وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ? لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ? [سورة القيامة الآية 16]، قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل جبريل بالوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرق منه فأنزل الله، الآية التي في لا أقسم بيوم القيامة: ? لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ? [سورة القيامة الآية 16 - 19]، قال: إن علينا أن نبينه بلسانك، قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.
وفي البخاري أيضا: ((أن رجلا قال لابن مسعود: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم)).
وجاء في بعض الروايات أن الرجل قرأ المفصل في ركعة. وفي رواية لأبي داود سرد فيها السور النظائر فقال: ((كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة، الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والذاريات والطور في ركعة، والواقعة ونون في ركعة، وسأل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة)).
والسنة في قراءة القرآن أن يمدها مدا، ففي الصحيح أن أنسا رضي الله عنه سئل عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (كان يمد مدا). وفي لفظ: (ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم).
الخامس: يستحب لقارئ القرآن أن يحسن صوته بكتاب الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن)). أخرجه البخاري. وفي حديث أبي هريرة في الصحيح أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)). وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)) وذلك لما سمع حسن صوته بالقراءة.
السادس: يستحب البكاء عند قراءة القرآن، يقول الله مثنيا على من هذه صفته: ? وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ? [سورة الإسراء الآية 109]،
وقال في صفة أنبيائه عليهم السلام: ? إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ? [سورة مريم الآية 58].
وفي الصحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لابن مسعود رضي الله عنه: ((اقرأ علي. قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. قال: فقرأت النساء حتى بلغت ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ? [سورة النساء الآية 41]. قال لي. كف، أو أمسك. فرأيت عينيه تذرفان)).
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: ((رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء)).
وفي البخاري أن عائشة قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- حين كان في مرضه وأمر أن يخلفه أبو بكر في الصلاة بالناس: ((إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس)) وفي لفظ: ((لم يسمع الناس من البكاء)). وكان عمر رضي الله عنه إذا صلى بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف. وعن أبي رجاء قال: (رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع).
ولهذا قال النووي رحمه الله في البكاء حال القراءة: " وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين" ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/337)
وينبغي أن يعلم أن البكاء والتباكي المحمود ما كان ناشئا عن تدبر لكتاب الله أورث في القلب الخشية والحزن وهذا يدل على كمال في إيمان العبد، يقول الله: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ? [سورة الزمر الآية 23].
وليحذر المسلم أن يتصنع البكاء رياء وسمعة أو لحاجة في نفسه فإن هذا من أعظم الخطر ومداخل الشيطان على العبد.
السابع: يستحب لقارئ القرآن في غير الفريضة إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله وإن مر بآية عذاب استعاذ بالله من عذابه، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: ((صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح النساء فقرأها، فقلت: يركع بهما، ثم افتتح آل عمران فقرأ، يقرأ مترسلا؛ إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ)) أخرجه مسلم.
الثامن: ينبغي للمسلم أن يتعاهد حفظه، فإن نسي شيئا منه فلا يقل: إني نسيت، ولكن ليقل: إني أنسيت أو نسيت، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت بل نسي)) أخرجه البخاري.
وإنما نهي عن قوله: "نسيت" لأنه مشعر بالتساهل والتهاون في أمر القرآن، والأصل أن المسلم حريص كل الحرص على كتاب ربه.
التاسع: لا بأس بقراءة القرآن في أحوال الإنسان ماشيا أو راكبا أو مضطجعا، فعن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- قال: ((رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ وهو على ناقته أو جمله وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع)) أخرجه البخاري.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتكئ في حجري وأنا حائض ويقرأ القرآن)).
وجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها تقرأ حزبها وهي مضطجعة على السرير.
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "إني أقرأ القرآن في صلاتي وأقرأ على فراشي".
العاشر: الواجب على المسلمين الائتلاف على القرآن حال قراءته والحذر من المنازعة والافتراق، ففي البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)) وهذا لئلا يقع النزاع والخلاف ومن ثم الافتراق.
الحادي عشر: مما يتأكد العناية به سجود التلاوة، والجمهور على استحبابه؛ لورود الأمر به، وقالوا: مستحب؛
لأن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر يوم الجمعة سورة النحل، حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال: يا أيها الناس إنما نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه. ولم يسجد عمر. أخرجه البخاري. ويشرع هذا السجود للقارئ والمستمع.
ثم إن المشروع أن يكون حامل القرآن على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل، وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه؛ إجلالا لكتاب الله، وأن يكون مصونا عن دنيء المكاسب مترفعا عن سفاسف الأمور، متواضعا لعباد الله، وبالجملة يكون خلقه القرآن كما كان هذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها.
ومن الكلام الجامع الذي ينبغي أن يمتثله حامل كتاب الله ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون.
ينبغي لحامل القرآن أن يتعاهد قلبه ولسانه وجوارحه؛ فلا يعتقد إلا الحق بدليله ولا ينطق إلا بصدق وخير ولا يعمل إلا خيرا، وليحرص كل الحرص على دفع الباطل عن نفسه من اعتقاد أو قول أو عمل، وأن يكف شره وأذاه عن الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/338)
ثم ليعلم كل مسلم أن قراءة القرآن تارة تكون واجبة، كالقراءة في الصلاة فإنها واجبة بالإجماع، وإنما اختلف العلماء في هل الواجب الفاتحة بعينها أو يكفي غيرها من القرآن ويجزئ؟ والصحيح الأول. وتارة تكون مستحبة وهي ما زاد على القدر الواجب في الصلاة، وكذلك تلاوة القرآن في سائر الأوقات. وتارة تكون مكروهة كإذا كانت جهرية تشوش على التالين أو المصلين أو تزعج النائمين.
وتارة تكون محرمة كمن يقصد بها الرياء والسمعة، أو يفعلها في مواطن البدع؛ لأن في ذلك إعانة على الباطل، ومن العلماء من حرم تمطيط القراءة بحيث يخل باللفظ، وكذلك الألحان المطربة كألحان الغناء؛ صيانة لكتاب الله وتنزيها له.
هذا وإن من البدع ما يحصل في المآتم التي يقرأ فيها القرآن عند العزاء واجتماع الناس، وكذلك الاستئجار على قراءة القرآن وإهدائه للأموات ونحو ذلك مما فشى في الناس؛ لقلة العلم وغلبة الجهل، وقلة من ينكر ويبين للناس دينهم. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومما يجب التنبيه عليه أن يعلم جميع المسلمين أفرادا وحكاما أن كتاب الله إنما أنزل ليعمل به ويحكم ويتحاكم إليه، فهو مصدرنا في التشريع وإليه مرجعنا في الحكم والعمل.
هذا ما يسر الله رقمه في هذه المقدمة، وما هذه إلا كلمات يسيرة، وإلا فحق كتاب الله أعظم، وقدره أجل من أن تحيط به الكلمات، أو تؤدي حقه العبارات، وإنما هي تنبيهات أردت بها النفع لي ولإخواني المسلمين،
وأسأل الله العلي القدير بمنه وكرمه أن يفقهنا في دينه، وأن يعلمنا التأويل، وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وغمومنا، اللهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم اجعلنا ممن عمل بمحكمه وآمن بمتشابهه، اللهم اجعله حجة لنا لا علينا واجعله شاهدا لنا ودليلنا وسائقنا إلى جناتك جنات النعيم، اللهم ارفع لنا به الدرجات وحط عنا به الخطايا والسيئات وشفعه فينا يا رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.
المصدر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) ع: 63 ص 7
جزى الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خير الجزاء بارك في جهوده.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد(4/339)
هل أجد القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد صلاح الدين كبارة؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[16 - 01 - 07, 11:17 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
هل أجد القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد صلاح الدين كبارة على الشبكة؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 01 - 07, 01:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85062
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[17 - 01 - 07, 02:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم(4/340)
مخارج الحروف وصفاتها. (سؤال وجواب).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 09:46 م]ـ
مخارج الحروف:
السؤال: ما هو تعريف المخارج لغة واصطلاحا؟
الجواب: المخارج جمع مخرج، والمخرج لغة: محل الخروج.
واصطلاحا: هو: محل خروج الحرف وتميزه عن غيره.
السؤال: اذكر مذاهب العلماء في عدد مخارج الحروف؟
الجواب: مذاهب العلماء في عدد مخارج الحروف:
الأول:أنها سبعة عشر مخرجا، وهذا هو مذهب الخليل بن أحمد، وأكثر القراء والنحويين ومنهم ابن الجزري. وهؤلاء جعلوا في الجوف مخرجا، وفي الحلق ثلاثة، وفي اللسان عشرة، وفي الشفتين اثنين، وفي الخيشوم واحدا.
الثاني: أنها ستة عشر مخرجا، وهذا هو مذهب سيبويه ومن تبعه كالشاطبي.
وهؤلاء أسقطوا مخرج الجوف، وفرقوا حروفه- وهي حروف المد – على بعض المخارج، فجعلوا الألف مع الهمزة من أقصى الحلق، والياء المدية مع الياء المحركة من وسط اللسان، والواو المدية مع الواو المحركة من الشفتين.
الثالث: أنها أربعة عشر مخرجا، وهذا هو مذهب قطرب والفراء والجرمي.
وهؤلاء أسقطوا مخرج الجوف أيضا، وجعلوا مخارج اللسان ثمانية بجعلهم مخرج اللام والراء والنون واحدا.
السؤال: ما هي المخارج العامة أو الإجمالية على المذهب الأول وكم عددها؟
الجواب: المخارج العامة هي: "الجوف"، و" الحلق "، و " اللسان "، و" الشفتان "، و " الخيشوم ".
السؤال: كيف تستطيع معرفة مخرج أي حرف؟
الجواب: بتسكين الحرف أو تشديده، ثم أدخل عليه همزة الوصل محركة بأي حركة، وأصغ إليه، فحيث انقطع الصوت فهو مخرجه.
السؤال: عرف الجوف، واذكر حروفه، وبم تُسمى؟
الجواب: الجوف: هو الخلاء الداخل في الحلق والفم.وحروفه التي تخرج منه هي: " الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.، وتسمى هذه الحروف "بالحروف المدية" أو "الحروف الجوفية".
السؤال: ما هي الحروف التي تخرج من مخرج الحلق، وبم تسمى؟
الجواب: الحروف هي:" الهمزة والهاء " وتخرج من أقصى الحلق مما يلي الصدر؛ و " العين والحاء " وتخرج من وسط الحلق؛ و " الغين والخاء " وتخرج من أدنى الحلق مما يلي الفم. وتسمى هذه الحروف الستة "بالحروف الحلقية".
السؤال: ما هي الحروف التي تخرج من مخرج اللسان؟ وما هي أسماؤها؟
الجواب: الحروف هي: " القاف والكاف " وتخرج من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ولكن الكاف تحت مخرج القاف.ويقال لهما: " لهويان " لخروجهما من قرب اللهاة.
و " الجيم والشين والياء غير المدية " وتخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، وتُسمى " بالحروف الشجْرية " لخروجها من شجْر اللسان أي منفتحة.
" الضاد " وتخرج من إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيه من الأضراس العليا، وخروجها من الجهة اليسرى أسهل وأكثر استعمالا. وهي أصعب الحروف مخرجا. وتسمى " بالمستطيلة ".
و " اللام " وتخرج من بين حافتي اللسان معا بعد مخرج الضاد، مع ما يحاذيها من اللثة أي لحمة الأسنان العليا.
و " النون المظهرة " وتخرج من طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا تحت مخرج اللام قليلا.
و " الراء " وتخرج من طرف اللسان مع ظهره مع الحنك الأعلى. وهذه الحروف الثلاثة تسمى " ذلقية " أو " الذوْلقية" لخروجها من ذلق اللسان أي طرفه.
و " الطاء والدال والتاء " وتخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، وتسمى هذه الحروف " نطعية" لخروجها من نطع الفم أي جلدة غارة.
و " الظاء والذال والثاء " وتخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.وتسمى بالحروف " اللثوية " لخروجها من قرب اللثة.
و " والصاد والسين و الزاي " وتخرج من طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، وتسمى هذه الحروف " أسلية " لخروجها من أسلة اللسان أي مستدقه.
السؤال: ما هي الحروف التي تخرج من مخرج الشفتين، وماذا تسمى؟
الجواب: " الفاء " وتخرج من باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا.
و " الباء والواو والميم " وتخرج من الشفتين معا، الباء والميم والشفتان منطبقتان، والواو الشفتان منفتحتان. وتسمى هذه الحروف " شفوية " أو " شفهية " لخروجها من الشفة.
السؤال: عرف الخيشوم؟ وما هي الحروف التي تخرج منه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/341)
الجواب:الخيشوم: هو خرق الأنف المنجذب إلى الداخل فوق سقف الفم، ويخرج منه النون المدغمة والمخفاة.
صفات الحروف:
السؤال: عرف الصفة لغة واصطلاحا.
الجواب: لغة: ما قام بالشيء من المعاني كالعلم والبياض، واصطلاحا: كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج من جهر، ورخاوة، وما أشبه ذلك.
السؤال: اذكر الخلاف في عدد صفات الحروف.
الجواب: اختلف العلماء في عدد صفات الحروف، فمنهم من عدها سبع عشرة صفة، وهو الإمام ابن الجزري.
ومنهم من زاد على ذلك فقد أوصلها بعضهم إلى أربع وأربعين صفة، وهو أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي المتوفى سنة 437 ه.
ومنهم من نقص عن السبع عشرة كالبركوي فإنه عدها أربع عشرة صفة بحذف الإذلاق، وضده، والانحراف، واللين، وزيادة صفة الغنة؛ ومنهم من عدها ست عشرة صفة بحذف صفة الإذلاق وضده أيضا، وزيادة صفة الهوائي.
السؤال: ما هي أقسام صفات الحروف؟ اذكرها.
الجواب: الصفات تنقسم إلى قسمين: قسم له ضد، وقسم لا ضد له.
فالذي له ضد: الهمس وضده الجهر، والشدة وضدها التوسط والرخاوة،،والاستعلاء وضده الاستفال، والإطباق وضده الانفتاح، والإذلاق وضده الإصمات، فهذه خمس صفات ضد خمس بجعل ما بين الرخاوة والشدة مع أحدهما.
وأما الذي لا ضد له: فالصفير، والقلقلة، واللين، والانحراف، والتكرير، والتفشي، والاستطالة، فهذه سبع صفات.
السؤال: عرف الصفات التي لها ضد.
الجواب: الهمس:
لغة: الخفاء.
واصطلاحا: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج، وحروفه عشرة يجمعها: "فحثه شخص سكت". وأقوى هذه الحروف الصاد والخاء، وأضعفها الهاء.
والجهر:
وهو لغة: الإعلان.
واصطلاحا: انحباس جري النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على مخرجه، وحروفه ما عدا أحرف الهمس السابقة، وهي تسعة عشر حرفاً.والطاء أقوى هذه الحروف لما فيها من استعلاء وشدة.
والشدة:
ومعناها لغة: القوة
واصطلاحا: انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف لكمال قوة الاعتماد على مخرجه، وحروفها ثمانية مجموعة في قولك: "أجد قط بكت". والطاء أقواها لما فيها من انطباق واستعلاء وجهر.
والتوسط:
وهو لغة: الاعتدال.
واصطلاحا: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف لعدم كمال انحباسه كما في الشدة، وعدم كمال جريانه كما في الرخاوة، وحروف التوسط خمسة مجموعة في قولك: "لن عمر".
والرخاوة:
وهي لغة: اللين.
واصطلاحا: جريان الصوت مع الحرف لضعف الاعتماد على المخرج.، وحروفها ستة عشر وهي ما عدا حروف الشدة و حروف التوسط.
والاستعلاء:
وهو لغة: الارتفاع.
واصطلاحا: ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه سبعة مجموعة في قولك: "خص ضغط قظ"، [ثم إن المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصى اللسان سواء استعلى معه بقية اللسان أم لا ولذا لم تعد أحرف وسط اللسان وهي الجيم والشين والياء غير المدية من أحرف الاستعلاء لأن وسط اللسان هو الذي يعلو عند النطق بها فقط. ولم تعد الكاف كذلك لأنه لا يستعلى بها إلا ما بين أقصى اللسان ووسطه].
والاستفال
ومعناه لغة: الانخفاض.
واصطلاحا: انخفاض اللسان أي: انحطاطه عن الحنك الأعلى إلى قاع الفم عند النطق بالحرف، وحروفه اثنان وعشرون وهي الباقي بعد حروف الاستعلاء.
والإطباق:
وهو لغة: الإلصاق.
واصطلاحا: تلاصق ما يحاذي اللسان من الحنك الأعلى على اللسان عند النطق بالحرف وأحرفه أربعة، وهي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، وأقواها الطاء، وأضعفها الظاء [ثم اعلم أن الإطباق أبلغ من الاستعلاء، وأخص منه، إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق، ويلزم من الإطباق الاستعلاء، فكل حرف مطبق مستعلٍ، ولا عكس].
والانفتاح:
وهو لغة: الافتراق.
واصطلاحا: تجافي كل من طائفتي اللسان، والحنك الأعلى عند النطق بالحرف حتى يخرج الريح من بينهما، وحروفه ما عدا أحرف الإطباق وهي خمسة وعشرون حرفا.
والإذلاق:
أو الذلاقة لغة: حدة اللسان أي: طلاقته.
واصطلاحا: سرعة النطق بالحروف [المذلقة] لخروج بعضها من ذلق اللسان أي: طرفه، وهو اللام، والنون، والراء، وبعضها من ذلق الشفة، وهو الباء الموحدة، والفاء، والميم.
فحروف الإذلاق ستة يجمعها قولك: "فر من لب".
والإصمات:
وهو لغة: المنع.
اصطلاحا: صعوبة النطق بالحرف لعدم خروجه من ذلق اللسان أو ذلق الشفة.
أو [اصطلاحا: منع حروفه من الانفراد بتكوين الكلمات المجردة الرباعية أو الخماسية.
فكل كلمة رباعية أو خماسية وليس فيها حرف من حروف الزيادة لا بد أن يكون فيها حرف أو أكثر من الحروف المذلقة لتعادل خفة المذلق ثقل المصمت، فحروف الإصمات ممنوعة من أن تختص في لغة العرب ببناء كلمة مجردة رباعية أو خماسية.
فإذا وجدت كلمة رباعية أو خماسية، وكل حروفها أصلية، وليس فيها حرف من حروف الذلاقة فهي غير عربية، كلفظ: عسجد، اسم للذهب أعجمي، وعَسَطُوس -بفتح العين والسين- اسم لشجر الخيزران، وحروف الإصمات ما عدا أحرف الإذلاق المتقدمة].
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/342)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 01 - 07, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
و أرجوك أن تواصل مع بقية الأحكام
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 04:52 م]ـ
وإياك أخي أبا سلمى، وأسأل الله تعالى أن يعين على ذلك.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 01 - 07, 01:29 م]ـ
وفقك الله
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[02 - 02 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شهاب]ــــــــ[02 - 02 - 07, 07:42 م]ـ
رفع الله قدركـ ونفع بكـ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 10:24 ص]ـ
الأخ العاشوري، والأخ شهاب جزاكما الله خيرا.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[05 - 02 - 07, 07:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي علي جزاك الله خيرا على الموضوع و أقول لا يخفى عليكم أن هذا العلم إنما سبيله الأمثل هو المشافهة لكنني أطلعت في هذا الملتقى الطيب على موضوع في مسألة الاختلاف في الضاد فأعجبتني طريقة الأخ سعيد الحلبي جزاه الله خيرا في توضيحه للمخارج و الصفات مما يسهل على القارئ التطبيق بغض النظر عن المسألة و ما الراجح فيها.
و هذا هو الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27516&highlight=%C7%E1%D6%C7%CF
فحبذا لو استعملتم نفس الأسلوب عسى الله أن ينفعنا بكم و الله الموفق
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب العاشوري.
لكن سؤال غريب:)
العاشوري نسبة لأي شيء؟
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 01:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
نسبة إلى المدينة الصغيرة التي أسكنها {العاشور}
لكن [ابتسامة] الأغرب أنك لم تبد رأيك في اقتراحي جزاكم الله خيرا [ابتسامة]
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 01:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
نسبة إلى المدينة الصغيرة التي أسكنها {العاشور}
لكن الأغرب من سؤالك أنك لم تبد رأيك في اقتراحي جزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
نسبة إلى المدينة الصغيرة التي أسكنها {العاشور}
لكن الأغرب من سؤالك أنك لم تبد رأيك في اقتراحي جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا، لا شك أن مثل هذه العلوم وغيرها كالنحو، يعتمد على الأسلوب العملي التطبيقي أكثر منه نظريا.
ولكن:) إنك لم تقل لي العاشور في أي بلد هي؟:)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
العاشور مدينة من مدائن العاصمة الجزائرية الجزائر و من باب التعارف [الفضلي] جزاك الله خيرا نسبة إلى ماذا؟
أما بالنسبة للإقتراح فلا يخفى عليكم أن ما لا يدرك كله لا يترك جله و قد قال نبينا عليه الصلاة و السلام: {سددوا و قاربوا ...... } و كما تفضلتم أن هذا العلم بابه التطبيق و لما كان متعذرا فيمكن أن يقرب الكلام النظري الفكرة أكثر و يتمكن القارئ من تصور الصفة أكثر و على سبيل المثال صفة الرخاوة
قارن بين ما تفضلتم به جزاكم الله خيرا وبين ما ذكره الأخ سعيد جزاه الله خيرا:
رابعا الرخاوة:
هي في اللغة: اللين0
وفي الاصطلاح: جري الصوت عند إسكان حروفها0
قال الشيخ العلامة المسند محمد المتولي (شيخ مشايخ الزيات رحمهم الله جميعا)
والصوت يجري في الحروف الرخوة 00000 وليس يجري مع حروف الشدة
كما بنشر الحافظ ابن الجزري000000 إمامنا قدوة أهل العصر
وقدذ كر سيبويه أن علامة الحرف الرخو أنه يمكن مد الصوت به إذا وقفت عليه ومثل لذلك بكلمتين إحداهما آخرها (س) مشددة وهي (الطس) والأخرى آخرها (ض) مشددة وهي (انقض)
أخلص من ذلك إلى أنك إن كنت تقول برخاوة الضاد -وأنت لامحالة قائل بذلك إذ عليه جل إن لم يكن كل علماء اللغة والتجويد - فلابد أن يمتد صوت الضاد السكنة عندك سيما إن كانت مشددة كما يمتد صوت السين مثل فيما مثل به سيبويه , أي أنك تستطيع أن تقول الطس س س وتقول انقضضض 0 (ليس بتكرار الحرف ولكن بمده كما بينت)
هذه هي فكرتي فما رأيكم لو كان هذا التفصيل في جميع الصفات عسى الله جل و عز أن ينفعنا بكم. آمين
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي أمين
حفظك الله
الحمد لله وجدت من ينصر مذهب الشيخ عبيد الله الأفغاني
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 08:45 ص]ـ
بارك الله بك أخي العاشوري.
أما الفضلي فهي نسبة إلى قبيلة عربية عريقة من بني لام وهي " الفضول " وهي تسكن الآن السعودية والكويت والعراق والأردن وسوريا.
قبيلة الفضول
قبيلة الفضول قبيلة صريحة النسب ولم يختلف علماء النسب في أنها من بني لام بن عمرو بن طريف بن مالك بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جذعان بن ذهل بن دومان بن جندب بن خارجة بن جديلة بن سعد بن قطره بن طيء.
قال النسابون: بنو لام بطون في (طيء) ورفع نسبهم إلى (القحطانين) وذكر الحمداني الطائي أن بني لام في أمرة (آل ربيعة) وبنو لام ثلاثة بطون وهي: الأول: آل مغيرة الثاني: آل كثير الثالث: آل فضل
آل فضل وآل كثير وآل مغيره كانت مساكنهم في قلب نجد ومركز ثقله بالعارض , وكان لبني لآم شوكة في القرن التاسع. وأواخر القرن العاشر , وكانت لهم صولة و جولة وسلطان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/343)
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:19 ص]ـ
تذكير(4/344)
ما مدى صحة إن العرب كانوا يتكلمون اللغة العربية بأحكام التجويد الاصطلاحية
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 09:54 م]ـ
قال لنا بعض أئمة المساجد، -وهو متمكن في علم التجويد-:
" إن العرب كانوا يتكلمون اللغة العربية بأحكام التجويد الاصطلاحية المعروفة الآن كالإدغام والإخفاء والإقلاب ..... !!
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 01 - 07, 02:42 م]ـ
وعندنا أيضا نسمع هذا الكلام منذ القديم و لكن الى حد الآن لم أجد له مصدراً
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 03:30 م]ـ
انظر شافية ابن الحاجب وشروحها في الأبواب الأخيرة.
ولا ينبغي التعجب من مثل هذا الأمر، فالقرآن نازل بلغة العرب، فنحوُه نحو العرب، وصرفه صرف العرب، وبلاغته بلاغة العرب، وألفاظه ألفاظ العرب، وتركيب الجمل والعبارات على نهج العرب، فما المانع أن يكون تجويده على نحو تجويد كلام العرب؟
والمقصود بهذا الكلام الوفاق في الجملة؛ لأن رتبة القرآن لا تدانيها كلمات العرب كما هو ظاهر.
ولو تأملت في قراءات القراء والاختلاف الحاصل بينهم تجده في معظمه مبينا على الاختلاف بين لغات العرب من الإمالة والإدغام والتسهيل ونحو ذلك.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 01 - 07, 03:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 04:50 م]ـ
أخي الفاضل أبا مالك العوضي - حفظكم الله تعالى ورعاكم - لكن أين الدليل على مثل هذا؟! فمن أهل العلم من لا يسلم بوجوب هذا التجويد الاصطلاحي أصالة! ثم تصور مثل هذا قد يشكل نوعا ما،فمثلا لو أراد العربي في ذاك الزمن أن يقول: ألم أخبركم بمسألة مهمة في أهم ما ... ؟ فلابد أن يأتي بالإخفاء الذي بين الميم الساكنة والباء مع غنة مقدارها حركتان، ويأتي بالإخفاء الذي بين التنوين والفاء مع غنة مقدارها حركتان، ثم يأتي بالإدغام الذي بين الميم الساكنة والميم مع غنة قدرها حركتان!!
الحقيقة أخي الكريم هذا فيه تكلف في الكلام.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 01 - 07, 05:43 م]ـ
وأسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويوفقك ويسدد خطاك
يا أخي الكريم
النزاع بين أهل العلم في الوجوب (بالباء) وليس في الوجود (بالدال)، فتأمل.
والعرب كانت تنطق على سجيتها، وأما مقادير الغنن والمدود ونحو ذلك فمختلف فيها بين القراء، فالمراد أن العرب كان لديها شيء من ذلك في الجملة.
وأنت إنما حكمتَ على أن هذا الكلام فيه تكلف بناء على المعتاد لدينا، ولا يخفى عليك أن المعتاد لدينا بعيد كل البعد عن كلام العرب.
والكلام في هذه المسألة يشبه الكلام فيمن يقول: إن العرب لم تكن تعرف بحور الشعر وإنما وضعها الخليل بن أحمد!
فلا شك أن العرب كانت تقول الشعر متماشيا مع البحور العروضية على سجيتها، ولا يمنع ذلك من استخراج قوانين هذه البحور على يد الخليل.
فهناك فرق بين الكلام بالسجية والسليقة، وبين وضع قواعد وقوانين كلية للكلام يرجع إليها الأعجمي، ولا يقول الأعجمي كيف تكلمت العرب بذلك مع جهلها بهذه القوانين.
والذي استنكرتَه من النطق بغنة الميم قبل الباء موجودٌ شبيهُه في بعض لغات الأعاجم، فلا معنى لاستنكاره.
ولكي أزيدك بيانا في هذه المسألة؛ فأنا أحيانا أجهد كل الجهد أن أجعل ابني ينطق مثل (مَنْ يَأْتِي) بغير إدغام فلا أستطيع ذلك، ويأبى هو إلا أن ينطقها مدغمة كما تعلَّم.
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[24 - 01 - 07, 04:35 م]ـ
نعم كان كلام العرب فيه أحكام التجويد و لكن دون تغنى
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 - 01 - 07, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك على هذا التوضيح الذى لا مزيد عليه ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 09:12 م]ـ
أخي الحبيب المفيد أبا مالك، لا شك أخي الكريم أنه لا تلازم بين الوجوب والوجود، ولكن مرادي أنه لما لم يكن واجبا فاحتيج إلى دليل لكونه موجودا في لغة العرب.
قلت - حفظك الله -: [[فالمراد أن العرب كان لديها شيء من ذلك في الجملة]] الحقيقة - أخي الكريم كان أصل الطرح كون الأخ آنف الذكر كان ظاهر كلامه أنهم كانوا يتكلمون بالجملة لا في الجملة، وإلا فلا إشكال عندي لو كانت في الجملة، لأن بعض الأحكام كما ذكرت عن ابنك بأنه ينطق الإدغام، فإن هذا أسهل في نطق اللسان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/345)
قلت أخي الفاضل: [[وأنت إنما حكمتَ على أن هذا الكلام فيه تكلف بناء على المعتاد لدينا، ولا يخفى عليك أن المعتاد لدينا بعيد كل البعد عن كلام العرب.]] ليس هذا فحسب - أخي الكريم- بل لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت أنه مد في غير موضع المد في القرآن كما ثبت ذلك في البخاري في فضائل القرآن منه، فكيف إذا كان كلاما ونثرا عاديا؟!
وجزاك الله خيرا.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[25 - 01 - 07, 06:22 ص]ـ
من باب الفائدة (و المفيد أخونا عبدالرحمن السديس):
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5040
ففي جامع المسائل ـ للإمام ابن تيمية رحمه الله ـ المجموعة الأولى ص109:
قاعدة شريفة في تفسير وقوله {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ} كتبها بقلعة دمشق في آخر عمره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ص112:
للناس في مثل هذه القراءة [ولا يَطْعَم] وأمثالها مما لم يتواتر قولان:
منهم من يقول: هذه يشهد بأنها كذب، قالوا: وكل ما لم يقطع بأنه قرآن فإنه يقطع بأنه ليس بقرآن.
قالوا: ولا يجوز أن يكون قرآن منقولا بالظن، وأخبار الآحاد، فإنا إن جوزنا ذلك جاز أن يكون ثمَّ قرآن كثير غير هذه لم يتواتر.
قالوا: وهذا مما تحيله العادة، فإن الهمم، والدواعي متوفرة على نقل القرآن، فكما لا يجوز اتفاقهم على نقل كذب = لا يجوز اتفاقهم على كتمان صدق.
فعلى قول هؤلاء: يقطع بأن هذه وأمثالها كذب فيمتنع أن يكون أفضل من القرآن الصدق.
والقول الثاني:
قول من يُجَوِّز أن تكون هذه قرآنا، وإن لم ينقل بالتواتر، وكذلك يقول هؤلاء في كثير من الحروف التي يُقرأ بها في السبعة والعشرة لا يشترط فيها التواتر، وقد يقولون: إن التواتر منتف فيها، أو ممتنع فيها.
ويقولون: المتواتر الذي لا ريب فيها ما تضمنه مصحف عثمان من الحروف،
وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
وما كان تلفظه به على وجهين كلاهما صحيح المعنى مثل قوله (وما الله بغافل عما تعملون) و (يعملون) وقوله (إلا أن يَخافا ألا يقيما حدود الله) (إلا أن يُخافا ألا يقيما حدود الله) فهذه يكتفى فيها بالنقل الثابت، وإن لم يكن متواترا، كما يكتفى بمثل ذلك في إثبات الأحكام والحلال والحرام، وهو أهم من ضبط الياء والتاء، فإن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عمّا يعمل المخاطبون ولا عمّا يعمل غيرهم، وكلا المعنيين حق قد دل عليه القرآن في مواضع، فلا يضر ألا يتواتر دلالة هذا اللفظ عليه، بخلاف الحلال والحرام الذي لا يعلم إلا بالخبر الذي ليس بمتواتر.
والعادة والشرع أوجب أن ينقل القرآن نقلا متواتر كما نقلت جمل الشريعة نقلا متواترا مثل إيجاب الصلوات الخمس .. )
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 01 - 07, 07:12 ص]ـ
وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
ما شاء الله تعالى، جزاك الله خيرا ابن حمد أوفره وأحسنه.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 01 - 07, 12:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 01 - 07, 12:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبده الأحمدي]ــــــــ[27 - 01 - 07, 01:40 ص]ـ
نعم كان كلام العرب فيه أحكام التجويد و لكن دون تغنى
بلى أخي كانت العرب تقرأ أشعارها بالغنّة في مواسمها كموسم سوق عكاظ
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[28 - 01 - 07, 09:48 م]ـ
السلام عليكم
اظن والله اعلم ان الاصل في لغه العرب انها غير مجوده والا وجدنا الحديث يجود ولكن علماء السنه لم يجودوه والا نتهم هؤلاء بالتقصير في نقل السنه
والله اعلم
ـ[أميرعلى الحصرى]ــــــــ[18 - 10 - 09, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء فى موضوع علم التجويد انه خاص بكلمات القرآن الكريم واختلف العلماء فى كونه فى كلمات الحديث أيضا والاختلاف موجود وقائم وليس بمنتف وإن كان أكثرهم على كونه مختص بكتاب الله فلا اتهام بالتقصير لأحد العلماء
هذا أولا
ثانيا: ماالحكمة فى نزول القرآن على سبعة أحرف؟
إنه نزل على سبعة أحرف للتخفيف على العرب كما ورد فى بعض روايات الحديث (فإن أمتى لاتطيق ذلك فلم أزل استزيده ويزيدنى ............... ) كذلك قوله صلى الله عليه وسلم (إنى بعثت إلى أمة أمية منهم الغلام والجارية والعجوز والشيخ الفانى قال مرهم فليقرأوا القران على سبعة أحرف) صحيح ابن حبان.فدل هذا وغيره على أن أحكام التجويد كانت معروفة وموجودة عند العرب لأنهم كانوا قد اعتادوا عليها فجاءت القراءات حتى يقرأ كل منهم بما اعتاد عليه من إمالة وادغام وتسهيل وغيره ختى لا يشق عليهم ترك ما اعتادوا عليه لكنه مما لا شك فيه أنها لم تكن فى القرآن كما هى بل أضيف عليها وأنقص منها مع ما يتماشى مع كلام الله وهذا الإنقاص وتلك الزيادة أمر توقيفى كما ورد عن ابن مسعود أنه كان يقرىء رجلا فقرأ الرجل (إنما الصدقات للفقراء) مرسلة فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله فقال وكيف أقرأكها فقال أقرأنيها (إنما الصدقات للفقرآء) فمدها
فدل هذا على أنها كانت توقيفية وما قبله دل على أنها كانت معلومة لديهم فى أصلها
أرجو أن يكون قد اتضح ما يحتاج إلى التوضيح
لا تنسونا من صالح دعائكم
جزاكم الله خيرا
محبكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/346)
ـ[أمين يوسف الأحمدي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم. قد تكلم الإخوة بارك الله فيهم في المسألة فأحببت أن أنبه على أمرين مهمين:
1 - التفرقة بين صنفين مختلفين من اصناف أحكام التلاوة صنف نجزم بأن العرب تكلمت به كالإدغام والتليين والإبدال لأن عللها تخفيفية بالدرجة الأولى، وقد تكلم ابن جني في خصائصه عما يرجع إلى الخفة والثقل من أحكام تعليل الكلام. وصنف آخر له مقام دون مقام أو يخص بكلام الله عز وجل، ولا يقدح ذلك في أن القرآن عربي لأن هذا الصنف وإن اختص به فإنه هيئة عارضة على الكلام وليست جنسا أو ضربا خاصا منه.
2 - الأمر الثاني: وله تعلق بما قبله، أن العرب كان لها في كلامها أحوال بحسب المقامات فمقام الخطابة غير مقام الرجل في بيته، ومقام المنافرة غير مقام المغازلة، فلا بد أن يكون لهدا أثر في أحوال الأداء ونغمات الصوت. وكان أستاذنا الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح-ولا يزال- يركز على أن العربية الموصوفة في الكتب مقامات ومستويات تمثلها ثنائية المشافهة والتحرير، والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
و أحسن أخونا الذي عقّب بأخرة أعني الأحمدي.
ـ[جمال السبني]ــــــــ[20 - 10 - 09, 11:13 م]ـ
قال لنا بعض أئمة المساجد، -وهو متمكن في علم التجويد-:
" إن العرب كانوا يتكلمون اللغة العربية بأحكام التجويد الاصطلاحية المعروفة الآن كالإدغام والإخفاء والإقلاب ..... !!
نعم، هو كذلك، حتى الأبيات الشعرية كانت تقرأ بالتجويد، يمكن ملاحظة ذلك من خلال التقطيع الشعري لدى ابن جني، فابن جني حين يقطع الأبيات الشعرية يكتب النون المتصلة بالباء ميما (حالة الإقلاب)، كما يبدو من خلال المخطوط.
يمكن مراجعة هذا في كتاب (علم قراءة اللغة العربية)، وهو يورد صور المخطوطات.
الكتاب موجود في نيل وفرات:
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb85967-5085947&search=books
ـ[أم أبرار]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:44 م]ـ
السلام عليكم0 بارك الله تعالى فيكم وسدد خطاكم ونفعنا بكم وقر عيوننا بعلومكم0
ـ[الشاوي ابو علوش]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:39 م]ـ
العرب كانت لهم لغات (لهجات) كثيرة ولكن افصح العرب كانوا قريش قوم الرسول (ص)
ولما اختلط العرب ببعضهم تداخلت لهجاتهم ولما تكلم العجم بالعربية تكلموها على غير قواعدها فطهرت العاميات التي لا نزال نسمعها ونتداولها اليوم
براك الله فيكم
ـ[أم البخاري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:14 م]ـ
الأخ الكريم الواقع يثبت أن جميع القراءات واصواتها موجود في لهجات العرب ولغاتها
وقد سمعت بعض شيوخنا قال ليس هذا فقط بل حتى اللهجة العامية اليوم فيها جميع أصوات القراءات
وقال أعطوني أي صوت في القراءات والتجويد وسأجد لكم له نظيرا من اللهجات العامية المصرية والشامية والحجازية والنجدية
ما عدا تطويل الغنة
وضرب لنا أمثلة بالقلقلة فقال:
اليمنيون وفي الجزيرة ينادون يا بدر .... يا عدنان بالقلقلة
والإمالة موجودة بلغة اهل الشام ولبنان
وقول الأخ حمد الأ سيف وأما كيفيات الأداء مثل تليين الهمزة، ومثل الإمالة، والإدغام = فهذه مما يسوغ للصحابة أن يقرأوا فيها بلغاتهم لا يجب أن يكون النبي صلى الله علليه وسلم تلفظ بهذه الوجوه المتنوعة كلها، بل القطع بانتفاء هذا أولى من القطع بثبوته.
ما المانع أخي؟؟؟
وهل فيها عيب أم هي لغة عربية فصيحة متواترة وكان النبي صلى الله عليه وسلم أفصح العرب
بل جميع ما تفضلت به موجود حتى في اللهجات العامية ومستعدة أن آتي لكم بالأمثلة التفصيلية
أنتم اعطوني الحكم وانا اتيكم بالمثال من اللهجة العامية
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك المغترب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:59 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(4/347)
أنواع المحامد لله جل وعلا ... (فائدة)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[24 - 01 - 07, 07:14 م]ـ
هذه فائدة قرأتها لكم من كتاب الفاتحة أم القرآن وسر الصلاة
تفسير وتأمل
صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
اذكرها هنا بإختصار وتصرف
أنواع المحامد لله جل وعلا خمسة أنواع
النوع الأول
أنه جل وعلا محمود على أنه واحد في ربوبيته،وانه هوالرب المالك،السيد المتصرف في هذا الملكوت بأجمعه لارب لهذا الملكوت بأجمعه غير الله جل وعلا فتثني على الله جل وعلا بهذا الوصف،الذي هوأنه جل وعلا رب هذا الملكوت جميعا،وأنه رب العالمين، رب جميع الأصناف.
قال جل وعلا (الحمدلله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا)
وقال جل في علاه (الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا)
فهذا كله من حمد الله جل وعلا لمعاني الربوبية ونستطيع ان نستحضر معنى الربوبية لله
في النظر الى تصرفه وإفاضته للخير وحبسه عن الشر وتلطفه بعباده ورحمته بهم
النوع الثاني
أن الله جل وعلا محمود على أنه مستحق للإلاهية وحده دون ماسواه يعني أنه موحد في إلاهيته
جل وعلا فالله جل جلاله هو الإله الحق المبين وماعداه من الآلهة فإنما عباتها بالبغي والظلم والعدوان،فهو يستحق أن يعبده العباد وأن يذلواله وان يحبوه وان يرجوه وان يخافوه وان يحسنواالظن به،وان يتوكلوا عليه وأن يستعينوا ويستغيثوا ويستعيذوابه وأن ينحروا وأن يصلوا له كل ذلك لله وحده فتثني على الله بأنه هو الذي يستحق هذه الأمور من العباد بأجمعهم.
النوع الثالث
أن الله جل وعلا محمود على أنه ذوالأسماء الحسنى والصفات العلا ـ يعني أنه مُثنى عليه بأنه الذي له الأسماء الحسنى التى بلغت في الحسن نهايته،ومحمود مُثنى عليه بأنه الذي له الصفات العُلا، والصفات الكاملة،فله من الصفات أكملها،وله من كل صفة كاملة أكمل تلك الصفة ليس له جل وعلا النقص والشر ليس إليه بل هو جل وعلا الكامل في أسمائه وصفاته.
فلو تأملنا في أسم الله الغفور،لنظرنا في آثار مغفرة الله جل وعلا لعباده.
وإذا تأملنا في اسم الله الرحيم لنظرنا في آثار رحمته التى افاضها على عباده
واذا نظرنا في اسم الله العزيز لنظرنا في عزة الله وكيف جعل العزة له ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين.
ولهذا كان أحب الكلام الى الله جل وعلا تنزيهه عن النقائص وإثبات أوصاف الكمال له جل وعلا
النوع الرابع
أن الله عز وجل محمود على إنزاله الكتاب العظيم،قال جل وعلا (الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) وهو محمود على كل أمر في القرآن وعلى كل نهي، محمود مُثنى عليه به،لأن أوامر الله جل وعلا فيها محبته ـيعني يحبها ويحب اجتناب نواهيه جل وعلا. فأوامره ونواهيه محبوبة له جل وعلا امتثالا في الأوامر واجتنابا للنواهي،فهو يُثني على الله بإنزاله الكتاب لهداية الناس بهذه الأوامر التي بها صلاح الناس في جميع ماشرع سواء في أحكام العبادات أوفي أحكام المعاملات وسواء فيما يخص الفرد او مايخص الجماعة زسواء في ذلك الأحكام العملية او الأحكام الخبرية.
النوع الخامس
أن الله عز وجل محمود يعني مُثنى عليه بما أمر به أمرا كونيا، وماقضى به قضاء كونيا وماقدره على عباده ـ وهذا يدخل في النعم لأنها مماجعله الله جل وعلا منة أموره وأوامره الكونية، هذا هو الذي يستحضره العامة او كثير من الناس حينما يقول (الحمدلله) يستحضر معنى الثناء على الله بهذه النعمة وهذا فرد من افراد كثيرة،ونوع من أنواع عديدة من محامد الله جل وعلا.
وبهذا فإن محامد الله كثيرة لاتُحصى وقلب المؤمن لايمكن أن يستحملها جميعا فحسن أن يعود العبد المؤمن نفسه أن يستحضر واحدا من انواع المحامد وهو يحمد الله في الصلاة وفي أدبار الصلوات ... )
وأن يستحضر واحدا ويتأمله مثل الحمدلله،الحمدلله،الحمدلله يعني في الأذكار بعد الصلوات يستحضر هذا المعنى ويستحضر أنه جلا وعلا محمود على ربوبيته وآثار الربوبية في خلقه ومعاني الربوبية ثم في الصلاة الأخرى يحمده على المعنى الثاني وهكذا حتى يعود نفسه وقلبه على أن يُثني على الله جل وعلا بأنواع المحامد
أنتهى
ـ[أبو أبي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 09:25 م]ـ
رفع الله قدرك
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:52 م]ـ
وقدرك أخي الفاضل
ـ[الشريف حسن]ــــــــ[04 - 02 - 07, 06:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 02 - 07, 05:19 م]ـ
وإياكم
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[07 - 02 - 07, 08:31 ص]ـ
كتب الله أجركم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:32 م]ـ
جزاك الله خيراً
وأرجو أن تنسق كل المشاركات ليتمكن القارئ من تفهمها وقراءتها
بارك الله فيك وفي علمك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:33 م]ـ
أي: تنسق كما نسقت هذه المشاركة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:45 م]ـ
ومما قاله ابن قيم الجوزية رحمه الله في الكافية الشافية:
ولكَ المحامدُ كلُّها حمداً كما ** يُرضيك لا يَفنى على الأزمَانِ
مِلْءَ السمواتِ العُلى والأرضِ وال ** موجودِ بَعْدُ ومُنتهى الإِمْكَانِ
مِمَّا تشاءُ وراءَ ذلك كلِّه ** حَمْداً بغير نِهَايةٍ بَزمَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/348)
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[04 - 03 - 07, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:14 م]ـ
كل ماذكره معالي الشيخ صحيح لا شك فيه غير أن المحامد لا تحصى لأنها على النعم (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وأود أن أذكر فائدة وهي هذه
أركان الحمد أربعة وهي:
حامد: وهو الإنسان
ومحمود: وهو الديان الحنان المنان.
ومحمود به: وهو اللسان.
ومحمود عليه: وهو النعم.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[28 - 04 - 07, 03:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(4/349)
دروس في تدبر القرآن
ـ[خالد العمري]ــــــــ[24 - 01 - 07, 09:58 م]ـ
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
عن أنس بن مالك رضي الله عنه ,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، رواه البخاري و مسلم.
فن تدبر القرآن
مبادئ فهم القرآن
درس في تيسير فهم القرآن
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=756
سلسلة روائع البيان في تفسير القرآن
وقال الرسول يارب
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=587
دروس قيمة ومفيدة للشيخ /عصام بن صالح العويد ,استفدت منها ووجدت أثرها بحمد الله
وأنصح بها من يقاسي قسوة قلبه ,وضعف تدبره لكلام ربه, ,
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[25 - 01 - 07, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[علاء شاكر]ــــــــ[25 - 01 - 07, 11:40 م]ـ
جزاكم الله كل خير(4/350)
كتابة القرآن بالأحرف الإنكليزية لأجل التعليم
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[25 - 01 - 07, 03:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الكرام
رأيت أجزاءا من القرآن الكريم مكتوبة بالأحرف العربية واللاتينية بحجة التعليم.
فهل عندكم نقول عن العلماء حول حكم هذا العمل؟.
والله يحفظكم
والسلام
ـ[ابو هبة]ــــــــ[09 - 02 - 07, 11:16 م]ـ
تفضل:
تحريم كتابة القرآن الكريم بحروف غير عربية أعجمية أو لاتينية.
الشيخ صالح علي العَوْد
http://alminbar.al-islam.com/Mehwar_feqh.aspx?View=Tree&BookID=309&PageNo=1&Word=image (http://alminbar.al-islam.com/Mehwar_feqh.aspx?View=Tree&BookID=309&PageNo=1&Word=image)s/books/104.doc&Pdf=images/books/104.pdf
--------------------------
عليك بأصحاب الحديث فإنهم خيار عباد الله في كل محفل
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم مصابيح الهدى في أعين المتأمل
جهابذة شم سراة فمن أتى إلى حيهم يوما فبالنور يمتلئ
ـ[ابو هبة]ــــــــ[10 - 02 - 07, 03:41 ص]ـ
و هو موجود بالمكتبة الشاملة 2
--------------------------
عليك بأصحاب الحديث فإنهم خيار عباد الله في كل محفل
ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم مصابيح الهدى في أعين المتأمل
جهابذة شم سراة فمن أتى إلى حيهم يوما فبالنور يمتلئ
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/351)
رسالة من فضيلة شيخنا الوالد محمد شقرة يحفظه الله الى فضيلة الشيخ سعود الشريم
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 05:00 م]ـ
بسم الله ....... و كفى
و سلام على عباده الذين اصطفى.
أما بعد:
فيا محب،أيها ألوتر الملائكي، و النغم السماوي، أيها الابن ألصادح بحرف القرآن في أرجاء الحرم.
فانه لو كان للمودات أن تشرى بالمال و تباع، لكان أهل الدثور أكثر الناس جمعاو قنية لها، لكنها هبات تنزل على المصطفين الصالحين، يوفقون باخلاصهم، وتوجه قلوبهم اليها، على تباعد أو تقارب بينهم،و على تعارف أو تغارب فيهم، تحيط بهم رعايتها، بروح المشفقين ألا تدوم فيهم، و ريحان العابدين أن تبقى قائمة بين ظهرانيهم، على رجاء أن تكون قوية النسج في حياة، شديدة الرد بعد موت، لا يغيب ظلها في هاجرة، و لا ينقطع زمهريرها في دفء،تتواصل في فتورها، و تتجلى في خفاء، و تقوى في ضعف و تسمو في عناء.
و لا يكون صفاء في عين، و لا متعة في حياة، و لا رجاء في وصل، و لا أمن من خوف و لا قطع لدابر سوء و شر الا في ظلال هه المودات.
و أحرى الناس في هذه المودات، و أولاهم بها، و أوفرهم حظا منها، هم الذين جمع الله قلوبهم على العلم الصحيح السليم، و العبادة الموصولة بالرضا و الرجاء بثوابها المقصود بها.
و حسبي و اياك _ ان شاء الله سبحانه _ أن يكون لنا منها و لو يسيرا من حظ بفرح به الى ذي العرش العظيم، تقتات عيوننا بالنظر اليه، و تتسامى أسماعنا بجرس كلام الملائكة الابرار عنده، فأي نعيم هذا، ان كان لنا صبر على طاعة ربنا، و عن المخالفة البائنة بنا عن معصيته.؟!
أيها الحبيب المحب يامن أنعم الله عليه يالقران العظيم، فأنعم به على الناس، تلاوة و اسماعا، فكان بهذا أو ذاك، على أشرف مرتبة يباهي بها حتى الملائكة في طباق الارض و السماء، فلتهنأ بما أنعم الله عليك، و ردد نعمة طيبة و نفر مثلك معك كالابن السديس _ شاع في الارض ذكره، و تسابق اليه أهل السماء، فيا سعد من كان له سمع يصخ به اليكم و أنتم تتلون كتاب الله سبحانه، و ملاين المسلمين ينعمون من ورائكم، في الحرم الأمين، و من خارجه في أرجاء الأرض، فأية نعمة يغبطكم عليها أهل الأرضين و السموات، فلتهنأو و لتسعدوا، و الله يحفظكم من بين
أيديكم و من خلفكم كما حفظتم في صدوركم كتابه.
و اسلمو لمحبكم
محمد ابراهيم شقرة
أبو مالك
و نقله عن الأصل
محمود بن غسان بن غنام العقابي
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 09:57 ص]ـ
أحب الشيخ شقرة في الله، ولا أدري ما حال صحته الآن؟
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[27 - 01 - 07, 04:42 م]ـ
أحبك الذي أحببت الشيخ لأجله، و أما عن صحته فهي بخير و لله الحمد، و نرجوا من الله ثم منك الدعاء.
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 03:18 ص]ـ
أسأل الله الكريم أن يبارك في الشيخ(4/352)
أعذب التلاوات للأسير أبو هاجر العراقى ..
ـ[ابو بلال]ــــــــ[26 - 01 - 07, 10:22 م]ـ
أبو هاجر العراقي ....
بلاد العراق .....
بلاد عظيمه ... اخرجت لنا الابطال على مر الازمان .......
بلاد احمد بن حنبل .... وابوحنيفه ....... والخطيب البغدادي ....
بلاد عرفت على مر التاريخ الاسلامي انها الحصن الحصين للمسلمين والاسلام ......
بلاد الخلافه الاسلاميه التي قال عنها هارون الرشيد حينما رأى السحابه .....
امطري حيث شئت فان خراجك سوف يأتيني .....
فلذلك ركز النصارى واعداء الاسلام جهدهم وهمهم لتدمير هذا البلد ....
وسلخ المسلمين من روحهم الأبيه وعزتهم الاسلاميه فهم من هم بشدة البأس وصلابة الرأس ....
حتى آل الحال بهذا البلد العظيم الى ما نراه الان ونسمعه ولاحول ولاقوة الا بالله .....
في خضم هذه الاحداث ... انتشرت البدع والخرافات ....
وقويت شوكة الرافضه والعلمانيين واللادينيين .....
ومن رحم هذه الظلمات يولد الابطال .....
ابوهاجر العراقي ...... فك الله اسره ...
من والد اصله يوناني مهاجر .... درس الهندسه الكهربائيه وتخرج بدرجة عاليه منها .....
منذ صغره كان يميل بفطرته الى التدين والمحافظة على الصلاه ....
اجتمع هو وابوابراهيم وبلال وغيرهم من شباب الصحوة وقرروا العيش منفردين ....
... (انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ....
اشتروا لهم بيوتا صغيره حول بغداد في قرية منعزله وانشأوا لهم مجتمعا اسلاميا خاصا فيهم ...
مكثوا فترة متكاتفين مترابطين هم وزوجاتهم واطفالهم ينعمون ببيئة اسلاميه اخويه ....
سورة الأنفال كاملة ...
بصيغة rm من هنا
###
أو من هنا
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/alanfal.rm
بصيغة mp3
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/alanfal.mp3
سورة التوبة حتى الآية 100
بصيغة rm من هنا
http://afckar.com/stuff/audio/qran/3.rm
أو من هنا
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/eltawba.rm
بصيغة mp3
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/eltawba.mp3
سورة آل عمران كاملة وصوت واضح مرة
بصيغة rm
من هنا
http://afckar.com/stuff/audio/qran/1.ra
أو من هنا
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/aalemran.rm
بصيغة mp3
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/aalemran.mp3
منقول .....
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 11:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخي الكريم ..
ونصر الله المجاهدين في سبيل الله، وفك أسراهم وأسرى المسلمين.
جزاكم الله خيرا على هذه الدرَّة.
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:49 م]ـ
فرّج الله عنه آمين إنه جواد كريم.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:55 م]ـ
اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى، يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت ... يا رب البيت العتيق أكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم غم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب
بارك الله فيكَ أخى كُنت أسمع هذا الصوت كثيرًا وودت لو أعرف من صاحبه.
ـ[ابو بلال]ــــــــ[30 - 01 - 07, 08:31 م]ـ
وفيكم بارك الله
ونفع الله بكم
ـ[صخر]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:56 م]ـ
اللهم فك أسره وجميع أسارى المسلمين
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:18 ص]ـ
ألا زال أبو هاجر أسيرا ... رحماك يا رب بعبادك المستضعفين، رحماك!
اللهم فك أسره وفرج همه وأعده سالما غانما وأقر عينيه برؤية أهله وأحبابه يا كريم.
وللعلم، فالموضوع المنقول من كتابات الشيخ حمد القطري، وعهدي به قديم، أكثر من 5 سنوات.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 11:34 ص]ـ
اسير عند العلوج وليت شعري .......
اللهم عليك بامريكا ومن عاونها
جزاك الله كل خير اخي الكريم ابوبلال
كنت ابحث عن سورة التوبة للمهندس الاسير ابوهاجر فك الله اسره
بارك الله فيك
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 11:35 ص]ـ
اسير عند العلوج وليت شعري .......
اللهم عليك بامريكا ومن عاونها
جزاك الله كل خير اخي الكريم ابوبلال
كنت ابحث عن سورة التوبة للمهندس الاسير ابوهاجر فك الله اسره
بارك الله فيك
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[20 - 02 - 07, 06:15 م]ـ
اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى، يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت ... يا رب البيت العتيق أكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم غم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب
اللهم فك اسره ورد الى اهله سالما غانما .. امين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/353)
ـ[ابو بلال]ــــــــ[06 - 03 - 07, 09:13 م]ـ
اسير عند العلوج وليت شعري .......
اللهم عليك بامريكا ومن عاونها
جزاك الله كل خير اخي الكريم ابوبلال
كنت ابحث عن سورة التوبة للمهندس الاسير ابوهاجر فك الله اسره
بارك الله فيك
وفيكم بارك الله
ـ[احمدمحمود]ــــــــ[09 - 03 - 07, 08:27 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز
يشهد الله اني ماسمعت في حياتي مثل هذه التلاوة المؤثره
وأتمنى لو عندك المزيد من هذه التلاوات العطره
وجزاك الله الف الف خير
اخوك احمد محمود
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 12:13 م]ـ
اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى، يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت ... يا رب البيت العتيق أكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم غم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب
بارك الله فيكَ أخى كُنت أسمع هذا الصوت كثيرًا وودت لو أعرف من صاحبه.
آمين
ـ[الداعية الصغير]ــــــــ[09 - 03 - 07, 12:23 م]ـ
بارك الله فيك اخوووى
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 12:18 ص]ـ
سبحان الله!
ما شاء الله - اللهم بارك
ما كنت أظن انه بقي شيء من انواع الترتيل والتغني بالقرآن بعد القطامي!
اللهم فرج عنه يارب العالمين وعن كل اسير من المسلمين
وارزقنا صلاة خلفه في المسجد الاقصى يامن لا يعجزه شيء يامنان ياكريم
ـ[ابو بلال]ــــــــ[09 - 04 - 07, 09:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه التلاوات إن شاء الله بجودة أعلى فى الصوت خاصة سورتى الأنفال والتوبة
هذه هى الروابط
سورة آل عمران كاملة
الجزء الأول
http://ia340907.us.archive.org/1/items/huiop/alemran1.mp3
الجزء الثانى
http://ia340907.us.archive.org/1/items/huiop/alemran2.mp3
سورة الأنفال كاملة
الجزء الأول
http://ia340907.us.archive.org/1/items/huiop/anfal1.mp3
الجزء الثانى
http://ia340907.us.archive.org/1/items/huiop/anfal2.mp3
سورة التوبة من الآية 1 الى 44
http://ia340907.us.archive.org/1/items/huiop/Tauba1-44.mp3
سورة التوبة من الآية 44 الى 100
http://ia340907.us.archive.org/1/items/huiop/Tauba44-100.mp3
و لاتنسوا أبى هاجر العراقى من دعاؤكم ....
اللهم فرج عنه يارب العالمين وعن كل اسير من المسلمين
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:38 م]ـ
أبو هاجر العراقي .....
هنا .. نستمتع بالقرآن ...
اللهم فك أسره وفك أسرى اخواننا المأسورين , وانصر المجاهدين في سبيلك , ودمر أعدائك يا قوي يا عزيز ..
أبو بلال .. أسعدتنا أسعدك الله
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:45 م]ـ
من أروع ما سمعت من القرآءات فك الله أسره وبارك الله فيك أخي أبو بلال
ـ[ابو بلال]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:38 م]ـ
وفيكم بارك الله
ونفعكم الله بها
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 05 - 07, 04:17 م]ـ
القراءة رائعة وصوت القارئ يشعر بالخشوع
ماشاء الله تبارك الله
ـ[أزماراي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:15 ص]ـ
اللهم فك اسره ورد الى اهله سالما غانما ..
اللهم مكن لدينك في الأرض
ـ[ابو بلال]ــــــــ[15 - 05 - 07, 04:23 م]ـ
اللهم فك اسره ورد الى اهله سالما غانما ..
اللهم مكن لدينك في الأرض
آمين ....
بارك الله فيك
ـ[ابو بلال]ــــــــ[20 - 05 - 07, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جودة عالية لسورة آل عمران
140 ميجا
لن تندم إن حملتها
الرابط ( http://www.kalamullah.com/Quran/Abu%20Hajar/SurahImran.mp3)
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:36 م]ـ
إلاهي رحماك نرجو
فك أسرى أخينا وإخوانه جميعاً
إلى من تكلهم وأنت ربهم يا حي ياقيوم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم فك أسره وفك أسرى اخواننا المأسورين , وانصر المجاهدين في سبيلك , ودمر أعدائك يا قوي يا عزيز.
أحسنت يا أبا بلال
وهل عندك مزيد
خصوصا إن كان بقراءة ورش عن نافع
ولعل عند أهل السودان شيء منه
فالمرجو من الإخوة السودانيين المشاركة
فقد بلغني أن عندهم بعض التلاوات النادرة لأبي هاجر
والله أعلم
ـ[ابو بلال]ــــــــ[04 - 06 - 07, 03:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذا الرد فى أحد المنتديات بخصوص تلاوات الشيخ ابو هاجر العراقى وأحببت أن أنقله لكم
للشيخ حفظه الله و فك اسره ختمة كاملة على ما اظن وهي موجودة عند اولاده على اشرطة وكذلك توجد بعض تلاواته على اشرطة و كان عند احد الاخوة تلاوة لسورة البقرة من كاسيت صدر في بشاور.
ولكن على الشبكة لا توجد الا سورة ال عمران.
وسورتي التوبة و الانفال كانت على احدى الشبكات و ضربت الشبكة و قام اخي ابو عبيدة بتحميل الشريطين اعلاه بطلب مني واذا كانت الروابط لا تعمل حملناها للاخوة مرة اخرى.
ولعل احد الاخوة يتطوع بابلاغ شبكة طريق الاسلام لضم سورتي التوبة و الانفال الى مجموعة الشيخ عندهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/354)
ـ[ابو بلال]ــــــــ[23 - 07 - 07, 04:04 م]ـ
إلاهي رحماك نرجو
فك أسرى أخينا وإخوانه جميعاً
آمين
ـ[تيمية]ــــــــ[23 - 07 - 07, 09:08 م]ـ
سبحان الله!
منذ سنوات وأنا أبحث عن تلاواته!
فك الله أسره وفرج همه وأعاده سالما غانما ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[25 - 07 - 07, 07:09 ص]ـ
الروابط لا تعمل
وقد شوقتمونا لسماع تلاوة الأخ فك الله أسره
هل من رابط يعمل؟
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[25 - 07 - 07, 07:19 ص]ـ
الحمد لله وجدته عبر قوقل
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=11
ـ[حميد مراد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 09:57 ص]ـ
أخي قارئ القرآن:
" الم " تنتهي بميم ساكنة، فإذا وصلتها بلفظ الجلالة الذي يبدأ بهمزة وصل، عليك فتح الميم الساكنة ووصل الهمزة.
ولك وجهان في هذه الحالة: (1) إما تمد الياء في " ميم " 6 حركات على الأصل
(2) أو تقصر الياء - أي تمدها حركتين - كالمد الطبيعي، وذلك بسبب زوال سبب المد وهو السكون.
** اللهم فك أسرى المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها **
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[25 - 07 - 07, 10:31 ص]ـ
هل من خبر عن نسخة بصوته كاملة التى ذكرها اخونا انها عند اولاده
؟
ـ[ابو بلال]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:07 م]ـ
الروابط لا تعمل
وقد شوقتمونا لسماع تلاوة الأخ فك الله أسره
هل من رابط يعمل؟
نعم أخى
الروابط الآن تعمل
تجدها فى الرد رقم 1 و 16 و 23
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:45 م]ـ
هل من خبر عن نسخة بصوته كاملة التى ذكرها اخونا انها عند اولاده
؟
للتذكير .........
ـ[ابو بلال]ــــــــ[09 - 08 - 07, 03:45 م]ـ
للرفع ....
ـ[ابو بلال]ــــــــ[28 - 09 - 07, 08:31 ص]ـ
للتذكير .........
هل من خبر عن نسخة بصوته كاملة التى ذكرها اخونا انها عند اولاده
؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 09 - 07, 09:22 ص]ـ
تسجيلات القرآن الكريم بجودة صوت فائقة (جودة الـ CD)
لصعوبة الوصول إلى التسجيلات القرآنية بجودة صوت عالية، رأيت أن أقوم بعمل مشاركة - أضع فيها المواقع التي عليها هذه التسجيلات فائقة الجودة والتي يصعب الوصول إليها وخاصة أنها باللغة الإنجليزية.
عسى الله أن ينفعكم بها جميعاً.
- ملاحظة:
حجم الملفات أكبر من الحجم المتاح على المواقع الأخرى، وهذا لاختلاف جودة الصوت بين هذا وذاك.
* ذكرت فقط المواقع ذات الجودة العالية: Biterate: 128 kbps وما فوقها.
بصيغة: mp3
ويوجد جودة متوسطة ومنخفضة على بعض المواقع الأخرى. ولا أرى وضعها في هذه المشاركة لسهولة الوصول إليها. وجزاكم الله خيراً.
على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112865
منقول من الكاتب / اسامه المصري السلفي
وقد بحثت فيه ووجدت قراءات لعدة مشائخ ووضوحها جيد جدا
ووجدت للشيخ ابو هاجر فك الله اسره
ـ[أبو العباس الشمالي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 07:24 ص]ـ
جزى الله أخينا أبا بلال خيرا ....
لكن أول رابط في الموضوع فيه صور نساء ولاحول ولا قوة إلا بالله .........
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[29 - 09 - 07, 06:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 04:04 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو بلال]ــــــــ[26 - 10 - 07, 08:41 ص]ـ
وفيكم بارك الله ...
ـ[ابو بلال]ــــــــ[23 - 11 - 07, 11:59 م]ـ
تسجيلات القرآن الكريم بجودة صوت فائقة (جودة الـ CD)
لصعوبة الوصول إلى التسجيلات القرآنية بجودة صوت عالية، رأيت أن أقوم بعمل مشاركة - أضع فيها المواقع التي عليها هذه التسجيلات فائقة الجودة والتي يصعب الوصول إليها وخاصة أنها باللغة الإنجليزية.
عسى الله أن ينفعكم بها جميعاً.
- ملاحظة:
حجم الملفات أكبر من الحجم المتاح على المواقع الأخرى، وهذا لاختلاف جودة الصوت بين هذا وذاك.
* ذكرت فقط المواقع ذات الجودة العالية: Biterate: 128 kbps وما فوقها.
بصيغة: mp3
ويوجد جودة متوسطة ومنخفضة على بعض المواقع الأخرى. ولا أرى وضعها في هذه المشاركة لسهولة الوصول إليها. وجزاكم الله خيراً.
على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112865
منقول من الكاتب / اسامه المصري السلفي
وقد بحثت فيه ووجدت قراءات لعدة مشائخ ووضوحها جيد جدا
ووجدت للشيخ ابو هاجر فك الله اسره
بارك الله فيك ....
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[25 - 11 - 07, 09:45 ص]ـ
بيض الله وجهك ياأبو بلال ,,
وفك الله أسر أخينا أبو هاجر , وأسرى المسلمين جميعاً,,
ـ[ابو بلال]ــــــــ[03 - 01 - 08, 01:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم فك أسره وفك أسرى اخواننا المأسورين , وانصر المجاهدين في سبيلك , ودمر أعدائك يا قوي يا عزيز.
أحسنت يا أبا بلال
وهل عندك مزيد
خصوصا إن كان بقراءة ورش عن نافع
ولعل عند أهل السودان شيء منه
فالمرجو من الإخوة السودانيين المشاركة
فقد بلغني أن عندهم بعض التلاوات النادرة لأبي هاجر
والله أعلم
هل هناك أحد من اهل السودان يدلنا على تلاوات أخرى للشيخ .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/355)
ـ[طالبة علوم القران]ــــــــ[04 - 01 - 08, 09:45 م]ـ
جوزيت كل خير
انا استمعت لشيخنا ابو هاجر ولاول مرة من اذاعة القران الكريم
كانت تلاوة لسورة ال عمران وكانو يكررونها كثيرا
ولقد تاثرنا كثير بصوته
فك الله اسره وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 01 - 08, 04:06 ص]ـ
أبو هاجر العراقي ....
سورة التوبة حتى الآية 100
بصيغة rm من هنا
http://afckar.com/stuff/audio/qran/3.rm
سورة آل عمران كاملة وصوت واضح مرة
بصيغة rm
من هنا
http://afckar.com/stuff/audio/qran/1.ra
هذان الرابطان يوجد بهما صورة امرأة الرجاء من المشرف ازالتهما
ـ[ابو بلال]ــــــــ[31 - 01 - 08, 05:31 م]ـ
روابط جديدة بدلا من التى حذفت
سورة آل عمران كاملة
الجزء الأول
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/1.mp3
الجزء الثانى
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/2.mp3
سورة الأنفال كاملة
الجزء الأول
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/3.mp3
الجزء الثانى
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/4.mp3
سورة التوبة من الآية 1 الى 44
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/5.mp3
سورة التوبة من الآية 44 الى 100
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/6.mp3
جودة عالية لسورة آل عمران
140 ميجا
لن تندم إن حملتها
http://www.kalamullah.com/Quran/Abu%20Hajar/SurahImran.mp3
و لاتنسوا أبى هاجر العراقى من دعاؤكم ....
ـ[د. الياس]ــــــــ[31 - 01 - 08, 05:45 م]ـ
سيهزم الجمع ويولون الدبر
ـ[أبو عبيد محمد نجيب]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
رفع ((أعذب التلاوات للأسير أبو هاجر العراقي)) على أكثر من ثلاثة مواقع.
سورة الأنفال كاملة بصيغة Rm
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/alanfal.rm
أو
http://www.up1.ups7.com/file/3525/alanfal-rm.html
أو
http://www.aliveupload.net/file/2907/alanfal-rm.html
أو
http://www.uploading.com/files/65BZPA84/alanfal.rm.html
أو
http://rapidshare.com/files/90406561/alanfal.rm
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/8a61c4/b/5/h/658e41187680cd567447abac3545a352/j/0
أو
http://hera.zshare.net/download/12229f9c12a9157d806703862a9d85e6/1202567235/7349940/alanfal.rm
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?9b2b783990e4c35283eb2d1df99164c3
أو
http://www.megaupload.com/?d=STMN5
قال الشيخ الألباني :
5T
أو بصيغة Mp3
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/alanfal.mp3
أو
http://up1.ups7.com/file/3534/alanfal-mp3.html
أو
http://rapidshare.com/files/90411896/alanfal.mp3
أو
http://www.megaupload.com/?d=N5TO4B5E
أو
http://www.aliveupload.net/file/2908/alanfal-mp3.html
أو
http://www.uploading.com/files/WP83X1OL/alanfal.mp3.html
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/e16ba1/b/9/h/6f7b02a3f26e99c35eb7e6532fe0a2ba/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?09934200b19a4d2fbcf354063894b305
أو
http://cadmus.zshare.net/download/d985ecba93d8b84bcf5000adb24af027/1202568742/7350665/alanfal.mp3
سورة التوبة حتى الآية مائة بصيغة Rm
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/eltawba.rm
أو
http://up1.ups7.com/file/3537/eltawba-rm.html
أو
http://rapidshare.com/files/90415389/eltawba.rm
أو
http://www.megaupload.com/?d=9EU
قال الشيخ الألباني :
24WO
أو
http://www.aliveupload.net/file/2910/eltawba-rm.html
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/046976/b/4/h/d9951ba49f73b59302bf1fe3c02fd973/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?624bf672b5d0ef11b9a4b5d63ceba325
أو
http://cassandra.zshare.net/download/861814a51884c167c9ea8183e12025e1/1202569504/7350983/eltawba.rm
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=b5c278eaf4b9192778294efa30c9db69
أو بصيغة Mp3
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/eltawba.mp3
أو
http://up1.ups7.com/file/3540/eltawba-mp3.html
أو
http://www.aliveupload.net/file/2911/eltawba-mp3.html
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/356)
http://www.largerfiles.com/download.php?file=192244026799e993002cc8e8976b0216
أو
http://rapidshare.com/files/90420356/eltawba.mp3
أو
http://www.megaupload.com/?d=UUSE8QPH
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/a3e362/b/8/h/547089887e131e48a17d00d91bf7607c/j/0
أو
http://dl2.filesend.net/dl.php?7efc2b58ecaae0857324ecb4ef7a944b
أو
http://artemis.zshare.net/download/71d5428f77409697e75373a43ea4e6db/1202571267/7351902/eltawba.mp3
سورة آل عمران كاملة بصوت واضح بصيغة Rm
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/aalemran.rm
أو
http://up1.ups7.com/file/3542/aalemran-rm.html
أو
http://www.aliveupload.net/file/2912/aalemran-rm.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=3d6ce9bd66e79ade40b2473d79daa45e
أو
http://rapidshare.com/files/90569501/aalemran.rm
أو
http://www.megaupload.com/?d=G7GZ97PX
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/17c357/b/6/h/b2b0b455b09a9fcd0c0bd06cd0832222/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?e497af03f436b9c8271bd255258836e1
أو
http://ophion.zshare.net/download/470a4c37c1e982618b004d4ff94a05c0/1202618869/7371592/aalemran.rm
بصيغة Mp3
http://ia310917.us.archive.org/1/items/abohagr/aalemran.mp3
أو
http://up1.ups7.com/file/3643/aalemran-mp3.html
أو
http://aliveupload.net/file/2924/aalemran-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=17b6b5714448272f73b160419e611877
أو
http://rapidshare.com/files/90572317/aalemran.mp3
أو
http://www.megaupload.com/?d=D4ZT7Y71
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/9b7276/b/0/h/1d2397cd218a035c6953ea796336d89a/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?bd3b8c4f77becad52760a6ca631a5269
أو
http://eos.zshare.net/download/9d315e050ae86807ef34e11465ab161c/1202619702/7372044/aalemran.mp3
تم ولله الحمد رفع الروابط التي في المشاركة رقم 1.
يتبع برفع الروابط التي توجد في المشاركات الباقية،،،
ـ[أبو عبيد محمد نجيب]ــــــــ[11 - 02 - 08, 09:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
نستكمل بعون الله.
رفع ((التلاوات إن شاء الله بجودة أعلى فى الصوت خاصة سورتي الأنفال والتوبة)).
والتي توجد في المشاركة رقم 47
سورة آل عمران كاملة بصيغة Mp3 :
الجزء الأول:
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/1.mp3
أو
http://aliveupload.net/file/2949/1-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=737c9427079f14afa68d0092f04cab9d
أو
http://rapidshare.com/files/90664799/1.mp3
أو
http://www.megaupload.com/?d=RU04XT3I
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/95cf0e/b/2/h/9f992db2afe98cea3ae17b8967f7a662/j/0
أو
http://up1.ups7.com/file/3717/1-mp3.html
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?738caf003a10163ae4ad8da4eaaded9d
أو
http://cassandra.zshare.net/download/99c2c3d4aaa27540674c62295f144586/1202653550/7386855/1.mp3
الجزء الثاني:
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/2.mp3
أو
http://aliveupload.net/file/2950/2-mp3.html
أو
http://www.up1.ups7.com/file/3718/2-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=c2bcb278c89b02ef456502c4e0615da8
أو
http://rapidshare.com/files/90683837/2.mp3
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/9b670b/b/2/h/c8f732e3cc830d74e90380a3af41437a/j/0
أو
http://www.megaupload.com/?d=S7RN0V3A
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?989fa6d67278452c641fe7e99277f271
أو
http://eta.zshare.net/download/c9461ef3689020c18846e15be9494ec1/1202658439/7389558/2.mp3
سورة الأنفال كاملة بجودة أعلى
الجزء الأول:
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/3.mp3
أو
http://up1.ups7.com/file/3800/3-mp3.html
أو
http://www.aliveupload.net/file/2975/3-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=b8093551f9a8c8170359656d1f96ae3a
أو
http://rapidshare.com/files/90866057/3.mp3
أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/357)
http://www.megaupload.com/?d=URUO74F8
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/f587e8/b/1/h/8abed880fc71c50ef34f703b8629d4a7/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?06b81448e2bbb9a4282c998cc2a058cc
أو
http://gaia.zshare.net/download/19cb328a5c46ac148359bc27dab106c2/1202721203/7421502/3.mp3
الجزء الثاني:
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/4.mp3
أو
http://up1.ups7.com/file/3801/4-mp3.html
أو
http://www.aliveupload.net/file/2977/4-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=60e59c84c2f86f4aa58471c6f9baf601
أو
http://rapidshare.com/files/90867738/4.mp3
أو
http://www.megaupload.com/?d=0QXJ9UMW
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/c0c13d/b/0/h/f2bba9b6c09a8366a2131e1726cff79e/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?3e750a75f2dc2ffb5d5e924022774db5
أو
http://zeus.zshare.net/download/d76609124545cf8262489354c9386a30/1202721784/7421730/4.mp3
رفع (سورة التوبة من الآية 1 الى 44)
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/5.mp3
أو
http://up1.ups7.com/file/3804/5-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=8d06e432ab541d09df1592f6fb1c844b
أو
http://rapidshare.com/files/90879785/5.mp3
أو
http://www.megaupload.com/?d=IXC089HZ
أو
http://aliveupload.net/file/2982/5-mp3.html
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/1090bf/b/6/h/f1f048d47fcb014771906bffa81d4072/j/0
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?604b63bd84fa761edf7b1d753c4f72d0
أو
http://callisto.zshare.net/download/5699da26ea731c814dfe77df3b76395c/1202728190/7424361/5.mp3
رفع (سورة التوبة من الآية 44 الى 100)
http://ia341006.us.archive.org/2/items/lomnh/6.mp3
أو
http://aliveupload.net/file/2984/6-mp3.html
أو
http://www.largerfiles.com/download.php?file=e4892eb3bbbfaf26a9d821a069d82246
أو
http://rapidshare.com/files/90886905/6.mp3
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/61417a/b/9/h/49b60e09c7098fbe09c2d1b2757ba8d4/j/0
أو
http://up1.ups7.com/file/3806/6-mp3.html
أو
http://www.megaupload.com/?d=CJ31EP0Z
أو
http://dl3.filesend.net/dl.php?0d94efef938e5b3b1e30b3d7c42427f4
أو
http://hera.zshare.net/download/e802630fc5ae97d996622b744276f05f/1202729609/7424760/6.mp3
جودة عالية لسورة آل عمران
http://www.kalamullah.com/Quran/Abu%20Hajar/SurahImran.mp3
أو
http://www.up1.ups7.com/file/3703/SurahImran-mp3.html
أو
http://www.theonlinedatastorage.com/file/3192/SurahImran-mp3.html
أو
http://www.filefactory.com/dlf/f/b0a57d/b/0/h/98402125a096c57d2e94105ff6173bb0/j/0
تم بحمد الله،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،
ـ[ابو بلال]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:48 م]ـ
بارك الله فيك أخى الحبيب
ـ[أبو عبيد محمد نجيب]ــــــــ[14 - 02 - 08, 09:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الحبيب
وإياكم شيخنا أبا بلال،،،
ـ[أنس بن محمد عمرو بن عبداللطيف]ــــــــ[14 - 02 - 08, 07:34 م]ـ
فك الله أسره
و رفع مقامه
و كتب أجره
ـ[الشيشاني]ــــــــ[19 - 04 - 08, 10:03 م]ـ
روابط جديدة:
سورة آل عمران (جودة عالية - حجم كبير 144 ميجا) ( http://dinulislam.org/audio/quraan/aal-imran.mp3)
سورة الأنفال: الجزء الأول ( http://dinulislam.org/audio/quraan/al-anfaal-1.mp3) الجزء الثاني ( http://dinulislam.org/audio/quraan/al-anfaal-2.mp3)
سورة التوبة: الجزء الأول ( http://dinulislam.org/audio/quraan/at-tawbah-1-44.mp3) الجزء الثاني ( http://dinulislam.org/audio/quraan/at-tawbah-44-100.mp3)
ـ[د. الياس]ــــــــ[06 - 06 - 08, 10:47 م]ـ
جزاكم الله الجميع خيرا على هذه الجهود
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 01 - 09, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[ابو مريم السلفى]ــــــــ[17 - 01 - 09, 07:33 م]ـ
يرفع للافادة والاستمتاع بصوت الشيخ الخاشع
فلقد كثر القراء ولكن للاسف قراءة بلا خشوع
مجرد تزيين للاصوات وعدم تدبر او خشوع
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[18 - 01 - 09, 04:56 ص]ـ
اللهم اسالك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تفرج عن ابي هاجر يالله.
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[18 - 01 - 09, 08:07 ص]ـ
قراءة رائعة فعلًا
فاللهم فك أسره وثبته على دينه، اللهم آمين.
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[18 - 01 - 09, 08:08 ص]ـ
وبارك الله في صاحب الموضوع(4/358)
أرجو المساعدة عاجلا
ـ[إيثار]ــــــــ[27 - 01 - 07, 08:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا تم العثور على موضوع يُعالج في ضوء القرآن و الأيات التي ذكرته صراحة قليلة بيد أن الموضوع متشعب ومطروق في دفتي القرآن
فما هي الخطوات العملية والتنفيذية لوضع مخطط تام في ذلك
ـ[إيثار]ــــــــ[28 - 01 - 07, 06:24 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 01 - 07, 06:56 ص]ـ
عليك بالمعجمات المعاصرة لمعاني القرآن؛ مثل:
- (المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم) - إعداد محمد بسام رشدي الزين
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[28 - 01 - 07, 12:09 م]ـ
- (الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم) - عني بجمعه وتفصيله: محمد فارس بركات.
ـ[سامي بن عبدالله المزني]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:14 م]ـ
الفهرس الموضوعي لايات القران الكريم
ـ[سامي بن عبدالله المزني]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:15 م]ـ
محمد مصطفى محمد مؤلفه(4/359)
استمع للطفل الإيطالي يقرأ القرآن الكريم ببراءة الطفولة
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - 01 - 07, 07:05 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
الحمد لله الذي اعزدينه
هنا ( http://up.9q9q.net/up/index.php?f=ab7ed9ttp )
ـ[معتصم الحوراني]ــــــــ[31 - 01 - 07, 04:18 ص]ـ
ما شاء الله
ليت أبناءنا كذلك
ـ[أبوعمرو الدانى]ــــــــ[31 - 01 - 07, 04:45 ص]ـ
ما شاء الله لا قوه الا بالله
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 12:49 م]ـ
ما شاء الله
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 03:14 ص]ـ
ما شاء الله لا قوه الا بالله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - 02 - 07, 07:28 م]ـ
بارك الله فيكم(4/360)
برنامج رائع لتعلم أحكام التجويد
ـ[حاتم حمزة]ــــــــ[28 - 01 - 07, 05:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله
- " برنامج أحكام التجويد" برنامج تعليمي مجاني بشرط عدم بيعه أو المتاجرة به وعدم تغيير محتواه إلا بعد مراجعة مطور البرنامج.
- يمكنك هذا البرنامج من مراجعة مختلف أحكام التجويد بشكل ميسر.
- تم دعم مختلف الأبواب بالعديد من الأمثلة.
- يمكنك الاستماع إلى الأمثلة بصوت أحد القراء المعروفين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ الحذيفي، الشيخ المنشاوي، الشيخ عبد الباسط ...
- يتيح لك البرنامج إمكانية التدرب على كل مثال عن طريق تسجيل صوتك ثم الاستماع إلى التسجيل.
- هذا البرنامج لا يغني بحال عن التعلم مباشرة من القراء المتقنين والتلقي عنهم مشافهة.
- لكي تستفيد من كل وظائف البرنامج تحتاج إلى سماعات وميكروفين.
- ينصح للمبتدئ في علم التجويد الاطلاع على المداخل واتباع ترتيب الأبواب كما هو مبين في الفهرس.
لتحميل البرنامج اضغط هنا ( http://www.saaid.net/book/p/Tajweed.zip)
حجم البرنامج 11.4 MB
تم تحميل البرنامج من موقع صيد الفوائد.
و لا تنسوني من الدعاء و لمن قام بإعداد البرنامج.
أخوكم في الله
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[28 - 01 - 07, 07:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً والدال على الخير كفاعله
لاحرمنا الله الأجر جميعاً
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[28 - 01 - 07, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً والدال على الخير كفاعله
لاحرمنا الله الأجر جميعاً
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 01 - 07, 02:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[30 - 01 - 07, 02:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمدالبيطري]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و أرجو تثبيت هذا الموضوع(4/361)
الى أهل القراءات فى القاهرة
ـ[ابوسمية]ــــــــ[28 - 01 - 07, 10:55 م]ـ
من منكم يعرف فضيلة الشيخ /أحمد عبد الدايم
فليحدثنا عنه مكانته العلمية ومكانه وهل يأخذ أجرا ام لا؟؟؟؟؟؟؟(4/362)
ما رايكم فى كتاب قواعد التدبر الامثل للمي
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:50 ص]ـ
كتاب قواعد التدبر الامثل للميدانى
ـ[محمد بشري]ــــــــ[30 - 01 - 07, 01:58 ص]ـ
الكتاب من النفائس أخي الكريم.(4/363)
موقع رياض القرآن لتلاوات القرآن الكريم
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[30 - 01 - 07, 12:46 م]ـ
موقع رياض القرآن خاص بتلاوات القرآن الكريم و به الكثير من التلاوات العذبة أسأل الله أن ينفع به:
http://www.ryadh-quran.net/media/showcat-1-0.html
ـ[احمد محمد رضا]ــــــــ[30 - 01 - 07, 03:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:41 م]ـ
الحقيقة الموقع رائع جدا أسأل الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء
وجزاك الله خيرا أخي
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموقع ..
وإني لأعلم مدير هذا الموقع ...
شاب في ريعان شبابه تعجب من سمته وحسن خلقه ...
وقد لقي موقعه صدى واسعا، ولعل هذا من حسن نيته ..
بارك الله فيه ونفع به الإسلام والمسلمين ...
::::::::::::::::::::::::::
تحيتي/أبو عبدالعزيز
::::::::::::::::::::::::::
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 09:30 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
وقريبا إن شاء الله سينطلق موقع اسمه عالم القرآن الكريم - الموقع موجود الآن ولكن سيتم تغييره بالكامل - نسأل الله أن يجعل فيه الخير والفائدة للمسلمين
ـ[عبد الواحد أبو مهدي الأثري]ــــــــ[20 - 02 - 07, 09:16 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أريد منكم إخوتي المصحف بصوت الشيخ المظفر
جزاكم الله خيرا
ـ[اخت المحبه]ــــــــ[26 - 07 - 07, 03:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الشويلعي]ــــــــ[26 - 07 - 07, 03:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 07 - 07, 03:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[24 - 02 - 08, 02:16 م]ـ
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 02 - 08, 05:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/364)
تلاوة لسورة الأنعام للشيخ خالد المهنا رائعة جدا
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[30 - 01 - 07, 02:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة/
يسرني أن أقدم لكم هذه التلاوة الجميلة الرائعة لسورة الأنعام وهي للشيخ خالد بن سليمان المهنا
للتحميل/
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=37
أنصحكم بسماعها
لا حرمكم الله الأجر والمثوبة.
محبكم/
أبو عبدالله
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[14 - 02 - 10, 07:54 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، وكتب أجرك.
ـ[ياسر علي الفقيه الغامدي]ــــــــ[16 - 02 - 10, 03:37 م]ـ
جزاك الله كل خير ابا عبدالله
ونفع الله بك الاسلام والمسلمين
ابو محمد الفقيه
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 02 - 10, 09:17 ص]ـ
أستمع إليه الآن ..
ما شاء الله تعالى ..
قمة الروعة ..
ـ[أحمد بن بالخير]ــــــــ[28 - 02 - 10, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(4/365)
بعضهم يفتي لمن لا يعرف القراءة أن يتبع في المصحف
ـ[القرشي]ــــــــ[30 - 01 - 07, 07:52 م]ـ
إخواني الكرام
رأيت بعضهم يفتي لمن لا يعرف القراءة أن يتبع في المصحف ويمر أصبعه على أسطر الصفحات كلمة كلمة.
فما مشروعية ذلك؟
وما أصل ذلك؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:56 م]ـ
تقصد .. في الصلاة؟؟!
ـ[ابو رفيق]ــــــــ[27 - 02 - 07, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه و تعالى في محكم تنزيله .... و رتل القرءان ترتيلا ..... و سئل سيدنا على ابن ابي طالب عن الترتيل فقال .. هو تجويد الحروف و معرفة الوقوف ...... و نظم الامام ابن الجزري في ذالك
نظما بديعا فقال ... و الاخذ بالتجويد حتم لازم ............. من لم يجود القرءان اثم
لانه به الالاه انزل ............... و هكذا منه الينا وصل
و هو ايضا حلية التلاوة ................. و زينة الاداء و القراءة
فالقاعدة تقول .... لا بد من شيخ يريك شحوص العلم .... و الا فنصف العلم عندك ضائع
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(4/366)
خطأ فادح في القران بالجوال
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[31 - 01 - 07, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خطأ فادح في القران بالجوال
وتم التأكد من ذلك
خطأ في القران الذي يثبت على جهاز الجوال وعليك الإنتباه
قد يكون المبرمج على غير علم فانتبهوا وحذروا واحذروا
مع العلم ان الخطأ موجود في النسخ القديمة من الأصدار
ماعدا الأصدار
V0.96 ..
وأرجو أن تنقلوا هذا الخبر الى كل المنتديات بعد التاكد بنفسك اذا كنت تحمل البرنامج في جوالك
إلى كل المنتديات
وأرجو مسح كل القران اللي فيه الخطاء وان الخطاء في سورة النساء {الآية رقم 90}
والله اعلم
http://www.palintefada.com/upload/pic/QuranMistake.JPG
http://www.palintefada.com/upload/pic/QuranMistake.JPG
الخطاء كما هو واضح من الصوره على الرابط في المقطع} حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن
يُقَاتِلُونكُمْ {اضيف حرف ن الى} يُقَاتِلُوكُم {
اللهم اني قد بلغت فأشهد ....
نقلته بعد ان تأكدة بنفسي في جوالي
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:10 ص]ـ
الخطاء كما هو واضح من الصوره على الرابط في المقطع} حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن
يُقَاتِلُونكُمْ {اضيف حرف ن الى} يُقَاتِلُوكُم {
ـ[معتصم الحوراني]ــــــــ[31 - 01 - 07, 03:39 ص]ـ
بارك الله بك أستاذي
تم التأكد من الجوال واكتشاف الخطأ
وإن شاء الله سيتمّ تعميم الخبر
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:23 م]ـ
أخي الكريم:
عندي الإصدار 0.941 b وهذا الخطأ غير موجود فيه ولله الحمد
وجزاك الله خيرًا على التنبيه
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:31 م]ـ
الخطأ كان موجوداً في النسخ القديمة وبعد أن تم تنبيه المبرمج الذي عمل هذا البرنامج وهو الدكتور جلال المهتدي قام بتعديله وللعلم فإن بريد الدكتور جلال موجود في نفس البرنامج إذا ضغطت على الخيارات ستجد خياراً هو ( about) وسوف تجد بريد الدكتور فراسله عند وجود أي ملاحظة وستلاحظ أنه سيتجاوب معك سريعاً ..(4/367)
"مبادئ فهم القرآن" للشيخ عصام العويد
ـ[خالد العمري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 09:01 م]ـ
"مبادئ فهم القرآن"
"المراحل السبعة لطالب فهم القرآن"
رسالتان للشيخ /عصام بن صالح العويد , غير مطبوعة
شرحهما الشيخ على قناة المجد ,والشرح ولله الحمد مسجل في موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2390
وجدت الرسالة الأولى على الشبكة ,وجار البحث عن الأخرى
http://muslimuzbekistan.net/ar/islam/quran/article.php?ID=5174
ملف للتحميل
ـ[خالد العمري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 10:28 م]ـ
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (1)
الشيخ عصام بن صالح العويِّد
مقدّمة
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} و {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه،،، أما بعد:
يا أيها الإنسان! اسمع نداء رب الناس للناس:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس: 108]
في هذه الآيات الثلاثِ فقط؛ تجيء هذه الأوصاف العظام بأنه؛ هو البرهان، هو النور، هو الموعظة، هو الشفاء، هو الهدى، هو الرحمة، هو الحق!
فأين قلوب المؤمنين والمؤمنات عن كتاب ربهم؟!
لذا فهذه رسالة "مبادئ فهم القرآن"! وهي الرسالة الأولى ضمن مشروع (تقريب فهم القرآن)، كتبتها لعموم المسلمين، لكل قارئ للقرآن يلتمس منه الحياة والهداية، والعلم والنور، والانشراح والسعادة، والمفاز في الدنيا والآخرة، وهي تمثل "المستوى الأول" لمن أراد أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته!
وقد توخيت فيها الوضوح ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. فأسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يجعلها ذُخراً أفرح بها حين ألقاه.
تمهيد
تأملت في أحوال أمة القرآن؛ فوجدت أنهم في موقفهم من كتاب الله على أقسام ثلاثة؛
أ. قسم أعرض عن كتاب الله وهؤلاء خصماء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
وليس الحديث معهم في هذه الرسالة.
ب. قسم يتلو كتاب الله تعالى؛ لكنه لم يستشعر عظمته، ولم يدرك حقيقته، ولم يقف على سلطانه، ولم يدرِ أين إعجازه، ومن أجله كتبت هذه الرسالة.
ت. قسم يراجع كتب التفسير، وله همة في فهم كتاب الله، لكنه يشعر ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم، وهذا كتبت له رسالة "المراحل الثمان لطالب فهم القرآن".
وقد كتبت وأنا أقلب الفكر في هذا الأمر؛ أعجب –كما عجب أسلافنا- من مقولٍ بليغٍ لِعَرَبِيٍّ جاهليٍّ صنديدٍ عنيدٍ وهو يصف القرآن المجيد، يقول:
"والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه".
فلما قرأت قول بليغٍ أعجميٍّ فرنسيٍّ فيلسوفٍ ملحدٍ – وهو جوزيف آرنست رنان- زال واللهِ عجبي منهم، وبقي عجبي منّا، واسمع لما يقول:
"تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة، وما أكثر الكتب التي للزينة فقط، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائماً هو كتاب المسلمين القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات طالعت القرآن حيث إنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة، لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا غير، إذ إن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن".
أليست هي بنفسها مقولة الوليد بن المغيرة؟!
فما الذي جعل الوليد وجوزيف يتفقان على أن القرآن "يعلو ولا يعلى عليه"؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/368)
إنه قول الله جل جلاله: {وَإِنَّهُ فيِ أُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف:4].
وما أجمل قول الشاطبي –رحمه الله- واصفاً كتاب الله تعالى في ألفيته المشهورة:
وإن كتاب الله أوثق شافعٍ ... وأغنى غَنَاءٍ واهباً متفضلاً
وخير جليسٍ لا يُملُّ حديثُه ... وترداده يزداد فيه تجمّلاً
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يلقاه سناً متهلِّلاً
أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"من أراد العلم فليثوّر القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين".
قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه.
والعجيب أننا نؤمن جميعاً بأن هذا القرآن هو النور .. هو الروح .. هو الهدى .. هو الشفاء .. هو الفرقان ... جمع أنواع السلطان كلها، ثم بعد هذا كرّر النظر وأرجع البصر في حال أمة القرآن مع القرآن، فماذا عساك ترى؟! الأمر لا يحتاج إلى كثير بيان!!
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (2 (
[تساؤلات المقصّرين مع القرآن]
وهذه نصوص أسئلة تتابعت أذكرها كما هي، يقول أصحابها:
1. أنا أقرأ القرآن وأقرأ في كتب التفسير ولا أدرك هذا المعنى العظيم الذي تتحدثون عنه في آيات القرآن؟
2. عندي يقين تام بأن القرآن معجز لكن لا أدري أين هذا الإعجاز؟
3. لا أجد لذة عند قراءة القرآن؟
4. هل يمكن أن يحكمنا القرآن في كل قضايانا حتى الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية وغير ذلك؟
5. أخت داعية تسأل وتقول: ندعو الناس إلى الأنفع لهم أو إلى ما يرغبون فيه؟ هل نعلّم الناس الإيمان أو العاطفة؟
6. أخرى تقول: أليست دراستنا لعلم التوحيد أو الفقه أو الحديث هي المقصودة بتدبر القرآن؟
7. الأمة اختلفت في فهم القرآن كثيراً، أما تخشى من هذا؟
8. لماذا القرآن؟ مشكلات الأمة أهم .. السياسة أهم .. الفقه أهم .. الدعوة أهم .. الجهاد أهم .. الاقتصاد أهم ..
والجواب عن هذه كلّها هو جواب واحد: وهو عدم الفهم الحق لهذا القرآن المنزّل من لدن حكيم عليم؛
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6]
فلا بد من هذا الفهم – بقدر طاقتك – وإلا والرحمنِ الذي أنزل القرآن لن تبلغ مرادَك في الصلاح والإصلاح في الدنيا، ولا في الرفعة والدرجات في الآخرة!!
وأدلة ذلك مبسوطة ستأتي فيما نستقبل –بإذن الله-، ولكن أنبّه هنا أن الفهم الحق الذي لا بد منه نوعان:
1) فهم ذهني معرفي ..
2) فهم قلبي إيماني ..
والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة. قال الحسن البصري –رحمه الله-: "العلم علمان؛ 1 - علم في القلب، فذاك العلم النافع. 2 - وعلم في اللسان، فتلك حجة الله على خلقه".
فتنبه إلى ذلك –يا أخا القرآن- فإنه سورُ ما بين الفريقين. فإن قلت: فكيف تحقيق ذلك؟
فالجواب: باتباع منهج الذين قال الله عز وجلّ فيهم:
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} الآية [الفتح: 29].
وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم –كما في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا محيد ولا مناص من اتباع منهجهم في تعلمنا وتعليمنا للقرآن. فإن قلت: وهل خالفناهم في طريق تعلّمنا أو تعليمنا القرآن؟
فأقول: نعم –غفر الله لي ولك- قد فعلنا شيئاً من ذلك. فقد كان السلف –رحمهم الله- من عظيم فقههم يتعلمون الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن، يتعلمون صغار العلم قبل كباره، يمتثلون قبل أن يستكثروا.
فإن سألت: وكيف نسلك طريقهم؟
فالجواب: يا أخا القرآن، إنما رقمت هذه المراحل من أجل بيان ذلك، فخذها غُنمها وعلى كاتبها غُرمها ولا حول لي ولا قوة إلا بالله.
سلسلة مبادئ فهم القرآن (3) - المرحلة الأولى
مبادئ فهم القرآن
وهي على مراحل خمسة:
1 - لا بد من اليقين التام أنك مع القرآن حيٌّ وبدونه ميِّتٌ، معه مُبْصِر وبدونه أعمى، معه مهتدٍ وبدونه ضالٌّ!!
2 - الأصل في خطاب القرآن أنه موجّه إلى القلب
3 - كيف نقرأ القرآن؟
4 - بأي القرآن نبدأ؟
5 - كيف نستفيد من كتب التفسير؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/369)
المرحلة الأولى: لا بد من اليقين التام أنك مع القرآن حيٌّ وبدونه ميّت، مع القرآن مبصرٌ وبدونه أعمى، مع القرآن مهتدٍ وبدونه ضالٌّ!!
كل قارئ للقرآن لا بد له من هذا اليقين قبل قراءة آياته وسُوَرِه، ولذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكتب المنزّلة – سورة طه-:
{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123 - 124]
وأعظم الذِّكْرِ هو هذا الكتاب الخاتم!! فالقرآن هو الروح، وبدونه أنت ميّت؛
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]
والقرآن هو النور، وبدونه أنت أعمى؛
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174]
{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الرعد:19]
والقرآن هو الهدى، وبدونه أنت ضالٌّ؛
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس:108].
والحق هنا هو القرآن كما قاله ابن جرير وغيره، وكل ما عداه من الحق المبيّن للناس فإنه تابع له. ولذا كان وصف القرآن للمعرضين عنه في غاية الشدة من التنقص والذم. وخذ مثلاَ واحداَ على ذلك:
يقول الله سبحانه وتعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)} [المدثر].
فهل تأملت يا قارئ القرآن- بم وصف الله المعرضين عن القرآن؟
أرجو أن تأذن لي لأقرب لك الأمر قليلاً فأقول: "الحُمُر" جمع "حمار"، وهو معروف. "مستنفرة" هي الشديدة النِّفار، وهي الهاربة ذُعراً وخوفاً.
"القَسْوَرَة" هو الأسد أو الرامي ونحوهما. والمعنى: أن المعرض عن القرآن كأنه –عند ربه الذي خلقه- حمار! وليس هذا فقط، بل هو حمار هائج خائف مذعور! وصفٌ –واللهِ- مُخزٍ، أجارني الله وإياك من ذلك.
ولعلك تتأمل هذه الأوصاف التي وصف بها سبحانه وتعالى هذا الكلام الصادر منه جل وعلا، فقد وصف الله تعالى كتابه بأنه:
1) هو الحق؛ {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ} [فاطر:31].
2) الهدى؛ {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً} [الأعراف:52].
3) العلم؛ {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة:120].
4) البرهان؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [النساء:174].
5) المهيمن؛ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48].
6) البركة؛ {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} [ص:29].
7) الموعظة؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [يونس:57].
8) الشفاء؛ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82].
9) التذكرة؛ {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} [المدثر:49].
10) النور؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174].
11) الرحمة؛ {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً} [النحل:89].
12) الصِّدق؛ {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر:33].
13) المصدّق؛ {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [فاطر:31].
14) العليّ؛ {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4].
15) الكريم؛ {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة:77].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/370)
16) العزيز؛ {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت:41].
17) المجيد؛ {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ} [البروج:21].
18) الفرقان؛ {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1].
19) فيه بصائر؛ {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 20].
20) وأنه محكم؛ {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4].
21) وأنه مفصّل؛ {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت:3].
22) وأنه عَجَب؛ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا} [الجن:1].
23) وأنه بلاغُ؛ {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء:106].
24) وأنه بشير ونذير؛ {بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [فصلت:4].
25) وأنه بيان وتبيان؛ {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 138]، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89].
أما تكفي هذه الأوصاف لندرك ما الذي نجنيه على أنفسنا بابتعادنا عن القرآن؟!
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (4) – المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجّه إلى القلب
القلب أمره جلل وهو سرّ من أسرار الله في الأرض كما قال القائل:
للقلب سرّ ليس يعرف قدره ... إلا الذي آتاه للإنسان
ولذا في هذه الشريعة الخاتم جاء التعظيم لشأن هذه الجارحة كثيراً، ولو لم يأت إلا ما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" لكان كافياً.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فالمقصود تقوى القلوب لله، وهو عبادتها له وحده دون ما سواه بغاية العبودية له، والعبودية فيها غاية المحبة وغاية الذل والإخلاص، وهذه ملة إبراهيم الخليل، وهذا كله مما يبين أن عبادة القلوب هي الأصل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجسد مضغة ... " الحديث.
ورحم الله ابن القيم إذ يقول في نونيته:
قطع المسافة بالقلوب إليه [أي: إلى الله] لا ... بالسير فوق مقاعد الركبان
وما أشبعَ كلمات أحمد بن خضرويه حين قال: "القلوب أوعية فإذا امتلأت من الحق؛ أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح، وإذا امتلأت من الباطل؛ أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح.
وقد وُصفت قراءة الفضيل بن عياض –رحمه الله- فقيل: "كانت قراءته للقرآن قراءةً حزينة شهية مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً".
ومما يبين أن القلب هو المخاطب بدءاً بالقرآن أمورٌ منها:
أولاً: أن القرآن نزل أولاً على القلب؛
يقول الله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين} [سورة الشعراء].
فقال {عَلَى قَلْبِكَ} ولم يقل على سمعك أو بصرك أو ذهنك ونحو ذلك، بل: {عَلَى قَلْبِكَ}، وهذا ظاهر الدلالة.
ويقول تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُواً لِجِبْرِيلَ فَإِنّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة:97].
فأول جارحة تخاطب بهذا القرآن هي القلب، فإن أنصت القلب أنصتت تبعاً له بقية الجوارح، وإن أعرض كانت كالرعية بلا راعٍ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في التحفة العراقية (1/ 42) -بعد كلام له طويل عن أحوال القلب-:
"وهذا الذي ذكرنا مما يبين أن أصل الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها".
ولذا هُيِّئَ قلب النبي صلى الله عليه وسلم لتلقي القرآن قبل نزوله عليه فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغِلمان فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه فاستخرج القلبَ فاستخرج منه علقةً فقال: "هذا حظ الشيطان منكَ ... ". رواه مسلم وللبخاري نحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/371)
وقد وصف الصحابة حال قلوبهم أوّل سماعهم للقرآن، ففي الصحيحين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خُلِقوا من غير شيء أم هم الخالقون (35) أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون (36) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون}، قال جبير رضي الله عنه: "كاد قلبي أن يطير".
وجاء عن السلف مثل ذلك في أول سماع بالقلب للقرآن:
فعن يونس البلخي قال: "كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركّضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون:115]، اتق الله! عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عن دابته وأخذ في عمل الآخرة". [مسند إبراهيم بن أدهم: 1/ 18].
وقال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} [الحديد:16]. فقال: يا رب قد آن، فرجع، فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمّنهم، وجاور بالحرم حتى مات [تاريخ الإسلام:12/ 334].
سلسلة مبادئ فهم القرآن (5) تتمة المرحلة الثانية: كثرة تكرار لفظ القلب في القرآن
الأمر الثاني مما يبين أن القلب هو المخاطب بالقرآن: كثرة تكرار لفظ القلب بالقرآن، بل أسند إليه في الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح.
لفظ القلب والفؤاد والصدر في القرآن تكرر كثيراً، وأسند إليه في تلك الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح. وقد وقفت –ولم أستقص- على أربعين وصفاً أسنده القرآن إلى القلب. وهي أوصاف جليلة الأثر، أسوقها من أجل أمر واحد فقط؛ وهو أن الوقوف عليها مجتمعة يوقظ الفؤاد لهذا الأمر الجلل، أما الإحاطة بعلم هذه الأوصاف ودلالاتها فهو فيما نستقبل إن شاء الله، وأذكر معها شاهداً واحداً من القرآن.
فمن هذه الأوصاف:
1) وصف التقوى؛ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]
2) الخشوع؛ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية [الحديد:16].
3) الهداية؛ {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن:11].
4) الرأفة والرحمة؛ {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً} الآية [الحديد:27].
5) الألفة؛ {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} الآية [الأنفال؛62].
6) الانشراح؛ {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} الآية [الزمر:22].
7) السلامة؛ {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:89].
8) الإنابة؛ {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق:33].
9) الطهارة؛ {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} الآية [المائدة:41].
10) الربط؛ {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال:11].
11) العقل؛ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} الآية [الحج:46].
12) الاطمئنان؛ {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
13) الإخبات؛ {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} الآية [الحج:54].
14) تزيين الإيمان؛ {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} الآية [الحجرات: 7] ز
15) إنزال السكينة؛ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} الآية [الفتح:4].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/372)
16) الكسب؛ {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة:225].
17) الرّان؛ {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:14].
18) الغفلة؛ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} الآية [الكهف:28].
19) المرض؛ {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} الآية [البقرة:10].
20) الختم؛ {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:7].
21) الرُّعب؛ {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الآية [آل عمران:151].
22) الزيغ؛ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} الآية [آل عمران:8].
23) العَمى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].
24) التقلّب؛ {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} الآية [الأنعام:110].
25) الاشمئزاز؛ {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ} الآية [الزمر:45].
26) القُفل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].
27) ضعف الإيمان؛ {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} الآية [الحجرات:14].
28) الطبع؛ {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر:35].
29) الوَجَل؛ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية [الأنفال:2].
30) الرّيب؛ {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة:45].
31) القسوة؛ {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:43].
32) الغيظ؛ {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:15].
33) اللهو؛ {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} الآية [الأنبياء:3].
34) الكفر؛ {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل:106].
35) النفاق؛ {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة:77].
36) الغِلّ؛ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47].
37) الكِبر؛ {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} الآية [غافر:56].
38) الوسوسة؛ {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس:5].
39) الحسرة؛ {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} الآية [آل عمران:156].
40) عدم الفقه؛ {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الآية [الأعراف:179].
يا أخا القرآن! هذه أربعون وصفاً، أربعة منها تكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فكرّر النظر فيها – ثانية وثالثة – وتفكر في هذا الارتباط الوثيق والميثاق الغليظ بين القرآن والقلب، ثم تأمل في أثر ذلك على قلبك!
سلسلة مبادئ فهم القرآن (6): تكملة المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن: أنه موجه إلى القلب
الأمر الثالث مما بين أن القلب هو المخاطب بالقرآن: أن أعظم أثر للقرآن إنما هو في القلب:
فأعظم ما يحدثه الإقبال على القرآن هو حياة القلب وصلاحه، وأعظم داء يصاب به المعرض عن القرآن هو موت القلب وقسوته!
ولذا قُصرت الذكرى على من كان له قلب أو اجتهد في إحضار قلبه مع القرآن، كما قال تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/373)
{إِنَّ فيِ ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
وقد نبّه سبحانه وتعالى على عظم أثر الإعراض عن القرآن وأن ذلك يَحرم القلبَ من أنوار الوحي،
فقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]
وقال الإمام عبد الأعلى التميمي في قوله تعالى:
{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذاَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَان سُجَّداً} [الإسراء:107].
قال: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لَخليقٌ أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه لأن الله نعت أهل العلم فقال: {يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً}.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن هذه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره".
واشتهر عن السلف قولهم: "إنما العلم الخشية".
وقال الحسن في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فيِ صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49].
قال: " {بل هو آيات بينات} هو القرآن، {في صدور الذين أوتوا العلم} يعني المؤمنين".
قال ابن كثير رحمه الله:"لأنه محفوظ في الصدور ميسّر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظاً ومعنىً" [تفسير ابن كثير: 3/ 418].
وفي مرسل الحسن رضي الله عنه قال:
"العلم علمان: (1) علم في القلب فذاك العلم النافعـ (2) وعلم على اللسان فتلك حجة الله على خلقه".
فليس العلم ولا الإيمان عندهم بكثرة القراءة، بل بخشوع القلب وخشيته.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التقوى ها هنا" وأشار إلى صدره ثلاث مرات".
والنصوص في الباب كثيرة، لكني أذكر بعض البيان العملي للرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعض أتباعه –رضي الله عنهم-.
ففي السنن عن عبد الله بن الشخِّير رضي الله عنه قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المِرْجَلِ من البكاء" [صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: إسناده قوي].
وثبت عند أحمد والنسائي والحاكم وصححاه وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه ابن القيم من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه رضي الله عنه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118].
وفي الدرّ المنثور عند تفسير قوله تعالى: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} الآية [الأعراف:50] أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه شرب ماءً بارداً فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "ذكرت آية في كتاب الله {وحِيلَ بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ:54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عزّ وجلّ: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله} الآية. [تفسير الدر المنثور 2/ 239].
وفي صفة الصفوة عن سعد بن زنبور رحمه الله تعالى قال: كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنّا عليه فلم يؤذن لنا، فقيل لنا: إنه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن، قال: وكان معنا رجا مؤذن –وكان صيّتاً- فقلنا له: اقرأ {ألهاكم التكاثر} ورفع بها صوته، فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بَلَّ لحيته بالدموع، وأنشأ يقول:
بلغتُ الثمانين أو جزتُها ... فماذا أؤمل أو أنتظر؟!
أتى لِي ثَمانون من مولدي ... وبعد الثمانين ما ينتَظر
علتني السنون فأبلينني ... ....................
قال: ثم خنقته العَبرة، وكان معنا علي بن خشرَم فأتمه لنا فقال:
عَلتني السنون فأبلينني ... فرقّت عظامي وكَلَّ البصر
[راجع كتاب صفة الصفوة؛ 2/ 239]
الأمر الرابع: المقصود الأعظم من القرآن هو تدبر القلب له؛
قال الإمام السيوطي في "الإتقان": "وتُسَنّ القراءة بالتدبّر والتفهم، فهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب.
وقد أبان الله سبحانه وتعالى عن الحكمة من تنزيل هذا الكتاب فقال:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ} [ص:29]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/374)
واللام في قوله {ليدبروا} هي لام العلة فهو لن يكون مباركاً مباركة تامة إلا بالتدبر. وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]
فإما التدبر أو الأقفال – وليس قفلاً واحداً- على القلب!
هما طريقان ما للمرء غيرهما ... فانظر لنفسك ماذا أنت تختار
ولذا ذم النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ بعض الآيات ولو يتفكر بقلبه، فثبت عند ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أنزلت علي الليلة آيات؛ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها:
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} الآيات من آخر سورة آل عمران.
ولعلنا لا نحصي كم سمعنا وقرأنا هذه الآيات، لكن لو تأملنا مليّاً قوله صلى الله عليه وسلم: "ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها" لتغيّر الحال، والله المستعان.
وهذا ريحانة القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنُ مسعود رضي الله عنه يقول عن القرآن: "قفوا عند عجائبه وحرّكوا به القلوب! ولا يكن هم أحدكم آخر السورة".
وأختم بمحكم من القول للإمام محمد بن الحسين الآجري رحمه الله يقول فيه:"والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من كثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك، والسنة وأقوال أئمة المسلمين.
ولذا في مثل هذه المواطن استوقف النفس وحاسبها، وانظر في حال السلف مع القرآن، ثم في حالها هي مع القرآن، قِسْ هذا إلى ذاك وقارِنْ بين الحالين، ثم اختر لنفسك، وفّقك الله لصلاح قلبك.
فيا أخا القرآن؛ إذا أردت أن تفتح صفحات هذا القرآن المجيد؛ فقبل هذا تفقّدْ قلبَك هل فتحت صفحاته أيضاً؟ أم على قلوب أقفالها؟
وفقّك الله لهداه!
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" –الحلقة (7): المرحلة الثالثة: كيف نقرأ القرآن؟
من عظيم شأن القرآن عند الذي تكلم به سبحانه؛ أن كيفية القراءة لم تترك لنا، بل جاء القرآن بالكيفية التي تكون عليها قراءته، ومن ذلك:
قوله تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} [الإسراء:106].
وهو أمر بالمكث وترك العجلة عند القراءة، فعن مجاهد بن جبر –رحمه الله تعالى- سئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة، وقيامهما واحد، وركوعهما وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد؛ أيهما أفضل؟
قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل، ثم قرأ: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}.
فهلاّ استوقفت قلوبَنا أمثال هذه الفتاوى من هؤلاء الأئمة وأيقظتها من غفلتها؟
وقال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً} [المزمّل:4].
قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: "يقرأ آيتين، ثلاثة، ثم يقطع، لا يُهَذرِم".
وقال مجاهد: "ترسّلْ فيها ترسّلاً". وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر؛
ففي صحيح البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أنه سئل عن قراءة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: "كانت مدّاً" ثم قرأ {بسم الله الرحم الرحيم} يمد "الله"، ويمد "الرحمن" ويمد "الرحيم".
وروى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بأنها "قراءة مفسّرة حرفاً حرفاً" [1]. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وقال قتادة: "بلغنا أن عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المدّ".
ومن الأدلة على كيفية القراءة قوله تعالى في سورة القيامة:
{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:16 - 19].
هذه الآيات سبب نزولها معروف، لكنها جاءت في سياق الكلام عن القيامة، فالسباق في يوم القيامة وأهواله وحال الإنسان فيه، واللحاق في العاجلة والآخرة والموت والبعث، فلأي شيء جاءت هذه الآيات الأربع في هذا السياق؟
إنه النهي عن العجلة في القراءة وتحريك اللسان بها سريعاً، خصوصاً في مثل هذه الآيات العظيمات عن مقدمات القيامة وأهوالها.
وأما الآثار عن السلف؛ ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/375)
"هذّاً كهذّ الشعر؟! إن قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع! ".
وقال ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى:
"سافرت مع ابن عباس رضي الله عنهما فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً".
وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري:"ما رأيت أحداً أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل! كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسّلة كأنه يخاطب إنساناً".
فيا أخا القرآن! هكذا ينبغي أن تكون كيفية قراءتنا لهذا القرآن العظيم حزينةً شهيةً بطيئةً مترسّلةً! وفقك الله لهداه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
[1] وأما لفظ "كان يقطع قراءته آية آية" فلا يثبت بل هو مرسل، كما أشار إلى ذلك الترمذي وغيره. والفرق بينهما ظاهر من جهة المعنى، وهذا اللفظ هو عمدة من استحب الوقوف على رؤوس الآي في كل حال دوم مراعاة المعنى، وهو قول مرجوح.
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" – الحلقة (8) – المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟
هذه مسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من أهل القرآن وجه الصواب فيها، فوقعوا في خلاف منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه رضي الله عنهم. ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاًً قبل تعليم الأحكام، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم "العالم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره".
وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة:
• فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا" [1].
• وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان".
• وعنه رضي الله عنه قال: "لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه" [2].
• وفي لفظ عنه رضي الله عنه قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم، ورزقوا علماً به وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي والعجمي لا يعلمون منه شيئاً" [3].
• وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة" متفق عليه. قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب الرجال" [4].
ويقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام ماتع له في بيان حقائق الدين، ويستشهد لذلك بآيات من كتاب الله، منها:
1. قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [سورة هود، الآية:17].فالبينةمن الله هي الإيمان, والذي يتلوه هو شاهد القرآن.
2 وقوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [سورة النور، الآية:35] النور الأول هو نور الإيمان والذي يأتي بعده هو نور القرآن.
يقول رحمه الله: "فتبين أن قوله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} يعني: هدى الإيمان، {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} أي: من الله، يعني القرآن؛ شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه وقال: {وَيَتْلُوهُ} لأن الإيمان هو المقصود، لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/376)
قال: ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة، والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق، كما في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ... " الحديث [5].
وقال رحمه الله: "وقال بعضهم في قوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}: نور القرآن على نور الإيمان، كما قال تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [سورة الشورى، الآية: 52]. وقال السدي في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}؛ نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه".
وقال: "ولهذا دخل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"؛ تعليم حروفه ومعانيه جميعاً، بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي يزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما – رضي الله عنهم -: "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وإنكم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان" [6].
فإن سألت: ما الإيمان الذي نتعلمه أولاً قبل الأحكام؟
فالجواب: هو أوائل ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو أوائل ما نزل من القرآن. فالإيمان الذي تكرر ذكره والتأكيد عليه في ابتداء دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو ثلاثة أقسام: الأول: الإيمان بالله (بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته).
الثاني: الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم.
الثالث: الإيمان بالبعث لليوم الآخر.
فإن قيل: وكيف نتعلم هذا الإيمان؟
الجواب: نتعلمه من طريقين: الأول: بالتفكر في آيات الله المرئية، وهذا له محلُّ آخر غير هذه الرسالة.
الثاني: بالتفكر في أوائل ما نزل من الآيات المتلوّة، التي غرست الإيمان كالجبال في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جمعهما الله عز وجل في أوّل ما نزّل على نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
فجمع له بين القراءة باسم الله وبين التذكير بنعم الرب على عباده.
فإن قلت: قد قرأنا أوائل ما نزل بل وحفظناه ولم نر أثر ذلك في إيماننا.
فالجواب –يا أخا القرآن-؛ أننا لم نأخذ القرآن كما أخذوه رضي الله عنهم.
فإن سألت عن أخذهم للقرآن فأقول:
اعلم –وفّقك الله لهداه-؛ إن القرآن تنزيل رب العالمين، وهو كتاب عظيم كما قال جل وعلا: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} [ص:67]، وثقيلٌ كما قال: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل:5]، بل بلغ الغاية في الإعجاز والتأثير كما قال: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} أي: لكان هذا القرآن! قاله قتادة والفراء وابن قتيبة وابن عطية وابن كثير والسّعدي وغيرهم [7].
وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المسألة، وهذا مالك يُسأل عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: غنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قول الله جل ثناؤه: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}؟!
ولذا كانوا يأمرون بأن يؤخذ القرآن كما نزل متدرجاً، ويحذرون من ضده أشد التحذير لأمور، منها:
1) لأن ذلك لا يستطاع أبداً لعظم القرآن وثقله كما سبق
2) ولأن أخذه كما نزل يثبت الفؤاد كما قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} [الفرقان:32].
3) ولأن أخذه متدرجاً يوطّن النفس على قبول ما يأتي بعد الآيات الأول من الشرائع والحلال والحرام، كما أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/377)
"إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع شرب الخمر، ولو نزل أول شيء "لا تزنوا" لقالوا: لا ندع الزنا، وإنه أنزلت {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده".
وهذا الوصف منها رضي الله عنها لبيان أثر المنهج الذي تنزّل به القرآن من أعظم ما يكون خطراً على من خالفه ولم يلتفت إليه، فإن قولها رضي الله عنها: ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع شرب الخمر ... " بيان لحال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نهي الله ورسوله، فالآمر هو الله والمبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمأمور أصحاب رسول الله رضي الله عنهم، ثم بعد هذا – لو أن منهج التدرج في تنزّل القرآن خُولف – يكون الرد "لا ندع شرب الخمر، لا ندع الزنا".
فما بالك بجواب غيرهم من بقية الأمة حين يقال لهم أولاً "لا تشربوا الخمر، لا تزنوا، لا تفعلوا كذا وكذا"؟
الجواب: نراه عياناً بياناً في موقف الأمة من أوامر ربها وأوامر رسولها صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا ليس هو السبب الأوحد، لكنه سبب رئيس لا بد من التفطن له.
فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلم وعلّم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه القرآن؟
الجواب: هو البدء بالمفصل أولاً، وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت: "إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار"، وحين قالت: "وإنه أنزلت {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده".
وهذا هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم.
[1] أخرجه ابن ماجه وغيره، قال في مصباح الزجاجة: "هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" (1/ 12).
[2] أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ورواه البيهقي (3/ 120) والطبراني في الأوسط وقال الهيثمي "رجاله رجال الصحيح" (مجمع الزوائد:2/ 165).
[3] ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (5/ 332)، وفي بيان تلبيس الجهمية (2/ 403).
[4] مجموع الفتاوى (12/ 249).
[5] مجموع الفتاوى: (15/ 71).
[6] الفتاوى الكبرى (1/ 381).
[7] يُنظر: زاد المسير (4/ 330)، والمحرر الوجيز (3/ 313)، وتفسير ابن كثير (2/ 516)، وتفسير السعدي (1/ 418) وغيرها.
سلسلة مبادئ فهم القرآن – الحلقة (9) – تتمة المرحلة الرابعة مع المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟
فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلّم وعلّم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه القرآن؟
فالجواب: هو البدء بالمفصّل أولاً، وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت:
"إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار".
وحين قالت: "وإنه أنزلت: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده". وهذا هو منهج الصحابة رضي الله عنهم.
ففي مصنف عبد الرزاق: أن عمر كان لا يأمر بنيه بتعليم القرآن ويقول: إن كان أحد منكم متعلماً فليتعلم من المفصل فإنه أيسر. [3/ 381].
وفي صحيح البخاري: باب تعليم الصبيان القرآن؛ عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم، قال: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل.
وقال رضي الله عنهما: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم. [4/ 1922].
فابن عباس رضي الله عنهما حين بدأ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالمفصل المحكم.
فالبدء بالمفصل له ميزات عدّة منها ما يلي:
أولاً: أنه هو الذي يغرس الإيمان في القلب كأمثال الجبال.
وهذا هو الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت: "لقد نزلت أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/378)
فسور المفصل هي التي تجعل القلب يثوب ويطمئن بالإيمان فإذا جاء الحلال والحرام بعد ذلك كان السمع والطاعة لرب العالمين ولرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.
وبين أيدينا شاهد حي لا يغيب و هم: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين حين زكّت نفوسهم هذه الآيات العظيمة من هذا الكتاب العظيم حتى أصبح الإيمان في قلوبهم كالجبال الرواسي.
وتأمل معي هذه السور التي هي من أوائل ما نزل من القرآن باتفاق أهل التفسير؛ تأملها سورة سورة ولا تعجل –شرح الله صدرك بكتابه-؛
1 - سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
2 - سورة {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}
3 - سورة {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}
4 - سورة {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}
5 - سورة {وَالضُّحَى}
6 - سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
7 - سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
8 - سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
9 - سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}
10 - سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}
11 - سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}
12 - سورة {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}
13 - سورة {الْقَارِعَةُ}
14 - سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}
15 - سورة {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} وغيرها.
فتأمل ما الذي تغرسه هذه السور ي القلب لو قرأناها وفهمناها كما يريده الله منّا؟
الأمر عظيم جليل فتدبر فيما نزلت –وفقك الله لهداه-!
ومما ينبغي التنبيه عليه في مثل هذا الموطن أن حزب المفصل من كتاب الله تعالى جاء لتقرير ثلاث حقائق:
1) توحيد الله في ربوبيته وألوهيته
2) إثبات البعث والدار الآخرة
3) الأمر بمكارم الأخلاق
وبيان هذا وذكر أدلته من الكتاب والسنة ثم من كلام أهل العلم ليس هذا محله، وإنما أردت الإشارة إليه، لعل قارئ المفصل يفيد منه حين تدبره لهذا الحزب من القرآن.
ثانياً: أنه أيسر في الفهم، لأنه محكم ليس فيه متشابه إلا ما ندر.
وقد سبق قول عمر رضي الله عنه: "إن كان أحد منكم متعلماً فليتعلم من المفصل فإنه أيسر".
وقول ابن عباس رضي الله عنهما: "جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: وما المحكم؟ قال: المفصل، فهو محكم ظاهر، بخلاف غيره من القرآن ففيه متشابه.
وأخرج الدارمي وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
"إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً وإن لباب القرآن المفصل".
أفيبتغى الوصول للسنام قبل اللباب الميسّر؟!
المرحلة الخامسة:
كيف نستفيد من كتب التفسير؟
كتب التفسير المناسبة لهذا المستوى كثيرة، منها:
1. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، للشيخ المباركفوري.
2. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ العلامة السعدي.
3. زبدة التفسير من تفسير فتح القدير، للشيخ د. محمد بن سليمان الأشقر.
4. التفسير الوجيز للدكتور وهبة الزحيليي، ومعه أسباب النزول وقواعد الترتيل.
5. أيسر التفاسير، للشيخ أبي بكر الجزائري.
والذي أراه لعموم المسلمين أن يجمعوا بين كتابين هما:
- المصباح المنير، وهو تفسير مختصر يعتني بالآثار ويرتبها، وهو يفيد في بيان معنى الكلمة عند السلف، رضوان الله عليهم أجمعين. فإن كان المصباح المنير فيه عُسرٌ فـ"زبدة التفسير" للشيخ محمد الأشقر فيه نفع كبير.
- تيسر الكريم الرحمن، للشيخ السعدي، لأنه يعتني بالمعاني العامة، وبمسائل الإيمان والتربية ونحو ذلك. ويصرّح بالعقيدة الصحيحة وينبه على مخالفة المخالفين لها، وغيري ذلك مما يحتاجه عموم المسلمين.
فيقرأ أولاً في "المصباح المنير" أو "زبدة التفسير" فيأخذ معاني الكلمات ثم في تفسير السعدي فيأخذ المعاني العامة.
فإن شق على أحدٍ الجمع بين كتابين فعليه بكتاب "أيسر التفاسير" فإنه جمع بين بيان اللفظ والمعنى، وإن كان دون ما تقدم في التحرير لكنه مفيد، وقد نفع الله به في مشارق الأرض ومغاربها.
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (10): خاتمة مهمة: العناية بالاستشهاد بقصص الأئمة مع القرآن
هذه خاتمة تتعلق بالعناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن ثم الاستشهاد بها في محلّها من التفسير
وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من مُلَح التفسير لا من متينه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/379)
أختم هذه المراحل بلطيفة مؤثرة في المتلقي اعتنى بها أهل التفسير بالمأثور، وهي ذكر ما يحضرهم من أخبار وقصص العلماء والصالحين سلفاً وخلفاً المتعلقة بالآية المفسَّرة في محلِّها من التفسير، لا على سبيل الاستقصاء وإنما متى خال له أن في ذلك فائدة إما في إحقاق حق أو ردع مبطل، وإما تأثراً وخشية أو إنابة وتوبة، أو تزكية وتربية، أو تفقهاً واستنباطاً ونحو ذلك كثير، ثم يذكرها مع الآية التي وردت القصة فيها.
وهذا النوع من البيان العملي له أثره البالغ في زيادة الإيمان، وفي التهذيب والتربية، وفي الجدال والإقناع ونحو ذلك.
لذا أذكر بعضاً مما وقفت في هذا المعنى:
1) في سورة البقرة:- أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تعلم عمر رضي الله عنه سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً.
- وذكر مالك في الموطأ أنه بلغه أن ابن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها.
- وعن مجاهد أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء؟ فقال: "الذي قرأ البقرة وحدها أفضل. (هذا في بيان فضل التدبر على الإكثار من القراءة).
2) في سورة النساء: ـ في قوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} الآية [النساء:140]؛ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن عمر بن عبد العزيز بأنه رفع إليه قومٌ يشربون الخمر وكان فيهم جليس لهم صائم، فقال: "ابدؤوا به في الجلد! ألم تسمع الله يقول: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ}؟! ".
3) في سورة الأعراف:- ذكر الإمام السيوطي في الدر المنثور عند قوله تعالى: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} الآية [الأعراف:50]؛ قال عقيل بن شهر الرياحي: شرب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ:54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عز وجل {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أو مما رزقكم الله}.
- ما ذكره ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:80] قال ابن كثير: قال الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي –باني جامع دمشق-: "لو لا أن الله عز وجل قص علينا خبر قوم لوط ما ظننت أن ذكراً يعلو ذكراً! ".
4) في سورة يوسف:- في قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف:84]؛ عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئاً لم تعطه الأنبياء من قبلهم – يعني قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:156]. قال: "ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}! ".
- ومن جميل ما يذكر: أن الشيخ محمد رشيد رضا –رحمه الله- قد توفي عند تفسيره أواخر سورة يوسف لقوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.
5) في سورة النحل:- ما ذكره البغوي في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]. قال البغوي رحمه الله: وعن عكرمة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الوليد بن المغيرة قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية، فقال له الوليد: يا ابن أخي، أَعِد؟ فأعاد عليه، فقال: "إن له والله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/380)
6) في سورة المؤمنون:- عن يونس البلخي قال: كان إبراهيم بن أدهم -من الأشراف- وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يُركِّضه إذا هو بصوت من فوقه: "يا إبراهيم! ما هذا العبث؟! {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}؟! [المؤمنون:115] اتق الله! عليك بالزاد ليوم الفاقة! "، فنزل من دابته وأخذ في عمل الآخرة.
- وفي الطبقات لابن سعد (7/ 164) وغيره عن الحسن البصري رحم الله قال: إن الحَجاج من عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بسيوفكم! ولكن عليكم بالاستعانة والتضرع، فإنه تعالى يقول: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76].
سلسلة مبادئ فهم القرآن – الحلقة الأخيرة: تكملة الخاتمة في أهمية الاعتناء بقصص الأئمة مع القرآن
7) في سورة العنكبوت: قال ميمون بن مهران رحمه الله: ما أتي قوم في ناديهم المنكر إلا حق هلاكهم (البداية والنهاية:9/ 318). يشير إلى قوله عز وجل: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} إلى قوله: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [العنكبوت:29 - 31]. وفي الحديث المتفق على صحته: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
8) وفي سورة يس: في البداية والنهاية للإمام ابن كثير رحمه الله أن ميمون بن مهران رحمه الله قرأ قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس:59] فبكى طويلاً ثم قال: "ما سمع الخلائق بنعت قط أشد منه! "
9) وفي سورة الزمر: كان الضحاك رحمه الله إذا تلا قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر:16] رددها إلى السحر.
10) وفي سورة الجاثية: أخرج ابن المبارك وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الضحى قال: "قرأ تميم الداري رضي الله عنه سورة الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:21] لم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام" [13/ 357].
11) وفي سورة الطور؛- ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور:7]؛ "أن عمر رضي الله عنه خرج يعس المدينة ليلة فمرّ بدار رجل من المسلمين فوافقه قائماً يصلي فوقف يستمع قراءته، فقرأ {وَالطّورِ} حتى بلغ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ}، فقال عمر رضي الله عنه: "قسمٌ ورب الكعبة حق"، فنزل عن حماره واستند إلى حائط فمكث ملياً ثم رجع إلى منزله فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه.
- وعن الحسن أن عمر رضي الله عنه قرأ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوماً. [4/ 241].
- وعن عبادة بن حمزة رحمه الله قال: دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27] فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها.
- وفي تاريخ بغداد: قال زائدة رحمه الله: صليت مع أبي حنيفة رحمه الله في مسجده عشاء الآخرة وخرج الناس ولم يعلم أني في المسجد وأردت أن أسأله عن مسألة من حيث لا يراني أحد، قال: فقام فقرأ وقد افتتح الصلاة حتى بلغ إلى هذه الآية {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} فأقمت في المسجد أنتظر فراغه، فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر. [13/ 357].
- وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} كاد قلبي أن يطير! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/381)
12) وفي سورة القمر:- قال القاسم بن معين رحمه الله: "قام أبو حنيفة رحمه الله ليلة بهذه الآية {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46] يرددها ويبكي ويتضرع".
- ومما ذكره ابن كثير عن وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية: " ... وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه قرأ هو والشيخ منذ دخول القلعة ثمانين ختمة، وشرعا في الحادية والثمانين "فانتهينا فيها إلى آخر {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} عند قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} فتوفي الشيخ عندها".
13) وفي سورة الحديد:- قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} فقال: "يا رب قد آن" فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: لا حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمّنهم، وجاور بالحرم حتى مات" [انظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 12/ 334].
14) وفي سورة المزمّل:- سئل مالك عن مسألة فقال: "لا أدري"، فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قول الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}؟! ".
15) وفي سورة الزلزلة:- قال محمد بن كعب -الإمام الرباني-: "لأن أقرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} و {الْقَارِعَةُ} أرددهما وأتفكر أحب إلي من أن أهُذّ القرآن".
- وحين نزلت {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "يبكيني هذه السورة". [تفسير الطبري:30/ 270].
- وعن إبراهيم التيمي قال: أدركت سبعين من أصحاب ابن مسعود أصغرهم الحارث بن سويد، سمعته يقرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} حتى بلغ إلى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} قال: إن هذا إحصاء شديد".
- وقال يزيد بن الكميت: قرأ بنا علي بن الحسين المؤذن في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} وأبو حنيفة خلفه، فلما قضى الصلاة وخرج الناس نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يفكر ويتنفس، فقلت: أقوم ولا يشتغل قلبه بي، فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم قد أخذ بلحية نفسه وهو يقول: "يا من يجزئ بمثقال ذرة خير خيراً ويا من يجزئ بمثقال ذرة شر شراً أجِر النعمان عبدَك النار وما يقرب منها من السوء وأدخله في سعة رحمتك". قال: فأذنت فإذا القنديل يزهر وهو قائم، فلما دخلت قال: تريد أن تأخذ القنديل؟ قلت: قد أذنت لصلاة الغداة! قال: اكتُم علي ما رأيت! " [13/ 357].
16) وفي سورة التكاثر:- قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: "لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} إلى الصبح ما قدر أن يجاوزها! " يعني نفسه [تاريخ دمشق:32/ 435].
وختاماً:
أسأل الله جلّ جلاله أن يرزقنا جميعاً الفقه في دينه وأن يعلمنا تأويل كتابه.
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
اللهم اجعل لنا من كتابك العظيم في قلوبنا نوراً، وفي أسماعنا نوراً، وفي أبصارنا نوراً، وفي ألسنتنا نوراً، واجعل لنا منه نوراً يا نور السموات والأرض!
اللهم علّمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نُسّينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
هذا ما تيسرت كتابته على عجالة من الأمر [ليلة الثلاثاء:18/ 7/1426هـ] فأسأل الله العَفُوّ الغفور أن يتقبلها بقبول حسن، وأن جعلها ذُخراً أفرح بها حين ألقاه.
وبهذا تنتهي رسالة "مبادئ فهم القرآن"، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجاته، وعلى التابعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين".
ـ[خالد العمري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 10:37 م]ـ
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/382)
الشيخ عصام بن صالح العويِّد
مقدّمة
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} و {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه،،، أما بعد:
يا أيها الإنسان! اسمع نداء رب الناس للناس:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس: 108]
في هذه الآيات الثلاثِ فقط؛ تجيء هذه الأوصاف العظام بأنه؛ هو البرهان، هو النور، هو الموعظة، هو الشفاء، هو الهدى، هو الرحمة، هو الحق!
فأين قلوب المؤمنين والمؤمنات عن كتاب ربهم؟!
لذا فهذه رسالة "مبادئ فهم القرآن"! وهي الرسالة الأولى ضمن مشروع (تقريب فهم القرآن)، كتبتها لعموم المسلمين، لكل قارئ للقرآن يلتمس منه الحياة والهداية، والعلم والنور، والانشراح والسعادة، والمفاز في الدنيا والآخرة، وهي تمثل "المستوى الأول" لمن أراد أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته!
وقد توخيت فيها الوضوح ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. فأسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن، وأن يجعلها ذُخراً أفرح بها حين ألقاه.
تمهيد
تأملت في أحوال أمة القرآن؛ فوجدت أنهم في موقفهم من كتاب الله على أقسام ثلاثة؛
أ. قسم أعرض عن كتاب الله وهؤلاء خصماء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
وليس الحديث معهم في هذه الرسالة.
ب. قسم يتلو كتاب الله تعالى؛ لكنه لم يستشعر عظمته، ولم يدرك حقيقته، ولم يقف على سلطانه، ولم يدرِ أين إعجازه، ومن أجله كتبت هذه الرسالة.
ت. قسم يراجع كتب التفسير، وله همة في فهم كتاب الله، لكنه يشعر ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم، وهذا كتبت له رسالة "المراحل الثمان لطالب فهم القرآن".
وقد كتبت وأنا أقلب الفكر في هذا الأمر؛ أعجب –كما عجب أسلافنا- من مقولٍ بليغٍ لِعَرَبِيٍّ جاهليٍّ صنديدٍ عنيدٍ وهو يصف القرآن المجيد، يقول:
"والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه".
فلما قرأت قول بليغٍ أعجميٍّ فرنسيٍّ فيلسوفٍ ملحدٍ – وهو جوزيف آرنست رنان- زال واللهِ عجبي منهم، وبقي عجبي منّا، واسمع لما يقول:
"تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة، وما أكثر الكتب التي للزينة فقط، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائماً هو كتاب المسلمين القرآن، فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات طالعت القرآن حيث إنني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة، لو أراد أحد أن يعتقد بكتاب نزل من السماء فإن ذلك الكتاب هو القرآن لا غير، إذ إن الكتب الأخرى ليست لها خصائص القرآن".
أليست هي بنفسها مقولة الوليد بن المغيرة؟!
فما الذي جعل الوليد وجوزيف يتفقان على أن القرآن "يعلو ولا يعلى عليه"؟!
إنه قول الله جل جلاله: {وَإِنَّهُ فيِ أُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف:4].
وما أجمل قول الشاطبي –رحمه الله- واصفاً كتاب الله تعالى في ألفيته المشهورة:
وإن كتاب الله أوثق شافعٍ ... وأغنى غَنَاءٍ واهباً متفضلاً
وخير جليسٍ لا يُملُّ حديثُه ... وترداده يزداد فيه تجمّلاً
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يلقاه سناً متهلِّلاً
أخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"من أراد العلم فليثوّر القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين".
قال شمر: تثوير القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/383)
والعجيب أننا نؤمن جميعاً بأن هذا القرآن هو النور .. هو الروح .. هو الهدى .. هو الشفاء .. هو الفرقان ... جمع أنواع السلطان كلها، ثم بعد هذا كرّر النظر وأرجع البصر في حال أمة القرآن مع القرآن، فماذا عساك ترى؟! الأمر لا يحتاج إلى كثير بيان!!
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (2 (
[تساؤلات المقصّرين مع القرآن]
وهذه نصوص أسئلة تتابعت أذكرها كما هي، يقول أصحابها:
1. أنا أقرأ القرآن وأقرأ في كتب التفسير ولا أدرك هذا المعنى العظيم الذي تتحدثون عنه في آيات القرآن؟
2. عندي يقين تام بأن القرآن معجز لكن لا أدري أين هذا الإعجاز؟
3. لا أجد لذة عند قراءة القرآن؟
4. هل يمكن أن يحكمنا القرآن في كل قضايانا حتى الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية والإعلامية وغير ذلك؟
5. أخت داعية تسأل وتقول: ندعو الناس إلى الأنفع لهم أو إلى ما يرغبون فيه؟ هل نعلّم الناس الإيمان أو العاطفة؟
6. أخرى تقول: أليست دراستنا لعلم التوحيد أو الفقه أو الحديث هي المقصودة بتدبر القرآن؟
7. الأمة اختلفت في فهم القرآن كثيراً، أما تخشى من هذا؟
8. لماذا القرآن؟ مشكلات الأمة أهم .. السياسة أهم .. الفقه أهم .. الدعوة أهم .. الجهاد أهم .. الاقتصاد أهم ..
والجواب عن هذه كلّها هو جواب واحد: وهو عدم الفهم الحق لهذا القرآن المنزّل من لدن حكيم عليم؛
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآَنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6]
فلا بد من هذا الفهم – بقدر طاقتك – وإلا والرحمنِ الذي أنزل القرآن لن تبلغ مرادَك في الصلاح والإصلاح في الدنيا، ولا في الرفعة والدرجات في الآخرة!!
وأدلة ذلك مبسوطة ستأتي فيما نستقبل –بإذن الله-، ولكن أنبّه هنا أن الفهم الحق الذي لا بد منه نوعان:
1) فهم ذهني معرفي ..
2) فهم قلبي إيماني ..
والفهم الثاني هو الغاية، والأول إنما هو وسيلة. قال الحسن البصري –رحمه الله-: "العلم علمان؛ 1 - علم في القلب، فذاك العلم النافع. 2 - وعلم في اللسان، فتلك حجة الله على خلقه".
فتنبه إلى ذلك –يا أخا القرآن- فإنه سورُ ما بين الفريقين. فإن قلت: فكيف تحقيق ذلك؟
فالجواب: باتباع منهج الذين قال الله عز وجلّ فيهم:
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} الآية [الفتح: 29].
وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم –كما في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
فلا محيد ولا مناص من اتباع منهجهم في تعلمنا وتعليمنا للقرآن. فإن قلت: وهل خالفناهم في طريق تعلّمنا أو تعليمنا القرآن؟
فأقول: نعم –غفر الله لي ولك- قد فعلنا شيئاً من ذلك. فقد كان السلف –رحمهم الله- من عظيم فقههم يتعلمون الإيمان قبل أن يتعلموا القرآن، يتعلمون صغار العلم قبل كباره، يمتثلون قبل أن يستكثروا.
فإن سألت: وكيف نسلك طريقهم؟
فالجواب: يا أخا القرآن، إنما رقمت هذه المراحل من أجل بيان ذلك، فخذها غُنمها وعلى كاتبها غُرمها ولا حول لي ولا قوة إلا بالله.
سلسلة مبادئ فهم القرآن (3) - المرحلة الأولى
مبادئ فهم القرآن
وهي على مراحل خمسة:
1 - لا بد من اليقين التام أنك مع القرآن حيٌّ وبدونه ميِّتٌ، معه مُبْصِر وبدونه أعمى، معه مهتدٍ وبدونه ضالٌّ!!
2 - الأصل في خطاب القرآن أنه موجّه إلى القلب
3 - كيف نقرأ القرآن؟
4 - بأي القرآن نبدأ؟
5 - كيف نستفيد من كتب التفسير؟
المرحلة الأولى: لا بد من اليقين التام أنك مع القرآن حيٌّ وبدونه ميّت، مع القرآن مبصرٌ وبدونه أعمى، مع القرآن مهتدٍ وبدونه ضالٌّ!!
كل قارئ للقرآن لا بد له من هذا اليقين قبل قراءة آياته وسُوَرِه، ولذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الكتب المنزّلة – سورة طه-:
{فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 123 - 124]
وأعظم الذِّكْرِ هو هذا الكتاب الخاتم!! فالقرآن هو الروح، وبدونه أنت ميّت؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/384)
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]
والقرآن هو النور، وبدونه أنت أعمى؛
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174]
{أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ} [الرعد:19]
والقرآن هو الهدى، وبدونه أنت ضالٌّ؛
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} [يونس:108].
والحق هنا هو القرآن كما قاله ابن جرير وغيره، وكل ما عداه من الحق المبيّن للناس فإنه تابع له. ولذا كان وصف القرآن للمعرضين عنه في غاية الشدة من التنقص والذم. وخذ مثلاَ واحداَ على ذلك:
يقول الله سبحانه وتعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)} [المدثر].
فهل تأملت يا قارئ القرآن- بم وصف الله المعرضين عن القرآن؟
أرجو أن تأذن لي لأقرب لك الأمر قليلاً فأقول: "الحُمُر" جمع "حمار"، وهو معروف. "مستنفرة" هي الشديدة النِّفار، وهي الهاربة ذُعراً وخوفاً.
"القَسْوَرَة" هو الأسد أو الرامي ونحوهما. والمعنى: أن المعرض عن القرآن كأنه –عند ربه الذي خلقه- حمار! وليس هذا فقط، بل هو حمار هائج خائف مذعور! وصفٌ –واللهِ- مُخزٍ، أجارني الله وإياك من ذلك.
ولعلك تتأمل هذه الأوصاف التي وصف بها سبحانه وتعالى هذا الكلام الصادر منه جل وعلا، فقد وصف الله تعالى كتابه بأنه:
1) هو الحق؛ {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ} [فاطر:31].
2) الهدى؛ {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً} [الأعراف:52].
3) العلم؛ {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة:120].
4) البرهان؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [النساء:174].
5) المهيمن؛ {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48].
6) البركة؛ {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} [ص:29].
7) الموعظة؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} [يونس:57].
8) الشفاء؛ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82].
9) التذكرة؛ {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} [المدثر:49].
10) النور؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء:174].
11) الرحمة؛ {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً} [النحل:89].
12) الصِّدق؛ {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر:33].
13) المصدّق؛ {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [فاطر:31].
14) العليّ؛ {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4].
15) الكريم؛ {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة:77].
16) العزيز؛ {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت:41].
17) المجيد؛ {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ} [البروج:21].
18) الفرقان؛ {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1].
19) فيه بصائر؛ {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 20].
20) وأنه محكم؛ {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4].
21) وأنه مفصّل؛ {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت:3].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/385)
22) وأنه عَجَب؛ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا} [الجن:1].
23) وأنه بلاغُ؛ {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ} [الأنبياء:106].
24) وأنه بشير ونذير؛ {بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [فصلت:4].
25) وأنه بيان وتبيان؛ {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 138]، {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89].
أما تكفي هذه الأوصاف لندرك ما الذي نجنيه على أنفسنا بابتعادنا عن القرآن؟!
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (4) – المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن أنه موجّه إلى القلب
القلب أمره جلل وهو سرّ من أسرار الله في الأرض كما قال القائل:
للقلب سرّ ليس يعرف قدره ... إلا الذي آتاه للإنسان
ولذا في هذه الشريعة الخاتم جاء التعظيم لشأن هذه الجارحة كثيراً، ولو لم يأت إلا ما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" لكان كافياً.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فالمقصود تقوى القلوب لله، وهو عبادتها له وحده دون ما سواه بغاية العبودية له، والعبودية فيها غاية المحبة وغاية الذل والإخلاص، وهذه ملة إبراهيم الخليل، وهذا كله مما يبين أن عبادة القلوب هي الأصل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجسد مضغة ... " الحديث.
ورحم الله ابن القيم إذ يقول في نونيته:
قطع المسافة بالقلوب إليه [أي: إلى الله] لا ... بالسير فوق مقاعد الركبان
وما أشبعَ كلمات أحمد بن خضرويه حين قال: "القلوب أوعية فإذا امتلأت من الحق؛ أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح، وإذا امتلأت من الباطل؛ أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح.
وقد وُصفت قراءة الفضيل بن عياض –رحمه الله- فقيل: "كانت قراءته للقرآن قراءةً حزينة شهية مترسلة، كأنه يخاطب إنساناً".
ومما يبين أن القلب هو المخاطب بدءاً بالقرآن أمورٌ منها:
أولاً: أن القرآن نزل أولاً على القلب؛
يقول الله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين (192) نزل به الروح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسان عربي مبين} [سورة الشعراء].
فقال {عَلَى قَلْبِكَ} ولم يقل على سمعك أو بصرك أو ذهنك ونحو ذلك، بل: {عَلَى قَلْبِكَ}، وهذا ظاهر الدلالة.
ويقول تعالى: {قُلْ مَن كَانَ عَدُواً لِجِبْرِيلَ فَإِنّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة:97].
فأول جارحة تخاطب بهذا القرآن هي القلب، فإن أنصت القلب أنصتت تبعاً له بقية الجوارح، وإن أعرض كانت كالرعية بلا راعٍ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في التحفة العراقية (1/ 42) -بعد كلام له طويل عن أحوال القلب-:
"وهذا الذي ذكرنا مما يبين أن أصل الدين في الحقيقة هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها".
ولذا هُيِّئَ قلب النبي صلى الله عليه وسلم لتلقي القرآن قبل نزوله عليه فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغِلمان فأخذه فصرعه فشقّ عن قلبه فاستخرج القلبَ فاستخرج منه علقةً فقال: "هذا حظ الشيطان منكَ ... ". رواه مسلم وللبخاري نحوه.
وقد وصف الصحابة حال قلوبهم أوّل سماعهم للقرآن، ففي الصحيحين عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أم خُلِقوا من غير شيء أم هم الخالقون (35) أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون (36) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون}، قال جبير رضي الله عنه: "كاد قلبي أن يطير".
وجاء عن السلف مثل ذلك في أول سماع بالقلب للقرآن:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/386)
فعن يونس البلخي قال: "كان إبراهيم بن أدهم من الأشراف، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب والجنائب والبزاة، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يركّضه إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون:115]، اتق الله! عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عن دابته وأخذ في عمل الآخرة". [مسند إبراهيم بن أدهم: 1/ 18].
وقال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} [الحديد:16]. فقال: يا رب قد آن، فرجع، فأواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: حتى نصبح فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمّنهم، وجاور بالحرم حتى مات [تاريخ الإسلام:12/ 334].
سلسلة مبادئ فهم القرآن (5) تتمة المرحلة الثانية: كثرة تكرار لفظ القلب في القرآن
الأمر الثاني مما يبين أن القلب هو المخاطب بالقرآن: كثرة تكرار لفظ القلب بالقرآن، بل أسند إليه في الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح.
لفظ القلب والفؤاد والصدر في القرآن تكرر كثيراً، وأسند إليه في تلك الآيات ما لم يسند إلى غيره من الجوارح. وقد وقفت –ولم أستقص- على أربعين وصفاً أسنده القرآن إلى القلب. وهي أوصاف جليلة الأثر، أسوقها من أجل أمر واحد فقط؛ وهو أن الوقوف عليها مجتمعة يوقظ الفؤاد لهذا الأمر الجلل، أما الإحاطة بعلم هذه الأوصاف ودلالاتها فهو فيما نستقبل إن شاء الله، وأذكر معها شاهداً واحداً من القرآن.
فمن هذه الأوصاف:
1) وصف التقوى؛ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]
2) الخشوع؛ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية [الحديد:16].
3) الهداية؛ {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن:11].
4) الرأفة والرحمة؛ {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً} الآية [الحديد:27].
5) الألفة؛ {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} الآية [الأنفال؛62].
6) الانشراح؛ {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} الآية [الزمر:22].
7) السلامة؛ {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:89].
8) الإنابة؛ {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق:33].
9) الطهارة؛ {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} الآية [المائدة:41].
10) الربط؛ {وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [الأنفال:11].
11) العقل؛ {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} الآية [الحج:46].
12) الاطمئنان؛ {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
13) الإخبات؛ {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} الآية [الحج:54].
14) تزيين الإيمان؛ {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} الآية [الحجرات: 7] ز
15) إنزال السكينة؛ {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} الآية [الفتح:4].
16) الكسب؛ {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة:225].
17) الرّان؛ {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين:14].
18) الغفلة؛ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} الآية [الكهف:28].
19) المرض؛ {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} الآية [البقرة:10].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/387)
20) الختم؛ {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة:7].
21) الرُّعب؛ {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} الآية [آل عمران:151].
22) الزيغ؛ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} الآية [آل عمران:8].
23) العَمى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].
24) التقلّب؛ {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} الآية [الأنعام:110].
25) الاشمئزاز؛ {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ} الآية [الزمر:45].
26) القُفل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24].
27) ضعف الإيمان؛ {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} الآية [الحجرات:14].
28) الطبع؛ {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر:35].
29) الوَجَل؛ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} الآية [الأنفال:2].
30) الرّيب؛ {إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} [التوبة:45].
31) القسوة؛ {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:43].
32) الغيظ؛ {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:15].
33) اللهو؛ {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} الآية [الأنبياء:3].
34) الكفر؛ {وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل:106].
35) النفاق؛ {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [التوبة:77].
36) الغِلّ؛ {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر:47].
37) الكِبر؛ {إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} الآية [غافر:56].
38) الوسوسة؛ {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} [الناس:5].
39) الحسرة؛ {لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} الآية [آل عمران:156].
40) عدم الفقه؛ {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الآية [الأعراف:179].
يا أخا القرآن! هذه أربعون وصفاً، أربعة منها تكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فكرّر النظر فيها – ثانية وثالثة – وتفكر في هذا الارتباط الوثيق والميثاق الغليظ بين القرآن والقلب، ثم تأمل في أثر ذلك على قلبك!
سلسلة مبادئ فهم القرآن (6): تكملة المرحلة الثانية: الأصل في خطاب القرآن: أنه موجه إلى القلب
الأمر الثالث مما بين أن القلب هو المخاطب بالقرآن: أن أعظم أثر للقرآن إنما هو في القلب:
فأعظم ما يحدثه الإقبال على القرآن هو حياة القلب وصلاحه، وأعظم داء يصاب به المعرض عن القرآن هو موت القلب وقسوته!
ولذا قُصرت الذكرى على من كان له قلب أو اجتهد في إحضار قلبه مع القرآن، كما قال تعالى:
{إِنَّ فيِ ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
وقد نبّه سبحانه وتعالى على عظم أثر الإعراض عن القرآن وأن ذلك يَحرم القلبَ من أنوار الوحي،
فقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]
وقال الإمام عبد الأعلى التميمي في قوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/388)
{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذاَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَان سُجَّداً} [الإسراء:107].
قال: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لَخليقٌ أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه لأن الله نعت أهل العلم فقال: {يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً}.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن هذه القلوب أوعية فأشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره".
واشتهر عن السلف قولهم: "إنما العلم الخشية".
وقال الحسن في قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فيِ صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49].
قال: " {بل هو آيات بينات} هو القرآن، {في صدور الذين أوتوا العلم} يعني المؤمنين".
قال ابن كثير رحمه الله:"لأنه محفوظ في الصدور ميسّر على الألسنة مهيمن على القلوب معجز لفظاً ومعنىً" [تفسير ابن كثير: 3/ 418].
وفي مرسل الحسن رضي الله عنه قال:
"العلم علمان: (1) علم في القلب فذاك العلم النافعـ (2) وعلم على اللسان فتلك حجة الله على خلقه".
فليس العلم ولا الإيمان عندهم بكثرة القراءة، بل بخشوع القلب وخشيته.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التقوى ها هنا" وأشار إلى صدره ثلاث مرات".
والنصوص في الباب كثيرة، لكني أذكر بعض البيان العملي للرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعض أتباعه –رضي الله عنهم-.
ففي السنن عن عبد الله بن الشخِّير رضي الله عنه قال:"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وفي صدره أزيز كأزيز المِرْجَلِ من البكاء" [صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: إسناده قوي].
وثبت عند أحمد والنسائي والحاكم وصححاه وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه ابن القيم من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه رضي الله عنه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118].
وفي الدرّ المنثور عند تفسير قوله تعالى: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} الآية [الأعراف:50] أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه شرب ماءً بارداً فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "ذكرت آية في كتاب الله {وحِيلَ بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ:54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عزّ وجلّ: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ الله} الآية. [تفسير الدر المنثور 2/ 239].
وفي صفة الصفوة عن سعد بن زنبور رحمه الله تعالى قال: كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنّا عليه فلم يؤذن لنا، فقيل لنا: إنه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن، قال: وكان معنا رجا مؤذن –وكان صيّتاً- فقلنا له: اقرأ {ألهاكم التكاثر} ورفع بها صوته، فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بَلَّ لحيته بالدموع، وأنشأ يقول:
بلغتُ الثمانين أو جزتُها ... فماذا أؤمل أو أنتظر؟!
أتى لِي ثَمانون من مولدي ... وبعد الثمانين ما ينتَظر
علتني السنون فأبلينني ... ....................
قال: ثم خنقته العَبرة، وكان معنا علي بن خشرَم فأتمه لنا فقال:
عَلتني السنون فأبلينني ... فرقّت عظامي وكَلَّ البصر
[راجع كتاب صفة الصفوة؛ 2/ 239]
الأمر الرابع: المقصود الأعظم من القرآن هو تدبر القلب له؛
قال الإمام السيوطي في "الإتقان": "وتُسَنّ القراءة بالتدبّر والتفهم، فهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب.
وقد أبان الله سبحانه وتعالى عن الحكمة من تنزيل هذا الكتاب فقال:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ} [ص:29]
واللام في قوله {ليدبروا} هي لام العلة فهو لن يكون مباركاً مباركة تامة إلا بالتدبر. وقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىَ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]
فإما التدبر أو الأقفال – وليس قفلاً واحداً- على القلب!
هما طريقان ما للمرء غيرهما ... فانظر لنفسك ماذا أنت تختار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/389)
ولذا ذم النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ بعض الآيات ولو يتفكر بقلبه، فثبت عند ابن حبان في صحيحه وغيره عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أنزلت علي الليلة آيات؛ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها:
{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} الآيات من آخر سورة آل عمران.
ولعلنا لا نحصي كم سمعنا وقرأنا هذه الآيات، لكن لو تأملنا مليّاً قوله صلى الله عليه وسلم: "ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها" لتغيّر الحال، والله المستعان.
وهذا ريحانة القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنُ مسعود رضي الله عنه يقول عن القرآن: "قفوا عند عجائبه وحرّكوا به القلوب! ولا يكن هم أحدكم آخر السورة".
وأختم بمحكم من القول للإمام محمد بن الحسين الآجري رحمه الله يقول فيه:"والقليل من الدرس للقرآن مع الفكر فيه وتدبره أحب إلي من كثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، فظاهر القرآن يدل على ذلك، والسنة وأقوال أئمة المسلمين.
ولذا في مثل هذه المواطن استوقف النفس وحاسبها، وانظر في حال السلف مع القرآن، ثم في حالها هي مع القرآن، قِسْ هذا إلى ذاك وقارِنْ بين الحالين، ثم اختر لنفسك، وفّقك الله لصلاح قلبك.
فيا أخا القرآن؛ إذا أردت أن تفتح صفحات هذا القرآن المجيد؛ فقبل هذا تفقّدْ قلبَك هل فتحت صفحاته أيضاً؟ أم على قلوب أقفالها؟
وفقّك الله لهداه!
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" –الحلقة (7): المرحلة الثالثة: كيف نقرأ القرآن؟
من عظيم شأن القرآن عند الذي تكلم به سبحانه؛ أن كيفية القراءة لم تترك لنا، بل جاء القرآن بالكيفية التي تكون عليها قراءته، ومن ذلك:
قوله تعالى: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} [الإسراء:106].
وهو أمر بالمكث وترك العجلة عند القراءة، فعن مجاهد بن جبر –رحمه الله تعالى- سئل عن رجلين أحدهما قرأ البقرة وآل عمران والآخر قرأ البقرة، وقيامهما واحد، وركوعهما وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد؛ أيهما أفضل؟
قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل، ثم قرأ: {وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}.
فهلاّ استوقفت قلوبَنا أمثال هذه الفتاوى من هؤلاء الأئمة وأيقظتها من غفلتها؟
وقال تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً} [المزمّل:4].
قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: "يقرأ آيتين، ثلاثة، ثم يقطع، لا يُهَذرِم".
وقال مجاهد: "ترسّلْ فيها ترسّلاً". وقد امتثل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر؛
ففي صحيح البخاري عن أنس -رضي الله عنه- أنه سئل عن قراءة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: "كانت مدّاً" ثم قرأ {بسم الله الرحم الرحيم} يمد "الله"، ويمد "الرحمن" ويمد "الرحيم".
وروى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بأنها "قراءة مفسّرة حرفاً حرفاً" [1]. قال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وقال قتادة: "بلغنا أن عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المدّ".
ومن الأدلة على كيفية القراءة قوله تعالى في سورة القيامة:
{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة:16 - 19].
هذه الآيات سبب نزولها معروف، لكنها جاءت في سياق الكلام عن القيامة، فالسباق في يوم القيامة وأهواله وحال الإنسان فيه، واللحاق في العاجلة والآخرة والموت والبعث، فلأي شيء جاءت هذه الآيات الأربع في هذا السياق؟
إنه النهي عن العجلة في القراءة وتحريك اللسان بها سريعاً، خصوصاً في مثل هذه الآيات العظيمات عن مقدمات القيامة وأهوالها.
وأما الآثار عن السلف؛ ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال:
"هذّاً كهذّ الشعر؟! إن قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم. ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع! ".
وقال ابن أبي مليكة رحمه الله تعالى:
"سافرت مع ابن عباس رضي الله عنهما فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/390)
وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري:"ما رأيت أحداً أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل! كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسّلة كأنه يخاطب إنساناً".
فيا أخا القرآن! هكذا ينبغي أن تكون كيفية قراءتنا لهذا القرآن العظيم حزينةً شهيةً بطيئةً مترسّلةً! وفقك الله لهداه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
[1] وأما لفظ "كان يقطع قراءته آية آية" فلا يثبت بل هو مرسل، كما أشار إلى ذلك الترمذي وغيره. والفرق بينهما ظاهر من جهة المعنى، وهذا اللفظ هو عمدة من استحب الوقوف على رؤوس الآي في كل حال دوم مراعاة المعنى، وهو قول مرجوح.
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" – الحلقة (8) – المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ؟
هذه مسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من أهل القرآن وجه الصواب فيها، فوقعوا في خلاف منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه رضي الله عنهم. ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاًً قبل تعليم الأحكام، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم "العالم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره".
وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة:
• فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا" [1].
• وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان".
• وعنه رضي الله عنه قال: "لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يقف عنده منه" [2].
• وفي لفظ عنه رضي الله عنه قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم، ورزقوا علماً به وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى يقرأه الصبي والعجمي لا يعلمون منه شيئاً" [3].
• وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة" متفق عليه. قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب الرجال" [4].
ويقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام ماتع له في بيان حقائق الدين، ويستشهد لذلك بآيات من كتاب الله، منها:
1. قوله تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} [سورة هود، الآية:17].فالبينةمن الله هي الإيمان, والذي يتلوه هو شاهد القرآن.
2 وقوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [سورة النور، الآية:35] النور الأول هو نور الإيمان والذي يأتي بعده هو نور القرآن.
يقول رحمه الله: "فتبين أن قوله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} يعني: هدى الإيمان، {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} أي: من الله، يعني القرآن؛ شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه وقال: {وَيَتْلُوهُ} لأن الإيمان هو المقصود، لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته.
قال: ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة، والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق، كما في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ... " الحديث [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/391)
وقال رحمه الله: "وقال بعضهم في قوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}: نور القرآن على نور الإيمان، كما قال تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [سورة الشورى، الآية: 52]. وقال السدي في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}؛ نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه".
وقال: "ولهذا دخل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"؛ تعليم حروفه ومعانيه جميعاً، بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي يزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما – رضي الله عنهم -: "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وإنكم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان" [6].
فإن سألت: ما الإيمان الذي نتعلمه أولاً قبل الأحكام؟
فالجواب: هو أوائل ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو أوائل ما نزل من القرآن. فالإيمان الذي تكرر ذكره والتأكيد عليه في ابتداء دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو ثلاثة أقسام: الأول: الإيمان بالله (بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته).
الثاني: الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم.
الثالث: الإيمان بالبعث لليوم الآخر.
فإن قيل: وكيف نتعلم هذا الإيمان؟
الجواب: نتعلمه من طريقين: الأول: بالتفكر في آيات الله المرئية، وهذا له محلُّ آخر غير هذه الرسالة.
الثاني: بالتفكر في أوائل ما نزل من الآيات المتلوّة، التي غرست الإيمان كالجبال في قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جمعهما الله عز وجل في أوّل ما نزّل على نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
فجمع له بين القراءة باسم الله وبين التذكير بنعم الرب على عباده.
فإن قلت: قد قرأنا أوائل ما نزل بل وحفظناه ولم نر أثر ذلك في إيماننا.
فالجواب –يا أخا القرآن-؛ أننا لم نأخذ القرآن كما أخذوه رضي الله عنهم.
فإن سألت عن أخذهم للقرآن فأقول:
اعلم –وفّقك الله لهداه-؛ إن القرآن تنزيل رب العالمين، وهو كتاب عظيم كما قال جل وعلا: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} [ص:67]، وثقيلٌ كما قال: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} [المزمل:5]، بل بلغ الغاية في الإعجاز والتأثير كما قال: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} أي: لكان هذا القرآن! قاله قتادة والفراء وابن قتيبة وابن عطية وابن كثير والسّعدي وغيرهم [7].
وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المسألة، وهذا مالك يُسأل عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: غنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قول الله جل ثناؤه: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}؟!
ولذا كانوا يأمرون بأن يؤخذ القرآن كما نزل متدرجاً، ويحذرون من ضده أشد التحذير لأمور، منها:
1) لأن ذلك لا يستطاع أبداً لعظم القرآن وثقله كما سبق
2) ولأن أخذه كما نزل يثبت الفؤاد كما قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} [الفرقان:32].
3) ولأن أخذه متدرجاً يوطّن النفس على قبول ما يأتي بعد الآيات الأول من الشرائع والحلال والحرام، كما أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
"إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع شرب الخمر، ولو نزل أول شيء "لا تزنوا" لقالوا: لا ندع الزنا، وإنه أنزلت {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/392)
وهذا الوصف منها رضي الله عنها لبيان أثر المنهج الذي تنزّل به القرآن من أعظم ما يكون خطراً على من خالفه ولم يلتفت إليه، فإن قولها رضي الله عنها: ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع شرب الخمر ... " بيان لحال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نهي الله ورسوله، فالآمر هو الله والمبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمأمور أصحاب رسول الله رضي الله عنهم، ثم بعد هذا – لو أن منهج التدرج في تنزّل القرآن خُولف – يكون الرد "لا ندع شرب الخمر، لا ندع الزنا".
فما بالك بجواب غيرهم من بقية الأمة حين يقال لهم أولاً "لا تشربوا الخمر، لا تزنوا، لا تفعلوا كذا وكذا"؟
الجواب: نراه عياناً بياناً في موقف الأمة من أوامر ربها وأوامر رسولها صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا ليس هو السبب الأوحد، لكنه سبب رئيس لا بد من التفطن له.
فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلم وعلّم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه القرآن؟
الجواب: هو البدء بالمفصل أولاً، وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت: "إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار"، وحين قالت: "وإنه أنزلت {والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده".
وهذا هو منهج الصحابة رضوان الله عليهم.
[1] أخرجه ابن ماجه وغيره، قال في مصباح الزجاجة: "هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات" (1/ 12).
[2] أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ورواه البيهقي (3/ 120) والطبراني في الأوسط وقال الهيثمي "رجاله رجال الصحيح" (مجمع الزوائد:2/ 165).
[3] ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (5/ 332)، وفي بيان تلبيس الجهمية (2/ 403).
[4] مجموع الفتاوى (12/ 249).
[5] مجموع الفتاوى: (15/ 71).
[6] الفتاوى الكبرى (1/ 381).
[7] يُنظر: زاد المسير (4/ 330)، والمحرر الوجيز (3/ 313)، وتفسير ابن كثير (2/ 516)، وتفسير السعدي (1/ 418) وغيرها.
سلسلة مبادئ فهم القرآن – الحلقة (9) – تتمة المرحلة الرابعة مع المرحلة الخامسة: كيف نستفيد من كتب التفسير؟
فإن قال قائل: فما المنهج الذي تعلّم وعلّم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه القرآن؟
فالجواب: هو البدء بالمفصّل أولاً، وهو الذي ذكرته عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت:
"إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار".
وحين قالت: "وإنه أنزلت: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمرّ} [القمر:46] بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني جارية ألعب، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده". وهذا هو منهج الصحابة رضي الله عنهم.
ففي مصنف عبد الرزاق: أن عمر كان لا يأمر بنيه بتعليم القرآن ويقول: إن كان أحد منكم متعلماً فليتعلم من المفصل فإنه أيسر. [3/ 381].
وفي صحيح البخاري: باب تعليم الصبيان القرآن؛ عن سعيد بن جبير قال: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم، قال: وقال ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: المفصل.
وقال رضي الله عنهما: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم. [4/ 1922].
فابن عباس رضي الله عنهما حين بدأ في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالمفصل المحكم.
فالبدء بالمفصل له ميزات عدّة منها ما يلي:
أولاً: أنه هو الذي يغرس الإيمان في القلب كأمثال الجبال.
وهذا هو الذي أشارت إليه عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق حين قالت: "لقد نزلت أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس للإسلام نزل الحلال والحرام".
فسور المفصل هي التي تجعل القلب يثوب ويطمئن بالإيمان فإذا جاء الحلال والحرام بعد ذلك كان السمع والطاعة لرب العالمين ولرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.
وبين أيدينا شاهد حي لا يغيب و هم: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين حين زكّت نفوسهم هذه الآيات العظيمة من هذا الكتاب العظيم حتى أصبح الإيمان في قلوبهم كالجبال الرواسي.
وتأمل معي هذه السور التي هي من أوائل ما نزل من القرآن باتفاق أهل التفسير؛ تأملها سورة سورة ولا تعجل –شرح الله صدرك بكتابه-؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/393)
1 - سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
2 - سورة {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}
3 - سورة {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}
4 - سورة {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}
5 - سورة {وَالضُّحَى}
6 - سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
7 - سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
8 - سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
9 - سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}
10 - سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}
11 - سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}
12 - سورة {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}
13 - سورة {الْقَارِعَةُ}
14 - سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}
15 - سورة {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} وغيرها.
فتأمل ما الذي تغرسه هذه السور ي القلب لو قرأناها وفهمناها كما يريده الله منّا؟
الأمر عظيم جليل فتدبر فيما نزلت –وفقك الله لهداه-!
ومما ينبغي التنبيه عليه في مثل هذا الموطن أن حزب المفصل من كتاب الله تعالى جاء لتقرير ثلاث حقائق:
1) توحيد الله في ربوبيته وألوهيته
2) إثبات البعث والدار الآخرة
3) الأمر بمكارم الأخلاق
وبيان هذا وذكر أدلته من الكتاب والسنة ثم من كلام أهل العلم ليس هذا محله، وإنما أردت الإشارة إليه، لعل قارئ المفصل يفيد منه حين تدبره لهذا الحزب من القرآن.
ثانياً: أنه أيسر في الفهم، لأنه محكم ليس فيه متشابه إلا ما ندر.
وقد سبق قول عمر رضي الله عنه: "إن كان أحد منكم متعلماً فليتعلم من المفصل فإنه أيسر".
وقول ابن عباس رضي الله عنهما: "جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: وما المحكم؟ قال: المفصل، فهو محكم ظاهر، بخلاف غيره من القرآن ففيه متشابه.
وأخرج الدارمي وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
"إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً وإن لباب القرآن المفصل".
أفيبتغى الوصول للسنام قبل اللباب الميسّر؟!
المرحلة الخامسة:
كيف نستفيد من كتب التفسير؟
كتب التفسير المناسبة لهذا المستوى كثيرة، منها:
1. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، للشيخ المباركفوري.
2. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ العلامة السعدي.
3. زبدة التفسير من تفسير فتح القدير، للشيخ د. محمد بن سليمان الأشقر.
4. التفسير الوجيز للدكتور وهبة الزحيليي، ومعه أسباب النزول وقواعد الترتيل.
5. أيسر التفاسير، للشيخ أبي بكر الجزائري.
والذي أراه لعموم المسلمين أن يجمعوا بين كتابين هما:
- المصباح المنير، وهو تفسير مختصر يعتني بالآثار ويرتبها، وهو يفيد في بيان معنى الكلمة عند السلف، رضوان الله عليهم أجمعين. فإن كان المصباح المنير فيه عُسرٌ فـ"زبدة التفسير" للشيخ محمد الأشقر فيه نفع كبير.
- تيسر الكريم الرحمن، للشيخ السعدي، لأنه يعتني بالمعاني العامة، وبمسائل الإيمان والتربية ونحو ذلك. ويصرّح بالعقيدة الصحيحة وينبه على مخالفة المخالفين لها، وغيري ذلك مما يحتاجه عموم المسلمين.
فيقرأ أولاً في "المصباح المنير" أو "زبدة التفسير" فيأخذ معاني الكلمات ثم في تفسير السعدي فيأخذ المعاني العامة.
فإن شق على أحدٍ الجمع بين كتابين فعليه بكتاب "أيسر التفاسير" فإنه جمع بين بيان اللفظ والمعنى، وإن كان دون ما تقدم في التحرير لكنه مفيد، وقد نفع الله به في مشارق الأرض ومغاربها.
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (10): خاتمة مهمة: العناية بالاستشهاد بقصص الأئمة مع القرآن
هذه خاتمة تتعلق بالعناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن ثم الاستشهاد بها في محلّها من التفسير
وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من مُلَح التفسير لا من متينه.
أختم هذه المراحل بلطيفة مؤثرة في المتلقي اعتنى بها أهل التفسير بالمأثور، وهي ذكر ما يحضرهم من أخبار وقصص العلماء والصالحين سلفاً وخلفاً المتعلقة بالآية المفسَّرة في محلِّها من التفسير، لا على سبيل الاستقصاء وإنما متى خال له أن في ذلك فائدة إما في إحقاق حق أو ردع مبطل، وإما تأثراً وخشية أو إنابة وتوبة، أو تزكية وتربية، أو تفقهاً واستنباطاً ونحو ذلك كثير، ثم يذكرها مع الآية التي وردت القصة فيها.
وهذا النوع من البيان العملي له أثره البالغ في زيادة الإيمان، وفي التهذيب والتربية، وفي الجدال والإقناع ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/394)
لذا أذكر بعضاً مما وقفت في هذا المعنى:
1) في سورة البقرة:- أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تعلم عمر رضي الله عنه سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً.
- وذكر مالك في الموطأ أنه بلغه أن ابن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها.
- وعن مجاهد أنه سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء؟ فقال: "الذي قرأ البقرة وحدها أفضل. (هذا في بيان فضل التدبر على الإكثار من القراءة).
2) في سورة النساء: ـ في قوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} الآية [النساء:140]؛ ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن عمر بن عبد العزيز بأنه رفع إليه قومٌ يشربون الخمر وكان فيهم جليس لهم صائم، فقال: "ابدؤوا به في الجلد! ألم تسمع الله يقول: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ}؟! ".
3) في سورة الأعراف:- ذكر الإمام السيوطي في الدر المنثور عند قوله تعالى: {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} الآية [الأعراف:50]؛ قال عقيل بن شهر الرياحي: شرب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ:54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عز وجل {أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أو مما رزقكم الله}.
- ما ذكره ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:80] قال ابن كثير: قال الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي –باني جامع دمشق-: "لو لا أن الله عز وجل قص علينا خبر قوم لوط ما ظننت أن ذكراً يعلو ذكراً! ".
4) في سورة يوسف:- في قوله تعالى: {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ} [يوسف:84]؛ عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئاً لم تعطه الأنبياء من قبلهم – يعني قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:156]. قال: "ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول: {يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ}! ".
- ومن جميل ما يذكر: أن الشيخ محمد رشيد رضا –رحمه الله- قد توفي عند تفسيره أواخر سورة يوسف لقوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.
5) في سورة النحل:- ما ذكره البغوي في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90]. قال البغوي رحمه الله: وعن عكرمة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على الوليد بن المغيرة قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية، فقال له الوليد: يا ابن أخي، أَعِد؟ فأعاد عليه، فقال: "إن له والله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وما هو بقول البشر! ".
6) في سورة المؤمنون:- عن يونس البلخي قال: كان إبراهيم بن أدهم -من الأشراف- وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب، فبينا إبراهيم في الصيد على فرسه يُركِّضه إذا هو بصوت من فوقه: "يا إبراهيم! ما هذا العبث؟! {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}؟! [المؤمنون:115] اتق الله! عليك بالزاد ليوم الفاقة! "، فنزل من دابته وأخذ في عمل الآخرة.
- وفي الطبقات لابن سعد (7/ 164) وغيره عن الحسن البصري رحم الله قال: إن الحَجاج من عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بسيوفكم! ولكن عليكم بالاستعانة والتضرع، فإنه تعالى يقول: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون:76].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/395)
سلسلة مبادئ فهم القرآن – الحلقة الأخيرة: تكملة الخاتمة في أهمية الاعتناء بقصص الأئمة مع القرآن
7) في سورة العنكبوت: قال ميمون بن مهران رحمه الله: ما أتي قوم في ناديهم المنكر إلا حق هلاكهم (البداية والنهاية:9/ 318). يشير إلى قوله عز وجل: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} إلى قوله: {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [العنكبوت:29 - 31]. وفي الحديث المتفق على صحته: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
8) وفي سورة يس: في البداية والنهاية للإمام ابن كثير رحمه الله أن ميمون بن مهران رحمه الله قرأ قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يس:59] فبكى طويلاً ثم قال: "ما سمع الخلائق بنعت قط أشد منه! "
9) وفي سورة الزمر: كان الضحاك رحمه الله إذا تلا قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر:16] رددها إلى السحر.
10) وفي سورة الجاثية: أخرج ابن المبارك وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الضحى قال: "قرأ تميم الداري رضي الله عنه سورة الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:21] لم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام" [13/ 357].
11) وفي سورة الطور؛- ذكر ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند قوله تعالى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور:7]؛ "أن عمر رضي الله عنه خرج يعس المدينة ليلة فمرّ بدار رجل من المسلمين فوافقه قائماً يصلي فوقف يستمع قراءته، فقرأ {وَالطّورِ} حتى بلغ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ}، فقال عمر رضي الله عنه: "قسمٌ ورب الكعبة حق"، فنزل عن حماره واستند إلى حائط فمكث ملياً ثم رجع إلى منزله فمكث شهراً يعوده الناس لا يدرون ما مرضه رضي الله عنه.
- وعن الحسن أن عمر رضي الله عنه قرأ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوماً. [4/ 241].
- وعن عبادة بن حمزة رحمه الله قال: دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور:27] فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها.
- وفي تاريخ بغداد: قال زائدة رحمه الله: صليت مع أبي حنيفة رحمه الله في مسجده عشاء الآخرة وخرج الناس ولم يعلم أني في المسجد وأردت أن أسأله عن مسألة من حيث لا يراني أحد، قال: فقام فقرأ وقد افتتح الصلاة حتى بلغ إلى هذه الآية {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} فأقمت في المسجد أنتظر فراغه، فلم يزل يرددها حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر. [13/ 357].
- وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} كاد قلبي أن يطير! ".
12) وفي سورة القمر:- قال القاسم بن معين رحمه الله: "قام أبو حنيفة رحمه الله ليلة بهذه الآية {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر:46] يرددها ويبكي ويتضرع".
- ومما ذكره ابن كثير عن وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية: " ... وأخبر الحاضرين أخوه زين الدين عبد الرحمن أنه قرأ هو والشيخ منذ دخول القلعة ثمانين ختمة، وشرعا في الحادية والثمانين "فانتهينا فيها إلى آخر {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} عند قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} فتوفي الشيخ عندها".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/396)
13) وفي سورة الحديد:- قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلاً يتلو {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} فقال: "يا رب قد آن" فرجع فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها رفقة فقال بعضهم: نرتحل، وقال قوم: لا حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل وأمّنهم، وجاور بالحرم حتى مات" [انظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 12/ 334].
14) وفي سورة المزمّل:- سئل مالك عن مسألة فقال: "لا أدري"، فقيل له: إنها مسألة خفيفة سهلة، فغضب وقال: ليس في العلم شيء خفيف، ألم تسمع قول الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}؟! ".
15) وفي سورة الزلزلة:- قال محمد بن كعب -الإمام الرباني-: "لأن أقرأ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} و {الْقَارِعَةُ} أرددهما وأتفكر أحب إلي من أن أهُذّ القرآن".
- وحين نزلت {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: "يبكيني هذه السورة". [تفسير الطبري:30/ 270].
- وعن إبراهيم التيمي قال: أدركت سبعين من أصحاب ابن مسعود أصغرهم الحارث بن سويد، سمعته يقرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} حتى بلغ إلى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} قال: إن هذا إحصاء شديد".
- وقال يزيد بن الكميت: قرأ بنا علي بن الحسين المؤذن في عشاء الآخرة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} وأبو حنيفة خلفه، فلما قضى الصلاة وخرج الناس نظرت إلى أبي حنيفة وهو جالس يفكر ويتنفس، فقلت: أقوم ولا يشتغل قلبه بي، فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم قد أخذ بلحية نفسه وهو يقول: "يا من يجزئ بمثقال ذرة خير خيراً ويا من يجزئ بمثقال ذرة شر شراً أجِر النعمان عبدَك النار وما يقرب منها من السوء وأدخله في سعة رحمتك". قال: فأذنت فإذا القنديل يزهر وهو قائم، فلما دخلت قال: تريد أن تأخذ القنديل؟ قلت: قد أذنت لصلاة الغداة! قال: اكتُم علي ما رأيت! " [13/ 357].
16) وفي سورة التكاثر:- قال رجل لابن المبارك: قرأت البارحة القرآن في ركعة، فقال: "لكني أعرف رجلاً لم يزل البارحة يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} إلى الصبح ما قدر أن يجاوزها! " يعني نفسه [تاريخ دمشق:32/ 435].
وختاماً:
أسأل الله جلّ جلاله أن يرزقنا جميعاً الفقه في دينه وأن يعلمنا تأويل كتابه.
اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.
اللهم اجعل لنا من كتابك العظيم في قلوبنا نوراً، وفي أسماعنا نوراً، وفي أبصارنا نوراً، وفي ألسنتنا نوراً، واجعل لنا منه نوراً يا نور السموات والأرض!
اللهم علّمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نُسّينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
هذا ما تيسرت كتابته على عجالة من الأمر [ليلة الثلاثاء:18/ 7/1426هـ] فأسأل الله العَفُوّ الغفور أن يتقبلها بقبول حسن، وأن جعلها ذُخراً أفرح بها حين ألقاه.
وبهذا تنتهي رسالة "مبادئ فهم القرآن"، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وزوجاته، وعلى التابعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين".
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علاء شاكر]ــــــــ[01 - 02 - 07, 03:34 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[ابن العيد]ــــــــ[02 - 02 - 07, 05:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا ووفقك لمزيد(4/397)
هل ورد في إمرار الآيات على القلب بلا نطق فضل؟؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[01 - 02 - 07, 12:21 م]ـ
بارك الله فيكم(4/398)
من أحكام مس القرآن الكريم - دراسة فقهية مقارنة- للشيخ عمر السبيل رحمه الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 02 - 07, 01:30 م]ـ
من أحكام مس القرآن الكريم
دراسة فقهية مقارنة
د. عمر بن محمد السبيل (رحمه الله) *
الأستاذ المساعد بقسم الشريعة- كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة أم القرى
ملخص البحث
هذا البحث استكمال لبحث سابق أوضحت فيه حكم الطهارة لمس القرآن الكريم، وفي هذا البحث أوضحت بقية الأحكام المتعلقة بالمس، ببيان ما يصدق عليه اسم المصحف فيحرم مسُّه على غير طهارة، وما لا يدخل في مسمى المصحف فيجوز مسُّه، ثم أوضح البحث أن المس المحرم للمصحف على المحدث إنما هو المس المباشر من غير حائل سواء كان باليد أو بغيرها من أعضاء الجسم، ثم يبين البحث حكم مس ما كتب فيه قرآن من كتب العلم، وغيرها كالدراهم ونحوها، وحكم مس ما نسخت تلاوته من آيات القرآن ونحوها كالأحاديث القدسية، وحكم مس الكتب السماوية الأخرى غير القرآن، وحكم مس الأشرطة التي سجل فيها قرآن، ثم بيان حكم كتابة القرآن بغير اللغة العربية، وحكم كتابته للمحدث والكافر، ثم بيان جواز مس القرآن الكريم على المحدث عند الضرورة، وانتهى البحث ببيان أهم النتائج المستخلصة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
_______________
(*) توفي –رحمه الله – يوم الجمعة غرة شهر الله الحرام من عام 1423هـ، وصلى عليه في المسجد الحرام بعد صلاة العصر من يوم السبت، وقد تبع جنازته خلق من طلاب العلم ومحبي الشيخ –رحمه الله – وقد كان معروفاً بالتواضع، ولين الجانب، وحسن الخلق، وأمّ المصلين في المسجد الحرام لسنواتٍ.
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد سبق وأن كتبت بحثًا بعنوان (حكم الطهارة لمس القرآن الكريم) وقد توصلت من خلاله إلى أن الراجح من قولي العلماء تحريم مس المصحف على البالغ ([1]) المحدث حدثًا أصغر إذ هو المنقول عن الصحابة وجل التابعين، وبه قال جمهور الأئمة المجتهدين، وهو مذهب الأئمة الأربعة، وهو الذي عليه العمل والفتوى في مختلف العصور والأمصار، كما قال ابن عبد البر: (أجمع فقهاء الأمصار الذين تدور عليهم الفتوى وعلى أصحابهم بأن المصحف لا يمسه إلا طاهر) ([2])، ثم رأيت إتمامًا للفائدة بحث بقية ما يتعلق بمس القرآن الكريم من أحكام ومسائل، لأنني لم أقف على مؤلَّفٍ مستقل في ذلك، فتم إعداد هذا البحث بعنوان (من أحكام مس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة) وقد انتظم في مقدمة وثمانية مطالب وخاتمة.
وقد سلكت فيه المسلك العلمي المتبع في بحث المسائل الشرعية بحثًا فقهيًا مقارنًا، بذكر آراء العلماء في كل مسألة من مسائله وأدلتها، مع بيان الراجح من تلك الآراء، مبينًا وجه الترجيح.
فأسأل الله عز وجل أن يكون هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وزلفى لديه إلى جنات النعيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المطلب الأول: في بيان ما يشمله اسم المصحف
أولاً: نص فقهاء المذاهب الأربعة على أن اسم المصحف يشمل المكتوب منه، وما بين سطوره، وحواشيه، وغلافه المتصل به؛ لأنه يتبعه في البيع. وعلى هذا فقد صرحوا: بأنه لا يجوز للمحدث أن يمس شيئًا من ذلك كله في الصحيح من مذاهبهم، وأن حكم البعض من المصحف، والجزء منه كحكمه كله في تحريم مس شيء منه على البالغ ([3]) ودونك أقوالهم المصرحة بذلك:
قال في الهداية شرح البداية: (وكذا المحدث لا يمس المصحف إلا بغلافه ... وغلافه ما يكون متجافيًا عنه، دون ما هو متصل به كالجلد المشرز هو الصحيح) ([4]).
وقال في البحر الرائق: (لا يجوز مس المصحف كله المكتوب وغيره) ([5]).
وقال في الذخيرة: (ومس المصحف، أو جلده، أو حواشيه، أو بقضيب، لأن ذلك بمنزلة اللمس عرفًا للاتصال) ([6]).
وجاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: (عن ابن حبيب سواء كان مصحفًا جامعًا أو جزءً، أو ورقة فيها بعض سورة، أو لوحًا، أو كتفًا مكتوبة اهـ ولجلد المصحف قبل انفصاله منه حكمه، وأحرى طرف المكتوب، وما بين الأسطر) ([7]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/399)
وقال في المجموع: (وسواء مس نفس الأسطر، أو ما بينها، أو الحواشي، أو الجلد، فكل ذلك حرام، وفي مس الجلد وجه ضعيف: أنه يجوز، وحكى الدارمي وجهًا شاذًا بعيدًا: أنه لا يحرم مس الجلد ولا الحواشي، ولا ما بين الأسطر، ولا يحرم إلا نفس المكتوب. والصحيح الذي قطع به الجمهور تحريم الجميع) ([8]).
وقال في معونة أولي النهى: (ويحرم بالحدث أيضًا مس مصحف أو بعضه ... والحكم شامل لما يسمى مصحفًا من الكتاب، والجلد، والحواشي، والورق الأبيض، فلهذا قلت: (حتى جلده وحواشيه، بدليل: البيع) ([9]).
وذهب بعض الحنفية ([10])، وبعض الشافعية ([11])، وبعض الحنابلة ([12]): إلى أن المحرم إنما هو مس المكتوب منه فقط، فلا يدخل في التحريم مس مواضع البياض منه معللين لذلك: بأن الماس له لم يمس القرآن.
قال بعض الحنفية: وهذا مقتضى القياس، وإن كان القول بالتحريم أقرب إلى إجلال القرآن وتعظيمه ([13]).
قال في بدائع الصنائع: (وقال بعض مشايخنا: إنما يكره ([14]) له مس الموضع
المكتوب دون الحواشي؛ لأنه لم يمس القرآن حقيقة، والصحيح أنه يكره مس كله؛ لأن الحواشي تابعة للمكتوب، فكان مسها مسًا للمكتوب) ([15]).
وقال ابن مفلح في الفروع: (وقيل- يعني إنما يحرم – كتابته، واختاره في الفنون – يعني ابن عقيل – لشمول اسم المصحف له فقط، لجواز جلوسه على بساط على حواشيه كتابة) ([16]).
ورجحان القول الأول وهو تحريم المس لكل ما يشمله اسم المصحف أمر ظاهر لقوة دليله، ووجاهة تعليله.
ثانيًا: واختلف فقهاء المذاهب الأربعة في حكم مس غلاف المصحف المنفصل عنه كالخريطة والعلاقة التي يحفظ بها المصحف سواء كانت من ثوب أو جلد، وكذا الصندوق الخاص بحفظ المصحف فيه هل يحرم مس شيء من ذلك في حالة كون المصحف فيها أم لا يحرم؟ في ذلك قولان مشهوران للفقهاء:
القول الأول: أنه لا يحرم مس شيء من ذلك.
وبه قال الحنفية ([17])، والشافعية في قول ([18])، والحنابلة في الصحيح من المذهب ([19]).
وروي القول به عن الحسن البصري، وعطاء، وطاووس، والشعبي، والقاسم بن محمد، والحكم بن عتيبة، وحماد بن أبي سليمان وغيرهم ([20]) مستدلين لذلك بما يأتي:
1 - أن الماس لغلاف المصحف المنفصل ونحوه لم يباشر مس المصحف والنهي إنما يتناول مس المصحف مباشرة من غير حائل ([21]).
2 - أن انفصال الغلاف ونحوه عن المصحف، وعدم اتصاله به دليل على عدم شمول اسم المصحف له فلا يأخذ حكمه في تحريم المس، بدليل: أنه لا يأخذ حكمه في البيع، فلا يتبع المصحف في البيع إلا بشرط ([22]).
القول الثاني: أنه يحرم مس شيء من ذلك.
وبه قال المالكية ([23])، والشافعية في أصح الوجهين ([24])، والحنابلة في قول ([25])، وبه قال الأوزاعي ([26]).
وعللوا لذلك: بأن الغلاف ونحوه متخذ للمصحف، ومقصود له، فيكون كجلد المصحف المتصل به في التحريم ([27])، تكرمة للقرآن وتعظيمًا له ([28]).
والذي يظهر لي أن الراجح من هذين القولين: هو القول بعدم التحريم، لقوة ما استدل به أصحابه، ووجاهة ما عللوا به، وللفرق الظاهر بين الغلاف المنفصل والمتصل، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض ترجيحه لهذا القول: (والعلاقة وإن اتصلت به فليست منه إنما تراد لتعليقه وهو مقصود زائد على مقصود المصحف، بخلاف الجلد فإنه يراد لحفظ ورق المصحف وصونه) ([29]).
المطلب الثاني: في بيان المراد بالمس المحرم
أولاً: اتفق فقهاء المذاهب الأربعة في الصحيح من مذاهبهم على أن مس المصحف للمحدث حدثًا أكبر أو أصغر باليد، أو بغيرها، من أعضاء الوضوء، أو سائر أجزاء البدن، كتقبيله أو مسه بصدر أو ظهر ونحوها مباشرة من غير حائل يعتبر محرمًا، وذلك لصدق اسم المس عليه، فيدخل في عموم النهي عن مس القرآن على غير طهارة؛ لأن كل شيء لاقى شيئًا فقد مسه ([30])؛ ولأن من اللائق بتعظيم المصحف وتكريمه تحريم المس في أعضاء البدن وأجزائه كلها ([31]).
وذهب الحكم بن عتبة، وحماد بن أبي سليمان إلى جواز مس القرآن بظاهر الكف وسائر أجزاء البدن، وأنه لا يحرم إلا المس بباطن اليد فقط.
معللين لذلك: بأن آلة المس هي باطن الكف، فينصرف إليها النهي دون غيرها من أعضاء البدن وأجزائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/400)
وقد ضعف ابن قدامة هذا القول، ورده بقوله: (وقولهم إن المس إنما يختص بباطن اليد ليس بصحيح، فإن كل شيء لاقى شيئًا فقد مسه) ([32]).
وذهب الحنفية والحنابلة في قول في كلا المذهبين: إلى أنه يجوز للمحدث حدثًا أصغر أن يمس المصحف بغير أعضاء الوضوء؛ لأن الحدث لا يحل فيها، وإلى جواز مس المصحف بما غسل من أعضاء الوضوء، قبل إكماله، لارتفاع الحدث عنها ([33]).
ولا شك في رجحان القول الأول وهو ما ذهب إليه فقهاء المذاهب الأربعة في الصحيح من مذاهبهم لقوة ما استدلوا به، ووجاهة ما عللوا به، ودونك أقوالهم المصرحة بذلك:
قال في حاشية البحر الرائق: (قال العلامة الزيلعي: ولا يجوز له مس المصحف بالثياب التي يلبسها؛ لأنها بمنزلة البدن ... وهذا يفيد: أنه لا يجوز حمله في جيبه، ولا وضعه على رأسه مثلاً بدون غلاف متجاف، وهذا مما يغفل عنه كثير، فتنبه) ([34]).
وقال الدردير في الشرح الكبير: (ومَنَعَ حدثٌ أصغر، وكذا أكبر ... صلاة، وطوافًا، ومس مصحف كتب بالعربي، لا بالعجمى إن مسه بعضو، بل وإن مسه بقضيب أي عود) ([35]).
وقال في مغني المحتاج: (ويحرم بالحدث ... وحملُ المصحف، ومسُّ ورقه المكتوب فيه، وغيره بأعضاء الوضوء، أو بغيرها، ولو كان فاقدًا للطهورين، أو مسه من وراء حائل، كثوب رقيق لا يمنع وصول اليد إليه) ([36]).
وقال في مطالب أولي النهى: (ويحرم أيضًا مس مصحف وبعضه ... بيد وغيرها كصدر، إذ كل شيء لاقى شيئًا فقد مسه، ويتجه: أنه يحرم مسه حتى بظفر، وشعر، وسن قبل انفصالها عن محلها، تعظيمًا له واحترامًا، وهو متجه) ([37]).
ثانيًا: اختلفت أقوال فقهاء المذاهب الأربعة في حكم مس أو حمل المحدث للمصحف من وراء حائل، وكذا تقليب أوراقه بعود ونحوه، أو حمله ضمن أمتعة، وبيان أقوال كل مذهب في هذه المسائل بالتفصيل على النحو التالي:
مذهب الحنفية:
ذهب الحنفية في الصحيح من المذهب إلى أنه يكره كراهة تحريم أن يمس المصحف بكم أو غيره من ثيابه المتصلة ببدنه، دون ما انفصل عنه، معللين لذلك: بأن الكم تابع ليد الماس، فكما يحرم المس باليد، يحرم بالكم بحكم التبعية، وكذا سائر الثوب المتصل به.
والقول الآخر في المذهب: أن ذلك لا يكره، لعدم مباشرة اليد ونحوها للمس؛ لأن التحريم خاص بالمس مباشرة من غير حائل، وبهذا قال محمد بن الحسن واختاره صاحب الكافي، وغيره ([38])، قال في البناية شرح الهداية: (ويكره مسه بالكم أي مس المصحف بكم الماس هو الصحيح؛ لأنه تابع له أي كون مسه بالكم مكروهًا هو الصحيح، وفي المحيط: لا يكره مسه بالكم عند عامة المشايخ لعدم المس باليد؛ لأن المحرم هو المس، وهو اسم للمباشرة باليد بلا حائل ... وفي الذخيرة عن محمد: أنه لا بأس بالمس بالكم، وقيل عنه روايتان) ([39]).
ويجوز للمحدث عندهم تقليب أوراق المصحف بقلم، أو عود، أو سكين، ونحوها لعدم صدق المس عليه ([40]).
مذهب المالكية:
نص المالكية على أنه لا يجوز للمحدث حمل المصحف الكامل من وراء حائل، كثوب، أو وسادة، أو حمله بخريطة، أو علاقة، أو بصندوق مقصود لحفظ المصحف به تعظيمًا للمصحف وتكريمًا، لكن لا بأس بحمله في وعاء مقصود لغيره كأن يحمله ضمن أمتعة قصدت بالحمل، فإن قصد حمل المصحف والأمتعة معًا، فإنه يحرم، وكذا يحرم حمل المصحف في الكرسي الخاص به، لكن لا يُمنع المحدث من مس الكرسي فقط، حالة كون المصحف عليه، لكن من غير حمل له، لانفصال الكرسي عن المصحف.
كما يحرم عندهم مس المصحف بعود، أو قضيب، ونحوه، معللين لذلك: بأنه بمنزلة اللمس باليد عرفًا، لاتصال العود ونحوه باليد فيأخذ حكم اليد ذاتها ([41]).
واشتد نكير المالكية على تقليب أوراق المصحف الكامل، أو بعضه بأطراف الأصابع المبللة بالريق والبصاق، حتى قال ابن العربي عن ذلك: (إنا لله على غلبة الجهل المؤدي إلى الكفر) ([42]).
والذي يظهر لي أن هذا محل نظر؛ لأن المقلب لأوراق المصحف بشيء من ريقه إنما قصد الاستعانة بالريق على سهولة التقليب لا إهانة المصحف بتلطيخه بالبصاق والريق، فإن قصد ذلك فهو محل التحريم الذي قد يبلغ بصاحبه الكفر عياذًا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/401)
ولذا نص فقهاء الحنفية والشافعية على جواز محو كتاب القرآن من المصحف أو اللوح بالريق إن لم يقصد الإهانة. فقال في الدر المختار: (ومحو بعض الكتابة بالريق يجوز) ([43]).
وقال القليوبي: (ويجوز ما لا يشعر بالإهانة كالبصاق على اللوح لمحوه؛ لأنه إعانة) ([44]).
مذهب الشافعية:
ذهب الشافعية إلى أنه يحرم تقليب أوراق المصحف بعود، أو خشبة ونحوها على الأصح معللين بأنه نقل للورقة فهو كحملها.
والقول الآخر: أنه يصح. وبه قطع العراقيون، ورجحه النووي في الروضة وذلك لأنه غير مباشر للمس، ولا حامل للمصحف ([45]).
قال في المهذب: (ويجوز أن يتركه بين يديه، ويتصفح أوراقه بخشبة؛ لأنه غير مباشر له، ولا حامل له) ([46]).
قال الأذرعي: والقياس أنه إن كانت الورقة قائمة فصفحها بعود جاز، وإن احتاج في صفحها إلى رفعها حرم، لأنه حامل لها ([47]).
كما ذهب الشافعية إلى أنه يحرم مس المصحف، وتقليب أوراقه من وراء حائل ككم يده، ونحوه، وذلك لأن الكم متصل به، وله حكم أجزائه في منع السجود عليه، ولأن التقليب يقع باليد لا بالكم، بخلاف تقليب الأوراق بالعود على القول بجوازه.
لكن لو قلب أوراق المصحف بكمه فقط، دون يده، كأن يفتل الكم ويقلب به الورق، فهو كالعود في الحكم ([48]).
وقال في المهذب: (ويحرم عليه حمله في كمه؛ لأنه إذا حرم مسه فلأن يحرم حمله – وهو في الهتك أبلغ - أولى) ([49]).
وأما حمل المصحف ضمن متاع، ففيه وجهان: أصحهما، وبه قطع صاحب المهذب، وهو قول جمهور فقهاء المذهب، ونقله الماوردي والبغوي عن نص الشافعي: أنه يجوز؛ لأنه غير مقصود بالحمل لذاته، فعفي عما فيه من القرآن، كما لو كتب كتابًا إلى كافر، وفيه آيات من القرآن.
والثاني: أنه يحرم؛ لأنه حامل للمصحف حقيقة، ولا أثر لكون غيره معه، فهو كما لو حمل متاعًا فيه نجاسة، فإن صلاته تبطل.
قال الماوردي: وصورة المسألة: أن يكون المتاع مقصودًا بالحمل، فإن كان غير مقصود بالحمل لم يجز ([50]).
مذهب الحنابلة:
ذهب الحنابلة في الصحيح من المذهب: إلى أنه لا يحرم على المحدث حمل المصحف ضمن أمتعة، أو في كيس، أو حمله بعلاقته، أو غلافه، أو في كمه.
معللين: بأن النهي عن مس المصحف إنما يتناول المس، والحمل ليس بمس فيبقى الحكم على أصل الإباحة.
كما لا يحرم في الصحيح من المذهب تصفح أوراق المصحف بكمه، أو تقليب أوراقه بعود، أو خشبة، أو خرقة، وذلك لأن النهي إنما يتناول المس من غير حائل، ومع وجود الحائل يكون المس للحائل، فلا يحرم لعدم مباشرة المس باليد، بدليل: عدم انتقاض الوضوء بالمس من وراء حائل، بخلاف مباشرة المس، فإنه ينقض الوضوء.
والقول الآخر في المذهب: وهو رواية عن الإمام أحمد، أن ذلك كله يحرم على المحدث، تعظيمًا للقرآن، وتكرمة له.
وقيل: إنما يحرم ما تقدم على غير ورَّاق، لحاجته المتكررة للمس. فيباح له ذلك دفعًا للحرج والمشقة ([51]).
قال في الإنصاف: (وعنه – أي الإمام أحمد- المنع من تصفحه بكمه، وخرجه القاضي، والمجد، وغيرهما إلى بقية الحوائل. وأبى ذلك طائفة من الأصحاب منهم المصنف في المغني، وفرق بأن كمه وعباءته متصل به، أشبهت أعضاءه، وأطلق الروايتين في حمله بعلاقته، أو في غلافه، وتصفحه بكمه، أو عود ونحوه، في المستوعب، والمحرر، وابن تميم، والرعايتين، والحاويين، ومجمع البحرين، والفائق) ([52]).
المطلب الثالث: مس ما فيه شيء من القرآن
وتحت هذا المطلب فرعان:
الفرع الأول: مس كتب العلم المشتملة على شيء من القرآن، ككتب التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها.
وقد اختلف العلماء في حكم مس المحدث لشيء من هذه الكتب على الأقوال التالية:
القول الأول:
أنه يجوز للمحدث مس كتب العلم المشتملة على آيات من القرآن، سواء أكانت كتب تفسير، أو غيرها.
وبهذا قال بعض الحنفية ([53])، وهو الصحيح في المذاهب الثلاثة: المالكية ([54])، والشافعية ([55])، والحنابلة ([56]). واستدلوا على ذلك بما يأتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/402)
1 - ما ثبت في الصحيحين ([57]) أن النبي e بعث إلى هرقل عظيم الروم بكتاب يدعوه فيه إلى الإسلام، وفيه قول الله تعالى:) يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (([58]).
وكان e يكتب في صدر كتبه إلى أهل النواحي بسم الله الرحمن الرحيم، وهي آية من كتاب الله تعالى ([59]).
فإذا جاز للكافر أن يمس كتابًا فيه آيات من القرآن، فإنه يدل على جواز ذلك للمحدث من باب أولى ([60]).
2 - أن النهي عن المس على غير طهارة إنما ورد في المصحف خاصة، وكتب العلم لا يصدق عليها اسم المصحف، فلا تثبت لها حرمته ([61])، لعدم قصد القرآن بالمس، وإنما المقصود غيره ([62]).
القول الثاني:
أنه يحرم مس شيء من كتب العلم المشتملة على آيات من القرآن سواء أكانت كتب تفسير أو غيرها.
وهو قول في مذهب الشافعية ([63])، وفي مذهب الحنابلة ([64])، وذلك صيانة لما في هذه الكتب من القرآن، وتكرمة له وإجلالاً ([65]).
القول الثالث:
أنه يكره مس شيء من كتب العلم المشتملة على آيات من القرآن تكرمة للقرآن وتعظيمًا.
وبهذا قال الحنفية ([66])، وبعض الشافعية ([67]).
القول الرابع:
تحريم مس كتب التفسير ([68])، دون غيرها من كتب العلم.
وهو قول في المذاهب الأربعة: الحنفية ([69])،والمالكية ([70])، والشافعية ([71])، والحنابلة ([72]).
معللين لذلك: بأن ما في كتب التفسير من القرآن كثير، فتكون في معنى المصحف، فيحرم مسها على المحدث، تعظيمًا للقرآن وإجلالاً، بخلاف غيرها من كتب العلم، فإن ما فيها من القرآن يسير غير مقصود بالمس ([73]).
الترجيح:
والذي يظهر لي أن الراجح من هذه الأقوال هو القول بجواز مس كتب العلم كلها، تفسيرًا كانت أو غيرها، لقوة أدلته، ورجحانها على استدلالات القولين الآخرين، ولما في اشتراط الطهارة لذلك مع عدم النص الموجب، من مشقة وحرج.
ومع هذا فإن الأولى والمستحب للمحدث أن لا يمس كتب العلم المتضمنة لآيات من القرآن إلا على طهارة، كما نص على ذلك كثير من العلماء ([74]).
الفرع الثاني: مس ما كُتِبَ فيه شيء من القرآن مما لا يقصد للقراءة كالدرهم، والدينار، والخاتم، والثوب، والحائط، ونحو ذلك.
وقد اختلف العلماء في حكم مس المحدث لشيء من هذه الأشياء المذكورة إذا اشتملت على آية من القرآن فأكثر، على قولين:
القول الأول:
أنه يجوز للمحدث مس الدرهم ونحوه مما ذكر، إذا كتب فيه شيء من القرآن.
وبهذا قال: المالكية ([75])، والشافعية ([76])، والحنابلة ([77]) في الصحيح من مذاهبهم ([78]).
واستدلوا على ذلك بما يأتي:
1 - أن الدرهم ونحوه إذا تضمن شيئًا من القرآن فإنه لا يسمى مصحفًا، ولا هو في معنى المصحف، والنهي عن المس للمحدث إنما يتناول المصحف خاصة ([79]).
2 - أن القرآن المكتوب في الدرهم ونحوه لا يقصد بالمس، وإنما المقصود بالمس غيره، فلذا جاز مسه وحمله ([80]).
3 - أنه كما يجوز للمحدث مس كتب العلم، والرسائل المشتملة على شيء من القرآن، فإنه يجوز له مس الدرهم ونحوه، قياسًا عليها، بل هي أولى بجواز المس ([81]).
4 - أن في منع المحدث من مس ذلك حرجًا ومشقة، وقد جاء الشرع برفع الحرج والمشقة، كما جاز للصبيان مس الألواح التي فيها قرآن دفعًا للحرج والمشقة عنهم ([82]).
القول الثاني:
أنه لا يجوز للمحدث أن يمس الدرهم ونحوه إذا تضمن آية من القرآن فأكثر.
وبهذا قال الحنفية ([83])، وهو قول في المذاهب الثلاثة: المالكية ([84])، والشافعية ([85])، والحنابلة ([86]).
واستدلوا على ذلك: بأن مس الدرهم ونحوه مما فيه آية من القرآن فيه إخلال بتعظيم كلام الله، فيحرم مسه تعظيمًا لكلام الله تعالى، كما حرم مس المصحف. وكما حرم أيضًا مس الورقة واللوح إذا تضمنا شيئًا من القرآن ([87]).
الترجيح:
والذي يظهر لي أن الراجح - والله أعلم- هو القول الأول، وهو القول بجواز مس المحدث للدرهم ونحوه إذا اشتمل على شيء من كلام الله تعالى، وذلك لقوة أدلة هذا القول، ورجحانها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/403)
ويمكن الإجابة عن دليل المانعين: بأن جواز مس المحدث للدرهم ونحوه، ليس فيه إخلال بتعظيم كلام الله تعالى؛ لأن القرآن المكتوب في هذه الأشياء غير مقصود بالمس والحمل فجاز مس هذه الأشياء، ويدل على الجواز ويرجحه أنه e ضمَّن الكتاب الذي أرسله إلى هرقل آيتين من كتاب الله تعالى مع علمه قطعًا بمس الكافر له، كما أنه لم يأمر حامله بالطهارة لمسه، فدل ذلك على جواز مس الكتاب والورقة المتضمنة لشيء من كلام الله، ومن باب أولى بالجواز مس الدرهم والدينار والخاتم، والثوب، والحائط، ونحوها ([88]) والعلم عند الله.
المطلب الرابع: حكم مس المحدث للقرآن المنسوخ تلاوته والكتب السماوية الأخرى
اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في حكم مس المحدث للقرآن الذي نسخت تلاوته ([89]) والأحاديث القدسية، ومس الكتب السماوية الأخرى: كالتوراة والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وصحف موسى على قولين:
القول الأول:
أنه يجوز للمحدث أن يمس ما نسخت تلاوته من القرآن الكريم والأحاديث القدسية، وكذا يجوز له مس الكتب السماوية الأخرى، وإن علم أنها غير مبدلة.
وبهذا قال بعض الحنفية ([90])، وهو مذهب المالكية ([91])، وبه قال الشافعية في الصحيح من مذهبهم ([92])، وكذا الحنابلة في الصحيح أيضًا ([93]).
ووجه هذا القول: أن المنسوخ لفظه، والأحاديث القدسية، والكتب السماوية الأخرى ليست قرآنًا، والنهي إنما ورد عن مس المحدث للقرآن فيختص الحكم به ([94]).
ومن وجه آخر: أن ما نسخ لفظه من القرآن قد زالت حرمته بالنسخ، والأحاديث القدسية، وأما الكتب السماوية الأخرى، فمع كونها منسوخة، فإن الغالب عليها التبديل والتحريف، فلا يقطع بكونها كلام الله تعالى ([95]).
القول الثاني:
أنه لا يجوز للمحدث أن يمس القرآن المنسوخ التلاوة والأحاديث القدسية، ولا شيئًا من الكتب السماوية.
وبهذا قال الحنفية ([96])، والشافعية في وجه ([97])،والحنابلة في قول ضعيف ([98]).
ووجه هذا القول: إلحاق ما نسخت تلاوته، والأحاديث القدسية، والكتب السماوية الأخرى بالقرآن في تحريم المس، بجامع الاشتراك في وجوب التعظيم والتكريم في كلٍّ.
الترجيح:
والذي يظهر لي أن الراجح هو القول الأول، وهو القول بجواز مس المحدث لما نسخت تلاوته من القرآن، والأحاديث القدسية، والكتب السماوية الأخرى، لوجاهة ما علل به القائلون بالجواز، ورجحانه على ما علل به أصحاب القول الثاني، والعلم عند الله تعالى.
المطلب الخامس: حكم مس الأشرطة التي سجل عليها قرآن
إذا سجل القرآن الكريم على أشرطة بمختلف أنواعها كأشرطة الكاسيت أو الفيديو، أو أقراص الدسك التي تستخدم في الكمبيوتر، أو نحوها، فإنه يجوز مسها للمحدث حدثًا أكبر أو أصغر فيما يظهر، وذلك لأن هذه الأشرطة ونحوها لا تسمى مصحفًا، لأنه لا يمكن قراءة القرآن منها مباشرة، وإنما يستمع للقرآن منها، أو يقرأ بواسطة آلاتها الخاصة بتشغيلها، لذا فإن هذه الأشرطة لا تأخذ حكم القرآن الكريم في تحريم مسه على غير طهارة، وبهذا أفتى أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية برئاسة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز دون أن يعللوا للحكم، ونص الفتوى: (لا حرج في حمل أو لمس الشريط المسجل عليه القرآن لمن عليه جنابة ونحوها وبالله التوفيق) ([99]).
كما أرى أن يلحق بهذا في الحكم أيضًا ما لو كتب القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين، فإنه لا يأخذ حكم المصحف، فيجوز مسه مع الحدث، لأن المصحف إنما هو لما كتب باللغة التي نزل بها، وهي اللغة العربية التي يقرؤها كل متعلم لها كما قال سبحانه:) وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين (([100]). أما طريقة برايل فليست حروفًا وإنما هي طريقة يتعرف من خلالها على الحروف من خلال اللمس، فلذا فإنه إذا كتب بها المصحف إن قيل بجوازه ([101])، فإنه يجوز مسه للمحدث وإن كان حدثه أكبر، هذا ما يظهر لي والعلم عند الله تعالى.
المطلب السادس: حكم كتابة المصحف بغير اللغة العربية وحكم مسه إذا كتب بغير اللغة العربية
وتحت هذا المطلب فرعان:
الفرع الأول: في حكم كتابة المصحف بغير اللغة العربية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/404)
اختلف العلماء – رحمهم الله – في حكم كتابة المصحف بغير اللغة العربية، قال الزركشي في البرهان: ((هل يجوز كتابة القرآن بقلم غير العربي؟ هذا مما لم أر للعلماء فيه كلامًا. ويحتمل الجواز؛ لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية، والأقرب المنع، كما تحرم قراءته بغير لسان العرب ... )) ([102]) ونقله السيوطي في الإتقان ([103]) ولم يزد عليه، وللفقهاء في هذه المسألة قولان:
القول الأول:
أنه يجوز كتابة المصحف بغير اللغة العربية، كأن يكتب بالفارسية، أو الهندية، أو التركية، ونحوها.
وبهذا قال الحنفية ([104]) والشافعية ([105]) وبعض الحنابلة ([106]).
معللين للحكم: بأنه قد يحسن كتابته بغير اللغة العربية من يقرؤه باللغة العربية، فيكون في ذلك تيسير وتسهيل على غير العرب، لكن لا يجوز لهم أن يقرؤوه بغير اللغة العربية وإن كتب بغيرها؛ لحرمة قراءة القرآن بغير لسانه المنزل به ([107]).
القول الثاني:
أنه لا يجوز كتابة المصحف بغير اللغة العربية، وبهذا قال المالكية.
مستدلين للحكم: بأن الكتابة أحد اللسانين، فكما لا تجوز قراءته بغير العربية بدليل قوله تعالى:) بلسان عربي مبين (([108]) فإنه لا يجوز كتابته بغيرها؛ لأن الكتابة أحد اللسانين، فلا يجوز تغييره عن اللسان المنزل به ([109]).
والذي يظهر لي أن ما ذهب إليه المالكية هو الأرجح لقوة دليلهم، وظهور حجتهم، وهو المناسب لصيانة القرآن والحفاظ عليه عن التغيير والتبديل، والعلم عند الله.
الفرع الثاني: حكم مس المصحف إذا كتب بغير اللغة العربية:
ذهب الحنفية والشافعية إلى المنع من مس المصحف إذا كتب بغير اللغة العربية، فيمنع المحدث من مسه وحمله حتى يتطهر من الحدثين، كمنعه من مس المصحف المكتوب باللغة العربية؛ لعموم الأدلة الدالة على ذلك ([110]).
وذهب المالكية إلى جواز مس المصحف إذا كتب بغير اللغة العربية.
معللين: بأن المصحف المكتوب بغير اللغة العربية ليس بقرآن، وإنما هو في الحقيقة تفسير للقرآن، وكتب التفسير وغيرها من كتب العلم المتضمنة للقرآن أو لشيء منه لا يشترط لمسها الطهارة ([111]).
والذي يظهر لي رجحان ما ذهب إليه المالكية من جواز مس المصحف إذا كتب بغير اللغة العربية، لوجاهة ما عللوا به، والعلم عند الله.
المطلب السابع: حكم كتابة المحدث والكافر للقرآن
وتحت هذا المطلب فرعان:
الفرع الأول: حكم كتابة المحدث للقرآن:
اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في حكم كتابة المسلم للقرآن، من غير مس المكتوب إذا كان عليه حدث على الأقوال التالية:
القول الأول:
أنه يجوز لمن عليه حدث أصغر أو أكبر أن يكتب القرآن، لكن من غير مس للمكتوب فيه.
وبهذا قال الحنفية ([112])، والشافعية ([113])، والحنابلة ([114]) في الراجح من مذاهبهم. مستدلين على ذلك بما يأتي:
1 - أن النهي إنما ورد عن مس المصحف، والكتابة لا تعد مسًا له ([115]).
2 - أن المباشر للمس هو القلم، وليست يد الكاتب، فهو بمنزلة مس المصحف من وراء حائل ([116]).
3 - أن الكاتب للقرآن إنما يكتب حرفًا حرفًا، والحرف الواحد لا يعد قرآنًا ([117]).
4 - أن الصحابة رضوان الله عليهم استكتبوا أهل الحيرة المصاحف وهم نصارى، فدل ذلك على الجواز ([118]).
القول الثاني:
أنه لا يجوز للمحدث حدثًا أصغر أن يكتب القرآن.
وبهذا قال المالكية في الصحيح من مذهبهم ([119])، وهو قول في كل من المذاهب الثلاثة: الحنفية ([120])، والشافعية ([121])، والحنابلة ([122]).
ووجه هذا القول: أن كتابة القرآن في حكم المس له، فتحرم، كما يحرم المس؛ لاتصال القلم بيد الكاتب ([123]).
القول الثالث:
جواز كتابة القرآن لمن عليه حدث أصغر، دون من عليه حدث أكبر.
وهو قول في كل من المذاهب الثلاثة: المالكية ([124])، والشافعية ([125])، والحنابلة ([126]).
ووجه هذا القول ما يأتي:
1 - رفع الحرج والمشقة عن صاحب الحدث الأصغر لتكرره، بخلاف الحدث الأكبر لقلته ([127]).
2 - قياس كتابة القرآن على تلاوته، فإنها تجوز لمن عليه حدث أصغر، دون من عليه حدث أكبر ([128]).
الترجيح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/405)
والذي يظهر لي أن الراجح هو القول الأول، وهو القول بجواز كتابة المحدث مطلقًا للقرآن لوجاهة ما استدل به القائلون بالجواز ورجحانه على ما علل به أصحاب القولين الآخرين والعلم عند الله.
الفرع الثاني: حكم كتابة الكافر للقرآن:
والمراد هنا حكم كتابة الكافر للقرآن من غير مس للمكتوب؛ لأنه يحرم عليه مس القرآن ([129]).
ولم أر من نص على هذه المسألة من أصحاب المذاهب الأربعة سوى الحنابلة، ولهم فيها قولان:
القول الأول:
أنه يجوز للكافر أن يكتب القرآن.
وهو الصحيح في المذهب ([130]). قال في الإنصاف: ((له نسخه على الصحيح من المذهب، وقال ابن عقيل: بدون حمل ولا مس. قال القاضي في التعليق وغيره: قال ابن عقيل في التذكرة: يجوز استئجار الكافر على كتابة المصحف إذا لم يحمله. قال أبو بكر: لا يختلف قول أحمد: أن المصاحف يجوز أن يكتبها النصارى .. )) ([131]).
والقول بهذا هو مقتضى مذهب الظاهرية؛ لإجازتهم للكافر أن يمس القرآن ([132])، فكتابته من باب أولى. وقد استدل الحنابلة على ذلك بما يأتي:
1 - ما روي عن بعض الصحابة والتابعين: أنهم استكتبوا النصارى المصاحف، حيث روي عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ((أنه استكتب رجلاً نصرانيًا مصحفًا، فأعطاه ستين درهمًا)) ([133]). وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ((أنه كتب له نصراني مصحفًا من أهل الحيرة بتسعين درهمًا)) ([134]). وروي نحو ذلك عن علقمة، وعن غيرهما من التابعين ([135]).
2 - أن النهي إنما ورد عن مس القرآن، لا عن كتابته ([136]).
3 - أن مس القلم للحرف كمس العود للحرف، وذلك جائز، فدل على جواز كتابة الكافر للمصحف إذا لم يمسه بيده ([137]).
القول الثاني:
أنه لا يجوز للكافر أن يكتب القرآن.
قال في الإنصاف: ((قيل لأحمد: يعجبك أن تكتب النصارى المصاحف، قال: لا يعجبني. قال الزركشي: فأخذ من ذلك رواية بالمنع ... )) ([138]).
ولعل وجه هذا القول: صيانة القرآن، وإجلاله عن أن يمسه الكافر؛ لأن الكاتب لا يسلم غالبًا من مس المكتوب، فلا يؤمن الكافر أن يمس القرآن أثناء كتابته له، وذلك محرم عليه.
الترجيح:
والذي يظهر لي أن القول الثاني أرجح؛ لأنه أليق بتعظيم القرآن وتكريمه، فينبغي أن يصان كلام الله عن كل من يخشى أن ينتهك حرمته، ويدل عليه نهيه e أن يُسَافر بالقرآن إلى أرض العدو إذا خيف أن يقع بأيديهم وذلك فيما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله e (( أنه كان ينهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو)) ([139]).
وأما ما روي من استكتاب بعض الصحابة والتابعين الكافر لكتابة المصحف، فهذا على تقدير صحته، محمول على اضطرارهم إليه لقلة من يحسن الكتابة في زمنهم من المسلمين، فيكون ذلك من باب الضرورات، وللضرورة أحكامها؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات. والعلم عند الله تعالى.
المطلب الثامن: حكم مس المحدث للقرآن عند الضرورة
إذا خشي المحدث على المصحف من غرق أو حرق، أو نجاسة تصيبه، أو مس كافر له، أو سرقة، أو غصب، ولم يتمكن من الطهارة بالماء أو التيمم قبل وقوع ما يخشاه على المصحف فإنه يجوز له في هذه الحالة أن يمسه، ويحمله، وإن كان محدثًا حدثًا أكبر، لأن مسه أو حمله، والحالة هذه من باب الضرورة (والضرورات تبيح المحظورات) ([140]) كما هي القاعدة الفقهية المشهورة.
وقد نص على هذه المسألة المالكية ([141])، والشافعية ([142])، ولم أجد للحنفية والحنابلة نصًا عليها، إلا أن هذا مما لا يختلف فيه، والعلم عند الله.
* * *
خاتمة البحث:
توصلت من خلال هذا البحث إلى عدة نتائج وأحكام فقهية من أهمها ما يأتي:
1 - أن اسم المصحف الذي لا يجوز للمحدث مس شيء منه يشمل المكتوب منه، وما بين سطوره، وحواشيه، وغلافه المتصل به، فكل ذلك لا يجوز مس شيء منه في الصحيح من مذاهب الأئمة الأربعة، سواء كان مصحفًا كاملاً أو بعض مصحف.
2 - اتفقت المذاهب الأربعة في الصحيح من مذاهبهم على أن المراد بالمس المحرم على المحدث البالغ هو المس باليد أو بغيرها من أعضاء الوضوء، أو أي جزء من أجزاء البدن مباشرة من غير حائل، واختلفوا فيما عدا ذلك كمسه من وراء حائل، أو تقليبه بعود ونحوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/406)
3 - أن الراجح من أقوال أهل العلم استحباب الطهارة لمس كتب العلم المشتملة على آيات من القرآن الكريم ككتب التفسير والحديث والفقه ونحوها، وأنه لا يشترط لمسها الطهارة، وكذا في الحكم أيضًا ما كتب عليه آيات من غير الكتب، كالدراهم والثياب وما في حكمها.
4 - أنه يجوز للمحدث مس منسوخ التلاوة من القرآن الكريم في الراجح من قولي العلماء.
5 - أنه يجوز للمحدث مس الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل والزبور في الراجح من قولي العلماء.
6 - أنه يجوز مس الأشرطة التي سجل فيها القرآن الكريم بمختلف أنواعها، وكذا ما كتب من القرآن بطريقة (برايل) للمكفوفين فيما يظهر.
7 - أنه لا يجوز كتابة المصحف بغير اللغة العربية في الراجح من قولي أهل العلم، وأنه لا يحرم مسه إذا كتب بذلك.
8 - أنه يجوز للمحدث ولو كان حدثه أكبر أن يكتب القرآن الكريم، لكن من غير مس للمكتوب في الراجح من أقوال أهل العلم.
9 - أنه لا يجوز للكافر أن يكتب القرآن الكريم، ولو لم يمس المكتوب في الراجح من قولي أهل العلم.
10 - أنه يجوز للمحدث ولو كان حدثه أكبر أن يمس القرآن الكريم عند الضرورة، لأن الضرورات تبيح المحظورات.
وبهذا انتهى ما أردت جمعه، وما قصدت بيانه وحكمه من هذه المسائل المهمة المتعلقة بأعظم كلام، وأشرف كتاب، فما كان فيه من حق وصواب فذلك من فضل الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ وزلل فمني، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
* * *
--------------------------------------------------------------------------------
الحواشي والتعليقات
([1]) أما الصغير فقد توصلت من خلال ذلك البحث إلى أن الراجح من أقوال أهل العلم جواز مسه للمصحف لضرورة التعلم فقط وهو مذهب الأئمة الأربعة إلا الحنابلة في الصحيح من مذهبهم فإنهم يرون جواز مسه للوح المكتوب فيه شيء من القرآن فقط.
([2]) الاستذكار، 8/ 10.
([3]) وكذا الصغير على القول بأن حكمه حكم الكبير في تحريم مس المصحف عليه، أما على القول بجواز مسه للمصحف لحاجة التعليم، فالحكم ظاهر.
([4]) 1/ 31 وقال ابن عابدين في حاشيته، 1/ 315: (فالمراد بالغلاف ما كان منفصلاً كالخريطة، وهي الكيس ونحوها؛ لأن المتصل بالمصحف منه حتى يدخل في بيعه بلا ذكر).
([5]) 1/ 211 وانظر أيضًا: بدائع الصنائع، 1/ 33 - 34؛ فتح القدير، 1/ 169.
([6]) 1/ 237.
([7]) 1/ 125 وكذا نحوه في حاشية الصاوي على الشرح الصغير، 1/ 222.
([8]) 1/ 74، وانظر: المهذب، 1/ 32، روضة الطالبين، 1/ 190، مغني المحتاج، 1/ 37.
([9]) 1/ 374 - 375 وانظر: الإنصاف، 1/ 223، كشاف القناع، 1/ 134.
([10]) انظر: بدائع الصنائع، 1/ 34، البحر الرائق، 1/ 211، حاشية ابن عابدين، 1/ 488.
([11]) انظر: المجموع، 1/ 74.
([12]) انظر: الفروع، 1/ 188، الإنصاف، 1/ 223، معونة أولي النهى، 1/ 375.
([13]) انظر: البحر الرائق، 1/ 211، حاشية ابن عابدين، 1/ 488 وقال: (والصحيح المنع).
([14]) قوله: (يكره) أي كراهة تحريم كما نص عليه كثير من فقهاء الحنفية، وانظر: فتح القدير 1/ 169.
([15]) 1/ 34.
([16]) 1/ 188.
([17]) انظر: الهداية، 1/ 31؛ الجوهرة، 1/ 35؛ البحر الرائق، 1/ 211.
([18]) انظر: روضة الطالبين، 1/ 190؛ مغني المحتاج، 1/ 37.
([19]) انظر: الإنصاف، 1/ 224، الإقناع، 1/ 41.
([20]) انظر: المصاحف لأبي داود، ص، 215؛ شرح السنة، 2/ 48؛ المغني، 1/ 147.
([21]) انظر: المغني، 1/ 148، مغني المحتاج، 1/ 37.
([22]) انظر: المغني، 1/ 148، بدائع الصنائع، 1/ 34، البناية شرح الهداية، 1/ 649.
([23]) انظر: الذخيرة، 1/ 237؛ الشرح الصغير، 1/ 223.
([24]) انظر: روضة الطالبين، 1/ 190؛ مغني المحتاج، 1/ 37.
([25]) انظر: الفروع، 1/ 189، الإنصاف، 1/ 224.
([26]) انظر: المغني، 1/ 147.
([27]) انظر: المجموع، 1/ 74، مغني المحتاج، 1/ 37.
([28]) انظر: المغني، 1/ 148، الشرح الكبير، 1/ 95.
([29]) شرح العمدة، ص، 385.
([30]) انظر: المغني، 1/ 147، الشرح الكبير، 1/ 95.
([31]) انظر: مطالب أولي النهى، 1/ 154.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/407)
([32]) انظر: المغني، 1/ 147، الشرح الكبير، 1/ 95، معونة أولي النهى، 1/ 375.
([33]) انظر: الدر المختار مع حاشيته لابن عابدين، 1/ 316، الفتاوى الهندية، 1/ 39، الإنصاف، 1/ 225.
([34]) 1/ 212، وانظر: فتح القدير، 1/ 169.
([35]) 1/ 125، وانظر: جواهر الإكليل، 1/ 21.
([36]) 1/ 36 - 37، وانظر: المهذب حيث قال: (لا يجوز للمحدث أن يمس المصحف بظهره وإن كانت الطهارة تجب في غيره ... )؛ حاشية البيجوري 1/ 221، وقال: (والمراد مسه بأي جزء لا بباطن الكف فقط، كما توهمه بعضهم).
([37]) 1/ 154، وانظر: الإقناع، 1/ 40؛ منتهى الإرادات، 1/ 27، والشرح الكبير، 1/ 95، حيث قال: (لا يجوز مسه بشيء من جسده، قياسًا على اليد)، وقال الزركشي في شرح الخرقي، 1/ 211: (وقول الخرقي رحمه الله: لا يمس، يشمل مسه بيده، وسائر جسده).
([38]) انظر: الهداية شرح البداية، 1/ 31، فتح القدير، 1/ 169؛ البحر الرائق، 1/ 212، حاشية ابن عابدين، 1/ 315، وقال: (وفي الهداية: أنه يكره، هو الصحيح؛ لأنه تابع له، وعزاه في الخلاصة إلى عامة المشايخ، فهو معارض لما في المحيط، فكان هو أولى).
([39]) 1/ 649.
([40]) انظر: البحر الرائق، 1/ 212، حاشية ابن عابدين، 1/ 316.
([41]) انظر: عقد الجواهر الثمينة، 1/ 62، الذخيرة، 1/ 237، الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي، 1/ 125؛ الشرح الصغير، 1/ 223، أسهل المدارك، 1/ 100.
([42]) حاشية البناني على الزرقاني على خليل، 1/ 93، حاشية العدوي على الخرشي، 1/ 160.
([43]) الدر المختار مع حاشيته لابن عابدين، 1/ 322.
([44]) حاشية قليوبي وعميرة على شرح منهاج الطالبين، 1/ 36؛ تحفة الحبيب على شرح الخطيب، 1/ 327.
([45]) انظر: المجموع، 1/ 74؛ روضة الطالبين، 1/ 190؛ مغني المحتاج، 1/ 38.
([46]) 1/ 32.
([47]) انظر: مغني المحتاج، 1/ 38.
([48]) انظر: المجموع، 1/ 74؛ مغني المحتاج، 1/ 38.
([49]) 1/ 32، وانظر: حاشية البيجوري، 1/ 221.
([50]) انظر: المهذب، 1/ 32، المجموع، 1/ 74، مغني المحتاج، 1/ 37.
([51]) انظر: المغني، 1/ 147 - 148؛ شرح العمدة، ص، 385، معونة أولي النهى، 1/ 375، كشاف القناع، 1/ 135.
([52]) 1/ 224.
([53]) حاشية ابن عابدين، 1/ 320.
([54]) الذخيرة، 1/ 237؛ الزرقاني على خليل، 1/ 94؛ الشرح الصغير، 1/ 225.
([55]) غير أن الشافعية قيدوا الجواز في كتب التفسير خاصة في الأصح من مذهبهم: بأن لا يكون القرآن أكثر من التفسير، فإن كان أكثر من التفسير حرم مسه؛ لأنه في معنى المصحف.
انظر: المهذب، 1/ 32، روضة الطالبين، 1/ 191، مغني المحتاج، 1/ 37.
([56]) الإقناع، 1/ 41، منتهى الإرادات، 1/ 27؛ الروض المربع، 1/ 126.
([57]) صحيح البخاري، 1/ 9، صحيح مسلم، 5/ 165.
([58]) آل عمران، آية، 64.
([59]) انظر: شرح العمدة، ص، 386.
([60]) انظر: المغني، 1/ 148، الشرح الكبير، 1/ 95.
([61]) انظر: المجموع، 1/ 75 - 76؛ مغني المحتاج، 1/ 37، المغني، 1/ 148، الشرح الكبير، 1/ 95.
([62]) انظر: الذخيرة، 1/ 237، الشرح الصغير، 1/ 225، المهذب، 1/ 32، الكافي، 1/ 48.
([63]) المهذب، 1/ 32، روضة الطالبين، 1/ 191.
([64]) الإنصاف، 1/ 225؛ معونة أولي النهى، 1/ 376.
([65]) انظر: المهذب، 1/ 32.
([66]) غير أن بعض الحنفية قصر الكراهة على كتب التفسير خاصة لكثرة ما فيها من القرآن، بخلاف غيرها من كتب العلم. انظر: فتح القدير، 1/ 169؛ البناية شرح الهداية، 1/ 650، البحر الرائق، 1/ 212، حاشية ابن عابدين، 1/ 320.
([67]) المجموع، 1/ 75.
([68]) ومثله فيما يظهر وإن لم ينص عليه الفقهاء كتب القراءات، بل ربما تكون أولى بالتحريم من كتب التفسير على هذا القول؛ لكثرة ما فيها من القرآن.
([69]) وقيد بعض الحنفية التحريم بمس مواضع الآيات منها فقط.
انظر: بدائع الصنائع، 1/ 33؛ الجوهرة، 1/ 36؛ الدر المختار مع حاشيته لابن عابدين، 1/ 319 - 320.
([70]) إلا أن المالكية قيدوا التحريم على القول به فيما إذا كان التفسير مشتملاً على آيات كثيرة وقصدت بالمس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/408)
انظر: الزرقاني على خليل، 1/ 94، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، 1/ 125؛ جواهر الإكليل، 1/ 21.
([71]) إلا أن الأصح عند الشافعية أنه إذا كان القرآن أكثر من التفسير، فإنه يحرم قطعًا، بل حكاه بعضهم وجهًا واحدًا، وما عدا ذلك فالتحريم على قول في المذهب.
انظر: المجموع، 1/ 76؛ روضة الطالبين، 1/ 191، مغني المحتاج، 1/ 37.
([72]) الإنصاف، 1/ 225؛ معونة أولي النهى، 1/ 376.
([73]) انظر: فتح الجواد، 1/ 56، مغني المحتاج، 1/ 33.
([74]) انظر: مصنف عبد الرزاق، 1/ 344، شرح السنة، 2/ 50، بدائع الصنائع، 1/ 34؛ البحر الرائق، 1/ 212، المجموع، 1/ 76، مغني المحتاج، 1/ 37.
([75]) ويجوز مس هذه الأشياء عندهم حتى للجنب والحائض.
انظر: الذخيرة، 1/ 237، عقد الجواهر، 1/ 62؛ الشرح الكبير للدردير، 1/ 125؛ أسهل المدارك، 1/ 100.
([76]) روضة الطالبين، 1/ 191؛ مغني المحتاج، 1/ 38؛ فتح الجواد، 1/ 56.
([77]) الكافي، 1/ 48؛ الإنصاف، 1/ 224، الإقناع، 1/ 41.
([78]) وبه قال من التابعين الحسن البصري، والقاسم بن محمد، وقتادة.
انظر: مصنف عبد الرزاق، 1/ 343، مصنف ابن أبي شيبة، 1/ 113.
([79]) انظر: المغني، 1/ 148؛ المجموع، 1/ 75؛ مغني المحتاج، 1/ 38.
([80]) انظر: المهذب، 1/ 32؛ مغني المحتاج، 1/ 38.
([81]) انظر: الكافي، 1/ 48، المغني، 1/ 148.
([82]) انظر: المغني، 1/ 148، الشرح الكبير، 1/ 95.
([83]) بدائع الصنائع، 1/ 33، مجمع الأنهر، 1/ 26؛ الجوهرة، 1/ 36.
([84]) الذخيرة، 1/ 237.
([85]) المهذب، 1/ 32، روضة الطالبين، 1/ 191؛ مغني المحتاج، 1/ 38.
([86]) الكافي، 1/ 48، الإنصاف، 1/ 224، معونة أولي النهى، 1/ 377.
وقال بهذا من التابعين إبراهيم النخعي، وابن سيرين.
انظر: مصنف عبد الرزاق، 1/ 344، مصنف ابن أبي شيبة، 1/ 113.
([87]) انظر: الذخيرة، 1/ 237؛ بدائع الصنائع، 1/ 33، مغني المحتاج، 1/ 38، المغني، 1/ 148.
([88]) انظر: مغني المحتاج، 1/ 37.
([89]) مثال ما نسخت تلاوته وبقي حكمه قوله عز وجل:) ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج (فنسخ قوله سبحانه:) في مواسم الحج (رواه البخاري في صحيحه 3/ 105. قال ابن حجر في فتح الباري، 3/ 594: وأخرج الحاكم في مستدركه عن عبيد ابن عمير، أنه كان يقرؤها في المصحف.
ومن أمثلة ذلك أيضًا: ما ذكر الزركشي في البرهان، 2/ 35 بقوله: ((روي أنه كان يقال في سورة النور: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فأرجموهما البتة نكالاً من الله)) ولهذا قال عمر رضي الله عنه: لولا أن يقول الناس: زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي. رواه البخاري في صحيحه معلقًا)) وانظر أيضًا: النواسخ لابن الجوزي، ص، 115.
ومن أمثلته أيضًا: ما روى البخاري في صحيحه، 3/ 215 أن رسول الله e كان يقرأ ((والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى)) قال أبو الدرداء: وهؤلاء يريدوني على أن أقرأ: ((وما خلق الذكر والأنثى)) والله لا أتابعهم)).
قال في فتح الباري، 8/ 707: ((ولعل هذا مما نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه)).
([90]) الدر المختار مع حاشيته لابن عابدين، 1/ 315؛ منحة الخالق على البحر الرائق، 1/ 211.
([91]) شرح الزرقاني، 1/ 93؛ حاشية العدوي على الخرشي، 1/ 160؛ حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، 1/ 125.
([92]) روضة الطالبين، 1/ 191، المجموع، 1/ 76.
([93]) شرح الزركشي على مختصر الخرقي، 1/ 212، الإنصاف، 1/ 225؛ معونة أولي النهى، 1/ 377، كشاف القناع، 1/ 135.
([94]) انظر: منحة الخالق على البحر الرائق، 1/ 211، المبدع شرح المقنع، 1/ 174؛ كشاف القناع، 1/ 135.
([95]) انظر: المجموع، 1/ 76؛ مغني المحتاج، 1/ 37.
([96]) لكن قال ابن عابدين: ينبغي أن يخص الحكم بما لم يبدل.
انظر: حاشية ابن عابدين، 1/ 314 - 315، 488، منحة الخالق على البحر الرائق، 1/ 211 - 212.
([97]) روضة الطالبين، 1/ 191، المجموع، 1/ 76.
([98]) شرح الزركشي على مختصر الخرقي؛ 1/ 212،الإنصاف، 1/ 225؛ معونة أولي النهى،1/ 377.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/409)
([99]) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، 4/ 73.
([100]) سورة الشعراء، آية رقم (192 - 195).
([101]) يمكن أن يخرج حكم كتابة المصحف بطريقة (برايل) على حكم كتابة المصحف بغير اللغة العربية، وسيأتي بيان الخلاف في ذلك في المطلب السادس، والعلم عند الله.
([102]) البرهان في علوم القرآن، 1/ 380.
([103]) الإتقان في علوم القرآن، 2/ 376.
([104]) البحر الرائق، 1/ 212؛ الفتاوى الهندية، 1/ 39.
([105]) حاشية قليوبي على منهاج الطالبين، 1/ 36، تحفة الحبيب على شرح الخطيب، 1/ 329.
([106]) البرهان في علوم القرآن، 1/ 380.
([107]) انظر: البرهان في علوم القرآن، 1/ 380؛ الإتقان في علوم القرآن، 2/ 376، الفتاوى الهندية، 1/ 39، تحفة الحبيب على شرح الخطيب، 1/ 329.
([108]) سورة الشعراء، آية رقم (195).
([109]) انظر: الشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي، 1/ 125؛ حاشية البناني على الزرقاني، 1/ 93.
([110]) انظر: البحر الرائق، 1/ 212، الفتاوى الهندية، 1/ 39؛ حاشية قليوبي على منهاج الطالبين، 1/ 36، تحفة الحبيب على شرح الخطيب، 1/ 329، الموسوعة الفقهية، 38/ 10.
([111]) انظر: الشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي، 1/ 125؛ حاشية البناني على الزرقاني، 1/ 93.
([112]) فتح القدير، 1/ 169، البناية شرح الهداية، 1/ 647؛ الدر المختار مع حاشيته لابن عابدين، 1/ 317.
([113]) روضة الطالبين، 1/ 191؛ المجموع، 1/ 77.
([114]) انظر: الإنصاف، 1/ 226، الإقناع، 1/ 41، معونة أولي النهى، 1/ 383.
([115]) انظر: كشاف القناع، 1/ 135، مطالب أولي النهى، 1/ 155.
([116]) انظر: فتح القدير، 1/ 169؛ حاشية ابن عابدين، 1/ 317.
([117]) انظر: البناية شرح الهداية، 1/ 648.
([118]) روي ذلك عن عبد الرحمن بن عوف، وعن عدد من التابعين.
انظر: مصنف ابن أبي شيبة، 6/ 66، المصاحف لأبي داود، ص، 148، شرح العمدة، ص، 385، شرح الزركشي، 1/ 212.
([119]) إلا أنهم أجازوا للمحدث وإن كان جنبًا كتابة الآيات ضمن رسائل ونحوها.
انظر: شرح الزرقاني، 1/ 94؛ الشرح الكبير للدردير، 1/ 125، الشرح الصغير، 1/ 223.
([120]) وبه قال محمد بن الحسن الشيباني وغيره من علماء الحنفية.
انظر: فتح القدير، 1/ 169؛ البناية شرح الهداية، 1/ 648، رد المحتار مع حاشيته لابن عابدين، 1/ 317.
([121]) روضة الطالبين، 1/ 191؛ المجموع، 1/ 77.
([122]) الإنصاف، 1/ 226، معونة أولي النهى، 1/ 383.
([123]) انظر: فتح القدير، 1/ 169.
([124]) شرح الزرقاني، 1/ 94، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، 1/ 125.
([125]) المجموع، 1/ 77.
([126]) الإنصاف، 1/ 226.
([127]) انظر: حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، 1/ 125.
([128]) شرح العمدة، ص، 385.
([129]) حيث ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى تحريم مس المصحف على الكافر؛ لأن ذلك يحرم على المسلم إذا كان محدثًا، أو جنبًا، فالكافر من باب أولى بالتحريم، والمقصود هنا: أنه يحرم على المسلم أن يمكن الكافر من مس المصحف؛ لأن الكافر لا يتوجه إليه الخطاب.
انظر: البناية شرح الهداية، 1/ 650؛ البحر الرائق، 1/ 212؛ حاشية العدوي على الخرشي، 1/ 161؛ حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، 1/ 126؛ المجموع شرح المهذب، 2/ 78؛ أسنى المطالب، 1/ 62؛ شرح الزركشي على مختصر الخرقي، 1/ 212؛ الإنصاف، 1/ 227.
([130]) شرح الزركشي على مختصر الخرقي، 1/ 212، الإقناع، 1/ 41، غاية المنتهى، 1/ 44.
([131]) 1/ 226.
([132]) المحلى، 1/ 83.
وبه قال محمد بن الحسن الشيباني أيضًا إذا اغتسل الكافر كما في البحر الرائق، 1/ 212
واحتج ابن حزم على جواز مس الكافر للمصحف بتضمين النبي e الكتاب الذي كتبه لقيصر آيات من القرآن، وهي قوله سبحانه:) قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء .. (الخ الآيات. رواه البخاري في صحيحه، 1/ 9، ومسلم في صحيحه، 5/ 165.
قال ابن حزم: ((فهذا رسول الله e قد بعث كتابًا، وفيه هذه الآية إلى النصارى، وقد أيقن أنهم يمسون ذلك الكتاب)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/410)
وأجاب الجمهور عن استدلال ابن حزم بما ذكره ابن حجر في فتح الباري، 1/ 408، بقوله: ((إن الكتاب اشتمل على أشياء غير الآيتين، فأشبه ما لو ذكر بعض القرآن في كتاب في الفقه أو التفسير، فإنه لا يمنع قراءته ولا مسه عند الجمهور؛ لأنه لا يقصد منه التلاوة، ونص أحمد: أنه يجوز مثل ذلك في المكاتبة لمصلحة التبليغ، وقال به كثير من الشافعية، ومنهم من خص الجواز بالقليل، كالآية والآيتين)).
([133]) رواه أبو داود في كتاب المصاحف، ص، 148.
([134]) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، 6/ 66، وأبو داود في كتاب المصاحف نحوه، ص، 149.
([135]) رواه أبو داود في كتاب المصاحف، ص، 149.
([136]) انظر: كشاف القناع، 1/ 135؛ مطالب أولي النهى، 1/ 155.
([137]) انظر: الإنصاف، 1/ 226، معونة أول النهى، 1/ 360.
([138]) 1/ 226.
([139]) صحيح مسلم، 6/ 30. وفي لفظ آخر له: ((فإني لا آمن أن يناله العدو)) وأصله عند البخاري، 2/ 168.
([140]) انظر هذه القاعدة في: الأشباه والنظائر للسيوطي، ص، 84، الأشباه والنظائر لابن نجيم، ص، 85.
([141]) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، 1/ 125؛ حاشية الصاوي على الشرح الصغير، 1/ 223.
([142]) روضة الطالبين، 1/ 192؛ مغني المحتاج، 1/ 37.
المصادر والمراجع
1 - القرآن الكريم.
2 - الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، بيروت: دار الكتب العلمية.
3 - أسنى المطالب في شرح روض الطالب، زكريا الأنصاري، المكتبة الإسلامية لصاحبها الحاج رياض الشيخ.
4 - أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في فقه الإمام مالك، أبي بكر بن حسن الكشناوي، بيروت: دار الفكر.
5 – الاستذكار، تصنيف: الإمام يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي، تحقيق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت: دار قتيبة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1414هـ-1993م.
6 - الأشباه والنظائر، زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم، بيروت: دار الكتب العلمية، 1400هـ – 1980م.
7 - الأشباه والنظائر في قواعد وفروع فقه الشافعية، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، مصور عن الطبعة الأولى، بيروت: دار الكتب العلمية، 1399هـ – 1979م.
8 - الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، شرف الدين موسى الحجاوي المقدسي، تصحيح وتعليق: عبد اللطيف محمد السبكي، مصر: المكتبة التجارية الكبرى.
9 - الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، علي بن سليمان المرداوي، صححه وحققه: محمد حامد الفقي، القاهرة: مطبعة السنة المحمدية، 1376هـ/1957م الطبعة الأولى.
10 - البحر الرائق شرح كنز الدقائق، زين الدين بن نجيم الحنفي، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر الطبعة الثانية، طبعة بالأوفست.
11 - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني، بيروت: دار الكتاب العربي، 1402هـ/1982م الطبعة الثانية.
12 - البرهان في علوم القرآن، بدر الدين بن محمد الزركشي، تحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر.
13 - البناية في شرح الهداية، أبي محمد محمود بن أحمد العيني، تصحيح: محمد عمر الشهير بناصر الإسلام الرامفوري، بيروت: دار الفكر، 1401هـ / 1981م الطبعة الأولى.
14 - تحفة الحبيب على شرح الخطيب، تأليف: سليمان بن عمر البجيرمي، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر، 1398هـ – 1978م.
15 - جواهر الإكليل شرح مختصر خليل، تأليف: صالح عبد السميع الآبي، بيروت: دار الفكر.
16 - الجوهرة النيرة على مختصر القدوري، أبي بكر بن علي بن محمد الحداد اليمني، ملتان، باكستان: المكتبة الإمدادية.
17 - حاشية البيجوري على الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع (بهامس الإقناع)، إبراهيم البيجوري، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع.
18 - حاشية البناني على شرح الزرقاني على مختصر خليل، الشيخ محمد البناني، بيروت: دار الفكر، 1398هـ – 1978م.
19 - حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، محمد عرفة الدسوقي، بيروت: دار الفكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/411)
20 - حاشية الصاوي على الشرح الصغير (بهامش الشرح الصغير)، أحمد بن محمد الصاوي، القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، طبع على نفقة راشد بن سعيد المكتوم.
21 - حاشية العدوي على شرح الخرشي (بهامش شرح الخرشي)، تأليف: علي العدوي، بيروت: دار صادر.
22 - حاشية قليوبي وعميرة على شرح جلال الدين المحلي على منهاج الطالبين، تأليف: الشيخ شهاب الدين القليوبي، والشيخ عميرة، مصر: مطبعة دار إحياء الكتب العربية.
23 - رد المحتار على الدر المختار (حاشية ابن عابدين)، تأليف: محمد أمين الشهير بابن عابدين، مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي1386هـ/1966م الطبعة الثانية
24 - الدر المختار شرح تنوير الأبصار (مع حاشيته لابن عابدين)، محمد علاء الدين الحصكفي، مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي1386هـ/1966م الطبعة الثانية.
25 - الذخيرة، تأليف: أحمد بن إدريس القرافي، تحقيق: محمد بوخبزه، بيروت: دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى عام 1994م.
26 - روضة الطالبين، يحيى بن شرف النووي، دمشق: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر.
27 - الروض المربع شرح زاد المستقنع، تأليف: منصور بن يونس البهوتي، القاهرة: المطبعة السلفية، الطبعة السادسة.
28 - شرح الزرقاني على مختصر خليل، تأليف: عبد الباقي الزرقاني، بيروت: دار الفكر، 1398هـ/1978م.
29 - شرح الزركشي على مختصر الخرقي، تأليف: محمد بن عبد الله الزركشي الحنبلي، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، الرياض: شركة العبيكان للطباعة والنشر.
30 - شرح السنة، الحسين بن مسعود البغوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية، 1403هـ – 1983م.
31 - الشرح الصغير على أقرب المسالك إلى مذهب الإمام مالك، أحمد بن محمد بن أحمد الدردير، القاهرة: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، طبع على نفقة راشد بن سعيد المكتوم.
32 - شرح العمدة في الفقه (كتاب الطهارة)، أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، تحقيق د. سعود بن صالح العطيشان، الرياض: مكتبة العبيكان 1413هـ/1993 م.
33 - الشرح الكبير، عبد الرحمن بن محمد بن قدامة المقدسي، الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعود كلية الشريعة.
34 - الشرح الكبير لمختصر خليل (بهامش حاشية الدسوقي)، أحمد بن محمد الدردير، بيروت: دار الفكر.
35 - صحيح البخاري (مع حاشية السندي)، محمد بن إسماعيل البخاري، مصر: مطبعة دار إحياء الكتب العربية.
36 - صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر.
37 - عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، جلال الدين عبد الله بن نجم بن شاس، تحقيق: د. محمد أبي الأجفان – أ. عبد الحفيظ منصور، بيروت: دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى: 1415هـ – 1995م.
38 - غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى، مرعي بن يوسف الحنبلي، تصحيح: محمد زهير الشاويش، دمشق: مؤسسة دار السلام للطباعة والنشر، 1378هـ.
33 - فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش، الرياض: دار أولي النهى. الطبعة الأولى: 1411هـ.
34 - الفتاوى الهندية (العالمكيرية)، الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند، بيروت: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى 1400هـ – 1980م.
35 - فتح الجواد شرح الإرشاد، أحمد بن حجر الهيتمي، مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، 1391هـ /1971م الطبعة الثانية.
36 - فتح القدير، كمال الدين محمد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام، مصر: المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق، 1316هـ، مصور عن الطبعة الأولى.
37 - الفروع، شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي، راجعه: عبد الستار أحمد فراج.
القاهرة: دار مصر للطباعة، 1381هـ /1962م الطبعة الثانية.
38 - الكافي في فقه الإمام أحمد بن حنبل، عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، الطبعة الثانية، بيروت: المكتب الإسلامي، 1399هـ/1979م.
39 - كتاب المصاحف، تصنيف: أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، بيروت: دار الكتب العلمية – الطبعة الأولى 1405هـ – 1985م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/412)
40 - كشاف القناع عن متن الإقناع، منصور بن يونس البهوتي،القاهرة: مطبعة أنصار السنة المحمدية، 1366هـ/1947م.
41 - المبدع في شرح المقنع، إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن مفلح، بيروت: المكتب الإسلامي.
42 - مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن سليمان المعروف بداماد أفندي،القاهرة: دار الطباعة العامرة، 1316هـ،تصوير: بيروت: دار إحياء التراث العربي.
43 – المجموع شرح المهذب، يحيى بن شرف النووي،مصر: مطبعة الإمام.
44 - المصنف في الأحاديث والآثار، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة،تحقيق: مختار أحمد الندوي، بومباي – الهند: الدار السلفية، 1401هـ/1981م الطبعة الأولى.
45 - المصنف، عبد الرزاق بن همام الصنعاني،تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت: المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى.
46 - مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، مصطفى السيوطي الرحيباني، دمشق: المكتب الإسلامي.
47 - معونة أولي النهى شرح المنتهى، تصنيف: تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي الشهير بابن النجار، تحقيق: د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، بيروت: دار خضر الطبعة الأولى 1416هـ – 1995 م.
48 - المغني، عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة.
49 - مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، محمد الشربيني الخطيب، بيروت: دار إحياء التراث العربي.
50 - منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات، محمد بن أحمد الفتوحي الحنبلي المصري، تحقيق: عبد الغني عبد الخالق، الناشر: عالم الكتب.
51 - منحة الخالق على البحر الرائق (بهامش البحر الرائق)، محمد أمين الشهير بابن عابدين بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، طبعة بالأوفست.
52 - المهذب في فقه الإمام الشافعي، إبراهيم بن علي الشيرازي، بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر، مصور عن الطبعة الثانية 1379هـ/1959م.
53 - النواسخ لابن الجوزي، أبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي، تحقيق ودراسة: محمد أشرف المليباري، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، الطبعة الأولى: 1404هـ.
54 - الهداية شرح بداية المبتدي، برهان الدين بن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني مصر: مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي.
* * *
ـ[أم معين]ــــــــ[02 - 02 - 07, 03:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 04:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز المسيطير
وسنخة للساحات الإسلامية
ـ[حذيفة بن فاروق]ــــــــ[10 - 05 - 07, 03:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
،،،
ولي سؤال ...
هل طبعت هذه الدراسة؟ وأين؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 08, 10:40 م]ـ
هل طبعت هذه الدراسة؟ وأين؟
نعم طبعت.
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:23 م]ـ
جزاكم الله على هذه الفوائد الجمة خيراً
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 08, 11:37 م]ـ
الدكتزر الفاضل / عبدالفتاح خضر
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
هل طبعت هذه الدراسة؟ وأين؟
طبعتها دار كنوز أشبيليا.
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[06 - 07 - 08, 12:47 ص]ـ
رحمه الله رحمة واسعة ....
أين أجده في مكتبات الرياض أخي المسيطر
جزاك الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 07 - 08, 06:18 ص]ـ
رأيته قبل يومين في التدمرية.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 07:17 ص]ـ
هذا البحث استكمال لبحث سابق أوضحت فيه حكم الطهارة لمس القرآن الكريم
هل المبحث المشار إليه موجود شيخنا المسيطير؟(4/413)
ارجو المساعدة هل يوجد شرح كامل للشاطبية للدكتور أيمن سويد
ـ[أبو حذيفة الجزيري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:02 م]ـ
هل يوجد شرح كامل للشاطبية للدكتور أيمن سويد
ـ[العجمي الشمسي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على النبي الخاتم
مرحبا بك أبا حذيفة الجزيري
أقدم لك ضمن أول مشاركة لي في هذا المنتدى هذا الرابط لعله يمكنك من تحميل ما تطلب صوتا وصورة ...
والله الموفق وصلى الله وسلم على النبي المصطفى ...
الرابط: http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=81332&page=3
ـ[العجمي الشمسي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 02:02 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ..
عفوا أخي أعود لك من جديد لأن الرابط الأول سيأخذك إلى الصفحة الثالة وروابط التحميل موجودة في الصفحة الأولى
رابط الصفحة الأولى: http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=81332
ـ[العجمي الشمسي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 02:11 ص]ـ
بسمك الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على النبي الأسعد الكريم
أخي أبو حذيفة
جئتك بجميع الروابط مباشرة تستطيع تحميلها من هنا:
همة يا بطل .. ولا تنسونا من صالح الدعاء ..
الروابط:
الملف الأول
معنى التجويد
http://www.shatib.com/nagwa/1.wmv
--------------
الملف الثاني
مراتب القراءة
http://www.shatib.com/nagwa/2.wmv
-------------
الملف الثالث
علم التجويد
http://www.shatib.com/nagwa/3.wmv
-------------
الملف الرابع
تدوين القرآن (جزء أول)
http://www.shatib.com/nagwa/4.wmv
--------------
الملف الخامس
تدوين القرآن (جزء ثاني)
http://www.shatib.com/nagwa/5.wmv
-------------
الملف السادس
تدوين القرآن (جزء ثالث)
http://www.shatib.com/nagwa/6.wmv
-----------
الملف السابع
تدوين القرآن (جزء رابع)
http://www.shatib.com/nagwa/7.wmv
------------
الملف الثامن
القراء العشر
http://www.shatib.com/nagwa/8.wmv
------------
الملف التاسع
النقل الصوتي للقرآن
http://www.shatib.com/nagwa/9.wmv
-----------
الملف العاشر
أحكام الميم الساكنة
http://www.shatib.com/nagwa/10.wmv
---------
الملف الحادي عشر
أحكام النون الساكنة (الأظهار)
http://www.shatib.com/nagwa/11.wmv
------------
الملف الثاني عشر
أحكام النون الساكنة (الأخفاء)
http://www.shatib.com/nagwa/12.wmv
----------
الملف الثالث عشر
أحكام النون الساكنة (الأقلاب)
http://www.shatib.com/nagwa/13.wmv
----------
الملف الرابع عشر
أحكام النون الساكنة (الأدغام)
http://www.shatib.com/nagwa/14.wmv
----------
الملف الخامس عشر
الأدغام الناقص
http://www.shatib.com/nagwa/15.wmv
----------
الملف السادس عشر
أدغام المتجانسين
http://www.shatib.com/nagwa/16.wmv
----------
الملف السابع عشر
أدغام المتماثلين
http://www.shatib.com/nagwa/17.wmv
----------
الملف الثامن عشر
النون والميم المشددتين
http://www.shatib.com/nagwa/18.wmv
-------------
الملف التاسع عشر
أنواع المدود
http://www.shatib.com/nagwa/19.wmv
-------------
الملف العشرون
1 - المد الطبيعي
http://www.shatib.com/nagwa/20.wmv
--------------
الملف الحادي والعشرون
2 - مد البدل
http://www.shatib.com/nagwa/21.wmv
--------------
الملف الثاني و العشرون
3 - مد العوض
http://www.shatib.com/nagwa/22.wmv
--------------
الملف الثالث و العشرون
4 - المد المتصل http://www.shatib.com/nagwa/23.wmv
--------------
الملف الرابع و العشرون
5 - المد المنفصل
http://www.shatib.com/nagwa/24.wmv
--------------
الملف الخامس و العشرون
تعريف مد الصلة
http://www.shatib.com/nagwa/25.wmv
--------------
الملف السادس و العشرون
6 - مد الصلة
http://www.shatib.com/nagwa/26.wmv
--------------
الملف السابع و العشرون
7 - المد اللازم
http://www.shatib.com/nagwa/27.wmv
--------------
الملف الثامن و العشرون
8 - المد العارض للسكون
http://www.shatib.com/nagwa/28.wmv
--------------
الملف التاسع و العشرون
9 - المد اللين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/414)
http://www.shatib.com/nagwa/29.wmv
--------------
الملف الثلاثون
علاقة مد اللين بالمد العارض للسكون
http://www.shatib.com/nagwa/30.wmv
--------------
الملف الحادي و الثلاثون
ياء المد
http://www.shatib.com/nagwa/31.wmv
--------------
الملف الثاني و الثلاثون
تركيب المدين
http://www.shatib.com/nagwa/32.wmv
--------------
الملف الثالث و الثلاثون
التعوذ والبسملة
http://www.shatib.com/nagwa/33.wmv
--------------
الملف الرابع و الثلاثون
حكم الاستعاذة والبسملة
http://www.shatib.com/nagwa/34.wmv
--------------
الملف الخامس و الثلاثون
اللحن
http://www.shatib.com/nagwa/35.wmv
--------------
الملف السادس و الثلاثون
علم الأبتداء
http://www.shatib.com/nagwa/36.wmv
--------------
الملف السابع و الثلاثون
أنواع الوقف
http://www.shatib.com/nagwa/37.wmv
--------------
الملف الثامن و الثلاثون
الوقف والابتداء
http://www.shatib.com/nagwa/38.wmv
--------------
الملف التاسع و الثلاثون
تابع الوقف والابتداء
http://www.shatib.com/nagwa/39.wmv
--------------
الملف الأربعون
بعض حالات الوقف والابتداء
http://www.shatib.com/nagwa/40.wmv
--------------
الملف الحادي والأربعون
الفرق بين الوقف والقطع والسكت
http://www.shatib.com/nagwa/41.wmv
--------------
الملف الثاني والأربعون
السكت
http://www.shatib.com/nagwa/42.wmv
--------------
الملف الثالث والأربعون
تابع السكت
http://www.shatib.com/nagwa/43.wmv
-------------
الملف الرابع والأربعون
السكتات
http://www.shatib.com/nagwa/44.wmv
--------------
الملف الخامس والأربعون
وتعريف (صلي _ قلي)
http://www.shatib.com/nagwa/45.wmv
--------------
الملف السادس والأربعون
تعريف (وضع ميم صغيرة)
http://www.shatib.com/nagwa/46.wmv
-----------------
الملف السابع والأربعون
الالفات السبعة
http://www.shatib.com/nagwa/47.wmv
-----------------
الملف الثامن والأربعون
الامالة
http://www.shatib.com/nagwa/48.wmv
-----------------
الملف التاسع والأربعون
التقاء ساكنان
http://www.shatib.com/nagwa/49.wmv
-----------------
الملف الخمسون
الحالات الناشئة عن تجاور حرفين
http://www.shatib.com/nagwa/50.wmv
-----------------
الملف الحادي والخمسون
الحرف
http://www.shatib.com/nagwa/51.wmv
-----------------
الملف الثاني والخمسون
الحرفان المتقاربان
http://www.shatib.com/nagwa/52.wmv
-----------------
الملف الثالث والخمسون
الحروف المقطعة
http://www.shatib.com/nagwa/53.wmv
-----------------
الملف الرابع والخمسون
السين
http://www.shatib.com/nagwa/54.wmv
-----------------
الملف الخامس والخمسون
اللام الشمسية والقمرية
http://www.shatib.com/nagwa/55.wmv
-----------------
الملف السادس والخمسون
المخارج الرئيسة للحروف
http://www.shatib.com/nagwa/56.wmv
-----------------
الملف السابع والخمسون
لام التعريف
http://www.shatib.com/nagwa/57.wmv
-----------------
الملف الثامن والخمسون
مخارج الحروف
http://www.shatib.com/nagwa/58.wmv
-----------------
الملف التاسع والخمسون
مخارج اللسان
http://www.shatib.com/nagwa/59.wmv
-----------------
الملف الستون
مخارج اللسان (2)
http://www.shatib.com/nagwa/60.wmv
-----------------
الملف الحادي والستون
مخرج الجوف
http://www.shatib.com/nagwa/61.wmv
-----------------
الملف الثاني والستون
مخرج الحروف ق &ك &ج & ى & ش
http://www.shatib.com/nagwa/62.wmv
-----------------
الملف الثالث والستون
مخرج الحروف ط د ت ز س ص ظ ث
http://www.shatib.com/nagwa/63.wmv
-----------------
الملف الرابع والستون
مخرج الضاد واللام
http://www.shatib.com/nagwa/64.wmv
-----------------
الملف الخامس والستون
مخرجا النون والراء
http://www.shatib.com/nagwa/65.wmv
-----------------
الملف السادس والستون
هاء الضمير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/415)
http://www.shatib.com/nagwa/66.wmv
-----------------
الملف السابع والستون
الاستطالة والغنة
http://www.shatib.com/nagwa/67.wmv
-----------------
الملف الثامن والستون
الاستعلاء والاستفال
http://www.shatib.com/nagwa/68.wmv
-----------------
الملف التاسع والستون
الاشمام
http://www.web-way.info/islamic/69.wmv
-----------------
الملف السبعون
التفشى
http://www.shatib.com/nagwa/70.wmv
-----------------
الملف الحادي والسبعون
التكرير
http://www.shatib.com/nagwa/71.wmv
-----------------
الملف الثاني والسبعون
الثمرة العملية للشدة والرخاوة والبينية
http://www.shatib.com/nagwa/72.wmv
-----------------
الملف الثالث والسبعون
الشدة والبينية والرخاوة
http://www.shatib.com/nagwa/73.wmv
-----------------
الملف الرابع والسبعون
الصفير والتفشى
http://www.shatib.com/nagwa/74.wmv
-----------------
الملف الخامس والسبعون
المتماثلان والمتجانسان
http://www.shatib.com/nagwa/75.wmv
-----------------
الملف السادس والسبعون
النبر
http://www.shatib.com/nagwa/76.wmv
-----------------
الملف السابع والسبعون
الهمس والجهر
http://www.shatib.com/nagwa/77.wmv
-----------------
الملف الثامن والسبعون
صفات الالف والياء
http://www.shatib.com/nagwa/78.wmv
-----------------
الملف التاسع والسبعون
صفات التاءوالجيم
http://www.shatib.com/nagwa/79.wmv
----------------
الملف الثامنون
صفات الحروف
http://www.shatib.com/nagwa/80.wmv
-----------------
الملف الحادي والثامنون
صفات الخاء والدال والذال
http://www.shatib.com/nagwa/81.wmv
-----------------
الملف الثاني والثامنون
صفات الراء والزاى والسين
http://www.shatib.com/nagwa/82.wmv
-----------------
الملف الثالث والثامنون
صفات الطاء والظاء والعين
http://www.shatib.com/nagwa/83.wmv
-----------------
الملف الرابع والثامنون
صفات الغين والفاء والقاف
http://www.shatib.com/nagwa/84.wmv
-----------------
الملف الخامس والثامنون
صفات النون والهاء والواو
http://www.shatib.com/nagwa/85.wmv
-----------------
الملف السادس والثامنون
صفات الشين والصاد والضاد
http://www.shatib.com/nagwa/86.wmv
-----------------
الملف السابع والثامنون
صفتا الاطباق والانفتاح
http://www.shatib.com/nagwa/87.wmv
-----------------
الملف الثامن والثامنون
القلقلة
http://www.shatib.com/nagwa/88.wmv
-----------------
الملف التاسع والثامنون
تابع القلقلة
ملحوظة هذا الملف وجده مقرر لما قبله بأسم مختلف أورده كما هو
http://www.shatib.com/nagwa/89.wmv
-----------------
الملف التاسعون
حروف القلقلة
http://www.shatib.com/nagwa/90.wmv
-----------------
الملف الحادي و التاسعون
أخطاء تقع عند نطق القلقلة
http://www.shatib.com/nagwa/91.wmv
-----------------
الملف الثاني و التاسعون
همزة الوصل
http://www.shatib.com/nagwa/92.wmv
-----------------
الملف الثالث و التاسعون
همزة الوصل فى الاسماء والحروف
http://www.shatib.com/nagwa/93.wmv
-----------------
الملف الرابع و التاسعون
همزة القطع
http://www.shatib.com/nagwa/94.wmv
-----------------
الملف الخامس و التاسعون
دخول همزة القطع على همزة الوصل
http://www.shatib.com/nagwa/95.wmv
-----------------
الملف السادس و التاسعون
تسهيل الهمزة
http://www.shatib.com/nagwa/96.wmv
---------------------
الملف السابع و التاسعون
ادكر
http://www.shatib.com/nagwa/97.wmv
---------------------
الملف الثامن و التاسعون
الآن
http://www.shatib.com/nagwa/98.wmv
--------------------
الملف التاسع و التاسعون
ألقه 28 النمل
http://www.shatib.com/nagwa/99.wmv
-------------------
الملف المائة
الله
http://www.shatib.com/nagwa/100.wmv
-------------------
الملف الأول بعد المائة
كلمة ضعف
http://www.shatib.com/nagwa/101.wmv
-------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/416)
الملف الثاني بعد المائة
يهدي
http://www.shatib.com/nagwa/102.wmv
-------------------
الملف الثالث بعد المائة
التفخيم والترقيق
http://www.shatib.com/nagwa/103.wmv
-------------------
الملف الرابع بعد المائة
درجات التفخيم والترقيق
http://www.shatib.com/nagwa/104.wmv
-------------------
الملف الخامس بعد المائة
مراتب التفخيم
http://www.shatib.com/nagwa/105.wmv
-------------------
الملف السادس بعد المائة
حكم الراء
http://www.shatib.com/nagwa/106.wmv
-------------------
الملف السابع بعد المائة
أزمنة الحروف المتحركة
http://www.shatib.com/nagwa/107.wmv
-------------------
الملف الثامن بعد المائة
أزمنة الغنن
http://www.shatib.com/nagwa/108.wmv
-------------------
الملف التاسع بعد المائة
تطبيق على الازمنة
http://www.shatib.com/nagwa/109.wmv
-------------------
الملف العاشر بعد المائة
أتمام الحركات
http://www.shatib.com/nagwa/110.wmv
-------------------
الملفين الحادي عشر والثاني عشر بعد المائة
السكت والأستعلاء والأستفال مكرر بحجمين مختلفين
http://www.shatib.com/nagwa/111.wmv
http://www.shatib.com/nagwa/112.wmv
-------------------
الملف الثالث عشر بعد المائة
صفحة من المصحف
http://www.shatib.com/nagwa/113.wmv
-------------------
الملف الرابع عشر بعد المائة
أخر المصحف
http://www.shatib.com/nagwa/114.wmv
تم بحمد الله
ولا تنسونا من صالح دعائكم
قام بهذا العمل أختكم نجوي محمد في منتديات قراء القرآن الكريم فجزاها الله خيرا
أخوتي الكرام
هذه روابط أخري للموضوع
ونسأل الله لكم الخير علي حرصكم علي تعلم علم التجويد والدين
الملف الأول
معنى التجويد
http://www.web-way.info/islamic/1.wmv
---------
الملف الثاني
مراتب القراءة
http://www.web-way.info/islamic/2.wmv
-------------
الملف الثالث
علم التجويد
http://www.web-way.info/islamic/3.wmv
-------------
الملف الرابع
تدوين القرآن (جزء أول)
http://www.web-way.info/islamic/4.wmv
--------------
الملف الخامس
تدوين القرآن (جزء ثاني)
http://www.web-way.info/islamic/5.wmv
-------------
الملف السادس
تدوين القرآن (جزء ثالث)
http://www.web-way.info/islamic/6.wmv
-----------
الملف السابع
تدوين القرآن (جزء رابع)
http://www.web-way.info/islamic/7.wmv
------------
الملف الثامن
القراء العشر
http://www.web-way.info/islamic/8.wmv
------------
الملف التاسع
النقل الصوتي للقرآن
http://www.web-way.info/islamic/9.wmv
-----------
الملف العاشر
أحكام الميم الساكنة
http://www.web-way.info/islamic/10.wmv
---------
الملف الحادي عشر
أحكام النون الساكنة (الأظهار)
http://www.web-way.info/islamic/11.wmv
------------
الملف الثاني عشر
أحكام النون الساكنة (الأخفاء)
http://www.web-way.info/islamic/12.wmv
----------
الملف الثالث عشر
أحكام النون الساكنة (الأقلاب)
http://www.web-way.info/islamic/13.wmv
----------
الملف الرابع عشر
أحكام النون الساكنة (الأدغام)
http://www.web-way.info/islamic/14.wmv
----------
الملف الخامس عشر
الأدغام الناقص
http://www.web-way.info/islamic/15.wmv
----------
الملف السادس عشر
أدغام المتجانسين
http://www.web-way.info/islamic/16.wmv
----------
الملف السابع عشر
أدغام المتماثلين
http://www.web-way.info/islamic/17.wmv
----------
الملف الثامن عشر
النون والميم المشددتين
http://www.web-way.info/islamic/18.wmv
-------------
الملف التاسع عشر
أنواع المدود
http://www.web-way.info/islamic/19.wmv
-------------
الملف العشرون
1 - المد الطبيعي
http://www.web-way.info/islamic/20.wmv
--------------
الملف الحادي والعشرون
2 - مد البدل
http://www.web-way.info/islamic/21.wmv
--------------
الملف الثاني و العشرون
3 - مد العوض
http://www.web-way.info/islamic/22.wmv
--------------
الملف الثالث و العشرون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/417)
4 - المد المتصل
http://www.web-way.info/islamic/23.wmv
--------------
الملف الرابع و العشرون
5 - المد المنفصل
http://www.web-way.info/islamic/24.wmv
--------------
الملف الخامس و العشرون
تعريف مد الصلة
http://www.web-way.info/islamic/25.wmv
--------------
الملف السادس و العشرون
6 - مد الصلة
http://www.web-way.info/islamic/26.wmv
--------------
الملف السابع و العشرون
7 - المد اللازم
http://www.web-way.info/islamic/27.wmv
--------------
الملف الثامن و العشرون
8 - المد العارض للسكون
http://www.web-way.info/islamic/28.wmv
--------------
الملف التاسع و العشرون
9 - المد اللين
http://www.web-way.info/islamic/29.wmv
--------------
الملف الثلاثون
علاقة مد اللين بالمد العارض للسكون
http://www.web-way.info/islamic/30.wmv
--------------
الملف الحادي و الثلاثون
ياء المد
http://www.web-way.info/islamic/31.wmv
--------------
الملف الثاني و الثلاثون
تركيب المدين
http://www.web-way.info/islamic/32.wmv
--------------
الملف الثالث و الثلاثون
التعوذ والبسملة
http://www.web-way.info/islamic/33.wmv
--------------
الملف الرابع و الثلاثون
حكم الاستعاذة والبسملة
http://www.web-way.info/islamic/34.wmv
--------------
الملف الخامس و الثلاثون
اللحن
http://www.web-way.info/islamic/35.wmv
--------------
الملف السادس و الثلاثون
علم الأبتداء
http://www.web-way.info/islamic/36.wmv
--------------
الملف السابع و الثلاثون
أنواع الوقف
http://www.web-way.info/islamic/37.wmv
--------------
الملف الثامن و الثلاثون
الوقف والابتداء
http://www.web-way.info/islamic/38.wmv
--------------
الملف التاسع و الثلاثون
تابع الوقف والابتداء
http://www.web-way.info/islamic/39.wmv
--------------
الملف الأربعون
بعض حالات الوقف والابتداء
http://www.web-way.info/islamic/40.wmv
--------------
الملف الحادي والأربعون
الفرق بين الوقف والقطع والسكت
http://www.web-way.info/islamic/41.wmv
--------------
الملف الثاني والأربعون
السكت
http://www.web-way.info/islamic/42.wmv
--------------
الملف الثالث والأربعون
تابع السكت
http://www.web-way.info/islamic/43.wmv
-------------
الملف الرابع والأربعون
السكتات
http://www.web-way.info/islamic/44.wmv
--------------
الملف الخامس والأربعون
وتعريف (صلي _ قلي)
http://www.web-way.info/islamic/45.wmv
--------------
الملف السادس والأربعون
تعريف (وضع ميم صغيرة)
http://www.web-way.info/islamic/46.wmv
-----------------
الملف السابع والأربعون
الالفات السبعة
http://www.web-way.info/islamic/47.wmv
-----------------
الملف الثامن والأربعون
الامالة
http://www.web-way.info/islamic/48.wmv
-----------------
الملف التاسع والأربعون
التقاء ساكنان
http://www.web-way.info/islamic/49.wmv
-----------------
الملف الخمسون
الحالات الناشئة عن تجاور حرفين
http://www.web-way.info/islamic/50.wmv
-----------------
الملف الحادي والخمسون
الحرف
http://www.web-way.info/islamic/51.wmv
-----------------
الملف الثاني والخمسون
الحرفان المتقاربان
http://www.web-way.info/islamic/52.wmv
-----------------
الملف الثالث والخمسون
الحروف المقطعة
http://www.web-way.info/islamic/53.wmv
-----------------
الملف الرابع والخمسون
السين
http://www.web-way.info/islamic/54.wmv
-----------------
الملف الخامس والخمسون
اللام الشمسية والقمرية
http://www.web-way.info/islamic/55.wmv
-----------------
الملف السادس والخمسون
المخارج الرئيسة للحروف
http://www.web-way.info/islamic/56.wmv
-----------------
الملف السابع والخمسون
لام التعريف
http://www.web-way.info/islamic/57.wmv
-----------------
الملف الثامن والخمسون
مخارج الحروف
http://www.web-way.info/islamic/58.wmv
-----------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/418)
الملف التاسع والخمسون
مخارج اللسان
http://www.web-way.info/islamic/59.wmv
-----------------
الملف الستون
مخارج اللسان (2)
http://www.web-way.info/islamic/60.wmv
-----------------
الملف الحادي والستون
مخرج الجوف
http://www.web-way.info/islamic/61.wmv
-----------------
الملف الثاني والستون
مخرج الحروف ق &ك &ج & ى & ش
http://www.web-way.info/islamic/62.wmv
-----------------
الملف الثالث والستون
مخرج الحروف ط د ت ز س ص ظ ث
هو نفسه ملف مخارج اللسان (2)
-----------------
الملف الرابع والستون
مخرج الضاد واللام
http://www.web-way.info/islamic/64.wmv
-----------------
الملف الخامس والستون
مخرجا النون والراء
http://www.web-way.info/islamic/65.wmv
-----------------
الملف السادس والستون
هاء الضمير
http://www.web-way.info/islamic/66.wmv
-----------------
الملف السابع والستون
الاستطالة والغنة
http://www.web-way.info/islamic/67.wmv
-----------------
الملف الثامن والستون
الاستعلاء والاستفال
http://www.web-way.info/islamic/68.wmv
-----------------
الملف التاسع والستون
الاشمام
http://www.web-way.info/islamic/69.wmv
تم تجديد الرابط بتاريخ اليوم
------------------
الملف السبعون
التفشى
http://www.web-way.info/islamic/70.wmv
-----------------
الملف الحادي والسبعون
التكرير
http://www.web-way.info/islamic/71.wmv
-----------------
الملف الثاني والسبعون
الثمرة العملية للشدة والرخاوة والبينية
http://www.web-way.info/islamic/72.wmv
-----------------
الملف الثالث والسبعون
الشدة والبينية والرخاوة
http://www.web-way.info/islamic/73.wmv
-----------------
الملف الرابع والسبعون
الصفير والتفشى
http://www.web-way.info/islamic/74.wmv
-----------------
الملف الخامس والسبعون
المتماثلان والمتجانسان
http://www.web-way.info/islamic/75.wmv
-----------------
الملف السادس والسبعون
النبر
http://www.web-way.info/islamic/76.wmv
-----------------
الملف السابع والسبعون
الهمس والجهر
http://www.web-way.info/islamic/77.wmv
-----------------
الملف الثامن والسبعون
صفات الالف والياء
http://www.web-way.info/islamic/78.wmv
-----------------
الملف التاسع والسبعون
صفات التاءوالجيم
http://www.web-way.info/islamic/79.wmv
----------------
الملف الثامنون
صفات الحروف
http://www.web-way.info/islamic/80.wmv
-----------------
الملف الحادي والثامنون
صفات الخاء والدال والذال
http://www.web-way.info/islamic/81.wmv
-----------------
الملف الثاني والثامنون
صفات الراء والزاى والسين
http://www.web-way.info/islamic/82.wmv
-----------------
الملف الثالث والثامنون
صفات الطاء والظاء والعين
http://www.web-way.info/islamic/83.wmv
-----------------
الملف الرابع والثامنون
صفات الغين والفاء والقاف
http://www.web-way.info/islamic/84.wmv
-----------------
الملف الخامس والثامنون
صفات النون والهاء والواو
http://www.web-way.info/islamic/85.wmv
-----------------
الملف السادس والثامنون
صفات الشين والصاد والضاد
http://www.web-way.info/islamic/86.wmv
-----------------
الملف السابع والثامنون
صفتا الاطباق والانفتاح
http://www.web-way.info/islamic/87.wmv
-----------------
الملف الثامن والثامنون
القلقلة
http://www.web-way.info/islamic/88.wmv
-----------------
الملف التاسع والثامنون
تابع القلقلة
ملحوظة هذا الملف وجده مقرر لما قبله بأسم مختلف أورده كما هو
http://www.web-way.info/islamic/89.wmv
-----------------
الملف التاسعون
حروف القلقلة
http://www.web-way.info/islamic/90.wmv
-----------------
الملف الحادي و التاسعون
أخطاء تقع عند نطق القلقلة
http://www.web-way.info/islamic/91.wmv
-----------------
الملف الثاني و التاسعون
همزة الوصل
http://www.web-way.info/islamic/92.wmv
-----------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/419)
الملف الثالث و التاسعون
همزة الوصل فى الاسماء والحروف
http://www.web-way.info/islamic/93.wmv
-----------------
الملف الرابع و التاسعون
همزة القطع
http://www.web-way.info/islamic/94.wmv
-----------------
الملف الخامس و التاسعون
دخول همزة القطع على همزة الوصل
http://www.web-way.info/islamic/95.wmv
-----------------
الملف السادس و التاسعون
تسهيل الهمزة
http://www.web-way.info/islamic/96.wmv
---------------------
الملف السابع و التاسعون
ادكر
http://www.web-way.info/islamic/97.wmv
---------------------
الملف الثامن و التاسعون
الآن
http://www.web-way.info/islamic/98.wmv
--------------------
الملف التاسع و التاسعون
ألقه 28 النمل
http://www.web-way.info/islamic/99.wmv
-------------------
الملف المائة
الله
http://www.web-way.info/islamic/100.wmv
-------------------
الملف الأول بعد المائة
كلمة ضعف
http://www.web-way.info/islamic/101.wmv
-------------------
الملف الثاني بعد المائة
يهدي
http://www.web-way.info/islamic/102.wmv
-------------------
الملف الثالث بعد المائة
التفخيم والترقيق
http://www.web-way.info/islamic/103.wmv
-------------------
الملف الرابع بعد المائة
درجات التفخيم والترقيق
http://www.web-way.info/islamic/104.wmv
-------------------
الملف الخامس بعد المائة
مراتب التفخيم
http://www.web-way.info/islamic/105.wmv
-------------------
الملف السادس بعد المائة
حكم الراء
http://www.web-way.info/islamic/106.wmv
-------------------
الملف السابع بعد المائة
أزمنة الحروف المتحركة
http://www.web-way.info/islamic/107.wmv
-------------------
الملف الثامن بعد المائة
أزمنة الغنن
http://www.web-way.info/islamic/108.wmv
-------------------
الملف التاسع بعد المائة
تطبيق على الازمنة
http://www.web-way.info/islamic/109.wmv
-------------------
الملف العاشر بعد المائة
أتمام الحركات
http://www.web-way.info/islamic/110.wmv
-------------------
الملفين الحادي عشر والثاني عشر بعد المائة
السكت والأستعلاء والأستفال مكرر بحجمين مختلفين
http://www.web-way.info/islamic/111.wmv
http://www.web-way.info/islamic/112.wmv
-------------------
الملف الثالث عشر بعد المائة
صفحة من المصحف
http://www.web-way.info/islamic/113.wmv
-------------------
الملف الرابع عشر بعد المائة
أخر المصحف
http://www.web-way.info/islamic/114.wmv
ـ[أبو حذيفة الجزيري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 04:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولن أنساك بالدعاء اخى العجمى
ـ[أبو حذيفة الجزيري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:56 ص]ـ
اخى الروابط بالغة الانجليزية ولم أعرف كيفية التحميل
ـ[العجمي الشمسي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 10:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
عفوا أخي الكريم أبو حذيفة .. يؤسفني أن أقول لك:يبدو أن هذه الروابط قد فات وقت صلوحيتها و سأحاول جاهدا أن أبحث لك عن روابط أخرى تخص هذا الموضوع ...
أخوك في الله العجمي الشمسي ...(4/420)
رجاء اعطائنا نبذة مختصرة فى هذا العلم ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:27 م]ـ
السلام عليكم رحمة الله وبركاته
أصل الموضوع للأخ
أبو ابراهيم المسلم
هنا ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83614) المشاركة 04
أحببت أن أضعه هنا ليبدو لأهل الاختصاص فيستفيد هو ونستفيد معه.
قال
إلى الأخوة الأفاضل الدارسين لعلم القراءات فى هذا المنتدى الحبيب برجاء اعطائنا نبذة مختصرة فى هذا العلم تكون بداية للمبتدئ يمكن بها ان يفهم المصطلحات الخاصة بهذا العلم، على سبيل المثال نجد مثلا الأتى:
1 - القراءات السبعية
2 - يقرأ بالسبع قراءات والعشر
3 - القراءات الصغرى، والكبرى
4 - حفص عن عاصم عن طريق طيبة النشر، الشاطبية
5 - الفرق بين قصر المنفصل والتوسط
إلى غير ذلك
برجاء الأهتمام بهذا الموضوع وفتح الله عليكم بكل خير، وجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته
ولاتنسوا خيركم من تعلم القرآن وعلمه
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 10 - 07, 03:50 م]ـ
للرفع
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 03:03 ص]ـ
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113207
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[18 - 10 - 07, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/421)
سؤال عن قراءة شاذة .. ؟
ـ[أم معين]ــــــــ[02 - 02 - 07, 05:35 م]ـ
الإخوة الأفاضل , المشايخ الأماجد
أود أن أستفسر عن قراءة سعد بن أبي وقاص (وله أخ أو أخت من أمه) بزيادة "من أمه" النساء:176
ماهي مصادر القراءات التي أوردت هذه القراءة مع عزوها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمر فولي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
أقوال المفسرين للآية:
قال الطبري:"
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، أخبرنا هشيم قال، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن القاسم بن ربيعة قال: سمعت سعد بن أبي وقاص قرأ:"وإن كان رجل يورث كلالة وله أخ أو أخت من أمه".
قال القرطبي:
وكان سعد بن أبي وقاص يقرأ (وله أخ أو أخت من أمه).
السلام عليكم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[06 - 02 - 07, 01:03 ص]ـ
اختى الكريمه الاستاذه السلام عليكم
هذا الاثر عن سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه اخرجه سعيد بن منصور رقم 592 وابن ابى شيبه
رقم 31604 والدارمى رقم2863والبيهقى فى الكبرى رقم 12577 من طريق القاسم بن ربيعه
بن قائف عن سعد والقاسم هذا مجهول وهذا يضعف الاثر عن سعد رضى الله عنه والله تعالى اعلم
ـ[أم معين]ــــــــ[06 - 02 - 07, 05:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأحسن إليكم
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 05:49 م]ـ
إرجعي إلى كتاب القراءات وأثرها في التفسير للشيخ محمد بامول هو عبارة عن رساله جامعيه من جامعة أم القرى ففيها هذه القراءه مع فوائد قد لا توجد مجموعة في غير هذا الكتاب(4/422)
هل شرح الامام الجزري مقدمته؟
ـ[سهل السلفي]ــــــــ[02 - 02 - 07, 08:28 م]ـ
السلام عليكم
هل شرح الامام الجزري مقدمته؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 02 - 07, 01:51 ص]ـ
أظن و الله أعلم أنه لم يشرحها و إنما شرحها ابنه شهاب الدين أبوبكر أحمد بن الجزرى رحمه الله و شرح طيبة النشر أيضا و كذا النهاية فى علوم الحديث كما جاء فى ترجمة ابن الجزرى لابنه فى غاية النهاية.(4/423)
ما مدى صحة ما نقل الامام الطبرى .. مهم بالله عليكم
ـ[اشهب]ــــــــ[03 - 02 - 07, 08:59 ص]ـ
نقل الامام الطبرى روايات فى تفسير الاية 49 من سورة التوبة ما يلى
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: {ائْذَنْ لي وَلا تَفْتِنِّي} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغْزُوا تُبُوكَ تَغْنَمُوا بَناتِ الأصْفَرِ وَنِساءَ الرُّومِ " فقال الجدّ: ائذن لنا، ولا تفتنا بالنساء.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغُزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأصْفَرِ " يعني: نساء الروم، ثم ذكر مثله.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لي وَلا تَفْتِنِّي} قال: هو رجل من المنافقين يقال له: جدّ بن قيس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم العام " نَغْزُو بني الأصفر ونتخذ منهم سرارى ووصفاناً "
ما صحة هذه الاخبار التى تورد على لسان النبى صلى الله عليه وسلم اغزو تغنموا بنات الاصفر
ارجو الاهتمام
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[03 - 02 - 07, 04:18 م]ـ
" يا جد! هل لك في جلاد بني الأصفر؟ ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 1225:
أخرجه ابن أبي حاتم في " التفسير " (4/ 51 / 1) من طريق محمد بن إسحاق:
أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن جابر بن عبد الله قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، قال جد: أو تأذن لي يا رسول الله
، فإني رجل أحب النساء، و إني أخشى إن أنا رأيت بنات بني الأصفر أن أفتن؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - و هو معرض عنه -: " قد أذنت لك ". فعند
ذلك أنزل الله: * (و منهم من يقول ائذن لي و لا تفتني ألا في الفتنة سقطوا) *
. قلت: و هذا إسناد حسن، رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير سعيد بن
عبد الرحمن هذا، فأورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (2/ 1 / 39)
برواية ابن إسحاق هذا، و بيض له، و ذكره ابن حبان في " الثقات " (6/ 249)
و قال: " روى عنه أهل المدينة، و كان شاعرا ". قلت: فهو إذن معروف و تابعي
، و لذلك حسنته، و قد ذكره ابن إسحاق في " السيرة " (4/ 169 - 170) بأتم
منه من تحديثه عن الزهري و يزيد بن رومان و عبد الله بن أبي بكر و عاصم بن عمر
بن قتادة و غيرهم من العلماء، الأمر الذي يشعر بأن الحديث كان مشهورا عندهم.
و من طريق ابن إسحاق أخرجه الطبري في " التفسير " (10/ 104) و البيهقي في "
دلائل النبوة " (5/ 213 - 214). و له شاهد من حديث ابن عباس، و مرسل مجاهد
. أما حديث ابن عباس، فله طريقان: أحدهما: يرويه بشر بن عمارة عن أبي ورق عن
الضحاك بن مزاحم عنه قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة (تبوك
)، قال لجد بن قيس: " هل لك في بنات الأصفر؟ ". فقال: ائذن لي و لا تفتني
! فأنزل الله عز وجل: * (و منهم من يقول ائذن لي و لا تفتني) *. أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " (2/ 308 / 2154 و 12/ 122 / 12954) و "
الأوسط " (2/ 42 / 2/ 5734 - بترقيمي) من طريق يحيى بن عبد الحميد: حدثنا
بشر بن عمارة به. و قال: " لم يروه عن أبي روق إلا بشر بن عمارة ". قلت: و
هو ضعيف كما في " التقريب "، و نحوه الراوي عنه يحيى بن عبد الحميد، و هو
الحماني، و به فقط أعله الهيثمي فقال في " المجمع " (7/ 30): " رواه
الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، و فيه يحيى الحماني، و هو ضعيف ". و
قلده مضعف الأحاديث الصحيحة في تعليقه على " إغاثة اللهفان " (2/ 195) و لا
وجه لإعلاله به، لأنه لم يتفرد به، كما أشار إلى ذلك الطبراني في قوله
المذكور، فقد تابعه محمد بن عمران عند أبي نعيم في " المعرفة " (1/ 142 / 1
). و ابن عمران هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، و هو ثقة.
و فيه علة أخرى و هي الانقطاع بين الضحاك و ابن عباس، فإنه لم يلقه. لكن يشهد
له الطريق الآتية، و لاسيما و قد قال فيه الذهبي في " المغني ": " و هو قوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/424)
في التفسير ". و الطريق الآخر: يرويه جبارة بن المغلس: حدثنا أبو شيبة
إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا: " اغزوا تغنموا بنات
الأصفر ". فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء! فأنزل الله عز وجل
* (و منهم من يقول ائذن لي و لا تفتني) *. أخرجه الطبراني أيضا في " الكبير "
(11/ 63 / 11052)، و أعله الهيثمي بقوله: " و فيه أبو شيبة إبراهيم بن
عثمان، و هو ضعيف ". قلت: و قلده الهدام، و هذا منه على خلاف عادته و هدمه
، فإنه ينطلق فيه إلى تبني أسوأ ما قيل في الراوي، و لو كان مرجوحا، و ما هنا
على العكس تماما، فإن الراجح في أبي شيبة هذا أنه متروك، كما في " الكاشف " و
" التقريب " و غيرهما، فما هو السبب يا ترى؟ و الجواب: هو التقليد حين لا
يهمه الأمر، و إلا اجتهد، و لو خالف الأئمة الأوتاد! و إن مما يؤكد ما ذكرت
أنه فاته أن الراوي عنه جبارة بن المغلس ضعيف أيضا كما قال الذهبي و العسقلاني
، بل كذبه بعضهم. فالإسناد شديد الضعف لا يستشهد به. و إن مما يؤكد ذلك أن
المحفوظ عن مجاهد مرسل، أخرجه ابن جرير في " تفسيره " (10/ 104) من طريق
عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: * (ائذن لي و لا تفتني) *. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغزوا تبوك تغنموا بنات الأصفر و نساء
الروم ". فقال الجد: ائذن لنا، و لا تفتنا بالنساء. قلت: و هذا إسناد صحيح
مرسل عن مجاهد، و هو شاهد قوي لحديث ابن عباس، فإنه من تلامذته، ممن تلقوا
التفسير عنه، و ابن أبي نجيح اسمه عبد الله، قال الذهبي في " الميزان ": "
صاحب التفسير، أخذ عن مجاهد و عطاء، و هو من الأئمة الأثبات. و قال يحيى
القطان: لم يسمع التفسير كله من مجاهد، بل كله عن القاسم بن أبي بزة ". قلت
: و القاسم هذا ثقة احتج به الشيخان. و ذكر المزي في ترجمة ابن أبي نجيح أن
الشيخين أخرجا له عن مجاهد. و تابعه ابن جريج عن مجاهد. أخرجه ابن جرير أيضا
. و هو في " تفسير مجاهد " المطبوع على نفقة الشيخ خليفة أمير دولة قطر (ص 281
) من الطريق الأولى عن مجاهد، لكن في السند إليه متهم فهو - ككتاب - بحاجة إلى
دعم، لكن هذا الحديث منه مدعم برواية ابن جرير هذه، فتنبه. (تنبيه): أخرج
عبد الرزاق في " تفسيره " (1/ 2 / 277) من طريق الكلبي في تفسير الآية
المتقدمة * (ائذن لي .. ) * نحو حديث الضحاك عن ابن عباس، و الكلبي متهم بالكذب
، و ما كنت لأذكره هنا إلا لأنبه على مصيبة من المصائب التي لا يعرفها المسلمون
، و بخاصة المثقفين منهم، و ذلك لغلبة المادة عليهم سمعة أو مالا أو نحو ذلك،
فقد علق على هذا الحديث محققه الدكتور (مصطفى مسلم محمد)، فقال، و بئس ما
قال: " رواه أحمد ج6 ص 22، ج5 ص 25، و ابن ماجه في الفتن 25 "! و هذا
التخريج لا يصلح لهذا الحديث البتة، و إنما هو لحديث آخر من رواية عوف ابن
مالك رضي الله عنه في أشراط الساعة، و فيه قوله صلى الله عليه وسلم: " ثم
يأتيكم بنو الأصفر .. "! فكيف وقع هذا الخلط من مثل هذا الدكتور؟ و ليس هذا
خطأ مطبعيا كما يقع أحيانا، و إنما هو - و الله أعلم - أن الدكتور رجع إلى بعض
الفهارس الحديثة، فوجد فيه لفظ " الأصفر " معزوا إلى أحمد و ابن ماجه، فعزاه
إليهما! و هذه والله مصيبة الدهر، و مما زاد في الطين بلة أن الرقم الثاني (
5/ 25) ليس فيه حتى هذا اللفظ! و هذا مما يؤكد أنه نقله من (الفهرس) كما
وجده، و لم يكلف نفسه أن يرجع إلى مكان الحديث المشار إليه بالرقم: هل هو
الحديث الذي أشير إليه بالرقم الأول، أم غيره؟ و الله المستعان، و إنا لله و
إنا إليه راجعون. ثم رأيت الحافظ في " الإصابة " عزا حديث الضحاك لأبي نعيم و
ابن مردويه، ثم قال: " و رواه ابن مردويه من حديث عائشة بسند ضعيف أيضا، و
من حديث جابر بسند فيه مبهم ". قلت: فالظاهر أن إسناده عن جابر غير إسناده
عند ابن أبي حاتم، لأنه ليس فيه - كما رأيت - المبهم. و الله أعلم.(4/425)
آية السيف هل من تفسير؟
ـ[اشهب]ــــــــ[03 - 02 - 07, 09:02 ص]ـ
هل اجد رد عندكم عن اية السيف وانها ناسخة لاكثر من مائة اية للصفح والدعوى بالحسنى؟
فقد كثر الحديث عن اية السيف واود اعمل بحث عنها
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 03:52 م]ـ
الحديث عنها جرى بتفصيل في الاتقان والبرهان.(4/426)
استمع للشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله: نماذج من مقاصد السور: المائدة والصافات و ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 02 - 07, 07:56 م]ـ
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله
نماذج من مقاصد السور: المائدة والصافات والأحزاب
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=17612 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=17612)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 09:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المفضال عبد الرحمن.
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[03 - 02 - 07, 10:04 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا
وهذا الرابط الصحيح:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17612
وللفائدة هذا موقع الشيخ رحمه الله
http://www.afifyy.com/
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 02 - 07, 08:24 م]ـ
شكر الله لكم وجزاكم عني خيرا.(4/427)
من أدب الشفاعة و الشافعين
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 10:42 م]ـ
بسم الله خير الأسماء في الأرض و السماء
(1) و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء، الذي طافت هداية نبوته الغراء في آفاق الأرض، و صارت اليها من بين سداها و لحمتها سوانح الحب، و الحق، و الهدى، و السنا، و النور، و الرضا، و تحامت في جبار نورها لمحات التقوى، الآخذة من غلالات الشوق السرمدي ما تعجز الشدائد عن نيل مزقة من غلالات ذلك الشوق، و ظلت تلكم الغلالات تبث من نثار غلالات ذلك الشوق _ في غير من، و لا ضن، و لا أذى _ لا ترى من لها على الناس، الا أن ينالو لأنفسهم ثوابا واسعا، بشكرهم لربهم سبحانه على ما أولاهم من نعمة التوجه اليه، أن أنالهم التوفيق لشكره سبحانه، و هدايتهم الى أسبابه المبقيته فيهم، ما داموا على مثل ذلك، أسأله سبحانه أن يديم فينا من جميل عافية الشكر، ما يقيمنا على رعاية نعمائه، و النأي عن اسباب ضرائه، انه سميع مجيب.
(2) و قد بلوت الناس، و عجمت أعود نفوسهم،و خبرت دخائلهم، و بذلت لهم من صنائع المعروف ما أملت معه فضل فضل من احسانهم، أرادهم به الله سبحانه أن يكونوا محسنين، فيكون الاحسان وشيجة بينهم، فما كان منهم الا الكنود الحائد بهم عن رغائب الخير،نسوا معه أن الاحسان وضعه الله في الخلائق ليتواصلوا به، تكرم به الطبائع، و تعز به الاخلاق، و ترجى به المودات الجاريات و المروءات الحاليات، و أعرلاضوا بشنآن القلوب الكالح، و صاروا على صولة الشيطان العائرة، و عثرة الخيرلا العاسرة، و نسوا الشدائد التى صرفتها عنهم، و الآمال التى أجريتها اليهم، حتى غدا فيهم الصبر على جنة الفرح الزاهي، و الفزع السالي، و كنت لهم يوما _ كما قالوا _الوالد الراعي الأمين ن و المربي الباذل بالهدى و الحق المبين، و العالم الداعية الى صراط مستقيم، و ما لبث أن صاروفيهم الشيطان امام الهدى، و الآخذ العهد عليهم أن يكونوا تلاميذه المخلصين، و أتباعه الذائدين عن حياض المائرين الغادلرين، و ناست فيهم الاهواء، و ألقوا برؤوسهم و قلوبهم على أقدام الذين أوغلوا في الظلم، و بشمت أرواعهم من جناه، و التمسوا العلم في سنخ الجهل الآسن، ظانين في أنفسهم ظن السوء.
(3) و لعلى لا أظلمكم و لا أظلم نفسي؛ ان قلت لكم بملء فمي: لقد كان منكم شئ من الذي كان من الئك، و ما كان مني الا الا الصبر على ما اوذيت زمانا منكم و منهم معا من غير تقوى من الله و لا حياء حتى من انفسكم، كان الاحسان فيه لنفسي أني حفظت وصية لقمان لابنه: (و اصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور)، (و بشر الصابرين)، و هل أحسن من وصية أنعم الله بها على عبد صالح من صالحي عباده، تسعى به بشرى عالية السنام، ضامرة الحشا، جناء الوطاب، تمشي في الناس على خلف من منى الفرقة الهابية الكابية العاسية، و التقى القوم في وعد قاسط، و عهد مائن، على قوس عاديه، وترها مشدودة الى عروة وثيقة، رابية بالحقد و البغضاء، غير أني على وجل من عاقبة ما ينتهى اليه أمرها في امة لا يرضى لها ربها الا أن تكون على أحسن ما يكون عليه مقتضى قول ربنا سبحانه: (كنتم خير امة اخرجت للناس)، و هل حط على كاهل الامة من بلاء عمي الا من مثل هذا؟
(4) و ليس أدري بالانسان من نفسه بنفسه، و اذا ما ضم العدل الى تلك الدراية؛ بلغت أحسن ذروتها، و لقد و الله عرفت نفسي، و بذلت هذه المعرفة لأعرف بها غيري كما عرفتها، فألفيتني على صفاء قلب، وطيب سريرة، و مجافاة عن المكر و الخديعة، و مساعاة للسوء في مظانه كيلا يمد ذراعه فيصيت في الناس من آذاه، ثم من قبل أن يقع و لو على اليسير منه، فاعذر أني أتيت على المقدور عليه من الخير أو صنيع المعروف، و لم آل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/428)
(5) و كان من شر ما تواطأ القوم عليه في هذا المسجد أن خرجوا تباعا، و حملوا عداوة لي في صدورهم ما كانوا ليستطيعوا أن يمنعوا كتمانها، و نسوا معها أن هذا المسجد؛ هو المنزل الذي تعلموا فيه الهدى و الايمان و المودة و السنة و الاحسان، و أصابوا فيه من أنماط المعرفة _ من فضل الله جميعهم _ ما صاروا به في كل ما يفعلون منها و يدعون؛ مثار اعجاب الناس، فكان الرد العملي تلك الاساءة، بل تلكم الاساءات التى عجت بها المساجد و الاحياء، و تنادى بها الأحياء، و لا أغلوا اذا قلت: بل الاموات، و نسي هؤلاء ما كان مني اليهم، حتى لكأني كنت أرى الغض من احساني اليهم أحيانا اساءات متواترة عليهم.
(6) و لست و الذي انزل على محمد _ مبرءا نفسي، فلؤبما كانت مني اساءة على غير انتظار أو تذكر، ضلت الطريق، فأصابت من حواشي ثياب القوم القصيرة البالغة أنصاف السيقان، أو ثنيات سراويلهم الثمينة الفضفاضة و الضيقه، القصيرة و الطويلة، في عشية أو في ضحى، ثم تلاشت، و تفتت وذابت، بيد أن القوم مشوا من ورائها، يلتقطون جذاذات لا تكاد ترى منها، يجمعونها، و يؤلفون بينها، فيجعلون منها اساءة تملأ الآفاق، طمسوا بها كل ظاهر جلي، أو مستور خفي؛ من احسان كان مني على طول عقود في صحبتي البارة لهم.
و اني سائل نفسي: هل كانت تلكم الاساءات _ لو كانت مني _ تعدل في حجمها، أحجام تلكم الاساءات التى تآلفت، و تتابعت، و تزاوجت، و شاعت سيرتها في دنيا الناس، بكل ألوانها و صنوفها، و أحجامها، و بكل ما حوت من صدق، و كذب، يمجدون بها الشيطان، و يقولون له،: انا لمدينون لك بالفضل، و بما أنعمت علينا منها، و لسوف نبقى أوفياء لك حتى نتوسد التراب.
ألا غفر الله لهم، و أعاد اليهم ما أضاعوا من أنفس عملهم! و انا لله و انا اليه راجعون.
(7) ثم اني بصرت بما كان بيني و بينك من حبل مودة ظل موصولا سنين عددا، ثم عمدت اليه فقطعته، و القيت به أرضا، غير آسف على ماض ندي بمحاسنه و لطائفه، و مستقبل ترضى أتياته برغائبه و أشولقه، و رآه الحالمة، فقلت في نفسي: ان عرضت لي شفاعة تكون أنت طرفا فيها، بل أنت قوادمها و خوافيها، بعد ما كان منكم ما كان، و قد بدت منكم العداوة _ و لعل شيئا منها لا يكون خافيا _؛ فبماذا أصفك و اخاطبك من أنواع الأوصاف و الخطابات، و قد كان أحسن ما عندي من وصف و خطاب، أن أقول: أخي (أبا فلان) بالكنية التي لا تكلف فيها، و لا تحرج، تعلمنا ذلك من أدب النبوة، فقلت: أدع ذلك لتلك الأوصاف و الخطابات نفسها، فالأسبق الى الفضل يكون هو الاسبق اليه.
(8) بيد أني عدت اليها أسائلها: و هل تصلح أن تكون لي شفاعة عند من كان بيني و بينه هذا الانقطاع المديد؛ من غير اساءة كانت مني نحوه؟! و هل يكون عنده رغبة في ثوابها؟! .... فكان جوابي: ما ينبغى أن تكون العداوة التى تنشأ منها قطيعة و بغضاء مانعة من مثل ما أنا بصدده و ساع نحوه من شفاعة، اصيب أجرا، لا يكون من عمل غيرها، فان كان مني عدول عنها لمثل هذا فهي الحماقة بعينها، التى أوثر بها الزهد في ثواب عمل صالح، أنا أحوج ما أكون اليه، و معلوم في دنيا العقلاء أن الحب ليس شرطا في السعي بالشفاعة بين الناس، و بخاصة ان عملوا فضلها و ثوابها، من مثل قوله عليه السلام: (اشفعوا تؤجروا).
(9) من هنا، فان هذه الرسالة التى أبعث بها اليكم مع واحد ممن كانوا على مثل ما أنتم عليه _و آخرون غيركم _ من شمر نفس، و كدورة صدر، و شرود صفو، أسأل الله سبحانه أن يذهب عنا جميعا ما ألم بنا، راجيا أن يكافئ كل من ينابه الجفاء بقصد جاهد عن موطن الصفاء، و أن يعجل بزهوق الريب عن مظانها الواجفة.
و تأتي شفاعتي هذه في أمر تملكون انفاذه أو رده، و آثرت أن يكون صاحب الشأن هو الذي يعرض عليكم أمره، فان وفقت الى قضائه، فذاك توفيق الله لك، و ما يحبه لك من خير، و الا فأنت الأدرى بما يصلح عليه أمرك لدنياك و آخرتك، و جزاك الله خيرا، و مدانا جميعا سبيل الخير و الرشاد، و أسبغ علينا نعمه ظاهرة و باطنه، انه سميع قريب مجيب، و الله الهادي الحق و الصواب.
و لا بد لنا من أن ستذكر جميعا أن من بعد هذه الحياة موتا؛ يؤوي العبد من بعده قيرا، لا يضاجعه فيه الا عمله، و هو ميراثه الذي يبعث به للمثول أمام ربه سبحانه، يعرضه عليه كله (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، و من يعمل مثقال ذرة شرا يره).
و السلام علينا و عليكم و على الصالحين المتقين من عباده، و اسلموا ..
محمد ابراهيم شقرة
السابع من ذي القعده 1426
الثامن و العشرين من تشرين الثاني 2006
و نقله عن الأصل
محمود غنام العقابي
ـ[محمد بن عبد الله سيدي نائل]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:54 ص]ـ
بارك الله فيك,,(4/429)
كيف يتأصل طالب العلم بأصول التفسير؟؟؟؟
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[05 - 02 - 07, 01:56 ص]ـ
السلام عليكم
اخوانى كيف يتأصل طالب العلم بأصول التفسير الرجاء وضع المنهجيه المفيده للاخوه وشكرا لكم
ـ[أبو هياء]ــــــــ[07 - 02 - 07, 04:59 ص]ـ
مقدمة أصول التفسير لإبن تيمية شرح ابن عثيمين ثم شرحها للطيار ثم أصول التفسر للطيار
وفقك الله وحفظك
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[09 - 02 - 07, 03:46 ص]ـ
عليك اولا: بمقدمة ابن قاسم مع حاشيته عليها ثم مقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية مع شروحها التي ذكرها الاخ عباس ثم عليك بعد ذلك بالنظر في كتاب المتحف باحكام المصحف ثم عليك بكتاب البرهان في علوم القران للزركشي.(4/430)
كيف تثبت القرآن في صدرك كالفاتحة؟! "خاصة من أتم حفظه حديثا"
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[05 - 02 - 07, 08:59 ص]ـ
كيف تحفظ القرآن حفظا متقنا كحفظ سورة الفاتحة؟؟
خطة عملية!
الموضوع عبارة عن خطة تمكن حافظ القرآن (خاصة من أتم حفظه حديثا) من تمكينه وتثبيته فى القلب
الهدف من البرنامج:
الحفظ المتقن للقرآن وقيام الليل يوميا بأربع أجزاء مع نهاية البرنامج
تفصيل الخطة:
1 (مراجعة وتثبيت ربع جزء يوميا (نصف حزب))
ويمكن استخدام الأسلوب التالي والذي قرأته في كتاب "الجامع والتركيز لحفظ الكتاب العزيز" ذكره الكاتب كأسلوب لتركيز الحفاظ فى المراجعة
يتقن ربع الجزء كالفاتحة صفحة صفحة، بحيث يأخذ آيتين أو ثلاث آيات من الصفحة بحسب استعداده فيرددها نظرا خمس مرات و غيبا خمس مرات حتى يتقنها ثم يأخذ آيات أخرى فيكررها مثل السابق مع رعاية عملية الربط بين آخر الآية السابقة وأول الآية التالية ثم يقرأ هذه الآيات المتقنات كلها ثلاث مرات ويستمر كذلك حتى يتم إتقان صفحة واحدة فيردد الصفحة كاملة حتى يتقنها جيدا كالفاتحة وكلما أخطأ أو نسى لفظا يكرر تصويبه وضبطه عشر مرات
ثم بعد إتقان هذه الصفحة ينتقل للصفحة الثانية بنفس الترتيب المذكور فإذا أتقنها ردد الصفحة الأولى الثانية مع خمس مرات حتى يتقنها جميعا أهـ وهكذا حتى ينتهي ربع الجزء
قد يطرح البعض تساؤلا عن جدوى الأعداد الكبيرة للتكرار مع ان متبع هذه الطريقة حافظ للقرآن وربما يكفيه مرتان أو ثلاث!!!
والجواب أن عملية التكرار بعد إتقان الحفظ تنقل الحفظ إلى الذاكرة الدائمة فتحميه من التفلت لفترات طويلة
فقد ورد عن بعض السلف تكرارهم للدرس خمسين مرة وكان أبو إسحاق الشيرازي يعيد الدرس مائة مرة
وبالنسبة إلى الأجزاء التي استخدمت معها هذا الأسلوب رسخت عندي رسوخا قويا ولكنها قد تستهلك وقتا كبيرا
على أي حال المقصود هو التركيز القوى جدا جدا جدا في حفظ ربع الجزء سواء بأسلوب التكرار أو بأي أسلوب آخر يعرض لقارئ البرنامج
2) فى اليوم التالي يتم مراجعة ربعان جديدان مع التسميع الذاتي لما تم مراجعته بالأمس حدرا وفى اليوم الثالث يراجع ربعان جديدان بالإضافة لما تم مراجعته اليومين السابقين وفى اليوم الرابع يراجع ربعان جديدان مع حفظ الأيام الثلاثة السابقة وهكذا يستمر بنفس الأسلوب إلى أن يصل إلى جزأين كاملين وبعد شروعه في الجزء الثالث الجديد يترك في المراجعة كل يوم من القديم المتقن ما يكون زائدا على الجزأين
ملحوظة في حال إتقان المراجعة اليومي أولا بأول لن يكون هناك أي صعوبة في التسميع الذاتي حدرا للجزأين السابقين ويمكن للحافظ تسميعها في الأوقات البينية وأوقات الإنتظار الغير مستغلة وفى السيارة في الطريق للعمل كما يمكن لربة المنزل تلاوتهما عند أدائها أعمال المنزل
3) الخطوة الثالثة سأوضحها بمثال عملي
اذا كان الحافظ بدأ بسورة البقرة فمع الاستمرار بهذا الأسلوب سيصل إلى يوم سيكون ورد مراجعته هو الجزء الثالث والرابع من القرآن ويكون قد ترك تماما مراجعة الجزء الأول والثاني ففي هذه الحالة يتم تثبيت مراجعة هذين يوم السبت من كل أسبوع مدى الحياة
وعند وصوله إلى حد يكون فيه ترك مراجعة الجزء الثالث الرابع يتم تثبيت مراجعتهم يوم الأحد وهكذا
وهكذا ولو واصل ختمة التمكين حتى النهاية بهذا المعدل سيصل إلى مرحلة يكون فيها يختم القرآن مراجعة كل أسبوعين ببساطة ويسر ولكن بما أن الهدف هو ختم القرآن أسبوعيا ففى النصف الثاني من الختمة سنضغط الأيام بحيث نصل إلى هذا الهدف بيسر
وبالنسبة للمراجعة المذكورة في هذه الخطوة فمن الأفضل تلاوتها في قيام الليل (وما أروعه من شعور أن تقف بين يدي ملك الملوك تتلو القرآن في القيام دون إمساك للمصحف)
خلاصة الطريقة:
مراجعة ربع جزء يوميا مع المراجعة السريعة حدرا للأيام السابقة (2 جزء) ومع التقدم في الختمة يتم تثبيت مراجعة كل جزأين في يوم من أيام الأسبوع
ملحوظات مهمة
أولا:لابد من وضوح الهدف من البداية وهو إتقان حفظ القرآن كالفاتحة حتى لا تتحول الختمة إلى ختمة مراجعة عادية
ثانيا إذا كان حافظ القرآن يراجع جزأين أو ثلاث يوميا فلا يتوقف عن ذلك بحجة التفرغ لهذه الختمة فهي ختمة مختلفة للتمكين مع ملاحظة أنها ستحل محل المراجعة الأصلية بالتدريج
ثالثا:من الأفضل وجود رفيق يتم تسميع الربعين يوميا له, ثم يتم إصلاح كل خطأ بتكراره عدد كبير من المرات وفى كتاب الجامع والتركيز لحفظ الكتاب العزيز ذكر الكاتب تفضيله لأسلوب إصلاح الخطأ بالمئات بمعنى تكرار موضع الخطأ مع كلمتين قبله وبعده مئة مرة (عدد كبير!)
أخيرا أتمنى أن أكون وفقت في شرح الفكرة
(منقول)
ـ[محبة القرآن والسنة]ــــــــ[05 - 02 - 07, 09:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
نقل موفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/431)
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[08 - 02 - 07, 09:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[02 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
1) إذا كنت لم تحفظ كامل القرآن:.
1) انظر الى نفسك هل تحفظ من 1 - 10 أو 10 - 20 أو 20 - 30.
2) سخر عقلك في اليوم الواحد للحفظ والمراجعة.
3) اذا كنت تحفظ من 1 - 10 تراجع هذه الأجزاء وتختمها اسبوعيا. وإذا من 10 - 20 تراجع هذه الكمية كل 3 اسابيع وإذا من 20 - 30 تراجعها كل 4 أسابيع.
2) إذا حفظت القرآن كاملا:
1) المراجعة الفردية:
* تراجع القرآن وحدك بطريقة تسديس القرآن أي تراجع 6 أجزاء يوميا فتختم كل 5 أيام.
أو تراجع خمسة أجزاء فتختم كل أسبوع. وقد قيل من حافظ على الخمس لم ينس.
* طريقة تسبيع القرآن وهو سبع محدد ..
· السبت من الفاتحة الى المائدة
· الأحد من المائدة الى يونس
· الأثنين من يونس الى الإسراء
· الثلاثاء من الإسراء الى الشعراء
· الأربعاء من الشعراء الى الصافات
· الخميس من الصافات الى ق
· الجمعة من ق الى الناس
· ختم القرآن كل عشرة أيام مراجعة أي في كل يوم 3 أجزاء والأفضل بين المغرب الى العشاء أو الفجر الى الشروق.
· طريقة التخصيص والتكرار: وهي أن تراجع الأسبوع بأكمله جزء تكرره طوال الأسبوع وهذه جيدة لمن نسي القرآن و أراد أن يرمم حفظه.
· ختم القرآن كل شهر فتراجع كل يوم جزء وهذه طريقة الكسالى.
لا تنسونا من صالح دعائكم
فوائد من: للشيخ الغوثاني
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 03 - 07, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بالإضافة إلى ما ذكره الإخوة _ بارك الله فيهم _ أذكر ثلاثة أمور هي من أقوى ما يثبت الحفظ:
1 / معرفة تفسير الآيات سواء عن طريق الدروس أو القراءة.
2 / قراءة القرآن في الصلوات:
في الفريضة: إن كان إماما.
وإن كان مأموما في السرية وفي النافلة كقيام الليل والسنن الرواتب ونحوها.
وأقصد بالقراءة أنه يحاول أن يختم القرآن في هذه الصلوات بالقراءة المتسلسلة.
3 / التركيز على الآيات المتشابهة والرجوع إلى ما ذكره أهل العلم من حكم وأسرار حول هذه الآيات وسبب وجود فروق بسيطة بينها.
ـ[الداعية الصغير]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك وغفر الله ذنبك ورزقنا ورزقك حفظ كتابه
ـ[يسري بنديري]ــــــــ[03 - 03 - 07, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخى الكريم أبو البراء ونفعك ونفع بك،لهذا الموضوع القيم.
وأود أن أذكر الإخوة الفضلاء بارك الله فى الجميع أنه مما يعين على الحفظ وييسره أن تجعل من القرآن رفيقا لك فى طريقك، فحين تغدو إلى عملك أو تروح اقرأ ما يسر الله لك وحينما تقومين أختى الفاضلة بأعمال منزلك أو مطبخك اقرئي من حفظك وهكذا فى كل وقتك فإن نسيت آية أو وقفت فليكم معك مصحفك لتتذكرها او لتبدأمن موضع أخر حتى إذا رجعت فتحت مصحفك فعلمت ما وقفت عنده فيكون ذلك أثبت لحفظك ان شاء الله، وهذا يوفر عليك الوقت حيث تستغل اوقات شغلك او مصالحك وسيرك فى مراجعة الماضى الذى حفظته لتكون مستعدا عند جلوسك لحفظك الجديد.
وفقنى الله واياكم لحفظ كتابه بمنه وكرمه إنه سبحانه ولى ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أم معين]ــــــــ[03 - 03 - 07, 02:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 03:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[03 - 03 - 07, 04:13 ص]ـ
اين اجد هذا الكتاب اخى الحبيب ابو البراء
وما طبعته "الجامع والتركيز لحفظ الكتاب
ـ[ابو اسحاق العوفي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:50 ص]ـ
لم اجد شيا يعين علي تثبيت القران مثل قيام الليل او تحفيظ القران الكريم للغير او الامامه في صلاة التراويح
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:37 ص]ـ
بوركت يا محمد!!!
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:25 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[24 - 06 - 07, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ونسأل الله أن يرزقنا حفظ القرآن والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
موضوع محتاجة إليه
جزاكم الله خيراً
ـ[ام عمر المصري]ــــــــ[18 - 07 - 07, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خيراولكن ماهي افضل طريقة للحفظ لمن لا يحفظ القران
ـ[أحمد ماضي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الإضافات الجميلة وهذا الرابط بعنوان
نحو منهجية عملية لحفظ القرآن الكريم
لفضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب
http://www.yaqob.com/site/docs/articles_view.php?a_id=51&cat_id=11
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 03:49 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ولا تنسوا أن تدعوا اللهَ أن يُحفِّظَكم كلامَه {واستعينوا بالله واصبروا}
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[24 - 07 - 07, 12:32 م]ـ
مشاركة مع الإخوة بارك الله فيهم، هناك طريقة جيدة جداً للحافظ غير المتقن وهي بأن يجعل له جزء واحد يكرره يومياً لمدة أسبوع وبعد انتهاء الإسبوع ينتقل للجزء الذي يليله ويقرأ يومياً جزءين أو أكثر بدون تكرار بل متى انتهى من ختم القرآن رجع لأوله والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/432)
ـ[أحمد ماضي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 08:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا على كل هذا المجهود الرائع وأسأل الله أن تكون في ميزان حسناتنا جميعا وينفهنا بها وينفع بنا
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 08:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبد الغاني سعيدي]ــــــــ[06 - 04 - 10, 12:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[06 - 04 - 10, 02:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحارث الديري]ــــــــ[06 - 04 - 10, 03:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[10 - 04 - 10, 02:19 م]ـ
جزاك الله خيرا(4/433)
الأحرف السبعة هي الحركات السبع
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[05 - 02 - 07, 09:22 م]ـ
الأحرف السبعة هي الحركات السبع
جاوزتْ آراءُ المفسرين في الأحرفِ السبعةِ خمسينَ قولاً. وأمَّا أنا فما هيَ عندي إلاّ الحركاتُ السبعُ: الفتحة، والفتحة المنوَّنةُ (تنوين الفتح)، الضّمّةُ، والضَّمّةُ المنوّنةُ (تنوين الضَّمِّ)، والكسرة، والكسرةُ المنوَّنةُ (تنوين الكسر)، والسكونُ.
أصلُ المسألةِ
في صحيح البخاريِّ، رحمه الله تعالى، (الحديث 6537) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هِشَامَ بن حَكِيمِ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ في حَيَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فإذا هو يَقْرَؤها على حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لم يُقْرِئْنِيهَا رسولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلم، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصَّلَاةِ، فَانتظرتُهُ حتى سَلَّمَ، ثمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ أوْ بردائي، فقلت: مَنْ أَقْرَأَكَ هذه السُّورَةَ؟ قال أَقْرَأَنِيهَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قلتُ: كَذَبْتَ فواللهِ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِي هذه السورةَ التي سمعتُكَ تقرؤُها، فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إني سمعت هذا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنِيهَا، وأنتَ أقرأْتَني سورةَ الفرقان! فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْهُ يا عمرُ، اقْرَأْ يا هِشامُ، فَقَرَأَ هذهِ الْقِرَاءَةَ التي سَمِعْتُهُ يَقْرَؤُها. قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هكذا أُنْزِلَتْ. ثُمَّ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هذا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا ما تَيَسَّرَ منه"
وفي نصٍّ آخرَ في البخاريِّ (الحديث 4706) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هِشامَ بنَ حَكِيمِ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ في حَيَاةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فإذا هو يَقْرَأُ على حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لم يُقْرِئْنِيهَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصَّلَاةِ فَتَصَبَّرْتُ حتى سَلَّمَ فَلَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فقلت: مَنْ أَقْرَأَكَ هذه السُّورَةَ التي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ قال أَقْرَأَنِيهَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلتُ: كَذَبْتَ فإن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد أَقْرَأَنِيهَا على غَيْرِ ما قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يَقْرَأُ بِسُورَةِ الْفُرْقَانِ على حُرُوفٍ لم تُقْرِئْنِيهَا فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يا هِشَامُ فَقَرَأَ عليه الْقِرَاءَةَ التي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قال: اقْرَأْ يا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ التي أَقْرَأَنِي، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هذا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقرؤوا ما تَيَسَّرَ منه".
ثلاثُ ملاحظاتٍ ضروريّةٍ لِمَنْ أرادَ أنْ يفهمَ أوْ أرادَ تفسيراً
أولاً – اختلفَ العلماءُ في المقصودِ بالسبعةِ: هل أُريدَ بها التحديدُ أمِ التكثير؟
أمّا ما أناصرُهُ فهوَ أنَّ الذي أُريدَ بها هوَ التحديد، أيْ إنَّ ما قُصِدَ من السبعةِ هوَ بالضبطِ منْ سبعةٍ أوْ سبعٍ، هوَ سبعةٌ على الحقيقةِ. ولا ريْبَ أنَّ الحركاتِ هي سبعٌ بالضبطِ: الفتحة، وتنوين الفتحِ، والضَّمّةُ، وتنوينُ الضَّمِّ، والكسرةُ وتنوينُ الكسرِ، والسكُّونُ.
ثانياً – هلْ جاءَ في القرآنِ الكريمِ ما يدلُّ على أنَّ الفعل "حرف" يحملُ معنى الحركةِ؟
لقدْ جاءَ من مشتقاتِ "حرف" في القرآنِ ثلاث مفردات وهيَ: يحرِّفُ، ومتحرِّفٌ، وحرْفٌ .. وما منها إلاّ وقد جاءتْ دالّةً على الحركة:
(1) فَأمّا "يحرِّفُ" فقد جاءتْ أربعَ مرّاتٍ مرتبطةً بضميرِ الجمع منها ثلاثٌ يحملُ فيها هذا الفعلُ معنى التحريكِ بشكلٍ جليٍّ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/434)
"مِنَ الذينَ هادوا يحرِّفونَ الكلِمَ عنْ مواضِعهِ ويقولونَ سمعنا وعصَيْنا واسمَعْ غيْرَ مُسْمَعٍ وراعِنا ليّاً بألْسِنَتِهم وطَعْناً في الدين .. " (النساء: 46).
فتحريفُ الكلامِ عنْ مواضِعِهِ هوَ تنقيلٌ لهُ من مكانٍ إلى آخرَ، هوَ تحريكٌ لهُ منْ موضِعٍ إلى موضعٍ آخرَ؛ وحرفُ الجرِّ هنا يفيدُ المباعدةَ، والمباعدةُ تستوجبُ التحريكَ. واللَّيُّ بالألسنةِ هوَ تغييرٌ للحركاتِ.
"فبِما نقضِهم ميثاقَهم لعنّاهم وجعلْنا قلوبَهم قاسيةً يحرِّفونَ الكَلِمَ عَنْ مواضِعِهِ .. " (المائدة: 13) .. ولا ريْبَ أنَّ "عن" تفيدُ المباعدةً، والمباعدةُ توجبُ التحريكَ.
" .. ومِنَ الذينَ هادوا سمّاعونَ للكذِبِ سمّاعونَ لِقوْمٍ آخرينَ لَمْ يأتوكَ يُحرِّفونَ الكَلِم مِنْ بعدِ مواضعِهِ .. " (المائدة: 41) .. "من بعدِ مواضعِهِ" تفيدُ التحريكَ.
وأمّا المرّةُ الرابعةُ التي جاءَ فيها:"أفتطمَعونَ أنْ يؤمِنوا لكم وقدْ كانَ فريقُ منهم يسمعونَ كلامَ اللهِ ثمَّ يحرِّفونَهُ من بعدِ ما عقَلوهُ وهمْ يعلمونَ" .. فالفعلُ "عقلَ" هنا هوَ على الأغلبِ بمعنى:ربطَ في المكان، والربطُ مقصودٌ للتثبيتِ ولمنعِ الحركةِ. ومنْ هنا؛ فالتحريفُ المقصودُ هوَ التحريكُ.
(2) وَأمَّا "متحرّف" فقد جاءَتْ مرّةً واحدةً في سياقِ النهيِ عنِ الهربِ منْ ميدانِ القتالِ وذلكَ في قولِ اللهِ تعالى:"وَمَنْ يُوَلِّهم يومَئذٍ دُبُرَهُ إلاّ متحرّفاً لِقتالٍ أوْ متحيّزاً إلى فئةٍ فقدْ باءَ بغضبٍ منَ اللهِ ومأواهُ جهنّمُ وبئسَ المصيرُ" (الأنفال: 16) ..
فالمتحرّفُ للقتالِ هوَ المتحرّكُ للقتالِ منْ موضعٍ إلى موضعٍ .. هوَ هنا مَنْ يولّي دُبُرَهُ في تحرُّكٍ من موضعٍ للقتالِ إلى موضعٍ آخرَ للقتالِ هوَ مِنْ وِجهةِ نظرِهِ القتاليّةِ أفضلُ منهُ.
(3) وأمّا كلمةُ "حَرْفٍ" فقد جاءتْ مرّةً واحدةً في قولِ اللهِ تعالى: "ومِنَ الناسِ مَنْ يعبُدُ الله على حرْفٍ فإنْ أصابَهُ خيرٌ اطمأنَّ بهِ وإنْ أصابَتْهُ فتْنةٌ انقلبَ على وجهِهِ خسرَ الدنيا والآخرةَ ذلكَ هوَ الخُسرانُ المبينُ" (الحج: 11) ..
حسناُ، بوجودِ القرينتيْنِ: "اطمأنَّ بهِ"، و"انقلبَ على وجهِهِ"، فإنَّ "على حرْفٍ" تعني على حركةٍ، أيْ مثلُ هذا متقلقلٌ مضطربٌ في عبادتِهِ فإنْ أصابَهُ خيرٌ زالتْ قلقلتُهُ وذهبَ اضطرابُهُ وسكنَ، وإنْ أصابَهُ السوءُ ابتلاءً تحرّكَ مبتعداً عن عبادةِ اللهِ تعالى.
ثالثاً – وهلْ "حرف" في استعمالِ العربِ تحملُ معنى الحركة؟
لا ريْبَ أنَّ "حرف" في لسانِ العربِ يحملُ معنى الحركةِ مباشرةً أوْ ضمناً. فالانحرافُ هوَ تغييرُ المتحرّكِ اتجاهَ حركتِهِ، أو خطَّ حركتِهِ. وقدْ جاءَ في حديثٍ لأبي هريرةَ: آمنتُ بمحرِّفِ القلوبِ. والمحرِّفُ هنا بمعنى: المحرّكِ، أوِ المقلِّبِ. ويقولُ العربيُّ: ما ليَ عنْ هذا الأمرِ مَحرفٌ والقصدُ: ما ليَ عنهُ مُتنّحىً، أيْ لا أتحرّكُ عنهُ ولا أبرحُهُ.
والخلاصةُ هيَ أنَّ الحرفَ يمكنُ أنْ يعنيَ الحركةَ. وبهذا أرى أنَّ العربَ قدْ سمَّتِ الحرفَ، أيْ حرفَ الهجاءِ، حرفاً؛ لأنَّهُ عندَ لفظِهِ لا بُدَّ أنْ يأخذَ إحدى الحركاتِ السبعِ وهيَ: الفتحة، وتنوين الفتح، والضَّمّةُ، وتنوينُ الضَّمِّ، والكسرةُ وتنوين الكسرِ، والسكُّونُ .. أجلْ، منَ المستحيلِ أنْ تلفظَ حرفَ هجاءٍ بغيْرِ حركةٍ. وإنْ لمْ تصدِّقْ فجرِّبْ!
============
آمل أن يجري النقاش بححجج وبراهين
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[06 - 02 - 07, 05:36 ص]ـ
تخريف والله!
ولا ندري ما سبب انتشار تفسير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالألغاز والأحاجي!
يكفي في إبطال هذا القول (المضحك!) أن أحدًا لم يقُل به قبلك! هذا يكفي دون النظر فيما سواه ..
ومادمت طلبت الأدلة والبراهين فما أيسرها لإبطال هذا التخريف:
- في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف) ..
فما معناه عندك؟ أقرأه القرآن على حركةٍ واحدةٍ كالفتح مثلاً؟!! فمعناه إذًا أن القرآن كله كان مفتوحًا! ثم استزاده النبيّ صلى الله عليه وسلم فأصبح مفتوحًا ومنوّنًا بالفتح! وهكذا!
- مَنْ من العلماء جعل التنوين حركةً من الحركات؟!! هذا عجبٌ والله! التنوين نونٌ ساكنةٌ تُلحق في آخر الكلمة! فكيف جُعلت حركةً من الحركات؟!
- كذلك مَنْ من العلماء جعل (السكون) حركةً! حتى على طريق الألغاز: السكون ضد الحركة!
- والحديث الذي ورد في تفسيرك كأصلٍ للمسألة فيه إبطالٌ للكلام المضحك! فهل كان عمرُ رضي الله عنه يقرأ سورة الفرقان على حركةٍ واحدةٍ!! وهشام بن حكيم يقرؤها على حركةٍ أخرى! إن محاولة تصوّر هذا القول كافية للجزم ببطلانه ..
أسأل الله لك الهداية والسداد، ويا ليتك تكفّ عن ألغازك هذه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/435)
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 02:54 م]ـ
مقتبس من عطية زاهدة; الأحرف السبعة هي الحركات السبع
جاوزتْ آراءُ المفسرين في الأحرفِ السبعةِ خمسينَ قولاً. وأمَّا أنا فما هيَ عندي إلاّ الحركاتُ السبعُ: الفتحة، والفتحة المنوَّنةُ (تنوين الفتح)، الضّمّةُ، والضَّمّةُ المنوّنةُ (تنوين الضَّمِّ)، والكسرة، والكسرةُ المنوَّنةُ (تنوين الكسر)، والسكونُ.
هكذا ظهر لي نص الإقتباس - فيبدو أني لا أجيده - والآتي مداخلتى على تلك المشاركة:
بقولك هذا أصبحت الأقوال في الأحرف السبعة واحدا وخمسين قولا أو أكثر.
ولي بعض الملاحظات السريعة:
أولا - هذا الرقم 51 شمل كل الأقوال [التي لها اعتبار - والتي لا اعتبار لها – والضعيفة – والشاذة - و غير المنطقية] بل بعضها من العبث الاشتغال به، فلو حققنا المسألة لسقطت أكثر هذه الأقوال ولبقي بضع منها، ولربما لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة مما يمكن أن يكون ميدانا صالحا للترجيح بينها.
ثانيا – هل تأملت القول الذي أتيت به جيدا؟ ومدى انسجامه مع باقي الأحاديث النبوية الصحيحة في المسألة؟
ثالثا – هل تدبرت القول مليا؟ ومدى توافقه مع الدلالات المنطقية والواقع التاريخي لحال المسألة سواء في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عصر الصحابة الكرام على أقل تقدير.
رابعا – هل فكرت بالإلزامات التي يمكن أن تلزم هذا القول، والتي قد تؤدي به إلى أن يكون في مصاف الأقوال غير المنطقية أو الواقعية، وأكرر غير الواقعية؟!!
هذا كل ما عندي الآن علما بأني لدي إطلاع لا بأس به في هذا الموضوع.
وانصح كل من له اهتمام بهذا الموضوع أن يطلع على بحث الدكتور عبد العزيز القارئ في مجلة كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، العدد الأول بعنوان:
" حديث الأحرف السبعة، دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية "
ـ[محمود المصري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 10:12 ص]ـ
تخريف والله!
ولا ندري ما سبب انتشار تفسير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالألغاز والأحاجي!
يكفي في إبطال هذا القول (المضحك!) أن أحدًا لم يقُل به قبلك! هذا يكفي دون النظر فيما سواه ..
ومادمت طلبت الأدلة والبراهين فما أيسرها لإبطال هذا التخريف:
- في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرأني جبريل على حرف، فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف) ..
فما معناه عندك؟ أقرأه القرآن على حركةٍ واحدةٍ كالفتح مثلاً؟!! فمعناه إذًا أن القرآن كله كان مفتوحًا! ثم استزاده النبيّ صلى الله عليه وسلم فأصبح مفتوحًا ومنوّنًا بالفتح! وهكذا!
- مَنْ من العلماء جعل التنوين حركةً من الحركات؟!! هذا عجبٌ والله! التنوين نونٌ ساكنةٌ تُلحق في آخر الكلمة! فكيف جُعلت حركةً من الحركات؟!
- كذلك مَنْ من العلماء جعل (السكون) حركةً! حتى على طريق الألغاز: السكون ضد الحركة!
- والحديث الذي ورد في تفسيرك كأصلٍ للمسألة فيه إبطالٌ للكلام المضحك! فهل كان عمرُ رضي الله عنه يقرأ سورة الفرقان على حركةٍ واحدةٍ!! وهشام بن حكيم يقرؤها على حركةٍ أخرى! إن محاولة تصوّر هذا القول كافية للجزم ببطلانه ..
أسأل الله لك الهداية والسداد، ويا ليتك تكفّ عن ألغازك هذه!
نضر الله وجهك أخي أسامة فقد أعجبني ردك.
ورضي الله عنك و عن أبو حمزة حفظه الله.
ولعلي أضيف أنه لما كان زمان عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ووقع الاختلاف بين أهل العراق وأهل الشام في القراءة وأَعلمه حذيفة بذلك رأَى هو ومن بالحضرة من الصحابة إن يجمع الناس على حرف واحد من تلك الاحرف وان يسقط ما سواه فيكون ذلك مما يرتفع به الاختلاف ويوجب الاتفاق اذ كانت الامة لم تؤمر بحفظ الاحرف السبعة وانما خُيّرت في ايّها شاءت لزمته (المقنع في رسم مصاحف الأمصار)
وروى البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها إلى حفصة، فأمر زيد ابن ثابت عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا
فإن إتفقنا أن عثمان بن عفان رضي الله عنه هو من أمر بنسخ المصاحف على حرف واحد, وعلمنا أن التشكيل والتنقيط لم يحدث في زمن عثمان رضي الله عنه فكيف نسخ المصحف على "حركة" واحدة وهذه "الحركات" لم تكتب إلا فيما بعد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/436)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:31 م]ـ
أنا لن اعترض على ما في هذا الكلام، إذ أني لم اقرأه، لأن مطلع الموضوع دفعني الى تركه، فقول أما أنا فاقول، وغير ذلك من ألفاظ التعظيم حتى ابن تيميمة رحمه الله إن قالها فسيقولها بحياء.
التواضع ومعرفة قدر الإنسان لنفسه أمر مهم.
هذه حقيقة أرجو أن لا تزعل أحد.
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 12:06 ص]ـ
هذا بحث مختصر كنت قد أعددته في الرد على الكاشاني الشيعي صاحب الصافي في مفدمته الثامنة الذي خلط حقا بباطل في مسألة السبعة أحرف وطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم في المسألة بكلام قبيح يندى له جبين الإسلام ورجائي من الأخوة أن يتمعنوا ما في هذا الكتاب من فوائد مع التمحيص التام لهذه المسألة جليلة القدر ولو بينتم ما عسى أكون قد وقعت فيه من خطأ فهذا مما يزيد حبي واحتفاءي بكم بل هو مرماي وما أهدف إليه وجزاكم الله خير الجزاء
في هذه المقدمة تعرض الشيخ الكاشاني لمسألة نزول القرآن على سبعة أحرف على ما جاء به الحديث فخاض في غمار تفسيره وحاول جاهدا تكلف معناه والتنقيب عنه ثم عرج إلى مسألة الظاهر والباطن فتجشم حمل الحديث عليها، وما كان له ذلك ثم نقل عن أئمته تضعيف الحديث بل تكذيبه ثم عرض بالصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بكلام لا ينطلي إلا على الجهلاء والأغمار ثم أنهى مقدمته بما زعمه محكا مميزا بين المقطوع به قرءانا وما ليس كذلك.
وقبل الشروع في الرد على الكاشاني وتفصيل مواطن زلله ومظان غلطه وخطله فلنقدم بين يدي الرد كلام أهل السنة في مسألة السبعة أحرف وتفسيرهم للآثار الواردة في هذا الصدد مردفه بالرد على أغلاط الكاشاني وأوهامه. وقد كان الكاشاني قد تعرض لحديث نزول القرآن على سبعة أحرف، فنقل عن أئمته تفسيرات له؛ أغلبها وحوه واختيارات مرجوحه لبعض أهل السنة فتعرضنا بحول الله تعالى لحججهم ونقدها وبيان وجوه خللها، وما احتجوا به من أحاديث نذكرها من طرق أهل السنة مع تخريجها وبيان صحيحها من سقيمها وأما طرق الشيعة فنذكرها في الهامش مع إعطائها ما تستحقه من إهدار وتضعيف وبالله توفيقنا
أولا: بيان معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): أنزل القرآن على سبعة أحرف
والحديث المذكور قد أخرجه البخاري ومسلم وقد تقدم لفظه وتخريجه وقد صرح بتواتره جماعة من الحفاظ. وهنالك روايات كثيرة في هذا المعنى فلنكتف بما ذكرنا.
وقد اختلف سلف الأمة وخلفها في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ((سبعة أحرف)) وتنوعت آرئهم وتشعبت مذاهبهم إلى نحو الأربعين مذهبا كما في إتقان الحافظ السيوطي، لكن بعضها متهافت لا تقوم له حجة كما يقول الحافظ المنذري، وباقي الأربعين تتداخل تراكيبها بحيث يمكن أن تنسجم في عشرة مذاهب:
فالمذهب الأول: وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي والقرطبي وابن كثير إذ يرون أن المعنى سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو أقبل، وتعال، وهلم، وعلى هذا الكثير من أهل العلم إلى أن انضبط الأمر في آخر العهد وتدربت الألسن وتمكن الناس من الاقتصار على الطريقة الواحدة فعارض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرتين في السنة الآخرة واستقر على ما هو عليه الآن فنسخ الله سبحانه تلك القراءة المأذون فيها بما أوجبه من الاقتصار على هذه القراءة التى تلقاها الناس نزل بها القرآن وروى هذا عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وأبيّ بن كعب وجماعة من التابعين بحيث أصبحت منهجا في الإقراء أذن به النبي - صلى الله عليه وسلم - زمناً ثم نسخه قبل أن يلقاه الأجل، وهكذا فقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس بين الناس إلا حرف واحد وهو الذي جمع عثمان - رضي الله عنه - المصحف عليه، والستة أحرف الباقية قد سقطت وبطلت القراءة بها إجماعا وأن هذه القراءات المتواترة اليوم مهما بلغت كثرة إنما تدور ضمن هذا الحرف الواحد الذي أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإقراء والرواية به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/437)
ويؤيد هذا المذهب ما رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال:إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال:أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على ثلاثة أحرف فقال:أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال له: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا"
قال ابن جرير - رحمه الله - فقد أوضح نصُّ هذا الخبر أنّ اختلاف الأحرف السبعة، إنما هو اختلاف ألفاظ، كقولك "هلم وتعال" باتفاق المعاني، لا باختلاف معانٍ موجبةٍ اختلافَ أحكامٍ.
وله شاهد روى الترمذي وصححه وابن جرير عن أبى بن كعب أنه لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال يا جبريل إنى بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية والرجل الذى لم يقرأ كتابا قط فقال يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف وهذا الحديث نقله الكاشاني عن أهل السنة وهو حديث صحيح وذكر له شاهدا عندهم رواه في الخصال عن عييسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن آبائه، وهو شديد الضعف
وروى الإمام أحمد، والطبري، من حديث أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، غفورا رحيما، عزيزا حكيما، عليما حكيما)) وربما قال: ((سميعا بصيرا)) ()
وروى الإمام أبو داود عن أبي بن كعب، قال: قرا أبيّ آية، وقرأ ابن مسعود آية خلافها، وقرأ رجل آخر خلافهما، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: ألم تقرأ آية كذا وكذا، كذا وكذا؟ وقال ابن مسعود: ألم تقرأ آية كذا وكذا، كذا وكذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم محسن مجمل، قال: قلتُ: ما كلنا أحسن ولا أجمل، قال: فضرب صدري، وقال: يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقلت: {على حرف أو حرفين} فقال لي الملك الذي عندي: على حرفين، فقلت: {على حرفين أو ثلاثة} فقال الملك الذي معي: على ثلاثة، فقلت: {على ثلاثة هكذا حتى بلغ سبعة أحرف، ليس منها إلاَّ شاف كاف، قلتُ: غفوراً رحيماً أو قلت: سميعاً حكيماً، أو قلتُ: عليماً حكيماً، أو عزيزاً حكيماً أي ذلك قلت فإنه كما قلت}، وزاد بعضهم في هذا الحديث: {ما لم تختم عذاباً برحمة، أو رحمة بعذاب}
قال الطحاويّ: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ على حرف فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين فقال ميكائيل: استزده, حتى بلغ إلى سبعة أحرف فقال: اقرأ فكُلّ شافٍ كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب, أو آية عذاب بآية رحمة على نحو هَلُمّ وتعالَ وأقبِل واذهب وأسرع وعَجّل.
وروى ورقاء عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن اُبَيّ بن كعب أنه كان يقرأ {لِلّذِينَ آمَنُواْ انظُرُونَا} (الحديد: 13): للذين آمنوا أمهلونا, للذين آمنوا أخّرونا, للذين آمنوا ارقبونا. وبهذا الإسناد عن اُبَيّ أنه كان يقرأ {كُلّمَا أَضَآءَ لَهُمْ مّشَوْاْ فِيهِ} (البقرة: 20): مَرّوا فيه, سَعَوْا فيه. وفي البخاريّ ومسلم قال الزهري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس يختلف في حلال ولا حرام.
قال ابن قتيبة: "وكل هذه الحروف كلام الله تعالى، نزل به الروح الأمين على رسوله عليه السلام، وذلك أنه كان يعارضه في كل شهر من شهور رمضان بما اجتمع عنده من القرآن فيحدث الله إليه من ذلك ما يشاء، وينسخ ما يشاء وييسر على عباده ما يشاء، فكان من تيسيره أن أمره بأن يُقريء كل قوم بلغتهم وما جرت عليه عادتهم .... "
وهذا القول قد نصره من المتأخرين الدكتور محمد أبو شهبة، والشيخ مناع القطان.
تنبيه: نقل الكاشاني عن الطبرسي: ومما يبين ذلك قول ابن مسعود إني قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرأوا كما علمتم إنما هو كقول أحدكم: هلم تعال واقبل. أخرجه ابن جرير الطبري بإسناد صحيح موقوفا على ابن مسعود 1/ 50 رقم [48] وقال محققه: (وهذا الأثر عن ابن مسعود لم نجده في غير هذا الكتاب) ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/438)
المذهب الثاني: وهو القول بأن المراد بالأحرف السبعة هو الإختلاف في الكلام من سبعة وجوه
الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث، مثال ذلك من قوله تعالى: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" قرأت هكذا:"لأمانتهم " بالإفراد أيضاً.
اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر مثال ذلك من قوله تعالى:"ربنا باعد بين أسفارنا" وقرأت ربُنا بعد بين أسفارنا" على أساس أن الفعل تحول من فعل أمر لفعل ماض.
اختلاف وجوه الإعراب، مثال ذلك من قوله تعالى:"ذو العرش المجيد" قرىء برفع لفظ المجيد وجره، فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو والجر على أن نعت لكلمة العرش.
الاختلاف بالنقص والزيادة، مثاله من قول الله تعالى: "وما خلق الذكر والأنثى" قرىء كذلك:"والذكر والأنثى " من غير وما خلق.
الاختلاف بالتقديم والتأخير مثاله من قول الله تعالى:"وجاءت سكرة الموت بالحق" قرىء:"وجاءت سكرة الحق بالموت"
الاختلاف في الإبدال: مثال ذلك قوله تعالى:"وطلح منضود" قرىء "وطلع منضود".
اختلاف اللهجات كالإمالة والتفخيم والترقيق والإظهار والإدغام، مثاله من قول الله تعالى:"بلى قادرين" وقرىء:"بلى قادرين" بالإمالة.
وهذا المذهبان هما أقوى المذاهب لتأيدهما بالأدلة كأحاديث السبعة حروف، ولأنهما يعتمدان على الاستقراء التام لاختلاف القراءات، بخلاف المذاهب الأخرى التي كان استقراءها ناقصاً لأمور دون أمور.
المذهب الثالث: أن المراد سبع لغات لسبع قبائل من العرب ... أي نزل على سبع لغات ضرورة اختلاف لغات العرب ومشقة نطقهم بغير لغتهم فاقتضى ذلك التوسعة عليهم في أول الأمر فأذن لكل منهم أن يقرأ على حرفه أي على لغته.
وإلى هذا ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن يحيى ثعلب وحكاه ابن دريد عن أبى حاتم السجستاني وحكاه بعضهم عن القاضى أبى بكر واختاره الكاشاني فيما نقله عن صاحب مجمع البيان عن قوم.
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ... ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
قال ابن عبد البر قد أنكر أهل العلم أن يكون معنى سبعة أحرف سبع لغات لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر لأن ذلك من لغته التى طبع عليها وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته
المذهب الرابع: وهو أن تقرأ الكلمة بوجه أو إثنين أو أكثر إلى سبعة. ويجاب عن ذلك أن بعض الكلمات تقرأ بوجوه كثيرة تتجاوز السبعة، كقوله تعالى: {عبد الطاغوت} فهي تقرأ باثنين وعشرين وجهاً، وفي كلمة أف سبع وثلاثون وجهاً وبذلك يكون هذا القول مرجوحاً.
المذهب الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة في الحديث سبعة وجوه تنحصر في كيفية النطق بالتلاوة، من إدغام وإظهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة وإشباع، ومد وقصر، وتشديد وتخفيف، وتليين وتحقيق، وهو محكي عن بعض القراء.
ويجاب على ذلك أن جميع الوجوه المذكورة ترجع إلى نوع واحد وهو اختلاف اللهجات، ويكون تفسير حديث الأحرف السبعة به قاصراً عن شمول أنواع القراءات التي مردهاً إلى إختلاف اللهجات، فهذا الرأي مرجوح.
المذهب السادس: أن المراد بالأحرف السبعة ينحصر في بعض الآيات إذ تُقرأ على سبعة أوجه، ونقل هذا القول القاضي الباقلاني عن جماعة، ويرد على ذلك أن الحديث الوارد في السبعة الأحرف يُفهم منه جميع القرآن لا بعضه.
المذهب السابع: أن المراد بالأحرف: ظهر وبطن، وفرض وندب، وخصوص وعموم وأمثال وألمح إليه الكاشاني فقال: وروت العامة أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله أن القرآن أنزل على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حرف حد ومطلع.وفي رواية أخرى أن للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن. وربما يستفاد من هاتين الروايتين أن الأحرف إشارة إلى بطونه وتأويلاته ولا نص فيهما على ذلك لجواز أن يكون المراد بهما أن الكل من الأقساط ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا (بطن خ ل) إلى سبعة أبطن. ا. هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/439)
قلت الحديث المذكور: هو حديث رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن"رواه الطبري: 1/ 22 - 23 برقم (10، 11) بإسنادين ضعيفين، أما أحدهما: فلانقطاعة بجهالة راويه وأما الآخر: فمن أجل إبراهيم الهجري. فهو ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وقال أبو حاتم: ليس بالقوي الجرح والتعديل 2/ 131، تهذيب الكمال 2/ 203، الضعفاء والمتروكين ص 40 ميزان الاعتدال 1/ 65 تهذيب التهذيب 1/ 164، تقريب التهذيب. والفقرة الأولى منه عند البخاري في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف: 9/ 23.ومسلم في صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف برقم (818): 1/ 560.ورواه أيضًا: ابن حبان برقم (74)، قال الهيثمي: رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط باختصار آخره، ورجال أحدهما ثقات، (رواه البزار وأبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات) والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم [1338] ص 193، وهو في السلسلة الضعيفة رقم [2989].
فالحديث ضعيف من طريق أهل السنة وأما من طريق الشيعة فأضعف وأضعف
وهذا المذهب ضعيف لضعف استدلالهم بالحديث المذكور، وعلى فرض التسليم بصحته، فالظاهر والباطن والحد والمطلع أوصاف للأحرف وليسوا أعيانها.
وقول الكاشاني ((وهذا نص في البطون وتأويلات)) يعني على مذهبه في الظاهر والباطن وقد تقدم تقريره والرد عليه
المذهب الثامن:أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أصناف من المعاني أنزل الله القرآن عليها وهذه الأصناف هي: (أمر ونهي، ووعد ووعيد،وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه) وهذا المذهب أشار إليه الكاشاني فقال: روت العامة عنه عليه السلام ايضا انه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل. وفي رواية أخرى: زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، والمستفاد من هاتين الروايتين إن الأحرف إشارة إلى اقسامه وأنواعه.
قلت: لفظ الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على وجه واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أوجه: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، واعتبروا بأمثاله، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا ءامنا به كل من عند ربنا)
قال في الدر المنثور أخرجه ابن جرير والحاكم وصححه وأبو نصر السجزي في الابانة عن ابن مسعود وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود. موقوفاً.
وقال الحافظ في الفتح: (وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود، وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد)
قال الزرركشي قال ابن عبد البر ... وهو حديث لا يثبت وهو مجمع على ضعفه
فالحديث ضعيف من طريق أهل السنة –كما ترى- أما طريق الشيعة فظلمات بعضها فوق بعض -
وبناء عليه فهذا المذهب ضعيف ويزيده ضعفا معارضته للأحاديث المتقدمة.وبأن الزجر والأمر والترغيب والترهيب ونحو هذه الأمور لا تسمى حروفا. وأيضا قد أجمعنا على أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني
المذهب التاسع: حكي عن الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ العربية أن الأحرف هي القراءات السبع المشهورة، وهو أوهى الأقوال وأضعفها حتى حكي الإجماع على خلافه. قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/440)
وقال ابن الجزري في النشر في أثناء كلام له عن أول من جمع القراءات في كتاب، وعن عدد القراء الذين تنسب إليهم القراءات، قال: (وإنَّما أطلنا في هذا الفصل لما بلغنا عن بعض من لا علم له أن القراءات الصحيحة هي التي عن هؤلاء السبعة، أو أن الأحرف السبعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة هي التي في الشاطبية والتيسير، وأنها هي المشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم: {أنزل القرآن على سبعة أحرف} ... وإنَّما أوقع هؤلاء في الشبهة كونهم سمعوا {أنزل القرآن على سبعة أحرف} وسمعوا قراءات السبعة، فظنوا أن هذه السبعة هي تلك المشار إليها ... )
المذهب العاشر: مذهب القاضي عياض ومن معه، ويرى أصحاب هذا المذهب أن المراد بالسبعة في الحديث التيسير والتسهيل والثقة، لا حقيقة العدد، مستدلين على ذلك أن لفظ السبعة يطلق في اللغة ويراد به الكثرة في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد بها العدد المعين.
ويرد على هذا القول بالأحاديث التي تضافرت في الدلالة على أن المراد بالسبعة حقيقة العدد منحصراً فيها خصوصا حديث أبي بن كعب المتقدم.
ثانيا بيان الدخيل في كلام الكاشاني قي مقدمته الثامنة
تعرض الكاشاني لحديث نزول القرآن على سبعة أحرف فقال في صدر المقدمة: قد اشتهرت الرواية من طريق العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف وقد ادعى بعضهم تواتر أصل هذا الحديث. انتهى) وهذا يشعر بأن الكاشاني يصحح هذا الحديث وقد استشهد له واحتج به ونقل شواهد له مما يرويه أئمته وتكلم في تفسيره وتأويله وهذا فرع تصحيحه إلا أن الكاشاني لم يلبث حتى فجعنا بقوله (. وبإسناده (يعني الكليني) عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف. فقال: كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد ... )
كذا قال!! وأنت إذا علمت أن الحديث يرويه البخاري ومسلم وغيرهما من غير وجه واتفق أهل الإسلام على صحته وتلقوه بالقبول، وحكى الحفاظ تواتره علمت قدر جرأة هؤلاء الروافض على الله وميلهم إلى استحلال الكذب في دين الله بلا حياء ولا أدنى خجل. وقد استشهد الكاشاني وغير الكاشاني بهذا الحديث وذكروا أن أئمتهم قد رووه واحتجوا به فلم ينفرد أهل السنة بروايته بل رواه طوائف من الشيعة، كما في وسائل الشيعة (ج 6ص165) وبحار الأنوار (ج 31/ص210) وغيرهما، لكن السر الذي جعل الشيعة يلجئون إلى طرح هذا الحديث واختلاق الأكاذيب ثم نسبتها إلى أئمتهم في رده يكمن فيما أفصح عنه الكاشاني عندما حاول أن يحمل الحديث على معتقده الردئ الذي صرح به من قبل وهو وقوع التحريف في القرآن؛ فكشف اللثام عنه بقوله (واما حمل الحديث على سبعة أوجه من القراءات ثم التكلف في تقسيم وجوه القراءات على هذا العدد كما نقله في مجمع البيان عن بعضهم فلا وجه له مع أنه يكذبه ما رواه في الكافي باسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيئ من قبل الرواة ... والمقصود .... واحد وهو أن القراءة الصحيحة واحدة الا أنه عليه السلام لما علم أنهم فهموا من الحديث الذي رووه صحة القراءات جميعا مع اختلافها كذبهم.!!!)
فتعليله رد الحديث بأن القرآن قد نزل من عند واحد فيجب أن يكون واحدا جهل بالغ، فإن أحدا من أهل الإسلام لم يقل بأن كل حرف من الأحرف السبعة قرآنا على حدة فيلزم تعدده كما تعددت، بل قالوا إن كل حرف مع أخيه كالآية مع أختها فكما لا يلزم من تعدد آيات القرآن وسوره تعدد القرآن تبعا فكذا هذا.
وقوله ((القراءة الصحيحة واحدة وأن الاختلاف يجيء من جهة الرواة غلط واضح، ومعتقد أثيم فإن هذا مخالف لما وعد الله به من حفظ كتابه من أيدي العابثين وتحريف المبطلين في مثل قوله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن, وكان معرّضاً أن تبدل ألفاظه حتى يكون غير الذي نزل من عند الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/441)
قال الشيخ الزرقاني – رحمه الله في مناهل العرفان: القراءات كلها على اختلافها كلام الله لا مدخل لبشر فيها بل كلها نازلة من عنده تعالى مأخوذ بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على ذلك أن الأحاديث الماضية تفيد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون فيما يقرؤون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذون عنه ويتلقون منه كل حرف يقرؤون عليه انظر قوله صلى الله عليه وسلم في قراءة كل من المختلفين هكذا أنزلت وقول المخالف لصاحبه أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أضف إلى ذلك أنه لو صح لأحد أن يغير ما شاء من القرآن بمرادفه أو غير مرادفه لبطلت قرآنية القرآن وأنه كلام الله ولذهب الإعجاز ولما تحقق قوله سبحانه وتعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9 ثم إن التبديل والتغيير مردود من أساسه بقوله سبحانه في سورة يونس! < قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون >! 10 يونس 15، 16 فإذا كان أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد تحرج من تبديل القرآن بهذا الأسلوب فكيف يسوغ لأحد مهما كان أمره أن يبدل فيه ويغير بمرادف أو غير مرادف! < سبحانك هذا بهتان عظيم >
وقد اتفقت الأمة على حرمة قراءة القرآن بالمعنى أو الزيادة في ألفاظه أو الحذف منها ولو تقارب المعنى لأنه لو قرأ بألفاظ تخالف ألفاظاً القرآن إذا قاربت معانيها واشتملت على عامتها, لجاز أن يقرأ في موضع {الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ} (الفاتحة: 2): الشكر للباري ملك المخلوقين, ويتسع الأمر في هذا حتى يبطل لفظ جميع القرآن, ويكون التالي له مفترياً على الله عز وجل, كاذباً على رسوله صلى الله عليه وسلم مجترءا على أمر عظيم
وحصر الكاشاني الصحة في قراءة واحدة باطل أيضا وهو تحكم لا دليل عليه؛ فإن حد القراءة الصحيحة باتفاق علماء القراءات صحة السند وموافقة اللغة والرسم العثماني ولو احتمالا، وقيد بعضهم صحة السند بتواتره، وهو إن أراد بالقراءة الصحيحة حرف الأئمة دون غيرهم، فيقال له: هؤلاء الأئمة لم يتعاصروا ولم يحصل بروايتهم دون غيرهم تواتر، إذ التواتر هو رواية الجمع الكبير عن مثلهم بحيث يحصل العلم بتصديقهم واستحالة تواطئهم على الكذب أو وقوعه منهم أتفاقا إلى منتهى الإسناد، ثم إنه لا يعرف لهؤلاء قراءة تخصهم أو حرف امتازوا به بل كانوا في تلاوتهم للقرآن كغيرهم من علماء الأمة فقراءة علي رضي الله عنه رواها عنه أبو عبد الرحمن السلمي وعنه عاصم وعنه راوياه حفص وشعبة وهي بعينها رواية عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه ولا فرق. وقراءة حمزة هي عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة الكوفي عن علي رضي الله عنه. وأما الإمام زين العابدين رضي الله عنه فقد روى عن جابر وابن عمر وابن عباس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهذا جعفر بن محمد رضي الله عنه قراءته هي عين قراءة حمزة رضي الله عنه لم يخالفه إلا في أحرف يسيرة جدا.
وقد سلك الكاشاني في سبيل إثبات مرامه طريقة عجيبة إذ زعم أن منشأ الاختلاف بين القراءات من جهة الرواة فهم الذين تصرفوا في بعض ألفاظ القرآن، بالزيادة والنقص والقراءة بالمعنى ... ومن ثم أداه ذلك إلى إنكار ما اختلف فيه بين القراء من ألفاظ القرآن؛ لأن الثابت عنده هو القدر المشترك بين هذه القراءات لأنه هو المقطوع به!؟ لأجل ذلك سعى لرد قول من قال لا يجوز الخروج على القراءات المتواترة فقال: والحق أن المتواتر من القرآن اليوم ليس إلا القدر المشترك بين القراءات جميعا دون خصوص آحادها إذ المقطوع به ليس إلا ذاك فان المتواتر لا يشتبه بغيره)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/442)
قلت: كلا ليس هذا حقا بل هو عين الباطل، والمقطوع به عند أي عاقل ما علم تواتره، وآحاد هذه القراءات مقطوع بتواترها كل على حده، وتشبثه بالاختلاف بين القراءات جهل مفضوح وجوابه سهل جدا فالاختلاف بين أئمة القراءة في ألفاظ القراءة راجع كما تقدم إلى تنوع المعنى وتشعيبه وإبراز معناه في صورة أجل وأوضح ليس اختلاف تناف وتضاد وتناقض فإن هذا لا يكون أبدا في كتاب الله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) فالاختلاف المثبت بين السبعة أحرف معناه التنويع في طرق أداء القرآن والنطق بألفاظه في دائرة محدودة لا تعدو سبعة أحرف وبشرط التلقي فيها كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم أما التناقض والتضاد والتدافع بين معاني القرآن وتعاليمه فمحال قطعا.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها ..... وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب ().
إن القرآن المجيد قد وصل إلينا من خلال هذه الروايات المشهورة المعروفة المتواترة تواترا قطعيا موجبا للعلم والمنقولة بالأسانيد الصحيحة برواية الثقاة العدول والعلماء الفحول طبقة بعد طبقة وخلفا عن سلف عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن جبريل عن رب العزة جل وعلا. وتقدم أن هذه القراءات السبع التي في أيدي الناس إنما هي حرف واحد من الأحرف السبعة، وهو حرف زيد بن ثابت الذي جمع عثمان بن عفان – رضي الله عنه – الناس عليه
قال الإمام أبو العباس المهدوي رحمه الله- ما ملخصه: ثبت أن القراءات التي نقرؤها بعض من الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، إذ ليس بواجب علينا القراءة بجميع الحروف السبعة التي نزل عليها القرآن، وإذ قد أباح النبي عليه السلام لنا القراءة ببعضها دون بعض لقوله عزوجل: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ"} [المزمل: 20] فصارت هذه القراءات المستعملة في وقتنا هذا هي التي تيسرت لنا بسبب ما رآه سلف الأمة من جمع الناس على هذا المصحف؛ لقطع ما وقع بين الناس من الاختلاف وتكفير بعضهم لبعض) () ا هـ.
قال الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله - وقال: (وقد أجمع الصحابة، ومن بعدهم على حرف واحد من السبعة الأحرف التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل القرآن عليها، ومنعوا ما عدا مصحف عثمان منها، وانعقد الإجماع على ذلك، فلزمت الحجة به، لقول الله عزوجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ... } وقال ابن مسعود: ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله عزوجل حسن ()، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي} ()) ().
وقال البغوي في ((شرح السنة)): ((المصحف الذي استقر عليه الأمر هو آخر العرض على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر عثمان - رضي الله عنه - بنسخه في المصاحف، وجمع الناس عليه، وأذهب ما سوى ذلك؛ قطعاً لمادة الخلاف، فصار ما يخالف خط المصحف في حكم المنسوخ، والمرفوع، كسائر ما نسخ، ورفع، فليس لأحد أن يعدو في اللفظ إلى ما هو خارج عن الرسم)) ().
وإننا نعني بتواترها تواتر كل قراءة منها على حدة فالشأن فيما كان هذا وصفه الاعتداد به قرآنا وأخذه حكمه وصحة القراءة والصلاة به، وتكفير منكره ولو حرفا منه؛ لتواتره وإجماع الأمة عليه بلا نكير من أحد منهم. ولا ضير في اختلافهم في نحو (مالك، وملك) و (يخادعون، يخدعون) ونحوهما، فإن القرآن قد نزل بهذا كله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/443)
وعليه فقول الكاشاني إن المتواتر هو القدر المشترك بين هذه القراءات ضلال عظيم وانسلاخ عن الصراط المستقيم؛ لأن مقتضى هذا القول أن الثابت قرءانا هو ما اتفق عليه بين الأئمة وحده، مع طرح المختلف فيه وعدم الاعتداد به قرءانا أصلا، فيقتضي ذلك رد كثير من القرآن وإنكاره وجحوده مما يجر إلى تكذيب الله تعالى والكفر به.فضلا عن خرق الإجماع المستيقن المنعقد على أن ما جمعه عثمان وما أثبته في المصحف كتاب الله المنزل دون زيادة أو حذف، وأن هذه القراءات المتواترة كلا على حده كلام الله المنزل.ألا ترى أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد استصوب قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وأخبر أن كلتا القراءتين من عند الله فقال: هكذا أنزلت، وكما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا
وقوله صلى الله عليه وسلم لكل من المختلفين في القراءة أحسنت
وقوله صلى الله عليه وسلم لهما في رواية ابن مسعود كلا كما محسن
قال ابن تيمية رحمه الله: إن كل قراءة مع القراءة الأخرى بمنزلة الآية مع أختها يجب الإيمان بها كلها، واتباع ما تضمنته من المعنى علماً وعملاً، لا يجوز ترك موجب إحداهما لأجل الأخرى ظناً أن ذلك تعارض، بل كما قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه (من كفر بحرف منه فقد كفر به كله)
وقال الزركشي رحمه الله: وهذه القراءات السبع اختيارات أولئك القراء فإن كل واحد اختار فيما روى وعلم وجهه من القراءة ما هو الأحسن عنده والأولى ولزم طريقة منها ورواها وقرأ بها واشتهرت عنه ونسبت إليه فقيل حرف
نافع وحرف ابن كثير ولم يمنع واحد منهم حرف الآخر ولا أنكره بل سوغه وحسنه وكل واحد من هؤلاء السبعة روى عنه اختياران وأكثر وكل صحيح وقد أجمع المسلمون في هذه الأعصار على الاعتماد على ما صح عنهم
قال أبو عمرو بن عبد البر: أجمع العلماء أن ما في مصحف عثمان وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم في أقطار الأرض حيث كانوا، هو القرآن المحفوظ الذي لا يجوز لأحد أن يتجاوزه، ولا تحل الصلاة لمسلم إلا بما فيه … .. وإنما حل مصحف عثمان رضي الله عنه هذا المحل، لإجماع الصحابة وسائر الأمة عليه، ولم يجمعوا على ما سواه … ويبين لك أن من دفع شيئاً مما في مصحف عثمان كفر. () "
ويقول ابن حزم:-
" من قال إن القرآن نقص من بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حرف أو زيد فيه حرف، أو بدل منه حرف، أو أن هذا المسموع أو المحفوظ أو المكتوب أو المنزل ليس هو القرآن، وإنما هو حكاية القرآن، وغير القرآن، أو قال إن القرآن لم ينزل به جبريل صلى الله عليه وسلم على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، أو أنه ليس هو كلام الله - تعالى - فهو كافر، خارج عن دين الإسلام؛ لأنه خالف كلام الله عز وجل، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإجماع أهل الإسلام. (3) "
ولا شك أن فساد الفروع نتيجة حتمية لفساد الأصول، فإن هؤلاء الروافض لما ادعوا التحريف والتبديل في القرآن الكريم سهل على مثل الكاشاني أن يستطيل على كتاب الله بهذا الباقعة المفجعة التى تقشعر منها الجلود وتشيب منها الشعور وهي تعادل في الضلال والكفر من ادعى أن في القرآن نقصا، وأن القرآن الذي نتلوه لم يوف إلينا كما أنزل وهذا ليس بالهين عند من يخاف الله ولكنه سهل ميسور عند من يفتري الكذب على آيات الله. {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بالله وأولئك هو الكاذبون}.وقد بسطنا من قبل الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والمعقول على بطول هذا القول فليراجع.
ومما زلق فيه الكاشاني قوله ((كما جوزوا (يعني الأئمة) قراءة أصل القرآن بما هو عند الناس دون ما هو محفوظ عندهم))
فيؤخذ عليه أمران:
الأول: تجويزه للقراءة بالمعنى وقد تقدم الرد على ذلك
الثاني: تصريحه بأن عند الأئمة من القرآن ما ليس عند سائر المسلمين حتى احتج له بما نقله عن أئمته من قولهم: اقرؤا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم وذلك
وهذا الحديث إسناده مركب مفتعل
وأما متنه فكذب لا يصح فيكفي في رده النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة الدالة صراحة على حفظ الله لكتابه من أن يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه وقد تقدم بعضها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/444)
إن الشيعة في حقيقة أمرهم يعتقدون أن القرآن الكريم قد غير فيه وبدل منه وأن القرآن الذي أنزله الله على نبيه محفوظ عند فاطمة رضي الله عنها وتوارثه الأئمة من بعدها وليس فيه حرف واحد من القرآن الكريم الذي بين أيدي المسلمين. يروي الكليني في كافيه في كتب الحجة 1/ 239 عن أبي بصير عن أبي عبدالله أنه قال " وإن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام قال: قلت وما مصحف فاطمة عليها السلام قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد قال: قلت: هذا والله العلم! قال: وإن عندنا علم ما كان، وما هو كائن إلى أن تقم الساعة!!))
وعن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله - عليه السلام -: ( .. وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام، أما والله ما فيه حرف من القرآن، ولكنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي) (البحار 26/ 48).
قال الشيخ جار الله الموسوي (كشف الأستار وتبرئة الأئمة الأطهار) إذا كان الكتاب من إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي، فلم كتمه عن الأمة؟ والله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وآله أن يبلغ كل ما أنزل إليه قال الله تعالى: {يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:67]. فكيف يمكن لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يكتم عن المسلمين جميعاً هذا القرآن، وكيف يمكن لأمير المؤمنين - عليه السلام - والأئمة من بعده أن يكتموه عن شيعتهم؟!.
لذلك تجد الكاشاني يسعى حثيثا لأبطال ما تضمنه كتاب الله مما يخالف معتقده وينابذ هواه فتارة يدعي وقوع التحريف والتغيير في القرآن وتارة يدعي أن القرآن محفوظ لدى أئمتهم خالصا لهم من دون الناس وأخيرا يطل علينا بهذا الرأي الهزيل ألا وهو رده المختلف فيه من القراءات بحجة أن المتفق عليه هو المقطوع به، وهذا تناقض لا شك فيه فإننا إذا تنزلنا مع الكاشاني في اعترافه بالألفاظ المتفق عليها بين أئمة القراءات أنها قرءان متفق عليها مقطوع بها؛ فهذا مما لا شك فيه اعتراف ضمني بأن القرآن الكريم الذي أنزله الله على نبيه (صلى الله عليه وسلم) محفوظ أصله بين ظهراني المسلمين،فكيف يتفق هذا مع قوله بالمصحف المحفوظ عند الآئمة؟؟؟ كيف وهو نفسه يرى أن الاختلاف بين الأحرف السبعه يسري إلى الألفاظ دون إخلال بالمعاني!! فأين مصحف الأئمة من هذا؟؟ سبحانك ربنا هذا بهتان عظيم
افتراء الكاشاني على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
ومما يؤخذ على الكاشاني طعنه في الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود فقال:
وبإسناده عن عبد الله بن فرقد والمعلى بن خنيس قالا كنا عند ابي عبد الله عليه السلام ومعنا ربيعة الرأي فذكر القرآن فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن كان ابن مسعود لا يقرء على قراءتنا فهو ضال. قال (فقال خ ل): ربيعة ضال. فقال: نعم ضال. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: أما نحن فنقرأ على قراءة أُبي.
وقد اجتوى هذا الخبر الباطل الكثير:
· الأول: طعنه في سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ووصفه بالضال وهذه –كما يقولون- شنشنة نعرفها من أخزم وقد تقدم في المقدمة مبحث موقف الشيعة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بما يغني عن إعادة ذكره هنا. وجملة القول أن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) من أجلة الصحابة العاملين بالكتاب والسنة السائرين على قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن العدول بتعديل الله ورسوله لهم فلا ينتقصهم إلا زنديق ولا يلغ في عرضهم إلا منافق وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أحد الذين قال الله فيهم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.وقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.وقال: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}.وهو رضي الله عنه أحد السابقين الأولين الذين قال الله فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/445)
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.
وفضله رضي الله عنه ونصرته لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتعلقه به وتفانيه في حبه أشهر من الشمس. فلا عجب أن يكون رحمه الله أحد العشرة المبشرين بالجنة والذين توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض.
وإني أرى أن من أعظم الرد على مفتريات الشيعة على هذا الصحابي الحليل رضي الله عنه وطعنهم في قراءته أن نقف لمحة مع الحافظ الذهبي وهو يعرض لنا سيرة هذا الحبر الإمام رضي الله عنه وبيان كونه أول من جهر بالقرآن وصدع به ولم يخف في الله لومة لائم ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بأن يأخذوا القرآن منه لحفظه القرآن واستظهاره له وبيان عظيم فضله في اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له بأن يقرأ عليه
قال الذهبي (أعلام النبلاء 1/ 461): عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس ابن مضر بن نزار.
الامام الحبر، فقيه الامة، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة.
كان من السابقين الاولين، ومن النجباء العالمين، شهد بدرا، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النفل، ومناقبه غزيرة، روى علما كثيرا. حدث عنه أبو موسى، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعمران بن حصين، وجابر، وأنس، وأبو أمامة، في طائفة من الصحابة، وعلقمة. والاسود، ومسروق، وعبيدة، وأبو وائلة، وقيس بن أبي حازم، وزر بن حبيش، والربيع، بن خثيم، وطارق بن شهاب، وزيد بن وهب، وولداه أبو عبيدة و عبد الرحمن، وأبو الاحوص عوف بن مالك، وأبو عمرو الشيباني، وخلق كثير.
وروى عنه القراءة أبو عبد الرحمن السلمي، وعبيد بن نضيلة، وطائفة.
قال قيس بن أبي حازم: رأيته آدم خفيف اللحم، وعن عبيدالله بن عبد الله ابن عتبة قال: كان عبد الله رجلا نحيفا، قصيرا، شديد الادمة، وكان لا يغير شيبه.
وروى الاعمش، عن إبراهيم قال: كان عبد الله لطيفا، فطنا ....
وعن ابن المسيب قال: رأيت ابن مسعود عظيم البطن، أحمش الساقين .... وروى المسعودي: عن سليمان بن مينا، عن نويفع مولى ابن مسعود، قال: كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض، وأطيب الناس ريحا.
محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي: عن أبيه، عن الاعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الارض مسلم غيرنا.
وقال ابن إسحاق: أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا، وعن يزيد ابن رومان قال: أسلم عبد الله قبل دخول النبي، صلى الله عليه وسلم، دار الارقم ...
عبيدالله بن موسى، وغيره: حدثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح عن أبيه، عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ستة، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، وكنت أنا، وابن مسعود، ورجل من هذيل، ورجلان نسيت اسمهما، فوقع في نفس النبي، صلى الله عليه وسلم، ما شاء الله، وحدث به نفسه، فأنزل الله تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) [الانعام: 52، 53] ().
ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود ().
أبو بكر: عن عاصم، عن زر قال: أول من قرأ آية عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود ().
وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لكثرة دخولهم وخروجهم عليه ().
حدثنا السلفي: حدثنا الثقفي أنبأنا ابن بشران، أنبأنا محمد بن عمرو، حدثنا محمد بن عبد الجبار، حدثنا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيدالله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الله، إذنك علي أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادي حتى أنهاك " ().
المسعودي: عن عياش العامري، عن عبد الله بن شداد قال: كان عبد الله صاحب الوساد والسواك والنعلين ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/446)
الاعمش: عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لما نزلت (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح) الآية، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " قيل لي: أنت منهم ".رواه مسلم () ...
الاعمش: عن أبي الضحى، عن مسروق قال عبد الله: والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغنيه الابل لاتيته () ...
عبدة بن سليمان: عن الاعمش، عن شقيق، قال عبد الله: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) [آل عمران: 161] على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني، لرحلت إليه.
قال شقيق: فجلست في حلق من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما سمعت أحدا منهم يعيب عليه شيئا مما قال ولا يرد عليه ().
زائدة وأبو بكر بن عياش: عن عاصم، عن زر، عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر وعمر، و عبد الله قائم يصلي، فافتتح سورة النساء يسجلها، فقال صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد " [فأخذ] عبد الله في الدعاء.
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سل تعط ".
[فكان] فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنان الخلد.
فأتى عمر عبد الله يبشره، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه، فقال: إنك لسباق بالخير ().
ابن فضيل: حدثنا مغيرة عن أم موسى: سمعت عليا يقول: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود، فصعد شجرة يأتيه منها بشئ، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد " () ....
وقال أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء: حدثنا جعفر بن عون، عن المسعودي، عن جعفر بن عمرو بن حريث: عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد () " ....
علي بن مسهر: عن الاعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ علي القرآن. قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري.
فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) [النساء: 41] فغمزني برجله، فإذا عيناه تذرفان () " رواه أبو الأحوص، عن الاعمش، فقال: علقمة بدل عبيدة ...
.. عن حذيفة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد " ().
فرضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة والنعيم مثواه.
· الأمر الثاني مما يؤخذ على الكاشاني: أنه ليس لأئمة البيت رضي الله عنهم قراءة تخصهم وتنتسب إليهم دون غيره من سائر المسلمين بل هم كغيرهم من علماء المسلمين ومن ادعى ذلك فعليه الدليل فقد تقدم أن قراءة علي رضي الله عنه رواها عنه أبو عبد الرحمن السلمي وعنه عاصم وعنه راوياه حفص وشعبة وهي بعينها رواية عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه ولا فرق فالطعن في ابن مسعود طعن في علي رضي الله عنهما.وقراءة الإمام زين العابدين رضي الله عنه مروية عن جابر وابن عمر وابن عباس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهذا جعفر بن محمد رضي الله عنه قراءته هي عين قراءة حمزة رضي الله عنه لم يخالفه إلا في أحرف يسيرة جدا.
· الثالث: قوله نقرأ على قراءة أبي:
أقول يلزمكم بهذا تعديله وتوثيقه وترك الطعن فيه وترك تضليله بله تكفيره ولكنكم قوم بهت لا تفعلون!
على أن الرواه عنه هم الأجلة من الصحابة والتابعين ممن يسبهم الشيعة ممن تتلمذ على يد عبد الله بن مسعود وليس حالهم عند الشيعة أكبر من حاله وقد رووا عنه وقرأوا عليه وشكروا له علمه وفضله كابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن السائب ومن التابعين عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله ابن حبيب أبي عبد الرحمن السلمي وأبي العالية الرياحي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/447)
فعبد الله بن عباس كان يقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت إلا ثمانية عشرة حرفاً أخذها من قراءة ابن مسعود وأبو هريرة رضي الله عنه تنتهي إليه قراءة أبي جعفر ونافع
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الهامش/
أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف 1087، 4992، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، انظر مسلم بشرح النووي 6/ 99.
انظر نظم المتناثر من الحديث المتواتر- الشيخ محمد جعفر الكتاني ص 173 قال أورده في الأزهار في كتاب الأدب من حديث (1) عمر (2) وعثمان (3) وأبي بن كعب (4) وأنس (5) وحذيفة بن اليمان (6) وزيد بن أرقم (7) وسمرة بن جندب (8) وسليمان بن صرد (9) وابن عباس (10) وابن مسعود (11) وعبد الرحمان بن عوف (12) وعمر بن أبي سلمة (13) وعمرو بن العاص (14) ومعاذ بن جبل (15) وهشام بن حكيم (16) وأبي بكرة (17) وأبي جهم (18) وأبي سعيد الخدري (19) وأبي طلحة الأنصاري (20) وأبي هريرة (21) وأم أيوب أحد وعشرين نفسا.
قلت: (الكتاني) ورد أيضا من حديث (22) ابن عمر (23) وعبادة بن الصامت (24) وعبد الله بن عمرو بن العاص وفي الإبريز قال أبو عبيد وغيره من حفاظ الحديث أنه من الأحاديث المتواترة اه. وذكر السيوطي في شرح لألفية العرافي أنه رواه نحو الثلاثين .. وقد أفرد الكلام على هذا الحديث بالتأليف جماعة كالحافظ أبي شامة وغيره. وانظر الإتقان في علوم القرآن 1/ 45
كلمة حرف في الاصطلاح لها عدة إطلاقات:
فهي تطلق على حرف الهجاء في اصطلاح الكاتبين والقارئين، وتطلق على الكلمة غير المستقلة بالمعنى التي تربط بين الاسم والفعل أو بين الاسم والاسم في اصطلاح النحويين، مثل على وعن ونحوهما، وتطلق على كل كلمة تقرأ على وجوه متعددة من القرآن في اصطلاح علماء القراءات، تقول: هذا في حرف ابن مسعود أي في قراءة ابن مسعود. انظر: تهذيب اللغة ولسان العرب في المواضع السابقة، وانظر: كتاب الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها للدكتور حسن ضياء الدين عتر ص 120.ومناهل العرفان 1/ 109
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 48 طبعة مصطفى الباب الحلبي 1951م
فتح الباري 9/ 16 طبعة الخشاب
مقدمة ابن كثير
الفرق بين صنيع أبي بكر وعمر في مسألة جمع القرآن أن أبا بكر رضى الله عنه جمعه بالاحرف السبعة التى نزل بها وأما عثمان رضي الله عنه فلم يزد على ما فعله أبو بكر إلا جمعه الناس على القراءة بلغة واحدة وهى لغة قريش فقال: انما نزل (يعني القرآن بلسانهم) أخرجه البخاري في فضائل القرآن، باب: نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآناً عربياً بلسان عربي مبين. قال القاضى أبو بكر الباقلانى معنى قول عثمان نزل القرآن بلغة قريش أي معظمه وان لم تقم دلالة قاطعة على ان جميعه بلسان قريش فان ظاهر قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا انه نزل بجميع ألسنة العرب .. الخ كلامه " وقال أبو شامة يحتمل ان يكون قوله نزل بلسان قريش اي ابتداء نزوله ثم أبيح ان يقرأ بلغة غيرهم. (فتح الباري)
راجع تفسير الطبري ج 1 ص 50 والبرهان في علوم القرآن 1/ 212
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه رقم [1821] ص 319
يعني إذا اختلفت ألفاظ هذه الأحرف المنسوخة واتفقت معانيها بحيث كانت هذه الألفاظ المختلفة منقولة بالتواتر عن النبي (صلى الله عليه وسلم)
قال الشيخ أحمد شاكر وهذا إسناد صحيح أيضًا. حسين بن علي: هو الجعفي. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. زائدة: هو ابن قدامة. عاصم: هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود. زر: هو ابن حبيش. والحديث رواه أحمد في المسند 5: 132 عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة، وعن أبي سعيد مولى بني هاشم عن زائدة أيضًا. ونقله ابن كثير في الفضائل: 59 عن الرواية الأولى من المسند. ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم: 543 عن حماد بن سلمة. ورواه الترمذي 4: 61 من طريق شيبان، وهو ابن عبد الرحمن النحوي، كلاهما عن عاصم، بهذا الإسناد، نحوه. قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح. وقد روى عن أبي بن كعب من غير وجه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/448)
أخرجه ابن جرير 1/ 22 (رواه أحمد في المسند) (2/ 332) [8372] وقال الهيثمي في المجمع 7/ 151: رواه أحمد بإسنادين، ورجاله أحدهما رجال الصحيح، ورواه البزار بنحوه) ا هـ
أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة في تفريع أبواب الوتر، باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف 2/ 160 بدون ذكر القصة في أوله، وذكره الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم [1310] 1/ 277، وللحديث طرق وروايات كثيرة أوردها ابن كثير في فضائل القرآن ص 107 - 111
قال السيوطي في الإتقان هذا اللفظ رواية أحمد وإسناده جيد
قال القاضي ابن الطيب: وإذا ثبتت هذه الرواية ـ يريد حديث اُبَيّ ـ حمل على أن هذا كان مطلقاً ثم نُسخ, فلا يجوز للناس أن يبدّلوا اسما لله تعالى في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالف. (تفسير القرطبي) وأحسن منه أن يقال أن التبديل إنما هو بين حروف قرآنية متواترة لا أن يبدل القارئ بالتشهي من تلقاء نفسه
القرطبي تفسير الفاتحة
(تأويل مشكل القرآن، أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ص 30 طبع عيسى الباب الحلبي، القاهرة)
المدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شيبة ص 190 - 194دار الجيل بيروت 1412 هـ.
نزول القرآن على سبعة أحرف: للأستاذ مناع القطان،ص 80: 83 الناشر: مكتبة وهبة - القاهرة، الطبعة الأولى 1411 هـ.
. (مناهل العرفان للزرقاني الجزء الأول صفحة 148 وما بعدها طبعة البابي الحلبي وشركاؤه.)
وهي سبع لغات كما صححه البيهقى في الشعب واختلفوا في تعيينها فقال أبو عبيدة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن وقيل غير ذلك ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يجهل شيا منها فإنه قد أوتي جوامع الكلم
البرهان 1/ 219
مقدمة ابن كثير
البرهان 1/ 219
(الإتقان للسيوطي 1/ 26 ومناهل العرفات 1/ 166)
(الإتقان في علوم القرآن 1/ 223)
لفظ الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على وجه واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أوجه: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، واعتبروا بأمثاله، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا ءامنا به كل من عند ربنا) قال في الدر المنثور أخرجه ابن جرير والحاكم وصححه وأبو نصر السجزي في الابانة عن ابن مسعود وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود. موقوفاً. قال الزرركشي في البرهان1/ 215 قال ابن عبد البر ... وهو حديث لا يثبت وهو مجمع على ضعفه وقال الحافظ في الفتح: (وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود، وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد). الفتح 8/ 646.
. الفتح 8/ 646
في البرهان1/ 215
مقدمة ابن كثير 1/ 44
وهذه القراءات السبع إنما عرفت واشتهرت في القرن الرابع، على يد الإمام المقرىء ابن مجاهد الذي اجتهد في تأليف كتاب يجمع فيه قراءات بعض الأئمة المبرزين في القراءة، فاتفق له أن جاءت هذه القراءات سبعة موافقة لعدد الأحرف، فلو كانت الأحرف السبعة هي القراءات السبع، لكان معنى ذلك أن يكون فهم أحاديث الأحرف السبعة، بل العمل بها أيضاً متوقفاً حتى يأتي ابن مجاهد ويخرجها للناس …
تفسير القرطبي (1/ 46)
) النشر لابن الجزري 1/ 36 - 39
(الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، الجزء الأول الطبعة الثالثة سنة 1951 مطبعة البابي الحلبي بمصر).
قد بينا في الهامش من قبل صحة دعوى التواتر هذه فلتنظر
مناهل العرفان 1/ 106
انظر تفسير القرطبي لسورة المزمل والبرهان 1/ 216
ذكره المهدوي، ومكي، والجعبري، وابن جبارة وصاحب الكفاية وابن خلف. وانظر البرهان 1/ 233
انظر غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 111 معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله)
الذي يقتضيه كلامه أن التواتر حصل برواية هؤلاء السبعة، فيقطع بما اتفقوا فيه ويطرح ما اختلفوا فيه، وهذا فيه نظر من وجهين:
الأول أن السبعة لا يحصل بهم تواتر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/449)
الثاني أن هذه الروايات السبعة لم ينحصر رواتها في السبعة فقط بل المقطوع به أنه قد رواها الجمع الغفير الذين حصل بهم التواتر فإذا قيل مثلا: رواية ورش عن نافع عن الأعرج عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة فهم منه أن ورشا هو من أبرز من روى عن نافع وقرأ عليه حتى نسبت إليه الرواية لا أن ورشا هو من انفرد بالرواية عنه وهكذا فقل في نافع عن الأعرج والله أعلم
تفسير القرطبي (1/ 46).
التواتر قيد يخرج به ما شذ من القراءات كقراءة عبد الله (فصيام ثلاثة أيام متتابعات)، وقد اختلف في حكمها إذا ثبتت عن بعض الصحابة فهل يجوز أن يقرأ بها في الصلاة؟.على قولين للعلماء - هما روايتان مشهورتان عن الإمام أحمد وروايتان عن مالك -:
إحداهما: يجوز ذلك؛ لأن الصحابة والتابعين كانوا يقرؤون بهذه الحروف في الصلاة.
والثانية: لا يجوز ذلك، وهو قول أكثر العلماء؛ لأن هذه القراءات لم تثبت متواترة عن النبي وإن ثبتت فإنها منسوخة بالعرضة الآخرة؛ فإنه قد ثبت في الصحاح عن عائشة وابن عباس رضى الله عنهم: أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي بالقرآن في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه به مرتين والعرضة الآخرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره وهي التي أمر الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي بكتابتها في المصاحف مجموع الفتاوي 13/ 389
والقراء السبعة نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي وتتمة العشرة يعقوب، وخلف، وأبو جعفر بن القعقاع وأول من جمع السبع أبو بكر بن مجاهد على رأس المئة الثالثة ببغداد؛ وجعلها سبعا ليوافق في الأشياخ عدد الأحرف، ولم يرد حصر التواتر في سبع هؤلاء، وخص هؤلاء لكونهم أشهر القراء من أشهر الأمصار. على أن القرآت المتواترة ليست محصورة في هؤلاء فحسب بل المعتبر هو صحة الإسناد وموافقة اللغة والرسم العثماني ولو احتمالا ولم يكتف بعضهم باشترط صحة السند فاشترط التواتر فتجوز القراءة بما كان هذا وصفه ولو جاوز السبعة بل العشرة وقد قال ابن الحزري في النشر (1/ 53) ((وكان من جواب الشيخ الإمام مجتهد ذلك العصر أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله: لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها ليست قراءات القراء السبعة المشهورة بل أول من جمع ذلك ابن مجاهد ليكون ذلك موافقاً لعدد الحروف التي أنزل عليها القران، لا لاعتقاده واعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبع هي الحروف السبعة أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم، ولهذا قال بعض من قال من أئمة القراء لولا أن ابن مجاهد سبقني إلى حمزة لجعلت مكانه يعقوب الحضرمي إمام جامع البصرة وإمام قراء البصرة في زمانه وفي رأس المائتين، ثم قال أعني ابن تيمية: ولذلك لم يتنازع علماء الإسلام المتبعون من السلف والآئمة في أنه لا يتعين أن يقرأ بهذه القراآت المعينة في جميع أمصار المسلمين بل من ثبتت عنده قراءة الأعمش شيخ حمزة أو قراءة يعقوب الحضرمي ونحوهما كما ثبتت عنده قراءة حمزة والكسائي فله أن يقرأ بها بلا نزاع بين العلماء المعتبرين من أهل الإجماع والخلاف، بل أكثر العلماء الأئمة الذين أدركوا قراءة حمزة كسفيان بن عينية وأحمد بن حنبل وبشر بن الحارث وغيرهم يختارون قراءة أبي جعفر بن القعقاع، وشيبة بن نصاح المدنيين، وقراءة البصريين كشيوخ يعقوب وغيرهم على قراءة حمزة والكسائي، وللعلماء الأئمة في ذلك من الكلام ما هو معروف عند العلماء، ولهذا كان أئمة أهل العراق الذين ثبتت عندهم قراءات العشر والأحد عشر كثبوت هذه السبعة يجمعون في ذلك الكتب ويقرأونه في الصلاة وخارج الصلاة وذلك متفق عليه بين العلماء لم ينكره أحد منهم. انتهى)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/450)
على أن القاضي أبا يكر الباقلاني فد ذهب إلى اشتمال المصحف العثماني على الأحرف السبعة وهو بناء على امتناع إهمال شيء من الأحرف على الأمة، وقد اتفقت على نقل المصحف العثماني وترك غيره. ونصره من المتأخرين الشيخ محمد بخيت المطيعي والزقاني (مناهل العرفان 1/ 119) وأجيب أن الأمة لم تكلف القراءة بالسبعة وإنما رخص لهم في ذلك؛ وكذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض ألفاظ خبر السبعة: (هون على أمتي). ولا يجب الإتيان بالرخص. انظر مقدمة ابن كثير 1/ 43 قال الحافظ في الفتح: ((قال أبو شامة: وقد اختلف السلف في الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، هل هي مجموعة في المصحف الذي بأيدي الناس اليوم، أو ليس فيه إلا حرف واحد منها؟ مال ابن الباقلاني إلى الأول، وصرح الطبري وجماعة بالثاني، وهو المعتمد.
انظر البرهان في علوم القرآن 1/ 219
شرح الهداية للإمام أبي العباس المهدوي 1/ 5 - 7 باختصار يسير. شرح الهداية: للإمام أبي العباس أحمد ابن عمّار المهدوي، تحقيق: الدكتور حازم سعيد حيدر مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة الأولى 1416 هـ.
[النساء: 115]
أخرجه الإمام أحمد 5/ 211 رقم [3600] بتحقيق: أحمد شاكر، وقال: (إسناده صحيح، وهو موقوف على ابن مسعود، وهو في مجمع الزوائد 1/ 177 - 178، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله موثوقون) ا هـ.
أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب: لزوم السنة 5/ 13 - 15، والترمذي في كتاب العلم، باب: في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة 5/ 43 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث العرباض بن سارية المشهور،. انظر: صحيح الجامع الصغير رقم [2549] 1/ 499.
الاستذكار 24/ 277، 278. والبرهان 1/ 219
(2) الفتح)) (9/ 30)، وانظر ((شرح السنة)) (4/ 511)، وقد تصرف الحافظ فيه.
وهو اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تضاد وتناقض فإن هذا محال أن يكون في كلام الله تعالى قال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً)
أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه رقم [1821]
أخرجه ابن جرير 1/ 32 رقم [25]
تقدم تخريجه
(مجموع الفتاوى) 13/ 389
التمهيد 4/ 278، 279.
قال ابن الجزري في غاية النهاية عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، عرض عليه الأسود وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن حنضلة وعلقمة وعبيدة السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق، وهو أحد من أفشى القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الإمام أ؛ مد ن يزيد أنا المسعودي عن القاسم به، وكان يقول حفظت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة وسبعين سورة، وكان آم خفيف اللحم لطيف القد أ؛ مش الساقين حسن البزة طيب الرائحة موصوفا بالذكاء والفطنة وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويلزمه ويحمل نعله ويتولى فراشه ووساده وسواكه وطهوره وكان صلى الله عليه وسلم يطلعه على أسراره ونجواه وكانوا لا يفضلون عليه أحداً في العلم، وروى عبيدة السمعاني عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة، وسمعه صلى الله عليه وسلم يدعو فقال سل تعطه، وقال لرجلُ عبد الله في الميزان أثقل من أحد، وقال حذيفة ما أعلم أحداً أقرب سمتا ولا هدياً ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد، هو الذي احتز رأس أبي جهل وأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم تمسكوا بعهد ابن أم عبد، وكان مع ذلك هو الإمام في تجويد القرآن وتحقيقه وترتيله مع حسن الصوت حتى قال صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد، وروى قرة بن أبي خالد عن النزال بن عمار وهو ثقة عن أبي عثمان النهدي قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بقول هو الله أحد ولوددت أنه قرأ بسورة البقرة من حسن صوته وترتيله، وروى أبو إسحاق عن علقمة قال بت مع عبد الله في داره فقالم ثم قام فكان يقرأ قراءة الرجل في مسجد حيه لا يرفع صوته ويسمع من حولهن وقال ابن مسعود كنا نتعلم ما أنزل الله في هذه العشر من العمل وقال والذي لا إله غيره لو أعلم أحداً بكتاب الله مني تبلغنيه الأبل لرحلت إليه، وروى مسلم عن ابي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/451)
مسعود والله لا أعلم أحداً تركه رسو الله صلى الله عليه وسلم أعلم بكتاب الله من هذا وأشار إلى ابن مسعود، وروى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقرؤهم لكتاب الله، وروينا عنه أنه كان يقرأ القرآن في غير رمضان في الجمعة وفي رمضان في ثلاث، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن ابن مسعود كان إذا اجتمع اخوانه نشروا المصحف فقرءوا وفسر لهم، وعن مسروق قال كان عبد الله يقرئنا فوجدتهم متقارنين فاقرءوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف وقال أبو موسى مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة، قلت وإليه تنتهي قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف والاعمش، وفد من الكوفة إلى المدينة فمات بها آخر سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وله بضع وستون سنة ولما جاء نعيه إلى أبي الدرداء قال ما ترك بعده مثله.
أخرجه مسلم (2413) (46) في فضائل الصحابة: باب فضائل سعد بن أبي وقاص.
والطبري (13263) في التفسير، وابن ماجه (4128) في الزهد: باب مجالسة الفقراء، من طريق: قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح به.
أخرجه ابن هشام 1/ 314 مطولا، وابن حجر في " الاصابة " 6/ 215 ورجاله ثقات
أخرجه ابن هشام 1/ 314 مطولا، وابن حجر في " الاصابة " 6/ 215 ورجاله ثقات
أخرجه البخاري (3763) في الفضائل: باب فضائل عبد الله بن مسعود و (4384) في المغازي: باب قدوم الاشعريين وأهل اليمن، ومسلم (2460) في الفضائل: باب من فضائل عبدالله بن مسعود وأمه.
أخرجه مسلم (2169) في السلام: باب جواز جعل الاذن رفع حجاب، وأخرجه ابن ماجه (139) في المقدمة: باب فضائل عبد الله بن مسعود، وابن سعد 3/ 1 / 108 - 109، وأبو نعيم في " الحلية " 1/ 126.
أخرجه ابن سعد 3/ 1 / 108 وأبو نعيم في " الحلية " 1/ 126، والفسوي في " المعرفة والتاريخ " 2/ 550.
(2459) في الفضائل: باب من فضائل عبد الله. وأخرجه الترمذي (3056) في التفسير: باب ومن سورة المائدة.
إسناده صحيح، وأخرجه البخاري (5002) في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، من طريق عمر بن حفص، عن أبيه، عن الاعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق قال: قال عبد الله، رضي الله عنه: " والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت إليه ".
أخرجه مسلم (2462) في فضائل الصحابة: باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه.
إسناده حسن، وهو في " المسند " 1/ 445، 454، وأخرجه الحاكم بنحوه 3/ 317
حديث صحيح. وأخرجه أحمد 1/ 114.
أخرجه الحاكم مطولا 3/ 319 وصححه ووافقه الذهبي.
أخرجه مسلم (800) في المسافرين: باب فضل استماع القرآن، والبخاري (4049) في فضائل القرآن: باب من أحب أن يستمع القرآن من غيره، و (5050) فيه: باب قول المقرئ للقارئ حسبك، و (5055) و (5056) فيه: باب البكاء عند قراءة القرآن، والترمذي (3028) في التفسير: باب ومن سورة النساء.
قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
انظر غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 111 معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله)
غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 1/ 13
ـ[أبو خالد الأثري]ــــــــ[09 - 02 - 07, 12:21 ص]ـ
لم أعرف كيف أضع الملف في المرفقات فكان ما رأيتم
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 03:08 م]ـ
ارجو من صاحب المقال الاطلاع على كتاب
(شرح حديث الاحرف السبعة)
للشيخ عبدالعزيز قارئ عن دار الرسالة فأنا اعتقد انه قد احسن جدا في الجمع والتحرير والتحقيق بل لعله خير من كتب فيها من المتأخرين
ولطالب العلم نظرة ولكن من غير شذوذ
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[16 - 02 - 07, 10:00 م]ـ
يا عطية:
اتق الله عز وجل .. .
ويكفينا موضوعك (عن عدد أصحاب الكهف).(4/452)
حمل الموسوعة الكاملة في علم التجويد للشيخ أيمن سويد.
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 11:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الملف الأول
معنى التجويد
http://forum.turath.com/files/sweeD/A1.mp3
---------
الملف الثاني
مراتب القراءة
ملف فيديو:
http://forum.turath.com/files/sweeD/A2.wmv
ملف صوتي فقط:
http://forum.turath.com/files/sweeD/02.rm
-------------
الملف الثالث
علم التجويد
http://forum.turath.com/files/sweeD/A3.mp3
-------------
الملف الرابع
تدوين القرآن (جزء أول)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A4.mp3
--------------
الملف الخامس
تدوين القرآن (جزء ثاني)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A5.mp3
-------------
الملف السادس
تدوين القرآن (جزء ثالث)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A6.mp3
-----------
الملف السابع
تدوين القرآن (جزء رابع)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A7.mp3
------------
الملف الثامن
القراء العشر
http://forum.turath.com/files/sweeD/A8.mp3
------------
الملف التاسع
النقل الصوتي للقرآن
http://forum.turath.com/files/sweeD/A9.mp3
-----------
الملف العاشر
أحكام الميم الساكنة
http://forum.turath.com/files/sweeD/A10.mp3
---------
الملف الحادي عشر
أحكام النون الساكنة (الأظهار)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A11.mp3
------------
الملف الثاني عشر
أحكام النون الساكنة (الأخفاء)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A12.mp3
----------
الملف الثالث عشر
أحكام النون الساكنة (الأقلاب)
http://forum.turath.com/files/sweeD/A13.mp3
----------
الملف الرابع عشر
أحكام النون الساكنة (الإدغام (
http://forum.turath.com/files/sweeD/A14.mp3
----------
الملف الخامس عشر
الإدغام الناقص
http://forum.turath.com/files/sweeD/A15.mp3
----------
الملف السادس عشر
إدغام المتجانسين
http://forum.turath.com/files/sweeD/A16.mp3
----------
الملف السابع عشر
إدغام المتماثلين
http://forum.turath.com/files/sweeD/A17.mp3
----------
الملف الثامن عشر
النون والميم المشددتين
http://forum.turath.com/files/sweeD/A18.mp3
-------------
الملف التاسع عشر
أنواع المدود
http://forum.turath.com/files/sweeD/A19.mp3
-------------
الملف العشرون
1 - المد الطبيعي
http://forum.turath.com/files/sweeD/A20.mp3
--------------
الملف الحادي والعشرون
2 - مد البدل
http://forum.turath.com/files/sweeD/A21.mp3
--------------
الملف الثاني و العشرون
3 - مد العوض
http://forum.turath.com/files/sweeD/A22.mp3
--------------
الملف الثالث و العشرون
4 - المد المتصل
http://forum.turath.com/files/sweeD/A23.mp3
--------------
الملف الرابع و العشرون
5 - المد المنفصل
http://forum.turath.com/files/sweeD/A24.mp3
--------------
الملف الخامس و العشرون
تعريف مد الصلة
http://forum.turath.com/files/sweeD/A25.mp3
--------------
الملف السادس و العشرون
6 - مد الصلة
http://forum.turath.com/files/sweeD/A26.mp3
--------------
الملف السابع و العشرون
7 - المد اللازم
http://forum.turath.com/files/sweeD/A27.mp3
--------------
الملف الثامن و العشرون
8 - المد العارض للسكون
http://forum.turath.com/files/sweeD/A28.mp3
--------------
الملف التاسع و العشرون
9 - المد اللين
http://forum.turath.com/files/sweeD/A29.mp3
--------------
الملف الثلاثون
علاقة مد اللين بالمد العارض للسكون
http://forum.turath.com/files/sweeD/A30.mp3
--------------
الملف الحادي و الثلاثون
ياء المد
http://forum.turath.com/files/sweeD/A31.mp3
--------------
الملف الثاني و الثلاثون
تركيب المدين
http://forum.turath.com/files/sweeD/A32.mp3
--------------
الملف الثالث و الثلاثون
التعوذ والبسملة
http://forum.turath.com/files/sweeD/A33.mp3
--------------
الملف الرابع و الثلاثون
حكم الاستعاذة والبسملة
http://forum.turath.com/files/sweeD/A34.mp3
--------------
الملف الخامس و الثلاثون
اللحن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/453)
http://forum.turath.com/files/sweeD/a35.mp3
--------------
الملف السادس و الثلاثون
علم الأبتداء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a36.mp3
--------------
الملف السابع و الثلاثون
أنواع الوقف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a37.mp3
--------------
الملف الثامن و الثلاثون
الوقف والابتداء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a38.mp3
--------------
الملف التاسع و الثلاثون
تابع الوقف والابتداء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a39.mp3
--------------
الملف الأربعون
بعض حالات الوقف والابتداء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a40.mp3
--------------
الملف الحادي والأربعون
الفرق بين الوقف والقطع والسكت
http://forum.turath.com/files/sweeD/a41.mp3
--------------
الملف الثاني والأربعون
السكت
http://forum.turath.com/files/sweeD/a42.mp3
--------------
الملف الثالث والأربعون
تابع السكت
http://forum.turath.com/files/sweeD/a43.mp3
-------------
الملف الرابع والأربعون
السكتات
http://forum.turath.com/files/sweeD/a44.mp3
--------------
الملف الخامس والأربعون
وتعريف (صلي _ قلي)
http://forum.turath.com/files/sweeD/a45.mp3
--------------
الملف السادس والأربعون
تعريف (وضع ميم صغيرة)
http://forum.turath.com/files/sweeD/a46.mp3
-----------------
الملف السابع والأربعون
الالفات السبعة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a47.mp3
-----------------
الملف الثامن والأربعون
الامالة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a48.mp3
-----------------
الملف التاسع والأربعون
التقاء ساكنان
http://forum.turath.com/files/sweeD/a49.mp3
-----------------
الملف الخمسون
الحالات الناشئة عن تجاور حرفين
http://forum.turath.com/files/sweeD/a50.mp3
-----------------
الملف الحادي والخمسون
الحرف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a51.mp3
-----------------
الملف الثاني والخمسون
الحرفان المتقاربان
http://forum.turath.com/files/sweeD/a52.mp3
-----------------
الملف الثالث والخمسون
الحروف المقطعة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a53.mp3
-----------------
الملف الرابع والخمسون
السين
http://forum.turath.com/files/sweeD/a54.mp3
-----------------
الملف الخامس والخمسون
اللام الشمسية والقمرية
http://forum.turath.com/files/sweeD/a55.mp3
-----------------
الملف السادس والخمسون
المخارج الرئيسة للحروف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a56.mp3
-----------------
الملف السابع والخمسون
لام التعريف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a57.mp3
-----------------
الملف الثامن والخمسون
مخارج الحروف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a58.mp3
-----------------
الملف التاسع والخمسون
مخارج اللسان
http://forum.turath.com/files/sweeD/a59.mp3
-----------------
الملف الستون
مخارج اللسان (2)
http://forum.turath.com/files/sweeD/a60.mp3
-----------------
الملف الحادي والستون
مخرج الجوف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a61.mp3
-----------------
الملف الثاني والستون
مخرج الحروف ق &ك &ج & ى & ش
http://forum.turath.com/files/sweeD/a62.mp3
-----------------
الملف الثالث والستون
مخرج الحروف ط د ت ز س ص ظ ث
http://forum.turath.com/files/sweeD/a63.mp3
-----------------
الملف الرابع والستون
مخرج الضاد واللام
http://forum.turath.com/files/sweeD/a64.mp3
-----------------
الملف الخامس والستون
مخرجا النون والراء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a65.mp3
-----------------
الملف السادس والستون
هاء الضمير
http://forum.turath.com/files/sweeD/a66.mp3
-----------------
الملف السابع والستون
الاستطالة والغنة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a67.mp3
-----------------
الملف الثامن والستون
الاستعلاء والاستفال
http://forum.turath.com/files/sweeD/a68.mp3
-----------------
الملف التاسع والستون
الاشمام:
ملف فيديو:
http://forum.turath.com/files/sweeD/69.wmv
ملف صوتي فقط:
http://forum.turath.com/files/sweeD/69.rm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/454)
------------------
الملف السبعون
التفشى
http://forum.turath.com/files/sweeD/a70.mp3
-----------------
الملف الحادي والسبعون
التكرير
http://forum.turath.com/files/sweeD/a71.mp3
-----------------
الملف الثاني والسبعون
الثمرة العملية للشدة والرخاوة والبينية
http://forum.turath.com/files/sweeD/a72.mp3
-----------------
الملف الثالث والسبعون
الشدة والبينية والرخاوة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a73.mp3
-----------------
الملف الرابع والسبعون
الصفير والتفشى
http://forum.turath.com/files/sweeD/a74.mp3
-----------------
الملف الخامس والسبعون
المتماثلان والمتجانسان
http://forum.turath.com/files/sweeD/a75.mp3
-----------------
الملف السادس والسبعون
النبر
http://forum.turath.com/files/sweeD/a76.mp3
-----------------
الملف السابع والسبعون
الهمس والجهر
http://forum.turath.com/files/sweeD/a77.mp3
-----------------
الملف الثامن والسبعون
صفات الالف والياء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a78.mp3
-----------------
الملف التاسع والسبعون
صفات التاءوالجيم
http://forum.turath.com/files/sweeD/a79.mp3
----------------
الملف الثامنون
صفات الحروف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a80.mp3
-----------------
الملف الحادي والثامنون
صفات الخاء والدال والذال
http://forum.turath.com/files/sweeD/a81.mp3
-----------------
الملف الثاني والثامنون
صفات الراء والزاى والسين
http://forum.turath.com/files/sweeD/a82.mp3
-----------------
الملف الثالث والثامنون
صفات الطاء والظاء والعين
http://forum.turath.com/files/sweeD/a83.mp3
-----------------
الملف الرابع والثامنون
صفات الغين والفاء والقاف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a84.mp3
-----------------
الملف الخامس والثامنون
صفات النون والهاء والواو
http://forum.turath.com/files/sweeD/a85.mp3
-----------------
الملف السادس والثامنون
صفات الشين والصاد والضاد
http://forum.turath.com/files/sweeD/a86.mp3
-----------------
الملف السابع والثامنون
صفتا الاطباق والانفتاح
http://forum.turath.com/files/sweeD/a87.mp3
-----------------
الملف الثامن والثامنون
القلقلة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a88.mp3
-----------------
الملف التاسع والثامنون
تابع القلقلة
ملحوظة هذا الملف وجده مقرر لما قبله بأسم مختلف أورده كما هو
http://forum.turath.com/files/sweeD/a89.mp3
-----------------
الملف التاسعون
حروف القلقلة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a90.mp3
-----------------
الملف الحادي و التاسعون
أخطاء تقع عند نطق القلقلة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a91.mp3
-----------------
الملف الثاني و التاسعون
همزة الوصل
http://forum.turath.com/files/sweeD/a92.mp3
-----------------
الملف الثالث و التاسعون
همزة الوصل فى الاسماء والحروف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a93.mp3
-----------------
الملف الرابع و التاسعون
همزة القطع
http://forum.turath.com/files/sweeD/a94.mp3
-----------------
الملف الخامس و التاسعون
دخول همزة القطع على همزة الوصل
http://forum.turath.com/files/sweeD/a95.mp3
-----------------
الملف السادس و التاسعون
تسهيل الهمزة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a96.mp3
---------------------
الملف السابع و التاسعون
ادكر
http://forum.turath.com/files/sweeD/a97.mp3
---------------------
الملف الثامن و التاسعون
الآن
http://forum.turath.com/files/sweeD/a98.mp3
--------------------
الملف التاسع و التاسعون
ألقه 28 النمل
http://forum.turath.com/files/sweeD/a99.mp3
-------------------
الملف المائة
الله
http://forum.turath.com/files/sweeD/a100.mp3
-------------------
الملف الأول بعد المائة
كلمة ضعف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a101.mp3
-------------------
الملف الثاني بعد المائة
يهدي
http://forum.turath.com/files/sweeD/a102.mp3
-------------------
الملف الثالث بعد المائة
التفخيم والترقيق
http://forum.turath.com/files/sweeD/a103.mp3
-------------------
الملف الرابع بعد المائة
درجات التفخيم والترقيق
http://forum.turath.com/files/sweeD/a104.mp3
-------------------
الملف الخامس بعد المائة
مراتب التفخيم
http://forum.turath.com/files/sweeD/a105.mp3
-------------------
الملف السادس بعد المائة
حكم الراء
http://forum.turath.com/files/sweeD/a106.mp3
-------------------
الملف السابع بعد المائة
أزمنة الحروف المتحركة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a107.mp3
-------------------
الملف الثامن بعد المائة
أزمنة الغنن
http://forum.turath.com/files/sweeD/a108.mp3
-------------------
الملف التاسع بعد المائة
تطبيق على الازمنة
http://forum.turath.com/files/sweeD/a109.mp3
-------------------
الملف العاشر بعد المائة
أتمام الحركات
http://forum.turath.com/files/sweeD/a110.mp3
-------------------
الملفين الحادي عشر والثاني عشر بعد المائة
السكت والأستعلاء والأستفال مكرر بحجمين مختلفين
http://forum.turath.com/files/sweeD/a111.mp3
http://forum.turath.com/files/sweeD/a112.mp3
-------------------
الملف الثالث عشر بعد المائة
صفحة من المصحف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a113.mp3
-------------------
الملف الرابع عشر بعد المائة
أخر المصحف
http://forum.turath.com/files/sweeD/a114.mp3
وهذا ملف يعرض فيه الشيخ أيمن سويد إجازته وشيوخه وسنده الذي يمتد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
http://forum.turath.com/files/sweeD/20.mp3
الملف الخامس عشر بعد المائة يشتمل على لقاء مع الشيخ أجرته قناة إقرأ وفيه فوائد كثيرة
http://forum.turath.com/files/sweeD/115.mp3
تم بحمد الله
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ملاحظة: منقول للأمانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/455)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:39 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الكنوز المباركة
ـ[حازم حماده]ــــــــ[23 - 02 - 07, 03:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
هل هناك روابط للملفات الفيديو؟؟(4/456)
إستمع وقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 11:54 م]ـ
تحميل مباشر http://live.islamweb.net/quran/Mesh.../khalaf/019.mp3
ما اريد إلا الدعاء لي ولوالدي
ـ[بن طاهر]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:42 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله.
الرّابطُ المذكورُ نُسِخَ ناقصًا، ولعلّك - رحمك اللهُ ووالدَيْك - أردتَ ذكر رابطِ قراءة الشّيخ مشاري العفاسيّ لسورة مريم برواية خلف عن حمزة، فإنْ كان ذلك ما أردتَ فالرّابطُ المطلوبُ هو: http://live.islamweb.net/quran/MeshariAl3affasy/khalaf/019.rm
صفحة الشّيخ مشاري راشد العفاسيّ (برواية خلف عن حمزة) ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=518&rid=13).
جزاكم الله خيرًا.
ـ[محمد بن عبد الله سيدي نائل]ــــــــ[07 - 02 - 07, 07:52 ص]ـ
بارك الله فيك، ما شاء الله لا قوة إلا بالله(4/457)
أحكام لمس القرآن الكريم.
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 11:55 م]ـ
الإخوة الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال د. عمر بن محمد السبيل أستاذ مساعد - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة أم القرى في مقدمة بحثه: حكم الطهارة لمس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة: ملخص البحث
يشتمل البحث على مقدمة ومبحثين، وخاتمة.
فالمقدمة في بيان سبب البحث، ومنهجه، أما المبحثان؛ فالأول: في حكم الطهارة للبالغ، وقد بينت فيه إجماع العلماء على تحريم مس المصحف لمن كان عليه حدث أكبر، ولم يخالف في ذلك إلا الظاهرية، أما إن كان عليه حدث أصغر، فقد اختلف العلماء في حكم مسه للمصحف، على قولين:
الأول: أنه لا يجوز له مس القرآن. وبه قال جمع من الصحابة ولم يعرف لهم مخالف، وقال به كثير من التابعين، وهو مذهب الأئمة الأربعة.
الثاني: أنه يجوز له مس القرآن. وبه قال بعض التابعين وهو مذهب الظاهرية. وقد ظهر لي رجحان القول الأول: لقوة أدلته ورجحانها.
والمبحث الثاني: في حكم الطهارة للصغير. وقد بينت فيه أنه لا يجوز تمكين الصغير غير المميز من مس المصحف، أما المميز فقد اختلف العلماء في حكم مسه للمصحف إذا كان محدثًا على ثلاثة أقوال:
الأول: أنه يجوز مسه للمصحف. وبه قال الحنفية، والمالكية، والشافعية في الصحيح من مذاهبهم، وبه قال الحنابلة في رواية.
والثاني: أنه يكره له مسه. كراهية تنزيه، وهو قول للحنفية، والمالكية.
الثالث: أنه يحرم عليه مسه. وهو قول للشافعية، والصحيح عند الحنابلة.
وقد ظهر لي رجحان القول الأول؛ لقوة أدلته، ورجحانها.
================================================== ==
وقال في خاتمة بحثه: من أحكام مس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة:
توصلت من خلال هذا البحث إلى عدة نتائج وأحكام فقهية من أهمها ما يأتي:
1 - أن اسم المصحف الذي لا يجوز للمحدث مس شيء منه يشمل المكتوب منه، وما بين سطوره، وحواشيه، وغلافه المتصل به، فكل ذلك لا يجوز مس شيء منه في الصحيح من مذاهب الأئمة الأربعة، سواء كان مصحفًا كاملاً أو بعض مصحف.
2 - اتفقت المذاهب الأربعة في الصحيح من مذاهبهم على أن المراد بالمس المحرم على المحدث البالغ هو المس باليد أو بغيرها من أعضاء الوضوء، أو أي جزء من أجزاء البدن مباشرة من غير حائل، واختلفوا فيما عدا ذلك كمسه من وراء حائل، أو تقليبه بعود ونحوه.
3 - أن الراجح من أقوال أهل العلم استحباب الطهارة لمس كتب العلم المشتملة على آيات من القرآن الكريم ككتب التفسير والحديث والفقه ونحوها، وأنه لا يشترط لمسها الطهارة، وكذا في الحكم أيضًا ما كتب عليه آيات من غير الكتب، كالدراهم والثياب وما في حكمها.
4 - أنه يجوز للمحدث مس منسوخ التلاوة من القرآن الكريم في الراجح من قولي العلماء.
5 - أنه يجوز للمحدث مس الكتب السماوية الأخرى كالتوراة والإنجيل والزبور في الراجح من قولي العلماء.
6 - أنه يجوز مس الأشرطة التي سجل فيها القرآن الكريم بمختلف أنواعها، وكذا ما كتب من القرآن بطريقة (برايل) للمكفوفين فيما يظهر.
7 - أنه لا يجوز كتابة المصحف بغير اللغة العربية في الراجح من قولي أهل العلم، وأنه لا يحرم مسه إذا كتب بذلك.
8 - أنه يجوز للمحدث ولو كان حدثه أكبر أن يكتب القرآن الكريم، لكن من غير مس للمكتوب في الراجح من أقوال أهل العلم.
9 - أنه لا يجوز للكافر أن يكتب القرآن الكريم، ولو لم يمس المكتوب في الراجح من قولي أهل العلم.
10 - أنه يجوز للمحدث ولو كان حدثه أكبر أن يمس القرآن الكريم عند الضرورة، لأن الضرورات تبيح المحظورات.
وبهذا انتهى ما أردت جمعه، وما قصدت بيانه وحكمه من هذه المسائل المهمة المتعلقة بأعظم كلام، وأشرف كتاب، فما كان فيه من حق وصواب فذلك من فضل الله وتوفيقه، وما كان فيه من خطأ وزلل فمني، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
منقول للأمانة
ـ[أحمد عفت إسماعيل]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[06 - 03 - 07, 08:46 ص]ـ
موضوع مفيد جدا
ولمزيد من الفائدة يوجد كتاب قيم وجميل اسمه المتحف في أحكام المصحف
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:37 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 10:37 م]ـ
موضوع عظيم الفائدة ومختصر وجيز جزاكم الله خيراً
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 09:30 ص]ـ
ماشاء الله موضوع هام و عظيم الفائدة
ــــــــــــــ
اعلم أن القوة للحق وليس الحق للقوة ........... إمضاء محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[27 - 06 - 07, 11:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و إن كان الأمر يتعلق بالعلم كالحفظ و التحفيظ أو للإستدلال بالقرآن من المصحف من أجل الدعوة إلى الله أو التذكير و نحوه فما هو الحكم يا إخوان(4/458)
رسالة لأهل الضاد الظائية
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[06 - 02 - 07, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ... نرجو التثبيت
هذا بحث في الضاد قمت بكتابته فاستحسنها بعض الإخوان وطلب نشرها ليفيد الجميع فأجبت طلبه راجيا من الله القبول. آمين
قد كثر الحديث في أيامنا في مسألة الضاد الظائية وأردت أن أضع بحثا تستطيع أخي القارئ أن تناقش الظائيين بكل سهولة ويسر دون الحاجة لنفي الضاد الظائية من الأساس. فالعبرة دائما في قراءة القرآن انتشار القراءة وقبول الناس لها وهذه الضاد الظائية لم تلق قبولا عند السواد الأعظم من الناس، فليس كل نص يصلح الاستدلال به فما تواتر عند الناس ـ القراء ـ هو المقبول ولو خالفت النصوص كما سنري في مشكلة الضاد.
سأضع لك أخي مخرج الضاد عند علماء الأصوات وعلماء التجويد: وذكر عبد الوهاب القرطبي في كتابه الموضح في التجويد تعريف مخرج الضاد بقوله (ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج الضاد وإن شئت أخرجتها من الجانب اليمن وإن شئت من اليسر .... ) اهـ ص 78
قال الشيخ أيمن سويد:الضاد (ض): من إحدى حافتي اللسان أو كلاهما معا وهذا الحرف انفردت به اللغة العربية وهو يخرج من منطقة حافة اللسان اليمني أو اليسرى أو هما معا ولكن هذا لا يمنع أن تشارك حافة اللسان إلي منتهاها كلها ولكن الضغط والاعتماد علي إحدى حافتي اللسان أو هما معا وهذه المنطقة تقرع الجدار الداخلي للأضراس العليا ففي هذه المنطقة يقع الضغط وكانت بعض القبائل تضغط علي الحافة اليمني والبعض الآخر يضغط علي الحافة اليسرى والبعض يضغط علي الحافتين معا بتوزيع متعادل وعند النطق بالضاد يلتصق المخرج تماما فينحبس الهواء وراء اللسان وهذا الانحباس يسبب الضغط فيندفع اللسان إلى الأمام مليمترات بسيطة فيصل رأس اللسان إلي منطقة التقاء اللحم باللسان مع مراعاة عدم إخراج طرف اللسان لأنه يمكن أن يصل إلي مخرج الظاء وهو أطراف الأسنان العليا لذلك نجد خلطا بين الضاد والظاء
((ومخرج الظاء هو منتهى رأس اللسان مع أطراف الثنايا العليا)) ا. هـ
قال د/ عبد الصبور شاهين في مخرج الضاد:" والضاد أيضا تبدأ من مخرج الدال، ويأخذ اللسان شكله المقعر مطبقا علي الحنك الأعلى لتكون الضاد." علم الأصوات صـ116
قال د/ حسن جبل:"الضاد: تخرج من بين حافتي اللسان ـ أو أحدهما ـ وبين ما يحاذيهما من الأضراس العليا مع تقعر وسط اللسان والتقاء طرفه بأصول الثنايا العليا وما حولها بين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء وأختيها .... ثم قال وما يظن جديدا في هذا التحديد ليس جديدا فقد ذكره سيبويه حيث حدد موقع طرف اللسان معها بيين موقع طرف اللسان مع اللام وموقعه من الطاء فقال: إن الضاد استطالت حتي اتصلت بمخرج اللام .... "المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 130
والخلاف في الضاد الظائية بين أهلها في وضع طرف اللسان فالشيخ الجوهري كان ينكر وضع طرف اللسان بأصول الثناياـ كما أخذها من الشيخ عامر عثمان ـ محتجا بأن ابن الجزري قال الحافة ولم يقل بطرف اللسان، وعلماء الأصوات يضعون طرف اللسان بأصول الثنايا العليا .. انظر قول د/ جبل. والله أعلم بالصواب.
ونحن نناقش أهل الضاد الظائية مقرين لهم بأن وصف سيبويه ينطبق علي الضاد الظائية، وهذا لا يمنع وجود الضاد المصرية قديما كما سنري ـ إن شاء الله ـ ولكن الخلاف دائر بين نقطتين:
الأولي: عدم وجود الضاد الظائية حاليا ـ كما وصفها سيبويه ـ.
الثانية: إثبات وجود الضاد المصرية منذ القدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/459)
وبداية أقول: إن الضاد الظائية كانت موجودة وهذا ما يؤكده أقوال القدامي ــ بخلاف من أنكروها تماما ـ ولكننا نقول: إن الضاد الظائية لا وجود لها الآن ـ كما وصفها القدامي ـ .. وهذا ليس قولي بل قول علماء الأصوات أنفسهم رغم أنهم يقولون: بالضاد الظائية ولكنهم ينطقونها ويختلفون في طريقة نطقها لأنهم ينطقونها حسب وصف سيبويه وغيره دون سماع ـ أي بالتقريب ـ.
وإليك هذه الأقوال: قال ا. د غانم قدوري ـ متخصص في علم الأصوات ـ: " والضاد بهذه الصفات لم يعد لها وجود في النطق العربي الفصيح في زماننا، لا في قراءة القرآن، ولا في غيرها، كما يقول علماء الأصوات " ا. هـ
إخواني في الله .. انظروا إلي هذه الفقرة من كلام ا. د غانم قدوري:"، كما يقول علماء الأصوات" أي هو لم ينفرد بذلك وهذا يصدق قول صاحب كتاب " إعلام السادة النجباء .. " بأنهم الآن اعتمدوا علي وصف سيبويه في نطق الضاد التي يتحدثون عنها " ا. هـ كلامه بتصرف
وقال أ. د محمد حسن جبل بعد شرحه لوصف كلام سيبويه:" وأنا أنطقها وأعلمها طلابي حسب الوصف القديم تماما." صـ 130
انظر أخي الكريم اعتماده علي وصف سيبويه دون إثبات أن نطقه سماعي لمعرفته بعدم وجود هذه الضاد بين القراء والناس ونطقه اجتهادي .. وقد ذهبت إلي كلية علوم القرآن وسألته: أين نجد القبيلة التي تنطق الضاد الظائية؟ قال: أنا أنطق الضاد كما وصفها سيبويه، قلت له بعدم وجود الضاد الظائية قاله غانم قدوري، قال: غانم نقل قول مستشرق .. قلت له: وأين ما يخالف قوله أو قول المستشرق؟ قال: (يا ولد أنا زعلان منك) .. والله والله ما استطاع أن يأتي بقرية صغيرة.ولم يقل في الجزائر والحجاز مع اعترافه بأن أهل الحجاز يأتون به ظاء. رغم شدة تعصبه للضاد الظائية.فكل ما في الأمر النطق اجتهادي فقط.
ولم يستطع أن يذكر لي ولو قرية صغيرة تنطقها كما وصفها سيبويه .. وللرد ببطلان هذا الاجتهاد ـ أي النطق بالوصف ـ نقرأ ما قاله ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " صـ 82
قال ابن الجزري ذلك والألسن لا تزال فيها بعض الاستقامة فما بالنا في أيامنا التي سيطرت اللغات الأجنبية مع سيطرة العامية علي ألسنة الناس؟؟
قال د/ عبد الصبور شاهين في كتابه (علم الأصوات):" ... إن ما نسمعه من نطق أبناء الجزيرة العربية والعراق للضاد هو أقرب الوجوه النطقية إلي القديم ولكنها تلبس في نطقهم كثيرا بالظاء ... " صـ 117
أقول: وقلب الضاد ظاء من الخطورة بمكان حيث يؤدي إلي تغير المعني قال ابن الجزري:" ... فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالي، إذ لو قلنا (الضالين) بالظاء كان معناه: الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالي، وهو مبطل للصلاة لأن الضلال بالضاد وهو ضد الهدي كقوله تعالي (ضل من تدعون إلا إياه) و (والضالين) الفاتحة 7 ونحوه وبالظاء هو الدوام كقوله تعالي (ظل وجهه مسودا) فمثل الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صادا في نحو قوله تعالي (وأسروا النجوى) و (أصروا واستكبروا) فالأول من السر والثاني من الإصرار .. "صـ 82،83
وقد أجاز ابن كثير بإقامة أحدهما مكان الآخر وكذا في بعض الفتاوى وهذا عند الضرورة أي عند عجز القارئ لنطق الضاد السليمة والقاعدة معروفة لدا الأصوليين: الضرورات تبيح المحذورات.
وقال ابن الجزري: وقد أطلق ابن جني في كتاب التنبيه وغيره أن من العرب من يجعل الضاد ظاء مطلقا في جميع كلامهم، وهذا غريب وفيه توسع للعامة." التمهيد82،هذا عند الضرورة وحيث لا ضرورة الآن في ظل وجود الضاد الحالية بطل هذا القول، فلم يرض ابن الجزري إقامة أحدهما مكان الآخر وعلق بقوله:" وهذا غريب وفيه توسع للعامة."
هذه هي أقوال علماء الأصوات المعاصرين وهم مجمعون علي عدم وجود هذه الضاد ومن يعترض ويخالف أهل التخصص لا يعتد بقوله إلا أن يأتي بدليل واضح وهذا الدليل معدوم كما قال أهل التخصص فبطل قولهم .. وهذا لا يخالف فيه أحد.
فما السبب في عدم وجود هذه الضاد الآن؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/460)
الجواب واضح: وهو صعوبة هذا الحرف فتخفف الناس من صعوبتها حتى أصبحت لا وجود لها وأقوال العلماء في صعوبتها كثيرة .. قال غانم قدوري: الضاد صوت صعب الأداء ومن ثم أخذت ألسنة الناس تنحرف في نطقه إلي أصوات أخري ويبدوا أن ذلك ظهر في القرون المتقدمة حتي وجدنا عبد الوهاب القرطبي يصرح في القرن الخامس أن أكثر القراء ينطقونها ظاء ثم يأتي ابن وثيق بعد قرن من ذلك ليقول:" قل من يحكمها في الناس " ثم يقول ابن الجزري في أواخر القرن الثامن:" ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ 231.
وللأسف جاء في زماننا من يقول بعدم صعوبة هذا الحرف .. فالعجب أن نجد من يقول بسهولة الضاد الظائية .. كما يقول ذلك الشيخ فرغلي العرباوي في بحث الضاد وكان يقول بالضاد الظائية والشيخ فرغلي نقل فتوى علماء الأزهر في الضاد ولم يصرح إلي الآن هل رجع هو عن ضاده أم لا؟؟ وما زال بحث الضاد الظائية موجودا في موقعه لمن أراد التحميل!!
قال في صدر هذا العنوان:" هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهر أم لا " ثم قال:" قال أحمد بن عيسى السيلي الحنبلي في (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة (1/ 203)
((والضادُ مخرجه عسير جدا ... من أول إحدى الحافتين يبدا ((
((مع ما يلي الأضراس مستطيلُ ... رخو ومن يقرأ كذا قليل)) ُ
((قارئه بالصفة المقررة ... سبحان من يسره وعسره))
ثم قال:" .. بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام ... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية:
((وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه))
ثم قال:" ولا داعي من إثارة الرعب والخوف في قلوب من أراد تعلم القرآن من تخويفه بالضاد وصعوبتها وغير ذلك من الألفاظ ونجد في بعض الكتب التي صنفت في التجويد من قولهم أن خروجها من الأيمن أيسر ومن الأيسر أعسر ومنهما عسير فكلٌ يعبر عن سهولة ما تيسر له وعن عسر ما صعب عليه من نطقها وكل هذا الرعب الذي يسيره بعض طلاب العلم وبعض الشيوخ من تخويف الناس من صعوبة مخرج الضاد لا أحبه وكم من شخص قرأ علي وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها ولله الحمد والمنة. " ا. هـ
فهذا الكلام عجيب وغريب ولم ينفرد به غير الشيخ فرغلي وهذا دأب من يكتب في موضوع دون الرجوع للعلماء حيث لا يدري أنه خالف " أمة لا إله إلا الله " والرد عليه لا يحتاج لعناء قال ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا. هـ صـ 82
هذا مع ما نقله عن العلماء القائلين بصعوبة الضاد حيث قال فرغلي:" اشتهر وانتشر من خلال استقرائي لكتب المتقدمين والمعاصرين الإجماع على قولهم: إن الضاد أصعب الحروف على الإطلاق وهذا لا يعني إسقاط التكليف في إخراجها من مخرجها كما يتوهم البعض" ا. هـ.!!!
أقول: هذا ابن الجزري يقول:" لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم" وهذا فرغلي يقول:" وكم من شخص قرأ عليّ وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها". ففرغلي استطاع أن يفعل ما لم يستطع ابن الجزري فعله ـ ما شاء الله ـ هل نحن في زمن المعجزات؟؟؟
ولكني أري أن السبب في ذلك أن فرغلي لا ينطق الضاد الذي يقول به ابن الجزري أصلا لأن هذه الضاد ليست لها وجود من الأصل كما ينطقها القدامي.
ثم نسأل هؤلاء الظائيين: بماذا تحتجون في قولكم بالضاد الظائية؟؟ أجابوا بنصوص القدامي، وإن قلت لهم وماذا تفعلون بما عليه الناس الآن؟؟ قالوا نحن نقدم النصوص علي ما عليه الناس؟؟ قلنا لهم: فماذا تفعلون في نص هو أوضح من نص الضاد؟ قالوا وما هو؟ أجبنا نصوص الطاء فنصوص القدامي مجمعة علي أن الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة!!! فإن قالوا كيف ذلك؟ قلنا لهم هذه هي الأدلة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/461)
: نص سيبويه:" ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا " ننظر ماذا يقول علماء التجويد.
قال مكي:" كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا .. " الرعاية صـ99
قال عبد الوهاب القرطبي:" ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما " الموضح 76
قال المرعشي:" .. ويفترق الطاء عن الدال بالإطباق والاستعلاء والتفخيم، فلولا هذه الثلاثة لكانت دالا، ولولا أضدادها في الدال لكانت طاء .. " جهد المقل صـ 57
وقال أيضا:" واحذر عن إعطاء الطاء همسا كما يفعله بعض الناس، حتى إذا أزلت إطباقه وتفخيمه علي ما لفظوا به يصير تاء، وحق الطاء أن يكون بحيث إذا أزلت إطباقه وتفخيمه يصير دالا " الدراسات الصوتية صـ 213
قال المقدسي في بغية المرتاد:" أما الضاد الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية " من كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري صـ209
قال ابن الجزري في التمهيد:" ومنهم من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون علي غير ذلك وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب .. " صـ 82
قال الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين .. : " قال في التمهيد: ومن الناس من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها ممزوجة بالطاء وهم أكثر أهل مصر وبعض أهل المغرب " انتهي وفي قوله لا يقدر صوابه لا يعرف إذ المعلوم أنهم غير عاجزين عن ذلك بل لو علموا لتعلموا .. وقوله بعض أهل المغرب يريد الأقصى وأما الأدنى فإنهم يبدلونها ظاء معجمة كما تقدم وليس هذا مختصا بأهل مصر والغرب بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " أ. هـ صـ87
أقول: انظر إلي هذه الفقرة" بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " إذا كان هذا هو الحال ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد كما قال الصفا قسي فما ظنك بأهل هذا الزمان؟؟ .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
هذه نصوص صريحة واضحة وضوح الشمس في علاه بأن الطاء القديمة هي الضاد الحالية، بل وذكر سيبويه الطاء التي كالتاء في الحروف الغير مستحسنة في القرآن وذكر أنها لغة بعض الأعاجم .. هذا مع قول المرعشي السابق.
إذن الجميع مجمعون علي ان الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة ولا يماري في ذلك إلا جاهل أو متعسف، وبعد أقوال النحاة وإمامهم والقراء القدامي ننظر ماذا قال علماء الأصوات الحاليين في ذكرهم وجود الطاء القديمة ـ الضاد الحالية ـ في العالم العربي:
قال د/ عبد الصبور شاهين قائلا:" .. وربما زاد في ثبات الصورة الجديدة تطور آخر حدث للطاء حين فقدت جهرها،فصارت مفخمة مهموسة، لتصبح نظير التاء المرققة المهموسة، وبذلك حدث تبادل في المواقع ـ يقصد بين الطاء والضاد ـ وتعدل في نظام الهجائية العربية "صـ 117
وذكر ا. د غانم قدوري في الدراسات الصوتية " .. أن بعض المحدثين ذكر أن الطاء العربية القديمة (الدال المطبقة) لا تزال تسمع في بعض البلدان مثل جنوبي الجزيرة العربية، حيث يقولون (مضر) يريدون (مطر) ... ينطقون بالطاء ضادا مثل التي تنطق في مصر اليوم "صـ 209
قال أ. د / محمد حسن حسن جبل في الطاء:" .. وأن نطق أهل صعيد مصر للطاء يكاد يطابق ضادنا المصرية. فهو النطق الفصيح لأنه يتحقق فيه مقررات الأئمة عن الطاء. ولا عجب في هذا فأهل صعيد مصر جمهورهم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية ثم هم معروف عنهم قوة الحفاظ علي الموروث أما الطاء التي ينطقها أهل شمال مصر وتشيع الآن فهي مهموسة فليست هي الفصحي قطعا. ولعل طاءنا هذه هي المقصودة بالكلام عمن ينطقون الطاء تاء.
ثم ذكر في هامش الكتاب سيبويه وابن جني وابن سنان وابن يعيش،قال: والفيروزبادي وسماها طاء العجز " ا. هـ المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 139
أقول: حتى من جهة الحس ـ أي التجربة ـ تجد صحة قولهم، قد قرر علماء التجويد أن الطاء أقوي الحروف فلو قلت (طال) (ضال) لوجدت الضاد أقوي في السمع من الطاء فدل ذلك علي صدق قول القدامى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/462)
إذن الجميع متفقون علي هذه القضية ونقول للظائيين إذا كنتم تحتجون بالنصوص، فلماذا تركتم نصوص الطاء التي هي أوضح من الضاد الظائية؟ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟؟ إمَّا أن تأخذوا بسائر النصوص أو تتركوا سائرها؟؟ فإن قالوا لا خلاف في الطاء اليوم؟؟ قلنا وما أدراكم؟ قالوا هذا ما عليه الناس اليوم؟ قلنا وكذا الضاد الحالية هذا ما عليه الناس اليوم، فإن قالوا هناك بعض القراء يقولون بالضاد الظائية؟؟ قلنا كذا هناك من يقول بالطاء القديمة في الجزيرة العربية ومصر دل ذلك علي صحة وصف القدامى. ثم نقول لهم لم اعتبرتم ما عليه الناس اليوم في الطاء ولم تعتبروها في الضاد الظائية؟؟ فلن تجد جوابا شافيا ستجدهم يترنحون ولا يُفهم ما يقولون.
أما مسألة التحريرات: فهي دائرة بين إثبات وجه لم يذكره الناظم أو إلغاء وجه فيه الخلاف عند الناظم ويتفرع من هذا ما ذكره الناظم وذكر عدم جوازه. وتؤخذ هذه الأوجه من شهرة النصوص المنقولة عن هذا الطريق ـ أي استفاضة هذا الوجه عن هذا الطريق هو الذي أدي إلي الأخذ بهذا الوجه، فإن ذكر خلاف عن راو مثلا يقولون المشهور عن فلان كذا وهذا كثير يثبتون الغنة لفلان والمد لفلان والترقيق لفلان والتفخيم لفلان حيث التمييز بين هذه الأوجه لا تحتاج إلي توضيح فالقراء يعلمون المد من القصر وكذا يعلمون الترقيق من التفخيم وهكذا .. أما الكيفية أي مقادير المدود ـ أي حد الطول أو حد التوسط، والغنن فالمشافهة تحكم ذلك، لا دخل لها بالتحريرات .. فلم نر في كتب التحريرات من قال الضاد والظاء أو الفرجة والإطباق .. اعلم الفرق؟!! ارجع إلي شروح المتون والتحريرات. إذن ماذا يقصدون بتقديم النصوص؟ الكلام هنا عن الشيوخ الذين تصدوا دون تأهيل أما المهرة والحذاق ـ ولا يخلوا عصر منهم ـ فتلقيهم حجة كما صرح بذلك العلماء قال مكي:". فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحّت عليه القراءة. (الرعاية ص90 ومكي والداني أخذا هذا من كلام ابن مجاهد وأمثال الضباع وعامر والزيات والقاضي لم يختلف علي فطنتهم ومهارتهم فدل أنه المقصود في كلامهم. والله أعلم
ثم نقول لهم:هل الضاد الحالية أكثر انتشارا؟ أم الضاد الظائية؟ فلا جدوي إلا بالاعتراف بكثرة الضاد الحالية .. فلم تركتم الكثرة وانصرفتم عنها؟ قالوا: الحق لا يعرف بالكثرة؟؟ قلنا لهم كذبتم لأن القرآن مبني علي التواتر فلا بد في القرآن ـ خاصة ـ أن يكون الحق مع الكثرة لأن العبرة في القراءة شهرة الوجه واستفاضتها، يقول الشيخ على النورى الصفاقسى - رحمه الله -: ". . . وهذه الأحرف السبعة داخلة فى القراء ات العشرة، التى بلغتنا بالتواتر، وغيرها مما اندرس وكان متواتراً، راجع إِليها، لأن القران محفوظ من الضياع ولو تطاولت عليه السنون
(إِنَّا نحنُ نَزلنَا الذِِِِِِِِِِكرَ وإِنَّا لَهُ ولَحَفِظُونَ).
وقال: " مذهب الأصوليين، وفقهاء المذاهب الأربعة، والمحدثين، والقراء أن التواتر شرط فى صحة القراءة، ولا تثبت بالسند الصحيح غير المتواتر ولو وافقت رسم المصاحف العثمانية، العربية (30) اهـ.
وانظر إلي ما نقله اب الجزري عن أبي شامة في النشر حيث قال:" والخلف (قال) الإمام الكبير أبو شامه في "مرشده": وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها " أ. هـ
حتي من يقول بصحة السند لابد عنده أن يشتهر الوجه وهو معني قوله:" ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/463)
وانظر إلي قول الشييخ عبد الرزاق علي موسي في كتابه "الفوائد التجويدية في شرح المقدمة الجزرية:" إن الذين ينطقون بالضاد المشوبة بالظاء قلة جدا بالقياس إلي من ينطقون بالضاد المتواترة والعالم كله مجمع علي قراءة القرآن بها حتى في بعض البلاد العربية الذين ينطقون بها شبيهة بصوت الظاء كالسعودية فإنهم يتحدثون بها في كلامهم خارج القرآن، وأما القرآن فإنهم يقرؤونه بالضاد المتواترة كما تلقوها عن شيوخهم الذين يتصل سندهم بابن الجزري وغيره، ويظهر ذلك جليا في وسائل الإعلام عندهم وفي قراءة قرائهم وأئمة الحرمين الشريفين، وليس هذا فحسب بل في البلاد الأوربية الذين لا يعرفون اللغة العربية والذين عندهم أقليات إسلامية يذاع القرآن عندهم بالضاد المتواترة فظهر من هذه الفروق لكل منصف أن الضاد والظاء مختلفان في اللفظ والسمع والإجماع منعقد علي ذلك وأن الضاد المتواترة هي التي تختلف عن الظاء في اللفظ والسمع والضاد حرف من القرآن ولا نقبل فيه نطقا إلا إذا كان هذا النطق قد تواتر واستفاض ونقلته مئات الألسنة وسمعته مئات الآذان أما ما ينطق به لسان أو لسانان فلا حجة له علينا وهو مردود علي صاحبه، ولم لم يكن هناك دليل علي بطلان الضاد الظائية إلا أنها لم تتواتر ـ فضلا عن كونها غير متصلة الإسناد ـ لكفي بذلك دليل، فإن القرآن لا يعرف إلا بالتواتر." صـ 137
أقول لهم: فلو خرجتم من الطاء فماذا تقولون في جهر الهمزة؟؟ ... وصفها سيبويه بالجهر وهي عند المحدثين ليست مجهورة. كتاب " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد " صـ 207
وقال د/ عبد الصبور:" فقد ذكر القدماء وإمامهم سيبويه أن أصوات القاف والطاء والهمزة ـ من بين الأصوات المجهورة، فإذا استثنينا الهمزة لثبوت عدم معرفة القدماء بطبيعتها (ولا حرج ولا تثريب عليهم في ذلك) .. " علم الأصوات صـ112
أقول: وهكذا ضاعت الهمزة الحقيقية التي وصفها القدامى من الكلام فَلَيتهم يصفوها لنا كما نطقوها بالوصف في الضاد والطاء وغيرها فلماذا أخذوا بما قاله القراء المعاصرون في الهمزة رغم مخالفتها لوصف سيبويه والقراء قديما؟؟ فدل علي أن تلقي القراء عمدة وأساس في هذا العلم.
وأختم هذه النقطة في جواب للدكتور غانم قدوري حول الضاد القديمة قال فيه:".
لا نختلف في أن نطق جمهور القراء اليوم للضاد لا يتطابق مع وصف سيبويه ومن تابعه في ذلك من علماء السلف، والقول: إن بعض القراء اليوم ينطق الضاد القديمة الرخوة التي وصفها سيبويه يحتاج إلى دراسة وتحقيق قبل القطع بأنه عين ذلك النطق القديم الذي يجب التحول إليه، وأحسب أن مثل هذا الأمر لم يتحقق بعد، فلم يتيسر لنا سماع ذلك النطق، وهذه محطات التلاوة القرآنية تعمل ليل نهار ولم ألحظ في القراءات المقدمة فيها مثل ذلك النطق، وأنا لا أنكر أنه بالإمكان تكلف نطق الضاد القديمة لمن يحاول ذلك، لكننا لا يمكن الجزم أنه عين الضاد القديمة الرخوة الحافيَّة المجهورة المستطيلة، مع ما في هذا الصوت المصنوع من غرابة وصعوبة تمنع من تعلمه وترداده بالسهولة المطلوبة في نطق القرآن، ومن ثم فإن المسارعة إلى إطلاق الأحكام في هذا الموضوع الذي شغل العلماء قديماً وحديثاً قبل التحقق منه أمر لا يخلو من المجازفة غير المحمودة، وإذا تحققنا من وجود من يروي الضاد القديمة بصورة لا تقبل الشك لزمنا المبادرة إلى تلقيها عنه واعتمادها في قراءتنا للقرآن الكريم. ا. هـ كلامه
بعد بطلان قضية نطق حرف بحسب الوصف , وبعد بطلان احتجاجهم بالنصوص لأنهم محجوجون بنصوص الطاء والهمزة.نثبت بطلان أسانيدهم.
ولكن ننظر إلي قول الشيخ عبد الرزاق علي موسي في كتاب "الفوائد التجويدية" في رجوع السمنودي عن الضاد الظائية:" .. وقد رجع السمنودي عن هذا القول ورجوعه مسجل بصوته عند الشيخ أيمن سويد بجدة ولما سئل: هل قرأت بهذه الضاد المشوبة بالظاء؟ قال: لا، وإنما أخذتها من كتب النحو واللغة والأصوات.ا. هـ .. ثم قال: وأما بقية الشيوخ المسجل لهم فهم زملاؤنا، ولم يقرأ أحد منهم بهذه الضاد ولا شيوخهم كذلك قرءوا بها، هدانا الله وإياهم إلي سواء السبيل." ص
139
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/464)
ثم ذكر الشيخ عبد الرزاق أن الشيخ السباعي هو الوحيد كان ينطق بالضاد الظائية ثم حكي إنه ضرب وأهين وقالوا له (أفسدت علينا صلاتنا يا شيخ) ثم علق بأنها لم تلق قبول الناس وهو دليل بطلانها " صـ 139/ 140
وقال ا. د غانم قدوري:" ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة؟! وقولك عنهم:إنهم "يقلدون كما علِّموا"، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات، وقد جاء في الأثر:" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".ا. هـ
هذا قول نحرير في هذا العلم الشيخ عبد الرزاق علي موسي يثبت أن الشيوخ المشهورعنهم الضاد الظائية لم يتلقوها بأسانيد عن شيوخههم بل تلقوها من كتب النحو كما هو في الفقرة السابقة. والشيخ علي سبيع سنده من حسن بدير عن المتولي والشيخ عامر تلميذ علي سبيع والذين نقلوا عن المتولي لم ينقلوا هذه الضاد ولا اشتهر عنه القول بها فدل ذلك علي أنهم لم يتلقوها عن شيوخههم، وهذا القول يصدق علي الشيخ محمد مكي نصر صاحب كتاب " نهاية القول المفيد " حيث يصل سنده إلي المتولي.
وقد أفادني فضيلة الشيخ إبراهيم الجور يشي (مشرف الإجازات والأسانيد في منتدي البحوث والدراسات القرآنية) عندما طلبت منه: هل الأسانيد مدارها علي العبيدي في مصر؟؟ فقال:بالنسبة لأسانيد أهل مصر فهي تنتهي لعده مشايخ غير الشيخ العبيدي وهناك عدة أمثلة أسوقها لكم ... مثال: أن الشيخ أحمد بن محمد سلمونه أخذ القراءات العشر الصغرى عن الشيخ سليمان بن مصطفى البياني وهو على شيخه صالح الزجاجي وهو على شيخه علي البدري وهو على أحمد بن عمر الأسقاطي ...
واليكم أيضا مثال أخر وهو: أن أسانيد أهل العراق لا تمرُّ بالشيخ العبيدي نهائيا وهي تصل إلى الشيخ محمد البقري مباشرة وأيضا توجد أسانيد أخرى تركية تلتقي عند الشيخ سليمان المنصوري وغير ذلك من الأسانيد
أما عن أسانيد الأفغاني ليس عندي الآن، وإذا عثرت عليه أرسله لكم وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله
إبراهيم الجوريشي " ا. هـ كلامه ــ حفظه الله ــ
هؤلاء عليهم مدار الأسانيد كما تري لم يشتهر عن أحد منهم القول بالضاد الظائية .. ونقول لإخواننا الظائيين .. هل يستطيع أحد منكم أن يعرض لنا سندا من طريق آخر كلهم يقولون بالضاد الظائية؟؟ فإن قال قائل: هذا يحتاج أن تبحث في أسانيد العالم بأسره حتى تخلص لك هذه النتيجة؟؟ قلنا: هذه هي الأسانيد المقروءة بها في هذه الأيام وهذا ما عليه الناس، فنحن أثبتنا صحة قولنا فاثبتوا أنتم صحة قولكم، وطالما أنكم لم تجدوا سندا واحد متصلا كل رجاله ممن يقولون بالظاء .. بل قولكم ودل علي انقطاع دعواكم في اتصال أسانيدكم، وثبت صحة قولنا والحمد لله رب العالمين.
وقبل إثبات أن الضاد الحالية لها أصل أحكي لإخواني طرفة وجدتها من أحد الظرفاء الذين كنت أناظرهم في الضاد الظائية.
طريفة:
ذكرت للظريف أقوال العلماء في الطاء .. فقال الظريف بداية: أنا لا أجد حلا لهذه المسألة .. ولأن الظريف لا يريد أن يعترف أنه انهزم .. جاء ثانية وقال وجدت نصوصا تفيد بتشابه الطاء والتاء دون الدال ...
لما رأيت هذه النصوص وجدتها تتحدث عن باب (افتعل) يعني مثل كلمة (اصتبر) علي وزن (افتعل) ولمَّا لحظ العرب قوة الصاد أبدلوا التاء طاء لكي تتلائم مع الصاد فأصبحت (اصطبر) واختاروا الطاء لأنها من من مخرجها وهي مطبقة كالصاد، فحذر العلماء من التهاون في نطق الطاء لئلا ترجع إلي أصلها التي هي التاء .. فظن الظريف أن الطاء أصلها التاء ... والطريف في الموضوع أن أقوالهم في شبه الدال وباب افتعل في صفحة واحدة أو قل في باب واحد أو قل في كتاب واحد .. فلو كان عنده مثقال ذرة من عقل لحاول الجمع بينهما،ولكنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ..
ثم نعود لقضية إثبات الضاد الحالية ولنجعلها علي هيئة سؤال:
والسؤال هل للضاد المصرية أصل؟؟
قال د/محمد حسن حسن جبل فى كتابه "المختصرفى أصوات اللغة العربية " ــ وهو ممن يقولون بالضاد القريبة من الظاء ــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/465)
" ... وتكون فى هذا النطق المتخفف كالضاد المصرية التى تشبه "الدال المفخمة" وشاهد وقوع هذا النطق مبكرا قول الأغلب العجلى ــ حين استنشده عامل عمر بن الخطاب رضى الله عنه ـــ
أرجزا تريد أم قصيدا ـــ وروى: أم قريضا ـــ
لقد سألت هينا موجودا
أم هكذا بينهما تعريضا
كلاهما أجيد مستريضا
فمقابلة الضاد فى القافية بالدال فى كلمتى "قصيدا" وموجودا" أو الأخيرة فقط يعنى أنه كان يحس أنهما متقاربان وكأنهما سواء ــوهذا لايكون إلا بنطق الضاد شديدة. ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح. وأيضا نجد في وصف ابن سينا بخروج الضاد أنها شديدة. ا. هـ
انظر معانى القرآن للفراء 1/ 140،وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى 516، ولسان العرب (روض)
أقول: وطالما أنها ثبتت فى لهجات العرب جاز القراءة بها وخاصة فى هذا الحرف ووصف ابن سينا للضاد بالشدة ليس مخالفا للعلماء بل هي لغة موجودة يتناقلها الناس وإن كانت قديما قليلة وانظر إلي قول د/ جبل:" ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح."
وهذه الأبيات حجة قوية لأن الشعر حجة عند العرب كما جاء في المناظرة التي ذكرها السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن:" قال أبوبكر بن الأنباري: قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا، الاحتجاج علي غريب القرآن ومشكلة بالشعر. وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك، وقالوا: إذا فعلتم ذلك جعلتم الشعر أصلا للقرآن قالوا: وكيف يجوز أن يحتج بالشعر علي القرآن، وهو مذموم في القرآن والحديث قال: وليس الأمر كما زعموه من أنا جعلنا الشعر أصلا للقرآن، بل أردنا تبيين الحرف الغريب من القرآن بالشعر، لأن الله تعالي قال: (إنا جعلنا قرآنا عربيا) وقال (بلسان عربي مبين) وقال ابن عباس: الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلي ديوانها ثم أخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب وقال أبو عبيدة في فضائله ـ ثم ذكر السند ـ عن ابن عباس أنه كان يأل عن القران فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيدة: يعني كان يستشهد به علي الشعر" .... ثم أورد السيوطي ما كان بين ابن عباس ونافع بن الأزرق، لما سأله نافع عن معاني بعض الكلمات كان ابن عباس يجيب بالشعر .. وهي قصة مشهور. الإتقان صـ 173 وما بعده.
فالذي ينكر الأبيات في الاستشهاد يرد عليه بوصف ابن الأنباري " وأنكر جماعة لا علم لهم علي النحويين ذلك " ولا أظن أن هناك تعقيبا علي هذه الجزئية بعد هذا القول. وتوصية كثير من الصحابة في قولهم:"عليكم بديوان العرب وهو الشعر" وهذا ثابت عن عمر وابن عباس وغيرهما فد علي حجية الشعر في إثبات اللغة مع ما هو ثابت في زماننا قراءة .. والحمد لله رب العالمين.
فإن قيل هذا مخالف لوصف كثير من العلماء للضاد وطالما أنه مخالف لا نأخذ به فما الجواب؟؟
قلت: واللغة ليس فيها خلاف لأنها مبنية علي السماع فإن كان هناك ثمة خلاف فيحمل علي أنهما لغتان أو علي اللغة القليلة أو الغير مشهورة. أمَّا أن نقول: إن هذا مخالف لهذا، فنترك هذه اللغة القليلة مثلا هذا ما لم نسمعه من قبل. ثم إن ابن سيناء وصفها بأنها شديدة .. فدل ذلك علي قدمها والحمد لله
إذن قد تبين لك أخي القارئ ثبوت الضاد المصرية قديما ولم تكن مشهورة عند علماء اللغة والتجويد، وخلاصة القول إنها غير مخترعة بل كانت لهجة ولم تكن مشهورة .. وأما قول الإمام المقدسى في عدم قبوله للضاد المصرية حيث قال ( .. لما رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلا عن الأوغاد يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد ... ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل نادٍ بين حاضرة وبادٍ فأردت مع طلب جمع من الإخوان وإشارة من بعض الأعيان أن أزيل الغبن من غير الرشاد ... وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد. وقبل الخوض في المرام لابد من تقرير الكلام وتحرير المقام فليعلم أن أصل هذه المسألة أنهم ينطقون بالضاد ممزوجة بالدال المفخمة والطاء المهملة وينكرون على من ينطقون بها قريبة من الظاء المعجمة بحيث يتوهم بعضهم أنها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/466)
هي وليس كما توهمه فنقول الكلام في إثبات ما أنكروه منحصر في مقدمة فيما يجب أن نقدمه وفصلين محيطين من الدلائل بنوعين وخاتمة لتنبيهات ودفع تمويهات .. ) اهـ أما المقدمة فكانت في بيان مخرج الضاد ومالها من الصفات وأما الفصل الأول فذكر فيه ما يدل بالمعقول على أن اللفظ بالضاد كالظاء المعجمة هو المقبول وهي أدلة متعددة لاحت له بالنظر في المعقول فذكر اثنى عشر دليلا تعطي مثالا للبحث الصوتي الأصيل ومن ثَمِّ رأيت أن نقل تلك الأدلة مختصرة مع المحافظة على عبارة المؤلف مع التنبيه أن هذا الكلام المتسلسل لابن غانم المقدسي وهو كالآتي:
" أن علماء هذا الفن وغيرهم تعرضوا للفرق بينهما وبينوا الألفاظ التي تقرأ بالظاء والتي تقرأ بالضاد في مؤلفات مستقلة وغير مستقلة نظما ونثرا ... فياليت شعري لولا التشابه بينهما لفظا والالتباس حتى خفي الفرق بينهما على كثير من الناس لمَ كان هذا الجم الغفير يتعقبون القلم ويسودون القرطاس .. "
" أن الضاد ليست في لغة الترك بل مخصوصة باللغة العربية ... دل عليه قول الأستاذ أبي حيان في كتابٍ له في اللغة التركية .... إذا علم ذلك فليس مفقودا في لغة الترك إلا الضاد الشبيه بالظاء المعجمة. أما هذا الحرف الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية فموجود في لغة الترك في أكثر ألفاظهم كما يشهد به العارف في لغتهم بل السامع لكلامهم والموجود غير المفقود وبذلك يتم المقصود .. "
" أن الفقهاء ذكروا أحكام من يبدل الضاد ظاء ... ولم يتعرضوا لأحكام من يبدلها بحرف غير الظاء كما تعرضوا لأحكام من يبدلها به فلولا التشابه بينهما لما كانوا يفعلون ذلك ... "
" أن بعض العلماء وصفها بالتفشي ولا تفشي فيه .... " قلت هذا في حد زعمه.
أنهم ذكروا أن من صفاتها النفخ ويشاركها فيه الظاء والذل والزاي ولا يتحقق ذلك إلا بالضاد الشبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فلا يوجد فيها هذه الصفة كما يشهد به من أحاط بالمقدمة معرفة ... "
أنهم ذكروا من صفاتها الاستطالة كما مر ذكرها ومعناها في المقدمة وهي المميزة لها عن الظاء ولا يوجد في الضاد الطائية الاستطالة "
" أنهم ذكروا من صفاتها الرخاوة وهذا شديد الدلالة عند من ليس عنده غباوة فإنه لا رخاوة فيها إلا إذا أتت شبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فمشوبة بالدال والطاء المهملة وكل منهما حرف شديد فكذا ما هو بينهما بل من عرف معنى الشدة والرخاوة وقدمناهما في المقدمة يجد هذا الحرف متصفا بالشدة قطعا مع قطع النظر عن الدال والطاء .. "
أن هذا الحرف صعب على اللسان نص على ذلك علماء هذا الشأن ... فإذا كانت الضاد العربية بهذه المرتبة من الصعوبة وأنت ترى أن لا صعوبة في الضاد الطائية بل هي في غاية السهولة على اللسان يستوي في النطق العالم والجاهل والفارس في العلم والراجل فإنك تعلم بأن الضاد الطائية بعيدة عن الضاد العربية بمراحل .. "
أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلا للضاد الشبيه بالظاء المعجمة لا الطائية فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف أن تسكنه وتدخل عليه همزة وتنظر أين ينتهي الصوت فحيث انتهى فثم مخرجه ..... وأنت إذا نطقت بالضاد الطائية وفعلت ما تقدم ذكره لا تجد الصوت ينتهي إلا إلى طرف اللسان وأعلى الحنك وهو مخرج الدال والطاء والتاء ولم نر أن أحدا ذكر أن مخرج الضاد من هذا المحل بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تحصى في علم القراءات وعلم النحو ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات ... "
"أن من أوصافها الشجرية لقبها بها صاحب القدر الجليل إمام لنحو الخليل ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت شبيهة بالظاء فإن الضاد الطائية تخرج من طرف اللسان لا شجر الفم .... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/467)
قولهم في صفة الإطباق ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا والصاد سينا والظاء ذالا ولخرجت الضاد من الكلام إذ لا يخرج من موضعها غيرها وهذا نص كلام الأستاذ أبي حيان في شرح التسهيل ومثله في شرح المفصل لابن يعيش وهذا كما ترى يخص الضاد الشبيهة بالظاء أما الطائية فتخرج من مخارج الحروف النطعية كما وصفت أخواتها ولقالوا: لولا الإطباق لصارت الضاد دالا بدل قولهم لخرجت من الكلام كما لا يخفى عن ذوي الإفهام ... "
أن أهل مكة التي نشأ النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد العرب وما والاها من بلاد الحجاز التي هي محل العرب وموطنهم إنما ينطقون بالضاد شبيهة بالظاء المعجة ولا يسمع من أحد منهم هذه الطائية وهم نعم المقتدي لمن رام في هذا السبيل الاهتداء "
" الفصل الثاني: فيما يدل بالتصريح على أن التلفظ بالضاد شبيهة بالظاء هو الصحيح وهو المنقول من كلام العلماء الفحول المتلقى كلامهم بالقبول " وقد أورد المؤلف في هذا الفصل اثني عشر نصا عن كبار علماء العربية والتجويد ويستدل بهذه الأقوال أن الضاد تلفظ ظاءا
" وأما الخاتمة ففيها تنبيهات رافعة لتمويهات الأول: انه ليس مرادي بكون الضاد شبيهة وقريبة منها كونها ممزوجة بها غاية الامتزاج بحيث يخفى الفرق بينهما على المجيد لفن التجويد ... " ثم ذكر في الثاني الرد على قول من فسر الشجر بمجمع اللحيين عند العنفقة ورجح التفسير المنقول عن الخليل للشجر بأنه مفرج الفم ثم ذكر في الثالث: الرد على من فسر صعوبة الضاد بصعوبتها على العجم والترك ونحوهم ممن سوى العرب أما على أمثاله من العرب فلا صعوبة فيها.
وختم هذه التنبيهات بقوله " أن من ينطق بالضاد من مخرجها الخالص مع صفاتها المميزة لها حتى عن الظاء فهو في أعلى مراتب النطق بها ومن الفصاحة ودونه من ينطق بها من مخرجها مشوبة بالظاء لكن من مخرجها وبينهما نوع فرق ودونه من ينطق بها ظاء خالصة ومن يشمها الذال ومن يشمها الزاي ومن يجعلها لاما مفخمة وكذا من ينطق بالضاد الطائية فهو في أسفل مراتب النطقية بالنسبة إلى من سبق ذكره ... " اهـ قول المقدسي موجود في كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري والموجود أمامكم منسوخ من بحث الضاد لفرغلي العرباوي.
والجواب علي المقدسي كالآتي:
أولا:هذه الأبيات حجة عليه وعلي غيره حيث تؤكد قدم الضاد المصرية قال د/ جبل تعليقا علي الأبيات:" ولهذا الأمر قيمته، إذ يعنى أن الضاد المصرية ــ الدال المفخمة الشديدة ــ لها أساس قديم فصيح." ومن قرأ حجة علي من لم يقرأ!!
ثانيا: قال المقدسي:" ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات "ا. هـ
الجواب: وهذا كلام لا يصح لأنه ثبت أيضا بالرواية، ولا عجب في أن يخفي مثل ذلك علي هؤلاء فاللغة لا يحيط بها إلا نبي قاله الشافعي .. انظر إلي الأبيات السابقة.هذا مع ما قاله الشيخ عبد الرزاق علي موسي في الفوائد التجويدية وكذا د/أشرف طلعت في كتابه إعلام السادة النجباء نقلا عن الشيخ الضباع:" .. أن ابن غانم المقدسي ألف رسالة في هيئة النطق بالضاد سماها " بغية المرتاد لتصحيح حرف الضاد " فرغ من تأليفها سنة (985هـ) وأنه لما أعلنها ناقشه الشيخ شحاذة اليمني بحضور عدد من القراء في وقته، فتراجع ابن غانم عن قوله واعتذر بأنه لا يقول بامتزاج الضاد بالظاء وإنما باختلاس الضاد لضعف إطباقها وتخف قوتها " إعلام السادة النجباء صـ21 والفوائد التجويدية ص129.
والسؤال: هل ضاد علماء الأصوات المحدثين ـ الضاد الظائية ـ يدخل تحت قول ابن كثير:" يغتفر الإخلال بحرف الضاد؟؟
أقول بالطبع لا .. لأن هذه الضاد منطوقة عن طريق الوصف (هي الآن ظنية الثبوت) ولا يوجد من يقول بها من الناس وهذا ما قاله علماء الأصوات أنفسهم ـ رغم قولهم بالضاد الظائية ـ ... فهي ضاد موجودة في الكتب ولذلك تجدهم يختلفون في طريقة أدائها لأنها مبنية علي اجتهادهم الشخصي في تحليل كلام سيبويه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/468)
فلماذا نعدل عن الضاد الحالية الثابتة ونأخذ بضاد وهمية لا يمكن القول بأنها هي الضاد القديمة، لأننا لم نسمعها وهذا أيضا مع قول ابن الجزري:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا. هـ؟؟ ثم نقول: أيهما أولي: أن نأخذ بما سمعناه وكان موجودا منذ القدم وتواتر؟؟ أم ما جاءنا عن طريق الوصف فيحتمل الصواب والخطأ؟؟ ومن قال بغير ذلك فليسمّ لنا القبيلة أو البلدة التي تقرأ هذه الضاد ولن يستطيعوا لأن أهل التخصص لم يجدوا هذا الوصف في أي بلد.
فإن قال قائل: إذا كان الإجماع موجودا منذ القدم هل يتغير الآن؟
أقول: نعم .. والدليل أن الطاء قديما كانت هي صوت الضاد الحالية ثم تغيرت وخالفت الإجماع ولم يعترض أحد .. أقول بل هي موجودة إلي الآن .. انظر قول جبل وغانم قدوري في وجودها.
أقول: إذا كان الأمر كذلك فكيف استخدم العرب قديما الضاد كما في الأبيات السابقة وهي تدل علي معني الضاد وليست الطاء؟؟ فإن قالوا هذه لهجة أخري، قلنا إذن يجوز لنا القراءة بها كما تلقيناه عمن سبقونا،، ودل هذا الكلام أن الطاء الحالية جاءت نتيجة تطورات حدثت فلا ضاد ولا طاء .. فماذا بقي لنا من الأحرف؟؟ ولماذا لا نأخذ بما يقوله القراء عن طريق المشافهة؟؟ أليست المشافهة أسلم؟؟ قال ا. د/عبد الصبور شاهين في كتابه ـ علم الأصوات ـ:" ... فإن صوتي الطاء والقاف يكونان قد تعرضا للهمس خلال القرون وصارا ينطقان بوصفهما الجديد مهموسين،عند قراء القرآن وهم المقياس المثالي لسلامة النطق الحرفي للفصحي "ا. هـ صـ112 والقراء القائلون بالضاد الظائية لا يأخذون بالطاء الشبيهة بالضاد المصرية رغم مطابقتها لوصف سيبويه والقراء أيضا؟؟
فإن قال قائل: ألم تقولوا إن الطاء القديمة صوت الضاد؟ فكيف تثبتون لنا صحة الضاد وهي صوت الطاء قديما؟؟
أقول: لا ضير في ذلك فهناك كثير من الأمثلة التي تدل علي تغير الحرف وهي تحل بنفس المعني ما دام الناس تعارفوا علي ذلك في لغتهم ولهجاتهم مثل: (حتي حين) هذيل تقول (عتي حين) فهي علي اللهجتين تفيد الغاية، فتغير الحرف في اللهجتين والمعني واحد،ومثل إبدال الشين من كاف يقولون ـ تميم ـ "ما جاء بش " يريدون "ما جاء بك" ونقل ابن جني في المحتسب قوله تعالي "قد جعل ربك تحتك سريا " يقرؤونها " قد جعل ربش تحتش سريا "ومثل "مده" يريدون "مدح" والأمثلة علي ذلك كثيرة في استعمال العرب للكلمات مع تغير حرف وبقاء المعني، أعني أن العجيليين كانوا يستخدمون صوت الطاء القديمة في حرف الضاد وهذا ما عليه الناس اليوم، هذا مع وصف ابن سينا بأنها شديدة.
... إذن هذه الضاد لها أصل قديم أيضا كما قدمنا،وللمزيد في معرفة تغير حرف في كلمة مع عدم تغير المعني ارجع لكتاب الموضح للقرطبي وكذا للسان العرب.
والخلاصة: إن القرآن الكريم يؤخذ مشافهة وهناك بعض الأوجه التي كانت مشهورة وتركها القراء مثل إظهار الميم الساكنة عند الباء، بل قال أبو علاء الهمذاني العطار:" وأكثر أهل الأداء علي إظهارها أيضا عند الباء " وقال المرادي:" القول بالبيان أشهر وعليه الأكثر" الدراسات الصوتية صـ392
وهكذا إخوتي في الله إذا أخذنا بأوصاف القدامى في الأحرف وتركنا ما عليه القراء في زماننا لغيرنا هذه الأحرف المختلف فيها كما يري علماء الأصوات، فالذين أخذوا الضاد الظائية حسب الوصف كان يجب عليهم أن يأخذوا في الأحرف الأخري حيث لا يوجد لهم مستند في عصرنا سوي وصف سيبويه، والعجيب أنك تري ممن لا علم عنده يقول لك هذه الضاد أخذناه مشافهة من شيوخنا فلا يعرف هذا المسكين أن شيوخه لم يتلقوا هذه الضاد، إنما أخذوها بناء علي الوصف كما سبق.
وهذه الفقرة منقولة من بحث فتوي علماء الأزهر بتحريم الضاد الظائية: وفرغلي نقله من كتاب (الجامع في علم التجويد). لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله ـ حفظهما الله ـ وكنت أنا والشيخ نبيل معا في معهد القراءات في بنها وكنا نقرأ معا علي العلامة الشيخ عبدالله الجوهري وكان معي أيضا في مقرأة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف في الإسعاف
وإليك كلامه:" قال المصنف من (ص 222: 231)
الفصل السادس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/469)
الفرق بين الضاد والظاء
لعل من مثيرات العجب أن نعقد فصلاً كاملاُ للتفريق بين حرفين اثنين , سبق الحديث عنهما في معرض حديثنا عن مخارج الحروف وصفاتها. والأعجب أن يفرد بعض أهل العلم لهذين الحرفين رسائل ومصنفات خاصة؛ ذلك لأن اتجاهاً يفرط في القول بتقارب الحرفين مخرجاً , واشتراكهما في أغلب الصفات إلى حد يخرج نطق أحدهما دون حد فاصل عن الآخر. وبصورة أدق ينطقون الضاد ظاء أو على الأقل مشمة بها؛ وقد واجه أهل العلم قديماً وحديثاً هذا الاتجاه وردوا على هؤلاء القائلين بالضاد الظائية , ومع تتابع الزمن وامتداد الآجال عاد هذا الاتجاه بصورة أكثر قوة وعاد أصحابه أكثر جرأة في محاولة تبرير اتجاههم وإضفاء الشرعية عليه؛ وعملنا في الصفحات التالية هو مناقشة هؤلاء والرد على شبههم على النحو التالي:
أولاً: الحديث عن الفرق بين الضاد والظاء من جهة المخرج والصفة , وبيان أن هناك من هو أقرب منهما في المخرج واشتركا في جميع الصفات ولم يقل أحد بمثل قولهم بضرورة التشابه بين هذين الحرفين.
ثانياً: مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب هذا الرأي وتفنيدها.
ثالثاً: هل لأصحاب الرأي رواية في الضاد الظائية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أم هو باجتهاد منهم؟
أولاً: الفرق بين الضاد والظاء
نفرق بين الضاد والظاء من حيث المخرج والصفة , وسوف يكون الحديث أولاً:
1 – من حيث المخرج:
تخرج الضاد من: أول إحدى حافتي اللسان بعد مخرج الياء , وقبل مخرج اللام مستطيلة إلى أول مخرج اللام مع ما يلي الضاد من الأضراس العليا وأول الحافة مما يلي الحلق.
تخرج الظاء: ما بين ظهر اللسان مما يلي رأسه وبين رأس الثنيتين العليين ويشاركها في هذا المخرج كل من الذال والثاء.
2 - من حيث الصفات:
الضاد – مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , مستطيلة.
الظاء - مجهورة , رخوة , مستعلية , مطبقة , مصمتة , -----.
ولكي تتم الفائدة ويتضح أن هناك فرقاً بين الضاد والظاء في اللفظ نأخذ أمثلة لبعض الأحرف التي تقاربت تقارباً شديداً عن الضاد والظاء , وهي:
أ – مثال لحرفين تقاربا مخرجاً وصفة ولم يفترقا إلا في صفة واحدة وهما اللام والراء.
مخرج اللام: تخرج من إحدى حافتي اللسان لمنتهاه من جهة طرفه.
مخرج الراء: تخرج الراء من رأس اللسان مع ظهره مما يلي رأسه.
الصفات:
اللام: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة , ----.
الراء: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة , منحرفة. متكررة.
فأنت تلاحظ: أن اللام والراء متقاربتان جداً في المخرج لدرجة أن بعض أهل العلم " الفراء " وموافقيه جعلوها متجانسين , واتفقا في جميع الصفات وتميزت الراء عن اللام بالتكرير.
ب – مثال آخر لحرفين اتفقا في الصفات واختلفا في المخرج: وهما التاء والكاف.
فالتاء مخرجها: ما بين ظهر اللسان وأصل الثنيتين العليين.
والكاف مخرجها: أقصى اللسان جهة أسفل مع ما يقابلها من سقف الحنك بعد مخرج القاف.
ومن جهة الصفات:
التاء: مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة.
الكاف: مهموسة , شديدة , مستفلة , منفتحة , مصمتة.
فأنت ترى أن كلاً من التاء والكاف اشتركتا في جميع الصفات واختلفتا في المخرج.
ج – مثال ثالث لحرفي النون والميم:
مخرج النون: رأس اللسان وما يحاذيه من اللثة.
ومخرج الميم: ما بين الشفتين معاً.
من حيث الصفات:
النون: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة.
الميم: مجهورة , متوسطة , مستفلة , منفتحة , مذلقة.
فأنت ترى أيضاً أن كلاً منم النون والميم اتفقا في جميع الصفات واقتربا في المخرج.
المناقشة: زعم أصحاب الضاد الظائية التشابه بين الضاد والظاء في النطق لقرب مخرجيهما , واشتراكهما في جميع الصفات ما عدا صفة واحدة وهي الاستطالة , وأنت ترى قد رأيت معي أن هناك حروفاً بينها تقارب أشدّ من الضاد والظاء , مثل اللام والراء , واشتركا في جميع الصفات , ولم يختلفا إلا في صفة واحدة , ولم يقل أحد بضرورة تشابهها في اللفظ من أجل هذا التقارب على رأي الجمهور , والتجانس على رأي الفراء وموافقيه , واتفاقهما في جميع الصفات ما عدا صفة التكرير التي تميزت بها الراء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/470)
بل وأكثر من ذلك نجد أن كلاًّ من السين والزاي اشتركتا في المخرج واتفقتا في جميع الصفات ولم يقل أحد بضرورة التشابه بينهما لهذا التجانس لاشتراكما في المخرج واتفاقهما في جميع الصفات , ولم يفترقا إلا في صفة واحدة فقط وهي الهمس في السين ويقابلها الجهر في الزاي , ولولاهما لكانت السين زاياً , والزاي سيناً.
فأين الضاد والظاء من هذه الحروف؟
فكل حرف شارك غيره في المخرج فلا يتميز عنه إلا بالصفات , وكل حرف شارك غيره في الصفات فلا يتميز عنه إلا بالمخرج.
وجهارة الضاد تعتبر مانعاً قوياًّ لاختلاطها بصوت الظاء , فإذا أردت أن تحقق صفة الجهر في الضاد؛ فينبغي – كما يقول سيبويه – أن تشبع الاعتماد عليه في موضع خروجه , بحيث يمتنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد عليه , ولرخاوتها جرى معها الصوت.
ثم اعلم: أن بعض الحروف أقوى في الجهر من بعض على حسب ما في الحرف من صفات القوة , ولذلك يعد حرف الضاد ضمن الحروف القوية في الجهر , وذلك لاجتماع صفات القوة فيه فيما عدا صفة واحدة وهي الرخاوة؛ وعلى ذلك فإن نطق الضاد لابد من أن يكون الاعتماد قوياً على المخرج بما يتلاءم وما في الضاد من قوة الجهر وانحباس النفس.
أما الظاء؛ ففيها إنزال رتبة في الجهر من الضاد , لأن صفات القوة التي اجتمعت فيها أقل من صفات القوة في الضاد , لوجود صفة الاستطالة في الضاد وهي من صفات القوة. فالرخاوة في الظاء تكون أكثر لخروجها من ذلق اللسان وأطراف الثنايا العليا , فيكون جريان الصوت فيها أقوى.
ثانياً: مناقشة الأدلة التي استند إليها أصحاب الضاد الظائية
استدل أصحاب الضاد الظائية بأقوال أهل العلم منهم المحدث والمفسر , ومنهم أهل الأداء؛ فاستأنسوا بقول الحافظ ابن كثير صاحب التفسير , في معرض حديثه عن تفسير قوله تعالى (وَلا الضَّالِّين َ) (الفاتحة: من الآية 7) قال رحمه الله: " والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما , وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس؛ ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولأن كلاً من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة , ومن الحروف المطبقة فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك ".
فأنت ترى معي كيف قدم ابن كثير كلامه بـ: " يغتفر الإخلال " , وختمه بـ: " لمن لا يميز ذلك " , إذا كان الأمر ليس كما ذهب القائلون بالضاد الظائية , فقوله: " يغتفر لمن لا يميز " حجة عليهم وليس حجة لهم؛ إذ أن مفاد العبارتين أنه مما يقع فيه الخطأ واللحن , وأن من يمكنه التمييز بينهما لا يغتفر له خلط أحد الحرفين بالآخر.
فمن أخرج الضاد قريبة من الظاء يعتبر لحناً في كتاب الله كما ذهب إلى ذلك أهل الأداء في هذا العصور.
قال الإمام ابن الجزري: واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعسر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به. فمنهم من يجعله ظاء مطلقاً، لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجين لكانت ظاء، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق. وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا الضالين بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مبطل للصلاة، لأن (الضلال) هو ضد (الهدى)، كقوله: ضل من تدعون إلا إياه، ولا الضالين ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ظل وجهه مسوداً وشبهه، فمثال الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صاداً في نحو قوله: وأسروا النجوى و أصروا واستكبروا فالأول من السر، والثاني من الإصرار.
ثم قال: واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص على إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم. فإذا أتي بعد الضاد ظاء معجمة وجب الاعتناء ببيان أحدهما من الآخر لتقارب التشابه في نحو (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/471)
وإذا سكنت وأتى بعدها حرف إطباق وجب التحفظ بلفظ الضاد، لئلا يسبق اللسان إلى ما هو أخف عليه، وهو الإدغام، نحو قوله: فمن اضطر و) اضْطُرِرْتُمْ) (الأنعام: من الآية119) وإذا أتى بعدها حرف من حروف المعجم فلا بد من المحافظة على بيانها، وإلا بادر اللسان إلى ما هو أخف منها، نحو قوله:) أَعْرَضْتُمْ) (الاسراء: من الآية67) (أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198).
فأنت ترى معي أن كلام ابن الجزري – وهو إمام هذا الفن – واضح جلي في بطلان من ينطق الضاد ظاء أو شبيه بالظاء , لأنه لا تشابه , بل التحذير لم يكن بين الضاد والظاء فقط في قوله , بل جعله عاماً في كل حرفين متجانسين أو متقاربين فأتى بمثال للطاء في نحو:) اضْطُرَّ) (البقرة: من الآية) 173 (اضْطُرِرْتُمْ) (الأنعام: من الآية119) وكذا التاء في نحو (أَعْرَضْتُمْ) (الاسراء: من الآية67)) ا أَفَضْتُمْ) (البقرة: من الآية198).
قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح قول ابن الجزري:
وإن تلاقيا البيان لازم
قال: فقال: البيان لأحدهما من الآخر لازم للقارئ لئلا يختلط أحدهما بالآخر فتبطل صلاته , وذلك في نحو قوله تعالى: (أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: من الآية3) وقوله في سورة الفرقان: (يَعَضُّ الظَّالِمُ) (الفرقان: من الآية27) وهناك فرق بين العض والعظ.
وفي المنح الفكرية أيضا: قال ابن المصنف وتبعه الرومي: وليحترز من عدم بيانها , فإنه لو أبدل ضاداً بظاء وبالعكس بطلت صلاته لفساد المعنى.
قال المصري: فلو أبدل ضاداً بظاء في الفاتحة لم تصح قراءته بتلك الكلمة؛ ثم قال: " وخلاصة المرام ما ذكره ابن الهمام: من أن الفصل إن كان بلا مشقة كالظاء مع الضاد فقرأ الطالحات مكان الصالحات تفسد , وإن كان بمشقة الضاد مع الظاء , والسين مع الصاد والطاء مع التاء قيل: تفسد وأكثرهم: لا تفسد ".
ونقول: وهذا أيضاً يؤيد ما ذهبنا إليه من أنه لم يخص الضاد مع الظاء؛ بل الصاد والسين , والطاء والتاء.
ونفهم من ذلك: أن الحرفين تقاربا صفة ومخرجا لا بد من بيان أحدهما من الآخر , سواء الضاد والظاء أو غيرهما. والله أعلم.
ثالثاً: مناقشة القائلين بالظاء من جهة السند
وإذا كنا نتحدث عن الضاد الظائية المزعومة من جهة السند؛ فلا يفهم من ذلك أننا نطعن في أسانيد هؤلاء العلماء الإجلاء , أو غيرهم , ولكننا نناقش ونفند ما زعموه , قاصدين من وراء ذلك بيان الحق في هذه المسألة.
ونقول: زعم هؤلاء وخاصة أهل هذا العصر منهم: أن الضاد الظائية منسوبة إلى فضيلة الشيخ عامر عثمان في هذا العصر – رحمه الله – مع ملاحظة: أن هذه القضية منذ أمد بعيد , ولم تكن في هذا العصر فقط.
ونقول لهم: إذا صح كلامكم فلا بد وأن تكون هذه الضاد وصلتنا عن طريق الرواية , عن طريق فريد عصره الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات – أطال الله في عمره -؛ لأن كلاً من العالمين الجليلين يتقابل سندهما عند علامة العصر العلامة " المتولي ".
مع ملاحظة: أن الشيخ الزيات أعلى سنداً من فضيلة الشيخ عامر , فكيف تصل إلى هؤلاء هذه الضاد المزعومة ولا تصلنا؟ مع أن المصدر واحد!!!
ثم إن كثيراً ممن تزعموا أمر هذه الضاد عادوا وتركوا الضاد الظائية إلى الضاد العادية , بل تزعموا الرد على من يدعي الضاد الظائية ومن هؤلاء العلماء: فضيلة الشيخ / ‘إبراهيم شحاته السمنودي , ذكر ذلك لنا فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف , وذلك عند قراءة الكتب الثلاث على فضيلته , ثم إن كل من قرأنا عليهم من العلماء لم يقرؤنا إلا بالضاد المشهورة التي تقرأ حالياً في مصر والحجاز خاصة الحرمين الشريفين وأكثر البلاد الإسلامية؛ ثم إن وزارة الأوقاف المصرية كونت لجنة من كبار علماء القراءات في قطرنا الحبيب من بينهم أصحاب الفضيلة:
فضيلة الشيخ / رزق خليل حبة شيخ المقارئ المصرية – بارك الله في عمره –
وفضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف.
وفضيلة الشيخ / عبد الله الجوهري – رحمه الله –
وفضيلة الشيخ الدكتور / المعصراوي
وبعض العلماء الأفاضل , وانتهت هذه اللجنة إلى تأثيم من ينطق بالضاد الظائية واتفقوا على منع من يقرأ بها أو يقرئ.
ثم إن معظم علماء وقراء عصرنا على منع تعليم هذه الضاد المزعومة.وإليك البيان الذي أصدرته وزارة الأوقاف المصرية في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/472)
نقول: أصدرت وزارة الأوقاف المصرية؛ الإدارة العامية لشئون القرآن كتابها الدوري رقم (8) لسنة 1997 جاء فيه:
فقد شاع بين قلة من الذين يقرؤون القرآن نطق الضاد ظاء أو شبيهة بها الأمر الذي لو تركناه لأحدث فتنة كبرى , فضلاً عن أنه تحريف لبعض كلمات القرآن الكريم؛ وقد جاء في هامش الفتوى الكبرى للإمام ابن حجر الهيثمي ج 1 ص 138 عن الإمام شمس الدين محمد الرملي بأن من أبدل الضاد ظاء سواء كان في الفاتحة أم في غيرها , من فعل ذلك قادراً عالماًً عامداً بطلت صلاته؛ وصرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في شرحه للمقدمة الجزرية من كتاب المنح الفكرية ص 43؛ بأن من فعل ذلك فسدت صلاته وعليه أكثر الأئمة؛ لذلك:
دعت الإدارة العامة لشئون القرآن إلى تشكيل لجنة يوم الاثنين الموافق 28 من ذي الحجة سنة 1417 هـ الموافق 5/ 5 / 1997 م , من المختصين والمهتمين بالحفاظ على القرآن غضاً طريّاَ كما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تكونت اللجنة من السادة:
1 – محمد عبد الباري , مدير عام شئون القرآن – رئيسا.
2 – رزق خليل حبة , شيخ عموم المقارئ – عضواً.
3 – محمود طنطاوي , وكيل المقارئ – عضواً.
4 – عبد الحكيم عبد اللطيف , شيخ مقرأ الأزهر – عضواً.
5 – محمود برانق , شيخ ومفتش مقارئ – عضواً.
6 – عبد الله الجوهري , مفتش مقارئ – عضواً.
7 – الشيخ د. أحمد المعصراوي شيخ مقرأ الحسين – عضواً.
8 – عباس محمد جبر , مدير إدارة التحفيظ – عضواً.
9 – محمود محمد عطية.
وبعد المناقشة المستفيضة: أقرت اللجنة: بأن القرآن الكريم قطعي الثبوت حرفاً حرفاً ونقل إلينا بالتواتر والتلقي إلى قيام الساعة , ولا يجوز إبدال أي حرف بحرف آخر أو شبيه به؛ واتفقت اللجنة على ما ورد من أقوال الأئمة من أنه إذا نطقت الضاد ظاء أو شبيهة بها في الصلاة بطلت الصلاة؛ وحرام على من قرأ بها أو يقرأ بها غيره. انتهى كلامه.
قلت: فحوى هذه الفتوى نقلته من كتاب (الجامع في علم التجويد) لفضيلة الشيخ / نبيل بن عبد الحميد بن علي. وتمّ مراجعة هذا الكتاب من فضيلة الشيخ / عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله. (حفظهما الله). من مطبوعات مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر. 3 درب شريف من شارع راتب حدائق شبرا , ت 2055688 – 4307526." ا. هـ
وهذه الفتوي دلت علي عدم دخول الضاد الظائية في قول ابن كثير وتقدم الرد.
قد علمت أخي مما سبق ثبوت الضاد المصرية وعدم وجود الضاد الظائية إلا في الكتب كما قال علماء الأصوات .. ونحن إذا تتبعنا علماء الأصوات وتركنا ما أخذناه من مشايخنا لغيرنا أحرفا كثيرة يخطئ فيها علماء الأصوات علماء التجويد والقراء،بل المعتمد المشافهة.
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أخوكم عبد الله
منقول للإفادة
ـ[عمر فولي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 08:02 م]ـ
رسالة في الضاد الظائية
قد علمت أخي مما سبق ثبوت الضاد المصرية وعدم وجود الضاد الظائية إلا في الكتب كما قال علماء الأصوات .. ونحن إذا تتبعنا علماء الأصوات وتركنا ما أخذناه من مشايخنا لغيرنا أحرفا كثيرة يخطئ فيها علماء الأصوات علماء التجويد والقراء،بل المعتمد المشافهة.
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
الحكيم أبو عمر عبد الحكيم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27516&page=4&highlight=%DD%D1%DB%E1%ED+%C7%E1%DA%D1%C8%C7%E6%ED
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:40 ص]ـ
الأخوان عمر الفولي ومنتدى التوحيد
وفقكما الله تعالى
وبارك عليكما
وجزاكما على النصيحة الخير كله
وأشكر الأخ عمر خصيصا
لأنه وضع هذا البحث
في موضوعي عن صوت الضاد
وأحال عليه
ولي مع البحث وقفات عدة
تبين ما وقع للباحث
أرشدنا الله وإياه
لكن ذلك ربما استغرق بضع أسابيع
نظرا لظروفي الحالية
وسوف أضع الرد هناك في موضوع صوت الضاد
إن شاء الله
والله أسأل أن يجعل عملنا وإياكم خالصا لوجهه الكريم
وأن يجعل غيرتكم على كتابه في ميزان حسناتكم
يوم تعرض الأعمال
أخوكم الداعي لكم بالسداد والرشاد
سعيد الحلبي المصري
غفر الله أوزاره
ـ[عمر فولي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 10:43 م]ـ
السلام عليكم
أخي الشيخ سعيد الحلبي لست أنت المقصود بالتحديد ولكني أناقش أدلة ولا أناقش أشخاصا
وأنا في انتظار ردودك حتي نستطيع تقريب المسألة .. والله المستعان
السلام عليكم
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 10:43 م]ـ
رعاك الله أخي عمر
ما غضبت
فإنما الأمر مدارسة ومطارحة
وكل من أتاني بالخير فرحت به
ودعوت له
ولو تبين لي سبيل الرشاد لاتبعته
ودعوت لمن يسره لي بكل الخير
بارك الله عليك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/473)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:49 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا علي حسن أدبك وذوقك.
وسيكون حوارا ممتعا إن شاء الله
والسلام عليكم
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله عليك
وجزاك الخير كله
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[11 - 03 - 07, 06:28 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
وأثابكما على حسن صنيعكما
وحسن أدبكما
خير الثواب
ـ[عمر فولي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا فضيلة د/ مروان
ونسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم .. آميييييييييين
والسلام عليكم
ـ[النويري]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونحن في انتظار الحوار البناء
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:32 ص]ـ
ما أجمل أخلاق أهل القرآن
أسأل أن يجعلني و إياكم منهما
جزاكما الله خيرا و زادكما الله أدبا و بارك فيكما
ـ[عمر فولي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 11:53 م]ـ
ما أجمل أخلاق أهل القرآن
أسأل أن يجعلني و إياكم منهما
جزاكما الله خيرا و زادكما الله أدبا و بارك فيكما
جعلنا الله من أهلنا آمين آمين آمين
ـ[اسد الدين شركوه]ــــــــ[12 - 03 - 10, 07:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا(4/474)
النبر في القرآن الكريم
ـ[ملتقى التوحيد]ــــــــ[07 - 02 - 07, 12:02 ص]ـ
في القرآن الكريم النبر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
لاشك أن القرآن معجز في كل شئ من حيث ألفاظه ونظمه وبلاغته، فالعلماء جميعا ينهلون من القرآن، والكل يأخذ من القرآن ولم ينته عجائبه وحير البلغاء في دقة ألفاظه وتنوعه قال د/ فاضل السامرائي في كتابه (بلاغة الكلمة في التعبير القرآني):" ولا شك أن كل كل مفردة وضعت وضعا فنيا مقصودا في مكانها المناسب، وأن الحذف من المفردة مقصود كما أن الذكر مقصود،وأن الإبدال مقصود،وكما أن الأصل مقود، وكل تغيير في المفردة أو إقرار علي الأصل مقصود له غرضه ".صـ6، هذا من جهة البلاغة،ولكننا سنتحدث عن أسلوب جديد في قراءة القرآن وهو طريقة إلقاء الكلمة ـ بعيدا عن علم التجويد المدود وغيرها ـ حسب ما تقتضيه المعاني، والذي يشرع في تعلم علم التجويد له أربع مراحل:
أولها: مرحلة الشكل (أي التشكيل) كيف يتعلم طرقة نطق الفتحة والضمة والكسرة، والذي يعبر هذه المرحلة يدخل بعدها مرحلة المخارج كيف ينطق الحرف وكيف يفخم ويرقق الحروف بحسب أحوالها ومن عبر تلك المرحلة دخل في الثالثة وهي المرحلة الحسابية حيث يتعلم مقادير المد الطبيعي ومقادير المنفصل والمتصل واللازم وحركتي الغنة وهكذا عن طريق العد أو بسط الأصبع وغيره حتي يتقنها سليقة وطبيعة دون عناء، ومن انتهي من هذه المرحلة ــ ولا شك أنه سيكون مجيدا في القراءة ــ يدخل في المرحلة الأخيرة وهي مرحلة المهرة المتقنين وهي النبر، قد ينطق القارئ الكلمة بتشكيل صحيح ومخارج سليمة ثم يعطي معني مخالفا للمراد مثل قوله تعالي:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) " فيقرا كلمة " فقعوا " مثل كلمة " ذهبوا " مثلا فكأنها من فقع العين، بل لا بد من تمييز حرف الفاء والصبر علي حركة القاف دون الإسراع فيكون حينئذ بمعني الإلقاء وهذا ما يعرف بالنبر،
وكذا لو قرأ " فَسَقي لهما" بنفس إيقاع "جعلا له " فتصير كلمة " فسقي "وكأنها من الفسوق في حين أنها من "السّقي" .. وكذا لو نطق " وسعي لها " وكأنها من من السعة والاتساع في حين أنها من السعي الذي هو السير، .. وكذا " فهدي " ليست من الفهد وإنما من الهدي، وتجنب مثل هذا يكون بنبر المقطع الثاني ـ أي الصبر علي الحرف الثاني وحركته ـ ولو قرا مثل قوله تعالي::" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ " دون نبر "ما" فتقترب الكلمة من كلمة "كلما " التي تفيد التكرار وكذلك نطق " أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ " دون نبر "ما" يحول المعني من استفهام موجه للكافرين عن شركاهم إلي ظرف مكان عام أو اسم شرط وجزاء وكلاهما غير مناسب،وكذا قوله تعالي:" وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ " دون نبر "ما" يجعل "أنما " كأنها أداة قصر وهذا غير مراد في الآية.
فينبغي للقارئ أن ينتبه لمثل هذا،ولنذهب سويا لكي نتعرف علي النبر .. قال صاحب لسان العرب في النبر:" مصدر نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبِرُه نَبْراً هَمَزَه وفي الحديث قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نَبيءَ الله فقال لا تَنْبِر باسمي أَي لا تَهْمِزْ وفي رواية فقال إِنَّا معْشَرَ قريش لا نَنْبِرُ والنبْرُ هَمْزُ الحرْفِ ولم تكن قريش تَهْمِزُ في كلامها نَبَرَ الرجلُ نبْرَةً إِذا تكلم بكلمة فيها عُلُوٌّ وأَنشد إِنِّي لأَسمَعُ نبْرَةً من قَوْلِها فأَكادَ أَن يُغْشَى عليّ سُرُورا والنبْرُ صيحة الفَزَعِ ونبرة المغني رفع صوْتِه عن خَفْض ".
وقال في المعجم الوجيز:" النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق،والنبر:إظهار الهمزة مثل: دارأ في داري" والذي نحن بصدده::"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/475)
النبر في النطق:إبراز أحد مقاطع الكلمة عند النطق " وهو ما يسميه بعض العلماء الضغط علي الحرف حتي تكمل حركته ,ويتميز عما قبله و بعده بارتفاع الصوت وهذا الشئ قديم وهو تميز المعني بطريقة الأداء فقد ذكر د/ جبل ود/ غانم قدوري ما قاله النسفي في سورة يوسف وقبل ذكرها أحب ان أضع هاتين الآتين معا حتي يتضح قول النسفي جيدا للقارئ:" قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ " وقوله تعالي:" فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66) " لفظ الله مرفوع في الآتين ولكن في الأولي (المائدة) فاعل وفي (يوسف) مبتدأ ولنقرأ كلام النسفي في سورة يوسف" {فَلَمَّا ءاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ} قيل: حلفوا بالله رب محمد عليه السلام {قَالَ} بعضهم يسكت عليه لأن المعنى قال يعقوب {الله على مَا نَقُولُ} من طلب الموثق وإعطائه {وَكِيلٌ} رقيب مطلع غير أن السكتة تفصل بين القول والمقول وذا لا يجوز، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله." ا. هـ
فقول النسفي "، فالأولى يأن يفرق بينهما بالصوت فيقصد بقوة النغمة اسم الله " يقصد إظهار لفظ الجلالة الله وإلقائه بطريقة تشعر بان القصد منه الابتداء لأن الفاعل في الآية هو يعقوب عليه السلام وكلمة وكيل خبر للفظ الجلالة فالتفريق بقوة النغمة رفع الصوت به إذ لا معني لقوة النغمة هنا إلا النبرلأنه رفع بضغط،قد خصص هذا النبر بلفظ الجلالة بقوله (فيقصد ... ).انظر تحقيقات في التلقي والأداء د/ جبل وكتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري.
ويتضح مما سبق أن المفسرين كانوا يهتمون بطريقة الإلقاء والنبر قديم المنبع وإن كانوا لا يسمونه نبرا كما هو معروف فالتسمية لا تضر .. وهذا وإن كافيا في الرد حيث تبين قدم الموضوع وليست حديثة كما يدعي صاحب البحث .. وقال د/ جبل في ترجمة:: -محمد بن عيسى بن إبراهيم بن رزين أبو عبد الله التيمي الأصبهاني إمام في القراءات كبير مشهور له اختيار في القراءة أول وثان، أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن خلاد بن خالد والحسن بن عطية وداود بن أبي طيبة وخلف وأبي معمر وسليمان ابن داود الهاشمي وسليم بن عيسى ويونس بن عبد الأعلى ونصير بن يوسف النحوي وعبد الرحمن بن أبي حماد وحماد بن بحر ونوح ابن أنس والصباح بن محارب وأشعث بن عطاف وروى الحروف عن عبيد الله ابن موسى وإسحاق بن سليمان، روى القراءة عنه الفضل بن شاذان وهو أكبر أصحابه وأعلمهم، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني وجعفر بن عبد الله بن الصباح وأحمد بن يحيى التارمي- والحسين بن إسماعيل الضرير أبو سهل حمدان بن المرزبان وأحمد بن الخليل بن أبي فراس ومحمد بن عصام وإبراهيم بن أحمد بن نوح ومحمد بن أحمد بن الحسن الشعيري ويعقوب بن إبراهيم بن الغزال ومحمد بن الهيثم الأصبهاني والقاسم بن عبد الله الفارسي والحسن بن العباس الرازي وعبد الله بن أحمد اللخمي وموسى بن عبد الرحمن ومحمد بن أحمد الرازي والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني والهيثم بن إبراهيم البخاري، قال أبو حاتم صدوق وقال أبو نعيم الأصبهاني ما أعلم أحداً أعلم منه في وقته في فنه يعني القراءات، وصنف كتاب الجامع في القراءات وكتاباً في العدد وكتاباً في جواز قراءة القرآن على طريق المخاطبة وكتاباً في الرسم وكان إماماً
في النحو أستاذاً في القراءات، مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة اثنتين وأربعين ومائتين.) غاية النهاية 2/ 350.
وقال السمرقندي في قوله تعالي:" وَإِذَا كَالُوهُم وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) " {وَإِذَا كَالُوهُمْ} يعني: إذا باعوا من غيرهم ينقصون الكيل {أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} يعني: ينقصون الكيل وقال بعضهم كالوهم حرفان يعني: كالوا ثم قال: هم وكذلك وزنوا ثم قال: هم يخسرون وذكر عن حمزة الزيات أنه قال هكذا ومعناه هم إذا كالوا أو وزنوا ينقصون وكان الكسائي يجعلها حرفاً واحداً كالوهم أي: كالوا لهم وكذلك وزنوا لهم وقال أبو عبيدة وهذه هي القراءة لأنهم كتبوها في المصاحف بغير ألف ولو كان مقطوعاً لكتبوا كالواهم بالألف " 587
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/476)
ٍولفظ حرفين في كلام أبي عبيد معناه كلمتين ذلك أن لفظ (هم) علي هذه القراءة مؤكد لضمير الفاعل،واللفظ التوكيدي كالزائد عن بناء الجملة لأنه ينصب علي مفردة فيها لا علي مبناها كله في حين أن المفعول هو من تمام بناء الجملة الفعلية في الفعل المتعدي لأن الكلام يتطلبه ومن هنا عدُّوا قراءة (كالوهم) في حالة تنغيم (هم) مفعولا كلمة واحدة وفي حالة تنغيمها توكيدا =حرفين أي كلمتين وكذلك الأمر في (وزنوهم).والنبر هنا يتمثل في ضغط النطق بالضمير ضغطا يشعر يتميزه عما قبله ويرتفع به صوته عما قبله وبعده في كل من القراءتين وكذلك الأمر في جعل الضمير (هم) في (هم يخسرون) مبتدأ وهذا الضمير يعد لغويا كلمة ويعد صوتيا مقطعا، وأبو عبيد عبّر عن ذلك التميز بالوقف فإن وقفا حقيقا فهو سريع جدا (كسكتات حفص) وهناك احتمال أن يكون قصد بالوقف ذلك التمييز النبريّ الذي ذكرناه "ينظر .. تحقيقات في التلقي د/جبل
وقال الزمخشري:" {والذين يَجْتَنِبُونَ} عطف على الذين آمنوا، وكذلك ما بعده. ومعنى {كبائر الإثم} الكبائر من هذا الجنس. وقرىء «كبير الإثم» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: كبير الإثم هو الشرك {هُمْ يَغْفِرُونَ} أي هم الأخصاء بالغفران في حال الغضب، لا يغول الغضب أحلامهم كما يغول حلوم الناس، والمجيء بهم وإيقاعه مبتدأ، وإسناد {يَغْفِرُونَ} إليه لهذه الفائدة، ومثله: {هُمْ يَنتَصِرُونَ} [الشورى: 39].يقصد:" وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) " الذي برز كون (هم) المنفصلة في هذه الآيات هي رأس جملة أي مبتدأ هو نبرها بحيث تبرز ابتدائيتها وكونها ليست مضافة إلي اليوم في آيتي غافر بخلاف آيات الزخرف والمعارج والطور والذاريات ـ وكذلك الأمر وإن كان أقل حدة في آيتي الشوري فالنبر هو الذي يبرز التخصيص الذي ذكره الزمخشري" المصدر السابق
ولابد أن نعرف ليس الأمر مطلقا ولكن يكون النبر فيما له أثر في المعني،اما مالا يؤثر في معني نحو النبر في (يعظكم ـ يعدُكم) أي الحرف الثاني منهما فهذا خطأ لا يجوز لأنه يؤدي إلي اختلاس حركة الحرف الثاني وهذا خطأ لأن هذه الحركة كاملة وليست مختلسة، وكما يفعله البعض في (أفلا تعقلون) يسرع بحركة الفاء ليستفهم كما يظن فإن سألته لما هذا؟ قال للتفرقة بينها وبين (أفل) الفعل (سورة الأنعام) في حالة تثنيتها أي (أفلا) ويظن أنه يفرق بينهما، وهذا خطأ لأن حركة الفاء كاملة وليست مختلسة وليست من الكلمات التي وردت مختلسة، ولكي يستفهم ينبر ـ أي يضغط ـ علي (لا) أو يلقي الكلمة التي بعدها ـ هنا (تعقلون) ـ بطريقة تشعر بالاستفهام،أما ما نسمعه من بعض الكبار باختلاسها فهذا خطأ مما لاشك فيه ـ كما بينا ـ.
والسؤال:ما هي التركيبات التي يدخل فيها النبر؟؟؟
قال د/ جبل:" 1. التركيب المكون من ثلاثة مقاطع .. مثل: (فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) تنبر القاف، (فَسَقَى لَهُمَا) تنبر السين، (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) تنبر النون (وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) تنبر القاف (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً) تنبر التاء (وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) تنبر القاف (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ) تنبر الهمزة (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) تنبر العين (فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا) تنبر الكاف (وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا) تنبر الكاف
ونري أن الأساس النفسي العلمي لهذا النوع من النبر أن اللغة العربية تغلب فيها الجذور الثلاثية علي غيرها ....
زيادة توضيح:
إن هذه الأفعال الثلاثية الماضية التي لم ينتقص منها حرف مثل (كفروا ـ ختم ـ قتل) وكذا الأفعال المضارعة مثل (يقول) والأفعال الماضية غير الثلاثية مثل (أنزل ـ آمن) والثلاثية التي حذف منها حرف ولكن لم يدخل عليها حرف مثل (لقوا ـ خلوا) والتي دخل عليها حرف ولكن تخلف نظمها المقطعي عما قلنا مثل (فزادهم) كل هذه لا تحتاج إلي نبر لأن نطقها متميز المكونات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/477)
2. حروف عطف أحادية تليها حروف جر أحادية داخلة علي ضمائر مثل (ولهم ـ فلهم ـ ولكم ـ فلكم ـ ألكم ـ فبما) والنبر فيها يكون علي حرف الجرـ أي علي المقطع الثاني أيضا ـ ومما يلحق بذلك ما يكون حرف الجر فيها بداية شبه جملة هي خبر مقدم لمبتدأ بعده مثل (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) بل إن أهمية إبراز كون حرف الجر بداية شبه جملة خبرا تجعل نبره مفيدا حتي لو لم يسبق بعاطف (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ) وهذا النوع كثير أيضا منتشر في القرآن والمهم أنه لا ينبغي أن يغيب عنا أن النبر الذي نهتم به أو ينبغي أن نهتم به هو ما يبرز معني الكلام أو يساعد علي إبرازه بأن ينبه إلي ان المقطع الثاني مثلا هو بداية لحرف أو لفعل أو إلي أن المقطع بداية بشبه الجملة لجملة مستقلة.
3.النبر في الحرف المقطعة.
أولا: (إن +ما،أن +ما) التراكيب المكونة من أن المشددة مكسورة الهمزة او مفتوحتها +"ما " موصولة أو غير موصولة،والقاعدة التي أطمئن إليها في هذه التراكيب هي نبر (ما) التي ليست اسم موصول سواء رسمت متصلة بما قبلها أو رسمت منفصلة عنه:أ ـ ما تنبر فيه (ما) بعد (إنّ) (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِين) الأنعام 134 (َ إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) النحل 95 (إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ) طه 69 (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ) الذاريات (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)) المرسلات. وقدر رسمت "ما" في هذه المواضع متصلة بأن عدا موضع الأنعام،، وباقي ما جاء في القرىن وهو 141 مرة ـ حسب ما في معجم حروف المعاني ـ فغن ما فيه كافة فلا تنبر ... فالذي ينبر من (إنّ + ما) هو خمة مواضع فقط
ثانيا: (أنّ + ما) لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ .. (178) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ ... (41) أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى ... (19) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ... (62) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ ... (30) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ ... (27) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ... ر (43) (وقد رسمت آيتا الحج ولقمان 30 مفصولتين)
وأما قوله تعالي:" فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ... (49) و" فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92) فالراجح ان "ما" فيهما كافة فلا تنبر وقد رسمتا بالاتصال.
الخلاصة: أن الذي ينبر من (أن + ما) هو ثماني آياتٍ الأولي وما عداهما ـ اثنان المائدة 49،92 وأحد عشر موضعا آخر (الأنفال 28 ـ هود 14ـ إبراهيم 52 ـ الكهف 10ـ الأنبياء108ـ المؤمنون 115ـ القصص 50 ـ ص24، 70 ـ فصلت 6 ـ الحديد 20) = لانبر فيه
ثالثا: (كل + ما) ينبر في هذا التركيب موضع واحد وهو اسم يعود عليه ضمير وهو قوله تعالي:" وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ... (34) " وما عدا هذا الموضع لا ينبر مثل: ... كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا ... (91) "كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ ... (44) والمواضع الثلاثة رسمت في المصحف بقطعى "كل" عن "ما " ثم إن المواضع الباقية في القرآن وعددها سبعة عشر لا تنبر فيها "ما" فالنبر في هذا التركيب في آية واحدة (إبراهيم 34)
رابعا: (بئس +ما) هنا عدة آيات "ما" فيها واضحة الموصولية هي قوله تعالي: "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ" "قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ
& Oslash; وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ& Oslash; وقد رسمت الأوليان باتصال "ما".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/478)
وعدة آيات أخري "ما" راجحة الموصولية هي: وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران " لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (63) "لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) "لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ... (80) "قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي ... (150) المائدة. فهذه كلها تنبر (وقد رسمت هذه المجموعة بانفصال "ما")
قوله تعالي:" بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي " ف"ما" نكرة موصوفة فلا تنبر وقد رسمت متصلة.
فالخلاصة: أن كل (بئس+ما) تنبر ماعدا " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي "
4. (أين +ما) ورد هذا (التركيب" ثنتي عشرة مرة منها ثلاث مرات "ما" فيها موصول فتنبر وهي:"قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ... (37) الأعراف "وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) الشعراء "ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (73) غافر وهذه الثلاثة رسمت مفصولة وسائرها "أينما " فيه اسم شرط أو ظرف مكان مجرد من الشرط لاتنبر فيه "ما" وهي "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا ... (115) "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ ... (148) البقرة "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا ... (112) آل عمران "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ ... (78) النساء "أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ... (76) النحل "وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْت (31) مريم ُ
"مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا ... (61) الأحزاب "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد "إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ... (7) المجادلة
قال د/غانم قدوري:"قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن علي سبعة نغمات: فما جاء من أسمائه تعالي وصفاته فبالتعظيم والتوقير.
وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق.
وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب.
وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب.
وما جاء من الأومر والنواهي فبالطاعة والرغبة.
وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة. انتهي خلاصة العجالة صـ213 .. ) الدراسات الصوتية 480
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع.
هذا ما من الله به علينا،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة.آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عمر فولي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 08:06 م]ـ
النبر في القرآن الكريم
وهذا شئ يسير ويفتح الباب لإخواني حتي يدلوا كل واحد بدلوه وحتي تفهم معاني القرآن من قراءة القارئ ويكون تفسيرا أوّليّا للسامع.
هذا ما من الله به علينا،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة.آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80997&highlight=%C7%E1%E4%C8%D1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%C7%E 1%DF%D1%ED%E3
ـ[النويري]ــــــــ[09 - 07 - 07, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا عمر عبد الحكيم
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 11:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
يطلق مشيختنا بمصطلح دارج على معنى النبر بـ " الرَّكز " ويمثلون لها بقوله تعالى: " لكنا هو الله ربي " الكهف
بركزة على نون لكنا، والأساس في هذا الفن الفهم وإتقان الترتيل؛ كقولك: جاء عمرو وحده؟ في حقيقة الأمر يظهر الاستفهام للسامع من خلال النبرة ...
ـ[ابو رزان]ــــــــ[25 - 09 - 07, 10:29 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ ولكن هل يدخل في ذلك نبر الحرف المشدد بعد المد اللازم مثل اللام في الضالين وضالا والنون في قوله تتبعان وجان وهكذا ام لا يدخل بارك الله فيكم(4/479)
الكوثر و المطففين ... مكية أو مدنية ... نوم أو يقظة
ـ[محمود المصري]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:31 م]ـ
السلام عليكم إخواني
عندي ثلاث أسئلة عن سورتي الكوثر والمطففين:
1) سورة المطففين مكية أو مدنية؟
كثير من المصاحف يذكر فيها أن سورة المطففين مكية, وبعضها يذكر أنها اخر ما نزل في مكة فما الدليل على ذلك, فابن كثير -رحمه الله- ذكر أنها مدنية واستدل بالحديث التالي:
قال النسائي وابن ماجة: أخبرنا محمد بن عقيل -زاد ابن ماجة: وعبد الرحمن بن بشر-قالا حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، عن يزيد-هو ابن أبي سعيد النحوي، مولى قريش-عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فحسنَّوا الكيلَ بعد ذلك (1).
فهل من تفصيل في هذا الأمر؟
2) ما دليل من قال أن سورة الكوثر مكية؟
3) الكوثر نزلت في نوم أو يقظة؟
روى الإمام مسلم وأبو داود والنسائي، من طريق محمد بن فضيل، وعلي بن مُسْهِر، كلاهما عن المختار بن فُلْفُل، عن أنس. ولفظ مسلم قال: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا في المسجد، إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسما، قلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "أنزلت علي آنفا سورة"، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنه نهر وَعَدنيه ربي، عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض تَرِدُ عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم (2) فَيختلجُ العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما أحدث بعدك". (3) (تفسير ابن كثير - الشاملة)
وقد ذكر الإمام النووي -رحمه الله- في شرحه للحديث:
والخبر قوله: بينا أظهرنا أي بيننا. قوله: (أغفى إغفاءة) أي نام
ولكن ذكر الشيخ مناع القطان في كتابه "مباحث في علوم القرآن" ص34 بعد ذكره الوحي بالرؤيا الصالحة: "وليس في القرآن شيء من هذا النوع لأنه نزل جميعه يقظة, خلافا لمن ادعى نزول سورة الكوثر مناما للحديث الوارد فيها" ثم ذكر الحديث المذكور أعلاه ثم علق عليه رحمه الله وقال: "فلعل الإغفاءة هذه هي الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي"
وهذا ما أميل إليه فهل من مزيد في هذا الأمر؟
وجزاكم الله خيرا(4/480)
أين قال الشاطبي هذا البيت؟
ـ[سميح بن الشريف]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:39 م]ـ
ما لا يطاق ففي تعيين كلفته ... وجائز ووقوع عظلة البصرا
ـ[أم معين]ــــــــ[08 - 02 - 07, 01:50 م]ـ
البيت رقم 19 من المقدمة
من متن عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد
في علم رسم المصاحف
ـ[سميح بن الشريف]ــــــــ[08 - 02 - 07, 02:10 م]ـ
جزاك الله تعالى عني كل الخير أختي الأستاذة .. وبارك الله تعالى بعلمك ..
ـ[سميح بن الشريف]ــــــــ[08 - 02 - 07, 09:10 م]ـ
هل من شرح لهذا البيت؟
وماهي شروح رائية الشاطبي المنشورة؟
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 05:38 م]ـ
من أفضل الشروح للرائية (عقيلة أتراب القصائد) للأمام النحاس تلميذ الامام الشاطبي(4/481)
أرجو المساعدة من إخواني الأحبة
ـ[حذيفة الشامي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 07:00 م]ـ
إخواني الأحبة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بتسجيل رسالة جامعية تحت عنوان: "تفسير كعب الأحبار: جمعاً ودراسة" تهدف إلى جمع كل ما روي عن كعب الأحبار في التفسير ثم إخضاع أسانيدها لقواعد الجرح والتعديل، ووزان متونها بميزان الحقائق الشرعية واللغوية والتاريخية، ثم بيان أثر تلك الروايات في المفسرين.
والمساعدة التي أرجوها مم يعرف الجواب وله منّي جزيل الشكر وخالص الدعاء ما يلي:
1 - هل هناك أحد كتب رسالة علمية (ماجستير أو دكتوراه) في هذا الموضوع؟، وإذا كان الجواب بالإيجاب فمن وأين؟
2 - إرشادي إلى دراسات جامعية ومراجع تفيدني في عملي.
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 05:43 م]ـ
إذا كنت من السعوديه فعليك بالتواصل مع الشيخ مساعد الطيار عضو هيئة التدريس في كلية المعلمين والمشرف على موقع ملتقى أهل التفسير(4/482)
من فضائل السور سورة الفاتحة
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[09 - 02 - 07, 08:04 م]ـ
اولا انه لم ينزل فى الكتب السابقة مثلها
لقول النبى صلى الله عليه وسلم (والذى نفسى بيده ما انزل الله فى التوراة ولا فى الانجيل ولا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها انها السبع المثانى
ثانيها انه يجوز الاستشفاء بهاكما فى قصة ابى سعيد الخدرى قال (كنا فى مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت ان صاحب الحى سليم*1 (اى لديغ يقولون بذلك تفاؤلا) وان نفرنا غيب فهل منكم من راق فقام
معها رجل ما كنا نابنه برقية فرقاه فبرا فامر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع فقلنا له
اكنت تحسن رقية او كنت ترقى فقال ما رقيت الابام القران قلنا لاتحدثوا شيئا حتى ناتى ونسال رسول الله فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبى فقال (وما يدريك انها رقيه اقسموا واضربوا لى معكم بسهم متفق عليه
*1 (اى لديغ يقولون بذلك تفاؤلا)
ـ[شهاب]ــــــــ[10 - 02 - 07, 02:13 ص]ـ
جزاكـ الله خيراً
ونفع بعلمكـ(4/483)
أسئلة في أحكام التجويد
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله بركاته
أعان الله الجميع على ما يحب و يرضى
1 ـ هل الغنة مخرجها الخيشوم مطلقا حتى في الغنة التي في إدغام النون في الياء؟
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 12:56 ص]ـ
السؤال الثاني
هل الرخاوة صفة تعتري الحرف الرخو حال سكونه فقط أم في جميع الحركات؟
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 08:29 م]ـ
تذكير
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 07, 01:45 م]ـ
يبدو أن أهل الحديث شغلوا بالحديث عن أحكام التجويد
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:20 م]ـ
سؤال جيد بارك الله فيك
نرجو ان يفيدنا الاخوة
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:24 م]ـ
هل الرخاوة صفة تعتري الحرف الرخو حال سكونه فقط أم في جميع الحركات؟
اخي الكريم الرخاوة صفة اصلية في الحرف اي لا يقوم الحرف الا بها
فيأخذها الحرف في كل حالاته
والله اعلم
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:18 م]ـ
هل الغنة مخرجها الخيشوم مطلقا حتى في الغنة التي في إدغام النون في الياء؟
نعم اخي الكريم
عند التقاء النون الساكنة أو التنوين مع حرفي الياء والواو , فالغنة المتولدة هي غنة النون الساكنة أو التنوين , أما إذا التقت النون الساكنة أو التنوين مع حرفي النون أو الميم , فللقرّاء في ذلك قولين:
1. ان الغنة المتولدة هي غنة الحرف الأول
2. ان الغنة المتولدة هي عنة الحرف الثاني
وفي ذلك تفصيل
والأمر نظري فحسب
ومن الخطأ أن يُقرأ إدغام النون الساكنة أو التنوين مع الياء أو الواو بتشديد الياء أو الواو بدون إخراج صوت الغنّة , والله أعلم
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أحسن الله إليكما
أخي أبا تراب قولكم:
ومن الخطأ أن يُقرأ إدغام النون الساكنة أو التنوين مع الياء أو الواو بتشديد الياء أو الواو بدون إخراج صوت الغنّة , والله أعلم
هذه الغنة هل تخرج من الخيشوم؟ جزاكم الله خيرا.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:56 م]ـ
السلام عليكم
http://mazameer.com/vb/showthread.php?t=8365
والسلام عليكم
ـ[أبو تراب البغدادي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 02:16 م]ـ
نعم
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[14 - 02 - 07, 06:58 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أحسن الله إليكما
أخي أبا تراب قولكم:
ومن الخطأ أن يُقرأ إدغام النون الساكنة أو التنوين مع الياء أو الواو بتشديد الياء أو الواو بدون إخراج صوت الغنّة , والله أعلم
هذه الغنة هل تخرج من الخيشوم؟ جزاكم الله خيرا.
نعم تخرج من الخيشوم، و قد سمعت من الشيخ محمد حامد ترجيح خروجها كلها من الخيشوم و الرد على من قال بخلاف ذلك ....
ـ[حمادي الطهريوي]ــــــــ[15 - 02 - 07, 04:59 م]ـ
قال الناظم:
والغنة الصوت الذي في الميم * ** والنون يخرج من الخيشوم
أي أن الغنة هي الصوت الذي يوجد في الميم والنون ويخرج هذا الصوت من الخيشوم
أخوك: حمادي الطهريوي
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:17 ص]ـ
أحسن الله إلى الجميع
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[07 - 04 - 10, 10:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الباسط الغدامسى]ــــــــ[23 - 11 - 10, 03:51 م]ـ
ـ هل الغنة مخرجها الخيشوم مطلقا حتى في الغنة التي في إدغام النون في الياء؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم الغنة مخرجها الخيشوم فى جميع أحوالها قال ابن الجزرى رحمه الله
وغنة مخرجها الخيشوم
ولكن الكلام على النون هل يتغير مخرجها مع حروف الإدغام والإخفاء قال المرصفى رحمه الله فى هداية الفارئ
يتحول مخرج النون فى الإدغام إلى مخرج الحرف المدغم فيه ويكون مخرج النون فى الإخفاء بالقرب من مخرج الحرف الذى أخفيت عنده
والأمر يحتاج إلى دراسة مستفيضة والله أعلم
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[28 - 11 - 10, 03:30 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأرجو الإستفاضة في هذا الأمر من أخواني الكرام حتى نستفيد(4/484)
تلاوة رائعة للشيخ عبدالرحمن الدمشقية
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 11:06 ص]ـ
http://www.d-sunnah.net/forum/showpost.php?p=478187&postcount=1
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[10 - 02 - 07, 07:11 م]ـ
جزاك الله خيراً،
ما شاء الله، تلاوة رائعة، من أجمل ما سمعت، يعلم الله
ألا يمكن تحميلها؟؟
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[10 - 02 - 07, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
الصوت رائع ما شاء الله
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[11 - 02 - 07, 07:17 ص]ـ
ماشاء الله
نسأل الله ان يحفظ الشيخ ويبارك في علمه
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[11 - 02 - 07, 08:37 ص]ـ
بارك الله فيكم
ألا يمكن تحميلها؟؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showpost.php?p=478205&postcount=5
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[11 - 02 - 07, 09:53 ص]ـ
.
مَا شَاءَ اللَّه تَبَارَكَ اللَّه، صَوْتٌ جَمِيْل ..
.
ـ[أحمد محمد سيد]ــــــــ[11 - 02 - 07, 03:26 م]ـ
أخوكم أحمد محمد:
هذا المنتدي من أفضل المنتديات الاسلامية
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 07:30 م]ـ
ما شاء الله , تبارك الله ,تلاوة خاشعة.
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:44 م]ـ
أبا عبد الرحمن، جزاك الله خيراً
مع أني نسيت الموضوع!!
التلاوة رائعة، ما شاء الله
ـ[هوازن]ــــــــ[22 - 02 - 07, 11:15 م]ـ
موضوع طيب جزاكم الله خير(4/485)
سؤال لأهل التجويد أثابهم الله.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[10 - 02 - 07, 05:00 م]ـ
قرأت في رسالة في التجويد قول المؤلف:
وتدغمُ اللام في الراء،نحو:
{قُل رَّب} ُ، {بل رَّفَعهُ} ُ، {بل را ..... .
و ما بعده مطموس.
فهل هي قوله تعالى: {بل ران على قلوبهم}.
و لكن الذي أعرفه أن حفصاً رحمه الله يسكتُ على أربع كلمات سكتةً لطيفةً دون تنفُّسٍ على اللام والنون، وهي:
{من راق}، و {مرقدنا}، و {بلْ رانَ}، و {عِوجاً قيِّماً}.
فما صحة الكلمة المطموسة أثابكم الله.
ـ[أبو محمد الشنقيطي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 05:14 م]ـ
الكلمة صحيحة إذ السكت على لام "بل ران" من انفرادات حفص
وبقية القراء يدغمونها بالراء ...
وللفائدة: السكت على الكلمات الأربعة التي ذكرتها كلها مما تفرد بها حفص .. أما بقية القراء فلهم أحكام خاصة في السكت وليست في هذه الكلمات
وفقك الله
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 05:47 م]ـ
حفص له الادغام في كلمة (بل ران) من طريق الطيبه لابن الجزري والسكت على الكلمات الاربع من طريق الشاطبيه
ـ[أبو أسامة البلقاوي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 06:29 م]ـ
حفص له الادغام في كلمة (بل ران) من طريق الطيبه لابن الجزري والسكت على الكلمات الاربع من طريق الشاطبيه
حفص من طريق الطيبة له عدة وجوه في "بل ران" بحسب الطريق
فمثلا طريق 2/ 4 له فيها السكت
أما 2/ 6 " من طريق الفيل" له فيها الإدراج
أما 2/ 6 من طريق الفيل وزرعان فله وجهان
وهكذا ....
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[06 - 04 - 07, 11:16 ص]ـ
الاخوة المشائخ.
شكرا جزيلا.
بارك الله فيكم و نفع بعلمكم.
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[11 - 04 - 07, 05:51 م]ـ
بورك فيكم(4/486)
بشري: متن الشاطبية بصوت فضيلة الشيخ أحمد حطيبة السكندري
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:02 ص]ـ
متن الشاطبية
بصوت فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حطيبة السكندري قارئ القراءات العشر الكبري، أرجو أن ينتفع به الجميع وأن يجزي شيخنا خير الجزاء.
وهذا هو الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3253&scholar_id=451
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 02 - 07, 10:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو بطيحان]ــــــــ[16 - 02 - 07, 03:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد
جزى الله شيخنا الفاضل على المبادره بعمل هذه الماده الرائعه والمهمه لجميع طلبه العلوم الشرعيه ......
وجزاك الله الاخ الفاضل محمد السكندري على هذه الماده الرائعه
أخوكم:ابو بطيحان
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 06:27 م]ـ
جزاكم الله كل خير إخواني في الله ونسأل الله تعالي أن يجزي شيخنا خير الجزاء
ولمن أراد دروس الشيخ فى الفقه والتفسسر والأصول فهذا هو موقع الشيخ حفظه الله تعالي
http://www.hotaybah.com
وهذه صفحة الشيخ بموقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=451
file:///C:/DOCUME%7E1/MOHAME%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot.jpgfile:///C:/DOCUME%7E1/MOHAME%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot-1.jpg(4/487)
جديد: متن الدرة بصوت الدكتور أحمد حطيبة السكندري
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:09 ص]ـ
قراءة لمتن الدرة المُضية في القراءات الثلاث المتممة للعشر المرضية
لفضيلة الشيخ العلامة الدكتور أحمد حطيبة السكندري قارئ القراءات العشر الكبري حفظه الله تعال وجزاه عنا خير الجزاء، أرجو أن ينتفع به الجميع ولاتنسونا من صالح الدعاء
وهذا هو الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=59326&scholar_id=451&series_id=3249
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 02 - 07, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[17 - 02 - 07, 03:36 م]ـ
لا يعمل
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[03 - 03 - 07, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
والرابط مرة أخري هو
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=59326&scholar_id=%20451&series_id=3249
وهذه صفحة الشيخ في موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=451
وهذا هو موقع فضيلة الدكتور أحمد حطيبة حفظه الله تعالي لمن أراد دروس الشيخ في التفسير والفقه والحديث
http://www.hotaybah.com(4/488)
بشري: متن طيبة النشر لفضيلة الدكتور أحمد حطيبة
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[11 - 02 - 07, 01:16 ص]ـ
قراءة لمتن طيبة النشر في القراءات العشر الكبري
بصوت فضيلة الشيخ العلامة الدكتور أحمد حطيبة السكندري حفظه الله تعالي وجزاه عنا خير الجزاء، أرجو النفع للجميع ولا تنسونا من صالح الدعاء
وهذا هو الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=59325&scholar_id=451&series_id=3249
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 02 - 07, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيرا(4/489)
التعريف بصديق الامةالاكبر
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[11 - 02 - 07, 03:47 م]ـ
أبو بكر الصديق
أحد العشرة المبشرين بالجنة
ثاني اثنين اذ هما في الغار، اذ يقول لصاحبه *)
(* لا تحزن ان الله معنا
قرآن كريم
هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث
سنين، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه، كان يعمل بالتجارة ومن
أغنياء مكة المعروفين، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من
خير وشر وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونه اعتنق الاسلام دون تردد فهو
أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين الله فاستجاب له عدد من قريش من
بينهم عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، والأرقم
ابن أبي الأرقم000
إسلامه لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا؟!) 000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إني رسول الله يا أبا بكر، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك الى الله بالحق، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر، وحده لا شريك له، ولا نعبد غيره، والموالاة على طاعته أهل طاعته) 000وقرأ عليه القرآن فلم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد، وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق000يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه) 000
أول خطيب عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول: (يا أبا بكر إنّا قليل) 000فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد، وكل رجل معه، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم ضربا شديدا، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه، وجاء بنو تيم تتعادى، فأجلوا المشركين عن أبي بكر، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته، ورجعوا بيوتهم و قالوا: (والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عُتبة) 000ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال: (ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟) 000فنالوه بألسنتهم وقاموا000
أم الخير ولمّا خلت أم الخير (والدة أبي بكر) به جعل يقول: (ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟) 000قالت: (والله ما لي علم بصاحبك) 000قال: (فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه) 000فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: (إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله؟) 000قالت: (ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت؟) 000قالت: (نعم) 000فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: (إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق؟! وإنّي لأرجو أن ينتقم الله لك) 000قال: (فما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟) 000 قالت: (هذه أمك تسمع؟) 000قال: (فلا عين عليك منها) 000قالت: (سالم صالح) 000قال: (فأين هو؟) 000قالت: (في دار الأرقم) 000قال: (فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) 000فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر: (بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي بَرّة بوالديها، وأنت مبارك فادعها الى الله، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار) 000فدعا لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم دعاها الى الله عزّ وجل، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم000
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/490)
جهاده بماله أنفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس
فنزل فيه قوله تعالى:" (وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ") 000
منزلته من الرسول كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس الى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه: (ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الاسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر) 000
كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي) 000وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار) 000
كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيم الإفتخار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي) 000
الإسراء والمعراج وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له: (هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة!) 000فقال لهم أبو بكر: (إنكم تكذبون عليه) 000فقالوا: (بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس) فقال أبو بكر: (والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجّبكم من ذلك! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه! فهذا أبعد مما تعجبون منه) 000ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟) 000قال: (نعم) 000قال: (يا نبي الله فاصفه لي، فإني قد جئته) 000فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فرفع لي حتى نظرت إليه) 000فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: (صدقت، أشهد أنك رسول الله) 000حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: (وأنت يا أبا بكر الصديق) 000فيومئذ سماه الصديق000
الصحبة
ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة فقال تعالى:" (ثاني اثنين اذ هما في الغار، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا) "000
كان أبو بكر رجلا ذا مال، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول: (لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً) 000فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك، وفي يوم الهجرة، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال: (ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث) 000فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة، فقال الرسول: (أخرج عني من عندك) 000فقال أبو بكر: (يا رسول الله، إنما هما ابنتاي، وما ذاك؟ فداك أبي وأمي!) 000فقال: (إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة) 000فقال أبو بكر: (الصُّحبة يا رسول الله؟) 000قال: (الصُّحبة) 000تقول السيدة عائشة: (فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ) 000ثم قال أبو بكر: (يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا) 000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط، وكان مشركاً يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/491)
مناقبه وكراماته مناقب أبو بكر -رضي الله عنه- كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب: (ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني) 000وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تخفى على غيره كحديث: (أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده)، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإقراره على ذلك000وهو أول خليفة في الإسلام، وأول من جمع المصحف الشريف، وأول من أقام للناس حجّهم في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعده000وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر000كما أنه -رضي الله عنه- لم يفته أي مشهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-000وقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أنت عتيق الله من النار)، فسمّي عتيقاً000
خلافته وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي، فساله عن ذلك فقال له:" يا عمر لا حاجة لي في امارتكم!! "000 فرد عليه عمر:" أين المفر؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك" 0000
جيش أسامة وجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام، فلمّا نزل بذي خُشُب -واد على مسيرة ليلة من المدينة- قُبِض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وارتدّت العرب حول المدينة، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا: (يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة؟!) 000فقال: (والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله) 000فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: (لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم) 000فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام000
حروب الردة بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ارتدت العرب ومنعت الزكاة، واختلف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيد، قال عمر بن الخطاب: (كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)؟!) 000فقال أبو بكر: (الزكاة حقُّ المال) 000وقال: (والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها) 000ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه، ولم يمت حتى استقام الدين، وانتهى أمر المرتدين000
جيوش العراق والشام ولمّا فرغ أبو بكر -رضي الله عنه- من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام وخالد بن الوليد الى العراق، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام000
استخلاف عمر لمّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال: (إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه،فاتق الله يا عمر بطاعته، وأطعه بتقواه، فإن المتقي آمن محفوظ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ، وأن يحبط عمله، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم، وأن تصم بطنك من أموالهم، وأن يخف لسانك عن أعراضهم، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله) 000
وفاته ولد أبو بكر في مكة عام (51 قبل الهجرة) ومات بالمدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة (13 هـ) 000ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول: (اليوم انقطعت خلافة النبوة) 000حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال: (رحمك الله يا أبا بكر، كنت أول القوم إسلاما، وأكملهم إيمانا، وأخوفهم لله، وأشدهم يقينا، وأعظمهم عناءً، وأحوطهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأحدبهم على الإسلام، وآمنهم على أصحابه، وأحسنهم صُحْبة، وأفضلهم مناقب، وأكثرهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأشبههم برسول الله -صلى الله عليه وسلم- به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً000
عودة الى الصفحة الرئيسة ( http://mypage.ayna.com/alsahaba_page)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/492)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:13 م]ـ
هل تعرفون لِمَ كان يسمى أبوبكر رضي الله عنه عتيقاً؟
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 10:51 ص]ـ
لا اعلم يااخى افدنى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 11:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا على حسن ظنك أخي.
سمي العتيق لجمال كان فيه، فمن معاني العتق: الجَمال
وانظر القاموس المحيط للفيروزابادي، مادة "عتق".
بارك الله فيك.(4/493)
دوره للمحفظين لتعليم الاطفال القراءه فى المصحف
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[12 - 02 - 07, 11:58 م]ـ
الحمد لله و كفى اخوانى فى الله
اليكم هذين الشريطين فى تعليم الاطفال كيفيه لبقراءه الصحيه و هما شريطان اظن لا غنى لمحفظ عنهما
فهما عباره عن دروس صوتيه لتعليم المحفظ طريقه تحفيظ الاطفال
و هذان الشريطان لن تجدهما على النت على ما اعتقد غير هنا
و هناك كتاب سأحاول رفعه ليمكنكم متابعه الشرح فى الكتاب و جزاكم الله خيرا
و فى المرفقات الوجه الاول للشريط الاول
نسألكم الدعاء
و السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[13 - 02 - 07, 12:28 ص]ـ
الشريط الاول الوجه الثانى
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:00 ص]ـ
الشريط الثانى الوجهين
ـ[خالد عبد الجواد]ــــــــ[16 - 02 - 07, 01:12 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله كل خير يا اخى
نتمنى المزيد من خيرك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:08 م]ـ
وجزاكم اخى خالد
و اود ان ابين للاخوه الكرام ان الوجه الواحد مقسم عدة اجزاء مضغوطه
فلا عبره بتنزيل جزء واحد مضغوط من هذه الاجزاء
و قد يكون الوجه الاول بالشريط الاول صوته اقل جوه من الاخرين الا انى قد اعيد تسجيله ثم رفعه مره اخرى
و السلام عليكم و رحمه الله وبركاته
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[16 - 02 - 07, 10:58 م]ـ
أخي محمد
جزاك الله خيراً
ولكن هناك إشكالية في فتح الملف المضغوط، علماً بأني حاولت مراراً ولدي برنامج الـ (ون رار) فما المشكلة؟.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[17 - 02 - 07, 01:48 ص]ـ
المشكله يا اخى ان الملف مقسم لعده اجزاء فينبغى ان تقوم بأنزال كل جزء مع بعضه ليتم فك الضغط عن جميع الاجزاء معا
فمثلا
الشريط الاول الوجه الاول مقسم لثلاثه اجزاء و هو فى اول المشاركه
اجعل هذه الثلاثه مع بعضها و اضغط على الجزء الاول منها و اختار فك الضغط
فينتج عندك الشريك الاول الوجه الاول و هكذا مع كل مرفق على حدى
ارجو ان اكون قد بينت
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[17 - 02 - 07, 02:07 ص]ـ
بفضل الله عز و جل وجدت الكتاب الخاص بالشرح على احد المواقع
و هذا هو رابط الكتاب
http://www.fatwa-online.com/download...02/0020629.zip
و بدونه كان لن يستقيم الشرح
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ـ[دار التقوى لتحفيظ القرآن]ــــــــ[17 - 02 - 07, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 03:49 م]ـ
بفضل الله عز و جل وجدت الكتاب الخاص بالشرح على احد المواقع
و هذا هو رابط الكتاب
http://www.fatwa-online.com/download...02/0020629.zip
و بدونه كان لن يستقيم الشرح
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
برجاء وضع رابط صحيح أخي الفاضل
ـ[محمد محمود يوسف]ــــــــ[17 - 02 - 07, 05:04 م]ـ
مشكور وجارى التحميل
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[17 - 02 - 07, 07:38 م]ـ
رابط الكتاب من جديد
http://www.fatwa-online.com/downloads/dow002/0020629.zip
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:52 م]ـ
اخوانى فى الله اليكم طريقه فك الضغط عن الملفات حتى يستفيد الاخوه
بعد انزال الملفات الثلاث الاول فى مجلد واحد كالتالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44500&d=1171744323
نقوم بفك الضغط عن الملف الاول كالتالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44501&stc=1&d=1171744323
فينتج لنا بعدها مجلد جديد نجد فيه الملف الصوتى للوجه الاول
و هكذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44502&stc=1&d=1171744323
و مع كل ملف نكرر نفس العمل فينتج لنا الشريط
ارجو ان يكون الشرح واضح
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[18 - 02 - 07, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً، أخي الفاضل
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[20 - 02 - 07, 08:28 ص]ـ
و جزاكم يا اخ خالد
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[24 - 02 - 07, 03:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
شكر الله لك
لكن عند التحميل عفوا بعده ..... لم يدخل البرنامج في حيز البرامج التي معنا فعلى أي برنامج نفتحه
ودمتم سالمين
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[24 - 02 - 07, 07:37 م]ـ
أخى فى الله
بالنسبه للكتاب فيفتح ببرنامج أكروبات ريدر و هو برنامج مشهر
إبحث عن البرنامج و إعمله تنصيب و سترى ما يسرك إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[25 - 02 - 07, 07:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
يا أخي الله يرعاك ويكرمك قل آمين
ودمتم سالمين
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[25 - 02 - 07, 11:55 م]ـ
و إياك
اّمين
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[27 - 02 - 07, 06:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
أخي الغالي محمد عمارة
لقد أكثرت عليك سامحني
بعد التحميل والحمد لله رأيت الملفات الصوتية داخل برنامج الفك وسال اللعاب وفرحت
وفجأة أردت فتحها امتنع من فتح الملفات الصوتية ما السر
هل بإمكانك أن تساعدني وأنا لك شاكر
ودمتم سالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/494)
ـ[أبو موسى سليم الجزائري]ــــــــ[27 - 02 - 07, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
بارك الله فيكم وجزاكم عنا كل خير
ـ[خالد مصطفى]ــــــــ[01 - 03 - 07, 03:47 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
على هذا الرابط القيم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[02 - 03 - 07, 04:11 م]ـ
إلى الأخ أبو منار
نفذ هذا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=539548&postcount=13
و جزى الله الإخوه على المشاركه
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[03 - 03 - 07, 06:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
أسأل من الله لك التوفيق والسداد
هذه هي الملفات تعمل معي " أخيرا "
وأنا آسف على المضايقة
ودمتم سالمين
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[03 - 03 - 07, 11:31 م]ـ
شكر الله لكَ أخى الكريم جُهدك و أثابك الخير كُله
ــــــ
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا ان ما يخفى لديه يغيب
الامام احمد ابن حنبل رحمه الله
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 09:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخوانى على المرور
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الفكرة الجميلة
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[19 - 03 - 07, 01:09 ص]ـ
يرعاكم ويكرمك الله
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[26 - 03 - 07, 01:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
جاري التحميل
ـ[خالد عبد الجواد]ــــــــ[26 - 03 - 07, 08:00 ص]ـ
السلام عليكم
لا املك الا ان اقول لك جزتك الله كل خير ودعوه عند السحر
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[26 - 03 - 07, 08:09 ص]ـ
و جزاكم الله يا إخوان
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:33 م]ـ
للرفع للفائدة
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[18 - 04 - 07, 09:29 م]ـ
للرفع
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[20 - 04 - 07, 04:34 ص]ـ
الحمد لله و كفى
هذا هو الكتاب ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/noraneh.doc) الخاص بالشريطين ملون
و هذه هى الشرائط بروابط مباشرة
1 - الوجه الأول ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/1a.rm)
الوجه الثانى ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/1b.rm)
2- الوجه الأول ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/2a.rm)
الوجه الثانى ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/2b.rm)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[20 - 04 - 07, 09:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[22 - 04 - 07, 11:44 ص]ـ
و جزاكم يا أبا داوود
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 04 - 07, 01:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عيسى العويس]ــــــــ[27 - 04 - 07, 02:14 م]ـ
أخي الكريم لو أخبرتنا عن أسماء الأشرطة لنبحث في التسجيلات لأن تنزيلها عبر النت قد يكون مشكل لمن اتصاله بطيء كمثل محدثك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[27 - 04 - 07, 03:51 م]ـ
أخى و حبيبي أبو سلمى جزاك الله مثله
أخى العزيز عيسى جزاك الله خيرا
الشريطان عبارة عن دورة فى تعليم القرءاة و إسمها القاعدة النورانية
قد تجدها فى مركز الفرقان لتعليم القرآن بجدة هاتف رقم 6970333 فاكس 6973174
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[27 - 04 - 07, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عصام المصري]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:31 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خير الجزاء لقد قمت بتنزيل الشريطين وسمعتهما واستفدت بهما بالغ الاستفادة أرجو من الله أن ينفعنا وينفعكم وينفع سائر المسلمين بهما أخي الكريم لي طلب أن استطعت فلك جزيل الشكر أن تعيدتسجيل الشريط الأول بوجهيه وترفعهما لأن الصوت ضعيف
وجزاك الله خيرا
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[01 - 05 - 07, 05:15 م]ـ
نعيد تسجيله إن شاء الله تعالى و نرفعه
و جزاك الله خيرا أخى الحبيب
ـ[عصام المصري]ــــــــ[01 - 05 - 07, 05:18 م]ـ
جزاك الله خيرا وأثابك وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[02 - 05 - 07, 08:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأثابك وجعله الله في ميزان حسناتك
امين امين امين
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[16 - 06 - 07, 10:57 ص]ـ
و جزاكم
إخواني عذرا فقد حاولت مرارا أن أقوم بتسجيل الشريط الأول لكان لم أحصل علي صوت أفضل من هذا الذي بين أيديكم
فقلت أن الذي بين أيديكم جيد إن شاء الله تعالى
فسامحوني
ـ[عصام المصري]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم جزاك الله خير الجزاء وأثابك ونفعنا الله وإياك وسائر المسلمين بما قدمت والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو العباس أحمد]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[أبو إسحاق الفلسطيني]ــــــــ[19 - 06 - 07, 06:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[20 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
و جزاكم يا إخواني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/495)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:25 م]ـ
جعل الله هذا الخير في ميزان حسناتك أثقل ما يكون
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:10 ص]ـ
جعل الله هذا الخير في ميزان حسناتك أثقل ما يكون
و لك بمثل أخي الكريم
ـ[اسد الدين]ــــــــ[06 - 07 - 07, 02:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[طموحة]ــــــــ[16 - 08 - 07, 12:46 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[19 - 08 - 07, 10:32 م]ـ
جزى الله خيرا كل الإخوان و الأخوات الكرام
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[29 - 10 - 07, 07:59 م]ـ
شكرا لذو المجهود الوافر محمد عمارة
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 11 - 07, 12:33 ص]ـ
الحمد لله و كفى
هذا هو الكتاب ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/noraneh.doc) الخاص بالشريطينملون
و هذه هى الشرائط بروابط مباشرة
1 - الوجه الأول ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/1a.rm)
الوجه الثانى ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/1b.rm)
2- الوجه الأول ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/2a.rm)
الوجه الثانى ( ftp://ia340943.us.archive.org/0/items/noranet/2b.rm)
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد جئتُ متأخرا ..... الروابط لم تعمل معي .... هل يمكنكم إعادة رفعها
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[07 - 11 - 07, 12:13 ص]ـ
أخي الحبيب
حاول تحميلها من المرفقات في المشاركة الأولى
فإن لم تستطع سأقوم برفعها إن شاء الله
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[07 - 11 - 07, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... جاري التحميل ... هل يمكنكم توضيح كيفية جعل هذه الأجزاء في شريط واحد؟
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[07 - 11 - 07, 02:49 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=539548&postcount=13
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[15 - 11 - 07, 04:22 م]ـ
ماشاء الله جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[15 - 12 - 07, 06:46 م]ـ
و جزاكم أخي الحبيب
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:55 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد المسلم المغربي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 11:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
و نفع المسلمين بعلمك
ـ[أبو منار]ــــــــ[18 - 01 - 08, 06:08 م]ـ
بارك الله بكم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[18 - 01 - 08, 06:12 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[06 - 02 - 08, 03:52 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو سلمى ادريس]ــــــــ[06 - 02 - 08, 02:45 م]ـ
أخي الحبيب شكر الله لك وجعل كل هذه الأعمال الخيرة في ميزان حسناتك
تمكنت بحول الله وقوته من رفع الدروس الصوتية إلا أن رابط الكتاب لا يعمل معي لو تكرمتم بإعادة رفعه نأمل منكم أخونا الحبيب أن يكون الرابط مباشر
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:49 م]ـ
أبشر أخي الحبيب
قريبا سيكون عندك رابط الكتاب و كذلك رابط مباشر للأشرطة ليتمكن الجميع من الحصول عليها
بارك الله فيكم جميعا
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 06:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله اخي الكريم محمد عمارة على هذا الموضوع القيم جعله الله في موازين حسناتك اللهم آمين
حملت الكتاب ولكنه لم يفتح عندي ولا بأي طريقة
وقد كان هذا حافزا لي ان ابحث عن الموضوع في النت
فاسمح لي ان اضع هنا ما وجدته من مواد قيمة تخص الموضوع
**********
برنامج فلاش نور البيان لتعليم العربية للأطفال - على الطريقة النورانية
برنامج اكثر من رائع مع تعليم الأطفال كيفية الوضوء والصلاة
http://ozkorallah.net/images/noor1.jpg
للتحميل
http://midade.com/Media/Software/NOUR_ELBYAN2.rar
حجم الملف 100 ميجا
شرح الطريقة النورانية للشيخ طارق السعيد
*********
فيديو
التعريف بالطريقة الربانية النورانية
إسماعيل عبد السميع
الحجم 76 ميجا
تحميل
http://www.ahlallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=23&sub_id=33
**********
لتحميل كتاب القاعدة النورانية بالألوان
http://arabiclearning.tripod.com/nooraniah/nooraniah.pdf
**********
هذا الكتاب ايضا مهم وبالألوان
يتضمن
الحروف الهجائية.
كتابة الحروف.
الفتحة، الضمة، الكسرة.
السكون.
التنوين.
الشدة (1).
المد
للتحميل
http://arabiclearning.tripod.com/lessons/TheLessons.pdf
*********
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/496)
الدروس الصوتية للقاعدة النورانية من موقع أهل الله
الشريط الأول نو ر البيان في معلم القران_الوجه الأول
http://www.ahlallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=11&sub_id=6
الشريط الأول نو ر البيان في معلم القران_الوجه الثاني
http://www.ahlallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=11&sub_id=7
الشريط الثاني_ التهجي في القران_الوجه الأول
http://www.ahlallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=11&sub_id=8
الشريط الثاني_ التهجي في القران_الوجه الثاني
http://www.ahlallah.net/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=11&sub_id=10
****************
وهذه الدروس المرئية في موقع اليوتوب
شرح لكتاب القاعدة النورانية
LEARN TAJWEED (LESSON 1)
http://www.youtube.com/watch?v=wrGQZya82bo&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 2)
http://www.youtube.com/watch?v=Rh9qQHX4u3I&feature=related
LEARN TAJWEEED (LESSON 3)
http://www.youtube.com/watch?v=dpG
قال الشيخ الألباني :
zJhgBxY&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 4)
http://www.youtube.com/watch?v=2f-865-ROJ4&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 5)
http://www.youtube.com/watch?v=9CSOJmkPU3k&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 6)
http://www.youtube.com/watch?v=vLjigepFGuw&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 7)
http://www.youtube.com/watch?v=BO7Z2qXHh8E&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 8)
http://www.youtube.com/watch?v=RsQF9vkSF7s&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 9)
http://www.youtube.com/watch?v=ZjIf
قال الشيخ الألباني :
fT6fTM&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 10)
http://www.youtube.com/watch?v=j6otHP48IPQ&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 11)
http://www.youtube.com/watch?v=JjqYunI1J6A&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 12)
http://www.youtube.com/watch?v=2_Lm0CNw4vc&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 13)
http://www.youtube.com/watch?v=sqWf_xfiMhg&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 14)
http://www.youtube.com/watch?v=BXNBMD-AWy4&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 15)
http://www.youtube.com/watch?v=efpWmwIHfqQ&feature=related
LEARN TAJWEED (LESSON 16)
http://www.youtube.com/watch?v=AyVeBT
قال الشيخ الألباني :
UED4&feature=related
والحمدلله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:47 ص]ـ
http://www.muslmh.com/vb/images/klemat/A1.gif
http://www.muslmh.com/vb/images/klemat/A8.gif
ملخص المحاضرة
مقدمة تعريفية للقاعدة النورانية الفتحية
يعتبر هذا العلم من العلوم الجليلة المتعلقة بعلوم القرآن الكريم وذلك أنه يتم فيه دراسة أصغر وحدة في الكلمة وهي الحرف وهذه الحروف هي التي يتكون منها ألفاظ وكلمات القرآن الكريم.
هذه القاعدة بدأت منذ زمن طويل وكانت منتشرة في بلاد الأعاجم كالهند وباكستان، يتم من خلالها تعليم الأطفال القراءة منذ عمر صغير من الرابعة وحتى السادسة حيث يتم الطفل دراسته خلال سنتين تقريبا وهو متقن لقراءة سور القرآن الكريم بإتقان تام مع أحكام التجويد والمخارج الصحيحة وتتأسس لديه مهارة القراءة بقواعد ثابتة وتتكون لديه ثروة لغوية متميزة.
ألف هذة القاعدة الشيخ نور محمد حقاني رحمه الله نذر نفسه لتعليم علوم القرآن منذ أن أتم تعليمه وقد كان متخصص في الحديث وعلومه ولد عام 1272م وتوفي عام 1343م
ثم وضع الشيخ فتح محمد المدني رحمه الله بعض القواعد الخاصة لدراستها وتدريسها وبعض الترتيبات والتعديلات في المتن لزيادة الضبط والإتقان مما أدى إلى زيادة الإقبال عليها في المدارس الإسلامية وعند القراء وحلقات القرآن
وقد انتشرت هذة القاعدة في الفترة الاخيرة في معظم البلدان الإسلامية وخاصة في المملكة العربية السعودية
س- يتبادر إلى الذهن سؤال هل يجوز قراءة القرآن بهذة الطريقة؟
ج- هذة طريقة التحقيق في القراءة وإعطاء كل حرف حقه وذلك للتعليم وهو جائز
س- ما فائدة تعلم القاعدة النورانية للكبار الذين يعرفون القراءة والكتابة؟
ج- تقوم بتعديل وتقويم مخارج الحروف وأحكام التجويد وعند التجربة يلاحظ الشخص انه يحتاج للتقويم في بعض الاحرف
بالاضافة الى انه يتعلم طريقة لتعليم غيره – ولا بد من احتساب الأجر لأن هذا العلم من علوم القرآن الذي فيه من الأجر الكثير باذن الله.
طريقة تدريس النورانية
1 - يتم تدريس النورانية للكبار ممن يعلمون القراءة لتأهيلهم ليكونوا معلمين للقاعدة وطريقة تعليمهم أيسر وأسهل ومن الأفضل أن تكون لهم خلفية في التجويد لا تقل عن مستويان
2 - تعليم الاطفال والأعاجم ممن لا يجيدون القراءة بالعربية ولهم طريقة في التدريس تتلخص فيما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/497)
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:13 ص]ـ
الدرس الاول
(الحروف الهجائية المفردة)
هذا الدرس مهم جداً وهو أساس القاعدة النورانية ولابد لنا من أن نحفظ كل درس باسمه أي موضوعه وقد يأخذ تدريس هذا الدرس للمبتدئين 4 أشهر أو أكثر حسب استيعاب الطالب فلا بد من تعليم الطفل قراءة الدرس كما يقرائها الشيخ تماماً حرفاً حرفاً ولا ننتقل للحرف التالي حتى يتقن الحرف الاول ويكون التعليم بأسلوب التهجي حرفاً حرفاً بعد تعلم الحروف المفردة طبعا – ومن المهم جداً كثرة سماع الشريط لأنه يركز الحرف بطريقة صحيحة في العقل – ولا يشترط تعليم الطفل أحكام التجويد كما تدرس للكبار بل بالتلقي فعند كل حكم تجويد نقوم بالشرح المبسط وطريقة النطق الصحيحة فيحفظها كما تعلمها بالتلقي
مراحل تعليم الطفل
الدرس الاول:
1 - قراءة الحروف على طبيعتها وأمامه الكتاب فيتعرف على شكل الحروف وهجائها ويكون التعليم بالتلقي (نقول له قلقل هذا الحرف ورقق هذا الحرف وذلك بقراءتها له بالطريقة المطلوبة وهو يقرأ خلفك وكذلك في كل احكام التجويد ومع كثرة سماع الشريط يتعلم النطق الصحيح للحرف
2 - تفخيم المفخم وترقيق المرقق-- يتعلم الطفل الحروف حرفاً حرفاً ولا ينتقل لحرف حتى يتقن الذي قبله تماما
3 - تحفيظ الحرف للطفل بالترتيب الهجائي وبالعكس -- وهذا يزيد في تركيزة على الحرف وحفظه وهذا جدا مهم
4 - نسأل الطفل أسئلة من وسط الدرس وليس بالترتيب ونفاجئه ولا نعطيه فرصة للتفكير في الحرف السابق يعني نسأله عن حرف الألف ثم الفاء ثم الكاف وهكذا دون ترتيب الأحرف المعتاد فنشير للحرف ونسأله لنتأكد أنه حفظها جيدا دون الترتيب – لأن الطفل يحفظ جيداً بالترتيب فنحاول إخراجه من ذلك
5 - تعليمة التفريق بين الأحرف المتشابهه والمختلفة في النقاط (ح-ج-خ) فنبين له الفرق كما يقرأها الشيخ في الشريط فنقول حاء خالية -- خاء فوقها نقطة وهكذا
6 - التفريق بين الأحرف المتشابهة (ت-ق) (س-ش) فنقول له ما الفرق بينهما هذه لها رأس والأخرى ليس لها رأس والفرق في النقاط ونحاول التفريق بينها بأسلوب مميز سهل للطفل ونركز على مخارجها وتفخيمها وترقيقها
7 - نعود للسؤال من وسط الدرس بالنقاط وبدون تغيير النقاط – فنقول (ف) ماهذا الحرف ثم (ق) ماهذا الحرف ونساله الفرق بينهما ملاحظات:
-نحفظ بطريقة قراءة الشيخ تماماً
-الإيقاع مهم في قراءة الدرس فكل درس له إيقاع مميز وهذا يساعد في تركيز الدرس والحروف
-هناك إمتحان للسرعة يجرى للطالب وذلك بسؤاله عدة أسئلة سريعة لمعرفة مدى إجادته للدروس فنساله أقل شئ 15 حرف حتى يتعلم الهجاء السريع للأحرف
-نقوم بتطبيقات عملية لهجاء الأحرف التي حفظها باستمرار (في الأحرف) ثم (الكلمات) (ثم الآيات) (ثم السور)
-لابد أن نرعي في الدرس الأول أن (ا) هو ألف و (أ-ؤ-ئ-ء) هذة همزة وليست ألف—ونراعي كسر الألف حال نطقها ولا نزيد زمن الكسر حتى لا تنقلب ياء – ونراعي عند قراءة ال (با تا ثا حا .... ) كل ما ختم بألف مدية إخراجها من مخرجها من الجوف وعدم إمالتها والإمالة هي خروج الحرف مابين الألف والياء وكذلك نتجنب الغنة وهو خروج صوت الحرف من الخيشوم لأن صوت الغنة لا يكون إلا مع حرفي الميم والنون فهو مركب في جسم الحرف فيكون الفك مستقيم وليس في وضع الضحك والهواء يتصاعد لأعلى ونلاحظ أيضا حال النطق حرف الجيم أن لا يخرج معها هواء واخراجها من وسط اللسان ولا تكون حال خروجها كصوت g من طرف اللسان
-مراعات مد الحروف حال وجود حرف مد بعدها حركتين فقط فلا نزيد زمنها عن ذلك – ونركز على مخرج حرف (هـ) الهاء لأن مخرجها صعب قليلا ويحتاج لجهد مضاعف عند البعض
مسمى الحرف وهجاء الحرف
الفرق بين مسمى الحرف وهجاء الحرف هو إذا كان الحرف دون تشكيل، صار من اللازم أن أعرف مسماه وإذا كان مشكل صار من اللازم أعرف هجاءه مثل: حرف ب إسمه با وإذا كان متحرك بُ إسمه بو ... مثال: خَلَقَ أقرأها خلق ولو بدون تشكل أقرأها: خا - لام - قاف ... وهكذا.
لذلك عندما نرى الحروف المقطعة في المصحف نقرأها بمسماها وليس بهجاءها مثال: الم: ألف لام ميم ... وهكذا.
مقتطفات من الدرس الاول من دروس القاعدة النورانية
"حروف الهجاء المفردة"
وإليكم بعض الفوائد المذكورة على هذا الدرس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/498)
1.فائدة معرفة أن الحرف عندما يكون بدون تشكيل (أي بدون حركة) يجب أن أعرف مسماه وليس هجائه مثلا: الم (في البقرة) أقرأها الأف- لام -ميم.وألْمْ (في الفيل) أقرأها بهجائها الم موصولة.مثال آخر: كلمة (خَلَقَ) أقرأها خلق موصولة ببعض.وكهيعص أقرأها مقطعة حرف حرف بمسماها وليس بهجائها هكذا: كاف -ها- يا- عين- صاد.
2.فائدة معرفة مخرج الحرف وصفته كالتفخيم والترقيق وغيره مثلا:
•نعرف في حرف البا: انه با وليس باء بدون همز وهذا في كل الحروف التي هجائها على حرفين ثانيها حرف مد مثل: با - تا - ثا - حا - خا - فا- ها - طا -ظا - را - زا - يا.
•معرفة أن حرف البا فيه مد طبيعي محتاج لفتح الفك عند النطق به ليخرج المد من الجوف بصورة نقية.
•معرفة عيب في نطق البا وهو إدخال الخيشوم بمعنى أنه اذا لم يتم فتح الفك عند النطق بالبا يصاحبه غنة وذلك لقرب فتحة الخيشوم من أقصى اللسان قرب الجوف، فعدم فتح الفك جيداً يصدر بعض الصوت الى الخيشوم وهذا عيب في قراءة المد المفتوح .... وعيب النطق بالحرف المضموم عدم ضم الشفتين وعيب النطق بالمكسور عدم خفض الفك.
الألف المدية وهي الساكنة المفتوح ما قبلها
وتكتب (ا) مخرجها من الجوف وهي الألف المدية ومخرجها مقدر وليس محقق. نحاول تجنب الغنة حال النطق بها وكذلك عدم الإمالة (ونعني بالإمالة النطق بالحرف مابين الألف والياء)
والألف تابعة لما قبلها ترقيقاً وتفخيماً. وعند نطق الألف نكسر اللأم حال نطقها ولا نزيد زمن الكسر حتى لا تنقلب ياء. وهي من الحروف التي تحتاج للعناية حتى تخرج من مخرجها الصحيح فإذا لم يحقق مخرج الألف يخرج مائعاً لأنه حرف شديد وجهور ومستفل. فلا بد من فتح الفك حال النطق بها لتلافى هذه العيوب.
الهمزة
مخرجها من أقصى الحلق وتكتب بعدة طرق (ء وتقرأ همزة – أ وتقرأ همزة ألف، ؤ وتقرأ همزة واو، ئ وتقرأ همزة يا)
حرف البا
لا ننطقها باء بل: با نمدها بمقدار حركتين ومخرها من الشفة بانطباقهما ولكن وجود حرف المد بعدها يحتاج لفتح الفك لتحقيق مخرج المد ونخلص الحرف من الغنة والإمالة.
حرف التا والثا
التا مخرجها من طرف اللسان مع أصل الثنايا العليا وفيها الهمس خاصة حال كونها ساكنة. ونفس الملاحظات حال وجود حرف المد بعدها -- والثا مخرجها من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا، ونفس الملا حظات في حرف التا والبا.
حرف الجيم واليا والشين
مخرجها من وسط اللسان مع الحنك الأعلى. الجيم فيه صفة الشدة لا بد من إلصاق وسط اللسان بشكل جيد في الحنك الأعلى. أما حرفي الشين والياء نترك مساحة لخروج الحرف فالشين فيه صفة التفشي والياء حرف رخو لا نلصق اللسان حال النطق بهما بالكامل في الحنك الأعلى .. بالاضافة إلى أن حرف الياء لها مخرجين مخرج وسط اللسان ومخرج ومخرج من الجوف حال كونها حرف مد أي عندما تكون ساكنة ومكسور ما قبلها.
حرف الحا
مخرجها من وسط الحلق. ونراعي نفس ملاحظات حرف البا والتا والثا في حال جاء بعدها حرف مد.
حرف الخا
مخرجها من أدنى الحلق. فيها صفة التفخيم والتفخيم سمن يدخل على الحرف فيمتلئ الفم بصداه .. فلا نضم الشفتين حال النطق بها بل نستفل بالفك واللسان يستعلي ليرتد الحرف إلى الداخل.
حرف الظا
من طرف اللسان مع الثنايا العليا ونلاحظ عدم إخراج اللسان للخارج بل على حدود الثنايا العليا فقط .. وكان شخص ينظر من النافذة ولا يخرج رأسه.
حرف العين
يخرج من وسط الحلق وهي من الحروف البينية ومرققة: وجاء بعدها حرف الياء من وسط اللسان والنون من طرف اللسان مع اللثة العليا وهي من حروف البينية ايضا.
حرف الغين
من حروف أدنى الحلق وهي حرف مفخم ونفس الملاحظات التي ذكرت في حرف العين.
حرف الفاء
تخرج من الثنايا العليا مع باطن الشفة السفلى نأتي بالمخرج ثم نتباعد لنخرج حرف المد.
حرف القاف
يخرج من أقصى اللسان مع المنطقة اللينة من الحنك الأعلى .. الحنك اللحمي. وهو حرف مفخم والألف بعدها مفخمة لأنها تتبع ما قبلها.
حرف الكاف
حرف الكاف يخرج من أقصى اللسان مع الحنك الأعلى في المنطقة القاسية أو ما يسمى بالحنك العظمي: وهو حرف مرقق وفيه رخاوة وجريان صوت ونفس فنفتح الفك حال النطق به.
حرف اللام
يخرج حرف اللام من طرف اللسان المستعرض مع اللثة العليا وهو من الحروف البينية .. ونراعي بعد المد فنفتح الفك ثم نعود للشفتين لخروج حرف الميم دون تكلف.
حرف الميم: ولها مخرجين
- مخرج صلب من الشفتين بانطباقها دون كز أي دون ضغط.
- مخرج الغنة: و الميم حرف أغن أولها ميم وآخرها ميم وفي وسطها حرف مد فنراعي عدم إخراج حرف المد من الخيشوم فنخرج حرف الميم من الشفتين وننزل بسرعة لخروج حرف المد فنستفل باللسان حتى نتجنب صوت الغنة في المد.
حرف النون: لها مخرجين
- مخرج صلب وهو طرف اللسان مع المنطقة العليا المضلعة من اللثة العليا.
- مخرج رخو وهو مخرج الغنة.
حرف الواو
تخرج من الشفتين وفيها استدارة للشفتين حال خروجها فتضم ثم نفتح ثم نضم لوجود حرف المد في وسطها.
حرف الها
يخرج من أقصى الحلق وهو أضعف الحروف الهجائية فنعتمد على خروجه من الحلق بقوة حتى يظهر ونفتح الفك بعدها لخروج المد الطبيعي.
حرف اليا
تخرج من وسط اللسان مع ترك فرجة لخروجها فلا نطبق اللسان أبدا. ونستفل باللسان ونفتح الفم ونخرج حرف المد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/499)
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:18 ص]ـ
الدرس الثاني
الحروف الهجائية المركبة
هذا الدرس يحتوي على الحروف المركبة من حرفين أو أكثر فنقوم بتعليم الطفل قراءة هذا الدرس عن طريق الهجاء حرفاً حرفاً (لا) نقول له لام ثم ألف لأنه لا يعرف هذا الحرف فنقوم بتوضيح الحرف له وأنه مركب من حرفين وهناك مراحل لذلك بالنسبه للأطفال:
1 - قراءة الحروف يكون بالهجاء وليس بالصوت
2 - يبين المعلم للطفل طريقة قراءة الحروف المركبة والفرق بينها وبين المركبة
3 - نبين للطفل الأشكال المختلفة للحروف (وهنا نعرف سبب تكرار الحرف في هذا الدرس أكثر من مرة حتى يميز الطفل بين الحروف المفردة والمركبة وتثبت في ذهنه)
4 - السؤال من وسط الدرس وبتغيير النقاط أي نقاط الحرف – مثال: نعطي الطفل كلمة (نحب) يقرأها مفرقة ثم نغير النقاط للطفل ويقرأها مرة أخرى (تحب)
5 - تعويده على القراءة من المصحف في كتاب القاعدة الحروف محددة وملونة يستطيع الطفل تمييزها لذلك لا بد أن يعتاد على القراءة من القرآن الكريم لذلك نفتح المصحف ونختار كلمة ليقرأها ويعتاد على القراءة من القرآن فلا يكون الأمر جديد عليه مثال ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم – نختار كلمة (بسم) وأقول له أين حرف البا ثم السي ثم الميم – وهناك من الأطفال من يقرأ بشكل جيد جداً عند الدرس السادس
6 - معرفة حدود الحرف أي نجعل الطفل يفرق بين الحروف الهجائية المفردة والمركبة – مثال: (كل) كاف جيم – فنتأكد أن الطفل ميز بين الحروف المفردة والمركبة
ملاحظة:
الدرس الاول والثاني قد يأخذ مجهود ووقت أكبر في التعليم بالنسبة للأطفال لأنه الأساس فنعلمهم بالتلقي وخاصة في المخارج وأحكام التجويد – فنفخم ونرقق ونبين أحكام التجويد بالتمرين دون شرح للطفل بل بالتلقي وكثرة سماع الشريط يجعل الطفل يتقن الحرف جيدا
المجهود في الدرس الأول يتركز على المعلم والمجهود في الدرس الثاني يتركز بشكل أكبر على الطفل والمعلم في كثرة تدريب الطفل فقط وسؤاله
لابد أن نبين للطفل في الدرس الثاني أشكال الهمزة (ء أ ؤ ئ) ولا ننتقل للدرس التالي إلا بعد التأكد من أن الطفل أجاد الدرسين إجادة تامة.
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:26 ص]ـ
الدرس الثالث
الحروف المقطعة
تسمى أيضا بالحروف النورانية وقد يتبادر إلى الذهن سؤال لماذا وضع المؤلف هذا الدرس قبل أن يتقن الطفل القراءة والحركات جيدا؟؟
والجواب:
لأن هذه الأحرف من المتشابهات التي أختلف المفسرون في معناها ونترك أمرها لله سبحانه وتعالى فليس لها معنى ثابت أو مفهوم وتؤخذ بالتلقي من الشيوخ
وفي هذا الدرس نطبق أحكام التجويد والمدود خاصة ولا نركز تركيز كبير على الطفل في هذا الدرس لأن نفسه قصير فنكتفي بما يكون في طاقته فقط ولا يطالب بإتمام المدود كالكبار ونجعله يسمع الشريط كثيراً ليطبق كما يقرأ الشيخ
هذه الأحرف النورانية 14 حرفا ونقسمها أربع مجموعات:
1 - الألف ولا تمد
2 - حروف (حي طهر) تمد بمقدار حركتين مد طبيعي
3 - حروف (سنقص لكم) بدون حرف العين تمد بمقدار 6 حركات ويكون مد لازم حرفي مثقل إذا جاء بعده حرف مشدد ولازم حرفي مخفف إذا لم يكن الحرف الذي بعده مشدد
4 - حرف (ع) تمد أحيانا بمقدار4 حركات وأحيانا بمقدار 6 حركات والمقدم في الأداء 6 حركات مثال ذلك (الم~) إذا فصلناها صارت (ألف لام ميم) هناك إدغام متماثلين بين الميمين -- وفي كلمة (طسم~) إذا فصلناها (طا سين ميم) هناك إدغام متقاربين وكامل بين النون والميم
وفي قوله تعالى (الم الله) من سورة آل عمران هناك 3 أوجه للقراءة كما يلي:
•الفصل مع المد – فنمد (ميم) 6 حركات ونقف بالسكون ثم نأتي بما بعدها (الله)
•الوصل مع المد – نمد (ميم) 6 حركات ونفتح الميم لمنع التقاء الساكنين ونوصلها بما بعدها (الله)
•الوصل من غير مد – نقرأ (ميم) بدون مد فقط حركتين مد طبيعي ونحركها بالفتح لمنع التقاء الساكنين ونوصلها بما بعدها (الله)
والمقدم في الأداء الوصل بغير مد وهي الحالة الثالثة
ملاحظة:
*لابد من مراعات زمن الحروف فنراعي عدم إسقاط حرف من الحروف أو إنقاص زمنها حتى لا يكون لحن جلي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(4/500)
* نراعي تطبيق أحكام التجويد بين الحروف من إخفاء وإدغام وتفخيم وترقيق وقلقلة وغيرها مثال ذلك (كهيعص) تمد الكاف 6 حركات – والها واليا تمد حركتين—والعين تمد 6 حركات مع وجود حكم الإخفاء بينها وبين الصاد ثم تمد الصاد 6 حركات مع مراعات قلقلتها
هذا ما تيسر حتى الدرس الثالث
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:41 ص]ـ
الدرس الرابع
(الحروف المتحركة)
أهم ما يجب علينا في هذا الدرس:
1 - نعلم الطفل الحركات الثلاث الفتح والضم والكسر -- مثال (حرف البا) عليها فتحة – (بَ) فنقول با فتحة با للطفل ثم با كسرة (بِ) بي ثم بالظمة بو (بُ)
2 - فأعلم الطفل أولا شكل الحرك وأرسمها له بشكلها وبعدها أعرفه طريقة النطق لكل حركة ثم يتعلم شكل الفم أثناء الحركة ونطقها وشكل الشفة والفك أي يتم الحركات (الضم الشفة مضمومة للأمام والكسر الشفة للأسفل وحال الفتح الفم في وضعه الطبيعي 00
3 - يتعلم أن الألف إذا كان عليها أي حركة أي فتح أو ضم أو كسر تنطق همزة وليست ألف
4 - مهمة جداً 00نعلم الطفل أن الحرف المتحرك مقداره حركة واحدة – (همزة فتحة أَ) زمن الحركة قصير جداً بمقدار حركة واحدة ولا أزيد حتى لا يتولد لدي مد أو شبه مد – وإذا قللت تنقلب همز (اء) والكلمة عبارة عن أزمنة مد طبيعي حركتين واللين دون المد الطبيعي والجائز والواجب مقداره 5 وهكذا فنراعي هذة النقطة
5 - تعليم الطفل كل حرف بالحركات الثلاثة ولا ينتقل للحرف التالي حتى يتأكد من إتقان السابق له – من المخرج والتفخيم والترقيق
6 - يجب مراعاة الإيقاع في الصوت والوزن أثناء النطق – كل درس له إيقاع معين وكجزء من القاعدة النورانية يكون هناك اختبار الإيقاع – وهذا من مئتي سنة مضت فلكل درس إيقاع معين في هذة النقطة نركز على التالي:
أ* قراءة الدرس كما في الجدول:
(شرح: طريقة قراءة الدرس الأول بالحركات الثلاث في درس الحروف المتحركة – همزة فتحة أ – همزة كسرة إي – (أَ - إِي) -همزة ضمة أو
(أَ - إِي - أُو) – نقرأ الحرف الأول ثم الحرف الثاني ثم نعيد الحرف الأول مع الثاني ثم نقرأ الثالث ثم نقرأ الحروف الثلاث مع بعض وهذة طريقة القاعدة في القراءة
ب*السرعة – يسأل المعلم الطفل عن الحروف مع حركاتها الثلاثة بسرعة لأختبر دقته في الحفظ والإجابة ليعرف الحروف بسرعة دون ترتيب
*أدرب الطفل على السرعة في الاجابة والسؤال فأسأله مجموعة أسئلة في الأحرف بالحركات وبسرعة ويجيب بسرعة
ج* السؤال بالإشارة إلى حركة الحرف – أي أشير على حركة معينة دون نطق الحرف (أشير إلى الحركة في الكتاب وهو يجيب) والطفل يجيب بالحركة
* تعويد الطفل على الإيقاع مع السرعة وكذلك المخارج من تفخيم وترقيق فلكل حرف خصائص معينة نراعيها حال قراءة كل حرف
ملاحظة:
* مهم جداً الزمن لا تعطيها الا زمن حركة واحدة فقط
* ويجب التركيز على مسميات الأحرف في الدرس الأول مثال ذلك (با تا ثا حا خا ظا طا يا ها – وليس باء تاء ثاء حاء خاء ظاء طاء ياء هاء)
وكذلك (سين وليس سا – شين وليس شا – عَين وغَين بالفتح وليس عِين وغِين بالكسر- كاف وليس كا – لام وليس لا- نون وليس نا ونرقق النون ولا ننفخمها –زا و را وليس زين وراء – واو وليس وا – ميم وليس ما – قاف وليس قا – فا وليس فاء – ذال ودال وليس دا وذا)
*نركز على ترقيق حرف الواو ولا نفخمه بضم الشفتين للأمام مع وجود فرجة لخروج الحرف – وكذلك نراعي حرف التا فهي مرققة
* المهم نلاحظ حروف التفخيم هي (خص ضغط قظ) والمرققة بقية الأحرف – واللام والراء دائرة بين الترقيق والتفخيم لها عدة حالات من اراد فليرجع إلى كتب التجويد – والألف تابعة لما قبلها تفخيماً وترقيقاً.
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:52 ص]ـ
الدرس الخامس
(الحروف المنونة)
نحن نعلم طفل أو أعجمي لا يعرف اللغة لذلك لابد ان اعلمه ماهي الحروف المنونة
1 - نعرف الطفل أن الفتحتان والكسرتان والضمتان إسمها التنوين –
(ً – ٍ – ٌ)
2 - يدرس هذا الدرس بالنغم ونراعي الغنة أثناء الوصل لا أثناء التهجي (التهجي أي قراءة الحرف حرف حرف – والوصل أي قراءة الحروف مع بعضها بعد قراءتها مفردة لتكوين الكلمة
3 - دائماً بعد الحرف يأتي ألف ساكنة في حال النصب لا تنطق أبداً – وأحيانا تكون ى مقصورة (هدى) لا تنطق أيضا ً – عندنا حرف الهمز (ء) لا نضع بعدها ألف أبداً
4 - لا يأخذ الطفل هذا الدرس حتى يكون لديه رزانة وإتقان لإيقاع الدرس
5 - نطبق النقاط (4 5 6) من الدرس الرابع وهو تعليم الطفل بحركات التنوين الثلاثة ولا ننتقل للحرف التالي إلا بعد إتقانه ثم النغم ثم نركز على الإيقاع مهم جداً
6 - لابد من التركيز على وجود الغنة أثناء قراءة درس التنوين بمقدار حركتين لأن التنوين عبارة عن نون حال نطقها والغنة مركبة في جسم النون ومخرج الغنة من الخيشوم وللتتأكد من مخرجها أقفل فتحتي الأنف تلاحظ عدم قدرتك على إخراج التنوين
طريقة القراءة: (ميم فتحتين مَنْ ميم كسرتين مِنْ – مَناً مِن ٍ – ميم ضمتين مُنْ – من ً مِنٍ مُنٌ) (ماً مٍ مٌ) لا ننسى أن نقرأ الحرف الاول ثم الثاني ونعيد الحرفين مع بعض ثم نقرأ الثالث ثم نعيد الحروف الثلاثة مع بعضها.
ملاحظة:
أ* أثناء الهجاء لا نأتي بالغنة بل تكون نون ساكنة (منْ) ونركز على وجود الغنة حال القراءة بعد الإتيان بحركة التنوين (تاً تٍ تٌ)
ب* لابد من مراعاة إتمام الحركات الضم والفتح والكسر كما سبق ونبهنا
ضم الشفتين حال الضم ونستفل بالشفتين حال الكسر وحال الفتح الفم في وضعه الطبيعي
ج* ونراعي مخارج الحروف وصفاتها في الدرس الاول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/1)
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:59 ص]ـ
الدرس السابع
(الحركات الطويلة)
هذة الحركات لا توجد إلا في القرآن الباكستاني ولكن توجد عندنا بطريقة أخرى – تقرأ با فتحة طويلة وهي الألف الخنجرية الصغيرة الموجودة في المصحف
والكسرة الطويلة هي الياء المقلوبة التي تأتي في حال مد الصلة وكذلك الواو الصغيرة حال مد الصلة
طريقة القراءة:
-------------
با فتحة طويلة با – با ضمة طويلة بو (با بو) - با كسرة طويلة بي (با بو بي)
ملاحظات:
---------
* نراعي فتح الفكين حال المد حتى لا تحدث الإمالة (والإمالة هي النطق بالحرف ما بين الألف واليا)
* نراعي إتمام الحركات بإنزال الفك لأسفل حال الكسر وفتح الفك حال الفتح وضم الشفتين حال الضم بمقدار حركتين
* نعلم الطفل قراءة الدروس كما في الجدول (فتحة –كسرة –ضمة) بهذا الترتيب
•لا بد من مراعاة ايقاع الدرس كما يقرأ الشيخ
•التدريب الكثير يساعد على الاتقان
•مراعاة تفخيم الحروف المفخمة (خص ضغط قظ) والترقيق ايضاً
•ممكن نعمل اختبار في هذا الدرس بالسؤال من الدروس السابقة ايضا (الحروف المتحركة ودرس التنوين والحركات الطويلة)
طريقة تلقين الطفل للدرس:
------------------------
1 - نعلم الطفل ماهي هذه المدود نعلمه مقدار المد حركتين بالتلقي طبعا
2 - عقد مقارنة بين هذا الدرس ودرس التنوين والحركات -- وملاحظة مدى استيعابه لجميع الدروس والتفريق بينها وملاحظة مدى تمييزه بين إيقاع كل درس (الحروف المتحركة – والتنوين - والحركات الطويلة)
3 - تطبيق النقطة 4 - 5 - 6 من الدرس الرابع (تعليم الطفل لكل حرف ولا ننتقل لما بعده حتى ينطقه صح ويكتبه صح بكل خصائص الحرف 2 - الإيقاع في الصوت والوزن 3 - نطق الحروف كما في الجدول من الدرس)
4 - وندربه على السرعة في الإجابة والسؤال عن الدروس السابقة بطريقة سريعة وغير مرتبة بين الدروس حتى نتأكد من إتقانه (اختبار السرعة)
5 - السؤال عن حركة الحرف دون نطقه فقط نشير إليه وهو يجاوب
مراجعة للدرس السابع:
ماهي الألف الصغيرة و واليا الصغيرة والواو الصغيرة؟
الألف الصغيرة عبارة عن الفتحة الطويلة –واليا الصغيرة عبارة عن الكسرة الطويلة – والواو الصغيرة عبارة عن الضمة الطويلة
ماهو الفرق بين درس الحركات الطويلة ودرس المد؟
الحركات الطويلة ودرس المد نفس الشئ ما عدا طريقة الأداء فقط والإيقاع واحد –وتعتبر الألف الصغير واليا الصغيرة والواو الصغيرة حروف مد تمد حركتين كالمد الطبيعي ولكن ها رسمت هكذا في القرآن
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:14 ص]ـ
الدرس الثامن
حروف المد
وتعريفها هو: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المضموم ما قبلها واليا الساكنة المكسور ما قبلها
سميت بذلك: لأنها قابلة للمد – من حركتين لأكثر فهي قابلة للمد وذلك لأنه ليس لها حيز محقق كما في سائر الحروف ولكن مخرجها مقدر من الجوف
وسميت جوفية: لخروجها من الجوف -- هو الخلاء الموجود في الفم والحلق وهذا التجويف هو الجوف
وسميت هوائية لأنها تخرج بهواء الفم
وسميت حروف المد بحروف المد واللين لسهولة خروجها
عيوب حروف المد حال النطق بها:
1 - الإمالة – فنراعي حال النطق بها خروجها من الجوف ولا تعتمد على حركة الفك
2 - خروج الغنة مع حروف المد وللتخلص من ذلك نقفل مخرج الخيشوم حال القراءة
3 - الامالة او التقليل – الإمالة وتكون حركة الفم وكأن الشخص يبتسم —والتقليل عدم إعطائها حقها من المد بمقدار حركتين
4 - التفخيم لحرف المد (انهار) وخاصة عند مجاورتها لحرف مفخم فنراعي ترقيقها
5 - لا بد من مراعات المد بمقدار حركتين
طريقة القراءة لدرس المد:
– يقرا الحرف ثم الألف ثم الفتحة
بَا بُوبِي— با ألف فتحة با – با ألف ضمة بو –با بو – با ألف كسرة بي (بَا بُو بِي)
1 - تعلم الطفل حروف المد بالتلقي – فيعرف أن حروف المد 3 وماهو شكلها وتعريفها بشكل مبسط وأنه يسبقها حرف مجانس لها
2 - أعلمه طريقة قراءة الجدول أي طريقة قراءة الدرس كما سبق – طبعا بالتلقي والتدريب
عند تعليم الطفل هذا الدرس لا بد ان نراعي ما يلي:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/2)
3 - أن يتقن الطفل النقطة الرابعة والخامسة والسادسة من الدرس الرابع (الحروف المتحركة) لا بد ان نعلم الطفل الحروف بحركاتها الثلاثة مع حروف المد ولا ينتقل للحرف التالي حتى يتقن ما قبله – ثم الإيقاع لا بد من إتقانه لها كما يقرأها الشيخ وهو إيقاع الصوت والوزن – يقرأ الحروف كما في ترتيب الجدول الألف ثم الواو ثم الياء فتحة ثم ضمة ثم كسرة
4 - الترتيب مختلف بين حروف المد والحركات الطويلة ولكن الزمن للمد والإيقاع واحد
5 - ينطق الحروف كما في الجدول وبنفس ترتيبها
6 - أ- أدرب الطفل السرعة في السؤال والاجابة باعطائه حروف غير مرتبة من كل الدروس حتى يتقن الحروف
ب- السؤال بالاشارة الى حركة الحرف بدون نطقة فنكتب له الحرف بالحركات وهو يقرأها – وبهذا أكون قد علمته ان ينطق
الحرف ويقرأه ايضا
------------------------------------------------------------
الجزء التابع للدرس السابع
(الدرس الثامن: حروف اللين)
حروف اللين: هما حرفين الواو واليا الساكنين مفتوح ما قبلها
سميت بذلك لأنها تخرج من الفم بسهولة من غير كلفة – ولابد من التفريق بينها عن الواو واليا المدية اللينية لها مخرج محقق والمدية لها مخرج مقدر – اليا اللينية تخرج من وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى – الواو يخرج من الشفتين بانضمامهما
(أي تخرج من جزء من الفم مع ما يحاذيها)
- طريقة القراءة: (تَوْ –تَيْ) تا واو فتحة تو تا يا فتحة تي -- تَوْ تَيْ
نراعي النبر أي الضغط على مخرج الحرف وذلك للتفريق بين الواو المدية والواو اللينية – فالزمن أقل هنا في حروف اللين
- لماذا الزمن اقل؟؟: لأن مخرج الحروف اللينية في (ي) من وسط اللسان فيتصادم وسط اللسان مع الحنك الأعلى ولكن في الحروف المدية يتباعد المخرج عن بعض أي تحولت لمخرج الجوف – لذلك لا نستطيع ان نمد الحروف اللينية اكثر لأن مخرجها سيكون غلط فتتحول لحرف المد
- حروف اللين تمد مد دون المد الطبيعي (والطبيعي حركتين) ويضبط بالمشافهة حسب سرعة القراءة فالبعض يقرأ بالتحقيق والبعض بالحدر
طريقة تلقين الطفل الدرس الثامن حروف اللين:
1 - قراءة حروف اللين كما في الجدول – يقرأ الواو ثم اليا
(نون واو فتحة نَو –نون يا فتحة نَي – نو ني) الحرف مع الحركة
2 - تجنب القراءة المجهولة – أي عدم توضيح المخرج وأيضا لا يزيد عن المد وهو أقل من الطبيعي ويضع النبر حتى لا تتحول لحرف مد
3 - تطبيق الفقرة (4 - 5 - 6) من الدرس الرابع كما سبق ذكره
4 - السؤال بالإشارة إلى حركة الحرف بدون نطقه كما سبق ذكره ايضاً
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:22 ص]ـ
الدرس التاسع
(ترتيبات على الحركات الطويلة وحروف المد واللين)
1 - الحرف الساكن ينطق مع الحرف السابق معه عند قراءة الكلمات التي في حروف اللين
2 - لا يوجد ألف في بداية الكلمة ما دامت الألف عليها حركة تنطق همزة فنقول همزة فتحة أ (ونراعي أن نقفل مخرج الفتحة)
3 - وعند قراءة كلمات حروف المد نقرأ الحرف وبعدها حرف المد ثم الحركة (أَعُوْذُ) همزة فتحة أ—عين واو ضمة –عو (حركتين) – أعو (حركتين) — ذال ضمة ذُ (لا نمد هنا ولاكن زمن بسيط جدا) – أَعُوْذُ
نضيف بعض الفوائد على النحو التالي:
•في درس التنوين وما بعده ما لا يقرأ من الحروف لا يهجأ مثاله (أبداً: لا نقرأ الألف في آخر الكلمة)
•تمد الألف مد عوض حال التهجاة حركتين فقط ثم بعد اتمام التهجأة تقرأ التنوين
•في تهجئة الكلمات (قرئ - الحرف الأخير همزة وليس ياء) فهذه الحروف تهجأ همز وهي (ؤ-ئ-ء-أ)
•كلمة (أناْ) تسقط الألف وصلا وتثبت وقفاً وتمد حركتين حال الوقف
•الألف الصغيرة والواو الصغيرة والياء الصغيرة تعامل معاملة حروف المد وتمد حركتين.
•الفرق بين حروف المد وحرفي اللين: أن حروف المد الأف والواو والياء ساكنات مسبوقة بحركة مجانسة لها. أما حرفي اللين فهي الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلها.
•عند ذكر كلمة حرف المد واللين نقصد بها حروف المد فقط وسميت حروف لين لسهوله خروجها .. واذا ذكر حرف لين فقط نقصد بها الياء والواو الساكنتين المفتوح ما قبلها.
•مخرج حروف المد مقدر من الجوف ومخرج حرفي اللين محقق من وسط اللسان ومن الشفتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/3)
- في دروس التطبيقات اذا وجد حكم مد غير المد الطبيعي فيمد عند تهجئته سببه مثال ذلك (جاء .. تمد مد4 حركات حال التهجئة المد الواجب المتصل.
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:37 ص]ـ
الدرس العاشر
السكون
فائدة: هذة الدورة رياضة للسان وتعرفك أخطاء اللسان
وفيها تدريس للتجويد بطريقة مبسطة لتشرح ما نتدرب عليه
أهمية درس السكون: درس السكون مهم لأننا عند إخراج الحرف يكون بهمزة القطع باختلاف الحركة فدرس السكون يصحح المخرج والصفة لكل حرف لأنها تكون حال السكون واضحة جدا
المخرج اذا لم يكن صحيح فأنا لم أعطي الحرف صفته الصحيحة
--------------------------------------------------------------
طريقة قراءة السكون:
1 - لقراة الدرس الساكن لا أنطقه لوحده ولكن مع الحرف الذي قبله لأن العرب لا تبدأ بساكن
2 - نركز على صفات الحروف ومخارجها حال القراءة فكل حرف له صفات ومخرج خاص به
3 - الشيخ استخدم الهمز (أ) لقراءة الحروف حال السكون –بالفتح ثم الكسر ثم الضم
4 - مثال: (أَ أْ – إِأْ – أُ أْ) همزة همزة فتحة أأ –همزة همزة كسرة إأ – (أأ إأ) همزة همزة ضمة أُا (أأ-إأ – أُا)
تنبيهات على بعض الحروف:
ع- من الحروف البينية او المتوسطة لا يجري الصوت جدا ولا يكون شديد كالهمز (البعبعة)
ث_ فيها صفة الرخاوة وهي من حروف الهمس (فحثه شخص سكت) فنتجنب القلقلة
ذ – من الحروف اللثوية ويجري فيه الصوت ولا نخرج نفس ونتجنب القلقلة ايضا
ظ – فيها تفخيم واطباق (أي الصاق للسان في سقف الحنك الأعلى) ومن الحروف اللثوية ايضا ً
ز – حرف الزا – فيها صفة الصفير وهي في ثلاث حروف (ص س ز) الفرق بينهم أن الصاد مفخمة والسين والزا مرققة – فانزل طرف اللسان في الثنايا السفلى ويكون هناك فرجة بسيطة جدا هي التي تسبب الصفير – وعن قراءة الصاد فيها إطباق واستعلاء فارفع مؤخرة اللسان من الداخل لتحقيق هذه الصفات
ح – حرف مرقق – يخرج من وسط الحلق – فيها رخاوة
حرف الها – يخرج من اقصى الحلق ويخرج معها هواء حال نطقها
ت – من حروف الهمس حال سكونها
ط – من اقوى الحروف لأن فيها كل الصفات القوية (اطباق استعلاء وقلقلة) وقلقلة الطا سريعة لا نعطيها زمن طويل
ك – من حروف الهمس وهو حرف مرقق
ق – جاء بعد الكاف لأنها مفخمة لنفرق بين القاف والكاف فتخرج من أقصى اللسان مع ما يحاذيها من المنطقة الرخوة وفيها قلقلة
ب – حرف مرقق ومقلقل
ج – لا يخرج معها هواء ابدا – وتخرج من وسط اللسان وهو حرف مقلقل
د – حرف شديد مقلقل ولا نعطيها إلا زمن بسيط لأن الحرف الشديد زمن الحرف فيه أقل من زمن الحرف الرخو بالتباعد أي أضع لساني على مخرج الدال وأبتعد بسرعة فالذال مثلا حرف رخو ويأخذ زمن أطول من زمن الدال
ش – من وسط اللسان وفيها صفة الهمس يخرج معها هواء حال السكون
ض – من صفاتها الاستطالة – نمثل لطريقة خروجها بالتالي (وكأن اليد الشمال هي الحنك الاعلى واليد اليمين هي اللسان وكأني أضغط اللسان في الحنك الأعلى حتى تصل إلى الاسنان الأمامية) هذا تمثيل لإيضاح المعنى – فهي تخرج من إحدى حافتي اللسان أو الإثنين معا مع الأضراس العليا كأنى أرفع اللسان إلى الحنك الأعلى وينطبق طائفة من اللسان على الحنك الأعلى أو محاذتها محاذة شديدة وينحصر الصوت فيدفع اللسان إلى الامام ناحية الأسنان الأمامية مايسمى بالإستطالة
غ – نراعي عدم القلقلة
ر – نراعي عدم تكرير الرا
ف – من حروف الهمس يخرج معها نفس أي هواء حال كونها ساكنة ومخرجها من الشفة والثنايا السفلى
و- حرف الواو في حالتين فقط الضم والفتح لأن الواو لا ياتي قبله مكسور ابدا – فيكون حال الفتح حرف لين وحال الضم حرف مد حركتين
ي – لا يوجد حرف يا قبله ضم – فيكون حال الفتح حرف لين وحال الكسر حرف مد
--------------------------------------------------------------
طريقة تلقين الطفل درس السكون:
1 - اعلم الطفل ان يحفظ اسم الجزم (السكون) وشكلة بالنظم – أي أعلمه أن رأس الحا الصغيرة هي السكون ويحفظ الشكل وإسمه ورسم أنها رأس حا صغيرة فوق الحر
2 - أسمي الحر ف المجزوم بالحرف الساكن
3 - أعرفه أنا كم مرة أقرأ الحرف الساكن أثناء التهجي؟؟؟ لماذا؟ مرة وحدة أثناء التهجي مع الحرف الذي قبله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/4)
4 - وأبدأ أعلمه القراءة حسب الجدول الفتح ثم الكسر ثم الضم كما سبق وشرحنا – كل حرفين مع بعض ثم الثلاث أحرف مع بعض ونراعي الإيقاع
5 - نقط مهمة للمعلم:
1) صحة أداء الحروف الاحظها مع الطفل فاجعله يتقن صفات الحروف ومخرجها
2) التمييز بين الحروف المتقاربة أي متقاربة في المخرج والصفة (ذ س) أطلب منه أن يجعل السين الحرف الساكن والذال هو الحرف المتحرك (ذَ سْ) (ذِ سْ) (ذُ سْ) – ثم أطلب منه حرفين متجانسين (ت ط) أجعل الطا ساكنة والتا متحركة (تَ طْ – تِ طْ – تُ ط ْ)
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:07 ص]ـ
الدرس الحادي عشر
تدريبات على السكون
ملاحظات على الدرس:
1 - لا بد أن يلم الطفل بإجابات الاسئلة التالية
س1 - متى تكون الغنة في النون الساكنة والتنوين؟
ج1) إذا لم يأت بعدها (أه ع ح غ خ ل ر) وهي حروف الإظهار بالإضافة لللام والرا --إذا لم أت بعدها هذه الحروف تغن وإذا وجدت لا تغن – وأعلمه طريقة الغنة طبعا بالتلقي
س 2) ستكون عن أحكام الراءات ومتى تكون مرققة ومفخمة؟؟
ج2) نعلمه ذلك بالتلقي وأعلمه كيف يحكم على الرا إذا كانت مفخمة أو مرققة – فهو قد سبق وميز الحرف المرقق والمفخم بالتلقي
--------------------------------------------------------------
* تنبيهات في درس السكون:
- الحرف الساكن لا يهجأ لوحده لذلك نضيف قبله حرف متحرك ويكون عادة الهمز بحركاته الثلاث.
-
- زمن الحرف الساكن قصير جدا فننتبه من إطالته. قصر زمن الحرف الشديد عند سكونه (حروف القلقلة) مقارنة بحروف الرخاوة والبينية
-
- صفات الحروف أوضح ما تكون في حال سكونها فنراعي القلقلة في حروف (قطب جد) والهمس في حروف (فحثه شخص سكت)
-
- الإنتباه من قلقلة الحروف الغير مقلقلة مثل (ذ - ض) فلا يوجد فيها قلقلة.
-
- نذكر بمراعاة التفخيم والترقيق للحروف في كل الحروف.
-
- لمعرفة حركة همزة الوصل ننظر لحركة الحرف الثالث من الفعل إذا كانت مفتوحة أولامكسورة نبدأ همزة الوصل بالكسر وإذا كانت مضمومة ضم أصلى نبدأ همزة الوصل بالضم مثال (ِاهدِنا) الدال مكسورة فحركة الهمزة مكسورة ايضا.
-
- عند وجود حكم تجويدي في الكلمة مثل الإخفاء مثلا ينطق بالحكم أثناء تهجئة الكلمة مثاله (كنت) نتهجا الكاف والنون مع غنة الإخفاء.
-
- (ال) التعريف القمرية تسقط ألفها حال وصلها بما قبلها مثاله (والعصر) نقول واو لام .. فلا نتهجا الألف.
-
- أما اللام الشمسية حال وصلها بما قبلها تسقط (ال) مثالها -- (والتين) فنقول واو تا .. وهذا نجده في درس الشدة باذن الله.
-
- عند التقاء ساكنين الأولى في نهاية الكلمة الأولى والثانية في بداية الكلمة الثانية يسقط الساكن الأول عند وصل الكلمتين ببعض مثالها (عند ذْي الْعرش) الياء ساكنة في كلمة ذي واللام ساكنة في كلمة العرش فتسقط الياء حال وصل الكلمة فتكون (عند ذلعرش)
--------------------------------------------------------------
تدريب على بعض الكلمات:ِِ
إهْدِ – الهاء معها هواء لوجود الهمس والدال زمنها يسير جدا
بَطْشَ – القلقلة تكون سريعة للطاءُ
عندما أجد همزة وصل وبعدها ساكن مفخمة – لأن الكسر ليس أصلي ووضع الكسر لأننا نظرنا للحرف الثالث من الفعل ووضعنا حركة الهمز بنفس الحركة بالكسر – مثاله اِرْجَعْ –
مصر – حال الوقف لها وجهان التفخيم والترقيق لأني ساقف عليها بالسكون ولكن حال الوصل مفخمة
قطر – حال الوقف لها وجهان لأني ساقف عليها بالسكون ولكن حال الوصل مرققة
قِرَْطَاسٍٍ - الرا هنا مفخمة لأن بعدها حرف من حروف الإستعلاء في نفس الكلمة وهو حرف الطا وهناك كلمات أخرى بنفس الحكم (قرطاس – مرصاد – فرقة - ارصادا
لمعرفة مخرج الرا نعمل ترعيد للحرف لأعرف مكانه وهو مخرجه حال التفخيم والترقيق – عند الترقيق ننزل اللسان لتحت ثم يصطدم في المخرج (فرعون)
مَنْ ارْتَضَى – همزة الوصل تسقط هنا – مَنْ ارْتَضَى – همزة الوصل تسقط هنا – والرا مفخمة والضاد مفخمة كما ان التا مرققة فيراعى التفخيم والترقيق
أَبْقَى – قلقلة البا وتفخيم القاف
تَجْرِيْ – نركز على مخرج الجيم وعدم إخراج هواء معها وقلقلة الجيم وترقيق الرا
مِنْ علقٍ – لا نعمل غنة هنا لأن الحكم إظهار
[حالات الراء للفائدة للمعلم ولا يطالب به الطالب المبتدئ]
[أحكام الراءات]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/5)
الراء المفخمة قولاً واحداً
1.الراء المفتوحة في بداية الكلمة (رَبي)، أو في وسطها (برَبكم)، أو في آخرها بشرط أن تكون موصولة (ليس البِرَّ)، أو راءً متطرفة مسبوقة بألف مد مثل (الكفارَ).
2.الراء المضمومة في بداية الكلمة مثل (رُزقوا)، أو في وسطها مثل (يُبصُرون)، أو موصولة في آخرها مثل (الكذاب الأشِرُ).
3.الراء الساكنة سكوناً أصلياً بعد فتح في وسط الكلمة مثل (مَرْيم)، أو ضم (زُرْقا)، أو في آخر الكلمة مثل (لا يسخَرْ قوم).
4.الراء الساكنة سكوناً أصلياً بعد كسر أصلي متصل بها وبعدها حرف استعلاء مفتوح مثل (قِرْطاس)، أو كسر أصلي منفصل عنها مثل (الذي ارتضى).
5.الراء الساكنة سكوناً أصلياً بعد كسر عارض متصل بها، أو همزة وصل مثل: (ارجعي)، أو منفصل عنها مثل: (إن ارْتبتم).
6.الراء الساكنة سكوناً عارضاً لأجل الوقف بشرط أن يسبقها فتح أو ضم، أو ساكن وقبل الساكن فتح أو ضم مثل (القَمَرُ، النُّذُرْ، القَدْرِ، اليُسْرَ).
الراء المرققة قولاً واحداً
1.الراء المكسورة سواءً كانت في بداية الكلمة مثل (رِزْقا)، أو في وسطها مثل (قَرِيباً)، أو في آخرها في حال الوصل مثل (ليلة القَدْرِ خير)، أو كانت الكسرة عارضة سواءً أتى بعدها حرف مستفل مثل (وَذَرِ الذين) أو مستعلٍ مثل (وَرِضْوان من الله).
2.الراء الممالة ولم ترد لحفص إلاّ في موضع واحد في قوله تعالى (مجرئها) في سورة هود.
3.الراء المكسورة وصلاً وموقوف عليها بوجه الروم مثل (والعَصْرِ) أو (والفَجْرِ) لأن حكم الروم كالوصل.
4.الراء الساكنة بعد كسر أصلي ولم يقع بعدها حرف استعلاء في كلمتها مثل (فِرْعون).
5.الراء الساكنة سكوناً أصلياً في آخر الكلمة وقبلها كسر ووقع بعدها حرف مستفل مثل (رب اغْفِِرْ لي)، أو مستعلٍ مثل (فاصْبِرْ صَبْراً جميلا).
6.الراء الساكنة سكوناً عارضاً لأجل الوقف بعد كسر سواءً كانت مفتوحة، أو مضمومة، أو مكسورة مثل: (لِيُنْذِرَ) ومثل (مُنْتَشِرٌ) ومثل (مُنْهَمِرِ) ومثل (فإذا نُقِرَ).
7.الراء الموقوف عليها الواقعة بعد حرف استفال ساكن قبله حرف مكسور مثل: (السِحْرُ).
8.الراء الموقوف عليها الواقعة بعد ياء مدية مثل: (قدير) أو ياء لينة مثل: (السَيْرَ) أو (خَيْر).
ملاحظة: الروم لا يكون إلاّ في المضموم أو المكسور كسراً أصلياً.
الراء الدائرة بين التفخيم والترقيق ولكن التفخيم أولى (حالة واحدة)
1.الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها ساكن مستعل وقبل الساكن كسر وهي في حالة الوصل مفتوحة في كلمة (مِصْرَ).
الراء الدائرة بين الترقيق والتفخيم ولكن الترقيق أولى (خمس حالات)
2.الراء الموقوف عليها بالسكون وبعدها ياء محذوفة للتخفيف وردت في كلمة واحدة فقط (ونُذُرِ). *
3.الراء الموقوف عليها بالسكون وبعدها ياء محذوفة للتخفيف وردت في كلمة واحدة فقط (يَسْرِ).
4.الراء الموقوف عليها بالسكون وبعدها ياء محذوفة للبناء مثل (أسْرِ) و (فأسْرِ).
5.الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها ساكن مستعل وقبل الساكن كسر وهي في الوصل مكسورة وردت في كلمة واحدة (القِِطْرِ).
6.الراء الساكنة في وسط الكلمة بعد كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور في كلمتها وردت في كلمة (فِِرْقٍ).
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:18 ص]ـ
تابع الدرس الحادي عشر
(تدريبات على السكون)
أولاً: يجب على الطفل الإلمام باجوبة الاسئلة التالي:
1 - متى تكون الغنة في النون الساكنة والتنوين؟
إذا لم يات بعدها حرف من حروف الحلق (الهمز والهاء –والعين والحا – والغين والخا)
2 - ماهي حروف التفخيم؟
حروف الاستعلاء (خص ضغط قظ)
3 - متى تفخم الرا الساكنة؟
الرا الساكنة تفخم في الحالات التالية:
1 - اذا لم يات قبلها يا ساكنة مثال: (خير)
2 - اذا لم يات بعدها كسر أصلي (مرية)
3 - اذا كانت ساكنة وقبلها حرف مكسور وجاء بعدها حرف استعلاء غير
مكسور في كلمة واحدة مثال: (إرصادا – لبلمرصاد – قرطاس – فرقتةٍ)
4 - بعد همزة الوصل مطلقا (من ارتضى) (ارحم)
5 - إذا كان قبلها حرف ساكن حصين وما قبله مكسور مثال: (مِصْرَ – القطر) فعند الوقف لها وجهين وحين الوصل تكون مفخمة -- (قطرٍ) حين الوصل مرققة وعند الوقف فيها وجهين-
--------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/6)
ثانيا: نعلم الطفل والمتعلم الجديد من خلال التدريبات الأمورالتالية:
1 - يجب إظهار النون الساكنة في الكلمات التالية (دنيا – قنوان – صنوان – بنيان) لأن الإدغام يغير معنى الكلمة هنا فنظهرها إظهار مطلق
2 - نعلم الطفل تعريف السكت – ماهو السكت؟ هو قطع الصوت زمناً دون زمن الوقف بدون تنفس بنية العودة إلى القراءة في الحال مثال (منْ راق)
(كلا بلْ ران) (من ْ بعثنا) (منْ مرقدنا)
3 - نعلم الطفل طريقة الوقف: اذا اردت الوقف على الكلمة نسكن الحرف الاخير— وإذا كان الحرف الإخير حرف مد نثبت حرف المد مثال: (انزلنا)
4 - التاء المربوطة عند الوقف نقرأها هاء – وإذا وقفنا على تنوين الفتح نقف عليها بالألف مد عوض (أبداً)
(وجد) – نقف عليها بالقلقلة – نشرح ذلك كله للطفل بالتلقي
ِ
5 - في نهاية بعض الكلمات توجد دائرة صغيرة تقصد بها نهاية السورة O
6- نعلم الطفل الإمالة:هناك إمالة واحدة لحفص عن عاصم جائزة (مجريها) ولا يوجد إمالة غيرها في القرآن – هذة الرا كانت في الأصل را مفتوحة والمفروض تفخم – ولكن قرأت بالإمالة
الامالة هي: أن تقرب الفتحة من الكسر والألف من الياء من غير قلب خالص أو إشباع مبالغ فيه ومن حفص عن الشاطبية إمالة واحدة في سورة نون
7 - (ءآلْئَنَ) لها وجهان صحيحان للقراءة لحفص عن عاصم بطريقة الشاطبية –1 - هو وجه الإبدال: هو إبدال همزة الوصل بألف مدية تمد بقدار ست حركات لزوما لملا قاتها الساكن الاصلي (ل) مد لازم كلمي مخفف أو مد فرق – وتوجد في 3 كلمات في القرآن في 6 مواقع (ءالئن – ءاذكرين
طريقة القراءة:
1 - (ء) همزة آلف لام مد فتحة آل (6 حركات) همزة فتحة طويلة آ (حركتين) نون فتحة نِ ((ءَآلْئَنَ)
2 - وجة التسهيل: التسهيل هو تسهيل همزة الوصل بين الألف والهمز – مع عدم المد مطلقاً (ننطق الهمزمسهلة بدون أن نمد بعدها)
طريقة قراءتها: همزة فتحة (أ) – همزة لام فتحة (ال) بدون مد نسهل الهمز (ءآل) —
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:22 ص]ـ
الدرس الثاني عشر
(التشديد)
1 - يعرف الطفل شكل الشدة وإسمها وموقعها من الحرف
2 - الحرف المشدد عبارة عن حرفين الأول والثاني متحرك (با فتحة مشدد = با سكون +با مفتوحة)
3 - ماذا يسمى الحرف الذي عليه شدة؟ يسمى الحرف المشدد
4 - كيف يقرأ الحرف المشدد؟ يقرأ بالشدة مع التوقف
1 - (يقرأمرة مع الحرف الذي قبله مثل السكون)
2 - (ومرة أخرى لوحده اذا لم يكن خلفه شئ أو مع الحرف الذي يليه سواء كان ساكن أو مشدد)
5 - تسقط القلقة أثناء التهجي في الحرف المشدد مثال: أبَّ— همزة با فتح (أبْ بدون قلقلة) با فتحة بَ – أبَّ
وكذلك الهمس يسقط أثناء التهجي في الحرف المشدد مثال - أتَّ (أتْ بدون همس)
6 - يجب الإنتباه إلى الغنة إذا كان الحرف المشدد نون مشددة أو ميم مشددة لأن الغنة في هذة الحالة تكون أكمل ما يكون (زمن الغنة في أعلى درجاتها) نطبق الغنة حال التهجي والقرآءة
طريقة قراءة الحرف المشدد:
(أبَّ إبَّ أُبّ) عند قراءة الهمزة مع حروف القلقلة لا نقلقل لأن الحرف المشدد لا يقلقل
1 - همزة با فتحة أبْ – با فتحة بَ (ثابتة لا تتغير) أبَّ
2 - همزة با كسرة إِبْ – با فتحة بَ – إِبَّ - (أبَّ إبَّ)
3 - همزة با ضمة أُب – با فتحة بَ – أُبَّ - (أبَّ إبَّ أُبَّ)
التفخيم والترقيق مع حروف الشدة
– يكون التفخيم هو الغالب في نهاية القراءة الرا– ولكن في حال التهجي ترقق الرا حال الكسر- مثال (إرَّ) همزة را كسرة إِرْ (نرقق حال التهجي) را فتحة رَ -
ـ[عاتكة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:38 ص]ـ
الدرس الثالث عشر
تدريبات على الشدة
1 - يجب مرعاة النبر في الياء والواو المشددتين هجاءً ووصلاً (سيرت- قوة)
2 - (لا تأمناَّ) أصل الكلمة (لا تأمَنُنا) كلمة واحد في القرآن تحتاج للتلقي المباشر وفيها حكم الإشمام – والإشمام هو: _ (هو ضم للشفتين بلا تراخي ولا صوت بعد تسكين للحرف)
ولحفص عن عاصم عن طريق الشاطبية حالتين:
1 - الإشمام مع الادغام: وهي التي نتبعها في القاعدة النورانية
2 - الإختلاس مع الإظهار: هو أن آتي بثلثي الحركة (حركة ضم النون الاولى) أو خطف الحركة بسرعة حيث يذهب الكثير ويبقى القليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/7)
(ءَأَعْجَِميٌّ وَّعَربي) تسهيل للهمزة الثانية – الهمزة الثانية يكون فيها التسهيل فقط اثناء التلاوة وتم توضيحا بالتلقى
طريقة التهجي أثناء تطبيق أحكام النون الساكنة والتوين والميم الساكنة
--------------------------------------------------------------
قواعد هامة:
1 - طريقة التهجي مع الاظهار:-
1) الإظهار الحلقي: وحروفه (الهمزة والهاء والعين والحا والغين والخا) فإذا جائت النون الساكنة أو التنوين وبعدهما أحد حروف الإظهار سواء وقعت في كلمة أو كلمتين (وفي التنوين لا يكون إلا في كلمتين) وجب إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف.
مثال: منْ علق – أنْعمت – منْ أهل الكتاب
2) الإظهار الشفوي: وحروفه جميع الحروف الهجائية ما عدا (الميم والبا) فإذا جاءت الميم الساكنة وبعدها أحد حروف الإظهار الشفوي سواء وقع في كلمة أو كلمتين وجب إظهار الميم الساكنة عند هذه الحروف
مثال: همْ فيها
طريقة التهجي: يكون بتهجي الحروف كما هي مرسومة مثل النطق تماما ولا شئ فيها؟
--------------------------------------------------------------
2 - طريقة التهجي مع الإخفاء:
1 - الاخفاء الحقيقي:
وحروفه في أوائل البيت التالي (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقا ضع ظالما)
فإذا جاءت النون الساكنة أو التنوين وبعده أحد هذه الحروف سواء وقعت في كلمة أو كلمتين (وفي التنوين لا يكون إلا في كلمتين) وجب إخفاء النون الساكنة عند هذه الحروف (وهي غنة النون الساكنة)
مثال: (وانذر)
2 - الإخفاء الشفوي:
حروفه (البا) فاذا جاء بعد الميم الساكنة حرف البا ولا يكون ذلك إلا في كلمتين وجب اخفاءها مع مراعاة غنة الميم الساكنة
مثال: (فاحكمْ بينهم)
ملاحظة: طريقة النطق الصحيح للميم المخفاة هي إطباق الشفتين على حرف الميم وفتحهما عند حرف الباء أي ارتفاع المخرج عن الحرفين ارتفاعة واحدة -- بدون ترك فرجة مجرد تلامس والغنة من الخيشوم
3 - طريقة التهجي مع الإقلاب
حروفه: له حرف واحد وهو البا-- فاذا جائت النون الساكنة او التنوين وبعدها حرف البا سواء في كلمة او كلمتين وجب قلب النون الساكنة ميما مخفاة مع مراعات الغنة – (والغنة هنا غنة الميم الساكنة وليست النون الساكنة) وعليه يكون النطق الصحيح بعد قلب النون الساكنة ميما مثل طريقة الاخفاء الشفوى.
وهنا قاعدتين نركز عليها:
-----------------------------------
- القاعدة الاولى في الاقلاب
: يكون التهجي بحذف النون الساكنة واستبدالها بميم ساكنة ولو كان الإقلاب بالتنوين نحذف النون الساكنة من التنوين وتقلب إلى ميم ساكنة مع مراعاة الغنة
-
مثال مع النون الساكنة: لينْبَذن – تصبح حال النطق ---> ليمبذن
مثال مع التنوين: مطهرةٍ بايدي -تصبح حال النطق ---> مطهرتمبايدي
----------------------------------------------------------
القاعدة الثانية في الادغام:-
اذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حروف كلمة (يرملون) فمع اللام والرا لا ناتي بالغنة ومع باقي الحروف (نرمل) ناتي بالغنة ((ونفهِم الأطفال ان الحرف الساكن قبل المشدد يترك)) مهممممم
-------------------------------------------------------------
طريقة التهجي مع الادغام:
1 - الإدغام الكامل بلا غنة:
وحروفها (ل ر) فاذا جائت النون الساكنة او التنوين وبعدهما (اللام والرا) ولا يكون الا في كلمتين وجب ادغامهما
بدون غنة أي ادغامهما ادغام كامل – لسقوط المدغم في المدغم فيه ذاتا وصفة
مثال: (منْ رَّبِكْ) تصبح حال النطق --- مربك – ميم را فتحة مر – نترك النون الساكنة
مثال مع التنوين: (فعَّالٌ لما يريد) (سلماً لِرَجُلٍ) تصبح حال النطق (فعاللما – سلملرجل)
2 - ادغام كامل بغنة:
حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) وهو ما تبقى من يرملون بعد استبعاد اللام والرا – فاذا جاء بعد النون الساكنة التنوين حرف من حروف (ينمو) ولا يكون الا من كلمتين وجب إدغامهما مع مراعاة الغنة
1 - إدغام كامل بغنة في (الميم والنون) لسقوط المدغم فى المدغم فيه ذاتا وصفة والغنة هى غنة المدغم فيه اى الميم أو النون
مثال: (منْ ماء)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/8)
2 الإدغام الناقص – وحروفة (اليا والواو) – لسقوط المدغم في المدغم فيه ذاتا (مخرجا) لا صفة (الغنة) فتبقى صفة الغنة من المدغم فيه التى فى النون الساكنة
مثال: (منْ يعمل) تصبح حال النطق – (ميعمل) – ميم نون يا فتحة مي – يا عين فتحة يع – ميم لام فتحة مل --
ملاحظة: تهجي النون لبيان أن صفتها إدغام بغنة ناقص
الادغام من حيث الكمال والنقصان:
وبهذا ينقسم الإدغام من حيث الكمال والنقصان أى قسمين:
1 - إدغام كامل بغنة: في حروف (نرمل) وهو ان يسقط المدغم في المدغم فيه ذاتا وصفة مع مراعة الغنة في حرفي النون والميم من المدغم فيه
2 - إدغام ناقص بغنة: في حرفي (الواو واليا) وهو أن يسقط المدغم في المدغم فيه ذاتا لا صفة
الإدغام
--------
أسباب الإدغام:-
-------------
1 - التماثل: وهما الحرفان اللذان اتحدا أسماً ورسماً (م- م او ن – ن)
2 - التجانس: هما الحرفان اللذان اتفقا في المخرج واختلفا في الصفات مثالها (الحروف النطعية – ط –ت –د)
3 - التقارب: هما الحرفان اللذان تقاربا في المخرج والصفات أو المخرج دون الصفات أو الصفات دون المخرج
وينقسم الادغام في رواية حفص عن عاصم الى:
1 - ادغام صغير: هو أن يكون الحرف الأول من المتماثلين أو المتجانسين أو المتقاربين ساكن والثانى متحرك مثال: (أحْطتُ) الطا والتا الاول ساكن والثاني متحرك بينهما تجانس وحتى يكون إدغام صغير نسكن الطا ونحرك التا. فندغم الطا في التا إدغام صغير.
2 - الادغام الكبير: أن يكون الحرفين المتماثلين متحركين وهي المتماثلين فقط وجاءت في كلمات محددة فقط في القران (مكنّي – نعمّا – تأمرونّني – أتحاجونّي – تأمّنا)
وينقسم الإدغام الصغير من حيث الكمال والنقصان الى:-
1 - اولا: إدغام كامل: وهو سقوط المدغم (الحرف الأول) في المدغم فيه (الحرف الثاني) ذاتا وصفة – وبذلك يصيران حرفا واحدا مشددا تشديدا كاملا من جنس الحرف الثاني.
مثاله:1 - ادغام متماثلين (بلْ لا تكرمون)
2 - ادغام متجانسين (همتْ طّائفة)
2 - ادغام متقاربين (وبمنْ مَّعك)
--------------------------------------------------------------
القاعدة الثالثة:
إذا جاء الحرف الساكن وبعده المشدد وكان من المتماثلين أو المتجانسين أو المتقاربين فيسقط النطق في الحرف الأول وننطق بالمشدد فقط
مثالها: (همتْ طّائفة) (فآمنتْ طَّآئفة) هجائها كما يلي (فا فتحة ف –
همزةالف فتحةءا- ميم فتحة مَ – نون طا فتحة نط (بدون قلقلة مع الحرف المشدد) نسقط التا الساكنة ونقرأ الطا مع النون – طا الف مد فتحة طا – ونكمل باقي الهجاء –
3 - ثانيا: إدغام ناقص: الإدغام الناقص وهو سقوط المدغم في المدغم فيه ذاتا لا صفة وبذلك يصيران حرفا واحدا مشددا تشديدا ناقصا (يبقى صفة المدغم) وصفة المدغم المتبقية تكون صفة الاطباق أو صفة الغنة
مثالها: (أحطتُّ – بسطتُّ) هنا ادغام صغير الاول ساكن والثاني متحرك – إدغام ناقص صغير لأن صفة الإطباق موجودة فيه.
كيفية أداء الادغام: يكون بالمحافظة على سكون الطا بدون قلقلة وهذا المراد من بيان إطباق الطا وذلك لئلا تشتبه بالتا المدغمة فيها والمجانسه لها في المخرج.
3 - صفة الغنة: وتكون موجودة في الادغام بغنة – وهو إدغام النون الساكنة والتنوين في حرفي الواو واليا إدغاما ناقصا لبقاء غنة النون الساكنة من المدغم أثناء إدغامها في المدغم فيه.
مثالها: (جداراً يريد – منْ وال)
0 - ---------------------------------------------------------
القاعدة الرابعة:
إذا جاء الحرف الساكن وكان من حروف الاطباق وجاء بعده حرف مجانس له فيدغم فيه مع بقاء صفة الاطباق
مثالها: (أحطت – بسطت– فرطتم)
وإذا كان الساكن نونا أو تنوينا وجاء بعده حرف مقارب له مثل (الواو أو اليا) فيدغم فيه مع بقاء صفة الغنة
مثاله: (خيراً يره ُ)
القاعدة الخامسة
: (قاعدة التقاء الساكنين)
إذا جاء التنوين في نهاية الكلمة وجاء بعده حرف ساكن في بداية الكلمة الثانية فمنعا لالتقاء الساكنين نقوم بالتالي:
1 - نحذف همزة الوصل (لسقوطها في درج الكلام)
2 - يبقى التنوين بحركة واحدة
مثال: (الفتحتين تكون فتحة والضمتين ضمة والكسرتين كسرة)
3 - نحرك النون الساكنة من التنوين بالكسر (وتسمى نون قطني او كما سماها الخليل الفراهيدي سلم اللسان) وتوصل بالحرف اللذي يليه
مثال: (عاداً الاولى) تصبح (عادن لاولى)
تم نقلها وتصحيحها بحمد الله ومنه وكرمه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العجوري]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:26 م]ـ
جزاك اللله خيرا وبوركت جهودك أخي الفاضل
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[19 - 03 - 08, 09:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و لو أفردتم الموضوع في موضوع جديد لكان أنفع بإذن الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:35 م]ـ
جزاكم الله ألف خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/9)
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمدًا، وبارك في كل جهودك، كان أحد الأخوة بالأمس في بلدنا يتكلم عن هذا الموضوع، ووجاء ذكر هذه الأشرطة، واليوم يقدر الله لي أن أرى موضوعك، فجزاك الله خيرًا.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:38 م]ـ
و جزاكم يا إخواني و بارك فيكم جميعا
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:05 م]ـ
الفاضل محمد وعمارة
والفاضلة عاتكة
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[12 - 04 - 08, 03:06 م]ـ
و جزاكم و فيكم بارك
ـ[محمد يوسف حرحش]ــــــــ[19 - 05 - 08, 06:30 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وجعل الجنة مثوانا ومثواكم ............ أخيكم فى الله محمد يوسف
ـ[محمد يوسف حرحش]ــــــــ[19 - 05 - 08, 06:34 م]ـ
{جزاكم الله خير الجزاء وجعل الجنة مثوانا ومثواكم ............ أخيكم فى الله محمد يوسف}
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[20 - 05 - 08, 06:15 ص]ـ
و جزاكم أخي الحبيب و بارك فيكم و نفعكم و نفعنا به
ـ[محمد المرتظى]ــــــــ[21 - 05 - 08, 02:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:59 م]ـ
و جزاكم أخي الحبيب
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[01 - 10 - 08, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ محمد ....
ووالله إني أحبك في الله ...
وكل عام وانتم بخير ....
أسأل الله يبارك فيك وفي أولادك وأن يسعدكم في الدنيا والآخرة ...
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[02 - 10 - 08, 12:36 ص]ـ
و جزاكم الله خيرا منه و أحبك كما أحببتني
ـ[ابو الزهراء]ــــــــ[04 - 10 - 08, 07:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
ونفع بكم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[04 - 04 - 09, 03:07 م]ـ
و جزاكم أخي الحبيب ونفعك بها
ـ[ياسمين العايدى]ــــــــ[11 - 11 - 10, 02:50 م]ـ
جزاكم الله خيراااا كثيراااااااااا
مجهود راااااائع(5/10)
سلسلة الفوائد العلمية من كتاب حاشية مقدمة التفسير
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 02 - 07, 03:28 ص]ـ
لقد وضع الشيخ عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله مقدمة في علم التفسير استفادها من مقدمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وجعل عليها حاشية نافعة يستفيد منها الطالب المبتدئ والراغب المنتهي ولقد يسر الله لي بأن قرأت هذه المقدمة والحاشية وسجلت الفوائد منها وسوف اجعلها في منتدى القرآن وعلومه على شكل سلسلة علمية التعم الفائدة:
الفائدة الاولى:
لايقال في القرآن إن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ ,بل هذه الأقوال هي من أقوال بعض الملحدة , من الفلاسفة.
ص 15
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 02 - 07, 11:24 م]ـ
الفائدة الثانية:
انتشرت بدعة نفي الصفات في عهد هشام بن عبدالملك, وإن كان جعد سبقه إلى ذلك , في أوائل المائة الثالثة.
ص22
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:23 ص]ـ
بل هذه الأقوال هي من أقوال بعض الملحدة , من الفلاسفة.
ص 15 [/ quote]
هل المراد بهذا الوصف هو النفاة المتأولة من اهل القبلة كالأشاعرة
وهل للفلاسفة المنتسبين للاسلام قول كهذا القول
للمراجعة والتحرير
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:22 م]ـ
أتمنى يا أخ نايف .. أن تجمعها في وورد يكون أسهل عليك.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:42 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ينظر في شرحها للشيخ الدكتور سعد الشثري؛ فهو نفيس.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 02 - 07, 05:04 ص]ـ
الإخوة الافاضل هذه فوائد جمعتها وجعلتها في اخر الكتاب:
الفائدة الثالثة:
التكيفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص.
ص28
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[11 - 03 - 07, 09:38 م]ـ
قال القاضي عياض وغيره:
المرجع في معرفة المكي من المدني ,لحفظ الصحابة والتابعين ,ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول, لأنه لم يؤمر به , ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة ...
ص 30
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:01 ص]ـ
قال شيخ الإسلام:سورة الحج فيها مكي ومدني, وليلي ونهاري, وسفري وحضري ,وشتائي وصيفي.
ص32
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 04 - 07, 12:01 ص]ـ
قال ابن العربي:من القران مانزل سمائيا وأرضياً ,ومانزل بين السماء والأرض ,ومانزل تحت الأض في الغار, ص 32
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:36 م]ـ
قال الخطابي:إنما لم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم القرىن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ ,لبعض أحكامه ,أو تلاوته ,فلما انقضى نزوله بوفاته ,ألهم الله الخلفاء الراشدين لذلك, وفاء بوعده الصادق ,بضمان حفظه على هذه الأمة ,ص38
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:48 م]ـ
لايمتنع أن يكون بعض السور ,توقيفياً, علم ترتيبه في حياته صلى الله عليه وسلم.ص44
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[27 - 06 - 07, 05:35 م]ـ
قوله تعالى ((فأينماتولوافثم وجه الله))
نزلت في هذه الاية في صلاة النافلة ص47.
من أقسام العام المخصص ويكون التخصيص إما بالقران او السنة او بالقياس ص48
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:38 م]ـ
ومن القرآن ماكان مخصصا لعموم السنة ك ((حتى يعطوا الجزية)) خص ((أمرت أن أقاتل الناس, حتى يقولوا لاإله إلا الله)) ص52
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 11 - 08, 11:17 م]ـ
نقل عن ابن القيم رحمهم الله قوله:مراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ ,رفع الالحكم بجملته تارة ,وهو اصطلاح المتأخرين ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر.وغيره تارة ,إما بتخصيص ,أو تقيد ,أو حمل مطلق على مقيد ,وتفسيره وتبينه, حتى أنهم ليسمون الاستثناء ,والشرط ,والصفة ,نسخاًلتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر ,وبيان المراد.(5/11)
الإعجاز العددي ...
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[15 - 02 - 07, 08:33 م]ـ
هذه كلمات قلائل اختصرتها قدر الإمكان، وهناك بعض الأمثلة التي أود مناقشتها لكني أرجأت ذلك، هذه الرسالة كتبتها منذ فترة، أنزلها هنا لتعرض عليكم، والله ولي التوفيق.
1 ـ ينبغي أولا أن نقف مع كلمة الإعجاز، ونتبين معناها، فما هو الإعجاز؟
الشيء المعجز: هو الشيء الخارق للعادة بحيث لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله.
والمقصود بالإعجاز العددي: هو استنتاج قضايا إعجازية عن طريق الأرقام. كرقم السورة، ورقم الآية، وعدد الأحرف والكلمات وما شابهه.
2ـ ينبغي لنا أن نعلم أن المقصد الأساسي للقرآن، والهدف الذي من أجله أنزل القرآن. إن الهدف لم يكن بحال من الأحوال هو الحديث عن الظواهر الكونية، أو الاكتشافات المتعلقة بالأجسام الدقيقة، أو البحار والمحيطات، لم يكن هذا أبدا، وإنما الهدف الأول والأخير هداية البشرية وإخراجهم من الظلمات إلى النور، إنما هو لتبصيرهم بأمر دينهم، وتعريفهم بربهم، فهذا هو الذي أنزل القرآن لأجله لا غير، فإذن القرآن أنزل لتعريف الناس بربهم، وبيان الطرق الموصلة إليه سبحانه.
3 ـ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم. وقرأ عمر بن الخطاب على المنبر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. وعن ابن أبي مليكة أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول فيها.
وعن يزيد بن أبي يزيد قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع. وقال الشعبي: والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله عز وجل. وعن مسروق: قال اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله.
4 ـ لا يجوز لأي إنسان أن يتكلم في كتاب الله تعالى بغير علم، بل لا بد لمن يتصدى لكتاب الله تعالى أن يكون ممن توفرت فيه شروط المفسر، وهي مذكورة في كتب علوم القرآن، وأعظم هذه الأمور العلم بلغة العرب لأن القرآن إنما أنزل بلغتهم، قال الشاطبي رحمه الله في الموافقات: ... القرآن نزل بلسان العرب على الجملة فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة لأن الله تعالى يقول إنا أنزلناه قرآنا عربيا وقال بلسان عربي مبين وقال لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين وقال ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي إلى غير ذلك مما يدل على أنه عربي وبلسان العرب لا أنه أعجمي ولا بلسان العجم فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم ولا سبيل إلى تطلب فهمه من غير هذه الجهة ..
فمن لم يكن مليا متوسعا في اللغة نحوها وصرفها وبيانها .. فيحرم عليه أن يتكلم في تفسير كلام الله تعالى مستنبطا ومنقبا من غير أن يكون أهلا لذلك ..
5 ـ ما قيمة هذا الإعجاز وما حكمه؟
الحق أن مثل هذا النوع لا قيمة له، وهو باطل لا يصح لما يلي:
أ ـ في تسمية هذا النوع إعجازا نظر بين، فالإعجاز هو الإتيان بأمر خارق للعادة، بحيث لا يستطيع أحد الإتيان بمثله. وهذا الأمر الذي ذكر أنه إعجاز يستطيع كل إنسان أن يأتي بمثله، فيستطيع شاعر أن يكتب كتابا يكون في كل صفحة عددا من الحروف، أو عددا من الكلمات يشير إلى قضية معينة، وباستطاعة كل إنسان أن يكتب كتابا يرد ذكر الصلاة فيه خمس مرات والشهر إثنتا عشرة مرة وهكذا فأين الإعجاز؟؟!
ب ـ أن أصحاب هذا النوع لا يستندون إلى أسس وضوابط ثابتة، ولا يعتمدون على أسس يعول عليها، وإليك أسسا اعتمد عليها أحدهم:
اعتمد في عد الكلمات على الرسم العثماني!!
وهل الرسم العثماني أمر توقيفي أم اصطلاحي؟ الصواب أنه أمر اصطلاحي لا توقيفي وليس هذا محل بحثه.
وكذلك يبني هذا الإعجاز على أن عدد السور 114 سورة!! وقد قيل إنها 113 سورة بجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/12)
والعجب العجاب أنه يعتمد على أن آيات القرآن 6236 وهذا أمر ليس متفقا عليه، بل هو أمر وقع الخلاف فيه. قال الداني: أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من لم يزد، ومنهم من قال ومائتا آية وأربع آيات، وقيل وأربع عشرة، وقيل وتسع عشرة، وقيل وخمس وعشرون، وقيل وست وثلاثون.
ثم هو جاهل بلغة العرب فيعد الفعل مع ضميره كلمة واحدة!! فيرضعن يعدها كلمة واحدة وهي كلمتان يرضع ونون النسوة، بحجارة: يعدها كلمة واحدة وهي كلمتان حرف الجر وحجارة ... إلخ ... ثم هو يقول: إن الأسس التي اعتمدت عليها مما أجمع عليه العلماء فيما يظن ويعتقد ... وقد بينت لك أن جميع الأسس التي اتكأ عليها ليس فيها إجماع ثابت، وهي لا تصلح أن تكون معتمدا يعتمد عليه.
فليس هناك أسس يسيرون عليها، ولا ضوابط يعتمدونها، بل أمور تنبيء عن جهلهم وقلة باعهم، ومع ذلك فتجرؤوا على كتاب الله تعالى، وانظر إلى ما سبق وذكرته لك عن بعض ورع السلف في التفسير.
أيضا من الأمور التي يعتمدون عليها ما يسمى بحساب الجمّل، ودعوني أقف مع هذا الأمر وقفة أظنها يسيرة، والموضوع أكبر من هذه الوقفة بكثير:
ليعلم قبل كل شيء أن إدخال حساب الجمل في تفسير الآيات ليس حديثا بل هو قديم جدا، فقد أدخل بعضهم قديما حساب الجمل في تفسير الحروف المقطعة، واستدلوا لذلك بحديث ضعيف لا تقوم به حجة، ولو صح فليس فيه ذكر لحساب الجمل لا من قريب ولا من بعيد، والحديث رواه ابن إسحاق في السيرة فقال: وكان ممن نزل فيه القرآن بخاصة من الأحبار وكفار يهود الذي كانوا يسألونه ويتعنتونه (تأمل قوله كفار يهود الذين كانوا يسألونه ويتعنتونه) ليلبسوا الحق بالباطل - فيما ذكر لي عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله بن رئاب أن أبا ياسر بن أخطب مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة الكتاب وسورة البقرة: {الم. ذلِكَ الكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} فأتى أخاه حُيَيَّ بْنَ أَخْطبَ في رجال من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ألم تذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل اللهُ عليك: {الم. ذلك الكِتَابُ} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى، فقالوا: أجاءك بها جبريل من عند الله. قال: نعم، قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلم أنه بُيِّنَ لنبي منهم مدة ملكه وما أُكُل أمته غيرك، فقال حُيَيُّ بن أخطب وأقبل على من كان معه، فقال لهم: الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه إحدى وسبعون سنة، ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا محمد هل كان مع هذا غيره؟ قال: نعم.قال: ماذا؟ قال: المص. قال هذه أثقل وأطول، الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه إحدى وستون ومائة سنة، فهل مع هذا يا محمد غيره؟ قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: الر. قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد، واللام ثلاثون، والراء مائتان، فهذه إحدى وثلاثون ومائتان سنةٍ، فهل مع هذا يا محمد غيره. قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: المر، قال هذه أثقل وأطول، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مائتان، فهذه إحدى وسبعون ومائتا سنة. .، ثم قال: لقد التبس علينا أمرك حتى ما ندري أقليلاً أعطيت أم كثيراً، ثم قاموا عنه، فقال أبو ياسر لأخيه حُيَيَّ بن أخطبَ ولمن معه من الأحبار: ما يدريكم لعله قد جمع هذا كله لمحمد إحدى وسبعون، وإحدى وستون ومائة، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة سنة وأربع وثلاثون سنة. قالوا: لقد تشابه علينا أمره. فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم: {هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/13)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: و من قال إن سبب نزول الآية سؤال اليهود عن حروف المعجم في ألم بحساب الجمل فهذا نقل باطل. أما أولا: فلأنه من رواية الكلبى، و أما ثانيا: فهذا قد قيل إنهم قالوه في أول مقدم النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة، و سورة آل عمران إنما نزل صدرها متأخرا لما قدم و فد نجران بالنقل المستفيض المتواتر و فيها فرض الحج و إنما فرض سنة تسع أو عشر لم يفرض في أول الهجرة باتفاق المسلمين ... إلى آخر كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: فهذا الحديث مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يحتج بما انفرد به.
ثم لو كان صحيحا فليس فيه دلالة على المذكور أبدا وقد قال البيضاوي: والحديث لا دليل فيه لجواز أنه عليه السلام تبسم تعجبا من جهلهم.
وضعف إسناد الحديث الشوكاني وقال في فتح القدير: فانظر ما بلغت إليه أفهامهم من هذا الأمر المختص بهم من عدد الحروف مع كونه ليس من لغة العرب في شيء وتأمل أي موضع أحق بالبيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الموضع فإن هؤلاء الملاعين قد جعلوا ما فهموه عند سماع {الم * ذلك الكتاب} من ذلك العدد موجبا للتثبيط عن الإجابة له والدخول في شريعته، فلو كان لذلك معنى يعقل ومدلول يفهم لدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظنوه بادئ ذي بدء حتى لا يتأثر عنه ما جاءوا به من التشكيك على من معهم.
فهذا ما يتعلق بهذا الدليل، وأما ما يتعلق بأصل الطريقة وهي إدخال حساب الجمل في تفسير الآيات فقد أنكره الأئمة العلماء رحمهم الله واستدلوا بما رواه البيهقي في سننه وفي شعب الإيمان وعبد الرزاق في مصنفه عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: إن قوما يحسبون أبا جاد وينظرون في النجوم ولا أرى لمن فعل ذلك من خلاق. فمعرفة المدد والوقائع المستقبلية بمثل هذا الحساب أمر مذموم لا يحمد بحال.
ونقل السيوطي في الإتقان قول ابن حجر في استخدام حساب الجمل في التفسير فقال: وهذا باطل لا يعتمد عليه، فقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه الزجر عن عد أبي جاد والإشارة إلى أن ذلك من جملة السحر، وليس ذلك ببعيد فإنه لا أصل له في الشريعة.
ثم ارجع بارك الله فيك إلى ما ذكرته في النقطة الرابعة من وجوب تنزيل معاني القرآن على لغة العرب، قال الرازي بعد أن ذكر وجوب تنزيل المعاني القرآنية على ما هو معهود من لغة العرب: "فأما حملها على معان أُخر لا بهذا الطريق فهذا باطل قطعاً، وذلك مثل الوجوه التي يذكرها أهل الباطن، مثل أنهم تارة يحملون الحروف على حساب الجمل وتارة يحملون كل حرف على شيء آخر، وللصوفية طرق كثيرة في الباب، ويسمونها علم المكاشفة والذي يدلل على فساد تلك الوجوه بأسرها قوله تعالى: {قُرْءَاناً عَرَبِيّاً} وإنما سماه عربياً لكونه دالاً على هذه المعاني المخصوصة بوضع العرب وباصطلاحاتهم، وذلك يدل على أن دلالة هذه الألفاظ لم تحصل إلا على تلك المعاني المخصوصة، وأن ما سواه فهو باطل".
وهل حساب الجمل من لغة العرب؟
قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: وحساب الجُمَّلِ: الحروف المقطعة على أبي جاد، قال ابن دريد: لا أحسبه عربيا.
فهذا ابن دريد وهو إمام من أئمة العربية يحكم بكون هذا الحساب ليس بعربي، وقد نقلت لك قبل قليل قول الشوكاني في فتح القدير إذ فيه: فانظر ما بلغت إليه أفهامهم من هذا الأمر المختص بهم من عدد الحروف مع كونه ليس من لغة العرب في شيء.
وقال شيخ الإسلام: فإن ابن عربي في كتاب عنقاء مغرب وغيره أخبر بمستقبلات كثيرة عامتها كذب، وكذلك ابن سبعين، وكذلك الذين استخرجوا مدة بقاء هذه الأمة من حساب الجمل من حروف المعجم الذي ورثوه من اليهود ...
وقال في موضع آخر عن استعمال هذا الحساب وأمثاله في كتاب الله: فهذه الأمور التي توجد في ضلال اليهود والنصارى وضلال المشركين والصابئين من المتفلسفة والمنجمين مشتملة من هذا الباطل على مالا يعلمه إلا الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/14)
ولم يقل أحد من أهل العلم جازما أن هذا الحساب من كلام العرب أبدا، اللهم إلا ما نقل عن سيبويه حيث جعل نصفها الأول عربيا والآخر أعجميا، وليس ذلك مما يفرح به، وليس كما يظنه البعض، بل قصد سيبويه أنها مما يفهم في كلام العرب، لا أن أصل وضعها عربي، فهو يقر بأنها أعجمية لا شك في ذلك، ولكنه عنى بقوله ذاك أنها مما تفهمه العرب وأن ذلك جاء على نسق كلام العرب، قال السيوطي في المزهر: قال أبو سعيد السِّيرافي: فصَّل سيبويه بين أبي جاد وهوَّز وحطي؛ فجعلهن عربيات، وبين البواقي فجعلهن أعجميات، وكان أبو العباس يجيز أن يكون كلهن أعجميات، وقال من يحتج لسيبويه: جعلهن عربيات لأنهن مفهومات المعاني في كلام العرب، وقد جرى أبو جاد على لفظ لا يجوز أن يكون إلاّ عربياً تقول: هذا أبو جاد، ورأيت أبا جاد، وعجبت من أبي جاد، قال أبو سعيد: ولا تبعد فيها العجمة، لأن هذه الحروف عليها يقع تعليم الخط بالسرياني وهي معارف. وقال المسعودي في تاريخه: قد كان عدة أمم تفرقوا في ممالك متصلة، منهم المسمى بأبي جاد وهوَّز وحطي وكلمن وسعفص، وقرشيات، وهم بنو المحصن بن جندل بن يصعب بن مدين بن إبراهيم الخليل عليه السلام.
وأحرف الجُمَّل هي أسماء هؤلاء الملوك وهي الأربعة والعشرون حرفاً التي عليها حساب الجُمَّل، وقد قيل في هذه الحروف غير ذلك ...
ثم إذا كان عربيا 100% فهل استعمله العرب في تفسير كلامهم؟ لم يستعملوه في تفسير كلامهم أبدا.
ثم إن من شروط فصاحة الكلام وبلاغته عندهم أن يكون واضح المعنى، بعيدا عن التعقيد والتعمية التي لا يفهما أحد من أهل العربية، فهل هذا القرآن الذي أنزل بلسان عربي مبين فيه من التعمية ما لا يستطيع أهل هذا اللسان الذين عايشوا نزوله أن يشعروا به، ويشعر به من لم يتحقق من لسانهم؟!!!
وإذا كانت عربية 100% فهل علمت أن هذه الحروف (حساب الجمل) مختلف فيها بين المغاربة والمشارقة؟
فهي عند المشارقة هكذا:
أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ.
وأما عند المغاربة فهي هكذا:
أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش.
فأيهما ستستعمل؟ وما هو الدليل الذي يدفعك لتقديم أحدهما؟ أهو التحكم والهوى، أم أنك لا تدري؟!!!
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وأخيرا: إذا بانت أنها من موروثات اليهود، أو أنها على أقل التقديرات من الأمور التي لم يستعملها العرب في فهم المعاني، ولم يلتفتوا إليها، بل أكثر شهرتها عن المنجمين والمشعوذين كما نص عليه غير واحد كالخوارزمي مثلا في مفاتيح العلوم، وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم، فهل يصح بعد ذلك أن أقحمها في تفسير كلام الله؟!! وهل يصح أن يجعل كلام الله تعالى رموزا مستغلقة لا يفهمها أحد من أهل القرون الفاضلة؟!! معاذ الله.
(تنبيه:كل كلامي السابق حول حساب الجمل في تفسير الآيات، وكشف المغيبات بهذا الحساب، أما استعمال هذا الحساب في التاريخ والعد ونحوه فلا بأس به، لكن المحذور شيئان: إدخاله في تفسير كلام الله تعالى، واكتشاف الأمور الغيبية بهذا الحساب، فليتنبه)
ج ـ أن السلف رحمهم الله تعالى قد عدوا السور والآيات بل عدوا حروفه وكلماته، فكلماته: سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وسبع وثلاثون كلمة، وقيل: وتسع وثلاثون كلمة. وأما حروفه فثلاثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا، وقيل: ثلاثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف وقيل: ثلاثمائة ألف وأربعون ألف وسبعمائة وأربعون. والله أعلم. ولولا الإطالة لذكرت لك أغرب وأغرب.
ها هو السيوطي في الإتقان ينقل لنا فائدة فيقول: فائدة قال بعض القراء: القرآن العظيم له أنصاف باعتبارات، فنصفه بالحروف النون من نكرا في الكهف والكاف من النصف الثاني، ونصفه بالآيات يأفكون من سورة الشعراء، وقوله فألقى السحرة من النصف الثاني، ونصفه على عدد السور آخر الحديد والمجادلة من النصف الثاني وهو عشرة بالأحزاب. وقيل إن النصف بالحروف الكاف من نكرا، وقيل الفاء من قوله وليتلطف.
فالمقصود أن السلف ما كان خافيا عليهم مثل هذا الأمر، ومع ذلك ما عدوه إعجازا، ولا اشتغلوا به، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، فكيف يأتي أحدهم ويقول لنا بكل جهل وغباوة:
الصلاة وردت في كتاب الله تعالى خمس مرات ..... (سأذكر هذا الأمر لاحقا، وأبين زيفه لأنه انتشر في المنتديات)
د ـ قال تبارك وتعالى: قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين.
واستخراج المعاني القرآنية والحكم الربانية عن طريق الآلة الحاسبة وحساب الجمل والرموز المعقدة هو ـ والله ـ عين التكلف!!
هـ ـ قال تعالى: هذا بيان للناس وهدى.
فهل هذه الرموز والأسرار الغير بينة والتي لا يفهمها أهل اللسان العربي المبين، بل لا علاقة لها بلسان العرب، هل هي بيان لجميع الناس؟!! وكيف تكون كذلك وهي بحاجة في بعض الأحيان لمعادلات رياضية وفيزيائية لا يحسنها إلا القليل مقارنة بمن يجهلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/15)
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[15 - 02 - 07, 10:32 م]ـ
.....
وهل الرسم العثماني أمر توقيفي أم اصطلاحي؟ الصواب أنه أمر اصطلاحي لا توقيفي ...... ....
هو توقيفي .. لا ريب في ذلك! ..
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[15 - 02 - 07, 11:14 م]ـ
3 ـ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم. وقرأ عمر بن الخطاب على المنبر وفاكهة وأبا فقال هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن هذا لهو التكلف يا عمر. وعن ابن أبي مليكة أن ابن عباس سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول فيها. .
هذا مربط الفرس, والبحث كله عن "الإعجاز" جملة وتفصيلاً, ومحورا ومدارا ..
فهل وجدت "الإعجاز" عن أحد أولئك العدول؟ , أليس القول بـ"الإعجاز" من "الإحداث" بعد أولئك العدول؟.
مختصر مفيد .. "الإعجاز" برمته وجملته, محدث متكلّف!.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 01:30 م]ـ
...
هو توقيفي .. لا ريب في ذلك! ..
ليس المقصود من هذه المقالة البحث في رسم القرآن فهذا يفرد له موضوع مستقل، وإلا لخرجنا عن المقصود الأصلي، وإن ملت أنت إلى كونه توقيفيا والآخر إلى كونه اصطلاحيا فهل مثل هذا الأمر الظني في أغلب أحواله يصلح أن يكون مرتكزا وقاعدة ينطلق منها إلى ما يسمى بالإعجاز العددي.
وهذا هو قصدي من اختصار القول في رسم القرآن، وهو أن الأمر ظني لا يقيني سواء قلنا بما أنا إليه مطمئن أو قلنا بما أنت مطمئن إليه فلا يصلح مرتكزا ...
وإن قلت أخي توقيفي فلك ذلك لكنه لا يضر في النتيجة التي توصلت إليها من بطلان هذا النوع من الإعجاز ....
أرجو ان يكون مقصودي واضحا، منتظرا إفادتك بشكل موسع في موضوع مستقل عن رسم القرآن حتى تكمل الفائدة.
وتقبل مني المحبة والوفاء.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 01:49 م]ـ
هذا مربط الفرس, والبحث كله عن "الإعجاز" جملة وتفصيلاً, ومحورا ومدارا ..
فهل وجدت "الإعجاز" عن أحد أولئك العدول؟ , أليس القول بـ"الإعجاز" من "الإحداث" بعد أولئك العدول؟.
مختصر مفيد .. "الإعجاز" برمته وجملته, محدث متكلّف!.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
أخي الفاضل: غيث أحمد أغاثني الله وإيك بالخير والعلم والإيمان، أسعدتني مشاركتك، ولكن مالمقصود من كلامك هذا؟
إن كان المقصود أن كلمة الإعجاز لم تكن موجودة في العصور الأولى ولم يستعملها أحد فأسلم لك ذلك.
لكن ذلك لا يعني عدم جواز استعمال هذه اللفظة (وهذه ما فهمته من كلامك، ولعل فهمي كان سقيما، وكم من عائب قولا .. ) لأجل كونها حادثة، وإلا لرددنا الآلاف من الكلمات والألفاظ لمجرد كونها حادثة.
واللفظ الذي يتنازع فيه إما أن يكون التنازع فيه لذات اللفظة وإما أن يكون التنازع فيه للمعنى المندرج تحت هذه اللفظة.
وكثير من الأئمة عندما ينكر كلمة من الكلمات فإنما ذلك غالبا للمعنى المندرج تحت هذه الكلمة، وأضرب 3 أمثلة:
1 ـ لفظة أصول الدين وفروع الدين: فهذه اللفظة يحكي جملة من الأفاضل عن شيخ الإسلام إنكارها والقول بعدم شرعيتها، والحق غير ذلك، فإن شيخ الإسلام لم ينكرها باعتبارها من عوارض الألفاظ، بمعنى لم ينكر ذات اللفظة، بل استعملها شيخ الإسلام ابن تيمية في آلاف المواضع، وإنما أنكرها باعتبار المعنى المندرج تحتها ....
2 ـ الحقيقة والمجاز أنكرها شيخ الإسلام باعتبار المعنى المندرج تحتها، ولم ينكر ذات اللفظة، وإلا فقد استعملها أبو عبيد وغيره
3 ـ المتواتر والآحاد ينكره بعض الأئمة باعتبار المعنى، ولم ينكر استعمال ذات اللفظ إذا اشتمل على معنى صحيح مقبول، وقد استعملها الشافعي وغيره بمعنى مناسب، وينكر بعض الأئمة المعنى الباطل ولا ينكرون استعمال اللفظة ذاتها حين اشتمالها على معنى صحيح.
نأتي لكلمة الإعجاز: فإن كنت تنكر استعمال اللفظة ذاتها، فكلامك مردود لا يقبل، وإن كنت تنكر المعاني الباطلة التي تندرج تحت هذا المعنى فلك ذلك، مع بيان الباطل من تلك المعاني.
فإن قلت وقد قلت: فهل وجدت "الإعجاز" عن أحد أولئك العدول؟
أقول لك: نعم فكثير من العدول استخدم هذا اللفظ ولم ينكره، بل أهل السنة أقروا بهذا الإعجاز وفسروه بمعنى صحيح مخالف للمعتزلة وأضرابهم.
ومن العدول الذين استخدموا هذه اللفظة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث قال:
ولما كان القرآن متميزا بنفسه لما خصه الله به من الإعجاز الذي باين به كلام الناس كما قال تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وكان منقولا بالتواتر لم يطمع أحد في تغيير شيء من ألفاظه وحروفه وكان طمع الشيطان أن يدخل في الأحاديث من النقص والازدياد ما يضل به بعض العباد.
وقال: وقد قال أصحابنا إن قراءة الفاتحة لما وجبت فى الصلاة وجب أن تتعين الفاتحة لأن القرآن إمتاز عن غيره بالإعجاز وأقل ما يحصل به الإعجاز سورة وهذه السورة أشرف السور لأنها السبع المثاني و لأنها تصلح عوضا عن جميع السور.
وقال في الجواب الصحيح: فإن كونه معجزا يعلم بأدلة متعددة والإعجاز فيه وجوه متعددة فتنوعت دلائل إعجازه وتنوعت وجوه إعجازه وكل وجه من الوجوه هو دال على إعجازه ....
أخي الكريم هذا ما يحضرني، وأرجو أن تعذرني إن كنت فهمت كلامك على وجه خاطيء، سائلا المولى لي ولك الصفح والغفران.
أخوك المحب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/16)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[16 - 02 - 07, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فهمت من كلام أخي غيث أنّ في استعمال مصطلح "الإعجاز" إشكالية.
فهو وكما أقرّ بذلك أخي أبو يحيى "محدث"بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، .. ولكن ذهب أخونا أبو يحيى مذهباً مختلفاً عندما قال عن كم الكلمات المحدثة في استعمالاتنا ..
فأن نستخدم المحدث من المصطلحات في شأن الحياة شيء وأن نستعمله في الدين شيء آخر ...
فـ (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) هذا في الدين وليس في أمور الدنيا أو حتى في الأمور التي تخدم الدين كمصطلح "أصول الدين" ... وغيره.
بل إن في وجود كلمة (تسمية) أخرى في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذات المصطلح- إذا افترضنا ترادف المعنى، وذلك لا يكون- لهو أمر مريب ومستنكر، فمن يجرؤ على أن يبدل أو يستبدل كلمات الله الملك العظيم سبحانه؟!
فالله سبحانه يقول: "آية" .. ويقول بعض الناس "معجزة"
هذا ما فهمته، و أرى فيه دعوة صالحة للعودة إلى كتاب الله وحديث نبيه صلى الله عليه وسلم حرفاً حرفاً، وكلمةً كلمة ..
أما قولك أخي أبا يحيى عن المعنى واللفظ، فقد استغربته! فكيف نفرق بين أهميتهما؟
فما قيمة اللفظ إن لم يؤد المعنى بوضوح ودقة؟!! بل هذا الوضوح والدقة هي ما يرفع تسمية فوق أخرى ابتداءً من علوم الدين وانتهاءً بعلوم الميكانيكا والآلات ..
و يظل بعد ذلك للمرتاب أو المحتار أن يرجع إلى معاني "إعجاز " و "عجز" في لسان القرآن واستخداماتها فيه، ثمّ في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثمّ في لسان العرب فيجد هل ترادف معنى: "آية"أو "بينة" فتقوم مقامها أو تعلوها فتأخذ مكانها، أم هي وصف خاطيء لما سمّاه الله من قبل.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[16 - 02 - 07, 04:55 م]ـ
بداية, اشكر للأخ خالد, وقد قارب المقصد.
ثم أشكر بالغ الشكر للأخ أبي يحي, حسن خلقه, ولين عريكته ...
وأعتب عليه كثيرا, فيما بعد ذلك! ,
فعندما سألتك عن "العدول", كان واضحاً إشارتي إلى "الشيخين" الصاحبين, وليس إلى المتأخرين الفقهاء, فلا يُخلط ابدا بين الشيخين ومن بعدهما, فرحم الله ابن تيمية, إذ ردّ الناس إلى نهل دينهم الأول, فلن يتابع هو إن خالف! ,
ثم تفصيلك للمسألة لفظاً ودلالة, مقبول. ومجرد أنها في اُمهات الدين, فلا نحبّذ اللفظ ولا المعنى, إن كنا نتسلّف من معين النبوة المأمور بها وحسب. فـ"الإعجاز" بكل المقاييس شيء لم يكن عند نبينا -وهو في اُصول الدين- فإن لم تكن هذه هي البدعة, وهذا هو الإحداث, فماذا يكون؟؟.
"ما أنا عليه اليوم وأصحابي"
فابن تيمية عدل في "فقه" الدين والملّة, ولكنه ليس مادة الدين والملّة كما هو حال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وما اجتمعت عليه سنة الراشدين, وكما كتب هو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: "كل يحتج لقوله ولا يحتج به, إلا الله ورسوله". وشيخ الاسلام تحت ما كتب!.
فكما عبت على "الإعجاز العددي" وبدأت بما قاله أبو بكر وعمر والأركان معهم, كذلك "الإعجاز" نفسه, قول في القرآن, عليه ما على غيره ... أما أن نبيح تارة ونحرّم تارة, فذلك خلل غير محمود.
على كلٍ, أريد أن أقول كما قال الإمام ابن حنبل رضي الله عنه: القرآن كلام الله .. ولا أزيد!.
لا إعجاز ولا غيره, مما لم يكن عند نبينا وأصحابه, وذلك الدين القيم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 07:29 م]ـ
فأن نستخدم المحدث من المصطلحات في شأن الحياة شيء وأن نستعمله في الدين شيء آخر ...
وهل تراني يا أخي ساذجا حتى أخلط بين المصطلحات والألفاظ الدينية وبين الألفاظ المستخدمة في حياتنا اليومية؟!! كلامي مفهوم واضح وربما يأتي.
فالله سبحانه يقول: "آية" .. ويقول بعض الناس "معجزة"
ما وجه التعارض بينهما؟!!
و يظل بعد ذلك للمرتاب أو المحتار أن يرجع إلى معاني "إعجاز " و "عجز" في لسان القرآن واستخداماتها فيه، ثمّ في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثمّ في لسان العرب فيجد هل ترادف معنى: "آية"أو "بينة" فتقوم مقامها أو تعلوها فتأخذ مكانها، أم هي وصف خاطيء لما سمّاه الله من قبل.
سيأتي بإذن الله، وكلمة ومصطلح: إعجاز القرآن، كلمة لا يعيبها شيء من جهة اللغة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/17)
أما قولك أخي أبا يحيى عن المعنى واللفظ، فقد استغربته! فكيف نفرق بين أهميتهما؟
فما قيمة اللفظ إن لم يؤد المعنى بوضوح ودقة؟!! بل هذا الوضوح والدقة هي ما يرفع تسمية فوق أخرى ابتداءً من علوم الدين وانتهاءً بعلوم الميكانيكا والآلات ..
راجع كلامي، فيقينا لم تفهمه ...
على كلٍ, أريد أن أقول كما قال الإمام ابن حنبل رضي الله عنه: القرآن كلام الله .. ولا أزيد!.
لا إعجاز ولا غيره, مما لم يكن عند نبينا وأصحابه, وذلك الدين القيم.
بل ثبت من كلام الإمام أحمد استخدام مادة عجز وسيأتي من كلام شيخ الإسلام.
1 ـ اتفقنا على أن الموجود في كلام الله عز وجل لفظ الآية والبرهان.
2 ـ اتفقنا على أن استعمال لفظ القرآن أولى وأبلغ.
3 ـ اختلفنا في جواز غستعمال لفظة الإعجاز، لإأنا أقول: جائزة وعليه استعمال أهل السنة قاطبة بل العلماء من غير نكير، وأنتما تقولان: غير جائز وليس لكما سلف في ذلك.
4 ـ إنكار هذه اللفظة من جهة اللغة دعوى لا دليل عليها، فإعجاز القرآن تركيب لغوي فصيح والإضافة من باب إضافة المصدر إلى فاعله، وهو مستعمل في كلام الله تعالى وكلام نبيه، قال تعالى: " صنع الله "
5 ـ دعوى أن كل لفظ حادث فيجب أن يرد يلزم منه أن نرد ألفاظا ومصطلحات كثيرة:
فيلزم أن نبطل استخدام الفقها للفظ الكراهة، لأن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يريدون به غالبا التحريم، والفقهاء خصوها بالكراهة.
لفظة السنة يستعملها الفقهاء بمعنى المندوب والصحابة أحيانا بمعنى الواجب ..
لفظ المجاز استخدمه السلف كأبي عبيد وأبي عبيدة وابن قتيبة وابن تيمية بمعنى ما يجوز في اللغة لا بالمعنى المصطلح عليه عند البيانيين، واللفظ حادث، ولم ينكر على أحد منهم ألبتة.
لفظ أصول الدين لم يرد في الكتاب والسنة.
لفظ العقيدة لم ترد في الكتاب ولا في السنة، والله يقول: الإيمان، والرسول والصحابة يقولون: التوحيد. ونحن نقول العقيدة والاعتقاد ولم يستخدم إلا في القرن الرابع!!
سيقول لي: أريد بها خدمة الدين ولم تحتو معنى باطلا، وهل احتوت كلمة الإعجاز معنى باطلا؟!!
6 ـ تتابع أهل السنة قاطبة بل حتى العلماء كلهم على استعمال هذه اللفظة من غير نكير، فاستعملها الأئمة كشيخ الإسلام وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وكبار علماء هذا العصر كالشيخ ابن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد وغيرهم، بل لا تكاد تجد كتابا في بيان معتقد أهل السنة إلا وذكر فيه كلمة المعجزات ...
7 ـ قال سيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح:
والآيات والبراهين الدالة على نبوة محمد كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء ويسميها من يسميها من النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة
وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب والسنة
وإنما فيه لفظ الآية والبينة والبرهان ثم ساق الأدلة ثم قال:
وأما لفظ المعجز فإنما يدل على أنه أعجز غيره كما قال تعالى: وما هم بمعجزين.
وقال:وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء.
ومن لا يثبت فعلا إلا لله يقول المعجز هو الله وإنما سمي غيره معجزا مجازا وهذا اللفظ لا يدل على كون ذلك آية ودليلا إلا إذا فسر المراد به وذكر شرائطه (وتأمل كلامي السابق في مشاركتي الثانية حول ما هو من عوارض الألفاظ وما هو من عوارض المعاني) ولهذا كان كثير من أهل الكلام لا يسمي معجزا إلا ما كان للأنبياء فقط وما كان للأولياء إن أثبت لهم خرق عادة سماها كرامة.
والسلف كأحمد وغيره كانوا يسمون هذا وهذا معجزا ويقولون لخوارق الأولياء إنها معجزات إذا لم يكن في اللفظ مايقتضي اختصاص الأنبياء بذلك بخلاف ما كان آية وبرهانا على نبوة النبي فإن هذا يجب اختصاصه.
8 ـ لما قال من قال بالصرفة تصدى أهل السنة كلهم من غير استثناء مثبتين إعجاز القرآن مفسرينه على ما هو معلوم عند أهل السنة.
9 ـ اسمحا لي أن أقول: إن قولكما هذا حادث لم يسبقكما إليه أحد من أهل السنة أبدا .... ، وأرجو بيان من قال بقولكما على أقل تقدير، وإن كان اجتهادا فأثبتا لي أنه اجتهاد منكما، والله يتولانا بعفوه.
شكر الله لكما .....
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[18 - 02 - 07, 08:06 ص]ـ
اتفقنا على أن الموجود في كلام الله عز وجل لفظ الآية والبرهان. ـ اتفقنا على أن استعمال لفظ القرآن أولى وأبلغ
ثمّ ماذا يا أخي؟!
أبعد كلام الله وإقرارنا بأنه أبلغ وأولى؟!!!!
كلام الله أبلغ وأولى ولكنه غير مقدم في هذه الحالة! {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
وقول شيخ الإسلام رحمه الله حجة لناوالآيات والبراهين الدالة على نبوة محمد كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء ويسميها من يسميها من النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة
وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب والسنة وإن كان هو لم يلتزم به لاحقاً، فهذه عليه وليست له.
وأما قولك: ما وجه التعارض بينهما؟!! أي الآية و المعجزة
فاسمح لي أن استنكره وأستغربه، فهما ليسا سواء لساناً ...
و أعلى الاختلاف والتعارض أن إحداهما قول الله، والثانية نحت البشر ..
وسألت هل هذا اجتهادنا!
و تعلم أن الاجتهاد أن تأتي بما ليس له سابق في الدين، وهو ما يصدق على من أتى بـ (المعجزة والإعجاز)، وليس الاجتهاد أن تلتزم بالكتاب والحديث ..
و أنتظر منك ما ذكرت من شرح لغوي للـ" المعجزة"، وكيف تكون كـ "الآية" في لسان العرب!!!!
وشكراً لك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/18)
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 06:03 م]ـ
والسلف كأحمد وغيره كانوا يسمون هذا وهذا معجزا ويقولون لخوارق الأولياء إنها معجزات
9 ـ اسمحا لي أن أقول: إن قولكما هذا حادث لم يسبقكما إليه أحد من أهل السنة أبدا .... ، وأرجو بيان من قال بقولكما على أقل تقدير، وإن كان اجتهادا فأثبتا لي أنه اجتهاد منكما، والله يتولانا بعفوه.
شكر الله لكما .....
غفر الله لك أبا يحيى .. أجعلت التزامنا بمكا كان عليه نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه وتابعوهم "حادثا" علينا إثباته؟ , وجعلت "الحادث" هو الحق!؟.
ثم تسألنا من قال بقولنا؟ , ألا يكفي أن أقول بقول نبي الله وأصحابه ولا أزيد!؟.
ثم تقول إن ليس لنا سلف فيما نقول!!. فقل لي أنت, من أول من قال بما يسمى "المعجزة"؟.
فإن وجدته -ولن تجده أخي وعزيزي- فسله عن سلفه فيما قال!!.
ذلك لتعلم أن "المعجزة" لا سلف لها إلى نبي الله صى الله عليه وسلم, فلا ينبغي أن يطالب المقتفي أثر النبوة بالبينة, بل هي على من لا سلف له!.
فأين التزام السنة والكتاب الذي تعاهدناه؟.
أئت بألف عالم, وآتيك بأبي بكر واحد, وأت بألف أبي بكر وآتيك بمحمد واحد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!.
انتبه أخي أبا يحي, فالذي سقته لا يعدو "وصفاً" ونحتا وتوليفا -مع كل المحبة والود-! , والرد على كل سطر فيه نظير الجدل, اما ما انتهى إليه نبينا وأصحابه فلا شيء فيه مما عندك!.
ثم حبذا لو سقت لي موضع استعمال الإمام أحمد لما يسمى "المعجزة", وأنا لك من الشاكرين!.
على كلٍ, سأوافيك قريبا بإذن الله ببحث مفصل لبيان علة "الإعجاز" و "العقيدة" حالما يتسنى لي!.
ويكفي أن تلاحظ أخي أنك لجأت إلى كل المتأخرين -وهم تلاميذ المتقدمين- إذ لم تجد عند "الأعلم الأسلم" من هذا شيئا!.
ونحن الذين نقول: يسعنا ما وسع أصحاب رسول الله!! , فما بالنا اليوم نهجر المتسع!؟.
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (18) سورة الزمر
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 07:34 م]ـ
غفر الله لك أبا يحيى .. أجعلت التزامنا بمكا كان عليه نبي الله وأصحابه وتابعوهم "حادثا" علينا إثباته؟ , وجعلت "الحادث" هو الحق!؟.
ما زلت أخي غيث تدور في دائرة مفرغة ....
أنا لم أعب عليك ذلك وارجع إلى كلامي الأول عندما بينت لك أننا متفقون على أن استعمال لفظ الآية أولى وأبلغ.
لكننا مختلفون في جواز استعمال لفظة الإعجاز، فأنت تقول بعدم جواز استعمالها وهو قول حادث مخالف لإجماع أهل السنة واستعمالهم ... أعني القول بعدم جواز استعمال اللفظة ... فهل تنبهت لقولي وتكف عن تقويلي ما لم أقل. شكر الله لك.
وقول شيخ الإسلام رحمه الله حجة لنا
اقتباس:
والآيات والبراهين الدالة على نبوة محمد كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء ويسميها من يسميها من النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة
وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب والسنة
اقرأ كلام شيخ الإسلام كاملا، وانتبه لمحال الوفاق والنزاع بيني وبينك، فاستدلالك في غير محل النزاع .. لأننا اتفقنا على أن استعمال لفظ الكتاب أولى ... واختلفنا في موطن آخر بينته ولم تستدل له ..
كلام الله أبلغ وأولى ولكنه غير مقدم في هذه الحالة! {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
اتق الله ولا تقولني ما لم أقل، وهل رأيت في كلامي السابق أني قلت كلام الله غير مقدم في هذه الحالة .... وأعيد كلامي السابق:
1 ـ اتفقنا على أن الموجود في كلام الله عز وجل لفظ الآية والبرهان.
2 ـ اتفقنا على أن استعمال لفظ القرآن أولى وأبلغ.
3 ـ اختلفنا في جواز إستعمال لفظة الإعجاز
فها أنت تقولني ما لم أقل، بل أعتبر هذا إساءة ظن منك بي، لكني أقول: غفر الله لي ولك، وجعلنا ممن يظل تحت عرشه.
وإن كان هو لم يلتزم به لاحقاً، فهذه عليه وليست له
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/19)
بل لم يخالف حرفا مما قرره، وأكمل كلامه ولا تبتر شيئا مما فيه، فهو يقرر أن لفظ الآيات والبراهين أولى، وأن لفظ المعجزات لم يرد في الكتاب والسنة فقط، وهذا اتفاق بيني وبينك وبين شيخ الإسلام، وما زلت أقول: حرر محل النزاع بيني وبينك ...
فاسمح لي أن استنكره وأستغربه، فهما ليسا سواء لساناً ...
و أعلى الاختلاف والتعارض أن إحداهما قول الله، والثانية نحت البشر ..
وكثير من مصطلحات الفقهاء والعلماء هي ليست موجودة في كلام الله تعالى، فهل يعني عدم جواز استعمالها؟!! وهل يعني أن كل كلام للبشر ومنهم الصحابة معارض لكلام الله، لأجل أن ذلك كلام الله وهذا من نحت البشر؟!!!!!
ثم إني بارك الله فيك لم أسألك عن الفرق بين الكلامين حتى تقول لي: هذا كلام الله وهذا كلام البشر، وهل أنا عمي عن هذا (ابتسامة) سألتك يا أخي عن وجه التعارض ولم تذكر لي ذلك أبدا، بل ذكرت أن هذا كلام الله وهذا كلام البشر!! وهل هذا تعارض؟!!
وسألت هل هذا اجتهادنا!
و تعلم أن الاجتهاد أن تأتي بما ليس له سابق في الدين، وهو ما يصدق على من أتى بـ (المعجزة والإعجاز)، وليس الاجتهاد أن تلتزم بالكتاب والحديث ..
وما زلت تقولني ما لم أقل، فهل عبت عليك التزامك بالكتاب والحديث، وهل منعتك من ذلك، يا أخي حرر محل النزاع بيني وبينك وأعيد:
فكلمة المعجزة استعملها الأئمة كأحمد ومن جاء بعده من أهل السنة، ولم ينكر جواز استعمالها أحد من أهل السنة، بل استعملوها من قبيل الجواز لا من قبيل الإيجاب أو الاستحباب، وأنت وأخوك الكريم تحرمان استعمالها مخالفين صنيع الأئمة من قبل ومن بعد.
ثم تسألنا من قال بقولنا؟ , ألا يكفي أن أقول بقول نبي الله وأصحابه ولا أزيد!؟
قل بقول نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا أمنعك ولا يحق لي منعك، ولم أمنعك من قبل، لكن كلامنا في جواز استخدام لفظة لم يقل النبي بتحريمها ولا السلف ولا الأئمة، وحرر محل النزاع أخي ....
و أنتظر منك ما ذكرت من شرح لغوي للـ" المعجزة"، وكيف تكون كـ "الآية" في لسان العرب!!!!
ما زلت تتقول علي: وهل قلت أن الآية في الاستعمال كلفظة المعجزة، والله ماقلتها ولا تفوهت بها، وهذا قولي سابقا:
2 ـ اتفقنا على أن استعمال لفظ القرآن أولى وأبلغ.
فهل رأيت أخي خالد ذلك عفا الله عني وعنك، واما بالنسبة للنقطة اللغوية التي ذكرتها فارجع إليها فهي بينة، وقد أثبت للتركيب الفصاحة، والفصيح متفاوت، فهل تعقل ذلك؟!
انتبه أخي أبا يحي, فالذي سقته لا يعدو "وصفاً" ونحتا وتوليفا -مع كل المحبة والود-! , والرد على كل سطر فيه نظير الجدل, اما ما انتهى إليه نبينا وأصحابه فلا شيء فيه مما عندك!.
شكر الله لك، وبارك فيك!!!
ثم حبذا لو سقت لي موضع استعمال الإمام أحمد لما يسمى "المعجزة", وأنا لك من الشاكرين!.
يكفيك كلام شيخ الإسلام.
ويكفي أن تلاحظ أخي أنك لجأت إلى كل المتأخرين -وهم تلاميذ المتقدمين- إذ لم تجد عند "الأعلم الأسلم" من هذا شيئا!.
لجأت إلى المتأخرين كشيخ الإسلام ممن هو أعلم مني ومنك بصنيع المتقدمين، واستدللت بكلامه على وجوده عند المتقدمين، وهو عدل ثقة ثبت. فهل يكفي ذلك.
أما أنت فلم تلجأ في القول بعدم جواز اللفظة إلى أحد من المتقدمين ولا المتأخرين.
فلم يقل أحد من المتقدمين ولا أحد من المتأخرين بتحريم استعمال اللفظة، وإن كان من أحد فأت به. وأرجوك تمعن في كلامي.
الخلاصة: أن كلامي واضح بين، وقد حررت محل النزاع بيني وبينكما في المشاركة السابقة، ولم تنتبها له عفا الله عنكما.
وما زلت أقول: قولكما بعدم جواز استعمال لفظة المعجزة قول حادث لم يقل به أحد من علماء المسلمين، بل استعملوه من غير نكير، فهل لكما في تحريم استعمالها سلف؟!
غفر الله لك أبا يحيى
اللهم آمين، ولكما.
تحذير:
إن تقول أحد منكما علي مرة أخرى فسأدعو الله أن يغفر له، وإن لم يحرر محل النزاع جيدا فسأدعو الله أن يهديه، إذ لا أملك غير ذلك .. (ابتسامة)
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:41 م]ـ
اللهم أدم الودّ بين المؤمنين, واحفظ على أبي يحيى حسن خلقه وطيب كلامه ..
مختصر مفيد قبل أن يصر الأمر مراء ..
هل تجزم -حفظك الله- أنها ليست ببدعة ولا محدثة؟ , و"كل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة" ...
يعني, هل تجزم بقبول نبي الله لها؟. فإن جزمت لزمتك البينة, وإن لم تجزم فذلك هو الظن الذي نجتنبه في الدين.
وكما صح عن عبد الله بن عمر قوله: "كل محدثة بدعة ولو رآها الناس حسنة"!.
أما عن الدليل الذي يُلزمني إلى قيام الساعة, فهو قوله المحكم ..
{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (27) سورة الكهف
و"الملتحد" أخي هو "الملجأ", وفي "المعجزة" و"العقيدة" وأشباهها ملتحد, بعدما "تمت" كلمة الله فيها!.
فما سألته عن وجوب ترك أقوال اصحابة, إن سلمت لنا بما أشرنا له, فأقول: أقوال الصحابة وغيرهم, مما نزل القرآن بخلافه, وسبق القول فيه من نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , فلا متابعة عليها, وتترك ويؤخذ بقول الله ورسوله, ولا يعلم خلاف في ذلك عند عدول أهل الملة, إلا أن يجعل الصحابي وغيره ندا لرسول الله فما فوقه!!.
وهذا في الأصل هو دين أصحاب النبي في العض بالنواجذ!.
وأذكر أنني قرأت لك في المشاركات السابقة -في الصفحة نفسها- قولك: الله يقول إيمان واانبي والصحابة يقولون توحيد, و (((((((((((((نحن))))))))))))) نقول عقيدة!!!!!
فما ظنك إن خيرتني ((بينكم)) وبين قول الله ورسوله؟.
أخي أبا يحيى, إنها جلية جلاء الصبح .. {اليوم أكملت لكم دينكم} , ولم يكن يومها -في الدين الكامل- لا معجزة ولا عقيدة, فلا حاجة لي بها ولو قال بها كل من عدا نبي الله وأركان الصحبة العدول!.
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/20)
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 06:36 ص]ـ
أخي غيث لا مقال لي معك، وقد طالبتك بأمور لم تلتزمها، وما زلت تخالف إجماع أهل السنة بل المسلمين كما بينت لك ..
هذا اللالكائي رحمه الله في أصول اعتقاد أهل السنة يقول: باب جماع مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وإبتداء الوحي إليه وفضائله ومعجزاته.
وقال: سياق ما روى في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على صدقه وخرق الله العادة الجارية لوضوح دلالته وإثبات نبوته ونفي الشك والارتياب في أمره.
وقال ابن منده في كتاب الإيمان: ذكر وجوب الإيمان بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عما رأى في بدء أمره حين شق صدره وملىء حكمة وإيمانا ثم أراهم أثر المخيط فيه معجزة له وتصديقا بما أخبر به.
وفي الفروع لابن مفلح: قال أحمد: القرآن معجز بنفسه ... ونقله البهوتي في كشاف القناع.
وقال ابن مفلح أيضا: وقال غيره: قال الإمام أحمد من قال: إن القرآن مقدور على مثله ولكن الله منع قدرتهم، كفر بل هو معجز بنفسه، والعجز شمل الخلق.
وفي المبسوط للسرخسي: و " أبو يوسف " و " محمد " رحمهما الله قالا القرآن معجز والإعجاز في النظم والمعنى فإذا قدر عليهما فلا يتأدى الواجب إلا بهما.
وفي صحيح ابن حبان:
ذكر حقيقة الخاتم الذي كان للنبي معجزة لنبوته
باب المعجزات
ذكر خبر فيه دلائل معلومة على صحة ما أصلناه من إثبات الأشياء المعجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وغيرها من الأبواب التي ذكر فيها هذه اللفظة ....
وابن حزم رحمه الله في الفصل ينقل إجماع المسلمين على القول بإعجاز القرآن ولم ينقل عن أحدهم ترددا في هذه اللفظة ولو وجد لذكر.
وممن نقله ابن قدامة في كتابه: البرهان في بيان القرآن، ولم يتردد في اللفظ أبدا، ولم ينقل عن أحد إنكاره، ولو وجد لتم نقله. والله المستعان.
والأدلة التي تستدل بها عمومات لا تصلح لما ذكرت، وقد بينت لك أن هذا القول خاص بك لم يسبقك إليه أحد، أعني القول ببدعية المصطلحات الحادثة كمصطلح الإعجاز والعقيدة، وهو اجتهاد منك، والاجتهاد له أهله، والله حسبي وحسبك.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:23 م]ـ
اللهم إن لي حجة وكفاية بمحمد صلى الله عليه وسلم, وبأصحابه وما تمت به كلمتك!.
فاهدني إلى أحسن القول عندك, ولا تكلني إلى عقلي فأهلك!.
اللهم لا نكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا, وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 06:56 ص]ـ
اللهم آمين.
وقد أجمع أهل العلم قاطبة من أهل السنة ومن غيرهم على أن المصطلحات لا مشاحة فيها إذا لم تشتمل على معنى فاسد، أما إذا اشتملت على معنى صحيح فلا بأس باستعمالها إجماعا، وهذا إجماع منهم أيضا على عدم دخولها تحت مسمى البدعة في الدين، ...
قال شيخ الإسلام العالم بمواطن الإجماع وصنيع السلف:
فالسلف والأئمة لم يكرهوا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة كلفظ الجوهر والعرض والجسم وغير ذلك بل لأن المعاني التي يعبرون عنها بهذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه لاشتمال هذه الألفاظ على معاني مجملة في النفي والإثبات كما قال الإمام أحمد في وصفه لأهل البدع فقال هم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب متفقون على مخالفة الكتاب يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يتكلمون به من المتشابه.
فإذا عرفت المعاني التي يقصدونها بأمثال هذه العبارات ووزنت بالكتاب والسنة بحيث يثبت الحق الذي أثبته الكتاب والسنة وينفي الباطل الذي نفاه الكتاب والسنة كان ذلك هو الحق بخلاف ما سلكه أهل الأهواء من التكلم بهذه الألفاظ نفيا وإثباتا في الوسائل والمسائل من غير بيان التفصيل والتقسيم الذي هو الصراط المستقيم وهذا من مثارات الشبهة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/21)
وقال: فأما إذا عرف المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة وعبر عنها لمن يفهم بهذه الألفاظ ليتبين ما وافق الحق من معاني هؤلاء وما خالفه فهذا عظيم المنفعة وهو من الحكم بالكتاب بين الناس فيما اختلفوا فيه كما قال تعالى كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبييين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وهو مثل الحكم بين سائر الأمم بالكتاب فيما اختلفوا فيه من المعاني التي يعبرون عنها بوضعهم وعرفهم وذلك يحتاج إلى معرفة معاني الكتاب والسنة ومعرفة معاني هؤلاء بألفاظهم ثم اعتبار هذه المعاني بهذه المعاني ليظهر الموافق والمخالف.
وقال: وبالجملة فمعلوم أن الألفاظ نوعان:
لفظ ورد فى الكتاب والسنة أو الاجماع (ولفظة الإعجاز هل ترى فيها نزاعا بين السلف؟!!) فهذا اللفظ يجب القول بموجبه سواء فهمنا معناه أو لم نفهمه لأن الرسول لا يقول الا حقا والأمة لا تجتمع على ضلالة!! والثانى لفظ لم يرد به دليل شرعى كهذه الألفاظ التى تنازع فيها أهل الكلام والفلسفة هذا يقول هو متحيز وهذا يقول ليس بمتحيز وهذا يقول هو فى جهة وهذا يقول ليس هو فى جهة وهذا يقول هو جسم أو جوهر وهذا يقول ليس بجسم ولا جوهر فهذه الألفاظ ليس على أحد أن يقول فيها بنفى ولا إثبات حتى يستفسر المتكلم بذلك فإن بين أنه أثبت حقا أثبته وإن أثبت باطلا رده وإن نفى باطلا نفاه وإن نفى حقا لم ينفه .... (وهذا في الألفاظ المجملة لا الألفاظ والمصطلحات الواضحة البينة كما هو معنا)
وقال: وأما الألفاظ التى ليست فى الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها (هذا فيما لم يتفق السلف على نفيه أو إثباته، بخلاف مسألتنا هذه التي تتابع السلف على استعمال لفظها) فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده فان أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به وان أراد بها معنى يخالف خبر الرسول أنكره.
وقال: الجواب الرابع جواب أهل الاستفصال: وهم الذين يقولون لفظ التحيز و الجهة و الجوهر ونحو ذلك ألفاظ مجملة ليس لها أصل فى كتاب الله ولا فى سنة رسول الله ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها فى حق الله تعالى لا نفيا ولا اثباتا.
وحينئذ فاطلاق القول بنفيها أو اثباتها ليس من مذهب اهل السنة والجماعة بلا ريب ولا عليه دليل شرعى بل الاطلاق من الطرفين مما ابتدعه أهل الكلام الخائضون فى ذلك فاذا تكلمنا معهم بالبحث العقلى استفصلناهم عما أرادوه بهذه الألفاظ (وكل هذا في الألفاظ المجملة التي وردت عن أهل البدع، لا في المصطلحات الواضحة غير المجملة والتي تتابع السلف على استعمالها من غير نكير)
وقال في درء التعارض: وكل قول لم يرد لفظه ولا معناه في الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة فإنه لا يدخل في الأدلة السمعية ولا تعلق للسنة والبدعة بموافقته ومخالفته فضلا عن أن يعلق بذلك كفر وإيمان وإنما السنة موافقة للأدلة الشرعية والبدعة مخالفتها ..
هذا في الأقوال التي لم يرد لفظها ولا معناها في الكتاب ولا في السنة، فلا تعلق للسنة والبدعة بموافقتها، وهذا لا خلاف فيه، فما بالك تستدل بحديث " كل محدثة بدعة " وليس دليلا على ما ذكرت إجماعا، والإجماع مخصص كما تعلم، أما إذا ورد معناها في كتاب الله تعالى فلا إشكال إذا وافقت اللفظة معنى الكتاب والسنة إجماعا لم يخالف في ذلك أحد من المسلمين فضلا عن أهل السنة ..
أرأيت كيف أن قولك هذا محدث، بل الأصل الذي اتكأت عليه محدث، ولم يسبقك أحد إلى قولك، والسكوت أولى من الخوض فيما لا يعلم المرء، " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام "، فأين الورع الذي ذكرته عن السلف وأقررتَه، وعموما فليست المسألة من أصول الدين حتى أثرب عليك أو تثرب علي، وإن أردت التعبير بالآية والبرهان فأنعم بذا التعبير، لكن إياك أن تحرم أمرا لم يحرمه أحد قبلك، وإياك أن تنكر أمرا بأدلة لا دليل فيها على ما ذكرت بالإجماع، وإياك أن تسلك مسلكا بعيدا عن مسلك أهل السنة، وعليك بالدليل والاتباع، فحماد بن أبي سليمان كان فقيها عالما رحمه الله ورضي عنه، لكنه لما لم يتبع وصف هو ومن معه بمرجئة الفقهاء، فتأمل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/22)
والسلف وأئمتنا أبعد الناس عن البدعة، وأكثرهم موافقة وتحريا للسنة، فائت بمنكر لهذه اللفظة من السلف، ولن تأت به أبدا ...
ملحوظة: كثير من المصطلحات التي اتفق عليها أهل السنة وأجمعوا عليها ليس موجودة في الكتاب ولا في السنة بألفاظها، كتقسيم التوحيد وغيرها، ولم ينكرها أحد من أهل السنة أبدا، بل لم ينكرها إلا بعض الحاقدين من أهل البدع وهو أمر واضح فتأمل ....
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[20 - 02 - 07, 03:13 م]ـ
عندنا عطل في "السيرفر"!.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[20 - 02 - 07, 03:17 م]ـ
حتى لا يُظن أنني قبلت أو صدقت .. أكتب ردي الأخير خروجا من الجدل والمراء ..
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
ثم إنك لم تقل لي: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
وها أنت تشدد علي أن لا اُحرمها, وأنا لم أذكر "التحريم" في كلامي قط. فهذا تجن وافتراء أخي.
ثم تتفاخر باتباعك "السلف" والعلماء كلهم! , فهل اتبع من تتبعهم أحدا ممن وجب اتباعهم؟ ,
ثم تحضني على الاتباع, وأنت غير متبع نبي الله ولا أصحابه, بل لا يتعد القول "فلسفة" وكلاما وتوصيفا ...
وسقت لك قول عبد الله بن عمر, وهو خير وأعلم من ابن تيمية رحمه الله وكل من معه, أن "كل محدثة بدعة (((ولو رآها الناس حسنة)))!!. فلم تعنك بشيء, ورحت وجئت وذهبت وأتيت وأنت تغمض عنها وعن ما هو أكبر منها ..
ومع كل الاحترام والتبجيل لإمام الصالح ابن تيمية, فما حرره -وسطرت تحته- يعوزه نفسه الدليل والبرهان والموافقة من النبوة, إلا أن تراه غير مسؤول دليلا!؟.
مختصر أخي ..
أنا المتبع المستمسك, وأنت الساعي في الخلاف ..
وأجزم يقينا أنني على سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسنة من أمر بسنتهم, ولم أزد ولم اُبدل .. وأنك زدت وبدلت وأحدثت -اتباعا لمن ليس لهم سلف فيها-, ولو أتيت بكل أسماء العلماء معك -غفر الله لهم زلاتهم- ...
وبماذا كنت ستجيب لو أننا في العام الأول الذي اُحدث وابتدعت فيه "المعجزة" و"العقيدة"؟؟ وليس عندك "اللاكلائي" ولا أحمد ولا ابن تيمية رضي الله عنهم, فبم ستستدل علي وتستعلي به من "السطور"؟ , ثم وجدتني مستمسكا بما استمسكت به, من النبوة والكتاب!!؟؟؟
فهل البدعة إلا أمر في الدين -قولا أو فعلا- لم يكن عند نبي الله؟؟؟؟
وما أجمل ما قاله ابن مسعود -وما أتاكم به ابن مسعود فصدقوه- وهو كما تعلم أعلم وأفضل وأخير من ابن تيمية ومن كل عدولنا العلماء, قال: "إنكم ستدحثون ويحدث لكم, فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالأمر "الأول"!!.
ثم انتبه أخي .. أي جواب آخر منك لا تجيب به على هذا السؤال, فلا يعدو هروبا وفرارا وتشتيتا ..
ذلك هو: من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 07:14 م]ـ
ثم تحضني على الاتباع, وأنت غير متبع نبي الله ولا أصحابه, بل لا يتعد القول "فلسفة" وكلاما وتوصيفا ...
اللهم إن لم أكن كما قال فأنصفني منه.
وسقت لك قول عبد الله بن عمر, وهو خير وأعلم من ابن تيمية رحمه الله وكل من معه, أن "كل محدثة بدعة (((ولو رآها الناس حسنة)))!!. فلم تعنك بشيء, ورحت وجئت وذهبت وأتيت وأنت تغمض عنها وعن ما هو أكبر منها ..
لم أغمض عيني عنها، بل بينت لك أن الاصطلاحات ليست داخلة في الحديث بإجماع أهل السنة كما سبق من نقل شيخ الإسلام.
وحسبي وحسبك الله إن أغمضت عيني عنها أو لم أغمض ..
ومع كل الاحترام والتبجيل لإمام الصالح ابن تيمية, فما حرره -وسطرت تحته- يعوزه نفسه الدليل والبرهان والموافقة من النبوة, إلا أن تراه غير مسؤول دليلا!؟.
يكفي اتفاق أهل السنة والسلف الذي ذكره دليلا.
أنا المتبع المستمسك, وأنت الساعي في الخلاف.
فلا تزكوا أنفسكم، وبارك الله بك على حسن ظنك، وعند الله تجتمع الخصوم.
فبم ستستدل علي وتستعلي به من "السطور"؟ , ثم وجدتني مستمسكا بما استمسكت به, من النبوة والكتاب!!؟؟؟
أنا المستعلي؟!! أحسنت أدبا ولفظا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/23)
وليس في السنة والكتاب إلا السكوت عن هذه اللفظة، ولن أكرر أن المصطلحات ليس داخلة في نطاق البدعة إن اشتملت على معنى صحيح سليم، والبدعة ما فعل بقصد القربة فتأمل؟!!
من سلف أول من قال بالمسماة "المعجزة"!!؟؟ أسلف ليس فيهم نبي الله؟؟.
لا أعلم أول من قال بها، لكني أعلم أن الإمام أحمد استعملها وأجمع الأئمة على استعمالها.
وأنت أول من قال بإنكارها مخالفا سبيل المؤمنين وإجماعهم، ولم تنقل عن أحد من المسلمين إنكارها.
وأما الأحاديث التي ذكرتها فلا تدخل فيها المصطلحات إجماعا .. وقد بينته، وهل بعد الإجماع دليل.
وها أنت تشدد علي أن لا اُحرمها, وأنا لم أذكر "التحريم" في كلامي قط. فهذا تجن وافتراء أخي.
آسف آسف جدا إن تعديت عليك وتجنيت وافتريت لكني لم أفهم من كلامك إلا ذاك، خاصة بعد وصفك للفظة بالبدعية، وخاصة بعد تحريري لمحل النزاع بيني وبينك وإقرارك لي على ذلك.
ثم تتفاخر باتباعك "السلف" والعلماء كلهم! , فهل اتبع من تتبعهم أحدا ممن وجب اتباعهم؟
وهل اتفاقهم ليس بحجة عندك؟!! وسبق بيانه ولن أصفك بالتعامي عنه، فلست ممن يتجرأ على أحد وإن تجرأ علي.
وأجزم يقينا أنني على سنة النبي وسنة من أمر بسنتهم, ولم أزد ولم اُبدل .. وأنك زدت وبدلت وأحدثت -اتباعا لمن ليس لهم سلف فيها-, ولو أتيت بكل أسماء العلماء معك -غفر الله لهم زلاتهم- ...
أتجزم يقينا أنك على السنة؟!! وأني أنا الذي أحدثت وبدلت وزدت؟!! وهل الإمام أحمد عندما استعملها هو والسلف جميعا من غير نكير وشيخ الإسلام أحدثوا وبدلوا وزادوا في الدين ما ليس منه؟!!! وكل العلماء زلوا وأنت يقينا أصبت؟!! ما هذه الجرأة؟!!
والله لا أغفر لك قدحك بي، ووالله لا أغفر نعتك لي بأني من بدل وأحدث وزاد، وأني الساعي للخلاف، وأني غير متبع لنبي الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه ....
والله لا أغفر لك.
والله لا أغفر لك.
والله لا أغفر لك.
والله بيني وبينك ..
أقولها ودمعتي والله على طرف عيني ..
فاللهم إن لم أكن كما قال فبرئني بعدلك، وأنصفني منه بعدلك.
وعند الله تجتمع الخصوم ...
وأنعم بالدعاء عند السجود وفي الخلوات ...
خصمك الذي أحدث وبدل بزعمك: أبو يحيى التركي ...
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[21 - 02 - 07, 03:48 م]ـ
رضيت بالله -على كل الخشية والرهبة منه- قاضيا وحكما عدلاً!.
ثم اعلم أني وجدت عندك أثارة من علم, أحمد الله لك عليها, ولأجلها استرسلت ..
ولكن لا تنس. أنك لم تستدل بنبوة ولا بكتاب ولا بصاحب!.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:30 ص]ـ
ولكن لا تنس. أنك لم تستدل بنبوة ولا بكتاب ولا بصاحب!.
دليلي إجماع السلف الذي نقلته من كلام شيخ الإسلام .... وقد بينت أن دليلك في السألة ليس منطبقا على هذه الصورة بالإجماع، فهل ترى الأمة أجمعت على ضلالة؟!! وهل ترى الإمام أحمد وأئمة السلف المتقدمين وشيخ الإسلام أحدثوا وبدلوا وزادوا؟!!!
لم أكن أود الرد حقيقة، ولكني أشكر الأخ الفاضل الذي أرسل لي الرابط هذا معزيا ومهونا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82198&highlight=%C7%E1%DA%DE%ED%CF%C9
فلما اطلعت عليه، عرفت مقدار من أحدث، وعرفت الحقيقة كاملة، والحمد لله رب العالمين ..
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[25 - 02 - 07, 07:37 م]ـ
دليلي إجماع السلف الذي نقلته من كلام شيخ الإسلام .... وقد بينت أن دليلك في السألة ليس منطبقا على هذه الصورة بالإجماع، فهل ترى الأمة أجمعت على ضلالة؟!! وهل ترى الإمام أحمد وأئمة السلف المتقدمين وشيخ الإسلام أحدثوا وبدلوا وزادوا؟!!!
لم أكن أود الرد حقيقة، ولكني أشكر الأخ الفاضل الذي أرسل لي الرابط هذا معزيا ومهونا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82198&highlight=%C7%E1%DA%DE%ED%CF%C9
فلما اطلعت عليه، عرفت مقدار من أحدث، وعرفت الحقيقة كاملة، والحمد لله رب العالمين ..
تسألني: "وهل ترى الإمام أحمد وأئمة السلف المتقدمين وشيخ الإسلام أحدثوا وبدلوا وزادوا"!.
فأسألك بوضوح جلي: وهل ترى "السلف الأعلم الأسلم" من النبي وأصحابه -أسيادنا وأسياد شيوخ الأسلام- فاتهم ما "اخترعناه" وغفلوا عنه؟ ,
ألسنا ندعو الناس أنْ يسعنا ما وسع النبي وأصحابه؟؟.
ولكننا نستوفي إذا اكتلنا على الناس, ونخسر إن هم اكتالوا!.
فيكفيك أنك لا تستطيع أن تجزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرّ هذه "المحدثات", لتكون بعدها متبعاً ظناً, وذلك ما نهينا عنه!
ويكفيني أنني اٌوقن وأجزم -يقيناً وديناً- أنني أقول وأتأسي بالمأمور به -عليه الصلوات والسلام-, وأنني لم "أخترع" ولم اُحدث,!.
فلا بينة علي باتباعي واستمساكي .. وإنما البينة على صاحب الحدث, كائنا من كان بعد نبي الله وأصحابه!.
فها أنا للمرة الأولى أحرر لك محل النزاع: أنني أدعوك إلى العض بالنواجذ على كلمات النبي صلى الله عليه وسلم -فإنما الوحي كلمة, والكلمة وحي-, وترك ما لم يكن بين يديه, وأنت تدعوني إلى التراخي والتزين من زخرف القول, بحجة أن "ناساً" غير نبي الله صلى الله عليه وسلم استعملوه واتبعوه!! .....
فأنا بهذا مقتد مستمسك بـ"محمد" صلى الله عليه وسلم, وأربعة أركان حوله, وأنت بفقيه, لا يلبث أن يرجع عن قوله, ولو خلته من خلته -كما صحّ عن ابن حنبل رضي الله عنه: لا تأخذ مني ولا من الشافعي ولا من مالك, وخذ من حيث أخذوا .... ذلك أخي هو محل النزاع بيننا, فهل عرفته؟!.
ثم إنني أحسدك على ما حباك الله به من "معرفة المقادير" ..
وأحسدك كذلك على ما تعرفه من "الحقيقة الكاملة"!!.
ألمجرد استمساكنا بهدي النبي وأصحابه نُلمز ونُغمز؟!. ومِن مَن؟؟.(5/24)
أريد كتاباً في علم التجويد حسب ما أريد::أرجو الدخول::
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد كتاباً في علم التجويد:
1 - اعتنى بالتقاسيم المنظمة والمرتبة.
2 - شاملاً لم يُغفل أياً من أبواب التجويد.
لكي يستطيع طالب العلم مستقيم السليقة -وهم كُثر- أن يضبط علم التجويد من خلال ذلك الكتاب.
ـ[احمد الشمالي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أخي الكريم أبو زياد العامري
بارك الله فيك ويسر لك علم كتابه العزيز، حقيقة كل الكتب في علم التجويد مفيدة وقيمة، ولكن من دون متابعة مباشرة من شيخ قارئ، قد تستغرق السنين ولا تتقن التجويد والله أعلم، لأن علم التجويد سماعي أكثر من أن يعتمد على القراءة،وفقك الله.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 02 - 07, 02:54 م]ـ
أنصحك أخي بكتابين للمتأخرين المعاصرين إن أتقنت ما فيهما وضبطته فأنت إن شاء الله قد تمكنت من الناحية النظرية في هذا العلم:
1 - كتاب للشيخ عطية قابل نصر
2 - شرح الشيخ صفوت محمود على متن الجزرية
وما نبه عليه الأخ من طلب المشافهة من الأشياخ هو أهم المهمات في هذا الباب.
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:08 م]ـ
((غاية المريد في علم التجويد))
ومؤلفه هو فضيلة الشيخ عطية قابل نصر والمدرس سابقا في كلية المعلمين في مدينة الرياض
((فتح البرية شرح المقدمة الجزرية))
ومؤلفه هو فضيلة الشيخ صفوت محمود سالم
للفائدة
واعتذر للأخوة بورك فيهم أنه لم يتضح لديهم ما أريد ولعل سبب ذلك ما اتضح لي من عدم إجادتي في توصيل المطلوب ..
أخوكم أبو زياد العامري
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:12 م]ـ
وسوف أفيدكم لاحقاً ببعض الكتب في علم التجويد التي اشتهرت واشتغل بها الكثير .. لنبين لكم بعض ما تميزت به وبعض ما لم تتميز به سواء المنظومات أو الكتب .. وحتى يخرج بذلك كل من يعين كتاباً واحداً دون أن يكون مع كتاباً آخر رديفاً له يكمل بعضه يكون الآخر وهذا ليس دائماً وإنما لمن يبحث عن المختصر ..
ونفتح الباب للجميع في ذلك كل يدلي بدلوه ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:24 ص]ـ
فتح رب البرية
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليك بكتاب هداية القارئ للشيخ غبد الفتاح السيد غجمى فهو عظيم الفائده
غاية المريد للشيخ عطيه قابل
وكتاب تيسير الرحمن فى تجويد القراَن للدكتورة سعاد عبد الحميد
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 07:15 ص]ـ
الإتقان في تجويد القرآن للشيخ عبدالله العبيد من أنفع كتب المتأخرين.
ـ[احمد الشمالي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:05 م]ـ
http://www.library.mohdy.com/abooks_lib.aspx?m_var= تجويد%20القرأنذا الرابط مفيد جداً.
ـ[احمد الشمالي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:06 م]ـ
http://www.library.mohdy.com/abooks_lib.aspx?m_var=0 هذا الرابط مفيد جداً.
ـ[احمد الشمالي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:07 م]ـ
http://www.library.mohdy.com/abooks_lib.aspx?m_var=0 هذا الرابط مفيد جداً.
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:49 م]ـ
كتاب الدكتورة سعاد عبد الحميد
تيسير الرحمن(5/25)
أفضل الطرق لتنشيط الطالب للحفظ
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 05:44 م]ـ
لتحميل الملف كاملامن هنا
http://www.u11p.com/folder2/U11P_2vjHWeLa4d.rar
المقدمة
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فإن تعليم كتاب الله تعالى منّة منّ الله تعالى على المعلم، ومنّة منه تعالى على المتعلم.
وإن أهل القرآن هم خير هذه الأمة، وهم أشرافها، وهم فضلاؤها، وسادتها.
وهم الذين تبوءوا المحل الأعلى، والمنزل الأسمى، حين اشتغلوا بكلام الله غير المخلوق في هذا الكون المخلوق.
وإنهم -وهم كذلك - لفي أجر عظيم، وثواب كبير، وعمل غير مقطوع، وتجارة لن تبور.
وإننا إذ نغبطهم بعملهم لنمد يد العون لهم؛ لعلنا نشاركهم خيريتهم، وعسى أن يكتب لنا أجر كأجرهم.
وتعليم القرآن الكريم رسالة يؤديها الأول للآخر، ومهمة تربوية يقوم بها المعلم تجاه المتعلم، وكان لابد من إبراز بعض تلك الجوانب التربوية لتكون عوناً للمعلم في مسيرته، ونبراساً يضيء دربه، ومعلماً يهديه طريقه.
وقد قصدت في هذا البحث إبراز عنصر تربوي يعين المعلم على أداء رسالته ويدفع الطالب إلى تلقي تلك الرسالة على وجه تام .. بنفسٍ مرحة متقبلة مسرورة مطمئنة.
ألا وهو: كيفية بث روح النشاط في نفس الطالب؛ ليقبل على كتاب ربه راغباً مجتهداً .. محباً مخلصاً ..
فكان موضوع البحث: أفضل الطرق لتنشيط الطالب للحفظ والمراجعة.
والتنشيط والتشجيع من عناصر التربية التي لا غنى لمعلم عنها، وله دور كبير في نفس الطالب، وفي تقدمه في الحفظ والمراجعة، وفي إقباله على كتاب ربه، وفي استغلال طاقاته الكامنة، وبعث قدراته الدفينة، وإيقاظ همته الفاترة.
والتنشيط يجعل الطالب في تقدم إيجابي بناء، ويحول دون تأخره أو انقطاعه، ويدفعه قدماً نحو الأمام، ويجعل عمله ذا مردود حسن، ونتائج جيدة.
ويتم ذلك مع مراعاة الموازنة في التشجيع والتنشيط دون إفراط ولا تفريط لئلا يتحول إلى عنصر إفساد حين يعتاد الطالب عليه.
وقد تمر على المعلم لحظات يشعر فيها بإدبار من طلابه بعد إقبال، وبخمول بعد نشاط، وبيأس بعد أمل، وبفتور بعد حماس، وهنا قد تغلبه الحسرة، ويشعر بالحيرة تجاه ذلك.
وإننا في هذا البحث لنمدُّ يد العون للمعلم لعله يعيد الحماس إلى طلابه ويبث روح النشاط فيهم من جديد ..
وقد احتوى هذا البحث على مقدمة، وأربع وعشرين طريقة من طرق التنشيط، وخاتمة، وفهارس.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
طرق تنشيط الطالب:
1. ربطه بشخصية النبي ? كقدوة.
2. المدح.
3. المنافسة.
4. حل المشاكل.
5. الاستجابة للميول وتحقيق الرغبات.
6. النظرة إليه نظرة واثقة.
7. تنمية ثقة الطالب بنفسه.
8. الحماس.
9. بعث الفرح والسرور في نفسه.
10. القصة.
11. الترويح عنه بمداعبته والسماح له باللعب والمرح.
12. الامتحان والإثابة.
13. المحاورة في العلم.
14. الاعتدال والبعد عن الإملال.
15. تعويده العادات الحسنة.
16. غرس حب العلم في نفسه.
17. الربط بالمثل العليا.
18. التنويع في أساليب التعليم.
19. استخدام الوسائل التعليمية.
20. الإنصات للمتعلم والحوار الهادئ معه.
21. الجوائز.
22. البعد عن عوامل التثبيط.
23. الغضب.
24. الهجر.
1 - ربطه بشخصية النبي ? كقدوة:
إن ربط الطالب بشخص النبي ? والاقتداء به وغرس حبه في قلبه من أهم الوسائل التي تدفع الطالب للعمل وبذل الجهد.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بت عند خالتي ميمونة، فلما كان بعض الليل قام رسول الله ? فأتى شناً معلقاً فتوضأ وضوءاً خفيفاً، ثم قام فصلى، فقمت فتوضأت، وصنعت مثل الذي صنع ثم قمت عن يساره فحولني عن يمينه، فصلى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة فخرج فصلى) رواه ابن خزيمة في صحيحة.
وربط الطالب بشخصية النبي ? يجعل منه إنساناً صالحاً تقياً سوياً محباً للقرآن والعلم، فيكون الباعث على التعلم ذاتياً داخلياً نابغاً من إيمان عميق وحب أصيل، وهو بلا شك أقوى البواعث وأجداها وأنفعها وأقومها وأكثرها رسوخاً وثباتاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/26)
ويمكن ربط الطالب بشخصية النبي ? عبر الآتي:-
أ) بيان فضله ? على هذه الأمة، وعلى العالمين، وعلى الناس أجمعين.
ب) بيان سيرته العطرة، وصفاته الخُلُقِية والخَلْقِية.
ج) تعظيم ذكره ?، والصلاة عليه كلما ذكر، واتباع سنته، وإجلال أوامره ونواهيه.
د) العناية بسنته وأحاديثه، وتربية الطالب على اتباع النبي ? في كل شيء.
فإذا تأصل حب النبي ? في نفس الطالب ثم سمع حديثاً يدعو إلى تعلم القرآن، بادر إلى ذلك محبة للنبي ? وابتغاءً للأجر من الله.
2 - المدح ():
للمدح أثر فاعل في النفوس، فهو يحيي الأحاسيس الميتة، ويحرك الشعور النائم، ويقع في النفس موقعاً حسناً، وهو محبب إلى القلوب مثير للمشاعر، وهو يدفع الشخص الممدوح إلى العمل بجدية وارتياح في نفس الوقت.
عن ابن عمر قال: كان الرجل في حياة رسول الله ? إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله ?، فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي ?.
قال وكنت غلاماً شاباً عزباً، وكنت أنام في المسجد عل عهد رسول الله ?، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيهما ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال فلقيهما ملك فقال لي: لم ترع.
فقصصتها على حفصة، فقصتها على رسول الله ?، فقال النبي ? ((نعم الرجل عبدالله! لو كان يصلي من الليل)) قال سالم: فكان عبدالله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
وهاهو المربي الأعظم ? ينبه بالمدح عبدالله بن عمر رضي الله عنهما إلى أمر غفل عنه بأسلوب رائع محبب إلى نفسه، فيبعث به إلى العمل على أتم وجه وهو راغب مقبل مثابر.
وكذلك المدح في وقته المناسب، وفي زمنه المناسب، للشخص المناسب، يبعث النشاط ويثير الحيوية في النفوس.
وينبغي أن يكون المدح بصدق، واعتدال، من غير مراء، ولا تبجيل، ولا تدليل زائد، ومن حين إلى آخر، ويكون موجَّهاً إلى هدف معين لا لمجرد المدح فحسب.
وإلا فإن الشخص الممدوح سيعتاد عليه، وسيؤلمه التخلي عنه، وسيصعب عليه قبول الحق بعد ذلك، وسيثير في نفسه الغرور والتعالي.
3 - المنافسة:
المنافسة تحرك طاقات كامنة داخل الإنسان لا يعرفها في الأوقات العادية، وتبرز تلك الطاقات لدى الشخص عندما يوضع في منافسة حامية مع شخص آخر.
وكان رسول الله ? يصف عبدالله وعبيدالله وكثيراً – بني العباس – رضي الله عنهم ثم يقول: ((من سبق إلي فله كذا وكذا)).
وهذه وسيلة مهمة تؤكد ضرورة زرع التنافس بين الطلاب، ثم مكافأة الفائز وتقديره حتى يدفعه ذلك لاستخراج الطاقات الكامنة في نفسه، ومن ثم يحقق المطلوب منه ويشعر باللذة والسعادة.
والمنافسة تنشط النفوس وترفع مستوى الهمم، وتثير النشاط، وتنمي المواهب، كما أنها تغرس في الطفل روح الجماعة والابتعاد عن الفردية، وتدرب على فهم الحياة، وأنها بين إقبال وإدبار حسب ما يبذل لها من جهد.
والمنافسة تثير الطالب في الجانب المطلوب، فلا يشذ عنه لئلا يخسر، كما أنها توجه اهتمامه نحو الأمر المطلوب فيعتني به ويتقنه ولا ينساه.
أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ?: ((إن من شجر البوادي شجرة لا يسقط ورقها، وإنها المسلم فحدثوني ما هي؟)) فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله: وقع في نفسي أنها النخلة .. ثم حدثنا رسول الله ? قال: ((هي النخلة)).
وهذا الأسلوب قد أثار انتباه الطفل وجعله يفكر مع الكبار وينافسهم لمعرفة الجواب.
واستغلال أسلوب المنافسة بين الطلاب الحلقات يؤدي إلى بث روح النشاط بين الطلاب ويبعد عنهم الفتور والكسل، لكن ينبغي استخدامه بشكل صحيح ليؤدي النتائج المرجوة منه، فالاختيار الصائب للطلبة المتنافسين، واختيار المجال الذي سيتنافسون فيه، والغاية التي تؤجج فيهم روح التنافس، والكلمات التي تشحن الجو العام بالمنافسة، كل ذلك له دور كبير في نجاح المنافسة أو فشلها.
وينبغي مع ذلك كله أن يكون المدرس في يقظة دائمة لئلا يؤدي التنافس إلى الشحناء، فيوجه المنافسة توجيهاً صحيحاً ويكبح جماحها حين تجنح عن أهدافها.
4 - حل المشاكل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/27)
قد يعتري الطالب النشيط فترات كسل وإعراض، وقد يكون ذلك لمشكلة نزلت بالطالب ولا بد من حل ما يعترضه من مشاكل للعودة به إلى نشاطه المعهود.
ولن يعود النشاط ما دام العائق موجوداً، والمانع قائماً، وقد يكون مشكلة نفسية أو أسرية أو اجتماعية، وهنا تبرز مهارة المدرس في التوصل إلى المشكلات وإيجاد الحلول لها بالتعاون مع القادرين على الوصول إلى جوهر المشكلة وحلها من أسرة وأقارب وموجهين.
وقد يجهل الطالب ماهية مشكلته وحقيقتها، إلا أنه يشعر بوجودها، وهذا أمر يحتاج إلى فهم مسبق من المدرس لنفسيات طلابه، وبراعته في التعامل مع كلٍ بما يلائمه، وفي الحقيقة فإن التغلب على العوائق والمشاكل التي تعترض سير الطالب يضمن له نشاطاَ مستمراَ بإذن الله.
ومن أول ما يجب على المعلم معرفته في ذلك: معرفة المراحل التي يمر بها الطالب بين طفولة ومراهقة ..
ومراحل كل مرحلة من هذه المراحل وخصائصها.
وإذا أدرك المعلم طبيعة كل مرحلة وأسرارها فإنه سينفذ إلى عقول الطلاب وقلوبهم، وسيقبل بصدر رحب التصرفات الطبيعية الناتجة عن نموهم، وسيحسن التعامل معها.
وعليه أن يخاطب كلاً بما يناسبه، وأن يراعي الفروق الفردية في حل المشاكل، ولنا في رسول الله ? أسوة حسنة حين اختلفت وصيته وتنوعت بحسب حال طالب الوصية منه ? في كل مرة.
5 - الاستجابة للميول وتحقيق الرغبات:
فد يبذل الطالب مجهوداً كبيراً، ويحقق شيئاً عظيماً في نظره، ويشعر بأنه قدم لأسرته ولمعلمه شيئاً قيماً حين استجاب لرغباتهم وحفظ وتفوق، وينتظر أن يبادلوه نفس الشيء بالاستجابة لميوله وتحقيق رغباته هو الآخر.
ومن المفيد هاهنا تشجيعاً له وتنشيطاً له وتقديراً له -الاستجابة لميوله، خاصة مع الصغير فلا بد من ترضيته وتنفيذ مطالبه، وحين تتم الاستجابة له تنشرح نفسه ويزداد نشاطه وينطلق من جديد ويواصل تفوقه وتألقه، وقد يكون منعه مما يريد – خاصة بعد أدائه جهداً كبيراً – قد يكون ذلك إحباطاً معنوياً كبيراً وإعاقة للطالب عن مواصلة سيره.
وقد روي أن رسول الله ? خرج إلى عثمان بن مظعون ومعه صبي صغير له يلثمه، فقال له: ((ابنك هذا؟)) قال:نعم، قال: ((تحبه يا عثمان؟)) قال: إي والله يا رسول الله إني أحبه، قال: ((إنه من ترضى صبياً صغيراً من نسله حتى يرضى، ترضاه الله يوم القيامة حتى يرضى)) رواه ابن عساكر.
ولا بد أن تكون الاستجابة لميوله بحدود، فلا تكون في ضرر على الطالب كالذهاب إلى الأماكن التي يخلع فيها الحياء، أو تعلو أصوات المنكرات، أو تنتهك فيه المحرمات؛ فيمنع، وحينئذ لا بد أن يكون المنع معللاً مع إيجاد بديل ملائم.
6 - النظرة إليه نظرة واثقة:
نرى الإسلام يثق بالشباب ثقة واضحة، لأن شباب ربي على أقوم منهج، وبهذا المسلك الكريم لا يشعر الشباب أن شبابهم هو الذي يؤخرهم، وأن الثقة لا تكون إلا في الشيوخ.
وهذا رسول الله ? يبعث معاذاً إلى اليمن ويوليه ثقته وهو شاب، مع لفت نظره وتوجيهه والاطمئنان على المنهج الذي سيسير عليه.
وهاهو ? يدعو لابن عباس: ((اللهم فقهه الدين وعلمه التأويل)).
وهاهو يولي أسامة بن زيد الجيش العظيم.
ولا يدري كثير من الناس أن الطفل واحد من رجال الأمة، إلا أنه مستتر بثياب الصبا، فلو كشف لنا عنه وهو كامن تحتها لرأيناه واقفاً في مصاف الرجال القوامين، ولكن جرت سنة الله أن لا يتفتق زوال تلك الأستار إلا بالتربية شيئاً فشيئاً، ولا تؤخذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه التدرج.
وحين ينظر المعلم إلى طالبه نظرة واثقة بأنه سيحقق كذا وكذا، وسيحفظ كذا وكذا، يشعر الطالب بأنه قادر على الحفظ وتنبعث الرغبة في نفسه وينشط لتحقيقها.
7 - تنمية ثقة الطالب بنفسه:
الطالب الواثق من نفسه يقوم على العمل بجد لتوقعه أن سينجح بخلاف من يفقد الثقة بنفسه ويُقدم وهو يحمل في طيات نفسه الفشل قبل العمل فلا يبذل أي مجهود لأنه يظن أنه لن يكون هناك نتيجة في نظره.
وتنمية ثقة الطالب بنفسه من أهم عوامل تنشيط الطالب ودفعه للحفظ، ويمكن ذلك بما يلي:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/28)
أ) تنمية ثقته بالله عز وجل، وأنه يعين من يستعين به، ويقبل على من يقبل عليه، وأن كل جهد يبذله يثاب عليه ولا يضيع سدى، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله ? وتذكر مراقبة الله دوماً، ومراعاة حدوده، والإقبال على الآخرة كل ذلك ينمي الثقة بالله عز وجل.
ب) ثقته بجدوى ما يتعلم، لأن الذي لا يدرك قيمة ما يسعى إليه لا يبذل في سبيله أي جهد، وذلك ببيان فضل القرآن وفضل تعلمه وخيرية أهله.
ج) إبراز الجوانب التي ينجح فيها الطالب ويتميز فيها على أقرانه ومدحه عليها والإشادة به .. كل ذلك من شأنه أن ينمي ثقته بنفسه.
د) قياس نجاح الطالب بقدراته هو، وليس بقدرات زملائه، فمن لا يستطيع حفظ أكثر من صفحة في اليوم يقال له: أنت ناجح لأنك أتيت بكل ما تقدر عليه، ولا يقال: أنت فاشل لأن فلاناً حفظ صفحتين.
هـ) أخذه إلى مجالس الكبار ومخالطته لهم مع التوجيه المستمر، والاعتماد عليه في قضاء بعض الحاجيات، ومشاركته في بعض الأنشطة الإذاعية ونحوها، وتقدير كلامه والسماع له ومحاورته وحمل آرائه محمل الجد.
وحينئذ ينشط الطالب ويقبل على القرآن واثقاً من معونة الله له، واثقاً من مقدرته على الحفظ، واثقاً من تحقيق نتائج جيدة.
8 - الحماس:
إن حماس الإنسان لهدف ما في حياته يعين كثيراً على عدم نسيان العناصر المرتبطة بهذا الموقف، فكلما تحمس الإنسان لما يريد الوصول إليه كلما تذكر الأمور المرتبطة والمتصلة بهذا الهدف، وعلى العكس من ذلك الطالب الذي يدرس مادة لا يحبها إما لصعوبتها أو بسبب تعقيد المدرس من خلال شرحه أو غير ذلك، فإن هذا يؤدي إلى ضعف الحماس نحو هذه المادة، وبالتالي إلى النتيجة الطبيعية وهي ضعف التذكر في تفاصيل هذه المادة.
وإذا كانت الخطب الحماسية لها دور كبير في نصر الجيش أو هزيمته، فكيف بالطالب الصغير، وهاهو رسول الله ? يحمس أصحابه فيقول: ((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض))، فيقوم عمير بن الحمام لى الجهاد مسرعاً حتى إنه لا يجد متسعاً من الوقت لأكل تمراته.
وهاهو ? يصيح أثناء المعركة: ((أرم سعد فداك أبي وأمي)).
هاهو ? قدوتنا في كل شيء، فداؤه آباؤنا وأمهاتنا …
9 - بعث الفرح والسرور في نفسه:
يؤثر الفرح والسرور في نفوس الطلاب تأثيراً كبيراً، ومعظم الأعمال التي يقومون بها وحدهم أو في غياب مدرسهم هدفها إدخال السرور إلى نفوسهم، فإذا تولى المدرس هذه المهمة ووجهها نحو أهدافه فإنه يثير نشاط الطلاب ويكسب محبتهم له ولحلقته، ولما جاؤوا من أجله، لأنه يبعث الفرح في نفوسهم.
والفرح يورث الحيوية والانطلاق ويبعث النشاط فيكون الطالب على أهبة الاستعداد لتلقي الأوامر وتنفيذ المطلوب منه وقد كان النبي ? يمازح أصحابه، ويقبل الصغار، ويمسح رؤوسهم، ويحملهم، ويطعمهم، وبأكل معهم، ويختار لهم كنى تناسبهم، ويناديهم بها.
وقد ظهر في العصر الحديث هذا الاتجاه فيما يسمى (التعليم بالترفيه) وهو مسلك تسلكه الدول الغربية في تعليمها للأطفال، ولا يعني هذا أن تفقد الحلقة انضباطها، لكن أن يدخل المدرس بحديثه وأسلوبه الفرح في النفوس حتى يسارع الطلاب إلى الطاعة والتزام ما يطلب منهم.
10 - القصة:
تعتبر القصة من أهم المنشطات التي تبعد الملل وتغرس القيم وتترك آثاراً واضحة في النفوس، وهي من مبادئ التربية الإسلامية وقد استخدمها القرآن الكريم استخداماً واسعاً، وحين يشعر المدرس بملل طلابه وفتورهم فإن بعض القصص المختارة بعناية تعيد إليهم نشاطهم وحيويتهم.
وإذا كانت القصة جذابة فإن الطالب يعايش أحداثها وجدانياً وتستميله عاطفياً فيتأثر بها سلوكياً، وتصل القيم المراد غرسها إلى نفسه بغير أسلوب الأمر والنهي.
والقرآن الكريم والسنة المطهرة مليئان بالقصص التي تربى عليها الجيل الأول ومن بعدهم، وينبغي أن تكون القصة مشوقة للطالب، مناسبة لعمره، مصوغة بالقالب الذي ينفذ إلى حسه بسهوله، دافعة إلى الخير والقيم والفضيلة وإلى الهدف المراد تحقيقه منها.
ويختار المعلم قصص أطفال المسلمين من عهد النبوة إلى الوقت الحالي، وقصص حفظة القرآن، وقصص بعض حلقات التحفيظ ونحوها، لتكون القصة باعثة على نشاط الطالب نحو التعلم.
11 - الترويح عنه بمداعبته والسماح له باللعب والمرح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/29)
الترويح أمر مشروع في الإسلام، ولا بد منه بين فترة وأخرى، ليعيد للنفس نشاطها وحيويتها فتقبل على العمل بجد واجتهاد، جاء في الحديث ((روحوا القلوب ساعة وساعة)).
وفي شرح المناوي: قال أبو الدرداء: إني لأجم فؤادي ببعض الباطل – أي اللهو الجائز – لأنشط للحق، وقال علي ?: أجموا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان.
وكان النبي ? يمر على الفتيان يلعبون فيسلم عليهم.
وقد قال إخوة يوسف لأبيهم يعقوب عليه السلام: (أرسله معنا غداً يرتع ويلعب).
وكان النبي ? يداعب الصغار، فعن أنس بن مالك ? قال: كان رسول الله ? يدخل علينا ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نُغَر يلعب به فمات، فدخل عليه النبي ? فرآه حزيناً، فقال: ما شأنه؟ قالوا: مات نُغَره، فقال: (يا أبا عمير ما فعل النغير؟) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه.
وينبغي أن يكون كل ذلك موجَّهاً تحت إشراف المعلم، ولا يكون إلزاماً ولا قسراً، بل حسب الحاجة وحسب ميل النفوس.
12 - الامتحان والإثابة:
من الأساليب التي يمكن للمعلم أن يلجأ إليها لتشجيع الطالب، أسلوب امتحان الطالب وسؤاله السؤال الغريب أو الصعب – ضمن حدود قدراته – ثم الثناء عليه وإثابته إن أجاب، وهذا يزيد من ثقة الطالب في نفسه، ويرى أنه قد عظم في نظر معلمه، ويشعر أنه محل عناية واهتمام، وأن جهده مرصود معلوم لدى الآخرين.
عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله ?: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)) قال قلت: الله ورسوله أعلم. قال: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)) قال قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. قال: فضرب في صدري وقال: ((والله ليهنك العلم أبا المنذر)).
قال النووي: قوله ? لأبي المنذر ((ليهنك العلم أبا المنذر)) فيه منقبة عظيمة لأبي، ودليل على كثرة علمه، وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم، وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف عليه إعجاب ونحوه لكمال نفسه ورسوخه في التقوى.
وهذا الامتحان غير الاختبارات النظامية التي تجرى من قبل الجمعية، ولكن أسئلة متنوعة في ثقافة الطالب التي تكون في حدود إمكانياته، وذلك كالسؤال عن آية متشابه أو عن كلمة غريبة، أو عن حكم تجويدي مع ضمان مشاركة الطالب المقصود بالتشجيع في الإجابة والثناء عليه وإثابته ليشعر بإمكاناته وقدراته ويرفع من معنوياته.
13 - المحاورة في العلم:
وهذا تتمه لما قبله لكنه يختلف عنه بأنه المعلم هو الذي يشارك الطالب في الإجابة ومن ميزات هذا الأسلوب أن يشترك الطالب في الدرس ويكون جزءاً لا يتجزأ منه.
وكان النبي ? يستخدم هذا الأسلوب مع أصحابه، كما في حديث أبي هريرة: ((أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء)). قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)) رواه البخاري ومسلم.
وهذا الأسلوب يثير انتباه السامعين، ويشوق نفوسهم إلى الجواب، ويرسخ العلم في أذهانهم، ويحضهم على إعمال الفكر، ويعودهم المشاركة والإيجابية، ولا شك أن الطالب حين يكون مجرد مستمع فإن ذلك سيؤدي إلى ملله، أما إن شارك فسيشعر بالنشاط والحيوية.
14 - الاعتدال والبعد الإملال ():
كان ? يتعهد أوقات أصحابه وأحوالهم في تذكيرهم وتعليمهم لئلا يملوا، وكان يراعي في ذلك القصد والاعتدال.
عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال: كان ابن مسعود ? يذكرنا في كل خميس. فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم. فقال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان رسول الله ? يتخولنا بها مخافة السآمة علينا. متفق عليه.
15 - تعويده العادات الحسنة:
على المعلم أن يعود طلابه العادات الحسنة التي تضمن لهم نشاطاً وافراً وعطاءً مستمراً، فيعودهم الاستيقاظ في وقت مبكر (في الصيف) والحفظ قبل موعد الحلقة، والمراجعة في البيت، وسرد المراجعة – ولو على زملائهم – وتصحيح الدرس الجديد قبل حفظه، والحفظ بدون أخطاء، والتسميع المفاجئ من غير ترتيب، وذلك كله يشعل النشاط في الطالب ويجعله على أهبة الاستعداد دوماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/30)
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله ?: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)) رواه أبو داود بإسناد حسن.
وهكذا يأمر النبي ? بتربية الأبناء على العادات الحسنة، وعندئذ يصبح الخير عادة من عادات النفوس تستسيغ فعلها بنشاط ودون كلل أو تعب.
16 - غرس حب العلم في نفسه ():
حين يغرس المعلم في نفس الطالب حب القرآن وفضائله، وفضل أهله وحملته، فإن الطالب سيكون أكثر إقبالاً على القرآن، وأكثر تعلقاً به، وأكثر نشاطاً في حفظه وتعلمه.
وقد كان النبي ? يستخدم هذا كثيراً، فالأحاديث في الفضائل لا تكاد تحصى، وقد اختصت كتب بجمع أحاديث الفضائل فقط، والأحاديث في فضائل العلم كثيرة جداً.
عن أبي الدرداء ? قال: سمعت رسول الله ? يقول: ((من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) رواه أبو داود والترمذي.
والأساليب في غرس حب العلم كثيرة، منها ذكر فضائله، ومقارنة العلماء بالجهل، والثناء على العلماء، وإجلالهم وتقديرهم، والترحم عليهم، واتخاذ العلم الشرعي مقياساً في المفاضلة.
17 - الربط بالمثل العليا ():
فالتربية على المثل الأعلى والتطلع إليه والإغراء به يحفز الإنسان دائماً للارتقاء بنفسه وبتربيته ليصبح قريباً أو مشابهاً للمثل الأعلى.
وكان النبي ? يؤكد على ذلك بقوله: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي))
ويقول: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
وكذلك المعلم ينبغي أن يربط الطالب بمثل أعلى في الخير، بذكر أقوال السلف وأحوالهم مع القرآن، ويربطه بمثل أخرى من الواقع من زملائه المجتهدين أو العلماء المعاصرين أو الحفاظ والمقرئين، وحينئذ يرغب الطالب في الوصول إلى ما وصلوا إليه، فيثير ذلك في نفسه نشاطاً يدفعه إلى الإقبال على مائدة القرآن.
18 - التنويع:
التنويع يدفع السأم، ويبعد الملل، ويجدد النشاط، ويجعل الفكرة المعروضة أدعى للقبول، وأيسر للفهم.
ونجد أن القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة يحفلان بالأساليب المتنوعة لتقريب الفكرة للمخاطبين.
وإذا أخذنا مثالاً من القرآن الكريم على تحريم الزنا؛ فإننا نجده قد سلك مسالك عدة في ذلك، فنهى عنه نهياً صريحاً بقوله: ? ولا تقربوا الزنا ?
ونهى عنه بالتشنيع على مرتكبه بقوله: ? الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ? أي أنه إنما يزني بزانية مثله أو مشركة.
ومدح من لا يزنون بقوله: ? والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ?.
وذكر قصة يوسف التي تبين شرف العفة وفضلها.
وكل ذلك من شأنه أن يقرر الفكرة في ذهن المخاطب.
وكذلك الطالب ينبغي أن تنوع أساليب التعليم له فمرة بالإلقاء، ومرة بالسؤال، ومرة بطلب البحث، وهكذا …… ..
19 - استخدام الوسائل المعينة على التعليم:
الوسائل التعليمية هي الطرق والأساليب التي يستعين بها المعلم على إيصال الفكرة إلى أذهان الطلاب.
وهي تعين على الفهم، وترسخ المعلومة في الذهن، وتجعل التعلم أمراً مسلياً محبباً إلى النفوس، وهي تلفت الانتباه وتجذب المتعلمين بما تتضمنه من عناصر جذابة، وقد استخدم النبي ? ذلك في تعليمه للصحابة.
عن عبد الله بن مسعود ? قال: خط رسول الله ? خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خطوطاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط، فقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار: الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه كلها نهشه الهرم) رواه البخاري
وقد أكدت دراسة حديثة أن الإنسان يتذكر ما يتعلمه بنسب متفاوتة بحسب الأسلوب الذي استخدم في تعليمه على النحو التالي:
يتذكر الإنسان بنسبة 10 % مما يقرؤه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/31)
يتذكر الإنسان بنسبة 20 % مما يسمعه.
يتذكر الإنسان بنسبة 30 % مما يراه.
يتذكر الإنسان بنسبة 50 % مما يراه ويسمعه في وقت واحد.
يتذكر الإنسان بنسبة 80 % مما يقوله.
يتذكر الإنسان بنسبة 90 % مما يقوله ويفعله.
ومثال ذلك: أن يشرح المعلم الحكم التجويدي بقوله، ثم يطبقه بلفظه، ويستعين باللوح لتوضيحه، ويطلب من الطلاب استخراجه من المصاحف، ويطلب منهم نطقه، ويسمعهم إياه من المسجل، ويريهم إياه في المصاحف التي تبرز التجويد بألوان مختلفة. وهذا من شأنه أن يثبت المعلومة وأن يثير النشاط ويذهب السأم.
20 - الإنصات للمتعلم والحوار الهادئ معه:
وهذا من أفضل الأساليب لتشجيع الطالب، وحل المشكلات التي يواجهها ومساعدته على الوصول إلى نقاط ضعفه ومعالجتها.
ويتم ذلك من خلال حوار هادئ يجريه المعلم مع الطالب يبين فيه للطالب أنه جاد في معرفة مشكلته، ويقنعه بذلك دون انفعال أو غضب أو سخرية، فيحترم مشاعر طالبه ويهتم بها ويظهر قبولها، وينصت له إنصاتاً تاماً، ويبدي مشاركته العاطفية لما يقوله بحركات الوجه أو تكرير ما يقوله بالتجاوب معه، وينتظر المعلم إلى أن يفرغ الطالب كل ما لديه، فيضع يده على جوهر المشكلة ويسمي الحالة التي يمر بها الطالب: {يأس، فتور، إرهاق، ………}
ويبين للطالب أنه يشعر بهذا وأنه معذور حالياً، ويحاول إيجاد حل لمشكلته، وتقديم النصائح العملية والاقتراحات الواقعية، مع المتابعة له وإعانته والأخذ بيده، ملمحاً بالتهديد أن لا عذر لديه إن لم يتحسن.
وهذا له أثر كبير جداً في تنشيط الطلاب، ولكنه يحتاج مدرساً قريباً من نفوس الطلاب خبيراً بنفسياتهم، بارعاً في التعامل معهم.
21 - الجوائز:
الجوائز من أقوى الدوافع على العمل والإنتاج، وهي تحفز النفوس، وتثير الهمم، وتبعث النشاط.
وحسبنا في بيان ذلك ما وعد الله به تعالى عباده المتقين من جنات النعيم. وقد فصل القرآن الكريم والسنة المطهرة ما للمتقين من جزاء عند الله تعالى تفصيلاً وافياً بأروع أسلوب، وأبين عبارة، وأدق وصف، ليكون دافعاً للمخاطبين إلى العمل الصالح.
وقد بين الله تعالى أنه لا يضيع عنده من عمل الخير مثقال ذرة: ? فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ?، ? إن الله لا يظلم مثقال ذرة ?.
والقرآن الكريم والسنة المطهرة حافلان بأمثال ذلك.
وكان النبي ? يستخدم أسلوب الإثابة ليشجع على أمر من الأمور.
عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله ? يصف عبد الله وعبيد الله وكثيراً بني العباس ثم يقول: (من سبق إليّ فله كذا وكذا)، قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم
والجوائز الموضوعة من قبل الجمعية بناءً على نتائج الاختبارات لها أثر جيد على الطلاب، لكن ينبغي أن يكون هناك جوائز أخرى تعطى للمدرس فيوزعها – وفق ضوابط معينة على الطلاب – وفي هذا عون كبير له على أداء مهمته.
وينبغي أن تكون الجائزة لائقة بالطالب، مناسبة للعمل الذي أنجزه، وتعطى له على مرأى من زملائه؛ لتكون أكثر فائدة، وتكون أفضل كلما كانت فائدتها أكبر على الطالب وعلى من حوله كأن تكون شريطاً دعوياً، أو مجلة هادفة، أو أداة نافعة، كما تكون أحب إلى الطالب حين تمنحه الحرية في الاختيار كأن يُعطى شيكاً يُصرف من المكتبة حسب ما يختاره.
22 - البعد عن عوامل التثبيط:
من أهم عوامل التنشيط البعد عن عوامل التثبيط، ومما يثبط الطالب ما يلي:-
1 - إضعاف ثقته بنفسه.
2 - التسلط والضرب وكثرة الزجر.
3 - أساليب التربية الخاطئة.
4 - عدم تقدير جهوده وعدم مكافأته وترك الثناء عليه.
5 - دفعه إلى الحفظ بطرق خاطئة كالقول له: حفظك لا يصلح أبداً، أنت لست حافظاً إذا بقيت على هذه الحال فاذهب وابحث عن مجال آخر.
6 - ظلم الطالب وهضم حقه وعدم إنصافه.
7 - عدم قبول قوله وعدم الاعتداد برأيه وتسفيهه وتجهيله.
8 - ضعف المدرس علمياً وتربوياً ومخالفة القول العمل.
23 - الغضب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/32)
هو من أقوى الأساليب في إثارة الهمم وتحقيق الأهداف، ونقصد بالغضب: الغضب المشروع، أي الغضب لله عز وجل، ويلجأ المعلم إلى هذا الأسلوب حين يستنفذ وسائل كثيرة قبله، فيغضب غضباً يؤدي إلى المقصود فحسب، شريطة أن يملك زمام نفسه، ويكون متحكماً في تصرفاته، واعياً لأفعاله وألفاظه، دقيقاً في حركاته وعباراته.
عن جابر بن عبدالله ? قال: (كان رسول الله ? إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول صبحكم ومساكم) رواه مسلم والنسائي وابن ماجه.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله ? على أصحابه وهم يختصمون في القدر، فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب. وقال: ((بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض، بهذا هلكت الأمم قبلكم)) رواه ابن ماجه والطبراني في الأوسط الكبير.
فالغضب المشروع هو أسلوب ناجح لرد الأمور إلى نصابها، ومنشط قوي يقضي على الفتور الذي مرده إلى الكسل والامبالاة، وأسلوب لا بد منه حين تستنفذ الأساليب، لكنه ليس كل شيء كما هو واقع في بعض الحلقات.
24 - الإعراض والهجر:
الهجر أسلوب شاق على النفس، شديد الوقع على الفؤاد، وهو أكثر الأساليب قسوة خاصة إن عومل به طالب رقيق القلب، بالغ الحساسية.
فلا يلجأ إليه إلا نادراً، مع مراعاة أن يكون محكماً، واضح الهدف، معلَّل الغاية، وألا تسقط به الواجبات، أو تضيع به الحقوق، كرد السلام وعيادة المريض ونحوها.
وهو يدفع الشخص المهجور إلى العودة أحسن مما كان، وينشطه نشاطاً يستنفذ فيه قواه ويستخرج كافة طاقاته للعودة إلى الوضع الاجتماعي الطبيعي.
ولنَرَ حال كعب بن مالك ? حين هجره المسلمون لتخفه عن غزوة تبوك، ونهى رسول الله ? عن كلامنا، قال فاجتنبنا الناس، أو قال تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله ? فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريباً منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني.
ولنَرَ الأثر الإيجابي للهجر عليه، وبقاء هذا الأثر طيلة عمره، قال كعب بعد أن نزلت توبته: فلما جلست بين يديه ? قلت: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله. فقال رسول الله ?: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) فقلت: إني أمسك سهمي الذي بخيبر، وقلت: يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت، فوالله ما علمت أحداً من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله ? أحسن مما أبلاني الله تعالى.
والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله ? إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى فيما بقي.
والأسلوبان الأخيران -الغضب والإعراض- هي آخر الأساليب التي يلجأ إليها المعلم بعد نفاد ما بحوزته من أساليب.
الخاتمة
وبعد ما مضى ذكره من طرق تنشيط الطالب للحفظ والمراجعة، يمكن تلخيص نتائج البحث حسب الآتي:
من أهم وسائل التنشيط هو ربط الطالب بشخص النبي ? والاقتداء به، وغرس حبه ? في قلبه، لأن الدافع حينئذ يكون ذاتياً.
ومن وسائل التنشيط المدح الصادق المعتدل في وقته المناسب والمنافسة التي تحرك الطاقات الكامنة مع مراعاة ألا تؤدي إلى الشحناء.
وحين تكون المشاكل النازلة بالطالب هي سبب فتوره، فإن تنشيطه يكون بحل مشاكله تلك. ومن الوسائل: الاستجابة للميول، وتحقيق الرغبات بحدود.
وكذلك النظرة الواثقة للشباب، وتنمية الثقة بالنفس من خلال ثقته بالله وثقته بما يتعلم، وإبراز جوانب نجاحه، وقياس نجاحه بقدراته لا بقدرات غيره، وأخذه إلى مجالس الكبار.
ومن وسائل التنشيط:إثارة حماس الطالب، وبعث السرور والفرح في نفسه.
ومن وسائل التنشيط: القصة الهادفة المؤثرة، والترويح عن الطالب بمداعبته والسماح له باللعب بشروطه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/33)
ومنها إثابته بعد امتحانه، ومجاورته في العلم، مع الاعتدال والبعد عن الإملال.
كما أن تعويده العادات الحسنة يضمن له عطاء مستمراً، ونشاطاً وافراً.
ومنها: غرس حب العلم في نفسه، وربطه بالمثل العليا.
وكذلك التنويع في أساليب التعليم، واستخدام الوسائل التعليمية. ومنها: الإنصات للمتعلم، والحوار الهادئ الذي يوصل إلى جوهر المشكلة وعلاجها.
ومن أهم عوامل التنشيط: الجوائز.
كما أن البعد عن كل ما يؤدي إلى تثبيط الطالب يؤدي إلى بقاء لطالب نشيطاً على الدوام.
وآخر تلك العوامل: الغضب، والإعراض والهجر، المحدود بحدود الشرع.
المصادر
الإسلام ومشكلات الشباب تأليف: مصطفى عبد الواحد، الطبعة الأولى، 1409 هـ.
أسرار التفوق الدراسي تأليف محمد ديماس، الطبعة الأولى، 1420 هـ.
الإنصات الانعكاسي تأليف محمد ديماس، الطبعة الأولى، 1420 هـ.
التربية النبوية للنشء تأليف مازن محمد الشامي، الطبعة الأولى، 1421 هـ.
الرسول المعلم وأساليبه في التعليم تأليف عبد الفتاح أبو غدة، الطبعة الأولى، 1417هـ.
علم نفس النمو تأليف نجيب عبد الله الرفاعي، 1995م.
منهج التربية النبوة للطفل تأليف محمد نور عبد الحفيظ سويد، الطبعة السادسة.
مهارات دراسية تأليف حامد زهران، 1986م.
الفهرس
م الموضوع الصفحة
1 المقدمة 1
2 ربطه بشخصية النبي ? كقدوة 3
3 المدح 3
4 المنافسة 4
5 حل المشاكل 5
6 الاستجابة للميول وتحقيق الرغبات 5
7 النظرة إليه نظرة واثقة 6
8 تنمية ثقة الطالب بنفسه 6
9 الحماس 7
10 بعث الفرح والسرور في نفسه 8
11 القصة 8
12 الترويح عنه بمداعبته والسماح له باللعب والمرح 8
13 الامتحان والإثابة 9
14 المحاورة في العلم 9
15 الاعتدال والبعد عن الإملال 10
16 تعويده العادات الحسنة 10
17 غرس حب العلم في نفسه 11
18 الربط بالمثل العليا 11
19 التنويع في أساليب التعليم 11
20 استخدام الوسائل التعليمية 12
21 الإنصات للمتعلم والحوار الهادئ معه 13
22 الجوائز 13
23 البعد عن عوامل التثبيط 14
24 الغضب 14
25 الهجر 15
26 الخاتمة 17
27 المصادر 18
28 الفهرس 19
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 03 - 07, 01:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
جهد يستحق الإهتمام
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:05 م]ـ
وإياكم .....
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:13 ص]ـ
الأخ أبو وحيد المكي جزاك الله خيرا على الجهد المبذول
ولي ملاحظة إن سمحت لي:
ماحكم لفظ الثقة بالنفس أرجوا أن تبحث فيها
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:28 ص]ـ
الأخ أبو وحيد المكي جزاك الله خيرا على الجهد المبذول
ولي ملاحظة إن سمحت لي:
ماحكم لفظ الثقة بالنفس أرجوا أن تبحث فيها
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 03:10 م]ـ
لا أدري لعلك تفتينا بارك الله فيك ......
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:10 م]ـ
وإياك أخي الكريم ..
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 07:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
واياكم
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 02:52 م]ـ
بارك الله فيك وزادك حرصا
شكرا لك على دعواتك الطيبات لا فض فوك
ـ[عصام المصري]ــــــــ[01 - 05 - 07, 04:22 م]ـ
شكرا أخي الكريم جزاك الله خير الجزاء ونفعنا ووإياكم وسائر المسلمين بهذا البحث الرائع
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 10:31 م]ـ
شكرا أخي الكريم جزاك الله خير الجزاء ونفعنا ووإياكم وسائر المسلمين بهذا البحث الرائع
زادك الله من فضله ووسع لك في رزقه
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 05 - 07, 09:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على الموضوع الرائع.
اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا لحبك.
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 06:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على الموضوع الرائع.
اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا لحبك.
وفيكم بارك ....(5/34)
جديد: رواية الدوري عن الكسائي
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[16 - 02 - 07, 06:24 م]ـ
هذه جوهرة جديدة يقدمها لنا فضيلة الشيخ القارئ عبد الرشيد صوفى حفظه الله تعالي
برواية الدوري عن الكسائي
نسأل الله تعالى أن يبارك في الشيخ وأن يجزيه خير الجزاء وهذا هو الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraview&qid=609&rid=21
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[30 - 03 - 07, 07:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حسن ابوعلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:37 ص]ـ
جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسن الفطاني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:00 م]ـ
كثر الله من أمثالكم(5/35)
إضاءة للمفكرين فقط
ـ[ناجح سلهب]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إضاءة للمفكرين فقط (1)
كتبها ناجح سلهب
النتيجة التالية أكيدة وقاطعة:
وهي أنه لا يمكن لأي شخص أن يكتب موضوعا خال من الأخطاء تماما , إنه عمل مستحيل إطلاقا , فعلى المستوى اللساني هناك تطابق وانسجام الألفاظ ودلالاتها على واقعها, وانسجامها مع بعضها البعض ,وتوافقها مع الموضوع المطروق مع مراعاة الوحدة الموضوعية, وترابط الأفكار بشكل عقلي متناسق , وعلى المستوى العلمي فمراعاة الحقائق العلمية والطبيعية وعدم الوقوع في الأغلوطات العلمية , وعلى المستوى الفكري فالخلو من التناقض العقلي والتناقض المنطقي بين أجزاء الموضوع وعدم الوقوع في حبال الفرضيات والظنون والأوهام والتعميمات والتجريدات المبالغ فيها .... وغيرها وغيرها. في النهاية لا يمكن اطلاقا كتابة موضوع بدون اختلاف (أخطاء و أغلاط).
ولكن مع القرآن الكريم لا شيء من هذا إطلاقا ومن ظن غير ذلك فالخطأ والوهم موجود فقط في رأسه لأنه هو الذي لم يفهم ولم يع حقيقة الموضوع ولو دقق في الأمر ومحصه وأعطاه حقه من الدراسة لوجد أن القرآن على صواب وهو على خطأ.
وسبحان الله العظيم حيث يقول في محكم تنزيله:"أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا 82"
في رعاية الله وحفظه
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إضاءة للمفكرين فقط (1)
كتبها ناجح سلهب
النتيجة التالية أكيدة وقاطعة:
وهي أنه لا يمكن لأي شخص أن يكتب موضوعا خال من الأخطاء تماما , إنه عمل مستحيل إطلاقا , فعلى المستوى اللساني هناك تطابق وانسجام الألفاظ ودلالاتها على واقعها, وانسجامها مع بعضها البعض ,وتوافقها مع الموضوع المطروق مع مراعاة الوحدة الموضوعية, وترابط الأفكار بشكل عقلي متناسق , وعلى المستوى العلمي فمراعاة الحقائق العلمية والطبيعية وعدم الوقوع في الأغلوطات العلمية , وعلى المستوى الفكري فالخلو من التناقض العقلي والتناقض المنطقي بين أجزاء الموضوع وعدم الوقوع في حبال الفرضيات والظنون والأوهام والتعميمات والتجريدات المبالغ فيها .... وغيرها وغيرها. في النهاية لا يمكن اطلاقا كتابة موضوع بدون اختلاف (أخطاء و أغلاط).
ولكن مع القرآن الكريم لا شيء من هذا إطلاقا ومن ظن غير ذلك فالخطأ والوهم موجود فقط في رأسه لأنه هو الذي لم يفهم ولم يع حقيقة الموضوع ولو دقق في الأمر ومحصه وأعطاه حقه من الدراسة لوجد أن القرآن على صواب وهو على خطأ.
وسبحان الله العظيم حيث يقول في محكم تنزيله:"أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا 82"
في رعاية الله وحفظه
حسناً، لا يستطيع أي إنسان أن يكتب "موضوعاً خالياً من الأخطاء" .. فموضوعٌ خالٍ من الأخطاء أمر نادر! .. فكيف بكتاب فيه تفصيل كل شيء؟ ..
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه من أبي عبدالمعز
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4150&highlight=%C5%DA%CC%C7%D2
ـ[ناجح سلهب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 03:47 م]ـ
حسناً، لا يستطيع أي إنسان أن يكتب "موضوعاً خالياً من الأخطاء" .. فموضوعٌ خالٍ من الأخطاء أمر نادر! .. فكيف بكتاب فيه تفصيل كل شيء؟ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإسلام
ملاحظات جميلة وطيبة ومشكورة
وأنوه أن كون الموضوع بلا أخطاء هو أن يكون الموضوع كاملا , ولكن هذا الأمر مستحيل إطلاقا , فلن يستطيع أحد مهما أوتي من العلم أن يخرج بموضوع كامل خال من الأخطاء: اللسانية والمنطقية والفكرية والعلمية فكيف بكتاب كامل فيه تفصيل كل شيء كما نوه الأخ الفاضل.
ولا أوضح وأدل على ذلك أن أي شخص من العقلاء عند كتابته لموضوع ما , كلما نظر فيه لقال: لو قلت هذا أو أبدلت هذا أو وضعت هذا لكان أحسن ولو كان الأمر هكذا أو بتنسيق كهذا أو وضع كهذا أو صياغة كهذه لكان يستحسن وذلك دليل على نقص البشر.
الكمال لله عز وجل سبحانه وتعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/36)
في رعاية الله وحفظه
ـ[ناجح سلهب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبها ناجح سلهب
باحث ومفكر فلسطيني متخصص في العقلانيات والدراسات الإسلامية
أين نحن من مفهوم الإحاطة
عندما يعترض أمامنا شيء من بديع خلق الله فإننا بالعادة كبشر متفكرين ننظر إلى الجوانب التي تهمنا أو التي نمتلك قدرا من المعلومات من حناياها وزواياها وليس خافيا على أحد أن الخبرة تلعب دورا كبيرا هنا, وكلما جمع المرء معلومات أكثر كلما تمكن من فحص ومعاينة الشيء من زوايا أكثر , وجمع المعلومات والبيانات هي نفسها الإحاطة بها فالإحاطة في اللسان هي الجمع.
وضعنا شيئا أمام عدد من العلماء وليكن هذا الشيء هو الإنسان كمثال للموضوع المبحوث:
فعالم الفيزياء مثلا يرى ويسبر الزوايا التي تتعلق بعلمه وفنه فيرى منه الكتلة والوزن والقوة والقدرة والطاقة والشغل والزمن .......... التي تتعلق بكيان الإنسان.
وعالم الرياضيات يرى الزوايا التي تتعلق بعلمه أيضا فيرى مثلا المسافة والمساحة والحجم والمقادير الرقمية والحسابية والمعادلات ........ التي تتعلق بهذا الكيان.
وعالم الأحياء يرى مثلا الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة والدم والهورمونات ...... وغيرها مما تتعلق بزواياه.
وعالم اللسانيات يرى الألفاظ والأصوات والكلمات والعبارات والتراكيب اللسانية والنواحي التعبيرية اللسانية ........ لهذا الكيان.
وهكذا دواليك مع أي عالم أو إنسان يرى ويحيط ويجمع تلك الزوايا التي تهمه, فقد يجمع من هنا وهناك ولكن في النهاية تكون الإحاطة الكاملة (ليس على أساس ما هو كائن ولكن على أساس ما يجب أن يكون من كشوف تقبع أمامنا) تعتبر ضربا من الخيال العلمي المستحيل.
بسم الله الرحمن الرحيم
" اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 255" آية الكرسي من سورة البقرة.
ـ[مسلم أبو علاء]ــــــــ[25 - 03 - 07, 06:33 ص]ـ
السلام عليكم:
الأعجب من هذا,
هل تستطيع أن تقرأ ما كتبته كل يوم, دون أن تمل؟؟
لا أعتقد أن أحداً لن يمل إذا قرأ كلام نفسه مرتين أو ثلاثة
حتماً سيمل فى الرابعة
-لاأقول الأن إلا سورة الفاتحة!!!!! حسبك أم الكتاب
كم مرة قرأتها أخى المسلم فى حياتك حتى الأن؟؟
-هل شعرت ولو مرة واحدة بالملل من تكرارها!!!
سبحانك ربى رب العرش العظيم
هو كلام الله, القران, كيف يمل مخلوق نقى الفطرة
من كلام خالقه!!!
احبكم فى الله
السلام عليكم(5/37)
أين أجد شرح الشاطبية والدرة للضباع؟؟
ـ[عبدالله الطيب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 08:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد شرح الشاطبية "إرشاد المريد إلى مقصود القصيد"
وشرح الدرة " البهجة المرضية"؟؟
لشيخ الإقراء العلامة الضباع رحمه الله
وجزاكم الله خيراً
ـ[ورشان]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة الشيخ فائز الزور لشرح الشاطبية المسمى (ارشاد المريد الى مقصود القصيد)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=949&read=0&lg=604
ـ[عبدالله الطيب]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:48 م]ـ
الشرح المطبوع
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 05:42 م]ـ
تجدهما عند مكتبة الحلبي بدرب الأتراك خلف الجامع الأزهر وهما في كتاب واحد رخيص الثمن لايتعدى 20 جنية مصري حسبما تسعفنى الذاكرة
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 03 - 07, 09:38 ص]ـ
الشاطبية المسمى:
إبراز المعاني
من حرز الأماني
في القراءات السبع
للإمام الشاطبي المتوفي سنة 590هـ
تأليف
الإمام: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم
المعروف بـ: أبي شامة
المتوفي سنة 665هـ
هذا كتاب شرح الشاطبية المسمى: إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع، للإمام الشاطبي المتوفي سنة 590هـ، تأليف: الإمام: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم، المعروف بـ: أبي شامة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=539040#_ftn1))، المتوفي سنة 665هـ.
خطبة الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(1)
بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ تَبَارَكَ رَحْمَاناً رَحِيماً وَمَوْئِلاَ
أي قدمت لفظ بسم الله الرحمن الرحيم في أول نظمي هذا يقال بدأت بكذا إذا قدمته فالباء الأولى لتعدية الفعل والثانية هي التي في أول البسملة أي بدأت بهذا اللفظ. والنظم الجمع ثم غلب على جمع الكلمات التي انتظمت شعرا فهو بمعنى منظوم أو مصدر بحاله واللام في النظم للعهد المعلوم من جهة القرينة وهي قائمة مقام الإضافة كقوله تعالى (في أدنى الأرض)، أي أدنى أرض العرب أي في نظمي نزله منزلة المعروف المشهور تفاؤلا له بذلك أو أراد في هذا النظم نزله منزلة الموجود الحاضر فأشار إليه كقوله تعالى (هذا من شيعته وهذا من عدوه)، أو يكون المصدر في موضع الحال أي منظوما وأولا نعت مصدر محذوف أي في أن نظمت نظما أول أي أنه مبتكر لم يسبق إليه وهو نظم قصيدة على روي واحد في مذاهب القراء السبعة موجزة بسبب ما اشتملت عليه من الرموز وقد تشبه به قوم في زماننا، فمنهم من سلك مسلكه مختصرا لها ومنهم من غير الرموز بغيرها ومنهم من نظم في مذاهب القراء العشرة، زاد رواية أبي جعفر المدني ويعقوب الحضرمي وخلف البزار فيما اختار والفضل للمتقدم الذي هو أتقى وأعلم فالألف في قوله أولا على هذا الوجه للإطلاق لأنه غير منصرف، ويجوز أن تكون الألف بدلا من التنوين على أن يكون أولا ظرف زمان عامله بدأت أو النظم أي بدأت في أول نظمي بسم الله أو بدأت بسم الله في نظمي الواقع أولا فهو كقول الشاعر، (فساغ لي الشراب وكنت قبلا)، والبركة كثرة الخير وزيادته واتساعه وشيء مبارك أي زائد نام وما لا يتحقق فيه ذلك يقدر في لازمه وما يتعلق به كقوله تعالى (وهذا ذكر مبارك أنزلناه) - (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)، أي كثير خير ذلك وما يتعلق به من الأجر وتبارك تفاعل منه كتعاظم من العظمة وتعالى من العلو، وقيل إنه فعل لم يتصرف أصلا لا يقال يتبارك وغيره، ثم كمل لفظ البسملة بقوله رحمانا رحيما وزاد قوله وموئلا وهذا المعنى زاد دخول الواو فيها حسنا والموئل، المرجع والملجأ وهو وإن لم يكن لفظه ثابت الإطلاق على الله تعالى من حيث النقل فمعناه ثابت نحو (إليه مرجعكم) - (وإلى الله المصير) وانتصاب الثلاثة على التمييز أو الحال أي تبارك من رحمن رحيم أو في حال كونه كذلك أو يكن منصوبات على المدح وتم الكلام على تبارك وهذا نحو قولهم الحمد لله الحميد ويتعلق بهذا البيت أبحاث كثيرة ذكرناها في الكبير واستوفينا ما يتعلق بشرح البسملة في كتاب مفرد وغيره والله أعلم
(2)
وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/38)
أي ثنيت بصلى الله أي بهذا اللفظ كما قال بدأت ببسم الله أو على إضمار القول أي بقولي صلى الله أو ثنيت بالصلاة فقلت صلى الله فموضع صلى الله نصب على إسقاط الخافض في الوجه الأول وعلى أنه مفعول مطلق أو مفعول به إن قلنا إنه على إضمار القول وصلى الله لفظه خبر معناه دعاء والرضى بمعنى ذي الرضى أي الراضي من قوله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، أو المرضى أي الذي ارتضاه الله تعالى أو الذي يرضيه يوم القيامة أي يعطيه ما يرضيه من الشفاعة وغيرها فيرضى، وقرئ قوله تعالى في آخر طه (لعلك ترضى)، بفتح التاء وضمها جمعا بين المعنيين وقوله محمد بدل أو عطف بيان والمهدي اسم مفعول من أهديت الشيء فهو مهدي لأن الله تعالى أهداه إلى خلقه تحفة لهم فأنقذ به من أسعده من النار وأدخله الجنة مع الأبرار، وعن الأعمش عن أبي صالح قال كان النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يناديهم (يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة)، أخرجه أبو محمد الدارمي في مسنده هكذا منقطعا وروي موصولا بذكر أبي هريرة فيه وفي معناه قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ومرسلا حال من الضمير في المهدي، ويجوز أن يكون تمييزا كما سبق في تبارك رحمانا أي المهدي إرساله والله أعلم
(3)
وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ تَلاَهُمْ عَلَى اْلأِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ
سئل مالك بن أنس رحمه الله عن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هم أهله الأدنون وعشيرته الأقربون، وقال الجوهري عترة الإنسان نسله ورهطه الأدنون، قلت وهو معنى قول الليث عترة الرجل أولياؤه يعني الذين ينصرونه ويهتمون لأمره ويعنون بشأنه وليس مراد الناظم بالعترة جمع من يقع عليه هذا الاسم من عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما مراده المؤمنون منهم وهم الذين جاء فيهم الحديث (وإني تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي) وفي رواية موضع عترتي (وأهل بيتي)، وكأن ذلك تفسير للعترة وأهل بيته هم آله من أزواجه وأقاربه، وقد صح، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن كيفية الصلاة عليه فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وفي رواية على محمد وعلى أزواجه وذريته، فكأنه فسر الآل بما في الحديث الآخر فلهذا لما صلى على النبي صلى على عترته ثم على الصحابة وإن كان بعضهم داخلا في العترة ليعم الجميع ثم على التابعين لهم بإحسان، ومعنى تلاهم تبعهم وقوله على الإحسان أي على طلب الإحسان أو على طريقة الإحسان أو على ما فيهم من الإحسان أو يكون على بمعنى الباء كما يأتي في قوله وليس على قرآنه متأكلا وفي تلا ضمير مفرد مرفوع مستتر عائد على لفظ من ووبلا جمع وابل وهو المطر الغزير وأصله الصفة ولذلك جمع على فعل كشاهد وشهد وهو منصوب على الحال من أحد الضميرين ني تلاهم إما المرفوع العائد على التابعين وإما المنصوب العائد على الصحابة أي مشبهين الوبل في كثرة خيرهم أو يكون حالا منهما معا كقوله لقيته راكبين فإن كان حالا من المرفوع المفرد فوجه جمعه حمله على معنى من وبالخير متعلق بوبلا من حيث معناه أي جائدين بالخير، ويجوز أن يتعلق بتلا أي تبعوهم بالخير على ما فيهم من الإحسان وإن جعلنا على بمعنى الباء كان قوله بالخير على هذا التقدير كالتأكيد له والتفسير والله أعلم
(4)
وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِماً وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أجْذَمُ الْعَلاَ
وثلثت مثل ثنيت في أنه فعل يتعدى بحرف الجر فيجوز في أن بعدها الفتح والكسر فالفتح على تقدير بأن الحمد والكسر على معنى فقلت إن الحمد لله ودائما بمعنى ثابتا وهو حال من الحمد أو من اسم الله أو نعت مصدر محذوف أي حمدا مستمرا وما مبتدأ وهي موصولة وليس مبدوءا به صلتها واسم ليس ضمير مستتر يعود على ما ومبدوءا خبرها والهاء في به عائدة على الحمد أو على اسم الله تعالى على تقدير بذكره أو باسمه وبه منصوب المحل بمبدوء أو مرفوع مبدوء ضمير عائد على ما أي وكل كلام ليس ذلك الكلام مبدوءا بالحمد أجذم العلا أي مقطوع الأعلى أي ناقص الفضل فأجذم خبر المبتدأ الذي هو ما والجزم أصله القطع والعلاء بفتح العين يلزمه المد وهو الرفعة والشرف وأتى به في قافية البيت على لفظ المقصور وليس هو من باب قصر الممدود الذي لا يجوز إلا في ضرورة الشعر بل يمكن حمله على وجه آخر سائغ في كل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/39)
كلام نثرا كان أو نظما وذلك أنه لما وقف أسكن الهمزة ثم إنه قلبها ألفا فاجتمع ألفان فحذف أحدهما كما يأتي في باب وقف حمزة وهشام على نحو السماء والدعاء وهكذا نقول في كل ما ورد في هذه القصيدة من هذا الباب في قوافيها كقوله فتى العلا أحاط به الولا فتنجو من البلا وإن افتحوا الجلا بعد على الولا عن جلا أماما يأتي في حشو الأبيات كقوله وحق لوى باعد ومالي سما لوى ويا خمس أجرى فلا وجه لذلك إلا أنه من باب قصر الممدود ثم يجوز في موضع العلا أن يكون مرفوعا ومنصوبا ومجرورا لأن أجذم العلا من باب حسن الوجه فهو كما في بيت النابغة، (أجب الظهر ليس له سنام)، يروى الظهر بالحركات الثلاث وأشار بما في عجز هذا البيت إلى حديث خرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم، قال الخطابي معناه المنقطع الأبتر الذي لا نظام له، قلت وروي هذا الحديث مرسلا وروي أقطع موضع أجذم وروي (لم يبدأ فيه بذكر الله)، فتكون البسملة على هذا إذا اقتصر عليها مخرجة من عهدة العمل بهذا الحديث ولو أن الناظم رحمه الله قال وثنيت أن الحمد وثلثت صلى الله لكان أولى تقديما لذكر الله تعالى على ذكر رسوله الله صلى الله عليه وسلم، ووجه ما ذكر أنه أراد أن يختم خطبته بالحمدلة فإن ذكر الله تعالى قد سبق بالبسملة فهو كقوله سبحانه في آخر سورة والصافات (والحمد لله رب العالمين) والله أعلم
(5)
وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ
أي وبعد هذه الخطبة أذكر بعض ما جاء في فضائل القرآن العزيز وفضل قرائه وحبل الله مبتدأ وفينا متعلق به من حيث المعنى على ما نفسر به الحبل أو يكون صلة لموصول محذوف أي الذي فينا وكتابه خبر فحبل، ويجوز أن يكون فينا هو الخبر وكتابه خبر مبتدإ محذوف أي هو كتابه والفاء في فحبل رابطة للكلام بما قبله ومانعة من توهم إضافة بعد إلى حبل والعرب تستعير لفظ الحبل في العهد والوصلة والمودة وانقطاعه في نقيض ذلك فلذلك استعير للقرآن العزيز لأنه وصلة بين الله تعالى وبين خلقه من تمسك به وصل إلى دار كرامته، وجاء عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره في تفسير قوله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا)، أنه القرآن، وفي كتاب الترمذي من حديث الحارث الأعور عن علي رضي الله عنه في حديث طويل في وصف القرآن قال (هو حبل الله المتين)، وفي كتاب أبي بكر بن أبي شيبة في ثواب القرآن عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وفيه عن ابن شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، وقوله فجاهد به أي بالقرآن العزيز كما قال تعالى (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا)، أي بحججه وأدلته وبراهينه والحبل بكسر الحاء الداهية ومتحبلا حال من فاعل فجاهد يقال تحبل الصيد إذا أخذه بالحبالة وهي الشبكة واستعمل التجانس في هذا البيت والذي بعده وهو مما يعد من الفصاحة في الشعر وغيره
(6)
وَأَخْلِقْ بهِ إذْ لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةً جَدِيداً مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلاَ
أخلق به تعجب أي ما أخلقه بالمجاهدة به أي ما أحقه بذلك يقال هو خليق بكذا أي حقيق به وإذ هنا تعليل مثلها في قوله تعالى (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم)، ويقال أخلق الثوب خلق إذا بلى وجدّة تمييز وهي ضد البلى يستعار ذلك للقرآن العزيز لما جاء في الحديث عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا إن هذا القرآن حبل الله لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد، أخرجه الحافظ البيهقي في كتاب المدخل أي لا يحدث له البلى ناشئا عن كثرة ترداده وتكراره ومرور الزمان عليه وجديدا فعيل من الجد بفتح الجيم وهو العظمة والعزة والشرف وانتصابه على الحال من ضمير يخلق العائد على القرآن العزيز أو على المدح ومواليه بمعنى مصافيه وملازمه العامل بما فيه وهو مبتدأ وعلى الجد خبره فهي جملة مستأنفة أي حصل على الجد واستقر عليه والجد بكسر الجيم ضد الهزل ومقبلا حال من الضمير المقدر في الخبر الراجع على مواليه أي استقر على الجد في حال إقباله عليه واحتفاله به عملا وعلما يشير إلى ما كان الأولون عليه من الاهتمام به، ويجوز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/40)
أن يكون مواليه فاعل جديدا فيكون بمعنى جديدا له وإن كان حالا من القرآن العزيز لفظا نحو رأيت زيدا كريما غلامه وعلى هذا يكون في على الجد ثلاثة أوجه، أحدها أن يكون حالا ومقبلا حال بعد حال، والثاني أن يكون معمول مقبلا قدم عليه، والثالث أن يكون معمول مواليه أي للذي والاه على الجد حصل له العز والشرف وعند هذا يجوز أن يكون الجد هاهنا من الجد في الأمر وهو الاجتهاد فيه وهو يئول إلى ضد الهزل والله أعلم
(7)
وَقَارِئُهُ الْمَرْضِيُّ قَرَّ مِثَالُهُ كاَلاتْرُجّ حَالَيْهِ مُرِيحًا وَمُوكَلاَ
نظم في هذا البيت ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب الحديث، فقوله وقارئه مبتدأ والمرضي صفته وأراد به تفسير المؤمن المذكور في هذا الحديث لأنه ليس المراد به أصل الإيمان بل أصله ووصفه، وفي كتاب الترمذي من حديث صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما آمن بالقرآن من استحل محارمه، والجملة من قوله قر مثاله هي خبر المبتدإ وقر بمعنى استقر أي استقر مثاله مشابها للأترج ويجوز أن يكون المرضي خبر المبتدإ أي لا يعد قارئا للقرآن إلا من كان مرضي الطريقة ثم استأنف جملة فعلية فقال قر مثاله كالأترج ويجوز أن يكون قر وحده هو خبر المبتدإ وفيه ضمير عائد على القارئ أي قرت عينه أو استقر أمره بنيل درجات الأبرار ثم استأنف جملة اسمية بقوله مثاله كالأترج فقوله كالأترج خبر مثاله وعلى هذا يجوز أن يكون قر دعاء كما تقول زيد العاقل أقر الله عينه، والأترج بتشديد الجيم والأترنج بالنون لغتان وكلاهما مستقيم في وزن البيت وإنما اختار لغة التشديد للفظ الحديث وحاليه بدل اشتمال من الأترج ومريحا وموكلا حالان من الأترج يقال أراح الطيب إذا أعطى الرائحة وآكل الزرع وغيره إذا أطعم والله أعلم
(8)
هُوَ الْمُرْتَضَى أَمًّا إِذَا كَانَ أُمَّهً وَيَمَّمَهُ ظِلُّ الرَّزَانَةِ قَنْقَلاَ
فسر بهذا البيت ما عناه بقوله المرضي فقوله هو ضمير القارئ المرضي أو ضمير القارئ مع الإعراض عن وصفه بالمرضي لأنه أغنى عنه قوله المرتضي أما إلى آخر البيت، ويجوز أن يكون هو المرتضى خبر قوله وقارئه المرضي وما بينهما من قوله قر مثاله آخر البيت اعتراض وإما تمييز ومعناه القصد أي هو المرتضى قصده تيمنابه وانتفاعا بعلمه وكان بمعنى صار ويقال للرجل الجامع للخير أمة كأنه قام مقام جماعات لأنه اجتمع فيه ما تفرق فيهم من المصالح ومنه قوله تعالى (إن إبراهيم كان أمة)، وقوله ويممه أي قصده والرزانة الوقار وقد رزن الرجل بالضم فهو رزين أي وقور ثابت واستعار للرزانة ظلا إشارة إلى شمول الوقار له واستراحته في ظله وأمنه من تخليط الناقص من عقله وجعل الرزانة هي التي تقصده كأنها تفتخر به وتتزين بأن تظله لكثرة خلال الخير فيه مبالغة في مدحه وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت، وعن عبد الملك بن عمير قال كان يقال إن أبقى الناس عقولا قراء القرآن وقنقلا حال من ظل الرزانة أي مشبها قنقلا وكذا يقدر في ما جاء مثله مما هو منصوب على الحال وليس بمشتق كقوله وانقاد معناه يعملا والقنقل المكيال الضخم وكان لكسرى تاج يسمى القنقل والقنقل أيضا الكثيب من الرمل يشير إلى عظم الرزانة وتوفرها إن قصد الكثيب أو المكيال وإن قصد التاج قدرت الحال بمتوجا ومن كلامهم جلس فلان وعليه السكينة والوقار فإن قلت علام عطف قوله ويممه قلت يحتمل وجهين أحدهما أن يكون عطفا على معنى المرتضى أي هو الذي ارتضى أمة ويممه الوقار فهو من باب قوله تعالى (إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا)، أي إن الذين تصدقوا وأقرضوا ويكون مضمون البيت ثناء عليه بأنه مرتضى كامل العقل، والوجه الثاني أن يكون معطوفا على كان أمة أي إذا اتصف بهاتين الصفتين أي أن قارئ القرآن إنما يرتضى للاقتداء به ويقصد للانتفاع به بشرطين وهما أن يكون جامعا للخير وافر العقل والله أعلم
(9)
هُوَ الْحُرُّ إِنْ كانَ الْحَرِيّ حَوَارِياً لَهُ بِتَحَرّيهِ إلَى أَنْ تَنَبَّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/41)
هو ضمير القارئ المرتضى قصده الذي هو أمة وافر العقل، أو يكون ضمير القارئ مع الإعراض عن تلك الأوصاف لأنه يغني عنها اشتراطها بقوله إن كان الحري أي إن كان الحري بها ولهذا قال بعضهم إن إن بمعنى إذ ولو أراد الناظم ذلك لقال إذ وكان تعليلا والوزن موافق له فلا حاجة إلى ارتكاب ما لم يثبت لغة وإن ثبت فهو لغة بعيدة ضعيفة، فإن قلنا هو ضمير القارئ بصفاته فكل بيت كأنه تأكيد لما قبله وإن قلنا هو ضمير القارئ مطلقا كان كل بيت مستقلا بالغرض من وصفه بما يستحق به الإمامة والحرية، على أني أقول قوله بتحريه صلة الحري وليس المراد الحري بها بل الحري بالتحري وقوله حواريا له معترض بينهما والحر الخالص من الرق أي لم تسترقه دنياه ولم يستعبده هواه لأنه لما تحقق بتدبر القرآن وفهم معانيه صغرت في عينه الدنيا وأهلها كقوله تعالى (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو) - (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)، (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) - (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى)، إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى وما أحسن ما قاله الشاطبي رحمه الله من قصيدة له، (لمن يترك القراء ورد فراته ورودا من الدنيا أجاج المشارب)، (ولو سمع القراء حين اقترائهم لفي آل عمران كنوز المطالب)، (بها ينظر الدنيا بعين احتقارها فقيه المعاني غير عاني الذوائب)، يعني قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات) إلى قوله (ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)، وما أحلى قوله فقيه المعاني يعني من أعطاه الله فهما وفقها في معاني القرآن العزيز فهذا هو الذي يحتقر الدنيا عند تلاوته لهذه الآية ونظائرها لا الفقيه الذي هو أسير الذوائب المتقيد بلباسه وخدمة أهل الدنيا ففقيه المعاني محرر عن رق الأشياء، ويحتمل قوله هو الحر معاني أخر ذكرناها في الكبير والحري بمعنى الحقيق، والحواري الناصر الخالص في ولائه والياء مشددة خففها ضرورة والتحري القصد مع فكر وتدبر واجتهاد أي يطلب هو الأحرى والهاء في له للقرآن العزيز وفي تحريه للقارئ أو للقرآن وحواريا خبر لكان بعد خبر أو حال من ضمير الحري العائد على القارئ، ويجوز أن يكون بتحريه متعلقا بحواريا أي ناصرا له بالتحري أو تكون الباء للمصاحبة أي مصاحبا للتحري فيه هذا كله على أن يكون التقدير إن كان الحري بالأوصاف السابقة والأولى ألا يتعلق قوله بتحريه بالحري كما سبق وقوله إلى أن تنبلا متعلق بالتحري أو بحواريا ومعنى تنبل مات أو أخذ الأنبل فالأنبل أي انتفى ذلك من المعاني التي تحتملها ألفاظ القرآن
(10)
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ وَأَغْنى غَنَاءً وَاهِباً مُتَفَضِّلاَ
هذا حث على التمسك بالقرآن العزيز وتحريه والعمل بما فيه ليكون القرآن العزيز شافعا له كافيه كل ما يحذر واهبا له متفضلا عليه بما يلقاه من ثواب قراءته والعمل به وفي الصحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول صلى الله عليه وسلم، اقرءوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراون تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما، وفي كتاب الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك، قال هذا حديث حسن وأوثق من قولهم شيء وثيق أي محكم متين وقد وثق بالضم وثاقة وإنما وصفه بذلك لأن شفاعته مانعة له من وقوعه في العذاب وشفاعة غيره مخرجة له منه بعد وقوعه فيه والغناء بالفتح والمد الكفاية وفعله أفعل كقوله تعالى (ما أغنى عني ماليه)، فقوله وأغنى غنا أي وأكفى كفاية أي كفاية القرآن العزيز أتم من كفاية غيره فأغنى في هذا البيت ليس فعلا ماضيا ولكنه أفعل التفضيل وبناؤه من غير الثلاثي المجرد شاذ والقياس أن يقال أشد غناء أو أتم غناء أو نحو ذلك، ويجوز أن يقال هو من غنى، إذا استغنى أو من غنى بالمكان إذا أقام به فمعناه على الأول أنه غنى من كفاية ما يحذر حامله مليء بها واسع جوده، وعلى الثاني أنه دائم الكفاية مقيم عليها لا يسأم منها ولا يمل ولا بد من تقدير مضاف محذوف قبل غناء على الوجهين أي وأغنى ذي غناء لأن المراد أن القرآن أثرى ذوي الكفايات وأدومهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/42)
عليها، ولك أن تقدر مثل ذلك في الوجه الذي بدأنا به أي والقرآن أكفى ذوي الكفايات وتلخيص اللفظ على الأوجه الثلاثة أن نقول التقدير وأغنى مغن والمغني الكافي ولا يتغير معناه عن ذلك في الوجوه كلها وإنما المعاني الثلاثة في لفظ أغنى ولولا تقدير المضاف المحذوف للزم نصب غناء لأن أفعل لا يضاف إلا إلى ما أفعل بعضه والقرآن ليس بعض الكفاية فيجب النصب كقولك هو أفره عبدا بالنصب إذا كانت الفراهية في العبد وهو ليس بعبد وواهيا ومتفضلا حالان من الضمير في أغنى العائد على كتاب الله تعالى، وقيل النصب على التمييز كقولك هو أغناهم أبا وقيل إن قلنا إن أغنى بمعنى أثرى فالنصب على التمييز وإن قلنا بالوجهين الآخرين فالنصب على الحال وقد بينا فساد هذين القولين في الكتاب الكبير والله أعلم
(11)
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
وخير مثل قوله وأغنى كلاهما معطوف على أوثق ولا يمل حديثه صفة خير أو جليس أو هو خبر بعد خبر لأن كل قول مكرر مملول إلا القرآن العزيز فإنه كلما كرر حلا واقتبس من فوائده ما لا يدخل تحت الحصر وأجر على تلاوته بكل حرف عشر حسنات فهو خير جليس وكيف يمل حديثه وهو أحسن الحديث كما قال سبحانه (الله نزل أحسن الحديث)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، مثل صاحب القرآن مثل جراب مملوء مسكا يفوح به كل مكان، فأي جليس أفضل منه والترداد بفتح التاء مصدر ردده ترديدا وتردادا والهاء المتصلة به تعود على القارئ أو على القرآن العزيز لأن المصدر يجوز إضافته إلى الفاعل وإلى المفعول فهو كما سبق في قوله بتحريه والضمير المستكن في يزداد يحتمل الأمرين والهاء في فيه عائدة على الترداد وفيه بمعنى به أي يزداد القرآن بالترداد تجملا لما يظهر من تلاوته ونوره وحلاوته وفصاحته أو يزداد القارئ بالترداد تجملا لما يقتبس من فوائده وآدابه وجزيل ثوابه، ويجوز أن يكون الضمير في يزداد للترداد وفي فيه للقارئ وتكون فيه على ظاهرها لا بمعنى به وتجمل الترداد يئول إلى جمال حاصل في القارئ وزينة له والله أعلم
(12)
وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
كنى عن القارئ بالفتى وصفا له بالفتوة وهي خلق جميل يجمع أنواعا من مكارم الأخلاق ويرتاع أي يفزع والهاء في ظلماته للفتى أي في ظلماته الناشئة من القبر ووحشته وإنما أضافها إليه لملابستها له وكونه فيها، فقوله من القبر على هذا في موضع الحال من الظلمات أي صادرة من القبر، ويجوز أن يكون كنى بالظلمات عن أعماله السيئة فيكون من القبر على هذا متصلا بيلقاه أي يلقاه القرآن من القبر أي يأتيه من تلك الجهة، ويجوز أن يكون التقدير يرتاع من القبر كائنا في ظلماته، ويجوز أن يكون قوله في ظلماته من القبر واردا على طريقة القلب لأمن الإلباس أي يرتاع في القبر من ظلماته والهاء في يلقاه للفتى أو للقرآن العزيز لأن كل واحد منهما يلقى الآخر، والسنا بالقصر الضوء، والسناء بالمد الرفعة والمتهلل الباش المسرور وكلاهما حال من القرآن أي يلقى القرآن الفتى في حال إضاءته وبشاشته أي ذا سنا أي مستنيرا، ويجوز أن يكون متهللا صفة لسنا، وفي جامع الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا هو قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر، وفي كتاب ابن أبي شيبة وأول كتاب الوقف والابتدا لابن الأنباري آثار في فضل قارئ القرآن العامل به ذكرنا بعضها في الكتاب الكبير والله أعلم
(13)
هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزّ يجتُلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/43)
هنالك من تتمة قوله يلقاه أي يلقاه في ذلك المكان ثم استأنف قوله يهنيه أو يكون يهنيه حالا، ويجوز أن يكون هنالك ظرفا ليهينه وهنالك يستعمل ظرف زمان وظرف مكان وكلاهما محتمل هنا والظرف هو هنا والكاف خطاب واللام زائدة للدلالة على البعد والعرب تنزل الميت أبعد منزلة وذلك لبعد الملتقى كقول الشاعر، (من كان بينك في التراب وبينه شبران فهو بغاية البعد) والهاء في يهنيه للقارئ وضمير الفاعل مستتر عائد على القرآن أو على القبر فإن عاد على القرآن كان مقيلا مفعولا ثانيا ليهنيه من قولهم هنأت الرجل أهنؤه وأهنئه إذا أعطيته ثم ترك الهمز ضرورة على لغة كسر النون ولو استعمل لغة الفتح لقال يهناه وإن عاد الضمير على القبر كان مقيلا تمييزا من قولهم هنأ لي الطعام أي لذ لي طعمه وطاب وروضة عطف على مقيلا بالاعتبارين، والمقيل موضع القائلة وهي الاستراحة في وسط النهار ولا يشترط فيها نوم أي يصير له القبر كالمقيل وكالروضة بثواب قراءة القرآن والعمل به عبر بذلك عن الراحة الحاصلة له حينئذ وفي الحديث القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، والهاء في ومن أجله للقرآن ومرفوع يجتلى للقارئ ويتعلق بيجتلى ما قبله من المجرورات وذروة كل شيء أعلاه تضم ذاله وتكسر ويجتلى معناه ينظر إليه بارزا من قولهم اجتليت العروس وعبر بذلك عن عظم أمره فهو سالم من كل آفة والله أعلم
(14)
يُنَاشِدُه في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ
يناشد أي يسأل ربه وقيل معناه يكثر المسألة ملجأ فيها وعدى بفي لأن في المناشدة معنى الرغبة وفاعل يناشد ضمير عائد على القرآن العزيز وهو جملة واقعة خبرا لقوله وإن كتاب الله أوثق شافع بعد أخبار سلفت أي هو أوثق شافع وخير جليس ويلقى قارئه حيث يرتاع ويناشد في إرضائه والهاء في لحبيبه تعود على القرآن العزيز وحبيبه قارئه العامل بما فيه والهاء في إرضائه يعود إلى الله تعالى وقد تقدم ذكره في قوله وإن كتاب الله كقولك غلام زيد يطلب منه كذا أي من زيد أي يناشد الله تعالى في أن يرضي حبيبه أي يعطيه من الأجر والثواب ما تقر به عينه فالإرضاء مضاف إلى الفاعل وعدى الإرضاء بلام الجر لأنه مصدر نحو عجبت من ضرب لزيد، ويجوز أن يكون التقدير يناشد لحبيبه في إرضائه أي يسأل الله تعالى في أن يرضى حبيبه ففي الكلام تقديم وتأخير فتكون الهاء في إرضائه للحبيب والإرضاء حينئذ مضاف للمفعول وقيل الهاء في إرضائه للقرآن العزيز أي يسأل ربه أن يعطي القارئ ما يرضى به القرآن وتكون اللام في لحبيبه بمعنى لأجل حبيبه، وفي كتاب الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول يا رب حله فيلبس تاج الكرامة فيقول يا رب زده حلة الكرامة ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقال اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة، قال هذا حديث حسن، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه غير مرفوع، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ذكرناها في الشرح الكبير، وقوله وأجدر به تعجب كأخلق به أي ما أجدره بذلك وأحقه به والسؤل المسئول وهو المطلوب ونصبه على التمييز وموصلا نعته وإليه متعلق بموصلا والهاء عائدة على القرآن العزيز أو على القارئ والضمير في له للإرضاء أي ما أحق سؤله أن يوصل إليه وقيل يجوز أن يكون الهاء في إليه للرضى الدال عليه الإرضاء أو للإلحاح الدال عليه يناشد وموصلا حال من القرآن العزيز وقيل غير ذلك على ما بينا وجه فساده في الشرح الكبير والله أعلم
(15)
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِى بِهِ مُتَمَسِّكاً مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
نادى قارئ القرآن المتصف بالصفات المذكورة في هذا البيت وبشره بما ذكره في البيت الآتي وبعده والقارئ مهموز وإنما أبدل الهمزة ياء ضرورة والهاء في به للقرآن وهو متعلق بمتمسكا مقدم عليه أي متمسكا به يعني عاملا بما فيه ملتجئا إليه في نوازله كما قال تعالى (والذين يمسكون بالكتاب)، وفي الحديث الصحيح كتاب الله فيه الهدى والنور فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به وفي رواية من استمسك وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل، وفي به وجوه أخر بعيدة ذكرناها في الكبير وإجلال القرآن العزيز تعظيمه وتبجيله توقيره وهما متقاربان في المعنى ونصب متمسكا وما بعده على الحال من ضمير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/44)
القارئ لأن المعنى يا أيها الذي قرأ القرآن ومن إجلال القرآن حسن الاستماع له والإنصات لتلاوته وتوقير حملته وصيانة القارئ نفسه مما يشين دينه جعلنا الله كذلك والله أعلم
(16)
هَنِيئاً مَرِيئاً وَالِدَاكَ عَلَيْهِما مَلاَبِسُ أَنْوَأرٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ
الهنيء الذي لا آفة فيه الطيب المستلذ الخالي من المنغصات الحاصل من غير تعب، والمريء المأمون الغائلة المحمود العاقبة المستساغ في الحلق وهما من أوصاف الطعام والشراب في الأصل ثم تجوز بهما في التهنئة بكل أمر سار وهما هنا منصوبان على الحال أي ثبت لك ثواب تمسكك بالقرآن العزيز وإجلالك له هنيئا مريئا، ويجوز أن ينصبا بفعل مضمر أي صادفت أمرا هنيئا مريئا وأن يكونا نعتي مصدر محذوف أي كاللبس وجمعه لاختلاف الملبوس أو تكون جمع ملبس بكسر الميم وفتح الباء وهو الشيء الذي يلبس ويسمى أيضا لباسا ومثله ميزر وإزار وملحف ولحاف وملابس فاعل عليهما وعليهما خبر والداك أو يكون ملابس مبتدأ ثانيا خبره عليهما المقدم عليه والجملة خبر والداك وأنوار جمع نور والنور الضياء وأضاف الملابس إلى الأنوار لملابستها إياها والتاج الإكليل والحلي جمع حلية وهي الهيئة من التحلي الذي هو لبس الحلي، ويجوز أن تكون الحلي جمع حلة وأراد الحلل لكنه أبدل من ثاني حرفي التضعيف حرف علة نحو أمليت وهذا وإن لم يكن مسموعا فهو جائز في الضرورة نص عليه الرماني في آخر شرح الأصول والمنظوم في هذا البيت حديث أخرجه أبو داود وغيره من حديث سهل بن معاذ الجهني عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنكم بالذي عمل بهذا، فقوله من قرأ القرآن وعمل بما فيه نظمه في البيت السابق وقوله فما ظنكم بالذي عمل بهذا منظوم في البيت الآتي والباقي منظوم في هذا البيت، وفي مسند بقي بن مخلد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكسى والداه حلة لا تقوم لها الدنيا وما فيها، ففي هذا ذكر الحلة وفي الذي قبله ذكر التاج فصح تفسيرنا لقوله الحلي بالحلل ويكون نظم ما تفرق في الحديثين وقوله في الحديث تاجا وحلة أي كل واحد منها والله أعلم
(17)
فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلاَ
هذا استفهام تفخيم للأمر وتعظيم لشأنه كقوله تعالى (فما ظنكم برب العالمين)، وقوله فما ظنكم مبتدأ وخبر وفيه معنى الأمر أي ظنوا ما شئتم من الجزاء لهذا الولد الذي يكرم والداه من أجله والخطاب للسامعين مطلقا فيكون التفاتا من خطاب القارئ إليهم، ويجوز أن يكون خطابا إليهم مع القراء لأن قوله فيا أيها القارئ للجنس أي فما ظنكم بأنفسكم والنجل النسل كالولد يقع على المفرد والجمع فحمل على اللفظ قوله عند جزائه ثم حمل على المعنى قوله أولئك ومفعولا الظن محذوفان أي ما تظنونه واقعا بالنجل وقوله عند جزائه ظرف للمحذوف ولا يجوز أن يكون ظرفا للظن وقوله أولئك أهل الله إشارة إلى حديث آخر أخرجه أبو عبيد والبزار وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله أهلين من الناس قيل من هم يا رسول الله قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، والإشارة بالأهلية إلى قرب المنزلة من رحمته وكرامته والأهل اسم جمع كالرهط والركب وقد جمع في الحديث جمع السلامة ومثله في القرآن العزيز، (شغلتنا أموالنا وأهلونا) إلى (أهليهم أبدا)، فيجوز أن يكون في بيت الشاطبي رحمه الله تعالى أيضا مجموعا وسقطت النون للإضافة والواو لالتقاء الساكنين واللفظ بالمفرد والجمع في مثل هذا واحد وإنما يفترقان في الخط، فتزاد واو في الجمع والمصنف لم يكتب ما نظمه لأنه كان ضريرا وإنما أملاه ولا يظهر في اللفظ جمع فكتبه السامع مفردا ويطرد ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم في آخرها هذا الحديث أهل الله وخاصته يجوز أن يكون جمعا وهو الأظهر اعتبارا بما في أول الحديث، ويجوز أن يكون استعمله جمعا ومفردا في حديث واحد كما قال سبحانه (أهل البيت) - (وكانوا أحق بها وأهلها) - (إذا انقلبوا إلى أهلهم)، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر هؤلاء أهل بيتي، والصفوة الخالص من كل شيء بكسر الصاد وفتحها وروي ضمها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/45)
، وأشار بالصفوة إلى الخاصة المذكورة في الحديث وأدخل واو العطف في قوله والصفوة ليأتي على صورة لفظ الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم أهل الله وخاصته، والملأ الأشراف والرؤساء وهو موافق لما روي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل وفي رواية قراء القرآن وقوام الليل، ومن حديث علي بن أبي طالب وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم رفعوه حملة القرآن عرفاء أهل الجنة، أخرجهما الحافظ أبو العلا الهمذاني والملأ مهموز أبدل من همزة ألفا للوقف والله أعلم
(18)
أُولُو الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى حُلاَهُمُ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلاَ
أولو مثل ذوو بمعنى أصحاب وهو خبر بعد أخبار لقوله أولئك أي هم المتصفون بهذه الصفات الجليلة من البر وما بعده وحلاهم مبتدأ ومعناه صفاتهم جمع حلية وهي الصفة وخبره الجملة التي بعده وبها متعلق بحاء، ويجوز أن تكون حلاهم صفة البر والإحسان والصبر والتقى فيكون مجرور المحل، ويجوز أن يكون خبر مبتدإ محذوف أي هذه حلاهم ثم قال بها جاء القرآن و القرآن بلا همز وبالهمز لغتان وهما للقراء قراءتان ومفصلا حال من القرآن ومعناه مبينا ومنه قوله تعالى (كتاب فصلت آياته)، ويجوز أن يكون مفصلا من باب تفصيل القلائد بالفرائد كقول امرئ القيس، (فأدبرن كالجزع المفصل بينه)، وقوله، (تعرض أثناء الوشاح المفصل)، وقيل هذا المعنى أيضا في تفسير قوله تعالى (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت)، أي فصلت بدلائل التوحيد والأحكام والمواعظ والقصص فكذا أراد الناظم أن القرآن مشتمل على ذكر الأبرار وأخبار الكفار فصفات الأبرار فيه كالفرائد التي تفصل بها العقود وهي الجواهر التي تزينها وتعظم وقعها وهذا بالنسبة إلى المذكور وأما النسبة إلى الذاكر فكلتاهما سواء لأن كلا كلام الله عز وجل والله وأعلم
(19)
عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِساً وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلاَ
عليك بها إغراء وحث أي الزم هذه الصفات والصق بها وبادر إليها مدة حياتك منافسا فيها غيرك والمنافسة المزاحمة في الشيء رغبة فيه ومنافسا حال من الضمير في الإغراء وقيل من التاء في عشت وهو وهم ولك أن تجعل فيها من صلة عشت والضمير للدنيا وإن لم يجر لها ذكر لأن لفظ عشت يدل عليها والدنيا التي وصف بها النفس تأنيث الأدنى الذي هو الحقير الخسيس وإنما وصفها بذلك لاتضاعها مبدأ ومآلا كما قال، (ما بال من أوله نطفة وجيفة آخره يفخر)، (لا فخر إلا فخر أهل التقى غدا إذا ضمهم المحشر)، والأنفاس جمع نفس بفتح الفاء أي بأرواح طيبها التي هي علا في المبدإ والمآل والهاء في أنفاسها تعود إلى حلاهم، والعلا بضم العين والقصر له معنيان، أحدهما أن يكون جمع عليا تأنيث أعلى فيطابق موصوفه لفظا ومعنى، والثاني أن يكون مفردا بمعنى العلاء بالفتح والمد فيكون وصف الأنفاس بالعلاء على هذا من باب رجل عدل والتقدير ذوات العلا فالوجه الأول أولى وهذا البيت بديع اللفظ جليل المعنى يشم من رائحته أن ناظمه كان من أولياء الله رحمه الله تعالى، ثم أثنى على علماء القراءة فقال
(20)
جَزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّةً لَنَا نَقَلُوا القُرْآنَ عَذْباً وَسَلْسَلاَ
هذا دعاء بلفظ الخبر كما تقدم في صلى الله، وجزى بمعنى قضى ويتعدى إلى مفعولين نحو قوله تعالى (وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)، وأدخل الشاطبي رحمه الله تعالى على المفعول الثاني وهو قوله بالخيرات باء الجر زيادة، والمعنى جزى الله أئمة القراءة خيرا والخيرات جمع خيرة وهي الفاضلة من كل شيء قال الله تعالى (وأولئك لهم الخيرات)، ولنا يجوز أن يكون صفة لأئمة ويجوز أن يكون معمول نقلوا ونقلوا صفة الأئمة على الوجهين وعذبا نعت مصدر محذوف أي نقلا عذبا لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه ولا حرفوا ولا بدلوا، ويجوز أن يكون حالا أي نقلوه وهو كذلك على هذه الحال لم يتغير عنها ويجوز أن يريد بالقرآن القراءة لأنه مصدر مثلها من قوله تعالى (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)، وعذوبتها أنهم نقلوها غير مختلطة بشيء من الرأي بل مستندهم فيها النقل الصحيح مع موافقته خط المصحف الكريم واتضاح ذلك على الوجه الفصيح في لغة العرب وسلسلا عطف على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/46)
عذبا والعذب الماء الطيب والسلسل السهل الدخول في الحلق والله أعلم
(21)
فَمِنْهُمْ بُدُورٌ سَبْعَةٌ قَدْ تَوَسَّطَتْ سَمَاءَ الْعُلَى واَلْعَدْلِ زُهْراً وَكُمَّلاَ
أي فمن تلك الأئمة الناقلين للقرآن على الوجه المرضي سبعة من صفتهم كيت وكيت جعلهم كالبدو في علو منزلتهم عند الناس واتساع علمهم وكثرة الانتفاع بهم وشهرتهم، وقد تقدم ذكرهم وذكر طائفة من الأئمة في خطبة هذا الكتاب وستأتي أبيات في نظم البدور السبعة وأصحابهم وفي السبعة يقول أبو مزاحم الخاقاني، (وإن لنا أخذ القراءة سنة عن الأولين المقرنين ذوي الستر)، (فللسبعة القراء حق على الورى لإقرائهم قرآن ربهم الوتر)، (فبالحرمين ابن الكثير ونافع وبالبصرة ابن للعلاء أبو عمرو)، (وبالشام عبد الله وهو ابن عامر وعاصم الكوفي وهو أبو بكر)، (وحمزة أيضا والكسائي بعده أخو الحذق بالقرآن والنحو والشعر)، والعلا بمعنى العلاء الممدود وهو الرفعة والشرف أو يكون جمع عليا فتكون على حذف الموصوف أي سماء المناقب العلا استعار للعلى والعدل سماء وجعل هذه البدور متوسطة لتلك السماء في حال كونها زاهرة أي مضيئة كاملة من غير نقص مبالغة في وصفهم لأن القمر إذا توسط السماء في حال كماله وتمامه وقوة نوره سالما مما يستر ضوءه كان ذلك اشرف أحواله وأعظم لانتفاع الخلق به فهم أتم نورا وأعم ضوءا وزهرا جمع أزهر أو زاهر كأحمر وحمر وبازل وبزل يقال زهر إذا أضاء فهو زاهر وأزهر على المبالغة ولذلك قيل للقمر أزهر وللرجل المشرق الوجه أيضا وهو منصوب على الحال من فاعل توسطت وكملا عطف وهو جمع كامل، فإن قلت لفظ الدبر يشعر بالكمال فما معنى هذه الحال، قلت أراد كمال أمره من سلامته مما يشينه من خسوف وغيره لا كمال جرمه وقال فيهم أبو عمر والداني، (فهؤلاء السبعة الأئمة هم الذين نصحوا للأمّه)، (ونقلوا إليهم الحروفا ودونوا الصحيح والمعروفا)، (وميزوا الخطأ والتصحيفاً واطَّرحوا الواهي والضعيفا)، (ونبذوا القياس والآراء وسلكوا المحجة البيضاء)، (بالاقتداء بالسادة الأخيار والبحث والتفتيش للآثار اهـ والله أعلم
(22)
لَهَا شُهُبٌ عَنْهَا اُسْتَنَارَتْ فَنَوَّرَتْ سَوَادَ الدُّجَى حَتَّى تَفَرَّق وَانْجَلاَ
كنى بالشهب عن الأصحاب الذين أخذوا العلم عن البدور السبعة ولما كانوا دونهم في العلم والشهرة كنى عنهم بما إنارته دون إنارة البدر ويقال نار واستنار إذا أضاء وضمن استنارت معنى أخذت فلذلك عداه بعن، والدجى الظلم جمع دجية وهي هنا كناية عن الجهل، وانجلا أي انكشف، والشهب جمع شهاب والشهاب في أصل اللغة اسم للشعلة الساطعة من النار ثم سمي به الكوكب المضيء المرصد لرجم من استرق السمع من الجن ويتعلق به كلام طويل ومعان حسنة ذكرتها في شرح قصيدة الشقراطسي رحمه الله والله أعلم
(23)
وَسَوْفَ تَرَاهُمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ مَعَ اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ مُتَمَثِّلاَ
أي ترى البدور المذكورين في هذه القصيدة على هذه الصفة أي مرتبين واحد بعد واحد فنصب واحداً على الحال وبعد واحد صفته وهو كقولهم بينت حسابه بابا بابا وبابا بعد باب هذا إن كان تراهم من رؤية البصر فكأنه نزل ظهورهم في النظم سماعا أو كتابة منزلة المتشخص من الأجسام وإن كان تراهم من رؤية القلب فواحدا مفعول ثان أي تعلمهم كذلك، ويجوز أن يكون واحدا بعد واحد بدلا من هم في تراهم ومتمثلا صفة لواحدا بعد صفة ومع اثنين متعلق بمتمثلا أي متمثلا مع اثنين من أصحابه يقال مثل قائما أي انتصب وتمثل قائما، والمعنى متمثلا في النظم أي متشخصا فيه، ويجوز أن يكون مع اثنين خبر مبتدإ محذوف أي كل مع اثنين أو يكون التقدير كلا مع اثنين بالنصب على البدل من واحد بعد واحد أي ترى كل واحد منهم مع اثنين من أصحابه، ويجوز أن يكون التقدير واحدا مع اثنين من أصحابه بعد واحد مع اثنين من أصحابه ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه ولو قال وسوف تراهم هاهنا كل واحد مع اثنين من أصحابه لكان أسهل معنى وأحسن لفظا، وأصحاب الإنسان أتباعه ومن أخذ بقوله كقولك أصحاب الشافعي وأصحاب أبي حنيفة فقوله من أصحابه أي من الناقلين عنه، ثم إن الذين ذكرهم على ثلاثة أقسام منهم من أخذ عن البدر نفسه وهم ثلاثة، أصحاب نافع وعاصم والكسائي، ومنهم من بينه وبين البدر واحد وهم أصحاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/47)
أبي عمرو وحمزة، ومنهم من بينه وبين البدر أكثر من واحد وهم أصحاب ابن كثير وابن عامر على ما سيأتي بيان ذلك، وبين المتوسط بين أبي عمرو وصاحبيه وهو اليزيدي وبين المتوسط بين حمزة وصاحبيه وهو سليم لتيسر ذلك عليه في النظم وترك بيان المتوسط بين ابن كثير وصاحبيه وبين ابن عامر وصاحبيه لتعذر ذلك وتعسره نظما والله أعلم
(24)
تَخَيَّرَهُمْ نُقَّادُهُمْ كُلَّ بَارِعٍ وَلَيْسَ عَلَى قُرْآنِهِ مُتَأَكِّلاَ
تخير بمعنى اختار والنقاد جمع ناقد والبازغ الذي فاق أضرابه في صفات الخير والضمير في تخيرهم ونقادهم للبدور السبعة أو للشهب أولهما وكل بارع بالنصب بدل من مفعول تخيرهم أو هو نصب على المدح أثنى عليهم بالبراعة في العلم ثم أثنى عليهم بالتواضع فيه والزهد بقوله وليس على قرآنه متأكلا فهو صفة بعد صفة أي كل بارع غير متأكل بقرآنه وإنما دخلت الواو في ليس على تقدير كل من برع وليس على قرآنه أي بقرآنه متأكلا أي لم يجعله سببا للأكل، وقد تورع جماعة من أهل العلم عن الأكل بالقرآن العزيز مع جوازه لهم، كان حمزة رحمه الله تعالى من أشدهم في ذلك وقيل هو من قولهم تأكل البرق والسيف إذا هاج لمعانه أي لم ينتصب ظاهر الشعاع لأهل الدنيا بالقرآن العزيز فيجعله وصلة إلى دنياهم ويقال تأكلت النار إذا هاجت أي لم يكثر الحرص على الدنيا فتكون على بمعنى مع كقوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه) أي من حبه (وآتى المال على حبه) - (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) - (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر) وفيه وجوه أخر ذكرناها في الشرح الكبير والله أعلم
(25)
([1]) هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي شهاب الدين المعروف بأبي شامة، لشامة كبيرة كانت فوق حاجبة الأيسر، شيخ الإقراء في زمانه، وحافظ العلماء، توفي سنة 665هـ. انظر ترجمته في شذرات الذهب 5/ 318.
000000000000000000
ساكمل بقية الشرح ان شاء الله
000000000000000000
منقول-- اخوكم حمدان المطرى
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 03 - 07, 10:01 ص]ـ
(25)
فَأَمَّا الْكَرِيمُ السِّرِّ في الطيِّبِ نَافِعٌ فَذَاكَ الَّذِي اخْتَارَ الْمَدينَةَ مَنْزِلاَ
شرع في ذكر البدور السبعة واحدا بعد واحد وجرت عادة المصنفين في القراءات بذكرهم في أول مصنفاتهم وذكر طرف من أخبارهم والتعريف بهم فمنهم من اختصر ومنهم من أكثر وقد استقصينا ذلك في الشرح الكبير وتقدم في خطبة هذا الكتاب ما يجزئ من ذلك سوى ذكره وفياتهم فنأتي بها وبشرح ما نظمه الشاطبي من أحوالهم، وقد نظم لنافع في هذا البيت سرا كريما وهو ما ذكره أبو عمرو الداني رحمه الله في كتاب الإيجاز وذكره أيضا شيخه أبو الحسن بن غلبون وأبو معشر الطبري وغيرهم، قالوا كان نافع رحمه الله إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقيل له يا أبا عبد الرحمن أو يا أبا رويم أتطيب كلما قعدت تقرئ الناس فقال ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرا في فيّ فمن ذلك الوقت يشم من فيّ هذه الرائحة فهذا هو السر الكريم لنافع في الطيب، والمراد بالكرم هنا الشرف والنباهة والجلالة ومنه قوله تعالى (وزرق كريم)، والكريم في نظم الشاطبي مبتدأ والسر مضاف إليه ويجوز رفعه ونصبه لأنه من باب الحسن الوجه كما سبق ذكره في أجذم العلا وفي الطيب متعلق بالسر أو بالكريم ونافع بدل من الكريم أو عطف بيان والفاء في فذاك جواب أما لما في أما من معنى الشرط وما بعد الفاء جملة اسمية هي خبر المبتدإ، أثنى عليه في ضمن التعريف به بأنه اختار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم منزلا له أقام بها في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات بها في سنة تسع وستين ومائة وقيل غير ذلك ومنزلا تمييز أو مفعول ثان على تضمين اختار معنى اتخذ أو على حذف حرف الجر من الأول من باب قوله تعالى (واختار موسى قومه)، وقيل غير ذلك والله أعلم
(26)
وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمانُ وَرْشُهُمْ بِصُحْبَتِهِ المَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثَّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/48)
ذكر اثنين من أصحابه وفاء بوعده وكلاهما أدركه، أحدهما أبو موسى عيسى بن ميناء المدني ويلقب بقالون وهي كلمة رومية يقولون للجيد من الأشياء هو قالون قيل لقبه نافع بذلك لجودة قراءته وقيل لقبه بذلك مالك بن أنس ومات سنة خمس ومائتين بالمدينة وقيل غير ذلك، والثاني عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش لقبه بذلك نافع أيضا لبياضه وقيل فيه وجوه كثيرة ذكرناها في الشرح الكبير ومات بمصر سنة سبع وتسعين ومائة وقالون في البيت مبتدأ ولم يصرفه وإن كان قبل اللقب اسم جنس وعلى رأي الكوفيين وإما أن يكون قد سمي به في الأعجمية كما في العربية التسمية بحسن وسهل ولا بعد في ذلك لأنه على وزان قارون وهارون وعيسى بدل من قالون ولا يقال عطف بيان فإن اللقب هنا أشهر من الاسم ولهذا أيضا لم يقل إنه مضاف إلى عيسى لأن المعروف إضافة الاسم إلى اللقب لا عكس ذلك، ويجوز أن يكون امتناع صرفه لما يأتي ذكره في اسم غلبون في باب المد والقصر وعثمان عطف على قالون وورشهم عطف بيان والضمير للقراء وكذا قوله فيما يأتي وصالحهم وأبو عمرهم وكوفيهم وحرميهم لابن كثيرهم والهاء في بصحبته لنافع والمجد مفعول تأثلا ضمير تثنية يعود إلى قالون وورش وهو خبر المبتدإ، ومعنى تأثلا جمعا أي سادا بصحبة نافع والقراءة عليه والله أعلم
(27)
وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ هُوَ اُبْنُ كَثِيرٍ كاثِرُ الْقَوْمِ مُعْتَلاَ
وهذا البدر الثاني عبد الله بن كثير المكي وصفة الشاطبي بأنه كاثر القوم معتلا أي اعتلاء وكاثر اسم فاعل من كثر بفتح الثاء وهو بناء الغلبة يقال كاثرني فكثرته أي غلبته بالكثرة وكذلك فاخرني ففخرته وخاصمني فخصمته وعنى بالقوم القراء السبعة ومعتلا تمييز أي هو أكثر اعتلاء ووجهه لزومه مكة وهي أفضل البقاع عند أكثر العلماء وقراءته على صحابي وهو عبد الله بن السائب المخزومي وهو الذي بعث عثمان رضي الله عنه معه بمصحف إلى أهل مكة لما كتب المصاحف وسيرها إلى الأمصار وأمره أن يقرئ الناس بمصحفه فكان ممن قرأ عليه عبد الله بن كئير على ما حكاه غير واحد من المصنفين، فإن قلت ابن عامر قرأ على جماعة من الصحابة ونافع لزم المدينة وهي أفضل البقاع عند مالك وغيره وهو مذهب ناظم القصيدة، قلت كذلك الذي نقول إلا أن المجموع لم يحصل إلا لابن كئير ولعل الناظم كان يرى مذهب الجمهور في تفضيل مكة وهو الأصح، وقوله ومكة مبتدأ وعبد الله مبتدأ ثان ومقامه مبتدأ ثالث وفيها خبر الثالث مقدم عليه والثالث وخبره خبر الثاني والجملة التي هي خبره خبر الأول، ويجوز أن يكون مقامه فاعل، والمقام بضم الميم الإقامة وموضعها أي فيها إقامته أو موضع إقامته أي اختارها مقاما كما اختار نافع المدينة منزلا ومات بمكة سنة عشرين ومائة ثم ذكر اثنين من أصحابه وبينهما وبينه أكثر من واحد فقال
(28)
رَوى أَحْمَدُ الْبَزِّي لَهُ وَمُحَمَّدٌ عَلَى سَنَدٍ وَهْوَ المُلَقَّبُ قُنْبُلاَ
له بمعنى عنه كقوله تعالى (وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه)، أي عنهم وقوله على سند أي بسند أي ملتبسين بسند أو يكون التقدير معتمدين على سند في نقل القراءة عنه لأنهما لم يرياه، أحدهما أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع ابن أبي بزة مولى لبني مخزوم مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة وإنما قيل له البزي لأنه منسوب إلى جده أبي بزة وخفف الشاطبي ياء النسب ضرورة وهو جائز ومثله يأتي في البصرى والمكي والدوري وغيرها، قرأ البزي على جماعة منهم عكرمة بن سليمان، وقرأ عكرمة على شبل والقسط، وقرأ على ابن كثير ومات البزي سنة خمس وخمسين ومائتين وقيل غير ذلك، والثاني أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن خالد بن سعيد بن جرجة ويلقب بقنبل يقال رجل قنبل وقنابل أي غليظ شديد ذكره صاحب المحكم وغيره وقيل في سبب تلقيبه بقنبل غير ذلك ذكرناه في الشرح الكبير، وقرأ قنبل على أبي الحسن القواس وابن فليح وقرأ على أصحاب القسط وقرأ على ابن كثير، وروي أن قنبلا قرأ أيضا على البزي وهو في طبقة شيخيه المذكورين ومات قنبل سنة إحدى وتسعين ومائتين
(29)
وَأَمَّا الإْمَامُ المَازِنِيُّ صَرِيحُهُمْ أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِي فَوَالِدُهُ الْعَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/49)
وهذا البدر الثالث أبو عمرو بن العلا البصري المازني من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر، والصريح هو الخالص النسب وليس في السبعة من أجمع على صراحة نسبه غيره إلا ما لا يعرج عليه فلهذا قال صريحهم وسيأتي الكلام في ابن عامر، ودخل الفرزدق الشاعر على أبي عمرو وهو مختف بالبصرة يعوده فقال فيه، (ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها حتى أتيت أبا عمرو بن عمار)، (حتى أتيت امرأ محضا ضرائبه)، ويروي، (ضخما وسيعته مر المريرة حرا وابن أحرار)، (ينميه من مازن في فرع نبعتها أصل كريم وفرع غير حوار)، ويروي ناقص ويروي، (جد كريم وعود غير حوار) نسبة إلى جده في قوله أبا عمرو بن عمار وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمار لأن عمارا كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان لوالده العلا قدر وشرف وكان على طراز الحجاج بن يوسف فاشتهر بسبب الولاية وتقدم أبيه فلهذا صار أبو عمرو يعرف بابن العلا فهذا معنى قول الشاطبي فوالده العلا أي الرجل المشهور المتقدم في زمانه مات أبو عمرو رحمه الله سنة ثمان وأربعين ومائة وقيل سنة أربع أو خمس أو سبع وخمسين ومائة ونقل قراءته خلق كثير أضبطهم لها اليزيدي الذي يذكره الآن
(30)
أَفَاضَ عَلَى يَحْيَى الْيَزيدِيِّ سَيْبَهُ فَأَصْبَحَ بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مُعَلَّلاَ
هو أبو محمد يحيى بن المبارك العدوي التميمي وعرف باليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده فنسب إليه ثم اتصل بالرشيد فجعل المأمون في حجره يؤدبه ومات في أيامه سنة اثنتين ومائتين، ومعنى أفاض أفرغ والسيب العطاء والعذب الماء الطيب والفرات هو العذب ووجه الجمع بينهما التأكيد أراد به صدق العذوية وكمالها، وقيل الفرات الصادق العذوبة وسمي الشرب الأول النهل وما بعده العلل الذي سقى مرة بعد مرة وهو أبلغ في الري، ومعنى البيت أن أبا عمرو أفاض عطاءه على اليزيدي وكنى بالسيب عن العلم الذي علمه إياه فأصبح اليزيدي ريان من العلم الحسن النافع والله أعلم
(31)
أَبُو عُمَرَ الدُّورِي وَصَالِحُهُمْ أَبُو شُعَيْبٍ هُوَ السُّوسِيُّ عَنْهُ تَقَبَّلاَ
ذكر اثنين ممن قرأ على اليزيدي، أحدهما أبو عمر حفص بن عمر الأزدي الدوري الضرير نسبة إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقي مات سنة ست وأربعين ومائتين، والثاني أبو شعيب صالح بن زياد السوسي نسب إلى السوس موضع بالأهواز ومات بالرقة سنة إحدى وستين ومائتين في المحرم، وصالحهم مثل ورشهم أي هو الذي من بينهم اسمه صالح فلم يرد وصفه بالصلاح دونهم والهاء في عنه لليزيدي أي تقبلا عنه القراءة التي أفاضها أبو عمر وعليه يقال تقبلت الشيء وقبلته قبولا أي رضيته وضمن تقبلا معنى أخذا فلذلك عداه بعن والله أعلم
(32)
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ دَارُ ابْنُ عَامِرٍ فَتْلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ
وهذا البدر الرابع عبد الله بن عامر الدمشقي أحد الأئمة من التابعين، وصفه الناظم بأن دمشق طابت به محللا أي طاب الحلول فيها من أجله أي قصدها طلاب العلم للرواية عنه والقراءة عليه وإضافة دمشق إلى الشام كإضافة ورش إلى القراء في قوله ورشهم وما أشبهه، وفي ذلك أيضا تبين لمحلها وتنويه بذكرها لا سيما لمن بعدت بلاده من أهل المشرق والمغرب ألا يرى أن أهل الشام وما يدانيه يسمعون بالمدن الكبار شرقا وغربا، ويتوهمون قرب مدينة منها من أخرى ولعل بينهما مسافة أشهر وإذا كان عبد المحسن الصوري، وهو شاعر فصيح من أهل الشام قد أضاف دمشق إلى الشام في نظمه فكيف لا يفعل ذلك ناظم أندلسي من أقصى المغرب قال عبد المحسن، (كان ذم الشآم مذ كنت شاني فنهتني عنه دمشق الشآم)، ودار ابن عامر بدل من دمشق أو صفة وأوقع الظاهر موقع المضمر في قوله فتلك بعبد الله بيانا لاسمه وبعبد الله متعلق بطابت ومحللا تمييز يقال مكان محلل إذا أكثر الناس به الحلول، ومات ابن عامر رحمه الله بدمشق في سنة ثمانية عشر ومائة
(33)
هِشَامٌ وَعَبْدُ اللهِ وَهْوَ انْتِسَابُهُ لِذَكْوَانَ بِالإِسْنَادِ عَنْهُ تَنَقَّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/50)
هذان راويات أخذت عنهما قراءة ابن عامر اشتهر بذلك وكل واحد منهما بينه وبين ابن عامر اثنان فهذا معنى قوله بالإسناد عنه تنقلا أي نقلا القراءة عنه بالإسناد شيئا بعد شيء فتنقل من باب تفهم وتبصر، أما هشام فهو أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير السلمي خطيب دمشق أحد المكثرين الثقات، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائتين، قرأ على أيوب بن تميم التميمي وعراك بن خالد المري، وقرأ على يحيى بن الحارث الذماري، وقرأ يحيى على بن عامر، وأما ابن ذكوان فهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري، قرأ على أيوب بن تميم أيضا وكان يصلي إماما بجامع دمشق سوى الجمعة ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين أي هشام وعبد الله تنقلا عن ابن عامر القراءة بالإسناد، وقوله وهو انتسابه لذكوان جملة معترضة يعني لا تظن أن ذكوان والد عبد الله وإنما هو منتسب إليه كما ذكرنا والله أعلم
(34)
وَبِالْكُوفَةِ الْغَرَّاءِ مِنْهُمْ ثَلاَتَةٌ أَذَاعُوا فَقَدْ ضَاعَتْ شَذاً وَقَرَ نْفُلاَ
الغراء يعني المشهورة البيضاء المنيرة بكثرة العلماء بها، منهم يعني من السبعة ثلاثة هم عاصم وحمزة والكسائي أذاعوا أي أفشوا العلم بها وشهروه ونشروه والضمير في ضاعت للكوفة أو للقراءة أي فاحت رائحة العلم بها والشذا كسر العود والقرنفل معروف وهما منصوبان على حذف مضاف هو مفعول مطلق أي ضوع شذا وقرنفل أو هما نصب على التمييز أي ضاع شذاها وقرنفلها أو لأن ضاع يستعمل في الرائحة الكريهة أيضا فميزه بما نفى ذلك والله أعلم
(35)
فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلاَ
وهذا هو البدر الخامس أبو بكر عاصم بن أبي النجود أحد السادة من أئمة القراءة والحديث، مات سنة عشرين أو سبع أو ثمان أو تسع وعشرين أو سنة ثلاثين ومائة بالسماوة، وهو موضع بالبادية بين الشام والعراق من ناحية الفرات وقيل مات بالكوفة أثنى الشيخ الشاطبي على عاصم بأن من جملة الرواة عنه شعبة الذي برز في الفضل وهو باب من أبواب المدح معروف فكم من تابع قد زان متبوعه وكم من فرع قد شرف أصله فقوله فشعبة مبتدأ وراويه خبره والمبرز صفة راويه أو نعت شعبة أو يكون راويه نعت شعبة والمبرز خبره وأفضلا نصب على الحال بمعنى فاضلا وفيه زيادة مبالغة، ويقال برز الرجل أي فاق أضرابه ويجوز أن يكون تمييزا من باب قولهم لله دره فارسا لأن الإسناد في المعنى إلى مصدر هذا الاسم أي المبرز فضله أي فاق فضله فضل أقرانه، ولما كن شعبة اسما مشتركا والمشهور بهذا الاسم بين العلماء هو أبو بسطام شعبة بن الحجاج البصري ميز الذي عناه بما يعرف به فقال
(36)
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفصَّلاَ
ذاك إشارة إلى شعبة لأنه مشهور بكنيته واسم أبيه ومختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا ذكرناها في الكبير والرضا صفة له أي المرضي ذكره محمد بن سعيد في الطبقة السابعة من أهل الكوفة قال وكان من العباد، وتوفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة في الشهر الذي توفى فيه هارون الرشيد بطوس، والراوي الثاني لعاصم هو حفص بن سليم البزاز بزايين، مات سنة ثمانين ومائة، قال أبو بكر الخطيب كان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم، وقال يحيى بن معين بن عمرو بن أيوب زعم أيوب بن المتوكل قال أبو عمر حفص البزاز أصح قراءة من أبي بكر ابن عياش وأبو بكر أوثق من أبي عمر فهذا معنى قول الشاطبي وبالإتقان كان مفضلا يعني بإتقان حرف عاصم لا في رواية الحديث والله أعلم
(37)
وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ إِمَاماً صَبُوراً لِلقُرانِ مُرَتِّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/51)
وهذا البدر السادس أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات شيخ القراء بالكوفة بعد عاصم فقوله وحمزة مبتدأ وخبره ما بعده من الجملة التعجبية، كقوله زيد ما أكرمه ومن متورع في موضع نصب على التمييز كقولك ما أكرمه رجلا وما أكرمه من رجل وكذلك المنصوبات بعده أي ما أزكى ورعه وإمامته وصبره وترتيله للقرآن، ويجوز نصب إماما وما بعده على المدح أي اذكر إماما صبورا ويجوز نصبهن على الحال ويجوز أن يكون ما أزكاه إلى آخر البيت كلاما معترضا لمجرد الثناء وخبر المبتدإ أول البيت الآتي، وهو روى خلف عنه وأزكاه من زكا إذا طهر ونما صلاحه أي ما أجمعه لخصال الخير، ومات رحمه الله سنة ست وخمسين وقيل سنة أربع أو ثمان وخمسين ومائة والله أعلم
(38)
رَوَى خَلَفٌ عَنْهُ وَخَلاَّدٌ الَّذِي رَوَاهُ سُلَيْمٌ مُتْقِناً وَمُحَصِّلاَ
اعتمد في هذا الإطلاق على معرفة ذلك واشتهاره بين أهله وهو أن سليما قرأ على حمزة وأن خلفا وخلادا أخذا قراءة حمزة عن سليم عنه وظاهر نظمه لا يفهم منه هذا فإنه لا يلزم من كونهما رويا الذي رواه سليم أن يكون أخذهما عن سليم لاحتمال أن يكون سليم رفيقا لهما ومتقنا ومحصلا حالان من الهاء في رواه أو من الذي وكلاهما واحد، وسليم هذا هو سليم بن عيسى مولى بني حنيفة، مات سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة وقيل سنة مائتين، وأما خلف فهو صاحب الاختيار وهو أبو محمد خلف بن هشام البزار آخره راء، مات ببغداد سنة إحدى أو ثمان أو تسع وعشرين ومائتين، وأما خلاد فهو أبو عيسى ويقال أبو عبد الله خلاد بن خالد الأحول الصيرفي الكوفي ويقال خلاد ابن خليد ويقال ابن عيسى، توفي سنة عشرين أو ثلاثين ومائتين
(39)
وَأَمَّا عَلِيٌّ فَالْكِسَائِيُّ نَعْتُهُ لِمَا كانَ في الْإِحْرَامِ فِيهِ تَسَرْبَلاَ
وهذا البدر السابع أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بميم ونون آخره النحوي المعروف بالكسائي، مات سنة تسع وثمانين ومائة، وقيل قبل ذلك، ذكر الشاطبي في هذا البيت سبب كونه نعت بالكسائي وهو أحد الأقوال في ذلك ولم يذكر صاحب التيسير غيره وقيل له الكسائي من أجل أنه أحرم في كساء والنعت الصفة والسربال القميص وقيل كل ما يلبس كالدرع وغيره يقال سربلته فتسربل أي ألبسته السربال فلبسه ولما تنزل الكساء من الكسائي منزلة القميص أطلق عليه لفظ تسربل واللام في لما للتعليل وما مصدرية أي لكونه تسربل الكساء في وقت إحرامه بنسك الحج أو العمرة وقوله فيه يحتمل وجهين، أحدهما أن يكون متعلقا بالإحرام أي لكونه أحرم فيه والضمير للكساء الذي دل عليه لفظ الكسائي ومفعول تسربل محذوف أي تسربل الكساء، الوجه الثاني أن يكون فيه مفعول تسربل أي لكونه في وقت الإحرام تسربل فيه فتكون في زائدة أو عداه بفي لكونه ضمنه معنى حل أو تكون في بمعنى الباء أي به تسربل وقيل سمي الكسائي لأنه كان في حداثته يبيع الأكسية وقيل لكونه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل كان يتشح بكساء ويجلس مجلس حمزة فكان حمزة يقول اعرضوا على صاحب الكساء، قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب عندي
(40)
رَوَى لَيْثُهُمْ عَنْهُ أَبُو الْحَارِثِ الرِّضاَ وَحَفْصٌ هُوَ الدُّورِيُّ وَفيِ الذِّكْرِ قَدْ خَلاَ
ليثهم مثل ورشهم هو أبو الحارث الليث بن خالد، مات سنة أربعين ومائتين، والرضى أي المرضى أو على تقدير ذي الرضى وحفص هو الدوري الراوي عن اليزيدي ولهذا قال في الذكر قد خلا أي سبق ذكره فيما ذكرناه من النظم
(41)
أَبُو عَمْرِهِمْ والْيحْصَبِيُّ ابْنُ عَامِرٍ صَرِيحٌ وَبَاقِيهِمْ أَحَاطَ بِهِ الْولاَ
أضاف أبا عمرو إلى ضمير القراء كما سبق في ورشهم وليثهم وصالحهم وأبو عمرو وإن كان لفظه مركبا فمدلوله مفرد فلوحظ المدلول فأضيف على حد قولهم حب رماني في إضافة ما يسمى في العرف حب رمان واليحصبي منسوب إلى يحصب حي من اليمن وفي الصاد الحركات الثلاث قبل النسب وبعده وابن عامر عطف بيان لليحصبي وصريح خبر المبتدإ وما عطف عليه ولم يقل صريحان لأن الصريح كالصديق والرفيق يقع على الواحد والمتعدد أو يكون صريح خبر الأول أو الثاني وحذف خبر الآخر لدلالة المذكور عليه وقد تقدم أن معنى الصريح الخالص النسب، فمعنى البيت أن أبا عمرو وابن عامر خالصا النسب من ولادة العجم فهما من صميم العرب وهذا على قول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/52)
الأكثر، ومنهم من زعم أن ابن عامر ليس كذلك، ومنهم من زعم أن ابن كثير وحمزة من العرب أيضا ولم يختلف في نافع وعاصم والكسائي أنهم ليسوا من العرب، وغلب على ذرية العجم لفظ الموالي يقال فلان من العرب وفلان من الموالي فهذا الذي ينبغي أن يحمل عليه ما أشار إليه بقوله أحاط به الولا يعني ولادة العجم ولا يستقيم أن يراد به ولاء العتاقة فإن ذلك لم يتحقق فيهم أنفسهم ولا في أصول جميعهم ولا يستقيم أن يراد به ولاء الحلف فإن العربية لا تنافي ذلك وقد كان جماعة من العرب يحالفون غيرهم، وقد قيل في نسب أبي عمرو إنه كان حليفا في بني حنيفة وقيل كان ولاؤه للعنبر وقد بينا جميع ذلك وحققناه في الشرح الكبير والهاء في به عائدة على باقيهم فهو لفظ مفرد وإن كان مدلوله هنا جماعة وأحاط أي أحدق وشمل والله أعلم
(42)
لَهُمْ طُرُقٌ يُهْدَى بِهَا كُلُّ طَارِقٍ وَلاَ طَارِقٌ يُخْشى بِهاَ مُتَمَحِّلاً
أي لهؤلاء القراء مذاهب منسوبة إيهم يهدي بها أي يهتدي بنفسه أو يرشد المستهدين بتلك الطرق كل طارق أي كل من يقصدها ويسلك سبيلها، جعل تلك الطرق كالنجوم التي يهتدى بها كأنه قال كل سالك ومار في هذا العلم فإنه يهتدي بهذه الطرق ويهدي بها، وقيل المراد بكل طارق أي كل نجم وكنى بالنجم عن العالم لاشتراكهما في الاهتداء بهما ثم قال ولا طارق يخشى بها أي ولا مدلس من قولهم طرق يطرق طروقا إذا جاء بليل والليل محل الآفات، والمعنى أن تلك الطرق قد اتضحت واستنارت فلا يخشى عليها مضلل ولا مدلس ولا بمعنى ليس وطارق اسمها ويخشى خبرها أو صفة لطارق وبها الخبر، ويجوز أن يكون بها متعلقا بمتمحلا ومتمحلا خبر لا أو حال من الضمير في يخشى العائد على طارق يقال تمحل إذا احتال ومكر فهو متمحل
(43)
وَهُنَّ الَّلوَاتِي لِلْمُوَاتِي نَصَبْتُهاَ مَنَاصِبَ فَانْصَبْ فِي نِصَابِكَ مُفْضِلاَ
وهن ضمير الطرق واللواتي من الأسماء الموصولة وهو جمع اللاتي جمع التي والمواتي الموافق وأصله الهمز ونصبتها أي رفعتها وأبرزتها وأصلتها مناصب أي أصولا جمع منصب وهو الأصل وكذلك النصاب أي وتلك الطرق والمذاهب هي التي نظمت في هذه القصيدة لمن وافقني على ما اصطلحت فيها ونصبتها أصولا لمن يقرؤها أو أعلاماً لعز من علمها وشرفه ومناصب مفعول ثان لنصبت على تضمين نصبت معنى جعلت وقيل هو حال وقيل تمييز ثم قال فانصب أي اتعب وتجرد وشمر لتحصيلها ونصاب الشيء أصله أي اتعب في تحصيل بضاعة العلم الذي يصير أصلا لك تنسب إليه إذا انتسب الناس إلى آبائهم وقبائلهم وقيل المراد به النية أي اتعب في تخليص نيتك مما يفسدها في قراءة هذا العلم ومفضلا حال من الضمير في انصب يقال أفضل الرجل إذا أتى بفاضل الأعمال كأحسن وأجمل إذا أتى بحسنها وجميلها أي مفضلا بإخلاص النية والله أعلم
(44)
وَمَا أَنَا ذَا أَسْعى لَعَلَّ حُرُوفَهُمْ يَطُوعُ بِهَا نَظْمُ الْقَوَافِي مُسَهِّلاَ
ها حرف تنبيه وأنا ضمير المتكلم وذا اسم إشارة ونظير هذه العبارة قوله تعالى (ها أنتم أولاء تحبونهم)، فإعرابه كإعرابه وأسعى بمعنى أحرص وأجتهد أي إني مجتهد في نظم تلك الطرق راجيا حصول ذلك وتسهيله والضمير في حروفهم للقراء والمراد بالحروف قراءاتهم المختلفة، وقال صاحب العين كل كلمة تقرأ على وجوه من القرآن تسمى حرفا، ويجوز أن يكون المراد بالحروف الرموز لأنها حروفهم الدالة عليهم ويدل عليه قوله بعد ذلك جعلت أبا جاد كأن قائلا قال له وما تلك الحروف التي ترجو طوع القوافي بها فقال ذلك ويطوع بمعنى ينقاد فكأنه ضمنه معنى يسمح فعداه بالباء والقوافي جمع قافية وهي كلمات أواخر الأبيات بضابط معروف في علمها وقد نظمت فيها الأرجوزة الوافية بعلمي العروض والقافية ومسهلا حال من النظم ثم قال
(45)
جَعَلْتِ أَبَا جَادٍ عَلَى كُلِّ قَارِئٍ دَلِيلاً عَلَى المَنْظُومِ أَوَّلَ أَوَّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/53)
أي صيرت حروف أبي جاد فحذف المضاف للعلم به أي جعلته دليلا على كل قارئ ذكرته في هذا النظم فقوله على المنظوم بدل من قوله على كل قارئ بإعادة العامل أو يكون معمول عامل مقدر أي مرتبا على ما نظمته وتقدير أول أولا أولا فأولا أو أولا لأول ثم حذف الحرف وركبت الكلمتان معا وبنيتا على الفتح أي الأول من حروف أبي جاد للأول من القراء والثاني للثاني وهكذا إلى أن ينتهي عدد القراء السبعة والرواة الأربعة عشر وحروف أبي جاد هي حروف المعجم المعروفة جمعت في كلمات أولها أبجد وكان أصله أبو جاد فحذفت منه الواو والألف لئلا تتكرر الصور لأن أول أبجد ألف وفي هوز واو وقد بسطنا الكلام في ذلك في الشرح الكبير وصفا لنا من الحروف سبع كلمات كل كلمة لواحد من السبعة وراوييه على ترتيب نظمه الأول للشيخ والثاني لأول الروايين والثالث لثانيهما ولا يعد في القراء اليزيدي ولا سليم لأنه إنما ذكرهما لبيان السند لمن قرأ عليهما لا لتنسب القراءة إليهما والكلمات هي أبج دهز حطي كلم نصع فضق رست وهي تجيء نصف بيت بتسكين الحرف الوسط من دهز كلم نصع وتحريكه من البواقي وتمام البيت دليل على المنظوم أول أولا فالألف لنافع والباء لقالون والجيم لورش والدال لابن كثير وهكذا إلى آخرهم فتكون الراء للكسائي والسين لأبي الحارث والتاء للدوري عنه وله عن عن أبي عمرو الطاء من حطي هذا عقد هذا الاصطلاح، وننبه بعد ذلك على فوائد تتعلق باستعماله لهذه الحروف لم يتعرض لها وإنما فهمتها من تصرفه في نظمه، منها أن هذه الحروف لا يأتي بها مفردة بل في أوائل كلمات قد ضمن تلك الكلمات معاني صحيحة مفيدة فيما هو بصدده من ثناء على قراءة أو على قارئ أو تعليل أو نحو ذلك على ما سيأتي بيانه كقوله وبسمل بين السورتين بسنة البيت ومالك يوم الدين راويه ناصر سلاسل نون إذ رووا صرفه لنا وقد يأتي بها بعد الواو الفاصلة كقوله ألا وعلا الحرمي إن لنا هنا وكم صحبة يا كاف ودون عنا دعم وحكم صحاب قصر همزة جاءنا فالحاء من حكم رمز لأبي عمرو فكأنه قال وأبو عمرو وفلان وفلان يقرءون كذا وكذلك الدال من ودون لابن كثير والكاف من وكم لابن عامر والعين من وعلى لحفص ولا يأتي ذلك إلا حيث يكون الواو زائدة على الكلمة فالعين من قوله وعى نفر ليست برمز وكذا قوله في سورة النحل معا يتوفاهم لحمزة وصلا سما كاملا يهدي الواو في وصلا فصل وهي أصلية فالصاد ليست برمز داخل مع سما كاملا وكذا لا يفعل ذلك إلا في ابتداء المسألة لا في أثناء الرمز، فقوله حق وذو جلا حق وذو ملا ليس الذال برمز وكذا ما أشبه ذلك ولو كان تجنب الرمز في الحشو مطلقا لكان أولى، ومنها أن رمز نافع أول حروف أبجد لأن نافعا أول القراء في نظمه وأول حروف أبجد همزة لفظا وألف خطا فاستعمل المجموع في رمز نافع فالهمزة يستعملها كثيرا نحو ورابرق افتح آمنا وقد يستعمل ألف الوصل نحو معي نفر العلا، له الرحب له الحلا وإن افتحوا الجلا كما انجلا وهو كثير ولو تجنبه لكان أحسن فإن ألف الوصل ساقطة لفظا منه فكلما كان الرمز بلفظ بين كان أولى منه بلفظ خفي ولزم منه إلباس في قوله سورة الكهف وأقبلا على حق السدين أن يكون الألف من واقبلا رمز نافع فيكون مع على حق في فتح السدين كما فعل ذلك في وعلا وكم ودون وحكم على ما تقدم، ومنها أنه مهما اجتمع الراويان على قراءة فالرمز لإمامهما دونهما في غالب الأمر لأنه الأخص إذ لا يحتاج إلا إلى كلمة واحدة، وقد جاء في بعض المواضع الرمز لهما بكلمتين لاحتياجه إلى ذلك في إقامة الوزن وتتمة البيت كقوله ضوء سنا تلا، وفي الفرقان زاكيه هللا وفي الوصل لكنا فمد له ملا، ومنها أنه إذا اتصل شيء من هذه الحروف بضمير قراء تقدم ذكرهم لم يكن ذلك رمزا وكان الضمير كالمصرح به من أسمائهم، ومن حكمه أن المصرح به لا رمز معه وذلك نحو قوله وصية ارفع صفو حرميه رضى ثم قال ويبصط عنهم أي أن من تقدم ذكرهم يقرءون يبصط بالصاد ولا نقول إن العين في عنهم رمز حفص ومثله وضم الراء حق ولاغية لهم أي ضم نافع وابن كثير وأبو عمرو الياء من (لا تسمع فيها) ورفع لاغية لهم أيضا ولا نقول إن اللام في لهم رمز هشام وهذا بخلاف ما إذا كان الضمير غير راجع إلى أحد من القراء الذين سبق ذكرهم فإن الحرف حينئذ يكون رمزا مثل له الرحب له الحلا، ومنها أنه قد جاء في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/54)
مواضع ألفاظ تصلح أن تكون رمزا وليست برمز في مراده وذلك كما سنبينه في باب المد والإمالة والزوائد وفرش الحروف، وهو مشكل وفي باب البسملة موضع ذكر أنه رمز وعندي أنه ليس برمز كما سنذكره، ومنها أنه إذا اجتمعت قراءتان لقارئ واحد فتارة يسمى لكل قراءة منهما كقوله وفيه لم ينون لحفص كيد بالخفض عولا وتارة يسمى بعد الثانية فتكون التسمية لهما كقوله وأنث أن تكون مع الأسرى الأسارى حلا حلا وفي قوله سنكتب ياء ضم البيت رمز بعد ثلاث قراءات لحمزة بقوله فيكملا وتارة يسمى مع الأولى ويعطف الثانية عليها كقوله ويغشى سما خفا البيت فقوله والنعاس ارفعوا يعني لحق المقدم ذكره لأنه قد أتى بالواو الفاصلة في قوله ولا فلو كان رفع النعاس لغير من تقدم ذكره لسماه قبل الواو فيعلم بمحئ الواو أن لا رمز لها سوى ما تقدم والله أعلم
(46)
وَمِنْ بَعْدِ ذِكْرِى الْحَرْفَ أُسْمِى رِجَالَهُ مَتَى تَنْقَضِي آتِيكَ بِالْوَاوِ فَيْصَلاَ
الحرف مفعول ذكرى المضاف إلى ياء المتكلم والمراد بالحرف ما وقع الاختلاف فيه بين القراء من الكلمات وأسمى وأسمى لغتان بمعنى واحد ويتعديان إلى مفعول واحد لأنه واحد لأنه بمعنى ذكرى الاسم، والهاء في رجاله تعود إلى الحرف والمراد برجاله قراؤه أي أذكرهم برموزهم التي أشرت إليها لا بصريح أسمائهم فإن ذلك يتقدم على الحرف ويتأخر كما سيأتي، بين بهذا البيت كيفية استعماله الرمز بحروف أبجد فذكر أنه يذكر حرف القراءة أولا ثم يرمز له سواء كان المختلف فيه كلمة أو أكثر فالكلمة نحو وتقبل الأولى أنثوا دون حاجز والكلمتان نحو وكسر بيوت والبيوت يضم عن حماجلة والثلاث نحو وقيل وغيض ثم جيء يشمها البيت والربع نحو وسكن يؤده مع نوله ونصله ونؤته منها البيت وقد تكون قاعدة كلية يدخل تحتها كلم متعددة نحو وضمك أولى الساكنين البيت والأغلب أن الرمز المذكور لا يأتي إلا بعد كمال تقييد القراءة إن احتاجت إلى تقييد كالأمثلة التي ذكرناها وقد وقع قليلاً رمز قبل تمام التقييد كقوله والعين في الكل ثقلا كما دار واقصر مع مضعفة فقوله كما دار رمز متوسط بين كلمتي التقييد وهما ثقلا واقصر ومثله ومع مد كائن كسر همزته دلا ولا ياء مكسورا وأما قوله في سورة غافر أو أن زد الهمز ثملا وسكن لهم فإن قوله لهم قام مقام تكرار الرمز وقد يرمز قبل جملة التقييد كقوله وإثم كبير شاع بالثا مثلثا ومثله مع تسمية القارئ قوله وفي فأزل اللام خفف لحمزة وزد ألفا من قبله فتكملا والضمير في تنقضي للرجال، ويجوز أن يعود على المسألة برمتها من ذكر الحرف وقرائه لدلالة سياق الكلام على ذلك، يريد أنه إذا انقضى ذكر الحرف ورمز من قرأه أتى بكلمة أولها واو تؤذن بانقضاء تلك المسألة واستئناف أخرى لأن الواو لم يجعلها رمز القارئ بخلاف سائر الحروف ولو لم يفعل ذلك لاختلطت المسائل وظن ما ليس برمز رمزا لا سيما إذا أتى بكلام بين المسألتين للحاجة إليه في تتميم وزن البيت كقوله وجها على الأصل أقبلا وجها ليس إلا مبجلا حق وذو جلا فإن ما بعد الواو ليس رمزا في كل ذلك وقد يأتي بكلمة أولها واو في أثناء تقييد المسألة لضرورة القافية فلا تكون الواو فيها فصلا كقوله من رجز أليم معا ولا على رفع خفض الميم دل عليه وكقوله والياسين بالكسر وصلا مع القصر مع إسكان كسر دنا غنى فالواو في ولا ووصلا في هذين الموضعين ليسا بفصل كما أن ألفاظ التقييد لا تكون أوائلها إلا رمزا وإنما الرمز ما يأتي بعد كمال التقييد غالبا كذلك الواو الفاصلة هي ما يأتي بعد كمال المسألة من التقييد والرمز والله أعلم، وإثبات الياء في تنقضي وآتيك وهما فعلا شرط وجزاء على لغة من قال، (ألم يأتيك والأنباء تنمي) وحقها حذف الياء منها للجزم ولم يستقم له حذف الياء من تنقضي أما من آتيك فكان حذفها جائزا له على ارتكاب زحاف جائز والناظم لم يفعله لنفور الطبع السليم منه وفيصلا حال وهو من الصفات التي جاءت على وزن فيعل كضيغم وبيئس وفيه معنى المبالغة والله أعلم
(47)
سِوَى أَحْرُفٍ لاَ رِيبَةٌ فِي اتِّصَالِهَا وَبالَّلفْظِ أَسْتَغْنِي عَنِ الْقَيْدِ إِنْ جَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/55)
نبه بهذا البيت على أنه إنما جعل الواو فاصلة لترتفع الريبة واللبس من اختلاط الحروف وإنما خص الواو بالفصل لتأتيها له في النظم وتيسرها عليه من حيث هي في الأغلب عاطفة والقراءات تراجم ومسائل يعطف بعضها على بعض وربما فصل بغير العاطفة كقوله دار وجها شاع وصلاه في عمد وعوا وهو قليل وليس كل كلمة أولها واو يكون الواو فيها فصلا فإن ذلك قد يقع في كلمات القرآن وفي ألفاظ التقييد كقوله وراؤه بكسر بعد قوله وصحبة يصرف فتح ضم ومنه قوله وبالضم واقصروا كسر التاء قاتلوا وقد تقدم أنها تقع في أثناء كلمات التقييد وإن لم تكن تلك الكلمة تقييدا بل احتيج إليها لتتميم القافية كقوله وفك ارفعن ولا فإن قوله ولا وقع حشوا لأجل القافية وقوله بعد ذلك وبعد اخفضن واكسر ومد الواو في الكلمات الثلاث داخلة على ما هو تقييد لا فصل في واحدة منها إلى قوله ومؤصدة فإنما الواو الفاصلة هي الآتية بعد كمال الرمز، ثم إن الكلمة التي أولها واو للفصل تارة ليس المراد منها إلا ذلك نحو وضم حليهم بكسر شفا واف فكلمة واف لم يأت بها إلا للفصل وإن تضمنت معنى صحيحا فيما يرجع إلى الثناء على القراءة وتارة تأتي الكلمة ويكون ما بعد الواو مقصودا لغير الفصل إما هو من الحروف المختلف فيها نحو وموصدة فاهمز وحمالة المرفوع وإما اسم لقارئ نحو وحمزة أسرى وورش لئلا وبصر وأتبعنا أو تقييد للحرف المختلف فيه نحو وخاطب حرفا تحسبن وبالضم صر أشاع وميم ابن أم اكسر وذكر لم يكن شاع وقد يكون ما بعد الواو رمزا وهو قليل وقد تقدم الكلام فيه نحو وعلى الحرمي ثم ذكر في هذا البيت أنه قد لا يأتي بالواو الفاصلة وذلك في أحرف من القراءات إذا اتصلت لم يلبس أمرها ولا يرتاب الناظر فيها لأنها من كلم القرآن وذلك كقوله وينبت نون صح يدعون عاصم ويدعون خاطب إذ لوى ورابرق افتح آمنا البيتين ففي كل بيت منهما ثلاثة أحرف ولا واو بينها وقد يقع الاتصال من تقييد قراءة ورمز أخرى كقوله يظلمون غيب شهددنا ثم قال إدغام بيت في حلا وقوله واكسر الضم اثقلا نعم عم في الشورى، فالحاصل أنه يلتزم الواو في مواضع الريبة وفيما عداها قد يأتي بالواو طردا للباب وقد لا يأتي بها للاستغناء عنها وأكثر المواضع التي أتى فيها بالواو لا لبس فيها كقوله وعند سراط والسراط ورضوان اضمم زكا وقواريرا وقد ترك الواو سهوا في موضع واحد ملبس في سورة القصص وقل قال موسى واحذف الواو دخللا نما نفر بالضم ثم ذكر حكما آخر فيما يتعلق بتقييد الحرف المختلف فيه فقال وباللفظ استغنى عن القيد ولم يكن هنا موضع ذكره ولو أخره إلى ما بعد انقضاء الرموز لكان أولى وذلك عند قوله وما كان ذا ضد إلى قوله وفي الرفع والتذكير والغيب فهاتيك الأبيات كلها فيما يتعلق بتقييد القراءات وهذه الأبيات من قوله جعلت أبا جاد إلى قوله وما كان ذا ضد كلها في الرمز وما يتعلق به ويتفرع عنه فاعترض بهذا الحكم في أثناء ذلك فذكر أنه قد لا يحتاج إلى تقييد الحرف بهيئة قراءته إذا كان التلفظ به كاشفا عن ذلك القيد ولهذا قال إن جلا أي إن كشف اللفظ عن المقصود وبينه يقال جلوت الأمر إذا كشفته وهذا قد أتى في القصيدة على ثلاثة أقسام إما أن يلفظ بالقراءتين معا كقوله وحمزة أسرى في أسارى وفي طائر طيرا سكارى معا سكرى وعالم قل علام، وإما أن يلفظ بإحداهما ويقيد الأخرى كقوله وبالتاء آتينا، والثالث أن يلفظ بإحداهما ولا يقيد الأخرى كقوله و (مالك يوم الدين)، كأنه قال بالمد ففهم من ذلك القراءة الأخرى من جهة الضد، وقد يلفظ بالقراءتين معا ويذكر بعد بعض قيود إحداهما كقوله تمارونه تمرونه وافتحوا شذا وطأ وطاء فاكسروه وكل موضع لفظ بحرف مختلف فيه ولم يستغن باللفظ به عن القيد ثم قيده بما فهم منه الخلاف باعتبار الأضداد على ما سيأتي ذكرها فإن لم يكن أن يلفظ بذلك اللفظ إلا على إحدى القراءتين تعين، وهو في القصيدة على نوعين، أحدهما أن يكون القيد لما لفظ به كقوله وما يخدعون الفتح من قبل ساكن وبعد ذكا وخفف كوف يكذبون وعدنا جميعا دون ما ألف وكفلها الكوفي ثقيلا البيت وحامية بالمد صحبته كلا وفي حاذرون المد، والثاني أن يكون القيد لما لم يلفظ به وهذا أحسن لأخذ كل من القراءتين حظا إما لفظا وإما تقييدا كقوله وفي تكملوا قل شعبة الميم ثقلا وقصر قياما عم مع القصر شدد ياء قاسية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/56)
شفا ووحد للمكي آيات الولا فإن أمكن أن يلفظ بذلك اللفظ على كل واحدة من القراءتين فالأولى أن يلفظ بما لم يقيده كقوله عليهم إليهم حمزة بكسر الهاء وصحبة يصرف بضم الياء وذكر لم تكن بالتاء الدالة على التأنيث وقد جاء في سورة طه موضع استغنى فيه باللفظ عن القيد ولم يحصل الاستغناء به لأنه لم يجل القراءة الأخرى ولم يكشفها وهو قوله وأنجيتكم واعدتكم ما رزقتكم شفا وسيأتي ما يمكن الاعتذار به في موضعه إن شاء الله تعالى
(48)
وَرُبَّ مَكاَنٍ كَرَّرَ الْحَرْفَ قَبْلَهَا لِمَا عَارِضٍ وَالْأَمْرُ لَيْسَ مُهَوِّلاَ
الحرف مفعول كرر وفاعله ضمير راجع إلى مكان على طريقة المجاز جعل المكان مكرر لما كان التكرار واقعا فيه كقولهم ليل نائم أو يرجع إلى الناظم على طريقة الالتفات من استغنى إلى كرر كقوله تعالى (لنريه من آياتنا إنه هو)، أي كرر فيه الناظم الحرف قبلها أي قبل الواو الفاصلة ومراده بالحرف هنا حرف الرمز الدال على القارئ لا الكلمة المختلف فيها المعبر عنها بقوله ومن بعد ذكرى الحرف ولو قال ورب مكان كرر الرمز لكان أظهر لغرضه وأبين ورب حرف تقليل وعامله محذوف مقدر بعده أي وجد أو عثر عليه أشار إلى أن ذلك يوجد قليلا وهو تكرار الرمز تأكيدا وزيادة بيان، وهو في ذلك على نوعين، أحدهما أن يكون الرمز لمفرد فيكرره بعينه كقوله اعتاد فضلا، وحلا حلاء، وعلا علا، والثاني أن يكون الرمز لجماعة لم يرمز لواحد من تلك الجماعة كقوله سما العلا، ذا أسوة تلا، وقد يتقدم المفرد كقوله إذ سما كيف عولا، وقوله قبلها يعني قبل الواو الفاصلة المنطوق بها أو قبل موضعها وإن لم توجد فإن حلا حلا وعلا علا ليس بعدهما واو فاصلة، وقوله لما عارض تعليل للتكرير وما نكرة موصوفة أي لأمر عارض أو زائدة كزيادتها في قوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم)، أي لأجل عارض اقتضى ذلك من تحسين لفظ أو تتميم قافية ثم سهل هذا الأمر على الطالب وهونه بقوله والأمر ليس مهولا أي ليس مفزعا أي لا يجر لبسا ولا يؤدي إلى إشكال، واعلم أنه كما يكرر الرمز لعارض فقد تكرر الواو الفاصلة أيضا لذلك كقوله قاصداً ولا ومع جزمه، ولم يخشوا هناك مضللا وأن يقبلا التذكير، ولم ينبه على ذلك وهو واضح والله أعلم
(49)
وَمِنْهُنَّ لِلْكُوفِيِّ ثَاءٌ مُثَلَّتٌ وَسِتَّتُهُمْ بِالْخَاءِ لَيْسَ بِأَغْفَلاَ
الضمير في منهن للحروف للعلم بها ووصف الثاء بأنه مثلث بالنقط ليميزه من الباء والتاء وكذلك قوله في الخاء ليس بأغفلا أي أنه منقوط ليميزه من الحاء، لما اصطلح الناظم رحمه الله على رموز للقراء منفردين اصطلح أيضا على رموز لهم مجتمعين إلا أنه ليس لكل اجتماع بل لما يكثر دوره ووقوعه، واعلم أن لكل واحد من القراء شيئا ينفرد به وقد جمعت ذلك في مصنف بترتيب حسن ولكل واحد منهم اجتماع مع كل واحد منهم هذا مطرد ويتفق اجتماع ثلاثة على قراءة ولا يطرد في الجميع وكذا يتفق اجتماع أربعة وخمسة وستة وكان قد بقي ستة أحرف فجعل كل حرف منها رمزا لما يذكره فذكر في هذا البيت حرفين الثاء والخاء فالثاء رمز للقراء الكوفيين وهم ثلاثة كما سبق وقوله للكوفي أي للقارئ الكوفي من السبعة أي لهذا الجنس منهم والحروف كلها تذكر وتؤنث واختار التذكير في وصف هذه الحروف هنا لما كانت عبارة عن ذكور فقال مثلث وليس بأغفلا وكذا الأربعة البواقي على ما يأتي فالضمير في وستتهم للقراء أي يعبر عنهم بالخاء ثم بين الستة منهم فقال
-------------------
ساكمل البقية ان شاء الله
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 03 - 07, 10:42 ص]ـ
(50)
عَنَيْتُ الْأُلَى أَثْبَتُّهُمْ بَعْدَ نَافِعٍ وَكُوفٍ وَشَامٍ ذَا لُهُمْ لَيْسَ مُغْفَلاَ
الألى بمعنى الذين أي عنيت بالستة الذين ذكرتهم بعد ذكر نافع وهم باقي السبعة، وعبر عن الكوفيين وابن عامر وهو الشامي بالذال وقال ليس مغفلا ليميزه عن الدال ووجه قوله وكوف وشام وكذا ما يأتي بعده مثل وبصر ومك أنه حذف إحدى ياءي النسب تخفيفا كما يخفف المشدد لضرورة الشعر وكأن المحذوف المتحركة فبقيت الساكنة مع التنوين فحذفت لالتقاء الساكنين فصار كقاض والألف واللام مقدرة أو الإضافة ولهذا صح الابتداء به أي والكوفي والشامي أو وكوفيهم وشاميهم ذالهم التي هي عبارة عنهم منقوطة ثم قال
(51)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/57)
وَكُوفٍ مَعَ المَكِّيِّ بِالظَّاءِ مُعْجَماً وَكُوفٍ وَبَصْرٍ غَيْنُهُمْ لَيْسَ مُهْمَلاَ
المعجم من الحروف ما نقط من قولهم أعجمت الكتاب أي أزلت عجمته والمهمل ما لم ينقط ولسنا بخائضين في بيان مناسبة كل حرف لمن جعله له من جهة مخارج الحروف وصفاتها فإنه لو عكس ما ذكره لأمكن توجيهه أيضا والله أعلم
(52)
وَذُو النَّقْطِ شِينٌ لِلْكِسَائِي وَحَمْزَةٍ وَقُلْ فِيهِمَا مَعْ شُعْبَةٍ صُحْبَةٌ تَلاَ
شين بدل من وذو النقط وتمت حروف أبجد واحتاج إلى الاصطلاح في التعبير عن جماعات يكثر اتفاقهم على القراءة فوضع ثماني كلمات لمن يأتي ذكرهم وهي صحبة صحاب عم سما حق نفر حرمي حصن منها ما هو دال على اثنين وهو عم حق حرمي والبواقي مدلولها جماعة فجعل لحمزة والكسائي إذا اتفق معهما أبو بكر عن عاصم لفظ صحبة كقوله رمى صحبة وصحبة يصرف، وتارة رمز لهم بالحروف كقوله وموص ثقله صح شلشلا وتلا بمعنى تبع أي تبع ما قبله في أنه رمز وليس بصفة لصحبة وإلا تقيدت وأشعر اللفظ بأنه المجموع هو الرمز وكذا ما يأتي في قوله نفر حلا
(53)
صِحَابٌ هَمَا مَعْ حَفْصِهِمْ عَمَّ نَافِعٌ وَشَامٍ سَمَا فِي نَافِعٍ وَفَتَى الْعَلاَ
هما يعني حمزة والكسائي مع حفص عن عاصم يعبر عنهم بصحاب ولفظ عم دليل نافع وشام وسما مستقر في التعبير به عن نافع، وفتى العلا وهو أبو عمرو بن العلا وفي ابن كثير وهو المراد بقوله ومك في البيت الآتي
(54)
وَمَكٍّ وَحَقٌّ فِيهِ وَابْنِ الْعَلاَءِ قُلْ وَقُلْ فِيهِمَا وَالْيَحْصُبِي نَفَرٌ حَلاَ
فيه أي في المكي وهو ابن كثير أي استقر لفظ حق فيه وفي ابن العلاء فحذف حرف الجر من المعطوف على الضمير المجرور وهو جائز في الشعر مختلف فيه في غيره ولفظ نفر قل فيهما أي في ابن كثير وأبي عمرو وفي اليحصبي وهو ابن عامر فحذف حرف الجر أيضا
(55)
وَحِرْمِيٌّ الْمَكِّيُّ فِيهِ وَنَافِعٍ وَحِصْنٌ عَنِ الْكُوفِي وَنَافِعِهِمْ عَلاَ
أي ولفظ حرمي اشترك فيه ابن كثير ونافع وهو نسبة إلى الحرم والحرم والحرم واحد، فإن قلت هذه نسبة صحيحة فتكون كالعبارة الصريحة فقوله حرمي كقوله مكي وبصري وشامي وكوفي لأن كل واحد من ابن كثير ونافع منسوب إلى الحرم هذا من حرم مكة وذا من حرم المدينة، قلت موضع الرمز كون اللفظ مفردا أراد به مثنى ولم يستعمل المفرد لإلباسه إذ لا يعلم أي الحرميين أراد والتصريح بنسبتهما أن يقول الحرميان كما يقوله صاحب العنوان وغيره ولكونه جعل هذا اللفظ رمزا لم يتصرف فيه بحذف ياء النسبة ولا تخفيفها بخلاف قوله ومن تحتها المكي سوى الشام ضموا إشعارا بأنه رمز لا نسبة، ثم قال وحصن جعلته عبارة عن الكوفيين ونافع وقوله علا أي الحصن أو المذكور أي ظهر المراد وانكشف وهذه الألفاظ الثمانية تارة يأتي بها بصورتها وتارة يضيف بعضها إلى ضمير القراء كقوله ونذر أصحابهم حموه كما قال وكوفيهم تساءلون شاميهم تلا وتارة يضيفه إلى الهاء والكاف نحو وحامية بالمد صحبته كلا وقل مرفقا فتح مع الكسر عمه حقه بتنبت وحقك يوم لا ثم قال
(56)
وَمَهْماَ أَتَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ كِلْمَةٌ فَكُنْ عِنْدَ شَرْطِى وَاقْضِ بِالْوَاوِ فَيْصَلاَ
أي هذه الكلمات الثماني التي وضعتها رمزا تارة أستعملها مجردة عن الرمز الحرفي الذي تقدم ذكره وتارة يجتمعان، فإذا اجتمعا لم ألتزم ترتيبا بينهما فتارة يتقدم الحرف على الكلمة وتارة تتقدم الكلمة على الحرف كقوله وعم فتى نعم عم صحبة كهف كفء صحبة وتارة تتوسط الكلمة بين حرفين كقوله صفو حرميه رضى يبشركم سما نعم، ومدلول كل واحد من الحرف والكلمة بحاله لا يتغير بالاجتماع فهذا معنى قوله فكن عند شرطي أي على ما شرطته واصطلحت عليه من موضوع كل واحد منهما أي أنه باق بحاله واقض بالواو فيصلا عند انتهاء كل مسألة سواء كان رمزها بالحرف أو بالكلمات أو بهما إلا حيث لا ريبة في الاتصال كقوله وخفف حق سجرت البيت، فالمعنى مهما أتت من قبل الرمز الحرفي أو من بعده كلمة من هذه الكلمات الثماني أو مهما أتت من قبل هذه الكلمات الثماني أو بعدها كلمة من الكلمات التي تدخل حروف أوائلها على القارئ سواء كان مفردا كالألف والدال أو مجتمعا كالشين والذال، وفي مهما بحوث حسنة ذكرناها في الشرح الكبير، وحاصله أنها في استعمال الناظم هنا وفي قوله ومهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/58)
تصلها أو بدأت براءة بمعنى شيء ما ووجه صحة هذا الاستعمال أن مهما مركبة من ما التي للشرط ومن ما المزيدة للتأكيد ثم أبدلت ألف ما الجزائية هاء فصار مهما، وقد استقر أن ما الجزائية تتضمن معنى الزمان ولهذا يقال لها الظرفية كقوله تعالى (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، فمتى أبدلت ألف الظرفية هاء لدخول المزيدة عليها صار مهما متى ما ومتى كانت المبدلة غير ظرفية لم تكن بهذا المعنى والله أعلم
(57)
وَمَا كانَ ذَا ضِدٍّ فَإِنِّي بَضِدِّهِ غَنّيٌّ فَزَاحِمْ بِالذَّكاءِ لِتَفْضُلاَ
أي وما كان من وجوه القراءات له ضد فإنه يستغني بذكر أحدهما عن ذكر الآخر فيكون من سمى يقرأ بما ذكر ومن لم يسم يقرأ بضد ما ذكر كقوله، وخف لووا إلفا فيعلم أن غير نافع يشدده وليس هذا الاستغناء بلازم فإنه قد يذكر القراءة الأخرى المعلومة من الضد كقوله ولكن خفيف والشياطين رفعه البيت وإن لم تكن القراءة الأخرى تعلم بالضد ذكرهما نحو أوصى بوصي كما اعتلا أنجيت للكوفي أنجا تحولا، ومتى لفظ بالقراءتين فلا حاجة إلى تقييد واحدة منهما فإن قيده كان زيادة بيان كما فعل في وما يخدعون وإنما قال بضده ولم يقل به ولا بذكره لأنه قصد المعنى المذكور في قوله تعالى (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى)، ولم يقل فتذكرها أي أيتهما ضلت ذكرتها الأخرى فهذا اللفظ أوغل في الإبهام من ذكر الضمير وكذا قوله بضده أي استغنى بأحد الضدين عن الآخر، واعلم أنه لم يبن كلامه في الأضداد هنا على ما يعلم بالعقل أنه ضده بل بعضه كذلك وبعضه اصطلح هو عليه وبيان ذلك فيما ذكر من الأمثلة كما سيأتي وقد لف بعضها ببعض والذكي يميز ذلك ولهذا قال فزاحم بالذكاء لتفضلا
(58)
كَمَدٍّ وَإِثْبَاتٍ وَفَتْحٍ وَمُدْغَمٍ وَهَمْزٍ وَنَقْلٍ وَاخْتِلاَسٍ تَحَصَّلاَ
شرع يمثل الألفاظ التي يستغنى بها عن أضدادها أو بأضدادها عنها أي هي كمد وما بعده، وقوله ومدغم اسم مفعول ويجوز أن يكون مصدرا وهو أولى ليناسب ما قبله وما بعده من الكلمات المذكورات، وهي منقسمة إلى ماله ضد معين وإلى ما ليس كذلك فالأول يفهم بالعقل والثاني بالاصطلاح وإنما أشرح ما ذكره واحدا واحدا وأبين ما فيه وأزيد على ما ذكره أمثلة أخر، أما المد فضده القصر وهو متعين وكلاهما مستعمل مستغنى به عن الآخر في هذه القصيدة كقوله وفي حاذرون المد وفي لابثين القصر ومد وخفف ياء زاكية وآتاكم فاقصر، وأما الإثبات فضده الحذف وكلاهما مستعمل وما في معناهما كقوله وتثبت في الحالين واحذف الواو ودخللا والواو زد بعد مفسدين وما الواو دع كفى وزد ألفا من قبله فتكملا وعدنا جميعا دون ما ألف حلا وقبل يقول الواو غصن وأسقط الأولى في اتفاقهما معا، وأما الفتح فلم يكن له حاجة إلى ذكره لأنه سيذكر فيما بعد أنه آخا بين الفتح والكسر فصارا ضدين بالاصطلاح وإن كان أراد به أنه ضد للإمالة كما ذكره الشيخ في شرحه فهو قليل الفائدة لم يستعمله إلا في قوله في سورة يوسف والفتح عنه تفضلا وفي باب الإمالة ولكن رءوس الآي قد قل فتحها وإنما الذي يستعمله كثيرا الإمالة وضدها ترك الإمالة ويعبر عنه بعض القراء بالفتح كما يعبر بعض النحويين عن الإمالة بالكسر ويعبر الناظم عنها أيضا بالإضجاع نحو وإضجاعك التوراة ما رد حسنه، وأما المدغم فضده المظهر وكلاهما مستعمل نحو وأدغم باقيهم تمدونني الإدغام وأظهر لدى واع ومن حيى اكسر مظهرا، وأما الهمز فضده ترك الهمز وكلاهما مستعمل وترك الهمز قد يكون بحذفه وهو حيث لا صورة له في الرسم كقوله وفي الصابئين الهمز والصابئون خذ وننسها مثله من غير همز وقد يكون بإبداله بالحرف الذي صور به الهمز كقوله وحيث ضياء وافق الهمز قنبلا وبادئ بعد الدال بالهمز حللا ويأجوج مأجوج اهمز الكل ناصرا ويهمز ضيزى وفي ضد ذلك وورش لئلا والنسيء بيائه ويجوز أن يقال الهمز وتركه من باب الإثبات والحذف فكان مغنيا عنه، وأما النقل فعبارة عن تحويل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع حذف الهمزة فضد ذلك إبقاء الهمز على حاله والساكن على حاله ولم يقع التقييد في القصيدة إلا بالعقل لا بضده نحو ونقل ردا عن نافع ونقل قران والقران وفي معنى النقل لفظا التسهيل والإبدال كقوله لأعنتكم بالخلف أحمد سهلا وسهل أخا حمدوكم مبدل جلا وتسهيل أخرى همزتين وحمزة عند الوقف سهل همزه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/59)
وضد ذلك كله تحقيق الهمز وقد استعمله في قوله وحققها في فصلت صحبة أآلهه كوف يحقق ثانيا، وأما الاختلاس فضده إكمال الحركة لأن معناه خطف الحركة والإسراع بها وضده ترك ذلك وهو التؤدة في النطق بها تامة كاملة والاختلاس كالنقل في أنه لم يقع التقييد إلا به دون ضده مع أن استعماله قليل كقوله وكم جليل عن الدوري مختلسا جلا وقد عبر عنه بالإخفاء كثيرا كقوله وإخفاء كسر العين وأخفى العين قالون وأخفى بنو حمد وأخف حلوبر وقوله تحصلا أي تحصل في الرواية وئبت والله أعلم
(59)
وَجَزْمٍ وَتَذْكِيرٍ وَغَيْبٍ وَخِفَّةٍ وَجَمْعٍ وَتَنْوِينٍ وَتَحْرِيكٍ اْعَمِلاَ
ضد الجزم عنده الرفع ولا ينعكس الأمر فهذا مما اصطلح عليه فإذا كانت القراءة دائرة بين الجزم والرفع فإن ذكر قراءة الجزم ذكر الجزم مطلقا بلا قيد فتكون القراءة الأخرى بالرفع لأنه ضده عنده كقوله وحرفا يرث بالجزم وإن ذكر قراءة الرفع لم يطلق ذلك لأن ضد الرفع النصب على ما يأتي من اصطلاحه بل يقيد ذلك كقوله وتلقف ارفع الجزم يضاعف ويخلد رفع جزم يصدقني ارفع جزمه فكان الواجب أن يذكر الجزم مع الرفع والضم في قوله وحيث أقول الضم والرفع لأن كل واحد منهما لا ينعكس ضده به، وأما التذكير فضده التأنيث وكلاهما مستعمل كقوله وذكر تسقي عاصم وأنث يكن عن دارم وليس بلازم أن يكونا عبارتين عن الياء والتاء في أفعال المضارعة فقد يأتي غير ذلك كقوله وذكر فناداه وذكر مضجعا توفاه، وأما الغيبة فضدها الخطاب عنده وكلاهما مستعمل كقوله ولا يعبدون الغيب وبالغيب عما يعملون وخاطب تروا شرعا وفي أم تقولون الخطاب وللتحقيق أن ضد الغيبة الحضور، والحضور ينقسم إلى خطاب وتكلم وتردد القراءة بين الغيبة والخطاب كثير فجعلهما ضدين والتردد بين الغيب والتكلم قليل كقوله تعالى في الأعراف (وإذ أنجيناكم من آل فرعون)، يقرؤه ابن عامر على الغيبة وإذ أنجاكم فعبر الناظم عن هذا بالحذف والإثبات فقال وانجا بحذف الياء والنون كفلا، والخفة ضدها الثقل وكلاهما قد جاء كقوله وخف قدرنا دار وثقل غساقا معا ومثله وشدد حفص منزل، والجمع ضده التوحيد ومثله الإفراد والكل مستعمل كقوله وجمع رسالاتي رسالات فرد ووحد حق مسجد الله خطيئته التوحيد لكنه إذا ذكر لفظ الجمع كان ضده معلوما وهو الإفراد والتوحيد وإذا ذكر التوحيد فضده الجمع إلا أن الجمع على قسمين جمع سلامة وجمع تكسير فإن لفظ به اتضح كقوله رسالات فرد وإن لفظ بالإفراد فتارة يكون ضده جمع السلامة كقوله خطيئته التوحيد وتارة جمع التكسير كقوله ووحد حق مسجد الله وهنا يمكن التلفظ بالجمع فيقرأ البيت خطيآته التوحيد ولكل واحد من الجمع والإفراد ضد آخر وهو التثنية ولكن لم يجيء إلا ضميرها ولقلته أدرجه في باب الحذف والإثبات تارة كقوله ودع ميم خيرا منهما وتارة أدرجه في باب المد والقصر كقوله وحكم صحاب قصر همزة جاءنا والتنوين ضده ترك التنوين إما لعدم الصرف وإما للإضافة وكلاهما قد استعمله بهذا اللفظ وبما يؤدي معناه كقوله ونونوا عزيز رضا نص ثمود مع الفرقان والعنكبوت لم ينون وقلب نونوا من حميد خالصة أضف أكل أضف حلا، وقد يعبر عن التنوين بالنون نفيا وإثباتا كقوله شهاب بنون ثق معا سبأ افتح دون نون وفي درجات النون ولا نون شركا ولو تجنب ذلك لكان أحسن لأنه قد آخى بين النون والياء كما يأتي فيتحد اللفظ والضد يختلف فيقول تارة نغفر بنونه فيكون ضده الياء وضابطه أن يكون الحرف المختلف فيه فعلا مضارعا، وحيث يكون الحرف المختلف فيه اسما تكون النون فيه عبارة عن التنوين، وأما التحريك فضده الإسكان سواء كان التحريك مقيدا أو مطلقا وكلاهما مستعمل كقوله معا قدر حرك وحرك عين الرعب ضما وسكن معا شنآن وأرنا وأرني ساكنا الكسر وقوله اعملا أي اجعل عاملا في الحرف ما يتصف به الحرف من ارتفاع وانفتاح وانخفاض فمتى ذكر التحريك فضده السكون ومتى ذكر اسم الحركة دونها فالضد له مثاله إذا قال ارفع فضده انصب وإذا قال انصب فضده اخفض وإذا قال اخفض فضده انصب ولا مدخل للسكون في القراءة المسكوت عنها، وإن ذكر التحريك مع واحد من هذه الثلاثة فالضد له وهو السكون ولا التفات إلى كونه قد قيد التحريك بضم أو فتح أو كسر مثاله قوله وتسأل ضموا التاء واللام حركوا برفع فلأجل قوله حركوا أخذنا السكون للقراءة الأخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/60)
ولم نأخذ ضد الرفع ولو قال موضع حركوا برفع رفعوا لأخذنا ضد الرفع وهو النصب وكذا قوله وحمزة وليحكم بكسر ونصبه يحركه لولا قوله يحركه لكانت قراءة الباقين بفتح اللام وخفض الميم فلما قال يحركه سكن الحرفان فاعرف ذلك فإنه قل من أتقنه فهذا شرح ما ذكر من أمثلة الأضداد في هذين البيتين وقد استعمل ألفاظا أخر كثيرة لم يذكرها هنا منها التقديم والتأخير كقوله هنا قاتلوا أخر وختامه بفتح وقدم مده ومنها القطع والوصل كقوله وشام قطع اشدد وشدد وصل وامدد، ويجيء صل بمعنى آخر وهو وصل ميم الجمع وهاء الكناية بواو أو ياء وضده ترك ذلك، ومنها الإهمال الدال على النقط في القراءة الأخرى كقوله في سورة الأنعام في يقض الحق شدد وأهملا ومنها الاستفهام والخبر كقوله واستفهام إنا صفا ولا وأخبروا بخلف إذا ما مت وغير ذلك مما يأتي في مكانه إن شاء الله تعالى
(60)
وَحَيْثُ جَرَى التَّحْرِيكُ غَيْرَ مُقَيَّدٍ هُوَ الْفَتْحُ وَالْإِسْكانُ آخَاهُ مَنْزِلاَ
يعني إذا أطلق التحريك فمراده به الفتح دون الضم والكسر مثاله معا قدر حرك من صحاب أي افتح الدال وقال في الضم والكسر وحرك عين الرعب ضما وضيقا مع الفرقان حرك مثقلا بكسر فقيدهما ولم يطلق لفظ التحريك، وقوله والإسكان آخاه فيه وجهان أحدهما أن السكون آخا التحريك غير المقيد في أنه متى ذكر غير مقيد فضده التحريك المطلق وهو الفتح أي كأنه قال سكن حركة الفتح كقوله ويطهرون في الطاء السكون فضد السكون هنا الفتح، أما إذا كان ضد السكون حركة غير الفتح فإنه يقيدها كقوله وأرنا وأرني ساكنا الكسر وفي سبلنا في الضم الإسكان، وقد استعمل الأمرين معا في نصف بيت في حرف دار ست حق في سورة الأنعام فقال وحرك وسكن كافيا فأطلق التحريك والإسكان فكان المراد بما نطق به من الحركة وبضد السكون الفتح فابن عامر افتح السين وسكن التاء والباقون سكنوا السين وفتحوا التاء، الوجه الثاني أن تكون الهاء في آخاه عائدة على التحريك كله المطلق والمقيد والمراد بالإخوة الضدية كما قال في البيت بعده وآخيت بين النون والياء ويفهم من الإسكان المطلق أن ضده الفتح لأن ضده الحركة المطلقة، وقد قال وحيث جرى التحريك غير مقيد هو الفتح يعني سواء جرى ذكره نصا صريحا أو أخذ ضدا لما نص على إسكانه مطلقا ولهذا قلت أنا بدل هذا البيت ما أظنه وفيا إن شاء الله تعالى بالمقصود، (وإن أطلق التحريك نصا ولازما من الضد فهو الفتح حيث تنزلا)، ولم يخرج عن الأصل الذي ذكره إلا قوله وفي الصعقة اقصر مسكن العين وكان حقه أن يقول مسكن الكسر وأما قوله وإسكان بارئكم فيأتي الكلام عليه في موضعه ومنزلا تمييز وهو مصدر أي آخاه نزولا أو اسم مكان أي آخا منزل كل واحد منهما الآخر وقيل هو ظرف والله تعالى أعلم
(61)
وَآخَيْتُ بَيْنَ النُّونِ وَالْيَأ وَفَتْحِهِمْ وَكَسْرٍ وَبَيْنَ النَّصْبِ وَالخَفْضِ مُنْزِلاَ
أي وبين فتحهم وكسر فحذف بين لدلالة ما قبله وبعده عليه والمعنى بالمؤاخاة أنه جعل كل اثنين مقترنين من هذه الستة يغني ذكر أحدهما عن الآخر كقوله ويدخله نون مع طلاق ويؤتيه باليا في حماه أن الدين بالفتح رفلا إن الله يكسر في كلا وانصب بينكم عم وقوم بخفض الميم وأراد بالفتح والكسر حركتي البناء وبالنصب والخفض حركتي الإعراب وفائدة محافظته على ذلك الاختصار فإن الكلمة تشتمل على حركات البناء والإعراب فإذا اتفق الخلاف في كلمة فيها حركتا إعراب وبناء من جنس واحد كضمة ورفع وفتحة ونصب وكسرة وجر أولا من جنس واحد فإذا كان الخلاف في حركة البناء قال اكسر وإذا كان في حركة الإعراب قال اخفض أو جر ولو لم يكن ملتزما لهذه التفرقة لما علم عند إطلاقه أنه قصد الحرف الذي فيه حركة البناء أو حرف الإعراب مثاله قوله والوتر بالكسر شائع فلفظ الوتر مشتمل على الكسر والفتح في الواو والجر في الراء فتعلم من قوله بالكسر أنه أراد كسر الواو وقوله وفك ارفعن تعلم أنه أراد حركة الكاف لا الفاء ثم قال وبعد اخفضن يعني آخر رقبة واكسر يعني همزة إطعام مع الرفع يعني في ميم إطعام وقد اختل عليه هذا الالتزام في موضع واحد سهوا وهو قوله في الزخرف وفي قيله اكسر واكسر الضم وصوابه اخفض في الأول لأنه للام وهو حرف إعراب وأما قوله في تضارر وضم الراء حق وهي حركة إعراب فلأجل القراءة الأخرى بالفتح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/61)
لأنها حركة بناء فلم يكن له بد من الإخلال بأحدهما وأما قوله في الأنعام رسالات فرد وافتحوا وإنما هو نصب وكذا قوله في الأعراف ويقصر ذريات مع فتح تائه فسيأتي عذر حسن عنهما في موضعهما إن شاء تعالى ومنزلا حال من التاء في وآخيت
(62)
وَحَيْثُ أَقُولُ الضَّمُّ وَالرَّفْعُ سَاكِتاً فَغَيْرُهُمُ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ أَقْبَلاَ
في حيث معنى الشرط فلهذا دخلت الفاء في الجواب في قوله فغيرهم كقوله تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك)، وسقطت في البيت المتقدم وحيث جرى التحريك غير مقيد هو الفتح أي فهو الفتح وقوله الضم مبتدأ محكي والرفع عطف عليه والخبر محذوف أي الضم لفلان والرفع لفلان وأقبل خبر فغيرهم لأنه مفرد لفظا وإن أضيف إلى جماعة من القراء والضم حركة بناء والرفع حركة إعراب وقوله ساكتا أي مقتصرا على ذلك غير منبه على قراءة الباقين أي أقول هذا ساكتا عن غيره مثال ذلك وفي إذ يرون الياء بالضم كللا وحتى يقول الرفع في اللام أولا فقراءة الباقين بالفتح في ياء يرون وبالنصب في لام يقول فإذا كانت قراءة الباقين ليست بفتح ولا نصب فإنه لا يسكت حينئذ بل يبين ذلك بالتقييد كقوله وجزء أو جزؤ ضم الإسكان صف ورضوان اضمم كسره يضاعف ويخلد رفع جزم وخضر برفع الخفض ويرفع بعد الجر، واعلم أنه لم يواخ بين ما ذكر في هذا البيت بخلاف ما في البيت المتقدم فإن الفتح ليس ضده الضم وإنما ضده الكسر وكذلك النصب ضده الخفض لا الرفع وقد سبق أنه كان ينبغي له أن يذكر الجزم هنا لأنه إذا ذكر الجزم فالقراءة الأخرى بالرفع وإذا ذكر الرفع فالأخرى بالنصب وإذا ذكر النصب فالأخرى بالخفض ولا ينعكس إلا هذا الأخير لأنه آخا بين النصب والخفض فجعلهما ضدين باصطلاحه ثم سواء في ذلك المثبت والمنفي من هذه التقييدات كلها فالأضداد لا تختلف بذلك فقوله في البقرة نغفر بنونه ولا ضم معناه افتح، واعلم أنه كما يطلق حركات البناء والإعراب فقد يقيدهما بذكر الحرف الذي هما فيه كقوله وبا عبد اضمم وفتحك سين السلم يضركم بكسر الضاد الرفع في اللام أولا وبا ربنا بالنصب وقوم بخفض الميم ومن المواضع المطلقة في حركة البناء ما يلبس نحو وضمهم في يزلقونك خالد وكان يمكنه أن يقول وضمهم يا يزلقونك والله أعلم
(63)
وَفي الرَّفْعِ وَالتَّذْكِيرِ وَالْغَيْبِ جُمْلَةٌ عَلَى لَفْظِهَا أَطْلَقْتُ مَنْ قَيَّدَ الْعُلاَ
جملة مبتدأ خبره ما قبله وما بعد جملة صفة لها ومن موصولة أو موصوفة أي وفي هذه الثلاثة جملة مواضع في هذه القصيدة أطلقت أي أرسلت على لفظها من غير تقييد من قيد العلا أي حصله وحازه أو حصلها أو حازها لأن العلا يحتمل الإفراد والجمع أو يكون التقدير من حاز الرتب العلا في الفهم والذكاء لأنه لا يكاد يفهم مثل هذه الدقائق إلا من كان كذلك، ومعنى البيت أن هذه الثلاثة وهي الرفع والتذكير والغيب يذكر الكلمات التي هي فيها مطلقة فيعلم من إطلاقه أنها هي المرادة أضدادها مثاله وأربع أولا صحاب ويجبي خليط وبل يؤثرون حز، فيعلم من هذا الإطلاق أن مقصوده الرفع في أربع والياء في يجبي وهي الدالة على التذكير والياء في يؤثرون وهي الدالة على الغيب، وكل قراءة دائرة بين الياء والتاء فهي إما تذكير أو تأنيث أو غيب أو خطاب فلا يقيدها إذا أراد تقييدها إلا بهذه العبارة نحو وذكر يكن شاف ولا يعبدون الغيب وأنث تكن عن دارم وخاطب تروا شرعا وإنما يقيد بالياء ما كان ضده النون كما سبق فقوله في سورة الأحزاب ويعمل يؤت بالياء قوله بالياء تقييد ليؤت ليكون قراءة الباقين بالنون ولا يكون تقييدا ليعمل لأن القراءة الأخرى بالتاء للتأنيث فقوله ويعمل لفظ مطلق تعلم من إطلاقه أنه أراد به التذكير ثم هذا الإطلاق في هذه الثلاثة ليس بلازم بل أخبر أنه وقع منها مواضع مطلقة ووقعت أيضا مواضع مقيدة كما سبق تمثيله في الغيب والخطاب والتذكير والتأنيث ومثله في الرفع وقل مثل ما بالرفع وقد اجتمع إطلاق الثلاثة في بيت واحد في سورة الأعراف وخالصة أصل البيت، ويجوز أن يكون وخالصة مقيدا بما قبله من قوله ولباس الرفع كما استغنى بذكر الخفة في الأول عن الخفة في الثاني نحو ورب خفيف إذ نما سكرت دنا ما نزل الخفيف إذ عز والصادان والله أعلم
(64)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/62)
وَقبْلَ وبَعْدَ الْحَرْفِ آتِي بِكُلِّ مَا رَمَزْتُ بِهِ فِي الْجَمْعِ إِذْ لَيْسَ مُشْكِلاَ
أراد وقبل الحرف وبعده والمراد بالحرف كلمة القراءة والرمز في اللغة الإشارة والإيماء، ولما كانت هذه الكلمات والحروف التي جعلها دلالة على القراء كالإشارة إليهم سماها رمزا وأراد بما رمز به في الجمع الكلمات الثماني فإنها هي التي لا يشكل أمرها في أنها رمز سواء تقدمت على الحرف أو تأخرت أما الحروف الدالة على الجمع كالثاء والخاء وما بعدهما فلها حكم الحروف الدالة على القراء منفردين وقد التزم ذكرها بعد الحرف بقوله ومن بعد ذكرى الحرف أسمى رجاله لينحصر موضعها فلا يتعدد المحال على الناظر المفكر فيها نعم إذا اجتمعت الحروف المرموزة للإفراد وللاجتماع مع شيء من كلمات الرمز تبعت الحروف الكلمات تتقدم معها وتتأخر إذ لفظ الكلمات دل على محل الرمز كقوله وحق نصير كسر واو مسومين على حق السدين ثقل نشرت شريعة حق ومنزلها التخفيف حق شفاؤه وقد نبه على ذلك قوله ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة كما سبق، ويحتمل أن يكون هذا المعنى مستفادا من هذا البيت وأراد بكل ما رمزت به الحروف كلها وقوله في الجمع أي آتى بها مع كلمات رمز الجمع فهو من باب قوله تعالى (فادخلي في عبادي)، ويقوي هذا المعنى أنه لو أراد المعنى الأول لقال للجمع باللام فلما عدل إلى لفظ في من غير ضرورة دلنا على أنه لمح هذا المعنى فإذا ثبت جواز هذا قلنا يحتمل أيضا أن يكون معنى قوله ومهما أتت من قبل أو بعد كلمة هو المعنى الذي جعلناه أولا لهذا البيت أي من قبل الحرف المختلف فيه أو من بعده كلمة أي الكلمات الثماني لا التزام لها قبلية ولا بعدية بل آتى بها كذا وكذا والله أعلم، فهذه ثلاثة أبيات فرقها وكان الأولى اتصالها وجميع كلمات الرمز اتفق له تقديمها وتأخيرها على حرف القراءة وفاء بعموم قوله بل ما رمزت به كقوله رمى صحبة وصحبة يصرف من يرتدد عم وعم بلا واو الذين فتذكر حقا وحقا بضم الحاء فلا يحسبنهم وما موصولة أو موصوفة وإذ تعليل واسم ليس ضمير الأبيات الدال عليه آتى
(65)
وَسَوْفَ أُسَمِّي حَيْثُ يَسْمَحُ نَظْمُهُ بِهِ مُوضِحاً جِيداً مُعَمًّا وَمُخْوَلاَ
أي أذكر اسم القارئ صريحا حيث يسهل علي نظمه قبل الحرف وبعده يقال سمح به أي جاد به فالهاء في نظمه وبه عائدة على الاسم الدال عليه أسمى، ويجوز أن تكون في نظمه عائدة على الشعر للعلم به من سياق الكلام، وقد استقريت المواضع التي سمى فيها فوجدته قد استوعب جميع السبعة ورواتها الأربعة عشر، ومن عادته أن لا يأتي في ترجمة واحدة برمز مع اسم صريح استمر له هذا ولم ينبه عليه وإنما علم بالاستقراء ولولا ذلك للزم الإشكال في نحو قوله في سورة النساء يصلون ضم كم صفا نافع بالرفع واحدة جلا فلم يأت بواو فاصلة بين حرف يصلون وواحدة فكان ذكره لنافع محتملا أن يكون من جملة رجال ضم يصلون ويكون جلا رمز قراءة واحدة بالرفع ولكن لما كان محافظا على تلك القاعدة بان أن قوله نافع ابتداء مسألة وجلا ليس برمز وليس لك أن تقول هو مثل قوله شاع تنزلا أي أنه رمز مكرر لما تقدم من أنه لا يرمز مع مصرح به كما أنه لا يصرح مع مرموز به وهذا كله مخصوص بالقراءة الواحدة وإلا فيجوز له في الحرف الواحد المختلف فيه أن يرمز لقراءة ويسمى للقراءة الأخرى في ذلك الحرف كما قال وقالون ذو خلف بعد قوله له دار جهلا وقوله سوى أو وقل لابن العلا وبكسره لتنوينه، قال ابن ذكوان بعد قوله كسره في ندخلا وقوله ووجهان فيه لابن ذكوان بعد قوله لاح وجملا وكذا يصرح إذا استثنى من رمز كقوله وأن لعنة التخفيف والرفع نصه سما ما خلا البزي وإضجاع راكل الفواتح ذكره حمى غير حفص ليقضوا سوى بزيهم نفرجلا غلبوا سوى شعبة، ثم التصريح يكون باسم القارئ أو كنيته أو نسبته أو ضميره كقوله ونقل ردا عن نافع وقطبه أبو عمرو وكوفيهم تساءلون وما قبله التسكين لابن كثيرهم يمد هشام واقفا معهم ولا وبصروهم أدرى، وأما حرمى فإنه وإن كان نسبة إلا أنه جعله رمزا فيجئ بالرمز معه كقوله وإستبرق حرمي نصر، ثم تمم الناظم رحمه الله هذا البيت بألفاظ يصعب على الطالب المبتدى فهمها مع أنه مستغن عنها والبيت مفتقر إلى أن ينبه فيه على أنه إذا صرح باسم القارئ لا يأتي معه برمز فلو أنه بين ذلك في موضع تلك الألفاظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/63)
لكان أولى نحو أن يقول، (وسوف أسمى حيث يسمح نظمه به خاليا من كل رمز ليقبلا) وموضحا حال من فاعل أسمى وقيل لفظ به الذي قبله يتعلق به، والجيد العنق، والمعم والمخول الكريم الأعمام والأخوال لأن كلا من الفريقين يزين ذلك الجيد، فمعناه أوضح شيئا يشبه جيدا هذه صفته أو أوضحه إيضاح جيد بهذه الصفة، وقال امرؤا القيس، (بجيد معم في العشيرة مخول)، فأضاف الجيد إلى الموصوف بذلك وكذا وجدته في استعمالهم يصفون به الجملة لا يخصون به الجيد كقوله، (معم لعمري في الجياد ومخول)، وقال يحيى بن عروة بن الزبير، (أنا والله المعم المخول تفرقت العرب عن عمي وخالي)، يريد عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم
(66)
وَمَنْ كانَ ذَا بَابٍ لَهُ فِيهِ مَذْهَبٌ فَلاَ بُدَّ أَنْ يُسْمَى فَيُدْرَى وَيُعْقَلاَ
أي ومن كان من القراء منفردا بمذهب مطرد قد بوب له باب في الأصول فلابد من أن يسمى ذلك الباب كقوله باب الإدغام الكبير باب هاء الكناية ونحو ذلك، أو يكون المعنى فإني ألتزم التصريح باسمه ولا أرمزه زيادة في البيان كقوله وحمزة عند الوقف ورقق ورش فإن وافقه غيره في شيء منه أو عرض له فيه مذهب يناسبه فربما سمى ذلك الغير وربما ذكره رمزا كما في باب هاء الكناية ونقل الحركة والإمالة وقولهم لابد من كذا أي لا فرار منه والتقدير من أن يسمى وهذا آخر ما أعلمنا به مما يستعمله في نظمه رمزا وتقييدا وقد نبهت على فوائد فاتته فيها من قوله جعلت أبا جاد إلى هنا في الترتيب والنظم والاصطلاح وكنت أود به ذكر أبيات الرموز يتلو بعضها بعضا ثم ذكر كيفية استعمالها ثم اصطلاحه في الأضداد والتقييد، وقد نظمت عشرة أبيات في موضع ثلاثة عشر بيتا وفيها من الزيادات والاحترازات كثير مما تقدم شرحه فلو أنه قال، (حروف أبي جاد جعلت دلالة على القارئ المنظوم أول أولا)، ثم قال ومنهن للكوفي ثاء مثلث إلى آخر الرمز في قوله ونافعهم علا ثم بين كيفية استعماله للرموز فقال، (ومن بعد ذكرى الحرف رمز رجاله بأحرفهم والواو من بعد فيصلا)، هذه العبارة أظهر من قوله أسمى رجاله وفيصلا حال، (سوى أحرف لا ريب في وصلها وقد تكرر حرف الفصل والرمز مسجلا)، أي حرف الرمز وحرف الفصل وهو الواو، (وقبل وبعد الحرف ألفاظ رمزهم وإن صحبت حرفا من الرمز أولا)، هذا بيت يتضمن بيتين ومعناهما فيه أظهر منه فيهما، (وطورا أسميهم فلا رمز معهم وباللفظ أستغني عن القيد إن جلا)، (وما كان ذا ضد غنيت بضده كصل زد ودع حرك وسهل وأبدلا)، (ومد وتنوين وحذف ومدغم وهمز ونقل واختلاس وميلا)، (وجمع وتذكير واغيب وخفة ورقق وغلظ أخر اقطع وأهملا)، (وإن أطلق التحريك نصا ولازما من الضد فهو الفتح حيث تنزلا)، (وحيث أقول الضم والجزم ساكتا فغيرهم بالفتح والرفع أقبلا)، (وفي الرفع والتذكير والغيب لفظها وبالفتح واليا الكسر والنون قوبلا)، أي لفظها مغن عن تقييدها وقوبل الكسر بالفتح وقوبل النون بالياء ولم أعدد ألقاب الحركات باعتبار البناء والإعراب إذ ألقاب كل نوع تطلق على الآخر وهو مجرد اصطلاح، والمعنى الذي ذكرناه في فائدة ذكره للمغايرة بينهما قد أعرض عنه حيث يبين حرف الإعراب والبناء كما سبق، وقد يطلق حيث لا يتعين ذلك الحرف كما في يزلقونك فهو قليل الجدوى فالإعراض عنه أولى تخفيفا عن خاطر الطالب، ثم شرع يثني على قصيدته ويصفها بالجزالة وصحة المعاني ويذكر ما اشتملت عليه من العلم فقال
(67)
أَهَلَّتْ فَلَبَّتْهَا المَعَانِي لُبَابُهاَ وَصُغْتُ بِهَا مَا سَاغَ عَذْباً مُسَلْسَلاَ
أي لكثرة ما أودعت من جيد المعاني كأنها كانت صرخت بها، أي نادتها فأجابتها بالتلبية ولبابها بدل من المعاني بدل البعض من الكل وقيل بدل اشتمال وهو وهم أي لم يلبها إلا خيار المعاني وشرافها وصغت من الصياغة ويعبر بها عن إتقان الشيء وإحكامه ما ساغ أي الذي ساغ استعماله من الكلمات يقال ساغ الشراب أي سهل مدخله في الحلق وتسلسل الماء جرى في حدور وعذبا مسلسلا حالان من فاعل ساغ العائد على ما أو يكون مسلسلا صفة عذبا أي مشبها ذلك أو يكون عذبا نعت مصدر محذوف أي صوغا عذبا يستلذه السمع ويقبله الطبع
(68)
وَفي يُسْرِهَا التَّيْسِيرُ رُمْتُ اخْتَصَارَهُ فَأَجْنَتْ بِعَوْنِ اللهِ مِنْهُ مُؤَمَّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/64)
أي وفيما يسره الله سبحانه منها جميع مسائل كتاب التيسير في القراءات السبع من الطرق التي تقدم ذكرها فالتيسير مبتدأ وما قبله خبره وقيل في يسرها من صلة رمت أو اختصاره وجاز تقديمه على المصدر لأنه ظرف ورمت الشيء طلبت حصوله فأجنت أي كثر جناها منه أي من التيسير أو من الله تعالى ومؤملا حال من الهاء على التقديرين وقيل إن عادت على التيسير فهو تمييز، ويجوز أن تكون الهاء في منه للاختصار ومؤملا حال منه، ويجوز أن تكون من أجنيته الثمرة فيكون مؤملا مفعولا به ثانيا أي فأجنتني مؤملي ومنه على هذا يجوز تعلقه بأجنت وبمؤملا ولو قال على هذا المعنى المؤملا بالألف واللام لظهر المعنى وكان أحسن، ومصنف التيسير هو الإمام أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني وأصله من قرطبة مقرئ محدث، مات بدانية سنة أربع وأربعين وأربعمائة
(69)
وَأَلْفَافُهَاً زَادَتْ بِنَشْرِ فَوَائِدٍ فَلَفَّتْ حَيَاءً وَجْهَهَا أَنْ تُفَضَّلاَ
الألفاف الأشجار الملتف بعضها ببعض وفي الكتاب العزيز (وجنات ألفافا)، أي ذوات ألفاف وحسن استعارة الألفاف هنا بعد قوله فأجنت لالتفاف المعاني فيها والأبيات كأن كل بيت ملتف بما قبله وبعده لتعلق بعضها ببعض وانضمامه إليه فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف ثم بعد هذا استحيت أن تفضل على كتاب التيسير استحياء الصغير من الكبير والمتأخر من المتقدم وإن كان الصغير فائقا والمتأخر زائدا، والذي لفت به وجهها أي سترته هو الرمز لأنها به كأنها في ستر وحياء مفعول له أو مصدر مؤكد مبين لمعنى لفت لأن لف الوجه يشعر بالحياء وأن تفضلا معمول حياء على حذف من أي من أن تفضلا أو هو معمول لفت على تقدير خشية أن تفضل
(70)
وَسَمَّيْتُهاَ "حِرْزَ الْأَمَانِي" تَيَمُّناً وَوَجْهَ التَّهانِي فَاهْنِهِ مُتَقبِّلاَ
الحرز ما يعتمد عليه في حفظ ما يجعل فيه، والأماني جمع أمنية، والتهاني جمع تهنئة وخفف ياء الأماني وأبدل همز التهاني ياء ساكنة لأنه لما استعملهما سجعتين سكنتا فخفف هذه وأبدل هذه لتتفقا، ومعنى هذه التسمية أنه أودع في هذه القصيدة أماني طالبي هذا العلم وأنها تقابلهم بوجه مهنئ بمقصودهم وهو من قولهم فلان وجه القوم أي شريفهم ومعنى تيمنا تبركا وهو مفعول من أجله، يريد أن هذه التسمية سبقت النظم ليكون كذلك وقوله فاهنه أي تهنأ بهذا الوجه أو بهذا الحرز من قولهم هنأت الرجل بفتح النون أهنئه بكسرها إذا أعطيته حكاه الجوهري أي أعطه القبول منك والإقبال عليه لتنال الغرض منه وكن له هنيئا كما تقول هنأني الطعام، والمعنى ترفق به لتنال الغرض بسهولة ولا تنفر من الشيء قبل وقوفك على حقيقته وأصله فأهنئه بالهمز ثم أبدله لكونه ياء ثم حذفها للأمر فصار اهنه كارمه وفي جواز مثل هذا نظر من حيث النقل والقياس وقد بسطنا القول فيه في الشرح الكبير ومثله قول زهير، (وإن لا يبد بالظلم يظلم)، وحكى ابن مجاهد في القراءات الشواذ (قال يا آدم أنبئهم)، مثل أعطهم ومتقبلا حال أي في حال تقبلك إياه ولشيخنا أبي الحسن علي بن محمد رحمه الله من جملة أبيات، (هذى القصيدة بالمراد وفية من أجل ذلك لقبت حرز المنى)
(71)
وَنَادَيْتُ أللَّهُمَّ يَا خَيْرَ سَامِعٍ أَعِذْنِي مِنَ التَّسْمِيعِ قَوْلاً وَمِفْعَلاَ
معنى اللهم يا الله الميم عوض عن حذف حرف النداء وقطع همزته ضرورة ثم كرر النداء بقوله يا خير سامع أعذني أي اعصمني، والتسميع مصدر سمع بعلمه إذا عمله يريد به السمعة في الناس والشهرة ومثله راءى بعمله إذا عمله ليراه الناس فيثنوا عليه يقال فعل ذلك رثاء وسمعة وكلاهما خلق مذموم محبط للعمل كأن الناظم رحمه الله لما مدح نظمه بما مدحه به خاف أن يكون في ذلك تسميع فاستعاذ بالله سبحانه منه وقولا ومفعلا مصدران في موضع الحال من الياء في أعذني أي قائلا وفاعلا أو منصوبان على إسقاط الحافض أي فيهما وبهما ويكون العامل فيهما التسميع على هذا التقدير أو هما بدلان من ياء أعذني بدل اشتمال أي أعذ قولي وفعلي من التسميع وقيل هما تمييزان
(72)
إِلَيكَ يَدِي مِنْكَ الْأَيَادِي تَمُدُّهَا أَجِرْنِي فَلاَ أَجْرِي بِجَوْرٍ قَأَخْطَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/65)
يدي مفعول فعل مضمر أي إليك مددت يدي سائلا الإعاذة من التسميع والإجارة من الجور ثم قال الأيادي منك تمدها أي هي الحاملة لي على مدها والمسهلة لذلك أي هي التي أطمعتني في ذلك وجرأتني عليه وإلا فمن حقي أن لا أمدها حياء من تقصيري في القيام بما يجب من طاعتك، والأيادي النعم جمع أيد وأيد جمع يد، واليد النعمة ويجوز أن تكون يدي مبتدأ والأيادي مبتدأ ثان أي يدي الأيادي منك تمدها إليك والفاء في فلا أجري جواب الأمر وفي فأخطلا جواب النفي وهي ناصبة بإضمار أن في الموضعين وإنما سكن أجري ضرورة أو على تقدير فأنا لا أجري، ومعنى فلا أجري بجوز أي فلا أفعله والجور، الميل أي يميل عن طريق الاستقامة، والخطل المنطق الفاسد وقد خطل بالكسر خطلا
(73)
أَمِينَ وَأَمْناً لِلأَمِينِ بِسِرِّهَا وَإنْ عَثَرَتْ فَهُوَ الْأَمُونُ تَحَمُّلاَ
أمين صوت أو اسم فعل بني آخره على الفتح ومعناه اللهم استجب وأمتا مفعول فعل مضمر معطوف على معنى أمين كأنه قال اللهم استجب وهب أمنا للأمين بسرها أي بخالصها وما فيها من الفوائد وهي لباب المعاني الذي تقدم ذكره، وسر النسب محضه وأفضله، وسر الوادي أفضل موضع فيه والباء في بسرها بمعنى على يقال هو أمين بكذا وعلى كذا والأمين الموثوق به دعاء له بالأمن وهو ضد الخوف ومن أمانته اعترافه بما فيها من الصواب وإذاعته وتعليمه، والعثرة، الزلة وأضافها إلى القصيدة مجازا أو إنما يريد عثرة ناظمها فيها، والأمون الناقة الموثقة الخلق التي أمن ضعفها، كأنه أمن منها العثور لقوتها أي إن كان فيها اختلال فاحتمله كما تتحمل هذه الناقة الأعباء الثقيلة وتصبر عليها أي يكون بمنزلة هذه الناقة في تحمل ما يراه من زلل أو خطأ فلا يوجد عنده قلق ولا نفرة بل يقيم المعاذير بجهده ويعترف بتقصير البشر عن إدراك الكمال في أمر ما، ومن زل في موضع وأصاب في مواضع عديدة فهو على ما أجرى الله تعالى به العادة في حق الأكابر إلا من ثبتت عصمته وقوله تحملا تمييز وهو من باب قولهم هو حاتم جوادا وزهير شعرا، وقيل هو مفعول من أجله وهو وهم
(74)
أَقُولُ لِحُرٍ وَالْمُرُوءةُ مَرْؤُهَا لِإخْوَتِهِ الْمِرْآةُ ذُو النُّورِ مِكْحَلاَ
شرع في ذكر وصايا وآداب ومواعظ والحر أراد به من تقدم شرحه في قوله هو الحر والمقول يأتي في البيت الثاني، واعترض بباقي البيت بين القول والمقول إرادة أن ينبه على سبب النصيحة فنظم ما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مرآة المؤمن، أخرجه أبو داود، أي أنه له بمنزلة المرآة تريه عيوبه فيصلحها، والمروءة كمال الرجولية وهي مشتقة من لفظ المرء كالإنسانية من لفظ الإنسان والمرء والإنسان مترادفان فهي عبارة عن صفات الإنسان الشريفة التي يتميز بها عن غيره من الحيوانات، وقوله والمروءة مبتدأ أول ومرؤها مبتدأ ثان، ومعناه رجلها الذي قامت به المروءة والمرآة خبر مرؤها والجملة خبر المروءة ولإخوته متعلق بمضاف محذوف تقديره نفع مرئها لإخوته كنفع المرآة لهم وذو النور صفة مرؤها أو خبر بعد خبر أو صفة للمرآة على تقدير التذكير فيها كما قالوا، ليلة غم لأن معناها الشيء المنور ومكحلا تمييز كما تقول زيد ذو الحسن وجها أي مكحله ذو نور أي هو منور يشفي الداء بنوره كما تشفي العين المريضة بما يفعله المكحل فيها وهو الميل المعروف، وقيل مكحلا حال من مرؤها أو من المرآة على حذف المضاف فيهما كما ذكرناه وهو العامل وقيل حال من ذو النور لأن معناه صاحب النور نحو زيد ذو مال مقيما
(75)
أَخي أَيُّهَا الْمُجْتَازُ نَظْمِي بِبَابِهِ يُنَادَى عَلَيْهِ كَاسِدَ السُّوْقِ أَجْمِلاَ
هذا هو المقول للحر نادى أخاه في الإسلام والدين الذي جاز هذا النظم ببابه أي مر به كنى بذلك عن السماع به أو الوقوف عليه إنشادا أو في كتاب وكساد السلعة ضد نفاقها أي إذا رأيت هذا النظم غير ملتفت إليه فأجمل أنت أي ائت بالقول الجميل فيه والألف في آخر أجملا بدل من نون التأكيد الخفيفة أراد أجملن مثل (لنسفعا بالناصية)، وقد استعمل ذلك كثيرا نحو فاعلمه واعملا ومسئولا اسئلا واثنان فاعقلا ويبلو واقبلا ونظمي فاعل المجتاز وكاسد السوق حال من هاء عليه وعليه مفعول ينادي القائم مقام الفاعل، رقق الشاطبي رحمه الله خطابه بقوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/66)
أخي أجمل وتواضع بجعله نظمه كاسد السوق ولم يكسد سوقه والحمد لله بل نفقت قصيدته نفاقا واشتهرت شهرة لم تحصل لغيرها من مصنفات هذا الفن، وكان شيخنا أبو الحسن رحمه الله قد أخبرنا عنه أنه قال لا يقرأ أحد قصيدتي هذه إلا وينفعه الله بها لأني نظمتها لله سبحانه
(76)
وَظُنَّ بِهِ خَيْراً وَسَامِحْ نَسِيجَهُ بِالأِغْضاَءِ وَالْحُسْنَى وَإِنْ كانَ هَلْهَلاَ
النسيج المنسوج واستعاره في بيوت الشعر تشبيها ببيوت الشعر والإغضاء التغافل عن الشيء والحسنى تأنيث الأحسن أي وبالطريقة الحسنى أو بالكلمة الحسنى والهلهل السخيف النسج، لما عبر عن النظم بالنسيج عبر عن عيبه بما يعد عيبا في النسيج من الثياب وهو كونه سخيفا أي أحسن القول فيه وتجاوز عنه
(77)
وَسَلِّمْ لِإِحْدَىا الْحُسْنَيَيْنِ إِصَابَةٌ وَالأُخْرَى اجْتِهادٌ رَامَ صَوْباً فَأَمْحَلاَ
أي وسلم لإحدى الحسنيين اللتين لا ينفك عن إحداهما أي عبر عنه بأنه متصف بإدراك إحدى الحسنيين فهذا من جملة الطريقة الحسنى التي يسامح بها نسيجه أو سلمه من الطعن والاعتراض لأجل أنه لا ينفك من إحداهما أو لحصول إحدى الحسنيين له ثم بينهما يقول إصابة واجتهاد ممحل وفي رام ضمير عائد على الاجتهاد جعله طالبا للصواب كما جعله وإنما المتصف بذلك حقيقة من قام به الاجتهاد وكنى بالصوب وهو نزول المطر عن الإصابة وبالمحل عن الخطأ يقال أمحل الرجل صادف محلا والمحل انقطاع المطر ويبس الأرض فللناظم على تقدير الإصابة أجران وله على التقدير الآخر أجر واحد وذلك مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم من طلب علما فأدركه كان له كفلان من الأجر وإن لم يدركه كان له كفل من الأجر، أخرجه الدارمي في مسنده من حديث واثلة بن الأسقع وفي الصحيحين في اجتهاد الحاكم نحو ذلك، وفي إصابة وجهان الجر على البدل من إحدى والرفع على معنى هي إصابة ثم استأنف بيان الحسنى الأخرى فقال والأخرى اجتهاد وكأن هذا كله اعتذار عن الرموز التي اصطلح عليها وعن هذه الطريقة الغريبة التي سلكها رحمه الله سبحانه
(78)
وَإِنْ كانَ خَرْقُ فَأدرِكْهُ بِفَضْلَةٍ مِنَ الْحِلْمِ ولْيُصْلِحْهُ مَنْ جَادَ مِقْوَلاَ
كان هنا تامة أي وإن وجد خرق في نسيجه وحسن ذكر الخرق هنا ما تقدم من لفظ النسيج وكنى بالخرق عن الخطإ وقوله فأدركه أي فتداركه أي تلافه ملتبسا بفضلة من الرفق والأناة وليصلح الخرق من جاد مقوله وهو لسانه ونصب مقولا على التمييز، وجودة اللسان كناية عن جودة القول به، وقد امتثل شيخنا أبو الحسن رحمه الله أدبه في ذلك فنبه على مواضع سنذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى وحذوت حذوه في ذلك في مواضع ستراها وذلك مساعدة له فيما فعله لله وإعانة له على تقريب هذا العلم على الناس ولله الحمد
(79)
وَقُلْ صَادِقًا لَوْلاَ الْوِئَامُ وَرُوحُهُ لَطاَحَ الْأَنَامُ الْكُلُّ فِي الْخُلْفِ وَالْقِلاَ
صادقا حال أو أراد قولا صادقا نظم في هذا البيت مثلا مشهورا وهو لولا الوئام لهلك الأنام أي لولا موافقة الناس بعضهم بعضا في الصحبة والمعاشرة لكانت الهلكة، وزاد الشاطبي قوله وروحه أي روح الوئام تنبيها على ما في الوئام من مصلحة الدين والدنيا، وفي الحديث الصحيح لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وروح الوئام حياته أراد الحياة التي تحصل بسببه لأنه سبب لبقاء الناس وتوادهم والروح يعبر به عما تحصل به الحياة ومنه قوله تعالى (ينزل الملائكة بالروح من أمره)، أي بالوحي سماه روحا لحصول حياة القلوب به فكأنه قال لولا الوئام وثمرته ولكنه جاء بالمثل على طريقة قولهم يعجبني زيد وحسنه المقصود الحسن لكن جئ به معطوفا على من اتصف به مبالغة وطاح بمعنى هلك والأنام الإنس وقيل الإنس والجن وقيل كل ذي روح والقلا البغض أي لهلك الناس في الاختلاف والتباغض جعلهما ظرفين مجاز أو يكون في بمعنى الباء أي لهلكوا بهما كأنه وقع في نفسه أن من الناس من يخالفه فيما قصد من الاصطلاح ويعيبه وربما اغتيب لأجله فحذر من ذلك كله والله اعلم
(80)
وَعِشْ سَالماً صَدْراً وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ تُحَضَّرْ حِظَارَ الْقُدْسِ أَنْقَى مُغَسَّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/67)
سالما حال وصدرا تمييز أي سالما صدرك من كل خلق ردئ، والغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره سماعه لا لمصلحة دينية وقوله فغب أي لا تحضر مع المغتابين ولا توافقهم ولا تصغ إليهم فتكون في حكمهم فإن لم يستطع أن يغيب بجسمه فليغب بقلبه وسمعه ولسانه فيكون حاضرا صورة غائبا معنى، وإنما اعتنى بذكر الغيبة من بين الأخلاق المذمومة لغلبتها على أهل العلم ومنه قيل الغيبة فاكهة القراء، وقال بشر بن الحارث هلك القراء في هاتين الخصلتين، الغيبة والعجب وقوله تحضر من الحضور الذي هو ضد الغيبة وحظار القدس مفعول ثان لتحضر أو على حذف حرف الجر أي في حظار القدس والحظار الحظيرة تعمل للإبل من شجر لتقيها البرد والريح، وحظيرةالقدس الجنة وأنقى مغسلا حالان أي نقيا من الذنوب مغسلا منها، والقدس الطهارة وقيل هو موطن في السماء فيه أرواح المؤمنين والله أعلم
(81)
وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتِي كَقَبْضٍ عَلَى جَمْرٍ فَتَنْجُو مِنَ الْبلاَ
يريد أن الناس قد تغيروا وفسدوا وساءت مقاصدهم وكثر نفاقهم فقل من يوثق به منهم أو يسلم من أذاهم، وقد أدركنا الزمان الذي أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو ثعلبة الخشني عنه قال ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأى برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر، أخرجهما الترمذي وقال حديث حسن غريب، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من بعدي أيام الصبر المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين عاملا، وقوله من لك بكذا جملة استفهامية تستعمل فيما يستبعد وقوعه وتقديره من يسمح لك به، فمعنى البيت من يسمح لك بحصول الحالة التي هي كقبض على جمر وحصولها هو القيام فيها بحقوق الله تعالى، وقد ذكر الشيخ الشاطبي رحمه الله زمان الصبر في قصيدة أخرى له فقال، (إلى الله أشكو وحدتي في مصائبي وهذا زمان الصبر لو كنت حازما)، (عليك بالاسترجاع إنك فاقد حياة العلى وابغ السلو منادما)، أي عليك بقولك (إنا لله وإنا إليه راجعون)، على فقدك لحياة العلى ونادم السلو عنها فقد أيست منها
(82)
وَلَوْ أَنَّ عَيْناً سَاعَدتْ لتَوَكَّغَتْ سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيماً وَهُطّلاَ
أي ولو ساعدت عين صاحبها لكثر بكاؤها دائما على التقصير في الطاعة وقلة البضاعة، ومعنى توكفت قطرت وتصببت وسالت، قال الأزهري وكف البيت وتوكف أي هطل وقوله سحائبها أي مدامعها على وجه الاستعارة والديم جمع ديمة كجيز ولين في جمع جيزة ولينة وهما الناحية والنخلة، والأكثر في جمع ديمة ديم بفتح الياء، والديمة المطر الدائم ليس بشديد الوقع وهطلا جمع هاطلة والهطل تتابع المطر والدمع وسيلانه وديما وهطلا حالان من السحائب المتوكفة أي دائمة هاطلة فهي حقيقة بذلك ومن فسر توكفت هنا بمعنى توقعت فقد جهل معنى البيت وأخطأ اللغة وقد بينا ذلك في الشرح الكبير والله أعلم
(83)
وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ فَيَا ضَيْعَةَ الْأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلاَ
الهاء في لكنها للعين أو هو ضمير القصة والهاء في قحطها للعين والقحط الجدب أي لم ينقطع الدمع إلا بسبب أن القلب قاس وذلك من علامات الشقاء، ففي جامع الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى، هذا حديث حسن صحيح، وفي مسند البزار عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة من الشقاء جمود العين وقساء القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا، وضيعة الأعمار مفعول فعل مضمر والمنادى محذوف أي يا قوم احذوا ضيعة الأعمار أو يكون ناداها على معنى التلهف والتأسف نحو (يا حسرتنا على ما فرطنا فيها)، وقوله تمشي حال من الأعمار أو جملة مستأنفة مفسرة مؤكدة لقوله يا ضيعة الأعمار، أي تمر وتذهب باطلة ضائعة يقال لكل فارغ سبهلل وجاء فلان سبهلل أي غير محمود المجيء أي جاء وذهب في غير شيء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/68)
والله أعلم
(84)
بِنَفسِي مَنِ اسْتَهْدَىَ إلى اللهِ وَحْدَهُ وَكانَ لَهُ الْقُرْآنُ شِرْباً وَمَغْسَلاَ
أي أفدي بنفسي ومن موصولة أو موصوفة، ومعنى استهدى طلب الهداية، أي سلك الطريق المستقيم الموصل إلى الله تعالى والهاء في وحده لله عز وجل أو تعود على المستهدى، فمعناه على الأول أنه مخلص لله في استهدائه لا يريد إلا الله، وعن الثاني هو منفرد في ذلك لأنه في زمان خمول الحق وعلو الباطل والشرب النصيب، أي إذا اقتسم الناس حظوظهم كان القرآن العزيز حظه فيكون القرآن العزيز له شربا يتروى به ومغسلا يتطهر به من الذنوب بدوام تلاوته والعمل بما فيه والتلذذ بمناجاة منزله به في ظلام الليل فمغسلا اسم مكان على التجوز أو مصدر على معنى ذا غسل
(85)
وَطَابَتْ عَلَيْهِ أَرْضُهُ فَتفَتَّقَتْ بِكُلِّ عَبِيرٍ حِينَ أَصْبَحَ مُخْضَلاَ
طابت معطوف على استهدى والهاء في عليه وأرضه للمستهدي وقيل هي في أرضه لله والمراد بالأرض المعروفة وعليه بمعنى له أي طابت له الأرض التي تحمله لما عنده من الانشراح بسبب صلاح حاله مع الله تعالى وكنى بقوله فتفتقت بكل عبير عن ثناء أهلها عليه واغتباطهم به، والعبير الزعفران وقيل أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران، ومعنى تفتقت تشققت أو يكون المعنى أن الأرض زكت وكثر خيرها بسبب هذا المستهدي لقيامه بالحق وعمله بطاعة الله من قولك طابت نفسي على كذا أي وافقتها وطابت الأرض إذا أخصبت وقيل الهاء في أرضه للقرآن العزيز استعار للقرآن العزيز أرضا كأن القارئ له حالة تفكره فيه وتدبره لمعانيه كالسالك في أرض تفتقت بكل عبير، يشير إلى كثرة الفوائد الحاصلة له بذلك علما وعملا، ومعنى مخضلا أي مبتلا كنى بذلك عما أفاض الله تعالى عليه من نعمه بالمحافظة على حدوده
(86)
فَطُوبى لَهُ وَالشَّوْقُ يَبْعَثُ هَمُّهُ وَزَنْدُ الْأَسَى يَهْتَاجُ فِي الْقَلْبِ مُشْعِلاَ
طوبى له خبر أو دعاء والواو في والشوق للحال أي العيش الطيب له في هذه الحالة أي ما أطيب عيشه حين يبعث الشوق همه والهم هنا الإرادة أي الشوق إلى ثواب الله العظيم والنظر إلى وجهه الكريم يثير إرادته ويوقظها ويحركها مهما آنس منها فتورا أو غفلة، ويجوز أن يكون طوبى له دعاء معترضا والشوق وما بعده معطوف على ما تقدم من الجمل أي بنفسي من استهدى وطابت عليه أرضه ومن الشوق يبعث همه والأسى الحزن والزند الذي يقدح به النار استعارة له ويهتاج أي يثور وينبعث ومشعلا حال من فاعل يهتاج أي موقدا، وسبب هذا الحزن المشتعل التأسف على ما ضاع من العمر والخوف من التغير، وفي طوبى بحوث أخر حسنة ذكرناها في الشرح الكبير
(87)
هُوَ المُجْتَبَى يَغْدُو عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ قَرِيباً غَرِيباً مُسْتَمَالاً مُؤَمَّلاَ
المجتبى المختار وفي يغدو وجهان أحدهما أنها جملة مستأنفة، والثاني أنها حال من ضمير المجتبى، وفي معناها أيضا وجهان أحدهما أنها من غدا يغدو إذا مر أي أنه يمر بالناس متصفا بهذه الصفات الجليلة المذكورة وهو باين منهم أي يمر بهم مرورا غير مزاحم لهم على الدنيا ولا مكاثر لهم، والثاني أنه من غدا بمعنى صار التي من أخوات كان وعلى الناس خبرها أي رفع الله تعالى منزلته على الناس وقريبا وما بعده أخبار لها أيضا أو أحوال والمراد بقربه تواضعه أو هو قريب من الله تعالى قرب الرحمة والطاعة وهو غريب في طريقته ومذهبه لقلة أشكاله في التمسك بالحق لأنه كالقابض على الجمر مستمالا أي يطلب منه من يعرف حاله الميل إليه والإقبال عليه ويؤمل عند نزول الشدائد كشفها بدعائه وبركته أي من جملة صفاته أن يكون مطلوبا للناس لا طالبا لهم بل ينفر منهم بجهده
(88)
يَعُدُّ جَمِيعَ النَّاسِ مَوْلى لِأَنَّهُمْ عَلَى مَا قَضَاهُ اللهُ يُجْرُونَ أَفْعَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/69)
يعد هنا بمعنى يعتقد ويحسب فلهذا عداها إلى مفعولين وأفرد مولى لأن جميع لفظ مفرد كقوله (نحن جمع منتصر)، وفي معناه وجهان، أحدهما أنه أراد يعد كل واحد منهم عند الله تعالى مأمورا مقهورا لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فلا يرجوهم ولا يخافهم بل يكون اعتماده واتكاله على خالقه أو لا يرى لهم نفعا ولا ضرا لأن أفعالهم تجري على سابق القضاء والقدر، والثاني أنه أراد سيدا فلا يحتقر أحدا منهم بل يتواضع لكبيرهم وصغيرهم لجواز أن يكون خيرا منه فإن النظر إلى الخاتمة، فعلى الأول وصفه بالتوكل وقطع طمعه عن الخلق، وعلى الثاني وصفه بالتواضع وصيانة نفسه عن الكبر والعجب ونحوهما، ثم علل ذلك بقوله لأنهم على ما قضاه الله أي تجري أفعالهم على ما سبق به القضاء من السعادة والشقاء وأفعلا تمييز، ووجه جمعه اختلاف أنواع أفعال الخلق فهو كقوله تعالى (بالأخسرين أعمالا) والله أعلم
(89)
يَرَى نَفْسَهُ بِالذَّمِّ أَوْلَى لِأَنَّهَا عَلَى المَجْدِ لَمْ تَلْعقْ مِنَ الصَّبْرِ وَالْأَلاَ
أي لا يشغل نفسه بعيب الناس وذمهم ويرى ذمه لنفسه أولى لأنه يعلم منها ما لا يعلمه من غيرها أو يرى نفسه مقصرة بالنسبة إلى غيره ممن سبقه من المجتهدين فيذمها لذلك وقوله على المجد أي على تحصيل الشرف يصفها بالتقصير عن مجاهدات الصديقين وعبر عن تحمله في ذلك المكاره والمشاق بتناوله ما هو مر المذاق، والصبر بكسر الصاد وفتحها مع سكون الباء وبفتح الصاد مع كسر الباء ثلاث لغات كما في كبد وكتف ذكر ذلك الناظم فيما أملاه من الحواشي على قصيدته، ومنهم من أنكر فتح الصاد مع سكون الباء وهو الشي المر الذي يضرب بمرارته المثل والألا بالمد، شجر حسن المنظر مر الطعم وقيل إنه الدفلى وقيل إنه يؤكل ما دام رطبا فإذا يبس لسع ودبغ به واحده ألاة، قال الشيخ في شرحه، ولو قال لم تصبر على الصبر والألا لكان أحسن لأن الألا لا يلعق وهو نبت يشبه الشيح رائحة وطعما ولا يستعظم لعقه وإنما يستعظم الصبر عليه مع العدم وقوله، من الصبر أي من مثل الصبر، قلت هو من باب قولهم، (متقلدا سيفا ورمحا) و (علفتها تبنا وماء)، أي لم تلعق من الصبر ولم تأكل من الألا أي لم يتناول الأشياء المرة لعقا مما يلعق وأكلا مما يؤكل ولو قال لم تطعم لجمع الأمرين والله أعلم
(90)
وَقَدْ قِيلَ كُنْ كَالْكَلْبِ يُقْصِيهِ أَهْلُهُ وَمَا يَأْتَلِى فِي نُصْحِهِمْ مُتَبَذِّلاَ
أي لا يحملك ما ترى من تقصير الناس في حقك على ترك نصحهم أو لا يحملك الفقر والبؤس على ترك طاعة الرب سبحانه وتعالى وحث المخاطبين بالصفة المحمودة في أخس الحيوانات وأنجسها من المحافظة على خدمة أهله وإن قصروا في حقه، وقد صنف أبو بكر محمد بن خلف المرزبان جزءا ذكر فيه أشياء مما وصفت الكلاب ومدحت به سماه تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب ونظم الشيخ الشاطبي رحمه الله تعالى في هذا البيت من ذلك أثرا، روي عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال، أوصى راهب رجلا فقال انصح لله حتى تكون كنصح الكلب لأهله فإنهم يجيعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحيط بهم نصحا، ويقصيه أي يبعده ويأتلي أي يقصر وهو يفتعل من الائتلاء وقوله تعالى (ولا يأتل أولو الفضل منكم)، هو أيضا يفتعل ولكن من الألية وهي الحلف ومتبذلا حال من فاعل يأتلي أو خبر كن أي كن مبتذلا كالكلب والتبذل في الأمر الاسترسال فيه لا يرفع نفسه عن القيام بشيء من جليله وحقيره
(91)
لَعَلَّ إِلهَ الْعَرْشِ يَا إِخْوَتِي يَقِى جَمَاعَتَنَا كُلَّ المَكاَرِهِ هُوّلاَ
أي لعل الله تعالى يقينا إن قبلنا هذه الوصايا وعملنا بها جميع مكاره الدنيا والآخرة وهو لا حال من المكاره وهو جمع هائل يقال هالني الأمر يهولني هولا أي أفزعني فهو هائل أي مفرغ
(92)
وَيَجْعَلُنَا مِمَّنْ يَكُونُ كِتاَبُهُ شَفِيعاً لَهُمْ إِذْ مَا نَسُوْهُ فَيمْحَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/70)
يجعلنا معطوف على يقي ومن موصولة أو موصوفة وإذ ظرف شفيعا كقوله تعالى (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم)، فقيل هي تعليل في الموضعين كما في قوله تعالى (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا)، قلت التقدير وإذ اعتزلتموهم أفلحتم وخلصتم فأووا الآن إلى الكهف، وأما إذ ظلمتم فنزل المسبب عن الشيء كأنه وقع زمن سببه فكأنه انتفى نفع الاشتراك في العذاب زمن ظلمهم، وفي بيت الشاطبي رضي الله عنه كأن الشفاعة حصلت زمن عدم النسيان لما كانت مسببة عنه، وقال أبو علي الدنيا والآخرة متصلتان وهما سواء في حكم الله وعلمه حتى كأنها واقعة وكأن اليوم ماض وقيل التقدير بعد إذ ظلمتم فهكذا يقدر بعد إذ ما نسوه وقيل العامل في إذ ويجعلنا ولا خفاء بفساد هذا، ويقال محل به إذا سعى به إلى سلطان ونحوه وبلغ أفعاله القبيحة مثل وشى به ومكر به وانتصاب فيمحلا على جواب النفي بالفاء، قال أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن ثنا حجاج عن ابن جريج قال حدثت عن أنس بن مالك أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من شفع له القرآن يوم القيامة نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله في النار على وجهه، وفي كتاب الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة أو آية من القرآن أوتيها رجل ثم نسيها، وروي في ذم نسيان القرآن آثار كثيرة والمراد بها ترك العمل به فإن النسيان الترك ومنه قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي)، وقد فسر ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه، القرآن شافع مشفع وماحل مصدق فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار، أخرجه مع غيره أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب ثواب القرآن، فالحاصل أن للقرآن يوم القيامة حالتين، إحداهما الشفاعة لمن قرأه ولم ينس العمل به، والثانية الشكاية لمن نسيه أي تركه متهاونا به ولم يعمل بما فيه، ولا يبعد أن يكون من تهاون به حتى نسي تلاوته كذلك والله أعلم، قال الشيخ وفي الدعاء ولا تجعل القرآن بنا ماحلا أي ذاكرا لما أسلفناه من المساوي في صحبته
(93)
وَبِاللهِ حَوْلِى وَاعْتِصَامِي وَقُوَّتِى وَمَاليَ إِلاَّ سِتْرُهُ مُتَجَلِّلاَ
حولي أي تحولي من أمر إلى أمر والاعتصام الامتناع من كل ما يشين أي ذلك كله بيد الله لا يحصل إلا بمعونته ومشيئته، وفي الحديث الصحيح لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة، قال ابن مسعود في تفسيرها لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله، قال الخطابي هذا أحسن ما جاء فيه ومتجملا حال من الياء في لي أي ومالي ما أعتمد عليه إلا ما قد جللني به من ستره في الدنيا فأنا أرجو مثل ذلك في الآخرة أي ومالي إلا ستره في حال كوني متجللا به أي متغطيا به وقيل هو حال من الستر وفيه نظر
(94)
فَيَا رَبِّ أَنْتَ اللهُ حَسْبي وَعُدَّنِي عَلَيْكَ اعْتِمَادِي ضَارِعاً مُتَوَكِّلاَ
حسبي أي كافي والعدة ما يعد لدفع الحوادث والضارع الذليل والمتوكل المظهر للعجز معتمدا على من يتوكل عليه وهما حالان من الياء في اعتمادي وهذا أخر شرح الخطبة
باب الاستعاذة
(95)
إِذَا مَا أَرَدْتَ الدَّهْرَ تَقْرَأُ فَاسْتَعِذْ جِهَاراً مِنَ الشَّيْطَانِ بِاللهِ مُسْجَلاَ
الدهر منصوب على الظرف وجهارا مصدر في موضع الحال أي مجاهرا أو جاهرا أو يكون نعت مصدر محذوف أي تعوذا جهارا أي ذا جهار، وهذا في استعاذة القارئ على المقرئ أو بحضرة من يسمع قراءته أما من قرأ خاليا أو في الصلاة فالإخفاء له أولى ومسجلا بمعنى مطلقا لجميع القراء في جميع القرآن لا يختص ذلك بقارئ دون غيره ولا بسورة ولا بحزب ولا بآية دون باقي السور والأحزاب والآيات وهذا بخلاف البسملة على ما سيأتي، ووقت الاستعاذة، ابتداء القراءة على ذلك العمل في نقل الخلف عن السلف إلا ما شذ عن بعضهم أن موضعها بعد الفراغ من القراءة وقوله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله)، معناه إذا أردت القراءة كقوله (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم فليستنثر ومن أتى الجمعة فليغتسل، كل ذلك على حذف الإرادة للعلم بها وأظهر الشاطبي رحمه الله في نظمه ذلك المقدر المحتاج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/71)
إليه في الآية وهو الإرادة فقال إذا ما أردت الدهر تقرأ ولم يقل إذا ما قرأت الدهر للكل فاستعذ إشارة إلى تفسير الآية وشرحها وهو كقولك إذا أكلت فسم الله إذا أردت الأكل استغنى بالفعل عن ذكر الإرادة لشدة اتصاله بها ولكونه موجودا فيها
(96)
عَلَى مَا أَتَى في النَّحْلِ يُسْراً وَإِنْ تَزِدْ لِرَبِّكَ تَنْزِيهاً فَلَسْتَ مُجَهَّلاَ
أي استعذ معتمدا على ما أتى في سورة النحل دليلا ولفظا وهو قوله سبحانه وتعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)، فهذا اللفظ هو أدنى الكمال في الخروج عن عهدة الأمر بذلك ولو نقص منه بأن قال أعوذ بالله من الشيطان ولم يقل الرجيم كان مستعيذا ولم يكن آتيا باللفظ الكامل في ذلك ويسرا مصدر في موضع الحال من فاعل أتى أي أتى ذا يسر، أي سهلا ميسرا وتيسره قلة كلماته فهو أيسر لفظا من غيره على ما سنذكره وزاد يتعدى إلى مفعولين نحو قوله تعالى (وزدناهم هدى)، والمفعول الأول هنا محذوف أي وإن تزد لفظ الاستعاذة تنزيها أي لفظ تنزيه يريد بذلك أن تذكر صفة من صفات الله تعالى تثني عليه بها سواء كانت صفة سلب أو ثبوت نحو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم أو أعوذ بالله السميع العليم فكل صفة أثبتها له فقد نزهته عن الاتصاف بضدها وقوله لربك متعلق بتنزيها ولا يمتنع ذلك من جهة كونه مصدرا فلا يتقدم معموله عليه فإن هذه القاعدة مخالفة في الظروف لاتساع العرب فيها وتجويزها من الأحكام فيها ما لم تجوزه في غيرها، وقد ذكرت ذلك في نظم المفصل وقررناه في الشرح الكبير، ومن منع هذا قدر لأجل تعظيم ربك وقيل لربك هو المفعول الأول دخلت اللام زائدة أي وإن تزد ربك تنزيها وقوله فلست مجهلا أي منسوبا إلى الجهل لأن ذلك كله صواب مروي وليس في الكتاب ولا في السنة الثابتة ما يرد ذلك
(97)
وَقَدْ ذَكَرُوا لَفْظَ الرَّسُولِ فَلَمْ يَزِدْ وَلَوْ صَحَّ هذَا النَّقْلُ لَمْ يُبْقِ مُجْمَلاَ
أي وقد ذكر جماعة من المصنفين في علم القراءات أخبارا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره لم يزد لفظها على ما أتى في النحل، منها أن ابن مسعود قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعوذ بالله السميع العليم فقال قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وعن جبير بن مطعم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وكلا الحديثين ضعيف والأول لا أصل له في كتب أهل الحديث، والثاني أخرجه أبو داود بغير هذه العبارة وهو أعوذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه، ثم يعارض كل واحد منهما بما هو أصح منهما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، قال الترمذي هو أشهر حديث في هذا الباب، وفي صحيح أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم ونفخه وهمزه ونفثه، وأشار بقوله ولو صح هذا النقل إلى عدم صحته كما ذكرناه وقوله لم يبق مجملا أي إجمالا في الآية وذلك أن آية النحل لا تقتضي إلا طلب أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان الرجيم فبأي لفظ فعل المخاطب فقد حصل المقصود كقوله تعالى (واسئلوا الله من فضله)، ولا يتعين للسؤال هذا اللفظ فبأي لفظ سأل كان ممتثلا، ففي الآية إطلاق عبر عنه بالإجمال وكلاهما قريب وإن كان بينهما فرق في علم أصول الفقه، وأما زوال إجمال الآية لصحة ما رواه من الحديث فوجهه أنه كان يتعين ختما أو أولوية وأياما كان فهو معنى غير المفهوم من الإطلاق والإجمال إذ الألفاظ كلها في الاستعاذة بالنسبة إلى الأمر المطلق سواء يتخير فيها المكلف وإذا ثبتت الأولوية لأحدها أو تعين فقد زال التخيير والله أعلم
(98)
وَفِيهِ مَقَالٌ في الْأُصُولِ فُرُوعُهُ فَلاَ تَعْدُ مِنْهَا بَاسِقاً وَمُظَلِّلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/72)
أي في التعوذ قول كثير وكلام طويل تظهر لك فروعه في الكتب التي هي أصول وأمهات، يشير إلى الكتب المطولة في هذا العلم كالإيضاح لأبي علي الأهوازي والكامل لأبي القاسم الهذلي وغيرهما ففيها يبسط الكلام في ذلك ونحوه فطالعها وانظر فيها ولا تتجاوز منها القول الصحيح الظاهر البين المتضح الحجج وأشار إلى ذلك بقوله، باسقا أي عاليا والمظلل ماله ظل لكثرة فروعه وورقه أي قولا باسقا وقيل مراده بالأصول علم أصول الفقه لأجل الكلام المتعلق بالنصوص فالهاء في فيه تعود إلى لفظ الرسول أو إلى النقل أو إلى المذكور بجملته، وقد أوضحنا ذلك كله في الشرح الكبير وبالله التوفيق
(99)
وَإِخْفَاؤُهُ (فَـ) ـصلْ (أَ) بَاهُ وَعُاَتُنَا وَكَمْ مِنْ فَتىً كالْمَهْدَوِي فِيهِ أَعْمَلاَ
أي روى إخفاء التعوذ عن حمزة ونافع لأن الفاء رمز حمزة والألف رمز نافع وهذا أول رمز وقع في نظمه والواو في وعاتنا للفصل وتكررت بقوله وكم هذا هو المقصود بهذا النظم في الباطن، وأما ظاهره فقوله فصل يحتمل وجهين، أحدهما أنه فصل من فصول القراءة وباب من أبوابها كرهه مشايخنا وحفاظنا أي ردوه ولم يأخذوا به والوعاة جمع واع كقاض وقضاة يقال وعاه أي حفظه، والثاني أن يكون أشار بقوله فصل إلى بيان حكمة إخفاء التعوذ وهو الفصل بين ما هو من القرآن وغيره فقوله وإخفاؤه فصل جملة ابتدائية وأباه وعاتنا جملة فعلية وهي صفة لفصل على الوجه الأول مستأنفة على الوجه الثاني لان الوعاة ما أبوا كونه فاصلا بين القرآن وغيره وإنما أبا الإخفاء الوعاة لأن الجهر به إظهار لشعار القراءة كالجهر بالتلبية وتكبيرات العيد، ومن فوائده أن السامع له ينصت للقراءة من أولها لا يفوته منها شيء وإذا أخفى التعوذ لم يعلم السامع بالقراءة إلا بعد أن فاته من المقروء شيء وهذا المعنى هو الفارق بين القراءة خارج الصلاة وفي الصلاة فإن المختار في الصلاة الإخفاء لأن المأموم منصت من أول الإحرام بالصلاة ثم أشار بقوله وكم من فتى إلى أن جماعة من المصنفين الأقوياء في هذا العلم اختاروا الإخفاء وقرروه واحتجوا له وذكر منهم المهدوي وهو أبو العباس أحمد بن عمار المقرئ المفسر مؤلف الكتب المشهورة التفصيل والتحصيل والهداية وشرحها منسوب إلى المهدية من بلاد أفريقية بأوائل المغرب والهاء في فيه للإخفاء وأعملا فعل ماض خبر وكم من فتى أي أعمل فكره في تصحيحه وتقريره وفيه وجوه أخر ذكرناها في الشرح الكبير والله أعلم
-------------
ارى ان الشرح لا يعجبكم لكن والله هذ ا شرح جيد جدا للعلامة ابو شامة
وهذا الشرح يمتاز باامور
1 - الشرح وافى
2 - يتعلق بذكر لهجات العرب
3 - يعرب كلمات الشرح احيانا
--واليكم بقية الشرح
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 03 - 07, 10:51 م]ـ
الرجاء الرد على موضوعى هل اكمله ام لا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[01 - 03 - 07, 11:17 م]ـ
باب البسملة
(100)
وَبَسْمَلَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ (بِـ) سُنَّةٍ (رِ) جَالٌ (نَـ) ـمَوْهاَ (دِ) رْيَةً وَتَحَمُّلاَ
البسملة تقع في قراءة القراء في ثلاثة مواضع، إذا ابتدءوا سورة أو جزءا وسيأتي الكلام فيهما والثالث بين كل سورتين فابتدأ ببيانه لأن الاختلاف فيه أكثر والحاجة إلى معرفته أمس وفاعل بسمل قوله رجال وبسنة حال مقدمة أي آخذين أو متمسكين بسنة وهي كتابة الصحابة رضي الله عنهم لها في المصحف وما روي من الآثار في ذلك أو تكون نعت مصدر محذوف أي بسملة ملتبسة بسنة منقولة ونموها أي نقلوها ورفعوها وأسندوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين والضمير للبسملة أو للسنة والجملة صفة لرجال أو للسنة ودرية وتحملا مصدران في موضع الحال من فاعل نموها أي ذوي درية وتحمل أي دارين متحملين لها أي جامعين بين الدراية والرواية والمبسملون من القراء هم الذين رمز لهم في هذا البيت من قوله بسنة رجال نموها درية وعلم من ذلك أن الباقين لا يبسملون لأن هذا من قبيل الإثبات والحذف، قال أبو طاهر بن أبي هاشم صاحب ابن مجاهد أولى القولين بالصواب عندي الفصل بين السورتين بالبسملة لاتباع المصحف وللحديث الذي يروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت اقرءوا ما في المصحف ثم ذكر قول ابن عمر فلم كتبت في المصحف إن لم تقرأ قال أبو طاهر ألا ترى أن ترك قراءتها كان عند ابن عمر كترك قراءة غيرها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/73)
مما هو مرسوم في المصحف من سائر آي القرآن إذ كان رسمها في الخط كرسم ما بعدها لا فرق بينهما، قال وقد أجمع مع ذلك من أئمة القراءة بالأمصار على الجهر بها بين السورتين أهل الحرمين وعاصم والكسائي وأهل الشام
(101)
وَوَصْلُكَ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ (فَـ) ـصَاحَةٌ وَصِلْ وَاسْكُتَنْ (كُـ) ـلٌّ (جَـ) ـلاَيَاهُ (حَـ) ـصَّلاَ
بين في صدر هذا البيت قراءة حمزة رضي الله عنه ورمز له بقوله فصاحة وبين في عجز البيت قراءة ابن عامر وورش وأبي عمرو ورمز لهم بقوله كل جلاياه حصلا وبين السورتين ظرف للوصل أو مفعول به وفصاحة خبره وإنما كان فصاحة لأنه يستلزم بيان إعراب أواخر السور ومعرفة أحكام ما يكسر منها وما يحذف لالتقاء الساكنين كآخر المائدة والنجم وبيان همزة القطع والوصل كأول القارعة و (ألهاكم التكاثر) وما يسكت عليه في مذهب خلف كآخر والضحى فكل ذلك لا يحكمه ويتقنه إلا من عرف كيف يصله وسكوت خلف لا يخرجه عن كونه وصلا فإنه لا يفعل ذلك إلا في الوصل كما سيأتي شرحه في قوله روى خلف في الوصل، وقد نقل أبو علي الأهوازي عن حمزة أنه قال، إنما فعلت ذلك ليعرف القارئ كيف إعراب أواخر السور أي ووصلك بين السورتين بعد إسقاط البسملة يستلزم فصاحة ثم بين قراءة غير حمزة ممن لم يبسمل فقال وصل واستكن وهذا على التخيير وإلا فالجمع بينهما محال إلا في حالتين أي صل إن شئت كما سبق لحمزة واسكت على آخر السورة إن شئت وبهذا التقدير دخل الكلام معنى التخيير وإلا فالواو ليست بموضوعة له وقد قيل إنها قد تأتي للتخيير مجازا والنون في واسكتن للتوكيد ولعله قصد بذلك أن السكوت لهم أرجح من الوصل، وقال صاحب التيسير على اختيار ذلك لهم وقال الشيخ رحمة الله عليه أكثر أهل الأداء لما فيه من الفصل وقد روى السكت أيضا عن حمزة وجلاياه جمع جلية وهو مفعول حصل والهاء في جلاياه تعود على التخيير أي كل من أهل الأداء استوضح التخيير ورآه صوابا أو تعود على كل أي كل من القراء حصل جلايا ما ذهب إليه وصوبه والله أعلم
(102)
وَلاَ نَصَّ كَلاَّ حُبَّ وجْهٍ ذَكَرْتُهُ وَفِيهاَ خِلاَفٌ جِيدُهُ وَاضِحُ الطُّلاَ
أي لم يرد بذلك نص عن هؤلاء بوصل ولا سكوت وإنما التخيير بينهما لهم اختيار من المشايخ واستحباب منهم وهذا معنى قوله حب وجه ذكرته وكلا حرف ردع وزجر كأنه منع من اعتقاد النصوصية عن أحد منهم على ذلك ثم قال وفيها أي في البسلمة خلاف عنهم جيد ذلك الخلاف واضح الطلا أي أنه مشهور معروف عند العلماء والجيد العنق والطلا جمع طلاة أو طلية والطلية صفحة العنق وله طليتان فجاء بالجمع في موضع التثنية لعدم الإلباس كقولهم عريض الحواجب وطويل الشوارب وقيل الطلا الأعناق أنفسها فكأنه قال عنق هذا الخلاف واضح الأعناق أي هو الواضح من بينها وإنما تتضح الأعناق إذا كانت مرتفعة وارتفاع الأعناق والرءوس يكنى به عن ارتفاع المنزلة وعلو المرتبة ومنه الحديث الصحيح، المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة، فحاصل ما في هذا البيت أن الخلاف في البسملة مروي عن ابن عامر وورش وأبي عمرو بل أكثر المصنفين لم يذكروا عن ابن عامر إلا البسملة وقد ذكرنا عبارة المصنفين عنهم في ذلك في الشرح الكبير فإذا قلنا لا يبسملون فهل يصلون كحمزة أو يسكتون لم يأت عنهم في ذلك نص وذكر الشيوخ الوجهين لهم استحبابا وقد بسطنا الكلام في ذلك بسطا شافيا ولم نجعل في هذا البيت رمزا لأحد كما ذكر غيرنا فإنا إذا قلنا إن كلا حب رمز ابن عامر وأبي عمرو لزم من مفهوم ذلك أن يكون ورش عنه نص في التخيير وليس كذلك بل لم يرد عنه نص في ذلك، وإن قلنا إن جيده رمز ورش لزم أن يكون ابن عامر وأبو عمرو لم يرد عنهما خلاف في البسملة وهو خلاف المنقول فلهذا قلنا لا رمز في البيت أصلا والله أعلم
(103)
وسَكْتُهُمُ الْمُخْتَارُ دُونَ تَنَفُّسٍ وَبَعْضُهُمُ فِي الْأَرْبِعِ الرُّهْرِ بَسْمَلاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/74)
السكت والسكوت واحد كلاهما مصدر سكت والضمير في سكتهم يعود على الثلاثة المخير لهم بين الوصل والسكت أي السكت المنسوب إليهم المختار فيه أن يكون دون تنفس فالمختار على هذا يكون مبتدأ ثانيا ويجوز أن يكون صفة السكت ويجوز أن يكون خبره كأنه لما خير أولا بين الوصل والسكت أردفه بأن السكت هو المختار على ما أشرنا إليه في قوله واسكتن وقوله بعد ذلك دون تنفس خبر بعد خبر أو خبر مبتدإ محذوف أو حال من ضمير المختار والإشارة بقولهم دون تنفس إلى عدم الإطالة المؤذنة بالإعراض عن القراءة وإلا فلأواخر السور حكم الوقف على أواخر الآيات وفي أثنائها من الوقوف التامة والكافية فما ساغ ثم من السكوت فهو سائغ هنا وأكثر والله أعلم، ثم قال وبعضهم أي وبعض المشايخ من المقرئين الذين استحبوا التخيير بين الوصل والسكوت واختاروا في السكوت أن يكون دون تنفس اختاروا أيضا البسملة لهؤلاء الثلاثة في أوائل أربع سور هي القيامة والمطففين والبلد والهمزة دون سائر السور قالوا لأنهم استقبحوا وصلها بآخر السور قبلها من غير تسمية وقوله الزهر جمع زهراء تأنيث أزهر أي المضيئة المنيرة كنى بذلك عن شهرتها ووضوحها بين أهل هذا الشأن فلم يحتج إلى تعيينها
(104)
لَهُمْ دُونَ نَصٍّ وَهْوَ فِيهِنَّ سَاكِتٌ لِحَمْزَةَ فَافْهَمْهُ وَلَيْسَ مُخَذَّلاَ
لهم أي لابن عامر وورش وأبي عمرو دون نص أي من غير نص وقد استعمل رحمه الله لفظ دون بمعنى غير كثيرا كقوله ومن دون وصل ضمها (وسلطانية) من دون هاء ولفظ غير مؤات له في المواضع كلها، قال صاحب التيسير وليس في ذلك أثر عنهم وإنما هو استحباب من الشيوخ ثم قال وهو فيهن أي وذلك البعض يسكت في هذه المواضع الأربعة لحمزة لأن حمزة مذهبه الوصل فاكتفى له هنا بالسكت ثم قال فافهمه أي افهم هذا المذهب المذكور وليس مخذلا يقال خذله إذا ترك عونه ونصرته خذلانا وخذل عنه أصحابه تخذيلا أي حملهم على خذلانه فالتقدير وليس مخذلا عنه أصحابه ويجوز أن يكون اسم ليس عائدا على البعض في قوله وبعضهم كأن التقدير، وليس ذلك القائل مخذلا عن نصرة هذا المذهب بل قد انتصب له من ساعده ونصره وأعانه، وإني أقول لا حاجة إلى تكلف التسمية لأجل المعنى المذكور بل السكوت كاف للجميع كما يكتفي به لحمزة وكما يكتفي به بين الآيات الموهم اتصالها أكثر مما في هذه الأربعة أو مثلها مثل (الذين يحملون العرش) بعد قوله (إنهم أصحاب النار) وقوله (لا خير في كثير) بعد قوله (وكان فضل الله عليك عظيما)، ويمكن حمل قول الشاطبي رحمه الله وليس مخذلا على السكوت المفهوم من قوله وهو فيهن ساكت أي ليس هذا السكوت مخذلا بل هو مختار لحمزة وغيره ولقد أعجبني قول أبي الحسن الحصري، (ولم أقر بين السورتين مبسملا لورش سوى ماجا في الأربع الغر)، (وحجتهم فيهن عندي ضعيفة ولكن يقرون الرواية بالنصر) قال من شرح هذا لو قلا يقرون المقالة موضع قوله الرواية لكان أجود إذ لا رواية عنهم بذلك قد أشبعت الكلام في هذا في الشرح الكبير
(105)
وَمَهْمَا تَصِلْهَا أَوْ بَدَأْتَ بَرَاءَةً لِتَنْزِيلِهاَ بالسَّيْفِ لَسْتَ مُبَسْمِلاَ
قد سبق الكلام في مهما وأن فيها معنى الشرط فتدخل الفاء في جوابها كقوله فيما مضى فكن عند شرطي وفيما يأتي فلا تقفن الدهر وهي محذوفة في هذا البيت لضرورة الشعر، والتقدير فلست مبسلا وقيل إنما تدخل الفاء لأنه خبر بمعنى النهي وهو فاسد فإن الفاء لازمة في النهي فكيف الخبر الذي بمعناه وقوله تصلها الضمير فيه لبراءة أضمر قبل الذكر على شريطة التفسير وبراءة مفعول بدأت والقاعدة تقتضي حذف المفعول من الأول فلا حاجة إلى إضماره كقوله تعالى (آتوني أفرغ عليه قطرا)، وقيل براءة بدل من الضمير في تصلها بمعنى أن سورة براءة لا بسملة في أولها سواء ابتدأ بها القارئ أو وصلها بالأنفال لأن البسملة لم ترسم في أولها بخلاف غيرها من السور، ثم بين الحكمة التي لأجلها لم تشرع في أولها البسملة فقال لتنزيلها بالسيف أي ملتبسة بالسيف كنى بذلك عما اشتملت عليه السورة من الأمر بالقتل والأخذ والحصر ونبذ العهد وفيها الآية التي يسميها المفسرون آية السيف وهذا التعليل يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن غيره، قال القاضي أبو بكر ابن الباقلاني وعليه الجمهور من أهل العلم، وقد زدت في الشرح الكبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/75)
هذا المعنى بسطا وتقريرا وذكرت وجوها أخر في التعليل ونقل الأهوازي أن بعضهم بسمل في أول براءة
(106)
وَلاَ بُدَّ مِنْهاَ في ابْتِدَائِكَ سُورَةً سِوَاهاَ وَفي الْأَجْزَاءِ خُيِّرَ مَنْ تَلاَ
الضمير في منها للبسملة وفي سواها لبراءة وسورة منصوب على إسقاط الخافض أي بسورة وكذا قوله أبو بدأت براءة أي براءة يقال بدأت بالشيء أي ابتدأت به وأما بدأت الشيء من غير باء فمعناه فعلته ابتداء ومنه، (بدأ الله الخلق)، وسورة نكرة في كلام موجب فلا عموم لها إلا من جهة المعنى فكأنه قال مهما ابتدأت سورة سوى براءة فبسمل ولو قال ولا بد منها في ابتدا كل سورة سواها لزال هذا الإشكال، ومعنى البيت أن القراء كلهم اتفقوا في إبتداء السور على البسملة سواء في ذلك من بسمل منهم بين السورتين ومن لم يبسمل، ووجهه أنهم حملوا كتابة ما في المصحف على ذلك كما تكتب همزات الوصل وهي ساقطة في الدرج، قال بعض العلماء ولا خلاف بين القراء في البسملة أول فاتحة الكتاب سواء وصلها القارئ بسورة أخرى قبلها أو ابتدأ بها ولم يذكر ذلك في القصيدة اعتمادا على أن الفاتحة في غالب الأحوال لا يكون القارئ لها إلا مبتدئا ثم قال وفي الأجزاء أي وفي ابتداء الأجزاء والأحزاب والأعشار وغير ذلك ويجمع ذلك أن تقول كل آية يبتدأ بها غير أوائل السور خير المشايخ فيه فسوغوا البسملة فيه لأنه موضع ابتداء في الجملة كما يسمى في ابتداء الوضوء والأكل والشرب ومن تلا فاعل خير وتلا بمعنى قرأ كنى بذلك عن أهل الأداء ولو كان خير بضم الخاء وكسر الياء لكان حسنا أي خير التالي وهو القارئ في ذلك والله أعلم
(107)
وَمَهْمَا تَصِلْهَا مَعْ أَوَاخِرِ سُورَةٍ فَلاَ تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فِيهاَ فَتَثْقُلاَ
الضمير في تصلها وفيها للبسملة وأواخر جمع في موضع مفرد أي بآخر سورة أي بالكلمات الأواخر أو نقول سورة لفظ مفرد في موضع جمع لأنه ليس المراد سورة واحدة بل جميع السور فكأنه قال مع أواخر السور والدهر نصب على الظرفية وفيها بمعنى عليها كما قيل ذلك في قوله تعالى (في جذوع النخل)، أي عليها ولا تقفن نهي نصب في جوابه فتثقلا بإضمار أن بعد الفاء، ومعنى فتثقل أي يستثقل ويتبرم بك لأن البسملة لأوائل السور لا لأواخرها فإن ابتليت بوصلها بالآخر فتمم الوصل بأول السورة الأخرى فتتصل بهما كما تتصل سائر الآيات بما قبلها وما بعدها، ولك أن تقطعها من الآخر والأول وتلفظ بها وحدها والأولى قطعها من الآخر ووصلها بالأول فهذه أربعة أوجه الأول مكروه والآخر مستحب وما بينهما وجهان متوسطان وهما وصل البسملة بهما وقطعها عنهما ويتعلق بالوصل والقطع أحكام ذكرناها في الكبير قال صاحب التيسير والقطع عليها إذا وصلت بأواخر السور غير جائز والله أعلم
سورة أم القرآن
(108)
وَمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (رَ) اوِيهِ (نَـ) ـاَصِرٌ وَعَنْدَ سِرَاطِ وَالسِّرَاطَ لِ قُنْبُلاَ
هذا من جملة المواضع التي استغنى فيها باللفظ عن القيد فلم يحتج إلى أن يقول ومالك بالمد أو مد أو نحو ذلك لأن الشعر لا يتزن على القراءة الأخرى فصار اللفظ كأنه مقيد فكأنه قال بالمد كما قال في موضع آخر وفي حاذرون المد أي قرأ مالك بالمد الكسائي وعاصم وقراءة الباقين بالقصر لأنه ضد المد والمد هنا هو إثبات الألف والقصر حذفها، وكان التقييد ممكنا له لو قال ومالك ممدودا نصير رواته والقراءتان صحيحتان ثابتتان وكلا اللفظين من مالك وملك صفة لله تعالى، وقد أكثر المصنفون في القراءات والتفاسير من الكلام في الترجيح بين هاتين القراءتين حتى إن بعضهم يبالغ في ذلك إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين وصحة اتصاف الرب سبحانه وتعالى بهما فهما صفتان لله تعالى يتبين وجه الكمال له فيهما فقط ولا ينبغي أن يتجاوز ذلك، وممن اختار قراءة مالك بالألف عيسى بن عمر وأبو حاتم وأبو بكر بن مجاهد وصاحبه أبو طاهر بن أبي هاشم وهي قراءة قتادة والأعمش وأبي المنذر وخلف ويعقوب ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبي هريرة ومعاوية ثم عن الحسن وابن سيرين وعلقمة والأسود وسعيد بن جبير وأبي رجاء والنخعي وأبي عبد الرحمن السلمي ويحيى بن يعمر وغيرهم، واختلف فيه عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/76)
علي وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين، وأما قراءة ملك بغير ألف فرويت أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ بها جماعة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم منهم أبو الدرداء وابن عمر وابن عباس ومروان بن الحكم ومجاهد ويحيى بن وثاب والأعرج وأبو جعفر وشيبة وابن جريج والجحدري وابن جندب وابن محيصن وخمسة من الأئمة السبعة وهي اختيار أبي عبيد وأبي بكر بن السراج النحوي ومكي المقري وقد بينت كلامهم في ذلك في الشرح الكبير وأنا أستحب القراءة بهما هذه تارة وهذه تارة حتى إني في الصلاة أقرأ بهذه في ركعة وهذه في ركعة ونسأل الله تعالى اتباع كل ما صح نقله والعمل به، ثم قال وعند سراط والسراط أي مجردا عن لام التعريف ومتصلا بها، ثم المجرد عن اللام قد يكون نكرة نحو (إلى صراط مستقيم) - (هذا صراط مستقيم) - (أهدك صراطا سويا)، وقد تكون معرفة بالإضافة نحو (صراط الذين أنعمت عليهم) - (صراط الله الذي) - (صراطك المستقيم) - (صراطي مستقيما)، فلهذا لم أقل إرادة المنكر والمعرف ومثله وكسر بيوت والبيوت ونقل قران والقران بخلاف قوله في لؤلؤ في العرف والنكر شعبة فإنه لم يأت مجردا عن اللام إلا وهو نكرة ولو اقتصر على لفظ النكرة في الكل لحصل الغرض فإن لام التعريف زائدة على الكلمة كما قال ووالاه في بئر وفي بئس ورشهم والحكم عام في كل ما في القرآن من لفظ بئس مجردا من الراء والفاء واللام وفي وبئس بالواو وفي فبئس بالفاء وفي لبئس باللام وإنما نبه على ما فيه لام التعريف دون المضاف لاتحاد لفظ اللام وتعدد المضاف إليه ولو أنه قال سراط بسين قنبل كيف أقبلا وبالصاد باقيهم وزايا أشمها البيت لتم له المقصود والله أعلم، ثم هذا أيضا مما استغنى فيه باللفظ عن القيد فكأنه قال بالسين واعتمد على صورة الكتابة فلم يخف التباسا إذ يقرأ بالصاد وقنبلا منصوب لأنه مفعول به لقوله (ل) وهذه اللام المنفردة هي فعل أمر من قوله ولى هذا هذا يليه إذا جاء بعده أي اتبع قنبلا عند هاتين اللفظتين فاقرأ قراءته فيهما بالسين في جميع القرآن وقد بين ذلك بقوله رحمه الله
(109)
بِحَيْثُ أَتَى وَالصَّادُ زَاياً اشِمَّهَا لَدَى خَلَفٍ وَاشْمِمْ لِخَلاَّدِ الاَوَّلاَ
أي بحيث أتى المذكور وهذا لفظ يفيد العموم كقوله تعالى (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)، والباء في بحيث زائدة ولو لم يقل بحيث أتى لاقتصر الحكم على ما في الفاتحة وهكذا كل موضع يطلق فيه اللفظ يكون مخصوصا بتلك السورةكقوله، وخفف كوف يكذبون سبيل برفع خذ وفي شركاي الخلف فإن كان الخلاف مطردا في موضعين قال معا وإن كان في أكثر قال جميعا أو كلا أو حيث جاء ونحو ذلك ولم يخرج عن هذا إلا حروف يسيرة كالتوراة وكأين في آل عمران وقراءة الباقين بالصاد وهي أقوى القراءات لاتفاق الرسم عليها وأفصحها لغة وعلم أن قراءة الباقين بالصاد من قوله والصاد زايا أشمها كأنه قال والباقون بالصاد وأشمها زايا خلف، ويجوز في قوله الصاد النصب والرفع والنصب هو المختار لأجل الأمر وغلط من قال هنا الرفع أجود وأصل كلمة السراط السين والصاد بدل منها لأجل قوة الطاء ومن أشمها زايا بالغ في المناسبة بينهما وبين الطاء، وروي عن بعضهم إبدالها زايا خالصة والمعنى بهذا الإشمام خلط صوت الصاد بصوت الزاي فيمتزجان فيتولد منهما حرف ليس بصاد ولا زاي، والإشمام في عرف القراء يطلق باعتبارات أربعة، أحدها خلط حرف بحرف كما في الصراط وما يأتي في أصدق ومصيطر، والثاني خلط حركة بأخرى كما يأتي في قيل وغيض وأشباههما، والثالث إخفاء الحركة فيكون بين الإسكان والتحريك كما يأتي في (تأمنا على يوسف)، على ظاهر عبارة صاحب التيسير، والرابع ضم الشفتين بعد سكون الحرف، وهو الذي يأتي في باب الوقف وفي باب وقف حمزة وهشام وآخر باب الإدغام على ما سنبين ذلك ونوضح ما فيه من الإشكالات إن شاء الله وقوله لدى خلف أي عنده ومعنى عنده أي في مذهبه وقراءته ووصل همزة القطع من قوله وأشمم لخلاد ضرورة كما صرف براءة فيما تقدم وأصله من قولهم أشممته الطيب أي أوصلت إليه شيئا يسيرا مما يتعلق به وهو الرائحة والأولا مفعول واشمم ونقل الحركة من همزة أول إلى لام التعريف فتحركت فإن لم يعتد بالحركة كان حذف التنوين من قوله لخلاد لالتقاء الساكنين تقديرا وإن اعتد بها فحذف التنوين ضرورة وسيأتي تحقيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/77)
هذين الوجهين في مسألة عادا الأولى والمراد بالأول، (اهدنا الصراط المستقيم)، أي أشمه وحده خلاد دون ما بقي في الفاتحة وفي جميع القرآن وهذه إحدى الروايات عنه وقل من ذكرها، وروي أنه يوافق خلفا في حرفي الفاتحة معا دون سائر القرآن، وروي أنه يشم ما كان بالألف واللام فقط في الفاتحة وغيرها، والرواية الرابعة أنه يقرأ بالصاد خالصة كسائر القراء في الفاتحة وغيرها، قال أبو الطيب بن غلبون المشهور عن خلاد بالصاد في جميع القرآن قال وهذه الرواية هي المعول عليها وبها آخذ في فاتحة الكتاب وغيرها، وفي الشرح الكبير تعليل هذه الروايات وبسط القول في ذلك والله أعلم
(110)
عَلَيْهِمْ إِلَيْهِمْ حَمْزَةٌ وَلَدَيْهِموُ جَمِيعاً بِضَمِّ الْهاءِ وَقْفاً وَمَوْصِلاَ
أي قرأ حمزة هذه الألفاظ الثلاثة بضم الهاء وحذف واو العطف من إليهم ضرورة وسيأتي له نظائر فموضع عليهم وإليهم ولديهم نصب على المفعولية ويجوز الرفع على الابتداء وخبره حمزة أي يقرؤهن بالضم أو قراءة حمزة والأولى أن يلفظ بالثلاثة في البيت مكسورات الهاء ليتبين قراءة الباقين لأن الكسر ليس ضدا للضم فلا تتبين قراءتهم من قوله بضم الهاء ولو قال بضم الكسر لبان ذلك ولعله أراده وسبق لسانه حالة الإملاء إلى قوله بضم الهاء وسيأتي في قوله كسر الهاء بالضم شمللا وقف للكل بالكسر مكملا ما يوضح أن الخلاف في هذا الباب دائر بين كسر الهاء وضمها ومن عادته المحافظة على قيوده وإن كان موضع الخلاف مشهورا أو لا يحتمل غيره كقوله وهاهو وهاهي أسكن ثم قال والضم غيرهم وكسر مع كونه صرح بلفظي هو وهي وهذه الكلمات الثلاث ليس منها في الفاتحة إلا عليهم وأدرج معها إليهم ولديهم لاشتراكهن في الحكم وهذا يفعله كثيرا حيث يسمح النظم به كقوله وقيل وغيض وجئ وحيل وسيق وسيء وسيت ويتركه حيث يتعذر عليه فيذكر كل واحد في سورته كقوله في الأحزاب بما يعلمون اثنان عن ولد العلا، ثم قال في سورة الفتح بما يعملون حج وقال في البقرة وفتحك سين السلم ثم ذكر في الأنفال الذي في سورة القتال فكل واحد من الجمع والتفريق يقع مع اتحاد القارئ واختلافه وقوله جميعا أي حيث وقعت هذه الثلاث في جميع القرآن ووقفا وموصلا حالان من حمزة أي ذا وقف ووصل أي في حالتي وقفه ووصله فالموصل والوصل مثل المرجع والرجع، واعلم أن الضم في الهاء هو الأصل مطلقا للمفرد والمثنى والمجموع نحو منه وعنه ومنهما وعنهما ومنهم وعنهم ومنهن وعنهن، وفتحت في منها وعنها لأجل الألف وكسرت إذا وقع قبلها كسر أو ياء ساكنة نحو بهم وفيهم فمن قرأ بالضم فهو الأصل، وإن كان الكسر أحسن في اللغة كما قلنا في الصراط وإنما اختص حمزة هذه الألفاظ الثلاثة بالضم لأن الياء فيها بدل عن الألف ولو نطق بالألف لم يكن إلا الضم في الهاء فلحظ الأصل في ذلك وإنما اختص جمع المذكر دون المؤنث والمفرد والمثنى فلم يضم عليهن ولا عليه ولا عليهما لأن الميم في عليهم يضم عند ساكن في قراءته ومطلقا في قراءة من يصلها بواو فكان الضم في الهاء إتباعا وتقديرا وليس في عليه وعليهما وعليهن ذلك ولم يلحظ يعقوب الحضرمي هذا الفرق فضم هاء التثنية وجمع المؤنث ونحو فيهم وسيؤتيهم وقد ضم حمزة فيما يأتي (لأهله امكثوا)، وضم حفص (عليه الله) في الفتح (وما أنسانيه إلا الشيطان)، والضم الأصل في الكل والله أعلم
(111)
وَصِلْ ضَمَّ مِيمِ الْجَمْعِ قَبْلَ مُحَرَّكٍ (دِ) رَاكاً وَقاَلُونٌ بِتَخْيِيرِهِ جَلاَ
نبه على أن أصل ميم الجمع أن تكون مضمومة والمراد بوصل ضمها إشباعه فيتولد منه واو وذلك كقولهم في أنتم ومنهم أنتمو ومنهمو فيكون زيادة الجمع على حد زيادة التثنية هذه بواو وهذه بألف فأنتمو وأنتما كالزيدون والزيدان وقاما وقاموا وكلاهما لغة فصيحة وقد كثر مجيئها في الشعر وغيره، قال لبيد (وهموا فوارسها وهم حكامها)، فجمع بين اللغتين وكذا فعل الكميت في قوله، (هززتكمو لو أن فيكم مهزة)، وقال الفرزدق، (من معشر حبهم دين وبغضهموا) كفر، وقوله قبل محرك احتراز مما بعده ساكن وسيأتي حكمه لأن الزيادة قبل الساكن مفضية إلى حذفها لالتقاء الساكنين، وبقي عليه شرط آخر وهو أن لا يتصل بميم الجمع ضمير فإنه إن اتصل بها ضمير وصلت لجميع القراء وهي اللغة الفصيحة حينئذ وعليها جاء الرسم نحو (فإذا دخلتموه -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/78)
فاتخذتموهم سخريا - فأسقيناكموه - أنلزمكموها - حيث وجدتموهم - حيث ثقفتموهم - وإذ يريكموهم)، وقوله دراكا أي متابعة وهو مصدر في موضع الحال أي صلة تابعا لما نقل يقال دارك الرجل صوبه أي تابعه والدال رمز ابن كثير وصرف اسم قالون هنا وترك صرفه فيما تقدم فيكون صرفه أو ترك صرفه للضرورة وجلا أي كشف وذلك لأنه نبه بتخييره بين مثل قراءة ابن كثير وقراءة الجماعة على صحة القراءتين وثبوتهما أي يروى عن قالون الوجهان الوصل وتركه وهذا التخيير منقول أيضا عن نافع نفسه ويروى عن قالون مثل ورش وعن ابن كثير مثل الجماعة
(112)
وَمِنْ قَبْلِ هَمْزِ الْقَطْعِ صِلْهَا لِوَرْشِهِمْ وَأَسْكَنَهاَ الْبَاقُونَ بَعْدُ لِتَكْمُلاَ
كان يلزمه أن يذكر مع ورش ابن كثير وقالون لئلا يظن أن هذا الموضع مختص بورش كما قال في باب الإمالة رمى صحبة ولو قال ومن قبل همز القطع وافق ورشهم لحصل الغرض، ومعنى البيت أن ورشا يقرأ مثل قراءة ابن كثير إذا كان بعد الميم همزة قطع وهي التي تثبت في الوصل نحو (عليهم - أأنذرتهم أم لم - ومنهم أميون - إنا معكم إنما)، لكن ورشا يكون أطول مدا من ابن كثير على أصله وإنما خص ورش الصلة بما كان قبل همزة لحبه المد وإيثاره له ولهذا مد ما بعد الهمزة في وجه كما سيأتي وأراد أيضا الجمع بين اللغتين كما قال امرؤ القيس، (أمرخ خيامهمو أم عشر أم القلب في إثرهم منحدر)، وخص ذلك ليستعين بالمد على النطق بالهمز، قال أبو علي كأنه أحب الأخذ باللغتين وكان المد قبل الهمزة مستحبا، واعتل له المهدوي وغيره بما يلزمه من نقل الحركة على أصله ولو نقل إليها لتحركت بالضم والفتح والكسر فآثر أن يحركها بحركتها الأصلية ولا تعتورها الحركات العارضة والهاء في صلها وأسكنها تعود على ميم الجمع وإنما بين قراءة الباقين أنها بالإسكان لئلا يظن أنها بترك الصلة ولا يلزم من ترك الصلة الإسكان إذ ربما تبقى الميم مضمومة من غير صلة كما يفعل في هاء الكناية وهو المعبر عنه ثم بالقصر وسيأتي ولم يقرأ بذلك في الميم لقوتها واستغنائها عن الحركة ولما كانت الهاء خفية ضعيفة قويت بالحركة تارة وبها وبالصلة أخرى وقوله بعد متعلق بالباقون أي الذين بقوا في ذكرى بعد ذكر من وصل ولا يجوز تعلقه بأسكنها لأن من المسكنين من سبق الواصلين في الزمان كابن عامر إلا على تأويل ترتيب الذكر فيرجع إلى المعنى الأول ويجوز أن يتعلق بمحذوف ولتكملا أيضا متعلق به أي أعلمتك بقراءة الباقين بعد ما ذكرت قراءة الواصلين لتكمل وجوه القراءة في ميم الجمع وإن علقنا بعد بالباقون كان لتكملا متعلقا بأسكنها واللام للعاقبة لأنهم لم يسكنوها لهذه العلة وإنما كانت العاقبة ذلك، ويجوز على هذا أن يتعلق اللام بصلها والواو في وأسكنها للحال أي صلها لورش في الحال التي أسكنها فيها الباقون لتكمل وجوهها وإسكان ميم الجمع هو اللغة الفصيحة الفاشية، وقد وافق من وصلها على ترك الصلة في الوقت وكذا في هاء الكناية ولم ينبه الناظم على ذلك في البابين والله أعلم
(113)
وَمِنْ دُونِ وَصْلٍ وضُمَّهَا قَبْلَ سَاكِنٍ لِكُلٍ وَبَعْدَ الْهَاءِ كَسْرُ فَتَى الْعَلاَ
ذكر في هذا البيت حكم ميم الجمع إذا لقيها ساكن ولا يقع ذلك الساكن في القرآن إلا بعد همزة الوصل فقال ضمها من غير صلة لكل القراء ووجه الضم تحريكها لالتقاء الساكنين واختير ذلك لأنه حركتها الأصلية فهي أولى من حركة عارضة ولم تمكن الصلة لأن إثباتها يؤدي إلى حذفها لأجل ما بعدها من الساكن وضمها فعل أمر، وفي نسخة ضمها على أنه مبتدأ خبره ما قبله أو ما بعده ومثله (منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) - (وأنتم الأعلون)، وكان يمكن إثبات الصلة في (ومنهم الذين)، لأن الساكن بعدها مدغم فيبقى من باب إدغام أبي عمرو (قال رب)، وقد فعل ذلك البزي في عنهو تلهى فظلتمو تفكهون إلا أن الفرق أن إدغام أبي عمرو والبزي طارئ على حرف المد فلم يحذف له، وكذا إدغام دابة والصاخة وخاصة فلم يحذف حرف المد خوفا من الإجحاف باجتماع إدغام طارئ وحذف، وأما إدغام اللام في الذين ونحوه فلأصل لازم وليس بطارئ على حرف المد فإنه كذلك أبدا كان قبله حرف مد أو لم يكن فحذف حرف المد للساكنين طردا للقاعدة فلم يقرأ منهمو الذين كما لم يثبت حرف المد في مثل (قالوا اطيرنا) - (وادخلا النار) - (وفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/79)
النار)، ثم قال وبعد الهاء كسر فتى العلا أي إن وقع قبل الميم التي قبل الساكن هاء كسر أبو عمرو الميم إتباعا للهاء لأن الهاء مكسورة وبقي الباقون على ضم الميم ثم ذكر شرط كسر الهاء فقال
(114)
مَعَ الْكَسْرِ قَبْلَ الْهَا أَوِ الْيَاءِ سَاكِناً وَفي الْوَصْلِ كَسْرُ الْهَاءِ بالضَّمَّ (شَـ) ـمْلَلاَ
أي إذا كان قبل الهاء كسر أو ياء ساكنة وقصر لفظ الهاء ضرورة وساكنا حال من الياء والياء كغيرها من الحروف يجوز تأنيثها وتذكيرها، ومعنى شملل أسرع وفاعله ضمير عائد على كسر الهاء أي أتى بالضم في عجل جعل الكسر آتيا بالضم تجوزا واتساعا وإن كانا لا يجتمعان، ووجهه توافق معنى القراءتين وصحتهما وحلول كل واحد منهما في محل الآخر والشين رمز حمزة والكسائي قرءا بضم الهاء والميم على الأصل في الميم والإتباع في الهاء وأبو عمرو وكسر الهاء لما قبلها والميم للإتباع والباقون ضموا الميم على الأصل لما احتاجوا إلى تحريكها لأجل الساكن بعدها وكسروا الهاء لمجاورة ما أوجب ذلك من الكسر أو الياء الساكنة كما أجمعوا على بهم وفيهم إذا لم يكن بعدها ساكن ولم يبالوا بالخروج من كسر إلى ضم لأن الكسر عارض قاله أبو علي، وقوله في الوصل لم يكن إليه حاجة فإن الكلام فيه فكان ينبغي أن ينبه على أنه شرط في ضم الميم كما أنه شرط في ضم الهاء وإلا فإتيانه به هاهنا يوهم أنه شرط في ضم الهاء فقط وليس كذلك وكان يغني عنه أيضا قوله بعد ذلك وقف للكل بالكسر ثم مثل ما ذكره فقال
(115)
كَمَا بِهِمُ الْأَسْبَابُ ثُمَّ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ وَقِفْ لِلْكُلِّ بِالْكَسْرِ مُكْمِلاَ
ما في كما زائدة مثل ما قبل الهاء فيه كسر بقوله تعالى (وتقطعت بهم الأسباب) ومثله في (قلوبهم العجل) - (من دونهم امرأتين)، ومثل ما قبله ياء ساكنة بقوله سبحانه (فلما كتب عليهم القتال) ومثله (يريهم الله أعمالهم) - (إذ أرسلنا إليهم اثنين)، ثم قال وقف للكل بالكسر يعني في الهاء لأن ضمها في قراءة حمزة والكسائي كان إتباعا لضم الميم لا لمجرد كون الضم هو الأصل فإنهما لم يضما الهاء في نحو (في قلوبهم مرض) ولا ضم الكسائي نحو (أنعمت عليهم)، وإذا كان ضم الهاء إتباعا للميم ففي الوقف سكنت الميم فلم يبق إتباع فعاودا كسر الهاء ولا يستثني من هذا إلا الكلمات الثلاث المقدم ذكرها وهي عليم وإليهم ولديهم فإن حمزة يضم الهاء فيها وقفا ووصلا فلا يؤثر الوقف في مذهبه شيئا في نحو (عليهم القتال)، إلا سكون الميم فقط وكان ينبغي للناظم أنه ينبه على سكون الميم وقفا كما نبه على كسر الهاء ولكنه أهمله لوضوحه ومكملا حال أي قف مكملا وجوه القراءة في ميم الجمع والله أعلم
ـ[أم معين]ــــــــ[02 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأين أجد شرح الضباع على الطيبة// مخطوط
(الأقوال المعربة عن مقاصد الطيبة)؟؟؟
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[02 - 03 - 07, 10:22 م]ـ
لا اعرف والله يااخى
لكن احاول ان ابحث عنه
ان شاء الله
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[02 - 03 - 07, 10:30 م]ـ
عندى يااخى شرح الشاطبية المسمى0 إرشاد المريد إلى مقصود القصيد0
لكن كيف ارسله
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[04 - 03 - 07, 12:56 م]ـ
اكتب هذا الموقع فى جوجل ثم تجد ماتريد
شرح الشاطبية المسمى ارشاد المريد الى مقصود القصيد للشيخ علي الضباع رحمه الله، وهو شرح قيم ومفيد جدا سيما لطلبة العلم لأنه في الحقيقة اختصار لشرح شعله على الشاطبية .. ورابط الكتاب هو:
( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=949&read=0&lg=604)http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=949&read=0&lg=6049&r (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=949&read=0&lg=6049&read=0&lg=604)ead=0&lg=604
ـ[أم معين]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:27 م]ـ
شكر الله سعيك أخي الكريم
أقصد كتاب (الأقوال المعربة عن مقاصد الطيبة)
شرح على الطيبة وليس الشاطبية / مخطوط
أين أجده؟
وشكرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[04 - 03 - 07, 10:56 م]ـ
لكن طلب الاخ عبدالله الطيب منى شرح الشاطبية المسمى ارشاد المريد وقد لبيت طلبه
اما كتاب (الأقوال المعربة عن مقاصد الطيبة) فسوف ابحث عنه ان شاء الله
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[12 - 06 - 08, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجباً يا أخوتي الأفاضل:
الأخ عبدالله الطيب يسأل عن كتابين محددين لشيخ الإقراء العلامة الضباع رحمه الله ألا وهما إرشاد " المريد إلى مقصود القصيد"وشرح الدرة " البهجة المرضية".
فنرجو أن تكون الإجابة محددة كما جاءت في السؤال.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الحسين باوزير]ــــــــ[12 - 06 - 08, 07:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأفاضل:
الأخ عبد الله الطيب يسأل عن كتابين محددين للشيخ الضباع ألا وهما "إرشاد المريد إلى مقصود القصيد"شرح الشاطبية و " البهجة المرضية"شرح الدرة.
فياحبذا لو تكون الإجابة على قدر السؤال.
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/80)
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[12 - 06 - 08, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد شرح الشاطبية "إرشاد المريد إلى مقصود القصيد"
وشرح الدرة " البهجة المرضية"؟؟
لشيخ الإقراء العلامة الضباع رحمه الله
وجزاكم الله خيراً
تنبيه:
لست أنا كاتب هذا الموضوع.
وإن اشتركنا في الاسم فهناك فرق خفي، وهو أن اسمي في الملتقى (عبد الله الطيب) بالفصل بين (عبد) ولفظ الجلالة (الله).
والأخ كاتب الموضوع لا فصل في اسمه.
فقط للتنبيه.
وجزاكم الله خيرا.(5/81)
تميز ابناء ارض الكنانه بحس تلاوة القرآن
ـ[ابوهشام المدني]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:33 م]ـ
الأخوة المصريون ابدعوا وحازوا قصب السبق وصولجان الريادة في حسن تلاوة القرآن وتجويده والأمثلة كثيرة صعبة الحصر ولعل عناية جامعة الأزهر بتعليم القرآن وانتشار الكتاتيب في السابق كان له اعظم الأثر في تخريج قراء كبار من امثال محمد رفعت، محمد صديق المنشاوي،عبدالباسط عبدالصمد، الحصري،،،،،،،،،،، وغيرهم كثير ولكن احد الأخوة من مصر اخبرني ان حلقات وكتاتيب تحفيظ القرآن اصبحت قليله ولم تعد كالسابق وتم التضييق على القائمين عليها نسأل الله ان يكلأأهل القرآن برعايته
ـ[السهيلي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:37 م]ـ
أبشر هذا الخير في انتشار والحمد لله
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 12:21 ص]ـ
نعم والله .. إذا رأيت إقبال جماهير الناس على تحفيظ أبنائهم لكتاب الله لسجدتَ لله شكراً .. فاللهم لك الحمد ..
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[18 - 02 - 07, 12:32 ص]ـ
كتب الله لهم الأجر، و رزقهم الإخلاص في القصد، و وفقكم لفقه كتابه و العمل به.
ـ[فتحى الازهرى]ــــــــ[19 - 02 - 07, 11:01 م]ـ
نعم و لله الحمد و المنة فهذه الايام تعيش مصر صحوة فى تعلم القران ,فازدادت المراكز و المساجد التى تعتنى بهذا الأمر العظيم.
و قد حدثنى شيخى بأن الأعتناء بأمر اختيار الشيخ المحفظ ازداد عن الزمن القديم فكل من يسلك طريق حفظ القران يبحث على شيخ مجاز بسند بل و يبحث على الأعلى اسنادا.
فالله الحمد و المنة وحمى الله مصر و سائر بلاد المسلمين من كيد الكائدين
ـ[أحمدالسلفى]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:17 م]ـ
كتب الله لهم الأجر
ـ[ابو اسحاق العوفي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 01:59 ص]ـ
بالطيع لان الامام الشاطبي نزل عندهم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 07:48 ص]ـ
يقال نزل القراّن بمكة، وكتب بالأستانة، وقرىء بمصر.
ـ[أبو علي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:41 ص]ـ
يقال نزل القراّن بمكة، وكتب بالأستانة، وقرىء بمصر.
وأين عُمِلَ به؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
وأين عُمِلَ به؟
عمل به في فترة الخلافة الراشدة خاصة والخلافة الإسلامية عامة في ربوع الأرض كلها أما اليوم ف ..... (خليها في سرك) على رأي المصريين!!
ـ[عبدالله الصيفي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:33 م]ـ
بفضل من الله وكرم نحن في محافظة المنيا يختم على ايدينا في مدارس القرآن الكريم مالا يقل عن ألف دارس للقرآن كل عام والمدارس في انتشار مستمر وانها وصلت الى محافظات الجيزة وبني سويف وأسيوط والوادي الجديد تحت اشراف من الشبان المسلمين بالمنيا(5/82)
القراءات المفسرة: للأ ستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد فهذا تقرير عن أطروحة دكتوراه دولة أعدها الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محد ديباجي العميد الأسبق، وترأس لجنة المناقشة الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، و قد أجيزت الأطروحة بميزة حسن جدا، سنة 2002 م. وذلك برحاب كلية الأداب، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة المغرب.
وتجدون رفقته تقريرا مفصلا عن الأطروحة أعده الأستاذ الدكتور عبد الهادي دحاني، أستاذ القراءات و علوم القرآن و التواصل بشعبة الدراسات الإسلامية.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[18 - 02 - 07, 01:30 ص]ـ
جزاك الله كل خير، وحبذا لو تدلني على طريقة للحصول على نسخة من هذه الرسالة، وجزاك الله كل خير.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 05:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الإخوة الأفاضل رواد هذا الموقع الرائد، نحب أن ننبه إلى سهو وقع لصاحب الأطروحة نتج عنه خلط بين علمين هما:
أبو الحجاج مجاهد بن جبر المخزومي مولاهم المكي التابعي الثقة الإمام في التفسير، وفاته سنة 101 وله 83 سنة. " المقصود من قبل المؤلف ".
وأبو بكر بن مجاهد فهو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي مسبع السبعة ولادته 245 ووفاته 324 صاحب كتاب " السبعة في القراءات " حققه الأستاذ الدكتور شوقي ضيف ـ رحمه الله ـ.
مع شكرنا و تقديرنا للأستاذ الدكتور أنمار ـ حفظه الله ـ على تتبعه و حرصه الشديد على صحة المعلومات، و دقة التوثيق.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[خليل الشافعي]ــــــــ[28 - 02 - 07, 01:12 م]ـ
جزاك الله كل خير، وحبذا لو تدلني على طريقة للحصول على نسخة من هذه الرسالة، وجزاك الله كل خير.
---------------------
حاول الاتصال بصاحب الرسالة ... بالتوفيق
د. عبد الهادي دحاني
كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة
229، حي القدس، الجديدة 24000 – المغرب.
adahhany@hotmail.com(5/83)
سؤال
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يمكن الحصول على اطروحة من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات او من مكتبة المكلك فهد الوطنية(5/84)
من يدلنا على مخطوطة سوق العروس فى القراءات للطبرى
ـ[أبو الاشبال المكى]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:13 م]ـ
من يدلنا على مخطوطة سوق العروس فى القراءات للطبرى
وجزاكم الله خيرا(5/85)
أين أجد تلاوت الشيخ مشارى راشد الرمضانية؟
ـ[فتحى الازهرى]ــــــــ[19 - 02 - 07, 10:40 م]ـ
و جزاكم الله خيرا
ـ[المقداد بن سليمان]ــــــــ[27 - 07 - 07, 07:46 ص]ـ
فى موقع منابر الثقه يأخى والله أعلم
ـ[أبو عبدالعزيز]ــــــــ[08 - 08 - 07, 10:50 ص]ـ
لعلك تجدها في موقعه
http://www.alafasy.com/newsite/index2.php?page=1
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
نسأل الله أن يهدي الأخ مشاري.
وهذا لأننا نحبه في الله.
والحبيب للمحب نصيح.(5/86)
اقتراحاتكم لموضوع رسالة ماجستير في التفسير وعلوم القرآن.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[20 - 02 - 07, 07:42 ص]ـ
أرجو من المشايخ الفضلاء وطلاب العلم اقتراح موضوع أو تحقيق مخطوط لرسالة ماجستير في التفسير وعلوم القرآن.
بارك الله فيكم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 02 - 07, 05:06 ص]ـ
تحقيق وشرح منظومة الزمزمي في علوم القران.
الاستفهام في ايات القران.
ـ[أبو عماد المكي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 10:20 م]ـ
اقترح ما يلي: "تفسير الآيات التي كان يقرأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم في المناسبات"
مثل ماورد في يوم الجمعة
العيدين
الاستسقاء
وغير ذلك وفقك الله
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 11:44 م]ـ
أخي الكريم
لو تأمَّلت مواضيع التفسير الموضوعي فلن تعدم بحثا للماجستير, فمن ذلك مثلاً:
منهج القرآن الكريم في علاج الفواحش وسد طرقها (دراسة موضوعية)
منهج القرآن الكريم في سد منافذ إفساد الروابط الاجتماعية (دراسة موضوعية)
علاج القرآن الكريم للكآبة
حديث القرآن الكريم عن ابتهالات الأنبياء وضراعتهم لله
الأسباب في القرآن الكريم بحيث تبحث مثلاً عن الأسباب المعنوية التي أغفلها الكثير من الناس بسبب طغيان السبب المادي على حياة المسلم اليوم, وهذه الأسباب يكون بعضها صريحاً, وبعضها كامناً يحتاج لاستخراج بقدر ما يفتح الله على الباحث ومن تلك المواضيع:
أسباب الرزق في القرآن
أسباب المغفرة في القرآن
أسباب صلاح الذرية في القرآن
أسباب الغنى في القرآن
أسباب الهداية في القرآن
وأرجو أن يحتوي ما كتبتُه على جزء مما تبحث عنه, وفقني الله وإياك
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:46 ص]ـ
الاعداء الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز
إبليس -الهوى - النفس -اليهود -والنصاى
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 07:27 ص]ـ
وأضف لهم رفقاء السوء والأزواج والأولاد
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من الموضوعات المقترحة:
1 / الآيات المشكلة عند أحد أئمة التفسير وأجوبته عنها ومقارنة ذلك ببقية المفسرين.
2 / الآيات التي أختلف في كونها مدنية أو مكية وأثر ذلك في الجانب الفقهي.
3 / أثر اللغة العربية في إستنباط الأحكام أو العقائد من القرآن الكريم.
4 / آيات الأحكام في كتاب المجموع للنووي ودراستها (يؤخذ مقدار معين من السور)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 02 - 07, 03:54 م]ـ
منهج ائمة الدعوة النجدية في التفسير
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:19 م]ـ
نايف أبو محمد
أبو عماد المكي
أبو زيد الشنقيطي
أبو حازم الكاتب
جزاكم الله خيراً
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 11:38 ص]ـ
منهج ائمة الدعوة النجدية في التفسير
اعتقد أنه أفضل موضوع للرسالة وأعتذر على التطفل
والله يوفقك اخي الكريم
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[26 - 02 - 07, 01:51 م]ـ
أنا أأيد رأي الإخوة:
بحث عن الأعداء الذين ذكرهم الله في كتابه:
إبليس و الهوى و النفس و اليهود و النصارى و رفقاء السوء و الأزواج و الأولاد وفرعون وغيرهم ...
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[26 - 02 - 07, 01:52 م]ـ
أنا أأيد رأي الإخوة:
بحث عن الأعداء الذين ذكرهم الله في كتابه:
إبليس و الهوى و النفس و اليهود و النصارى و رفقاء السوء و الأزواج و الأولاد وغيرهم ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 02 - 07, 09:48 م]ـ
بنو إسرائيل بين القران والتوراة دراسة مقارنة
أو قصة موسى عليه السلام مع بني إسرايل بين القران والتوراة دراسة مقارنة(5/87)
فوائد تفسيرية من استشكالات العلامة الجهبذ/ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله .. !!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:43 م]ـ
فوائد منتقاة من أضواء البيان للشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله
________________________________________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع سنته وهداه ..
وبعد/
فهذه أجوبةٌ لبعض الإشكالات المتضمنة للكثير من الفوائدِ منتقاةٌ من كتاب أضواء البيان للحبر العلامة (محمد الأمين الشنقيطي) رحمه الله تعالى وغفر له, والتي أظن أن الشيخ كان يطرحها ليدرأ بها ما يتوقع وروده على ذهن القارئ من تساؤلات وإشكالات!!
1 - عند قوله تعالى {الرحمن الرحيم} في سورة الفاتحة قال الشيخ رحمه الله (هما وصفان لله تعالى واسمان من أسمائه الحسنى مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة, والرحمن أشد مبالغة من الرحيم لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا, وللمؤمنين في الآخرة, والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة, وعلى هذ أكثر العلماء , وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا.
وفي تفسيربعض السلف ما يدل عليه كما قاله ابن كثير ويدل له الأثر المروي عن عيسى
- كما ذكره ابن كثير وغيره - أنه قال عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (الرحمن رحمن الدنيا والآخرة , والرحيم لرحيم الآخرة) وقد اشار تعالى إلى هذا الذي ذكرنا حيث قال تعالى {ثم استوى على العرش الرحمن} وقال {الرحمن على العرش استوى} فذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته, قاله ابن كثير, ومثله قوله تعالى {أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن} أي: ومن رحمانيته لطفه بالطير وإمساكه إياها صافات وقابضات في جو السماء, ومن أظهر الأدلة على ذلك قوله تعالى {الرحمن* علم القرآن * ... إلى قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان*} وقال {وكان بالمؤمنين رحيما} فخصهم باسم الرحيم ..
فإن قيل: كيف يمكن الجمع بين ما قررتم وبين ما جا في الدعا المأثور من قوله صلى الله عليه وسلم {رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما}؟؟؟
فالظاهر في الجواب - والله أعلم - أن الرحيم خاص بالمؤمنين كما ذكرنا , لكنه لا يختص بهم في الآخرة؛ بل يشمل رحمتهم في الدنيا أيضا فيكون معنى رحيمهما: رحمته بالمؤمنين فيهما.
والدليل على أنه رحيم بالمؤمنين في الدنيا أن ذلك هو ظاهر قوله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما} لأن صلاته عليهم وصلاة ملائكته وإخراجه إياهم من الظلمات إلى النور رحمة بهم في الدنيا وإن كانت سبب الرحمة في الآخرة أيضا.
وكذلك قوله تعالى {ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم} فإنه جاء فيه بالباء المتعلقة بالرحيم الجار للضمير الواقع على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار, وتوبته عليهم رحمة في الدنيا وإن كانت سبب رحمة الآخرة أيضا.
والعلم عند الله تعالى)
2 - عند قول الله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون) في سورة البقرة,
قال الشيخ - رحمه الله - (عبر في هذه الآية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على أنه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله, ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي إنفاقه والذي ينبغي إمساكه, ولكنه بين في مواضع أخر أن القدرالذي ينبغي إنفاقه هو الزائد عن الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها, وذلك كقوله {ويسألونك ما ذا ينفقون قل العفو} والمراد بالعفو الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات وهو مذهب الجمهور.
ومنه قوله تعالى {حتى عفوا} أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم. وقال بعض العلماء: نقيض الجهد, وهو أن ينفق مالا يبلغ إنفاقه منه الجهد , واستفراغ الوسع ومنه قول الشاعر:
خذي العفو مني تستديمي مودتي **** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
وهذا القول راجع إلى ما ذكرنا وبقية الأقوال ضعيفة ..
وقوله تعالى {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط .. } فنهاه عن البخل بقوله {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} ونهاه عن الإسراف بقوله {ولا تبسطها كل البسط} فيتعين الوسط بين الأمرين, كما بينه بقوله {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} فيجب على المنفق أن يفرق بين الجود والتبذير وبين البخل والاقتصاد , فالجود غير التبذير والاقتصاد غير البخل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/88)
فالمنع في محل الإعطاء مذموم وقد نهى الله عنه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} واإعطاء في محلالمنع مذموم أيضا وقد نهى الله عنه نبيه صلى لله عليه وسلم بقوله {ولا تبسطها كل البسط} وقد قال الشاعر:
لا تمدحنَّ ابن عباد وإن هطلت ........... يداه كالمزن حتى تخجل الديما
فأنها فلتات من وساوسه ............ يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
وقد بين تعالى أن الإنفاق المحمود لا يكون كذلك إلا غذا كان مصرفه الذيصرف فيه مما يرضى الله, كقوله تعالى (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين) .. الآية , وصرح بأن الإنفاق فيما لا يرضي الله حسرة على صاحبه في قوله تعالى {فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ... } الآية. وقد قال الشاعر:
إن الصنيعة لا تعدُّ صنيعةً ............. حتى يصاب بها طريق المصنع
فإن قيل: هذا الذي قررتم يقتضي أن الإنفاق المحمود هو إنفاق ما زاد على الحاجة الضرورية مع أن الله تعالى أثنى على قوم بالإنفاق وهم في حاجة إلى ما أنفقوا وذلك في قوله {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ... } الآية
فالظاهر في الجواب - والله تعالى أعلم - هو ما ذكره بعض العلماء من أن لكل مقام مقالاً, ففي بعض الأحوال يكون الإيثار ممنوعا, وذلك كما إذا كانت على المنفق نفقات واجبة كنفقة الزوجات ونحوها , فتبرع بالإنفاق في غير واجب , وترك الفرض لقوله صلى الله عليه وسلم (وابدأ بمن تعول) وكأن يكون لا صبر عنده عن سؤال الناس فينفق ماله ويرجع إلى الناس يسألهم مالهم , فلا يجوز له ذلك.
والإيثار فيما إذا كان لم يضيع نفقة واجبة وكان واثقا من نفسه بالصبر والتعفف وعدم السؤال وأما على القول بأن قوله تعالى {ومما رزقناهم ينفقون} يعني به الزكاة فالأمر واضح -والعلم عند الله تعالى) ..
3 - قوله تعالى {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم} قال الشخ رحمه الله:
(لا يخفى أن الواو في قوله (وعلى سمعهم وعلى أبصارهم) محتملة في الحرفين أن تكون عاطفة على ما قبلها وأن تكون استئنافية.
ولم يبيَّن ذلك هنا ولكن بُيِّن في موضع آخر أن قوله (وعلى سمعهم) معطوف على قوله (على قلوبهم) وأن قوله (وعلى أبصارهم) استئناف , والجار والمجرور خبر المبتدأ الذي هو (غشاوة) وسوغ الابتداء بالنكرة فيه اعتمادُها على الجار والمجرور قبلها , ولذلك يجب تقديم هذا الخبر لأنه هو الذي سوغ الإبتداء بالمبتدأ كما عقده في الخلاصة بقوله:
ونحو عندي درهم ولي وطر .......... ملتزم فيه تقدم الخبر
فتحصل أن الختم على القلوب والأسماع , وأن الغشاوة على الأبصار وذلك في قوله تعالى {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة}
والختم هو الاستيثاق من الشيئ حتى لا يخرج منه داخل فيه ولا يدخل فيه خارج عنه , والغشاوة: الغطا على العين يمنعها من الرؤية. ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص:
هويتك إذ عيني عليها غشاوة .............. فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
وعلى قراة من نصب (غشاوة) فهي منصوبة بفعل محذوف أي: (وجعل على بصره غشاوة) كما في سورة الجاثية. وهو كقوله:
علفتها تبنا وماءا باردا .............. حتى شتت همالة عيناها
وقول الاخر:
ورأيت زوجك في الوغى ................ متقلدا سيفا ورمحا
وقول الآخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما ................ وزججن الحواجب والعيونا
كما هو معروف في النحو, وأجاز بعضهم كونه معطوفا على محل المجرور ...
فإن قيل:
قد يكون الطبع على الأبصار أيضاً, كما في قوله تعالى في سورة النحل {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم} الآية
فالجواب:
أن الطبع على الأبصار المذكور في آية النحل هو الغشاوة المذكورة في سورة البقرة والجاثية والعلم عند الله تعالى) ..
قال الشيخ رحمه الله:
(قوله تعالى {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ .... } الآية.
ظاهر عمومه شمول الكتابيات, ولكنه بين في آية أخرى أن الكتابيات لسن داخلات في هذا التحريم, وهيقوله تعالى {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/89)
فإن قيل: الكتابيات لا يدخلن في اسم المشركات بدليل قوله {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.} , وقوله {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} , وقوله {ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين} والعطف يقتضي المغايرة.
فالجواب: أن أهل الكتاب داخلون في اسم المشركين كما صرح به تعالى في قوله {وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون* اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابنَ مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا غله إلا هو سبحانه عما يشركون}
وعند قوله تعالى {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال الشيخ رحمه الله بعد مناقشته لمسألة إتيان النِّساء في أعجازهنَّ وذكره لقول القرطبي رحمه الله تعالى (وفي إجماعهم هذا - يعني على الحرمة - دليلٌ على ان الدبر ليس بموضع وطء, ولوكان موضعاً للوطء ما ردت من لا يوصَلُ إلى وطئها في الفرج.
قال الشيخ:
فإن قيل: قد يكون رد الرتقاء لعلة عدم النسل, فلا ينافي أنها توطأ في الدبر.
فالجواب: أن العقم لا يرد به , ولو كانت علة رد الرتقاء عدم النسل لكان العقم موجبا للرد ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شروط الإمام الكبر عند قوله تعالى {إني جاعل في الرض خليفة}
(3 - من شروط الإمام الأكبر كونه حرّاً , فلا يجوز أن يكون عبداً , ولا خلاف في هذا بين العلماء.
فإن قيل: ورد في الصحيح ما يدل على إمامة العبد.
فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وإن استُعمِل عليكم عبدٌ حبشيٌّ كأن رأسه زبيبة) ولمسلم من حديث أم الحصين (اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله) ولمسلم أيضاً من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال (أوصاني خليلي أن أطيع وأسمع وإن كان عبداً حبشيّاً مجدعَ الأطراف).
فالجواب من أوجه:
الأول: أنه قد يضرب المثل بما لا يقع في الوجود , فإطلاق العبد الحبشي لأجل لمبالغة في الأمر بالطاعة , وغن كان لا يُتَصوَّر شرعا أن يليَ ذلك. ذكر ابن حجر هذا الجواب عن الخطابي.
ويشبه هذا الوجه قوله تعالى {قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين}.
الثاني: أن المراد باستعمال العبد الحبشي أن يكون مؤموراً من جهة الإمام الأعظم على بعض البلاد, وهو أظهرها فليس هو الإمام الأعظم.
الثالث: أن يكون أطلق عليه اسم العبد نظراً لاتصافه بذلك سابقا مع أنه وقت التولية حر, ونظيره إطلاق اليتيم على البالغ باعتبار اتصافه به سابقاً في قوله تعالى {وآتوا اليتامى أموالهم} الآية , وهذا كله فيما يكون بطريق الاختيار.
أما لو تغلب عبد حقيقة بالقوة فإن طاعته تجب , إخمادا للفتنة وصونا للدماء , ما لم يأمر بمعصة كما تقدمت الإشارة إليه , والمراد بالزبيبة في هذا الحديث واحدة الزبيب المأكول المعروف الكائن من العنب إذا جفَّ , والمقصود من التشبيه: التحقير وتقبيح الصورة , لأن السمع والطاعة إذا وجبا لمن كان كذلك دل ذلك على الوجوب على كل حال, إلا فالمعصية كما يأتي. ويشبه قوله صلى الله عله وسلم (كأنه زبيبة) قول الشاعر هجو رجلا أسودَ:
دنس الثياب كأن فروة رأسه ............... غرست فأنبت جانباها فلفلا (
ويقول الشيخ رحمه الله عند قول الله تعالى (الطلاق مرتان) بعد سرده لأقوال من أوقع الثلاث طلقةً واحدة ومن عدها ثلاثا محرِّمةً
يقول:
فإن قيل: غضب النبي صلى الله عليه وسلم وتصريحه بأن ذلك الجمع للطلقات لعبٌ بكتاب الله يدل على أنها لا تقع , لقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (وفي رواية (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/90)
فالجواب: أن كونه ممنوعا ابتداء لا ينافي وقوعه بعد الإيقاع , ويدل له ما سيأتي قريبا عن ابن عمر لمن سأله: وإن كنتَ طلقتها ثلاثا فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجا غيرك , وعصيت له فيما أمرك من طلاق امرأتك , ولا سيما على قول الحاكم: إنه مرفوع , وهذا ثابت عن ابن عمر في الصحيح ,ويؤيده ما سيأتي إن شاء الله قريبا من حديثه المرفوع عند الدارقطني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (كانت تبين منك وتكون معصية) ويؤيده ما سيأتي إن شاء الله عن ابن عباس بإسنادٍِ صحيح أنه قال لمن سأله عن ثلاث أوقعها دفعة: إنك لم تتق الله فيجعل لك مخرجا, عصيت ربك , وبانت منك امرأتك.وبالجملة فالمناسب لمرتكب المعصية التشديد لا التخفيف بعد الإلزام (
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القوم قرحٌ مثله}
قال:
فإن قيل: ما وجه الجمع بين الإفراد في قوله (قرحٌ مثله) وبين التثنية في قوله (قد أصبتم مثليها).
فالجواب والله تعالى اعلم: أن المراد بالتثنية قتل سبعين , وأسر سبعين يوم بدر, في مقابلة سبعين سوم أحد كما عليه جمهور العلماء.
والمراد بإفراد المثل: تشبيه القرح بالقرح في مطلق النكاية والألم, والقراءتان السبعيتان في قوله {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرحٌ مثله} بفتح القاف وضمها في الحرفين معناهما واحد , فهما لغتان كالضَّعف والضُّعف.
وقال الفراء: القرح بالفتح الجرح وبالضم ألمه. اهـ
ومن إطلاق العرب القرح على الجرح قول متمم بن نويرة التميمي:
قعيدك ألاَّ تُسمعيني ملامةً ............... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا (
قال الشيخ رحمه الله عند قول الحق تعالى {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}
تنبيه: فإن قيل عموم قوله تعالى (إلا ما ملكت أيمانكم) لا يختص بالمسبيات بل ظاهر هذا العموم أن كل أمة متزوجة إذا ملكها رجل آخر فهي تحل له بملك اليمين , ويرتفع حكم الزوجية بذلك الملك, والآية وإن نزلت في خصوص المسبيات كما ذكرنا فالعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب؛؛
فالجواب: أن جماعة من السلف قالوا بظاهر هذا العموم فحكموا بأن بيع الأمة مثلاً يكون طلاقا لها من زوجها أخذا بعموم هذه الآية , ويروى هذا القولُ عن ابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وجابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب والحسن ومعمر كما نقله عنهم ابن كثير وغيره.
ولكنَّ التحقيق في هذه المسألة هو ما ذكرنا من اختصاص هذا الحكم بالمسبية دون غيرها من المملوكات بسبب آخر غير السبي , كالبيع مثلاً وليس من تخصيص العام بصورة سببه , وأوضح دليل في ذلك قصة بريرة المشهورة مع زوجها مغيث.
قال ابن كثير في تفسير هذه الاية:بعد ذكره أقوال الجماعة التي ذكرنا في أن البيع طلاق ما نصه (وقد خالفهم الجمهور قديما وحديثاً فرأوا ان بيع الأمة ليس طلاقا لها , لأن المشتري نائب عن البائع , والبائع كان قد أخرج عن ملكه هذه المنفعة وباعها مسلوبة عنه, واعتمدوا في ذلك على حديث بريرة المخرج في الصحيحين وغيرهما , فإن عائشة أم المؤمنين اشترتها وأعتقتها ولم ينفسخ نكاحها من زوجها مغيث بل خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الفسخ والبقاء فاختارت الفسخ , وقصتها مشهورة فلو كان بيع الأمة طلاقها كما قال هؤلاء ما خيرها النبي صلى الله عليه وسلم , فلما خيرها دل على بقاءالنكاح وأن المراد من الآية المسبيات فقط.والله أعلم اهـ منه بلفظه.
فإن قيل: إن كان المشتري امراةلم ينفسخ النكاحُ لأنها لا تملك الاستمتاع ببضع الأمة بخلاف الرجل , وملك اليمين أقوى من ملك النكاح كما قال بهذا جماعة, ولا يرد على هذا القول حديث بريرة.
فالجواب: هو ما حرره العلامة ابن القيم رحمه الله وهو أنها إن لم تملك الاستمتاع ببضع أمتها فهي تملك المعاوضة عليه وتزويجها وأخذ مهرها وذلك كملك الرجل وإن لم يستمتع بالبضع.
فإذا حققت ذلك علمت أن التحقيق في معنى الاية (والمحصنات من النساء) أي المتزوجات (إلا ملكت أيمانكم) بالسبي من الكفارفلا منع في وطئهن بملك اليمين بعد الاستبراء , لانهدام الزوجية الأولى بالسبي كما قررنا , وكانت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها متزوجة برجل اسمه مسافع فسبيت في غزوة بني المصطلق وقصتها معروفة.
قال ناظم قرة البصار في جويرية رضي الله عنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/91)
وقد سباها في غزاة المصطلق ............. من بعلها مسافع بالمنزلق.
ومراده بالمنزلق: السيف.
ثم إن العلماء اختلفوا في السبي هل يبطل حكم الزوجية الأولى مطلقاً ولو سبي الزوج معها , وهو ظاهر الآية؟
أو لا يبطله إلا إذا سبيت وحدها دونه؟
فإن سبي معها فحكم الزوجية باقٍ , وهو قول أبي حنيفة وبعض أصحاب أحمد والعلم عند الله تعالى…
قال الشيخ رحمه الله تعالى في معرض كلامه عن الصعيد الطيب هل هو خاص بما له غبار يعلق باليد أم هو متناول لغيره من أنواع الصعيد , عند قوله تعالى (فتيمموا صعيدا طيباً) ..
فإن قيل:
ورد في الصحيح ما يدل على تعين التراب الذي له غبار يعلق باليد, دون غيره من أنواع الصعيد , فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف االملائكة , وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً, وجعلت تربتها لنا طهوراً, إذا لم نجد الماء .. } الحديث, فتخصيص التراب بالطهورية في مقام الامتنان يفهم منه أن غيره من الصعيد ليس كذلك,
فالجواب من ثلاثة أوجه:
1 - ] أن كون الأمر مذكوراً في معرض الامتنان, مما يمنع فيع اعتبار مفهوم المخالفة , كما تقرر في الأصول قال في مراقي السعود:
أوامتنانٍ أو وِفاقِ الواقعِ ... والجهل والتأكيدِ عند السامعِ.
ولذا أجمع العلماء على جواز أكل القديد من الحوت مع أن الله خص اللحم الطري منه في قوله {وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طرياًّ} لأنه ذكر اللحم الطري في معرض الامتنان فلا مفهومَ مخالفة له , فيجوز أكل القديد مما في البحر.
2 - أن مفهوم التربة مفهوم لقب, وهو لا يعتبر عند جماهير العلماء , وهو الحق كما هو معلوم في الأصول.
3 - أن التربة فرد من أفراد الصعيد , وذكرُ بعض أفراد العام بحكم العام لا يكون مخصصا له عند الجمهور , سواء ذُكرا في نص واحد كقوله تعالى {حافظوا على الصلوَات والصلوة الوسطى} أو ذُكرا في نصين كحديث {أيما إهاب دبغ فقد طهر} عند أحمد ومسلم وابن ماجة والترمذي وغيرهم, مع حديث {هلاَّ انتفعتم بجلدها} يعني شاةً ميتتةً, عند الشيخين, كلاهما من حديث ابن عباس.
فذكر الصلاة الوسطى في الأول , وجلد الشاة في الأخير لا يقتضي أن غيرهما من الصلوات في الأول , ومن الجلود في الثاني ليس كذلك , قال في مراقي السعود - عاطفا على ما لا يُخَصَّصُ به العموم-:
وذكرُ ما وافقه من مفرَدِ ... ومذهب الراوي على المعتمَدِ.
ولم يخالف في عدم التخصيص بذكر بعض أفراد العام بحكم العام , إلا أبو ثور محتجاًّ بأنه لا فائدة لذكره إلا التخصيص.
وأجيب من قِبَل الجمهور بأن مفهوم اللقب ليس بحجة, وفائدة ذكر البعض نفيُ احتمال إخراجه من العام , والصعيد في اللغة وجه الأرض , كان عليه ترابٌ , أو لم يكن , قاله الخليل, وابن الأعرابي , والزجاج ...
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه {إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ...... } الآية.
فإن قيل: وهل يصح أن يطلق على المسلم أنه محارب لله ورسوله؟؟
فالجواب: نعم , والدليل قوله تعالى {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربَوا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله .. }
ثم قال بعد ذلك: واستشكل بعض العلماء ثمثيله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين, لأنه سمل أعينهم , مع قطع الأيدي والأرجل مع أن المرتد يقتل ولا يمثل به؛؛
قال رحمه الله بعد ذكره لعدة أجوبة لعلماء السلف:
والتحقيق في الجواب هو أنه صلى الله عليه وسلم فعل بهم ذلك قصاصاً, وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم إنما سمل أعينهم قصاصاً لأنهم سملوا اعين رعاة اللقاح ...
قال رحمه الله تعالى عند قول الله سبحانه {ويحرم عليهم الخبائث} عند تناوله للخلاف في لحم الكلب وهل هو محرم كما قال الجمهورأم مكروه كما روي ضعيفا جداً عن الإمام مالك؟
ومنها (أي أدلة التحريم) أنه لو جاز أكله لجاز بيعه , وقدثبت النهي عن ثمنه في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري مقرونا بحلوان الكاهن ومهر البغي , وأخرجه البخاري من حديث أبي جحيفة , واخرجه مسلم من حديثرافع بن خديج رضي الله عنه بلفظ (ثمن الكلب خبيث) الحديث.
وذلك نص في التحريم لقوله تعالى {ويحرم عليهم الخبائث} الآية.
فإن قيل: ما كل خبيث يحرم, لِمَا ورد في الثوم انه خبيث , وفي كسب الحجام أنه خبيث , مع أنه لم يحرم واحد منهما.
فالجواب: أن ما ثبت بنص انه خبيث كان ذلك دليلاً على تحريمه , وما أخرجه دليل يخرج , ويبقى النص حجةً فيما لم يقم دليل على إخراجه , كما هو الحكم في جل عمومات الكتاب والسنة, يخرج منها بعض الأفراد بمخصص وتبقى حجة في الباقي.
وهذا مذهب الجمهور, وإليه أشار في مراقي السعود بقوله:
وهو مخصص لدى الأكثر إن ... مخصصا له معينا يبن.
فإن قيل: تحريم الخبائث لعلةالخبث, وإذا وجد خبيث غير محرم كان ذلك نقضاً في العلة , لا تخصيصاً لها؛؛
فالجواب أن أكثر العلماء على أن النقض تخصيص للعلة لا إبطال لها. قال في مراقي السعود:
منها وجود الوصف دون الحكمِ ... سمَّاه بالنقص وعاة العلمِ
والأكثرون عندهم لا يقدحُ ... بل هو تخصيصٌ, وذا مصححُ
.... إلخ كما حررناه في غير هذا الموضع.
قال الشيخ -رحمه الله تعالى - في سورة الأعراف عند آية {وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا ... } الآية.
فإن قيل: الهلاكُ الذي أصاب قومَ شعيب ذكر الله تعالى في الأعراف أنه رجفة , وذكر في هود أنه صيحة , وذكر في الشعراء أنه عذاب يوم الظلة.
فالجواب: ما قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال: وقد اجتمع عليهم ذلك كله , أصابهم عذاب يوم الظلة وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نارولهب ووهج عظيم , ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم , فزهقت الأرواح , وفاضت النفوس , وخمدت الأجسام. اهـ منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/92)
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[11 - 03 - 07, 08:56 ص]ـ
احسنت الجمع والإنتقاء
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 12:21 ص]ـ
جزاك الله الجنة
وزدنا بارك الله فيك ونفع بك
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك وجعل لك لسان صدق في الآخرين ونحن في انتظار المزيد من درر ذلك الشيخ الخِرِّيت
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 01:20 م]ـ
للأمانة: الموضوع منقول وما لي فيه حظ ولا نصيب غير النسخ واللصق.
وهذا رابطه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5752
قال الشيخ - رحمنا الله وإياه - عند تفسيره لقوله تعالى {واعلموا أنما غنمتم من شيئ فأن لله خمسه .... } الآية.
واختلف العلماء فيما إذا ادعى أنه قتله , ولم يقم على ذلك بينةً , فقال الأوزاعي: يعطاه بمجرد دعواه , وجمهور العلماء على أنه لا بد من بينة على انه قتله.
قال مقيده عفا الله عنه: لا ينبغي أن يختلف في اشتراط البينة , لقوله صلى الله عليه وسلم (من قتل قتيلاً له عليه بينة) الحديث, فهو يدل بإيضاح على أنه لا بد من البينة.
فإن قيل: فأين البينة التي أعطى بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة سلب قتيله السابق ذكره؟؟ (يقصد الشيخ حديث الشيخين المتفق عليه عنى أبي قتادة رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين , فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين , فاستدرتُ إليه حتى أتيته من ورائه فضربته على حبل عاتقه .............. وفي آخره قال صلى الله عليه وسلم: صدق فأعطه إياه فأعطاني) الحديث.
فالجواب من وجهين:
1 - ما ذكره القرطبي في تفسيره: قال سمعت شيخنا الحافظ المنذري الشافعي أبامحمد عبد العظيم يقول: إنما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة الأسود بن خزاعى وعبد الله بن أنيس, وعلى هذا يندفع النزاع يزول الإشكال ويطرد الحكم. اهـ.
2 - انه أعطاه إياه بشهادة الرجل الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدَقَ, سلبُ ذلك القتيل عندي) الحديث , فإن قوله (صدق) شهادة صريحة لأبي قتادة أنه هو الذي قتله والاكتفاء بواحد في باب الخبر والأمور التي لم يقع فيها ترافعٌ قال به كثير من العلماء وعقده ابن عاصم المالكي في تحفته بقوله:
وواحد يجزئ في باب الخبر**** واثنان أولى عند كل ذي نظر.
وقال القرطبي في تفسير إن أكثر العلماء على إجزاء شهادة واحد , وقيل: يثبت ذلك بشاهد ويمين. والله أعلم
وأما على قول من قال: إن السلب موكول إلى نظر الإمام فللإمام أن يعطيه إياه ولو لم تقم بينة , وإن اشترطها فله ذلك. قاله القرطبي.
والظاهرعندي أنه لا بد من بينة, لورود النص الصحيح بذلك.
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق عز وجل {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}.
وفي الآية أقوالٌ أُخر أنها منسوخة بآيات الزكاة كقوله تعالى {خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم بها} الآية.
وذكر البخاري هذا القول بالنسخ عن ابن عمر أيضا.
وبه قال عمر بن عبد العزيز وعراك بن مالك اهـ.
ثم قال رحمه الله
(فإن قيل: ما الجواب عما رواه الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال: مات رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كَيَّتَانِ , صلوا على صاحبكم).اهـ
وما رواه قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة صدي بن عجلان قال: مات رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينارٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيَّة , ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيتان).
وما روي عن عبد الرزاق وغيره عن علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تبا للذهب والفضة يقولها ثلاثاً فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أي مال نتخذ؟ فقال عمر رضي الله عنه: أنا أعلم لكم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا: فأي المال نتخذ؟ فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكراً وزوجة تعين أحدكم على دينه) .. ونحو ذلك من الأحاديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/93)
فالجواب -والله تعالى أعلم -:أن هذا التغليظ كان أولاً ثم نسخ بفرض الزكاة كما ذكره البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما.
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه {ولقد همت به وهم بها}.
فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على برائته عليه السلام مما لا يننبغي في الآيات المتقدمة ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى {وهمَّ بها}؟؟
فالجواب من وجهين:
الأول: أن المراد بهمَّ يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى , وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى , وهذا لا معصية فيه لأنه أمرٌ حبليٌّ لا يتعلق به التكليف كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك) يعني: ميل القلب الطبيعي.
ومثال هذا ميل الصائم بطبعه إلى الماء البارد , مع أن تقواه تمنعه من الشرب وهو صائم , وقد قال صلى الله عليه وسلم (ومن هم بسيئةٍ فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة) لأنه ترك ما تميل إليه نفسه بالطبع خوفا من الله وامتثالاً لأمره كما قال تعالى {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى}.
وهمُّ بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحدٍ كهمِّ يوسف هذا , بدليل قوله {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} لأن قوله {والله وليهما} يدل على أن ذلك الهمَّ ليس معصيةً لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية.
والعرب تطلق الهم وتريد به المحبة والشهوة فيقول الإنسان فيما لا يحبه ولا يشتهيه: هذا ما يهُمني , ويقول فيما يحبه ويشتهيه: هذا أهم الأشياء إليَّ , بخلاف هم امرأة العزيز فإنه هم عزم وتصميم بدليل أنها شقت قميصه من دبر وهو هارب عنها, ولم يمنعها من الوقوع فيما لا ينبغي إلا عجزها عنه , مثل هذا التصميم على المعصية معصية يؤاخذ بها صاحبها بد ليل الحديث الثابت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكرة رضي الله عنه (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار, قالوا: يا رسول الله قد عرفنا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه) فصرح صلى الله عليه وسلم بأن تصميم عزمه على قتل صاحبه معصية أدخله الله بسببها النار.
وأما تأويلهم هم يوسف بأنه قارب الهم ولم يهم بالفعل كقول العرب: قتلته لو لم أخف الله أي قاربت أن أقتله , كما قاله الزمخشري.
وتأويل الهم بأنه هم بضربها أو هم بدفعها عن نفسه فكل ذلك غير ظاهر, بل بعيد من الظاهر ولا دليل عليه.
الجواب الثاني: وهو اختيار أبي حيان أن يوسف لم يقع منه هم أصلاً, بل هو منفي عنه لوجود البرهان , قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يُذكَر قبله ما يدل عليه كقوله {فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} أي: إن كنتم مسلمين فتوكلوا عليه فالأول دليل الجواب المحذوف لا نفس الجواب ,لأن جواب الشروط وجواب لولا لا يتقدم ولكن يكون المذكور قبله دليلاً عليه كالآية المذكورة , وكقوله {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم , وعلى هذا القول فمعنى الآية: {وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} أي: لولا أن رآه هم بها.
فما قبل لولا هو دليل الجواب المحذوف كما هو الغالب في القرآن واللغة , ونظير ذلك قوله تعالى {إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} فما قبل لولا دليل الجواب أي: لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به.
واعلم أن جماعة من علماء العربية أجازوا تقديم جواب لولا وتقديم الجواب في سائر الشروط , وعلى هذا القول يكون جواب لولا في قوله (لولا أن رأى برهان ربه) هو ما قبله من قوله {وهم بها} وإلى جواز التقديم المذكور ذهب الكوفيون ومن أعلام البصريين أبو العباس المبرد وأبو زيد الأنصاري.
قال الشيخ رحمه الله عند قول الحق تعالى {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}
فإن قيل: (ربما) لا تدخل إلا على الماضي فما وجه دخولها على المضارع في هذا الموضع؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/94)
فالجواب ان الله تعالى لما وعد بوقوع ذلك صار ذلك الوعد للجزم بتحقيق وقوعه كالواقع بالفعل , ونظيره قوله تعالى {أتى امر الله} الآية , ونحوها من الآيات , فعبر بالماضي تنزيلاً لتحقيق الوقوع منزلة الوقوع بالفعل.
ويقول رحمه الله تعالى عند آية {وقالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر ... } الاية.
قد يقال في هذه الآية الكريمة: كيف يقرون بأنه أنزل إليه الذكرُ وينسبونه للجنون مع ذلك؟؟
والجواب: أن قولهم (يأيها الذي نزل عليه الذكرُ) يعنون في زعمه تهكماً منهم به, ويوضح هذا المعنى ورود مثله من الكفار متهكمين بالرسل عليهم صلوات الله وسلامه في مواضع أخر, كقوله تعالى عن فرعون مع موسى {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} وقوله عن قوم شعيب {إنك لأنت الحليم الرشيد}.
ويقول رحمه الله تعالى عند آية {وحفظناها من كل شيطان رجيم} بعد كلام طويل على ما يتشدق به الأفاكون الذين يزعمون أنهم سيصلون للسماء وما فوقها ويبنون على القمر, وبعد تفنيده لتلك المزاعم بالتفصيل ..
قال: فإن قيل: يجوز بحسب وضع اللغة العربية التي نزل بها القرآن على قراءة ضم الباء أن يكون المعنى: لتركبن أيها الناس طبقا بعد طبق, أي سماءاً بعد سماء حتى تصعدوا فوق السماء السابعة, كما تقدم نظيره في قراءة فتح الباء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم, وإذا كان هذا جائزا في لغة القرآن فما المانع من حمل المعنى عليه؟؟
فالجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن ظاهر القرآن يدل على ان المراد بالطبق الحالُ المتَنَقَّلُ إليها من موت ونحوه وهو هول القيامة بدليل قوله بعده مرتباً له عليه بالفاء (فما لهم لا يؤمنون* وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) فهو قرينة ظاهرة على أن المراد إذا كانوا يتنقلون من حال إلى حال ومن هول إلى هول فما المانع لهم من أن يؤمنوا ويستعدوا لتلك الشدائد ويؤيده أن العرب تسمي الدواهي بنات طبق كما هو معروف في لغتهم.
الوجه الثاني: أن الصحابة رضي الله عنهم هم المخاطبون الأولون بهذا الخطاب وهم أولى الناس بالدخول فيه بحسب الوضع العربي ولم يركب أحد منهم سماءا بعد سماء بإجماع المسلمين , فدل ذلك على أن ذلك ليس معنى الاية, ولو كان هو معناها لما خرج منه المخاطَبون الأولون بلا قرينة على ذلك.
الوجه الثالث: هو ما قدمنا من الايات المصرحة بحفظ السماء وحراستها من كل شيطان رجيم كائنا من كان فبهذا يتضح أن الآية الكريمة ليس فيها دليل على صعود اصحاب الأقمار الصناعية فوق السبع الطباق, والواقع المستقبل سيكشف حقيقة تلك الأكاذيب والمزاعم الباطلة.
قال الشيخ رحمنا الله وإياه عند آية {وحفظناها من كل شيطان رجيم}
فإن قيل: هذه الآيات التي استدللتم بها على حفظ السماء من الشياطين واردة في حفظها من استراق السمع , وذلك إنما يكون من شياطين الجن , فدل ذلك على اختصاص الآيات المذكوة بشياطين الجن؟؟
فالجواب: أن الآيات المذكورة تشمل بدلالتها اللغوية شياطين الإنس من الكفار , قال في لسان العرب: (والشيطان معروف , وكل عات متمرد من الإنس والجن والدواب شيطان).
وقال في القاموس: (والشيطان معروف , وكل عات متمرد من إنس أو جن أو دابة) اهـ.
ولا شك أن من أشد الكفار تمرداً وعتواً الذين يحاولون بلوغ السماء , فدخولهم في اسم الشيطان لغة لاشك فيه.
وإذا كان لفظ الشيطان يعم كل متمرد عاتٍ فقوله تعالى {وحفظناها من كل شيطان رجيم} صريح في حفظ السماء من كل متمرد عاتٍ كائنا من كان , حمل نصوص الوحي على مدلولاتها اللغوية واجبٌ إلا لدليل يدل على تخصيصها أو صرفها عن ظاهرها المتبادر منها كما هو مقرر في الأصول , وحفظ السماء من الشياطين معناه: حراستها منهم.
قال الجوهري في صحاحه: (حفظت الشيء حفظاً اي: حرسته) اهـ.
وقال صاحب لسان العرب: (وحفظت الشيء حفظاً اي حرسته) اهـ. وهذا معروف في كلام العرب فيكون مدلول هذه الاية بدلالة المطابقة {وحفظناها من كل شيطان رجيم} أي: وحرسناها, أي السماء من كل عات متمرد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/95)
ولا مفهوم مخالفة لقوله {رجيم} وقوله {مارد} لأن مثل ذلك من الصفات الكاشفة , فكل شيطان يوصف بأنه رجيم وبأنه مارد, وإن كان بعضهم أقوى تمرداص من بعض وما حرسه الله جل وعلا من كل عات متمرد لا شك أنه لايصل إليه عاتٍ متمردٌ كائنا من كان {ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسيرٌ} والعلم عند الله تعالى اهـ.
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند كلامه على الصلاة في مرابض الإبل الغنم وذلك عند تفسير آية {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين}.
قد علمتَ أن الحجر المذكور في هذه الآية في قوله {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} هي ديارثمود وأنه ورد النهي عن الصلاة في مواضع الخسف فبهذه المناسبة نذكر الماكن التي نهي عن الصلاة فيها ونبين ما صح فيه النهي وما لم يصح , والمواضع التي ورد النهي عن الصلاةفيها تسعة عشر موضعا ستأتي كلها .. اهـ
ثم بعد كلامه على مرابض الغنم والإبل قال رحمه الله:
فإن قيل: ما حكم الصلاة في مبارك القبر؟؟
فالجواب: أن اكثر العلماء يقولون إنها كمرابض الغنم, ولو قيل إنها كمرابض الإبل لكان لذلك وجه.
قال ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري (وقع في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابض الغنم ولا يصلي في مرابض الإبل والبقر, قال: وسنده ضعيف, فلو ثبت لأفاد أن حكم البقر حكم الإبل بخلاف ما ذكره ابن المنذر أن البقر في ذلك كالغنم) اهـ كلام ابن حجر.
وما يقوله أبو داود رحمه الله من أن العمل بالحديث الضعيف خيرٌ من العمل بالرأي له وجه وجيه , والعلم عند الله تعالى.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: - عند قول الله جل وعز {كما أنزلنا على المقتسمين} -
فإن قيل: بم تتعلق الكاف في قوله {كما أنزلنا على المقتسمين}؟؟
فالجواب: ما ذكره الزمخشري في كشافه قال: (فإن قلت: بم تعلق قوله (كما انزلنا)؟
قلت: فيه وجهان:
احدهما: أن يتعلق بقوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني .. } أي: أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا على أهل الكتاب وهم المقتسمون الذين جعلوا القرآن عضين حيث قالوا بعنادهم وعدوانهم بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل وبعضه باطل مخالف لهما , فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه , وقيل: كانوا يستهزئون به فيقول بعضهم سورة البقرة لي ويقول الاخر سورة آل عمران لي (إلى أن قال).
الوجه الثاني: ان يتعلق بقوله {وقل إني أنا النذير المبين} أي وأنذر قريشاً مثل ما أنزلناه من العذاب على المقتسمين (يعني اليهود) وهو ما جرى على قريظة والنضير.
جعل المتوقع بمنزلةالواقع وهو من الإعجاز لأنه إخبار بما سيكون وقد كان. انتهى محل الغرض من كلام صاحب الكشاف ,ونقل كلامه بتمامه أبو حيان في البحر المحيط ثم قال أبو حيان: اما الوجه الأول وهو تعلق (كما) ب (آتيناك) فذكره أبو البقاء على تقديروهو ان يكون في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره: آتيناك سبعا من المثاني إيتاءًا كما انزلنا, أو إنزالاً كما أنزلنا, لأن آتيناك بمعنى أنزلنا عليك ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند تناوله لقول الله تعالى {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها}
المسألة الرابعة: اعلم أن ظاهر هذه الآية الكريمة يدل على أنه يجوز للرجل أن يلبس الثوب المكلل باللؤلؤ والمرجان لأن الله جل وعلا قال فيها في معرض الامتنان العام على خلقه عاطفا على الأكل {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها} , وهذا الخطاب خطاب الذكور كما هو معروف, ونظير ذلك قوله تعالى في سورة فاطر {ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها}.
قال القرطبي في تفسيره: امتن الله على الرجال والنساء امتنانا عاما بما يخرج من البحرفلا يحرم عليهم شيئ منه, وإنما حرم تعالى على الرجال الذهب والحرير.
وقال صاحب الإنصاف: يجوز للرجل والمرأة التحلي بالجوهر ونحوه, وهو الصحيح من المذهب.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز للرجل أن يلبس الثوب المكلل باللؤلؤ مثلاً, ولا أعلم مستندا للتحريم إلا عموم الأحاديث الواردة بالزجر البالغ عن تشبه الرجال بالنساء, كالعكس؛
قال البخاري في صحيحه: {باب المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال} (وساق الشيخ سند البخاري) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
فهذا الحديث نص صريحٌ في أن تشبه الرجال بالنساء حرام, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلعن أحدا إلا على ارتكاب حرام شديد الحرمة.
ولا شك أن الرجل إذا لبس اللؤلؤ والمرجان فقد تشبه بالنساء.
فإن قيل: يجب تقديم الآية على الحديث من وجهين:
الأول: أن الآية نص متواتر, والحديث المذكور خبر آحاد, والمتواتر مقدم على الآحاد.
الثاني: أن الحديث عام في كل أنواع التشبه بالنساء, والآية خاصة في إباحة الحلية المستخرجة من البحر, والخاص مقدم على العام.
فالجواب: أنَّا لم نرَ من تعرض لهذا.
والذي يظهر لنا-والله تعالى أعلم-أن الآية الكريمة وإن كانت أقوى سندا وأخص في محل النزاع, فإن الحديث أقوى دلالةً على محل النزاع منها, وقوةُ الدلالة في نص صالح للاحتجاج على محل النزاع أرجحُ من قوة السند لأن قوله تعالى {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها} يحتمل معناه احتمالا قوياً: أن وجه الامتنان به أن نسائهم يتجملن لهم به, فيكون تمتعهم وتلذذهم بذلك الجمال والزينة الناشئ عن تلك الحلية من نعم الله عليهم, وإسناد اللباس إليهم لنفعهم به, وتلذذهم بلبس أزواجهم له.
بخلاف الحديث فهو نص صريح غير محتمل في لعن من تشبه بالنساء, ولا شك أن المتحلي باللؤلؤ مثلاً متشبه بهنَّ, فالحديث يتناوله بلا شك.(5/96)
من استشكالات الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره , وأجوبته عليها .. !!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:47 م]ـ
تنبيه مهم جداً: هذا الموضوع منقول برمته من ملتقى اهل التفسير, وما لي منه سوى النقل للإفادة والاستفادة ..
فوائد منتقاة من أضواء البيان للشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله
________________________________________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع سنته وهداه ..
وبعد/
فهذه أجوبةٌ لبعض الإشكالات المتضمنة للكثير من الفوائدِ منتقاةٌ من كتاب أضواء البيان للحبر العلامة (محمد الأمين الشنقيطي) رحمه الله تعالى وغفر له, والتي أظن أن الشيخ كان يطرحها ليدرأ بها ما يتوقع وروده على ذهن القارئ من تساؤلات وإشكالات!!
1 - عند قوله تعالى {الرحمن الرحيم} في سورة الفاتحة قال الشيخ رحمه الله (هما وصفان لله تعالى واسمان من أسمائه الحسنى مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة, والرحمن أشد مبالغة من الرحيم لأن الرحمن هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا, وللمؤمنين في الآخرة, والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة, وعلى هذ أكثر العلماء , وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا.
وفي تفسيربعض السلف ما يدل عليه كما قاله ابن كثير ويدل له الأثر المروي عن عيسى
- كما ذكره ابن كثير وغيره - أنه قال عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (الرحمن رحمن الدنيا والآخرة , والرحيم لرحيم الآخرة) وقد اشار تعالى إلى هذا الذي ذكرنا حيث قال تعالى {ثم استوى على العرش الرحمن} وقال {الرحمن على العرش استوى} فذكر الاستواء باسمه الرحمن ليعم جميع خلقه برحمته, قاله ابن كثير, ومثله قوله تعالى {أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن} أي: ومن رحمانيته لطفه بالطير وإمساكه إياها صافات وقابضات في جو السماء, ومن أظهر الأدلة على ذلك قوله تعالى {الرحمن* علم القرآن * ... إلى قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان*} وقال {وكان بالمؤمنين رحيما} فخصهم باسم الرحيم ..
فإن قيل: كيف يمكن الجمع بين ما قررتم وبين ما جا في الدعا المأثور من قوله صلى الله عليه وسلم {رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما}؟؟؟
فالظاهر في الجواب - والله أعلم - أن الرحيم خاص بالمؤمنين كما ذكرنا , لكنه لا يختص بهم في الآخرة؛ بل يشمل رحمتهم في الدنيا أيضا فيكون معنى رحيمهما: رحمته بالمؤمنين فيهما.
والدليل على أنه رحيم بالمؤمنين في الدنيا أن ذلك هو ظاهر قوله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما} لأن صلاته عليهم وصلاة ملائكته وإخراجه إياهم من الظلمات إلى النور رحمة بهم في الدنيا وإن كانت سبب الرحمة في الآخرة أيضا.
وكذلك قوله تعالى {ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم} فإنه جاء فيه بالباء المتعلقة بالرحيم الجار للضمير الواقع على النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار, وتوبته عليهم رحمة في الدنيا وإن كانت سبب رحمة الآخرة أيضا.
والعلم عند الله تعالى)
2 - عند قول الله تعالى (ومما رزقناهم ينفقون) في سورة البقرة,
قال الشيخ - رحمه الله - (عبر في هذه الآية الكريمة بمن التبعيضية الدالة على أنه ينفق لوجه الله بعض ماله لا كله, ولم يبين هنا القدر الذي ينبغي إنفاقه والذي ينبغي إمساكه, ولكنه بين في مواضع أخر أن القدرالذي ينبغي إنفاقه هو الزائد عن الحاجة وسد الخلة التي لا بد منها, وذلك كقوله {ويسألونك ما ذا ينفقون قل العفو} والمراد بالعفو الزائد على قدر الحاجة التي لا بد منها على أصح التفسيرات وهو مذهب الجمهور.
ومنه قوله تعالى {حتى عفوا} أي كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم. وقال بعض العلماء: نقيض الجهد, وهو أن ينفق مالا يبلغ إنفاقه منه الجهد , واستفراغ الوسع ومنه قول الشاعر:
خذي العفو مني تستديمي مودتي **** ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
وهذا القول راجع إلى ما ذكرنا وبقية الأقوال ضعيفة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/97)
وقوله تعالى {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط .. } فنهاه عن البخل بقوله {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} ونهاه عن الإسراف بقوله {ولا تبسطها كل البسط} فيتعين الوسط بين الأمرين, كما بينه بقوله {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} فيجب على المنفق أن يفرق بين الجود والتبذير وبين البخل والاقتصاد , فالجود غير التبذير والاقتصاد غير البخل.
فالمنع في محل الإعطاء مذموم وقد نهى الله عنه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك} واإعطاء في محلالمنع مذموم أيضا وقد نهى الله عنه نبيه صلى لله عليه وسلم بقوله {ولا تبسطها كل البسط} وقد قال الشاعر:
لا تمدحنَّ ابن عباد وإن هطلت ........... يداه كالمزن حتى تخجل الديما
فأنها فلتات من وساوسه ............ يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
وقد بين تعالى أن الإنفاق المحمود لا يكون كذلك إلا غذا كان مصرفه الذيصرف فيه مما يرضى الله, كقوله تعالى (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين) .. الآية , وصرح بأن الإنفاق فيما لا يرضي الله حسرة على صاحبه في قوله تعالى {فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ... } الآية. وقد قال الشاعر:
إن الصنيعة لا تعدُّ صنيعةً ............. حتى يصاب بها طريق المصنع
فإن قيل: هذا الذي قررتم يقتضي أن الإنفاق المحمود هو إنفاق ما زاد على الحاجة الضرورية مع أن الله تعالى أثنى على قوم بالإنفاق وهم في حاجة إلى ما أنفقوا وذلك في قوله {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ... } الآية
فالظاهر في الجواب - والله تعالى أعلم - هو ما ذكره بعض العلماء من أن لكل مقام مقالاً, ففي بعض الأحوال يكون الإيثار ممنوعا, وذلك كما إذا كانت على المنفق نفقات واجبة كنفقة الزوجات ونحوها , فتبرع بالإنفاق في غير واجب , وترك الفرض لقوله صلى الله عليه وسلم (وابدأ بمن تعول) وكأن يكون لا صبر عنده عن سؤال الناس فينفق ماله ويرجع إلى الناس يسألهم مالهم , فلا يجوز له ذلك.
والإيثار فيما إذا كان لم يضيع نفقة واجبة وكان واثقا من نفسه بالصبر والتعفف وعدم السؤال وأما على القول بأن قوله تعالى {ومما رزقناهم ينفقون} يعني به الزكاة فالأمر واضح -والعلم عند الله تعالى) ..
3 - قوله تعالى {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم} قال الشخ رحمه الله:
(لا يخفى أن الواو في قوله (وعلى سمعهم وعلى أبصارهم) محتملة في الحرفين أن تكون عاطفة على ما قبلها وأن تكون استئنافية.
ولم يبيَّن ذلك هنا ولكن بُيِّن في موضع آخر أن قوله (وعلى سمعهم) معطوف على قوله (على قلوبهم) وأن قوله (وعلى أبصارهم) استئناف , والجار والمجرور خبر المبتدأ الذي هو (غشاوة) وسوغ الابتداء بالنكرة فيه اعتمادُها على الجار والمجرور قبلها , ولذلك يجب تقديم هذا الخبر لأنه هو الذي سوغ الإبتداء بالمبتدأ كما عقده في الخلاصة بقوله:
ونحو عندي درهم ولي وطر .......... ملتزم فيه تقدم الخبر
فتحصل أن الختم على القلوب والأسماع , وأن الغشاوة على الأبصار وذلك في قوله تعالى {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة}
والختم هو الاستيثاق من الشيئ حتى لا يخرج منه داخل فيه ولا يدخل فيه خارج عنه , والغشاوة: الغطا على العين يمنعها من الرؤية. ومنه قول الحارث بن خالد بن العاص:
هويتك إذ عيني عليها غشاوة .............. فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
وعلى قراة من نصب (غشاوة) فهي منصوبة بفعل محذوف أي: (وجعل على بصره غشاوة) كما في سورة الجاثية. وهو كقوله:
علفتها تبنا وماءا باردا .............. حتى شتت همالة عيناها
وقول الاخر:
ورأيت زوجك في الوغى ................ متقلدا سيفا ورمحا
وقول الآخر:
إذا ما الغانيات برزن يوما ................ وزججن الحواجب والعيونا
كما هو معروف في النحو, وأجاز بعضهم كونه معطوفا على محل المجرور ...
فإن قيل:
قد يكون الطبع على الأبصار أيضاً, كما في قوله تعالى في سورة النحل {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم} الآية
فالجواب:
أن الطبع على الأبصار المذكور في آية النحل هو الغشاوة المذكورة في سورة البقرة والجاثية والعلم عند الله تعالى) ..
قال الشيخ رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/98)
(قوله تعالى {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنَّ .... } الآية.
ظاهر عمومه شمول الكتابيات, ولكنه بين في آية أخرى أن الكتابيات لسن داخلات في هذا التحريم, وهيقوله تعالى {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} ,
فإن قيل: الكتابيات لا يدخلن في اسم المشركات بدليل قوله {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.} , وقوله {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} , وقوله {ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين} والعطف يقتضي المغايرة.
فالجواب: أن أهل الكتاب داخلون في اسم المشركين كما صرح به تعالى في قوله {وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون* اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابنَ مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا غله إلا هو سبحانه عما يشركون}
وعند قوله تعالى {فأتوا حرثكم أنى شئتم} قال الشيخ رحمه الله بعد مناقشته لمسألة إتيان النِّساء في أعجازهنَّ وذكره لقول القرطبي رحمه الله تعالى (وفي إجماعهم هذا - يعني على الحرمة - دليلٌ على ان الدبر ليس بموضع وطء, ولوكان موضعاً للوطء ما ردت من لا يوصَلُ إلى وطئها في الفرج.
قال الشيخ:
فإن قيل: قد يكون رد الرتقاء لعلة عدم النسل, فلا ينافي أنها توطأ في الدبر.
فالجواب: أن العقم لا يرد به , ولو كانت علة رد الرتقاء عدم النسل لكان العقم موجبا للرد ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى في شروط الإمام الكبر عند قوله تعالى {إني جاعل في الرض خليفة}
(3 - من شروط الإمام الأكبر كونه حرّاً , فلا يجوز أن يكون عبداً , ولا خلاف في هذا بين العلماء.
فإن قيل: ورد في الصحيح ما يدل على إمامة العبد.
فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وإن استُعمِل عليكم عبدٌ حبشيٌّ كأن رأسه زبيبة) ولمسلم من حديث أم الحصين (اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب الله) ولمسلم أيضاً من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال (أوصاني خليلي أن أطيع وأسمع وإن كان عبداً حبشيّاً مجدعَ الأطراف).
فالجواب من أوجه:
الأول: أنه قد يضرب المثل بما لا يقع في الوجود , فإطلاق العبد الحبشي لأجل لمبالغة في الأمر بالطاعة , وغن كان لا يُتَصوَّر شرعا أن يليَ ذلك. ذكر ابن حجر هذا الجواب عن الخطابي.
ويشبه هذا الوجه قوله تعالى {قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين}.
الثاني: أن المراد باستعمال العبد الحبشي أن يكون مؤموراً من جهة الإمام الأعظم على بعض البلاد, وهو أظهرها فليس هو الإمام الأعظم.
الثالث: أن يكون أطلق عليه اسم العبد نظراً لاتصافه بذلك سابقا مع أنه وقت التولية حر, ونظيره إطلاق اليتيم على البالغ باعتبار اتصافه به سابقاً في قوله تعالى {وآتوا اليتامى أموالهم} الآية , وهذا كله فيما يكون بطريق الاختيار.
أما لو تغلب عبد حقيقة بالقوة فإن طاعته تجب , إخمادا للفتنة وصونا للدماء , ما لم يأمر بمعصة كما تقدمت الإشارة إليه , والمراد بالزبيبة في هذا الحديث واحدة الزبيب المأكول المعروف الكائن من العنب إذا جفَّ , والمقصود من التشبيه: التحقير وتقبيح الصورة , لأن السمع والطاعة إذا وجبا لمن كان كذلك دل ذلك على الوجوب على كل حال, إلا فالمعصية كما يأتي. ويشبه قوله صلى الله عله وسلم (كأنه زبيبة) قول الشاعر هجو رجلا أسودَ:
دنس الثياب كأن فروة رأسه ............... غرست فأنبت جانباها فلفلا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:51 م]ـ
ويقول الشيخ رحمه الله عند قول الله تعالى (الطلاق مرتان) بعد سرده لأقوال من أوقع الثلاث طلقةً واحدة ومن عدها ثلاثا محرِّمةً
يقول:
فإن قيل: غضب النبي صلى الله عليه وسلم وتصريحه بأن ذلك الجمع للطلقات لعبٌ بكتاب الله يدل على أنها لا تقع , لقوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (وفي رواية (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/99)
فالجواب: أن كونه ممنوعا ابتداء لا ينافي وقوعه بعد الإيقاع , ويدل له ما سيأتي قريبا عن ابن عمر لمن سأله: وإن كنتَ طلقتها ثلاثا فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجا غيرك , وعصيت له فيما أمرك من طلاق امرأتك , ولا سيما على قول الحاكم: إنه مرفوع , وهذا ثابت عن ابن عمر في الصحيح ,ويؤيده ما سيأتي إن شاء الله قريبا من حديثه المرفوع عند الدارقطني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (كانت تبين منك وتكون معصية) ويؤيده ما سيأتي إن شاء الله عن ابن عباس بإسنادٍِ صحيح أنه قال لمن سأله عن ثلاث أوقعها دفعة: إنك لم تتق الله فيجعل لك مخرجا, عصيت ربك , وبانت منك امرأتك.وبالجملة فالمناسب لمرتكب المعصية التشديد لا التخفيف بعد الإلزام (
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه {إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القوم قرحٌ مثله}
قال:
فإن قيل: ما وجه الجمع بين الإفراد في قوله (قرحٌ مثله) وبين التثنية في قوله (قد أصبتم مثليها).
فالجواب والله تعالى اعلم: أن المراد بالتثنية قتل سبعين , وأسر سبعين يوم بدر, في مقابلة سبعين سوم أحد كما عليه جمهور العلماء.
والمراد بإفراد المثل: تشبيه القرح بالقرح في مطلق النكاية والألم, والقراءتان السبعيتان في قوله {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرحٌ مثله} بفتح القاف وضمها في الحرفين معناهما واحد , فهما لغتان كالضَّعف والضُّعف.
وقال الفراء: القرح بالفتح الجرح وبالضم ألمه. اهـ
ومن إطلاق العرب القرح على الجرح قول متمم بن نويرة التميمي:
قعيدك ألاَّ تُسمعيني ملامةً ............... ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا (
قال الشيخ رحمه الله عند قول الحق تعالى {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}
تنبيه: فإن قيل عموم قوله تعالى (إلا ما ملكت أيمانكم) لا يختص بالمسبيات بل ظاهر هذا العموم أن كل أمة متزوجة إذا ملكها رجل آخر فهي تحل له بملك اليمين , ويرتفع حكم الزوجية بذلك الملك, والآية وإن نزلت في خصوص المسبيات كما ذكرنا فالعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب؛؛
فالجواب: أن جماعة من السلف قالوا بظاهر هذا العموم فحكموا بأن بيع الأمة مثلاً يكون طلاقا لها من زوجها أخذا بعموم هذه الآية , ويروى هذا القولُ عن ابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وجابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب والحسن ومعمر كما نقله عنهم ابن كثير وغيره.
ولكنَّ التحقيق في هذه المسألة هو ما ذكرنا من اختصاص هذا الحكم بالمسبية دون غيرها من المملوكات بسبب آخر غير السبي , كالبيع مثلاً وليس من تخصيص العام بصورة سببه , وأوضح دليل في ذلك قصة بريرة المشهورة مع زوجها مغيث.
قال ابن كثير في تفسير هذه الاية:بعد ذكره أقوال الجماعة التي ذكرنا في أن البيع طلاق ما نصه (وقد خالفهم الجمهور قديما وحديثاً فرأوا ان بيع الأمة ليس طلاقا لها , لأن المشتري نائب عن البائع , والبائع كان قد أخرج عن ملكه هذه المنفعة وباعها مسلوبة عنه, واعتمدوا في ذلك على حديث بريرة المخرج في الصحيحين وغيرهما , فإن عائشة أم المؤمنين اشترتها وأعتقتها ولم ينفسخ نكاحها من زوجها مغيث بل خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الفسخ والبقاء فاختارت الفسخ , وقصتها مشهورة فلو كان بيع الأمة طلاقها كما قال هؤلاء ما خيرها النبي صلى الله عليه وسلم , فلما خيرها دل على بقاءالنكاح وأن المراد من الآية المسبيات فقط.والله أعلم اهـ منه بلفظه.
فإن قيل: إن كان المشتري امراةلم ينفسخ النكاحُ لأنها لا تملك الاستمتاع ببضع الأمة بخلاف الرجل , وملك اليمين أقوى من ملك النكاح كما قال بهذا جماعة, ولا يرد على هذا القول حديث بريرة.
فالجواب: هو ما حرره العلامة ابن القيم رحمه الله وهو أنها إن لم تملك الاستمتاع ببضع أمتها فهي تملك المعاوضة عليه وتزويجها وأخذ مهرها وذلك كملك الرجل وإن لم يستمتع بالبضع.
فإذا حققت ذلك علمت أن التحقيق في معنى الاية (والمحصنات من النساء) أي المتزوجات (إلا ملكت أيمانكم) بالسبي من الكفارفلا منع في وطئهن بملك اليمين بعد الاستبراء , لانهدام الزوجية الأولى بالسبي كما قررنا , وكانت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها متزوجة برجل اسمه مسافع فسبيت في غزوة بني المصطلق وقصتها معروفة.
قال ناظم قرة البصار في جويرية رضي الله عنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/100)
وقد سباها في غزاة المصطلق ............. من بعلها مسافع بالمنزلق.
ومراده بالمنزلق: السيف.
ثم إن العلماء اختلفوا في السبي هل يبطل حكم الزوجية الأولى مطلقاً ولو سبي الزوج معها , وهو ظاهر الآية؟
أو لا يبطله إلا إذا سبيت وحدها دونه؟
فإن سبي معها فحكم الزوجية باقٍ , وهو قول أبي حنيفة وبعض أصحاب أحمد والعلم عند الله تعالى…
قال الشيخ رحمه الله تعالى في معرض كلامه عن الصعيد الطيب هل هو خاص بما له غبار يعلق باليد أم هو متناول لغيره من أنواع الصعيد , عند قوله تعالى (فتيمموا صعيدا طيباً) ..
فإن قيل:
ورد في الصحيح ما يدل على تعين التراب الذي له غبار يعلق باليد, دون غيره من أنواع الصعيد , فقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف االملائكة , وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً, وجعلت تربتها لنا طهوراً, إذا لم نجد الماء .. } الحديث, فتخصيص التراب بالطهورية في مقام الامتنان يفهم منه أن غيره من الصعيد ليس كذلك,
فالجواب من ثلاثة أوجه:
1 - ] أن كون الأمر مذكوراً في معرض الامتنان, مما يمنع فيع اعتبار مفهوم المخالفة , كما تقرر في الأصول قال في مراقي السعود:
أوامتنانٍ أو وِفاقِ الواقعِ ... والجهل والتأكيدِ عند السامعِ.
ولذا أجمع العلماء على جواز أكل القديد من الحوت مع أن الله خص اللحم الطري منه في قوله {وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طرياًّ} لأنه ذكر اللحم الطري في معرض الامتنان فلا مفهومَ مخالفة له , فيجوز أكل القديد مما في البحر.
2 - أن مفهوم التربة مفهوم لقب, وهو لا يعتبر عند جماهير العلماء , وهو الحق كما هو معلوم في الأصول.
3 - أن التربة فرد من أفراد الصعيد , وذكرُ بعض أفراد العام بحكم العام لا يكون مخصصا له عند الجمهور , سواء ذُكرا في نص واحد كقوله تعالى {حافظوا على الصلوَات والصلوة الوسطى} أو ذُكرا في نصين كحديث {أيما إهاب دبغ فقد طهر} عند أحمد ومسلم وابن ماجة والترمذي وغيرهم, مع حديث {هلاَّ انتفعتم بجلدها} يعني شاةً ميتتةً, عند الشيخين, كلاهما من حديث ابن عباس.
فذكر الصلاة الوسطى في الأول , وجلد الشاة في الأخير لا يقتضي أن غيرهما من الصلوات في الأول , ومن الجلود في الثاني ليس كذلك , قال في مراقي السعود - عاطفا على ما لا يُخَصَّصُ به العموم-:
وذكرُ ما وافقه من مفرَدِ ... ومذهب الراوي على المعتمَدِ.
ولم يخالف في عدم التخصيص بذكر بعض أفراد العام بحكم العام , إلا أبو ثور محتجاًّ بأنه لا فائدة لذكره إلا التخصيص.
وأجيب من قِبَل الجمهور بأن مفهوم اللقب ليس بحجة, وفائدة ذكر البعض نفيُ احتمال إخراجه من العام , والصعيد في اللغة وجه الأرض , كان عليه ترابٌ , أو لم يكن , قاله الخليل, وابن الأعرابي , والزجاج ...
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه {إنما جزاؤا الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً ...... } الآية.
فإن قيل: وهل يصح أن يطلق على المسلم أنه محارب لله ورسوله؟؟
فالجواب: نعم , والدليل قوله تعالى {يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربَوا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله .. }
ثم قال بعد ذلك: واستشكل بعض العلماء ثمثيله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين, لأنه سمل أعينهم , مع قطع الأيدي والأرجل مع أن المرتد يقتل ولا يمثل به؛؛
قال رحمه الله بعد ذكره لعدة أجوبة لعلماء السلف:
والتحقيق في الجواب هو أنه صلى الله عليه وسلم فعل بهم ذلك قصاصاً, وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره أنه صلى الله عليه وسلم إنما سمل أعينهم قصاصاً لأنهم سملوا اعين رعاة اللقاح ...
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:52 م]ـ
قال رحمه الله تعالى عند قول الله سبحانه {ويحرم عليهم الخبائث} عند تناوله للخلاف في لحم الكلب وهل هو محرم كما قال الجمهورأم مكروه كما روي ضعيفا جداً عن الإمام مالك؟
ومنها (أي أدلة التحريم) أنه لو جاز أكله لجاز بيعه , وقدثبت النهي عن ثمنه في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري مقرونا بحلوان الكاهن ومهر البغي , وأخرجه البخاري من حديث أبي جحيفة , واخرجه مسلم من حديثرافع بن خديج رضي الله عنه بلفظ (ثمن الكلب خبيث) الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/101)
وذلك نص في التحريم لقوله تعالى {ويحرم عليهم الخبائث} الآية.
فإن قيل: ما كل خبيث يحرم, لِمَا ورد في الثوم انه خبيث , وفي كسب الحجام أنه خبيث , مع أنه لم يحرم واحد منهما.
فالجواب: أن ما ثبت بنص انه خبيث كان ذلك دليلاً على تحريمه , وما أخرجه دليل يخرج , ويبقى النص حجةً فيما لم يقم دليل على إخراجه , كما هو الحكم في جل عمومات الكتاب والسنة, يخرج منها بعض الأفراد بمخصص وتبقى حجة في الباقي.
وهذا مذهب الجمهور, وإليه أشار في مراقي السعود بقوله:
وهو مخصص لدى الأكثر إن ... مخصصا له معينا يبن.
فإن قيل: تحريم الخبائث لعلةالخبث, وإذا وجد خبيث غير محرم كان ذلك نقضاً في العلة , لا تخصيصاً لها؛؛
فالجواب أن أكثر العلماء على أن النقض تخصيص للعلة لا إبطال لها. قال في مراقي السعود:
منها وجود الوصف دون الحكمِ ... سمَّاه بالنقص وعاة العلمِ
والأكثرون عندهم لا يقدحُ ... بل هو تخصيصٌ, وذا مصححُ
.... إلخ كما حررناه في غير هذا الموضع.
قال الشيخ -رحمه الله تعالى - في سورة الأعراف عند آية {وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا ... } الآية.
فإن قيل: الهلاكُ الذي أصاب قومَ شعيب ذكر الله تعالى في الأعراف أنه رجفة , وذكر في هود أنه صيحة , وذكر في الشعراء أنه عذاب يوم الظلة.
فالجواب: ما قاله ابن كثير رحمه الله في تفسيره قال: وقد اجتمع عليهم ذلك كله , أصابهم عذاب يوم الظلة وهي سحابة أظلتهم فيها شرر من نارولهب ووهج عظيم , ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة من الأرض شديدة من أسفل منهم , فزهقت الأرواح , وفاضت النفوس , وخمدت الأجسام. اهـ منه.
قال الشيخ - رحمنا الله وإياه - عند تفسيره لقوله تعالى {واعلموا أنما غنمتم من شيئ فأن لله خمسه .... } الآية.
واختلف العلماء فيما إذا ادعى أنه قتله , ولم يقم على ذلك بينةً , فقال الأوزاعي: يعطاه بمجرد دعواه , وجمهور العلماء على أنه لا بد من بينة على انه قتله.
قال مقيده عفا الله عنه: لا ينبغي أن يختلف في اشتراط البينة , لقوله صلى الله عليه وسلم (من قتل قتيلاً له عليه بينة) الحديث, فهو يدل بإيضاح على أنه لا بد من البينة.
فإن قيل: فأين البينة التي أعطى بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا قتادة سلب قتيله السابق ذكره؟؟ (يقصد الشيخ حديث الشيخين المتفق عليه عنى أبي قتادة رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين , فلما التقينا كانت للمسلمين جولة قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين , فاستدرتُ إليه حتى أتيته من ورائه فضربته على حبل عاتقه .............. وفي آخره قال صلى الله عليه وسلم: صدق فأعطه إياه فأعطاني) الحديث.
فالجواب من وجهين:
1 - ما ذكره القرطبي في تفسيره: قال سمعت شيخنا الحافظ المنذري الشافعي أبامحمد عبد العظيم يقول: إنما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة الأسود بن خزاعى وعبد الله بن أنيس, وعلى هذا يندفع النزاع يزول الإشكال ويطرد الحكم. اهـ.
2 - انه أعطاه إياه بشهادة الرجل الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدَقَ, سلبُ ذلك القتيل عندي) الحديث , فإن قوله (صدق) شهادة صريحة لأبي قتادة أنه هو الذي قتله والاكتفاء بواحد في باب الخبر والأمور التي لم يقع فيها ترافعٌ قال به كثير من العلماء وعقده ابن عاصم المالكي في تحفته بقوله:
وواحد يجزئ في باب الخبر**** واثنان أولى عند كل ذي نظر.
وقال القرطبي في تفسير إن أكثر العلماء على إجزاء شهادة واحد , وقيل: يثبت ذلك بشاهد ويمين. والله أعلم
وأما على قول من قال: إن السلب موكول إلى نظر الإمام فللإمام أن يعطيه إياه ولو لم تقم بينة , وإن اشترطها فله ذلك. قاله القرطبي.
والظاهر عندي أنه لا بد من بينة, لورود النص الصحيح بذلك ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق عز وجل {والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم}.
وفي الآية أقوالٌ أُخر أنها منسوخة بآيات الزكاة كقوله تعالى {خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم بها} الآية.
وذكر البخاري هذا القول بالنسخ عن ابن عمر أيضا.
وبه قال عمر بن عبد العزيز وعراك بن مالك اهـ.
ثم قال رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/102)
(فإن قيل: ما الجواب عما رواه الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال: مات رجل من أهل الصفة وترك دينارين أو درهمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كَيَّتَانِ , صلوا على صاحبكم).اهـ
وما رواه قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة صدي بن عجلان قال: مات رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينارٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيَّة , ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيتان).
وما روي عن عبد الرزاق وغيره عن علي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تبا للذهب والفضة يقولها ثلاثاً فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أي مال نتخذ؟ فقال عمر رضي الله عنه: أنا أعلم لكم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا: فأي المال نتخذ؟ فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكراً وزوجة تعين أحدكم على دينه) .. ونحو ذلك من الأحاديث
فالجواب -والله تعالى أعلم -:أن هذا التغليظ كان أولاً ثم نسخ بفرض الزكاة كما ذكره البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
أحسن الله إليك وأحبَّك وأثابك بمثل ما دعوت ورجوت ...
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه {ولقد همت به وهم بها}.
فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على برائته عليه السلام مما لا يننبغي في الآيات المتقدمة ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى {وهمَّ بها}؟؟
فالجواب من وجهين:
الأول: أن المراد بهمَّ يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى , وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى , وهذا لا معصية فيه لأنه أمرٌ حبليٌّ لا يتعلق به التكليف كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك) يعني: ميل القلب الطبيعي.
ومثال هذا ميل الصائم بطبعه إلى الماء البارد , مع أن تقواه تمنعه من الشرب وهو صائم , وقد قال صلى الله عليه وسلم (ومن هم بسيئةٍ فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة) لأنه ترك ما تميل إليه نفسه بالطبع خوفا من الله وامتثالاً لأمره كما قال تعالى {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى}.
وهمُّ بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحدٍ كهمِّ يوسف هذا , بدليل قوله {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} لأن قوله {والله وليهما} يدل على أن ذلك الهمَّ ليس معصيةً لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية.
والعرب تطلق الهم وتريد به المحبة والشهوة فيقول الإنسان فيما لا يحبه ولا يشتهيه: هذا ما يهُمني , ويقول فيما يحبه ويشتهيه: هذا أهم الأشياء إليَّ , بخلاف هم امرأة العزيز فإنه هم عزم وتصميم بدليل أنها شقت قميصه من دبر وهو هارب عنها, ولم يمنعها من الوقوع فيما لا ينبغي إلا عجزها عنه , مثل هذا التصميم على المعصية معصية يؤاخذ بها صاحبها بد ليل الحديث الثابت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكرة رضي الله عنه (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار, قالوا: يا رسول الله قد عرفنا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه) فصرح صلى الله عليه وسلم بأن تصميم عزمه على قتل صاحبه معصية أدخله الله بسببها النار.
وأما تأويلهم هم يوسف بأنه قارب الهم ولم يهم بالفعل كقول العرب: قتلته لو لم أخف الله أي قاربت أن أقتله , كما قاله الزمخشري.
وتأويل الهم بأنه هم بضربها أو هم بدفعها عن نفسه فكل ذلك غير ظاهر, بل بعيد من الظاهر ولا دليل عليه.
الجواب الثاني: وهو اختيار أبي حيان أن يوسف لم يقع منه هم أصلاً, بل هو منفي عنه لوجود البرهان , قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب أن الجواب المحذوف يُذكَر قبله ما يدل عليه كقوله {فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين} أي: إن كنتم مسلمين فتوكلوا عليه فالأول دليل الجواب المحذوف لا نفس الجواب ,لأن جواب الشروط وجواب لولا لا يتقدم ولكن يكون المذكور قبله دليلاً عليه كالآية المذكورة , وكقوله {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم , وعلى هذا القول فمعنى الآية: {وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} أي: لولا أن رآه هم بها.
فما قبل لولا هو دليل الجواب المحذوف كما هو الغالب في القرآن واللغة , ونظير ذلك قوله تعالى {إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها} فما قبل لولا دليل الجواب أي: لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به.
واعلم أن جماعة من علماء العربية أجازوا تقديم جواب لولا وتقديم الجواب في سائر الشروط , وعلى هذا القول يكون جواب لولا في قوله (لولا أن رأى برهان ربه) هو ما قبله من قوله {وهم بها} وإلى جواز التقديم المذكور ذهب الكوفيون ومن أعلام البصريين أبو العباس المبرد وأبو زيد الأنصاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/103)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:53 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله عند قول الحق تعالى {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}
فإن قيل: (ربما) لا تدخل إلا على الماضي فما وجه دخولها على المضارع في هذا الموضع؟؟
فالجواب ان الله تعالى لما وعد بوقوع ذلك صار ذلك الوعد للجزم بتحقيق وقوعه كالواقع بالفعل , ونظيره قوله تعالى {أتى امر الله} الآية , ونحوها من الآيات , فعبر بالماضي تنزيلاً لتحقيق الوقوع منزلة الوقوع بالفعل ..
ويقول رحمه الله تعالى عند آية {وقالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر ... } الاية.
قد يقال في هذه الآية الكريمة: كيف يقرون بأنه أنزل إليه الذكرُ وينسبونه للجنون مع ذلك؟؟
والجواب: أن قولهم (يأيها الذي نزل عليه الذكرُ) يعنون في زعمه تهكماً منهم به, ويوضح هذا المعنى ورود مثله من الكفار متهكمين بالرسل عليهم صلوات الله وسلامه في مواضع أخر, كقوله تعالى عن فرعون مع موسى {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} وقوله عن قوم شعيب {إنك لأنت الحليم الرشيد (
ويقول رحمه الله تعالى عند آية {وحفظناها من كل شيطان رجيم} بعد كلام طويل على ما يتشدق به الأفاكون الذين يزعمون أنهم سيصلون للسماء وما فوقها ويبنون على القمر, وبعد تفنيده لتلك المزاعم بالتفصيل ..
قال: فإن قيل: يجوز بحسب وضع اللغة العربية التي نزل بها القرآن على قراءة ضم الباء أن يكون المعنى: لتركبن أيها الناس طبقا بعد طبق, أي سماءاً بعد سماء حتى تصعدوا فوق السماء السابعة, كما تقدم نظيره في قراءة فتح الباء خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم, وإذا كان هذا جائزا في لغة القرآن فما المانع من حمل المعنى عليه؟؟
فالجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن ظاهر القرآن يدل على ان المراد بالطبق الحالُ المتَنَقَّلُ إليها من موت ونحوه وهو هول القيامة بدليل قوله بعده مرتباً له عليه بالفاء (فما لهم لا يؤمنون* وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) فهو قرينة ظاهرة على أن المراد إذا كانوا يتنقلون من حال إلى حال ومن هول إلى هول فما المانع لهم من أن يؤمنوا ويستعدوا لتلك الشدائد ويؤيده أن العرب تسمي الدواهي بنات طبق كما هو معروف في لغتهم.
الوجه الثاني: أن الصحابة رضي الله عنهم هم المخاطبون الأولون بهذا الخطاب وهم أولى الناس بالدخول فيه بحسب الوضع العربي ولم يركب أحد منهم سماءا بعد سماء بإجماع المسلمين , فدل ذلك على أن ذلك ليس معنى الاية, ولو كان هو معناها لما خرج منه المخاطَبون الأولون بلا قرينة على ذلك.
الوجه الثالث: هو ما قدمنا من الايات المصرحة بحفظ السماء وحراستها من كل شيطان رجيم كائنا من كان فبهذا يتضح أن الآية الكريمة ليس فيها دليل على صعود اصحاب الأقمار الصناعية فوق السبع الطباق, والواقع المستقبل سيكشف حقيقة تلك الأكاذيب والمزاعم الباطلة ..
قال الشيخ رحمنا الله وإياه عند آية {وحفظناها من كل شيطان رجيم}
فإن قيل: هذه الآيات التي استدللتم بها على حفظ السماء من الشياطين واردة في حفظها من استراق السمع , وذلك إنما يكون من شياطين الجن , فدل ذلك على اختصاص الآيات المذكوة بشياطين الجن؟؟
فالجواب: أن الآيات المذكورة تشمل بدلالتها اللغوية شياطين الإنس من الكفار , قال في لسان العرب: (والشيطان معروف , وكل عات متمرد من الإنس والجن والدواب شيطان).
وقال في القاموس: (والشيطان معروف , وكل عات متمرد من إنس أو جن أو دابة) اهـ.
ولا شك أن من أشد الكفار تمرداً وعتواً الذين يحاولون بلوغ السماء , فدخولهم في اسم الشيطان لغة لاشك فيه.
وإذا كان لفظ الشيطان يعم كل متمرد عاتٍ فقوله تعالى {وحفظناها من كل شيطان رجيم} صريح في حفظ السماء من كل متمرد عاتٍ كائنا من كان , حمل نصوص الوحي على مدلولاتها اللغوية واجبٌ إلا لدليل يدل على تخصيصها أو صرفها عن ظاهرها المتبادر منها كما هو مقرر في الأصول , وحفظ السماء من الشياطين معناه: حراستها منهم.
قال الجوهري في صحاحه: (حفظت الشيء حفظاً اي: حرسته) اهـ.
وقال صاحب لسان العرب: (وحفظت الشيء حفظاً اي حرسته) اهـ. وهذا معروف في كلام العرب فيكون مدلول هذه الاية بدلالة المطابقة {وحفظناها من كل شيطان رجيم} أي: وحرسناها, أي السماء من كل عات متمرد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/104)
ولا مفهوم مخالفة لقوله {رجيم} وقوله {مارد} لأن مثل ذلك من الصفات الكاشفة , فكل شيطان يوصف بأنه رجيم وبأنه مارد, وإن كان بعضهم أقوى تمرداص من بعض وما حرسه الله جل وعلا من كل عات متمرد لا شك أنه لايصل إليه عاتٍ متمردٌ كائنا من كان {ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسيرٌ} والعلم عند الله تعالى اهـ.
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند كلامه على الصلاة في مرابض الإبل الغنم وذلك عند تفسير آية {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين}.
قد علمتَ أن الحجر المذكور في هذه الآية في قوله {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين} هي ديارثمود وأنه ورد النهي عن الصلاة في مواضع الخسف فبهذه المناسبة نذكر الماكن التي نهي عن الصلاة فيها ونبين ما صح فيه النهي وما لم يصح , والمواضع التي ورد النهي عن الصلاةفيها تسعة عشر موضعا ستأتي كلها .. اهـ
ثم بعد كلامه على مرابض الغنم والإبل قال رحمه الله:
فإن قيل: ما حكم الصلاة في مبارك القبر؟؟
فالجواب: أن اكثر العلماء يقولون إنها كمرابض الغنم, ولو قيل إنها كمرابض الإبل لكان لذلك وجه.
قال ابن حجر - رحمه الله - في فتح الباري (وقع في مسند أحمد من حديث عبد الله بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في مرابض الغنم ولا يصلي في مرابض الإبل والبقر, قال: وسنده ضعيف, فلو ثبت لأفاد أن حكم البقر حكم الإبل بخلاف ما ذكره ابن المنذر أن البقر في ذلك كالغنم) اهـ كلام ابن حجر.
وما يقوله أبو داود رحمه الله من أن العمل بالحديث الضعيف خيرٌ من العمل بالرأي له وجه وجيه , والعلم عند الله تعالى ...
قال الشيخ رحمه الله تعالى: - عند قول الله جل وعز {كما أنزلنا على المقتسمين} -
فإن قيل: بم تتعلق الكاف في قوله {كما أنزلنا على المقتسمين}؟؟
فالجواب: ما ذكره الزمخشري في كشافه قال: (فإن قلت: بم تعلق قوله (كما انزلنا)؟
قلت: فيه وجهان:
احدهما: أن يتعلق بقوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني .. } أي: أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا على أهل الكتاب وهم المقتسمون الذين جعلوا القرآن عضين حيث قالوا بعنادهم وعدوانهم بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل وبعضه باطل مخالف لهما , فاقتسموه إلى حق وباطل وعضوه , وقيل: كانوا يستهزئون به فيقول بعضهم سورة البقرة لي ويقول الاخر سورة آل عمران لي (إلى أن قال).
الوجه الثاني: ان يتعلق بقوله {وقل إني أنا النذير المبين} أي وأنذر قريشاً مثل ما أنزلناه من العذاب على المقتسمين (يعني اليهود) وهو ما جرى على قريظة والنضير.
جعل المتوقع بمنزلةالواقع وهو من الإعجاز لأنه إخبار بما سيكون وقد كان. انتهى محل الغرض من كلام صاحب الكشاف ,ونقل كلامه بتمامه أبو حيان في البحر المحيط ثم قال أبو حيان: اما الوجه الأول وهو تعلق (كما) ب (آتيناك) فذكره أبو البقاء على تقديروهو ان يكون في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره: آتيناك سبعا من المثاني إيتاءًا كما انزلنا, أو إنزالاً كما أنزلنا, لأن آتيناك بمعنى أنزلنا عليك ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند تناوله لقول الله تعالى {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها}
المسألة الرابعة: اعلم أن ظاهر هذه الآية الكريمة يدل على أنه يجوز للرجل أن يلبس الثوب المكلل باللؤلؤ والمرجان لأن الله جل وعلا قال فيها في معرض الامتنان العام على خلقه عاطفا على الأكل {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها} , وهذا الخطاب خطاب الذكور كما هو معروف, ونظير ذلك قوله تعالى في سورة فاطر {ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها}.
قال القرطبي في تفسيره: امتن الله على الرجال والنساء امتنانا عاما بما يخرج من البحرفلا يحرم عليهم شيئ منه, وإنما حرم تعالى على الرجال الذهب والحرير.
وقال صاحب الإنصاف: يجوز للرجل والمرأة التحلي بالجوهر ونحوه, وهو الصحيح من المذهب.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز للرجل أن يلبس الثوب المكلل باللؤلؤ مثلاً, ولا أعلم مستندا للتحريم إلا عموم الأحاديث الواردة بالزجر البالغ عن تشبه الرجال بالنساء, كالعكس؛
قال البخاري في صحيحه: {باب المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال} (وساق الشيخ سند البخاري) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/105)
فهذا الحديث نص صريحٌ في أن تشبه الرجال بالنساء حرام, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلعن أحدا إلا على ارتكاب حرام شديد الحرمة.
ولا شك أن الرجل إذا لبس اللؤلؤ والمرجان فقد تشبه بالنساء.
فإن قيل: يجب تقديم الآية على الحديث من وجهين:
الأول: أن الآية نص متواتر, والحديث المذكور خبر آحاد, والمتواتر مقدم على الآحاد.
الثاني: أن الحديث عام في كل أنواع التشبه بالنساء, والآية خاصة في إباحة الحلية المستخرجة من البحر, والخاص مقدم على العام.
فالجواب: أنَّا لم نرَ من تعرض لهذا.
والذي يظهر لنا-والله تعالى أعلم-أن الآية الكريمة وإن كانت أقوى سندا وأخص في محل النزاع, فإن الحديث أقوى دلالةً على محل النزاع منها, وقوةُ الدلالة في نص صالح للاحتجاج على محل النزاع أرجحُ من قوة السند لأن قوله تعالى {وتستخرجوا منه حلية تلبسونها} يحتمل معناه احتمالا قوياً: أن وجه الامتنان به أن نسائهم يتجملن لهم به, فيكون تمتعهم وتلذذهم بذلك الجمال والزينة الناشئ عن تلك الحلية من نعم الله عليهم, وإسناد اللباس إليهم لنفعهم به, وتلذذهم بلبس أزواجهم له.
بخلاف الحديث فهو نص صريح غير محتمل في لعن من تشبه بالنساء, ولا شك أن المتحلي باللؤلؤ مثلاً متشبه بهنَّ, فالحديث يتناوله بلا شك.
قال الشيخ رحمنا الله وإياه في نفس الاية السابقة عند مبحث لبس الفضة للرجال وبعد ذكره لحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل فيه (من أحب أن يُحلِّق حبيبه حلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب, ومن احب أن يطوق حبيبه طوقا من نار فليطوقه طوقا من ذهب, ومن أحب أن يسور حبيبه سوارا من نار فليسوره سوارا من ذهب, ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها) ..
قال:
قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر لي -والله أعلم- أن هذا الحديث لا دليل فيه على إباحة لبس الفضة للرجال, ومن استدل بهذا الحديث على جواز لبس الفضة للرجال فقد غلط.
ثم استدل رحمه الله على ما ذهب إليه بعدة أمور, وقال بعد ذلك:
فإن قيل: قوله صلى الله عليه وسلم (يحلق حبيبه) (يطوق حبيبه) (يسور حبيبه) يدل على أن المراد ذكَرٌ, لأنه لو أراد الأنثى لقال (حبيبته) بتاء الفرق بين الذكر والأنثى ..
فالجواب: أن إطلاق الحبيب على الأنثى باعتبار إرادة الشخصالحبيب مستفيض في كلام العرب لا إشكال فيه, ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
منع النومَ بالعشاءالهمومُ ... وخيالٌ إذا تغار النجومُ
من حبيب أصاب قلبك منه ... سقم فهو داخل مكتومُ
ومراده بالحبيب أنثى بدليل قوله بعده:
لم تفتها شمس النهار بشيء ... غير أن الشباب ليس يدومُ
وقول كثير عزة:
لئن كان برد الماء هيمان صادياً ... إلي حبيبا إنها لحبيبُ
ومثل هذا كثير في كلام العرب فلا نطيل الكلام به ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:55 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله تعالى في المسألة ذاتها: فقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح (الذهب والفضة والحرير والديباج هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) يدخل في عمومه تحريم لبس الفضة؛ لأن الثلاث المذكورات معها يحرم لبسها بلا خلاف, وما شمله عموم نصظاهر من الكتاب والسنة لايجوز تخصيصه إلا بنص صالح للتخصيص؛ كما تقرر في علم الأصول ..
فإن قيل: الحديث وارد في الشرب في إناء الفضة لا في لبس الفضة؟؟
فالجواب: أن العبرة بعموم الألفاظ, لا بخصوص الأسباب, لا سيما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث مالا يحتمل غير اللبس كالحرير والديباج ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى استكمالاً للمسألة السابقة:
فإن قيل: جاء في بعض الروايات الصحيحة ما يفسر هذا ويبين أن المراد بالفضة الشراب في آنيتها لا لبسها, قال البخاريُّ في صحيحه: باب الشرب في آنية الذهب, (وساق البخاري السند عن ابن أبي ليلى) قال: كان حذيفة بالمدائن فاستسقى فأتاه دهقان بقدح فضة فرماه به فقال: إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينته, وأنالنبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الحرير والديباج والشرب في آنية الذهب والفضة, وقال: هنّ لهم في الدنيا ولكم في الآخرة,
(باب آنية الفضة) وساق البخاري السند عن ابن أبي ليلى قال: خرجنا مع حذيفة وذكرالنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تلبسوا الحرير والديباج, فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/106)
فدل هذاالتفصيل - الذي هوالنهي عن الشرب في آنية الذهب والفضة والنهي عن لبس الحرير والديباج - على أن ذلك هوالمراد بما في الرواية الأولى, وإذاً فلا حجة في الحديث على منع لبس الفضة لأنه تعين بهاتين الروايتين أن المراد الشرب في آنيتها لا لبسها لأن الحديث حديث واحد ..
فالجواب من ثلاثة أوجه:
الأول: أن الرواية المتقدمة عامة بظاهرها في الشرب واللبس معاً, والروايات المقتصرةعلى الشرب في آنيتها دون اللبس ذاكرة بعض أفراد العام ساكتة عن بعضها, وقد تقرر في الأصول (أن ذكر بعض أفراد العام بحكم العام لا يخصصه) وهو الحق كما بينا في غير هذا الموضع وإليه أشار في مراقس السعود بقوله عاطفا على ما لا يخصص به العموم على الصحيح:
وذكر ماوافقه من مفردِ ... ومذهب الراوي على المعتمدِ
الثاني: أن التفصيل المذكور لو كان هو مراد النبي صلى الله عليه وسلم لكان الذهب لا يحرم لبسه وإنما يحرم الشرب في آنيته فقط, كما زعم مدعي ذلك التفصيل في الفضة, لأن الروايات التي فيها التفصيل المذكور (لاتشربوا في آنية الذهب والفضة) فظاهرها عدم الفرق بين الذهب والفضة ولبس الذهب حرامٌ إجماعا على الرجال ..
الثالث: وهو أقواها ولا ينبغي لمن فهمه حق الفهم أن يعدل عنه لظهور وجهه, وهو: أن هذه الأربعة المذكورة في هذا الحديث -التي هي الذهب والفضة والحرير والديباج - صرح النبي صلى الله عليه وسلم أنها للكفارفي الدنيا وللمسلمين في الآخرة فدل ذلك علىأن من استنفع بها في الدنيا لم يستنفع بها في الآخرة, وقد صرح جل وعلا في كتابه العزيز بأن أهل الجنة يتمتعون بالذهب والفضة من جهتين:
إحداهما: الشرب في آنيتهما.
والثانية: التحلي بهما.
وبين أن أهل الجنة يتنعمون بالحرير والديباج من جهة واحدة وهي لبسها, وحكم الاتكاء عليهما داخل في حكم لبسهما, فتعيَّن تحريم الذهب والفضة من الجهتين المذكورتين وتحريم الحرير والديباج من الجهةالواحدة لقوله صلى الله عليه وسلم الثابت في الروايات الصحيحة في الأربعة المذكورة (هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) لأنه لو أبيح التمتع بالفضةفي الدنيا والآخرةلكان ذلك معارضاً لقوله صلى الله عليه وسلم (هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة) وسنوضح ذلك إن شاء الله من كتاب الله جل وعلا ..
ويقول رحمنا الله تعالى وإياه:
تنبيه
فإن قيل: عموم حديث حذيفة المذكور الذي استدللتم به وبيان القرآن أنه شامل للبس الفضة والشرب فيها, وقلتم: إن كونه واردا في الشرب في آنية افضة لا يجعله خاصا بذلك, فما الدليل في ذلك على أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟؟
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عما معناه (هل العبرة بعموم اللفظ أو بخصوص السبب؟) فأجاب بما معناه (أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
قال البخاري في صحيحه: حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلةً فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه {وأقم الصلاة طرفي النهار وزُلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} قال الرجل: ألي هذه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (لمن عمل بها من أمتي) اهـ.لفظ البخاري في التفسير في سورة هود.
وفي رواية في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم (لجميع أمتي كلهم) اهـ.
فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عام اللفظ فقال للنبي صلى الله عليه وسلم (ألي هذه) ومعنى ذلك: هلالنص خاص بي لأني سبب وروده؟ أو هو على عموم لفظه؟
وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: (لجميع أمتي) معناه أن العبرة بعموم لفظ (إن الحسنات يذهبن السيئات) لا بخصوص السبب, والعلم عند الله تعالى.
قال الشيخ رحمنا الله تعالى وإياه عند قول الحق جلَّ وعزَّ {ليحملوا أوزارهم كاملةً يومَ القيامةِ ومنْ أوزارِ الَّذين يُضلُّونهم بغير علمٍ ألا ساءَ ما يزرونَ}
فإن قيل: ما وجه تحملِ بعض أوزار غيرهم المنصوص عليه بقوله (ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) الآية, وقوله (وليحملنّ أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) مع أن الله يقول (ولا تزرُ وازرةٌ وِزر أخرى) ويقول جل وعلا (ولا تكسبُ كل نفسس إلا عليها) ويقول: (تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) إلى غير ذلك من الآيات ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/107)
فالجواب والله تعالى أعلم: ان رؤساء الضلال وقادته تحملوا وزرين:
أحدهما: وزر ضلالهم في انفسهم.
والثاني: وزر إضلال غيرهم, لأن من سنَّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها, لا ينقص ذلك من اوزارهم شيئاً, وإنما أخذ بعمل غيره, لأنه هو الذي سنه وتسبب فيه, فعوقب عليه من هذه الجهة, لأنه من فِعْله, فصار غير مناف لقوله (ولا تزرُ وازرةٌ وِزر أخرى)
ويقول رحمه الله عند تفسيره لآية النحل (ما كنا نعمل من سوءٍ ... ) الآية.
فإن قيل: هذه الايات تدل على أن الكفار يكتمون يوم القيامة ما كانوا عليه من الكفروالمعاصي كقوله عنهم (واللهِ ربِّنا ما كنا مشركين) وقوله (ما كنا نعمل من سوء) ونحو ذلك مع أن الله صرح بانهم لا يكتمون حديثه في قوله (ولا يكتمون الله حديثا).
فالجواب: هو ما قدمنا من أنهم يقولون بألسنتهم (والله ربنا ما كنا مشركين) فيختم الله على افواههم وتتكلم أيديهم وارجلهم بما كانوا يكسبونو فالكتمُ باعتبار النطق بالجحود وبالألسنة, وعدم الكتم باعتبار شهادة أعضائهم عليهم والعلم عند الله تعالى ..
قال الشيخ رحمنا الله تعالى وإياه عند آية النحل (ومن ثمرات النخيل والعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسناً) ,بعد أن فسَّر السكَر بالخمر ..
فإن قيل: الآية واردة بصيغة الخبر, والأخبار لا يدخلها النسخ كما تقرر في الأصول؛؛
فالجواب: أن النسخ وارد على ما يفهم من الآية من إباحة الخمر والإباحة حكم شرعي كسائر الحكام قابل للنسخ, فليس النسخُ واردا على نفس الخمر, بل على الإباحة المفهومة من الخبر, كما حققه ابن العربي المالكي وغيره.
قال الشيخ رحمنا الله وإياه عند قوله تعالى (نسقيكم مما في بطونه) بعد تعرضه للمني وخلاف العلماء في طهارته, وذكره لأدلة الفريقين, وابتدأ رحمه الله بذكر أدلة القائلين بطهارته, ومن بين تلك الدلة القياسية, استدلال أولئك بإلحاق المني بالطين ..
يقول الشيخ:
الوجه الثاني من وجهي القياس المذكور: إلحاق المني بالطين بجامع أن كلا منهما مبتدء خلق البشر, كما قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين).
فإن قيل: هذاالقياس يلزمه طهارة العلقة ,وهي الدم الجامد ,لأنها أيضا مبتدأ خلق بشر, لقوله تعالى (ثم خلقنا النطفة علقة).
والدم نجس بلا خلاف؛؛
فالجواب: أن قياس الدم على الطين في الطهارة فاسد الاعتبار, لوجود النص بنجاسة الدم.
أما قياس المني على الطين فليس بفاسد الاعتبار لعدم وجود النص بنجاسة المني ..
(علماً ان الشيخ خلص في هذا المبحث بعد نقاشه للأدلة إلى طهارة المني ,وقال إن قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما هو بمنزلة المخاط والبصاق, وإنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بإذخرة) نصٌّ في محل النزاع.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:57 م]ـ
قال الشيخ رحمنا الله وإياه في قول الله تعالى (ولا هم يستعتبون) ..
فإن قيل: ما وجه الجع بين نفي اعتذارهم المذكور هنا, وبين ما جاء في القرآن من اعتذارهم كقوله تعالى (والله ربنا ما كنا مشركين) وقوله (ما كنا نعمل من سوء) وقوله (بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً) ,ونحو ذلك من الايات ..
فالجواب: من أوجه:
منها: أنهم يعتذرون حتى إذا قيل لهم (اخسئوا فيها ولاتكلمون) انقطع نطقهم ولم يبق إلا الزفير والشهيق, كما قال تعالى (ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لاينطقون).
ومنها: أن نفي اعتذارهم, يراد به اعتذار فيه فائدة, أما الاعتذر الذي لا فائدة فيه فهو كالعدم, يصدق عليه في لغة العرب أنه ليس بشيء, ولذاصرح تعالى بأن المنافقين بكمٌفي قوله تعالى (صمٌّ بكمٌ) ,مع قوله عنهم (وإن يقولوا تسمع لقولهم) أي: لفصاحتهم وحلاوة ألسنتهم, وقال عنهم أيضاً (فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد).
فهذا الذي ذكره جل وعلا من فصاحتهم وحدة ألسنتهم, مع تصريحه بأنهم بكمٌ, يدل على ان الكلام الذي لا فائدة فيه كلا شيء كما هو واضح.
وقال هبيرة بن أبي وهب المخزومي:
وإن كلام المرءفي غير كنهه **** لكا النبل تهوي ليس فيها نصالها
(وقد بينا هذا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (
قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قول الحق سبحانه (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون) ...
فإن قيل: كيف كذبتهم آلهتهم ونفوا أنهم عبدوهم, مع أن الواقع خلاف ما قالوا, وانهم كانوا يعبدونهم في دار الدنيا من دون الله؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/108)
فالجواب: أن تكذيبهم لهم منصب على زعمهم أنهم آلهة, وأن عبادتهم حق, وأنها تقربهم إلى الله زلفى, ولا شك ان كل ذلك من أعظم الكذب وأشنع الافتراء, ولذلك هم صادقون فيما القوا إليهم من القول, ونطقوا فيه بأنهم كاذبون ..
ومراد الكفاربقولهم لربهم (هؤلا شركاؤنا) قيل: ليحمِّلوا شركائهم تبعة ذنبهم, وقيل: ليكونوا شركائهم في العذاب كما قال تعالى (ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار).
وقد نص تعالى على أنهم وما يعبدون من دون الله في النار جميعاً, في قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) الآية. وأخرج من ذلك الملائكة وعيسى وعزيراً بقوله (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) لأنهم ما عبدوهم برضاهم, بل لو اطاعوهم لأخلصوا العبادة لله وحده جل وعلا ..
قال الشيخ رحمه الله عليه:
فإن قيل: يكثر في القرآن الكريم إطلاق الوعظ على الأوامر والنواهي, كقوله هنا (يعظكم لعلكم تذكَّرون) مع أنه ما ذكر إلا الأمر والنهي في قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) إلى قوله (وينهى عن الفحشاء) ,وكقوله في سورة البقرة بعد أن ذكر أحكام الطلاق والرجعة (ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر) وقوله في الطلاق في نحو ذلك أيضا (ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) وقوله في النهي عن مثل قذف عائشة (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا) الآية ..
مع أن المعروف عند الناس أن الوعظ يكون بالترغيب والترهيب ونحو ذلك, لا بالأمر والنهي ..
فالجواب:
أن ضابط الوعظ: هو الكلام الذي تلين له القلوب, وأعظم ما تلين له قلوب العقلاء هو أوامر ربهم ونواهيه, فإنهم إذا سمعوا الأمر خافوا من سخط الله في عدم امتثاله, وطمعوا فيما عند الله من الثواب في امتثاله, وإذا سمعوا النهي خافوا من سخط الله في عدم اجتنابه, وطمعوا فيما عنده من الثواب في اجتنابه, فحداهم حادي الخوف والطمع إلى الامتثال, فلانت قلوبهم للطاعة خوفا وطمعاً ..
قال رحمنا الله وإياه:
فإن قيل: أثبت الله للشيطان سلطانا على أوليائه في آيات, كقوله هنا (إنما سلطانه على الذين يتولونه) الآية, وقوله (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغوين) , فالاستثناء يدل على أن له سلطانا على من اتبعه من الغاوين, مع انه نفى عنه السلطان عليهم في آيات أخر, كقوله (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين*وما كان له عليهم من سلطان).,وقوله تعالى حاكيا عنه مقررا (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي) ..
فالجواب:
هو أن السلطان الذي أثبته له عليهم غيرُ السلطان الذي نفاه ,وذلك من وجهين:
1 - أن السلطان المثبت له هو سلطان إضلاله لهم بتزيينه, والسلطان المنفي هو سلطان الحجة, فلم يكن لإبليس عليهم من حجة يتسلط بها, غير أنه دعاهم فأجابوه بلا حجة ولا برهان, وإطلاق السلطان على البرهان كثير في القرآن ..
2 - أن الله لم يجعل له عليهم سلطانا ابتداءا البتة, ولكنهم هم الذين سلطوه على أنفسهم بطاعته, ودخولهم في حزبه, فلم يتسلط عليهم بقوة, لأن الله يقول (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) ..
ذكر هذا الجواب بوجهيه العلامة ابن القيم رحمه الله, وقد بينا هذا في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ..
قال الشيخ رحمنا الله وإياه:
وما زعمه بعض أهل العلم من ان النسخ وقع في القرآن بلا بدل وذلك في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) فإنه نسخ بقوله تعالى (ءأشفقتم أن تقدموا بين نجواكم صدقات) الآية, ولا بدل لهذا المنسوخ ..
فالجواب: أن له بدلاً, وهو ان وجوب تقديم الصدقة أمام المناجاة لما نسخ بقي استحباب الصدقة وندبها, بدلا من الوجوب المنسوخ كما هو ظاهر ..
قال رحمه الله تعالى:
اعلم أن في قوله جل وعلا (نأت بخير منها أو مثلها) إشكالا من جهتين:
الأولى: ان يقال إما أن يكون الأثقل خيرا من الأخف, لأنه أكثر أجراً, أو الأخف خيرا من الأثقل لأنه أسهل منه, وأقرب إلى القدرة على الامتثال, وكون الأثقل خيرا يقتضي منع نسخه بالأخف, كما أن كون الأخف خيرا يقتضي منع نسخه بالأثقل, لأن الله صرح بانه يأتي بما هو خير من المنسوخ أو مماثل له, لا ما هو دونه, وقد عرفت أن الواقع جواز نسخ كل منهما بالآخر ...
الجهة الثانية من جهتي الإشكال في قوله (أو مثلها) لأنه يقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/109)
ما الحكمة في نسخ المثل ليبدل منه مثله؟
وأي مزية للمثل على المثل حتى يُنسضخ ويبدل منه؟
والجواب عن الإشكال الأول هو أن الخيرية تارة تكون في الأثقل لكثرة الأجر, وذلك فيما إذا كان الأجر كثيرا جداً, والامتثالُ غير شديد الصعوبة, كنسخ التخيير بين الإطعام والصوم بإيجاب الصوم, فإن في الصوم أجرا كثيرا كما في الحديث القدسي (إلا الصوم فإنه لي وانا أجزي به) والصائمون من خير الصابرين لأنهم صبروا لله عن شهوة بطونهم وفروجهم, والله يقول (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ومشقة الصوم عادية ليس فيها صعوبة شديدة تكون مظنة لعدم القدرة على الامتثال, وإن عرض ما يقتضي ذلك كمرض أو سفر فالتسهيل برخصة الإفطار منصوص عليه بقوله (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر (
وتارة تكون الخيرية في الأخف وذلك فيماإذا كان الأثقل المنسوخ شديد الصعوبة بحيث يعسر فيه الامتثال, فإن الأخف يكون خيرا منه, لأن مظنة عدم الامتثال تعرض المكلف للوقوع فيما لا يرضي الله وذلك كقوله (وإن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله) فلو لم تنسخ المؤاخذة بخطوات القلوب لكان الامتثال صعبا جداً, شاقا على النفوس, لا يكاد يسلم من الإخلال به, إلا من سلمه الله تعالى, فلا شك أن نسخ ذلك بقوله (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) خير للمكلف من بقاء ذلك الحكم الشاق, وهكذا ..
والجواب عن الإشكال الثاني: هو ان قوله (أو مثلها) يراد به مماثلة الناسخ والمنسوخ في حد ذاتيهما, فلاينافي ان يكون الناسخ يستلزم فوائد خارجةعن ذاته يكون بها خيرا من المنسوخ, فيكون باعتبار ذاته مماثلاً للمنسوخ, وباعتبار مايستلزمه من الفوائد التي لا توجدفي في المنسوخ خيراً من المنسوخ ..
وإيضاحه أن عامةالمفسرين يمثلون لقوله (أو مثلها) بنسخ استقبال بيت المقدس باستقبال بيت الله الحرام, فإن هذا الناسخ والمنسوخ بالنظر إلى ذاتيهما متماثلان, لأن كل واحد منهما جهة من الجهات, وهي في حقيقة أنفسها متساوية, فلا ينافي أن يكون الناسخ مشتملاً على حكَم خارجة عن ذاته تصيره خيراً من المنسوخ بذلك الاعتبار, فإن استقبال البيت الحرام تلزمه نتائج متعددة مشار لها في القرآن, ليست موجودة في استقبال بيت المقدس ..
منها: أنه يسقط به احتجاج كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم: تزعم انك على ملة إبراهيم ولا تستقبل قبلته؛؛
وتسقط به حجة اليهود بقولهم: تعيب ديننا وتستقبل قبلتَنا, وقبلتُنا من ديننا,؛؛
وتسقط به أيضا حجة علماء اليهود فإنهم عندهم في التوراة: أنه صلى الله عليه وسلمسوف يؤمر باستقبال بيت لمقدس, ثم يؤمر عنه بالتحول إلى استقبال بيت الله الحرام, فلو لم يؤمر بذلك لاحتجوا عليهما عندهم في التوراة من انه سيحول إلى بيت الله الحرام والفرض انه لم يحول ..
قال الشيخ رحمه الله:
المسالةالسابعة:
اعلم أن التحقيق هو جواز النسخ قبل التمكن من الفعل .. ؛
فإن قيل: ما الفائدةفي تشريع الحكام أولاً إذا, إذا كان سينسخ قبل التمكن من فعله؟؟
فالجواب: أن الحكمة ابتلاء المكلفين بالعزم على الامتثال, ويوضح هذا أن الله امر إبراهيم أن يذبح ولده, وقد نسخ عنه هذا الحكم بفدائه بذبح عظيم قبل أن يتمكن من الفعل, وبين أن الحكمة في ذلك: الابتلاء بقوله (إن هذا لهو البلاء المبين *وفديناه بذبح عظيم) ,ومن أمثلة النسخ قبل التمكن من الفعل: نسخ خمس وأربعين صلاة ليلة الإسراء, بعد ان فرضت الصلاة خمسين صلاة, كما هو معروف, وقد أشار إلى هذه المسألة في مراقي السعود بقوله:
والنسخ من قبل وقوع الفعلِ ... جاء وقوعا في صحيح النقلِ
قال الشيخ رحمنا الله وإياه:
وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف, هو ان يقال: كيف أوقع الإذاقة على اللباس في قوله (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) .. الآية ..
وروى أن ابن الراوندي الزنديق قال لابن الأعرابي إمام اللغة والأديب: هل يذاق اللباس؟؟ يريد الطعن في قوله تعالى (فاذاقها الله لباس الجوع والخوف) الآية , فقال له ابنالأعرابي: لا بأس أيها النسناس؛؛ هب أن محمدا صلى الله عليه وسلم ماكان نبيا .. أما كان عربيا؟؟
قال مقيده عفا الله عنه: والجواب عن هذا السؤال ظاهر, وهو أنه أطلق اسم اللباسعلى ما اصابهم من الخوف والجوع, لأن آثار الخوف والجوع تظهر على أبدانهم, وتحيط بهم كاللباس ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/110)
ومن حيث وجدانهم ذلك اللباس المعبر به عن آثار الجوع والخوف أوقع عليه اذاقة ,فلا حاجة لما يذكره البيانيون من أنواع الاستعارات في هذه الآية الكريمة ..
وقد أوضحنا في رسالتنا التي سميناها (منع جواز المجاز في المنزَّل للتعبد والإعجاز) أنه لا يجوز لأحد أن يقول: إن في القرآن مجازاً, وأوضحنا ذلك بأدلته ,وبينا أن ما يسميه البيانيون مجازاً أنهأسلوب من أساليب اللغة العربية ..
قال الشيخ رحمنا الله وإياه عن تفسيره لآية (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا):
فإن قيل:
إذا كان الرقيق مسلما, فما وجه ملكه بالرّق؟ مع أن سبب الرّق الذي هو الكفر ومحاربة الله ورسله قد زال؟
فالجواب:
أن القاعدة المعروفة عند العلماء وكافة العقلاء, أن الحق السابق لا يرفعه الحق اللاحق, والأحقية بالأسبقية ظاهرة لا خفاء بها, فالمسلمون عندما غنموا الكفار بالسبي, ثبت لهم حق الملكية بتشريع خالق الجميع, وهو الحكيم الخبير, فإذا استقر هذا الحق وثبت, ثم أسلم الرقيق بعد ذلك كان حقه في الخروج من الرق بالإسلام مسبوقا بحق المجاهد الذي سبقت له الملكية قبل الإسلام.
وليس من العدل والإنصاف رفع الحق السابق بالحق المتأخر عنه, كما هو معلوم عند العقلاء.
نعم ,يحسن بالمالك ويجمل به أن يعتقه إذا أسلم, وقد أمر الشارع بذلك ورغب فيه, وفتح له الأبواب الكثيرة كما قدمنا فسبحان الحكيم الخبير {وتمّت كلمة ربك صدقا وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}
فقوله (صدقا) أي: في الأخبار ,وقوله (عدلاً) أي:في الأحكام, ولا شك أن من ذلك العدل الملك بالرق, وغيره من أحكام القرآن.
وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السقيمِ
قال الشيخ رحمنا الله وإياه:
في سرده لمواطن هدي القرآن للتي هي أقوم التي اهتدى إليها في الشريعة الإسلامية:
فإن قيل: أخرج الشيخان في صحيحهما وأصحاب السنن غير ابن ماجة وغيرُهم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يقطع يد السارق في ربع دينار فصاعداً)
والأحاديث بمثل هذا كثيرة جدا ,مع أنه عرف من الشرع أن اليد فيها نصف الدية, ودية الذهب ألف دينار , فتكون دية اليد خمسمائة دينار, فكيف تؤخذ في مقابلة ربع الدينار؟؟
وماوجه العدالة والإنصاف في ذلك؟؟
فالجواب: أن هذا النوع من اعتراضات الملحدين الذين لا يؤمنون بالله ورسوله هو الذي نظمه المعري بقوله:
يد بخمس مئين عسجد وديت ... ما بالها قطعت في ربع دينار
وللعلماء عنه أجوبة كثيرة نظماً ونثراً, منها قول القاضي عبد الوهاب مجيبا له فيبحره ورويه:
عز الأمانة أغلاها, وأرخصها **** ذل الخيانةفافهم حكمة الباري
وقال بعضهم: لما خانت هانت ..
ومن الواضح أن تلك اليد الخسيسة الخائنة لما تحملت رذيلة السرقة وإطلاقَ اسم السرقة عليها في شيئ حقير, كثمن المجن والأترجة, كان من المناسب المعقول أن تؤخذفي ذلك الشيئ القليل الذي تحملت فيه هذه الرذيلة الكبرى ..
وقال الفخر الرازي في تفسير هذه الآية الكريمة: (ثم إنا أجبنا عن هذا الطعن بأن الشرع إنما قطع يده بسبب أنه تحمل الدناءة والخساسة في سرقة ذلك القدر القليل فلا يبعدأن يعاقبه لشرع بسبب تلك الدناءة هذه العقوبة العظيمة) انتهى
فانظر ما يدعو إليه القرآن من مكارم الأخلاق والتنزه عما لا يليق وقطع يد السارق في ربع دينارفصاعداً يدل على أن التشريع السماوي يضع درجة الخائن من خمسمائة درجة إلى ربع درجة, فانظر هذا الحطّ العظيمَ لدرجته بسبب ارتكاب الرذائل ..
وقد استشكل بعض الناس قطع يد السارق في السرقة خاصةً دون غيرها من الجنايات على الأموال كالغصب والانتهاب ونحو ذلك!!!
قال المازري ومن تبعه: صان الله الأموال بإيجاب قطع سارقها , وخص السرقة لقلة ما عداها بالنسبة إليها من الانتهاب والغصب ولسهولة إقامة البينة على ما عدا السرقة بخلافها, وشدد العقوبة فيها ليكون أبلغ في الزجر ولم يجعل دية الجناية على العضو المقطوع منهابقدر ما يقطَع فيه حماية لليد, ثمّ لما خانت هانت , وفي ذلك إثارة إلى الشبهة التي نسبت إلى اب العلاء المعري في قوله:
يد بخمس مئين عسجد وديت **** ما بالها قطعت في ربع دينارِ
فأجابه القاضي عبد الوهاب المالكي بقوله:
صيانة العضو أغلاها, وأرخصها **** حماية المال فافهم حكمة الباري
وشرح ذلك: ان الدية لو كانت ربع دينار لكثرت الجنايات على الأيدي, ولو كان نصاب القطع خمسمائة دينار لكثرت الجنايات على الأموال و فظهرت الحكمة في الجانبين, وكان في ذلك صيانة من الطرفين ..
قال الشيخ رحمه الله تعالى
عند قوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى} في سورة بني إسرائيل ..
يرد على هذه الآيةالكريمة سؤالان:
الأول: ما ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما من {أنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه} فيقال: ما وجه تعذيبه ببكاء غيره - إذ مؤاخذته ببكاء غيره قد يظن من لايعلم أنها من أخذ الإنسان بذنب غيره -؟؟
الثاني: إيجاب دية الخطإ على العاقلة, فيقال: ما وجه إلزام العاقلةِ الديةَ بجناية إنسان آخر؟؟
والجواب عن الأول:هو أن العلماء حملوه على أحد أمرين:
الأول: أن يكون الميت أوصى بالنوح عليه كما قال طرفة بن العبد في معلقته:
إذا متّ فانعيني بما أنا أهله ... وشقي عليّ الجيبَ ياابنة معبدِ
لأنه إذا كان أوصى بأن يناح عليه فتعذيبه بسبب إيصائه بالمنكر وذلك من فعله, لا فعل غيره.
الثاني: أن يهمل نهيَهم عن النوح عليه قبل موته مع أنه يعلمُ أنهم سينوحون عليه لأنّ إهمالَه نهيَهم تفريطٌ منه ومخالفة لقوله تعالى {قو أنفسكم وأهليكم ناراً} , فتعذيبه إذا بسبب تفريطه وتركِه ما امر الله به من قوله {قو انفسكم وأهليكم ناراً} الآية , وهذا ظاهرق كما ترى.
وعن الثاني: بأن إيجاب الدية على العاقلة ليس من تحميلهم وزرَ القاتل, ولكنها مواساة محضةٌ أوجبها الله على عاقلة الجاني, لأن الجاني لم يقصد سوءاً, ولا إثم عليه البتة, فاوجب الله في جنايته خطا الدية بخطاب الوضع, وأوجب المواساة فيها على العاقلة, ولا إشكال في إيجاب الله على بعض خلقه كما أوجب أخذ الزكاة من مال الأغنياء وردها إلى الفقراء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/111)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:58 م]ـ
قال الشيخ رحمنا الله تعالى وإياه عند قول الحق سبحانه وتقدس: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرنها تدميراً}.
في هذه الآية الكريمة سؤال معروفو وهو أن يقال: إن الله أسند الفسق فيها لخصوص المترفين دون غيرهم - (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) - مع أنه ذكر عموم الهلاك للجميع المترفينَ وغيرِِهم - (فحق عليها القول فدمرناها تدميراً) - يعني القرية , ولم يستثن منها غير المترفين .. ؟؟
والجواب من وجهين:
1 - أن غير المترفين تبع لهم, وإنما خص بالذكر المترفين الذين هم سادتهم وكبراؤهم لأن غيرهم تبع لهم , كما قال تعالى {وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} وكقوله {إذ تبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} الآية وقوله {حتى إذا اداركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا} الآية ,وقوله تعالى {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاؤ للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء} الآية, وقوله {وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاؤ للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار} إلى غير ذلك من الآيات ...
2 - أن بعضهم إن عصى الله وطغى وبغى ولم ينههم الآخرون, فإن الهلاك يعم الجميع, كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة) ,وفي الصحيح من حديث أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا إله إلا الله ,ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها .. ) قالت له: يا رسول الله أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال (نعم إذا كثر الخبث) وقد قدمن هذا المبحث موضحا في سورة المائدة ..
قال الشيخ - رحمنا الله وإياه - عند تناوله للقسامة في تفسيره لآية (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) الآية ..
تنبيه:
قد علمت كلام العلماء فيمن يحلف أيمان القسامة ,فإذا وزعت على عدد أقل من الخمسين, وقع فيها انكسار فإن تساووا جُبر الكسرُ عليهم, كما لو خلَّف المقتولُ ثلاثة بنين, فإن على كل واحد منهم ثلث الخمسين يميناً, وهو ستة عشر وثلثان, فيتمم الكسرُ على كل واحد منهم , فيحاف كل واحد منهم سبعة عشر يميناً ..
فإن قيل: يلزم على ذلك خلاف الشرع في زيادة الأيمان على خمسين يمنا لأنها تصير بذلك إحدى وخمسين يميناً .. !!
فالجواب: أن نقص الأيمان عن خمسين لا يجوز , وتحميل بعض الورثة زيادة على الآخرين لا يجوز, فعُلِم استواءُهم في جبر الكسر, فإذا كانت اليمين المنكسرة لم يستوِ في قدر كسرها الحالفون, كأن كان على أحدهم نصفُها, وعلى آخر ثلثها, وعلى آخر سدسها, حلفها من عليه نصفُها تغليباً للأكثر, ولا تجبرُ على صاحب الثلث والسدس, وهذا هو مذهب مالك وجماعة من أهل العلم, وقال غيرهم: تجبرعلى الجميع, والله تعالى أعلم.
وقال بعض أهل العلم يحلف كا واحد من المدعين خمسين يمينا, سواء تساووا في الميراث أو اختلفوا فيه.
واحتج من قال بهذا بأن الواحد منهم لو انفرد لحلف الخمسين يمينا كلها, قال: وما يحلفه منفردا يحلفه مع غيره كاليمين الواحدة في سائر الدعاوى ..
قال مقيده عفا الله عنه: وهذا القول بعيد فيما يظهر, لأن الأحاديث الواردة في القسامة تصرح بأن عدد أيمانها خمسون فقط, وهذا القول قد تصير به مئاتٍ كما ترى والعلم عند الله تعالى ..
ـ[السنافي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 11:02 م]ـ
جزى الله الجامع و الناقل و المنقول عنه خيراً
ـ[أبو الوليد الغانمي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 02:10 ص]ـ
لقد أفدتني بهذا الموضوع المنقول ... وكذالك الموقع الذي نقلته منه
فجزا الله شيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله أعظم الجزاء وكاتب الموضوع ومن نقله
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:51 م]ـ
ويقول رحمة الله تعالى ورضوانه عليه عند آية {ثمَّ بعثناهم لنعلم أيُّ الحزبين أحصى لما لبثوا أمداً} الكهف.
تنبيه:
فإن قيل: ما وجه رفع أي من قوله (لنعلم أيُّ الحزبين أحصى) مع أنه في محل نصب لأنه مفعول به.؟؟
فالجواب: أن للعلماء في ذلك أجوبة, منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/112)
أن (أي) فيها معنى الاستفهام و والاستفهامُ يعلق الفعل عن مفعوليه كما قال ابن مالك في الخلاصة –عاطفا على ما يعلق الفعل القلبي عن مفعوليه-:
وإن ,ولا, لام ابتداءٍ أو قسمْ ... كذا والاستفهامُ , ذا له انحتمْ
ومنها ما ذكره الفخر الرازي وغيره, من أن الجملة بمجموعها متعلق العلم, ولذلك السبب لم يظهر عمل قوله (لنعلمَ) في لفظة (أي) بل بقيت على ارتفاعها, ولا يخفى عدم اتجاه هذا القول كما ترى.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: أظهر أوجه الأعاريب عندي في الآية أن لفظة (أي) موصولة استفهامية. و (أي) مبنية لأنها مضافة , وصدر صلتها محذوف على حد قوله في الخلاصة:
أيُّ كما وأُعربت ما لم تُضَفْ ... وصدر وصلها ضميرٌ انحذفْ
ولبنائها لم يظهر نصبها, وتقرير المعنى على هذا: لنعلمَ الحزبَ الذي هو أحصى لما لبثوا أمداً ونميزه عن غيره.
و (أحصى) صيغة تفضيل, كما قدمنا توجيهه ,نعم للمخالف أن يقول: إن صيغة التفضيل تقتضي بدلالة مطابقتها الاشتراك بين المفضَّل والمفضَّل عليه في أصل الفعل, وأحد الحزبين لم يشارك الآخر في أصل الإحصاء ,لجهله بالمدة من أصلها, وهذا مما يقوي قولَ من قال إن (أحصى) فعل, والعلم عند الله تعالى ..
فإن قيل: أي فائدة مهمةٍ في معرفة الناس بالحزب المحصي أمد اللبث من غيره حتى يكون علة غائية , لقوله {ثمَّ بعثناهم لنعلم أيُّ الحزبين .. } الآية؟؟
وأي فائدة مهمة في مسائلة بعضهم بعضاً, حتى يكون علة غائية لقوله {وكذلك بعثناهم ليتسائلوا بينهم}؟؟
فالجواب: أنا لم نرَ من تعرَّض لهذا , والذي يظهر لنا والله تعالى أعلم أنَّّ ما ذُكرَ من إعلام الناس بالحزب الذي هو أحصى أمدا لما لبثوا ومسائلة بعضهم بعضا عن ذلك يلزمه أن يظهِر للناس حقيقة أمر هؤلاء الفتية وأن الله ضرب على آذانهم في الكهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ثمّ بعثهم أحياءاً , طريةً أبدانهم , لم يتغير لهم حال, وهذا من غريب صنعه جل وعلا الدال على كمال قدرته وعلى البعث بعد الموت ولاعتبار هذا اللازم جعل ما ذكرنا علةً غائيةً والله تعالى أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 11:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا(5/113)
الأوجه المقدمة في الأداء
ـ[عبد الواحد أبو مهدي الأثري]ــــــــ[20 - 02 - 07, 10:27 م]ـ
الأوجه المقدمة في الأداء (منقول عن http://www.yah27.com/vb/index.php?)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
سبحانك ربي لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. " إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب".
فأسأل الله تعالى أن يكون هذا المجلس مجلس علم خالص لوجه الله تعالى ليس فيه شبهة رياء أو سمعة حتى تحفنا الملائكة.
لما جلست للاختبار في الامتحان الشفوي بمعهد قراءات الفيوم، سألني الشيخ الممتحن قائلاً: لمن من القراء نميل الناس المجرورة، قلت: للدوري عن أبي عمرو، فقال لي: وما الدليل على ذلك؟ فقلت: قوله: وخلفهم في الناس في الجر حصلا، قال: حصلا رمز لأبي عمرو كله، فمن أين يؤخذ تخصيص الدوري؟ فقلت: قال الجمزوري في الكنز:
وخلفهم في الناس في الجر حصلا فيفتحه السوسي وللدوري ميلا
فقال لا تخرج عن الشاطبية، قلت: قال شراح الشاطبية: إن الخلاف هنا مفرع بين السوسي والدوري، قال لكني آخذ بظاهر الشاطبية، قلت: إن إمالة الناس المجرورة للسوسي من طريق الشاطبية خطأ، قال: أتزعم أن الشاطبي يخطئ؟!!!! إن الشاطبي لا يخطئ، إن له من الكرامات ما تجعله لا يخطئ أبداً، قلت له: لا يوجد بشر لا يخطئ، وإني أعلم فضل الشاطبي جيداً، وما له من الكرامات، لكن هل كان الشاطبي (رحمه الله) نبياً حتى ننفي عنه الخطأ؟ ثم إن للعلماء استدراكات على الشاطبي، فلما قلت ذلك قامت الدنيا ولم تقعد، وحرف كلامي، ثم إني ذهبت إلى شيخي فضيلة الشيخ/ عبد الباسط هاشم فأخبرته بهذه القصة فقال: هناك علم يسمى علم التحريرات، ولولا الاستدراكات على السابقين لما ظهر هذا العلم، وبنحو هذا الكلام قال لي شيخي فضيلة الشيخ/ طارق عبد الحكيم
فأحببت أن أساهم في هذا العلم بسهم فاعتمدت على تحريرات العلماء وكتبت كتاب الكامل في تحريرات الشاطبية والدرة، ثم ظهر لي أن أكتب في الوجوه المقدمة في الأداء فاعتمدت على كتاب النشر وعلى تحريرات شيخي فضيلة الشيخ/ علي محمد النحاس، وعلى تحريرات المتولي والزيات والشخ عامر وشيخي الشيخ السمنودي والأزميري والشيخ محمد جابر والخليجي والطباخ والمنصوري والميهي والجمزوري والشيخ حلبي الطندكا والحسيني والضباع والصفاقسي والحصري وشيخي الشيخ/ عبد الباسط هاشم، وشيخي الشيخ/ حسن عبد المطلب، والشيخ/ عبد الدايم خميس، والشيخ/ جمال شرف
فنقول وبالله التوفيق:
تعريف القراءات: القراءات جمع قراءة، والقراءة فى اللغة مصدر قرأ0 قرأ يقرأ قرآنا وقراءة، فكل منهما مصدر للفعل، وهو على وزن (فعالة) وهذا اللفظ يستعمل للمعاني التالية:
1ـ الجمع والضم، أي جمع وضم الشئ إلى بعضه، ومنه قوله (وما قرأت الناقة جنيناً) أي لم تضم رحمها على ولد، أو ما جمعت أو ضمت في رحمها جنيناً
2ـ التلاوة، وهي النطق بالكلمات المكتوبة، ومنه قولهم: قرأت الكتاب أي تلوته، وسميت التلاوة قراءة لأنها ضم لأصوات الحروف في الذهن لتكوين الكلمات التي ينطق بها
وفي الاصطلاح: لعلماء القراءات تعريفات متعددة أذكر منها ما يلي:
1ـ تعريف الإمام الزركشي (794هـ): هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتبة الحروف أو كيفيتها، من تخفيف وتثقيل وغيرها
2ـ تعريف ابن الجزري: هو علم يعنى بكيقية أداء كلمات القرآن الكريم واختلافها معزُواً (أي منسوباً) إلى ناقله (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/114)
3ـ تعريف القسطلاني قال: فليعلم أن علم القراءات هو علم يعرف منه اتفاق الناقلين لكتاب الله واختلافهم في علم القراءات والحذف والإثبات والتحريك والإسكان والفصل والاتصال وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال، من حيث السماع، أو يقال http://www.yah27.com/vb/images/smilies/frown.gif علم يعرف منه اتفاقهم واختلافهم في اللغة، والإعراب والحذف والإثبات والفصل والوصل، من حيث النقل أو يقال: علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزو للناقلة)
4ـ وقال طاش كبري زادة (962هـ): وعلم يبحث فيه عن صور نظم كلام الله تعالى من حيث وجوه الاختلافات المتواترة، وقد يبحث فيه أيضاً عن صور نظم الكلام من حيث الاختلافات الغير متواترة الواصلة إلى حد الشهرة
5ـ وقال البنا الدمياطي في تعريف القراءات هي " علم يعلم منه اتفاق الناقلين لكتاب الله واختلافهم في الحذف والإثبات والتحريك والتسكين، والفصل والوصل، وغير ذلك من هيئة النطق والإبدال، وغيره من حيث السماع"
وقال الزرقاني معرفا القراءات بقوله"هو مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها".
من خلال ما ذكر من التعريفات حول مفهوم القراءات يتضح أن للعلماء في هذا مذهبين:
المذهب الأول: يعتبر أن القراءات ذات مدلول واسع، فهي تشمل الحديث عن ألفاظ القرآن المتفق عليها و المختلف فيها.
ومن أصحاب هذا المذهب: ابن الجزري، وتابعه البنا الدمياطي وغيرهما، كما سبق.
المذهب الثاني: يرى أصحابه أن مفهوم القراءات مقصور على ألفاظ القرآن المختلف فيها، وممن ذهب هذا المذهب الزركشي في البرهان، والزرقاني في مناهل العرفان.
وكلا المفهومين وارد ومراد، لا تنافي بينهما، فلفظ القراءات يطلق تارة ويراد به العلم المشهور كمعرفة القراء من الصحابة ومن بعدهم وكتب القراءات وأسماء مؤلفيها إلى غير ذلك مما يسمى بعلم الدراية، ويطلق تارة أخرى ويراد به أوجه الخلاف في اللفظة القرآنية من حيث النطق بها وهو ما يسمى بعام الرواية. والضابط في التمييز بين المفهومين هو السياق.
تعريف الروايات: الروايات أو الروايا في اللغة: جمع رواية، وهي كلمة مشتقة من مادة (روى) وهذا اللفظ يستعمل للدلالة على:
1ـ حمل الشيء: تقول العرب، وإن فلانا لروايةالديات: أي حاملها، ويروي الماء أي يحمله، وهم رواة الأحاديث أي حاملوها.
2ـ النقل: رويت على أهلي نقلت لهم الماء، يطلق على الرواية: على البعير أو البغل الذي يستقى عليه.
وفي الاصطلاح: هي كل خلاف مختار ينسب للراوي عن الإمام مما اجتمع عليه الرواة.
ومصدر الروايات هو الوحي، فليس للقراء في الروايات إلا النقل.
تعريف الطرق: الطرق في اللغة: جمع طريق، وهي كلمة مشتقة من مادة (طرق)، وهذا اللفظ يستعمل للدلالة على السبيل الواسع الذي يمر عليه الناس.
وفي الاصطلاح: كل خلاف مختار ينسب للأخذ عن الراوي ومصدر الطرق هو الوحي أيضا.
تعريف الأوجه: الأوجه في اللغة: جمع وجه، وهو لفظ مشتق م مادة (و ج هـ) وهو يستعمل للدلال على الظهور والبدور، أو الجانب، أو الجهة والناحية، أو النوع والقسم.
وفي الاصطلاح: هو كل خلاف ينسب لاختيار القارئ.
ولمزيد من الإيضاح في مفهوم الروايات والطرق والأوجه أنقل هنا ما ذكره البنا الدمياطي في كتابه: " إتحاف فضلاء البشر" فقال: "واعلم أن الخلاف إما أن يكون للشيخ كنافع، أو للراوي عنه كقالون، أو للراوي عن الراوي وإن سفل، كأبي نشيط عن قالون، والقزاز عن أبي نشيط، أو لم يكن كذلك.
فإن كان للشيخ بكماله، أي مما اجتمعت عليه الروايات، والطرق عنه، فقراءة. وإن كان للراوي عن الشيخ فرواية. وإن كان لمن بعد الرواة وإن سفل، فطريق. وما كان على غير هذه الصفة، مما هو راجح إلى تخيير القارئ فيه فهو وجه"
فائدة: طرق الشاطبية والدرة لا تزيد عن واحد وعشرين طريقا لأن لكل راو طريقا واحدا ما عدا إدريس عن خلف فى اختياره فله طريقان فى الدرة ولذلك كانت تحريراتها سهلة وخفيفة.
تعريف الاختيار: الاختيار في اللغة: لفظ مشتق من مادة (خ ي ر)، وهو يستعمل للدلالة على الاصطفاء والانتقاء والتفضيل كقوله تعالى: (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/115)
وفي الاصطلاح: هو الصورة أو الوجه الذي يختاره القارئ من بين مروياته، أو من مسموعاته، أو الأخذ عن الراوي من بين محفوظاته، وكل واحد منهم مجتهد في اختياره.
قال الدكتور عبد الهادي الفضلي في تعريفه للاختيار:"إنه الحرف الذي يختاره القارئ من بين مروياته مجتهدا في اختياراته"
وعرفه الدكتور الطويل فقال: "إسناد كل حرف من حروف القراءة إلى صاحبه من الصحابة فمن بعدهم يعني أنه كان أضبط لهذا الحرف وأكثر قراءة وإقراء به، وملازمة له وميلا إليه"
وحقيقة الاختيار أن القراء أو الرواة أو الآخذين عنهم كانوا يختارون من مجموع مروياتهم التي سمعوها.
ذكر ابن الجزري أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت إلا ثمانية عشر حرفا أخذها من قراءة ابن مسعود.
وكان نافع بن أبي نعيم يقول: قرأت على سبعين من التابعين، فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم أخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة من هذه الحروف، وقال: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا.
وذكر مكي في الإبانة أن الكسائي قرأ على حمزة وهو يخالفه في نحو ثلاثمائة حرف؛ لأنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا. وكذلك قرأ أبو عمرو بن العلاء على ابن كثير، وهو يخالفه في حروف كثيرة؛ لأنه قرأ على غيره واختار من قراءته ومن قراءة غيره قراءة وكان لكثير من العلماء القراءات اختيار في القراءة، فلأبي عبيد اختيار في القراءة وافق فيه العربية والأثر، ولأبي حاتم السجستاني اختيار في القراءة أيضا. واختيارات القراء أكثر من أن نحصرها هنا، وقد كان لكثير من القراء اختياران أو أكثر.
ولعل القارئ الكريم لاحظ معي اشتراك جميع هذه المصطلحات في اشتمالها على اختيار: القراءة، الرواية، الطريق، الوجه ـ ولكن الفرق من جهة الرتبة وعلو الإسناد.
وإليك بيان الأمثلة لما سبق تعريفه:
"فمثلا إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير، وعاصم والكسائي، وأبي جعفر، ورواية قالون عن نافع، وطريق الأصبهاني عن ورش. وطريق صاحب الهادي عن أبي عمرو، وطريق صاحب العنوان عن ابن عامر، وطريق صاحب التذكرة عن يعقوب، وطريق صاحب التبصرة عن الأزرق عن ورش. ونقول: الوصل بين السورتين قراءة حمزة، وطريق التيسير صاحب المستنير عن خلف، وطريق صاحب العنوان عن أبي عمرو، وطريق صاحب الهداية عن ابن عامر، وطريق صاحب الغاية عن يعقوب.
وطريق صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش. والسكت بينهما طريق صاحب الإرشاد عن خلف، وطريق صاحب التبصرة عن أبي عمرو، وطريق صاحبي التلخيص عن ابن عامر، وطريق صاحب الإرشاد عن يعقوب، وطريق صاحب التذكرة عن الأزرق عن ورش. ونقول البسملة بين السورتين لمن بسمل ثلاثة أوجه ولا نقول ثلاث قراءات ولا ثلاث روايات ولا ثلاث طرق"
تعريف التحريرات لغة التدقيقات أي إتقان الشئ إمعان النظر فيه من غير زيادة أو نقصان.
في الاصطلاح: تنقيح القراء وتهذيبها من أي خطأ أو غموض فهي بذلك تمنع التركيب في القراءات وتمنع خلط الروايات بعضها ببعض؟ وتمنع إسناد القراءة لغير قارئها وكل هذا ممنوع في الحديث الشريف فقراءات القرآن الكريم من باب أولى لتعلقها بالرواية عن الله عز وجل في كلامه.
فوائد التحريرات: وأعظم فائدة فيها هو العمل على منع التركيب والتلفيق في قراءات القرآن الكريم الذين حرمهما العلماء على القراء المتخصصين؟
تفصل مجمل المتون كالشاطبية والدرة والطيبة وموضحة لألفاظها ومقيدة لمطلقها ومستوفيه لشروطها ومنبه على ضعيفها.
حكم الخلط بين القراءات أو الروايات أو الطرق: قال السخاوي فى جمال القراء: إن خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ، قال ابن الجزري:
ولا يُركب ولْيُجِد حُسن الأدا بشرطه فلْيَرْعَ وقفا وابتدا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/116)
وقال النويري والتركيب محرم أو مكروه أو معيب، وقال القسطلاني شارح البخاري فى لطائفه: يجب على القارئ الاحتراز من التركيب فى الطرق وتمييز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لا يجوز وقراءة ما لم ينزل .. ، قال والصفاقسي:يجب على القارئ الاحتراز من التركيب في الطرق ويميز بعضها من بعض وإلا وقع فيما لا يجوز وقراءة ما لم ينزل وقد وقع في هذا كثير من المتأخرين انتهى، وقال الشيخ مصطفى الأزميرى: التركيب حرام فى القرآن على سبيل الرواية ومكروه كراهة تحريم على ما حققه أهل الدراية، فالتدقيق فى القراءات وتقويمها والعمل على تمييز كل رواية على حده من طرقها الصحيحة، وعدم خلطها برواية أخرى، هو معنى التحرير وفائدته، وفيه محافظة على كلام الله من أن يتطرق إليه أي محرم أو معيب، قال الخليجي: وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الوجوه المروية عن أصحابها، والتركيب في القراءات بما يخل حرام، وبغيره معيب على العلماء لا على العوام.
والصواب التفصيل في ذلك: إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم. كمن يقرأ:" فتلقى آدم من ربه كلمات" بالرفع فيهما أو بالنصب آخذا رفع آدم من قراءة غير ابن كثير، ورفع كلمات من قراءة ابن كثير. ونحو ذلك مما يركب بما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة. وأما ما لم يكن كذلك فإنه يفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها. فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية. وإن لم يكن على سبيل النقل والرواية، بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح مقبول لا منع منه ولا حظر. وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه التساوي بين العلماء والعوام، لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام، إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا على الأمة، وتهوينا على أهل هذه الملة.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن جمع القراءات السبع هل هو سنة أم بدعة؟ وهل جمعت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا؟ وهل لجامعها مزية ثواب على من قرأ برواية أم لا؟
فأجاب: الحمد لله، أما نفس معرفة القراءة وحفظها فسنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول، فمعرفة القرآن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، أو يقرهم على القراءة بها، أو يأذن لهم، وقد أقرؤا بها: سنة، والعارف في القراءات، والحافظ لها له مزية على من لم يعرف ذلك، ولا يعرف إلا قراءة واحدة، وأما جمعها في الصلاة أو في التلاوة فهو بدعة مكروهة، وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذي فعله طوائف في القراءة
أما رعاية الترتيب والتزام تقديم راو بعينه فلا يشترط إلا أنه في هذا الزمان صار من لوازم الجمع فالأحسن للقارئ أن يراعي ترتيب كتابه الذي يقرأ به فيقدم من قدمه الكتاب من المشايخ ورواتهم على ترتيبه ثم يسير على طريقة الجمع التي يتبعها في قراءتها فإذا كان الخلاف في كلمة كأوجه (هاأنتم و أرأيتم) راعى في قراءتها لكل راو ترتيب الكتاب هذا، وقد أشار إلى ذلك كله العلامة ابن الجزري في طيبته فقال:
وفائدة معرفة الطرق عدم التركيب في الوجوه المروية عن أصحابها، والتركيب في القراءات بما يخل حرام، وبغيره معيب على العلماء لا على العوام.
الطرق
ترك الشاطبي وابن الجزري رحمهما الله ذكر طرق الرواة عن قراء كتابيهما الشاطبية والدرة اتكالا على ذكرها في التيسير والتحبير مع العلم بأنهما اقتصرا على طريق واحد لكل راو، ولأهمية الطرق يجب بأن يلم بها القارئ وها هي:
(قالون) من طريق أبي نشيط محمد بن هارون، و (ورش) من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق
و (البزي) من طريق أبي ربيعة محمد بن إسحاق، و (وقنبل) من طريق أبي بكر أحمد بن مجاهد
و (والدوري) من طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس، و (السوسي) من طريق أبي عمران موسى بن جرير
و (وهشام) من طريق أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني
و (ابن ذكوان) من طريق أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش
و (شعبة) من طريق أبي زكريا يحيى بن آدم الصلحي، و (حفص) من طريق أبي محمد عبيد بن الصباح
و (خلف) من طريق أحمد بن عثمان بن بويان عن أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد عنه
و (خلاد) من طريق أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/117)
و (أبو الحارث) من طريق أبي عبد الله محمد بن يحيى البغدادي
و (الدوري) من طريق أبي الفضل جعفر بن محمد النصيبي
و (ابن وردان) من طريق الفضل بن شاذان، و (ابن جماز) من طريق أبي أيوب الهاشمي
و (رويس) من طريق النخاس بالخاء المعجمة عن التمار عنه، و (روح) من طريق ابن وهب
و (إسحاق) من طريق السوسنجردي، و (إدريس) من طريق الشطي عنه
(فهذه عشرون طريقا) اقتصر عليها أصحاب التيسير والتحبير والشاطبية والدرة ولهم طرق أخي صحيحة تنيف على تسعمائة وثمانين طريقا ذكرها مع تراجم أصحابها في النشر فمن أرادها فليراجعها هناك.
ثم إن هذا العلم نضج في عصر ابن الجزري، وخصوصاً بعد جمعه لكتاب النشر، فأصبح هذا الكتاب مصدراً لكل من جاء بعد ابن الجزري فالكل عيال على هذا الكتاب، وهذا الكتاب يعد الأصل وكل ما خرج عن طرق هذا الكتاب فهو خروج عن الطريق ثم تتابع المحررون بعد ذلك وكثرت الاستدراكات على الشاطبية، وليس هذا بعجيب فقد قال المتولي في الروض النضير:"دقيقة" لم أر من تعرض لها قد علمت أن الداني قرأ على أبي الفتح بإشمام الحرف الأول وعلى أبي الحسن بعدم الإشمام وليس في الشاطبية كأصلها سوى الإشمام الذي هو عن أبي الفتح وفيهما السكت على أول شيء وبه قرأ على أبي الحسن وعدمه وبه قرأ على أبي الفتح فكيف يتأتى أخذ السكت الذي هو عن أبي الحسن على الإشمام الذي هو عن أبي الفتح لا جواب إلا والمخلص عندي أن يؤخذ بعدم الإشمام وبعدم السكت على الإشمام فرارا من التركيب والله الموفق.
إذا تأملت كلام المتولي فإنه يقول:"دقيقة" لم أر من تعرض لها، يتعين أن هناك مسائل لم يتعرض لها العلماء ويحرروها من الأصل وهو كتاب النشر، إلى أن جاء فارس الميدان وعالم العصر والأوان فضيلة الشيخ الدكتور/ علي محمد توفيق النحاس، وهو أعلى إسناد موجود الآن إذ بينه وبين ابن الجزري ثلاثة عشر رجلاً فجمع الأوجه المقدمة في الأداء وفق الطرق الأصلية للشاطبية وهي التيسير والطرق التي ذكرها الداني في جامع البيان والمفردات وما حرره ابن الجزري في النشر، فأجاد وأفاد، وقد وفقنا الله وحصلنا على إجازة من الشيخ بالقراءات بمضمن كتابه الأوجه المقدمة في الأداء، ثم إنه اعترض عليه المعترضون فقال في محاضرة له: حينما ألفت كتابي (الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء). ونشر هذا الكتاب بين القراء، اعترض علي وعارضني بعض أهل العلم.
قالوا: لقد أخذت بوجه واحد من أوجه الخلاف التي ذكرت في الشاطبية والدرة، وقلت إنه هو الوجه الراجح، مع أن تحريرات العلماء تضمنت كل أوجه الخلاف، وقال بعضهم لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء.
ونبدأ في الرد على ذلك بذكر عدة نقاط:
الأولى: قد قيل (لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله) وهو منسوب للأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو يعني أن نجعل الحق نصب أعيننا ــــ فإذا عرفناه عرفنا أهله، وكل واحد من أهل العلم يؤخذ من علمه وقوله ويترك، ويرد عليه، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه {لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. أما سائر البشر فمعرضون للسهو والخطأ، والصواب وعدمه. هذا هو المبدأ الأول الذي يجب أن نتفق عليه.
والنقطة الثانية أو المبدأ الثاني: أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال في قصيدته:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
أي أن ما جاء في التيسير أراد الشاطبي أن يلخصه في قصيدته. ثم قال:
وألفا فها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا
أي أن الشاطبية تتضمن أوجه التيسير التي حققها الإمام الداني في كتابه. كما أنها تتضمن أوجها زائدة عن التيسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/118)
هذا كلام الشيخ النحاس غير أني أعارضه في ذلك فأقول: أجمع شراح الشاطبية على أن هذا البيت ليس معناه هكذا وإنما معناه كما قال أبو شامة: فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف، قلت وعلى هذا كل الشراح فالزيادة إذا ليست زيادة طرق ثم إن المتتبع للنشر يجد أن الشاطبية ما زادت على طرق التيسير إلا طريقاً واحداً وهو: من قرأة بها الشاطبي على النفزي على ا بن غلام الفرس على أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع على عبد الله بن سهل على أبي سعيد خلف بن غصن الطائي على صالح بن إدريس عن القزاز عن أبي نشيط، فتعين من ذلك ما قاله الدكتور النحاس وهو قول: سند الشاطبية هو سند التيسير فشراح الشاطبية مجموعون على أن سند الشاطبية هو سند التيسير. راجعوا في ذلك غيث النفع، وشرح الضباع والقاضي وغيرهم، قالوا إن الشاطبي قد أهمل ذكر سنده وطرق كتابه اعتمادا على أصله وهو التيسير، ثم ذكروا الطرق التي ذكرها صاحب التيسير في كتابه واعتمدها في روايته ـــ وهو السند الذي يصل من قراءة الداني على شيوخه إلى كل من الأئمة السبعة القراء. ثم قالوا وما خرج عن طرق كتابه فهو على سبيل الحكاية وتتميم الفائدة.
إذا لابد أن نلتزم بطرق التيسير وهي قراءة الداني على شيوخه والمسندة في كتاب التيسير. فما صح من هذا الطريق في كل رواية فلا بد أن يكون طريق الشاطبية. وما خرج عن هذا الطريق يخرج عن طريق الشاطبية ولا يؤخذ به إلا ما صح منه من طرق الطيبة، فنأخذ به من طرق الطيبة ولا نأخذ به من طرق التيسير والشاطبية.
قلت: وإذا سلمنا جدلاً بأن من حق الشاطبي أن يزيد طرقاً على كتاب التيسير فهو لم يروي غير التيسير إلا طريقاً واحداً كما سبق
قال الدكتور النحاس: النقطة الثالثة أو المبدأ الثالث: إن السند له أهمية كبرى حتى لا تختلط الطرق بعضها ببعض، فإن خلط طريق بطريق ينسب قراءة لغير من تحملها أداء ورواية.
أضرب لكم مثالا: قال الشاطبي رحمه الله في باب الهمزتين المفتوحتين من كلمة:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت لورش، وفي بغداد يروي مسهلا
فذكر وجهين لورش: الأول: عن أهل مصر، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا من نحو (ءآنذرتهم) أي بالمد.
الوجه الثاني: هو عن أهل بغداد وهو تسهيل الهمزة الثانية.
والسؤال الآن؟ من أي الطريقتين يكون سند التيسير؟
لاشك أنه الأول: لأنه طريق أهل مصر، والسند الذي اعتمده الداني في رواية ورش هو من قراءته على ابن خاقان وينتهي إلى أبي يعقوب الأزرق عن ورش وهذا السند رواته كلهم مصريون ..
فهذا هو الطريق الذي يجب أن يلتزم به القارئ في رواية ورش ويقتضي إبدال الهمزة الثانية من الهمزتين المفتوحتين ألفا ...
أما طريق أهل بغداد فهو طريق الأصبهاني وطريق غير المصريين عن الأزرق، وفيه تسهيل الهمزة الثانية ــــ وهو ليس في التيسير ـــ ولكنه يؤخذ من طيبة النشر. فإذا قرأنا لورش بتوسط البدل وتقليل اليائي وهو طريق قراءة الداني عن الأزرق عن ورش، ثم قرأنا لورش بتسهيل الهمزة الثانية من المفتوحتين فقد خلطنا طريق المصريين المروي عن الأزرق بطريق غيرهم، ونكون قد نسبنا لرجال هذا السند الذي في التيسير وجها لم يتحملوه أداء ولا رواية ونكون قد خلطنا طريقا بطريق، وبهذا نكون قد أحدثنا خللا في الخلاف الواجب، والخلاف الواجب قد عرفه العلماء بأن ما نسب إلى الإمام فهو قراءة ــــ وما نسب إلى الراوي عن الإمام فهو رواية، وما أخذ عن الراوي وإن سفل فهو طريق فإذا تتبعنا الطريق المسندة من الشيوخ الذين قرأ عليهم الداني حتى نصل إلى قراءة الإمام، فقد أتينا بالصحيح من الخلاف الواجب، لأن الخلاف الواجب هو عين القراءات والروايات والطرق، والقارئ ملزم أن يأتي بهذا كله، ولو أخل بشئ منه يكون نقصا في قراءته، فليس القارئ مخيرا في الخلاف الواجب لأنه إذا حاد عن طريق قراءته وخلط طريقا بطريق يكون قد أخل بالخلاف الواجب، أما الخلاف الجائز فهو على سبيل التخيير، كالوقف على الكلمة بالسكون أو الروم أو الإشمام، وكذا أوجه العارض للسكون. فالقارئ مخيرا أن يأتي بهذه الأوجه، لكنه ليس مخيرا في الخلاف الواجب الذي تؤدي مخالفته إلى خلط الطرق بعضها ببعض وتنسب قراءة إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/119)
غير من تحملها أداء ورواية. وقد قال العلماء إن من ينسب قراءة إلى غير من تحملها فذلك حرام على سبيل الرواية، أو مكروه كراهة تحريم كما حققه أهل الدراية.
وهذا الخلط من معيب عند أهل الحديث:
ونذكر في ذلك قصة الإمام البخاري حينما دخل بغداد واختبره المحدثون بمائة حديث قلبوا أسانيدها وذكروا لكل حديث إسنادا لا يعرف به هذا الحديث. فكان يقول لهم في كل مرة هذا الحديث لا أعرفه حتى عدوا مائة حديث، ثم ذكر لهم كل حديث متصلا بإسناده الصحيح الذي يعرف به، فشهدوا له بالعلم والفضل. وهكذا نرى أن علماء الحديث يردون الحديث الذي يروى بسند مغاير للسند الذي عرف به بسبب خلط طريق بطريق. فإذا كان هذا هو الإسناد وخطورته فما بالكم بالقرآن وهو كلام الله تعالى الذي ينبغي أن نحتاط في روايته. فإذا نسبت حديثا لغير من تحمله فقد أحدثت خللا عظيما في رواية هذا الحديث, فلا بد أن يكون الإسناد في كتاب الله هو أعظم وأشد خطرا، وأن تكون عناية العلماء القراء به أشد وأعظم من عناية علماء الحديث بالإسناد. إن خلط الطرق بعضها ببعض لا يجوز وهو يؤدي إلى أن تنسب قراءة لغير من تحملها.
واضرب لكم مثلا آخر: ـــ
تقليل التوراة عن قالون:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا رجعنا لعبارة التيسير، يقول الداني رحمه الله: (قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي (التوراة) بالإمالة في جميع القرآن، ونافع وحمزة بين اللفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون كذلك).
وأخذ الشاطبي من ذلك بوجهين لقالون: الفتح والتقليل وقال (وبالخلف بللا). فالإمام الداني لم يبين في التيسير من أي طريق قرأ على أبي الفتح في رواية قالون بالتقليل، ولكنه وضح ذلك في كتبه الأخرى كجامع البيان والمفردات، وبينه صاحب النشر وذكر أن طريق التيسير من قراءته على أبي الفتح عن عبد الباقي بن الحسن هي بالفتح في التوراة، أما قراءته بالتقليل فهي من قراءته على أبي الفتح أيضا ولكن من طريق السامري أي من طريق الحلواني وهو من طريق طيبة النشر، ثم قال (وذكر غير الفتح فيه أي في التيسير خروج عن طريقه). ولقد رد علماؤنا تقليل (ها) و (يا) من فاتحة مريم لقالون وقالوا إن طريق التيسير من قراءة الداني على أبي الفتح في رواية قالون يقتضي الفتح، وإنما يؤخذ التقليل في (ها) و (يا) من طريق الحلواني. وكان يتعين على علمائنا كما ردوا تقليل (ها) و (يا) لقالون أن يردوا تقليل التوراة، فليس تقليل (ها) و (يا) من طريق التيسير، كما أن تقليل التوراة ليس من طريق التيسير أيضا، فنجد هنا أن الميزان مختل فهم طبقوا ميزان الإسناد في موضع ولم يطبقوه في موضع آخر.
قال الشاطبي: ونافع لدى مريم هاويا
وقال: وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر
فلم يأخذوا بتقليل (ها) و (يا) لقالون ولم يأخذوا بالخلاف عن السوسي في تقليل (يا) لأن ذلك لم يكن طريق الداني في التيسير عن قالون ولا طريقه عن السوسي، ولكنهم أخذوا لقالون بوجهين في (التوراة) التقليل وعدمه ــ وبوجهين في مد المنفصل ــ المد والقصر ــ وبوجهين في ميم الجمع: الصلة والإسكان. فيكون عدد الأوجه كلها كما يقتضي الضرب الحسابي 2× 2×2ـ 8
أي ثمانية أوجه ثم حققوا هذه الطرق وقالوا لم يقرأ لقالون إلا بخمسة أوجه أجازوا الأخذ بها وهي:
1ـ فتح التوراة مع قصر المنفصل مع صلة ميم الجمع.
2ـ فتح التوراة مع مد المنفصل وسكون ميم الجمع.
3ـ تقليل التوراة مع قصر المنفصل وسكون ميم الجمع.
4ـ تقليل التوراة مع مد المنفصل وسكون ميم الجمع.
5ـ تقليل التوراة مع مد المنفصل وصلة ميم الجمع.
وردوا ثلاثة أوجه وقالوا أنها أوجه ممنوعة وهي:
1ـ فتح التوراة مع قصر المنفصل وسكون ميم الجمع.
2ـ فتح التوراة مع مد المنفصل وصلة ميم الجمع.
3ـ تقليل التوراة مع قصر المنفصل وصلة ميم الجمع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/120)
ولكن طريق التيسير لا يحتمل إلا وجها واحدا وهو الطريق الأول كمن الأوجه الجائزة وهو فتح التوراة مع قصر المنفصل وصلة ميم الجمع وهو طريق الداني على أبي الفتح من قراءته على عبد الباقي وهو طريق أبي نشيط المذكور في التيسير، وباقي الأوجه الجائزة لا يؤخذ بها إلا من طيبة النشر، وقد أدت كثرة الطرق وتشبعها نتيجة أخذهم بشروح الشاطبية دون الرجوع للتيسير أو تحريرات النشر إلى حدوث لبس في قراءة بعض مشاهير القراء الذين نجد لهم شرائط مسجلة ومذاعة في رواية قالون ــ ويؤخذ فيها بالوجه الممنوع من الشاطبية وهو فتح التوراة وقصر المنفصل وسكون ميم الجمع. مع أن هذا الوجه ممنوع من طرق الحرز كما ذكره العلماء في تحريراتهم. كل هذا نتيجة خلط الطرق ببعضها وعدم الأخذ بالطريق الأصلي وهو طريق التيسير.
وهنا سؤال: لماذا تشبعت الأوجه في شروح الشاطبية؟
السبب الأول: أنه لم يؤخذ بالوجه الراجح في التيسير، وكتاب التيسير لم يطبع طبعة جيدة إلا منذ ستين عاما ـــ طبعه وحققه أحد المستشرقين الألمان، وأصبحت شروح الشاطبية أكثر شهرة من كتاب التيسير وأصبحت هي المعتمدة لدى العلماء دون أصلها. والشاطبي ذكر أوجها ليست في التيسير، ولكن الذين يدرسون الشاطبية ألزموا من يحفظها أن يأخذ بجميع الأوجه التي فيها ولم يأخذوا بالوجه الراجح الذي هو طريق الشاطبية الأصلي الذي يؤخذ من التيسير. لم يفرقوا بين الوجه الذي في الأصل وزيادات الشاطبية على أصله. فمثلا نجد لورش في الشاطبية الطول والقصر والتوسط في مد البدل، ونجد التقليل والفتح في ذوات الياء، إلا أن طريق التيسير هو التوسط في مد البدل وكذلك التوسط في مد اللين مثل (شئ) وعبر عنه الداني في التيسير بقوله (وقرأ ورش بتمكين المد)، وكذلك ليس له في اليائي نحو (القربى) سوى التقليل. وقد ذكروا في قوله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}. إلى قوله (عذابا مهينا) ــ ذكروا في الآيتين أربعة وعشرين وجها تأتي من ضرب وجهي التوسط والطول في (شيئا) في وجهي الفتح والتقليل في (القربى) فتكون أربعة تضرب في وجهي الفتح والتقليل في (الجار) فتكون ثمانية، تضرب في ثلاثة البدل في (ماءاتاهم) فتكون أربعة وعشرين وجها. ردوا بعضها وأجازوا الباقي مع أن طريق التيسير لا يحتمل إلا وجها واحدا هو التوسط في (شيئا) وتقليل (القربى) و (الجار)، والتوسط في (ماءاتاهم)، وباقي الأوجه الجائزة لا تؤخذ إلا من الطيبة، فلم يأخذوا بالوجه المذكور في التيسير وأخذوا كافة هذه الأوجه من شروح الشاطبية دون الرجوع إلى أصلها.
السبب الثاني في تشعب الأوجه وكثرتها:
أنهم يأخذوا في الاعتبار قول الشاطبي رحمه الله (وفي يسرها التيسير رمت اختصاره) وقوله (وألفافها زادت بنشر فوائد). فلم يفرقوا بين الطريق الأصلي الذي هو طريق التيسير والطرق أو الأوجه الزائدة على التيسير الذي ذكرها الشاطبي على سبيل الإفادة منها، لا على سبيل الأخذ بها على أنها طريق التيسير.
والسبب الثالث: في تشعب الأوجه المأخوذة من الشاطبية: أنهم لم يدققوا في تحقيق الخلاف من عبارة ابن الجزري في النشر، وكثير منهم لم يقرأها. وقد حقق ابن الجزري الخلاف المذكور في التيسير، والخلاف الذي في الشاطبية ــ في كل موضع، ولو أنهم رجعوا إلي النشر في كل مواضع الخلاف لوجدوا الجواب الشافي.
لقد قال الشاطبي رحمه الله:
وإن كان خرق فأدركه بفضلة من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
وليس محاضركم (من جاد مقولا) بل إن الذي (جاد مقولا) هو الإمام الشمس ابن الجزري الذي بين لنا ما خرج به صاحب التيسير عن طريقه أو ما ذكره مجملا فحسبه الشاطبي من الخلاف وبين لنا ما ذكره الشاطبي زيادة
عن أصله الذي هو التيسير، وليس لي فضل فيما ذكرته من ترجيح وجه من أوجه الخلاف سوى أنني نقلت تحقيقات ابن الجزري رحمه الله وتحريراته لأوجه الشاطبية وتنبيهاته على طرق الداني في التيسير وما يقتضيه سند قراءته. فليرجع المعترضون إلى تحريرات ابن الجزري في النشر فما ذكرته ليست بدعا من القول وإنما نقلته من هذه التحريرات. وأذكر هنا ما قاله العلامة محمد عبد الرحمن الخليجي في كتابه حل المشكلات وتوضيح التحريرات في القراءات وهو وإن كان يأخذ بكل الأوجه التي في الشاطبية إلا أنه قال (قال بعض مشايخنا: ما خرج عن طريق الشاطبية قسمان: قسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/121)
مذكور في الطيبة، وقسم غير مذكور، فإن قرئ بالمذكور فلا بأس به إلا أن القارئ ينبه على أنه ليس من طريق الكتاب، وغير المذكور لا يقرأ به نحو حذف الهمز من (شركائي الذين) بالنحل وإدغام (وجبت جنوبها) لابن ذكوان ... ) فذكر أن من يقرأ بالطرق الزائدة عن التيسير عليه أن ينبه أن ذلك ليس من طريق الشاطبية حتى لا يلتبس طريق الشاطبية بغيره ـــــ لأن ما يقرأ به هو طريق الطيبة وليس طريق الشاطبية. وهذا أمر هام لا يأخذ به القراء والمقرئون فيخلطون طريق الشاطبية بغيرها من طرق طيبة النشر.
أمثلة على تباين تحريرات العلماء وأخذهم بطريق التيسير في مواضع وتركه في مواضع أخرى:
قد ذكرنا أن العلماء ردوا تقليل (ها) و (يالوجهين الهمزلقالون لأن التقليل ليس طريق الشاطبية الذي هو طريق التيسير، في الوقت الذي لم يطبقوا هذا المبدأ على مواضع الخلاف الأخرى عن قالون كتقليل التوراة وفتحها وقصر المنفصل أو مده أو إسكان ميم الجمع وصلته بالواو، ونضيف أنهم ذكروا الخلاف في (يلهث ذلك) و (اركب معنا) مع أن طريق الشاطبية لقالون يقتضي الإظهار. وأخذوا بالخلاف في (أهب لك) بمر يم فذكروا الوجهين الهمز والياء مع أن طريق التيسير يقتضي الهمز فقط وليس الياء.
وقد اثبتوا الخلاف لقالون في الياء في (الداعي دعاني) مع أن الحذف فيهما هو الذي في التيسير، وقد أشار الشاطبي إلى أنه ليس طريق قالون، وقال) وليسا لقالون عن الغر سبلا). وهو واضح أنه لا يؤخذ بالحذف فيهما لأنه لا سبيل أو طريق لرواية قالون من الشاطبية والتيسير يؤخذ منه بالإثبات.
الانفرادات لا يؤخذ بها في موضعي (التلاقي والتنادي) بغافر نجد أن إثبات الياء هي انفرادة عن قالون.
والمأخوذ به لدى علماء القراءات أن الانفراد لا يؤخذ بها .. وقد انفرد أبو الفتح فارس من قراءته على عبد الباقي بن الحسن عن أصحابه عن قالون بالحذف والإثبات وذكره الداني في التيسير وتبعه الشاطبي. وهذه انفرادة خالف فيها سائر الناس فلا يؤخذ لقالون بها. ولكنا نجد شراح الشاطبية يأخذون بالوجهين. ولقد قال صاحب النشر (لا أعلمه ورد من طريق من الطرق عن أبي نشيط ولا الحلواني). ونجد أن الشيخ القاضي في البدور الزاهرة قد رد هذا الوجه وقال إنه ليس طريق قالون من التيسير.، والصحيح أنه طريق التيسير عن قالون ولكنه انفرادة خالف فيها أبو الفتح سائر الناس فلا يؤخذ بها.
وقد حقق العلماء عدم الأخذ بالانفرادة في مواضع ثم أخذوا بها في مواضع أخرى.
مثال ذلك: انفراد ابن سوار عن ابن جماز بفتح النون وضم الراء من (لنحرقنه) في سورة طه موافقا لرواية ابن وردان. ولم يأخذ العلماء بذلك لأنها انفرادة مع أن طريق التحبير هو عن ابن سوار. ولكنهم ردوا تلك الرواية رغم أنها طريق التحبير وأخذوا لابن جماز بضم النون وكسر الراء وهي رواية الجمهور عن ابن جماز. (لنحرقنه).
لكن العلماء أخذوا من طرق الدرة بانفرادات الشطوي عن ابن هارون في رواية ابن وردان وهي http://www.yah27.com/vb/images/smilies/frown.gif لا يخرج إلا نكدا) في سورة الأعراف بضم الياء وكسر الراء، وسائر الرواة عنه على فتح الياء وضم الراء كالجماعة. وكذلك في موضعي التوبة (سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام) سقاة بضم السين وحذف الياء بعد الألف. وعمرة بفتح العين وحذف الألف، وأيضا في موضع الإسراء (فتغركم) بفتح الغين وتشديد الراء. ورغم أنها انفرادات، فقد أخذوا بها استنادا إلى ما جاء في الدرة من ذكر الخلاف فيها. والصحيح عدم الأخذ بهذه الانفرادات، وكان يتعين عليهم ردها كما ردوا ما جاء عن ابن جماز من طريق ابن سوار في سورة طه ــ وما جاء عن قالون من طريق قراءة الداني على أبي الفتح في (التلاقي والتنادي) بغافر. لذلك لم يأخذ المحقق ابن الجزري في طيبة النشر بهذه الانفرادات الأربعة ولم يذكرها وهو الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/122)
وذكر المحقق في النشر أن الشطوي عن ابن هارون قد انفرد بتحقيق الهمز في (خاطئة والخاطئة ومئة فئة) وتثنيها. والجمهور على إبدالها عن أبي جعفر. ثم ذكر أن ابن العلاف في روايته عن زيد عن ابن شبيب عن ابن وردان وافقه على التحقيق فخالف سائر الرواة عن زيد عن أصحابه. وابن الجزري لم يأخذ بتحقيق الهمز في هذه الكلمات وإنما أخذ بالإبدال باعتبارها انفرادة، والمتأمل لعبارة ابن الجزري في هذا الموضع يجد أن انفراد الشطوي بالتحقيق في هذه الكلمات قد وافقه ابن العلاف فيها، لذلك أخذنا
في هذه المواضع بالتحقيق لابن وردان لأنه طريق التحبير أي طريق الشطوي عن ابن هارون، وخرجت عن كونها انفرادة.
أمثلة أخرى على تباين التحريرات:
قال الشاطبي في باب ياءات الزوائد: (وكيدون في الأعراف حج ليحملا بخلف)، يعني أن الخلاف ورد عن هشام في إثبات ياء كيدوني وصلاً ووقفلاً أو حذفها، ولكن المحقق في النشر يتبين أن الداني قد قرأ على أبي الفتح في رواية هشام من طريق الحلواني عنه بإثبات الياء وصلاً ووقفاًً، ولا ينبغي أن يقرأ من التيسير بسواه، ثم قال: (على أن إثبات الخلاف من طريق الشاطبية في غاية البعد وكأنه تبع فيه ظاهر التيسير) النشر 2/ 184، ونجد أن المحققين قد اعتمدوا طريق ابن عبدان عن الحلواني عن هشام وردوا الخلاف المذكور لأنه ليس من طريقه، ولكنا نجدهم يثبتون الخلاف لهشام في مواضع أخرى رغم أن الخلاف ليس من طريق ابن عبدان، فمثلاً قال الشاطبي: (وآئمة بالخلف قد مد وحده)، وقد حقق صاحب النشر ذلك، فذكر أن صحب التيسير ذكر قراءته على أبي الفتح بالمد وهو يعني أن ذلك من غير طريق ابن عبدان، وأما من طريق ابن عبدان فلم يقرأ عليه إلا بالقصر كما صرح بذلك في جامع البيان ثم قال: (وهذا من جملة ما وقع له فيه خلط طريق بطريق) فتبين من هذا أن إدخال الألف في (آئمة) لهشام ليس من طريق التيسير ولا يجوز الأخذ به، وكان يتعين على المحققين أن يردوا الإدخال في (أئمة) كما ردوا الخلاف في كيدوني لأنه ليس طريق ابن عبدان الذي هو طريق التيسير والشاطبية في كلا الموضعين.
فلو أخذ القارئ بإثبات في (كيدوني) ثم أدخل الألف في (أئمة) يكون قد خلط طريق التيسير بغيره. وكان ينبغي على العلماء أن يطبقوا ميزان الإسناد في كل مواضع الخلاف غير هذا، ولكنهم أخذوا بالخلاف المذكور في الشاطبية في هاء الكناية مثل (نوله وبصله) فذكروا القصر والصلة لهشام مع أن طريق ابن عبدان لا يقتضي إلا القصر فقط وهو المذكور في التيسير.
كذلك أخذوا لهشام في (يرضه) بالزمر بالإسكان ليس طريق التيسير مع أنه مذكور فيه إلا أنه ليس من طريقه لأن طريق ابن عبدان هو القصر كسائر الرواة عن هشام.
لذا يتعين على العلماء الأخذ بالقصر في (يرضه) لأنه طريق الرواية وأن يردوا الإسكان الذي خرج عن طريق الشاطبية.
ومن أمثلة تباين التحريرات واختلال ميزان الإسناد بتطبيق الإسناد في موضع والخروج عن السند في مواضع أخرى:
ما ذكر عن ابن كثير من الخلاف في إدغام (يعذب من يشاء) لآخر البقرة، قال الشاطبي http://www.yah27.com/vb/images/smilies/frown.gif يعذب دنا بالخلف). فحقق العلماء هذا الموضع وقالوا إن طريق الشاطبية ليس فيه إدغام، لأنه طريق التيسير. وطريق التيسير عن البزي هو عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي وليس فيه إدغام وكذلك طريق قنبل هو عن عبد الله بن الحسين عن ابن مجاهد عن قنبل وليس فيه إدغام. وفي سورة الأحقاف قالوا نأخذ للبزي بالتاء في (لتنذر) لأن ذلك طرق النقاش عن البزي والياء خروج عن طريقه.
وفي سورة القتال، قالوا نأخذ للبزي بالمد في (آنفا) لأن القصر ليس طريق التيسير كما جاء في النشر.
لقد ردوا تشديد تاءات البزي في (كنتم تمنون) بآل عمران و (ظلتم تفكهون) بالواقعة لأنها ليست من طريق الشاطبية ولم يأخذوا بالخلاف فيها. وفي المواضع السابق ذكرها طبقوا ميزان الإسناد ولم يخرجوا عنه. ولكنهم أخذوا بالخلاف في مواضع أخرى، وكان يتعين عليهم أن يتتبعوا السند فيها وأن لا يخرجوا عن طريق الشاطبية الذي هو طريق التيسير.
مثال ذلك إثبات الخلاف في باب (تيأسوا) كما قال الشاطبي (اقلب عن البزي بخلف وأبدلا) وقراءة الداني على الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي ليس فيها إلا القلب والإبدال وجها واحدا (تايسوا ــ استايس).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/123)
أما عدم القلب والإبدال فهو طريق ابن الحباب عن البزي وهو من طريق الطيبة وليس من طريق الشاطبية والتيسير.
والأخذ بالهمز في هذا الباب خروج عن طريق التيسير وخلط طريق بطريق.
كذلك أخذوا بالخلاف في إلحاق هاء السكت في (بم وعم وفيم ولم ومم) للبزي مع الداني قرأ بغير الهاء في هذه المواضع على الفارسي وقال صاحب النشر (إنه من المواضع التي خرج فيها صاحب التيسير عن طريقه) فإلحاق الهاء طريق ابن الحباب وهو من طريق الطيبة وليس من طريق التيسير، فالذين يأخذون بالخلاف في المواضع التي خرج فيها التيسير عن طريقه إنما يخلطون طريقا بطريق. والأخذ بطريق التيسير في موضع وتركه في موضع آخر يخلط طريق ابن الحباب بطريق أبي ربيعة أو طريق الطيبة بطريق التيسير ويجعل ميزان الإسناد مختلا لأنهم لم يلتزموا بمعيار واحد.
وكان يتعين عليهم كما حققوا طريق الشاطبية في إظهار (يعذب من يشاء) وقصر (آنفا) أن يحققوا طريق التيسير الذي يقتضي الحذف للألف في (لأدراكم) "بيونس" (ولأقسم بيوم القيامة) " بالقيامة" للبزي لأنه طريق قراءة الداني على الفارسي من إسناده الذي رواه في التيسير.
لقد ذكروا في قول الشاطبي:
وتحت النمل عندي حسنه إلى دره (بالخلف)
ذكروا أن الخلاف هنا ليس بمعنى إطلاقه للبزي وقنبل. بل إن سند الرواية التي في التيسير الذي هو أصل الشاطبية لكل من البزي وقنبل تقتضي الإسكان للبزي لأنه طريق أبي ربيعة عن البزي كما تقتضي الفتح لقنبل لأنه طريق ابن مجاهد عن قنبل وهنا أخذوا بالميزان الصحيح ــ ميزان الإسناد الذي يوصل إلى الرواية الصحيحة ولا ينسب قراءة لغير من تحملها. ولكنهم اخلوا بالإسناد الصحيح حينما أخذوا بإثبات الواو بعد الهمز في (السؤق) بالنمل (وسؤقه) وتبعوا فيه الوجه الذي زاده الشاطبي عن أصله والذي قال فيه (ووجه بهمز بعده الواو وكلا) وهي وإن كانت قراءة صحيحة إلا أنها ليست طريق التيسير. وإنما تؤخذ من طريق بكار عن ابن مجاهد وطريق أبي أحمد السامري عن ابن شنبوذ فالأخذ بالواو هو خلط طريق بطريق.
كما أخذوا أيضا بالخلاف في الوقف على (بالواد) لقنبل فذكروا الحذف للياء والإثبات، ولكن طريق التيسير هو الإثبات وبه قرأ الداني على فارس بن أحمد وعنه أسند رواية قنبل في التيسير.
ومن الأمثلة على تباين التحريرات:
لقد ذكروا الوجهين لابن ذكوان وخلاد في (يبسط) بالبقرة و (بسطه) بالأعراف أي تقرأ بالسين والصاد لكل منهما من طريق الشاطبية وأخذوا بالخلاف الذي ذكره الشاطبي http://www.yah27.com/vb/images/smilies/frown.gif وقل فيهما الوجهان قولا مؤصلا). والتحقيق أن لابن ذكوان السين في يبسط بالبقرة والصاد في بسطة بالأعراف وهو طريق النقاش وقد ذكر في النشر (أن هذا الموضع مما خرج فيه التيسير عن طريقه فليعلم وينبه).
ولكن تحريرات العلماء تباينت: فذكر صاحب البدور الزاهرة أن ابن ذكوان وخلاد قرأ بالسين والصاد في موضع البقرة. وذكر في موضع (بسطة) أنه لا يقرأ لابن ذكوان إلا بالصاد وأن ما اقتضاه كلام الشاطبي من أن له وجهين كخلاد خروج عن طريقة ثم ذكر وجهين لخلاد هما السين والصاد. فتراه هنا كغيره من العلماء قد حقق رواية ابن ذكوان في موضع الأعراف فقط ــ ولكنه لم يحقق ذلك في موضع البقرة ــ وكذلك لم يحقق رواية خلاد في الموضعين وأخذ له بالخلاف فيهما، مع أن طريق التيسير يقتضي له الصاد في الموضعين كما جاء في النشر.
ونذكر من الدرة مثالين:
الأول: قول صاحب الدرة في رواية خلف العاشر
وحقق وقف الوقف والسكة أهملا
ومعناه أنه ليس لخلف العاشر من طريق الدرة سكت. ولكن الذي حققه العلماء هو أن لخلف العاشر السكت على الساكن قبل الهمز في المنفصل نحو (من آمن) والمتصل نحو (مسئولا). وذلك من طريق المطوعي عن إدريس. ــ أما من طريق القطيعي عن إدريس.ومن طريق إسحاق الوراق فليس فيها سكت. وقد أخذ التحقيق بهذا بعض العلماء مثل الشيخ الضباع رحمه الله ولم يأخذ به كثير من العلماء وأهملوا السكت من الطريق المذكور. وكان يتعين عليهم الأخذ به لأنه طريق الدرة.
المثال الثاني فأجمعوا أمركم) لرويس في سورة يونس، ففي الدرة بوصل الهمزة وفتح الميم. ولكن أصل الدرة وهو تحبير التيسير ذكر فيه لرويس قطع الهمزة وكسر الميم كالجماعة وقال (إنه طريق الكتاب). وهذا الذي ينبغي أن يؤخذ به لرويس في هذا الموضع، إلا أن العلماء ذكروا الوجه الأول وهو الدرة دون أن يرجعوا إلى أصلها ولا إلى التحقيق لابن الجزري الذي يفيد أن طريق الحمامي عن النخاس ليس فيه إلا القطع.
ـ[ابو رفيق]ــــــــ[27 - 02 - 07, 09:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه اجمعين
اخي الكريم الفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خير الجزاء و انعم عليك بالفهم و التحقيق و نيل الدرجات العلى ووجب عليك ان تقدم الشكر لشيخك فله الفضل ان جعلك تبحث و تحقق و لو كنت قريبا من اخي الكريم لاعطيتك الشاطبية و الجزرية و هما مخطوطتان قديمتان شرحهما احد الاعلام عندنا ايام كان جامع الزيتونة المعمور و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/124)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرد علي د/ النحاس
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=10143&highlight=%C7%E1%D1%CF+%C7%E1%E4%CD%C7%D3
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
أخوتي في الله .. هذا البحث في الرد علي تحريرات د/النحاس بحسب ما كتبه الشيخ الشيمي في هذا الموقع وسوف أذكر كلام د/النحاس ثم أجيب عليه ـ إن شاء الله ـ مدعما قولي بأقوال الأئمة ـ رحمهم الله ـ وأسال الله أن يجعل عملي هذا خالصا لوجه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة وألا تكون علينا نقمة يوم القيامة. كما أسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه. وان يجبنا الباطل والزيغ عن طريق السلف الصالح .. آمين
إخواني في الله هذا بحث في الرد علي الأوجه المقدمة في الأداء للدكتور النحاس وإن كنت لم أقابله من قبل ولكني سمعت عنه خيرا ولكن أحيانا تخيم علي الشخص حالة من طغيان الفكرة علي رأسه قد توصله إلي مخالفة الناس، وكيف سيطرت فكرة الإقراء من كتاب التيسير علي د/ النحاس دون الشاطبية كما سنري، والغرض من البحث إعلام الناس بما عليه الناس ـ أي القراء ـ في القراءة والإقراء،والدليل علي مخالفة النحاس للقراء كما أخبره بذلك القراء.
قال الشيخ عبد القادر الشيمي فيما نقله عن د/النحاس: "ثم إنه اعترض عليه المعترضون فقال في محاضرة له: حينما ألفت كتابي (الرسالة الغراء في الأوجه الراجحة في الأداء). ونشر هذا الكتاب بين القراء، اعترض علي وعارضني بعض أهل العلم.
قالوا: لقد أخذت بوجه واحد من أوجه الخلاف التي ذكرت في الشاطبية والدرة، وقلت إنه هو الوجه الراجح، مع أن تحريرات العلماء تضمنت كل أوجه الخلاف، وقال بعضهم لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء.
ونبدأ في الرد على ذلك بذكر عدة نقاط:
(الأولى: قد قيل (لا تعرف الحق بالرجال، ولكن اعرف الحق تعرف أهله) وهو منسوب للأمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وهو يعني أن نجعل الحق نصب أعيننا ــــ فإذا عرفناه عرفنا أهله، وكل واحد من أهل العلم يؤخذ من علمه وقوله ويترك، ويرد عليه، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه {لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. أما سائر البشر فمعرضون للسهو والخطأ، والصواب وعدمه. هذا هو المبدأ الأول الذي يجب أن نتفق عليه".)
الجواب:نقول له صدقت فكل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يرد له قول لأنه {لا ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. ولكن أن تخالف القراء وما عليه العمل في مصر فلا أظن أن تستقيم هذه القاعدة هذا مع ما سنوضحه بالأدلة، فالعبرة في القرآن بالتواتر والشهرة والاستفاضة، وليس التفرد والشذوذ عن الجماعة وكم من قارئ انفرد بوجه ـ فضلا عن قراءة ـ فلم يكتب لوجه القبول، ثم ماذا يضره لو أقرأ بالشاطبية وهو كتاب معتمد لسائر القراء كما سنوضحه بإذن الله.
قال د/ النحاس:"والنقطة الثانية أو المبدأ الثاني: أن الإمام الشاطبي رحمه الله قال في قصيدته:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره فأجنت بعون الله منه مؤملا
أي أن ما جاء في التيسير أراد الشاطبي أن يلخصه في قصيدته. ثم قال:
وألفا فها زادت بنشر فوائد فلفت حياء وجهها أن تفضلا
أي أن الشاطبية تتضمن أوجه التيسير التي حققها الإمام الداني في كتابه. كما أنها تتضمن أوجها زائدة عن التيسير."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/125)
الجواب: قال أبو شامة:" فتلك الألفاف نشرت فوائد زيادة على ما في كتاب التيسير من زيادة وجوه أو إشارة إلى تعليل وزيادة أحكام وغير ذلك مما يذكره في مواضعه ومن جملة ذلك جميع، باب مخارج الحروف،" والشاهد من كلام أبي شامة قوله" من زيادة وجوه" وهذه الأوجه الزائدة تلقاها الناس ـ المقصود بالناس أي القراء ـ بالقبول إلا القليل منها كما حررها أهل الفن، وهذا الكلام قاله النحاس ظنا منه أن الشاطبية اقتصرت علي التيسير فقط لقول الشاطبي:
وفي يسرها التيسير رمت اختصاره ** فأجنت بعون الله منه مؤملا"
وهذا ليس بصحيح حيث جعل القراء كتاب الشاطبي من الأصول التي يرجع إليها مثل التيسير والتذكرة وغيرها، والشاطبي قال بعد البيت السابق " وألفا فها زادت بنشر فوائد** فلفت حياء وجهها أن تفضلا" فأفاد أنه اختار زيادات علي ما في التيسير فعد بزياداته اختيارا للشاطبي.
والسؤال ما الدليل علي الأخذ باختيار الشاطبي؟؟
أقول: لو رجعنا إلي النشر نجده عند ذكر الكتب التي اعتمدها وقد قدم الشاطبية وجعل الشاطبية طريقا منفردا عن التيسير ثم ذكر بعده كتاب التيسير حيث قال ابن الجزري:"باب ذكر إسناد هذه العشر القراءات من هذه الطرق والروايات، وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات لنا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه (ثم ذكر سنده في الشاطبية قائلا) أخبرني بها الشيخ الإمام العالم شيخ الإقراء أبو محمد عبد الرحمن ... ثم ذكر عدة شيوخ ثم ذكر كتاب التيسير قائلا:حدثني به شيخنا ا. شيخ الإقراء أبو المعالي محمد بن أحمد ... ثم ذكر عدة شيوخ.ثم ذكر بقية الكتب، وتبعه علي ذلك سار العلماء وانظر النويري والمنصوري والروض النضير وتحريات عامر عثمان والزيات وغيرهم كلهم علي العمل باختيار الشاطبي
فإن قال قائل:إن ما ذكرته لا يدل علي التفرقة بينهما وقصاري الأمر أنه زاد أوجها؟
الجواب: ذكرهم الشاطبية والتيسير ثم ذكرهم انفراد الشاطبية دون التيسير دليل علي المغايرة بين الكتابين لا المطابقة. والدليل علي ذلك:قال المتولي عند ذكره لإسناد قالون: فأما ابن بويان عن أبي نشيط عن قالون فمن التيسير والشاطبية وهداية المهدوي ......
ثم قال: وأما القزاز عن أبي نشيط فمن الشاطبية وتذكرة ..... ولم يذكر التيسير عند ذكره القزاز .. وهذا الطريق الزائد عما في التيسير عمل به العلماء وأقروه.
ثم ذكر سند ورش فقال: وأما النحاس عن الأزرق عن ورش فمن التيسير والشاطبية .... وهو في كل أسانيد القراء ذكر التيسير والشاطبية فدل ذلك أنهم كانوا يقرون اختيار الشاطبي، إن كان الأمر كذلك فمن أين أخذ الشاطبي اختياره؟؟ قال الإمام سلطان مزاحي (ت 1075هـ) في كتاب أجوبة المسائل العشرين:"فإن قلت:من أين يعلم أن مكيا وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية؟ قلت:لأن الشاطبي ينتهي سنده للداني لأنه أخذ القراءة عن أبي الحسن عن ابن هذيل عن أبي داود الأموتي عن الداني،وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه ... "صـ23
ثم يقول الشيخ سلطان بعد إثباته أن طريقي مكي وابن بليمة ليسا من طريق الشاطبية:" ..... ومقتضي ما ذكرناه أن يسقط مما تقدم وما سنذكره بعض الوجوه من طريق الشاطبي،لكن الذي ذكرناه قرأنا به علي شيخنا ـ رحمه الله ـ"صـ 24
قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات،وقال في حروف قربت مخارجها:التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها،أربعة عن طرق القصيد،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد. "
وقوله " طريق القصيد. " واضح أنهم كانوا يعدُّون الشاطبية طريقا دون التيسير وسيأتي مزيد بيان.
ومما ذكر دل علي أن الشاطبي له اختيار في القراء،والأوجه التي تعقبها البعض كالوجه المتعقبة علي سائر الكتب من انفرادة راو أو مخالفته لطريقه مع عدم شهرة الطريق وهكذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/126)
قال د/النحاس:" سند الشاطبية هو سند التيسير فشراح الشاطبية مجموعون على أن سند الشاطبية هو سند التيسير. راجعوا في ذلك غيث النفع، وشرح الضباع والقاضي وغيرهم، قالوا إن الشاطبي قد أهمل ذكر سنده وطرق كتابه اعتمادا على أصله وهو التيسير، ثم ذكروا الطرق التي ذكرها صاحب التيسير في كتابه واعتمدها في روايته ـــ وهو السند الذي يصل من قراءة الداني على شيوخه إلى كل من الأئمة السبعة القراء."
الجواب: قد تبين مما سبق أن الشاطبي له اختيار وارجع إلي قول سلطان وما قاله عن طريق الشاطبي ـ أي اختياره ـ " وكل ما كان من طريق الداني سواء كان في (التيسير) أو (جامع البيان) أم (المفردات) فهو طريق له، وما خرج عن ذلك ليس من طريقه "
قال د/ النحاس:" ثم قالوا وما خرج عن طرق كتابه فهو على سبيل الحكاية وتتميم الفائدة."
الجواب:، وأقول: لا ينطبق هذا الكلام إلا علي الانفرادات وليس كل زيادات الشاطبي عُد من باب الحكاية لمذهب الغير حيث ثبت أنهم كانوا ياخذون بما في الشاطبية ويقرءون به رواية لا علي سبيل الدراية والدليل في قضية مرتب المد فقد خالف الشاطبي التيسير في مقدار المدود وكان يقرئ بذلك كما قال السخاوي وأبو شامة وقولهم:" فالذين قصروا هم ابن كثير والسوسي وكذا قالون والدوري عن أبي عمرو بخلاف عنهما، والباقون على المد ولم يذكر صاحب التيسير القصر عن الدوري فهو من زيادات القصيدة وقد ذكره غيره على ما نقلناه في الشرح الكبير،" إبراز المعاني باب المد).وسنتكلم عن هذا عند الرد علي أمثلة د/النحاس
قال الخليجي:" (ويشترط) على مريد القراءات ثلاثة شروط:
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة"صـ11
أقول للنحاس:هل يستطيع طلبتك أن يحفظوا كتاب التيسير؟ فهذا في زماننا بعيد المنال، فإلم يفعلوا .. كيف يتصدرون للعلم؟؟ أما الشاطبية يحفظها جل من دخل في هذا العلم، وفي ظني لا يوجد من يحفظ كتاب التيسير، فالأفضل أن تعود للإقراء بالشاطبية وإلا لن تجد طلبة مهرة يحملون لك ما تقول به حيث لن تجد أحدا منهم يحفظ كتابا في هذا العلم يسترجع به الأصول والفرش،وهذا ما قاله لك أهل العلم كما ذكرت" لقد خرجت على إجماع العلماء فراجع نفسك حتى لا تكون منفردا فيما حققته أو شاذا فيما كتبته، والشاذ لا حكم له حتى يتفق مع العامة من أهل الأداء."
أمثلة د/ النحاس:
قال د/النحاس:" أضرب لكم مثالا: قال الشاطبي رحمه الله في باب الهمزتين المفتوحتين من كلمة:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت لورش، وفي بغداد يروي مسهلا
فذكر وجهين لورش: الأول: عن أهل مصر، وهو إبدال الهمزة الثانية ألفا من نحو (ءآنذرتهم) أي بالمد.
الوجه الثاني: هو عن أهل بغداد وهو تسهيل الهمزة الثانية.
والسؤال الآن؟ من أي الطريقتين يكون سند التيسير؟
ثم قال:" أما طريق أهل بغداد فهو طريق الأصبهاني وطريق غير المصريين عن الأزرق"
الجواب:سبحان الله فقد ذكر صاحب إتحاف فضلاء البشر التسهيل لورش من طريق الأزرق حيث قال:" وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وابن كثير وكذا رويس بالتسهيل من غير إدخال ألف وهو للأزرق عن ورش عند صاحب العنوان والطرسوسي والأهوازي وغيرهم "ا. هـ1/ 178وهذا نص صاحب كتاب العنوان في القراءات السبع:" باب اختلافهم في الهمزتين من كلمة واحدة أما المفتوحتان نحو: (أأنذرتهم) و (أأنت قلت للناس) و (أأشفقتم) فقرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بتحقيق الأولى، وتليين الثانية، فتصير كالمدة في اللفظ."صـ2إذن قد ثبت التسهيل من طريق الأزرق وهو الذي أخذ به الشاطبي وغيره، وليس من طريق الأصبهاني فقط كما يظن وهذه النصوص واضحة عن الأزرق، وأذكر أن الشيخ خالد محمود عند ذكره لهذا البيت: وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت** لورش، وفي بغداد يروي مسهلا " قال لا تظن أن المصريين جميعا عن الأزرق قالوا بالتسهيل أو العكس لأهل العراق ولكن المراد اشتهار الوجه عند كل بلد ولا يلزم عدم القراءة بالوجه الآخر، فكيف للنحاس أن يأخذ بظاهر البيت دون بحث عن المعني الصحيح حيث ثبت التسهيل عن الأزرق وهذا ما قرأنا به علي جميع من قرأنا عليهم من الشيوخ،وهذا إن لم يكن في التيسير فقد قرأ الداني به علي أبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/127)
الحسن وأيضا كت أصحاب التحريرات عن هذا الوجه مثل الخليجي والجمزوري وصاحب فريدة الدهر حكي الوجهين للشاطبي والإبدال للتيسير،وقبلها الناس كما أشرنا من قبل.
المثال الثاني:
قال د/النحاس:" واضرب لكم مثلا آخر: ـــ
تقليل التوراة عن قالون:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ إذا رجعنا لعبارة التيسير، يقول الداني رحمه الله: (قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائي (التوراة) بالإمالة في جميع القرآن، ونافع وحمزة بين اللفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون كذلك).
وأخذ الشاطبي من ذلك بوجهين لقالون: الفتح والتقليل وقال (وبالخلف بللا). فالإمام الداني لم يبين في التيسير من أي طريق قرأ على أبي الفتح في رواية قالون بالتقليل، ولكنه وضح ذلك في كتبه الأخرى كجامع البيان والمفردات ـثم أخذ يقارن بين التوراة و (هاـ يا) في فاتحة مريم.
الجواب: قضية التوراة لقالون لم أر من منع أوجه التوراة وميم الجمع والمد أي الثمانية أوجه ..
قال المنصوري في " إرشاد الطلبة إلي شواهد الطيبة: " لقالون من طريق التيسير والشاطبية وتقريب النشر أربعة أوجه قرأنا بها علي مشايخنا كل من وجهي القصر والمد عليه الإسكان والصلة، وقد رأيت قراء بعض المدن يقرءون له من طريق الشاطبية بوجهين فقط القصر مع الصلة والمد مع الإسكان ويمنعون غيرهما من طريقها ويعللون بأن الداني قرأ بالقصر والصلة علي أبي الفتح فارس وبالمد والإسكان علي طاهر ابن غلبون نقل عنه ذلك ابن الجزري وهذا خطأ من جهة المعقول والمنقول،
أما المعقول: فلأن العلامة ابن الجزري لم يقل لم يقرأ الداني بالقصر إلا علي فارس وبالإسكان إلا علي طاهر ابن غلبون بصيغة الحصر وشيوخ الداني كثيرون وقال في التيسير: وأما رواية قالون فحدثنا بها أحمد بن عمرو بن محمد الجيزي الي ان قال:وقرأت بها القرآن كله علي شيخي أبي الفتح ولم يذكر طاهر بن غبون فكان عليهم التزام طريق فارس بن أحمد دون ابن غلبون فنقول طريق الشاطبية والتيسير عن أبي نشيط عن قالون .. وأبو الفتح له الوجوه الأربعة: القصر مع الإسكان من الكافي ولجمهور العراقيين القصر مع الصلة لأبي الفتح فارس وجمهور العراقيين، والمد مع الإسكان من التذكرة والهداية وغيرهما،والمد مع الصلة من تلخيص ابن بليمة والتبصرة وغاية أبي العلاء والتذكار والكل عن أبي نشيط فتجوز الأربعة من الشاطبية والتيسير بلا نكير، وعلي تسليم أن الداني لم يقرأ إلا بوجهين لا يمتنع الوجهان الآخران إذا صح من طريقه ألا تري أن نحو "آتي " قرئ فيه لورش بأربعة أوجه مع أن الداني قرأ فيه بالقصر والفتح علي ابن غلبون وبالتوسط والتقليل علي فارس وأمثاله كثير، ولو سلم امتناع البوجهين من التيسير لا يسلم امتناعهما من الشاطبية ولقوله (وألفا فها زادت بنشر فوائد) ولأن الشاطبي كما أخذ رواية قالون من طريق ابن بويان عن شيخه محمد بن علي بن ابي العاص النفزي وعليّ بن محمد بن هذيل بسندهما عن الداني أخذها أيضا من طريق القزاز عن أبي نشيط قرأ بها علي النفزي علي ابن غلام الفرس علي عبد العزيز بن عبد الملك بن شفيع علي عبد الله بن سهل علي ابن عن علي عبد المنعم بن غلبون علي صالح بن إدريس علي القزاز،وشارك الشاطبي في هذا الطريق ابن بليمة ومكي وغيرهما وابن بليمة ومكي لهما المد والصلة.
وأما المنقول:قال الجعبري في باب المد والقصر مثل (أمره إلي) ليعلم أن حروف صلة معتبرة في هذا الباب وكذا صلة الميم نحو "عليهم أأنذرتهم ـ ومنهم أميون "فيمد لكل علي مذهبه استصحابا بالأصل الإثبات،وقال في حروف قربت مخارجها:التفريع قالون بإدغام (يعذب) وقصر ومد مع ترك الصلة وبهما معها،أربعة عن طرق القصيد،وقال في باب الراءات (ربنا إننا سمعنا مناديا) فالقصر وعدمه وصلة الميم وإسكانها أربعة أوجه من طريق القصيد.
وقال في باب اللامات (وإذا أظلم عليهم قاموا) قالون بالمد وعدمه مع إسكان الميم وصلتها أربعة أوجه من طريق القصيد.
وقال أبو شامة: ومثل الشاطبي (أمره إلي) إعلاما بأن واو الصلة التي لا رسم لها في المصحف كغيرها ومثلها علي قراءة ورش وغيرهم (إنهم أناس ـ عليهم ءايتنا) ومثلها وفي المكرر ذكر لقالون في (هأنتم هؤلاء) ستة أوجه:ثلاثة مع الإسكان قصرهما وقصر الأول ومد الثاني ومدهما ومثلها علي الصلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/128)
وقال الشيخ سلطان: وقد وقفت علي أجوبة العلامة الشيخ ابن الجزري إذا اجتمع في الآية لفظ التوراة وميم الجمع والمد والمنفصل فكم وجها لقالون كآية (ويعلمه الكتاب)؟؟
الجواب: لقالون من طريق الطيبة ثمانية أوجه .. (وذكرها بالعزو إلي طرقها) ... ثم قال
الثامن: الإسكان مع بين بين والقصر وهو للحلواني من تلخيص ابن بليمة، وبه قرأ الداني علي أبي الفتح من قراءاته علي السامري عن الحلواني وهو أيضا لأبي نشيط من كتاب الكافي فيجوز من الشاطبية) أ. هـ مختصرا.
ويعزا لابن الجزري أيضا قوله تعالي (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) لقالون المد مع الصلة والإدغام لأبي نشيط في الشاطبية والمد مع السكون والإدغام طرق صاحب الهداية لأبي نشيط ومن التيسير والشاطبية،والقصر مع الصلة والإدغام في التيسير والشاطبية.
وقال في قوله تعالي (ولكنه أخلد إلي الأرض) الآية .. المد والإدغام والصلة من الشاطبية،والمد مع الإدغام والإسكان من قراءة الداني علي أبي الحسن،والمد مع الإظهار والصلة محتمل للشاطبية والقصر مع الإدغام والسكون من التيسير والشاطبية.
وقال في قوله تعالي (إنهم كانوا هم أظلم وأطغي والمؤتفكة)) الصلة والمد والهمز (إي في المؤتفكة) من الهادي والتبرة والتيسير والشاطبية وكل ذلك من طريق ابي نشيط، والصلة مع القصر والهمز قرأه الداني علي أبي الفتح من الطريقين.أ. هـ باختصار
فهذا كله دل علي أن الوجوه الأربعة لقالون مأخوذة من الشاطبية والتيسير بلا نكير.
ومن حفظ حجة علي من لم يحفظ والعلامة ابن الجزري أوعي للطرق وأيقظ والحق أحق أن يتبع وكذلك المأخوذ من المشايخ الوجوه الأربعة بالسند الصحيح) أ. هـ من صـ 11: 15
فإن زعم أن هناك من تعقب تحريرات المنصوري قلنا فقد وافقوه في هذه المسألة .. قال الشيخ جمال شرف معلقا علي شرح الضباع لمختصر بلوغ الأمنية في (آل عمران) "أطلق الأوجه ـ أي الثمانية ـ صاحب غيث النفع ولم يذكر الجمزوري ولا الإبياري ولا الضباع في شرحه تحريرا فدل علي الإطلاق .. ثم ذكر الأوجه الثمانية .. ثم قال الخليجي في حل المشكلات: وقد نظمت أوجه الحرز وحدها فقلت:
إن جاءت التورية مع مدِ فصل مع ميم جمع فافتحا واقصر وصل
وإن فتحتها مسكنا فمُد وإن تقلل سكنا وقصر تسد
وإن تمد سكنها وصل خمس من الحرز قبل"صـ84
وأخذ بهذه الأوجه ابن الجزري من طريق الشاطبية كما قال الشيخ سلطان.
وأكتفي بهذا القدر .. وسوف أتناول الأمثلة الباقية في وقت لاحق ـ إن شاء الله ـ وأسأل الله أن ييسير لنا الوقت .. آمين
والسلام عليكم(5/129)
(ضيف جديد) وأريد منكم أن نصائح حول القرآن
ـ[أبو الوليد الغانمي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا أخوكم في الله / أبو الوليد الغانمي .... من السعودية
وقد قررت في نفسي وبدأت أن أخوض بحر التفسير للقرآن الكريم
حيث أني وظعت لي جدولاً يومياً لمطالعة كتب التفسيرقراءة وحفظاً ومراجعة
ولكني أريد منكم بعض النصائح حيث أني مبتدأ وأريد أن أتدرج في علم التفسير للقرآن الكريم وما الواجب علي فهمه قبل بداية المطالعة لكتب التفسير ......
محبكم في الله / أبو الوليد الغانمي
مساء الأربعاء 4 صفر 1428هـ
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 12:26 ص]ـ
مرحباً بك أخي ..
وعلم التفسير من علوم المقاصد، وأي شيء أعظم من تفهم كلام الله تعالى، فشد العزم ولا تتوانَ نفع الله بعلمك.
وأنصحك بداية بتطهير القلب وتزكية النفس وإخلاص النية لله
وبالإكثار من تلاوة القرآن الكريم حسب ورد يومي ثابت لا يتخلف ولا يؤجل ليوم آخر أبداً.
ثم أنصح بقراءة الكتب التالية مرحلياً:
أولاً: توفيق الرحمن، للشيخ فيصل آل مبارك.
ثانياً: مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ثالثاً: دراسة كتاب أبي المظفر السمعاني في التفسير دراسة على شيخ.
وهو كتاب رصين، ومؤلفه فيما نعلم سليم المعتقد.
رابعاً: قراءة معالم التنزيل، للإمام البغوي، وهو للمتوسطين.
وتحتاج إلى القراءة في علوم القرآن بعد المرحلة الثانية (المقدمة) .. وأنصح بـ (تهذيب وترتيب الإتقان للسيوطي، تهذيب: بازمول)، والمحرر في علوم القرآن للطيار.
ولا تنس أن التفسير يحتاج إلى علوم آلة من صرف ونحو وغير ذلك.
فهذا اجتهاد مني أرى عرضه على أحد العلماء أو المختصين لتبدأ برنامجاً قوياً مناسباً لك بإذن الله.
وأرجو من الإخوة تعليقهم على ما ذكر مشكورين.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 03 - 07, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم ...
الأخ أبو يوسف التواب ...
هل الخطة التي ذكرت نطلبها قبل الشروع في التفسير؟ وما هي التفاسير لتي تنصح بها؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:06 ص]ـ
الأخت المباركة
هذا منهج مقترح لمن أراد الشروع في ذلك وبدأ فعلاً، ومضمن فيه كتابين جليلين في التفسير: كتاب أبي المظفر وكتاب البغوي رحمهما الله .. فإذا انتهى من هذا فله أن يحلق في سماء علوم القرآن، وبالله التوفيق.
ـ[خالد العمري]ــــــــ[05 - 03 - 07, 08:40 ص]ـ
أخي بارك الله لنا ولك
أنصحك بدروس للشيخ /عصام بن صالح العويد
على هذا الرابط
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=587
ولا تتأخر فهي بالغة الأهمية
استمع أولاً لمحاضرة (وقال الرسول)
ثم سلسلة روائع البيان
ستفيدك بإذن الله قبل الشروع في كتب التفسير
وإن أردت الإستزادة
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=756
وهناك دروس في التدبر للشيخ عويض العطوي
http://www.liveislam.net/result.php
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[05 - 03 - 07, 10:24 م]ـ
وأنصحك بداية بتطهير القلب وتزكية النفس وإخلاص النية لله
وبالإكثار من تلاوة القرآن الكريم حسب ورد يومي ثابت لا يتخلف ولا يؤجل ليوم آخر أبداً.
حزاك الله خيرا ياأبا يوسف
السائل الكريم لاتنسى اغلى النصائح
ونسال الله لك التوفيق والسداد
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالحميد
وفعلاً فإنه لا يرتفع بالعلم إلا من أخلص وأسلم وجهه لله وهو محسن.
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:32 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى اله عليه وسلم، ..........
وبعد:
عليك أخي أولا بحفظ كلمات القران الغريبة وذلك من خلال كتب غريب القران كغريب القران لابي حيان والسيجستاني وغيرهما من الكتب التي اهتمت بهذا الفن، ويا حبذا لو جمعت ذلك في جدولة خاصة بك أي تذكر الكلمة وأمامها قول قائلها من الأئمة فيها
ثم انتقل للمرحلة الثانية فقم بحفظ الأحاديث الخاصة بأسباب النزول وذلك عن طريق الكتب التي جمعت هذا الامر ومن أفضل هذه الكتب (صحيح أسباب النزول) للشيخ مقبل ابن هادي ثم ادخل على المرحلة التي تليها
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:44 م]ـ
أخي عمران .. حفظك الله ورعاك
طريقتك لا أظنها تناسب المبتدئين
وأنى له أن يلم شمل أقوال الأئمة وقد ملأت السهل والجبل؟!(5/130)
ساعوا إخوانكم؟
ـ[إسماعيل فلاحي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 01:23 م]ـ
السلام عليكم
من وقت كثير و أنا أبحث عن كتابين هما:
- فتح رب البرية بشرح نظم الآجرومية للعمريطي.
- أحد اختصارات الكشاف وأظنني سمعت عن اختصار للعراقي.
وإن كان هناك اقتراحات أخرى فلا بأس.
فأرجو المساعدة يا إخوان جزاكم الله خيرا(5/131)
نريد قصيدة في مدح القرآن و بيان فضله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 02 - 07, 10:22 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يأجركم الله على ذلك
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:27 ص]ـ
هذه أبيات من ميمية الحكمى فى طلب العلم و هى راائعة حقيقة:
الوصية بكتاب الله عز وجل
وَبَالتَّدَبُّرِ والتّرتِيلِ فَاتْلُ ii كِتا بَ اللهِ لاسِيَّما في حِنْدسِ ii الظُّلَمِ
حَكِّمْ بَراهِينَهُ واعْمَلْ ii بِمُحْكَمِهِ حِلًّا وحَظْرًا ومَا قدْ حَدَّهُ ii أقِمِ
واطْلُبْ مَعانِيهِ بالنَّقْلِ الصّريحِ ii ولا تَخُضْ بِرَأيِكَ واحْذَرْ بَطْشَ ii مُنْتَقِمِ
فمَا عَلِمْتَ بِمَحْضِ النَّقْلِ مِنْهُ ii فَقُلْ وَكِلْ إلَى اللهِ مَعْنى كلِّ ii مُنْبَهِمِ
ثُمّ الْمِرَا فيه كُفْرٌ فاحْذَرَنْهُ ii ولا يَسْتَهْوِيَنَّكَ أقوامٌ ii بِزَيْغِهِمِ
وعنْ مَناهِيهِ كُنْ يا صاحِ مُنْزَجِرًا والأمْرُ منهُ بلا تِردادِ ii فالْتَزِمِ
وما تَشابَهَ فَوِّضْ لِلإلهَ ii وَلا تَخُضْ فَخَوْضُكَ فيه مُوجِبُ ii النِّقَمِ
ولا تُطِعْ قولَ ذي زيْغٍ ii يُزَخْرِفُهُ مِنْ كُلِّ مُبْتَدِعٍ في الدين ii مُتَّهَمِ
حَيْرانَ ضلَّ عنِ الحقِّ الْمُبينِ ii فلا يَنْفَكُّ مُنْحَرِفًا مُعْوَجّ لَمْ ii يَقُمِ
هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ ii يَقْرَؤُهُ كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ ii بالكَلِمِ
هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ ii الْ ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى ii لَمُعْتَصِمِ
هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ َتَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ ii مُنْبَهِمِ
هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ ii عَمِي
هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن ii سَقَمِ
لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ ii عَمِلُوا بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ ii حِكَمِ
أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو ii عَمًى لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ ii عُمِي
فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ ii لَهُ خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ ii والنِّعَمِ
كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ ii إلَى دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ ii والألَمِ
وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ ii أنَّهُما ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ ii الغَمَمِ
وأنَّه فِي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ
والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ ii ويُلْبِسُهُ تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ
يُقالُ إِقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ ii الْ جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ ii النَّعِمِ
وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ ii كُسِيَتْ لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ ii تَقُمِ
قالَا بِماذا كُسِيناهَا فقيلَ ii بِما أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي ii النِّعَمِ
كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ ii مُعْجِزَةً دامَتْ لَدَيْنَا دومًا غيْرَ مُنْصَرِمِ
لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا ii غِيَرٌ وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ
مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ
فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ ii نَبَأٍ عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن ii الأمَمِ
فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ ii بِهِ وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ ii إرَمِ
وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ ii هلْ تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ ii مُنْفَصِمِ
أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ ii لَهُ أمْ بابُ هلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ ii يَلُمِ
أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن ii هِدايَتِهِ جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ ii نُظُمِ
أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ ii عِبَرٌ وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي ii صَمَمِ
لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ ii لِتَسْمَعَهُ إنْ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم ii لِقَوْمِهِمِ
اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن ii عِبَرٍ ومِن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن ii حِكَمِ
واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ ii بلاغَتُهُ وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ ii والعَجَمِ
كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي ii مُعارَضَةً فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ ii والرَّغَمِ
هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما ii قَصَدُوا وما تَمَنَّوْا لَقَدْ بَاؤُوا ii بِذُلِّهِمِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/132)
خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ ii وُجُوهُهُمُ زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ ii القِيَمِ
كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ ii وهُمْ أهلُ البلاغةِ بينَ الخَلْقِ ii كُلِّهِمِ
بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ ii واحدةٍ فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ ii يُرَمِ
الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ ii اجْتمعوا بِمِثْلِهِ ولَوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ
أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ ii قائِلُهُ سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له ii وسَمِي
مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا ii تَصَوَّرَهُ نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ
بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ ii الفَهِمِ
واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ ii شاهِدَةٌ والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ ii والعَجَمِ
و هذه أبيات من الأرجوزة المنبهة للإمام أبى عمرو الدانى رحمه الله
القول في القرءان وأهله وفضل تلاوته
واعلم هديت الرشد والتوفيقا ............... وكنت ممن يسلك الطريقا
بأن درس المرء للقرءان ............... من أفضل الأعمال للرحمن
لأنه كلامه عز وجل ............... سبحانه سبحانه الرب الأجل
بكل حرف منه يعطِي عشرا ............... من حسنات قد كتبن ذخرا
طوبى لمن كان له بالليل ............... صلاة من شمر فضل الذيل
ليس له عن الهدى من ميل ............... يبغي من الرحمن حسن النيل
قد جاء مرويا عن الأكابر ............... فى حامل القرءان شىء ظاهر
خرجه الأشياخ فى الصحيح ............... عن الرسول الصادق النصيح
أفضلكم معلم القرءان ............... و ماهر بجملة الفرقان
ومثل ذاك صحة وصدقا ............... بأنهم أهل الإله حقا
وقال أيضا فيهم مقاله ............... شافية والصدق ما قد قاله
يقال يوم البعث للقراء ............... بعد الورود احظوا بالارتقاء
فى الدرجات واقرءوا القرءانا ............... ورتلوه واسكنوا الجنانا
مُدَّ لكل قارىء حيث انتهى ............... من أجل ذا رتله أهل النهى
هذا الذي صح عن النبي ............... يزري بقول القادح الغبي
كالجاحظ الخسيس والنظام ............... وشبه هذين من الطغام
وغيرهم من الأراذل السفل ............... لسخفهم بقولهم لا يشتغل
القول في عرض القرءان وأنه سنة
واعلم بأن العرض للقرءان ............... على الإمام الفاضل الديان
من سنة النبي والصحابه ............... ذوي المحل وذوي القرابه
والتابعون بعد لم يَعْدُوهُ ............... بل من وكيد الأمر قد عدوه
إذ كان قد صح عن الرسول ............... بأنه قرا على جبريل
وقد قرا بالوحي إذ أتاه ............... على أبي ثم قد أقراه
فأي شئ بعد هذا يتبع ............... وهل يرد الحق إلا مبتدع
أو جاهل لقوله لا ينظر ............... إذ هو في الورى كمن لا يبصر
القول فيمن يؤخذ عنه وحق العالم على المتعلم
واطلب هديت العلم بالوقار ............... واعقد بأن تطلبه للباري
فإن رغبت العرض للحروف ............... والضبط للصحيح والمعروف
فاقصد شيوخ العلم والروايه ............... ومن سما بالفهم والدرايه
ممن روى وقيد الأخبارا ............... وانتقد الطرق والآثارا
وفهم اللغات والإعرابا ............... وعلم الخطأ والصوابا
وحفظ الخلاف والحروفا ............... وميز الواهي والمعروفا
وأدرك الجلي والخفيا ............... وما أتى عن ناقل مرويا
وشاهد الأكابِر الشيوخا ............... ودون الناسخ والمنسوخا
وجمع التفسير والأحكاما ............... ولازم الحذاق والأعلاما
وصحب النساك والأخيارا ............... وجانب الأرذال والأشرارا
واتبع السنة والجماعه ............... وقام لله بحسن الطاعه
فذلك العالم والإمام ............... شكرا بِه لله لا يقام
فالتزم الإجلال والتوقيرا ............... لمن يريك العلم مستنيرا
وكن له مبجلا معظما ............... مرفعا لقدره مكرما
واخفض له الصوت ولا تضجره ............... وما جنى عليك فاغتفره
فحقه من أوكد الحقوق ............... وهجره من أعظم العقوق
القول فيمن لا يؤخذ عنه العلم
والعلم لا تأخذه عن صحفي ............... ولا حروف الذكر عن كتبي
ولا عن المجهول والكذاب ............... ولا عن البدعي والمرتاب
وارفض شيوخ الجهل والغباوه ............... لا تأخذن عنهم التلاوه
لأنهم بِالجهل قد يأتونا ............... بغير ما يروى وما يروونا
وكل من لايعرف الإعرابا ............... فربما قد يترك الصوابا
وربما قد قول الأئمه ............... ما لا يجوز وينال إثمه
فدعه والزم يا أخي الصدوقا ............... ومن تراه يحتذي الطريقا
طريق من مضى من الأسلاف ............... أولي النهى والعلم بالخلاف
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:25 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله و نفع بك
لكن طلبي كان بخصوص قصيدة مخصصة للقرآن و فضله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/133)
ـ[ابو رفيق]ــــــــ[27 - 02 - 07, 08:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه اجمعين
هذه قصيدة في مدح حافظ القرءان الكريم
ايا حافظ القرءان اسعدبحفظه ....................... و داوم عليه فالتلاوة مغنم
تفوز من المولى بعفو و رحمة ..................... و من غير رب الناس للناس يرحم
و رتل لنا الايات في صوت خاشع ................. و جوده بالاحكام ذالك اعظم
و ان شئت فاقراما تيسر قانتا .................. قراءته تشفي النفوس و ترنم
اتانا به خير الانام محمد .................... ليرشدنا الى الخيرو الخير اعظم
و صلى الالاه على طه فانه .................... رسول الهدى جاءبالخير متمم
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:01 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بياكم و نفع بكم
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 03 - 07, 11:29 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك(5/134)
موقع رائع للقرآن الكريم كأنك تمسك بالمصحف
ـ[أبو هداية]ــــــــ[21 - 02 - 07, 11:47 م]ـ
هذا هو الموقع:
www.quranflash.com
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:57 ص]ـ
رائع جدا .. جزاك الله خيرا .. لكن هل من سبيل لنسخه إلى الجهاز؟؟
ـ[أبو هداية]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:22 ص]ـ
الجواب موجود تحت المصحف، انزل آخر الصفحة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 02:05 ص]ـ
هناك برنامج لنسخ الفلاش يساعدك في هذا الأمر
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[26 - 02 - 07, 01:46 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[26 - 02 - 07, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبن حجرالعسقلانى]ــــــــ[27 - 02 - 07, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[27 - 02 - 07, 01:02 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 09:48 ص]ـ
كيف انسخه على الجهاز
وجزاكم الله خيرا
ـ[العويشز]ــــــــ[28 - 02 - 07, 02:21 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو هداية]ــــــــ[28 - 02 - 07, 09:20 م]ـ
الإخوة الفضلاء: بارك الله بكم، أسأل الله عز وجل أن يغفر لي ولكم.
الأخ الفاضل: حمدان، ليس عندي خبرة واسعة بتقنيات الكمبيوتر، فلعل بعض الإخوة يفيدك في ذلك.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 05:34 م]ـ
برنامج يساعد باذن الله في سحب اي فلاش من النت
هذا رابطه باذن الله
http://www.moon15.com/index.php?action=file&id=1191
((( انظر في نفس الصفحة --- رابط ذو صلة)))
ـ[الباحث]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:25 ص]ـ
موقع رائع وجميل ومتميز.
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[05 - 03 - 07, 12:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني ولكني كنت اتمني ان يكون به خاصيه البحث
هناك موقع رائع يساعد علي الحفظ
وبه امكانيه البحث وكذلك تكرار الاستماع لايه او اكثر ومدرب للحفظ ومخطط للايات
هو رائع ان شاء الله اسال الله ان ينفع به اخواني
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
ـ[ام اسامة]ــــــــ[05 - 03 - 07, 05:59 م]ـ
الله أكبر , أسأل لكم التوفيق.
ـ[ام اسامة]ــــــــ[05 - 03 - 07, 06:00 م]ـ
اسأل الله لكم التوفيق
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:11 ص]ـ
www.quran.muslim-web.com
هذا هو الموقع الذي اخبرتكم به انه يساعد علي الحفظ
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 06:08 ص]ـ
موقع رائع جدا ولكن نريد نسخة على الجهاز
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:58 م]ـ
لقد وجدت البرنامج و حجمه 19 ميجا تقريباً
كلمة السر للملف المضغوط
www.islamcg.com
رابط التحميل
http://www.up4world.com/download3.php?id=ICGrU4ke6
قال الشيخ الألباني :
4UkW6OhCBd
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:25 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:12 م]ـ
وهذا موقع مخصص للقرآن
http://www.ryadh-quran.net/media/index.php
ـ[ماجد الشيحاوي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 06:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[ابوهادي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 06:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم هدى وتوفيقا
ـ[أبوشمس الدين]ــــــــ[14 - 03 - 07, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 07:02 ص]ـ
لقد وجدت البرنامج و حجمه 19 ميجا تقريباً
كلمة السر للملف المضغوط
www.islamcg.com (http://www.islamcg.com)
رابط التحميل
http://www.up4world.com/download3.php?id=ICGrU4ke6
قال الشيخ الألباني :
4UkW6OhCBd
جزاكم الله خيرا الرابط لا يعمل
ـ[عمر البحري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم
اريد ترجمة كاملة لشيخنا الفاضل العلامة البحياوي
المختفي دائمن وما هو سر اختفائه عن الاضواء /مع اطيب المتمنيات/
ـ[عمر البحري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 09:28 م]ـ
{الرجال اربعة {
{1} رجل يعلم ويعلم انه يعلم فدالك عالم فاتبعوه
{2} رجل يعلم ولا يعلم انه يعلم فدالك نائم فايقدوه
{3} رجل لا يعلم ويعلم انه لا يعلم فدالك مسترشد فارشدوه
{4} رجل لا يعلم ولا يعلم انه لا يعلم فدالك جاهل فارفضوه
{مع التحية لكل الاخوان الكرام}
{اخوكم في الله عمر البحري
ـ[مراد قدرت]ــــــــ[17 - 03 - 07, 06:41 م]ـ
السلام عليكم:
جزاك الله خيرا
اخي في الله
ـ[أبو معاذ الأثري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 05:25 م]ـ
رائع حقا وكم أتمنى أن تعود طباعة المصحف بغير هذه الألوان التي تشتت النظر.
ـ[زكريا محمود]ــــــــ[22 - 03 - 07, 11:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبن حجرالعسقلانى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 05:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ياسر ابو عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 03 - 07, 06:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[27 - 03 - 07, 07:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/135)
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:59 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، الله أكبر
ـ[أبوبراء]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً ... وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
ـ[مشرف الشهري]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:20 ص]ـ
موقع روعة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الفطاني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[صالح العقل]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 02:31 ص]ـ
جزاك الله خيرًا والدال على الخير كفاعله
ـ[احمد بن فهمى المصرى]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى وهاك موقع اخر www.sultan.org/a (http://www.sultan.org/a)
ارجو التابعه على qs_qs7300@yahoo.com
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:28 م]ـ
هذا رابط يعمل للقرآن بتقنية الفلاش وضعه أحد الإخوة:
http://www.quranflash.com/Quranflash.zip
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[04 - 04 - 07, 10:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
ويارب يجعله في ميزان حسناتك
ـ[احمد بن فهمى المصرى]ــــــــ[05 - 04 - 07, 04:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله هاك موقع اخر http://www.way2allah.com/modules.php?name=
قال الشيخ الألباني :
hotab&op=Detailes&khid=18
ـ[الجزائري الحر]ــــــــ[06 - 04 - 07, 04:20 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:20 ص]ـ
هذا هو الموقع:
www.quranflash.com (http://www.quranflash.com)
http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 10:12 ص]ـ
http://www.arabsys.net/pic/arbwelocm/17.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
ـ[الأخت براءة]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله البلوشي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:18 م]ـ
.. جزاك الله خيرا ..
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 04 - 07, 08:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
أخيك فى الله.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 04 - 07, 08:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
أخيك فى الله.
ـ[المدني1]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الله من أنزل البرنامج خيرا
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:53 ص]ـ
هذا جهد طيب وبارك الله للجميع
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:55 ص]ـ
http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
ـ[أبو صلاح الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 07, 05:59 م]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً
ـ[حفيدة محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 07:12 م]ـ
جزاك الله خيرا .. هل فيه أيضا استماع للقراءة أم هو تصفح فقط؟
ـ[ابو انس المصرى]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً
بس بصراحة انا حملت برنامج تحميل الفلاش للكومبيوتر ولم استطيع التحميل افيدونا بارك الله فيكم
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 07:57 ص]ـ
http://www.arabsys.net/pic/arbwelocm/29.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إشرح صدورنا ويسر أمورنا وإهدى سبلنا وإهدينا للتقوى.
الأخ الفاضل.
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
مشكور للمجهود الطيب .... أثابك الله.
زاد الله من تقواك ومن النار وقاك وللفضيلة هداك وللجنة دعاك.
ـ[عيسى العويس]ــــــــ[27 - 04 - 07, 02:07 م]ـ
جزاك ربي جنته
ـ[أزماراي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا(5/136)
ممكن أحد يساعدنا في تحميل هذا التلاوة الرائعة؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 01:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخوان لقد وجدت هذه التلاوة الرائعة في توقيع الأخت (أم شهيد المجاهد) وبودي أنزلها في الجهاز لكن لا اعلاف ممكن أحد يساعدنا في تحميلها. وجزاكم الله كل خير.
http://akhawat.islamway.com/forum/index.php?showtopic=46754#
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:41 م]ـ
أنا لا أصدق!!!
أول مرة أستمع لقراءة الشيخ أبي إسحاق
ما شاء الله
جرب تحميلها من هنا:
http://uploadingit.com/files/6347/4aroom_part.ram
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 09:26 م]ـ
الرابط فيه خلل أخي الكريم , وممكن تعرفن على أبي اسحاق بارك الله فيكم.(5/137)
لقاء مع ثلة من أعلام القراء المعاصرين
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:00 م]ـ
زاد المقرئين لفضيلة الشيخ/ جمال بن إبراهيم القرش
سلسلة من اللقاءات مع ثلة من أعلام القراء المعاصرين تهدف إلى إبراز بعض القضايا الأدائية التى تهم قارئ القرآن الماهر به
محتويات الإصدار:-
أولاً: ترجمة موجزة للعديد من أعلام القراء المعاصرين وهم:-
(1) فضيلة الشيخ: أحمد بن عبد العزيز الزيات – أعلى القراء إسناداً – رحمه الله -
(2) فضيلة الشيخ: رزق خليل حبه – شيخ عموم المقارئ المصرية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووكيل لجنة الاستماع للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية – رحمه الله –
(3) فضيلة الدكتور: عبد العزيز القاري – عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة
(4) فضيلة الشيخ: علي بن عبد الرحمن الحذيفي – إمام المسجد النبوي ونائب رئيس لجنة مصحف المدينة المنورة
(5) فضيلة الشيخ: عبد الرافع رضوان – عضو لجنة مصحف المدينة المنورة والمدرس السابق بالجامعة الإسلامية
(6) فضيلة الشيخ: أحمد أحمد مصطفي
(7) فضيلة الشيخ: محمد بن عبد الحميد أبو رواش – مدير إدارة النص القرآني بالمدينة المنورة
(8) فضيلة الدكتور: عبد العزيز بن عبد الحفيظ بن سليمان – عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر والمتخصص في علوم القرآن والقراءات
(9) فضيلة الشيخ: إبراهيم الأخضر – شيخ القرّاء بالمسجد النبوي
(10) فضيلة الشيخ: رشاد بن عبد التواب السيسي – المدرس بكلية المعلمين بالمدينة المنورة
(11) فضيلة الدكتور: إبراهيم بن سعيد الدوسري رئيس قسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض
ثانياً: سؤال هؤلاء المشايخ الفضلاء عن العديد من المسائل والقضايا الأدائية وهى:-
المسألة الأولي: نطق الضاد ظاء
المسألة الثانية والرابعة: إتمام الحركات
المسألة الثالثة: الإقلاب والإخفاء الشفوي
المسألة الخامسة: الحرف الساكن المفخم
المسألة السادسة: التكلف في القراءة
المسألة السابعة: القلقلة
المسألة الثامنة: ما النافية وما الموصولة
المسألة التاسعة: صفة التكرير
ثالثاً: الاهتمام بجانب الوقف والابتداء للمجيد:-
(1) فضيلة الدكتور: عبد العزيز القاري – عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة
(2) فضيلة الشيخ: رزق خليل حبه – شيخ عموم المقارئ المصرية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووكيل لجنة الاستماع للقرآن الكريم بالإذاعة المصرية – رحمه الله –
(3) فضيلة الشيخ: إبراهيم الأخضر – شيخ القرّاء بالمسجد النبوي
هذا ... ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر إلى أخي الفاضل الشيخ: أسامة شهاب الدين الذي أمدني بهذه اللقاءات سائلا المولى عز وجل أن يجزه خير الجزاء وأن يجعلنا وإياه من أهل القرآن العاملين به إنه تعالى ولى ذلك والقادر عليه
ـ[شريف بن أحمد مجدي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 02:01 م]ـ
الشريط الأول (الوجه الأول)
http://khayma.com/tajweed/moqablat/01a.wma
الشريط الأول (الوجه الثاني)
http://khayma.com/tajweed/moqablat/01b.wma
الشريط الثاني (الوجه الأول)
http://khayma.com/tajweed/moqablat/02a.wma
الشريط الثاني (الوجه الثاني)
http://khayma.com/tajweed/moqablat/02b.wma
ـ[عبدالله الصيفي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 10:46 م]ـ
الوجة الاول في الشريط الثاني لا يعمل فأرجو تصليح الرابط
وجزاكم الله خيرا(5/138)
بخصوص عدم هز اللسان عند النطق بالراء لكون القارئ ما يسمى ب (ألدغ)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:58 م]ـ
الكلام عن طريقة النطق لحرف الراء
أنا أتكلم عن ذلك الإهتزاز الذي ينشأ بشكل طبيعي عند نطقها.
الألدغ هو الذي لا يهتز لسانه ذلك الإهتزاز أصلا، فنطقه ليس طبيعيا للحرف، و يحتاج إلى الوقت الكثير لمعالجة ذلك اللحن، ربما أشهر.
هل من إفادة في طرق معالجة تلك اللدغة
للأهمية
ـ[بويوسف76]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي هذا كتاب نافع ولكنه باللغة الأنجليزية عبارة عن 15 درسا لتعلم كيفية النطق بالراء وهو مخصص للأطفال ونافع أيضا للكبار، وقد وضعه أحد الأخوة منذ فترة على الملتقى وأظنه الأخ الكريم: طويلب علم صغير.
رابط الكتاب ( http://up.9q9q.net/up/index.php?f=kMiZZvQqO)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 08:47 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
من عنده علم أكثر فليشاركنا
خاصة و إن كان عنده لدغة ثم ذهبت
ـ[ابو اويس الجنوبي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 10:52 ص]ـ
فكرة ممتازة
نرجوا من الاخوة الافادة.
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 11:17 م]ـ
أخي الكريم أنا كنت مثلك لا أحسن نطق حرف الراء وكنت أشعر بالحرج الشديد أثناء الكلام مع الآخرين ولكن ولله الحمد في أحد الأيام في التحفيط جعلت أكرر حرف الراء فقط من بعد صلاة العصر حتى المغرب ........ بعدها سألت أحد الطلاب كيف مستوى نطقي لحرف الراء قال: أن هناك تحسنا ملحوظا وفي اليوم التالي كررت نفس العملية حتى وجدت نفسي أنطق حرف الراء ولكن بصعوبة ولاكن مع مروور الأيام تمكنت من النطق الصحيح بكل يسر وسهولة ولله الحمد ..
فكل ماعليك يا أخي التكرار التكراار مع ملاحظة رفع طرف اللسان إلى الحنك الأعلى
وبعد فترة من التمارين ستجد نفسك تنطق الحرف من مخرجه من غير كلفه ..
وأي إستفسار أنا حاضر أخي. الكريم ......
ـ[أبن حجرالعسقلانى]ــــــــ[27 - 02 - 07, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو اويس الجنوبي]ــــــــ[27 - 02 - 07, 05:48 م]ـ
بارك الله فيك
ونرجوا من الاخوة الافادة بما لديهم.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[27 - 02 - 07, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو وحيد
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:16 م]ـ
ملاحظة على حد علمي من لا ينطق حرف الراء بشكل جيد يسمى: الألثغ و ليس الألدغ و تكره إمامته في الصلاة إلا على مثله و الله أعلم. الله يعافي كل مبتلى و الحمد لله عل عافيته
ـ[محمد حسن الشامي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 02:19 م]ـ
يعتبر تكرار الراء وخاصة المفتوحة المشددة يعتبر خطأ في القراءة
وتفاديا لذلك يمكن أن يعتاد القارئ على إلصاق طرف اللسان بالجزء الأمامي من سقف الحلق عندها يستطيع القارئ التخلص من التكرار
والله أعلم
ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[24 - 03 - 07, 06:58 م]ـ
توجد طريقة بسيطة لتقوية النطق بحرف الراء وهي أن يضع حصاة صغيرة على ظهر لسانه ويبدأ بمحاولة تكرار اللسان كثيرًا مرة تلو أخرى وتفعل ذلك التمرين كثيرًا فهو يقوي الحرف بصورة عجيبة لأن الحصاة له دور كبير في منع مداخلة الشفتين عند النطق بحرف الراء وتجعل التركيز مباشرةً على مخرج الراء، ومن المعلوم أن استخدام الشفتين عند نطق الراء له دور كبير فىي ضعفه،وهذه الطريقة مجربة وقد كنت أوصفها لمن به ضعف في حرف الراء ممن يقرأ علىَّ القرآن وكان له أثراً طيبا0(5/139)
مصحف التشابهات اللفظية في القرآن الكريم
ـ[حازم حماده]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:45 ص]ـ
الآن أحبتي في الله ... مصحف التشابهات اللفظية في القرآن الكريم
ادخل الآن موقع الوحي دوت كوم http://www.elwa7y.com (http://www.elwa7y.com/)
ستجد عرضاً للقرآن الكريم كما بمصحف المدينة و تستطيع الانتقال من صفحة لأخرى و من سورة لأخرى كما لو أنك تمسك المصحف بيديك
بعد ذلك ستجد آيات أو كلمات تحتها خطوط حمراء و زرقاء ... و هذه هي هي مواضع التشابه اللفظي
اضغط على ما تحته خط أرزق أو أحمر لتظهر لك في نفس الصفحة جميع الآيات المتشابهة في هذا الموضع بأرقام الآيات و أسماء السور ..
قد يكون الخط صغيراً بعض الشئ على أعين بعض الناس فعليهم تغيير إعدادات الشاشة لديهم إلى 800 * 600
و في القريب إن شاء الله سيقوم صاحب الموقع بتطوير الموقع أكثر من ذلك و لكن اعذروه فهذه هي بدايته
أرجو أن ينال الموقع استحسانكم و أن يكون في مفضلتكم و أن تعملوا على نشره
أعانكم الله على حمل كتابه و تثبيته في عقولكم و قلوبكم و جزاكم الله كل خير
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 11:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن لحد الآن الرابط لا يعمل
ـ[حازم حماده]ــــــــ[24 - 02 - 07, 07:10 ص]ـ
الرابط يعمل يا أخي ... راجعه مرة أخرى
ـ[محب الوحيين]ــــــــ[24 - 02 - 07, 09:48 ص]ـ
الموقع جميل جداً
جزاه الله خير
{وَ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} النجم52
{وَ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} الذاريات46
لم أجد علامة التشابة على هذه الأية في السورتين
كيف يمكن إخبار صاحب الموقع؟؟؟
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 10:48 ص]ـ
الكلاو صغير
ـ[حازم حماده]ــــــــ[28 - 02 - 07, 11:18 ص]ـ
الموقع جميل جداً
جزاه الله خير
{وَ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} النجم52
{وَ قَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} الذاريات46
لم أجد علامة التشابة على هذه الأية في السورتين
كيف يمكن إخبار صاحب الموقع؟؟؟
راسله على بريده الإلكتروني hazem353@yahoo.com
ـ[حاتم الحاتم]ــــــــ[04 - 03 - 07, 12:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا(5/140)
بشرى: للطلبة القرآن الكريم فى مصر زيارة الدكتور أيمن رشدى سويد
ـ[فتحى الازهرى]ــــــــ[23 - 02 - 07, 10:23 م]ـ
سيحاضر بمشيئة الله فضيلة الدكتور أيمن رشدى سويد فى مركز مسجد الرحمة لتحفيظ القرآن الكريم بمساكن روض الفرج على كورنيش النيل - القاهرة
موعد المحاضرة: بعد صلاة الجمعه مباشرة الموافق 19 من صفر 1428ه بالقاعة الجديدة
و يمكنكك طرح اسئلة على المحاضر.
ووفقكم الله للخير(5/141)
أريد منكم إخوتي المصحف بصوت الشيخ "المظفر"
ـ[عبد الواحد أبو مهدي الأثري]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أريد منكم إخوتي المصحف بصوت الشيخ "المظفر"
جزاكم الله خيرا(5/142)
أريد تسجيل متن هدايه المرتاب بصوت سعد الغامدى
ـ[أبوعمرو الدانى]ــــــــ[24 - 02 - 07, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
أعضاء المنتدى الكرام , أرجوا من لديه تسجيل متن هدايه المرتاب للسخاوى بصوت سعد الغامدى ان يدلنى عليه , وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:39 م]ـ
هذا الرابط نفعك الله بها
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=30562
ـ[أبوعمرو الدانى]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم.(5/143)
تكرار تلاوة آية السجدة
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:32 ص]ـ
جاء في مصنف ابن أبي شيبة (1/ 365) أن إبراهيم النخعي رحمه الله سئل عن الرجل يقرأ السجدة ثم يعيد قراءتها .. فقال:
(تجزيه السجدة الأولى).
ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 08:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 03 - 07, 09:46 م]ـ
وإياك أختي الكريمة(5/144)
لمن الفضيلة: للحافظ أم التالي؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:45 ص]ـ
سئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقَ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها) من المقصود بهذه الفضيلة: هل هو من يحفظ القران في الدنيا عن ظهر قلبه ومات على ذلك، أم ما يستوي فيه هو ومن يقرأ في المصحف؟
فقال: (الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب لا بمن يقرأ في المصحف؛ لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ولا يتفاوتون قلة وكثرة، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم ... ).الفتاوى الحديثية ص156
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:13 ص]ـ
للفائدة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 10 - 07, 07:49 ص]ـ
اللهم اجعلنا منهم
فائدة يرحل إليها(5/145)
السادة الفضلاء " طيبة النشر " والدرة
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[25 - 02 - 07, 08:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
من يستطيع أن يدلني على شرح صوتي أو شرح مبسط مقروء " غير شرح الجزري لشرح طيبة النشر، وكذا شرح صوتي أو شرح مبسط مقروءلدرة
ودمتم سالمين
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 02 - 07, 12:43 م]ـ
لعل أبسط شروح الطيبة هو شرح ابن الناظم أحمد بن الجزرى و للدرة عدة شروح منها شرح للشيخ الضباع رحمه الله و عبدالفتاح القاضى أيضا و لكن للأسف ما أتوقع أن لها وجود على شبكة الانترنت ..
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 10:22 ص]ـ
طيبة النشر
في
القراءات العشر
تأليف إمام الحفاظ وشيخ القراء
محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف
بابن الجزري رحمه الله
751 - 833
بسم الله الرحمن الرحيم
قال محمد هو ابن الجزرى
يا ذا الجلال ارحمه واستر واغفر
الحمشد لله على ما يسره
من نشر منقول حروف العشر
ثم الصلاة والسلام السرمدي
على النبى المصطفى محمد
وآله وصحبه ومن تلا
كتاب ربنا على ما أنزلا
وبعد: فالإنسان ليس يشرف
إلا بما يحفظه ويعرف
لذاك كان حاملو القرآن
أشراف الامة أولى الإحسان
وإنهم فى الناس أهل الله
وإن ربنا بهم يباهى
وقال فى القرآن وكفى
بأنه أورثه من اصطفى
وهو فى الاخرى شافع مشفع
فيه وقوله عليه يسمع
يعطى به الملك مع الخلد إذا
توجه تاج الكرامة كذا 10
يقرا ويرقى درج الجنان
وأبواه منه يكسيان
فليحرص السعيد فى تحصيله
ولا يمل قط من ترتيله
وليجتهد فيه وفى تصحيحه
على الذى نقل من صحيحه
فكل ما وافق وجه نحو
وكان للرسم احتمالا يحوى
وصح إسنادا هو القرآن
فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت
شذوذه لو أنه فى السبعة
فكن على نهج سبيل السلف
فى مجمع عليه أو مختلف
وأصل الاختلاف أن ربنا
أنر له بسبعة مهونا
وقيل فى المراد منها أوجه
وكونه اختلاف لفظـ أوجه
قام بها أئمة القرآن
ومحرذو التحقيق والأتقان 20
ومنهم عشر شموس ظهرا
ضياؤهم فى الأيام انتشرا
حتى استمد نور كل بدر
منهم وعنهم كل نجم درى
وها همو يذكرهمو بيانى
كل إمام عنه راويان
فنافع بطيبة قد حظيا
فعنه قالون وورش رويا
وابن كثير مكة له بلد
بزوقنبل له على سند
ثم أبوعمروفيحيى عنه
ونقل الدورى وسوس منه
ثم ابن عامرالدمشقى بسند
عنه هشام وابن ذكوان ورذ
ثلاثة من كوفة فعاصم
فعنه شعبة وحفص قائم
وحمزةعنه سليم فحلف
منه وخلاد كلاهما اعترف
ثم الكسائىالفتى على
عنه ابو الحارث والدورى 30
ثم أبو جعفر الحبر الرضى
فعنه عيسى وابن جماز مضى
تاسعهم يعقوب وهو الخضرمى
له رويس ثم روح ينتمى
والعاشر البزار وهو خلف
إسحاق مع إدريس عنه يعرف
وهذه الرواة عنهم طرق
أصحها فى نشرنا يحقق
باثنين فى اثنين وإلا أربع
فهى زها ألفـ طريق تجمع
جعلت رمزهم على الترتيب
من نافع كذا إلى يعقوب
أبج دهز حطى كلم نصع فضق
رست ثخذ ظغش على هذا النسق
والواو فاصل ولا رمز يرد
عن خلف لأنه لم ينفرد
وحيث جا رمز لورش فهوا
لأرزق لدى الأصول يروى
والاصبهانى كقالون وإن
سميت ورشا فالطريقان إذن 40
فمدنى ثامن ونافع
بصرتهم ثالثهم والتاسع
وخلف فى الكوف والرمز كفى
وهم بغير عاصم لهم شفا
وهم وحفص صحب ثم صحبه
مع شعبة وخلف شعبه
صفا وحمزة وبزار فتا
حمزة مع عليهم رضى أتى
وخلف مع الكسائى روى
وثامن مع تاسع فقل ثوى
ومدن مدا وبصرى حما
والمدنى والمك والبصرى سما
مك وبصر حق مك مدنى
حرام وعم شامهم والمدنى
وحبر ثالث ومك كنز
كوف وشام ويجيىء الرمز
قبل وبعد وبلفظ أغنى
عن قيده عند اتضاح المعنى
واكتفى بضدها عن ضد
كالحذف والجزم وهمز مد 50
ومطلق التحريك فهو فتح
وهو للآسكان كذاك الفتح
للكسر والنصب لخفض إخوة
كالنون لليا ولضم فتحه
كالرفع للنصب اطردا وأطلقا
رفعا وتذكيرا وغيبا حققا
وكل ذا اتبعت فيه الشاطبى
ليسهل إستحضار كل طالب
وهذه أرجوزة وجيزه
جمعت فيها طرقا عزيزه
ولا أقول إنها قد فضلت
حرز الأمانى بل به قد كملت
حوت لما فيه مع التيسير
وضعف ضعفه سوى التحرير
ضمنتها كتاب نشر العشر
فهى به طيبة فى النشر
وها أنا مقدم عليها
فوائدامهمه لديها
كالقول فى مخارج الحروف
وكيف يتلى الذكر والوقوف 60
مخارج الحروف سبعة عشر
على الذى يختاره من اختبر
فالجوف للهاوى وأختيه وهى
حروف مد للهواء تنتهى
وقل لأقصى الحلق همزهاء
ثم لوسطه فعين حاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/146)
أدناه عين خاؤها والقاف
أقصى اللسان فوق ثم الكاف
أسفل والوسط فجيم الشين يا
والضاد من حافته إذ وليا
لاضراس من أيسر أو يمناها
واللام أدناها لمنتهاها
والنون من طرفه تخت اجعلوا
والريدانيه لظهر أدخل
والطاء والدال وتا منه ومن
عليا الثنايا والصفير مستنكن
منه ومن فوق الثنايا السفلى
والظاء والذال وثا للعليا
من طرفتيهما ومن بطن الشفه
فالفا مع أطراف الثنايا المشرفة 70
للشفتين الواو باء ميم
وغنة مخرجها الخيشوم
صفاتها جهر ورخو مستفل
منفتح مصمتة والصند قل
مهموسها فحته شخص سكت
شديدها لفظ أجد قط بكت
وبين رخو والشديد لن عمر
وسبع علو خص ضغط قظ حصر
وصادضاد طا ظاء مطبقه
وفر من لب الحروف المذلقه
صفيرها صاد وزاى سين
قلقلة قطب جد واللين
واووياء سكنا وانفتحا
قبلهما والانحراف صححا
فى اللام والرا وبتكرير جعل
وللتفشى الشين ضاد استطل
ويقرأ القرآن بالتحقيق مع
حدر وتدوير وكل متبع
مع حسن صوت بلحون العرب
مرتلا مجودا بالعربى 80
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا عنه إلينا وصلا
وهو إعطاء الحروف حقها
من صفة لها ومستحقها
مكملا من غيرها تكلف
باللطف فى النطق بلا تعسف
فرفقن مستقبلا من أحرف
وحاذرن تفخيم لفظ الألف
كهمز الحمد أعوذ إهدنا
الله ثم لام لله لنا
وليتلطف وعلى الله ولا الض
والميم فى مخمصة ومن مرض
وباء بسم باطل وبرق
وحاء حصحص أحطت الحق
وبين الأطياق من أحطت مع
بسطت والخلف ينخلقكم وقع
وأظهر الغنة من نون ومن
ميم إذا ما شددا وأخفين 90
الميم إن تسكن بغنة لدى
باء على المختار من أهل الأدا
وأظهرنها عند باقى الأحرف
واحذر لدى واووفا أن تختفى
وأولى مثل وجنس أن سكن
أدعم كقل رب ويل لا وأبن
سبحه فاصفح عنهم قالوا وهم
فى يوم لا نزغ قلوب قل نعم
وبعد ما تحسن أن تجودا
لابد أ تعرف وقفا وابتدا
فاللفظ إن تم ولا تعلقا
تام وكاف إن بمعنى علقا
قف وابتدىء وإن بلفظ فحسن
فقف ولاتبدا سوى الآى يسن
وغيرما تم قبيح وله
يوقف مصطرا ويبدا قبله
وليس فى القرآن من وقف يجب
ولاحرام غير ما له سبب
وفيهما رعاية الرسم اشترط
والقطع كالوقف وبالآى شرط 100
والسكت من دون تنفس وخض
بدى اتصال وانفصال حيث نص
والآن حيز الأخذ فى المراد
والله حسبى وهو اعتمادى
باب الاستعاذة
قل أعوذ إن أردت تقرا
كالنحل جهراً لجميع القرا
وإن تغير أو تزد لفظا فلا
تعد الذى قد صح مما نقلا
وقيل حمزة حيث تلا
وقيل لا فاتحة وعللا
وقف لهم عليه أوصل واسحب
تعوذ وقال بعضهم يجب
باب البسملة
بسمل بين السورتين بى نصف
دم ث ق رجاوصل فشاوعن خلف
فاسكت فصل والخلف كـ م حماجـ لا
واختبر للساكت فى ويل ولا
بسملة والسكت عمن وصلا
وفى ابتدا السورة كل بسملا
سوى براءة فلا ولو وصل
ووسطا خير وفيها يحتمل 110
وأن وصلتها بآخر السور
فلا تقف وغيره لا يحتجر
سورة أم القرى
مالك ذ. ل ظ ـلا روى السراط مع
سراط ز ن خلفاً غـ ـلا كيف وقع
والصاد كالزاى ضـ ـفا الأول ق ـف
وفيه والثانى وذى اللام اختلف
وباب أصدق شفا والخلف غـ ـر
يصدر غـ ـث شفا المصيطرون ز
ق الخلف مع مصيطر والسين ل ـى
وفيهما الخلف ز كى عـ ـن مـ ـلى
عليهمو إليهمو لديهمو
بضم كسر الهاء ظ ـبى فـ ـهم
وبعد ياء سكنت لا مفردا
وخلف يليهم قهم ويغنهم
ظ ـاهر وإن تزل كيخرهم غـ ـدا
عنه ولا يضم من يولهم
وضم ميم الجمع صل ثبت درا
قبل محرك وبالخلف برا
وقبل همز القطع ورش واكسروا
قبل السكون بعد كسر حرروا 120
وصلا وباقيهم بضم وشفا
مع ميم الهاء وأتبع ظرفا
باب الإدغام الكبير
إذا التقى خطا محركان
مثلان جنسان مقاربان
أدعم بخلف الدورو السويسى معا
لكن بوجه الهمز والمد امتعا
فكلمة مثلى مناسككم وما
سلككم وكلمتين عمما
ما لم ينون أو يكن تا مضمر
ولا مشدداً وفى الجزم انظر
فإن تماثلا فميه خلف
وإن تقاربا فميه ضغف
والخلف فى واو هو المضموم ها
وآل لوط جئت شيئاً كاوها
كاللآ لا يحزنك فامنع وكلم
رض سنشدحجتك بذل قثم
تدعم فى جنس وقرب فصلا
فالراء فى اللام وهى فى الراء لا
إن فتحا عن ساكن لا قال ثم
لا عن سكون فيهما النون ادغم130
ونحن أدغم ضاد بعض شان نص
سين النفوس الراس بالخلف يخص
مع شين عرش الدال فى عشر سنا
ذضق ترى شر ثق ظبا زد صف جنا
إلا بفتح عن سكون غير تا
والتاء فى العشر وفى الطا ثبتا
والخلف فى الزكاة والتوراة حل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/147)
ولتأت آت ولثا الخمس الأول
والكاف فى القاف وهى فيها وإن
بكلمة فميم جمع واشطن
فيهن عن محرك والخلف فى
طلقن ولحا زحزح فى
والذال فى سين وصاد الجيم صح
من ذى المعارج وشطأه رجح
والباء فى ميم يعذب من فقط
والحرف بالصفة إن يدعم سقط
والميم عند الباء عن محرك
تخفى وأشممز ورم أو اترك
فى غير با والميم عنهما وعن
بغير الفا ومعتل سكن 140
قبل امددن واقصره والصحيح قل
إذغامه للعسر والإخفا أجل
وافق فى إدغام صفاً زجرا
ذكراً وذرواً فد ودكراً الأخرى
صبحا قر اخلف وبا الصاحب
بك تمارى ظن أنساب غبى
ثم تفكروا نسبحك كلا
بعد ورجع لذهب وقبلا
جعل نحل أنه النجم معاً
وخلف الأولين مع لتصنعا
مبدل الكهف وبا الكتابا
بأيد بالحق وإن عذبا
والكاف فى كانوا وكلا أنزلا
لكم تمثل وجهنم جعلا
شورى وعنه البعض فيها أسجلا
وقيل عن يعقوب ما لا بن العلا
ببت حز فز تعد اننى لطف
وفى تمدونن فضله ظرف
مكن غير المك تأمنا أشم
ورم لكلهم وبالمحص ثرم 150
باب هاء الكناية
صل هاء الضمير عن سكون قبل ما
حرك دن فيه مهاناً عن دما
سكن يؤده نضله نؤته نول
صف لى ثنا خلفهما فناه حل
وهم وحفص ألقه أقصرهن كم
خلف ظبى بن ثق وتيقه ظلم
بل عد وخلفا كم ذكا وسكنا
خف لؤم قوم خلفهم صع حنا
والقاف عد يرضه يفى والخلف للا
صن ذ طوى قصرفى ظبى لذ ذل ألا
والخلف خل مز يأته الخلف بره
خذ غث سكون الخلف يا ولم يره
لى الخلف زلزلت خلا الخلف لما
واقصر بخلف السورتين خلف ظما
بيده غث ترزقانه اختلف
بن خذ عليه الله أنسانيه عف
بضم كسر أهله امكثوا فدا
والاصبهانىبه انظر جودا
وهمز أرجئه كسا حقا وها
فاقص حما بن مل وخلف خذ لها
وأسكنن فز ذل وضم الكسر لى
حق وعز شعبة كالبصر نقل
باب المد والقصر
إن حرف مد قبل همز طولا
جد فدو مز خلفاً وعن باقى الملا
وسط وقيل دونهم نل ثم كل
روى فباقيهم أو اشبع ما اتصل
للكل عن بعض وقصر المنفصل
بن لى حماً عن خلفهم داع ثحل
والبعض للتعظيم عن ذى القصر مد
وأزرق إن بعد همز حرف مد
مد له واقصر ووسط كنأى
فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى
لا عن منون ولا الساكن صح
بكلمة أو همز وصل فى الأصح
وامنع يؤاخذ وبعاداّ الاولى
خلف والآن وإسرائيلا
وحرفى اللين قبيل همزة
عنه امددن ووسطن بكلمة
لا موئلاً موءودة والبعض قد
قصر سوءات وبعض خص مد 170
شيىء له مع حمزة والبعض مد
لحمزة فى نفى لا كلا مرد
وأشبع المد لساكن لزم
ونحو عين فالثلاثة لهم
كساكن الوقف وفى اللين يقل
طول وأقوى السببين يستقل
والمد أولى إن تغير السبب
وبقى الأثر أو فاقصر أحب
باب الهمزتين من كلمة
ثابتهما سهل غنى حرم خلا
وخلف ذى الفتح لوى أبدل جلا
خلفاً وغير المك أن يؤتى أحد
يخبر أن كان روى اعلم حبر عد
وحققت شم فى صبا وأعجمى
حم شد صحبة أخبر زد لم
غصن خلفهم أذهبتم اتل حز كفا
ودن ثنا إنك لأنت يوسفا
وآئذا مامت بالخلف متى
إنا لمغرمون غير شعبتا
أئنكم لاعراف عن مدا أئن
لنا بها حرم علا والخلف زن 180
آمنتموطه وفى الثلاثة عن
حفص رويس الاصبهانى أخبرن
وحقق الثلاثة لى الخلف شفا
صف شم ءآلهتنا شهد كفا
والملك والأعراف الاولى أبدلا
فى الوصل واواز روثان سهلا
بخلفه أئن الانعام اختلف
غوث أئن فصلت خلف لطف
أأسجد الخلاف مز وأخبرا
بخوء ائذا أئنا كررا
أوله ثبت كما الثانى رد
إذ ظهروا والنمل مع نون زد
رض كس وأولاها مدا والساهرة
ثنا وثانيها ظبى إذ رم كره
وأول الأول من ذبح كوى
ثانيه مع وقعت رد إذ ثوى
والكل أولاها وثانى العنكبا
مستفهم الاول صحبة حبا
والمد قبل الفتح والكسر حجر
بن ثق له الخلف وقبل الضم ثر 190
والخلف حز بى لذ وعنه أولا
كشعبة وغيره امدد سهلا
وهمز وصل من كآلله أذن
أبدل أو فسهل واقصرت
كذابه السحر ثنا حز والبدل
والفصل من نحو ءآمنتم خطل
أئمة سهل أو ابدل حط غنا
حرم ومد لاح بالخلف ثنا
مسهلاً والأصبهانى بالقصص
فى الثان والسجدة معه المد نص
أن كان أعجمى خلف مليا
والكل مبدل كآسى أوتيا
باب الهمزتين من كلمتين
أسقط الاولى فى اتفاق زن غدا
خلفهما حز وبفتح بن هدى
وسهلاً فى الكسر والضم فى
بالسوء النبىء الادغام اصطفى
وسهل الأخرى رويس قنبل
ورش وثامن وقيل تبدل
مدا زكا جودا وعنه هؤلا
إن والبغا إن كسر ياء أبدلا 200
وعند الإختلاف الاخرى سهلن
حرم حوى غنا ومثل السوء إن
فالواو أو كالياء وكالسماء أو
تشاء أنت فبالا بدال وعوا
باب الهمز المفرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/148)
وكل همز ساكن أبدل حذا
خلف سوى ذى الجزم والأمر كذا
مؤصدة رئيا وتؤوى ولفا
فعل سوى الإيواء الأزرق اقتفى
والأصبهانى مطلقاً لا كاس
ولؤلؤا والرأس رئيا باس
تؤوى وما يجىء من نبأت
هيىء وجئت وكذا قرأت
والكل ثق مع خلف نبئنا ولن
يبدل أنبئهم ونبئهم إذن
وافقفى مؤتفك بالخلف بر
والذئب جانيه روى اللؤلؤ صر
وبئس بئر جد ورؤيا فأدغم
كلا ثنا رئيا به ثا وملم
مؤصدة بالهمز عن فتى حما
ضئيزى درىيأجوج مأجوج نما210
والفاء من نحو يؤده أبدلوا
جر ثق يؤيد خلف خذ ويبدل ..
للأصفهانى مع فؤاد إلا
مؤذن وأزرق ليلاً
وشانئك قرى نبوى استهزئا
باب مائه فئه وخاطئه رئا
يبطئن ثب وخلاف موطيا
والأصبهانى وهو قالا حاسيا
ملى وناشيه وزاد فبأى
بالفا بلا خلف وخلفه بأى
وعن سهل اطمأن وكأن
أخرى فأنت فأمن لأملأن
أصفا رأيتهم رآها بالقصص
لما رأته ورآه النمل خص
رأيتهم تعجب رأيت يوسفا
تأذن الأعراف بعد اختلفا
والبر بالخلف لأعنت وفى
كائن وإسرائيل ثبت واحذف
كمتكون استهزءوا يطفوا ثمد
صابون صابين مداً منسون خد 220
خلفا ومتكين مستهزئين ثل
ومتكأ تطويطو خاطين ول
أريت كلا رم وسهلها مدا
ها أنتم حا زمدا أبدل جدا
بالخلف فيهما ويحذف الألف
ورش وقنبل وعنهما اختلف
وحذف يااللالى سما وسهلوا
غير ظبى به زكا والبدل
ساكنة اليا خلف هاديه حاسب
وباب ييأس اقلب ابدل خلف هب
هيئة أدغم مع برى مرى هنى
خلف ثنا النسيىْثمره جنى
جزا ثنا واهمز يضاهون ذرى
باب النبى والنبوة الهدى
ضياء زن مرجون ترجى حق صم
كسا البرية تل مز بادى حم
باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها
وانقل إلى الآخر غير حرف مد
لورش إلاها كتابيه أسد
وافق من إستبرق غر واختلف
فى الآن خذ ويونس به خطف 230
وعاداً الأولى فعاداً لولى
مداً حماه مدغماً منقولا
وخلف همز الواو فى النقل بسم
وابدا لغير ورش بالاصل أتم
وابدأ بهمز الوصل فى النقل أجل
وانقل مداً رداً وثبت البدل
وملء الأصفهانى مع عيسى اختلف
وسل روى دم كيف جا القران دف
باب السكت على الساكن قبل الهمزوغيره
واسكت عن حمزة فى شيىءوأل
والبعض معهما له فيهما انفصل
والبعض مطلقاً وقيل بعد مد
أو ليس عن خلاد السكت اطرد
قيل ولا عن حمزة والخلف عن
إدريس غير المد أطلق واخصصن
وقيل حفص وابن ذكوان وفى
هجا الفواتح كطه ثقف
وألفى مرقدنا وعوجاً
بل ران من راق لحفص الخلف جا
باب وقف حمزة وهشام على الهمز
إذا اعتمد الوقف خفف همزه
توسطاً أو طرفاً لحمزة 240
فإن يسكن بالذى قبل ابدل
وإن يحرك عن سكون فانقل
إلا موسطاً أتى بعد ألف
سهل ومثله فأبدل فى الطرف
والواو واليا إن يزادا أدغما
والبعض لإى الأصلى أيضاً أدعما
وبعد كسرة وضم أبدلا
إن فتحت ياء وواوا مسجلاً
وغير هذا بين بين ونقل
ياء كيطفئوا وواوكسئل
والهمز الأول إذا ما اتصلا
رسماً فعن جمهورهم قد سهلا
أو ينفصل كاسعوا إلى قل إن رجح
لاميم جمع وبغير ذاك صح
وعنه تسهيل كخط المصحف
فنحو مشون مع الضم احذف
وألف النشأة مع واوكفا
هزؤا ويعبئوا البلؤا الضعفا
وياء من آنانبا ال وريا
تدعم مع تؤوى وقيل رؤيا 250
وبين بين إن يوافق واترك
ما شذوا كسرها كأنبهم حكى
وأشممن ورم بغير المبدل
مداً وآخراً بروم سهل
بعد محرك كذا بعد ألف
ومثله خلف هشام فى الطرف
باب الإدغام الصغير فصل ذال إذ
إذ فى الصفير وتجد أدغم احلا
لى وبغير الجيم قاض رتلا
والخلف فى الدال مصيب وفتى
قد وصل الإدغام فى دال وتا
باب دال قد
بالجيم والصفير والذال ادغم
قد وبضاد الشين والظا تبعجم
حكم شفا لفظاً وخلف ظلمك
له وورش الظاء والضاد ملك
والضاد والظا الدال فيها وافقاً
ماض وخلفه بزاى وثقا
فصل تاء التأنيث
وتاء تأنيث بجيم الظا وثا
مع الصفير ادغم رضى حز وجثا
بالظا وبزاربغير الثا وكم
بالصاد والظا وسجز خلف لزم 260
كهدمت والثالنا والخلف مل
مع أنبتت لا وجبت وإن نقل
فصل لام هل وبل
وبل وهل فى تاء وثا السين ادغم
وزاى طاظا النون والضاد رسم
والسين مع تاء فد واختلف
بالطاء عنه هل ترى الادغام حف
وعن هشام غير نض يدغم
عن جلهم لاحرف رعد فى الأتم
باب حروف قربت مخارجها
إدغام باء الجزم فى الفاء لى قلا
خلفهما رم حز يعذب من حلا
روى وخلف فى دوا بن ولرا
فى اللام طب خلف بد يفعل سرا
نخسف بهم ربا وفىاركب رض حماً
والخلف دن بى ذل قوى عذت لما
خلف شفا أورثتمو رضى لجا
حز مثل خلف ولبثت كيف جا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/149)
حط كم ثنا رضى ويسّ روى
ظعن لوى والخلف مزذل ذهوى270
كنون لا قالون يلهث أظهر
حرم لهم ذال خلافهم ورى
وفى أخذت واتخذت عن درى
والخلف غث طس ميم فد ثرى
باب أحكام النون الساكنة والتنوين
أظهرا عند حروف الحلق عن
كل وفى غين وخا أخفى ثمن
لا منخنق ينغض يكن بعض أبى
واقلبها مع غنة ميماً ببا
وادغم بلاغنة فى لام ورا
وهى لغير صحبة أيضا ترى
والكل فى ينموبها وضق حذف
فى الواو واليا وترى فى اليا اختلف
وأظهر والديهما بكلمة
وفى البوا فى أخفين بغنة
باب الفتح والأمالة وبين اللفظين
أمل ذوات الياء فى الكل شفا
وثن الاسما إن ترد أن تعرفا
ورد فعلها إليك كالفتى
هدى الهوى اشترى مع استعلى أتى
وكيف فعلى وفاعلى ضمه
وفتحه وما بياء رسمه 280
كحسرتى أنى ضحى متى بلى
غير لدى زكى على حتى إلى
وميلوا الربا القوى العلى كلا
كذامزيدا من ثلاثى كابتلى
مع روس آى النجم طه اقرأ مع
القيامة الليل الضحى الشمس سأل
عبس والنزع وسبح وعلى
أحيا بلا واو وعنه ميل
محياهم تلا خطايا ودحا
تقاته مرضات كيف جاطحا
سجى وأنسانيه من عصانى
أتان لا هود وقد هدانى
أوصانى رؤياى له الرؤيا روى
رؤياك مع هداى مثواى توى
محياى مع آذاننا آذانهم
جوار مع بارئكم طغيانهم
مشكاه جبارين مع أنصارى
وباب سارعوا وخلف البارى
تمار مع أوار مع يوار مع
عين يتامى عنه الاتباع وقع 290
ومن كسالى ومن النصارى
كذا أسارى وكذا سكارى
وافق فى أعمى كلا الإسرى صدا
وأولا حما وفى سوى سدى
رمى بلى صن خلفه ومتصف
مزجا يلقيه أتى أمر اختلف
إناه لى خلف نآى الإسرا صف
مع خلف نونه وفيهما ضف
روى وفيما بعد راء حط ملا
خلف ومجرى عد وأدرى أولا
صل سواها مع يابشرى اختلف
وافتح وقللها وأضجعها حتف
وقلل الراورءوس الآى جف
وما به ها غير ذى الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهم ورد
وكيف فعلى مع رؤس الآى حد
خلف سوى ذى الراوأنى ويلتى
ياحسرتى الخلف طوى قيل متى
بل عسى وأسفى عنه نقل
وعن جماعة له دنيا أمل
حرفى رأى من صحبة لنا اختلف
وغيرالآولى الخلف صف والهمزحف
وذو الضمير فيه أو همز ورا
خلف منى قللها كلاً جرى
وقبل ساكن أمل للرا صفا
فى وكغيره الجميع وقفا
والألفات قبل كسر راطرف
كالدارنار رحز تفز منه اختلف
وخلف غار تم والجار تلا
طب خلف هار صف حلا رم بن ملا
خلفهما وإن تكرر حط روى
والخلف من فوز وتقليل جوى
للباب جبارين جار اختلفا
وافق فى التكرير قس خلف ضفا
وخلف قهار البوار فضلا
توراة جد والخلف فضل بجلا
وكيف كافرين جاز وأمل
تب حز منا خلف غلا وروح قل
معهم بنمل والثلاثى فضلا
فى خاف طاب ضاق حاق زاغ لا 31
زاغت وزاد خاب كم خلف فنا
وشاء جالى خلفه فتى هنا
وخلفه الإكرام شار بينا
إكراههن والحوار بينا
غمران والمحراب غير ما يجر
فهو وأولى زاد لاخلف استقر
مشارب كم خلف عين آنيه
مع عابدون غابد الجحد ليه
خلف تراءى الرا فتى الناس بجر
طيب خلفاً ران رد صفا فخر
وفى ضعافاً قام بالخلف ضمر
آتيك فى النمل فتى والخلف قز
ور الفواتح أمل صحبة كف
حلاوها كاف رعى حافظ صف
وتحت صحبة جنا الخلف حصل
يا عين صحبة كسا والخلف قل
لثالث لا عن هشام طا شفا
صف حا منى صحبة يس صفا
رد شد فشا وبين بين فى أسف
خلفهما رجد وإذاها يا اختلف 320
وتحت ها جى حا حلا خلف جلا
توراه من شفا حكيماً ميلا
وغيرها للأصفهانى لم يمل
وخلف إدريس برؤيا لا بآل
وليس ادغام ووقف إن سكن
يمنع ما يمال للكسر وعن
سوس خلاف ولبعض قللا
وما بدى التنوين خلف يعتلا
بل قيل ساكن بما أصل قف
وخلف كالقرى التى وصلا بصف
وقيل فبل ساكن خرفى رأى
عنه وراسواه مع همز نأى
باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها فى الوقف
وهاء تأنيث وقبل ميل
لا بعد الاستعلاء وحاع لعلى
واكهر لا عن سكون يا ولا
عن كسرة وساكن إن فصلا
ليس بحاجر وفطرت اختلف
والبعض أه كالعشر أو غير الألف
يمال والمختار ما تقدما
والبعض عن حمزة مثله نما
باب مذاهبهم فى الراءات
والراء عن سكون يا رقق
أو كسرة من كلمة للأزرق
ولم يرالساكن فضلا غيرطا
والصاد والقاف على ما اشترطا
ورققز بشرر للأكثر
والأعجمى فخم مع المكرر
ونحو سترا غير صهرا فى الأتم
وخلف حيران وذكرك إرم
وزر وحذركم لعبرة وحل
تفخيم ما نون عنه إن وصل
كشاكرا خيراً خضرا
وحصرت كذاك بعض ذكرا
كذاك ذات الصنم رقق فى الأصح
والخلف فى كبر وعشرون وضح
وأن تكن ساكنة عن كسر
رققها يا صاح كل مقرى 340
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/150)
وحيث جاء بعد حرف استعلا
فخم وفى ذى الكسر خلف إلا
صراط والصواب أن يفخما
عن كل المرء ونحو مريما
وبعد كسر عارض أو منفصل
فخم وفى ذى الكسر خلف إلا
ورقق الرا أن تمل او تكسر
وفى سكون الوقف فخم وابصر
ما لم تكن من بعد يا ساكنة
أو كسر أو ترقيق أو إماله
باب اللامات
وازرق لفتح لام غلظا
بعد سكون صاد او طاء وظا
او فتحها وإن يحل فيها ألف
أو إن يمل مع ساكن الوقف اختلف
وقيل عند الطاء والظا والأصح
تفخيمها والعكس فى الآى رجح
كذاك صلصال وشذ غير ما
ذكرت واسم الله كل فخما
من بعد فتحة وضم واختلف
بعد ممال لا مرقق وصف 350
باب الوقف على أواخر الكلم
والأصل فى الوقف السكون ولهم
فى الرفع والضم اشممنه ورم
وامنعهما فى النصب والفتح بلى
فى الجر والكسر يرام مسجلا
والروم والاتيان ببعض الحركة
إشمامهم إشارة لا حركه
وعن أبى عمرو وكوف وردا
نصا وللكل اختيارا أسندا
وخلف ها الضمير وامنع فى الأتم
من بعد يا أو واو أو كسر وضم
وهاء تأنيث وميم الجمع مع
عارض تحريك كلاهما امتنع
باب الوقف على مرسوم الخط
وقف لكل باتباع ما رسم
حذفا ثيوتا اتصالا فى الكلم
لكن حروف فيها اختلف
كهاء أنثى كتبت تاء فقف
يا لها رجا حق وذات بهجه
والللات مرضات ولات رجه
هبات هد زن خلف راض يا أبه
دم كم ثوى فيمه لمه عمه يمه 360
ممه خلاف هب ظبى وهى وهو
ظل وفى مشدد اسم خلفه
نحو الى هن والبعض نقل
بنحو عالمين موفون وقل
وويلتى وحسرتى وأسفى
وثم غر خلفاً ووصلا حذفاً
سلطانيه وماليه وماهيه
فى ظاهر كتابيه حسابيه
ظن اقتده شفا ظباً ويتسن
عنهم وكسرها اقتدة كس أشبعن
ن خلفه أيا بأيا ما غفل
رضى وعن كل كما الرسم أجل
كداك ويكأنه وويكأن
وقيل على ما حسب حفظه رسا
ها أيه الرحمن نور الزخرف
كم ضم قف رجا حما بالألف
كأين النون وبالباء حما
والياء إن تحذف لساكن ظما 370
يردن يوت يقض تغن الواد
صال الجوار اخشون ننج هاد
وافق واد النمل هاد الروم رم
تهد بها فوز يناد قاف دم
بخلفهم وقف بهاد باق
باليالمك مع واو واق
باب مذاهبهم فى ياءات الاضافة
ليست بلام الفعل يا المضاف
بل هى فى الوضع كها وكاف
تسع وتسعون بهمز انفتح
ذرون الآصبهانى مع مكى فتح
واجعل ضيفى دون يسرلى ولى
يوسف إنى أولاها حلل
مدا وهم والبز لكنى أرى
تحتى مع إنى أراكم ودرى
ادعونى واذكرونى ثم المدنى
والمك قل حشرتنى يحزننى
مع تأمرونى تعد انن ومدا
يبلونى سبيلى واتل ثق هدا
فطرنى وفتح أوزعنى جلا
هوى وباقى الباب حرم حملا 380
وافق فى معى على تكفؤ وما
لى لذ من الخلف لعلى كرما
رهطى من لى الخلف عندى دونا
خلف وعن كلهم تسكنا
ترحمنى تفتنى اتبعنى أرنى
واثنان مع خمسين مع كسر عنى
وافتح عبادى لعنتى تجدنى
بنات أنصارى معاً للمدنى
واخوتى ثق جد وعم رسلى
وباق الباب إلى ثنا حلى
وافق فى حزنى وتوفيقى كلا
يدى علا وأمى وأجرى كم علا
دعائى آباءى دما كس ودنا
خلف إلى ربى وكل أسكنا
ذريتى يدعوننى تدعوننى
أنظرن مع بعد ردا أخرتنى
وعند ضم الهمز عشر فأفتحن
مداً وأنى أوف بالخلف ثمن
للكل آتونى بعهدى سكنت
وعند لام العزف أربع عشرت
ربى الذى حرم ربى مسنى
الأخران آتانى مع أهلكنى
أرادنى فى عباد الأنبيا سبا
فز لعبادى شكره رضى كبا
وفى البند حما شفا عهدى عسى
فوز وآياتى اسكنن فى كسا
وعند همز الوصل سبع ليتنى
فأفتح حلا قومى مدا حز شم هنى
إنى أخى حبر وبعدى صف سما
ذكرى لنفسى حافظ مداً دوما
وفى ثلاثين بلا همز فتح
بيتى سوى نوح مداً لذ عد ولح
عون بها لى دين هب خلفاً علا
إذ لذ لى فى النمل رد نوى دلا
والخلف خذ لنا معى ما كان لى
عد من معى من معه ورش فانقل
وجهى علا عم ولى فيها جنا
عد شركائى من ورائى دونا
أرضى صراط كم مماتى إذ ثنا
لى نفجه لاذ بخلف عينا 400
وليؤمنوا بى وتؤمنوا لى ورش يا
عباد لا غوث بخلف صليا
والحذف عن شكر دعا شفا ولى
يسّ سكن لاح خلف ظلل
فتى ومحياى به ثبت جنح
خلف وبعد ساكن كل فتح
باب مذاهبهم فى الزوائد
وهى التى زادوا على ما رسما
تثبت فى الحالين لى ظل دما
وأول النمل فدا وتثبت
وصلا رضى حفظ مدا ومائة
إحدى وعشرون أتت تعلمن
يسر ألى الداع الجوار يهدين
كهف المناد يؤتين تتبعن
أخرتن الإسرا سما وفى ترن
واتبعون أهد بى حق ثما
ويأت هود نبغ كهف رم سما
تؤتون ثب حقا ويرتع يتقى
يوسف زن خلفاً وتسألن ثق
حما جنا الداعى اذا دعان هم
مع خلف قانون وبدع الداع حم 410
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/151)
هد جد ثوى والباد ثق حق جنن
والمهتدى لا أولا وأتبعن
وقل حما مدا وكالجواب بجا
حق تمدونن فلى سما وجا
تخزون فى اتقون يا اخشون ولا
واتبعون وخرف ثوى حلا
خافون إن أشركتمون قدهدان
عنهم كيدون الاعراف لدى
خلف حما ثبت عباد فاتقو
خلف غنى بشر عباد افتح يقو
بالخلف والوقف يلى اخلف ظبى
آتان نمل وافتحوا مداً غبى
حز عد وقف ظعنا وخلف عن حسن
بن زر يردن افتح كذا تتبعن
وقف ثنا وكل روس الآى ظل
وافق بالواد دنا جد وزحل
بخلف وقف ودعاء فى جمع
ثق حط زكا الخلف هدى التلاق مع
تناد خذ دم جل وقيل الخلف بر
والمتعال دن وعيد ونذر 420
يكذبون قال من نذيرى
فاعتزلون ترجمو نكيرى
تردين ينقذون جود اكرمن
أهانن هدا مدا والخلف حز
وشذ عن قنبل غير ما ذكر
والأصبهانى كالأزرق استقر
مع ترن واتبعون وثبت
تسألن فى الكهف وخلف الحذف مت
باب افراد القراءات وجمعها
وقد جرى من عادة الأئمه
إفراد كل قارىء بختمه
حتى يؤهلوا الجمع الجمع
بالعشر أو أكثرا وبالسبع
وجمعنا نختاره بالوقف
وغيرنا يأخذه بالحرف
بشرطه فاليرع وقفاً وابتدا
ولا بركب وليجد حسن الأدا
فالماهر الذى إدا ما وقفا
يبدا بوجه من علبه وقفاً
يعطف أقربابه فأقربا
مختصرا مستوعبا مرتبا 430
وليلزم الوقار والتأدبا
عند الشيوخ إن يرد أن ينجبا
وبعد إتمام الأصول نشرع
فى الفرش والله إليه نضرع
باب فرش الحروف: سورة البقرة
وما يخادعون يخدعونا
كنزثوى أضمم شد يكذبونا
كما سما وقيل غيض جى أشم
فى كسرها الضم رجا غنى لزم
وترجعوا الضم فتحا واكسر ظما
إن كان للأخرى وذو يوما حما
والقصص الأولى أتى ظلماً شفا
والمؤمنون ظلمهم شفا وفا
الأمور هم والشام واعكس إذ عفا
الأمر وسكن هاء هو هى بعد فا
واوولام رد ثنا بل حز ورم
ثم هو والخلف يمل هو وثم
ثبت بدا واكسر تا الملائكت
قبل اسجدوا أضمم ثق والأشمام خفت
خلفا بكل وأزال فى أزل
فوزو آدم انتصاب الرفع دل
وكلمات رفع كسر درهم
لاخوف نون رفعاً لا الخضرمى
رفث لا فسوق ثق حقاً ولا
جدال ثبت بيع خلة. . . ولا
شفاعة لا بيع لا خلال لا
تأثيم لا لغو مداً كنز ولا
يقبل انت حق واعدنا اقصرا
مع طه الأعراف حلا ظلم ثرا
بارئكم يأمركم ينصركم
يأمرهم تأمرهم يشعركم
سكن أو اختلس حلا والخلف طب
يغفر مدا أنث هنا كم وظرب
عم بالأعراف ونون الغير لا
تضم واكسر فاءهم وأبدلا
عذ هزؤا مع كفؤا هزؤا سكن
ضم فتى كفواً فتى ظن الأذن
أذن آتل والسحت آبل نل فتى كسا
والقدس نكر دم وثلثى ليسا
عقبا نهى فتى وعربا فى صفا
خطوات إذا هد خلف صف فتى حفا
ورسلنا مع هم وكم وسلبنا
حز جرف لى الخلف صف فتى منا
والأكل أكل إذ دنا وأكلها
شغل أتى حبر وخشب حط رها
زد خلف نذرا حفظ صحب واعكسا
رعب الرعب رم كم ثوى رحما كسا
ثوى وجزأ صف وعذرا أو شرط
وكيف عسر اليسر ثق وخلف خط
بالذرو سحقاً ذق وخلفاً رم خلا
قربة جد نكراً ثوى صن إذ ملا
ما يعملون دم وثان إذا صفا
ظل دنا باب الأمانى خففا
أمنية والرفع والجر اسكنا
ثبت خطيئاته جمع إذ ثنا
لا يعبدون دم رضى وخففا
تظاهرون مع تحريم كفا
حينا فضم اسكن نهى حز عم دل
أسرى فشا تفدوتفادوا رد ظلل
تال مدا ينزل كلا خف حق
لا الحجر والأنعام أن ينزل دق
لاسرى حما النحل الأخرى حز دفا
والغيث مع منزلها حق شفا
ويعملون قل خطاب ظهرا
جبريل فتح الجيم دم وهى ورا
فافتح وزد همزا بكسر صحبه
كلا وحذف الياء خلف شعبه
مكان عن حما وميكائيل لا
يا بعد همز زن نخلف ثق ألا
ولكن الخف وبعد ارفعه مع
أولى الأنفال كم فتى رتع
ولكن الناس شفا والبر من
كم أم ننسخ ضم واكسر من لسن
خلف كننسها بلا همز كفى
عم ظبى بعد عليم احذفا
واواً كساكن فيكون فانصبا
رفعا سوى الحق وقوله كبا
والنحل مع يسّ رد كم تسئل
للضم فافتح واجزمن إذ ظللوا
ويقر إبراهيم ذى مع ورته
مع مريم النحل أخيرا توبته
أخر الانعام وعنكبوت مع
أواخر النسا ثلاثة تتبع
والذرو والشورى امتحان اولا
والنجم والحديد ماز الخلف لا
واتخذوا بالفتح كم أصل وخف
أمتعه كم أرنا أرنى اختلف
مختلسا حز وسكون الكسر حق
وفصلت لى الخلف من حق صدق
أوصى بوصى عم أو يقول حف
صف حرم سم وصحبة حما رؤف
فاقصر وعما يعملون إذا صفا
حبر غدا عوناً وثايه حفا
وفى موليها مولاها كنا
تطوع التايا وشدد مسكنا
ظبى شفا الثانى شفا والريح هم
كالكهف مع جاثية توحيدهم
حجر فتى الأعراف ثانى الروم مع
فاطر نمل دم شفا الفرقان دع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/152)
واحمع بإبراهيم شورى إذ ثنا
وصاد الأسرى الأنبيا سبا ثنا
والحج خلفه ترى الخطاب ظل
إذا كم خلا خلف يرون الضم كل
أن وأن اكسر ثوى وميته
والميته اشدد ثب والأرض الميته
مدا وميتا ثق والأنعام ثوى
إذ حجرات غث مداً وتب أوى
صحب بميت بلد والميت هم
والحضرمى والساكن الأول ضم
لضم همز الوصل واكسره نما
فز غير كل حلا وغير أو حما
والخلف فى التنوين مز وإن يجر
زن خلفه واضطر ثق ضما كسر
وما اضطرر خلف حلا والبر أن
ينصب رفع فى علا موص ظعن
صحبه ثقل لا تنون فدية
طعام خفض الرفع مل إذ ثبتوا
مسكين اجمع لا تنون وافتحا
دعم لتكلموا اشددن ظنا صحا
بيوت كيف جا بكسر الضم كم
دن صحبة يلى غيوب صون فم
عيون مع شيوخ مع جيوب صف
مز دم رضا والخلف فى الجيم صرف
لا تقتلوهم ومعاً بعد شفا
فاقصر وفتح السلم حرم رشفا
عكس القتال فى صفا الأنفال صر
وخفض رفع والملائكة ثر
ليحكم أضمم وأفتح الضم ثنا
كلا يقول ارفع ألا لغفو حنا
إثم كبير ثلث البا فى رفا
يطهرن فى رخا صفا
ضم يخافا فز ثوى تضار حق
رفع وسكن خفف الخلف ثدق
مع لايضار وأتيتم قصره
كأول الروم دنا وقره
حرك معاً من صحب ثابت وفا
كل تمسوهن ضم امدد شفا
وصية حرم صفا ظلا رفه
وارفع شفا حرم حلا يضاعفه
معا وثقله وبابه ثوى
كس دن ويبصط سينه فتى حوى
لى غث وخلف عن قوى زن من يصر
كبسطة الخلق وخلف العلم زر
عسيتم أكسر سينه معا ألا
غرفة اضمم ظل كنز وكلا
دفع دفاع واكسر إذ ثوى مددا
أنا بضم الهمز أو فتح مدا
والكسر بن خلفاً ورا فى ننشز
سما ووصل اعلم بجزم فى رزوا
صرهن كسر الضم غث فتى ثما
ربوة الضم معاً شفا سما
فى الوصل تاتيمموا اشدد تلقف
تلة لا تنازعوا تعارفوا
تفرقوا وتعاونوا تنابزوا
وهل تربصون مع تميزوا
تبرج اذ تلقوا التجسسا
وفتفرق توفى فى النسا
تنزل الأربع أن تبدلا
تخيرون مع تولوا بعد لا
مع هود والنور والامتحان لا
تكلم البزى تلظى هب غلا
تناصروا ثق هد وفى الكل اختلف
له وبعد كنتم ظلتم وصف
وللسكون الصلة مدد والألف
من يؤت كسر التا ظبى بالياء قف
معا نعما افتح كما شفا وفى
إخفاء كسر العين حز بها صفى
وعن أبى جعفر معهم سكناً
ويا يكفر شامهم وحفصنا
وجزمه مداً شفا ويحسب
مستقبلاً وبفتح سين كتبوا
فى نص ثبت فأذنوا امدد واكسر
فى صفوة ميسرة الضم انصر
تصدقوا خف نما وكسر أن
تضل فز تذكر حقاً خففن
والرفع فد تجارة حاضرة
لنصب رفع ذل رهان كسرة
وفتحة ضما وقصر حز دوا
يغفر يعذب رفع جزم كم ثوى
نص كتابه بتوحيد شفا
ولا نفرق بياء ظرفا
سورة آل عمران
سيغلبون يحشرون رد فتى
يرونهم خاطب ثنا ظل أتى
رضوان ضم الكسر صف وذو السبل
خلف وأن الدين فاتحه رجل
يقاتلون الثان فز فى يقتلو
تقية قل فى تقاة ظلل
كفلها الثقل كفى واسكن وضم
سكون تا وضعت صن ظهرا كرم
وحذف همز زكريا مطلقاً
صحب ورفع الأول انصب صدقاً
نادته ناداه شفا وكسر وأن
ن الله فى كم يبشر اضمم شددن
كسرأ كالاسرى الكهف والعكس رضى
وكاف أولى الحجر توبة فضا
ودم رضى حلا الذى يبشر
نعلم اليا إذ ثوى نل واكسروا
أنى أخلق اتل ثب والطائر
فى الطير كالعقود خير ذاكر
وطائراً معاً بطيرا إذ ثنا
ظبى يوفيهم بيا عن غنا
وتعلمون ضم حرك واكسرا
وشد كنزا وارفعوا لا يأمرا
حرم حلا رحبا لما فاكسر فدا
آتيتكم يقرأ تينا مدا
ويرجعون عن ظبى يبغون عن
حما وكسر حج عن شفا ثمن
ما يفعلوا لن يكفروا صحب طلا
خلفاً يضركم اكسر اجزم أوصلا
حقاً وضم اشدد لباق واشددوا
منزلين منزلون كبدوا
ومنزل عن كم مسومين نم
حق اكسر الواو وحذف الواو عم
من قبل سارعوا وقرح القرح ضم
صحبة كائن فى كأين ثل دم
قاتل ضم اكسر بقصر أوجفا
حقاً وكله حما يغثى شفا
أنث ويعلمون دم شفا اكسر
ضما هنا فى متم شفا أرى
وحيث جا صحب أتى وفتح ضم
يغل والضم حلا نصر دعم
ويجمعون عالم ما قتلوا
شد لدى خلف وبعد كفلوا
كالحج والآخر والأنعام
دم كم وخلف يحسبن لاموا
وخاطبن ذا الكفر والبخل فنن
وفرح ظهر كفى واكسر وأن
الله رم يحزن فى الكل اضمما
مع كسر ضم أم الأنبيا ثما
يميز ضم افتح وشدده ظعن
شفا معاً يكتب يا وجهلن
قتل ارفعوا يقول يا فز يعملو
حق وفى الزبر بالبا كملوا
وبالكتاب الخلف لذ يبينن
ويكتمون حبر صف ويحسبن
غيب وضم الباء حبر قتلوا
قدم وفى التوبة أخر يقتلوا
شفا يغرنك الخفيف يحطمن
أو نرين ويستخفن نذهبن
وقف بذا بألف غصن وثمر
شدد لكن الذين كالزمر
سورة النساء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/153)
تساءلون الخف كوف واجررا
الأرحام فق واحدة رفع ثرا
الاخرى مدا واقصر قياما كز أبا
وتحت كم يصلون ضم كم صبا
يوصى بفتح الصاد صف كفلاً درا
ومعهم حفص فى الاخرى قد قرا
لأمه فى أم أمها كسر
ضما لدى الوصل رضى كذا الزمر
والنحل نور النجم والميم تبع
فاش وندخله مع الطلاق مع
فوق يكفر ويعذب معه فى
إنا فتحنا نونها عم وفى
لذان ذان ولذين تين شد
مك فذانك غنا داع حفد
كرها معاضم شفا الأحقاف
كفى ظهيرا من له خلاف
وصف دما بفتح يا مبينه
والجمع حرم صن حما ومحصنه
فى الجمع كسر الصاد لا الأولى رما
أحصن ضم اكسر على كهف سما
أحل ثب صحبا تجارة عدا
كوف وفتح ضم مدخلاً مداً
كالحج عاقدت لكوف قصرا
ونصب رفع حفظ الله ثرا
والبخل ضم اسكن معاً كم ذل سما
حسنة حرم تسوى اضمم نما
حق وعم الثقل لا مستم قصر
معاً شفا إلا قليلاً نضب قصر
فى الرفع تأنيث تكن دن عن غفا
لا يظلمو دم ثق شذا الخلف شفا
وحصرت حرك ونون ظلماً
تثبتوا شفا من التثبت معاً
مع حجرات ومن البيان عن
سواهم السلام لست فاقصرن
عم فتى وبعد مؤمنا فتح
ثالثة بالخلف ثابتاً وضح
غير ارفعوا فى حق نل نؤتيه يا
فتى حلا ويدخلون ضم يا
وفتح ضم صف ثنا حبر شفى
وكاف أولى الطول ثب حق صفى
والثان دع ثطا صبا خلفاً غدا
وفاطر حز يصلحا كوف لدا
يصالحا تلووا فضل كلا
نزل أنزل اضمم اكسر كم حلا
دم واعكس الأخرى ظبى نل والدرك
سكن كفى نؤتيهم الياء عرك
تعدوا فحرك جد وقالون اختلس
بالخلف واشددن له ثم أنس
ويا سيؤتيهم فتى وعنهما
زاى زبورا كيف جاء فاضمما
سورة المائدة
سكن معا شنآن كم صح خفا
ذا الخلف أن صدوكم اكسر حز دفا
أرجلكم نصب ظبى عن كم أرضا
رد واقصر شدد ياقسية رضى
من أجل كسر الهمز والنقل ثنا
والعين والعطف ارفع الخمس رنا
وفى الجروح ثعب حبركم ركا
وليحكم اكسر وانصبن محركا
فق خاطبوا اتبغون كم وقبلا
يقول واوه كفى حز ظلا
وارفع سوى البصرى وعم يرتدد
وخفض والكفار رم حما عبد
بضم بائه وطاغوت اجرر
فوزا رسالاته فاجمع واكسر
عم صرا ظلم والأنعام اعكسا
دن عد تكون ارفع حما فتى رسا
عقدتم المد منى وخففا
من صحبة جزاء تنوين كفى
ظهرا ومثل رفع خفضهم وسم
والعكس فى كفارة طعام عم
ضم استحق افتح وكسره علا
والأوليان الأولين ظللا
صفو فتى وسحر ساحر شفا
كالصف هود وبيونس دفا
كفى ويستطيع ربك سوى
عليهم يوم انصب الرفع أوى
سورة الانعام
يصرف بفتح الضم واكسر صحبة
ظعن ويحشر يا يقول ظنة
ومعه حفص فى سبا يكن رضا
صف خلف ظام فتنة ارفع كم عضا
دم ربنا النصب شفا نكذب
بنصب رفع فوز ظلم عجب
كذا نكون معهم شام وخف
للدار الآخرة خفض الرفع كف
لا يعقلون خاطبوا وتحت عم
عن ظفر يوسف شعبة وهم
يسّ كم خلف مدا ظل وخف
يكذب اتل رم فتحنا اشدد كلف
خذه كالاعراف وخلفاً ذق غدا
واقتربت كم ثق غلا الخلف شدا
وفتحت يأجوج كم ثوى بوضم
غدوة من غداة كالكهف كتم
وإنه افتح عم ظلا نل فإن
ذل كم ظبى ويستبين صون فن
روى سبيل لا المدينى ويقص
فى يقض أهملن وشدد حرم نص
وذكر استوى توفى مضجعا
فضل وننجى الخف كيف وقعا
ظل وفى الثان اتل من حق وفى
كاف ظبى رض تحت صاد شرف
والحجر أولى العنكيا ظلم شفا
والثان صحبة ظهيردلفا
ويونس الأخرى علا وظبى رعا
وثقل صف كم وخفية معا
بكسر ضم صف وأنجانا كفى
أنجيتنا الغير وينسى كيفا
ثقلاً وآزر ارفعوا ظلما وخف
نون تحاجونى مدا من لى اختلف
ودرجات نونوا كفا معاً
يعقوب معهم هنا والليسعا
شدد وحرك سكنن معا شفا
ويجعلوا يبدو ويخفو دع حفا
ينذر صف بينكم ارفع فى كلا
حق صفا وجاعل اقرأ جعلا
والليل نصب الكوف قاف مستقر
فاكسرشذا حبر وفى ضمى ثمره
شفا كليس وخرقوا شدد
مدا ودار ست لحبر فامدد
وحرك اسكن كم ظبى والحضرمى
عدوا عدو اكعلوا فاعلم
وإنها افتح عن رضى عم صدا
خلف وتؤمنون خاطب فى كدا
وقبلا كسرا وفتحا ضم حق
كفى وفى الكهف كفى ذكرا خفق
وكلمات اقصر كفى ظلا وفى
يونس والطول شفا حقا نفى
فصل فتح الضم والكسر أوى
ثوى كفى وحرم تل عن ثوى
واضمم يضلوا مع يونس كفى
ضيقا معا فى ضيقا مك وفى
راحرجا بالكسر صن مدا وخف
ساكن يصعد دنا والمد صف
والعين خفف صن دما يحشر يا
حفص وروح ثان يونس عيا
خطاب عما تعملو كم هود مع
نمل اذ ثوى عد كس مكانات جمع
فى الكل صف ومن يكون كالقصص
شفا بزعمهم معا ضم رمص
زين ضم اكسر وقتل الرفع كر
أولاد نصب شركائهم بجر
رفع كدا أنت يكن لى خلف ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(5/154)