للجشمي 391.
(46) الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد لأبي الحسين الخياط المعتزلي 93.(7/45)
كيف تحفظ القرآن؟
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 05:55 م]ـ
حفظ القرآن نعمة عظيمة من الله عز وجل تستوجب الشكر وتستوجب العمل أيضا، نسأل الله أن يجعلنا ممن يعملون بكتابه ويطبقون ما فيه ... اللهم آمين
وهذه مادة مسموعة للدكتور راغب السرجاني بعنوان كيف تحفظ القرآن؟
استمع إليها من خلال هذا الرابط ( http://www.islamstory.com/VoteResult.aspx?ID=19) وجزاكم الله خيرا
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[26 - 06 - 07, 10:21 ص]ـ
وتستطيع إن لم ترد السماع قراءة هذا الكتاب لنفس المادة المسموعة من خلال هذا الرابط
كيف تحفظ القرآن الكريم ( http://www.islamstory.com/BookDetails.aspx?ID=234)
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:06 ص]ـ
للدكتور يحي الغوثاني كتاب جميل وفقه الله في هذا الموضوع و لا أظنك تجهله أما عن المادة الصوتية فمحاظرة الشيخ علي بادحدح جميلة جدا
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:48 ص]ـ
للدكتور يحي الغوثاني كتاب جميل وفقه الله في هذا الموضوع و لا أظنك تجهله أما عن المادة الصوتية فمحاظرة الشيخ علي بادحدح جميلة جدا
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:36 م]ـ
هناك كتاب للشيخ أبى ذر القلمونى، هو من أفضل ما يوجد على الساحة و الله أعلم، و لكنه كبير الحجم. اسمه على ما أعتقد " عون الرحمن فى حفظ القرآن"
ـ[القرشي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 10:56 ص]ـ
هناك كتاب للشيخ أبى ذر القلمونى، هو من أفضل ما يوجد على الساحة و الله أعلم، و لكنه كبير الحجم. اسمه على ما أعتقد " عون الرحمن فى حفظ القرآن"
هل يوجد منه نسخة إلكترونية؟ بوركت أخي وجزاك الله خيرا
ـ[اخت المحبه]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرا(7/46)
سؤالى عن معنى من معانى سجود التلاوة
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[18 - 06 - 07, 09:52 م]ـ
أحسن اله اليكم أخذت فى الاكاديمية الاسلامية فى تفسير قول الله تعالى (والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا) هذا الاثر
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أسيد بن عاصم, حدثنا عبد الله بن حمران, حدثنا ابن عون قال سألت الشعبي قلت: الرجل يرى القوم سجوداً ولم يسمع ما سجدوا, أيسجد معهم؟ قال: فتلا هذه الاَية: يعني أنه لا يسجد معهم, لأنه لم يتدبر أمر السجود, ولا ينبغي للمؤمن أن يكون إمعة بل يكون على بصيرة من أمره ويقين واضح بين. وسؤالى اليس السجود اعتلااف على وجود ووحدانية الله واذلال للنفس فكيف يكن امعة وهو له هذا المعنى العظيم(7/47)
إلى الأحبة سورة قاف .... أسامة الصافي
ـ[محمد الفاروقي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 03:15 م]ـ
إليكم سورة قاف ### أسامة الصافي
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[20 - 06 - 07, 04:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[20 - 06 - 07, 04:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم لكن القاريء ليس بشيخ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 02 - 08, 10:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وجزى الله القارىء خيرا.
نسأل الله من فضله.
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 02 - 08, 11:06 م]ـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد - إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد - ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد - وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد - ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد - وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد - لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد - وقال قرينه هذا ما لدى عتيد - ألقيا في جهنم كل كفار عنيد - مناع للخير معتد مريب - الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد - قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد - قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد - ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد - يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد - وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد - هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ - من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب - ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود - لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد}
ــــــــــــــــ
إلهي هل أرجو عفوك و أطمع في" مزيد"،أم لا آمن مكرك و قد أكون "المزيد"؟(7/48)
لمن كان عارفاً بنسخ تفسير القرآن العظيم لابن كثير، أي النسخ أفضل؟
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[19 - 06 - 07, 06:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أي نسخ تفسير ابن كثير هي المعتمدة، قليلة الأخطاء؟
أثابكم الله،،
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[19 - 06 - 07, 07:06 م]ـ
ذكر الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله أن أفضل طبعات تفسير ابن كثير طبعة (أولاد الشيخ-مكتبة مصرية-) وهي تقع في خمسة عشر مجلدا ..
وأنا حقيقة من خلال بحثي القاصر لم أجدها، وقد شاركت مكتبة أولاد الشيخ بمعرض الكتاب الأخير ومع ذلك لم أجدها عندهم ...
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[20 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ
طبعة أولاد الشيخ اشترتها منها دار عالم الكتب وهى هى نفس الطبعة وهى من أفضل الطبعات
قال أحد الأخوة عنها هنا فى الملتقى أن الحوينى حفظه الله أثنى عليها
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 02:54 ص]ـ
http://waqfeya.com/open.php?cat=11&book=300
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 03:08 م]ـ
سئل شيخنا العلامة د. عبدالكريم الخضير حفظه الله ورعاه::
ما أفضل تحقيق لتفسير الجلالين وابن كثير؟؟؟
تفسير الجلالين طُبع منذ خمسين عاماً تقريباً في مطبعة المعارف بمصر في مجلدين بتحقيق الشيخ أحمد شاكر, هذه أفضل الطبعات عندي لمن وجدها, هذه أفضل الطبعات, مع أنه طُبع أيضاً في طبعات كثيرة جداً ولعل من أفضل الطبعات الجديدة طبعة الصفي المباركفوري رحمه الله, ابن كثير طُبع طبعات كثيرة جداً, منها الصحيح ومنها ما فيه أخطاء, لكن من أفضل الطبعات طبعة الشَّعب, فيما يوجد فيها؛ لأنَّ فيها نقص, وليس نقصاً من التفسير؛ إنَّما هو نقص الزِّيادات التي أضافها الحافظ ابن كثير فيما بعد؛ لأنه طُبع الكتاب عن الطَّبعة الأزهريَّة, هذه أفضل الطَّبعات, وأقدم النُّسخ الخَطِّيَّة, طبعة دار الشَّعب, طُبعت عن النُّسخة المخطوطة المحفوظة بالأزهر وهي أقدم النُّسخ وما فيها أَصَح ما في النُّسخ ومع ذلك فيها مقاطع لا تُوجد , في الطَّبعات اللاَّحِقَة مقاطع لا تُوجد في هذه الطَّبعة؛ لأنَّ العَرضَة الأُولى للتَّفسير خالية من هذه المقاطع, فتُقْتَنَى طبعة الشَّعب، ويُقتنى معها طبعة ثانية, مع أنَّ الطَّبعات المُتأخِّرة فيه طبعة في خمسة عشر جزءاً في مطبعة أولاد الشيخ بمصر, مكتبة أولاد الشيخ بمصر هذه طبعة جيدة, وطبعة السَّلامة الطَّبعة الثَّانية أفضل من الأُولى.
... ورد السؤال في شرح الشيخ لبلوغ المرام / باب الرضاع / 3/ 2/1428هـ ***(7/49)
تفرد: منظومة للشيخ عبد الباسط هاشم حفظه الله
ـ[القصيمي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ....
هذا نظم للشيخ المقرئ عبد الباسط هاشم القاهري -حفظه الله -:
أملاه علي:
وسنة الوقف لرأس الآيتِ ... صحت عن النبي في الروايتِ
لكنها قسمان فاعلم يا فتى ... إن تم معناه فقس، وأثبتَ
عدًّا، وإلا فالنبي سنَّ ... ليحص آي الذكر فاعلمنَّ
فليس ذا الأمر على الإطلاق ... ما لم يتم؛ فلا تقف يا راقِ
بل اعلمنه سنَّهُ للعدد ... وليس للوقف فكن ذا رشَدِ
والله أعلم ......
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:37 م]ـ
بارك الله فيك.(7/50)
هل دوري الكسائي هو دوري أبي عمرو البصري؟
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[20 - 06 - 07, 04:28 م]ـ
الأحبة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا سؤال للمتخصصين في علم القراءات
هل دوري الكسائي هو دوري أبي عمرو البصري؟
وجزاكم الله خيرًا، ونفع بكم، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[ابو ياسمين]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:43 م]ـ
السرم عليكم
أخي الحبيب
نعم دوري الكسائي هو نفسه دوري البصري إلا أن الروايتين مختلفتين و بالمناسبة فالدوري هو أول من جمع القراءات و لهذا ترى له هاتان الروايتان و العديد من الطرق في القراءات الأخرى
و الله أعلم
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[20 - 06 - 07, 08:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك(7/51)
تسجيلات للشيخ عمار والشيخ الزيات، والشيخ الضباع
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 10:36 م]ـ
هل من تسجيلات على الشبكة لهؤلاء الشيوخ
أنا عندي واحد فقط للشيخ عامر، أول سورة طه، وها أنا أرفعه.
فهل من يرفع شئ لهم
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:00 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:01 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 11:36 م]ـ
للرفع(7/52)
عاجل: كتاب البسط في القراءات العشر
ـ[ابراهيم البحيري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:27 م]ـ
الأخوة الأعزاء
أرجو منكم أو في مكتبة الوقفية أو في أي منتدى
نحسبهم من أهل الخير والمروءة ندعوا الله أن تكون الجنة مثواهم:
أن يصوروا كتاب (البسط في القراءات العشر)
لأننا في حاجة قصوى لهذا الكتاب القيم المفيد
وجزاكم الله خيرا
وغفرالله لكم ولوالديكم
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال(7/53)
لماذا وبخ الإمام المقرئ ابن مجاهد هذا الفقيه؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:06 م]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
أما بعد:
فأهلا بك أخي الكريم في هذا الموضوع القصير، وهو عبارة عن حادثة فيها تنبيه، سأتركك تتأملها بنفسك وتنظر ما يشببها في الواقع:
قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء 2/ 39:
قرأت في تاريخ خوارزم في ترجمة (أبي سعيد أحمد بن محمد بن حمديج الحمديجي) قال:
كنت اختلف إلى أبي بكر بن مجاهد، المقرئ البغدادي، فكان يكرمني لفقهي،
فاشتهيت أن أقرأ عليه،
لما رأيت من ولوع الناس بالقراءة عليه،
فقلت له: إني أريد أن اقرأ عليك القرآن،
فقال: نعم، إنْ كنت تريد القراءة، فاجلس مجلس التلامذة،
قال: فتحولت من جنبه إلى بين يديه،
فلما افتتحت القراءة على رسم العامة، وقلت: " بسم الله الرحمن الرحيم "
قال: أو كذا تقرأ؟!
اذهب إلى ذلك الفتى حتى يرشدك،
ثم اقرأ عليّ،
فخجلت من ذلك،
وترك إكرامي، كما كان يكرمني قبل ذلك، لما عرف بضاعتي في القراءة.اهـ
ترى كم من طلاب العلم وأئمة المساجد والوعاظ اليوم بحاجة أن يقال له مثل ما قيل لهذا؟!
ـ[مصلح]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:51 م]ـ
صدقت وبررت، ما أكثر من سيقل قدره عند محبيه
فإن كان للمسنين منا بعض العذر، فما بال طلبة العلم الشباب الذين ينفق أحدهم في القراءة
والبحث والدرس أوقاتاً، ثم لا يكون لدرس القرآن من وقته إلا القليل
وقد ذكرتني بما أخبر به أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري أنه طلب من مقرئ العصر
الشيخ المسند أحمد الزيات أن يأذن له في القراءة عليه، قال فأذن لي فاستفتحت الفاتحة
فقرأتها - ولم تكن قراءته متقنة = كحال كثير من كبار السن في بلادنا: بلاد نجد - قال:
فلما أتممت قراءتها صاح بي وأسكتني وقال: يا ابني، العلم ده أمانة!! ومنعني من إتمام القراءة.
وأنا أعتذر عن ضبط القصة لبعد عهدي بها
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 06 - 07, 05:41 م]ـ
فلما افتتحت القراءة على رسم العامة، وقلت: " بسم الله الرحمن الرحيم "
!
قد أشكل علي فهم هذه العبارة .. فهل من موضح؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:14 م]ـ
أي على طريقة قراءة العوام.
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:33 م]ـ
جازاك الله خيرا.
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:25 م]ـ
أليس يعني أنه لم يستعذ، وإنما استفتح بالبسملة مباشرة، كما يفعل العامة؟!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:06 ص]ـ
يغلب على ظني الاحتمال الذي ذكرتُه؛ لأنه قال: «على رسم العامة»، وقال: «بضاعتي في القراءة».
وإن كان يحتمل أنه جمع بين الأمرين. والله أعلم بحقيقة ذلك.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:35 ص]ـ
ترى كم من طلاب العلم وأئمة المساجد والوعاظ اليوم بحاجة أن يقال له مثل ما قيل لهذا؟!
ياله من سؤال محرج لكثير ممن يشار اليهم بالبنان!!!
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:08 م]ـ
يغلب على ظني الاحتمال الذي ذكرتُه؛ لأنه قال: «على رسم العامة»، وقال: «بضاعتي في القراءة».
وإن كان يحتمل أنه جمع بين الأمرين. والله أعلم بحقيقة ذلك.
على رسم العامة، قد تحتمل أنه ترك الاستعاذة، لأنه شائع بينهم .. لكن أظنه الآن ما رجحتم بارك الله بكم، لقوله (كما ذكرتم): "لما عرف من بضاعتي في القراءة" فدل على ما ذكرتم بارك الله فيكم.
والحق معكم .. مصيبتنا هي انشغال الناس بالمفضول عن الفاضل، وينسحب ذلك أيضا على من يحبون الإغراب على الناس بالقراءات والروايات (وإن كانت من العشر الصغرى أو الكبرى)، وهم لا يعلمون تفسير "الله الصمد"!! ولا يدركون أن فعلهم ذلك مظنة للتشكيك والأخذ والرد في كتاب الله عز وجل، وصدق سيدنا ابن مسعود: "إنك لست محدثا الناس بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 06 - 08, 08:39 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[27 - 06 - 08, 08:58 م]ـ
سبحان الله لو حصلت هذه القصة لأحدنا وهو بمنزلة هذا الفقيه فهل سيرويها أم يكتمها ويطويها؟؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[27 - 06 - 08, 09:30 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/54)
مصيبتنا هي انشغال الناس بالمفضول عن الفاضل، وينسحب ذلك أيضا على من يحبون الإغراب على الناس بالقراءات والروايات (وإن كانت من العشر الصغرى أو الكبرى)، وهم لا يعلمون تفسير "الله الصمد"!! ولا يدركون أن فعلهم ذلك مظنة للتشكيك والأخذ والرد في كتاب الله عز وجل، وصدق سيدنا ابن مسعود: "إنك لست محدثا الناس بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة".
أخي الحبيب مالك الطيبي، لي ملاحظات على كلامك المقتبس أرجو أن يتسع لها صدر:
أولا: الإغراب ليس مختصا بالقراءات ولا الروايات فلا داعي لربط الإغراب بها، فحتى الحديث فيه غرائب كما ذكرت عن ابن مسعود، بل حتى في الفقه والعقائد غرائب تزعج العامة.
وأما الإمام ابن مجاهد رحمه الله فلم يأت للعامة ويقرأ عليهم بما يستغربونه حتى تذكر هذا الكلام، فلا أدري ما علاقة كلامك هذا بحادثتنا؟! هل تجد في إنكار ابن مجاهد على الفقيه إغرابا؟!
ثانيا: إذا اشتغل طالب العلم بالقراءات عدت له حسنة، وإذا جهل معنى ((الصمد)) عدت له سيئة، لكن لا يعلَّق هذا بهذا.
فلا نقول للمقرئ انس كل ما تعلمته حتى تتقن معاني الكلمات، ولا نقول له إنك آثم بتعلمك القراءات ما دمت جاهلا بمعاني الكلمات.
مع العلم بأن من الفقهاء ولا سيما المعاصرين منهم لا يحسنون الإعراب فضلا عن فهم كتاب الله! ومع ذلك لم نقل لهم ما قلته عن القراء.
ثالثا: الاشتغال بالقراءات ولا سيما في عصرنا هذا ليس مفضولا بل هو من فروض الكفاية وإلى الآن لم تحصل كفاية عندنا من القراء والحاجة بهم ملحة جدا، وأنا لا أتكلم عن الذين يقرؤون بالعشر الصغرى فهؤلاء كثر والحمدلله لكني أتكلم عن المتخصصين المعتنين بمعاني القراءات وتوجيهها ونشأتها وتاريخها وكل ما يتعلق بها، وهؤلاء تعدهم الأصابع ولذلك لم نجد اليوم من يتصدى للمستشرقين في طعنهم في القراءات إلا أناسا معدودين! مع العلم بأن المسألة حساسة فينبغي لعلماء الأمة الاهتمام بها حتى لا يغتر العوام بشبه أولئك الملحدة، حتى أني رأيت أحد طلبة العلم قد علقت في قلبه شبهة من بعض المستشرقين ولم يجد أحدا يزيلها عنه!
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[19 - 09 - 08, 04:40 م]ـ
السلام عليكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[30 - 09 - 08, 04:56 ص]ـ
صدقت
وإلى الله المشتكى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 09 - 08, 12:25 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله و تقبل الله طاعتكم
ونسأل الله أن يرزقنا مخافته و الإخلاص له
ـ[مؤيد السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 08, 01:33 م]ـ
فلما افتتحت القراءة على رسم العامة، وقلت: " بسم الله الرحمن الرحيم "
فضلا ماذا فعل وماذا كان الصواب
ـ[حمد القحيصان]ــــــــ[30 - 09 - 08, 03:53 م]ـ
أَيّ وَرَبّي نَحْنُ في أمَسِّ الحاجَةِ إلى مِثْلِ هذا التَّوْبيخِ! فَلا تَكادُ تَرى مُتَمَكِّناً إِلاَّ ما رَحِمَ الله.
وَالشَّيْءُ بِالشَّيءِ يُذْكَرُ، فَقَبْلَ أيَّامٍ مَعْدوداتٍ كُنتُ في طَريقِيَ إلى السُّعودِيَّةِ فَتَوَقَّفْتُ لِلصَّلاةِ في إحْدى الإِسْتِراحاتِ، وَلَمَّا هَمَّ الإِمامُ بِالقِراءَةِ إذْ بي أسْمَعُ عُجَباً! نُطْقٌ سَقيمٌ وَأخطاءٌ وَاللهِ لا تَخفى عَلى طِفْلٍ!
نَسأَلُ اللهَ الهِدايَةَ لِلجَميعِ وَجوزيتَ الجَنَّةَ أخي الكَريم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 10 - 08, 06:19 ص]ـ
فضلا ماذا فعل وماذا كان الصواب
السلام عليكم
حياك الله و تقبل الله طاعتكم
ونسأل الله أن يرزقنا مخافته و الإخلاص له
الظاهر أنه قراء على طريقة لم يحقق فيها مخارج الحروف و صفاتها بل كما يقرأ عوام الناس و جأت من علم أو طالب علم يكون وقعها أشد
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[02 - 10 - 08, 06:30 ص]ـ
يقول الشيخ الموسوعي أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري عفا الله عنه في كتيبه ((الحباء من العيبة غب زيارتي لطيبة)) [ص 54 الطبعة الأولى 1413هـ]
((زرتُ شيخ المقرئين أحمد الزيات ...
وأردتُ أن أسمعه شيئاً من تلاوتي ولم يرد أن يكسر خاطري برد حاسم فكان يردد: (تحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
قال ذلك، وهو يعلم مقصدي بأني أريد حمل إجازة في أسبوع!!
فتوسط لي عنده العلامة الشيخ سيبويه ...
وأشعره أن الغرض إجازة للبركة.
وظل الشيخ في هدوئه يردد: (يحضر معنا، ويكون خير إن شاء الله)
فلما رأى الإلحاح مني ومن الشيخ سيبويه: وثب كالهزبر وصاح بأعلى صوته:
(ما ينفعش يا ابني، دا العلم أمانة)
فتضاءلت إلى ما دون علمي وليس ذلك لمجرد خجلي بل إعجاباً بعلم الرجل ودينه وأمانته
ولو كنت على كرسيه لجاملت ...
وعندما كنت ألح لم يدر بخلدي قط أن الشيخ السديس - وهو من أئمة القراء - قطع المواصلة معه.
ولم يدر بخلدي قط أن الشيخ الحذيفي - وهو من أئمة القراء أيضاً - واصل معه بعد شهرته سنوات، ولا أدري هل منحه الإجازة بالقراءات السبع أم لا؟! ...
وشطحت شطحةً عظيمة إذ أردت القراءة على مثل الشيخ الزيات، وكأنه قد غاب عن ذهني أن قراءتي قراءة العوام في نجد قبل جيل الصحوة
وعامة العلماء وطلاب العلم كانت قراءتهم قراءة العوام ...
هكذا كنا يومها لا نعرف قراءات ولا مخارج حروف ولا تجويد ...
وإن بقي في العمر بقية، وفي الدنيا فسحة فأملي مواصلة التلاوة لدى الشيخ الزيات رغم ضعف حبالي الصوتية ورغم عدم صلاحيتي إماماً مقرئاً في مسجد يقصد، وإنما هدفي التمتع بنعمة علم حرمنا من أيام الطلب.)) انتهى بتصرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/55)
ـ[النعيمية]ــــــــ[02 - 10 - 08, 08:43 م]ـ
بارك الله فيكن/فيكم جميعا موضوع مهم حقا
لكن هناك موضوع آخر يسطره هذا اللفظ
قد أنزل هذا القرآن ليعمل به فاتخذوا قراءته عملا
فإذا لم نقرأه ولم نعمل به
كان الفساد و الهلاك لأمة تسمى امة القرآن آكد فلا قراءة و لاعمل؟؟ حسبنا الله
ولله المشتكى
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 08, 01:37 ص]ـ
بارك الله في المشايخ والإخوة الأكارم
... لما عرف بضاعتي في القراءة.اهـ
ولأنه ضيع أول منازل طلب العلم، ولأنه فقيه متصدر يفتتن الناس بقراءته إن لم تكن مستقيمة ..
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 10 - 08, 02:16 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و تقبل الله طاعتكم
ونسأل الله أن يرزقنا مخافته و الإخلاص له(7/56)
فائدة من قوله تعالى: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا}
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال ابن العربي -المالكي- سألت شيخنا الإمام أبا منصور الشيرازي .. عن قوله تعالى {إلا الذين تابوا
وأصلحوا وبينوا} ما بينوا؟
قال: أظهروا أفعالهم للناس بالصلاح والطاعات
قلت: ويلزم ذلك؟
قال: نعم لتثبت أمانته وتصح إمامته وتقبل شهادته.
قال ابن العربي:ويقتدى به غيره فهذه الأمور وما كان مثلها تجري هذا المجرى.
الموافقات (2|218)(7/57)
"لمحات" منهجية بشأن "لمسات بيانية"
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[22 - 06 - 07, 01:21 ص]ـ
"لمحات" منهجية بشأن "لمسات بيانية"
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
وبعد:
فإن للأستاذ الفاضل فاضل السامرائي-أعانه الله- سعيا مشكورا في سبيل إحياء التفسير البياني للقرآن الكريم.
أقول "إحياء" لأن هذا المهيع قديم وقديم جدا. فقد أدرك القدماء أن البيان هوأول و أظهر وجوه التحدي: تحدى القرآن الكريم العرب الذين نزل عليهم ولم يكن عندهم حيتذاك من تجليات العقل إلا البيان ... ولا يعقل أن تكون المعاجزة فيما لا يدعون ولا يستطيعون ...
وحاول أئمة البيان أن يخرجوا ما هو من نطاق السليقة والحدس إلى نطاق العقل واللغة فنشأت البلاغة علما يظهر الحدسي معقولا والذوقي الروحي شيئا يمكن التعبير عنه باللغة المادية ... وكان فضل عبد القاعر الجرجاني على هذا العلم الناشيء كبيرا ... فرسم معالمه في كتابيه الشهيرين- لاسيما في الدلائل- حيث فسر آيات كثيرة معولا على الذوق السليم وعلى معرفة خصائص التعبير العربي ذلكم التعبير المشحون بالأسرار والدلالات الخفية والإيحائية.
لكن الريح جرت بما لم يكن عبد القاهر يشتهي ولا البلاغة تريد.
فقد تحولت البلاغة عند المتكلمين والفلاسفة إلى علم منطق جاف ... وانصرف البلاغيون إلى نهج أرسطو فنبغوا في التقسيم وإعادة التقسيم وألهاهم التكاثر في المصطلحات عن الوظيفة الأولى للبلاغة وهي تفسير القرآن ... ويتعجب المرء الآن من كثرة أسماء أصحاب المتون والحواشي والتقريرات ... وقلة تفسيرهم للقرآن ... بل لا يذكرون الآية إلا في معرض التمثيل للقاعدة عندهم .. فعكسوا المنهج: القرآن في سبيل البلاغة وليس البلاغة في سبيل القرآن ... ولم يأت التدبر القرآني القائم على البلاغة والتذوق إلا من أوساط أخرى غير وسط علماء البلاغة كما نقرأ مثلا في كتب السهيلي وابن القيم رحمهما الله.
... ثم شهدنا في العصر الحاضر محاولات لإحياء البلاغة على غير أسس المنطق أذكر منها محاولات ثلاث:
-محاولة عائشة عبد الرحمن في تفسيرها البياني.
-محاولة صاحب الظلال.
-محاولة صاحب اللمسات.
ولا يخفى الإيحاء المشترك للكلمتين" ظلال" و"لمسات .. "
فالتناول غدا أكثر تواضعا (ومن تواضع رفع):
فالأول لا يدعي تفسير القرآن ولكن يريد التعبير عن الأحاسيس والخواطر التي تولدها الآية في نفسه فهي ظلال القرآن فقط ... والظلال أحيانا تطول وأحيانا تقصر.
أما الثاني فهو أيضا يكتفي بمجرد لمسات .. ويستكثر على نفسه وصف المفسر أو الباحث في إعجاز القرآن ... و كلمة إعجاز قليلة الجريان على لسانه ...
وسنحاول هنا أن نبين بعض الخطوط المنهجية مقتفا أثر الأستاذ الفاضل .. فنقول هي فقط لمحات منهجية أو"لمحات عن لمسات"
1 - اللمحة الاولى:
قاعدة تطابق التعبير القرآني مع الواقعة المنقولة ووجوب تطابق الواقعة مع الآية ...
ينطلق الأستاذ من مسلمة هي: القرآن أصدق نقل للواقع وأجمله. (من الجمال وليس الإجمال)
فكل آية تتضمن الصدق والفن معا ...
فالقرآن في الغالب ينقل حوارات ومخاطبات جرت في الواقع بغير اللسان العربي .. لكن ترجمة القرآن هي أصدق ترجمة ممكنة ... ومع ذلك الصدق يكون أجمل لفظ ...
وعلى هذا الأساس لا يعترف الأستاذ بالتلوينات البيانية والتنويعات التعبيرية عن الواقعة الواحدة.
يقول:
"قد يتغير في الآية كلمة من سياق إلى سياق ومن سورة إلى سورة. وردت قصة سيدنا موسى في سور متعددة في القرآن الكريم وبين قصة موسى - عليه السلام - في سورة البقرة وقصته في سورة الأعراف تشابه واختلاف في الألفاظ كما هو حاصل في كلمتي (انفجرت) و (انبجست). فقد يحصل اختلاف في التعبير أحياناً في مكان عن مكان أو في قصة عن قصة فلماذا الإختلاف؟
الحقيقة أنه ليس في القرآن الكريم اختلاف في القصة وإنما يختلف التعبير عن مشهد من مشاهد القصة بين سورة وسورة لأن كل سورة تأتي بجزئية من القصة نفسها تتناسب وسياق الآيات في السورة التي تذكر فيها."
فهو لا يعد "انفجرت "و"انبجست " تنويعات أسلوبية على واقعة واحدة ... صحيح إن مع التنويع تحققا للجمال لكن يتخلف الصدق،وهذا محال في القرآن.
فيبقى السؤال المطروح: ماالذي وقع فعلا عندما ضرب موسى عليه السلام الحجر؟
هل انبجس الماء أم انفجر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/58)
الانبجاس ليس مرادفا للانفجار وعلى قاعدة التطابق لا بد أن تكون واقعتان، أو تكون مرحلتان مختلفتان من واقعة واحدة ..
ففي قصة موسى عليه السلام، وقع الأمران-حسب الأستاذ-ضرب موسى عليه السلام الحجر فانفجر الماء أولا ثم بدأ يقل فوصف بالانبجاس ... فهنا مرحلتان متعاقبتان في الحدث .. ولا يرد عليه العطف بالفاء في الآيتين فهي عنده في الموضعين معا فصيحة تفصح عن محذوف وليست عاطفة ترتب مع الفورية.
2 - اللمحة الثانية:
قاعدة اعتبار السياق المتوازي ...
ومنهج الأستاذ هنا امتداد لمنهج الخطيب الإسكافي صاحب" الدرة" والعاصمي الغرناطي صاحب "الملاك" ...
ونقصد من السياق المتوازي ما يكشف عنه السؤال الذي يتكرر كثيرا على لسان الأستاذ:
لماذا قال هذا هنا وقال ذلك هناك؟
ومن خلال المقارنة تتكشف اللمسة البيانية البديعة.
وهذا مثال آخر يوضح القاعدتين المنهجيتين معا: التطابق والتوازي.
ومثال آخر على التشابه والإختلاف في القرآن الكريم ما جاء في سورتي النمل والقصص في قصة موسى - عليه السلام - أيضاً ففي سورة النمل قال تعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ {7}) وفي سورة القصص قال تعالى (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ {29}) الخط البياني في السورتين متسع ولكن ندرسه من ناحية التشابه والإختلاف لأن بينهما اختلافات عدة.
أولاً في سورة النمل جاء بالسين في (سآتيكم) والسين تفيد التوكيد، أما في القصص فجاء بـ (لعلّي آتيكم) وهي للترجّي. فماذا قال موسى لأهله هل قال ترجّى أم قطع؟ هل قال أحدهما أم ماذا؟ الحقيقة أن هذا يحصل في حياتنا يقول أحدنا سآتي اليوم لعلي أستطيع بمعنى (أقطع ثم أترجّى) والمشهد نفسه هو الذي يفرض الترجي أو القطع. قد نقطع ثم يأتي أمور تحول دون ذلك فنقول لعلّي للترجي أو العكس لكن يبقى لماذا الإختيار أي اختيار الترجي في سورة والقطع في سورة أخرى؟
والتوازي يلحظ باعتبارات مختلفة:
باعتبار الموضوع –قصة موسى مثلا-أو باعتبار التشابه أو التضاد الشكلي في تأليف الجملة .. وقد يعتبر ترتيب السور في المصحف كما في قوله:
لو نظرنا في السورة وعلاقتها بما قبلها أي (سورة الفجر)، قال تعالى في سورة الفجر (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن) ذكر الإنسان الغني والفقير، الذي قدر عليه رزقه والذي أغناه. وفي سورة البلد ذكر الذي أهلك المال والفقير. ثم إن ربنا تعالى وصف الإنسان في سورة الفجر بقوله: (كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) وفي سورة البلد وصّانا تعالى بالرحمة بهذين الضعيفين بقوله: (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة).
3 - اللمحة الثالثة
قاعدة اعتبار السياق المضيق ...
ونعني بها اعتبار ما سبق أو لحق موضعيا ... وكثيرا ما يجري على لسان الأستاذ قوله: ذكر قبل ذلك ... وذكر بعده فتكون النتيجة لمسة بيانية تتعلق بانسجام عناصر الآية.
ومن ذلك قوله:
قال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) وقال عز وجل: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن)
قدم في الأولى الإنس وقدم في الثانية الجن لأن مضمون الآية هو التحدي بالإتيان بمثل القرآن، ولا شك أن مدار التحدي على لغة القرآن ونظمه وبلاغته وحسن بيانه وفصاحته.
والإنس في هذا المجال هم المقدمون، وهم أصحاب البلاغة وأعمدة الفصاحة وأساطين البيان، فإتيان ذلك من قبلهم أولى، ولذلك كان تقديمهم أولى ليناسب ما يتلاءم مع طبيعتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/59)
أما الآية الثانية فإن الحديث فيها عن النفاذ من أقطار السموات والأرض، ولا شك أن هذا هو ميدان الجن لتنقلهم وسرعة حركتهم الطيفية وبلوغهم أن يتخذوا مقاعد في في السماء للاستماع، كما قال تعالى على لسانهم: " وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع " الجن 9
وهذا المثال يوضح كل القواعد التي ذكرناها.
4 - اللمحة الرابعة
قاعدة اعتبار السياق الموسع.
الأستاذ الفاضل لا يكتفي بملاحظة السياق القريب بل يمد نظره إلى السورة كلها أو على الاقل إلى قسم كبير منها .. فهو يستعرض أحيانا جل مضامين السورة ومقاصدها ليفسر سر اختيارهذه الكلمة دون تلك ... ثم عند الموازاة يشير إلى مضامين السورة الأخرى ويقارن بين المضمونين وليس الهدف إلا الكشف عن لمسة بيانية في تعبير مفرد.
مثاله تعليله لتقدم الجار والمجرور وتأخره في (مواخر فيه) و (فيه مواخر):
قّدم المواخر على الجار والمجرور في النحل وقدم (فيه) على مواخر في فاطر. وذلك أنه تقدم الكلام في النحل على وسائط النقل فذكر الأنعام وأنها تحمل الأثقال وذكر الخيل والبغال والحمير نركبها وزينة ثم ذكر الفلك وهي واسطة نقل أيضاً فقال (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) النحل) قدّم المواخر لأنه من صفات الفلك وهذا التقديم مناسب في سياق وسائط النقل. وليس السياق كذلك في سورة فاطر وإنما قال الله تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر) ثم قال (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)) فالكلام هنا على البحر وأنواعه وما أودع الله فيه من نعم. فلما كان الكلام على البحر قدم ضمير البحر على المواخر فقال (وترى الفلك فيه مواخر). فانظر كيف أنه لما كان الكلام على وسائط النقل والفلك قدم حالة الفلك ولما كان الكلام على البحر ذكر ما يتعلق به.
هذه لمحات ذكرتها على عجل ... ولم يكن الغرض هو تشريح منهج الأستاذ فاضل السامرائي ... فهي لمحات فقط على وزان لمسات.
ـ[سعيد يوسف الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:03 م]ـ
يا أبا عبد المعز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتك أخي الفاضل تكمل الموضوع، وهذا طلباً لا أمراً.
ولمحاتك هذه تستحق الرفع رفع الله قدرك في الدارين.(7/60)
تجويد المرأة القرآن على مسامع الرجال
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:12 ص]ـ
إخوني الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: هل يحضركم فتوى لكبار العلماء حول رفع المرأة البالغة صوتها بالقرآن على مسامع الرجال .. وأجركم على الله.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:53 ص]ـ
يا جماعة تعاونوا معنا القضية عملية تتعلق بها عمل مستعجل بارك الله فيكم.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:37 ص]ـ
السؤال:
علمت أن المرأة لا يجوز أن تؤذن حيث أن صوتها فيه نغم ولكن هل يجوز للمرأة أن ترتل القرآن أمام الرجال كحالتي في الإذاعة المدرسية؟
====================
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصوت المرأة بالنسبة للأجنبي عنها لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون طبيعياً لا نغمة فيه ولا تمطيط ولا تليين.
والحالة الثانية: أن يكون فيه نغمة وتمطيط.
ففي الحالة الأولى لا حرج عليها في محادثتها وكلامها معه، ولا حرج عليه من الإصغاء إليها ومحادثتها ومحاورتها إذا لم يتلذذ بسماع صوتها، وإلا حَرُم عليه ذلك.
كما جاء في رواية عن أحمد: ويحرم التلذذ بسماعه (صوت المرأة) ولو بقراءة.
أما الحالة الثانية: فلا يجوز للمرأة تمطيط صوتها وتليينه بحضرة الأجنبي، ولا يجوز له قصد استماعها ولا الإصغاء لها.
ولما كانت القراءة لا تخلو من نغم وتمطيط كُره للمرأة أن ترفع صوتها بالقراءة بحضرة الأجانب خشية الافتتان بصوتها، فإن أَمنت الفتنة لم يكره لها القراءة، وجاز لهم الإصغاء.
جاء في نهاية المحتاج: فقد صرحوا (يعني علماء الشافعية) بكراهة جهرها في الصلاة بحضرة أجنبي، وعللوه بخوف الافتتان.
وفي كشاف القناع: وتسر بالقراءة إن كان يسمعها أجنبي.
وقال في رواية مهناعن أحمد: ينبغي للمرأة أن تخفض من صوتها في قراءتها إذا قرأت بالليل. ا. هـ
والله أعلم.
***********************************
************************************************** *
***********************************
السؤال:
أريد الاستفسار: هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن جهرا على الرجال، مثال على ذلك، في يوم من الأيام دخلت على صديق لي فوجدته يسمع الغناء لأم كلثوم فخرجت فإذا به يقول لي اسمعها وهي تقرأ القرآن وسمعت لكنني انفعلت من الأمر لأنه كان أول مرة أسمع امرأة تقرأ القرآن جهرا، وهذا هو سؤالي، وشكرا لكم
======================
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتكره قراءة المرأة للقرآن والرجال الأجانب يسمعونها، ومن تلذذ بصوتها حرم عليه الاستماع ولو كان لشريط مسجل لأن من أسباب حرمة الغناء دعوته إلى هيجان الشهوة والدعوة إلى الحرام، ومتى علمت هي بذلك حرم عليها الاستمرار لأنها تعينه على المحرم، وأما غناؤها لهم فحرام مطلقا، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 24898 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=24898)، والفتوى رقم: 16159 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=16159).
والله أعلم.
========================================
المفتي: مركز الفتوى بإدارة الدكتور عبدالله الفقيه
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:47 ص]ـ
هناك فرق بين مقام التعليم عند أمن الفتنة وفرق بين تسحيل صوت المرأة في شريط لأن الشريط يحصل عليه كل من هب ودب ‘ذا لا يمكن حصر الحاصلين عليه ولا ضبط رغباتهم أما في مقام التعليم من وراء حجاب وأمن الفتنة فهذا لا بأس به
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:48 ص]ـ
هناك فرق بين مقام التعليم عند أمن الفتنة وفرق بين تسجيل صوت المرأة في شريط لأن الشريط يحصل عليه كل من هب ودب إذا لا يمكن حصر الحاصلين عليه ولا ضبط رغباتهم أما في مقام التعليم من وراء حجاب وأمن الفتنة فهذا لا بأس به
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا .. وهل من مزيد خاصة إذا كانت هناك فتوى لهيئة كبار العلماء بالسعودية؟
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[27 - 06 - 07, 06:28 م]ـ
للرفع والمباحثة(7/61)
الاستغفار في القرآن على وجهين
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:07 م]ـ
الاستغفار في القرآن على وجهين
قال ابن الجوزي: " الاستغفار استفعال من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه والغفر الستر ويقال اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ وغفر الخد والصوف ما علا فوق الثوب منهما كالزئبر سمي غفرا لأنه يستر الثوب ويقال لجنة الرأس مغفر لأنها تستر الرأس وقال أبو سليمان الخطابي وحكى بعض أهل اللغة أن المغفرة مأخوذة من الغفر وهو نبت يداوى به الجراح يقال إنه إذا ذر عليها دملها وأبرأها ذكر بعض المفسرين أن الاستغفار في القرآن على وجهين - أحدهما الاستغفار نفسه وهو طلب الغفران ومنه قوله تعالى في هود واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه وفي يوسف واستغفري لذنبك وفي نوح استغفروا ربكم إنه كان غفارا وهو كثير في القرآن والثاني الصلاة ومنه قوله تعالى في آل عمران والمستغفرين بالأسحار وفي الأنفال وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وفي الذاريات وبالأسحار هم يستغفرون وقد عد بعضهم الآية التي في يوسف من قسم الاستغفار وجعل التي في هود وفي نوح بمعنى التوحيد فيكون الباب على قوله من أقسام الثلاثة.
نزهة الأعين النواظر لابن الجوزي ص 89 - 91.
قال ابن القيم:" الاستغفار فهو نوعان مفرد ومقرون بالتوبة فالمفرد كقول نوح عليه السلام لقومه استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا وكقول صالح لقومه لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون النمل 46 وكقوله تعالى واستغفروا الله إن الله غفور رحيم البقرة 199وقوله وما كان الله يعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33 والمقرون كقوله تعالى استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله هود 3 وقول هود لقومه استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا هود 52 وقول صالح لقومه هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب هود 61 وقول شعيب واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود هود 90 فالاستغفار المفرد كالتوبة بل هو التوبة بعينها مع تضمنه طلب المغفرة من الله وهو محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره لا كما ظنه بعض الناس أنها الستر فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له ولكن الستر لازم مسماها أو جزؤه فدلالتها عليه إما بالتضمن وإما باللزوم وحقيقتها وقاية شر الذنب ومنه المغفر لما يقي الرأس من الأذى والستر لازم لهذا المعنى وإلا فالعمامة لا تسمى مغفرا ولا القبع ونحوه مع ستره فلا بد في لفظ المغفر من الوقاية وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب في قوله وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون الأنفال 33 فإن الله لا يعذب مستغفراً وأما من أصر على الذنب وطلب من الله مغفرته فهذا ليس باستغفار مطلق ولهذا لا يمنع العذاب فالاستغفار يتضمن التوبة والتوبة تتضمن الاستغفار وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله فها هنا ذنبان ذنب قد مضى فالاستغفار منه طلب وقاية شره وذنب يخاف وقوعه فالتوبة العزم على أن لا يفعله والرجوع إلى الله يتناول النوعين رجوع إليه ليقيه شر ما مضى ورجوع إليه ليقيه شر ما يستقبل من شر نفسه وسيئات أعماله وأيضا فإن المذنب بمنزلة من ركب طريقا تؤديه إلى هلاكه ولا توصله إلى المقصود فهو مأمور أن يوليها ظهره ويرجع إلى الطريق التي فيها نجاته والتى توصله إلى مقصوده وفيها فلاحه فههنا أمران لا بد منهما مفارقة شيء والرجوع إلى غيره فخصت التوبة بالرجوع و الاستغفار بالمفارقة وعند إفراد أحدهما يتناول الأمرين ولهذا جاء والله أعلم الأمر بهما مرتبا بقوله استغفروا ربكم ثم توبوا إليه فإنه الرجوع إلى طريق الحق بعد مفارقة الباطل وأيضا فالاستغفار من باب إزالة الضرر والتوبة طلب جلب المنفعة فالمغفرة أن يقيه شر الذنب والتوبة أن يحصل له بعد هذه الوقاية ما يحبه وكل منهما يستلزم الآخر عند إفراده والله أعلم.
مدارج السالكين لابن القيم 1/ 307 – 309.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن المسلم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيرا(7/62)
شبهة نصرانية حول صفة المكر ((ويمكرون ويمكر الله))
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:06 م]ـ
في التنزيل الكريم، نقرأ قوله تعالى: {ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} (آل عمران:54) وقوله سبحانه: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} (الأنفال:30) وقوله جلَّ ثناؤه: {فلله المكر جميعًا} (الرعد:42) وغير ذلك من الآيات التي جاء فيها صفة المكر لله سبحانه وتعالى.
وقد أثار جهلة النصارى شبهة حول هذه الصفة، التي وصف الله بها نفسه، وتساءلوا: كيف يمكن أن تكون هذه الصفة المذمومة صفة من صفات الله سبحانه، وأنتم - أيها المسلمون - تدَّعون أن الله منزَّه عن كل صفة لا تليق بجلاله وعلو شأنه؟
وللرد على هذه الشبهة وكشف تهافتها وتساقطها، نذكِّر بحقيقة، وهي أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب، ولا يُفهم حق الفهم إلا بفهم هذه اللغة، ومعرفة أساليبها في البيان والتبيان.
وبالرجوع إلى لغة العرب ولسانهم، نجد أن أصل المكر يعني: الاحتيال والخداع، ويعني كذلك: صرف الغير عما يقصده بحيلة. ويَذكُر أهل العلم هنا، أن المكر نوعان: نوع محمود، وذلك أن يتحرى بذلك فِعْلَ جميل؛ وعلى ذلك تحمل الآيات التي وُصف بها سبحانه بصفة المكر، كقوله سبحانه: {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} (الأنفال:30).
والنوع الثاني: مكر مذموم، وهو أن يتحرى به فعل قبيح، ومن هذا القبيل، قوله تعالى: {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} (فاطر:43).
وعلى هذا، فالمكر يكون في موضع مدحًا، ويكون في موضع آخر ذمًا؛ فإن كان في مقابلة من يمكر، فهو مدح؛ لأنه يقتضي أنك أنت أقوى منه، وإن كان في غير ذلك، فهو ذم.
إذا تبيَّن هذا، عرفنا لماذا لم يصف سبحانه نفسه بصفة المكر على الإطلاق، بل وصف سبحانه نفسه بهذه الصفة في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها، أي جاء بهذا مقيدًا بحال معينة، وعلى هذا يفهم قوله تعالى: {ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون} (النمل:50) ونحو ذلك من الآيات، التي لا يستقيم معناها، ولا يُفهم فحواها إلا على وفق ما تقرر وتبين آنفًا.
ثم إن صفة المكر في حقه سبحانه، كصفة المخادعة في قوله: {وهو خادعهم} (النساء:142) وصفة الاستهزاء في قوله: {الله يستهزىء بهم} (البقرة:16) فكلها صفات كمال في موضعها، وصفات نقص في غير موضعها؛ ولهذا لم يصف الله سبحانه بها نفسه وصفًا مطلقًا، وإنما جعل ذلك مقيدًا بمن يستهزيء به سبحانه وبعباده، على أنه من المهم أن نقول: إن كل صفة، سواء كانت مطلقة أم مقيدة، إذا أضيفت إلى الله تعالى فإنها لا تماثل صفات المخلوقين، بل هي على ما يليق به جل جلاله.
على أننا نقول لأصحاب هذه الشبهة: إن هذه الصفة التي استغربتم وجودها في القرآن الكريم، وحاولتم الطعن بالقرآن اعتمادًا عليها، وعلى غيرها من الشبهات، نقول: إن ثمة صفات مشابهة لهذه الصفة، قد وردت في كتبكم التي تقدسونها، وتحاكمون القرآن على أساسها؛ بل ثمة صفات لا تليق به سبحانه، قد وقعت في تلك الكتب، نتيجة للعبث والتحريف الذي أصابها!!
ونكتفي هنا بذكر بعضٍ مما ورد في كتبهم، مما يتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى؛ فمن ذلك:
- ما جاء في سِفر إرميا (إصحاح 20: 7) ما نصه: " قد أقنعتني يا رب فا قتنعت، وألححت علي فغلبت ".
- وفي سِفر صموئيل الثاني: (إصحاح 22: 8) ما نصه: " فارتجت الأرض وارتعشت أسس السماوات ارتعدت وارتجت لأنه غضب ".
- وفي سِفر صموئيل الثاني أيضًا: (إصحاح 22: 48) ما نصه: " الإله المنتقم لي والمخضع شعوبًا تحتي ".
ولو حاولنا تتبع ذلك وتقصيه لضاق بنا المقام، ولخرجنا عن مقصود هذا المقال، وفيما ذكرنا كاف في الرد على هذه الشبهة، ومقنع لمن طلب الحق، وسعى إليه
((منقول))
ـ[إبراهيم مسعود]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:10 م]ـ
وأظهر من ذلك ما جاء في المزمور الثامن عشر فيما نسب إلى داود عن الله .. قوله:
26مَعَ الطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِرًا، وَمَعَ الأَعْوَجِ تَكُونُ مُلْتَوِيًا.
فقوله عن الله أنه يكون ملتوياً مع الأعوج .. شبيه بـ (ومكروا ومكر الله)
وأيضاً في المزمور الثاني:
4اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ.
وغير ذلك أيضاً من الصفات التي يصف بها الكتاب المقدس عندهم الله عز وجل.
**(7/63)
فضائل بعض سور القران الثابته في السنه
ـ[ابو معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:33 م]ـ
1 - عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان الله كتب كتاباًقبل ان يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولايقران في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان). رواه الترمذي وصححه الالباني في صحيح الجامع الصغير 1799.
فائدة:- يستحب تعمد قراءة الأيتين من اخر سورة البقرة في الدار ليلاً على حسب ما في الحديث.
2 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة الا ان يموت). رواه النسائي وصححه الالباني في صحيح الجامع.
فائدة:- على المسلم ان يحرص على قراءتها دبر كل صلاة مكتوبة حتى ينال الاجر الوارد.
3 - عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: (من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة وانها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأبها في ليلة فقد أكثر وطاب).رواه النسائي وحسنه الالباني.
4 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة). سلسلة الاحاديث الصحيحة 589
فائدة:- انظر بارك الله فيك في هذا الاجر واسأل نفسك كم مره طبقت الحديث؟
5 - ................. الحديث وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل قل هو الله أحد والمعوذتين
حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شي). رواه الترمذي وهو حديث ثابت.
فائدة:-اختلف في وقت الصباح والمساء الى متى يمتد ولاكن لاشك ان مابين طلوع الفجر وطلوع الشمس وقت للصباح ومابين العصر وغروب الشمس وقت للمساء.
وللمزيد في معرفة فضائل السور نحيل الاخ الكريم لكتاب ..... السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير ...... رتبه وعلق عليه عصام موسى هادي ...... وتجد فيه باب فضائل سور
القرآن.
وايضاً كتاب فضائل القران وحملته في السنة المطهرة ........ بقلم محمد موسى نصر ...
دار ابن الجوزي.(7/64)
سؤال حول نشأة السحر.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - 06 - 07, 05:47 م]ـ
ما تفسير قوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].
و ما الحكمة من إنزال السحر على يد الملكين.
حيث أني قرأت عدة تفسيرات لذلك فما هو الأمثل منها،
و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[28 - 06 - 07, 08:27 م]ـ
جاء في تفسير الجلالين للاية الكريمة:
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل علي الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون____________________________________________ ___________
"وَاتَّبَعُوا" عُطِفَ عَلَى نَبَذَ "مَا تَتْلُو" أَيْ تَلَتْ "الشَّيَاطِين عَلَى" عَهْد "مُلْك سُلَيْمَان" مِنْ السِّحْر وَكَانَتْ دَفَنَتْهُ تَحْت كُرْسِيّه لَمَّا نُزِعَ مُلْكه أَوْ كَانَتْ تَسْتَرِق السَّمْع وَتَضُمّ إلَيْهِ أَكَاذِيب وَتُلْقِيه إلَى الْكَهَنَة فَيُدَوِّنُونَهُ وَفَشَا ذَلِكَ وَشَاعَ أَنَّ الْجِنّ تَعْلَم الْغَيْب فَجَمَعَ سُلَيْمَان الْكُتُب وَدَفَنَهَا فَلَمَا مَاتَ دَلَّتْ الشَّيَاطِين عَلَيْهَا النَّاس فَاسْتَخْرَجُوهَا فَوَجَدُوا فِيهَا السِّحْر فَقَالُوا إنَّمَا مَلَكَكُمْ بِهَذَا فَتَعْلَمُوهُ فَرَفَضُوا كُتُب أَنْبِيَائِهِمْ قَالَ تَعَالَى تَبْرِئَة لِسُلَيْمَان وَرَدًّا عَلَى الْيَهُود فِي قَوْلهمْ اُنْظُرُوا إلَى مُحَمَّد يَذْكُر سُلَيْمَان فِي الْأَنْبِيَاء وَمَا كَانَ إلَّا سَاحِرًا: "وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَان" أَيْ لَمْ يَعْمَل السِّحْر لِأَنَّهُ كَفَرَ "وَلَكِنَّ" بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف "الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاس السِّحْر" الْجُمْلَة حَال مِنْ ضَمِير كَفَرُوا "و" يُعَلِّمُونَهُم "مَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ" أَيْ أُلْهِمَاهُ مِنْ السِّحْر وَقُرِئَ بِكَسْرِ اللَّام الْكَائِنَيْنِ "بِبَابِل" بَلَد فِي سَوَاد الْعِرَاق "هَارُوت وَمَارُوت" بَدَل أَوْ عَطْف بَيَان لِلْمَلَكَيْنِ قَالَ ابْن عَبَّاس هُمَا سَاحِرَانِ كَانَا يُعَلِّمَانِ السِّحْر وَقِيلَ مَلَكَانِ أُنْزِلَا لِتَعْلِيمِهِ ابْتِلَاء مِنْ اللَّه لِلنَّاسِ "وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ" زَائِدَة "أَحَد حَتَّى يَقُولَا" لَهُ نُصْحًا "إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَة" بَلِيَّة مِنْ اللَّه إلَى النَّاس لِيَمْتَحِنهُمْ بِتَعْلِيمِهِ فَمَنْ تَعَلَّمَهُ كَفَرَ وَمَنْ تَرَكَهُ فَهُوَ مُؤْمِن "فَلَا تَكْفُر" بِتَعَلُّمِهِ فَإِنْ أَبَى إلَّا التَّعْلِيم عَلَّمَاهُ "فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْن الْمَرْء وَزَوْجه" بِأَنْ يُبَغِّض كُلًّا إلَى الْآخَر "وَمَا هُمْ" أَيْ السَّحَرَة "بِضَارِّينَ بِهِ" بِالسِّحْرِ "مِنْ" زَائِدَة "أَحَد إلَّا بِإِذْنِ اللَّه" بِإِرَادَتِهِ "وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ" فِي الْآخِرَة "وَلَا يَنْفَعهُمْ" وَهُوَ السِّحْر "وَلَقَدْ" لَام قَسَم "عَلِمُوا" أَيْ الْيَهُود "لَمَنْ" لَام ابْتِدَاء مُعَلَّقَة لِمَا قَبْلهَا وَمَنْ مَوْصُولَة "اشْتَرَاهُ" اخْتَارَهُ أَوْ اسْتَبْدَلَهُ بِكِتَابِ اللَّه "مَا لَهُ فِي الْآخِرَة مِنْ خَلَاق" نَصِيب فِي الْجَنَّة "وَلَبِئْسَ مَا" شَيْئًا "شَرَوْا" بَاعُوا "بِهِ أَنْفُسهمْ" أَيْ الشَّارِينَ: أَيْ حَظّهَا مِنْ الْآخِرَة إنْ تَعَلَّمُوهُ حَيْثُ أَوْجَبَ لَهُمْ النَّار "لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" حَقِيقَة مَا يَصِيرُونَ إلَيْهِ مِنْ الْعَذَاب مَا تَعَلَّمُوهُ
________________________________________
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:25 ص]ـ
السؤال: هل السحر شيء وما أنزل على الملكين شيء آخر كما يدل العطف " ... السحر وما أنزل على الملكين " أو أن ماأنزل على الملكين معطوف على " ... ماتتلو الشياطين على ... " فهم لما نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم إتبعوا ماذا 1 - ماتتلو الشياطين على ملك سليمان 2 - ماأنزل على الملكين ببابل. وعلى كلا التخريجين يبقى السؤال كما هو:هل ما أنزل على الملكين غير السحر؟!(7/65)
ماذا تفهم من هذه الاية؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:05 م]ـ
قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق و ان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا و أن تقولوا على الله مالا تعلمون)
هل يمكن القول بان القول على الله بغير علم اكبر من الشرك؟
ام ان الترتيب في الاية لاعبرة به؟
ـ[توبة]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:24 م]ـ
قال- العلامة- ابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين): "وقد حرم اللّه القول عليه بغير علم في الفتيا، والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، قال تعالي (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الفَوَاحِشَ ما ظهر مِنْهَا وما بطن ... ) الآية، فرتب المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها، وهو: الفواحش، وثنى بما هو أشد تحريما منه وهو: الإثم، والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم تحريماَ منهما وهو: الشرك به (سبحانه) ثم ربع بما هو أعظم تحريماً من ذلك كله وهو: القول عليه بلا علم وهذا يعم القول عليه (سبحانه) بلا علم في أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وفي دينه، وشرعه ".
http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/3/tauhid/31.htm#_ftnref3 (http://www.iu.edu.sa/edu/thanawi/3/tauhid/31.htm#_ftnref3)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ينبغي أن يعلم أن القول على الله بلا علم أوسع مما يظنه البعض أن يفتي في مسائل الأحكام بلا علم فهو يشمل القول على الله في ذاته وأسمائه وصفاته وشرعه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله _ كما ذكرت الأخت _ وجه ذلك وبينه في موضع آخر فقال: (فإن المحرمات نوعان محرم لذاته لا يباح بحال ومحرم تحريما عارضا في وقت دون وقت قال الله تعالى في المحرم لذاته: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {والإثم والبغي بغير الحق} ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه فقال: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} فهذا أعظم المحرمات عند الله وأشدها إثما فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به وتغيير دينه وتبديله ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه وعداوة من والاه وموالاة من عاداه وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثما وهو أصل الشرك والكفر ووعليه أسست البدع والضلالات فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم.
ولهذا اشتد نكير السلف والأئمة لها وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليل شيء أو تحريمه من عنده بلا برهان من الله فقال ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب الآية فكيف بمن نسب إلى أوصافه سبحانه وتعالى ما لم يصف به نفسه أو نفى عنه منها ما وصف به نفسه.
قال بعض السلف: ليحذر أحدكم أن يقول أحل الله كذا وحرم الله كذا فيقول الله كذبت لم أحل هذا ولم أحرم هذا: يعني التحليل والتحريم بالرأي المجرد بلا برهان من الله ورسوله.
وأصل الشرك والكفر هو القول على الله بلا علم فإن المشرك يزعم أن من اتخذه معبودا من دون الله يقر به إلى الله ويشفع له عنده ويقضى حاجته بواسطته كما تكون الوسائط عند الملوك فكل مشرك قائل على الله بلا علم دون العكس إذ القول على الله بلا علم قد يتضمن التعطيل والإبتداع في دين الله فهو أعم من الشرك والشرك فرد من أفراده.
ولهذا كان الكذب على رسول الله موجبا لدخول النار واتخاذ منزلة منها مبوءا وهو المنزل اللازم لا يفارقه صاحبه لأنه متضمن للقول على الله بلا علم كصريح الكذب عليه لأن ما انضاف إلى الرسول فهو مضاف إلى المرسل والقول على الله بلا علم صريح افتراء الكذب عليه ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً ... ) مدارج السالكين (1/ 372)
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
وجازاكم بالمثل.(7/66)
منهجية القرآن الكريم حول الحوار مع الآخر
ـ[د أحمد شوكه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
م/ منهجيّة القرآن الكريم حول الحوار مع الآخر
يتجه القرآن الكريم في حواره مع الآخر ضمن منهجيّة عالية المستوى رفيعة القدر والمحتوى , وذلك من بداياته الأولى؛ لتكون طريقاً يُهتدى به ومسلكاً يتخذه المتحاورون في حواراتهم لإقناع بعضهم بعضاً سواء في الأمور الدّنيويّة أم الأخرويّة؛ ولترسيخ الوحدة البشريّة , ويُعدّ المنهج القرآني قانوناً يُلائم كلّ زمان ومكان ٍحتى قيام السّاعة , وسنتعرّف على ذلك – باختصار- من خلال ما يأتي ..
*المنهجية العامّة للحوار في القرآن الكريم: إذا ما نظرنا إلى حوار القرآن الكريم بأنواعه كلها نظرة شاملة , دون تحديد أيّ نوع , تبيّن لنا ما يأتي ..
1ـ الشمول والتنوّع: إنّ القرآن الكريم لم يقتصر في حواراته على طرح قضيّة معيّنة وكيفية معالجتها , أو نوع معيّن كالعقيدة وحدها , أو العبادات أو المعاملات , بل شمل جوانب الحياة كلها دينيّة كانت أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية وما شاكل ذلك , وهذا يدلل على أنّ الحوار في القرآن كان غرضاً أساسيّاً وأسلوباً ناجحاً في تحقيق أغراضه الشاملة لكل جوانب الإصلاح فرديّة كانت أو جماعية.
2ـ إظهار الحجة وإقناع العقل: إن القرآن الكريم ينطلق في حواره إلى إبراز الحجة والمنطق وإقناع العقل بالعلم والبرهان , ويدعوا إلى التحاور والجدال بالحكمة والموعظة الحسنة: فما أكثر ما يرد في القرآن: {هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ} [البقرة:111، الأنبياء:24، النمل:64، القصص:75]، وقال تعالى مرشداً إلى اعتماد العلم والحجة في الحوار: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [آل عمران:66] , {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ} [الحج:8، لقمان:20]. وفي اتباع اللين والحكمة والموعظة الحسنة يأمر الله موسى عليه السلام: {اذهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي، اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فقولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:42 - 44] ويأمر بإتباع الحكمة في الدعوة: {وَمَنْ أَحْسَنُ قولاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت:33 - 34]؛ وتأكيداً لهذا المنهج ينهى الله المؤمنين عن إتباع أساليب السفهاء، ومجاراتهم في السبِّ والتسفيه لمعتقدات الآخر: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّه َعَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام:108]. كما أنّ القرآن يتابع التسلسل المنطقي مهما بلغ من صور الافتراضات التي قد تتنافى مع مبادئ القرآن في الظاهر لغرض إلجاء العقل إلى التسليم , ونقرأ هذا من خلال توجيه الله إلى نبيه في حواره مع المشركين إلى أن يُخاطبهم بطريقة التسليم الظاهري قال تعالى: {قلْ لو كانَ فيهما آلهةٌ إلا اللهُ لفسَدَتا} [الأنبياء:22] فيقول لهم لو فرضنا جدلاً أنّ هناك آلهة أخرى لحصل النّزاع والصّراع بينهما ولأدّى هذا إلى فساد الكون , فهو يفترض ثمّ يُحاور لينتهي إلى النّيجة.
3ـ اعتماد القرآن في محاوراته على العقل المجرّد: ونلمس هذا الجانب من خلال تأمّلنا في الأسلوب القرآني للحوار , إذ يعتمد أثناء المحاورة على العقل المجرّد دون التأثر بأي عامل آخر , أو مؤثر خارج المحاورة وهذا أقصى ما يمكن أن يطلبه أو ينتظره مفكر يدّعي الحريّة في فكره أو باحث يدّعي التجرّد من التعصّب والانحياز , والدّليل على ذلك حوار إبراهيم عليه السّلام مع المشركين من قومه الذين كانوا يعبدون الكواكب , إذ افترض أنّه يعبدها مثلهم فقال: {فلمّا جنّ عليهِ الّيلُ رءَا كوْكبَاً قالَ هذا ربّي} [الأنعام:76] , والغرض من هذا نفي وجود أي مؤثر على المحاور غير العقل.
*المنهجية الخاصّة للحوار في القرآن الكريم , ويمكننا أن نجملها في قسمين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/67)
أولاً: منهج القرآن لكلا الطرفين:
1ـ حرية الفكر: يدعو القرآن الكريم المتحاورين إلى حرية الفكر في بداية حوارهم , يرافقه ثقة المحاور بشخصيته الفكرية المستقلة، لذا أمر الله رسوله أن يحقق ذلك ويوفره لمحاوريه: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إلاّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:188] , {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف:110]، فلا يُهزم المحاور أمام الآخر لما يحس فيه من العظمة والقوة التي يمتلكها الآخر، فتتضاءل إزاء ذاك ثقته بنفسه وبالتالي بفكره وقابليته لأن يكون طرفاً للحوار فيتجّمد ويتحول إلى صدى للأفكار التي يتلقاها من الآخر.
2ـ طرح المنهج الفكري: قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا ولا يَهْتَدُون} [البقرة:170] , {وَكَذَلِكَ مآ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَ نَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ، قُلَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءكم قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [الزخرف:23 - 24] , فأول ما يُناقش فيه هو المنهج الفكري عندما يمتلك أطراف الحوار الحريّة الكاملة , وذلك قبل المناقشة في طبيعة الفكر وتفاصيلها في محاولةٍ لتعريفهم بالحقيقة التي غفلوا عنها , وهي أن القضايا الفكرية لا ترتبط بالقضايا الشخصية فلكل ٍمجاله ولكل ٍأصوله التي ينطلق منها ويمتدّ إليها.
3ـ مناقشة الأطراف عند الأجواء الهادئة: من العوامل المهمّة التي ركز عليها القرآن في نجاح الحوار هو أن يتم في الأجواء الهادئة؛ ليبتعد التفكير فيها عن الأجواء الانفعالية التي تبتعد بالإنسان عن الوقوف مع نفسه وقفة تأمل وتفكر، فإنَّه قد يخضع للجو الاجتماعي، ويستسلم لا شعورياً مما يفقده استقلاله الفكري: {قلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} [سبأ:46]، فاعتبر القرآن اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بالجنون خاضعاً للجو الانفعالي العدائي لخصومه؛ لذلك دعاهم إلى الانفصال عن هذا الجو والتفكير بانفراد وهدوء.
4ـ التأكيد على استقلالية كل من المتحاورين ومسؤوليته عن فكره: قبل الانفصال بين المتحاورين يتم التأكيد على استقلالية كل ومسئوليته عن نفسه ومصيره: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ، قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام:134 - 135]، وعلى لسان شعيب: {وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ} [هود:93]، {وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ، وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُون} [هود:121 - 122]، {قلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} [سبأ:50]، {قلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ، مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [الزمر:39 - 40] , إنها مسئولية فردية لا تداخل فيها: {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ} [يونس:41] , {قلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا ولا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ، قلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/68)
وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ:25 - 26].
5ـ عدم تتبع الأخطاء الناتجة عن الانفعال أثناء الحوار: يدعو القرآن الكريم المتحاورين على أن لا يُتَابَعَ أحدهم الآخر على ما بدر من إساءات أثناء الحوار، وليكن العفو والصبر أساساً وخلقاً في التعامل ولاسيّما مع الجاهلين [ينظر: أسلوب المحاورة: 53]: {خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]، {اصبر على ما يقولون} [طه: 130، ص:17]، {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنتَظِرُونَ} [السجدة:30]، {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إلاّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [النجم:29] {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} [المزمل:10].
6ـ ختم الحوار بهدوء: إذا سار الحوار جادَّاً وفق هذا المنهج من قبل جميع الأطراف؛ فلا بد أن يصلوا جميعاً إلى ما التزموا به في بداية الحوار من الرجوع إلى الحق وتأييد الصواب، فإذا رفض المحاور الحجج العقلية كأن لم يقتنع بها؛ فإنه بذلك يمارس حقاً أصيلاً كَفِلَه له رب العزة، وسيكون مسئولاً عن ذلك أمام الله تعالى. وفي هذه الحالة ينتهي الحوار بهدوء كما بدأ دون حاجة إلى التوتر والانفعال: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} [هود:35]، {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:5].
ثانياً: منهج القرآن العظيم تجاه الخصم: من الأمور البارزة التي عني بها القرآن الكريم وأولاها اهتماماً كبيراً , هي عدم مصادرة حق الخصم وإنصافه من كل وجهٍ , .. وكيف يمكن ذلك؟ هذا ما سأتطرّق إليه فيما يأتي ..
1ـ التسليم بإمكانية صواب الخصم: ولا بد لانطلاق الحوار من التسليم الجدلي بأنَّ الخصم قد يكون على حق، فبعد مناقشة طويلة في الأدلة على وحدانية الله تأتي هذه الآية: {قلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاوَاتِ والأرض قُلْ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24]، فطرفا الحوار سواء في الهداية أو الضلال، ثم يضيف على الفور في تنازل كبير بغية حمل الطرف الآخر على القبول بالحوار: {قلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا ولا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُون} [سبأ: 25]، فيجعل اختياره هو بمرتبة الاجرام على الرغم من أنه هو الصواب، ولا يصف اختيار الخصم بغير مجرد العمل، ليقرر في النهاية أن الحكم النهائي لله: {قلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26].
2ـ حماية الخصم أثناء الحوار: فمهما يبلغ الشخص المحاور من ضعف في رأيه او في شخصيّته أو ركاكة حجته نجد الخصم في محاورة القرآن الكريم مصوناً من أيّ أذى أو تسفيه أو تحقير أو سخرية أو بذاءة أو فحش قال تعالى: {لا يَسْخرْ قوْمٌ مِنْ قوْم} [الحجرات:11] .. حتى يصدر الحكم عليه.
3ـ إظهار المساواة للخصم: وهذه أرفع درجة من سابقها , إذ نلحظ من محاورات القرآن الكريم إشعار الخصم بمساواته مع محاوره وبكل وضوح أثناء المحاورة , وهذا اٌقصى ما يمكن من عدالةٍ تُمنح للخصوم حين يشعر الخصم أنّه مساو ٍلخصمهِ , على الرّغم من أنّ الملابسات كلها توحي بغير هذه المساواة , قال تعالى: {قلْ ربّي أعلمُ مَنْ جآءَ بالهُدَى وَمَنْ هُوَ في ضلال مُبين ٍ} [القصص:85] , {وَإنّا أو إيّاكمْ لعَلى هُدىً أوْ في ضلال ٍمبين ٍ} [سبأ:24] وبالتأكيد أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم على حق ومجادليه على باطل , بيدَ أنّ الله تعالى أراد أن يوجّه نبيّه إلى افتراض التجرّد من ذلك وإشعار الخصم بالمساواة معه في صورة افتراض أنّه لا يعلم أيّهما على الهدى أو الضلال.
4ـ التعهد والالتزام بالحق: وهذا لا يكفي مجرد التسليم الجدلي بإمكانية صواب الخصم، بل لا بد من التعهد والالتزام باتباع الحق إن ظهر على يديه، حتى ولو كان التعهد بإتباع ما هو باطل أو خرافة إذا افتُرِض ثمّ ثبت وتبين أنه حق: {قلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف:81].
5ـ الرّفق بالمهزوم: عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (من يحرم الرّفق يحرم الخير كله) [رواه مسلم: باب: (البر) , وابو داود: باب: (الأدب)]. وإذا ما قرأنا القرآن وتتبعنا محاوراته لم نجد فيه محاورةً واحدةً أخذت المنتصر فيها نشوة الانتصار فحملته على الكبرياء والنّيل من شخصية الخصم نفسه أو الاستهزاء به أو السطو عليه , بل يرفق دائماً بالخصم ويحميه من كلّ أذى حتى تنتهي المحاورة ثمّ تعلن النّتيجة؛ وذلك لأنّ نتائج محاورات القرآن هي الدّعوة إلى الدّين نفسه , أمّا الخصم ذاته فنجد أنّ محاور القرآن لا تهدف إلى النّيل منه أو إيذائه حتى بعد إعلان خطئه وسوء موقفه خلال المحاورة ... وآخر دعوانا أن الحمدُ للهِ ربّ العالمين َ.
د. أحمد عبد الكريم شوكه الكبيسي
أستاذ القراءات المساعد في كلية الآداب / جامعة اب- اليمن(7/69)
المقدم في الأداء للقراء السبعة من طريق الشاطبية
ـ[محمد مصطفى الوكيل]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلاة وسلاما على خير الأنام، وبعد:
فهذا بحث في لمقدم في الأداء للقراء السبعة من طريق الشاطبية، اعتمدت فيه على غيث النفع , والمقدم في الأداء لابن يالوشة، وتحرير الكلام في وقف حمزة وهشام له أيض، ورسالة المارغيني في التعليق على رسالة ابن يالوشة والفتح الرحماني وحل المشكلات ومختصر بلوغ الأمنية وغيرها ...
وأسألك أن يخلع على هذا البحث ثوب القبول ويغفر لصاحبه ,
أخوكم
مقرئ القراءات العشر الصغرى والكبرى
محمد بن مصطفى الوكيل(7/70)
دورة تحفيظ القرآن خلال شهر رمضان
ـ[محمدالمسلم]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,
ابتداءً من رمضان و لسنة فقط, تكون دورة تحفيظ القرآن الكريم كااااااملا ...
على ملتقى شمس الهدى:
هذا هو الموضوع: http://forum.hudasun.com/showthread.php?t=493
فشاركونا الأجر و الثواب و رضى الرحمان .... إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(7/71)
برنامج حجمه 16 ك فقط يجلب لك القرآن الكريم كامل لمشاهير القراء من النت
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:32 ص]ـ
http://www.9m.com/upload/24-06-2007/0.209011826493.gif
برنامج يعتبر من اهم وافضل برامج الاستماع وتحميل القرآن الكريم
مميزات البرنامج
حجم البرنامج صغير جدا خيالى----- 16 كيلو فقط --------- يتحمل فى اقل من ثانيه
يحتوى على سور القرآن الكريم بالكامل بصوت كل هؤلاء المشاهير
أحمد خليل شاهين
أحمد نعينع
أكرم عبدالله العلاقمي
إبراهيم الأخضر
الحرم المدني .. 4 قراء
الدوكالي محمد العالم
السديس والشريم
العيون الكوشي
زكي داغستاني
صابر عبدالحكم
صلاح أبو خاطر
عادل الكلباني
عبدالباري الثبيتي
عبدالباسط عبدالصمد
عبدالرشيد بن الشيخ علي صوفي
عبدالله الخياط
عبدالله بصفر
عبدالمحسن القاسم
عبدالهادي الكناكري
عبدالودود حنيف
علي السويسي
علي عبدالله جابر
محمد أيوب
محمد جبريل
محمد صالح أبوزيد
محمد عبدالحكيم سعيد العبدالله
محمد عبدالكريم
محمود علي البنا
مصطفى إسماعيل
مصطفى غربي
حمل من هنا
http://al3taibee.googlepages.com/quran.exe
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم .. وجزاكم الله خيرا على هذا الصيد السمين والكنز الثمين .. أبا عاصم لكن هل من سبيل لتحميل البرنامج واستخدامه بعيدا عن النت؟؟
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
وهناك كنز آخر وصيد ثمين جدا جدا .. وهو برنامج الشريط الإسلامي .. ممتاز جدا ..
ويمتاز بوجود القرآن بعدة قراءات وأيضا أشرطة ودروس ..
بل يمكنك من إضافة من تشاء من المشايخ في البرنامج وعمل لنكات له من على النت بمعني أنك تستطيع أن تضيف ما تشاء من أشرطة فيه. فهو يشبه الشاملة في برمجته ..
وجزاك الله خيرا ..
البرنامج ..
هنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84250&highlight=%C7%E1%D4%D1%ED%D8+%C7%E1%C7%D3%E1%C7%E3 %ED
أو هنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91523&highlight=%C7%E1%D4%D1%ED%D8+%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3 %ED
أو هنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91134&highlight=%C7%E1%D4%D1%ED%D8+%C7%E1%C5%D3%E1%C7%E3 %ED
أو في المرفقات ..
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:53 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
برامج القرآن كثيرة ولكن إذا كانت تحمل مجموعة قراء مثل الذي يحمله هذا البرنامج فسيكون حجم قاعدة بياناته كبير جدا لذلك هذا البرنامج صمم خصيصا للتخفيف على الجهاز والقراءة من قاعدة بيانات موجودة على النت، مع امكانية انزال اي سورة تريدها.
واشكرك على مرورك الكريم.
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
برامج القرآن كثيرة ولكن إذا كانت تحمل مجموعة قراء مثل الذي يحمله هذا البرنامج فسيكون حجم قاعدة بياناته كبير جدا لذلك هذا البرنامج صمم خصيصا للتخفيف على الجهاز والقراءة من قاعدة بيانات موجودة على النت، مع امكانية انزال اي سورة تريدها.
واشكرك على مرورك الكريم.
نعم با أخي الكريم هذا صحيح ..
وشكرا لك على التذكرة ..
ـ[عامي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 05:45 م]ـ
عتيبي اسال الله تعالى ان يجعل هذا في ميزان حسناتك
اخوك ابو يوسف
ـ[أبو العباس أحمد]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:53 م]ـ
بارك الله في كل من اسدل لنا الدعاء، واسال الله له بمثل ما قل وزيادة انه الله جواد كريم
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:55 م]ـ
بارك الله عليكم جميعا معاشر خدمة القرآن(7/72)
ما وجه رفع الضمير المسبوق بجار في الآية؟
ـ[محمد أبا الخيل]ــــــــ[25 - 06 - 07, 09:16 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الإخوة، ما وجه رفع الضمير المسبوق بجار في قوله تعالى: " ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيؤتيه أجر عظيماً"
وهل الرفع موجود في غير قراءة حفص؟
أفيدونا عفا الله عنكم
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:02 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليتك ترى هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=597162&highlight=%E6%E3%E4+%C3%E6%DD%EC#post597162)
وهي قراءة حفص, أمَّا بقيَّة السبعة فبالكسر.
والله أعلم.
ـ[محمد أبا الخيل]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:12 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا عبيد الله
إحالة كافية وزيادة(7/73)
أريد امثلة لكتب مؤلفة فى التفسير الموضوعى
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:03 م]ـ
أحسن الله اليكم اريد امثلة لكتب مؤلفة فى التفسير الموضوعى مع الروابط ان صعب الحصول عليها بالنسبة لى وجزاكم الله خيرا أقصد تفسير القرءان لا حول التفسير الموضوعى بصفة عامة اقصد مثلا تفسير سورة آل عمران النساء وهكذا
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
http://www.waqfeya.com/list.php?cat=11
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - 10 - 08, 09:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[22 - 10 - 08, 01:40 ص]ـ
التفسير الموضوعي للشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 08, 04:42 ص]ـ
أسرار ترتيب القرآن ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=751) لجلال الدين السيوطي، لا يستغنى عنه في الباب(7/74)
:: مصحف المدينة المنورة للنشر الحاسوبي::
ـ[أبو دجانة المصري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مصحف المدينة المنورة للنشر الحاسوبي
برنامج رائع جدا يجعلك كأنك تقرأ في المصحف المدني تماما
وللبرنامج ميزة هامة تميزه عن غيره من البرامج
فهو عنده الخاصية لكي ينقل لك ما تريد من آيات ولكن برسم المصحف
مثال: إذا أردت أن تكتب السكون فإنك ستكتبها هكذا (ْ)
ولكنها في المصحف تكتب رأس حاء وهذا البرنامج سيعينك على ذلك
بالإضافة إلى مزايا أخرى تراها في هذ البرنامج
البرنامج من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
لتحميل البرنامج
هنا ( http://www.qurancomplex.com/Downloads/Fonts/AllApp.zip)
الحجم 67 ميجا
والله المستعان(7/75)
مسائل في سورة الحجرات - أرجو التوضيح قبل الإمتحان
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا منكم جزاكم الله خيرا إفادتي في توضيح هذه المسائل بارك الله فيكم
مالمقصود بالمفصل من سور القرآن؟؟ وما أول سورة وما آخرها ولم سمي بالمفصل؟؟
لم جاءت كلمة " نبأ " في قوله تعالى {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ} نكرة؟؟
مالعلاقة بين قوله تعالى {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} وبين قوله: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}؟؟
قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} جاء هذا النداء لأهل الإيمان بهذا اللفظ خمس مرات في هذه السورة الكريمة. فما سر هذا التعدد؟؟
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ما هي الأحاديث التي تؤكد هذه الأخوة؟؟
قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} المن من الإنسان خلق مذموم، بين ذلك.
ملاحظة:
لمن لديه لطائف في تفسير سورة الحجرات أو التدبر فيها أرجو أن يصلني إليها
وجزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:07 م]ـ
مسموعاً
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=514
مقروءً
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=3195
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:04 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل وجزاك خيرا
الملف لم يفتح عندي هل هناك حل آخر أو أن تنزل المكتوب في هذه الصفحة .. إن أمكن
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:26 م]ـ
السلام عليكم
جربي هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=2162 (http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=2162)
وهذا رابط القراءة
تفسير سورة الحجرات ( http://www.saaid.net/book/7/1245.doc)
والرابط الذي وضعه لك الشيخ احسان،يحتوي- مكتوبا -على 229 صفحة،لا أظن أنه يمكن انزاله هنا! وهو يعمل، حاولي مرة أخرى.
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الغالية توبة
لقد استطعت فتح الملف
ولكن لي طلب هناك مسائل التي أردت توضيحها ليست كلها موجودة فمن لديه علم فليتكرم بإفادتي جزاكم الله خيرا
ـ[أبو وهبه الأزهري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه بعض الأجوبه على بعض الأسئله التي وردت في هذه الصفحه ...
ج 1:سور المفصل من القرآن هي السور التي تمتاز بالقصر، كالسور التي في أواخر القرآن الكريم، كسورة الجمعه، وسورة الحاقه وسورة الضحي ... انتهى .. (من كتاب مباحث في علوم القرآن للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر).
ج 2:جاءت كلمة " نبأ " في قوله تعالى إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ نكرة: قال صاحب الكشاف: وفي تنكير الفاسق والنبأ شياع في الفساق والأنباء،كأنه قال:أي فاسق جاءكم بأي نبأ فتوقفوا فيه،وتطلبوا بيان الأمر، وانكشاف الحقيقه ولا تعتمدوا على قول الفاسق لأن من لا يتحامى جنس الفسوق لا يتحامى الكذب الذي هو نوع منه .. انتهى (تفسير الكشاف ج4 ص360) ...
وجزاكم الله خيرا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:52 م]ـ
وجازاك بالمثل أخيّة، أرجو أن يفيدك هذا ولو قليلا.،وأسأل الله أن يوفقك في امتحاناتك.
1\المفصّل ما ولي المثاني من قصار السور.سمّي بذلك لكثرة الفصول التى بين السور بالبسملة ويسمّى المفصل بالمحكم أيضا وآخره سورة الناس بلا نزاع - واختلف في أوله على اثني عشرقولا أحدها ق والثانى الحجرات و صححه النووى. أنظر الاتقان للسيوطي
وللمفصّل طوال وأوساط وقصار و عند الحنفية: طوال المفصل من الحجرات إلى سورة البروج وأواسطه من سورة' البروج' إلى سورة' البينة' وقصاره من سورة' البينة'إلى سورة 'الناس'.
2/النّبأ هو الخبر، وقال الراغب لا يقال للخبر نبأحتى يكون ذا فائدة عظيمة، يحصل به علم أو غلبة ظن.
وتنكير (فاسق) و (نبأ)،للتعميم. لأنه نكرة في سياق الشرط-الآية-وهي كالنكرة في سياق النفي تفيد العموم كما هو مقرر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/76)
المصدر: سورة الحجرات دراسة تحليلية وموضوعية لناصر بن سليمان العمر
3/قد تكون العلاقة بين شطري الآية الترادف، وتحتمل أيضا السببية، أي نتيجة لتمكّن الإيمان من قلوبهم كرّه إليهم الكفر ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله ومن كان يكره أن يرجع الي الكفر بعد إذ انقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النّار"
4/النّداء في القرآن عموما يليه أمر أو نهي أو استفهام ولهذا ناداهم بصيغة الإيمان، لتيقظ الذهن وحضوره، فيكون التزامهم بما جاء بعد النداء وفقاًلما تقتضيه حقيقة إيمانهم.
وتكراره في هذه السورة على قصرها، لأهمية ماتحمله من آداب ينبغي أن يتجمل بها المؤمن،وأن يأتي بها امتثالا لأوامر الله.
ومثل ذلك سورة الأنفال التي تكرر فيها النداء لما فيها من أحكام التكليف،
5/قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم
وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً: ". المسلمُ أخو المسلمِ: لايظلمه ولايحقره ولايخذله، التقوى ههنا -ويشير الى صدره ثلاث مرات-.بحسب امرىءٍ من الشر أن يحقِر أخاه المسلم. كلُّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم
وقال عليه الصلاة السلام: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ "
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضاً".
و عن النعمان بن البشير مرفوعاً: " مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم
6/المنّة تنقسم إلى قسمين مذمومة وممدوحة:
أما المذمومة: فهو المن بالقول وهذا ما يكون بين الناس. قال تعالى: (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليّ إسلامكم) الحجرات /17.
الممدوحة: وهو المن بالفعل إذا أنعم الله على أحد بالنعمة وبما أن النعم كلها من الله سبحانه فالمنة منه على عباده وهو محمود.
قال الراغب: والمنة النعمة الثقيلة ويقال ذلك على وجهين:
أحدهما: أن يكون ذلك بالفعل فيقال منّ فلان على فلان إذا أثقله بالنعمة على ذلك قوله (لقد من الله على المؤمنين)، (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم)، (ولقد مننا على موسى وهارون)، (يمن على من يشاء)، (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا).
وذلك على الحقيقة لا يكون إلا لله تعالى:
والثاني: أن يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس إلا عند كفران النعمة ولقبح ذلك قيل المنة تهدم الصنيعة، ولحسن ذكرها عند الكفران قيل: إذا كُفِرَت النعمة حسنت المنة ...... ) [1]
معجم مفردات القرآن: للراغب الاصفهاني ص 529.
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:38 ص]ـ
أبو وهبه الأزهري
توبة
بارك الله فيكما وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[توبة]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:52 ص]ـ
وفيك بارك الله.(7/77)
قال الشوكاني: حاصل ما ذكره أهل العلم من مقتضيات التقديم ستة أمور
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
قال الشوكاني رحمه الله:
وأما تقديم الوصية على الدين في قوله تعالى {من بعد وصية يوصى بها أو دين} فقد قيل في ذلك ان الآية ليس فيها صيغة ترتيب بل المراد أن المواريث إنما تقع بعد قضاء الدين وإنفاذ الوصية وأتى للإباحة وهي كقولك جالس زيدا أو عمرا أي لك مجالسة كل واحد منهما اجتمعا أو افترقا. وإنما قدمت لمعنى اقتضى الاهتمام بتقديمها واختلف في تعيين ذلك المعنى.
وحاصل ما ذكره أهل العلم من مقتضيات التقديم ستة أمور: أحدهما: الخفة والثقل كربيعة ومضر فمضر أشرف من ربيعة لكن لفظ ربيعة لما كان أخف قدم في الذكر وهذا يرجع إلى اللفظ.
ثانيهما:بحسب الزمان كعاد وثمود.
ثالثهما: بحسب الطبع كثلاث ورباع.
رابعها: بحسب الرتبة كالصلاة والزكاة لأن الصلاة حق البدن والزكاة حق المال فالبدن مقدم على البدن.
خامسها: تقديم السبب على المسبب كقوله تعالى {عزيز حكيم}.
وقال بعض السلف:عز فلما عز حكم.
سادسها:بالشرف والفضل كقوله تعالى {من النبيين والصديقيين}
وإذا تقرر ذلك فقد ذكر السهيلي أن تقديم الوصية في الذكر على الدين لأن الوصية إنما تقع على سبيل البر والصلة بخلاف الدين فإنه يقع غالبا بعد الميت بنوع تفريط فوقعت البداءة بالوصية لكونها أفضل.
وقال غيره قدمت الوصية لأنها شيء يؤخذ بغير عوض والدين يؤخذ بعوض فكان إخراج الوصية أشق على الوارث من اخراج الدين وكان أداؤها مظنة للتفريط بخلاف الدين فإن الوارث مطمئن بإخراجه فقدمت الوصية لذلك وأيضا فهي حظ فقير ومسكين غالبا والدين غريم يطلبه بقوة وله مقال كما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " إن لصاحب الدين مقالا "
وأيضا فالوصية ينشئها الموصي من قبل نفسه فقدمت تحرضا على العمل بها بخلاف الدين.
قال الزين بن المنير:تقديم الوصية في الذكر على الدين لا يقتضي تقديمها في المعنى لأنهما معا قد ذكرا في سياق البعدية لكن الميراث يلي الوصية ولا يلي الدين في اللفظ بل هو بعد بعده فيلزم أن الدين يقدم في الأداء باعتبار القبلية فيقدم على الوصية وباعتبار البعدية فتقدم الوصية على الدين.
نيل الأوطار (4|87)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل عبد الباسط، لا شك أن موضوع التقديم والتأخير في القرآن موضوع نفيس من الناحية الفقهية والناحية البلاغية.
ومن باب الزيادة النفل أقول إن ما ذكره الشوكاني _ رحمه الله _ قليل بجانب ما ذكره غيره كالزركشي في البرهان في علوم القرآن (3/ 233) وما بعدها فقد أطال فيه، والسيوطي في معترك الأقران في إعجاز القرآن (ص 131) وما بعدها.
وقد كتب في هذا مؤلفات ورسائل منها:
1 - بلاغة التقديم والتأخير في القرآن الكريم علي أبو القاسم عون.
2 - التقديم والتأخير في القرآن للدكتور خلدون سعيد صبح.
3 - التقديم والتأخير في التعبير القرآني للدكتور رشاد محمد سالم نشر في مجلة كلية اللغة العربية في القاهرة العدد (8) سنة 2003م.
4 - التقديم والتأخير في القرآن الكريم، نشر في مجلة كلية الشريعة بالأحساء عام 1401هـ للدكتور عبد الفتاح بن أحمد الحموز.
5 - دلالات التقديم والتأخير في القرآن الكريم دراسة تحليلية للدكتور منير محمود المسيري (رسالة دكتوراه)
وتكلم عنه أيضا الدكتور فاضل السامرائي في كتابه التعبير القرآني.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا ...
فوائد طيبة
ـ[علي بن عبد القادر]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:24 م]ـ
[ quote= عبد الباسط بن يوسف الغريب;622587] رابعها: بحسب الرتبة كالصلاة والزكاة لأن الصلاة حق البد [/ size] ن والزكاة حق المال فالبدن مقدم على البدن. [/ color]
شيخنا الفاضل: لعل الصواب حق البدن مقدم على حق المال(7/78)
الجماعة المصرية الجديدة (اهل القران)
ـ[سامر ابوعلي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:03 م]ـ
القرانيون الجدد بزعامة احمد منصور اسسوا موقعا لهم على شبكة الانترنت، ينشرون به سخافاتهم واباطيلهم،ويطعنون في علوم الحديث الشريف ويدعون بأنهم يعتمدون على القران الكريم كمصدر وحيد للتشريع
وارجو من الاخوة الاهتمام في تفنيد شبهاتهم بمقالات مستقلة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 06 - 07, 03:22 م]ـ
عندنا في فلسطين مجموعة من الأشخاص (القرانيون) وهم قلة والحمد لله يتركزون في مدينة نابلس يعترفون بالقران كمصدر وحيد للتشريع ويقولون ان السنة هي فهم النبي صلى الله عليه وسلم للقران وهي باجتهاد منه ونحن نستطيع ان نجتهد خلاف ذلك لتغير الزمان والمكان والله المستعان
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 12:52 م]ـ
السلام عليكم
جزى الله خيرا أخانا سامر أبو علي على طرحه لهذا الموضوع المهم , وعتبنا على الأخوة الكرام (أعضاءا ومشرفين) على الذين لم يلقوا له بالا في حين أن هذه (الجماعة) قد بدت تبث سمومها من خلال موقعها الجديد على الشبكة, ولهذا بات لزاما على الأخوة المشاركة بتفنيد شبهات هؤلاء ودحض منهجهم بالحجة والدليل الشرعي حتى يحذرهم كل مسلم وطالب علم.
وتأكيدا على ما ذكر الأخ الكريم نضال فإن لهم تجمعا في مدينة نابلس , وهو والحمد لله ليس له تأثير يذكر على أهلنا في الأرض المباركة , وقد أردت التأكيد على التفريق بينهم وبين (أهل القرآن) في بيت المقدس , وهي أمة قرآنية مصلحة تدعو الى الإستمساك بالقرآن وبمنهاج النبوة الخالص.(7/79)
مهم جدا خمسين فائدة ومعه خمسين خطأ
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 06 - 07, 08:22 ص]ـ
{- سأضع بين يديكم (50) معلومه قيّمه تشمل أمور دينيه و دنيويه،، آمل أن تتطلعوا عليها كامله فهي تستحق منك لحظات، و بإذن الله سوف تنال إعجابكم
كل المتعه و الفائده
1 - سمي يوم الجمعة بهذا الاسم لاجتماع الناس في الصلاة، وهو اليوم الذي جُمع فيه الخلق وكمل، وهو اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين للحساب والجزاء.
2 - توفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاثة وستون عاماً، وتوفي أبو بكر الصديق وعمره ثلاثة وستون عاماً، وتوفي عمر بن الخطاب وعمره ثلاثة وستون عاماً، وتوفي علي بن أبي طالب وعمره ثلاثة وستون عاماً أيضاً رضي الله عنهم.
3 - اشتهر المعتصم العباسي باسم (المثمن) لأن الرقم 8 لعب دوراً هاماً في حياته، فهو ثامن الخلفاء العباسيين، ودامت خلافته ثماني سنوات، وثمانية شهور، وشهد عهده ثماني فتوحات عسكرية، وترك من الأولاد 8 أولاد، 8 بنات، وكانت ولادته عام 108هـ في الشهر الثامن من السنة (شعبان) وتوفي وله من العمر 48 سنة.
4 - الصحابي الجليل حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم عاش 120 عاماً وعاش جد أبيه 120 عاماً.
5 - بلدة أوغندة هي البلد الوحيدة التي لا يتغير فيها موعد الإفطار في شهر رمضان صيفاً وشتاء… بسبب موقعها على خط الاستواء حيث يتساوى طول الليل والنهار على مدار السنة دون تغير يذكر.
6 - تزوجت السيدة أسماء بنت عميس رضي الله عنها بخليفتين من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد تزوجت من أبي بكر الصديق بعد وفاة زوجها الأول (جعفر بن أبي طالب) ثم تزوجت من علي بعد وفاة الصديق … رضي الله عنها فقد تزوجت خليفتين.
7 - كلمة دكتور كلمة لاتينية ومعناها مهندس أو معلم، وأول جامعة منحت هذا اللقب هي جامعة بولونية إيطالية حيث منحت لقب دكتور لخريج في القانون ..
8 - أول ذنب عُصي الله به في السماء هو الحسد (يوم حسد إبليس آدم) وهو أيضاً أول ذنب عُصي الله به في الأرض (يوم حسد ابن آدم أخاه فقتله.
9 - الحجر الأسود ليس أسود اللون أصلاً لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا ابن آدم".صحيح الترمذي 695
10 - البهائم والحيوانات لها ذيول لتواري بها عورتها، ولم يحدث أبداً في عالم الحيوان بما فيه الطيور أن حيواناً قص من ذيله ليبدي ما ووري تحته بحجة الحضارة والمدنية والتقدم والموضة كما تفعل بعض نساء هذا العصر … ولا حول ولا قوة إلا بالله.
11 - قراقوش شخصية حقيقية وليست خيالية كما يظن البعض، فقد كان وزيراً في مصر في عهد صلاح الدين الأيوبي واشتهر بالصرامة واسمه بهاء الدين الأسري، وكان وزيراً عادلاً فحنق عليه الصليبيون واستهزءوا به، ثم توارث العوام هذا الاستهزاء عن جهل منهم حتى أصبح مثلاً يضرب للظلم على عكس الصحيح.
12 - من أبرز مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في بعض الدول العربية مدفع الإفطار، وهذه العادة كانت من غير قصد أو ترتيب… ففي سنة 859هـ أهدي إلى الوالي (خوشقدم) مدفع فأمر بتجريبه، وصادفت التجربة موعد غروب الشمس في أول يوم من أيام رمضان، فظن الناس أن هذا إيذان لهم بالإفطار، وفي اليوم التالي توجه مشايخ الحارات إلى الوالي بهذا وأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس كل يوم من أيام رمضان واستمر الحال على هذا المنوال حتى يومنا هذا.
13 - هناك 4 رجال رزق كل منهم 100 ولد وهم: أنس بن مالك – عبد الله بن عمرو الليثي- خليفة السعدي- جعفر بن سليمان الهاشمي.
14 - سميت بلاد الشام بهذا الاسم نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام حيث استقر بهذه المنطقة، وأطلق عليها بلاد سام باللغة السريانية، وفي اللغة العربية تنطق السين السريانية شيناً.
15 - لأوراق الطماطم خاصية عجيبة في طرد البعوض، إذ يكفي وضعها في غرفة ما ليهرب البعوض منها، وكذا بقية الحشرات، كما أن آلام لدغ الحشرات والتهاب المفاصل تزول بسهولة بإذن الله بدلك مكان اللدغ بأوراق الطماطم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/80)
16 - أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة رجال هم ك جعفر بن أبي طالب (ابن عم رسول الله) وأبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب (ابن عم الرسول وأخوه من الرضاعة) وقثم بن العباس (ابن عم الرسول) والسائب بن عبيد بن عبد مناف (جد الشافعي) والحسن بن علي بن أبي طالب وهو أشد الخمسة شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم.
17 - أطلق على الصحابي الجليل جندب بن جنادة اسم (أبو ذر) لأنه كان إذا لقي في طريقه ذراً حملها ورفعها عن الطريق.
18 - عدد الذين حملوا اسم "محمد" قبل النبي صلى الله عليه وسلم 8 أشخاص وقد أدرك أحدهم الإسلام فأسلم وهو محمد بن سلمة.
19 - تسمى القصص الأسطورية وغير المعقولة والتي يصعب تصديقها تسمى (قصص خرافية) وذلك نسبة إلى رجل اسمه خرافة من بني عذرة أدعى أن الجن خطفته وبقي عندهم فترة من الزمن ثم عاد إلى قومه يروي لهم مغامراته مع الجن وكان يصعب تصديقها لغرابتها وبعدها عن المعقول.
20 - المولود الوحيد الذي ولد داخل الكعبة هو حكيم بن حزام، والآية الوحيدة التي نزلت في جوف الكعبة هي: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا …) [النساء: 58].
21 - أكبر جزء من فيتامينات الفاكهة يوجد في قشرها، ولذلك ينبغي أن نأكلها بقشرها كلما استطعنا ذلك.
22 - ليست جهنم –أعاذنا الله منها- حمراء كما يعتقد البعض بل هي سوداء، لأن الله أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء كقطع الليل المظلم لا يضيء لهيبها ..
23 - الوحيد الذي أقسم الله بحياته في القرآن الكريم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر:72]. يقول ابن عباس: ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره.
24 - هناك صحابيان عاش كل واحد منهما 60 سنة في الجاهلية، 60 سنة في الإسلام وماتا بالمدينة عام 54هـ وهما حكيم بن حزام وحسان بن ثابت.
25 - هناك 4 لم تحمل بهم أنثى وهم: آدم – حواء – كبش فداء إسماعيل – وناقة صالح (حيث خرجت من الصخرة).
.
ثير من الصحابة- رضي الله عنهم- كُفت أبصارهم في أواخر حياتهم ومنهم عبد الله بن عباس، وكعب بن مالك، وعبد الله بن عمرو، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم، وقد قيل لسعد بن أبي وقاص: لم لا تسأل ربك أن يعيد إليك بصرك وأنت مستجاب الدعاء؟ قال: بلغني أن الله تعالى قال في الحديث القدسي "من أفقدته حبيبتيه (عينيه) وصبر فله الجنة".
27 - أول من اغتاب هو إبليس حيث اغتاب آدم بقوله: (وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) قاله على سبيل التعيير.
28 - أول امرأة خصفت، وثقبت أذنيها، ولبست القرط (الحلق)، هي: هاجر أم إسماعيل عليه السلام، حيث أكرم سيدنا إبراهيم عليه السلام هاجر فشق ذلك على سارة فقالت تصنع بأمتي هذا؟ فحلفت لتقطعن منها 3 أطراف. فخاف إبراهيم أن تمثل بها… فقال لسارة: ألا أدلك على ما تبرين به يمينك؟ تخصفينها وتثقبين أذنيها فكانت هاجر أول من خصفت وثقبت أذنيها فجعلت فيها قرطين … فقالت سارة: ما أرى هذا زادها إلا حسناً وجمالاً.
29 - من التفاسير المعروفة تفسير "الجلالين" ولكن غير المعروف أن إمامين جليلين قد ألفا ذلك التفسير الذي يحمل اسمهما (جلال المحلي – جلال السيوطي) دون أن يجلسا مع بعضهما للتشاور وأخذ الرأي، بل ودون أن يضعا خطة لتأليفه، والذي حدث أن أولهما وهو الجلال المحلي كتب تفسيره من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن، ولم يكمله حيث وافاه الأجل، فجاء إلى تلميذه جلال السيوطي في المنام وقال له: اكمل التفسير يا جلال، فقال السيوطي: أي تفسير، قال: تفسير القرآن بدأته من سورة الكهف إلى آخر القرآن، فقال له السيوطي: وهل يجوز أن أشاركك في تأليفه، فقال له جلال المحلي في المنام: لقد اخترتك لأمانتك وحسن عبادتك وحبك لي، فقال السيوطي في المنام: سأفعل إن شاء الله. وهكذا تم تفسير الجلالين للسيوطي والمحلي (ذكره السيوطي في حسن المحاضرة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/81)
30 - هناك فرق بين (استطاع) و (اسطاع) فكلمة (استطاع) تقال للأمر الذي يبذل فيه جهداً أكبر، أما (اسطاع) فتقال للأمر الذي فيه جهد أقل، وقد اجتمعت الكلمتان في آية من سورة الكهف (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً).
31 - أثبتت الأبحاث العلمية أن تناول الإنسان للجزر بأنواعه الطازج أو المطبوخ أو العصير يمنع الإصابة –بإذن الله- من السرطان بنسبة تزيد عن 50% إذا تناوله بصورة منظمة وبكميات معتدلة.
-32يقولون خطأ: رأيت الوحش فاختفيت. والصواب أن تقول: رأيت الوحش فاستخفيت. قال تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) إنما الاختفاء: الاستخراج.
33 - أول من كسا الكعبة المشرفة بكساء من حرير هو تُبع، وهو ملك عربي يمني ثم جرت العادة على إكسائها كل عام بكساء حريري تكتب عليه آيات قرآنية بالذهب والفضة ..
34 - يستعمل اللون الأحمر في الإشارات ويستعمل للإنذار ولا يستعمل الأخضر أو الأصفر أو غيرهما، وذلك لأن للألوان المختلفة أمواجاً مختلفة في الطول … وطول أمواج اللون الأحمر أطول من بقية الألوان، فلذا يمكن رؤيته من مسافات بعيدة، ومن ثم يمكن التوقف وأخذ الحذر.
35 - أخر من توفى من المهاجرين في المدينة هو سعد بن أبي وقاص، وكانت وفاته عام 54هـ.
36 - أول من أطلق اسم الشرطة على الجهاز الأمني هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، حيث تم في عهده إنشاء الجهاز الأمني (الشرطة) لأول مرة في نظام الدولة العربية الإسلامية، وقد تقرر تمييز رجال الأمن عن عامة الناس بوضع علامة خاصة من شريط من القماش فوق ثوب رجل الأمن (ومن ثم تمت تسميتهم برجال الشرطة لوجود هذه الشرط القماش).
37 - آخر آية نزلت من القرآن الكريم قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281]، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها بتسع ليال فقط.
38 - لقب الصحابي الجليل عبد الله بن عبد نهم المزني بذي البجادين، وقد لقبه بذلك اللقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأن قومه جردوه من كل ما يملك حتى ثيابه، فلم يبقوا عليه إلا بجاداً (وهو الكساء الغليظ- كيس غليظ-) فخرج مهاجراً إلى الله ورسوله فلما دنا من المدينة شق بجاده نصفين فأتزر بنصف وارتدى النصف الآخر ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: صلى الله عليه وسلم: "أنت ذو البجادين" … وقد توفي رضي الله عنه أثناء عودة المسلمين من تبوك فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وقال: "اللهم إني أمسيت عنه راضياً فارض عنه".
39 - أثبتت البحوث العلمية للأطباء في اليابان أن الومضات الضوئية المنبعثة من الفيديو والتلفاز تسبب نوعاً من نادراً من الصرع وان الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
40 - دموع التماسيح التي يضرب بها المثل هي في الحقيقة ليست دموعاً، حيث أن عيون التماسيح ليس بها غدد دمعية كالأسماك، وأن ما نراه على عيونها ونظنه دموعاً ما هي إلا بقايا الماء الذي تعيش فيه فهي- إذن- دموع خداع زائفة، ولذا يضرب به المثل في الخداع والزيف.
41 - هناك فرق كبير بين النوم ليلاً والنوم نهاراً، حيث تنال أعضاء الجسم بالليل من الراحة أضعاف ما تناله خلال النوم نهاراً، لكثرة ما فيه من ضوء وضوضاء وصخب وكلها مؤثرات شديدة على الجهاز العصبي، وقد اكتشف العلماء حديثاً أن الغدد الضوئية في الدماغ تقوم بإفراز مادة تسمى "الميلانونين" تؤثر تأثيراً بالغاً ومباشراً في عملية النوم وأن الظلام يزيد من إفراز هذه المادة بعكس الضوء، وصدق الله العظيم القائل: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً).
42 - تعيش الذبابة 40 يوماً، والبعوضة 3 أيام، والبرغوث 5 أيام، وهذا من رحمة الله بنا.
43 - شرب الشاي بعد الطعام مباشرة يعد خطأ كبيراً حيث يحول دون امتصاص الجسم لعنصر الحديد، ولذا ينصح الأطباء بشرب الشاي بعد ساعتين على الأقل من الأكل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/82)
44 - (الصندوق الأسود) والذي كثيراً ما نسمع عن بدء البحث عنه عقب الإعلان عن وقوع كارثة جوية لإحدى الطائرات لمعرفة أسباب الحادث، هذا الصندوق الأسود ليس أسود اللون كما يظن البعض، ولكن لونه برتقالي حتى يسهل العثور عليه وسط حطام الطائرة أو في أعماق المحيطات، والسبب في تسميته بالصندوق الأسود يرجع لارتباطه دائماً بالكوارث والمصائب الجوية.
45 - هناك فرق بين كلمة (اقعد) و (اجلس)، فكلمة اقعد تقال للواقف وكلمة اجلس تقال للنائم.
46 - استمرت خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه عامين وثلاثة أشهر وبضعة أيام (من 11:13هـ). واستمرت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشر سنين وستة أشهر ونصف (من 13: 23هـ) واستمرت خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه 12 سنة إلا بضعة أيام (من 23: 25هـ). استمرت خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه 4 سنين و9 أشهر وبضعة أيام (من 35: 40). استمرت خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام (من 99: 101هـ).
47 - هل تعلم لماذا يقول لك طبيب العيون إذا كان نظرك قوياً إن نظرك 6 على 6 بالذات ولماذا لا يقول إن نظرك 10 على عشرة أو 100 على 100، والسبب في ذلك أن العين الصحيحة هي التي ترى بوضوح الأرقام والإشارات المستعملة لفحص قوة العين من على بعد ستة أمتار فالرقم في البسط يمثل قوة العين فمثلاً 4 على 6 يعني أن ما يراه الصحيح من بعد 6 أمتار تراه أنت على يعد 4 أمتار وهكذا.
48 - سمي شهر المحرم بذلك الاسم لأن العرب حرموا فيه القتال. وسمي صفر بهذا الاسم لأن العرب كانوا يغيرون على البلاد فيه فيتركونها صفراً خراباً. وسمي شهر ربيع الأول والثاني بهذا الاسم لأن الأرض كانت تفيض بالخصب في هذين الشهرين. وسمي شهر جمادى الأولى والآخرة بهذا الاسم لأن الماء كان يجمد من شدة البرد فيها. وسمي شهر رجب بهذا الاسم لأن العرب كانوا يرجبون فيه الشجر ويشذبون فروعه. وسمي شهر شعبان بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعيون فيه ويفترقون في كل ناحية للإغارة. وسمي شهر رمضان بهذا الاسم لأن الأرض كانت ترمض من شدة الحر. وسمي شهر شوال بهذا الاسم لأن النياق كانت تشول فيه بأذنابها. وسمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم لأن العرب كانت تقعد فيه عن القتال. وسمي شهر ذو الحجة بهذا الاسم لأن العرب كانت تخرج فيه لحج بيت الله الحرام.
49 - معظم الناس يردون على "صباح الخير" "صباح النور" وهذه التحية هي التحية المجوسية، حيث يعتقد المجوس بقوتين للخير والشر، يمثلها النور والظلمة، وهما يتنازعان السيطرة على العالم، فكان من المعقول أن يحيي المجوس بعضهم بعضاً بقولهم "صباح الخير" "صباح النور " (باختصار من معجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد).
50 - يقولون خطأ: تسميع النصوص. والصواب إسماع النصوص. ويقولون خطأ: اعتذر الأستاذ عن الحضور اليوم. والصواب: اعتذر الأستاذ عن عدم الحضور اليوم، لأن عدم الحضور هو المعتذر عنه وليس الحضور. ويقولون خطأ: لا تحق العبادة سوى لله. والصواب أن تقول: لا تحق العبادة لسوى الله، لأن سوى ملازمة للإضافة، فلا يفصل بينها وبين ما أضيفت إليه من حرف جر}
منقول
اخوكم 0حمدان المطرى0
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:32 ص]ـ
فوائد مهمة، جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[07 - 07 - 07, 05:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:50 ص]ـ
وجزاكما الله خيرا
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[18 - 09 - 07, 12:03 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[10 - 01 - 08, 11:26 ص]ـ
اخوتى بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[11 - 01 - 08, 06:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل حمدان المطري وجزاك الله خيراً على هذه الفوائد القيمة والكلمات النيرة جعلها الله في ميزان حسناتكم ونفع بها من قرأ أو نقلها أو دل عليها.
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[11 - 01 - 08, 11:06 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
المعلومات المذكورة مجموعة في كتاب الكتروني في المرفقات
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[12 - 01 - 08, 11:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مريم السويسي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:02 ص]ـ
أحسن الله إليكم(7/83)
ما الفرق بين كلمة "رسالة" و "رسالات"؟
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:12 ص]ـ
جاء في سورة الأعراف آية 62 (أبلغكم رسالات ربي) وكذا آية رقم 68
وفي الآية رقم 79 (فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي)
فما الفرق بينهما؟
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:14 م]ـ
ما تسأل عنه ياأخي يوسف أقرب إليك من حبل الوريد، فما عليك إلا أن تشغل جهازك وتبحث عن الجواب، ولا تتعود أن تطلب حاجتك من الآخرين ما دمت قادرا على إنجازها بنفسك، فتجنب عادة الأخذ بدون تعب، لأنها تعودك الكسل، وتعطل طاقاتك، ولا يليق بالقادر أن يميل إلى العجز، ولا بالقوي أن يضعف، وأنت والحمد لله قوي وقادر على تحقيق مرادك، فلا تكسل، والله يحفظك ويرعاك.
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد على النصح،
مع أني بحثت كثيرا قبل أن أكتب وأسأل ..
ونصيحتك أشعلت في الحماس فبحثت فوجدت مباشرة.
لماذا جاء في سورة الأعراف قوله تعالى (وأبلغكم رسالة ربي) في قصة سيدنا لوط وجاءت (وأبلغكم رسالات ربي) مع باقي الرسل وجاءت (حقيق على أن لا أقول) في قصة موسى عليه السلام؟
نلاحظ الآية الأولى في قصة صالح (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)) جاءت (رسالة) بالإفراد نجد أن الكلام في قوله تعالى (هذه ناقة الله لكم آية) إذن هناك معجزة وهي الناقة (فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم) إذن هذا تحذير: رسالة الله عز وجل بشأن هذه الناقة إلى قوم صالح أنه إذا مسستموها بسوء سيأخذكم عذاب أليم. إذن الكلام ليس عن الرسالة التي هي الشريعة والدين وإنما على المعجزة أن هذا المخلوق لا تمسوه بسوء. المقصود بالرسالة هو التحذير من قتل الناقة هذه هي الرسالة (أحذّركم من أن تقتلوا الناقة) هم قتلوها فإذن وقع عليهم العذاب. إذن هي ليست الرسالة السماوية ولو كانت الرسالة السمواية سيقول رسالات كما جاءت عند الأنبياء الآخرين بمعنى مفردات الأوامر والنواهي لأن كل أمر هو رسالة. أما هنا القضية تتعلق برسالة واحدة بقضية واحدة: عدم قتل الناقة، (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78)) مسألة واضحة: حذّرتكم ونصحت لكم ألا تتعرضوا لها بسوء إذن هذه هي الرسالة.
لكن لما ننتقل إلى بقية الرسالات وبقية ذكر الرسل الآخرين: الآيات على ألسنة أنبياء: الأولى على لسان نوح، هم قالوا (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60)) فقال (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62)) أي هذه الجزئيات، والثاني على لسان هود (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68)) والثالثة على لسان شعيب (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آَسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)). عندما يستعمل كلمة رسالات يعني الدين أو الشريعة بهذه الجزئيات المتعددة والمتفرقة. والرسالة كانت لقضية واحدة لتحذير واحد.
لمسات بيانية للدكتور حسام النعيمي
http://www.alwhyyn.net/vb/showthread.php?t=11643
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 04:11 م]ـ
حفظك الله ورعاك أخي يوسف، وختم لأهل الملتقى ولجميع المسلمين بالحسنى، ولأهل الكفر والفسوق بالذل والخسران.(7/84)
موقع رائع لعرض القرآن بعدة لغات .. مع الصوت .. وشكل رائع!
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:21 ص]ـ
http://www.quranexplorer.com/quran/
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 07 - 07, 11:55 م]ـ
موقع قيم وخاصة لغير الناطقين بالعربية.
جازاكم الله خير الجزاء، و جعله في ميزان حسناتكم.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[22 - 07 - 07, 08:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وجعله الله تعالى في موازين حسناتكم(7/85)
من كان في حاجة أخيه
ـ[إسماعيل فلاحي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
إخواني الكرام أرجو منكم أن تعينوني في جمع الكتب التي تناولت "الفاصلة القرآنية" خاصة المصورة منها.
وأحسن الله إليكم و اعانكم في جميع أموركم.(7/86)
التخوت تحت البشاخين .. في تفسير ابن كثير سورة يس
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:50 ص]ـ
بارك الله فيكم
اشكال عرض لي وهي (البشاخين)
في تفسير ابن كثير سورة يس:
وقوله (هم وأزواجهم) ..
قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة ومحمد بن كعب والحسن وقتادة والسدي وخصيف (الأرائك) هي السرر تحت الحجال.
قلت-ابن كثير-: نظيره في الدنيا هذه التخوت تحت البشاخين، والله أعلم.
انتهى
تخوت .. بشاخين .. ؟
لم أفهم شيئاً، بحثت في اللسان والقاموس .. لم أعثر على ما يفيد.
ما رأيكم معاشر الأخوة؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:27 ص]ـ
ابن كثير رحمه الله كان يضرب مثلا على قول ابن عباس رضي الله عنهما: "السرر تحت الحجال"
والسرر جمع سرير والحجال كلمة وردت في حديث في سنن أبي داود عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالُوا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَيْفَ تَرَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي أُمِرْنَا فِيهَا بِمَا أُمِرْنَا وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ}
قَرَأَ الْقَعْنَبِيُّ إِلَى
{عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ اللَّهَ حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ وَكَانَ النَّاسُ لَيْسَ لِبُيُوتِهِمْ سُتُورٌ وَلَا حِجَالٌ فَرُبَّمَا دَخَلَ الْخَادِمُ أَوْ الْوَلَدُ أَوْ يَتِيمَةُ الرَّجُلِ وَالرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ فَأَمَرَهُمْ اللَّهُ بِالِاسْتِئْذَانِ فِي تِلْكَ الْعَوْرَاتِ فَجَاءَهُمْ اللَّهُ بِالسُّتُورِ وَالْخَيْرِ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَعْمَلُ بِذَلِكَ بَعْدُ"
قال صاحب عون المعبود: " (وَلَا حِجَال)
: جَمْع حَجْلَة بِفَتْحَتَيْنِ وَهِيَ بَيْت كَالْقُبَّةِ يُسْتَرُ بِالثِّيَابِ يَجْعَلُونَهَا لِلْعَرُوسِ "
أما ما ذكره ابن كثير فالتخوت هي الأسرة والتخت كلمة فارسية بمعنى عرش أو كرسي ولقد عثرت عليها في كتاب الفارسية الذي كان يدرس لنا في الجامعة.
أما (البشاخين) فلقد بحث عنها ووجدتها في أحد المواقع نقلا (عن كتاب العصر المماليكي في مصر والشام - تأليف الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور) يقول:
البشخاناه:
وجمعها (بشاخين)، وهي ما يطلق عليه اليوم الناموسية المزركشة أو داير السرير، أي الحلية التي توضع فوق السرير، وقد تكون حول الغرفة كلها.
ثم عثرت على نصوص في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - وهو موجود في الشاملة - فيها ذكر للكلمة: " وفي هذه السنة ولد للسلطان ابنه صالح من بنت الأمير تنكز نائب الشام، فعمل لها السلطان بشخاناه ودائر بيت زركش، وتكملة البذلة من المخدات والمقاعد بمائتي ألف دينار وأربعين ألف دينار وعمل لها الفرح سبعة أيام."
ومنها قوله: "
وجهز إحدى عشرة ابنة له، بالجهاز العظيم، فكان أولهن جهازاً بثمانمائة ألف دينار، منها قيمة بشخاناه وداير بيت وما يتعلق به مائة ألف دينار"
فالبشاخين لعلها ما تعرف في مصر باسم (الكوشة) التي تعد للعروس، وهكذا اتضح المعنى بفضل الله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالله الصيفي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:06 ص]ـ
بارك الله فيك
والله ما قصرت
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[07 - 07 - 07, 05:35 ص]ـ
بارك الله فيكم(7/87)
أريد تفسيرا لهذا الخبر
ـ[جمال الكرفتي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:50 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ذكر الإمام السيوطي في كتابه
(الإتقان في علوم القرآن)
وبالضبط في (باب معرفة المكي والمدني)
خبرا عن بن مسعود
وهو تحت عنوان:
(فائدة في ذكر ما نزل من المفصّل بمكة)
فائدة: أَخرج الطبرانيّ، عن ابن مسعود:
نزل المفصَّل بمكة، فمكثنا حِجَجاً نقرؤه، لا ينزل غيره.
أريد من شيوخنا الكرام التفضل بشرح هذه الفائدة
بارك الله لنا في علمهم ووقتهم.(7/88)
الجوهر المكنون فى رواية قالونوشرحه
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:30 ص]ـ
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
(وورش): هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري القرشي مولاهم ولقب بورش لشدّة بياضه. ولد سنة 110هـ ورحل إلى المدينة ليقرأ على الإمام نافع سنة155هـ فقرأ عليه ختمات ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها ولم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ لا يمله سامعه. وتوفي بمصر سنة 197هـ وقبره معروف يُزَار.
(وقرأ قالون وورش): على قارئ المدينة الإمام أبي رويم نافع بن عبد الرحمن اللّيثي المتوفى بالمدينة سنة 167هـ. وقرأ نافع على سبعين من التابعين وسمى منهم خمسة: يزيد بن القعقاع القارئ، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وأخذ هؤلاء عن ثلاثة من الصحابة: أبي هريرة، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب. وقرأ أبيّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
باب ما حاء بين السورتين وأمّ القرآن
َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ
المعنى أنّ قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قولا واحدا إلا بين الأنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بلا بسملة لإجماعهم على ترك البسملة أول براءة مطلقا.
وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو: {عليهم غَير}، {عليكم أَنفسكم} وجهان: الأول السكون. والثاني الصلة بأن تُضَمَّ وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في حدِّه حينئذ. أما إذا سكن ما بعدها نحو: {عليهم الذِّلَّة} فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون على إسكانها في الوقف.
باب هاء الكناية والمد والقصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/89)
هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.
وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ
وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ
المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.
(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.
(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.
(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ
وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ
المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/90)
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: {ءأنذرتهم}، {أئنكم}، {أؤنبئكم}. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: {أئمة} ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و {ءآمنتم} في الأعراف وطه والشعراء. و {ءآلهة} في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.
باب الهمزتين من كلمتين
بِحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الاولَى فَاَسْقِطَا وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلاَ
وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الابْدَالُ وَادُّغِمْ وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ
أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَسَجَّلاَ
المعنى أنّ قالون أسقط الهمزة الأولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو: {جاءَ أَمرنا}. وسهلها بين الهمزة والياء إذا كانتا مكسورتين نحو: {هؤلاءِ إِن كنتم}، وبين الهمزة والواو إذا كانتا مضمومتين نحو: {أولياءُ أُولئك}. وزاد في قوله تعالى: {بالسوءِ إِلا ما رحم} في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها. وقد اختاره أكثر المحققين ولذا جرى العمل بتقديمه في الأداء. وما ذكرته من إسقاط الأولى حالة الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى الأولى. وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد فعلى مذهب الجمهور يكون من قبيل المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل المتصل فيتعين مده. ومعنى قول الناظم: وإن حرف مد .. الخ؛ أنّ حرف المد الواقع قبل همز مغيَّر يجوز فيه وجهان: المد مراعاة للأصل وتنزيلا للسبب المغير منزلة المحقق، والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من التغيُّر واعتبارا بما صار إليه اللّفظ سواء كان التغير بالإسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر بالإسقاط لذهاب أثره. ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حالة الإسقاط يمتنع على مد المنفصل. ففي قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم ... } الآية قصر (مرضى) أو مع القصر والمد في (جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر منفصلا أو متصلا فإن قدر منفصلا ساوى الأول وإن قدر متصلا تعين مده كما مرّ. وتجري هذه الثلاثة أيضا فيما لو تأخر المنفصل عن الهمزتين كما في قوله تعالى: {ويمسك السماءَ أَن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ ... } فإذا مددت (السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن) تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر. وفي قوله تعالى: {هؤلاء إن كنتم} قصر (هاء) التنبيه مع مد (أولا) وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل. ثمّ مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها. وضعَّف الإمام ابن الجزري في نشره قصر (أولاء) على مد المنفصل واحتج بأنّ سبب الإتصال ولو تغيَّر أقوى من سبب الإنفصال فلا يصح أن يكون أحط رتبة منه. وردَّه الأستاذ المتولي مستدلا بإطلاقه الوجهين في كل من التقريب والطيِّبة وبأن الإعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/91)
الطبيعي فلا يكون ثَمَّ مانع من جوازه. ولذا قال في فتح الكريم: وفي هؤلا إن مدها مع قصر ما * تلاه له امنع مسقطا لا مسهلا.
باب الهمز المفرد والنقل والإظهار والإدغام والفتح والإمالة
الهمز المفرد هو الذي يلاصق مثله. والنقل إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة. والإظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفّى حقّه ومستحقّه. والإدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا. والفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف لا فتح الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة. والإمالة أن تنطق بالفتحة قريبة من الكسرة وبالألف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع. وقليلا وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل وبين بين والصغرى.
وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ
وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ الانَ مَعْ رِدَا وَعَادًا الاُولَى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ
وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بِالاظْهَاِر عُدِّلا
وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ
وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ
المعنى أنه روى {لئلا} في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين اللامين. و {النسيء} في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة فهو عنده من باب المد المتصل. وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو متحرِّكة نحو: مؤْمنين، مؤَجَّلا. إلاّ أنه استثنى من ذلك {يأجوج ومأجوج} في الكهف والأنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما. و {مؤْصدة} في البلد والهُمَزَة واوا فيهما.
(ووافق ورشا) على النقل في ثلاث كلمات:
1ـ آلان: في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاثة أوجه وهي: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها استصحابا للأصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها. فإذا وقف على النون جاز له ثلاثة اللام على كل من ثلاثة الهمزة.
2ـ ردا: من قوله تعالى: {رِدًا يصدقني} في القصص فرواه بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة.
3ـ الاولى: من قوله تعالى: {عاداالاولى} في النجم فرواه بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل وهمزة ساكنة مكان الواو وصلا وابتداء. فله في الوصل وجه واحد وهو: (عاداً لُؤْلى) بالنقل وهمز الواو. فإذا وقف على عادا وابتدأ بالأولى فله وجهان: أحدهما (اَلُؤْلَى) بهمزة الوصل اعتدادا بالأصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة. وثانيهما (لُؤْلَى) بلام مضمومة من غير ألف الوصل قبلها اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة. وزاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا وهو (اَلأُولى) بردِّ الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل فلام ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثلاثة وحسَّنه الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم: وقد فضّلوا في بدئه ترك نقله. لكن لما كان قوله: واهمز الواو مسجلا. ربما يوهم همز الواو في الأوجه الثلاثة قلت بدل السطر المذكور:
[وفي البدء زد تحقيقه غير هامز]. وما عدا هذه الكلمات الثلاث فهو فيه على التحقيق من غير نقل خلافا لورش. وخالف النظم شرطه هنا ليفيد ذلك مع الإختصار.
(وروى أيضا) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو: {فقد ظلم}، {فقد ضل}. وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو: {كانت ظالمة}. والنون عند الواو من {يس والقرآن} و {ن والقلم} قولا واحدا.
(وروى) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى: {ويعذب من يشاء} آخر سورة البكر أي البقرة.
(واختلف) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى: {يلهث ذلك} في الأعراف. والباء عند الميم من قوله تعالى: {اركب معنا} بهود بين الإدغام والإظهار. وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إلا أنّ الإدغام أكثر وأشهر ولذى جرى العمل بتقديمه في الأداء.
(وروى) الفتح قولا واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إلا أنه روى {هار} في التوبة بالإمالة الكبرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/92)
(واختلف) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم.
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها.
(وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة.
(واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا.
(واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل.
(واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء.
(واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
{يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/93)
باب فرش الحروف
يعني الأحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور.
وَهَا هُوَ عَنْ فَاوَوَاوٍ وَلاَمِهَا وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ انجَلاَ
المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكّر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الإبتدائية نحو: {فهْو خير}، {فهْي خاوية}، {وهْو واقع}، {وهْي تجري}، {لهْو الغني}، {لهْي الحيوان}. وكذا {ثمّ هْو يوم القيامة} في القصص. وروى بيوت كيف جاء نحو: {وأتوا البيوت}، {بيوتا غير بيوتكم}، {من بيوتهن}؛ بكسر الباء.
نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي. وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ
وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُدْ فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ
المعنى أنه روى {فنعمّا هي} في البقرة و {نعمّا يعظكم} في النساء باختلاس كسرة العين وباسكانها أيضا. و {لا تعدّوا} في النساء باختلاس فتحة العين وبإسكانها أيضا. و {أمن لا يهدّي} في يونس باختلاس فتحة الهاء وبإسكانها أيضا. و {هم يخصّمون} في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضا. ومعنى الإختلاس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى الكثير فهو عكس الروم. وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر الإسكان في الجميع مع أنّ الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبصّ في بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإسكان. ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به.
وروى {هاأنتم} في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده. ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثلاثة أوجه.
رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ
المعنى أنه روى {أرأيت} كيف وقع مصحوبا بهمزة الإستفهام نحو: {أرأيتكم}، {أفرأيتم}، {أفرأيت} بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجها واحدا.
(واختلف) عنه في {أنا إلا نذير} في الأعراف والشعراء والأحقاف وصلا بين إثبات الألف بعد النون وحذفها. وذكر الوجهين في الشاطبية واقتصر في التيسير على الإثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإثبات. وعلى الإثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا لدخوله في حدِّه حينئذ.
وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ
المعنى أنه روى {قربة لهم} في التوبة بسكون الراء.
(واختلف) عنه في {لأهب لك} في مريم بين الياء كورش والهمزة كغيره وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الهمز في الأداء.
(وروى): {رءيا} في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء بعدها.
لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُواكَحَرْفِ عَنْ ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ
المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/94)
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
(وورش): هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري القرشي مولاهم ولقب بورش لشدّة بياضه. ولد سنة 110هـ ورحل إلى المدينة ليقرأ على الإمام نافع سنة155هـ فقرأ عليه ختمات ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها ولم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ لا يمله سامعه. وتوفي بمصر سنة 197هـ وقبره معروف يُزَار.
(وقرأ قالون وورش): على قارئ المدينة الإمام أبي رويم نافع بن عبد الرحمن اللّيثي المتوفى بالمدينة سنة 167هـ. وقرأ نافع على سبعين من التابعين وسمى منهم خمسة: يزيد بن القعقاع القارئ، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وأخذ هؤلاء عن ثلاثة من الصحابة: أبي هريرة، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب. وقرأ أبيّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
باب ما حاء بين السورتين وأمّ القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/95)
َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ
المعنى أنّ قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قولا واحدا إلا بين الأنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بلا بسملة لإجماعهم على ترك البسملة أول براءة مطلقا.
وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو: {عليهم غَير}، {عليكم أَنفسكم} وجهان: الأول السكون. والثاني الصلة بأن تُضَمَّ وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في حدِّه حينئذ. أما إذا سكن ما بعدها نحو: {عليهم الذِّلَّة} فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون على إسكانها في الوقف.
باب هاء الكناية والمد والقصر
هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.
وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ
وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ
المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.
(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.
(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/96)
(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ
وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ
المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: {ءأنذرتهم}، {أئنكم}، {أؤنبئكم}. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: {أئمة} ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و {ءآمنتم} في الأعراف وطه والشعراء. و {ءآلهة} في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.
باب الهمزتين من كلمتين
بِحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الاولَى فَاَسْقِطَا وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلاَ
وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الابْدَالُ وَادُّغِمْ وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ
أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَسَجَّلاَ
المعنى أنّ قالون أسقط الهمزة الأولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو: {جاءَ أَمرنا}. وسهلها بين الهمزة والياء إذا كانتا مكسورتين نحو: {هؤلاءِ إِن كنتم}، وبين الهمزة والواو إذا كانتا مضمومتين نحو: {أولياءُ أُولئك}. وزاد في قوله تعالى: {بالسوءِ إِلا ما رحم} في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها. وقد اختاره أكثر المحققين ولذا جرى العمل بتقديمه في الأداء. وما ذكرته من إسقاط الأولى حالة الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى الأولى. وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد فعلى مذهب الجمهور يكون من قبيل المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل المتصل فيتعين مده. ومعنى قول الناظم: وإن حرف مد .. الخ؛ أنّ حرف المد الواقع قبل همز مغيَّر يجوز فيه وجهان: المد مراعاة للأصل وتنزيلا للسبب المغير منزلة المحقق، والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من التغيُّر واعتبارا بما صار إليه اللّفظ سواء كان التغير بالإسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/97)
بالإسقاط لذهاب أثره. ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حالة الإسقاط يمتنع على مد المنفصل. ففي قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم ... } الآية قصر (مرضى) أو مع القصر والمد في (جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر منفصلا أو متصلا فإن قدر منفصلا ساوى الأول وإن قدر متصلا تعين مده كما مرّ. وتجري هذه الثلاثة أيضا فيما لو تأخر المنفصل عن الهمزتين كما في قوله تعالى: {ويمسك السماءَ أَن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ ... } فإذا مددت (السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن) تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر. وفي قوله تعالى: {هؤلاء إن كنتم} قصر (هاء) التنبيه مع مد (أولا) وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل. ثمّ مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها. وضعَّف الإمام ابن الجزري في نشره قصر (أولاء) على مد المنفصل واحتج بأنّ سبب الإتصال ولو تغيَّر أقوى من سبب الإنفصال فلا يصح أن يكون أحط رتبة منه. وردَّه الأستاذ المتولي مستدلا بإطلاقه الوجهين في كل من التقريب والطيِّبة وبأن الإعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب الطبيعي فلا يكون ثَمَّ مانع من جوازه. ولذا قال في فتح الكريم: وفي هؤلا إن مدها مع قصر ما * تلاه له امنع مسقطا لا مسهلا.
باب الهمز المفرد والنقل والإظهار والإدغام والفتح والإمالة
الهمز المفرد هو الذي يلاصق مثله. والنقل إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة. والإظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفّى حقّه ومستحقّه. والإدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا. والفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف لا فتح الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة. والإمالة أن تنطق بالفتحة قريبة من الكسرة وبالألف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع. وقليلا وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل وبين بين والصغرى.
وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ
وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ الانَ مَعْ رِدَا وَعَادًا الاُولَى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ
وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بِالاظْهَاِر عُدِّلا
وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ
وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ
المعنى أنه روى {لئلا} في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين اللامين. و {النسيء} في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة فهو عنده من باب المد المتصل. وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو متحرِّكة نحو: مؤْمنين، مؤَجَّلا. إلاّ أنه استثنى من ذلك {يأجوج ومأجوج} في الكهف والأنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما. و {مؤْصدة} في البلد والهُمَزَة واوا فيهما.
(ووافق ورشا) على النقل في ثلاث كلمات:
1ـ آلان: في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاثة أوجه وهي: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها استصحابا للأصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها. فإذا وقف على النون جاز له ثلاثة اللام على كل من ثلاثة الهمزة.
2ـ ردا: من قوله تعالى: {رِدًا يصدقني} في القصص فرواه بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة.
3ـ الاولى: من قوله تعالى: {عاداالاولى} في النجم فرواه بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل وهمزة ساكنة مكان الواو وصلا وابتداء. فله في الوصل وجه واحد وهو: (عاداً لُؤْلى) بالنقل وهمز الواو. فإذا وقف على عادا وابتدأ بالأولى فله وجهان: أحدهما (اَلُؤْلَى) بهمزة الوصل اعتدادا بالأصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة. وثانيهما (لُؤْلَى) بلام مضمومة من غير ألف الوصل قبلها اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة. وزاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا وهو (اَلأُولى) بردِّ الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل فلام ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثلاثة وحسَّنه الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم: وقد فضّلوا في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/98)
بدئه ترك نقله. لكن لما كان قوله: واهمز الواو مسجلا. ربما يوهم همز الواو في الأوجه الثلاثة قلت بدل السطر المذكور:
[وفي البدء زد تحقيقه غير هامز]. وما عدا هذه الكلمات الثلاث فهو فيه على التحقيق من غير نقل خلافا لورش. وخالف النظم شرطه هنا ليفيد ذلك مع الإختصار.
(وروى أيضا) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو: {فقد ظلم}، {فقد ضل}. وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو: {كانت ظالمة}. والنون عند الواو من {يس والقرآن} و {ن والقلم} قولا واحدا.
(وروى) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى: {ويعذب من يشاء} آخر سورة البكر أي البقرة.
(واختلف) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى: {يلهث ذلك} في الأعراف. والباء عند الميم من قوله تعالى: {اركب معنا} بهود بين الإدغام والإظهار. وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إلا أنّ الإدغام أكثر وأشهر ولذى جرى العمل بتقديمه في الأداء.
(وروى) الفتح قولا واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إلا أنه روى {هار} في التوبة بالإمالة الكبرى.
(واختلف) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم.
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها.
(وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة.
(واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا.
(واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل.
(واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/99)
(واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
{يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
باب فرش الحروف
يعني الأحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور.
وَهَا هُوَ عَنْ فَاوَوَاوٍ وَلاَمِهَا وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ انجَلاَ
المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكّر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الإبتدائية نحو: {فهْو خير}، {فهْي خاوية}، {وهْو واقع}، {وهْي تجري}، {لهْو الغني}، {لهْي الحيوان}. وكذا {ثمّ هْو يوم القيامة} في القصص. وروى بيوت كيف جاء نحو: {وأتوا البيوت}، {بيوتا غير بيوتكم}، {من بيوتهن}؛ بكسر الباء.
نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي. وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ
وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُدْ فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ
المعنى أنه روى {فنعمّا هي} في البقرة و {نعمّا يعظكم} في النساء باختلاس كسرة العين وباسكانها أيضا. و {لا تعدّوا} في النساء باختلاس فتحة العين وبإسكانها أيضا. و {أمن لا يهدّي} في يونس باختلاس فتحة الهاء وبإسكانها أيضا. و {هم يخصّمون} في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضا. ومعنى الإختلاس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى الكثير فهو عكس الروم. وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر الإسكان في الجميع مع أنّ الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبصّ في بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإسكان. ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به.
وروى {هاأنتم} في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده. ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثلاثة أوجه.
رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ
المعنى أنه روى {أرأيت} كيف وقع مصحوبا بهمزة الإستفهام نحو: {أرأيتكم}، {أفرأيتم}، {أفرأيت} بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجها واحدا.
(واختلف) عنه في {أنا إلا نذير} في الأعراف والشعراء والأحقاف وصلا بين إثبات الألف بعد النون وحذفها. وذكر الوجهين في الشاطبية واقتصر في التيسير على الإثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإثبات. وعلى الإثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا لدخوله في حدِّه حينئذ.
وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ
المعنى أنه روى {قربة لهم} في التوبة بسكون الراء.
(واختلف) عنه في {لأهب لك} في مريم بين الياء كورش والهمزة كغيره وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الهمز في الأداء.
(وروى): {رءيا} في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء بعدها.
لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُواكَحَرْفِ عَنْ ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/100)
المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
علي محمد الضّبّاع
00000000000000000000000000000000000000
اخوكم حمدان المطرى}
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/101)
(وورش): هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري القرشي مولاهم ولقب بورش لشدّة بياضه. ولد سنة 110هـ ورحل إلى المدينة ليقرأ على الإمام نافع سنة155هـ فقرأ عليه ختمات ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها ولم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ لا يمله سامعه. وتوفي بمصر سنة 197هـ وقبره معروف يُزَار.
(وقرأ قالون وورش): على قارئ المدينة الإمام أبي رويم نافع بن عبد الرحمن اللّيثي المتوفى بالمدينة سنة 167هـ. وقرأ نافع على سبعين من التابعين وسمى منهم خمسة: يزيد بن القعقاع القارئ، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وأخذ هؤلاء عن ثلاثة من الصحابة: أبي هريرة، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب. وقرأ أبيّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
باب ما حاء بين السورتين وأمّ القرآن
َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ
المعنى أنّ قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قولا واحدا إلا بين الأنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بلا بسملة لإجماعهم على ترك البسملة أول براءة مطلقا.
وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو: {عليهم غَير}، {عليكم أَنفسكم} وجهان: الأول السكون. والثاني الصلة بأن تُضَمَّ وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في حدِّه حينئذ. أما إذا سكن ما بعدها نحو: {عليهم الذِّلَّة} فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون على إسكانها في الوقف.
باب هاء الكناية والمد والقصر
هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.
وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ
وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ
المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.
(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/102)
لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.
(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.
(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ
وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ
المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: {ءأنذرتهم}، {أئنكم}، {أؤنبئكم}. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: {أئمة} ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و {ءآمنتم} في الأعراف وطه والشعراء. و {ءآلهة} في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.
باب الهمزتين من كلمتين
بِحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الاولَى فَاَسْقِطَا وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلاَ
وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الابْدَالُ وَادُّغِمْ وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ
أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَسَجَّلاَ
المعنى أنّ قالون أسقط الهمزة الأولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو: {جاءَ أَمرنا}. وسهلها بين الهمزة والياء إذا كانتا مكسورتين نحو: {هؤلاءِ إِن كنتم}، وبين الهمزة والواو إذا كانتا مضمومتين نحو: {أولياءُ أُولئك}. وزاد في قوله تعالى: {بالسوءِ إِلا ما رحم} في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها. وقد اختاره أكثر المحققين ولذا جرى العمل بتقديمه في الأداء. وما ذكرته من إسقاط الأولى حالة الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى الأولى. وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد فعلى مذهب الجمهور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/103)
يكون من قبيل المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل المتصل فيتعين مده. ومعنى قول الناظم: وإن حرف مد .. الخ؛ أنّ حرف المد الواقع قبل همز مغيَّر يجوز فيه وجهان: المد مراعاة للأصل وتنزيلا للسبب المغير منزلة المحقق، والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من التغيُّر واعتبارا بما صار إليه اللّفظ سواء كان التغير بالإسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر بالإسقاط لذهاب أثره. ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حالة الإسقاط يمتنع على مد المنفصل. ففي قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم ... } الآية قصر (مرضى) أو مع القصر والمد في (جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر منفصلا أو متصلا فإن قدر منفصلا ساوى الأول وإن قدر متصلا تعين مده كما مرّ. وتجري هذه الثلاثة أيضا فيما لو تأخر المنفصل عن الهمزتين كما في قوله تعالى: {ويمسك السماءَ أَن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ ... } فإذا مددت (السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن) تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر. وفي قوله تعالى: {هؤلاء إن كنتم} قصر (هاء) التنبيه مع مد (أولا) وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل. ثمّ مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها. وضعَّف الإمام ابن الجزري في نشره قصر (أولاء) على مد المنفصل واحتج بأنّ سبب الإتصال ولو تغيَّر أقوى من سبب الإنفصال فلا يصح أن يكون أحط رتبة منه. وردَّه الأستاذ المتولي مستدلا بإطلاقه الوجهين في كل من التقريب والطيِّبة وبأن الإعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب الطبيعي فلا يكون ثَمَّ مانع من جوازه. ولذا قال في فتح الكريم: وفي هؤلا إن مدها مع قصر ما * تلاه له امنع مسقطا لا مسهلا.
باب الهمز المفرد والنقل والإظهار والإدغام والفتح والإمالة
الهمز المفرد هو الذي يلاصق مثله. والنقل إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة. والإظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفّى حقّه ومستحقّه. والإدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا. والفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف لا فتح الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة. والإمالة أن تنطق بالفتحة قريبة من الكسرة وبالألف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع. وقليلا وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل وبين بين والصغرى.
وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ
وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ الانَ مَعْ رِدَا وَعَادًا الاُولَى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ
وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بِالاظْهَاِر عُدِّلا
وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ
وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ
المعنى أنه روى {لئلا} في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين اللامين. و {النسيء} في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة فهو عنده من باب المد المتصل. وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو متحرِّكة نحو: مؤْمنين، مؤَجَّلا. إلاّ أنه استثنى من ذلك {يأجوج ومأجوج} في الكهف والأنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما. و {مؤْصدة} في البلد والهُمَزَة واوا فيهما.
(ووافق ورشا) على النقل في ثلاث كلمات:
1ـ آلان: في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاثة أوجه وهي: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها استصحابا للأصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها. فإذا وقف على النون جاز له ثلاثة اللام على كل من ثلاثة الهمزة.
2ـ ردا: من قوله تعالى: {رِدًا يصدقني} في القصص فرواه بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/104)
3ـ الاولى: من قوله تعالى: {عاداالاولى} في النجم فرواه بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل وهمزة ساكنة مكان الواو وصلا وابتداء. فله في الوصل وجه واحد وهو: (عاداً لُؤْلى) بالنقل وهمز الواو. فإذا وقف على عادا وابتدأ بالأولى فله وجهان: أحدهما (اَلُؤْلَى) بهمزة الوصل اعتدادا بالأصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة. وثانيهما (لُؤْلَى) بلام مضمومة من غير ألف الوصل قبلها اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة. وزاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا وهو (اَلأُولى) بردِّ الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل فلام ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثلاثة وحسَّنه الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم: وقد فضّلوا في بدئه ترك نقله. لكن لما كان قوله: واهمز الواو مسجلا. ربما يوهم همز الواو في الأوجه الثلاثة قلت بدل السطر المذكور:
[وفي البدء زد تحقيقه غير هامز]. وما عدا هذه الكلمات الثلاث فهو فيه على التحقيق من غير نقل خلافا لورش. وخالف النظم شرطه هنا ليفيد ذلك مع الإختصار.
(وروى أيضا) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو: {فقد ظلم}، {فقد ضل}. وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو: {كانت ظالمة}. والنون عند الواو من {يس والقرآن} و {ن والقلم} قولا واحدا.
(وروى) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى: {ويعذب من يشاء} آخر سورة البكر أي البقرة.
(واختلف) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى: {يلهث ذلك} في الأعراف. والباء عند الميم من قوله تعالى: {اركب معنا} بهود بين الإدغام والإظهار. وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إلا أنّ الإدغام أكثر وأشهر ولذى جرى العمل بتقديمه في الأداء.
(وروى) الفتح قولا واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إلا أنه روى {هار} في التوبة بالإمالة الكبرى.
(واختلف) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم.
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها.
(وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة.
(واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/105)
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا.
(واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل.
(واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء.
(واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
{يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
باب فرش الحروف
يعني الأحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور.
وَهَا هُوَ عَنْ فَاوَوَاوٍ وَلاَمِهَا وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ انجَلاَ
المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكّر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الإبتدائية نحو: {فهْو خير}، {فهْي خاوية}، {وهْو واقع}، {وهْي تجري}، {لهْو الغني}، {لهْي الحيوان}. وكذا {ثمّ هْو يوم القيامة} في القصص. وروى بيوت كيف جاء نحو: {وأتوا البيوت}، {بيوتا غير بيوتكم}، {من بيوتهن}؛ بكسر الباء.
نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي. وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ
وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُدْ فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ
المعنى أنه روى {فنعمّا هي} في البقرة و {نعمّا يعظكم} في النساء باختلاس كسرة العين وباسكانها أيضا. و {لا تعدّوا} في النساء باختلاس فتحة العين وبإسكانها أيضا. و {أمن لا يهدّي} في يونس باختلاس فتحة الهاء وبإسكانها أيضا. و {هم يخصّمون} في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضا. ومعنى الإختلاس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى الكثير فهو عكس الروم. وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر الإسكان في الجميع مع أنّ الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبصّ في بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإسكان. ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به.
وروى {هاأنتم} في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده. ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثلاثة أوجه.
رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ
المعنى أنه روى {أرأيت} كيف وقع مصحوبا بهمزة الإستفهام نحو: {أرأيتكم}، {أفرأيتم}، {أفرأيت} بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجها واحدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/106)
(واختلف) عنه في {أنا إلا نذير} في الأعراف والشعراء والأحقاف وصلا بين إثبات الألف بعد النون وحذفها. وذكر الوجهين في الشاطبية واقتصر في التيسير على الإثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإثبات. وعلى الإثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا لدخوله في حدِّه حينئذ.
وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ
المعنى أنه روى {قربة لهم} في التوبة بسكون الراء.
(واختلف) عنه في {لأهب لك} في مريم بين الياء كورش والهمزة كغيره وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الهمز في الأداء.
(وروى): {رءيا} في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء بعدها.
لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُواكَحَرْفِ عَنْ ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ
المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
علي محمد الضّبّاع
أخوكم حمدان المطرى {(7/107)
الجوهر المكنون فى رواية قالون وشرحه
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:02 ص]ـ
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
(وورش): هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري القرشي مولاهم ولقب بورش لشدّة بياضه. ولد سنة 110هـ ورحل إلى المدينة ليقرأ على الإمام نافع سنة155هـ فقرأ عليه ختمات ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها ولم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ لا يمله سامعه. وتوفي بمصر سنة 197هـ وقبره معروف يُزَار.
(وقرأ قالون وورش): على قارئ المدينة الإمام أبي رويم نافع بن عبد الرحمن اللّيثي المتوفى بالمدينة سنة 167هـ. وقرأ نافع على سبعين من التابعين وسمى منهم خمسة: يزيد بن القعقاع القارئ، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وأخذ هؤلاء عن ثلاثة من الصحابة: أبي هريرة، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب. وقرأ أبيّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
باب ما حاء بين السورتين وأمّ القرآن
َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ
المعنى أنّ قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قولا واحدا إلا بين الأنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بلا بسملة لإجماعهم على ترك البسملة أول براءة مطلقا.
وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو: {عليهم غَير}، {عليكم أَنفسكم} وجهان: الأول السكون. والثاني الصلة بأن تُضَمَّ وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في حدِّه حينئذ. أما إذا سكن ما بعدها نحو: {عليهم الذِّلَّة} فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون على إسكانها في الوقف.
باب هاء الكناية والمد والقصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/108)
هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.
وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ
وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ
المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.
(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.
(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.
(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ
وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ
المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/109)
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: {ءأنذرتهم}، {أئنكم}، {أؤنبئكم}. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: {أئمة} ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و {ءآمنتم} في الأعراف وطه والشعراء. و {ءآلهة} في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.
باب الهمزتين من كلمتين
بِحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الاولَى فَاَسْقِطَا وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلاَ
وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الابْدَالُ وَادُّغِمْ وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ
أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَسَجَّلاَ
المعنى أنّ قالون أسقط الهمزة الأولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو: {جاءَ أَمرنا}. وسهلها بين الهمزة والياء إذا كانتا مكسورتين نحو: {هؤلاءِ إِن كنتم}، وبين الهمزة والواو إذا كانتا مضمومتين نحو: {أولياءُ أُولئك}. وزاد في قوله تعالى: {بالسوءِ إِلا ما رحم} في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها. وقد اختاره أكثر المحققين ولذا جرى العمل بتقديمه في الأداء. وما ذكرته من إسقاط الأولى حالة الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى الأولى. وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد فعلى مذهب الجمهور يكون من قبيل المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل المتصل فيتعين مده. ومعنى قول الناظم: وإن حرف مد .. الخ؛ أنّ حرف المد الواقع قبل همز مغيَّر يجوز فيه وجهان: المد مراعاة للأصل وتنزيلا للسبب المغير منزلة المحقق، والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من التغيُّر واعتبارا بما صار إليه اللّفظ سواء كان التغير بالإسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر بالإسقاط لذهاب أثره. ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حالة الإسقاط يمتنع على مد المنفصل. ففي قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم ... } الآية قصر (مرضى) أو مع القصر والمد في (جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر منفصلا أو متصلا فإن قدر منفصلا ساوى الأول وإن قدر متصلا تعين مده كما مرّ. وتجري هذه الثلاثة أيضا فيما لو تأخر المنفصل عن الهمزتين كما في قوله تعالى: {ويمسك السماءَ أَن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ ... } فإذا مددت (السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن) تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر. وفي قوله تعالى: {هؤلاء إن كنتم} قصر (هاء) التنبيه مع مد (أولا) وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل. ثمّ مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها. وضعَّف الإمام ابن الجزري في نشره قصر (أولاء) على مد المنفصل واحتج بأنّ سبب الإتصال ولو تغيَّر أقوى من سبب الإنفصال فلا يصح أن يكون أحط رتبة منه. وردَّه الأستاذ المتولي مستدلا بإطلاقه الوجهين في كل من التقريب والطيِّبة وبأن الإعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/110)
الطبيعي فلا يكون ثَمَّ مانع من جوازه. ولذا قال في فتح الكريم: وفي هؤلا إن مدها مع قصر ما * تلاه له امنع مسقطا لا مسهلا.
باب الهمز المفرد والنقل والإظهار والإدغام والفتح والإمالة
الهمز المفرد هو الذي يلاصق مثله. والنقل إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة. والإظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفّى حقّه ومستحقّه. والإدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا. والفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف لا فتح الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة. والإمالة أن تنطق بالفتحة قريبة من الكسرة وبالألف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع. وقليلا وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل وبين بين والصغرى.
وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ
وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ الانَ مَعْ رِدَا وَعَادًا الاُولَى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ
وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بِالاظْهَاِر عُدِّلا
وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ
وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ
المعنى أنه روى {لئلا} في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين اللامين. و {النسيء} في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة فهو عنده من باب المد المتصل. وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو متحرِّكة نحو: مؤْمنين، مؤَجَّلا. إلاّ أنه استثنى من ذلك {يأجوج ومأجوج} في الكهف والأنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما. و {مؤْصدة} في البلد والهُمَزَة واوا فيهما.
(ووافق ورشا) على النقل في ثلاث كلمات:
1ـ آلان: في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاثة أوجه وهي: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها استصحابا للأصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها. فإذا وقف على النون جاز له ثلاثة اللام على كل من ثلاثة الهمزة.
2ـ ردا: من قوله تعالى: {رِدًا يصدقني} في القصص فرواه بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة.
3ـ الاولى: من قوله تعالى: {عاداالاولى} في النجم فرواه بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل وهمزة ساكنة مكان الواو وصلا وابتداء. فله في الوصل وجه واحد وهو: (عاداً لُؤْلى) بالنقل وهمز الواو. فإذا وقف على عادا وابتدأ بالأولى فله وجهان: أحدهما (اَلُؤْلَى) بهمزة الوصل اعتدادا بالأصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة. وثانيهما (لُؤْلَى) بلام مضمومة من غير ألف الوصل قبلها اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة. وزاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا وهو (اَلأُولى) بردِّ الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل فلام ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثلاثة وحسَّنه الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم: وقد فضّلوا في بدئه ترك نقله. لكن لما كان قوله: واهمز الواو مسجلا. ربما يوهم همز الواو في الأوجه الثلاثة قلت بدل السطر المذكور:
[وفي البدء زد تحقيقه غير هامز]. وما عدا هذه الكلمات الثلاث فهو فيه على التحقيق من غير نقل خلافا لورش. وخالف النظم شرطه هنا ليفيد ذلك مع الإختصار.
(وروى أيضا) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو: {فقد ظلم}، {فقد ضل}. وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو: {كانت ظالمة}. والنون عند الواو من {يس والقرآن} و {ن والقلم} قولا واحدا.
(وروى) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى: {ويعذب من يشاء} آخر سورة البكر أي البقرة.
(واختلف) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى: {يلهث ذلك} في الأعراف. والباء عند الميم من قوله تعالى: {اركب معنا} بهود بين الإدغام والإظهار. وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إلا أنّ الإدغام أكثر وأشهر ولذى جرى العمل بتقديمه في الأداء.
(وروى) الفتح قولا واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إلا أنه روى {هار} في التوبة بالإمالة الكبرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/111)
(واختلف) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم.
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها.
(وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة.
(واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا.
(واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل.
(واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء.
(واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
{يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/112)
باب فرش الحروف
يعني الأحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور.
وَهَا هُوَ عَنْ فَاوَوَاوٍ وَلاَمِهَا وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ انجَلاَ
المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكّر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الإبتدائية نحو: {فهْو خير}، {فهْي خاوية}، {وهْو واقع}، {وهْي تجري}، {لهْو الغني}، {لهْي الحيوان}. وكذا {ثمّ هْو يوم القيامة} في القصص. وروى بيوت كيف جاء نحو: {وأتوا البيوت}، {بيوتا غير بيوتكم}، {من بيوتهن}؛ بكسر الباء.
نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي. وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ
وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُدْ فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ
المعنى أنه روى {فنعمّا هي} في البقرة و {نعمّا يعظكم} في النساء باختلاس كسرة العين وباسكانها أيضا. و {لا تعدّوا} في النساء باختلاس فتحة العين وبإسكانها أيضا. و {أمن لا يهدّي} في يونس باختلاس فتحة الهاء وبإسكانها أيضا. و {هم يخصّمون} في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضا. ومعنى الإختلاس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى الكثير فهو عكس الروم. وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر الإسكان في الجميع مع أنّ الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبصّ في بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإسكان. ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به.
وروى {هاأنتم} في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده. ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثلاثة أوجه.
رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ
المعنى أنه روى {أرأيت} كيف وقع مصحوبا بهمزة الإستفهام نحو: {أرأيتكم}، {أفرأيتم}، {أفرأيت} بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجها واحدا.
(واختلف) عنه في {أنا إلا نذير} في الأعراف والشعراء والأحقاف وصلا بين إثبات الألف بعد النون وحذفها. وذكر الوجهين في الشاطبية واقتصر في التيسير على الإثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإثبات. وعلى الإثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا لدخوله في حدِّه حينئذ.
وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ
المعنى أنه روى {قربة لهم} في التوبة بسكون الراء.
(واختلف) عنه في {لأهب لك} في مريم بين الياء كورش والهمزة كغيره وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الهمز في الأداء.
(وروى): {رءيا} في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء بعدها.
لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُواكَحَرْفِ عَنْ ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ
المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/113)
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
(وورش): هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري القرشي مولاهم ولقب بورش لشدّة بياضه. ولد سنة 110هـ ورحل إلى المدينة ليقرأ على الإمام نافع سنة155هـ فقرأ عليه ختمات ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها ولم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ لا يمله سامعه. وتوفي بمصر سنة 197هـ وقبره معروف يُزَار.
(وقرأ قالون وورش): على قارئ المدينة الإمام أبي رويم نافع بن عبد الرحمن اللّيثي المتوفى بالمدينة سنة 167هـ. وقرأ نافع على سبعين من التابعين وسمى منهم خمسة: يزيد بن القعقاع القارئ، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وأخذ هؤلاء عن ثلاثة من الصحابة: أبي هريرة، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب. وقرأ أبيّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
باب ما حاء بين السورتين وأمّ القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/114)
َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ
المعنى أنّ قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قولا واحدا إلا بين الأنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بلا بسملة لإجماعهم على ترك البسملة أول براءة مطلقا.
وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو: {عليهم غَير}، {عليكم أَنفسكم} وجهان: الأول السكون. والثاني الصلة بأن تُضَمَّ وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في حدِّه حينئذ. أما إذا سكن ما بعدها نحو: {عليهم الذِّلَّة} فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون على إسكانها في الوقف.
باب هاء الكناية والمد والقصر
هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.
وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ
وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ
المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.
(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.
(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/115)
(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ
وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ
المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: {ءأنذرتهم}، {أئنكم}، {أؤنبئكم}. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: {أئمة} ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و {ءآمنتم} في الأعراف وطه والشعراء. و {ءآلهة} في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.
باب الهمزتين من كلمتين
بِحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الاولَى فَاَسْقِطَا وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلاَ
وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الابْدَالُ وَادُّغِمْ وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ
أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَسَجَّلاَ
المعنى أنّ قالون أسقط الهمزة الأولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو: {جاءَ أَمرنا}. وسهلها بين الهمزة والياء إذا كانتا مكسورتين نحو: {هؤلاءِ إِن كنتم}، وبين الهمزة والواو إذا كانتا مضمومتين نحو: {أولياءُ أُولئك}. وزاد في قوله تعالى: {بالسوءِ إِلا ما رحم} في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها. وقد اختاره أكثر المحققين ولذا جرى العمل بتقديمه في الأداء. وما ذكرته من إسقاط الأولى حالة الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى الأولى. وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد فعلى مذهب الجمهور يكون من قبيل المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل المتصل فيتعين مده. ومعنى قول الناظم: وإن حرف مد .. الخ؛ أنّ حرف المد الواقع قبل همز مغيَّر يجوز فيه وجهان: المد مراعاة للأصل وتنزيلا للسبب المغير منزلة المحقق، والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من التغيُّر واعتبارا بما صار إليه اللّفظ سواء كان التغير بالإسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/116)
بالإسقاط لذهاب أثره. ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حالة الإسقاط يمتنع على مد المنفصل. ففي قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم ... } الآية قصر (مرضى) أو مع القصر والمد في (جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر منفصلا أو متصلا فإن قدر منفصلا ساوى الأول وإن قدر متصلا تعين مده كما مرّ. وتجري هذه الثلاثة أيضا فيما لو تأخر المنفصل عن الهمزتين كما في قوله تعالى: {ويمسك السماءَ أَن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ ... } فإذا مددت (السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن) تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر. وفي قوله تعالى: {هؤلاء إن كنتم} قصر (هاء) التنبيه مع مد (أولا) وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل. ثمّ مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها. وضعَّف الإمام ابن الجزري في نشره قصر (أولاء) على مد المنفصل واحتج بأنّ سبب الإتصال ولو تغيَّر أقوى من سبب الإنفصال فلا يصح أن يكون أحط رتبة منه. وردَّه الأستاذ المتولي مستدلا بإطلاقه الوجهين في كل من التقريب والطيِّبة وبأن الإعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب الطبيعي فلا يكون ثَمَّ مانع من جوازه. ولذا قال في فتح الكريم: وفي هؤلا إن مدها مع قصر ما * تلاه له امنع مسقطا لا مسهلا.
باب الهمز المفرد والنقل والإظهار والإدغام والفتح والإمالة
الهمز المفرد هو الذي يلاصق مثله. والنقل إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة. والإظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفّى حقّه ومستحقّه. والإدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا. والفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف لا فتح الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة. والإمالة أن تنطق بالفتحة قريبة من الكسرة وبالألف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع. وقليلا وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل وبين بين والصغرى.
وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ
وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ الانَ مَعْ رِدَا وَعَادًا الاُولَى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ
وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بِالاظْهَاِر عُدِّلا
وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ
وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ
المعنى أنه روى {لئلا} في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين اللامين. و {النسيء} في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة فهو عنده من باب المد المتصل. وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو متحرِّكة نحو: مؤْمنين، مؤَجَّلا. إلاّ أنه استثنى من ذلك {يأجوج ومأجوج} في الكهف والأنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما. و {مؤْصدة} في البلد والهُمَزَة واوا فيهما.
(ووافق ورشا) على النقل في ثلاث كلمات:
1ـ آلان: في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاثة أوجه وهي: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها استصحابا للأصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها. فإذا وقف على النون جاز له ثلاثة اللام على كل من ثلاثة الهمزة.
2ـ ردا: من قوله تعالى: {رِدًا يصدقني} في القصص فرواه بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة.
3ـ الاولى: من قوله تعالى: {عاداالاولى} في النجم فرواه بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل وهمزة ساكنة مكان الواو وصلا وابتداء. فله في الوصل وجه واحد وهو: (عاداً لُؤْلى) بالنقل وهمز الواو. فإذا وقف على عادا وابتدأ بالأولى فله وجهان: أحدهما (اَلُؤْلَى) بهمزة الوصل اعتدادا بالأصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة. وثانيهما (لُؤْلَى) بلام مضمومة من غير ألف الوصل قبلها اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة. وزاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا وهو (اَلأُولى) بردِّ الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل فلام ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثلاثة وحسَّنه الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم: وقد فضّلوا في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/117)
بدئه ترك نقله. لكن لما كان قوله: واهمز الواو مسجلا. ربما يوهم همز الواو في الأوجه الثلاثة قلت بدل السطر المذكور:
[وفي البدء زد تحقيقه غير هامز]. وما عدا هذه الكلمات الثلاث فهو فيه على التحقيق من غير نقل خلافا لورش. وخالف النظم شرطه هنا ليفيد ذلك مع الإختصار.
(وروى أيضا) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو: {فقد ظلم}، {فقد ضل}. وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو: {كانت ظالمة}. والنون عند الواو من {يس والقرآن} و {ن والقلم} قولا واحدا.
(وروى) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى: {ويعذب من يشاء} آخر سورة البكر أي البقرة.
(واختلف) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى: {يلهث ذلك} في الأعراف. والباء عند الميم من قوله تعالى: {اركب معنا} بهود بين الإدغام والإظهار. وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إلا أنّ الإدغام أكثر وأشهر ولذى جرى العمل بتقديمه في الأداء.
(وروى) الفتح قولا واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إلا أنه روى {هار} في التوبة بالإمالة الكبرى.
(واختلف) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم.
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها.
(وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة.
(واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا.
(واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل.
(واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/118)
(واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
{يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
باب فرش الحروف
يعني الأحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور.
وَهَا هُوَ عَنْ فَاوَوَاوٍ وَلاَمِهَا وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ انجَلاَ
المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكّر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الإبتدائية نحو: {فهْو خير}، {فهْي خاوية}، {وهْو واقع}، {وهْي تجري}، {لهْو الغني}، {لهْي الحيوان}. وكذا {ثمّ هْو يوم القيامة} في القصص. وروى بيوت كيف جاء نحو: {وأتوا البيوت}، {بيوتا غير بيوتكم}، {من بيوتهن}؛ بكسر الباء.
نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي. وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ
وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُدْ فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ
المعنى أنه روى {فنعمّا هي} في البقرة و {نعمّا يعظكم} في النساء باختلاس كسرة العين وباسكانها أيضا. و {لا تعدّوا} في النساء باختلاس فتحة العين وبإسكانها أيضا. و {أمن لا يهدّي} في يونس باختلاس فتحة الهاء وبإسكانها أيضا. و {هم يخصّمون} في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضا. ومعنى الإختلاس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى الكثير فهو عكس الروم. وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر الإسكان في الجميع مع أنّ الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبصّ في بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإسكان. ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به.
وروى {هاأنتم} في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده. ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثلاثة أوجه.
رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ
المعنى أنه روى {أرأيت} كيف وقع مصحوبا بهمزة الإستفهام نحو: {أرأيتكم}، {أفرأيتم}، {أفرأيت} بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجها واحدا.
(واختلف) عنه في {أنا إلا نذير} في الأعراف والشعراء والأحقاف وصلا بين إثبات الألف بعد النون وحذفها. وذكر الوجهين في الشاطبية واقتصر في التيسير على الإثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإثبات. وعلى الإثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا لدخوله في حدِّه حينئذ.
وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ
المعنى أنه روى {قربة لهم} في التوبة بسكون الراء.
(واختلف) عنه في {لأهب لك} في مريم بين الياء كورش والهمزة كغيره وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الهمز في الأداء.
(وروى): {رءيا} في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء بعدها.
لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُواكَحَرْفِ عَنْ ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/119)
المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
علي محمد الضّبّاع
00000000000000000000000000000000000000
اخوكم حمدان المطرى}
الجوهر المكنون
في
رواية قالون
شرح على نظم ما خالف فيه قالون ورشا
من طريق حرز الأماني» الشاطبية «
تأليف
علي محمد الضّبّاع
بسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله الذي اصطفى من عباده حملة كتابه. والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه.
(أما بعد) فيقول راجي رحمة الخبير البصير. علي الضباع ذو العجز والتقصير: هذا شرح مختصر على رسالتي التي نظمتها فيما خالف فيه الإمام أبو موسى عيسى بن مينا الملقب بقالون الإمام أبا سعيد عثمان ابن سعيد المصري الملقب بورش من طريق الشاطبية.
(سميته: الجوهر المكنون في رواية قالون) وأسأل الله من فضله أن ينفع به وبأصله إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم.
قال الناظم: (بسم الله الرحمن الرحيم)
افتتح نظمه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بسنّة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ
لَكَ الحمدُ ياالله صَلِّ على النّبي وآلٍ وأصحابٍ كرامٍ ومن تَلاَ
الحمد هو الثناء الحسن. وابتدأ به بدءا إضافيا اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بالأخبار الواردة في ذلك. والصلاة من الله رحمته المقرونة بالتعظيم. والمراد بالنبي سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ هو المراد عند الإطلاق. وقوله ومن تلا يحتمل أن يراد به التابعون وتابعوهم ويحتمل أن يراد به قراء القرآن.
وَبَعدُ فقالونُ يخالفُ ورشَهم لَدى أَحرفٍ هَاهِي مِنَ الحِرزِ تُجتَلاَ
قوله وبعد: هي كلمة يؤتى بها للإنتقال من نوع من الكلام إلى نوع آخر. ويستحب الإتيان بها في أوائل الكتب إقتداء به ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ كان يأتي بها في خطبه ومراسلاته. أي وبعد ما تقدم من البسملة والحمدلة والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأقول لك: قالون ... الخ،
(وقالون): هو أبوموسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الرحمن بن عمرو بن عبد العزيز الزرقي مولى الزهريين. كان قارئ المدينة ونحويها وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قُرئ عليه القرآن يسمعه وكان ابن زوجة نافع وقرأ عليه قراءته غير مرة حتى قال له كم تقرأ عليّ اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك وهو الذي لقبه بقالون لجودة قراءته فإنّ قالون بلغة الروم: جيِّد. وتوفي سنة 220 هـ على الصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/120)
(وورش): هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم المصري القرشي مولاهم ولقب بورش لشدّة بياضه. ولد سنة 110هـ ورحل إلى المدينة ليقرأ على الإمام نافع سنة155هـ فقرأ عليه ختمات ورجع إلى مصر فانتهت إليه رياسة الإقراء بها ولم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته بالتجويد وكان جيِّد القراءة حسن الصوت إذا قرأ لا يمله سامعه. وتوفي بمصر سنة 197هـ وقبره معروف يُزَار.
(وقرأ قالون وورش): على قارئ المدينة الإمام أبي رويم نافع بن عبد الرحمن اللّيثي المتوفى بالمدينة سنة 167هـ. وقرأ نافع على سبعين من التابعين وسمى منهم خمسة: يزيد بن القعقاع القارئ، وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، ومسلم بن جندب الهذلي، ويزيد بن رومان. وأخذ هؤلاء عن ثلاثة من الصحابة: أبي هريرة، وعبد الله بن عباس الهاشمي، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبيّ بن كعب. وقرأ أبيّ على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
باب ما حاء بين السورتين وأمّ القرآن
َفَبسمِل لَهُ في السورتين وَصِل أَواَسْكِنَن ميم جَمعٍ إِن تَحرَّكَ ما تَلاَ
المعنى أنّ قالون أثبت البسملة وفصل بها بين كل سورتين قولا واحدا إلا بين الأنفال وبراءة فبينهما لجميع القراء الوقف والوصل والسكت بلا بسملة لإجماعهم على ترك البسملة أول براءة مطلقا.
وورد عنه في ميم الجمع وهي الميم الزائدة الدالة على جماعة المذكرين حال وصلها بما بعدها إذا كان متحركا نحو: {عليهم غَير}، {عليكم أَنفسكم} وجهان: الأول السكون. والثاني الصلة بأن تُضَمَّ وتوصل بواو لفظية وتُعطى حكم المد المنفصل إذا كان ما بعدها همز قطع لدخولها في حدِّه حينئذ. أما إذا سكن ما بعدها نحو: {عليهم الذِّلَّة} فله ضمها من غير صلة كورش ومعلوم أنهم متفقون على إسكانها في الوقف.
باب هاء الكناية والمد والقصر
هاء الكناية هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب. والمد لغةً الزيادة واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد واللِّين أو من حرفي اللِّين فقط. والقصر لغةً الحبس واصطلاحا إثبات حرف المد واللِّين أو أحرف اللِّين فقط من غير زيادة عليه.
وَقَصِّرْ يُؤَدِّهْ مَعْ نُوَلِّهْ وَنُصْلِهْ وَنُؤْتِهْ فَألْقِهْ يَتَّقِهْ أرْجِهْ كِلاَ
وَفي يَأتِهْ طَه خِلاَفٌ وَماانْفَصَلْ فَوَسِّطْ أوِاقْصُرْ وَسْطَ مااتَّصَلَ اقْبَلاَ
المعنى أنّ قالون روى: {يؤدِّه إليك} موضعي آل عمران، {نولِّه ما تولى ونصله جهنَّم} في النساء، {نؤته منها} موضعي آل عمران وموضع الشورى، {فألقه إليهم} في النمل، {يتقه} في النور، {أرجه} في الأعراف والشعراء. بقصر الهاء في المواضع الأحد عشر أي بحذف صلتها جريا على قاعدته في هاء الضمير الواقعة بين ساكن ومتحرِّك فإنَّه لا يصلها. وقد وقعت الهاء في هذه الكلم كذلك باعتبار أصلها إذ أصلها: يؤديه ونوليه ونصليه ونؤتيه ويتقيه وفألقيه و أرجيه؛ فحذف منها حرف العلة وهو الياء للجازم في المضارع وللبناء في الأمر والمحذوف لعلة في حكم الموجود فكأن الياء لا زالت موجودة فأعطيت الهاء حكمها الأصلي وهو القصر. واختلف عنه في {ومن يأته مؤمنا} في طه بين إشباع الهاء لوقوعها بين متحرِّكين باعتبار لفظها وقصرها لوقوعها بين ساكن ومتحرِّك باعتبار أصلها وهما صحيحان مأخوذ بهما والقصر مقدّم في الأداء للقاعدة المشهورة وهي: [متى كان الخلف في هاء الضمير لأحد من القراء دائرا بين القصر والصلة أو القصر والإسكان فالمقدم القصر. ومتى كان دائرا بين الصلة والإسكان فالمقدم الصلة.
(وجاء عنه) في المد المنفصل وهو ماانفصل شرطه عن سببه بأن وقع حرف المد آخر كلمة والهمز أول تاليتها نحو: {بما أنزل}، {قالوا ءامنّا}، {في أنفسكم}. وجهان: الأول القصر وهو أن تمدّ صوتك بحرف المد بقدر النطق بحركتين أي بالقدر الذي لا تتحقق ذات حرف المد إلا به. والثاني المد المتوسط وهو أن تمد صوتك به بقدر النطق بأربع حركات. ولا فرق في ذلك بين ما كان حرف المد فيه ثابتا لفظا ورسما كالأمثلة المتقدمة أو لفظا فقط نحو: {يأيها}، {أمره إلى الله}، {به إلا}. ونحو: {عليكم أنفسكم} على وجه صلة الميم. وقد استقر عملنا على الأخذ فيه بهذين الوجهين تبعا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/121)
لما جرى عليه إمامنا الشاطبي كما نبّه عليه تلميذه السخاوي. وقدّر في التيسير مدّه بألف ونصف يعني ثلاث حركات وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به لوروده.
(وجاء عنه) في المد المتصل وهو ما اتصل شرطه بسببه في كلمته بأن اجتمع حرف المد مع الهمز في كلمة وتقدم حرف المد نحو: {السفهاء}، {قروء}، {جيء}؛ المد المتوسط بأن تمده قدر أربع حركات وهذا على جرى عليه الشاطبي، وقدّره في التيسير بثلاث وقد رويناه أيضا ولا مانع من الأخذ به مع مثله والقصر في المنفصل.
(فائدة) إذا اجتمع في آية ميم جمع ومد منفصل فإن تقدمت الميم وتأخَّر المنفصل كما في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم ... } الآية، ففيها أربعة أوجه: الأول والثاني سكون الميم مع قصر المنفصل ومدّه. والثالث والرابع ضمها معهما أيضا. وإن تقدم المنفصل وتأخَّرت الميم كما في قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل ... } الآية، ففيها أربعة أيضا: قصر المنفصل مع سكون الميم وصلتها ومدّه كذلك. وإذا كان في الآية ميم جمع بعدها همز قطع ففيها ثلاثة أوجه: الأول سكون الميم، والثاني والثالث صلتها مع القصر والمد. اهـ
وَمَابَعدَ هَمزٍ خُذْ بِقَصرٍ وَلِينَهُ كَذَا وَاصِلاً ثَلِّثْ كَشَيْ وَاقِفًا فُلاَ
المعنى أنّه روى باب البدل وهو ما تقدم فيه الهمز على حرف المد نحو: {ءامنوا}، {إيمانا}، {أوتي}؛ بالقصر وجها واحدا كغير ورش. وروى باب اللِّين والمراد به هنا ما وقع فيه الياء والواو ساكنين بين حرف مفتوح وهمزة في كلمة نحو: {كهيئة}، {شيء}، {سوءة}، {امرأ سوء} بالقصر في حالة الوصل وجها واحدا. وجاء عنه في متطرف الهمز منه القصر والتوسط والإشباع في حالة الوقف.
باب الهمزتين من كلمة
لِثَانِيهِمَا سَهِّلْ وَبِالفَصلِ قُلْ خَلاَ أئِمَّهْ ءَآمَنتُمْ ءَآلِهَةٌ فَلاَ
المعنى أنّه روى تسهيل الهمزة الثانية من كل همزتي قطع تلاصقتا في كلمة واحدة مع إدخال ألف فصل بينهما نحو: {ءأنذرتهم}، {أئنكم}، {أؤنبئكم}. وقدر ألف الفصل في ذلك حركتان على ما عليه جمهور أهل الأداء وحكى بعضهم الإجماع عليه وبه جرى عملنا. وذهب جماعة إلى تسويتها بالمتصل وضعَّفه المحققون. واستثنى قالون من هذا الباب ثلاث كلمات فلم يفصل بين الهمزتين فيهنّ بهذه الألف وهنّ: {أئمة} ووقعت في خمسة مواضع: بالتوبة والأنبياء والسجدة وموضعي القصص. و {ءآمنتم} في الأعراف وطه والشعراء. و {ءآلهة} في الزخرف.
أما أئمة فلأن أصله (أَأْمِمَة) على وزن أفعلة جمع إمام كأردية جمع رداء نُقِلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ثمّ أُدغمت الميم في الميم فأصل الهمزة الثانية السكون وحركتها عارضة فاعتبر قالون أصلهَا وهو السكون وألغى حركتها لعروضها فترك الفصل لأنّه إنما يكون بين الهمزتين المتحرِّكتين. وأما ءآمنتم وءآلهتنا فلأن أصلهما قبل الإستفهام (أَأْمنتم)، (أَأْلهتنا) بهمزتين مفتوحة فساكنة فأبدلت الساكنة ألفا على القاعدة المشهورة ثمّ دخلت همزة الإستفهام فاجتمع همزتان في اللّفظ فخَفَّف قالون ثانيتهما بالتسهيل بين بين ورأى عدم الفصل في تقدير أربع ألفات وذلك إفراط في التطويل والثِّقل وخروج عن منهاج كلام العرب.
باب الهمزتين من كلمتين
بِحَالِ اتِّفَاقِ الْفَتْحِ الاولَى فَاَسْقِطَا وَفِي الْكَسْرِ أَوْ ضَمٍّ فَسَهِّلْ لِتَعْدِلاَ
وَفِي السُّوءِ إِلاَّ اخْتِيرَ الابْدَالُ وَادُّغِمْ وَإِنْ حَرفُ مَدٍّ قَبلَ هَمزٍ تَسَهَّلاَ
أَجِزْ قَصْرَهُ والمَدَّ لَكِنْ إِذَا سَقَطْ فَمَعْ مَدِّ مَفْصُولٍ بِمَدٍّ تَسَجَّلاَ
المعنى أنّ قالون أسقط الهمزة الأولى أو حذفها بالكلية من كل همزتي قطع اجتمعتا من كلمتين وكانتا مفتوحتين نحو: {جاءَ أَمرنا}. وسهلها بين الهمزة والياء إذا كانتا مكسورتين نحو: {هؤلاءِ إِن كنتم}، وبين الهمزة والواو إذا كانتا مضمومتين نحو: {أولياءُ أُولئك}. وزاد في قوله تعالى: {بالسوءِ إِلا ما رحم} في يوسف وجها آخر وهو إبدال الهمزة الأولى واوا مكسورة مع إدغام الواو التي قبلها فيها. وقد اختاره أكثر المحققين ولذا جرى العمل بتقديمه في الأداء. وما ذكرته من إسقاط الأولى حالة الفتح هو مذهب الجمهور؛ وذهب جماعة إلى أنه أسقط الثانية وأبقى الأولى. وتظهر فائدة هذا الخلاف في المد فعلى مذهب الجمهور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/122)
يكون من قبيل المنفصل فيساويه قصرا ومدا وعلى المذهب الثاني يكون من قبيل المتصل فيتعين مده. ومعنى قول الناظم: وإن حرف مد .. الخ؛ أنّ حرف المد الواقع قبل همز مغيَّر يجوز فيه وجهان: المد مراعاة للأصل وتنزيلا للسبب المغير منزلة المحقق، والقصر اعتدادا بما عرض للهمز من التغيُّر واعتبارا بما صار إليه اللّفظ سواء كان التغير بالإسقاط أو بالتسهيل لكن يترجح المد فيما إذا كان التغيُّر بالتسهيل لبقاء أثر سبب المد في الجملة ويترجح القصر فيما إذا كان التغيُّر بالإسقاط لذهاب أثره. ويأتي كل من الوجهين على وجهي المد المنفصل إلا أنّ القصر في حالة الإسقاط يمتنع على مد المنفصل. ففي قوله تعالى: {وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جا أحد منكم ... } الآية قصر (مرضى) أو مع القصر والمد في (جا أحد) ثم مدهما معا و يمتنع مد (مرضى) أو مع قصر (جا أحد) لأن الثاني لا يخلو من أن يقدر منفصلا أو متصلا فإن قدر منفصلا ساوى الأول وإن قدر متصلا تعين مده كما مرّ. وتجري هذه الثلاثة أيضا فيما لو تأخر المنفصل عن الهمزتين كما في قوله تعالى: {ويمسك السماءَ أَن تقع على الأرض إلاّ بإذنه إنّ ... } فإذا مددت (السما أن) فلك في (بإذنه إن) القصر والمد وإذا قصرت (السماء أن) تعيَّن قصر (بأذنه إن) لما ذكر. وفي قوله تعالى: {هؤلاء إن كنتم} قصر (هاء) التنبيه مع مد (أولا) وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل. ثمّ مدها معهما فهي أربعة تأتي مع كل من سكون الميم وصلتها. وضعَّف الإمام ابن الجزري في نشره قصر (أولاء) على مد المنفصل واحتج بأنّ سبب الإتصال ولو تغيَّر أقوى من سبب الإنفصال فلا يصح أن يكون أحط رتبة منه. وردَّه الأستاذ المتولي مستدلا بإطلاقه الوجهين في كل من التقريب والطيِّبة وبأن الإعتداد بعارض التسهيل يخرجه من باب المتصل إلى باب الطبيعي فلا يكون ثَمَّ مانع من جوازه. ولذا قال في فتح الكريم: وفي هؤلا إن مدها مع قصر ما * تلاه له امنع مسقطا لا مسهلا.
باب الهمز المفرد والنقل والإظهار والإدغام والفتح والإمالة
الهمز المفرد هو الذي يلاصق مثله. والنقل إلقاء حركة الهمزة على الساكن قبلها وحذف الهمزة. والإظهار إخراج كل حرف من مخرجه موفّى حقّه ومستحقّه. والإدغام هو اللفظ بالحرفين حرفا كالثاني مشددا. والفتح هنا عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف لا فتح الحرف إذ الألف لا تقبل الحركة. والإمالة أن تنطق بالفتحة قريبة من الكسرة وبالألف قريبة من الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها الكبرى والإضجاع. وقليلا وهي بين اللفظين ويقال لها التقليل وبين بين والصغرى.
وَحَقِّقْ لِئَلاَّ وَالنَّسِيءُ وَمَا انْفَرَدْ مِنْ الْهَمْزِ لاَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي كِلاَ
وَمُؤْصَدَةٌ خُذْ نَقْلَ الانَ مَعْ رِدَا وَعَادًا الاُولَى وَاهْمِزْ الْوَاوَ مُسْجَلاَ
وَ قَدْ فضَّلُوا فِي بِدْئِهِ تَرْكَ نَقْلِهِ وَمَعْ ظَا وَضَادٍ قَدْ بِالاظْهَاِر عُدِّلا
وَتَاءٍ لَدَى ظَاءٍ وَيَس ن ثُمّ لَدَى الْبِكْرِ أَدْغِمْ بَا يُعَذِّبْ مُعَدِّلاَ
وَأَدْغِمْ بخُلْفٍ يَلْهَثْ ارْكَبْ وَلاَ تُمِلْ وَهَاٍر أَمِلْ تَوْرَاةَ فَافْتَحْ وَقَلِّلاَ
المعنى أنه روى {لئلا} في البقرة والنساء والحديد بهمزة محققة بين اللامين. و {النسيء} في التوبة بياء مدية فهمزة مضمومة محققة فهو عنده من باب المد المتصل. وروى أيضا تحقيق كل همزة مفردة ساكنة أو متحرِّكة نحو: مؤْمنين، مؤَجَّلا. إلاّ أنه استثنى من ذلك {يأجوج ومأجوج} في الكهف والأنبياء فقرأ بإبدال الهمزة ألفا فيهما. و {مؤْصدة} في البلد والهُمَزَة واوا فيهما.
(ووافق ورشا) على النقل في ثلاث كلمات:
1ـ آلان: في موضعي يونس فرواها بنقل حركة إلى اللام وحذف الهمزة فله فيها في الوصل ثلاثة أوجه وهي: إبدال همزة الوصل ألفا مع إشباعها استصحابا للأصل وقصرها اعتدادا بعارض النقل وتسهيلها. فإذا وقف على النون جاز له ثلاثة اللام على كل من ثلاثة الهمزة.
2ـ ردا: من قوله تعالى: {رِدًا يصدقني} في القصص فرواه بنقل حركة الهمزة إلى الدال وأسقط الهمزة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/123)
3ـ الاولى: من قوله تعالى: {عاداالاولى} في النجم فرواه بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع إدغام التنوين قبلها فيها في حالة الوصل وهمزة ساكنة مكان الواو وصلا وابتداء. فله في الوصل وجه واحد وهو: (عاداً لُؤْلى) بالنقل وهمز الواو. فإذا وقف على عادا وابتدأ بالأولى فله وجهان: أحدهما (اَلُؤْلَى) بهمزة الوصل اعتدادا بالأصل فلام مضمومة فهمزة ساكنة. وثانيهما (لُؤْلَى) بلام مضمومة من غير ألف الوصل قبلها اعتدادا بحركة النقل وبعدها همزة ساكنة. وزاد أكثر أهل الأداء وجها ثالثا وهو (اَلأُولى) بردِّ الكلمة إلى أصلها قبل النقل أي بهمزة الوصل فلام ساكنة فهمزة مضمومة فواو ساكنة وهو أرجح الثلاثة وحسَّنه الداني والشاطبي وإلى ذلك يشير قول الناضم: وقد فضّلوا في بدئه ترك نقله. لكن لما كان قوله: واهمز الواو مسجلا. ربما يوهم همز الواو في الأوجه الثلاثة قلت بدل السطر المذكور:
[وفي البدء زد تحقيقه غير هامز]. وما عدا هذه الكلمات الثلاث فهو فيه على التحقيق من غير نقل خلافا لورش. وخالف النظم شرطه هنا ليفيد ذلك مع الإختصار.
(وروى أيضا) إظهار دال (قد) عند الظاء والضاد المعجمتين نحو: {فقد ظلم}، {فقد ضل}. وتاء التأنيث عند الظاء المشالة نحو: {كانت ظالمة}. والنون عند الواو من {يس والقرآن} و {ن والقلم} قولا واحدا.
(وروى) إدغام الباء في الميم من قوله تعالى: {ويعذب من يشاء} آخر سورة البكر أي البقرة.
(واختلف) عنه في الثاء عند الذال من قوله تعالى: {يلهث ذلك} في الأعراف. والباء عند الميم من قوله تعالى: {اركب معنا} بهود بين الإدغام والإظهار. وهما صحيحان مقروء بهما فيهما إلا أنّ الإدغام أكثر وأشهر ولذى جرى العمل بتقديمه في الأداء.
(وروى) الفتح قولا واحدا في جميع ما روى ورش تقليله أو إمالته إلا أنه روى {هار} في التوبة بالإمالة الكبرى.
(واختلف) عنه في ألف التوراة حيث وقعت بين الفتح والتقليل والوجهان صحيحان مأخوذ بهما إلا أنّ الفتح أشهر ولذا قُدِّم في الأداء. وما ذكره في الحرز من تقليل (هايا) بمريم له نبّه المحقق ابن الجزري على أنه مما خرج فيه عن طريقه تبعا للداني ولذا تركه الناظم.
(فائدة) إذا جاء مع لفظ التوراة ميم جمع ومنفصل ففيها لقالون من طريق الحرز خمسة أوجه:
ـ الأول والثاني الفتح مع القصر والصلة ومع المد والسكون.
ـ والثالث والرابع والخامس التقليل مع القصر والسكون ومع المد ووجهي الميم.
وأما الفتح مع القصر والسكون ومع المد والصلة والتقليل مع القصر والصلة فممتنعة. نبّه على ذلك المحقق ابن الجزري في أجوبته على الأسئلة التبريزية ونقله عنه الأستاذ المزاحي وغيره. ولكن جرى عملنا على الأخذ بالأوجه الثمانية كما يقتضيه إطلاق الحرز والطيبة وغيرهما ولا فرق في ذلك بين أن تتقدم التوراة على المد المنفصل والميم أو تتأخر عنهما أو تتوسط بينهما.
باب الرّاءات واللاّمات وياءات الإضافة
وَرَاءَاتِ وَرْشٍ فَخَّمَهَا وَرَقِّقَنْ لاَمَاِتِه. لِي فِيهَا أسْكِنْ لِتُوصَلاَ
كَذَا تُؤْمِنُوا لي يُؤْمِنُوا بِي وَإخْوَتِي وَمَحْيَايَ أَوْزِعْنِي مَعِي ظُلَّةً عَلاَ
وَفِي يَا إِلَى رَبِّي الَّذِي تَحْتَ غَافِرٍ خِلاَفُ وَبِالْوَجْهَيْنِ قَالَ لَهُ المَلاَ
المعنى أنه روى بابي الراءات واللامات بالأصول والأحكام التي رواها غير ورش ففخم الراءات التي اختص ورش بترقيقها. ورقق اللامات التي اختص ورش بتغليظها.
(وروى أيضا) إسكان الياء في {ولي فيها مآرب} بطه، و {وإن لم تؤمنوا لي} في الدخان، و {وليؤمنوا بي} بالبقرة، و {بين إخوتي} بيوسف، و {محياي} بالأنعام، و {أوزعني أن أشكر} في النمل والأحقاف، و {من معي من المؤمنين} في الظُلَّة أي الشعراء. ويلزم على ذلك مد ألف محياي مدا مشبعا لدخولها في باب اللازم الكلمي المخفف وهو ما اجتمع فيه حرف المد مع ساكن مظهر في كلمة واحدة.
(واختلف) عنه في {إلى ربي إنّ} في فصلت فأخذ له أكثر أهل الأداء بفتح يائه وبعضهم بإسكانها وهما صحيحان مقروء بهما والمقدم في الأداء الفتح لشهرته ولأنه الأقيس بمذهب قالون.
باب ياءات الزّوائد
صِلْ إنْ تَرَنِ بِالْيَا مَعَ اتَّبِعُونِ أَهْ ــدِ آتَانِ نَمْلٍ خُلْفٌ ذَا وَقْفًا اعْتَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/124)
وَفِي دَعْوَةَ الدَّاعِ دَعَانِ التَّلاَقِ وَالتَّ ـنَادِ خِلاَفٌ حَالَ وَصْلٍ تَوَصَّلاَ
المعنى أنه روى {إن ترن} في الكهف، و {اتبعون أهدكم} في غافر بإثبات الياء بعد النون فيهما وصلا ووافق ورضا على حذفها فيهما وقفا.
(واختلف) عنه في الوقف على {فما آتان} في النمل فرواه عنه جماعة بإثبات الياء وآخرون بحذفها وكلاهما مقروء به إلا أنّ الإثبات مقدم في الأداء ووافق ورشا على إثبات الياء فيه مفتوحة في الوصل.
(واختلف) عنه أيضا في {دعوة الداع} و {إذا دعان} كلاهما في البقرة بين حذف الياء وإثباتها فيهما وصلا فقطع له الأكثرون بالحذف وقطع له غيرهم بالإثبات والوجهان صحيحان مقروء بهما والحذفهو المقدم في الأداء.
(واختلف) عنه أيضا في {التلاق} و {التناد} كلاهما بغافر. وذكر الوجهين فيهما الداني في التيسير والمفردة وتبعه الشاطبي لكن ضعّف المحقق ابن الجزري الإثبات وعدَّه من الإنفرادات التي جرت عادة المحققين بتركها فليعلم.
وَبِالحذْفِ يَدْعُ الدَّاعِ تَسْئَلَن كَالجَوَا بِ بِالْوَادِ في الْفَجْرِ دُعَا نُذُرِ انْجَلاَ
مَعَ الْبَادِ تُرْدِينِ نَذِيرِ يُكَذِّبُو نِ قَالَ وَعِيدِ يُنْقِذُونِ فَحَصِّلاَ
كَذَا اعْتَزِلُونِ تَرْجُمُونِ نَكِيرِ خُذْ فَهَذِي الأُصُولُ احْفَظْ لِتَرْقَى إِلى الْعُلاَ
المعنى أنه روى حذف الياء في خمس وعشرين موضعا وهي:
{يوم يدع الداع} في القمر، و {فلا تسئلن} في هود، و {كالجواب} في سبأ، و {بالواد} في الفجر، و {دعاء} في إبراهيم، و {نذر} ستة مواضع في القمر، و {الباد} في الحج، و {لتردين} في الصافات، و {نذير} في الملك، و {يكذبون قال} في القصص، و {وعيد} في إبراهيم وموضعي ق، و {ينقذون} في يس، و {فاعتزلون، أن ترجمون} كلاهما في الدخان، و {نكير} في الحج وسبأ وفاطر والملك. وهنا تمت الأصول جمع أصل يعني الأحكام المطردة وبالله التوفيق.
باب فرش الحروف
يعني الأحكام المنفردة المرتبة بحسب ترتيب مواضع السور.
وَهَا هُوَ عَنْ فَاوَوَاوٍ وَلاَمِهَا وَثُمَّ هْوَ أَسْكِنْ وَالبُيُوتِ اكْسِرْ انجَلاَ
المعنى أنه روى إسكان هاء ضمير المذكّر الغائب المنفصل المرفوع وكذا المؤنث إذا وقع كل منهما بعد الفاء أو الواو أو اللام الإبتدائية نحو: {فهْو خير}، {فهْي خاوية}، {وهْو واقع}، {وهْي تجري}، {لهْو الغني}، {لهْي الحيوان}. وكذا {ثمّ هْو يوم القيامة} في القصص. وروى بيوت كيف جاء نحو: {وأتوا البيوت}، {بيوتا غير بيوتكم}، {من بيوتهن}؛ بكسر الباء.
نِعِمَّا اخْتَلِسْ سَكِّنْ كَتَعْدُوا يَخَصِّمُو يَهَدِّي. وَهَاأَنْتُمْ مَعَ الْفَصْلِ سَهِّلاَ
وَمَعْ قَصْرِهِ ذَا الْفَصْلِ أَطْلِقْ وَإِنْ تَمُدْ فَبِالْمَدِّ لاَ غَيْرُ اقْرَأَنْ كَيْ تُفَضَّلاَ
المعنى أنه روى {فنعمّا هي} في البقرة و {نعمّا يعظكم} في النساء باختلاس كسرة العين وباسكانها أيضا. و {لا تعدّوا} في النساء باختلاس فتحة العين وبإسكانها أيضا. و {أمن لا يهدّي} في يونس باختلاس فتحة الهاء وبإسكانها أيضا. و {هم يخصّمون} في يس باختلاس فتحة الخاء وبإسكانها أيضا. ومعنى الإختلاس اختطاف الحركة بسرعة حتى يذهب القليل ويبقى الكثير فهو عكس الروم. وقد أهمل الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ ذكر الإسكان في الجميع مع أنّ الداني ذكره في التيسير وجعله هو النص عن قالون وبصّ في بعض كتبه على الوجهين وصححهما المحقق. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإسكان. ولا مبالاة من الجمع بين الساكنين في مثل ذلك لثبوت القراءة به.
وروى {هاأنتم} في موضعي آل عمران وفي النساء والقتال بتسهيل الهمزة بين بين مع القصر والمد ويأتي على قصرها قصر المنفصل ومده. ويأتي مده فقط على مدها ففيها ثلاثة أوجه.
رَأَيْتَ فِي الاسْتِفْهَامِ سَهِّلْ وَفِي أَنَا لَدَى كَسْرِ هَمْزٍ مُدَّ بِالخُلْفِ وَاصِلاَ
المعنى أنه روى {أرأيت} كيف وقع مصحوبا بهمزة الإستفهام نحو: {أرأيتكم}، {أفرأيتم}، {أفرأيت} بتسهيل الهمزة الثانية بينها وبين الألف وجها واحدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/125)
(واختلف) عنه في {أنا إلا نذير} في الأعراف والشعراء والأحقاف وصلا بين إثبات الألف بعد النون وحذفها. وذكر الوجهين في الشاطبية واقتصر في التيسير على الإثبات وصححهما المحقق وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الإثبات. وعلى الإثبات يدخل في باب المنفصل فيساويه قصرا ومدا لدخوله في حدِّه حينئذ.
وَرَا قُرْبَةٌ سَكِّنْ وَبِالخُلْفِ يَا أَهَبْ وَرِءْيًا فَأَبْدِلْ مُدْغِمًا تَغْدُ فَاضِلاَ
المعنى أنه روى {قربة لهم} في التوبة بسكون الراء.
(واختلف) عنه في {لأهب لك} في مريم بين الياء كورش والهمزة كغيره وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الهمز في الأداء.
(وروى): {رءيا} في مريم أيضا بإبدال الهمزة ياء وإدغامها في الياء بعدها.
لِيَقْطَعْ فَسَكِّنْ مَعْ لِيَقْضُواكَحَرْفِ عَنْ ـكَبُوتٍ وَهَمْزَ اللاَّءِ حَقِّقْهُ مُسْجَلاَ
المعنى أنه روى {ثمّ لْيقطع} و {ثمّ لْيقضوا} كلاهما في الحج و {ولْيتمتعوا} في العنكبوت بإسكان اللام في الثلاثة. وروى أيضا {اللائي} في الأحزاب والمجادلة وموضعي الطلاق بتحقيق الهمزة بلا ياء في الحالين.
وَبِالْيَا مَعَ التَّشْدِيدِ صِلْ لِلنَّبِي إِنْ بُيُوتَ النَّبِيِّ سَكِّنْ أَوَابَاؤُنَا كِلاَ
المعنى أنه روى {للنبي إن أراد} و {بيوت النبي إلا} كلاهما في الأحزاب بإبدال الهمزة ياء في الوصل ووافق ورشا على الهمز في الوقف.
وروى {أوآباؤنا} في الصافات والواقعة بسكون الواو.
وَسَكِّنْ وَزِدْ هَمْزًا كَوَاوٍ أَؤُشْهِدُوا مَعَ الْفَصْلِ بِالْخُلْفِ. الْمُرَادُ تَكَمَّلاَ
بِحَمْدِ إِلَهِي مَعْ صَلاَتِي مُسَلِّمَا عَلَى المُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالْوِلاَ
المعنى أنه ورد عنه في {أؤشهدوا خلقهم} في الزخرف وجهان: أحدهما إدخال ألف الفصل.
والثاني تركها. وجرى عملنا على الأخذ بهما مع تقديم الأول في الأداء.
وأشار الناظم بقوله المراد تكملا إلى تمام المقصود من هذه المنظومة. وحَمِدَ الله سبحانه وتعالى وصلى على نبيه في ختام نظمه كما بدأه بذلك رجاء قبوله لأنه سبحانه وتعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويريد ما بينهما. وأردف الصلاة بالسلام هنا دفعا لكراهة إفراد أحدهما عن الآخر. إن قلتَ قد أفرد الناظم الصلاة عن السلام في أول النظم، قلتُ لا لأنه ليس المراد بالجمع بينهما أن يكونا مقرونين بل المراد أن لا يخلوا الكلام أو المجلس عنهما معا ولا يخفى أن النظم كله كلام واحد. وقوله والصحب اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي والمراد بالولا الإتباع.
وهذا آخر ما يسره الله تعالى والحمد لله أولا وآخرا: وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
وكان الفراغ من نسخه وقت شروق شمس يوم الأربعاء المبارك السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 1355 هجرية.
كتبه:
علي محمد الضّبّاع
أخوكم حمدان المطرى {
ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(7/126)
مكارم الأخلاق
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:57 م]ـ
مكارم الأخلاق
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , نحمده و نستعينه ونستغفره , ونتوب إليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , بعثه الله تعالى بالهدى ودين الحق , ليظهره على الدين كله , بعثه الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً , وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً , فبلغ الرسالة , وأدى الأمانة , ونصح الأمة , وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين , ووفق الله من شاء من عباده فاستجاب لدعوته , واهتدى بهديه , وخذل الله بحكمته من شاء من عباده , فاستكبر عن طاعته , وكذب خبره , وعاند أمره , فباء بالخسران والضلال البعيد.
أما بعد فبحثنا هذا يدور حول الحديث عن حسن الخلق ومكارم الأخلاق.
والخلق: هو السجيةُ والطبع , وهو كما يقول أهل العلم: صورةُ الإنسان الباطنة , لأن الإنسان صورتين:
صورة ظاهرة: وهي شكل خلقته التي جعل الله البدن عليه , وهذه الصورة الظاهرة منها جميل حسن , ومنها ما هو قبيح سيئ , منها ما بين ذلك.
وصورة باطنة: وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر , من غير حاجة إلى فكر وروية.
وهذه الصورة أيضاً منها ما هو حسن إذا كان الصادر عنها خلقاً حسناً , ومنها ما هو قبيح إذا كان الصادر عنها خلقاً سيئاً , وهذا ما يُعبر عنه بالخلق , فالخلق إذن هو الصورة الباطنة التي طبع الإنسان عليها.
والواجب على المسلم أن يتخلق بمكارم الأخلاق أي أطايبها , والكريم من كل شيء هو الطيب منه بحسب ذلك الشيء , ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ (إياك وكرائم أموالهم) (1) حين أمره بأخذ بالزكاة من أهل اليمن.
فعلى الإنسان أن تكون سريرته كريمة , فيحب الكرم , والشجاعة , والحلم , والصبر ,أن يلاقي الناس بوجه طلق , وصدر منشرح , ونفس مطمئنة , فكل هذه الخصال من مكارم الأخلاق.
وقد قال الني صلى الله عليه وسلم (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) (2) , فينبغي أن يكون هذا الحديث دائماً نصب عين المؤمن , لأن الإنسان إذا علم بأنه لن يكون كامل الإيمان إلا إذا أحسن خلقه كان ذلك دافعاً له على التخلق بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات وترك سفا سفها و رديئها.
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم1496 , ومسلم رقم29 (2) أخرجه أبو داود رقم4682 , و الترمذي 1162 , وهو في صحيح الجامع رقم1230 , 1232
...
كمال الشريعة الإسلامية من ناحية الأخلاق
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من مقاصد بعثته إتمام محاسن الأخلاق , فقال عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (1).
فالشرائع السابقة التي شرعها الله للعباد كلها تحث على الأخلاق الفاضلة , ولهذا ذكر أهل العلم أن الأخلاق الفاضلة مما طبقت الشرائع على طلبه , ولكن الشريعة الكاملة جاء النبي عليه الصلاة والسلام فيها بتمام مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال. ولنضرب مثلاً.
مسألة القصاص: ذكر أهل العلم في مسألة القصاص , أي: لو أن أحداً جنى على أحد فهل يقتص منه أم لا؟ ذكروا أن القصاص في شريعة اليهود حتميٌّ ولابد منه , ولا خيار للمجني عليهم فيه , وأن الأمر في شريعة النصارى العكس , وهو وجوب العفو , لكن شريعتنا جاءت كاملة من الوجهين , ففيها القصاصُ وفيها العفو , لأن في أخذ الجاني بجنايته حزماً وكفاً للشر , وفي العفو عنه إحساناً وجميلاً , وبذل معروف فيمن عفوت عنه , فجاءت شريعتنا والحمد لله مكملة , خيرت من له الحق بين العفو والأخذ , لأجل أن يعفو في مقام العفو , وأن يأخذ في مقام الأخذ. وهذا بلا شك أفضل من شريعة اليهود التي ضيعت حق المجني عليهم في العفو الذي يكون فيه مصلحة لهم , وأفضل من شريعة النصارى التي ضيعت حق المجني عليهم أيضاًً فأوجبت عليهم العفو وقد تكون المصلحة في الأخذ وإنزال العقوبة.
...
الأخلاق بين الطبع والتطبع
وكما يكون الخُلقُ طبيعة , فإنه قد يكون كسباً , بمعنى أن الإنسان كما يكون مطبوعاً على الخلق الحسن الجميل , فإنه أيضاً يمكن أن يتخلق بالأخلاق الحسنة عن طريق الكسب والمرونة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/127)
ولذلك قال الني صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس (إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة) قال يا رسول الله , أهما خلقان تخلقت بهما , أم جبلني الله عليهما , قال (بل جبلك الله عليهما). فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما ورسوله) (2).
فهذا دليل على أن الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعاً وتكون تطبعا , ولكن الطبع بلا شك أحسن من التطبع , لأن الخلق الحسن إذا كان طبيعياً صار سجية للإنسان وطبيعة له , لا يحتاج في ممارسته إلى تكلف , ولا يحتاج في استدعائه إلى عناء ومشقة , ولكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء , ومن حُرم هذا – أي حُرم الخلق عن سبيل الطبع – فإنه يمكنه أن يناله
عن سبيل التطبع , وذلك بالمرونة , والممارسة كما سنذكر إن شاء الله تعالى فيما بعد.
ــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في المسند2/ 381 , والحاكم في المستدرك2/ 613 , وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم45 , (2) أخرجه أبو داود رقم5225 , وأحمد 4/ 206
...
من الأفضل؟
وهنا مسألة وهي: أيهما أفضل رجل جُبل على خلق حميد , ورجل يجاهد نفسه على التخلق به , فأيهما أعلى منزلة من الآخر؟
ونقول جواباً على هذه المسألة: إنه لاشك أن الرجل الذي جُبل على الخلق الحسن أكمل من حيث تخلقه بذلك , أو من حيث وجود هذا الخلق الحسن فيه , لأنه لا يحتاج إلى عناء ولا إلى مشقة في استدعائه , ولا يفوته في بعض الأماكن والمواطن , إذ أن حسن الخلق فيه سجيه وطبع , ففي أي وقت تلقاه تجده حَسَن الخلق , وفي أي مكان تلقاه حَسَن الخلق , وعلى أي حالٍ تلقاه حَسَن الخلق , فهو من هذه الناحية أكمل بلا شك.
وأما الآخر الذي يجاهد نفسه ويروضها على حسن الخلق , فلا شك أنه يؤجر على ذلك من جهة مجاهدة نفسه , وهو أفضل من هذه الجهة , لكنه من حيث كمالُ الخلق أنقص بكثير من الرجل الأول.
فإذا رزق الإنسان الخلقين جميعاً , طبعاً وتطبعاً كان ذلك أكمل , الأقسام هي:
1 - من حرُم حسن الخلق طبعاً وتطبعاً
2 - من حرمه طبعاً لا تطبعاً
3 - من رُزقه طبعاً لا تطبعا
4 - من رُزقه طبعاً لا تطبعاًً
ولا شك أن القسم الثالث هو أفضل الأقسام لأنه مع بين الطبع والتطبع في حسن الخلق.
...
مجالات حسن الخلق
إن كثيراً من الناس يذهب فهمه إلى أن حسن الخلق خاص بمعاملة الخلق دون معاملة الخالق ولكن هذا الفهم قاصر , فإن حسن الخلق كما يكون في معاملة الخلق , يكون أيضاً في معاملة الخالق , فموضوع حسن الخلق إذن: معاملة الخالق جلا وعلا , ومعاملة الخلق أيضاً وهذه المسألة ينبغي أن يتنبه لها الجميع.
أولاً / حسن الخلق في معاملة الخالق: حسنُ الخلق في معاملة الخالق يجمع ثلاثة أمور: (1) تلقي أخبار الله بالتصديق (2) وتلقي أحكامه بالتنفيذ والتطبيق (3) وتلقي أقداره بالصبر والرضا.
هذه ثلاثة أشياء عليها مدار حسن الخلق مع الله تعالى ,
1/ تلقي أخبار بالتصديق: بحيث لا يقع عند الإنسان شك , أو تردد في تصديق خبر الله تبارك وتعالى , لأن خبر الله تعالى صادر عن علم , وهو سبحانه أصدق القائلين كمال قال تعالى عن نفسه (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)] النساء87 [, ولازم تصديق أخبار الله أن يكون الإنسان واثقاً بها , مدافعاً عنها , ومجاهداً بها وفي سبيلها , بحيث لا يداخله شك أو شبهة في أخبار الله عز وجل و أخبار رسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا تخلق العبد بهذا الخلق أمكنه أن يدفع أي شبهة يوردها المغرضون على أخبار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , سواء أكانوا من المسلمين الذين ابتدعوا في دين الله ما ليس منه , أم كانوا من غير المسلمين الذين يلقون الشبه في قلوب المسلمين بقصد فتنتهم وإضلالهم.
ولنضرب لذلك مثلاً - حديث الذباب - ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا ولغ الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم ليطرحه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر الدواء) (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/128)
هذا خبر صادر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم في أمور الغيب لا ينطق عن الهوى , لا ينطق إلا بما أوحى الله تعالى إليه لأنه بشر , والبشر لا يعلم الغيب بل قد قال الله له (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ)] الأنعام50 [.
وهذا الخبر يجب علينا أن نقابله بحسن الخلق وحسن الخلق نحو هذا الخبر يكون بأن نتلقاه بالقبول والانقياد , فنجزم بأن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فهو حق وصدق , وإن اعترض عليه من اعترض , ونعلم علم اليقين أن كل ما خالف ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه باطل , لأن الله تعالى يقول (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)] يونس32 [.
ومثال آخر – من أخبار يوم القيامة - أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تدنو من الخلائق يوم القيامة بقدر ميل (2) , وسواء كان هذا الميل ميلَ المكحَلة أم كان ميل المسافة , فإن هذه المسافة بين الشمس ورءوس الخلائق قليلة ومع هذا فإن الناس لا يحترقون بحرها , مع أن الشمس لو تدنو الآن في الدنيا مقدار أنملة لاحترقت الأرض ومن عليها.
قد يقول قائل: كيف تدنو الشمس من رءوس الخلائق يوم القيامة بهذه المسافة , ثم يبقى الناسُ لحظةً واحدةً دون أن يحترقوا؟! نقول لهذا القائل: عليك أن تكون حسن الخلق نحو هذا الحديث.
وحسنُ الخلق نحو هذا الحديث الصحيح يكون أن نقبله ونصدق به , وأن لا يكون في صدورنا حرج منه ولا ضيق ولا تردد , وأن نعلم أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا فهو حق , ولكن هناك فارقاً عظيماً بين أحوال الناس في الدنيا , وأحوالهم في الآخرة , بحيث لا يمكن أن نقيس أحوال الدنيا بأحوال الآخرة , لوجود هذا الفارق العظيم.
فنحن نعلم أن الناس يقفون يوم القيامة خمسين ألف سنة!!
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم5782
(2) أخرجه مسلم 2864
وعلى مقياس ما في الدنيا , فهل يمكن أن يقف أحدٌ من الناس خمسين أ لف دقيقة؟
الجواب: لا يمكن ذلك , إذن الفارق عظيم , فإذا كان كذلك , فإن المؤمن يقبل مثل هذا الخبر بانشراح صدر وطمأنينة , ويتسع فهمه له , وينفتح قلبه لما دل عليه.
2/ ومن حسن الخلق مع الله عز وجل , أن يتلقى الإنسان أحكام الله بالقبول والتنفيذ والتطبيق فلا يرد شيئاً من أحكام الله , فإذا رد شيئاً من أحكام الله فهذا سوء خلق مع الله عز وجل , سواءٌ ردها منكراً حكمها , أو ردها مستكبراً عن العمل بها , أو ردها متهاوناً بالعمل بها , فإن ذلك كله منافٍ لحسن الخلق مع الله عز وجل.
مثال على ذلك – الصوم – الصوم لا شك فيه أنه شاقٌ على النفوس , لأن الإنسان يترك فيه المألوف , من طعام وشراب , ونكاح , وهذا أمر شاق على الإنسان ولكن المؤمن حسن الخلق مع الله عز وجل , يقبل هذا التكليف , أو بعبارة أخرى: يقبل هذا التشريف , فهذه نعمة من الله عز وجل في الحقيقة , فالمؤمن يقبل هذه النعمة التي في صورة تكليف بانشراح صدر وطمأنينة , وتتسع لها نفسه فتجده يصوم الأيام الطويلة في زمن الحر الشديد , وهو بذلك راضٍ منشرح الصدر , لأنه يحسن الخلق مع ربه , لكن سيئ الخلق مع الله عز وجل يقابل مقل هذه العبادة بالضجر والكراهية, ولولا أنه يخشى من أمر لا تُحمد عقباه , لكان لا يلتزم بالصيام.
مثال آخر – الصلاة – فالصلاة لا شك أنها ثقيلة على بعض الناس , وهي ثقيلة على المنافقين , كمال قال النبي عليه الصلاة والسلام (أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر) (1).
لكن الصلاة بالنسبة للمؤمن ليست ثقيلة قال تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)] البقرة45 - 46 [, فهي على هؤلاء غري كبيرة وإنما سهلة يسيرة , ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (و جعلت قُرة عيني في الصلاة) (2).
فالصلاة هي قرة عين المؤمن , وزاده اليومي الذي يتزود به للقاء الله تعالى , ولذلك فهو يعظم قدرها لها أعظم الاهتمام , لأنها عماد الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/129)
فحسن الخلق مع الله عز وجل بالنسبة للصلاة أن تؤديها وقلبك منشرح مطمئن ,وعينك قريرة تفرح إذا كنت متلبساً بها , وتنتظرها إذا فات وقتها , فإذا صليت الظهر , كنت في شوق إلى الصلاة العصر , وإذا صليت المغرب كنت في شوق إلى صلاة العشاء , وإذا صليت العشاء كنت في شوق إلى صلاة الفجر. و لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (يا بلال أرحنا بالصلاة) (3).
ــــــــــ
(1) مسلم رقم251 كتاب المساجد ورقم651/ 252 (2) أخرجه مسلم النسائي رقم3949 , 3950 كتاب عشرة النساء , وأحمد في المسند 3/ 128 , 199 , 285 , وهو في صححي الجامع رقم3134 (3) أخرجه أبو داود رقم4985. وأحمد في المسند 5/ 364 والحديث في صحيح الجامع للألباني رقم7892.
يقول: أرحنا بها , فإن فيها الراحة والطمأنينة والسكينة , لا كما يقول البعض: أرحنا بها , لأنها ثقيلة عليهم , وشاقة على نفوسهم. وهكذا دائماً تجعل قلبك معلقاً بهذه الصلوات فهذا لا شك أنه من حسن الخلق مع الله تعالى.
مثال ثالث – تحريم الربا – وهذا في المعاملات فقد حرم الله علينا الربا تحريماً أكيداً وأحل لنا البيع وقال في ذلك (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)] البقرة275 [, فتوعد من عاد إلى الربا بعد أن جاءته الموعظة , وعلم الحكم , توعد بالخلود في النار , والعياذ بالله , بل إنه توعده في الدنيا أيضاً بالحرب فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .. )] البقرة278,279 [هذا يدل على عظم هذه الجريمة وأنها من كبائر الذنوب والموبقات.
فالمؤمن يقبل هذا الحكم بانشراح ورضا وتسليم , وأما غير المؤمن فإنه لا يقبله , ويضيق صدره به , وربما يتحيل عليه بأنواع الحيل , لأننا نعلم أن في الربا كسباً متيقناً وليس فيه أي مخاطرة, لكنه في الحقيقة كسب لشخص وظلك لآخر ’ ولهذا قال الله تعالى (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ)] البقرة279 [.
3/ ومن حسن الخلق مع الله تعالى: تلقي أقدار الله تعالى بالرضا والصبر ,وكلنا نعلم أن أقدار الله عز وجل التي يجريها على خلقه ليست كلها كلائمة للخلق بمعنى أن منها ما يوافق رغبات الخلق ومنها ما لا يوافقهم.
فالمرض مثلاً: لا يلائم الإنسان , فكل إنسان يحب أن يكون صحيحاً معافى.
وكذلك الفقر: لا يلائم الإنسان , فالإنسان يحب أن يكون غنياً.
وكذلك الجهل: لا يلائم الإنسان فالإنسان يحب أن يكون عالماً. لكن أقدار الله عز وجل تتنوع لحكمة يعلمها الله عز وجل , منها ما يلائم الإنسان ويستريح له بمقتضى طبيعته , ومنها ما لا يكون كذلك. فمت هو حسن الخلق مع الله عز وجل نحو أقدار الله؟
حسن الخلق مع الله نحو أقداره: أن ترضى بما قدر الله لك , وأن تطمئن إليه وتعلم أنه سبحانه وتعالى ما قدره إلا لحكمة عظيمة وغاية محمودة يستحق عليها الحمد والشكر.
وعلى هذا فإن حسن الخلق مع الله نحو أقداره , هو أن يرض الإنسان ويستسلم ويطمئن , ولهذا امتدح الله الصابرين فقال ( ... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)] البقرة155 - 156 [. .
ثانياً: حسن الخلق في معاملة الخَلق:
أما حسن الخلق مع المخلوق فعرّفه بعضُهم بأنه كفُّ الأذى، وبذلُ النّدى، وطلاقة الوجه. ويذكر ذلك عن الحسن البصري – رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/130)
1/ معنى كفى الأذى: معنى كف الأذى أن يكف الإنسان أذاه عن غيره سواء كان هذا الأذى بالمال، أو يتعلق بالنفس، أو يتعلق بالعرض، فمن لم يكف أذاه عن غيره سواء كان هذا الأذى بالمال، أو يتعلق بالنفس، أو يتعلق بالعرض، فمن لم يكف أذاه عن الخلق فليس بحسن الخلق، بل هو سيئ الخلق.
وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم حُرمة أذية المسلم بأي نوع من الإيذاء وذلك في أعظم مجمع اجتمع فيه بأمته حيث قال (إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا) (1).
إذا كان رجل يعتدي على الناس بأخذ المال، أو يعتدي على الناس بالغش، أو يعتدي على الناس بالخيانة، أو يعتدي على الناس بالضرب والجناية، أو يعتدي على الناس بالسبّ والغيبة والنميمة، لا يكون هذا حسنَ الخلق مع الناس، لأنه لم يكف أذاه، ويعظم إثم ذلك كلما كان موجهاً إلى من له حق عليك أكبر.
فالإساءة إلى الوالدين مثلاً أعظم من الإساءة إلى غيرهما، والإساءة إلى الأقارب أعظم من الإساءة إلى الأباعد، والإساءة إلى الجيران أعظم من الإساءة إلى من ليسوا جيراناً لك. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن) قالوا: من يا رسول الله؟ قال (من لا يأمن جاره بوائقه) (2).
2 / معنى بذل الندي: الندى هو الكرم والجود، يعني: أن تبذل الكرم والجود. والكرم ليس كما يظنه بعض الناس أنه بذل المال فقط، بل الكرم يكون في بذل النفس، وفي بذل الجاه، وفي بذل المال، وفي بذل العلم.
إذا رأينا شخصاً يقضي حوائج الناس، يساعدهم، يتوجه في شئونهم إلى من لا يستطيعون الوصول إليهم، ينشر علمه بين الناس، يبذل ماله بين الناس، هل نصفُ هذا بحس الخلق؟ نعم، نصفه بحسن الخلق، لأنه بذل الندى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن) (3).
ومن مخالفة الناس بخلق حسن: أنك إذا ظُلمت أو أسيء إليك، فإنك تعفو وتصفح وقد امتدح الله العافين عن الناس، فقال في أهل الجنة (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)] آل عمران 134 [
وقال تعالى (وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ... )] البقرة237 [
وقال تعالى (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ... )] النور 22 [
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم67 وأخرجه مسلم رقم29,30 كتاب القسامة (2) أخرجه البخاري رقم6016 ومسلم نحوه رقم73 كتاب الإيمان (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) (3) أخرجه الترمذي رقم1987 وقال (حديث حسن صحيح) وأحمد في المسند 4/ 153 , 158 , 236 من حديث أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما وهو في صحيح الجامع رقم97.
وقال تعالى (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)] الشورى 40 [
وكل إنسان يتصل بالناس، فلابد أن يجد من الناس شيئاً من الإساءة، فموقفه من هذه الإساءة أن يعفو ويصفح، وليعلم علم اليقين أنه يعفوه وصفحه ومجازاته بالحسنى، سوف تنقلب العداوة بينه وبين أخيه إلى ولاية، ومحبة، وصداقة، قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)] فصلت 34 [
وتأملوا أيها العارفون باللغة العربية كيف جاءت النتيجة بإذا الفُجائية، لأن (إذا) الفجائية تدل على الحدوث الفوري في نتيجتها (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)] فصلت 34 [, ولكن ليس كل أحد يوفق لذلك قال (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)] فصلت 35 [.
هل نفهم من هذا أن العفو عن الجاني محمود مطلقاً ومأمور به؟
وقد يفهم البعض من الآية هذا الكلام، ولكن ليكن معلوماً أن العفو إنما يُحمد إذا كان العفو أحمد، فإن كان الأخذ أحمد فالأخذ أفضل. ولهذا قال تعالى (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)] الشورى 40 [, فجعل العفو مقروناً بالإصلاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/131)
فالعفو قد يمكن أن يكون غير إصلاح، فقد يكون هذا الذي جنى عليك واجترأ عليك رجلاً شريراً معروفاً بالشر والفساد، فلو عفوت عنه لتمادى في شره وفساده فالأفضل في هذا المقام أن تأخذ هذا الرجل بجريرته، لأن في ذلك إصلاحا ً. قال شيخ الإسلام ابن تيميه (الإصلاح واجب، والعفو مندوب، فإذا كان في العفو فوات الإصلاح فمعنى ذلك أننا قدمنا مندوباً على واجب، وهذا لا تأتي به الشريعة) وصدق رحمه الله.
** تنبيه مهم**
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة يفعلها كثير من الناس بقصد الإحسان، وهي أن تقع حادثه من شخص، فيهلك بسببها شخص آخر، فيأتي أولياء المقتول فيسقطون الدية عن هذا الجاني الذي فعل الحادث، فهل إسقاطهم للدية محمود ويعتبر من حسن الخلق؟ أم في ذلك تفصيل؟
في ذلك تفصيل، فلابد أن نتأمّل ونفكر في حال هذا الجاني الذي وقع منه الحادث، هل هو من الناس المعروفين بالتهور وعدم المبالاة؟ هل هو من الطراز الذي يقول: أنا لا أبالي أن أدهس شخصاً لأن ديته في الدرج والعياذ بالله.
أم أنه رجل حصلت منه هذه الحادثة مع كمال التعقل وكمال الاتزان، ولكن الله تعالي قد جعل لكل شيئاً مقداراً.
في ذلك تفصيل، فلابد أن نتأمّل ونفكر في حال هذا الجاني الذي وقع منه الحادث، هل هو من الناس المعروفين بالتهور وعدم المبالاة؟ هل هو من الطراز الذي يقول: أنا لا أبالي أن أدهس شخصاً لأن ديته في الدرج والعياذ بالله.
أم أنه رجل حصلت منه هذه الحادثة مع كمال التعقل وكمال الاتزان، ولكن الله تعالي قد جعل لكل شيئاً مقداراً.
إن كان من هذا الطراز الأخير فالعفو في حقه أولى، ولكن حتى وإن كان من هذا الطراز المتعقل المتزن، يجب قبل أن نعفو عنه أن ننظر: هل على الميت دين؟ فإذا كان على الميت دين، فإنه لا يمكن أن نعفو، ولو عفونا فإن عفونا لا يعتبر. وهذا مسألة ربما يغفل عنها كثير من الناس، ونحن نقول ذلك لأن الورثة يتلقون الاستحقاق لهذه الدية من الميت الذي أصيب بالحادث، ولا يردُ استحقاقهم إلا بعد قضاء الدين إن كان الميت مديناً.
ولهذا لما ذكر الله الميراث قال (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ)] النساء 11 [
والحاصل أن من حسن الخلق: العفو عن الناس وهذا من باب بذلك الندى، لأن بذل الندى إما إعطاء وإما إسقاط، والعفو من الإسقاط.
3 / طلاقة الوجه: وطلاقة الوجه: هو إشراقه حين مقابلة الخلق، وضدُّ ذلك عبوس الوجه. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) (1) وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن البر فقال (وجه طلق ولسان ليّن)
وقد نظمه بعض الشعراء فقال:
بني إن البر شيء هين ... وجه طليق ولسان لين
فطلاقة الوجه وتُدخل السرور على الناس، وتجذب المودة، والمحبة، وتوجب انشراح الصدر منك وممن يقابلك.
لكن إذا كنت عبوساً، فإن الناس ينفرون منك، ولا ينشرحون بالجلوس إليك، ولا بالتحدث معك، وربما تصاب بعُقدٍ نفسيه، وربما تصاب بالمرض الخطير وهو ما يسمى بالضغط، فإن انشراح الصدر وطلاقة الوجه من أنجع العقاقير المانعة من هذا الداء ولهذا ينصح الأطباء من ابتلي بهذا الداء بأن يبتعد عما يثيره ويغضبه، لأن ذلك يزيد في مرضه، فانشراحُ الصدر، وطلاقة الوجه تقضي على هذا المرض، ويكون بذلك الإنسان محبوباً إلى الخلق كريماً عليهم.
هذه هي الأصول الثلاثة التي يدور عليها حسنُ الخلق في معاملة الخلق.
ومن علامات حسن الخلق مع الخلق: أن يكون الإنسان حسن المعاشرة مع من يعاشره من أصدقاء وأقارب , لا يضيق بهم ولا يضيق عليه , بل يدخل السرور على قلوبهم بقدر ما يمكنه في حدود شريعة الله , وهذا القيد لا بد منه , لأن من الناس من لا يسر إلا بمعصية الله – والعياذ بالله –فهذا لا ينبغي أن نوافقه عليه , لكن إدخال السرور على من يعاشرك من أهل , ــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم144 كتاب البر و الصلة
وأصدقاء وأقارب في حدود الشرع من حسن الخلق. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام (خيركم لأهله , وأنا خيركم لأهلي) (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/132)
وكثير من الناس – مع الأسف الشديد يحسن الخلق مع الناس , ولكنه لا يحسن الخُلُق مع أهله , وهذا خطأ عظيم , وقلبٌ للحقائق , إذ كيف تحسن الخُلق مع الأباعد وتسيء الخلق مع الأقارب؟ قد يقول: لأن الأقارب أمونُ عليهم. فنقول: هذا ليس بسبب يجعلك تسيء الخلق معهم , فالأقارب أحق الناس بأن تحسن إليهم في الصحبة والعشرة , ولهذا قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن مصاحبتي؟ قال (أمك) قال: ثم من؟ قال (أمك) قال ثم من؟ قال (أمك) قال ثم من؟ قال (أبوك) (2).
والأمر عند بعض الناس على العكس تجده يسيء العشرة مع أمه , ويحسن العشرة مع زوجته , فيكون مقدماً إحسان العشرة مع زوجته التي هي عنده بمنزلة الأسير , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم) (3) , يعني: بمنزلة الأسرى.
والحاصل: أن إحسان العشرة مع الأهل والأصحاب والأقارب كل ذلك من مكارم الأخلاق.
...
كيفية اكتساب مكارم الأخلاق
ذكرنا أولاً حسن الخلق يكون بالطبع ويكون بالتطبع , وأن حسن الخلق بالطبع أكمل من حسن الخلق بالتطبع وذكرنا لذلك دليلاً وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم للأشج بن عبدالقيس (بل جبلك الله عليهما) (4).
وكذلك لأن حسن الخلق بالطبع لا يزول عن الإنسان لكن حسن الخلق بالتطبع قد يفوت الإنسان في مواطن كثيرة , لأنه يحتاج إلى ممارسة وإلى معاناة وإلى رياضة ومجاهدة , وإلى تذكر ذلك عند حدوث كل ما يثير الإنسان. ولهذا جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام , فقال: يا رسول الله أوصني قال (لا تغضب) (5).
فردد مراراً. قال (لا تغضب) وقال النبي عليه الصلاة والسلام (ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) (6).
و الصرعة: والذي يصرع الناس كهُمزة , ولًمزة. فهمزة الذي يهمز الناس , ولمزة: الذي يلمز الناس بالعيون.
ــــــــــ
(1) أخرجه الترمذي رقم3895 كتاب المناقب ,وهو في صحيح الجامع رقم3314 (2) أخرجه البخاري رقم5971 ومسلم رقم1 , 2 كتاب البر والصلة (3) أخرجه الترمذي رقم3087 وقال الترمذي: حديث حسن صحيح (4) أخرجه أبوداود رقم5335 وأحمد في المسند 4/ 206 (5) أخرجه البخاري رقم6116 (6) أخرجه البخاري رقم 6114 ومسام رقنم107 كتاب البر والصلة
فليس الشديد هو الذي يصرع الناس ويغلبهم (إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) يتحكم فيها ويملكها في مواطن الغضب , وملك الإنسان نفسه عند الغضب يعتبر من محاسن الأخلاق , فإذا غضبت فلا تنفذ الغضب , ولكن استعذ بالله من الشيطان الرجيم , وإذا كنت قائماً فاجلس , وإذا كنت جالساً فاضطجع , وإذا ازداد الغضب فتوضأ حتى يزول عنك.
ويستطيع الإنسان اكتساب مكارم الأخلاق , وذلك عن طريق الممارسة , والمجاهدة , والتمرين فيكون الإنسان حسن الخلق لأمور منها:
أولاً: أن ينظر في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم: ينظر النصوص الدالة على مدح ذلك الخلق العظيم الذي يريد أن يتخلق به. فالمؤمن إذا رأى النصوص تمدح شيئاً من الأخلاق أو الأفعال , فإنه سوف يقوم به.
والنبي عليه الصلاة والسلام أشار إلى ذلك في قوله (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وأما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافح الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة) (1).
ثانياً: أن يصاحب من عرفوا بحسن الأخلاق , والبعد عن مساوئ الأخلاق و سفاسف الأعمال حتى يجعل من هذه الصحبة مدرسة يستعينُ بها على حسن الخلق فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) (2).
ثالثا ً: أن يتأمل الإنسان ماذا يترتب على سوء خلقه: فسيئ الخلق ممقوت سيئ الخلق مهجور سيئ الخلق مذكور بالذكر القبيح فإذا علم الإنسان أن سوء الخلق يفضي به إلى هذا فإنه يبتعد عنه.
رابعاً: أن يستحضر الإنسان دائماً صورة خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكيف أنه كان يتواضع للخلق , ويحلم عليهم , ويعفو عنهم ويصبر على أذاهم , فإذا استحضر الإنسان أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه خير البشر وأفضل من عبد الله تعالى , هانت على الإنسان نفسه وانكسرت صولة الكبر فيها فكان ذلك داعياً إلى حسن الخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/133)
***
صور من مكارم الأخلاق
ومن مكارم الأخلاق أن تصل من قطعك: من الأقارب ممن تجب صلتهم عليك , إذا قطعوك , فصلهم ولا تقل: من وصلني وصلته! فإن هذا ليس بصلة , كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (ليس الواصل بالمكافئ إنما الواصل من إذا قطعت رحمها وصلها) (3) فالواصل هو
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري 2101 وأخرجه مسلم 146 كتاب البر والصلة (2) أخرجه الترمذي 2378 قال: هذا حديث حسن صحيح. وأبو داود 4833 وأحمد في المسند 2/ 303 ,334 وحسنه الألباني وهو في صحيح الجامع الصغير 3545 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 927 (3) أخرجه البخاري5991
الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال: يا رسول الله , إن لي أقارب أصلهم ويقطعوني , وأحسن إليهم ويسيئون إلي , وأحلم عنهم ويجهلون علي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) (1). وقوله (تسفهم المل) أي: كأنما تضع التراب أو الرماد الحار في أفواههم.
وإذا كان وصل من قطعك يعد من مكارم الأخلاق فكذلك وصل من وصلك هو أيضاً من هذا الباب , لأن من وصلك وهو قريب , صار له حقان: حق القرابة , وحق المكافأة , لقول النبي عليه الصلاة والسلام (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه) (2).
وكذلك عليك أن تعطي من حرمك. أي: من منعك ولا تقل: منعني , فلا أعطيه.
وتعفو عمن ظلمك , أي من انتقصك حقك: إما بالعدوان وإما بعدم القيام بالواجب.
والظلم يدور على أمرين: اعتداء وجحود: إما أن يعتدي عليك بالضرب وأخذ المال وهتك العرض وإما أن يجحدك فيمنعك حقك.
وكمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه , ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام , فأنت تعفو مع قدرتك على الانتقام لأمور:
1 / رجاء لمغفرة الله عز وجل ورحمته فإن ممن عفا وأصلح فأجره على الله.
2 / لإصلاح الود بينك وبين صاحبك لأنك إذا قابلت إساءته بإساءة , استمرت الإساءة بينكما , وإذا قابلت إساءة بإحسان , عاد إلى الإحسان إليك وخجل.
قال تعالى (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)] فصلت 34 [.
فالعفو عند المقدرة من مكارم الأخلاق , لكن بشروط أن يكون العفو إصلاحاً , فإن تضمن العفو إساءة فإنه لا يندب إلى ذلك , لأن الله اشترط , فقال (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ)] الشورى40 [أي كان في عفوه إصلاح , أما من كان في عفوه إساءة أو كان سبباً للإساءة , فهنا نقول: لا تعف! مثل أن يعفو عن مجرم , ويكون عفوه هذا سبباً لاستمرار هذا المجرم في إجرامه فترك العفو هنا أفضل وربما يجب ترك العفو حينئذٍ.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً بر الوالدين: وذلك لعظم حقهما. فلم يجعل الله لأحد حقاً يلي حقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم إلا للوالدين. فقال (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)] النساء34 [
ــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم22 كتاب البر والصلة (2) أخرجه أبو داود رقم1672 والنسائي 2566 كتاب الزكاة باب 72 وهو في صحيح الجامع 6021.
وحق الرسول ضمن الأمر بعبادة الله , لأنه لا تتحقق العبادة حتى يقوم العبد بحق الرسول عليه الصلاة والسلام , بمحبته واتباع سبيله , ولهذا كان داخلاً في قوله (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)] النساء34 [وكيف يعبد الله إلا من طريق الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
وإذا عبد الله على مقتضى شريعة الرسول صلى اله عليه وسلم , فقد أدى حقه.
ثم يلي ذلك حق الوالدين , فالوالدين تعبا على الولد , ولا سيما الأم قال الله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا)] الأحقاف15 [, وفي آية أخرى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ)] لقمان14 [. فالأم تتعب في الحمل , وعند الوضع , وبعد الوضع وترحم صبيها أشد من رحمة الوالد له , ولهذا كانت أحق الناس بحسن الصحبة والبر حتى من الأب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/134)
قال رجل يا رسول الله من أحق الناس بحسن مصاحبتي؟ قال (أمك) قال: ثم من؟ قال (أمك) قال ثم من؟ قال (أمك) قال ثم من؟ قال (أبوك) (1).
والأب أيضاً يتعب على أولاده ويضجر بضجرهم ويفرح لفرحهم ويسعى بكل الأسباب التي فيها راحتهم وطمأنينتهم وحسن عيشهم , يضرب الفيافي والقفار من أجل تحصيل العيش له ولأولاده.
فكل من الأب والأم له حق , ومهما عملت من العمل فلن تقضي حقمها , ولهذا قال الله عز وجل (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)] الإسراء24 [فحقهم سابق , حيث ربياك صغيراً حين كنت لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً فواجبهما البر.
*والبر فرض عين بالإجماع على كل واحد من الناس , ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله , كما في حديث ابن مسعود , قال , قلت: يا رسول الله , أي العمل أحب إلى الله؟ قال (الصلاة في وقتها) وقلت: ثم أي؟ قال (بر الوالدين) قلت: ثم أي؟ قال (الجهاد في سبيل الله) (2).
*والولدان هما الأب والأم , أما الجد والجدة فلهما بر , لكنه لا يساوي بر الأم والأب , لأن الجد والجدة لم يحصل لهما ما حصل للأم والأب من التعب , والرعاية والملاحظة , فكان برهما واجباً من باب الصلة , أما البر فإنه للأم والأب.
لكن ما معنى البر؟
البر: إيصال الخير بقدر ما تستطيع , وكف الشر.
إيصال الخير بالمال , وإيصال الخير بالخدمة , وإيصال الخير بإدخال السرور عليهما , من طلاقة الوجه وحسن المقال والفعال ’ وبكل ما فيه راحتهما.
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم5971 ومسلم رقم1 , 2 كتاب البر والصلة (2) أخرجه البخاري رقم527 ومسام رقم139 كتاب الإيمان.
*ولهذا كان القول الراجح وجوب خدمة الأب والأم على الأولاد إذا لم يحصل عليه بضرر , فإن كان عليه ضرر , لم يجب عليه خدمتهما , اللهم إلا عند الضرورة.
ولهذا نقول: إن طاعتهما واجبة فيما فيه نفع لهما , ولا ضرر على الولد فيه , أما ما فيه ضرر عليه , سواء كان ضرراً دينياً , كأن يأمراه بترك واجب , أو فعل محرم , فإنه لا طاعة لهما في ذلك , أو كان ضرراً بدنياً , فلا يجب عليه طاعتهما. أما المال فيجب عليه أن يبرهما ببذله , واو كثر , إذا لم يكن عليه ضرر , ولم تتعلق به حاجة , والأب خاصة له أن يأخذ من مال ولده ما شاء ما لم يضر.
وإذا تأملنا في أحوال الناس اليوم , وجدنا كثيراً منهم لا يبر بوالديه , بل هو عاق , تجده يحسن إلى أصحابه , ولا يمل الجلوس معهم , لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمه ساعة نهار لوجدته متمللاً , كأنما هو على الجمر , فهذا ليس ببار , بل البار من ينشرح صدره لأمه , وأبيه , ويخدمهما على أهداب عينيه , ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع.
وكما قالت العامة (البر أسلاف) فإن البر مع كونه يحصل به البار على ثواب عظيم في الآخرة , فإنه يجازى به في الدنيا , فالبر والعقوق كما يقول العامة (أسلاف) أقرض , تستوف إن قدمت البر لأبيك وأمك , برك أولادك , وإن قدمت العقوق عقك أولادك.
وهناك حكايات كثيرة في أن من الناس بر والديه فبر به أولاده , وكذلك في العقوق هناك حكايات تدل على أن الإنسان إذا عق أباه عقه أولاده.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً صلة الأرحام: وهناك فرق بين الوالدين , والأقارب الآخرين , فالأقارب لهم الصلة , والوالدان لهما البر. والبر أعلى من الصلة , لأن البر كثيرة الخير والإحسان , لكن الصلة ألا يقطع , ولهذا يقال في تارك البر: إنه عاق , ويقال فيمن لم يصل: إنه قاطع!
فصلة الأرحام واجبة , وقطعها سبب للعنة والحرمان من دخول الجنة , قال الله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)] محمد 22 ,23 [, وقال النبي عليه الصلاة والسلام (لا يدخل الجنة قاطع) (1) أي قاطع رحم , والصلة جاءت في القرآن والسنة مطلقة.
وكُل ما أتى وَلَم يُحددِ ... بِالشرعِ كالحرِز فالعُرفِ احْدُدِ
وعلى هذا , يرجع إلى العرف فيها , فما سماه الناس صلة , فهو صلة , وما سموه قطيعة , فهو قطيعة , وهذا يختلف باختلاف الأحوال والأزمان والأمكنة والأمم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/135)
إذا كان الناس في حالة فقر وأنت غني , وأقاربك فقراء , فصلتهم أن تعطيهم بقدر حالك.
*وفي زماننا هذا الصلة بين الناس قليلة , وذلك لانشغال الناس في حوائجهم , وانشغال
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم5984 ومسلم رقم19 كتاب البر والصلة
00000000000000000000000000000000000
منقول
اخوكم حمدان المطرى
000000000000000000000000000000000000
يتبع
ان شاء الله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:11 م]ـ
اكمل بارك الله فيك وفي الشيخ رحمه الله
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:06 م]ـ
وانشغال بعضهم عن بعض والصلة التامة أن تبحث عن حالهم , وكيف أولادهم , وترى مشاكلهم , ولكن هذه الأمور مع الأسف مفقودة عند كثير من الناس.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً حسن الجوار مع الجيران:
والجيران: هم الأقارب من المنزل , وأدناهم أولاهم بالإحسان والإكرام قال تعالى ( ... وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)] النساء36 [, فأوصى الله بالإحسان إلى الجار القريب والجار البعيد.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر, فليكرم جاره) (1).
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا طبخت مرقة , فأكثر ماءها , وتعاهد جيرانك) (2).
وقال صلى الله عليه وسلم (وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) (3).
وقال صلى الله عليه وسلم (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن) قيل من يا رسول الله؟ قال (الذي لا يأمن جاره بوائقه) (4) , أي شروره وغوائله.
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على العناية بالجار والإحسان إليه وإكرامه.
*والجار إن كان مسلماً قريباً , كان له ثلاثة حقوق: حق الإسلام , وحق القرابة , وحق الجوار.
وإن كان قريباً جاراًً , فله حقان: حق القرابة وحق الجار.
وإن كان مسلماً غير قريب وهو جار فله حقان: حق الإسلام وحق الجوار.
وإن كان جاراً كافراً , فله حق واحد فقط , وهو: حق الجوار.
*فمن مكارم الأخلاق حسن الجوار مطلقاً: أياً كان الجار , ومن كان أقرب فهو أولى.
*ومن المؤسف أن بعض الناس اليوم يسيئون إلى الجار أكثر مما يسيئون إلى غيره , فتجده يعتدي على جاره بالأخذ من ملكه وإزعاجه.
وقد ذكر الفقهاء رحمهم الله في آخر باب الصلح في الفقه شيئاً من أحكام الجوار فليرجع إليه
ــــــــــ
(1) اخرجه البخاري رقم6019 ومسلم رقم77 كتاب الإيمان (2) أخرجه مسلم رقم142 كتاب البر والصلة (3) أخرجه البخاري رقم6014 ,6015 ومسلم رقم140 ,141 (4) أخرجه البخاري رقم6016.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً الإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل:
واليتامى: جمع يتيم وهو الذي مات أبوه قبل بلوغه. وقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى اليتامى , وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم حث عليه في عدة أحاديث.
ووجه ذلك: أن اليتيم قد انكسر قلبه بفقد أبيه , فهو في حاجة إلى العناية والرفق.
والإحسان إلى اليتامى يكون بحسب الحال.
والمساكين: هم الفقراء , وهو هنا شامل للمسكين والفقير.
فالإحسان إليهم مما أمر به الشرع في آيات متعددة من القرآن , وجعل لهم حقوقاً خاصة في الفيء وغيره.
ووجه الإحسان إليهم أن الفقراء أسكنهم , وأضعفهم وكسر قلوبهم , فكان من محاسن الإسلام ومكارم الأخلاق أن نحسن إليهم جبراً لما حصل لهم من النقص والانكسار.
والإحسان إلى المساكين يكون بحسب الحال: فإذا كان محتاجاً إلى طعام , فالإحسان إليه بأن تطعمه , وإذا كان محتاجاً إلى كسوة , فالإحسان إليه بأن تكسوه , ويكون أيضاً بأن توليه اعتباراً , فإذا دخل المجلس , ترحب به , وتقدمه لأجل أن ترفع معنويته.
فمن أجل النقص الذي قدره الله عز وجل عليه بحكمته أمرنا عز وجل أن نحسن إليهم.
كذلك ابن السبيل وهو المسافر: وهو هنا المسافر الذي انقطع به السفر أو لم ينقطع بخلاف الزكاة , لأن المسافر غريب , والغريب مستوحش , فإذا آنسته بإكرامه والإحسان إليه , فإن هذا مما يأمر به الشرع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/136)
إذا نزل ابن سبيل بك ضيفاً , فمن مكارم الأخلاق أن تكرم ضيافته , لكن قال بعض العلماء: إنه لا يجب إكرامه بضيافته إلا في القرى دون الأمصار!
ونحن نقول: بل هي واجبة في القرى والأمصار , إلا أن يكون هناك سبب , كضيق البيت مثلاً , أو أسباب أخرى تمنع أن تضيف هذا الرجل , لكن على كل حال ينبغي إذا تعذر أن تحسن الرد.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً الرفق بالمملوك والخادم: والمملوك يشمل المملوك الآدمي والبهيم , فالرفق بالمملوك الآدمي بأن تطعمه إذا طعمت وتكسوه إذا اكتسيت , ولا تكلفه ما لا يطيق.
والرفق من البهائم سواء كانت مما تركب , ا, تحلب أو تقتنى , يختلف بحسب ما تحتاج إليه , ففي الشتاء تجعل في الأماكن الدافئة إذا كانت لا تتحمل الحر ويؤتى لها بالطعام , وبالشراب إن لم تحصل عليه بنفسها بالرعي , وإذا كانت مما تحمل , فلا تحمل ما لا تطيق.
وهذا يدل على كمال الشرع ,وأنه لم ينس حتى البهائم بل جعل لها حقاً.
ومن مكارم الأخلاق أيضاً ترك الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق: فالفخر بالقول والخيلاء بالفعل والبغي والعدوان والاستطالة: الترفع والاستعلاء.
فالإنسان منهي أن يتفاخر على غيره بقوله , فيقول: أنا العالم! أنا الغني! أنا الشجاع!
وإن زاد على ذلك يستطيل على الآخرين ويقول: ماذا أنتم عندي؟ فيكون هذا فيه بغي واستطالة على الخلق.
والخيلاء تكون بأفعال , يتخايل في مشيته وفي وجهه وفي رفع رأسه ورقبته إذا مشي , كأنه إلى السماء , والله عز وجل وبخ من هذا الفعل فقال (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)] الإسراء 37 [
فالواجب أن تكون متواضعاً في القول وفي الفعل , لا تثن على نفسك بصفاتك الحميدة , إلا حيث دعت الضرورة أو الحاجة إلى ذلك , كقول ابن مسعود رضي الله عنه (لو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه) (1) , فإنه رضي الله عنه قصد بذلك أمرين:
الأول: حث الناس على تعلم كتاب الله تعالى.
الثاني: دعوتهم للتلقي عنه.
والإنسان ذو الصفات الحميدة لا يظن أن الناس تخفى عليهم خصاله أبداً , وساء ذكرها الناس أم لم يذكرها , بل إن الرجل إذا صار يعدد صفاته الحميد أمام الناس , سقط من أعينهم, فاحذر هذا الأمر.
والبغي: العدوان على الغير ومواقعه ثلاثة بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (إن دماءكم , وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) (2) , فالبغي على الخلق يكون في الأموال , والدماء والأعراض.
ففي الأموال: مثل أن يدعي ما ليس له , أو ينكر ما كان عليه , أو يأخذ ما ليس له , فهذا بغي في الأموال.
وفي الدماء: القتل فما دونه , كأن يعتدي على الإنسان بالجرح والقتل.
وفي الأعراض: يحتمل أن يراد بالأعراض: السمعة , فيعتدي عليه بالغيبة التي يشوه بها سمعته , ويحتمل أن يراد بها الزنى وما دونه , والكل محرم , فمن مكارم الأخلاق ترك الاعتداء على الأموال والدماء والأعراض.
*وكذلك الاستطالة على الخلق , يعني: الاستعلاء عليهم بحق أو بغير حق , وحقيقة الأمر أن يكون من شكر الله عليه أن إذا منَّ عليك بفضل على غيرك من مال أو جاه أو سيادة , أو علم
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم5002 ومسلم رقم115 كتاب فضائل الصحابة (2) أخرجه البخاري رقم1739 ومسلم رقم29 ,31 كتاب الحج من حديث أبي بكرة.
, أو غير ذلك , فإنه ينبغي أن تزداد تواضعاً , حتى تضيف إلى الحسن حسنى , لأن الذي يتواضع في موضع الرفعة هو المتواضع حقيقة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ... وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) (1).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا , حتى لا يفخر أحد على أحدِ , ولا يبغي أحدٌ على أحد) (2).
...
أخلاق غير المسلمين
يورد كثير من الناس أن أهل الغرب أحسن أخلاقاً منا في تعاملهم و وبيعهم وشرائهم بينما تجد الغش والكذب وإنفاق السلة بالحلف الكاذب منتشراً بين صفوفنا نحن المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/137)
وللرد على هذه الفرية نقول: قال النبي عليه الصلاة والسلام (البينة على المدعي) (3) , وما كان مشهوراً بين الناس من أن الغرب عندهم حسن الخلق في المعاملة فهذا ليس بصحيح , فإن عندهم من سوء المعاملة ما يعرفه من ذهب إليهم ونظر إليهم بعين العدل والإنصاف دون النظر إليهم بعين الإجلال , والإكبار فقد قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولقد حدثني كثير من الشباب الثقات الذين ذهبوا إلى الغرب عن أفعال من أسوأ الأخلاق , لكنهم هم إذا نصحوا فيما ينصحون فيه من البيع والشراء , فليس لأنهم ذوو أخلاق , وإنما لأنهم عباد مادة , والإنسان كلما كان أنصح في معاملة من هذه المعاملات الدنيوية كان الناس إليه أقبل وإلى شراء سلعته وترويجها أسرع.
فهم لا يفعلون ذلك لأنهم كاملوا الأخلاق , لكن لأنهم أصحاب مادة , ويرون من أكبر الدعايات لتنمية أموالهم أن يحسنوا المعاملة , من أجل أن يجذبوا إليهم الأعداد الكبيرة. وإلا فهم كما وصفهم الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)] البينة6 [, ولا أظن أحداً أصدق وصفاً من الله عز وجل للكافرين , فإنهم شر البرية , وكيف يرجى خيرٌ مقصود لذاته من قوم وصفهم الله بأنهم شر البرية , لا أعتقد أن ذلك يكون أبداً , لكن ما يوجد فيهم من الصدق والبيان , والنصح في بعض المعاملات , إنما هو مقصود لغيره عندهم , وهو الحصول على المادة والكسب , وإلا فمن رأى ظلمهم وغُشمهم واستطالتهم على الخلق في مواطن كثيرة , عرف مصداق قوله تعالى (أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)] البينة6 [.
وأما بالنسبة لما وقع من كثير من المسلمين , من الغش والكذب والخيانة في المعاملات فإن هؤلاء المسلمين نقصوا من إسلامهم وإيمانهم بقدر ما خالفوا الشريعة فيه من هذه المعاملات
ــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم69 كتاب البر والصلة (2) أخرجه مسلم رقم64 كتاب الجنة ونعيمها (3) أخرجه الترمذي رقم1341 وصحح الألباني في صحيح الجامع2897
فلا يعني أن مخالفة بعض المسلمين وخروجهم عن إطار الشريعة في مثل هذه الأمور , لا يعني ذلك النقص في الشريعة نفسها , فالشريعة كاملة , وهؤلاء الذين أساءوا إلى شريعة الإسلام , ثم إلى إخوانهم المسلمين , هؤلاء أساءوا إلى أنفسهم فقط , والعاقل لا يجعل إساءة العامل سوءاً في الشريعة التي ينتمي إليها هذا العامل.
ولذلك فإنني أرجو من جميع المسلمين أن تكون لهم حملة قوية في محاربة هذه الأمور التي لا يقرها الإسلام من الكذب والخيانة والغش والخداع وما أشبه ذلك.
فلا بد أن نبين للناس أن من كمال الدين كمال الخلق كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) (1).
وعلى هذا فكل من كان ناقص الخلق فهو ناقص الدين , فكمال الدين بكمال الخلق , ولذلك فإن تأثير كامل الخلق على غيره من جَلبِهِ إلى الإسلام وإلى الدين أكبر من تأثير ذي الديانة السيئ الخلق , فإذا وفق من كان قوياً في العبادة إلى كمال الخلق كان ذلك أحسن وأكمل.
...
كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم
من أحسن الخلق أخلاقا؟
الرسول عليه الصلاة والسلام،وقد قال الله تعالى فيه (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)] القلم4 [
وفي الصحيح أن هشام بن حكيم سأل؟ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت (كان خلقه القرآن)؛ فقال: لقد هممت أن أقوم ولا أسأل شيئا (2)!! فهو صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقا في جميع محاسن الأخلاق وجميل الخصال والأفعال. والحوادث والوقائع التي وقعت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، تدل على حسن خلقه. بل إنه صلى الله عليه وسلم،كان حسن الخلق حتى مع الأطفال: فكان يلاطفهم ويلاعبهم، وكان يقول لأحد الأطفال (يا أبا عمير، ما فعل النغَيْر؟) (3)، وأبو عمير كنية لطفل وكان معه (نغير) وهو طائر صغير مثل العصفور هلك هذا النغير،فحزن عليه الصبي واغتم فكان عليه الصلاة والسلام يلاطفه قائلا (ماذا فعل النغير؟).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/138)
وكذلك من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم، ورحمته بالخلق أن أعرابياً جاء وبال في المسجد، فزجره الناس ونهروه بشده، فنهاهم النبي عليه الصلاة والسلام فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم، بذَنوب من ماء فأريق على البول، ثم دعا الأعرابي فقال له (إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر إنما هي للصلاة وقراءة القرآن) (4) , أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ..
ــــــــــ
(1) أخرجه أبو داو رقم4682 والترمذي رقم1162 وانظر صحيح الجماع رقم1230 , 1232 (2) أخرجه مسلم رقم476 كتاب صلاة المسافرين (3) أخرجه البخاري رقم6203 ومسلم رقم30 كتاب الآداب (4) أخرجه البخاري رقم219, 220 ومسلم رقم98,99,100 كتاب الطهارة
وجه حسن الخلق في هذه القصة ظاهر , فهو لم يوبخ هذا الأعرابي ولم يأمر بضربه، بل إنه تركه حتى قضى بوله، ثم أعلمه أن المساجد لا تصلح لما فعل إنما هي للصلاة، والذكر، وقراءة القرآن.
وكذلك من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام ورحمته بالمؤمنين،أن رجلا أتى إليه عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله هلكت!! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (وما أهلكك) فقال الرجل: وقعت على امرأتي في رمضان – يعني جامعها في نهار رمضان – فقال له النبي عليه الصلاة والسلام (فهل تجد ما تعتق به رقبه؟) قال لا. قال (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتاليين) فقال: لا. قال (فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟) قال: لا. ثم جلس. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فأعطاه إياه وقال له (تصدق بهذا) فقال الرجل: على أفقر منا؟! فما بين بتيها أحوج إليه منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال (اذهب فأطعمه أهلك) (1).
وحسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام في هذه القصة ظاهر بين: فإنه لم ينهر هذا الرجل، ولم يشتمه ولم يوبخه، لأنه جاء نادماً تائباً خائفاً، فرأى النبي عليه الصلاة والسلام بعلمه وحكمته أن هذا الرجل لا يستحق أن يوبخ، بل يبين له الحق الذي جاء من عند الله، ويعامل بالرفق واللين وهذا من رحمته صلى الله عليه وسلم، التي مدحه الله تعالى بها في كتابه حيث قال (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ)] آل عمران159 [, وقال تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)] التوبة 128 [.
وأما صفاته صلى الله عليه وسلم فهو المقدم في كل صفه حميدة عرفت شرعاً أو طبعاً.
ففي الكرم: كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس، يعطي عطاءً لا يعطيه أحد من بشر، جاءه رجل فأعطاه غنما من جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم، أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة (2).
وقال جابر بين عبدالله رضي الله عنهما ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط فقال (لا) (3).
ولما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين تبعه الأعراب يسألونه، فألجؤوه إلى شجرة،فخطفت رداءه وهو على راحلته فقال (ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل؟ فوالله لو كان لي عدد هذه العِضاه نعما، لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا، ولا جبانا، ولا كذوبا) (4). وكان صلى الله عليه وسلم يؤثر على نفسه، فيعطي العطاء و يمضي عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار.
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم1936 ومسلم رقم81,82,83,84,85,86,87كتاب الصيام (2) أخرجه مسلم رقم57,58 كتاب الفضائل (3) أخرجه مسلم رقم56 كتاب الفضائل (4) أخرجه البخاري رقم2821
أهدت امرأة إلى النبي عليه الصلاة والسلام شمله منسوجة فقالت: يا رسول الله، أكسوك هذه فأخذها النبي عليه الصلاة والسلام، محتاجا إليها، فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة فقال:يا رسول الله، ما أحسن هذه! فكسنيها، فقال (نعم)، فلما قام النبي عليه الصلاة والسلام لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، فقال: رجوت ربكتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/139)
وكان كرمه صلى الله عليه وسلم كرماً في محله، ينفق المال له وبالله، إما لفقير، أو محتاج، أو في سبيل الله، أو تأليفا على الإسلام،أو تشريعا للأمة.
وفي الشجاعة: كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، وأمضاهم عزما و إقداما، كان الناس يفرون وهو ثابت، قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: لما التقى المسلمون والكفار – يعني في حنين – وولى المسلمون مدبرين، طفق الرسول صلى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار، وأنا آخذ بلجامها أكفها لإرادة ألا تسرع، وكان يقول حينئذ (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب) (2).
وقال علي رضي الله عنه (كنا إذا احمر البأس، ولقي القوم القومَ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب من العدو منه) (3).
وقال أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليله، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا – وقد سبقهم إلى الصوت – وهو على فرس لأبي طلحة عري، في عنقه السيف وهو يقول (لم تراعوا لم تراعوا) قال (وجدناه بحرا أو إنه لبحر وكان فرساً يبطأ) (4).
أما لينه وحسن خلقه: فقد كان صلى الله عليه وسلم لطيفا رحيما، فلم يكن فاحشا ولا متفحشاً (5)، ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح (6)، قال أنس رضي الله عنه (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم6036 (2) أخرجه مسلم رقم76 كتاب الجهاد والسير , وأخرجه البخاري بنحوه من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه رقم2864 كتاب الجهاد ورقم 4315,4317 كتاب المغازي (3) أخرجه أحمد في المسند 1/ 156 (4) أخرجه البخاري رقم2908 ومسلم رقم رقم48 كتاب الفضائل (5) لحديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أخرجه البخاري رقم3559 كتاب المناقب. ورقم6029 ,6035 كتاب الأدب. ومسلم رقم 68 كتاب الفضائل (6) لحديث عطاء بن يسار قال: لقيت عبدالله بن عمرو فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في الفرقان (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا)] الأحزاب45 [وحرزاً للأميين , أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاباً بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة , ولكن يعفو ويغفر .. ) أخرجه البخاري رقم2125 كتاب البيوع ورقم4838 كتاب التفسير
لي أف قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟) (1).
وكان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم، ويداعب صبيانهم، ويضعهم في حجره، وربما بال الصبي في حجره، فلا يعنف.
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد، والغني والفقير، ويعود المريض في أقصى المدينة، ويقبل عذر المعتذر وكان يسمع بكاء الصبي وهو يصلي بالناس فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتن أمه (2).
و (كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن الربيع، فإذا قام حملها، وإذا سجد وضعها!!) (3).
قال أبو بريده: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذا جاء الحسن والحسين – عليهما السلام – عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال (صدق الله " أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ "] الأنفال28 [, نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما) (4).
قال الحسين بن علي رضي الله عنهما: سألت أبي عن سير النبي صلى الله عليه وسلم في جلسائه فقال (كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر , سهل الخلق , لين الجانب , ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا عياب ولا مشاح يتغافل عما لا يشتهي , ولا يؤيس منه راجيه ولا يُخيب فيه , قد ترك نفسه من ثلاث: المراء , والإكثار , وما لايعنيه , وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيبه , ولا يطلب عورته , ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه , وإذا تكلم أطرق جلساؤه , كأنما على رءوسهم الطير , فإذا سكت تكلموا , لا يتنازعون عنده الحديث , من تكلم عنده أنصتوا له حتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/140)
يفرغ , حديثهم عنده حديث أولهم , يضحك مما يضحكون منه , ويتعجب مما يتعجبون منه , ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه و مسألته , حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم , ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه , ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ , ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز , فيقطعه بنهي أو قيام) (5).
وفي الزهد والتقلل من الدنيا: كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة , خيره الله تعالى بين أن يكون ملكاً نبياً أو عبداً نبياً , فاختار أن يكون عبداً نبياً , وخيره بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش وبين ما عند الله فاختار ما عند الله.
ــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم6038 كتاب الأدب ومسلم رقم51 كتاب الفضائل
(2) أخرجه البخاري رقم707 ومسلم رقم192 كتاب الصلاة
(3) أخرجه البخاري رقم516 ومسلم رقم41,42,43 كتاب المساجد (4) أخرجه الترمذي رقم3774 (5) أخرجه الترمذي في الشمائل رقم352 وسنده ضعيف
قال أنس: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير مرمل بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف , فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر , فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير عمر بين جنبيه وبين الشريط ثوباً , وقد أثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (ما يبكيك يا عمر؟) قال: والله إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر , وهما يعبثان في الدنيا فيما يعبثان فيه , وأنت يا رسول الله بالمكان الذي أرى! فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟) قال عمر: بلى , قال (فإنه كذلك) (1).
هذه درر من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذوها نبراساً لكم تأتمون به وتأخذون بهديه وتسيرون على منهاجه فتهتدوا , فإن الله جبله على مكارم الأخلاق , وأمرنا بالاقتداء به. قال الله تعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتََدُون َ)] الأعراف 158 [.
رزقنا الله وإياكم محبة خذا النبي صلى الله عليه وسلم , ووفقنا إلى اتباع سنته وهديه حتى يأتينا اليقين.
ــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في المسند 3/ 139 وأبو يعلى في مسنده رقم2783.
ولا تنسونا من دوعائكم الصالح
إخوانكم في الله
0 - 0000000000000000
انتهى والحمد لله
اخوكم حمدان المطرى
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:11 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى نضال دويكات
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:12 ص]ـ
يقول الله تعالى ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
وإنك -أيها الرسول- لعلى خلق عظيم، وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق؛ فقد كان امتثال القرآن سجية له يأتمر بأمره، وينتهي عما ينهى عنه. ويقول الله تعالى
((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) الأحزاب
لقد كان لكم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها, فالزموا سنته, فإنما يسلكها ويتأسى بها مَن كان يرجو الله واليوم الآخر, وأكثرَ مِن ذكر الله واستغفاره, وشكره في كل حال.
ويقول سبحانه وتعالى ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))
ويقول الله تعالى ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً))
ويقول الله تعالى ((َمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ))
وفي الحديث ((ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق))
وفي الحديث ((صلة الرحم، و حسن الخلق، و حسن الجوار، يعمرن الديار، و يزدن في الأعمار))
صحيح الجامع.
أسأل الله أن يرزقنا الخلق الحسن والفهم الصالح و أن يثبتنا على دينه.
جزى الله كاتب الموضوع خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[05 - 07 - 07, 10:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا(7/141)
حكم قول الجمزورى "ذى الكمال" فى وصف شيخه الميهى
ـ[ام عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 07 - 07, 10:50 م]ـ
لدى استفسار بخصوص ما جاء فى متن تحفة الاطفال فى التجويد قول الجمزورى فى المقدمه:
"سميته بتحفة الاطفال ... عن شيخنا الميهى ذى الكمال"
قوله " ذى الكمال " فى وصف شيخه الميهى هل هو جائز ام لا؟ وهل يعتبر من الغلو والاطراء فى شيخه ام لا؟؟ اذا كان هناك احد الكتب او العلماء ممن لهم الراى فى تلك المقوله بالتحديد فلتذكروا لى مصدرها وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أمةالله]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7460&highlight=%C7%E1%E3%ED%E5%ED
ـ[ام عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخيتى ... أمة الله ...
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا يعتبر من الغلو والإطراء الغير المرغوب فيه، فكلمة الكمال يمكننا نحن أن نفهما كامل في علم التجويد، ولكن الجمزوري رحمه الله في شرحه فتح الأقفال قال:
(ذي الكمال) أي التمام في الذات والصفات وسائر الأحوال الظاهرة والباطنة فيما يرجع للخالق والمخلوق. انتهى.
وليته قال: (ذي الكمال) أي التمام في هذا العلم علم التجويد.
والله أعلم.
ـ[ام عبدالرحمن]ــــــــ[02 - 07 - 07, 10:43 ص]ـ
فعلا اخى ألبانى المغرب هذا ما قاله فى" فتح الاقفال بشرح تحفة الاطفال " وهو ما استدعانى للسؤال لانه لم يفسرها بغير ذلك ولكن هل يجوز لنا نحن طلبه العلم ان نلتزم بحفظ تلك الابيات التى لا تخلوا من الغلو والاطراء المخالف للشرع او ان نستشهد بها؟؟
انا قد استمعت فى السابق الى دروس فى شرح التحفه للشيخ محمد بن احمد العمارى فى موقع البث الاسلامى وقد علق على تلك اللفظه ولكن الصوت عندى غير واضح ولم اتبين ما قاله بالضبط ..
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:15 م]ـ
قَولُهُ: (ذِي الْكَمَالِ) أظن أن الناظم قد استعمل عبارات المتصوفة - المبالغ فيها - في مدح مشايخهم خاصة وقد جاء في ترجمة الجمزوري أنه أحمدي الخرقة شاذلي الطريقة تلقى على أحمد (البدوي).
ولكني أرى ألا نغير هذه اللفظة بلفظة أخرى ونوجه كلام الشيخ بتوجيه يوافق مذهب أهل السنة كحمل الكمال على الكمال النسبي من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "كمل من الرجال كثير ... " أو أن هذا مبالغة من الناظمِ في مدح شيخه ظنا مِنه أَنه كمل فِي علم التجويِد.
ـ[ياسر شعيب الأزهرى]ــــــــ[24 - 08 - 08, 12:38 م]ـ
رحمهم الله مع انهم كانوا أصحاب قران تحملا وأداء لكنهم كانوا يخطئون أخطاء جسيمة، غفر الله لنا ولهم.
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[25 - 08 - 08, 11:10 م]ـ
وقد صححها البعض إلى ذي الجمال.
ـ[عثمان المغربي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 06:01 م]ـ
مرة كنت استظهر هذا النظم على احد اساتذتي فقال لي ابدلها بذي الخصال
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:49 م]ـ
لا أرى أن كلام الجمزوري فيه إطراء ومبالغة، لأن الكمال المذكور يقصد به الكمال اللائق بالبشر، وليس الكمال المطلق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[30 - 08 - 08, 05:42 م]ـ
لا أرى أن كلام الجمزوري فيه إطراء ومبالغة، لأن الكمال المذكور يقصد به الكمال اللائق بالبشر، وليس الكمال المطلق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
أخي الكريم: اقرأ شرح المؤلف نفسه، وهو " فتح الأقفال "، واعرف مراد المؤلف من هذه الكلمة.
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[30 - 08 - 08, 08:56 م]ـ
اعتقد ان الشيخ بن باز رحمه الله قد سئل عن مثل هذا حسب ما أذكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/142)
قرئ عليه كتاب وفيه قول للمؤلف ( ..... شيخنا كذا كذا الكامل) فسئل ابن باز عن هذل فقال حسب ماأذكر أنه لابأس في ذلك وذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما
هذا ما أذكر اني قرأته
والكمال هنا هو التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى وقد تطلق على الانبياء او الاولياء ولا اشكال ابدا هنا
فهذا كمال بشري
هذا والله اعلم
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[01 - 01 - 09, 01:33 م]ـ
وَصْفُهُ لِشَيْخِهِ بِذِي الْكَمَالِ فِيهِ مِن الْغُلُوِ وَالْإِطْرَاءِ الَّذِي نَهَى عَنْهُ الرَّسُولُ e، وَقَدْ وَضَّحَ النَّاظِمُ مُرَادَهُ مِنْ الْكَمَالِ، وَذَلِكَ عِنْدَ شَرْحِهِ لِمَتْنِهِ، فِي كِتَابِهِ: «فَتْحِ الْأَقْفَالِ» حَيْثُ قَالَ: « ... نَاقِلًا لَهُ عَنْ شَيْخِنَا الْإِمَامِ الْعَلَّامَةِ الْحَبْرِ الْفَهَّامَةِ سَيِّدِي وَأُسْتَاذِي الشَّيْخِ نُورِ الدِّينِ عَلِيِّ بنِ عُمَرَ بنِ حَمَدِ بنِ عُمْرَ نَاجِي بنِ فُنَيْشٍ الْمِيهِيِّ أَدَامَ اللهُ النَّفْعَ بِعُلُومِهِ (ذِي الْكَمَالِ): أَيِ التَّمَامِ فِي الذَّاتِ، وَالصِّفَاتِ، وَسَائِرِ الْأَحْوَالِ الظَّاهِرَةِ، وَالْبَاطِنَةِ فِيمَا يَرْجِعُ لِلْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ!!!»
وَلَيْسَ مُسْتَبْعَدًا أَوْ مُسْتَغْرَبًا عَلَيْهِ الْوُقُوعُ فِي هَذا الْمُنْزَلَقِ الْعَظِيمِ - عَفَا اللهُ عَنْهُ – حَيْثُ جَاءَ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ صُوفِيُّ الْعَقِيدَةِ شَاذُلِيُّ الطَّرِيقَةِ لَازَمَ شَيْخَهُ مُحَمَّدَ بنَ
مُجَاهِدٍ الْأَحْمَدِيَّ الْمُلَقَّبُ بِوَزِيرِ أَحْمَّد الْبَدَوِيِّ، وَسَادِنِهِ، لَبِسَ الْخِرْقَةَ، وَالْتَزَمَ الطَّرِيقَةَ الشَّاذُلِيَّةَ الصُّوفِيَّةَ، وَكذَا فِإِنَّ شَيْخَهُ الْمِيهِيِّ شَاذُلِيُّ الطَّرِيقَةِ أَيْضًا كَانَ لَهُ اهْتِمَامٌ بِأَوْرَادِ أَبِي الْحَسَنِ الشَّاذُلِيِّ الْبِدْعِيَّةِ حَيْثُ لَهُ شَرْحٌ لِكِتَابِ (الْحِزْبِ الْكَبِيرِ لِلشَّاذُلِيِّ) (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn1)
وَلَا يَقُولُنَّ قَائِلٌ لَا تَتَحَامَلَ عَلَيْهِ وَأَحْسِنْ بِهِ الظَّنَّ، وَاحْمِلْ كَلَامَهُ عَلَى وَجْهٍ حَسَنٍ كَحَمْلِهِ عَلَى الْكَمَالِ النِّسْبِيِّ لَا الْمُطْلَقِ، وَقَدْ وَصَفَ النَّبِيُّ e بَعْضَ أُنَاسٍ بِالْكَمَالِ حيْنَ قَالَ: «كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ» (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn2)، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرٍ «وَخَدَيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ» (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn3)
قُلْتُ: بِدَايَةً حَتَّى لَا يُفْهَمُ مِنْ كَلَامِي أَنِّي أُقَلِّلُ مِنْ شَأْنِ الْإِمَامِ الْجُمْزُورِيِّ، أَوْ مِنْ شَأْنِ شَيْخِهِ الْمِيهِيِّ، فَكَونِي أُنَبِّهُ عَلَى شَيْءٍ أَخْطَأَ فِيهِ، وَخَالَفَ فِيهِ الشَّرْعَ، لَا يَعْنِي ذَلِكَ أَنَّي لَا أُحْسِنُ بِهِ الظَّنَّ، أَوْ أَنَّي أَقَدَحُ فِي شَيْخِهِ أَوَ أَزْدَرِيهِ، فَهُنَاكَ فَرقٌ بَيْن إِحْسَانِ الظَّنِ، وَالرَّدِ عَلَى الْخَطَأِ، فَمُرَادِي مِنَ التَّنْبِيهِ أَنْ يُعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، وَأَنْ يُوضَعَ كُلٌّ فِي مَنْزِلَتِهِ الَّتِي أَنْزَلَهُ اللهُ إِيَّاهَا، وَهذَا هُوَ الْعَدَلُ الَّذِي بِهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ.
وَأُسَلِّمُ لِلْقَائِلِ أَنَّهُ قَصَدَ بِعِبَارَتِهِ الْكَمَالَ النِّسْبِيَّ فَهَذَا التَّوْجِيهُ خَطَأٌ أَيْضًا؛ وَالِاسْتِدْلَالُ لَهُ بِالْحَدِيثِ خَطَأٌ كَذَلِكَ، وَذَلِكَ مِنْ كَذَا نَاحِيَةٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/143)
أَوَّلًا- لِأَنَّ الْكَمَالَ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْحَدِيثِ هُوَ الْكَمَالُ النِّسْبِيُّ لَا الْمُطْلَقُ اتِّفَاقًا، وَلَوْ أَبَاحَ لَنَا الشَّرْعُ أَنْ نُثْبِتَ أَوْ نُطْلِقَ هَذَا الْكَمَالَ لِأَيِّ أَحَدٍ بِمُجَرَدِ ظُهُورِ عَلَامَاتِ الصَّلَاحِ عَلَيْهِ؛ لَمْ يَكُنْلِمَنْ خَصْهُنَّ النَّبِيُّ e بِالْكَمَالِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ غَيْرِهِنَّ مِنَ الْبَشَرِ كَبِيرُ مَزِيَّةٍ، لِذَا قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ- رَحِمَهُ اللهُ – عِنْدَ شَرْحِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ: « ... فَقَدْ أَثْبَتَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْكَمَالَ لِآسِيَةَ كَمَا أَثْبَتَهُ لِمَرْيَمَ، فَامْتَنَعَ حَمْلُ الْخَيْرِيَّةِ فِي حَدِيث الْبَابِ عَلَى الْإِطْلَاق» (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn4)
قُلْتُ: وَيَتَّضِحُ الْأَمْرُ أَكْثَرَ لَوْ ضَرَبْتُ مِثَالًا بِقَوْلِ قَائِلٍ: «كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ .... ، وَكَذَلِكَ مِمَّنْ كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ الْمِيهِيُّ، أَوْ فَلَانٌ مِنَ النَّاسِ» فَلَوْ سَمِعَهُ مُنْصِفٌ لَأَنَكَرَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَإِنْ قَالَ: «إِنَّمَا قَصَدتُ أَنَّهُ بَلَغَ كَمَالًا لَا كَكَمَالِهِنَّ» قُلْنَا لَهُ: سَقَطَ اسْتِدْلَالُكَ؛ حَيْثُ أَنَّ الْأَصْلَ لَا يُسْتَدَلُ لَهُ إِلَّا بِأَصْلٍ مِثْلِهِ أَوْ فِي مَرْتَبَتِهِ أَوْ مِنْ جِنْسِهِ أَوْ بِأَصْلٍ مُسَاوٍ لَهُ فِي الْوَصْفِ أَوِ الْحُكْمِ. فَإِنْ قَالَ: «إِنَّمَا قَصَدتُ مِنَ الْحَدِّيثِ لَفْظَةَ: (كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ) فَلَعَلَّهُ يَكُونُ مِنْ هَؤَلَاءِ الرِّجَالِ» قُلنَا لَهُ: أَتَسْتَطِيعَ الْجَزْمَ بِذَلِكَ أَمْ هُوَ مُجَرَّدُ احتِمَالٍ؟ فِإِنَ قَالَ: مُجَرَّدُ احتِمَالٍ، قُلْنَا: وَمَعَ الِاحْتِمَالِ يَسْقُطُ الِاسْتِدْلَالِ.، وَإِنْ قَالَ: نَعْمْ أَجْزِمُ بِذَلِكَ. قُلْنَا لَهُ: أَنَّ تَعْيِينَ النَّبِيِّ e الْكَمَالَ لِمَنْ ذُكِرْنَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ مِمَّنْ خُصِّصُوا بِالْكَمَالِ مِنَ الرِّجَالِ فِي مَوَاضَعٍ أُخْرَى مِنْ عُمُومِ قَوْلِهِ e « كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ» كَغَيْرِهِ مِنَ الْغَيْبِيَّاتِ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُتَلَقَّىمِنْ قِبَلِ الْوَحْيِّ الْإِلَهِيِّ، وَمِمَّا يُؤَكِدُ ذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى لِلْحَدِيثِ: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ» (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn5) فَعُلِمَ أَنْ مَآلَ الْكَمَالِ إِلَى الْجَنَّةِ، فَكَوْنُ النَّبِيِّ e يُثْبِتُ لَهُنَّ الْكَمَالَ أَوْ أَنْهُنَّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَةِ لَابُدَّ وَأَنْ يَكُونَ قَدْ أُخْبِرَ بِهِ مِنْ رَبِّ الْعِزَّةِ. وَكَذَلِكَ فَالْمُتَتَبِّعُ لِنُصُوصِ الشَّرْعِ يَعْلَمُ أَنْ مَنْ جَاءَ ذكْرُهُنَّ فِي الْحَدِيثِ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِنَّ بِأَنَهُنَّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِي مَوَاضِعٍ أُخْرَى.
فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُثْبِتَ الْكَمَالَ لِشَخْصٍ مَا إِلَّا بِمَنْ وُصِفَ بِالْكَمَالِ عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِّ، وَمَنْ أَثْبَتَ الْكَمَالَ لِأَحَدٍ بِغَيْرِ بُرْهَانٍ - كِتَابٍ أَوْ سُنَّةٍ - فَدَعْوَاهُ مَرْدُودَةٌ عَلَيْهِ، وَيَتَّضِحُ الْأَمْرُ كَذَلِكَ لَوْ ضَرَبْتُ نَفْسَ الْمَثَالَ السَّابِقَ تَمَامًا لَطُلِبَ عَلَى التَّوِ بِدَلِيلٍ مِنْ وَحْيٍ - قُرْآنٍ أَوْ سُنَّةٍ - عَلَى هَذَا الزَّعْمِ، وَأَنَّى يَجِدُ!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/144)
ثَانِيًا- أَنّ مَنِ اسْتَدَل بِالْحَدِيثِ وَوَجَّهَ قَوْلَ النَّاظِمِ (ذِي الْكَمَالِ) بِالْكَمَالِ النِّسْبِيِّ إِنَّمَا وَجَّهَ ذَلِكَ؛ لِيَجْتَنِبَ الْوُقُعَ فِي الْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدحِ إِلَّا إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ بِدُونِ قَصْدٍ فَيْمَا خَافَهُ حَيْثُ أَنَّ الْكَمَالَ النِّسْبِيَّ لَهُ حَدٌّ قَدْ حَدَّهُ الْعُلَمَاءُ، وَهُوَ: تَمَامُ الشَّيْءِ، وَتَنَاهِيهِ فَي بَابِهِ، وَالْمُرَادُ هُنَا التَّنَاهِي فِي جَمِيعِ الْفَضَائِلِ، وَخِصَالِ الْبِّرِ، وَالتَّقْوَى ظَاهِرًا وَبَاطِنًا (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn6) " فَنَقُولُ لِمَنْ وَجَّهَ ذَلِكَ هُلْ تَعْلَمَ عِنِ الْإِمَامِ الْمِيهِيِّ - رَحِمَهُ اللهُ - أَنَّهُ قَدْ وَصَلَ لِهَذَا الْحَدَّ حَتَّى تُزَكِيَهُ فَتُنْسِبَهُ بِالْكَامِلِ نِسْبِيًّا.
ثَالِثًا- أَنّ مَنِ اسْتَدَل بِالْحَدِيثِ وَوَجَّهَ قَوْلَ النَّاظِمِ (ذِي الْكَمَالِ) بِالْكَمَالِ النِّسْبِيِّ لَازِمُ قَوْلِهِ أَنَّ الْمِيهِيِّ فِي دَرَجَةٍ هِيْ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ e لِأَنَّ النَّبِيَّ e حَصَرَ الْكَمَالَ فِي الْحَدِيثِ بِقَوْلِه: «وَكَمُلَ مِنَ النِّسَاءِ كَذَا وَكَذَا ... » فَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ، إِمَّا اثْنَتَانِ أَوْ أَرْبَعٌ)، وَأَكْثَرُ أَزْوَاجِهِ لَسْنَ مِنْ ذَلِكَ الْقَلِيلِ كَمَا قَرَّرَ ذَلِكَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَةَ، وَالْعَلَّامَةُ ابْنُ بَازٍ -
رَحِمَهُمَا اللهُ (7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn7)
رَابِعًا- أَنّ مَنِ اسْتَدَل بِالْحَدِيثِ وَوَجَّهَ قَوْلَ النَّاظِمِ (ذِي الْكَمَالِ) بِالْكَمَالِ النِّسْبِيِّ لَازِمُ قَوْلِهِ أَنَّ لِلْإِمَامِ الْمِيهِيِّ كَمَالًا بَاطِنًا، لِأَنَّ وَصْفَ الْكَمَالِ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِهِ كَمُلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ e عَامٌّ فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ، وَإِذَا رَجَعْنَا لِعِبَارَةِ الْجُمْزُورِيِّ السَّابِقَةِ نَجِدُهُ قَدْ نَسَبَ الْكَمَالَ لِشَيْخِهِ بَاطِنًا، وَلَا سَبِيلَ لِمَعْرِفَةِ بَاطِنِ أَحَدٍ إِلَّا مَنْ أَطَلَعَنَا اللهُ عَلَى بَاطِنِهِ، وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ الْوَحْيِّ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَخْصٍ إِلَّا بِالظَّاهِرِ، فَرُبَّمَا يَكُونُ مَا فِي الْبَاطِنِ عَلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ.
لِذَ نَقُولُ لِمَنِ اسْتَدَل بِالْحَدِيثِ: هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ فُلَانًا مِنَ النَّاسِ كَمُلَ فِي الْبَاطِنِ حَتَّى تُنْسِبَهُ لِلْكَمَالِ النِّسْبِيِّ؟ فَضْلًا، وَأَنَّ فِي نِسْبَتِهِ لِكَمَالِ الظَّاهِرِ مَحَلُّ نَظَرٍ.
خَامِسًا- لَمْ يَرِدْ فِي كَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَدْحٌ بِلَفْظِ: الْكَمَالِ الْبَتَّةَ.
فَكَانَ مَدْحُ النَّاظِمِ لِشَيْخِهِ فِيْهِ مُبَالَغَةٌ وَغُلُوٌ سَوَاءٌ قَصَدَ الْكَمَالَ الْمُطْلَقَ أَمِ قَصَدَ الْكَمَالَ النِّسْبِيَّ، وَحَتَّى وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْهُمَا فَعِبَارَتُهُ بَعِيدَةٌ كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ هَدْيِّ النَّبِيِّ e وَصَحَابَتِهِ الْكِرَامِ yفِي الْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ، وَأَكْتَفِي بِذِكْرِ حَدِيثَيْنِ عَنْ رَسُولِ اللهِ e، وَأَثَرَيْنِ عَنْ صَحَابَتِهِ الْأَبْرَارِ y لِيَتَّضِحَ الْمُرَاد
قَالَ رَسُلُ اللهُ r « إِيَّاكُمْ وَالتَّمَادُحَ فَإِنَّهُ الذَّبْحُ» (8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn8)
وَرَوَى هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ عَنِ الْمِقْدَادِ t عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً جَعَل يَمْدَحُ عُثْمَانَ t فَعَمَدَ الْمِقْدَادُ فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَجَعَل يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَال لَهُ عُثْمَانُ: مَا شَأْنُكَ، فَقَال: إِنَّ رَسُول اللهِ rقَال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ» (9) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=923888#_ftn9)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(7/145)