قال الرازي:" القول الأول: أنه عائد إلى الذكر يعني: وإنا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان، ونظيره قوله تعالى في صفة القرآن: {لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] وقال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً} [النساء: 82].
فإن قيل: فلم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف وقد وعد الله تعالى بحفظه وما حفظه الله فلا خوف عليه.
والجواب: أن جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله تعالى إياه فإنه تعالى لما أن حفظه قيضهم لذلك قال أصحابنا: وفي هذه الآية دلالة قوية على كون التسمية آية من أول كل سورة لأن الله تعالى قد وعد بحفظ القرآن، والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصوناً من الزيادة والنقصان، فلو لم تكن التسمية من القرآن لما كان القرآن مصوناً عن التغيير، ولما كان محفوظاً عن الزيادة ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أيضاً أن يظن بهم النقصان، وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة.
والقول الثاني: أن الكناية في قوله: {لَهُ} راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم والمعنى وإنا لمحمد لحافظون وهو قول الفراء، وقوى ابن الأنباري هذا القول فقال: لما ذكر الله الإنزال والمنزل دل ذلك على المنزل عليه فحسنت الكناية عنه، لكونه أمراً معلوماً كما في قوله تعالى: {إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر} [القدر: 1] فإن هذه الكناية عائدة إلى القرآن مع أنه لم يتقدم ذكره وإنما حسنت الكناية للسبب المعلوم فكذا ههنا، إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهر التنزيل، والله أعلم.
المسألة الثالثة: إذا قلنا الكناية عائدة إلى القرآن فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن قال بعضهم: حفظه بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر فعجز الخلق عن الزيادة فيه والنقصان عنه لأنهم لو زادوا فيه أو نقصوا عنه لتغير نظم القرآن فيظهر لكل العقلاء أن هذا ليس من القرآن فصار كونه معجزاً كإحاطة السور بالمدينة لأنه يحصنها ويحفظها، وقال آخرون: إنه تعالى صانه وحفظه من أن يقدر أحد من الخلق على معارضته، وقال آخرون: أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف، وقال آخرون: المراد بالحفظ هو أن أحداً لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا: هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان: أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا، فهذا هو المراد من قوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ، فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير، إما في الكثير منه أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات وأيضاً أخبر الله تعالى عن بقائه محفوظاً عن التغيير والتحريف، وانقضى الآن قريباً من ستمائة سنة فكان هذا إخباراً عن الغيب، فكان ذلك أيضاً معجزاً قاهراً.
المسألة الرابعة: احتج القاضي بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} على فساد قول بعض الإمامية في أن القرآن قد دخله التغيير والزيادة والنقصان قال: لأنه لو كان الأمر كذلك لما بقي القرآن محفوظاً، وهذا الاستدلال ضعيف، لأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه، فالإمامية الذين يقولون: إن القرآن قد دخله التغيير والزيادة والنقصان، لعلهم يقولون: إن هذه الآية من جملة الزوائد التي ألحقت بالقرآن، فثبت أن إثبات هذا المطلوب بهذه الآية يجري مجرى إثبات الشيء نفسه وأنه باطل والله أعلم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/190)
قال الشنقيطي في أضواء البيان:" بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أن ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ الباطل مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41 - 42] وقوله: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 16 - 17] إلى قوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} راجع إلى الذكر الذي هو القرآن. وقيل الضمير راجع إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم كقوله: {والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس} [المائدة: 67] والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق.
قال ابن عاشور: وشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان فيه، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كل مصر."
قال ابن عباس:" {لَحَافِظُونَ} من الشياطين حتى لا يزيدوا فيه ولا ينقصوا منه ولا يغيروا حكمه ويقال إنا له لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون من الكفار والشياطين"
قال الخازن:" الضمير في له يرجع إلى الذكر يعني، وإنا للذكر الذي أنزلناه على محمد لحافظون يعني من الزيادة فيه، والنقص منه والتغيير والتبديل والتحريف، فالقرآن العظيم محفوط من هذه الأشياء كلها لايقدر أحد من جميع الخلق من الجن والإنس أن يزيد فيه، أو ينقص منه حرفاً واحداً أو كلمة واحدة، وهذا مختص بالقرآن العظيم بخلاف سائر الكتب المنزلة فإنه قد دخل على بعضها التحريف، والتبديل والزيادة والنقصان ولما تولى الله عز وجل حفظ هذا الكتاب بقي مصوناً على الأبد محروساً من الزيادة والنقصان "
قال الثعالبي: وقوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون}: قال مجاهدٌ وغيره: الضميرُ في «له» عائدٌ على القرآن، المعنى: وإِنا له لحافِظُونَ من أنْ يبدَّل أو يُغَيَّر."
قال البيضاوي: وقرره بقوله: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} أي من التحريف والزيادة والنقص بأن جعلناه معجزاً مبايناً لكلام البشر، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل اللسان، أو نفي تطرق الخلل إليه في الدوام بضمان الحفظ له كما نفى أن يطعن فيه بأنه المنزل له."
قال الآلوسي: {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} أي من أكل ما يقدح فيه كالتحريف والزيادة والنقصان وغير ذلك حتى أن الشيخ المهيب لو غير نقطة يرد عليه الصبيان ويقول له من كان: الصواب كذا ويدخل في ذلك استهزاء أولئك المستهزئين وتكذيبهم إياه دخولاً أولياً، ومعنى حفظه من ذلك عدم تأثيره فيه وذبه عنه، وقال الحسن: حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة، وجوز غير واحد أن يراد حفظه بالإعجاز في كل وقت كما يدل عليه الجملة الإسمية من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل، ولم يحفظ سبحانه كتاباً من الكتب كذلك بل استحفظها جل وعلا الربانيين والأحبار فوقع فيها ما وقع وتولى حفظ القرآن بنفسه سبحانه فلم يزل محفوظاً أولاً وآخراً، وإلى هذا أشار في «الكشاف» ثم سأل بما حاصله أن الكلام لما كان مسوقاً لردهم وقد تم الجواب بالأول فما فائدة التذييل بالثاني؟ وإنما يحسن إذا كان الكلام مسوقاً لإثبات محفوظية الذكر أولاً وآخراً، وأجاب بأنه جيءَ به لغرض صحيح وأدمج فيه المعنى المذكور أما ما هو أن يكون دليلاً على أنه منزل من عند الله تعالى آية، فالأول وإن كان رداً كان كمجرد دعوى فقيل ولولا أن الذكر من عندنا لما بقي محفوظاً عن الزيادة والنقصان كما سواه من الكلام، وذلك لأنه نظمه لما كان معجزاً لم يمكن زيادة عليه ولا نقص للإخلال بالإعجاز كذا في «الكشف»:، وفيه إشارة إلى وجه العطف وهو ظاهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/191)
وأنت تعلم أن الإعجاز لا يكون سبباً لحفظه عن إسقاط بعض السور لأن ذلك لا يخل بالإعجاز كما لا يخفى، فالمختار أن حفظ القرآن وإبقاءه كما نزل حتى يأتي أمر الله تعالى بالإعجاز وغيره مما شاء الله عز وجل، ومن ذلك توفيق الصحابة رضي الله تعالى عنهم لجمعه حسبما علمته أول الكتاب. واحتج القاضي بالآية على فساد قول بعض من الإمامية لا يعبأ بهم إن القرآن قد دخله الزيادة والنقصان، وضعفه الإمام بأنه يجري مجرى إثبات الشيء بنفسه لأن للقائلين بذلك أن يقولوا: إن هذه الآية من جملة الزوائد ودعوى الإعجاز في هذا المقدار لا بد لها من دليل. واحتج بها القائلون بحدوث الكلام اللفظي وهي ظاهرة فيه ومن العجيب ما نقله عن أصحابه حيث قال: قال أصحابنا في هذه الآية دلالة على كون البسملة آية من كل سورة لأن الله تعالى قد وعد حفظ القرآن والحفظ لا معنى له إلا أن يبقى مصوناً من الزيادة والنقصان فلو لم تكن البسملة آية من القرآن لما كان مصوناً عن التغيير ولما كان محفوظاً عن الزيادة، ولو جاز أن يظن بالصحابة أنهم زادوا لجاز أن يظن بهم أنهم نقصوا وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجة اه، ولعمري أن تسمية مثل هذا بالخبال أولى من تسميته بالاستدلال، ولا يخفى ما في سبك الجملتين من الدلالة على كمال الكبرياء والجلالة وعلى فخامة شأن التنزيل، وقد اشتملتا على عدة من وجوه التأكيد {وَنَحْنُ} ليس فصلاً لأنه لم يقع بين اسمين وإنما هو إما مبتدأ أو توكيد لاسم إن، ويعلم مما قررنا أن ضمير {لَهُ} للذكر وإليه ذهب مجاهد."
قال أبو حيان في البحر:" وحفظه إياه دليل على أنه من عنده تعالى، إذ لو كان من قول البشر لتطرق إليه ما تطرق لكلام البشر. وقال الحسن: حفظه بإبقاء شريعته إلى يوم القيامة. وقيل: يحفظه في قلوب من أراد بهم خيراً حتى لو غير أحد نقطة لقال له الصبيان: كذبت، وصوابه كذا، ولم يتفق هذا لشيء من الكتب سواه. وعلى هذا فالظاهر أنّ الضمير في له عائد على الذكر، لأنه المصرح به في الآية، وهو قول الأكثر: مجاهد، وقتادة، وغيرهما. وقالت فرقة: الضمير في له عائد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: يحفظه من أذاكم، ويحوطه من مكركم كما قال تعالى: {والله يعصمك من الناس} وفي ضمن هذه الآية التبشير بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظهر الله به الدين."
قال ابن كثير:" ثم قرر تعالى أنه هو الذي أنزل الذكر، وهو القرآن، وهو الحافظ له من التغيير والتبديل."
قال صاحب اللباب: " فإذا قلنا: الكناية عائدة إلى القرآن، فاختلفوا في أنه تعالى كيف يحفظ القرآن؟.
فقيل: بأن جعله معجزاً مبايناً لكلام البشر يعجز الخلق عن الزيادة، والنقصان فيه، بحيث لو زادوا فيه أو نقصوا عنه، بغير نظم القرآن.
وقيل: صانه، وحفظه من أن يقدر أحدٌ من الخلق على معارضته.
وقيل: قيَّض جماعة يحفظونه، ويدرسونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاءِ التكليفِ.
وقيل: المراد بالحفظِ: هو أنَّه لو أنَّ أحداً حاول تغيير حرفٍ أو نقطةٍ، لقال له أهل الدنيا: هذا كذب، وتغيير لكلام الله تعالى حتى أن الشيخ المهيب لو اتَّفق له لحنٌ أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له كل الصبيان: أخطأت أيُّها الشيخ، واعلم أنه لم يتفق لشيءٍ من الكتب مثل هذه الحفظ؛ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف، والتحريف، والتغيير، إما في الكثير منه، أو في القليل، وبقاء هذا الكتاب مصوناً عن جميع جهات التَّحريف، مع أنَّ دواعي الملاحدة، واليهود، والنصاري، متوفرة على أبطاله وإفساده، فذلك من أعظم المعجزات.
فإن قيل: لم اشتغلت الصحابة بجمع القرآن في المصحف، وقد وعد الله عز وجل بحفظه وما حفظ الله عز وجل فلا خوف عليه؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/192)
فالجواب: أنَّ جمعهم للقرآن كان من أسباب حفظ الله إياه، فإنه تعالى لما أراد حفظه، فيَّضهم لذلك، وفي الآية دلالةٌ قويةٌ على كون البسملةِ آية من كل سورة؛ لأن الله تبارك وتعالى قد وعد بحفظ القرآن، والحفظُ لا معنى له إلاَّ أن يبقى مصُوناً عن التغيير وعن الزيادة، وعن النقصان فلو لو تكن التسمية آية من القرآن، لما كان مصوناً من التغيير والزيادة، ولو جاز أن يظنَّ بالصحابة رضي الله عنهم أنهم زادوا، لجاز أيضاً أن يظنَّ بهم النقصان؛ وذلك يوجب خروج القرآن عن كونه حجَّة، وهذا لا دليل فيه؛ لأن أسماء السور أيضاً مكتوبةٌ معهم في المصحف، وليست من القرآن بالأجماع."
قال النيسابوري:" فقال {وإنا له لحافظون} لأنه لو كان من قول البشر أو لم يكن آية لم يبق محفوظاً من التغيير والاختلاف"
قال أبو السعود:" {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر} ردٌّ لإنكارهم التنزيلَ واستهزائِهم برسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وتسليةٌ له، أي نحن بعِظَم شأنِنا وعلوِّ جنابنا نزلنا ذلك الذكرَ الذي أنكروه وأنكروا نزولَه عليك ونسبوك بذلك إلى الجنون وعَمَّوا مُنزِّله، حيث بنوَا الفعلَ للمفعول إيماءً إلى أنه أمرٌ لا مصدرَ له وفعلٌ لا فاعلَ له {وَإِنَّا لَهُ لحافظون} من كل ما لا يليق به، فيدخل فيه تكذيبُهم له واستهزاؤُهم به دخولاً أولياً فيكون وعيداً للمستهزئين، وأما الحفظُ عن مجرد التحريفِ والزيادة والنقصِ وأمثالِها فليس بمقتضى المقام، فالوجهُ الحملُ على الحفظ من جميع ما يقدح فيه من الطعن فيه والمجادلةِ في حقّيته، ويجوزُ أن يراد حفظُه بالإعجاز دليلاً على التنزيل من عنده تعالى إذ لو كان من عند غير الله لتطرّق عليه الزيادةُ والنقصُ والاختلاف، وفي سبك الجملتين من الدلالة على كمال الكبرياءِ والجلالة وعلى فخامة شأنِ التنزيل ما لا يخفى، وفي إيراد الثانيةِ بالجملة الاسمية دلالةٌ على دوام الحفظِ والله سبحانه أعلم، وقيل: الضمير المجرورُ للرسول صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى: {والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس} وتأخيرُ هذا الكلام وإن كان جواباً عن أول كلامِهم الباطلِ، "ا. هـ
مما سبق تبين أن المقصود من حفظ القرآن حفظه من التحريف والتبديل والتغيير حتي لا يحدث ما فعله أهل الكتابين بكتبهم وتبديلهم لكتبهم حيث غيروا أحكام الله.ولم يتطرق أحد من المفسرين والأصوليين عن أن المراد بالحفظ .. الحفظ من التغيير والتبديل والتحريف اي كل ما يتعلق بتغير المعني وأقوال الأصوليين لا تخرج عما سبق لذلك أعرضنا صفحا عن نقلها.
أما هذه الأمة فالله تكفل بحفظ كتابه من التغيير بحيث يتغير معني الكلام وهذا هو المقصود.
أما تغير ما هو من قبيل الهيئة مثل الغنن والمدود والسكتات وغيرها فهذا لم ينبه من قبل المفسرين وليست مقصودة في الآية، لأن هذا من باب التخفيف علي الأمة وهذه الخلافات لا تضر لأن هذا لا يترتب عليه تغير في المعني ولا يُحدث تحريفا بحيث يتغير الحكم وقد عدّوا المد والإمالة ونحوهامن الأحرف السبعة قال النووي في شرح مسلم: " ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِي تَعْيِين السَّبْعَة. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ فِي أَدَاء التِّلَاوَة وَكَيْفِيَّة النُّطْق بِكَلِمَاتِهَا مِنْ إِدْغَام وَإِظْهَار وَتَفْخِيم وَتَرْقِيق وَإِمَالَة وَمَدٍّ؛ لِأَنَّ الْعَرَب كَانَتْ مُخْتَلِفَة اللُّغَات فِي هَذِهِ الْوُجُوه، فَيَسَّرَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ لِيَقْرَأ كُلّ إِنْسَان بِمَا يُوَافِق لُغَته وَيَسْهُل عَلَى لِسَانه. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ الْأَلْفَاظ وَالْحُرُوف، وَإِلَيْهِ أَشَارَ اِبْن شِهَاب بِمَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْهُ فِي الْكِتَاب ... "3/ 172.
وقال ابن حجر في الفتح:" وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَاد بِالسبع وَلَفْظ السَّبْعَة يُطْلَق عَلَى إِرَادَة الْكَثْرَة فِي الْآحَاد كَمَا يُطْلَق السَّبْعِينَ فِي الْعَشَرَات وَالسَّبْعمِائَةِ فِي الْمِئِين وَلَا يُرَاد الْعَدَد الْمُعَيَّن، وَإِلَى هَذَا جَنَحَ عِيَاض وَمَنْ تَبِعَهُ.14.189
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/193)
قال الأحوذي:" ْ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِكُلِّ وَجْهٍ مِنْهَا، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ وَلَا جُمْلَةٍ مِنْهُ تُقْرَأُ عَلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ بَلْ الْمُرَادُ أَنَّ غَايَةَ مَا اِنْتَهَى إِلَيْهِ عَدَدُ الْقِرَاءَاتِ فِي الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى سَبْعَةٍ فَإِنْ قِيلَ فَإِنَّا نَجِدُ بَعْضَ الْكَلِمَاتِ يُقْرَأُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ، فَالْجَوَابُ أَنَّ غَالِبَ ذَلِكَ إِمَّا لَا يُثْبِتُ الزِّيَادَةَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الِاخْتِلَافِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَدَاءِ كَمَا فِي الْمَدِّ وَالْإِمَالَةِ وَنَحْوِهِمَا. وَقِيلَ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالسَّبْعَةِ حَقِيقَةَ الْعَدَدِ بَلْ الْمُرَادُ التَّسْهِيلُ وَالتَّيْسِيرُ وَلَفْظُ السَّبْعَةِ يُطْلَقُ عَلَى إِرَادَةِ الْكَثْرَةِ فِي الْآحَادِ كَمَا يُطْلَقُ السَّبْعِينَ فِي الْعَشْرَاتِ وَالسَّبْعُ مِائَةٍ فِي الْمِئِينَ وَلَا يُرَادُ الْعَدَدُ الْمُعَيَّنُ، وَإِلَى هَذَا جَنَحَ عِيَاضٌ وَمَنْ تَبِعَهُ. وَذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ عَنْ اِبْنِ حِبَّانَ أَنَّهُ بَلَغَ الِاخْتِلَافُ فِي مَعْنَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ إِلَى خَمْسَةٍ وَثَلَاثِينَ قَوْلًا وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ أَكْثَرُهَا غَيْرُ مُخْتَارَةٍ كَذَا فِي فَتْحِ الْبَارِي. قُلْتُ: وَقَدْ أَطَالَ الْحَافِظُ اِبْنُ جَرِيرٍ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِهِ الْكَلَامَ فِي بَيَانِ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " وَكَذَا الْحَافِظُ اِبْنُ حَجَرٍ فِي الْفَتْحِ فَعَلَيْك أَنْ تُطَالِعَهُمَا."7/ 260
فانظر إلي قوله:" فَالْجَوَابُ أَنَّ غَالِبَ ذَلِكَ إِمَّا لَا يُثْبِتُ الزِّيَادَةَ وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ قَبِيلِ الِاخْتِلَافِ فِي كَيْفِيَّةِ الْأَدَاءِ كَمَا فِي الْمَدِّ وَالْإِمَالَةِ وَنَحْوِهِمَا. " يدلك علي التوسعة في القراءة وأن هذا الاختلاف من قبيل السبعة أحرف المتجاوز في قراءتها من باب التوسعة.
قال د/ البركاوي:" ونزول القرآن علي سبعة أحرف أحاديثها مشهورة ويستدل بها علي نشأة القراءات بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام، ونزلت تيسيرا علي الأمة لتشعب اللغة العربية ومالها من خصائص، وهذا أمر تقتضيه اللغة فالمستوي الأدائي بين أبناء اللغة لا يكون واحدا بل يوجد بينهم مظاهر التباين في الأداء الصوتي، وفي طريقة الأداء فكان منهم من يدغم ومن يظهر و .. و .. إلي آخر كيفيات النطق المختلفة التي نتجت غالبا عن اختلاف أعضاء النطق في بنيتها واستعدادها. وتأثير البيئة في ذلك أصبح لكل شعب أداءً يميزه وأصبح من كيانه ومن خصائصه،ومن الصعب أن يستبدل أحدٌ لهجته التي نشأ عليها طفلا وشابا وكهلا بلهجة أخري وذلك لتعود لسانه علي النطق بها .. ولذلك كان التيسير علي الأمة .. قال أبو شامة:"وهذه السنة التي أشاروا إليها ما ثبت عن رسول الله نصا، وأنه قرأه أو أذن فيه علي ما صح عنه أن القرآن أنزل علي سبعة أحرف فلأجل ذلك كثر الاختلاف في القراءة في زمانه وبعده إلي أن كتبت المصاحف باتفاق من الصحابة رضي الله عنهم بالمدينة ونفذت إلي الأمصار وأمروا باتباعها وترك ما عداها فأخذ الناس بها وتركوا من تلك القراءات كل ما خالفها وبقوا ما يوافقها نصا أو احتمالا وذلك لأن المصاحف كتبت علي اللفظ الذي أنزل، وهو الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة علي رسول الله صلي الله عليه وسلم كما عرضها هو وجبريل عليهما السلام وكل ذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة مفرقا في أبوابه وقد وقف علي ذلك من له بها عناية."
ولذلك الاختلاف فيما هو من قبيل الهيئة لا يضر ولا يخالف حفظ القرآن من قبل رب العالمين.
وانظر إلي قول العلماء في قضية الاختلاف في المدود وغيرها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/194)
وَلَا يَجْعَلُ هِمَّتَهُ فِيمَا حُجِبَ بِهِ أَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ الْعُلُومِ عَنْ حَقَائِقِ الْقُرْآنِ إمَّا بِالْوَسْوَسَةِ فِي خُرُوجِ حُرُوفِهِ وَتَرْقِيقِهَا وَتَفْخِيمِهَا وَإِمَالَتِهَا وَالنُّطْقِ بِالْمَدِّ الطَّوِيلِ وَالْقَصِيرِ وَالْمُتَوَسِّطِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. فَإِنَّ هَذَا حَائِلٌ لِلْقُلُوبِ قَاطِعٌ لَهَا عَنْ فَهْمِ مُرَادِ الرَّبِّ مِنْ كَلَامِهِ وَكَذَلِكَ شَغْلُ النُّطْقِ بـ {أَأَنْذَرْتَهُمْ} وَضَمُّ الْمِيمِ مِنْ (عَلَيْهِمْ وَوَصْلُهَا بِالْوَاوِ وَكَسْرُ الْهَاءِ أَوْ ضَمُّهَا وَنَحْوُ ذَلِكَ. وَكَذَلِكَ مُرَاعَاةُ النَّغَمِ وَتَحْسِينُ الصَّوْتِ." (مجموع الفتاوى) (16/ 50)
وقال ابن القيم:
((فصل ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم
قال أبو الفرج بن الجوزي:
قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده والمراد تحقيق الحرف حسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس
وقال محمد بن قتيبة
في مشكل القرآن وقد كان الناس يقرؤن القرآن بلغاتهم ثم خلف من بعدهم قوم من أهل الأمصار وأبناء العجم ليس لهم طبع اللغة ولا علم التكلف فهفوا في كثير من الحروف وذلوا فأخلوا ومنهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين فلم أر فيمن تتبعت في وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه لأنه يستعمل في الحرف ما يدعه في نظيره ثم يؤصل أصلا ويخالف إلى غيره بغير علة ويختار في كثير من الحروف ما لا مخرج له إلا على طلب الحيلة الضعيفة هذا إلى نبذه في قراءته مذاهب العرب وأهل الحجاز بإفراطه في المد والهمز والإشباع وإفحاشه في الإضجاع والإدغام وحمله المتعلمين على المذهب الصعب وتعسيره على الأمة ما يسره الله تعالى وتضييقه ما فسحه ومن العجب أنه يقرىء الناس بهذه المذاهب ويكره الصلاة بها ففي أي موضع يستعمل هذه القراءة إن كانت الصلاة لا تجوز بها وكان ابن عيينة يرى لمن قرأ في صلاته بحرفه أو ائتم بإمام يقرأ بقراءته أن يعيد ووافقه على ذلك كثير من خيار المسلمين منهم بشر بن الحارث والإمام أحمد بن حنبل وقد شغف بقراءته عوام الناس وسوقتهم وليس ذلك إلا لما يرونه من مشقتها وصعوبتها وطول اختلاف المتعلم إلى المقرىء فيها فإذا رأوه قد اختلف في أم الكتاب عشرا وفي مائة آية شهرا وفي السبع الطوال حولا ورأوه عند قراءته مائل الشدقين دار الوريدين راشح الجبين توهموا أن ذلك لفضله في القراءة وحذقه بها وليس هكذا كانت قراءة رسول الله ولا خيار السلف ولا التابعين ولا القراء العالمين بل كانت سهلة رسلة وقال الخلال في الجامع عن أبي عبدالله إنه قال لا أحب قراءة فلان يعني هذا الذي أشار إليه ابن قتيبة وكرهها كراهية شديدة وجعل يعجب من قراءته وقال لا يعجبني فإن كان رجل يقبل منك فانهه وحكى عن ابن المبارك عن الربيع بن أنس أنه نهاه عنها وقال الفضل بن زياد إن رجلا قال لأبي عبدالله فما أترك من قراءته قال الإدغام والكسر ليس يعرف في لغة من لغات العرب وسأله عبدالله ابنه عنها فقال أكره الكسر الشديد والإضجاع وقال في موضع آخر إن لم يدغم ولم يضجع ذلك الإضجاع فلا بأس به وسأله الحسن بن محمد بن الحارث أتكره أن يتعلم الرجل تلك القراءة قال أكرهه أشد كراهة إنما هي قراءة محدثة وكرهها شديدا حتى غضب وروى عنه ابن سنيد أنه سئل عنها فقال أكرهها أشد الكراهة قيل له ما تكره منها قال هي قراءة محدثة ما قرأ بها أحد وروى جعفر بن محمد عنه أنه سئل عنها فكرهها وقال كرهها ابن إدريس وأراه قال وعبدالرحمن بن مهدي وقال ما أدري إيش هذه القراءة ثم قال وقراءتهم ليست تشبه كلام العرب وقال عبدالرحمن بن مهدي لو صليت خلف من يقرأ بها لأعدت الصلاة)) إغاثة اللهفان (1\ 160 (
فتوى الشيخ ابن عثيميين رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/195)
سئل الشيخ –رحمه الله تعالى – ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به وهل صحيح ما يذكر عن فضيلتكم حفظكم الله تعالى – من الوقوف بالتاء في نحو (الصلاة – الزكاة)؟
فأجاب قائلاً: لا أرى وجوب الالتزام باحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد وإنما ارى أنها من تحسين القراءة وباب التحسين غير باب الإلزام وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك – رضي الله عنهما – أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مداً قرا بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تاثيم أكثر المسلمين اليوم ولقلنا لمن اراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل نبرأ به الذمة أمام الله – عز وجل في الزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين وقد ذكر شيخنا عبدالرحمن بن سعدي – رحمه الله – في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب
وقد أطلعت على كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حول حكم التجويد قال فيه ص 50مجلد 16 من مجموع ابن قاسم للفتاوى: " ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيمها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب ـ (أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت " ا. هـ بقلم: محمد مصطفى (من تلاميذ مدرسة الربانية)
وقال الشيخ مصطفي سلامة صاحب كتاب "التأسيس في أصول الفقه علي ضوء الكتاب والسنة" في جوابه علي حكم التجويد:" أن علم التجويد غاية ما فيه أنه مستحب" وبهذا قال الشيخ أسامة القوصي ـ من طلبة الشيخ مقبل بن هادي ـ
وإن كان أكثر علماء التجويد يقولون بكلام ابن الجزري " من لم يجود القرآن آثم" لاشك أن الحل والحرمة ينظر فيه إلي أقوال الفقهاء، ولا ننكر أن ابن الجزري وبعض القراء فقهاء كما أذن ابن كثير المفسر لابن الجزري بالفتيا،إلا أنه خلاف ما عليه جمهور الفقهاء في هذه المسألة كما نقلت أقوال بعض الفقهاء سابقا ومعلوم أن أصحاب كل فن يتعصبون لفنهم كما هو معلوم. وحتي ابن الجزري لم يتطرق إلي الاختلاف في الهيئة من باب الانكار بل عد الخلاف في نحو المدود والإمالة ونحوها من المسموح به.
قال ابن الجزرى فى صفحة 57 فى التقريب،: وأما نحو اختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمام والتفخيم والترقيق والنقل مما يعبر عنه فى اصطلاح علماء هذا الفن بالأصول فهذا ليس بالاختلاف الذى يتنوع فيه اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة فى أداء اللفظ لا تخرجه عن أن يكون لفظا واحدا ولئن فرض فيكون من الوجه الأول وهو الذى لا تتغير فيه الصورة والمعنى. أ. هـ
وقال ابن الجزري فى تقريب النشر أيضا: أما من قال بتواتر الفرش دون الأصول فابن الحاجب قال فى مختصر الأصول له: القراءات السبع متواترة فيما ليس من قبيل الأداء كالمد و الإمالة وتخفيف الهمزة ونحوه، فزعم أن المد والإمالة وما أشبه ذلك من الأصول كالإدغام وغيره من قبيل الأداء وأنه غير متواتر وهذ قول غير صحيح كما سنبينه ثم أخذ يعلق على ابن الحاجب.
قال المحقق الشيخ إبراهيم عطوة:" وأن الأنصاف يقتضينا أن نحمل كلام ابن الحاجب على أن ما كان من قبيل الهيئة وليس من جوهر اللفظ بحيث يتحقق اللفظ بدونه هو الذى ليس متواترا كالزائد عن أصل المد وإلا فأصل المد متواتر ولا يصح أن يخالف فى ذلك أحد وقد صرح فى جمع الجوامع والعطار فى الأصول بذلك وكذلك ينبغى أن تحمل كلام ابن الحاجب فى الإمالة وغير ذلك من قبيل الهيئة على أن الزائد على الأصل هو الذى لم يكن متواترا. ج 2 ص271
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/196)
أقول لإخواني قد علمتم المقصود من الحفظ في الآية، وأن التغير الصوتي في القرآن من قبيل التيسير علي الناس (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
والنصوص متوفرة في ذلك، منها ما ذكره الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين: ": ... وقال النووي ولو قال الضالين بالظاء بطلت صلاته علي أرجح الوجهين إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم " تنبيه الغافلين.
والشاهد قوله:" إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم "
وقال السعيدي:" ورأيت العرب في البادية والحجاز واليمن يفخمون سائر اللامات فيقولون " ثلاثة " فيفخمونها وهي لغة أهل الشام والمغرب، ولا يجوز ذلك في القرآن إلا لقوم تلك لغتهم فلا يقدرون علي تحويل لسانهم " الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ412
والشاهد قوله:" ولا يجوز ذلك في القرآن إلا لقوم تلك لغتهم فلا يقدرون علي تحويل لسانهم"
أقول: وشرط الترخص في القراءة ألا يستطيع النطق بعد التعلم كما قال النووي:" .... إلا أن يعجز عن الضاد بعد التعلم" ويظهر من قول السعيدي:" فلا يقدرون علي تحويل لسانهم" أي لا يقدرون تحويلها إلا بعد التعلم وإلا فكيف يعرفون أنهم لا يقدرون علي تحويلها دون تعلم؟
إذن الخلافات الموجودة طالما أن المعني لم يتغير فهو من التيسير فأهل الضاد الظائية يقولون:كيف تتغير الضاد وقد أوكل الله حفظ القرآن لنفسه،وأهل الضاد الحالية يقولون كذلك .. فمثل هذه الخلافات لا تضر إذا لم تغير المعني وهذا ما أفتي به العلماء في الضاد الظائية عند عدم القدرة، لأن المعني عند تاليها متحد مع الآخرين.
خاتمة:
ولا يظن بعض الإخوة أن في هذا دليل علي ترك تعلم التجويد أو يتكاسل عن القرآن لأن هذا كلام رب العالمين فمن أخذ به انتفع هو ومن تركه خسر هو , وأذكر لأخواني فضل القرآن وأهله مما قاله أهل التفسير وشراح الأحاديث في فضل أهل الله وخاصته دون تعليق مني، وبعد ذلك يختار القارئ طريقه بنفسه ..
قال الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}
يقول تعالى ذكره: إن الذين يقرءون كتاب الله الذي أنزله على محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) يقول: وأدوا الصلاة المفروضة لمواقيتها بحدودها، وقال: وأقاموا الصلاة بمعنى: ويقيموا الصلاة.
وقوله (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) يقول: وتصدقوا بما أعطيناهم من الأموال سرًّا في خفاء وعلانية جهارًا، وإنما معنى ذلك أنهم يؤدون الزكاة المفروضة، ويتطوعون أيضًا بالصدقة منه بعد أداء الفرض الواجب عليهم فيه.
وقوله (يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) يقول تعالى ذكره: يرجون بفعلهم ذلك تجارة لن تبور: لن تكسد ولن تهلك، من قولهم: بارت السوق إذا كسدت وبار الطعام. وقوله (تِجَارَةً) جواب لأول الكلام.
وقوله (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ) يقول: ويوفيهم الله على فعلهم ذلك ثواب أعمالهم التى عملوها في الدنيا (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) يقول: وكي يزيدهم على الوفاء من فضله ما هو له أهل، وكان مطرف بن عبد الله يقول: هذه آية القراء." أقول: وبهذا قال جمع من المفسرين
قال الرازي:ثم قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكتاب الذين اصطفينا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظالم لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بالخيرات بِإِذْنِ الله}
اتفق أكثر المفسرين على أن المراد من الكتاب القرآن وعلى هذا فالذين اصطفيناهم الذين أخذوا بالكتاب وهم المؤمنون والظالم والمقتصد والسابق كلهم منهم ويدل عليه قوله تعالى: {جنات عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} [الرعد: 23] أخبر بدخولهم الجنة وكلمة {ثُمَّ أَوْرَثْنَا} أيضاً تدل عليه لأن الإيراث إذا كان بعد الإيحاء ولا كتاب بعد القرآن فهو الموروث والإيراث المراد منه الإعطاء بعد ذهاب من كان بيده المعطى.
قال ابن عاشور في قوله تعالي:" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/197)
ولم يختلف المفسرون في أن القرآن مراد من فضل الله ورحمته. وقد روي حديث عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فضل الله القرآن. ورحمته أن جعلكم من أهله (يعني أن هداكم إلى اتباعه). ومثله عن أبي سعيد الخدْري والبراءِ موقوفاً، وهو الذي يقتضيه اللفظ فإن الفضل هو هداية الله التي في القرآن، والرحمة هي التوفيق إلى اتباع الشريعة التي هي الرحمة في الدنيا والآخرة.
وجملة: {هو خير مما يجمعون} مبيّنة للمقصود من القصر المستفاد من تقديم المجرورين."
قال القشيري:" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)
القرآن شفاءٌ من داء الجهل للعلماء، وشفاءٌ من داء الشِّرْكِ للمؤمنين، وشفاءٌ من داء النكرة للعارفين، وشفاء من لواعج الشوق للمحبين، وشفاء من داء الشطط للمريدين والقاصدين، وأنشدوا:
وكُتْبُكَ حَوْلِي لا تفارق مضجعي ... وفيها شفاءٌ للذي أنا كاتِمُ
قوله: {وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلاَّ خَسَاراً}: الخطاب خطابٌ واحد، الكتابُ كتابٌ واحد، ولكنه لقوم رحمةٌ وشفاء، ولقوم سخطٌ وشقاء، قومٌ أنار بصائرهم بنور التوحيد فهو لهم شفاء، وقوم أغشي على بصائرهم بستر الجحود فهو لهم شقاء."
قال ابن عجيبة في قوله تعالي: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)
قلت: (وقال الرسول): عطف على: (وقال الذين لا يرجون. .)، وما بينهما: اعتراض؛ لبيان قبح ما قالوا، وما يحيق بهم في الآخرة من الأهوال والخطوب.
يقول الحق جل جلاله: {وقال الرسولُ}؛ محمد صلى الله عليه وسلم، وإيراده بعنوان الرسالة؛ للرد في نحورهم، حيث كان ما حكي عنهم قدحاً في رسالته صلى الله عليه وسلم، أي: قال، إثر ما شاهد منهم من غاية العتو ونهاية الطغيان، شاكياً إلى ربه - عز وجل: - {يا ربِّ إِن قومي}، يعني: قريشاً الذي حكى عنهم ما تقدم من الشنائع، {اتخذوا هذا القرآنَ}، الذي من جملته الآيات الناطقة بما يحيق بهم في الآخرة من فنون العقاب، {مهجوراً} أي: متروكاً بالكلية، فلم يؤمنوا به ويرفعوا إليه رأساً، ولم يتأثروا بوعظه ووعيده، وهو من الهجران، وفيه تلويح بأن حق المؤمن أن يكون كثيرَ التعاهد للقرآن؛ لئلا يندرج تحت ظاهر النظم الكريم. قال أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَعَلَّم القُرْآن؛ فعلَّقَ مُصحفاً لَمْ يتعَاهَدْهُ، وَلَمْ يَنْظُرْ فيه، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتعَلِّقاً بِهِ، يَقُولُ: يَا رَبَّ العَالمينَ عَبْدُكَ هذَا اتَّخَذَنِي مَهْجُوراً، اقْضِ بَيْنِي وبَيْنَهُ».
وقيل: هو من هجر؛ إذا هذى، أي: قالوا فيه أقاويل باطلة، كالسحر، ونحوه، أو: بأن هجروا فيه إذا سمعوه، كقولهم: {لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ} [فصلت: 26]؛ أي: مهجوراً فيه.
وفيه من التحذير والتخويف ما لا يخفى، فإن الأنبياء - عليهم السلام - إذا شكوا إلى الله تعالى قومهم عجَّل لهم العذاب، ولم يُنظروا."
قال ابن بطال في شرح حديث:": عُثْمَان عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
قَالَ أَبُو عَبْدِالرَّحْمَنِ وَذَاكَ الَّذِى أَقْعَدَنِى مَقْعَدِى هَذَا. وَقَالَ مرة: «إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ».
(1) /45 - وفيه: سَهْل بْنِ سَعْد، أن امْرَأَةٌ قَالَ: «أَتَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ: إِنِّى قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - ... الحديث، فَقَالَ رَجُلٌ: زَوِّجْنِيهَا ... إلى قوله: «قَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ».
قال المؤلف: حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان من تعلم القرآن أو علمه أفضل الناس وخيرهم دل ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيرية والفضل من أجل القرآن، وكان له فضل التعليم جاريًا ما دام كل من علمه تاليًا. وحديث سهل إنما ذكره فى هذا الباب؛ لأنه زوجه المرآة لحرمة القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/198)
ومما روى فى فضل تعلم القرآن وحمله ما ذكره أبو عبيد من حديث عقبة بن عامر قال: خرج علينا رسول الله ونحن فى الصفة، فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين فى غير إثم ولا قطيعة رحم. قلنا: كلنا يا رسول الله نحب ذلك قال: فلأن بعد يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين ومن ثلاث ومن أعدادهن من الإبل.
وذكر عن كعب الأحبار أن فى التوراة أن الفتى إذا تعلم القرآن وهو حديث السن وعمل به وحرص عليه وتابعه؛ خلطه الله بلحمه ودمه وكتبه عنده من السفرة الكرام البررة، وإذا تعلم الرجل القرآن وقد دخل فى السن وحرص عليه، وهو فى ذلك يتابعه وينفلت منه كتب له أجره مرتين."
وقال ابن حجر:" وَفِي الْحَدِيث الْحَثّ عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن، وَقَدْ سُئِلَ الثَّوْرِيّ عَنْ الْجِهَاد وَإِقْرَاء الْقُرْآن فَرَجَّحَ الثَّانِي وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي دَاوُدَ."
قال النووي في شرح مسلم لحديث:" قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ".
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَة الْكِرَام الْبَرَرَة وَاَلَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَيَتَتَعْتَع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقّ لَهُ أَجْرَانِ)
. وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: (وَهُوَ يَشْتَدّ عَلَيْهِ لَهُ أَجْرَانِ). السَّفَرَة جَمِيع سَافِر كَكَاتِبٍ وَكَتَبَة، وَالسَّافِر: الرَّسُول، وَالسَّفَرَة: الرُّسُل، لِأَنَّهُمْ يُسْفِرُونَ إِلَى النَّاس بِرِسَالَاتِ اللَّه، وَقِيلَ: السَّفَرَة: الْكَتَبَة، وَالْبَرَرَة: الْمُطِيعُونَ، مِنْ الْبِرّ وَهُوَ الطَّاعَة، وَالْمَاهِر: الْحَاذِق الْكَامِل الْحِفْظ الَّذِي لَا يَتَوَقَّف وَلَا يَشُقّ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة بِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه، قَالَ الْقَاضِي: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَى كَوْنه مَعَ الْمَلَائِكَة أَنَّ لَهُ فِي الْآخِرَة مَنَازِل يَكُون فِيهَا رَفِيقًا لِلْمَلَائِكَةِ السَّفَرَة، لِاتِّصَافِهِ بِصِفَتِهِمْ مِنْ حَمْل كِتَاب اللَّه تَعَالَى. قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد أَنَّهُ عَامِل بِعَمَلِهِمْ وَسَالِك مَسْلَكهمْ. وَأَمَّا الَّذِي يَتَتَعْتَع فِيهِ فَهُوَ الَّذِي يَتَرَدَّد فِي تِلَاوَته لِضَعْفِ حِفْظه فَلَهُ أَجْرَانِ: أَجْر بِالْقِرَاءَةِ، وَأَجْر بِتَتَعْتُعِهِ فِي تِلَاوَته وَمَشَقَّته. قَالَ الْقَاضِي وَغَيْره مِنْ الْعُلَمَاء: وَلَيْسَ مَعْنَاهُ الَّذِي يَتَتَعْتَع عَلَيْهِ لَهُ مِنْ الْأَجْر أَكْثَر مِنْ الْمَاهِر بِهِ، بَلْ الْمَاهِر أَفْضَل وَأَكْثَر أَجْرًا؛ لِأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَة وَلَهُ أُجُور كَثِيرَة، وَلَمْ يَذْكُر هَذِهِ الْمَنْزِلَة لِغَيْرِهِ، وَكَيْف يَلْحَق بِهِ مَنْ لَمْ يَعْتَنِ بِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى وَحِفْظه وَإِتْقَانه وَكَثْرَة تِلَاوَته وَرِوَايَته كَاعْتِنَائِهِ حَتَّى مَهَرَ فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قال ابن حجر في شرح حديث: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا
قَوْله: (مَثَل الَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن كَالْأُتْرُجَّةِ)
بِضَمِّ الْهَمْزَة وَالرَّاء بَيْنهمَا مُثَنَّاة سَاكِنَة وَآخِره جِيم ثَقِيلَة، وَقَدْ تُخَفَّف. وَيُزَاد قَبْلهَا نُون سَاكِنَة، وَيُقَال بِحَذْفِ الْأَلِف مَعَ الْوَجْهَيْنِ فَتِلْكَ أَرْبَع لُغَات وَتَبْلُغ مَعَ التَّخْفِيف إِلَى ثَمَانِيَة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/199)
قَوْله: (طَعْمهَا طَيِّب وَرِيحهَا طَيِّب)
قِيلَ خَصَّ صِفَة الْإِيمَان بِالطَّعْمِ وَصِفَة التِّلَاوَة بِالرِّيحِ لِأَنَّ الْإِيمَان أَلْزَم لِلْمُؤْمِنِ مِنْ الْقُرْآن إِذْ يُمْكِن حُصُول الْإِيمَان بِدُونِ الْقِرَاءَة، وَكَذَلِكَ الطَّعْم أَلْزَم لِلْجَوْهَرِ مِنْ الرِّيح فَقَدْ يَذْهَب رِيح الْجَوْهَر وَيَبْقَى طَعْمه، ثُمَّ قِيلَ: الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْأُتْرُجَّة بِالتَّمْثِيلِ دُون غَيْرهَا مِنْ الْفَاكِهَة الَّتِي تَجْمَع طِيب الطَّعْم وَالرِّيح كَالتُّفَّاحَةِ لِأَنَّهُ يُتَدَاوَى بِقِشْرِهَا وَهُوَ مُفْرِح بِالْخَاصِّيَّةِ، وَيُسْتَخْرَج مِنْ حَبِّهَا دُهْن لَهُ مَنَافِع وَقِيلَ إِنَّ الْجِنّ لَا تَقْرَب الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْأُتْرُجّ فَنَاسَبَ أَنْ يُمَثِّلَ بِهِ الْقُرْآن الَّذِي لَا تَقْرَبهُ الشَّيَاطِين، وَغِلَاف حَبّه أَبْيَض فَيُنَاسِب قَلْب الْمُؤْمِن، وَفِيهَا أَيْضًا مِنْ الْمَزَايَا كِبْر جُرْمهَا وَحُسْن مَنْظَرهَا وَتَفْرِيح لَوْنهَا وَلِين مَلْمَسهَا، وَفِي أَكْلهَا مَعَ الِالْتِذَاذ طِيب نَكْهَة وَدِبَاغ مَعِدَة وَجَوْدَة هَضْمٍ، وَلَهَا مَنَافِع أُخْرَى مَذْكُورَة فِي الْمُفْرَدَات. وَوَقَعَ فِي رِوَايَة شُعْبَة عَنْ قَتَادَةَ كَمَا سَيَأْتِي بَعْد أَبْوَاب " الْمُؤْمِن الَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَيَعْمَل بِهِ " وَهِيَ زِيَادَة مُفَسِّرَة لِلْمُرَادِ وَأَنَّ التَّمْثِيل وَقَعَ بِالَّذِي يَقْرَأ الْقُرْآن وَلَا يُخَالِف مَا اِشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْر وَنَهْي لَا مُطْلَق التِّلَاوَة، فَإِنْ قِيلَ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَثُرَ التَّقْسِيم كَأَنْ يُقَال الَّذِي يَقْرَأ وَيَعْمَل وَعَكْسه وَالَّذِي يَعْمَل وَلَا يَقْرَأ وَعَكْسه، وَالْأَقْسَام الْأَرْبَعَة مُمْكِنَة فِي غَيْر الْمُنَافِق وَأَمَّا الْمُنَافِق فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا قِسْمَانِ فَقَطْ لِأَنَّهُ لَا اِعْتِبَار بِعَمَلِهِ إِذَا كَانَ نِفَاقه نِفَاق كُفْرٍ، وَكَأَنَّ الْجَوَاب عَنْ ذَلِكَ أَنَّ الَّذِي حُذِفَ مِنْ التَّمْثِيل قِسْمَانِ. الَّذِي يَقْرَأ وَلَا يَعْمَل، الَّذِي لَا يَعْمَل وَلَا يَقْرَأ، وَهُمَا شَبِيهَانِ بِحَالِ الْمُنَافِق فَيُمْكِن تَشْبِيه الْأَوَّل بِالرَّيْحَانَةِ وَالثَّانِي بِالْحَنْظَلَةِ فَاكْتَفَى بِذِكْرِ الْمُنَافِق، وَالْقِسْمَانِ الْآخَرَانِ قَدْ ذُكِرَا.
قَوْله: (وَلَا رِيح فِيهَا)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " لَهَا ".
قَوْله: (وَمِثْل الْفَاجِر الَّذِي يَقْرَأ)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " وَمِثْل الْمُنَافِق " فِي الْمَوْضِعَيْنِ.
قَوْله: (وَلَا رِيح لَهَا)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " وَرِيحهَا مُرٌّ " وَاسْتُشْكِلَتْ هَذِهِ الرِّوَايَة مِنْ جِهَة أَنَّ الْمَرَارَة مِنْ أَوْصَاف الطُّعُوم فَكَيْف يُوصَف بِهَا الرِّيح؟ وَأُجِيب بِأَنَّ رِيحهَا لَمَّا كَانَ كَرِيهًا اُسْتُعِيرَ لَهُ وَصْف الْمَرَارَة، وَأَطْلَقَ الزَّرْكَشِيّ هُنَا أَنَّ هَذِهِ الرِّوَايَة وَهْمٌ وَأَنَّ الصَّوَاب مَا فِي رِوَايَة هَذَا الْبَاب " وَلَا رِيح لَهَا " ثُمَّ قَالَ فِي كِتَاب الْأَطْعِمَة لَمَّا جَاءَ فِيهِ " وَلَا رِيح لَهَا " هَذَا أَصْوَب مِنْ رِوَايَة التِّرْمِذِيّ " طَعْمهَا مُرّ وَرِيحهَا مُرّ " ثُمَّ ذَكَرَ تَوْجِيههَا وَكَأَنَّهُ مَا اِسْتَحْضَرَ أَنَّهَا فِي هَذَا الْكِتَاب وَتَكَلَّمَ عَلَيْهَا فَلِذَلِكَ نَسَبَهَا لِلتِّرْمِذِيِّ. وَفِي الْحَدِيث فَضِيلَة حَامِلِي الْقُرْآن، وَضَرْب الْمَثَل لِلتَّقْرِيبِ لِلْفَهْمِ، وَأَنَّ الْمَقْصُود مِنْ تِلَاوَة الْقُرْآن الْعَمَل بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ.
قال ابن حجر: عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ
قَوْله: (إِنَّمَا مَثَل صَاحِب الْقُرْآن)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/200)
أَيْ مَعَ الْقُرْآن، وَالْمُرَاد بِالصَّاحِبِ الَّذِي أَلِفَه، قَالَ عِيَاض: الْمُؤَالَفَة الْمُصَاحَبَة، وَهُوَ كَقَوْلِهِ أَصْحَاب الْجَنَّة، وَقَوْله أَلِفَه أَيْ أَلِف تِلَاوَته، وَهُوَ أَعَمّ مِنْ أَنْ يَأْلَفهَا نَظَرًا مِنْ الْمُصْحَف أَوْ عَنْ ظَهْرِ قَلْب، فَإِنَّ الَّذِي يُدَاوِم عَلَى ذَلِكَ يُذَلّ لَهُ لِسَانه وَيَسْهُل عَلَيْهِ قِرَاءَته، فَإِذَا هَجَرَهُ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة وَشَقَّتْ عَلَيْهِ، وَقَوْله " إِنَّمَا " يَقْتَضِي الْحَصْر عَلَى الرَّاجِح، لَكِنَّهُ حَصْرٌ مَخْصُوص بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحِفْظ وَالنِّسْيَان بِالتِّلَاوَةِ وَالتَّرْك."
وهل بعد هذا الفضل لأحد أن يهمل تعلم القرآن لينال الأجر والثواب العظيم؟؟
واختم بحثي بهذه الرؤيا التي ذكرها لي أخي الشيخ إيهاب عمر ـ من مقرئي معهد العزيز بالله بالقاهرة ـ عن صاحب كتاب (تهذيب الكمال) مع علمنا أن الرؤيا لا يبني عليها حكم ولكنها من باب الاستئناس والبشري لأهل القرآن مع ما قد مضي من الفضل العميم لهم،جعلنا الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته:"
" وقال أبو الطيب عبد المنعم بن عبدالله بن غلبون المقرئ: أخبرنا أبو بكر محمد بن نصر السامري، قال: حدثنا سليمان بن
جبلة، قال: حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: حدثنا
خلف بن هشام البزاز، قال: قال لي سليم بن عيسى: دخلت على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يمرغ خديه في الارض ويبكي، فقلت: أعيذك بالله.
فقال: يا هذا استعذت في ماذا؟ فقال: رأيت البارحة في منامي كأن القيامة قد قامت، وقد دعي بقراء القرآن، فكنت فيمن حضر، فسمعت قائلا يقول بكلام عذب: لا يدخل علي إلا من عمل القرآن.
فرجعت القهقرى، فهتف باسمي: أين حمزة بن حبيب الزيات؟ فقلت: لبيك داعي الله لبيك.
فبدرني ملك فقال: قل لبيك اللهم لبيك.
فقلت كما قال لي، فأدخلني دارا، فسمعت فيها ضجيج القرآن، فوقفت أرعد، فسمعت قائلا يقول: لا بأس عليك، ارق واقرأ.
فأدرت وجهي فإذا أنا بمنبر من در أبيض دفتاه من ياقوت أصفر (1) مراقته زبرجرد أخضر فقيل لي: ارق واقرأ.
فرقيت، فقيل لي: اقرأ سورة الانعام.
فقرأت وأنا لا أدري على من أقرأ حتى بلغت الستين آية فلما بلغت * (وهو القاهر فوق عباده) * (2) قال لي: يا حمزة ألست القاهر فوق عبادي؟ قال: فقلت: بلى.
قال: صدقت، اقرأ.
فقرأت حتى تممتها، ثم قال لي: اقرأ.
فقرأت " الأعراف " حتى بلغت آخرها، فأومات بالسجود، فقال لي: حسبك ما مضى لا تسجد يا حمزة، من أقرأك هذه القراءة؟ فقلت: سليمان، قال:
صدقت، من أقرأ سليمان؟ قلت: يحيى.
قال: صدق يحيى، على من قرأ يحيى؟ فقلت: على أبي عبد الرحمان السلمي.
فقال: صدق أبو عبد الرحمان السلمي، من أقرأ أبا عبد الرحمان
السلمي؟ فقلت: ابن عم نبيك علي بن أبي طالب.
قال: صدق علي، من أقرأ عليا؟ قال: قلت: نبيك صلى الله عليه وسلم.
قال: ومن أقرأ نبيي؟ قال: قلت: جبريل.
قال: من أقرأ جبريل قال: فسكت، فقال لي: يا حمزة، قل أنت.
قال: فقلت: ما أجسر أن أقول أنت.
قال: قل أنت.
فقلت: أنت.
قال: صدقت يا حمزة، وحق القرآن لاكرمن أهل القرآن سيما إذا عملوا بالقرآن، يا حمزة القرآن كلامي، وما أحببت أحدا كحبي لاهل القرآن، ادن يا حمزة.
فدنوت فغمر يده في الغالية ثم ضمخني بها، وقال: " ليس أفعل بك وحدك، قد فعلت ذلك بنظرائك من وفوقك، ومن دونك ومن أقرأ القرآن كما أقرأته لم يرد به غيري، وما خبأت لك يا حمزة عندي أكثر، فأعلم أصحابك بمكاني من حبي لاهل القرآن، وفعلي بهم، فهم المصطفون الاخيار، يا حمزة وعزتي وجلالي لا أعذب لسانا تلا القرآن بالنار، ولا قلبا وعاه، ولا أذنا سمعته، ولا عينا نظرته.
فقلت: سبحانك سبحانك أبي رب! فقال: يا حمزة أين نظار المصاحف؟ فقلت: يا رب حفاظهم.
قال: لا، ولكني أحفظه لهم حتى يوم القيامة، فإذا أتوني رفعت لهم بكل آية
درجة ".
أفتلو مني أن أبكي، وأتمرغ في التراب ".ا. هـ تهذيب الكمال
وهذا هو البحث الأول من هذه السلسة والبحث القادم ـ إن شاء الله ـ هو "حجية التلقي"
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبوعمر عبد الحكيم
ـ[الأشقر]ــــــــ[30 - 08 - 06, 06:33 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه فتوى سماحة الشيخ العلامة ابن باز - رحمه الله - في حكم التجويد
وقد رأيت تصويرها وإرفاقها في ملف وورد من باب التوثيق وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ــــــــــــــــــــــــ حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـــــــــــــــــــــــ وبعد:
نحن مجموعة مدرسين رشحنا لدورة في القرآن الكريم ودراسة علم التجويد وقد أفادنا مدرس التجويد [أن التجويد ينقسم إلى قسمين علمي - وعملي أما العلمي فرض كفاية، وأما العملي واجب على كل قارئ من
مسلم ومسلمة] أي: أن تطبيق أحكام التجويد واجب على كل مسلم ومسلمة.
أرجو بيان الحق في ذلك على ضوء من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه يستدل
بقوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلاً).
وجزاكم الله خيرًا
وكانت إجابة سماحته - رحمه الله -:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بعده.
لا أعلم دليلاً شرعيًا يدل على وجوب الالتزام بأحكام التجويد.
أما قوله تعالى: ((ورتل القرآن ترتيلاً)) فهو يدل على شرعية التمهل بالقراءة وعدم العجلة.
وفق الله الجميع لما يرضيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
13/ 11/1415هـ ــــــــ
الختم
أسأل الله أن ينفع بها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/201)
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 11:22 م]ـ
سألت الشيخ القارئ عبد المحسن القاسم -امام المسجد النبوي- عن زيادة المد الطبيعي عن الحركتين فقال
لا بأس اذا لم يغير المعنى
والشيخ لايرى وجوب التجويد
الأخ الكريم الهمام/ وهل هناك مد طبيعي في كلمة ما يتغير معناها بزيادة المد فيها إلى عشر حركات.!!
إذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم، هكذا (مثلا): بسم اللاااااه الرحمااااان الرحيييييم. فهل يتغير المعنى. لا أظن أن المعنى تغير.
إذا لم يتغير المعنى فأن الشيخ القارئ يرى جواز المد الطبيعي إلى عشر حركات أو أكثر، ولا فائدة من القيد (إذا لم يغير المعنى). أليس كذلك؟؟
ـ[الأشقر]ــــــــ[31 - 08 - 06, 06:00 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرًا هذه هي صورة الفتوى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=39845&stc=1&d=1157033334
أسأل الله أن تكون واضحة، وأن ينفع الله بها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن مطرف الكناني]ــــــــ[27 - 09 - 06, 07:25 م]ـ
يا إخواني الكرام أليس للإجماع على العمل بالتجويد من السلف والخلف دليل؛ ثم هذا الجمع المتكاثر من الأئمة القائلين بالوجوب أليس دليلا؛ هذا بالإضافة إلى نص الآية ونص الحديث؛ وللإمام محمد بن علي بن خلف الحسيني شيخ المقارئ المصرية كتاب (القول السديد في حكم التجويد) نصر فيه القول بالوجوب.
ـ[ابو الحسن الشرقي]ــــــــ[06 - 10 - 06, 11:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تفبل الله صيامكم وقيامكم.
يقول تعالى: (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه).
أليس هذا دليل آخر على وجوب التجويد وذلك بالأمر باتباع كيفية القراءة.
ـ[نبيل أبو حسن]ــــــــ[28 - 09 - 07, 02:01 ص]ـ
قرأ علينا إمام المسجد بقراءة حمزة عن خلف وخلاد في صلاة التراويح هذه السنة 1428 هجرية. وكان مما قاله عن هذه القراءة إن سورة الضحى تُقرؤ هكذا: والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. فأمال في الضحى، وما قلى. ومد في: سجى. ثم قال ولو كان ذلك بالاجتهاد لكانت الإمالة في جميعها: الضحى، سجى، قلى. ولكن لا مجال للاجتهاد.
قلت: ألا يعنى ذلك أن التجويد واجبٌ.
جزاكم الله خيراً.
ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[20 - 10 - 07, 06:58 م]ـ
كون الفعل واجبا او محظورا على القول بالتخصص في العلوم الشرعية هو من اختصاص الفقهاء وليس القراءولا يمنع ان يكون الفقيه من اهل التخصص في القراءات وان يكون المقريئ ايضا من اهل التخصص في الفقه وكن التجويد واجبا او جه من القول بعدم وجوبه.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:34 م]ـ
جزآكم الله خيرًا.
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 11:45 م]ـ
والأخذ بالتجويد ليس لازما **** من لم يجود القرأن ليس آثما
ـ[المتولى]ــــــــ[08 - 08 - 09, 07:04 ص]ـ
بالنسبة لقول الاخوة ان الذى يفتى بأن هذا حرام او حلال هو الفقية وليس القراء
نقول لهم: هل للفقية ان يسمح لشخص ما بالافطار بدون الرجوع الى الطبيب المسلم العدل الثقه
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لانه هو اهل التخصص و هو الذى ادرى بالحالة
لماذا عندما سئل مالك رحمه الله تعالى عن البسملة قال " كل يسئل عن علمه فسلوا عنها نافع "
اليس فى ذلك دليلا على ان مرد الامر لاهل التخصص و هم القراء
ـ[المتولى]ــــــــ[08 - 08 - 09, 07:14 ص]ـ
والأخذ بالتجويد ليس لازما **** من لم يجود القرأن ليس آثما
اخى الفاضل:
ان قال قائل: " عسى ربكم ان يرحمكم"
فلم يرقق السين وفخمها فصارت .......... " عصى ربكم ((تعالى الله))
ومن قال: اذا كنتم قليلا فكسركم بدلا من فكثركم
ما حكم قراءته؟؟؟؟؟؟؟؟
هل هى قرآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان قلت نعم ........... اقول لك فما معنى عصى ربكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل لك ان تفسرها
ان قلت لا .............. فما حكم من صلى و قرأ هكذا؟؟؟؟؟؟؟
سؤال اخر: السنا نملىء الدنيا ضجيجا بأن الخير كل الخير فى اتباع من سلف
فلماذا نخرج عن قولهم بوجوب التجويد
بل ما بالك باتباع النبى صلى الله عليه و سلم
بالله عليك: هل الذى يقرأ القرآن مثل الجريدة هو الذى سيتدبر آياته
ثم من ادراك ان القرآن الذى تقرأه انت هو ما كان النبى صلى الله عليه و سلم يقرأه؟؟؟؟؟؟؟
اقول انا لك
الذى ادرانى بذلك هم النقله لكتاب الله من القراء بأسانيدهم عن النبى صلى الله عليه و سلم
لفظا لفظا و حرفا حرفا
فهؤلاء الذين نقلوا القرأن الينا نقلوا ايضا كيفية تلاوته و اداءه
ثم عندما فسدت اللغة ظهر ما يعرف بالتجويد
ـ[حمادي عبدالسلام]ــــــــ[08 - 10 - 09, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فالتجويد عند أربابه،على قسمين،
1 التجويد النظري وهو معرفة القواعدولأحكام فهذا فرض كفاية.
2 التجويدالعملي أي الممارسة،فهذا محل خلاف بين العلماء،
والإمام ابن الجزي لما قال:والأخذ بالتجويد [حتم لازم] ..... من لم يجود القرآن آثم.
علل حكمه بقوله [لأنه به الإه أنزلا ... ]
استنادا الى الأدلة التي ذكرها ألإخوة، لكنه لمح الى الى الخلاف في حكمه في معرض بيان مزاياه، حيث قال: وهو أيضا [حلية التلاوة .... وزينة الأداء والقراءة]
وهناك من قال:ان القول بالوجوب قاله في المقدمة،وهي من كتبه الأولى ثم قال:بالإستحباب في قول ثان له،
هذا ما لأردت أن أضيفه والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/202)
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 05:54 م]ـ
بحث شيق
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:55 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فالكلام فى هذه المسأله يحتاج أولا إلى تحقيق المناط فما المقصود بالتجويد الذى يأثم تاركه؟
هل هو المقصود به اللحن الجلى الذى هو بتغيير حركة مكان حركة أوحرف محل حرف آخر
أما اللحن الخفى
مع الأخذ فى الإعتبار حديث النبى صلى الله عليه وسلم الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن يتتعتع فيه وهو عليه شاق فله اجران
وهنا سؤال هل نقول للعامى الذى لا يحسن التجويد لا تقرأ القرآن لأنك بهذا تأثم؟!!!
الأمر كما قلت يحتاج إلى تحقيق للمناط ولا يطلق هكذا على عمومه فهذا خطأ قد يصد البعض عن قراءة القرآن
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 09:05 ص]ـ
الذي توصلت إليه بعد طول بحث في هذه المسألة هو:
حكم التجويد: فرض كفاية على عامة المسلمين من جهة العلم به. وأما من جهة التطبيق والعمل فحكمه يحتاج إلى تفصيل:
فالتجويد الذي يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، ويترتب على الإخلال به تغيّر مبنى الكلمة أو فساد معناها؛ فتطبيقه واجب على كل من يقرأ القرآن الكريم. ويدخل في هذا القسم إخراج الحروف من مخارجها، وتحقيق صفاتها اللازمة التي تتميز بها. فمن أخل بشيء من ذلك فقد أخل بالواجب، وهو آثم إذا كان قادراً ولم يجوّد.
وعلى هذا يحمل قول الإمام ابن الجزري- رحمه الله- في نظمه:
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يصحح القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصلا
ودليل هذا من القرآن الكريم: قول الله تعالى: ? وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ?.فأمر الله تعالى هنا بالترتيل، وأكد الأمر بالمصدر: {تَرْتِيلاً} تنبيهاً لأهميته، وأنه مما لا بد منه للقارىء.
وأما ما زاد على ذلك من التجويد الذي لا يترتب على تركه إخلال بالنطق، ولا تغيير للمعنى، كبلوغ الغاية في تحقيق الصفات والأحكام، وضبط مقادير الغنة والمدود ضبطاً دقيقاً ونحو ذلك؛ فتطبيقه مستحب، ولا يأثم تاركه. والله أعلم.
أرجو من أهل العلم والفضل والتخصص قراءة هذه الخلاصة التي ذكرتها هنا، وإبداء رأيهم.
وأما بعض الإخوة الذين يطلقون الأحكام بدون نظر وتأمل، وبدون تصور للمراد بالتجويد؛ فأنصحهم بالاكتفاء بالقراءة، وإذا أشكل عليهم شيئ فليسألوا ....
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 10 - 09, 01:52 م]ـ
هذه فتوى للشيخ الألبانى رحمه الله:
ألف فتوى للشيخ الألباني رحمه الله - (1/ 19)
فصل في أحكام التجويد
س) - يكثر الكلام في الساحة عن أحكام التجويد وتطبيق هذه الأحكام، حيث إن هناك بعض العلماء يقولون بوجوبه، مع أن بعض هذه الأحكام مختلف فيها عند أئمّة هذا العلم، فما رأيكم بمشروعيّة هذه الأحكام ومدى ثبوت أدلّتها في الكتاب والسنة؟
لقد تلقّى الناسُ قراءة القرآن الكريم خلفاً عن سلف بهذه الطريقة المعروفة بـ (أحكام التجويد)، وأحكام التجويد أصلاً هي قواعد للنطق العربي، حيث كان العربي الأصيل ينطق كلامه بهذه الطريقة كلاماً أو قراءة، ومع تقدّم الناس وتطاول عهدهم بأصول العربية واختلاط العرب بالأعاجم ممّا سبّب فشوّ اللحن، واستعجام العرب فضلاً عن العجم، وخُصَّ الاهتمام بتعليم هذه الأحكام في مجال قراءة القرآن الكريم.
أمّا ما ذكره السائل أن الأئمّة اختلفوا في بعض أحكام التجويد؛ فهذا صحيح فعلاً، فمنهم من رأى المدّ المنفصل مطلقاً، ومنهم من يمدّه ثلاث حركات، ومنهم أربعاً، ومنهم من يُشبع مَدَّ هذا النوع كغيره، ألف فتوى للشيخ الألباني رحمه الله - (1/ 20)
ومنهم من أعمل إخفاء النون والتنوين مع الغين والخاء، ومنهم من أظهرهما مع هذين الحرفين، وهم الأكثرون، ومنهم من جعل إدغام النون كلّه بغير غنّة، حتى مع الواو والياء، وقَصَرَ إدغام الغنة على التنوين حتى وَسّع إدغام الغنّة مع التنوين حتى مع اللام والراء، ومنهم من أمال ذوات الياء، ومنهم من قلّل الإمالة، وهو ما يُسَمّى عندهم بالتقليل؛ وهي مرحلة من الإمالة بين الفتح والإمالة، ومنهم من أعمل الإشمام فيما عيّنه ياء من المبني للمجهول، ومنهم من فخّم اللام مع بعض الحروف، ومنهم من رقّق الراء المفتوحة إذا جاورت الياء أو المكسور، ومنهم من يمدّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/203)
أي يُشبع مد البدل، إلى آخر ما هنالك.
وسبب هذه الاختلافات أيضاً هو تابعٌ لأحكام النطق بالعربية، فهذه الأحكام موزّعة في أحكام القراءات، ومعلوم أن اختلاف القراءات هو أصلاً من اختلاف طريقة النطق بالكلمة عند العرب، فإنه كان من تيسير الله عزّ وجلّ على هذه الأمّة في كتابه أن أنزله على سبعة أحرف كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة في هذا الباب، منها قوله" إن هذا القرآن أُنزِلَ على سبعة أحرف "متفق عليه، وغيره من عشرات الأحاديث المبثوثة في جميع كتب السنة؛ كالبخاري ومسلم وأحمد والترمذي وأبي داود وغيرهم، وهذه الأحرف كما وصفها الرسول في حديثٍ آخر حيث قال " أُنزِل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف، كلّها شافٍ كافٍ " صحيح الجامع 1496، فهذا الاختلاف الواقع بين الأئمّة في أحكام التجويد هو من هذا الباب، ولا يضُرُّ هذا الخلاف في شيءٍ أبداً. ألف فتوى للشيخ الألباني رحمه الله - (1/ 21)
وعلى الإنسان أن يقرأ القرآن بأحكام التجويد، لأن الله تعالى يقول: (ورتّل القرآن ترتيلا)، فإذا قرأته كما تقرأ أيّ كتابٍ آخر لم تكن ترتّله، فلا بدّ من قراءته بأحكام التجويد، والخطأ في أحكام التجويد يُسَمّيه العلماء باللحن الخفي، فعلى الإنسان أن يعتني بتعلّم كيفيّة قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة، أمّا إذا علم خلافاً ما في حكمٍ ما؛ فعليه أن يلتزم بما تعلّمه من شيوخه لئلاّ يقع في الفوضى، وألاّ يترك الطريقة التي تعلّمها من مشايخه رغبةً عنها لاعتقادٍ منه أن غيرها أصحّ منها، فكلّها صحيحة، وكلّها كما وصف الرسول: " شافٍ كافٍ."
أمّا أن يُطلَب الدليلُ من الكتاب والسنة على هذه الأحكام؛ فهذا الطلبُ أصلاً خطأ، لأن هذه الأحكام كلّها وصلتنا بالتواتر العملي، فنحن تعلّمنا قراءة القرآن من أشياخنا وآبائنا بهذه الطريقة، وهم تعلّموا بنفس الطريقة من مشايخهم وآبائهم، وهكذا إلى عهد الصحابة الذين أخذوه عن الرسول.
وفي هذا القدر كفاية، والحمد لله أولاً وآخراً. دروس ومحاضرات مفرغة من تسجيلات الشبكة الإسلامية.
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[01 - 11 - 09, 02:05 م]ـ
الذي توصلت إليه بعد طول بحث في هذه المسألة هو:
حكم التجويد: فرض كفاية على عامة المسلمين من جهة العلم به. وأما من جهة التطبيق والعمل فحكمه يحتاج إلى تفصيل:
فالتجويد الذي يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، ويترتب على الإخلال به تغيّر مبنى الكلمة أو فساد معناها؛ فتطبيقه واجب على كل من يقرأ القرآن الكريم. ويدخل في هذا القسم إخراج الحروف من مخارجها، وتحقيق صفاتها اللازمة التي تتميز بها. فمن أخل بشيء من ذلك فقد أخل بالواجب، وهو آثم إذا كان قادراً ولم يجوّد.
وعلى هذا يحمل قول الإمام ابن الجزري- رحمه الله- في نظمه:
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يصحح القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصلا
ودليل هذا من القرآن الكريم: قول الله تعالى: ? وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ?.فأمر الله تعالى هنا بالترتيل، وأكد الأمر بالمصدر: {تَرْتِيلاً} تنبيهاً لأهميته، وأنه مما لا بد منه للقارىء.
وأما ما زاد على ذلك من التجويد الذي لا يترتب على تركه إخلال بالنطق، ولا تغيير للمعنى، كبلوغ الغاية في تحقيق الصفات والأحكام، وضبط مقادير الغنة والمدود ضبطاً دقيقاً ونحو ذلك؛ فتطبيقه مستحب، ولا يأثم تاركه. والله أعلم.
جزيت خيرا أخي الكريم، أما قولك: (فالتجويد الذي يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، ويترتب على الإخلال به تغيّر مبنى الكلمة أو فساد معناها؛ فتطبيقه واجب على كل من يقرأ القرآن الكريم.)
فلا يمكن حمل قول ابن الجزري عليه، وذلك لأن تغيير مبنى الكلمة أومعناها مما لا يصح عند الفريقين، من يرى بوجوب التجويد أو بعدم الوجوب. فلم يبق إلا التجويد المعروف أعني الكيفية التي وردت كما نقلها القراء بأسانيدهم إلى الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام.
فالقرآن نزل بكيفية معينة ولا ريب - أعني طريقة تلاوته - وهذه الطريقة أما أن تكون قد وصلت بصورتها ام لم تصل. فإن وصلت وجب الأخذ بها وعدم الخروج عنها كما سبق. والله تعالى أعلم.
أخوكم (ابو الحسن الشرقي، سابقاً).
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[01 - 11 - 09, 02:46 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/204)
الشيخ الفاضل عمر فولي حفظك الله، مما نقلتَه - بارك الله في علمكم -:
قال الطبري:" قوله تعالى ذكره: (إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ) وهو القرآن (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه، والهاء في قوله: (لَهُ) من ذكر الذكر."
-أقول: وما المانع أن يدخل في أحكامه، أحكام قراءته! هل ثمة مانع؟ ونحن لا نشك أن هذه الكيفية الواردة التي نُقلَت إلينا إنما نُقلت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يكن لأحدٍ فيه اجتهاد. وإلا ما فائدة السند إليه صلى الله عليه وسلم؟ وهل السند يحتوي على الأحكام الفقهية والتفاسير!! لم يحتوِ إلا على الكيفية فقط أما الأحكام والتوضيح فقد وكل الله قوما لذلك، وهو القائل سبحانه: (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ثم ‘ن علينا بيانه)
ثم مما نقلتَه أيضاً: وقال آخرون: أعجز الخلق عن إبطاله وإفساده بأن قيض جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاء التكليف، وقال آخرون: المراد بالحفظ هو أن أحداً لو حاول تغييره بحرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا: هذا كذب وتغيير لكلام الله تعالى
- قوله: جماعة يحفظونه ويدرسونه ويشهرونه!! ألا تعني قراءته .. ؟؟ بلى .. وعلى أي كيفية؟ بالكيفية المعروفة كما هو معلوم لا بكيفية أخرى. . ولو حاول تغييره بحرف أو نقطة ... ألخ. وهذا هو ما نقله علماء القراءة فمثلا عندما قرأ ورش: سارعوا إلى مغفرة من ربكم. بسورة آل عمران بحذف الواو أخذنا بذلك، وهم أعني: الرواة الذين نقلوا إلينا بأن هذا الحرف غير موجود بهذه الرواية هم الذين نقلوا كيفية القراءة بأحكام التجويد في الرواية نفسها والتي تختلف عند حفص. فكيف نأخذ ببعض ونترك بعض!!
ثم نقلت عن صاحب اللباب - في حالة عود الضمير إلى القرآن فكيف يكون حفظه - قوله: قيل: قيَّض جماعة يحفظونه، ويدرسونه فيما بين الخلق إلى آخر بقاءِ التكليفِ.
- ألا ترى قوله: يحفظونه ويدرسونه، شاملة للتجويد بالضرورة .. أذ أنهم يدرسونه ويحفظونه على أي كيفية؟؟ .. بالكيفية المتلقاة عنه صلى الله عليه وسلم والتي وصلت إلينا ولا ريب ..
ثم قلت - أحسن الله إليك - بعد أن نقلت بعض الأقوال في الأحرف السبعة، ما نصه: ولذلك الاختلاف فيما هو من قبيل الهيئة لا يضر ولا يخالف حفظ القرآن من قبل رب العالمين.
ولا أعلم هل هو من تكملة كلام الدكتور البركاوي أم أنه من استنتاجك!! وعلى كلٍ، فنحن نعلم جميعاً أن المستوى الأدائي بين أهل اللغة الواحدة يحتلف، لذا فإن الماهر به ليس كمن يتتعتع فيه .. ولكننا أيضا نعلم أن هذا القاريء وإن لم يكن ذا مستوا عالٍ في الأداء بأنه ينقيد بأحكام التجويد. وهناك ممن أعرف ممن يملك صوتا حسنا، ومخارج الحروف عنده متقنه إلا أنه لا يتقيد بالتجويد ...
فسماعك لقاريء ما بغض النظر عن مستوى أدائه، يمكنك من معرفة قراءته والتزامه بالتجويد ..
أما التنطع في القراءة والتهوع والتكلف فخارج عما نحن فيه ..
واسمح لي على الإطالة بارك الله فيك.
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[01 - 11 - 09, 03:23 م]ـ
قرأ علينا إمام المسجد بقراءة حمزة عن خلف وخلاد في صلاة التراويح هذه السنة 1428 هجرية. وكان مما قاله عن هذه القراءة إن سورة الضحى تُقرؤ هكذا: والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. فأمال في الضحى، وما قلى. ومد في: سجى. ثم قال ولو كان ذلك بالاجتهاد لكانت الإمالة في جميعها: الضحى، سجى، قلى. ولكن لا مجال للاجتهاد.
قلت: ألا يعنى ذلك أن التجويد واجبٌ.
جزاكم الله خيراً.
أخي الكريم بارك الله فيك. بل يدل على ذلك. ولقد أثرت في بالي نقطة أخرى وهي: قصة الأمام البخاري التي ذكرت في أول شرح صحيحه عندما لفقت له الروايات، فأتو بطلاب الحديث وأعطوهم أسانيد صحية ومتون صحيحة فخلطوا بينها، فذكر كل طالب إسناداً وألصقه بمتن آخر، فكان يقول رحمه الله: لا أعلمه.
حتى انتهوا، فأرجع كل سند لمتنه. وهذا قد يكون صالحا للاستشهاد لقول من يرى عدم الخلط بين الروايات، وذلك إن كان في الحديث لا يصح ففي القرآن من باب أولى .. وليس هنا مكانه على كل حال.
جزاك الله خيرا.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[01 - 11 - 09, 03:27 م]ـ
إخراج مخارج الحروف من مخارجها وما يعرف بإصلاح اللحن الجلي
هذا قدر من التجويد واجب ((يقيناً)) لا نشك في ذلك، بل ونباهل على ذلك ونحن مطمئنين إن شاء الله_
أما غيرها من الأحكام فواجب على الراجح أيضاً ويأثم من يتركه
حتى على قول من يقول باستحبابه، لأن من ينشغل بالدنيا ويتعلم علوم أخرى ولغات أخرى في المدارس والجامعات ويترك تعلم التجويد بحجة أنه مستحب (إذا فرضنا ذلك) فهو ممن نزل فيه قول الله تعالى {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}
وليس أدل على وجوب التجويد من إنكار عبدالله بن مسعود على الرجل الذي لم يمد كلمة (للفقراء) وقال: ما هكذا أقرأنيها رسول الله
وأما الاخوة الذين يحتجوا باختلاف القراءات والوجوه، ويستدلون بذلك أن القراءة الصحيحة قد اندثرت (هذا من فحوى كلامهم)
اقول لهم
اتقوا الله فالقرآن محفوظ، وكذا طريقة قراءته، إنا علينا جمعه ((((وقرآنه))))
وأما اختلاف القراءات والوجوه، فللغات وللهجات
وهناك قدر كبير جدا يشترك فيه جميع القراء
أما السكتات المتكلفة لحمزة والتي أنكرها بعض السلف، فليس كلامنا عن قراءة أو وجه واحد، إنما كلامنا عن التجويد في الجملة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/205)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 08:22 م]ـ
فائدة
سمعت الشيخ الحويني يقول بعدم وجوب التجويد
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[04 - 11 - 09, 06:32 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه المناقشة وجزاكم الله خيرا
طيب نريد الخلاصة النهائية
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 - 11 - 09, 09:35 م]ـ
فائدة
سمعت الشيخ الحويني يقول بعدم وجوب التجويد
وكذلك سمعت الشيخ مسعد أنور - وفقهما الله -.
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:13 م]ـ
وكذلك سمعت الشيخ مسعد أنور - وفقهما الله -.
كذلك الشيخ العلم عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة.
لكن كل ذلك لا يمنع أن نبحث عن الحق بأدلته.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:19 م]ـ
صدقتَ، وقد قصدت الإفادة بجمع ما تيسر من ترجيحات مشايخنا، انظر هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1111632#15) أيضا.
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:20 م]ـ
كون الفعل واجبا او محظورا على القول بالتخصص في العلوم الشرعية هو من اختصاص الفقهاء وليس القراءولا يمنع ان يكون الفقيه من اهل التخصص في القراءات وان يكون المقريئ ايضا من اهل التخصص في الفقه وكن التجويد واجبا او جه من القول بعدم وجوبه.
جزاك الله خيرا أخي طارق.
هذا إذا كان الفقيه ملماً بالقراءات ولديه إجازة بذلك وسند صحيح ليستطيع أن يجكم بالوجوب من عدمه. أليس كذلك؟
فإن كان الفقيه لا يفرق بين رواية وأخرى فهل باستطاعته أن يفتي بشيء، وتأمل رحمك الله فيما نقله الأخ الكريم من فتوى الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله.
وهو كما ذكرتَ بإذن الله أن الحكم بوجوب التجويد أوجه. والله تعالى أعلم.
ـ[موسى الكاظم]ــــــــ[07 - 11 - 09, 03:56 م]ـ
ملحوظة مهمة كي لا يفهم كلام العلماء خطأ
العلماء الذين قالوا باستحباب تعلم التجويد يقصدون تعلمه من حيث تقسيماته وأبوابه و معرفة تفريعاته،
ولا يقصدون به أصل القراءة الصحيحة للقرآن، فلو قدر أن شخصا يقرأ القرآن قراءة صحيحة بكثرة السماع، دون أن يتعلم التجويد على يد شيخ فلا إثم عليه
والله أعلم(3/206)
مرويات عائشة في تخطئة كتاب المصاحف
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[23 - 03 - 06, 12:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ملخص (ارجو ان يتكرم الدكتور الفاضل حاتم الشريف بابداء ملاحظاته حول البحث)
هذا البحث منشور في مجلة جامعة الزرقاء الاهلية المجلد السادس العدد الثاني
يعالج هذا البحث مجموعة من الروايات التي وردت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها والتي تدل صراحة على أنها تخطئ كتاب المصاحف، وترى أن هناك أخطاء في كتابة المصحف مما ترتب عليه أخطاء في القرآن الكريم.
درس الباحث هذه الروايات رواية رواية، وأثبت بالبرهان العلمي والبحث النقدي والموضوعي أن هذه الروايات كلها باطلة لا أساس لها من الصحة. وأن المصحف الذي يقرؤه المسلمون اليوم ليس فيه أي خطا. وأن إجماع علماء الإسلام منذ عهد النبوة إلى اليوم قائم على ذلك ..
الجواب عما خطأت به عائشة رضي الله عنها
" كتّاب المصاحف "
إعداد
الدكتور جمال أبو حسان
كلية الشريعة – جامعة الزرقاء الأهلية
الجواب عما خطأت به عائشة رضي الله عنها
" كتّاب المصاحف "
" تقديم "
نزل القرآن الكريم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عليه وآله الصلاة والسلام شديد التلهف لتلقفه وحفظه حتى أنزل الله تعالى قوله (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه) " القيامة 16 - 17 " فعلم النبي صلى الله عليه وسلم كما علم غيره من المسلمين من بعد أن الله تعالى متكفل بحفظ كتابه وأن أحداً لن يجد فيه ما يناقض هذه الكفالة. وقد كان الأمر على ما أراد الله تعالى.
لحق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وقد كان جبريل عليه السلام يراجعه القرآن كل عام، غير أنه في العام الذي قبض فيه راجعه معه في رمضان مرتين ولم يغادر النبي الكريم عليه وآله الصلاة والسلام هذه الدنيا إلا وقد اطمأن على أن القرآن قد حفظ في الصدور والسطور؛ فأما حفظه في الصدور فهذه كتب التاريخ ورواياته تذكر أعداداً كبيرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب وأما حفظه في السطور فقد ذكرت الروايات أنه ما من آية تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان يقول للكتبة من الصحابة (كتبة الوحي) ضعوا هذه الآية في المكان الذي يذكر فيه كذا، يحدد لهم موضعها الذي توضع فيه. وكان هذا الشأن في جميع آيات القرآن الكريم، غير أن القرآن الكريم وإن كان مجموعاً في الصدور والسطور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يكن مكتوباً في كتاب واحد، وإنما كان مكتوباً في أدوات الكتابة المتنوعة التي كانت متوفرة في ذلك الوقت، يدل على هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في باب جمع القرآن الكريم
ثم آل الأمر إلى أبي بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين فعمل مع عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت على جمع القرآن الكريم، فجمعه زيد رضي الله عنه مما كان مكتوباً في متفرقات الأشياء في مصحف واحد بقي عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفاه الله، ثم عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أن توفاه الله تعالى، ثم بقي عند حفصة رضي الله عنها إلى خلافة عثمان رضي الله عنه
ولما جاء عثمان خليفة للمسلمين، كانت رقعة الدولة الإسلامية قد اتسعت بعد توالي الفتوحات الإسلامية، ودخل الناس في دين الله أفواجاً. وصار الناس يختلفون في قراءة القرآن الكريم بسبب اختلاف التلقي عن متعدد الصحابة؛ فمن تلقى عن ابن مسعود قرأ بقراءته، ومن تلقى عن أبي قرأ بقراءته، وهكذا، وقد ظهر جلياً أن كثرة الاختلافات في القراءة قد أدت إلى نشوء بوادر الفتن والاضطراب مما حمل عثمان رضي الله عنه إلى أن يقوم بأخذ المصحف الموجود عند حفصة رضي الله عنها وينسخ منه عدة نسخ ثم يوزعها على أمصار المسلمين قطعاً لدابر الفتنة وتوحيداً لجماعة المسلمين على مصحف واحد ومما لا شك فيه أن اللجنة التي شكلها عثمان رضي الله عنه لكتابة المصحف ونسخه إلى عدة نسخ نالت قبولاً عند المسلمين؛ إذ لم يوجد ثمة اعتراض من أحد عليهم. وقد كتبوا هذه النسخ بما كان متعارفاً عليه من فن الكتابة في ذلك الوقت وهكذا كان.
(مشكلة البحث)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/207)
روى عن عائشة رضي الله عنها بعض الروايات التي مفادها أنها خطأت كتاب المصاحف وذكرت أن هناك عدة أخطاء في كتاب الله تعالى وأن ثمة تحريفاً قد وقع في كتابة المصحف!!
يعالج هذا البحث هذه الروايات المروية عن عائشة رضي الله عنها بعد جمعها ودراسة أسانيدها والحكم عليها.
الدراسات السابقة
وردت هذه الروايات في عدة كتب متفرقة. بعضها قد اعتني بطباعته وتخريج أحاديثه على وجه لائق. وبعضها ليس كذلك. غير أني لا أعلم أحداً جمع هذه الروايات كلها في مكان واحد وسلط عليها ضوء البحث والنقد ولهذا أحببت أن أجمع هذا المتفرق، وأضيف إلى الدراسات درساً جديداً حسبما هو بالطاقة والقدر، نقداً وتحقيقاً والله تعالى المستعان.
منهجية البحث
قمت بجمع هذه الروايات المختلفة في جميع الكتب التي استطعت الوصول إليها، ولا أعلم أنه فاتني كتاب لم أطلع عليه في هذا الخصوص إذ لم أترك للمسألة باباً إلا طرقته. ولكن هذا غاية الجهد والله من وراء القصد.
ثم صنفت هذه الروايات بحسب طرقها وقمت بدراسة رجال الأسانيد رجلاً رجلاً حتى أقطع بذلك كل العلائق التي يحتج بها من يسلم بهذه الروايات. وقد اقتضى هذا الأمر بعض التطويل الذي لا بد منه لتوضيح أحوال الرجال غاية التوضيح، وبعد كل دراسة أذكر خلاصة ما توصلت إليه من الحكم بحسب الدراسة وقفيت بذكر قيمة هذه المرويات في كتب بعض من تحدث عنها. وخلصت إلى بطلان هذه الروايات بلا أدنى شبهة، ثم جعلت آخر البحث دراسة هذه الآيات موضع الشبهة في هذه الروايات.
خطة البحث
قسمت هذا البحث إلى مقدمة موجزة عرضت فيها لمشكلة البحث والدراسات السابقة عليه ومنهجية البحث وإلى أربعة مباحث وخاتمة.
المبحث الأول: سرد الآثار موضوع البحث
المبحث الثاني: دراسة أسانيد هذه الآثار.
المبحث الثالث: القيمة العلمية لهذه الآثار.
المبحث الرابع: دراسة الآيات موضوع هذه الآثار.
المبحث الأول
مسرد الآثار الواردة عن عائشة رضي الله عنها
* أولاً: في تفسير القراء:
قال: حدثني أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عن قوله (والمقيمين) وعن قوله (والصابئون) وعن قوله (إن هذان) فقالت يا ابن أختي: هذا كان خطأ من الكاتب
* ثانياً: في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد.
قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) (طه: من الآية63) وعن قوله: (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) (النساء: من الآية162)،، وعن قوله: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ (المائدة:69) فقالت: يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب، أخطأوا في الكتاب
* ثالثاً: في سنن سعيد بن منصور
قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قوله (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ) وعن قوله (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) وعن قوله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ) فقالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب، أخطأوا في الكتاب
* رابعاً: في تاريخ المدينة
قال ابن شبة: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن: (إن هذان لساحران) وقوله: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)، وقوله: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) وأشباه ذلك. فقالت: أي بني، إن الكتاب يخطئون
* خامساً: في تفسير الطبري
قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله: (إن هذان لساحران)، فقالت: يا ابن أختي: هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب
* سادساًً: في كتاب المصاحف
قال: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة عن لحن القرآن (إن هذان) وعن قوله (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) وعن قوله (والصابئون)، فقالت يا ابن أختي: هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب
* سابعاً: في كتاب المقنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/208)
قال الداني: حدثنا الخاقاني قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن عن قوله عز وجل (إن هذان لساحران) وعن قوله (والمقيمين الصلاة) وعن قوله تبارك وتعالى (والصابئون)، فقالت: يا بن أختي: هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب
* ثامناً: في كتاب جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم
قال: أبو حفص الدوري: حدثني عفان بن مسلم ثنا صخر بن جويرية حدثني أبو خلف مولى بني جمع أنه دخل مع عبيد بن عمير على أم المؤمنين عائشة سقيفة زمزم، ولم يكن في المسجد ظل غيرها. فقالت: مرحباً يا أبي عاصم، ما يمنعك أن تزورنا أو ما يمنعك أن تلم بنا؟ فقال: أخشى أن أملك. فقالت: ما كنت لتفعل. فقال: جئت لأسألك عن آية من كتاب الله، فقالت: أية آية؟ فقال: (الذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما أتوا). فقالت: أيتها أحب إليك؟ فقال: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً. أو الدنيا وما فيها. قالت أيتها؟ قلت: (والذين يأتون ما أتوا). فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أنزلت. ولكن الهجاء حرف
* تاسعاً: رواية إسحق بن راهوية
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير عن طلحة بن عمرو عن أبي خلف المكي قال: دخلت على عائشة فسمعتها تقول (الذين يؤتون ما آتوا)
* عاشراً: في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم: قال يزيد بن هارون عن صخر بن جويرية عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ (يأتون ما أتوا) وكذلك أنزلت
* حادي عشر: في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم: أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البيروني نا أحمد – يعني ابن سليمان الرهاوي – نا يزيد يعني – ابن هارون – أنا صخر بن جويرية عن إسماعيل عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عبيد بن عمير: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (الذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما أتوا) فقالت: أيهما أحب إليك؟ قال: والله لإحداهما أحب إليّ من كذا وكذا. قالت: أيها؟ قال: (الذين يأتون) قالت: أشهد لكذا كان يقرؤها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حرّف
* ثاني عشر: في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم: أخبرنا أبو العباس محمد بن شادل بن علي الهاشمي أنا إسحق – يعني ابن إبراهيم الحنظلي – أنا ابن نمير عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن أبي خلف (ثم ساق ما ورد في حادي عشر أعلاه)
* ثالث عشر: في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم: وأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن جابر أنا عبد الله يعني – أبو هاشم – قال: حدثنا وكيع عن طلحة عن أبي خلف قال: دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة فسمعتها تقرأ (يأتون ما أتوا)
* رابع عشر: في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم: أخبرنا أبو العباس الثقفي في التفسير نا الحسن بن محمد الزعفراني نا عبد الوهاب – يعني ابن عطاء – عن صخر بن جويرية عن أبي خلف قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت عائشة لعبيد بن عمير ما شأنك، لا نراك؟ فقال: إني أكره أن أملك. فقالت: ما كنت لتملنا، فقال: أهمتني آية جئت أسأل عنها. قوله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا) فقالت: أيهما أحب إليك أن تكون؟ قال: لأن تكون إحداهما. أحب إلي من الدنيا جميعاً (والذين يؤتون ما آتوا) فقالت عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها هكذا
قلت: هذا المتن فيه مخالفة لما سبق فالآية المذكورة في الأسانيد الأخرى ليست هكذا، وإلا فإن هذا المتن يناقض المتون السابقة المروية بنفس الطريقة.
* خامس عشر: في مسند أحمد
قال: حدثنا عفان ثنا صخر بن جويرية قال: ثنا إسماعيل المكي قال: حدثني أبو خلف مولى بني جمح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة وذكر الرواية التي سبقت عن أبي حفص الدوري تحت بند (ثامناً في هذا البحث)
* سادس عشر: في مسند أحمد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/209)
قال: ثنا يزيد أنا صخر بن جويرية عن إسماعيل عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة وذكر ما ورد عن أبي أحمد الحاكم في الكنى تحت بند (حادي عشر في هذا البحث)
* سابع عشر: في المستدرك
قال أبو عبد الله الحاكم: أخبرني محمد بن يزيد العدل ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن يحيى القطيعي ثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف: (والذين يؤتون ما آتوا)؟ قالت: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه قلت: وهذه الرواية تخالف المشابهة في أنها جاءت بالآية على وجهها بخلاف الأخريات.
* ثامن عشر: في الكنى للبخاري
قال: قال مطر بن الفضل: أخبرنا يزيد بن هارون أنه سمع ابن جويرية عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ (الذين يأتون ما أتوا) كذلك أنزلت
* تاسع عشر: في كتاب جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم
قال الدوري: حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا صخر بن جويرية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عبيد: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (يأتون ما أتوا)؟ فقالت: أيها أحب إليك؟ قال: والله لأحدهما أحب إلي من كذا وكذا. قالت: أيهما؟ قال: (الذين يأتون ما أتوا). قالت: أشهد لكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها وكذلك أنزلت. ولكن الهجاء حرف
* عشرون: في تفسير الطبري
قال: وروي عن عائشة في ذلك ما حدثناه أحمد بن يوسف قال ثنا القاسم قال: ثنا علي بن ثابت عن طلحة بن عمر عن أبي خلف قال: دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عبيد كيف نقرأ هذا الحرف (والذين يؤتون ما آتوا) فقالت: (يأتون ما أتوا) وكأنها تأولت في ذلك والذين يفعلون ما يفعلون من الخيرات وهم وجلون
* واحد وعشرون: في كتاب الانتصار للقرآن.
قال الباقلاني: وروى ابن مجاهد عن يحيى بن زياد الفراء قال: حدثني أبو معاوية الضرير ...
* اثنان وعشرون: تابع
قال الباقلاني: وروى أيضاً أنه حدثه فضل الوراق عن خلاد بن خالد عن أبي معاوية الضرير ...
* ثلاث وعشرون: تابع
قال الباقلاني: وروى أنه حدثه موسى بن إسحق عن منجاب عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه: أن عائشة قالت في: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة)، و (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون)، و (إن هذان لساحران) إن ذلك خطأ من الكاتب
* أربع وعشرون: في تفسير القراء
قال الفراء: حدثني مندل قال حدثني عبد الملك عن عطاء عن عائشة أنها قرأت أو قالت: ما كنا نقرأ إلا (يأتون ما أتوا) وكانوا أعلم بالله من أن توجل قلوبهم
نظرة في هذه المرويات
هذه الروايات بلا شك خطيرة جداً إذ هي تدل دلالة واضحة على اتهام عائشة رضي الله عنها لكتاب المصاحف جملة بالوقوع في الخطأ في كتابة المصحف، وتبديل القرآن وتحريفه، مما يعني أن هذا التحريف باق إلى اليوم، وأن الأمة الإسلامية لا تزال تتوارث هذا التحريف جيلاً عن جيل كل هذا يكون لو سلمت هذه الروايات من النقد وصحت، وسنرى بإذن الله تعالى هذا الأمر في المبحث التالي.
وإذا تأملنا هذه الروايات نجد أن بعضها مختصر عن البعض الآخر، وثمة ملاحظة مهمة وهي أن هناك خطأ في طباعة هذه المرويات في بعض الكتب انظر مثلاً إلى الرواية رقم (17) في هذا البحث تلك التي أوردها الحاكم في المستدرك فإنك يمكن أن تلاحظ فيها الفروق التالية عن بقية الروايات المشابهة:
(1) أنه طوي فيها ذكر أبي خلف فهي رواية عن عبيد الذي كان معه، ولم يشر إليه فيها.
(2) أنها الرواية الوحيدة التي جاء فيها عن عبيد عن أبيه إذ كل الروايات السابقة أسندت الكلام لعبيد، لا لأبيه.
(3) إن صح النص المطبوع بصورته تلك فإن هذه الرواية تعاكس الروايات الأخرى عن عائشة، لأنها جاءت على مقتضى الروايات المتواترة لقراءة القرآن. وإن لم يكن ذلك كذلك فلا بد أن في النص المطبوع خللاً
(4) أن هذه الرواية فيها اختصار عن مثيلاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/210)
ولو نظرنا كذلك إلى الأسناد (الرابع عشر) فإننا سنجد الآية فيه على مقتضى المتواتر من القرآن الكريم مما يعني أن الطباعة فيها مشكلة أو أن هذه الرواية مخالفة المتن لغيرها وجارية على مقتضى القراءة المتواترة.
ما الذي يتحرر من هذه الروايات
يظهر من هذه الروايات المختلفة أنها تدور على أثرين اثنين رويا بوجوه متعددة مع اختلاف قليل في المتن. وهذا هو محصل هذه الروايات:
الأثر الأول:
عن عائشة رضي الله عنها، أنها سئلت عن قوله تعالى: (والمقيمين) وعن قوله: (والصابئون) وعن قوله (إن هذان)، فقالت: يا ابن أختي هذا كان خطأ من الكاتب.
تفرد به: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
ثم رواه عن هشام اثنان هما: أبو معاوية الضرير وعلي بن مسهر
فأما أبو معاوية فقد رواه عنه ستة رواة هم:-
1 - يحيي بن زياد الفراء 2 - أبو عبيد القاسم بن سلام
3 - سعيد بن منصور 4 - محمد بن حميد الرازي
5 - عمرو بن عبد الله الأودي 6 - خلاد بن خالد
وأما علي بن مسهر فقد رواه عنه اثنان هما:-
1 - أحمد بن إبراهيم 2 - منجاب
وهذا الأثر مذكور وارد في مبحث سرد الروات تحت بنود (أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً وواحد وعشرون واثنان وعشرون وثلاث وعشرون)
الأثر الثاني:
عن أبي خلف، أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة سقيفة زمزم، ولم يكن في المسجد ظل غيرها. فقالت: مرحبا بأبي عاصم، ما يمنعك أن تزورنا؟
فقال: أخشى أن أملك
قالت: ما كنت لتفعل
فقال: جئت لأسألك عن آية من كتاب الله
فقالت: أية آية؟
فقال: (الذين يؤتون ما آتوا) أو (الذين يأتون ما أتوا)
فقالت: أيتها أحب إليك؟
فقال: والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً
قالت: أيتها؟
قلت: (والذين يأنون ما أتوا)
فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها، وكذلك أنزلت، ولكن الهجاء حرف.
هذا الأثر رواه عن عائشة ثلاثة
الراوي الأول: أبو خلف
ثم روي عن أبي خلف على وجهين
الوجه الأول: تفرد به صخر بن جويرية عن اسما عيل بن أمية المكي.
وفي صورة أخرى لهذا الوجه على النحو التالي:
صخر بن جويرية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد على عائشة، بإسقاط إسماعيل بن أمية من السند عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد على عائشة
ثم رواه عن صخر جماعة:
1 - عفان بن مسلم
2 - يزيد بن هارون
3 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف.
الوجه الثاني: طلحة بن عمرو المكي، عن أبي خلف عن عائشة ثم رواه عن طلحة جماعة:
2 - عبد الله بن نمير
3 - وكيع
4 - علي بن ثابت
الراوي الثاني: عبيد بن عمير
وقد تفرد به: خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عبيد بن عمير.
الراوي الثالث: عطاء
وقد تفرد به مندل عن عبد الملك عن عطاء وذكره الفراء في تفسيره وهذا الأثر هنا مختلف في سياقته واختصاره.
المبحث الثاني
دراسة أسانيد هذين الأثرين
أولاً: الأثر الأول:
الفراء: يحيي بن زياد من كبار علماء النحو والأدب، ليس له شهرة برواية الأحاديث إلا ما يلزمه منها من النحو واللغة. علق عنه البخاري في موضعين من التفسير. ولم يذكره المزي وذكره في سير النبلاء وقال: كان ثقة وذكره في تهذيب الأسماء وقال: الفراء اللغوي النحوي الإمام
سعيد بن منصور: الخراساني، أبو عثمان المروزي، روى عن اسماعيل بن عليه وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وأبي معاوية الضرير وغيرهم. وروى عنه مسلم وأبو داوود والدارمي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي، وغيرهم. أثنى عليه أحمد بن حنبل، وقال أبو حاتم من المتقنين الأثبات، وقال يعقوب بن سفيان: كان إذا في كتابه خطأ لم يرجع عنه و ذكره في الجرح والتعديل ووثقه وذكره في تذكرة الحفاظ وأثنى عليه وذكره الذهبي في السير وأثنى عليه وفي التقريب: قال: ثقة مصنف وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به
أبو عبيد: القاسم بن سلام البغدادي، روى عن إسماعيل بن عليه وحفص بن عياش وسفيان بن عيينة وهشام بن عمار ويزيد بن هارون وأبي معاوية الضرير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/211)
وروى عنه أحمد بن يوسف التغلبي وثابت بن عبد العزيز، وعباس الدوري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن حفص الدوري وغيرهم. وثقه يحيى بن معين والدار قطني والسجزي وأبو إسحق الحربي وغيرهم ذكره ابن القيسراني وأثنى عليه كثيراً وذكر من أثنى عليه وذكره في السير وأثنى عليه كثيراً
وذكره الذهبي كذلك في طبقات المحدثين وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: ثقة مشهور وقال في التقريب: ثقة فاضل مصنف لم أر له في الكتب حديثاً مسنداً بل من أقواله في شرح الغريب
محمد بن حميد الرازي
روى عن إبراهيم بن المختار وسلمة بن الفضل وأبي داود الطبالسي وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ ويحيي بن الضريس وغيرهم.
وروى عنه: أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد بن حنبل وابن أبي الدنيا والطبري ويحيي بن معين وغيرهم.
طّول المزي في ترجمته وذكر فيه من وثقه ومن جرحه. فممن وثقه أحمد بن حنبل والذهبي ويحيي بن معين وقال: ثقة، ليس به بأس، رازي كيّس. ووثقه أبو عثمان الطيالسي.
وممن جرحه: يعقوب بن شيبة إذ قال فيه: كثير المناكير، وقال البخاري: حديثه فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال الجوزجاني: ردئ المذهب غير ثقة، وقال إسحق بن منصور الكوسج: إنه كذاب، وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ: ما رأيت رجلاً أحذق بالكذب من محمد بن حميد الرازي وذكره العقيلي في الضعفاء وذكره الذهبي في الكاشف وقال: وثقه جماعة والأولى تركه وفي الميزان:عن يعقوب وابن المبارك من بحور العلم، وهو ضعيف وفيه أيضاً كذبة أبو زرعة، وفيه أيضاً: إنه كان كذاباً يسرق الأحاديث
عمرو بن عبد الله الأودي:
أبو عثمان الكوفي، روى عن اسماعيل بن حماد و أبيه عبد الله ووكيع بن الجراح وأبي معاوية الضرير. وروى عنه ابن ماجه والعباس بن الفضل بن شاذان وابن أبي داود وابن أبي حاتم وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة وغيرهم. قال أبو حاتم صدوق، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: صدوق ثقة وذكره في الجرح والتعديل ووثقه،ونقل عن أبيه أنه كوفي صدوق وذكره في التهذيب وذكر فيه عن أبي حاتم أنه صدوق. وقال الحافظ: ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب: ثقة
خلاد بن خالد: الشيباني المقرئ:
ذكره في الجرح والتعديل وقال: روى عن الحسن بن صالح وزهير بن معاوية ومحمد بن عبد العزيز التيمي وقيس بن الربيع. سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: روى عنه أبي وأبو زرعة. حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: صدوق
وذكره في معرفة القراء الكبار وأثنى عليه
أبو معاوية الضرير: محمد بن خازم التميمي الكوفي
روى عن إبراهيم بن طهمان وحجاج بن أرطأه وسليمان الأعمش وشعبة بن الحجاج وعمرو بن ميمون وهشام بن عروة وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وأبو خيثمة والأعمش وهو من شيوخه. وصدقه بن الفضل وابن جريح وهناد بن السري ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. هو من أثبت الناس في الأعمش كما قال أحمد بن حنبل ويحيي بن معين.
وقال عباس الدوري روى أبو معاوية عن عبد الله بن عمر أحاديث مناكير.
وقال العجلي: كوفي ثقة، وقال يعقوب بن شيبة: كان من الثقات وربما دلس، وقال النسائي: ثقة. وقال ابن خراش: صدوق، وهو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب وذكره في الثقات وفي الميزان ثناء عليه وعند ابن القيسراني هو من الحفاظ وكذا عند العجلي هو من الثقات وذكره الطرابلسي في المدلسين وكذلك العلائي إذ نقل عن أحمد بن أبي أنه كان يدلس وذكره ابن حجر في المدلسين ونقل فيه عن الدار قطني أنه وصفه بالتدليس ووصفه ابن سعد بقوله: كان ثقة كثير الحديث يدلس وقد نقل الدكتور بشار عواد في حواشيه على تهذيب الكمال قول الآجري في السؤالات عن أبي داود: أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه، يخطئ على هشام بن عروة وعلي بن إسماعيل (السؤالات 3/ 147)
وفي التهذيب عن أبي داود: قلت لأحمد: كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة، يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي التقريب: ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في غيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/212)
إلى هنا ينتهي هذا الوجه إلى أبي معاوية الضرير وقد رأينا أن محمداً بن حميد الرازي قد ضعفه الحفاظ وكذلك خلاد بن خالد الموصوف بأنه صدوق وأما بقية الرجال إلى أبي معاوية فكلهم ثقات كبار غير أننا ينبغي أن نلاحظ شيئاً مهماً قبل أن نتابع دراسة الرواة عن طريق علي بن مسهر ذلك أن جميع من رووا هذا الأثر عن أبي معاوية عن هشام كلهم رووه بالعنعنة ما عدا سعيد بن منصور فقد رواه بلفظ التحديث وقد ذكرت في ترجمة سعيد أن العلماء قالوا فيه إنه إذا وجد الخطأ في كتابه لم يرجع عنه. فلتوضع هذه الملاحظة حتى ننتهي من الدراسة. وثمة ملاحظة أخرى وهي أن أبا معاوية ثبت في حديث الأعمش وليس كذلك في غيره. كما نص على هذا غير واحد من العلماء. وهذا الأثر موضوع البحث ليس من روايته عن الأعمش. وهذه ملاحظة ثانية جديرة بالانتباه.
(طريق علي بن مسهر)
الرواة: أحمد بن إبراهيم: الموصلي أبو علي
روى عن إبراهيم بن سعد وابن علية وحماد بن زيد وسلام بن سليمان القارئ وابن المبارك وأبي عوانة وغيرهم.
روى عنه: أبو داود حديثاً واحداً وأبو يعلي الموصلي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وابن أبي الدنيا وأبو زرعة الرازي وعمر بن شبة وابن ماجه في التفسير وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن يحيي بن معين. ليس به بأس وذكره في الجرح والتعديل وذكر عن ابن معين فيه أنه ليس به بأس وفي التهذيب قال: ذكره ابن حبان في الثقات. وعن ابن معين أنه ثقة صدوق وفي التقريب: صدوق
منجاب: ابن الحارث التميمي الكوفي
روى عن إبراهيم بن يوسف وابن المبارك وعلي بن مسهر وغيرهم
وروى عنه مسلم وابن شيبة وبقي بن مخلد وأبو زرعة الرازي وأبو عوانة وغيرهم.
ذكره ابن حبان في الثقات وروى له ابن ماجه في التفسير وذكره في الجرح والتعديل وسكت عنه بعد ذكر بعض ممن روى عنهم وفي التقريب: ثقة وذكره الذهبي في الكاشف وقال: ثقة
علي بن مسهر: أبو الحسن الكوفي
روى عن اسماعيل بن أبي خالد وحمزة الزيات وسعيد بن أبي عروبة والأعمش وابن جريح وهشام بن عروة ويحيي ابن سعيد الأنصاري وغيرهم.
وروى عنه إبراهيم بن مهدي وابن شيبة ومنجاب بن الحارث وهناد بن السري وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: علي بن مسهر صالح الحديث، أثبت من أبي معاوية الضرير في الحديث. وقال الدارمي عن يحيي بن معين علي بن مسهر ثقة. ووثقه العجلي وأبو زرعة والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات ذكره ابن القيسراني في تذكرته وقال عنه: الإمام الحافظ وذكره الذهبي في السير وقال عنه: العلامة الحافظ وذكره العقيلي في الضعفاء وذكره أحمد في العلل وقال: ولي قضاء الموصل فلم يحمد في قضائه والناس يشتهون حديثه؛ لأن حديثه حديث أهل الصدق
وطريق علي بن مسهر هذا يعد من المتابعات لطريق أبي معاوية الضرير فحديث أبي معاوية إذن متابع بحديث علي ابن مسهر وعلي وأبو معاوية يرويان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
عروة بن الزبير: هو من أعلم الناس بحديث عائشة: وهو من التابعين الكبار الثقات
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي:
روى عن خلق كثير منهم أبيه وعمه عبد الله والزهري وكريب مولى ابن عباس وآخرين. روى عنه مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج والسفيانان والحمادان وأبو معاوية الضرير وخلق كثير.
وثقه العجلي وابن سعد وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة. وقال يعقوب: ثبت ثقة، لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده. والذي يرى أن هشاماً يسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كان مالك لا يرضاه، وكان هشام صدوقاً تدخل أخباره في الصحيح. بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق. قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول: حدثني أبي، قال سمعت عائشة، وقدم الثانية فكان يقول: أخبرني أبي عن عائشة، وقدم الثالثة فكان يقول: أبي عن عائشة وقد جزم الحافظ في طبقات المدلسين أن هشاماً كان مدلساً. غير أن الطرابلسي قال عنه: إمام مشهور لم يشتهر بالتدليس وكلام الطرابلسي لا ينفي تهمة التدليس عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/213)
هذا هو حديث أبي معاوية وعلي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وقد تبين لنا ما يلي:-
أولاً: أن هذا الحديث مروي بلفظ (أبي معاوية عن هشام) في جميع طرقه إلا طريق سعيد بن منصور فإنه بلفظ (حدثنا أو أخبرنا) وقد مضى في ترجمة سعيد أنه كان يرى الخطأ في كتابه ويصر عليه. فهذا أحد أوجه الطعن في هذا الحديث.
ثانياً: إن أبا معاوية كان موصوفاً بالتدليس وإن أحاديثه عن هشام فيها اضطراب كما مر بيانه في ترجمته. وهذه علة ثانية في الحديث.
ثالثاً: هذا الحديث مروي من طرق العراقيين عن هشام بن عروة (أبو معاوية وعلي بن مسهر) ورواية هذين الكوفيين عن هشام فيها اضطراب؛ لأن أحاديث الكوفيين عن هشام فيها اضطراب كما مر بيانه. وهذه علة ثالثة في الحديث.
وبالجملة فإن هذا الحديث لم يسلم من الطعن ولا يصلح مثله أن يستشهد به على أمر خطير كهذا الأمر. وبناء عليه لا تقوم بهذا الحديث حجة. وأنا أرى أن هذا الحديث ضعيف من حيث الإسناد للعلل السابقة. وأعجب كيف ينسب لأم المؤمنين مثل هذا القول وهي من هي فصاحة وبلاغة. وأنا أجزم بناءاً على هذه الدراسة أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تقل مثل هذا القول ألبتة.
ثانيا: الأثر الثاني:
وهذا الأثر كما هو بين مروي عن طريق أبي خلف عن عائشة ومن طريق عبيد بن عمير ومن طريق عطاء.
والطريق الأول مروي من أطراف متعددة كما في الشكل والطريق الثاني ليس له إلا وجه واحد، وكذا الثالث.
وها هي دراسة رواة هذا الأثر من طريق أبي خلف:
عفان بن مسلم: الصفار، أبو عبد الله البصري.
روى عن: إسماعيل بن عليه وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسلام أبي المنذر القارئ وشعبة وصخر بن جويرية ويحيى بن سعيد وغيرهم.
وروى عنه: البخاري وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وأبو خيثمة وعباس الدوري وأبو بكر بن أبي شيبة وابن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهم.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: عفان إمام ثقة متقن متين وذكره الذهبي في الميزان وأثنى عليه كثيراً ونعى على ابن عدي وضعه إياه في الكامل وذكره في التهذيب من رجال الستة وأثنى عليه كثيراً وأنه من الثقات الكبار وفي التقريب: ثقة ثبت، قال ابن المديني: كان إذا شك في حرف من الحديث تركه، وربما وهم
يزيد بن هارون: أبو خالد الواسطي
روى عن خلق كثير منهم أبان بن عياش وإسماعيل المكي وبقية بن الوليد وجرير ين حازم وحجاج بن أرطأة والحمادين وحميد الطويل وسفيان الثوري وغيرهم.
روى عنه خلق كثير منهم: إبراهيم الجوزجاني وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية ووكيع بن الجراح ويحيي بن معين وغيرهم.
قال أحمد بن حنبل: كان حافظاً متقناً للحديث. وثقه يحيي بن معين وعلي بن المديني والعجلي وأبو حاتم. وذكره ابن القيسراني في تذكرته وأثنى عليه جداً وفي التقريب: ثقة متقن عابد
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: أبو نصر العجلي
روى عن إسماعيل المكي وحميد الطويل وصخر بن جويرية وطلحة بن عمرو المكي وابن جريح ومالك بن أنس وغيرهم.
روى عنه: أحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وعباس الدوري وابن لهيعة وعمر بن شبة النمري ويحيي بن معين.
قال المرُوذي، قلت لأبي عبد الله: عبد الوهاب ثقة؟ قال: تدري ما تقول إنما الثقة يحيي القطان.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كان الخفاف يقرأ عند سعيد التفسير. وقال الأثرم عن أحمد: كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة.
وعن يحيي بن معين: ليس به بأس، وقال مرة أخرى: يكتب حديثه، وقال مرة ثالثة: ثقة.
وقال الساجي: صدوق ليس بالقوي عندهم، وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم، وهو يحتمل. وقال النسائي: ليس بالقوي.
وعن ابن أبي حاتم قال: سألت أبي عنه فقال: يكتب حديثه، محله الصدق. وقال أيضاً: ليس عندهم بقوي الحديث وذكره النسائي في الضعفاء وذكره البخاري في الضعفاء وذكره ابن حجر في المدلسين وقال: قال البخاري: كان يدلس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير
وذكره العقيلي وقال فيه: عن أحمد: ضعيف الحديث مضطرب وفي التقريب: صدوق. ربما أخطأ
صخر بن جويرية: أبو نافع البصري
روى عن حميد بن نافع ونافع مولى ابن عمر وهشام بن عروة وأبي رجاء وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/214)
روى عنه إسماعيل بن علية وحماد بن زيد وأبو داود الطيالسي وعفان بن مسلم ويحيى بن سعيد ويزيد بن هارون وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: صخر بن جويرية شيخ ثقة ثقة
وعن ابن معين: صالح، وعن محمد بن سعد: كان ثقة ثبتاً. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به وقال أبو داود: تكلم فيه. وقال النسائي: ليس به بأس وفي التقريب: قال أحمد: ثقة ثقة، وقال القطان: ذهب كتابه ثم وجده فتكلم فيه لذلك
إسماعيل بن أمية: المكي
روى عن أبيه وسعيد بن المسيب وعبد الله بن عبيد بن عمير وابن الزبير وعكرمة مولى ابن عباس والزهري وأبي الزبير المكي وغيرهم.
روى عنه: السفيانان وابن جريح ومحمد بن إسحق ومعمر بن راشد وغيرهم.
وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي. وعن أبي حاتم: صالح، وقال محمد بن سعد: كان ثقة كثير الحديث وفي التقريب: ثقة ثبت
هؤلاء هم رواة الوجه الأول عن أبي خلف وفيهم من الضعفاء والأقوياء ما ظهر بيانه وأما رواة الوجه الثاني فهم:
علي بن ثابت: الجزري أبو أحمد.
روى عن: سفيان الثوري وطلحة بن عمرو المكي وعكرمة بن عمار ومسلمة بن جعفر ويحيى بن زيد وغيرهم. روى عنه: أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وأبو عبيد القاسم بن سلام ويحيى بن معين ويعقوب الدورقي وغيرهم.
قال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل: ثقة صدوق. وقال أبو داود عن أحمد بن حنبل: كان من أخف الناس، كان يضحك الإنسان، يحدث ببعض الحديث ثم يقطعه ويجيء بآخر. وثقه يحيى بن معين وأبو داود. وعن يحيى بن معين: ثقة إذا حدت عن ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقا. وقال أبو زرعة: ثقة لا بأس به. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال صالح الأسدي: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الساجي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في التفات وقال: ربما أخطأ وذكره أبو نعيم الأصبهاني في الضعفاء وقال: قال عنه البخاري: منكر الحديث وقال في التقريب: صدوق ربما أخطأ وقد ضعفه الأزدي بلا حجة
وكيع: ابن الجراح الرؤاسي الكوفي.
روى عنه خلق كثير وروى هو عن خلق كثير وهو من الثقات الأثبات العبّاد الزهاد. ذكره المزي وطوّل ترجمته بما لا مزيد عليه
عبد الله بن نمير: أبو هشام الكوفي
روى عن: الأعمش وعبد الرحمن الأوزاعي. وابن أبي ذئب وهشام بن حسان ويحيى بن سعيد وآخرين. وروى عنه: أحمد بن حنبل وإسحق الكوسج وأبو خيتمة وعلي بن المديني وأبو كريب وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: كان مستقيم الأمر ذكره ابن القيسراني وأثنى عليه وقال: الحافظ الإمام وذكره ابن حبان في مشاهير العلماء وقال: من الحفاظ المتقنين وذكره في التهذيب وقال: من رجال الستة، ووثقه ابن معين، وقال العجلي: ثقة صالح الحديث صاحب سنة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث صدوق وقال في التقريب: ثقة صاحب حديث
طلحة بن عمرو: المكي.
روى عن سعيد بن جبير وعبد الله بن عبيد بن عمير ونافع مولى ابن عمر وغيرهم. روى عنه: جرير بن حازم وحماد المقرئ وسفيان الثوري وأبو داود الطيالسي والفضل بن دكين. ومعمر بن راشد وغيرهم.
قال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لا شيء، متروك الحديث. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء، ضعيف. وقال السعدي: غير مرضي في حديثه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي، لين عندهم. وقال البخاري: ليس بشيء، كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. قال ابن عدي: وطلحة بن عمرو هذا. قد حدث عنه قوم ثقات، بأحاديث صالحة، وعامة ما يرويه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث عامتها مما فيه نظر وفي التهذيب قال: قال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفا جداً. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي.
وقال علي بن الجنيد: متروك وفي التقريب: متروك وذكره ابن عراق في أسماء الوضاعين والكذابين والذين يسرقون الحديث وقال: قال ابن حبان: يروى عن الثقات ما ليس من حديثهم
أبو خلف: قال في تعجيل المنفعة: المكي مولى بني جمع عن عائشة رضي الله عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/215)
وعنه إسماعيل المكي: لا يعرف. قلت: (ابن حجر) وقع هكذا في الثلث الأول من مسند عائشة رضي الله عنها. وقال أحمد حدثنا عفان ثنا صخر بن جويرية ثنا إسماعيل المكي، والحديث في كيفية قراءة قوله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا). وفيه قصة لعبيد بن عمير. وقد ذكره أبو أحمد الحاكم في (الكنى) فيمن لم يقف على اسمه. وساق بسنده عن يزيد بن هارون عن صخر عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فذكره، واستفدنا من هذه الرواية أن إسماعيل المكي هو ابن أمية. أحد الثقات المشهورين من رجال الصحيح. وظن شيخنا الهيثمي في (مجمع الزوائد) له أنه إسماعيل بن مسلم المكي. وليس كما ظن. وتابع عفان ويزيد عبد الوهاب بن عطاء عن صخر أخرجه أبو العباس السراج في تفسيره. وقد تابع إسماعيل على روايته عن أبي خلف المذكور طلحة بن عمر المكي أخرجه إسحق بن راهويه في مسنده عن عبد الله بن نمير عن طلحة. وأخرجه الحاكم أيضا من طريق وكيع عن طلحة.فصار أبو خلف بذلك مشهوراً بعد أن كان مجهولاً لكن بقي بيان حاله
هذا كلام ابن حجر رحمه الله في شأن أبي خلف وحاصله أنه مجهول الحال وبقية كلامه يحتاج إلى بسط هذا هو:
ما ذكره عن مسند أحمد هو في مسرد الروايات تحت بند (خامس عشر) وما ذكره عن أبي أحمد الحاكم هو في مسرد الروايات تحت بند (عاشراً) وأما متابعة أبي العباس السراج فهي تحت بند (ثالث عشر) وهو حديث في غاية الضعف لأن طلحة بن عمرو متروك الحديث فلا أظن أن مثله يصلح أن يكون متابعا ً وأما المتابعة التي أخرجها إسحق بن راهويه فهي تحت بند (تاسعاً) وهي رواية هالكة لأن طلحة بن عمرو متروك فلا يصلح مثلها أن يكون متابعة. وأما ما أخرجه الحاكم من طريق وكيع عن طلحة فهو تحت بند (ثالث عشر) وهي رواية هالكة لأن طلحة متروك. فلا تصلح هذه الرواية أن تكون متابعة. ومن أعجب العجب قول ابن حجر السابق. وهل تعد الموضوعات أو ما هو قريب منها متابعات!!
وهناك ملاحظة لا بد منها وهي أن لفظ الرواية التي ذكرها إسحق بن راهويه يتناقض مع ما عده ابن حجر متابعاً له ذلك أن رواية إسحق فيها ذكر الآية على وجهها الصحيح بخلاف الحديث المتابع. فإن صحت الطباعة فإن هذا الأثر لا يصلح لما عده ابن حجر متابعاً، وإن كان الخلل في الطباعة لا يصلح أيضاً لأنه ضعيف جدا. والله أعلم.
وأما أبو خلف فقد ذكره الحسيني وقال: لا يعرف
هذا هو طريق أبي خلف بجميع من روى عنه وهو طريق هالك لا تقوم به حجة. فالحديث من هذا الطريق حديث منكر والله أعلم.
الطريق الثاني طريق عبيد بن عمير. وهذه دراسة رواته:
خالد الحذاء: ابن مهران، أبو المنازل البصري
روى عن: أبي العالية وأبي المنهال وشهر بن حوشب. وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وابن سيرين وأبي رجاء وغيرهم.
وروى عنه: إبراهيم بن طهمان وابن علية وحماد بن سلمة والثوري والأعمش وشعبة بن الحجاج وابن جريح وعبد الوهاب الخفاف وابن سيرين وغيرهم.
قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل: ثبت، ووثقه النسائي ويحيي بن معين.وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به وذكره في الجرح والتعديل وذكر توثيق يحيى بن معين له. وعن أبيه يكتب حديثه ولا يحتج به وذكر رواية الأثرم السابقة عن أحمد وذكره ابن القيسراني وأثنى عليه وقال: احتج به أصحاب الحديث، وقال أبو حاتم: لا يحتج به
وذكره الذهبي في (من تكلم فيه) وقال: ثقة كبير القدر. وقال أبو حاتم: لا يحتج به
وذكره الذهبي في الميزان وأثنى عليه كثيراً، ورد قول الطاعنين فيه وفي التقريب: ثقة يرسل هذا وقد روى هذا الأثر عن خالد: يحيي بن راشد وهو ضعيف كما في تلخيص المستدرك للذهبي عند هذا الحديث
عبد الله بن عبيد بن عمير. أبو هاشم المكي
روى عن: ثابت البناني وعن أبيه – وقيل لم يسمع منه – وعن عائشة وغيرهم.
وروى عنه: إسماعيل بن أمية وجرير بن حازم وطلحة بن عمرو وعطاء بن السائب والزهري وغيرهم.
قال أبو زرعة وأبو حاتم: ثقة. وزاد أبو حاتم: يحتج بحديثه. وقال النسائي: ليس به بأس وذكره في التهذيب وقال: قال البخاري في الأوسط: لم يسمع من أبيه شيئاً ولا يذكره وفي التقريب: ثقة
عبيد بن عمير: أبو عاصم المكي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/216)
روى عن: أبي بن كعب وعمر بن الخطاب وابن عباس وعلي وأبي ذر وعائشة وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عبد الله وقيل لم يلقه ولم يسمع منه وابن أبي مليكة وعطاء بن أبي رباح وأبو الزبير المكي وغيرهم
وثقه يحيي بن معين وأبو زرعة وذكره في التهذيب وقال: قال ابن معين وأبو زرعة: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات. وعن العجلي: مكي، تابعي، ثقة، من كبار التابعين وفي التقريب: مجمع على ثقته
هذا طريق رجاله موثقون غير أن الذي رواه عنهم وانفرد بذلك يحيي بن راشد البصري. وهو قد ذكر في الجرح والتعديل وقال فيه: البصري المازني سئل عنه يحيي بن معين فقال: ليس بشيء. وعن أبيه: إنه ضعيف الحديث، في حديثه إنكار، وأرجو أن لا يكون ممن يكذب. وعن أبي زرعة: شيخ لين الحديث. وذكره ابن الجوزي وقال: قال يحيي: ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف، وقال الدار قطني يعتبر به، صويلح وفي التقريب: ضعيف
وبالجملة فهذا طريق ضعيف لا تقوم به حجة وإذا كان الأمر على ذلك فإن المرء يعجب حين يقرأ للسيوطي في الإتقان قوله: إنه روي عن عائشة في ذلك – وذكر الحديث – وقال: وهو على شرط الشيخين!! إذ كيف يكون هكذا ويقال على شرط الشيخين، وهو بجميع طرقه كما رأينا لا يصلح للاحتجاج أصلا.
ومن العجيب أن يصر السيوطي على صحة هذه الأحاديث المروية عن عائشة إصراراً شديدا.
الطريق الثالث: طريق عطاء وهذه دراسة رواته:
مندل: ابن علي العنزي.
روى عن: أسيد بن عطاء وحميد الطويل والأعمش وعبد الملك بن جريح ومطرف وغيرهم. روى عنه: أبو نعيم الفضل بن دكين والمنذر بن عمار وأبو الوليد الطيالسي ويحيى بن آدم والفراء وغيرهم.
عن أحمد بن حنبل: ضعيف، وعن يحيي بن معين: ليس به بأس، يكتب حديثه، وقال يحيي بن معين مرة أخرى: ضعيف، وعن يعقوب بن شيبة: ضعيف، وعن أبي زرعة: لين الحديث، وقال النسائي: ضعيف وقد ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال الجوزجاني: مندل وحبان واهيا الحديث وفي التقريب: ضعيف
عبد الملك: ابن عبد العزيز بن جريح
روى عن أبان بن صالح وإسماعيل بن أمية وابن عليه وحميد الطويل وابن كثير القارئ وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم خلق كثير.
وروى عنه: إسماعيل بن علية وحجاج المصيصي وعبد الوهاب الخفاف وعلي بن مسهر ومندل بن علي والنضر ابن شميل وغيرهم.
وابن جريح هذا من الثقات المدلسين وكان حديثه مقبولاً إذا قال أخبرنا أو حدثنا. هذه خلاصة ما في تهذيب الكمال وقال الذهبي: أحد الأعلام الثقات، يدلس، وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: بعض الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريح أحاديث موضوعة. كان ابن جريح لا يبالي من أين يأخذها
عطاء: ابن أبي رباح
روى عن: زيد بن أرقم وابن الزبير وابن عباس وكعب الأحبار وعائشة وأم سلمة وغيرهم.
وروى عنه: الحجاج بن أرطأة ورباح المكي والأوزاعي وعبد العزيز المكي وغيرهم.
كان ثقة كثير الحديث.
وبالجملة فهذا الطريق مردود من جهتين اثنتين:
الأولى: أنه من رواية مندل بن علي وهو ضعيف
الثانية: أن ابن جريح لم يصرح بالسماع من عطاء
وبهذين السببين يكون هذا الأثر ساقط الاعتبار ولا تقوم به حجة. والله أعلم.
المبحث الثالث: القيمة العلمية لهذه الآثار
لا ريب في أهمية القرآن العظيم لدى المسلمين جميعاً، ومن صور هذه الأهمية أنهم لم يحفلوا بشيء لم تتواتر قرآنيته ليكون قرآناً متعبداً به. ولذلك أسقطوا من الاعتبار التعبدي كل ما كان غير متواتر.
ولا ريب أيضاً أن عناية الصحابة بالقرآن الكريم كانت عناية فائقة ولذلك اهتموا بكتابة القرآن الكريم على النحو الذي حذقوه من الإملاء والخط. فلذلك كانت طريقة الكتابة القرآنية في ذلك الزمن هي أوثق طريقة كانت موجودة لدى ذلك الجيل دون ريب. إذ إن هذا يعكس اهتمامهم بالقرآن الكريم حفظاً وكتابة.
ولا ريب أن مثل هذه الآثار التي تعارض ما سبق ذكره تمثل نمطاً غريباً من الإشكالات القائم أمرها على دفع التعارض بين ما هو معلوم ومعروف من ذلك الاهتمام وتلك العناية، وبين فحوى تلك الآثار التي تخالف ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/217)
ولهذا لم تجد هذه الآثار أي احتفال بشأنها عند علماء المسلمين حتى عند أولئك الذين وثقوا بعض أسانيدها. وإنما كانت موضع نقد واتهام ورد، وذلك بصور مختلفة من الحديث بين من تحدث عنها. فهذا ابن قتيبة رحمه الله تعالى يعلق على هذه الروايات – بعد أن ذكر بعضاً منها – ويقول: … .. وأما ما تعلقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غلط الكاتب، فقد تكلم النحويون في هذه الحروف، واعتلوا لكل حرف منها واستشهدوا الشعر
وهذا الإمام الباقلاني يجمع في رده نقد الروايات المسندة إلى عثمان وعائشة رضي الله عنهما ويكر عليها بالنقد والنقض في كلام واضح وصريح حاصله توهين الروايات متوناً وأسانيد وهذا الداني يقول في تأويل ما نقل عن عائشة رضي الله عنها: تأويله ظاهر، وذلك أن عروة لم يسأل عائشة فيه عن حروف الرسم التي تزاد فيها لمعنى وتنقص منها لآخر تأكيداً للبيان وطلباً للخفة، وإنما سألها فيه عن حروف من القراءة المختلفة الألفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات التي أذن الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام ولأمته في القراءة بها واللزوم على ما شاءت منها تيسيراً لها وتوسعة عليها، وما هذا سبيله وتلك حاله فعن اللحن والخطأ والوهم والزلل بمعزل لفشوه في اللغة ووضوحه في قياس العربية، وإذا كان الأمر في ذلك كذلك فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم ولا هو من سببه في شيء، وإنما سمى عروة ذلك لحناً، وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ على جهة الاتساع في الأخبار وطريق المجاز في العبارة إذ كان ذلك مخالفاً لمذهبهما وخارجاً عن اختيارهما وكان الأوجه والأولى عندهما. والأكثر والأفشى لديهما على وجه الحقيقة والتحصيل، فالقطع لما بيناه قبل من جواز ذلك وفشوه في اللغة واستعمال مثله في قياس العربية مع انعقاد الإجماع على تلاوته كذلك دون ما ذهبا إليه إلا ما كان من شذوذ أبي عمرو بن العلاء في (إن هذين) طه:62 خاصة، هو الذي يحمل عليه هذا الخبر ويتأول فيه دون أن يقطع به على أن أم المؤمنين رضى الله عنها مع عظيم محلها وجليل قدرها واتساع علمها ومعرفتها بلغة قومها لحنت الصحابة وخطأت الكتبة وموضعهم في الفصاحة والعلم باللغة موضعهم الذي لا يجهل ولا ينكر، هذا مالا يسوغ ولا يجوز. وقد تأول بعض علمائنا قول أم المؤمنين (أخطأوا في الكتاب) أي أخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة بجمع الناس عليه. لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لايجوز لأن ما لا يجوز مردود بإجماع،وإن طالت مدة وقوعه وعظم قدر موقعه. وهذا الألوسي رحمه الله تعالى يقول ... نعم يبقى ما روي بسند صحيح على شرط الشيخين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنهما عن لحن القرآن ... ويجاب عن ذلك بأن معنى قولها اخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه، لا أن الذي كتبوه من ذلك خطأ لا يجوز فإن ما لا يجوز مردود وإن طالت مدة وقوعه، وهذا الذي رأته عائشة وكم لها رأي رضي الله عنها
وهذا الذي قاله الألوسي فيه بعض الأمور لابد من ذكرها.
أولها: قوله إن الحديث على شرط الشيخين غير مسلم بمرّة. وقد مضى في دراسة أسانيد هذا الحديث (الأثر) ما يبطل هذا القول.
ثانيهاً: إن تفسير قولها على النحو الذي ذكره لا يستقيم مع فحوى الروايات التي ليس لها إلا تفسير واحد هو كون هذه الآيات المشار إليها مكتوبة خطأ
ثالثها: في نهاية كلام الألوسي لمز بعائشة رضي الله عنها لا يليق.
ولم يقتصر الأمر على المتقدمين، فهذا الشيخ الزرقاني رحمه الله يلخص من أقوال المتقدمين ويضيف إليها ما أصبح فيما بعد تكأة لمن جاء بعده، نراه يقول بعد أن أورد الروايات عن عائشة رضي الله عنها .. ونجيب:
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحا ,فإنها مخالفة للمتواتر القاطع ,ومعارض القاطع ساقط مردود، فلا يلتفت إليها، ولا يعمل بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/218)
ثانياً: إنه قد نص في كتاب إتحاف فضلاء البشر على أن لفظ (هذان) قد رسم في الصحف من غير. ألف ولا ياء ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها، وإذن فلا يعقل أن يقال: أخطأ الكاتب، فإن الكاتب لم يكتب ألفا ولا ياء.ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد (إن) وبالألف لفظاً في (هذان) ولم ينقل عن عائشة ولا عن غيرها تخطئة لمن قرأ بما ذكر، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها؟
بل هي قراءة الأكثر، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفي على مثل عائشة. ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته.ومنه جاء قول الشاعر العربي:
واها لسلمى ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها
وموضع الخلخال من رجلاها بثمن يرضى به أباها
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
فبعيد عن عائشة أن تنكر تلك القراءة، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف.
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة رضي الله عنها من تخطئة المصحف في قوله تعالى (والمقيمين الصلاة) بالياء، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: وذكر عن عائشة رضي الله عنها أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف، ولا يصح ذلك عنها لأنها عربية فصيحة، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب. وهو باب واسع ذكر عليه سيبويه وغيره شواهد. وقال الزمخشري: لا يلتفت إلي ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه) ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل , كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام، وذب المطاعن عنه , من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة يسدوها من بعدهم، وخرقا يرفوه من يلحقهم.
رابعاً: إن قراءة (والصابئون) بالواو لم ينقل عن عائشة أنها خطأت من يقرأ بها ولم ينقل أنها كانت تقرأها بالياء دون الواو , فلا يعقل أن تكون خطأت من كتب بالواو.
خامساً: إن كلام عائشة في قوله تعالى (يؤتون ما أوتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها. بل قالت للسائل: أيهما أحب إليك؟ ولا تحصر المسموع عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأت هي به. بل قالت إنه مسموع ومنزل فقط. وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما قولها: ولكن الهجاء حرف، فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة واللغة.
والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف لغة ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم. ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ , وإلا كان حديثا معارضا للمتواتر , ومعارض القاطع ساقط
ولا يخفي ما في هذه الردود من حسن ماعدا ما ورد في الوجه الأخير من تأويل (الهجاء حرف) بمعنى اللغة والوجه فإن ظاهر الرواية وصريحها لا يدل عليه على الإطلاق، والله تعالى أعلم.
هذه هي أهم , ردود الأفعال حول هذه المرويات والآثار , لكن لا نعدم أن نجد لهذه المرويات صدى في كتاب مثل كتاب المصاحف لابن أبي داود وكذا كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد حيث حشدت فيهما هذه الروايات وأمثالها دون أن تجد تعليقاً من مؤلفي الكتابين.
وهذا محمد عبد اللطيف في كتابه (الفرقان) يحشد هذه الروايات وأمثالها ليستخرج منها ما مؤداة أن كتابة المصحف على الوجه الذي هي عليه من أشنع الأمور المؤدية إلى الخلط والخبط في فهم القرآن. نستمع إليه وهو يقول: والناظر لهذا الاختلاف الذي أوردنا بعضه- يقصد في الرسم – يرى أن الرسم القديم يقلب معاني الألفاظ ويشوهها تشويهاً شنيعاً , ويعكس معناها , بدرجه تكفر قاريه وتحرف معانيه، وفضلاً عن هذا فإن فيه تناقضاً غريباً , وتنافراً معيباً, لا يمكن تعليله ولا يستطاع تأويله
ومثل هذا ما صنعه من سمى نفسه الفخر الرازي في كتاب له سماه (إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من السلف) حيث حشد فيه هذه الروايات وأمثالها ليصل بها إلى القول بأن أمة الإسلام كلها متواطئة على تحريف القرآن الكريم. وعنوان الكتاب أكبر دليل على ما فيه. وبعد فهذه في نظري قيمة هذه المرويات
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/219)
المبحث الرابع: دراسة هذه الآيات موضع التخطئة
أولا: قوله تعالى في سورة طه: (فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما) الآية (62 - 63)
القراءات في هذه الآية:
أولا قرأ أبو عمرو بن العلاء (إنّ هذين لساحران)
ثانياً: القراءة بتسكين النون من (إن)
أ - قرأ ابن كثير بتسكين النون (إن ْ هذانّ) وكذا بتشديد النون من هذان
ب - قرأ حفص عن عاصم (إن هذان لساحران) بسكون النون من (إن) وتخفيفها من (هذان)
ثالثاً: قرأ بقية القراء (إنّ هذان لساحران) بتشديد النون من (إن) (وهذان) بالألف. فهذه أربع قراءات متواترة في هذه الآية الكريمة، ولم تذكر كتب القراءات فيها أي قراءة شاذة غير أن الرازي في التفسير قد ذكر مجموعة من القراءات التي لم تذكر في كتب القراءات فيما اطلعت عليه – وإنما هي من قبيل التفسير – وذكر من بينها معظم القراءات المتواترة، ولكنه رحمه الله أغرب إذ عقّب على ذلك قائلاً: فهذه هي القراءات الشاذة في هذه الآية. وكان رحمه الله اعتمد قراءة حفص (إنْ هذان لساحران) وعد الباقي شاذاً، وهي هفوة غير مرتقبة من إمام كبير
هذا وهذه القراءات المتواترة ليس فيها إشكال إلا ما روي في قراءة أهل المدينة والكوفة (إنَّ هذان لساحران) حتى قيل: إن أبا عمرو بن العلاء قال: إني لأستحيي من قراءتها على هذا الوجه.
وقد أجاب العلماء عن هذه القراءة أجوبة عديدة نلخصها بما يلي:
القول الأول: إنها لغة من لغات العرب المشهورة المعروفة
القول الثاني: أن تكون (إنّ) بمعنى نعم
القول الثالث: أن الألف من (هذان) دعامة وليست من أصل الفعل. قال الفراء كما في تفسير القرطبي: وجدت الألف دعامة وليست بلام الفعل فزدت عليها نونا ولم أغيرها.
القول الرابع: قول بعض نحاة الكوفة: إن الألف في (هذان) مشبهة بالألف في يفعلان، فلم تغير.
القول الخامس: إن الجملة فيها ضمير الشأن المحذوف وتقديره (إنه هذان لساحران)
القول السادس: قول ابن كيسان: لما كان يقال (هذا) في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد، أجريت التثنية مجرى الواحد. هذه هي أجوبة المفسرين والنحاة على هذه الآية، تجد هذا مبسوطا في المصادر التالية:
والمتأمل لهذه الأجوبة يجد بعضها مشوباً بالتكلف والمنازعة بين أفراد النحاة في تقديم وجه على وجه. لكن الذي يظهر لي من خلال البحث أن هذه الآية الكريمة جاءت على لغة مشهورة معروفة شائعة وقت نزول القرآن في قبيلة قريش وإن لم تكن في أصلها للقرشيين وهي إلزام المثنى الألف في جميع حالاته.
هذا ولا ينبغي أن يفوت التنبيه على أن بعض العلماء يردون بعض القراءات لمخالفتها للرسم وهذا رد غير مقبول إذ الرسم أمر تال للقراءة وليس متقدماً عليها، وإنما كان الرسم بعد تواتر نقل هذه القراءة، فكيف نردها بعد التواتر بحجة أن الذين كتبوا المصحف لم تكن كتابتهم لتستوعب هذه الوجوه المتواترة. لعمرك إن هذا لخلف في القول وشرود عن الصواب فينبغي الحذر منه، وكذا ينبغي الحذر من رد القراءات المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأي وجه من الوجوه؛ فالقراءة المتواترة قرآن بإجماع المسلمين فردها يعني رد جزء من القرآن وهذا في غاية الخطورة. والله تعالى أعلم بالصواب
ثانيا: قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما) (النساء: 162)
القراءات في هذه الآية:
قرأ جميع القراء في القراءات المتواترة (والمقيمين الصلاة) بالنصب. وهي هكذا مكتوبة في جميع المصاحف كما نص على هذا القرطبي في التفسير وقرأ الحسن ومالك بن دينار وعيسى الثقفي وجماعة (والمقيمون) بالرفع. وهي قراءة شاذة وقد اختلف المفسرون في توجيه القراءة المتواترة على أنحاء أهمها:
أولا: إنه منصوب على المدح لبيان فضل الصلاة والمصلين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/220)
ثانيا: إن المقيمين معطوف على (ما) والمعنى: والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالمقيمين الصلاة. ويكون المراد بالمقيمين إما الأنبياء وإما الملائكة والثاني اختيار الطبري. وأما بقية الوجوه فقد ردها جميع المفسرين لأنها من قبيل ما لا يسوغ في النحو والمعنى ولذلك كان الاقتصار على هذين الوجهين
والقول الأول هو الأظهر عربية والأبين أسلوباً وهو اختيار سيبويه والنحاس ونحاة البصرة وأكثر المفسرين.
وأما تأويل الطبري فهو يحتاج إلى استقراء أسلوب القران الحكيم وهل يعبر فيه عن الملائكة والأنبياء بمثل هذا التعبير وعلى أي حال من جهة المعنى لا حرج في هذا التأويل، لكن يبقى الحديث عن أسلوب القران الذي لم يرد فيه على الإطلاق استعمال مثل هذا التعبير في حق الملائكة والأنبياء عليهم جميعا السلام والله أعلم.
ثالثاً: قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (المائدة: 69)
القراءات في هذه الآية:
اتفق القراء في القراءات المتواترة على قراءة (والصابئون) بالرفع، ومن نسب غير ذلك لابن كثير فقد وهم. إذ لم ينص أي كتاب من كتب القراءات على وجود الخلاف في هذا الموضع وقد اختلف المفسرون والمعربون في توجيه هذه القراءة على أنحاء متنوعة لخصها العكبري بما حاصله:-
أولاً: قول سيبويه: إن النية به التأخير بعد خبر إن وتقديره " ولا هم يحزنون والصابئون كذلك " فهو مبتدأ والخبر محذوف.
ثانياً: إنه معطوف على موضع إن كقولك: إن زيداً وعمرو قائمان. قال العكبري: وهذا خطأ لأن خبر إن لم يتم. وقائمان إن جعلته خبر إن لم يبق لعمرو خبر، وإن جعلته خبر عمرو لم يبق لإن خبر، ثم هو ممتنع من جهة المعنى لأنك تخبر بالمثنى عن المفرد.
ثالثاً: إن (الصابئون) معطوف على الفاعل في (هادوا) قال العكبري: وهذا فاسد لوجهين: أحدهما: أنه يوجب كون الصابئين هوداً، وليسوا كذلك
الثاني: أن الضمير لم يؤكد.
رابعاً: أن يكون خبر الصابئين محذوفاً من غير أن ينوى به تأخير، وهو ضعيف أيضاً لما فيه من لزوم الحذف والفصل.
خامساً: إن (إنّ) بمعنى نعم، فما بعدها في موضع رفع. فالصابئون كذلك.
سادساً: إن (الصابئون) في موضع نصب، ولكنه جاء على لغة " بلحرث " الذين يجعلون التثنية بالألف على كل حال، والجمع بالواو على كل حال.
سابعاً: أن يجعل النون حرف الإعراب
هذه هي الأقوال التي ذكرها العكبري ملخصاً بها جميع الأقاويل في إعراب الآية غير أن الشيخ ابن عاشور قد ذكر رأياً آخر وفصل في المسألة تفصيلاً حسناً وهذا كلامه: قال: الذي أراه أن يجعل خبر (إن) محذوفاً. وحذف خبر إن وارد في الكلام الفصيح غير قليل، كما ذكر سيبويه في كتابه. وقد دل على الخبر ما ذكر بعده من قوله (فلهم أجرهم عند ربهم) ويكون قوله (والذين هادوا) عطف جملة على جملة، فيجعل (الذين هادوا) مبتدأ، ولذلك حق رفع ما عطف عليه وهو (والصابئون). وهذا أولى من جعل (والصابئون) مبتدأ الجملة وتقدير خبر له، أي: والصابئون كذلك، كما ذهب إليه الأكثرون لأن ذلك يفضي إلى اختلاف المتعاطفات في الحكم وتشتيتها مع إمكان التفصي عن ذلك، ويكون قوله (من آمن بالله) مبتدأ ثانياً، وتكون (من) موصولة، والرابط للجملة التي قبلها محذوفاً أي من آمن منهم، وجملة (فلهم أجرهم) خبراً عن (من) الموصولة، واقترانها بالفاء لأن الموصول شبيه بالشرط، وذلك كثير في الكلام كقوله تعالى (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) الآية 10 - البروج. ووجود الفاء فيه يعني كونه خبراً عن (من) الموصولة وليس خبر (إن) على عكس قول ضابي بن الحارث:
ومن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
فإن وجود لام الابتداء في قوله (لغريب) عين أنه خبر (إن) وتقدير خبر عن قيار.
فلا ينظر به قوله تعالى (والصابئون) .... وجمهور المفسرين جعلوا قوله تعالى (والصابئون) مبتدأ وجعلوه مقدما من تأخير , وقدروا له خبرا محذوفا للدلالة خبر (أن) عليه. وأن أصل النظم: إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى لهم أجرهم.الخ , والصابئون كذلك , جعلوه كقول ضابئ بن الحارث
فإني وقيار بها لغريب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/221)
وبعض المفسرين قدروا تقادير أخرى أنهاها الألوسي إلى خمسة. والذي سلكناه أوضح وأجرى على أسلوب النظم وأليق بمعنى الآية.
وبعد فمما يجب أن يوقن به أن هذا اللفظ كذلك نزل , وكذلك نطق به النبي صلى الله عليه وسلم , وكذلك تلقاه المسلمون منه وقرأوه , وكتب في المصاحف , وهم عرب خلص فكان لنا أصلا نتعرف منه أسلوبا من أساليب استعمال العرب في العطف، وإن كان استعمالا غير شائع لكنه من الفصاحة والإيجار بمكان , وذلك أن من الشائع في الكلام أنه إذا أتي بكلام مؤكد بحرف (أن) وأتي باسم إن وخبرها وأريد أن يعطفوا على اسمها معطوفا هو غريب في ذلك الحكم جيء بالمعطوف الغريب مرفوعا، ليدلوا بذلك على أنهم أرادوا عطف الجمل لا عطف المفردات. فيقدر السامع خبرا يقدره بحسب سياق الكلام. ومن ذلك قوله تعالى (أن الله بريء من المشركين ورسوله) الآية 3 - التوبة. أي ورسوله كذلك فإن براءته منهم في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمر كالغريب ليظهر منه أن آصرة الدين أعظم من تلك الأواصر. وكذلك هذا المعطوف هنا لما كان (الصابئون) أبعد عن الهدى من اليهود والنصارى في حال الجاهلية قبل مجي الإسلام لأنهم التزموا عبادة الكواكب. وكانوا مع ذلك تحق لهم النجاة إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا. كان الإتيان بلفظهم مرفوعا تنبيها على ذلك. لكن كان الجري على الغالب يقتضي أن لا يؤتى بهذا المعطوف مرفوعا إلا بعد أن تستوفي (إن) خبرها , إنما كان الغالب في كلام العرب أن يؤتى بالاسم المقصود به هذا الحكم مؤخرا. فأما تقديمه كما في هذه الآية فقد يتراءى للناظر أنه ينافي المقصود الذي لأجله خولف حكم إعرابه , ولكن هذا أيضا استعمال عزيز , وهو أن يجمع بين مقتضى حالين , وهما الدلالة على غرابة المخبر عنه في هذا الحكم , والتنبيه على تعجيل الإعلام بهذا الخبر فإن الصابئون يكادون ييأسون من هذا الحكم أو ييأس منهم من يسمع الحكم على المسلمين واليهود. فنبه الكل على أن عفو الله عظيم لا يضيق عن شمولهم. فهذا موجب التقديم مع الرفع. ولو لم يقدم ما حصل ذلك الاعتبار , كما أنه لو لم يرفع لصار معطوفا على اسم (إن) فلم يكن عطفه عطف جملة على جملة.
والذي أراه أن ما ذهب إليه ابن عاشور أقوم مذهبا وأبين معنى وهو مؤيد بما ذهب إليه في الخزانة عند هذا البيت الذي ذكره ابن عاشور وقلب فيه استشهاد النحويين
رابعا: قوله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) (المؤمنون:60)
القراءات في هذه الآية:
أجمع قراء المتواتر على قراءة هذه الآية الكريمة على هذا النحو الذي هي فيه. وهي هكذا مرسومة في جميع مصاحف الأمصار قال ابن جني: ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة وابن عباس وقتادة والأعمش "يأتون ما أتوا " قصرا.
وفي معنى ((قراءة النبي صلى الله عليه وسلم)) قال الألوسي: يعني أن المحدثين نقلوها عنه صلى الله عليه وسلم ولم يروها القراء من طرقهم.
وهذه قراءة شاذة بلا ريب لأنها لم تنقل عن أحد من القراء في القراءات المتواترة وقد نقل القرطبي عن الفراء قوله: ولو صحت هذه القراءة عن عائشة لم تخالف قراءة الجماعة؛ لأن الهمز من العرب من يلزم فيه الألف في كل الحالات إذا كتب ‘ فيكتب (سئل الرجل) بألف بعد السين (ويستهزئون) بألف بين الزاي والواو (وشيء) بألف بعد الياء فيحتمل هذا اللفظ بالبناء على هذا الخط قراءتين (يؤتون ما آتوا) و (يأتون ما أتوا) وينفرد ما عليه الجماعة باحتمال تأويلين:
أحدهما: والذين يعطون ما أعطوا من الزكاة والصدقة وقلوبهم خائفة.
والآخر: والذين يؤتون الملائكة الذين يكتبون الأعمال على العباد ما آتوا وقلوبهم وجلة , فحذف مفعول في هذا الباب لوضوح معناه كما حذف في قوله عز وجل (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) الآية 49 - يوسف، والمعنى يعصرون السمسم والعنب , فاختزل المفعول لوضوح تأويله. ويكون الأصل في الحرف على هجائه الموجود في الإمام يأتون) بألف مبدلة من الهمزة فكتبت الألف واوا لتآخي حروف المد واللين في الخفاء، حكاه ابن الأنباري قلت: والمنقول ههنا عن الفراء ليس في تفسيره عند هذه الآية وإنما الذي هناك ما نصه: حدثني مندل قال حدثني عبد الملك عن عطاء عن عائشة أنها قرأت أو قالت: ما كنا نقرأ إلا (يأتون ما أتوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/222)
) وكانوا أعلم بالله من أن توجل قلوبهم قال الفراء: يعني به الزكاة. تقول: فكانوا أتقى لله من أن يؤتوا زكاتهم وقلوبهم وجلة
قلت: والمنقول عن الفراء كما في تفسير القرطبي في غاية الغرابة وذلك في الوجه الثاني تحديدا لأنه أولا: يستدعي حذفا لا داعي له. وثانيا: ما هي علاقة الملائكة بهذا الموضوع
وأما الأثر الذي في تفسير الفراء فهو أثر ضعيف كما مضى بيان ذلك في نهاية المبحث الثاني ومن جهة أخرى يتعارض مع حديث آخر فقد أخرج الترمذي عن سعيد بن وهب عن عاثشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (والذين يؤتون ما آتوا) قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لايا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون قال ابن كثير رحمه الله تعالى في بيان الفرق بين القراءة المتواترة والشاذة في هذه الآية: (الذين يؤتون ما آتوا) أي: يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم؛ لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط ... ثم ذكر حديث عاثشة المتقدم عند الترمذي " ... وقد قرأ آخرون هذه الآية (والذين يأتون ما أتوا) أي يفعلون ما يفعلون وهم خائفون .... والمعنى على قراءة جمهور القراء أظهر لأنه قال أولئك يسارعون في الخبرات وهم لها سابقون) نجعلهم من السابقين ولو كان المعنى على القراءة الأخرى لأوشك أن لا يكونوا من السابقين بل من المقتصدين أو من المقصرين والله أعلم
قلت: ورأي ابن كثير رحمه الله رأي وجيه
وبعد فهذه هي الآيات موضع الطعن في هذه الآثار الهالكة , وليس في هذه الآيات أي موضع من مخالفات العربية أو مخالفة المعنى الصحيح , وليس للقول بتخطئة هذه القراءات أي وجه وجيه. والله تعالى أعلم.
الخاتمة
بعد أن من الله تعالى بإتمام هذا البحث، ودراسة قضاياه بالشكل اللائق علميا – إن شاء الله – لا بد أن نقف عند أهم النتائج التي توصلت إليها:
أولا: إن ما عزي إلى أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها من تخطئة كتاب المصاحف كله أحاديث باطلة لا يصح منه شيء.
ثانيا: إن أمة الإسلام منذ تلقت المصحف قد حافظت عليه بعد أن تكفل الله تعالى بحفظه، ولهذا سلم المصحف من أي خطا أو عارضة خطأ.
ثالثاً: إن دراسة متون الأحاديث من الأمور اللازمة وأنه ينبغي الاعتناء بها كما يعتنى بأسانيد تلك الأحاديث.
التوصيات
يوصي الباحث بعد الانتهاء من البحث بما يلي:
أولاً: ضرورة أن يهب العلماء الغيورون للدفاع عن القرآن دفاعاً عن دينهم وعقائدهم
ثانياً: ضرورة التأني في الحكم على المسائل الشرعية.
ثالثاً: الحذر من المسارعة في قبول الأحاديث لظاهر أسانيدها.
رابعاً: عدم الاغترار بما في بعض الكتب من تسرع في الأحكام.
خامساً: ضرورة قيام الباحثين المعاصرين بتحرير أقوال المتقدمين ودراستها من حيث أسانيدها وواقعها وتاريخها.
المراجع
1 - القرآن الكريم
1 - الأصبهاني، أبو نعيم، كتاب الضعفاء،دار الثقافة، المغرب،ط1،1984م تحقيق د0 فاروق حمادة
2 - الألوسي، محمود، روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت
3 - ابن الأنباري، أبو البركات، البيان في غريب إعراب القرآن، الهيئة المصرية،1980م تحقيق د0 طه عبد الحميد
4 - الأنصاري،أحمد مكي، الدفاع عن القرآن، دار المعارف،مصر 1973م
5 - الباقلاني، أبو بكر، الانتصار للقرآن، دار الفتح،عمان، ط1،2001م تحقيق د0 عصام القضاة
6 - البخاري، محمد إسماعيل، صحيح البخاري، دار ابن كثير،بيروت،ط3، 1987م تحقيق د0 مصطفى البغا
7 - البخاري، محمد بن إسماعيل، الكنى (ضمن التاريخ الكبير)، دار الفكر،بيروت 198م
8 - البخاري،محمد بن إسماعيل،الضعفاء الصغير، دار الوعي،حلب،ط1،1396هـ محمد إبراهيم زايد
10 - البخاري، محمد بن إسماعيل،التاريخ الكبير،دار الفكر، بيروت 1986م
11 - البستي،محمد بن حبان،التقات،دار الفكر،بيروت ط1،1975م تحقيق شرف الين أحمد
12 - البستي،محمد بن حبان، مشاهير علماء الأمصار، دار الكتب العلمية،بيروت،1959م تحقيق م0 فلايشهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/223)
13 - البغدادي،عبد القادر بن عمر،خزانة الأدب ولب الباب لسان العرب،مكتبة الخانجي،مصر،ط1، 1982م تحقيق عبد السلام هارون
14 - البغوي،الحسين بن مسعود، تفسير البغوي،دار المعرفة،بيروت ط1 1986م تحقيق خالد العك ومروان سوار
15 - البنا،أحمد بن محمد،إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربع عشر،عالم الكتب،بيروت ط1، 1987م تحقيق د0 شعبان إسماعيل
16 - الترمذي، محمد بن عيسى، جامع الترمذي (بحاشية تحفة الاحوذي)،دار الفكر،بيروت ط3 1979م تحقيق عبد الرحمن عثمان
17 - ابن الجزري، محمد بن محمد، النشر في القراءات العشر، دار الكتب العلمية،بيروت،تصحيح علي محمد الصباغ
18 - ابن جني، عثمان، المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها،دار الكتب العلمية، بيروت،ط1 1988م تحقيق محمد عبد القادر عطا
19 - ابن جني،عثمان،سر صناعة الإعراب، دار القلم،دمشق،ط1 1987م تحقيق د0 حسن هنداوي
20 - الجوزجاني، إبراهيم بن يعقوب، أحوال الرجال،مؤسسة الرسالة، بيروت،ط1 1405، تحقيق صبحي السامرائي
21 - ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، الضعفاء والمتروكين،دار الكتب العلمية بيروت، ط1 1406 هـ تحقيق عبد الله القاضي
22 - ابن الحاجب، عثمان بن عمر، الأمالي النحوية،عالم الكتب،بيروت، ط1، 1987م تحقيق هادي حمودة
23 - الحاكم،أبو أحمد، الأسامي والكنى،مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة ط1 1994م تحقيق يوسف الدخيل
24 - الحاكم، أبو عبد الله،المستدرك على الصحيحين، دار الفكر،بيروت،1978م
25 - الحسيني محمد بن علي،الإكمال، الجامعة الإسلامية،باكستان 1989م تحقيق عبد المعطي قلعجي
26 - الحمد، غانم قدوري، رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية، بغداد،ط1، 1982م
27 - أبو حيان، محمد بن يوسف، البحر المحيط،مطابع النصر،الرياض
28 - ابن خالويه، الحسن بن أحمد، الحجة في القراءات العشر، مجمع اللغة العربية، دمشق 1986 م تحقيق سبيع حاكمي
29 - ابن الخطيب،محمد محمد عبد اللطيف، الفرقان، دار الكتب العلمية،بيروت
30 - الداني،عثمان بن سعيد،المقنع في رسم مصاحف الأمصار،مكتبة الكليات الأزهرية، مصر،1978م تحقيق الصادق قمحاوي 0
31 - الداني، عثمان بن سعيد، التيسير في القراءات الأربع عشر، مكتبة الجعفر بن التبريزي، طهران،1930م تحقيق اوتوبرتزل
32 – ابن أبي داود، المصاحف، نسخة ارترجفري، دار الكتب العلمية، بيروت
33 – الدوري، أبو حفص بن عمر، كتاب جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم، مكتبة المدينة، ط، 1988م تحقيق حكمت بشير ياسين.
34 - الذهبي، محمد بن أحمد، معرفة القراء الكبار، مؤسسة الرسالة بيروت، ط 1، 1404هـ، تحقيق د. بشار عواد وأخرون
35 – الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 29، 1413 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط وأخرون.
36 - الذهبي، محمد بن أحمد، طبقات المحدثين، دار الفرقان، عمان، ط 1، 1404 هـ تحقيق د. همام سعيد.
37 - الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، دار الكتب العلمية، بيروت / ط 1، 1995م تحقيق علي معوض، وعادل الموجود.
38 - الذهبي، محمد بن أحمد، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، دار المعرفة، بيروت، تحقيق علي محمد البجادي.
39 - الذهبي، محمد بن أحمد، الكاشف، دار القبلة، جدة، ط1، 1992م، تحقيق محمد عوامة.
40 - الذهبي، محمد بن أحمد، من تكلم فيه، مكتبة المنار، عمان، ط1، 1406 هـ تحقيق محمد شكور الميداني
41 - الرازي، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1953م
42 - الرازي، محمد، التفسير الكبير، دار الفكر، بيروت، 1990م.
43 - ابن راهوية، اسحق، مسند اسحق بن راهوية، مكتبة الإيمان، المدينة، ط1، 1990م تحقيق عبد الغفور البلوشي.
44 – الزجاج، إبراهيم بن السري، معاني القران وإعرابه، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1988م تحقيق د. عبد الجليل شلبي.
45 – الزرقاني، محمد عبد العظيم، مناهل العرفان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية، مصر.
46 – ابن زنجلة، عبد الرحمن بن محمد، حجة القراءات، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط3، 1982 م تحقيق سعيد الأفغاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/224)
47 – ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت.
48 – سعيد، د. محمود، دفاع عن القران الكريم، دار المعرفة، الإسكندرية، 1992م.
49 – السمين الحلبي، أحمد بن يوسف، الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، دار القلم، دمشق، ط1، 1992م تحقيق د. أحمد الخراط.
50 – السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، الإتقان في علوم القران، دار ابن كثير، بيروت، ط4 2000م تحقيق د. مصطفى البغا.
51 – أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل، إبراز المعاني من حرز الأماني، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1981م تحقيق إبراهيم عطوة.
52 – الشيباني، أحمد بن حنبل، علل أحمد بن حنبل، مكتبة المعارف، الرياض، ط1، 1409 هـ، تحقيق صبحي السامرائي.
53 - الشيباني، أحمد بن حنبل، المسند، دار الفكر، بيروت.
54 – الضباع، علي محمد، إرشاد المريد إلى مقصود القصيد، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، ط2، 1972م تحقيق ابراهيم عطوة
55 - ابن أبي طالب، مكي، الكشف عن وجوه القراءات السبع، مؤسسة الرسالة، بيروت / ط1،1987م تحقيق د. محي الدين رمضان.
56 - ابن أبي طالب، مكي، مشكل إعراب القران، دمشق، 1974م تحقيق ياسين السواس
57 - الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القران، دار الريان للتراث، القاهرة
58 – الطرابلسي، إبراهيم بن محمد، التبيين لأسماء المدلسين، مؤسسة الريان، بيروت، ط1، 1994م تحقيق محمد الموصلي.
59 - ابن عاشور، محمد الطاهر، التحرير والتنوير، الدار التونسية، 1984م.
60 – أبو عبيد، القاسم بن سلام، فضائل القران، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1991م تحقيق وهبي الألباني
61 - العجلي، أحمد بن عبد الله، معرفة الثقات، مكتبة الدار، المدينة، ط1، 1985م تحقيق عبد العليم البستوي
62 – العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار المعرفة، بيروت، 1379هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ومحي الدين الخطيب.
63 - العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، تهذيب التهذيب، دار الفكر، بيروت،ط1، 1984م
64 - العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، تقريب التهذيب، دار الرشيد، سوريا، ط1، 1986م تحقيق محمد عوامة
65 - العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، طبقات المدلسين، دار المنار، عمان، ط1، 1983م، تحقيق د. عاصم القريوتي.
66 - العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، تعجيل المنفعة يزوائد رجال الأئمة الأربعة، دار الكتاب العربي، بيروت.
67 – العقيلي، محمد بن عمر، الضعفاء، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1984م، تحقيق عبد المعطي قلعجي
68 – العكبري، عبد الله بن الحسين، إملاء ما من به الرحمن من وجوه الأعراب والقراءات في جميع القران، بهامش حاشية الحمل، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
69 - العلائي، أبو سعيد بن خليل، جامع التحصيل لأحكام المراسيل، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1986م، تحقيق حمدي السلفي.
70 – الفراء، يحيى بن زكريا، معاني القران، عالم الكتب، بيروت، ط3، تحقيق محمد علي النجار وأحمد نجاتي.
71 - ابن القاصع، علي بن عثمان، سراج القارئ المبتدى، دار الفكر، بيروت، 1981م، مراجعة علي محمد الضباع
72 - القاضي، عبد الفتاح، القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1981م.
73 - القباقبي، محمد بن خليل، إيضاح الرموز ومفتاح الكنوز، دار عمار، الأردن، ط1، 2003م، تحقيق د. أحمد شكري.
74 – ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، تأويل مشكل القران، المكتبة العلمية، بيروت، ط3، 1981م تحقيق السيد أحمد صقر
75 - القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القران، مؤسسة مناهل الوفاق، بيروت.
76 – القيسراني، محمد بن طاهر، تذكرة الحفاظ، دار الصميعي، الرياض، ط1، 1415هـ تحقيق حمدي السلفي.
77 – الكتاني، ابن عراق، تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1979م تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله الغماري.
78 - المزي، جمال الدين يوسف، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، مؤسسة الرسالة ,بيروت ط1 1988 م تحقيق د. بشار عواد
79ـ منصور، سعيد بن منصور، سنن سعيد بن منصور،دار الصميمي،الرياض ط1, 1993م تحقيق د سعيد آل حميد
80 - ابن مهران، أحمد بن الحسن، المبسوط في القراءات العشر، مجمع اللغة العربية دمشق 1986م تحقيق سبيع حاكمي
81 - النحاس،أحمد ابن محمد، إعراب القرآن، عالم الكتب،بيروت،ط2،1985م تحقيق د زهير غازي زاهر
82 - النسائي، أحمد بن شعيب، الضعفاء والمتروكين، دار الوعي حلب، ط1 1396هـ تحقيق محمد إبراهيم زايد
83 - النمري،عمر بن شيبة، تاريخ المدينة، المدينة المنورة.ط1 تحقيق فهيم شلتوت
84ـ النووي، يحيى بن شرف، تهذيب الأسماء واللغات، دار الفكر ,بيروت ط1, 1996م
85 - هنادي، محمد عبد القادر، ظاهرة التأويل في إعراب القران، مكتبة الطالب،مكة،ط1، 1988م
86 - الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1967م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/225)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[29 - 09 - 06, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الأحبة
أقدم بين يدي ما أذكره اعتذارا للدكتور ذلك بأني وغيري لم نكن معنيون في المذاكرة إذ خصة ببعض أهل العلم لكن لزم التنبيه على أمور غلب على ظني أنها نافعة والغلط من مثلي ممكن والتوجيه منكم يا طلبة العلم متوقع.
وهذا الذي أذكره ليس على باب التتبع بل هو ما بدا لي ظاهر في البحث دون تعب وعناء وبيان أوله إن يسر الله اتمام قراءة البحث الشيق أقول قال الدكتور:
سابع عشر: في المستدرك
قال أبو عبد الله الحاكم: أخبرني محمد بن يزيد العدل ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن يحيى القطيعي ثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف: (والذين يؤتون ما آتوا)؟ قالت: هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه قلت: وهذه الرواية تخالف المشابهة في أنها جاءت بالآية على وجهها بخلاف الأخريات.
قلت كذا ذكره الدكتور والصواب كما في المستدرك (أخبرني محمد بن يزيد العدل ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن يحيى القطيعي ثنا يحيى بن راشد ثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قلت لعائشة وذكره مثله) (2875) وكرره عينه برقم (2923).
والغرض أنه أسقط احد الرواة سهوا وهو (يحيى بن راشد).
ثانيا: أنه قال: ((2) أنها الرواية الوحيدة التي جاء فيها عن عبيد عن أبيه إذ كل الروايات السابقة أسندت الكلام لعبيد، لا لأبيه)
قلت: وفي هذا نظر إذ الرواية عنده أعني الحاكم في الموضعين عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير الليثي عن أبيه وليست عن عبيد عن أبيه كما هو ظاهر.
وقال تحت عنوان الأثر الثاني:
(تفرد به صخر بن جويرية عن اسما عيل بن أمية المكي.
وفي صورة أخرى لهذا الوجه على النحو التالي:
صخر بن جويرية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد على عائشة، بإسقاط إسماعيل بن أمية من السند عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد على عائشة
ثم رواه عن صخر جماعة:
1 - عفان بن مسلم
2 - يزيد بن هارون
3 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. (
فقوله: تفرد ... ثم ذكر الصورة الأخرى وأعقب ذلك بالأوجه فلم يميز من زاد إسماعيل بن أمية في روايته عن أبي خلف ومن أسقطه من الرواة مع أن هذا موضع تفصيل لا الجمع بين الرواة عن شيخهم
فمثلا كان يلزم بيان القول أن يزيد بن هارون رواه عن صخر بن جويرية عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف ... )
وأن عفان بن مسلم وغيره _ يذكرهم _ أسقطوا إسماعيل بن أمية.
والذي حصل كما هو ظاهر جمعه بين الرواة الذين ذكروه وأسقطوه مما يؤدي إشكال في ذهن الباحث في هذا الموضع أو يلزم الباحث بإعادة التتبع من جديد ليقف على هذا التمييز للحكم على الرواية وليس هذا غرض الدكتور في كتابته بل غرضه التفصيل والبيان.
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[04 - 10 - 06, 11:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الملحوظات وارجو ان تتكرم بقراءة البحث كاملا وكذا البحث الاخر المتعلق بما ورد عن عثمان في مثل هذا الجانب
وانا سعيد جدا بملاحظاتكم
واقبلوا خالص التحيات
جمال ابو حسان
شآبيب رحمة الله تعالى عليه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 11 - 06, 03:49 ص]ـ
هناك نقطة كنت أود من الدكتور الجواب عنها مفصلا من باب {ولكن ليطمئن قلبي}
وهي: هذا الجمع الكبير من العلماء الذين ذكروا هذه الروايات ولم يستنكروها
هل يوجد في مقابلتهم جمع أكبر منهم من أهل العلم أنكروا هذه الروايات وطعنوا فيها؟
وغرضي من السؤال هو التسمية لأكبر قدر ممكن من هؤلاء العلماء حتى يظهر للقارئ القول المعمول به والمعروف عند أهل العلم قديما وحديثا.
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[13 - 11 - 06, 11:56 ص]ـ
العبرة للصحة لاللكثرة فكم من حديث موضوع قد طار في الافاق ولا صحة له
نسال الله السلامة وشكرا لمروركم الكريم على الموضوع
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[13 - 12 - 06, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله اخي الفاضل على طرحك المبارك ان شاء الله لهذا البحث وتطرقك الى هذا الموضوع الرائع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/226)
وانا كان لى ان سمحت بعض الاشياء اطرحها عليك في هذا الموضوع تجدها ان شاء الله في هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php ?t=74135
وخلاصة الكلام ان فضيلتك تعرضت فقط لمروبات السيدة عائشةرضى الله عنها ولكن هناك مروات وردت ايضا عن بعض الصحابة كابن عباس رضى الله عنه
وهى ف تفسير الطبرى كالاتي
20410 - حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ
وقد قال ا لشيخ احمد شاكر عليه رحمة الله في تعليقه على تفسير الطبرى ما يلى
الأثر: 20410 - " أحمد بن يوسف التغلبي الأحول"، شيخ أبي جعفر الطبري، هو صاحب أبي عبيد القاسم بن سلام، مشهور بصحبته، ثقة مأمون، مضى مرارًا آخرها رقم: 12994 وهو الذي أخذ عنه أبو جعفر الطبري كتب أبي عبيد القاسم بن سلام.
و" القاسم"، هو" القاسم بن سلام"،" أبو عبيد"، الفقيه القاضي، صاحب التصانيف المشهورة، كان إمام دهره في جميع العلوم، وهو صاحب سنة، ثقة مأمون، وثناء الأئمة عليه ثناء لا يدرك.
و" يزيد"، هو" يزيد بن هرون السلمي"، وهو أحد الحفاظ الثقات الأثبات المشاهير، روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 10484.
و" جرير" هو" جرير بن حازم الأزدي"، ثقة حافظ، روى له الجماعة، مضى مرارًا آخرها رقم: 14157.
و" الزبير بن الخريت". ثقة، روى له الجماعة سوى النسائي، مضى برقم: 4985، 11693، وكان في المطبوعة:" الزبير بن الحارث"، غير ما في المخطوطة مجازفة.
و" يعلي بن حكيم"، ثقة، روى له الجماعة سوى الترمذي، مضى برقم: 12748.
فهذا خبر رجاله ثقات، بل كل رجاله رجال الصحيحين، سوى أبي عبيد القاسم بن سلام، وهو أمام ثقة صدوق، فإسناده صحيح، لا مطعن فيه - ومع صحة إسناده لم أجد أحدًا من أصحاب الدواوين الكبار، كأحمد في مسنده، أو الحاكم في المستدرك، ولا أحدًا ممن نقل عن الدواوين الكبار، كالهيثمي في مجمع الزوائد، أخرج هذا الخبر أو أشار إلى هذه القراءة عن ابن عباس، أو علي بن أبي طالب، كما جاء في الخبر الذي قبله رقم: 20408، بل أعجب من ذلك أن ابن كثير، وهو المتعقب أحاديث أبي جعفر في التفسير، لما بلغ تفسير هذه الآية، لم يفعل سوى أن أشار إلى قراءة ابن عباس، وأغفل هذا الخبر إغفالًا على غير عادته، وأكبر ظني أن ابن كثير عرف صحة إسناده، ولكنه أنكر ظاهر معناه إنكارًا حمله على السكوت عنه، وكان خليقًا أن يذكره ويصفه بالغرابة أو النكارة، ولكنه لم يفعل، لأنه فيما أظن قد تحير في صحة إسناده، مع نكارة ما يدل عليه ظاهر لفظه. وزاد هذا الظاهر نكارة عنده، ما قاله المفسرون قبله في هذا الخبر عن ابن عباس، حين رووه غير مسند بألفاظ غير هذه الألفاظ.
فلما رأيت ذلك من فعل ابن كثير وغيره، تتبعت ما نقله الناقلون من ألفاظ الخبر، فوجدت بين ألفاظ الخبر التي رويت غير مسندة، وبين لفظ أبي جعفر المسند، فرقًا يلوح علانية، وألفاظهم هذه هي التي دعت كثيرًا من الأئمة يقولون في الخبر مقالة سيئة، بلغت مبلغ الطعن في قائله بأنه زنديق ملحد! ونعم، فإنه لحق ما قالوه في الخبر الذي رووه بألفاظهم، أما لفظ أبي جعفر هذا، وإن كان ظاهره مشكلا، فإن دراسته على الوجه الذي ينبغي أن يدرس به، تزيل عنه قتام المعنى الفاسد الذي يبتدر المرء عند أول تلاوته.
فلما شرعت في دراسته من جميع وجوه الدراسة، انفتح لي باب عظيم من القول في هذا الخبر وأشباهه، من مثل قول عائشة أم المؤمنين:" يا ابن أخي، أخطأ الكاتب"، أي ما كتب في المصحف الإمام، ومعاذ الله أن يكون ذلك ظاهر لفظ حديثها. وهذان الخبران وأشباه لهما يتخذهما المستشرقون وبطانتهم ممن ينتسبون إلى أهل الإسلام، مدرجة للطعن في القرآن. أو تسويلا للتلبيس على من لا علم عنده بتنزيل القرآن العظيم، فاقتضاني الأمر أن أكتب رسالة جامعة في بيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" أنزل القرآن على سبعة أحرف"، وكيف كانت هذه الأحرف السبعة وما الذي بقي عندنا منها، وانتهيت إلى أنها بحمد الله باقية بجميعها في قراءات القرأة، وفي شاذ القراءة، وفي رواية الحروف، لا كما ذهب إليه أبو جعفر الطبري في مقدمة تفسيره (1: 55 - 59)، ومن ذهب في ذلك مذهبه. ثم بينت ما كان من أمر كتابة المصحف على عهد أبي بكر، ثم كتابة المصحف الإمام على عهد عثمان رضي الله عنهما، وجعلت ذلك بيانًا شافيًا كافيًا بإذن الله. وكنت على نية جعل هذه الرسالة مقدمة للجزء السادس عشر من تفسير أبي جعفر ولكنها طالت حتى بلغت أن تكون كتابًا، فآثرت أن أفردها كتابًا يطبع على حدته إن شاء الله
وقد كنت طلبت في الرابط اعلاه من الاخوة ان يخبرونى عن هذه الرسالة للشيخ احمد شاكر وهل هى طبعت ام لا
هذا وانى احمد اليك الله الذي لااله غيره على جهدك الكريم هذا فقد كنت محتاجا له حدا نظرا لان لى بعض العناية بالرد على شبهات النصارى والمستشرقين حول الاسلام
واطلب منك يا اخي الكريم الا تبخل علينا ببحث هذه المروات ايضا او تدلنا على من بحثها او دلنا احد الاخوة الفضلاء على كتاب الشيخ احمد شاكر رحمة الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/227)
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[21 - 12 - 06, 10:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا وانا لم اغفل هذا الجانب ولكن للبحث بقية موجودة عندي لم اتابعها رغبة مني في الحصول على ملاحظات السادة العلماء وطلبة العلم وقد كتبت بحثا اخر حول ما روي عن عثمان رضي الله عنه في هذا الخصوص وهو موجود في مكتبة شبكة التفسير وعلوم القران ويمكنكم التفضل بالرجوع اليه
ولعل الله تعالى ييسر اتمام دراسة المرويات الاخرى فادع لنا
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:33 ص]ـ
جزاك الله كل خير يا دكتور على ما تفضلت به من ردك على واسال الله عزوجل ان ييسر امرك وان يعينك على استكمال بحوثك وجزاكم الله كل خير
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[24 - 12 - 06, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأرجو أن تتحفنا بالمزيد(3/228)
موقع القارئ على عبدالله جابر
ـ[حاتم مبارك]ــــــــ[04 - 04 - 06, 12:03 م]ـ
رغبة منى فى أن تشاركونى السماع الى تلاوة الشيخ على عبد الله جابر لم كان له من حس ندى هذا رابط الموقع الشخصى له http://www.alijaber.net/
وهذا رابط لملفين يحتمل أن تصدرهما صوت الحجاز فى أصدار خاص للشيخ رحمه الله
http://www.alijaber.net/sh.html فلا يفوتكم التنزيل.
ـ[أبو يوسف القحطاني]ــــــــ[15 - 12 - 07, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 12 - 07, 10:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.(3/229)
غلبت الروم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 04 - 06, 10:40 م]ـ
{غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} سورة الروم.
الآية تشير إلى الحرب بين ملك الفرس خوسراو الثاني
قال الشيخ الألباني :
hosrau II وبين ملك الروم فوكاس Phocas. بدأت الحرب عام 602 م. في عام 608 وصلت جيوش الفرس إلى القسطنطنية. وفي عام 613 وصلت إلى دمشق. ثم في العام التالي 614 سقطت القدس بيد القائد الفارسي شهرباراز Shahrbaraz ثم تقدم إلى مصر فاحتلها. وفي نفس الوقت تقدمت قبائل الآفار والسلاف في البلقان لتطوق القسطنطنية من الجانب الآخر.
لم يبق للروم إلى أثينا وجزائر البحر المتوسط (قبرص وصقلية) وشريط ساحلي في شمال إفريقيا (قرطاجة). انهارت معنويات الروم، وازداد الصراع الداخلي، وتوقع الناس سقوط دولتهم سريعاً.
عام 622 م (يعني السنة الأولى للهجرة)، حصل انقلاب عسكري حيث تمكن هرقل حاكم قرطاجة من الاستيلاء على القسطنطنية وأعاد تنظيم الجيش. ثم تحالف مع الخزر الترك، واستولى على أذربيجان سنة 624 ثم انتصر انتصاراً ساحقا على الفرس في نينوى عام 627. ثم تحالف مع الأحباش عام 629 وانتصر مجدداً على الفرس وصار قريباً من المدائن.
أدى هذا لحصول انقلاب عسكري في المدائن حيث قام الابن
قال الشيخ الألباني :
avadh II بقتل أبيه الملك والاستيلاء على عرشه (حديث: إن ربي أخبرني أنه قتل كسرى ابنه هذه الليلة لكذا ساعات مضين منها). وعقد صلحاً مع الروم وانسحب من الشام ومصر. ثم مشى حافياً إلى القدس حاملاً ما يسمى بالصليب المقدس عام 630. وأظن هذه هي سنة لقاءه مع أبي سفيان (رضي الله عنه) لما وصلته رسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
السؤال هو كيف يمكننا مطابقة هذه الأحداث مع ما ذكر في كتب التفسير؟! يقول ابن الأثير: أدنى الأرض: أذرعات. أين تقع أذرعات؟ هل هي موجودة اليوم؟ ويذكر يحيى بن معمر أن المعركة الحاسمة كانت بين بصرى وأذرعات، يعني في حوران الشام، وهي ليست أدنى الأرض!
كذلك فإن التواريخ لا تتطابق مع ما ذكره المفسرون حيث ذكروا انتصار الروم على الفرس يوم بدر. على أن البعض يجعل ذلك يوم الحديبية، وهذا يظهر عدم الدقة عند علمائنا. وهو سبب الإشكال.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:45 ص]ـ
يذكر أن هرقل هو أول من غير لغة الروم البيزنطيين إلى اللغة اليونانية بعد أن كانت لغتهم اللاتينية.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[10 - 04 - 06, 02:28 ص]ـ
الحمد لله
محمد الأمين
السؤال هو كيف يمكننا مطابقة هذه الأحداث مع ما ذكر في كتب التفسير؟! يقول ابن الأثير: أدنى الأرض: أذرعات. أين تقع أذرعات؟ هل هي موجودة اليوم؟ ويذكر يحيى بن معمر أن المعركة الحاسمة كانت بين بصرى وأذرعات، يعني في حوران الشام، وهي ليست أدنى الأرض!
قال ابن كثير في التفسير (3/ 440):
وكانت الوقعة الكائنة بين فارس والروم حين غلبت الروم بين أذرعات وبُصرى على ما ذكره ابن عباس وعكرمة وغيرهما وهي طرف بلاد الشام مما يلي الحجاز.
وقال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير (المجلد العاشر ج21/ 43):
وكانت الهزيمة العظيمة على الروم في أطراف بلاد الشام المحادة بلاد العرب بين بُصرى وأذرعات. وذلك هو المراد في هذه الاية (بأدنى الأرض) أي أدنى بلاد الروم إلى بلاد العرب.
وذكر القرطبي في جامع الأحكام (7/ 333):
في قوله تعالى: (في أدنى الأرض) يعني أرض الشام، عكرمة: بأذرعات، وهي مابين بلاد العرب والشام، .... ، مجاهد: بالجزيرة، وهي موضع بين العراق والشام، مقاتل:بالأردن وفلسطين، و" أدنى" معناه أقرب،قال ابن عطية: فإن كانت الواقعة بأذرعات فهي من أدنى الأرض بالقياس إلى مكة، وهي التي ذكرها امرؤ القيس في قوله:
تنوّرتها من أذرعات وأهلُها ...... بيثربَ أدنى دارِها نظر عالِ
وإن كانت الواقعة بالجزيرة فهي أدنى بالقياس إلى أرض كسرى، وإن كانت بالأردن فهي أدنى إلى أرض الروم.ا. هـ.
قلتُ: ومن معاني " أدنى" غير أقرب،أَخْفَض
وقد ثبت أن هذه المنطفة، وهي بقرب البحر الميت بفلسطين،أخفض منطقة على سطح الكرة الأرضية، إذ أنها أقل من مستوى سطح البحر بـ392م تقريباً، وذلك كما ذكره الدكتور /زغلول النجار على ما أذكر.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 06, 07:52 ص]ـ
أذرعات: اتفقوا على أنها بالشام، واختلف في تحديد موقعها. فقائل إنها من البلقاء، أي تقع اليوم في شرقي الأردن. وقائل إنها من حوران في سوريا. وأذرعات وقد تسمى "أذرع" وهو الأصل في اشتقاقها: قرية - اليوم - من عمل حوران، داخل حدود الجمهورية السورية، قرب مدينة " درعا " شمالا يدعها الطريق يسارا وأنت تؤم دمشق، وهي من أعمال مدينة درعا.
والذي ظهر لي أنها مدينة درعا بذاتها أي في سوريا على حدود الأردن. انظر هنا: http://www.daraa.net/book_details.asp?BookID=15
وفي هذا إشكال عظيم. فإن جنوب فلسطين (بيت لحم مثلا) أقرب لمكة. وكذلك فسهل حوران مرتفع عن سطح البحر. ومشكلة علمائنا أن التحقيق بينهم قليل، فإذا غلط الواحد منهم تناقل الكل هذا الغلط بدون مناقشة.
والذي أظنه أن هناك معركة أخرى قد حصلت بين الروم والفرس. وكان من الواجب على دعاة الإعجاز العلمي أن يحققوا هذا الأمر ويبينوا أن تلك المعركة قد حصلت قرب البحر الميت.
كما إن التواريخ المذكورة فيها أغلاط كبيرة. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/230)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 04 - 06, 12:47 م]ـ
ومشكلة علمائنا أن التحقيق بينهم قليل ..
لو تجنبت مثل هذه العبارات - غفر الله لك!
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 04:00 م]ـ
لعل المشكلة في فهم بعض الناس
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 06:18 م]ـ
كما إن التواريخ المذكورة فيها أغلاط كبيرة. والله أعلم
كذا في المصادر الغربية؛ فالكتب التي تصدت لتأريخ هذه الحروب مضطربة في تواريخها اضطرابًا عظيمًا جدًا.
وقد ناظرت من عدة أعوام أحد النصارى حول نبوءة سورة الروم وهالني اضطراب المصادر الغربية في تحديد التواريخ، فقلت للنصراني: أي المصادر أتبع؟ جيبون أم الموسوعة البريطانية أم ماذا؟ فكل مصدر يأتي بتواريخ مختلفة عن غيره والفروق بين التواريخ شاسعة ولا يمكن الجمع بينها بحال!
وفي مثل هذه الحالات لا يملك الباحث في التاريخ إلا الترجيح المبني على الظن والتخمين فالقوم لايعرفون شيئًا عن الإسناد وعدالة وصدق الراوي .. لهذا يجد المرء نفسه مضطرًا لرفض كثير مما كتبه الغربيون بخصوص هذه الوقائع ويكتفي بما ذكره علماء المسلمين مع مراعاة الضوابط المعروفة في صحة الرواية وشروط قبولها.
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[10 - 04 - 06, 10:05 م]ـ
قلتُ: ومن معاني " أدنى" غير أقرب،أَخْفَض
والله أعلم.
لا أظن ان أحد من أهل اللغة قال ادنى بمعنى أخفض ارجوا ذكر مرجع ولك الشكر
. اما سبب الأختلاف الذي ذكره الأخ محمد الامين بارك الله فيه فمرده الى امر يخص طرحه للموضوع وأخر يخص أهمية الموقع.
اما الاول فان الاخ محمد بارك الله فيه عرض التاريخ الذي ذكره في بداية الكلام على انه شيء مسلم به وجعله حكما على ما ورد في التفاسير والاخبار. والكلام الذي ذكره بحاجة للنظر والتوثيق.
اما اذرعات فهي:"وأما الأردن فقصبتها طبرية ومن مدنها: قدس، صور، عكا، اللجون، كابل، بيسان، أذرعات. وأما فلسطين فقصبتها الرملة ومدنها: بيت المقدس ""أذرعات: مدينة قريبة من البادية، رستاقها جبل جرش يقابل جبل عاملة كثير القرى وجلت طبرية بهذين الجبلين"أحسن التقاسيم
وفي معجم البلدان:"أذرِعاتُ: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وعين مهملة وألف وتاء. كأنه جمع أذرِعة جمع ذراع جمعُ قلة. وهو بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعَمان ينسب إليه الخمر، وقال الحافظ أبو القاسم: أذرعات مدينة بالبلقاء،"
"أَذْرِعَاتُ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، وَكَسْرِ الرَّاءِ، وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٌ: فَوْقَهُ جَاءَ فِي قَوْلِ شَاعِرٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، يَذْكُرُ جَلَاءَ الْيَهُودِ:
وَأَجْلَى النَّضِيرَ إلَى غُرْبَة ... وَكَانُوا بِدَارِ ذَوِي زُخْرُفِ
إلَى أَذْرِعَاتٍ رُدَافَى وَهُمْ ... عَلَى كُلِّ ذِي دُبُرٍ أَعْجَفِ
قُلْت: خَاضَ الْمُتَقَدِّمُونَ فِي مَوْقِعِ أَذْرِعَاتَ، فَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهَا بِالشَّامِ، وَاخْتُلِفَ فِي تَحْدِيدِ مَوْقِعِهَا فَقَائِلٌ إنَّهَا مِنْ الْبَلْقَاءِ، وَقَائِلٌ إنَّهَا مِنْ حَوْرَانَ. وَأَذْرِعَاتُ وَقَدْ تُسَمَّى «أَذْرِعَ» وَهُوَ الْأَصْلُ فِي اشْتِقَاقِهَا: قَرْيَةٌ - الْيَوْمَ - مِنْ عَمَلِ حَوْرَانَ، دَاخِلَ حُدُودِ الْجُمْهُورِيَّةِ السُّورِيَّةِ، قُرْبَ مَدِينَةِ «دَرْعَةَ» شَمَالًا يَدَعُهَا الطَّرِيقُ يَسَارًا وَأَنْتَ تَؤُمُّ دِمَشْقَ، وَهِيَ مِنْ أَعْمَالِ مَدِينَةِ دَرْعَةَ." من كتاب "الْمَعَالِمِ الْجُغْرَافِيَّةِ الْوَارِدَةِ فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ" وجميع ذلك من الموسوعة الشاملة.
http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=&ps=%C3%D0%D1%DA%C7%CA&submit1=+%C7%D0%E5%C8+
سؤال عارض من هو مؤلف الموسوعة؟
الأخ محمد الامين بارك الله فيه: هذه الفقرة فيها خلط على ما أظن "وعقد صلحاً مع الروم وانسحب من الشام ومصر. ثم مشى حافياً إلى القدس حاملاً ما يسمى بالصليب المقدس عام 630." والمعروف عنهم انهم قالوا انه حمله الى المدائن من القدس وترك جنده يخربوا بيت المقدس"
ـ[سيف 1]ــــــــ[10 - 04 - 06, 10:18 م]ـ
[ quote= محمد الأمين
كذلك فإن التواريخ لا تتطابق مع ما ذكره المفسرون حيث ذكروا انتصار الروم على الفرس يوم بدر. على أن البعض يجعل ذلك يوم الحديبية، وهذا يظهر عدم الدقة عند علمائنا. وهو سبب الإشكال. [/ quote]
بل يتحرون الدقة في كل شئ له أهمية أما الترف المعرفي الذي لا يضر الجهل به فانهم لا يشغلون أنفسهم كثيرا به بل يسردون الحكايات فيه سردا كما يتناقلون قصص الغزوات ودقائقها من كتب الواقدي ورويات سيف بن عمر وغيره
ما الفائدة في معرفة أنها كانت يوم بدر أو يوم الحديبية؟! أو في أي يوم آخر المهم أن وعد الله حق ولا يخلف الله وعده وقد صدق الله رسوله والمؤمنين وألقم الكافرين الحجر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/231)
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 06:58 ص]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=433
و فيه ردود كاملة على جميع الأسئلة بفضل الله سبحانه و تعالى و حمده ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 10 - 06, 08:22 ص]ـ
أراك تقصد هذا: http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=13547&postcount=14 وسأراجعه إن شاء الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:57 ص]ـ
قرأت المقال السابق بتمعن وأرى أن الأخ الفاضل حسام مجدي قد أخطأ بقوله "ففي سنة 624ميلادية أخرج الروم الفرس من بلاد الشام" فهذا لم يقل به أحد من المؤرخين. هذا عام سقوط أذربيجان وأرمينيا وليس الشام. بل الشام لم تتحرر إلا صلحاً عندما وصلت جيوش الروم إلى المدائن.
نرجع للإشكال السابق:
البعض يجعل انتصار الروم على الفرس يوم بدر. على أن البعض يجعل ذلك يوم الحديبية.
غزوة بدر عام 624، حيث انتصر الروم على الفرس واستولوا على أذربيجان ودمروا أقدم معبد نار مجوسي مما كان له أثر كبير في الحرب
وصلح الحديبية عام 628 حيث انتصر الروم انتصاراً ساحقا على الفرس في نينوى العام الذي قبله في أهم معركة طوال تلك الحرب
أي واحد هو المقصود؟
سقوط القدس كان حوالي عام 614 وسقوط مصر كان عام 619 فهل نزلت الآية بعد الأول أم بعد الثاني؟ الذي يهمنا من هذا أن نعرف المقصود من أدنى الآرض.
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 10:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
السلام عليك و رحمة الله و بركاته أخي الكريم " محمد الأمين " ..
أعتذر لتأخري في الرد كل تلك الفترة .. فأنا لا أدخل على الانترنت بانتظام و لم أشاهد رسالتك إلا منذ يومين .. و لم يتيسر لي الوقت للرد إلا الآن .. فأرجو المعذرة أخي الكريم.
بالنسبة لما ذكرته حول مسألة احتلال الروم للشام و استعادتها من أيدي الفرس فأنا لم أذكر هذا الأمر إلا نقلًا عن الأخ حاتم الذي نقل ذلك بدوره عن ذلك الموقع:-
لقد حدثت انتصارات في مناوشات جزئية بدأت عام 623، ثم حدث انتصار مميز في سنة 624 وهو ما يطابق عام بدر، أي تسع سنوات بعد الهزيمة تماما كما تنبأ القرآن. ففي سنة 624ميلادية أخرج الروم الفرس من بلاد الشام.
وإليك موقعا تاريخيا فيه توثيق كرونولوجي للحظات الأمبراطورية الرومانية:
http://www.clio.fr/CHRONOLOGIE/chro...e_byzantine.asp
وأنقل لك منه هذا الجدول الزمني ولاحظ ماذا حدث سنة 624:
451 Concile de Chalcédoine : condamnation du monophysisme.
Constitution d’une église monophysite autonome de langue syriaque.
476 Disparition de l’empire romain d’Occident.
IVe - VIe siècles Développement du monachisme et du culte des saints et des reliques.
611-619 Le Perse Chosroes II occupe tout le Proche-Orient et l’Égypte.
624-627 Heraclius repousse la menace perse.
وفي هذا الجدول ستلاحظ ان هذا الموقع التاريخي يقول ما ترجمته:
611 - 619 احتل ملك الفرس قورش كل الشرق الأدنى ومصر.
624 - 627 تمكن هرقل من دفع التهديد الفارسي.
و أنا لا أجيد الفرنسية .. لذا نقلت عن الأخ حاتم هذا الكلام و لم أعلق بعدها إلا بالتحليل الذي قدمته و لم أذكر فيه مسألة استعادة الشام من عدمها .. إلا أنه في حوار قمت به مؤخرًا مع أحد النصارى تكشف لي ذلك المصدر ..
هذا الموقع يتكلم عن تاريخ الساسانيين ..
http://www.angelfire.com/nt/Gilgamesh/sasanian.html
يقول عن الفترة بين عام 623 - 624 م .. الآتي ..
The situation changed completely with the new Byzantine emperor Heraclius, who, in a daring expedition into the heart of enemy territory in 623-624, defeated the Sasanians in Media
هذا النصر الرومي هو النصر الذي هزمت فيه الفرس في منطقة المتوسط .. و هو النصر الذي استعاد فيه الروم ما فقدوه في تلك المنطقة من احتلالات على يد الفرس ..
و أنا لا أعرف ما هو المقصود بـ Media هنا .. هل هي منطقة البحر المتوسط (الشام و ما حولها أم ماذا)! ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/232)
كما أن المنصر " يوسف حداد " في كتابه " معجزة القرآن " قد بحث أمر تلك النبوءة تاريخيًا و لم يجد ما يمكن أن يرد به عليها إلا دعوى اختلاف القراءات و تحليل مضحك بناه على ذلك قمت بالرد عليه في مقالي السابق بحول الله سبحانه و تعالى وقته و لله سبحانه و تعالى الحمد و المنة .. و قال أن الروم قد استعادت سوريا في عام 624 م حسب تحليله و قراءاته التاريخية على ما يبدو .. و إليك كلامه ..
" بدأت حملة الفرس الظافرة عام 612 م فاحتلوا سورية سنة 622 م (هذه غلطة مطبعية فالمقصود 612 كما هو واضح)، و فلسطين 614 م و مصر 618 م. و ظهر هرقل فسار بحملة الثأر الظافرة سنة 622 م، و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا، يوم نصر بدر. و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس، و استرجع منها ذخيرة الصليب. فما يسمونه نبوءة فى آية الروم ليس سوى واقع تاريخى مشهود. "
عمومًا فإن هذا لا يقدم و لا يؤخر فسواءً كانت الشام أو أذربيجان فالنبوءة قد تحققت يقينًا و لا يمكن لمعاند أن ينكرها تاريخيًا .. و شكرًا أخي الكريم على ملاحظتك نفع الله سبحانه و تعالى بك ..
أما بالنسبة لما قدمته من إشكالات أخي الكريم , فأنا لا أرى وجود أي إشكال على الإطلاق .. فلقد قال جمهور العلماء أو ما تضافرت به الروايات و أقوال الصحابة و التابعين (على حد علمي) أن خبر ظهور الروم على فارس جاءت به الركبان يوم بدر .. و الرواية التي اعتمد عليها ابن كثير في تفسيره و الموجودة في صحيح مسلم لا تدل على أن الخبر قد جاء في يوم الحديبية تحديدًا بل لم تشر لا من قريب و لا من بعيد إلى النبوءة .. و غاية ما قد تشير إليه هو أن عام الحديبية هو بالفعل عام الانتصار النهائي للروم على الفرس .. و ليس بالضرورة هو النصر الذي يشير إليه الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم.
و عليه فإن الآية قد نزلت (حسب تحليلي في المقال السابق) عام 615 م إشارة إلى مذبحة 614 م التي اقتلع فيها الفرس صليب الروم المقدس عندهم.
و هذا إلى كونه يوافق الدليل الشرعي فإنه أيضًا يوافق التاريخ و المنطق , فكما كان نصر الفرس محدودًا عام 614 م كان كذلك نصر الروم على نفس القدر من المحدودية عام 624 م .. و كما كانت الهزيمة نفسية مؤلمة عند الروم باقتلاع صليبهم المقدس عام 614 م .. فكذلك كانت عند الفرس عام 624 م عند إطفاء النار المقدسة واحتلال معابدهم .. بل إنك إن راجعت الرقعة التي احتلتها الفرس حتى عام 614 م و قارنتها بالرقعة الرومانية عام 624 م فإنك تجاد تجد الرقعتين متطابقتين!.
و كانت هناك مناظرة طويلة بيني و بين أحد النصارى تم طردي على إثرها من منتداهم النصراني وقتها و لجأ محاوري إلى السب بعدما جئته بأدلة مضاعفة تفوق ما هو مكتوب في هذا المقال بكثير و من كتب مختلفة بعون الله سبحانه و تعالى و لعل أهم تلك المصادر ما جئت به من كتاب " ول ديورانت " (قصة الحضارة) .. فقد كتبت الآتي ..
و كذلك يمكنك مراجعة موسوعة " قصة حضارة " لـ " ول ديورانت " .. الموجودة على هذا الموقع ..
http://www.alwaraq.net/
إذ يقول معبرًا عن إحدي الأحداث الهامة لهذه المعركة .. معركة فاصلة انتقم فيها هرقل مما حدث في مذبحة القدس ..
أبحر بأسطوله إلى البحر الأسود ثم اخترق أرمينية وهاجم بلاد الفرس من خلفها، ودمر كلورمية Clorumia مسقط رأس زرادشت، كما ضرب كسرى من قبل مدينة أورشليم، وأطفأ نارها المقدسة الخالدة (624).
و هذا يؤيد كلام المصدر الذي أتيت به .. و الذي يوضح كيف أن انتصار هرقل كان واضحًا في ذلك العام و تم فيه ذلك الإنتقام ..
و لم يتوقف هذا الأمر عند هذا الحد كما أوضحنا من قبل .. بل لقد أستعاد فيها ما تم فقده من انتصارات الفرس .. و قد حاول ابرويز – و ليس قمبيز كما قال زميلنا جون جهلًا – أن يوقف هرقل فلم يفلح .. إذ يقول " ول ديورنت " في كتابه عن المعارك التي تلت ذلك الفتح الكبير ..
وسير إليه كسرى الجيوش يتلو بعضها بعضاً، ولكن هرقل هزمها جميعاً
و هذه الأدلة كلها تدل على أن النصر المقصود في القرآن الكريم أقرب لأن يكون عام 624 م .. فإن أضفنا الأدلة الأخرى و الروايات التي تقول بأن النصر جاء عام 624 م يوم غزوة بدر فإننا نخلص من هذا أن الآية قد نزلت عام 615 م ...
كما أن هناك مسألة أخرى تجعل من يوم غزوة بدر هو يوم تحقق النبوءة يقينًا .. فكيف سيراهن أبو بكر المشركين على أمر هذه النبوءة في المدينة؟؟!! .. و كيف يتسنى للمشركين السخرية منه كما جاء في رواية ابن مسعود رضي الله سبحانه و تعالى عنه إلا قبل الهجرة؟! .. و عليه فإن ما نصت عليه الرواية بأن الركبان قد جاءت بالنصر بعد عامان فهو إذن سيكون عام غزوة بدر .. كما أنه كيف يمكن لأبي بكر أن يراهن الكفار إلا قبل تحريم الرهان .. ؟! و هو ما كان في مكة حسب علمي ..
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم ..
و الحمد لله رب العالمين ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/233)
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[04 - 02 - 07, 02:44 ص]ـ
أخي الكريم [حسام مجدي] لقد أعجبني كثيرا مقالك وأسلوبك في الرد والنقاش في منتدى التوحيد. أسأل الله لك من خالص قلبي التوفيق والسداد وأن يفتح الله عليك.
ومشاركتي هنا حول كلمة " أدنى " وهل يمكن أن تكون بمعنى " أخفض "؟
مع أني كتبتها قبل أن أطلع على المقال المحال عليه في رابط موسوعة الإعجاز العلمي، فهو إضافة مني تصب في نفس الجزئية، وقد تخفف الاستغراب أو استبعاد هذا المعنى – أخفض – مع أني لا أجزم بالمسالة ولا ادعي الدقة فيما سأقول لكن من باب الاستئناس والله تعالى أعلم.
جاء في مسند الإمام أحمد الحديث الآتي:
حدثنا عفان وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سلمة قال حسن عن عطاء وقال عفان حدثنا عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود قال حسن إن ابن مسعود حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم منها فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر يقال له الحيوان يسميهم أهل الجنة الجهنميون لو ضاف أحدهم أهل الدنيا لفرشهم وأطعمهم وسقاهم ولحفهم ولا أظنه إلا قال ولزوجهم قال حسن لا ينقصه ذلك شيئا.
جاء في هذا الحديث:
" في أدنى الجنة "
المعنى العام من خلال سياق الحديث أقل منازل الجنة أو أقل درجات الجنة.
سؤال: ما ضد أقل منازل الجنة أو درجاتها؟
الجواب أعلى منازلها أو درجاتها.
ما ضد أعلى؟؟؟؟؟؟؟؟
أترك الإجابة لكم وللقراء والله من وراء القصد والله أجل وأعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 02 - 07, 07:48 ص]ـ
أخي الحبيب حسام مجدي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت ردودك على النصارى فبارك الله بك فقد أجدت. وأذكر أدناه المقاطع التي أريد أن أعلق عليها من كلامك.
624 - 627 تمكن هرقل من دفع التهديد الفارسي
هذا الموقع يتكلم عن تاريخ الساسانيين ..
http://www.angelfire.com/nt/Gilgamesh/sasanian.html
يقول عن الفترة بين عام 623 - 624 م .. الآتي ..
The situation changed completely with the new Byzantine emperor Heraclius, who, in a daring expedition into the heart of enemy territory in 623-624, defeated the Sasanians in Media
هذا النصر الرومي هو النصر الذي هزمت فيه الفرس في منطقة المتوسط .. و هو النصر الذي استعاد فيه الروم ما فقدوه في تلك المنطقة من احتلالات على يد الفرس ..
و أنا لا أعرف ما هو المقصود بـ Media هنا .. هل هي منطقة البحر المتوسط (الشام و ما حولها أم ماذا)! ..
كما أن المنصر " يوسف حداد " .. و إليك كلامه .. " بدأت حملة الفرس الظافرة عام 612 م فاحتلوا سورية سنة 622 م (هذه غلطة مطبعية فالمقصود 612 كما هو واضح)، و فلسطين 614 م و مصر 618 م. و ظهر هرقل فسار بحملة الثأر الظافرة سنة 622 م، و سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا، يوم نصر بدر. و ظل هرقل زاحفا حتى احتل عاصمة فارس، و استرجع منها ذخيرة الصليب. فما يسمونه نبوءة فى آية الروم ليس سوى واقع تاريخى مشهود. "
عمومًا فإن هذا لا يقدم و لا يؤخر فسواءً كانت الشام أو أذربيجان فالنبوءة قد تحققت يقينًا و لا يمكن لمعاند أن ينكرها تاريخيًا ..
أما بالنسبة لما قدمته من إشكالات أخي الكريم , فأنا لا أرى وجود أي إشكال على الإطلاق .. فلقد قال جمهور العلماء أو ما تضافرت به الروايات و أقوال الصحابة و التابعين (على حد علمي) أن خبر ظهور الروم على فارس جاءت به الركبان يوم بدر .. و الرواية التي اعتمد عليها ابن كثير في تفسيره و الموجودة في صحيح مسلم لا تدل على أن الخبر قد جاء في يوم الحديبية تحديدًا بل لم تشر لا من قريب و لا من بعيد إلى النبوءة .. و غاية ما قد تشير إليه هو أن عام الحديبية هو بالفعل عام الانتصار النهائي للروم على الفرس .. و ليس بالضرورة هو النصر الذي يشير إليه الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم.
و عليه فإن الآية قد نزلت (حسب تحليلي في المقال السابق) عام 615 م إشارة إلى مذبحة 614 م التي اقتلع فيها الفرس صليب الروم المقدس عندهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/234)
و هذا إلى كونه يوافق الدليل الشرعي فإنه أيضًا يوافق التاريخ و المنطق , فكما كان نصر الفرس محدودًا عام 614 م كان كذلك نصر الروم على نفس القدر من المحدودية عام 624 م .. و كما كانت الهزيمة نفسية مؤلمة عند الروم باقتلاع صليبهم المقدس عام 614 م .. فكذلك كانت عند الفرس عام 624 م عند إطفاء النار المقدسة واحتلال معابدهم .. بل إنك إن راجعت الرقعة التي احتلتها الفرس حتى عام 614 م و قارنتها بالرقعة الرومانية عام 624 م فإنك تجاد تجد الرقعتين متطابقتين!.
أبحر بأسطوله إلى البحر الأسود ثم اخترق أرمينية وهاجم بلاد الفرس من خلفها، ودمر كلورمية Clorumia مسقط رأس زرادشت، كما ضرب كسرى من قبل مدينة أورشليم، وأطفأ نارها المقدسة الخالدة (624).
و هذا يؤيد كلام المصدر الذي أتيت به .. و الذي يوضح كيف أن انتصار هرقل كان واضحًا في ذلك العام و تم فيه ذلك الإنتقام ..
و هذه الأدلة كلها تدل على أن النصر المقصود في القرآن الكريم أقرب لأن يكون عام 624 م .. فإن أضفنا الأدلة الأخرى و الروايات التي تقول بأن النصر جاء عام 624 م يوم غزوة بدر فإننا نخلص من هذا أن الآية قد نزلت عام 615 م ...
كما أن هناك مسألة أخرى تجعل من يوم غزوة بدر هو يوم تحقق النبوءة يقينًا .. فكيف سيراهن أبو بكر المشركين على أمر هذه النبوءة في المدينة؟؟!! .. و كيف يتسنى للمشركين السخرية منه كما جاء في رواية ابن مسعود رضي الله سبحانه و تعالى عنه إلا قبل الهجرة؟! .. و عليه فإن ما نصت عليه الرواية بأن الركبان قد جاءت بالنصر بعد عامان فهو إذن سيكون عام غزوة بدر .. كما أنه كيف يمكن لأبي بكر أن يراهن الكفار إلا قبل تحريم الرهان .. ؟! و هو ما كان في مكة حسب علمي ..
1) أنا موافق على الجملة "624 - 627 تمكن هرقل من دفع التهديد الفارسي" فأول معركة بدأت عام 624 (يوافق معركة بدر) ومعركة نينوى كانت عام 627.
2) ما جاء في الموقع الذي يتحدث عن تاريخ الساسانيين هو حجة لي. لأن ميديا هي أذربيجان الإيرانية. انظر هذه الخارطة: http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/a/a4/Media-proper.png
3) أما قول المنصر يوسف حداد: "سنة 624 م كان طرد الفرس من سوريا" فهو غلط كبير. بل كان عام طرد الفرس من ميديا (أذربيجان). أما سوريا فقد كان بين حاكمها شهربُراز الفارسي هدنة بينه وبين الروم نكاية بكسرى الذي أراد عزله وقتله. ولم تسقط الشام إلا صلحاً بعد ذلك كما هو موضح في أول مشاركة.
4) أنا موافق لكلامك تماماً: "عمومًا فإن هذا لا يقدم و لا يؤخر فسواءً كانت الشام أو أذربيجان فالنبوءة قد تحققت يقينًا و لا يمكن لمعاند أن ينكرها تاريخيًا"
بقي تحديد هل تحققت النبوءة في بدر أم في الحديبية؟ ليس هناك فائدة كبيرة من التوسع حول الموضوع. وأظنك أجدت بالمقارنة بين تدمير الفرس للقدس وبين تدمير الروم لأقدم معبد نار في أذربيجان. فهذا يناظره هذا. والنقل من قصة الحضارة يؤيد كلامك تماماً.
ممن أثبت أن الخبر يوم بدر: سفيان الثوري بلاغاً. وهذا فيه ما فيه.
وقد جاء موصولاً من غير طريق لكن في إسناده بن أبي أويس، ولا يصح.
وجاء من حديث الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال: لما كان يوم بدر، ظهرت الروم على فارس ... وعطية شيعي خبيث.
وممن أثبت أن الخبر يوم الحديبية: عطاء الخراساني (ضعيف) عن عكرمة، على أن الخبر فيه أغلاط تاريخية فادحة، فلا يقوم به حجة. وقال عنه ابن كثير: فهذا سياق غريب وبناء عجيب.
وأثبته قتادة. إسناده عند الطبري: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة. ولفظه: "فأظهر الله الروم على فارس عند رأس البِضْع سنينَ من قمارهم الأوّل، وكان ذلك مرجعَه من الحديبية"
قال ابن كثير: وقال الآخرون: بل كان نصر الروم على فارس عام الحديبية. قاله عكرمة والزهري وقتاده وغير واحد.
بالنسبة لرواية جاءت الركبان فهذا سندها عند الطبري:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا المحاربيّ، عن داود بن أبي هند، عن عامر، عن عبد الله، قال: كانت فارس ظاهرة على الروم، وكان المشركون يحبون أن تظهر فارسُ على الروم، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس، لأنهم أهل كتاب، وهم أقرب إلى دينهم: فلما نزلت {آلم غُلِبَتِ الرُّومُ ... } إلى {فِي بِضْعِ سِنِينَ} قالوا: يا أبا بكر: إنّ صاحبك يقول: إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين، قال: صدق، قالوا: هل لك أن نقامرك؟ فبايعوه على أربع قلائص، إلى سبع سنين، فمضت السبع، ولم يكن شيء، ففرح المشركون بذلك، وشَقَّ على المسلمين، فذكروا ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم: فقال: " ما بِضْعُ سِنِينَ عِنْدَكُمْ؟ " قالوا: دون العشر، قال: " اذْهَبْ فزَايِدْهُمْ وَازْدَدْ سنَتَيْنِ " قال: فما مضت السنتان، حتى جاءت الركبان بظهور الرُّوم على فارس، ففرح المسلمون بذلك، فأنزل الله: {آلم غُلِبَتِ الرُّومُ ... } إلى قوله {وَعْدَ اللّهِ لا يُخْلِفُ اللّهُ وَعْدَهُ}
عامر الشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/235)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[05 - 02 - 07, 03:58 م]ـ
الحمد لله
أبو حمزة الجعيطي
ومشاركتي هنا حول كلمة " أدنى " وهل يمكن أن تكون بمعنى " أخفض "؟
مع أني كتبتها قبل أن أطلع على المقال المحال عليه في رابط موسوعة الإعجاز العلمي، فهو إضافة مني تصب في نفس الجزئية، وقد تخفف الاستغراب أو استبعاد هذا المعنى – أخفض – مع أني لا أجزم بالمسالة ولا ادعي الدقة فيما سأقول لكن من باب الاستئناس والله تعالى أعلم
بارك الله فيكم؛ وهذا ما ذكرتُه في المشاركة رقم 3
صلاح الدين الشريف
قلتُ: ومن معاني " أدنى" غير أقرب،أَخْفَض
وقد ثبت أن هذه المنطفة، وهي بقرب البحر الميت بفلسطين،أخفض منطقة على سطح الكرة الأرضية، إذ أنها أقل من مستوى سطح البحر بـ392م تقريباً، وذلك كما ذكره الدكتور /زغلول النجار على ما أذكر.
والله أعلم.
مجدي أبو عيشة
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة صلاح الدين الشريف
قلتُ: ومن معاني " أدنى" غير أقرب،أَخْفَض
والله أعلم.
لا أظن ان أحد من أهل اللغة قال ادنى بمعنى أخفض ارجوا ذكر مرجع ولك الشكر [/ QUOTE]
الأخ الفاضل مجدي أبوعيشة، أجبتك على سؤالك قبل ذلك، ولكن يبدو أن مشاركتي فُقِدَت في العطل الذي أصاب الملتقى، وأُعيدها مرة أخرى ...
تجد ذلك في لسان العرب (لسان العرب3/ 156) مادة (خفض) و (لسان العرب3/ 427) مادة (دنا) وإنْ كان ذلك ليس صريحاً، حيث قال:
والخفض: ضد الرفع.
وفي التنزيل العزيز: (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) خُفِضَت.
والإنخفاض ُ:الإنحطاطُ بعد العلو.
والعرب تقول: أرض خافضةُ السُّقيا إذاكانت سهلة السقيا،
والخفض: المطمئن من الأرض.
والأدْنَى: السَّفِلُ.
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 01:33 م]ـ
وبارك الله فيكم أخي صلاح الدين الشريف.
فإني ما شاركت بمداخلتي إلا بعد قراءتي لكلامك في المشاركة رقم 3، وكذلك بعد قراءتي لمداخلة من عقب على كلامك، فهما معا سبب مشاركتي، فحاولت أن أستأنس لكلامك بذاك الحديث الذي شعرت أن فيه شيء من الدلالة على المسالة والله أعلم.
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 01:34 م]ـ
وبارك الله فيكم أخي صلاح الدين الشريف.
فإني ما شاركت بمداخلتي إلا بعد قراءتي لكلامك في المشاركة رقم 3، وكذلك بعد قراءتي لمداخلة من عقب على كلامك، فهما معا سبب مشاركتي، فحاولت أن أستأنس لكلامك بذاك الحديث الذي شعرت أن فيه شيء من الدلالة على المسالة والله أعلم.
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[08 - 02 - 07, 03:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
بارك الله سبحانه و تعالى في الإخوة جميعًا .. أسأل الله سبحانه و تعالى أن يستخلفنا و لا يستبدلنا .. اللهم آمين ..
أخي الكريم " محمد الأمين " .. جزاك الله خيرًا على تحليلك حول الشام أفادك الله سبحانه و تعالى ..
فقط أريد أن أستفسر عن تضعيفك لرواية الطبري بأن عامر الشعبي لم يسمع من عبد الله بن مسعود .. و الذي أعرفه أن عامر بن شراحيل الشعبي قد حدث عن عدد من الصحابة و منهم عبد الله بن مسعود .. هو و مسروق بن الأجدع، عامر بن شراحيل الشعبي، الحسن البصري، ومرّة الهمداني، وعطاء الخرساني، وقتادة بن دعامة السدوسي , وآخرون غيرهم ..
بل كانوا يسمعون التفسير من عبد الله بن مسعود من خلال مصاحبتهم له في الكوفة .. و قد حاولت التأكد من ذلك لعلمي أنه توفى رضي الله سبحانه و تعالى عنه عام 100 هـ .. فرأيت هذا الموقع ..
http://www.alakhbar.info/page1.php?id=3074&catid=81
لست متخصصًا في علم الحديث .. و قد عهدت في مقالي السابق بتصحيح الأحاديث إلى الأخ د. هشام عزمي و آخرون .. منهم د. عبد الرحيم الأستاذ بجمعة دمشق و الذي يكتب في منتدى التفسير .. بل لقد نشرت البحث في أكثر من منتدى و لم يضعف أحدهم الرواية و كان فيهم أكثر من أخ له باع لا بأس به في ذهذا العلم .. أرجو التفصيل أكثر أخي الكريم أفادك الله سبحانه و تعالى ..
و الحمد لله رب العالمين ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 02 - 07, 06:33 ص]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل
لم يختلف أحد من أهل الحديث -فيما أعلم- من أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ولا أدركه
قال الحاكم فى " علومه ": و لم يسمع من عائشة و لا من ابن مسعود، و لا من أسامة بن زيد، و لا من على ـ إنما رآه رؤية ـ، و لا من معاذ بن جبل، و لا من زيد بن ثابت.
و قال الدارقطنى فى " العلل ": لم يسمع الشعبى من على إلا حرفا واحدا ما سمع غيره.
قلت: إن لم يسمع من علي، فالأولى أن لا يسمع من ابن مسعود، إذ مات الثاني في ولاية عثمان، رضي الله عن الجميع.
و قال الدارقطنى فى " سؤالات حمزة ": لم يسمع من ابن مسعود و إنما رآه رؤية.
وقال ابن أبي حاتم: لم يسمع من ابن مسعود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/236)
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[09 - 02 - 07, 09:36 ص]ـ
كذلك فإن التواريخ لا تتطابق مع ما ذكره المفسرون حيث ذكروا انتصار الروم على الفرس يوم بدر. على أن البعض يجعل ذلك يوم الحديبية، وهذا يظهر عدم الدقة عند علمائنا. وهو سبب الإشكال.
كيف ننسب فلى علمائنا عدم الدقة بهذه السهولة مع انهم أسندوا ما قالوا ومن اسند فقد كفي التبعة؟؟؟
(وعود قريب إن شاء الله)
ـ[ابو أحمد سليمان]ــــــــ[09 - 02 - 07, 05:58 م]ـ
ما هي مبررات قراءة: "غُلِبَتِ الروم" هكذا: غَلبَتِ الرومُ"؟ .. ومن قرأ بها؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 02 - 07, 08:34 ص]ـ
قراءة شاذة وأشك أن أحداً قرأ بها.(3/237)
هل فسر الرسول عليه السلام القرآن كاملاً للأخ نضال دويكات
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[13 - 08 - 06, 10:16 م]ـ
من المواضيع المفقودة- ملاحظة أصل الموضوع موجود ولكن فقدت منه بعض الردود فالمرجو من المشرف أن يضيفها إليه ويحذف هذا الموضوع
رابط الموضوع الأصلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75796
ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام
هل فسر الرسول عليه السلام القرآن كاملاً
21/ 03/06, 06:03 06:03:45 PM
نضال دويكات
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 20/ 07/05
المشاركات: 274
هل فسر الرسول عليه السلام القرآن كاملاً
--------------------------------------------------------------------------------
هل فسر الرسول عليه السلام القرآن كاملاً
__________________
أسأل الذي جمعنا في دنيا فانية أن يجمعنا في جنة قطوفها دانية
21/ 03/06, 07:55 07:55:05 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
[يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا و هذا].
= قلت: و المسألة فيها خلاف، و الصواب فيها: أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يبيِّن للأمة كل معاني القرآن و لا ترك تبيينه على الإطلاق و إنما بيَّن ما احتاجوا إليه.
= وقلت: أوجه بيان السنَّة للقرآن:
أ. بيان المجمل: كبيانه صلى الله عليه وسلم لمواقيت الصلاة وعدد ركعاتها، ومقادير الزكاة.
ب. توضيح المشكل: كتوضيحه صلى الله عليه وسلم لما أشكل على عدي بن حاتم في معنى قوله تعالى {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} وأنه بياض النهار وسواد الليل.
ج. تخصيص العام: كتخصيصه صلى الله عليه وسلم عموم الظلم في قوله تعالى {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} بأنه الشرك.
د. تقييد المطلق: كتقييد مطلق اليد في قوله تعالى {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} بأنها اليد اليمنى وإلى الرسغ.
هـ. بيان معاني بعض الألفاظ: كبيانه صلى الله عليه وسلم معنى {المغضوب عليهم} وأنهم اليهود، ومعنى {الضالين} وأنهم النصارى.
و. نسخ أحكام القرآن: كنسخ حكم الثيب الزانية من الحبس في البيوت الوارد في قوله تعالى {حتى يتوفاهن الموت} إلى الرجم.
http://saaid.net/Doat/ehsan/135.htm
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
21/ 03/06, 08:29 08:29:42 PM
أبو معاذ الفاتح
غفر الله له وعامله بلطفه تاريخ الانضمام: 03/ 07/05
محل السكن: (مصر - القاهرة)
المشاركات: 276
--------------------------------------------------------------------------------
اثابك الله لما يحب ويرضى
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ) متفق عليه , وفي رواية لمسلم: (من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ).
24/ 03/06, 07:17 07:17:09 AM
طالبة جامعية
عضو جديد تاريخ الانضمام: 23/ 03/06
المشاركات: 4
--------------------------------------------------------------------------------
اعتقد لا فقد ترك بعضالاشياء لان عقل الصحابة وحدود معرفتهم ببعض الاشياء كانت محدودة واذا انباهم بها لم يكن عقلهم يتصور مثل هذه الاشياء. مثل الطيارة مثلا. ويمكن انه فى ذلك الوقت يحدث فتنة لان العقول سترفض تصديق ماليس امام العين.
__________________
24/ 03/06, 04:25 04:25:15 PM
ابو حفص شريف العفيفى
عضو جديد تاريخ الانضمام: 09/ 03/06
المشاركات: 12
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/238)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم بين للصحابة تفسير ايات القران ووضح لهم المبهم وخص لهم المطلق وهكذا ما هو معروف من احوال السنة مع القران وما ذكرته الاخت ليس بصحيح اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم بين للصحابة من امور الغيب ما هو اعظم من ذلك فصدقوه من عذاب القبر واحوال مايقع يوم القيامه ما هى اعظم دهشة مما ذكرتى حتى قال ابا ذر (تركنا رسول الله وما من طائر يحرك جناحيه فى السماء الا انبئنا من خبرة) وكانت اليهود تحثدنا على تعليم النبي لنا فكانوا يقولون علمك نبيكم كل شىء حتى دخول الخلاء وهكذا فان النبي قد فسر القران للصحابة وفهموه منه ووضحوه بعد ذلك بتفسير النبي اياه لهم والله اعلم
__________________
24/ 03/06, 05:46 05:46:19 PM
ابوجندل
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 01/06
المشاركات: 10
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك يا ابا حفص على التنبيه ..
ومن باب اضافة الفائدة ان القران نزل بلغة قريش فكان مفهوما عندهم ما يحتاج الى تفسير والله اعلم.
__________________
24/ 03/06, 05:46 05:46:21 PM
ابوجندل
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 01/06
المشاركات: 10
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك يا ابا حفص على التنبيه ..
ومن باب اضافة الفائدة ان القران نزل بلغة قريش فكان مفهوما عندهم ما يحتاج الى تفسير والله اعلم.
__________________
25/ 03/06, 02:25 02:25:13 PM
برعدي الحوات
عضو جديد تاريخ الانضمام: 16/ 03/06
المشاركات: 33
--------------------------------------------------------------------------------
أبو جندل حفظكم الله: لكم الشكر الجزيل على الإضافة التي أشرتم إليها، ألا وهي أن القرآن الكريم لما نزل بلغة قريش كان أمرُ فهمه متيسراً للصحابة رضوان الله عليهم، ولكن ياأبا جندل أعزكم الله لما أنهيت ملاحظتك بالقول: (والله أعلم)، كنت موفقا في إبداء رأيك في الموضوع، لأنك تحررت حينذاك من عهدة المسؤولية، وهذا سلوك جميل عند أهل العلم.
ولكن الثابت عند أهل العلم ياأبا جندل أن نزول القرآن الكريم بلغة قريش لم يكن كافيا في فهم جميع معانيه، ومن ثم فالصحابة رضوان الله رغم أنهم من أعلم الناس بلغة العرب فإن أمر تفسير القرآن انطلاقا من لسان العرب لم يكن أمرا ميسراً للجميع، بل في أحيان كثيرة كان يستشكل عليهم فهم المراد من كلام الله عز وجل، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للإنسان المعروف بقصر الفهم والإدراك، والكمال لله عز وجل.
والدليل على ذلك هو ماحدث للصحابي الجليل عدي بن أبي أبي حاتم الذي تعذر عليه فهم مراد الله عز وجل من قوله تعالى: (كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبض من الخيط الأسود من الفجر) [البقرة:187] وللوقوف على هذه المسألة (انظر تفسير ابن جرير2/ 172)
و أكثر من ذلك هو أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقعون في الضيق والحرج لما يتعذر عليهم فهم المراد الصحيح من بعض الآيات، وذلك ما أشار إليه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رواية عنه؛ قال: (لما نزلت هذه الآية: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) [الأنعام:82] شق ذلك على الناس، فقالوا: يارسول الله، وأينا لا يظلم نفسه؟ قال: ((إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح: (إن الشرك لظلم عظيم) [لقمان: 13] إنما هو الشرك)).
هذه الرواية أخرجها أحمد في مسنده (1/ 387، ح 3589)، والبخاري في صحيحه (3/ 190، 4629)، كتاب التفسير باب (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، وسعيد بن منصور في سننه (5/ 32، ح887)، والترمذي في سننه (1/ 73، ح 307)، كتب التفسير، باب ومن سورة الأنعام، والنسائي في تفسيره (1/ 474، ح 186)، وابن جرير في تفسيره (7/ 256)، وأبو عوانة في مسنده (1/ 73، ح212) وابن أبي حاتم في تفسيره 4/ 1333، ح7542) ...... وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/239)
ومن ثم يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد نفذ الأمر الإلهي الذي هو التبليغ والبيان، القائل: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) [النحل:44]، وقوله: [وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) [النحل:64]، وقوله: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة) [النحل:89].
ولهذا لو كان لسان العرب كافيا في فهم المراد من كتاب الله عز وجل، لما أمر الله عز وجل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالتبليغ والبيان.
وذلك ما أشار إليه ابن قتيبة في كتابه: المسائل والأجوبه في الحديث والتفسير، (ص: 48 - 49) حيث قال: [والعرب لا تستوي في المعرفة بجميع ما في القرآن من الغريب، والمتشابه، لبعضها الفضل في ذلك على بعض، والدليل عليه قول الله جل وعز: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) [آل عمران: 7] ........ ثم قال: وكذلك هي -يعني العرب- في الغريب ليست كلها تستوي في العلم به ...... ) والله أعلم. وشكراً.
__________________
25/ 03/06, 02:46 02:46:04 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
رقم الفتوى: 59195
عنوان الفتوى: التفسير والمفسرون
تاريخ الفتوى: 12 محرم 1426
السؤال
من المعلوم أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفسر جل القرآن ولم يفعل ذلك صحابته الكرام و اليوم نرى تفاسير لجل القرآن قد تتعارض في كثير الأحيان قد تصل إلى القول في الغيبيات وفي تفسير الحروف التي في أوائل السور والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار فما حكم هذا الكم الهائل من التفاسير التي تضرب بعضها بعض والرسول صلى الله عليه و سلم يقول مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض بهذا هلك من كان قبلكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الله تعالى أنزل كتابه على نبيه صلى الله عليه وسلم ليتلوه المسلمون ويتدبروا معانيه ويعملوا بمحكمه ويؤمنوا بمتشابهه، كما قال تعالى: الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ {البقرة: 121}. وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ {ص: 29}.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه لأصحابه ويفسر لهم ما احتاجوا إليه من تفسيره، كما أمره الله تعالى بقوله: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ {النحل 44}.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يشجع أصحابه على فهم القرآن، ويدعو لهم بالتفقه في الدين، وعلم التفسير والتأويل. ففي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب رضي الله عنه: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية معك من كتاب الله أعظم؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم. فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.
وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس: اللهم فقهه في الدين. وفي رواية غيره: وعلمه التأويل. فكان ابن عباس رضي الله عنهما مدرسة للعلوم الشرعية ولعلم التفسير خاصة الذي أصل المعارف الشرعية.
ومن مدرسته تخرج مجاهد بن جبر الذي قال عنه ابن كثير وغيره من أهل العلم: إنه كان آية في التفسير .. ونقل عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها. وقال عنه سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
وهكذا كان أصحاب ابن عباس وغيرهم من علماء السلف، فكان سعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء والحسن ومسروق وسعيد بن المسيب وأبو العالية والربيع وقتادة .. وغيرهم من التابعين وتابعيهم يفسرون القرآن فكانوا يفسرون القرآن بالقرآن وبالسنة، وبما جاء عن الصحابة الذين هم أعلم الناس بالوحي، لأنهم شاهدوا نزوله وعاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم أعلم بلغة العرب التي نزل بها القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/240)
وهذه من أهم أصول التفسير ومنهجه الذي سار عليه أئمة التفسير وعلماء الأمة بعد ذلك. وقد قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى.
وقال ابن كثير: فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسير ذلك وطلبه في مظانه وتعلمه وتعليمه، كما قال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ. وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذون عشر آيات ولا يأخذون العشر الأخرى حتى يأخذوا ما في هذه من العمل والعلم، كما روى أصحاب السنن عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود وغيره.
إذا علمنا هذا، فلنعلم أن التفسير لا يعد تفسيرا مقبولا ومعتبرا إلا إذا روعيت فيه أصول التفسير التي استمدها علماء الإسلام من الكتاب والسنة وعمل الصحابة، وبإمكانك أن تطلع عليها في مقدمة كتب التفسير المعتبرة مثل تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير وابن عاشور، وفي مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية.
ولا ينبغي أن ننزعج أو تضيق صدورنا إذا رأينا خلافا بين الأئمة والعلماء فيما يكون الخلاف فيه مقبولا، فقد اختلف الصحابة ومن بعدهم في الفروع وفيما يحتمل وجوها عدة، وهذا الاختلاف رحمة وتوسعة وإثراء للتفسير والفقه الإسلامي، ولهذا قال العلماء: اختلاف الأئمة رحمة واسعة وإجماعهم حجة قاطعة.
وربما كان الخلاف بينهم خلافا لفظيا وهذا هو الأكثر في تفسير السلف.
والقرآن الكريم بحر زاخر حوى من معارف الأولين والآخرين وعلوم الدين والدنيا ما يحتاج إليه الناس لهدايتهم وإصلاح حالهم.
ولن تنتهي عجائبه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لأنه معجزة الإسلام الخالدة وخاتمة وحي الله تعالى إلى عباده، فلا يمكن أن يكتفي بتفسيره في عصر من العصور أو مصر من الأمصار .. فكل أهل عصر أو أهل مصر يغرفون من بحره حسب علمهم وفهمهم، وما يهتمون به من معارف، ويستخرجون من كنوزه ما يفتح الله تعالى به عليهم، ولهذا نلاحظ تفسير الفقهاء، وتفسير أهل اللغة والأدب، وتفسير أهل الدعوة والإصلاح، وتفسير أهل التربية والأخلاق.
وفي العصر الحديث نجد التفسير في الإعجاز العلمي للقرآن، فالكل يغرف من بحره قدر إنائه وحسب تخصصه.
وأما قول السائل الكريم "من قال في القرآن .. الحديث، رواه الترمذي والنسائي، فقال عنه أهل العلم: إن ذلك في من قال فيه بما سنح له في وهمه وخطر على باله من غير استدلال عليه بالأصول، وإن من استدل على حكم واستنبط فحمله على الحكم المتفق على معناه فهو ممدوح مأجور، وهو ممن قال الله تعالى فيهم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ قاله الجصاص .. وقال عنه ابن كثير: لأنه تكلف ما لا علم له به وسلك غير ما أمر به. وقال عنه القرطبي: من قال في القرآن قولا يعلم أن الحق غيره فليتبوأ مقعده ...
والذي لا شك أن الصحابة وغيرهم من السلف الصالح كانوا يفسرون القرآن بما ظهر لهم وفق المنهج الذي أشرنا إلى بعض قواعده.
فقد روى البخاري وغيره عن أبي جحيفة أنه قال لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي غير ما في كتاب الله؟ قال لا، والذي فلق الحب وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن ..
وقد ذكرنا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس.
وأما حديث: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض، فقد رواه الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط، ولكنه جاء في سياق النهي عن الخوض في القدر وليس في النهي عن التفسير، ونصه كما في المسند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم والناس يتكلمون في القدر قال: وكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال لهم: ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض، بهذا هلك من كان قبلكم.
والحاصل أن الصحابة كانوا يفسرون القرآن، بل كانوا يقرأون عشر آيات ولا يتجاوزونها حتى يعلموا معناها وكان السلف يفسرون القرآن ولكن ذلك كان مضبوطا بأصول ثابتة ومنهج واضح لا يجوز لمن لم يتوفر فيه أن يقحم نفسه في تفسر القرآن وهو المقصود بالوعيد المكور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/241)
واما هذا الكم الهائل من التفاسير فهو ثروة عظيمة ينبغي للعلماء أن يغوصوا فيها ويستخرجوا دررها ويصححوا ما فيها من أخطاء، فكل إنسان يؤخذ من قوله ويترك، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=59195&Option=FatwaId
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
25/ 03/06, 02:48 02:48:08 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشيخ خالد السبت:
المرحلة الأولى: وهي العهد النبوي:
كان القرآن يتنزل على النبي- صلى الله عليه وسلم – في ثلاث وعشرين سنة، وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – من العرب، وكانوا أهل الفصاحة والبيان والبلاغة، فكانوا يدركون هذه المعاني التي خوطبوا بها، يدركونها غالباً من لغتهم وسليقتهم، كما جاء عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن التفسير على أربعة أنحاء: قسم تعرفه العرب بلغتها. وهذا هو الشاهد ـ فكانوا يعرفون معاني هذا القرآن ـ يعرفون كثيراً منها بفصاحتهم وسليقتهم العربية التي حباهم الله عز و جل بها ـ، وإذا أشكل عليهم شيء من معانيه رجعوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسألوه عن ذلك فيبينه لهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يبدؤهم أحياناً بتفسير بعض الآيات، أو بعض القضايا، كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يقرئهم القرآن على الحروف التي يتيسر لهم القراءة بها، وذلك بعدما هاجر النبي- صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة فنزلت الأحرف الستة الزائدة على حرف قريش.
كما أن الصحابة- رضي الله عنهم – عاصروا التنزيل، وشاهدوا الوقائع التي نزل فيها القرآن وكانوا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم – في السفر والحضر في الليل والنهار، فعرفوا أماكن النزول؛ وهو ما يسمى بالمكي والمدني.
كما عرفوا أيضا أسباب النزول، وعرفوا الطرق التي ينزل على النبي- صلى الله عليه وسلم – بها القرآن، وعرفوا وجوه القراءة من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كما أن الواحد منهم ما كان يتجاوز خمس آيات أو عشر آيات حتى يتعلم ما فيها من العلم والعمل، فكانوا يتعلمون العلم والعمل جميعاً.
إذاً تعلموا أحكام القرآن؛ وهذا نوع من أنواع العلوم القرآنيه – علم أحكام القران –، وتعلموا أسباب النزول، وأماكن النزول، ووجوه القراءة، وتعلموا أيضا أوقات النزول، وتعلموا طرق نزول القرآن، وتعلموا الناس والمنسوخ، وما إلى ذلك من العلوم التي يحتاج إليها كالعام والخاص، والمطلق والمقيد، وغير ذلك.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=6425
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
25/ 03/06, 02:50 02:50:38 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
رقم الفتوى: 68100
عنوان الفتوى: تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن
تاريخ الفتوى: 08 رمضان 1426
السؤال
1_ ماهي الآية التي فسرها الرسول للصحابة؟
2_ مامعنى التفسير؟
3_ مامعنى التأويل؟
4_ ما الفرق بين التفسير والتأويل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/242)
فقد فسر الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة رضوان الله عليهم آيات كثيرة إلا أنه لم يفسر لهم القرآن كاملاً. ومن الآيات التي فسرها لهم قوله تعالى: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ {الأنعام: 82} فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ {الأنعام: 82} الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {لقمان: 13} متفق عليه
وغيرها من الآيات فينبغي تحديد الآية المقصودة.
وأما الجواب عن معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما فانظر فيه الفتوى رقم:12101.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=68100&Option=FatwaId
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
25/ 03/06, 02:52 02:52:38 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
التعليق على أثر ابن عباس في تقسيم التفسير
الدكتور مساعد الطيار
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=519
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
25/ 03/06, 03:06 03:06:38 PM
أبو يوسف العامري
عضو مميز تاريخ الانضمام: 05/ 10/05
المشاركات: 551
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة طالبة جامعية
اعتقد لا فقد ترك بعضالاشياء لان عقل الصحابة وحدود معرفتهم ببعض الاشياء كانت محدودة واذا انباهم بها لم يكن عقلهم يتصور مثل هذه الاشياء. مثل الطيارة مثلا. ويمكن انه فى ذلك الوقت يحدث فتنة لان العقول سترفض تصديق ماليس امام العين.
الصحابة آمنوا بالجنة والنار و البعث و الحشر و اسراء النبي و معراجه في السماوات!!!!
كل هذا و عقول الصحابة محدودة!!!
استغفري الله العظيم .. و استعيذي به من الشيطان الرجيم فان هذا الكلام لا يجوز قوله في حقهم رضي الله عنهم.
فهم ما كانوا يحكموا عقولهم فوق الشرع بل الشرع عندهم حاكمٌ على العقل
و هذه الاخبار فرضها التسليم لها و الايمان بها .. وقد فعلوا و لم يروا ما ستره الله عنهم من غيوب .. و رغم ذلك امنوا و صدقوا ..
فكيف تقولين هذا فيهم؟؟
قال لهم كما في صحيح مسلم: ((لتتركن القلاص فلا يسعى عليها)) و قد آمنوا بهذا النص من غير معرفة لكيفيته و ها نحن اليوم لا نسعى على الابل و عندنا السيارات و الطائرات
و القطارات و قد تحقق ما اخبر به النبي و هم بما قال مؤمنون مطمئنون!
و لم ترفض عقولهم هذا لماذا؟ لان عقول من نزل عليهم القران مخاطبا .. هي اكمل و احسن العقول على الاطلاق .. و كيف لا و قد اصطفاهم الله لحمل رسالة نبيه للناس كافة!
اما عقول طلبة الجامعات اليوم فينبغي ان تقتدي بمن سلفها من طلبة محمد لتتعلم!!
__________________
عن الليث بن سعدٍ قال:"لو رأيتُ صاحب هوىً يمشي على الماء ما قَبِلْتُه! ".
ali09@maktoob.com
25/03/06, 04 :25 04:25:43 PM
ابوجندل
عضو جديد تاريخ الانضمام: 19/ 01/06
المشاركات: 10
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك يا خي برعدي لكن مقصد قولي اضافة على من ذكر الاخ احسان العتيبي اولا
واذ به يكمل جوابه على نفس ما قلت
قال الشيخ خالد السبت:
المرحلة الأولى: وهي العهد النبوي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/243)
كان القرآن يتنزل على النبي- صلى الله عليه وسلم – في ثلاث وعشرين سنة، وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم – من العرب، وكانوا أهل الفصاحة والبيان والبلاغة، فكانوا يدركون هذه المعاني التي خوطبوا بها، يدركونها غالباً من لغتهم وسليقتهم، كما جاء عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن التفسير على أربعة أنحاء: قسم تعرفه العرب بلغتها. وهذا هو الشاهد ـ فكانوا يعرفون معاني هذا القرآن ـ يعرفون كثيراً منها بفصاحتهم وسليقتهم العربية التي حباهم الله عز و جل بها ـ، وإذا أشكل عليهم شيء من معانيه رجعوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسألوه عن ذلك فيبينه لهم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يبدؤهم أحياناً بتفسير بعض الآيات، أو بعض القضايا، كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يقرئهم القرآن على الحروف التي يتيسر لهم القراءة بها، وذلك بعدما هاجر النبي- صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة فنزلت الأحرف الستة الزائدة على حرف قريش.
نقلا من الاخ احسان العتيبي
__________________
25/ 03/06, 05:29 05:29:54 PM
رائد دويكات
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 14/ 02/06
المشاركات: 133
--------------------------------------------------------------------------------
اخي الكريم ابو يوسف العامري: رفقا بالقوارير!!
انما العلم بالتعلم، لا يكن ردك قاسيا بهذه الطريقة، انما العلماء ورثة الانبياء، والله تعالى قال لرسوله: " فبما رحمة من الله لنت لهم "، ولعل الاخت الكريمة اخطأت في التعبير وحقها علينا ان نبين لها وجه الصواب فبارك الله فيك
__________________
مسلم احمي بلادي والحمى من كل ماكر
كل من رام بلادي سوف يمنى بالخسائر
25/ 03/06, 05:35 05:35:09 PM
رائد دويكات
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 14/ 02/06
المشاركات: 133
--------------------------------------------------------------------------------
وأما بخصوص تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، فقد احسن الاخ الكريم احسان فيما نقل فجزاه الله عنا خير الجزاء.
ومن الادلة التي تدل على ذلك دلالة واضحة لا لبس فيها:
1. قوله تعالى في سورة آل عمران: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُواْ الْأَلْبَابِ (7)
فبعض الايات لا يعلم تاويلها الا الله بنص الاية وهذا يعني ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفسرها.
2 وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (53)
قال الربيع: ". فلا يزال يقع من تأويله أمرٌ بعد أمر، حتى يتم تأويله يوم القيامة، ففي ذلك أنزل:"هل ينظرون إلا تأويله"، والتأويل مرجع الشيء ومصيره من قولهم آل الشيء يؤل وقد احتج بهذه الآية من ذهب إلى قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ الله} (انظر، تفسيرالطبري وتفسير الرازي لهذه الاية)
3. ويؤيد ذلك قوله تعالى في سورة يونس: بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (39)
__________________
مسلم احمي بلادي والحمى من كل ماكر
كل من رام بلادي سوف يمنى بالخسائر
26/ 03/06, 02:21 02:21:22 AM
برعدي الحوات
عضو جديد تاريخ الانضمام: 16/ 03/06
المشاركات: 33
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/244)
رائد دويكات اخي الكريم ابو يوسف العامري: رفقا بالقوارير!!
انما العلم بالتعلم، لا يكن ردك قاسيا بهذه الطريقة، انما العلماء ورثة الانبياء، والله تعالى قال لرسوله: " فبما رحمة من الله لنت لهم "، ولعل الاخت الكريمة اخطأت في التعبير وحقها علينا ان نبين لها وجه الصواب فبارك الله فيك.
-------------------------------------------------------------
والخطأ ياأستاذ رائد دويكان، نوعان:
1 - الخطأ المتعمد، وصاحبه لا يعذر مهما كان جنسه، ذكراً أو أنثى.
2 - الخطأ بدون عمد، ومرتكبه معذور، ومغفور ذنبه إن شاء الله إن طلب من الله العفو والمغفرة، ومن الأخطاء نتعلم. وطالب علم يجب عليه أن يتحلى بالصبر إذا زُجر زجراً تربويا من لدن شيوخه، لأن ملتقى أهل الحديث هذا يلتقي فيه العلماء، وطلبة العلم أمثال الطالبة الكريمة، إذن فلا داعي للضيق والحرج، وأبو يوسف حفظه الله لم يكن قاسياً في رده على الطالبة بقدر ما كان ملاحظاً وموجهاً لها ولغيرها ......
وندعو لطالبتنا هاته وغيرها بالتوفيق، والاستمرار في البحث والأسئلة، وإنها على الطريق الصحيح إن شاء الله تعالى. والسلام عليكم.
__________________
26/ 03/06, 04:28 04:28:11 AM
صلاح الدين عبد الهادي
عضو جديد تاريخ الانضمام: 18/ 03/06
المشاركات: 45
--------------------------------------------------------------------------------
إليى أختنا طالبة جامعية يبدو ان لديك كثير من حسن النية لكن في نفس الوقت قليل من العلم بعقيدة أهل السنة والجماعة وسلفنا الصالح ففي المنهج الصحيح الصحابة هم أكمل الأمة عقولاً وكلهم عدول ونحن قدرهم ونجلهم فهم الجيل الذي تربى مباشرة على يدي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نمسك عما شجر بينهم فمن أجتهد فأصاب فله أجرين ومن أجتهد فأخطأ فله أجر ولهم من الحسنات الماحيات ما يكفي درء سيئاتهم. لا أظن اننا في عصر الفضاء والجينات لدينا إمام كعمر أوقائد كخالد بن الوليد أو زاهد كاأبي ذر أومعهد للغات في بلدة صغيرة بها عدة آلاف من السكان كالمدينة أرسل منه الرسول صلى الله عليه وسلم 14 رسالة ب14لغة للملوك يدعوهم إلى الإسلام رضي الله عنهم جميعاً. (إلى إخواني: أرجو ألأ ا أكون أخطأت فأنا أيضاً طالب جامعي بكلية الطب ... إبتسامة)
__________________
20/ 07/06, 08:32 08:32:36 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
لم يفسر الرسول كل لفظة أو آية من القرآن وإنما فسر ما قد يكون فيه خفاء على الصحابة –رضوان الله عليهم-، وقد يسأل الصحابة عما يشكل عليهم فيبينه لهم الرسول كما سأل الصحابة عن الظلم المقصود في قوله تعالى:"الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" [الأنعام: 82] وأما أنه –صلى الله عليه وسلم- بين كل كلمة أو كل آية فهذا لم يحصل لأنه لو حصل لنقله لنا الصحابة –رضي الله عنهم- ولم يكن الصحابة يحتاجون لذلك لأنهم عرب والقرآن نزل بلسان عربي مبين وحين جاء عصر التابعين وخفي عليهم بعض معاني الآيات فسرها لهم الصحابة بما علموه من رسول الله –عليه الصلاة والسلام- وبما فهموه من لغة العرب وما أدركوه من نزول الآيات وأحوال من نزلت عليهم.
وأما فيما يتعلق بما يسمى الإعجاز العلمي فما كان منه صحيحاً وموافقاً للآيات فليس معنى الآية متوقفاً عليه بل معنى الآية العام معلوم منذ عصر الصحابة، وجاءت مثل هذه الكشوف لتزيد من وضوح الآية وتعمق من دلالتها كما قال تعالى:"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق" [فصلت: 53]، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=13586
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
24/ 07/06, 12:40 12:40:35 AM
الغواص
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04
المشاركات: 143
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الكريم إحسان قلتَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/245)
( .. وأما أنه –صلى الله عليه وسلم- بين كل كلمة أو كل آية فهذا لم يحصل لأنه لو حصل لنقله لنا الصحابة –رضي الله عنهم .. )
هذا الإلزام لازم؟
__________________
24/ 07/06, 12:33 12:33:58 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
حفظك الله أخي
الكلام للدكتور ناصر بن محمد الماجد
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
24/ 07/06, 05:22 05:22:07 PM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 2,395
--------------------------------------------------------------------------------
تفسير القرآن أنواع كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما < رواه ابن جرير في التفسير >:
الأول: نوع واضح لا يحتاج إلى تفسير ويفهمه كل أحد، وإلى ذلك أشار أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية لما سئل أن يضع تفسيرا للقرآن.
الثاني: نوع تعرفه العرب من لسانها وكلامها، ومن ذلك: قسورة، وضيزى، وتخوف ... إلخ
الثالث: نوع يعلمه العلماء، وقد يختلفون في بعضه لأن العقول تختلف والفهوم تختلف، كما أن مقدار العلوم يختلف من عالم إلى آخر.
الرابع: نوع لا يعلمه إلا الله، كما قال تعالى: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}، وقد اختلفوا أيضا في تفسير هذه الآية وفي وصل (والراسخون) وقطعها.
والله تعالى أعلم.
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
حاجة الناس إلى التصنيف - معجم الأخطاء الشائعة للعدناني في الميزان
ما لم يكتبه ابن كثير من البداية والنهاية - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
24/ 07/06, 10:58 10:58:25 PM
الغواص
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04
المشاركات: 143
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الكريم إحسان بارك الله في علمه
1 - اعتذر
2 - لدي استفسار
اتفقتَ والدكتور ناصر بن محمد الماجد من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبين كل آية
وقد ذكر الدكتور دليل قوله، فهل إلزامه لازم؟
__________________
25/ 07/06, 01:45 01:45:57 AM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
لا بأس أخي الفاضل ولا حاجة للاعتذار
نعم الإلزام لازم؛ لأن الله تعالى حفظ دينه، ويبعد أن يكون صلى الله عليه وسلم بيَّن كل آية ولم يصل لنا منها شيء، يكون الصحابة تكلموا في شيء عندهم فيه قول نبوي
والله أعلم
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
26/ 07/06, 08:38 08:38:18 AM
الغواص
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04
المشاركات: 143
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الكريم إحسان العتيبي رفع الله قدره
لعلي ألخص أسباب الإلزام التي ذكرتَها:
1 - لأن الله حفظ دينه
2 - ويبعد أن يبين لنا النبي شيئا ولم يصل إلينا
الجواب: (لا يتعارض "حفظ الله لدينه" مع عدم علمنا بتفسير كل آية)
والأدلة على ذلك:
1 - حديث وعاء أبي هريرة الذي لم يبثه، فإن عدم علمنا بهذا النص وعدم حفظنا له لا يلزم منه نقصا في حفظ الدين.
2 - وكذلك أحاديث التبشير كحديث (لا تبشرهم فيتكلوا) فهذا الأمر النبوي من الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على أن هناك علوما حتى لو لم تصل للناس فالدين محفوظ محفوظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/246)
فكذلك الحال مع مسألتنا التي نحن بصددها، فإن عدم حفظنا لتفسير الرسول لكل آية لا يلزم منه عدم حفظ الدين، فالدين محفوظ وإن لم يصلنا من الرسول صلى الله عليه وسلم تفسير لكل آية، ويتضح هذا بجلاء في الآيات المكررة من أمثال (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فلو فسر الرسول صلى الله عليه وسلم آية واحدة لأغنانا عن مثيلاتها، ويبقى الدين محفوظا.
وبناء على ذلك يبقى احتمال أن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا فسر كل آية
ثم جاءت هذه الآية (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) لتؤيد ذلك الاحتمال بعمومها وتقدمه وترجحه على احتمال أن الرسول لم يفسر كل آية.
والله أعلم
__________________
26/ 07/06, 11:24 11:24:12 AM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
1. حديث الوعاء
ليس ما كتمه أبو هريرة من العلم الذي تحتاجه الأمة، بل هو من أحاديث الفتن وما يتعلق بإمارة الصبيان من بني أمية.
ثم إنه قد أخبر بعض أصحابه بها!
قال أبو هريرة:
حَفِظْتُ مِنْ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ، فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ.
رواه البخاري
قال ابن بطال:
وقوله: (وأما الآخر لو بثثته قطع هذا البلعوم):
قال المهلب، وأبو الزناد: يعنى أنها كانت أحاديث أشراط الساعة، وما عرف به - صلى الله عليه وسلم - من فساد الدين، وتغيير الأحوال، والتضييع لحقوق الله تعالى، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: تمت يكون فساد هذا الدين على يدى أغيلمة سفهاء من قريش -، وكان أبو هريرة يقول: لو شئت أن أسميهم بأسمائهم، فخشى على نفسه، فلم يُصَرِّح.
وكذلك ينبغى لكل من أمر بمعروف إذا خاف على نفسه فى التصريح أن يُعَرِّض.
ولو كانت الأحاديث التى لم يحدث بها من الحلال والحرام ما وَسِعَهُ تركها، لأنه قال: لولا آيتان فى كتاب الله ما حدثتكم، ثم يتلو: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159].
انتهى
وقال العيني:
ويقال: حمل الوعاء الثاني الذي لم ينبه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء الجور وأحوالهم ووذمهم وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضهم ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم كقوله أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير بذلك إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة فاستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة.
انتهى
وفي " الشبكة الإسلامية ":
أبو هريرة هو الذي كتم هذا العلم لما خاف على نفسه الفتنة أو القتل، وليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره بالكتمان، وأيضاً فإن عامة أهل العلم حملوا الوعاء الذي كتمه أبو هريرة على ما يتعلق بأحاديث الفتن وأسماء المرتدين والمنافقين ونحو هذا مما لا يتعلق بالبينات والهدى لحديثه الآخر الذي رواه البخاري قال: إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتين في كتاب الله ما حدثت حديثاً، ثم يتلو: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ. إلى قوله تعالى (الرحيم). الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفاً على نفسه منهم، كقوله أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان، يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة.
انتهى
2. أحاديث الرجاء
أخبر بها أبو هريرة
وأخبر بها معاذ رضي الله عنهما
والله أعلم
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
27/ 07/06, 02:44 02:44:46 AM
الغواص
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04
المشاركات: 143
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/247)
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الكريم إحسان العتيبي حفظه الله من كل مكروه، وجزاك الله أنت خيرا كثيرا وزادك علما وشرفا وعزا
أخي الكريم أذكرك بأني افتتحت الكلام معك حول موضوع "الإلزام" الذي فحواه:
بما أن النص لم يصل إلينا فهو غير موجود أصلا
ولذا فمعظم ما أوردتَه من كلام لأهل العلم لا يخص مجال مناقشتنا
ولكَ أن تتأمل منذ بداية كلامك حيث قلتَ:
1 - ليس ما كتمه أبو هريرة "من" العلم الذي تحتاجه الأمة
2 - ثم إنه قد أخبر بعض أصحابه بها!
ثم استرسلتَ في سرد كلام أهل العلم عن ذلك
وأنا أصلا لم أختلف معك في "أسباب" كتم أو إخبار أبي هريرة لنصٍ ما
ولكن اختلافي معك في "وجود" النص أصلا
فإنه إذا جاز شرعا "كتمان" نص ما كحديث الوعاء أو حديث لا تبشرهم فيتكلوا _وهو عمدتي لأنه الأوضح_ وغير ذلك كثير
دل ذلك على "وجود" نصوص شرعية "يجوز" شرعا عدم تبليغها
وإذا جاز كتمانها وعدم تبليغها صار محتملا ألا تصل إلينا "رغم أنها كانت موجودة" وتحدث بها الرسول صلى الله عليه وسلم
ويقال مثل هذا في التفسير النبوي أيضا، فقد يحتمل أن الرسول فسر كل آية ومع ذلك وجد ما يمنع وصول تفسيره إلينا، بغض النظر عن أسباب ذلك سواء كان لتكرار الآية _كما ذكرتُ سابقا_ أو لوضوحها أو خوف الناقل أو مما يتعلق بأسماء أمراء الجور والمنافقين والمرتدين أو لكونها تتعلق بالفتن والملاحم أو لغير ذلك من الأسباب الكثيرة
فأنا لا أناقشك في "أسباب" عدم وصول النص إلينا، وإنما في "أصل وجوده"
وإن عدنا لمسألتنا مرة أخرى نجد "الاحتمال" ما زال قائما من أن النبي صلى الله عليه وسلم فسر كل آية ولكن لم يصل إلينا
ثم جاء ما يؤيد هذا الاحتمال القائم ويزده قوة كعموم آية سورة النحل وغيرها
وإذا قام هذا الاحتمال لزم أن يسقط الاحتمال الآخر القائل: "بما أنه لم يصل إلينا لزم أن الرسول لم يتحدث به"
فتبيين خطأ هذا "الإلزام"، وهو الذي من أجله ابتدأتُ معك المناقشة حوله.
والله أعلم
__________________
27/ 07/06, 07:40 07:40:55 AM
شعبان الدزيري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 12/ 03/05
المشاركات: 38
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة إحسان العتيبي
لأن الله تعالى حفظ دينه، ويبعد أن يكون صلى الله عليه وسلم بيَّن كل آية ولم يصل لنا منها شيء، يكون الصحابة تكلموا في شيء عندهم فيه قول نبوي
أخانا الكريم وفقه الله
الصحابة رضي الله عنهم كانوا يجيبون فقط إن سألهم الناس فما ذنبهم لو لم يسألهم أحد؟
__________________
27/ 07/06, 08:59 08:59:23 PM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 2,395
--------------------------------------------------------------------------------
قد يكون النبي صلى الله عليه وسلم فسر شيئا من الآيات ولم تصلنا، ولكن هذا في القليل النادر، ولا يكون ذلك مما تحتاجه الأمة في دينها
أما أن يقول قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم فسر آيات من القرآن تحتاجها الأمة ولم تصلنا
أو يقول قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كاملا ولم يصلنا
فهذا القول واضح البطلان، وهو خلاف الحس والعادة، ولا فرق بينه وبين من يقول: يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم غزا أضعاف الغزوات التي نقلت إلينا!!
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
حاجة الناس إلى التصنيف - معجم الأخطاء الشائعة للعدناني في الميزان
ما لم يكتبه ابن كثير من البداية والنهاية - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
28/ 07/06, 12:30 12:30:06 AM
الغواص
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04
المشاركات: 143
--------------------------------------------------------------------------------
أبو مالك العوضي نور الله بصيرته
أحسنتَ في التنبيه على:
1 - أن ما لم يصل إلينا فلن تحتاجه الأمة_كما نبه الأخ إحسان إلى ذلك_
2 - بطلان من زعم أن هناك أمورا مهمة ولم تنقل إلينا "سدا لباب المبتدعة خاصة الرافضة"
بل وأحسنت حتى في جملتك الحمالة لأكثر من وجه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/248)
(أو يقول قائل: إن النبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن كاملا ولم يصلنا
فهذا القول واضح البطلان)
فرغم أن في جملتك أكثر من احتمال:
الاحتمال الأول: لم يصلنا = بمعنى أي شيء لا ما ثبت ولا ما لم يثبت
أجزم أنك تقصد هذا الاحتمال وحق لك أن تبطله، لأنه ثبت وصح عند أقل طلاب العلم تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لآيات كثيرة
الاحتمال الثاني: لم يصلنا = ما لم يثبت فقط.
أجزم أنك لا تقصده بالإبطال، لأنك قلت في بداية ردك:
("قد" يكون النبي صلى الله عليه وسلم فسر شيئا من الآيات ولم تصلنا .. )
أما قياسك على الغزوات فأوافقك عليه بنسبة كبيرة، لأن الغزوة يحضرها عدد هائل من المسلمين فيبعد فعلا أن لا ينقلها ولو واحد منهم، ويزداد البعد إن قال قائل أن عددها يصل للضعف! فهذا خلاف الحس والعادة _على حد تعبيرك_
وختاما فأنا من خلال ردك لا أجدك تخالفني في شيء، فإن كنت تخالفني في شيء فأرجو تحديده مع توضيحه، وجزاك الله الجنة
__________________
28/ 07/06, 03:04 03:04:26 AM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 2,395
--------------------------------------------------------------------------------
إليك ما أعنيه يا أخي الكريم تفصيلا
لدينا احتمالان:
الأول: أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن الكريم كاملا، أو الغالب الأكثر منه
الثاني: أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسر آيات يسيرة من القرآن، أو جزءا يسيرا منه.
وإذا نظرنا لما جاءنا من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وجدنا أن ما ورد من ذلك مسندا يدخل في الاحتمال الثاني، ولا يدخل في الاحتمال الأول.
وعلى الاحتمال الثاني يحتمل أن يكون هناك آيات أخرى يسيرة لم يفسرها النبي ولم تصلنا.
أما على الاحتمال الأول فلازمه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر كثيرا من الآيات ولم ينقل إلينا من ذلك إلا جزء يسير.
وهذا اللازم الأخير هو ما أُنْكِرُه؛ لأنه يبعد في العادة؛ فإن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أحرص الناس على نقل كل كبيرة وصغيرة من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، فبعيد جدا أن يتركوا نقل الكثير من تفسيرة لآيات القرآن الكريم.
ولكي يكون كلامي أوضح أضرب مثالا على ذلك بالأرقام:
عدد آيات القرآن 6236 آية - فإذا افترضنا مثلا أن الآيات التي ورد تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم عشرون آية، فإننا نكاد نقطع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر الآيات الباقية جميعا، ولكن يحتمل أن يكون قد فسر منها شيئا يسيرا.
لأننا إن زعمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر القرآن كاملا، فإننا حينئذ نتهم الصحابة بأنهم أغفلوا نقل تفسير 6200 آية من القرآن فسرها النبي صلى الله عليه وسلم!!!
هل تظن يا أخي الكريم أنه من المحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم فسر 6000 آية ويُغْفِلُ نقلَها جميعُ الصحابة رضوان الله عليهم؟!!
ولكن من المحتمل أن يكون فسر آيات معدودة على الأصابع ولم تنقل؛ لأن هذا ليس بعيدا في العادة
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
حاجة الناس إلى التصنيف - معجم الأخطاء الشائعة للعدناني في الميزان
ما لم يكتبه ابن كثير من البداية والنهاية - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
28/ 07/06, 01:06 01:06:48 PM
إحسان العتيبي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 12/ 03/02
محل السكن: الأردن
المشاركات: 1,410
--------------------------------------------------------------------------------
أحسنت أخي الفاضل (أبو مالك العوضي)
وهذا عين ما أردت إيصاله في كلامي
ويمكن أن نوضح أكثر فنقول:
انظر إلى أبواب الشريعة في كتب أهل العلم (الطهارة، الصلاة، الزكاة، الحج، النكاح، .... )
وقارن بينه وبين (باب التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم) تجد صدق القول في أصله وفي نقله
في أصله: أي: أنه لم يفسر صلى الله عليه وسلم القرآن كله ولا أكثره
وفي نقله: أي: أنه لم ينقل الصحابة لنا كلامه في أبواب الشريعة كلها ويتركون باب التفسير مع وجوده!
والله أعلم
__________________
قال الإمام مالك - رحمه الله -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/249)
أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يطلبون الدنيا ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس.
" تفسير القرطبي " (7/ 276).
30/ 07/06, 02:24 02:24:38 AM
الغواص
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 02/ 01/04
المشاركات: 143
--------------------------------------------------------------------------------
إلى الأخوين الكريمين
هذه المقولة "تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن كان قليلا"
هذه المقولة خاطئة لأنها نشأت من خطأ آخر وذلك عندما حصرنا تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن بالأحاديث التي نصت على آية بعينها فقط
وإلا فالصحيح أن "كل" أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم _التي لم تدون في كتب التفسير لأنها لم تنص على آية بعينها_ إنما هي من تفسير القرآن أيضا.
ولذا تجد بعض المفسرين يتفطن لهذا الأمر فيدرج حديثا ما تحت آية بعينها لارتباطه بها
ولكن قبل أن أبدأ بسرد تلك الأحاديث سأبدأ الأمثلة بأحاديث لها صلة مباشرة بالآيات، فأورد منها على سبيل المثال:
1 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
رواه البخاري
2 - عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَّكِلُ قَالَ لَا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ثُمَّ قَرَأَ:
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى إِلَى قَوْلِهِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى
رواه البخاري
3 - وبالجملة فأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة التي فيها جملة ( ... ثم قرأ الرسول ... ثم تلا النبي ... الخ) هي أمثلة كثيرة جعل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم كلامه تفسيرا "مباشرا" للآيات
فهذه النوعية من الأحاديث مهما أكثر العلماء من وضعها في كتب التفسير ستبقى قليلة
أما الأحاديث التي لم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها آية معينة حال إيراده لتلك الأحاديث، فهي التي ما زال العلماء "يجتهدون" في وضعها تحت ما يناسبها من آيات لتكون تفسيرا لها، ولابن كثير رحمه الله من هذا شأن عظيم، وسبقه إلى ذلك ابن عباس رضي الله عنه
ودونكم أمثلة ليست للحصر:
1 - فابن عباس رضي الله عنه يفسر "اللمم" في آية سورة النجم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا) فرغم أن الحديث لم يشر بطريقة مباشرة للآية ولكن ابن عباس جعل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم تفسيرا للآية. وتبعه على ذلك علماء أجلاء.
2 - وآية (وكل صغير وكبير مستطير) تجد كثيرا من المفسرين أوردوا حديث الرسول (يا عائشة إياك ومحقرات الأعمال فإن لها من الله طالبا)
فرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشر بطريقة مباشرة إلى أن كلامه هو تفسير لآية سورة القمر أو غيرها، ولكن العلماء وضعوا حديثه كتفسير للآية.
3 - وعند قول الله (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) أورد من أورد من المفسرين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه مالم يحدث: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ... )
فرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر الآية وكيفية صلاة الملائكة دون أن يشير للآية وأن يذكرها في سياق كلامه، ولكن العلماء جعلوا الحديث تفسيرا للآية.
_والشيء بالشيء يذكر فلا أخفيكم إني في فترة زمنية مضت كدت أن أبدأ مشروعا، فأضع تحت كل آية ما يناسبها من الأحاديث، لأن هذا العمل في نظري خير من كل المتون العلمية الموجودة الآن، ولكن لأسباب كثيرة انصرفت عن هذا العمل_
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/250)
وخلاصة القول: أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم غير المدونة في كتب التفسير هي أيضا من التفسير، وبالطبع ستكون كثيرة جدا
وعندها لن نقول إن تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن كان قليلا
بل نشهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسر كل القرآن فبين ما أنزل إليه من ربه
بـ"كل" الطرق الممكنة سواء بكلامه ووصله المباشر للآية، أو بغير وصله المباشر للآية أو بعمله أو سيرته، ولذا وصفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن خلقه القرآن.
وبهذا نكون آمنا "بأمثال" قوله سبحانه:
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك
وآمنا "بأمثال" قوله سبحانه:
لتبيين للناس ما نزل إليهم
والله أعلم
__________________
30/ 07/06, 02:58 02:58:09 AM
أبو مالك العوضي
عضو مخضرم تاريخ الانضمام: 04/ 10/05
المشاركات: 2,395
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا أخي الغواص
وكلامك الأخير يدل على أن الخلاف بيننا لفظي، والله أعلم
ففي حديث الزكاة لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمر قال: ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الفاذة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.
وفي حديث الحج قال: نبدأ بما بدأ الله به، يشير إلى آية {إن الصفا والمروة}
وفي الحديث الآخر (دخلت العمرة في الحج مرتين) يشير إلى {وأتموا الحج والعمرة} و {فمن حج البيت أو اعتمر}
وفي حديث آخر (لن يغلب عسر يسرين) يشير إلى {إن مع العسر يسرا} و {سيجعل الله بعد عسر يسرا}.
وأظن أن مراد السائل من سؤاله في هذا المبحث هو الآيات الصريحة في التفسير، والله أعلم.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: كل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم إنما استنبطه من القرآن.
وقد كان يرد في خاطري أشياء كثيرة من هذا الباب، أعني بعض الأحاديث التي أجد مصداقا لها في كتاب الله عز وجل، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يرث الكافر المؤمن ولا المؤمن الكافر)) فقد وجدت تصديقه في كتاب الله {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح}.
__________________
قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
حاجة الناس إلى التصنيف - معجم الأخطاء الشائعة للعدناني في الميزان
ما لم يكتبه ابن كثير من البداية والنهاية - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه
http://72.14.203.104/search?q=cache:ios0rIv1wyMJ:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D75796+site:www.ahlalhdeeth.co m+07/06&hl=ar&gl=eg&ct=clnk&cd=49(3/251)
عجائب القرآن،في النحو والبيان (أبو عبد المعز)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:05 م]ـ
الصفحة قبل أن تحذف
ـ[محمود المصري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:09 م]ـ
19/ 05/06, 03:54 03:54:46 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
عجائب القرآن،في النحو والبيان.
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على نبيه الكريم، وعلى آله وصحبه أولي الصراط المستقيم.
عجيبة في مطلع سورة مريم:
{ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (2) سورة مريم.
هذا التركيب الفريد قد لا يكون له مثيل في إنجاز الناس، ووجه الانفراد أن القرآن صاغ تعبيره من خمسة أسماء ظاهرة-بدون عطف وبدون فعل-
بل هي سبعة أسماء بالنظر إلى المضمر منها: الكاف والهاء.
بل هي ثمانية أسماء بالنظر إلى المقدر منها: ذكر خبر مرفوع بمبتدأ محذوف تقديره:هذا ذكر رحمة ربك.
(قال الفراء-على ما حكاه القرطبي-: هو مرفوع ب «كهيعص»؛ قال الزجاج: هذا محال؛ لأن «كهيعص» ليس هو مما أنبأنا الله عز وجل به عن زكريا، وقد خبّر الله تعالى عنه وعن ما بشّر به، وليس «كهيعص» من قصته.)
ثم لينظر بعد هذا إلى بديع التوازي-الخطي- بين خماسية الحرف:
{كهيعص}
وخماسية:ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
19/ 05/06, 04:06 04:06:45 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
2 - عجيبة في سورة الكوثر:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3)
نبدأ بملاحظات عابرة تتعلق بتناسبات صوتية وحرفية الهدف منها إشعار القاريء أن سورة الكوثر تخفي خلف كلماتها العشر أمورا كثيرة وكثيرة جدا:
-كلمات السورة استنادا إلى الخط والرسم عشر:
{إِنَّا- أَعْطَيْنَاكَ- الْكَوْثَرَ- فَصَلِّ- لِرَبِّكَ- وَانْحَرْ-إِنَّ- شَانِئَكَ- هُوَ- الْأَبْتَرُ}
-الآية الأولى نسيج حرفي مكون من حروف عشر-بدون اعتبار المكرر منها-:
ا-ن-ع-ط-ي-ك-ل-و-ث-ر.
-الآية الثانية هي أيضا مبنية من عشر حروف-بدون اعتبار المكرر دائما-:
ص-ل-ر-ب-ك-و-ا-ن-ح.
-الآية الأخيرة –كما قد يتوقع القاريء-كاختيها أعني العدد نفسه باعتبار نوع الحرف لا أفراده:
ا-ن-ش-ك-ه-و-ل-ب-ت-ر.
ولعل إشارة أخرى تقلل من فرضية الصدفة وهي أن عدد الحروف التي لم تستعمل إلا مرة واحدة عشرة أيضا وهي:
ع-ط-ي-ث-ف-ص-ح-ش-ه-ت.
فلنقف عند هذا الحد دون أن نبني على ما ذكرنا شيئا فهذا المنهج لا يستهوينا في الحقيقة.
الجمل في سورة الكوثر:
لأهل اللغة تقسيمات كثيرة لأنواع الجملة في اللسان العربي لكن المثير للدهشة أن سورة الكوثر الكريمة قادرة على إعطاء مثال عن كل نوع،وتزداد الدهشة أكثر عندما ندخل في الحسبان أن عدد جمل السورة أربعة فقط. ولكنها "الكوثر": اسما ومسمى.
1 - تنقسم الجمل عند أهل اللسان –عند أهل البيان منهم خاصة-إلى نوعين:
جمل خبرية وجمل انشائية.
وإذا تدبرت سورة الكوثر وجدت فيها النوعين معا:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
جملتان خبريتان.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ.
وَانْحَرْ.
جملتان إنشائيتان طلبيتان.
2 - تتعاقب الجمل في الكلام العربي وفق نظام الوصل والفصل وقد افرد علماء المعاني هذا النظام بمبحث خاص سموه باب الوصل والفصل واعتبروه أم البلاغة وقلبها .... ويعنينا هنا أن سورة الكوثر قادرة على إعطاء مثالين للمفهومين:
فجملة"انحر" معطوفة بالواوعلى جارتها" فَصَلِّ لِرَبِّكَ."وهذا الوصل.
وهي منقطعة عن الجملة اللاحقة إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. وهذا الفصل.
3 - يقسم أهل النحو الجملة العربية إلى قسمين:
جمل اسمية وجمل فعلية.
وقد اشتملت السورة الكريمة على النوعين كما لا يخفى على أحد.والجمل التي ذكرناها عن الخبر والانشاء تمثل باعتبار آخر الاسمية والفعلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/252)
استطراد -قد يكون نافعا-:
القسمة ثنائية عند الجمهور فالجمل عندهم إما فعلية وإما اسمية ... وقد حاول بعض النحاة قديما وحديثا أن يزيد قسما ثالثا ولكن هذه الزيادة لم تكن مقنعة:
فالزمخشري اقترح نوعا ثالثا هي الجملة الشرطية لكنها لم يرتضها غيره. قال ابن هشام في المغني:
وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية والصواب أنها من قبيل الفعلية.
وابن هشام نفسه اقترح في المغني نوعا ثالثا هو الجملة الظرفية لكنها لم تلق قبولا حسنا من الدسوقي، فقال في حاشيته على المغني:
(قوله:إلى اسمية وفعلية وظرفية) هذا تقسيم أصلي للجملة ولكن في الحقيقة أن الظرفية ترجع لما قبلها من الاسمية والفعلية لأنك إما أن تقدر عامل الظرف كائن أو استقر.
والصواب مع الجمهور لأن النوعين الجديدين يمكن إرجاعهما إلى النوعين الأصلين وتقيل الأقسام مطلوب كما هو معلوم.
فصح عندنا أن نقول إن سورة الكوثر احتوت نوعيا كل العربية.
4 - يقسم أهل اللغة الجملة باعتبار بنيتها إلى قسمين: بسيطة ومركبة وقد يعتمدون اصطلاحا مغايرا- قريبا وليس مرادفا-
فيقولون: جملة صغيرة وكبيرة. قال في المغني:
الكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو" زيد قام أبوه" و"زيد أبوه قائم"
والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين.
ولك أن تعجب من سورة الكوثر فهي لم تقدم مثالا عن كل نوع فقط بل قدمت مثالا ثالثا لجملة تحتمل النوعين بحسب وجهة النظر:
- إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ: جملة مركبة أو كبرى ف أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ جملة صغيرة في محل رفع خبر للجملة الأصلية.
- فَصَلِّ لِرَبِّكَ. جملة تامة صغيرة فيها اسناد واحد.
أما جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ..... فهي من المرونة بحيث تضعها حيث شئت: فلو اعتبرت "هو"ضمير فصل و"الأبتر" خبرا عن الشانيء فالجملة بسيطة لا محالة.ولو اعتبرت "هو"مبتدأ و"الأبتر" خبره ومجموعهما خبرا للشانيء فالجملة كبرى ضرورة. فلله در هذه السورة.
الضمائر في سورة الكوثر:
استوعبت سورة الكوثر كل أنواع الضمير في اللغة العربية دون أن تغفل الأحوال الإعرابية المختلفة وهذا من العجب العجاب لأننا نضع نصب أعيننا دائما أن عدد مفرداتها لا تتجاوز عدد أصابع الإنسان، وتفصيله:
1 - الضمائر بارزة ومستترة:
فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل "أعطيناك".
ومن مستتره ما كمن في فعل "صل "أو" انحر".
2 - الضمائر متصلة ومنفصلة:
ولك في جملة "أعطيناك" مثال على المتصل من الضمائر.
ولك في جملة هو الأبتر مثال آخر على الضمير المنفصل.
3 - الضمائر في إحالتها على عناصر الخطاب تنقسم إلى ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.
ولا تحتاج إلى غير سورة الكوثر للتمثيل:
-فضمير المتكلم حاضر في" أعطينا"
-وضمير المخاطب في" أعطيناك" و" ربك" و"شانئك" صريحا، و في"صل" و"انحر"مقدرا.
-وضمير الغائب في "هو" صريحا وفي شانيء مقدرا، فتأمل هذه التناسبات اللطيفة.
4 - باعتبار مقولة العدد:
جاء في السورة ضمير المفرد وضمير الجماعة. وقد اجتمعا في كلمة "أعطيناك"
استطراد آخر-قد يكون مفيدا-
:
قد يقال إن مقولة العدد في اللسان العربي ذات تمفصل ثلاثي وليس ثنائيا .. فأين ضمير المثنى في سورة الكوثر؟
جوابه من وجهين:
-ليس من شرطنا أن تحتوي السورة على كل أبواب النحو لتحصل المعجزة -فمقولة التأنيث مثلا لا حضور لها في السورة-بل يكفي أن تتعدد الأنواع والتقاسيم بصورة غير عادية،وما ذكرناه كاف إن شاء الله.
-"المثنى" في اللغة العربية باب قلق لا ينضبط ... وكثيرا ما يعبر العرب بصيغة الجمع عنه، فيكون الجمع بديلا عن المثنى كما في كثير من اللغات الحالية.
وفي القرآن المبين أمثلة كثيرة منها:
{إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (4) سورة التحريم
صدر الآية مثنى وليس كذلك عجزها.
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (19) سورة الحج
رجع ضمير الجمع على مثنى.
{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} (38) سورة المائدة
حصلت المطابقة في المضاف إليه وما هي بحاصلة في المضاف.
{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (9) سورة الحجرات
حصلت المطابقة في "بينهما" لكن بعد أن قال "اقتتلوا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/253)
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت
فالحال صيغة جمع وصاحبها مثنى .....
خلاصة القاعدة أنك إذا عبرت عن المثنى بصيغة الجمع فتعبيرك صحيح.
5 - الضمائر باعتبار محلها من الإعراب:
جاءت الضمائر في السورة متنوعة بحسب المحل الإعرابي:
-ضمير فى محل رفع: (أعطيناك) الضمير الأول فيها فاعل مرفوع.
-ضمير في محل نصب: (أعطيناك) الضمير الثاني فيها مفعول به منصوب.
-ضمير في محل جر: (ربك) الكاف فيها مضاف إليه مجرور.
ومن لطائف السورة في هذا السياق أن الكلمات الدالة على الرب عز وجل ثلاث هي:
-اسم إن.
-فاعل أعطى.
-الرب.
وجاءت على التوالي:
منصوب
مرفوع
مجرور.
وعلى نفس الترتيب الإعرابي جاءت الكلمات التي تدل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
"كاف" أعطيناك منصوبة
"صل"الضمير المستتر مرفوع.
"كاف" ربك مجرور.
الأفعال في السورة:
لم يأت في السورة من الأفعال إلا ثلاثة: "أعطى"-"صلى"-"نحر".
لكنها على قلتها مثلت من المقولات الصرفية والتركيبية عددا كبيرا:
1 - الفعل الصحيح: نحر
2 - الفعل المعتل: أعطى.
3 - الفعل المضعف: صلى.
4 - الفعل المجرد: نحر.
5 - الفعل المزيد: أعطى.
6 - الفعل اللازم: صلى.
7 - الفعل المتعدي إلى مفعول واحد: نحر.
8 - الفعل المتعدي إلى أكثر من مفعول: أعطى.
فلله درها من سورة ....
والله أسال أن يعفو عما كان من خطأ أو تقصير ...... وصلى الله على محمد صاحب الحوض والكوثر وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
3 - عجيبة الاتساع في مطلع سورة البقرة:
.................... بعد حين إن شاء الله.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
20/ 05/06, 01:05 01:05:35 AM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
3 - عجيبة في مطلع سورة البقرة:
مقدمة:
الاتساع مصطلح مشترك تتنوع دلالاته بحسب خصوصية المجال اللغوي المستعمل فيه.
-عند النحويين:
الاتساع دال على كل صنوف التغيير في أصل التعبير من حذفٍ، وزيادةٍ، وتقديم وتأخيرٍ، وحملٍ على المعنى،قال ابن جني:
" وكيف تصرفتِ الحال ُ فالاتساع فاشٍ في جميع أجناس شجاعة العربية وذلك لأنَّ " من شأن العرب التوسعَ في كل شيءٍ"فما يأتي على خلاف الأصل قيل فيه: هو على سعة الكلام، أو لاتساعهم فيه.
فالاتساع إذن هو التخطي والتجاوز لكل ما هو ضابط أو أصل أو قاعدة ...... أو لنقل هو نوع من" الخطأ" لكنه مقبول ومستساغ .....
-عند البلاغيين:
يأتي الاتساع بدلالتين مختلفتين بحسب الفرع البلاغي المستعمل فيه.
1 - في فرع البيان.
يذكر الاتساع في سياق ذكرهم للمجاز ..... وهنا أيضا" يتوسعون في الاتساع"!
-فقد يكون الاتساع أعم من المجاز فيدل حينئذ على ما يسميه المعاصرون "الانزياح" أي الخروج عن مقتضى المألوف الاستعمالي سواء تعلق الأمر بالمعنى أم باللفظ.
-وقد يكون مساويا للمجاز ومرادفا له.
-وقد يكون أخص منه وشرطا من شروطه. قال ابن جني في الخصائص: الحقيقة ما أقرّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة، والمجاز: ما كان ضدّ ذلك، وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثة وهي الاتساع والتوكيد والتشبيه، فإن عُدِمت الثلاثة تعينت الحقيقة.
مثاله:
قوله تعالى: {وأدخلناه في رحمتنا} (الأنبياء: 75) هو مجاز، وفي المعاني الثلاثة. أما السعة، فلأنه كأنّه زاد في اسم الجهات والمحال اسماً هو الرحمة. أما التشبيه، فلأن شبه الرحمة –وإن لم يصح دخولها –بما يجوز دخوله فلذلك وضعها موضعه. أما التوكيد، فلأنه أخبر عن المعنى بما يُخبر به عن الذات.
2 - في فرع البديع:
عرف ابن رشيق باب الاتساع:أن يقول الشاعر بيتاً يتسع فيه التأويل، فيأتي كل واحد بمعنى، وإنما يقع ذلك لاحتمال اللفظ، وقوته، واتساع المعنى"
*******
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/254)
الاتساع بالمعنى الأخير هو المراد عندنا ..... غير أن نظرنا ليس إلى الاحتمالات المعجمية للألفاظ أو تعدد مصاديقها في الخارج- كما في تفسير الأقسام القرآنية مثلا-بل نظرنا -بالقصد الأول-فقط إلى التعدد الدلالي الناشيء عن الاحتمالات التركيبية.
وقد بلغ مطلع سورة البقرة –في تعدد الاحتمال التركيبي-شأوا بعيدا تندق دونه كل أعناق البشر ..... فهو الإعجاز في التوسع التركيبي لا ريب.
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} (2) سورة البقرة
هي سبع كلمات فقط ... لكنها من المرونة بحيث تقبل أن تتخذ أوضاعا تركيبية متعددة .... فالكلمة الواحدة يمكن في أي لحظة أن تنفصل عن أختها-أو تتصل بها- لاعتبارات تركيبية فيتحصل من الفصل والوصل تنوع دلالي مذهل،وإعجاز في صورة ملموسة لا تنكر عند المنصفين.
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}
أولا-كم عدد الجمل في الآية؟
لو قلت:ثلاث جمل لأصبت.
لو قلت: جملتان لأصبت.
لو قلت جملة واحدة لأصبت.
لو قلت بها جميعا-على الشمول أو على البدل- لأصبت أيضا!!!
1 - التركيب الثلاثي:
الآية من هذا المنظور المختار مؤلفة من ثلاث سبائك:
-أ-
ذَلِكَ الْكِتَابُ: جملة ابتدائية تامة.
لاَ رَيْبَ فِيهِ: جملة استئنافية تامة.
هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ: جملة استئنافية تامة.
الجملة الأولى: اسم الإشارة فيها مبتدأ، و"الكتاب" خبره.
"اللام" الداخلة على "كتاب" هي لاستغراق خصائص الجنس وصفاته ..
وينبغي في هذا المقام التمييز بين اللام الاستغراقية التي تكون لاستغراق جميع افراد الجنس والتي من ضوابطها أن تخلفها "كل"حقيقة، واقعية، أو عرفية، وبين هذه التي أريد بها استغراق خصائص الجنس وصفاته مبالغة في المدح-أو الذم- والتي من ضوابطها أن تخلفها "كل" مجازا وتسمى ب "كل الإحاطية".ومثاله:"زيد الرجل"وتريد أنه جمع في نفسه ما تفرق في غيره من معاني الرجولة. أو أن "زيدا هو من يستحق أن يوصف بالرجولة.
ذلك الكتاب .... أي إن كان في الوجود شيء يستحق أن يسمى كتابا فهو هذا.
واحتمال التوسع في دلالة اللام وارد، فقد تناسب العهد الحضوري والعهد الذهني معا، ومدار الأمر على توسع آخر في دلالة اسم الإشارة:
-فقد قيل المراد بقوله "ذلك الكتاب" ما قد نزل من القرآن قبل سورة البقرة-ما نزل بمكة مثلا-فيكون العهد حضوريا لأن نزول القرآن بمثابة حضوره.
-وقد قيل اللام للعهد الذهني ....
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان موعودا من قبل بكتاب ... قال ابن كثير: وفي حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم يقول الله تعالى: [إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظانا] ....
ولما نزل بعضه قال الله تعالى هذا هو الكتاب الذي كنت وعدتك به.
أو لأن "ذلك"إشارة إلى القرآن الذي في السماء لم ينزل بعد -على رأي الكسائي-
وقيل إن الله كان وعد أهل الكتاب أن ينزل على محمد كتابا فالاشارة إلى ذلك الوعد ....
حاصله أن التوسع شمل اسم الاشارة بالنظر إلى حقيقة المشار إليه كما شمل اللام بالنظر إلى أنها للعهد الذهني أوللعهد الحضوري أولاستغراق خصائص الجنس.
الجملة الثانية:
"لا ريب فيه" .....
جملة اتسعت من جهتين:
-من جهة التركيب إذ احتملت الاعتراض والاستئناف.
-ومن جهة التداول إذ احتملت الإخبار والإنشاء ...
فمعنى "لا ريب فيه"إخبارا: أن القرآن –في نفس الأمر-لا شك فيه وإن حصل الشك في نفوس المبطلين .... أو إن المرتابين في القرآن من الكفار لو رجعوا إلى أنفسهم وتجردوا من أهوائهم وتعصبهم لظهرت لهم الحقيقة التي يدعون خفاءها أو يريدون إخفاءها.
ومعنى "لا ريب فيه"إنشاءا: النهي عن الارتياب في القرآن فكأن المعنى:
ذلك الكتاب الذي لا ينبغي فيه الارتياب ..... والجملة الخبرية في العربية قد يراد بها الطلب ..... كقوله صلى الله عليه وسلم "الأئمة من قريش"فالأمر في صورة الخبر.ولا يجوز أن يكون الخبر حقيقيا لأنه يلزم عنه الكذب ..... فكثير من أئمة المسلمين من غير قريش ... فاللازم محال والملزوم كذلك.
الجملة الثالثة:
هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ......
جملة تامة مبتدؤها مقدر يعود على القرآن ..... وحذف المبتدأ المعروف سائغ في العربية وقد جاء منه في القرآن شواهد كثيرة منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/255)
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) سورة الأحقاف
بلاغ خبر لمحذوف تقديره هذا بلاغ.
ومنه مطلع سورة مريم الذي سبقت الإشارة إليه ..
-ب-
ذَلِكَ الْكِتَابُ: جملة ابتدائية تامة.
لاَ رَيْبَ:جملة استئنافية تامة.
فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ: جملة استئنافية تامة.
يتجلى الاتساع هنا في المرونة العجيبة ل "فيه" ... فيجوز الوقوف على ريب والاستئناف ب "فيه" ..... كما يجوز الوقوف على "فيه" والاستئناف ب "هدى" وهذا ما يسمى بوقوف التعانق.
والطريفة الإعرابية أن "فيه "انفصلت عن المبتدأ السابق واتصلت بما بعدها ..... فاصبحت لا النافية للجنس بدون خبر وهو سائغ فصيح كما تقول" لا بأس" و"لا فوت" و"لا ضير"-وهذا الحذف مما يلتزمه التميميون والطائيون-
وأصبح "هدى "مبتدأ بعد أن كان خبرا ..... والمحذوف مذكورا.
وتعبير "فيه هدى للمتقين "أضاف معنى جديدا:
الاهتداء بالقرآن.
الاهتداء في القرآن.
فعلى المعنى الأول يكون القرآن منهجا ونورا متبعا.
وعلى المعنى الثاني يكون الهدى داخله يبحث عنه ويستنبط منه.
ومفهوم الصفة صحيح هنا فالهداية مقتصرة على المتقين ولا يزيد الفاسقين إلا ضلالا ..
يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ
وقبل أن نختم الكلام على هذا الوجه نشير إلى صيغة" هدى"
فانتهاؤها بألف مقصورة يستجيب لحكمة بالغة وهي أن تأتي في وضع اتساعي لا يقطع معها بنصب أو رفع ...... ومن ثم يجوز أن تكون مبتدأ وخبرا وحالا ....... وسترى ذلك إن شاء الله بعد حين.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
20/ 05/06, 02:27 02:27:33 AM
أبوصالح
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 28/ 03/06
المشاركات: 167
--------------------------------------------------------------------------------
الشيخ الكريم أبوعبدالمعز ..
بارك الله فيكم وأحسن إليكم، واصلوا هذه الفوائد والعجائب.
فما أجمل التطبيق البلاغي ولو لم يكن فيه إلا الخروج من ضيق الحدود والضوابط إلى رحب التأملات لكفى!.خصوصاً لمن رأس ماله (الجوهر المكنون) فقط.
أحسن الله إليكم (وعذراً على المقاطعة)
اقتباس:
-في فرع البيان.
يذكر الاتساع في سياق ذكرهم للمجاز ..... وهنا أيضا" يتوسعون في الاتساع"!
-فقد يكون الاتساع أعم من المجاز فيدل حينئذ على ما يسميه المعاصرون "الانزياح" أي الخروج عن مقتضى المألوف الاستعمالي سواء تعلق الأمر بالمعنى أم باللفظ.
الانزياح: هل هو نفس مراد البلاغيين بالخروج عن مقتضى الظاهر .. ؟
دمتَ موفقاً مسدداً.
__________________
قال ابن الجوزي (في الموضوعات) تعليقاً على تعليل الحاكم:
ومثل حديث عائشة: " كان إذا رأى المطر قال صيباً نافعاً " قال الحاكم: هو معلول واه. قلت (ابن الجوزي):فإن قويَ نظرك ورسختَ في هذا العلم فهمتَ مثلَ هذا، وإن ضعفتَ فسلْ عنه، وإن كان قد قلّ من يفهم هذا بل قد عُدم. اهـ
أبوصالح
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبوصالح
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبوصالح
20/ 05/06, 04:05 04:05:56 AM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
الأخ الكريم أبا صالح ......
الانزياح مصطلح حديث شديد العمومية،فحيثما اخترقت قاعدة من قواعد الكلام يكون الانزياح ....... لكن لا بد من التمييز بين الانزياح وبين الخطأ المحض أو الهذيان ........ فالأول يستدعي التأويل، والثاني يستدعي التصحيح، والثالث يستدعي الإعراص ......
فقولك: ابتسمت الوردة ....... تعبير فيه انزياح لأن نسبة الابتسام للوردة غير معقول فهو خطأ من هذه الجهة ..... لكنه من جهة أخرى تعبير مقبول لأنه يحتمل التأويل ...... كأن يؤول الابتسام بالتفتح على طريق الاستعارة التصريحية ..... أو تؤول الوردة على انها امراة حسناء على طريقة الاستعارة المكنية .....
لكن قولك:ابتسم الوردة .......... خطأ صرف لا يحتمل التأويل .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/256)
والتعبير السابق: ابتسمت الوردة يقوله مجنون مثلا يحمل على الهذيان ...... ويقوله شاعر يحمل على الانزياح ..... باختصار الانزياح بحدده القاريء ......... فكل ما جاء مفاجئا على غير توقع
فهو مظنة الانزياح ......
وما قلته عن الخروج على مقتضى الظاهر هو منه ....... لأن الخروج معناه الانزياح عن الوضع الأصلي ...... فالأصل أن تكون صيغة الأمر مثلا صادرة على وجه الاستعلاء .... فإن لم يكن استعلاء فهو التماس أو دعاء ...... فتكون الصيغة دالة على غير حقيقتها ...... ولك أن تقول: مجاز ..... أو انزياح ...... أو خروج على مقتضى الظاهر ...... أو استلزام حواري للأمر ....
على كل حال ...... لا أرى مصطلح الانزياح مفيدا بسبب عموميته و نسبيته .....
ولك التحية الطيبة .......
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
21/ 05/06, 06:28 06:28:39 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}
2 - التركيب الثنائي:
وفيه احتمالات خمسة:
-ج-
ذَلِكَ الْكِتَابُ.
لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.
ذلك الكتاب مدح كما مر. والجملة الثانية تأكيد لاشتمال القرآن على الهدى بواسطة أسلوب النفي.
"فيه"متعلق بخبر محذوف (كائن)،وهدى مبتدأ. والجملة في محل رفع خبر "لا".
ويجوز أن تكون "فيه"خبر "لا" ليظهر الاتساع مرة اخرى في إعراب "هدى".فتنزل إلى رتبة الفضلة بعد أن كانت في رتبة العمدة: إذ تحتمل أن تكون حالا.فيكون المعنى: لا شك كائن في القرآن في حال كونه هدى للمتقين. وما كان لهذا الإعراب أن يكون لولا الألف المقصورة في "هدى" حيث تكون العلامة الإعرابية مقدرة وبالتالي يتسع المحل لتقدير الرفع والنصب. فلله در هذا القرآن!!!
-د-
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ.
فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.
اسم الإشارة مبتدأ، "الكتاب" بدل أو نعت أو عطف بيان.
"لا ريب"مركب خبري. وقد أشرنا قبل إلى صحة الوقف على ريب والاستئناف ب "فيه".
-ه-
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ.
هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.
الاختلاف عن السابق يسير:ذكر خبر "لا"، وحذف مبتدأ "هدى".
-و-
ذَلِكَ الْكِتَابُ- لاَ رَيْبَ فِيهِ- هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.
-ز-
ذَلِكَ الْكِتَابُ- لاَ رَيْبَ- فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.
التوسع في الحالتين الأخيرتين مبني على اعتبار جملة "لاَ رَيْبَ" أو "لاَ رَيْبَ فِيهِ" اعتراضية .....
"ذلك الكتاب": مركب ابتدائي،"هدى": خبره، "للمتقين": مركب حرفي متعلق بنعت مرفوع محذوف.
أو:
"ذلك الكتاب":مركب ابتدائي،"فيه هدى للمتقين": جملة إسمية في محل رفع خبر المركب الابتدائي.
تتمة الكلام بعد حين ..... إن شاء الله.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
22/ 05/06, 05:01 05:01:22 PM
أبوصالح
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 28/ 03/06
المشاركات: 167
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
__________________
قال ابن الجوزي (في الموضوعات) تعليقاً على تعليل الحاكم:
ومثل حديث عائشة: " كان إذا رأى المطر قال صيباً نافعاً " قال الحاكم: هو معلول واه. قلت (ابن الجوزي):فإن قويَ نظرك ورسختَ في هذا العلم فهمتَ مثلَ هذا، وإن ضعفتَ فسلْ عنه، وإن كان قد قلّ من يفهم هذا بل قد عُدم. اهـ
أبوصالح
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبوصالح
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبوصالح
23/ 05/06, 11:07 11:07:07 AM
أبو هداية
عضو جديد تاريخ الانضمام: 05/ 01/06
المشاركات: 79
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله
جزاك الله خيراً أخي أبا عبد المعز على هذا الجهد، ونحن بانتظار المزيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/257)
وجزى الله خيراً الشيخ المشرف عصام البشير على التثبيت إدراكاً منه بقيمة الموضوع.
وما أحسن أن توظف علوم اللغة لخدمة القرآن الكريم، فوالله ما درسنا اللغة ولا أحببناها إلا من أجل القرآن والسنة.
__________________
أبو هداية
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو هداية
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو هداية
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو هداية
23/ 05/06, 03:47 03:47:29 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
3 - التركيب الأحادي
-ح-
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.
جملة واحدة، لكن الاتساع هنا ناشيء من تعدد احتمال تعيين أقسامها:
*الاحتمال الاول:
ذلك:مبتدأ.
الكتاب: خبر.
لا ريب فيه: خبر بعد خبر.
هدى للمتقين: خبر بعد خبر بعد خبر.
*الاحتمال الثاني:
ذلك: مبتدأ. (الكتاب: نعت أو بدل أو عطف بيان)
لا ريب فيه: خبر.
هدى للمتقين:خبر بعد خبر.
*الاحتمال الثالث:
لاريب فيه: حال.
*الاحتمال الرابع:
هدى: حال من "الهاء" ...............
هذا،وليس التعبير يزيد على سبع كلمات!! فمن-من الثقلين- يستجيب للتحدي؟؟
هذا، ولو أدخلنا في الاعتبار "الم" لزاد عدد الاحتمال التركيبي لدرجة الذهول .....
مثلا:
-على اعتبار "الم" قسما ستكون الجملة جواب القسم.
-وعلى اعتبار "الم"اسما للسورة أو للقرآن تكون مبتدأ خبرها "ذلك الكتاب" واللام للعهد الذكري والاشارة إلى الحروف المقطعة ...
-ويجوز اعتبار "الم" بمعنى المؤلف من هذه الحروف ... و"ذلك الكتاب" خبر ......
وتقدير المعنى:ليس القرآن مؤلفا إلا من هذه الحروف المتداولة بين الناس ......
وقد يستشكل هنا ورود الخبر أعم من المبتدأ .... فالقرآن أكثر من تلك الحروف الثلاثة ..... فكيف يخبر به عنها .....
الجواب: أن تلك الحروف الثلاث ممثلة لغيرها ألا ترى أن مخرج الألف من أقصى الحلق ومخرج اللام من الوسط ومخرج الميم من الطرف ...... فتكون بدلالة الإشارة نبهت على استغراق كل المخارج -وتبعا لذلك علىكل الحروف- ......
لكن هذا غير مقطوع به وما أشرنا إلى هذه الحروف إلا لإبقاء باب الاتساع مفتوحا .......
والله أعلم.
هذا تمام الكلام على عجيبة الاتساع في مطلع البقرة .......
وللموضوع صلة بحول الله ...
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
24/ 05/06, 12:59 12:59:22 AM
الحبيطري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 26/ 03/06
المشاركات: 15
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك اخى ابو عبد المعز على هذه الشروح الوافية عن العدول او الانزياح فانا قرات هذا فى الجامعة وعرفت ان العدول او الانزياح هو الخروج عن القاعدة او الاصل وحفظت امثلة على هذا ولكن لايسعفنى الوقت لذكرها عموما ساآتى بها المرة القادمة لكى تقراها
وبارك الله فيك
__________________
قل لمن يدعي في العلم فلسفةً ... حفظت شيئاً وغابت عنك اشياءُ
الحبيطري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى الحبيطري
إيجاد جميع المشاركات للعضو الحبيطري
25/ 05/06, 08:21 08:21:12 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
{والله يرزق من يشاء بغير حساب}
هذه الآية قد لا تستوقف المتدبر، وقد يغتر بوضوحها في الذهن فينصرف عنها إلى غيرها. وهذا نهج غير سليم في تدبر القرآن الكريم:فلا بد من تثوير كل آية على حدة ولابد من الاعتقاد بضرورة العودة إلى تلك الآية مرة أخرى على أمل أن ينكشف اليوم ما استعصى بالأمس، ولا يقال قد فرغنا منها، فمن شأن الكلمة الطيبة أن تؤتي أكلها كل حين.
وقد اخترت هذه الآية لذلك القصد ......
فليس أظهر من قوله عز وجل {والله يرزق من يشاء بغير حساب}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/258)
وليس أوضح من كلمة حساب، لكنها تخفي- خلف ظهورها- ما يخلب الألباب، مثل الشجرة التي تخفي الغابة .... أو مثل –وهذا التشبيه أبلغ من السابق-"فص الماس يعطيك كل ضلع منه شعاعا فإذا نظرت إلى أضلاعه جملة بهرتك بألوان الطيف كلها فلا تدري ماذا تأخذ عينك وماذا تدع.ولعلك لو وكلت النظر فيها إلى غيرك رأى منها أكثر مما رأيت". (حسب تعبير الشيخ عبد الله دراز)
إذن، هذه عجيبة قرآنية في كلمة ألماسية!!
"حساب" .......
جاءت في موقع من النظم اكتسبت معه قدرة على التعدد الدلالي على نحو معجز:
-فهي مسبوقة بفعل "يرزق" وزمن الفعل يحتمل أن يكون دالا على الدارين: في العاجل وفي الآجل.
-وهي مسبوقة ب "من"المجملة المحتملة الدلالة على الفريقين: المؤمنين و الكفار.
-وهي مسبوقة بالفعل والفاعل والمفعول.
-ثم هي نفسها تحتمل أن تكون مصدرا أو مصدرا مرادا به الفاعل أو مصدرا مرادا به المفعول.
-وهي من جهة أخرى تحتمل أن تكون بمعنى العد والإحصاء وبمعنى الظن والترقب وبمعنى
المحاسبة والمؤاخذة.
-وهي،أخيرا، من المرونة بحيث تقبل أن تنسجم مع جل الاحتمالات السابقة ..... فلا تدري ماذا تأخذ عينك وماذا تدع!!
وهذه نماذج-ليست للحصر-:
1 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}
أي: عطاء الله لا يدخل تحت عد أو حصر، فهو بغير حساب أي لا يتناهى،كما في قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ} (54) سورة ص. والأنسب هنا أن تكون "من" دالة على المؤمنين وأن يكون العطاء في الآخرة فالجنة خالدة وأهلها يرزقون فيها لا إلى نهاية.
فتكون الآية مشيرة إلى سعة ملك الله.
2 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
أي: لا يحسب ما يعطي لأنه لا يخاف نفادها عنده، فيحتاج إلى حساب ما يخرج منه، لأن المعطي إنما يحاسب ليعلم مقدار ما يعطي وما يبقي، فلا يتجاوز في عطاياه إلى ما يجحف به، والله لا يحتاج إلى الحساب، لأنه عالم غني لا نهاية لمقدوراته. (الرازي)
فتكون الآية مشيرة على الغنى المطلق.
3 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
أي: أن بعضها ثواب وبعضها تفضيل محض، فهو بغير حساب، (أبو حيان).
فتكون الآية مشيرة إلى كرم الله:يعطي مقابل الشيء عدلا ويزيد ما لا مقابل له تفضلا.
4 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
أي: يرزق من يشاء ولا يحاسب نفسه على كثرة ما أعطى لأنه كريم.
أو:
لا يحاسبه أحد على فعله ولا يوجد من يحاسبه لأنه هو العلي الأعلى {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ}.
فتكون الآية مشيرة إلى الربوبية المطلقة.
5 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
يعني أنه يعطي في الدنيا من يشاء من غير أن يكون ذلك منبئاً عن كون المعطي محقاً أو مبطلاً أو محسناً أو مسيئاً وذلك متعلق بمحض المشيئة، فقد وسع الدنيا على قارون، وضيقها على أيوب عليه السلام، فلا يجوز لكم أيها الكفار أن تستدلوا بحصول متاع الدنيا لكم وعدم حصولها لفقراء المسلمين على كونكم محقين وكونهم مبطلين، بل الكافر قد يوسع عليه زيادة في الاستدراج، والمؤمن قد يضيق عليه زيادة في الابتلاء والامتحان، ولهذا قال تعالى:
{وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ?لنَّاسُ أُمَّةً و?حِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِ?لرَّحْمَـ?نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مّن فِضَّةٍ}
[الزخرف: 33] (الرازي)
فتكون الآية تقريرا لقاعدة الأرزاق في الدنيا وأن نظامها لا يجري على حسب ما عند المرزوق من استحقاق بعلمه أو عمله، بل تجري وفقا لمشيئته وحكمته سبحانه في الابتلاء وفي ذلك ما فيه من التسلية لفقراء المؤمنين ومن الهضم لنفوس المغرورين من المترفين. (دراز)
6 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
أي:طائفة من الموحدين الذين يدخلهم الله الجنة بدون حساب وهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كما في الحديث الصحيح .... و (هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون).
7 - {والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/259)
أي: من حيث لا يحتسب كما يقول الرجل إذا جاءه ما لم يكن في تقديره: لم يكن هذا في حسابي، فعلى هذا الوجه يكون معنى الآية: أن هؤلاء الكفار وإن كانوا يسخرون من الذين آمنوا لفقرهم، فالله تعالى قد يرزق من يشاء من حيث لا يحتسب، ولعله يفعل ذلك بالمؤمنين، قال القفال رحمه الله: وقد فعل ذلك بهم فأغناهم بما أفاء عليهم من أموال صناديد قريش ورؤساء اليهود، وبما فتح على رسوله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته على أيدي أصحابه حتى ملكوا كنوز كسرى وقيصر. (الرازي)
وقِيلَ: بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيَهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَلاَ يَظُنُّهُ كَائِناً مِنْ حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ وجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ اَحْسُبُ أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ .. (تاج العروس)
- {والله يرزق من يشاء بغير حساب} ... فيها من المعاني أيضا بغير حساب ....
للاستزادة يرجع إلى تفسير الرازي "مفاتيح الغيب" وتفسير أبي حيان "البحر المحيط" وهامش صفحة 117 من كتاب" النبأ العظيم "للدكتور عبد الله دراز.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
31/ 05/06, 06:47 06:47:52 AM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
{امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ} (30) سورة يوسف
رأينا في مطلع البقرة كيف أن المتوالية من الكلمات يمكن أن تتخذ صورا تركيبية متعددة ورأينا كيف يمكن للكلمة القرآنية الواحدة-حساب- أن تشع بالألوان المختلفة من الدلالات وسنقف الآن على صورة باهرة أخرى هي تقريبا مقابلة للصورة السابقة أعني أن تكون الكلمات المختلفة تشع بلون دلالي واحد.
امرأة-العزيز-تراود-فتاها.
كلمات تنتمي إلى حقول دلالية مختلفة كل الاختلاف، لكنها لما اجتمعت في النظم القرآني في عبارة واحدة تآخت واتحدت لتشكيل معنى واحد:
هذه الجملة جرت على لسان النسوة في المدينة ومرادهن التشنيع على صاحبتهن ....
فانظر الآن إلى كل كلمة على حدة كيف تضمنت قسطا من التشنيع،فإذا انتقلت إلى أختها ألفيت فيها التشنيع نفسه لكن باعتبار آخر وهكذا ....... :
1 - امرأة:
التشنيع المتضمن في الكلمة باعتبار الوضع العائلي:
فصاحبة الفضيحة امرأة متزوجة، ومن ثم لا ينبغي أن يكون لها عذر في تصرفها المشين ..
فلو صدر هذا التصرف من غير المتزوجة فلربما كان لها بعض عذر ..... لكن هذه امرأة.!!
2 - العزيز:
التشنيع المتضمن في الكلمة باعتبار الوضع الطبقي:
فصاحبة الفضيحة ليست من الحثالة أو من الطبقات الدنيا بل هي امرأة العزيز .... ومن المعروف أن الفضائح المتسربة من علية القوم يكون لها دوي كبير بين الناس ويكون ذكرها على الألسنة ضربا من التشفي أو النكاية أو الانتقام من عجرفة القوم ..... بينما فضائح البسطاء من الناس عادة لا يؤبه بها لأنها متوقعة منهم .... بخلاف العلية من الناس.باختصار فضيحة الأكابر هي كبرى الفضائح.!!
3 - تراود:
التشنيع المتضمن في الكلمة باعتبار الوضع النوعي:
فصاحبة الفضيحة تصرفت خارج المعهود من بنات جنسها، وتنكرت للحياء الجبلي في بنات حواء .... فأصبحت في وضع شاذ جدا ... فبدل أن تكون مطلوبة-كما هو مقتضى طبيعة الجنسين- أصبحت طالبة ..... بل إن شأنها ليس مجرد نزوة عابرة تحسب على الضعف الآدمي كلا، فهي مصرة ومترصدة كما يفيده فعل- راود -الذي يدل على تكرار الحدث مرة بعد مرة.
4 - فتاها:
التشنيع المتضمن في الكلمة باعتبار الوضع الخلقي:
فصاحبة الفضيحة لم تجد من تتخذ إلا فتاها! وهذا غاية التشنيع كما لا يخفى ....
ولا ينبغي أن يغيب عن القاريء عنصر صوتي له اسهام ملحوظ في تشكيل المعنى ألا وهو الإمالة في نطق -فتاها- ..... حيث الايحاء بالتسفل والسقوط!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/260)
خلاصة القول أن النسوة جمعن كل النكاية في الجملة المنطوقة ..... وسددن على امرأة العزيز كل أبواب المعذرة وصورن فضيحتها في أبعادها المخزية المختلفة ... "فضيحة بجلاجل"- كما يقول الإخوة المصريون-.
فكان وصف القرآن لتلك الجملة بالمكر ....
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ .... } (31) سورة يوسف.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
06/ 06/06, 04:17 04:17:23 AM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
الأنساق الثلاثية في سورة العلق
--------------------------------------------------------------------------------
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، باسم الله الرحمن الرحيم.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5} كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى {6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى {7} إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى {8} أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى {9} عَبْداً إِذَا صَلَّى {10} أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى {11} أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى {12} أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى {13} أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى {14} كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ {16} فَلْيَدْعُ نَادِيَه {17} سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ {18} كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ {19}
استوقفني في هذه السورة الكريمة اشتمالها على أنساق ثلاثية ملحوظة على أكثر من صعيد ...
النسق الثلاثي في الخطاب:
1 - توجيه الخطاب ثلاث مرات:
-اقرأ ..... اقرأ.
-أرأيت ..... أرأيت ....... أرايت.
-لا تطعه.
2 - الزجر ثلاث مرات:
-كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى.
- كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.
- كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ.
3 - النماذج الثلاثة:
- أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى.
- أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى.
- أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى.
4 - التهديد ثلاث مرات:
- إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى.
- لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.
- سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ.
5 - العبادات الثلاث المطلوبة من النبي صلى الله عليه وسلم:
- لَا تُطِعْهُ
- وَاسْجُدْ
- وَاقْتَرِبْ.
6 - التركيب المرآتي: الاستئناف بتكرار العنصر السابق.
- الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ.
- عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ.
- لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ {15} نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ.
إلى جانب ما سبق يلحظ النسق الثلاثي من جهة تكرارالعناصر اللغوية المفردة منها:
1 - ربك:
-رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.
-وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ.
- إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى.
2 - الإنسان:
-خَلَقَ الْإِنسَانَ
-عَلَّمَ الْإِنسَانَ
- إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى.
3 - الذي:
- الَّذِي خَلَقَ.
- الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ.
- الَّذِي يَنْهَى.
4 - لم ........
-مَا لَمْ يَعْلَمْ.
-أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى.
- لَّمْ يَنتَهِ.
5 - اللام+المضارع:
- لَيَطْغَى
- لَنَسْفَعاً
- فَلْيَدْعُ نَادِيَه.
6 - ان الشديدة:
- إِنَّ الْإِنسَانَ.
- إِنَّ إِلَى رَبِّكَ.
- بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى.
7 - ان الخفيفة المباشرة للفعل:
- أَن رَّآهُ.
- إِن كَانَ.
- إِن كَذَّبَ.
والله أعلم.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
06/ 06/06, 05:50 05:50:15 AM
محمود المصري
عضو جديد تاريخ الانضمام: 05/ 11/05
محل السكن: Canada
المشاركات: 58
--------------------------------------------------------------------------------
بارك الله فيك اخى الفاضل ونفع بك
__________________
محمود المصري
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى محمود المصري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/261)
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى محمود المصري
إيجاد جميع المشاركات للعضو محمود المصري
13/ 06/06, 03:48 03:48:48 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (15) سورة الملك
هي آية واحدة، لكنك لو تدبرتها لوجدت نفسك سائحا في ملكوت الله،طائفا على مختلف العلوم،
مستعرضا الأزمان والأمكنة:
1 - الدلالة على رب العالمين:
أ-وقد دلت الآية الكريمة على رب العالمين بالدليلين المعروفين:دليل الاختراع، ودليل العناية (كما سماهما أبو الوليد ابن رشد الحفيد)
فخلق الأرض وجعلها،من الدليل الأول، وتسخيرها للإنسان وتوفير ما يلائم طبعه من رزق وأكل من الدليل الثاني.
ب-نبهت الآية في ابتدائها وفي انتهائها على اسمين جليلين للرحمن: الأول والآخر.
فكل شيء ابتداؤه من الله (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا)
وكل شيء منتهاه إلى الله (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
ج-جمعت الآية بين فعلي الربوبية: الخلق والأمر ... {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} (54) سورة الأعراف
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا:خلق.
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ: أمر.
2 - الدلالة على العلم الطبيعي:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا ....
اشتملت الجملة على فعل عجيب ووصف أعجب، لما فيهما من لطف ودقة الإشارة إلى ما هو مشهور في المجتمع العلمي:
-قالوا إن الأرض في مراحلها التكوينية الأولى لم تكن صالحة للحياة ثم تشكل الغلاف الجوي بعد ذلك واستقرت القارات وظهرت النباتات فأصبحت صالحة مسكنا للبشر ....
وقد جاء في الآية فعل "جعل"الذي يفيد التحول والتصيير والنقل من حالة إلى أخرى .....
جعل الأرض ذلولا مفهومه أنها كانت من قبل في وضعية مغايرة.
-أما وصف الأرض ب "ذلول" فيشهد على أن هذا القرآن من تنزيل عليم خبير .....
قال في اللسان:
ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ فهو ذَلُولٌ يكون في الإِنسان والدابة.
وقال في المفردات:
ذَلَّتِ الدَّابَّةُ بعدَ شِماسٍ ذُلاًّ وهي ذَلُولٌ: ليست بصَعْبَة.
أشار ابن منظور والراغب- رحمهما الله-إلى الدابة الذلول، ولا شك أن وصف الذلول أظهر ما يكون في حالة المطية ... فهي تخضع لصاحبها ولا تحاول أن تلقيه من على ظهرها كما تفعل الدابة الشموس ....
والمتأمل في حال الارض-وفق ما اشتهر في المجتمع العلمي-سيجد هذا التماثل البليغ بين الأرض والمطية: فالأرض هي مطيتنا الكونية ونحن مستقرون على ظهرها بينما هي تقطع ملايين الأميال في الفضاء بسرعة مهولة ..... فلا تشعرنا بالحركة فضلا عن أن تلقينا بعيدا عنها:باختصار الأرض مطية ذلول.
3 - الدلالة على علم العمران:
فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا أمر عام لبني آدم جاء بعد جعل الأرض ذلولا،فالمشي في مناكبها هو الحكمة أو العلة الغائية من جعلها على ذلك الوصف ...
ويتضح من الآية الوضع البشري في التقدير الرباني: فهو مخلوق للسعي والحركة والسفر والرحلة والبحث والتنقيب .....
ومنها يستفاد أيضا ضلال المذاهب الداعية إلى التواكل والانقطاع عن العمل والبحث عن الرزق، منحرفين ومحرفين للعبادة العظيمة التي هي التوكل.
4 - الدلالة على علم الأخلاق والسلوك.
وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.
جاور البيان المعجز بين الأكل والتذكير:
كل من رزق الله، ولكن لا تنس الموت والبعث والحساب!!
فكأن عبارة وَإِلَيْهِ النُّشُورُ جاءت لكبح الاسترسال في الأكل والانغماس في الشهوات ...
فتكون الآية قد وضحت بجلاء التوسط السلوكي الأمثل المطلوب من المكلف.
5 - الدلالة على علم التاريخ:
لخصت الآية تاريخ الإنسان في الوجود:
-فذكرت النشأة الأولى:"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا"
والنشأة الثانية: "وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"
وذكرت مرحلة المعاش "فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِه."
ومرحلة المعاد: ِ "وَإِلَيْهِ النُّشُورُ."
وذكرت التكليف والحساب.
ثم ذكرت إجمالا الأحوال الثلاث للإنسان مع الأرض:
-يكون فوقها: مستفاد من قوله:"فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/262)
-يدفن فيها: (مستفاد من دلالة الاقتضاء)
-يبعث منها: مستفاد من قوله" وَإِلَيْهِ النُّشُورُ."
هذا ما ظهر للعبد الفقير الجاهل وما بقي أعظم وأعظم ......
فانظر -رحمنا الله وإياك- إلى عطاء الآية الواحدة القصيرة ... وخذ من ذلك مظهرا من مظاهر إعجاز البيان في القرآن ......
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
20/ 06/06, 03:11 03:11:18 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
عودة إلى حوض الكوثر .........
--------------------------------------------------------------------------------
أشرنا -من قبل-إلى بعض الظواهر الشكلية والنحوية في سورة الكوثر ونحن الآن بصدد
بيان بعض ظواهرها المعنوية،ومقصودنا من تلك وهذه إثبات إعجاز القرآن من خلال إثباته في سورة من سوره لا تتجاوز كلماتها عدد أصابع اليدين لكن عطاءها-مع قلة كلماتها- متجدد باستمرار ..... فهي لها من دلالة اسمها نصيب!!
بيان التماثل والتقابل:
-1 -
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1)
{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3)
تماثل المطلعان وتقابل المقطعان:
التماثل في أسلوب التوكيد: إِنَّا- إِنَّ.
التقابل الحاد بين موضوعي التوكيد: الكوثر زيادة وفضل ..... أما الأبتر فنقص وخسارة.
تماثلت الآيتان -بالنظر إلى كاف الخطاب-في أنهما تحملان بشرى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ....
وتقابلتا في نوع البشارة: فالأولى ثبوتية والثانية عدمية ..... بمعنى أن الأولى تكفلت بإيصال النفع والثانية تكفلت بإزالة الضرر.
-2 -
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2)
هنا أمر بعبادتين متماثلتين من وجه ومتقابلتين من وجه:
التماثل في الأفضلية:
فالصلاة هي أفضل العبادات.
والنحر يكون للإبل وهي أفضل أموالهم .....
فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم مأمورا بالتقرب إلى ربه بالأفضل.
أما التقابل فظاهر في نوع العبادة:
فالصلاة عبادة بدنية.
والنحر عبادة مالية.
-3 -
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} (1)
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2)
جاء التوكيد في الآية الأولى من أكثر من جهة:
-من جهة الحرف (إن).
-من جهة الصيغة فوعل (كوثر).
-من جهة ضمير التعظيم (نحن).
-من جهة زمن الفعل الماضي (أعطى): الماضي يفيد التحقق والانتهاء، فالعطاء قد ثبت وتحقق ...
هذا التوكيد -ماثله في الآية الثانية معنيا الأفضلية والتنويع-.
وهنا لا بد من ملاحظة:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
نصت على الجزاء.
{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}
نصت على العبادة.
لكن الجزاء جاء بأسلوب الخبر يفيد الوقوع والتحقق في ما مضى
أما العبادة فجاءت بأسلوب الإنشاء أي يطلب تحقيقها في ما هو آت.
بعبارة أخرى جاء الجزاء قبل العمل على غير العادة .....
فيكون أكرم الأكرمين قد رفع مقام عبودية النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعلى المقامات وهو مقام الشكر.
فأية مواساة هذه!!
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
20/ 06/06, 04:03 04:03:50 PM
أبو محمد القحطاني
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 05/ 08/04
المشاركات: 491
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الحبيب أبو عبد المعز - بارك الله فيك ووفقك لكل خير -
هل ممكن أن يكون في ملف (وورد)؟؟
__________________
و أنا المحب لأهل سنة أحمد ... و أنا الأديب الشاعر القحطاني
نونية القحطاني (صفحة: 93) (رقم البيت: 662) (ط: مكتبة السنة بالقاهرة)
أبو محمد القحطاني
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو محمد القحطاني
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو محمد القحطاني
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو محمد القحطاني
26/ 06/06, 05:32 05:32:01 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/263)
{ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ. أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}
1 - ظاهرة فريدة في الحذف:
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ.
الحذف في الآيتين جاء على صورة الاحتباك ..... غير أن الاحتباك هنا ليس من مقتضيات الدلالة كما هو معهود ولكن من مقتضيات التركيب .. وقبل التفصيل فيه يجدر بنا أن نعرف المقهوم:
الاحتباك باب من البديع مبني على مبدأ الحذف والاختصار ....
وصورته الشكلية كالتالي:
لنفرض متوالية مكونة من أربعة عناصر نرمز لها بالأرقام:
1 - 2 - 3 - 4
نقسم الرباعي إلى ثنائيتين.
1 - 2
3 - 4
أفقيا توجد علاقة تقابل: فردي –زوجي.
عموديا توجد علاقة تشابه فردي- فردي. (1 - 3)،زوجي- زوجي. (2 - 4)
يحصل الاحتباك بحذف عنصرين على المحور الوتري .. (1 - 4)) أو (2 - 3)
فلا يبقى إلا عنصران: 2 و3. (أو1و4)
لكننا بواسطة المذكورين نستحضر ذهنيا المحذوفين:
ف1 المذكورة تدل على مقابلها المحذوف2.
و4 المذكورة تشير إلى مقابلها المحذوف 3.
وهذه صورة حقيقية:
قوله تعالى: ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء.
ذهب أبو حيان وآخرون إلى أن تخرج بيضاء جواب لأمر مقدر وليس للأمر المذكور أي ادخل يدك ...... فيكون التقدير العام:
1 - أدخل (يدك في جيبك) ......... 2 - تدخل.
3 - أخرجها ............. 4 - تخرج (بيضاء من غير سوء.)
لكن الآية اقتصرت على 1و4أي فيها احتباك
ادخل يدك في جيبك .... تخرج بيضاء من غير سوء.
فدل فعل الأمر المذكور (أدخل) على جوابه المحذوف (تخرج)
ودل جواب الأمر المذكور (تخرج بيضاء) على فعله المحذوف (أخرجها)
إذا تقرر هذا تدبرنا قوله تعالى:
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا .......
فنلحظ أسلوبين: أسلوب القسم وأسلوب الإضراب، لكن في كل يذكر شطر ويطوى آخر.
فقد حذف المقسم عليه وعبارة" بل عجبوا "الموالية لاتصلح مقسما عليه كما هو ظاهر.
وهذه العبارة نفسها مصدرة ب"بل"الاضرابية وتفترض مضربا عليه والحال أن ما سبقها
(وهو القسم) لا يصلح مضربا عنه.
فحصل احتباك في التركيب بديع:
ذكر المقسم به وحذف مقتضاه أي المقسم عليه.
ذكر المضرب به وحذف مقتضاه أي المضرب عنه.
ملاحظتان:
-التحقيق أن المقسم عليه محذوف وإن كان بعض المفسرين اعتبروه مذكورا وبحثوا عنه قريبا وبعيدا.فعن الأخفش جوابه"قد علمنا ما تنقص الأرض منهم"وعن نحاة الكوفة"بل عجبوا"والمعنى "لقد عجبوا" وقيل "إن في ذلك لذكرى" وقيل "ما يبدل لدي القول" .....
وحق لأبي حيان أن يقول "وهذه كلها أقوال ضعيفة". (راجع البحر عند تفسير سورة ق)
-يجوز أن يكون المحذوف شيئين: متعلق القسم ومتعلق الاضراب .... ويجوز أن يكون المحذوف شيئا واحدا يتنازعه القسم والاضراب.
2 -
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ.
مدخول حرف الاستفهام محذوف تقديره: أنبعث إذا متنا ...
ومن المحتمل أن يكون المقسم عليه المحذوف سابقا هوهذا المعنى نفسه كما قال الزجاج في تقدير جواب القسم المحذوف:"تقديره لتبعثن."
ومعنى هذا أنه وقع الطي على معنى واحد مرتين وهذا بديع كما ترى. والله أعلم.
3 -
بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ.
من بديع الآية أن جمعت بين الإضمار في موضع الإظهار والإظهار في موضع الإضمارمعا:
قوله تعالى "عجبوا " إضمار في موضع الإظهار.
"فَقَالَ الْكَافِرُونَ "إظهار في موضع الاضمار.
4 -
في الآية أيضا الوجه البديعي المسمى"رد العجز على الصدر"
بَلْ عَجِبُوا ..................................... عَجِيبٌ.
5 -
اختتمت الآية الثانية بإشارة: هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ.
اختتمت الآية الثالثة بإشارة: ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ.
الإشارتان معا صادرتان عن الكفار .... مع التقابل الملحوظ بين القريب (هَذَا) والبعيد (ذَلِكَ).
تعجب من النذير القريب لأنه جاءهم منهم- أو تعجب من الإنذار القريب لأنهم يسمعونه عن كثب من الرسول صلى الله عليه وسلم.-أما الاستبعاد فمتعلق بمضمون الإنذار أو بما أنذروا به وهو البعث بعد الموت ...
فحصل تقابل بديع بين اسمي الإشارة: هذا المنذر وذلك المنذر به.
والله أعلم.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/264)
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
30/ 06/06, 09:56 09:56:39 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
{وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ... } (25) سورة يوسف.
هذا جزء من آية. وهو من عجائب القرآن لكل من تدبر. ودليل على الإعجاز لكل من أنصف:
فهل يطيق الثقلان أن يجمعا من المعاني ما اجتمع هنا في مساحة لا تتجاوز عشر كلمات؟
هل يستطيع أبلغ الإنس والجن أن يعبر عن المشهد المسرود في الآية في ثلاث جمل قصيرة ..... مع الوفاء بحق كل المعاني والعواطف والحركات والخواطر التي تشع من الآية.؟
1 -
استبقا:
الاستباق افتعال من السبق، والافتعال يوحي بالتكلف والتحمل بناء على قاعدة زيادة المعنى لزيادة المبنى ... فهاهنا سبق وزيادة. فكأن الفاعلين يتسابقان بكل ما أوتيا من طاقة ... وليس ذا التكلف إلا التعبير الجسدي عن الكامن النفسي:
فالمرأة واقعة تحت صارخ الشهوة. يدفعها بأقصى ما تستطيع.
والرجل واقع تحت إمرة التقوى يدفعه كذلك بأقصى ما يطيق.
فانظر إلى هذه التاء -وهي مجرد حرف-كيف أفصحت عن المكنونات.
2 -
استبقا الباب.
حذف حرف الجر (إلى) - بقطع النظر عن التوجيه الشكلي للصناعةالنحوية –يكشف عن محتوى نفسي عميق. يمكن رصده بمقارنة التعبيرين:
أ-استبقا إلى الباب.
ب-استبقا الباب.
(إلى) في الجملة (أ) حملت معلومة عن المسافة والاتجاه. ويكون معها (الباب) نهاية المسافة التي يراد قطعها.
لكن بحذف هذه المعلومة يصبح الباب هو البؤرة، فيكون إيقاع الفعل عليه هو نفسه لا إيقاعه في مسافة تفضي إليه. فليتأمل.
بعبارة أخرى نقول:
بأي شيء كان وعي الفاعلين مشغولا؟
بالباب أم بالمسافة الفاصلة؟
لا ريب أن الباب هو المقصود، والاهتمام- أثناء السباق- منصرف إلى الفتح أو الاغلاق وليس إلى وقع الخطوات وامتداد المسافة .... فلتحذف (إلى) إذن، ليبرز التعبير ما يوافق المقام: حركة الجسم وهي نحو السباق وحركة الذهن وهي نحو الباب.
لله در هذا القرآن.
3 -
استبقا الباب.
ألف الإثنين مثبتة لفظا لا نطقا،بسبب التقاء الساكنين، فيقرأ الفعل كأنه مفرد.
هذا الحذف له إيحاء دلالي يكشف عن سرعة الحدث: فلا وقت للمد في التعبير كما لا وقت للإبطاء في المعبر عنه.
4 -
استبقا الباب.
فعل مشترك بين الفاعلين، ولكن شتان بين القصدين. وبعبارة أوضح يصف المشهد-خارجيا- جسمين مندفعين في الفضاء في اتجاه واحد. لكن-داخليا-نلمس حركتين متعاكستين: الرغبة في الاستبقاء مقابل الرغبة في التملص. النزوع نحو الخروج والنزوع إلى المنع من الخروج.
5 -
سيدها لدى الباب.
تكررت كلمة (الباب) مرتين مع أن الآية مبنية على الإيجاز ..... وما ذاك إلا لأهمية" الباب "في المشهد وتعدد وظائفه بحسب الشخصيات .....
فالباب في سياق الاستباق ملحوظ باعتباره مخرجا.
أما الباب في سياق ذكر السيد فملحوظ باعتباره مدخلا.
فكان العبارة نبهت على أن الباب كما يستعمل للخروج يستعمل أيضا للدخول.لكن يبدو أن هذا المعنى الثاني كان غائبا عن الوعي حتى وقعت المفاجأة.
6 -
وألفيا سيدها لدى الباب.
يتحرك المشهد بسرد إعجازي:
-الحركة السريعة في الاستباق.
-العنف المصاحب للحركة (قد القميص)
-ثم الوجوم وانقطاع الحركة وتوقف فجائي للعملية مع ظهور السيد لدى الباب.
7 -
سيدها ....
قال المفسرون:لم يقل سيدهما لأن يوسف عليه السلام لم يكن مملوكا على الحقيقة للعزيز .. وقال "سيدها" بالنظر إلى عرف القوم في اعتبار الزوج سيدا للزوجة.
وكيف كان فإن التعبير بسيدهما لا يتسق مع المقام ..... لأن قوة المشهد ليس في اعتبار العزيز مالكا،ولكن في اعتباره زوجا وبعلا لإظهار خيانة المرأة و تأزيم الوضع برسم معالم الفضيحة .... فلم يناسب إلا "سيدها" فتأمل.
8 -
وقدت قميصه من دبر.
وصف لحركة خارجية واحدة .... لكن كم تختزل من معان وأحداث.
-الرجل أقوى وأسرع من المرأة.
-المرأة تريد أن تستيقي الرجل فتتمسك بكل ما تستطيع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/265)
-المشهد يكاد يرى بالبصر: المرأة تمسك بأعلى القميص، يقع تعاكس لقوتين، القوة المندفعة والقوة الجاذبة فينتج عنه شق القميص ويمتد الشق من أعلى إلى أسفل.
-القميص المقدود سيكون مصدر استدلال فيما بعد.
9 -
وقدت قميصه من دبر.
قال ابن عاشور -رحمه الله-:
وجملة {وقدّت قميصه} في موضع الحال. و {قدت} أي قطعت، أي قطعت منه قداً، وذلك قبل الاستباق لا محالة. لأنه لو كان تمزيق القميص في حال الاستباق لم تكن فيه قرينة على صدق يوسف ـــ عليه السّلام ـــ أنها راودته، إذ لا يدل التمزيق في حال الاستباق على أكثر من أن يوسف ـــ عليه السّلام ـــ سبقها مسرعاً إلى الباب، فدل على أنها أمسكته من قميصه حين أعرض عنها تريد إكراهه على ما راودته فجذب نفسه فتخرق القميص من شدة الجذبة. وكان قطع القميص من دبر لأنه كان مولياً عنها معْرضاً فأمسكته منه لرده عن إعراضه.
في كلامه نظر والصواب مذهب جمهور المفسرين في عطف النسق ...... واحتجاجه غير مقنع فقوله -لا يدل التمزيق في حال الاستباق على أكثر من أن يوسف ـــ عليه السّلام ـــ سبقها مسرعاً إلى الباب ..... -لو كان صحيحا لزعمت المرأة ذلك .... ثم كيف يمكن للشاهد أن يعرف متى وقع القد قبل السباق أم اثناءه.
وعلى كل فإن العطف يضفي قوة للمشهد اكثر من الحال. ولابد من حمل العبارة القرآنية على أبلغ محمل كما هو مقرر في علم أصول التفسير.
هذا ما خطر بالبال ..... ومن زعم أنه قادر على الإحاطة بكل ما في الآية فاتهمه في عقله .....
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
03/ 07/06, 01:03 01:03:18 AM
خالد الشبل
عضو نشيط تاريخ الانضمام: 03/ 06/03
محل السكن: السعودية
المشاركات: 404
--------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خيرًا، أخي أبا عبد المعز
وهاهو ذا مرفقًا يا أبا محمد، بعد إذن صاحبه.
وإن لم يكتمل.
__________________
كان [الإمام مالك] رحمه الله تعالى كثيرًا ما يتمثّلُ:
وخيرُ أمورِ الدِّينِ ما كان سُنةً ** وشرُّ الأمورِ المحْدثاتُ البدائعُ
(ديباج ابن فرحون 24)
الملفات المرفقة عجائب القرآن،في النحو والبيان. أبو عبد المعز. doc (171.5 كيلوبايت, 9 مشاهدات)
خالد الشبل
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى خالد الشبل
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى خالد الشبل
زيارة الرئيسية للمستخدم خالد الشبل!
إيجاد جميع المشاركات للعضو خالد الشبل
03/ 07/06, 02:18 02:18:01 AM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
إلى الأستاذ خالد الشبل:
اعجب! فذا زمن ثارت غرائبه: ............... أهل الحجى لقطوا ما ينبس الطفل!!
غاض الكلام حياء منك ليس سوى: ............... "الليث أنت وإني بعدك الشبل."
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
08/ 07/06, 06:29 06:29:48 PM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ?60? -طه.
-1 -
الإيجاز من أعظم وجوه الإعجاز البياني، والمعاجزة به قريية المأخذ والانقطاع معها مشهود ..
فمن أظهر كمية من المعاني في عدد معين من الألفاظ فله أن يتحدى الخصم بالنزول إلى عدد أقل من الألفاظ مع بقاء المعاني.أما الزيادة في اللفظ فمقدور لأي واحد ...
وإعجاز القرآن من هذه الجهة مشهود لا يمارى فيه. فلا يستطيع بليغ أن يأتي بأخصر من لفظ القرآن أبدا .... وإن فعل كان على النقص في المعنى وهذا ليس من البلاغة في شيء ... وكذلك لا يستطيع أن يساوي القرآن أبدا لأن البيان المعجز يستعمل الكلمة الوحيدة- الموجودة في اللغة- التي تلبي حاجات المعنى،قال ابن عطية-رحمه الله-:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/266)
" كتابُ اللهِ لو نزعت منه لفظةٌ، ثُمَّ أُديرَ لسان العربِ فِي أن يوجد أحسن منها لم يوجد "
بل لا يوجد مثلها بناء على منع الترادف في اللغة وهو-في نظري- القول الراجح. وليس هذا محل تفصيله لكن حسبنا أن نستدل بأن الكلمة تحمل نوعين من الدلالة:
-الدلالة الحرفية المعجمية.
-الدلالات الإيحائية.
فلو قدر لكلمتين الاتفاق في الأولى فمن المستبعد جدا أن يشتركا في الثانية بسبب اختلاف الجرس وما يعلق بالمعنى من ظلال عبر التاريخ الاستعمالي للكلمة ويمكن تشبيه الكلمة هنا بالنحلة فهي في تنقلها بين الزهور يعلق بجسمها شيء بعد شيء ..... فالنحلتان المتشابهتان عند الغدوة تختلفان عند الروحة وكذلك الكلمتان المترادفتان ظاهرا.
مثلا كلمة رزق لا مرادف لها بل أنا زعيم باستحالة ترجمة هذه الكلمة إلى أي لغة من لغات الناس لأن الكلمة العربية لها من الظلال الروحية ومن المعاني الحدسية ما لا يمكن أن يوجد في ثقافة أخرى.
فعل "تولى" مثلا –في الآية التي نتدبرها-لا مرادف له يفي بكل الدلالات الإيحائية .....
فهو دال على الحركة في اتجاه معين مع الدلالة على موقف فكري ونفسي. فانصرف –مثلا- إن حملت المعنى الأول لم تحمل المعنى الثاني.
-2 -
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى.
الظاهر أن الآية إخبار عن فرعون، وترتيب للافعال الصادرة عنه:
التولي والجمع والمجيء.
لكن التأمل الدقيق للفعلين: تولى، و أتى. يكشف أن الآية حملت إخبارا عن موسى -عليه السلام- أيضا. فنقرأ في المشهد الواحد مشهدين في الحقيقة .... وهذا من إيجاز القرآن المعجز.
تولى: فعل يدل على حركة متجهة في الفضاء .... ويدل أيضا على وجود شخص (أو شيء) في الخلف .... هو المرجع الذي يحدد فعل "تولى".
أتى: فعل يدل على حركة متجهة في الفضاء ... لكنها حركة مقابلة للتولي: فالنقطة المرجعية هنا توجد أمام وليس خلف ...
التولي انفصال وذهاب بعيدا عن المتولى عنه ... والإتيان عكسه.
كل هذا واضح ....... ولكن ماذا قالت الآية عن موسى؟
الآية تشعرنا أن موسى عليه السلام لم يغادر مكانه.
(هذا الشعور عندي ذاتي قريب من الحدس قد لا نستطيع التعبير عنه أو إثباته بطريق قوي وقد لا يوافقنا فيه غيرنا .... ولكننا نتدبر كما أمرنا .... والعلم عند الله تعالى)
ومصدر هذا الشعور أمران:
-السرد السريع لما قام به فرعون:تولى وجمع ثم أتى. فكأنه لم يتخلل بين الفعلين زمن طويل. فلا يكاد يتوهم الذهن أن موسى عليه السلام قد فعل شيئا ما بين انصراف فرعون ورجوعه.
-الأمر الآخر هو أن المتكلم قبل هذه الآية هو موسى عليه السلام الذي حدد الموعد:
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ?59?
والمتكلم بعد الآية هو موسىعليه السلام أيضا:
قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى?61?
فكأن موسى عليه السلام يستأنف كلاما قريبا .... أو كأن الآية (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى) اعتراض في حوار ... فلا نجد إشارة إلى انصراف لموسى ولا لمجيء له ....
والمعنى في ذلك –والله أعلم-أن صاحب الحق ثابت في مكانه لا يحتاج إلى مناورة ولا إلى ذهاب ومجيء ولا إلى استعانة بالغير .... فكأن لسان حال موسى - عليه السلام - الواثق في وعد الله يقول: أنا هنا لا أحيد فاذهب حيث شئت واستعن بمن شئت وجئني متى شئت.
-3 -
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ?60?
الأفعال المتلاحقة تشعر بالسرعة لكنها مع ذلك بينت البرنامج الفرعوني كله ...... فانظر مثلا إلى قوة الجملة الوسطى: جمع كيده ...
فعل "جمع" يختزل أوقاتا وأحداثا: إعلانات، وسفراء، ومبعوثين،وحركة في طول البلاد وعرضها، وعروضا وإغراءات ووعودا: باختصار:حالة استنفار قصوى.
والمفعول به:كيد ... يختزل من جهته الأفعال السحرية والرغبة في إزالة الحق بالباطل فضلا عن الإشارة إلى غموض عالم السحر والسحرة- فلا يقال الكيد إلا لما فيه خفاء-
فانظر إلى هذه الكلمة" كيد "كيف دلت على فكر وأهله كما دلت على نوايا وأصحابها ودلت على خطط وتراتيبها.
ثم انظر إلى الرابطين لترى أسلوب القرآن المعجز:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/267)
"جمع كيده" جملة معطوفة على سابقتها بالفاء ... والفاء تدل على الترتيب مع الفورية كما هو معلوم ..... ففهمنا من ذلك أن فرعون مستعجل في أمره فقضية موسى لا تحتمل التأخير وفهمنا من فورية الجمع استبداد الفرعون وقيام الناس على خدمته واستجابة رغباته بأقصى ما يستطيعون ..... فالأمر عند الفرعون يفيد الوجوب مع الفورية.
لكن" أتى "عطفت على الجمع ب "ثم "التي تفيد التراخي .... لأن المقام يقتضي ذلك:
فنحن نفهم أنه بين جمع الكيد و الذهاب إلى الموعد انصرمت مدة نبهت إليها" ثم":
إنها مدة وضع المخططات والاتفاق على االوسائل وترتيب الأولويات واختبار الحيل .... ونستفيد أيضا قوة الحق الثابت عند موسى عليه السلام ...... ففرعون وسحرته لم يرتجلوا شيئا بل دبروا أمرهم واخذوا الوقت الكافي لبناء كيدهم ....... ثم بعد أتوا صفا .... فانهزموا.
فتعجب من أسلوب القرآن كيف جمع بين:
-سرعة تلاحق الأفعال في السرد والحكي.
-وتعدد الفصول والمشاهد والأحداث في المسرود والمحكي.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
13/ 07/06, 03:56 03:56:32 AM
أبو عبد المعز
عضو مميز تاريخ الانضمام: 18/ 03/02
المشاركات: 528
--------------------------------------------------------------------------------
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (8) سورة الجمعة.
تبين الآية حالة عجيبة جدا مبنية على تعاقب ثلاث حركات:
-تفرون.
-ملاقيكم.
-تردون.
1 -
ولتنظر نفس إلى هذا الوضع المفاجيء للموت:
.فبينا هو متصور من جهة الوراء إذ يصعق الفارين منه بمواجهتهم من جهة الأمام ..
كم سيفقد التعبير من قوته التأثيرية لو قيل مثلا: إن الموت الذي تفرون منه فإنه مدرككم.
لأن الفارين من الموت لا يتصورون الموت إلا خلفهم ويتوقعون في أي لحظة أن يدركهم ... ومن ثم
لا يبقى مجال لعنصر المباغتة ......
وللنفس الآن أن تتمثل قوة التعبير البياني الذي يهز المهجة في قوله "ملاقيكم:
فليس أبلغ من هذه المفارقة:
الفرار من الموت يؤول إلى الفرار إليه!!!
فحقت كلمة ربكم: {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} (26) سورة النحل
2 -
الكفار حاولوا تغييب الموت ونبذه بعيدا عن دائرة الوعي .... لذا أبرزته الآية مؤكدا بالنوعين من التوكيد المعروفين في لغة العرب:
التوكيد المعنوي.
التوكيد اللفظي.
فمن الأول التوكيد ب"إن": إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ.
ومن الثاني إعادة التوكيد بتكرار "إن": فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ.
مع ملحظ توكيد الموت صريحا (إِنَّ الْمَوْت) َ ومضمرا (فَإِنَّهُ ..... ).
3 -
تفرون .......
ملاقيكم ......
الفرار من الموت جاء على صيغة فعل المضارع ليوحي بديمومة الحدث وتجدده ............ وعورض هذا بمجيء لقاء الموت على صيغة الاسم لأن اللقاء يقع مرة واحدة ولا يتجدد شيئا بعد شيء كحال الفرار .. وثبوت الوصفية للموت يوحي بكون ملاقاة الكفار هي ماهيته أ و جزء منها.
والله أعلم.
__________________
أبو عبد المعز
عرض الملف الشخصي العام
إرسال رسالة خاصة إلى أبو عبد المعز
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى أبو عبد المعز
إيجاد جميع المشاركات للعضو أبو عبد المعز
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[20 - 09 - 10, 02:05 ص]ـ
ما شاء الله، قرأت لطيفة مريم والكوثر، فوائد جمة بارك الله فيك،
لا أكتمك ارتبت حين شرعت في عد الأحرف والكلمات في الكوثر كما ألفناه من صنيع "العدديين" من " القرآنيين" ومنهجهم السقيم، لكن وقوفك وقولك:
فلنقف عند هذا الحد دون أن نبني على ما ذكرنا شيئا فهذا المنهج لا يستهوينا في الحقيقة
فاطمأن قلبي، وسأتابع الموضوع إن شاء الله.(3/268)
هل تعرفون أحداً أحصى شروح الجزرية المخطوط منها والمطبوع الموضوع للمشاركة
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 06, 09:29 م]ـ
ضع ما عندك عن الجزرية هنا
ـ[محمد الأثري]ــــــــ[18 - 08 - 06, 10:47 م]ـ
ألا من مجيب
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[19 - 08 - 06, 02:23 ص]ـ
1/ الطرازات المعلمة في شرح المقدمة للشيخ عبدالدائم الأزهري المتوفى سنة 870هـ، طبعت في دار عمار 1424بتحقيق. نزارعقراوي
2 / الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية، وهي مشهورة ولها عدة طبعات.
3 / شرح المقدمة الجزرية لعصام الدين أحمد بن مصطفى بن خليل الشهير بـ (طاش كبرى زادة) المتوفى سنة 968هـ، في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف 1421هـ بتحقيق د. محمد سيدي محمد الأمين.
4 / الجواهر المضية على المقدمة الجزرية للشيخ سيف الدين بن عطاالله الفضالي المصري البصير المتوفى سنة 1020هـ في مكتبة الرشد، بتقيق عزة بنت هاشم.
5 / الحواشي الأزهرية في حل ألفاظ المقدمة الجزرية، لخاد الأزهري
المصدر:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4013&highlight=%D4%D1%E6%CD+%C7%E1%CC%D2%D1%ED%C9
ـ[سائلة الجنة]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:19 ص]ـ
جزاكم الله خيراا
طيب هل احد الاخوة او الاخوات يعلم ايهم افضل شرح للجزرية؟
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 02:07 ص]ـ
كتاب الجواهر المضية على المقدمة الجزرية للفضالي من أحسن شروح الجزرية، إن لم يكن أحسنها.
وقد بذلت الباحثة عزة بنت هاشم جهدا طيبا، وأحصت أكثر وأشهر ما وضعه العلماء على الجزرية.
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 03:10 م]ـ
انظر فهارس الباحث عبدالله الحبشي اليمني
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 10:42 ص]ـ
من أفضل سروح المقدمه شرح الفاضلي الجواهر المضية وقد ذكرت المحققه اكثر من اربعين شرحا للجزريه والرساله باشراف الدكتور أيمن سويد
ـ[أبو عبد الرحمن مصطفى]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:38 م]ـ
اكمالا لما ذكره أخونا الطيب وشنان -جزاه الله خيرا-هناك شرح قوى جدا على الجزرية -وهذا على حد علمى -للملا على القارى المسمى بالمنح الفكرية وهو شرح جيد جدا
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 09:10 ص]ـ
من قرأ شرح الجواهر المضيه والمنح الفكريه علم أن شرح الجواهر من أفضل شروح الجزريه وإن كان الشيخ القارئ قد تعقب الفاضلي في بعض المواضع لاكن لا يسلم لكثير من تلك التعقيبات فأرجو من الاخ الرجوع إلى شرح الامام الفاضلي ثم إن أغلب شرح الشيخ القاري شرح لغوي رحم الله الجميع على ماقدمو وقد كان الامام الفاضلي أعمى البصر
ـ[أبو عبد الرحمن مصطفى]ــــــــ[15 - 03 - 07, 11:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وان شاء الله سوف اراجع شرح الامام الفاضلي رحمه الله
ولكن لو أحسنت وذكرت لنادار النشر التى قامت على اخراجه
وجزاك الله عنا خيرا
أخوكم أبو عبد الرحمن مصطفى
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[29 - 04 - 10, 10:43 ص]ـ
افضل شروح
المنح الفكرية الملا على القارى
افضل طبعة الذى طبع فى دار الغوثانى
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:08 ص]ـ
http://www.4shared.com/file/226706225/a25097d6/_____-______________1_____.html
هذا كتاب الجواهر المضيئة
وفقكم الله
نتمنى من الله ان تدعو لنا
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[30 - 04 - 10, 04:55 م]ـ
http://www.4shared.com/file/226706225/a25097d6/_____-______________1_____.html
هذا كتاب الجواهر المضيئة
وفقكم الله
نتمنى من الله ان تدعو لنا
بارك الله فيك وجزيت خيرا
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[02 - 05 - 10, 12:37 م]ـ
الجواهر المضية على المقدمة الجزرية للشيخ سيف الدين بن عطاالله الفضالي المصري البصير المتوفى سنة 1020هـ في مكتبة الرشد، بتقيق عزة بنت هاشم
اين اجد هذ الكتاب فى كويت
اى مكتبة
لانى لم اجده فى معرض جمعية الاصلاح
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[05 - 05 - 10, 06:14 م]ـ
ممكن اى اخ من الكويت يرد علينا
ـ[أبو حاتم العيلواقي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 06:27 م]ـ
يكفي منه واحد إن شاء الله، أنا تجمع لدي ستة أشار إليه الإخوة وكلها تقريبا نفس المؤدي
ـ[ابو جودى المصرى]ــــــــ[06 - 05 - 10, 10:42 ص]ـ
اى اخ يعرف اين يباع كتاب الجواهر المضيئة فى الكويت
ـ[عمار الأثري]ــــــــ[07 - 05 - 10, 05:26 ص]ـ
اى اخ يعرف اين يباع كتاب الجواهر المضيئة فى الكويت
ليتني من الكويت (ابتسامة)
ـ[أحمد بن حمود الرويثي]ــــــــ[08 - 05 - 10, 02:38 ص]ـ
أخي الكريم
ذكر الدكتور غانم قدوري الحمد في مقدمة شرحه للجزرية خمسة وثلاثين شرحاً مرتبة على الترتيب الزمني مع ذكر معلومات عن المطبوع منها والمخطوط.
وذكر في الحاشية سبعة شروح لم تكتمل لديه معلومات التوثيق عنها
وذكر أيضاً بعض شروح المعاصرين
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[18 - 05 - 10, 03:36 م]ـ
http://www.4shared.com/file/226706225/a25097d6/_____-______________1_____.html
هذا كتاب الجواهر المضيئة
وفقكم الله
نتمنى من الله ان تدعو لنا
جزاك الله خيرا كم انتظرت هذا الكتاب
ولكن تفاجأت أن الرابط لم يعمل عندي وأظن السبب لأنه على هذا الموقع فياليت احد الإخوة الأفاضل يتبرع برفعه على أحد هذين
موقع إرشيف أو ميديا فاير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/269)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:09 م]ـ
توجد رسالة ماجستير عندنا في المدينة المنورة يسعى الباحث فيها لدراسة شروح الجزرية استقصاءً وأظنها قرُبت من الستين إن لم أهِم.
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[18 - 05 - 10, 10:50 م]ـ
طلبت من أخ فاضل تنزيل الملف وها هو ذا
http://www.mediafire.com/?ujmzwizzmmm#2
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[18 - 05 - 10, 11:46 م]ـ
http://www.mediafire.com/?ujmzwizzmmm
ـ[نافع أبو نور]ــــــــ[19 - 05 - 10, 03:11 ص]ـ
لديّ من شروح الجزرية الشرح المسمّى: " الفوائد المُفَهِّمة في شرحِ الجزريّة المُقدِّمة " للشّيخ محمّد بن علي بن يوسف بن يالوشه الشّريف المالكي التونسي، المدرّس و شيخ الإقراء في عصره بجامع الزيتونة الأعظم بتونس و المتوفّى سنة 1314 هـ. طبعة دار الكتب العلمية ببيروت سنة 2005م، و قد حقّقها الشّيخ أحمد عناية، و نشر معها في نفس الكتاب: "فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال" للشيخ سليمان الجمزوري، و "فتح الرحمن في تجويد القرآن"، و "القول المألوف في مخارج الحروف" لعلي البيسوسي. و في الرّابط الموالي نسخة قديمة من هذا الشرح نشرها و صحّحها حفيد المؤلِّف عبد الواحد بن إبراهيم المارغني سنة 1357 هـ / 1938 م:
http://www.archive.org/details/jazariya
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:42 م]ـ
http://www.box.net/shared/j8817p0v63
ـ[عبدالله أبو زرعة]ــــــــ[19 - 05 - 10, 12:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[20 - 05 - 10, 11:55 م]ـ
شيخنا الشيخ مأمون الراوي لديه شروح كثيرة على متن الجزرية.
أنا عندي كذلك شروح كثيرة منها ما أخذته منه لما لم أجده في السوق، ومنه ما وجدته في السوق فاشتريته ...
سأرى إن حصل لي وقت أضع أسماءها هنا إن شاء الله تعالى؟
ـ[تركي مسفر]ــــــــ[26 - 05 - 10, 08:23 م]ـ
نريد شروح الجزرية بصيغة الورد للأهمية فياليت من يستطيع الكتابة أن يتحفنا بها
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 04:12 ص]ـ
والله هذا صعب
جدا إذ أن شروح الجزرية بحسب علمي حتى لم تنسخ على الملتقيات
وبالنسبة لأسماء الشروح لعلكم تراجعون شرح الشيخ غانم قدوري فقد ذكر فيه شروحا كثيرة على ما أذكر
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[03 - 08 - 10, 12:44 ص]ـ
جزاكم الله خيراا
طيب هل احد الاخوة او الاخوات يعلم ايهم افضل شرح للجزرية؟
من اهم الشروح ولا يستغنى عنه شرح على القارى المنح الفكرية
ومن الشروح الحديثة شرح غانم قدورى الحمد الكبير ويقع فى 718 صفحة
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[03 - 08 - 10, 12:54 ص]ـ
أخي الكريم
ذكر الدكتور غانم قدوري الحمد في مقدمة شرحه للجزرية خمسة وثلاثين شرحاً مرتبة على الترتيب الزمني مع ذكر معلومات عن المطبوع منها والمخطوط.
وذكر في الحاشية سبعة شروح لم تكتمل لديه معلومات التوثيق عنها
وذكر أيضاً بعض شروح المعاصرين
واوصلها فى النهاية الى خمسين شرحا
للفائدة ادخل الفور شير وستجد شروحا متعددة(3/270)
ما معنى الآية (ولا تَكْرَهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إنْ أَرَدْنَ تَحَصُّن)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[19 - 08 - 06, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الاعزاء ... حياكم ربي
ما هو حد الاكراه؟
هل مجرد الزجر
او ضرب البنت حتى توافق على الزنا
او الضرب الى حد الهلاك فبعد ذلك (فإنَّ الله مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيْمٌ)
ـ[عادل المامون]ــــــــ[20 - 08 - 06, 03:53 ص]ـ
وقوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الاية كان أهل الجاهلية إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت فلماء جاء الإسلام نهى الله المؤمنين عن ذلك وكان سبب نزول هذه الاية الكريمة فيما ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف في شأن عبد الله بن أبي ابن سلول فإنه كان له إماء فكان يكرههن على البغاء طلبا لخراجهن ورغبة في أولادهن ورياسة منه فيما يزعم
ذكر الاثار الواردة في ذلك
قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار رحمه الله في مسنده: حدثنا أحمد بن داود الواسطي حدثنا أبو عمرو اللخمي يعني محمد بن الحجاج حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري قال: كانت جارية لعبد الله بن أبي ابن سلول يقال لها معاذة يكرهها على الزنا فلما جاء الإسلام نزلت {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الاية وقال الأعمش عن أبي سفيان عن جابر في هذه الاية قال: نزلت في أمة لعبد الله بن أبي ابن سلول يقال لها مسيكة كان يكرهها على الفجور وكانت لا بأس بها فتأبى فأنزل الله هذه الاية {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} وروى النسائي من حديث ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر نحوه
يقول تعالى ذكره: زوجوا الصالحين من عبادكم وإمائكم ولا تكرهوا إماءكم على البغاء وهو الزنا {إن أردن تحصنا} يقول: أن أردن تعففا عن الزنا {لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} يقول: لتلتمسوا بإكراهكم إياهن على الزنا عرض الحياة وذلك ما تعرض لهم إليه الحاجة من رياشها وزينتها وأموالها {من يكرههن} يقول: ومن يكره فتياته على البغاء فإن الله من بعد إكراهه إياهن على ذلك لهم {غفور رحيم} ووزر ما كان من ذلك عليهم دونهن
ـ[أم إلياس]ــــــــ[20 - 08 - 06, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقوال علماء المسلمين رحمهم الله (ابن كثير، الطبري، جلال الدين المحلي، القرطبي، الشوكاني، السعدي، ابن عاشور) فى تفسير الآية:
قال تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
{33} النور
فتح القدير للشوكاني
شرط الله سبحانه هذا النهى بقوله (إن أردن تحصنا) لأن الإكراه لا يتصور إلا عند إرادتهن للتحصن، فإن من لم ترد التحصن لا يصح أن يقال لها مكرهة على الزنا، والمراد بالتحصن هنا: التعفف والتزوج.
وقيل إن هذا الشرط خرج مخرج الغالب، لأن الغالب أن الإكراه لا يكون إلا عند إرادة التحصن، فلا يلزم منه جواز الإكراه عند عدم إرادة التحصن. فإن الأمه قد تكون غير مريدة للحلال ولا للحرام كما فيمن لا رغبة لها فى النكاح، والصغيرة فتوصف بأنها مكرهه على الزنا مع عدم إرادتها للتحصن، فلا يتم ما قيل من أنه لا يتصور الإكراه إلا عند إرادة التحصن، إلا أن يقال أن المراد بالتحصن هنا مجرد التعفف، وأنه لا يصدق على من كانت تريد الزواج أنها مريدة للتحصن وهو بعيد، فقد قال الحبر ابن عباس: إن المراد بالتحصن التعفف والتزوج، وتابعه على ذلك غيره، ثم علل سبحانه هذا النهى بقوله: (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا) خرج مخرج الغالب، _فلا يتصور إكراه الرجل لأمته على البغاء دون فائدة_
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/271)
وقيل إن هذا التعليل للإكراه هو باعتبار أن عادتهم كانت كذلك، لا أنه مدار للنهى عن الإكراه لهن.
(ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)
هذا مقررلما قبله ومؤكد له، والمعنى أن عقوبة الإكراه راجعة إلى المكرهين لا إلى المكرهات، كما تدل عليه قراءة ابن مسعود وجابر بن عبد الله وسعيد بن جبير: فإن الله غفور رحيم لهن. قيل وفى هذا التفسير بعد، لأن المكرهة على الزنا غير آثمة. وأجيب بأنها وإن كانت مكرهة، فربما لا تخلو فى تضاعيف الزنا عن شائبة مطاوعة إما بحكم الجبلة البشرية، أو يكون الإكراه قاصرا عن حد الإلجاء المزيل للاختيار.
وقيل إن المعنى: فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهم: إما مطلقا، أو بشرط التوبة.
(فتح القدير، الشوكانى_ بتصرف ج4 ص25 طبعة دار الفكر غير محققة).
تفسير السعدي
قال تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم) أى إماءكم (علىالبغاء) أى أن تكون زانية (إن أردن تحصنا) لأنه لا يتصور إكراهها إلا بهذه الحال. وأما إذا لم ترد تحصناً فإنها تكون بغيا، يجب على سيدها منعها من ذلك.
ثم دعا من جرى منه الإكراه إلى التوبة فقال: (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) فليتب إلى الله وليقلع عما صدر منه، مما يغضبه، فإذا فعل ذلك غفر الله ذنوبه. (تفسير القرطبي باختصار).
مختصر تفسير ابن كثير
اختصار الصابوني
قوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الآية، كان أهل الجاهلية
إذا كان لأحدهم أمة أرسلها تزني وجعل عليها ضريبة يأخذها منها كل وقت، فلما جاء الإسلام نهى اللّه المؤمنين عن ذلك، وكان سبب نزول هذه الآية الكريمة في شأن (عبد اللّه بن أبي بن سلول) فإنه كان له إماء فكان يكرههن على البغاء طلباً لخراجهن، ورغبة في أولادهن، ورياسة منه فيما يزعم.
- (ذكر الآثار الواردة في ذلك)
- قال الحافظ البزار في مسنده: كانت جارية لعبد اللّه بن أبي بن سلول يقال لها (معاذة) يكرهها على الزنا فلما جاء الإسلام نزلت: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الآية،
- وقال الأعمش: نزلت في أمة لعبد اللّه بن أبي ابن سلول يقال لها (مسيكة) كان يكرهها على الفجور وكانت لا بأس بها فتأبى، فأنزل اللّه هذه الآية: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} الآية، وروى النسائي عن جابر نحوه.
- وعن الزهري أن رجلاً من قريش أسر يوم بدر، وكان عند (عبد اللّه بن أبي) أسيراً وكانت لعبد اللّه بن أبي جارية يقال لها (معاذة) وكان القرشي الأسير يريدها على نفسها، وكانت مسلمة، وكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان عبد اللّه بن أبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل من القرشي فيطلب فداء ولده، فقال تبارك وتعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا}،
- وقال السدي: أنزلت هذه الآية الكريمة في (عبد اللّه بن أبي بن سلول) رأس المنافقين، وكانت له جارية تدعى (معاذة) وكان إذا نزل به ضيف أرسلها إليه ليواقعها إرادة الثواب منه والكرامة له، فأقبلت الجارية إلى أبي بكر رضي اللّه عنه فشكت إليه ذلك، فذكره أبو بكر للنبي صلى اللّه عليه وسلم، فأمره بقبضها، فصاح عبد اللّه بن أبي من يعذرنا من محمد يغلبنا على مملوكتنا فأنزل اللّه فيهم هذا، وقول تعالى: {إن أردن تحصنا} هذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له، وقوله تعالى: {لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} أي من خراجهن ومهورهن وأولادهن، وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن كسب الحجام، ومهر البغي، وحلوان الكاهن، وفي رواية: "مهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث، وثمن الكلب خبيث"، وقوله تعالى: {ومن يكرههنَّ فإن اللّه من بعد إكراههن غفور رحيم} أي لهن، كما تقدم في الحديث عن جابر.
- وقال ابن عباس: فإن فعلتم فإن اللّه لهن غفور رحيم، وإثمهن على من أكرههن؛
- وقال أبو عبيد عن الحسن في هذه الآية {فإن اللّه من بعد إكرههن غفور رحيم} قال: لهن واللّه، لهن واللّه، وفي الحديث المرفوع عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
جامع البيان عن تأويل آي القرآن.
للإمام الطبري
القول في تأويل قوله تعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/272)
يقول تعالى ذكره: زوجوا الصالحين من عبادكم وإمائكم ولا تكرهوا إماءكم على البغاء، وهو الزنا؛ {إن أردن تحصنا} يقول: إن أردن تعففا عن الزنا.
{لتبتغوا عرض الحياة الدنيا} يقول: لتلتمسوا بإكراهكم إياهن على الزنا عرض الحياة، وذلك ما تعرض لهم إليه الحاجة من رياشها وزينتها وأموالها.
{ومن يكرههن} يقول: ومن يكره فتياته على البغاء، فإن الله من بعد إكراهه إياهن على ذلك، لهم {غفور رحيم} ووزر ما كان من ذلك عليهم دونهن.
وذكر أن هذه الآية أنزلت في عبد الله بن أُبي ابن سلول حين أكره أمته مُسَيكة على الزنا.
ذكر من قال ذلك:
19741 - - حدثنا الحسن بن الصباح، قال: ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت: إن سيدي يكرهني على الزنا! فنزلت في ذلك: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
19742 - - حدثني بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر، قال: كانت جارية لعبد الله بن أُبي ابن سلول يقال لها مسيكة، فآجرها أو أكرهها -الطبري شك- فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت ذلك إليه، فأنزل الله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} يعني بهن.
19743 - - حدثنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، قال: ثنا عبثر، قال: ثنا حصين، عن الشعبي، في قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} قال: رجل كانت له جارية تفجر، فلما أسلمت نزلت هذه.
.
- حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن جابر، قال: جاءت جارية لبعض الأنصار، فقال: إن سيدي أكرهني على البغاء! فأنزل الله في ذلك: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
19744 - - قال ابن جريج: وأخبرني عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: أمة لعبد الله بن أُبي، أمرها فزنت، فجاءت ببرد، فقال لها: ارجعي فازني! قالت: والله لا أفعل، إن يك هذا خيرا فقد استكثرت منه، وإن يك شرا فقد آن لي أن أدعه. قال ابن جريج، وقال مجاهد نحو ذلك، وزاد قال: البغاء الزنا. {والله غفور رحيم} قال: للمكرهات على الزنا، وفيها نزلت هذه الآية.
19745 - - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري: أن رجلا من قريش أسر يوم بدر. وكان عبد الله بن أُبي أسر، وكان لعبد الله جارية يقال: لها معاذة، فكان القرشي الأسير يريدها على نفسها، وكانت مسلمة، فكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان ابن أُبي يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده، فقال الله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} قال الزهري: {ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} يقول: غفور لهن ما أكرهن عليه.
19746 - - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، أنه كان يقرأ: "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
19747 - - حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا} يقول: ولا تكرهوا إماءكم على الزنا، فإن فعلتم فإن الله سبحانه لهن غفور رحيم وإثمهن على من أكرههن.
19748 - - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} ... إلى آخر الآية، قال: كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنا، يأخذون أجورهن، فقال الله: لا تكرهوهن على الزنا من أجل المنالة في الدنيا، ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهن؛ يعني إذا أكرهن.
19749 - - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} على الزنا. قال: عبد الله بن أُبي ابن سلول أمر أمة له بالزنا، فجاءته بدينار أو ببرد -شك أبو عاصم- فأعطته، فقال: ارجعي فازني بآخر! فقالت: والله ما أنا براجعة، فالله غفور رحيم للمكرهات على الزنا! ففي هذا أنزلت هذه الآية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/273)
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه، إلا أنه قال في حديثه: أمر أمة له بالزنا، فزنت، فجاءته ببرد فأعطته. فلم يشك.
19750 - - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} يقول: على الزنا. {فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم} يقول: غفور لهن، للمكرهات على الزنا.
19751 - - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال: ابن زيد، في قوله: {ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور} قال: غفور رحيم لهن حين أكرهن وقسرن على ذلك.
19752 - - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال: كانوا يأمرون ولائدهم يباغين، يفعلن ذلك، فيصبن، فيأتينهم بكسبهن، فكانت لعبد الله بن أُبي ابن سلول جارية، فكانت تباغي، فكرهت وحلفت أن لا تفعله، فأكرهها أهلها، فانطلقت فباغت ببرد أخضر، فأتتهم به، فأنزل الله تبارك وتعالى: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء} ... الآية.
تفسير الإمام جلال الدين المحلي
- (ولا تكرهوا فتياتكم) إماءكم (على البغاء) الزنا (إن أردن تحصنا) تعففا عنه وهذه الإرادة محل الإكراه فلا مفهوم للشرط (لتبتغوا) بالإكراه (عرض الحياة الدنيا) نزلت في عبد الله بن أبي كان يكره جواريه على الكسب بالزنا (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور) لهن (رحيم) بهن.
قوله تعالى: "لتبتغوا عرض الحياة الدنيا" أي الشيء الذي تكسبه الأمة بفرجها والولد يسترق فيباع. وقيل: كان الزاني يفتدي ولده من المزني بها بمائة من الإبل يدفعها إلى سيدها. "ومن يكرههن" أي يقهرهن. "فإن الله من بعد إكراههن غفور" لهن "رحيم" بهن. وقرأ ابن مسعود وجابر بن عبدالله وابن جبير "لهن غفور" بزيادة لهن. وقد مضى الكلام في الإكراه في "النحل" والحمد لله.
الجامع لأحكام القرآن "تفسيرالقرطبى"
قوله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا"
- روي عن جابر بن عبدالله وابن عباس رضي الله عنهم أن هذه الآية نزلت في عبدالله بن أبيّ، وكانت له جاريتان إحداهما تسمى معاذة والأخرى مسيكة، وكان يكرههما على الزنى ويضربهما عليه ابتغاء الأجر وكسب الولد فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية فيه وفيمن فعل فعله من المنافقين. ومعاذة هذه أم خولة التي جادلت النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها.
- وفي صحيح مسلم عن جابر أن جارية لعبدالله بن أبيّ يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما على الزنى، فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - غفور رحيم". "إن أردن تحصنا" راجع إلى الفتيات، وذلك أن الفتاة إذا أرادت التحصن فحينئذ يمكن ويتصور أن يكون السيد مكرها، ويمكن أن ينهى عن الإكراه. وإذا كانت الفتاة لا تريد التحصن فلا يتصور أن يقال للسيد لا تكرهها؛ لأن الإكراه لا يتصور فيها وهي مريدة للزني. فهذا أمر في سادة وفتيات حالهم هذه.
- وإلى هذا المعنى أشار ابن العربي فقال: إنما ذكر الله تعالى إرادة التحصن من المرأة لأن ذلك هو الذي يصور الإكراه؛ فأما إذا كانت هي راغبة في الزنى لم يتصور إكراه، فحصلوه. وذهب هذا النظر عن كثير من المفسرين؛ فقال بعضهم قوله: "إن أردن تحصنا" راجع إلى الأيامى، قال الزجاج والحسين بن الفضل: في الكلام تقديم وتأخير؛ أي وأنكحوا الأيامى والصالحين من عبادكم إن أردن تحصنا. وقال بعضهم: هذا الشرط في قوله: "إن أردن" ملغى، ونحو ذلك مما يضعف والله الموفق.
ابن عاشور:
واعلم أن تفسير هذه الآية معضل وأن المفسرين ما وفوها حق البيان وما أتوا إلا إطنابا في تكرير مختلف الروايات في سبب نزولها وأسماء من وردت أسماؤهم في قضيتها دون إفصاح عما يستخلصه الناظر من معانيها وأحكامها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/274)
ولا ريب أن الخطاب بقوله تعالى (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) موجه إلى المسلمين، فإذا كانت قصة أمة ابن أبي حدثت بعد أن أظهر سيدها الإسلام كان هو سبب النزول فشمله العموم لا محالة، وإن كانت حدثت قبل أن يظهر الإسلام فهو سبب ولا يشمله الحكم لأنه لم يكن من المسلمين يومئذ وإنما كان تذمر أمته من داعيا لنهي المسلمين عن إكراه فتياتهم على البغاء. وأياما كان فالفتيات مسلمات لأن المشركات لا يخاطبن بفروع الشريعة؛
وقد كان إظهار عبد الله بن أبي الإسلام في أثناء السنة الثانية من الهجرة فإنه تردد زمنا في الإسلام ولما رأى قومه دخلوا في الإسلام دخل فيه كارها مصرا على النفاق. ويظهر أن قصة أمته حدثت في مدة صراحة كفره لما علمت مما روي عن الزهري من قول ابن أبي حين نزلت: من يعذرنا من محمد يغلبنا على مماليكنا، ونزول سورة النور كان في حدود السنة الثانية كما علمت في أول الكلام عليها فلا شك أن البغاء الذي هو من عمل الجاهلية استمر زمنا بعد الهجرة بنحو سنة.
ولا شك أن البغاء يمت إلى الزني بشبه لما فيه من تعريض الأنساب للاختلاط وإن كان لا يبلغ مبلغ الزنى في خرم كلية حفظ النسب من حيث كان الزانى سرا لا يطلع عليه إلا من اقترفه وكان البغاء علنا، وكانوا يرجعون في إلحاق الأبناء الذي تلدهم البغايا بآبائهم إلى إقرار البغي بأن الحمل ممن تعينه. واصطلحوا على الأخذ بذلك في النسب فكان شبيها بالاستلحاق على أنه قد يكون من البغايا من لا ضبط لها في هذا الشأن فيفضي الأمر إلى عدم التحاق الولد بأحد.
ولا شك في أن الزنى كان محرما تحريما شديدا على المسلم من مبدإ ظهور الإسلام. وكانت عقوبته فرضت في حدود السنة الأولى بعد الهجرة بنزول سورة النور كما تقدم في أولها. وقد أثبتت عائشة أن الإسلام هدم أنكحة الجاهلية الثلاثة وأبقى النكاح المعروف ولكنها لم تعين ضبط زمان ذلك الهدم.
ولا يعقل أن يكون البغاء محرما قبل نزول هذه الآية إذ لم يعرف قبلها شيء في الكتاب والسنة يدل على تحريم البغاء، ولأنه لو كان كذلك لم يتصور حدوث تلك الحوادث التي كانت سبب نزول الآية إذ لا سبيل للإقدام على محرم بين المسلمين أمثالهم.
ولذلك فالآية نزلت توطئة لإبطاله كما نزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) توطئة لتحريم الخمر البتة. وهو الذي جرى عليه المفسرون مثل الزمخشري والفخر بظاهر عباراتهم دون صراحة بل بما تأولوا به معاني الآية إذ تأولوا قوله (إن أردن تحصنا) بأن الشرط لا يراد به عدم النهي عن الإكراه على البغاء إذا انتفت إرادتهن التحصن بل كان الشرط خرج مخرج الغالب لأن إرادة التحصن هي غالب أحوال الإماء البغايا المؤمنات إذ كن يحببن التعفف، أو لأن القصة التي كانت سبب نزول الآية كانت معها إرادة التحصن.
والداعي إلى ذكر القيد تشنيع حالة البغاء في الإسلام بأنه عن إكراه وعن منع من التحصن. ففي ذكر القيدين إيماء إلى حكمة تحريمه وفساده وخباثة الاكتساب به.
وذكر) إن أردن تحصنا (لحالة الإكراه إذ إكراههم إياهن لا يتصور إلا وهن يأبين وغالب الإباء أن يكون عن إرادة التحصن. هذا تأويل الجمهور ورجعوا في الحامل على التأويل إلى حصول إجماع الأمة على حرمة البغاء سواء كان الإجماع لهذه الآية أو بدليل آخر انعقد الإجماع على مقتضاه فلا نزاع في أن الإجماع على تحريم البغاء ولكن النظر في أن تحريمه هل كان بهذه الآية.
وأنا أقول: إن ذكر الإكراه جرى على النظر لحال القضية التي كانت سبب النزول.
والذي يظهر من كلام ابن العربي أنه قد نحا بعض العلماء إلى اعتبار الشرط في الآية دليلا على تحريم الإكراه على البغاء بقيد إرادة الإماء التحصن. فقد تكون الآية توطئة لتحريم البغاء تحريما باتا، فحرم على المسلمين أن يكرهوا إماءهم على البغاء لأن الإماء المسلمات يكرهن ذلك ولا فائدة لهن فيه، ثم لم يلبث أن حرم تحريما مطلقا كما دل عليه حديث أبي مسعود الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن مهر البغي، فإن النهي عن أكله يقتضي إبطال البغاء.
وقد يكون هذا الاحتمال معضودا بقوله تعالى بعده (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) كما يأتي.
وفي تفسير الأصفهاني (شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الشافعي المتوفى سنة 749 هـ): وقيل إنما جاء النهي عن الإكراه لا عن البغاء لأن حد الزنا نزل بعد هذا. وهذا يقتضي أن صاحب هذا القول يجعل أول السورة نزل بعد هذه الآيات ولا يعرف هذا.
وقوله (لتبتغوا عرض الحياة الدنيا (متعلق بـ (تكرهوا) أي لا تكرهوهن لهذه العلة. ذكر هذه العلة لزيادة التبشيع كذكر (إن أردن تحصنا).
و (عرض الحياة) هو الأجر الذي يكتسبه الموالي من إمائهم وهو ما يسمى بالمهر أيضا.
وأما قوله (ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) فهو صريح في أنه حكم متعلق بالمستقبل لأنه مضارع في حيز الشرط، وهو صريح في أنه عفو عن إكراه.
والذي يشتمل عليه هذا الخبر جانبان: جانب المكرهين (بكسر الراء) وجانب المكرهات (بفتح الراء)، فأما جانب المكرهين فلا يخطر بالبال أن الله غفور رحيم لهم بعد أن نهاهم عن الإكراه إذ ليس لمثل هذا التبشير نظير في القرآن.
وأما الإماء المكرهات فإن الله غفور رحيم لهن. وقد قرأ بهذا المقدر عبد الله بن مسعود وابن عباس فيما يروى عنهما وعن الحسن أنه كان يقول غفور رحيم لهن والله. وجعلوا فائدة هذا الخبر أن الله عذر المكرهات لأجل الإكراه، وأنه من قبيل قوله (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم). وعلى هذا فهو تعريض بالوعيد للذين يكرهون الإماء على البغاء.
ومن المفسرين من قدر المحذوف ضمير (من) الشرطية، أي غفور رحيم له، وتأولوا ذلك بأنه بعد أن يقلع ويتوب وهو تأويل بعيد.
وقوله (فإن الله غفور رحيم) دليل جواب الشرط إذ حذف الجواب إيجازا واستغنى عن ذكره بذكر علته التي تشمله وغيره. والتقدير: فلا إثم عليهن فإن الله غفور رحيم لأمثالهن ممن أكره على فعل جريمة.
والفاء رابطة الجواب.
وحرف (إن) في هذا المقام يفيد التعليل ويغني غناء لام التعلل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/275)
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 07:44 م]ـ
بارك الله في مشرف المنتدى .. على تصحيح عنوان الموضوع
عزيزي عادل المامون
بارك الله فيك واشكرك على الاضافة ونقول وبالله التوفيق ان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
إذا لا نختلف معكم في ورود القصة ولكن نريد ان نعرف ما هو حد الاكراه ..
أم إلياس .. جزاك الله خير على سرد تفاسير الاية , فلا شك من غير الرجوع الى تفاسير العلماء يصعب علينا الوصول الى مبتغانا
واختلف في حد الإكراه فأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن عمر قال ” ليس الرجل بأمين على نفسه إذا سجن أو أوثق أو عذب ” ومن طريق شريح نحوه وزيادة ولفظه ” أربع كلهن كره: السجن والضرب والوعيد والقيد ” وعن ابن مسعود قال ” ما كلام يدرأ عني سوطين إلا كنت متكلما به ” وهو قول الجمهور،
اسم الكتاب: فتح الباري شرح صحيح البخاري
رقم الجزء: 14
رقم الصفحة: 326
حد الإكراه ما فعل بالإنسان مما يضره أو يؤلمه من ضرب أو غيره
اسم الكتاب: التاج والإكليل لمختصر خليل
رقم الجزء: 5
رقم الصفحة: 628
بأن حد الإكراه أن يهدد قادر عليه بعقاب عاجل لأجله يؤثر العاقل الإقدام على ما أكره عليه بشرط أن يغلب على ظنه أنه يحقق ما هدد به إن امتنع من ذلك وأن يعجز عن الدفع بنحو هرب أو مقاومة أو استغاثة، ولا يشترط تنجيز العاجل بل يكفي التوعد لفظاً وخرج به الآجل نحو: لأضربنك غداً فلا يحصل به الإكراه ويختلف باختلاف المكره والمكره عليه فقد يكون الشيء إكراهاً في شخص أو فعل دون آخر ومما يتحقق به الإكراه على الطلاق ونحوه دون القتل ونحوه التخويف بنحو حبس طويل أو صفع عند الناس
اسم الكتاب: فتاوى ابن حجر الهيثمي
رقم الجزء: 4
رقم الصفحة: 132
مسألة: في صفة الإكراه الذي يمنع إيقاع الطلاق والعتاق وغيره. نقل الجماعة منهم الأثرم والمروذي وصالح وغيرهم: أن التوعد ليس بإكراه، وقال: حد الإكراه أن يضرب أو يفعل به كما فعل بأصحاب ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو اختيار الخرقي، ونقل ابن منصور: حد المكره إذا خاف القتل أو ضرباً شديداً
اسم الكتاب: المسائل الفقهية
رقم الجزء: 2
رقم الصفحة: 155
مسألة: قال: (ولا يكون مكرهاً حتى ينال بشيء من العذاب مثل الضرب أو الخنق أو عصر الساق وما أشبهه ولا يكون التواعد كرهاً)
أما إذا نيل بشيء من العذاب كالضرب والخنق والعصر والحبس والغط في الماء مع الوعيد فإنه يكون إكراهاً بلا إشكال لما روي أن المشركين أخذوا عماراً فأرادوه على الشرك فأعطاهم فانتهى إليه النبي وهو يبكي فجعل يمسح الدموع عن عينيه ويقول: «أخذك المشركون فغطوك في الماء وأمروك أن تشرك بالله ففعلت فإن أخذوك مرة أخرى فافعل ذلك بهم» رواه أبو حفص بإسناده، وقالعمر رضي الله عنه ليس الرجل أميناً على نفسه إذا أوجعته من الجوع أو ضربته أو أوثقته وهذا يقتضي وجود فعل يكون به إكراهاً،
اسم الكتاب: المغني على مختصر الخرقي
رقم الجزء: 10
رقم الصفحة: 323
هذا في حال الرجل فمابال الفتاة المسكية .. !
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 01:10 م]ـ
هل يكره الرجل على الزنا؟
اقصد اذا هدد الرجل بالتعذيب اذا لم يزني بباغية قد احضرت له , وهم سوف يقومون بتعذيبه اذا لم ينفذ
والباغية نتنظر وجاهزة للرجل ليفعل بها
فهل يجوز ان يزني بها؟؟
واذا كان الجواب بنعم فهل الاية (فإنَّ الله مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيْمٌ) تشمله
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[21 - 08 - 06, 02:02 م]ـ
هل يكره الرجل على الزنا؟
اقصد اذا هدد الرجل بالتعذيب اذا لم يزني بباغية قد احضرت له , وهم سوف يقومون بتعذيبه اذا لم ينفذ
والباغية نتنظر وجاهزة للرجل ليفعل بها
فهل يجوز ان يزني بها؟؟
واذا كان الجواب بنعم فهل الاية (فإنَّ الله مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيْمٌ) تشمله
الإكراه لا يكون في شيئين:
1 - القتل.
2 - والزنى.
وعهدي أن في المسألة إجماعاً فلعل بعض الإخوة يسعفني بذلك؟
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[21 - 08 - 06, 02:51 م]ـ
أخي الحبيب لم يتضح سؤالك: هل تسأل عن المُكره ام المكرَه ام عن الاكراه؟
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[21 - 08 - 06, 02:54 م]ـ
الاخوه الأفاضل بمنتدي اهل الحديث اني احبكم في الله واحب قراءة تعليقاتكم وشروحكم الهامه للغايه ولي تعقيب علي شروح الاخت ام الياس بان مختصر تفسير ابن كثير للصابوني لا يخلو من عقيدة الاشاعره وعليك باختصار محمد الرفاعي او هاني الحاج فقد اثني العلماء عليها ومن التفاسير القيمه جدا للقران الكريم تفسير البغوي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[21 - 08 - 06, 04:53 م]ـ
الإكراه لا يكون في شيئين:
1 - القتل.
2 - والزنى.
وعهدي أن في المسألة إجماعاً فلعل بعض الإخوة يسعفني بذلك؟
بارك الله فيك اخي القحطاني على الفائدة
ولكن بخصوص الزنا ... !
1 - هل انت توافق إذا أُجبرت البنت من والدها بعد التهديد ان تزني في رجل دفع مبلغ لوالدها؟ وهي تكون غير اثمة بهذا الزنا
2 - فلماذا لا توافق ان يجبر الرجل ويُهدد بالقتل او الضرب اذا لم يزني (بعاهرة) دُفع لها مبلغ بان توافق ان ينام معها هذا المُجبر
اليس المسألة الاولى تُشبه المسألة الثانية؟
أخي الحبيب لم يتضح سؤالك: هل تسأل عن المُكره ام المكرَه ام عن الاكراه؟
أبو عيشة .. احبك ربي وحفظك من كل مكروه
نتحدث عن البنت المُجبرة على فعل الزنا
والنقطة الثانية نتحدث عن الرجل المُجبر على فعل الزنا
اليس كلاهما (حسب الرد على اخينا أبو محمد القحطاني رقم 1 - 2) كلاهما مرغماني على فعل الزنا؟ هل عليهما اثم الزنا؟
هل اتضح لك السؤال
الاخوه الأفاضل بمنتدي اهل الحديث اني احبكم في الله واحب قراءة تعليقاتكم وشروحكم الهامه للغايه ولي تعقيب علي شروح الاخت ام الياس بان مختصر تفسير ابن كثير للصابوني لا يخلو من عقيدة الاشاعره وعليك باختصار محمد الرفاعي او هاني الحاج فقد اثني العلماء عليها ومن التفاسير القيمه جدا للقران الكريم تفسير البغوي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خير على النصيحة وان شاء الله في ميزان حسناتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/276)
ـ[أم إلياس]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:35 ص]ـ
أورد فضيلة الشيخ ياسر برهامي حفظه الله في كتاب (فضل الغني الحميد - تعليقات هامة على كتاب التوحيد) جزءًا تكلم فيه عن:
- شروط الإكراه المعتير شرعًا.
- على أي شيء يصح الإكراه؟
- هل يصح الإكراه على القول والفعل أم القول فقط؟
- بم يصح الإكراه؟
- هل يختلف حكم الإكراه مع اختلاف المكره عليه ونوع الإكراه؟
من صفحة 117 إلى 120
فليراجع على هذا الرابط:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=10&book=51
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[22 - 08 - 06, 07:09 م]ـ
بالنسبة لحد الاكراه في هذه المسألة فهو القتل والله اعلم.
فان ارغمت امرأة على الزنا فلا ينبغي لها ان تمكن من نفسها ما استطاعت. اما بالنسبة للرجل فلا يشابه المرأة في الامر لاختلاف ما يلزمه والله اعلم.
ملخص اقوال العلماء اورده شيخ الاسلام في هذه المسألة:
قال شيخ الاسلام ( http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=252&CID=297):" لكن تنازع العلماء، هل يمكن الإكراه على الفاحشة؟ على قولين:
قيل: لا يمكن، كقول أحمد بن حنبل وأبى حنيفة وغيرهما، قالوا: لأن الإكراه يمنع الانتشار.
والثانى: يمكن، وهو قول مالك والشافعى، وابن عقيل، وغيره من أصحاب أحمد؛ لأن الإكراه لا ينافى الانتشار، فإن الإكراه لا ينافى كون الفعل اختيارًا، بل المكره يختار دفع أعظم الشَرَّيْنِ بالتزام / أدناهما. وأيضًا، فالانتشار بلا فعل منه، بل قد يُقَيَّد ويُضْجَع فتباشره المرأة فتنتشر شهوته فتستدخل ذَكَرَهَ.
فعلى قول الأولين: لم يكن يحل له ما طلبت منه بحال، وعلى القول الثانى: فقد يقال: الحبس ليس بإكراه يبيح الزنا، بخلاف ما لو غلب على ظنه أنهم يقتلونه أو يَتْلِفُون بعض أعضائه، فالنزاع إنما هو فى هذا، وهم لم يبلغوا به إلى هذا الحد، وإن قيل: كان يجوز له ذلك لأجل الإكراه لكن يفوته الأفضل.
وأيضًا، فالإكراه إنما يحصل أول مرة ثم يباشر، وتبقى له شهوة وإرادة فى الفاحشة.
ومن قال: الزنا لا يتصور فيه الإكراه، يقول: فرق بين ما لا فعل له ـ كالمقيد ـ وبين من له فعل، كما أن المرأة إذا أُضْجِعَتْ وَقُيِّدَتْ حتى فُعِلَ بها الفاحشة لم تأثم بالاتفاق، وإن أُكْرِهَتْ حتى زنت ففيه قولان: هما روايتان عن أحمد، لكن الجمهور يقولون: لا تأثم، وقد دل على ذلك قوله تعالى: {وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 33]، وهؤلاء يقولون: فعل المرأة لا يحتاج إلى انتشار، فإنما هو كالإكراه على شرب الخمر، بخلاف فعل الرجل، وبسط هذا له موضع آخر "
ولا يجوز هنا الخلط بين الكلم عن الاكراه بالعقود والطلاق مع القول بالاكراه بالزنا فلا يكون قدر الاكراه بالبيع والعقد ما يطبق على الاكراه في حالة الزنا.
والله تعالى اعلم
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[03 - 09 - 06, 02:06 م]ـ
بارك الله فيك مجدي أبو عيشة ورفع قدرك
كتبه .. أبو عبد الله الآجري ...
هذه ضوابط عامة للإكراه:
قال القاضي الشوكاني في النيل:
" قَوْله تَعَالَى {إلَّا مَا اُضْطُرِرْتُمْ إلَيْهِ} وَهُوَ مُضْطَرٌّ، وَلَا يُرَدُّ الْإِكْرَاهُ لِأَنَّهُ مُنْدَرِجٌ فِي الِاضْطِرَارِ".
ويتبين بهذا أنَّ المكره في حكم المضطر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاواه (1/ 117): " وَأَمَّا إذَا أُكْرِهَ الرَّجُلُ عَلَى ذَلِكَ بِحَيْثُ لَوْ لَمْ يَفْعَلْهُ لَأَفْضَى إلَى ضَرْبِهِ أَوْ حَبْسِهِ أَوْ أَخْذِ مَالِهِ أَوْ قَطْعِ رِزْقِهِ الَّذِي يَسْتَحِقُّهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الضَّرَرِ فَإِنَّهُ يَجُوزُ عِنْدَ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ؛ فَإِنَّ الْإِكْرَاهَ عِنْدَ أَكْثَرِهِمْ يُبِيحُ الْفِعْلَ الْمُحَرَّمَ كَشُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ؛ وَلَكِنْ عَلَيْهِ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكْرَهَهُ بِقَلْبِهِ وَيَحْرِصَ عَلَى الِامْتِنَاعِ مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَمَنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْهُ الصِّدْقَ أَعَانَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَقَدْ يُعَافَى بِبَرَكَةِ صِدْقِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِذَلِكَ" اهـ.
قال ابن قدامة في المُغني (16/ 240): "
وَمِنْ شَرْطِ الْإِكْرَاهِ ثَلَاثَةُ أُمُورٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/277)
أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ مِنْ قَادِرٍ بِسُلْطَانِ أَوْ تَغَلُّبٍ، كَاللِّصِّ وَنَحْوِهِ.
وَحُكِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ: إنَّ أَكْرَهَهُ اللِّصُّ، لَمْ يَقَعْ طَلَاقُهُ، وَإِنْ أَكْرَهَهُ السُّلْطَانُ وَقَعَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لِأَنَّ اللِّصَّ يَقْتُلُهُ.
وَعُمُومُ مَا ذَكَرْنَاهُ فِي دَلِيلِ الْإِكْرَاهِ يَتَنَاوَلُ الْجَمِيعَ، وَاَلَّذِينَ أَكْرَهُوا عَمَّارًا لَمْ يَكُونُوا لُصُوصًا، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَمَّارٍ: {إنْ عَادُوا فَعُدْ}.
وَلِأَنَّهُ إكْرَاهٌ، فَمَنَعَ وُقُوعَ الطَّلَاقِ، كَإِكْرَاهِ اللُّصُوصِ.
الثَّانِي: أَنْ يَغْلِبَ عَلَى ظَنِّهِ نُزُولُ الْوَعِيدِ بِهِ، إنْ لَمْ يُجِبْهُ إلَى مَا طَلَبَهُ.
الثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ مِمَّا يَسْتَضِرُّ بِهِ ضَرَرًا كَثِيرًا، كَالْقَتْلِ، وَالضَّرْبِ الشَّدِيدِ، وَالْقَيْدِ، وَالْحَبْسِ الطَّوِيلِ، فَأَمَّا الشَّتْمُ، وَالسَّبُّ، فَلَيْسَ بِإِكْرَاهٍ، رِوَايَةً وَاحِدَةً، وَكَذَلِكَ أَخْذُ الْمَالِ الْيَسِيرِ.
فَأَمَّا الضَّرَرُ الْيَسِيرُ فَإِنْ كَانَ فِي حَقِّ مَنْ لَا يُبَالِي بِهِ، فَلَيْسَ بِإِكْرَاهٍ، وَإِنْ كَانَ فِي بَعْضِ ذَوِي الْمُرُوءَاتِ، عَلَى وَجْهٍ يَكُونُ إخْرَاقًا بِصَاحِبِهِ، وَغَضًّا لَهُ، وَشُهْرَةً فِي حَقِّهِ، فَهُوَ كَالضَّرْبِ الْكَثِيرِ فِي حَقِّ غَيْرِهِ.
وَإِنْ تَوَعَّدَ بِتَعْذِيبِ وَلَدِهِ، فَقَدْ قِيلَ: لَيْسَ بِإِكْرَاهٍ؛ لِأَنَّ الضَّرَرَ لَا حَقَّ بِغَيْرِهِ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ إكْرَاهًا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ أَعْظَمُ مِنْ أَخْذِ مَالِهِ، وَالْوَعِيدُ بِذَلِكَ إكْرَاهٌ، فَكَذَلِكَ هَذَا" اهـ.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (6/ 301): " أما الإكراه على ترك واجب فلا إثم عليه في تركه لكن عليه أن يؤديه بعد زوال المانع حسب ما تقتضيه الأدلة" اهـ.
وفقك الله.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 11:13 م]ـ
هل من فائدة جديدة - حفظكم الله(3/278)
يااهل التفسير نرجوا المساعده
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[20 - 08 - 06, 08:16 ص]ـ
السلام عليكم
قال الله تعالى (قل اعوذ برب الفلق) وقال تعالى (قل اعوذ برب الناس)
ما معنى اعوذ فى هذه الاياتين
ومعنى الاستعاذه اذا امكن
وجزاكم البارى خير الجزاء
ـ[عبد العزيز ابو عبد الله]ــــــــ[20 - 08 - 06, 11:05 ص]ـ
قوله عز وجل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} أراد بالفلق: الصبح وهو قول جابر بن عبد الله والحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، وأكثر المفسرين (1)، وهي رواية العوفي عن ابن عباس، بدليل قوله "فالق الإصباح"تفسير البغوي
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد، أستجير بربّ الفلق من شرّ ما خلق من الخلق والسديّ يقول: (الفَلَق): جُب في جهنم
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد أستجير برب الناس ملك الناس وهو ملك جميع الخلق إنسهم وجنهم وغير ذلك إعلاما منه بذلك من كان يعظم الناس تعظيم المؤمنين ربهم أنه ملك من يعظمه وأن ذلك في ملكه وسلطانه تجري عليه قدرته وأنه أولى بالتعظيم وأحق بالتعبد له ممن يعظمه ويتعبد له من غيره من الناس وقوله إله الناس يقول معبود الناس الذي له العبادة دون كل شيء سواه (تفسير الطبري)(3/279)
قراءة مؤثرة ومبكية للشيخ صلاح البدير
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 06:25 ص]ـ
هذه قراءة مؤثرة ومبكية لفضيلة الشيخ المحبوب/ صلاح البدير إمام وخطيب الحرم النبوي،
الشيخ معروف بخشوعه وبكاءه في الصلاة، وكلما خطب الجمعة بكى فنحسبه من عباد الله الصالحين الذين هم قليل والله حسيبه،
وأسأل الله أن ينفعنا بالقرآن،
وإليكم رابط التحميل .......
http://www.9q9q.net/up2/index.php?f=TvSgFc
قال الشيخ الألباني :
Ok
تم رفع الملف المرفق هنا من قبل المشرف.
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأنماري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:32 م]ـ
بارك الله فيك
وحفظ الله الشيخ
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[24 - 08 - 06, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيك
وحفظ الله الشيخ
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن الرابط لا يعمل
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن الرابط لا يعمل
الرابط يعمل بارك الله فيك .. حاول مرة أخرى ولكن, انتظر حتى ينتهي العد التنازلي الموجود في الموقع ... ومن ثم تظهر لك كتابة مفادها أنك تستطيع تحميل المادة.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 06:49 م]ـ
أخي أبا أحمد وفقك الله وجميع الأخوة لعل إدارة الموقع أزالت الرابط،
إليك هذا، رابط آخر
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=qspFIE250
ـ[أبوحسين الداري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:04 ص]ـ
الرااااااااااااااااااااابط لايعمل بارك الله فيك
ـ[أبوحسين الداري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 09:05 ص]ـ
الرااااااااااااااااااااابط لايعمل بارك الله فيك
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[26 - 08 - 06, 10:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
الرابط الجديد يعمل وقد قمت بالتحميل
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 08:34 م]ـ
أخي الكريم أبا حسين وفقك الله
الرابط يعمل فجرب مرة أخرى
ـ[أبوحسين الداري]ــــــــ[27 - 08 - 06, 06:23 م]ـ
جزاك الله خير ولاكن الرابط لايعمل وهذا مايظهر لي
تنزيل الملف: الشيخ صلاح البدير. rm -- تاريخ رفع الملف: Aug 25, 2006 - 18:47:22
تم العثور على الملف انتظر قليلا حتى يبدأ التنزيل
ERROR: Please enable ********** In Your Explorer.
معلومات عن الملف: اسم الملف: الشيخ صلاح البدير. rm
حجم الملف: 448.82 kB
امتداد الملف (نوعه):. rm
اجمالى التنزيلات: 21
قام برفع الملف: زائر
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 09:42 م]ـ
الأخ المكرم ها هو الملف واعذرني لإعطائك روابط خارجية،
فإني الآن تعلمت كيف أرفع الملفات على ملتقانا الحبيب،
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[25 - 09 - 06, 10:08 ص]ـ
القراءة أكثر من رائعة ومؤثرة جدا.
نحسب الشيخ من المخلصين ولا نزكيه على الله.
هل هذه القراءة في صلاة العشاء أم التراويح وفي أي عام؟
وهل هي في مكة أم المدينة؟
لأني أريدها مرئية؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:13 م]ـ
هي من صلاة التراويح لعام 1425 هـ في المسجد النبوي الشريف
هذا غالب ظني والله أعلم.
وإن وضعتها لنا مرئية فأنا لك من الشاكرين الداعين.
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[26 - 09 - 06, 02:30 ص]ـ
سامحني أخي أبو أنس السندي
فقد توقعت أن يكون موجودا على موقع البث الإسلامي
http://www.liveislam.net/index.php
لأنهم يبثون أحيانا من المسجد النبوي بثا مرئيا أحيانا ولكني لم أجده
فاعذرني أخي بارك الله فيك.
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[27 - 09 - 06, 10:07 ص]ـ
وجدت موقعا على الشبكة ولكنه باللغة الفرنسية ولأني لا أفهم شيئا في الفرنسية فالذي فهمته منه هو أن الموقع عليه مرئيات كثيرة لصلاة التراويح من المسجد الحرام والمسجد النبوي والله أعلم
http://www.islam-fr.com/modules/i*******/index.php?page=1016
ـ[أم معين]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:38 ص]ـ
حفظ الله لنا شيوخنا
وأثابهم خيرا
وأكرمهم بالجنة
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 02:51 م]ـ
قلوب رقراقه،
خاشعه،
جزاه عنا خير الجزاء و حفظه لماله ولولده ولأهله،،
جزيت خير أبا أنس،،
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[22 - 05 - 07, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عاصم القاري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:25 م]ـ
الإخوة جميعا جزاكم الله خيرا
وقد أعدت رفع القراءة لمن يريدها
ـ[الديولي الكويتي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 12:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياكم(3/280)
المواقع الخاصة بالقرآن الكريم والقراءات والتفسير وعلوم القرآن ويليها مواقع عامة
ـ[أيمن أبو أحمد الأزهري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:22 م]ـ
هذه هي المواقع الخاصة بالقرآن الكريم والقراءات والتفسير وعلوم القرآن
ولا تنسوني من صالح الدعاء
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف http://www.qurancomplex.com/
المكتبة الصوتية لموقع ترتيل http://www.tarteel.com
المرتل http://www.reciter.org/recitera.php
المرتل الالكتروني شبكة تهامة http://www.tihamah.net/recitera.php
خيمة القراءات القرآنية http://www.khayma.com/tajweed/sounds.htm
دار التجويد http://www.tajweedhome.com/
شبكة التفسير والدراسات القرآنية http://www.tafsir.net
طريق القرآن http://www.quranway.net/index.asp
علم القراءات - بإشراف الشيخ محمد نبهان المصري http://www.quraat.com/index.htm
قناة الفجر الفضائية http://www.fajr.tv/index.asp
كل شىء عن القرآن الكريم http://aaa111.jeeran.com/quran.html
مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي http://www.altafsir.com/indexArabic.asp
منتديات قراء القرآن - qquran.com http://www.qquran.org
موقع الشيخ ياسر المزروعي للقراءات وأسانيدها http://www.koraa-alquran.com/readdif.asp
موقع ترتيل http://www.tarteel.com/index.htm
ق http://www.qaaaf.org/gn
المكتبة الصوتية بموقع العلم الصحيح http://www.ilmsahih.com/sound/index.php
المكتبة الصوتية لموقع ترتيل http://www.tarteel.com/sounds/sounds.php?main=page
" أحمد سعد الضوي
" http://www.geocities.com/aseldawy2/download.html
طريق الإسلام http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=new
جمعية المحافظة على القرآن الكريم-الأردن http://www.itimagine.com/hoffaz/default.htm
الشعراوي http://www.islamiyyat.com/tasabeeh.htm
شبكة النوادر الإسلامية http://www.sohari.com/
صوت القرآن الحكيم http://www.quran-voice.com/
طريق الإسلام http://www.islamway.com/
مزامير آل داوُد http://www.mazameer.com/
مكتبة الصوت الإسلامي http://www.islamcvoice.com/mas/index.php
موقع العلم الصحيح www.ilmsahih.com/tapes
ـ[أيمن أبو أحمد الأزهري]ــــــــ[23 - 08 - 06, 03:29 م]ـ
ولا تنسوني من صالح الدعاء
موقع الفرائض http://www.angelfire.com/moon/mohammed2t/Alfraid.htm
البث الإسلامي http://www.liveislam.net/cvs.php?sid=&char=14
الكلم الطيب - نصيحة الشيخ ابن باز الاخيرة http://www.islamword.com/modules.php?name=News&file=article&sid=122
المكتبة أكبر موسوعة للكتب الإسلامية والعربية http://www.almaktba.com/
جامع شيخ الإسلام ابن تيمية http://www.taimiah.org/books02.asp?pid=1
دار الإفتاء المصرية http://www.dar-alifta.org/
منار السبيل http://www.manaressabil.com
منتديات ساندروز - من أعرق المنتديات العربية http://www.sandroses.com/abbs/index.php?
موقع الصوتيات والمرئيات الإسلامي http://islamicaudiovideo.com/
موقع الطيماوي لتقريب الإسلام لعموم الأنام http--www.temawy.com
موقع العلم http://www.3llm.com/main/
موقع المختار الإسلامي http://www.islamselect.com/
موقع أم الكتاب للأبحاث والدراسات الإلكترونية http://www.omelketab.net/
موقع إمام المسجد http://www.alimam.ws/
رابطة العالم الإسلامي http://www.themwl.org/News/default.aspx?ct=1&cid=2&nid=302&l=AR
موقع روح الإسلام http://www.islamspirit.com/islamspirit_downloads.php
ـ[ابو عبيدة]ــــــــ[26 - 09 - 06, 01:04 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[26 - 10 - 06, 10:57 ص]ـ
جزى الله بالخيرات عنا ائمة لنا نقلوا القران عذبا وسلسلا
ـ[أم معين]ــــــــ[26 - 10 - 06, 11:05 ص]ـ
جزى الله بالخيرات عنا أئمة لنا نقلوا القران عذبا وسلسلا
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[26 - 10 - 06, 12:27 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 - 10 - 06, 06:55 م]ـ
منتدى البحوث والدراسات القرآنية
http://www.yah27.com/vb
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[27 - 10 - 06, 03:06 ص]ـ
جزاكم الله خير(3/281)
من يفيدنا على أفضل منظومة في علوم القرآن
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[23 - 08 - 06, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
أرجو أن تدلونا على منظومة في علوم القرآن للمبتدئين وتكون من المنظومات التى يوصى بها المبتدئ ومخدومة من التحقيق والشرح وحبذا لو وضعتموها جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:14 ص]ـ
منظومة الشيخ سعود الشريم حفظه الله:
النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=962)
وينظر هذا الرابط للفائدة:
هل ثم نظم في علوم القرآن بالمعنى المدون؟ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=891)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:28 ص]ـ
منظومة الشيخ سعود الشريم حفظه الله:
النظم الحبير في علوم القرآن وأصول التفسير
( http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=962)
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2924
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:31 ص]ـ
حبذا لو كان النظم من مؤلفات المتقدمين أو المتأخرين غير المعاصرين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 06, 12:50 ص]ـ
منظومات المتقدمين أو المتأخرين غير المعاصرين ليست على شرط السؤال، فلا تصلح للمبتدئين، وليست موجودة على الشبكة، والله أعلم.
وقد ذكر بعضها في الرابط الذي أحلتك عليه في ملتقى أهل التفسير.
ـ[بن طاهر]ــــــــ[24 - 08 - 06, 04:04 ص]ـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
إنْ رمتَ متنًا منثورًا فلك أنْ تبدأ برسالة السّيوطيّ في التّفسير - وهي مُسْتَلَّةٌ من كتابه المُسمّى (النُّقايَة) - وقد شرحها الشّيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله - وثَنَّى بشرح نظمِها المعروف باسم (منظومة الزَّمْزَمِيّ).
تجد الرّسالة في الموضوع: أين رسالة السيوطي في أصول التفسير؟، وشرح الشّيح عبد الكريم الخضير تجده في موقع طريق الإسلام.
وفّقكم الله ونفع بكم.
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:38 ص]ـ
هل الزمزمي نظم رسالة السيوطي في أصول التفسير؟؟؟
ـ[بن طاهر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:23 م]ـ
هل الزمزمي نظم رسالة السيوطي في أصول التفسير؟؟؟
هذا هو الّذي أعرفه عن منظومة الزّمزميّ - والله أعلم بالصّواب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 01:56 ص]ـ
نعم منظومة الزمزمي هي لقسم التفسير من نقاية السيوطي.
وللشيخ الحازمي أيضا شرح على منظومة الزمزمي تجده في موقعه.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 09:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(3/282)
أي التفاسير لورد التفسير
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:08 ص]ـ
قال لي أحد الاخوة أن هناك من المشايخ من ينصحون للطالب بان يكون له كتاب تفسير ليس بالكبير (كالقرطبي أو الطبري أو ابن كثير) و أن يكون له ختمات معه بحيث يمكنه أن يستحضر قول العالم المفسر
هذا الاخ يقرأ في البغوي، لأن به الكثير من أقوال السلف، و لأن شيخ الاسلام كان (أظن) يقرأه أو يداوم على ذلك
فما قولكم و بماذا تنصحون مع ذكر الكتاب و بيان فوائده و عيوبه
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 08:09 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 08:51 ص]ـ
لعل الأخ قال أن شيخ الاسلام ذكره بخير، لا أنه قرأه. هذا ما أظن
فما قولكم سواء فيه أو في غيره للهدف المذكور
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:25 م]ـ
أخي الكريم الشافعي حفظه الله تعالى ... العلم بارك الله فيك يطلب على مراحل ...
فالمرحلة الأولى ... هي أن تقراء في المختصرات وهذه المرحلة يتعرف فيها طالب العلم على هذا العلم ويفهم كليات هذا العلم ... وبعض الجزئيات.
ولا بد لطالب العلم في هذه المرحلة أن يعتني بالكتب المبسطة السهلة ((مع الأخذ بعين الاعتبار امامة صاحب الكتاب وثقته, بحيث لا يؤخذ هذا العلم عن أي أحد)) وخير ما يقراء في هذه المرحلة كما يقول أهل العلم - كتاب الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في التفسير ... والمشهور بتفسير السعدي.
وهناك كتب أخرى مفيدة في الباب مثل زبدة التفاسير أو الجلالين.
وكتاب زيدة التفاسير مفيد ونافع ... وهذه الكتب ألفها أصحابها بعد طول النظر في كتب التفاسير ... فترجح لهم تفسير لهذه الآيات ... وهذا التفسير نقل في هذه الكتب من غير ذكر أدلته ... لكي يكون أشبه بالمتن الذي يستظهر من طالب العلم من جهة ... ويكون مادة سهلة يقراء فيها العامي ويعرف الراجح في تفسير الآية من جهة أخرى.
... فطالب العلم لابد أن يعتني بمثل هذه الكتب في بداية الطلب كي تكون له كالمفتاح الذي يفتح به الباب.
&&&&&
المرحلة الثالثة: ان تقراء في الكتب المتوسطة ... فهناك كتب اعتنت بتفسير الآيات بذكر الأدلة مع اختصار نسبي في بيان الخلاف اذا كان هناك خلاف في المسألة ... وخير هذه الكتب ((تفسير لبن كثير)) رحمه الله تعالى, وهناك كتاب الدر المنثور للامام السيوطي رحمه الله تعالى, وهذا الكتاب مهم في التفسير بالمأثور.
&&&&&
المرحلة الثانية: هي أن تقراء في الكتب المختصرة من هذه الكتب ولكن الاختصار يكون مع ابقاء الأدلة لكي لا تنزل الى المختصرات التي تنتمي الى المرحلة الأولى.
وخير هذه الكتب على ما أعلم ... مختصر تفسير ابن كثير للعلامة أحمد شاكر, ومختصر تفسير البقاعي, مع التحذير من اختصار الصابوني ... ولينظر في حال هذا الكتاب السلسلة الصحيحة للامام الألباني مقدمة المجلد الرابع.
&&&&&
المحرلة الرابعة: أن تقراء في المطولات ... كتفسير الطبري رحمه الله تعالى.
*****
هذا الذي عندي واستفدته من محاضرات أهل العلم ... فمن استدرك علينا وأفادنا فله مني الدعاء
بارك الله في الجميع ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 12:58 م]ـ
(زبدة التفسير) يترك مواضع مهمة بغير توضيح.
والشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ذكر أن أفضل التفاسير للمبتدئين (توفيق الرحمن) للشيخ فيصل بن مبارك رحمه الله.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي العوضي ... فما هي الكتب التي يتدرج طالب العلم في الأخذ منها فيما ترى؟
أي هل هناك استدراك آخر كي نستفيد منك بارك الله فيك؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:09 م]ـ
(زبدة التفسير) يترك مواضع مهمة بغير توضيح.
والشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله ذكر أن أفضل التفاسير للمبتدئين (توفيق الرحمن) للشيخ فيصل بن مبارك رحمه الله.
توفيق الرحمن ... هل هو نفس الكتاب الذي أختصره مؤلفه من الطبري وابن كثير وتفسير آخر لا أذكره؟
أم أنا واهم؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:37 م]ـ
نعم أخي الكريم، و (البغوي).
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[25 - 08 - 06, 04:01 م]ـ
السلام عليكم ...
بخصوص التدرج في قراءة كتب التفسير ... فالعلماء يختلفون وكل له طريقته ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/283)
فمثلا الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله له باع طويل في مطالعة الكتب ومسألة قراءة الكتب المطولة لديه ليست بتيك المهمة المستصعبة فتجده إذا تكلم عن مطالعة الكتب ونحو ذلك بحر لاساحل ...
وقد قال الشيخ كما قال الأخ الفاضل أبو مالك أن كتاب توفيق الرحمان للمبتدئين مع أن هذا الكتاب 4مجلدات مما زاد حيرتي ...
فالشيخ كما نقل لي بعض الإخوة أنه قال أنا لاأعرف كيف أتعامل مع المبتدئين، لأن الشيخ همته عالية جدا
وهو إمام في فنه .. وإذا تقدم المرء في العلم فعليه بنصائح الشيخ فهي فريدة جليلة ...
ومما يحسن ذكره هنا أن المرء يبدأ في التفسير كما قال أحد المشائخ بكتاب في علم (الوجوه والنظائر) وهو علم يعنى بذكر كلمة ذكرت في القرآن في أكثر من موضع لكن المعاني تختلف، فيفرق طالب العلم بين هذه وتلك ...
وأيضا يبدأ في قراءته للتفسير بالكتب المختصرة .. وأنا صراحة أنصح بكتاب (المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير) وهو من إعداد جماعة من العلماء بإشراف الشيخ صفي الرحمان المباركفوري ...
ويقرأ تفسير العلامة السعدي .. وبعد ذلك يترقى لقراءة التفاسير المطولة نوعا ما كتفسير ابن كثير .. وأيضا تفسير العلامة الشنقيطي (أضواء البيان) فهو إمام في هذا الفن وتضمن تفسيره علوما شتى من الفقه وأصول الفقه والحديث واللغة وغير ذلك ... ويقرأ بعد ذلك تفسير القرطبي ومن ثم الطبري ... ثم إن تخصص في هذا الفن أو له رغبة في الاستزادة يقرأ في التفاسير الأخرى مع تحري الحذر لأن بعض التفاسير تحوي خللا عقديا في بعض مواضعها أو كثير منها .. فيقرأ في تفسير ابن عاشور (التحرير والتنوير) وتفسير الألوسي وتفسير الزمخشري (الكشاف) فقد حوى مباحث فريدة في اللغة لكن هذا التفسير مليء بالاعتزاليات وقد قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في كتابه (شرح البيقونية) أن الزمخشري عفريت من العفاريت يأتي بالكلمة من الاعتزال لاتلقي لها بالا .. فعليك الحذر ...
وهذه الكتب نصح بها علماؤنا الأجلاء وليست من زخرف قولي ...
وكما أسلفت كل له طريقته .. والناس يتفاوتون في هممهم فمستقل ومستكثر .. ومن أحس بعظم فضل التعلم والتفقه في كلام الله هان عليه طول الطريق ...
ومن مايعاب على هذه الصحوة المباركة أن بعض طلبة العلم تجدهم يقبلون إقبالا شديدا على علوم الآلة من النحو وأصول الفقه ومصطلح الحديث ونحوها رغم أهميتها إلا أنك إذا سألت أحدهم عن آية من كلام الله لايحسن تفسيرها ...
ونحن والله مقصرون في ذلك ... فاللهم يسر وأعن
هذا ماتيسر ذكره وتهيأ إيراده ... وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
::::::::::::::::::::::::::
تحياتي أبو عبدالعزيز
::::::::::::::::::::::::::
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:01 ص]ـ
ماذل عن سؤالي الأصلي، أي بعد المرحلة الأولى، و عن البغوي؟ قد بحثت في الموقع فالذي وجته عنه لم يشف غليلي، فلعل من خاض التجربة يفيد عن ذلك التفسير المشهور
ـ[العبّادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:39 ص]ـ
...
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 01:36 ص]ـ
و ماذا بخصوصو الهدف من الموضوع؟ هل من مساعد
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:12 م]ـ
للرفع
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:26 م]ـ
أرجو أن يكون هذا الملف مفيد لك
ـ[العبّادي]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:49 م]ـ
كتبت مشاركة وردا على الموضوع لكن لا أدري أين اختفت؟!
عموما هذا ما كنت كتبته:
قال شيخ الإسلام في مقدمة التفسير: والبغوي: تفسيره مختصر عن الثلعبي لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة.
ـــــــــــــ
قال الشارح:ثمة خلاف في كون تفسير البغوي مختصرا من تفسير الثلعبي والجمهور من المفسرين والمترجمين للبغوي يذهبون إلى أنه لم يختصر تفسير الثلعبي ففي المسألة قولان:
أما القول الأول: فقول الجمهور وهو المشهور: أن البغوي لم يختصره.
وأما القول الثاني: فما ذهب إليه شيخ الإسلام بن تيمية - يرحمه الله – في " الاتقان "
والأول هو الأشهر، والبغوي من أئمة التفسير المعروفين، وهو على معتقد أهل السنة والجماعة في الجملة، لم تقع منه مخالفات معروفة، خلافا للثلعبي والواحدي فهما ليسا على معتقد أهل السنة والأثر، بل عندهم اعتقادات فاسدة معروفة عنهم.
في قوله (لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة)
(الأحاديث الموضوعة) أي: لم يأت بأحاديث موضوعة، هذا في الجملة والغالب والأكثر، وإلا هناك أحاديث وردت موضوعة في " تفسير البغوي "
وأما قوله (والآراء المبتدعة) فيقصد في العقيدة؛ لأنه على مذهب أهل السنة والأثر في الجملة كما سبق.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:11 ص]ـ
الأخ أبو زكريا
بعد التحية .... فلا أظن أن الأمر ذا حيرة. وما ذكر الإخوان من الالتماس مزيل للاتباس.
وإن أردت التشمير عن التفسير فهذا له منهاجه، وإن أردت التبصير فقط فهذا له منواله،
ولكل درب لوائحه، ولكل علم منائحه.
فإن كنت مشمراً .. فاقطن عند تفسير الجلالين حتى تعبّ منه ويسير على لسانك كالنهر الجاري.
ثم حطّ رحالك بين شعاب البغوي ورد منه كل قناة، واستضيء بنور سناه، فلما لطالما فقدنا المعلومة في غيره فنجدها قد تربعت على سطوره، وليكن هو هجّيراك، وصبحك وغبوقك.
ثم امتشق شباة همتك، وأوقد قناديل عزمتك، وكن سميراً لابن كثير، فقلما وجد عالماً إلا ولحم كتفي علمه من صحفة موائد ابن كثير، ولقد صدق السيوطي - رحمه الله - حين قال (لم يؤلف مثله فكيف بأحسن منه) فأدمن النظر فيه، وضع متكاك عند عتبات مجلداته.
وبذا قد حزت الفضل، وهذا الفصل. وتكون بذا مؤهلاً لما ترنو إليه من كتب بعد هذه.
وأما إن كنت تريد التبصير فلف بيديك على بعض التفاسير وسر معها الهوينا، كابن سعدي وأيسر التفاسير للجزائري وزبدة التفاسير للأشقر وغيرها.
وأسأل الله لك التحرير والتنوير في علم التفسير.
أخوك / عارف بن حيلول الصاعد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/284)
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[30 - 08 - 06, 04:46 ص]ـ
أخي أشرف، للشيخ مساعد الطيار سلسلة دروس بعنوان التعريف بكتب التفسير، وقد ذكر الشيخ حفظه الله في بداية الدرس الثاني من هذه السلسلة منهجًا لدراسة علم التفسير .. وإليك الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17078&scholar_id=424&series_id=730
والشيخ مساعد الطيار حسبك به في علم التفسير، فهو من المتقنين لهذا العلم، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا.
وأما بالنسبة لتفسير البغوي: http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=17084&scholar_id=424&series_id=730
الدقيقة 26:15 فما بعدها
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[30 - 08 - 06, 08:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم واستخدمكم في مساعدة و خدمة عباده(3/285)
سؤال متعلق بالمأثور عن الصحابة في التفسير
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 08 - 06, 01:11 م]ـ
قال محمد حسين الذهبي رحمه الله في كتابه "التفسير والمفسرون":
((وبعد هذا كله نخلص بهذه النتائج.
أولا: تفسير الصحابى له حكم المرفوع، إذا كان مما يرجع إلى أسباب النزول، وكل ما ليس للرأى فيه مجال، أما ما يكون للرأى فيه مجال، فهو موقوف عليه ما دام لم يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: ما حُكِمَ عليه بأنه من قبيل المرفوع لا يجوز رده اتفاقاً، بل يأخذه المفسر ولا يعدل عنه إلى غيره بأية حال.
ثالثاً: ما حُكِمَ عليه بالوقف، تختلف فيه أنظار العلماء:
فذهب فريق: إلى أن الموقوف على الصحابى من التفسير لا يجب الأخذ به لأنه لَمَّا لم يرفعه، عُلِم أنه اجتهد فيه، والمجتهد يُخطئ ويُصيب، والصحابة فى اجتهادهم كسائر المجتهدين.
وذهب فريق آخر إلى أنه يجب الأخذ به والرجوع إليه، لظن سماعهم له من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم إن فسَّروا برأيهم فرأيهم أصوب، لأنهم أدرى الناس بكتاب الله، إذ هم أهل اللسان، ولبركة الصحابة والتخلق بأخلاق النبوة، ولِمَا شاهدوه من القرائن والأحوال التى اختُصوا بها، ولِمَا لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس وغيرهم.
قال الزركشى فى "البرهان": "اعلم أن القرآن قسمان: قسم ورد تفسيره بالنقل، وقسم لم يرد. والأول: إما أن يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة أو رؤوس التابعين، فالأول يُبحث فيه عن صحة السند، والثانى يُنظر فى تفسرب الصحابى، فإن فسَّره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فلا شك فى اعتماده، أو بما شاهدوه من الأسباب والقرائن فلا شك فيه".
وقال الحافظ ابن كثير فى مقدمة تفسيره: " ... وحينئذ إذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا فى السُّنَّة، رجعنا فى ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لِمَا شاهدوه من القرائن والأحوال التى اختُصوا بها، ولِمَا لهم من الفهم التامَ، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة، والخلفاء الراشدين، والأئمة المهتدين المهديين، وعبد الله بن مسعود رضى الله عنهم".
وهذا الرأى الأخير هو الذى تميل إلن النفس، ويطمئن إليه القلب لِمَا ذُكر.)) انتهى
سؤالي متعلق بالكلمات التي باللون الأحمر
كيف نعرف إذا كانت تفسير آية معينة للراي فيها مجال ام لا؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[25 - 08 - 06, 11:28 م]ـ
ارجو الإفادة بارك الله فيكم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 08 - 06, 01:40 م]ـ
للرفع
ـ[محمدبن عبدالله المعمري]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:12 م]ـ
ما لا مجال للرأي فيه هو ما لا يتوصل إلى معرفته بالعقل، مثل الأمور الغيبية المتعلقة بحوادث المستقبل وأحداث الآخرة، وكذلك الحوادث الغابرة التي لا سبيل إلى معرفتها بواسطة العقل، بل لا بد في ذلك من نقل عن معصوم.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[27 - 08 - 06, 02:25 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالله الجديع في كتابه ((تحرير علوم الحديث)):
الحديث المرفوع:
تعريفه:
قال الخطيب: " ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله " (19).
قلت بل هو أسع من ذلك، والفصل: أنه ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أفعل أو تقرير أوصفة. على نفس ما تقدم لمصطلح (حديث).
وكأنه استفيد من رفعة المقام.
ويعتاض عن اللفظ الصريح بالإضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقول مثلاً: (عن أبي هريرة مرفوعاً) ويساق لفظ الحديث، دون ذكر: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ويقع هذا اختصاراً، لكن لا ينبغي فيما أرى استعماله في الأحاديث الصحيحة، من أجل ما يفوت به من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة والتسليم عليه.
مسائل:
المسألة الأولى: يقع في: إطلاق السلف من الأئمة لفظ (المسند) يريدون به الحديث المرفوع المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما بينته في تعريف (المسند).
المسألة الثانية: إذا حدث صحابي بالشيء فوجد فيه من القرينة ما يدل على كونه تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهو حديث مسند مرفوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/286)
وهل من هذا قول التابعي عن الصحابي: (يرفع الحديث) أو (ينميه) أو (يبلغ به) أو ما في معناه، دون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟.
الجواب: نعم , هو عن النبي صلى الله عليه وسلم (20)
وذلك مثل:
ما أخرجه أبو يعلى الموصليُّ، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، عن أبيه، ويرفع الحديث:
" لا يحل لأحد أن يهجر أخاه فوق ثلاث " (21).
وقيل لأحمد بن حنبل: إذا قال: (يرفع الحديث) فهو عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: " فأيُّ شيء؟ " (22)
أي: فعمن يكون إن لم يكن عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
لكن يجب قصر ذلك على قول الصحابي خاصة، فأما إذا قاله التابعي فمن دونه، فلا ينزَّل منزلة المراسيل فيما أرجحه.
وذلك أني وجدتهم يعنون بتلك العبارة: يسنده إلى من فوقه، وذلك أحد رواة الخبر.
مثل: ما حدث به موسى بن مسلم الحِزامي، قال سمعت عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ترك الحيَّات مخافة طلبهن فليس منا، ما سالمنا هن منذ حاربناهنَّ " (23).
فإن قلت: إنما تبين أن قوله: (يرفع الحديث) ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم، بقرينة ذكر ابن عباس، فإن خلا من القرينة، فينبغي أن يكون له حكم المرسل.
قلت: لما استخدموا العبارة المذكورة في مجرد الارتقاء بإسناد الخبر إلى درجة أعلى في الإسناد، وصحَّ أن تكون تلك الدرجة هي الصحابي هنا، مع عدم وجود تنصيص منهم يُفسر مرادهم ويحصره فيما عرفناه بالاصطلاح في معنى المرفوع، فإن احتمال إرادة كونه عن أي قائل أو غافل فوق الراوي قائل تلك العبارة ودون النبي صلى الله عليه وسلم: احتمال قوي.
إلا أن نقف على ذلك الخبر من وجه معتبر مرفوعاً صراحة من قبل الراوي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس من هذا قول أهل العلم المتأخرين اختصاراً في نقل الأحاديث من كتب الرواية (مرفوعاً) مثلاً، فإنا قد علمنا أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في سياقه في مصدره من كتب الحديث المسندة، وإن كان تحاشي ذلك خاصة في الأحاديث الثابتة أولى، كما تقدم التنبيه عليه.
المسألة الثالثة: قول الصحابي: (قال: قال) دون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، هل هو مرفوع؟
هذه صورة نادرة الورود في روايات الحديث.
مثالها: ما حدث به أسود بن عامر شاذان قال: أخبرنا شعبة، قال: أخبرني إدريس الأوديُّ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال: " لا يصلي أحدكم وهو يجد الخبَث " (24).
فتحرير هذه المسألة: أن هذه الصورة بمجردها لا تفيد رفع الحديث، بل هو موقوف من هذا الوجه، وهذا المثال المذكور مما اختلف فيه على شعبة أصلاً رفعاً ووقفاً، ولا يكاد يوجد لهذه المسألة مثال يسلم من علة، وعليه فيحول ذلك دون القول: إن هذه الصيغة تفيد الرفع.
وما ذكر عن محمد بن سيرين بخصوص ذلك مِن تركه رفع الحديث أحياناً وهو عنده مرفوع، فهو أمر غير مطرد على التحقيق.
وبيانه: أن الحافظ دعلجا السِّجزيَّ، قال: حدثنا موسى بن هارون بحديث حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال: " الملائكة تصلي على أحدكم مادام في مصلاه "، قال موسى: إذا قال حماد بن زيد والبصريون: (قال: قال) فهو مرفوع.
قال الخطيب: قلت للبرقانيَّ: أحسب أن موسى عنى بهذا القول أحاديث ابن سيرين خاصة؟ قال: كذا تحسب. (25).
قلت فهذا المثال لايصلح أن تُبْنى عليه قاعدة، وقول موسى بن هارون الحمَّال غير صحيح الإطْلاق، وما حسبه الخطيب من كون ذلك هناك محصوراً فيما يرويه ابن سيرين خاصة عن أبي هريرة صواب، ما لم تكن هناك قرينة في سياق الخبر تجعله على أصل الوقف.
وواقع الأمر أن ابن سيرين حدث عن أبي هريرة بأحاديث لم يكن يذكر فيها الرفع الصريح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي محفوظة من حديث أبي هريرة مرفوعاً، أحياناً يوجد ذلك من رواية ابن سيرين نفسه عن أبي هريرة، يكون حدَّث به عنه لا يذكر الرفع، وتارةً يذكره، كما يكون مرفوعاً من رواية غير ابن سيرين عن أبي هريرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/287)
وهذا ما جاءت به الطرق للحديث المذكور، فإنه رواه من البصريين: أيوب السخستاني (26)، وهشام بن حسان (27) وعمران بن مسلم القصير (28)، جميعاً عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
واستدل الخطيب لما حسب بقول ابن سيرين: " كل شيء حدثت عن أبي هريرة فهو مرفوع " (29).
وصح عن محمد بن سيرين: أنه كان إذا حدث عن أبي هريرة، فقيل له: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: " كل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " (30).
قال الطَّحاوي: " وإنما كان يفعل ذلك؛ لأن أبا هريرة لم يكن يحدثهم إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم " (31).
وفي هذا عن ابن سيرين فائدة خاصة، وهي أن الخبر إذا جاء عنه عن أبي هريرة مرفوعاً وموقوفاً، فإن ذلك لا يعد من الاختلاف القادح في صحة الرفع، بل الحكم بالرفع متعين.
المسألة الرابعة: ما لا يقال مثله بمجرد الاجتهاد، فالأصل أن يكون مرفوعاً حكماً.
وذلك كتحديث الصحابي بما لا سبيل إلا معرفته إلا عن طريق الوحي، مع ضميمةِ أن لا يكون الصحابي يحدث بالإسرائيليَّات فيما يمكن أن يكون من أخبار أهل الكتاب مثل: ما يتصل بأخبار السابقين وبدء الخلق ومستقبل الزمان، ومن أشهر من عرف من الصحابة بالتحديث عن أهل الكتاب: عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وربَّما وقع لغيرهما، خُصوصا من نزل الشام من الصحابة.
ولما كان قد يعسر تبيُّن إن كان الصَّحابي حمل الرواية عن أهل الكتاب، أو كان بتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أجل أنه ليس لدينا ما يقطع في هذا، إنما هو قائم على المظنة، فالتحري يوجب أن يرد في سياق الخبر قرينة غير ما تقدم تدل على ضعف احتمال أن يكون من أخبار أهل الكتاب.
وذلك كقول أبي سعيد الخدريُّ " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بينه وبين العتيق " (32).
فأبو سعيد ليس معروفاً بالتحديث بالإسرائيليَّات، وحدث بشيء هو مما اختُصت به هذه الأمة، وهو فضل قراءة سورة الكهف، وهي مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر البيت العتيق وليس لأهل الكتاب فيه شأن.
ومما يجب أن يحتاط فيه من هذه الصورة.
ما يقوله الصحابي من إثبات تحليل أو تحريم، فمن الناس من يدعي أن له حكم الرفع، وهذا خطأ، فإن الصحابة كانوا يُفتون الناس في الحلال والحرام، وكما وسع من بعدهم من العلماء أن يحلوا ويحرموا باجتهادهم فيما لا نص فيه، فعلماء الصحابة هم سادة المجتهدين لهذه الأمة، وقد سبقوا إلى أن قالوا باجتهادهم فأحلوا وحرموا، واختلفوا في المسائل بسبب ذلك.
المسألة الخامسة: قول الصحابي (أمرنا بكذا .. نهينا عن كذا .. كنا نؤمر بكذا .. كنا ننهى بكذا .. كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعل كذا .. كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا .. من السنة كذا) وشبه ذلك، فهو حديث مسند مرفوع حكما في قول أكثر أهل العلم، وهو الصواب (33).
وذلك بناء على أن حال ما يحكيه الصحابي من ذلك إنما كان لبيان شرائع الدين، والتبليغ عن النبي صلى الله عليه وسلم، خصوصا ولا يكاد يوجد الشيء من ذلك لا شاهد له من النصوص المسندة صراحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الخطيب: " والدليل عليه: أن الصحابي إذا قال: أمرنا بكذا، فإنما يقصد الاحتجاج لإثبات شرع وتحليل وتحريم وحكم يجب كونه مشروعا (34).
مثاله: ماحدث به مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: صليت إلى جنب أبي، فلما ركعت شبكت أصابعي، وجعلتهما بين ركبتي، فضرب يدي، فلما صلى قال: قد كنا نفعل هذا، ثم أمرنا أن نرفع إلى الركب (35).
وذهب بعض أهل العلم، كابن حزم، إلى أن هذه الصورة ليست مسنداً مرفوعاً (36).
واعترض بعضهم باحتمال أن يكون الآمر الناهي من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا ضعيف، فإن الصحابة فيما دل عليه الاستقراء لم يكونوا يستعملون ذلك في أمر أو نهي أوسنة أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/288)
قال الشافعي وقد ذكر حديثا عن ابن عباس والضحاك بن قيس فيه: (كذا وكذا سنة): " وابن عباس والضحاك بن قيس رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لا يقولان: (السنة) إلا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله " , وقال: " وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولون بالسنة والحق إلا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله تعالى " (37).
قلت: وقول الشافعي: (إن شاء الله)، من أجل مظنة أن يقول الصحابي الشيء من ذلك بمحض اجتهاده، وليس بمنزلة المرفوع الصحيح.
وأما قصة حنظلة السَّدوسيِّ قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان يؤمر بالسوط فتقطع ثمرته (38)، ثم يدق بين حجرين، ثم يضرب به. فقلت لأنس: في زمان من كان هذا؟ قال: في زمان عمر بن الخطاب. فهذا خبر لا يصح رواية، فلا يتعقب بمثله (39).
وإذا حكى الصحابي أمرا شائعا، ونسبه إلى عامة الصحابة، كأن يقول: (كانوا يفعلون كذا) ولا يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا ما يدل على إرادة زمانه صلى الله عليه وسلم، ليس فيه إلا إضافة ذلك إلى الصحابة، فهذا موقوف (40).
وذلك كقول أبي سعيد الخدري: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعدوا يتحدثون كان حديثهم الفقه، إلا أن يأمروا رجلاً فيقرأ عليهم سورة، أو يقرأ رجلٌ سورة من القرآن (41).
المسألة السادسة:
الصحابيُّ إذا حدث عن شيء ممَّا كان منهم على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ليس فيه اطِّلاعُهُ صلى الله عليه وسلم ولا إقراره، فهذا ممَّا اختلفوا فيه:
هو موقوف، في قول الحاكم (42). قصة
وهذا مثل ما جاء في قصة عمرو بن سلِمة الجرمي، حين حدَّث عن أبيه قال: جئتكم والله من عند النبي صلى الله عليه وسلم حقاً، فقال: " صلُّوا صلاة كذا في حين كذا، وصلُّوا صلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآناً "، قال عمرو: فنظروا فلم يكن أكثر قرآناً مني، لما كنت أتلقَّى من الرٌّكبان، فقدَّموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكانت عليَّ بردة، كنت إذا سجدت تقلَّصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطُّون عنا است قارئكم؟ فاشتروا، فقطعوا لي قميصاً، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص (43).
فهذا الحديث دل عند طائفة من أهل العلم على صحة إمامة الصبي، وحقيقة الأمر أن صنيع القوم في تقديم عمرو مع صغره ليس في الرِّواية أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على ذلك وعلم به فأقرَّه.
غير أن محقق القولين: أن ما جاء منقولا فعله عن أحد من الصحابة في حياة النبي الله عليه وسلم فهو مرفوع حكماً، ودليل يحتج به، وهو لاحق بالتَّشريع التقريريِّ، وذلك من أجل أن الله تعالى مطلع، والوحي ينزل، وكم نزل في القرآن في أشياء من أحوال الناس يومئذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها إلا حين ينزل الوحي بخصوصها؟
ويشهد لهذا ما صح عن عبد الله بن عمر قال: كنا نتقي كثير من الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مخافة أن ينزل فينا القرآن، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمنا (44).
المسألة السابعة: حكم تفسير الصحابي للقرآن.
إذا كان يتصل بسبب نزول، فهو حديث مسند، وإن لم يكن يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم
(45)، من أجل أن النزول كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وإن كان بيانا لمعنى، فهو موقوف، إلا أن يكون خبراً لا يقال مثله من قبل الرأي والا جتهاد، فهذا يكون مرفوعاً حكماً بشرط أن يؤمن كونُ ذلك الصحابي لم يؤخذ عن أهل الكتاب، على ما تقدم بيانه في (المسألة الرابعة).
**** وفي مبحث المقطوع:
المسألة الثالثة: قول التابعي: (من السنة كذا).
اختلفوا فيه:
فمنهم من قال: هو مرفوع مرسل، وذلك على اعتبار أنه يريد بالسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم من قال: هو مقطوع، من أجل أن التابعي عنى به سُنَّة أهل البلد.
والذي أراه في ذلك التَّفصيل: فإذا وجدنا التابعي قال ذلك فيما هو معروف من سنة النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صالح، قلنا في خبره ذلك: هو مرسل، وأراد بالسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/289)
وإذا وجدناه أطلق ذلك الوصف على مالم نجد له في المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يجعله منها، قلنا: هو قوله، أراد به سنة البلد وما رأى عليه الناس.
********
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 08 - 06, 12:16 م]ـ
ما لا مجال للرأي فيه هو ما لا يتوصل إلى معرفته بالعقل، مثل الأمور الغيبية المتعلقة بحوادث المستقبل وأحداث الآخرة، وكذلك الحوادث الغابرة التي لا سبيل إلى معرفتها بواسطة العقل، بل لا بد في ذلك من نقل عن معصوم.
المسألة الرابعة: ما لا يقال مثله بمجرد الاجتهاد، فالأصل أن يكون مرفوعاً حكماً.
وذلك كتحديث الصحابي بما لا سبيل إلا معرفته إلا عن طريق الوحي، مع ضميمةِ أن لا يكون الصحابي يحدث بالإسرائيليَّات فيما يمكن أن يكون من أخبار أهل الكتاب مثل: ما يتصل بأخبار السابقين وبدء الخلق ومستقبل الزمان، ومن أشهر من عرف من الصحابة بالتحديث عن أهل الكتاب: عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، وربَّما وقع لغيرهما، خُصوصا من نزل الشام من الصحابة.
ولما كان قد يعسر تبيُّن إن كان الصَّحابي حمل الرواية عن أهل الكتاب، أو كان بتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أجل أنه ليس لدينا ما يقطع في هذا، إنما هو قائم على المظنة، فالتحري يوجب أن يرد في سياق الخبر قرينة غير ما تقدم تدل على ضعف احتمال أن يكون من أخبار أهل الكتاب.
وذلك كقول أبي سعيد الخدريُّ " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بينه وبين العتيق " (32).
فأبو سعيد ليس معروفاً بالتحديث بالإسرائيليَّات، وحدث بشيء هو مما اختُصت به هذه الأمة، وهو فضل قراءة سورة الكهف، وهي مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر البيت العتيق وليس لأهل الكتاب فيه شأن.
ومما يجب أن يحتاط فيه من هذه الصورة.
ما يقوله الصحابي من إثبات تحليل أو تحريم، فمن الناس من يدعي أن له حكم الرفع، وهذا خطأ، فإن الصحابة كانوا يُفتون الناس في الحلال والحرام، وكما وسع من بعدهم من العلماء أن يحلوا ويحرموا باجتهادهم فيما لا نص فيه، فعلماء الصحابة هم سادة المجتهدين لهذه الأمة، وقد سبقوا إلى أن قالوا باجتهادهم فأحلوا وحرموا، واختلفوا في المسائل بسبب ذلك.
بارك الله فيكما(3/290)
كيف نقرأ التفسير؟
ـ[العبّادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 03:41 ص]ـ
أيها الأحبة في هذا الملتقى المبارك ..
إليكم هذه الخطوات الرائعة والمفيدة في منهجية القراءة في كتب التفسير، والتي أرى أنها من أعظم ما يعين على الاستفادة الحقة من هذا العلم الجليل.
نقلتها لكم من كلمات أحد المتخصصين في هذا المجال والذين أمضوا جلّ حياتهم فيه، هو فضيلة الشيخ البحّاثة: مساعد الطيار -حفظه الله- فإليكم هذه الخطوات:
أولاً: يخصِّص القارئ كتابًا من كتب التفسير يكون أصلاً له يقرؤه مرة بعد مرة، حتى يستظهر هذا التفسير استظهارًا بالغًا لا يكاد ينِدُّ عنه منه شيء، وقد وجدت لهذا أصلا في طريقة أهل العلم، وذلك في مسلكين:
الأول: أنَّ بعضهم ـ حينما يؤلف ـ يعتمدُ كتابًا يجعله نصب عينيه ينتقي منه ويختصر، ثم يضيف عليه، وقد يعتمد اكثر من كتاب.
الثاني: أن بعضهم تراه يستشهد في مناقشاته العلمية بمجموعة معينة من التفاسير تدل على أنه استظهرها وجعلها أصلاً له يرجع إليها مرارًا، ومن أمثلة ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث تراه كثيرًا ما يذكر البغوي وابن عطية وابن الجوزي
ويحسن أن يكون هذا التفسير مختصرَا، فإن لم يكن فيكون متوسطًا؛ ليتمكن من قراءته وترداده، فإن الطويل قد يُمِلُّ، كما قد ينقطع عنه العزم.
ومن المختصرات ما يأتي:
1 ـ التفسير الميسر، الذي طُبِع في وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
2 ـ الوجيز في التفسير للواحدي.
3 ـ مراح لبيد للجاوي النووي، وهو تفسير مختصر غير مشهور، ولعل من له خِبرة بالكتاب أن يكتب عن منهجه ليفيد في هذا الباب.
4 ـ جامع البيان للأيجي.
ومن التفاسير المتوسطة:
1 ـ تفسير الوسيط للواحدي.
2 ـ تفسير أبي المظفر السمعاني.
3 ـ تفسير البغوي.
4 ـ تفسير ابن جزي الكلبي.
5 ـ تفسير السعدي.
وقد عدلت عن ذكر كتابين مشهورين، وهما تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين؛ لأنهما متنان يحتاجان إلى قراءةِ فكٍّ، ولا يصلحان للمبتدئ، وغيرهما أوضح منهما، وهما لطلاب العلم أكثر منهما لعامة القراء.
وإنما لقيا العناية بالشرح والتحشية لأنهما كانا منهجين دراسيين، فالبيضاوي كان منهجًا عند علماء الدولة العثمانية، والجلالين كان منهجًا عند علماء الأزهر، فكثرت بذاك شروحهما، والعلم عند الله.
ثانيًا: أن يختار له كتابًا من كتب غريب القرآن يجعله أصلاً يرجع إليه لمعرفة المراد باللفظة في لغة العرب، وكتب غريب القرآن كثيرة، ويمكن تقسيمها إلى الآتي:
1 ـ كتب مختصرة؛ كتحفة الأريب لأبي حيان، ونزهة القلوب للسجستاني، والترجمان عن غريب القرآن لعبد الباقي اليماني، وغيرها.
2 ـ كتب فيها طول وتحرير علمي للألفاظ؛ كمفردات الراغب الأصفهاني، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي، وتفسير غريب القرآن لأبي بكر الرازي (صاحب مختار الصحاح)، وهو كتاب نفيس للغاية.
3 ـ كتب متقدمة، فيها أسلوب علماء اللغة المتقدمين من أئمة اللغة، فتجد فيها ذلك النَّفس المتقدِّم الذي يحرص على الشاهد العربي من الشعر؛ كمجاز القرآني لأبي عبيد معمر بن المثنى، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة.
ثالثًا: يحدِّد القارئ ميوله العلمي من اتجاهات المفسرين العلمية؛ كالبلاغية والنحوية والفقهية وغيرها، وذلك لأمرين:
الأول: أن يتعرف على التفاسير والكتب المتعلقة بهذا الاتجاه التي تفيده في المجال الذي يرغبه.
الثاني: أن يعلِّق على التفسير الذي اختاره ما يجده من هذه المعلومات التي تلائم ميوله العلمي.
واختم هذا بفقرتين ابتسرتهما من محاضرة كنت ألقيتها بعنوان (كيف نستفيد من القراءة في كتب التفسير)
طريقة القراءة:
1 ـ بدء القراءة، والحرص على ختمه وتفهُّمه، والمداومة على قراءة هذا الكتاب مرة بعد مرة، حتى يستظهر المتعلم التفسير من خلال هذا الكتاب.
2 ـ ترك الإشكالات التي تعيق عن تمامه، وتقييدها لحلها في المستقبل.
3 ـ معرفة القضايا التي يحرص عليها قارئ التفسير أو الباحث فيه، وترك ما لا ثمرة فيه.
4 ـ التعليق على الكتاب بما يلزم من الفوائد والتعقبات، وعدم الاشتغال بها عن الأصل، وهو استظهار التفسير من خلال هذا الكتاب.
5 ـ لابد من معرفة أنَّ بعض الإشكالات ستبقى عند طالب العلم وقد لا يجد لها حلاًّ، والمراد أنها لا تكون عائقًا عن تعلم التفسير، كما أنها ليست دليلا على الفشل في طلبه.
أمثلة للإشكالات التي وقعت للعلماء:
قال الطبري: وقد ذكر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لا أدري ما الحنان حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال والله ما أدري ما حنانا.
قال الطبري: حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: {يوم تمور السماء مورا}، قال: هذا يوم القيامة، وأما المور فلا علم لنا به.
فوائد يحسن مراعاتها عند القراءة في كتب التفسير:
1 ـ العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على منهجهم من خلال التطبيقات العملية التي يقومون بها في تفاسيرهم.
2 ـ العناية بتطبيق أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
3 ـ العناية بالمؤثرات التي تؤثر على المفسر في تفسيره، ومن ذلك: مذهبه العقدي والفقهي والنحوي.
4 ـ العناية بمنهج المفسر في التعامل مع روايات السلف من جهة تحقيق الأخبار ونقد المتون.
5 ـ معرفة المنهج العام للمفسر، والربط بين معلومات الكتاب، وهذا مما يعين في فهم ما يستغلق من كلام المفسر.
6 ـ الرجوع إلى موارد المفسر الأصلية إن أمكن، فقد يتبين من خلال ذلك خطأ في فهم المفسر لمن نقل عنه، كما أن بعض المفسرين يختصر بعض الأخبار والآثار مما قد ينبهم على من يقرأ كلامه،ة فإذا عاد إلى أصوله التي نقل منها توضح هذا الانبهام.
7 ـ التركيز على كلام المفسر في تفسير الآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به ذلك المفسر؛ كالعقيدة والفقه والوعظ والأخبار والنحو والبلاغة.
8 ـ الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها من التفاسير.
"منقول من ملتقى أهل التفسير"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/291)
ـ[محمود المدني]ــــــــ[26 - 08 - 06, 02:08 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الحبيب / العبادي
وأرجو أن تكون بخير, ومرحبا بك صديقا في ملتقى أهل الحديث, وجزيت خيرا على تلك الفوائد القيمة ..
ـ[العبّادي]ــــــــ[26 - 08 - 06, 04:28 م]ـ
مرحبا بك أنت أخي الغالي محمود ..
وأشكرك على كرمك ونبل أخلاقك.
ـ[أم معين]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 04:37 ص]ـ
منهج رائع استفدت منه كثيرا
جزاك الله خيرا
ـ[ابوهادي]ــــــــ[10 - 07 - 07, 07:44 ص]ـ
السلام عليكم
اختصار تفسير ابن كثير فتح القدير لكنعان هل هو موجود في مكتبات المدينة؟
بارك الله فيكم
ـ[ابو عبدالحكيم]ــــــــ[28 - 02 - 08, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[02 - 09 - 09, 12:06 م]ـ
5 ـ تفسير السعدي.
إستعنت بالله وأسأله تبارك وتعالى أن يثبتنى ويوفقنى ويعيننى على قرائته على أفضل وجه
فوائد يحسن مراعاتها عند القراءة في كتب التفسير:
2 ـ العناية بتطبيق أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
سؤال: هل معنى ذلك أن دراسه أصول التفسير مقدمه على دراسه التفسير؟؟
فى إنتظاركم جزاكم الله عنى خيرا .. وإن كان فبماذا تنصحونى فى كتب الأصول؟؟
8 ـ الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها من التفاسير.
فائده مهمه جدا جزاك الله خيرا
ـ[أبو صفي السكندري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله محمد]ــــــــ[07 - 09 - 09, 12:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا وغفر لك
ـ[البتول]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الجُمَّان]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيك وفي شيخنا الطيار ونفع الله به.
ـ[أبو جندل المغربي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا ووفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي الشيخ مساعد حفظه الله
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[07 - 09 - 09, 04:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صالح محمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السيد زكي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حفيدة العلماء]ــــــــ[25 - 09 - 09, 11:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الفايد]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:07 م]ـ
بارك الله فيك اخي العبادي
واين موقع كتاب زبدة التفسير من هذه المراحل؟
ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[26 - 09 - 09, 11:23 ص]ـ
3 ـ مراح لبيد للجاوي النووي، وهو تفسير مختصر غير مشهور، ولعل من له خِبرة بالكتاب أن يكتب عن منهجه ليفيد في هذا الباب.
"
جزاكم الله خيرا
حول تفسير مراح لبيد هو من تفاسير الصوفية ولديه تأويلات في التفسير
ومن ذلك تفسيرة للبسملة حيث يفسرها بقوله:
: " الباء: بهاء الله والسين سناؤه فلا شيء أعلى منه، والميم: ملكه وهو على كل شيء قدير. والباء: ابتداء اسمه بارىء بصير. والسين: ابتداء اسمه سميع. والميم: ابتداء اسمه مجيد مليك. والألف: ابتداء اسمه الله. واللام: ابتداء اسمه لطيف. والهاء: ابتداء اسمه هادي. والراء: ابتداء اسمه رزاق. والحاء: ابتداء اسمه حليم. والنون: ابتداء اسمه نافع ونور. " انتهى كلامه
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم عن هذا التفسير وعن تفسير الزمخشري فكان جوابه:
أما تفسير الزمخشري فهو من تفاسير المعتزلة، ولا يمنع أن يُستفاد منه مع اجتناب اعتزالياته والحذر منها، وقد طُبِع وبحاشيته تعقّبات ابن الْمُنيِّر على الزمخشري، فمن كان قارئا في الكتاب فليقرأ تعقبات ابن الْمُنيِّر، ومن كان مُبتدئا فلا يُنصح بالقراءة فيه.
وأما تفسير مراح لبيد، والمسمّى: " التفسير المنير لمعالم التنزيل " فهو من تأليف: محمد بن عمر نووي الجاوي، وهو صوفي، ولديه تأويلات في التفسير، وأغلب الكتب التي اعتمد عليها لا تخلو من تأويلات.
ولا يُنصح المبتدئ بقراءته.
ولا يصح هذا التفسير لحروف البسملة، وهو من التفاسير الْمُحْدَثَة.
والله تعالى أعلم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=389452
.....................
وأنا حقيقة لم أقرأه إنما مر علي تفسيره للبسملة حين البحث عنها
فأردت أن أحيطكم علما حتى تكونوا على حذر
ولعل من له خبرة في هذا التفسير يبين لنا بعض تأويلاته الصوفية في غير هذا الموضع.
وبارك الله فيكم
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
هذا رابط تحميل زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كل قارئ، والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553
لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/292)
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[19 - 12 - 09, 07:11 ص]ـ
جزيت الجنه
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 08:17 ص]ـ
جزيت الجنه
وإياك أخي محمد.
ـ[أبو عائشة السلفي]ــــــــ[20 - 12 - 09, 09:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(3/293)
أي التفاسير يكثر كتابها من النقل عن التفاسير الاخرى
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[31 - 08 - 06, 12:45 ص]ـ
كثيرا هي الايات التي يريد القارئ التوقف عند تفسيرها ليعلم المراد منها وخلال البحث في مكتبة التفسير الزاخرة بالكتب والمؤلفين تجد ان الكثير من هذه التفاسير يسرد كتابها نفس الاقوال الموجودة في التفاسير الاخرى وهذا ملاحظ في كتب التفسير القديمة والحديثة على حد سواء فهل تعتبر هذه مشكلة عند المفسرين وهل هي عملية نقل اكثر من تفسير
وهنا اود ان يشاركنا الاخوة اصحاب الخبرة في كتب التفسير في بيان امهات الكتب في التفسير والتفاسير الاخرى التي اعتمد كتابها على الكثير من النقل على حساب الابداع وبارك الله فيكم(3/294)
رسالة في الراءات
ـ[عمر فولي]ــــــــ[04 - 09 - 06, 03:01 ص]ـ
رسالة في الراءات
المقرئ: أبو عمر عبد الحكيم بن عبد الرازق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ــ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ــ. أما بعد ... هذا بحث في الراءات أتناول فيها الحديث عن الراء وبعض مشاكلها، مرجحا ما أراه صوابا ــ من قبال رأيي المتواضع ـ مع عدم إلزام أحد والخلاف متسع في هذا الباب ...
قال صاحب موسوعة الحروف:
الراء: هي الحرف العاشر من حروف الهجاء في الترتيب الألفبائي،والعشرون في الترتيب الأبجدي تساوى في حساب الجمل بضم الجيم
وتشديد الميم وفتحها ــ الرقم مائتين وهي صوت مجهور مكرر مائع
يصدر من طرق ـــ بسكون الراء ـــ طر ف اللسان لحافة الحنك الأعلى عدة مرات
تقول:ربيت راء: عملتها، وقال أبو علي الفارسي: إن ألف الراء وأخواتها منقلبة عن واو. والراء تكون
أصلا لا بد لها ولا زائد وقال المالقي) (النحوي): إ نها زيدت شذوذا في " سبطر " للمبالغة والراء لم تجيء مفردة في كلام العرب أ. هـ
والسبطر: السبط الممتد، وشعر سبط: مسترسل غير جعد
والحروف الأبجدية هي ــ علي ترتيب المشارقةـ: " أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ "
وعلي ترتيب المغاربة ـــ: " أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش "
كيفية حساب الجمل
وذلك وفق الترتيب الأبجدي، وفيه تسعة أحرف للآحاد، وتسعة للعشرات وتسعة للمئات وحرف للألف وذلك وفق التفصيل التالي وحسب الترتيب المشرقي لحروف الأبجدية.
أ = 1، ب = 2، ج = 3، د = 4، هـ = 5، و = 6، ز = 7، ح = 8، ط= 9،
ى = 10، ك = 20، ل = 30، م = 40
ن = 50، س = 60، ع = 70، ف = 80، ص = 90، ق = 100، ر = 200، ش = 300 ت = 400،
ث = 500، خ= 600، ذ = 700، ض = 800، ط = 900، غ = 1000
مثال: قال الطيبي:
وتم في نصف جمادى الآخرة ... عام هدايات عليم ظاهره،
5 + 70 + 900 = 975 هـ
أي الهاء = 5، والعين 70، والظاء = 900 = 975 هـ
والترتيب المغربي كذلك مع اختلاف بسيط. راجع موسوعة الحروف.
فصل في مخرج الراء
قال صاحب نهاية القول المفيد: المخرج الحادي عشر: ما بين رأس اللسان مع ظهره مما يلي رأسه وما يحاذيهما من لثة الثنيتين العليين أيضا ويخرج الراء.
قال في الرعاية: "الراء تخرج من مخرج النون غير أنها أدخل إلي ظهر اللسان قليلا والمراد من ظهر اللسان ظهره مما يلي رأسه وظهره صفحته التي تلي الحنك الأعلى".
و في الرعاية: جعل الجرمي ومن تابعه اللام والنون والراء من مخرج
واحد وجعل لها سيبويه ومن تابعه ثلاثة مخارج متقاربة. ا. هـ
قال المرعشي: لا خلاف في أن لكل منها مخرجا واحد جزئيا وإنما الخلاف في عسر التمييز وعدم عسره، فمن جعلها من مخرج واحد كلي يقول: إن لكل منها مخرجا جزئيا يعسر تمييزه، ومن جعلها ثلاثة مخارج يقول لا عسر في التمييز بينها. ا هـ المرعشي
وتسمي هذه الحروف الثلاثة ذلقية وذولقية، لخروجها من ذ لق اللسان أي طرف .. " أ هـ صـ57
قلت ــ أبو عمر ـــ وقد ذكر مكي في الرعاية نقلا عن ابن كيسان محتجا لسيبويه ـــ أي أن المخارج الثلاثة مختلفة ـ: " النون أدخل في اللسان من الراء وفي الراء تكرير ليس في النون، وارتعاد طرف اللسان بالراء لتكريرها مخالف لمخرج النون فهما مخرجان متقاربان، قال: واللام مائلة إلي حافة اللسان عن موضوع النون تنحرف عن الضاحك والناب والرباعية حتى تخالط الثنايا فهذا مخرج ثالث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/295)
ثم قال ابن كيسان: فإن قال قائل: المخرج واحد، ولكن الزيادة التي في الراء كالزيادة التي فى النون من الغنة الخارجة من الخياشيم واختلاف هذا المخرج الذي فوقه من وسط اللسان وهو مخرج الشين والجيم والياء وينبغي أن يقال: هذه ثلاثة مخارج أيضا قيل له: ابتداء الشين والجيم والياء من مخرج واحد،وإنما اختلفت هي في أنفسها باستطالة الشين وانبساط الجيم ومد الياء، كما أن الدال والطاء والتاء من مخرج واحد وهي مختلفات في أنفسها للإطباق الذي في الطاء، والجهر الذي في الدال، والهمس الذي في التاء. " أ هـ
قلت: وخلاصة قوله: أن بداءة الحروف الثلاثة (اللام ــ النون ـــ الراء) مختلفة كما ذكر وأما ما ذكره في حروف وسط اللسان والحروف النطعية أن ابتداء هذه الأحرف واحدة وتغايرها فى الصفات فقط بخلاف (اللام ــ والنون ــ والراء) ....
وبعضهم فرق بين الراء المرققة والمفخمة وذكروا أن من العرب من يمكنها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ المناسب للفتحة والضمة. أ هـ الدر النثير
وقال د/ أحمد نصيف الجنابى ـ في كتابه " الدراسات اللغوية النحوية في مصر منذ نشأتها حتى نهاية القرن الرابع الهجري ـ
" الفرق بين الراء المرققة والمفخمة يشبه بين اللام المرققة والمغلظة أى: أن الراء المفخمة تعد من الناحية الصوتية أحد أصوات الإطباق ولكن الرسم العربي لم يرمز لها برمز خاص يتغير بتغير معنى الكلمة ولهذا يعد كلا من النوعين رمزا صوتيا واحدا. " أ هـ
والوصف العلمي للراء: الراء من الأصوات المتوسطة بين الشدة والرخاوة كاللام في أن كل منهما حرف مجهور.
فلتكوين الراء يندفع الهواء من الرئتين مارا بالحنجرة فيحرك الوترين الصوتيين ثم يتخذ في الحلق والفم حتى يصل إلى مخرجه وهو طرف اللسان ملتقيا بحافة الحنك الأعلى فيضيق هناك مجرى الهواء.
والصفة المميزة للراء هي تكرار طرق اللسان للحنك عند النطق بها " ا هـ المصدر السابق
ولتقريب المسألة: قال د/ جبل " .... مع أن سيبويه حدد مخرجها بأنه من مخرج النون إلا أنه أدخل في ظهر اللسان ... وقد حدد مخرج النون بأنه من طرف اللسان بينه وبين ما يليها من الحنك الأعلى " 4/ 35 4 ــ ......... إلا أن هذا لا يعنى اختلاف بين تحديده لمخرج الراء وتحديد المحدثين , لأنه في حديثه عن اللام إنما ينظر إلى منطقة جريان الصوت، والمحدثون ونحن يقصد ـــ علماء الأصوات المحدثين ـــ ننظر إلى هيئة الأعضاء وعملها عند جريان الصوت بخاصة أنه قال في معرض تفصيل إدغام اللام في الراء نحو: " اشغل رحبة " لقرب المخرجين (أي مخرجي اللام والراء) ولأن فيها انحرافا نحو اللام قليلا وقاربتها في طرف اللسان وهما في الشدة وجرى الصوت سواء وليس بين مخرجيهما مخرج " أ.هـ 452 وكذلك فإنه أكد صفة اللغة العربية صـ 125. المختصر في أصوات اللغة العربية ًًًًًًًًصـ125
فائدة:
اختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلى اختلاف طبائعهم في النطق ...... قاله مكي.
اختلافهم في مخارج الحروف يرجع إلى أمرين: 1 ـ توسيع دائرة المخرج أو تضييقه
2ـــ النظر لبداية خروج الحرف أو (بداية صوت الحرف)
ــ بفتح الفاء ــ أو النظر لنهاية خروج الحرف (أى نهاية صوته)
فصل في صفات الراء
حرف الراء حرف مجهور ومن الحروف البينية ومستفلة ومنفتحة مزلقة ومنحرفة ومكررة وإليك بيان هذه الصفات:
الجهر لغة: الظهور قال تعالي " أرنا الله جهرة " أى عيانا ولا تجهر بصلاتك أى: لا ترفع صوتك أى لا تظهر صوتك.
قال سيبويه: الحرف المجهور هو: حرف أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجرى معه حتى ينقضي الاعتماد عليه ويجرى الصوت فهذه حال المجهورة في الحلق والفم، إلا أن النون والميم قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة. والدليل علي ذلك أنك لو أمسكت بأنفك ثم تكلمت بهما لرأيت ذلك قد أخل بهما. الكتاب 4/ 434
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/296)
البينية: أما الصفة البينية بين الشدة والرخاوة ـــ قال المالقي:" وأما الراء فقال سيبويه: إنه حرف شديد جرى الصوت لتكريره وانحرافه إلي اللام فتجافي الصوت كالرخاوة، ولو لم يتكرر لم يجر الصوت فيه وذلك أنك إذا نطقت بالراء تكيف الجزء الناطق بها من اللسان نوعا من التكيف حال النطق ثم انفلت من ذلك التكيف فيقطع الصوت الذي هو ذات الراء ثم يعود الجزء الناطق إلى ذلك التكيف فيعود النطق بذلك الحرف هكذا مرة بعد أخرى فيحصل في اللسان بحسب سرعة التكيف والانفلات المتكررين صورة ترعيد وتكرير للفظها، وكل قرعة منها راء مستقلة، لكنه قلما يقدر الناطق على الاقتصار على القرعة الواحدة من غير تكرير إلا بعد التدرب والرياضة مع سلامة العضو الناطق.فمن حيث كان سريع التفلت وقطع الصوت كان شديدا ومن عرض فيه التكرار السريع صار الصوت كأنه شيء واحد ممتد لم ينقطع، فأشبه بذلك الرخوة ولهذا قال سيبويه: " جرى فيه الصوت بالتكرير وانحرافه إلي اللام. أ هـ 184
واعلم أخي أنهم اختلفوا في حروف البينية عدها مكي ومن تبعه إلي أن حروفها ثمانية يجمعها قولك: " لم يروعنا " وذهب الداني وغيره إلي أنها خمسة يجمعها قولك " عمر نل "
الاستفال: وسميت مستفلة لانخفاض اللسان عن الحنك عند لفظها وحروفها سوى أحرف الاستعلاء التي حروفها (خص ضغط قظ)
المنفتحة: سميت كذلك لانفراج ما بين ظهر اللسان والحنك الأعلى عند النطق بها. وحروفها سوى أحرف الإطباق التي حروفها (صاد، ضاد، طاء، ظاء)
الانحراف: ومعناه " الميل " وهو صفة اللام والراء وانحرافهما إلي الجهة اليمنى، إلا أن انحراف اللام أقوي من انحراف الراء
الذلاقة: قال الملا علي القاري:" والحاصل أن الفاء والراء والميم والنون واللام والباء الوحدة يقال لها المذلقة لخروجها من ذ لق اللسان والشفة أي طرفيهما والمراد أن خروج بعضها من ذلق اللسان وهي الراء واللام والنون وبعضها من ذلق الشفة وهي الباء والفاء والميم وما عداهما مصمتة لأنها من الصمت وهو المنع قال الأخفش: لأن من صمت منع نفسه من الكلم والمراد بها أنها ممنوعة من انفرادها في بنات الأربعة والخمسة بمعني أن كل كلمة علي أربعة أحرف وخمسة أصول لابد أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حروف من الأحرف المذلقة وإنما فعلوا ذلك لخفتها عادلوا بها الثقيلة ..... " ا هـ 18 المنح الفكرية
قلت: وذهب بعض أهل العلم إلي أن صفة الإصمات والذلاقة ليسا من الصفات ولا ينبغي أن يضافا إلي الصفات ولذلك لم يعدها المالقي والداني في التيسير ولم يذكرهما الشاطبي ـ رحمه الله ـ في منظومته، وهذا الرأي ما أميل إليه لأننا إذا نظرنا إلي الإصمات فهو ليس خاص بالحروف بل خاص بالكلمة أي لا توجد كلمة فيها أربعة أو خمسة أحرف إلا وفيها حرف مذلق فلا دخل لهذا التعريف بالصفات وأيضا الإذلاق حروفها تخرج من طرف اللسان والشفتين فلماذا ندخلها في الصفات؟ فهذا خاص بالمخرج .. والله أعلم
التكرار: قال الملا على:" وهو إعادة الشيء وأقله مرة على الصحيح
ومعني قولهم: إن الراء مكرر وهو أن الراء له قبول التكرار لا ارتعاد طرف اللسان به عند التلفظ كقولهم لغير الضاحك إنسان ضاحك يعني أنه قابل للضحك وفي الجمل إشارة إلي ذلك لهذا قال ابن الحاجب: " لما تحسه من شبه ترديد اللسان في مخرجه وأما قوله: ولذلك جرى مجرى حرفين فى أحكام متعددة فليس كذلك بل تكريره لحن فيجب معرفة التحفظ عنه للتحفظ به وهذا كمعرفة السحر ليتجنب عن تضرره وليعرف وجه رفعه قال الجعبرى: وطريقة السلامة أنه يلصق اللافظ ظهر لسانه بأعلى حنكه لصقا محكما مرة واحدة ومتي ارتعد ت حدث من كل مرة راء وقال مكي: لا بد في القراءة من التكرير وقال واجب علي القارئ أن يخفي تكريره ستجد الترعيد ولكن بدون مبالغة. ومعلوم أن لكل حرف جرس في الأذن فكيف يكون الراء من غير تكرير؟
وانظر إلي قول الإمام نصر بن علي المعروف ــ بأبي مريم ــ في كتابه الموضح " ومنها حرف واحد مكرر وهو الراء وذلك لأن الواقف إذا وقف عليه وجد طرف اللسان يتعثر بما فيه معني التكرير وذلك يعد في الإمالة بحرفين، والحركة فيه تنزل منزلة حركتين " ا هـ 1/ 180
ومتي أظهر فقد جعل من الحرف المشدد حروفا ومن المخفف حرفين. ا هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/297)
وإليك شرح مسألة التكرار بعد ما سردنا بعض الأقوال: قال د/ جبل: " ..... وهو صفة لازمة لها .. ولكن ينبغي التحرز من المبالغة فيها وبخاصة عند ما تكون مشددة " ا هـ وقال في موضع آخر بعد سرده لقول الجعبري السابق، وأقول: إن هذا الذي يوصي به لا يخرج إلا لاما فينبغي التنبه إلي ما في كلامه هنا ما تجاوز للدقة.
أما الراء فإنما تخرج بإرعاد طرف اللسان إرعادا يجعله يلمس أعلي اللثة أكثر من مرة " ا. هًًًًًًًًًًًًـ صـ125
قلت: ولا يؤخذ الكلام علي ظاهره فإن التكرار صفة لازمة ولابد للقاري أن يأتي بها ولكن المذموم المبالغة في التكرار.
وقد يقول قائل ما مقدار التكرار؟
أقول: هذا مما لا يضبط إلا بالمشافهة على الشيوخ المتقنين
فائدة:
هناك فرق بين النحو والصرف والتجويد
فالنحو: النظر لآخر حرف ما عليه من الحركات أو وضع الأحرف الفرعية
والصرف: النظر في بنية الكلمة من حيث أصالة الحروف وترتيبها
والتجويد: النظر في ذات الحرف. من حيث تفخيمه وترقيقه ومده وغنته وغير ذلك.
فصل في أصل الراء
اختلف القراء فىأصل الراء" واعلم أن القراء يقولون: إن الأصل في الراءات التغليظ هل أصلها التفخيم أمر الترقيق أم لا أصل له؟
قال المالقى: " واعلم أن القراء يقولون: إن الأصل في الراءات التغليظ فإنما ترقق لعارض واحتج لهذا الشيخ ــ مكي بن أبي طالب ـــ فقال ما نصه: " إن كل راء غير مكسورة فتغليظ جائز، وليس كل راء يجوز فيها الترقيق، ألا ترى أنك لو قلت:" رغد أو رقد "، ونحوه بالترقيق لغيرت لفظ الراء إلى الإمالة وهذا مما لا يمال، ولا علة فيه توجب الإمالة وهذا القدر الذي ذكره لا يستقل دليلا، إذ لو قال قائل: الراء في نفسها عرية من وصفى الترقيق والتغليظ، وإنما يعرض لها أحد الوصفين بحسب حركتها فترقق بعد الكسرة لتسفلها، وتغلظ مع الفتحة والضمة لتصعدها، فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها. وأيضا فقد وجدناها ترقق مفتوحة ومضمومة إذا تقدمها كسرة أو ياء ساكنة، فلو كانت في نفسها مستحقة للتغليظ لبعد أن يبطل ما تستحقه بنفسها لسبب خارج عنها كما كان ذلك في حرف الاستعلاء، واحتج غيره على أن أصل الراء التغليظ بكونها متمكنة في ظهر اللسان، فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الإطباق، وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها فى قوة كسرتين، وأعلم أن التكرار متحقق في الراء الساكنة سواء كانت مدغمة أو غير مدغمة أما حصول التكرار في الراء المتحركة الخفيفة فغير بين لكن الذي يصح فيها أنها في التغليظ والترقيق بحسب ما يستعمله المتكلم وذلك أنها تخرج من ظهر اللسان ويتصور مع ذلك أن يعتمد الناطق بها على طرف اللسان، فترقق إذ ذلك، أو يمكنها في ظهر اللسان فتغلظ ولا يمكن خلاف هذا فلو نطقت بها مفتوحة أو مضمومة من طرف اللسان وأردت تغليظها لم يمكن نحو " الآخرة " " ويشترون ". فإذا مكنتها إلى ظهر اللسان غلظت ولم يمكن ترقيقها، ولا يقوى الكسر على سلب التغليظ عنها إذا تمكنت من ظهر اللسان إلا أن تغليظها في حال الكسر قبيح في النطق ولذلك لا يستعمله معتبر ولا يوجد إلا في ألفاظ العوام وإنما كلام العرب على تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أوانضمت فيحصل لها التغليظ الذي يناسب الفتحة أو الضمة وقد تستعمل مع الفتحة والضمة من الطرف فترقق إذا عرض لها سبب، كما يتبين في هذا الباب في قراءة ورش، ولا يمكن إذا انكسرت إلى ظهر اللسان، لئلا يحصل التغليظ المتنافر للكسرة، فيحصل من هذا أنه لا دليل فيما ذكروا على أن أصل الراء المتحركة التغليظ.
وأما الراء الساكنة فوجدناها ترقق بعد الكسرة اللازمة بشرط ألا يقع بعد حرف استعلاء نحو "الفردوس " وتغلظ فيما سوى ذلك فأمكن أن يدعي أن تغليظها وترقيقها مرتبط بأسباب كالمتحركة، ولم يثبت في ذلك دلالة علي حكمها في نفسها. فأما تغلظها بعد الكسرة العارضة في نحو: "أم ارتابوا " فيحتمل أن يكون ذلك لأن التغليظ كما قالوا، ويحتمل أن يكون تغليظها إذ ذاك بالحمل علي المضارع إذا قلت " يرتاب " بناء علي مذهب الكوفيين في أن صيغة الأمر مقتطعة من المضارع، أو بناء مذهب البصريين في أن الأمر يشبه المقتطع من المضارع فلم يعتد بما عرض لها من الكسرة في حال الأمر وعند ظهور هذا الاحتمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/298)
ضعف القول بأن أصلها التغليظ. أما إن ثبت بالنقل عن العرب أنها يُنطق بها ساكنة مغلظة بعد همزة الوصل في حكاية لفظ الحرف فتقول: " إر" كما تقول:"إب، إت " فحينئذ يمكن أن يحتج بذلك إن ثبت علي أن أصلها التغليظ، إن ثبت أن الوقف علي الأمر من " سري " في كلام العرب بتغليظ الراء في قولك " اسر " إذا لم ترم الكسرة، وإذا تقرر هذا ــ فأقول:من زعم أن أصل الراء التغليظ، إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقا من إنها راء فلا دليل عليه لما تقدم، وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو بالضم، وإنها لما عرض التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك علي الفتح فلزمته فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذ يتصور فيها رعي السبب فترقق، ورفَضَه فتبقي علي ما استحقته من ا لفتح بسبب حركتها ـ فهذا كلام حسن مناسب والله تعالي أعلم بالحقائق " ا. هـ الدر النثير والعذب النمير536 إلي 538
قلت: رغم هذا الكلام الجيد من المالقي إلا أن الراجح ما ذهب إليه جمهور القراء كما ذكر المالقي نفسه حيث قال: " واعلم أن القراء يقولون عن الأصل في الراءات التغليظ فإنما ترقق لعارض " يعني أن القراء يقولون بهذا القول وهذا مذهب الجمهور ... قال الشيخ أحمد البنا صاحب إتحاف فضلاء البشر: " .... وهو أعني التفخيم الأصل في الراء علي ما ذهب إليه الجمهور لتمكنها في ظهر اللسان ثم ذكر من قالوا: لا أصل له ثم ذكر قول ابن الجزري: والقولان محتملان " والثاني أظهر لورش من طرق المصريين " ا. هـ 295/ 1 فهذا مذهب الجمهور أمثال مكي والداني والشاطبي وغيرهم. قال السخاوي:" فإن تفخيمها مع وجود هذه الأسباب جائز وترقيقها مع عدمها ممتنع ولأنها أقرب حرف اللسان إلي الحنك فأشبهت حروف الاستعلاء، ولأنها حروف التكرير ففتحها بمثابة فتحتين .. " 515
أما الإمام المالقي فقد أجاب علي كثير من الأدلة ببراعة إلاعند الحديث علي مسألة الكسرة العارضة فقد مثل بقوله تعالي " أم ارتابوا " أخذ يتحدث علي أن الأمر من المضارع وبني عليه أحكامه،بينما هذا المثال ماض وليس أمرا وهل الفعل الماضي أصله من المضارع؟ بالطبع لا ... فدل ذلك علي أن عروض الكسرة ترجع الراء علي أصلها الذي هو التفخيم. والله أعلم
فصل في: ألقاب الراء
قال المالقى: واعلم أنه يستعمل في هذا الباب تفخيم الراء وفتحها وتغليظها بمعنى واحد، ويستعمل أيضا ترقيقها وإمالتها وبين اللفظين بمعنى واحد. لكن هذا فيما كان من الراءات متحركا بالفتح، فأما الراء المكسورة فلا يستعمل فيها إلا لفظ الترقيق خاصة وكذلك الراء المضمومة التي يرققها ورش ينبغي أن يعبر عنها بلفظ الترقيق دون لفظ الإمالة " ا هـ الدر النثير والعذب النمير صـ536ــــ
قال د/ أحمد نصيف الجنابى في كتابه الدراسات اللغوية والنحوية في مصر: " والترقيق من الرقة ويعرف عند القراء بأنه: " انحراف ذات الحرف ونحوله "
والتفخيم فهو من الفخامة وهى العظمة والكثرة ويعرف بأنه عبارة عن ربو الحرف وتسمينه " ومن الجديد بالذكر أن الترقيق للحرف وليس للحركة وللإمالة في الراء هي: إمالة حركته دونه وهى تفخيم كالإدغام ولعل ذلك الذي دفع " مكيا " إلى أن يسمى الترقيق إمالة
للصلة الجامعة بينهما وهى التفخيم وإن كان هذا المنحنى غير مشهور ولا مأخوذ به عند جمهور القراء. ا هـ
قال صاحب إتحاف فضلاء البشر: " ..... إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق لفظ التفخيم وفى اللام التغليظ وهو أعنى التفخيم الأصل في الراء " ا هـ 295
قلت: وقد اعترض ابن الجزرى على إطلاق لفظ الإمالة على الراء المرققة حيث قال: " وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الدانى وبعض المغاربة وهو تجوّز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح فى الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن لكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم، ومن الدليل أيضا على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت (ذكرى) التى هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك (بذكرا) المذكر وقفا إذا رققت ولو كانت الراء فى المذكر بين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/299)
اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ فى المؤنث غير اللفظ فى المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ فى المذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالا بالتبعية كما أملنا الراء قبله فى المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا فى الوضوح والله أعلم " النشر 2/ 91
قلت: وما ذهب إليه ابن الجزرى هو الصواب وحتى يأمن اللبس فى الألفاظ، فعند احتمال اللبس يجب المغايرة حتى لا تختلط الأمور فمثلا كلمة " زوج " الأصل إطلاقها على الذكر والأنثى كل منهما " زوج " ولكن في مسائل الميراث يجب أن تكون المغايرة ب (زوج) (وزوجة) حتى لا تختلط الأمور، فقرب الصوت بين الترقيق والإمالة يفضل فيه المغايرة
أحكام الراء
وأنقل إليك هذا الباب بأكمله من كتاب" الإيضاح في تجويد كلام الفتاح " لشيخي العلامة:عبد الله الجوهرى السيد ثم أذكر تلخيص المالقي ثم أعقب بمسألة: " نذري والمرء وقرية ومريم "
قال العلامة الشيخ عبد الله الجوهري بعدما ذكر الحروف المرققة تارة والمفخمة تارة:
ثانيا الكلام على حكم الراءات تفخيما وترقيقا:
اعلم أن الراء لها حكمان:حكم في الوصل، وحكم فى الوقف. أولا: حكم الراء فى الوصل:
أما حكمها فى الوصول فتنقسم قسمين: متحركة، وساكنة. حكم الراء المتحركة فى الوصل: وهى تنقسم ثلاثة أقسام: مفتوحة، ومضمومة، ومكسورة.
فأما المفتوحة: فانها تفخم للجميع، إلا من أمال منها شيئا فإنه يرققها، إلا ورشا فإنه يرققها بعد الياء الساكنة نحو (طيرا، وخيرا)، وبعد الكسرة اللازمة المتصل فى بعض المواضع، سواء حال بين الكسرة والراء المفتوحة ساكن نحو: (الشعر) أولا، نحو: (سراجا)، وكذا يرقق الأولى من قولة: (بشرر)، من أجل كسرة الراء الثانية بعدها.
وأما المضمومة: فإنها تفخم للجميع أيضا إلا ورشا، فإنه يرققها بعد الكسرة اللازمة المتصلة سواء حال بين الكسرة والراء ساكن نحو: (عشرون)، أو لا، نحو: (يبشرهم)، و (يشعركم) وبعد الياء الساكنة نحو: (قدير)، و (غير يسير).
وأما الراء المكسورة: فلاخلاف فى ترقيقها سواء كانت الكسرة لازمة أوعارضة، تامة أو مبعضة،أو ممالة،أو لا، أو وسطا،أو طرفا، منونة أوغير منونة،سكن ماقبلها أوتحرك بأى حركة، سواء وقع بعدها حرف مستعل أومستفل فى الاسم أو الفعل نحو: (رزقا)،و (الغارمين)، (وفى الرقاب) (والفجر وليال عشر)، (وأرنا مناسكنا)، (وأنذر الناس)، (وانحر إن شانئك) على قراءة ورش (والذكرى)، و (والدار) عند من أمال
قال ابن الجزرى: ورقق الراء إذا ما كسرت .........
حكم الراء الساكنة فى الوصل:
وتكون أولا ووسطا وآخرا وتكون فى ذلك كله بعد فتح وضم وكسر فمثالها بعد فتح: (وارزقنا)
(وارحمنا) بعد ضم (اركض) وبعد كسر: (أ م ارتا بو ا)، (رب ارجعون) و (الذ ى ارتضى)، (من ارتضى). والتى بعد فتح لا بد أن تقع بعد حرف عطف، والتى، بعد الضم تكون بعد همزة الوصل ابتداء، وقد تكون كذلك بعد ضم و صلا،وقد تكون بعد كسر على اختلاف بين القراء كما مثلنا به،فقوله تعالى (وعذاب اركض) يقرأ بضم التنوين على قراءة نافع، وابن كثير، والكسائى، وأبى جعفر، وخلف، وهشام، ويقرا بالكسر على قراءة أبىعمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب وابن ذكوان، فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك: (أ م ارتابوا).
قال ابن الجزرى:
ورقق الراء إذا ما كسرت ...... كذاك بعد الكسر حيث سكنت
فقوله: " ورقق الراء " عام، ولكنه مخصوص بقوله:
إن لم تكن من قبل حرف استعلا ... أو كانت الكسره ليست أصلا
أى: كانت الكسرة عارضة وكذلك تفخم فى نحو: (يا بنى اركب معنا) و (رب ارجعون)، و (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي)، و (ثم ارجع البصر) فلا تقع الكسرة قبل الراء فى ذلك ونحوه إلا في الابتداء، وهى أيضا فى ذلك مفخمة لعروض الكسرة قبلها، وكون الراء فى ذلك أصلها التفخيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/300)
وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون إيضا بعد فتح وضم وكسر، فمثالها بعد الفتح: (البرق) و (خردل)، و (الأرض)، و (العرش) و (المرجان)، فالراء مفخمة فى ذلك كله لجميع القراء لم يأ ت منهم خلاف فى حرف من الحروف سوى الكلمات ثلاث وهى: (قرية) و (مريم) و (المرء)، فأما " قرية،و مريم " فنص على الترقيق فيهما لجميع القراء: أ بو عبد الله بن سفيان، وأبو محمد مكى، وأبو العباس المهدوى وغيرهم، وذلك من أ جل سكونها ووقوع الياء بعدها -. وقد بالغ أبو الحسن الحصرى فى تغليظ من يقول بتفخيم ذلك وإن وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما، وهو الصوا ب وذهب بعضهما إلي الأخذ بالترقيق لورش من طر يق الأزرق، وبالتفخيم لغيره، والصواب المأخوذ به هوالتفخيم للجميع، ولا فرق بين ورش وغيره وأما (المرء) من قوله تعا لي: (بين المرء وزو جه)، و (المرء وقلبه) فذ كر بعضهم ترقيقا لجميع القراء من أجل كسر الهمزة بعدها، وذهب كثير من المغاربة إ لي ترقيقها لورش من طر يق المصريين، وقال أبو الحسن الحصر ي:
ولا تقرأن را المرء إلا رقيقة ... لدى سورة الأ نفا ل أو قصة السحر
والتفخيم هو الأصح وهو القياس، لورش، وجميع القراء، ومثالها بعد الضم: القرآن، والفرقان،والغرفة، فلا خلا ف في تفخيم الراء في ذ لك كله، ومثالها بعد الكسرة:" فرعو ن، ولشرذمة، وشرعة ومرية، والفردوس"، فأجمعوا علي ترقيق الراء في ذ لك كله، والراء السا كنة المتوسطة ترقق لجميع القراء بشروط لابد من اجتماعها كلها في آن واحد، فإ ن تخلف شرط منها وجب تفخيمها:
فالشرط الأول: أن يكون قبل الراء كسرة.
والشرط الثانى: أن تكون هذه الكسرة أصلية، أما إذا كانت هذه الكسرة غير أصلية، سواء كانت عارضة متصلة ككسرة همزة الوصل نحو: (ارجعوا) و (اركبوا)، فى الابتداء، أو منفصلة عارضة نحو (ارتبتم) و (لمن ارتضى)، أو منفصلة لازمة نحو (الذى ارتضى لهم).
الشرط الثالث: أن تكون الكسرة والراء فى كلمة واحدة.
الشرط الرابع: أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستفال، فإن كان بعد الراء فى كلمتها حرف من حروف الاستعلاء.، فإن الراء حينئذ تفخم لكل القراء، والواقع منه فى القرآن: (قرطاس) بالأنعام، و (فرقة) و (إرصادا) وكلاهما بالتوبة، و (مرصادا) بالنبأ و (لبالمرصاد) بالفجر. ويشترط أن لا يكون حرف الاستعلاء مكسورا كهذه الأمثلة، وأما إ ذا كان مكسورا ففى تفخيم الراء خلف كما قال ابن الجزرى:
والخلف فى فرق لكسر يوجد ...............
قال المرعشى: اختلف أهل الأداء في تفخيم راء (فرق)، فمنهم من فخمها نظرا إلى حرف الاستعلاء بعدها، ومنهم من رققها للكسر الذى فى حرف الاستعلاء، لأن حرف الاستعلاء قد انكسرت صولته أى قوته المفخمة، لتحركه بالكسر المناسب للترقيق، أو لكسر يوجد فيما قبلها وما بعدها، فيكون وجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين الكسرتين، ولو سكن وقفا لعروض السكون.
قال الدانى: " والوجهان جيدان ": الترقيق وبه قطع الدانى فى التيسير. وقال الداني في غير التيسير: " والمأخوذ به فيه الترقيق " نقله النويرى فى شرح الطيبة، فهو أولى بالعمل إفرادا وبالتقديم جمعا أ. هـ
والتحقيق: أن الفرق يرجع إلى الرواية، فلو قرأنا بقصر المنفصل فليس لنا إلا الترقيق، ولو قرأنا بالتوسط فلنا التفخيم والترقيق، والترقيق مقدم وكما كان للترقيق شروط، فإن للتفخيم شروطا أيضا وذلك للراء الساكنة المتوسطة:
الشرط الأول: أن يكون قبل الراء فتحة أو ضمة نحو: (لا ترفعوا) و (يرضونه)، و (يرزقون) و (نرسل المرسلين). وهذا الشرط مقابل للشرط الأول من شروط الترقيق.
الشرط الثاني: أن يكون قبل الراء كسرة عارضة، سواء كانت معها فى كلمة نحو (ارجعوا)، (اركعوا)، أم كانت منفصلة عنها نحو: (إن ارتبتم) كما سبق وذكرنا. وهذا الشرط مقابل للشرط الثانى من شروط الترقيق
الشرط الثالث: أن يكون قبل الراء كسرة أصلية منفصلة عنها نحو: (الذي ارتضى).
وهذا الشرط مقابل للشرط الثالث من شروط الترقيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/301)
الشرط الرابع: أن يكون بعد الراء حرف من حروف الاستعلاء السبعة المتقدمة كما فى الأمثلة. السابقة وهذا الشرط مقابل للشرط الرابع من شروط الترقيق. هذا ويشترط فى حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء حتى تفخم شرطان:
الأول: أن يكون مع الراء فى كلمتها.
الثانى: أن يكون غير مكسور.
فإن انفصل حرف الاستعلاء عن الراء بأن كانت الراء فى آخر الكلمة، وحرف الاستعلاء فى أول الكلمة، وحرف الاستعلاء في أول الكلمة الثانية فلا خلاف فى ترقيقها، لجميع القراء. والوارد من ذلك فى القرآن الكريم ثلاث مواضع وهو قوله تعالى: (أنذر قومك) و (ولا تصعر خدك) و (فاصبر صبرا جميلا)
أما إذا كان حرف الاستعلاء الواقع بعد الراء مكسورا فتكلمنا على ما فيه من خلاف.
تنبيه: تقدم أن شروط الترقيق الأربعة للراء الساكنة المتوسطة لا بد من أن تكون كلها موجودة فى آن واحد، أما شروط التفخيم الأربعة للراء ذاتها فليست كذلك، بل يكفى وجود واحد منها ويكون مسوغا للتفخيم حينئذ.
أما الراء المتطرفة الساكنة فى الوصل والوقف فتكون كذلك بعد فتح وضم وكسر، فمثالها بعد الفتح: (يغفر)، و (لم يتغير)، و (لا تذر) و (أن اشكر)، و (فلا تكفر)، فالراء مفخمة فى ذلك كله بلا خلاف. وعلى ذلك فهذه الراء تفخم بشرطين:
أولهما: أن يقع قبلها فتحة كما سبق. ثانيهما: أن يقع قبلها ضمة مثل: (والرجز فاهجر). ومثالها بعد الكسر: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم)، و (أبصر) و (واصطبر) و (ولا تصعر)، ولا خلاف فى ترقيق الراء فى ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد هذا القسم لا نفصاله عنها وذلك نحو: (وأنذر قومك)
ثانيا: حكم الراء فى الوقف:
وهذه الراء لا تكون إلا متطرفة كما هو معلوم نحو: (قدر) و (كفر) و (دسر) و (القرار)، ..... وما إلى ذلك. وهى إما أن تكون فى الوصل متحركة أو ساكنة قبل الوقوف عليها
أولا: شروط الترقيق لهذه الأربعة:
الأول: أن تسبق الراء كسرة نحو: (قدر)، و (كفر) وإذا تخلل بين الكسرة والراء الساكنة بشرط ألا يكون حرف استعلاء، فلا يضر وجوده فى هذه الحالة، ولا يزال الترقيق ساريا وذلك نحو: (للذكر)، و (السحر)
أما إذا كان الساكن حرف استعلاء، وهو المعبر عنه بالساكن الحصين نحو: (مصر)، و (القطر)، فسيأتي الكلام عليه قريبا.
الثانى: أن تسبق الراء ياء ساكنة، سواء كانت حرف مد نحو (بصير)، و (النذير) (خبير) و (قطمير)، أو حرف لين فقط نحو: (السير) و (الخير) وهذان الشرطان باتفاق جميع القراء
الثالث: أن يسبق الراء حرف ممال عند من يقول بالإمالة نحو: (ذات قرار)، و (الأشرار)، و (كتاب الأبرار)
بشرط كسر الراء المتطرفة كما هو مقرر في محله. أما إذا كانت الراء منصوبة كقوله تعالى: (جاهد الكفار)، أو مرفوعة نحو (هذه النار) و (بئس القرار)، فلا خلاف فى تفخيمها للكل كما سيأتى. أما من لم يقل بالإمالة كحفص عن عاصم، فليس له إلا التفخيم. وقد قرأ بالإمالة في كلمة (مجراها) بهود خاصة دون غيرها من الكلمات ذوات الراء، ولهذا رقق الراء.
والرابع: وهو أن تقع الراء بعد راء مرققة، فترقق هى من أجلها، وذلك فى كلمة (شرر) بالمرسلات فى رواية ورش من طريق الأزرق خاصة.
ثانيا: شروط التفخيم:
تفخم الراء المتطرفة الساكنة في الوقف المتحركة فى الوصل، بثلاث شروط متفق عليها بين عموم القراء وهى:
الأول: أن يسبق الراء فتحة أو ضمة، سواء تخلل بين الفتحة والضمة ساكن أم لا، وذلك نحو: (القمر) و (النذر) و (القدر)
الثانى: أن يسبق الراء ألف المد، بشرط نصب الراء المتطرفة نحو (إن الأبرار)، و (جاهد الكفار) أو رفعها نحو قوله تعالي: (سبحانه هو الله الواحد القهار) أما إذا كانت الراء مجرورة كقوله تعالى (لله الواحد القهار)، فتفخم عند من لم يقل بالإمالة كحفص عن عاصم، وترقق عند من قال بها " كأبى عمرو البصرى "
الثالث: أن يسبق الراء واوالمد نحو قوله تعالى: (إن الله غفور شكور)، و (وإليه النشور) و (إن الله يبعث من فى القبور) .. وما إلى ذلك.
تنبيهات هامة بخصوص الوقف على الراء المتطرفة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/302)
1ـــ إذا وقفت على الراء الساكنة فى الوقف، والمتحركة في الو صل، يجوز الوقف عليها بالسكون المجرد، أو به مع الإشمام، أو بالوقف بالروم فيما يجوز فيه ذلك، فإن وقفت بالروم فى نحو: (والفجر. وليال عشر) (وعقبى الدار)، و (إلى النور) من كل راء مجرورة أو مكسورة، فلا بد من ترقيق الراء، ولو لم يكن قبلها أحد شروط الترقيق السابقة، وذلك لأن الروم كالوصل، فكأنك واصل والراء مجرورة، والجر أو الكسر من مسوغات الترقيق. قال الإمام الشاطبى: (ورومهم كما وصلهم فابل الذكاء مصقلا)
أما إذا وقفت بالروم فى حالة الرفع مثل (وانشق القمر) و (الواحد القهار) فلا ترقيق للراء للجميع، وإن سبقها أحد شروط الترقيق كما لو وقفت على نحو (سحر، مستمر) وذلك لأن الراء مرفوعة، والرفع، من مسوغات التفخيم.وإذا وقفت بالسكون المجرد سواء كانت الراء مرفوعة، كما لو وقفت علي نحو: (فما تغن النذر)، و (ليس البر) و (سحر، مستمر) أو مجرورة نحو: (والوتر)، أو منصوبة نحو: (إن الأبرار) أو وقفت بالسكون مع الإشمام ولا يكون إلا في المرفوع أو المضموم، فينظر في هذا كله إلى ما قبل الراء حينئذ، فإن كان ما قبلها أحد شروط الترقيق الثلاثة المتقدمة فترقق، وإن كان ما قبلها أحد شروط التفخيم الثلاثة المتقدمة أيضا فتفخم.
2ـ إذا تخلل بين الراء الموقوف عليها وبين الكسر الذي قبلها ساكن حصين ونعني به الصاد والطاء من حروف الاستعلاء وذلك في لفظ: (مصر) غير المنون، ولفظ (القطر)، ففي الراء خلاف بين أهل الأداء، فمنهم من فخم لكون الحاجز حرف استعلاء معتدا به، ومنهم من رقق، ولم يعتد بالحاجز الحصين، وجعله كغير الحصين مثل: (الشعر)، واختار الحافظ ابن الجزري التفخيم في (مصر)، و الرقيق في (القطر)، نظرا لحال الوصل، وعملا بالأصل، أي: أن الراء في (مصر) مفتوحة في الأصل مفخمة، وفي" القطر " مكسورة في الوصل مرققة، وهذا هو المعول عليه والمأخوذ به ـــ وقد بين العلامة المتولى رحمه الله مذهب الحافظ ابن الجزرى فى هاتين الكلمتين بقوله:
ومصر فيه اختار أن يفخما ****** وعكسه فى القطر عنه فاعلما
3 ـ من الراءات الساكنة للوقف المتحركة فى الوصل ما يجوز فيها الوجهان ـ الترقيق والتفخيم ـ والأول هو الأرجح وهى الراءات المكسورة التى بعدها ياء محذوفة للتخفيف، المنحصرة في كلمة (ونذر)، المسبوقة بالواو في ستة مواضع بالقمر، وكلمة (يسر) في قوله تعالى: (والليل إذا يسر) بالفجر. فمن رقق نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف، وأجرى الوقف مجرى الوصل، ومن فخم لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل، واعتد بالعارض وهو الوقف بسكون الراء وحذف الياء، ولفتح ما قبل الراء فى (يسر)، ولضمه فى (ونذر)، وكل هذا موجب للتفخيم.
ويلحق بهذه الراءات السبع فى إجراء الوجهين وقفا مع ترجيح الترقيق، الراء من كلمتي: (أن أسر)، و (فأسر) وذلك كلا من الكلمتين فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة وهو االياء والكسرة قبلها دليل عليها
4 ـ علم مما تقدم أن الراءات الساكنة فى الوقف المتحركة فى الوصل والتى يجوز فيها الترقيق والتفخيم وقفا مع أرجحية الترقيق تسع راءات، يضاف اليها راء (القطر) بسبأ، والتى تقدم الكلام عليها، فتصير عشرا راءات، الأرجح فيهن الترقيق وقفا، وأيضا تقدم من هذا النوع راء واحدة فيها الوجهان: التفخيم الترقيق، والتفخيم هو الأرجح عكس ما تقدم فى الراءات العشر المذكورة آنفا، وهذه فى لفظ (مصر) غير المنون، فتكون الجملة إحدى عشرة راء، أما لفظ مصر المنون من قوله (اهبطوا مصرا) بالبقرة، فحكمه التفخيم وقفا ووصلا بالإجماع، لان الراء أصبحت متوسطة ومنصوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/303)
5ـ الراء المكسورة المتطرفة الموقوف عليها إن ضم ما قبلها نحو: (بالنذر) و (دسر)، أو فتح نحو: (البشر) أو سكن نحو: (والفجر)، (القدر) حكمها التفخيم كما ذكرنا فى شروط التفخيم للراء الساكنة للوقف. وهذا ما ذهب إليه الجمهور وهو الصحيح. وقيل بترقيقها لعروض الوقف، وذهب إليه جماعة والمعول علي والمقروء به ما ذهب إليه الجمهور وذلك إذا كان الوقف بالسكون المجرد، أما إذا كان الوقف بالروم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء وذلك كان الوقف بالسكون المجرد، أما إذا كان الوقف بالروم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء لجميع القراء كما مر. وفيما يلى ما قاله العلامة المتولى فى ذلك مع ذكر اختيار الحافظ ابن الجزرى فيما تقدم فى الراءات ذوات الوجهين وقفا:
والراجح التفخيم فى للبشر **** والفجر أيضا وكذا بالنذر
وفى إذا يسراختيار الجزرى **** ترقيقه وهكذا ونذر
ومصر فيه اختار أن يفخما **** وعكسه في القطر عنه فاعلما
وذلك كله بحال وقفنا **** والروم كالوصل على ما بينا. ا. هـ من صـ 114إلي صـ 125
وقد اختصر المالقي هذا الباب حيث قسم الراءات إلي ثلاثة أقسام قال:
قسم يرقق في الوصل والوقف: وهو ما كان من هذه الراءات التي ذكرها مفتوحة أو مضمومة بعد كسرة أو ياء ساكنة على قراءة الجماعة نحو: " سخر، والحمير، المصور، تثير ".
وقسم يفخم في الوصل والوقف على قراءة الجماعة: وهو ما كان من هذه الراءات المتحركة بالفتح أو الضم أو الساكن ليس قبله كسرة ولا ياء ساكنة نحو:" حضر، كبر، يصهر، ينظر".
وقسم يفخم فى الوصل ويرقق في الوقف: وهو الراء المفتوحة والمضمومة من القسم الأول بعينه علي قراءة غير ورش بشرط ألا يوقف علي المضموم بالروم " ا. هـ صـ 565
توجيه أحكام الراء:
قال أبو شامة: وجه تفخيم الراء إذا كان بعدها حرف استعلاء: التفخيم أليق من الترقيق هنا لما يلزم المرقق الصعود بعد النزول، وذلك شاق مستثقل.
وجه ترقيق الراء الساكنة: لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف، وكأن الراء مكسورة، ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها، وامتنع ترقيق "مرجع " لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها، وتقرب منها إذا كانت قبلها.
وجه الترقيق في " أنذر قومك"ونحوها: من أجل الفصل الخطي وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال.
والغرض من الترقيق مطلقا: اعتدال اللفظ وتقريبه من بعض.إبراز المعاني
قال د/ محمد سلامة:" وجه تفخيم الراء مع حروف الاستعلاء: عدم التناسب فيكون هناك تنافر.
وجه ترقيق الراء المكسورة: قوة الشبه بين الإمالة والترقيق، ولما كان الكسر من أسباب الإمالة فكذلك كان الكسر هنا سبب الترقيق.
وجه تفخيم الراء المضمومة: التنافر بين ثقل الضمة والترقيق.
وجه تفخيم الراء الساكنة بعد الفتح والضم: لما بينهما من تناسب ـ أي بين الفتح والضم ـ.
وجه ترقيق الراء الساكنة بعد الكسر: لما بين الكسر والترقيق من التناسب.
وجه ترقيق الراء التي قبل حرف الاستعلاء: التناسب بينهما." ا. هـ الفتوحات الإلهية في توجيه القراءات القرآنية.
. فصل في (نذري)
قبل الحديث علي " نذري " أود أن أقدم مقدمة بسيطة.
أولا: هذا الباب ــ باب الراءات ــ أكثره إنما هو قياسي علي الأصول، وبعضه أخذ سماعا،و لو قال قائل: إنني أقف في جميع الباب كما أصِل، سواء سكنت أو رمت لكان لقوله وجه، لأن الوقف عارض، والحركة حذفها عارض وفي كثير من أصول القراءات لا يعتدون بالعارض، قال: فهذا وجه من القياس مستتب، والأول أحسن " قلت ــ أبو شامة ــ وقد ذكر الحصري الترقيق في قصيدته: ــ وما أنت بالترقيق وأصله .. فقف عليه به إذا لست بمضطر " ا. هـ 259 قال أبو عمرو الداني: (بين المرء) بأن القياس إخلاص فتحها، وقال في آخر باب الراءات من كتاب الإمالة: فهذه أحكام الوقف علي الراءات على ما أخذناه عن أهل الأداء وقسناه علي الأصول إذ عدمنا النص في أكثر من ذلك ... " إبراز المعاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/304)
قال ابن الجزري: بعدما ذكر في نشره الخلاف في أصل الراء قال: " والقولان محتملان، والثاني أظهر لورش من طرق المصريين ولذلك أطلقوا ترقيقها واتسعوا فيه كما قدمنا. وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف علي المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضي الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ علي الأصل علي القول الأول، وترقق علي القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق ثم ذكر كلام مكي " ا. هـ 2/ 109 ثم قال في تقريب النشر. " ..... وإن كان قبلها غير ذلك فهي مفخمة سواء كانت مكسورة وصلا أولم يكن نحو: " الحجر، وكبر، والنذر، والشجر، والفجر، وليلة القدر " وذكر بعضهم جواز ترقيق المكسورة في ذلك ولو كانت الكسرة عارضة وخص بعضهم ذلك لورش، والصحيح التفخيم " ا. هـ ًًًصًًًًًـ 74
فمما سبق يتضح لك أن الوقف علي الراء المكسورة المتطرفة وقبلها ما يقتضي التفخيم علي مذهبين:
الأول: أن تفخم الراء وقفا إذا لم يسبقها ما يقتضى الترقيق
الثاني: أن تفخم و ترقق الراء في الوقف ما دامت مكسورة وصلا ولو سبقت بما يقتضي التفخيم.
فإن قيل: ماذا تفعل في قول الشاطبي في باب الراءات:
وما لقياس في القراءة مدخل.: فدونك ما فيه الرضا متكفلا.
قلت: إذا نظرنا في سبب هذا البيت يتضح الأمر فقد ذكر الشاطبي البيت بعد قوله:
وما بعده كسر أواليا فما لهم.: بترقيقه نص وثيق فيمثلا.
فهو يرد علي مكي والحصري القيرواني وغيرهم مما أجازوا ترقيق الراء إذا كان بعده كسر أو ياء نحو " قرية ــ المرء " حيث أثبتوا ترقيقها بالقياس، بينما نصوص الأئمة في مثل هذه ثابتة بالتفخيم. فلذلك ذكر هذا البيت، وليس معني هذا نفي القياس مطلقا، قال أبو شامة " .. وأما نفي أصل القياس في علم القراءة فلا سبيل إليه وقد أطلق أبو عمرو الداني في مواضع ..... " إبراز المعاني صـ 258
فيتضح أن البيت ليس على إطلاقه كما سبق فما أخذ به الشيخ المتولي له سلف كما أسلفنا وبه جاء النص عن بعض أئمتنا ــ وبعض العلماء يأخذون بالوجهين في كل ما هو مكسور في الوصل عند الوقف ويجرون فيه الترقيق والتفخيم بقاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه وإن كان هذا الرأي مرجوحا إلا أنه رأي موجود منذ القدم وعليه فلا عبرة بما قاله الشيخ عبد الرازق علي موسي / في عدم صحة القياس حيث إنه ثبت بالنص عن أئمتنا أنهم كانوا يأخذون بهذا المذهب فلماذا يعدها من أقيسة المتولي؟ وفي حقيقة الأمر يأخذ علي المتولي أنه نسب هذا القول إلي ابن الجزري وهذا سبق قلم منه ــ رحمه الله ــ ولعله خطأ من النساخ، والإمام المالقي أيضا ذكر المذهبين السابقين، فيتضح أن الإمام المتولي لم يأت بشيء من تلقاء نفسه وإن كان رأيه مرجوحا كما ذكر مكي فابن الجزرى قال بالوجهين في " الفجر والبشر " ووجه الترقيق غير معمول به عند أئمة عصرنا كما ذكر ذلك صاحب إتحاف فضلاء البشر حيث قال: " والفجر بالتفخيم أولي تقدم أن الصحيح فيه التفخيم للكل ومقابلة الواهي تعتبر عروض الوقف."
فصل في " المرء وقرية ومريم "
وهذا الفصل فيه الحديث عمن يرققون الراء من أجل الكسرة في الهمزة إذا كان الكسر فيها أقوى منه في (كرسيه، ومرجعهم) وشبهه ووجه قوة الكسرة فيها كونها مشابهة لحروف المد واللين، ولما قوي الكسر فيها قوي الكسر فيها قوي فيما شابهها، وأيضا فكأن لحروف المد واللين، ولما قوي الكسر فيها قوي الكسر فيها قوي فيما شابهها، وأيضا فكأنه استشعر القاء حركة الهمزة علي الراء وكسرها بكسرتها فصارت فى حكم الراء المكسورة الواجب ترقيقها وإن كانت ساكنة، وليس كذلك الحكم في " كرسيه " وشبهه، ولهذا الاستشعار أدخلوا عليه همزة الوصل اعتدادا بهذا الحذف المقدر والإلقاء المستشعر، ومعاملتهم إياه في التعويض مما استشعروا حذفه معاملة "اسم وابن " في تعويضهما مما حذف منهما فقالوا: هذا امرؤ كما قالوا: "هذا ابن " فحكم الترقيق في هذا لهذا التوهم كحكم إدخال همزة الوصل عليه لأجله أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/305)
قال السخاوي: " وأما وقوع الياء بعدها فنحو " قرية ـ مريم " فذهب قوم إلي ترقيق الراء كما ترقق الياء الواقعة قبلها ليتقارب الصوت ويتشاكل ولو فخمناها لتضاد وتنافر وحصلت في اللفظ كلفة. قالوا: والفرق بين الياء والكسرة أن الحركة علي الحرف المكسور وبعدها مقدرة بعده فكأن الكسرة ما جاورت الراء والياء المفتوحة بعدها حركتها مقدرة بين يديها فكأنها قد وليت الراء ساكنة فكأن حكمها حكم الياء الساكنة وقبلها وهذا قياس. وقد أجاب أبو عمرو: أن الياء الساكنة إذا تحركت بالفتح التحقت بسائر الحروف فلم توجب إمالة ولا ترقيقا. قال: ولو كان هذا المذهب صحيحا لكانت الياء الساكنة به أولى وكذلك الكسرة إذا كانت توجبا ذلك إذا سبقتا فكان يجب ترقيق نحو: " لبشرين ـ ترجعون ـ الحرث "
قال: وفي الإجماع علي تفخيم الراء في هذه المواضع دليل بين علي خطأ من رقق الراء فيما تقدم واعتد بمكان الياء. وقد أجابه بعض الشيوخ فقال: امتناع الترقيق لا يخلو إما أن يكون لفتحة الياء , أو لأن الياء بعد الراء فإن كان المانع فتحة الياء فإن الياء حكمها في الترقيق عند اللفظ بها مع الفتح حكمها مع السكون، وذلك أمر محسوس إذا قلت: (يا) ألا تري أن تفخيمها خطأ بإجماع وإذا كان حكم الترقيق في اللفظ باقيا كما قلنا بما يمنع من ترقيق الراء التي قبلها لأجلها ليتجانس الصوت ويتقارب اللفظ بها. قال: وأيضا فإن الياء تزيد بالتحرك ثقلا فمراعاة المتحركة في الترقيق ما قبلها أقوي من مراعاة الساكنة لها لزيادتها في التثقيل عليهم إن كان المانع كون الياء بعد ترقيق الراء فرع عن الإمالة والإمالة أكثر أسبابها بعدـ ضم الباء،وسكون العين ـ وإذا كانت أسباب الأصل كذلك لم يمنع أسباب الفرع عن تأخرها. قال: وأما مواضع الإجماع التي ذكرها فإن الياء فيها لا تخلو من قسمين أن تكون ياء تثنية. ـ أو تكون لام الفعل منقلبة عن ألف فأما ياء التثنية لا يلزم الترقيق لها لكونها غير لازمة لأنها تنتقل في الرفع إلي الألف، وأما الفعل فلا يلزم الترقيق لها أيضا لكون التغيير فيها عارضا لاتصال المضمر المرفوع بها، وليس كذلك الياء في " مريم " و " قرية " وشبههما ثم قال: فإن قيل: فيلزمك الترقيق لتلك الألف الأصلية إذا كانت منقلبة عن ياء كما يلزم في نحو " افتري " إن كان التغيير في هذه الياء عارضا كما زعمت وكان أصلها الألف. والجواب: أن هذه الألف إنما يلزم الترقيق لها إذا وجدت فأما إذا عدمت وناب غيرها منابها لم يجب لها شيء من ذلك فسقط الاعتراض ثم قال: فإن قيل: هلا عاملتم الراء من يرتع وشبهه في الترقيق لمجاورة الياء قبلها معاملة الراء من مريم في الترقيق لمجاورة الياء بعدها، والجواب من وجهين: أن الياء من يرتع مزيدة للمضارعة فسكون الراء بعدها عارض من أجلها فلم يعتد به، ألا تري أنها مفتوحة في الماضي نحو قولك: " رتع " وليس كذلك الياء من مريم فإنها أصلية معتد بها فسكون الراء قبلها لازم فذلك افترقا. الثاني: أن حركة الياء من يرتع قد حجزت بينها وبين الراء فضعف الترقيق لذلك وقوي التفخيم، وليس كذلك الياء في مريم لأنها قد وليت الراء ولم يحجز حركتها بينهما إذا كانت مقدرة بعدها فافترقا " ا. هـ فتح الوصيد 1/ 533
قلت: وهذه الأجوبة واضحة في الكلفة حيث إن ثبوت هذه النصوص كافية ولذلك قال الشاطبى:
وما لقياس في القراءة مدخل ... فدونك ما فيه الرضا متكفلا
وقد علق أبو شامة علي هذه الردود قائلا: " وقد اعتذر قوم عن ذلك بما فيه تكلف ولو رققت الراء من " يرتع " لرققت لورش في نحو: " يرون " ا. هـ إبراز المعاني وقال ابن الجزري: معلقا علي " قرية، ومريم وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلي التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص عن أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعلي العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح " ا. هـ النشر 2/ 103
قال أبو عمرو الداني " كان جماعة من أهل الأداء من أصحاب ابن هلال وغيره يردون عن قراءتهم ترقيق الراء حيث وقع من أجل جر الهمزة، وتفخيمها أقيس لأجل الفتحة قبلها وبه قرأت ا. هـ والتفخيم هو الأصح والقياس لورش وجميع القراء " ا. هـ النشر 2/ 102
فصل في إدغام (الراء)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/306)
الإدغام لغة: عبارة عن الإدخال يقال: (أدغمت الفرس اللجام) إذا أدخله فيه وقيل: إنه من الدغم وهو التغطية يقال: أدغمت الشيء إذا غطيته.
واصطلاحا: إدخال الحرف في الحرف ودفنه فيه حتى لا يقع بينهما فصل بوقف ولا بحركة، ولكنك تعمل العضو الناطق بهما إعمالا واحدا فيكون الحاصل منهما في اللفظ حرفا واحدا مشددا. ويحصل الفرق بين الحرف المدغم، وغير المدغم، من الوجهين:
أحدهما: أن المدغم مشدد وغير المدغم مخفف، فعلى هذا كل حرف مشدد مدغم.
والوجه الثاني: أن زمان النطق بالحر ف المدغم أ طول من زمان النطق بالحرف، أطول من زمان النطق بالحرف غير المدغم بقدر ما فيه من التضعيف كما أن زمان النطق بالحرفين المفككين أطول من زمان النطق بالحرف المدغم." ا. هـ الدر النثير 172
قال صاحب الدراسات اللغوية د/الجنابى: ". ولعل أول من عرّف الإدغام تعريفا يجمع بين وضوح الفكرة ودقة الصياغة " أبو بكر بن مجاهد " حيث قال: " الإدغام تقريب الحرف من الحرف إذا قرب مخرجه في مخارج اللسان كراهية أن يعمل اللسان في حرف واحد مرتين فيثقل عليه " ا. هـ صـ 46
ثم ذكر بعد ذلك تعريف مكي والداني وغيرهم ثم قال: والحقيقة أن تعريف ابن مجاهد هو تعريف جامع مانع كما يقول المناطقة والفكرية وهي التي أيدها علم الأصوات الحديث ا. هـ 47
وأسباب الإدغام: إما تماثل مثل " واذكر ربك " وإما تقارب وتجانس مثل " واصبر لحكم" اختلاف في المخارج فمن جعل اللام والراء من مخرج واحد عنده من التجانس ومن جعل اللام والراء من مخرجين مختلفين عنده من التقارب. والراء من الحروف التي لقيت مثلها وجنسها ومقاربها وهي لا تدغم إلا في مثلها لجميع القراء إلا ما كان من أبي عمرو ويعقوب بخلفهما من طريق طيبة النشر , مثل " واذكر ربك ". فالراء لا تدغم في اللام والنون لأجل التكرار التي في الراء .... قاله ابن الحاجب.
قال د/ جبل " وقد عرفنا أن الراء أخت اللام في المخرج والصفات غير أنها تتميز عن اللام بأنها مكررة ومن أجل هذا التكرار الذى عده سيبويه تفشيا منع إدغام الراء فى اللام
.في مثل " اجبر لبطة " لأن الإدغام يتسبب في فقد صفة التكرار وهي صفة مهمة وفقدها يعد إجحافا كبيرا. وقد فعلوا الشيء نفسه مع الشين فكرهوا إدغامها في مجانسها لأن إدغامها يذهب التفشي ويجحف بالكلام وأما إدغام اللام في الراء إذا تواليا فهو أحسن من بيانها لأنهما من موضع واحد تقريبا مثل" كلا بل ران " في قراءة من لم يسكت علي لام بل. " ا. هـ 127 وأما أبو عمرو ويعقوب نظرا إلي تقاربهما أو تجانسهما مع ثبوت الرواية ولم يعتبروا التكرار مانعا من الإدغام. وقد علل سيبويه إدغام اللام في الراء بقرب المخرجين ولأن فيهما انحراف نحو اللام قليلا وقاربتها في طرف اللسان وهما في الشدة وجري الصوت سواء وليس بين مخرجيهما مخرج." الكتاب 4/ 452
وتدغم النون في الراء، وقد علل سيبويه قائلا: النون تدغم مع الراء لقرب المخرجين على طرف اللسان وهى مثلها في الشدة وذلك قولك: من راشد وتدغم بغنة وبلا غنة. ا. هـ
فائدة: ــ اللام والراء لم تأت واحدة منهما بعد النون الساكنة فى كلمة واحدة. قاله المالقي 454
الحروف التي لا تدغم في مقاربها لزيادة صفتها مجموعة في (ضوي، مشفر) لأجل المد واللين في الواو والياء، والغنة في الميم، والتفشي في الشين، وشبه التفشي في الفاء وهو الانتشار، والتكرير في الراء، وأما إدغامها في مثلها فيجوز لبقاء صفتها مع الإدغام ثم أخذ يعلل ما جاء من من باب الاستثناء .. ا. هـ ًصـ 246
فصل: الراء في الأحرف المقطعة
المقصود بالحروف المقطعة الحروف التي في أوائل السور وقد تحدثت في رسالتي الفاصلة في التقاء الساكنين بما يغني عن الإعادة أما ما أقصده هنا كيفية النطق بالراء ومقدار مده، فمعلوم في الأحرف المقطعة أن ما كان علي ثلاث أحرف ووسطه حرف مد يمد ست حركات وإن كان وسطه حرف لين فيه خلاف وإن كان وسطه حرف غير حرف المد واللين لا يمد مطلقا وهو ألف وأما ما كان علي حرفين فيمد حركتين كأحرف (حي طهر) وهذه الأحرف عند العرب تنطق علي ثلاث أحرف وعلي حرفين أي (راء ــ را) وقد جمع الطيبي في منظومته (المفيد في علم التجويد) الأحرف التي تنطق بحرفين ويجوز نطقها بثلاثة أحرف قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/307)
والمد والقصر جميعا رويا:. في با وتا وثا وحا وخا ويا
ورا وطا وظا وفا وها، فزد:. همزة إن شئت ودع إن لم ترد
ولغة القصر بها الذكر ورد:. همزة إن شئت ودع إن لم ترد
أى أن لغة القصر الذي عليه العمل في القرآن ولذلك لا يجوز في " را" إلا القصر ـ مقدار المد الطبيعي ـ وهذا يؤخذ من أفواه الشيوخ المتقنين لأن المبتدئ قد يبالغ في مده قليلا وهذا مشاهد.
فائدة:
قال صاحب متن الفرائد الحسان في عد آي القرآن:
ما بدؤه حروف التهجي الكوف عد ** لا الوتر مع طس مع الرا اعتمد
أن الكوفيين جعلوا جميع الأحرف المقطعة رأس آية إلا الوتر والمقصود به ما كان على حرف واحد وقد جاءت في ثلاث سور وهي " ص ـ ق ـ ن " وكذا في" طس " في سورة " النمل "
وقوله " مع ذي الرا " أى كل ما فيه راء في الأحرف المقطعة لا يعدوها آية مثل " المر ـ الر " والباقون ــ غير الكوفيين ــ ليست عندهم الأحرف المقطعة من رؤوس الآي. أمال الراء في فواتح السور: البصري والشامي وشعبة وحمزة والكسائى وخلف العاشر، وقللها ورش من طريق الأزرق.
فصل في " إمالة في الراء "
الإمالة لغة: مصدر قولك أملت الشيء إمالة إذا عدلت به عن الجهة التى هو فيها من مال يميل ميلا إذا انحرف عن القصد. الجاربردى 238
الفتح لغة أهل الحجاز. والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس. نفس المصدر السابق
الإمالة: أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء كثيرا وهي المحضة ويقال لها: الكبرى، والإضجاع، والبطح وهى الواردة عند الإطلاق وقليلا وهو بين اللفظين، ويقال له التقليل، وبين بين، والصغرى. ويتجنب فى الإمالة المحضة القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه." أ. هـ إتحاف فضلاء البشر 247
أسبابها: كل أسباب الإمالة ترجع إلى الكسر والياء. قاله ابن الجزرى
من اشتهر من القراء: منهم من أمال، ومنهم من لم يمل والأول قسمان: مقل وهم قالون والأصبهانى عن ورش وابن عامر وعاصم
ومكثر وهم: الأزرق عن ورش وأبو عمرو وحمزة والكسائى وكذا خلف العاشر وأصل الأزرق الصغرى. ا هـ إتحاف فضلاء البشر 248
كيفية الإمالة: قال د/ الجنابى: " .. إذن لا فرق بين أن تمال الفتحة أو أن تمال ألف اللين لأن العملية العضلية واحدة. واللسان مع الفتحة يكون مستويا في قاع الفم، فإذا أخذ في الصعود نحو الحنك الأعلى بدأ، حينئذ ذلك الوضع الذى يسمى الإمالة، وأقصى ما يصل إليه اللسان فى صعوده نحو الحنك الأعلى هو القياس الذى يسمى عادة بالكسرة كانت أو قصيرة. وهكذا نرى أن الفرق بين الفتح والإمالة ليس إلا اختلاف في وضع اللسان مع كل منهما، حين ينطق بهذين الصوتين، واللسان فى حالة الإمالة أقرب إلي الحنك الأعلى منه فى حال الفتح. وحين تعرض الإمالة لغير أصل من أصول الكلمة ـ كإمالة الفتحة أو إمالة ألف المد غير المنقلبة عن أصل ـ فليس هناك إلا نوع واحد من الانسجام بين أصوات اللين ولذلك جعل القراء من أسباب هذه الإمالة وجود كسرة سواء أكانت سابقة أو لاحقة ... " صـ 51
هذا بالنسبة لإمالة الألف والفتحة أما التعليل الصوتي لإمالة حركة الراء قال د / الجنابي: " التفسير الصوتي لإمالة حركة الراء مبنى على أساس التلازم بين الراء والإمالة وذلك أن الراء صوت متوسط يشترك فى هذه الصفة مع الياء فهذا الاشتراك فى الصفة يجعل من السهل على الناطق أن يؤدى الراء الممالة أكثر من غيرها لأنه حينئذ يجعل فتحة الفم ضيقة عند الناطق بالراء ضيقة تكفى لأدائها مرققة ـ إذا لا يجوز مع الإمالة إلا الترقيق ـ وضيق المخرج في حالة المرققة كاف لأداء الكسرة الممالة دون غيرها من الحركات يساعد على ذلك اشتراط وجود كسرة لازمة أو ساكن قبله كسرة أو يا ساكنة قبل الراء الممالة، ولا فرق بين الياء والكسرة هنا فمخرج الكسرة ووضع اللسان معها هو نفسه مخرج ياء المد، فالياء كسرة طويلة ولا فرق بين القصيرة والطويلة إلا فى الكمية وأقصى ما يميل إليه اللسان في صعوده نحو الحنك العلى هو ذلك القياس الذي يسمى عادة بالكسرة طويلة كانت أو قصيرة ومن هنا كان الانسجام الصوتي عند أداء مثل تلك الإمالة " ا. هـ
فصل في الراءات الممالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/308)
1ـ الراء بعدها ألف مثل: " ترى ـ أراكم " قال السخاوى: " وهو باب متسع أمال في جميعه فتحة الراء لتميل الألف بعدها فإمالة الألف إما لتدل على أصلها إذا الألف فى الباب إما منقلبة عن ياء أو مشبهة بها، وإمالة الراء من باب إمالة لإمالة 2ـ الراء المكسورة المتطرفة قبلها ألف مثل: " الدار ـ النار " قال السخاوى: " واعلم أن إمالة هذا تقوى من وجهين:
أحدهما: أن الكسرة على الراء قامت مقام كسرتين من قبل أن الراء حرف تكرير.
الثانى: أن الراء لام الفعل فالألف قبله قريب من موضع التغيير وهو الطرف فمن أمال هذا دون " بل ران " " نسارع " لهذه العلة لأن عين الفعل يبعد ما قبلها من الطرف فتغيير ما قرب من الطرف دون ما بعد منه أقيس، لأن الإمالة فيه قوية وبها يتشاكل الصوت بتقريب الألف من الياء المشاكلة للكسرة فيزول الاستعلاء ويعمل اللسان في جهة واحدة.
3ـ الراء المكررة المكسورة الآخر مثل (الأبرار ـ من الأشرار) قال السخاوى: " قد قدمت القول في الإمالة لأجل الراء فكيف وقد وقعت الألف بين رائين وإحداهما مكسورة لقيد قويت أسباب الإمالة
4ـ الراء قبل التأنيث مثل " مرة ـ بررة "
أولا: أميلت هاء التأنيث لأنها تشبه ألف التأنيث فأميلت كما أميلت والمشابهة في ثمانية أشياء: الدلالة على التأنيث ـ والزيادة ـ والسكون ـ وفتح ما قبلها في الغالب ـ والضعف ـ والخفاء ـ وإشباع الصوت ـ والبدل مع تقاربهما في المخرج. وأمليت الراء قبلها تبعا لها.
5 ـ في الأحرف المقطعة " المر ـ الر" قال السخاوى: " ... ومن أمالها للإشعار بأنها أسماء وليست كالحرف التي لا يجوز إمالتها نحو: (ما) و (لا) والدليل على أنها أسماء أنها: تنعت، وتعرّف، وتنكر، وتصغر، وتضاف ويخبر عنها " ا. هـ صـ 2/ 261 بتصرف
6 ـ إمالة كلمات رائية مخصوصة نحو: " رأى ـ رآه ـ ونحوهما " لأنهما أمالوا فتحة الهمزة نحو الكسرة لتصبح إمالة الألف التي بعدها وهى منقلبة عن ياء وأمليت تنبيها على الأصل، ثم أمالوا فتحة الراء لإمالة الهمزة بعدها ليكون عمل اللسان واحدا. ا. هـ فتح الوصيد
ــ " جبارين ": ..... وحجة من أمال قوة الكسر في الراء ووجود الياء بعدها " ا. هـ السخاوى ويلحق " بجبارين " كذلك: " أنصاري ـ وسارعوا ـ نسارع ـ والبارىء ـ وبارئكم ـ ويسارعون ـ الجواري ـ للحواريين ـ للشاربين ـ مشارب ـ حمارك ـ والمحراب ـ إكراههن ـ الإكرام ـ عمران: قال السخاوى: " فإن سيبويه حكى أنهم لم يجعلوا الراء كحرف الاستعلاء فى منع الإمالة، وحكى أنهم قالوا: عمران، وفراش ـ وحراب بالإمالة، فعلى هذا جازت إمالة المحراب للكسرة في أوله، فأما المخفوض فإن الكسرتين اكتسبتها الألف فيه فقويت الإمالة وكذلك (إكراههن)، و (الإكرام) " ران " في قوله تعالى " بل ران " قال السخاوى: " وهو موضع واحد لقولك في المستقبل: يرين، وفي المصدر رينا مع الكلام السابق في الكسر ولم يمنع إمالته فتحة الراء كما منعها في " راودته " لأن فتحة إنما تمنع فى الأغلب إمالته الألف الزائدة والآلف فى بل ران أصلية. ا. هـ 1/ 491 ــ " التوراة ": لأن ألف التوراة أصلها الياء باتفاق فلا يحتاج مع هذا إلى أظهر منه ... " ا. هـ
وقال أبو على الفارسي: " من أمال فلأن الألف إذا كانت رابعة أشبهت ألف التأنيث تمال مع المستعلي نحو: فوضي فالإمالة مع الراء أخرى " أ. هـ الحجة 3/ 15 من كتاب فتح الوصيد 2/ 108
ــ " تراءا ": قال د/ محمد سلامة: ووجه إمالة " تراء الجمعان أن الألف التى بعد الهمزة أصلها لأنه من رأى فيميل الألف ليقربها من أصلها، ولا تتمكن الإمالة فى الألف حتى تميل ما قبلها نحو الكسر وهو الهمزة المفتوحة، ولم يمكنه إمالة الألف التى بعد الراء لإمالة ما بعدها حتى يميل فتحة الراء إلى الكسر. ويسمى إلة لإمالة ا. هـ الفتوحات الإلهية فى توجيه القراءات القرآنية صـ 210
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلل وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم
- ن ` ` ``
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:45 م]ـ
إذا كان بعدها الف ممال مثل (القرى) (تترى) أوقبلها الف ممال مثل (النار) (الابرار) (الاخيار)
ان تكون قبل الراء ياء ساكنة سكون حرف لين مثل (لاخير) والباقي مثل جميع القراء.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:39 ص]ـ
إذا كان بعدها الف ممال مثل (القرى) (تترى) أوقبلها الف ممال مثل (النار) (الابرار) (الاخيار)
ان تكون قبل الراء ياء ساكنة سكون حرف لين مثل (لاخير) والباقي مثل جميع القراء.
السلام عليكم
يا أخي الكريم: هناك فرق بين الراء الممالة وبين الراء المرققة في قراءة ورش.
وإطلاق الأئمة لفظة إمالة علي الترقيق من باب المجاز، لا من باب الحقيقة لأنهما يختلفان في الصوت ـ أي الممال والمرقق "
وإليك هذا الرابط فيه أحكام الراءات لورش يفضل أن تراجعه
http://www.alquraat.201mb.com/vb/showthread.php?t=171
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/309)
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[24 - 04 - 07, 09:46 م]ـ
هذا الذي قصدته يااخي يعني أن ورش يقرأ الترقيق في الراء بـ"الإمالة في ثلاث حالات إذا كان بعدها الف ممال مثل (القرى) (تترى) أوقبلها الف ممال مثل (النار) (الابرار) (الاخيار)
ان تكون قبل الراء ياء ساكنة سكون حرف لين مثل (لاخير)
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:06 م]ـ
وفقك الله، هل يمكنك أن ترشدنا الى المصدر الذي أخذت منه كلام الطيبي، أهو من مؤلفاته أم أخذته من كتب أخرى؟
ـ[الأشفقي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:10 م]ـ
ان تكون قبل الراء ياء ساكنة سكون حرف لين مثل (لاخير) "
القيد "لين " ليس له عمل هنا،لأن ورشاً يرقق نحو "قدير " والياء ليست "لين"
ـ[عمر فولي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:28 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم
كلام الطيبي أخذته من منظومته " المفيد في علم التجويد " تحقيق د/ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ
وهو كتاب مطبوع.
وأيضا مسجل بصوت الشيخ الفاضل طه الفهد ـ حفظه الله ـ
والسلام عليكم
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:43 م]ـ
هذا الكلام لم آخذه من أحد وإنما قرأناه على الشيوخ فإن كان خطأ فمني
ـ[عمر فولي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:11 م]ـ
السلام عليكم
ما ذكره الأشفقي هو الصواب وإنما اشترطوا الياء الساكنة فقط دون التخصيص باللينية
والسلام عليكم(3/310)
التواتر بين القراء والمحدِّثين
ـ[عمر فولي]ــــــــ[05 - 09 - 06, 02:54 ص]ـ
التواتر بين القراء والمحدِّثين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
ففي رحاب القرآن تعددت الفنون فهذا مفسر وهذا قارئ وهذا محدث .. وهكذا واصطلح أهل كل فن علي مصطلحات خاصة بهم، ووضع أصحاب كل فن ضوابط خاصة بهم، وكما قيل:" من تكلم في غير فنه أتي بالعجائب " ونحن سنتناول في هذا البحث قضية مهمة جدا وهي قضية التواتر عند القراء والمحدثين مع أنهما يتفقان علي أن التواتر: هو الانتشار والكثرة، وإن اختلفت طريقة الحكم والضوابط كما سنري بإذن الله ـ وسنتحدث عن التواتر عند المحدثين أولا:
التواتر عند المحدثين:
قال د/ محمود الطحان في كتابه " تيسير مصطلح الحديث" في تعريف التواتر:"التواتر لغة:هو اسم فاعل مشتق من التواتر ـ أي التتابع ـ تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله.
اصطلاحا: مارواه عدد كثير تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب."صـ 19
وقال صاحب كتاب المختصر في علم الحديث:"والخبر المتواتر: ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطأهم على الكذب، ويدوم هذا فيكون أوله كآخره، ووسطه كطرفيه، كالقرآن، وكالصلوات الخمس." صـ1
وشروطه عند المحدثين:
قال الطحان: لا يتحقق الخبرـ أي المتواتر ـ إلا بشروط أربعة وهي:
1.أن يرويه عدد كثير وقد اختلف في أقل الكثرة علي أقوال، المختارة أنه عشرة أشخاص.
2.أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند.
3.أن تحيل العادة تواطؤهم علي الكذب.
4.أن يكون مُستَند خبرهم الحِس ـ كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا .. أوان كان مستند خبرهم العقل،كالقول بحدوث العالم مثلا،فلا يسمي الخبر حينئذ متواترا.
حكمه: المتواتر يفيد العلم الضروري أي اليقيني ... لذلك كان المتواتر كله مقبولا ولا حاجة إلي البحث عن أحوال رواته.
أقسامه:
المتواتر اللفظي:أي ما تواتر لفظه ومعناه مثل حديث من كذب عليّ متعمدا ... "
المتواتر المعنوي:هو ما تواتر معناه دون لفظه."ا. هـ صـ20
هذا هو التواتر عند المحدثين باختصار، ومعلوم عدم وجود التواتر المعنوي عند القراء لأن القرآن لا بد أن ينقل بلفظه.
أما التواتر عند القراء:
قال الباحث: أحمد بن محمد البريدي:
اختلف فيه على قولين (التواتر):
القول الأول: يشترطون التواتر حيث نصوا على أن التواتر شرط في ثبوت القرآن، وممن اشترط ذلك الغزالي وابن قدامة وابن الحاجب وصدر الشريعة والنويري , وقالو:عدم اشتراط التواتر في ثبوت القرآن، قول حادث لإجماع الفقهاء والمحدثين وغيرهم ولم يخالف من المتأخرين إلا مكي وتبعه بعض المتأخرين، وقالوا لا يقدح في ثبوت التواتر اختلاف القراءة فقد تتواتر القراءة
عند قوم دون قوم.
القول الثاني:أنه لايشترط التواتر وإنما يكتفي بصحة السند.
وإليه ذهب ابن الجزري وأشار إلى أنه مذهب أئمة السلف والخلف وقال راداً على القول الأول: أنه إذا أثبت التواتر لايحتاج فيه إلى الركنين ا لسابقين من الرسم وغيره إذا ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا أشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف أنتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم.
وقال الطاهر بن عاشور: وهذه الشروط الثلاثة هي شروط قبول القراءة إذا كانت غير متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كانت صحيحة السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها لم تبلغ حد التواتر فهي بمنزلة الحديث الصحيح واما القراءة المتواترة فهي غنية عن هذه الشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/311)
قلت: وعند تأمل هذين القولين فإننا لا نجد بينهما فرق في إفادة القراءة للعلم لأن من لم يشترط التواتر وإنما اشترط صحة السند لم يكتف به وإنما اشترط قرائن بمجموعها تفيد العلم وتقوم مقام التواتر ولذا قال مكي بن أبي طالب: فإذا اجتمعت هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته و صدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقته لخط المصحف وكفر من جحده.
وقال الزرقاني: إن هذه الأركان الثلاثة تكاد تكون مساوية للتواتر في إفادة العلم القاطع بالقراءات المقبولة بيان هذه المساواة أن ما بين دفتي المصحف متواتر ومجمع عليه من هذه الأمة في أفضل عهودها وهو عهد الصحابة فإذا صح سند القراءة ووافقت عليه قواعد اللغة ثم جاء ت موافقة لخط المصحف المتواتر كانت هذه الموافقة قرينة على إفادة هذه الرواية للعلم القاطع وإن كانت آحاداً ..... فكأن التواتر كان يطلب تحصيله في الإسناد قبل أن يقوم المصحف وثيقة متواترة بالقرآن أما بعد وجودهذا المصحف المجمع عليه فيكفي في الرواية صحتها وشهرتها متى ماوافقت رسم هذا المصحف ولسان العرب ........ وهذا التوجيه الذي وجهنا به الضابط السالف يجعل الخلاف كأنه لفظي ويسير بجماعات القراء جدد الطريق في تواتر القرآن.ا. هـ
وقال ابن الجزري:
(وقال) الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له: فإن سأل سائل فقال: فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده.
قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين إحداهما أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد، والعلة الثانية أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده.
قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً." من النشر 1/ 14
ومن أمعن النظر في كلام ومكي وابن الجزري في قضية اشتراط صحة السند يجد أنه يشير أيضا للتواتر. قال الشيخ عبد الفتاح القاضي:" والحاصل أن القراءة إن خالفت العربية أو الرسم فهي مردودة إجماعا ولو كانت منقولة عن ثقة، وإن كان ذلك بعيدا جدا بل لا يكاد يوجد وإن وافقت العربية والرسم ونقلت بالتواتر فهي مقبولة إجماعا،وإن وافقت العربية والرسم ونقلت عن الثقات بطريق الآحاد فقد اختلف فها،فذهب الجمهور إلي ردها وعدم جواز القراءة بها في الصلاة وغيرها سواء اشتهرت واستفاضت أم لا، وذهب مكي بن أبي طالب وابن الجزري إلي قبولها وصحة القراءة بها بشرط اشتهارها واستفاضتها، أما إذا لم تبلغ حد الاشتهار والاستفاضة فالظاهر المنع من القراءة إجماعا،ومن هنا يعلم أن الشاذ عند الجمهور ما لم يثبت بطريق التواتر وعند مكي ومن وافقه ما خالف الرسم والعربية ولو كان منقولة عن الثقات أو ما وافق الرسم والعربية ونقله غير ثقة أو نقله ثقة ولكن لم يتلق بالقبول ولم يبلغ درجة الاستفاضة والشهرة "ا. هـ القراءات الشاذة صـ7
وقال الشيخ /محمود حوا:" وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها. ا.هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/312)
قال السيوطي في الإتقان:" اعلم أن القاضي جلال الدين البلقيني قال: القراءة تنقسم إلى متواتر وآحاد وشاذ. فالمتواتر القراءات السبعة المشهورة والآحاد قراءات الثلاثة التي هي تمام العشر، ويلحق بها قراءة الصحابة. والشاذ قراءة التابعين كالأعمش ويحيى بن وثاب وابن جبير ونحوهم، وهذا الكلام فيه نظر يعرف مما سنذكره. وأحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في زمانه شيخ شيوخنا أبو الخير بن الجزري قال في أول كتابه النشر: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالاً وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرن، ووجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أوشاذة أوباطلة، سواء كنت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم.
هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الداني ومكي والمهدوي وأبو شامة، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافة. قال أبو شامة في المرشد الوجيز: لا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى أحد السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة وأنها أنزلت هكذا، إلا إذا دخلت في ذلك الضابط وحينئذ لا ينفرد بنقلها عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم، بل إن نقلت عن غيرهم من القراء فذلك لا يحرجها عن الصحة، فإن الاعتماد على استجماع تلك الأوصاف لا على من تنسب إليه، فإن القراءة المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم وكثرة الصحيح المجمع عليه في قراءتهم تركن النفس إلى ما نقل عنهم فوق ما ينقل عن غيرهم.
ثم قال ابن الجزري: فقولنا في الضابط ولوبوجه نريد به وجهاً من وجوه لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ولذا لم يعدوا إثبات ياء الزوائد وحذف ياء تسئلني في الكهف وواو وأكون من الصالحين والظاء من بظنين ونحوه من مخالفة الرسم المردودة، فإن الخلاف في ذلك مغتفر، إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشية صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول، بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه، وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة أتباع الرسم ومخالفته. قال: وقولنا وصح إسنادها نعني به أن يروي تلك القراءة العدل الضابط عن مثله وهكذا حتى ينتهي وتكون مع ذلك مشهورة عند أئمة هذا الشأن غير معدودة عندهم من الغلط أومما شذ بعضهم. قال: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، ولم يكتف بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت في قرآن.
قال: وهذا مما لا يخفى فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم لا، وإذا شرطنا التواتر في كل حرف من حروف الرواة عنهم دون بعض، وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالذي قبله. ومن أشهر ما صنف في ذلك التيسير لداني، وقصيدة الشاطبي وأوعية النشر في القراءات العشر، وتقريب النشر كلاهما لابن الجزري. الثالث: الآحاد، وهوما صح سنده وخالف الرسم أو العربية أولم يشتهر الاشتهار المذكور ولا يقرأ به، وقد عقد الترمذي في جامعه والحاكم في مستدركه لذلك باباً أخرجه فيه شيئاً كثيراً صحيح الإسناد. ومن ذلك ما أخرجه الحاكم مكن طريق عاصم الجحدري عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقريّ حسان. وأخرج من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: أفلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرات أعين. وأخرج عن ابن عباس أنه صلى اله عليه وسلم قرأ: لقد جاءكم رسول من أنفسكم بفتح الفاء. وأخرج عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ: فروح وريحان: يعني بضم الراء. الرابع: الشاذ، وهو ما لم يصح سنده، وفيه كتب مؤلفة، من ذلك قراءة ملك يوم الدين بصيغة الماضي، ونصب يوم إياك يعبد بنائه للمفعول. الخامس: الموضوع، كقراءات الخزاعي. وظهر لي سادس يشبه من أنواع الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/313)
المدرج، وهو ما زيد في القراءات على وجه التفسير، تنبيهات: الأول لا خلاف أن كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه، وأما في محله وضعه وترتيبه فكذلك عند محققي أهل السنة لقطع بأن العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله، لا، هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم والصراط المستقيم مما تتوفر الدواعي علة نقل جمله وتفاصيله، فما نقل آحاداً ولم يتواتر يقطع ليس من القرآن قطعاً. وذهب كثير من الأصوليين إلى أن التواتر شرط في ثبوت ما هو من القرآن بحسب أصله، وليس بشرط في محله ووضعه وترتيبه، بل يكثر فيها نقل الآحاد. قيل وهو الذي يقتضيه صنع الشافي في إثبات البسملة من كل سورة. ورد هذا المذهب بأن الدليل السابق يقتضي التواتر في الجميع، ولأنه لو لم يشترط لجاز سقوط كثير من القرآن المكرر وثبوت كثير مما ليس بقران.
أما الأول: فلأنا لو لم نشترط التواتر في المحل جاز أن لا يتواتر كثير من المكررات الواقعة في القرآن مثل - فبأي آلاء ربكما تكذبان –
وأما الثاني: فلأنه إذا لم يتواتر بعض القرآن بحسب المحل جاز إثبات ذلك البعض في الموضع بنقل الآحاد. وقال: القاضي أبو بكر في الانتصار: ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلى إثبات قرآن حكماً لا علماً بخبر الواحد دون الاستفاضة، وكره ذلك أهل الحق وامتنعوا منه. وقال قوم من المتكلمين: إنه يسوغ إعمال الرأي والاجتهاد في إثبات قراءة وأوجه وأحرف إذا كانت تلك الأوجه صواباً في العربية، وإن لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها وأبى ذلك أهل الحق وأنكروه وخطئوا من قال به انتهى. وقد بنى المالكية وغيرهم ممن قال بإنكار البسملة قولهم على هذا الأصل، وقرروه بأنها لم تتواتر في أوائل السور، وما لم يتواتر فليس بقرآن. وأجيب من قبلنا بمنع كونها لم تتواتر، فرب متواتر عند قوم دون آخرين وفي وقت دون آخر. ويكفي في تواترها إثباتها في مصاحف الصحابة فمن بعدهم بخط المصحف مع منعهم أن يكتب في المصحف ما ليس منه كأسماء السور وآمين والأعشار.
فلو لم تكن قرآناً لما استجازوا إثباتها بخطه من غير تمييز، لأن ذلك يحمل على اعتقادها قرآناً فيكونون مغررين بالمسلمين حاملين لهم على اعتقاده ما ليس بقرآن قرآناً، وهذا مما لا يجوز اعتقاده في الصحابة. فإن قيل: لعلها أثبتت لفصل بين السور؟ أجيب بأن هذا فيه تغرير، ولا يجوز ارتكابه لمجرد الفصل، ولوكانت له لكتبت بين براءة والأنفال. ويدل لكونها قرآناً منزلاً ما أخرجه أحمد وأبوداود والحاكم وغيرهم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الحديث. وفيه وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ولم يعد عليهم. وأخرج ابن خزيمة والبيهقي في المعرفة بسند صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: استرق الشيطان من الناس أعظم آية من القرآن: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج البيهقي في الشعب وابن مردويه بسند حسن من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج الدارقطني والطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن بريدة قال: قال النبي صلى اله عليه وسلم لا أخرج من المسجد حتى أخبرك بآية لم تنزل على نبيّ بعد سليمان غيري، ثم قال: بأي شيء تفتتح القرآن إذا افتتحت الصلاة؟ قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: هي هي. "ا. هـ1/ 102 وما بعدها
وقال الزرقاني:
الثانى استثنى الشيخ أبو عمرو بن الحاجب قولنا إن القراءات السبع متواترة ما ليس من قبيل الأداء ومثله بالمد والإمالة وتخفيف الهمزة يعنى فإنها ليست متواترة وهذا ضعيف والحق أن المد والإمالة لا شك فى تواتر المشترك بينهما وهو المد من حيث هو مد والإمالة من حيث إنها إمالة ولكن اختلف القراء فى تقدير المد فمنهم من رآه طويلا ومنهم من رآه قصيرا ومنهم من بالغ فى القصر ومنهم من تزايد فحمزة وورش بمقدار ست لغات وقيل خمس وقيل أربع وعن عاصم ثلاث وعن الكسائى ألفان ونصف وقالون ألفان والسوسى ألف ونصف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/314)
قال الدانى فى التيسير: أطوالهم مدا فى الضربين جميعا يعنى المتصل والمنفصل ورش وحمزة ودونهما عاصم ودونه ابن عامر والكسائى ودونهما أبو عمرو من طريق أهل العراق وقالون من طريق أبى نشيط بخلاف عنه وهذا كله على التقريب من غير إفراط وإنما هو على مقدار مذاهبهم من التحقيق والحدر. انتهى كلامه
فعلم بهذا أن أصل المد متواتر والاختلاف والطرق إنما هو فى كيفية التلفظ به وكان الإمام أبو القاسم الشاطبى يقرأ بمدتين طولى لورش وحمزة ووسطى لمن بقى.
وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه كره قراءة حمزة لما فيها من طول المد وغيره فقال لا تعجبنى ولو كانت متواترة لما كرهها وكذلك ذكر القراء أن الإمالة قسمان إمالة محضة وهى أن ينحى بالألف إلى الياء وتكون الياء أقرب بالفتحة إلى الكسر وتكون الكسرة أقرب وإمالة تسمى بين بين وهى كذلك إلا أن الألف والفتحة أقرب وهذه أصعب الإمالتين وهى المختارة عند الأئمة ولا شك فى تواتر الإمالة أيضا وإنما اختلافهم فى كيفيتها مبالغة وحضورا.
أما تخفيف الهمزة وهو الذى يطلق عليه تخفيف وتليين وتسهيل أسماء مترادفة فإنه يشمل أربعة أنواع من التخفيف وكل منها متواتر بلا شك:
أحدها:النقل وهو نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها نحو (قد أفلح) بنقل حركة الهمزة وهى الفتحة إلى دال قد وتسقط الهمزة فيبقى اللفظ بدال مفتوحة بعدها فاء وهذا النقل قراءة نافع من طريق ورش فى حال الوصل والوقف وقراءة حمزة فى حال الوقف.
الثانى: أن تبدل الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إن كان قبلها فتحة أبدلت ألفها نحو باس وهذا البدل قراءة أبى عمرو بن العلاء ونافع من طريق ورش فى فاء الفعل وحمزة إذا وقف على ذلك.
الثالث: تخفيف الهمز بين بين ومعناه أن تسهل الهمزة بينها وبين الحرف الذى منه حركتها فإن كانت مضمومة سهلت بين الهمزة والواو أو مفتوحة فبين الهمزة والألف أو مكسورة فبين الهمزة والياء وهذا يسمى إشماما وقرأ به كثير من القراء وأجمعوا عليه فى قوله تعالى (قل آلذكرين) ونحوه وذكره النحاة عن لغات العرب قال ابن الحاجب فى تصريفه واغتفر التقاء الساكنين فى نحو آلحسن عندك وآيمن الله يمينك وهو فى كل كلمة أولها همزة وصل مفتوحة ودخلت همزة الاستفهام عليها وذلك ما فيه لام التعريف مطلقا وفى ايمن الله وأيم الله خاصة إذ لا ألف وصل مفتوحة سواها وإنما فعلوا ذلك خوف لبس الخبر بالاستخبار ألا ترى أنهم لو قالوا ألحسن عندك وحذفوا همزة الوصل على القياس فى مثلها لم يعلم استخبار هو أم خبر فأتوا بهذه عوضا عن همزة الوصل قبل الساكن فصار قبل الساكن مدة فقالوا آلحسن عندك وكذلك آيمن الله يمينك فيما ذكره وبعض العرب يجعل همزة الوصل فيما ذكرنا بين بين ويقول آلحسن عندك وآيمن الله يمينك فيما ذكرنا وقد جاء عن القراء بالوجهين فى مثل ذلك والمشهور الأول وقد أشار الصحابة رضى الله عنهم إلى التسهيل بين بين فى رسم المصاحف العثمانية فكتبوا صورة الهمزة الثانية فى قوله تعالى فى سورة آل عمران (قل أؤنبئكم) واوا على إرادة التسهيل بين بين قاله الدانى وغيره.
الرابع: تخفيف الإسقاط وهو أن تسقط الهمزة رأسا وقد قرأ به أبو عمرو فى الهمزتين من كلمتين إذا اتفقتا فى الحركة فأسقط الأولى منهما على رأى الشاطبى وقيل الثانية فى نحو (جاء أجلهم) ووافقه على ذلك فى المفتوحتين نافع من طريق قالون وابن كثير من طريق البزى وجاء هذا الإسقاط فى كلمة واحدة فى قراءة قنبل عن ابن كثير فى (أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم) بإسقاط همزة (شركائي)
الثالث: أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ورد على حمزة قراءة (والأرحام) بالخفض ومثل ما حكى عن أبى زيد والأصمعى ويعقوب الحضرمى أن خطئوا حمزة فى قراءته (وما أنتم بمصرخي) بكسر الياء المشددة وكذا أنكروا على أبى عمرو إدغامه الراء عند اللام فى < يغفلكم >
وقال الزجاج إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء فى اللام إذا قلت مرلى بكذا لأن الراء حرف مكرر ولا يدغم الزائد فى الناقص للإخلال به فأما اللام فيجوز إدغامه فى الراء ولو أدغمت اللام فى الراء لزم التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين.انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/315)
وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه فى كتابه فى قوله تعالى (ما هذا بشرا) وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هى فى المصحف
وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبى ? ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه قال ابن مجاهد إذا شك القارىء فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض.
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره."ا. هـ
ومما سبق من النقولات يتضح الآتي:
انتشار القراءة وذيوعها في قطر من الأقطار مع قبول الناس ـ أي القراء ـ لها، هذا هو التواتر عند القراء وهو يوافق المحدثين من حيث الشهرة والاستفاضة.
رد شبهة أن سند القراء آحاد.
ذكر البعض أن أسانيد القراء مبناها علي الانفراد ـ أي الآحاد ـ ولما وردت هذه الشبهة أجيب عنها بقوله:"
ويجاب عن هذا ونظائره بقول العلامة الدمياطى - رحمه الله -: "
فإن قيل: الأسانيد إلى الأئمة، وأسانيدهم إليه –صلى الله علية وسلم - على ما فى كتب القراء ات آحاد، لا تبلغ عدد التواتر أجيب: إن انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القراء ات عن غيرهم، وإنما نسبت القراءات إليهم لتصديهم لضبط الحروف، وحفظ شيوخهم فيها، ومع كل واحد منهم فى طبقته ما يبلغها عدد التواتر ثم إن التواتر المذكور شامل الأصول والفرش وهذ ا الذى عليه المحققون "اهـ. إتحاف فضلاء البشر بالقراء ات الأربع عشر" ص 7.
وقد نبه الشيخ طاهر الجزائرى إلى خطورة هذا المعتقد فى القراء ات فقال:
". . اعلم أن من قال: إن القراءات كلها لم تنقل إلا بطريق الآحاد المحضة غير سديد، لأنه يؤدى إلى أن يكون القران، فى كثير من المواضع، - وهى المواضع التى اختلفت فيها قراءة القراء- لا يهتدى إلى معرفة قراءته فيها على الوجه الذى ينبغى أن يقرأ به - وهو أمر ينافى ما ثبت عن الأمة من فرط عنايتها بامر القران " اهـ. . انظر "القراء ات القرأنية" للأستاذ عبدالحليم قابة ص 179 وعزاه إلى " التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرأن " للشيخ طاهر الجزائرى ص143.
ويعقب الأستاذ عبدالحليم قابة على قول الشيخ " طاهر الجزائرى " بقوله: " وقد سبق أن هذه الشبهة دخلت على من ذهب هذا المذهب بسبب نظره إلى أسانيد هذه القراءات فى كتب القوم. فلما رآها آحادا قال ما قال، وهذه غفلة عظيمة، أدت إلى قول وخيم العاقبة، وخطير الأثر فيما يتعلق بثبوت النص القرانى، فقد غفل هؤلاء عن أن ما ذكر من أسانيد إنما هو غيض من فيض، وقل من كثر" اهـ. القراءات القرأنية ص180.
وللشيخ كمال الدين بن الزملكانى جواب سديد فى ذلك حيث قال: " انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم، الجم الغفير عن مثلهم، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم. ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم، وهذه الأخبار الواردة فى حجة الوداع هى آحاد. ولم تزل حجة الوداع منقولة عمن يحصل بهم التواترعن مثلهم فى كل عصر فهده كذلك " اهـ. البحر المحيط للزركشى ج 2/ ص 212. نقلا عن "االقراءات القرانية" ص. 18
وللشيخ أبى المعالى شيخ الإمام ابن الجزرى - رحمهما الله - كلام قريب من هذا ذكره ابن الجزرى فى " المنجد " فليراجع منجد المقرئين ومرشد الطالبين ص 49 2: 252 تحقيق الدكتور عبدالحى الفرماوى.
بقى أن يعرف أن المعتقد فى القراءات القرآنية بأنها آحاد، هو الذى اتخذ منه الرافضة ومن لف لفهم من منكرى القراءات ذريعة لإنكار القراءات القرآنية جملة وتفصيلا. ولا يخفى ما فى هذا من ضلال مبين، لي إنكار خادع. ا. هـ انظر "شبهات مزعومة حول القران وردها" للأستاذ محمد الصادق قمحاوى ص 163) من بحث رد وتعقيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/316)
ولنشرح هذا القول: " انحصار الأسانيد فى طائفة لا يمنع مجىء القران عن غيرهم، فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم، الجم الغفير عن مثلهم، كذلك دائما، فالتواتر حاصل لهم ".
انظر لهذا السند أوله: النبي (صلى الله عليه وسلم) ثم ابن مسعود، ثم عبد الله بن حبيب السلمي ثم عاصم ثم حفص فتجد في كل طبقة رجلا واحدا،
وليس معني هذا أنهم لم يقرئوا غيرهم، فالتواتر عن النبي ـ صلي الله عله وسلم ـ واضح، وننظر في ترجمة ابن مسعود كم أقرأ من الناس ونكتفي بإيراد عشرة أشخاص لكل منهم، لأن علماء الحديث يشترطون ذلك ـ كما سبق عن الطحان ـ مع اعترافنا أنهم أقرؤوا أكثر من ذلك .. وإليك البيان:
ترجمة مختصرة عن ابن مسعود من كتاب " غاية النهاية " لابن الجزري حيث قال:" هوعبد الله بن مسعود بن الحارث بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي المكي ... عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، عرض عليه الأسود وتميم بن حذلم والحارث بن قيس وزر بن حبيش وعبيد بن قيس وعبيد بن حنضلة وعلقمة وعبيدة السلماني وعمرو بن شرحبيل وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو عمرو الشيباني وزيد بن وهب ومسروق،"1/ 461
1. الأسود بن يزيد بن قيس بن يزيد أبو عمرو النخعي الكوفي الإمام الجليل، قرأ على عبد الله بن مسعود، " غاية النهاية 1/ 170
2. تميم بن حذلم أبو أسلم الضبي، قرأ على عبد الله بن مسعود فلم يغير عليه شيئاً إلا هذا الحرف يعني وكل آتوه داخرين مده تميم وقصره ابن مسعود وفي يوسف وظنوا أنهم قد كذبوا قرأ ابن مسعود بالتخفيف روينا ذلك عن تميم بإسناد جيد من كتاب الطيراني الكبير." 1/ 186
3. الحارث بن قيس الجعفي الكوفي راوٍ، روى القراءة عن عبد الله بن مسعود." 1/ 199
4. ( .... وأقرأته بما أقرأني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود" 1/ 254
5. الربيع بن خثيم أبو يزيد الكوفي الثوري تابعي جليل وردت عنه الرواية في حروف القرآن، أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود،"1/ 282
6.زيد بن وهب أبو سليمان الجهني الكوفي، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمات وهو في الطريق، عرض على عبد الله بن مسعود"1/ 298
7. ج" سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني الكوفي، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، عرض على "ج" عبد الله بن مسعود، عرض عليه يحيى بن وثاب و"ج" عاصم بن أبي النجود، قلت مات سنة ست وتسعين أو نحوها وله مائة وعشرون"1/ 301
8. شقيق بن سلمة أبو وائل الكوفي الأسدي إمام كبير، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وقد ذكره ابن الأثير وغيره في الصحابة، وحفظ القرآن في شهرين عرض على عبد الله بن مسعود، روى عنه الأعمش ومنصور، وتوفي زمن الحجاج" 1/ 336
9. " عبيد بن نضلة أبو معاوية الخزاعي الكوفي تابعي ثقة، أخذ القراءة عرضاً عن "ج" عبد الله بن مسعود وعرض أيضاً على علقمة بن قيس"2/ 2
10.مسروق بن الأجدع بن مالك أبو عائشة ويقال أبو هشام الهمداني الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن مسعود وروى عن أبي بكر"2/ 427
وإليك أيضا ترجمة لأبي عبد الرحمن السلمي، قال ابن الجزري:"
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال بن عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الله بن حبيب أبو بكر السلمي الجبني الأطروش شيخ القراء بدمشق، ... أخذ القراءة عنه عرضاً علي بن الحسين الربعي ومحمد بن الحسن الشيرازي وأحمد بن محمد بن يزده الأصبهاني ورشاء بن نظيف والكارزيني وأبو علي الأهوازي ... "2/ 213
1.عاصم بن بهدلة أبي النجود ... أخذ القراءة عرضاً عن "ع" زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي" 1/ 344
2. " عامر بن شراحيل بن عبد أبو عمرو الشعبي الكوفي الإمام الكبير المشهور، عرضا على أبي عبد الرحمن السلمي وعلقمة بن قيس"1/ 347
3. عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي وموسى بن طلحة،"1/ 443
.
4.عطاء بن السائب أبو زيد الثقفي الكوفي أحد الاعلام، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي"2/ 18
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/317)
5. -"ف" عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الإمام الكبير، أخذ القراءة عرضا عن "ج" عاصم بن ضمرة والحارث الهمداني و"ج" علقمة و"ج" الأسود و"ج" أبي عبد الرحمن السلمى .. "2/ 108
6. محمد بن أبي أيوب ويقال ابن أيوب أبو عاصم الثقفي الكوفي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي .... "2/ 331
7. محمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عون الثقفي الكوفي الأعور تابعي، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي" 2/ 331
8. يحيى بن عقيل الخزاعي ويقال العقيلي البصري، أخذ القراءة عرضاً عن أبي عبد الرحمن السلمي" 2/ 9
9. " الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنهما أبو عبد الله سبط النبي صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة، عرض على أبيه وعلى أبي عبد الرحمن السلمي،"1/ 344
وقال الذهبي في كتاب "معرفة القراء الكبار"
10. عبد الرحمن بن أحمد ابن الحسن بن بندار الرازي أبو الفضل العجلي المقرىء أحد الأعلام وشيخ الإسلام ... وبنيسابور من أبي عبد الرحمن السلمي" 1/ 211
وإليك ترجمة عاصم بن أبي النجود قال ابن الجزري:
" عاصم بن بهدلة أبي النجود .... روى القراءة عنه (1) أبان بن تغلب (2) وأبان بن يزيد العطار (3) وإسماعيل بن مخالد (4) والحسن بن صالح (5) وحفص بن سليمان (6) والحكم بن ظهير (7) وحماد بن سلمة في قول (9) وحماد بن زيد (10) وحماد بن أبي زياد (11) وحماد بن عمرو وسليمان بن مهران الأعمش (12) وسلام بن سليمان أبو المنذر (13) وسهل بن شعيب (14) وأبو بكر شعبة بن عياش (15) وشيبان بن معاوية (16) والضحاك بن ميمون (17) وعصمة بن عروة (18) وعمرو بن خالد (19) والمفضل بن محمد (20) والمفضل ابن صدقة فيما ذكره الأهوازي (21) ومحمد بن رزيق ونعيم بن ميسرة (22) ونعيم بن يحيى ... وخلق لا يحصون وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والحارث بن نبهان وحمزة الريات والحمادان والمغيرة الضبي ومحمد بن عبد الله العزرمي وهارون بن موسى،"1/ 344
وبعد ذكر ابن الجزري لأسانيد القراء في النشر وخاصة بعد ذكر عاصم:" فذلك مائة وثمانية وعشرون طريقاً لعاصم "
وهل بعد ذلك يتحدثون ويقولون: الأسانيد آحاد؟؟ وقس علي ذلك لسائر القراء.
ثم زيادة توضيح في قضية السند نقول: .. أولا: تواترت القراءة عن النبي (صلي الله عليه وسلم) وأخذ بها الناس ثم اشتهر ممن اشتهر ابن مسعود وتواتر عند الناس شهرة ابن مسعود أنه قرأ علي النبي (صلي الله عليه وسلم) ثم أقرا ابن مسعود خلقا كثيرا واشتهر منهم أبو عبد الرحمن السلمي وقد تواتر عنه أخذه للقراءة عن ابن مسعود وليس معني هذا أن ابن مسعود لم يقرئ سوي أبي عبد الرحمن السلمي ـ كما سبق ـ وتصدي السلمي للإقراء واشتهر منهم عاصم واشتهر عن عاصم شعبة وحفص .. وهكذا فتجد أن كل فرد في السند تواترت قراءته عند الناس، وكما قرب الضباع المسألة قائلا: هذا كالذي نزل بالكوفة مثلا وسأل عن أبرز طلبة عاصم فدل علي شعبة وحفص،وهذا لا يعني أن عاصما لم يقرئ سواهما.
ولذلك قالوا: ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف، وحفظوا شيوخهم منها، جاء السند من جهتهم "
وأظن المسألة قد وضحت في قضية السند .. والحمد لله رب العالمين
وإليك أخي جوابا علي بعض الشبهات التي قالها بعض الشيوخ قالوا:
1ـ قالوا: إن القران والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي النازل على محمد صلى الله عليه وسلم، والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور. " ا. هـ
الجواب: هذا القول ذهب إليه الزركشي ومن تبعه مثل السيوطي والقسطلاني في لطائف الإشارات والشيخ أحمد البنا صاحب إتحاف فضلاء البشر ... وذهب الشيخ محمد سالم محيسن بعد ذكر قول الزركشي إلي أنهما حقيقتان بمعني واحد مستندا إلي أن تعريف القرآن مصدر مرادف للقراءة.انظر في رحاب القرآن للشيخ محيسن.ثم عقب د/ شعبان إسماعيل في كتابه ـ القراءات وأحكامها ومصادرها ـ قائلا:" إن كان الزركشي يقصد بالتغاير التغاير التام فلست معه، إذ ليس في بين القرآن والقراءات تغاير،فالقراءات الصحيحة التي تلقتها الأمة بالقبول ما هي إلا جزء من القرآن الكريم فبينهما ارتباط وثيق ارتباط الكل بالجزء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/318)
ولعل هذا الذي يقصده الزركشي حيث قال: ولست في هذا أنكر تداخل القرآن بالقراءات إذ لا بد أن يكون الارتباط وثيقا،غير أن الاختلاف علي الرغم من هذا ظل موجودا بينهما بمعني أن كلا منهما شئ يختلف عن الآخر لا يقوي التداخل بينهما علي أن يجعلهما شيا واحدا فما القرآن إلا التركيب واللفظ وما القراءات إلا اللفظ ونطقه والفرق بين هذا وذاك واضح بين" صـ21
وتعقب د/ عبد الكريم صالح في كتابه ـ محاضرات في القراءات المتواترة نظريا ـ قائلا:" والذي أراه وأميل إله في هذه المسألة هو الرأي القائل إن القرآن والقراءات حقيقتان متحدتان، ولكن ليس علي إطلاقه بل القراءات المتواترة هي القرآن لتخرج القراءات التي لم يقطع بتواترها، وعليه فنقول: كل قرآن قراءات وليس كل قراءات قرآن ليخرج بذلك القراءات الشاذة ...
ثم قال: ويحسن هنا أن نورد ما ذكره الإمام الشوكاني من الضوابط التي تشخص العلاقة بين القرآن والقراءات حين قال:" والحاصل: أن ما اشتمل عليه المصحف الشريف، واتفق عليه القراء المشهورون فهو قرآن، وما اختلفوا فيه، فإن احتمل رسم المصحف قراءة كل واحد من المختلفين مع مطابقتها للوجه الإعرابي، والمعني العربي فهي قرآن كلها، وإن احتمل بعضها دون البعض، فإن صح إسناده ما لم يحتمله، وكانت موافقة للوجه الإعرابي والمعني العربي فهي شاذة ولها حكم أخبار الآحاد في الدلالة علي مدلولها، وسواء كانت من القراءات السبع أو ممن غيرها. وأما ما لم يصح إسناده مما لم يحتمله الرسم، فليس بقرآن ولا منزل منزلة أخبار الآحاد.
وأما انتفاء كونه قرآنا فظاهر، وأما انتفاء تنزيله منزلة أخبار الآحاد فلعدم صحة إسناده. وإن وافق المعني العربي والوجه الإعرابي فلا اعتبار بمجرد الموافقة علي صحة الإسناد " إرشاد الفحول صـ30/ 31
أضف إلي ذلك: أننا إذا قرأنا ختمة لابن كثير، وختمة ثانية له، وثالثة لنافع، فالذي يترتب علي أي قراءة ختمة هو القرآن الواحد (الشخص) وتكرر الختمة الواحدة عن غيرها جاء من مقارنة الواحد بغيرها.
وبصرف النظر عن اختلافها هذا لا يتطرق إلي الذهن اختلاف فليس هناك جوهر اختلاف، وسواء صرفنا النظر أو لم نصرف فالنظر لا يري إلا أن القرآن المترتب علي قراءة من تلك واحد، وإن تكرره بتكرارها ـ اختلافها أيضا ـ لم يجعله مختلفا أو متعددا أو لم يجعله شيئا آخر غير الواحد المتشخص، بل هو كما قررناه واحد بالشخص مع كل ذلك.
وختاما أقول: إن التلازم بين القرءان والقراءة ـ أية جمع عليها نجعلنا لا نهتم بالفرق بن القراءة وقرآنها إلا لنقول احترام هذا من ذاك ولا مناص."أ. هـ صـ 20: 22 بتصرف
2ـ قالوا: لا إشكال ولا نزاع بين المسلمين في تواتر القرآن أما القراءات فوقع فيها النزاع والمشهور أنها متواترة." ا. هـ
الجواب: نوافقك في ذلك حيث استفاضت هذه الأوجه وانتشرت وقبلها الناس. وهذه القراءات متواترة في الأقطار، ويكفي ذلك تواترا.
3ـ قالوا: إن بعض من يقرر تواتر القراءات يستدل بما يفيد تواتر القرآن وهو أن القرآن قد انتشر في كل بلد وتلقاه من كل طبقة العدد الكثير عمن فوقهم وهكذا مما يتحقق به شرط التواتر، وفي هذا نظر لا يخفى".ا. هـ
الجواب: نقل ابن الجزري عن أبي شامة قائلا:" (قال) الإمام الكبير أبو شامة في "مرشده": وقد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة أي كل فرد ما روى عن هؤلاء الأئمة السبعة قالوا والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب ونحن بهذا نقول ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق واتفقت عليه الفرق من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها.
(وقال) الشيخ أبو محمد إبراهيم بن عمر الجعبري أقول: الشرط واحد وهو صحة النقل ويلزم الآخران فهذا ضابط يعرف ما هو من الأحرف السبعة وغيرها: فمن أحكم معرفة حال النقلة وأمعن في العربية وأتقن الرسم انحلت له هذه الشبهة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/319)
(وقال) الإمام أبو محمد مكي في مصنفه الذي ألحقه بكتابه "الكشف" له: فإن سأل سائل فقال: فما الذي يقبل من القرآن الآن فيقرأ به وما الذي لا يقبل ولا يقرأ به وما الذي يقبل ولا يقرأ به؟ فالجواب أن جميع ما روى في القرآن على ثلاثة أقسام: قسم يقرأ به اليوم وذلك ما اجتمع فيه ثلاث خلال وهنّ أن ينقل عن الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون وجهه في العربية التي نزل بها القرآن سائغاً ويكون موافقاً لخط المصحف فإذا اجتمعت فيه هذه الخلال الثلاث قرئ به وقطع على مغيبه وصحته وصدقه لأنه أخذ عن إجماع من جهة موافقة خط المصحف وكفر من جحده، قال (والقسم الثاني) ما صح نقله عن الآحاد وصح وجهه في العربية وخالف لفظه خط المصحف فهذا يقبل ولا يقرأ به لعلتين: إحداهما: أنه لم يؤخذ بإجماع إنما أخذ بأخبار الآحاد ولا يثبت قرآن يقرأ به بخبر الواحد.
والعلة الثانية: أنه مخالف لما قد أجمع عليه فلا يقطع على مغيبه وصحته وما لم يقطع على صحته لا يجوز القراءة به ولا يكفر من جحده ولبئس ما صنع إذا جحده، قال (والقسم الثالث) هو ما نقله غير ثقة أو نقله ثقة ولا وجه له في العربية فهذا لا يقبل وإن وافق خط المصحف قال ولكل صنف من هذه الأقسام تمثيل تركنا ذكره اختصاراً. 1/ 13،14
وأقول: فما النكير هنا فالكل اجمع علي تواتر القرآن ومنذ عهد النبوة ويجلس البعض للإقراء ويتواتر النقل عنهم وسأنقل لك في الجواب الآتي ما قاله الأئمة في تواتر الأحرف السبعة عن النبي وهذه القراءات العشر من ضمنها.
4ـ قالوا: إن تواتر القراءات عن الأئمة السبعة مسلم، أما تواترها عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى هؤلاء السبعة فمحل نظر لأن أسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم نقل آحاد كما هو موثق مدون في كتب القراءات، ولقد كان هذا مما تتوافر الدواعي على نقله وإثباته، فإذا كان النقلة يدونون الطرق الكثيرة في حديث أو أثر في مسألة ليست من أصول العلم وكباره، فما الظن في نقل كلام الله تعالى؟! " ا. هـ
الجواب:
قد بينا في البحث كيفية التواتر عند القراء، ونقل القراءة بطريق الآحاد ـ نظرا للسند ـ لا يدل علي عدم تواترها عن غيرهم قال ابن الجزري
:" وهذا مما لا يخفى فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم لا وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم"1/ 13.
قال الشيخ عبد الرزاق علي موسي: .... إن ضعف السند في القراءات لا يؤثر في قبول القراءة إذا تواترت ولا يجوز ردها،عكس الحديث الذي قد يلغى نهائياً لوجود علة ولو في فرد من أفراد سنده "0
وقال الشيخ عبد الرزاق في الفتح الرحماني:" ... ولم نسمع قارئا للقرآن يقول بعد قراءته هذه قراءة رويت عن فلان عن فلان إلي النبي ـ صلي الله علييه وسلمـ لإجماع المسلمين علي أن بين دفتي المصحف هو القرآن الكريم الذي أنزله الله من غير تحريف أو تبديل محتملا للقراءات المتواترة سواء كان برواية حفص عن عاصم في بلاد المشرق أو برواية ورش عن نافع في بلاد المغرب أو غيرهما من القراء ولعدم شهرة هذه الأسانيد بين المثقفين نسمع بعض من لا علم له بها يثير التشكيك في صحة القراءات (ومن جهل شيئا عاداه) ولكن الله حفظ القرآن من هؤلاء (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ومن وسائل هذا الحفظ أن خص الله طائفة من العلماء المتخصصين يُرجع إليهم عند الحاجة إلي معرفة الصحيح من القراءات أو غير صحيح منها وعلي رأسهم الحافظ ابن الجزري يرحمه الله في كتابه النشر وهؤلاء يسميهم القراء بالمحررين " ا. هـ 18
، ثم انظر إلي قول النووي:" وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْر بْن الْبَاقِلَّانِيّ: الصَّحِيح أَنَّ هَذِهِ
الْأَحْرُف السَّبْعَة ظَهَرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة،
وَأَثْبَتَهَا عُثْمَان وَالْجَمَاعَة فِي الْمُصْحَف وَأَخْبَرُوا بِصِحَّتِهَا، وَإِنَّمَا حَذَفُوا مِنْهَا مَا لَمْ يَثْبُت مُتَوَاتِرًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/320)
، وَأَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُف تَخْتَلِف مَعَانِيهَا تَارَة وَأَلْفَاظهَا أُخْرَى وَلَيْسَتْ مُتَضَارِبَة وَلَا مُتَنَافِيَة."3/ 172
وقال أيضا:" قَالَ غَيْره: وَلَا تَكُنْ الْقِرَاءَة بِالسَّبْعِ الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث فِي خِتْمَة وَاحِدَة، وَلَا
يُدْرَى أَيّ هَذِهِ الْقِرَاءَات كَانَ آخِر الْعَرْض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُلّهَا مُسْتَفِيضَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة وَأَضَافَتْ كُلّ حَرْف مِنْهَا إِلَى مَنْ أُضِيفَ إِلَيْهِ مِنْ
الصَّحَابَة، أَيْ أَنَّهُ كَانَ أَكْثَر قِرَاءَة بِهِ، كَمَا أُضِيفَ كُلّ قِرَاءَة مِنْهَا إِلَى مَنْ اِخْتَارَ الْقِرَاءَة بِهَا مِنْ الْقُرَّاء السَّبْعَة وَغَيْرهمْ. قَالَ الْمَازِرِيُّ: وَأَمَّا قَوْل مَنْ قَالَ:
الْمُرَاد سَبْعَة مَعَانٍ مُخْتَلِفَة كَالْأَحْكَامِ وَالْأَمْثَال وَالْقَصَص فَخَطَأ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى جَوَاز الْقِرَاءَة بِكُلِّ وَاحِد مِنْ الْحُرُوف وَإِبْدَال حَرْف بِحَرْفٍ،
وَقَدْ تَقَرَّرَ إِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ يَحْرُم إِبْدَال آيَة أَمْثَال بِآيَةِ أَحْكَام. قَالَ: وَقَوْل مَنْ
قَالَ الْمُرَاد خَوَاتِيم الْآي فَيَجْعَل مَكَان {غَفُور رَحِيم} سَمِيع بَصِير فَاسِد أَيْضًا
لِلْإِجْمَاعِ عَلَى مَنْع تَغْيِير الْقُرْآن لِلنَّاسِ، هَذَا مُخْتَصَر مَا نَقَلَهُ الْقَاضِي عِيَاض فِي الْمَسْأَلَة. وَاللَّهُ أَعْلَمُ." 3/ 172
انظر أخي إلي ما قاله:" وَكُلّهَا مُسْتَفِيضَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَبَطَهَا عَنْهُ الْأُمَّة " وانظر إلي قول القاضي عياض:": الصَّحِيح أَنَّ هَذِهِ الْأَحْرُف
السَّبْعَة ظَهَرَتْ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَبَطَهَا عَنْهُ
الْأُمَّة، وَأَثْبَتَهَا عُثْمَان وَالْجَمَاعَة فِي الْمُصْحَف وَأَخْبَرُوا بِصِحَّتِهَا، وَإِنَّمَا حَذَفُوا
مِنْهَا مَا لَمْ يَثْبُت مُتَوَاتِرًا " وهذه العشر من الأحرف السبعة بإجماع وهي
مستفيضة ومتواترة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كما قال القاضي ونقلها
عن طريق الآحاد ـ من الجهة السند ـ يعضدها انتشار القراءة .. ارجع إلي قول الشيخ عبد الفتاح القاضي.
5.قالوا: ومما يشكل على القول بتواتر جميع ما في القراءات السبع ما نقله الشيخ أحمد عن ابن الجزري بقوله: وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء السبعة وغيرهم.أ. هـ
الجواب:
اشتهار الأحرف التي قرأ بها نافع في المدينة دل علي تواترها،واشتهار أحرف ابن كثير في مكة دليل علي تواترها وكذا قراءة أبي عمرو ويعقوب في البصرة وابن عامر في الشام والكوفيين الأربع دليل علي تواترها،وكلام ابن الجزري يحمل من جهة السند وقد بينا أن شهرة القراءة وقبول الناس لها هو التواتر في القرآن والقراءات. وابن الجزري يقصد إيراد الأسانيد في كل قراءة، والشهرة والاستفاضة هو الأصل قال ابن الجزري في النشر:"، ولذلك كان الخلاف في المشهور في (بسطة) الأعراف دون (بسطة) البقرة لكون حرف البقرة كتب بالسين وحرف الأعراف بالصاد، على أن مخالف صريح الرسم في حرف مدغم أو مبدل أو ثابت أو محذوف أو نحو ذلك لا يعد مخالفاً إذا ثبتت القراءة به ووردت مشهورة مستفاضة، ألا ترى أنهم لم يعدوا إثبات ياءات الزوائد وحذف ياء (تسئلنى) في الكهف وقراءة (وأكون من الصالحين) والظاء من (بضين) ونحو ذلك من مخالفة الرسم المردود فإن الخلاف في ذلك يغتفر إذ هو قريب يرجع إلى معنى واحد وتمشيه صحة القراءة وشهرتها وتلقيها بالقبول وذلك بخلاف زيادة كلمة ونقصانها وتقديمها وتأخيرها حتى ولو كانت حرفاً واحداً من حروف المعاني فإن حكمه في حكم الكلمة لا يسوغ مخالفة الرسم فيه وهذا هو الحد الفاصل في حقيقة اتباع الرسم ومخالفته " النشر
6ـ:"فمواضع الاختلاف بين القراء السبعة يعد من المشهور لا المتواتر". ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/321)
الجواب: وهذا الكلام يجاب عليه بنفس الكلام السابق.ثم إن القراء في اختيارهم كانوا يجنحون إلي ما تواتر عندهم وأجمع عليه أكثر من أقرؤوهم .. قال الإمام نافع:" قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره."ا. هـ
5 ـ من الأدلة على عدم تواتر القراءات في زمنه صلى الله عليه وسلم القصة المشهورة في مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما، ووجه الاستدلال واضح منها.
فهذه بعض المعالم حول هذه المسألة، ووراء ذلك أمر أحق بالتحقيق وهو – فيما يظهر لي – سبب الإشكال ومنبعه وهو: تنزيل المصطلحات الحادثة وتحكيمها في العلوم الشرعية، وأعني بذلك هنا مصطلح (التواتر) فإنه مصطلح كلامي لم يستعمله السلف المتقدمون لكنه صار أصلا لا يكاد يخلو منه كتاب في مصطلح الحديث، وما يتبع ذلك من إفادة المتواتر والآحاد والتفريق بين العلم النظري والضروري .. إلخ."ا. هـ
الجواب:
هذه القصة وغيرها مما جاءت عن الصحابة في إنكار قراءة بعض الصحابة علي بعض ليست فيها دلالة علي ما تقول حيث لا يلزم بمجرد نزول الآيات أن تتواتر في الحين عند جميع الصحابة في وقت واحد،ثم إن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يقرئ الصحابة علي حسب لهجاتهم وبما يستطيعون قال "صاحب المنتقي في شرح الموطأ معلقا علي الحديث ـ أي حديث هشام
:" ... أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ تَيَسُّرًا عَلَى مَنْ أَرَادَ قِرَاءَتَهُ لِيَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ وَبِمَا هُوَ أَخَفُّ عَلَى طَبْعِهِ وَأَقْرَبُ إِلَى
لُغَتِهِ لِمَا يَلْحَقُ مِنْ الْمَشَقَّةِ بِذَلِكَ الْمَأْلُوفِ مِنْ الْعَادَةِ فِي النُّطْقِ وَنَحْنُ الْيَوْمَ مَعَ عُجْمَةِ أَلْسِنَتِنَا وَبُعْدِنَا عَنْ فَصَاحَةِ الْعَرَبِ أَحْوَجُ إِلَى."1/ 480
وقال ابن حجر في شرح نفس الحديث:" قَوْله: (فَإِنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا)
هَذَا قَالَهُ عُمَر اِسْتِدْلَالًا عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ تَخْطِئَة هِشَام، وَإِنَّمَا سَاغَ لَهُ ذَلِكَ لِرُسُوخِ قَدَمه فِي الْإِسْلَام وَسَابِقَته، بِخِلَافِ هِشَام فَإِنَّهُ كَانَ قَرِيب الْعَهْد بِالْإِسْلَامِ فَخَشِيَ عُمَر مِنْ ذَلِكَ أَنْ لَا يَكُون
أَتْقَنَ الْقِرَاءَة، بِخِلَافِ نَفْسه فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَتْقَنَ مَا سَمِعَ، وَكَانَ سَبَب اِخْتِلَاف قِرَاءَتهمَا أَنَّ عُمَر حَفِظَ هَذِهِ السُّورَة مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا ثُمَّ لَمْ يَسْمَع مَا نَزَلَ فِيهَا بِخِلَافِ مَا حَفِظَهُ وَشَاهَدَهُ، وَلِأَنَّ هِشَامًا مِنْ مُسْلِمَة الْفَتْح فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ عَلَى مَا
نَزَلَ أَخِيرًا فَنَشَأَ اِخْتِلَافهمَا مِنْ ذَلِكَ، وَمُبَادَرَة عُمَر لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيث " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَة .. "14/ 198
هذا كلام واضح لا يحتاج لبيان في سبب تنازع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ في قضية اختلافهم.وانظر إلي قوله:" وَمُبَادَرَة عُمَر لِلْإِنْكَارِ مَحْمُولَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ سَمِعَ حَدِيث " أُنْزِلَ الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " إِلَّا فِي هَذِهِ الْوَقْعَة" وقس عليه سائر الاختلافات.
وكما أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قرئ كلا بحسبه، وقد فعل القراء العشر كذلك، فالواحد منهم قرأ عدة ختمات علي شيخه، وبكثير من الأوجه، ولكنه عند التصدر للإقراء كان يقرئ كل طالب بحسب قدرته، فهذا بالسكت وهذا بالقصر وهذا بالمد ... وهكذا فكل هذه الأوجه متواترة ومستفاضة.
قالوا: كيف تقولون بتواتر القراءات رغم أن الأسانيد كلها منصبة عند ابن الجزري؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/322)
إن ابن الجزري لم يكن هو الوحيد الذي يقرئ في زمنه، وبعض الشيوخ الذين قرأ عليهم ابن الجزري كانوا موجودين، ثم ماذا فعل ابن الجزري: قام ابن الجزري بجمع ما مشتهر في زمنه ووضعه ف كتاب النشر، وهذه الطرق هي الطرق المقروءة بها في زمنه، ثم انتقال ابن الجزري في البلاد وإقراء الكثرين من الناس وقوة طلبته قد أدي إلي حفظ ما كتبه، وفي كل علم الطلبة هم السبب في شهرة الشيخ وحفظ علمه، وكما قال الشافعي:" الليث أفقه من مالك " ولكن طلبة الليث لم يحفظوا علم شيخهم إلا القدر اليسير، بعكس طلبة الإمام مالك، فقد تعددت شروح الموطأ، وكثرة النقولات عن مالك من قبل الطلبة أدي إلي حفظ المذهب المالكي، وكذا المذاهب المشهورة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولقد ذكر القراء أن أبا عبيد بن القاسم بن سلام ذكر قرابة ثلاثين قراءة أو تقل قليلا، ولم تكتب الشهرة في القراءة إلا للقراء العشرة.
وإليك نبذة يسيرة عن ابن الجزري ورحلاته في طلب العلم من مقدمة النشر للضباع:" نبذة يسيرة للتنويه بمؤلف هذا الكتاب (يقصد ابن الجزري)
لئن كان الكتاب كما قيل يقرأ من عنوانه ودلائل تباشيره تبدو من جداول بيانه: إن في كتاب النشر في القراءات العشر لأصدق التباشير وأوضح الأدلة على نباهة مؤلفه وعلو شأنه وسمو مرتبته في هذا الفن الجليل حتى لقب بحق إمام المقرئين وخاتمة الحفاظ المحقيين. فهو الإمام الحجة الثبت المحقق المدقق شيخ الإسلام سند مقرئي الأنام: أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجرزي.
ولد رحمه الله بدمشق الشام في ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية. ونشأ بها وأتم حفظ القرآن الكريم في الرابعة عشرة من عمره. ثم أخذ القراءات افراداً على الشيخ أبي محمد عبد الوهاب ابن السلار. والشيخ أحمد بن إبراهيم الطحان. والشيخ أحمد بن رجب. ثم جمع للسبعة على الشيخ إبراهيم الحموي. ثم جمع القراءات بمضمن كتب علي الشيخ أبي المعالي محمد بن أحمد بن اللبان. ثم في سنة 768 هـ حج وقرأ على إمام المدينة الشريفة وخطيبها أبي عبد الله محمد بن صالح الخطيب بمضمن التيسير والكافي.
ثم رحل في سنة 769 إلى الديار المصرية. فدخل القاهرة المعزية وجمع القراءات للإثني عشر على الشيخ أبي بكر عبد الله بن الجندي. وللسبعة بمضمن العنوان والتيسير والشاطبية على أبي عبد الله محمد بن الصائغ. وأبي محمد عبد الرحمن بن البغدادي. ولما وصل إلى قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) توفى ابن الجندي. وورد عنه رحمه الله تعالى أنه استجازه فأجازه وأشهد عليه قبل وفاته. ولما أكمل على الشيخين المذكورين رجع إلى دمشق. ثم رحل ثانية إلى مصر وجمع ثانياً على ابن الصائغ للعشرة بمضمن الكتب الثلاثة المذكورة والمستنير والتذكرة والإرشادين والتجريد. ثم على ابن البغدادي للأربعة عشر ما عدا اليزيدي ثم عاد إلى دمشق فجمع بها القراءات السبع في ختمه على القاضي أبي يوسف أحمد بن الحسين الكفري الحنفي. ثم رحل ثالثة إلى الديار المصرية. وقرأ بمضمن الإعلان وغيره على الشيخ عبد الوهاب القروي. وسمع كثيراً من كتب القراءات وأجيز بها.
وقرأ الحديث والفقه والأصول والمعاني والبيان على كثير من شيوخ مصر منهم الشيخ ضياء الدين سعد الله القزويني. وأجازه بالإفتاء شيخ الإسلام المقرئ المحدث المؤرخ أبو الفداء إسماعيل بن كثير قبيل وفاته سنة 774 هـ وكذلك أذن له الشيخ ضياء الدين سنة 779 هـ وكذلك شيخ الإسلام البلقيني سنة 785 هـ.
وجلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي سنين.
وأخذ القراءات عنه كثيرون. فمن كمل عليه القراءات العشر بالشام ومصر ابنه أبو بكر أحمد. والشيخ محمود بن الحسين بن سليمان الشيرازي. والشيخ أبو بكر بن مصبح الحموي. والشيخ نجيب الدين عبد الله بن قطب بن الحسن البيهقي. والشيخ أحمد بن محمود بن أحمد الحجازي الضرير. والمحب محمد بن أحمد بن الهائم. والشيخ الخطيب مؤمن بن علي بن محمد الرومي. والشيخ يوسف بن أحمد بن يوسف الحبشي. والشيخ علي بن إبراهيم بن أحمد الصالحي. والشيخ علي بن حسين بن علي اليزدي. والشيخ موسى الكردي. والشيخ علي بن محمد بن علي نفيس. والشيخ أحمد بن علي بن إبراهيم الرماني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/323)
وولي قضاء الشام سنة 793 هـ. ثم دخل الروم لما ناله بالديار المصرية من أخذ ماله فنزل مدينة بروسة دار السلطان العادل بايزيد العثماني سنة 798 هـ فأكمل عليه القراءات العشر بها كثيرون: منهم الشيخ أحمد بن رجب. والشيخ سليمان الرومي. والشيخ عوض عبد الله والفاضل علي باشا، والإمام صفر شاه، والولدان الصالحان محمد ومحمود أبناء الشيخ الصالح الزاهد فخر الدين الياس بن عبد الله، والشيخ أبو سعيد بن بشلمش بن منتشا شيخ مدينة العلايا وغيرهم.
ثم لما كانت فتنة تيمورلنك سنة 855 هـ التي انتهت بموت السلطان بايزيد احتشد تيمورلنك المترجم له معه وحمله إلى ما وراء النهر وأنزله بمدينة كش فأقرأ بها القراءات وبسمرقند أيضاً. وممن أكمل عليه القراءات العشر بمدينة كش الشيخ عبد القادر ابن طلة الرومي. والحافظ بايزيد الكشي. والحافظ محمود بن المقري شيخ القراءات بها.
ثم لما توفى تيمورلنك سنة 807 هـ خرج مما وراء النهر فوصل خراسان وأقرأ بمدينة هراة جماعة للعشرة أكمل بها جمال محمد بن محمد بن محمد بن محمد الشهير بابن افتخار الهروي.
ثم قفل راجعاً إلى مدينة يزد فأكمل عليه العشر جماعة منهم المقرئ الفاضل شمس الدين بن محمد الدباغ البغدادي. ثم دخل أصبهان فقرأ عليه جماعة أيضاً. ثم وصل إلى شيراز في رمضان سنة 808 هـ فأمسكه بها سلطانها بير محمد بن صاحبها أمير عمر فقرأ عليه بها جماعة كثيرون للعشرة منهم السيد محمد بن حيدر المسبحي. وإمام الدين عبد الرحيم الأصبهاني. ونجم الدين الخلال. وأبو بكر الجنحي. ثم ألزمه صاحبها بير محمد بالقضاء بها وبممالكها وما أضيف إليها كرهاً فبقي فيها مدة وتغيرت عليه الملوك فلم تطب له الإقامة بها فخرج منها متوجهاً إلى البصرة وكان قد رحل إليه المقرئ الفاضل المبرز أبو الحسن طاهر بن عرب الأصبهاني فجمع عليه ختمه بالعشر من الطيبة والنشر ثم شرع في ختمه للكسائي من روايتي قتيبة ونصير عنه ففارقه بالبصرة وتوجه الأستاذ ومعه المولى معين الدين بن عبد الله بن قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة بنجد وتوجها منها قاصدين البيت الحرام فأخذهما أعراب من بني لام بعد مرحلتين فنجاهما الله تعالى ورجعا إلى عنيزة ونظم بها الدرة المضيئة في القراءات الثلاث حسبما تضمنه كتاب تحبير التيسير له، ثم تيسر لهما الحج وأقام بالمدينة مدة قرأ عليه بها شيخ الحرم الطواشي وألف بها في القراءات كتاب نشر القراءات العشر ومختصره التقريب وغيرهما.
وبعد ذلك عاد إلى شيراز وبها كانت وفاته في ضحوة الجمعة لخمس خلون من ربيع الأول سنة 833 هـ ودفن بدار القرآن التي أنشأها بها عن 82 سنة رحمه الله وبوأه بحبوحة رضاه وكفى به رحيماً.
وهذا كاف ولعله يكون جوابا شافيا وقد تبين مفهوم التواتر عند القراء وعند المحدثين.
هذا ما من الله به علينا،ونسأله الإخلاص فيما قلنا وعملنا وأن يتقبلها منا ويجعلها لنا نجاة وزخرا يوم القيامة.آآآمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر عبد الحكيم
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[28 - 10 - 06, 02:00 ص]ـ
جزاك الله كل خير
وأرجو أن تتكرم بذكر مصدر هذا المقال فقد لاحظت أنك كتبت في آخره ((أبو عمر عبد الحكيم)) فمن هو؟؟
ـ[عمر فولي]ــــــــ[10 - 01 - 07, 09:50 م]ـ
جزاك الله كل خير
وأرجو أن تتكرم بذكر مصدر هذا المقال فقد لاحظت أنك كتبت في آخره ((أبو عمر عبد الحكيم)) فمن هو؟؟
السلام عليكم
أخي الكريم عمر فولي هو هو أبو عمر عبد الحكيم.
وكنت أضع هذه الأبحاث باسم " المقرئ" ولكن في هذا المنتدي وجدت أخا فاضلا اسمه " المقرئ " وأنا شخصيا لم ألتق به، فأتيت باسم ولدي عمر " وجدي " فولي " ودخلت بالاسم، وليس كما زعم المدعو الصفتي أنني أدخل وأغير اسمي فتغيير الاسم كان لأمر عارض والأمر في ذلك يسير.
قال الشاطبي:
وَرُبَّ مَكاَنٍ كَرَّرَ الْحَرْفَ قَبْلَهَا ... لِمَا عَارِضٍ وَالْأَمْرُ لَيْسَ مُهَوِّلاَ (ابتسامة)
أما من أنا؟
انظر هذا الرابط
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=10623
والسلام عليكم
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[11 - 01 - 07, 07:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً وأهلاً بك أخاً كريماً
ـ[عمر فولي]ــــــــ[11 - 01 - 07, 10:42 ص]ـ
السلام عليكم
وجزاك أخي خيرا علي كرمك
والسلام عليكم
ـ[أبو مصعب الزهيري]ــــــــ[08 - 02 - 07, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا، ونفعنا الله وإياك بهذا العلم0
ـ[عمر فولي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 07:50 ص]ـ
السلام عليكم
وجزاك الله خيرا، ونفعنا الله وإياك بهذا العلم0وبارك فيك يا أخي الكريم
والسلام عليكم
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيرا،، و لي استفسار:
كلام من هذا
(ـ من الأدلة على عدم تواتر القراءات في زمنه صلى الله عليه وسلم القصة المشهورة في مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما، ووجه الاستدلال واضح منها.
فهذه بعض المعالم حول هذه المسألة، ووراء ذلك أمر أحق بالتحقيق وهو – فيما يظهر لي – سبب الإشكال ومنبعه وهو: تنزيل المصطلحات الحادثة وتحكيمها في العلوم الشرعية، وأعني بذلك هنا مصطلح (التواتر) فإنه مصطلح كلامي لم يستعمله السلف المتقدمون لكنه صار أصلا لا يكاد يخلو منه كتاب في مصطلح الحديث، وما يتبع ذلك من إفادة المتواتر والآحاد والتفريق بين العلم النظري والضروري .. إلخ."ا. هـ)
و جزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/324)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا،، و لي استفسار:
كلام من هذا
(ـ من الأدلة على عدم تواتر القراءات في زمنه صلى الله عليه وسلم القصة المشهورة في مخاصمة عمر مع هشام بن حكيم رضي الله عنهما، ووجه الاستدلال واضح منها.
فهذه بعض المعالم حول هذه المسألة، ووراء ذلك أمر أحق بالتحقيق وهو – فيما يظهر لي – سبب الإشكال ومنبعه وهو: تنزيل المصطلحات الحادثة وتحكيمها في العلوم الشرعية، وأعني بذلك هنا مصطلح (التواتر) فإنه مصطلح كلامي لم يستعمله السلف المتقدمون لكنه صار أصلا لا يكاد يخلو منه كتاب في مصطلح الحديث، وما يتبع ذلك من إفادة المتواتر والآحاد والتفريق بين العلم النظري والضروري .. إلخ."ا. هـ)
و جزاك الله خيرا.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=224
ـ[النويري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:43 ص]ـ
بوركتم أخي الحبيب(3/325)
الاختيار عند القراء
ـ[عمر فولي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 07:07 ص]ـ
الاختيار عند القراء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله_ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ...
فالقراءة مبناها علي الاختيار وهذا ما عليه العلماء وسلف الأمة، ولا يدل ذلك علي أن يقرا كل أحد باختيار من عنده فالمسألة لها ضوابط وشروط، وها نحو نتناول هذه الضوابط والشروط وعدة جوانب أخري.
ولمعرفة حقيقة هذه القضايا، نذكر تعريف الاختيار ثم نتحدث عن مراحل نشأة القراءات وغيرها ...
قال الراغب في مفرداته:
خير
- الخير: ما يرغب فيه الكل، كالعقل مثلا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضده: الشر.
والمختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار؛ فإن الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول." ا. هـ بتصرف
والاختيار عند القراء: اختيار القارئ لوجه من مسموعاته والاقتصار عليه
قال نافع: قرأت على سبعين من التابعين فما اجتمع عليه اثنان أخذته، وما شك به واحد تركته حتى ألفت هذه القراءة. وقرأ الكسائي على حمزة وغيره، فاختار من قراءة غيره نحوا من ثلاثمائة حرف، وكذا أبو عمرو على ابن كثير، وخالفه في نحو ثلاثة آلاف حرف اختارها من قراءة غيره. " ا. هـ القواعد والإشارات في أصول القراءة 1/صـ2
وقال د/ محمد بن عبد العزيز الخضيري في محاضرته في علوم القرآن:
" الاختيار: وهو أن يختار القارئ من بين مروياته أو الرواي من بين مسموعاته أو الآخذ عن الراوي من بين محفوظاته وكل واحد من هؤلاء مجتهد في اختياره. ولعنا نمثل بمثال يتضح به هذا الأمر ولو بشكل يسير مثلاً في سورة الروم قال الله - سبحانه وتعالى- ? اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا
وَشَيْبَةً ? [الروم: 54] هذه كلمة: ضعف فيها قراءتان: ? اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ?، والثانية ?من ضُعْفٍ ? وهكذا في سائر الآية في كل موارد الضَعف والضُعف في الآية فكلمة ضعف بالفتح هذه قراءة حمزة اتفق الرواة كلهم عن حمزة بقراءتها ضَعف وهي رواية شعبة عن عاصم يعني: ما رواه شعبة عن عاصم رواها بفتح الضاد قال: ضَعف وهي طريق عبيد بن الصباح عن حفص عن عاصم فسمينا هذا طريقاً وسمّينا ما ذكره شعبة أو ما جاء به شعبة عن عاصم رواية، وسمينا ما جاء عن حمزة قراءة." ا. هـ
قال الشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى تحت عنوان " تعريف الاختيار:
"الاختيار في القراءات: هو اختيار بعض المرويّ دون بعض عند الإقراء والتلقي لأنّ كلّ قارئ من الأئمة وغيرهم، يأخذ الأحرف القرآنية من عدد من الشيوخ ويحاول قدر جهده أن يتلقى على أكبر عدد منهم، فصاروا يجوبون الأقطار بحثاً عن النقلة الضابطين لكتاب الله يأخذون عنهم، ويتلقّون منهم ولكن القارئ إذا أراد أن يقرئ غيره من الطلاب فإنّه لا يُقرئه بكلّ ما سمع، بل هو يختار من مسموعاته فيُقرئ به ويترك بعضاً آخر فلا يُقرئ به.
والسبب في ذلك: أنّه يراعي أولاً: الترجيح بين الروايات، ويختار أشهرها وأكثرها رواة، ويتجنّب ما شذّ به واحد، كلّ ذلك حسب علمه في ذلك، وما بلغه وما بلع أهل مصره، فهذا نافع المدني يقول: قرأت على سبعين من التابعين فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شذّ فيه واحد تركته .. وذلك لأنّ ورشاً قرأ عليه بما تعلّم في بلده ـ أي بلد ورش ـ فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمّته فتركه على ذلك.
ومن هنا يظهر لنا أنّه لا دخل للرأي وللقياس في القراءات، فإذا وجدنا أحداً يقول: هذا اختيار فلان فلا نفسّر هذا بأنّه استحسان منه أو تدخّل من القراء بقياس قراءة على قراءة أخرى حاشاهم الله من ذلك فقد أجمعوا على منعه وحرمته كما سبق." (تأمّلات حول تحريرات العلماء للقراءات المتواترة ص26 (.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/326)
فهذا كلام طيب من الشيخ عبد الرزاق، ولكن هذه العبارة:" ... وذلك لأنّ ورشاً ... قرأها نافع عن بعض أئمته فتركه علي ذلك "
. أقول: قال ابن الجزري في ترجمة الإمام نافع: الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني:" ... وقال الأعشى كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك .. " غاية النهاية
وقال الذهبي:"وروى هارون بن موسى الفروي عن أبيه عن نافع بن أبي نعيم أنه كان يجيز كل ما قريء عليه إلا أن يسأله إنسان أن يقفه على قراءته فيقفه عليها وعن الأعشى قال كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يسأله ... " معرفة القراء الكبار
ومعني هذا الكلام أن نافعا لا يلزم أحدا بقراءته إلا أن يطلبها، وورش قرأ علي نافع بعدما حصّل نافع القراءة قال الذهبي في ترجمة ورش:
وقال محمد بن عبدالرحيم الأصبهاني المقرئ سمعت أبا القاسم وأبا الربيع وغيرهم ممن قرأت عليه يقولون: إن ورشا إنما قرأ على نافع بعد ما حصل نافع القراءة " فإن كان ورش طلب قراءة نافع، يكون كلام الشيخ عبد الرزاق فيه نظر، وإن كان نافع أقرّه ـ أي تركه يقرأ بما قرأه في بلده ـ فالكلام صواب، ولكن الظاهر أنه قرأ بقراءة نافع قال الداني في جامع البيان:" .. وقرأ علي نافع وختم عليه ختمات كثيرة ثم انصرف إلي مصر وأقرأ بها إلي أن توفي ... "صـ47 وأقرأ بقراءة نافع ولو كان الأمر علي خلافه لبينه لأن الأصل أنه قرأ بقراءة نافع،لإلا أن كون هناك نص بذلك من أحد الأئمة. ـ والله أعلم ــ
فإن قال قائل: لم اقتصر الناس علي القراء العشر وتركوا بقية القراءات؟ أليست الأمة آثمة بتركها وتضيعها لبقية الأحرف؟؟
قال د/ الدوسري:" وما ترك من القراءات له أصل في الشرع، وإلا كانت الأمة آثمة بعدم أدائه، وهذا الأصل هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الأحرف السبعة: " فاقرؤوا ما تيسر منه "، حيث دلّ الحديث على أن نقل جميع حروف القراءات ليس نقل فرض وإيجاب، وإنما كان أمر إباحة وترخيص " انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 1/ 28 ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 13/ 396، وبذلك يظهر وجه علّة الأوجه والروايات التي كان يقرأ بها في الأمصار عن الأئمة السبعة أو العشرة ثم اندثرت، مثال ذلك قول الحافظ أبي العلاء (ت 569 هـ) في مقدمة غايته: " فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم، وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق " غاية الاختصار في القراءات العشر للحافظ أبي العلاء 1/ 3.، ثم ذكر بعد ذلك رواتهم ومنهم شجاع ابن أبي نصر (190 هـ) وأبو زيد الأنصاري (ت 215 هـ) عن أبي عمرو البصري (ت 154 هـ)، وقتيبة ابن مِهْران (ت بعد 200 هـ) عن الكسائي (ت189 هـ) وغيرهم، في حين أن روايات هؤلاء وأمثالهم لا يقرأ بها الآن". وانظر نحو هذا المثال في مفردة نافع للداني صـ 6، وقلما تخلوا كتب القراءات في مقدماتها من هذا القبيل
وأما ما يذكر في كتب القراءات على وجه القراءة مع مخالفته للرسم فقد حمله أكثر العلماء على وجه التعليم فحسب، وذلك من أجل الاستفادة في الأحكام الشرعية والأدبية. " انظر التمهيد لما في الموطأ من معاني وأسانيد لابن عبد البر 8/ 292 والقول الجاذّ لمن قرأ بالشاذّ للنويري1/ 75 ولطائف الإشارات لفنون القراءات للقسطلاني 1/ 37. "ا. هـ المنهاج في الحكم على القراءات
وقال د /محمود حوا في كتابه " المدخل إلى علم القراءات
1 - أن الأمة مخيرة في القراءة بأي حرف من هذه الأحرف من غير إلزام بواحد منها، ومن قرأ بحرف منها فقد أصاب، وليس لأحد أن ينكر عليه، بدليل قوله ? (فاقرؤوا ما تيسر منه) وقول جبريل: (فأيما حرف قرؤوا به فقد أصابوا)." ا. هـ صـ17
فإن كانت الأمة ملزمة بجميع الأحرف لم تكن هذه الأحرف السبعة من باب التيسير حيث المشقة محققة علي الأمة في المحافظة علي جميع هذه الأحرف.
وهذا يجعلنا نتطرق إلي قضية أخري ألا وهي:
هل تجوز قراءة القرآن بالمعني؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/327)
الجواب: لا تجوز القراءة بالمعني ـ رغم أن القرآن عربي ـ ولكن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، قال في النشر:" وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم البغدادي المقري النحوي وكان بعد الثلاثمائة قال الإمام أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه البيان: وقد نبغ نابغ في عصرنا فزعم أن كل من صح عنده وجه في العربية بحرف من القرآن يوافق المصحف فقراءته جائزة في الصلاة وغيرها فابتدع بدعة ضل بها عن قصد السبيل (قلت) وقد عقد له بسبب ذلك مجلس ببغداد حضره الفقهاء والقراء وأجمعوا على منعه وأوقف للضرب فتاب ورجع وكتب عليه بذلك محضر كما ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وأشرنا إليه في الطبقات ومن ثم امتنعت القراءة بالقياس المطلق وهو الذي ليس له أصل في القراءة يرجع إليه ولا ركن وثيق في الأداء يعتمد عليه كما روينا عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول فاقرؤوا كما علمتموه ولذلك كان الكثير من أئمة القراءة كنافع وأبي عمرو يقول لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قرأت لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا ". صـ1/ 17
وقال ابن الجزري في غاية النهاية في ترجمة ابن محيصن:" وقال ابن مجاهد كان لابن محيصن اختيار في القراءة على مذهب العربية فخرج به عن إجماع أهل بلده فرغب الناس عن قراءته وأجمعوا على قراءة ابن كثير لاتباعه ".2/ 294
قال السيوطي في الإتقان:" وبقي قسم رابع مردود أيضاً، وهو ما وافق العربية والرسم ولم ينقل ألبتة، فهذا رده أحق ومنعه أشد ومرتكبه مرتكب لعظيم من الكبائر. وقد ذكر جواز ذلك عن أبي بكر بن مقسم وعقد له بسبب ذلك مجلس وأجمعوا على منعه، ومن ثم امتنعت القراءة القياس المطلق الذي لأصل يرجع إليه، ولا ركن يعتمد في الأداء عليه."ا. هـ 1/ 90
وقال أ. عبد الرحمن الشهري: " ... أن تسمية هذه المسألة (جواز قراءة القرآن بالمعنى) قد ردها كثير من العلماء قديماً وحديثاً.
وممن رأيته ردها أبو بكر الباقلاني في كتابه الانتصار للقرآن 1/ 65 بقوله: (القراء السبعة متبعون في جميع قراءاتهم الثابتة عنهم، التي لا شكوك فيها، ولا أنكرت عليهم، بل سوغها المسلمون، وأجازوها لمصحف الجماعة، وقارئون بما أنزل الله جل ثناؤه، وأن ما عدا ذلك مقطوع على إبطاله وفساده وممنوع من إطلاقه، والقراءة به، وأنه لا يجوز ولا يسوغ القراءة على المعنى دون اتباع لفظ التنزيل، وإيراده على وجهه، وسببه الذي أنزل عليه، وأداه الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكذلك الإمام ابن الجزري في النشر بقوله: (أما من يقول بأن بعض الصحابة، كابن مسعود، كان يجيز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه. إنما قال: نظرت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم).
وردها القاضي أحمد بن عمر الحموي في كتابه القواعد والإشارات في أصول القراءات فقال: (أما ما نقل عن الصحابة بأنهم يجيزون القراءة بالمعنى دون اللفظ كالذي نسب لابن مسعود فلا يصح).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 13/ 397: (وأما من قال عن ابن مسعود أنه كان يجوز القراءة بالمعنى فقد كذب عليه، وإنما قال: نظرت إلى القراء فرأيت قراءتهم متقاربة، وإنما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلم، وتعال، فاقرؤوا كما علمتم، أو كما قال".ا. هـ
قال في البرهان:الثالث: أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ورد على حمزة قراءة (والأرحام) بالخفض ومثل ما حكى عن أبى زيد والأصمعي ويعقوب الحضرمي أن خطئوا حمزة فى قراءته) وما أنتم بمصرخي (بكسر الياء المشددة وكذا أنكروا على أبى عمرو إدغامه الراء عند اللام فى < يغفلكم >
وقال الزجاج إنه خطأ فاحش ولا تدغم الراء فى اللام إذا قلت مر لى بكذا لأن الراء حرف مكرر ولا يدغم الزائد فى الناقص للإخلال به فأما اللام فيجوز إدغامه فى الراء ولو أدغمت اللام فى الراء لزم التكرير من الراء وهذا إجماع النحويين انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/328)
وهذا تحامل وقد انعقد الإجماع على صحة قراءة هؤلاء الأئمة وأنها سنة متبعة ولا مجال للاجتهاد فيها ولهذا قال سيبويه فى كتابه فى قوله تعالى) ما هذا بشرا (وبنو تميم يرفعونه إلا من درى كيف هى فى المصحف.
وإنما كان كذلك لأن القراءة سنة مروية عن النبى ? ولا تكون القراءة بغير ما روى عنه قال ابن مجاهد: إذا شك القارئ فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض".ا. هـ
وقول ابن مجاهد هذا لا يصح العمل به الآن بعد تصنيف الكتب والتزام القراء بالأوجه المقروءة.
أما قول الزرقاني:" ... أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء .. "
المقصود بقوله "وليست اختيارية" يقصد به الكلمات القرآنية الخاصة بكل قارئ وأنها ليست من استحساناته ولكن مما قرأ به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حيث اعترض كثير من النحاة علي بعض القراءات من جهة أنها خطأ من القراء قال أبو حيان:" وإنكار هؤلاء فيه نظر، لأن أئمة القراءة لم يقرؤوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا، تطرق إليهم فيما سواه، والذي نختاره ونقوله: إن نقل القراءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه." ولا يظن القارئ أن هذا القول فيه دليل علي منع الاختيار في القراءة فمقصد الزمخشري أن القراء يختارون من تلقاء أنفسهم ولذلك اختاروا كلمات تخالف العربية ـ هذا من وجهة نظره ـ وقد بينا فسادها. وهذا يدلك أن جميع هذه القراءات مما قرأ به النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولم يخرج القراء عن هذا ولو في حرف واحد، والاختيار الذي نحن بصدده هو الاختيار من الحروف والأوجه المسموعة عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ لا الأوجه المستحسنة في العربية فبينهما بون شاسع.
وقبل الدخول في تفصيل الاختيار ننظر إلي مراحل التلقي ـ أي مرحلة نشأة القراءات ـ:
قال الشيخ /محمود حوا في كتابه المدخل للقراءات:" نشأة علم القراءات:
يمكن تقسيم مراحل تطور علم القراءات إلى المراحل التالية:
المرحلة الأولى: القراءات في زمن النبوة:
وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
- مصدر القراءات هو جبريل عليه السلام.
- المعلم الأول للصحابة هو رسول الله ? وهو المرجع لهم فيما اختلفوا فيه من أوجه القراءة.
- قيام بعض الصحابة بمهمة التعليم مع رسول الله ? إما بأمر من رسول الله ? أو بإقرار منه.
- ظهور طائفة من الصحابة تخصصت بالقراءة (القراء) ومنهم سبعين قارئا قتلوا في بئر معونة، كما أن منهم (أبا بكر وعثمان وعلي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وأبو الدرداء) وقد قال عنهم الإمام الذهبي: (فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن – أي كاملا- في حياة النبي ? وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة) ().
المرحلة الثانية: القراءات في زمن الصحابة رضي الله عنهم:
وتبدأ هذه المرحلة من وفاة النبي ? وحتى نهاية النصف الأول من القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
- تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة.
- بدأت تظهر أوجه القراءة المختلفة، وصارت تنقل بالرواية,
- تعيين الخليفة عثمان قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصر الذي أرسل إليه في الأغلب. حيث أرسل عثمان إلى مكة (عبد الله بن السائب المخزومي) وأرسل إلى الكوفة (أبا عبد الرحمن السلمي) وكان فيها قبله عبد الله بن مسعود من أيام عمر ?، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة، وكان هذا في حدود سنة ثلاثين للهجرة.
المرحلة الثالثة: القراءات في زمن التابعين وتابعي التابعين:
وتمتد هذه المرحلة من بداية النصف الثاني من القرن الأول، وحتى بداية عصر التدوين للعلوم الإسلامية وتتميز هذه المرحلة بما يلي:
- إقبال جماعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلاء القراء الذين تلقوه بالسند عن رسول الله ? و توافق قراءتهم رسم المصحف العثماني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/329)
- تفرغ قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة حتى صاروا أئمة يقتدى بهم في القراءة، وأجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول، ولتصديهم للقراءة وملازمتهم لها وإتقانهم نسبت القراءة إليهم وتميز منهم:
o في المدينة: أبو جعفر زيد بن القعقاع (ت130) وشيبة بن نصاح (130) ونافع بن أبي نعيم (169).
o وفي مكة: عبد الله بن كثير (120) وحميد الأعرج (130) ومحمد ابن محيصن (123).
o وفي الكوفة:يحيى بن وثاب (103) وعاصم بن أبي النجود (129) وسليمان الأعمش (148) وحمزة الزيات (156) وعلي الكسائي (189).
o وفي البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق (129) وعيسى بن عمر (149) وأبو عمرو بن العلاء (154) وعاصم الجحدري (128) ويعقوب الحضرمي (205).
o وفي الشام: عبد الله بن عامر (118) وعطية بن قيس الكلابي (121) ويحيى بن الحارث الذماري (145).
المرحلة الرابع: مرحلة التدوين:
ويمكن إبراز جوانب هذه المرحلة بما يلي:
- اختلف في أول من دون القراءات، فقيل هو الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (224) وقيل أبو حاتم السجستاني (225) وهو رأي ابن الجزري، وقيل يحيى بن يعمر (90)
- تسبيع السبعة والاقتصار عليهم، وأول من قام بذلك الإمام أبو بكر أمحمد بن موسى بن مجاهد (ت324) وكان لشهرته العلمية أثر كبير في اشتهار القراءات الشبع التي اختارها.
- بدأ ظهور وتبلور شروط القراءة الصحيحة وتمييز الصحيح من الشاذ. ويقال بأن أول من ألف في القراءات الشواذ هو ان مجاهد أيضاً حيث ألف كتابه أسماه (الشواذ) إلا أن هذا الكتاب مفقود.
- الاحتجاج للقراءات الصحيحة في جوانبها اللغوية (صوتيا وصرفيا ونحويا).
- توالي التأليف في القراءات السبع، فألف مكي ابن أبي طالب القيسي كتابيه التبصرة والكشف، وألف أبو عمرو الداني (ت444) التيسير في القراءات السبع وجامع البيان ونظم الإمام الشاطبي (ت590) التيسير في حرز الأماني ووجه التهاني (الشاطبية).
- مرحلة إفراد القراءات في مؤلفات خاصة بها، أو جمع أقل من السبعة أو أكثر من السبعة لدفع ما علق في أذهان الكثيرين من أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة، لبيان أن هناك قراءات أخرى غير السبعة التي جمعها ابن مجاهد وهي قراءات مقبولة وصحيحة، وتوج ذلك وختم بكتاب ابن الجزري النشر في القراءات العشر ومنظومته طيبة النشر في القراءات العشر.
المرحلة المعاصرة: القراءات في عصرنا:
لقد مر علم القراءات كغيره من العلوم الإسلامية بفترات ندر فيها طالبوه وقل راغبوه، إلا أنه وفي هذا العصر بدأت نهضة العلوم الإسلامية من جديد ومن بينها علم القراءات وكثر الراغبون في تعلم هذا العلم وتلقيه، وكما ظهرت التآليف المختلفة التي تسهل هذا العلم وتقربه لطلابه إما بتهذيب وتحقيق كتب السابقين أو بتأليف كتب معاصرة جديدة. كما ظهرت الإذاعات والقنوات الفضائية المتخصصة في القرآن الكريم، وأسست الهيئات والجمعيات والمجامع لنشر القرآن الكريم وعلومه.
وأما عن انتشار القراءات في العالم الإسلامي:
فإن رواية حفص عن عاصم تنتشر في معظم الدول الإسلامية لا سيما في المشرق.
ورواية قالون في ليبيا تونس وأجزاء من الجزائر.
ورواية ورش في الجزائر والمغرب وموريتانيا ومعظم الدول الإفريقية.
ورواية الدوري عن أبي عمرو في السودان والصومال وحضرموت في اليمن." ا. هـ
عرفنا فيما سبق من خلال تاريخ القراءات، وأن هناك شروطاً للقراءة المقبولة تميزها عن غيرها من القراءات وفيما يلي نبين هذه الشروط.
شروط القراءة المقبولة:
يشترط للقراءة الصحيحة توفر ثلاثة شروط:
1 - موافقة وجه صحيح من اللغة العربية (قواعد النحو).
2 - موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً، مثل (ملك) تحتمل (مالك)، ومثل (مكانتكم) (مكاناتكم).
3 - حصول التواتر: وهو أن ينقلها عدد كبير يستحيل في العادة اجتماعهم على الكذب.
ويعتبر الشرطان الأول والثاني تبع للشرط الثالث، عند جمهور من اشترط التواتر من العلماء ومنهم ابن الجزري في قوله الأول من قوليه.
بينما يرى جمهور العلماء ومنهم أبو شامة وابن الجزري ومكي ابن أبي طالب وغيرهم أنه يكفي لصحة القراءة أن تكون مشهورة صحيحة الإسناد، إضافة إلى شرطي: موافقة الرسم ووجه من أوجه النحو ()، وبالتالي يكون شرط موافقة اللغة والرسم أساسيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/330)
وكلا القولين – فيما أراه والله أعلم - مؤداه واحد والخلاف بينهما لفظي، لأن الرسم منقول بالتواتر ومجمع عليه من قبل الأمة، كما أن القولين في الواقع متفقان في النتيجة على قبول القراءات العشر كلها والقراءة بها.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
فكل ما وافق وجه نحوي * وكان للرسم احتمالا حوي
وصح إسناد هو القرآن * فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت* شذوذه لو أنه في السبعة
القراءات العشر المتواترة:
القراءات المتواترة هي عشر قراءات، تنسب كل قراءة إلى إمام من أئمة القراءة، وهذه النسبة ليست نسبة اختراع وإيجاد ولكنها نسبة ملازمة وإتقان، ولكل قارئ راويان:
قراءة الإمام نافع المدني. رواها عنه عيسى بن مينا: (قالون)، عثمان بن سعيد المصري: (وَرش).
قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي: رواها عنه أحمد بن عبد الله بن أبي بزة (البزي) محمد بن عبد الرحمن المكي (قنبل).
قراءة الإمام أبي عمر بن العلاء البصري: رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصالح بن زياد الرستبي (السوسي).
قراءة الإمام عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي: رواها عنه: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان.
قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي: رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوفي (شعبة)، حفص بن سليمان الغاضري.
قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي: رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار، وخلاد بن خالد.
قراءة الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي: رواها عنه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي، وحفص بن عمر الدوري راوي أبي عمر البصري.
قراءة الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني: رواها عنه عيسى بن وردان أبو الحارث الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.
قراءة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري: رواها عنه محمد بن المتوكل (رُوَيْس)، ورَوْح بن عبد المؤمن.
قراءة الإمام خلف بن هشام البزار الكوفي: رواها عنه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد."ا. هـ
وتحدث د/ عبد العزيز خضير عن نشأة علم القراءات أيضا فقال:
- أيها الأحبة- نتحدث عن نشأة علم القراءات، بينا فيما سبق من دروس علوم
القرآن - بحمد الله سبحانه وتعالى- كيف نزل القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولسنا بحاجة إلى إعادة هذا الأمر, ثم بينا بعد ذلك أيضاً كيف تم جمعه في عهد الصديق أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- وكيف تم جمعه في عهد عثمان -رضي الله تعالى عنه- إن عثمان -رضي الله تعالى عنه- لما كتب المصاحف ووحدهم على حرف قريش وما يوافقه من حروف أخرى التي ثبتت في العرضة الأخيرة كتب سبعة مصاحف وأرسلها إلى الأمصار وأرسل مع كل مصحف قارئاً يعلم الناس فأخذ الناس القراءة من هؤلاء القراء ثم تتابع الناس يقرؤون القرآن ويروونه ويتلقاه جيل بعد الجيل واستمر الناس على ذلك.
لما كثر القراء وكثر الرواة وأصبحت أعدادهم في المصر الواحد لا تكاد تحصر خشي المسلمون أن يأتي إنسان فيُدخل في هذه القراءات شيئاً ليس منها ويختلط الأمر على من يأتي بعد ذلك من هذه الأمة, فتداعى المسلمون إلى ضبط القراء المأمونين المعروفين بطول أعمارهم في أخذ القرآن واجتهادهم وتوثقهم وكونهم أخذوه من عدد من المصادر وتلقوه تلقياً متقناً مضبوطاً، فضبطوا قراءاتهم حتى يقولوا للناس:
هذه هي القراءات الثابتة الواردة التي لا يصح للإنسان أن يتجاوزها أو يزيد عليها لأنه يأتي إنسان مثلاً ويقرأ مثلاً على الشامية ثم يذهب إلى الكوفيين فيقرأ عليهم ثم يذهب إلى المكيين فيقرأ عليهم ثم يقول مثلا أنا: قرأت على المكيين والكوفيين والشاميين ثم يختار من بعض حروف هؤلاء وقراءتهم ومن بعض حروف هؤلاء وقراءتهم ومن بعض حروف هؤلاء وقراءتهم وتكون له طريقة مستقلة وقد يختلط عليه الأمر أو يزيد أو ينقص ولا يعرف الناس شيئاً من ذلك.
فجاء العلماء فأخذوا يضبطون القراءات من خلال معرفة الإمام المضبوط المتقن للقراءة ويدونون قراءته تدويناً تاماً ويقولون للناس: هذه هي الروايات المجمع عليها المضبوطة المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول وكتبوا ذلك ودونوه لئلا يستطيع أحد بعد ذلك أن يزيد شيئاً أو ينقص شيئاً ثابتاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/331)
وكان أول من عرف عنه تدوين ذلك أبو عبيد القاسم ابن سلام -رحمه الله تعالى- وهو من علماء القراءة فدون كتاباً في القراءة لم يصل إلينا لكنه ذكر خمسة وعشرين قارئاً أو أزيد من ذلك قد يبلغون الثلاثين أكثر من خمسة وعشرين قارئاً من قراء الأمصار الذين اتفقت الأمة على تلقي قراءتهم بالقبول وعرفوا بهذا الشأن وتناقل الناس عنهم القراءة وقرأ عنهم أمم بعد أمم فكان أول من عرف أنه ضبط هذه القراءات وأثبتها هو أبو عبيد القاسم ابن سلام ثم تتابع الناس بعده على ضبط هذه القراءات.
فجاء أحمد بن جبير الأنطاكي -رحمه الله تعالى- توفي عام ثمانية وخسمين بعد المائتين وجمع كتاباً ذكر فيه خمس قراءات, ثم جاء من بعده علماء آخرون حتى جاء ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى- توفي عام عشرة بعد الثلاثمائة فألف كتابه في القراءات وذكر فيه أكثر من عشرين قارئاً وجاء بعدهم أئمة ذكروا أكثر من ذلك بلَّغوها خمسين قارئاً وثلاثين قارئاً ونحو هذه الأعداد.
ثم جاء من بعد ذلك الإمام أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي المتوفي عام ثلاثمائة وأربعة وعشرين من الهجرة النبوية وتحرى فيما جمع الدقة والضبط والإتقان وكون من يثبتهم في كتابه هم أكثر من تلقت عنهم الأمة ومن انتشرت قراءاته في الأمصار فجمع سبعة قراء ولعله أراد أن يوافق عدد المصاحف التي كتبها عثمان وفرقها في الأمصار فجمع سبعة قراء، سنذكرهم بعد قليل ونبين أسماءهم، جمع هؤلاء السبعة وضبط قراءاتهم في كتاب سماه: السبعة.
ومن بعدها انتهت قراءات من سواهم فلم تعرف ولم تذكر وصار الذين يُعرفون بالقراءة وتروى قراءاتهم بعد ابن مجاهد سبعة قراء وسبب اختياره للسبعة كما ذكرنا هو كما يقول بعض أهل العلم: هو تعدد المصاحف التي نشرها عثمان في الأمصار لكن بعض أهل العلم تمنى لو أن ابن مجاهد زاد واحدة أو نقص واحدة حتى لا يختلط الأمر على الأمة فتظن أن القراءات السبع هي الأحرف السبع التي سنتحدث عنها- إن شاء الله تعالى- في درس مستقل لأن كثيرين من الناس الآن إذا ذكر الأحرف السبعة ظنوا أنها هي القراءات السبع وبينهما فرق سنبينه- إن شاء الله تعالى.
يقول القسطلاني -رحمه الله تعالى- «ثم لما كثر الاختلاف فيما يحتمله الرسم وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحل لأحد تلاوته وفاقاً لبدعتهم كمن قال من المعتزلة: ?
وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمً? [النساء: 146]، قرؤوها ? وَكَلَّمَ اللهَ مُوسَى تَكْلِيمً? ليجعلوا المكلِّم هو موسى لينفوا بذلك الكلام عن الله - سبحانه وتعالى- قال ومن الرافضة قوله: ? وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدً? [الكهف: 51]، قرؤوها ? الْمُضلَّينِ عَضُدًا ? يعنون بذلك: أبا بكر وعمر، رأى المسلمون بعد ذلك أن يجمعوا على قراءات أئمة ثقات تجردوا للاعتناء بشأن القرآن العظيم فاختاروا من كل مصر وجه إليه مصحف أئمة مشهورين بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدراية وكمال العلم أفنوا عمرهم في القراءة والإقراء واشتهر أمرهم وأجمع أهل مصر على عدالتهم فيما نقلوا والثقة بهم فيما قرؤوا ولم تخرج قراءاتهم عن خط مصحفهم» هذا سبب عناية العلماء بضبط القراءات في كتب مستقلة حتى لا يعتدي على هذه القراءات أحد من الناس.
وأما ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- الله يقول الدكتور فهد الرومي- حفظه الله- في
كتابه دراسات في علوم القرآن: «وأخذ بعض العلماء على ابن مجاهد اختياره للسبعة لما في ذلك من الإيهام بحديث الأحرف السبعة فقال أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي:
لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر- أي حديث الأحرف السبعة- وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة. وقد علل مكي بن أبي طالب سر اختياره سبعة فقال: ليكون على وفق مصاحف الأمصار السبعة وتيمناً بأحرف القرآن السبعة ثم قال: على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمنع ذلك إذ عدد القراء أكثر من أن يحصى» عدد القراء المأمونين المعروفين المضبوطين الضابطين كبير جداً كما بينا أن أبا عبيد القاسم ابن سلام قد اختار منهم أكثر من خمسة وعشرين وغيره اختار قرابة الخمسين كانوا كثيرين جداً لكن ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- فعل ذلك لقصد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/332)
يقول: «وقد دافع كثير من العلماء عن ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- في ذلك بأنه لم يقتصر على هؤلاء السبعة إلا بعد اجتهاد طويل ومراجعة متأنية في الأسانيد الطوال وكان موفقاً في اختياره الذي حظي بموافقة جمهور العلماء والقراء وتأييدهم لأن الناس بعد ذلك قد ثبتوا على هؤلاء السبعة وزاد بعض القراء ثلاثة فكملوا بهم العشرة فصار القراء المأمونون المعروفون بضبط القراءة وتؤخذ عنهم قراءة القرآن هم هؤلاء السبعة ومعهم أولئك الثلاثة. قال: حيث إن كثرة الروايات في القراءات أدت إلى ضرب من الإضراب عند طائفة من القراء غير المتقنين فقد حاول بعضهم أن يختار من القراءات لنفسه خاصة فينفرد بها فقطع ابن مجاهد عليهم الطريق ودرأ عن القراءات كيدهم وعن القراء اضطرابهم.
ومما يدل على نزاهته -رحمه الله تعالى- وحسن قصده أنه لم يسعَ إلى أن يختار لنفسه قراءة تحمل عنه فيقال: قراءة ابن مجاهد مما يدل على أنه كان يريد أن يجمع القراءات التي كثرت في الأمة وكثر الآخذون لها وعرف أصحابها بالضبط والإتقان والدقة وحين سئل عن ذلك -رحمه الله تعالى- أجاب قال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.»
وبعد ابن مجاهد -رحمه الله تعالى- كثرت المؤلفات في علم القراءت فمن أهم المؤلفات في علم القراءت كما ذكرنا كتاب ابن مجاهد -رحمه الله تعالى-: السبعة وهو متوفى عام أربعة وعشرين بعد الثلاثمائة ثم كتاب التذكرة لابن غلبون المتوفي عام تسعة وتسعين بعد الثلاثمائة ثم المبسوط في القراءات العشر ثم الكشف عن وجوه القراءات السبع لمكي بن أبي طالب القيسي المتوفي عام سبعة وثلاثين بعد الأربعمائة ثم جاء أبو عمرو الداني- رحمه الله تعالى- المتوفي عام أربعة وأربعين بعد الأربعمائة هجرية وألف كتابه المشهور في هذا الباب واسمه التيسير في القراءات السبع، ثم جاء من بعد الداني الشاطبي- رحمه الله تعالى- المتوفى عام سبعين بعد الخمسمائة وألف منظومته العجيبة في هذا الباب والتي يضرب بها المثل في الدقة والإتقان والضبط وأصبحت مرجع القراء بعد الشاطبي فمن أراد أن يتقن القراءات السبع فلا بد له من حفظ متن الشاطبية، وألف هذه المنطومة وسماها: حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بالشاطبية ثم جاء بعدهم خاتمة المحققين والقراء ابن الجزري -رحمه الله تعالى- فألف كتابه المسمى: النشر في القراءات العشر فزاد على ما ذكروه السابقين بأن ضمن كتابه القراءات العشر وألف بعد ذلك منظومته المشهورة وهي طيبة النشر في القراءات العشر، وهي منظومة في القراءات العشر كلها، وابن الجزري توفي عام ثلاثة وثلاثين بعد الثمانمائة."ا. هـ
وبعد هذا العرض للقراء وأسمائهم نقول: إن نزول القرآن علي سبعة أحرف تيسيرا علي الأمة كما قلنا في الأبحاث السابقة،واختار النبي (صلي الله عليه وسلم) لأصحابه ما يتناسب مع لهجاتهم ولذلك وقع الخلاف فيما بينهم كما هو معلوم وأكتفي في ذلك بمثال:
حديث:" سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى
انْصَرَفَ ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسِلْهُ ثُمَّ قَالَ اقْرَأْ يَا هِشَامُ فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ ثُمَّ قَالَ لِي اقْرَأْ فَقَرَأْتُهَا فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ إِنَّ هَذَا
الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ "
ثم قال "صاحب المنتقي في شرح الموطأ معلقا علي الحديث:" ... أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ تَيَسُّرًا عَلَى مَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/333)
أَرَادَ قِرَاءَتَهُ لِيَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَا تَيَسَّرَ عَلَيْهِ وَبِمَا هُوَ أَخَفُّ عَلَى طَبْعِهِ وَأَقْرَبُ إِلَى
لُغَتِهِ لِمَا يَلْحَقُ مِنْ الْمَشَقَّةِ بِذَلِكَ الْمَأْلُوفِ مِنْ الْعَادَةِ فِي النُّطْقِ وَنَحْنُ الْيَوْمَ مَعَ عُجْمَةِ أَلْسِنَتِنَا وَبُعْدِنَا عَنْ فَصَاحَةِ الْعَرَبِ أَحْوَجُ إِلَى."1/ 480
ويعرفنا د/ محمود حوا عن الدوافع والأسباب في اختيار القراءات فقال:"
من أين جاء اختلاف القراءات: وما هي الدوافع لاختيار القراءات:
كما كان الدافع لجمع القرآن في زمن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم هو صيانة كتاب الله تعالى، فإن ذلك أيضا كان وراء تحديد القراءات التي يقرأ بها.
يقول ابن الجزري: (ثم كثر الاختلاف أيضا فيما يحتمله الرسم، وقرأ أهل البدع والأهواء بما لا يحل لأحد من المسلمين تلاوته، فوضعوها من عند وفاقا لبدعهم، كم قال من المعتزلة ?وكلم الله موسى تكليما بنصب لفظ الجلالة، ومن الرافضة وما كنت متخذ المضلين عضدا بفتح اللام يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
فلما وقع ذلك: رأى المسلمون أن يجمعوا على قراءات أئمة ثقات، تجردوا للقيام بالقرآن العظيم، فاختاروا من كل مصر وجه إليه مصحف أئمةً مشهورين بالثقة والأمانة في النقل وحسن الدين، وكمال العلم، أفنوا عمرهم في الإقراء والقراءة واشتهر أمرهم وأجمع أهل مصرهم على عدالتهم فيما نقلوا وثقتهم فيما قرؤوا ورووا وعلمهم بما يقرئون ولم تخرج قراءتهم عن خط المصحف ....
وبعد أن عدد الأئمة قال
ثم إن القراء بعد ذلك تفرقوا في البلاد، وخلفهم أمم بعد أمم، وكثر بينهم الخلاف، وقل الضبط، واتسع الخرق، فقام الأئمة الثقات النقاد وحرروا وضبطوا وجمعوا وألفوا على حسب ما وصل إليهم أو صح لديهم ..
فالذي وصل إلينا اليوم متواتراً أو صحيحاً مقطوعاً به: قراءات الأئمة العشرة ورواتهم المشهورين) ().صـ37"
والسؤال الآن: هل يجوز لنا أن نختار قراءة معينة الآن؟؟
لا يجوز لقارئ كائنا من كان أن يختار قراءة منفردة من مجموع القراءات العشر أو من غيرها، مثلا يأتي بأحرف من قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم من القراء ويركب قراءة ويقول هذا اختياري، فقد انقطعت الاختيارات بعد القراء العشر، أي لا قراءة فوق قراءة هؤلاء، قال ابن الجزري " وقال الإمام الكبير الحافظ المجمع على قوله في الكتاب والسنة أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني في أول غايته: أما بعد فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق، ثم ذكر القراء العشرة المعروفين، وقال شيخ الإسلام ومفتي الأنام العلامة أبو عمرو عثمان بن الصلاح رحمه الله من جملة جواب فتوى وردت عليه من بلاد العجم ذكرها العلامة أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز أشرنا إليها في كتابنا المنجد: يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً واستفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السبع لأن المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهد في الأصول فما لو يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة انتهى. " ا. هـ
والشاهد: قوله" فما لو يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة انتهى." فالمنع في هذا الأمر منع تحريم وأيضا هو خرق للإجماع لأن القراء لم يأخذوا بأي قراءة لم تذكر في مصادر ابن الجزري في النشر.
وقال د/ الدوسري:" وليس لأحد أن يقرأ بأوجه القراءات المقروء بها عن الأئمة العشرة إلا إذا شافهه بها، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول كما تقدم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ): " ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة، ولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده ... فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه" والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا ([37]). ([36]) انظر دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية 1/ 70
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/334)
والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا.
انظر التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 8/ 302 وفتح الباري بشرح صحيح البخاري 19/ 46" ا. هـ المنهاج في الحكم على القراءات
أما الاختيار من قراءة قارئ أو راوي،أي اختار أوجها، فهذا يجوز للقارئ أن يختار من الأوجه وجها واحدا ويقرئ به ويقتصر عليه، فمثلا يقرأ لورش بقصر البدل فقط أو بتوسط البدل فقط ويترك ما بقية الأوجه، فهذا لاشي فيه، وقد أجمع القراء علي ذلك قال النويري في مقدمة شرحه للطيبة في الفصل السابع فيما يقرئ به:" لا يجوز له أن يقرئ إلا بما قرأ أو سمع فإن قرأ نفس الحروف المختلف فيها خاصة أو سمعها أو ترك ما اتفق عليه جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط، وهو أن يكون ذاكرا إلي آخره كما تقدم، ولكن لا يجوز أن يقول: قرأت بها القرآن كله وأجاز ابن مجاهد وغيره أن يقول المقرئ: قرأت برواية فلان القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن وهو قول لا يعول عليه لأنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة.
وهل يجوز له أن يقرئ بما أجيز له به علي أنواع الإجازة؟. جوزه الجعبري مطلقا والظاهر أنه إن تلا بذلك علي ذلك علي غيرذلك الشيخ أو سمعه وأراد أن يعلي سنده بذلك الشيخ أو يكثر طرقه جاز وحسن لأنه جعلها متابعة.
وقد فعل ذلك أبو حيان بالتجريد وغيره.عن ابن البخاري وغيره متابعة وكذا فعل الشيخ تقي الدين ابن الصائغ بالمستنبر عن الشيخ كمال الدين الضرير عن السلفي وقد قرأ بالإجازة أبو معشر الطبري وتبعه الجعبري وغيره وفي النفس منه شئ ولا بد مع ذلك من اشتراط الأهلية.صـ33
هذا فيه دليل علي الاختيار للقارئ بالنسبة للأوجه وحتي وإن كان لم يقرأ به ولكن يجب أن يكون قرأ هذا الوجه أو سمعه ـ أي قرأه لقارئ آخر ـ مثال: لو قرأ أحد لحفص بالتوسط وقرأ لابن كثير مثلا بالقصر فقد اجتمعت عنده القراءة بالقصر والتوسط، ثم وجد ثبوت القصر لحفص وعلم صحة الوجه وشهرته جاز له أن يقرئ بالقصر لحفص لأن القصر من الأوجه التي سمعها أو قرأها، وهذه هي النقطة التي اعتمد عليها أهل التحريرات في تحرير الأوجه، لأن المسألة في جوازها باتفاق كما قاله النويري:" جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا "
أما اعتراض النويري كان علي مسألة نسبة القراءة لشيخ دون إكمالها حيث قال: " ولكن لا يجوز أن يقول: قرأت بها القرآن كله وأجاز ابن مجاهد وغيره أن يقول المقرئ: قرأت برواية فلان القرآن من غير تأكيد إذا كان قرأ بعض القرآن وهو قول لا يعول عليه لأنه تدليس فاحش يلزم منه مفاسد كثيرة ".
ولكن هل الاختيار لأي أحد أم هي لفئة معينة؟؟
الاختيار لا يكون إلا للعالم الحاذق المنتهي في القراءة، واختياره في الأوجه فقط وليس في الأحرف ـ معني الأحرف أي الكلمات القرآنية المختلف فيها أي ما يسمي عند القراء بالفرش ـ.
وهناك شروط في الاختيار كما قال النويري:" جاز إقراؤه القرآن بها اتفاقا بالشرط، وهو أن يكون ذاكرا إلي آخره كما تقدم .. " وقد ذكر النويري في الفصل الرابع تحت عنوان " في شرط المقرئ وما يجب عليه" ... وبعد ذكره لما يجب علي المقرئ من إخلاص النية وشهرته بالأمانة وتحذيره من الرياء ومن كراهة قراءة أصحابه علي غيره ثم قال:" ... ويجب عليه قبل أن ينصب نفسه للاشتغال بالقراءة أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه،، ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة طاعن في قراءة،، ومن النحو والصرف طرفا لتوجيه ما يحتاج إليه، بل هما أهم ما يحتاج إليه المقرئ وإلا فخطأه أكثر من إصابته وما أحسن قول الحصري فيه:
لقد يدعي علم القراءات معشر وباعهم في النحو أقصر من شبر
فإن قيل ما إعراب هذا ووجه رأيت طويل الباع يقصر عن فتر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/335)
ويعلم من التفسير واللغة طرفا صالحا،، وأما معرفة الناسخ والمنسوخ فمن علوم المجتهدين فلا يلزم المقرئ خلافا للجعبري،، ويلزم حفظ كتاب يشتمل علي القراءة التي يقرأ بها وإلا داخله الوهم والغلط في أشياء،، وإن قرأ وهو غير حافظ فلا بد أن يكون ذاكرا كيفية تلاوته به حال تلقيه من شيخه،،فإن شك فليسأل رفيقه أو غيره ممن قرأ بذلك الكتاب حتي يتحقق، وإلا فلينبه علي ذلك في الإجازة،،فأما من نسي او ترك فلا يقرا عليه إلا لضرورة مثل أن ينفرد بسند عال أو طريق لا يوجد عند غيره، فحينئذ إن القارئ عليه ذاكرا عالما بما يقرأ عليه جاز الأخذ عنه وإلا حرم، وليحذر الإقراء بما يحسن رأيا أو وجها أو لغة دون رواية ... ثم ذكر ما قاله ابن مجاهد في شروط المقرئ."ا. هـ صـ 28 وقد أوضحنا كلام ابن مجاهد في بحث" حجية التلقي" ولا بأس من ذكر كلام ابن مجاهد دون تعليق:
:" قال ابن مجاهد:
1. فمن حملة القراءات المعرب العالم بوجوه الإعراب والقراءات العارف باللغات ومعاني الكلمات البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مصر من أمصار المسلمين.
2. ومنهم من يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر علي تحويل لسانه فهو مطبوع علي كلامه.
3. قال ابن مجاهد فيمن لا يؤخذ العلم ومنهم من يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه ليس عنده إلا الأداء لما تعلم لا يعرف الإعراب ولا غيره فذلك الحافظ فلا يلبث مثله أن ينسي إذا طال عهده فيضع الإعراب لشدة تشابهه .... وقد ينسي الحافظ فيضع السماع وتشتبه عليه الحروف فيقرأ بلحن لا يعرفه وتدعوه الشبهة إلي أن يرويه عن غيره ويبرئ نفسه عسي أن يكون عند الناس مصدقا فيحمل ذلك عنه وقد نسيه ووهم فيه وجسر علي لزومه والإصرار عليه، أو يكون قد قرأ علي من نسي وضيع الإعراب ودخلته الشبهة فتوهم.فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بقوله.
4. ومنهم من يعرب قراءته ويبصر المعاني ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس والآثار فربما دعاه بصره بالإعراب إلي أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين فيكون مبتدعا وقد رويت في كراهة ذلك أحاديث ... (وقد روي ابن مجاهد آثارا تأمر القراء باتباع الأثر ونكتفي باثنين) عن ابن مسعود:" اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " وروي أن عليا ـ رضي الله عنه ـ قال: إن رسول الله ـصلي الله عليه وسلم ـ يأمركم أن تقرءوا القرآن كما علمتم ".ا. هـ السبعة صـ 45ـ46
أما ترك الأوجه التي قرأ بها لا يشترط فيها القارئ المنتهي لأن مثل هذه ترجع إلي قدرات الطالب الذي يستطيع الاستيعاب،فإن قرأ أحد لحفص مثلا: بقصر المنفصل والتوسط وفويقه ثم أخذ يقرئ بوجه التوسط فقط فهذا لا شئ فيه وهو باتفاق ولكن لا يجوز له أن ينكر بقية الأوجه.
هل التحريرات اختيار للمصنفين فيها:
قال د/ محمد عبد اللطيف قنديل: ليست التحريرات اختيار للمصنفين فيها، ذلك لأن القراء العشرة أجمع العلماء علي ما اختاروه، وكان كل واحد منهم يختار القراءة التي صحت رواتها عند هو ترك غيرها،وإن صحت عند غيره.
أما عمل المحررين فلا يسمي اختيارا وإنما يعتبر تحقيقا علميا مبنيا علي مقابلة ما في كتاب النشر لابن الجزري مع أصوله التي ذكرها ابن الجزري جزئية جزئية، وتنظيمها للقراءات عند تلقي الطالب القرآن الكريم بالقراءات العشرة في ختمة واحدة منعا للتركيب والتلفيق المجمع علي تحريمه فعمل المحررين علي هذا النحو ليس اختيارا ولكنه شبيه بعمل علماء رواية الحديث." الفوائد النورانية صـ 20
اختيار القراء لكتاب الشاطبية ككتاب مستقل:
أجمع القراء منذ ثمانية قرون علي العمل بمضمون الشاطبية وقبول زيادتها علي التيسير قال الشاطبي:" وألفافها زادت بنشر فوائد" فما حكم هذه الزيادات؟؟
الأئمة قديما وحديثا علي العمل بهذه الزيادات لأن الشاطبي له اختيار في القراءة، واقرأ قول الخليجي:إن للقراءة بمقتضى الشاطبية وجهان نقرأ بهما لأنهما مقروء بهما ولكن لم ينبه الشاطبى على ضعف أحدهما وقد قال بعض المشايخ: إن ما خرج عن طريق كتاب الشاطبية قسمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/336)
قسم مذكور فى الطيبه وقسم غير مذكور فان قرىء بالمذكور فهو صحيح ولكن القارىء ينبه إن ذلك ليس من طريق الكتاب و أما غير المذكور فلا يقرأ به مثل حذف الهمزة من " شركائي اللذين " 0 للبزى " ا. هـ
وقول الخليجي: فان قرئ بالمذكور فهو صحيح ولكن القارئ ينبه أن ذلك ليس من طريق الكتاب " يقصد كتاب التيسير وصححه لأنه من اختيار الشاطبى.
ألا تر أنه كان يأخذ بالتوسط دون فويق التوسط في المدود؟ فإن قلت: لا فرق بينهما واضح في المقدار ولعل التوسط عند الشاطبي نفس فويق التوسط عند الداني وباب المدود لا تحكم إلا بالمشافهة؟؟
الجواب: هذا الكلام مسلم به لولا أن الشاطبي علّل سبب مخالفته لفويق التوسط بعدم انضباط هذا المقدار، بينما يسهل انضباط التوسط قال الخليجي:" (إن قلت) من أين تأخذ للشاطبي بذلك مع أنه أهمل في القصيدة ذكر تفاوت المد ولم ينبه عليه، والمرتبتان خلاف التيسير، قلت من السماع الصحيح المتلقى بالسند فقد نقل الجعبري عن السخاوي أن الشاطبي كان يقرئ برتبتين طولى ووسطى فقط، وأنه عدل عن المراتب الأربع لأنها لا تتحقق ولا يمكن الإتيان بها كل مرة على قدر السابقة بخلاف المرتبتين فإنهما تتحققان ويمكن ضبطهما وتتيسران على النبيه والغبي، أما كونهما خلاف التيسير فهذا لا يضر لأنه خلاف إلى أقوى، على أن المحقق انتصر لهما وعزاهما إلى كثير من أئمة المحققين، قال في نشره: وهو الذي استقر عليه رأي المحققين من أئمتنا قديما وحديثا وذكر كثيرين منهم: ابن مجاهد والطرسوسي وغيرهما وقال عنهم أنهم لم يذكروا من سوى القصر غير مرتبتين طولى ووسطى، وقال: وهو الذي أميل إليه وآخذ به غالبا وأعول عليه انتهى.صـ34
ومثال آخر:
الإمام الشاطبي قدم قصر البدل علي توسطه في رواية ورش عن الأزرق قال في النشر:" وذهب إلى القصر فيه أبو الحسن طاهر بن غلبون ورد في تذكرته على من روى المد وأخذ به وغلط أصحابه وبذلك قرأ الداني عليه وذكره أيضاً ابن بليمة في تلخيصه وهو اختيار الشاطبي حسب ما نقله أبو شامة عن أبي الحسن السخاوي عنه. قال أبو شامة وما قال به ابن غلبون هو الحق، انتهى. وهو اختيار مكي فيما حكاه عنه أبو عبد الله الفارسي وفيه نظر وقد اختاره أبو إسحاق الجعبري وأثبت الثلاثة جميعا أبو القاسم الصفراوي في إعلانه والشاطبي في قصيدته وضعف المد الطويل، وألحق في ذلك أنه شاع وذاع وتلقته الأمة بالقبول فلا وجه لرده وإن كان غيره أولى منه والله أعلم."1/ 338
وقال الشيخ القاضي "وأقوى الأوجه الثلاثة في البدل القصر فينبغي تقديمه على التوسّط والطول" البدور الزاهرة صـ19.
قال الصفاقسي رحمه الله " ... وجرى عملنا على تقديم القصر لأنّه أقواها وبه قرأنا على شيخنا رحمه الله وغيره" غيث النفع صـ17 وإلي ذلك ذهب كثير من القراء وعليه العمل عند قراء المغاربة كما نقل العلاّمة المارغني " ... وبالثلاثة قرأت على شيخنا رحمه الله مع تقديم القصر ثمّ التوسّط ثمّ الطويل " النجوم الطوالع صـ54.
أمّا كتاب التيسير فهو يقتصر في رواية ورش على ما رواه الداني عن ابن خاقان بسنده فقط. وهو التوسط في البدل فقط، فانظر كيف قدم القراء القصر تبعا لما عليه الشاطبي مع موافقته لغيره، بيد أن الداني لم ينقل سوي التوسط كما سبق، فهذا أكبر دليل علي استقلال الشاطبية عن التيسير، وقد بينا ذلك بالتفصيل في بحث الرد علي د/ النحاس. والحمد لله رب العالمين
اختيار القراء لكتاب روضة ابن المعد ل لحفص؟؟
كتاب الروضة فى القراءات العشر. للإمام الشريف أبى إسماعيل موسي بن الحسين العدل. ت480 هـ هذا الكتاب من المصادر التي اعتمد عليها العلامة ابن الجزري في النشر، حيث ذكره ـ أي كتاب ابن المعدل ـ لقالون من طريق ابن مهران عن الحلواني عن قالون، طريق هبة الله عن الأصبهاني عن ورش، والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي، والسامري عن ابن مجاهد عن قنبل، وابن مجاهد عن أبي الزعراء عن الدوري، وعبدالله بن الحسين عن ابن جرير عن السوسي، وابن عبدان عن الحلواني عن هشام، وشعيب عن يحيي بن آدم عن شعبة، وابن شاذان عن خلاد ....
إذن الكتاب من مصادر النشر من باب الجملة وموثق من قبل ابن الجزري، ولا يضر أن ابن الجزري لم يأخذ به لحفص، واستدلال ابن الجزري بالكتاب دليل علي توثيقه للكتاب، والأوجه التي في الكتاب مقروءة ومسموعة لغيره من القراء بل ولحفص نفسه من طرق أخري، ويجوز القراءة بمثل ذلك ارجع لكلام النويري السابق، وعليه فقد اختار القراء هذا الطريق لحفص، ولقي هذا الاختيار قبولا عند القراء، فدل أنهم لم يأتوا بكتاب خارج عمّا اعتمده الإمام ابن الجزري، واشتهر هذا الوجه وعليه العمل. وكما قال الخليجي في تعليقه السابق انتصارا للشاطبي:" أما كونهما خلاف التيسير فهذا لا يضر لأنه خلاف إلى أقوى " وكذا لا يضر أن خالف القراء ابن الجزري، فلقد رد القراء علي ابن الجزري التوسط في الاستفهام من "ءالآن"
وهذا عليه العمل بين القراء في مصر ولا أعلم مخالفا في مصر.والله أعلم
وفي بحث التحريرات سنتعرف علي الأوجه التي خرجت عن هذه القاعدة.
هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين.
والحمد لله رب العالمين
أبو عمر عبد الحكيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/337)
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[03 - 12 - 06, 03:31 م]ـ
بوركت يا أخانا
ـ[أحمد العمري]ــــــــ[15 - 12 - 06, 09:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[21 - 05 - 07, 05:05 م]ـ
الأخ أبو عمر عبد الحكيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيراً وشرح صدرك و بارك الله فيك وجعل الله تعالى لك ماكتبته لسان صدق في الآخرين وأسأل الله تعالى أن يجعلك من أهله وخاصته
### طلب### من أخيك
كحل أعيننا بأبحاثك الماتعة متعك الله تعالى برؤية وجهه الكريم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[18 - 08 - 08, 10:24 م]ـ
بحث مهم يستحق الرفع.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 12:00 ص]ـ
معذرة إخواني فلم أر هذه الردود إلا الآن وجزي الله خيرا سائر الإخوة الأفاضل علي هذه الدعوات وهذه الكلمات العطرة وتقبل الله مني ومنكم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[19 - 08 - 08, 02:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
على هذ الجهد القيم
وجعله في ميزان حسناتك
ـ[السنفراوي]ــــــــ[19 - 08 - 08, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[22 - 08 - 08, 07:52 م]ـ
رفع الله قدرك، وأعلى شأنك، وزادك الله علماً، بحث ماتع
جزاك الله خيرا
ـ[عمر فولي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 04:16 م]ـ
جزيت أخي الكريم خيرا وبارك الله لكم ونفع بكم وأعلي شأنكم، وزادك من فضله وعلمه .. آمين
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[27 - 08 - 08, 04:43 ص]ـ
أخي الكريم عمر فولي، قرأت بحثك النفيس أكثر من مرة واستفدت منه كثيرا، ولكن هناك بعض الأمور تحتاج إلى مناقشة، فهل تسمح بذلك أم لا؟
ـ[عمر فولي]ــــــــ[27 - 08 - 08, 01:33 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم تفضل وتحدث وقل ما شئت، فالحق أحق أن يتبع. والدين النصيحة
فمن متابعتي لكتاباتكم وجدت سمو الأخلاق وحسن الأدب. تفضل يا أخي ولا حرج
والسلام عليكم
ـ[ابو الزهراء]ــــــــ[27 - 08 - 08, 03:40 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - 09 - 08, 12:13 ص]ـ
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك، أشكرك على تواضعك، وأعتذر عن التأخر في الرد.
من المسائل التي تمنيت أن أستفيد بمناقشتك فيها مسألة اختيار قراءة منفردة من مجموع القراءات العشر.
فقد قلت في أول بحثك النافع:
فالقراءة مبناها علي الاختيار وهذا ما عليه العلماء وسلف الأمة، ولا يدل ذلك علي أن يقرا كل أحد باختيار من عنده فالمسألة لها ضوابط وشروط، وها نحو نتناول هذه الضوابط والشروط وعدة جوانب أخري.
ومفهوم هذا الكلام أنه قد يجوز الاختيار اليوم ولكن بشروط وضوابط يبينها البحث، ولكنك قلت بعد ذلك:
والسؤال الآن: هل يجوز لنا أن نختار قراءة معينة الآن؟؟
لا يجوز لقارئ كائنا من كان أن يختار قراءة منفردة من مجموع القراءات العشر أو من غيرها، مثلا يأتي بأحرف من قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم من القراء ويركب قراءة ويقول هذا اختياري، فقد انقطعت الاختيارات بعد القراء العشر، أي لا قراءة فوق قراءة هؤلاء، قال ابن الجزري " وقال الإمام الكبير الحافظ المجمع على قوله في الكتاب والسنة أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمذاني في أول غايته: أما بعد فإن هذه تذكرة في اختلاف القراء العشرة الذين اقتدى الناس بقراءتهم وتمسكوا فيها بمذاهبهم من أهل الحجاز والشام والعراق، ثم ذكر القراء العشرة المعروفين، وقال شيخ الإسلام ومفتي الأنام العلامة أبو عمرو عثمان بن الصلاح رحمه الله من جملة جواب فتوى وردت عليه من بلاد العجم ذكرها العلامة أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز أشرنا إليها في كتابنا المنجد: يشترط أن يكون المقروء به قد تواتر نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآناً واستفاض نقله كذلك وتلقته الأمة بالقبول كهذه القراءات السبع لأن المعتبر في ذلك اليقين والقطع على ما تقرر وتمهد في الأصول فما لو يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة انتهى. " ا. هـ
والشاهد: قوله" فما لو يوجد فيه ذلك كما عدا السبع أو كما عدا العشر فممنوع من القراءة به منع تحريم لا منع كراهة انتهى." فالمنع في هذا الأمر منع تحريم وأيضا هو خرق للإجماع لأن القراء لم يأخذوا بأي قراءة لم تذكر في مصادر ابن الجزري في النشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/338)
وقال د/ الدوسري:" وليس لأحد أن يقرأ بأوجه القراءات المقروء بها عن الأئمة العشرة إلا إذا شافهه بها، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول كما تقدم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ): " ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة، ولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده ... فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه" والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا ([37]). ([36]) انظر دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية 1/ 70
والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا.
انظر التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 8/ 302 وفتح الباري بشرح صحيح البخاري 19/ 46" ا. هـ المنهاج في الحكم على القراءات
فبينت أنه لا يجوز الاختيار اليوم مطلقا، ولا شك أن مذهبك موافق لرأي ابن الجزري حينما تكلم في النشر عن شروط التلفيق أو التركيب فذكر أنه لا يجوز ذلك في مقام الرواية، ولكن الكلام الذي نقلته هنا عنه ونقله لأهل العلم وكلام الدكتور إبراهيم الدوسري لا يدل أبدا على المنع من الإختيار اليوم، وإن كانوا قد قالوا بالمنع في موضع آخر، ولكن ماذكرته هنا عنهم لايفيد ذلك أبدا؛ لأنه قد يقع الاختيار دون خروج عن العشر كما أنه قد يقع الاختيار بعد مشافهة القراء بالقراءات العشر وبيان ذلك:
لو اختار أحد الناس صلة ميم الجمع لا بن كثير وهو يقرأ لحفص مع مراعاته لما يقع من اختلاف في الفروش كقوله تعالى: {لا يضِرْكم} فينقلها لابن كثير كما هي ..
ففي هذه الحالة لم يقع من اختار هذا الاختيار في أي مانع من الموانع التي ذكرها أهل العلم فيما نقلته، فما الإشكال إذا اختار ذلك وأسنده إذا كان ماهرا وقارئا بالعشر ومالفرق بينه وبين القراء العشرة هذا السؤل الكبير بحاجة إلى تدقيق ومراجعة؛ لأنه ليس هناك فرق في الحقيقة بين ما فعله القراء العشرة وبين ما يفعله الذي يختار اليوم على غرار ما ذكرتُ فأين المانع؟
هذا مع العلم بأن مثل هذه الاختيارات تتوافق مع شروط القراءة المقبولة التي وضعها أهل الفن: فهذا الاختيار لم يخرج أبدا عن الرسم واللغة وصحة الإسناد.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 01:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم ليتك وضعت استفساراتك قبل رمضان أو أرجأت لبعد رمضان لضيق الوقت في هذا الشهر .. وإليك إجابة سريعة علي ما تفضلتم به.
كلام فضيلتكم يوحي لي أنكم تجوزون الخلط بين القراءات، ولقد قرأت المناقشات بين الإخوة في هذا الموقع في هذه المسألة .. وأنا أميل للقول بمنع الخلط للتالي:
** أئمة القراءات كانوا أهل لغة وهم أدري بالهجات العربية، وعندهم سعة من الإطلاع بخلاف أهل عصرنا وإن اختاروا من الصحيح.
** أئمة القراءات الذين أجازوا الخلط من القراءات الصحيحة لم يفعل أحد منهم ذلك، فقد أجمعت الأمة علي اختيارات العشر باختياراتهم وتراكيبهم، فلم نسمع أن أحدا بعدهم اتخذ قراءة لنفسه من أمثال مكي وأبي شامة وابن الجزري وغيرهم.
فإن اختاروا قراءة .. لمن ينسبون تلك القراءة؟؟ بالتأكيد لأنفسهم لأنهم لم يقرؤوا بهذه التراكيب الحديثة مع توفر الصحيح لديهم ومع إمكانياتهم الكبيرة في اللغة واللهجات. فلم نجيز ما لم يفعله من هم خير منا؟
** لو فتح هذا الباب لاختار كل شيخ مما في عصرنا قراءة لنفسه، وستنسب إليه،ولوجدنا مئات القراءات، وتدخل فيها الأهواء هذا يحب الإمالة فيختار الإمالات كلها بلا ضوابط وهكذا، وهذا ما جعل ابن مجاهد يختار هذه القراءات المشهورة، ثم تجد نفسك بعدها بأيام لا توجد قراءة نافع ولا عاصم ولضاع ما اجمعت عليه الأمة واعتمدته أئمتنا .. أليس هذا صحيحا؟؟
وهب لو قيل لك اختر لنفسك قراءة فماذا كنت فاعل؟؟ بالتأكيد ستختار كل ماهو غريب عن قراءتك التي تقرأ بها .. وستختار الضم في ميم الجمع والسكتات وبجواره لاخترت النقل كوجه آخر وجميع الإمالات تفرد به قارئ ـ لمعني عنده ـ أم لا، ولاخترت الإدغامات وووو ولأصبح اختيارك من أصعب القراءات، وسيختار غيرك وهكذا
ليس كل ما هو صحيح يمكن فعله وخاصة لم تفعله الأئمة بعدما استقر أمر القراء علي هذه الاختيارات، بل يا سيدي الفاضل لم يأخذ ابن مجاهد قراءة لنفسه ... وهل كنت تظن مثلا أن قراءة مثل قراءة الأعمش لم تكن صحيحة؟؟ بل كانت صحيحة في نفسها لأن الأعمش ثبت في الحديث ـ الذي ذلت فيه أقدام الصالحين ـ فالقرآن من باب أولي إلا أن قراءته لم تشتهر لقلة الطلبة عنده، لأنه لم يكن متفرغا للإقراء، بل واشتهرت قراءة تلميذه حمزة ـ رحمه الله ـ لأنه تفرغ للإقراء .. والغرض أن ما اشتهر لا يمكن العدول عنه.
والخلاصة: عدم فتح باب الاختيارات للمفاسد التي أشرت إليها .. وأيضا لعدم نقض ما أجمعت عليه الأمة. وهذا مثل حديث (الجمع بين الصلوات في الحضر) وذكر النووي أن الأمة أجمعت علي عدم العمل بهذا الحديث .. حتي من أجازوا الجمع مثل الشوكاني ذكروا التحذيز من فعلها إلا بضوابط. وما قاله النووي أسلم وأفضل حتي لا يترك الناس الصلوات في المساجد وإن كانوا تركوها اليوم من غير معرفة هذا الحديث إلا من رحم .. وما ذكرته في القراءات مسألة قريبة من ذلك .. وفوق كل هذا ترك الأئمة للاختيارات بحيث تصير قراءة من جميع القراءات لخير دليل علي منعه .. والله أعلم
أما الاختيار من اختيارات القارئ الواحد فهذا جائز لأنك لست ملزما بالقراءة بجميع الأوجه.والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/339)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[06 - 09 - 08, 11:45 م]ـ
إذن نرجئ ذلك لبعد رمضان.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[02 - 10 - 08, 09:02 ص]ـ
والخلاصة: عدم فتح باب الاختيارات للمفاسد التي أشرت إليها .. وأيضا لعدم نقض ما أجمعت عليه الأمة.
أنت تمنع ذلك لثلاثة أمور:
الأول: عدم تجويزك للخلط بين القراءات مطلقا.
الثاني: المفاسد التي ستنشأ من ذلك.
الثالث: أنه يناقض ما أجمعت عليه الأمة.
فلابد إذن من مناقشة الجزئية الأولى وهي عدم تجويزك للتلفيق مطلقا؛ لأن مسألتنا مبنية على القول بجواز التلفيق بين القراءات بالشروط المعروفة.
فأقول _ أولا _ إن كلامي السابق لم يكن مبنيا على القول بتجويز التلفيق بين القراءات مطلقا بل كان مبنيا على القول بتجويز التلفيق بين القراءات المقيد بالشروط المعروفة.
ثم أقول _ ثانيا _ إن خلاصة أدلتك على منع التلفيق بالإطلاق هي:
- أن أيمة القراءات كانوا أهل لغة وعندهم من العلم والاطلاع في ذلك ما لم يصل إليه أهل عصرنا.
- أن أهل التحقيق والتحرير الذين جوزوا الخلط بين القراءات لم يفعلوا ذلك؛ ودليل ذلك أننا لم نسمع بأنهم قد اختاروا لأنفسهم قراءات منسوبة لهم.
ويجاب عن ذلك بأنك قد خلطت بين مسألة التلفيق ومسألتنا التي تتحدث عن اختيار قراءةٍ اليومَ وإسنادها على نحو ما كان يفعل القراء العشرة.
ونحن حينما نتكلم عن مسألة التلفيق لا بد أن نتكلم عنها على حدة ثم ننتقل إلى المناقشة في المسائل الأخرى المبنية على قول من أقوال أهل العلم في مسألة التلفيق.
فهذه الأدلة التي ذكرتها لا تصلح لمسألة التلفيق وإنما قد توجه لمسألتنا مسألةِ الاختيار والإسناد؛ مع أنك لم ترد بها إلا منع التلفيق.
وبيان خلطك:
أنك ذكرت في دليلك الأول الإمامة أو التقدم في اللغة حتى التأهل لذلك، وهذا لا علاقة له بالتلفيق؛ لأن التلفيق مبني على معرفةٍ بالقراءات والطرق ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب وما لا يمكن أن يُنسب لقارئ معين بعد التلفيق، وهذه الدرجة لا يشترط فيها أبدا التقدم في اللغة بل من كانت له أدنى مشاركة في اللغة يستطيع أن يلفق بلا إشكال.
فلماذا لا يتصور أن يقصر أحدهم المنفصل لورش وأن يسكن ميم الجمع بالشروط المعروفة مع أنه لا يعرف إعراب سورة الإخلاص؟!
وأما دليلك الثاني فلا يسلم؛ لأن كون المحققين لا ينسبون لأنفسهم قراءة مختارة هو مبني على عدم جواز إسناد الملفق وقد صرحوا بذلك، وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا يخلطون في القراءات حال قراءتهم في غير مقام الرواية.
وأما عن أدلتك الأخرى على عدم جواز الاختيار بالإسناد فلا يمكن مناقشتها حتى ننتهي من مسألة التلفيق.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[03 - 10 - 08, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم تقبل الله مني ومنكم ومن المسلمين رمضان امين.
جميل أن تتناول المسألة جزئية جزئية حتي لا يطول الكلام ويتشعب.
عرفت التلفيق فقلت:لأن التلفيق مبني على معرفةٍ بالقراءات والطرق ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب وما لا يمكن أن يُنسب لقارئ معين بعد التلفيق،))
ما الفرق يا اخي بين الاختيار والتلفيق؟ أليس الاختيار ( .... مبني على معرفةٍ بالقراءات والطرق ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب وما لا يمكن أن يُنسب لقارئ معين بعد التلفيق،)
فنافع مثلا اختار قراءة من قراءة سبعين تابعيا حتي اختار قراءته أو قل:لفق قراءته من بين مروياته أو قل: ألف قراءته. ما الفرق؟
فهذا يحتاج معرفة بالقراءات والطرق ولا يمكن أن ينسب لقارئ معين بعد (الاختيارـ التلفيق ـ التأليف)
وقولكم (وهذه الدرجة لا يشترط فيها أبدا التقدم في اللغة بل من كانت له أدنى مشاركة في اللغة يستطيع أن يلفق بلا إشكال.)
إذا كان الأمر كما تقول فما معني قولك: (ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب) إحالة المعني .. أليست تحتاج إلي مرحلة متقدمة من العربية؟؟ أم ماذا تقصد بهذا؟
وقولك: (فلماذا لا يتصور أن يقصر أحدهم المنفصل لورش وأن يسكن ميم الجمع بالشروط المعروفة مع أنه لا يعرف إعراب سورة الإخلاص؟!
إذا كنت مثلت بما يسمي عندالقراء أصولا .. فلماذا لا نمثل بما يسمي فرش الحروف؟ بل ابن الجزري ضرب مثالا في منع التلفيق بالفرش مثل (آدم وكلمات) بنصبهما أو رفعهما .. فكيف يعرف هذا من ليس عنده معرفة بالإعراب؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/340)
فليس التلفيق اقتصار علي الأصول بل يدخله الفرش أيضا.
وقولكم ( .... وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا يخلطون في القراءات حال قراءتهم في غير مقام الرواية)
وهذا القول يحتاج لدليل حيث لم يشتهر عنهم أنهم فعلوا ذلك فيما ذكرت ... والعبرة بشهرة ذلك لا بالتخمين والحدث. اذكر لنا دليلا نقليا غير مأمور.
والسلام عليكم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[03 - 10 - 08, 08:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أسأل الله أن يعيد عليك الشهر بصحة وعافية.
عرفت التلفيق فقلت:لأن التلفيق مبني على معرفةٍ بالقراءات والطرق ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب وما لا يمكن أن يُنسب لقارئ معين بعد التلفيق،))
ما الفرق يا اخي بين الاختيار والتلفيق؟ أليس الاختيار ( .... مبني على معرفةٍ بالقراءات والطرق ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب وما لا يمكن أن يُنسب لقارئ معين بعد التلفيق،)
هذا ليس تعريفا للتلفيق! وإنما هو إشارة لما لا يليق بالملفق جهله.
ولا فرق في هذه الأمور بين الذي يلفق أو يختار، إلا أن الذي يختار بحاجة إلى معرفة أكثر بالأسانيد ومنتهاها.
وقولكم (وهذه الدرجة لا يشترط فيها أبدا التقدم في اللغة بل من كانت له أدنى مشاركة في اللغة يستطيع أن يلفق بلا إشكال.)
إذا كان الأمر كما تقول فما معني قولك: (ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب) إحالة المعني .. أليست تحتاج إلي مرحلة متقدمة من العربية؟؟ أم ماذا تقصد بهذا؟
وقولك: (فلماذا لا يتصور أن يقصر أحدهم المنفصل لورش وأن يسكن ميم الجمع بالشروط المعروفة مع أنه لا يعرف إعراب سورة الإخلاص؟!
إذا كنت مثلت بما يسمي عندالقراء أصولا .. فلماذا لا نمثل بما يسمي فرش الحروف؟ بل ابن الجزري ضرب مثالا في منع التلفيق بالفرش مثل (آدم وكلمات) بنصبهما أو رفعهما .. فكيف يعرف هذا من ليس عنده معرفة بالإعراب؟؟
فليس التلفيق اقتصار علي الأصول بل يدخله الفرش أيضا.
معرفة ما يحيل المعنى من التركيب لا يشترط فيه التقدم أبدا، ولكنه يحتاج إلى عناية باللغة فقولي: " بل من كانت له أدنى مشاركة في اللغة يستطيع أن يلفق بلا إشكال ".فيه مبالغة والصواب أنه لا بد أن تكون له معرفة مناسبة ولكن لا يشترط أن يكون كأيمة اللغة الذين زعمت أنه لا يوجد مثلهم في عصرنا.
إذن فالتلفيق في الفروش ممن كان هذا وصفه في اللغة لا إشكال فيه.
وقولكم ( .... وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا يخلطون في القراءات حال قراءتهم في غير مقام الرواية)
وهذا القول يحتاج لدليل حيث لم يشتهر عنهم أنهم فعلوا ذلك فيما ذكرت ... والعبرة بشهرة ذلك لا بالتخمين والحدث. اذكر لنا دليلا نقليا غير مأمور.
أنا لم أثبت أنهم كانوا يلفقون في مثل هذا المقام وإنما ذكرت أن تصريحهم بعدم جواز التلفيق بالاسناد لا يعني أنهم لم يلفقوا في غير مقام الرواية، ولا يحتاج ذلك أن يشتهر عنهم.
فلم أثبت ولم أمنع وإنما بينت أن كلامهم لا يمنع من ذلك أبدا.
بل أنت المطالب بالدليل على أن هؤلاء الإيمة لم يلفقوا في غير مقام الرواية؛ لأنك تثبت ذلك.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[03 - 10 - 08, 04:09 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم اتفقنا أنه لا فرق بين التلفيق والاختيار إلا أنك جعلت قيدا للاختيار حيث قلت (إلا أن الذي يختار بحاجة إلى معرفة أكثر بالأسانيد ومنتهاها)) لست أدري ما أقوله لك، إذا أطلقنا علي قراءة نافع وقلنا: إنه تلفيق .. فما موقع الإسناد هنا؟؟ الإسناد في القراءة ليست بهذه الأهمية في القرآن .. بل متي اشتهرت القراءة واستفاضت لم نحتج فيها للإسناد أصلا .. وهل ذكر أحد جميع من قرأ عليهم نافع؟؟
وخذ هذا الرابط لمعرفة المزيد في هذه المسألة ولكن اقرأه بتمهل وخذ وقتا كافيا ولا تتعجل فالموضوع يحتاج لعناية أكثر.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8193&page=2
قولكم: (إذن فالتلفيق في الفروش ممن كان هذا وصفه في اللغة لا إشكال فيه.)
راجع أخي الكريم ما قاله ابن الجزري في النشر وارجع إلي مقدمة كتاب السبعة لابن مجاهد .. قد تغير رأيك.
قولكم (
[ COLOR=navy] أنا لم أثبت أنهم كانوا يلفقون في مثل هذا المقام وإنما ذكرت أن تصريحهم بعدم جواز التلفيق بالاسناد لا يعني أنهم لم يلفقوا في غير مقام الرواية، ولا يحتاج ذلك أن يشتهر عنهم.
فلم أثبت ولم أمنع وإنما بينت أن كلامهم لا يمنع من ذلك أبدا.
بل أنت المطالب بالدليل على أن هؤلاء الإيمة لم يلفقوا في غير مقام الرواية؛ لأنك تثبت ذلك.
يا أخي الكريم هذه محاورة ليست إلا .. أنا أقول بالنفي أن تلفيقهم لم يحدث .. وكل ما في الأمر أنهم ذكروا التلفيق ولم يفعلوا. ودليل ذلك أن هذا لم يشتهر عنهم .. إذن أنا أنفي وأنت لا هذا ولا ذاك.
فقولك (أن كلامهم لا يمنع من ذلك أبدا) هذا الكلام غايته حدس ليس إلا .. فعلي هذا فعلينا ألا نفعل مثل هذا التلفيق لأن من هم خير منا لم يفعلوا مع تصريحههم بالجواز وفيه السلامة.
والله أعلم
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/341)
ـ[عمر فولي]ــــــــ[03 - 10 - 08, 10:42 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم خذ هذا الرابط أيضا فيه تفصيل قد يفيد في مسألة الاختيار
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10819
والسلام عليكم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - 10 - 08, 11:36 م]ـ
يا أخي الكريم، هناك إشكالات لا بد أن تحل حتى نستفيد من النقاش: فنحن قد اتفقنا على أن نناقش الجزئية الأولى وهي مسألة التلفيق على حدة بغض النظر عن مسألة الاختيار ولكني أجدك في أول رد لك في المناقشة قد بدأت بمسألة التفريق بين الاختيار والتلفيق وليس هذا هو شرطنا ثم واصلت فناقشت تفريقي بين الاختيار والتلفيق فأخشى أن يتأخر النقاش ويتشتت فحبذا لو ركزنا على مسألتنا مسألة التلفيق وأدلتك على منعه مطلقا.
ولكني سأعلق الآن قبل الرجوع إلى مسألتنا على ما ورد في ردودك الأخيرة على عجالة حتى لا تظن أني حدتُّ عن الجواب ..
اخي الكريم اتفقنا أنه لا فرق بين التلفيق والاختيار إلا أنك جعلت قيدا للاختيار حيث قلت (إلا أن الذي يختار بحاجة إلى معرفة أكثر بالأسانيد ومنتهاها)) لست أدري ما أقوله لك، إذا أطلقنا علي قراءة نافع وقلنا: إنه تلفيق .. فما موقع الإسناد هنا؟؟ الإسناد في القراءة ليست بهذه الأهمية في القرآن .. بل متي اشتهرت القراءة واستفاضت لم نحتج فيها للإسناد أصلا .. وهل ذكر أحد جميع من قرأ عليهم نافع؟؟
أولا: أنت تعامل بعض ما أقوله عن التلفيق والاختيار على أنه تعريف، وليس هو كذلك ولا يفهم من كلامي بل غاية ما أريد مما فهمتَه شيئا من الضبط والوصف.
ثانيا: لم نتفق على أنه لا فرق بين التلفيق والاختيار عدا ما قلتَ إنه تقييد لي!
ولعلك توهمت ذلك من قولي:
ولا فرق في هذه الأمور بين الذي يلفق أو يختار، إلا أن الذي يختار بحاجة إلى معرفة أكثر بالأسانيد ومنتهاها.
وليس فيه ما قلتَ؛ لأني قلتُ: " في هذه الأمور ". فقيدت بهذه العبارة ما أريده بعدم التفريق وهذه الأمور هي معرفة القراءات والطرق ومعرفة ما يحيل المعنى من التركيب وما لا يمكن أن يُنسب لقارئ معين بعد التلفيق. ففي حدود هذه الأمور لا فرق بين التلفيق والاختيار إلا أن الاختيار يقيد الضابط الأول وهو معرفة القراءات والطرق بالاستزادة بمعرفة الأسانيد ومنتهاها.
وسيبين لك ذلك التعليق التالي.
ثالثا: وقع عندك خلط في كلامي عن الاختيار: فأنا عندما تكلمت عن شيء من الفرق بين الاختيار والتلفيق كنت أعني بالاختيار الاختيارَ اليوم وليس اختيار القراء العشرة وهذا هو أصل موضوعنا الذي تحدثنا عنه في أول الأمر ولاشك أن هناك فرقا بين الاختيارين ومن هذه الفروق القيدُ الذي استشكلتَه وهو أن الذي يختار لا بد أن تكون لديه معرفة متقدمة بالأسانيد ومنتهاها.
وهذا القيد بالبداهة لا يشترط لأمثال القراء العشرة كما يشترط لمن يريد الإختيار اليوم؛ فما هي الأسانيد التي يحتاج المعرفة بها نافع وما بينه وبين الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا ما يستطيع حفظه من لم يبلغ سن التمييز؟! وهذا بخلاف من يريد أن يختار اليوم فلا بد له من دراسة متعمقة للأسانيد والطرق ومنتهى أسانيد المعاصرين له من مشايخه والنظر والمقارنة وهذه الدرجة قليل من يتقنها من المتخصصين في القراءات ولا يخفى عليك سبب هذا الشرط كما لا يخفى عليك أن الملفق الذي لا يسند ليس بحاجة إلى هذه الدرجة.
فمرادي الآن أن نعود إلى موضوعنا الأول وهو مناقشة أدلتك على منع التلفيق بالشروط المعروفة بغض النظر عن مسألة الاختيار حتى ننتهي من من مسألتنا ..
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - 10 - 08, 11:50 م]ـ
أعود فاقول:
إن خلاصة أدلتك على منع التلفيق بالإطلاق هي:
- أن أيمة القراءات كانوا أهل لغة وعندهم من العلم والاطلاع في ذلك ما لم يصل إليه أهل عصرنا.
- أن أهل التحقيق والتحرير الذين جوزوا الخلط بين القراءات لم يفعلوا ذلك؛ ودليل ذلك أننا لم نسمع بأنهم قد اختاروا لأنفسهم قراءات منسوبة لهم.
ولكني سأجيب عن هذه الأدلة من جهة أخرى قد تكون أخصر من الأولى وأوضح فأقول:
- عن دليلك الأول ما المانع من وجود علماء معاصرين من أيمة القراءات قد تخصصوا في اللغة حتى وصلوا إلى الدرجة التي تريدها من العلم والاطلاع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/342)
فإن لم يكن هناك مانع فما قيمة هذا الدليل؟ وإن كان هناك مانع فحبذا لو أفدتنا به.
- وعن دليلك الثاني أقول بعد التسليم جدلا بأن الذين جوزوا ما ذكرت من علماء القراءات لم يفعلوا ذلك فهل العبرة بفعلهم أم بقولهم؟
ـ[عمر فولي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 11:36 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم سأعود لما طلبت من رغبتك في إنهاء قضية المنع.
قولكم ( ... فإن لم يكن هناك مانع فما قيمة هذا الدليل؟ وإن كان هناك مانع فحبذا لو أفدتنا به.)
الجواب: أخي الكريم مهما بلغ المتأخرون من العلم يصعب بلوغهم لمرتبة القراء القدامي رحمهم الله. وليس هذا إثبات تقليل شأن المعاصرين بقدر ما هو إثبات الفرق بينهم وبين أئمتهم وأساتذتهم الأولين.
ولا يخفي عليكم أحاديث نقصان العلم والدين في آخر الزمان، ولذا اقرأ هذه العبارة جيدا وهي بالبحث أعلاه تعرف لماذا نمنع التلفيق ((ومما يدل على نزاهته (أي ابن مجاهد) -رحمه الله تعالى- وحسن قصده أنه لم يسعَ إلى أن يختار لنفسه قراءة تحمل عنه فيقال: قراءة ابن مجاهد مما يدل على أنه كان يريد أن يجمع القراءات التي كثرت في الأمة وكثر الآخذون لها وعرف أصحابها بالضبط والإتقان والدقة وحين سئل (أي ابن مجاهد) عن ذلك -رحمه الله تعالى- أجاب قال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.)) ا. هـ
وقولكم (وعن دليلك الثاني أقول بعد التسليم جدلا بأن الذين جوزوا ما ذكرت من علماء القراءات لم يفعلوا ذلك فهل العبرة بفعلهم أم بقولهم؟)) ا. هـ
أخي الكريم تقصد ما يقال عند المحدثين من العبرة بالقول أو بالفعل. يا أخي الكريم القول فيه خلاف والفعل مجمع عليه .. فماذا تختار؟؟
وإن كنت تأخذ بقول القائلين أن العبرة بالقول فدونك قول ابن مجاهد المذكور آنفا
((نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.)) ا. هـ
وكيف لك الاطمئنان إلي شئ لم يسبقك أحد إليه، لقد فعل ابن مجاهد ما فعل درءا للمفاسد المترتبة عليه. وهذا فيه ما فيه وقد سبق. والله أعلم
والسلام عليكم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شيخي الكريم أعتذر عن تأخري في الرد ..
أخي الكريم سأعود لما طلبت من رغبتك في إنهاء قضية المنع.
قولكم ( ... فإن لم يكن هناك مانع فما قيمة هذا الدليل؟ وإن كان هناك مانع فحبذا لو أفدتنا به.)
الجواب: أخي الكريم مهما بلغ المتأخرون من العلم يصعب بلوغهم لمرتبة القراء القدامي رحمهم الله. وليس هذا إثبات تقليل شأن المعاصرين بقدر ما هو إثبات الفرق بينهم وبين أئمتهم وأساتذتهم الأولين.
ولا يخفي عليكم أحاديث نقصان العلم والدين في آخر الزمان، ولذا اقرأ هذه العبارة جيدا وهي بالبحث أعلاه تعرف لماذا نمنع التلفيق ((ومما يدل على نزاهته (أي ابن مجاهد) -رحمه الله تعالى- وحسن قصده أنه لم يسعَ إلى أن يختار لنفسه قراءة تحمل عنه فيقال: قراءة ابن مجاهد مما يدل على أنه كان يريد أن يجمع القراءات التي كثرت في الأمة وكثر الآخذون لها وعرف أصحابها بالضبط والإتقان والدقة وحين سئل (أي ابن مجاهد) عن ذلك -رحمه الله تعالى- أجاب قال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.)) ا. هـ
أحسن الله إليك، أنت تقول هنا بصعوبة بلوغ المتأخرين مرتبة المتقدمين، ولا شك أن الصعب ممكن بالمشقة ولكنه ليس بمستحيل.
وأحاديث نقص العلم والدين في آخر الزمان لا تفيد لا من قريب ولا من بعيد منعَ بروز علماء معدودين على درجة من سبقهم في العلم والتقوى، وإنما أفادت نقصان العلم والدين من حيث الجملة بمعنى أن العلماء كلما تقدم الزمان فستراهم في نقص واضح فالعلماء مثلا في عصرنا هذا نوادر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بخلاف ما كان عليه الحال في القرن الخامس مثلا، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن وجود علماء في عصرنا على تلك الدرجة التي كان عليها الأسلاف وإن كان هذا صعب في الحقيقة ولكنه مع هذا ليس ممنوعا لا شرعا ولا عقلا.
وأما ما نقلته في ابن مجاهد وعنه فلم أقل لك إنك تخلط بين التلفيق والاختيار وكلامنا الآن إنما هو عن التلفيق فحسب؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/343)
فكلام الإمام ابن مجاهد هنا إنما هو عن الإختيار ولا علاقة له بالتلفيق، وهذا واضح جدا فتنبه إلى قول الشيخ: " ومما يدل على نزاهته (أي ابن مجاهد) -رحمه الله تعالى- وحسن قصده أنه لم يسعَ إلى أن يختار لنفسه قراءة تحمل عنه فيقال: قراءة ابن مجاهد ".
وابن مجاهد يقول: " نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أيمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا ".
فأين هذا من التلفيق؟!
وهذا الخلط هو الذي جعلك تتوهم أن القراء الذين جوزوا التلفيق لم يفعلوه.
وقولكم (وعن دليلك الثاني أقول بعد التسليم جدلا بأن الذين جوزوا ما ذكرت من علماء القراءات لم يفعلوا ذلك فهل العبرة بفعلهم أم بقولهم؟)) ا. هـ
أخي الكريم تقصد ما يقال عند المحدثين من العبرة بالقول أو بالفعل. يا أخي الكريم القول فيه خلاف والفعل مجمع عليه .. فماذا تختار؟؟
وإن كنت تأخذ بقول القائلين أن العبرة بالقول فدونك قول ابن مجاهد المذكور آنفا
((نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.)) ا. هـ
وكيف لك الاطمئنان إلي شئ لم يسبقك أحد إليه، لقد فعل ابن مجاهد ما فعل درءا للمفاسد المترتبة عليه. وهذا فيه ما فيه وقد سبق.
يا أخي الكريم، إنما يثبت تعارض الأقوال مع الأفعال إذا قال إنسان قولا ثم ثبت عنه خلاف قوله، كأن يسمح بشرب مشروبٍ ما ثم ينهى من شربه، وأما إذا سمح به ولم يثبت عنه منع من شربه فلا تعارض وإنما يؤخذ بقوله بالسماح بهذا المشروب بإجماع العقلاء ..
فما حصل من القراء هنا هو من الضرب الثاني: فالقراء الذين نتحدث عنهم قد سمحوا بالتلفيق ولم يثبت عنهم أنهم نهوا من لفق عن التلفيق، كما لم يثبت عنهم عدم فعل التلفيق مع أنه حتى لو ثبت عنهم عدم فعله فلا يعني أنهم يرون المنع؛ لأن القول بجواز الشيء لا يلزم فعله.
فأنا _ في كلامي السابق _ سلمتُ لك عدم فعلهم ولم أسلم لك تعارض فعلهم مع قولهم؛لأن عدم الفعل لا يعني معارضة القول بالجواز كما سبق ..
وأما أن تقول إن فعلهم يعارض قولهم فلا يسلم لك أبدا؛ لعد ثبوت ذلك عنهم، ولا تأتي بنصوص عدم فعلهم الاختيار وتجعلها دليلا على معارضة قولهم كما فعلت في السابق لأن ذلك سيكون خلطا كما بينت لك.
وحُقَّ لمن ثبت عنده جواز شيء ما أن يفعله باطمئنان دون حاجة إلى أن يكون له سلف في الفعل سواء ممن أفتاه أم من غيره: فإذا قال العالم بجواز الإسبال لغير الخيلاء فهل يحتاج المقلد أن ينظر إلى هذا العالم الذي أفتاه بالجواز هل هو ممن يسبل أم لا حتى يطمئن لفعله؟!
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[24 - 10 - 08, 12:57 ص]ـ
قال ابن مجاهد: إذا شك القارئ فى حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك فى حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن فى بعض".ا. هـ
وقول ابن مجاهد هذا لا يصح العمل به الآن بعد تصنيف الكتب والتزام القراء بالأوجه المقروءة.
تمام الكلام:
((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هومهموز أوغير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أومقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هوممدود أومقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هومفتوح أومكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع.)).
وهذا لا يفهم منه إلا جواز التلفيق ولو بتقييد ذلك بالشك، ولايُفهم منه ما فهمتَه؛ لأنه:
- لو كان المراد به الحكاية عن فعل الأيمة الذين كانوا يختارون لكان الأمر أنهم يعملون بالشك وللزمنا إصلاح ما وقعوا فيه من أخطاء من أثر هذا الشك.
- ولو كان المراد به الحكاية عن فعل الناس من غير الأيمة ولكن قبل التصنيف لما قال: "فليقرأه " و " فليترك " بل لقال: ((فقرأ)) أو ((فقرءوا)) أو ((فكانوا يقرءون)) أو نحو ذلك من العبارات الدالة على الماضي لا الدالة على المستقبل.
فإذا شك أحدنا اليوم _ مثلا _ وهو يقرأ لورش في المنفصل هل هو ممدود أو مقصور فليقصر، وسيكون بذلك قد لفق، وهذا هو الذي جوزه ابن مجاهد.
ـ[عمر فولي]ــــــــ[30 - 12 - 08, 01:26 ص]ـ
تمام الكلام:
((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هومهموز أوغير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أومقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هوممدود أومقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هومفتوح أومكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع.)).
[0] وهذا لا يفهم منه إلا جواز التلفيق ولو بتقييد ذلك بالشك، ولايُفهم منه ما فهمتَه
فإذا شك أحدنا اليوم _ مثلا _ وهو يقرأ لورش في المنفصل هل هو ممدود أو مقصور فليقصر، وسيكون بذلك قد لفق، وهذا هو الذي جوزه ابن مجاهد.
أخي الكريم أنا تركت الموضوع لأنني علي قناعة أنه لا خلاف بين التلفيق والاختيار وأنت مصمم علي ذلك، ولم تضع لنا تفريقا بينهما.
ولكن مما سبق من نقلكم من قول ابن مجاهد أسألك عن هذه النقطة من نقلكم0 (((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر)).
هل القراءة بالتاء والياء من الفرش أم من الأصول؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/344)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - 01 - 09, 06:54 م]ـ
بارك الله فيك ..
أخي الكريم أنا تركت الموضوع لأنني علي قناعة أنه لا خلاف بين التلفيق والاختيار وأنت مصمم علي ذلك، ولم تضع لنا تفريقا بينهما.
يا أخي، هذا الكلام عجيب جدا! فلا أدري ماأقول لك.
على العموم سأعيد لك الفرق بينهما واعتبره اصطلاحا خاصا بي ثم أجبني عن أسئلتي.
_الاختيار: هو خلط المرويات من أحد القراء العشرة أو من استقرت قراءاتهم من الأيمة المعروفين.
فبين قولنا: قراءة نافع، واختيار نافع ترادف.
_ التلفيق: هو خلط قراءات الأيمة المعروفين بعد استقرارها.
وهو الذي يسمى بـ تركيب القراءات و الخلط.
وهذا التفريق بإجماع الناس! فلا أدري كيف تقول ذلك؟!
ونحن نتكلم هنا عن التلفيق بغض النظر عن الإختيار، وقيدنا التلفيق بما كان مسندا منه، بمعنى أن يأتي أحد الناس اليوم فيلفق بين قراءات العشرة فيخرج بقراءة خاصة به ثم يسندها.
هذه الجزئية المحدودة هي التي نتكلم عنها هنا.
وأما إذا لم يكن ذلك بإسناد فإن الحكم فيه واضح والخلاف فيه معروف ومبسوط في الكتب.
فأنا أكرر لك: إذا قرأ زيد من الناس اليوم بالعشر والشواذ وأتقن جميع القراءات وحفظ اللغة حتى انتهى وصار آيةً من آيات الله في العلم والإتقان والإمامة، ثم اختار شيئا من رواية قالون وشيئا من رواية حفص وشيئا من رواية خلف سواء كان ذلك من الأصول أو الفروش، ثم جعلها قراءة خاصة وأسندها وصارت معروفة باسمه، هل هذا ممنوع أم مشروع؟ فإذا كان ممنوعا فكيف تفرق بين فعله وفعل القراء العشرة؟
هذا السؤال الذي لم تجبني عليه إلى اليوم.
ولكن مما سبق من نقلكم من قول ابن مجاهد أسألك عن هذه النقطة من نقلكم0 (((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر)).
هل القراءة بالتاء والياء من الفرش أم من الأصول؟؟؟
القراءة بالتاء والياء من الفرش ولكن ما الذي ستستفيده من هذا السؤال؟!
فلا فرق في كلامنا بين التلفيق في الأصول والتلفيق في الفروش.
أعني: هل هناك فرق في الحكم على مسألتنا إذا كنت أخصص التلفيق بالأصول أو بالفروش أم ماذا؟!
ـ[عمر فولي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 02:54 م]ـ
السلام عليكم
قلتم (يا أخي، هذا الكلام عجيب جدا! فلا أدري ما أقول لك.على العموم سأعيد لك الفرق بينهما واعتبره اصطلاحا خاصا بي ثم أجبني عن أسئلتي.))
أخي الكريم الكلام ليس عجيبا، بل العجب أن تأتي بمصطلح من كيسك وتلزمنا به!! وهذا التفريق لم أسمعه.
قلتم (الاختيار: هو خلط المرويات من أحد القراء العشرة أو من استقرت قراءاتهم من الأيمة المعروفين.
فبين قولنا: قراءة نافع، واختيار نافع ترادف.
_ التلفيق: هو خلط قراءات الأيمة المعروفين بعد استقرارها.
وهو الذي يسمى بـ تركيب القراءات و الخلط.
وهذا التفريق بإجماع الناس! فلا أدري كيف تقول ذلك؟!)) ا. هـ
لقد أخبرتك من قبل بأنهم كانوا يعبرون بكلمة (اختيار في القراءة الواحدة) ولم يعبروا بكلمة تلفيق وحتي لو قالوا تلفيق فالمقصود الاختيار ...
فقد اختار الإمام الهذلي (ت 465هـ) قراءة له فقال في كتاب الكامل: ( ..... ثم اتبعت أثرهم فاخترت اختيارا وافقت عليه السلف بعد نظري في العربية والفقه والكلام والقراءات والتفسير والسنن والمعاني ..... ) ص307
ثم ذكر في باب الإمالة ما نصه ( ..... فأبين مذهبي واختياري فيها) ص308
وهذا الاختيار وقع من أكثر الأئمة قراءة علي الشيوخ فقد قرأ علي (365 شيخا) ولم تلق اختياره قبولا .. اللهم إلا ما أسنده للأئمة العشرة مع رفض الكثير من الأوجه أيضا. فسئل نفسك لماذا لم يعتمدوا اختياراته مع هذا الكم الهائل من العلم؟
ولو راجعت "غاية النهاية " ستجد أيضا من كان له اختيار بعد الأئمة العشرة لم تلق ذلك القبول .. فلماذا تريد فتح باب أغلق؟؟؟
قلت ((فأنا أكرر لك: إذا قرأ زيد من الناس اليوم بالعشر والشواذ وأتقن جميع القراءات وحفظ اللغة حتى انتهى وصار آيةً من آيات الله في العلم والإتقان والإمامة، ثم اختار شيئا من رواية قالون وشيئا من رواية حفص وشيئا من رواية خلف سواء كان ذلك من الأصول أو الفروش، ثم جعلها قراءة خاصة وأسندها وصارت معروفة باسمه، هل هذا ممنوع أم مشروع؟ فإذا كان ممنوعا فكيف تفرق بين فعله وفعل القراء العشرة؟
هذا السؤال الذي لم تجبني عليه إلى اليوم.)) ا. هـ
أخي الكريم لقد أوردت لك من قبل في المنع أسبابا .. فكونك لم تأخذ بها ليس دليلا علي عدم الجواب.
والفرق بين العشرة وغيرهم معروفة لدي الجميع، ونحن أحوج أن نحافظ علي علم من سبقونا.ألم يورد ابن مجاهد هذا الكلام حين طلب منه اختيار قراءة له؟
ودرء المفاسد واجب شرعي .. وسيظهر فيما بعد مئات القراءات وستضيع القراءات السابقة ثم تعرف بقراءة فلان وقراءة فلان، ومن ثَم ستجد طعن هذا الشيخ في اختيار هذا الشيخ وهلم جرا .. هل علمت الآن لم لم يفعل القدامي ما تقول به؟؟ أليست لهذه الجزئية عندك اعتبار؟؟
وما الذي سنستفيده من فتح باب الاختيار للشيوخ؟؟
قلتم (القراءة بالتاء والياء من الفرش ولكن ما الذي ستستفيده من هذا السؤال؟!
فلا فرق في كلامنا بين التلفيق في الأصول والتلفيق في الفروش.
أعني: هل هناك فرق في الحكم على مسألتنا إذا كنت أخصص التلفيق بالأصول أو بالفروش أم ماذا؟!
لقد ظننتُ أنك تخصص الأصول فقط من كونك تستدل بالقصر والمد.
قلتم ((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هومهموز أوغير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أومقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هوممدود أومقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هومفتوح أومكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع. .))
أخي الكريم هذا الكلام ليس عليه عمل الناس اليوم .. ولا يصح أن نخالف الناس.
ولو فرضنا جدلا صحته .. فهو يتكلم إذا شك القارئ .. وأنت تتحدث في التلفيق مع يقين القارئ بما يقول .. وبينهما بون شاسع.
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/345)
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[03 - 01 - 09, 11:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم الكلام ليس عجيبا، بل العجب أن تأتي بمصطلح من كيسك وتلزمنا به!! وهذا التفريق لم أسمعه.
لم ألزمك بشيء، وهاك قول الشيخ إبراهيم الدوسري في < معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات >:
((الاختيار: ملازمة إمام معتبر وجها أو أكثر من القراءات، فينسب إليه على وجه الشهرة والمداومة، لا على وجه الاختراع والرأي والاجتهاد، ويسمى ذلك الاختيار (حرفا) و (قراءة) و (اختيارا)، كله بمعنى واحد، فيقال: اختيار نافع (ت 169)، وقراءة نافع، وحرف نافع، كما يقال: قرأ خلف البزار (ت 229) (عن نفسه) و (في اختياره)، كلاهما بمعنى واحد: أي في قراءته وفيما اختاره هو، لا فيما يرويه عن حمزة (ت 156هـ)، و (أصحاب الاختيارات) هم من الصحابة والتابعين والقراء العشرة ونحوهم ممن بلغوا مرتبة عالية في النقل وعلوم الشريعة واللغة.)) اهـ ص 22.
((تركيب القراءات = التلفيق: التنقل بين القراءات أثناء التلاوة، من غير إعادة لأوجه الخلاف، ودون الالتزام برواية معينة، كأن يقرأ (وهو) في موضع بضم الهاء وفي موضع آخر بإسكانها، ويعبر عنه بـ (الخلط) وبـ (التلفيق)، وفي جوازه خلاف بين العلماء.)) اهـ 42.
وقد تنزلت معك حتى الغاية فقلت لك: اعتبره اصطلاحا خاصا بي!
لقد أخبرتك من قبل بأنهم كانوا يعبرون بكلمة (اختيار في القراءة الواحدة) ولم يعبروا بكلمة تلفيق وحتي لو قالوا تلفيق فالمقصود الاختيار ...
وأنا أوافقك على تسمية ذلك اختيارا، ولكن الخلاف بيني وبينك في تسمية التركيب اليوم بعد استقرار القراءات بـ التلفيق فأنت تنكر شيئا اسمه تلفيق وهذا هو الذي أعجب منه.
...
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[03 - 01 - 09, 11:46 م]ـ
لقد أخبرتك من قبل بأنهم كانوا يعبرون بكلمة (اختيار في القراءة الواحدة) ولم يعبروا بكلمة تلفيق وحتي لو قالوا تلفيق فالمقصود الاختيار ...
فقد اختار الإمام الهذلي (ت 465هـ) قراءة له فقال في كتاب الكامل: ( ..... ثم اتبعت أثرهم فاخترت اختيارا وافقت عليه السلف بعد نظري في العربية والفقه والكلام والقراءات والتفسير والسنن والمعاني ..... ) ص307
ثم ذكر في باب الإمالة ما نصه ( ..... فأبين مذهبي واختياري فيها) ص308
وهذا الاختيار وقع من أكثر الأئمة قراءة علي الشيوخ فقد قرأ علي (365 شيخا) ولم تلق اختياره قبولا .. اللهم إلا ما أسنده للأئمة العشرة مع رفض الكثير من الأوجه أيضا. فسئل نفسك لماذا لم يعتمدوا اختياراته مع هذا الكم الهائل من العلم؟
ولو راجعت "غاية النهاية " ستجد أيضا من كان له اختيار بعد الأئمة العشرة لم تلق ذلك القبول .. فلماذا تريد فتح باب أغلق؟؟؟
هذا السؤال موجه لك!
وأنا في الحقيقة لا أريد فتح باب أغلق _ كما تقول _ وإنما أريد أن أعرف لم تؤثمون من فتح هذا الباب؟
أخي الكريم لقد أوردت لك من قبل في المنع أسبابا .. فكونك لم تأخذ بها ليس دليلا علي عدم الجواب.
والفرق بين العشرة وغيرهم معروفة لدي الجميع، ونحن أحوج أن نحافظ علي علم من سبقونا.ألم يورد ابن مجاهد هذا الكلام حين طلب منه اختيار قراءة له؟
ودرء المفاسد واجب شرعي .. وسيظهر فيما بعد مئات القراءات وستضيع القراءات السابقة ثم تعرف بقراءة فلان وقراءة فلان، ومن ثَم ستجد طعن هذا الشيخ في اختيار هذا الشيخ وهلم جرا .. هل علمت الآن لم لم يفعل القدامي ما تقول به؟؟ أليست لهذه الجزئية عندك اعتبار؟؟
وما الذي سنستفيده من فتح باب الاختيار للشيوخ؟؟
دليلك إذن هو درء المفاسد، وهذا هو الدليل الوحيد الذي أتيت به، وأما ما ذكرته آنفا فمجرد أقوال علماء ومكانتهم معروفة ولكني لا أعرف أن من أدلة الأحكام أقوال العلماء فأنا سأركز كلامي على استدلالك بدرء المفاسد بغض النظر عن غيره فأقول إذا كان الأمر كذلك فلم لا نكتفي بالسبع من الشاطبية دون غيرها من القراءات والرويات والطرق مهما كانت؛ لدرء المفاسد؟
قلتم ((إذا شك القارئ في حرف هل هوبالتاء أوبالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هومهموز أوغير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولاً أومقطوعاً فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هوممدود أومقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هومفتوح أومكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع. .))
أخي الكريم هذا الكلام ليس عليه عمل الناس اليوم .. ولا يصح أن نخالف الناس.
ولو فرضنا جدلا صحته .. فهو يتكلم إذا شك القارئ .. وأنت تتحدث في التلفيق مع يقين القارئ بما يقول .. وبينهما بون شاسع.
أحسنت! فأنا لم أورد هذا الكلام للاحتجاج به على ما أقول وإنما أتيت به لأبين لك أنه لا يوافق كلامك، فهو يجوز التركيب حال الشك _ أي مقيدا _ وأنت تمنعه مطلقا؛ لذلك قلتُ:
وهذا لا يفهم منه إلا جواز التلفيق ولو بتقييد ذلك بالشك، ولايُفهم منه ما فهمتَه
فلا يصح أن تستدل به على كلامك.
وأشكرك على سعة صدرك.
وأذكرك بأنني لم أقرر شيئا بقدر ما أنا أسأل.(3/346)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (2)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:52 ص]ـ
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (2)
الأستاذ المكي الناصري
مفسر الديار المغربية في العصر الحديث
- ولد الشيخ محمد المكي الناصري بن محمد اليمني بن سعيد الناصري بمدينة الرباط، بتاريخ 24 شوال 1324هـ/11 دجنبر 1906م.وهو ينحدر من منطقة معروفة بالعلم ألا و هي منطقة " تاكونيت " القريبة من أهم الزوايا المغربية المشتهرة بالعلم و الفضل، إنها الزاوية الناصرية بتمكروت التي توجد بها مكتبة عامرة تعتبر من أهم المكتبات بالمغرب و التي تضم نفائس المخطوطات في شتى الفنون.
- بدأ حياته العلمية أولا بحفظ القرآن الكريم وأمهات المتون.
- أنهى دراسته الابتدائية عام 1918م.
- أنهى تعليمه الثانوي في 1926م.
- في سنة 1346هـ سافر إلى إلى مصر وتابع دراسته بالأزهر الشريف. (2)
- درس فروع الفلسفة و علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة القاهرة.
- درس علوم التربية بكلية الآداب جامعة باريس.
- درس مادة القانون الدستوري، والقانون الدولي العام بكلية الحقوق-جامعة جنيف.
شيوخه: تتلمذ الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ على يد زمرة من كبار علماء المغرب أمثال:
1. الشيخ أبو شعيب الدكالي.
2. الشيخ محمد المدني بن الحسن.
3. الشيخ محمد بن عبد السلام السائح.
4. الشيخ محمد بنونة.
5. المؤرخ محمد داود.
وتتلمذ بالقاهرة على:
1. محب الدين الخطيب.
2. الشيخ الخصر الحسين.
3. طه حسين.
4. أحمد أمين.
5. زكي مبارك.
6. عبد الحميد العبادي.
7. حسن إبراهيم حسن.
8. مصطفى عبد الرازق.
9. اتصل في سويسرا بالأمير شكيب أرسلان.
ومن المستشرقين الإيطاليين الذين درس عليهم:
1 - نيلينو.
2 - جويدي.
ومن المستشرقين الألمان ال\ين درس عليهم:
1 - لتمان.
2 - برجستراسر.
ومما سبق يتبين لنا أن الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ قد جمع بين التعليم الأصيل و الدراسة الجامعية، كما جمع بين الثقافتين العربية / الإسلامية و الغربية، كما جمع بين العلم و السياسة.
المسار الوظيفي للشيخ المكي الناصري:
- تولى التدريس والتعليم في المعهد الحر، ومعهد مولاي الحسن بتطوان.
- انتدب للمشاركة في الكثير من المؤتمرات بالعالم الإسلامي خاصة.
- ومن المهام السامية التي تولاها الأستاذ الناصري:
* عضو في المجلس الوطني الاستشاري في 20 أكتوبر 1956م.
* عضو في مجلس الدستور سنة 1960م.
* سفير بليبيا في 13 يناير 1961.
* عامل لجلالة الملك على أكادير في 9 فبراير 1963م.
* عضو بالغرفة الدستورية من سنة 1963م إلى سنة1970م.
* أستاذ بدار الحديث الحسنية في 21 نونبر 1964م.
* خطيب بجامع السنة بالرباط سنة 1969م.
* وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 1972.
* عضوا بأكاديمية المملكة المغربية سنة 1981م.
* عضو بمجلس الوصاية ورئيس للمجلس العلمي بولاية الرباط سلا سنة 12 يوليو 1981م.
* أمين عام لرابطة علماء المغرب خلفا للشيخ العلامة عبد الله كنون ـ رحمه الله ـ سنة 1409 هـ.
مؤلفات المكي الناصري:
1 - ''إظهار الحقيقة'' طبعة بتونس سنة 1925م.
2 - حرب صليبية في مراكش، طبع بالقدس في 1930م.
3 - فرنسا وسياستها البربرية في المغرب الأقصى، طبع بالقاهرة سنة 1932م.
4 - الأحباس الإسلامية في المملكة المغربية، طبع بتطوان سنة 1935م.
5 - مبادئ القانون في الإسلام.
6 - نظام الحقوق في الإسلام.
7 - دراسات تاريخية عن سبتة والجديدة والصويرة.
8 - كيف تسربت ثقافة الإسلام إلى الغرب المسيحي في العصر الوسيط.
9 - مكانة الاجتهاد في الإسلام.
10 - منهاج الحكم في الإسلام.
11 - كيف نجدد رسالة الإسلام.
12 - الشريعة أخت الطبيعة.
13 - تاريخ التشريع الإسلامي.
14 - الدعوة الإسلامية: فلسفتها السديدة و سياستها الرشيدة.
15 - الحضارة الإسلامية.
16 - إعجاز القرآن على ضوء العلم الحديث.
17 - حكمة الإسلام.
18 - كيف انتشر الإسلام في العالم.
19 - نظرة إلى التخطيط العائلي على ضوء التشريع الإسلامي.
20 - الأقليات الدينية و حق تقرير المصير.
21 - رسالة القرآن في عصر العلم.
22 - علم الكلام فلسفة إسلامية مبكرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/347)
23 - التيسير في أحاديث التفسير. و هو عبارة عن حلقات تفسيرية للقرآن الكريم كانت تذاع يوميا على أمواج الإذاعة المغربية بعد صلاة الفجر. وقد نشر هذا الكتاب في ست مجلدات، صدرت ببيروت عام 1985م، عن دار الغرب الإسلامي.
24 - أبحاث و قالات منشورة ب:
أ – ندوة الإمام مالك.
ب ـ ندوة الشريعة و الفقه.
ج ـ مجلة دعوة الحق المغربية.
د ـ ندوات أكاديمية المملكة المغربية.
الشيخ المكي الناصري محاضرا بالجامعة:
تولى الشيخ المكي الناصري إلقاء محاضراته العلمية في جامعة محمد الخامس، وجامعة الحسن الثاني، ودارالحديث الحسنية، والمدرسة الوطنية للإدارة العمومية، حيث قام فيها بتدريس الشريعة والأصول، وتاريخ التشريع الإسلامية، والفقه المقارن، والقانون الدستوري، والحضارة الإسلامية، والحضارة المغربية.
النشاط السياسي للشيخ المكي الناصري:
كان للشيخ المكي الناصري نشاط سياسي مكثف وملحوظ في فترة الحماية الفرنسية، حيث عمل على محاربة الوجود الفرنسي الاستعماري بالكتابة الصحفية، و إصدار صحف على مسؤوليته وتحت إشرافه. ثم عمل الشيخ المكي الناصري إلى تأسيس حزب سياسي عرف ب:
" حزب الوحدة المغربية ". بعد توقف " كتلة العمل الوطني " وذلك عام 1937م.
وقد كان الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ داعية إلى الإصلاح الاجتماعي والسياسي، ومناهضا للبدع والخرافات.
الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ مفسرا:
تعلق الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ بالتفسير منذ شبيبته، فقد بدأ مسيرته التفسيرية بإعطاء الدروس بمساجد الرباط و تطوان، حيث كان يفسر سورا وآيات من الذكر الحكيم. و واظب بعد ذلك على إلقاء دروس يومية في تفسير الخطاب القرآني الكريم بعد صلاة العشائين بالمسجد المحمدي والمسجد العتيق بالدار البيضاء، وذلك طيلة سنتين كاملتين. ثم تحول بعد ذلك إلى إلقاء محاضرات من قبيل التفسير الموضوعي للقرآن الكريم. ليستقر في النهاية على إعطاء سلسلة من الدروس المنتظمة في تفسير القرآن الكريم من أوله إلى آخره، وهي الدروس التي كانت الإذاعة الوطنية تقوم ببثها صبيحة كل يوم، كما عملت إذاعة القرآن الكريم بالسعودية على بث هذه الدروس. وبعد الفراغ من تفسير القرآن كله عمل الشيخ المكي الناصري على جمع هذه الدروس و طبعها.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:38 م]ـ
شكرا لك أستاذنا على هذا المجهود المشكور.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:49 م]ـ
عنوان المشاركة لا يطابق مضمونها
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد فإن هذا جهد المقل، و ما سمحت به الظروف و الأحوال، و لا يخفى على فضيلتكم أن البحث في المدرسة القرآنية المغربية يحتاج إلى تظافر جهود العلماء و الباحثين للتعريف به، وتمكين الأمة من الاستفادة من معينه الفياض.
وتفضلوا بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك وأعانك على إتمام هذا العمل الجليل، وما ذلك على همة عالم الجديديين بعزيز، هكذا وإلا فلا فلا.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:33 م]ـ
عنوان المشاركة لا يطابق مضمونها
أهذا هو القول المعروف عندك؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 10:44 م]ـ
الأخ الفاضل: يوسف حميتو.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وبعد فإني أشكركم على تواصلكم و تقديركم.مع رجاء تبليغ السلام للسيد الوالد الأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو ـ حفظه الله ـ
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 03:20 ص]ـ
الأخ الفاضل: يوسف حميتو.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وبعد فإني أشكركم على تواصلكم و تقديركم.مع رجاء تبليغ السلام للسيد الوالد الأستاذ الدكتور عبد الهادي حميتو ـ حفظه الله ـ
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الدكتور أحمد بزوي:
شرفتمونا بمخاطبتكم، وأكرمتمونا برسالتكم، وإنا - علم الله - نكن لكم كامل الود و خالص المحبة، ونسأل الله أن يجعل ثوابكم عظيما، وفضلكم عميما، و آخر مستقركم نعيما مقيما.
سلامكم مبلغ بمقتضى الأمانة، وشعوركم تقابلون بمثله بمقتضى الديانة، فلكم منا كالذي لنا منكم وزيادة، بارك الله فيكم وأقر عينكم، و إليكم أسمى تقديرنا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 - 09 - 06, 12:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي الفاضل: يوسف حميتو ـ حفظه الله ـ
أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه. وإني لا زلت أذكر لقائي الأول بفضيلة السيد الوالد ـ حفظه الله ـ عندما ألقيت محاضرة بمدينتكم، و قد شرفني هو و زمرة من العلماء الأخيار من مينتكم العريقة. ومن يومها تشدني إلى آل حميتو علاقة خاصة، خاصة و أن الله تعالى يسر على أيديدكم إحياء و نشر القراءات القرآنية بآسفي و ما إليه.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/348)
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخي الفاضل: يوسف حميتو ـ حفظه الله ـ
أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه. وإني لا زلت أذكر لقائي الأول بفضيلة السيد الوالد ـ حفظه الله ـ عندما ألقيت محاضرة بمدينتكم، و قد شرفني هو و زمرة من العلماء الأخيار من مينتكم العريقة. ومن يومها تشدني إلى آل حميتو علاقة خاصة، خاصة و أن الله تعالى يسر على أيديدكم إحياء و نشر القراءات القرآنية بآسفي و ما إليه.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الدكتور أحمد بزوي - متعه الله بعميم العافية -:
ما انفككتكم تبدون في كل يوم عن طيب معدنكم، وأصيل عنصركم، وإني إذ أقرأ كلماتكم هاته أجدد لكم التأكيد على أن البيت بيتكم، والفضل فضلكم وأنتم السابقون إليه، وإذا كانت عائلتنا عرفت بالشيخ الدكتور حفظه الله وبكثرة حفظة القرءان فيها، فإنكم ما توانيتم - كما علمنا عنكم - يوما عن النهوض بالدراسات القرءانية بمنطقتكم، وجهودكم محفوظة يتناقلها الطلبة والعلماء، فواصلوا رحمكم الله مشروعكم هذا بالتعريف بأعلام المغرب الذين لهم أثرهم في خدمة كتاب الله وعلومه، ولا نرجو لكم مظهرا فوق أن يبلغ بكم عملكم هذا قرار الفردوس الأعلى إن شاء الله تعالى
بوركتم وبورك مسعاكم.
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[01 - 10 - 06, 01:52 م]ـ
مشارلكة رائعة ونرجو ان تفيدونا عن الدرساسات القرانية بالمغرب لان تراث المغاربة ما يزال بعيدا عن متناولتا في عمومه(3/349)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (1)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 05:58 ص]ـ
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى (1).
شيخ مقارئ الديار المغربية
الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
ـ حفظه الله ـ
إنه الرجل الذي أحيا الله على يديه الدرس القرائي بالمغرب الأقصى في العصر الحديث، كما تمكن ـ بفضل الله تعالى و توفيقه ـ أن يدخل القراءات القرآنية إلى رحاب الجامعة المغربية، لتصبح مادة مقررة قانونا في السلك الثاني من الإجازة في النظام القديم، و تقرر كمادة أساسية من المواد المدرسة في النظام الجديد. كما تمكن شيخنا ـ حفظه الله ـ من فتح وحدة للتكوين على مستوى الدراسات العليا و الدكتوراه: وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي، التي عملت على تكوين الباحثين في مجال القراءات القرآنية بصفة عامة، والقراءات القرآنية بالمغرب الأقصى، مما مكن شعبة الدراسات الإسلامية بالجامعة المغربية من التوفر على أساتذة باحثين متخصصين في القراءات القرآنية.
وعمل الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ تأليفا و تحقيقا وإشرافا على نشر التراث المغربي الزاخر في مجال الدراسات القرآنية عامة، والقراءات القرآنية خاصة. فضلا عن إعداد دراسات علمية عن هذا الموروث الحضاري الزاهر الذي كادت تنطمس معالمه.
- ولد الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بقرية البهاليل قرب مدينة فاس سنة 1936 م.
- بدأ تعليمه الأولي بمسقط رأسه، أما تعليمه الثانوي فقد تابعه بمدينة صفرو، وقد اهتم خلال ذلك بحفظ القرآن الكريم حفظا جيدا، كما حفظ كثيرا من المتون العلمية.
- بدأ دراسته الجامعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم شد الرحال إلى باريس ليتابع دراسته بالسربون حيث حضر رسالة دكتوراه السلك الثالث، ثم انتقل إلى جامعة مدريد لتحضير أطروحة الدولة في موضوع القراءات القرآنية، تخصص لسانيات.
أما عن المسار المهني لشيخنا ـ حفظه الله ـ فقد بدأه كمعلم للغة الفرنسية، فأستاذا للغة العربية بالثانوي، وتوج بتعيينه نائبا لوزير التعليم بإقاليم أكاديروطرفاية، ثم كلف بمهام التفتيش بمراكز تكوين المعلمين.
وفي سنة 1974 م عين أستاذا باحثا بمعهد الدراسات والأبحاث للتعريب، ثم مندوبا للرصيد اللغوي بالمغرب، ثم تولى رئاسة شعبة المعجميات بمعهد الدراسات و البحوث التابع لجامعة محمد الخامس. كما عين أستاذ كرسي القراءات القرآنية بمسجد الحسن الثاني، كما شغل منصب نائب رئيس المجلس العلمي بالرباط و سلا.
العطاء العلمي: فضلا عن التدريس والإشراف على الرسائل والأطاريح، والمساهمة في التوعية الفكرية و الدينية، والمساهمة في المؤتمرات والندوات العلمية داخل المغرب وخارجه، فإن لشيخنا ـ حفظه الله ـ حضور قوي في مجال التأليف والتحقيق:
1 - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب (تحقيق).
2 - التعريف في اختلاف الرواة عن نافع (تحقيق).
3 - إضاءة الراموس ظهر منه حتى الآن ثلاثة أجزاء (تحقيق).
4 - توطئة لدراسة علم اللغة.
5 - بعض مظاهر التطور اللغوي.
6 - الثنائيات اللسانية.
7 - القراءات القرآنية و الوقف القرآني.
8 - القاضي عياض اللغوي من خلال حديث أم زرع.
9 - نظم و إدارة بني أمية في الأندلس من خلال المقتبس لابن حيان.
10 - الرسم الحديث (كتاب مدرسي).
11 - الرياضيات الحديثة (كتاب مدرسي).
12 - الأبواب بالأندلس.
13 - المبتكر في النحو (كتاب مدرسي). {الكتب المدرسية بالاشتراك مع آخرين}.
14 - وظيفة اللغة في مجتمعنا المعاصر.
15 - كيفية تعريب السوابق و اللواحق في اللغة العربية.
16 - معجم الدلائلية: فرنسي / عربي.
17 - منهجية أئمة القراء في الغرب الإسلامي ابتداء من القرن الخامس الهجري.
كتب أخرى لم تطبع بعد:
1 - الإضافة في القرآن الكريم.
2 - هاء الكناية في القرآن الكريم.
3 - تحقيق كتاب فيض نشر الاقتراح.
5 - الأنصاص القرآنية.
وفضلا عما سبق لشيخنا مشاركة متميزة في الصحف والمجلات الوطنية والعربية.
كما أنه عضو بلجن تصحيح المصاحف الشريفة بعدد من الدول الإسلامية.
ويشتغل شيخنا الآن بإعداد مجموعة من المصاحف، كل واحد برواية مفردة من الروايات الأربعة عشر.
و قد أكد أخونا الأستاذ الدكتور عبد العزيز الكارتي ـ حفظه الله ـ أن شيخنا الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي قد فرغ من إعداد مصحفين برواية البزي و قنبل عن البدر عبد الله بن كثير بواسطة شبل بن عباد من طريقي أبي ربيعة بالنسبة للبزي، وابن مجاهد بالنسبة لقنبل. وقد تمت المراجعغة والتصحيح من قبل لجنة المصاحف بالأزهر الشريف وتم اعتمادها، وقد طبعت هذه المصاحف بالعد المكي ـ و هي أول مرة يستعمل فيها هذا العد الذي كاد ينسى ـ من طرف مؤسسة دار القراءات بألمانيا، والتي يديرها الأخ الفاضل: بناصر الأندلسي.
ولا يفوتنا أن نشير إلى أن مصحفا آخر برواية السوسي عن البدر ابن العلاء البصري بواسطة اليزيدي من طريق ابن جرير قد فرغ الشيخ التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ من إعداده و هو بصدد مراجعته مراجعة نهائية، وسيرى طريقه إلى الطبع قريبا إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/350)
ـ[ابو رضوان المغربي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 02:29 م]ـ
بارك الله فيك يا اخانا الكريم و دكتورنا الفاضل. هل من سبيل الى هذه الكتب عبر الانترنيت; واني ابحث منذ زمن طويل عن المجمل في اللغة لابن فارس وتاج المصادر للبيهقي فلم اجدهما الى الان فهل تساعدني على ذلك Question
و جزاك الله خيرا
ـ[ابو رضوان المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:27 م]ـ
هل تو جد مكتبة تابعة لجامعة ما في المغرب او خارجه يمكن تصفح كتبها عبر الانترنيت
وشكرا
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 03:31 م]ـ
مشكور الاخ بزوي على هذا التعريف باستاذنا الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
وبعد للأسف الشديد لا أعرف مكتبة مغربية وضعت ما بخزانتها على شبكة الإنترنت. و لكن يمكن تنزيل بعض الكتب من موقع وزارة الأوقاف المغربية، و قد عنيت الوزارة مشكورة منذ مدة طويلة بنشر كثير من الكتب التراثية محققة، و كثير من الدراسات و قد وضعت بعضها على موقعها، كما عملت على نشر مجلة دعوة الحق في سبع سيديات يمكن تحميل السيدي الأول من موقع المجلة المشار إليه أدناه، و هي تتضمن كثيرا من الأبحاث النفيسة لثلة من الأساتذة الأجلاء و العلماء الفضلاء.
أما عن الكتب التي يطلبها الأخ الفاضل أبو رضوان المغربي ـ حفظه الله ـ فإنها ليست بخوزتها، و سأعمل على البحث عليه، فإن تيسر لي الوصول إليها فسأوافيك بها في أقرب الآجال إن شاء الله.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
موقع وزارة الأوقاف المغربية: http://www.habous.gov.ma
موقع مجلة دعوة الحق المغربية: http://www.daouatalhaq.ma
ـ[ابو رضوان المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 09:26 م]ـ
بارك الله فيك, ايها الاستاذ الكريم , و اوصلك الى ما تصبوا اليه.
ـ[أم مريم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 09:56 م]ـ
الأستاذ أحمد: وفقه الله،
بالنسبة لموقع الوزارة المذكور فليس فيه ما يحمل إما لقيمته، أو لأنه دعوة الى شراء النسخة التامة من الكتاب من مكتبات الوزراة، أو لكونه سبق الى الشبكة قبل رفعه الى موقع الوزراة مثل: أطروحة الدكتور عبد الهادي حميتو
فقد ظهرت على الشبكة منذ أكثر من نصف العام ....
و أما بقية الكتب فكلما حاولت التحميل الا واجهتك عبارة:
في طور التحديث ...
او:
يطلب هذا الكتاب من مكتبات وزراة الأوقاف ..
و أما كتب التصوف فهي متاحة للتحميل!!!! على ملفات وورد
أما النفائس التي لم تصل الى المشرق بعد لمحدودية الأعداد المطبوعة، فلن تجدها على الموقع المذكور و عليك بقصد مكتبات الأوقاف لاقتنائها ...
و أما مجلة دعوة الحق، فقد قام أحد الاخوة برفع أقراصها سابقا و لعله أبو العباس السوسي المغربي، لكنها ضاعت روابطها فيما ضاع من أرشيف الملتقى في الأشهر الثلاثة الأخيرة ...
و لعل الله تعالى ييسر من شاء من خلقه فيرفعها مجددا فيفيد و يستفيد
و عموما فمجال الافادة من موقع وزارة الأوقاف لا ينكر، حتى لا نبخس الناس أشياءهم.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:34 م]ـ
أخت أم مريم: رسالة الدكتوراه للدكتور عبد الهادي حميتو ظهرت منذ أكثر من سنة ونصف في خمسة أجزاء، ثم اكتملت بالسادس والسابع في لعام الماضي.
وكنت قد وضعتها على الملتقى ولربما ضاعت فيما ضاع.
ـ[أم مريم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 11:54 م]ـ
الأخ يوسف:
جزاك الله خيرا على التصويب، و إن كنت قد ألقيت العهدة بقولي: ظهرت منذ أكثر من نصف العام ... (ابتسامة)
و مادام الجزء السادس و السابع قد ظهرا أخيرا، فتفضل برفعهما مع بقية الأجزاء في مشاركة واحدة حتى يعم نفعها و تنال الأجر، لك و للمؤلف جزاه الله خيرا و متعه بالصحة.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:18 ص]ـ
أختنا الفاضلة أم مريم:
شكر الله لك صنيعك، ولعل الله يقرب البعيد.
ـ[أم مريم]ــــــــ[13 - 09 - 06, 03:54 ص]ـ
نتمنى رؤية الرسالة كاملة ...
قريبا إن شاء الله تعالى ...
فمجهود الشيخ في دراسة موضوع رسالته حقيق به أن ينشر و يستفاد منه ...
و هذا من البر به في حياته ... حفظه الله تعالى و نفع الناس به ..
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الأطروحة عملت وزارة الأوقاف المغربية مشكورة على طبعها طبعة أنيقة و كاملة في سبعة أجزاء، مما جعل منها موسوعة حقيقية. كما أن بعض أجزائها موجود على موقع الوزارة المنوه إليه آنفا، و يمكن تحميله من هناك.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/351)
الحاجة إلى التفسير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32.
إن مشروعية التساؤل عن مدى حاجتنا للتفسير تنطلق من كوننا نجد بعض الآيات القرآنية تشير إشارة واضحة إلى أن القرآن الكريم واضح الأهداف، بين الغايات، لا من قبيل الطلاسم والمعميات، فهو الوضوح، والنور والهدى. ولكننا عندما نلقي نظرة عما خلفه لنا الرهط المؤمن من علماء الأمة في مجال التفسير نذهل لعظمة هذا التراث. فما السر إذن في تعاطي المسلمين لهذا العلم الشريف رغم أن القرآن يصرح بأنه واضح ليس بعده بيان، وميسر ليس بعده يسر، يقول تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}؟ (1).
ويمكننا أن نحدد الأسباب التي جعلت من التفسير ضرورة ملحة لفهم القرآن الكريم الذي هو مناط العلوم الشرعية في أربع نقط أساسية:
1 - تدبر القرآن وفهمه واجب شرعي على كل مسلم ومسلمة، ونتبين ذلك من قوله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته، وليتذكر أولو الألباب} (2). وقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (1).
وقوله عز وجل: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر} (1).
2 - كان الدين واضحا في ذهن المسلمين، وبسبب عوامل سياسية معروفة لدينا نشأت فرق مبتدعة من شيعة وخوارج ومرجئة وقدرية وجبرية وغيرها مما جعلها تتجرأ على القرآن وتستمد منه شرعيتها. كما أن الدخلاء على الإسلام من أصحاب الثقافات المشرقية أو اليونانية كانوا وراء التفسير المغرض والتأويل الفاسد لآي الذكر الحكيم. وفي ذلك يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرق والاختلاف صار أهل التفرق، والإختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم، عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر، والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه. فلهذا نجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها بشروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الإحتجاج بها" (2).
كل ذلك جعل علماء الأمة الغيورين يتصدون لهذه التيارات المناوئة وذلك بتفسيرهم للقرآن الكريم تفسيرا يكشف في وضوح كليات العقيدة الإسلامية ويبين للناس طريق الهدى وسبل الرشاد.
3 - إن الحياة دائمة التطور في كافة المجالات، علميا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مما يحتم علينا الرجوع إلى القرآن الكريم نتلمس فيه القول الفصل في هذه الأمور التي استجدت.
وفضلا عن ذلك فإن القرآن الكريم قد ضمنه الله سبحانه وتعالى علوم الدين والدنيا "وما يتصل بهما من المعارف ما تتفاوت في إدراكه عقول الناس وما لا يزال الزمن والبحث يكشف عن درره وجواهره، ويبين غرائبه وعجائبه {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق. أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} سورة فصلت: الآية 53. (1).
4 - تفشي اللحن وانتشار العامية بالبعد عن الفصحى، جعل من التفسير ضرورة ملحة لفهم القرآن الكريم الذي هو منهاج المسلم في حياته. فلا يمكن أن يتبعه ويحكمه في حياته مالم يتفهمه وما لم يتضح في ذهنه. وبعد ذلك تأتي عملية التدبر المفضية إلى العمل والإتباع.
وللإمام السيوطي قول في هذا المعنى يبين فيه أسباب احتياج المسلمين إلى التفسير، يقول رحمه الله:"وأما وجه الحاجة إليه فقال بعضهم: أعلم أن من المعلوم أن الله إنما خاطب خلقه بما يفهمونه. ولذلك أرسل كل رسول بلسان قومه. أنزل كتابه على لغتهم، وإنما احتيج إلى التفسير لما سيذكر بعد تقرير قاعدة وهي أن كل من وضع من البشر كتابا فإنما وضعه ليفهم بذاته من غير شرح، وإنما احتيج إلى الشروح لأمور ثلاثة:
أ- كمال فضيلة المصنف. فإنه لقوته العلمية يجمع المعاني الدقيقة في اللفظ الوجيز، فربما عسر فهم مراده فقصد بالشرح ظهور تلك المعاني الخفية، ومنهنا كان شرح بعض الأئمة تصنيفه أدل على المراد من شرح غيره له.
ب- إغفاله بعض تتمات المسألة أو شروط لها اعتمادا على وضوحها أو لأنها من علم آخر فيحتاج لبيان المحذوف ومراتبه.
ح- احتمال اللفظ لمعان كما في المجاز والاشتراك ودلالة الالتزام. فيحتاج الشارح إلى بيان غرض المصنف وترجيحه، وقد يقع في التصانيف ما لا يخلو عنه بشر من السهو والغلط أو تكرار الشيء أوحذف المبهم وغير ذلك، فيحتاج الشارح للتنبيه على ذلك.
إذا تقرر هذا نقول: إن القرآن إنما نزل بلسان عربي في زمن أفصح العرب وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه، أما دقائق باطنه فإنما كان يظهر لهم بعد البحث والنظر مع سؤالهم النبي صلى الله عليه و سلم في الأكثر كسؤالهم لما نزل قوله تعالى: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} (1). قالوا: وأينا لم يظلم نفسه؟ ففسره النبي صلى الله عليه و سلم بالشرك (2)، واستدل عليه بقوله صلى الله عليه و سلم: {إن الشرك لظلم عظيم} ... (3) وغير ذلك مما سألوا عن آحاد منه. ونحن محتاجون إلى ما كانوا يحتاجون إليه وزيادة على ذلك مما لم يحتاجوا إليه من أحكام الظواهر لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة بغير تعلم فنحن أشد الناس احتياجا إلى التفسير" (4).
من كل ما سبق يتبين لنا أن تفسير القرآن الكريم ضرورة يفرضها الأمر بالتدبر والتذكر والإعتبار ومعرفة شرع الله كمنطلق أساسي لتحكيمه في واقعنا كما يفرضه جهلنا بعلوم اللغة وعلوم القرآن، وأخيرا تفرضه ظروف المواجهة والتحدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/352)
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[01 - 10 - 06, 12:49 ص]ـ
جزيت خيرا يا شيخ على جهودك الطيبة ...
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل: أبو اليقظان العربي ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم على تواصلكم و تقديركم.
جزاكم الله خيرا. و لا تنسونا من صالح دعائكم عن ظهر غيب.
وتفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/353)
شروط المفسر وآدابه
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
إن كثيرا من الدارسين المحدثين قد أقحموا في دراساتهم كتبا، هي أبعد ما تكون عن التفاسير، وقاموا بدراسة مباحث رجال هم أبعد ما يكونون عن المفسرين، فارتأيت أن أقوم بدارسة شروط وآداب المفسر حتى تكون نبراسا في اختيار التفاسير التي يعول عليه الإنسان في استنباط مراد الله تعالى من القرآن الكريم.
لقيام أي بحث علمي لابد من توفر شروط نظرية نتطلبها في الباحث الذي يريد خوض غمار الكشف عن الحقيقة وتجليتها. وهذه الشروط التي نشترطها فيه هي ذات بعدين:
البعد الذاتي:
ونعني به الأخلاق والقيم الروحية التي ينبغي أن تتوفر في الباحث، لتؤهله لتحمل أمانة الكشف عن الحقيقة وتجليتها لمن يجهلها من البشر. وقد عبر سلفنا الصالح عما ذهبنا إليه بآداب العالم أو سمت العلماء.
البعد المعرفي:
وهو يتمثل في جملة العلوم المساعدة والضرورية للكشف عن الحقيقة، والتي بدونها تذهب الجهود هدرا ودون جدوى، لأنها لم تتهيأ لها الأسباب الكفيلة بإيصالنا إلى الكشف الحقيقة التي نطمح إلى تجليتها وبيانها. وقد اصطلح العلماء على تسمية هذا البعد المعرفي بشروط العالم. وبالنسبة لمبحث تفسير القرآن الكريم فإن علماء الأمة قد وضعوا أيدينا على جملة آداب وشروط ينبغي توافرها في المفسر حتى يوفر لنفسه الأسباب الموصلة إلى الحقيقة.
شروط المفسر:
إذا تتبعنا الشروط التي اشترط العلماء توفرها في المفسر- والتي اجتهد الإمام السيوطي-رحمه الله- وصاحب كتاب "المباني" في جمعها لنا (1) - لا نجدها تخرج عن هذه الشروط:
1 - اللغة: لأن بها يعرف شرح المفردات ومدلولاتها بحسب السياق.
2 - النحو: لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب. فلا بد من اعتباره.
3 - التصريف: فيه تعرف الأبنية والصيغ.
4 - الإشتقاق: لأن الإسم إذا كان اشتقاقه من مادتين مختلفتين اختلف باختلافهما.
5 - علوم البلاغة: وهي علوم المعاني والبيان والبديع، لأن المفسر يعرف بالأول خواص تركيب الكلام من جهة إفادتها المعنى، وبالثاني خواصها من حيث اختلافها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وجوه تحسين الكلام. وهذه العلوم هي أعظم الشروط التي ينبغي توفرها في المفسر، ذلك أنه مطالب بمراعاة ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يدرك بهذه العلوم.
والملاحظ أن النصوص الأدبية الرفيعة لا تدرك إلا بالذوق وليس كل من اشتغل بالنحو واللغة وغيرهما يكون من أهل الذوق، وممن يصلح لانتقاد تلكم النصوص. وإنما أهل الذوق هم الذين يشتغلون بعلم البيان وراضوا أنفسهم بالرسائل والخطب والكتابة والشعر، وصارت لهم بذلك دراية وملكة تامة فهؤلاء يمكن الاعتماد عليهم في انتقاد النصوص وتمييزها.
6 علم القراءات وبه نعرف كيفية النطق بالقرآن، وبالقراءات يترجح بعض الوجوه المحتملة على بعض.
7 - أصول الدين: بما في القرآن الكريم من الآيات الدالة بظاهرها على ما يجوز على الله تعالى، فالأصولي يؤول ذلك، ويستدل على ما يستحيل، وما يجب وما يجوز.
8 - أصول الفقه: فيه يعرف وجه الإستدلال على الأحكام والإستنباط.
9 - أسباب النزول والقصص: فبسبب النزول يمكننا معرفة الظروف والملابسات التي واكبت نزول الآية. وبالقصص يمكننا الوقوف على بعض أبعاد ما أجمل في القصص القرآني.
10 - الناسخ والمنسوخ: ليعلم محكم آي الذكر الحكيم من غيره.
11 - الفقه: حتى تفسر آيات الأحكام تفسيرا صحيحا لا يحيد بها عن جادة الحق والصواب.
12 - الإلمام بالأحاديث النبوية الشريفة المبينة والمفسرة لما أجمل وأبهم من آي الذكر الحكيم.
13 - علم الموهبة: وهو علم يورثه الله تعالى لمن عمل بما علم. وإليه يشير الحديث النبوي (من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم). (1)
أما بالنسبة للمفسر المعاصر فيتعين إضافة ثلاثة شروط أخرى، وهي:
1 - الإلمام التام بعلوم العصر وذلك حتى يمكن أن يعطي للقرآن بعده الحضاري الصحيح فيتحقق مفهوم شمولية وعالمية الدين الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/354)
2 - المعرفة بالفكر الفلسفي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، السائد والمهيمن على الساحة، وذلك حتى يستطيع دحض كل الشبهات المحاكة حول الدين الإسلامي، وإبراز حقيقة القرآن الكريم وموقفه من كل قضايا العصر، وذلك مساهمة منه في نشر الوعي بحقيقة الإسلام وريادته الفكرية والحضارية.
3 - الوعي بمشكلات العصر وأزماته. والمعرفة بها ضرورية لإبراز موقف الإسلام منها وسبل تفاديها وكيفية معالجتها، ولصاحب " كتاب المباني " إشارة لطيفة لهذه النقطة، حيث يقول: " والثالثة أن يكون عالما بأبواب السر من الإخلاص والتوكل والتفويض والأذكار الباطنة التي افترضها الله تعالى، وبالإلهام والوسوسة وما يصلح الأعمال وما يفسدها، وبآفات الدنيا ومعايب النفس، وسبل التوقي من فسادهما ليتأتى له تفسير الآيات المنتظمة لهذه المعاني (1) ".
والمتتبع للشروط المعرفية التي اشترطها علماؤنا ـ من أهل السنة ـ يتضح له أن هذه الشروط وإن كانت كلها معرفية فإنها تنقسم إلى قسمين:
1 - شروط معرفية بحتة.
2 - شروط منهجية.
وهذه الأخيرة اشترطوا فيها:
أ- تفسير القرآن بالقرآن.
ب- تفسير القرآن بالسنة.
ح - الأخذ بقول الصحابي.
د- الأخذ بأقوال كبار التابعين كمجاهد وابن جبر وسعيد ابن جبير، وعكرمة وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري ومسروق بن الأجدع وسعيد بن المسيب، وغيرهم ممن تلقى جميع التفسير عن الصحابة رضوان الله عليهم (1).
آداب المفسر:
وهي ما سميناه بالبعد الذاتي، وللسيوطي قول جامع فيه: " اعلم أنه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو هو على ذنب أو غير متحقق بالإيمان أو ضعيف التحقيق أو يعتمد على قول مفسر ليس عنده علم أو راجع إلى معقوله، وهذه كلها حجب وموانع بعضها آكد من بعض. قلت: وفي هذا المعنى قوله تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} (2). قال سفيان بن عيينة " يقول أنزع عنهم فهم القرآن" أخرجه ابن أبي حاتم " (3).
من هذا القول الجامع للإمام السيوطي ـ رحمه الله ـ نستخلص جملة آداب يتعين على المفسر التحلي بها وهي:
1 - صحة الاعتقاد.
2 - التجرد عن الهوى.
3 - حسن النية.
4 - حسن الخلق.
5 - التواضع ولين الجانب.
6 - الزهد في متاع الدنيا، حتى يكون عمله خالصا لله تعالى.
7 - إعلان التوبة والامتثال لأمور الشرع، والانتهاء عن نواهيه.
8 - عدم الاعتماد في التفسير على أهل البدع والضلالة.
9 - يتعين عليه أن لا يستكين إلى معقوله، وأن يجعل من كتاب الله أميرا يقتدى به.
وفي هذا يقول الشهيد حسن البنا ـ رحمه الله ـ "ومع هذا التعظيم لقدر التفسير والمفسرين الذين يعلمون فيما أنزلت الآيات وما أريد بها، فإن السلف رضوان الله عليهم، كانوا يتحرون دائما في التفسير ألا تتحكم فيما يفهمونه من الآيات أغراض خاصة، أو أهواء شخصية، أو ظروف طارئة، ولكنهم كانوا يجردوه من كل ذلك حتى يكون القرآن أميرا على تصرفاتهم، ويكون هواهم تبعا لما جاء به رسولهم صلى الله عليه و سلم وهو صريح الإيمان. ومن هنا كان الكثير منهم يتحرج من التفسير ويخاف أن يقول في القرآن برأيه" (1).
ومن أقوال العلماء يتضح لنا أن التأويل المذموم هو الذي لا يبنى على علم محصل سلفا، يكون أداة المفسر وآلته في تبيان وتفسير القرآن الكريم.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 07:42 م]ـ
بارك الله فيك ورضي عنك.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ أبو المعالي القنيطري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم اهتمامكم و تقديركم.
جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/355)
التفسير والتأويل لغة و اصطلاحا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
للغويين في معنى التفسير أقوال طريفة ومتعددة، وكلها تلتقي في معنى الإيضاح والبيان والكشف، فقد "ذكر الليث عن الخليل بن أحمد أنه قال: مأخذ التفسير من الفسر وهو البيان، قال والتفسرة اسم البول الذي تنظر فيه الأطباء وتستدل به على مرض البدن، وكل شيء يعرف به تفسير الشيء فهو تفسرته " (1).
وقد وردت لفظة (التفسير) في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا} (2)،
وقال ابن عباس في معنى الآية: أي تفصيلا (3).
ومن معاجم اللغة يتبين لنا أن التفسير يستعمل لغة في الكشف الحسي ـ ولعل قول الخليل السالف الذكر يقوم دليلا على ذلك ـ وقلما يستعمل في المعاني المعقولة.
وأما التأويل في اللغة فهو من آل يؤول إلى كذا أي يرجع إليه، ويقول الرازي في مختار الصحاح: " التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء، وقد أوله تأويلا وتأوله بمعنى،وآل الرجل أتباعه وعياله، وآله أيضا أتباعه " (1).
وقد وردت كلمة "التأويل" في سبعة عشر موضعا من القرآن الكريم، وكلها تحوم حول هذه المعاني:
1 - تأويل الأحاديث: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث} (2).
2 - تأويل الأحلام: {وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين} (3).
3 - تأويل الأعلام وبيان ما يقصد منها: {سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا} (4).
4 - ما يتعلق بالمتشابه الذي لا يعلمه إلى الله: {وما يعلم تأويله إلى الله} (5).
والسياق الذي وردت فيه كلمة "التأويل" في القرآن الكريم يبين أن استعمالها يكون أكثر في الكشف عن المعاني المعنوية العقلية.
ويرى جلة من العلماء أن التأويل مرادف للتفسير في أشهر معانيهما اللغوية (1)، ومما يؤكد ذلك ما ذهب إليه الدكتور الجليند من أن التأويل بمعنى " نقل ظاهر اللفظ إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل، أي صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ " لم يرد في المعاجم التي ألفت قبل القرن الرابع الهجري. ويخلص من ذلك إلى القول إن " كلمة التأويل كانت تستعمل على ألسنة اللغويين من رواة ومحدثين حتى بداية القرن الخامس الهجري في معنى: المرجع والمصير والعود. حيث لم يرد إلينا في المعاجم التي وضعت في هذه الفترة. وهي المصدر الوحيد لكل المعاجم التي وضعت بعد ذلك ما يخالف ذلك (2).
وليس معنى هذا أن التفسير هو عين التأويل لغة، فقد أثبتت الدراسات اللغوية أن الترادف لا يعني التماثل والتوافق التام في المعنى، بل هناك تشابه في المعنى العام، مع وجود فروق دقيقة لابد من التنبيه إليها. ومن ثم يمكن القول إن التفسير يرتبط بتفسير الأمور الحسية في الغالب. أما التأويل فيستعمل ـ غالبا ـ في الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والنظر.
وقد نبه الراغب الأصفهاني (ت502هـ) إلى ذلك حيث قال: " والتفسير أعم من التأويل، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ، والتأويل في المعاني، كتأويل الرؤيا والتأويل يستعمل أكثره في الكتب الإلهية والتفسير يستعمل فيها وفي غيرها، والتفسير أكثره يستعمل في مفردات الألفاظ، والتأويل أكثره يستعمل في الجمل" (1).
التفسير والتأويل اصطلاحا:
بسط العلماء القول في تعريف التفسير اصطلاحا، ولعل أجمع أقوالهم ما أثبته الزرقاني في كتابه "مناهل العرفان في علوم القرآن " حيث قال: " والتفسير في الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية " (2).
ويستعان في التفسير ببعض العلوم المساعدة كعلم اللغة والقراءات، والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول، والفقه وأصول الفقه، مع الإلمام بأصول الدين وقواعده. ويؤكد هذا المعنى قول الزركشي عند تعريفه لمصطلح التفسير فهو " علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومحكمها ومفسرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/356)
وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها وحرامها. ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها " (1).
وأما مصطلح التأويل فمصطلح مشكل، ذلك أن استعمالاته تختلف من قرن لآخر، ومن قوم إلى آخرين، ومن بيئة ثقافية إلى أخرى، ومن ثم تعددت وتنوعت تعريفاته. فمنها ما يفتقر إلى الدقة العلمية، ومنها ما يتسم بالتدقيق والتحديد التام الذي يصبح معه دلالة المصطلح واضحة جلية.
والتأويل كما يوضح ابن تيمية ينبغي في تحديد دلالته الإصطلاحية بالتفريق بين جيلين:
1 - السلف الصالح.
2 - متأخري المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم.
فعند الأوائل نجد له معنيين:
1 - تفسير الكلام وبيان معناه، سواء أكان موافقا لظاهره أم مخالفا له، ومن ثم يكون التأويل والتفسير شيئا واحدا، أي مترادفين.
وهذا هو المعنى نفسه الذي استعمله محمد بن جرير الطبري (ت310هـ) حيث يقول عند تفسيره لآي الذكر الحكيم: القول في تأويل قوله كذا وكذا. واختلف أهل التأويل في هذه الآية ونحو ذلك. وكله محمول -كما أسلفنا - على التفسير والبيان.
2 - هو نفس المراد بالكلام، فإذا كان الكلام عن طلوع الشمس فالتاويل هو نفس طلوعها، أي هو نفس الحقيقة الموجودة في الواقع الخارجي، وهذا في نظر ابن تيمية -رحمه الله- هو لغة القرآن التي نزل بها.
أما عند متأخري المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة: فالتأويل هو صرف اللغظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به (1). وهذا التأويل هو الذي نجد المتكلمين قد استعملوه في معظم كتبهم، ويتجلى ذلك في موقفهم من آيات الصفات. ومن ثم يتضح لنا أن القول بالباطن هو الأساس الذي جعلهم يقصرون دلالة التأويل على هذا المعنى.
واستغلت الباطنية المعنى الأخير للتأويل ـ بعد أن استندوا على حديث ينسب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم " للقرآن ظهر وبطن " أو " للقرآن باطن " ـ فراحوا يفسرون القرآن الكريم وفق هواهم، وتبعا لأذواقهم ومواجيدهم الباطلة شرعا، وقد رد ابن تيمية ـ رحمه لله ـ هذا الحديث فقال: " أما الحديث المذكور فمن الأحاديث المختلفة التي لم يروها أحد من أهل العلم، ولا يوجد في شيء من كتب الحديث " (2).
والتأويل بهذا المعنى ينقسم إلى قسمين: أحدهما يوافق العلم الظاهر، وهو إما صحيح مقبول أو باطل مردود أو ملتبس فيتوقف عنه.
أما إذا كان التأويل مخالفا للعلم الظاهر فهو باطل شرعا، والقائل به إما ملحد زنديق أو جاهل ضال (1).
والمتأول بالمعنى الأخير مطالب بأمرين:
1 - أن يبين احتمال اللفظ للمعنى الذي حمله عليه وادعى أنه المراد منه.
2 - أن يبين الدليل الذي أوجب صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معناه المرجوح.
وبدون ذكر ذلك يكون التأويل فاسدا وضربا من التلاعب بالنصوص، وحملها على الهوى وصرفها عن معناها الحقيقي المستفاذ من ظاهرها، وتعطيل لشرائع الله. وكل ذلك ملاحظ في تفاسير الفرق الضالة.
وقد دأب العلماء على التفريق بين التفسير والتأويل، ولهم في ذلك أقوال متعددة، فمنهم من قال: " التفسير هو تحقيق المعنى وذلك لا يكون إلا من قبل الله تعالى، والتأويل هو على احتمال اللغات، فلكل واحد من أهل اللغة أن يتأول بلغته (1).
" ومنهم من قال التفسير هو ذكر القصص وما أنزل فيه، والتأويل هو ما يحتمله معنى الكلام " (2).
ويشير الزركشي إلى السبب العلمي والمنهجي في التفريق بين التفسير والتأويل وجعل كل منهما ذا دلالة محددة وواضحة، ومتميزة ومخالفة لدلالة الآخر، وذلك حيث يقول: " والحق أن علم التفسير منه ما يتوقف على النقل كسبب النزول والنسخ وتعيين المبهم، وتبيين المجمل، ومنه ما لا يتوقف ويكفي في تحصيله التفقه على الوجه المعتبر، وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل، التمييز بين المنقول والمستنبط، ليحمل على الإعتماد في المنقول، وعلى النظر في المستنبط، تجويزا له وازديادا، وهذا من الفروع في الدين (3).
ويفهم من هذا الكلام ومن الذي قبله أن التفسير يتعلق بالرواية، وأما التأويل فمرتبط بالدراية وإعمال النظر، ولكل منهما شروط صحة وقبول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/357)
وخلاصة القول أنه يتعين علينا التفريق بين جيلين من المفسرين، فالاول منهما كان يستعمل اللفظين بمعنى واحد، وعلى أساس أنهما مترادفان، أما الجيل الثاني منهما فقد فرق بينهما، فعين التفسير للمنقول، والتأويل للمعقول ولهذا دلالة واضحة على طبيعة التفسير ذاته. ذلك أن السلف الصالح كانوا يعتمدون في تفسيرهم النقل والعقل معا دون التفريق بينهما، وكان شعارهم في ذلك أن صريح المعقول يوافق صحيح المنقول، وهذا الاتجاه واضح في تفسير الإمام الطبري، والإمام ابن تيمية وابن كثير وغيرهم من مفسري أهل السنة.
أما الخلف فقد أصبحت تفاسيرهم للذكر الحكيم ـ في الأعم والأغلب ـ تشكل ثنائية ضدية حادة. فهناك تفاسير بنيتها الأساسية النقل، وأخرى تعتمد أساسا العقل، فكان تفريقهم بين اصطلاحي التفسير والتأويل تقريرا لواقع التفسير وطبيعته في عصرهم.
وعلماء التفسير غالبا يقسمونه إلى منهجين أساسين هما:
1 - التفسير بالمأثور.
2 - التفسير بالمعقول أو الرأي.
ويرجعون إليهما كل ضروب وأنواع التفاسير التي ألفها العلماء، إلا أن هذا التقسيم يتسم بالخطورة والخلط. فخطورته تتجلى في مساهمته في إحداث انشطار شخصية وعقلية الإنسان المسلم إلى ثنائية ضدية حادة وصارمة: العقل والنقل. وكأن الأمرين لا يمكن الجمع بينهما، في حين يثبت واقع ديننا الإسلامي الحنيف أن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح، وهذا المبدأ المنهجي العظيم يخلصنا من الوقوع في مطب الإنشطار الذي جنى على أمتنا ولا زال. ويمكننا من تجاوز ثنائية العقل والنقل إلى حلول وإمكانات أخرى متاحة.
أما الخلط فيتبين لنا في تجاهل أنواع التفسير الأخرى والتي لها مميزاتها وصفاتها التي تجعلها متميزة عن التفسير المأثور أو المعقول، كالتفسير الإشاري أو الصوفي، والتفسير الموضوعي، والتفسير الأدبي/الإجتماعي، والتفسير العلمي وغيرها من أنواع التفسير الكثيرة التي يعبر تجاهلها عن خلط في تصور طبيعة المناهج التفسيرية.
ونشير هنا إلى أن الغالبية العظمى من تفاسير القرآن الكريم لا يمكن تصنيفها ضمن اتجاه أو منهج معين إلا بالتغليب والترجيح، وذلك أننا نجدها تستفيد من كل المناهج والمعارف والعلوم المتاحة، مما يجعلها تسمو وترتفع فوق التصنيف المقرر لتعبر عن شمولية الدين الإسلامي الحنيف، ولتبرهن عن تآزر النقل والعقل من أجل إبراز الحقيقة وتجليتها.
وقد تنبه أهل السنة عند كتابتهم عن مناهج واتجاهات التفسير إلى أن اتجاهات التفسير ثلاث وهي:
1 - التفسير النقلي.
2 - التفسير العقلي.
3 - التفسير الصوفي.
وهذا يتمشى وينطبق مع مبدئهم الأساسي، ألا وهو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، فتجاوزوا بذلك الوقوع في مطلب ثنائية الرواية والدراية، أو العقل والنقل.
والمناهج التفسيرية ـ حسب ما يتضح لنا من استعراض المراحل التاريخية للتفسير ـ تختلف باختلاف ما يستعين به المفسر من أدوات علمية مساعدة، وهي التي يسميها العلماء بعلوم الآلة. كما أنها تختلف باختلاف مصادر التفسير، وباختلاف الاتجاه الفكري والسياسي، واختلاف الواقع المعيشي لمفسر الذكر الحكيم، وهذا هو ما سنحاول الكشف عنه عند تحليلنا لأهم تفاسير الذكر الحكيم الحديثة.(3/358)
منهج أهل السنة في التفسير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
وضع ابن تيمية -رحمه الله- في رسالته "مقدمة في أصول التفسير" أصلا هاما يعتمد عليه في نقد تفاسير القرآن الكريم في كل زمان ومكان. وذلك أن هذا الأصل يعتبر من الثوابت التي لا تتغير والتي تعتبر معلما من معالم المنهج السني، سواء أكان الأمر يتعلق بعلم التوحيد أم بالتفسير أم بالفقه، وقد سطره ابن تيمية في مقدمة رسالته حتى يكون المقياس الذي يميز به الغث من السمين، ويفرق به بين الحق والباطل.
وهذا الأصل ينص على أن نقد النصوص يتوقف على أمرين لا ثالث لهما. فالعلم إما أن يؤخذ من مشكاة النبوة وهو الحق الأبلج والحجة البالغة، وإما رأي واجتهاد يقوم عليه دليل من العقل أو النقل. وقد نص ابن تيمية على هذا الأصل الهام باختصار شديد حيث قال: " والعلم إما نقل مصدق عن معصوم، وإما قول عليه دليل معلوم. وما سوى هذا فإما زيف مردود، وإما موقوف لا يعلم أنه بهرج ولا منقود" (1).
وبناء على هذا الأصل يبين ابن تيمية أن الإختلاف في التفسير على نوعين، ذلك حسب الأصول التي يستند إليها المفسرون وهي إما نقلية أو عقلية:
النقل:
وهو إما أن يكون عن معصوم أو عن غير معصوم، وهذا بذاته يفرعه ابن تيمية إلى قسمين:
1 - ما يتوصل إلى معرفة صحته فيؤخذ به مطلقا ولا يجوز تجاوزه إلى غيره.
2 - ما لا يتوصل إلى معرفة صحته من ضعيفه وهذا يتوقف عنده ولا يجزم فيه برأي، ومن ذلك ما ينقل عن كعب ووهب ومحمد بن إسحاق، وغيرهم ممن يأخذون عن أهل الكتاب، وهذا القسم الثاني من النقل هو مما لا فائدة فيه، ومثاله الاختلاف الحاصل في أحوال أهل الكهف، وفي البعض الذي ضرب به قتيل بني إسرائيل من البقرة، وغير ذلك مما يختلف فيه المقرون اختلافا كبيرا، وهو مما لا فائدة فيه على الإطلاق، فالحق سبحانه ما ترك من أمر يفيد الناس في دينهم أو دنياهم إلا أقام عليه الدليل نقلا أو عقلا (1).
العقل أو الإستدلال:
وأما ما كان مصدره العقل أو الرأي أو ما يسميه ابن تيمية بالإستدلال، فإن الخطأ فيه يكون من ناحيتين:
الأولى:
أن يأتي المفسر إلى القرآن طالبا دليلا ينتصر به لرأيه أو مذهبه بحيث يجعل القرآن تابعا ولا متبوعا، ومأمورا لا أميرا، وهؤلاء قد ركزوا على المعنى الذي ذهبوا إليه دون النظر إلى دلالة وبيان ألفاظ القرآن مما يجعلهم يحملون اللفظ القرآني على غير محمله (1).
والمتتبع لتفسيرات هؤلاء المفسرين يجدهم يتعاملون مع النص القرآني بمنهجين متباينين، ولكنهما متكاملان من حيث الغاية والهدف، ذلك أنهم يحاولون أن يستدلوا على صحة مذهبهم وينتصروا له بآيات ليست دالة على ما ذهبوا إليه، وهم يحملونها على ظاهرها دون مراعاة للسياق الذي وردت فيه.
وأما إذا وجدوا في القرآن ما يعارض مذهبهم فإنهم يسارعون إلى تأويله بتأويلات منحرفة وضالة وبعيدة عما دلت عليه في سياقها، مدعين أن ذلك من المتشابه، وممن سلك هذا المسلك - في نظر ابن تيمية - الفرق الضالة التي اعتقدت مذهبا يخالف الحق الذي عليه سلف الأمة وأئمتها، ومنهم الخوارج والروافض والجهمية والقدرية والمرجئة والمعتزلة وغيرهم.
وهؤلاء قد يخطئون مرة في الدليل وحده، وقد يخطئون في الدليل والمدلول وذلك حسب المنهج الذي اتبعوه في تأويلهم لآي الذكر الحكيم (2).
الثانية:
أن يعمل المفسرون على تفسير القرآن بمجرد ما يدل عليه اللفظ العربي، وما يريد به الناطق بالعربية دون مراعاة خصوصية القرآن الكريم.
وهؤلاء يركزون أكثر ما يركزون على اللفظ وحده دون اعتبار للسياق القرآني، فيكون غلطهم في المعنى -الذي حملوا عليه آي الذكر الحكيم – فاحشا (1).
ـ[المقدادي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على تواصلكم، و نسأل الله التوفيق و السداد. والإخلاص في القول و العمل.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/359)
حقيقة اختلاف السلف في تفسير القرآن الكريم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
بين أهل السنة ـ خاصة منهم ابن تيمية في رسالته " مقدمة في أصول التفسير " والزركشي في كتابه " البرهان في علوم القرآن " والسيوطي في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " ـ أن السلف لم يختلفوا في تفسير القرآن الكريم، بل قد يكون ذلك ممتنعا في حقهم لأنهم كانوا معتصمين بالكتاب والسنة. ولما قرروا هذا الأصل راحوا يوضحون أن اختلافهم في تفسير آية من آيات الذكر الحكيم ليس اختلافا تضاد بل هو اختلاف تنوع، وفي ذلك يقول الزركشي: " يكثر في معنى الآية أقوالهم واختلافهم، ويحكيه المصنفون للتفسير بعبارات متبانية الألفاظ، ويظن من لا فهم عنده أن في ذلك اختلافا فيحكيه أقوالا وليس كذلك، بل يكون كل واحد منهم ذكر معنى ظهر من الآية، وإنما اقتصر عليه لأنه أظهر عند ذلك القائل، أو لكونه أليق بحال السائل، وقد يكون أحدهم يخبر عن الشيء بلازمه ونظيره، والآخر بمقصوده وثمرته، والكل يؤول إلى معنى واحد غالبا، والمراد الجميع فليتفطن لذلك، ولا يفهم نم اختلاف العبارات اختلاف المرادات " (1).
إلا أن ابن تيمية في رسالته يعترف أن هناك اختلافا محققا بين السلف في التفسير خاصة فيما يتعلق بالأحكام. ولكنه يرى أن اختلافهم قليل جدا وهذا يعود ـ في نظره ـ إلى شرف عصرهم. وهو في ذلك يتأول حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " (1). وهو يقول في ذلك: " كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا، وهو إن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليل إلى من بعدهم، وكلما كان العصر أشرف كان الإجتماع والإئتلاف والعلم والبيان فيه أكثر" (2).
وبعد أن بين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن اختلاف السلف في التفسير قليل وغلطهم يسير بالمقارنة مع اختلاف وغلط من جاء بعدهم، وأرجع ذلك إلى عتصامهم بالكتاب والسنة، ونقاء سريرتهم، وصلاحهم وتقواهم، مما عبر عنه بصلاح عصرهم، انتقل إلى بيان أن اختلافهم
في التفسير هو اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، وأرجع ذلك لأمور نجملها فيما يلي:
1 - تعبيرهم عن المراد بألفاظ بين المترادفة والمتباينة، وإن كان في كل منها إضافة دلالية ليست في الأخرى ولكنها تؤول إلى عين الشيء، من ذلك أسماء الله الحسنى، وأسماء الرسول صلى الله عليه و سلم وأسماء القرآن فهي كلها تدل على مسمى واحد (1). وإن كان بينها فروق دلالية واضحة، لكنها لا ترقى إلى أن تجعلها ألفاظا متباينة. وبعد هذا الطرح النظري يضرب لذلك مثلا عمليا فيقول: " مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم، فقال بعضهم: هو القرآن - أي اتباعه ... وقال بعضهم هو الإسلام. فهذان القولان متفقان لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن، ولكن كل منهما نبه على وصف غير الوصف الآخر، كما أن لفظ " صراط " يشعر بوصف ثالث. وكذلك قول من قال: هو السنة والجماعة، وقول من قال: هو طريق العبودية، وقول من قال: هو طاعة الله ورسوله صلى الله عليه و سلم وأمثال ذلك، فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة لكن وصفها كل بصفة من صفاتها" (2).
2 - أن يكون اللفظ عاما فيذكرون بعض أنواعه على سبيل التمثيل لا على سبيل المطابقة: " الصنف الثاني أن يذكر كل منهم الاسم العام ببعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه، مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ " الخبز " فأرى رغيفا، وقيل له: هذا، فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى الرغيف وحده.
مثال ذلك ما نقل في قوله: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات} (1). فمعلوم أن الظالم لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للحرمات. والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات. والسابق يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات. فالمقتصدون أصحاب اليمين والسابقون أولئك المقربون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/360)
ثم إن كلا منهم يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات، كقول القائل: السابق الذي يصلي في أول الوقت. والمقتصد الذي يصلي في أثنائه. والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار، أو يقول: السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة، فإنه ذكر المحسن بالصدقة، والظالم بأكل الربا والعادل بالبيع ... " (2).
وهذا ليس اختلافا حقيقيا بل هو من قبيل ذكر أنواع متعددة لجنس واحد.
3 - ما يكون من قبيل المشترك اللفظي، أو ما كان متواطئا في الأصل وأريد به أحد النوعين، وما كان ذلك شأنه فقد تحمل عليه أقوال السلف كلها، وقد تحمل: " ومن الأقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة، فإن الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن فإما نادر وإما معدوم، وقل أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه، بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من أسباب إعجاز القرآن، فإذا قال القائل: {يوم تمور السماء مورا} (1): إن المور هو الحركة كان تقريبا، إذ المور حركة خفيفة سريعة، وكذلك إذا قال: الوحي الإعلام، أو قيل: أوحينا إليك انزلنا إليك، أو قيل: {وقضينا إلى بني إسرائيل} (2) أي أعلنا وأمثال ذلك، فهذا كله تقريب لا تحقيق" (3).
4 - معرفة أسباب النزول: فقد يذكر كل واحد من السلف سببا لنزول الآية أو السورة غير ما يذكره الآخر، وكلاهما صادق فيما أخبر به، إذ قد تكون نزلت عقب تلك الأحداث كلها فاعتقد كل واحد منهم أنها نزلت في حادثة معينة، أو قد تكون نزلت مرتين أو أكثر لأسباب مختلفة: " ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب، وإذ ذكر أحدهم لها سببا نزلت لأجله، وذكر الآخر سببا فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب، أوتكون نزلت مرتين، مرة لهذا السبب، ومرة لهذا السبب" (4).
أما بالنسبة لاختلاف السلف في الأحكام فقد بين ـ أي ابن تيمية ـ أن اختلافهم ذلك لم يكن عن قصد ولا عن تعنت وحب ظهور، ولا عن إعراض عن كتاب الله وسنة نبيه، بل هو راجع إلى أمور خارجة عن إرادتهم، ولا دخل لهم فيها إطلاقا، وقد يمكن رد اختلاف السلف في الأحكام إلى أربعة أسباب:
أ- خفاء الدليل.
ب- عدم سماع الدليل.
ح- الغلط في فهم النص.
د- اعتقاد معارض راجح.
وقد عبر ابن تيمية عن ذلك بقوله: " والاختلاف قد يكون لخفاء الدليل، أو الذهول عنه، وقد يكون لعدم سماعه، وقد يكون الغلط في فهم النص، وقد يكون اعتقاد معارض راجح" (1).
وأما السيوطي فقد تحدث في كتابه "الإتقان في علوم القرآن" عن أوجه اختلاف السلف في التفسير وأوضح أنه اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، واستشهد بكثير من الأمثلة الدالة على ذلك مما يجعلنا في غنى عن سردها هاهنا (2).(3/361)
أسباب اختلاف التضاد في تفسير القرآن الكريم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
إذا تتبع الباحث الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الإختلاف في تفسير القرآن الكريم قد لا يجدها تخرج عن الأسباب التالية:
1 - مخالفة القرآن الكريم وعدم الإعتصام به، وقد نص على ذلك ابن تيمية مرات عديدة في فتاويه، ومن ذلك قوله: " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الامة ما حدث من التفرق والاختلاف، صار اهل التفرق والاختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم، عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسل وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه، فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما، ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الإحتجاج بها" (1).
2 - مخالفة السنة وعدم التمسك بها أفضى إلى كثير من الاختلافات في التفسير خاصة أن بالقرآن ما هو مجمل غير مفصل، وعام غير مخصص، مما يحتاج إلى إيضاح وتفسير من قبل الرسول ? إذ " كل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس، فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها، كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، كاحتجاجهم بقياس فاسد، أو نقل كاذب، أو خطاب ألقي إليهم اعتقدوا أنه من الله وكان من إلقاء الشيطان" (1).
3 - مخالفة الصحابة والتابعين، وهم الصفوة الذين تلقوا القرآن تلاوة وتفسيرا، وإيمانا وعملا عن الرسول صلى الله عليه و سلم وكل من خالفهم في تفسير آي الذكر الحكيم فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا مهما أقام من الحجج على صحة مذهبه، فإن ذلك لا يخلو أن يكون استدلالا فاسدا، أو نقلا كاذبا، أو وحيا من الشيطان: " فالمقصود بيان طرق العلم وأدلته وطرق الصواب، ونحن نعلم أن القرآن قرأه الصحابة والتابعون وتابعوهم، وأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه، كما أنهم أعلم بالحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه و سلم فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول معا. ومعلوم أن كل من خالف قولهم له شبهة يذكرها إما عقلية وإما سمعية" (2).
وهذه الأسباب الثلاثة تبين أن الاختلاف في تفسير القرآن الكريم ليس ناشئا عن النص ذاته، بل هو ناتج عن المنهج المتبع في التفسير، والذي يكون في الأغلب الأعم مغرضا وغير علمي، كما هو الشأن بالنسبة للباطنية والفرق الضالة الذين لا يعتمدون في دينهم على القرآن، ولا على الإيمان الذي جاء به الرسول الكريم، بل على أصول ابتدعها مشايخهم، وهم اضطروا إلى تأويل القرآن على حسب مذهبهم المنحرف ومعتقدهم الباطل حتى لا يرموا بالزندقة والكفر البواح، وحتى يلبسوا على عامة المسلمين دينهم ويفتنوهم عن هديه وصراطه المستقيم.
وهم إنما يفعلون ذلك خوفا من سلطان المسلمين من جهة، ولأنهم يرون أن ذلك هو السبيل الأقوم لإبعاد المسلمين عن دينهم الحنيف.
وهذا الطريق المعوج، والسبيل الملتوي غالبا ما يسلكه بعض الموثورين من الشعوب الحديثة العهد بالإسلام، والذين لم تتشرب قلوبهم بعد حلاوة الإيمان.
وبتحديد الأسباب المفضية إلى الاختلاف في تفسير القرآن الكريم، يكون أهل السنة قد شخصوا الداء الحقيقي الذي يفتك بالأمة، ومن خلال هذا التشخيص بينوا الدواء الكافي، والبلسم الشافي، ألا وهو الاعتصام بالكتاب والسنة، وتتبع أثرهما في كل كبيرة وصغيرة، ففي ذلك لمّ الشعث، واتحاد الأمة، ونفي الفرقة والاختلاف من بينها.(3/362)
الفرق بين التفسير والتأويل عند أهل السنة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
لاحظ أهل السنة ـ خاصة ابن تيمية ـ أن مشكلة تأويل القرآن الكريم من أخطر المشاكل التي جرت على الأمة كثيرا من الويلات (1)، فهو أولا حادث في الأمة نتيجة الخلاف والفرقة بين المسلمين عشية مقتل الخليفة الثالث سيدنا عثمان بن عفان، وهو ما يعرف في التاريخ الإسلامي بالفتنة الكبرى، وبعد ذلك صار التأويل مدخلا أساسيا للبدع التي حلت بالدين الإسلامي. وفي ذلك يقول ابن تيمية: " إن السلف كان اعتصامهم بالقرآن والإيمان، فلما حدث في الأمة ما حدث من التفرقة والاختلاف صار أهل التفرق والاختلاف شيعا، صار هؤلاء عمدتهم في الباطن ليست على القرآن والإيمان، ولكن على أصول ابتدعها شيوخهم عليها يعتمدون في التوحيد والصفات والقدر والإيمان بالرسول وغير ذلك، ثم ما ظنوا أنه يوافقها من القرآن احتجوا به، وما خالفها تأولوه. فلهذا تجدهم إذا احتجوا بالقرآن والحديث لم يعتنوا بتحرير دلالتهما ولم يستقصوا ما في القرآن من ذلك المعنى، إذ كان اعتمادهم في نفس الأمر على غير ذلك، والآيات التي تخالفهم يشرعون في تأويلها شروع من قصد ردها كيف أمكن، ليس مقصوده أن يفهم مراد الرسول، بل أن يدفع منازعه عن الاحتجاج بها " (2).
ولما كانت قضية التأويل بذلك الحجم وبتلكم الخطورة، فقد أولاها ابن تيمية قسطا وافيا من الدراسة، متتبعا هذا المشكل من أوله، فلاحظ أن الكلام عموما ينقسم إلى قسمين:
1 - إما أن يكون إنشاء وهو ما تضمن أمرا بالفعل أو الترك.
2 - وإما أن يكون إخبارا بأمور قد مضت كتاريخ وقصص الأمم السابقة، أو بأمور مستقبلية ستحدث، أو بأمور غيبية استأثر الله بعلمها، ومن ذلك المعاد والبعث والقيامة، والجنة والنار، وغيرها من الأمور الغيبية التي أخبر بها القرآن الكريم.
وأما الأول فتأويله هو إتيان ما أمر به المشرع والانتهاء عما نهى عنه، ومن ثم كان السلف يقولون: " إن السنة هو تأويل الأمر. قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله ? يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، يتأول القرآن " (1).
وأما الإخبار " فتأويله عين الأمر المخبر به إذا وقع، ليس تأويله فهم معناه " (2)، فتأويل الخبر إذن ليس هو إدراك معناه، بل إدراك الحقيقة الخارجية له، وهو ما لا يستطيعه الإنسان، فهو فوق مستوى إدراكه، إذ إنه لا يمتلك تصورا ذهنيا لحقيقة تلكم الأمور الغيبية على ما هي عليه في واقعها، " فنحن نعلمها إذا خوطبنا بتلك الأسماء من جهة القدر المشترك بينهما، ولكن لتلك الحقائق خاصية لا ندركها في الدنيا، ولا سبيل إلى إدراكنا لها لعدم إدراك عينها، أو نظيرها من كل وجه، وتلك الحقائق علىما هي عليه هي تأويل ما أخبر الله به " (1).
وفضلا عن ذلك فهذه الأمور الغيبية قد استأثر الله بعلمها، وحجبها عن الإنسان ـ رحمة به ـ ولن يدركها على ماهي عليه في واقع أمرها، إلا حين يأتي وقت المشاهدة والمعاينة. والحديث عن أنواع الكلام هو بمثابة مدخل ضروري، وتوطئة لازمة لإبراز أنواع التأويل الممكنة. وقد حصرها في ثلاثة أنواع:
أولا: مفهوم التأويل في القرآن الكريم:
بين ابن تيمية أن لفظ التأويل ورد كثيرا في القرآن الكريم، وقد حاول أن يبين المعنى الذي ينبغي أن يفهم من لفظ التأويل في القرآن، وذلك من خلال تتبعه لاستعمالها في السياقات المختلفة التي وردت فيها مع التركيز على تفسير قوله تعالى: {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق} (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/363)
فالتأويل معناه هنا تحقق هذه الأمور الغيبية التي أخبر بها القرآن الكريم، على ما هي عليه في واقع أمرها، يقول ابن تيمية: ثم قال: {هل ينظرون إلى تأويله} إلى آخر الآية، إنما ذلك مجيء ما أخبر القرآن بوقوعه من القيامة وأشراطها: كالدابة ويأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ومجيء ربك والملك صفا صفا، وغير ذلك، فحينئذ يقولون: {قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل} (1)، وهذا القدر الذي أخبر به القرآن من هذه الأمور لا يعلم وقته وقدره وصفته إلا الله " (2).
فهذه الحقائق الغيبية الكبرى يتعذر على الإنسان إدراكها، ومن ثم يستحيل تأويل أمثالها مما ورد في القرآن الكريم.
ثانيا: مفهوم التأويل عند السلف:
وأما التأويل عند السلف فله معنيان: الأول: هو نفس مفهوم التأويل في القرآن الكريم، وأما المعنى الثاني عندهم فهو مرادف للفظ التفسير. وفي ذلك يقول ابن تيمية: "وأما التأويل في لفظ السلف فله معنيان: "أحدهما " تفسير الكلام وبيان معناه سواء وافق ظاهره أو خالفه فيكون التأويل والتفسير عند هؤلاء متقاربا أو مترادفا.
وهذا ـ والله أعلم ـ هو الذي عناه مجاهد أن العلماء يعلمون تأويله. ومحمد ابن جرير يقول في تفسيره: القول في تأويل قوله كذا وكذا. واختلف أهل التأويل في هذه الآية ونحو ذلك ومراده التفسير.
و"المعنى الثاني " في لفظ السلف وهو الثالث من مسمى التأويل مطلقا: هو نفس المراد بالكلام فإن الكلام إن كان طلبا تأويله نفس الفعل المطلوب وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به " (1).
ثالثا: مفهوم التأويل عند الخلف:
"التأويل في عرف المتأخرين من المتفقهة والمتكلمة والمحدثة والمتصوفة ونحوهم، هو صرف اللفظ عن المعنى الراجع إلى المعنى المرجوح لدليل يعترن به، وهذا هو التأويل الذي يتكلمون عليه في أصول الفقه ومسائل الخلاف، فإذا قال أحدهم: هذا الحديث أو هذا النص مؤول أو هو محمول على كذا. قال الآخر: هذا نوع تأويل، والتأويل يحتاج إلى دليل" (2).
وهذا المعنى للتأويل معنى مبتدع، وهو يشكل خطورة كبيرة على عقيدة الامة الإسلامية، وعلى كيانها وسيادتها، إذ أخذ مطية من طرف الروافض، وملاحدة الفلاسفة وغلاة الصوفية، وبالأخص من طرف موثوري الشعوب الدخيلة - لمحاربة الدين الإسلامي، وزعزعة الأمن والنظام في البلاد الإسلامية، ومن ثم وجدنا ابن تيمية يرفضه فيقول: " والتأويل المردرد هو صرف الكلام عن ظاهره إلى ما يخالف ظاهره " (1).
ويعقد ابن تيمية مقارنة بين معنيي التأويل عند السلف فيبين أن التأويل بمعنى التفسير أو المرادف له هو من باب العلم والشرح والإيضاح، والمتكلم فيه يتحدث عن أشياء قد عقلها وأحسها وكون عنها تصورا كافيا يمكنه من التحدث عنها وهو مطمئن إلى سلامة ما يقول. أما المعنى الثاني للتأويل عند السلف وهو المرادف للحقيقة الخارجية على ما هي عليه في واقعها، فهذا مما لا يستطيع الإنسان إدراكه إذ لا يمتلك تصورا ذهنيا كاملا للموضوع، بل كل ما يعرفه في هذا الأمر هو صفاتها وأحوالها التي اخبره بها المخاطب عن طريق التقريب وضرب المثل: " وبين هذا والذي قبله بون، فإن الذي قبله يكون التأويل فيه من باب العلم والكلام، كالتفسير والشرح والإيضاح، ويكون وجود التأويل في القلب واللسان له الوجود الذهني واللفظي والرسمي. وأما هذا فالتأويل فيه نفس الأمور الموجودة في الخارج، سواء كانت ماضية أو مستقبلة، فإذا قيل: طلعت الشمس، فتأويل هذا نفس طلوعها، ويكون "التأويل " من باب الوجود العيني الخارجي، فتأويل الكلام هو الحقائق الثابتة في الخارج بما هي عليه من صفاتها وشؤونها وأحوالها، وتلك الحقائق لا تعرف على ما هي عليه بمجرد الكلام والإخبار إلا أن يكونا المستمع قد تصورها أو تصور نظيرها بغير كلام وأخبار، ولكن يعرف من صفاتها وأحوالها قدر ما أفهمه المخاطب: إما بضرب المثل، وإما بالتقريب، وإما بالقدر المشترك بينها وبين غيرها، وإما بغير ذلك" (1).
وبهذا النص الهام جدا، يضع ابن تيمية أيدينا على نقطتين هامتين، ترفعان ما يمكن أن توصم به نظرية أهل السنة في التفسير من تناقض واضطراب، وهما:
1 - مرتكزات التفريق بين التفسير والتأويل.
2 - الفرق بين تأويل الآية وفهم معناها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/364)
أولا: مرتكزات التفريق بين التفسير والتأويل:
بين النص السابق أن أهل السنة حددوا مفهومهم للتفسير والتأويل اعتمادا على مراتب الوجود وهي:
1 - علم اليقين: هو ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته مبلغا عن ربه.
2 - عين اليقين: وهو المشاهدة.
3 - حق اليقين: وهو الملامسة.
فالتفسير يخص النوع الأول من الكلام أي الأمر بفرعيه: الفعل والترك، أي ما يصطلح عليه بأحكام القرآن، كما أنه يخص الجانب الأول من المتشابه وهو ما يتعلق بإدراك الخبر القرآني وحده، دون أن يتعلق الأمر بإدراك عين الحقيقة المخبر بها.
ومن تم يمكننا القول إن التفسير عند أهل السنة يشمل جوانب ثلاث، وهي:
1 - إدراك الأحكام التكليفية العملية.
2 - إدراك ما أخبر به الحق سبحانه من أمور غيبية تتعلق بالبعث وأهوال يوم القيامة ومشاهد الجنة والنار وغيرها من الأمور الغيبية التي وردت بالقرآن الكريم.
3 - إدراك ما أثبته الله لنفسه من أسماء وصفات.
وأما التأويل فيتعلق بالجانب الثاني من المتشابه، وهو ما يتعلق بإدراك المخبر به فقط، وهم يلاحظون أن مهمة التأويل خارجة عن القدرة الإنسانية في الفهم والإدراك، ذلك أنه يقوم أساسا على إدراك الحقائق الغيبية على ما هي عليه في عالم المعاينة والمشاهدة، وهذا مما استأثر الله تعالى بعلمه، وهم إذ يفعلون ذلك إنما يتأولون قوله تعالى: {ذلك خير وأحسن تأويلا} (1).
{هل ينظرون إلا تأويله} (2).
{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله} (3).
فهذه الآيات تفيد أن تأويل الأمور الغيبية -بمعنى إدراك الحقيقة التي هي عليها في واقع أمرها -هو من العلم الذي استأثر الله به، وخص به ذاته المقدسة ولم يطلع عليه أحدا من خلقه.
ومما سبق يتبين لنا أن التأويل عند أهل السنة لا يخرج عن هذه الأمور الثلاث:
1 - التفسير والبيان، وهو ما درجوا على استعماله في تفاسيرهم، وهو المفهوم من أقوال الرسول صلى الله عليه و سلم وأقوال الصحابة والتابعين.
2 - إدراك الحقيقة الواقعية، وهذا مما استأثر الله بعلمه، وهم لا يخوضون في القضايا الغيبية على طريقة المتكلمين والفلاسفة والروافض وغلاة الصوفية، بل يوجهون كل جهودهم إلى معرفة هذه الحقائق وتمييز بعضها عن بعض، ففي الصفات مثلا لا يحاولون إدراك معنى الصفة على ما هي عليه حقيقة، بل يحاولون التعرف على معنى الصفة كما وردت في القرآن الكريم، وفي الحديث النبوي الشريف، بحيث يفهمون من صفة القدرة غير ما يفهمونه من صفة الكلام والعلم وهكذا (1).
3 - والمعنى الثالث للتأويل استنبطوه من الحديث الذي روته السيدة عائشة: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي بتأول القرآن) (1) تعني قوله تعالى: {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} (2).
والتأويل هنا معناه تنفيذ الأمر الرباني، أمرا كان أم نهيا.
ثانيا: الفرق بين تأويل الآية وفهم معناها:
للتفريق بين تأويل الآية وفهم معناها، ناقش علماء أهل السنة ما إذا كان في القرآن شيء لا يدرك معناه، ومن ثم يحرم الخوض فيه.
ومن خلال مراجعتنا لآراء كل من ابن عطية والطبري، والزركشي، وابن تيمية في هذا الموضوع، تبين لنا أنهم يعترفون بأن في القرآن أشياء استأثر الله تعالى بعلمها، وهي من قبيل الغيبيات كأسماء الله وصفاته، والجنة والنار، ونحو ذلك من الأمور الغيبية المستقبلية كخروج الدابة، والنفخ في الصور، وعدد النفخات، ومن ذلك قول الإمام الطبري: " وأن نمه ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار، وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى بن مريم، وما أشبه ذلك، فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه " (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/365)
وعلى هذا المعنى الذي أورده الإمام الطبري حملوا الاحاديث الواردة في النهي عن التفسير القرآني الكريم، يقول الزركشي في " البرهان ": " ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل لقوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} (2) وقوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (3). وقوله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم} (4). فأضاف البيان إليهم، وعليه حملوا قوله صلى الله عليه و سلم: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) (5). رواه البيهقي من طرق، من حديث ابن عباس. وقوله صلى الله عليه و سلم: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) (6). أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال غريب من حديث ابن جندب.
وقال البيهقي في "شعب الإيمان" هذا إن صح، فإنما أراد ـ والله أعلم ـ الرأي الذي يغلب من غير دليل قام عليه، فمثل هذا الذي لا يجوز الحكم به في النوازل، وكذلك لا يجوز تفسير القرآن به.
وأما الرأي الذي يسنده برهان فالحكم به في النوازل جائز، وهذا معنى قول الصديق: " أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي" (1).
وهذا الأمر نفسه دفع القرطبي (ت671هـ) في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن" (2) والإمام ابن عطية (ت 546هـ) في تفسيره "الجامع المحرر الوجيز" إلى مناقشة الحديث الذي روته السيدة عائشة والذي بينت فيه أنه صلى الله عليه و سلم لم يكن يفسر من القرآن إلا بضع آيات وبوحي من الله عز وجل، يقول ابن عطية: " روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفسر من كتاب الله إلا آيات بعدد علمه إياهن جبريل) (3).
قال المؤلف ـ رحمه الله ـ: " ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن، وتفسير مجمله ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق من الله تعالى، ومن جملة مغيباته ما لم يعلم الله به كوقت قيام الساعة ونحوه، ومنها ما يستقرأ من ألفاظه كعدد النفخات في الصور، وكرتبة خلق السموات والأرض" (1).
ولا يفهم من كلام هؤلاء العلماء أن في القرآن ما لا يفهم معناه، بحيث يكون بالنسبة لذي العلم باللسان العربي، بمثابة الكلام الأعجمي الذي لا يفقه منه شيئا، بل يستفاد من أقوالهم أن هناك أمورا أخبر بها القرآن، كصفات الله وأسمائه مثلا. فهذه فعلا يستحيل على الإنسان فهمها على ما هي عليه في واقع أمرها. وبتعبير آخر لا يدرك الإنسان حقيقتها الخارجية، ولكنه يدرك حقيقتها العلمية بحيث يفهم من كل صفة غير ما يفهمه من الصفات الاخرى. وفي ذلك يقول ابن تيمية ـ مبطلا قول من جعل أسماء وصفات الله سبحانه من المتشابه الذي لا يفهم معناه ـ: " أما الدليل على بطلان ذلك فإني لا أعلم عن أحد من سلف الأمة، ولا من الأئمة، لا أحمد بن حنبل ولا غيره، أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية (2)، ونفى أن يعلم أحد معناه وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، ولا قالوا: إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا أحاديث الصفات تمر كما جاءت، وينهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه" (1).
وانطلاقا من هذه النقطة بدأ ابن تيمية يبين الفرق بين تأويل الآية وفهم معناها. وذلك عبر مرحلتين:
المرحلة الأولى:
ناقش فيها من يدعون أن القرآن يتضمن ما لا يفهم معناه، ومن ثم يتعين عدم الخوض فيه، وذلك حيث يقول: " قال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (2). أي كذبوا بالقرآن الذي لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله. وأن الإحاطة بعلم القرآن ليست إتيان تأويله: فإن الإحاطة بعلمه معرفة معاني الكلام على التمام، وإتيان التأويل نفس وقوع المخبر به، وفرق بين معرفة الخبر وبين المخبر به، فمعرفة الخبر هي معرفة تفسير القرآن، ومعرفة المخبر به هي معرفة تأويله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/366)
ونكتة ذلك أن الخبر لمعناه صورة علمية وجودها في نفس العالم كذهن الإنسان مثلا، ولذلك المعنى حقيقة ثابتة في الخارج عن العلم، واللفظ إنما يدل ابتداء على المعنى الذهني، ثم تتوسط ذلك أو تدل على الحقيقة الخارجة، فالتأويل هو الحقيقة الخارجة، وأما معرفة تفسيره ومعناه فهو معرفة الصورة العلمية، وهذا هو الذي بيناه فيما تقدم أن الله إنما أنزل القرآن ليعلم ويفهم، ويفقه ويتدبر ويتفكر فيه، محكمه ومتشابهه، وإن لم يعلم تأويله " (1).
وهكذا يبين ابن تيمية أن تأويل الآية هو غير فهم معناها، وبذلك يفند رأي من قالوا بعدم الخوض في آيات الصفات لأنها مما استأثر الله بعلمه، وأنها بمثابة قول أعجمي لا يفقه له معنى، وهم إنما يفعلون ذلك لأحد أمرين.
1 - إنتصارا للهوى والمذهب، كالمعطلة وغيرهم من الفرق الضالة التي أحدثث في الإسلام أقوالا، وأفعالا غريبة عن طبيعته، وشاذة عن هديه وصراطه المستقيم: " وأما أولئك -كنفاة الصفات من الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم، وكالفلاسفة -فيجعلون ما ابتدعوه هم برأيهم هو المحكم الذي يجب اتباعه، وإن لم يكن معهم من الأنبياء والكتاب والسنة ما يوافقه، ويجعلون ما جاءت به الأنبياء وإن كان صريحا قد يعلم معناه بالضرورة، ويجعلونه من المتشابه، ولهذا كان هؤلاء أعظم مخالفة للأنبياء من جميع أهل البدع " (2).
2 - أو خوفا من أن تتسرب بعض المفاهيم البعيدة عن الإسلام إليه إذا فتح باب التأويل على مصراعيه، وذهب إلى ذلك بعض علماء أهل السنة (3).
وافحاما لهؤلاء جميعا، وإقامة للحجة عليهم يبين ابن تيمية أن دعواهم -بأن أسماء الله وصفاته من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله- لا أساس لها من الصحة ولا سند لها، ومن ثم فهي محض افتراء، وادعاء باطل وقول مبتدع، وحادث في الملة: "وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله ... من قال إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه، فنقول: أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة، ولا من الأئمة لا أحمد ابن حنبل ولا غيره، أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، ولا قالوا: إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات: تمر كما جاءت، ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها، ويفهمون منها بعض ما دلت عليه، كما يفهمون ذلك في سائر نصوص الوعد والوعيد، والفضائل، وغير ذلك " (1).
المرحلة الثانية:
أما المرحلة الثانية فيرد فيها على من يزعمون أن كل ما تضمنه القرآن يمكن تأويله، معتمدين في ذلك على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يدعو فيه لابن عباس أن يعلمه الله تأويل الكتاب. ون هؤلاء غلاة الشيعة والصوفية والملاحدة وغيرهم من الفرق الباطنية. يقول ابن تيمية: "وما أحسن ما يعاد التأويل إلى القرآن كله فإن قيل: فقد قال ? لابن عباس ?: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل) (1) قيل أما تأويل الأمر والنهي فذاك يعلمه، واللام هنا للتأويل المعهود، لم يقل: تأويل كل القرآن فالتأويل المنفي هو تأويل الأخبار التي لا يعلم حقيقة مخبرها إلى الله. والتأويل المعلوم هو الأمر الذي يعلم العباد تأويله، وهذا كقوله: {هل ينظرون إلى تأويله يوم يأتي تأويله} (2). وقوله: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله} (3). فإن المراد تأويل الخبر الذي أخبر فيه عن المستقبل، فإنه هو الذي " ينتظر " و " يأتى " و " لما يأتهم "، وأما تأويل الأمر والنهي فذاك في الأمر، وتأويل الخبر عن الله وعمن مضى إن أدخل في التأويل لا ينتظر. والله سبحانه أعلم " (4).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/367)
وأهل السنة يعترفون أن التفسير يعتمد النقل بالأساس، والتأويل يعتمد الإستدلال والإستنباط أساسا، ومن ثم راحوا يوضحون منهجهم في التأويل حتى لا يلتبس بمفهوم التأويل عند الفرق الضالة التي تلتجىء إليه انتصارا للرأي والمذهب والهوى.
يقول الزركشي في كتابه "البرهان": "وكل لفظ احتمل معنيين فصاعدا فهو الذي لا يجوز لغير العلماء الإجتهاد فيه، وعلى العلماء اعتماد الشواهد والدلائل، وليس لهم أن يعتمدوا مجرد رأيهم فيه على ما تقدم بيانه، وكل لفظ احتمل معنيين فهو قسمان:
أحدهما: أن يكون أحدهما أظهر من الآخر، فيجب الحمل على الظاهر إلا أن يقوم دليل على أن المراد هو الخفي دون الجلي فيحمل عليه.
الثاني: أن يكونا جليين والإستعمال فيهما حقيقة. وهذا على ضربين:
أحدهما حقيقة لغوية، وفي الآخر حقيقة حقيقة شرعية. فالشرعية أولى إلا أن تدل قرينته على إرادة اللغوية نحو قوله تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} (1). وكذلك إذا دار بين اللغوية والعرفية، فالعرفية أولى لطريانها على اللغة، ولو دار بين الشرعية والعرفية، فالشرعية أولى لأن الشرع ألزم " (2).
وهذا النص الهام يبين لنا عنصرين هامين من عناصر المنهج السني:
أولهما: أن أهل السنة لا يتنكرون لحقيقة قائمة كما هو الشأن بالنسبة للتأويل، فرغم أنهم يعلمون خطورته البالغة على عقيدة المسلم، وعلى كيان الدولة المسلمة ككل - إذ هو المدخل الذي تنفذ منه كل الدعاوي الباطلة والمذاهب الهدامة- رغم كل ذلك نجدهم يقررون أهميته، ويعترفون به لا كأمر واقع فحسب، بل كأداة منهجية يستدعى استخدامها النص القرآني، إذ هناك كثير من المواقف التي تتطلب من المفسر أن يستعمل فيها الإستدلال والإستنباط للوقوف على المعنى الحقيقي للآية أو السورة التي يروم تفسيرها.
الثاني: إن قبولهم التأويل واعترافهم به لا يعني التسليم بكل تأويل، بل وضعوا المنهج القويم للتأويل المرتضى، وأسسوه على قاعدة منهجية وعلمية وموضوعية، بحيث يكون النص هو الذي يفرض الأداة المنهجية التي ينبغي أن نتعامل معه بها، وألا نسقط عليه أدوات منهجية غريبة عنه تفضي بنا ـ في النهاية ـ إلى مفارقات صارخة، وإلى نتائج غريبة عن طبيعة الإسلام العقدية والشرعية.
فما ينبغي أن يعرف من موقف أهل السنة في قضية التأويل إجمالا أنهم لم يرفضوه بالكلية، وإنما رفضوا المعنى الأخير، الذي قال به متأخروا المتكلمين والفلاسفة والأصوليين وغيرهم، حيث يصرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به، وقد رفضوه لأنه استحدث في الأمة لأغراض غير نزيهة وغير علمية، ذلك أنه المدخل الذي تلج منه البدع والضلالات بعد أن تلبس ثوب الشريعة الإسلامية، وتصبغ بصبغتها في الظاهر، لتجنب نفسها المعارضة الشعبية التي كانت ستواجهها حتما إن هي أسفرت عن باطلها وضلالها.
في الوقت نفسه نجد علماء أهل السنة يقررون المعنى القرآني للتأويل، وهو رد الشيء المخبر به إلى حقيقته وآماله، وينصون على أن ذلك مما استأثر الله تعالى بعلمه، ومن ثم لم يجوزوا الخوض فيه موضحين أن المنهج السليم هو إثبات المعنى الذي جاء به القرآن الكريم، والقول به من غير زيادة أو نقصان.
كما أنهم قالوا بمعنى التأويل الذي ورد عن السلف وهو ما يفيد التفسير والبيان من جهة، وتنفيذ الأمر الرباني - أمرا كان أو نهيا - من جهة أخرى، وهذا مما أفاضوا الكلام فيه.(3/368)
التأويل المقبول والتأويل المردود
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
يكاد أهل السنة يجمعون على قبول التأويل المبني على أصول اجتهادية صحيحة، وقواعد منهجية وعلمية مقررة وثابتة تمكن المفسر من سبر أغوار الخطاب القرآني ورفع الحجب عن معانيه.
ومن هذا المنطلق نجدهم قد أسهبوا في مناقشة الأحاديث النبوية ورد النهي فيها عن التفسير بالرأي، منها ما رواه "يحيى بن طلحة اليربوعي، (1) قال حدثنا شريك (2) عن عبد الأعلى (3) عن سعيد بن جبير (4) عن ابن عباس (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من قال
في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار) (1) (2).
والحديث الذي رواه ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والذي جاء فيه: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) (3).
وقد لخص الإمام الزركشي آراء العلماء في مناقضة هذه الأحاديث، فحمل النهي فيها على تأويل الخطاب القرآني بمجرد الرأي والهوى، أي من غير أن يكون هناك منهج علمي يقيم الدليل، ويقرع الحجة بالحجة، بل هو مجرد رأي مجتث الجذور لا أصل له ولا قاعدة، مخالف للمنطق والوقع والعلم لأنه نابع عن تعصب أعمى للذات والهوى، مما يحجب عنها الحقيقة التي لا تتجلى إلا لمن أخلص في طلبها من أجل ذاتها لا لأي مقصد او هدف آخر. يقول الزركشي: "ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل لقوله تعالى: {لا تقف ما ليس لك به علم} (4). وقوله: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (5). وقوله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم} (6) فأضاف البيان إليهم.
وعليه حملوا قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) (1) رواه البيهقي من طرق من حديث ابن عباس. وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من تكلم في القرآن برأيه فاصاب فقد أخطأ) (1)، أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وقال غريب من حديث ابن جندب.
وقال البيهقي في "شعب الإيمان "هذا إن صح فإنما أراد -والله أعلم- الرأي الذي يغلب من غير دليل قام عليه، فمثل هذا الذي لا يجوز الحكم به في النوازل. وكذلك لا يجوز تفسيره القرآن به.
وأما الرأي الذي يسنده برهان فالحكم به في النوازل جائز، وهذا معنى قول الصديق: " أي سماء تظللني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله برأيي" (2).
وقد بحث علماء أهل السنة الأسباب التي تجعل من هذا التأويل تأويلا مقبولا، ومن الآخر تأويلا مردودا، وهي ما يمكن أن نصطلح عليه بمرتكزات التفريق بين التأويل المردود والتأويل المقبول، وسنحاول أن نعرض آراء هؤلاء العلماء وذلك لما تفصح عنه من دقة منهجية وأصالة علمية، وشمولية في التفكير، وفي معالجة القضايا المشكلة، ولما تتضمنه من موضوعية حقة تتحقق في أبحاث كثير من دعاة العلمية والموضوعية.
أولا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند ابن عطية (ت 671هـ):
يرى ابن عطية أن السبب الرئيسي في جعل التأويل مردودا هو سبب منهجي، ذلك أن من يروم تفسير القرآن الكريم لابد أن يزود نفسه بجملة علوم ضرورية تمكنه من سبر أغوار الآيات والسور القرآنية والكشف عن معانيها وإدراك، أحكامها وفقه توجيهاتها، ومن ثم فإنه لا يجوز لكل ذي تخصص معين أن يفسر القرآن الكريم من جانب تخصصه فقط. فصاحب اللغة يفسر لغته، وصاحب النحو يفسر نحوه، وصاحب الفقه يفسر آيات الأحكام، فأصحاب الاختصاص بتعبيرنا اليوم، وأهل الجهة باصطلاح السلف الصالح، هم وحدهم الذين يجوز لهم تفسير ما لم يرد فيه نص من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين. وهذا نص كلام ابن عطية في هذه المسألة: " ويروى أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) (1) ومعنى هذا: أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء، أواقتضته قوانين العلوم كالنجوم والأصول، وليس يدخل في هذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته، والنحاة نحوه، والفقهاء معانيه، ويقول كل واحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/369)
فإن هذا القائل على هذه الصفة ليس قائلا بمجرد رأيه " (1).
وهنا تبدو المنهجية العلمية واضحة جلية، ويتضح أن تفسير القرآن الكريم ليس عملا هينا، بل هو عمل علمي جبار يحتاج إلى دراية، وخبرة وتمرس، فضلا عما يحتاجه المفسر من ملكات مبدعة وقدرات فذة، تمكنه من التفاعل مع الخطاب القرآني والتجاوب معه، مما يفتح الباب أمامه للكشف عن بعض حقائق الذكر الحكيم.
ثانيا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الإمام الطبري (ت310هـ):
والإمام الطبري يحصر الأسباب التي تجعل التأويل مردودا في أسباب نصية داخلية، ذلك أن من النصوص ما لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذه النصوص يتعين التوقف عندها، ولا يقال فيها أبدا، لأن ذلك مجازفة علمية خطيرة، قد تفضي إلى تشويش العقيدة الإسلامية، وتحريف الشريعة وإدخال البدع والضلالات، وبالتالي إحلال الفرقة والخلاف بين المسلمين، ومن ثم نص الطبري في تفسيره على أن: " ما كان من تأويل أي القرآن الذي لا يدرك علمه إلا بنص بيان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو بنصية الدلالة عليه، فغير جائز لأحد القيل فيه برأيه، بل القائل في ذلك برأيه ـ وإن أصاب الحق فيه ـ فمخطئ فيما كان من فعله بقيله فيه برأيه، لأن إصابته ليست إصابة موقن أنه محق، وإنما هو إصابة خارص وظان، والقائل في دين الله بالظن، قائل على الله ما لم يعلم، وقد حرم الله جل ثناؤه ذلك في كتابه على عباده، فقال: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن. والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (1).
فالقائل في تأويل كتاب الله الذي لا يدرك علمه إلا ببيان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي جعل الله إليه بيانه، قائل بما لا يعلم، وإن وافق قيله ذلك في تاويله ما أراد الله به من معناه، لأن القائل فيه بغير علم، قائل على الله ما لا علم له به " (2).
وهذا النص يفصح عن عقلية منضبطة بمنطق علمي، وبمنهج ثابت الأصول والقواعد، قرره الكتاب والسنة، وأكدته أعمال وأبحاث السلف الصالح الذين كانوا يتورعون عن الخوض في ما لا علم لهم به، حتى أثرت عنهم كلمة "لا أدري" في كثير من القضايا والأمور التي استفتوا فيها، بل جعلوا "لا أدري" قاعدة ثابتة من قواعد المنهج الإسلامي في البحث، فأثر عن الإمام مالك-رحمه الله- قوله: "العلم آية محكمة،
أو سنة مبينة ثابتة، أو: لا أدري" (3).
وليس في هذا حجر على العقول كما يزعم البعض، بل هو السبيل الأمثل للتوظيف الصحيح لكل الطاقات العقلية والفكرية والوجدانية التي حبانا الله بها، وهو التجرد للعلم وللحقيقة بحيث لا يكون الهوى أو الانتصار للمذهب هو الذي يتحكم ويرسم طريق البحث وتحصيل العلم والمعرفة. ومن هنا "دخل الإلتزام بكلمة "والله أعلم". يثبتها علماء الإسلام بعد الذي يقدمون أو يدونون من علم، وتلقانا "والله اعلم" في تراث السلف الصالح، فيتندر بها من لا يدرون أنها من تحرج العلماء، ولعلها التي تحمي الامة من جرأة من يجسر على ادعاء العلم بكل شيء، وما خشي نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الدين إلا من آفته (آفة الدين ثلاث: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل) (1) " (2).
ثالثا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الإمام الغزالي (ت 505هـ):
يرى الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ في كتابه الجامع "إحياء علوم الدين" أن النهي عن تأويل القرآن الكريم إنما هو نهي عن نوعين من التأويل وهما:
1 - التأويل المذهبي الذي يحكم الرأي والهوى في تفسير القرآن الكريم بحيث يكون هذا الأخير تابعا لا متبوعا.
2 - التأويل الذي يحمل المعنى فيه على ظاهر اللغة العربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/370)
ويفصل الإمام الغزالي القول في ذلك فيقول: "وأما النهي فإنه ينزل على أحد وجهين (أحدهما): أن يكون له في الشيء رأي، وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأول له من القرآن ذلك المعنى، وهذا تارة يكون من العلم كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته، وهو يعلم أنه ليس المراد بالآية ذلك، ولكن يلبس به على خصمه، وتارة يكون مع الجهل برأيه وهواه، فيكون قد فسر برأيه، أي رأيه هو الذي حمله على ذلك التفسير، ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه، وتارة قد يكون له غرض صحيح فيطلب له دليلا من القرآن ويستدل عليه بما يعلم أنه ما أريد به. فهذه الفنون أحد وجهي المنع من التفسير بالرأي، ويكون المراد بالرأي الرأي الفاسد الموافق للهوى دون الاجتهاد الصحيح، والرأي يتناول الصحيح والفاسد، والموافق للهوى قد يخصص باسم الرأي.
والوجه الثاني: أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية، من غير استظهار بالسماع والنقل فيما يتعلق بغرائب القرآن، وما فيه من الألفاظ المهمة والمبدلة، وما فيه من الاختصار والحذف، والإضمار والتقديم والتأخير، فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه، ودخل في زمرة من يفسر بالرأي" (1).
وهذه الأسباب التي تحدث عنها الإمام الغزالي كلها أسباب خارجية وليست نصية، أي أنها غير نابعة من النص، بل هي أخطاء منهجية بتجاوزها إلى قواعد منهجية علمية وسليمة قد يصبح التأويل مقبولا من الناحية الشرعية أولا، ومن الناحية العقلية المنطقية ثانيا.
رابعا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الراغب الأصفهاني (ت 502هـ):
تمشيا مع منهج أهل السنة في قضية التأويل، نجد الراغب الأصفهاني في كتابه " مقدمة التفسير" " لا يرفض التأويل بصفة كلية، بل يبين أن التأويل نوعان منه ماهو مردود مرفوض، ويصطلح عليه بالتأويل المستكره، ومنه ما هو مقبول ويصطلح عليه بالتأويل المنقاد، ويضرب أمثلة للتأويل المستكره، يمكن أن نستخلص منها الأسباب التي جعلته يكون مرفوضا من طرق هذا العالم الجليل، ويمكن حصرها في أربعة أسباب منهجية خارجية عن النص وهي:
1 - التلفيق بين لفظين كل منهما ورد في سياق مخالف للسياق الذي ورد فيه الآخر.
2 - ما يفسر بحديث موضوع أو ضعيف، واصطلح عليه بخبر مزور أو كالمزور.
3 - ما يفسر تفسيرا لغويا متعسفا.
وهذا نص كلامه: " والتأويل نوعان مستكره ومنقاد. فالمستكره ما يستبشع إذا سبر بالحجة ... وذلك على أربعة أضرب. الأول أن يكون لفظ عام فيخصص في بعض ما يدخل تحته نحو قوله تعالى: {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} (1)، حمله بعض الناس على علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقط. والثاني أن تلفق بين اثنين نحو قول من زعم أن الحيوانات كلها مكلفة بقوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} (2). وقد قال تعالى: {وما من دابة في الارض. ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم} (3). فدل بقوله أمم أمثالكم أنهم مكلفون كما نحن مكلفون. والثالث ما استعين فيه بخبر مزور أو كالمزور كقوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} (4) قال بعضهم عني به الجارحة مستدلا بحديث موضوع. والرابع ما يستعان فيه باستعارات واشتقاقات بعيدة كما قال بعض الناس في البقر إنه إنسان يبقر عن أسرار العلوم. وفي الهدهد إنه إنسان موصوف بجودة البحث" (1).
ويبين بعد ذلك الراغب الأصفهاني المجالات العلمية التي يغلب عليها كل ضرب من هذه الأخطاء المنهجية الأربع فيقول: " فالأول أكثر ما يروج على المتفقهة الذين لم يقووا في معرفة الخاص والعام. والثاني على المتكلم الذي لم يقو في معرفة شرائط النظم. والثالث على صاحب الحديث الذي لم يتهذب في شرائط قبول الأخبار. والرابع على الأديب الذي لم يتهذب بشرائط الاستعارات والاشتقاقات" (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/371)
وأما التأويل المنقاد عند الراغب فهو التأويل المقبول، وهو ما سلم من عيوب التأويل المستكره، وهو مما قد يقع الخلاف فيه بين الراسخين في العلم. وموجبات الخلاف هنا هي غير موجبات الخلاف في التأويل المستكره، ذلك أنها هنا تكون كلها راجعة إلى النص ذاته، في حين نجدها في التأويل المستكره ترجع إلى أسباب منهجية خارجة عن النص، بل تكون مفروضة عليه وليست نابعة منه ولا هو يستدعيها، مما يؤدي إلى مفارقات غريبة في الإستنباط والنتائج. وفي ذلك يقول الأصفهاني: " والمنقاد من التأويل مالا يعرض فيه البشاعة المتقدمة، وقد يقع الخلاف فيه بين الراسخين في العلم لاحدى جهات ثلاث، وإما لاشتراك في اللفظ نحو قوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} (1) هل هو من بصر العين، أو من بصر القلب، أو لأمر راجع إلى النظم نحو قوله تعالى: {وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا} (2)، هل هذا الإستثناء مقصور على المعطوف، أو مردود إليه وإلى المعطوف عليه معا. وإما لغموض المعنى، ووجازة اللفظ نحو قوله تعالى: {وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم} (3) " (4).
ومن خلال هذه الدراسة المنهجية والتحليل العلمي للقضايا المشكلة، تبدو لنا الدقة المنهجية في البحث، والخبرة بتحليل النصوص وسبر أغوارها، مما يفصح عما كان يتمتع به الراغب الأصفهاني من عقلية علمية ومنهجية نحن أحوج ما نكون إليها اليوم.
خامسا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند الزركشي (ت 794هـ):
ينص الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن " على أن النهي عن التأويل، إنما اقتصر على المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، وهذا هو السبب الداخلي أي النص الوحيد الذي يعتبره من موانع التأويل، أو من موجبات رده وعدم قبوله بل الأخذ به. وفي ذلك يقول:" النهي إنما انصرف إلى المتشابه منه لا إلى جميعه، كما قال تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} (1). لأن القرآن إنما نزل حجة على الخلق، فلو لم يجز التفسير لم تكن الحجة بالغة، فإذا كان كذلك جاز لمن عرف لغات العرب، وشأن النزول أن يفسره، وأما من كان من المكلفين ولم يعرف وجوه اللغة فلا يجوز أن يفسره إلا بمقدار ما سمع، فيكون ذلك على وجه الحكاية لا على سبيل التفسير، فلا بأس به، ولو أنه يعلم التفسير فأراد أن يستخرج من الآية حكمة أو دليلا لحكم فلا بأس به، ولو قال المراد من الآية كذا من غير أن يسمع شيئا فلا يحل، وهو الذي نهى عنه" (2).
ويفهم من النص أن من التأويل ـ وهو الذي يصطلح عليه بالتأويل المردود ـ ما يكون محظورا على أهل الاختصاص ـ أو ما يعرف عند السلف الصالح بأهل الجهة ـ الخوض فيه. ومنه ما يجوز لهم الخوض فيه، ولكنه محظور على العوام ويدخل ضمنهم كل من لم يستكمل شروط المقسر العلمية والدينية.
أما الأسباب المنهجية الخارجية الموجهة لرد التأويل، وعدم الاخذ به فيحصرها الزركشي في سببين:
1 - معارضة القرآن بالرأي والمذهب والهوى. وفيه يقول: فأما التأويل المخالف للآية والشرع فمحظور لأنه تأويل الجاهلين، مثل تأويل الروافض لقوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان} (1) أنهما علي وفاطمة. (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) (2) يعني الحسن والحسين - رضي الله عنهما - وكذلك قالوا في قوله تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل} (3) إنه معاوية وغير ذلك" (4).
2 - الجهل بعلوم اللغة وبعلم أصول الفقه، وفي هذا السبب المنهجي يقول الزركشي: " وإذا تقرر ذلك فينزل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من تكلم في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) (5) على قسمين من هذه الأربعة:
أ- أحدهما: تفسير اللفظ لاحتياج المفسر له إلى التبحر في معرفة لسان العرب.
ب- الثاني: حمل اللفظ المحتمل على أحد معنييه، لاحتياج ذلك إلى معرفة أنواع من العلوم: علم العربية واللغة والتبحر فيهما، ومن علم الأصول ما يدرك به حدود الأشياء، وصيغ الأمر والنهي، والخبر والمجمل والمبين، والعموم والخصوص، والظاهر والمضمر، والمحكم والمتشابه والمؤول، والحقيقة والمجاز، والصريح والكتابة، والمطلق والمقيد" (6).
سادسا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند ابن تيمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/372)
يرى الإمام ابن تيمية أن الأسباب الرئيسية في رد التأويل، وعدم الأخذ به تكمن في الأدوات المنهجية الموظفة في تفسير القرآن الكريم، والتي تفتقر إلى النزاهة والموضوعية العلمية، ويمكننا أن نجمل الأسباب في نقطتين:
1 - عدم التقيد بمصادر التفسير المتفق عليها عند أهل السنة، بحيث لا يقال في التفسير بالاجتهاد والرأي، إلا بعد أن يطلب تفسيرها في القرآن ثم في السنة، ثم في أقوال الصحابة، ثم في أقوال التابعين. فإذا استنفدنا البحث واستفرغنا الجهد في هذه المصادر كلها ولم نجد تفسيرا للآية أو السورة التي نروم تفسيرها، عندها فقط يجوز الإجتهاد في تفسيرها لمن توفرت فيه شروط الأهلية، واكتملت لديه وسائل الاجتهاد وأدواته، وهي ما يصطلح عليه السلف الصالح بعلوم الآلة، وهي علوم ضرورية لكل من يريد أن يفسر الذكر الحكيم.
وابن تيمية ينص في هذا السبب على أنه يتعين على من يشتغل بالتفسير أن لا يقول برأيه في آية ثبت تفسيرها من قبل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ومما ينبغي أن يعلم أن القرآن والحديث إذ عرف تفسيره من جهة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يحتج في ذلك إلى أقوال أهل اللغة فإنه قد عرف تفسيره، وما أريد بذلك من جهة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم، ولهذا قال الفقهاء " الأسماء ثلاثة أنواع " نوع يعرف حده بالشرع كالصلاة والزكاة، ونوع يعرف حده باللغة كالشمس والقمر، ونوع يعرف حده بالعرف كلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله ? وعاشروهن بالمعروف ? (1) " (2).
2 - معارضة القرآن بالرأي والذوق والوجوه، في حين يتعين على المفسر أن لا يعارض القرآن إلى بالقرآن، أو بما صح من السنة التي تفسره وتوضحه، ولا يجوز إطلاقا ـ وذلك هو مذهب السلف ـ معارضته لا بالمعقول ولا بالقياس، ولا بالرأي ولا بالوجد، ولا بأي شيء من ذلك كله، فقد " كان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن لا برأيه ولا ذوقه ولا معقوله، ولا قياسه ولا وجده. فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات، والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم ... فكان القرآن هو الإمام الذي يقتدى به، ولهذا لا يوجد في كلام أحد من السلف أنه عارض القرآن بعقل ورأي وقياس، ولا بذوق ووجد ومكاشفة، ولا قال قط قد تعارض في هذا العقل والنقل، فضلا عن أن يقوم فيجب تقديم العقل والنقل ـ يعني القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين ـ إما أن يفوض وإما أن يؤول ... ولم يكن السلف يقبلون معارضة الآية إلا بآية أخرى تفسرها وتنسخها، أو بسنة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تفسرها، فإن سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تبين القرآن وتدل عليه وتعبر عنه" (3).
وحتى لا ينخرم ما بنى عليه ابن تيمية حكمه ـ من أن السلف لم يكن يعرف لديهم معارضة القرآن بالعقل والرأي والذوق، أو الوجد والقياس ـ يناقش كيفية ظهور البدع الأولى، فيبين أن بدعة الخوارج لم تكن نتيجة معارضتهم القرآن الكريم بالرأي أو العقل أو القياس أو الوجد أو شيء من ذلك، بل كانت نتيجة سوء فهمهم للقرآن الكريم لا غير. وفي ذلك يقول ابن تيمية "وكانت البدع الأولى مثل " بدعة الخوارج " إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب، إذ كان المؤمن هو البر التقي، قالوا: فمن لم يكن برا تقيا فهو كافر، وهو مخلد في النار، ثم قالوا: وعثمان وعلي ومن والاهما ليسوا بمؤمنين لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله " (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/373)
وحتى لا تضيع المقاييس أو تلتبس بغيرها، يبين الأصل والقاعدة المنهجية، الفاصلة والمميزة بين منهج أهل السنة في البحث العلمي، وبين منهج أهل البدعة، فأهل السنة لا يتكلمون في شيء من الدين إلا اتباعا لما جاء به أهل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإذا أراد العالم السني معرفة شيء من الدين نظر في الكتاب والسنة، فهما المعين والمصدر الذي لا ينضب، وهما اللذان يمدانه بالمعرفة الحقيقية التي لا يحتاج بعدها إلى أي معرفة أخرى. كيف لا وهي معرفة تفجرت من عرش الرحمن، ورشحت على لسان الرسول الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما أهل البدعة فهم يجعلون آراءهم ومواجيدهم وعقولهم وأذواقهم، هي الأصل الذي يستمدون منه تصورهم للوجود كله، ثم ينظرون في الكتاب والسنة فإن وجدوا فيهما ما يوافق مذهبهم، أو هواهم أو مواجيدهم، اتخذوه حجة على صحة مذهبهم وسلامة منزعهم، وإن وجدوهما يخالفان ما ذهبوا إليه، أعرضوا عنهما بدعوى تفويض أمره إلى الله تعالى، أو حرفوهما بدعوى التأويل.
يقول ابن تيمية: " فعلى كل مؤمن أن لا يتكلم في شيء من الدين إلى تبعا لما جاء به الرسول، ولا يتقدم بين يديه، بل ينظر ما قال، فيكون قوله تبعا لقوله، وعلمه تبعا لأمره. فهكذا كان الصحابة ومن سلك سبيلهم من التابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين، لهذا لم يكن أحد منهم يعارض النصوص بمعقوله، ولا يؤسس دينا غير ما جاء به الرسول، فمنه يتعلم وبه يتكلم، وفيه ينظر ويتفكر وبه يستدل، فهذا أصل أهل السنة.
وأهل البدع لا يجعلون اعتمادهم في الباطن ونفس الأمر على ما تلقوه عن الرسول، بل على ما رأوه أو ذاقوه، ثم إن وجدوا السنة توافقهم وإلا لم يبالوا بذلك، فإذا وجدوها تخالفه أعرضوا عنها تفويضا، أو حرفوها تأويلا" (1).
وابن تيمية إذ يحصر الأسباب التي تجعل التأويل مردودا في المنهجية المتبعة في التفسير - أي أنها كلها أسباب خارجية عن النص، وليست متولدة منه - ينطلق من قاعدة أساسية سطرها عند تحديد موقفه من التأويل، والتي تنص على أن كل ما في القرآن يستطيع أهل العلم وأهل الإختصاص الوقوف على معناه، وأنه ليس في القرآن ما لا يدرك علمه.
سابعا: مرتكزات التفريق بين نوعي التأويل عند صاحب مقدمة "كتاب المباني ":
وهذا المؤلف المجهول ـ لذي يتضح لنا من طريقة معالجته لقضية التأويل أنه يتبنى منهج أهل السنة في التفسير ـ يرى أن السبب في رد التأويل هو سبب منهجي، ذلك أن المفسر قد يحمل معنى الآية على حديث معين، أو على معنى لغوي معين ثم يجزم بأن ذلك هو وحده مراد الله. والتعامل مع كتاب الله تعالى بهذه الصورة يعد من قلة الأدب، فضلا عما فيه من بعد عن الموضوعية، وعن البحث العلمي النزيه الذي لا يقر الآراء الشخصية ـ ولو كانت نابعة عن اجتهاد ودراسة وبحث ـ ويجعلها وحدها الصحيحة دون غيرها، فيعطل بذلك المسيرة العلمية التي هي مظنة الخصب الفكري، والنماء العلمي والمنهجي ". وقال بعض العلماء: ما روى في كراهة التفسير فعلى جهات:
أحداها: أن تفسر ذلك بأحاديث متفردة على الجزم والقطع، لا على أن ذلك كما روى، والآية تحتمل غيره، أو على الجهل بكلام العرب، وحجج العقول.
فأما على الوجه الآخر من اشتراط معاني لفظة من ألفاظ اللغة وأحكامه من سنن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتعميم خاصه وتخصيص عامه، وإجازة ما احتمل المعاني، ورد ذلك إلى أنه لا يجوز أن يكون أحد تلك المعاني بغير قطع، أو كلها إن كانت جائزة، ورد ذلك إلى الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذ لم يصمم على شيء من ذلك، وليس في ظاهر الآية دلالة عليه، فذلك هو الجائز " (1).
من خلال هذا العرض المفصل للأسباب النصية والمنهجية، أو الداخلية النابعة من النص، والخارجية المفروضة عليه من الخارج، وغير المنسجمة معه، يمكننا حصر أنواع التأويل الباطلة في النقط التالية:
1 - التأويل مع الجهل بالعلوم الضرورية ـ أو ما يعرف بعلوم الآية ـ لكل من يروم تفسير الذكر الحكيم، وهي تبدأ بعلوم اللغة كلها مرورا بالسيرة والفقه وأصول الفقه، وانتهاء بعلوم القرآن كلها.
2 - تأويل المتشابه من غير سند من الكتاب أو السنة.
3 - حمل المعنى القرآني على ظاهر اللغة، والتعسف في تفسيره تفسيرا لغويا بحتا من غير الرجوع إلى علوم القرآن والسيرة، والفقه وأصول الفقه، وإلى أقوال العلماء.
4 - التفسير المذهبي الذي يحكم الرأي والهوى في تفسير القرآن الكريم، ومعارضته بالرأي أو العقل أو القياس، أو الوجد والذوق وغير ذلك.
5 - تخصيص اللفظ القرآني العام من غير حجة أو دليل، فضلا عن أن السياق لا يحتمل تخصيصه.
6 - التلفيق بين لفظتين كل منهما وردت في سياق مخالف للسياق الذي وردت فيه الأخرى.
7 - عدم التقيد بمصادر التفسير وفق الترتيب المتفق عليه من طرف أهل السنة، حيث يفسر القرآن بالقرآن، فإن لم نجد فسرناه بالسنة، فإن لم نجد فسرناه بأقوال الصحابة، فإن لم نجد فبأقوال التابعين فإن لم نجد جاز الاجتهاد لمن توفرت فيه شروطه.
8 - تفسير الآية من القرآن ثم القطع بأن ذلك هو مراد الله، وفي ذلك غلق لباب الإجتهاد فضلا عما فيه من قلة أدب في التعامل مع كلام الله سبحانه.(3/374)
حكم التأويل
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
لما كان أهل السنة قد فرقوا بين نوعين من التأويل ـ فسموا الأول بالتأويل المقبول مرة وبالتأويل المنقاد مرة أخرى، وسموا الثاني بالتأويل المردود في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى سموه بالتأويل المستكره أو المذموم ـ فإن حكمهم يختلف باختلاف مجال التأويل، فإذا كان التأويل تتوفر فيه الأسباب الداعية إلى رده وعدم الأخذ به ـ وهي التي فصلنا القول فيها عند كثير من علماء ومفسري أهل السنة، ثم أجملناها في ثمان نقط هي جماع ما نصوا عليه من أسباب نصية ومنهجية تقتضي رد هذا التأويل وعدم الأخذ به - فإننا نجدهم يحرمون هذا النوع من التأويل. يقول ابن تيمية في "مقدمة في أصول القرآن ": " أما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) " (1).
وأما إذا سلم التأويل من العيوب الثمانية القادحة فيه، فإن أهل السنة حكموا بجوازه بل اعتبروه واجبا يتعين على علماء الأمة القيام به، وذلك لما فيه من إضافة علمية، وتوسيع لمجال البحث عن الحقيقة، فضلا عما فيه من إقرار ضمني بعظمة القرآن الكريم وإعجازه الذي يتفجر جواهره ودرره لطلابه بوما بعد آخر، وجيلا بعد جيل، بحيث يجد فيه كل طالب حقيقة بغيته وكل جيل مراده.
يقول محيي الدين الكافيجي (1): " أما التفسير بالرآي فيما يحتاج الناس إلى معرفة ما يتضمنه اللفظ من وجوب الاعتقاد والعمل فأمر ورد الشرع بإيجابه، فضلا عن الجواز " (2).
ويبين الزركشي مجال التأويل المقبول والذي حكم العلماء بجوازه ـ بل منهم من اعتبره واجبا كما هو الشأن بالنسبة للكافيجي ـ فيقول: " قالوا وهذا غير محظور على العلماء بالتفسير (3)، وقد رخص فيه أهل العلم، وذلك مثل قوله تعالى: {ولا تلقوا بايديكم إلى التهلكة}، قيل: الذي يمسك عن النفقة، وقيل: الذي ينفق الخبيث من ماله، وقيل: الذي يتصدق بماله كله ثم يتكفف الناس. ولكل منه مخرج ومعنى ... فهذا وأمثاله ليس محظورا على العلماء استخراجه بل معرفته واجبة، ولهذا، ولهذا قال تعالى: {وابتغاء تأويله} (4) " (5).
والأمثلة التي ضربها الزركشي لأنواع التأويل الجائزة بل الواجب على العلماء استنباطها، إن هي إلا جزء من اختلاف السلف في التفسير، حيث نجد لهم أقوالا عدة في تفسير آية واحدة، قد يظنها البعض أقوالا مختلفة ومتعارضة ولكن المدقق يكتشف أنه لا تعارض بينها، وكلها مما يتحمله النص، وينتصب له الدليل نقلا أوعقلا.(3/375)
منهج أهل السنة في التفسير 2
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[15 - 09 - 06, 05:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم) سورة البقرة، الآية 32
سطر أهل السنة منهجهم في التفسير ـ ونحن هنا نقصد بالمنهج الطريقة العلمية المحددة والمرسومة مسبقا، وفقا لقواعد علمية مستمدة من الخبرة في معالجة النصوص والقضايا ـ والهدف منه وقاية المفسر من الوقوع في الخطأ، وقد أولى الزركشي هذا الجانب المنهجي أهمية خاصة، بحيث أفاض فيه القول وبين الطريقة العلمية التي ينبغي على المفسر التزامها، وذلك حتى لا يقع في المحظور. والغريب في تناول الزركشي لهذه القضية المنهجية هو الدقة والإحاطة والشمول، بحث تناول القضية من جميع أطرافها، فبين أن التفسير قسمان، قسم ورد تفسيره بالنقل، والآخر لم لم يرد فيه شيء. فالأول يتعين على المفسر أن لا يبادر إلى قبوله من الوهلة الأولى، بل عليه أن يقوم بدراسته دراسة نقدية من حيث المتن والسند حتى إذا ثبت لديه صحته أخذ به، ولا يجوز له تجاوزه إلى غيره، وهذا فيما يخص السنة. أما فيما يخص قول الصحابي أو التابعي فإنه يسطر فيه المبادئ التي قررها أهل السنة في التعامل معها. وهي التي سنتحدث عنها في الفصل الخاص بمصادر التفسير.
وفي ذلك يقول الزركشي: "واعلم أن القرآن قسمان: أحدهما ورد تفسيره بالنقل عمن يعتبر تفسيره، وقسم لم يرد. والأول ثلاثة أنواع: إما أن يرد التفسير عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو عن الصحابة أو عن رؤوس التابعين، فالأول يبحث فيه عن صحة السند. والثاني ينظر في تفسير الصحابي، فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فلا شك في اعتماده، وإن فسره بما شاهده من الأسباب والقرائن لا شك فيه، وحينئذ إن تعارضت أقوال جماعة من الصحابة، فإن أمكن الجمع فذاك، وإن تعذر قدم ابن عباس، لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بشره بذلك حيث قال: (اللهم علمه التأويل)، وقد رجح الشافعي قول زيد في الفرائض، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (أفرضكم زيد) (1). فإن تعذر الجمع جاز للمقلد أن يأخذ بأيها شاء. وأما الثالث وهم رؤوس التابعين إذا لم يرفعوه إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا إلى أحد من الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فحيث جاز التقليد فيما سبق فكذا هنا، وإلا وجب الاجتهاد" (2).
وأما ما لم يرد في شأنه أي شيء مأثور، فإنه يتعين الإجتهاد فيه، وأول طرق الإجتهاد هو تحقيق معاني مفرداته، وذلك بدراستها دراسة معجمية مستوفية، لأن ذلك هو الأساس الذي يمكنه من الاجتهاد الصحيح. كما أن الشرح المعجمي للألفاظ يزوده بأساس المعنى، ومن ثم وجدنا الزركشي ينص على أن أول ما " يجب على المفسر البداءة به العلوم اللفظية، وأول ما يجب البداءة به منها تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أول المعادن لمن يريد أن يدرك معانيه، وهو كتحصيل اللبن من أوائل المعادن في بناء ما يريد أن يبنيه (1) "
والزركشي لا يقرر هذا المبدأ المنهجي نظريا فقط، بل هو يقوم بمحاولة تطبيقية لنظريته، وذلك حتى يتسنى للباحثين من بعده الإستفادة منها، فيبين أن هناك ألفاظا مشكلة، وذلك لاحتمالها لمعنيين اصطلح عليهما بالظاهر والمؤول. والظاهر هو اللفظ الذي يحمل على المعنى المعجمي الصرف. أما المؤول فهو الذي لا يسعفنا المعجم في تحديد معناه، مما يضطرنا إلى الإستفادة من أداة منهجية تسعفنا في تحديد المعنى القرآني للكلمة، وهي دلالة السياق التي سيأتي الحديث عنها.
"وقد يكون اللفظ محتملا لمعنيين، وهو في أحدهما أظهر فيسمى الراجع ظاهرا، والمرجوح مؤولا.
مثال المؤول قوله تعالى: {وهو معكم أينما كنتم} (2) فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات، فتعين صرفه عن ذلك، وحمله إما على الحفظ والرعاية، أو على القدرة والعلم والرؤية، كما قال تعالى: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} (3) ...
ومثال الظاهر قوله تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد} (1) فإن الباغي يطلق على الجاهل، وعلى الظالم وهم فيه أظهر وأغلب، كقوله: {ثم بغى عليه لينصرنه الله} (2) ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/376)
وقد يكون الكلام ظاهرا في شيء فيعدل به عن الظاهر بدليل آخر كقوله تعالى: {الحج أشهر معلوما} (3) والأشهر اسم لثلاثة، لأنه أقل الجمع.
وكقوله تعالى: {فإن كان له إخوة فلأمه السدس} (4)، فالظاهر اشتراط ثلاثة من الإخوة، لكن قام الدليل من خارج على أن المراد اثنان، لأنهما يحجبانها عن الثلث إلى السدس" (5).
وفي هذه الدراسة اللغوية المعجمية، يحذر الزركشي من أن يفلت زمام الأمر من يد المفسر، فيبتدع منهجا لا يوحى به النص، مما يؤدي إلى مفارقات في النتائج والاستنباطات، ومن ثم يتعين عليه مراعاة مطابقة التفسير للنص المفسر، بحيث يقع الحافر على الحافر من غير زيادة أو نقصان في المبنى والمعنى، لأن ذلك قمين بالإزراء بكلام الله والبعد به عن مقصده وهدفه، بل قد يأتي بعكس النتائج والأهداف التي يتوخاها النص القرآني. يقول الزركشي: " ويجب أن يتحرى في التفسير مطابقة المفسر، وأن يتحرز في ذلك من نقص المفسر عما يحتاج إليه من إيضاح المعنى المفسر، أو أن يكون في ذلك المعنى زيادة لا تليق بالغرض، أو أن يكون في المفسر زيغ عن المعنى المفسر وعدول عن طريقته، حتى يكون غير مناسب له ولو من بعض أنحائه، بل يجتهد في أن يكون وفقه من جميع الأنحاء، وعليه بمراعاة الوضع الحقيقي والمجازي، ومراعاة التأليف، وأن يوافي بين المفردات وتلميح الوقائع، فعند ذلك تتفجر له ينابيع الفوائد" (1).
ثم ينتقل الزركشي إلى الحديث عن دلالة السياق وإبراز أهميتها في فهم وإدراك معنى آي الذكر الحكيم، بل يعتبرها من أعظم الأدوات المنهجية التي يتعين على المفسر أن يتسلح بها وهو يخوض غمار عملية من أصعب وأخطر العمليات التفسيرية، ذلك أنها تتعلق بتفسير كلام رب العالمين. وهذا التفسير الخطأ فيه ليس سهلا أو هينا، وذلك لما قد تترتب عنه من أحكام وأمور وقضايا تتعلق بحياة المسلم الاجتماعية والسياسية، والاقتصادية الدينية. فدلالة السياق إذن هي التي "ترشد إلى تبين المجمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظيره، وغالط في مناظراته. وانظر إلى قوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} (1)، كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير" (2).
ويطلب الزركشي من مفسر القرآن الكريم أن يكون حاضر البديهة، شديد الملاحظة متوقد الإحساس، وذلك حتى يتمكن من التفاعل معه تفاعلا حقيقيا، وإيجابيا يفضي إلى رفع الحجاب عن كل الحقيقة أو بعضها. ومن مظاهر حضور البديهة "ملاحظة النقل عن المعنى الأصلي، وذلك أنه قد يستعار الشيء لمشابهة، ثم يستعار من المشابة لمشابه المشابة، ويتباعد عن المسمى الحقيقي بدرجات، فيذهب عن الذهن الجهة المسوغة لنقله من الأول إلى الآخر، وطريق معرفة ذلك بالتدريج، كقوله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (3). وذلك أن أصل "دون" للمكان الذي هو أنزل من مكان غيره، ومنه الشيء الدون للحقير، ثم استعير للتفاوت في الأحوال والرتب، فقيل زيد دون عمرو في العلم والشرف، ثم اتسع فيه فاستعير في كل ما يتجاوز حدا إلى حد، وتخطى حكما إلى حكم آخر، كما في الآية المذكورة، والتقدير لا تتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين" (4).
ويختم الزركشي حديثه عن المنهج السني المقترح لتفسير الذكر الحكيم بالنص على أن معرفة أسباب النزول أداة منهجية عظيمة، تمكن الباحث من الوقوف على الظروف والملابسات المواكبة لنزول القرآن الكريم، مما يجعله يعيش في بيئة القرآن ساعة نزوله، وكل ذلك يساهم في إذكاء التفاعل مع الخطاب القرآني، بحيث تتفجر معانيه، وتتفتق غرره، وتتكف درره. وفي ذلك يقول:" معرفة النزول، وهو من أعظم المعين على فهم المعنى، وسبق منه في أول الكتاب جملة، وكانت الصحابة والسلف يعتمدونه، وكان عروة بن الزبير قد فهم من قوله تعالى: {فلا جناح عليه أن يطوف بهما} (1) أن السعي ليس بركن، فردت عليه عائشة ذلك وقالت: لو كان كما قلت، لقال: " فلا جناح عليه ألا يطوف بهما " وثبت أنه إنما أتى بهذه الصيغة، لأنه كان وقع فزع في قلوب طائفة من الناس كانوا يطوفون قبل ذلك بين الصفا والمروة للأصنام. فلما جاء الإسلام كرهوا الفعل الذي كانوا يشركون به، فرفع الله ذلك الجناح من قلوبهم، وأمرهم بالطواف. رواه البخاري في صحيحه، فثبت أنها نزلت ردا على ما كان يمتنع من السعي (2) ".
والملاحظ أن تناول الإمام الزركشي لقضية المنهج السني المقترح في تفسير القرآن الكريم يتسم بالإحاطة والشمول، بحيث يلم بدراسة القضايا من كل أطرافها. فيبدأ بالطرح النظري، ثم يعقبه بضرب الأمثال، فيكتمل بناء النموذج المقترح نظريا وتطبيقيا. وأما الراغب الأصفهاني فيضع أيدينا على منهج في التأويل يمكن أن يجنبنا الاختلاف والفرقة في تأويل النصوص المشكلة، وذلك حيث يقول: " والوجوه التي يعتبر فيها تحقيق أمثالها أن ينظر فإن كان ما ورد فيه ذلك أمرا أو نهيا عقليا فزع في كشفه إلى الأدلة المعقلية، فقد حث تعالى على ذلك في قوله عز و جل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} (1). وإن كان أمرا شرعيا فزع في كشفه إلى آية محكمة أو سنة مبينة. وإن كان من الأخبار الاعتقادية فزع إلى الحجج العقلية. وإن كان من الاعتبارية فزع إلى الأخبار الصحيحة المشروحة في القصص" (2).
ومن هنا نستخلص أن من أول مهمات المفسر ـ خاصة فيما يتعلق بالنصوص المشكلة ـ دراسة النصوص دراسة داخلية نصية تمكنه من تحديد طبيعتها، لأن ذلك كفيل بإرشادنا إلى المنهج الذي يتعين علينا أن ندرسها به، وبذلك يكون تفسيرنا منهجيا وعلميا وموضوعيا في الوقت نفسه.(3/377)
*كتب التفسير الموضوعي (أرجو المشاركة) *
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أرجو من الإخوة الكرام وضع مايعلمونه من كتب التفسير الموضوعي التي تعنى بتوضيح وتبيين موضوع السورة وماتهدف إليه و يتحدث عن المواضيع المتفرعة من هذه السورة ...
مع ذكر مايتميز به كل كتاب ...
جزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم الإسلام والمسلمين ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/ أبو عبدالعزيز
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:20 ص]ـ
للرفع ...
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[26 - 09 - 06, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هناك كتاب قيم للأستاذ الدكتور مصطفى مسلم بعنوان: ((مباحث في التفسير الموضوعي)) ذكر فيه مراحل تطور مصطلح التفسير الموضوعي كفن مستقل، وفصل أنواع التفسير الموضوعي الثلاثة ((التفسير الموضوعي لمفردة، التفسير الموضوعي لسورة، التفسير الموضوعي لموضوع معين من خلال القرآن ككل أو عدة سور .. ))
وبالنسبة للنوع الثاني (التفسير الموضوعي لسورة) فقد أجاد في تفسير سورة الكهف تفسيراً موضوعياً، جزى الله مؤلفه خير الجزاء.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 09 - 06, 02:56 م]ـ
هناك كتاب اسمه التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
ـ[أبو الفضل السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 06:08 م]ـ
بالنسبة للتفسير الموضوعي لسورة هناك كتاب رائع ماتع عنوانه
الدرة في تفسير سورة البقرة للمؤلفة الفاضلة ميادة بنت كامل آل ماضي وفقهاالله
و قد قدم لها الدكتور فهد الرومي بمقدمة هامة تنبئ عن قيمة الكتابة و متانة التقسيم اللتي اتبعته المؤلفة الفاضلة
و المؤلفة وفقها الله متخصصة في مجال التفسير الموضوعي و قد قامت -حفظها الله -بتقسيم و تفسير سورة الزمر فأبدعت و أتت بجديد و جميل و هي تعمل على أن تكمل المسيرة
و انظرو الى هذه الروابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5873
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5749&highlight=%E3%ED%C7%CF%C9+%C8%E4%CA+%DF%C7%E3%E1
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[30 - 09 - 06, 10:39 م]ـ
ولا ننسى الكتاب العظيم للشيخ عبد الله دراز سماه ((النبأ العظيم)) ويتناول سورة البقرة بشكل موضوعي ..
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[30 - 09 - 06, 11:53 م]ـ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=590
ـ[الطيماوي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 04:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هناك كتاب قيم للأستاذ الدكتور مصطفى مسلم بعنوان: ((مباحث في التفسير الموضوعي)) ذكر فيه مراحل تطور مصطلح التفسير الموضوعي كفن مستقل، وفصل أنواع التفسير الموضوعي الثلاثة ((التفسير الموضوعي لمفردة، التفسير الموضوعي لسورة، التفسير الموضوعي لموضوع معين من خلال القرآن ككل أو عدة سور .. ))
وبالنسبة للنوع الثاني (التفسير الموضوعي لسورة) فقد أجاد في تفسير سورة الكهف تفسيراً موضوعياً، جزى الله مؤلفه خير الجزاء.
بصدد تصويره pdf
وانظر هنا ( http://www.altemawy.com/new/index_sub.php?scid=100&ids=2&id=295&extra=news&type_base=103&count=1&type=103) مجموعة من كتب القرآن pdf وعلومه لم تصور من قبل
نظرات من الإعجاز البياني في القرآن الكريم نظريا وتطبيقيا
سامي محمد هشام حريز
دار الشروق، رام الله
ط1، 2006م
عدد صفحاته: 136
قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
الحسين بن محمد الدامغاني ت:478هـ
تحقيق: عبد العزيز سيد الأهل
دار العلم للملايين ط3،1980
عدد صفحاته: 512
دراسة بلاغية في السجع والفاصلة القرآنية
الجواد محمد طبق
عدد صفحاته: 274
إعجاز القرآن الكريم
فضل حسن عباس + سناء فضل عباس
عدد صفحاته: 386
النبأ العظيم
نظرات جديدة في القرآن
محمد عبد الله دراز
دار الثقافة
ط1، 1985م
عدد صفحاته: 216
فكرة إعجاز القرآن من البعثة النبوية إلى عصرنا الحاضر
نعيم الحمصي
مؤسسة الرسالة
ط2، 1980م
عدد صفحاته: 495
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية
مصطفى صادق الرافعي
دار الكتاب العربي، بيروت
ط3، 2005م
عدد صفحاته: 238
من أسرار التعبير في القرآن صفاء الكلمة
عبد الفتاح لا شين
دار المريخ، الرياض
ط1، 1983م
عدد صفحاته: 250(3/378)
بين أول آية .. وآخر آية .. !
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أول آية نزلت في كتاب الله على رأي جماهير العلماء هي قوله تعالى"اقرأ باسم ربك الذي خلق"1 - العلق
وآخر آية على الراجح كذلك"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"281 - البقرة
بعد تأمل للآيتين معا .. إليكم هذا البحث المختصر ..
*ذكر الرب في الآية الأولى دليل على توحيد الربوبية .. وذكر "الله" في الآية الثانية دليل على توحيد الألوهية .. وهذا مناسب للمقام لأن الأولى مكية .. فيناسبها بيان الربوبية بما في ذلك من معاني التربية للرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ولأمته .. تمهيدا .. لإظهار الدين ونشره والقيام به .. وهذا من توحيد الألوهية .. منسجما مع كون الآية مدنية .. وأن الأمة كانت قد نضجت وأقامت أمر الله
*الآية الأولى .. فيها الخطاب بالإفراد"ربك" .. ولشخص النبي صلى الله عليه وسلم والثانية بالجمع"اتقوا" .... وكان السابقون من الصحابة يقول أحدهم .. أمسيت وإني ربع الإسلام .. وخمس الإسلام .. أي أنه رابع أربعة من المسلمين وخامس خمسة .. ولكن في الآية الثانية ناسبها الجمع للخطاب للأمة .. أمة الممتثل لأمر الله الأول"اقرأ" كافة ..
*الآية الأولى فيها الأمر بالقراءة والعلم .. وفي الثانية الأمر بالتقوى .. وذلك أن العلم أول .. والتقوى متحصلة عن العلم ونتيجة له لأن العلم يقتضي العمل .. "فاعلم أنه لا إلا الله واستغفر لذنبك"
*في الأولى جاء الأمر "اقرأ" مجردا من عاطف قبله .. وفي الثانية .. سبق الأمر واو العطف ..
كأنه قال .. اقرأ .... قم فأنذر .. قل هو الله أحد .. أطعيوا الله ورسوله .. وأقيموا الصلاة .. وزكوا .. وجاهدوا .. و .. و .. و .. و ................ ...... و إلى قوله واتقوا .. وهي أعظم وصية لأن الأمر بالتقوى هي وصية الله لكل الأمم"ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله" فجاء ذكرها مناسبا أكثر من أي وصية أخرى .. لأنها جامعة للفضائل كلها
*الآية الأولى فيها ذكر الخلق وليس قبل الخلق إلا العدم .. والثانية فيها ذكر الوفاة "ثم توفى كل نفس" .. الذي بعده العدم .. فانظر إلى المقابلة في النظم القرآني يرحمك الله ..
*الآية الأولى فيها وصف الله بالإثبات"الذي خلق" .. والثانية وصفه بالنفي "و لا يظلمون" .. لأن نفي كون الناس مظلومين .. يقتضي نفي كون الله تعالى ظالما .. وهذا ديدن أهل السنة والجماعة .. إثبات الكمال وتنزيه عن النقائص
*الأولى جاء فيها قوله "باسم ربك" على وزن "فاعلاتن" وفي الثانية جاء قوله"كل نفس" على ذات التفعيلة"فاعلاتن" .. وكأنه يقول:كل نفس باسم ربك ..
*الآية الأولى .. جاءت بنسق درس معلم لطالب مبتديء"اقرأ بسم ربك الذي خلق" .. بمنزلة قول الأم لولدها "ادرس يا ولدي لتنجح" .. وهذا يناسب بداية العهد المكي .. والثانية جاء بنسق وصية مودع! "واتقوا" "ترجعون" "إلى الله" .. مع طولها قياسا للأولى .. وهذا لائق بانتهاء الوحي وقرب وفاة الأجل للرسول صلى الله عليه وسلم
*الآية الأولى فيها ذكر أن الله "خلق" .. وفي الثانية ذكر ما خلقه الله"كل نفس"
*الآية الأولى لو فتشت في حروفها ما تحصل لك جمع كلمة نفاق أو منافق .. ولكن حروف هذه الكلمة منثورة في الثانية .. والنفاق لم يكن في مكة .. وإنما ظهر في المدينة .. وكذلك "الأعراب" الذين هم أشد كفرا و"نفاقا" موجودة حروفها في الآية المدنية
*في الأولى ذكر من توحيد الأسماء والصفات"الذي هو ثالث أنواع التوحيد بعد الربوبية والألوهية" الشق المقتضي لتوحيد الألوهية وهو صفة الخلق .. فالله يقول "ألا له الخلق والأمر" .. والأمر من توحيد الألوهية .. وفي الثانية ذكر من توحيد الأسماء والصفات الشق المقتضي لتوحيد الربوبية حيث فيها إثبات المعاد والجزاء وهذا من توحيد الربوبية أن الله رب وسيد .. ويحاسب العباد بأعمالهم
*في الأولى .. جاء التصريح بذكر توحيد الأسماء بإثبات أن لله اسما"باسم" .. وفي الثانية .. جاء ذكر هذا الاسم صريحا .. وهو "الله" .. وحين يسأل أهل القبر من ربك .. يجيب المؤمن:ربي الله
*في الأولى حذف المفعول وبين الوسيلة, فلم يبين ماذا يقرأ .. "اقرأ" وكفى .. فأطلق القراءة وبين الكيفية والوسيلة "باسم ربك" .. وفي الثانية أثبت المفعول .. "يوما" وذكر الغاية .. وهي "توفى كل نفس ما كسبت"
*في الأولى .. تكرر حرف القاف مرتين .. للدلالة على القرآن .. وفي الثانية تكررت السين مرتين للدلالة على السنة التي كانت قد اكتملت قرب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
*في الآية الأولة عرف الرب بالاسم الموصول .. فقال اقرأ باسم ربك: الذي خلق ..
وفي الثانية لم يعرف "الله" لأنه كان قد عرف .. والمقام هنا ألوهية
*مخاطبته رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله "اقرأ" إثبات للرسالة بشخص "الرسول" .. وفي الآية الثانية إثبات الرسالة بذكر الذين أرسل إليهم هذا "الرسول" .. فنفي الظلم "وهم لا يظلمون" يقتضي أن الرسالة وصلتهم .. "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
* يأتي بعد الآية الأولى ثماني عشرة آية .. إلى نهاية تمام السور .. ويأتي بعد الآية الثانية خمس آيات إلى نهاية سورة
وحاصل المجوع ثلاثة وعشرون .. وهو زمن الرسالة
وحاصل الفرق ثلاث عشرة سنة .. زمن العهد المكي
قد يتراءى بعض التكلف لبعض القراء في بعض النقاط .. وقد يكون فيها دلالة وحق ..
فانظر يا رعاك الله .. ما أقصر الآيتين وما تفتق عنهما من علم .. وإن زعمت أن هذا كل ما فيهما .. أكون كاذبا ومفتريا معاذ الله ..
وإذا قلت إن القرآن بحر مازلنا على ساحله .. فهل أكون مبالغا حينها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/379)
ـ[يوسف رمضان يوسف شراب]ــــــــ[11 - 08 - 07, 05:10 م]ـ
عندك حس جميل في التأمل والتدبر والتغول في النصوص وهذا باب مهم بل مهم جدا فبه تستخرج المعاني الجديدة واللطائف الفريدة والنكت الرائقة الوضيئة وبذلك يحصل من اليقين والخشية والتعظيم والتبجيل لله ما لايحصل لإنسان يقرأ قراءة أهل الكتاب "أماني" يحرك اللسان وقلبه سرحان
ولذلك جاء قال الله في القرآن"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"أت الله عليك نعمته أكمل منته ورزقك فضله الذي لا حدود له.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 07, 11:52 ص]ـ
بارك الله في علمك ورزقك العمل الصالح والإخلاص فيه
حقا اجتهاداتك بارعة في استكناه بعض اللطائف والنكت القرآنية البديعة لولا بعض التكلف الذي ذكرت، وفقك الله وسدد خطاك
ـ[القاسمي1]ــــــــ[01 - 09 - 07, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم الاسلام والمسلمين
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيك .. وإنكنت أرى تكلفا شديدا في بعضها .. لكن لعل بعض أهل الاختصاص يقومون بالتعليق.
قلتم أن بعد الوفاة عدم .. فهل هذا صحيح؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين ..
أخي السبيعي .. نعم في بعضها تكلف .. وقد أشرت لذلك
وكنت صغيرا يوم كتبت هذه ..
والله يرعاكم(3/380)
خطأ في مصحف النور للنشر المكتبي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 02:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني أنبه على خطأ في الإحالة على آية قرآنية كريمة واردة في برنامج مصحف النور للنشر المكتبي، وذلك حتى يعمل أصحاب البرنامج على مراجعته وتصحيح هذا الخطأ، علما أنني استعمله كثيرا و هي المرة الوحيدة التي وجدت فيها هذا الخطأ، مما يبين أن البرنامج دقيق في الإحالة على القرآن الكريم بدرجة كبيرة. و الكمال لله تعالى.
الآية الكريمة: (وقيل من راق) البرنامج يحيلك على المدثر، الآية 27.و الصحيح سورةالقيامة، الآية 27.
مع رجاء للإخوة الباحثين إذا وجدوا مثل هذه الأخطاء التنبيه إليها. كما أنني بصدد تسجيل بعض الملاحظات التي من شأنها تطوير البرنامج وجعله أكثر نجاعة و مصداقية في البحث عن آي الذكر الحكيم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 11:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 01:26 م]ـ
وأنتم أهل الجزاء و الإحسان
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
(سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
هذا خطأ آخر حيث تمت الإحالة في قوله تعالى: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) على سورة الزمر، الآية 13. و الصواب سورة يس، الآية 13.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/381)
برنامج تفسير الجلالين لجوال نوكيا
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت هذا البرنامج في أحد المواقع المتخصصة في الجوالات فأحببت أن أنقل هذا البرنامج هنا للفائدة.
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[08 - 10 - 06, 03:18 ص]ـ
نفع الله بك ..
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[09 - 10 - 06, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيرا(3/382)
القراءة العلمية لتفاسير القرآن الكريم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
? سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ?
(البقرة:32)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني لاحظت أن كثيرا من طلبة العلم عند قراءتهم في كتب التفسير يكون همهم الوحيد ألا وهو الوصول إلى المعنى الذي انتهى إليه المفسر، دون أن يلقوا بالا للطريقة التي تبلغ بها إلى هذا المعنى. ومن ثم فإنهم لا تكون لهم القدرة الكافية على فهم التفسير، وتكون بالتالي استنتاجهم مبتسرة وليدة لحظة عجلى، وقراءة انتقائية تزري بالمقروء ولا تبلغ القارئ المقصود. ومن ثم فإنني أحببت أن أعرض عليكم طريقة اتبعتها مع طلبتي بجامعة شعيب الدكالي ـ الجديدة ـ المغرب، حيث كنت أدرس لهم مادة التفسير، واخترنا تفسير سورة الفاتحة من خلال تفسيرين: ابن كثير و القرطبي، وقد كنا في الغالب الأعم لا نتجاوز تفسير ابن كثير، بل في بعض الأحيان لا نكمل تفسيره لسورة الفاتحة، وذلك لدقة الطريقة، و تركيزها على تجميع الجزئيات باعتبار القراءة بناء لا يمكن أن يستقيم ما لم تجمع كل المعطيات المتاحة والضرورية دون إصدار أحكام مسبقة بأهميتها أم لا.
إننا في قراءتنا للتفاسير يتعين أن يكون همنا هو إدراك الطريقة التي يتبعها المفسر للوصول إلى تحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، لا أن يكون هم طالب العلم الأوحد هو معرفة المراد الذي انتهى إليه المفسر، لأنه إن فعل فإنه لن يتمكن من معرفة الكيفية التي تتم بها عملية التفسير، وبالتالي يظل عالة على المراد الذي انتهى إليه المفسر، ولا تكون له القدرة على البرهنة عليه علميا، كما أنه لا يتمكن من اكتساب ملكة التفسير، والمتمثلة في القدرة على الفهم و التحليل والمقارنة والاستنباط.
إن الطريقة التي نتبعها في قراءة التفاسير تعتمد المستويات التالية:
1 - المستوى الوصفي.
2 - المستوى التحليلي.
3 - المستوى المقارن.
المستوى الأول: الدراسة الوصفية: هو المستوى الأول الذي يتعين على القارئ الباحث العناية به أيما عناية باعتباره المقدمة التي تبنى عليها المستويات الأخرى، فأي تقصير أو خطأ فإنه ينعكس بطريقة تلقائية على المستويات الأخرى.
الدراسة الوصفية دراسة موضوعية حيث يكون الباحث فيها محايدا لأنه يصف ما هو قائم، فلا يتدخل إلا في الاكتشاف والتنظيم والترتيب بما يعطي صورة حقيقية عن الخطاب التفسيري الموصوف.
ويبدأ هذا المستوى بالقراءات المتعددة للتفسير، والتعامل مع الخطاب التفسيري باعتباره كائنا حيا، فهو عصارة تجربة إنسان، وهو معاناة الإنسان، فالخطاب التفسيري وليد هذه التجربة والمعاناة، و من ثم ما لم نستحضر ذلك لا يمكننا سبر أغواره، لأنه بكل بساطة سيظل مغلقا في وجوهنا، ولن يرفع عنا حجبه، و يكشف أستاره، ويبوح بأسراره. ومن ثم يتعين عن طريق القراءات المتعددة والمتأنية والبصيرة حيث إن القارئ يكون حاضر البديهة، منتبه لكل صغيرة وكبيرة، حاملا لقلم الرصاص ويؤِشر على ما يراه مهما، مع تدوين ملاحظاته في بطاقات جانبية معدة لذلك.
بعد أن يحس القارئ بأن النص قد أصبح مفتوحا في وجهه، وأن علاقة حميمية أصبحت تربط بينهما، فإنه يجدر به ساعتها أن ينتقل إلى الخطوات التالية والمتمثلة في:
1 - اكتشاف مكونات الخطاب التفسيري، والتي يمكن إجمالها في مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن و تفسير القرآن بالسنة، و تفسير القرآن بأقوال الصحابة، وتفسير القرآن بأقوال التابعين، وتفسير القرآن بأقوال أتباع التابعين، تفسير القرآن بمطلق اللغة. مع رصد المصادر التي اعتمدها المفسر سواء تعلق الأمر بأقوال المفسرين أو كتب التفسير، والقراءات القرآنية، والحديث والسيرة والفقه وأصوله، وأصول الدين، وكل ما رجع إليه المفسر وبنى عليه تفسيره. والمصطلحات، والأعلام.مع الانتباه لضرورة تسجيل ملاحظات عن تدخل المفسر في كل جزئية تفسيرية: التعليقات، والملاحظات، والاستنتاجات، والتعقيبات، والانتقادات، والمواقف، والآراء.
ويتعين على الطالب أن يدرس كل مكون على حدة، وذلك عن طريق تخصيص جذاذات خاصة يدون فيه المعلومات الضرورية، وذلك يسهل عليه في مرحلة لاحقة توزيع المادة العلمية.
2 - ترتيب المكونات: أي رصد الطريقة التي رتب بها المفسر هذه المكونات، وهذا هو المدخل الأساس لمعرفة منهجه في التفسير، ذلك أننا نكون في هذ المرحلة بصدد اكتشاف الطريقة العامة في التفسير.
3 - العلاقات التي تقوم بين المكونات: إن الخطاب التفسير نظام ومن ثم فإن هذه المكونات ليست مبعثرة، كما أنه لا يمكن أن نتصورها كجزر لا تقوم بينها أية علاقة، بل هذه المكونات مرتبة ترتيبا خاصا اختارها المفسر، كما أنها تقوم بينها علاقات ووشائج، فالخطاب التفسيري منظومة متكاملة. وهذا هو المدخل لفهم التفسير المقروء.
المستوى الثاني: الدراسة التحليلية: وفي هذا المستوى من الدراسة يتطلب ـ عكس المرحلة الأولى ـ تدخل القارئ، بحيث يتفاعل مع الخطاب التفسيري و يعمل على مساءلته: لماذا؟ و كيف؟ و متى؟ وغيرها من الأسئلة المناسبة للموقف، والإجابة المحصل عليها مجموعها يكون الدراسة التحليلية.
المستوى الثالث: الدراسة المقارنة: وفيه يقوم القارئ بمقارنة التفسير الأول بتفاسير مناظرة بغية اكتشاف الإضافة العلمية، وعناصر التشابه و التميز.
بعد تجميع هذه المعطيات يشرع الطالب / الباحث في تحرير بحثه.
وهذا موضوع آخر آمل أن تتاح الفرصة لعرض تقنيات البحث، وكيفية إعداد الرسائل العلمية. في أقرب الآجال إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/383)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:31 ص]ـ
الرجاء حذفه لأنه مكرر
ـ[أبوفاطمة الجداوي]ــــــــ[19 - 11 - 06, 09:23 ص]ـ
أين التتمة يا أخي؟
أتم الموضوع أتم الله علينا وعليك المنّة
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[23 - 11 - 06, 02:51 م]ـ
بسبسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل: أبو فاطمة الجداوي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن يسر اللقاء بكم عبر هذا الموقع المتميز، وما طلبتموه سيتحقق قريبا إن شاء الله تعالى. نسألكم صالح الدعاء عن ظهر الغيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 04:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: أبو فاطمة الجداوي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و تقديركم، و استجابة لطلبكم الكريم نتابع الحديث في هذا الموضوع الذي يهم الباحثين في مجال تفسير القرآن الكريم.
لقد لاحظت أخي الكريم من خلال اللقاءات المخصصة لمتابعة أعمال الطلبة الباحثين،الذين أشرف على أبحاثهم، و أخص بالذكر مستوى الإجازة، أنه يستعصي عليهم في كثير من الأحيان استيعاب ما تضمنته هذه الورقة من خطوات نظرية لدراسة التفاسير دراسة علمية، كما تعترضهم مشكلات عند التزامها و محاولة تطبيقها على التفاسير التي يقومون بدراستها. و من ثم فإننا نعقد معهم جلسات نبين من خلالها عمليا كيف يمكننا الإستفادة من هذه الطريقة العلمية والعملية في دراسة التفاسير، ملحين على الأمور التالية:
1 - قراءة التفسير موضوع الدراسة قراءة متأنية و متعددة، بقصد تمتين العلاقة معه، فالخطاب التفسيري مجهود بشري، و ليد معاناة و لا يمكن البوح بأسراره لمن يعامله بجفاء.
2 - الدراسة الوصفية دراسة محايدة، و دقيقة، و شاملة، ينبغي أن يتوفر فيها حد المناطقة بأن تكون جامعة مانعة، جامعة بأن تذكر كل ما هو موجود في النص موضوع الدراسة، مانعة بحيث لا تقحم ماليس فيه، حتى لا تستحيل الدراسة إلى إسقاط.
و كثيرا ما يلاحظ الطالب الباحث أنه يكرر النص المدروس. نقول له استمر في عملك باعتماد الترقيم، والانتقال إلى ترقيم جديد كلما تعرضت لقضية أو مسألة جديدة، و العبرة ليست بالطول أو القصر، و إنما بالفكرة والموضوع، فهي العمدة في تفكيك النص موضوع الدراسة. فأنت تعيد تدوين النص بطريقة أخرى " خطاطة "، بغية تفكيك النص إلى أضغر جزئياته. بهدف تحقيق أمرين اثنين:
أ ـ الهدف الأول: تحديد مكونات الخطاب التفسيري، أو ما يمكننا الاصطلاح عليه بعوامل استخراج المعنى، أي الأدوات التي وظفها المفسر لتحديد مراد الله تعالى من الخطاب القرآني ..
ب ـ الهدف الثاني: إدرك الطريقة العامة التي سلكها المفسر في تفسيره، حيث ترتيب المكونات، ورصد العلاقات التي تقوم بينها.
ومما نلح عليه كثيرا عدم الاستعجال في إصدار الأحكام، و إعطاء معطيات و بيانات هي وليدة انطباعات خلفتها القراءة المسترسلة للنص موضوع الدراسة، و ليست نتاج المعطيات المادية المستفادة من الدراسة الوصفية. فبعض الطلبة الباحثين يعمدون إلى إعطاء عنوان للنص موضوع الدراسة، و تحديد أفكاره الأساسية فالثانوية، دون التفريق بين مستويين في البحث:
1 - مستوى جمع المادة العلمية، وحصر المعطيات والبيانات.
2 - تحرير المادة العلمية.
إننا عندما نكون بصدد جمع المادة العلمية، و حصر المعطيات " الدراسة الوصفية " بالنسبة لدارس الخطاب التفسيري، فإننا نعمل على تفكيك النص إلى مكوناته الأساسية، مع محاولة اكتشاف جزئياته، و تفاصيله الدقيقة. و من خلال الأفكار الثانوية يمكننا دمج ما ينتظم منها في موضوع واحد، أو قضية واحدة، أو مسألة واحدة ضمن فكرة رئيسية ونعطيها بعد ذلك عنوانا مناسبا، و مجموع الأفكار الرئيسية هو الذي يمكننا من اكتشاف عنوان مناسب للنص موضوع الدراسة.
إن المسألة تأخذ منحى مخالفا لما يتبعه أغلب طلبتنا، من و ضع عنوان للنص، ثم تحديد الأفكار الأساسية، فالأفكار الثانوية، بحيث يعتمدون منهجا استنباطيا: الانتقال من الكل إلى الجزء. في الوقت الذي تعتمد فيه الدراسة العلمية المنهج الاستقرائي: الانتقال من الجزء إلى الكل، وهذا الأمر يتم على مستوى الدراسة الوصفية التي هي بمتابة جمع المادة العلمية التي سيتشكل منها البحث:
1 - الأفكار الثانوية.
2 - الأفكار الرئيسية.
3 - عنوان النص.
أما تحرير المادة العلمية " تحرير البحث " فإنه يعتمد ترتيبا منطقيا للقضايا:
1 - عنوان النص.
2 - الأفكار الأساسية.
3 - الأفكار الثانوية.
و من ثم يتعين مراعاة هذا الأمر حتى لا تستحيل بحوثنا إلى إسقاط.
و للموضوع بقية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/384)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 04 - 08, 03:43 م]ـ
بارك الله فيكم .. موضوع قيم جدا ..
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 03:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[نايف مسعود]ــــــــ[29 - 04 - 08, 04:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 - 05 - 08, 11:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[11 - 02 - 09, 02:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً
مع أن الموضوع مضى عليه وقت، لكن لعل الله أن ينفع به.
حبذا لو قمتم -وفقكم الله- بتطبيق ذلك عملياً، وشرحه لنا على مقطع وجيز من تفسير ابن كثير-رحمه الله-.
حتى تتضح الصورة أكثر، وجزاكم الله خيراً
ولازلنا ننتظر بقية الموضوع.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ أبو خالد النجدي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تواصلكم و اهتمامكم. ما طلبتموه موجدود، سأعمل على طبعه و نشره إن شاء الله تعالى.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[30 - 11 - 09, 05:15 م]ـ
شكر الله سعيكم شيخ أحمد ,,,
وجزاكم الله خيرا,,
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 06:00 م]ـ
من يسر الله له ان ياتينا بترجمة الشيخ الزاهد عبد الرحمن الحمين المنشيد لقصائد ابي التاهية عاجلا جزكم الله خيرا
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 06:03 م]ـ
بارك الله فيكم احسنتم -
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 06:09 م]ـ
ما حكم صلاة العيد الاضحى بيومين من وقفة العرفة؛ الاجابة تكون سريعا ياخوة الكرام؟ السلام عليكم.(3/385)
أعذب صوت سمعته في حياتي لطفل صغير يقرأ القرآن؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[26 - 09 - 06, 12:24 ص]ـ
استمع إلى أعذب صوت سمعته في حياتي لطفل صغير يقرأ القرآن؟
ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
(سامحوه في التجويد لسه صغير) (ابتسامة)
الرابط:
http://www.savefilez.com/930924
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 01:02 ص]ـ
الرابط لا يعمل اخي
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[26 - 09 - 06, 01:29 ص]ـ
انتظر أخي أبو اليقظان العداد في أسفل الصفحة يبدأ العد من 25 ثانية
Please wait for 25 seconds
ثم يكتب Download File Now
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[26 - 09 - 06, 01:37 ص]ـ
الرابط يعمل
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 09 - 06, 02:07 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
ـ[أحمد محمد الشيوي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 09:27 ص]ـ
ما شاء الله
أكثر من رائع
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 06:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
الصوت رائع ما شاء الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 09 - 06, 02:09 م]ـ
اللهم بارك
جزاك الله خيرا
لي سؤال
كم مدة بقاء الملفات في هذا الموقع؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[28 - 09 - 06, 03:26 م]ـ
لا أعلم ماهي مدة بقاء الملفات في هذا الموقع
ولكن تفضل وجدت موقعا جديدا لرفع الملفات
http://up700.com/index.php
ـ[السيد الطنطاوى]ــــــــ[29 - 09 - 06, 05:54 م]ـ
ربط آخر
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=FEecb6bb8
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[29 - 09 - 06, 06:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[بويوسف76]ــــــــ[30 - 09 - 06, 03:10 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 04:19 ص]ـ
التسجيل للطالب حسن بن عبد الله عوض من دورة الإيمان المسائي
من الحفل الختامي لدورات القرآن الكريم لعام 1426هـ بجدة
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 08:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
لو تنبهون الإخوة المنظمين للحفل بأن (القائم) الذي يقف إليه الطفل الجميل مشوة بصليب كبير! ولا حول ولا قوة إلا بالله ......
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[08 - 12 - 06, 03:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو ذر.
ما شاء الله ... صوت عذب جدا.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - 12 - 06, 11:28 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله نسأل الله أن يحفظه ويصلحه
ـ[أبو أبي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 09:39 م]ـ
اشتقت لسماعه لكن
الرابط لا يعمل!!
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:50 م]ـ
أضغط
هنا ( http://members.abunawaf.com/balot/oct2/yaseen.zip)
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:45 م]ـ
شكر الله لكَ أخى الكريم
نسأل الله أن يهب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين
ـــــــــــ
اللهم يا شاهد كل غائب ويا قريبا غير بعيد، و يا غالبا ليس مغلوب، اجعل لي من امري فرجا ومخرجا و ثبت رجاءك في قلبي واقطعني عمن سواك حتى لا أرجو غيرك، اللهم يا من كفاني كل شيء اكفني ما أهمني من أمور الدنيا و الآخرة و صدّق قولي وفعلي بالتحقيق،، اللهم فرج عني كل ضيق و لا تحملني ما لا اطيق، برحمتك استغيث
ـ[أبوعمرو الدانى]ــــــــ[31 - 01 - 07, 04:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صخر]ــــــــ[02 - 02 - 07, 03:16 ص]ـ
والله ذلك الصليب نغص علي حلاوة الاستماع
ـ[أم معين]ــــــــ[02 - 02 - 07, 04:10 ص]ـ
ما شاء الله
هنيئا مريئا لوالديه
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[10 - 02 - 07, 07:36 م]ـ
ما شاء الله و بارك الله فيه و فيه والديه
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[10 - 02 - 07, 09:00 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
الصوت رائع ما شاء الله(3/386)
أستمع لتلاوة الشيخ محمد أيوب الحجازية الأخيرة ....
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[26 - 09 - 06, 02:30 ص]ـ
هذه التلاوة للشيخ محمد أيوب حفظه الله
من أواخر سورة الكهف
بمناسبة افتتاح مبنى أمارة منطقة المدينة المنورة
يوم الأحد 22/ 5/1427هـ
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين
الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله
أسأل الله أن ينفع بمن قرأها وسمعها ونشرها
ودمتم في حفظ الله ورعايته
http://www.4shared.com/file/3028231/fadae90e/_-_.html
منقول ....
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[26 - 09 - 06, 03:02 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/forumdisplay.php?f=57
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 09 - 06, 02:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 12:48 م]ـ
ماهي اخر اخبار الشيخ حفظه الله؟
ـ[أم معين]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[11 - 11 - 06, 09:59 ص]ـ
الشيخ حفظه الله و مد في عمره على طاعته من اجمل الناس صوتا
كما ان قرأته مبكيه و خاشعه.
واجمل قراته هي الاخيرة التي في مسجد قبا اما لوحده او التي اشترك فيها مع الشيخ الجهني
ومن انتاج دليل الفالحين او صهيل اليرموك، وهي من اجمل ما سمعت للشيخ، انصح الاخوة بالاستماع لها خصوصا وان الشيخ يبكي كثيرا فيها
و بودي لو يرجع الشيخ للحرم
اللهم وفق الشيخ و ثبته
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 11 - 06, 02:01 م]ـ
معروف ومعلوم عند أهل التخصص أن القراءةَ الحجازية قراءةُ طبع وسجية عند أهل الحجاز فليست هي من المقامات المصطنعة المتكلَّفة، وتقليد الصوت فيها جائز إذا لم يكن فيه تكلف واصطناع وإلا فكره السلف ذلك ..
وقراءة الشيخ محمد أيوب شهد لها القاصي والداني بحسنها وموافقتها للفطرة والطبع
قال ابن القيم رحمه الله:
كتاب زاد المعاد، الجزء 1، صفحة 486:
قال المجوزون واللفظ لابن جرير الدليل على أن معنى الحديث تحسين الصوت والغناء المعقول الذي هو تحزين القارىء سامع قراءته كما أن الغناء بالشعر هو الغناء المعقول الذي يطرب سامعه ما روى سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي قال ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الترنم بالقرآن ومعقول عند ذوي الحجا أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه المترنم وطرب به وروي في هذا الحديث ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به قال الطبري وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا قال ولو كان كما قال ابن عيينة يعني يستغني به عن غيره لم يكن لذكر
000
وقال ايضا:
كتاب زاد المعاد، الجزء 1، صفحة 492.
وفصل النزاع أن يقال التطريب والتغني على وجهين أحدهما ما اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم بل إذا خلي طبعه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين فذلك جائز وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين كما قال أبو موسى الأشعري للنبي لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا، والحزين ومن هاجه الطرب والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع وعدم التكلف والتصنع فيه فهو مطبوع لا متطبع وكلف لا متكلف فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه وهو التغني الممدوح المحمود وهو الذي يتأثر به التالي والسامع وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها
الوجه الثاني ما كان من ذلك صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به بل لا يحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلم والتكلف فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها ومنعوا القراءة بها وأنكروا على من قرأ بها وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه وبهذا التفصيل يزول الإشتباه ويتبين الصواب من غيره وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوغوها ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ويحسنون أصواتهم بالقرآن ويقرؤونه بشجى تارة وبطرب تارة وبشوق تارة وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له بل أرشد إليه وندب إليه وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به وقال ليس منا من لم يتغن بالقرآن وفيه وجهان أحدهما أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله والثاني أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 04:43 ص]ـ
و على الوجه الثاني الذي ذكره الإمام ابن القيم فهو مكروه لا حرام.فاتقوا الله في الشيخ وغيره فعلى الأقل هو عرف كيف يمضي وقته فأورثه ذلك رقة في القلب،ومراقبة للرب جل جلاله.
وأين حفظة كتاب الله من العبث؟!!
بل حتى من حالقي اللحى ونحوهم غفر الله لهم وتجاوز عنا وعنهم لا زلنا إلى اليوم ننتفع بقراءتهم، عظم الله لهم الأجر، وحط عنا وعنهم كل وزر. آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/387)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:04 م]ـ
تلاوة جميلة جزاك الله خيرا.
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[16 - 11 - 06, 08:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[18 - 11 - 06, 09:03 م]ـ
قراءة الشيخ محمد أيوب واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، ولم أرى في قراءته أي لحن، وربما أنا لا أدري ما تقصده باللحن، أهو اللحن الخفي أم اللحن الجلي، فإن لم هذا يكن فأرجو من حضرة الناقد وضع مراده هنا.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[19 - 11 - 06, 02:33 م]ـ
للعلم إخوتي الكرام كل المشايخ الكرام يقرأون على المقامات سواء قصدوا ذلك ام لم يقصدوا
أو تعلموا ذلك ام لم يتعلموا فكل من يقرأ لا بد له من القراءة على وجه من وجوه المقامات
لكن فرق بين قارئ يتقن القراءة على المقام وبين قارئ لا يتقن ذلك
الشيخ السديس والشيخ الشريم حفظهما الله حسب علمي المتواضع يقرأون على مقام الرصد او الرست سليقة والشيخ العفاسي على مجموعة من المقامات لكنه يتميز بمقام النهاوند والشيخ العجمي على الكرد وهكذا بقية القراء
وللعلم هذا الشيء له علاقة وطيدة بحب المستمعين لسماع بعض القراء دون الآخرين
فأصحاب النفوس التي تتاثر بالحزن والعاطفة تجدها من القراء الذين يقرأون على المقامات الحزينة مثل الصبا والحجاز والكرد واصحاب النفوس المرحة مع قراء النهاوند وهكذا سبحان الله
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[20 - 11 - 06, 04:11 م]ـ
الشيخ محمد أيوب ولد في مكة وهو من بورما وهي دولة قريبة من الصين، ومع
ـ[إبراهيم أبو الحسوس]ــــــــ[23 - 11 - 06, 01:57 ص]ـ
ألم يقل أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم عندما استمع قراءته ليلا وقال له " لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود" لحسن قراءته، ألم يقل رضي الله عنه " لو علمت مكانك لحبرته لك تحبيرا" ألا يدل قوله هذا على أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يجتهدون فى تجويد القران وترتيله وتغنيه وتحسين الصوت به، ثم ألا يفهم من هذا أن تحسين الأداء لاستماع الناس جائز حيث أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لم ينهه عن التحبير ولم يقل له لا تتكلف القراءة؟ أرجو أن يكون فهمي للحديث صحيحا مع دعائي للجميع بالتوفيق والسداد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:16 ص]ـ
فائدة
بورما = أركان
وينسب إلى أركان
الأركاني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 11 - 06, 04:18 ص]ـ
المسلمون في أركان
http://www.almotamar.net/15707.htm
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[17 - 12 - 06, 04:41 ص]ـ
هنالك قراءة قديمة أعجبتني للشيخ محمد أيوب [جمعني الله وإياكم جميعا والشيخ بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم في جنات النعيم] قولوا آمين ... لأواخر سورة إبراهيم، هلا أتحفنا أحدكم بها أو برابط لها.
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 07:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[العبدلي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابوهادي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 12:13 ص]ـ
جزاكم الله جميعا خيرا
مرت بي قصة لعلها توضح أن هناك فرقا بين حسن الصوت الجبلي الموهوب من الله عزّ وجلّ وبين ما يفعله البعض هداهم الله من التكلف أو تعلم مقامات الغناء والفسق وقراءة كتاب الله سبحانه عليها!!!!
أحد الشباب أوتي حسن صوت في التلاوة والاذان ماشاء الله تبارك الله قال لي إن فلان (يقصد شخص يقال إنه صوفي) سئله أين تعلمت المقامات؟ وآخر يقول له تعال عندنا امدح الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!!
فقلت له احمد الله على العافية وعلى ما منّ به عليك وأعرض عن هؤلاء،
هذا الشاب أعرفه بحسن الصوت منذ صغره ولم يتعلم لا مقامات ولا غيره سوى أنه يستمع لمشاهير القراء والمؤذنين منذ صغره فتعلم منهم(3/388)
هل يوجد منظومة فى فضل حفظ القرآن؟
ـ[ابو ابراهيم المسلم]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:05 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد منظومة تبين فضل حفظ القرآن، وترفع من الهمم فى الحفظ؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[28 - 09 - 06, 10:02 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
انظر الي مقدمة الشاطبية
فهي اجمل ما تقرأ في ذلك ...
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[04 - 11 - 06, 03:08 ص]ـ
قال الامام أبوعمرو الدانى فى المنبهة:
و اعلم هديت الرشد و التوفيقا ** و كنت ممن يسلك الطريقا
بأن درس المرء للقرءان ** من أفضل الأعمال للرحمن
لأنه كلامه عز و جل ** سبحانه سبحانه الرب الأجل
بكل حرف منه يعطِى عشرا ** من حسنات قد كتبن ذخرا
طوبى لمن كان له بالليل ** صلاة من شمر فضل الذيل
ليس له عن الهدى من ميل ** يرجو من الرحمن حسن النيل
قد جاء مرويا عن الأكابر ** فى حامل القرءان شىء ظاهر
خرجه الأشياخ فى الصحيح ** عن الرسول الصادق النصيح
أفضلكم معلم القرءان ** و ماهر بجملة الفرقان
و مثل ذاك صحة و صدقا ** بأنهم أهل الإله حقا
و قال أيضا فيهم مقاله ** شافية و الصدق ما قد قاله
يقال يوم البعث للقراء ** بعد الورود احظوا بالارتقاء
فى الدرجات و اقرءوا القرءانا ** و رتلوه و اسكنوا الجنانا
مد لكل قارىء حيث انتهى ** من أجل ذا رتله أولو النهى
و قال الامام الشاطبى رحمه الله فى حرز الأمانى
وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ
وَأَخْلِقْ بهِ إذْ لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةً جَدِيدًا مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلاَ
وَقَارِئُهُ الْمَرْضِيُّ قَرَّ مِثَالُهُ كاَلاتْرُجّ حَالَيْهِ مُرِيحًا وَمُوكَلاَ
هُوَ الْمُرْتَضَى أَمًّا إِذَا كَانَ أُمَّةً وَيَمَّمَهُ ظِلُّ الرَّزَانَةِ قَنْقَلاَ
هُوَ الْحُرُّ إِنْ كانَ الْحَرِيَّ حَوَارِيًّا لَهُ بِتَحَرّيهِ إلَى أَنْ تَنَبَّلاَ
وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ وَأَغْنى غَنَاءٍ وَاهِبًا مُتَفَضِّلاَ
وَخَيْرُ جَلِيسٍ لاَ يُمَلُّ حَدِيثُهُ وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلاً
وَحَيْثُ الْفَتى يَرْتَاعُ فيِ ظُلُمَاتِهِ مِنَ اْلقَبرِ يَلْقَاهُ سَناً مُتَهَلِّلاً
هُنَالِكَ يَهْنِيهِ مَقِيلاً وَرَوْضَةً وَمِنْ أَجْلِهِ فِي ذِرْوَةِ الْعِزّ يجتُلَى
يُنَاشِدُ في إرْضَائِهِ لحبِيِبِهِ وَأَجْدِرْ بِهِ سُؤْلاً إلَيْهِ مُوَصَّلاَ
فَيَا أَيُّهَا الْقَارِي بِهِ مُتَمَسِّكًا مُجِلاًّ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ مُبَجِّلا
هَنِيئًا مَرِيئًا وَالِدَاكَ عَلَيْهِما مَلاَبِسُ أَنْوَارٍ مِنَ التَّاجِ وَالحُلاْ
فَما ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفَوَةُ المَلاَ
أُولُو الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالصَّبْرِ وَالتُّقَى حُلاَهُمْ بِهَا جَاءَ الْقُرَانُ مُفَصَّلاَ
عَلَيْكَ بِهَا مَا عِشْتَ فِيهَا مُنَافِسًا وَبِعْ نَفْسَكَ الدُّنْيَا بِأَنْفَاسِهَا الْعُلاَ
و قال الامام السخاوى فى هداية المرتاب:
وَبَعْدُ فَالْقُرآنُ نُورٌ مُشْرِقُ حَامِلُهُ مُسَدَّدٌ مُوَفَّقُ
وَجَاءَ عَنْ سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ ذِي الْفَضْلِ وَالْفَخْرِ الرَّسُولِ الْمُرْشِدِ
فِي فَضْلِ حُفَاظِ الْقُرَانِ الْمَهَرَةْ أَنَهُمُ مَعَ الْكِرَامِ السَّفَرَةْ
لأنَّهُ فِي صُحُفٍ مُطَهَّرَةْ وَهْيَ بِأَيْدِهِمْ كَمَا قَدْ ذَكَرَهْ
فَالْحَافِظُ الْمُتْقِنُ قَدْ سَاوى الْمَلَكْ فَاسْتَعْمِلِ الْجِدَّ فَمَنْ جَدَّ مَلَكْ
و قال الامام الحافظ ابن الجزرى رحمه الله فى طيبته
وَبَعْدُ: فَالإنْسَانُ لَيْسَ يَشْرُفُ إِلاَّ بِمَا يَحْفَظُهُ وَيَعْرِفُ
لِذَاكَ كَانَ حَامِلُو الْقُرآنِ أَشْرَافَ الاُمَّةِ أُولِي الإحْسَانِ
وَإنَّهُمْ فِي النَّاسِ أَهْلُ اللهِ وَإنَّ رَبَّنَا بِهِمْ يُبَاهِي
وَقَالَ فِي الْقُرآنِ عَنْهُمْ وَكَفَى بِأنَّهُ أوْرَثَهُ مَنِ اصْطَفَى
وَهْوَ فِي الاُخْرَى شَافِعٌ مُشَفَّعُ فِيهِ وَقَوْلُهُ عَليْهِ يُسْمَعُ
يُعْطَى بِهِ المُلْكَ مَعَ الْخُلْدِ إِذَا تَوَّجَهُ تَاجَ الْكَرَامَةِ كَذَا
يَقْرَا وَيَرْقَى دَرَجَ الْجِنَانِ وَأبَوَاهُ مِنْهُ يُكْسَيَانِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/389)
فَلْيَحْرِصِ السَّعِيدُ فِي تَحْصِيلِهِ وَلا يَمَلَّ قَطُّ مِنْ تَرْتِيلِهِ
وَليَجْتَهدْ فِيهِ وَفِي تَصْحِيحِهِ عَلَى الَّذِي نُقِلَ مِنْ صَحِيحِهِ
و قال الامام ابى الحسن بن برى رحمه الله فى الدرر اللوامع:
و بعد فاعلم أن علم القرءان ** أجمل ما به تحلى الانسان
و خير ما علمه و علمه ** و استعمل الفكر له و فهمه
و جاء فى الحديث أن المهرة ** فى علمه مع الكرام السفرة
و جاء عن نبينا الاواه ** حملة القرءان أهل الله
لأنه كلامه المرفع ** و جاء فيه شافع مشفع
و قد أتت فى فضله آثار** ليست تفى بحمله أسفار
و قال الشيخ الحكمى فى ميميته:
هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ ii يَقْرَؤُهُ كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ ii بالكَلِمِ
هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ ii الْ ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى ii لَمُعْتَصِمِ
هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ َتَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ ii مُنْبَهِمِ
هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ ii عَمِي
هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن ii سَقَمِ
لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ ii عَمِلُوا بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ ii حِكَمِ
أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو ii عَمًى لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ ii عُمِي
فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ ii لَهُ خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ ii والنِّعَمِ
كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ ii إلَى دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ ii والألَمِ
وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ ii أنَّهُما ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ ii الغَمَمِ
وأنَّه فِي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ
والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ ii ويُلْبِسُهُ تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ
يُقالُ إِقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ ii الْ جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ ii النَّعِمِ
وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ ii كُسِيَتْ لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ ii تَقُمِ
قالَا بِماذا كُسِيناهَا فقيلَ ii بِما أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي ii النِّعَمِ
كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ ii مُعْجِزَةً دامَتْ لَدَيْنَا دومًا غيْرَ مُنْصَرِمِ
لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا ii غِيَرٌ وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ
مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ
فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ ii نَبَأٍ عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن ii الأمَمِ
فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ ii بِهِ وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ ii إرَمِ
وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ ii هلْ تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ ii مُنْفَصِمِ
أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ ii لَهُ أمْ بابُ هلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ ii يَلُمِ
أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن ii هِدايَتِهِ جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ ii نُظُمِ
أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ ii عِبَرٌ وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي ii صَمَمِ
لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ ii لِتَسْمَعَهُ إنْ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم ii لِقَوْمِهِمِ
اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن ii عِبَرٍ ومِن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن ii حِكَمِ
واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ ii بلاغَتُهُ وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ ii والعَجَمِ
كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي ii مُعارَضَةً فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ ii والرَّغَمِ
هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما ii قَصَدُوا وما تَمَنَّوْا لَقَدْ بَاؤُوا ii بِذُلِّهِمِ
خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ ii وُجُوهُهُمُ زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ ii القِيَمِ
كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ ii وهُمْ أهلُ البلاغةِ بينَ الخَلْقِ ii كُلِّهِمِ
بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ ii واحدةٍ فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ ii يُرَمِ
الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ ii اجْتمعوا بِمِثْلِهِ ولَوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ
أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ ii قائِلُهُ سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له ii وسَمِي
مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا ii تَصَوَّرَهُ نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ
بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ ii الفَهِمِ
واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ ii شاهِدَةٌ والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ ii والعَجَمِ
و قال البيضانى فى أرجوزته:
إنْ كُنتَ تَبْغِي جَنَّةَ الرَّحْمنِ
مَعَ خِيارِ الآلِ و الصُحْبَانِ
اقْرأْ كِتابَ اللهِ في النَّهَارِ
واقْرأْهُ في الليلِ وفي الأسْحارِ
واقْرأْ كِتابَ اللهِ في الأوْقَاتِ
جَمِيعِهَا مِنْ غيرِ مَا مِيقَاتِ
وإنْ يَكُنْ وَقْتٌ لَدِيْكَ شُغْلُ
فَاجْعَلْ لَهُ وَقْتَاً وذاكَ الشُّغْلُ
تَحُزْ سَبيلَ الفائزينَ البرَرَهْ
كَمَا أَتَى في السُّنةِ المطهَّرَهْ
وهْوَ بِحَقٍ حُجَّةٌ وشَافِعْ
وأجرُهُ محققٌ ونَافِعْ
ومَنْ قَرَاْ حَرْفَاً فَذَاكَ يُؤْجَرُ
مُضَاعَفَاً مُتَمَّمَاً ويَظْفَرُ
الحث على تعلم القرآن
يا طَالباً للعِلمِ والفوائِدِ
أنْصِتْ إِلى نُصْحِ المحِبِّ المرْشِدِ
ادْرُسْ كِتَابَ اللهِ عِنْدَ العُلَمَا
تَرْقَ بِهِ مَوَارِدَاً وأنْجُمَا
واعْرِفْ سَبِيلَ النّطْقِ بالتَجْويدِ
مُدَقِّقَاً في اللفظِ بالتَّجْرِيْدِ
وفَاهِمَاً للشَّكْلِ والنّقَاطِ
فَهْمَاً صَحِيْحَاً وَاثِقَ الرِّبَاطِ
واحْفَظْ مِنَ الأجْزاءِ شَيْئَاً وافِرَاً
أَوْ كُلَّهُ حِفْظَاً دَقِيْقَاً نَادِرَا
فَكُلُّ شَخْصٍ حَافِظُ القُرْآنِ
فهوَ الإمامُ الحافظُ الرَّبَانِي
واعْرِفْ مَعَانِ اللفْظِ بالبيانِ
واحْفظْ مَعَانِيَهُ بِلا نِسْيانِ
واعْرِفْ لأسْبابِ النزولِ النَّصَّا
وخُصَّهُ بالحفظِ خَصَّاً خَصَّا
و أخيرا ...
فحى هلا إن كنت ذا همة فقد ** حدا بك حادى الشوق فاطو المراحلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/390)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[04 - 11 - 06, 03:17 ص]ـ
بسم الله
ما شاء الله شيخ طه الله يجزيك خيرا
نسئل الله ان يجعلنا منهم
برحمته وكرمه فانه اكرم الاكرمين
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 05:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الروائع
وأحب ان أضيف أيضا بعض الابيات من نظم شيخنا وشيخ مشايخنا
الشيخ المقرئ سعيد بن أحمد بن علي العنبتاوي رحمه الله
من منظومته
حِلْيَةُ الْقُرَّاءِ في فَنِّ التَّجْوِيدِ وَالأَدَاءِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ فَضَّلا
دَوَامَ حِفْظٍ لِلْكِتَابِ مُجْمِلا (1)
ثمَّ الصَّلاةُ والسَّلامُ دَائِمَا
عَلَى النَّبِيِّ هَادِياً مُعَلِّمَا
مُحَمَّدٍ وَآلِه وَصَحْبِهِ
مَنْ حَافَظُوا دَوْماً عَلَى قُرْآنِهِ
وَبَعْدُ؛ إِنَّ قَارِئ الْقُرآنِ
يَقْرَا وَيَرْقَى دَرَجَ الْجِنَانِ
فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ مَعْ مَنِ اصْطُفِي
بِقَولِهِ بفَاطِرِ فَقَدْ كُفِيْ
يَكفِيهِ هَذا العِزُّ عِنْدَ رَبِّهِ
مُشَفَّعٌ وَشَافِعٌ فِي أَهْلِهِ
وَكُلِّ مَنْ أَحَبَّهُ مِنْ صَحْبِهِ
فَعَشْرَةٌ فَازُوا رِضىً بِقُرْبِهٍ
فاحْفَظْ تَنَلْ هَذا العطاءَ كُلَّهُ
فَرضُ كِفَايةٍ بِحُكِْم حِفظُهُ
وفرضُ عَينِ قَدْ رَوَوْا أَحْكامَهُ
والشَّرطُ في أنْ تُكثِرَنْ تِرْدَادهُ
فإِنْ أَرَدتَّ أُسْوِةً أَنْ تَحْفَظَا
فَاخْتِمْ بِكُلِ جُمعَةٍ لِتَحْفَظَا (10)
مَهما حَفِظْتَ مِنْ كتابِ رَبِّنا
فَتلكَ نُصْحُنا لِمنْ يَتْبَعُنَا
لِكيْ تكونَ مَاهِراً يا قَارِيْ
في نَصِّ أَهلِ العلمِ والأخْيَارِ
تَفُزْ بذَا يا تاليَ الكتابِ
وتَدْخُلَنْ في رَحمةِ الوهَّابِ
ـ[ابو ابراهيم المسلم]ــــــــ[04 - 11 - 06, 02:01 م]ـ
الأخوة الفاضل /جزاكم الله خيراً
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:07 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا و نفع بكم
جعلنا الله و اياكم و كل الاحباب من أهل القرآن
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[01 - 11 - 09, 05:47 م]ـ
جزاكم الله خير(3/391)
إلى الشيخ أحمد بزوي ضاوي حفظه الله
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك:
1: كيف يتأثر العبد بقراءة القرآن.
2: نريد المنهجية الصحيحة للتفسير يعني بماذا يبدأ طالب العلم؟
3: هل لابد من قراءة التفسير حتى يتأثر العبد بقراءة القرآن؟
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 06:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني أشكركم على تواصلكم، وإن ما سألتمونيه حرك شجونا، وحث العزائم من جانب آخر، و لعل من ثمار كل ذلك ما نشرته على هذا الموقع، و هو في اعتقادي جواب أولي على سؤالكم الثاني، و قد عنوته بطريقة تعامل الصحابة الكرام مع القرآن الكريم. كما أن موضوع القراءة العلمية للتفاسير له صلة بالموضوع. وإن كنت أحس بأن الأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر بالنسبة لطالب العلم، و سأعمل لاحقا إن شاء الله تعالى على الحديث في هذه الأمور مجتمعة دون أن أنسى السؤالين المتبقيين.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 08:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ على تجاوبك، ولعلكم تتحفونا بأمثلة على المستويات التي تتبع في قراءة التفسير، كما أننا نود الإجابة على السؤالين الباقية للأهمية بالذات في هذه الأيام.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،والصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة أم أنس الدوسي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد، فإني استجابة لطلبكم قمت بالكتابة عن المنهج الإسقاطي (لي عنق النص)، وبذلك نكون قد تحدثنا عن الطريقة الإيجابية و الطريقة السلبية في التعامل مع القرآن الكريم. يبقى الوفاء بالأمثلة المبينة لكل طريقة فإني إن شاء الله تعالى في وقت قريب أقدم بعض الأمثلة.
أما عن التأثر بالقرآن الكريم، فإن القرآن الكريم هو خطاب الله تعالى للناس أجمعين، فكيف يمكن أن نتأثر بخطاب لا نفقه مضمونه، فالفهم عن الله تعالى هو المدخل للتأثر، و التأثر الذي أقصده لا يتمثل في هز الوجدان، والتفاعل النفسي، فتتغير النفس، وتحصل الرهبة التي يورثها جلال القرآن و جماله، وهوشيء مطلوب و لكنه غير كاف، لأن المؤمن الحق في تعامله مع القرآن الكريم يعتبر صنيعه عبادة، فتلاوة القرآن الكريم عبادة (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
(المزمل:20)، وتدبره عبادة (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)، و تطبيقه على أرض الواقع بالنسبة للفرد، والأسرة و المجتمع و الدولة و الدول في حال السلم و الحرب عبادة (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36). فالقرآن أنزل لنحيا به لا لنقرأه قراءة عابرة، و نتأثر تأثر عرضيا دون أن نجد لذلك أثرا في حياتنا العملية (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ) (يّس:70). إن فقه القرآن هو فتح رباني لا شك في ذلك و من ثم تحدث علماء التفسير عن علم الموهبة: (من عمل بما علم ورثه الله ما لم يعلم). أي إن الانسان عندما يطبق ما يفقهه عن ربه فإن الله تعالى يفتح له آفاقا جديدة من الفهم، وينور بصيرته، ويلقي عليه نورانية القرآن ليصبح عبدا ربانيا. وانظروا إلى صنيع الصحابة رضوان الله عليهم كيف كانوا يعولون على العمل أكثر لأنه مفتاح القرب من الله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
(البقرة: من الآية282)
والله الموفق.
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.(3/392)
طريقة تعامل الصحابة ـ رضي الله عنهم مع القرآن الكريم
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ـ البقرة:32 ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإن القرآن الكريم هو رسالة الله تعالى للبشرية كافة، و من ثم فلا يمكن تحقيق التواصل مع الله تعالى ما لم نفقه مضمون هذه الرسالة، يقول الحق سبحانه: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).فالرسالة ما لم نعرف مضمونها لا يمكن الوفاء بالتزاماتها، فما لم نفسر القرآن الكريم بأن نقف على معانيه و مراداته، لا يمكننا أن نتمثل تعاليمه السمحة في حياتنا العملية. وعليه فإننا نرى أن تفسير القرآن الكريم ضرورة تلجئنا إليها معرفة حكم الله تعالى في الواقع المعيش على مستوى الفرد و الأسرة و الدولة و الدول في حال السلم و الحرب. وكونه من الفروض الكفائية لا يعفينا من معرفة ما لا يمكن أن تستقيم به دنيا نا و لا بما تصلح به آخرتنا. ومعلوم أنه كلما صحت العزائم و خلصت النوايا، واستمد العون على الفتح و الفهم من الفتاح العليم، كلما نشطت النفوس لتحصيل هذا العلم الشريف، و كلما طبقنا ما عرفنا منه في حياتنا العملية كلما فتح الله لنا آفاقا جديدة من الفهم و التفقه: (من عمل بما علم و رثه الله ما لم يعلم) ذلكم هو علم الموهبة، يمنحه الله من يشاء من عباده الصالحين المخلصين، فهناك العلم و نور العلم، و ما يغير الله به الأحوال هو نور العلم. ولنستحضر دائما قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282).
و مدخل المنهج الصحيح للتعامل مع القرآن الكريم هو طريقة الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ و المتمثلة في النقط الثلاث التالية:
1 - لا يعارض أحدهم القرآن و صحيح السنة بمعقوله، و لا بذوقه ووجده و مكاشفته، و إنما يجعلون القرآن أميرا يقتدى و يتبع على كل حال.
2 - لا يؤسس أحدهم دينا غير ماجاء به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقد كانوا رضي الله عنهم و أرضاهم معتصمين بالقرآن و السنة، ليست لهم آراء و مواقف مسبقة، و لامذاهب يؤمنون بها ثم يأتون إلى القرآن ليستمدوا منه الشرعية لهذه الآراء و المذاهب و المواقف.فمنهجهم في التعامل مع القرآن الكريم كان منهجا علميا يعتمد المنهج الاستنباطي فهم يقرؤون القرآن و السنة و يحاولون فهمهما من الدخيل فلا يفرضون عليهما لا المنهج و لا التصور.و لا يعتمدون المنهج الإسقاطي بحيث يقرؤون أفكارهم و معتقداتهم و أذواقهم و مواجدهم في القرآن الكريم، و هو المنهج المعروف في مناهج تحليل الخطاب بأنه منهج غير علمي. و سبحان الله المغرضون عندما يتعاملون مع القرآن الكريم يصبح المنهج الإسقاطي هو المنهج العلمي، و عندما يتعاملون مع باقي النصوص يتبنون المنهج الاستنباطي باعتباره هو المنهج العلمي، ومن ثم تتضح ازدواجية المعايير، و مبدأ الكيل بمكيالين.
3 - كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا أراد أحدهم معرفة شيء من الدين أو الكلام فيه نظر في ما قاله الله تعالى و رسوله الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فكانوا رضوان الله عليهم من القرآن و السنة يتعلمون، و بهما يتكلمون، و بهما يستدلون، و فيهما ينظرون و يتفكرون.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أم أنس الدّوسي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، نود منكم أن تشرحوا الفقرة الثانية وذلك بذكر أمثلة ولعلكم تلقوا الضوء على المنهج الاسقاطي في التفسير.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخت الفاضلة: أم أنس الدوسي.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكرلكم تواصلكم و تقديركم، و إني قد عملت على نشر مقالة عن المنهج الإسقاطي، لعلها تجيب عن تساؤلاتكم.علما أن مثل هذه التساؤلات العلمية تفتح أمام الباحثين آفاقا جديدة، وعليه فإن أمنيتي أن يستمر الإخوة و الأخوات في التساؤل عما أشكل عليهم، فضلا عن الملاحظات و التعليقات،بل و الانتقادات وكل ذلك مساهمة للنهوض بالبحث العلمي في مجال الدراسات القرآنية و تفسير القرآن الكريم.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو فاطمة الإدريسي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 10:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم
لكن أستاذنا لم تذكوا لنا أين نجد المقالة هل هنا بالمنتدى أم ماذا؟
و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/393)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 12:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
المقال منشور على هذا الموقع في قسم علوم القرآن.
أشكركم على تواصلكم و اهتمامكم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(3/394)
بين أول آية .. وآخر آية .. !
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أول آية نزلت في كتاب الله على رأي جماهير العلماء هي قوله تعالى"اقرأ باسم ربك الذي خلق"1 - العلق
وآخر آية على الراجح كذلك"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"281 - البقرة
بعد تأمل للآيتين معا .. إليكم هذا البحث المختصر .. الذي استجاده موقع الشيخ سلمان العودة وقام بنشره بحمد الله تعالى
*ذكر الرب في الآية الأولى دليل على توحيد الربوبية .. وذكر "الله" في الآية الثانية دليل على توحيد الألوهية .. وهذا مناسب للمقام لأن الأولى مكية .. فيناسبها بيان الربوبية بما في ذلك من معاني التربية للرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ولأمته .. تمهيدا .. لإظهار الدين ونشره والقيام به .. وهذا من توحيد الألوهية .. منسجما مع كون الآية مدنية .. وأن الأمة كانت قد نضجت وأقامت أمر الله
*الآية الأولى .. فيها الخطاب بالإفراد"ربك" .. ولشخص النبي صلى الله عليه وسلم والثانية بالجمع"اتقوا" .... وكان السابقون من الصحابة يقول أحدهم .. أمسيت وإني ربع الإسلام .. وخمس الإسلام .. أي أنه رابع أربعة من المسلمين وخامس خمسة .. ولكن في الآية الثانية ناسبها الجمع للخطاب للأمة .. أمة الممتثل لأمر الله الأول"اقرأ" كافة ..
*الآية الأولى فيها الأمر بالقراءة والعلم .. وفي الثانية الأمر بالتقوى .. وذلك أن العلم أول .. والتقوى متحصلة عن العلم ونتيجة له لأن العلم يقتضي العمل .. "فاعلم أنه لا إلا الله واستغفر لذنبك"
*الآية الأولى فيها ذكر الخلق وليس قبل الخلق إلا العدم .. والثانية فيها ذكر الوفاة "ثم توفى كل نفس" .. الذي بعده العدم .. فانظر إلى المقابلة في النظم القرآني يرحمك الله ..
*الآية الأولى فيها وصف الله بالإثبات"الذي خلق" .. والثانية وصفه بالنفي "و لا يظلمون" .. لأن نفي كون الناس مظلومين .. يقتضي نفي كون الله تعالى ظالما .. وهذا ديدن أهل السنة والجماعة .. إثبات الكمال وتنزيه عن النقائص
*الأولى جاء فيها قوله "باسم ربك" على وزن "فاعلاتن" وفي الثانية جاء قوله"كل نفس" على ذات التفعيلة"فاعلاتن" .. وكأنه يقول:كل نفس باسم ربك ..
*الآية الأولى .. جاءت بنسق درس معلم لطالب مبتديء"اقرأ بسم ربك الذي خلق" .. بمنزلة قول الأم لولدها "ادرس يا ولدي لتنجح" .. وهذا يناسب بداية العهد المكي .. والثانية جاء بنسق وصية مودع! "واتقوا" "ترجعون" "إلى الله" .. مع طولها قياسا للأولى .. وهذا لائق بانتهاء الوحي وقرب وفاة الأجل للرسول صلى الله عليه وسلم
*الآية الأولى فيها ذكر أن الله "خلق" .. وفي الثانية ذكر ما خلقه الله"كل نفس"
*الآية الأولى لو فتشت في حروفها ما تحصل لك جمع كلمة نفاق أو منافق .. ولكن حروف هذه الكلمة منثورة في الثانية .. والنفاق لم يكن في مكة .. وإنما ظهر في المدينة .. وكذلك "الأعراب" الذين هم أشد كفرا و"نفاقا" موجودة حروفها في الآية المدنية
*في الأولى ذكر من توحيد الأسماء والصفات"الذي هو ثالث أنواع التوحيد بعد الربوبية والألوهية" الشق المقتضي لتوحيد الألوهية وهو صفة الخلق .. فالله يقول "ألا له الخلق والأمر" .. والأمر من توحيد الألوهية .. وفي الثانية ذكر من توحيد الأسماء والصفات الشق المقتضي لتوحيد الربوبية حيث فيها إثبات المعاد والجزاء وهذا من توحيد الربوبية أن الله رب وسيد .. ويحاسب العباد بأعمالهم
*في الأولى .. جاء التصريح بذكر توحيد الأسماء بإثبات أن لله اسما"باسم" .. وفي الثانية .. جاء ذكر هذا الاسم صريحا .. وهو "الله" .. وحين يسأل أهل القبر من ربك .. يجيب المؤمن:ربي الله
*في الأولى حذف المفعول وبين الوسيلة, فلم يبين ماذا يقرأ .. "اقرأ" وكفى .. فأطلق القراءة وبين الكيفية والوسيلة "باسم ربك" .. وفي الثانية أثبت المفعول .. "يوما" وذكر الغاية .. وهي "توفى كل نفس ما كسبت"
*في الأولى .. تكرر حرف القاف مرتين .. للدلالة على القرآن .. وفي الثانية تكررت السين مرتين للدلالة على السنة التي كانت قد اكتملت قرب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
*في الآية الأولة عرف الرب بالاسم الموصول .. فقال اقرأ باسم ربك: الذي خلق ..
وفي الثانية لم يعرف "الله" لأنه كان قد عرف .. والمقام هنا ألوهية
*مخاطبته رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله "اقرأ" إثبات للرسالة بشخص "الرسول" .. وفي الآية الثانية إثبات الرسالة بذكر الذين أرسل إليهم هذا "الرسول" .. فنفي الظلم "وهم لا يظلمون" يقتضي أن الرسالة وصلتهم .. "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
* يأتي بعد الآية الأولى ثماني عشرة آية .. إلى نهاية تمام السور .. ويأتي بعد الآية الثانية خمس آيات إلى نهاية سورة
وحاصل المجوع ثلاثة وعشرون .. وهو زمن الرسالة
وحاصل الفرق ثلاث عشرة سنة .. زمن العهد المكي
قد يتراءى بعض التكلف لبعض القراء في بعض النقاط .. وقد يكون فيها دلالة وحق ..
فانظر يا رعاك الله .. ما أقصر الآيتين وما تفتق عنهما من علم .. وإن زعمت أن هذا كل ما فيهما .. أكون كاذبا ومفتريا معاذ الله ..
وإذا قلت إن القرآن بحر مازلنا على ساحله .. فهل أكون مبالغا حينها؟(3/395)
من الشيخ الذي يصلي التراويح مع الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[29 - 09 - 06, 01:58 ص]ـ
من الشيخ الذي يصلي التراويح مع الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله هذا العام؟
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:11 م]ـ
وما ذا تريد منه
ـ[عزام الالباني]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:43 م]ـ
العام الماضي كان الشيخ عبد الرحمن علاونة او عبد الرؤف علاونة لا اذكر
اما هذا العام فلم يقدر لي الصلاة هناك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:56 م]ـ
أول مرة أسمع أن الشيخ المنجد يصلي بالناس التراويح, ولذلك سأسأل: هل له أشرطة تباع في السوق بقراءته؟؟
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 10 - 06, 12:44 ص]ـ
هنا بعض السور للشيخ محمد المنجد
http://www.islamway.com/?iw_s=Quran&iw_a=view&id=132(3/396)
التكرار في القرآن
ـ[ابو البراء]ــــــــ[29 - 09 - 06, 06:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الى مشائخنا الأفاضل وفقهم الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحد الإخوة بصدد إعداد رسالة التخرج قسم أدبي و يريد دراسة ظاهرة التكرار في القرآن الكريم،
فبماذا تنصحونه وفقكم الله
اخوكم
ـ[ابو البراء]ــــــــ[04 - 10 - 06, 11:35 م]ـ
للرفع(3/397)
قصيدة ياقارئ القران
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 09 - 06, 02:12 ص]ـ
للشيخ أبي المساكين عبد المجيد أيت عبو
http://www.darcoran.net/modules.php?name=Masmou3a&sinf=3&sheikh=9&silsila=32&darsid=183(3/398)
المنهج الإسقاطي في التفسير:لي عنق النص.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[30 - 09 - 06, 06:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ سورة البقرة، الآية 32 ـ
هذا التعبير الاصطلاحي هو بديل عصري لتعبير اصطلاحي معروف ومتداول لدى المفسرين، ولدى الباحثين في الدراسات القرآنية خاصة، وعلوم القرآن عامة، ألا وهو: لي عنق النص، بمعنى أن مفسر الخطاب القرآني تكون لديه أفكار وعقائد ومواقف مسبقة، ويأتي إلى القرآن الكريم ليقرأ تلكم الأفكار والمعتقدات، ويلتمس الشرعية لمواقفه، ومن ثم فهو لا يقرأ القرآن الكريم بقدر ما يقرأ محكماته العقدية والفكرية والسلوكية. فالقارئ هنا لا يكون هدفه استنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم، بهدف المعرفة عن الله تعالى، والوقوف على مضمون الرسالة الربانية، بغية تنزيلها على الواقع لتعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين. وإنما هدفه من القراءة التماس الحجة الشرعية لما يعتقده و ما يتخذه من مواقف في الحياة، ليبين للناس أنه ملتزم بالشرع، وإن كان الشرع منه براء، لفساد النية والمقصد، مع افتقادهم لأبسط شروط الأهلية لتفسير القرآن الكريم، فليس لهم علم باللغة العربية ولا بالقرآن الكريم وعلومه، فضلا عن معاملتهم القرآن الكريم كما يعاملون النصوص البشرية الوضعية، لأنهم لا يؤمنون بقدسيته، وإعجازه وتميزه عن سائر الكتابات البشرية الوضعية، فهم لا يراعون خصوصياته، كما أن عملهم يمتاز بالانتقائية المنهجية والمعرفية. ومن ثم تنعدم في أعمالهم الموضوعية والنزاهة الفكرية والدقة العلمية وهي المدخل الأساس لأي بحث علمي.
وقد اقترحنا هذا المعادل الاصطلاحي لأن كثيرا من الناس اليوم لا يفقهون معنى التعبير الاصطلاحي المتداول، بل لاحظنا في كثير من المواقف اتخاذه حجة للمغرضين، وسبيلا للاستخفاف ومدعاة للسخرية من مستعمليه، واتهامهم بكونهم رجعيين غير قادرين على مواكبة العصر، ومسيرات التطورات التي يعرفها على مستوى التصورات والمفاهيم والمناهج. وقداعتمدنا طريقة السلف في إقامة الحجة على خصومهم بما يدعون أنه العلم والمعرفة. ولذلك نحن أقمنا الحجة على هؤلاء بما هو معروف في مناهج تحليل الخطاب الحديثة واللسانيات، لنبين لهم أن منهج السلف أسلم وأعلم، وأن القوم عبروا بما يناسبهم زمانا ومكانا، وقديما تقرر قولهم: لا مشاحة في الاصطلاح. فالعبرة في المضمون، وإن كنا نعتقد أن تحديد المصطلح شيء أساسي لبناء المعرفة، وتحقيق التواصل.
والمنهج الإسقاطي (لي عنق النص) في التفسير هو المنهج الذي سلكته الفرق المبتدعة في التعامل مع القرآن الكريم وقد بين ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن منهج واحد ذو خطوات ثلاث، على عكس من لم يفهم مراد الشيخ ابن تيمية رحمه الله إذ اعتبرها ثلاثة مناهج، ذلك أن الفرق الضالة لا يؤمنون إلا بمعتقداتهم الفاسدة، ولا يتبعون إلا آراء وأقوال ساداتهم، ومن ثم فإنهم يخالفون النصوص القطعية الدلالة في النهي عن اعتقاد مذاهب وآراء قبل أن ينص عليها القرآن الكريم، وتبينها السنة النبوية الشريفة. يقول سبحانه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
(الحجرات:1)
فمن شرط الإيمان أن يكون عقلك وذوقك تبعا لما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ.
وهذا هو منهجهم الحق فهم لا يؤمنون بالقرآن ولا بالسنة، وإنما هم يأتون إليهما بغية اكتساب المشروعية، حتى تجد معتقداتهم مكانا لها بين صفوف المسلمين، فهم يعرفون لو واجهوا المسلمين بحقيقتم لما وجدوا لأنفسهم مكانا بينهم بله أفكارهم و معتقداتهم،إنه منطق إبليس: المنطق التبريري. وهذا الأصل المنهجي يتفرع إلى ثلاثة مستويات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/399)
1) الأخذ بظاهر النص: لا إيمانا به وتسليما بمقتضياته، وإنما ليقيموا الحجة على الحق بصحة دعواهم. والدليل على ذلك حتى لا يغتر بهم أحد أنهم كما قال ابن تيمية رحمه الله: لا يعتنون بتحرير دلالة الخطاب. وهذا القيد لا يفققه إلا من تمرس بعلوم اللغة وفقه الخطاب، أي الكيفية التي تتم بها عملية استخراج المعنى من الخطاب. ومن ثم فإن اللسانيات ومناهج تحليل الخطاب الحديثة أسعفتنا كثيرا في فهم أبعاد هذا القيد، فلكي نفهم نصا لا يمكننا أن نفهمه بناء على بنائه اللغوي السطحي، دون أن نستحضر عاملين أساسيين من عوامل استخراج المعنى، وهما السياق اللغوي أي السياق الداخلي المتمثل في ما قبل الآية موضوع التفسير وما بعدها باعتبار القرآن الكريم نسقا متكاملا لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الشمولي، ومن ثم نفهم فهما جيدا لماذا اشترط أهل السنة في أصولهم التفسيرية تفسير القرآن بالقرآن، ودلالة السياق، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعلاقات الدلالية القائمة بين ألفاظ القرآن الكريم: العام والخاص، المطلق والمقيد، علاقة الجزء بالكل، علاقة التضمن وغيرها من العلاقات الدلالية التي في غيابها لا يمكننا فهم الخطاب القرآني.
أما الأساس الثاني فهو السياق غير اللغوي أي السياق الخارجي وهو بالنسبة للخطاب القرآني ينقسم إلى قسمين: أسباب النزول: وهي الظروف والملابسات المواكبة لنزول سورة أو آية، أي إنها سبب غير مباشر. ومعلوم أنه ليس كل القرآن الكريم له سبب مباشر. كما أنه لا يمكن أن نتصور أن بعضا من القرآن الكريم ليس له سياق غير لغوي، فالقرآن الكريم كان ينزل في بيئة معينة، ويخاطب أقواما معينين، ومن ثم فإنه حتما ولزاما له سياق غير لغوي يتمثل في الواقع الثقافي المواكب لنزول القرآن الكريم: الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية التي واكبت نزول القرآن الكريم وهي ما يمكن الاصطلاح عليه بملابسات النزول وهي أوسع من أسباب النزول لأنها أسباب غير مباشرة.
إن أي خطاب لا يمكن أن نفهمه ما لم نستحضر سياقه اللغوي، وسياقه غير اللغوي. ومن ثم فليس كل أخذ بظاهر النص يعتبر مفضيا إلى مراد الله تعالى، إذ إن عملية إنتاج المعنى وعملية استنباطه عملية معقدة، ولا يشكل البناء اللغوي السطحي إلا مدخلا لهذه العملية، ومن ثم وجب الاحتراز من ذلك باعتباره مدخلا لكثير من الفرق الضالة قديما وحديثا لتمرير أطروحاتهم. إذ الأخذ بالظاهر له شروطه منها:
1 - العام ينظر إليه في إطار الخاص.
2 - المطلق ينظر إليه في إطار المقيد.
3 - المتشابه ينظر إليه في إطار المحكم.
4 - المنسوخ ينظر إليه في إطار الناسخ.
5 - دلالة السياق اللغوي: أي ما قبل النص وما بعده.
6 - العرف اللغوي، مراعاة سنن العرب في الكلام.
7 - العرف القرآني: طرائق القرآن التعبيرية، وأسلوبه في البيان والبلاغ.
2) القول بالتأويل: إذا عجزوا عن جعل ظاهر النص موافقا لمعتقداتهم ومزكيا لمواقفهم فإنهم يقولون بأن الظاهر غير مراد، و من ثم يبادرون إلى الأخذ بالمعنى الباطن بصرف النص عن معناه الراجح إلى المعنى المرجوح من غير تقيد بالضوابط المتعارف عليها وعلى رأسها وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الظاهر المتبادر.
3) القول بالتفويض: إذا عجزوا عن تأويل الآية بما يوافق معتقداتهم، ويزكي مواقفهم فإنه يقولون بالتفويض، أي إن الله تعالى استأثر بعلمها، وذلك حتى يقطعوا الطريق على مناظرهم من إقامة الحجة عليهم. ولذلك نجد أهل السنة و الجماعة يقررون مبدأ: ليس في القرآن الكريم شيء لا يستطيع صاحب اللسان معرفته، كما فرقوا بين فهم الآية و إدرادها، فالفهم هو القدرة على التمييز، فإذا تعلق الأمر مثلا بصفات الله تعالى فإن صاحب اللسان العربي يميز بين صفة العلم و صفةالاستواء و هي ليست واحدة بالنسبة إليه، ومن ثم فهو يفهما، لكنه لايستطيع إدراكها، أي لا يستطيع معرفتها على ما هي عليه في الواقع، فذلك هو ما استأثر الله تعالى بعلمه، وبذلك ردوا كيد الكائدين بالعلم و المعرفة، مصداقا لقوله تعالى:
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(سورة البقرة، جزء من الآية111)(3/400)
دليل الحيران لحفظ القرآن. pdf
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[01 - 10 - 06, 02:57 ص]ـ
حمل كتاب دليل الحيران لحفظ القرآن
وفيه جدول مفيد لمن اراد الإنتظام في الحفظ ...
الكتاب بالمرفقات مباشرة ..
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[01 - 10 - 06, 06:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:07 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[02 - 10 - 06, 04:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[02 - 03 - 07, 02:16 ص]ـ
رابط جديد للكتاب ..
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=ZXxWwU7b2
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[07 - 03 - 07, 01:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[07 - 03 - 07, 03:13 ص]ـ
بلغك الله مما يرضيه آمالك و أصلح لك جميع أحوالك
ـ[عبدالله المعدي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:50 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:21 م]ـ
جزاك الله خيرا ومن أهم الأسباب لحفظ القرآن وأنجعها وأسرعها وهي مجربة مني ومن غيري ومزكاة من كبار المشايخ والعلماء
ـ[ام سارة]ــــــــ[05 - 04 - 07, 05:13 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اخي الكريم ابو تميم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا لقد استفدت كثيرا من الكتاب ونسأل الله العون
ونرجو المزيد من انزال الكتب التي تعين على حفظ كتاب الله
وبارك الله لكم
ـ[أبو عبدالله البلوشي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 07:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 04 - 07, 05:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حمله أيضا من المرفقات
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
جزاكم الله خيرا و نفع بكم و جعل الله كل هذه الاعمال في ميزان حسناتكم آمين
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:27 ص]ـ
لتذكرة إخواننا ..(3/401)
سؤال للمعتنين برسم المصحف (رأى) و (رءا).
ـ[حارث همام]ــــــــ[01 - 10 - 06, 04:18 م]ـ
في ما عدا آيتي سورة النجم 11 و 18 كتبت (رأى) هكذا (رءا) وذلك في بضعة مواضع، فما هو السبب؟
كنت أظن أن مرد الأمر راجع للإمالة وأن الرسم الثاني لا يأتي بعده إلاّ ساكناً غير أني وجدته يأتي بعد ساكن ومتحرك.
فما هو السبب في اختلاف الرسم حفظكم الله؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 10 - 06, 04:54 م]ـ
هذا نقل من كتاب ابن البنا المراكشي (من نسخة الكترونية):
(وقد تكون كلمة من ذوات "الواو أو الياء" ويكون معناها من جهة استواء القسمين ظاهرا في الإدراك وفي تلك الكلمة بعينها يكون الأصل من جهة الملكوت أظهر في العلم فكتبت بالياء مثل حرفين كتبا بالياء على الأصل وهما: (ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأَى) و (ما زاغَ البَصَرُ وَما طَغى) فتأكدت في شهود الحق كما دل عليه حرف التحقيق والقسم (لَقَد رَأَى) فهذان الحرفان على غير حال رؤية الأبصار مثل: (فَلَما رَءا قَميصَهُ). (فَلَما رَءا أَيديهِم لا تَصِلُ إِليهِ نَكِرَهُم) فإِنها من جهة أصل معناها ملكوتية و من جهة المشاهدة الحسية هي ملكية فاستوى معناها في قسمين الوجود للإدراك فثبت الألف، فيجتمع ألفان، فيحذف الآخر لأنه لا يجتمع ألفان في الفم فلا يجتمعان في الخط كما ذكرناه قبل).
وهذا كما ترى.
وأنا ناقل فحسب.
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 10 - 06, 01:18 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا الحبيب .. :)
إذا كانت جهة الملكوت أظهر في العلم ولذا كتبت بالياء، فلماذا كتبت آية الكهف: (ورءا المجرمون النار) بالألف وهم قد رأوا من الملكوت الله شيئاً مهولاً؟
ولماذا أيضاً: كتبت بالألف في قوله تعالى: (لو لا أن رءا برهن ربه).
لعله لا يظهر أن من رسم المصحف أراد هذا.
ومن العجيب بعد أن رجعت إلى بعض كتب رسم المصحف لم أجد من أشار إلى هذا الفرق حتى خشيت أن يكون هذا الرسم اجتهاداً حادثاً!! بيد أن تعقيبكم المفيد أكد لي أنه رسم صحيح فرقوا بينهما لمعنى، ويبقى السؤال: ما هو ذلك المعنى؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 10 - 06, 02:03 م]ـ
شكر الله لكم
إذا كانت جهة الملكوت أظهر في العلم ولذا كتبت بالياء، فلماذا كتبت آية الكهف: (ورءا المجرمون النار) بالألف وهم قد رأوا من الملكوت الله شيئاً مهولاً؟
ولماذا أيضاً: كتبت بالألف في قوله تعالى: (لو لا أن رءا برهن ربه).
لعله لا يظهر أن من رسم المصحف أراد هذا.
ومن العجيب بعد أن رجعت إلى بعض كتب رسم المصحف لم أجد من أشار إلى هذا الفرق حتى خشيت أن يكون هذا الرسم اجتهاداً حادثاً!! بيد أن تعقيبكم المفيد أكد لي أنه رسم صحيح فرقوا بينهما لمعنى، ويبقى السؤال: ما هو ذلك المعنى؟
حياكم الله أيها الشيخ الكريم
وأنا أيضا أطرح سؤالا لأهل الاختصاص:
هل كل اختلاف في الرسم يحتاج إلى تعليل في المعنى، أم أن العمدة على متابعة ما في المصحف الإمام؟
وهل هذا التعليل يمكن الجزم به، أم غالبه اجتهاد من أئمة الرسم؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 10 - 06, 04:12 م]ـ
شكر الله لكم وهذا قد حاك في نفسي فبعضهم يعد الرسم معجزاً وهذا محل تأمل ونظر، بيد أن من رسم لابد من أن تفريقه في الرسم جاء لمعنى عنده ما لم يكن قد سهى، ثم هل هذا المعنى مسلم أو لا فيه بحث آخر.(3/402)
من ثمرات الإعجاز العددي: الانتصار للبدعة والضلال.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[02 - 10 - 06, 04:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد
فهذا نص لداعية شيعي دعواه فيه أن مذهبه الإثني عشري أحق أن يتبع ... ودليله عليه أن الإعجاز العددي ناطق بالعدد اثناعشر وأنك حيثما نظرت في القرآن وجدت العدد المذكرك بأشخاص الأئمة المعصومين .....
والحقيقة أن أعداده مقنعة كما كانت الاعداد البهائية مقنعة من قبل .... وهنا وقفة جدلية لا بد منها:
-إما أن نسد باب هذا العبث-وهو ما نطمع فيه-
-وإما أن نصحح الإعجاز الرقمي فنصحح معه -وتبعا له-المذهب الشيعي في تقديس الأئمة، فالتوافقات العددية المبنية على العدد12 لا تنكر كما سترى في نص الداعية الشيعي ...
-وإما أن ندخل معهم في مبارزة رقمية لتصحيح مذهب أهل السنة استنادا على لوغاريتمات معينة ..... فتكون "حرب رقمية" تثير الضحك، شبيهة بالحروب الحرفية التي ذكر بعضها العلامة الألوسي عند كلامه على الحروف المقطعة قال:
ومن الطرائف أن بعض الشيعة أستأنس بهذه الحروف لخلافة الأمير علي كرم الله تعالى وجهه فإنه إذا حذف منها المكرر يبقى ما يمكن أن يخرج منه:
" صراط على حق نمسكه"
ولك أيها السني أن تستأنس بها لما أنت عليه فإنه بعد الحذف يبقى ما يمكن أن يخرج منه ما يكون خطابا للشيعي وتذكيرا له بما ورد في حق الأصحاب رضي الله تعالى عنهم أجمعين وهو:
" طرق سمعك النصيحة "
وهذا مثل ما ذكروه حرفا بحرف وإن شئت قلت:
" صح طريقك مع السنة" ....... ولعله أولى وألطف ... انتهى.
وذكر الكفوي في كلياته عن شرف الدين البوصيري حربا حرفية أخرى بصدد حروف البسملة. قال البوصيري:
أن بعض النصارى انتصر لدينه وانتزع من البسملة الشريفة دليلا على تقوية اعتقاده في المسيح وصحة يقينه به فقلب حروفها ونكر معروفها وفرق مألوفها وقدم فيها وأخر وفكر وقدر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال قد انتظم من البسملة:
-" المسيح ابن الله المحرر"
فقلت له فحيث رضيت البسملة بيننا وبينك حكما وجوزت منها أحكاما وحكما فلتنصرن البسملة الأخيار منا على الأشرار ولتفضلن أصحاب الجنة على أصحاب النار قالت لك البسملة بلسان حالها:
-" إنما الله رب للمسيح راحم"
- "النحر لأمم لها المسيح رب"
- " ما برح الله راحم المسلمين"
- "سل ابن مريم أحل له الحرام"
- " لا المسيح ابن الله محرر"
- " لا مرحم للئام أبناء السحرة"
- " رحم حر مسلم أناب إلى الله"
- " لله نبي مسلم حرم الراح"
- " الحلم ربح رأس ماله الإيمان"
وأترككم مع نص الشيعي: (الكشوف في الإعجاز القرآني وعلم الحروف)
لفظ "إمام في القرآن":
ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة وهذا العدد مطابق لعدد الأئمة المعصومين الاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي (عج) وهي:
1. وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ {124} البقرة.
2. أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ {17} هود.
3. فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ {79}.
4. الحجر يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً {71} الإسراء.
5. وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ {12} التوبة.
6. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} الفرقان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/403)
7. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ {73} الأنبياء.
8. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {5} القصص.
9. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ {41} القصص.
10.وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24} السجدة.
11.وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ {12} الأحقاف.
12.إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} يس.
والأئمة هم:
- الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
- الإمام الحسن بن علي (عليه السلام).
- الإمام الحسين بن علي (عليه السلام).
- الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام).
- الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام).
- الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
- الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).
- الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام).
- الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام).
- الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام).
- الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام).
- الإمام محمد بن الحسن المهدي (عج).
وقد أورد المؤلف الكثير من مناقبهم وأفضالهم لطلبها نرجو الرجوع إلى الكتاب
(هم المفلحون) في القرآن الكريم:
وردت عبارة هم المفلحون في القرآن الكريم 12 مرّة في الآيات التالية:
1. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5} البقرة.
2. وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {104} آل عمران.
3. وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {8} الأعراف.
4. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {157} الأعراف.
5. لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {88} التوبة.
6. فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {102} المؤمنون.
7. إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {51} النور.
8. فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {38} الروم.
9. أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5} لقمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/404)
10.لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {22} المجادلة.
11.وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {9} الحشر.
12.فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {16} التغابن.
المجتبون الاثنا عشر:
قد ورد لفظ (اجتبى) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (ص) من بعده. وهي:
1. وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {87} الأنعام.
2. مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {179} آل عمران.
3. وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {203} الأعراف.
4. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58} مريم.
5. شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} الشورى.
6. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى {122} طه.
7. وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {6} يُوسُف.
8. يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} سبأ.
9. وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {57} القصص.
10.فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ {50} القلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/405)
11.وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78} الحج.
12.شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {121} النحل.
الأوصياء الاثنا عشر:
روى ابن عباس وأبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال: "من سرّه أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنّة عدن منزلي منها غرسه ربّي ثم قال له كن فيه فكان، فليتولّى على بن أبي طالب وليّا ثم الأوصياء من ولده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي" (المناقب).
وقد وردت مادة "وصية" ومشتقاتها في القرآن الكريم 12 مرّة، وهي بعدد الأوصياء المعصومين الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (الشورى 13/الشورى 13/الأنعام 144/الأنعام 151/الأنعام 152/الأنعام 153/النساء 131/العنكبوت 8/لقمان 14/الأحقاف 15/مريم 31/النساء 12).
ملاحظة: وردت بالآية 13 من الشورى في حالتين: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ {13} الشورى.
خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلّم) الاثنا عشر:
ورد في القرآن لفظ "خليفة" ومشتقاته في حالة المدح 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة المعصومين من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) الواجب اتباعهم وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (البقرة 30/ص 26/الأنعام 165/يونس 14/يونس 73/فاطر 39/الأعراف 69/الأعراف 74/ النمل 62/النور 55/النور 55/الأعراف 129).
ملاحظة: وردت بالآية 55 من النور في حالتين: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55}
المصطفون الاثنا عشر بعد النبي (صلى الله عليه وسلّم):
قد ورد لفظ (اصطفى) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (البقرة 132/آل عمران 33/النمل 59/الزمر 4/آل عمران 42 آل عمران 42/البقرة 247/الأعراف 144/فاطر 32/ص 47/الحج 75/ البقرة 130).
ملاحظة: وردت بالآية42 من سورة آل عمران في حالتين (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ {42}.
المعصومون الاثنا عشر:
قد ورد لفظ (يعصم) ومشتقاته في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن):
(المائدة 67/الأحزاب 17/هود 43/هود 43/النساء 146/النساء 175/آل عمران 101/آل عمران 103/الحج 87/يُوسُف 32/يونس 27/غافر 33).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/406)
ملاحظة: وردت بالآية 43 من سورة هود في حالتين (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ {43}.
البر والأبرار:
قد ورد لفظ (البِر) "بكسر الباء" ومشتقاتها في القرآن الكريم 12 مرّة، هذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (البقرة 224/آل عمران 193/آل عمران 198/الإنسان 5/الانفطار 13/المطففين 18/المطففين 22/الممتحنة 8/الطور 28/مريم 14/مريم 32/عبس 16).
لفظة "عامل" في القرآن الكريم:
قد وردت لفظة (عامل) مفردا وجمعا في القرآن الكريم 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (آل عمران 195/الأنعام 135/هود 93/الزمر 39/هود 121/المؤمنون 63/الصافات 61/فصلت 5/آل عمران 136/التوبة 60/العنكبوت 58/الزمر 74).
النجوم الاثنا عشر:
روى ابن حجر في صواعقه عن سلمة بن الأكوع عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنه قال: "النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي (الصواعق المحرقة ص 283 حديث # 12 من الفصل الثاني).
وقد ورد لفظ (النجم) و (النجوم) في القرآن 12 مرّة، وهذا مطابق لعدد الأئمة الاثني عشر الذين اصطفاهم الله تعالى من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) من بعده. وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (النحل 16/النجم 1/الطارق 3/الأنعام 97 /الأعراف 54/النحل 12/الحج 18/الصافات 18/الطور 49/الواقعة 75/المرسلات 8/التكوير 2).
ملاحظة: يقول: أما لفظ النجم في قوله تعالى: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ {6} الرحمن. فالمراد منه ما ينجم من النبات ويطلع من الأرض ولا ساق له، والشجر ما له ساق من النبات (تفسير الميزان ج 19) بقرينة الجمع بين النجم والشجر.
الملوك:
وقد وردت مادة "ملك" للمخلوقين بمعنى مالك في القرآن 12 مرّة، وهي بعدد الأوصياء المعصومين الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم) وهي: (نكتفي بذكر رقم الآية والسورة لعدم التطويل - من أراد التأكد عليه بالرجوع إلى القرآن): (يُوسُف 43/يُوسُف 50/يُوسُف 54/يُوسُف 72/يُوسُف 76/الكهف 7/البقرة 246/البقرة 247/النمل 34/المائدة 20/الزخرف 77/يس 71).
هنالك الولاية والرقم 12:
قال تعالى في سورة الكهف الآية 44: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْبا)
ذكرت كلمة الولاية في القرآن الكريم مرة واحدة، وقد دلت الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام أن المقصود بالولاية الحق ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقبل ذكر بعض الروايات المنسوبة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام والتي تصرّح بأن هذه الآية نزلت من عند الحقّ بحقّ صاحب الولاية الحق أمير الؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لا بد من الإشارة إلى عدد حروف كلمة (هنالك الولاية) وإلى عدد آيات سورة الكهف فنقول:
1. هنالك الولاية: عدد حروفها 12 حرفا.
2. علي بن أبي طالب: عدد حروفها 12 حرفا أيضا.
3. عدد آيات سورة الكهف = 110 آيات.
4. حساب حروف كلمة "علي" على الأبجد الكبير = 110. (أي - ع = 70، ل = 30، ي = 10)
روى عبد الرحمن بن كثير قال: (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: (هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً {44}) قال عليه السلام هي ولاية علي عليه السلام). (تأويل الآيات ص 287).
سيدنا محمد والإمام علي:
قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {108} (يُوسُف).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/407)
أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في الإمام علي عليه السلام خاصة وأنه عليه السلام أوّل من اتّبع النبي (صلى الله عليه وسلّم).
أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي:
عدد حروفها 12 حرفا.
علي بن أبي طاب 12 حرفا.
روى أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى في سورة يُوسُف في الآية 108: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال عليه السلام: علي بن أبي طالب عليه السلام. "تفسير العياشي".
النجم إذا هوى والرقم 12: (مثل لعدد الحروف)
قال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4}.
ذكرت بعض الروايات أن هذه الآيات نزلت بحق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقد روى ذلك بعض أهل السنة، وتجلى العدد 12 في هذه الآية على النحو التالي:
والنجم إذا هوى: و + ا + ل + ن + ج + م + ا + ذ + ا + هـ + و + ى = 12 حرفا.
علي بن أبي طالب: أيضا = 12 حرفا.
روى الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن الإمام جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: "لما مرض النبي (صلى الله عليه وسلّم) مرضه الذي قبضه الله فيه، اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك، ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه فلم يجبهم عن شيء ممّا يسألون، فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله إن حدث بك حدث فمن لنا من بعدك ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال (صلى الله عليه وسلّم): إذا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له أنت القائم من بعدي، فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم، إذ انقضّ نجم من السماء قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي عليه السلام فهاج القوم وقالوا: والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمّه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى {2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى {4}.
وروى ابن المغازلي الشافعي في مناقبه بسنده عن ابن عباس قال: "كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي (صلى الله عليه وسلّم) إذ انقضّ كوكب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): من انقضّ هذا الكوكب في منزله فهو الوصيّ من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في منزل علي عليه السلام قالوا: يا رسول الله قد غويت في حبّ علي عليه السلام فأنزل الله تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى {1} إلى قوله وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى {7}.
أورد المؤلف عدة مقاطع من آيات قرآنية ومن الحديث والمقولات عدد حروف كل مقطع 12 حرفا مع الشرح ومردها للائمة، ونحن نورد لكم هنا جزء منها للمعلومية بدون الشرح لعدم التطويل:
- علي بن أبي طالب = 12 حرفا.
- علي خليفة محمد = 12 حرفا.
- محمد رسول الله = 12 حرفا.
- لا إله إلا الله = 12 حرفا.
- أمير المؤمنين = 12 حرفا.
- على بينة من ربه = 12 حرفا.
- يتلوه شاهد منه = 12 حرفا.
- الأذن الواعية = 12 حرفا.
- صالح المؤمنين = 12 حرفا.
- العروة الوثقى = 12 حرفا.
- يقيمون الصلاة = 12 حرفا.
- ويؤتون الزكاة = 12 حرفا.
- جعلنا لهم لسان = 12 حرفا.
- الذي أوحى إليك = 12 حرفا.
- قومك منه يصدون = 12 حرفا.
- فقدّموا بين يدي = 12 حرفا.
- وأصحاب اليمين (12 حرفا)، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح أصحب المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا).
- أصحاب الميمنة (12 حرفا)، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح أصحب المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا).
- صراطي مستقيما (12 حرفا)، ولكن بالرسم الإملائي والصحيح صرطي المبين بالرسم العثماني المعتد (11 حرفا).
- من يأمر بالعدل = 12 حرفا.
- هم فيه مختلفون = 12 حرفا.
- أفمن كان مؤمنا = 12 حرفا.
- في الأرض خليفة = 12 حرفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/408)
- واجعل لي وزيرا = 12 حرفا.
- الطيب من القول = 12 حرفا.
- عن الذي أوحينا = 12 حرفا.
- أذن مؤذّن بينهم = 12 حرفا.
- إي وربي إنه لحق = 12 حرفا.
- رجلا سلما لرجل = 12 حرفا.
- يا أيها الرسول = 12 حرفا.
- يعصمك من الناس = 12 حرفا.
- فاطمة بنت محمد = 12 حرفا.
- فاطمة الزهراء = 12 حرفا.
- مريم بنت عمران = 12 حرفا.
أورد المؤلف عدة مقاطع من آيات قرآنية عدد كلمات كل مقطع 12 كلمة مع الشرح ومردها للائمة، ونحن نورد لكم هنا جزء منها للمعلومية بدون الشرح لعدم التطويل:
قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرا (ً {54} الفرقان.
أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم) وأهل بيته عليهم السلام أن هذه الآية نزلت في الغمام علي عليه السلام قبل تزويجه من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهم السلام وهذا ما رواه بعض أهل السنة، ونذكر تجلي العدد 12 في هذه الآية فعدد كلماتها 12 كلمة. وهي بنفس عدد حروف علي بن أبي طالب وبعدد حروف فاطمة بنت محمد عليهم السلام.
روي عن أبي جعفر عليهم السلام عن أمير عليه السلام أنه قال: (ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، إحذروا أن تقلّبوا عليها فتضلّوا في دينكم، أنا الصهر يقول الله عزّ وجل (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (نور الثقلين).
وقال ابن سيرين: نزلت في النبي (صلى الله عليه وسلّم) وعلي بن أبي طالب زوّج فاطمة عليهم السلام عليّا عليه السلام فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسبا وصهرا. (مجمع البيان).
وروى الحاكم الحسكاني الحنفي في مناقبه بسنده عن السدي في قوله: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً) قال: نزلت في النبي (صلى الله عليه وسلّم) وعلي عليه السلام زوّج فاطمة عليّا وهو ابن عمّه وزوج ابنته كان نسبا وصهرا. (شواهد التنزيل).
النقباء الاثنا عشر:
قال: تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) {12} المائدة.
أفادت بعض الروايات المنسوبة إلى النبي (صلى الله عليه وسلّم) أن الأئمة من بعده 12 بعدد نقباء بني إسرائيل، وقبل طرح بعض ما روي من طرق الشيعة وأهل السنة لا بد أن نلفت النظر إلى شيئين هامين:
أولا: أن هذه الآية تحمل الرقم (12) من سورة المائدة.
ثانيا: أن عدد حروف (اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) من الآية = 12 حرفا، وهو مطابق لعدد نقباء اسرائيل وعدد الأئمة الاثني عشر من آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلّم).
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (دخل جندل بن جنادة الأنصاري على رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فقال: يا محمد أخبرني عما ليس لله وعما ليس من عند الله إلى أن قال: رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام فقال لي: يا جندل أسلم على يد محمد (صلى الله عليه وسلّم) واستمسك بالأوصياء من بعده، فقد أسلمت ورزقني الله ذلك، فأخبرني بالأوصياء بعدك لأستمسك بهم، فقال ((صلى الله عليه وسلّم): يا جندل أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل وساق الحديث إلى أن قال (صلى الله عليه وسلّم): فإذا انقضت مدة علي عليه السلام قام بالامر بعده الحسن عليه السلام يدعى الزكي ثم يغيب عن أناس امامهم، قال: يا رسول الله يغيب الحسن منهم؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): لا ولكن انّ الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة، قال: يا رسول الله فما اسمه؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): لا يسمى حتى يظهره الله تعالى). (المستدرك ج 12).
السماء والبروج:
قال تعالى: (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج (ِ {1} البروج.
انّ عدد الأئمة المعصومين من بيت النبي عليهم السلام بعدد البروج الاثني عشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/409)
روى الشيخ المفيد بسنده عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت ابن عباس يقول: (قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): ذكر الله عباده وذكري عبادة وذكر علي وذكر الأئمة من ولده عبادة، والذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنّ وصيّي لأفضل الأوصياء وإنه لحجّة الله على عباده وخليفته على خلقه، ومن ولده الأئمة الهداة بعدي بهم يحبس الله العذاب عن أهل الأرض، وبهم يمسك السماء أن تقع على الأرض باذنه، وبهم يمسك الجبال أن تميد بهم، وبهم يسقي خلقه الغيث، وبهم يخرج النبات، أولئك أولياء الله حقا وخلفائي صدقا ن عدّتهم عدة الشهور اثنا عشر شهرا، وعدّتهم عدّة نقباء موسى بن عمران، ثم تلا (صلى الله عليه وسلّم): هذه الآية (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج (ِ {1} البروج، ثم قال (صلى الله عليه وسلّم): أتقدر يابن عباس أن الله يقسم بالسماء ذات البروج ويعني به السماء وبروجها؟ قلت يا رسول الله فما ذاك؟ قال (صلى الله عليه وسلّم): أما السماء فأنا وأما البروج فالأئمة بعدي أولهم علي وآخرهم المهدي صلوات الله عليهم جميعا). (الاختصاص ص 244).
عدد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) رمزا في القرآن:
انّ عدد أهل البيت عليهم السلام هو رمز في القرآن بل هو الرّمز الأهم ولا يخفى ذلك على المتدبر في القرآن والباحث عن بعض أسراره وتجلّيات آياته، وقد أقسم الله في كتابه بأسماء على عددهم:
قال تعالى: (والصافات / والذاريات / والنّجم / والطّور / والسماء ذات البروج / والسماء والطارق / والفجر / والشمس / والليل / والضّحى / والتين).
سورة العاديات:
قال تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً {1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً {2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً {3} العاديات).
في هذه الآيات يتجلى العدد 12 وهو مطابق لعدد أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
- العاديات ضبحا = 12 حرفا.
- الموريات قدحا = 12 حرفا.
- المغيرات صبحا = 12 حرفا.
سورة المرسلات:
قال تعالى: (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً {1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً {2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً {3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً {4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً) {5} المرسلات.
وإليك تجلي العدد (12).
- المرسلات عرفا = 12 حرفا.
- العاصفات عصفا = 12 حرفا.
- الناشرات نشرا = 12 حرفا.
- الفارقات فرقا = 12 حرفا.
- الملقيات ذكرا = 12 حرفا.
الذين استضعفوا في الأرض:
قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين) {5} القصص.
ويتجلى العدد (12) في هذه الآية بعدد كلماتها لأن المستضعفين في الأرض هم الأئمة المعصومون الاثنا عشر من بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وآخرهم القائم المهدي (عج).
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. (12 كلمة).
أصحاب الأعراف = 12 حرفا
روي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال لعلي (ع): "أنت يا علي والأوصياء من ولدك أعراف الله بين الجنة والنار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه) (المناقب).
وعن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام أنها قالت: " سألت أبي عن قول الله تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال (ص): هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، ولا يدخل الجنة إلا من قد عرفهم) (الصراط المستقيم).
أما قول أهل السنة أن أصحاب الأعراف من لا يستحق الجنة ولا النار فهو باطل لأن الحكمة الإلهية جعل الآخرة إما للثواب وإما للعقاب وهذا يعني أن مصير كل إنسان إما إلى الجنة وإما إلى النار، وكيف يكون أصحاب الأعراف كذلك وقد أخبرنا الله تعالى أنهم رجال يعرفون الناس بسيماهم.
انتهى.
ملاحظة: نرجو من أصحاب الإعجاز العددي أن يدركوا أهل السنة قبل أن يتشيعوا عن بكرة أبيهم.!!!
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:05 ص]ـ
كيف وانت استاذنا
لاكن
انتبه لا تتشيع (ابتسامه)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[02 - 10 - 06, 12:14 م]ـ
الآيات التي فيها لفظ الإمامة ومشتقاته ليست كلها مدح
بل فيها آيتان ذكرت فيهاالإمامة بالذم
وهي قوله تعالى ((وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ))
وقوله تعالى ((وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ))
فتكون الإمامة قد محدت عشراً _ بعدد العشرة المبشرين بالجنة _
وقال تعالى ((إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء))
((لست منهم في شيء)) اثني عشر حرفاً
فهذا دليل على براءة الرسول من الشيعة الإثني عشرية
أقول هذا كله إلزاماً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/410)
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[02 - 10 - 06, 04:37 م]ـ
أسطورة الإعجاز العددي تتكشف عيوبها ويظهر عوارها يوماً بعد يوم
فأي نفع جلبته علينا هذه الأسطورة؟؟
فهل من مدّكر؟؟
ـ[همام المصري]ــــــــ[02 - 10 - 06, 05:03 م]ـ
هذا الكلام عن الإعجاز العددي رجم بالغيب
ثم هناك سؤال يحتاج لإجابة
ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة
طيب
ما علاقة هذا أصلا بأئمة الشيعة
هل لو وردت لفظة ما في القرآن 11 مرة - مثلا - تكون فضيلة لفريق الكرة المكون من 11 لاعب!!!
وهذه المرات الـ 12 بعضها في "أئمة الكفر" وبعضها "أئمة يدعون إلى النار" وبعضها في الأنبياء "إني جاعلك للناس إماما" وبعضها في الكتب المنزلة على الأنبياء " كتاب موسى إماما ورحمة" وبعضها في صحائف الحساب "يوم ندعو كل أناس بإمامهم"
فما تعلق هذا المزيج العجيب بأئمة الشيعة
يا أصحاب الإعجاز العددي
القرآن الكريم إنما أنزل لتصلح به الدنيا والآخرة
أنزل لنتدبر آياته بقلوب خاشعة وليس بالآلات الحاسبة
القرآن - والله - أكبر من عبثكم هذا
ثم لو كان هذا علما - أصلا - ولم يتكلم فيه رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام وأهل القرون المفضلة، فأبعد به من علم
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[05 - 10 - 06, 01:45 م]ـ
للفائدة
سلسلة الإعجاز العلمي والعددي في الميزان للشيخ خالد السبت ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1550)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
يرفع للفائدة
ـ[أبو وئام]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:19 م]ـ
السلام عليكم
المرجو عدم التهويل و الخوف فالباطل قد يستعمل وسائل هي حق ولكن طريقة توظيفها باطل. مثل ما ورد في المشاركة رقم 3 للأخ عبدالله الخليفي المنتفجي وفقه الله. ومن ذلك غش وتلبيس الهالك رشاد خليفة فيحسب بطريقة تتغير حسب مبتغاه
المهم أن مراجعة منهج المستعمل يببن عواره وضعفه
أما عن مستعملي حساب الجمل فيكفي الإشارة إلى وجود طريقتين للحساب طريقة المشارقة والمغاربة
وكتبته على عجل دون تدقيق
والله الموفق
ـ[هاني الكندي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 09:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز العددي في القرآن الكريم موجود قبل أن نكتشفه و قبل أن يخلق الأئمة.
و أن نستخدم هذا الإعجاز في التفكر و التدبر هو خير من أن نستخدمه لتعظيم البشر مهما كانت درجاتهم
فما الدلالة الحقيقة الملموسة من الرقم 12 و صلته بالأئمة و لماذا لم رتبط الرقم 12 مثلا بعدد الأشهر أو الكواكب وووووووو
سبحان الله و تعالى عما تصفون
ـ[عبدالرحمن الراشد]ــــــــ[03 - 07 - 09, 12:55 ص]ـ
سبحان الله. .
غفل عن هذه الأعداد ابن مسعود رضي الله عنه. . وغابت عن ذهن ابن عباس رضي الله عنه. .
وفاتت على أئمة التفاسير ,.
والله لو كان خيراً لسبقونا إليه , منذ متى والأعداد يُأخَذ َمنها شرعةً ومنهاجا. .
آيات تتكلم عن الوعيد , وذاك يعد ويحسب. .
سبحان الله سبحان الله سبحان الله.
ـ[أشرف الضويحي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 08:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 04:16 م]ـ
سبحان الله. .
غفل عن هذه الأعداد ابن مسعود رضي الله عنه. . وغابت عن ذهن ابن عباس رضي الله عنه. .
وفاتت على أئمة التفاسير ,. .
أزيد فأقول: بل حتى الذي نزل عليه الوحي: نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حتى هو لم يعلم بها، لأنه لو عَلِمها لدلّ أمته عليها، ولو بأدنى إشارة.
آيات تتكلم عن الوعيد , وذاك يعد ويحسب. .
سبحان الله سبحان الله سبحان الله.
سبحان الله! بارك الله فيك - أخي عبد الرحمن - على هذه اللفتة الجميلة الرائعة. فيها عظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 05:19 م]ـ
حساب الاعداد لايكشف عن معنى وضعي , ولا عن متعلق إرادة المتكلم بكلامه!
فكيف جاز لعاقل يخاف الله ويرجو فضله , أن يحرف كتابه بهذه الطريقة؟! سواء على سبيل التدبر أو التفسير!
بل هو سفه كله , ومنقصة عقل لاتخفى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:28 م]ـ
من عجائب الأعداد أنك يمكن أن تحملها ما تشاء، حقا كان أو باطلا.
ومن طريف ما رأيت مؤخرا على الشبكة، كلام أحد المتحذلقين عن المغني المشهور الذي توفي منذ قريب، فقال:
- عدد حروف اسمه الشخصي 7 والعائلي 7.
- كان هو الشخص رقم 7 في عائلته.
- ''ألبوماته'' التي أصدر في حياته محتوية على أغان جديدة 7
- توفي في 25 - 6 - 2009:
25*6*2009 = 301350
و301350/ 7 = 43050
فـ43 هو عمره عند آخر حفل غنائي، و50 هو عمره حين توفي.
إلى آخر هذا الهراء ..
والفائدة المرجوة من هذا النقل، أن كثيرا مما يدعي أصحابه أنه من الإعجاز العددي في القرآن، لا يعدو أن يكون إبحارا في الفضاء العجيب للأعداد، مع ربط متكلف بآيات القرآن، يمكن أن تفعل نظيره بأشياء أخرى كثيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/411)
ـ[عبدالرحمن الراشد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 10:48 م]ـ
كنت في صباح هذا مع الشيخ عبدالعزيز الطريفي _حفظه الله _ فأخبرته بشأن هذا الموضوع والأعداد
فقال/ هذه خرافات وهل يؤخذ من الأرقام عقيدة. .
والأرقام يستطيع كل شخص تحويلها على مايريد.
[فيما معناه]
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 02:49 ص]ـ
قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
اللهم ارنى الحق حق وارزقنى اتباعه وارنى الباطل باطل وارزقنى اجتنابه
ان ما يسمى بالاعجاز العددي في القران من العلوم المبتدعه ونتائجه نسبيه وغير مطرده فكيف يعول عليه في امر من الامور الدنيويه اذا لم تطرد تنائجه ام الامور الشرعية فلا سبيل اللى ذلك بحال من الاحوال، سبحانك ذلك بهتان مبين
اذا كانت الغاية والهدف فاسده فان الوسائل الموصله وان كانت صحيحه في كونها وسيلة الا انها فاسده لفساد غايتها
راى ان مثل ذلك الستدلال لامحل له من الاعراب وقضية تقديس الاشخاص محسومه ببطلاانها عند اهل الشرع والعقل وما هذه المحاولة الامحاولة عاجز وصاحب هوى
نسال الله الهدية والثبات على منهج اهل السنة والجماعة
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[18 - 07 - 09, 08:56 م]ـ
الأخوة الكرام
عندي بعض الملاحظات:
لا ينكر أحد أن بعض الأمور وردت في كتاب الله على عدد معين وعلى سياق واضح يدل دلالة واضحة على صحة مبدأ الإعجاز العددي
مثل كلمة يوم (ومشتقاتها) التي وردت 360 مرة، شهر 12 مرة وغيرها بأعداد متقابلة الجنة والنار بنفس العدد
وغيرها الكثير
إن هذا يدل على الإعجاز في النظم القرآني، وأن كل مفردة فيه لكأنها منتقاة بكل دقة (إن جاز التعبير)
ان الاعجاز العلمي لا يقوم على إثبات النظريات، وإنما تدعيم الحقائق بما يدل على ان القرآن من عند الله
وإن الانجرار خلف الأهواء لإثبات فرضيات ونظريات من خلال كتاب الله هو من الخطورة بمكان (خاطبوا الناس على قدر عقولهم، أتريدون أن يكذب الله ورسوله)
جميل جدا ان نستقي من كتاب الله نظريات للاقتصاد والسياسة و غيرها بفهمنا لكتاب الله لكن لا يجب أن نقطع للعالم أن هذه النظرية هي إعجاز قرآني!!!!!!!!
إذ أن كل نظرية (هي فهم بشري) والفهم يعتريه النقص ونسبت النقص يجب ان ننزه الكتاب العزيز عنها
هذا والله تعالى أعلم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 07 - 09, 09:49 م]ـ
لا ينكر أحد أن بعض الأمور وردت في كتاب الله على عدد معين وعلى سياق واضح يدل دلالة واضحة على صحة مبدأ الإعجاز العددي
مثل كلمة يوم (ومشتقاتها) التي وردت 360 مرة، شهر 12 مرة وغيرها بأعداد متقابلة الجنة والنار بنفس العدد
أخي الكريم
بل نحن ننكر ذلك، ونرى أنه من التكلف المذموم.
لفظ (شهر - شهرا - الشهر) ورد في القرآن 12 مرة، هذا صحيح.
وإذا طبقنا الشيء ذاته على اليوم (أي: يوم - يوما - اليوم) نجد أن عددها 259 مرة!!
ولما لم يجد مبتدع هذه الفكرة العدد على ما يحلو له ويوافق هواه، احتاج إلى كثير من التكلف، فأدخل مشتقات أخرى مثل (أيام)، مع أنه لم يدخل (أشهر) في الحساب!!
أليس هذا من العبث؟؟
ثم كان ينبغي - لو صح هذا التلبيس - أن يكون عدد ورود كلمة سنة أو عام مرة واحدة، لكنه في القرآن أكثر من ذلك!!
ثم إنني لا أجد عدد مرات ورود (الجنة) و (النار) متساويا، بل أجد ذكر لفظ (النار) أكثر، إلا أن يكون لأصحاب هذا الإعجاز المزعوم مخرج عددي لهذه الورطة. ولن يعدموا أساليب كثيرة لذلك، إذ هم لا ينطلقون من قاعدة محددة لا يمكن خرمها، وإنما يلفقون بين الأعداد كما يحلو لهم، حتى يصلوا إلى النتائج التي نصبوها ابتداء.
مع أن هذا التساوي - إن صح - فإنما يدل على ما ذكره بعض المفسرين من أن من أساليب القرآن أن ذكر الجنة وأهلها مقترن بذكر النار وأهلها.
فهذا الذي ينبغي أن يركز طالب العلم جهده في فهمه، وتدبر حكمته، لا في حساب الألفاظ.!
والله أعلم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 07 - 09, 10:32 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/412)
كلمة حول الإعجاز العددي في القرآن واستعمال التقويم الشمسي
قرأت مؤخرا عن بعض " معجزات " القرآن الكريم، التي شملت العديد من الأشياء مثل المراحل الثلاثة للجنين، ومدارات الكواكب، .. الخ، إلا أن إحداها تحدثت عن أن كلمة " يوم " وردت في القرآن 365 مرة، وأن كلمة " قمر " تكررت 12 مرة، وقد نسيت عدد المرات التي تكرر ذكر كلمة " أيام " في القرآن، وقد قام أحد الأصدقاء بطباعة التقويم الإسلامي (الهجري) لكنه لم يكن يتكون من 365 يوماً، فما معنى ذلك حول التقويم الإسلامي؟ أيعني ذلك أنه غير دقيق؟ أم أن الله علم أن أغلب العالم سيستخدمون التقويم الميلادي وأنه إشارة إلى صحة هذا التقويم الأخير؟
الحمد لله
أولاً:
شُغف كثير من الناس بأنواع من الإعجازات في القرآن الكريم، ومن هذه الأنواع " الإعجاز العددي " فنشروا في الصحف والمجلات وشبكات الإنترنت قوائم بألفاظ تكررت مرات تتناسب مع لفظها، أو تساوى عددها مع ما يضادها، كما زعموا في تكرار لفظة " يوم " (365) مرة، ولفظ " شهر " (12) مرة، وهكذا فعلوا في ألفاظ أخرى نحو " الملائكة والشياطين " و " الدنيا والآخرة " إلخ.
وقد ظنَّ كثيرٌ من الناس صحة هذه التكرارات وظنوا أن هذا من إعجاز القرآن، ولم يفرقوا بين " اللطيفة " و " الإعجاز "، فتأليف كتابٍ يحتوي على عدد معيَّن من ألفاظٍ معيَّنة أمرٌ يستطيعه كل أحدٍ، فأين الإعجاز في هذا؟ والإعجاز الذي في كتاب الله تعالى ليس هو مثل هذه اللطائف، بل هو أمر أعمق وأجل من هذا بكثير، وهو الذي أعجز فصحاء العرب وبلغاءهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سورٍ مثله أو بسورة واحدة، وليس مثل هذه اللطائف التي يمكن لأي كاتب أن يفعلها – بل وأكثر منها – في كتاب يؤلفه، فلينتبه لهذا.
وليُعلم أنه قد جرَّ هذا الفعل بعض أولئك إلى ما هو أكثر من مجرد الإحصائيات، فراح بعضهم يحدد بتلك الأرقام " زوال دولة إسرائيل " وتعدى آخر إلى " تحديد يوم القيامة "، ومن آخر ما افتروه على كتاب الله تعالى ما نشروه من أن القرآن فيه إشارة إلى " تفجيرات أبراج نيويورك "! من خلال رقم آية التوبة وسورتها وجزئها، وكل ذلك من العبث في كتاب الله تعالى، والذي كان سببه الجهل بحقيقة إعجاز كتاب الله تعالى.
ثانياً:
بالتدقيق في إحصائيات أولئك الذين نشروا تلك الأرقام وُجد أنهم لم يصيبوا في عدِّهم لبعض الألفاظ، ووجدت الانتقائية من بعضهم في عدِّ الكلمة بالطريقة التي يهواها، وكل هذا من أجل أن يصلوا إلى أمرٍ أرادوه وظنوه في كتاب الله تعالى.
قال الشيخ الدكتور خالد السبت:
قدَّم الدكتور " أشرف عبد الرزاق قطنة " دراسة نقدية على الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: " رسم المصحف والإعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الإعجاز العددي في القرآن الكريم " وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب " إعجاز الرقم 19 " لمؤلفه باسم جرار، (2) كتاب " الإعجاز العددي في القرآن " لعبد الرزاق نوفل، (3) كتاب " المعجزة " لمؤلفه عدنان الرفاعي، وخلص المؤلف إلى نتيجة عبَّر عنها بقوله:
" وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الإعجاز العددي " كما عرضتها هذه الكتب " غير صحيحة على الإطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت بإجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، وإلى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في أحد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك إلى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها.
(ص 197) دمشق، منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420هـ / 1999.
وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي، ومن ذلك قوله: إن لفظ اليوم ورد في القرآن (365) مرة بعدد أيام السنة، وقد جمع لإثبات هذا لفظي " اليوم "، " يوماً " وترك " يومكم " و " يومهم " و " يومئذ "؛ لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه! وكذلك الحال في لفظ " الاستعاذة " من الشيطان ذكر أنه تكرر (11) مرة، يدخلون في الإحصاء كلمتي " أعوذ " و " فاستعذ " دون " عذت " و " يعوذون " و " أعيذها " و " معاذ الله ".
انظر: " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " (2/ 699، 700) بيروت، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1414هـ.
وبهذا الكلام العلمي المتين يتبيَّن الجواب عن كلمة " يوم " وعددها في القرآن الكريم، والذي جاء في السؤال.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/69741/ الإعجاز%20العددي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/413)
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 05:04 ص]ـ
أدخلتُ كلمة (شهر) في مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، فطلّع لي 17 آية، و20 موضع فيه كلمة (الشهر، أشهر، شهرين). فأين الإعجاز المزعوم؟؟؟
وأما كلمة (اليوم) مفردا، ومضافا، ومجرورا، فقد ورد 451 مرة في 415 آية من القرآن!
وأما (أيام) فـ 28 مرة! (لا أدري، لعل أصحاب الإعجاز سيقولون: فيه إشارة إلى شهر فبراير الذي أيامه 28 يوما!)
قال حذيفة بن اليمان:
اتقوا الله معشر القراء! وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه شمالا ويمينا ضللتم ضلالا بعيدا!
فكيف لو رأى - رضي الله عنه - هذه الخرافة؟
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[20 - 07 - 09, 10:58 م]ـ
الأخ عصام البشير حفظك الله
قولك:
وإذا طبقنا الشيء ذاته على اليوم (أي: يوم - يوما - اليوم) نجد أن عددها 259 مرة!!
ولما لم يجد مبتدع هذه الفكرة العدد على ما يحلو له ويوافق هواه، احتاج إلى كثير من التكلف، فأدخل مشتقات أخرى مثل (أيام)، مع أنه لم يدخل (أشهر) في الحساب!!
أليس هذا من العبث؟؟
لفظة يوم مفردة لم ترد 259!!!! بل وردت 365 مرة، عدها ان رغبت من المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله ستجدها 364 وقد استدرك واحدة في المقدمة غفل عنها
ثم إن القاعدة التي تم العد بها هي واحدة في كلتا الحالتين
وليس فيه تكلف إدخال أيام، فلم تدخل اصلا بالعد، وذلك أن السنة 365 يوم وليست 365 أياما،
أما بخصوص الجنة والنار، فلا تعد كل لفظة نار إنما ما كانت مقابلة للجنة
فلا تعد مثلا (فلما اتاها نودي أن بورك من في النار ومن حولها) فهذه ليست مقصودة ولعلك فهمت المقصود
أما الأخ الكريم أبو اسحاق فقولك:
أدخلتُ كلمة (شهر) في مصحف المدينة النبوية للنشر الحاسوبي، فطلّع لي 17 آية، و20 موضع فيه كلمة (الشهر، أشهر، شهرين). فأين الإعجاز المزعوم؟؟؟
وأما كلمة (اليوم) مفردا، ومضافا، ومجرورا، فقد ورد 451 مرة في 415 آية من القرآن!
: فلعلك لم تنتبه أن البحث بهذه الطريقة غير سديد، لأنه يدخل الفاظا لاعلاقة لها باليوم (مثل: القيوم) يدخلها بنتيجة البحث لأنها تتضمن (الق يوم) وحبذا لو استخدمت المعجم المفهرس وعددتها بنفسك ستجدها مطابقة للعدد 365، والعدد 12
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[20 - 07 - 09, 11:57 م]ـ
عصام البشير:
ثم كان ينبغي - لو صح هذا التلبيس - أن يكون عدد ورود كلمة سنة أو عام مرة واحدة، لكنه في القرآن أكثر من ذلك!!
أنظر الى هذه اللطيفة:
كل (19) سنة إذن يتكون لدينا دورة للشمس والقمر معاً، فيعودان إلى الإحداثية نفسها. وقد تكررت كلمة (سنة) في القرآن الكريم (7) مرات، وتكررت كلمة (سنين) في القرآن (12) مرة. وعليه يكون مجموع تكرار (سنة وسنين) = (19) مرة. ومن الجدير بالذكر أنّ كل (19) سنة قمرية فيها (7) سنين كبيسة أيامها (355) و (12) سنة بسيطة أيامها (354).
(بسام جرار / ارهاصات الإعجاز العددي صفحة 62)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 07 - 09, 02:42 م]ـ
لفظة يوم مفردة لم ترد 259!!!! بل وردت 365 مرة، عدها ان رغبت من المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله ستجدها 364 وقد استدرك واحدة في المقدمة غفل عنها
ثم إن القاعدة التي تم العد بها هي واحدة في كلتا الحالتين
وليس فيه تكلف إدخال أيام، فلم تدخل اصلا بالعد، وذلك أن السنة 365 يوم وليست 365 أياما،
نعم بارك الله فيك، تسرعت في الحساب.
ولكن اسمح لي بهذه الملحوظات العابرة:
- هل يحتسب العاد لفظ (يومئذ)؟ إن كان لا يحتسبها، فلم يحتسب مثل قوله تعالى (يوم هم على النار)، وما مسوغ التفريق؟ فلفظ (يوم) في كليهما مضاف.
وهل يحتسب يومهم، ويومكم أم لا؟
- الذي نعرفه أن السنة المعتبرة في الشرع هي القمرية، وهي ليست 365 يوما كما لا يخفى. وكان المسلمون إلى زمن قريب لا يتعاملون بالسنة الشمسية إلا في نطاق ضيق معروف. فما الذي جر إليها لولا التكلف؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/414)
- لماذا اختير رقم 365، وما الذي جعل السنة العادية أولى بالعد من الكبيسة؟ ومن المعلوم أن جعل 365 هو عدد أيام السنة (مع زيادة يوم كل أربع سنوات) هو اصطلاح مجرد، جاء لموافقة الواقع، وقد كان يمكن تصور غيره. فالأصل الدقيق الذي لا مواضعة فيه، إنما هو أن عدد أيام السنة الشمسية 365 يوما وربع يوم تقريبا!
فكيف يحمل القرآن على مثل هذه المواضعات؟
- على فرض صحة المذكور في اليوم والشهر، فلا يرقى إلى أن يكون حقيقة علمية ثابتة إلا إن صحت نظائره، بأن يكون عدد ورود السنة أو العام مرة واحدة، وعدد ورود الساعة 8760 مرة!!
وأما أن ننتقي اليوم والشهر، ونذر ما يماثلهما، فهذا بعيد جدا عن الأسلوب العلمي، وإنما يصلح لخداع العوام.
أما بخصوص الجنة والنار، فلا تعد كل لفظة نار إنما ما كانت مقابلة للجنة
فلا تعد مثلا (فلما اتاها نودي أن بورك من في النار ومن حولها) فهذه ليست مقصودة ولعلك فهمت المقصود
نعم، فهمت أن هذا يدل على ما أشرت له من التماثل في ذكر الجنة وأهلها، وذكر النار وأهلها.
فهذا مبحث تفسيري لا علاقة له بالأعداد والحساب.
كل (19) سنة إذن يتكون لدينا دورة للشمس والقمر معاً، فيعودان إلى الإحداثية نفسها. وقد تكررت كلمة (سنة) في القرآن الكريم (7) مرات، وتكررت كلمة (سنين) في القرآن (12) مرة. وعليه يكون مجموع تكرار (سنة وسنين) = (19) مرة. ومن الجدير بالذكر أنّ كل (19) سنة قمرية فيها (7) سنين كبيسة أيامها (355) و (12) سنة بسيطة أيامها (354).
هذا بالضبط ما نقوله ..
التكلف والانتقاء، وتحديد النتائج سلفا، كما في المقال الذي نقله الأخ (مختار الديرة):
(وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل إثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ إلى النتائج المحددة سلفاً).
كان ينبغي أن تكون (سنة) مذكورة في القرآن مرة واحدة، كما ذكر الشهر واليوم عدد وجودهما في السنة.
فلما لم يستقم ذلك، فزع هؤلاء الحسبة إلى هذه الحذلقة السمجة، المعتمدة على العدد 19، وهي شنشنة نعرفها من أخزم ..
وقد حذر جمع من المتخصصين من هذا العدد والطائفة التي تقف وراء تعظيم شأنه ..
ثم ما رأيك يا أخي فيما نقلته آنفا عن ذك المغني الأمريكي المشهور - وما نقلت إلا بعضه -، أليس شبيها بما يقوله أهل الإعجاز العددي؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 07 - 09, 03:10 م]ـ
ويضاف إلى ملحوظاتي حول حساب (اليوم) ما يلي:
- ليس كل يوم ذكر في القرآن، معناه اليوم الذي إذا جمع منه 365 كان سنة واحدة.
فليس منه مثلا قوله تعالى: (ويوم عند ربك كألف سنة مما تعدون) ..
ولا قوله سبحانه: (ملك يوم الدين).
ويخشى إن حسب مثل هذا، أن يكون ذلك توطئة لتكذيب القرآن، الذي يبين بوضوح الفرق بين أيام الدنيا وأيام الآخرة.
فكيف احتسبت النار التي في مقابل الجنة فقط، ولم تحتسب نار الدنيا، واحتسبت في اليوم (الذي من المفروض أن يكون قسما من الشهر) كل يوم صادفته، ولو كان من أيام الآخرة، التي ليست داخلة في حساب الأشهر والأعوام الدنيوية!!
وأيضا في مثل قوله تعالى (يوم هم على النار يفتنون)، هذا لمطلق الزمن ..
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 06:25 م]ـ
الأخ عصام البشير حفظك الله ...
لفظة يوم مفردة لم ترد 259!!!! بل وردت 365 مرة، عدها ان رغبت من المعجم المفهرس لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله ستجدها 364 وقد استدرك واحدة في المقدمة غفل عنها
أما الأخ الكريم أبو اسحاق ...
: فلعلك لم تنتبه أن البحث بهذه الطريقة غير سديد، لأنه يدخل الفاظا لاعلاقة لها باليوم (مثل: القيوم) يدخلها بنتيجة البحث لأنها تتضمن (الق يوم) وحبذا لو استخدمت المعجم المفهرس وعددتها بنفسك ستجدها مطابقة للعدد 365، والعدد 12
أحسن الله إليك، نبهتني على الخطأ في طريقة البحث! فعاودت النظر في نتائج البحث واحدة واحدة لأخرج الكلمات التي لا علاقة لها باليوم. فوجدت كلمة (القيوم) فقط، وردت في ثلاثة مواضع. ووردت كلمة (يومين) في ثلاثة مواضع أيضا، فلا أدري، هل تحسب؟ وإذا حُسبت، هل تحسب مرتين مرتين لكونها مثنى، أو مرة واحدة؟
لنقول - تنزلا - أنها لا تٌحسب، ومع ذلك يبقى عدد المواضع: 445 موضعا!
لا يتم جعل العدد 365 إلا إذا لم يُحسب (يومئذ) الوارد 70 مرة، و (يومكم) الوارد 5 مرات، و (يومهم) الوارد 5 مرات. وهذا تحكّم محض. لمَ لا تُحسب هذه المركبات الإضافية، حين قد حسب نظائرها نحو: (يوم الحسرة) و (يوم القيامة) و (يوم يلقونه) و ...... و ........ ؟
مع أنه كما أشار الأخ - عصام بشير - بعض ما لم يُحسب من نحو (يومئذ) أولى بالعد من نحو (يوم القيامة) إذ الأول من أيام الدنيا التي تتكون منها السنة، وأما الأخرى فليست من أيام السنة التي عددها 365!
إذن هي عملية فيها تحكّم وتعسف للإتيان بالعدد المطلوب!
أما الأشهر، فالعدد 20: 12 مرة للمفرد، مرتان للتثنية (شهرين)، 6 مرات للجمع (أشهر)!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/415)
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 05:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واقتفى أثره إلى يوم أن نلقاه وبعد.
الإخوة الأحبة:
إن الكلام على ما يقال عنه الإعجاز العلمي ومنه العددي، فيه نزاع لا يخفى على طالب العلم من حيث أصل وجوده بهذا المسمى.
بيد أن الذي يخفى على كثير من الناس في هذا الباب أن المضمون العلمي الموجود في القرآن والسنة على السواء يعد في منطوقه وبيانه من القوانين العلمية التي يقوم عليها الخلق وفق قانون السببية الذي أوجده الله تبارك وتعالى فيه وهو لا يتغير ولا يتبدل.
أما ما يدخل على باب الاجتهاد والظنيات فهو لا يعد دليلا معتبرا في الباب العلمي اليقيني، لأنه خاضع للنظريات ولا تنطبق عليه شروط القوانين، ومن جملة ذلك ما يسمى بالإعجاز العددي.
وليس الغرض الآن تناول نقضه وبيان فساده، بل الغرض بيان بطلان دعوى ذاك الرافضي في دعواه، لا على باب التتبع إذ لك يطول دون فائدة ولا جدوى علمية ولا شرعية وإليك بيان فساد قوله بمجرد النظر في بعض كلامه.
أولا: إن عود الرافضي إلى آيات القرآن والاحتجاج به على المسلمين من أهل السنة، فيه رد وإبطال لدعوى الروافض الطاعنين فيه.
ثانيا: إن من المعلوم أن مسألة الإمامة عند الرافضة تعد من المسائل النصية، بيد أننا نرى الكاتب هنا يعتبرها لغزا محيرا يحتاج إلى حاسوب للجمع والطرح، وعالم في الرياضيات يصحح ويخّطيء.
ثالثا: إن الرافضي جاء بطريقته الحسابية للتدليل على وجود الأئمة الاثنى عشر عدديا وهذا لو صح لما كان منصوصا عليه وفق ما يدعيه أئمة الشيعة الروافض، بل يمكن أن ينازعهم غيرهم من الطوائف في تعيين المراد بالاثنى عشر.
رابعا: إن قول الرافضي (ورد لفظ "إمام" ومشتقاته في القرآن 12 مرّة وهذا العدد مطابق لعدد الأئمة المعصومين الاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم الإمام المهدي (عج)).
قلت: لي على هذا الكلام ملاحظات: إن معنى الإمامة في المقصد الشرعي إذا نسب إلى أمة التوحيد وقادتها يكون موضعه موضع مد لا ذم.
لكننا نرى هذا الدعي قد أدخل في عموم حسابه ليصل إلى الإثنى عشر عدا قد أدخل أأئمة الضلالة والنار في حسبته كما في قول الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ} (41) سورة القصص.
وقوله تعالى: {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} (12) سورة التوبة.
الملاحظة الثانية: لقد ذكرالرافضي في حجته ما لا علاقة له بمعنى الإمامة العامة أصلا كما في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً {74} الفرقان.
الملاحظة الثالثة: أن الدعي الرافظي قد ذكر الأئمة الاثنى عشر بلا بين ولا دليل محمك بل افترض أن الآيات تتكلم عنه، وفي أقل الأحوال نقول بل هم أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وووو.
فزال الإشكال إذ هؤلاء هم السادة وهم أئمة الهدى المتبعون سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
خامسا: قال الرافضي: (وردت عبارة هم المفلحون في القرآن الكريم 12 مرّة في الآيات التالية).
قلت: لي عليه ملاحظات:
الأولى: قوله (وردت كلمة عبارة وهم المفلحون). بما أن المتكلم رافضي فلا بد من التنبه على أصل عقيدته في القرآن وهو أنه عبارة عن كلام الله كما هو على أصول الأشاعرة ومن قبل المعتزلة
الثانية: إن هذه الكلمة لا تتناسب مع عموم ما جاء في كلمة (أئمة) إذ يتنافى الفلاح مع أئمة الكفر والنار.
الثالثة: أن هذا الرجل لما حسب كلمة أمام، جمعها ومشتقاتها، لكننا نراه هنا استثنى المشتقات والاشتقاقات، بدون قاعدة ولا حجة، ولو فعل لبلغ العدد عنده على ما يقارب (40) كلمة، لكن ذلك لا يناسبه.
وكذا القول في كل ما ادعاه وزعمه في التدليل على مذهبه وهو من الباطل المذكور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/416)
ولكن السؤال لم لم يذكر السنة وما فيها من التدليل على مراده:
أولا: لأنه لا يؤمن بها.
ثانيا: لأن الرقم العددي لن يسعفه في ذلك.
وبالله التوفيق.
ـ[محمدالتهامي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:18 م]ـ
سبحان الله. .
غفل عن هذه الأعداد ابن مسعود رضي الله عنه. . وغابت عن ذهن ابن عباس رضي الله عنه. .
وفاتت على أئمة التفاسير ,.
والله لو كان خيراً لسبقونا إليه , منذ متى والأعداد يُأخَذ َمنها شرعةً ومنهاجا. .
آيات تتكلم عن الوعيد , وذاك يعد ويحسب. .
سبحان الله سبحان الله سبحان الله.
رعاك الله أخي عبدالرحمن.
وعلماء الصحابة لا شك أنهم سباقون وأنهم الأخيار وأدرى الناس بالتنزيل وقد رضي الله عنهم .. و .. الخ، ولكن وعلى جلالة قدرهم -رضي الله عنهم أجمعين-: لا يصح أن نحكم على أن مافاتهم بالضرورة لا بد أن يفوت غيرهم، وهكذا من العلماء الأمثل فالأمثل، وذلك لعدة أسباب منها:
- القرآن كتاب الله الخالد المعجز يتناسب مع كل عصر ومصر وبيئة، فما فهمه أقوام في زمن ما، قد يفهم آخرين غيره في زمانهم، دون أن يعني ذلك مناسبتهم أكثر لأحدهم.
- القرآن في المقام الأول كتاب هداية، ولكنه معجز على الاطلاق فلا يمنع أن يحوي الكثير من صور الإعجاز، ومنها العددي، ولكن ليس عن طريق الاسقاط، إنما بالاكتشاف النابع من التدبر، وقوة التأمل، وعمق النظر، المستند للقواعد، والبراهين العلمية الشرعية أو المادية وعلى اختلاف تنوعها إجمالا.
- أن باب الاجتهاد مفتوح، والوحي بجناحيه لا تنقضي عجائبه، فلا نضيق واسعا.
وعموما فلا ينبغي على منصف رد علم من العلوم دون ترو، إنما يحق له رد مالا يستقيم من نتائجه ومباحثه الخالية من الأدلة، والمفتقرة للمنهجية.
واسمح لي -أخي الكريم- رد تساؤلك في قولك:" منذ متى والأعداد يُأخَذ َمنها شرعةً ومنهاجا"؟
والحقيقة أن الأمر بخلاف قولك، فالأعداد يؤخذ منها شرعة ومنهاجا، بل هي من القطعيات المعلومة لطلبة العلم، ويكفي القول أن الواحد من الأرقام، قامت عليه أمر الدنيا والآخرة. وخلق الخلق لتأكيد دلالته.
أعلم أنك لم تقصد بسؤالك الكريم هذا الجانب ولكن إطلاقه يقتضي هذا الرد. ولعلك تقصد خطا المنهجية في الإجراءات العددية للآيات القرآنية، وتحميلها غير ما تحتمله من المعاني في ذلك.
وعليه فالاعداد وعلم العدد وصولا إلى الاعجاز العددي لا يجوز رده كله، ولا قبوله كله، إنما يرد ما افتقر للأدلة، وانعدم القواعد، أو بُني -كما فعل البعض- ليوافق هوى، أو يرجح عقيدة فاسدة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:38 ص]ـ
إن قلنا بهذا الأمر ففعلا الأئمة اثني عشر لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا حق، فلا تقوم الساعة حتى يكون اثني عشر خليفة كلهم من قريش لكن ليس كما تزعم الشيعة هداهم الله
ـ[جمال الجزيرى]ــــــــ[27 - 09 - 09, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال النبى المعصوم صلى الله عليه و سلم " (افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة) رواه أبو داود من حديث أبى هريرة (). ... يا أهل السنة النبوية لاتغرنكم الأرقام لإنها ليست داله على شئ ولايوجد لها نص شرعى يستند إليه من القرآن أو السنة المطهرة فلم هذا الجزع بل على العكس هى إرادة المولى عز وجل: حملة العرش 8 , ملائكة العذاب 19 , والجنة و النار لكل منها أبواب 7 ... وغيرها كثير
إخوانى الأرقام لاتدل إلا على إرادة الله عز وجل واختياره فاتقوا الله عباد الله و قديما ً ظن الشيخ / محمد عبدة رحمه الله عند اكتشاف الكواكب أنها هى السموات السبع وفرح جدا ً وخاب ظنه بعد اكتشاف ما يزيد عن سبعة
إخوانى نحن لنا عقيدة راسخة ولا نعبد الله ونحن على حرف ينقلب بنا والعياذ بالله لمجرد أرقام ليس لنا معناها أو تأويلها .. تمسكوا بكتاب الله وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فأنتم على صراط مستقيم.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[يوسف الفلسطيني]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:11 ص]ـ
اللهم ارزقنا قراءة القرءان و حفظه وفهمه وتدبره والعمل بما فيه على الوجه الذي يرضيك عنا
ـ[أحمد أبو الأنوار]ــــــــ[04 - 10 - 09, 06:17 ص]ـ
اذا استدلو على العدد 12 باعداد ائمتهم
استدلينا نحن بصحة كتب الحديث عندنا ممن ذكروا حديث الاثني عشر اميرا
ويكون لزاما عليهم اخذ الحديث منا
تعليق اخر
عدد أيام السنة الشمسية 365 يوما وربع يوم
فمن اين ياترى سيحسبون ربع اليوم هذا؟
تعليق اخير
مرة قلت لرافضي في حوار حول الهجرة ان اية الغار تجد فيها اسم سيدنا ابو بكر ومرتبته الصديقية وكنيته عتيق واسم ابائة واجداده واسم عائلته
هكذا = ابو بكر الصديق عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب التيمي عتيق النار
وحبا في الامام علي رضي الله عنه لم اشاكسه واقول لا تجد فيها اسم سيدنا علي الثنائي (علي بن ابي طالب)
فلم ينفع معه هذا الاثبات لكي يتطور ويرتقي على الاقل الي شيعي كخطوة اولى!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/417)
ـ[الكبيسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:20 ص]ـ
التلاعب من أصحاب الأهواء ليس جديداً ولا عجيبا.
لقد تلاعب صاحب فكرة الإثنى عشر في الأرقام والآيات انتصارا بالباطل لمذهبه
فمثلاً:
الوصية ومشتقاتها لم ترد اثنا عشر مرة فقط، وبعض الآتي صريح في لفظ (الوصية)!
أغفل ما يأتي:
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (240) سورة البقرة
{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا} (11) سورة النساء
تكرر لفظ الوصية ومشتقاته ثلاث مرات في هذه الآية.
آية النساء التي ذكرها، واعتبرها مرة واحدة!، تكرر فيها لفظ الوصية ومشتقاته سبع مرات!!!!:
{وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} (12) سورة النساء
{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ} (106) سورة المائدة
{فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} (50) سورة يس
على اعتبار أنها من مشتقات الوصية
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (132) سورة البقرة
{كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين} (180) سورة البقرة
ـ[الكبيسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:28 ص]ـ
كما ذكرت فإن التلاعب ولي أعناق الأدلة من أصحاب الأهواء أمر شائع متكرر
لكن العجيب من صاحب الإثنى عشر استدلاله على الإمامة والأئمة بأئمة الكفر، والأئمة الدعاة إلى النار،
في قول الله تعالى:
{وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} (12) سورة التوبة
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ} (41) سورة القصص
ـ[الكبيسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:10 ص]ـ
الاصطفاء ومشتقاته، لم ترد اثنا عشر مرة فقط، فقد أغفل ما يأتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/418)
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} (130) سورة البقرة
{أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ} (153) سورة الصافات
ـ[الكبيسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:14 ص]ـ
لفظ العصمة ومشتقاته لم يذكر اثنا عشر مرة فقط، فقد أغفل ما يأتي:
{وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} (10) سورة الممتحنة
ـ[الكبيسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:26 ص]ـ
البر ومشتقاته: أغفل الكثير، ومن ذلك:
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (177) سورة البقرة
{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (189) سورة البقرة
تكررت لفظة (البر) مرتين
{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (92) سورة آل عمران
{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة
وأدخل فيها ما قد لا يكون منها، في قوله تعالى:
{إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (28) سورة الطور
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:17 م]ـ
سبحان الله
الله يفقهنا في الدين
ـ[محمد العداوي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 05:30 ص]ـ
الله يفقهنا في الدين،،،،،،،،،،،،،، آمين
ـ[عبدالله الرويلي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إعجاز علمي و إعجاز عددي في سورة الحديد
في هذه السورة إعجاز علمي و إعجاز عددي في آية واحدة،
أما الإعجاز العلمي فهو قول الله جل وعلا: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) فكنت أقول الله يخبرنا عن أن الحديد نزل من السماء، لكن نحن نستخرج الحديد من الأرض، فكان المقدَّر أن يقال خلقنا الحديد لا (أنزلنا الحديد) ووجدنا بعض المفسرين –رضوان الله عليهم- يقولون يعني –جزاهم الله خيراً- أنزلنا بمعنى خلقنا، فيرد عليهم آخرون من المفسرين قالوا: لا، لو أراد الله أن يقول خلقنا لقال خلقنا ولكنه قال أنزلنا، فلما قابلت البروفيسور (أرمسترونج) من أميركا وهو أحد أربعة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وسألته هذا السؤال قلت له: أخبرني كيف خلق الحديد في الأرض؟ قال: الحديد يستحيل أن يكون خلق في الأرض، الحديد لابد أن يكون قد خلق في السماء ونزل إلى الأرض، لماذا؟ قال: لأن تكوين ذرة حديد واحدة لما حسبناها وجدنا أنها تحتاج إلى طاقة مثل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، فالحديد عنصر وافد من الكون.
أما الإعجاز العددي يقول بعض الباحثين: نحن عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف .. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف 57، فيقولون الوزن الذري .. الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57،
ثم يقولون العدد الذري. للحديد هو 26، و آية الحديد في سورة الحديد رقمها 26 إذا حسبنا البسملة آية، فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟!
نقل بتصرف
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 10 - 09, 02:51 م]ـ
أما الإعجاز العددي يقول بعض الباحثين: نحن عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف .. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف 57، فيقولون الوزن الذري .. الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57،
ثم يقولون العدد الذري. للحديد هو 26، و آية الحديد في سورة الحديد رقمها 26 إذا حسبنا البسملة آية، فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟!
نقل بتصرف
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل
سيكون هذا من قبيل الإعجاز حقا، لو توفر ما يأتي:
- أن يتحقق نظيره في المواضع الأخرى التي ذكر فيها (الحديد)، كقوله تعالى: (وألنا له الحديد).
- أن يتحقق نظيره في أنواع المعادن الأخرى كالنحاس والذهب والفضة.
- أن يوجد نوع مناسبة بيانية أو عقلية أو شرعية بين الرقم الذري ورقم الآية!!
وإلا فإن هذا من العبث المحض، وتحميل الكلام ما لا يحمل.
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/419)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 10 - 09, 03:15 م]ـ
أما الإعجاز العددي يقول بعض الباحثين: نحن عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف .. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف 57، فيقولون الوزن الذري .. الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57،
ثم يقولون العدد الذري. للحديد هو 26، و آية الحديد في سورة الحديد رقمها 26 إذا حسبنا البسملة آية، فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟!
نقل بتصرف
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل
سيكون هذا من قبيل الإعجاز حقا، لو توفر ما يأتي:
- أن يتحقق نظيره في المواضع الأخرى التي ذكر فيها (الحديد)، كقوله تعالى: (وألنا له الحديد).
- أن يتحقق نظيره في أنواع المعادن الأخرى كالنحاس والذهب والفضة.
- أن يوجد نوع مناسبة بيانية أو عقلية أو شرعية بين الرقم الذري ورقم الآية!!
وإلا فإن هذا من العبث المحض، وتحميل الكلام ما لا يحمل.
ثم ما قولنا في قوله تعالى (وأنزل لكم من الأنعام)؟
وهل سئل (البروفيسور أمسترونج) عن الأنعام أيضا؟
ـ[المنشاوي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 12:12 ص]ـ
أحسنتم أثابكم الله
ـ[عبدالله الرويلي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:25 ص]ـ
الاخ عصام البشير وفقك الله
سورة الحديد هي السورة الوحيده في القرآن الكريم التي تحمل اسم احد العناصر (الحديد)
لعل هذا الرابط يفيد
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=86491
جزاك الله خير
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:38 م]ـ
الشيعة احمق من عرفت البشرية
فهم شر من وطئ الحصى قوم يقال لهم الرافضا
ـ[الشاوي ابو علوش]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:29 م]ـ
جزاكم الله بكل خير
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[رامى محمد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:20 ص]ـ
سبحان الله يتركون المحكم ويتبعون هذا!
ثم إن هناك حديثًا رواه الإمام مسلم -رحمه الله- عن جابر بن سمرة -رضى الله عنه- أن النبى صلى الله عليه وسلم قال:
"إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة. قال: ثم تكلم بكلام خفي علي. قال فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش"
وقد كان بالفعل، فلماذا لا يحمل الروافض استدلالاتهم على هذا؟!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - 10 - 09, 09:11 ص]ـ
والحقيقة أن أعداده مقنعة كما كانت الاعداد البهائية مقنعة من قبل
غير صحيح بارك الله فيك!
أعداده وأعدادهم غير مقنعة!
والأمر من بديهيات علم الإحصاء!
إذا بحثت عن (المفلحون - المؤمنون - الصابرون - الصادقون - إلخ)
فستجد إحداها قد تكررت 12 مرة!
أو 19 مرة
أو سبع مرات!
أو أي عدد مقرر من قبل!
ومن جهة أخرى فكل لفظة يمكن إيجاد أرقام كثيرة لها
مثلا لفظة (القيوم) في آية الكرسي:
* عدد حروفها (ستة)
* عدد حروفها باعتبار الشدة (سبعة)
* عدد حروفها بدون اعتبار ال (أربعة أو خمسة)
* عدد حروفها بحساب الجمّل
* ترتيبها ضمن كلمات الآية
* ترتيبها ضمن كلمات السورة
* ترتيبها ضمن كلمات المصحف
* رقم آيتها
... إلخ إلخ
أعدد لا حصر لها يمكن استخراجها
وسيصلح بعضها للغرض المقرر سلفاً، لا محالة!
وأصحاب الإعجاز العددي يأخذون بما يوافق الغرض ويتجاهلون أضعاف أضعافه مما لا يوافق الغرض!
مثل كلمة الحديد التي أشار لها أحد الإخوان
يعتبرونها في سورة الحديد ويتجاهلونها في سبأ
ويسوّغون الاعتبار أو التجاهل بمسوّغ ما يخترعونه بعد أن قرروا ما يصلح وما لا يصلح!
كالقول بأن السورة اسمها الحديد!
ولو أن العكس يوافق المطلوب لعكسوا
ويخترعون قواعد جديدة لكل لفظة!
هذه باعتبار البسملة، وتلك من غير اعتبار البسملة!
وهذه برقم السورة من أول المصحف، وهذه برقمه من آخره!
هذا غير التلاعب بالأرقام للوصول إل المطلوب!
هذه الطريقة يسمونها بالإنجليزية (رحلة صيد!)
من طلب شيئاً ما سيجده!
كما لو اعتقل الحاكم رجلاً وذهب يفتش عن تهمة ليسجنه عليها فسيجد شيئا ما في الغالب، ولو مخالفة مرور أو ماء يخرج من بيته إلى الشارع، أو أو أو ...
وطبعاً هناك الألوف قد وقعت منهم نفس المخالفة ولم يعتقلهم الحاكم!
الحل معروف في علم الإحصاء:
* نتفق على المعايير الدقيقة مقدما بحيث لا يحصل أي اختلاف عند التطبيق
* نأخذ عينة عشوائية كافية من ألفاظ القرآن (خمسين لفظة مثلاً)، أو نحصر جميع الألفاظ المقصودة إذا كان عددها قليلاً
* نطبق المعايير وننظر في النتائج!
* هناك معايير إحصائية تقرر هل النتائج من النوع العادي الذي يقع بالصدفة، أم من النوع الذي له مغزى
فنقول مثلا:
إذا جاءت (أنزلنا) بهذه الصيغة فقط وليس بأي صيغة أخرى، فإن رقم الآية يطابق الوزن الذري للفظة المذكورة بعد (أنزلنا)!
هل قالوا ذلك؟
لا!
لقد وجدوا الرقم ثم اخترعوا القاعدة!
المشكلة أن تسعة أعشار الناس على الأقل لا يعرفون علم الإحصاء معرفة صحيحة، ولا يعترفون بأنهم يجهلونه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/420)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
1 - هذه طريقة اليهود في حساب الجمل الذي يستخدمونه في التوراة (إذن هذا دليل على يهودية أصل الشيعة)
2 - الكلام هذا كله ينسف عندما تذكر الشيعة بأنهم يقولون أن القرآن محرف!
3 - كيف غاب عن الله (سبحانه عما يقولون) أن يذكر هذه الأعداد عن الأئمة و لم يذكر أسماءهم في القرآن ولا حتى أسم علي و لا الحسن ولا الحسين و لا فاطمة ...
إلى لقاء ....
ـ[عصام البشير]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:00 م]ـ
ومن جهة أخرى فكل لفظة يمكن إيجاد أرقام كثيرة لها
..
أعداد لا حصر لها يمكن استخراجها
وسيصلح بعضها للغرض المقرر سلفاً، لا محالة!
وأصحاب الإعجاز العددي يأخذون بما يوافق الغرض ويتجاهلون أضعاف أضعافه مما لا يوافق الغرض!
ويسوّغون الاعتبار أو التجاهل بمسوّغ ما يخترعونه بعد أن قرروا ما يصلح وما لا يصلح!
هذه الطريقة يسمونها بالإنجليزية (رحلة صيد!)
من طلب شيئاً ما سيجده!
كما لو اعتقل الحاكم رجلاً وذهب يفتش عن تهمة ليسجنه عليها فسيجد شيئا ما في الغالب، ولو مخالفة مرور أو ماء يخرج من بيته إلى الشارع، أو أو أو ...
وطبعاً هناك الألوف قد وقعت منهم نفس المخالفة ولم يعتقلهم الحاكم!
الحل معروف في علم الإحصاء:
* نتفق على المعايير الدقيقة مقدما بحيث لا يحصل أي اختلاف عند التطبيق
* نأخذ عينة عشوائية كافية من ألفاظ القرآن (خمسين لفظة مثلاً)، أو نحصر جميع الألفاظ المقصودة إذا كان عددها قليلاً
* نطبق المعايير وننظر في النتائج!
* هناك معايير إحصائية تقرر هل النتائج من النوع العادي الذي يقع بالصدفة، أم من النوع الذي له مغزى
فنقول مثلا:
إذا جاءت (أنزلنا) بهذه الصيغة فقط وليس بأي صيغة أخرى، فإن رقم الآية يطابق الوزن الذري للفظة المذكورة بعد (أنزلنا)!
هل قالوا ذلك؟
لا!
لقد وجدوا الرقم ثم اخترعوا القاعدة!
المشكلة أن تسعة أعشار الناس على الأقل لا يعرفون علم الإحصاء معرفة صحيحة، ولا يعترفون بأنهم يجهلونه!
أحسنت بارك الله فيك.
وليت المفتونين بهذا الذي يسمونه (إعجازا عدديا) يتأملون هذا الكلام ..(3/421)
القرآن الكريم بصوت الشيخ المنشاوي نقي جدا وواضح
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[02 - 10 - 06, 10:09 ص]ـ
استمع أو احفظ القرآن الكريم كاملا بصوت الشيخ المنشاوي في غاية النقاء
http://www.ashefaa.com/files/quraan/Minshawe.html
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
رائع
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[05 - 10 - 06, 03:09 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا
ـ[أبو المنذر النقاش]ــــــــ[06 - 12 - 06, 09:31 ص]ـ
وجزاكم وبارك فيكم أخي الحبيب.
ـ[جمعه بن آل طاحون]ــــــــ[08 - 12 - 06, 05:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى الحبيب
ـ[ياسر ابو صهيب]ــــــــ[19 - 12 - 06, 06:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى الحبيب
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:06 ص]ـ
طيب هل يوجد مصحف الإذاعة على الشبكة؟ مصحف صوت القاهرة؟
ـ[العبدلي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:52 م]ـ
بارك الله فيكم(3/422)
مادى صحة رواية خلف عن حمزة!!!!!!!!!!!!
ـ[محمد المهديك]ــــــــ[03 - 10 - 06, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أود أن أعرف مادى صحة رواية خلف عن حمزة عند أهل الحديث و هل سندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح لا شك فيه
لأنني سمعت أحد الأخوة يذكر ان من أعلام الجرح و التعديل من نعت حمزة بالكذب ما وجدت في ذلك أثر
و الله أعلم
أفيدونا جزاكم الله خير
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 02:06 ص]ـ
أخي الكريم
تجد الجواب على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10170&highlight=%DE%D1%C7%C1%C9+%CD%E3%D2%C9
ونرجو من الإخوة الفضلاء البحث جيدا في الملتقى قبل إيراد موضوع جديد، وبالله التوفيق.(3/423)
سؤال لأهل تحريرات طيبة النشر
ـ[أم معين]ــــــــ[03 - 10 - 06, 06:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الإخوة الأفاضل ..
واجهتني بعض المسائل المتعلقة بالقراءة في طيبة النشر
فأريد من المقرئين أن يرشدوني إليها في كتب التحريرات, وعلى ماذا جرى العمل؟؟
المسألة الأولى:
ففي نحو قوله تعالى (شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط)
إذا اجتمع مد منفصل مع الإدغام الكبير
ففي حال الجمع:
نبتدأ بالقصر لمن له القصر, ثم نعطف الإدغام الكبير لأبي عمرو ويعقوب
ثم نقرأ بالتوسط
وبعدها ..............
هل نعطف الإدغام في (هو والملائكة) لأبي عمرو ويعقوب
بمعنى آخر:
هل يتأتى الإدغام الكبير على التوسط؟؟ وهل هو خاص لأبي عمرو دون يعقوب؟؟
فقد وجدت في الروض النضير ماقوله:
وإدغام يعقوب اخصصن بقصره* نعم مابه خصوا رويسهم فلا
أي أن الإدغام الكبير يختص ليعقوب بالقصر في المنفصل إلا ماذكر بعينه لرويس في الطيبة فلايختص به ... ثم ذكر المتولي في الروض بعد عدة أسطر تحت شرح البيت السابق ومابعده
(وقد أخذنا ليعقوب بالمد أيضا مع الإدغام , وطريق النشر هو الأول ..
فهل نقرأ بالإدغام الكبير على المد (التوسط) سواء لأبي عمرو ويعقوب, أم هو وجه ممتنع لهما من التحريرات؟
المسألة الثانية:
تختص بالبدل وذات الياء للأزرق عن ورش
فهل نعمل بالإطلاق فيهما , أم نتبع فيها تحريرات الشاطبية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 10:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
المسألة الأولى:
هل يتأتى الإدغام الكبير على التوسط؟؟ وهل هو خاص لأبي عمرو دون يعقوب؟؟
فهل نقرأ بالإدغام الكبير على المد (التوسط) سواء لأبي عمرو ويعقوب, أم هو وجه ممتنع لهما من التحريرات؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالذي قرأت به على مشايخي أن الإدغام الكبير لأبي عمرو لا يأتي إلا على القصر من الروايتين، ويمتنع الإدغام الكبير على التوسط لأبي عمرو.
وأما يعقوب فيأتي له الإدغام الكبير على القصر والتوسط من الروايتين
وبعض المحررين منع الإدغام الكبير على التوسط لرويس وأجازه لروح فقط، لكن الذي قرأنا به أنه لرويس وروح كليهما
المسألة الثانية:
تختص بالبدل وذات الياء للأزرق عن ورش
فهل نعمل بالإطلاق فيهما , أم نتبع فيها تحريرات الشاطبية؟
العمل على الإطلاق أي ثلاثة البدل تجوز على فتح وتقليل ذوات الياء فهي ستة أوجه كلها جائزة، ولا يعمل بتحريرات الشاطبية من منع التقليل على القصر ومنع الفتح على التوسط، فهذان الوجهان غير ممنوعين على الصحيح عند محرري الطيبة، والله أعلم.
ـ[أم معين]ــــــــ[03 - 10 - 06, 05:00 م]ـ
الشيخ الفاضل المفضال
الشيخ وليد السلمي -سلّمك الله-
لقد أجدت وجودت
جزاك الله خيرا , ونفع بك
لكن هل هناك أدلة من كتب التحريرات
ذكرت مثل ذلك
ـ[أم معين]ــــــــ[03 - 11 - 06, 03:07 م]ـ
سؤال أخر
أرجو التكرم بالإجابة عليه
السؤال:
هل تمتنع الغنة في اللام والراء عند الإدغام الكبير لأبي عمرو ويعقوب؟؟
ـ[عبد الحكيم المقرئ]ــــــــ[20 - 01 - 10, 03:06 م]ـ
سؤال أخر
أرجو التكرم بالإجابة عليه
السؤال:
هل تمتنع الغنة في اللام والراء عند الإدغام الكبير لأبي عمرو ويعقوب؟؟
السلام عليكم
مدرسة المنصوري والطباخ والإبياري والخليجي وغيرهم:
يأخذون في حالة الإظهار بالغنة وعدمها.
وفي حالة الإدغام بمنع الغنة.
والحكم لأبي عمرو ويعقوب معا
ومدرسة الأزميري و المتولي وعمر والزيات وغيرهم:
تجوز الغنة لأبي عمرو علي الإدغام الكبير
وتجب الغنة ليعقوب علي الإدغام،، وتمتنع الغنة في الراء دون اللام لرويس
وهذا ما عليه أكثر القراء الآن.
ولكن تبقي عبارة ابن الجزري في غنة النون الساكنة والمتحركة مشكل حيث قال: وبعدم الغنة عن أبي عمرو في الساكن والمتحرك قرأت وبه آخذ) ا. هـ 2/ 29 والله أعلم
والسلام عليكم(3/424)
طلب ترجمة للشيخ الأخضر
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 12:51 م]ـ
الاخوة في الملتقى من يعرف ترجمة الشيخ ابراهيم الاخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي؟
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 01:55 م]ـ
الاخوة في الملتقى من يعرف ترجمة الشيخ ابراهيم الاخضر شيخ القراء بالمسجد النبوي؟
لقد قرأت منذ أيام ترجمته من موقع النوادر www.sohari.com
ستجدها هناك إن شاء الله
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 07:52 م]ـ
إبراهيم الأخضر
هو: إبراهيم بن الأخضر القيم، ولد في المدينة المنورة عام 1364هـ، نشأ بها وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث درس في مدرسة دار الحديث، ثم مدرسة النجاح، فالمعهد العلمي، ثم المدرسة الصناعية الثانوية.
حفظ القرآن الكريم على الأستاذ عمر الحيدري، وقرأه على شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف/ الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر برواية حفص، ثم قرأ عليه القراءات السبع.
وقرأ وتتلمذ على عدد من المشايخ، منهم: الشيخ عامر بن السيد عثمان، والشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات، وتتلمذ كذلك على الشيخ عبد الفتاح القاضي وقرأ عليه القراءات العشر، وتتلمذ في العقيدة والفقه واللغة على الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان.
مارس العديد من الوظائف والمهام، حيث ابتدأ حياته العملية مدرساً في التعليم الصناعي، فمدرساً بمدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم في المدينة المنورة، ثم إماماً في المسجد الحرام.
بعد ذلك عين برتبة أستاذ مساعد في كلية القرآن الكريم وكلية الدعوة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ودرس في المعهد العلمي للدعوة الإسلامية التابع لجامعة الإمام.
ومنذ عام 1406هـ ولمدة تسع سنوات، شارك بالإمامة في المسجد النبوي الشريف، وقد تتلمذ عليه في القراءات الكثير من الطلبة داخل المملكة وخارجها.
له نشاط كبير في مجال تحفيظ القرآن الكريم والخدمات الاجتماعية، وهو عضو في عدد من اللجان والجمعيات، ومنها:
جماعة تحفيظ القرآن.
الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية.
لجنة التحكيم المحلية والدولية لمسابقة القرآن الكريم التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
كما إن له نشاطاً إعلامياً وأدبياً إذ شارك في عدد من الحلقات الإذاعية والتلفزيونية، وألقى العديد من المحاضرات في منتديات علمية مختلفة، وكذلك له تسجيلات قرآنية وأشرطة كاسيت في معظم مكتبات العالم الإسلامي.
---------------------------
المصدر:
خطاب من صاحب الترجمة.
http://al-madinah.org/arabic/54.htm
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[26 - 10 - 06, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ ابراهيم.(3/425)
هل طلبة العلوم الشرعية مقصرون في حق علم تدبر القرآن أكثر من كل علم آخر؟
ـ[محمد سالم الجبوري]ــــــــ[03 - 10 - 06, 01:39 م]ـ
السؤال:
هل طلبة العلوم الشرعية مقصرون - في الجملة - في حق علم تدبر القرآن أكثر من كل علم آخر؟
وإذا كان الأمر كذلك فما هي أسبابه؟
وكيف يحصل تدارك هذا الخلل؟
أرجو أن تنالَ هذا الموضوعَ الخطيرَ عنايةُ كثيرٍ من فضلاء هذا الملتقى؛ ومن الله التوفيق.
وبارك الله فيكم وفيما تكتبون.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 10 - 06, 12:24 م]ـ
للرفع
ـ[ابن عباس الخطيب]ــــــــ[21 - 11 - 06, 04:25 م]ـ
للرفع
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[27 - 11 - 06, 07:03 م]ـ
الحمد لله وكفى,
ابتدأ بذكر أحد هذه الاسباب مما أراه فى نفسى
1 - اتخاذ القران وسيلة للعلوم كأى متن يحفظ ويكون جل اهتمام طالب العلم ختمه لكى (يتبحر)
فى العلم وكأن العقبة الوحيدة التى تحجبه هى القران فإذا تم له المقصود انشغل بالفنون ونسى
أن العلوم الشرعية وجدت لخدمة كتاب الله ,كما كان الشيخ الشنقيطى رحمه الله يقول:
كل العلوم عندى وسائل إلا كتاب الله ,أو نحو من هذا , والله اعلم
ـ[المرتضى الاثري]ــــــــ[13 - 02 - 07, 02:13 ص]ـ
أي - والله - فمعظم طلبة العلم اليوم في غفلة شديدة عن هذا الامر بل وتفهم من البعض منهم ان القران ليس إلا للقراءة فقط وليس من العلم، وامثلهم طريقة من يصرف جل وقته في مدارسة و تدبر عميق لكتاب من كتب الراي، ويخصص جزءا يسيرا من وقته- بعد الانتهاء - للقرءان يقرأ في دقائق معدودة احزابا من القران (ورده اليومي) بدون ادنى مقدار من التدبر المامور به وبعد ذلك ينفث في يديه ويمر بهما على جسده .... وقد انتهى كل شيء .. متجاهلا او متناسيا - لا ادري ايهما - تشديد رسول الله صلى الله عليه وسلم على اصحابه في كتابة شيء غير القران خوف ان يختلط عليهم به او يشتغلوا به عنه .. وكذلك حال الفاروق رضي الله عنه وقد استخار شهرا في كتابة الحديث ثم ترك ذلك قائلا: .. ذكرت قوما قبلكم كتبوا كتبا فاكبوا عليها وتركوا كتاب الله إني والله لا اخلط كتاب الله بشيئ ..
و - والله - لقد كتبنا نحن كتبا فانكببنا عليها وتركنا كتاب الله .... وانا لله وانا اليه راجعون
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[13 - 02 - 07, 07:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا رأيي الشخصي: ينبغي إلزام الطلبة بحفظ القرآن قبل القبول في الجامعات للدراسات الشرعية ثم مع ذكل ينبغي تدريسهم تفسير القرآن من أوله إلى آخره من أحد التفاسير المختصرة
ولا يجاوزون القرآن إلى غير ذلك من العلوم حتى انتهاء هذه المرحلة
وإلا كان أكثر خريجي الجامعات فقهاء من غير فقه للقرآن
أقول ذلك مع أني غير حافظ للقرآن والله المستعان
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لحفظ وتدبر وفهم كتابه الكريم
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:47 ص]ـ
للرفع
ـ[هشام بن الزبير]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم,
إن هذا الموضوع بالغ الخطر, وكما يقولون صاحب السؤال وضع اليد على مكمن الداء. وقد سمعت الشيخ سعود الشريم حفظه الله في شرحه على متنه النظم الحبير يقول ما معناه إن العناية بعلوم القرآن لم ترق إلى ما نالته كثير من العلوم الإسلامية الأخرى, كما سمعت الشيخ الخضير حفظه الله يتساءل لماذا لا يقوم كثير ممن برز في العلم وكثير من أساتذة الجامعات في التخصصات الشرعية بإقراء القرآن وتدريسه؟ لماذا توكل هذه المهمة الجليلة إلى من ينظر إليه أنه قليل البضاعة من العلم؟ وأقول كل ما شغلنا عن القرآن فهو وبال علينا لأنه كان سببا في هجرنا للقرآن وما ذكره الشيخان الفاضلان مظهر من مظاهر الجفاء في حق كتاب الله كما أن الأخ محمد سالم أشار إلى هجر تدبره والله أعلم.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:55 م]ـ
فى رأيى المتواضع هناك حاجز يحيل بين طالب العلم والاسترسال فى التدبر والتفكر فهو يخاف ان يجره هذا الى ان تخطر له خاطره او فهما لم يسبق اليه فيُقابل بالنكير والاتهام بالقول على الله بغير علم ولذا فهو يكتفى بالحفظ والتبرك وترك التدبر والتعمق فيه لأهله فالامر يحتاج الى بيان الحد الفاصل بين الفهم الذى يمن الله به على البعض وبين القول فى كتاب الله بغير علم
والأمر مطروح للمدارسة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/426)
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:16 م]ـ
أخي الحبيب، هذا ما كتبه حبيبنا الحنبلي السلفي وفقه الله على منتدى الشريعة حول هذا الموضوع!! ثم أنقل ما عقب به حبيبنا كذلك محمد رشيد وفقه الله
الحنبلي السلفي:
ا لله!!!
ما أعظم جرمك وجهلك أيها الظلوم الجهول!
ينهون عنه وينئون عنه!! ويتقحمون النار والدعاة إلى الله آخذون بحجزهم عنها ولكنهم يتفلتون.
والمصيبة "وما يشعرون" يارب سلم يا رب سلم.
"بل أكثرهم لايعلمون الحق فهم معرضون".
هذه والله قاعدة لايشذ عنها شئ من الأفراد ولنقس أنفسنا عليها ونزن انفسنا بها.
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجيا.
القاعدة"كلما نهى المرء عن هذا الكتاب العظيم هلك"و"كلما نأى عنه هلك"
أمر مسلم عند كل مسلم لكن من يشعر به ومن يعرض نفسه عليه؟
ثكلتني أمي إن سمعت كلام غير الله فخشعت أو تأثرت به أو انتفعت ما لم أنتفع بكلام الله.
والمصيبة ان القلب غافل والقرآن إنما يتذكر به من ينيب ومن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد "لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين".
كم كان المرء يبحث في كلام أهل العلم ويهرع إليهم عند وقوع نازلة به ومفتاحها في كتاب الله؟
ولو أننا بحثنا في كلام العلماء ليدلونا على معاني كلام الله فلا غضاضة بل هذا هو الطريق ولكن أن يغفل المرء عن الغاية او يطلب من غير كتاب الله الهداية فهذه هي الغواية.
كم نتطلب حلول مشكلاتنا النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأسرية ووو من غير القرآن فلا نزداد إلا ضلالا ولا أمورنا إلا وبالا "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى".
والله إن نعيم العيش مع القرآن لايعدله نعيم في الدنيا.
والله لأن يفتح الله للعبد باب فهم آية واحدة في كتابه حق الفهم خير من الدنيا وما فيها.
هذه والله هي الحياة الطيبة والجنة التي من لم يدخلها فلن يدخل جنة الآخرة.
والمؤسف اننا عن هذا النور معرضون و"فيه ذكركم أفلا تعقلون".
"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها"أعوذ بالله أعوذ بالله.
اللهم افتح لنا باب فهم كتابك وتدبره والعمل به واجعله حجة لنا لاعلينا واجعله أنيسنا في وحدتنا وخلوتنا وجلوتنا وفي قبورنا يا رب العالمين.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:17 م]ـ
محمد رشيد:
شيخنا الحبيب
هل تذكر ما كلمتكم فيه في سهرتنا أمس حول محتوى كتاب الله تعالى والنسب فيه من حيث مراعاة الله تعالى لها .. العقيدة .. الأحكام .. الآداب .. كل الشريعة؟
اربط هذا بكونه كان خلقه القرآن .. ما معنى هذا؟
معناه أنه كان ترجمة عملية له
القرآن أولا وأخيرا دستور ومنهج
ولله الحمد ما صرت أجبن عن الصراخ بالحقيقة .. الحقيقة التي جميعنا نكذب على أنفسنا بخبئها .. ويجامل بعضنا بعضا فيها .. !
الحقيقة أننا هجرنا القرآن .. ولا أقول أننا نحن المسلمون عوامهم ومساكينهم .. بل نحن من نسمى بطلبة العلم
أصرخ بالحقيقة وأقول لطالب علوم الآلة والعلوم الثقيلة: اصدق مع نفسك ولا تجبن .. أولست تستبسط الدعاة والمشايخ الذي تراهم جل همهم تجويد وحفظ كتاب الله ومجالس الخواطر والأخلاق من كتاب الله؟
اصدق يا رجل لو لم تكن جبانا ... أولست تراهم أطفالا جيدون مؤدبون رقاق القلوب وناس طيبين .. وإنما أنت يا أصولي يا خريت ومشايخك الفحول (حاجة تانية خالص) صح؟
اصدق .. اصدق واعلم أن الله يراك ويسمعك
ألا تراك يا طالب الحديث مضطرا للمجاملة وإحسان القول حين تقول: طبعا طبعا القرآن أولا وقبل كل شيء .. وقلبك يصرخ وحده (علم الحديث والمصطلح لا شيء بعده .. ما هذه العلوم التكميلية الأخرى؟)
اصدق .. اصدق ولا تخش الكفر
بالله عليكم ... لماذا نرانا نحث ونؤكد وندندن للطالب بأن يهتم أولا بكتاب الله قبل تخصصه .. ؟ وتجد الطالب متلهفا يريد الاجتياز لمرحلة الكتاب ليدخل في غيرها؟؟!!!
أوليس واقعا؟؟
لماذا؟؟؟
تريدون الجواب؟؟
لأنه لغير الله تعالى .. نعم .. لو كان لله لتعلقتم أكثر بكتاب الله
هو لشهوة نفوسكم وطباعكم .. فالمائل للتأريخ يميل لعلوم والمائل للعقليات يميل لعلوم غيرها .. وهكذا
يقول لك: أنا بهتم للعلم لأنه بيوصل برضه لله وبيحقق مراد الله في القرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/427)
يووووه .. ما بلاش فشر بآى .. ده احنا شرقيين وحافظين بعض وبلاش تهييس على بعض ... ده الواحد فينا لما بيحب شيخ بيحفظ نصوص كلامه في الشرايط .. وبيقدسه ... تيجي تقوللي العلم لله وألاقيك مش حافظ ولا تدندن ولا مهووس ولا مغرم بكلام الله؟؟!
يا راجل .. عينك في عين عمو كده
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:18 م]ـ
الحنبلي السلفي:
الله يصلح الحال والبال ويحسن العاقبة والمآل ويختم بالباقيات الصالحات الأعمال.
تفكرت وتأملت في أحوال صحوتنا وما أبرئ نفسي فإنها أول شئ فكرت فيه فوجدت التقصير التام مع القرآن تدبرا وقراءة وفهما وعملا حتى صدقت على بعضنا كل صور هجر القرآن التي ذكرها ابن القيم رحمه الله ولكل نسبة منها إلا من رحم الله.
من منا يختم القرآن أكثر من مرة في الشهر؟
وإن كان فبأي طريقة يقرأ؟ أليس يهذه هذ الشعر وينثره نثر الدقل وهمه آخر السورة؟
أف لهذه الحال.
كم تعطي القرآن من وقتك؟
وكم تعطي الكتب على مختلف فنونها؟
النسبة مخزية والله.
هذا مع أنك تؤمن بأن الحرف بعشر حسنات وتعلم أنك لن تتقرب إلى الله بأحب إليه مما خرج منه!
وتناظر على أن القرآن كلام الله لكن نظريا كشأنك في بقية الصفات!
فالله سميع بصير ... لكن أين التحقق بهذه الصفات والتعبد لله بها.
اللهم يا حي يا قيوم أغثنا.
من منا يطالع التفاسير ويعطيها ما تستحقه من وقته وجدوله؟
لماذا دروس التفسير اقل دروس في حلق العلم؟
من منا يتدبر القرآن؟
يا رجل لو كتب إليك حبيب لك رسالة بغير لغتك ثم أرسلها إليك وكلفك بأمور وانتظر منك الرد وجاءك بعد حين فسألك لماذا تأخرت في الرد ألم تبلغك؟
فقلت:بلى قد بلغتني،وها أنا_وايم الله_ قد زخرفتها وطيبتها ووضعتها في صندوق مذهب وكنت كل صباح ومساء أقبلها وأضعها على عيني.
فقال لك مزمجرا: دعك من ذا ولا تكثر أقرأتها وفهمتها؟! أعملت بما فيها؟
أكان هذا مغنيا؟ أم كان جوابا كافيا شافيا؟
"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب" ونحن فما تدبرنا ولاتذكرنا ونزعم أننا أولوا ألباب وأفهام وعقول ناضجة.
آآآه والمشتكى إلى الله.
من منا يستشفي بالقرآن من أمراض قلبه ونفسه وبدنه و مجتمعه؟
ألسنا نهرع إلى الأطباء البشريين والنفسيين ... والخبراء وغيرهم وحالنا كما قال الأول:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ... والماء فوق ظهورها محمول
من منا يتحاكم إليه عند النزاع ويرضى بحكمه ويسلم تسليما؟
أليس فينا من حاله كما قال العليم الخبير "ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين. وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون.وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون"؟.
نعوذ بالله العظيم ونسأله أن يصلح قلوبنا واعمالنا.
والله إن الخطب جسيم والأمر عظيم ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت.
اهـ
http://www.sharee3a.com/vb/showthread.php?p=26647
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:18 م]ـ
أنصح بكتاب "هجر القرآن العظيم" للدكتور الدوسرى مع شرحه للشيخ محمد المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=3731
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:16 م]ـ
نعم، للأسف هذا ما لاحظته وقد أكون خاطيءً
فعنايتهم بالأحاديث سنداً ومتناً أكثر من عنايتهم بالقرآن حفظاً وفهماً وقراءةً للتفاسير ..
فعامة المحدثون بحسب قرائتي للأعضاء هنا وغيرهم يضعفون الرواية إما كان العلة في السند أو متن
ولم أرى أحد منهم قال والرواية ضعيفة لمخالفتة للقرآن الكريم ..
كيف والحديث الشاذ يُرد إذا خالف الثقة من هو أوثق منه، فكيف عندما يُخالف القرآن مثل حديث لحم البقر
داء أو اقتلوا الوائدة والمؤودة وقد صححها بعض المتأخرين وهي مخالفة للقرآن!!
والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/428)
هذه هي الحقيقية في الغالب الأعم، إلا مَن رحم ربّك. وبالنسبة للأخ الكريم الذي نوَّه إلى موضوع مخالفة بعض الأحاديث للقرآن وتصحيح البعض لها، فهذا يُعزى إلى أمرين:
- الأول: أنني أرى كثيراً مِن إخواننا يرفع شعار: "إذا صحّ السند فلا تُعمل عقلك في المتن ولو كان ظاهره مخالفاً للقرآن، بل اتهم عقلك ولا تتهم الحديث"!
- والثاني: وهو مرتبط بالأول هو أن مَن يقولون هذا ليسوا من المتدبرين لآي الذِكر الحكيم ولا تجول أبصارهم في المعاني والسياقات القرآنية.
وكثيراً ما تباحثتُ مع الإخوة في بعض أحاديث الشيخين مما رأى نفر من العلماء - وأنا مؤيد لهم - أنها مخالفة لكتاب الله، فما كان جوابهم إلا أن قالوا قولتهم المعهودة: لقد تلقت الأمة هذين الكتابين بالقبول والحديث صحيح لا شك فيه! وكأنهم غفلوا عن أن الأمة أجمعت على قطعية القرآن الكريم وأنه هو الفرقان المبين والمهيمن على الكتاب كلّه. مع العلم أن الشيخين رحمهما الله لو أنهما انتبها إلى هذه الإشارات القرآنية الدقيقة، لما وسعهما إلا التراجع عن تصحيح هذه الأحاديث.
فحديث خلق التربة يوم السبت معلومٌ في هذا المقام، إذ الأئمة رحمهم الله وعلى رأسهم علي بن المديني إنما أعلّوه لنكارة متنه ومخالفته للقرآن، ثم طفقوا يبحثون عن علة في السند فذهب كل واحد منهم مذهباً: فحمله ابن المديني على إسماعيل بن أمية، وحمله البخاري على أيوب بن خالد، والعبد الفقير إلى مولاه يعلّه بتدليس ابن جريج إذ الحديث من موضوعات إبراهيم بن أبي يحيى كما فصَّلتُ ذلك على هذا الرابط:
بيان علل حديث خلق التربة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167406)
وابن تيمية وابن القيم رحمهما الله لم ينظرا في السند، بل احتكما إلى كتاب الله وأبطلا هذا الحديث. ومع ذلك انبرى المعلمي والألباني رحمهما الله للمنافحة عن تصحيح الإمام مسلم له، وتبعهما خلقٌ في ذلك، والصواب خلافهم.
ومما صحّحه البخاري رحمه الله رغم ضعفه حديث شفاعة إبراهيم لأبيه يوم القيامة، فهذا حديث معلول سنداً ومتناً، طعن في متنه الإسماعيلي رحمه الله، والطبري وابن عطية وأبو حيان في تفاسيرهم إنما يعرفون هذا الحديث من مراسيل سعيد بن جبير وضعّفوه لمخالفته القرآن:
يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166535)
وإني أطلب من الأساتذة - فضلاً لا أمراً - أن يجيبوا عليَّ في هذين الموضوعين ويرشدوا العبد الفقير إلى زلاّته.
إن على طالب العلم الشرعي أن يعرف لكل مقامٍ مقاله. وما يستوي البحران .. مَن يطعن في سنة النبي صلى الله عليه وسلّم وبين مَن ينقّي سنته سيراً على درب الأئمة والعلماء لا خروجاً عن منهاجهم.
والله هو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:12 م]ـ
جزى الله الأخ خير الجزاء
ومسألة رد الحديث بمخالفةصريح القرآن هو مذهب بعض السلف ومنهم أمنا عائشة رضي الله عنها فقد كانت تُخالف بعض الأحاديث لمخالفتها القرآن وسواء أصابت أم اخطأت في إستدلالها
فيهمنا هو منهجها رضي الله عنها
بل بعض المحدثين كالإمام ابن الجوزي ذكر أن الحديث الذي يخالف صريح المنقول يُرد
وهو صنيع الفقهاء أكثر من المحدثين .. فعل سبيل المثال في الحديث السابق أن لحم البقر داء
قال الشيخ العثيمين قل حديث ضعيف ولا تبالي!! لإنه مخالف للقرآن ..
فمن وجهة نظري (القاصرة) أترك الكلام في السند للمحدثين
والكلام في المتن للفقهاء والمحدثين ..(3/429)
أعظم شبهة للشيطان على قاصد حفظ القرآن
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 03:41 م]ـ
يسمع أحدنا أحاديث بالغة العظمة .. في فضل أهل القرآن .. وحفظته .. والمهتمين به فهما وتدبرا وعملا .. إلخ
فتتوق نفسه لذلك .. بما فيه من بذور الخير ..
لكنه سرعان ما يفتر عن ذلك .. وتثبط همته .. ويرتخي عزمه ..
وأعظم ما يلقيه الشيطان على من عرف منه هذه النية .. ليصده عنها ..
أن يقول: أنت امرؤ ذو معاص كثيرة .. وإنه لمن ركوب متن الشين أن تحفظ كتاب الله وأنت على هذه الحال .. ويوشك أن يكون حفظك له إيذانا بهلكتك .. فالقرآن حجة لك أو عليك .. إلى آخر من هنالك من "مواعظ" شيطانية ..
ولتفنيد هذه الشبه .. أثر عظيم .. في كبت إبليس عن تلبيسه .. إذا هو ألقى بها إليك أخي الحافظ أو يا من هممت بحفظه ..
أولا-إذا شرعت أصلا في حفظ القرآن .. لأجل الله تعالى .. ولعظيم ماأخبرك به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. إلخ .. فإن هذه النية الخالصة من شوائب الرياء .. هي وحدها .. تقطع دابر الحجة الإبليسية .. لأن حاصل ما تقوم به خير محض .. بغض النظر عن تقصيرك ..
فامتناعك عن الحفظ لأجل هذه الشبهة .. فيه الجمع بين معصيتين: الإعراض عن كتاب الله تعالى وهجره .. ومعاصيك التي أنت عليها
ثانيا-ثم إن القرآن حجة عليك حتى لو لم تحفظه ..
وسواء كنت تحفظ سورة الإخلاص وحدها والفاتحة .. أو تحفظ القرآن كله .. فإن ما فيه من أوامر وزواجر .. قد قامت به الحجة على كل مسلم ..
والذي يحفظ آية "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام .. "ومن لا يحفظها .. كلاهما .. محجوج .. أمام الله تعالى على تفريطه بما بلغه عن الله .. بل هو محاسب على جهله بما لاعذر لأحد في جهله
ثالثا-وإنك إذا أخلصت نية حفظك لله تعالى .. وتأولت بذلك العمل بما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله: أهل القرآن أهل الله وخاصته .. وقوله"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"-ولو لم يرد إلا هذا لكفى! -ووعده أبوي الحافظ .. بتاج الوقار .. الذي صفته كذا وكذا .. مما يبهر العقول .. ولا يخطر على القلوب ..
فإن الله تعالى .. سيعد ذلك "هداية" .. وسيجازيك عليها بمزيد هداية "والذين اهتدوا زادهم هدى" .. هذا في آحاد السبل الموصلة إلى الله تعالى .. فكيف بسبيل هو جماع كل السبل: كتاب الله .. ؟
والله الموفق(3/430)
موقع المصحف الجامع-هدية رمضان-منقول
ـ[بويوسف76]ــــــــ[04 - 10 - 06, 12:37 ص]ـ
http://quran.elshabab.com/web/tafseer.php?ShowBySuraNo=1&SuraNo=1
http://quran.elshabab.com/web/index.html
تعريف بالمصحف الجامع
المصحف الجامع مشروع لخدمة كتاب الله تعالى في كل ما يحتاجه مستخدمو الشبكة العالمية. المشروع سينشر في إصدارات متلاحقة. صدر الآن الإصدار 1.03 و يتميز بالأبواب التالية:
التفسير: عشرون تفسيرا للقرآن الكريم يمكن عرضها آية آية لكل تفسير، أو عرض آية لكل التفاسير. التفاسير تشمل أمهات كتب التفسير كالطبري و القرطبي و مفاتيح الغيب و التفاسير المتأخرة مثل السعدي و المنتخب و "في ظلال القرآن".
المتشابهات: عرض المصحف و في هامش الصفحات حصر و توجيه للآيات المتشابهة و قد قام على كتابة هذا الجهد الضخم مجموعة من حفاظ القرآن تحت إشراف المشرف العام.
مفردات ألفاظ القرآن: عرض سهل و مبسط لمفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني.
إعراب القرآن: المصحف و في هامشه إعراب آياته. هذا الإصدار فيه إعرابان، إعراب القرآن للنحاس و مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب، و قد أخذنا النسخة المبسطة المنشورة في موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
معاني كلمات القرآن: المصحف الشريف و في هامشه معاني الكلمات للشيخ حسنين محمد مخلوف.
ترجمات القرآن: ترجمة القرآن العظيم آية آية بعشرين لغة مختلفة بما فيها اللغات الشرقية كالصينية و اليابانية.
القراءات العشر: المصحف الشريف و في هامشه فرش الحروف للقراءات العشر و المدغم و الممال.
مكتبة القرآن: تشمل مجموعة ضخمة من الكتب لكل ما يتعلق بكتاب الله تعالى و تضم كتب التفسير و علوم القرآن المختلفة كما تضم ملفات للمصحف الشريف بالقراءات العشر و فيها الفروق بينها و بين قراءة حفص برموز ملونة سهلة القراءة.
بحث: وسيلة سهلة للبحث في القرآن بكلمة واحدة أو بعدة كلمات، و البحث متاح بكلمات مطابقة أو مشابهة. نتيجة البحث تعطي نص الآية و اسم السورة و الجزء و الصفحة (بنسخة مصحف المدينة المنورة).
معلومات عن القرآن: يضم مجموعة متنوعة لمعلومات عن كتاب الله.
منقول ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6552)
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:00 ص]ـ
هدية مقبولة أخي الكريم.
لكن لم أستطع الدخول على المصحف في الرابط الثاني؟
أما الرابط الأول فلا يستجيب؟؟
ـ[بويوسف76]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:07 ص]ـ
تم تعديل الرابط الأول في المشاركة الرئيسية ولله الحمد، والرابط الثاني يعمل أخي الكريم
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:51 ص]ـ
الرابط الأول تم إصلاحه بالفعل، لكن حينما أدخل عليه وتظهر لي الصفحة، فإني أقوم بالضغط مثلا على إعراب القرآن فلا أجد استجابة، وهذا ما كنت أعنيه عن الرابط الثاني.
وجزاك الله خيرا.
ـ[بويوسف76]ــــــــ[04 - 10 - 06, 01:59 ص]ـ
بارك الله فيك عندما تذهب إلى صفحة إعراب القرآن، في الأعلى قم باختيار كتاب الإعراب لكي يظهر لك الإعراب للآيات.
ـ[أم معين]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:28 ص]ـ
مشروع عظيم مبارك, جزاكم الله خيرا(3/431)
دروس جمع القراءات
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 03:26 ص]ـ
المفاجئة الكبرى دروس جمع القراءات (متجدد يوميا)
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم
دروس جمع القراءات للدكتور محمود سيبوية مع طلبة كلية علوم القرآن بالمدينة المنورة
الدرس الأول: - من قوله (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم .... )
http://www.4shared.com/file/3583810/7f0030df/___.html
الدرس الثاني: -
http://www.4shared.com/file/3598880/44a32527/___.html
الدرس الثالث: -
http://www.4shared.com/file/3606550/928eafd5/___.html
الدرس الرابع: -
http://www.4shared.com/file/3607122/8c749787/___.html
الدرس الخامس:-
http://www.4shared.com/file/3623438/86d34904/___.html
الدرس السادس: -
http://www.4shared.com/file/3656396/1b35b62e/___.html
الدرس السابع: -
http://www.4shared.com/file/3733568/c5a2d63/___.html
الدرس الثامن: -
http://www.4shared.com/file/3736264/377d87ff/___.html
الدرس التاسع: -
http://www.4shared.com/file/3758046/875ed2ac/___.html
الدرس العاشر: -
http://www.4shared.com/file/3761124/4604b6b/___.html
الدرس الحادي عشر: -
http://www.4shared.com/file/3785673/d26e153e/____.html
الدرس الثاني عشر: -
http://www.4shared.com/file/3841145/aeab3dce/____.html
الدرس الثالث عشر: -
http://www.4shared.com/file/3841799/163e731a/____.html
الدرس الرابع عشر: -
http://www.4shared.com/file/3863328/550da970/____.html
الدرس الخامس عشر: -
http://www.4shared.com/file/3864279/c3683f2d/____.html
الدرس السادس عشر: -
http://www.4shared.com/file/3927954/afd31478/____.html
الدرس السابع عشر: -
http://www.4shared.com/file/3928816/7c10ca31/____.html
هذا هو كل ما توفر لدينا من حلقات للدكتور سيبويه
واسأل الله أن يجعل ذلك العمل في ميزان حسناته
منقول عن هذا الرابط:
http://host.4uarab.org/~yah27/vb/showthread.php?t=10624
ـ[أم معين]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[01 - 11 - 06, 11:50 ص]ـ
جزى الله الشيخ البدوي الف خير على هذا الدرس الشيق.
ـ[ابو ابراهيم المسلم]ــــــــ[01 - 11 - 06, 03:55 م]ـ
إلى الأخوة الأفاضل الدارسين لعلم القراءات فى هذا المنتدى الحبيب برجاء اعطائنا نبذة مختصرة فى هذا العلم تكون بداية للمبتدئ يمكن بها ان يفهم المصطلحات الخاصة بهذا العلم، على سبيل المثال نجد مثلا الأتى:
1 - القراءات السبعية
2 - يقرأ بالسبع قراءات والعشر
3 - القراءات الصغرى، والكبرى
4 - حفص عن عاصم عن طريق طيبة النشر، الشاطبية
5 - الفرق بين قصر المنفصل والتوسط
إلى غير ذلك
برجاء الأهتمام بهذا الموضوع وفتح الله عليكم بكل خير، وجعلنا وإياكم من أهل القرآن وخاصته
ولاتنسوا خيركم من تعلم القرآن وعلمه
وجزاكم الله خيراً
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[01 - 11 - 06, 10:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب وجزاك خيراً.
ـ[القعقاع محمد]ــــــــ[04 - 11 - 06, 01:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حذيفة الجزيري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:29 م]ـ
إلى الأخوة الأفاضل الدارسين لعلم القراءات فى هذا المنتدى الحبيب برجاء اعطائنا نبذة مختصرة فى هذا العلم تكون بداية للمبتدئ يمكن بها ان يفهم المصطلحات الخاصة بهذا العلم، على سبيل المثال نجد مثلا الأتى:
ما رأيك أن يكون هذا الموضوع هنا ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=530908#post530908) لـ .... ؟
ـ[أبو جابر]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:18 م]ـ
جميع الملفات لا تعمل
ـ[بنيونوس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(3/432)
ما رأيكم في هذه التلاوة (يعقبها إن شاء الله تلاوات لنفس القاريء)
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[04 - 10 - 06, 05:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام ما رأيكم في تلاوة هذا القاريء وفي أحكام تجويده للقرآن
بارك الله فيكم لو أعجبتكم التلاوة إن شاء الله تعالى أعطيكم روابط لمزيد من التلاوات
رابط التلاوة لسورة القيامة للأخ أشرف
http://www.arbup.net/v/5147604/Recorded_Audio_2006_02_02_28_02_000_.wma.html
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:48 ص]ـ
اخي الكريم
الملف لا يعمل
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[04 - 10 - 06, 08:52 ص]ـ
اخي الكريم
الملف لا يعمل
يقول محتاج ترخيص, ويتم تنزيل الترخيص في ثواني وبعد ذلك يعمل الملف
وجزاكم الله خيرا على هذه التلاوة أخي الكريم(3/433)
من هذا القارئ؟
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 02:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد اسم هذا القارئ وجزاكم الله خيرا
http://www.islamway.com/ramadan1426/images/rm/7.ram
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 07:20 م]ـ
التلاوة موجودة في هذا الموقع ولكن لا اعرف كيف اجدها ا www.abdelghafar.com(3/434)
تلاوة مشتركة للشيخين محمد ايوب والحذيفي 1416ه
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 06, 07:24 م]ـ
http://www.sohari.com/nawader_t/madinah/7uthaifi.html(3/435)
هل الأفضل قراءة القرآن أم أذكار الصباح والمساء في رمضان؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[04 - 10 - 06, 07:36 م]ـ
في شهر رمضان هل الأفضل قراءة القرآن أم أذكار الصباح والمساء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
حيث علمت أن بعض السلف كانوا يتفرغون لقراءة القرآن عن الحديث والتدريس؟
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[04 - 10 - 06, 07:55 م]ـ
أخي الخبيب أبو ذر
زادك الله حرصا ونفع بك وعلمنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح اللهم امين
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
فاعلم اخي الحبيب أن الأذكار قبل طلوع الشمس وقبل غروبها من السنن التي حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عليها خاصه الصحيحة منها والتي لابد لنا من المحافظة عليها
وهذه الأذكار أخي الحبيب لها أوقات محددة إذا فاتت أوقاتها تفوت وهي الغروب والشروق , وقراءة القرءان ومذاكرة الحديث تبقى ببقاء اليوم , والأذكار ايضا لاتأخذ من الوقت الكثير , لذا فالأفضل والله تعالى اعلم كما قال بعض الأفاضل ان يهتم بالأذكار في وقتها ثم يتابع مذاكرة القرءان والحديث
وأسأل الله لي ولك العافيه والله أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[05 - 10 - 06, 02:51 م]ـ
السلام عليكم
يا أخي سعد
من قال أن أذكار الصباح تفوتك اذا لم تأت بها قبل شروق الشمس وما هو الدليل؟
و جزاك الله خيرا
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[07 - 10 - 06, 03:50 م]ـ
لا تعارض ..
أعطِ كل ذي حق حقه ..
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 10 - 06, 07:35 م]ـ
السلام عليكم
يا أخي سعد
من قال أن أذكار الصباح تفوتك اذا لم تأت بها قبل شروق الشمس وما هو الدليل؟
و جزاك الله خيرا
أيضا ما هو دليلك على أن أذكار المساء تفوت بالغروب؟
أنا في انتظار الجواب
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[10 - 07 - 07, 02:19 م]ـ
أخي الحبيب لاتفوتك وإنما يفوت وقتها الفاضل والله أعلم ومنكم نستفيد
وهذا ماأردت والله أعلم
أبو إسحاق
خويدم ومحب القرءان والسنة
ـ[يحيى بن يحيى]ــــــــ[11 - 07 - 07, 09:12 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخونا أبو ذر المصري
زادنا الله و إياك علما نافعا و عملا صالحا
قرأت فيما سبق من كلام بن القيم عليه رحمة الله -و لعله في الوابل الصيب-
ما ملخصه و معناه
أن لكل وقت ذكرا اختص به فلا يبلغ درجته في هذا الوقت و هذه الحال غيره
فمثلا عند سماع الأذان ترديد الأذان هو أفضل ذكر لهذا الوقت و بعد الآذان الأفضل الأدعية و الأذكار التي تقال بعد الأذان و عند الإستيقاذ من النوم أذكار الإستيقاظ و هكذا. انتهى
هذا و إن كان القرآن هو أفضل الذكر على الإطلاق و افضله تلاوته في الصلاة و الله أعلم. لكن لا تنسى أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم
فاتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و لا أعلم أن أحدا من مشايخنا أو علمائنا الأفاضل كان يترك أذكار طرفي النهار في رمضان بل البعض كان لا يتوقف عن إلقاء الدروس العامة نظرا لإقبال الناس على المساجد في رمضان أكثر من غيره باعتبار المصالح.
رحمة الله على الجميع و جزاهم الله عنا كل خير و الله أعلم
وفقنا الله و إياك و جميع إخواننا الأفاضل إلى ما يحبه و يرضاه
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 12:48 م]ـ
بعض الناس يتصور أن أذكار الصباح والمساء ستأخذ منه وقتا كبيرا جدا!! لدرجة أنه يتفرغ لها! ...
ووقت أذكار الصباح والمساء ليس مخصص بالشروق والغروب فقط .. !
فأذكار الصباح على الصحيح ما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.
وأذكار المساء ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس.
ولا أعتقد أنها تكلف أكثر من خمس دقائق , لذلك اجمع بين الحسنين أخي الفاضل.
ـ[اخت المحبه]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[المقداد بن سليمان]ــــــــ[27 - 07 - 07, 07:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[11 - 09 - 07, 02:38 ص]ـ
قال الله عز وجل ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42))) سورة الأحزاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/436)
التفسير:يا أيها الذين صَدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, اذكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم ذِكْرًا كثيرًا, واشغلوا أوقاتكم بذكر الله تعالى عند الصباح والمساء, وأدبار الصلوات المفروضات, وعند العوارض والأسباب, فإن ذلك عبادة مشروعة, تدعو إلى محبة الله, وكف اللسان عن الآثام, وتعين على كل خير.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللهعنهما في قوله {اذكروا الله ذكرا كثيرا} يقول: لا يفرض على عبادة فريضة إلا جعل لها حدا معلوما، ثم عذر أهلها في حال عذر غير الذكر، فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي اليه، ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله فقال: اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم، بالليل والنهار، في البر والبحر، فيالسفر والحضر، في الغنى والفقر، والصحة والسقم، والسر والعلانية، وعلى كل حال، وقدسبحوه بكرة وأصيلا، فإذا فعلتم ذلك صلى عليكم وهو وملائكته. قال الله تعالى {هو الذي يصلي عليكم وملائكته}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {اذكروا الله ذكراكثيرا} قال: باللسان، بالتسبيح، والتكبير، والتهليل، والتحميد، واذكروه على كل حال {وسبحوه بكرة وأصيلا} يقول: صلوا لله بكرةبالغداة، وأصيلا بالعشى.
وأخرج أحمد والترمذي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انرسول الله صلى الله عليه وسلم سئل " أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال: الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله: ومن الغازي في سبيل الله؟ قال: لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضلمنه درجة ".
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم " سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسولالله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا ".
وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى اللهعليه وسلم " ان رجلا سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجرا؟ قال: أكثرهم لله ذكرا قال: فأي الصائمين أعظم أجرا؟ قال: أكثرهم لله ذكرا. الصلاة، والزكاة، والحج، والصدقة. كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثرهم لله ذكرا فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: يا أبا حفص ذهب الذاكرون بكل خير فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم: أجل ".
من كتاب الدر المنثور
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[11 - 09 - 07, 06:00 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا
وبارك الله فيك أخي عبد الله, لكن يا أخي من أراد أن يقرأ أغلب الأذكار فسيحتاج لأكثر من خمس دقائق بالتأكيد.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[11 - 09 - 07, 08:59 م]ـ
اللهم تقبل منا رمضان وبلغنا رمضان وسلمنا لرمضان وسلمه لنا اللهم سلمه لنا متقبلا يارب العالمين
ـ[الساعي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 05:57 ص]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علماً
وضعت ملف مرفق فيه أذكار الصباح والمساء مما جمعتها أرجوا من الإخوان الأفاضل الإطلاع عليها وبيان الصحيح منها والضعيف وبيان الدعاء أو الذكر الخارج عن أذكار الصباح والمساء ..
وجزاكم الله خير
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[12 - 09 - 07, 02:50 م]ـ
قال تعالى: " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم "
أفضل الذكر لا إله إلا الله وخير الدعاء الحمد لله
الذكر قوت القلوب، والدعاء مخ العبادة
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[12 - 09 - 07, 04:37 م]ـ
بعض الناس يتصور أن أذكار الصباح والمساء ستأخذ منه وقتا كبيرا جدا!! لدرجة أنه يتفرغ لها! ...
ولا أعتقد أنها تكلف أكثر من خمس دقائق , لذلك اجمع بين الحسنين أخي الفاضل.
اعذرنى أخى أنا أعتقد أنها تكلف أكثر من نصف ساعة
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير " 100 مرة " وحدها تحتاج حوالى 15 - 20 دقيقة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 09 - 07, 04:38 ص]ـ
انا برأي ان افضل من جمع احاديث اذكار الصباح والمساء مختصرا
هو الشيخ/سعيد بن علي بن وهف القحطاني وهو كتاب ((حصن المسلم)) -لون غلافه احمر-
هذا الكتاب الذي ارى ان الله بارك فيه وكتب له القبول في الدنيا
ولا يفوتك كذلك كتابه الأخر واسمه ((الدعاء من الكتاب والسنة)) -لون غلافه اخضر- فقد جمع فيه الشيخ الأدعية الواردة في القرآن ثم في الأحاديث النبوية -واعرف شخص كان لا يفارق هذا الكتاب جيبه يدعو منه بعد الصلوات وأوقات مابين الأذان والإقامة بل وجدته والله يخشع مع الدعاء واحيانا تسيل دموعه نسأل الله من فضله-
والكتيبان من الكتب التي لابد من وجودها عند كل مسلم لإحتياجه اليومي لها
وقد كنت اعرف شخص اخر امتن الله عليه بالهداية فكان اول كتاب بدأ به هو كتاب حصن المسلم فكان يحمله معه في كل مكان حتى انه حمل الكتيب في جيبه أكثر او اقل من 6 اشهر فكان عندما يزور مقبرة يخرج الكتاب وينظر للفهرس ويبحث عن دعاء زيارة المقابر حتى يجده ثم يقرأه وكذلك إذا اشترى سيارة اخرج الكتاب ونظر في الفهرس في دعاء شراء الدابة وقام يطبق وهكذا في اي مناسبه يخرج الكتاب وينظر للفهرس ويطبق ويدعو ويذكر الله حتى حفظ منه
فأوصي اي شخص جديد في طريق الهداية ان يجعل الكتيبان في كل وقت معه
واوصي عامة من اراد اذكار الصباح والمساء ان يقرء الـ 25 ذكر تقريبا التي في كتاب حصن المسلم ولن تأخذ معه دقائق إلى أنه سيطيل بعض الشئ في ذكر
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
وليست إلا دقائق معدودة
كما قال اخي عمرو موسى
كتاب ((حصن المسلم)) لون الغلاف احمر
كتاب ((الدعاء من الكتاب والسنه)) لون الغلاف اخضر
** عفوا اعلم اني خرجت خارج نطاق الموضوع وليس عنوان الموضوع يخص كتب الأذكار لكن أحببت ان افيد واستفيد **
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/437)
ـ[ابو عبدالرحمن الذماري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اخواني الكرام
وبارك الله لكم في علمكم
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 02:57 م]ـ
أخي الحبيب لاتفوتك وإنما يفوت وقتها الفاضل والله أعلم ومنكم نستفيد
وهذا ماأردت والله أعلم
أبو إسحاق
خويدم ومحب القرءان والسنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت للشيخ عبد العزيز الطريفي أنه يقول إن تخصيص الصباح والمساء بالأذكار بدعة لعدم ورود الدليل بالتخصيص ,وعلى هذا القول فمن أين نعرف الفاضل من المفضول لأن كلاهما يحتاج إلى دليل ولا دليل والعلم عند الله تعالى
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[26 - 09 - 07, 04:29 م]ـ
انا حسبت وقت قول لااله الا الله وحده لا شريك له .... الخ
فكان الزمن 10 دقائق فقط
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 01:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت للشيخ عبد العزيز الطريفي أنه يقول إن تخصيص الصباح والمساء بالأذكار بدعة لعدم ورود الدليل بالتخصيص ,وعلى هذا القول فمن أين نعرف الفاضل من المفضول لأن كلاهما يحتاج إلى دليل ولا دليل والعلم عند الله تعالى
أخطأت يا أخي فلم يقل الشيخ ان تخصيص الصباح والمساء بالاذكار بدعة!!! بل كيف يقول ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)) رواه مسلم من حديث ابي هريرة.
اليك السؤال الذي وجه الى الشيخ الطريفي نفع الله به المسلمين في هذا الملتقى المبارك:
السؤال الثالث: ذكر بعض الإخوة في الإنترنت عنكم أن أذكار الصباح والمساء لا تسرد مرة واحدة بل تقال طول النهار وطول الليل. السؤال ماهو الدليل على هذا الأمر من قال به من أهل العلم؟ بارك الله فيكم.
الجواب: أذكار الصباح والمساء التي جاءت في النصوص، جاءت منثورة في أخبار متعدده حملها جماعة من الصحابة متفرقون، منها ما دلّ الدليل على كونها في وقت معين كقراءة آخر آيتين من سورة البقرة فإنها تكون ليلاً بعد غروب الشمس، ومن ذكرها بابتداء المساء على أنها من أذكار المساء فقد خالف السنة، ومنها ما جاء مطلقاً بذكر الصباح والمساء فهذه تكون بابتداء الصباح وابتداء المساء ولا تهذ هذاً، وما اعتاده كثير ممن ينتسب للصلاح من أهل زماننا من هذ أذكار الصباح والمساء في مجلس واحد، ثم الغفلة بقية اليوم، فهذا خلاف السنة. والمراد: أنه ينظر في الأذكار فما جاء منها مقيد بليل فذكره في ابتداء المساء خلاف السنة، وما جاء مقيد بوقت فإنه يذكر في وقته، لأنني رأيت كثيراً ممن يكتب ويجمع هذه الأذكار في مطبوعات صغيرة وكبيرة، يجملها لتذكر سرداً بلا تنبيه، وهذا خلاف السنة.
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك يأخ سعود
ـ[ابراهيم منصور]ــــــــ[08 - 11 - 07, 07:15 م]ـ
أعطِ كل ذي حق حقه(3/438)
مقالات عن إعجاز القرآن العظيم.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 10 - 06, 08:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
المقالة الإولى: وتتضمن تحليلا للقولة الشهيرة التي صدرت من الوليد بن المغيرة في وصف أسلوب القرآن.
التحدي القرآني للعالمين لا يتوقف على أهلية المتحدى’، وقيام الحجة لا شك فيها وإن كان السامع بالقرآن ليس عربيا. وماذاك إلا لقيام حجة عقلية موازية لا سبيبل الى إنكارها مفادها أن عجز أهل اللغة العربية -أعنى المؤهلين للتحدي- دليل قاطع على عجز كل الناس فى الحال والمآل معا.
ونزيد المسألة توضيحا بتحليل موقف مشهود منقول حدث فى بدايات النزول القرآني:
أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله
قال: قد علمت قريش أني من أكثر مالا
قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له
قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه
قال: فدعني حتى أفكر
ففكر
فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت ذرني ومن خلقت وحيدا
وأخرجه ابن جرير وأبو نعيم في الحلية وعبد الرزاق وابن المنذر عن عكرمة مرسلا.
سأقسم قراءتي لهذا الحدث الى مقامات أربعة:
-مقام النقل والرواية.
-مقام السياق والملابسة.
-مقام مضمون كلمة الوليد.
-مقام شكل كلمة الوليد.
المقام الأول:
لقد ذاعت كلمة الوليد وانتشرت فى الآفاق لحكمة أرادها الله عز وجل. ولتقريب هذا الحجم الهائل من مساحة الانتشار نلقي نظرة على هذه الأسماء من المفسرين والمحدثين والمؤرخين واللغويين والادباء-اعتمادا على بحث سريع وغير شامل فى برنامج حيسوبي-:
الطبري. ابن كثير. القرطبي. الشوكاني. البغوي. البيضاوي. أبو السعود. السيوطي. النسفي. الألوسي. الثعالبي. الزمخشري. اب ن عاشور. الصنعاني. الزركشي. الزرقاني.
البيهقي. الحاكم. العراقي. الالباني. ابن عبد البر. ابن حجر. المباركفوري. ابن تيمية. ابن القيم. الغزالي. عياض. الذهبي. الأدنروي. ابن الأثير. الجرجاني. ابن منظور. ابو السعادات ابن الاثير ...
هاأنتم أولاء ترون كم انتشر الخبرواستفاض واستحق لقب الشهرة المطلقة.
وليس مقصودي إثبات صحة الخبر, فتلك نية اترفع عنها إذ حسبي عندئذ تصحيح واحد أو اثنين من النقاد. لكن مقصودي أن الله تعالى قضى أن تحفظ مقولة الوليد الكافر وتصل الى كل إنسان ويرددهاكل لسان. لتقرع كل الآذان. لم ذلك؟ لعلاقتها المباشرة بإعجاز القرآن.
المقام الثاني:
لماذا جاء الناس الى الوليد بن المغيرة.؟ ألأنه من زعماء قريش؟ أم لصفة أخرى؟
الاحتمال الأول ضعيف. فما كان الناس يريدون "قراراسياسيا" بشأن مصير محمد بن عبد الله
وإلا لقصدوا الى دار الندوة. ولكنهم كانوا يريدون "رأي خبرة" بشأن ما يقرأه محمد بن عبد الله.
لقد أدرك الوليد مقصد الناس وحاجتهم الى خبرته فاهتبلها مناسبة على عادة العرب للتبجح والاستعلاء:"والله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعرالجن ... "
وشاء الله أن يصل الينا هذا لنكتشف حقيقة أن العرب فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكونوا على مستوى واحد من معرفة الكلام وتذوقه. فثمة طبقتان على الأقل:
العامة ممن يتكلمون الفصحى فى شؤونهم.
والخاصة من مثل الوليد المستفتى الذي يتكلم كأبناء جلدته فى شؤون حياته لكنه يفضل عنهم بميزة نادرة هي قدرته على"الكلام على الكلام".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/439)
ولتوضيح الفرق نشير الى ان المستعمل للغة عادة يكون منشغلا بمحتوى اللغة ومآربه حتى تشف اللغة أو تندك فى مقصوده فلا يلاحظها. أما الناقد اللغوي كالوليد فله شأن آخر مع المتكلمين:انتباه الى المحتوى وانتباه الى اللغة فى ذاتها. ومن ثم تأهل أكثر من غيره الى الفتوى فى القرآن. ولا شك انه سيكون لرأيه تبعات ثقيلة جدا. تبعات لم تفت ماكرا كأبي جهل فبادر الى شن حرب نفسية يتوسل بها الى إحداث ما هو شبيه بالتنويم المغناطيسي ليؤثر على صاحبه فتأتي الفتوى على مقياس الاشتهاء.
إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا ليعطوه لك.
فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر أو أنك كاره له.
فكأن أبا جهل يريد أن يلقن صاحبه الجواب. لكي لا تقع الكارثة.
لكن الله قدر أمرا آخر:
ان يصدر وصف القرآن من خبير فى اللغة والأساليب من جهة. وهذا الخبير واقع فى ظرف عصيب كل مفرداته تدعو الى مناوءة القرآن من جهة.
المقام الثالث:
قال: وماذا أقول؟ فوالله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني ولا برجزه ولا بقصيده مني ولا بشاعر الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقول لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلوا وما يعلى وإنه ليحطم ما تحته.
هذا اعتراف الخبير. وأبو جهل كان يعرفه مسبقا. لذلك حاول "استصدار الفتوى".لكن سلطان القرآن على قلب الوليد كان أقوى بكثير من "وسوسة" أبي جهل في أذنه.
وهكذا يصبح قول الوليد المحفوظ فى الناس بالتواترحجة على العربي والعجمي والاحمر والاسود.
وإن لم يذعنوا له لزمهم الا يذعنوا لقول صيرفي فى نقود ولا قول طبيب فى مريض ولا شهادة مهندس فى بناء. فهل يلتزمون؟؟؟
وشاء الله أن يصدر هذا الرأي من كافر عدو لله ولرسوله ولكلامه. ليكون قوله فى القرآن فوق كل الشبهات. وليشهد العالم أن احتمال تواطؤ أو مجاملة غير وارد عند العقلاء. والحق ما شهدت به الأعداء.
ثم انظروا الى أمر آخر:
قال: فدعني حتى أفكر
ففكر
فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره.
هاهو صوت الهوى بعد العقل. وشتان بين التلقائية والتكلف. وبين الصدق والكذب. قال: فدعني حتى أفكر. هل سيفكر فى القرآن.؟ هيهات. بل سيفكر فى الكذبة التي سيقولها للناس.
المقام الرابع:
أسلوب الوليد فى هذه الواقعة عجيب. فهو يرتفع -حين الصدق-الى درجة عليا من البلاغة. فوصفه للقرآن قطعة فنية لا تجارى. والظاهر أنه قال ذلك على البديهة قال ابن عاشور: وقد روي أن الفقرات الشهيرة التي شهد بها الوليد بن المغيرة للقرآن من قوله (إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو بكلام بشر) قالها عند سماع هذه الآية -يقصد (أن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية-.
ويشاء الله ان يحكم الحجة: الوليد يشهد لبلاغة القرآن. وشهادته نفسها تنادي ببلاغة صاحبها. فتكون الحصيلة شهادة بليغ بتفوق بليغ خصم. وهذا منتهى الانصاف.
ثم انظر الآن الى من كان محلقا فى أعالي الفصاحة-وهو صادق-كيف يهوي به التكلف
الى حضيض الكلام-وهو كاذب-.
لم يجد الغبي إلا أن يقول: هذا سحر.وهو تعليل من حقه أن يصدر عن السذج من الأطفال. لكنه الهوى و"التفكير".
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[19 - 11 - 06, 03:11 م]ـ
المقالة الثانية:وتتضمن أهمية الشعر الجاهلي مؤشرا على إعجاز القرآن.
معركة الشعر الجاهلي:
يعتبر الأستاذ الكبير أبو فهر محمود محمد شاكر أذكى من عجم عود هذه المعركة وكشف عن سراديبها الخفية التي تنطلق من الشعر الجاهلي لتصل إلى القرآن وهو مقصودهم لا الأشعار ..... وقد عرض الأديب الكبير –رحمه الله-بجلاء خطة أعداء القرآن في مقدمته الفذة لكتاب مالك بن نبي-رحمه الله-"الظاهرة القرآنية".
لكن ما الرابط بين الشعر الجاهلي والتنزيل؟
أي ضرر في إنكار الشعر الجاهلي؟
ما مصلحة القرآن في امريء القيس؟
"الشعر الجاهلي هو أساس مشكلة إعجاز القرآن" هذا مفتاح اللغز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/440)
لقد انتبه المستشرقون إلى ما لم ينتبه إليه الباقلاني ..... أدركوا منزلة الشعر الجاهلي في شأن إعجاز القرآن فحشدوا كل باطلهم لإتلاف الشعر الجاهلي ..... والنية هي الاجهاز على شاهد الإثبات المقر بإعجاز القرآن .... فما كانت معركة الشعر الجاهلي في واقع الأمرإلا معركة القرآن ...... ولعل الحقد على القرآن كان من القوة بحيث أعمى أبصارهم واستعانوا بالسفسطة والغش والتزوير بدرجة مكشوفة فضحها مستشرقون آخرون ... غير أن أبناء جلدتنا –غباء أو تواطؤا- اعتبروا السفسطة منهجا علميا فادخلوها إلى الجامعات وروجوا لها فكانت النكسة الفكرية التي ما زلنا نعاني منها إلى الآن ...
ولتوضيح أكثر أقوم بترصيف التسلسل المنطقي للحلقات مبتدئا بالقرآن منتهيا بالشعر الجاهلي:
-القرآن الكريم هو الدليل على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس العكس. وإن كان العكس ممكنا: فقد نثبت النبوة من جهة ما فنستدل بها على صدق القرآن .. لكن هذا النهج مرجوح جدا لأنه لا يصح لتلك الجهة التي يستدل بها أن تكون أنصع وأقوى من القرآن ...
-إذن القرآن دليل على النبوة .... لكن ما الدليل على الدليل؟
لا يمكن للسلسلة أن تستمر إلى ما لا نهاية ..... فوجب أن يكون القرآن دليلا على نفسه إنه: الاعجاز والتحدي. .
- التحدي يستلزم متحدى ...
فلا مناص من وجود مجموعة تستجيب أو لا تستجيب ..
لكن ينبغي للفئة المستهدفة أن تكون أهلا للتحدي .... لذلك اختار الله العرب ليقيم عليهم الحجة وبالتالي على الناس جميعا ..... فالعرب وحدهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان ذوقا وانتاجا:
أعني ب"ذوقا " قدرتهم على التميز بين مستويات القول وترتيب الأقوال على درجات البيان وسلم البلاغة. (انظر تحليلي لموقف الوليد ابن المغيرة ولقولته النقدية للأسلوب القرآني في معرض الرد على موقع أسرار القرآن في هذا المنتدى نفسه)
وأعني ب"انتاجا" النظم الفعلي للكلام بحيث يظهر ذلك النظم قدرة عالية جدا على التعبير والإمتاع.
-لكن دعوى فصاحة العرب وبلاغتهم مجرد دعوى ... فكل أمة تدعي أنها أفصح من أختها فكيف السيل إلى إثبات ذلك؟
السبيل هو "ما ترى لا ما تسمع":
هذا شعرهم فأرجع فيه النظر مرات ومرات ... قارنه بمن عاصروهم من الأمم ... وتأمل في بيانهم العالي واستواء نسائهم ورجالهم فيه. ثم تأمل كيف غسل فحول الشعراء العرب أنفسهم من بعدهم أيديهم من طموح محاذاة مستوى شعر اجدادهم فضلا عن أن تسول لهم نفوسهم طمع التسامي والتفوق ....
ثم انظر بعد ذلك إلى حكمة الباري عز وجل:
كيف حفظ هذا الشعر في الوجود ..... بينما اختفى من إبداع العرب أنواع وأنماط أخرى: غاب الانتاج النثري أو كاد ...... لأن المقصود أن نكون فكرة عن سليقة العرب وبلاغتهم العليا فحفظ الله الكلام الذي اتخذه العرب أنفسهم معرضا لبلاغتهم وهو الشعر الجاهلي.
ومن هنا أيضا تفهم سر تكالب أعداء القرآن على الشعر الجاهلي دون غيره من شعر العصور.
والآن , نعود على الأعقاب:
-طمس الشعر الجاهلي والتشكيك فيه وتزييفه يؤول إلى طمس بلاغة العرب والتشكيك فيها و تزييفها ....... بعبارة:سقط شاهد إثبات بلاغة العرب.
-سقوط شاهد إثبات بلاغة العرب يؤول إلى نزع أهلية التحدي عنهم ... فتحدي من لا يعرف البلاغة بالبلاغة لا معنى له ...
-إذن لا يمكن رصد إعجاز القرآن.
-إذن لا دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ..
هذا البند الأخير هو بيت القصيد عند المستشرقين وأذنابهم الأغبياء والمتواطئين .... لكنهم لم يصرحوا به .. بل نقلوا المعركة إلى وجود أو عدم وجود امريء القيس .... لكنهم كانوا واعين بخبثهم أن نتيجة المعركة ستصل لا محالة إلى ما لم يفصحوا عنه.
ـ[أم عمر الأثرية]ــــــــ[19 - 11 - 06, 08:00 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الكريم
كنتُ أنوي البحث في هذه المسألة الواردة في مشاركتكم الثانية، وقد وجدتُ ما لديكم يفوق كثيرًا ما لديّ، بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[24 - 11 - 06, 08:50 م]ـ
المقالة الثالثة: أين يوجد الإعجاز في القرآن.
قال أبوحيان التوحيدي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/441)
سئل بندار الفارسي عن موضع الإعجاز من القرآن فقال: هذه مسألة فيها حيف على المعنى، وذلك أنه شبيه بقولك ما موضع الإنسان من الإنسان؟ فليس لإنسان موضع من الإنسان، بل متى أشرت إلى جملته فقد حققته ودللت على ذاته، كذلك القرآن لشرفه لا يشار إلى شيء منه إلا وكان ذلك المعنى آية في نفسه ومعجزة لمحاوله وهدى لقائله، وليس في طاقة البشر الإحاطة بأغراض الله في كلامه وأسراره في كتابه، فلذلك حارت العقول وتاهت البصائر عنده ...
صدق بندار ...
فالاعجاز سار في القرآن كله لا تخلو منه آية ,وانطلاقا من هنا اقترح عبد القاهر الجرجاني نظرية النظم لتفسير إعجاز القرآن وذلك لحضور النظم في كل موضع:فلو كان الاعجاز مثلا متصلا بالاخبار بالغيبيبات أو بمطابقة المخترعات العصرية أو بحكمة التشريع ... لزم أن يخلو من الاعجاز ما ليس فيه ذكر للأول أو الثاني أو الثالث ... والحال أن هنا آيات عديدة خالية مما ذكر ... لكنها معجزة قطعا. فثبت أن الاعجاز يجب أن يناط بوصف لا تخلو منه آية .......... وما ذاك إلا النظم.
صدق عبد القاهر ...
لكن كيف تتحول الكلمة "العادية" إلى كلمة "معجزة"؟
الكلمة العربية في ذاتها ليس فيها ما يعجز ... فهي ملقاة على الطريق في متناول كل متكلم ... لكن الشأن في "توظيف الكلمة في سياق" هذا هو النظم .. وهذا هو موضع سمو القرآن فوق كل الأعناق ...
ولتوضيح الفكرة نقدم هذا المثال:
كلمة "مكرمون"-اسم مفعول من" أكرم"- عادية جدا, مألوفة في معناها وغير غريبة في جرسها.
لكنها في قوله تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)
تحولت إلى معجزة حقيقية ... فقد مهد لها بسياق فأدرجت فيه فأصبحت غير عادية ........... والأعجب من ذلك أن المتدبر قد لا يلتفت إليها وهي المشعة بأنوارها الخفية ... فجاز لنا القول" إن من وجوه إعجاز القرآن وجوده حيث لا يتوقع له وجود" ..
ظاهر أن الْمُكْرَمِينَ وصف للرسل الملكية خاصة ,وثناء عليهم ... ولا يجوز دخول المضاف إليه في الوصف ... فمقرر أن الصفة بعد المركب الإضافي تتلبس بأحد طرفي الإضافة ولا يجوز أن تتلبس بهما معا ........ فتقول:"هذا غلام زيد الكريم":فالرفع وصف للغلام , والجر وصف لزيد, ولا يقال " هذا غلام زيد الكريمين أو الكريمان " وتريد وصف الطرفين .... بداهة أن المرفوع لا يكون وصفا للمنصوب وكذاك عكسه.
ومع هذا فخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام في الآية قد مدح مرتين بوصف لم يوصف به هو, بل وصف به غيره!!! فليتأمل.
ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ...
هم ملائكة بررة ..... أثنى ربهم عليهم وأشار إلى مكانتهم عنده: فهم من المكرمين.
وهنا نلحظ امتداد الوصف إلى إبراهيم -عليه السلام-بواسطة اللزوم:
ما اختار الله من ملائكته ليبعثهم إلى خليله إلا المكرمين منهم ... ومن لوازم ذلك أن إبراهيم مكرم آخر ... فلا يختار الرسول المكرم إلا لمرسول إليه مكرم.
هذا ثناء ...
ثم يسترسل السياق فنعرف قصة الضيف:
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)
الخليل أكرم ضيفه بصورة نادرة-يرجع لمعرفة تفاصيلها إلى تحليل ابن القيم البديع في الرسالة التبوكية-
ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ....
مكرمين عند الخليل الذي جاءهم بعجل سمين وهم مجهولون عنده ...
فالخليل موصوف بالكرم .......
هذا ثناء آخر ...
فاعجب لصفة لم يوصف بها هو دلت مع ذلك على ثناءين عنه:
التكريم: إبراهيم واقع عليه.
الكرم:إبراهيم واقع منه.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[27 - 11 - 06, 10:40 ص]ـ
المقالة الإولى: وتتضمن تحليلا للقولة الشهيرة التي صدرت من الوليد بن المغيرة في وصف أسلوب القرآن.
جزاكم الله خيرا.
و قد طرح لنا أستاذ مادة " الإعجاز اللغوي و البياني في القرآن الكريم " هذا الموضوع للبحث، و قال إنه لم يعثر على أحد حلل مقولة الوليد بن المغيرة في وصف القرآن.
فجزاكم الله خيرا مرة أخرى.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[19 - 04 - 10, 07:59 م]ـ
انا احب مقالاتك حتى كنيتك احبها كنية احد المشايخ الذين احب فتاويهم تعرفون من هو بالطبع
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[03 - 05 - 10, 04:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا رابط لاحدى المحاضرات التى ألقاها أبو فهر محمود محمد شاكر رحمه في جامعة الامام حول هذا الموضوع وهي إحدى المحاضرتين اللتين تألف منها كتاب (قضية الشعر الجاهلي عند ابن سلام)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson..._id=69311 فأرجو ان تستفيدوا منها ولا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[هاني درغام]ــــــــ[05 - 05 - 10, 01:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم(3/442)
فائدة للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[05 - 10 - 06, 05:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت الشيخ عبدالكريم الخضير في اكثر من شريط يذكر ان من يختم القران له في الختمة الواحدة ثلاثة ملايين حسنه وفضل الله واسع
حفظ الله الشيخ وبارك له في علمه
وجزيتم خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 06, 08:28 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
جزى الله خيرا الشيخ الخضير
حفظكم الله
لكن ما هو الدليل على هذا الفضل جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[07 - 10 - 06, 02:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابشر ياغالي قريباً سآتي بكلام الشيخ كاملا حول هذا الموضوع
بارك الله فيك
ـ[ابو البراء المهاجر]ــــــــ[07 - 10 - 06, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بالنسبة إذا حسبت عدد حروف القران (مذكورة في مقدمة تفسير ابن كثير) وضربته بعشرة كما جاء في الحديث لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف مع العلم أن هذا باعتبار حرف المبنى ليس المعنى لأن باعتبار حرف المعنى تقل إلى 70 الف وليست 3 ملايين وهو الذي يميل إليه شيخ الإسلام ابن تيمية لكن كما قال الخضير ثقتنا في الله وفضله أعظم من علم شيخ الإسلام ابن تيمية ...
الخلاصة: أن عدد الحسنات يكون بالحساب كما ذكرت لأن الحرف بعشر حسنات وفضل الله واسع يضاعف الى اضعاف كثيرة ...
ولهذه الأجور على الحروف وإن كانت بغير تدبر يرجح بعض أصحاب الشافعي قراءة الهذ وذلك لتحصيل حسنات أكثر .. لكن المرجح قراءة القران على الوجه المأمور به من التدبر وحظور القلب أعظم أجرا وقدرا وإن كانت قراءة الهذ أكثر حسنات كما قرر ذلك ابن القيم في زاد المعاد الجزء الأول صفحة 328 فهنالك بحث نافع للغاية بخصوص هذه المسألة فليراجع هناك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 10 - 06, 07:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابشر ياغالي قريباً سآتي بكلام الشيخ كاملا حول هذا الموضوع
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا أخي الكريم
أنا في الانتظار
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - 10 - 06, 12:21 ص]ـ
إلى الأخ أبي البراء، كأن الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير يميل إلى قول شيخ الإسلام كما في تفسيره للفاتحة من تفسير الجلالين، و قول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى قوي.
و فضل الله أوسع
ـ[أبو عبادة الهاشمي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:29 ص]ـ
للتبين أكثر أيه الأحباب
لونظرنا في مصحف الملك فهد مثلاً
فإن في الصفحة الواحدة 15 سطر
وفي السطر الواحد 40 حرف
فتضرب 40 حرف × 15 سطر = 600 حرف في الصفحة (بالتقريب طبعاً)
ثم
اضرب 600 حرف × 600 صفحة (عدد صفحات المصحف وأكثر بقليل) = 360000 حرف بالتقريب
(ثلاثمائة وستون ألف حرف)
ثم
اضرب 360000 × 10 (الحسنة بعشر أمثالها) = 3600000 حرف
(ثلاث ملايين وستمائة ألف حسنة) إلى سبعمائة ضعف .. والله يضاعف لمن يشاء
هذا استنتاج ..
ولعل الشيخ يقصد هذا
والله الموفق ..
أبو عبادة الهاشمي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 10:25 ص]ـ
قال عليه الصلاة والسلام: " من قرأ حرفا من كتاب الله كان له بكل حرف حسنة "، هل المراد بالحرف حرف المبنى (أ، ب، ج، د، .......... )؟؟ أم هو بمعنى الكلمة؟؟
فعلى القول بأنه حرف المبنى، يقول إن الأجر هو 3 ملايين حسنة بالتقريب.
لكن هل هذا القول قوي؟؟؟!!
ويتبين ذلك بمقارنة قول الله تعالى: " ألم " من فواتح السور كالبقرة وآل عمران، وبين قوله تعالى: " ألم " في مقدمة سورة الفيل، فهل هما سيان؟؟!!!
لأن من يقول إن المراد به حرف المبنى يقول إن قوله تعالى: " ألم " في أول سورة الفيل فيها ثلاثون حسنة؟؟
فيُجاب عنه بأن يقال: " ألم " من فواتح السور كسورة البقرة، فيها ثلاثون حسنة بنص الحديث، وكل أحد يعلم أنهما ليسا سواء ..
ويُراجع في هذا بحث بسطه الشيخ إحسان العتيبي بعنوان: " الحرف في القرآن الكريم " نصر فيه رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في القول بأن المراد بالحرف الكلمة وليس حرف المبنى، و أجاد فيه وأفاد - حفظه الله - ........ وهو موجود في موقع طريق الإسلام.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 10:32 ص]ـ
الحرف في القرآن الكريم للشيخ إحسان العتيبي.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22790
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم أبا زياد على طرح هذا الموضوع ..
وما أجمل كلمة الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير - حفظه الله - حين قال: " ثقتنا بالله أعظم من ثقتنا بعلم شيخ الإسلام ابن تيمية .. ".
وإضافة للرابط الذي وضعه أخانا الكريم زكرياء توناني جزاه الله خيرا، أضع هذا الرابط للوالد الشيخ إحسان - حفظه الله - كتابةً وليس صوتياًّ ..
{الم} ثلاثون حسنة، {ألم} عشر حسنات: http://saaid.net/Doat/ehsan/121.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/443)
ـ[حامد تميم]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[06 - 01 - 07, 02:55 م]ـ
هذه كثيرا ما كنا نسمعها من شيخنا الشيخ العلامة المفسر ابن غديان حفظه الله
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:51 م]ـ
مسألة اعتبار الحروف بحروف الهجاء أو أسماء الحروف اختلف فيه أهل العلم وعامتهم على أنها حروف الهجاء وهذا مصرح به عند علماء الحنابلة قبل شيخ الإسلام.(3/444)
يا أهل القرأن أرجوكم
ـ[حسن عتر]ــــــــ[06 - 10 - 06, 07:08 ص]ـ
من فضلكم يا أهل الخير وكل من يحب الله ورسوله انا بحاجة لبرنامج القراءات السبع وهو عبارة عن 6 سيديات
من فضلكم كل الروابط الموجودة على النت لهذا البرنامج معطلة من فضلكم في هذا الشهر الكريم اريد روابط جديدة وشغالة وبارك الله فيكم(3/445)
أين أجد في القاهرة كتاب " مفاتح تدبر القرآن" و " مفتح تدبر السنة"
ـ[محب الوحيين]ــــــــ[06 - 10 - 06, 08:42 ص]ـ
في أنتظار ردكم
(:
ـ[محب الوحيين]ــــــــ[10 - 10 - 06, 08:36 م]ـ
لازلت منتظر (:
و أقصد بالكتاب الثاني " مفاتح تدبر السنة "
ـ[أبو يزيد السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 09:51 م]ـ
كان أمامك منتديان آخران غير (القرآن الكريم وعلومه) لتعرض سؤالك أخي الحبيب.
فهناك الإخوة على خبرة أكثر بمثل هذه الأمور ....
وسؤالي .. هل تحتاج إليه مطبوعا؟
أم يكفيك هذا الرابط؟
مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة ( http://tafsir.org/books/open.php?cat=97&book=910)
ـ[محب الوحيين]ــــــــ[10 - 10 - 06, 10:23 م]ـ
جزاك الله خير
أريدة مطبوع
سأضع سؤالي في المنتدى الأخر(3/446)
حمل أضخم موسوعة في علم التجويد للدكتور أحمد عبد الفتاح.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 06, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرى إلى جميع الإخوة، وخاصة المهتمين بعلم التجويد، فهذه هي الدفعة الأولى من أكبر موسوعة صوتية في علم التجويد فإنها تزيد على مائة شريط يلقيها فضيلة الدكتور / أحمد عبدالفتاح.
http://forum.turath.com/showthread.php?t=288&page=1&pp=10
ـ[أبو حاتم المحلي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 07:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ,ووفقك لكل خير.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 10 - 06, 06:38 م]ـ
و فيك بارك الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 09 - 07, 02:10 م]ـ
للرفع
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لتوقف منتديات التراث عن العمل فقد وضعت روابط هذه الموسوعة على موقعي الجديد الذي أتشرف بالإشراف عليه
http://alsalfy.com/vb/showthread.php?t=166
وهذه روابط موسوعة أخرى للدكتور أيمن سويد:
http://alsalfy.com/vb/showthread.php?t=193
وجزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم، وزادكم توفيقا ...(3/447)
حمل الموسوعة الكاملة في علم التجويد للشيخ أيمن سويد.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 06, 08:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://forum.turath.com/showthread.php?t=185
ـ[أبو حاتم المحلي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 07:56 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 10 - 06, 06:39 م]ـ
و جزاك الله بمثله أخي الحبيب
ـ[أم معين]ــــــــ[24 - 10 - 06, 02:54 ص]ـ
أكرمكم الله
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 10 - 06, 11:40 م]ـ
أكرمكم الله
آمين
و اياك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 09 - 07, 02:09 م]ـ
للرفع
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[15 - 09 - 07, 06:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أما زلت لا تتمكن من إضافتي؟
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 07, 10:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك فائدة طيبة وقيمة.
أسأل الله أن يمدك بالصحة والخير والعافية وأن يبارك لك في جهدك ووقتك وأهلك ومالك.
حياك الله.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 09 - 07, 01:42 م]ـ
آمين وإياكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 10 - 07, 03:38 م]ـ
للرفع
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[23 - 10 - 07, 01:44 ص]ـ
أرجو من الإخوة إعادة رفع دروس الشيخ لرواية ورش فالروابط القديمة لا تعمل.
ـ[الرباطي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 10:48 م]ـ
السلام عليكم أخي الحبيب
هذه ضالتك رواية ورش من طريق الأزرق فيديو
http://www.s-elhoda.com/news.php?action=list&cat_id=132
نسألكم الدعاء
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[02 - 11 - 07, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سائلة الجنة]ــــــــ[07 - 11 - 07, 10:51 م]ـ
جزااااااااكم الله خيرا
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 12:56 ص]ـ
الروابط لا تعمل, جزى الله خيرا من أعاد رفعها.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 01:06 ص]ـ
و جدت روابط تعمل على هذا الرابط و لله الحمد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143837(3/448)
طلب برنامج القراءات السبع
ـ[حسن عتر]ــــــــ[07 - 10 - 06, 10:57 م]ـ
من فضلكم اريد برنامج المصحف الملون وهو عبارة عن 6 سيديات(3/449)
ما قولكم في البسملة هل آية من كل سورة في القرآن أم ليست بآية.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[08 - 10 - 06, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة:
ما قولكم في البسملة هل آية من كل سورة في القرآن أم ليست بآية.
فإن قيل هي آية فما حكم من قال أنها ليست آية من القرآن؟ وعليه ألا يكون أصحاب هذا المذهب أنكروا آية من كتاب الله؟ وما تعليلهم لكتابتها في القرآن؟. وهل هذا عندهم زيادة على كتاب الله؟.
وإن قيل: بل هي آية من كل سورة من كتاب الله تعالى. فما قول أهل هذا المذهب فيمن خالفهم؟ وهل يعتبروا من خالفهم قد أنكروا آية؟ وما حكمهم عليه؟.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 01:43 ص]ـ
للشيخ أبي الأشبال أحمد شاكر بحث نفيس في هذه المسألة غفل عنه الناس وتجده في تحقيقه لسنن الترمذي .....
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[09 - 10 - 06, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الاحبة جزاكم الله خيرا.
جزاك الله خيرا على إحالتكم فلو تكرمتم ابدأ الرأي فيما أرسلته لكم.
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[16 - 11 - 06, 11:35 ص]ـ
أحب هنا أن ألفت نظر شيخي وأستاذي الشيخ شاكر العاروري-حفظه الله-إلى أن في طيات سؤاله ما يشير إلى قوة مذهب الإمام مالك-رحمه الله-من أن البسملة ليست آية من القرآن حيث إنك ذكرت أن المسألة خلافية والقرآن لا خلاف فيه لأن من أنكر آية من القرآن فهو كافر، كما أن طريق القرآن التواتر ولو كان في أن البسملة آية من كتاب الله في غير سورة النمل لأتت إلينالا بطريق التواتر الذي لا يكون معه خلاف، هذا بالإضافة إلى أدلة أخرى تقوي ما ذهب إليه الإمام مالك-رحمه الله-وممن تكلم عن هذه المسألة بتفصيل الإمام القرطبي في"الجامع لأحكام القرآن"وابن عبد البر في"الاستذكار"ولابن عبد البر رسالة مفردة في تحقيق هذه المسألة. وللعلم فمذهب أبو حنيفة ليس كمذهب مالك كما نسبه إليه البعض بل مذهبه فيها أنها آية منفصلة وضعت للفصل لا أنها آية من كل سورة فهي آية عند الإمام أبو حنيفة-رحمه الله-،ومذهب الشافعي من أنها آية في الفاتحة لا فيما سواها وهو قول لأحمد، وفي قول لأحمد وهو مذهب ابن المبارك أنها آية من كل سورة وهو أيضا مذهب بعض الشافعية. وأحببت أن ألفت النظر إلى هذا الخلاف من أنه ليس هنالك قول يحسب على أنها آية في بعض القراءات وليست آية لبعض لأن القرآء ليسوا بأصحاب مذاهب حتى يكون لهم خلاف في المسألة ولم يرد عن صاحب قراءة أنه قال بأنها آية وآخر قال بأنها ليست بآية، ولو كان هذا كذلك لما حصل خلاف, والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:09 ص]ـ
لخص الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله الكلام على هذا في أشرطته تفسير سورة الفاتحة فليرجع إليه
وعلى فرض أنها آية فلا يقال إن منكرها كافر؛ لأن المسألة ليس فيها نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، والمجتهد له أجران، لكن هذا من مبالغات بعض المتمذهبين لنصرة مذاهبهم، كما فعل ابن العربي رحمه الله في "أحكام القرآن" وغيره.
ـ[أبوذرالفريجي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن لا يقع فيه الإختلاف وهذه الآية
مختلف فيها ..
فهي ليست بآية من كل سورة إنما هي جزء من آية في سورة النمل.
والله أعلم .........
ـ[عمر فولي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 09:12 ص]ـ
السلام عليكم
أذكر أن الشيخ أبا مالك العوضي ذكر في بحث بعنوان " نقل الإجماعات المتعارضة عند أهل العلم " نقل إجماعان أحدهما يقول بالإجماع أن البسملة آية
والآخر بأن البسملة ليست آية إجماعا أيضا
والسلام عليكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:16 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هناك كتابان عرضا للمسألة بشيءٍ من التفصيل:
الأول: كتاب شيخنا العلامة الوالد أ. د عمر الأشقر حفظه الله في كتابه (مسائل في فقه الكتاب والسنة) في بحث بعنوان البسملة وفضائلها. وخلص إلى تحرير مفيد، كيف لا وهو الشيخ الأشقر؛ فشقِّر عينيك بكتابه.
والثاني: كتاب فيض الرحمن في الأحكام الفقهية المتعلقة بالقرآن (أظنه كذلك) لملحم، ونصر قول الشافعية فيها، وقد يُتعقَّب بعدة أمور.
والثالث: وفي تحرير جميل؛ طليعة تفسير ابن عاشور رحمه الله تعالى؛ فقد ناقش واستدل بأسلوب كعبه عالٍ.
وفقك الله لكل خير.
ومرحباً بك يا شيخ مالك هنا في المتلقى.
ودمتم على الخير أعواناً
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[20 - 02 - 07, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم ..
هي آية مستقلة من كتاب الله وهذا ماقاله الشيخ بن عثيمين رحمه الله في تفسير جزء عم والدليل الحديث القدسي " إذا قلنا في الصلاة الحمدلله قال تعالى حمدني عبدي " فلم يذكر البسملة هنا مع الحمد وهناك دليل آخر لا يحضرني الآن ...
والله أعلم
ـ[أبوذرالفريجي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 07:35 ص]ـ
س/ هل يقع الاختلاف في آيات القرآن أم لا؟
أفيدونا؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/450)
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 10:52 ص]ـ
الاختلاف في الآيات القرآنيه المتواتره لايقع وما جاء عن بعض اللغويين من إنكار لبعض الروايات فهو من قبيل أنه لم يبلغه التواتر وأما ن يكون الانكار إنكار آية من المصحف فهذا لايوجد واما ما وحصل في البسملة من الخلاف فلأنها لم تنقل نقلا متواترا أنها من القران فوقع فيها الخلاف وقد بسط الخلاف الامام القرطبي في مقدمة تفسيره
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 02 - 07, 10:09 م]ـ
وأحببت أن ألفت النظر إلى هذا الخلاف من أنه ليس هنالك قول يحسب على أنها آية في بعض القراءات وليست آية لبعض لأن القرآء ليسوا بأصحاب مذاهب حتى يكون لهم خلاف في المسألة ولم يرد عن صاحب قراءة أنه قال بأنها آية وآخر قال بأنها ليست بآية، ولو كان هذا كذلك لما حصل خلاف, والله أعلم.
بل قال به ابن الجزري.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:05 ص]ـ
بل قال بترجيح أنها آية في بعض القراءات وليست بآية في البقية:
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في مذكرة أصول الفقه
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 12:32 م]ـ
أخي أبا يوسف حفظك الله تعالى ...
ما الذي يترجح عندفي هذه المسألة ...
وكيف ترى استدلال الإمام النووي رحمه الله في (المجموع) على هذه المسألة؟
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[22 - 02 - 07, 12:33 م]ـ
تصحيح: (ما الذي يترجح عندك ... )
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:35 م]ـ
أخي حمد بارك الله فيك
ما ذكره الإمام النووي رحمه الله يمكن الإجابة عنه من وجوه.
ولتراجع كلام شيخ الإسلام في مجموع فتاواه ج22 ص438 - 443
ـ[ابو رفيق]ــــــــ[27 - 02 - 07, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و على اله و صحبه اجمعين
الاخوة الاعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
البسملة اختلف كل الايمة الاعلام من السلف و الخلف و الامام الوحيد الذي شدد على انها اية من الفاتحة هو الامام الشافعي كما نقل عنه المزني في كتاب الام
الامام مالك لا يراها اية اخذا بحديث المسيء صلاته عندما قال له النبي قل الحمد لله و رغم ذالك
حملت في مذهبه على الكراهة التنزيهية التي يثاب تاركها و لا يعاقب على فعلها و للخروج من الخلاف مع الشافعية يجوز قراءتها
الامام ابي حنيفة نقل عنه بعض تلاميذه و على راسهم ابو يوسف القاضي تركها و ان قرات فلا باس كما جاء متن القدوري على مذهب الحنفية و ما جاء في كتاب الفقه الحنفي و ادلته للزحيلي
اما الامام احمد المشهور عدم القراءة كما ذكز في كتاب المغني في الفقه الاسلامي
اما القراء فقد قال الامام الشاطبي صاحب كتاب سراج القارىء المبتدي و تذكا المقرىء المنتهي
ما نصه و بسمل بين السورتين بسنة ...... رجالا نموها درية و تجملا
و اشار بحرف الباء الى قالون في روايته عن نافع و بالراء الى الكسائي و النون الى عاصم ابن ابي النجود و بالدال الى ابن كثير المكي و كل القراء يبسملون خارج الصلاة و ذالك الى ان الامام الشاطبي ذكر في بيت من ابيات القصيدة قال فيه و قد ذكروا لفظ الرسول و لم يزد و لو صح هذا النقل لم يبقي مجملا لاختلاف الاحاديث الواردة في البسملة و الوحيد من القراء السبعة المشهورة الذي لم يات بالبسملة في اوائل السور هو حمزة ابن حبيب الزيات فانه يقرا القرءان حملة واحدة و لو ثبت نص من النصوص مااختلف في ذالك احد و المشهور انها للفصل
و الله اعلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عمر فولي]ــــــــ[27 - 02 - 07, 09:47 م]ـ
[ quote=
اما القراء فقد قال الامام الشاطبي صاحب كتاب سراج القارىء المبتدي و تذكا المقرىء المنتهي
و الله اعلم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [/ quote]
ولعله سبق قلم والصواب: فقد قال ابن القاصح صاحب كتاب سراج القارىء المبتدي و تذكار المقرىء المنتهي.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 02:21 ص]ـ
يا أخي أبا رفيق
رفقاً عند النقل ..
فالمشهور عند الجمهور أن البسملة يسن قراءتها في الفاتحة خلافاً لمالك، والصواب مع الجمهور.
أما كونها آية أو ليست بآية فمسألة أخرى.
أقصد: حتى لو لم نقل بأنها آية، فالسنة أن نقرأها .. انتبه لذلك بارك الله فيك، وجزاك خيراً.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 02:30 ص]ـ
هذا فيما يخص الصلاة .. وأما كون الشافعي رحمه الله تعالى هو الوحيد فقول مردود، إذ بعض السلف منقول عنهم ذلك ثابتاً.
ولترجع لكلام العلماء والفقهاء وأهل الحديث. إذ من شروط هذا المنتدى صحة النقل والتأكد من ذلك.
ـ[ابو رفيق]ــــــــ[28 - 02 - 07, 07:13 م]ـ
احي الكريم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد فهمت من كلامك الجميل ان السنة قراءتها و انا على مذهب الامام مالك و اظنني اخي الكريم العزيز اني اعطيت المراجع التي اعتمدت عليها و على اخي الفاصل ان يسمي لي المراجع المعتمدة
حتى اصحح معلوماتي ان كنت مخطأ ليس الا مع التمنيات لك بموفور الصحة و العافية
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/451)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 03 - 07, 08:32 ص]ـ
قال ابن هبيرة رحمه الله في الإفصاح: (واختلفوا في قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" بعد التعوذ؟ فقال أبو حنيفة والشافعي وأحمد: يقرؤها، وقال مالك: لا يقرؤها في الفرض، وهو مخير في النفل.
واختلفوا هل يقرؤها جهراً أو سراً؟ فقال أبو حنيفة وأحمد: يُسِرُّها، وقال الشافعي: يجهر بها.)
وأستغرب أخي من طلب المراجع .. فما أكثر المراجع في هذه المسألة
فعلى سبيل المثال: البحر الرائق (1/ 329)، المجموع شرح المهذب (3/ 333)، المغني (1/ 520) ..
وراجع للمالكية الكافي لابن عبدالبر (1/ 201).
وجزاك الله خيراً على ذوقك الرفيع، وعباراتك اللطيفة. جزاك الله خيراً.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 03 - 07, 08:52 ص]ـ
فقول مالك رحمه الله تعالى: لا يقرؤها سراً ولا جهراً "الفواكه الدواني" (1/ 207) مرجوح؛ لأنه أخذ بحديث عائشة: كان يستفتح بالحمد لله رب العالمين، لكنه لا يفهم منه ترك البسملة ..
وأما اعتبارها آية من الفاتحة فليس للشافعي -رحمه الله تعالى- وحده؛ فقد قال به جماعة من الصحابة والتابعين كما ذكر ذلك صاحبكم الحافظ ابن عبدالبر المالكي. والله الموفق،،
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[04 - 03 - 07, 09:18 م]ـ
البسملة وأحكامها
إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [[آل عمران: 102].
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [[النساء: 1].
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما [[الأَحزاب: 70 - 71].
أَمَّا بَعْدُ:
وبعد أيها العزيز! فهذه مجموعة من البحوث البسيطة التي حاولت أن أقدمها لبعض المسائل التي اختلف فيها علماء هذه الأمة من السلف و الخلف وانثرها بين يديك بعد كدّ خاطري وإجهاد فكري لكي أبين المسألة وأذكر رأي أصحاب المذاهب الأربعة مع دليل كل قول ومع ترجيح الأقوى منهم كما رجحه علماء هذا العصر أو كما تبين لي وسأذكر إن شاء الله علة الترجيح.
أسأل الله التوفيق والسداد.
فصل فى البسملة وأحكامها:
اجمع العلماء على أن البسملة التي في سورة النمل آية من السورة وهي قوله تعالى:] إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [[النمل:30].
لكن اختلافهم على البسملة في باقي السور على أقوال سأذكرها مع أدلتها في هذا الجزء إن شاء الله.
أقول مستعيناً بالله:
1 - أنها آية من كتاب الله تعالى ومن كل سورة ويجب الجهر بها هذا مذهب الشافعي رحمه الله فقد قال رحمه الله:"بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة من الفاتحة فمن تركها أو بعضها لم تجزه الركعة (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn1).
أدلتهم:
أ- حديث أنس رضي الله عنه سُئل أنس كيف كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ:] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم." [أخرجه البخاري في صحيحه] (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn2)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/452)
ب- عن نعيم المُجِّمر قال:" صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس في الاثنتين قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم".
” بوب النسائي عليه ” الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ” وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح":وهو أصح حديث ورد في ذلك.
قلت: وقال النووي في شرح صحيح مسلم:" ومذهب الشافعي رحمه الله تعالى وطوائف من السلف والخلف أن البسملة آية من الفاتحة وأنه يجهر بها حيث يجهر بالفاتحة، واعتمد أصحابنا ومن قال بأنها آية من الفاتحة أنها كتبت في المصحف بخط المصحف .. "
قلت: قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:" فإن كتابتها في المصحف بقلم القرآن تدل على أنها من القرآن، وكتابتها مفردة مفصولة عما قبلها وما بعدها تدل على أنها ليست من السورة".
ج- عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، إِذْ أَغْفَى? إِغْفَاءَةً. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً. فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ». فَقَرَأَ: {بِسْمِ الله الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرْ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» فَقُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ. فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ. فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ». زَادَ ابْنُ حُجْرٍ فِي حَدِيثِهِ: بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ. وَقَالَ: «مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ» [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn3).
د- عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا قرأتم الحمد لله رب العالمين ف? قرأوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها» [قال الترمذي: حديث حسن صحيح] .. رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد هذا وَثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد ويحيى بن معين؛ وأبو حاتم يقول فيه: محلّه الصدق؛ وكان سفيان الثوريّ يضعّفه ويحمل عليه. ونوح بن أبي بلال ثقة مشهور.
قال ابن كثير:" فذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين سلفاً وخلفاً فجهر بها من الصحابة أبو هريرة وابن عمر وابن عباس ومعاوية وحكاه ابن عبد البر والبيهقي عن عمر وعلي ونقله الخطيب عن الخلفاء الأربعة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهو غريب، ومن التابعين عن سعيد بن جبير وعكرمة وأبي قلابة والزهري وعلي بن الحسين .. وغيرهم.
والحجة في ذلك أنها بعض الفاتحة فيجهر بها كسائر أبعاضها وأيضاً فقد روى النسائي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة أنه صلى فجهر في قراءته بالبسلمة وقال بعد أن فرغ: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وصححه الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال الترمذي: وليس إسناده بذاك. وقد رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال صحيح، وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت قراءته مدّاً ثم قرأ ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/453)
هـ- وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: {بِسْمِ اللَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ * مَـ?لِكِ يَوْمِ ?لدّينِ} [الفاتحة:1 - 4] وقال الدار قطني إسناده صحيح. وروى الإمام أبو عبد الله الشافعي والحاكم في مستدركه عن أنس أن معاوية صلى بالمدينة فترك البسملة فأنكر عليه من حضره من المهاجرين ذلك فلما صلى المرة الثانية بسمل [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn4). أهـ
2 - قول مالك (المالكية) هي ليست بآية من الفاتحة ولا من غيرها ويكره قراءتها في الصلاة.
ودليلهم: 1 - ما ثبت في الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn5)
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22/ 263):" والحديث الصحيح عن أنس ليس فيه نفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان «فلم أسمع أحداً منهم يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم}» أو «فلم يكونوا يجهرون {ببسم الله الرحمن الرحيم}» ورواية من روى «فلم يكونوا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا آخرها» إنما تدل على نفي الجهر، لأن أنساً لم ينف إلا ما علم، وهو لا يعلم ما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم سراً. ولا يمكن أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسكت؛ بل يصل التكبير بالقراءة، فإنه قد ثبت في الصحيحين: أن أبا هريرة قال له: «أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ماذا تقول».أهـ
2 - وفي الباب روى مسلم: عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. فَكَانُوا يَفْستَحُتونَ بِالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ يَذْكُرُونَ بِسْمِ الله الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ. فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ، وَلاَ فِي آخِرِهَا [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn6).
قال الحافظ بن حجر في تخريج أحاديث الهداية: الذي يتحصل من البسملة أقوال: أحدها ـ أنها ليست من القر?ن أصلاً إلا في سورة النمل وهذا قول مالك وطائفة من الحنفية ورواية عن أحمد.
ثانيها ـ أنها ?ية من كل سورة أو بعض ?ية كما هو المشهور عن الشافعي ومن وافقه وعن الشافعي أنها ?ية من الفاتحة دون غيرها وهو رواية عن أحمد ..
ثالثها ـ أنها ?ية من القر?ن مستقلة برأسها وليست من السور بل كتبت في كل سورة للفصل فقد روى مسلم عن المختار بن فلفل عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد أنزلت عليٍّ سورة ?نفا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر» أخرجه مسلم وعن ابن عباس قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم» أخرجه أبو داود والحاكم وهذا قول ابن المبارك وداود وهو المنصوص عن أحمد وبه قال جماعة من الحنفية.
قال القرطبي في مقدمة تفسيره: "وقد قال الجُرَيري: سئل الحسن عن {بِسْمِ اللَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} [الفاتحة:1] قال: في صدور الرسائل. وقال الحسن أيضاً: لم تنزل {بِسْمِ اللَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} [الفاتحة:1] في شيء من القرآن إلا في {طس} {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ?للَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} [النمل:03] (النمل: 30) .. ثم إن مذهبنا يترجّح في ذلك بوجه عظيم، وهو المعقول؛ وذلك أن مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة ?نقضت عليه العصور، ومرّت عليه الأزمنة والدهور، من لَدُن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زمان مالك، ولم يقرأ أحد فيه قطّ {بِسْمِ اللَّهِ ?لرَّحْمَـ?نِ ?لرَّحِيمِ} [الفاتحة:1] ?تباعاً للسُّنة؛ وهذا يردّ أحاديثكم."أهـ
3 - أنه آية تامة من القرآن أنزلت للفصل بين السور وليست من الفاتحة وهو مذهب أبو حنيفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/454)
قال ابن كثير:"وذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد بن حنبل. وعند الإمام مالك أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهراً ولا سراً واحتجوا بما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وبما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين، ولمسلم ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها، ونحوه في السنن عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه".
ودليلهم روي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قالوا:"كنا لا
نعرف انقضاء السورة حتى نزلت بسم الله الرحمن الرحيم" [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn7).
قال ابن عمر: نزلت في كل سورة.
قال بدر الدين العيني"قلت لا نسلم أنها أول آية في المصحف وإنما هي آية من القرآن أنزلت للفصل بين السور وهذا مذهب المحققين من الحنفية وهو قول ابن المبارك وداود وأتباعه وهو المنصوص عن أحمد" [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftn8)
4- أنها آية من الفاتحة ولا يسن الجهر بها وهذا مذهب الحنابلة وهو الأرجح والله أعلم.
دليلهم:" ما ثبت في الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" تقدم الكلام على الحديث أنظر حاشية رقم 2 من صفحة 5.
2 - دليلهم:" ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي ونفها له، ولعبدي ما سأل. يقول العبد: {الحمد لله رب العالمين} يقول الله: حمدني عبدي. يقول العبد: {الرحمن الرحيم} يقول الله: أثنى علي عبدي. يقول العبد: {مالك يوم الدين} يقول الله: مجدني عبدي. يقول العبد: {إياك نعبد وإياك نستعين}. يقول الله: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. يقول العبد: {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخرها. يقول الله: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل».
فنقل الجماعة منهم عبد الله، ومهنا، وإسحاق بن إبراهيم، وابن مشيش، وحنبل، وأبو طالب، أن قراءتها تستحب في الصلاة، وإن سها أن يقرأها أجزأته صلاته، وهذا يدل على أنها ليست آية من الفاتحة، وقال في رواية يعقوب بن بختان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم كما في المصحف فإن لم يقرأ لم تفسد صلاته، ولكن ينبغي أن يقرأها. وهذا يدل على أنها ليست بآية منها. لأن موضع الآي يجري مجرى الآي نفسها، بدليل أن من رام إثبات آية في موضع من القرآن كمن رام إثبات آية في القرآن، وأجمعنا على أن إثبات آية في القرآن لا يكون إلا بأخبار متواترة، كذلك مواضع الآي يجب أن تجري ذلك المجرى وليس ههنا خبر متواتر يدل على أنها من فاتحة الكتاب ولا من كل سورة، ونقل أبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن إبراهيم الكوفي: أنها إحدى آياتها لما روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: الحمد سبع آيات. إحدى آياتها بسم الله الرحمن الرحيم.
واختلفوا في الجهر بها في الصلاة فيما يجهر به، فنقل جماعة عن أحمد: أنه لا يسن الجهر بها، وهو قول أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وعمار بن ياسر، وابن مغفل، وابن الزبير، وابن عباس، وقال به من كبراء التابعين ومن بعدهم: الحسن، والشعبي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم، وقتادة، وعمر بن عبد العزيز، والأعمش، وسفيان الثوري، ومالك، وأبو حنيفة، وأبو عبيد في آخرين.
وذهب الشافعي إلى أن الجهر مسنون، وهو مروي عن معاوية بن أبي سفيان، وعطاء، وطاووس، ومجاهد.
* باب في تفسيرها:
فقوله: «بسم الله» اختصار كأنه قال: أبدأ بسم الله. أو: بدأت باسم الله. وفي الإسم خمس لغات: إسم بكسر الألف، وأسم بضم الألف إذا ابتدات بها، وسم بكسر السين، وسم بضمها، وسما. قال الشاعر:
والله أسماك مباركا آثرك الله به إيثاركا
وأنشدوا: باسم الذي في كل سورة سمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/455)
قال: الفراء بعض قيس يقولون: سمه يريدون: اسمه، وبعض قضاعة يقولون: سمه. أنشدني بعضهم:
وعامنا أعجبنا مقدمه يدعى أبا السمح وقرضاب سمه
والقرضاب: القطاع، يقال: سيف قرضاب.
واختلف العلماء في اسم الله الذي هو «الله»:
فقال قوم: مشتق وقال آخرون: إنه علم ليس بمشتق. وفيه عن الخليل روايتان. إحداهما: أنه ليس بمشتق، ولا يجوز حذف الألف واللام منه كما يجوز من الرحمن. والثانية: رواها عنه سيبويه: أنه مشتق. وذكر أبو سليمان الخطابي عن بعض العلماء أن أصله في الكلام مشتق من: أله الرجل يأله: إذا فزع إليه من أمر نزل به. فألهه أي: أجاره وأمنه، فسمي إلها كما يسمى الرجل إماما، وقال غيره: أصله ولاه. فأبدلت الواو همزة فقيل: إله كما قالوا: وسادة و إسادة، ووشاح وإشاح
واشتق من الوله، لأن قلوب العباد توله نحوه. كقوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ?لضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ} النحل 53 وكان القياس أن يقال: مألوه، كما قيل: معبود، إلا أنهم خالفوا به البناء ليكون علما، كما قالوا للمكتوب: كتاب، وللمحسوب: حساب. وقال بعضهم: أصله من: أله الرجل يأله إذا تحير، لأن القلوب تتحير عند التفكر في عظمته.
وحكي عن بعض اللغويين: أله الرجل يأله إلاهه، بمعنى: عبد يعبد عبادة.
وروي عن ابن عباس انه قال: {وَيَذَرَكَ وَءالِهَتَكَ} الأعراف 127 أي عبادتك. قال: والتأله: التعبد. قال رؤبة:
لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي
فمعنى الإله: المعبود.
فأما «الرحمن»:
فذهب الجمهور الى أنه مشتق من الرحمة، مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة التي لا نظير له فيها.
وبناء فعلان في كلامهم للمبالغة، فإنهم يقولون للشديد الامتلاء: ملآن، وللشديد الشبع: شبعان.
قال الخطابي: في «الرحمن»: ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر.
و «الرحيم» خاص للمؤمنين. قال عز وجل: {وَكَانَ بِ?لْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} الاحزاب: 43 والرحيم بمعنى الراحم.
خلاصة الجزء
قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي:" {بسم الله الرحمن الرحيم} أيجهر بها في الصلاة أم لا يجهر بها؟ الحافظ ابن عبدالبر له كتاب "الإنصاف في مسألة الخلاف" في هذا الموضوع، كذلك الدارقطني له كتاب في هذا الموضوع. يؤيد الجهر في {بسم الله الرحمن الرحيم}، والخطيب أيضًا له كتاب في هذا الموضوع بعض علمائنا المتقدمين مما لا أذكره، لأنه حصل صراع في هذه المسألة بين الشافعية وبين الحنابلة، الحنابلة يرون الإسرار، والشافعية يرون الجهر، فحصل صراع في هذه المسألة فكثرت التآليف فيها، والإسرار أصح لما رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما": عن أنس -رضي الله عنه- قال: صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم فكانوا يستفتحون القراءة بـ {الحمد لله ربّ العالمين}. وفي رواية: في "صحيح مسلم": لا يجهرون بـ {بسم الله الرحمن الرحيم}.
والجهر وارد لما رواه الحاكم في "مستدركه": عن أبي هريرة أنه صلى بأصحابه وقال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وليس كما يقول بعض الناس: إن نعيمًا المجمر تفرد به، بل تابعه عبدالرحمن بن يعقوب، وتابعه رجل آخر، فالحديث صحيح في الجهر، وحديث الإسرار أصح".
قلت: واعلم أنه قد اختلف في لفظ حديث أنس اختلافاً كثيراً ففي لفظ: «فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» رواه أحمد ومسلم وفي لفظ: «فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم» والنسائي على شرط الصحيح، وفي لفظ «لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في ?خرها» رواه مسلم وفي لفظ «فلم يكونوا يستفتحون القراءة «ببسم الله الرحمن الرحيم» رواه عبدالله بن أحمد بن مسند أبيه، وفي لفظ «كانوا يسرون» رواه ابن خزيمة قال الحافظ: والذي يمكن أن يجمع به مختلف ما نقل عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر بها فحيث جاء عن أنس أنه كان لا يقرؤها مراده نفي الجهر، وحيث جاء عنه إثبات القراءة فمراده فمراده السر، وقد ورد نفي الجهر عنه صريحاً فهو المعتمد، وقول أنس في رواية «لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في ?خرها» محمول على نفي الجهر أيضاً لأنه الذي يمكن نفيه، واعتماد من نفى مطلقاً بقول: «كانوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/456)
يفتتحون القراءة بالحمد» لا يدل على ذلك لأنه كان يفتتح بالتوجه وسبحانك اللهم وبباعد بيني وبين خطاياي وبأنه كان يستعيذ وغير ذلك من الأخبار الدالة على أنه تقدم على قراءة الفاتحة شيئاً بعد التكبير، فيحمل قوله يفتتحون أي الجهر لتأتلف الأخبار انتهى. واستدل بهذا الحديث من قال إنه قال لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وهم على ما حكاه الترمذي أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق لا يرون أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، قالوا ويقولها في نفسه. قال الخطابي: قد يحتج بهذا الحديث من لا يرى التسمية من فاتحة الكتاب وليس المعنى كما توهمه إنما وجهه ترك الجهر بالتسمية بدليل ما روى ثابت عن أنس أنه قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» انتهى. قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث شعبة عن قتادة، وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي عوانة عن قتادة بنحوه. [عون المعبود 2/ 487]
وكتب أبو معاذ اليمني
غرة شهر الله المحرم /لعام 1425هـ
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref1)" الأم" (1/ 107) طبعة دار المعرفة.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref2) رواه البخاري 9/ 79 في فضائل القرآن:باب مدّ القراءة. عن قتادة قال سُئل أنس كيف كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ:] بسم الله الرحمن الرحيم [، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم
وأخرج أحمد 6/ 302، وأبو داود (4001) والترمذي (2928) من حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم] بسم الله الرحمن الرحيم [] الحمد لله رب العالمين [] الرحمن الرحيم [] ملك يوم الدين [يقطع قراءته آية آية. وصححه الدار قطني، والحاكم 1/ 232، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref3) أخرجه مسلم في الصلاة: باب حجة من قال: البسملة آية من أَول كلّ سورة، سوى براءة 4/ 94.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref4) قال ابن تيمية في المجموع (22/ 405) يظهر ضعف حديث معاوية الذي فيه أنه صلى بالصحابة بالمدينة، فأنكروا عليه ترك قراءة البسملة في أول الفاتحة وأول السورة حتى عاد يعمل ذلك، فإن هذا الحديث وإن كان الدارقطني قال: إسناده ثقات، وقال الخطيب: هو أجود ما يعتمد عليه في هذه المسألة، كما نقل ذلك عنه نصر المقدسي، فهذا الحديث يعلم ضعفه من وجوه:
أحدها: أنه يروي عن أنس أيضاً الرواية الصحيحة الصريحة المستفيضة الذي يرد هذا.
الثاني: أن مدار ذلك الحديث على عبد الله بن عثمان بن خثيم وقد ضعفه طائفة، وقد اضطربوا في روايته إسناداً ومتناً، كما تقدم. وذلك يبين أنه غير محفوظ.
الثالث: أنه ليس فيه إسناد متصل السماع؛ بل فيه من الضعفة والاضطراب ما لا يؤمن معه الانقطاع أو سوء الحفظ.
الرابع: أن أنساً كان مقيماً بالبصرة، ومعاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد علمناه أن أنساً كان معه، بل الظاهر، أنه لم يكن معه.
الخامس: أن هذه القضية بتقدير وقوعها كانت بالمدينة، والراوي لها أنس وكان بالبصرة، وهي مما تتوافر الهمم والدواعي على نقلها. ومن المعلوم أن أصحاب أنس المعروفين بصحبته وأهل المدينة لم ينقل أحد منهم ذلك؛ بل المنقول عن أنس وأهل المدينة نقيض ذلك، والناقل ليس من هؤلاء ولا من هؤلاء.
السادس: أن معاوية لو كان رجع إلى الجهر في أول الفاتحة والسورة، لكان هذا أيضاً معروفاً من أمره عند أهل الشام الذين صحبوه، ولم ينقل هذا أحد عن معاوية؛ بل الشاميون كلهم: خلفاؤهم وعلماؤهم كان مذهبهم ترك الجهر بها؛ بل الأوزاعي مذهبه فيها مذهب مالك لا يقرؤها سراً ولا جهراً. فهذه الوجوه وأمثالها إذا تدبرها العالم قطع بأن حديث معاوية إما باطل لا حقيقة له، وإما مغير عن وجهه، وأن الذي حدث به بلغه من وجه ليس بصحيح، فحصلت الآفة من انقطاع إسناده.
وقيل: هذا الحديث لو كان تقوم به الحجة لكان شاذاً؛ لأنه خلاف ما رواه الناس الثقات الأثبات عن أنس، وعن أهل المدينة، وأهل الشام، ومن شرط الحديث الثابت أن لا يكون شاذاً ولا معللاً وهذا شاذ معلل، إن لم يكن من سوء حفظ بعض رواته.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref5) أخرجه البخاري 9/ 79 في صفة الصلاة: باب مَا يَقُولُ بَعْدَ التَّكْبِير والترمذي (246) وعنده القراءة بدل الصلاة. و مسلم في الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة برقم: 399.، بلفظ:" قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، لَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنْهُمْ يَقْرَأْ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْم?نِ الرَّحِيمِ. "ورواه أحمد 3/ 264 والطحاوي والدار قطني.
قال النووي في شرح صحيح مسلم في شرح هذا الحديث: استدل بهذا الحديث من لا يرى البسملة من الفاتحة ومن يراها منها ويقول لا يجهر.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref6) مسلم في الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة برقم: 400
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref7) اخرجه ابودواد في المراسيل عن سعيد بن جبير وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين رجالا أحدهما رجال الصحيح.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=546116#_ftnref8) كتاب " عمدة القاري شرح صحيح البخاري" [1/ 29]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/457)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:19 ص]ـ
عندما نقلت كلام الحنابلة .. وأنهم يعتبرونها آية من الفاتحة لم تذكر مرجعهم أخي المبارك!.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[27 - 04 - 07, 03:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي توفيق وفقنا الله وإياك وجميع المشاركين في الدارين وللمزيد من أحكام البسملة
اسمع http://www.tahhansite.com/pages/B.htm
ـ[انمار بن نزار]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:33 م]ـ
اكبر دليل على نفي قراا نيتها: الخلاف فيها؛ والسلام
ـ[الخزرجي]ــــــــ[06 - 08 - 07, 11:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله, وبعد:
إخواني الكرام لابد أن نميز المسائل , فهذا الموضوع يشتمل على مسألتين من لم يفرق بينهما وقع في إشكالٍ كبير.
المسألة الأولى هي: كون البسملة آية من القرآن أو ليست بآية.
المسألة الثانية هي: حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.
فأما المسألة الاولى فليست فقهية وليست محلاً للاجتهاد , بل هي من مسائل الرسم والقراءات, وملخصها: أن البسملة في جميع سور القرآن عدا الفاتحة إما أن تكون آية مستقلة للفصل أو ليست بآية , أما كونها آية من نفس السورة فمستحيل لأن الرسم لايساعد على ذلك.
فمثلاً لو قرأت ((إنا أعطيناك الكوثر , فصل لربك وانحر, إن شانئك هو الأبتر)) فأنا في هذه الحالة قرأت سورة الكوثر كاملة إجماعا مع أني لم أبسمل.
وأما البسملة في الفاتحة فقد اختلفت الأحرف فيها ففي بعض الأحرف كانت منها وفي بعض الأحرف ليست منها , وهذا هو قول المحققين من اهل العلم.
قال الزركشي في البرهان: وأيضا البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدها ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها.
وقال الشنقيطي في المذكرة:ومن أحسن ما قيل في ذلك، الجمع بين الأقوال، بأن البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثير آية من القرآن وفي بعض القرآن ليست آية، ولا غرابة في هذا.
فقوله في سورة الحديد " فان الله هو الغني الحميد" لفظة (هو) من القرآن في قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي , وليست من القرآن في قراءة نافع وابن عامر لأنهما قرءا " فان الله الغني الحميد" وبعض المصاحف فيه لفظة (هو) وبعضها ليست فيه ا. هـ
قلت: ولو قيدا ذلك بالفاتحة لكان حسناً , لأن ماعداها من السور لم تكن فيها البسملة حرفا.
ومن قال بأن المسألة خلافية فكيف يكون من القرآن ما هو مختلف فيه , فكلامه ليس بحجة لأن هذا الخلاف لا اعتبار له إذا كانت الآية قد أثبتت في بعض الأحرف.
وأما من قال بأنها لم تواتر فهذا خطأه ظاهر, لأن القراءة لايشترط لها التواتر وإنما يكفي فيها توافر الشروط المعتبرة عند أهل الفن. ولو كان التواتر شرطا لأبطلت قرآنية كثير من أحرف الخلاف ومن ذلك ماذكره الشنقيطي في كلامه آنفا , فأن قراءة ابن كثير: ((تجري من تحتها الأنهار)) لم تكن متواترة مع ذلك هي قرآناً, ومن ذلك قراءة نافع وابن عامر وابي جعفر: ((سارعوا إلى مغفرة من ربكم)) سورة آل عمران. بحذف الواو.
يقول المحقق في النشر: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن _أي صحة السند_ولم يكتف فيه بصحة السند وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر وإن ما جاء مجيء الآحاد لا يثبت به قرآن وهذا ما لا يخفى ما فيه فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلى الركنين الأخيرين من الرسم وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواتراً عن النبي صلى الله عليه وسلم وجب قبوله وقطع بكونه قرآناً سواء وافق الرسم أم خالفه وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم وقد كنت قبل أجنح إلى هذا القول ثم ظهر فساده وموافقة أئمة السلف والخلف.اهـ ثم ذكر أقوال موافقيه من الخلف والسلف.
وأما الأحاديث الشريفة فليست فيها أي معارضة لهذا.
وأما المسألة الثانية: وهي حكم الجهر والإسرار في البسملة , فهذه المسألة لا تعارض الأولى , فإن دلت الأحاديث على ترك البسملة أصلاً فهي على حرف الإسقاط, وإن دلت على الجهر فهي على حرف الإثبات, وإن دلت على الإسرار فهي محتملة للحرفين , وبيان هذا أنها إن كانت على حرف الإثبات ففي هذه الحالة تكون البسملة مقيدة بالإسرار عما سواها من الآيات , وإن كانت على حرف الإسقاط فإن البسملة تكون للاستفتاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/458)
مع العلم أن أحاديث الجهر أصرح , ومن ذلك مارواه النسائي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة [أنه صلى فجهر في قراءته بالبسملة وقال بعد أن فرغ: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه و سلم] وصححه الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم.
وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس: [أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم] قال الترمذي: وليس إسناده بذاك وقد أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس بلفظ: [كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم] ثم قال صحيح.
وأما أحاديث الإسرار فإمكانية تأويلها مع صراحة أحاديث الجهر ممكن كما أشار إلى ذلك الشوكاني في تفسيره وابن حجر في فتح الباري.
وأما حديث أنس في فهو معلول متناً, فقد قال ابن الصلاح في المقدمة: ((ومثال العلة في المتن: ما انفرد (مسلم) بإخراجه في حديث أنس من اللفظ المصرح بنفي قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فعلل قوم رواية اللفظ المذكور لما رأوا الأكثرين إنما قالوا فيه: فكانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين من غير تعرض لذكر البسملة وهو الذي اتفق (البخاري ومسلم) على إخراجه في (الصحيح) و رأوا أن من رواه باللفظ المذكور رواه بالمعنى الذي وقع له. ففهم من قوله: كانوا يستفتحون بالحمد لله أنهم كانوا لا يبسملون فرواه على ما فهم وأخطأ لأن معناه أن السورة التي كانوا يفتتحون بها من السور هي الفاتحة وليس فيه تعرض لذكر التسمية
وانضم إلى ذلك أمور منها: أنه ثبت عن أنس: أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية فذكر أنه لا يحفظ فيه شيئا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم والله أعلم)) اهـ.
وانظر إلى كلام ابن حجر في الفتح على هذا الحديث.
ولم يكن قصدي من هذه المشاركة إلا المسألة الأولى لأن الإشكال فيها أكثر ولأن المسألة الثانية وإن كان فيها إشكال إلا أن الأمر فيها أوسع. والله أعلم.(3/459)
الشيخ البطيخي .. معلم عبد الباسط والمنشاوي
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 10:50 ص]ـ
الشيخ البطيخي .. معلم عبد الباسط والمنشاوي
10/ 11/2004
محمد سليمان**
الشيخ عبدالصبور البطيخي العريف الذي كان يشرف على الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
في هذه القرية النائية في أقصى جنوب صعيد مصر وعلى يد هذا الشيخ المجهول المغمور في زوايا النسيان بأحد الكتاتيب تعلم وتربي واحد من أجمل الأصوات التي رتلت القرآن الكريم في عصرنا هذا حتى صار اسمه عنوانا لمدرسة خاصة في ترتيل كتاب الله، تخرج فيها وتربى عليها ملايين المسلمين في أنحاء العالم اعتادوا جميعهم سماع القرآن من صوت السماء: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
فى قرية "أصفون المطاعنة" إحدى قرى مركز إسنا بمحافظة قنا وعلى بعد 700 كم جنوب القاهرة يعيش الشيخ عبد الصبور البطيخى مقرئ ومحفظ القرآن الذي كان عريفاً كبيراً في كُتَّاب القرآن الذي تعلم فيه الشيخان عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي. لقد كان من حظي أن ألتقي الرجل في رمضان الماضي حيث جري بيننا حوار طويل، لكن شاء القدر أن يتأخر نشره وحين أذن الله كان الرجل قد انتقل إلى رحاب ربه.
قرية العلماء وإمارة القطر
مدخل قرية أصفون التى عاش فيها أشهر القراء
كانت بداية رحلتي له من قريته أصفون المطاعنة إحدى أقدم قرى الصعيد، عُرفت أيام الفراعنة باسم "صفيانست" وهي كلمة هيروغليفية تعني أرض الكنوز واشتهرت أيام الفراعنة بالسحر والكهانة، كما أطلق عليها العبرانيون اسم "صافون" وعرفت في العصر الحديث باسم "أصفون"، ومن أعلامها الذين تكلموا عنها الشيخ "سليمان حسن عوف" الذي وفد من المغرب عام 753 هجرية حيث قال عنها: إن أصفون تعرف بالآثار والكنوز وهي من أعجب الأراضي في العالم وأسماها الترك "الكولة" وقديما كان اسم هذه المنطقة "خوربر عام" لأن بها معبدا به أربعون فارسا من الجن وعند المعبد ثلاثة أحجار من الجرانيت الأسود مكتوب عليها باللغة السريانية والهيروغليفية والديماتوكية: مَن فك تلك الرموز والطلاسم فُتح له المعبد، ودخل هذه القرية القائد غانم عياض الأشعري بعد أن فتحت مصر وبعده حكمها العباسيون أبناء عقيل، وبها مسجد عتيق بناه الصحابي عمرو بن العاص وقيل إن هذا المسجد هدم وبنى 7 مرات.
أصبحت أصفون بعد ذلك منبعا للعلم والدين نبغ فيها كثير من العلماء وحفظة القرآن، ومن مؤسسي العلم في هذه القرية محمد بن الخطيب العقيلي وهو من أوائل من درسوا العلوم الشرعية، وحفظ أبناؤه القرآن وعلموه الناس من بعده، ومن بين أعلام أصفون أيضا أبو حمزة الأصفوني من تلاميذ الإمام البخاري وعبد الحميد بن أبان الأصفوني وله كتب في الملل والنحل وكان واحدا من تلاميذ الإمام ابن حزم، وكان بها القاضي بن مسكين فقيه المالكية وهو من مواليد هذه القرية، وعرف عن أهل أصفون حبهم للعلم حتى اشتهرت بين القرى المجاورة "بإمارة القطر".
أصفون ورحلة الكتاتيب
وعن أصفون المطاعنة يقول ابن بطوطة: "دخلت هذه القرية فوجدت فيها الفقه بأحكامه واختلافات مذاهبه، والتفسير بأركانه، والأدب برواياته، والشعر بأوزانه، وأنساب العرب حتى إن الناس وطلاب العلم يأتون من المنيا وأسيوط يأخذون الفتاوى من علماء أصفون وتؤخذ بفتيتهم". وختم ابن بطوطة حديثه عنها بقوله: "إنها مدينة ظاهرة وبالعلماء زاخرة".
وكان الكتاب في قرية أصفون هو الخطوة الأولى لطلاب العلم وكان أول كتاب في هذه القرية هو كتاب "ديوان المآذنة" والذي أسسه الشيخ الصادق الخطيب وكتاب الشيخ محمود الطوبي ثم كتاب الشيخ أحمد بهجت وكتاب الشيخ أحمد أبو المكارم والذي كان عريفا في كتاب الشيخ الطوبي.
ويرجع بنا الشيخ البطيخي بذكرياته ومشواره مع القرآن قائلا: تبرع أهل القرية بقطعة أرض لتأسيس الجمعية الأزهرية عام 1926 وكان الغرض من إنشائها تحفيظ القرآن الكريم بالقراءات السبع، أنشأها محمد بك النوبي عمدة القرية في ذلك الوقت بالجهود الذاتية، وجاء بالشيخ محمد سليم حمادة المنشاوي من مدينة "المنشأة" بمحافظة سوهاج لتحفيظ القرآن لأبناء القرية والقرى المجاورة، وكان الشيخ محمد سليم يحفظ القرآن بالقراءات السبع، وتتلمذ على يده الكثير من أبناء القرية ومن أشهرهم "أحمد فراج" أول وزير خارجية بعد الثورة والشيخ الليثي الحبولي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/460)
الواعظ بالأزهر.
البطيخي عريف عبد الباسط
الشيخ محمد سليم المنشاوي معلم الشيخ عبد الباسط
كان الشيخ محمد سليم المنشاوي المعلم الأول للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكان الشيخ البطيخي هو العريف الذي كان يتابع مع الشيخ عبد الباسط حفظ القرآن وتلاوته قبل أن يقرأه الشيخ عبد الباسط على أسماع الشيخ المنشاوي.
والشيخ السيد عبد الرحمن أحمد وشهرته الشيخ عبد الصبور البطيخي من مواليد عام 1920 بقرية أصفون أنهى حفظ القرآن وعمره 15 سنة وأتم حفظه بالقراءات السبع في خمس سنوات.
يقول عنه أهل القرية: إنه يقرأ القرآن باستمرار في كل زمان ومكان وهو يمشى وهو جالس بل وهو نائم حتى إذا استيقظ يكمل القراءة من حيث توقف ويراجع القرآن كله كل ثلاثة أيام ثم أصبح يراجعه كل يومين، وبعون الله وبركته -كما يقول الشيخ البطيخي- أصبح يراجع القرآن الكريم كله كل يوم وليلة، ويحكى عنه أنه استيقظ من نومه ذات ليلة على خطأ ارتكبه أحد المقرئين في عزاء، فاستيقظ من نومه وصححه له.
وحين جلست إلى الشيخ عبد الصبور عاد بي -رغم كبر سنه- إلى الوراء حينما كان في الخامسة من عمره، حيث أخذه والده من يديه إلى كتاب القرية بالمسجد العتيق ويسمى كُتاب المآذنة أو ديوان المآذنة، وكان عبارة عن حجرة فسيحة ملحقة بالمسجد أثاثها دكة صغيرة يجلس عليها المعلم وبعض الحصير المفروش على الأرض للتلاميذ وفي هذه الحجرة باب يسمى باب المئذنة العمرية التي بنيت أيام الفتوحات الإسلامية وهي مئذنة عالية مبنية بالطوب اللبن وبها سلم خشبي صمم على الطراز الإسلامي، ويستطرد قائلا: "كنا نصعد عليها في خلسة من الشيخ لنشاهد بيوت القرية ونقلد المؤذن".
ويستكمل الشيخ عبد الصبور: من أول يوم بدأت أتلقى دروس القرآن والكتابة ثم واصلت حفظ القرآن على يد الشيخ الصادق الخطيب محمود وكان هذا الشيخ يعلمنا برفق ولين ولكنه كان لا يتهاون مع من يقصر في الحضور أو الحفظ حيث كانت لديه "فلكة" (آلة للعقاب)، وكانت أتعاب الشيخ هي رغيف من "البتاو" (نوع من الخبز) وكان يضع رغيف البتاو في "الطاقة" (مكان في الحائط).
بَركة الشيخ سليم المنشاوي
وعن ختمه القرآن يروي الشيخ البطيخي: "ختمت حفظ القرآن عن عمر 9 سنوات وبدأت حفظه بالقراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم حمادة المنشاوي وكنت أكبر عريف في ذلك الوقت". والعريف هو مساعد الشيخ حيث ينوب في غيابه ويقوم بإدارة الكتاب وله أيضا دور في تسميع "الألواح" وهي ألواح من الألمونيوم كان يكتب عليها الطلاب بالقلم الحبر بدلا من الكراس. وبعد تسميع اللوح للعريف يقوم العريف بالحكم على الطالب وجودة حفظه من عدمه ويدلي برأيه للشيخ الذي يقوم بالتصرف مع الطالب، كما كان العريف يقوم بجمع الأجر من التلاميذ للشيخ وكان يعرف في ذلك الوقت "بالجراية" تعطى للشيخ كل ثلاثة أيام، أما أجرة الشيخ النقدية فكان يتم الاتفاق عليها مع والد التلميذ وهي ثمن قرش أو قرش أو قرشين للقادرين.
وكان الطالب إذا أتم حفظ القرآن وختمه تعم أهل القرية فرحة كبيرة ويعطي والده وهبة للشيخ وكانت عبارة عن جبة وعمامة أزهرية وحذاء وما يقرب من أربع أرطال من اللحم أو شيئا من الطيور وكانت تسمى "الخلعة" وكان العريف ينال نصيبه بعيدا عن "خلعة" الشيخ، وكانت تعطى له جلبابا وحذاء جديدين من الأعيان القادرين فقط. كما كان العريف يسمى بين أهل القرية "بركة الشيخ". ومن المهام التي يقوم بها أن يحضر مبكرا قبل أن يأتي التلاميذ ويشرف على تهيئة الكتاب كما يسند إليه الشيخ تنفيذ العقاب على الطالب المقصر أو الذي يتهاون في الحفظ والمراجعة.
وكان الكتاب يتقبل الطلاب على فترتين في الصباح الباكر وحتى صلاة الظهر وفي المساء من قبل صلاة العصر حتى صلاة المغرب، كما كان شيخ الكتاب حريصا على تعليم الأبناء كيفية الوضوء والطهارة والصلاة ويقيمون حلقات علم إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم حتى يتعلم الأبناء أمور دينهم ودنياهم.
رحلته مع الشيخ عبد الباسط
عبد الباسط عبد الصمد صوت السماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/461)
وكان كُتاب الشيخ محمد سليم من أشهر الكتاتيب يقصده أهل القرية والقرى المجاورة، ومن أشهر الطلاب الذين جاءوا من بلادهم طلبا للعلم كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. جاء من قرية بعيدة مترامية الأطراف تسمى "نجع حلية" بمركز أرمنت إحدى مراكز محافظة قنا، جاء به والده وعمره 13 عاما وأقام في القرية بديوان الضبع.
ويصف الشيخ البطيخي عبد الباسط فيقول: "كان الشيخ عبد الباسط جميل الوجه بهي الطلعة ترى على وجهه هيبة القرآن وكان من طبيعته ألا يجالس من هم أصغر منه إلا في كتاب القرية، فإذا خرج من الكتاب يذهب إلى دواوين القرية ليجالس الأعيان وزعماء العائلات، وكان يحفظ القرآن بشراهة ويواظب على المراجعة بجد واجتهاد، وكان عبد الباسط يقول: "أنا أقسو على نفسي وأتعب حتى أجيد الحفظ وأدرس العلوم الشرعية حتى أصبح قارئا على مستوى القطر وليس قارئا على القرافة".
أحب أهل القرية الشيخ عبد الباسط وتعهدوه بالرعاية المادية والمعنوية فمنهم من لقنه دروسا في اللغة العربية ومنهم من كان يعِيره كتب العلوم الشرعية، وكان يحفظ الكثير من كتاب العقد الفريد، وحفظ القرآن بقراءاته السبع حتى نال الإجازة العالية.
ويقول الشيخ البطيخي: "كان مستوى حفظ الشيخ عبد الباسط للقرآن وأبيات الشاطبية متميزا عن أقرانه وعندما كان يتردد على دواوين القرية كان يقرأ القرآن منذ طفولته بالتجويد، وكان صوته جميلا منذ صغره يلتف أهل القرية حوله ليستمعوا إليه ويعجبوا به أشد الإعجاب.
ويضيف الشيخ البطيخي: كان الشيخ عبد الباسط يرفض الحضور إلى الكتاب وأنا غائب حيث كان يرتل ويراجع معي ما عليه من واجبات للحفظ قبل أن يقرأ على الشيخ المنشاوي؛ لأن الشيخ كان لا يتهاون مع طلابه، فعندما كنت أغيب كان الشيخ عبد الباسط يأتي إلى منزلي ويسأل متى سأعود إلى الكتاب ثم يتلو علي ما حفظه فإن كان هذا الحفظ يرضيني يذهب إلى الشيخ سليم ليتلو عليه.
نفحات تصوف في صوت عبد الباسط
هنا عاش الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
ويواصل الشيخ البطيخي قائلا: كان عمدة القرية محمد بك السنوسي إذا تكدر يطلب من عبد الباسط أن يتلو عليه ما تيسر من القرآن تجويدا أو تلاوة، وكان العمدة يقول: "إن صوت الشيخ عبد الباسط يجعل نفسي هادئة وأحس كأنني أستمع إلى مقرئ في الأزهر"، وكان خيري بك أبو الليل أحد أعيان أصفون يقول أيضا: "كلما سمعت هذا الصبي صاحب الصوت الساحر والنغم الحلو أزداد انجذابا لقرائته وأخشى على نفسي من حالة الجذب هذه التي تحدثها قراءته في نفسي".
ويستعيد الشيخ عبد الصبور البطيخي ذكرياته قائلا: رغم أن الشيخ عبد الباسط كان صغير السن فإن صوته كان يحدث أثرا كبيرا في نفسي ونفس كل من سمعوه، وذات مرة كان الشيخ العارف بالله أحمد أبو الوفا شرقاوي رحمه الله في إحدى زيارته لأصفون لإحياء المجلس الشرقاوي وطلب من الشيخ عبد الباسط قراءة وسيلة الشيخ الدردير المسماة "الصلوات" بصوته فلما انتهى دمعت عيناه وقال: "إن صوت هذا الصبي يحيي فيَّ روح التصوف فمن لا يشعر بشجن صوت الشيخ عبد الباسط ليس لديه عواطف إيمانية"، وأهداه خمسين قرشا.
من الحسين بدأت الشهرة
وعن بداية شهرة عبد الباسط روى لنا الشيخ البطيخي فقال: في شهر رمضان كان الشيخ عبد الباسط يحيي لياليه في دواوين القرية ولا يرد أحدا يطلب منه أن يقرأ له بضع آيات من القرآن، ثم بدأ بعدها في التنقل بين المحافظات، وفي إحدى المرات قرأ في مجلس المقرئين بمسجد الحسين بالقاهرة، وعندما جاء دوره في القراءة كان من نصيبه ربع من سورة النحل، وأعجب به الناس حتى إن المشايخ كانوا يُلوحون بعمائمهم وكان يستوقفه المستمعون من حين لآخر ليعيد لهم ما قرأه من شدة الإعجاب، ثم تهافت الناس على طلبه حتى طلبته سوريا ليحيي فيها شهر رمضان فرفض إلا بعد أن يأذن له شيخه.
ويضيف الشيخ عبد الصبور: كنا ذات مرة في زيارة إلى الحرم المكي وكان شيخ الحرم المكي في ذلك الوقت يقرأ من سورة البقرة إلى سورة الأنعام بقراءة ورش عن نافع فرتل قائلا: "وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا" وقرأ في الركعة الثانية: "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا" فحرص الشيخ عبد الباسط على أن يقابله ليصحح له سهوه في القراءة، فقال له: كان ينبغي أن تقرأ وتقول: نبيئهم، بدلا من نبيهم، وأشد وطائا بدلا من أشد وطئا، فقد قرأت في الآية الأولى بقراءة حفص ولم تقرأ بقراءة ورش فأقره الشيخ على هذا السهو في القراءة وطلب منه أن يبقى في الحرم المكي معهم.
جلسنا ليلة كاملة مع الشيخ البطيخي رحمه الله يحكي لنا بعضا من ذكريات الكتاتيب والمقرئين، قد كانت ذكرياته تستحق التسجيل كاملة، ولكن ضاعت الفرصة ولم يبق منها إلا هذا الحوار .. رحم الله الشيخ البطيخي وغفر له ببركة القرآن الكريم.
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2004/11/article01.SHTML(3/462)
ضع هنا ما تقف عليه من مواد صوتية لتفسير القرآن
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[08 - 10 - 06, 05:10 م]ـ
السلام عليكم
ضع هنا ما تقف عليه من مواد صوتية لتفسير القرآن حتى يتيسر تحميلها لمن أراد أن يسمع تفسير سورة من سور القرآن الكريم واحتسب الأجر عند الله تعالى
ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[08 - 10 - 06, 06:55 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=14
ـ[بن طاهر]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:03 ص]ـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
دروس في التّفسير للشّيخ العلاّمة محمّد الأمين الشّنقيطيّ - صاحب أضواء البيان - رحمه الله ( http://www.islammessage.com/booksww/rm/index.php).
مجموعة من الدّروس العلميّة النّادرة سُجِّلتْ منذ نصف قرن تقريبا في المسجد النّبويّ بالمدينة المنوّرة وفي منزل الشّيخ - رحمه الله - أثناء مرضه.
تفسير القرآن للشّيخ محمّد المنتصر بالله الكتّانيّ - رحمه الله - في المسجد الحرام (1390 - 1407هـ) ( http://www.jsums.edu/~msa/tafseer.html).
نفع الله بها.
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:14 ص]ـ
جزاكم الله خير ..
المزيد أيها الاخوة
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:48 ص]ـ
دروس التفسير من موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/browsebook.php?id=3&tid=24&sid=)
آيات وتفسير، الشيخ عبد القادر شيبة الحمد ( http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=791)
دروس الشيخ بسام جرار ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=416)
برنامج "ما كان حديثاً" يفترى، الشيخ عائض القرني (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/Browser.asp?FolderId=163&Lang=Ar)
برنامج "محاسن التأويل"، الشيخ عواد بن صالح المغامسي (قناة المجد) ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=323&group_id=121)
التفسير - المستوى الأول، الشيخ عبد العظيم بدوي (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=517&lang=Ar)
التفسير - المستوى الثاني، الشيخ عبد البديع أبي هاشم (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=704&lang=Ar)
التفسير - المستوى الثالث، الشيخ عبد الله شاكر (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=1137&lang=Ar)
وجزاكم الله خيرا.
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 05:11 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الإخوة الكرام
ويسر لكم طريقا إلى الجنة كما يسرتم الطريق على من أراد أن يفهم كتاب الله تعالى
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 05:13 م]ـ
دروس التفسير من موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/browsebook.php?id=3&tid=24&sid=)
آيات وتفسير، الشيخ عبد القادر شيبة الحمد ( http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=791)
دروس الشيخ بسام جرار ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=416)
برنامج "ما كان حديثاً" يفترى، الشيخ عائض القرني (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/Browser.asp?FolderId=163&Lang=Ar)
برنامج "محاسن التأويل"، الشيخ عواد بن صالح المغامسي (قناة المجد) ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=323&group_id=121)
التفسير - المستوى الأول، الشيخ عبد العظيم بدوي (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=517&lang=Ar)
التفسير - المستوى الثاني، الشيخ عبد البديع أبي هاشم (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=704&lang=Ar)
التفسير - المستوى الثالث، الشيخ عبد الله شاكر (قناة المجد) ( http://islamacademy.net/library/mviewer.asp?fId=1137&lang=Ar)
وجزاكم الله خيرا.
الأخ الإمبابي لقد حمل توقيعك بشرى عظيمة رفغت من معنوياتنا جزاك الله خيرا(3/463)
هل الوقف في القرآن الكريم توقيفي بالكلية؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 10 - 06, 01:34 ص]ـ
الوقف في القرآن الكريم بانواعه هل هو توقيفي ام ان هناك مجال للاجتهاد فيه او بصيغة اخرى
هل هناك خلاف في المسالة يذكر ام ان القول واحد بان علم التجويد توقيفي بالكلية
والله المستعان
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 10 - 06, 04:47 م]ـ
هل من موضح بارك الله فيكم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 10 - 06, 08:26 م]ـ
للرفع للأهمية
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 09:42 م]ـ
أخي الكريم
الوقف في القرآن علم جليل له أصوله وقواعده
وأنصحك بمطالعة كتبه، ومن أهمها كتاب منار الهدى في الوقف والابتدا للأشموني
وإجابة على سؤالك فإذا كنت تقصد بالتوقيفي أن مواضع الوقوف مروية عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أم لا فالجواب: بعضها مروي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبعضها مروي عن قّراء الصحابة والتابعين، وبعضها اجتهد فيه من بعدهم
وأما إذا كنت تقصد أنه هل يجوز لآحاد الناس من العوام ومبتدئي طلاب العلم أن يستحسنوا بآرائهم وقوفا فيقفوا عليها بدون أن ينص علماء الوقف على جوازها فالجواب: لا يجوز ذلك، لأن علم الوقف له قواعد منها أنه لا يجوز الوقف على المبتدأ دون خبره ولا على الاسم الموصول دون صلته ولا على الشرط دون جوابه ولا على المضاف دون المضاف إليه ونحو ذلك مما قد يخل به من لا علم له وكم سمعنا من طوامّ يأتي بها بعض الجهال من الوقوف القبيحة التي يحسبونها حسنة
وأما بالنسبة للوقوف التي في المصاحف فهذه تجتهد لجنة مراجعة المصحف في اختيارها من بين الأوجه الجائزة بالرجوع إلى كتب الوقوف وكتب التفسير وكتب إعراب القرآن، فمن كان له من العلم والأهلية ما يؤهله للرجوع إلى الكتب المذكورة واختيار أوجه أخرى من الوقف تتوافق مع القراءة أو الرواية التي يقرأ بها فله ذلك، وأما من لم يكن لديه ما يؤهله لذلك فليقلد لجنة المصحف في اختيارها واجتهادها فهو أسلم له.
والجدير بالذكر أن القرآن الكريم منحصر، والمواضع التي يجوز الوقف عليها محصورة، وقد تتبع علماء الوقف والابتدا القرآن من أوله إلى آخره ونصوا على ما يجوز الوقف عليه وعلى ما يمنع، وعللوا ذلك من جهتي المعنى والإعراب، بحيث لم يعد هناك مجال لابتكار وقوف واستحداثها، فكل ما خطر ببالك أنه يمكن الوقف عليه لو طالعت كتب الوقف لوجدت مذاهب العلماء فيه أو إجماعهم على حسنه أو قبحه، وبالله التوفيق.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 - 10 - 06, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيك شيخي الكريم ابا خالد السلمي(3/464)
هل هذه طريقة مناسبة للتدرج في حفظ و فهم القرآن
ـ[أبو عمرو المغربي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شيوخنا الأفاضل هل هذه الطريقة مناسبة لفهم القرآن و تفسيره
مثلا أحفظ جزء عم و أقرأ تفسيره في تفسير السعدي ثم تفسير ابن كثير ثم تفسير الشنقيطي رحمهم الله تعالى أم أن الأولى أن أنتهي من تفسير السعدي و أنتقل لما بعده؟؟
و جزاكم الله خيرا(3/465)
الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى 3
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
ابن بري التازي صاحب " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع ".
هو علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين أبو الحسن الشهير بابن بري الرباطي التازي نسبة إلى رباط تازة التسولي الأصل والنجار من فخد من بربر تازة يقال لهم "بنو لنت".
انتقل أهله إلى مدينة تازة، وكان مولده بها في حدود الستين وستمائة، "ونشأ بتازة ب"زقاق الزفانين" منها، واجتهد كثيرا في الذكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة وعدولها، وانتقل إلى فاس كاتبا سنة 724هـ".
كان ابن بري عالما مشاركا، له إلمام واسع بالعلوم الإسلامية، له أرجوزة مهمة في القراءات القرآنية " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " التى احتفى بها العلماء كثيرا و ألفوا عليها شروحا متعددة وصلت إلى ثلاثين شرحا. و له شرح على كتاب التهذيبفي اختصار المدونة لأبي سعيد البراذعي. وله كذلك شرح على وثائق أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الغرناطي. كما شرح قصيدة في الفرائض نظمها أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي. كما شرح عروض ابن السقاط. واختصر شرح الإيضاح في النحو لابن أبي الربيع الإشبيلي السبتي.
من شيوخه:
1 - والده محمد بن علي بن بري التازي.
2 - أبو جعفر الزبير الغرناطي (ت 708 هـ).
3 - أبو الحسن بن سليمان القرطبي (ت 730 هـ).
4 - أبو الربيع بن حمدون الشريسي (ت 709 هـ).
5 - مالك بن الرحمن أبو الحكم المالقي المشهور بابن المرحل (ت 699 هـ).
توفي ابن بري ـ رحمه الله ـ سنة 730 هـ.
وتجدون رفقته أرحوزة: " الدرر اللوامع في أصل مقرأ نافع " لابن بري التازي ـ رحمه الله ـ.
نسألكم الدعاء عن ظهر الغيب.
http://www13.rapidupload.com/d.php?file=dl&filepath=7223
وتفضلوا بقول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 11:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
ـ البقرة:32 ـ
فهرس الدرر اللوامع:
1 - بيان فضل علم القرآن.
2 - سند ابن بري في القراءات.
3 - باب التعوذ.
4 - باب البسملة.
5 - باب ميم الجمع.
6 - باب هاء ضمير الواحد.
7 - باب المد و القصر.
8 - باب التسهيل و الهمز.
9 - باب الإبدال.
10 - باب نقل الحركة.
11 - باب الإظهار و الإدغام.
12 - باب الإمالة.
13 - باب الترقيق و التفخيم.
14 - باب الإضافة.
15 - باب فرش الحروف.
16 - باب مخارج الحرؤوف و صفاتها.
وتفضلوا بقبول خالص التحيات و التقدير.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/466)
تزكية النفس بما في ((سورة يوسف)) من الفرح و البؤس (الاية الاولى والثانية)
ـ[علي سليم]ــــــــ[10 - 10 - 06, 02:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الانبياء و المرسلين و على من تبعه باحسان الى يوم الدين ...
اما بعد:
سنقوم و بعون الله تعالى بتفسير سورة يوسف تفسيرا يفقهه الصغير و يتقنه الكبير .... يحبّه الجاهل و يتمناه العالم ...
فللاديب فيه مَرْتَع و للمفسّر مَرْجَع و للفقيه مَجْمَع و للغويّ مَضْجَع و للمعبّر مَرْبَع ...
ففي هذه السورة من الدرر ما خفي على اهل الوبر و المدر ... ففي كل آية بحر لجيّ ...
و ان كانت سورة الاخلاص تعدل ثلث القرآن فيوسف تعدل القرآن كله و هذا من حيث القصص و الاوامر النواهي و التوحيد ....
بينمها الاخلاص فيها نص صحيح و يوسف لا نصّ غير ما اوّلناه و قسمناه ....
فمن مشى على سواحلها اكتسب الود و الحنان و من ركب سفنها التقط ادوات المعبر و بقية الاركان ....
ففيها من الفقه الشيئ الكثير و من الادب الحظ الوفير و من المعاملة الخط المنير ....
فتجلب الرقة و الرأفة و البداهة و الفطنة ...
تُبعد عنها الغفلة ...
مدخل:
فكان القرآن كتابا يتقرّب به العبد من ربّه فبه يعرف خالقه و به يرتقي و به يستشفع ....
فنسخ المولى به كتبه السماوية و أتى على وجه بديع و كان الاعجاز به خاصة فعجز فصحاء العرب على ان يأتوا بمثله فضلا ان يأتوا بعشر سور و سورة ....
و تكفّل خالق الانس و الجان بحفظه فضلّ سعي من راودته نفسه و اصبح حسير الرأس و اليمين .... انه كتاب عظيم ....
فكما كان الموحى اليه من افضل خلق الله تعالى و امام الانبياء و المرسلين فكان كتابه هو امام كتب السابقين فلا مواعظ بحتة و لا قصص تترا و انما من هذا و ذاك و توحيد و انشاء ....
و كانت الققص ركنا لتثبيت قلب المصطفى صلى الله عليه و سلم حتى باتت قصة يوسف عليه السلام عنوان كل مبتلى ...
و من تذكّر موت محمد صلى الله عليه و سلم نسي موت اقرب الناس اليه و من قرن مصيبته بيوسف عليه السلام ادرك النعيم الذي هو فيه و احاطته التسلية و السلوان ....
فلا صبر كصبر ايوب عليه السلام على مرضه و لا يعقوب عليه السلام على فلذة قلبه و لا ابراهيم على ذبح ولده ....
و عندما كانت قصة يوسف تحمل معالم امام الدعاة اتت من جانب مفصّل تُدمع العين و ترقّ الفؤاد و لا يفتر السان (واسفاه على يوسف) .....
ففي مطلع هذه السورة العظيمة التي تكوّنت من الحروف العربية كانت تلك الحروف المقطّعة (الر)
و من تأمل كتاب الله تعالى ادرك سرّ تلك الحروف حيث تسبق امرا عظيما انه الكتاب المبين انه كلام الله رب العالمين .....
ففي سورة البقرة:
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
و في سورة ال عمران:
الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)
و في سورة الاعراف:
المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
و في سورة يونس:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)
و في سورة هود:
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)
و في سورة يوسف:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
و في سورة الرعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/467)
المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)
و في سورة ابراهيم:
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)
و في سورة الحجر:
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)
و في سورة مريم:
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
و في سورة الشعراء:
طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة النمل:
طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
و في سورة القصص:
طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة العنكبوت:
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
و في سورة الروم:
الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2)
و في سورة لقمان:
الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورةالسجدة:
الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
و في سورة يس:
يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورة ص:
ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2)
و في سورة غافر:
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)
و في سورة فصلت:
حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)
و في سورة الشورى:
حم (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)
و في سورة الزخرف:
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة الدخان:
حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
و في سورة الجاثية:
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورة الاحقاف:
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2)
و في سورة ق:
ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)
و في سورة القلم:
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)
و بعد هذا العرض يتبن لنا ان الحروف المقطّعة تسبق وصف كتاب الله تعالى باستثناء سورة مريم و العكنبوت و الروم اشارة منه سبحانه و تعالى على انها قرانا عربيا فصيحا ....
و عندها نُدرك سر هذه الكلمات و ليكتمل الاعجاز الالهي ....
فالقرآن تكوّن من هذه الحروف ثم هذا النبيّ الاميّ يقرأ المكتوب و يقطّع حروفه و عادة الاميّ ان لا يحسن التقطيع .... و هذا معلوم بداهة ملموس صراحة ....
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
فهو كتاب واضح و مبين ظاهر و لذا كان عربيّا ...
إِنَّا ... انزله الله على قلب جبريل عليه السلام ثم الى محمد صلى الله عليه و سلم و كان جملة واحدة في سماء الدنيا ثم اتى تترا متفرقا وِفق الاحداث ....
أَنْزَلْنَاهُ ..... و النزول يكون من العلوّ الى الاسفل حيث الله تعالى و من زعم غير هذا فقد ضلّ سوا السبيل ...
فكما نزل القرآن من العلوّ ف (اليه يصعد الكلم الطيّب ... ) و الصعود يكون من الاسفل الى الاعلى ...
و كلتا الكلمتان تلتقيان معا لتشيرا على علوّ جبار السموات و الارض ...
انه في السماء, على السماء, حيث لا مكان مخلوق هناك ....
و نزغت طائفة من الناس فاوّلت المتشابه و حرّفت المُحْكَم فشبّهت الخالق بالمخلوق فعطّلت صفاته و اسماءه!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/468)
فقالت اولاهما انه في كل مكان حتى _معاذ الله_ في جسم الثقلان و الجماد و ....
و اردفت اخراهما انه ليس بذي مكان حتى_سبحانك اللهم_ ليس هو داخل العالم و لا خارجه!!!!
فلم يسعهم ما وسع الصحابة الكرام حتى وقعوا في حبال ابالسة الجان فخابوا و خسروا و ندموا بعد حين ....
قُرْآَنًا .... من القراءة قال تعالى (فاذا قرأناه فاتّبع قرانه) و سمّي قرانا ليقرأ ثم ليُتبع فلا يُهجر (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30) الفرقان
و هجره يكون بالتلاوة و العمل اي بالترك ....
و هو للاحياء حيث تنفع النذارة و تشدّ من عزيمتهم البشارة فقال تعالى كما في سورة يس: يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
و قال تعالى:
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45) الانبياء
و الميّت في حكم الصمّ فلا ينفعه انذار الوحيّ فقد افضى الى دار البرزخ, دار الانتظار, دار النعيم و العذاب ....
و من سلك غير هذا فقد ابعد النجعة و خالف سبيل المؤمنين فهو_ اي القرآن_ نفع للحيّ بما فيه من اجر تلاوته و لو بتّعتعة فله اجران, و من اجر العمل به حيث هو الطريق لموصل الى رحمة الله تعالى و للدخول الى جنان الخلد ....
و بات الكتاب و مع الاسف يُنذر بموت الاخرين فوضعوه موضع الشؤم والدين قائم على الخوف و الطمع فمن خاف من نار الجبار و طمع برضوان الغفار فادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ....
فقال تعالى:
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الانبياء
فهو حجّتك امام الله تعالى لك او عليك و كم من قارئ له يلعن نفسه صباح مساء!!!!!!
و كم من قارئ له لا يجني غير النصب و التعب!!!
فمن قرأه ليُقال عنه قارئ فهنيئا له سعير جهنم مع اول الوافدين برفقة المنفِق و الشهيد ....
عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ... فكان عربيّا بخلاف ما سبقه من الكتب فاراد الله تعالى ان يختم الامة بخير الامم و اوسطها فقال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ال عمران
و ختمها بافضل الانبياء عليه و عليهم الصلاة و السلام و بافضل كتبه و بافضل لغة .....
و غاية من هذا كله اعمال العقل و تسخيره وفق شريعة الرحمن فمن عمل بما في الكتاب فهو العاقل و الا فلا عقل له كقوله تعالى ( .... ان هم الا كالانعام بل هم اضلّ سبيلا ... )(3/469)
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ توفيّت إلى رحمة الله تعالى القارئة أم السعد
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[10 - 10 - 06, 10:46 م]ـ
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ توفيّت إلى رحمة الله تعالى القارئة أم السعد محمد على نجم فجر يوم الإثنين السادس عشر من رمضان الموافق 9 - 10 - 2006 و شيعت الجنازة عقب صلاة الظهر من مسجد ابن خلدون بمنطقة المنشية - محافظة الإسكندرية ...
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ توفيّت إلى رحمة الله تعالى القارئة أم السعد محمد على نجم فجر يوم الإثنين السادس عشر من رمضان الموافق 9 - 10 - 2006 و شيعت الجنازة عقب صلاة الظهر من مسجد ابن خلدون بمنطقة المنشية - محافظة الإسكندرية وقد صلى عليها صلاة الجنازة كبار أهل العلم منهم الدكتور محمد إسماعيل المقدم ومشايخ أجلاء ... يذكر أن القارئة (أم السعد) من العالمات بعلم القراءات وقد أخذ هذا العلم على يديها نخبة كبيرة من العلماء والدعاة من أهل السنة وهى من أعلى أهل العلم سنداً فى علم القراءات
منقول من موقع طريق السلف
ـ[أم معين]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:11 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة
وأخلف لنا خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:22 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة
وأخلف لنا خيرا
اللهم آمين
ـ[أم أحلام]ــــــــ[11 - 10 - 06, 02:00 ص]ـ
رحمها الله وغفر لها وجعل قبرها روضة من رياض الجنة
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 02:16 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة.
ـ[عمر العباد]ــــــــ[11 - 10 - 06, 03:07 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة وهذه بعض من سيرتها أنقلها لكم:
القارئة الشيخة أم السعد
صاحبة أعلى إسناد في العالم في القرآن الكريم
ولدت الشيخة "أم السعد محمد على نجم" " في الإسكندرية بتاريخ 11/ 7/1925م
المرأة الضريرة التي تجاوز عمرها 77 عامًا وتُعَدّ أشهر امرأة في عالم قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلَّت طوال نصف قرن –وما زالت- تمنح إجازاتها في القراءات العشر.
" بعد أن أتمت "أم السعد" حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها; ذهبت إلى الشيخة "نفيسة بنت أبو العلا" "شيخة أهل زمانها" كما توصف; لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.
والأعجب من الشرط أن "أم السعد" قبلت شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –في رأيها– لهذه المهمة الشريفة! .. ومما شجعها على ذلك أن "نفيسة" نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم!.
للتفرد رجال .. ونساء أيضًا!!
تقول "أم السعد" بوجه يعلوه الرضا:
"من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة".
وتؤكد اعتزازها بأنها السيدة الوحيدة –في حدود علمها– التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن من أجل الحصول على (إجازة) في القراءات العشرة.
أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
يقول الأستاذ حسام تمام:
دخلت حارة الشمرلي بأحد أعرق أحياء الإسكندرية "بحري"، وما إن سألت عن "الشيخة" حتى تسابق الجميع ليدلني على شقتها المتواضعة، بحفاوة بالغة لأني أسأل عن شخصية معروفة، يقولون إنها "اسم على مسمى".
أفواج صغيرة تدخل وتخرج ممن يحلمون بختم القرآن الكريم من مختلف الأعمار ومن الجنسين، أزياؤهم تدل على تباين طبقاتهم الاجتماعية،
تبدأ دروس النساء والبنات من الثامنة صباحًا وتمتد إلى الثانية ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى الثامنة مساءً لا يقطعها سوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن الشيخة من الاستمرار.
قصة العمى وخرافات الريف ورحلة التحدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/470)
نشأت "أم السعد" ابنة لأسرة فقيرة انحدرت من قرية البندارية إحدى قرى مدينة المنوفية (شمال القاهرة) ..
داهم المرض عينيها ولم تتجاوز عامها الأول، ولم يكن لدى أهلها القدرة -وربما الوعي- لعلاجها لدى الأطباء فلجؤوا إلى الكحل والزيوت وغيرها من وصفات العلاج الشعبي التي أودت –في النهاية– ببصرها مثلما حدث مع آلاف الأطفال آنذاك.
وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسن صبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة.
أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين.
وتقول الشيخة (أم السعد):
إنها حين أتمت حفظها للقرآن الكريم بقراءاته العشر كان عدد الحفاظ قليلاً، ولم يكن هناك مذياع أو تليفزيون، فكان الأهالي يستعينون بها مثل شيختها في قراءة القرآن في المناسبات والاحتفالات الدينية ..
وكان مقبولاً وقتها أن تقرأ امرأة القرآن الكريم وتجوِّده في حضور الرجال الذين كانوا –كما تروي- يمتدحون حسن قراءتها وجمال تجويدها، غير أنها تشير إلى انقراض هذا التقليد الآن بعد انتشار القراءّ ودخول الإذاعة والتلفزيون والتسجيل في المنازل، وصار أقصى ما يمكن أن تقوم به القارئة أن تحيي حفلاً دينيًّا خاصًّا بالسيدات فقط، وهو ما يحدث نادرًا .. وترى أن السبب الحقيقي في إحجام الناس عن الاستعانة بمقرئات من النساء هو الاعتقاد الذي شاع وترسخ في العقود الأخيرة بأن صوت المرأة عورة.
برنامجها اليومي: قرآن في قرآن
يتردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويات الاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذة جامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات ... إلخ).
وهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءاً جزءاً حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات،
وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفق القراءة التي تمنحه إجازتها ..
تقول الشيخة أم السعد:
ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءته ومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا .. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزءها وما تتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات ..
أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا .. لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه .. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غير القرآن والقراءات .. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويد .. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر".
تلاميذ أم السعد وطريقتها في إعطاء الإجازة:
عندما سئلت عن تلامذتها وعلاقتهم بها وهل تتذكرهم فقالت:
"أتذكر كل واحد منهم: هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة. وهناك – وهم قليلون– من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ به معي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه".
وهي تشير بهذا إلى أنها لا تختم الإجازة لأحد ألا إذا قرأ عليها القرآن ووثقت بقراءته.
وتضيف أم السعد:
"بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني؛ لكن معظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر"
– وتذكر منهم بفخر عددًا من القراء والدعاة وحفظة القرآن الكريم،
أحدهم نال المركز الثاني في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها السعودية سنويًّا، وأشهرهم القارئ الطبيب "أحمد نعينع" الذي قرأ عليها وأخذ عنها إجازة.
وكذا عدد من أساتذة وشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية والذين لا يعطون إجازة في حفظ القرآن إلا ويضعون اسمها في أول السند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وتتابع أم السعد فتقول:
أسعد أيام (أم السعد) هو يوم (الختمة) الذي تمنح فيه الطالب الإجازة ..
ورغم أنه مر عليها هذا اليوم أكثر من ثلاثمائة مرة، فإنها تحتفظ بصورة لكل إجازة، منها آخرها كانت لسيدة في قراءة قالون عن نافع.
وفي يوم (الختمة) تقام وليمة، أو حفل شاي وقهوة وحلويات ..
ويقدم لها صاحب الختمة هدية: جلابية، خاتم، حلية ذهبية، كل حسب استطاعته،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/471)
أما أجمل هدية فكانت رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية قدمها لها بعض تلامذتها،
وأجمل ما في هذه الهدية بعد الحج والعمرة: "أنها راجعت حفظ القرآن الكريم، ومنحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان .........
وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها .. ".
زوجات الحفاظ يغرن من الشيخة!!!
من أطرف ما روته الشيخة (أم السعد) أن زوجات بعض الحفاظ أبدين غيرتهن منها وخوفهن من أن (تخطف) منهن أزواجهن ....... ، خاصة والرجال يتكلمون عن شيختهم بفخر واعتزاز، وهو ما دفع بأزواجهن إلى اصطحابهن للدروس للتأكد من أن هذا الخوف لا مبرر له فهي كفيفة وعجوز!!. (في السابعة والسبعين من عمرها)
تقول:
"وبعض الرجال تردد في البداية في القراءة عليَّ باعتباري (امرأة) وبعضهم امتنع، لكن الشيخ محمد إسماعيل (أشهر دعاة الدعوة السلفية بالإسكندرية) أفتى لهم بجواز ذلك عندما علم بسنيّ، بل أرسل إليّ بأهل بيته للقراءة عليّ".
وماذا عن زواجها؟
تقول أم السعد:
المفاجأة: تزوجت ولتسامحني شيختي!!
وقبل أن أغادرها أبت أن تتركني إلا مذهولاً، فحين سألتها عن أقرب تلاميذها إليها؟
فاجأتني بأنه "زوجها"!! الشيخ "محمد فريد نعمان" الذي كان قبل وفاته منذ خمس سنوات أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية، وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد).
وتقول عن قصة زواجها:
"لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي (نفيسة) بعدم الزواج ..
كان يقرأ علي القرآن بالقراءات .. ارتحت له .. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة .. درَّست له خمس سنوات كاملة وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج فقبلت".
واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا ..
لم تنجب أولادا، ولكنها أنجبت تلاميذ حفاظاً وقراء فالحمد لله
وتعلق قائلة:
"الحمد لله .. أشعر بأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا .. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن وربما نسيته".
ولا تزال "الشيخة أم السعد " نهرًا من العطاء يتدفق بلا توقف بالقرآن ونحوه .. " انتهى النقل (1)
من أشهر تلاميذها:
الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم مؤلف كتاب " عودة الحجاب".
و الشيخ أحمد نعينع، وهو واحد من مشاهير القراء الذين نالوا حظًا وافرًا من حسن الترتيل الذي قال:
" بعد أن ازداد حبي للشيخ مصطفى إسماعيل تعرفت إليه عن قرب عندما ذهبت إلى كلية طب الإسكندرية .. فوجدت أنه شيخ شامل .. فلو كانت لكل شيخ طريقة فإن للشيخ مصطفى العديد من الطرق .. دفعني هذا إلى البحث عن أحد المعلمين كي أتعلم على يديه القراءات العشر .. فوجدت الشيخ "محمد فريد" شيخ عموم المقارئ بالإسكندرية وزوجته الشيخة أم السعد، كانت تقرأ القرآن بالإسكندرية برأس التين، وهي صاحبة " إجازة " تعطيها لمن يأخذ عنها القراءات،حيث تمتد السلسلة إلى 26 شيخا.
وقد تعلمت على يديها القراءات العشر للقرآن.
وكنت أبدأ معها بعد صلاة الفجر إلى الساعة السابعة مساء"انتهى كلامه.
ومن أجازتهم الشيخة أم السعد في القرآن الكريم كثيرين ..
كتب قبل فترة أحدهم يقول:
" بالأمس كنا عند الشيخة أم السعد حفظها الله .. عدناها حيث أصابتها وعكة صحية وهي الآن بخير والحمد لله ..
المهم .. في كل مرة نكون عند الشيخة نرى النور يشع في وجهها حفظها الله، لكن في هذه المرة والله الذي لاإله إلا هو .. لم أرَ نورًا بهذا الشكل ..
أحبابي الكرام
كنت أسمع من البعض أنه يقول فلان في وجهه نور .. لكن ما رأيته ليلة البارحة أمر غير عادي أبدا ... نور عظيم يشع من وجه الشيخة أم السعد حفظها الله وكأني في خيال، لكن هذه هي الحقيقة ..
وعندما خرجنا من الشيخة قلت لأحد الأخوة:
ماهذا النور العظيم من محيا الشيخة؟! .. لم أرَ أبدًا مثل ما رأيت ...
الله أكبر ... من شدة نور الشيخة كأنك لا تستطيع أن ترى وجهها الكريم ... بركات القرآن ليس إلا " انتهى كلامه.
[أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا ..
لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه .. ]
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
و هذه القدوات لا شك يغمرنا الحزن والأسى لفقدها ...
اللهم ارحمها واغفر لها واغسلها بالماء والثلج والبرد ..
واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ..
ولا تفتنا بعدها ..
وجزى الله من نشر سيرتها خير الجزاء
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 03:49 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 03:55 ص]ـ
ما شاء الله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء سبحان الملك
رحمها الله تعالى رحمة واسعة
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[11 - 10 - 06, 05:23 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 06, 09:52 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة و أسكنها فسيح جناته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/472)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:13 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها وأخلف على أهل القرآن خيراً
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:25 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها
و أسكنها فسيح جنانه
وأخلف على أهل القرآن خيراً
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 01:50 م]ـ
رحمها الله وغفر لها ورفع درجتها واسكنها الفردوس من الجنة
ممن أخذ عنها الشيخ عبد الله بن صالح بن محمد العبيد
ختمة كاملة للقراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة بالاسكندرية.
(كما ذكر في كتابه الامتاع بذكر بعض كُتُبِ السماع)
رحمه
أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين.
ذكر الشيخ العبيد في كتابه ان الشيخة نفيسة كانت تحفظ الموطأ للامام مالك رواية يحيى الليثي عن ظهر قلب
ـ[أبو الجود]ــــــــ[11 - 10 - 06, 02:56 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون رحمها الله رحمة واسعة وقيض للأمة من يأخذ مكانها ويقوم بما كاننت تقوم به
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[11 - 10 - 06, 03:26 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها وأخلف على أهل القرآن خيراً
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[11 - 10 - 06, 05:24 م]ـ
للفائدة:
قرأَتْ الشيخة أم السعد رحمها الله القراءات العشر الصغرى (طريق الشاطبية في القراءات السبع وطريق الدرة في القراءات الثلاث) على الشيخة نفيسة بنت أبي العلا عن الشيخ عبد العزيز بن عليّ كحيل عن شيخيه محمد سابق الإسكندري وعبد الله بن عبد العظيم الدسوقي بأسانيدهما.
ويشارك شيخنا الشيخ محمد عبد الحميد عبد الله الشيخة أم السعد في القراءة على الشيخة نفيسة بنت أبي العلا، فقد قرأ الشيخ محمد عبد الحميد ختمة كاملة بالقراءات العشر على الشيخة نفيسة
كما أن الشيخ محمد عبد الحميد قرأ ختمة بالقراءات العشر الكبرى على الشيخ محمد عبد الرحمن الخليجي الذي قرأ على الشيخين محمد سابق الإسكندري وعبد العزيز بن عليّ كحيل بأسانيدهما.
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[11 - 10 - 06, 06:55 م]ـ
هذا سند الشيخة:
قرأتُ على: أستاذتي الفاضلة الشيخة نفيسة بنت أبي العلا بن أحمد بن محمد بن رجب ـ شيخة قرّاء زمانها بالإسكندرية ـ، وهي قرأت على: أستاذها الفاضل الكامل شيخ قرّاء زمانه بالإسكندرية الشيخ عبد العزيز علي كحيل، وهو قرأ على: الشيخ الكامل والعمدة الفاضل الشيخ محمد سابق، وهو قرأ على: الأستاذ الفاضل الشيخ خليل عامر المطوبسي، وهو قرأ على: الأستاذ الفاضل الشيخ علي الحلو إبراهيم، وهو قرأ على: الفاضل الشيخ: سليمان الشهداوي، وهو نقل ما ذكر عن: الشيخ مصطفى الميهي، وهو عن: والده الشيخ علي الميهي
ـ البصير بقلبه ـ، وهو نقل ما ذكره عن محققين أعلام، منهم:
أستاذه الفاضل الجليل الشيخ إسماعيل، وهو عن: شيخه الشيخ الرميلي، وهو عن الشيخ محمد البقري (ح).
وأخبرا ـ أيضًا ـ: أنه أخذ للأئمة الأربعة عشر، عن: شيخه المغدق عليه بالعطاء المزيد، الحجة، الحافظ، الشيخ أحمد الرشيدي، وهو عن: الشيخ أحمد البقري، وهو عن: الشيخ محمد قاسم بن إسماعيل البقري (ح).
وأخذ الرشيدي ـ أيضًا ـ: عن الشيخ مصطفى بن عبد الرحمن الأزميري، وهو عن شيخه الشيخ شعبان بن مصطفى، عن: الشيخ شعبان بن جعفر، المشهور بـ: أوْلِيَا أفندي (ح).
وأخذ الشيخ مصطفى الأزميري ـ أيضًا ـ عن: الشيخ عبد الله بن محمد بن يوسف أفندي زاده، عن: والده الشيخ يوسف، عن: الشيخ محمد بن جعفر، المشهور بـ: أوْلِيَا أفندي (ح).
وأخذ الشيخ مصطفى الأزميري ـ أيضًا ـ عن: الشيخ حجازي، عن: الشيخ علي بن سليمان المنصوري.
وأخذ الشيخ علي المنصوري عن المشايخ الثلاث: الشيخ سلطان المزاحي، والشيخ الشبراملسي، والشيخ محمد البقري.
وأخذ الشيخ سطان، عن: شيخه سيف الدين ـ البصير بقلبه ـ، والشيخ سيف الدين، عن: الشيخ شحاذة اليمني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/473)
وأخذ الشيخ الشبراملسي، والشيخ البقري، عن: الشيخ عبد الرحمن اليمني، وهو عن: والده الشيخ شحاذة اليمني إلى قوله ـ تعالى ـ في سورة النساء: ?فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا? [سورة النساء، الآية: (41)]، ثم مات والده؛ فاستأنف ختمه على تلميذ والده: العلامة الشيخ عبد الحق السنباطي، وأخذ الشيخ عبد الحق عن: الشيخ شحاذة اليمني، وهو عن: الشيخ محمد بن جعفر، وهو عن: شيخه أحمد المسيري المصري، وهو عن: شيخه نصر الدين الطبلاوي، وهو عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وهو عن: الشيخ أحمد بن أسد الأنبوطي، وأبي العباس أحمد بن بكر القليتاني، وأبي نعيم الفقير، وطاهر بن أحمد العقيلي، الشهير بـ: النويري، والإمام نور الدين علي بن محمد بن صالح المخزومي البلبيسي.
وأخذ الأبنوطي والقليتاني والفقير ونور عن: حافظ عصره الشيخ محمد بن محمد الجزري المقرئ الشافعي، مؤلف «طيبة النشر».
- وأخبرتنا لشيخة الفاضلة المحققة نفيسة بنت أبي العلا بن أحمد بن محمد بن رجب: أنها أخذت طرق «الشاطبية» و «الدرة» عن: شيخها الفاضل الشيخ عبد العزيز بن علي كحيل ـ شيخ قرّاء زمانه بالإسكندرية ـ، وهو عن: شيخه الفاضل عبد الله عبد العظيم الدسوقي ـ شيخ القرّاء ـ، عن: شيخه الشيخ علي الحدادي، عن: شيخه الشيخ إبراهيم العبيدي، عن: شيخه العلامة عبد الرحمن الأجهوري، وعن: العلامة السيد البدري، والعلامة الشيخ محمد المنير.
فأما الشيخ عبد الرحمن الأجهوري، فقد قرأ على: محقق عصره الشيخ عبده السجاعي، والشيخ أحمد البقري، والشيخ أحمد الإسقاطي، ويوسف أفندي زاده
ـ شيح القرّاء بالقسطنطينية ـ عام إحدى وخمسين ومئة وألف من الهجرة، بقلعة مصر، وقت قدومه للحج الشريف، وكذا على الشيخ محمد الإزبكاوي، الشهير بـ: نسيب، بالجامع الأزهر، وكذا على الشيخ محفوظ بك، برواق أبي معمر، وكذا على الشيخ عبد الله الشماظي المغربي، وقت رحلته إلى المدينة المنورة، عام اثنين وخمسين ومئة ألف من الهجرة.
فأما الشيخ عبده الجاعي، فقد قرأ على محقق العصر أبي السماح، وهو عن: الشيخ أحمد البقري.
وأما الشيخ أحمد الإسقاطي، فقد قرأ على: أبي النور الدمياطي، وعلى كلٍ من: المحقق الشيخ أحمد البنا صاحب «الإتحاف»، والشيخ أحمد سلطان المزاحي
ـ محرر الفن ـ، وقرأ الشيخ سلطان على: سيف الدين ـ البصير بقلبه ـ.
وأما الشيخ يوسف أفندي زاده، فقد قرأ على: الشيخ أحمد المنصوري، بالديار القسطنطينية، وقت رحلته إليها، وإقامته بها، وقرأ المنصوري على: الشيخ سلطان، ووقرأ صاحب «الإتحاف» على: الشيخ سلطان، وعلى: الشيخ علي الشبرامسلي.
وقرأ الشيخ أحمد البقري، على: الشيخ محمد البقري، على: الشيخ عبد الرحمن اليمني، على: والده الشيخ شحاذة اليمني، على: الشيخ أحمد بن عبد الحق السنباطي.
وقد قرأ الشيخ علي الشبرامسلي، على: الشيخ عبد الرحمن اليمني.
وقرأ الشيخ سيف الدين البصير، على: السنباطي.
وقرأ الشيخ محمد الإزبكاوي، على: الشيخ محمد البقري.
وقرأ الشيخ محفوظ، على: الشيخ علي الرميلي، وقرأ الرميلي، على: محمد البقري، على: الشيخ عبد الله الشماظي، وقرأ الشماظي، على رجالٍ كثيرين، منهم: الشيخ محمد عبد الخالق الشماظي، المتصل سنده لشيخ الإسلام الشيخ عبد الله الهبيطي، صاحب الأوقاف الشهيرة، المتصل سنده لأبي عمرو الداني.
وقرأ الشيخ شحاذة ـ أيضًا ـ، على: الناصري الطبلاوي.
وقرأ السنباطي والطبلاوي، على: شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وهو على: شيخه رضوان الفقير، على: الشيخ محمد النويري، شارح «الطيبة»، وعلى: الشيخ محمد القلقليلي، على: شيخه محمد بن الجزري ـ محرر الفن ـ، على شيخه إمام الجامع الأزهر المعروف بـ: ابن اللبان، على: الشيخ أحمد ـ صهر الشاطبي ـ، على: الشيخ أبي الحسن علي بن هزيل، على: أبي داود سليمان بن نجاح، على: الحافظ
أبي عمرو الداني، مؤلف «التيسير» ... انتهى.
وأما رواية حفص، وهو: حفص بن سليمان بن المغير بن البزاز الكوفي.
فحدثنا بها: أبو الحسن طاهر بن غلبون المقرئ، وقال: أنبأنا بها:
أبو الحسن علي بن محمد بن صالح الهاشمي المقرئ بالبصرة، وقال: قرأت على: حفص، وقال: قرأت على: عاصم.
وقرأت بها القرآن على: شيخنا أبي الحسن، وقال: قرأت بها القرآن كله على: الهاشمي، وقال: قرأت على: الأشناني، عن: عبيد، عن: حفص، عن عاصم ـ وهو: عاصم بن أبي النجود، وكنيته: أبو بكر ـ، قرأ على: عبد الله بن حبيب السلمي، وذر بن حبيش الأسدي، وهما على: عثمان، وعلي، وابن مسعود، وأبي ابن كعب، وزيد بن ثابت ـ رضي الله عنهم ـ، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[ابو الفضل التمسماني]ــــــــ[11 - 10 - 06, 07:16 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها
و أسكنها فسيح جنانه
وأخلف على أهل القرآن خيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/474)
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[12 - 10 - 06, 12:02 م]ـ
رحمها الله!
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 10 - 06, 07:44 م]ـ
الله يرحمها
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:37 م]ـ
رحمها الله ورضي عنها ...
محاضرة بعنوان "وداعاً أم السعد"، للشيخ محمد إسماعيل المقدم ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56469)
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:42 م]ـ
ترجمة الشيخة أم السعد
http://www.islamonline.net/Arabic/famous/2002/08/article09.SHTML
ـ[أبو عمر]ــــــــ[12 - 10 - 06, 08:52 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها
و أسكنها فسيح جنانه
وأخلف على أهل القرآن خيرا
ـ[أبو ميسان]ــــــــ[02 - 11 - 06, 03:53 م]ـ
رحمها الله رحمة واسعة
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[05 - 11 - 06, 02:32 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم لا تحرمنا أجرها، ولا تفتنا بعدها
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[05 - 11 - 06, 08:41 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها وأخلف على أهل القرآن خيراً
آمييييييييييييين ...
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[05 - 11 - 06, 10:25 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها
و أسكنها فسيح جنانه
وأخلف على أهل القرآن خيراً
__________________
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:10 ص]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[14 - 11 - 06, 09:17 ص]ـ
انا لله وانا اليه راجعون
ـ[أبو موفق الحلبي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 12:04 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم لا تحرمنا أجرها، ولا تفتنا بعدها
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[23 - 11 - 06, 09:53 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها
و أسكنها فسيح جنانه
وأخلف على أهل القرآن خيراً
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 12 - 06, 02:53 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم لا تحرمنا أجرها، ولا تفتنا بعدها
ـ[خالد جاد الحق]ــــــــ[16 - 12 - 06, 08:11 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحمها رحمة واسعة وارفع درجتها يا رب العالمين ... من اكبر المصائب ان يموت امثال الشيخة_ رحمها الله _ولا يسمع بها أحد الا نخبة من الخاصة ويموت الفجرة فتنقلب الدنيا لموتهم اين هى الشيخة فى الاعلام؟! ولماذا لا يعرفها احد؟! وأين تكريمها اللائق بها والله ما عرفت عنها شيئا ولا عن سيرتها فضلا عن موتها الا من كلام الاخوة هنا _جزاهم الله خيرا _لكن عزائنا انه ان بخسها أهل الأرض حقها فهى فى السماء من خواص الرحمن جل وعلا فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته
والسلام عليكم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[16 - 12 - 06, 09:36 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون .. رحمها الله وغفر لهاوأسكنها فسيح جناته
اللهم لا تحرمنا أجرها، ولا تفتنا بعدها
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[16 - 12 - 06, 11:24 م]ـ
رحمها الله وغفر لهاوأسكنها فسيح جناته
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[19 - 12 - 06, 11:27 ص]ـ
تعبوا قليلا واستراحوا دائماً ###### ياعزة التوفيق للإنسان
ـ[أبو حذيفة الجزيري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 01:58 م]ـ
رحمها الله ورضي عنها
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[01 - 02 - 07, 11:39 م]ـ
رحمها الله و تجاوز عنها يا رب.
وداعًا أم السعد
الشيخ محمد اسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56469
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[09 - 02 - 07, 10:54 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[11 - 02 - 07, 04:06 ص]ـ
اللهم اغفر لها وارحمها وارض عنها،
وارزقها الجنة بغير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب،
واخلف على أهل القرآن خيرا
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[20 - 02 - 07, 09:54 ص]ـ
وما عند الله خير لها من هذه الحياة الفانية الزائلة الحقيرة اللهم أرحمها واسكنها فسيح جناتك جنات الخلود .........
ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 02 - 07, 08:12 م]ـ
رحم الله الشيخة ام السعد، وأسعدها في الاخرة
ـ[أبو الوليد الغانمي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 03:03 ص]ـ
اللهم ارحمها بواسع رحمتك
فإنك أنت الرحمن الرحيم
ـ[أبو عبد الرحمن الأسكندراني]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:10 ص]ـ
شيخنا الحبيب .... هذا وقد تحدث عنها الشيخ محمد اسماعيل المقدم في شهر رمضان على غير عادته
ـ[الأخت براءة]ــــــــ[17 - 04 - 07, 02:19 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحمها الله وأحسن إليها وأخلف على أهل القرآن خيراً(3/475)
فوائد تدبر القران والتأمل فى معانيه
ـ[أم حنان]ــــــــ[11 - 10 - 06, 11:47 م]ـ
يقول ابن القيم-رحمه الله - فى كتابه (مدارج السالكين):
وأما التأمل فى القران فهو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع فكره على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله لامجرد تلاوته بلا فهم ولاتدبر ,,,,قال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر أولوا الألباب) وقال تعالى (أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفالها) وقال تعالى (إنا جعناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون) ,,,وقال الحسن (نزل القران ليتدبر ويعمل به فاتخذوا تلاوته عملا)
فليس شىء أنفع للعبد فى معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القران وإطالة التأمل فيه وجمع الفكر على معانى اياته فإنها تطلع العبد على معالم الخير والشر بحذافيرهما ,وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومال أهلهما وتتل فى يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة وتثبت قواعد الإيمان فى قلبه, وتشيد بنيانه, وتوطد أركانه, وتريه صورة الدنيا والاخرة , والجنة والنار فى قلبه , وتحضره بين الأمم وتريه أيام الله فيهم , وتبصره مواقع العبر , وتشهده عدل الله وفضله وتعرفه ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله وما يحبه ومايبغضه ,وصراطه الموصل إليه , ومالسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه , وقواطع الطريق وافاتها , وتعرفه النفس وصفاتها , ومفسدات الأعمال ومصححاتها , وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالهم , وأحوالهم وسيماهم , ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة , وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه , وافتراقهم فيما يفترقون فيه ,,,,,وبالجملة تعرفه الرب المدعو إليه وطريق الوصول إليه وماله من الكرامة إذا ماقدم عليه ,,,,وتعرفه فى مقابل ذلك ثلاثة أخرى مايدعو إليه الشيطان والطريق الموصلة إليه وماللمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه ,,,فهذه ستة أمور ضرورى للعبد معرفتها , ومشاهدتها ومطالعتها , فتشهده الاخرة حتى كأنه فيها وتغيبه عن الدنيا حتى كأنه ليس فيها , وتميز له بين الحق والباطل فى كل مااختلف فيه العالم , فتريه الحق حقا والباطل باطلا , وتعطيه فرقانا ونورا يفرق به بين الهدى والضلال , والغى والرشاد , وتعطيه قوة فى قلبه , وحياة وسعة وانشراحا وبهجة وسرورا , فيصير فى شأن والناس فى شأن اخر.
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[10 - 09 - 10, 04:55 م]ـ
نفع الله بكم ... ويرجى مراجعة النص الإملائي لأن هناك أخطاء في آية قرآنية(3/476)
هدية من أخيكم د يحيى الغوثاني ((وسائل إبداعية في حفظ القرآن)) حمل المادة العلمية
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 - 10 - 06, 10:30 ص]ـ
هدية رمضانية
حمل كامل المادة العلمية للإصدار الجديد د يحيى الغوثاني ((وسائل إبداعية في حفظ القرآن الكريم))
ولا تنسانا من الدعاء
http://www.mojama.net/navigator.php?pname=topic&tid=227
هذه المادة .. إشراقة تبدد سحباً من اليأس، وتضعك في مصاف حفظة القرآن،
من خلال وسائل وطرق إبداعية تقودك إلى إتقان حفظ كتاب الله
أعدها وقدمها الشيخ يحيى الغوثاني وهي خلاصة تجاربه وخبراته ودوراته
في تعليم حفظ القرآن، يهديها لك لتكون معيناً ومرشدا في حفظ كتاب الله.
- اكتسب مقدرة حفظ الوجه الأول خلال 10 دقائق.
- تعرف على أيسر طرق الحفظ و المراجعة.
- استفد من التجارب و النماذج المعروضة.
- لأجل هذا السبب يخفق الكثير في ضبط الحفظ.
- عندما تصاب بفتور وقت الحفظ افعل الآتي ..
- تعلم طريقة التاءات العشر في الحفظ.
- هناك 25 طريقة للحفظ، فأيها تستخدم؟
- تعلم رسم الآيات و قراءتها من لوح خيالك.
هذا الإصدار بالتعاون مع دار الغوثاني للدراسات القرآنية
http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=59260#post59260
ولا تنسونا من الدعاء
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[12 - 10 - 06, 05:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
شيخنا الفاضل
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[12 - 10 - 06, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الدرر
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 10 - 06, 07:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم معين]ــــــــ[24 - 10 - 06, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[27 - 10 - 06, 04:26 م]ـ
الأخ أبو مشاري
الأ أبو هاشم
الأخ أبو سلمى
الأستاذة
شكرا لسماعكم ومروركم ولا تنتسونا من دعائكم
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[04 - 12 - 06, 05:03 ص]ـ
http://www.yah27.com/vb/showthread.p...9260#post59260
هدية رائعة
جزاكم الله خيراً
هل هذه المادة متوفرة في تسجيلات الباحة؟؟؟
وما مقصودكم بالليمونة الصفراء؟؟؟؟
وماعلاقة ذلك بحفظ القرآن؟؟؟ هل يمكن مزيد من التوضيح
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[06 - 12 - 06, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 09:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الغوثاني أبشرك جربت ما في الأشرطة أصبحت أقدر أحفظ ثلاث أضعاف ما كنت أحفظه في الماضي من6إلى سبع أوجه في اليوم وأقدرأفعل أكثر ولله الحمد ,غير أن هناك قضية أريد أطرحها وهي: ما أثير على البرمجة اللغوية من نكير من بعض الإخوة فأرجو من الشيخ أن يبين لنا حكمها في شرعنا فقد أنكر علي إخواني اهتمامي بها بدعوى أنك تجهل حكمها وأنت محل ثقتنا يا شيخ فألح في الطلب عليك بأن تجيبني
بارك الله في جهودكم ونفع بكم الاسلام و المسلمين
أخوكم المحب في الله محمد من الجزائر
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 01 - 07, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إسلام مصطفى محمد]ــــــــ[07 - 01 - 07, 05:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[07 - 01 - 07, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الغوثاني أبشرك جربت ما في الأشرطة أصبحت أقدر أحفظ ثلاث أضعاف ما كنت أحفظه في الماضي من6إلى سبع أوجه في اليوم وأقدرأفعل أكثر ولله الحمد ,غير أن هناك قضية أريد أطرحها وهي: ما أثير على البرمجة اللغوية من نكير من بعض الإخوة فأرجو من الشيخ أن يبين لنا حكمها في شرعنا فقد أنكر علي إخواني اهتمامي بها بدعوى أنك تجهل حكمها وأنت محل ثقتنا يا شيخ فألح في الطلب عليك بأن تجيبني
بارك الله في جهودكم ونفع بكم الاسلام و المسلمين
أخوكم المحب في الله محمد من الجزائر
الأخ المحب في الله محمد سليمان الجزائري
أشكر لك اهتمامك بالمادة العلمية
وتحية من عند الله مباركة طيبة لك ولأهل الجزائر
كما أشكر لك تجربتك الرائعة وهي مضاعفة حفظك إلى ثلاثة أضعاف وهذا من فضل الله أولا ثم من حسن إصغائك
وتابع وستجد نتائج أكثر وأكثر
كما أرجو ألا تنساني من دعائك
وأما بخصوص سؤالك فله مجال آخر وليس ههنا وقد أجبت عنه طويلا ومفصلا في منتدى البحوث والدراسات القرآنية
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 01:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
ـ[محمد مصطفى السكندري]ــــــــ[12 - 01 - 07, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 01 - 07, 12:19 ص]ـ
مادة مفيدة وجيدة دكتورنا الفاضل وكتابكم في هذا المجال أيضا نافع نفع الله بكم
عندي ملاحظة وقد استمعت إلى المادة قبل طرحها هنا عندي على الكاسيت وهو وجود المادة على شريطين ثانيا لو استمعتم بارك الله فيكم إلى مادة صوتية بعنوان كيف تحفظ القرآن الكريم وهي للشيخ بادحدح فإنها مركزة ومفيدة
ـ[همام العضياني]ــــــــ[16 - 01 - 07, 08:50 م]ـ
أسأل الله أن يكتب أجرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/477)
ـ[العبدلي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 01:47 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 09:16 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:11 م]ـ
نفعكم الله بعلمكم ونفع به الإسلام والمسلمين
وجزاكم الله الفردوس الأعلى
ـ[ممدوح بن متعب الجبرين]ــــــــ[30 - 01 - 07, 04:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[مقنع الكندي]ــــــــ[30 - 01 - 07, 02:35 م]ـ
جزاك الله خيراً وأثابك على ماقدمت ..
ـ[بندر بن حسن العبدلي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 05:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً يادكتور يحيى ونفع بك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[13 - 02 - 07, 01:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا
ونود لو توضح لنا بخصوص البرمجه العصبيه ففيها جدل كبير
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
ـ[دار التقوى لتحفيظ القرآن]ــــــــ[17 - 02 - 07, 03:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبد الرحمن ذكرى]ــــــــ[18 - 02 - 07, 07:09 م]ـ
بارك الله فيك ووفقك دائما لما يحبه ويرضاه
ـ[أيمن المصرى]ــــــــ[18 - 02 - 07, 07:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[12 - 04 - 07, 06:52 ص]ـ
الإخوة الذين استفادوا من المادة العلمية في هذا الإصدار
أرجو ألا ينسوني من دعوة صالحة فقط
وانتظروا قريبا كامل مادة الدورة على إحدى القنوات الفضائية
حيث سجلت إلى هذه اللحظة 24 حلقة
ـ[صلاح الدين عبد الهادي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 05:23 ص]ـ
السلام عليكم يادكتور يحيي
حاولت ان اشترك في إحدى الدورات المقامة في القاهرة في شهر لكن وجدت أن التكلفة عالية بعض الشىء. فإن تكرمت وقمت بتنزيلها لنا مجانا اكن لك من الشاكرين.بارك الله فيك مقدما.وأعانك على أن تنشر حفظ كتاب الله بين المسلمين.
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[23 - 04 - 07, 10:21 م]ـ
بارك الله فيك أيها الأخ الحبيب
مشاركة رائعة
أسأل الله أن يتقبل منا و منك.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 11:08 م]ـ
السالم عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في انتظار ها بشوق يا دكتور يحيى والله المسؤول أن يعينكم
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ يحيى أرجو منك مراجعة الخاص أريدك في أمر ضروري وعاجل
وجزاك الله خيرا كثيرا ونفع بك.
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[20 - 01 - 08, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل و نفعنا الله بعلمك
اللهم ارزق الشيخ علما نافعا و رزقا طيبا و عملا متقبلا
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:17 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الرابط لا يعمل معي http://www.yah27.com/vb/showthread.php?p=59260#post59260
الرجاء من الإخوة الذين حملوا المادة إعادة تنزيلها مأجورين إن شاء الله
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:48 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:01 م]ـ
عذرا فالرابط السابق هو للدومين القديم
والرابط الصحيح هو
http://montada.gawthany.com/VB/showthread.php?t=10874
وشكرا لكل من شارك
ولا تنسونا من الدعاء
ـ[ابو عبد المحسن]ــــــــ[03 - 04 - 08, 07:45 م]ـ
السلام عليكم
وهذه روابط التحميل مباشرة
لحفظ الشريط الأول اضغط هنا
http://www.mojama.net/files/sounds/w...hefd-Quran1.rm
لحفظ الشريط الثاني اضغط هنا
http://www.mojama.net/files/sounds/w...hefd-Quran2.rm
ـ[عبد الجليل بن سليمان التواتي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 10:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
أخي أبو عبد المحسن جزاك الله خيرا
وبوركت يداك
ـ[محمد السكندري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:57 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[عمر رحال]ــــــــ[15 - 10 - 08, 03:44 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[15 - 10 - 08, 07:54 م]ـ
السلام عليكم
وهذه روابط التحميل مباشرة
لحفظ الشريط الأول اضغط هنا
http://www.mojama.net/files/sounds/w...hefd-Quran1.rm
لحفظ الشريط الثاني اضغط هنا
http://www.mojama.net/files/sounds/w...hefd-Quran2.rm
كيف تعمل هذه الروابط؟
كيفما قمتُ بالضغط عليها لا تقوم بتحميل شيء!!!
باليمين لا تعطي شيئًا!!!
باليسار تفتح صفحة لا أعلم من أيها أقوم بالتحميل!!!
ـ[أبو وسيم]ــــــــ[13 - 11 - 08, 12:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عاصم بن صفوت الشوادفى]ــــــــ[14 - 11 - 08, 09:07 م]ـ
جزاكم اللهُ خيراً و باركَ فيكم و نفعَ بكم،
هديةٌ رائعة، نسألُ اللهَ تعالى أن يجعلها فى موازينِ حسناتكم.
ـ[أم البخاري]ــــــــ[23 - 04 - 10, 09:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الدرة المصون]ــــــــ[28 - 04 - 10, 01:03 ص]ـ
الروابط لا تعمل لدي
هل لي بالروابط المحدثة؟ فأنا في أمس الحاجة لها
و جزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[أبي الحسن]ــــــــ[28 - 04 - 10, 04:07 م]ـ
الروابط لا تعمل لدي
ـ[أم البخاري]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:21 ص]ـ
هنا رابط محدث
http://vb.islam2all.com/showthread.php?t=5118
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/478)
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقكم إلى المزيد من الإبداع لخدمة القرآن الكريم.
ـ[أبوعبدالله الكويتي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوبكر الذيب]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:11 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جزاكم الله خيرا يا دكتور يحيى على ما تقدم وجعله الله في موازين حسناتك.
ـ[عبد الحكيم حمادي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:09 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالله محمد سعيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:06 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 12:22 م]ـ
جزى الله خيرًا المُهدي، ومَنْ دلني عليها، لا حرمكم الرّحمن الأجرَ ..(3/479)
وداعا أم السعد .. يرثيها المقدم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 10 - 06, 03:19 ص]ـ
أم السعد محمد على نجم إمرأة ناهزت الثمانين عاماً، حفظت القرآن الكريم وهي في الخامسة عشر من عمرها ثم أخذت القراءات العشر عن شيختها " نفيسة بنت أبو العلا" شيخة القراء في زمانها.
أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين.
ولقد اشتهرت أم السعد حتى قصدها المقرئون والطلاب للقراءة عليها لنيل شرف الإسناد، فتقول "من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة".
أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وأترككم مع المزيد عن هذه الشيخة الفاضلة في هذا الرابط:
http://www.islamonline.net/Arabic/famous/2002/08/article09.shtml
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 10 - 06, 03:20 ص]ـ
هذه سلسلة إسناد المقرئة الشيخة أم السعد الإسكندرانية
تلقت الشيخة المسندة المعمّرة المقرئة أم السعد الإسكندرانية القراءات العشر من الشاطبية والدرة عن
الشيخة نفيسة بنت أبو العلا وهي عن
عبد العزيز علي كحيل وهو قرأ على
عبد الله الدسوقي وهو عن
شيخه علي الحدادي
شيخ القراء بالديار المصرية الشيخ إبراهيم العبيدي
الذي قرأ على شيخ الجامع الأزهر محمد بن حسن السمنودي المنير
الذي قرأ على عليّ الرميلي
الذي قرأعلى شيخ قراء زمانه محمد بن قاسم البقري
الذي قرأ على شيخ قراء مصر عبد الرحمن بن شحاذة اليمني
الذي قرأ على عليّ بن غانم المقدسي9
الذي قرأ على محمد بن إبراهيم السمديسي
الذي قرأ على الشهاب أحمد بن أسد الأميوطي
الذي قرأ على الإمام الحافظ حجة القراء محمد بن محمد بن محمد بن الجزري الشافعي مؤلف النشر و الطيبة و غيرهما من المؤلفات المباركة
وهو قد قرأ على عبد الرحمن بن أحمد البغدادي
الذي قرأ على شيخ القراء بمصرمحمد بن أحمد الصائغ
الذي قرأ على علي بن شجاع الكمال الضرير صهر الإمام الشاطبي
الذي قرأ على الإمام أبي القاسم الشاطبي
الذي قرأ على الإمام علي بن محمد بن هذيل البلنسي
الذي قرأ على أبي داود سليمان بن نجاح
الذي قرأ على الإمام أبي عمرو الداني
الذي قرأ برواية حفص على طاهر بن غلبون
قال قرأت على علي بن محمد الهاشمي
قال قرأت على أحمد بن سهل الأشناني
قال قرأت على أبي محمد عبيد بن الصباح
قال قرأت على حفص بن سليمان
الذي قرأ على عاصم بن بهدلة بن أبي النجود
الذي قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي
الذي أخذ عن عثمان و علي و عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب وزيد ثابت
وأخذ هؤلاء رضي الله عنهم عن
رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي تلقى القرآن عن
جبريل عليه السلام عن
رب العزة جل شأنه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 10 - 06, 03:21 ص]ـ
وداعا أم السعد
يرثيها الشيخ / محمد إسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=56469
رحمها الله وأكرمها بالقرآن الكريم
وأخرج لنا من نساء هذه الأمة مثلها وخير منها
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 10 - 06, 02:21 م]ـ
رحمها الله رحمة واسعة
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[16 - 10 - 06, 09:54 م]ـ
سبق وأن ذكرت سند الشيخة هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84154
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[17 - 10 - 06, 12:00 ص]ـ
اللهم ارحمها رحمة واسعة
وأخلف على المسلمين خيرا منها
ـ[مصلح]ــــــــ[24 - 10 - 06, 01:59 م]ـ
أظن المقال توديع لهذه المقرئة عندما خرجت من مصر للإقراء
وأظن كذلك أنها لا زالت حية ممتعة
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 05:51 م]ـ
وأظن كذلك أنها لا زالت حية ممتعة
لعلك لم تقرأ الصحف منذ مدة طويلة أخي الكريم
حنى أن الخبر نشر في الصحف الكويتية و انتشر في الانترنت منذ زمن
رحمها الله
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 07:18 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/480)
بعد أن أتمت أم السعد حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها، ذهبت إلى الشيخة نفيسة بنت أبو العلا شيخة أهل زمانها كما توصف، لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطت عليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهن يتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم.
| (ارجو ان كل المشتركين فى منتدى الحلم العربى يسعدوا بالموضوع ويستفيدوا منه |)
والأعجب من الشرط أن أم السعد قبلت شرط شيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –في رأيها– لهذه المهمة الشريفة! .. ومما شجعها على ذلك أن نفيسة نفسها لم تتزوج رغم كثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآن الكريم!.
للتفرد رجال .. ونساء أيضًا!!
تقول أم السعد بوجه يعلوه الرضا: من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأي قراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة.
وتؤكد اعتزازها بأنها السيدة الوحيدة –في حدود علمها– التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن من أجل الحصول على (إجازة) في القراءات العشرة.
أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التي منحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختها المرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-.
انطفأ بصرها وتوهجت بصيرتها ..
وأم السعد محمد على نجم الضريرة التي تجاوز عمرها 77 عامًا تُعَدّ أشهر امرأة في عالم قراءات القرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلَّت طوال نصف قرن –وما زالت- تمنح إجازاتها في القراءات العشر.
دخلت حارة الشمرلي بأحد أعرق أحياء الإسكندرية بحري، وما إن سألت عن الشيخة حتى تسابق الجميع ليدلني على شقتها المتواضعة، بحفاوة بالغة لأني أسأل عن الشخصية التي يتباركون بها ويقولون إنها اسم على مسمى.
أفواج صغيرة تدخل وتخرج ممن يحلمون بختم القرآن الكريم من مختلف الأعمار ومن الجنسين، أزياؤهم تدل على تباين طبقاتهم الاجتماعية، تبدأ دروس النساء والبنات من الثامنة صباحًا وتمتد إلى الثانية ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى الثامنة مساءً لا يقطعها سوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن الشيخة من الاستمرار.
العمى وخرافات الريف ورحلة التحدي
نشأت أم السعد ابنة لأسرة فقيرة انحدرت من قرية البندارية إحدى قرى مدينة المنوفية (شمال القاهرة) .. داهم المرض عينيها ولم تتجاوز عامها الأول، ولم يكن لدى أهلها القدرة -وربما الوعي- لعلاجها لدى الأطباء فلجئوا إلى الكحل والزيوت وغيرها من وصفات العلاج الشعبي التي أودت –في النهاية– ببصرها مثلما حدث مع آلاف الأطفال آنذاك.
وكعادة أهل الريف مع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسن صبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة.
أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت من شيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين.
وتقول الشيخة (أم السعد): إنها حين أتمت حفظها للقرآن الكريم بقراءاته العشر كان عدد الحفاظ قليلاً، ولم يكن هناك مذياع أو تليفزيون، فكان الأهالي يستعينون بها مثل شيختها في قراءة القرآن في المناسبات والاحتفالات الدينية ..
وكان مقبولاً وقتها أن تقرأ امرأة القرآن الكريم وتجوِّده في حضور الرجال الذين كانوا –كما تروي- يمتدحون حُسن قراءتها وجمال تجويدها، غير أنها تشير إلى انقراض هذا التقليد الآن بعد انتشار القراءّ ودخول الإذاعة والتلفزيون والتسجيل في المنازل، وصار أقصى ما يمكن أن تقوم به القارئة أن تحيي حفلاً دينيًّا خاصًّا بالسيدات فقط، وهو ما يحدث نادرًا .. وترى أن السبب الحقيقي في إحجام الناس عن الاستعانة بمقرئات من النساء هو الاعتقاد الذي شاع وترسخ في العقود الأخيرة بأن صوت المرأة عورة (صوت المرأة - فتوى)، لكنها لا تجد مشكلة في ذلك فحفاظ القرآن الكريم الرجال كثيرون ووسائل الإعلام تكفلت بالأمر.
برنامجها اليومي: قرآن في قرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/481)
يتردد عليها لحفظ القرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستويات الاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذة جامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات ... إلخ).
وهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعة في اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءاً جزءاً حتى يختم القرآن الكريم بإحدى القراءات، وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمها تؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفق القراءة التي تمنحه إجازتها ..
تقول: ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءته ومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا .. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزءها وما تتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات .. أشعر أنني أحفظ القرآن كاسمي تمامًا لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه .. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غير القرآن والقراءات .. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريم ومتونه في علوم القراءات والتجويد .. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر.
وفاء التلاميذ ..
سألتها عن تلامذتها وعلاقتهم بها فقالت: أتذكر كل واحد منهم هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة وهناك – وهم قليلون– من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ به معي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه.
وتضيف: بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني؛ لكن معظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر – وتذكر منهم بفخر عددًا من القراء والدعاة وحفظة القرآن الكريم، أحدهم نال المركز الثاني في المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها السعودية سنويًّا، وأشهرهم القارئ الطبيب أحمد نعينع الذي قرأ عليها وأخذ عنها إجازة، وكذا عدد من أساتذة وشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية والذين لا يعطون إجازة في حفظ القرآن إلا ويضعون اسمها في أول السند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
زوجات الحفاظ يغرن من الشيخة!!!
من أطرف ما روته الشيخة (أم السعد) أن زوجات بعض الحفاظ أبدين غيرتهن منها وخوفهن من أن (تخطف) منهن أزواجهن، خاصة والرجال يتكلمون عن شيختهم بفخر واعتزاز، وهو ما دفع بأزواجهن إلى اصطحابهن للدروس للتأكد من أن هذا الخوف لا مبرر له فهي ضريرة وعجوز!!
تقول: وبعض الرجال تردد في البداية في القراءة عليَّ باعتباري (امرأة) وبعضهم امتنع، لكن الشيخ محمد إسماعيل (أشهر دعاة الدعوة السلفية بالإسكندرية) أفتى لهم بجواز ذلك عندما علم بسنيّ، بل أرسل إليّ بأهل بيته للقراءة عليّ.
مراسم يوم الختمة .. احتفال وهدايا
أسعد أيام (أم السعد) هو يوم (الختمة) الذي تمنح فيه الطالب الإجازة .. ورغم أنه مر عليها هذا اليوم أكثر من ثلاثمائة مرة، فإنها تحتفظ بصورة لكل إجازة منها آخرها كانت لسيدة في قراءة قالون عن نافع.
وفي يوم (الختمة) تقام وليمة، أو حفل شاي وقهوة وحلويات .. ويقدم لها صاحب الختمة هدية: جلابية، خاتم، حلية ذهبية، كل حسب استطاعته، أما أجمل هدية فكانت رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية قدمها لها بعض تلامذتها، وأجمل ما في هذه الهدية بعد الحج والعمرة: أنها راجعت حفظ القرآن الكريم، ومنحت إجازات في القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان .. وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها ...
المفاجأة: تزوجت ولتسامحني شيختي!!
وقبل أن أغادرها أبت أن تتركني إلا مذهولاً، فحين سألتها عن أقرب تلاميذها إليها فاجأتني بأنه زوجها!! الشيخ محمد فريد نعمان الذي كان قبل وفاته منذ خمس سنوات أشهر القراء في إذاعة الإسكندرية وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد)، وتقول عن قصة زواجها: لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي (نفيسة) بعدم الزواج .. كان يقرأ علي القرآن بالقراءات .. ارتحت له .. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة .. درَّست له خمس سنوات كاملة وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواج فقبلت.
واستمر زواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا .. وتعلق قائلة: الحمد لله .. أشعر بأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا .. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآن وربما نسيته.
ولا تزال الشيخة نهرًا من العطاء يتدفق بلا توقف بالقرآن ونحوه ..
موضوع قديم ... منقول
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[24 - 10 - 06, 07:50 م]ـ
وقد صليت صلاة الجنازة عليها رحمها الله رحمة واسعة وشكرا للترجمة المستفيضة
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[26 - 10 - 06, 11:29 م]ـ
رحمها الله رحمة واسعة
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 01:04 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/482)
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[27 - 10 - 06, 02:22 ص]ـ
رحمها الله رحمة واسعة(3/483)
هذه التلاوة اتمنى ان تستمعوا لها إلى نهايتها
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[23 - 10 - 06, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه تلاوة لأخ لكم يا ريت تستمعوا لها وأن تعلقوا عليها من حيث أحكام التجويد أولا وثانيا من حيث الأداء
وإن شاء الله إن أعجبتكم أضع لكم غيرها
وهي للأخ أشرف حفظه الله وغفر له
www.gr8.cc/2/wbawlg.wma
تلاوة لسورة القيامة
وقمت بإضافة بعض التأثيرات ببرنامج السويند فورج وأتمنى أن تذكروا لنا حكم إضافة مثل هذه المؤثرات وهل يجوز إضافة المؤثرات لتحسين ولتنقية الصوت أم لا
مع العلم أن فضيلة الشيخ العلامة ابن العثيمين رحمه الله قال في فتوى له أنه لا يجوز مؤثرات الصوت وتحديدا قال صدى الصوت في المساجد لأن في ذلك تكرار للحروف وقال ببطلان الصلاة
فمن عنده علم بتلك الفتوى وغيرها في هذا المجال فاليذكرها لنا مشكورا وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[23 - 10 - 06, 12:46 ص]ـ
الفتوى [لقاء الباب المفتوح رقم (97)]
السؤال: فضيلة الشيخ يوجد في بعض المساجد بالإضافة إلى مكبرات الصوت يوجد جهاز يسمى جهاز الصدى، ولكن أئمة المساجد يختلفون في ضبطهم لهذا الجهاز، فبعضهم يزيد في تكرير الحرف من الآية إلى مرتين فأكثر، ويتضح ذلك أكثر في حرفي السين والصاد، وبعضهم الآخر يجعل الجهاز يضخم بدون ترديد فلا يؤثر هذا على القراءة للقرآن الكريم، فما حكم وضع الصنف الأول الذي يردد بكثرة، وما توجيهاتكم لمن يفعلونه، علماً أن الصنف الثاني لا يكون فيه تكراراً للأحرف وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: أما الصنف الأول الذي يكون فيه تكرار الحرف هذا لا يجوز؛ لأنه يؤدي إلى زيادة حروف في كلام الله عز وجل. وأما الثاني الذي ليس فيه إلا تفخيم الصوت فينظر إن كان هذا أدعى للخشوع فلا بأس، وإلا فتركه أولى؛ لأن كون الناس يستمعون القرآن بدون واسطة في الغالب أخشع، وإذا اعتاد الإنسان أنه لا يخشع إلا إذا سمع عبر هذا الصوت صار إذا قرأ القرآن وحده لا يحصل له الخشوع، وعلى هذا فتركه أولى في كلا الحالين. لكن الحالة التي تؤدي إلى تكرار الحروف يكون فيها حراماً؛ لأنه لا يحل للإنسان أن يزيد في كلام الله ما ليس منه.
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[23 - 10 - 06, 12:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ارجوا أخي أن تستمع الى التلاوة التي اضفتها جيدا
وارجوا ان تذكر لي هل فيها تكرار للحروف ام لا
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[23 - 10 - 06, 12:57 ص]ـ
الرابط لا يعمل معي، فهل المشكلة عندي أم في الرابط؟
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[23 - 10 - 06, 02:22 ص]ـ
لم أستطع الاستماع لها، الرجاء وضعها في ملف مضغوط rar
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[23 - 10 - 06, 03:14 ص]ـ
استمعت للقراءة ... والحقيقة أن الصدى الموجود فيه تكرار للأحرف .. فهو فيما يظهر لي داخل في النوع الأول الذي ذكره العثيمين رحمه الله
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[23 - 10 - 06, 04:15 ص]ـ
هذا رابط الملف مضغوط
http://www.arbup.net/v/5518308/19_18_17_16_15_14_13_12_11_10_9_8_7_6_5_4_3_2_1__. rar.html
ارجوا أن تذكروا رأيكم في أحكام تجويده
وهل تصلح تلاوات هذا القاريء أن تنشر أم ماذا؟
ولدي تلاوات بصوته بدون أن أضيف لها تأثيرات
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[23 - 10 - 06, 04:17 ص]ـ
لاحظ عند الضغط على الرابط السابق ترى عداد ثواني ثم يظهر لك كلمة تحميل الملف
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[23 - 10 - 06, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ارجوا أخي أن تستمع الى التلاوة التي اضفتها جيدا
وارجوا ان تذكر لي هل فيها تكرار للحروف ام لا
لم أر قراءة بها صدى للحروف أكثر من هذه!!
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[23 - 10 - 06, 07:54 ص]ـ
ارجوا من المشرفين حذف الروابط السابقة نظرا لأن بها صدى وبها تكرار للحروف
ـ[أحمد بن أسامة المصري]ــــــــ[23 - 10 - 06, 09:15 ص]ـ
الواضح من صوت الأخ أنه مصري
وأنصحه بضبط التجويد في معهد القرآن بالعزيز بالله في منطقة الزيتون بالقاهرة
أما بالنسبة للمؤثرات الصوتية فهي سيئة للغاية
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[23 - 10 - 06, 08:09 م]ـ
السلام عليكم
يعني انت ترى يا اخ أحمد ألا اضع له تلاوات اخرى
وياريت أن تحذف الادارة الروابط السابقة نظرا لما قاله الاخوة الكرام مما في التلاوة من تأثيرات سيئة أضفتها أنا لأنني كنت اجرب تنقية التسجيل مما كان به من تشويش
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[23 - 10 - 06, 08:33 م]ـ
يعني انت ترى يا اخ أحمد ألا اضع له تلاوات اخرى
قرائته ليست بجيدة.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:52 ص]ـ
يجيب تشجيع الاخ وتدريبه لا تحبيطه
ـ[أحمد بن أسامة المصري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 08:50 ص]ـ
السلام عليكم
يعني انت ترى يا اخ أحمد ألا اضع له تلاوات اخرى
وعليكم السلام ورحمة الله يا أخ عمرو
نعم أنا أرى عدم نشر تلاوات أخرى له
وأنصحك بعدم استخدام برنامج sound forge أو أي برامج لتعديل الأصوات واضافة المؤثرات لأنها تلتهم الوقت التهاما وستدخل في دوامة كبيرة وأنت لا تشعر.
اتق الله في وقتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/484)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[31 - 10 - 06, 01:29 ص]ـ
التلاوة من حيث أحكام التجويد فهى جيدة جدا و لديه خطئان وقفت عليهما لا أدرى هل هو من زيادة الصدى ام من القارى و هو سكون صاد البصر من قوله تعالى (برق البصر) فالصاد مفتوحة و ليست ساكنة كذا تخليص فتحة عين نجمع من (نجمع عظامه) و الحذر من إدغامها فى عين (عظامه) و باقى التلاوة فجيدة جدا و لى نصيحة للقارىء أرجو ان يتقبلها و هى طرح التكلف و أن يقرأ على سجيته بدون تكلف فى التغيير بين المقامات و ليختر لنفسه مقاما واحدا يحسنه و ليقرأ به باستمرار هذا مع ملاحظة ان الصدى فى هذا التسجيل مبالغ فيه و لو استخدمت الريفب بدلا من الايكو لكان افضل و الله أعلم.
وأنصحك بعدم استخدام برنامج sound forge أو أي برامج لتعديل الأصوات واضافة المؤثرات لأنها تلتهم الوقت التهاما وستدخل في دوامة كبيرة وأنت لا تشعر.
اتق الله في وقتك
لا أدرى مالذى دفعك لقول هذا الكلام أخى الكريم فالانترنت كله يلتهم الوقت التهاما و انت لا تشعر!!!!!!!!؟؟؟
فانت اذا استخدمت هذا البرنامج فى شىء مفيد تستفيد منه انت و تفيد غيرك به كتسجيل تلاوة قرءانية و إضافة مؤثرات بدون مبالغة فيها فاعلم ان وقتك لم يذهب سدى و قد عاد عليك بالنفع و الاجر إن شاء الله
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[31 - 10 - 06, 02:08 ص]ـ
الشيخ الكريم طه محمد بارك الله فيك وفي علمك
وستصله إن شاء الله نصائحكم
وأستفدت من مشاركتك في هذا الموضوع
ومن مشاركتك هذه كأنك من مستخدمي برامج الصوتيات فإذا تكرمت تضع لنا ملخص في كيفية إستخدام مثل هذه البرامج ويكون مثلا في منتدى استراحة الملتقى ولك مني من خالص الدعاء إن شاء الله
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[31 - 10 - 06, 03:41 ص]ـ
التلاوة من حيث أحكام التجويد فهى جيدة جدا و لديه خطئان وقفت عليهما لا أدرى هل هو من زيادة الصدى ام من القارى و هو سكون صاد البصر من قوله تعالى (برق البصر) فالصاد مفتوحة و ليست ساكنة كذا تخليص فتحة عين نجمع من (نجمع عظامه) و الحذر من إدغامها فى عين (عظامه) و باقى التلاوة فجيدة جدا و لى نصيحة للقارىء أرجو ان يتقبلها و هى طرح التكلف و أن يقرأ على سجيته بدون تكلف فى التغيير بين المقامات و ليختر لنفسه مقاما واحدا يحسنه و ليقرأ به باستمرار هذا مع ملاحظة ان الصدى فى هذا التسجيل مبالغ فيه و لو استخدمت الريفب بدلا من الايكو لكان افضل و الله أعلم.
لا أدرى مالذى دفعك لقول هذا الكلام أخى الكريم فالانترنت كله يلتهم الوقت التهاما و انت لا تشعر!!!!!!!!؟؟؟
فانت اذا استخدمت هذا البرنامج فى شىء مفيد تستفيد منه انت و تفيد غيرك به كتسجيل تلاوة قرءانية و إضافة مؤثرات بدون مبالغة فيها فاعلم ان وقتك لم يذهب سدى و قد عاد عليك بالنفع و الاجر إن شاء الله
كذلك كلمة أقسم الأولى-الراء في البصر-الغين وتفخيمها في بلغت- ونطق كلمة تولى- اللام في فخلق بالإضافة لما ذكره فضيلة الشيخ طه وإن كان من الإنصاف-فيما اظن وضع التلاوة بلا مؤثرات أصلا للحكم على التجويد(3/485)
الرسائل العلمية التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 01:17 ص]ـ
رسائل دكتوراه السلك الثالث، وأطاريح دكتوراه الدولة التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي:
1 - منبهة الشيخ أبي عمرو الداني: الحسن بن أحمد وكاك. أول أطروحة دولة عن القراءات القرآنية بدار الحديث الحسنية، تقع في مجلدين، نوقشت 1408هـ/1988م.
2 - قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: عبد الهادي حميتو.دكتوراه دولة. تقع في سبعة أجزاء، عملت وزارة الأوقاف المغربية على طبعها، كما وضعت منها خمسة أجزاء على موقعها الرسمي يمكن تحميله من هناك على هذا الرابط: http://www.habous.gov.ma
3- القصد النافع لبغية الناشئ والبارع لأبي عبدالله الخراز: نعيمة شابلي.
4 - القول النافع على الدرر اللوامع لابن بري: لابن الطالب العلوي محمد ابن سي محمد الموريطاني.
5 - شرح الدرر اللوامع للإمام المنتوري: فؤاد ريشة.
6 - إيضاح الأسرار والبدائع على الدرر اللوامع لابن المجراد: وخيتي يوسف.
7 - معين الصبيان على الدرر اللوامع للجزولي السملالي: خديجة آيت طالب.
8 - تفصيل عقد الدرر للشيخ ابن الغازي: سعيد وديدي.
9 - تحصيل المنافع ليحيى بن سعيد الكرامي: الحسن طالبون.
10 - طرق رواة نافع: محمد اللويزي.
11 - شرح طيبة النشر لابن الجزري للنويري: رشيدة ناصر- علو عزيزة.
12 - رسائل وأجوبة ابن القاضي (دراسة وتحقيق): محمد أبو الوافي.
13 - فهرس محمد بن عبدالسلام الفاسي: محمد أمين زلو.
14 - علم النصرة في قراءة إمام أهل البصرة لابن/ القاضي: عبدالعزيز كارتي.
15 - كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري: أحمد اليزيدي.
16 - الدرة الصقيلة في شرح العقلية للبيب: عبد العلي آيت زعبول.
17 - ري الظمآن في عدد آي القرءان للمنتوري: عبد المجيد بوشبكة.
18 - تنبيه العطشان على مورد الظمآن للشوشاوي: ميلود الضعيف.
19 - الأقراط والشنوف بمعرفة الابتداء والوقوف لابن عبد السلام الفاسي: طاهر الشفوع.
20 - الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرراللوامع لابن القاضي: أحمد البوشيخي.
21 - المنهج المتدارك في شرح دالية ابن المبارك للمنجرة: العربي الخامر.
22 - ابن جرير الطبري ومنهجه في توظيف القراءات القرءانية من خلال تفسير جامع البيان: الشليخي رحمة.
23 - القراءات والتقديم والتأخير في القرءان الكريم: باب ولد أبو مدين.
24 - القراءات التي تضمنها المحتسب في ضوء فكرة الترخص: سعيد مصطفى عياش.
25 - منهج الإمام الشاطبي في القراءات: غوردو محمد.
26 - الوسيلة إلى كشف العقلية لعلم الدين السخاوي " دراسة وتحقيق ": الإدريسي الطاهري محمد.
27 - ابن عطية الأندلسي قارئا: تمام نعيمة.
28 - قراءات الصحابة رضي الله عنهم: لحدودي بنيونس.
29 - المدرسة القرآنية بالمغرب والأندلس في القرن الثامن: عزوزي حسن.
30 - إتقان الصنعة في تجويد السبعة لأبي العباس بن شعيب: صدقي الحسن.
31 - الزمخشري ومنهجه في توظيف القراءات القرآنية: مرزوق عبدالرحيم.
32 - كفاية التحصيل في شرح التفصيل لمسعود محمد جموع: السايب عبدالرحمن.
33 - فتح المنان شرح مورد الظمآن لابن عاشر: الهبطي الإدريسي عبدالسلام.
34 - الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود محمد جموع: خربوشة الطيبي.
35 - تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي " دراسة وتحقيق ": الحسن وكاك.
36 - اختلاف القراء وأثره في التفسير و استنباط الأحكام: عبد الهادي حميتو.
37 - الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى تأليف أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي (ت 1082 هـ): محمد بن علي بالوالي.
38 - قراء القرنين الرابع والخامس الهجري بالأندلس والمغرب الأقصى: العمريش الحسين.
39 - أعد عدد من طلبة وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي التي يرأسها شيخنا تحقيقا علميا لكتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري. كما أنهم يقومون بإعداد رسائل علمية في مجال القراءات القرآنية في الغرب الإسلامي.
هذا ما استطعت الوصول إليه، مع العلم أن رصيد أستاذنا أكبر من ذلك بكثير، ولعلني مستقبلا سأوفق لجمع كل الرسائل والأطاريح التي أشرف عليها ـ إن شاء الله تعالى ـ في القراءات خاصة والدراسات القرآنية. أما مساهماته في المناقشات العلمية للرسائل والأطاريح فأكثر من أن تحصى. كما أنني أثير الانتباه إلى أن أغلب الطلبة الذين أشرف شيخنا الجليل على رسائلهم وأطاريحهم هم الآن عمدة الدراسات القرآنية بالجامعة المغربية، وحجر الزاوية في كثير من المجالس العلمية المغربية، بل أصبحوا أعضاء متميزين في المجلس العلمي الأعلى، ولهم إسهاماتهم العلمية المشهود لها بالكفاءة والجدية، كما أن لهم حضورهم المتميز في كثير من الجامعات العربية والإسلامية.
وإنني متأكد أن هذا الجهد العلمي المتميز عندما يسلط عليه الضوء ـ بموضوعية وتجرد للحق والحقيقة ـ سيوضح بجلاء أحقية الشيخ التهامي الراجي الهاشمي ـ حفظه الله ـ بلقب شيخ مقارئ الديار المغربية، وما ذلك إلا اعتراف بسيط منا للمجهودات التي بذلها ولا زال لترسيخ الدرس القرائي في الدراسات الجامعية المغربية، وتمكين حملة القرآن الكريم وقرائه من تطوير أدائهم علميا والمساهمة في نشره عن طريق البحث العلمي الذي تعتبر الجامعة معقله بامتياز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/486)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[29 - 10 - 06, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[28 - 02 - 07, 10:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: طه محمد عبد الرحمن ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أشكركم على تواصلكم و تقديركم. سائلا الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(3/487)
للمشاركة: المواضيع في القرآن الكريم التي يخطأ عند قراءتها بعض الناس
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذا الموضوع سننقل المواضيع في القرآن الكريم التي يخطأ بعض الناس عن قراءتها
وقد نبهت على بعض الأخطاء بالاستماع إلى بعض القارئين جزاهم الله خيرا
وهذه الأخطاء تكون بسبب ضعف في اللغة أو في الفهم
قال تعالى
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ
بعض الناس يقرؤون بأييكم المفتون بالشدة في الياء الأولى
وهذا خطأ إذ إن الشدة في الياء الثانية
قال تعالى كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْر
بعض الناس يقرؤون {كأنه جمالات صفر} فيجعلون ألفا بعد الام
قال تعالى إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
كنت أقرأ من قبل {وازينت} بتشديد النون
ولكن ليس هناك شدة في النون
قال تعالى رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
بعض الناس يقرؤون ربما بتشديد الميم وهذا خطأ كبير
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[24 - 10 - 06, 09:47 م]ـ
قال تعالى رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
بعض الناس يقرؤون ربما بتشديد الميم وهذا خطأ كبير
هل تقصد فعلا تشديد الميم أم تشديد الباء؟
أنا سألت لأني أرى كثير من الناس يقرأونها ربّما بتشديد الباء
وآسف على المداخلة (ابتسامة)
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[24 - 10 - 06, 11:04 م]ـ
هل تقصد فعلا تشديد الميم أم تشديد الباء؟
أنا سألت لأني أرى كثير من الناس يقرأونها ربّما بتشديد الباء
وآسف على المداخلة (ابتسامة)
نعم أحسنت بارك الله فيك
أخطأت ولكني قصدت تشديد الباء
ـ[عبد البصير]ــــــــ[25 - 10 - 06, 01:54 م]ـ
قال تعالى
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ
بعض الناس يقرؤون بأييكم المفتون بالشدة في الياء الأولى
وهذا خطأ إذ إن الشدة في الياء الثانية
الياء الأولى غير منطوقة أصلاً ولهذا لم تشكل في المصحف.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 10 - 06, 02:37 م]ـ
رابط قد يفيد، كتبه الشيخ المفيد / المقرئ حفظه الله ... وهو يثري الموضوع ويزيد:
إياك والخطأ في قراءة كلام الله تعالى (أخطاء كثيرة سمعتها)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41407
ـ[السني]ــــــــ[25 - 10 - 06, 05:36 م]ـ
ومما لا حظته من أخطاء الأئمة في الصلاة أن عددًا منهم من يضم النون من كلمة الرحمن في الفاتحة هكذا (الرحمنُ الرَّحيم) وحقها الخفض، وبعضهم لايحقق الكسر فيها.
وكذلك كسر النون من كلمة (النعمة) في قوله تعالى (وذرني والمكذبين أولي النعمة) وحقها الفتح.
وكذلك الكثير من العوام لا ينطقون (بسم الله مجريها) بالإمالة.
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[25 - 10 - 06, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشديد الباء فى قوله تعالى ((ربما يودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين)) ليس خطأً كما قيل, بل قرأ بالتخفيف نافع وعاصم, وقرأ الباقون بالتشديد.
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[25 - 10 - 06, 09:58 م]ـ
قال تعالى كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْر
بعض الناس يقرؤون كأنه جمالات صفر فيجعلون ألفا بعد الام
قرأ حفص وحمزة والكسائىُّ بحذف الألف بعد اللام, وقرأ الباقى بإثبات الألف بعد اللام.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[25 - 10 - 06, 10:47 م]ـ
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ
بعض الناس يقرؤون بأييكم المفتون بالشدة في الياء الأولى
وهذا خطأ إذ إن الشدة في الياء الثانية
لا يمكن أصلا تشديد الياء الثانية، وللعلم فإن هذا هو الرسم العثماني للكلمة، وترسم بالرسم الحديث هكذا (بأيِّكم).
قال تعالى كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْر
بعض الناس يقرؤون {كأنه جمالات صفر} فيجعلون ألفا بعد الام
كلاهما قراءتان سبعيتان
قال تعالى رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ
بعض الناس يقرؤون ربما بتشديد الميم وهذا خطأ كبير
ليس خطأ كبيرا، بل قراءةً صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولغةً صحيحة عن العرب.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[25 - 10 - 06, 11:15 م]ـ
بارك الله فيمن شارك في هذا الموضوع على هذه التنبيهات المهمة
نريد المزيد من الإخوة
ـ[حسان خادم الأربعين]ــــــــ[26 - 10 - 06, 02:11 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ..
سأنقل حادثة حصلت معنا طلاب الماجستير في الحديث تبين الحاجة إلى المعرفة والعلم باختلاف القراءات والمذاهب حتى لا ينكر أحد على أحد إلا عن بصيرة ..
فبعد المحاضرة قمنا إلى الصلاة ووقف طالب ليبي إماماً في الصلاة .. وقرأ سورة اللهب " تبت " وعندما وصل إلى قوله {وامرأته حمالة الحطب} قرأها حمالةُ بالرفع والمعلوم أنها عند حفص بالنصب .. فبعض المصلين استفتح ولم يعلم أنها قراءة متواترة ..
ثم تابع الإمام وسلم عن اليمين فقط، وكل ذلك عند المالكية ..
ومرة أخرى أقام الصلاة أحد الأخوة الليبيين فقال في الإقامة " قد قامت الصلاة " مرة واحدة!!
مما أثار استغراب الطلاب .. ثم تبين أيضاً أنها في مذهب المالكية تقال مرة واحدة ..
هذا ما حدث معنا ... ولكن
ولكن ليس كل خطأ نسمعه من الناس نقول: لعله قراءة من القراءات ..... " ابتسامة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/488)
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[26 - 10 - 06, 06:41 ص]ـ
[ quote=
ولكن ليس كل خطأ نسمعه من الناس نقول: لعله قراءة من القراءات ..... " ابتسامة " [/ quote]
نعم فقد حكي لي من أخ أنه سمع الإمام كان يقول (وامرأته حمالة الخشب)!!!!!!!!!
إستغفر الله!!
وكان مصّر على هذا رغم استفتاح الإخوة عليه!!
غفر الله لنا وله
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[26 - 10 - 06, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم
قال تعالى وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
كنت أقرأ من قبل ليثبتوك بفتح الياء
وهذا خطأ إذ إن الياء مضمومة
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[02 - 11 - 06, 10:24 ص]ـ
قال تعالى {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}
كنت أقرأ من قبل {ما لم تستطع} ثم تبين لي الخطأ ولله الحمد
ـ[أبو عمار الودعاني]ــــــــ[06 - 12 - 06, 11:04 م]ـ
كتاب الشيخ جمال القرش:"زاد المقرئين" يفيد في هذا الباب
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[11 - 12 - 06, 09:43 ص]ـ
الرجاء من الاخوة عدم التسرع فى التخطئة الا بعد الالمام بأوجه الروايات والقراءات كما تفضل الاخ
أبو عبيد الله بتوضيحها حتى لا يقع لبس ونقوم برد اوجه من القرءان , فجزاه الله خيرا.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 09:50 ص]ـ
الرجاء من الاخوة عدم التسرع فى التخطئة الا بعد الالمام بأوجه الروايات والقراءات كما تفضل الاخ
أبو عبيد الله بتوضيحها حتى لا يقع لبس ونقوم برد اوجه من القرءان , فجزاه الله خيرا.
لو قيدت بقراءة حفص عن عاصم لسلمنا من هذا الإشكال حيث إن الكثير من الناس خاصة العامة منهم لا يعرفون إلا قراءة حفص
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 09:57 ص]ـ
(وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تَمُرُّ مَرَّ السحاب) من سورة النمل
يقرأها البعض (تُمَرْمِرُ) على أنها كلمة واحدة وهذا خطأ، والصواب أنهما كلمتان.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[11 - 12 - 06, 10:02 ص]ـ
(فلما خَرَّ تَبَيَّنَت الجنُّ أَن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب) من سورة سبأ
يقرأها البعض (خَرْتَبِيْنَت) على أنها كلمة واحدة وهذا خطأ، والصواب أنهما كلمتان.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[13 - 12 - 06, 12:37 م]ـ
قوله تعالى:" وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " الأحقاف 17.
أَتَعِدَانِنِي في حفص وغيره بكسر النونين.
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[14 - 12 - 06, 10:12 م]ـ
وقوله تعالى: " وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ .. " من الناس من يُخطأ فيقرأها بالخفض ويقول: " وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنِّ وَخَلَقَهُمْ .. " وهو ليس كذلك.(3/489)
تزكية النفس بما في سورة يوسف من الفرح و البؤس (الاية الثالثة)
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 10 - 06, 11:22 م]ـ
تزكية النفس بما في سورة يوسف من الفرح و البؤس (الاية الثالثة)!!
--------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
َنحْنُ ... اي الله سبحانه و تعالى و هنا اتت بصيغة الجمع للتفخيم و له وحده الكبرياء و العظمة سبحانه و تعالى ... و يجوز للانسان ان يأتي بنفس الصيغة بيد انه يقصد عون الله تعالى و و عون العبيد فيقول (نحن) و عندها تكون دلالة على العجز بيد (نحن) الله للدلالة على الكمال و الجمال ....
و القصص في القرآن فيها من العبر ما تعجز الانس و الجان عن المرور امامها و لو وقفوا اربعين لكان خيرا لهم كحال الذي يمر بين يدي المصلي ....
و هي ليست كقصص الاناجيل الاربعة ... لوقا ... و مرقس ... و يوحنا ... و متّى
فتلك من انامل البشر حيث العجز و النقص و قصصنا من الله تعالى حيث القدرة و الكمال ...
و كل القصص في القرآن هي من احسن القصص ... ليس بينها تشابه فتُذكر هنا للتسلية و هناك للترقية و اخرى لامر و نهي و هكذا ....
و من هذه القصص ما هو طويل و دونه في الطول من حيث السرد و بات بعضها يحمل مسمّى صاحب القصة كسورتنا هذه و غيرها ....
ففي سورة البقرة كانت تلك المعجزة الخالدة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) .......
و في سورة ال عمران كانت معجزة اخرى تكشف قدرة الله تعالى للعيان و انَّ ماء الرجل و المرأة ان هما الا سببان بفعل الله تعالى لهما فبه سبحانه و تعالى يكون الانجاب و الولد و به لا يكون ....
فالمسبّب هو الاصل و السبب ليس سببا بنفسه و انما للاصل فالنار سبب الاحراق فتحرق كرها او طاعة لله تعالى فصفة الاحراق مجبولة عليها و هكذا ....
فالى الزوجة العقيم .... و الى الزوج العقيم ... عليكما بالمسبّب مع السبب فان كان الاول موجودا يأتي الاخر تبعا و لكن هذا التبع بحاجة الى عمل قليل كعمل مريم مع جزع النخلة فقال تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) ......
فلا ينفع مع الجزع هزّا و لو كان الهاز من اقوى الرجال فما بالنا و الهازّ امرأة ضعيفة البنية و تعاني من مرض المخاض و لكنه الاخذ بالاسباب .....
عليك المباشرة و على الله تعالى الاتمام فاحفظ هذا فانه عزيز و هام ....
اذا قال تعالى في شأن ال عمران (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) ... الى آخر الايات.
و في سورة المائدة كانت معجزة اخرى طعام و شراب على مائدة من السماء فقال تعالى (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (112)
و اما في سورة الاعراف كان وصف اهل الجنة و اهل الاعراف فقال تعالى (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/490)
و في سورة التوبة كان الثلاثة الذي خلّفوا عن غزوة تبوك فقال تعالى (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) ...
و في سورة يونس كان قوله تعالى () فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) ...
و في سورة هود كان قوله تعالى (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) ...
و بعدها يوسف و ما نحن بصدد شرحه بحول الله و قوته ....
و في سورة النحل ذلك الخلق العجيب الذي يعمل ضمن وحيّ رب الارباب فقال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ...
ثم تأتي المعجزة التي ضل بها اقوام و اهتدى آخرين انه معجزة الاسرار ليلا جسدا و روحا يقظة لا مناما ... فقال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) ...
و تردفها معجزة اخرى معجزة اهل الكهف فكانت سورة تحمل اسم كهفهم فقال تعالى: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) ...
ثم سورة مريم و التي هي تسلية لكل زوجة تشتاق الى الولد و الى كل زوج يحنّ قلبه للولد فكانت سورة تحمل اسمها فقال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) ...
ثم ذكر الله تعالى سورة بسمّى مخلوق عجيب ذكيّ انه سورة النمل فقال تعالى (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) و لا يقلّ عنها ذكاء ذاك الهدهد فانظر رسالتنا (فلنكن كهدهد سليمان)
و بعدها سورة العنكبوت فقال جل في علاه (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) ...
ثم حديث الروم و نصرهم على المجوس فكان قوله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) ............
و عقبها لقمان مع ابنه و نصحه و ارشاده فقال تعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) ....
و قس على هذا المنوال بقية السور .....
عود على بدء:
و القصص خارج الكتاب و خصوصا تلك الاسرائليات التي تأتينا من اهل الكتاب لا تُكَذّب و لا تُردّ و لا تُؤخذ على انها وحيّ فيتوقف المسلم امامها موقف المسالم و يترك امرها الى الله تعالى و هذه من ارجح الاقوال ....
و من تأمل السنن وجد كما هائلا ممن اسلموا من اهل الكتاب ككعب و غيره اتوا باسرائليات ....
بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ ..... فهذا القصص من الوحي و يترتّب على منكرها ردة و كفر ....
وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) ... و لولا اخبارنا لك يا محمد صلى الله عليه و سلم عن قصص الاوليين لكنت من الغافلين عنها حيث يموت الخبر مع المُخبر ...
تمّت الاية الثالثة بعون الله وحده ........
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 10 - 06, 10:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,,,,,,,وجميل أن يكون هنا فى الملتقى منتدى للقران الكريم ,,,,,,,وجميل أيضا أن تفسر ايات الله الكريمة ,,,,,وما نقص العلم إلا بسبب عدم الإهتمام بكتاب الله وينسى طلبة العلم أن أساس العلم هو القران الكريم ومنه نستقى العلوم والمعارف ,,,وأساس الدين القران وأول مايبدأبه فى تعلم العلوم القران ,,,,,وليتنا نفقه اهتمام الصحابة رضوان الله عليه فى العمل بالقران أكثر من حفظه فكان الواحد منهم يحفظ الاية ويتعلمها ويعمل بها ثم ينتقل الى غيرها ,,,ونحن حفظنا كثيرا من القران وماعملنا بكل ماحفظناو همنا الكم فقط ,,,,أما هم فهمهم الكيف وليس الكم وعلموا -رضوان الله عليهم- أن المقصود بالقران العمل به ففازوا بخيرى الدنيا والاخرة ,,,,أما نحن فنسأل الله أن يرزقنا البصيرة فى دينه ويرزقنا الإهتمام بالقران وترتيله والعمل به ,,,اللهم ارزقنا تعظيم كتابك والعمل به ,,اللهم عظمه فى قلوبنا وارزقنا تلاوته اناء الليل وأطراف النهار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/491)
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 10 - 06, 10:32 م]ـ
الاية (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين)
اية عظيمة نتدبر فيها عظيم نعمة الله عزوجل بإنزال الوحى وانزال هذا القران العظيم على النبى عليه الصلاة والسلام وعلى البشرية أجمعين ,,,,,وقد كان الناس قبل أن ينزل عليهم من الغافلين الضائعين فهداهم الله عزوجل بهذا القران العظيم إلى مافيه صلاحهم فى الدنيا والاخرة ,,وهذا كله تذكير بنعمة الله عزوجل علينا جميعا وهذه النعمة تحتاج منا إلى تذكر ومن ثم تأثر ومن ثم خضوع لله واستكانة وتعظيم له فى القلوب ومن ثم يحصل التدبر فيتذكر العبد دائما نعمة الله عليه فيكون من الشاكرين
ـ[علي سليم]ــــــــ[26 - 10 - 06, 06:29 ص]ـ
بارك الله فيكم اختاه و في تعقيبكم و اجزل لكم المولى بالعطية ....
ـ[حاتم علاء]ــــــــ[26 - 10 - 06, 06:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي سليم]ــــــــ[26 - 10 - 06, 10:35 م]ـ
و اياكم جزيتم خيرا ....(3/492)
جزئيات لم يلتزم بها أصحاب المصاحف المرتلة المشهورة في الإذاعة المصرية
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 07:39 ص]ـ
جزئيات لم يلتزم بها أصحاب المصاحف المرتلة المشهورة في الإذاعة المصرية
حبا في نشر الخير والفائدة انقل لكم هذا الحوار العلمي والنقاش عن التحريرات في القراءات
تجده على هذا الرابط:
http://host.4uarab.org/~yah27/vb/showthread.php?p=59564#post59564
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[25 - 10 - 06, 11:15 م]ـ
جواب الشيخ السلمي مسدد ومحرر.(3/493)
نسمع عن شيوخ يشترطون حفظ القرآن على من يطلب منهم أن يعلموه قراءة من القراءات المتواتر
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[25 - 10 - 06, 07:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد.
نسمع عن شيوخ يشترطون حفظ القرآن على من يطلب منهم أن يعلموه قراءة من القراءات المتواترة؟ هل هذا الشرط في محله؟
ما هو رأي المشايخ الفضلاء؟
خصوصا أن البعض يفضل أن يحفظ القرآن مع الفهم؟(3/494)
التاريخ المشرّف لأبناء ليبيا في مسابقة دبي للقرآن الكريم
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 07:45 ص]ـ
قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} البقرة121
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى أهلين من الناس؛ أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) حديث صحيح أنظر صحيح الجامع الصغير
السلام عليكم ورحمة الله
نبارك لكل المسلمين وخاصة الشعب المسلم في بلدنا ليبيا الحبيبة بمناسبة فوز المتسابق الليبي عبد الحميد عبد الله عمر الغويل
كما أعلنته الصحف الإماراتية:صحيفة البيان
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1158495610285&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail
وصحيفة الخليج تقول: الليبي دائما في المقدمة
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=314787
وبهذه المناسبة العزيزة حاولت أن أجهّز لكم ملف عن التاريخ المشرف والمبارك لأبناء هذا البلد المسلم الحبيب الذي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين تقريبا ومع ذلك فقد فاز بالمرتبة الأولى في حفظ أعظم أمانة أعطاها الله للبشرية ألا وهي كتاب الله العزيز حفظه الله من كل سوء، وذلك في أربع دورات من عشرة -وهو البلد الوحيد في ذلك - ومراتب أخرى في الدورات الأخرى وذلك على مستوى المسلمين في العالم كله والبالغ عددهم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون، وأكثرها دول سكانها أضعاف سكان ليبيا، ولكن عندما بدأت هذه المسابقة المنصفة والعادلة في دبي بلجان تحكيم عادلة ومتنوعة استطاع الليبيون بفضل من الله العلي الأعلى أن يكونوا في مقدمة أمة الإسلام في حفظ أغلى ما ميزها الله به عن الأمم، فلله الحمد وحده الذي أظهر الصادقين ورفع ذكرهم في العالمين بحفظهم لكتابه العظيم
والآن نشرع في البيان
فاز المتسابقون الليبيون بالمراتب الأولى في جائزة دبي للقرآن الكريم كالآتي
1 - الدورة الأولى فاز الليبي طارق عبدالله مفتاح أحميد بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/*******/view/22/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
2 - الدورة الثانية فاز الليبي
خالد محمود الصديق قراب بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/*******/view/23/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
3 - الدورةالثامنة فاز الليبي محمد علي فضل بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/*******/view/53/79/lang,arabic/ وتسمعون قراءته الطيبة في قراءات اليوم السابع أسفل الصفحة
4 - الدورة العاشرة الحالية فاز الليبي عبد الحميد عبد الله عمر الغويل بالمرتبة الأولى
http://www.quran.gov.ae/*******/view/147/37/lang,arabic/
وقراءته موجودة في الرابط التالي في يوم 14 رمضان ولكن الصوت لا يعمل عندي فأرجو تنبيه المسؤولين لمن يستطيع
http://www.weyak.ae/channels/islamiat/quran_award_2006.php
وأما المراتب الأخرى كالآتي:
1 - الدورة السابعة فاز الليبي وليد علي محمد النائحي بالمرتبة الثانية
http://www.quran.gov.ae/*******/view/54/79/lang,arabic/ وكان يستحق المرتبة الأولى لولا خطأ ارتباك في سورة النبأ ولكن للأسف التسجيل الموجود أسفل الصفحة لا يعمل عندي فمن استطاع أن يحصل عليه فالينشره
2 - الدورة الثالثة فاز الليبي يوسف محمد الناجح بالمرتبة الخامسة
http://www.quran.gov.ae/*******/view/34/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل للأسف
3 - الدورةالتاسعة فاز الليبي أحمد ناجي الرحال بالمرتبة السادسة
http://www.quran.gov.ae/*******/view/88/79/lang,arabic/ وتسمعون قراءته الطيبة في قراءات اليوم الحادي عشر أسفل الصفحة
4 - الدورة الرابعة إبراهيم محمد كشيدان بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/*******/view/57/79/lang,arabic/ لا يوجد تسجيل
5 - الدورة الخامسة اسماعيل محمد أمحمد عبدالمجيد بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/*******/view/56/79/lang,arabic/ ولا يوجد تسجيل
6 - الدورة السادسة ابوبكر بلال الأمين الحيوني بدون ترتيب
http://www.quran.gov.ae/*******/view/55/79/lang,arabic/ للأسف التسجيل الموجود أسفل الصفحة لا يعمل عندي فمن استطاع أن يحصل عليه فالينشره
وأخيرا لا يسعني إلا أطلب من كل من قرأ هذا الخبر ودخل السرور إلى قلبه أن يدعو الله من قلبه: اللهم يا منزل الفرقان ويا حافظ القرآن اللهم احفظ المسلمين في ليبيا كما حفظوا كتابك العزيز، اللهم فرّج بالقرآن الكريم همومهم وغمومهم، اللهم انزل عليهم رحمتك وارزقهم من الطيبات، اللهم اجعلهم عاملين بكتابك العظيم ونوّر به قلوبهم وبلادهم، وتجاوز به عن سيئاتهم، اللهم اجعلهم من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك يا أرحم الراحمين.
ملاحظات:
1 - أرجو من كل الإخوة نشر هذه البشرى بالبريد وفي كافة المنتديات، ومن كان عنده معلومات مفيدة عن هؤلاء المتسابقين أو عن حفظ القرآن في ليبيا فله الحق في الإضافة والتعديل
2 - أطلب من كل أخ ليبي في داخل ليبيا أو خارجها (ممن يصلون بالناس في دول العالم) ويستطيع الوصول لهؤلاء القراء خاصة أو أي قارئ ليبي أن يقوم بتوثيق قراءته وتسجيلها ونشرها على الشبكة العالمية حتى نتمكن من انشاء موقع موثق للحفاظ الليبين بأصواتهم التي شهد لها العالم كله بالإتقان والصحة، وأنتم ترون كثيرا من القراء المنتشرة تسجيلاتهم على الشبكة بشكل كبير وهم أقل بمراحل من هؤلاء الحفاظ الليبين فهم أجدر أن تنشر قرائتهم
والدال على الخير كفاعله
وجزاكم الله خيرا
أخوكم أبو عبد الله
منقول .....(3/495)
سؤال في التجويد
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - 10 - 06, 01:02 م]ـ
قرأت في كتاب في التجويد هذه العبارة:
[فصلٌ
في هاء الضمير
اعلم أنَّ القُرَّاءَ يصِلون الهاءَ إذا كان ما قبلها:
1ــ متحرِّكاً، نحو:
{لَهُ}، و {بِهِ}، {بِها}.
وحقيقة الصلة: زيادةُ واوٍ أو ياءٍ أو ألِفٍ.
2ــ و إن كان ما قبلها ساكناً لا يوصَلُ، نحو:
{عليهِ}، و {فيهِ}، و {منْهُ}، و ما أشبه ذلمك.
ــ إلاَّ ابن كثير، فإنَّه يصل في ذلك كلِّه.
ــ و يوافقُه حفصٌ في سورة الفرقان في قوله تعالى: {ويْخلُد فيهِ مُهانا} فقط.
ــ و لا يصلُ حفصٌ في:
{يرضَهُ لكم}، و {يتَّقْهِ}.
ــ و أمَّا: {نولِّهِ}، و {يُؤَدِّهِ}، و {}، و {نُصلِهِ}،
فإنَّ حفصاً يصِلُها جميعاً.] انتهى.
و الكلمة التي بعد {يُؤدِّه} مطموسة، فما هي أيها المشائخ الكرام لا حرمكم الله الأجر.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[25 - 10 - 06, 08:32 م]ـ
الكلمة هي {نؤته}
قال الشاطبي:
وسكن يؤده مع نوله ونصله ونؤته منها فاعتبر صافيا حلا
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[25 - 10 - 06, 09:09 م]ـ
شيخنا أبا الجود، بارك الله فيك، و جزاك عني كل خير، و كل عام و أنتم بخير و عافية.(3/496)
تنبيه هام لمستخدمي برنامج القرآن الكريم في الجوال!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تنبيه هام لمستخدمي برنامج القرآن الكريم!!
نأمل من جميع الإخوة المستخدمين للقرآن الموجود في الجوال التأكد من صحة الآيه 90 ((سورة النساء))
فإذا ثبت الخطأ يُرجى مسح النسخة وإستبدالها بنسخة أخرى.
في البرنامج مكتوب (يقاتلونكم)
والصحيح:
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن
يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً
الرجاء نشر هذا التنبيه .. بارك الله بكم .. وأتمنى من الله أن يُستطاع إيصال هذا التنبيه للجهة التي قامت بإنتاج هذه النسخه لتقوم بتصحيحه
اللي يريد آخر نسخة من البرنامج 0.96 مع دليل بحث عن أي كلمة يضغط على الرابط التالي وكمان صحيح ولا يوجد به الخلل المذكور سابقا
http://www.cyberdudez.com/palm/PocketQuranS60.zip
تفضلوا بقبول احترامي
منقوووووووووووول ...............
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[01 - 11 - 06, 12:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[04 - 11 - 06, 06:44 م]ـ
وخيرا جزاك وبارك الله فيك ...
ـ[أبو ميسان]ــــــــ[10 - 11 - 06, 08:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 11 - 06, 09:10 م]ـ
وخيرا جزاك وبارك الله فيك ..
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[20 - 11 - 06, 01:37 ص]ـ
الذي صمم هذا المصحف هو الدكتور جلال المهتدي وهو يستقبل أي ملاحظات على المصحف عبر بريده الالكتروني
Jalal@cyberdudez.com(3/497)
هل قولنا قراءة حفص؛قولٌ خاطئ؟؟
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[25 - 10 - 06, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بينما أتناقش مع بعض الأخوة فى قول المولى عز وجل "يأيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة فأغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم ..... " المائدة فقلت:" أرجلَكم " فقال لى:قد وردت فى قراءة حمزة بالكسر أيضاً،فقلت: أنا أقصد قراءة حفص التى بين أيدينا، فقال: ليس لحفص قراءة،فقلت: حفص عن عاصم،فقولنا:حديث ابن عمر أو أبن عباس،انما نعنى به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المسميات للأحايث بأسماء رواتها أمر معروف عند أهل العلم، فقال: أن القراءات تختلف.
أرجو من حضراتكم توضيح ما ورد فى هذا الحوار من اشكالات وبارك الله فيكم وجزاكم عنى خير الجزاء
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[25 - 10 - 06, 08:15 م]ـ
الصواب أن يُقال: رواية حفص لقراءة عاصم، أو رواية حفص عن عاصم، أو قراءة عاصم برواية حفص، أو ما أشبه ذلك من العبارات، فالقراءة قراءة عاصم، ويروي عنه حفص وشعبة، ولعل الإخوة يزيدون الأمر توضيحًا بارك الله فيكم ..
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[25 - 10 - 06, 08:33 م]ـ
هناك فرق أخي الكريم بين القراءة والرواية، وإليك بيان ذلك على عجل:
القراءة: هي كيفية أداء كلمات القرآن وحروفه. علم القراءات: هو علم يعنى بكيقية أداء كلمات القرآن الكريم واختلافها معزُواً إلى ناقله كما قال ابن الجزري رحمه الله.
الرواية: هي ما ينسب للراوي عن الإمام القارئ، مثل رواية قالون عن نافع، وحفص عن عاصم.
الطريق: هو ما ينسب للآخذ من الراوي وإن نزل، مثل طريق الأزرق عن ورش، أو الأصبهاني عن ورش، أو عبيد بن الصباح عن حفص، ومثل طريق الشاطبية والدرة المضية، وطريق طيبة النشر. .
فيقال مثلاً: قراءة نافع برواية ورش طريق الأزرق. أو طريق الشاطبية.
وهناك سبع من القراءات متواترة توفرة فيها شروط القراءة التي اعتبرها العلماء، ولتي حددها ابن الجزري رحمه الله في قوله:
وكل ما وفق وجه نحو*****وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح إسنادا هو القرآن****فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت****شذوذه لو أنه في السبعة
وهذه القراءات السبع هي:
1 - قراءة الإمام نافع المدني. رواها عنه عيسى بن مينا: (قالون)، عثمان بن سعيد المصري: (وَرش).
2 - قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي: رواها عنه أحمد بن عبد الله بن أبي بزة (البزي) محمد بن عبد الرحمن المكي (قنبل).
3 - قراءة الإمام أبي عمرو بن العلاء البصري: رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصالح بن زياد الرستبي (السوسي).
4 - قراءة الإمام عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي: رواها عنه: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان.
5 - قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي: رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوفي (شعبة)، حفص بن سليمان الغاضري.
6 - قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي: رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار، وخلاد بن خالد.
7 - قراءة الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي: رواها عنه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي، وحفص بن عمر الدوري رواي أبي عمر البصري.
وهناك ثلاث قراءات لم تبلغ مرتبة السبع وهي متممة العشر وهي:
8 - قراءة الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني: رواها عنه عيسى بن وردان أبو الحارث الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.
9 - قراءة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري: رواها عنه محمد بن المتوكل (رُوَيْس)، ورَوْح بن عبد المؤمن.
10 - قراءة الإمام خلف بن هشام البزار الكوفي: رواها عنه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد.
وهناك أربع قراءات سميت بالشاذة وهي مكملة الأربعة عشر:
11 - قراءة ابن محيصن: محمد بن عبد الرحمن المكي.
12 - قراءة يحيى اليزيدي: أبو محمد بن المبارك البصري.
13 - قراءة الحسن البصري.
14 - قراءة سليمان بن مهران الأعمش.
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[25 - 10 - 06, 10:25 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما عنى كل خير
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[25 - 10 - 06, 10:38 م]ـ
أبا عبد الله ...
من جهة الاصطلاح؛ لا يسمى حفص قارئا، بل هو راو.
لكن من جهة اللغة؛ فهو قارئ ولا إشكال في ذلك.
وللفائدة فقد قرأ بالخفض شعبة (أبو بكر) عن عاصم أيضا.(3/498)
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية 4 \
ـ[علي سليم]ــــــــ[26 - 10 - 06, 06:32 ص]ـ
تَزْكِيَةُ النَفْسِ بِمَا فِي سُورَةِ ((يُوسُف)) مِنَ الفَرَحِ وَ البُؤسِ \الاية 4 \
--------------------------------------------------------------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
} يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {
} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اما بعد:
كلما اقتربنا من شواطئ سورة يوسف كلما وجدنا البؤس و الحزن و تبدأ رحلة الحزن هذه برؤيا ظاهرها العلوّ و الرفعة و باطنها ملك ووزارة ....
و كان حذر الوالد لهذه الرؤيا في غاية الحذر بحيث اعتمد عليها و اتكأ على عصا الصبر الجميل ....
و من هنا بدأت الحكاية المأساوية الحزينة و لتكن سلوى كل مصاب مُبعد عن ارضه ووطنه و اهله ...
و من هنا بدأت الرفعة و التمكين فالعبد لله و الارض لله فيختارسبحانه من يشاء على من يشاء و لمن شاء سبحانه في علاه ...
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
قال الولد لوالده ... و الولد سرّ ابيه ... فهو له اب و صديق و معين, و نِعم الابناء كمثل يوسف و نِعم الاباء كمثل يعقوب ....
فليس هناك حاجزا يمنع الولد ان يحدّث والده بما رآه ليلا او بما ارتكبه نهارا ... كما انه لا حاجز امام الوالد ان يسمع و يرعى نطق ولده .... فلتكن التربية كهذه و الا فلا تربية!!!!
فعندما كان الاباء بمثابة الجبابرة و الملوك و الابناء بمهانة الخدم و العبيد كانت الاسرار تدبّ خارج البيوت و تعود باملاء السّفيه ...
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ .... و الذين قالوا لاباءهم في القرآن نبيّان اثنان و شتان بين القولين و المقول له ....
اولاهما هذه ((إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ... ))
و الاخرى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) ...
الولد ينصح ابيه و الاب في تيه و ضلال بيد يوسف يطلب النصح من ابيه هذا اولا ....
(يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
يكرر لفظة يا أَبَتِ ليُذَكّره بحق الابوة و عطف البنوة و علم النبوة و لكن لا حياة لمن مات قلبه ...
(يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) لم يعرف اليأس صلوات ربي و سلامه عليه, لم يُخرجه صمّ ابيه عن تكرار دعوته و توجيه سيرته .....
(يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
لم ينتفع القلب الميّت عندما تُقارعه بالحجة و تبيان العلم, كما انه لا ينفعه عندما تبيّن له عدوّه و مكان قراره, و كذلك لا ينفعه الحنان و العطف و لو كانا في اعلى مقامهما!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(3/499)